Tvzleon 3//تفزليون ٣

Page 1

‫الـعـدد الــثــالـث\مارســــ ‪2015‬‬

‫‪The Third Issue/March 2015‬‬


02


03


‫‪04‬‬

‫اليوم هو األول من أكتوبر عام ‪ ،2000‬والدولة تستعد إلحتفاالتها القومية ‪ ،‬واليزال الرقم ‪ 2000‬وإن كان قد بدأ‬ ‫إستعماله منذ تسعة أشهر إال أنه اليزال غريبا ً على األسماع‪ ،‬فقد تعودنا على ‪ 1900‬وكذا على مدى مئة عام انتهت في‬ ‫أول عام ‪ .2000‬حتى أن اإلستمارات الرسمية والمكاتبات التزال تحمل الرقم ‪ 1900‬بالرغم من اإلعالم المستمر منذ أكثر‬ ‫من عام واإلحتفاالت الصاخبة التي انتشرت في أنحاء العالم لإلحتفال بإنتهاء أعوام ‪ 1900‬وقدوم عام ‪.2000‬‬


‫‪05‬‬ ‫لقد استعد العالم كله لهذه المناسبة الكبيرة بالعديد‬ ‫من اإلنجازات التكنولوجية والتي كان من أهمها توقف‬ ‫استعمال البنزين كوقود للسيارات‪ ،‬األمر الذي أحدث‬ ‫تحوال ً جذريا ً في صناعة السيارات في العالم مع انتشار‬ ‫صناعة الوقود الجديد الذي اليترك أثرا ً يلوث البيئة‪ .‬ومع‬ ‫ذلك ال تزال السيارات تتدفق في القاهرة الكبرى تنشر‬ ‫هذه السموم‪ .‬بعد أن إنخفضت نسبة استيراد السيارات‬ ‫الجديدة من الخارج بدرجة كبيرة‪ ،‬لعدم توفر الوقود‬ ‫الجديد في مصر ‪ ..‬األمر الذي أضاف أعباء كبيرة على‬ ‫أصحاب السيارات التي بدأت تتفاقم حتى أصبح إصالح‬ ‫السيارات الخاصة ضرورة يومية‪ .‬وهو ما أدى إلى زيادة‬ ‫انتشار الورش الصغيرة بشكل كبير في كل مكان حتى‬ ‫بدأ أصحاب البوتيكات يحولون محالهم إلى ورش إلصالح‬ ‫السيارات‪ ،‬وذلك بالرغم من الدعوات المستمرة التي أطلقها‬ ‫محافظ القاهرة على مدى الخمسين عاما ً السابقة‪ ،‬منذ‬ ‫عام ‪ ،1952‬بضرورة تطهير القاهرة من هذه الورش في‬ ‫مجمعات صناعية خارج القاهرة‪ ،‬والتي كان من نتائجها‬ ‫بناء عدد من ورش اإلصالح في صحراء مدينة نصر منذ‬ ‫عشر سنوات‪ ،‬ما لبثت أن أغلقت أبوابها بسبب سوء حالة‬ ‫الطرق الموصلة إليها‪ ،‬حتى أصبح إصالح السيارة يحتاج‬ ‫إلى إعادة بعد عودتها إلى القاهرة بسبب سوء حالة هذه‬ ‫الطرق‪ .‬وهناك اقتراح تدرسه الجهات المعنية في محافظة‬ ‫القاهرة يهدف إلى بناء مستوطنات إلصالح السيارات تتوفر‬ ‫فيها مناطق الورش بجوار مناطق اإلسكان والخدمات‬ ‫مع توفير وسائل النقل السريع إليها على شبكة سليمة‬ ‫من الطرق على نمط المستوطنات الجديدة التي زارها‬ ‫المسئولون في المحافظة منذ أكثر من خمسة عشر عاما ً‬ ‫في مدينة أنقرة بتركيا‪ .‬في أثناء انعقاد المؤتمر الثالث‬ ‫لمنظمة العواصم والمدن اإلسالمية في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة فقد بدأت آثار تلوث البيئة بسبب عادم‬ ‫السيارات تظهر بصورة خطيرة على الهياكل اإلنشائية‬ ‫للمباني التي تقع على جوانب الكباري العلوية‪ ،‬التي‬ ‫أصبحت تغطي معظم التقاطعات الرئيسية في القاهرة‬ ‫الكبرى‪ .‬وهناك إقتراح باإلستعانة بخبراء البيئة‪ ،‬اليونانيين‬ ‫الذين عملوا على انقاذ معبد األكروبوليس الذي يقع على‬ ‫هضبة عالية وسط أثينا بعد بداية تحمل مواد بنائه من أثر‬ ‫تلوث البيئة في العاصمة اليونانية منذ عشر سنوات‪ ،‬وإن‬ ‫كانت نسبة هذا التلوث تقل عن نصف نسبة التلوث في‬ ‫القاهرة اآلن عام ‪ .2000‬وقد صحب ظاهرة تأثر الهياكل‬ ‫اإلنشائية للمباني على جوانب الكباري العلوية بهذه‬ ‫الظاهرة‪ ،‬ارتفاعا ً في أزمة اإلسكان حيث بدأ معظم سكان‬ ‫هذه المباني في هجرتها إلى خارج المدينة‪ ،‬وصحبت ذلك‬ ‫بالتبعية هجرة األنشطة اإلدارية والتجارية التي انتشرت‬ ‫بعد ذلك عشوائية خارج العاصمة بطريقة تشبه اإلسكان‬

‫العشوائي الذي كان يعالج بالمعونة األمريكية منذ أكثر من‬ ‫خمسة عشر عاما ً في مناطق حلوان وعين شمس‪.‬‬ ‫ونتيجة لهجرة معظم األنشطة التجارية واإلدارية‬ ‫والمالية والسكنية‪ ،‬بدأ مثلث وسط القاهرة يعاني من‬ ‫هبوط إقتصادي ملحوظ بعد أن تفاقمت فيه مشاكل التلوث‬ ‫والمرور وانتظار السيارات والنقل والتفريغ‪ ،‬وبالتبعية‬ ‫بدأت الجراجات المتعددة الطوابق التي أقامتها محافظة‬ ‫القاهرة في أواخر القرن الماضي في منطقة الوسط تعاني‬ ‫من هذه الظاهرة‪ .‬وهناك تفكير في إعادة استعمال بعض‬ ‫أدوارها كأسواق مجمعة لموازنة الهبوط التجاري الذي‬ ‫أصاب هذه المنطقة‪ .‬وبهذه المناسبة تقوم محافظة القاهرة‬ ‫بدراسة إنشاء كوبري أعلى شارع رمسيس يوازي كوبري‬ ‫‪ 6‬أكتوبر أعلى شارع الجالء‪ ،‬ويمتد في اتجاه واحد مخترقا ً‬ ‫ميدان رمسيس ثم شارع رمسيس حتى ميدان العباسية‬ ‫وذلك بعد أن تم انشاء الكوبري العلوي في االتجاه اآلخر‬ ‫اعلى مترو مصر الجديدة حتى محطة كوبري الليمون‬ ‫مخترقا ً ميدان رمسيس حتى بداية كوبري ‪ 6‬أكتوبر العابر‬ ‫للنيل‪ .‬وهناك إقتراح آخر بمد الكوبري المقترح عبر ميدان‬ ‫التحرير أعلى شارع القصر العيني حتى مجرى العيون‪.‬‬ ‫ونظرا ً للضغط المروري الرهيب على طريق صالح سالم‪،‬‬ ‫فهناك اقتراح بإزالة الكباري العلوية على طوله من مصر‬ ‫القديمة حتى مطار القاهرة الجديد‪ ،‬وإنشاء طريق علوي‬ ‫بطول هذه المسافة‪ ،‬وبذلك تصبح القاهرة الكبرى أكبر‬ ‫مدينة في العالم تتمتع بالطرق العلوية والكباري‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فقد فطنت هيئة اآلثار إلى اآلقار‬ ‫الوخيمة لتلوث البيئة على المباني األثرية التي بدأت‬ ‫حالتها تتدهور بعد المجهودات الكبيرة التي بذلتها‬ ‫الهيئة منذ خمسة عشر عاما ً وأنفقت فيها الكثير من‬ ‫الجهد والمال‪ ،‬وبدأ التفكير في نقل المسجد القائم عند‬ ‫تقاطع شارع األزهر بشارع بورسعيد إلى مكان آخر بعد‬ ‫أن وصلت حالته إلى درجة كبيرة من التدهور‪ ،‬ولم يعد‬ ‫صالحا ً ألداء الصالة فيه‪ ،‬وربما تستعمل هيئة اآلثار مادة‬ ‫حديثة من البالستيك لتغطية المباني األثرية‪ ،‬وهى مادة‬ ‫تم إكتشافها وتجربتها في إيطاليا في نهاية السبعينات‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة أصدرت محافظة القاهرة بعد االتفاق مع‬ ‫هيئة اآلثار أمرا ً بعدم تسيير المركبات الثقيلة في منطقة‬ ‫الجمالية‪ ،‬حيث تتركز معظم اآلثار اإلسالمية‪ ،‬وطلبت هيئة‬ ‫اآلثار إعادة رصف الطرق الداخلية لهذه المنطقة بأحجار‬ ‫البازلت وترك قنوات لصرف مياه األمطار والموضح في‬ ‫محاور هذه الطرقات على نمط رصف الطرق القديمة في‬ ‫أوربا‪ .‬ولكن الصعوبة التزال قائمة بسبب عدم اإلنتهاء من‬ ‫شبكة المجاري في هذه المنطقة والتي بدأ التفكير فيها‬ ‫منذ أكثر من عشرين عاماً‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن إنشاء الهيئة‬ ‫العامة لتطوير القاهرة القديمة سوف يساعد على اإلرتقاء‬


‫بهذه المناطق‪ ،‬إذ يجرى اآلن إعداد الهيكل اإلداري والتنظيمي‬ ‫والمالي لهذه الهيئة التي بدأ التفكير في إنشائها منذ عشرين‬ ‫عاما ً من الدراسات اإلدارية والتنظيمية‪ ،‬وقد عاون البنك‬ ‫الدولي في هذا المجال إلى أن أصبح قيام هذه الهيئة ضرورة‬ ‫ملحة‪ ،‬وقد يعرض أمر إنشائها على مجلس الوزراء قريبا ً‬ ‫حتى تبدأ أعمالها في إطار الخطة الخمسية (‪.)2005\2000‬‬ ‫وهناك اقتراح بأن تحتل الهيئة الجديدة لتطوير القاهرة‬ ‫القديمة مبنى إدارة جامعة األزهر‪ ،‬وذلك في ضوء المشروع‬ ‫الجديد الذي اقترحه أحد المكاتب االستشارية األجنبية المتداد‬ ‫جامعة األزهر على المنطقة الجنوبية للجامع األزهر بعد‬ ‫نزع ملكية منطقة الباطنية بأكملها واحالل الفضيلة محل‬ ‫الرزيلة في هذه المنطقة الكبيرة التي استمرت أكثر من قرن‬ ‫مرتعا ً لتجار المخدرات دون أن يتخذ في أمرها قرار‪.‬‬ ‫وفي نفس اإلتجاه‪ ،‬اقترح المكتب االستشاري األجنبي‬ ‫اسلوبا ً جديدا ً لتفريغ العاصمة من المنشآت االقتصادية‬ ‫والخدمية بعد نقل وزارات التعمير والتخطيط والصناعة‬ ‫إلى مدينة السادات‪ ،‬فاقترح نقل وزارات التموين والتجارة‬ ‫والزراعة إلى مدينة العاشر من رمضان‪ ،‬ووزارات الصحة‬ ‫والتأمينات والقوى العاملة إلى مدينة ‪ 15‬مايو‪ ،‬وأضاف‬ ‫في اقتراحه نقل جامعة عين شمس من العباسية إلى مدينة‬ ‫العبور التي بدأ العمل فيها منذ عشر سنوات بإنشاء شبكات‬ ‫الطرق والمرافق العامة مع بعض المنشآت المتفرقة من‬ ‫مباني اإلدارة والخدمات‪ ،‬ويعلن قريبا ً عن فتح باب الحجز‬ ‫في المجاورة السكنية األولى في مدينة العبور على طول‬ ‫الطريق الصحراوي الموصل بين القاهرة وبلبيس والتي‬ ‫تعتبر امتدادا ً طبيعيا ً لمدينة السالم التي أنشئت منذ عشرين‬

‫عاما ً شمال مدينة المرج‪ .‬أما منشآت جامعة عين شمس‬ ‫الحالية‪ ،‬فهناك اقتراح من قبل وزارة الثقافة لتحويل مبنى‬ ‫اإلدارة والحدائق المحيطة به إلى مركز ثقافي يحتوي على‬ ‫متحف ألثار اسرة محمد علي‪ .‬أما باقي الكليات فتتحول إلى‬ ‫مدارس للتعليم األساسي والثانوي والفني‪ ،‬يسد النقص في‬ ‫المنشآت التعليمية لمنطقة الوايلي والعباسية والقبة‪.‬‬ ‫وعن الجانب الغربي للقاهرة‪ ،‬امتد شارع ‪ 26‬يوليه‬ ‫ليعبر مدينة المهندسين حتى الطريق الصحراوي الواصل‬ ‫بين القاهرة واالسكندرية‪ .‬ويعاد النظر حاليا ً في تخطيط‬ ‫المنطقة بين هذا الطريق شماال ً حتى طريق الهرم جنوبا ً‬ ‫كمنطقة ساحية‪ ،‬وبهذا الشكل تبدأ المناطق المبنية للقاهرة‬ ‫الكبرى تطل على طريق القاهرة ‪ -‬االسكندرية الصحراوي‬ ‫غرباً‪ .‬كما تمتد على طريق القاهرة ‪ -‬السويس شرقا ً حتى‬ ‫الكيلو ‪ 50‬لتلتحم جديا ً بمدينة بدر التي بدأت تظهر بعض‬ ‫منشآتها على هذا الطريق‪ .‬هذا باإلضافة الى الزحف العمراني‬ ‫على األراضي الزراعية في محافظة القليوبية بشمال ترعة‬ ‫اإلسماعيلية وشبرا‪ ،‬ويصل تعداد القاهرة الكبرى بذلك‬ ‫اآلن وفي عام ‪ 2000‬إلى حوالي ‪ 18.5‬مليون نسمة وليس‬ ‫‪ 16‬مليونا ً كما جاء في الدراسات التخطيطية التي وضعها‬ ‫الخبراء األجانب في أوائل الثمانينات منذ عشرين عاماً‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة‪ ،‬تقوم الجهات المسئولة باإلتفاق مع‬ ‫مجموعة من المكاتب اإلستشارية األلمانية إلعادة تقييم‬ ‫المخطط العام للقاهرة الكبرى الذي وضعه الفرنسيون منذ‬ ‫سبعة عشر عاما ً وتحديدا ً عام ‪ .1983‬وتشير الدراسات األولية‬ ‫للمجموعة اإلستشارية األلمانية إلى أن امتداد مترو األنفاق في‬ ‫اإلتجاه الجنوبي الشمالي للقاهرة قد ساعد على امتداد المدينة‬ ‫أكثر شماال ً بعد مدينة المرج‪ .‬وتحاول المجموعة األلمانية‬ ‫توجيه امتداد مترو األنفاق شماال ً في المناطق الصحراوية‬ ‫مارا ً بمدينة السالم ثم مدينة العبور حتى يصل إلى مدينة‬ ‫العاشر من رمضان‪ .‬وتعترض الدراسات األولية للمجموعة‬ ‫األلمانية على المقترحات الفرنسية بمد شبكة مترو األنفاق‬ ‫في اإلتجاه المتعامد على العاصمة من شرقها إلى غربها‬ ‫تحت مجرى نهر النيل‪ ،‬وذلك لعدة اعتبارات فنية توصلت‬ ‫إليها المجموعة من تقييمها للمرحلة األولى من مشروع مترو‬ ‫األنفاق سواء من ناحية التشغيل أو الصيانة أو المساهمة‬ ‫في حل مشاكل المرور في منطقة وسط المدينة‪ .‬وتقترح‬ ‫المجموعة األلمانية إنشاء حزام من خطوط المترو فوق األرض‬ ‫حول القاهرة تتفرع منها عند محطات متعددة خطوط تصل‬ ‫السويس شرقا ً ومدينة العاشر من رمضان شماال ً و‪ 15‬مايو‬ ‫جنوبا ً و‪ 6‬أكتوبر والفيوم غرباً‪ ،‬وهو مشروع طموح ربما‬ ‫تساهم فيه مجموعة الدول األوروبية والبنك الدولي واليابان‪،‬‬ ‫ويتم كهربة هذه الخطوط من شبكة كهرباء الضغط العالي‬ ‫بعد تنفذ مشروع منخفض القطارة الذي بدأ الخبراء األلمان‬ ‫‪06‬‬


