Tvzleon V

Page 1




٥٧


٥٦


٥٥


‫ان س دي شر رقم ‪ ٢‬شاطئا خاصا لفئة‬ ‫مخصوصة‪ ،‬صحيح أن رسم الدخول إل ه‬ ‫ان قروشا زه دة ول ن هذه القروش انت‬ ‫تمثل حاجزا ﻻ منظورا أمام ال ثير من اقي‬ ‫الط قات وحتى الدخﻼء من غير أصحاب‬ ‫ال ائن على الشاطئ‪ ،‬انوا ي عون طقوسا‬ ‫وتقال د خاصة عندما ذهبون إل ه‪ .‬فﻼ د أن‬ ‫تكون اﻷناقة املة والفساتين والقمصان على‬ ‫آخر موضة و ل شيء ﻻئق مستوى الشاطئ‪.‬‬ ‫انت الفرجة على رواد س دي شر رقم ‪٢‬‬ ‫في حد ذاته متعة لل ثيرن‪ .‬و ان الجلوس‬ ‫القرب منهم أم ً وحلما يراود ال ثيرن أ ضا‪.‬‬ ‫ولقد ان لس دي شر رقم ‪ ٢‬أهم ة خاصة‬ ‫لصناعي اﻷخ ار واﻷن اء و ان معظم صحفيي‬ ‫القاهرة واﻷسكندرة يتخذون أما ن ثابتة‬ ‫داخل ﻼج س دي شر طوال اليوم ح ث‬ ‫‪٥٤‬‬

‫حصلون على أدق اﻷخ ار وأجمل اللقطات‬ ‫وعندما فكر إحسان ع د القدوس في رائعة‬ ‫)البنات والص ف( إختار شاطئ س دي شر‬ ‫رقم ‪ ٢‬ل كون م ان أحداث قصصه الثﻼثة‬ ‫والتي ان ي طها شيء واحد وهو كوال س‬ ‫شاطئ س دي شر‪ ،‬ولقد فقدت اﻷسكندرة‬ ‫منذ أوائل الس ينات ﻼجا ذا نكهة خاصة‬ ‫وتقال د وتحولت ح م عادة التقل د اﻷعمى‬ ‫إلى ﻼج المعمورة والذي لم ستطع أن‬ ‫عرض ذك ات س دي شر ‪.٢‬‬ ‫فالح اة والتص ف على شاطئ المعمورة‬ ‫تختلف تماما عما ان حدث على شاطئ‬ ‫س دي شر ‪.٢‬‬ ‫واﻵن ما هو حال س دي شر رقم ‪ .٢‬لقد‬ ‫هجر أصحاب ال ائن ك ائنهم وأغلقوها‬ ‫الض ة والمفتاح في هجرة إلى المنتزة‬

‫و انكي والهانوف ل وشاليهات وشقق‬ ‫عمارات المعمورة وأص حت رمال الشاطئ‬ ‫الذي أصبح مص فا خاصا لشرات وأند ة‬ ‫عمال مصر أطﻼﻻ مملوءة القاذورات‬ ‫والفضﻼت الناتجة من موائد الغذاء واﻹفطار‬ ‫والعشاء التي تقام يوم ا تحت الشماسي‪ .‬وأن‬ ‫ال ع د عن السلطة ع د عن العين‪ ،‬فلقد‬ ‫تعرض الشاطئ لﻺهمال والتجاهل وسارت‬ ‫مرافقه دون المستوى‪.‬‬ ‫والحل‪ ،‬هو أن صبح هناك رسم محدد‬ ‫لدخول الشاطئ ورقا ة و هتمام أ ثر مرافق‬ ‫الشاطئ‪ .‬كذلك ﻻ د من إعادة النظر في‬ ‫أصحاب ال ائن المغلقة منذ سنوات و تاحة‬ ‫الفرصة لعائﻼت وأفراد آخ ن ﻹستخدامها‬ ‫د ً من أن تظل مهجورة خال ة خاو ة ‪.‬‬ ‫مجلة نادي سبورتنج أغسطس ‪١٩٨٢‬‬


٥٣


٥٢


ูฅูก


٥٠


‫في ال دا ة‪ ،‬يؤكد فاروق خورش د اﻷد ب واﻹذاعي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫كذ ة إب ل فكرة غ ة عن المجتمع المصري و ع دة عن واقعنا تمام‪ ،‬ول س لها أي سند في التراث المصري‬‫والعربي‪ ،‬وقد جاءت إلينا عن ط ق الصحافة واﻹعﻼم‪ ،‬عندما سلط عليها الضوء في اﻷرعينات والخمس نات من هذا‬ ‫القرن‪ .‬أي أن عمر كذ ة إب ل في مصر ﻻ يتجاوز خمسين عاما‪.‬‬ ‫لقد إهتم الشعب المصري كذ ة إب ل عندما إهتم اﻹعﻼم بها‪ .‬فمث‬ ‫فوق اﻹهتمام بها اﻵن‪ ،‬ﻷن اﻹعﻼم تجاهلها فأص حت مجرد ذكرى‪.‬‬

‫ً‬

‫ان اﻹهتمام كذ ة إب ل منذ عشر سنوات‬

‫وفي إعتقادي‪ ،‬ﻻيوجد ل ذ ة إب ل أي إ جاب ات المرة ﻷنها سخ ة ودعا ة مع اﻵخ ن‪ ،‬وهى ﻻ مكن أن تتماشى‬ ‫مع المجتمع المصري ﻷنها وافدة من المجتمع الغربي‪ .‬وهو مجتمع له تقال ده ومفاه مه ومعتقداته التي تختلف عنا‬ ‫ل حال‪.‬‬ ‫والدكتور سري ع د المحسن أستاذ الطب النفسي جامعة القاهرة‪ ،‬يتفق مع الرأي السابق من عدم وجود إ جاب ات‬ ‫ل ذ ة إب ل‪ .‬و رى أنها معتقد خاطئ ين شر بين الناس ما تن شر العدوى واﻷمراض فعل اﻹحت اك ب نهم‪ .‬ولﻸسف‬ ‫ي تقل هذا اﻹعتقاد الخاطئ من ج ل ﻵخر‪.‬‬ ‫و مكن القول أن كذ ة إب ل لها سلب اتها الطاغ ة‪ ،‬وأعتقد أن الظروف المع ش ة اﻵن انت س ا رئ س ا في إ شغال‬ ‫الناس عنها هذا العام‪ .‬و ذا كنا جادين في القضاء عليها تماما‪ ،‬فﻼ د من اﻹهتمام محو اﻷم ة في المجتمع وتحسين‬ ‫الظروف اﻹقتصاد ة‪.‬‬ ‫أما الدكتور سع د ع س الخبير المركز القومي لل حوث الجنائ ة واﻹجتماع ة‪ ،‬فيرى أن كذ ة إب ل فكرة غ ة‬ ‫ع دة عن المجتمع المصري وهو مجتمع له تقال ده ومفاه مه ومعتقداته المعروفة عنه مثل ال رامة ونكران الذات‬ ‫والتضح ة والدعا ة في غير ج ح لمشاعر اﻵخ ن‪ .‬و ض ف‪ :‬كذ ة إب ل معتقد غربي مزعج ح ث يتخللها في معظم‬ ‫اﻷحول الدعا ة السخ فة والسخ ة من اﻵخ ن واﻹستهزاء مشاعرهم‪ .‬وتعتبر وسائل اﻹعﻼم من أهم الوسائل التي‬ ‫ساعدت على رواج كذ ة إب ل بين الناس‪ ،‬ل إنها هى التي أدخلتها إلينا‪ .‬وهى تن شر في ال ف ب س ة كبيرة نظرا للجهل‬ ‫والتخلف ووجود حالة فراغ كبيرة‪.‬‬ ‫مسئول ة اﻹعﻼم‬ ‫كذ ة إب ل في رأي الدكتورة إ شراح الشال‪ ،‬أستاذ اﻹذاعة والتلف ون ل ة اﻹعﻼم‪ ،‬من أ ثر المعتقدات شيوعا لدى‬ ‫ً‬ ‫الشعب المصري ومعظم الناس ستغلونها إستغﻼ س ئا‪ .‬وقد حدث أن أراد جندي القوات المسلحة أن داعب زم له‬ ‫وكنا في أوائل إب ل‪ .‬فأخبره عندما عاد من أجازته أن منزلهم قد إنار وأن والد ه قد إنتقﻼ إلى رحمة الله‪ .‬و ان داعب‬ ‫زم له‪ ،‬ول ن اﻷحداث جرت على غير ما توقع‪ .‬فما أن تلقى زم له الن أ حتى إنتحر وألقى بنفسه من أعلى طابق ومات‪.‬‬ ‫طلعت المغربي الوفد‬ ‫إب ل ‪١٩٨٩‬‬ ‫‪٤٩‬‬


‫اﻹداري‪.‬‬ ‫قد ي دو ﻷول وهلة الش ل السابق أن الودائع العملة اﻷجن ة‬ ‫هي التي استحوذت على مدخرات المصرين عد قرار تع م الجن ه‬ ‫وتوقيع اﻻتفاق مع صندوق النقد الدولي‪ ،‬س ب ما ي دو من الش ل‬ ‫من ارتفاع ودائع القطاع العائلي العملة اﻷجن ة في ‪٢٠١٦ ٢٠١٧‬‬ ‫ب س ة ‪ ،٪١٢٤‬ل ن هذا اﻻرتفاع عود فقط ﻻرتفاع ق مة تلك الودائع‬ ‫اﻷجن ة عد تق مها الجن ه المصري‪ ،‬وذلك ن جة تح ر سعر‬ ‫الجن ه وانخفاض ق مة الجن ه إلى أ ثر من النصف‪.‬‬

‫الماضي‪ ،‬ل صل عائد اﻹ داع لل لة واحدة إلى ‪ ٪١٣٫٢٥‬واﻹقراض‬ ‫إلى ‪ ٪١٤٫٢٥‬انخفاض قدره ‪ ٪٣٫٥‬عن ذروة ارتفاعه في منتصف‬ ‫عام ‪.٢٠١٧‬‬ ‫وترى عال ة ممدوح أن اﻻدخار عبر ودائع العملة المحل ة هو خ ار‬ ‫مفضل عموما للط قة الوسطى ﻷنها تحتاج أ ثر من غيرها للحصول‬ ‫على دخل دوري مضمون للوفاء التزام أساسي مثل أحد أهم أع اء‬ ‫هذه الط قة وهي المصروفات الدراس ة‪.‬‬

‫ُ‬ ‫وتقول ممدوح »الط قات اﻷدنى تلحق أبناءها بتعل م منخفض‬ ‫الت لفة للغا ة‪ ،‬أما الط قة الوسطى فهي ترسل أبناءها إلى مدارس‬ ‫و اس عاد أثر اختﻼف سعر الدوﻻر تكون ودائع القطاع العائلي تمثل مصروفاتها عبئا كبيرا عليها ق اسا إلى دخلها‪ ،‬وهو ما دفع‬ ‫اﻷجن ة قد نمت ب س ة ‪ ٪١٠٫٦‬تق ا فقط في ‪ ٢٠١٦ ٢٠١٧‬اﻷخيرة لﻼدخار في الودائع العملة المحل ة لضمان توفير عائد سدد‬ ‫مصروفات هذه المدارس«‪.‬‬ ‫مقا ل ‪ ٪٣٢٫١٩‬نمو في ودائع القطاع العائلي العملة المحل ة‪.‬‬ ‫وت لغ المصروفات الدراس ة ﻻبنتي إنجي معا أ ثر من ‪ ٣٤‬ألف جن ه‬ ‫سن ا‪ ،‬ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي مصروفات تعل م بناتها إلى نحو‬ ‫‪ ٥٠‬آلف جن ه مع التحاق اﻻبنة الصغرى التعل م المدرسي العام‬ ‫القادم‪.‬‬