‫يضعون مواصفاته لطرحه في مناقصة عالمية‪.‬‬ ‫أما على الجانب اإلداري للعاصمة فيقترح خبراء البنك‬ ‫الدولي الذين يعملون حاليا ً في مشروع التنمية العمرانية في‬ ‫القاهرة منذ خمسة عشر عاما ً ‪ ..‬ضرورة ضم محافظة القاهرة‬ ‫ومدينة الجيزة وشبرا الخيمة في كيان اداري واحد‪ ،‬بتأسيس‬ ‫المجلس التنفيذي للقاهرة الكبرى برئاسة نائب رئيس‬ ‫مجلس الوزراء إلقليم القاهرة الكبرى ويضم سبعة وزراء‬ ‫لشئون البلدية والصحة والتعليم والنقل والمواصالت واألمن‬ ‫والتخطيط المحلي والتموين‪ ،‬وذلك على ضوء الدراسات األولية‬ ‫التي تقدر عدد سكان القاهرة الكبرى بعد خمسة وعشرين‬ ‫عاما ً من اآلن أي عام ‪ 2025‬بحوالي ‪ 28‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫ونظرا لالمتداد العمراني الكبير التي شاهدته القاهرة‬ ‫الكبرى حتى اآلن في عام ‪ 2000‬وعلى مدى عشرين عاما… فقد‬ ‫أصبح من المتعذر تشغيل مطار القاهرة الدولي الذي أنشأته‬ ‫الشركات الفرنسية والذي أصبح داخل الرقعة العمرانية‬ ‫للعاصمة‪ .‬فمع التطور الذي طرأ على صناعة الطيران في‬ ‫العالم واستعمال أنواع جديدة من الوقود األمر الذي أدى إلى‬ ‫استعمال طائرات أصغر حجما وأخف حمال وأكبر سرعة مما‬ ‫يزيد من معدل الرحالت في النقل الجوي وما يثيره ذلك من‬ ‫مشاكل مرورية في األجواء العليا فقد قامت بعض الشركات‬ ‫االستشارية اليابانية في إعداد دراسة أولية عن مستقبل‬ ‫الطيران في مصر وتوزيع شبكة المطارات الدولية والمحلية‬ ‫فيها بحيث تبدأ المرحلة األولى منها بإنشاء مطار دولي‬ ‫قرب مدينة بدر على طريق القاهرة السويس وآخر قرب‬ ‫الكيلو ‪ 45‬على طريق القاهرة اإلسكندرية مع توفير رحالت‬ ‫منتظمة للتاكسي الطائر بين المطارين وذلك باإلضافة إلى‬ ‫المطارات المحلية مثل مطار بلطيم ليخدم شمال الدلتا بعد‬ ‫تنفيذ كورنيش البحر األبيض بين دمياط ورشيد‪.‬‬ ‫ومع الزيادة السكانية للقاهرة الكبرى وعدم وجود‬ ‫مناطق خضراء داخل التجمع السكاني الكبير لخلخلة الرقعة‬ ‫البنائية‪ .‬يعد خبراء الدفاع الوطني دراسة هامة عن خطط‬ ‫الدفاع لهذا البحر الممتد من العمران البشري األمر الذي‬ ‫يستدعي تفريع مناطق شاسعة في قلب المدينة خاصة في‬ ‫مناطق المدافن التي أصبحت داخل الرقعة العمرانية للمدينة‬ ‫وتحويلها إلى مناطق خضراء وإنشاء أحزمة أمان حول‬ ‫األحياء السكنية وتقوم وزارة الرياضة‪ -‬وهي وزارة جديدة‬ ‫أنشأت بعد الدورة األوليمبية الرابعة والعشرين التي أقيمت‬ ‫في سيول عاصمة كوريا الجنوبية عام ‪ -1988‬تقوم هذه‬ ‫الوزارة باالستفادة من هذه الدراسات وذلك إلنشاء مناطق‬ ‫رياضية في أحزمة األمان حول األحياء السكنية مما سوف‬ ‫يساعد على تنمية هذه المناطق واستثمارها االستثمار‬ ‫األمثل األمر الذي قد يغير من وجه القاهرة تغييرا واضحا‬ ‫عام ‪ .2025‬وقد أبدت بعض الدول ومنها كوريا واليابان‬ ‫‪07‬‬

‫واستراليا‪ -‬التي تستعد ألولمبياد عام ‪ -2004‬أبدت هذه الدول‬ ‫استعدادها للمساهمة في تصميم وتنفيذ المنشآت الرياضية‬ ‫الجديدة في أحزمة األمان حول أحياء القاهرة الكبرى‪.‬‬ ‫وفي مجال النقل العام بالقاهرة الكبرى أبدت بعض‬ ‫الشركات اليابانية لوزارة النقل والمواصالت استعدادها لتحويل‬ ‫مركبات قطاع النقل العام لتسير بالموتورات الكهربائية كما‬ ‫هو مطبق حاليا في معظم بالد العالم بدال من الموتورات‬ ‫الحالية التي تعمل بالبنزين وتتولى الوزارة دراسة الجدوى‬ ‫االقتصادية لهذا االقتراح بدال من استيراد مركبات جديدة لتحل‬ ‫محل أسطول النقل العام في القاهرة الكبرى‪ .‬هذا وقد استبعد‬ ‫االقتراح المقدم الستعمال المركبات ذات الدورين لزيادة‬ ‫كفاءة النقل في القاهرة الكبرى نظرا لكثرة الكباري والطرق‬ ‫العلوية التي تغطي معظم أنحاء المدينة األمر الذي ال يتناسب‬ ‫مع تصميم المركبات ذات الدورين باإلضافة إلى ما تحتاجه‬ ‫هذه المركبات من نظام خاص للصيانة والتشغيل‪ ،‬وقد تقدمت‬ ‫بعض الشركات اليوغسالفية بنموذج جديد لمركبات النقل‬ ‫العام بالقاهرة تشبه إلى حد كبير عربات الترام المكشوف‬ ‫الذي كان مستعمال في القاهرة منذ أكثر من ‪ 50‬عاما من‬ ‫اآلن أي في نهاية األربعينيات وهي مركبات مكشوفة الجوانب‬ ‫وتتكون من صفوف متراصة من المقاعد الخشبية وهو نموذج‬ ‫يتناسب مع البيئة المحلية واالستعمال العام وأكثر كفاءة من‬ ‫ناحية التشغيل والصيانة وإن كان له متاعب في التحصيل وهو‬ ‫ما يحتاج إلى تنظيم خاص لحركة الصعود والنزول‪.‬‬ ‫ونظرا لما تعانيه القاهرة الكبرى من مشاكل صحية في‬ ‫المرافق العامة نظرا للزيادة المستمرة في منسوب المياه‬ ‫الجوفية فقد بدأت وزارة الشئون البلدية للقاهرة الكبرى التي‬ ‫أنشأت لتضم هيئات المياه والصرف الصحي والطرق والكهرباء‬ ‫بدأت دراسة توفير المرافق العامة للتجمعات السكنية الجديدة‬ ‫خاصة التي انتشرت على جوانب طرق القاهرة ‪ -‬السويس‪،‬‬ ‫والقاهرة ‪-‬اإلسماعيلية‪ ،‬والقاهرة ‪ -‬الفيوم‪ ،‬وذلك باستعمال‬ ‫النظم األمريكية الحديثة التي ال تعتمد على الشبكات العامة‬ ‫وهي نظم تخصص فيها وحدة مرافق لكل مجموعة سكنية‬ ‫تقوم بتوفير المياه الجوفية وتجميع الصرف الصحي ومعالجته‬ ‫كيماويا وكهربائيا وإعادة استعمال مخلفاته في زراعة الحدائق‬ ‫ونظافة الشوارع‪ .‬هذا في الوقت الذي تعد فيه وزارة الشئون‬ ‫البلدية المحلية لوائح صحية جديدة تحدد فيه ضرورة استعمال‬ ‫ماكينات القمامة الحديثة التي توفرها البلدية لكل وحدة سكنية‬ ‫وهي ماكينات تقوم بتجفيف المخلفات المنزلية وضغطها في‬ ‫قوالب جافة يسهل تخزينها ثم تجميعها بالوسائل الجديدة‬ ‫وقد تقدمت بعض شركات االستثمار األمريكية بعروض‬ ‫إلنشاء مصانع ألجهزة القمامة المنزلية ينتج منها حوالي‬ ‫نصف مليون وحدة سنويا هذا ويبدأ تركيب هذه الوحدات‬ ‫في مناطق مصر الجديدة وجاردن سيتي والزمالك ومدينة‬ ‫نصر والمعادي والمهندسين والدقي على أن يستمر استعمال‬


‫‪08‬‬ ‫األسلوب التقليدي القائم في جمع القمامة بالسيارات الخفيفة‬ ‫التي بدأ تشغيلها عام ‪ 1994‬بدال من العربات التي تجرها‬ ‫الحمير وذلك في األحياء األخرى من القاهرة الكبرى‪.‬‬ ‫وفي مجال آخر تدرس وزارة التموين المحلية التي أنشأت‬ ‫للقاهرة الكبرى نظرا لعدم كفاية المجمعات االستهالكية‬ ‫اقتراحا لبعض الشركات الصينية بتسيير عربات خاصة‬ ‫لنقل المواد الغذائية المركزة أو المغلفة والمقننة في بطاقات‬ ‫التموين لتوزيعها على مستحقيها في مساكنهم كل أسبوع‪،‬‬ ‫وذلك باستعمال نظام النقط في البونات التموينية التي يحصل‬ ‫عليها المواطنون شهريا‪ ،‬وهي عربات تشبه إلى حد كبير‬ ‫السيارات التي كانت تحمل صناديق زجاجات المياه الغازية‬ ‫حتى نهاية القرن الماضي ويمكن استبدال صناديق التموين‬ ‫الفارغة بغيرها مملوءة وهي من البالستيك األحمر واألخضر تبعا‬ ‫لنوعية التموين المدعم أو النصف مدعم‪ .‬وهو نظام تم تطبيقه‬ ‫في عديد من المدن الكبرى في الصين ودول جنوب شرق آسيا‪.‬‬ ‫وقد يؤدي هذا النظام خالل عشر سنوات وحتى عام ‪ 2010‬إلى‬ ‫اختفاء عربات اليد ومحالت الخضار والجزارة وبعض محالت‬ ‫البقالة والمخابز والمجمعات االستهالكية التي قد تتحول إلى‬ ‫مخازن ومراكز تحميل لسيارات التموين كما حدث في العديد‬ ‫من دول أوروبا الشرقية‪ .‬ومع ذلك ال تزال وزارة التموين‬ ‫المحلية تدرس إمكانية نقل سوق الجملة من السبتية إلى عدد‬ ‫من أسواق الجملة على الحزام الخارجي للقاهرة الكبرى يجري‬ ‫اآلن إعدادها بالتعاون مع مؤسسة أسواق الجملة بالنمسا‪.‬‬ ‫هذا وتظهر في جريدة القاهرة اليومية التي بدأ صدورها‬ ‫في يناير عام ‪ 1999‬اإلرشادات اليومية عن استعمال المياه‬ ‫والكهرباء في ضوء المقتنيات المخصصة يوميا لألحياء‬ ‫المختلفة للقاهرة الكبرى بعد أن زاد معدل االستهالك منها‬ ‫عن المعدل العالمي‪ ،‬بحيث تخصص لكل حي األيام الخاصة‬ ‫بالغسيل أو االستحمام أو تشغيل موتورات رفع المياه إلى‬ ‫الخزانات العليا‪ .‬كما تظهر منها مواعيد مرور عربات التموين‬ ‫في الشوارع المختلفة ومواعيد تحصيل استهالك المياه‬ ‫والكهرباء والتليفونات وذلك باستعمال نظام النقط في البونات‬ ‫التي يحصل عليها المواطنون من اإلدارات المختصة‪ .‬وقد‬ ‫أصبح نشر هذه اإلرشادات الزما لبرامج اإلذاعة والتليفزيون‬ ‫بقنواته األربعة بعد إضافة قناة خاصة باإلرشادات اإلدارية‬ ‫والصحية والتموينية المعمول بها في أجهزة الحكومة‬ ‫المحلية‪ ،‬واإلرشادات الفنية في التشغيل والصيانة والتجديد‬ ‫وهي برامج بدأت تنتشر في الدول اآلسيوية واألفريقية‪ ،‬وقناة‬ ‫أخرى لمحو األمية بعد صدور القرارات الجديدة بعدم سفر‬ ‫العمال المصريين إلى الخارج إال بعد اجتيازهم للمرحلتين‬ ‫األولى والثانية من برنامج محو األمية وعدم تشغيل العمالة‬ ‫في الداخل إال بعد اجتيازهم للمرحلة األولى من هذا البرنامج‬ ‫وذلك باإلضافة إلى برنامج اإلرشادات الخاصة بسلوكيات‬

‫العمال في الخارج والزى المناسب لهم وذلك بعد القرارات‬ ‫األخيرة التي اتخذتها بعض دول جنوب أوروبا وبعض‬ ‫الدول المستوردة للعمالة المصرية بعدم السماح بدخول‬ ‫العمال إال بزي خاص توافق عليه هذه الدول األمر الذي‬ ‫زاد من أعباء مصانع المالبس الجاهزة للعمال‪.‬‬ ‫ومع التقدم الملحوظ في نظم التحكم في حركة المرور‬ ‫في مدن العالم وانتشار استعمال األجهزة األتوماتيكية‬ ‫واإلشعاعية في هذا المجال األمر الذي أدى إلى اختفاء رجل‬ ‫المرور من معظم دول العالم إال أن حالة المرور بالقاهرة لم‬ ‫تتغير كثيرا منذ استكمال تشغيل خريجي الجامعة لتنظيم‬ ‫حركة المرور في القاهرة الكبرى بدال من عساكر المرور منذ‬ ‫بداية عام ‪ 1997‬والذي صحبه تغيير في زي رجل المرور‬ ‫والشرطي والذي أصبح يتكون من بنطلون أزرق فاتح‬ ‫وقميص لبني بكم طويل شتاء وبنصف كم صيفا مع كاب‬ ‫وحذاء أسود شتا ًء وكاب أبيض وحذاء أبيض صيفا وذلك مثل‬ ‫الصورة التي كان عليها شرطي المرور في اليونان وإيطاليا‬ ‫وسويسرا في األربعينيات من القرن الماضي والذي تحولت‬ ‫مالبسهم اآلن في عام ‪ 2000‬ليحملوا األجهزة الالسلكية مع‬ ‫أجهزة االنطالق الرأسي واألفقي مثل الرجل الطائر الذي‬ ‫ظهر في حفل افتتاح أولومبياد لوس أنجلوس منذ تسعة‬ ‫عشرة عاما في أمريكا‪ .‬ومع تفاقم حركة المرور في القاهرة‬ ‫الكبرى وما تسبب عنه من زيادة في أعداد السيارات القديمة‬ ‫التي أنتجت قبل عام ‪ 1996‬عندما بدأ التحول في استعمال‬ ‫الوقود الجديد للسيارات بدأت تظهر في شوارع القاهرة‬ ‫ببعض السيارات الكهربائية اليابانية الصغيرة التي تجري‬ ‫على ثالث عجالت مثل سيارة مستر شميث التي أنتجتها‬ ‫ألمانيا في الخمسينيات من القرن الماضي وإن كان هذا‬ ‫النوع من السيارات ال يزال مرتفع الثمن وقليل السرعة نسبيا‬ ‫إال أن الدولة في صدد إصدار قانون بخفض الجمارك عليها‬ ‫إلى ‪ %25‬من ثمنها حتى يمكنها أن تنافس السيارات األخرى‬ ‫وتحل محلها مستقبال وهو ما يتناسب مع حالة الطرق‬ ‫وسعتها في القاهرة الكبرى‪ .‬هذا وتعيد وزارة الصناعة‬ ‫النظر في مشروع إنتاج السيارة المصرية والذي بدأته منذ‬ ‫خمسة عشرة عاما أي عام ‪ 1985‬وتعثر إنتاجه عام ‪1995‬‬ ‫عندما تحولت صناعة السيارات في أوروبا وأمريكا واليابان‬ ‫إلى إنتاج النوعيات الجديدة التي تستعمل الوقود الجديد‬ ‫بعد أن حدد اتحاد صناعة السيارات الدولي عام ‪ 1996‬في‬ ‫القرن الماضي موعدا الستعمال السيارات الجديدة وإبطال‬ ‫استعمال السيارات القديمة التي ال تزال تسير في شوارع‬ ‫القاهرة الكبرى‪ .‬وتسعى مراكز البحوث التكنولوجية‬ ‫المصرية حاليا للبحث عن البدائل المناسبة للمستقبل‬ ‫العلمي في مصر بعد كل هذه التحوالت التكنولوجية الكبيرة‬ ‫التي شملت كافة أنحاء العالم مع بداية عام ‪.2000‬‬


‫‪09‬‬ ‫ال تزال مشكلة اإلسكان في القاهرة الكبرى تطفو على‬ ‫معظم المشاكل اآلن في عام ‪ 2000‬فقد ازدادت مناطق اإلسكان‬ ‫العشوائي بدرجة كبيرة حول القاهرة وعجزت عنها أجهزة‬ ‫التنظيم وشرطة المباني‪ .‬وهذا اختراع جديد ظهر في نهاية‬ ‫القرن الماضي‪ .‬كما احتدمت مشكلة األيدي العاملة ومواد البناء‬ ‫إلى درجة أن بعض المناطق في مدينة نصر خاصة المنطقة‬ ‫العاشرة منها لم تصلها المرافق حتى اآلن في عام ‪ 2000‬وبعد‬ ‫ما يقرب من عشرين عاما من تخطيطها‪ ..‬وبالمثل المناطق‬ ‫‪ 15،14،13،12،11‬الممتدة جنوب طريق القاهرة السويس‬ ‫الصحراوي‪ .‬هذا وقد تقدمت العديد من الشركات اليوغسالفية‬ ‫والتركية والتونسية واللبنانية بعروض إلى وزارة اإلسكان لبناء‬ ‫آالف الوحدات السكنية المصنعة من مواد خرسانية وحوائط من‬ ‫الصوف الزجاجي المقوى‪ ،‬وهي مادة بدأت تنتشر في صناعة‬ ‫البناء في أوروبا وأمريكا في نهاية القرن الماضي مع الهياكل‬ ‫الحديدية كما عرضت بعض الشركات الفرنسية واإلنجليزية‬ ‫على الوزارة أسلوبا جديدا في التعمير يهدف إلى إنشاء‬ ‫الوحدات السكنية من الهياكل الحديدية والحوائط الخارجية‬ ‫فقط من الصوف الزجاجي مع التمديدات الرئيسية‪ .‬وتسلم‬ ‫الوحدات السكنية ألصحابها بالبيع نصف جاهزة كفراغ كبير‬ ‫دون تقسيم داخلي‪ .‬وبذلك توفر الشركات ما يقرب من ‪%50‬‬ ‫من االستثمارات األساسية في تكاليف اإلنشاء وتترك الوحدات‬ ‫النصف جاهزة بعد ذلك ألصحابها الستكمالها بمعرفتهم‬ ‫وبجهودهم الذاتية من مدخراتهم وفي فترات عطالتهم على‬ ‫أن تبيع لهم الشركات نفسها التجهيزات الداخلية الالزمة‬ ‫وذلك في مجمعات استهالكية للبناء تبني على أطراف األحياء‬ ‫السكنية يستطيع الساكن أن يجد فيها حمام القدم أو الحوض‬ ‫أو التمديدات الكهربائية التي يمكنه تركيبها بسهولة ومعظمها‬ ‫من البالستيك‪ ،‬كما يجد فيها الحوائط الجاهزة الذي يستطيع‬ ‫أن يقسم بها الفراغ الكبير الذي تسلمه إلى حجرات أومطابخ‬ ‫بتوجيهات بسيطة من الشركة القائمة على المشروع و غير‬ ‫ذلك من مواد التشطيب و تهدف هذه الشركات األجنبية أيضا‬ ‫إلى تطبيق هذا النظام على اإلسكان القديم بصورة تنظيمية‬ ‫وفنية أخرى‪ ..‬األمر الذي يفتح لها أسواقا كبيرة لتصريف‬ ‫منتجاتها عندما يبدأ المشروع وتثبت جدارته التنفيذية‬ ‫فتقوم هذه الشركات بتصنيع التجهيزات الداخلية في مصر‬ ‫برأس مال مشترك‪ ..‬وقد انتشر هذا األسلوب في بعض الدول‬ ‫الغربية عندما بدأ الشباب يطالب بعدم التقيد باألنماط العقيمة‬ ‫والمتكررة النماذج من الوحدات السكنية المصنعة‪ .‬وأن يترك‬ ‫له الحرية في تشكيل عشه الداخلي باألسلوب الذي يناسبه وقد‬ ‫قامت شركة الهابيتات اإلنجليزية بتبني هذا االتجاه منذ سبع‬ ‫سنوات أي عام ‪ 1993‬وانتشرت الفكرة في مشروعات إسكان‬ ‫الشباب في العالم‪ .‬هذا وتقوم محافظة اإلسماعيلية حاليا‬ ‫باالتفاق مع إحدى هذه الشركات لبناء القرى والمدن السياحية‬ ‫شرق البحيرات المرة باستعمال الطابع األندلسي أو التونسي‬ ‫في العمارة السياحية وهو طابع انتشر منذ قرن في المدن‬

‫الساحلية للبحر األبيض المتوسط وفي أمريكا الجنوبية‪.‬‬ ‫وفي هذا المجال تساهم القوات المسلحة بمجهود كبير‬ ‫بعد أن أنشأت فيها جهاز خاص بمشروعات اإلسكان الكبرى‬ ‫كانت قد بدأت بهذه التجارب حول منطقة االستاد بمدينة نصر‬ ‫وشمال المطار الدولي وتستمر التجربة اآلن في مدينة العبور‬ ‫وعلى األراضي الممتدة غرب وشمال طريق القاهرة اإلسماعيلية‬ ‫الصحراوي وعلى جانبي طريق مصر اإلسكندرية الصحراوي‪.‬‬ ‫وفي هذه االتجاهات بدأت تظهر المجمعات التجارية الكبيرة التي‬ ‫يغطي الواحد منها مساحة حوالي عشرة أفدنة تجد فيها األسرة‬ ‫كل احتياجاتها من اإلبرة حتى السيارة وحولها مواقف شاسعة‬ ‫للسيارات وهي تقطع قرب مواقع محطات المترو المقترحة‬ ‫من قبل الشركات األلمانية لتصل القاهرة بمدينة السالم مارا‬ ‫بمدينة العبور التي التحمت اآلن كحي من أحياء القاهرة أو تصل‬ ‫القاهرة بمدينة ‪ 6‬أكتوبر غربا ونظرا لوجود معظم المنشئات‬ ‫العسكرية اآلن داخل الرقعة السكنية للقاهرة الكبرى فقد بدأ‬ ‫التفكير اآلن في إنشاء مدن عسكرية خارج القاهرة وعلى أبعاد‬ ‫كبيرة منها حتى ال تتكرر الصورة مرة أخرى عام ‪ 2025‬وتمتد‬ ‫القاهرة لتبتلع ما حولها من منشآت عسكرية كانت أو صناعية‬ ‫كما يظهر اآلن على صورتها الحالية في عام ‪.2000‬‬ ‫هذه هي صورة القاهرة الكبرى اآلن في عام ‪ 2000‬لم‬ ‫نتعرض فيها إلى التحوالت السياسية أو التطورات االقتصادية‬ ‫واالجتماعية التي طرأت على المجتمع فيها كما لم نتعرض‬ ‫إلى القيم الحضارية التي طرأت على اإلنسان المصري‬ ‫الذي دخل القرن الحادي والعشرين منذ تسعة أشهر‪..‬‬ ‫ودخل بذلك عالما جديدا بكل األبعاد‪..‬إذا كانت هذه هي‬ ‫صورة القاهرة الكبرى اآلن في أكتوبر عام ‪ 2000‬فيا ترى‬ ‫كيف تكون صورة القاهرة العظمـى عام ‪2050‬؟!‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد الباقي إبراهيم‬ ‫‪ 3‬سبتمبر ‪1985‬‬ ‫األهرام اإلقتصـادي‬


10


11


12


13


14


15


16


17


18


‫البرنس‬ ‫اسمه «رمضان محمد شاكر» من‬ ‫مواليد حي الرشابية (البعض يقول‬ ‫حلوان)‪ ،‬توىف عن عمر يناهز الـ ‪35‬‬ ‫مع زوجته وأوالده محمد وسلمى‪ ،‬إثر‬ ‫حادث سري ج ّراء انقالب سيارتهم‪ .‬هذه‬ ‫كل املعلومات املتوفرة واملؤكدة عىل األقل‬ ‫عن «رمضان الربنس»‪ ،‬واح ٌد من أساطني‬ ‫الطرب الشعبي وأبنائه املنسيني‪.‬‬ ‫حينما ينزوي للظل «عدوية» مجربًا‬ ‫بعد الحادث الغامض الذي كاد يودي‬ ‫بحياته‪ ،‬يكون وقتها «حسن األسمر» قد‬ ‫بدأ يف الرتبّع عىل عرش الغناء الشعبي‪.‬‬ ‫تتخ ّ‬ ‫طفه السينما واملرسح والتليفزيون‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فراغا خ ّلفه غياب األستاذ‬ ‫يشغل التلميذ‬ ‫ً‬ ‫طرقا وعرة ومسالك‬ ‫ال ّذي عبّد ملن بعده‬ ‫كانت من قبله مرهونة باشرتاطات‬ ‫ثقافية أملتها الطبقة الوسطى يف مرحلة‬ ‫صعودها املواكبة لحركة يوليو ‪.52‬‬ ‫لم يكن «رمضان الربنس» بعيدًا عن‬ ‫كل هذا‪ .‬بدأ صيته يذاع بنهاية الثمانينات‬ ‫األمر الذي حدث مع «األسمر» العام ‪،83‬‬ ‫لكن بقى «الربنس» محصو ًرا يف عالم‬ ‫الطبقات الشعبية فقط‪ ،‬واختارت امليديا‬ ‫برضبتها العشوائية رجلها الجديد‪.‬‬ ‫ذلك الغبن الذي طال «الربنس» لم‬ ‫يكن فقط يف مدى ذيوع صيته مقارنة‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫بـ «عدوية» و «األسمر»‪ ،‬وإنما‬ ‫يف الباقي من سريته‪ .‬ليست هناك أية‬ ‫مصادر تشري إىل مسريته من قريب أو‬ ‫بعيد‪ ،‬واملتوفر من مصادر تتعارض‬ ‫فيما بينها‪ ،‬وليس أق ّل هذه التضاربات‬ ‫‪19‬‬

‫ما أشيع بشأن تدبري حادث وفاته إذ ت ّم‬ ‫إعطاب سلك الفرامل الخاص بسيّارته‪ ،‬ما‬ ‫تسبب يف فقدانه السيطرة عليها ومن ث ّم‬ ‫انقالبها ووفاته هو وأفراد أرسته‪.‬‬ ‫يف صوت «الربنس» نربة اهتزازية‬ ‫مدهشة‪ ،‬كأن الكلمة ا ُملغنّاة تتكرر أكثر‬ ‫من مرة يف ذات الوقت‪ .‬ال أتحدث هنا عن‬ ‫تقنيات خارجية إنما عن منحة صوتية كأنها‬ ‫طبقات فوق بعضها لذات الكلمة‪ .‬وهو‬ ‫يغنّي «عودي»‪ ،‬واحدة من أجمل أغنياته‪،‬‬ ‫وهو يصيح بشجن‪ ،‬بصوت مرشوخ ودافئ‬ ‫معً ا‪ :‬عوووودي‪ ،‬عووووودي ال معنى‬ ‫لوجودي‪ .‬عودي الثانية غري األوىل‪ ،‬يف الثانية‬ ‫هناك حركة أشبه بحركة املوج‪ ،‬بني الواو‬ ‫األوىل والثانية ما يشبه حركة تهويد طفل‬ ‫يمينًا ويسا ًرا‪.‬ثم هناك لعب عىل املعاني‬ ‫املتنوعة للمفردة الواحدة أشبه بمربعات‬ ‫شعر الواو‪ .‬عودي األساسية بمعنى‬ ‫ارجعي‪ ،‬ثم «عودي» اآللة املوسيقية‪ ،‬وأخريًا‬ ‫«عودي» بمعنى ظهري‪ /‬جسدي‪.‬‬ ‫يف األغنية ذاتها ما يحفظ للمتن الثقايف‬ ‫الرسمي تأففه من اهتمامنا بهكذا فن‪.‬‬ ‫يغنّي «رمضان الربنس» مقطعً ا يقول فيه‪:‬‬ ‫«خِ صلة من ضفريتك» بكرسة تحت الخاء‬ ‫وليس بضمّ ها‪ .‬الهامش الشعبوي يقول‬ ‫«خِ صلة»‪ ،‬الهامش الشعبوي رشٌ فاجتنبوه‪،‬‬ ‫هكذا تخربنا الثقافة الرسمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هامشا‬ ‫املتن الثقايف كان يرى «عدوية»‬ ‫يمثّل حالة انحطاط يف الذوق وتدنّي يف‬ ‫املوسيقى‪ ،‬بالتايل لن يعنيه بحال النظر‬ ‫ملثل «رمضان الربنس»‪ .‬اآلن فقط نعيد‬