‫و عكس قرار فدوى السابق اﻻحتفاظ الدوﻻر وشراء الم د منه‪،‬‬ ‫جاء قرار صد قتها أمينة التي قررت سرعة سحب مدخراتها التي‬ ‫أودعتها في السابق الجن ه المصري سعر فائدة ي لغ ‪ ٪١٠‬تق ا‪،‬‬ ‫و عادة إ داعها في شهادات جد دة تنوعت بين عائد ‪ ١٨‬و‪،٪٢٠‬‬ ‫قائلة »صحيح أن سحب اﻷموال من الشهادات القد مة ك دني‬ ‫الخسائر‪ ،‬ل ن العائد على الشهادات الجد دة ان اف ا لتع ضي »الجمع ة« لم تعد تجمعنا‬ ‫ومنحي مكس ا إضاف ا أ ضا«‪ .‬وتض ف أنها حاولت إقناع زوجها مرارا »الجمع ة« انت ال س ة لنهى الوس لة اﻷ ثر اعت ادا لﻼدخار‪،‬‬ ‫ب يع مدخراته الدوﻻر لﻼستفادة من الفائدة العال ة ل ن دون جدوى ل ن هذا النمط من اﻻدخار تراجع من ح اتها عد تطبيق إجراءات‬ ‫لنفس أس اب فدوى وخالد‪.‬‬ ‫»اﻹصﻼح اﻻقتصادي«‪ .‬فقد اعتادت على تنظ م الجمع ات مع‬ ‫زمﻼئها في مصلحة الضرائب العقارة‪ ،‬لتوفير النفقات ال بيرة التي‬ ‫أمينة تمثل نمطا آخر من المدخ ن ممن ﻻ تتوفر لديهم دائل كثيرة تحتاجها أسرتها المكونة من أرعة أبناء‪ ،‬ل ن مع تطبيق قانون الخدمة‬ ‫ﻻستغﻼل المدخرات غير الودائع البنك ة‪ ،‬فهي تتمتع مدخرات المدن ة ‪-‬صدرت الص غة النهائ ة منه في ‪ ،-٢٠١٦‬ومساهمته في‬ ‫ُ‬ ‫محدودة الق مة ﻻ تكفي لشراء العقارات‪ ،‬حسب قولها‪.‬‬ ‫الحد من ز ادات اﻷجور‪ ،‬لم تعد ب ئة عمل نهى تق ل شدة على‬ ‫تنظ م هذه الجمع ات‪ ،‬ما ان اﻷمر في السابق‪.‬‬ ‫و نجي أ ضا من صغار المدخ ن‪ ،‬وهي مع دة سا قة في جامعة‬ ‫القاهرة وأم لثﻼث طفﻼت‪ ،‬أ برهن في التاسعة من عمرها‪ ،‬ل نها لم وقانون الخدمة المدن ة أحد اﻹجراءات التي اعتمدت عليها الحكومة‬ ‫تتمكن من حما ة هذه المدخرات من آثار »اﻹصﻼح اﻻقتصادي«‪.‬‬ ‫لتنف ذ س اسات الصندوق للحد من س ة ما تمثله ميزان ة اﻷجور‬ ‫الحكوم ة من الناتج المحلي اﻹجمالي‪.‬‬ ‫وتتمثل مدخرات إنجي المحدودة في م لغ منحه لها والدها كهد ة‬ ‫واحتفظت ه للحما ة من آثار الغﻼء المفاجئ‪.‬‬ ‫تصف نهى حال الموظفين مع الجمع ات قولها »في الماضي‬ ‫كنا )الموظفين( ن تظر صدور قرار العﻼوة السن ة في دا ة شهر‬ ‫وتقول إنجي‪» :‬فوجئت وقتها ) عد التع م( ارتفاع مصروفات يوليو من ل عام )الذي يوا ب دء العام المالي( لتنظ م جمع ة‬ ‫مدرسة اث تين من بناتي )الصغرى انت طفلة حديثة الوﻻدة وقتها( جد دة معتمدين على ال ادات الجد دة في المرتب‪ ، ..‬وعادة ما‬ ‫ب س ة كبيرة غير مسبوقة‪ ،‬اﻹضافة ﻻرتفاع كبير أ ضا في مصروفات تمتد الجمع ة لمدة سنة«‪ ،‬مض فة أن الهدف من الجمع ات ان‬ ‫أت س المدرسة س ب ارتفاع أسعار الوقود‪ ،‬ما استنزف مدخراتي«‪ .‬اﻻدخار قصير اﻵجل‪ ،‬فعادة ما انت ستخدم حص لة الجمع ات‬ ‫و انت الحكومة رفعت أسعار المواد البترول ة في نفس اليوم الذي تلك في مواجهة التزامات من قب ل ت لفة الدروس الخصوص ة أو‬ ‫تجد د المنزل‪.‬‬ ‫أصدرت ف ه قرار تع م الجن ه‪.‬‬ ‫لم ستفد إنجي من ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬ل ن عندما منحها والدها‬ ‫م لغا جد دا في ‪ ٢٠١٨‬اتجهت ﻹ داعه في البنك‪ ،‬ل ن لﻸسف ان‬ ‫المركزي دأ في الخفض التدرجي ﻷسعار الفائدة‪.‬‬ ‫»اﻻدخار الجن ه في ودائع بنك ة هو الخ ار الوح د المﻼئم لي‪..‬‬ ‫يهمني في المقام اﻷول الحصول على فائدة مضمونة ومن ناح ة‬ ‫آخرى فخ اراتي محدودة الض ط كحجم مدخراتي«‪ ،‬تقول إنجي‪.‬‬ ‫عد سلسلة من ال ادات في أسعار الفائدة وصلت في مجملها إلى‬ ‫‪ ،٪٧‬دأ المركزي في خفض تدر جي في أسعار الفائدة منذ فبراير‬ ‫‪ ،٢٠١٨‬و ان آخر تخف ض لسعر الفائدة قام ه المركزي في س تمبر‬ ‫‪٤٨‬‬

‫ل ن مع صدور قانون الخدمة المدن ة‪» ،‬لم تعد الجمع ات خ ارا‬ ‫متاحا أمامي ﻷن اﻻرتفاعات في اﻷجر لم تعد بنفس الوتيرة‪ ،‬وهو نفس‬ ‫ما حدث مع ق ة الموظفين‪ ..‬ال عض استمر في تنظ م جمع ات‬ ‫ل ن اﻷمر أصبح محدودا شدة«‪ ،‬مض فة »الجمع ة انت تنقذ من‬ ‫في حاجة إليها وتمكننا من مساعدة عضنا ال عض في أوقات العوز‬ ‫والحاجة‪ ..‬ان من المعتاد أن ترت ط الجمع ات اﻻدخار لتزو ــج اﻷبناء‬ ‫ً‬ ‫مث ‪ ..‬ﻻ مكننا اﻵن مد د العون ل عضنا ال عض ب نظ م الجمع ات‬ ‫ً‬ ‫خدمة لمن حتاجها«‪.‬‬ ‫ب سان كساب‬ ‫مدى مصر | نوفمـبر ‪٢٠١٩‬‬


‫أموالهم من الت ل س ب إجراءات »اﻹصﻼح« ذات اﻷثر التضخمي‪ .‬فقد لتوه أ ثر من نصف ق مته‪.‬‬ ‫»عندما قررت الحكومة تع م الجن ه‪ ،‬وفرض ضر ة الق مة‬ ‫المضافة‪ ،‬وز ادة أسعار الوقود وال ه اء‪ ،‬اندفع ال ثير لﻼس ثمار في‬ ‫السوق العقاري‪ .‬إلى حد كبير‪ ،‬ان هذا اﻻتجاه من ق ل المستهل ين‬ ‫الذين تدافعوا كثافة لشراء العقارات للتحوط ضد ارتفاع اﻷسعار عد‬ ‫عمل ة التع م‪ ،‬معتبر ن مل ة المنازل فرصة اس ثمار ة مستقرة«‬ ‫ت عا لمذكرة حث ة صادرة عن شركة »شعاع«‪.‬‬ ‫أقر مجلس النواب المصري في أغسطس ‪ ،٢٠١٦‬قانون ضر ة‬ ‫الق مة المضافة الذي رفع السعر العام للضر ة إلى ‪ ٪١٤‬مقا ل‬ ‫‪ ٪١٠‬انت في قانون ضر ة المب عات‪ ،‬ف ما التزمت الحكومة‬ ‫بتوجيهات الصندوق عمل ة تح ر تدرج ة ﻷسعار الوقود وال ه اء‬ ‫للوصول بها إلى سعر ق ب من الت لفة الحق ق ة‪.‬‬

‫و ان خالد واحدا من هؤﻻء المدخ ن‪ ،‬ممن لم شتروا الشهادات‬ ‫ذات العائد المرتفع‪ ،‬وهو ما يوضحه »كنت قلقا على الدوام من أي‬ ‫مفاج ت س اس ة قد تؤدي ﻻنه ار سعر الجن ه ﻷي س ب«‪.‬‬ ‫هذا الخوف من ت دد ق مة المدخرات الجن ه‪ ،‬ان موجودا أ ضا في‬ ‫أوساط من يتقاضون رواتبهم الجن ه المصري‪ ،‬و عملون دأب على‬ ‫تح ل جزء من مدخراتهم للعملة الصع ة‪.‬‬ ‫تعد فدوى نموذجا على هذا النمط من المدخ ن‪ ،‬وهي صحف ة‬ ‫س ي ة تعمل في مؤسسة قوم ة‪ ،‬را مت مدخرات دوﻻر ة عبر دأب‬ ‫تار خي‪ ،‬على حد تعبيرها‪ ،‬من خﻼل شراء العملة اﻷم ك ة السعر‬ ‫السائد في السوق الموازي‪-‬ما عرف السوق السوداء‪ -‬أو من اﻷقارب‬ ‫أو اﻷصدقاء‪.‬‬