‫تقييم أذواقنا التي تمت حياكتها عىل‬ ‫«باترون» مُع ّد ً‬ ‫سلفا‪ .‬املؤسسة الرسمية كان‬ ‫ّ‬ ‫خاصتها غري «الشعبي» الخاص‬ ‫«الشعبي»‬ ‫بأوالد البلد‪ .‬الشعبي لديها هو الفولكلور‬ ‫الذي تقدّمه فرق الدولة بأدا ٍء مُغرق يف‬ ‫هزليته واغرتابه‪ ،‬والشعبي لدى هذا الشعب‬ ‫كان ما ّ‬ ‫يمسهم ويؤ ّرقهم بلغتهم وطريقتهم‬ ‫يف الحوار والسلوك‪« .‬رمضان الربنس» كان‬ ‫واحدًا من هؤالء الشعبيني الذين تحر ّكوا‬ ‫بقوة دفع بعيدة عن حسابات املؤسسة‪،‬‬ ‫مثلما كان أستاذه «عدوية»‪ .‬يف وسط كل‬ ‫هذه املحارصة املؤسسية املش ّكلة للذوق‬ ‫العام‪ ،‬كان صوته القادم من كاسيت الجريان‬ ‫يخرتق روحي بعذوبته املليئة بالشجن‬ ‫ا ُملبكي‪ .‬وكانت أغانيه «عودي» و «ارجعي»‬ ‫و «التلميذ واألستاذ» تحديدًا‪ -‬األخرية‬ ‫كأنما كانت تلبية لحال تدهور املدارس يف‬ ‫التسعينات‪ -‬التي يديرها ابن الجريان أكثر‬ ‫من مرة تنفلت من حكمي التافه آن ذاك الذي‬ ‫ً‬ ‫إسفافا وانحطا ً‬ ‫طا‪.‬‬ ‫يرى يف مثل هذا الطرب‬ ‫أصدر «الربنس» ‪ 13‬ألبومً ا وفيديو كليب‬ ‫وحيد هي مجمل مشواره الفني الذي بدأه‬ ‫بعد منتصف الثمانينات بقليل‪.‬‬ ‫من بعد يوليو ‪ 52‬وهذه الدولة تتأرجح‬ ‫عىل حبْيل الدين والثقافة‪ .‬مشايخها زينة‬ ‫للديكور الشعبي‪ ،‬ومثقفيها زينة للديكور‬ ‫الطبقي والنخبوي‪ ،‬ويبدو اآلن أننا بحاجة‬ ‫أكثر الكتشاف من كانوا أو هم عىل هامش‬ ‫هؤالء وأؤلئك من مسبّبي البهجة والفرح‪،‬‬ ‫من أجل أنفسنا ً‬ ‫أول قبل أن يكون ذلك من‬ ‫أجل االحتفاء بهم وتخليد ذكراهم‪.‬‬ ‫محمود عاطف ‪ -‬موقع ُ‬ ‫(قل)‬ ‫مـــارس ‪2014‬‬


20


21


22


23


24


25


26


27


‫‪28‬‬

‫ليس هناك من شك يف أن ما اصطلح عىل تسميته أزمة الخليج قد أثار‬ ‫مشكالت متعددة يف النطاق العربي وعىل املستوى الدويل عىل السواء‪.‬‬ ‫ولعل أبرز هذه املشكالت ظهور عجز النظام العربي ليس عن احتواء‬ ‫األزمة وحلها فقط‪ ،‬ولكن أهم من ذلك عن منع حدوثها‪ ،‬ثم ظهورها‬ ‫وتفاقمها إىل هذا الحد الذي نشهده‪ ،‬والذي يهدد كيان الوطن العربي‬ ‫ذاته‪ .‬ومن ناحية ثانية تظهر أمامنا قضية بالغة األهمية هي بروز‬ ‫ما يطلق عليه «النظام العاملي الجديد» وتأثريه الحاسم عىل التطورات‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية يف الوطن العربي‪.‬‬ ‫إذا كنا هنا لن نستطيع اإلحاطة بكل املشكالت التي يثريها النظام العربي‬ ‫من ناحية‪ ،‬والنظام العاملي الجديد من ناحية أخرى‪ ،‬فإننا سنركز عىل أبرز‬ ‫اإلشكاليات‪ ،‬لكي نحاول ربطها بموضوع بحثنا عن الديمقراطية باعتبارها‬ ‫أحد املكونات األساسية يف النظام العربي الجديد‪ ،‬الذي تعالت أصوات‬ ‫املفكرين والباحثني برضورة صياغته بعد انتهاء أزمة الخليج‪.‬‬ ‫أتت أزمة الخليج‪ -‬ولعلها ليست محض مصادفة‪ -‬يف مرحلة تاريخية‬ ‫تتسم بسقوط األساطري السياسية عىل املستوى العاملي‪ .‬ومما ال شك فيه أن‬ ‫عام ‪ 1989‬سيعد يف املستقبل إحدى العالمات الفاصلة يف التاريخ العاملي‪.‬‬ ‫ففي هذا العام سقطت أسطورة سياسية كربى مفادها أن الشمولية كنظام‬ ‫سيايس أفضل من الليربالية وأكثر منها كفاءة يف تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬ويف‬ ‫تطبيق الديمقراطية‪ .‬ولعل ما حدث من تطورات مذهلة يف االتحاد السوفييتي‪،‬‬ ‫منذ أن أعلن الرئيس جورباتشوف سياسته املعروفة بالربيسرتويكا‪ ،‬وتكشف‬ ‫حقيقة األوضاع االقتصادية املرتدية‪ ،‬والتي وصلت إىل حد املجاعة‪ ،‬وتدفق‬ ‫املساعدات من الدول الرأسمالية لكي تساعد الشعب السوفييتي عىل الصمود‬ ‫يف فصل الشتاء‪ ،‬لهو أبلغ دليل عىل أن الشعب السوفييتي‪ -‬ومن ورائه شعوب‬ ‫البالد االشرتاكية يف أوربا‪ -‬قد عاش يف ظل أسطورة سياسية كربى أكثر من‬ ‫سبعني عاما منذ اندالع ثورة أكتوبر االشرتاكية يف االتحاد السوفييتي‪.‬‬ ‫وعرب كل هذه العقود‪ ،‬قدم الشعب السوفييتي املقهور باسم الثورة‪،‬‬ ‫واالشرتاكية‪ ،‬ماليني البرش‪ ،‬راحوا ضحايا القمع املبارش والقهر الوحيش‪،‬‬ ‫يف ظل معادلة زائفة مفادها العدالة االجتماعية يف مقابل التنازل عن‬ ‫الحريات الديمقراطية‪ ،‬التي وصفت بأنها حريات بورجوازية ثم ثبت أن‬ ‫هذا النظام الشمويل لم يستطع حتى إشباع الحاجات األساسية لجماهري‬ ‫الشعب‪ ،‬التي حرمت باإلضافة لذلك من التمتع بالحريات األساسية‪.‬‬ ‫عالقة سقوط الشمولية يف البالد الشيوعية بالنظام ‪ -‬العربي‬ ‫إن تتبع نشأة النظام العربي يكشف عن التأثر الشديد بالعديد من‬ ‫األفكار التي سادت يف البالد االشرتاكية‪ ،‬وقد ترجم هذا التأثر عن نفسه يف‬

‫تبني سياسات محددة أدت إىل الوضع الراهن الذي نعيشه يف الوطن العربي‪،‬‬ ‫ونعني عىل وجه التحديد سيادة النظم السلطوية‪ ،‬التي قضت عىل املجتمع‬ ‫املدني بمؤسساته‪ ،‬وذلك باسم الثورة واالشرتاكية والوحدة‪ .‬لقد عشنا منذ عهد‬ ‫االستقالل العربي يف أوائل الخمسينيات يف ظل ثالث أساطري سياسية‪.‬‬ ‫األسطورة األوىل هي‪ :‬الثورة بغري ديمقراطية‪.‬‬ ‫واألسطورة الثانية هي‪ :‬االشرتاكية بغري مشاركة شعبية‪.‬‬ ‫واألسطورة الثالثة هي‪ :‬إمكان تحقيق الوحدة العربية باستخدام القوة‪.‬‬ ‫ثورة‪ ..‬وال ديمقراطية‬ ‫إن مصطلح الثورة الذي أرسفت االنقالبات العسكرية العربية يف‬ ‫استخدامه‪ ،‬قام يف التطبيق عىل أساس استبعاد الجماهري الشعبية‪ ،‬وانفراد‬ ‫مجموعة صغرية من الضباط االنقالبيني بالحكم‪ ،‬وتأسيس نظم سياسية‬ ‫سلطوية قامت عىل أساس القمع‪ ،‬ومحو التعددية السياسية‪ ،‬وتدمري‬ ‫الحريات العامة‪ ،‬وبعبارة مخترصة‪ ،‬قامت هذه النظم عىل أساس محو‬ ‫املجتمع املدني بمؤسساته الفاعلة‪ ،‬كاألحزاب السياسية‪ ،‬والنقابات املهنية‬ ‫والعمالية وإخضاعها مبارشة للسلطة السياسية‪ ،‬والقضاء عىل استقالل‬ ‫املؤسسات الثقافية‪ ،‬ومحو دولة القانون‪ ،‬وتأسيس الدولة البوليسية‪ ،‬لن‬ ‫نستطيع الدخول يف تفصيالت التطور السيايس للبالد التي شهدت هذه‬ ‫االنقالبات العسكرية‪ ،‬أو الثورات كما جرى الخطاب السيايس عىل تسميتها‪،‬‬ ‫ولكن ما يجمعها جميعا بالرغم من بعض الخالفات الجزئية‪ ،‬أنها وبال‬ ‫استثناء قامت عىل أساس االنفراد بالسلطة‪ ،‬ونفي التعددية السياسية‬ ‫والفكرية يف ظل هيمنة تنظيم سيايس واحد‪ ،‬يدعي املعرفة املطلقة بالحقيقة‬ ‫السياسية ويحتكرها‪ ،‬وال يقبل عىل وجه اإلطالق أي معارضة لسياساته‪،‬‬ ‫حتى لو أدت إىل الهزيمة العسكرية عىل يد أعداء األمة العربية‪.‬‬ ‫قامت هذه «الثورات» إذن‪ ،‬رافعة شعار تحديث املجتمع‪ .‬وانغمست‬ ‫يف تطبيق سياسات تصنيعية وزراعية‪ ،‬كان القرار يتخذ بشأنها من‬ ‫قبل نخبة بريوقراطة وتكنوقراطية‪ ،‬ال تخضع يف ممارسة سلطاتها إىل‬ ‫أي نوع من أنواع الرقابة الشعبية‪ ،‬وبالرغم من بعض اإلنجازات التي‬ ‫تم تحقيقها يف هذه املجاالت‪ ،‬فيمكن القول إن مئات املاليني قد أهدرت‬ ‫نتيجة تبني سياسات لم تخضع للنقاش العام‪ ،‬ولم يتح للجماهري فرصة‬


‫‪29‬‬ ‫محاسبة املسئولني عنها‪ .‬غري أنه أهم من ذلك كله‪ ،‬أن التنمية كشعار‬ ‫رفعته هذه « الثورات» كانت تعني تطبيق بعض السياسات يف سياق‬ ‫تمحى فيه تماما شخصية األفراد‪ ،‬الذين تم تحويلهم ببساطة من مواطنني‬ ‫«إىل رعايا» يتقبلون من السلطة السياسية السلطوية الغاشمة املنح بني‬ ‫الحني والحني‪ ،‬ويخضعون للقهر العنيف يف جميع األحيان‪.‬‬ ‫ثم طورت بعض هذه الثورات من برامجها‪ ،‬وانتقلت من مرحلة‬ ‫«الثورة» إىل مرحلة تطبيق االشرتاكية‪ ،‬غري أنها كانت اشرتاكية بغري‬ ‫مشاركة شعبية‪ ،‬وكانت هذه هي األسطورة الثانية‪ ،‬التي تحطمت عىل‬ ‫صخرة الواقع‪ .‬وهل كان من املمكن أن تطبق أيديولوجية سياسية هي‬ ‫االشرتاكية تنادي بتحرير اإلنسان من االستغالل االقتصادي ومن القهر‬ ‫السيايس‪ ،‬يف ظل سلطوية غاشمة تقوم عىل أساس تحكم أجهزة املخابرات‬ ‫يف مقدرات البرش؟ لقد انتهت كل هذه األنظمة االشرتاكية املزعومة يف‬ ‫الوقت الراهن إىل أنظمة تطبق نوعا من الرأسمالية الفجة يف ضوء سياسة‬ ‫االنفتاح االقتصادي‪ ،‬وضاعت الشعارات االشرتاكية واندثرت‪ ،‬بعدما كانت‬ ‫هي عمود الخطاب السيايس لهذه النظم يف مرحلة الستينيات‪.‬‬ ‫منطق القوة‪ ..‬والوحدة العربية‬ ‫وتأتي أخريا األسطورة الثالثة‪ ،‬والتي لم تظهر للحق بقوة‬ ‫إال بعدما اندلعت أزمة الخليج‪ ،‬وهي الخاصة برضورة تحقيق‬ ‫الوحدة العربية بأي وسيلة ولو باستخدام القوة العسكرية‪ ،‬حتى‬ ‫لو تم ذلك ضد إرادة الشعب املراد ضمه يف إطار الوحدة‪.‬‬ ‫خالصة تطور النظام العربي منذ بداية الخمسينيات حتى اآلن‪ ،‬هي‬ ‫سيادة السلطوية السياسية‪ ،‬التي استبعدت الجماهري نهائيا من الساحة‪،‬‬ ‫والتي تخفت وراء شعارات الثورة االشرتاكية والوحدة‪ .‬غري أن النخبة‬ ‫السلطوية العربية أدركت يف العقد األخري‪ -‬ولعل ذلك اإلدراك جاء نتيجة‬ ‫رغبتها يف تحسني صورتها أمام قادة النظام العاملي‪ ،‬ورغبة يف الحصول‬ ‫عىل املساعدات والقروض االقتصادية‪ -‬حاجتها إىل النزوع إىل نوع من‬ ‫أنواع التعددية السياسية‪ ،‬وهكذا شهدنا يف بعض البالد تحوالت تتجه‬ ‫إىل تعددية سياسية مقيدة‪ ،‬تكفل للنخب السياسية السلطوية أن تمسك‬ ‫بمقاليد األمور‪ ،‬يف إطار يسمح للقوى السياسية املختلفة بأن تعرب عن‬ ‫نفسها تعبريا محدودا يف ظل قيود سياسية وإدارية ال حدود لها‪.‬‬ ‫إذا كان هذا التطور املحدود قد حدث يف البالد التي قامت فيها نظم‬ ‫سلطوية بعد الثورات التي قامت فيها‪ ،‬فإن هناك نظما عربية أخرى تمارس‬ ‫فيها السلطوية السياسية من خالل نظم حكم تقليدية خففت‪ -‬إىل حد ما‪ -‬من‬ ‫آثار ممارساتها الثروة النفطية‪ ،‬والتي سمحت لهذه البالد أن تتبني سياسات‬ ‫يف التوزيع رفعت مستوى املواطنني املادي‪ ،‬بحكم ضخامة الثروات التي انهالت‬ ‫عليها‪ ،‬من بيع النفط يف األسواق العاملية‪.‬خالصة هذا كله أن املشكلة الحقيقية‬ ‫التي تواجه الديمقراطية العربية يف الوقت الراهن‪ ،‬هي سيادة وترسخ السلطوية‬ ‫العربية‪ ،‬والتي تأخذ شكل نظم ملكية أو جمهورية أو مشيخية‪.‬‬ ‫مواجهة رصاع املشاريع السياسية‬ ‫يعيش املجتمع العربي منذ هزيمة يونيو ‪ 1967‬مرحلة تتسم بالنقد‬ ‫الذاتي العنيف‪ .‬ذلك ألن الهزيمة يف رأينا‪ -‬بالرغم من كل ما تبعها من أحداث‬ ‫جسام‪ ،‬ومن أهمها حرب أكتوبر املجيدة ضد العدو الصهيوني‪ -‬كانت‬ ‫نقطة فاصلة يف الوعي العربي املعارص‪ ،‬كما تؤكد ذلك عديد من الدراسات‬ ‫والبحوث والشهادات الشخصية ألبرز املثقفني العرب‪ .‬ولعل ذلك يرجع‬ ‫إىل أنها هي التي كشفت األساطري السياسية التي رفعت شعارات الثورة‬ ‫واالشرتاكية والوحدة‪ ،‬والتي سقطت يف االمتحان املصريي‪ ،‬وهو املواجهة‬ ‫الفعالة إلرسائيل‪ ،‬والتي‪ ،‬كانت أحد مربرات سياسات القمع السيايس‪ .‬لقد‬ ‫كانت هزيمة يونيو ‪ 67‬أحد األسباب الرئيسية يف تصاعد قوة وحركة التيار‬ ‫اإلسالمي يف غالبية البالد العربية‪ .‬وهي نفسها التي أدت إىل انبعاث املرشوع‬ ‫الليربايل العربي من جديد‪ ،‬داعيا إىل الحرية االقتصادية والحرية السياسية‬

‫عىل السواء‪ .‬وألن هذين املرشوعني نشطا يف ظل النظم السلطوية‪ ،‬التي ال تقبل‬ ‫أصواتا أخرى يف الساحة غري أصواتها‪ ،‬فإن بعض دعاة املرشوع اإلسالمي‬ ‫انحرفوا إىل تبني اإلرهاب والعنف املسلح طريقا للوصول إىل السلطة‪ ،‬يف‬ ‫نفس الوقت الذي تبنت فيه السلطوية السياسية الحرية االقتصادية التي‬ ‫يدعو إليها املرشوع الليربايل ولكن برشط أن تتم عن طريقها وبوسائلها‬ ‫وتحت رقابتها‪ ،‬يف حني لم تقبل من الحرية السياسية‪ ،‬إال التعددية املحارصة‬ ‫واملقيدة‪ ،‬حفاظا عىل استئثارها بالسلطة‪ .‬بعبارة أخرى رفضت السلطوية‬ ‫السياسية جوهر العملية الديمقراطية‪ ،‬وهو فكرة تداول السلطة‪.‬‬ ‫وهكذا يمكن القول إن املناخ السيايس العربي اليوم‪ ،‬الذي تسوده السلطوية‬ ‫السياسية بكل صورها وأشكالها‪ ،‬يمور اليوم بمحاوالت تهدف لتحدي هيمنتها‬ ‫الكاملة عىل مجمل حركة املجتمع‪ ،‬يف ظل مشاريع سياسية متعددة ومتصارعة‬ ‫يمر كل منها بأزمة حادة نتيجة ظروف داخلية وخارجية متعددة‪.‬‬ ‫ويف الساحة اآلن املرشوع السلطوي الذي تآكلت رشعيته‪ ،‬وهو يف حاجة‬ ‫إىل تجديد كامل التجاهاته‪ ،‬وهي عملية ال يستطيعها‪ ،‬بحكم غلبة جماعات‬ ‫املصالح وجماعات الضغط عليه‪ .‬وهو لذلك يف موقف الدفاع والرتاجع‪،‬‬ ‫ويضطر من حني آلخر إىل تقديم تنازالت يف مجال الحريات العامة ومجال‬ ‫التعددية السياسية‪ ،‬وحقوق اإلنسان‪ .‬ويف مواجهته يقف املرشوع اإلسالمي‬ ‫الذي استطاع أن يجذب إليه جماهري متعددة‪ ،‬اندفعت إليه نتيجة خيبة‬ ‫أملها يف املرشوع السلطوي الذي فشل يف إشباع حاجاتها األساسية املادية‬ ‫والروحية‪ ،‬غري أن أزمته تتمثل يف عمومية شعاراته‪ ،‬وعجزه عن بلورة برنامج‬ ‫متكامل متميز عن برنامج املرشوع السلطوي‪ ،‬باإلضافة إىل انزالقه إىل‬ ‫هاوية التطرف والعنف واإلرهاب‪ ،‬مما جعل قهر الدولة السلطوية له يبدو‬ ‫كما لو كان أمرا مرشوعا‪ ،‬بالرغم من تجاوزاتها يف مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ثم هناك املرشوع الليربايل الذي يطرح نفسه بديال عن املرشوع السلطوي‪،‬‬ ‫والذي لم يستطع حتى اآلن وألسباب شتى أن يجذب إليه عددا كافيا من‬ ‫األنصار‪ .‬ولدينا املرشوع املاركيس‪ ،‬الذي زاد من أزمته األصلية والتي تتمثل‬ ‫يف أنه كان دائما مرشوعا منعزال عن الجماهري‪ ،‬سقوط األنظمة الشمولية‬ ‫املاركسية وتحولها إىل الرأسمالية بخطوات متعثرة ومضطربة‪ .‬وأخريا‬ ‫هناك املرشوع القومي‪ ،‬الذي تتمثل أزمته يف صعود املرشوع اإلسالمي عىل‬ ‫حسابه‪ ،‬ويف تعثر العمل العربي املشرتك‪ ،‬ويف جموده وعجزه عن تجديد‬ ‫فكره‪ ،‬وربما يف تجاهله القديم لحيوية موضوع الديمقراطية‪ ،‬بحكم تركيزه‬ ‫الشديد عىل الوحدة‪ ،‬وبغري أن يحدد املضمون السيايس لدولة الوحدة‪.‬‬ ‫أي ديمقراطية نريد؟ هذه هي‪ -‬بإجمال شديد‪ -‬صورة املناخ السيايس‬ ‫العربي يف الوقت الراهن‪ ،‬بها يتضمنه من مشاريع سياسية متصارعة‪ .‬ولعله‬ ‫من بني الجوانب اإليجابية يف هذه الصورة‪ -‬التي قد تبدو قاتمة يف مجملها‪-‬‬ ‫أن هذه املشاريع السياسية املختلفة‪ ،‬قد أدركت عجزها عن تغيري املجتمع‬ ‫العربي‪ ،‬باملنطلقات النظرية التي صدرت عنها حتى اآلن وبالوسائل التي‬ ‫اتبعتها‪ ،‬ومن ثم قامت بعملية نقد ذاتي‪ ،‬هي يف رأينا دليل عىل شجاعة أدبية‬ ‫ورغبة يف التطور‪ .‬ومن أبرز هذه املحاوالت التي قامت بها الحركة اإلسالمية‬ ‫مجموعة الدراسات التي أرشف عليها املفكر الكويتي اإلسالمي املعروف‬ ‫الدكتور عبد الله النفييس والتي نرشت يف كتاب بعنوان الحركة اإلسالمية ‪:‬‬ ‫أوراق يف النقد الذاتي‪ .‬كما أن بعض أنصار املرشوع املاركيس قاموا بمحاولة‬ ‫شبيهة‪ ،‬من أبرزها كتاب املفكر اللبناني كريم مروة‪ .‬باإلضافة إىل الندوة‬ ‫الهامة التي عقدها أنصار املرشوع القومي عن «ثورة ‪ 23‬يوليو» والتي نظمها‬ ‫مركز دراسات الوحدة العربية بالقاهرة‪ .‬وهذه املحاوالت يف النقد الذاتي هي‬ ‫الخطوة األوىل نحو إقامة حوار ديمقراطي عربي واسع املدى بني أنصار هذه‬ ‫املشاريع السياسية جميعا‪ ،‬من شأنه أن يقرب مرحلة املواجهة املجتمعية‬ ‫الشاملة مع أنصار السلطوية السياسية‪ .‬غري أن هذه املواجهة‪ ،‬البد أن يسبقها‬ ‫تحديد واضح لنوع الديمقراطية التي نريدها‪ ،‬ووسائلنا يف تحقيقها‪.‬‬ ‫السيّد ياسني‬ ‫مجلة العربي\أكتوبر ‪1991‬‬


‫الفن صدى انفعال اإلنسان بكل ما يحيط‬ ‫به من مؤثرات متصلة بحياته ‪ -‬الفن هو ربيع‬ ‫الحياة الذي تنفتح فيه كل الزهور‪ ،‬والفنان‬ ‫المقبل على اليحاة ال يكتفي _ بأن يعيش‬ ‫حياته تحت ظل شجرة ورد‪ .‬وإنما يعشق كل‬ ‫الزهور وكل الفنون ترتبط ببعضها‪.‬‬ ‫وعن هوايتي للتلحين وكيف بدأت أقول لك ‪ -‬أنني‬ ‫بدات من صغري بقراءة القرآن بما يحويه من جرس‬ ‫شعري وموسيقى داخلية وجمال لفظي وفيض من‬ ‫الحب والحنان والرحمة يغلي كل المشاعر اإلنسانية‬ ‫النبيلة‪ ،‬وأعتقد أن أغلب الملحنين الشرقيين بدأوا‬ ‫بقراءة القرآن الكريم وسماع تجويده‪ ،‬ألن فيه في‬ ‫نظري األصالة الحقيقية للموسيقى الشرقية‪.‬‬ ‫أما عن هوايته للتمثيل‪ ،‬فيقول الفنان متعدد‬ ‫المواهب «عبد العظيم عبد الحق» استمرارا ً‬ ‫للحديث الذي بدأه معي إجابة على سؤال حول‬ ‫سر تعدد الهوايات والمواهب‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«لقد بدأت التمثيل وأنا صغير السن في التعليم‬ ‫اإلبتدائي‪ .‬كنت أسمع قصص األطفال وحياتهم‬ ‫الخاصة‪ .‬وأؤلف روايات بسيطة من فصل واحد‪ ،‬وأقوم‬ ‫بتمثيلها في حفالت المدرسة‪ ،‬ومن هنا بدأت فكرة‬ ‫التمثيل عندي‪ .‬وكبرت معي‪ .‬ثم بدأت أرسم‪ .‬وكان‬ ‫خطي العربي جميالً وكنت أحصل في مادة الرسم على‬ ‫«النمر» النهائية‪ ،‬ثم إتجهت إلى رسم اللوحات بالتقليد‬ ‫طبق األصل‪ ،‬واتجهت في لوحاتي‪..‬الرسم بلون واحد‬ ‫متعدد الدرجات‪ ،‬وهذا الفن يحتاج إلى حساسية‬ ‫شديدة‪ ،‬ومحاولة للتوفيق بين األلوان‪ ،‬وربما يصل‬ ‫اللون الواحد إلى ثالثين أو أربعين درجة‪ .‬ثم اتجهت‬ ‫إلى الشغف الزائد باألدب والشعر القديم وقصص‬ ‫القرآن‪ ،‬وقد منحني هذا ثروة أدبية ولغوية وإحساسا ً‬ ‫موسيقيا ً أعمق وأكبر مما جعلني أتجه إلى قول الزجل‬ ‫وكتاباتي فيه نابعة من انفعال صادق»‪.‬‬ ‫واصلت حديثي مع الفنان «عبد‬ ‫العظيم عبد الحق» ألسأله عن اإلختالف‬ ‫بين أن نغني للحرب ونغني للسالم‪ ،‬وهل‬ ‫يزدهر الفن في ظل السالم؟‬ ‫قال‪« :‬اإلختالف فيما اعتقد يكون في اإلحساس‬ ‫بالواقع‪ ،‬في السالم يسود الشعور باإلطمئنان‬ ‫ويسود الحب واإلستقرار‪ ،‬والحرب إحساس بالقل‬ ‫والتمزق والخوف‪ ،‬وكل حالة تأتي حسب تقديرك‬ ‫للموقف‪ ،‬ولكل حالة رتم معين‪ .‬أما اإلتجاه للحرب‪،‬‬ ‫فيخلق الحماس رتم سريع وإنفعال قوي وجامح‪،‬‬ ‫واللحن أهدى وأرق في ظل السالم‪ ،‬وحينما‬ ‫تغني للسالم يسود حياتنا اإلستقرار واإلستبشار‬ ‫واألمل والنظرة المتفائلة بالمستقبل»‪.‬‬

‫لماذا هجرت عالم اللحن‪ ،‬هل ألن اللحن لم‬ ‫يعد يطاوعك أو أن الظروف غير مشجعة؟‬ ‫قال‪« :‬الفنان دائما ً يشجعه الطلب‪ ،‬ولألسف نحن‬ ‫نرى أن الجهات التي تطلب األعمال الفنية جهات‬ ‫رسمية مقيدة باإلحتكار‪ ،‬ويخضع فيها تقييم الفن‬ ‫لنظام الخواطر والشللية ومن أجل هذا فإنك تجد‬ ‫من يعملون في مجال التلحين قليلين والباقي خارج‬ ‫علي فقط وإنما ينطبق على‬ ‫الملعب وهذا ال ينطبق َّ‬ ‫كثير من العمالقة في مجال اللحن أمثال السنباطي‬ ‫وشريف ورؤوف ذهني وغيرهم‪ ،‬وهؤالء اكتفوا بأن‬ ‫يلتزموا الصمت‪ .‬وأسوق لك مثالً‪ .‬أنا مثالً لي حوالي‬ ‫‪ ٥٠٠‬لحن في اإلذاعة وال أسمع منها في جميع المحطات‬ ‫كل أسبوع سوى لحن أو لحنين على األكثر»‪.‬‬ ‫ثم يستكمل‪« :‬وإذا كان الرئيس قد رفع شعار‬ ‫«التصحيح» فأنا أرى أن هذا الشعار يجب أن يسود‬ ‫كل مجاالتنا الفنية‪ .‬المدارس الفنية المستحدثة‬ ‫تحاول طمس قوميتنا وتذويب شخصيتنا الفنية في‬ ‫قوميات أخرى تجرى محاوالت إلبعادنا عن النبع‬ ‫الحقيقي لوجودنا الفني وأصالتنا الفنية‪ ،‬نحن رواد‬ ‫الفن وصناع الحضارة‪ .‬تنطق بها النقوش على جدران‬ ‫معابدنا‪ .‬نحن شعب عريق يتذوق الفن‪ ،‬ويحسه‪ .‬بل‬ ‫ويتنفسه‪ .‬بدليل أن أغاني وألحان سيد درويش وعبد‬ ‫الوهاب القديمة تشد اهتمام األجيال الشابة‪ .‬حتى‬ ‫أن فرق الجاز بدأت تغني ألحان سيد درويش‪،‬‬ ‫فرقة مثل فرقة أم كلثوم التي تغني األلحان‬ ‫القديمة بلون مميز وليس خليطا ً من‬ ‫األلوان المتنافرة‪ .‬ونضرب مثالً بالدول‬ ‫التي قطعت أشواطا ً بعيدة من التقدم‬ ‫كاليابان والهند والصين وأسبانيا‪.‬‬ ‫كل هذه الدول لم تخلع نفسها‬ ‫من تراثها الحضاري والفني‪ .‬كل‬ ‫شعب من هذه الشعوب مازالت‬ ‫فنونه وآدابه وسلوكه اإلجتماعي‬ ‫مرتبط بجذور وأصالة الماضي‬ ‫العريق ونحن المصريين والعرب‬ ‫أولى بأن نرتبط بقيمنا وتراثنا»‪.‬‬

‫وبمناسبة الحديث عن التراث‪ ،‬لماذا‬ ‫ال تحدثنا عن حال الفولكلور اآلن‪ ،‬وما‬ ‫هى الفترة الحقيقية إلزدهاره؟‬ ‫قال‪« :‬الفولكلور هو صوت األرض التي نعيش‬ ‫فيها‪ ،‬وهو أشبه بالنخيل الضارب بجذوره في أعماق‬ ‫أرضنا المصرية على امتداد الوادي‪ .‬ال تستطيع‬ ‫قوة أن تستأصله‪ ،‬وهو جزء من معالمنا وطبيعتنا‪.‬‬ ‫وليس الفولكلور هو الذي تراجع‪ ،‬ولكن كل الفنانين‬ ‫أخذوا ينهلون من نبع الفولكلور‪ .‬ولكن مع األسف‬ ‫الشديد بطريقة فيها تزييف مخجل‪ .‬وعلى سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬أن يأتي الملحن بلحن فولكلوري ويوزعه‪.‬‬ ‫وهذا ليس طبيعته‪ .‬كيف تنزع من رأس رمسيس‬ ‫التاج وتلبسه «برينطه» هذا شيء مضحك وفيه‬ ‫طمس لمعالم حضارتنا‪ .‬ولكل فترة تاريخية‬ ‫مسبباتها ودوافعها‪ .‬وطرق تعبيرها سواء بالكلمة‬ ‫أم الريشة أم اللحن‪ .‬يجب أن يبقى كل شيء على‬ ‫حاله‪ ،‬ألنه يمثل فترة ويعبر عن مرحلة‪ ،‬وعلينا‬ ‫أن نقدم الجديد دون أن نشوه القديم»‪.‬‬ ‫الكـواكب‬ ‫يناير ‪١٩٧٩‬م‬