‫واستمرت فدوى عد التع م في عمل ة تح ل جزء من ُمدخراتها‬ ‫ﻻحقا‪ ،‬عد سد د خالد ل امل سعر شقته‪ ،‬انت أسعار العقارات قد إلى العملة الصع ة‪ ،‬مﻼذ لحما ة أموالها من التضخم‪ ،‬ولم شتر‬ ‫ارتفعت إلى حد لم عد ب م انه أن ُ ع د ال رة مرة أخرى لجني الم د شهادات اﻻس ثمار المحل ة‪.‬‬ ‫من فوائد تح ر سعر الجن ه‪» :‬لقد ارتفع سعر شقتنا التي اشتر ناها‬ ‫اﻻس‬ ‫ثمار‬ ‫عد التع م في ضعة أشهر من ‪ ٥٠٠‬ألف جن ه تق ا إلى نحو مليون تقول عال ة ممدوح‪ ،‬كبير اﻻقتصاديين لدى بنك‬ ‫و‪ ٢٠٠‬ألف جن ه‪ ،‬ل ن من ناح ة آخرى أصبح من المستح ل علينا » لتون«‪ ،‬إن س ة كبيرة من أصحاب المدخرات العملة اﻷجن ة‬ ‫احتمال لفة شراء عقار جد د بهذه اﻷسعار‪ ،‬خاصة أن عصر الطفرات اتجهت لﻼحتفاظ بها س ب المخاوف الدائمة من انه ار وش ك في‬ ‫في سعر الدوﻻر مقا ل الجن ه ان قد انتهى« حس ما أضاف‪.‬‬ ‫الجن ه س ب التراجع الدائم في سعره ق ل قرار تح ر الجن ه ‪-‬في‬ ‫السوق الموازي‪ -‬و عد القرار‪.‬‬ ‫وشهد الدوﻻر ارتفاعا كبيرا في سعره دءا من نوفمبر ‪ ،٢٠١٦‬ووصل‬ ‫التارخ ة التي ت بئها أن »الدوﻻر سيرتفع‬ ‫تها‬ ‫ر‬ ‫خب‬ ‫إن‬ ‫فدوى‬ ‫وتقول‬ ‫لذروة صعوده في د سمبر من نفس العام عندما اقترب من حاجز‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الـ ‪ ٢٠‬جنيها‪ .‬ل ن منذ مارس ‪ ٢٠١٧‬ظلت العملة اﻷم ك ة ش ه في ل اﻷحوال عاج أو آج منعتني من محاولة استغﻼل ذروة‬ ‫مستقرة تحت ‪ ٢٠‬جنيها‪ ،‬ولم شهد طفرات تال ة‪.‬‬ ‫ارتفاع سعره حين لغ عشر ن جن ه تق ا والتخلي عنه بهذا السعر‬ ‫و داعه الجن ه المصري سعر الفائدة العالي‪ ،‬وهو ما ندمت عل ه‬ ‫قول خالد إن عض زمﻼءه المغترين فكروا في استغﻼل مدخراتهم في وقت ﻻحق«‪ .‬ل نها تض ف الوقت نفسه أن اﻻحتفاظ الدوﻻر‬ ‫الدوﻻر ة في شراء قطع أرض في مشروع »ب ت الوطن« التي أتاحتها استمر في منحها إحساسا اﻷمان‪ ،‬خاصة عد اﻷزمة التي تعرضت‬ ‫الحكومة المصر ة‪ ،‬وهو مشروع تابع لوزارة اﻹس ان مخصص لها س ب إعادة سعير المصروفات الدراس ة في الجامعة اﻷم ك ة‪.‬‬ ‫للمصرين العاملين الخارج‪ ،‬و شترط السداد العملة اﻷجن ة‪.‬‬ ‫و ستدرك خالد »مدخراتنا لم تعد سمح لنا ذلك‪ ..‬قررنا عدها فدوى هي أم لطال ة في الجامعة اﻷم ك ة القاهرة‪ ،‬والتي تق م‬ ‫إ داع أموالنا الدوﻻر في ودائع بنك ة في مصر‪ ،‬وهو ما نحرص عل ه مصروفاتها السن ة الدوﻻر‪ ،‬لذا واجهت زادة ضخمة في ق مة‬ ‫حتى اﻵن‪ ..‬عادة ما يتوفر لنا لﻼدخار نحو خمسة آﻻف ر ال سعودي المصروفات عندما قفز السعر الرسمي للعملة اﻷم ك ة من نحو‬ ‫شه ا من أصل ‪ ١٤‬ألف ر ال تق ا تمثل إجمالي دخلنا‪ ،‬نحرص على سعة جنيهات إلى ما قرب من الـ ‪ ٢٠‬جنيها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تح ل تلك المدخرات إلى الدوﻻر و داعها أو أول في حساب‬ ‫بنكي مصر«‪.‬‬ ‫»احتج ال ثير من أول اء أمور الطل ة على ز ادة المصارف عد‬ ‫التع م‪ ،‬ولحسن الحظ فقد استطاعت ابنتي الحصول على تخف ض‬ ‫من الجامعة‪ ..‬ل نني تمسكت عد هذه الواقعة الدوﻻر أ ثر فأ ثر‪،‬‬ ‫حين حركنا الخوف‬ ‫تزامن تع م الجن ه مع اتجاه البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة ﻷن أول تي هي سد د المصروفات الدراس ة« تقول فدوى‪.‬‬ ‫ معدﻻت كبيرة س ا عن المعتاد‪ ،-‬ف ما عرف س اسة »ال شد د‬‫النقدي«‪ ،‬بهدف كبح التضخم المصاحب لتح ر سعر الجن ه‪ ،‬الفائدة العال ة هي المﻼذ‬ ‫وترجمت هذه الس اسات في ح اة المواطنين في ارتفاع أسعار الفائدة ومع ذلك‪» ،‬فمن المرجح أن كون الجانب اﻷ بر من مدخرات‬ ‫ً‬ ‫على شهادات اﻻس ثمار‪ ..‬لتصبح مجا آخر لحما ة المدخرات من الط قة الوسطى عد قرار تع م الجن ه قد ذهب من ال دا ة ﻷدوات‬ ‫التضخم‪.‬‬ ‫اﻻدخار مرتفعة الفائدة الجن ه المصري‪ ،‬حس ما ً قول لـ »مدى‬ ‫وفي هذا الس اق ط ح بن ا اﻷهلي المصري ومصر ‪-‬أ بر بنكين مصر« محمد سعد المحلل المالي في »شعاع«‪ ،‬قائ إن تلك الفائدة‬ ‫حكوميين‪ -‬شهادتي إ داع جد دتين‪ ،‬واحدة فائدة ‪ ٪١٦‬ﻷجل ثﻼث المرتفعة ساهمت شدة في التخف ف من آثار التضخم المرتفع على‬ ‫العد د من اﻷسر خﻼل الشهور الﻼحقة للتع م‪.‬‬ ‫سنوات‪ ،‬وأخرى فائدة ‪ ٪٢٠‬ﻷجل ‪ ١٨‬شهرا‪.‬‬ ‫وشهدت الشهور التال ة على اﻻتفاق مع صندوق النقد الدولي‬ ‫أق ل ال ثيرون على شراء مثل هذه الشهادات ذات العائد المغري‪ ،‬ارتفاعات ق اس ة في معدل التضخم‪ ،‬وقفز متوسط معدل التضخم‬ ‫ل ن مدخ ن ممن حصلون على دخل غير العملة المحل ة ظلوا في سنة ‪ ٢٠١٦ ٢٠١٧‬الذي شهد توقيع اﻻتفاق إلى ‪ ٪٢٤٫٤‬مقا ل‬ ‫متخوفين من اﻹق ال على شهادات اس ثمار مقومة الجن ه‪ ،‬الذي ‪ ٪١٠٫٦‬في السنة السا قة‪ ،‬ت عا لوزارة التخط ط والمتا عة واﻹصﻼح‬ ‫‪٤٧‬‬


‫شقة رخ صة في غفلة من الزمن‬ ‫خالد‪ ،‬ممن استطاعوا أن ستغلوا اﻹجراءات المصاح ة لقرض‬ ‫الصندوق لحما ة الق مة الحق ق ة لمدخراتهم‪ ،‬ل وتنم ة هذه‬ ‫المدخرات‪.‬‬

‫اﻷم ك ة دون التدخل لحما ة العملة المحل ة‪ ،‬اﻷمر الذي أفقد‬ ‫الجن ه أ ثر من نصف ق مته في فترة قصيرة‪ ،‬ما خفض من ق مة‬ ‫أصول مثل العقارات عند حساب سعرها الدوﻻر اﻷم كي‪ .‬و عد‬ ‫قرار المركزي ب ضعة أ ام‪ ،‬وافق مجلس صندوق النقد الدولي على‬ ‫منح مصر قرضا مقا ل اﻻلتزام ب جراءات اقتصاد ة ل بح العجز المالي‬ ‫للدولة‪.‬‬ ‫وت عا لب انات وزارة التخط ط والمتا عة واﻹصﻼح اﻹداري‪ ،‬فقد‬ ‫سارع نمو قطاع اﻷ شطة العقارة من ‪ ٪٢٫٧‬سنة ‪ ٢٠١٤ ٢٠١٥‬إلى‬ ‫‪ ٪٤٫٦‬في ‪ ،٢٠١٥ ٢٠١٦‬ثم إلى ‪ ٪٥٫٢‬سنة ‪.٢٠١٦ ٢٠١٧‬‬

‫»ف ما يتعلق بتع م الجن ه الذات‪ ،‬فقد تمكنت من اﻻستفادة‬ ‫منه شدة«‪ ،‬قول الطب ب الثﻼثيني المق م في الممل ة الع ة‬ ‫السعود ة‪ ،‬والمتزوج من أستاذة جامع ة‪.‬‬ ‫»التع م سمح لي للمرة اﻷولى ﻻمتﻼك شقة في مصر‪ ،‬عدما‬ ‫ارتفع سعر الدوﻻر على نحو أتاح لمدخراتي )الدوﻻر ة( أن تغطي‬ ‫دفعة المقدم لشقة في اﻹسكندرة أوائل عام ‪ «٢٠١٧‬ض ف خالد لـ لم كن خالد وحده من رأى في أجواء »اﻹصﻼح اﻻقتصادي« فرصة‬ ‫»مدى مصر« في م المة عبر تطبيق »ماسنجر«‪.‬‬ ‫سانحة لشراء العقارات‪ ،‬ول ن ال ثير ن ممن يتمتعون المدخرات‬ ‫الدوﻻرة‪ ،‬ل ومن ل ست لديهم سيولة العملة الخضراء أ ضا‪،‬‬ ‫وسمح البنك المركزي في ‪ ٣‬نوفمبر ‪ ٢٠١٦‬التداول الحر للعملة فالمدخرون العملة المحل ة رأوا في العقارات مﻼذا آمنا لحما ة‬ ‫‪٤٦‬‬


‫إ معا زا د‪:‬‬

‫ هذه اﻷ ام صدق حولك قول المثل العر ‪ :‬سمع جعجعة وﻻ‬‫نرى طحنا ‪.‬‬

‫إ الدكتور عزت أبو عوف‪:‬‬

‫ سمعت أنك ستقدم مع فرقة )الفور إم( أثناء جولة أم ك ة‪،‬‬‫أغن ات‪ :‬س د درو ش‪ ،‬اللغة اﻹنجل ة‪ .‬والم م اﻵن أن ﻻ تقدم عد‬ ‫عودتك من أم ا‪ ،‬أغا )توم جونز( اللغة الع ة ‪.‬‬

‫إ جم ل راتب‪:‬‬

‫ مكنك أن تفاخر‪ ،‬ولمدة ط لة مق لة‪ ،‬دورك‬‫الزمن( ف و دور أ من ممتاز ف لم متم ‪.‬‬

‫إ ل‬

‫ف لم )قاهر‬

‫مراد‪:‬‬

‫وأنت ا س د ‪ ،‬غن لنا ألحان محمد سلطان‪ ،‬ف عد الراحلة فايزة‬ ‫ ِ‬‫أحمد‪ ،‬لم سمع لسلطان ما مكن أن نتذكره ‪.‬‬

‫إ نجاة الصغ ة‪:‬‬

‫ غن لنا ا س داي شعر نزار ق ا ‪ ،‬وألحان ع د الوهاب‪ ،‬لعل‬‫صوتك ذهب آثار العدوان عن آذاننا‪.‬‬

‫إ حسن يوسف‪:‬‬

‫ منذ مسلسل )ز ب والعرش( وح س رة )وخلعت الثوب اﻷسود(‬‫أث ّت أنك التل ف ون تحمل مواصفات نجم كب ‪.‬‬