‫ديسمبر ‪٢٠٠١‬‬

‫ النميمة‏‏‪ :‬جريمة ال يعاقب عليها القانون‏!‏‬‫‏‏ سهل جدا أن تكسر بيض ‏ة‪,‬‏ صعب جدا أن تضعها‏!‏‬‫‏ من يستطيع فإنه يعمل‏‪,‬‏ من ال يستطيع فإنه‬‫ينتقد‏!‏‬ ‫‏ ال تسرف في السخرية من نفسك‏‪,‬‏ سوف‬‫يتكفل أصدقاؤك بذلك‏!‏‬ ‫‏ الذين يلعنون الجيل الجديد هم المسئولون عن تربيته‏!‏‬‫‏ قل مرة واحدة الية امرأة أنها جميل ‏ة‪:‬‏ وسوف يرددها‬‫الشيطان في أذنيها ألف مرة‏!‏‬ ‫ الحب هو كل تاريخ المرأة ـ ولكنه مرحلة في حياة‬‫الرجل‏!‏‬ ‫‏ المرأة الذكية هي ال تحترم الرجل وال تحتقره وإنما‬‫تفعل كل ما في وسعها الخفاء مثل هذا الشعور‏!‏‬ ‫‏تفضل المرأة أن تكون حياتها مثل األفالم البوليسية‏‪:‬‏‬‫بها الكثير من االثارة النعاش الحياة الزوجية‏!‏‬ ‫‏ ‏‪ -‬المرأة حيوان بدائي لم تمسه الحضارة‏‪..‬‏ اال‬ ‫قريبا وإال قليال‏!‏‬ ‫‏‪ -‬هناك نوعان من الرجال‏‪:‬‏ واحد يتزوج قلبا‬ ‫وواحد يتزوج معدة‏!‏‬ ‫‏‪ -‬الله خلق المرأة وأعطاها الكثير من البالدة حتي ال‬ ‫تضحك طول الوقت علي الزواج من أي رجل‏!‏‬ ‫‏ كلمات المديح مثل العطور‏‪:‬‏ نشمها وال نبلعها‏!‏‬‫‏ بعد أن أصبح الكومبيوتر يقوم بكل أعمالنا العقلية‪،‬‬‫فنحنفيحاجةإلينوعآخريقومبحملهمومناالنفسي ‏ة‏!‬ ‫‏‪-‬‏ السعادة أن يتعادل ما نكسبه مع ما ننفقه‏!‏‬ ‫‏‪-‬‏ المرأة كالزجاج قابلة للكس ‏ر‪:‬‏ عبارة قديمة لم يعد‬ ‫لها معني‏!‏‬ ‫ المرأة تحب الرجل الشاعري‏‪..‬‏ وليس الشاعر‏!‏‬‫‏ المرأة تحتاج الي رجل واحد لكي تفهم كل الرجال‏‪,‬‏‬‫والرجل يحتاج الي الف امرأة لكي يفهم واحدة‏!‏‬ ‫‏ لم أسمع عن فتاة انجذبت الي رجل فقير فأي‬‫مليونير‏‏‪ :‬ليس عجوزا‏!‏‬ ‫‏ لم أسترح الي من أحببتها‏‪,‬‏ ولم أحب من استرحت اليها‏!‏‬‫‏ الزوجة ال يضايقها أن يكون زوجها مغفال‏‏‪ ,‬مادام‬‫السبب ليس امرأة أخري‏!‏‬ ‫‏ رجل يقدم لزوجته هدية بال سبب‏‏‪ ,‬فالبد‬‫سبب‏!‏‬ ‫هناك‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫‏ مهما كان الرجل دميما‏‏‪ ,‬فسوف يجد امرأة تنظر اليه‬‫علي أنه أجمل من خلق الله‏!‏‬ ‫‏ أحمر الشفاه‏‪:‬‏ سهام مرتدة‏!‏‬‫‏‪-‬‏ جمال المرأة مثل ذكاء الرجل‏‏‪ :‬محسوب عليه‏!‏‬

‫ديسمبر ‪٢٠٠٣‬‬

‫ ‏التوجد ظروف سيئة‏‪,‬‏ وانما هناك أناس يئسوا‬‫من ان تتحسن ظروفهم‏!‏‬ ‫‏اليوجد في الدنيا غرباء‏‪..‬‏ وانما اصدقاء لم نعرفهم بعد‏!‏‬‫ االرض هي اكبر سفينة فضاء ونحن طاقمها‏‪..‬‏‬‫ولكن المسافرين لم يحضروا بعد‏!‏‬ ‫‏‪ -‬الناس نوعان‏‪:‬‏ اناس يرون ان كل شيء مستحيل‏‪,‬‏‬

‫‪31‬‬

‫واخرون يرون انه المستحيل‏!‏‬ ‫‏‪-‬‏لماذا الينجح كثير من االزواج؟ الن الزوج قد تنكر في‬ ‫مالبس الصبر علي الزوجة والتسامح مع الحماة والموت‬ ‫في سبيل أوالد الامتنان لهم‏!‏‬ ‫‏‪ -‬حاولت اقناعها بأنني لست ضروريا لحياتها‬ ‫فأقنعتني بأنها الغني عنها‏!‏‬ ‫‏الذين يضيعون حاضرهم حزنا علي‬‫لهم‏!‏‬ ‫المستقبل‬ ‫ماضيهم‬ ‫‏هناك استثناء في كل قاعدة‏‪..‬‏‪ .‬المصيبة ان كل‬‫الناس يعتقدون انهم االستثناء‏!‏‬ ‫‏اليوجد انسان قد صنع نفسه‏‪...‬‏ وانما هو حصيلة‬‫عشرات من الناس عاشوا قبله ومعه‏!‏‬ ‫‏التصدق ان حماتك قد ماتت ــ تأمل ابنتها‏!‏‬‫‏‪-‬‏احيانا نقف عاجزين امام الظلم ولكن ال أقل من‬ ‫االحتجاج علي ذلك‏!‏‬ ‫‏ليست المأساة أال تبلغ هدفك‏‪.‬‏‪ .‬المأساة أال يكون‬‫لك هدف‏!‏‬ ‫‏‪ -‬اقوي من زئير االسد‏‪:‬‏ همسة فتاة جميلة‏!‏‬ ‫‏الطبيعي ان تموت قلوبنا معنا‏‪..‬‏ أما ماليس طبيعيا فهو‬‫أن تموت قلوبنا ونحن احياء‏!‏‬ ‫‏المرأة التكذب ابدا عندما تقول لك انها جميلة‬‫الجميالت ـــ الن هذا يقينها‏!‏‬ ‫‏‪-‬‏مشكلة هذه الحياة اننا لم نرثها عن آبائن‏ا‏‪ ,‬وانما‬ ‫نحن اقترضناها من ابنائنا‏!‏‬ ‫‏المرأة التي تقول انها لم تجد الرجل المناسب‬‫لها ــ قد تكون علي حق‏‪..‬‏ ولكن من المؤكد‬ ‫انها سوف تنتظره طويال‏!‏‬ ‫هناك انواع‏‏‪ :‬الذين يشجعون علي الحب‏‪..‬‏‬‫والذين يتفرجون علي ذلك‏‪..‬‏ والذين يحبون‬ ‫فعال‏‪..‬‏ والذين يحبون للزواج‏‪...‬‏ والذين يحبون‬ ‫للفلوس‏‪..‬‏ والذين يحبون للحب‏‪..‬‏ ثم الذين اليحبون‬ ‫واليتزوجون وهم اعقل الجميع‏!‏‬

‫ديسمبر ‪٢٠٠٥‬‬

‫ ليس دفاعا عن‏(‏ االخوان املسلمني‏ ‏) فلم يعودوا‬‫اليوم يف حاجة ايل ذلك‏‪.‬‏ فقد عابت الصحف عيل‬ ‫ف‪.‬‏‬ ‫االخوان انهم يقبلون يدي املرشد العام مهدي عاك ‏‬ ‫يقبلون يده أبا واستاذا وسجينا عرشين عاما من‬ ‫اجل دين الله‏‪..‬‏ومن منا اليقبل يد أبيه وأمه‏‪.‬‏ يجوز‬ ‫هذا الجيل ال أحد يفعل ذل ‏ك‪.‬‏ أنا كنت اقبل يدي أبي‬ ‫ي‏‪ .‬وعندما كانت أمي ترفض أن تعطيني يدها‬ ‫وأم ‏‬ ‫خجال من الناس كنت اهدد بأنها اذا لم تعطني يدها‬ ‫سوف أقبل جزمتها‏‪..‬‏‪ .‬ومن الذي لم يقبل يدي طفل‬ ‫بل ورجليه ايضا‏‪..‬‏ ومن الذي لم يحمل طفال صغريا‬ ‫عيل ظهره ويميش به يف البيت‏‪..‬‏ الرسول عليه الصالة‬ ‫والسالم كان يفعل ذلك مع أحفاده‏‪..‬‏ فهل تقبيل يد االم‬ ‫واالب واالستاذ والقدوة ذل وهوان؟ وهل تقبيل قدم‬ ‫الطفل عبودية‏‪.‬‏‪ .‬وهل ركوب االطفال اكتافنا حيوانية‬ ‫منا‏‪,‬‏ وتجرد من االنسانية‏‪..‬‏ انهم يف الريف يقبلون‬ ‫يد االكرب سنا ويد العمدة وأيدي االجداد‏‪.‬‏‬

‫وليس يف ذلك اهانة وهوان وعبودية‏‪..‬‏ ولكن املثل الشعبي‬ ‫يقو ‏ل‪:‬‏ اليل يكرهك يقول لك كل من قدامك‏!‏‬ ‫ليست هذه هي القضية‏‏‪ :‬القضية هي كيف نتحرر‬ ‫من الخرافات‏‪.‬‏‪ .‬كيف يكون الدين ــ أي دين ــ‬ ‫وسيلة وهدفا مرنا يف جعل حياتنا افضل‏‏‪ .‬وقد‬ ‫أدهشني د‏‪.‬‏ عيل جمعه مفتي مرص يف حديثه‬ ‫عن شعرة أو شعرتني بني الحاجبني‏‪.‬‏‬ ‫هل نزع الشعرة من غري إذن الزوج أو بإذن منه‏‪..‬‏ بالذمة‬ ‫ده كالم ان يقف االسالم عيل شعرة أو شعرتني؟‏!‏‬ ‫وكنت قد شكرت الصديق د‏‪.‬‏ احمد عمر هاشم عندما‬ ‫تكلم بلغة العرص‏‪..‬‏ واختار من القرآن واالحاديث‬ ‫مايجعلنا نكره البطالة ونسعي للعمل الجاد‏‪.‬‏ ولكن‬ ‫عاد د‏‏‪ .‬هاشم ايل سابق اسلوبه يف الكالم القديم الذي‬ ‫يشبه أي كالم‏‪,‬‏ وال يمتاز فيه احد عن احد‏‪..‬‏‬ ‫يا أساتذتنا اتقوا الله يف ديننا وشعبنا الذي يراكم‬ ‫مصابيح الهداية ايل الله‏!‏‬

‫ديسمرب ‪٢٠٠٧‬‬

‫نرشت مجلة ديسكفري العاملية أن من أهم أحداث‬ ‫سنة‏‪2007‬‏‪ :‬اكتشاف أن املصنوعات الصينية سامة‬ ‫وقاتلة‏‪..‬‏ فلعب األطفال مغطاة بلون من الرصاص‬ ‫السام‏‪..‬‏ وقد أغرقت الصني أسواق الدنيا يف الثالثني عاما‬ ‫املاضية بمصنوعاتها الرخيصة‏‪..‬‏ ومات أطفال كثريون‬ ‫ولكن أحدا لم يعرف إال هذا العام أن السبب هو الرصاص‬ ‫الذي استخدمته الصني يف الصباغة واأللوان‏‪.‬‏‬ ‫واكتشفت املستشفيات والسجون أيضا أن معجون‬ ‫األسنان املصنوع يف الصني سام وقاتل أيضا‏‪..‬‏ وبتحليل‬ ‫املعجون وجدوا أنه من مادة كيماوية قاتلة‏‪.‬‏‬ ‫ووجدوا أيضا أن طعام القطط والكالب الرخيص‬ ‫املصنوع يف الصني به مواد مرسطنة‏‪..‬‏ ومما‬ ‫اكتشفه العلماء أن املبيدات الحرشية تؤدي إيل‬ ‫الضعف الجنيس عند الفرئان‏‪..‬‏ وكذلك التلوث‬ ‫يؤدي إيل زيادة عدد اإلناث عيل الذكور‏‪.‬‏‬ ‫ومن أهم األحداث الفضائية اكتشاف كواكب جديدة‏‪..‬‏‬ ‫وأن املادة السوداء املصنوع منها‏‪%90‬‏ من مادة‬ ‫الكون هي مادة ال تلمع وال تعكس الضوء‏‪.‬‏‬ ‫أما الفضيحة الفضائية فهي أن رائدة الفضاء‬ ‫ليزا موان حاولت قتل سيدة قائدة طائرة‏‪..‬‏‬ ‫والسبب أن ليزا تحب حبيبها رائد الفضاء ايفلني‬ ‫واكتشفت عالقتها‏‪.‬‏‪ .‬وقبل ذلك كانت حادثة أخري‬ ‫وهي محاولة اغتصاب رائدة فضاء يف إحدي‬ ‫الرحالت الفضائية ليلة رأس السنة‏!‏‬ ‫فاإلنسان فوق هو اإلنسان عيل األرض‏‪..‬‏‬ ‫والجوع كافر‏‪..‬‏ سواء كان الجائع ماشيا عيل‬ ‫األرض أو يدور حول األرض‏‪.‬‏ ثم هذا االكتشاف‬ ‫السيكولوجي البسيط‏‪:‬‏ أيها الزوجان أصح لكما‬ ‫أن تناما يف رسيرين ال يف رسير واحد‏!‏‬ ‫يف القاهرة مساجد اصحابها من موزمبيق‏‪.‬‏ من‬ ‫بينها املسجد الذي بجوار بيتنا واملسجد الذي‬


‫‪32‬‬

‫امام فندق ميناهاوس‏‪.‬‏ فالذي امام ميناهاوس‬ ‫نسمع منه صوتا يجأر غليظا مريضا‏‪.‬‏ وال نعرف‬ ‫إن كان املؤذن يتوجع أو يتكلم لغة اخري غري‬ ‫العربية وسألت فقيل يل ان الذي بناه رجل من‬ ‫موزمبيق ولذلك فهو يؤذن باللغة املحلية‏‪..‬‏‬ ‫ونسأل إيل من يؤذن؟ وهل أهل موزمبيق من‬ ‫الكثرة يف هذه املنطقة بحيث يحتاجون إيل مؤذن‬ ‫مالكي‏‪..‬‏؟ واكتشفت انها نكتة‏!‏ وألنهم لم يفهموا‬ ‫كلمات املؤذن املوجوع والذي صوته يتلوي من‬ ‫االلم‏‪.‬‏ فظنوا انه من موزمبيق‏‪.‬‏ ولكن احدا ال يجرؤ‬ ‫ان يقول للمؤذن‏‪:‬‏ قل كالما واضحا او اسكت‏‏‪ .‬ومثل‬ ‫هذا املؤذن مئات يف مرص يلعنهم الناس‏‪..‬‏‬ ‫واملسجد الذي إيل جوارنا يتسع لعرشين شخصا‬ ‫ـ هذا ان جاءوا‏‪.‬‏ ولكن له ميكروفونات اليقاظ‬ ‫وازعاج من يصيل ومن ال يريد ومن كان من دين‬ ‫آخر‏‪..‬‏ وتندهش كل يوم اذا كان ال يتسع اال لعدد‬ ‫قليل فلمن يرصخ‏‪..‬‏ ثم انه يوجد عيل مدي مائة مرت‬ ‫اربعة مساجد اخري‏‪.‬‏ ويف كل بيت راديو وتليفزيون‬ ‫وليس يف حاجة إيل مؤذن من موزمبيق‏‏‪ .‬فال أحد‬ ‫يف حاجة إيل هذا الصداع لقد كره الناس صوته‬ ‫الذي ييسء للدين وللمسلمني وغريهم‏‪.‬‏‬ ‫ال اعرف شعور غري املسلمني‏‏‪ .‬واذا كان املسلمون‬ ‫عاجزين عن ان يقولوا او يفعلوا أي يشء‏‪..‬‏ وال أحد يقول‏‪:‬‏‬ ‫ال داعي لألذان أو للصالة ـ اعوذ بالله ـ ولكن اذا كان‬ ‫االذان الصارخ مقررا علينا‏‪,‬‏ فاننا ال نطلب رد القضاء‬ ‫وانما اللطف فيه‏‪.‬‏ والله قادر عيل اخراس األصوات‬ ‫القبيحة التي تيسء إيل االذان والصالة والدين‏!‏‬

‫ديسمرب ‪٢٠٠٩‬‬

‫سيادة محافظ حلوان‏‪..‬‏ أرجوك أن تنقذنا من هذه‬ ‫الفضيحة‏‪..‬‏سيادتك أصدرت كتابا اسمه دليل حلوان‬ ‫السياحي‏‪.‬‏‬ ‫مثال يقول الكتاب إن املعادي سميت كذلك ألن العائلة‬ ‫املقدسة كانت هناك ثم عدت من الشاطئ يف سفينة‬ ‫رشاعية‏‪..‬‏ وهل كانت مرص يف ذلك الوقت تتكلم اللغة‬ ‫العربية؟‏‪.‬‏‪ .‬فطلبت من صديقي املحامي ريمون‬ ‫اسكندر أن يسأل أصدقاء من الرهبان‏‪.‬‏‪ .‬فقالوا إن‬ ‫كلمة املعادي ال وجود لها يف اللغات القديمة‏‪.‬‏‬ ‫جاء يف الكتاب أن الذي أنشأ الحديقة اليابانية‬ ‫واحد نكرة اسمه ذو الفقار باشا‏‪..‬‏ من هذا؟‏‪..‬‏‬ ‫من هو؟‏‪.‬‏‪ .‬ما هو؟ ما اسمه بالكامل؟‏!‏‬ ‫ثم متحف الشمع‏‪.‬‏‪ .‬قيل إن شابا مرصيا سافر إيل لندن‬ ‫ورأي متحف الشمع ملدام تيسو‏‪.‬‏‪ .‬وجاء يطبقه يف مرص‏‪..‬‏‬ ‫هذا الشاب نكره اسمه عبدامللك‏‪..‬‏ يعني إيه؟‬ ‫يف الكتاب صورة ملعبد يهودي‏‪.‬‏‪ .‬وبس‏‪.‬‏‪ .‬مع أن‬ ‫هذا ال يقل أهمية عن حائط املبكي حائط الرباق يف‬ ‫القدس‏‪..‬‏ ففي مواجهة هذا املعبد جاءت أم مويس‬ ‫وألقت طفلها يف املاء حتي ال يقتله الفرعون‏‪.‬‏‪ .‬والقرآن‬ ‫الكريم يقول وأوحينا إيل أم مويس أن أرضعيه فإذا‬ ‫خفت عليه فألقيه يف اليم وال تخايف وال تحزني‬

‫إنا رادوه إليك وجاعلوه من املرسلني‏‪.‬‏‬ ‫وأخريا محافظة حلوان تباهي األمم بأن بها محمية‬ ‫طبيعية للثعابني والعقارب والثعالب والغربان‬ ‫النوحي‏‪..‬‏ ولكن ماذا فعلتم لحماية الغالبة املرصيني‬ ‫الذين أصيب عرشات األلوف منهم بالسل وتصلب‬ ‫الرئتني بسبب االنبعاثات الجريية من مصانع‬ ‫حلوان وقد أدت إيل موت ماليني األشجار؟‏!‏‬ ‫سيادة املحافظ‏‪.‬‏‪ .‬أرجو أن تلقي بالذين ألفوا هذا‬ ‫الكتاب يف املحمية الطبيعية التي تعتزون بها‏!!‏‬ ‫من حق أي انسان أن يرشح نفسه رئيسا للبالد‏‪.‬‏‪ .‬هذا‬ ‫ط‪,‬‏‬ ‫نص يف الدستور املرصي‏‪,‬‏ مادام قد استويف الرشو ‏‬ ‫يستوي يف ذلك الطبيب واملهندس واملمثل والعب كرة‬ ‫القد ‏م‪,‬‏ وتكون مغامرة غري محسوبة إذا لم يكن له رصيد‬ ‫شعبي‏‪.‬‏ ودراية بعلم وفن إدارة الشعوب‏‪.‬‏‬ ‫ثورة يوليو سنة‏‪1952‬‏ عرضت عيل لطفي السيد‬ ‫باشا أحد رواد الفكر الحر والتفكري العلمي‏‏‪ ,‬ولكنه‬ ‫اعتذر فهو ال يأنس يف نفسه هذه املقدرة الفذ ‏ة‪.‬‏‬ ‫وملا أنشئت دولة إرسائيل عرضوا رياستها عيل‬ ‫الفزيائي العظيم اينشتني فاعتذر وقال‏‪:‬‏ أنا لم‬ ‫أفلح يف فهم انسان واحد فكيف باملاليني‏‪.‬‏‬ ‫وبعد سقوط موسوليني والفاشية يف ايطاليا‏‪,‬‏ عرضوا‬ ‫رياسة الجمهورية عيل الفيلسوف الكبري بندتر كروتش ‏ه‪,‬‏‬ ‫فاعتذر رغم انه كان فاشي‏ا‏‪ ,‬وكان وزيرا للتعليم أكثر‬ ‫من مرة‏‪,‬‏ ولكنه قال‏‪:‬‏ أن أكون وزيرا يل مجال محدد‬ ‫هذا ممكن ولكن أن أكون رئيسا لكل التخصصات‬ ‫وكل الوزراء وكل الشعب فهذا مستحيل‏‪.‬‏‬ ‫حتي أستاذنا العظيم أفالطون الذي ألف‏‬ ‫(‏الجمهورية‏)‏ وهي من أروع محاوراته يف السياسة‬ ‫وفلسفة الحكم هرب من أن يكون رئيسا لجمهورية‬ ‫من اخرتاع ‏ه‏‪ .‬أعطوه جزيرة وقالوا له‏‪:‬‏ أحك ‏م!‏‬ ‫فهرب‏‏‪ ,‬فصاحب الفكر ليس بالرضورة أحسن‬ ‫من يطبق ‏ه‏‪ ,‬ولذلك لم يستطع أفالطون أن يطبق‬ ‫أفكاره‏‪.‬‏‪ .‬ولكن الواقع يلوي ويقاوم وال يلني‏‪.‬‏‬ ‫ومع ذلك فكل مواطن حر يف أن يري يف نفسه‬ ‫أن يكون أو ال يكون رئيسا لنا جميعا‏!‏‏‬ ‫ومن أهم الشخصيات التي يعرفها املثقفون‬ ‫املرصيون واحد اسمه الخواجة الحاج مدبويل انه‬ ‫مسيو جاك وهو ليس الحاج مدبويل صاحب املكتبة‬ ‫الشهرية يف ميدان سليمان باشا بالقاهرة‏‪.‬‏‬ ‫ي‪,‬‏ انه طويل‏‪,‬‏ مالمحه‬ ‫انه فرنيس من أصل جزائر ‏‬ ‫جادة‏‪.‬‏ وهو ينظر إيل االرض وكان يخيل الينا انه‬ ‫يحكم علينا من احذيتنا لدرجة انني ذهبت اليه مع‬ ‫استاذنا د‏‪.‬‏لويس عوض فبادره بقوله‏‪:‬‏ مربوك وشكره‬ ‫‏د‪.‬‏لويس الذي نيس انه قد اشرتي حذاء جديدا‏!‏‬ ‫ت‏‪ ,‬ويف‬ ‫وكان يسأل عن د‏‏‪ .‬غنيمي هالل ويقول له انه ما ‏‬ ‫كل مرة يقابل الخواجة الحاج مدبويل يسألنا عن مسيو‬ ‫غنيمي ونقول له مات فكأنه ال يريده ان يموت‏‪..‬‏ او مادام‬ ‫زبونا للحاج مدبويل الفرنساوي يجب اال يموت‏!‏‬

‫وكانت زوجته يونانية تركية وعادت ايل بالدها‬ ‫وكان يقدمها لنا هكذا‏‪:‬‏ من بالد اليونان وال‬ ‫تكره احدا مثل كراهيتها لسقراط‏‪..‬‏ ونندهش‬ ‫كيف انه يلقي هذا االهتمام الدويل مع انه رجل‬ ‫صايع يميش حايف القدمني عاري الصدر يرتك‬ ‫زوجته واوالده يف الجوع ويتفلسف‏!‏‬ ‫وطبيعي ان تكره مدام مدبويل الكتب وصناعة‬ ‫الكتب وكل من له عالقة بالطباعة والورق والقراءة‬ ‫والكتابة ومن رأيها‏‪:‬‏ أنني لم أر واحدا من رواد هذه‬ ‫املكتبة عنده سيارة او ارتدي بدلة جديدة‏‪,‬‏ أنهم مثل‬ ‫سقراط حفاة عراة وأسوأ االزواج واألباء‏‪,‬‏ واوضح‬ ‫صورة لهم جميعا زوجها الخواجة مدبويل‏‪..‬‏‬ ‫وكان هو مثل سقراط يضحك ويقول كما كان يقول‬ ‫ط‪:‬‏ زوجتي اضحوكة‏‪..‬‏ ونكتة سخيفة واكرب تكذيب‬ ‫سقرا ‏‬ ‫النها من احفاد سقراط‏‪..‬‏ انظروا واضحكوا‏‪..‬‏ والخواجة‬ ‫الحاج مدبويل مثل الحاج مدبويل قد مات ايضا‏!‏‬ ‫غلطة تكررت غلطتي فقد ظننت ان الكاتب أو الفنان‬ ‫يحب ان يسمع رأي الناس فيه وهو مايزال حيا‬ ‫اما ان نكتب ذلك وهو مريض‏‪,‬‏ والهدف نبيل‏‪,‬‏ فأنا‬ ‫أريده ان يعرف الرأي فيه‏‪.‬‏‪ .‬رأي الصديق والعدو‏‪,‬‏‬ ‫أما الكالم بعد وفاته فليس له معني‏‪.‬‏‬ ‫كتبت مرة عن االخوين مصطفي أمني وعيل أمني‏‪,‬‏‬ ‫وكان عيل أمني طريح الفراش يف املستشفي وقال يل‬ ‫مصطفي امني‏‪:‬‏ ان عيل أمني غضب بسبب ما كتبت‏‪,‬‏‬ ‫وقال يل عيل أمني‏‪:‬‏ ان مصطفي زعالن‏‪.‬‏‬ ‫وقد حاولت ان أقول رأيي فيهما‏‪.‬‏ وكتبت عن‬ ‫الشاعر صالح جودت وكان مريضا يف لندن‬ ‫فشكاني ايل الناقد الصديق مأمون غريب‏‪,‬‏ مع‬ ‫أنني أردت ان ادخل الرسور عيل نفسه‏‪.‬‏‬ ‫وكتبت عن الصحفي الكبري مويس صربي وهو‬ ‫مريض يف أمريكا فشكاني ايل السيدة جيهان‬ ‫السادات‏‪,‬‏ قائال‏‪:‬‏ إنني اتعجل وفاته‏‪.‬‏‬ ‫وكتبت عن األديب صالح ذهني وكان مريضا وكان‬ ‫مرضه يشبه مرض الشاعر االملاني ريلكه الذي تويف‬ ‫عيل صدر الجميلة املرصية نعمت علوي وطلبت من‬ ‫االستاذ محمد حسنني هيكل رئيس تحرير آخر ساعة‬ ‫ان يؤجل نرش املقال حتي ال يقرأه صالح ذهني ولسوء‬ ‫حظي تأجل سفر صالح ذهني فقرأ املقال‏!‪.‬‏‬

‫ديسمرب ‪٢٠١١‬‬

‫‪. ......................................‬‬

‫أنيس منصور‬ ‫عمود (مواقف) ‪ -‬األهرام‬ ‫‪٢٠١١ - ٢٠٠١‬‬


33


34


35


36


37


38


39


40


41


‫تزخر القاهرة بالكثري من املعالم التاريخية‪ ،‬أغلبها يحظى باالحرتام والرعاية باعتباره أثرا وثروة قومية‪،‬‬ ‫وبعضها يصارع الزمن والتجاهل والنسيان يف محاولة للبقاء وتذكري الناس بأنه كان هنا ذات يوم‪ ،‬وكان له تاريخ‬ ‫وعشاق‪ ،‬يتهافتون عىل صداقته ومحبته واقتنائه‪ .‬أحد شواهد هذا العشق «عمارة كاديالك»‪ ،‬تلك البناية الصغرية‬ ‫التي ال تزال صامدة يف شارع رمسيس الشهري بالعاصمة املرصية‪ ،‬وتأبى أن تمتد إليها معاول الهدم التي طالت‬ ‫الكثري من بنايات الشارع العريق‪ .‬فال تزال نوافذها وحجراتها ورشفاتها وسالملها املهجورة تتناثر يف غبارها روائح‬ ‫من زمن األرستقراطية املرصية‪ ،‬وتاريخ امللوك واملشاهري من الفنانني ورجال الساسة ووجهاء املجتمع‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫ترجع قصة البناية اليتيمة إلى عصر محمد علي‪ ،‬كما‬ ‫يروي بعض سكان المنطقة‪ ،‬لكن شهرتها بدأت مع مطالع‬ ‫عام ‪ 1954‬حين دخلت السيارة كاديالك إلى الحياة في‬ ‫مصر‪ ،‬خاصة بعد إهدائها الرئيس األميركي دوايت أيزنهاور‪،‬‬ ‫المعروف بعشقه للسيارات‪ ،‬إلى الرئيس جمال عبد الناصر‪.‬‬ ‫وكان يبلغ سعرها آنذاك ‪ 4‬آالف جنيه مصري‪ .‬في ذلك‬ ‫الوقت أصبح للسيارة كاديالك عشاقها‪ ،‬وصار امتالكها‬ ‫عالمة على األرستقراطية والثراء‪ ،‬والذوق الرفيع‪ .‬ومنها‬ ‫استمدت هذه البناية شهرتها حين أصبحت المنفذ الوحيد‬ ‫للبيع والترويج للسيارة ذات المظهر األنيق في مصر‪.‬‬ ‫البناية المهجورة بطرازها المعماري الكالسيكي مكونة‬ ‫من طابقين‪ ،‬خلفها كراج تبلغ مساحته نحو ‪ 800‬متر مربع‪،‬‬ ‫كانت مملوكة لمحام يدعى إيميل ديل ماركار‪ ،‬وهو تركي‬ ‫األصل‪ ،‬جاءت أسرته إلى مصر أيام حكم محمد علي‪ ،‬ثم‬ ‫حصلوا على الجنسية المصرية بعد ذلك وقام المحامي بشراء‬ ‫ثالث بنايات في شارع رمسيس تحمل أرقام‪249 - 247( :‬‬ ‫ ‪ )251‬واختص منها العمارة رقم ‪ 247‬التي تتكون من‬‫‪ 3‬أدوار لتصبح مقر إقامة عائلة إيميل ديل ماركار‪.‬‬ ‫يستكمل سكان المنطقة عن أسرة المحامي ديل ماركار‪:‬‬ ‫مع الوقت توسع نشاط هذه األسرة في عالم بيع وشراء‬ ‫السيارات‪ ،‬وهاجروا إلى كندا المتالكهم شركات للسيارات‬ ‫هناك‪ ،‬وفي هذه الفترة أقبلوا على بيع العمارات الثالث‬ ‫وكانت العمارة رقم (‪ )249‬من نصيب توكيل سيارات‬ ‫كاديالك في مصر التي كانت تعتبر األشهر في تلك الفترة‪،‬‬ ‫حيث كان الملوك واألمراء وكبار الفنانين يأتون لزيارة هذا‬ ‫المكان‪ ،‬منهم كوكب الشرق أم كلثوم‪ ،‬والفنان رشدي أباظة‪،‬‬ ‫وأسمهان والملكة ناريمان والملكة نازلي والدة الملك فاروق‪.‬‬ ‫ويروي السكان أنه عندما كانت تمر الملكة نازلي في شارع‬ ‫رمسيس بسيارتها الكاديالك كان يتم فرشه بالسجاد األحمر‬ ‫تقديرا لها‪ ،‬أيضا الملك فاروق كان يمتلك سيارة كاديالك‬ ‫وكان لونها أسود في أحمر‪ ،‬وكان محظورا أن يمتلك أي‬ ‫شخص آخر مهما بلغت أهميته سيارة لها نفس اللونين‪،‬‬ ‫وبالنسبة للعمارتين األخريين فقد تم شراؤهما وهدمهما‬ ‫وإعادة بنائهما مرة أخرى من قبل بعض األشخاص‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من الشهرة الواسعة لهذه العمارة التي‬ ‫استمدتها من شهرة سيارات كاديالك‪ ،‬فإنها منذ نهاية‬ ‫الخمسينات تحولت إلى مبنى مهجور تماما في شارع‬ ‫رمسيس‪ ،‬ولم يتم هدمها وبناؤها مثلما حدث لنظيرتيها‬ ‫رقمي ‪ 247‬و‪ ،251‬بل المدهش في األمر أنها ال تزال تحمل‬ ‫الفتة «كاديالك موتورز»‪ ،‬ولم يترك الزمن آثاره عليها إال‬ ‫في تراكم األتربة والغبار الذي أضاف على مظهرها غموضا‬ ‫شديدا‪ .‬وإلى اآلن ال أحد يعلم تحديدا لماذا تركت على حالها‬