‫إ غادة الشمعة‪:‬‬

‫‪ -‬ا ألف ألف ندامة‪ ،‬ع دورك‬

‫إ يو س شل ‪:‬‬

‫ف لم )سكة الندامة(‪.‬‬

‫‪ّ :‬‬ ‫صح النوم ‪.‬‬ ‫‪ -‬قلنا لك سا قا‪ :‬نوم العوا ‪ .‬فم نقول لك‬

‫إ ل‬

‫حمادة‪:‬‬

‫لت من هناك ‪.‬‬ ‫ ح تارخه‪ ،‬ي دو أنك‬‫تزوجت من هنا‪ ،‬و ع ِ‬ ‫ِ‬

‫إ محمود الجندي‪:‬‬

‫ رغم أنك وزم لك‪ ،‬ح الفخرا ‪ ،‬كنتما مقرر ن ع مدى ش ن‬‫سا ق أنت من خﻼل أرعة مسلسﻼت تلف ون ة‪ ،‬وهو من خﻼل‬ ‫ثﻼثة‪ ،‬فالش ادة أن ما كنتما منت خفة الظل‪ ،‬ل والتألق‪.‬‬

‫أق م العقار رقم ‪ ٣٢‬شارع ع د العل م مح الدين‪ .‬خلف اجور‬ ‫الطح الوا ال ب ‪ .‬شقة تتكون من غرفت وصالة‪.‬‬ ‫أدفع ش ا ‪ ٥‬جني ات ق مة إست ﻼك ك اء‪ ،‬وقد فوجئت كة‬ ‫توز ــع ك اء القاهرة تطالب دفع ‪ ٥٠٥‬جني ات ق مة إست ﻼك ش ر‬ ‫أ ت ر الما ‪.‬‬ ‫ظننت ادئ اﻷمر أن الموظف قد أخطأ كتا ة رقمه و قصد ‪٥‬‬ ‫جني ات فقط‪ .‬فتوج ت إ مدير إدارة حلم ة ال تون‪ ،‬فأ د أن‬ ‫الرقم صحيح و جب أن أدفع فورا‪ .‬ﻷن ال مبيوتر ﻻ كذب أو خ ‪.‬‬ ‫أناشد وزر ال اء ب حث مش ل ‪ ،‬و ﻻ فإن ذلك يؤكد أن مبيوتر‬ ‫ال اء أصابته العدوى من مبيوتر الداخل ة ‪.‬‬ ‫ع د السميع س د الشيخ‬ ‫عامل كة القاهرة لﻸدو ة‬ ‫الوفد ‪ ١٢ -‬د سم ‪١٩٨٧‬‬ ‫‪٤٥‬‬

‫التأ د‪..‬‬ ‫المستمع تائه‪ ،‬والمتف ج تائه أ ضا‪.‬‬ ‫فاﻹذاعة ب ا مئات ال امج والتلف ون ه عدد كب أ ضا‪.‬‬ ‫والمستمع أو المشاهد‪ ،‬ﻻ ستطيع أن ختار من ب ن ا ما ي د‪ .‬ﻷنه‬ ‫ضطر إ ال قاء جوار الراديو أو أمام التلف ون ح سمع أو يرى‬ ‫ما قدم‪.‬‬ ‫وﻻ ستطيع ل الناس أن فعلوا ذلك‪ ،‬هناك ال عض ستطيع‪،‬‬ ‫وال عض ي د أن ختار‪.‬‬ ‫المطلوب إذن‪:‬‬ ‫أن تقوم ل محطة عمل تلخ ص ل ل برامج ا‪ ،‬أمانة ودقة‪،‬‬ ‫و بت ار أ ضا‪ .‬ح يتمكن المستمع من متا عة ما ي ده‪.‬‬ ‫ومطلوب من التل ف ون أن فعل نفس ال ء‪.‬‬ ‫يوم ا الصحف‪ ،‬هو مجرد إث ات مواع د‬ ‫وصحيح أن ما ي‬ ‫إذاعة ل برنامج أو إرسال‪.‬‬ ‫ل ن ل س هذا هو المطلوب‪.‬‬ ‫وصحيح أ ضا أن اﻹذاعة والتلف ون تقدم دا ة اليوم ملخصا‬ ‫للس رة‪ ،‬أو لف ة الص اح‪ ،‬ل ن هذا ﻻ ك ‪.‬‬ ‫ف و مجرد إخت ار عض الفقرات أو ال امج‪ ،‬وهذا ﻻ ع الفرصة‬ ‫للجم ور لي تبع أو ل ختار‪.‬‬ ‫هل تفعل اﻹذاعة هذه الخطوة؟ وهل فعل ا التل ف ون؟ ح ﻻ‬ ‫ظل المستمع أو المشاهد ‪ ...‬تائ ا ‪.‬‬

‫منذ صدور أوراق النقد من فئ الخمسة قروش والع ة قروش‪،‬‬ ‫شاءت المصادفة أن ل وز ر تو وزارة المال ة ووقع ب مضائه ع‬ ‫أوراق النقد تلك‪ ،‬ان ﻻ ل ث عد قل ل أن ي ك منص ه إن إخت ارا أو‬ ‫))ق ا(( ‪.‬‬ ‫ك وزارة المال ة‪ ،‬وقدمت له اﻷوراق‬ ‫وعندما تو اﻷستاذ الب‬ ‫ﻹمضائ ا تم دا ﻹصدار ضعة آﻻف من ا‪ ،‬ضحك وقال لمن حوله‪:‬‬ ‫إنتم ناو تزحلقو وﻻ إ ه؟ ‪.‬‬ ‫و ان ع وشك الرفض لوﻻ تعارض هذا مع المصلحة العامة‪ ،‬ثم‬ ‫حلت )اللعنة( وترك الوزر منص ه‪ ،‬وحدث هذا أ ضا لﻸستاذ ع د‬ ‫المج د در اشا ‪.‬‬ ‫اشا وزارة المال ة‪ ،‬خ المختصون أن‬ ‫وعندما تو دولة النقرا‬ ‫طلبوا إل ه التوقيع ع أوراق النقد‪ ،‬وأ أحد أصدقاء دولته إل ه‬ ‫ب ذا‪ ،‬ضحك وقال‪) :‬لعنة قروش إ ه‪ ،‬ﻼش ﻼم فارغ هاتوا أوقع‬ ‫مﻼي من هذه اﻷوراق(‪.‬‬ ‫ووقع دولته اﻷوراق ‪ ....‬ول نه لم قع ح اليوم ‪.‬‬ ‫اﻹثن والدن ا ‪ -‬مارس ‪١٩٤٨‬‬


‫ع د أم اﻷم‬

‫أن ل‬ ‫ل البيوت وعند ل الناس‪،‬‬ ‫الفكرة التقل د ة السائدة‬ ‫الحموات مكروهات‪ ،‬سواء أ انت حماة الزوج‪ ،‬أم حماة الزوجة‪ .‬والحق قة‬ ‫ً‬ ‫أن الحماة‪ ،‬ل ا فضل كب ‪ ،‬ﻻ ينكر‪ ،‬ت ة وت شئة إبن ا أو إب ت ا فض عن‬ ‫أن هذا ال ره التقل دي غال ا ما قوم ع أساس غ جدي‪.‬‬ ‫ومادمنا قد قدرنا فضل اﻷم‪ ،‬وجعلنا ل ا ع دا عاما‪ ،‬نع ف ه عن مشاعرنا‪،‬‬ ‫وعواطفنا الطي ة نحوها‪ ،‬فإ أعتقد أن الحموات جديرات أ ضا ع د‬ ‫نحتفل ف ه ب ن‪ .‬فنحدد يوما نقدم ل ن ف ه ال دا ا الصغ ة‪ ،‬ال تع عن‬ ‫التقدير واﻹع اف الجم ل‪ .‬ومادمنا قد إحتفلنا اﻷم‪ ،‬ف جب أن نحتفل‬ ‫أم اﻷم ‪.‬‬ ‫محمد من‬ ‫جامعة الدول الع ة‬

‫***‬

‫دون طابع ب د‬

‫حثت عبثا أثناء وجودي ب حدى القرى النائ ة‪ ،‬عن م ان أش ي منه‬ ‫طابع ب د‪ ،‬ألصقه ع الخطاب ال ام الذي سأرسله‪ ،‬فقد انت )دار‬ ‫ال د( مغلقة‪ ،‬والمركز بي و نه عدة ك لو م ات‪ ،‬والل ل اد ي تصف‪،‬‬ ‫والط ق غ مأمونة‪ .‬وأخ ا‪ ،‬خطر هذا الخاطر العج ب‪ ،‬وهو أن أخ ط‬ ‫القرش صاغ‪ ،‬ثمن طابع ال د الظرف‪ ،‬ثم ألق ه صندوق الخطا ات‪،‬‬ ‫و عد لحظات ان قد إنت ل ء‪ .‬و م انت دهش ‪ ،‬عندما وصل رد‬ ‫الخطاب الذي أرسلته مع ال د العائد ‪.‬‬ ‫حس ال واري‬ ‫ل ة الفنون الجم لة‬ ‫قسم العمارة‬

‫***‬

‫الم اث‬

‫تو أخ ا‪ ،‬ق نا أحد المزارع مخلفا وراءه ثﻼثة أبناء‪ ،‬ما ادوا يوارونه‬ ‫ال اب‪ ،‬ح أخذوا يوزعون تركته ف ما ب ن م‪ ،‬و ﻻ ت د ع ضعة‬ ‫أفدنة وثﻼث قرات وحمار ‪.‬‬ ‫ولم جد الورثة الثﻼثة مشقة كب ة توز ــع ال وة الموروثة‪ ،‬ال ساوي‬ ‫ل من م ع‬ ‫والمراضاة‪ ،‬إﻻ عندما جاء دور تقس م الحمار‪ ،‬فقد أ‬ ‫‪٤٤‬‬

‫أن كون )الحمار( من نص ه وحده‪ .‬و ان أخوهم اﻷ أ هم عنادا‪،‬‬ ‫و ستمسا ا الحمار‪ ،‬و شتد التنافر ب ن م جم عا‪ ،‬وفجأة جرى اﻷخ اﻷ‬ ‫نحو الحمار وهو حالة ه اج شد د‪ ،‬وقفز فوق ظ ره وهو قسم أغلظ‬ ‫اﻷ مان‪ ،‬أنه لن ي ل من فوق ظ ره مادام ح ا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومنذ ذلك اليوم واﻷخ اﻷ فوق ظ ر الحمار المسك ﻻ ي ل عنه ل‬ ‫أو ن ارا ح ﻻ ع ف ال مة أمام أخ ه الصغ ن ‪.‬‬ ‫عوض محمد عثمان عوض‬ ‫البنك اﻷه الم ي‬ ‫الموس ‪ -‬القاهرة‬

‫***‬

‫العروس المج ولة‬

‫طرق ا ذات يوم شاب‪ ،‬وقدم نفسه ‪ ،‬ذا را أنه عمل م ندسا بوزارة‬ ‫الط ق وم آ سة‪ ،‬وأنه رآها ق ل ذلك‬ ‫اﻷشغال‪ ،‬وأنه رآ اﻷمس أس‬ ‫عدة مرات‪ ،‬س مفردها‪ ،‬أو برفقة عض إخوت ا الصغار‪ .‬و نه أعجب‬ ‫أخﻼق ا و جمال ا )وهنا خفق قل عنف وغ الدم عرو (‪.‬وم‬ ‫صاحبنا قول‪ ،‬و زاء ل هذه المم ات ال تتمتع ب ا تلك الفتاة‪ ،‬قرر أن‬ ‫طلب دها م ‪ ،‬ﻷنه تب أن ا ضالته الم شودة‪ .‬وكتمت شعوري‪ ،‬ثم‬ ‫سألته‪ :‬هل تعرف ج دا‪ ،‬هذه ال تت لم عن ا؟‬ ‫فقال مستطردا‪:‬‬ ‫ إ آراها تدخل م ل م‪ ،‬وتخ ج منه‪ ،‬وآخر مرة رأيت ا اﻷمس معك‪،‬‬‫وهأنذا أ ع إل ك راج ا قبو زوجا ل ا و مستعد لتنف ذ ل رغ ات ا‪.‬‬ ‫وهنا لم أتمالك نف من الضحك‪ ،‬ففو هو‪ ،‬وسأل عما ضحك ‪،‬‬ ‫فقلت له‪ ،‬رفق ﻻ أصدمه‪:‬‬ ‫ هل تعرف من تكون هذه ال تطلب دها؟‬‫فقال‪:‬‬ ‫ لقد جئت أطلب دها‪ ،‬فﻼ ترد خائ ا‪.‬‬‫وللمرة اﻷخ ة قلت‪:‬‬ ‫ إن ا زوج وأم أوﻻدي اﻷرعة الذين كنت تراهم صحبت ا ‪.‬‬‫ع‪.‬ح عف‬ ‫القاهرة‬


٤٣


٤٢


‫والمطرب ع د الع ز محمود ل س اروكة أ ضا تحذف جزءا كبيرا من السنين التي تجاوزها قل ً ‪.‬‬ ‫والمطرب عادل مأمون والممثل أشرف ع د الغفور وغيرهم كثيرون من الش اب الذي خفي الصلع‬ ‫ال اروكة أو ستعين بها على اﻹحتفاظ مظهر الشاب ‪.‬‬ ‫الممثل الوح د الذي ظهر صلعته هو الفنان محمود المل جي وقل أن ستخدم ال اروكة‪ ،‬اللهم إذا‬ ‫تطلب دوره أن ل س ال اروكة‪ .‬و ان أصدقاء محمود المل جي عتقدون أن صلعته جاءت الوراثة ول ن‬ ‫محمود المل جي أ د لي أن المرحوم والده‪ ،‬عاش حتى سن الثمانين ومات وشعر رأسه أغرز ما كون‪.‬‬ ‫وروى لي المل جي ح ا ة صلعته التي جاءت ن جة حادث له في أعقاب )ل لة حمراء( تناول فيها شرا ا‬ ‫مغشوشا‪ ،‬وجمبري مسموما‪ ،‬فقد ان المل جي في مطلع ش ا ه‪ ،‬من الش ان العابثين الذين ينطبق عليهم‬ ‫الوصف الشائع )مقطع السمكة ود لها( و ان يتزعم شلة من الش اب ﻻ هم لهم إﻻ أن يتمثلوا قول الشاعر‬ ‫عمر الخ ام‪ :‬وأغنم من الحاضر لذاته فل س في طبع الل الي اﻷمان‪.‬‬ ‫فقد انت هذه الشلة تطوف القاهرة ل ل لة بزعامة محمود المل جي و تقل أفرادها من حانة إلى حانة‬ ‫و قطعون الل ل في الطواف أ ثر المﻼهي الل ل ة‪ ،‬فعلون ما تمل ه عليهم طب عتهم العابثة‪ ،‬وما أمر ه‬ ‫هواهم وقد تركوا لرغ اتهم الح ل على الغارب‪.‬‬ ‫وفي إحدى الل الي عرجوا على ار صغير في شارع عماد الدين وجلسوا شر ون ال ؤوس حنى ثملوا‪ ،‬ثم‬ ‫شعروا الج ع من فرط ما شروه‪ ،‬وفي أثناء السهرة دخل ال ار ائع عجوز حمل َ‬ ‫)س َ ت( من القش صيح‬ ‫مناد ا‪ :‬جمبري ‪ ...‬جمبري‪.‬‬ ‫وما إن إقترب من شلة المل جي‪ ،‬حتى إنتزعوا منه الس ت وتخاطفوا الجمبري حتى أتوا على محت ات‬ ‫الس ت وهم علنون إعجابهم الجمبري ‪.‬‬ ‫وفي نها ة الل ل‪ ،‬إنصرف ل منهم عائدا إلى منزله‪ ،‬وهو يترنح من شدة السكر‪ ،‬و ان المل جي أ ثرهم‬ ‫ُ‬ ‫)سكرا( فقد أ د لي وهو يروي هذه القصة أنه ان يتما ل و ترنح أثناء سيره الط ق‪ ،‬حتى إلتقى برجل‬ ‫ً‬ ‫حمل )جوا ( فوق كتفه‪ ،‬فشعر المل جي برغ ة في أن سقط هذا الجوال من فوق كتف الرجل أو ضره‪،‬‬ ‫و ان م عث هذا الشعور العدواني هو الشرب ط عا‪ ،‬فإقترب من الرجب مدفوعا برغبته هذه‪ ،‬و لن ما أن‬ ‫شرع ينفذ محاولته الشررة‪ ،‬حتى نظر إل ه الرجل وقد ار سمت على وجهه عﻼمات الرعب والف ع‪ ،‬فعدل‬ ‫المل جي عن إ ذائه‪ ،‬وتحول شعوره العدواني إلى شعور إ ساني وسأله عما حمله في جواله‪ ،‬فأنزل الرجل‬ ‫الجوال من فوق كتفه‪ ،‬وفتحهه‪ ،‬ومد ده‪ ،‬وأخ ج عض ثمار الل مون‪ .‬فإشترى منه المل جي م ة ومضى‬ ‫في ط قه وهو متص الل مون حتى وصل إلى ب ته‪.‬‬ ‫وما إن دخل الغرفة التي ان ستأجرها حتى شعر ﻻم حادة في أمعائه قطعها العرض تارة و الطول‬ ‫تارة أخرى‪ ،‬و انت هذه و أنها سكينا محم ا‪ ،‬حتى المل جي ان ضرب رأسه في الحائط أ ثر من مرة وهو‬ ‫متص الل مون‪ .‬ولم سعفه أحد‪ ،‬فقد ان ع ش وح دا تلك اﻷ ام‪ ،‬فقضى الل ل في أسوأ حال حتى إذا‬ ‫ب غ الفجر‪ ،‬أسرع إلى أقرب مس شفى حتى جد العﻼج الذي خلصه من هذه اﻵﻻم‪.‬‬ ‫و عد أن فحصه الطب ب قال له أنه نجا من موت محقق أعج ة‪ ،‬فقد ان معرضا لحالة سمم ادت‬ ‫أن تودي ح اته لوﻻ م ة الل مون التي إمتصها‪ ،‬و ان ﻻ د من إحتجازه في المس شفى لمدة ثﻼثة أ ام حتى‬ ‫زالت منه ل آثار التعب‪ ،‬أما أصدقاؤه الذين شاركوه في أ لة الجمبري‪ ،‬قد دفع عضهم ثمنا لهذه اﻷ لة‪.‬‬ ‫و عد شهر من هذا الحادث‪ ،‬شعر المل جي ب ساقط شعره‪ ،‬في ال دا ة لم يهتم بهذه الظاهرة ول ن عندما‬ ‫ظهر الصلع في رأسه‪ ،‬سارع إلى أحد أط اء اﻷمراض الجلد ة و عد فحص ط ل أ د له أن ﻻ فائدة من‬ ‫أي عﻼج‪ ،‬ولم سع إﻻ أن س سلم ﻹرادة القدر حتى إن شر الصلع في رأسه التي تلمع عندما تنعكس عل ه‬ ‫أضواء ال اميرا ‪.‬‬ ‫‪٤١‬‬