‫‪43‬‬

‫هكذا وهل ثمة إمكانية لهدمها وبنائها مرة أخرى‪.‬‬ ‫المارة والقاطنون بالمنطقة يربطون لغز العمارة وما آلت‬ ‫إليه بعدة أسباب‪ ،‬أهمها اإلجراءات الحكومية التي اتخذتها‬ ‫حكومة الثورة ضد السيارات األميركية التي جعلت من استمرار‬ ‫«كاديالك» أمرا مستحيال مع وضع خريطة سوق السيارات‬ ‫في مصر التي تغيرت مع بداية الخمسينات من القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬وتغيرت معها اتجاهات شراء المصريين للسيارات‪،‬‬ ‫فبعد أن كان اإلقبال كبيرا على شراء السيارات األميركية‪ ،‬اتجه‬ ‫المصريون إلى السيارة مرسيدس مع بداية الخمسينات لتحتل‬ ‫مكانة سيارات كاديالك والتي تصدرت مبيعات السيارات‬ ‫في مصر في الفترة من ‪ 1920‬حتى ‪ .1950‬زاد من خسائر‬ ‫كاديالك دخول السيارة «فولكس فاجن بيتل» لمصر التي‬ ‫حظيت باهتمام كبير من المصريين في تلك الفترة‪ ،‬لتصبح‬ ‫أشهر سيارة في تاريخ مصر بعد النجاح الذي حققته‪ ،‬كما‬ ‫اتجه المصريون خالل هذه الفترة أيضا إلى سيارات الكتلة‬ ‫الشرقية التي كانت تتميز برخص الثمن‪ ،‬وكانت هذه ضربة‬ ‫أخرى لكاديالك‪ ،‬وأكبر دليل على تراجع مبيعاتها في مصر‪.‬‬ ‫وبحسب اإلحصائيات عام ‪ 1952‬كان عدد السيارات الكاديالك‬ ‫في مصر ‪ 580‬سيارة على الرغم من أن عدد السيارات بها كان‬ ‫قد وصل إلى ‪ 54933‬سيارة‪ ،‬وبالتالي لم يكن هناك تناسب‬ ‫في المبيعات‪ .‬كما دفع االرتفاع في حركة بيع السيارات‬ ‫بمصر جنرال موتورز الشرق األدنى‪ ،‬وكيل سيارات كاديالك‪،‬‬ ‫إلى االنسحاب عام ‪ 1958‬من السوق المصرية بسبب ضعف‬ ‫المبيعات‪ .‬وعلى الرغم من عودة سيارات كاديالك إلى مصر‬ ‫مرة أخرى في الوقت الحالي فإن أحدا لم يلتفت إلى مكانها‬ ‫األساسي أو يتخذه مقرا لها كما كان في الماضي‪.‬‬ ‫هوامش هذه القصة يكملها المخترع الفرنسي الذي‬ ‫عاش في القرن السابع عشر أنطوان دي ال مودي كاديالك‪،‬‬ ‫مصمم تلك السيارة التي سميت باسمه‪ .‬ومنذ عام ‪1909‬‬ ‫أصبحت شركة «كاديالك للسيارات» ملك شركة «جنرال‬ ‫موتورز» وتحولت في أقل من ‪ 6‬سنوات إلى أشهر السيارات‬ ‫الفخمة في أميركا حيث تباع في أكثر من ‪ 50‬دولة‪ .‬كما‬ ‫تعد «كاديالك» ثاني أقدم شركات السيارات األميركية‬ ‫بعد «بويك» ومن بين أقدم شركات صناعة السيارات في‬ ‫العالم‪ ،‬كما أنها كانت من أولى السيارات التي استخدمت‬ ‫التكييف عام ‪ ،1964‬عالوة على ابتكارها محركات‪ ،‬كما‬ ‫اقتصر اقتناء سيارات كاديالك منذ ظهورها على المشاهير‬ ‫والزعماء واألغنياء‪ ،‬وفي مقدمتهم مغني الروك إلفيس‬ ‫بروسلي‪ ،‬حيث يعد من أشهر المغنين الذين ارتبط ظهورهم‬ ‫بسيارات كاديالك‪ ،‬خاصة السيارة كاديالك وردية اللون التي‬ ‫أهداها إلفيس ألمه فصارت أشهر سيارة في العالم‪.‬‬

‫بسنت إبراهيم \ الشرق األوسط \ سبتمبر ‪2010‬‬


‫‪44‬‬

‫الحمار أخذ أنفلونزا!‪.‬‬ ‫الفيروس المسيل للدموع‪ ،‬انتشر بين تجمعات‬ ‫الفصيلة الخيلية بصورة وبائية‪ .‬وعطسة واحدة‬ ‫من حمار كفيلة بنقل العدوى إلى شارع بأكمله!‪.‬‬ ‫وخلي بالك من حمارك!‪.‬‬

‫مشاركـة وجدانـية!‬ ‫علي‬ ‫تنطبق‬ ‫«كل أعراض انفلونزا الحمار‬ ‫ّ‬ ‫تماماً»!‪ .‬الكالم لمرسي خفاجي رئيس جمعية‬ ‫الحمير بمصر !‪.‬‬ ‫«منذ أن هاجمت أنفلونزا الحمير والبغال‬ ‫والخيل وأنا أرقد في فراشي‪ ،‬أعاني من كل‬ ‫األعراض‪ .‬كل شواكيش العالم تدق في رأسي وته ّد‬ ‫جدرانه!‪ .‬ما إن تكتمل مهمتها في رأسي حتى تنزل‬ ‫إلى كل عظامي ومفاصلي وتهشمها!‪ .‬كل عطسة‬ ‫من حمار أرد عليها بعطسة أقوى تخرج من كل‬ ‫أعماقي‪ ،‬فأنا أحس بهم وأتعاطف معهم»!‪.‬‬

‫وباء الفصيلة !‬ ‫الدكتور‪ :‬عبد المجيد خير الدين‪ ،‬وكيل‬ ‫نقابة األطباء البيطريين‪ ،‬واألستاذ بكلية الطب‬ ‫البيطري ‪ -‬جامعة القاهرة‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫«انفلونزا الحمار وباء ضار‪ ،‬إنتشر وعم‬ ‫مناطق كثيرة في جمهورية مصر العربية‪،‬‬ ‫وأصاب تجمعات الفصيلة الخيلية بنسبة‬ ‫‪ %٩٠‬وهى نسبة وبائية عالية جداً»‪.‬‬

‫« لذلك نفذت كل ما كتب في روشتة عالج‬ ‫الحمار‪ ،‬من إتباع ألوامر الطبيب‪ ،‬واإللتزام بالراحة‬ ‫التامة مع عدم مغادرة الفراش‪ .‬ولكنني رغم‬ ‫مرضي أتابع حاالت الحمير في كل مكان‪ ،‬فقد‬ ‫أعطيت تعليماتي ألعضاء جمعية الحمير بالسفر‬ ‫إلى المحافظات الموبوءة بأنفلونزا الحمار‪ ،‬ومعهم‬ ‫األدوية البيطرية وبعض المعونات للوقوف بجانب‬ ‫الوحدات البيطرية في تلك المناطق‪ ،‬والسهر‬ ‫على راحة الحمير والبغال والخيل»‪.‬‬

‫بعض ضحايا األنفلونزا يؤكدون أن الحمير‬ ‫نقلت إليهم العدوى!‪ .‬الجهات الصحية المختصة‬ ‫لم تتأكد معمليا ً بعد‪ ،‬لكنها تنصح باإلبتعاد‬ ‫ليس عن الحمير والخيل والبغال فحسب‪،‬‬ ‫وإنما عن كل الحيوانات المصابة !‪.‬‬

‫«أعراض المرض هى إحمرار عين الحمار‪ ،‬مع‬ ‫سقوط الدموع‪ ،‬وارتفاع كبير في درجة الحرارة‪.‬‬ ‫ويشكو الحمار من صعوبة في التنفس‪ ،‬ومن «نهجان»‬ ‫قد يكون مصحوبا ً بالكحة والعطس!»‪.‬‬ ‫«ونتيجة إلرتفاع درجة الحرارة‪ ،‬فإن‬ ‫الحمار يتوقف عن الطعام ويصاب بالخمول‪،‬‬ ‫ويتعرض لنوبة شديدة من اإلكتئاب»‪.‬‬ ‫«و إذا لم تحدث مضاعفات‪ ،‬فإن الحيوان المصاب‬ ‫يشفىوتمراألزمةبسالم‪،‬أماإذاتعرضللمضاعفات‪،‬فإنه‬ ‫قد يصاب باإللتهاب الرئوي‪ ،‬والنتيجة‪ :‬الوفاة»‪.‬‬ ‫وعن أسباب إصابة الحمير والبغال بهذا‬ ‫المرض‪ ،‬يقول الدكتور عبد المجيد‪:‬‬ ‫«إن فيروس األنفلونزا‪ ،‬سواء الذي يصيب‬ ‫اإلنسان أو الحيوان‪ ،‬ال يعرف الحدود الدولية‪،‬‬ ‫وال يأخذ تأشيرة دخول قبل أن يغزو أي دولة‪،‬‬ ‫فبينما نكون هنا في أمان الله‪ ،‬نجدنا نصاب‬ ‫بأنفلونزا البرازيل أو هونج كونج!»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بإنتقال العدوى من الحيوانات‬ ‫فيقول‪:‬‬ ‫اإلنسان‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫المصابة‬ ‫«البعض أكد أن نفس أعراض أنفلونزا الحمار‬ ‫قد إنتقلت إليه‪ ،‬فأصيب بتكسير في عظام المفاصل‪،‬‬ ‫مع إرتفاع كبير في درجة الحرارة‪ ،‬وخمول وثقل‬ ‫في الرأس‪ .‬لكن حتى اآلن لم نتأكد معمليا ً مما‬ ‫قالوه‪ .‬وعلى العموم فقد عقدت النقابة ندوة أنفلونزا‬ ‫الحمار‪ ،‬ودعونا إليها المختصين لمناقشة الموقف‪،‬‬ ‫وإتخاذ الالزم لوقف إنتشار المرض»‪.‬‬

‫«أيضا ً أرسلت الجمعية تلكسات إلى جمعيات‬ ‫ً‬ ‫خاصة في أوروبا‪ ،‬نشرح لها‬ ‫الحمير العالمية‪،‬‬ ‫أعراض المرض‪ ،‬ونطلب المساندة للتخلص من‬ ‫الفيروس ووقف إنتشاره‪ ،‬حتى نضع حدا ً آلالم‬ ‫الحمير‪ ،‬وآالم قلوبنا التي تعتصر ألما ً مع كل آهة‬ ‫وعطسة من حمار‪ ،‬لدرجة أن معظم أعضاء الجمعية‬ ‫أخذوا إجازة من أعمالهم‪ ،‬وتفرغوا تماما ً لدرء هذا‬ ‫الخطر الذي أصاب الحمير عبر الحدود»‪.‬‬ ‫في العـيـادات‬ ‫ لكن‪ ،‬ماذا يقول أساتذة األنف واألذن‬‫والحنجرة؟ هل توافدت على العيادات حاالت من‬ ‫البشر تشكو بالفعل من أنفلونزا الحمار؟‪.‬‬ ‫* «كل يوم تأتي حاالت كثيرة تشكو من‬ ‫صداع وثقل في الرأس مع تكسير في عظام‬ ‫المفاصل‪ .‬ولكن ال أعرف إن كانت أنفلونزا‬ ‫الحمار أم أنفلونزا الجاموس؟!»‪.‬‬ ‫الكالم للدكتور رضا أمين علي إبراهيم‪ ،‬أستاذ األنف‬ ‫واألذن والحنجرة بكلية طب القصر العيني‪.‬‬ ‫« ال أعرف إن كان الفيروس منقوال ً من حمار‬ ‫أم من أي شيء آخر‪ ،‬المهم أنني أستقبل المريض‬ ‫في حالة معينة وأتعامل معه على أساسها‪ ،‬وليس‬ ‫عندي معمل تحليل لمعرفة السبب»‪.‬‬

‫ وأسأله‪ ،‬هل يمكن أن تنتقل األنفلونزا من حمار أو بغل‬‫إلى اإلنسان؟‪.‬‬ ‫* «ممكن‪ ،‬فالحمار أو الحصان حين يعطس في وسط‬ ‫الشارع ويكون مصابا ً باألنفلونزا‪ ،‬فإن الفيروس ينتشر‬ ‫ويمأل الجو المحيط‪ ،‬ويسبب العدوى لإلنسان»‪.‬‬ ‫تحقيق‪ :‬محمود نافع‬ ‫كل الناس\يناير ‪١٩٩٠‬‬


45


46


47


48


‫‪49‬‬

‫الـعـدد الــثــالـث\مـارســـ ‪2015‬‬

‫‪The Third Issue/March 2015‬‬

‫جمعة من مصادر ت‬ ‫إلك�ونية وأخرى مطبوعة ‪0‬‬ ‫‪ 0‬جميع المقاالت ُم ّ‬ ‫جمعة من مصادر مطبوعة ‪0‬‬ ‫‪ 0‬جميع إ‬ ‫العالنات ُم ّ‬ ‫جمعة من مصادر ت‬ ‫إلك�ونية وأخرى مطبوعة ‪0‬‬ ‫‪ 0‬جميع الصور ُم ً‬

‫عل رأفت‬ ‫تصميم‪ :‬ي‬

‫‪ 0‬تم العمل عىل العدد من يوليـو ‪0 2014‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.