‫حســي‬ ‫ال وا‬

‫‪٤٠‬‬

‫عثــما‬ ‫| نوفمبر ‪١٩٧٩‬‬


٣٩


٣٨


٣٧


٣٦


٣٥


٣٤


‫الحق ق ــة الم ــرة وه ــى أن خطي ت ــه تخون ــه س ـرا وعﻼن ــة‪ ،‬فب ــت الن ــة عل ــى‬ ‫اﻹنتقام من فلفلة التي أوقعته في تلك الورطة‪ ،‬وأنه إذا ان قد خس ــر ل‬ ‫ش ــيء ح ــه وذك ات ــه‪ ،‬نق ــوده وكرامت ــه‪ ،‬فإن ــه ﻻ ــأس م ــن أن ينق ــذ ما مكن‬ ‫إنق ــاذه ف ــدأ ي س ــحب عل ــى مراح ــل مغط ــا ه ــذا اﻹ س ــحاب الضح ـ ات‬ ‫واﻹب س ــامات والوع ــود المعس ــولة حت ــى ج ــاءت الفرص ــة وغ ــادرت فلفل ــة‬ ‫القاه ــرة وأقام ــت م ــع م ض ن ــا ف ــي بنه ــا‪ ،‬فإنق ــض عل ــى الش ــقة ف ــي س ــاعة‬ ‫تخل ــي ول ــم يت ــرك له ــا فيه ــا إﻻ م ــا يت ــرك اللئ ــام عل ــى مائ ــدة ال ـرام وف ــر م ــا‬ ‫حم ــل إل ــى جه ــة غي ــر معلومة ‪.‬‬ ‫ولس ــت ف ــي حاج ــة إل ــى تفص ــل م ــا ح ــدث ع ــد ذل ــك م ــن ح ــث إلق ــاء‬ ‫الت ع ــة امل ــة ل ــع ى ش ــخصي المهم ــل فل ــم أس ــتطيع مواجهته ــا ع ــد ذل ــك‬ ‫وغادرت الش ــقة غير آس ــف إن أس ــفت على شيء سوى ذك اتي القصيرة‬ ‫الجم ل ــة م ــع تل ــك الم ـرأة الت ــي ان ــت ال س ـ ة ل ــي ال لس ــم الش ــافي م ــن‬ ‫طعن ــات الش ــكوك المس ــمومة عدم ــا وق ــر ف ــي قلبي و س ــتقر ف ــي ذهني أن‬ ‫ل ش ــقة ف ــي ه ــذا الش ــارع اللعي ــن ل س ــت س ــوى مأخ ــورة‪ ،‬و ن ل مح ــل‬ ‫تج ــاري ل ــس س ــوى وك ــر للدع ــارة وأن ل س ـ دة أو فتاه ف ه ل س ــت س ــوى‬ ‫موم ــس أو ق ــوادة محترف ــة ول ــو حمل ــت المصح ــف وه ط ــت م ــن الس ــماء‬ ‫أجنح ــة ب ــض ‪.‬‬ ‫شحات اشاوات‬ ‫ه ــذا و ذا ان الش ــيء الش ــيء ذك ــر‪ ،‬أعن ــي أن ــه إذا ان ــت فلفلة ش ــخص ة‬ ‫ذات طاب ــع غ ــب ف ــي س ــلوكها وح اته ــا‪ ،‬فل ــس أغرب منها س ــوى الش ــيخ‬ ‫علي درو ش الذي أقمت في شقته فترة من الزمن والذي ان ف ما مضى‬ ‫محام ــا ش ــرع ا وزع م ــا ح ــا وصد ق ــا ش ــخص ا لس ــعد زغل ــول والنح ــاس‬ ‫ومك ــرم عب ــد والنقراش ــي وجمي ــع ال اش ــاوات واﻷع ــان ورج ــاﻻت الس ــلطة‬ ‫ف م ــا ق ــل ث ــورة ‪ ٢٣‬يولي ــو‪ ،‬فه ــو إجتماع ــي إل ــى أقص ــى الح ــدود ص ــادق‬ ‫الس ــوقة والع ــوام بنف ــس ال س ــاطة الت ــي ص ــادق به ــا ال اش ــاوات والزعم ــاء‪،‬‬ ‫ل ــذا ل ــم ك ــن غ ــا أعن ــي أن ــه ل ــم ك ــن ج ــد غضاضة ف ــي أن ي ن ــاول غداءه‬ ‫م ــع النح ــاس ف ــي قص ــره ف ــي ج ــاردن س ــيتي ل خ ج عده ــا و ناول عش ــاءه‬ ‫م ــع ائ ــع متج ــول ف ــي روض الف ـ ج فه ــو ش ــره إل ــى درج ــة ش ــاذة ومناف ــق‬ ‫ع ــرف التل ــون الحزب ــي والمذهب ــي‪ ،‬ورغ ــم ه ــذا فه ــو ث ــوري ش ــد د الثور ــة‬ ‫عل ــى اﻹحت ــﻼل ﻻ ـ اد ي ــرى مظاه ــرة تهت ــف س ــقوط الس ــير ل ــي س ــتاك أو‬ ‫الل ــورد كروم ــر حت ــى عتل ــي أ ت ــاف المتظاه ن متزعما إ اه ــم و ذا لم جد‬ ‫م ان ــا عل ــى كتف أحد‪ ،‬حل ش ــاش عمامت ــه وصنع منه مقﻼعا وراح قذف‬ ‫عس ــا ر اﻹنجلي ــز الط ــوب وال ــذي ي ــدو أن ال اش ــاوات والزعم ــاء ان ــوا‬ ‫حبون ــه عل ــى عﻼت ــه أو ان ــوا يتخ ــذون منه مادة لل س ــل ة والم ـزاج‪ ،‬فعندما‬ ‫طل ــب م ــن س ــعد زغل ــول أن يتوس ــط له مع إدارة اﻷزهر ف ــي الحصول على‬ ‫ش ــهادة )العالم ــة( ل ــم ع ــارض س ــعدا‪ ،‬و نما رف ــع س ــماعة التل فون وطلب‬ ‫ش ــيخ اﻷزه ــر قائ ـ ً ل ــه‪) :‬ف ــه حم ــار ج ــاي ل ــم أدوه العالم ة(‪.‬‬ ‫و ان م ــن عادت ــه أن ص ــف العوام والس ــوقة أنهم قوادين ‪ ،‬ول نه ينطق‬ ‫ال ــدال )ذال( ح ــم أن ــه أل ــدغ فت ـراه قول‪) :‬ﻻ تأخذ عل ــى فﻼن ﻷنه قواذ أو‬ ‫ه ــذه الم ـرأة موم ــس وه ــذا الرج ــل ق ــوذ عليها (‪.‬ومن دفاع ــه المج د )أمام‬ ‫المحا ــم( أن ــه وق ــف طال ــب يوم ــا بنفقة لزوجة ائع متج ــول فإذا ه قول‬ ‫للقاض ــي‪ :‬إن مو لت ــي ت ــذ نفق ــة م ــن ه ــذا الق ــواذ ‪ .‬فث ــار ال ــزوج ل رامت ــه‬ ‫وأخ ــذ يهل ــل ف ــي س ــاحة المح م ــة س ــا ا الزوج ــة أق ــذع اﻷلف ــاظ‪) :‬دي ب ت‬ ‫ل ــب واط ــة‪ ،‬ه ــت م ــن الب ــت وس ــا ت الول ــه يرضع ــوه الجي ـران إدين ــي‬ ‫عقل ــك إن ــت ــا ب ــه‪ ،‬أخ ــذه مع ــاي عل ــى الع ــة وﻻ اعم ــل حرم ــة وأقع ــد‬ ‫عش ــانه ف ــي الب ت؟ (‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ول ن الش ــيخ علي د من أن ي طل دفاعه‪ ،‬وقف صامتا ﻻ يت لم حتى‬ ‫إذا ف ـ غ م ــن ص اح ــه‪ ،‬ق ــال للقاض ــي ـ ل س ــاطة‪ :‬والله العظ ــم ده كداب‬ ‫واب ــن ل ــب‪ ،‬اوعى تصدقه ‪.‬‬ ‫ورغ ــم ذل ــك فق ــد اس ــتطاع أن جم ــع ضع ــة أل ــوف م ــن المحام ــاة مضاف ــا‬ ‫‪٣٣‬‬

‫إليه ــا أخ ــرى م ــن إي ـراد أرض ــه ف ــي الصع ــد ب ــد أن ــه لم ــا أفلس وعرف ــه الناس‬ ‫عل ــى حق قت ــه إس ــتطاع أي نص ــاب أن مته ــن حرف ــة أخ ــرى درت عل ــه‬ ‫ً‬ ‫س ــمنا وعس ـ وأوزا محم ـرا وصحاف ــا م ــن الفت ــة و لح ــا ان يوزعه من كثرته‬ ‫عل ــى الجي ـران ول ــم تك ــن الحرفة اﻷخرى س ــوى دور الوس ـ ط في الوظائف‬ ‫الحكوم ة ‪.‬‬ ‫ف ل الش ـ اب ي د أن س ــتوظف والوظ فة ت دو أمن ة مس ــتح لة ول نها‬ ‫عند الشيخ علي حق قة واسعة فهو ح م صﻼته ال اشاوات واﻷحزاب‬ ‫ً‬ ‫فض ـ عم ــا ا س ـ ه م ــن عﻼق ــات خ ــﻼل عمل ــه المحام ــاة مكن ــه أن عي ــن‬ ‫أي إ س ــان ج ــرة قل ــم فق ــد علمت ــه خبرت ــه ف ــي التعام ــل مع ه ــؤﻻء ال ار أن‬ ‫الواح ــد منه ــم الغان ــة غ ــره الثن ــاء فأخذ ك ل لهم المدح ﻼ حس ــاب‪ ،‬ل‬ ‫إن ــه ان عل ــى أت ــم إس ــتعداد أن ق ــل ــد الس ــاعي وح ــذاء المدي ــرك ــي عي ــن‬ ‫ً‬ ‫عام س ـ طا في الس ــكة الحد د لذا تجد أن ‪ ٪٧٠‬من العاملين الس ــكة‬ ‫الحد ــد والتل فون ــات و س ـ ة ﻻ ــأس بها من العاملي ــن في الهيئات اﻷخؤى‬ ‫م ــن ص ع ــه‪ ،‬فه ــو المفت ــاح ﻷي ــاب حكوم ــي مغل ــق و الداه ــة ل ـ ل مدير‬ ‫أو مس ــئول مغرور ‪.‬‬ ‫و ذا ان الش ــيخ عل ــي مفتاح ــا له ــؤﻻء ف ــإن مفتاح ــه ه ــو نفس ــه ل ــم ك ــن‬ ‫يتج ــاوز أوزة محم ــرة وط ق ــا م ــن الثر ــد وهذي ــن أفق ــداه ل م ــا جم ــع م ــن‬ ‫ث ــروة‪ ،‬ف ــإذا أردت مصادقت ــه عل ــك ذب ــح أوزة وش ــيها أو تحميره ــا وحمله ــا‬ ‫إل ــه عل ــى طب ــق م ــن الثر ــد أو اﻷرز المت ــل البه ــارات والس ــمن ال ل ــدي‬ ‫لك ــي تصي ــر صد ق ــا صدوق ــا ل ــه ط ل ــة ح اتك‪ ،‬ولم ــا ان ــت اﻷوزة المذكورة‬ ‫نقط ــة الضع ــف ف ــه فق ــد وج ــد م ــن المحتالي ــن م ــن ذب ــح ل ــه اﻷوز و غرف ــه‬ ‫ف ــي الفت ــة و س ــتولي عل ــى ثروت ــه وذل ــك ب قناع ــه اﻹش ــتراك ف ــي مش ــار ــع‬ ‫وهم ــة كش ـراء ضع ــة ل ــواري و ش ــغ لها ف ــي الخ ــط الطوال ــي م ــن القاه ــرة‬ ‫إلى اﻷسكندر ة أو تأس س منحل أو مرزعة ل سمين الدواجن في صحراء‬ ‫الهرم أو مصنع لﻸل ان أو افيترا في ضاح ة مصر الجد دة أو المعادي‪،‬‬ ‫ف ــإذا نال ــوا غيته ــم راح ــوا يتملص ــون منه ومن وﻻئمه ط قة )د لوماس ـ ة(‬ ‫حت ــى أن أحده ــم وج ــد نفس ــه مرغم ــا يوما على إس ــتضافته‪ ،‬فلم جد خيرا‬ ‫م ــن القص ــب حض ــره ل ــه ك ــي مص ــه ق ــل أ ل اﻷوز‪ ،‬حت ــى إذا إمت ــﻸت‬ ‫معدت ــه عصارت ــه غ س ــدت نفس ــه ق ــل أن غ ــادر جن ــاح اﻷوزة وﻻ ضي ــر‬ ‫ع ــد ذل ــك م ــن أن ينعت ــه أق ــذع اﻷلف ــاظ إبت ـ ً‬ ‫ـداء م ــن )الق ــواذ( إل ــى صاح ــب‬ ‫ماخ ــورة دول ــة‪.‬‬ ‫ل ـ ل ه ــذا فق ــد المس ــكين ثروت ــه وع ــاش وح ــدا ــﻼ زوج أو ول ــد فإعتل ــت‬ ‫صحت ــه ورث ــت ث ا ــه وتنك ــر ل ــه أهل ــه وأصحا ــه ووهن ــت خط ــاه وأدرك ــه‬ ‫المش ـ ب‪ ،‬وم ــن العج ــب أن ح ــدث خصام بين الش ــيخ عل ــي والترام رغم‬ ‫أن ــه ق ــد زرع الثاه ــرة والوجهي ــن جيئ ــة وذها ــا ف ـ ان ه ــو ال ع ــة الس ــمين‬ ‫خ ــاف م ــن الع ــات بوج ــه ع ــام‪ ،‬والترم ــا بوج ــه خ ــاص‪ ،‬ف ــإذا رآه تمل ــه‬ ‫الذع ــر وأخ ــذ يتق ــدم و تقهق ــر و ــدور ح ــول نفس ــه حت ــى ف ــر م ــن أمام ــه‬ ‫أعج ــة‪ ،‬ول ــن ي ــدو أن الق ــدر ق ــد رت ــب لق ــاءا فاص ــﻼ ب نهم ــا ان يؤجل ــه‬ ‫إل ــى حي ــن‪ ،‬فف ــي آخ ــر م ــرة خ ـ ج م ــع صب ــي ق ــوده م ــن أبن ــاء الجي ـران ف ــإذا‬ ‫الت ـرام ق ــادم ع ــن كث ــب فأخ ــذ ك ــر و ف ــر أمام ــه الع ــادة وقد ش ــنجت ده‬ ‫ف ــي ذراع الصب ــي وه ــذا ح ــاول إ عاده جه ــده ال ل ل حتى أصبح منه قاب‬ ‫قوس ــين أو أدن ــى فف ــر الطف ــل وترك ــه لمصي ــره المحت ــوم ‪.‬‬ ‫وهك ــذا إنته ــت ح ــاة الرج ــل ال ــذي صن ــع المس ــتق ل لعش ـرات اﻵﻻف‬ ‫ول ن ــه ل ــم س ــتطع أن صن ــع المس ــتق ل لنفس ــه‪ ،‬ب د أن الش ــيء المؤس ــف‬ ‫حق ق ــة ه ــو أن ــك إذا س ــألت واح ــد من ه ــؤﻻء عنه‪ ،‬تنكر له وس ــألك دوره‪:‬‬ ‫م ــن ه ــو الش ــيخ عل ــي؟‪ ،‬ف ــإذا ذكرت ــه ــه وأخ ــذت تع ــدد م ث ــره‪ ،‬ه ــز كتف ــه‬ ‫وق ــال ــﻼ م ــاﻻة‪ :‬الل ــه يرحم ــه ‪.‬‬ ‫ورغم هذا الجحود وتلك القس ــوة إﻻ أن هذا ﻻ غير من اﻷمر ش ـ ئا ﻷنه‬ ‫إذا ان ــت العمل ــة له ــا وجهي ــن ف ــإن القاه ــرة عملة نادرة لها عش ـرات الوجوه‬ ‫وم ــن حس ــن الح ــظ أنه ــا عملة ذهب ة ﻻ تص ــدأ مع اﻷ ام ‪.‬‬


‫ثق ــة ف ــي ل فت ــاة‪ ،‬فال ــذي ح ــدث ف ــي ش ــقتها أو ماخورته ــا ه ــو أنن ــي رأ ــت‬ ‫فتاة س ــمراء غل ظة المﻼمح تدخن ش ـراهة وتدندن أغان خل عة ش ــائعة‬ ‫خاص ــة عندم ــا تجلس إلى طش ــت الغس ـ ل مش ــمرة عن أفخ ــاذ ضة مثيرة‬ ‫)وأنه ــا لذل ــك تغ ــض صره ــا ح اء وتعض على ش ــفتيها ف ــي خجل زائد لما‬ ‫رأتن ــي أتطل ــع إليها في دهش ــة (‪.‬‬ ‫ه ــذا ورغ ــم أنن ــي ق ــد إ ش ــفت ث ــﻼث قط ــع داخل ــة ملوث ــة تحت الس ــرر‬ ‫الذي أعد لنومي فقد ان من الممكن أن س ــير اﻷمور س ــيرا طب ع ا لوﻻ‬ ‫أن تحول ــت الش ــقة نفس ــها مج ــرد ق ــدوم صد قاته ــا إل ــى ــﻼج من ﻼجات‬ ‫اﻷس ــكندرة‪ ،‬ع ــري ورق ــص‪ ،‬وأخ ــذ أدش ــاش وضح ـ ات ممطول ــة‪ .‬حت ــى‬ ‫إذا ح ــل المس ــاء أخ ــذت تتز ــن عل ــى عج ــل وتض ــع مس ــاح قا ثق ل ــة عل ــى‬ ‫وجهه ــا ث ــم س ــرع إل ــى الخ ــارج‪ ،‬ب ــد أن ــه لم ــا انت الش ــوارع تم ـ ج الحركة‬ ‫ف ــي ه ــذا الي ــوم نظ ـرا لق ــدوم رئ ــس دول ــة زائ ــر‪ ،‬فإنه ــا م ــا لبث ــت أن ع ــادت‬ ‫مذع ــورة وألق ــت حقي ته ــا ف ــي ــأس عل ــى أق ــرب كرس ــي‪ ،‬فلق ــد فاجأه ــا م ــا‬ ‫أخ ــذت ت ــروي ﻷمه ــا )قوادته ــا( مخب ـرا م ــن ه ــؤﻻء الذي ــن يتصدي ــن فت ــات‬ ‫الل ــل وخيره ــا بي ــن إقت اده ــا للقس ــم أو أخ ــذ م ــا معه ــا م ــن نق ــود ففضل ــت‬ ‫الثان ــة مقا ــل اﻹف ــﻼت م ــن ق ضت ــه‪ .‬فم ــا ان من اﻷم إﻻ أن س ــطت ديها‬ ‫إل ــى الس ــماء وأخ ــذت ش ــكوه إل ــى الله فهو ‪ -‬على ح ــد تعبيرها‪ -‬أخذ عرق‬ ‫الوﻻ ــا الﻼت ــي أخ ــذن ق ــدر م ــا عطي ــن ‪.‬‬ ‫و ن ــه حتم ــا س ـ أتي الي ــوم الذي ي ــرزق ف ه ب بنه تعمل ف ــي )ال ار( وﻻتجد‬ ‫من يرحمها ‪.‬‬ ‫غسالة وكوم ارس‬ ‫و م ــا فق ــدت الثق ــة الج ــس اللط ــف‪ ،‬وجدتن ــي أفق ــد الثق ــة السماس ــرة‬ ‫وم ــن ث ــم حمل ــت حقائب ــي ف ــي ا ــورة الي ــوم التال ــي وق ــررت أن أ ح ــث ع ــن‬ ‫حج ــرة أو ش ــقة المجه ــود الذات ــي‪ ،‬ولم ــا ان ــت أزم ــة المس ــا ن ق ــد ــدأت‬ ‫تف ــرض نفس ــها‪ ،‬فق ــد وجدتن ــي رهي ــن الش ــارع اللعي ــن أ ح ــث ف ه ــﻼ طائل‬ ‫حت ــى إهتد ــت أخي ـرا إل ــى ش ــقة صغي ــرة تمتل ه ــا س ـ دة قصي ــرة مفرط ــة‬ ‫الس ــمنة‪ ،‬فإس ــتقر ب ــي المق ــام ف ــي حج ــرة م ــن حجراته ــا ولدهش ــتي وجدت‬ ‫الش ــقة تحتله ــا ث ــﻼث أس ــر‪ ،‬فلفلة صاح ة الش ــقة وه ــى متزوجة من عامل‬ ‫بوف ــه الس ــكة الحد ــد وأم اري ش ــق قتها وزوجه ــا وأوﻻده ــا‪ ،‬وخم ــس‬ ‫تاج ــر المخ ــدرات وخطي ت ــه )روم ــة(‪ ،‬واﻷخ ــن أحم ــد وحنف ــي عام ــﻼ‬ ‫ً‬ ‫الط اع ــة‪ ،‬ونون ــة الموم ــس‪ ،‬وعل ــي الصع ــدي‪ ،‬ورج ـ عج ــوزا متهدم ــا ق ل‬ ‫أن ــه صدي ــق عم ــر لوال ــدة فلفل ــة ‪.‬‬ ‫ه ــذا ورغ ــم الت اي ــن العج ــب في تلك الش ــقة إﻻ أن قاطنيها أو المترددين‬ ‫عليه ــا ان ــوا ي ــدون جم ع ــا و أنه ــم إخ ــوة س ــتح ل أن تف ــرق ب نه ــم اﻷ ــام‬ ‫ولع ــل ه ــذا راجع ــا إل ــى عدم تع ــارض مصالحهم‪ ،‬ف ــزوج أم اري قد إحترف‬ ‫ً‬ ‫صناع ــة الق ــرود وال س ــان س ‪ .‬وخم ــس ان قض ــي ج ــل يوم ــه منتق ـ ف ــي‬ ‫الش ــوارع ي ــوزع س ــمومه عل ــى العم ــﻼء‪ ،‬ح ــث ان ﻻزال حد ــث العه ــد‬ ‫المهن ــة‪ ،‬والرج ــل العج ــوز ق ــد إحت ــرف بي ــع الف ــوارغ م ــن أقف ــاص البرتق ــال‬ ‫واﻹخ ــوان ف ــي المط ع ــة‪ ،‬ونون ــة م ــع ال ائ ــن ‪.‬‬ ‫أم ــا فلفل ــة ف ان ــت نموذج ــا عجي ــا م ــن الن ــاس‪ ،‬فه ــى غس ــالة ومط ــة‬ ‫وزوجة لس ــبع أزواج على التوالي وصد قة ل ل المومس ــات ومض فة ل ل‬ ‫عاب ــر س ـ ل وصاح ــة نكت ــة وقل ــب كبي ــر ‪ .‬غس ــالة ﻷن قدره ــا ق ــد ش ــاء له ــا‬ ‫أن تك ــون زوج ــة وﻻ زوج ــة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫زوج ــة ﻷنه ــا فع ـ مقترن ــة ب س ــيوني عل ــى س ــنة الل ــه ورس ــوله‪ ،‬وﻻ زوج ــة‬ ‫م ــن ح ــث أن ه ــذا ال ــزوج ان عامله ــا كع ــدة أو أم ــة‪ ،‬فه ــو ح ــم خلقت ــه‬ ‫ش ــخصا عا س ــا دائم ــا‪ ،‬صموت ــا دائم ــا خ ــل لم ــن ي ـراه أن ــه ق ــد تط ـ ع حمل‬ ‫هم ــوم الدن ــا ونق ــص أهله ــا‪ ،‬وم ــع ذل ــك فه ــو خ ـ ج م ــن الس ــا عة ص اح ــا‬ ‫ع ــد أن ش ــتري له ــا طب ــق الف ــول ورغ ــف الخب ــز لتأ له أمامه أنما خش ــى‬ ‫أن تتص ــدق به ــذا ال ـزاد القل ــل عل ــى الفق ـراء‪ ،‬ث ــم ينص ــرف‪ .‬ع ــد أن ينقده ــا‬ ‫‪٣٢‬‬

‫ثﻼث ــة ق ــروش للغ ــذاء و ع ــود م ــن عمل ــه قب ــل منتص ــف الل ــل ل ش ــتري له ــا‬ ‫بنفس ــه عش ـ ًـاء مكون ــا م ــن رغ ــف خب ــز وطب ــق س ــﻼطة و ضع ــة ح ــات م ــن‬ ‫الطعم ــة ث ــم جل ــس لينظ ــر إليه ــا صامت ــا عل ــى الس ــر ر وه ــى ت ــزدرد ل هذا‬ ‫عل ــى اﻷرض‪ ،‬ف ــإذا م ــا إنته ــت إطم ــأن ال ــه و س ــتراح ضمي ــره ون ــام حت ــى‬ ‫الص ــاح‪ ،‬ل ــذا ل ــم ك ــن غ ــا أن تعم ــل غس ــالة ب ضع ــة ق ــروش تعينه ــا على‬ ‫أمره ــا‪ .‬ومط ــة ت ــرى أن صوته ــا اﻷخنف يؤهلها ﻷن تكون خل فة أم لثوم‬ ‫ووارث ــة ع ــرش أس ــمهان‪ ،‬فه ــى تغن ــي لجمي ــع المط ي ــن م ــن أول س ــﻼمة‬ ‫حج ــازي وس ـ د درو ــش إل ــى أم لث ــوم وش ــاد ة وع ــد الحل ــم‪ .‬وكوم ارس‪،‬‬ ‫س ــتغلها المخرج ــون ف ــي ف ــض خناق ــات أفﻼمه ــم نظي ــر جن ــه واح ــد ف ــي‬ ‫الي ــوم‪ ،‬وزوج ــة لس ـ عة أزواج تذكره ــم دائم ــا الفخ ــار ع ــدا س ــيوني ال ــذي‬ ‫تكره ــه ـ ل ذرة ف ــي ك انه ــا وم ــع ذل ــك فه ــى ك م ــة إل ــى ح ــد الس ــفه تج ــود‬ ‫ـ ل مل ــم ف ــي جيبه ــا ﻹرض ــاء أصحابها من الفقـ ـراء والم س ــور ن والحرائر‬ ‫والمومس ــات عل ــى الس ــواء ‪.‬‬ ‫أق ــول أن الجمي ــع ق ــد أحبه ــا لطي ــة قلبه ــا و نطﻼقته ــا المحب ــة ودعا اتها‬ ‫الت ــي ل ــم تخ ـ ج يوم ــا ع ــن ح ــد الل اق ــة واﻷدب حت ــى ه ــؤﻻء اﻷزواج الذي ــن‬ ‫طلقته ــم أو طلقوه ــا كن ــو له ــا ف ــي قـ ـرارة أنفس ــهم إحترام ــا عم ق ــا لما ج لت‬ ‫عل ــه م ــن نف ــس ح ــرة أب ــة تفض ــل الم ــوت جوع ــا عل ــى أ ل ــة لقم ــة مد س ــة‬ ‫ً‬ ‫ول ــم وددت أن أ ق ــى ط ـ ف ــي صحبته ــا ل ــوﻻ م ــا إس ــتجد م ــن ظ ــروف‬ ‫مس ــيرتها إل ــى الع ــدم وحملتن ــي ت عاته ــا فلق ــد ق ــدم ذات ي ــوم صع د ــا م ــن‬ ‫لدتن ــا من ــع زوج ــة ل ــه ي ــد إج ـراء جراح ــة له ــا فتطوع ــت ه ــى ال ق ــاء إل ــى‬ ‫جواره ــا إ رام ــا لخاط ــري‪ ،‬ولم ــا ان ــت ق ــد ترك ــت الش ــقة في حراس ــتي حتى‬ ‫ً‬ ‫تع ــود م ــع الم ض ــة‪ ،‬ولم ــا كنت دوري ملو ﻻ أطيق المكوث بين جدران‬ ‫أر ـ ــع فإنن ــي ق ــد ع ــدت ذات ي ــوم ﻷج ــد الش ــقة أنظ ــف م ــن الصين ــي ع ــد‬ ‫غسله ‪.‬‬ ‫أس ــقط ف ــي ــدي وهرع ــت إل ــى ع ادة الطب ــب أ لغها الن ــأ فإنقض عليها‬ ‫الصاعق ــة رغ ــم أنه ــا تع ــرف الل ــص ج ــدا‪ ،‬ول ــم ك ــن الل ــص س ــوى خم ــس‬ ‫تاج ــر المخ ــدرات وخط ــب أخته ــا روم ــة ‪ .‬ذل ــك أن خم س ــا ق ــد أح ــب‬ ‫روم ــة إل ــى درج ــة الع ــادة ورك ــب الصع ــب من أجله ــا‪ ،‬تاجر ف ــي المخدرات‬ ‫و خت ــار أن قض ــي عق ــة الم ــد ف م ــا ل ــو ق ض عل ه عل ــى أن ت قى ع دة‬ ‫عن ــه‪ ،‬و ان ــت فلفل ــة ه ــى قاض ــي الغ ـرام أوكي ــد ال ــذي ر ــط بي ــن القلبي ــن‬ ‫العاش ــقين ولما ان من المحال دوام الحال‪ ،‬فإن الحب ما ل ث أن ت خر‬ ‫م ــن قل ــب روم ــة عندم ــا ق ــدم حنف ــي عام ــل الط اعة م ــن اﻷس ــكندرة وأقام‬ ‫عن ــد خالت ــه فلفل ــة ف ادله ــا ح ا حب ول نها روم ــة مخط ة لخم س وهو‬ ‫حنف ــي م ــازال عام ـ ً س ـ طا ﻻ س ــتطيع اﻹنف ــاق حت ــى على نفس ــه ‪.‬‬ ‫إذن ل ــم ك ــن هن ــاك ح ــل للمعادل ــة الصع ــة س ــوى أن ي ــادل العاش ــقان‬ ‫الغ ـرام تح ــت س ــتار القرا ــة عل ــى أن يتول ــى خم ــس اﻹنف ــاق عل ــى الجميع‪،‬‬ ‫روم ــة وفلفل ــة وحنف ــي وأم اري وزوجه ــا صان ــع الق ــرود ــل وضيوفه ــم‬ ‫جم ع ــا وهك ــذا أصب ــح لروم ــة ح اتي ــن‪ ،‬ح ــاة عامة وح اة خاص ــة أو معنى‬ ‫آخ ــر‪ ،‬أصب ــح له ــا خط ــب وعش ــيق‪ ،‬خط ــب أو معن ــى أدق خاطب يتولى‬ ‫اﻹنفاق عليها من أول رغ ف الع ش إلى أغلى فستان في شارع الشواربي‬ ‫وعاش ــقا غارق ــا ف ــي ح ــر العس ــل يؤا ــس و جال ــي و حض ــن و ق ــل دون أن‬ ‫دف ــع مل م ــا واح ــدا‪ ،‬ــل ق ــد لغت ه الجرأة أن ق لها أمام خطيبها نفس ــه‬ ‫ف ــإذا ج ــن جنون ــه وراح حاس ــبها أقس ــمت ل ــه أل ــف مي ــن أن الق ل ــة لم تكن‬ ‫عل ــى ش ــفتيها ــل عل ــى خدها وأنه ح م س ــنه كصب ــي صغير أن ضع ق لة‬ ‫عل ــى ه ــذا الخد ‪.‬‬ ‫تم ــر اﻷ ــام وتكث ــر ق ــﻼت العاش ــق المحموم ــة ف ج ــن جنون ــه و ــدأ ف ــي‬ ‫محاس ـ تها م ــن جد ــد فتث ــور ل رامته ــا‪ ،‬ث ــم ت دأ مع ــه حوارا هادئ ــا خﻼصته‬ ‫أن عين ــا ق ــد أصابته ــا‪ ،‬فه ــو ق ــد رك ــه وس ــواس س ـ ب غيرت ــه عليه ــا‪ ،‬وأنه ــا‬ ‫لذل ــك س ــتوصي الش ـ خة زك ــة أخذ رائحته وعم ــل التنج م الﻼزم ﻹرضاء‬ ‫الج ــن أو العف ــت ال ــذي رك ــه‪ ،‬و الطب ــع ل ــم تك ــن زك ة هذه س ــوى مومس‬ ‫تائ ــه تحول ــت إل ــى ق ــوادة ومنجم ــة ‪ .‬المه ــم أن ــه ق ــد أف ــاق ع ــد ش ــهور على‬


‫الزمـان ‪ ٣٠ :‬يولـيو سنة ‪.١٩٦٢‬‬ ‫الم ان‪ :‬أشهر شارع القاهرة ‪ ..‬شارع أشهر كن سة وأشهر زاو ة ‪.‬‬ ‫الق ــس يرت ــل آ ــات م ــن كت ــاب ال ــرب والجم ــع الخاش ــع يرس ــم عﻼم ــة‬ ‫الصل ــب عل ــى ص ــدره‪ ،‬والخط ــب صي ــح م ــا الد ــك الفصي ــح ش ــارحا م ــا‬ ‫ان م ــن أم ــر )موس ــى وع س ــى وخات ــم اﻷن ــاء والمرس ــلين( ف ــي الوق ــت‬ ‫ال ــذي ل ــف ف ــه الغم ــوض الش ــارع من أقص ــاه إلى أقصاه‪ ،‬فإذا س ــألت عنه‬ ‫إ س ــان إب س ــم وه ــو غم ــز ل ــك عينه أنك ذاهب ﻹرت ـ اب خطيئة من ن ع‬ ‫خ ــاص ‪.‬‬ ‫ه ــذا الش ــارع ﻻ م ـ ان ف ــه لح ــل وس ــط‪ ،‬فقاطن ــه إم ــا راه ــب أو زنديق إما‬ ‫عال ــم فاض ــل أو ق ــواد فاج ــر‪ ،‬أم ــا موم ــس اعت اﻵخرة و ش ــترت الدن ا و ما‬ ‫ناس ــكة أو قد س ــة ت ــرى أن الدن ــا ـ ل م ــا ح ــوت ﻻ س ــاوي جن ــاح عوضة‪.‬‬ ‫عل ــى أن ــه و ن ان ه ــذا مثي ـرا للدهش ــة‪ ،‬إﻻ أن الم ــروع ه ــو إس ــتغناء ع ــض‬ ‫اﻷهلي ــن ع ــن نظ ــام المأذون ــة واﻹس ــتعاضة عن ــه بنظ ــام الق ــوادة ‪ .‬فالق ــواد‬ ‫تج ــده دائم ــا محاط ــا ال ائ ــن‪ ،‬والم ــأذون ـ اد ع ــزف عل ــى الع ــود لجل ــب‬ ‫ال ائ ــن كحﻼقي ــن زمان ‪.‬‬ ‫المأذون ال اد يوفق رأسين في الحﻼل ل شهر‪ ،‬والقواد يوفق عشرات‬ ‫ال ــرؤوس ف ــي الح ـرام ل ل ل ــة‪ ،‬ه ــذه ال ــرؤوس ل س ــت له ــا ه ــة معين ــة‪ ،‬أو‬ ‫ج س ـ ة مح ــددة‪ ،‬فت ــارة يوف ــق خواجة مصرة أو خواجا ــة مصري‪ ،‬و له‬ ‫ماش ــي وس ــلم لي ع المترو ‪.‬‬ ‫المه ــم أن ــه ق ــد دلني أحدهم على سمس ــار عج ــوز أع ج دعى عم أحمد‪،‬‬ ‫ولم ــا ان ع ــم أحم ــد خبي ـرا ش ــارع ل ــوت ــك خب ــرة رومل الحص ـراء‪ ،‬فإنه‬ ‫ق ــد راح ي ش ـرني ش ــقة رائع ــة أنع ــم فيه ــا اله ــدوء وراح ــة ال ــال وحس ــن‬ ‫‪٣١‬‬

‫الج ــوار‪ ،‬وط ــب المق ــام بي ــن الع ــذارى الفاتن ــات ذوات الحس ــب وال س ــب‬ ‫واﻷص ــول الع ق ــة‪ :‬وك ــف أنن ــي ل ــن أخ ـ ج م ــن الش ــارع يوم ــا إﻻ وف ــي ــدي‬ ‫زوج ــة جم ل ــة ونص ــف دس ــتة م ــن المﻼئك ــة الصغ ــار ‪.‬‬ ‫صف ــق قلب ــي ط ــا‪ ،‬واعتب ــرت ع ــم أحم ــد م ــﻼ ا ه ــط عل ـ ّـي م ــن الس ــماء‪،‬‬ ‫حقا إن المﻼئكة ﻻ عرجون ول ن هذا كس ــرت س ــاق ه عندما س ــقط على‬ ‫اﻷرض ف ــي عالمن ــا النح ــس ‪.‬‬ ‫و أي ش ــاب س ــاذج رح ــت أس ــأله ع ــن الع ــروس المنتظ ــرة‪ ،‬وأوص ــه أن‬ ‫ي تقيه ــا ل ــي متدين ــة جم ل ــة‪ ،‬ذات أص ــل وخل ــق ك ــم‪ ،‬خاص ــة وأنن ــي خارج‬ ‫لت ــوي م ــن دوام ــة‪ .‬قص ــة أل م ــة ط ــت صفحاتها ب ــدي وصنع ــت لنهايتها‬ ‫ً‬ ‫فص ـ درام ــا موجع ــا‪ ،‬وش ــاء الق ــدر أن أ ون فيها الخاس ــر الوح د والمتألم‬ ‫الوح ــد والمس ـ ثير لعط ــف الع ــدو ق ــل الصدي ــق ‪.‬‬ ‫أق ــول له ــذا الس ـ ب رح ــت أرج ــو عم أحمد أن دقق ف ــي إخت ار العروس‪،‬‬ ‫ــل أخ ــذت أردد عل ــى مس ــمعه لم ــات اﻷص ــل والدين والش ــرف والفض لة‬ ‫ما يردد تلم ذ شاطر قطعة محفوظات على مسمع أستاذه‪ .‬و ما ضيق‬ ‫المخم ــور بنص ــح الدي ــن ق ــال طمئنن ــي‪ :‬أن ــه ﻻ حاجة بي لمثل ه ــذا ال ﻼم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فه ــو و ن ان ع ــش ف ــي القاه ــرة‪ ،‬إﻻ أن ــه أص صع ــدي تجري في عروقه‬ ‫الدماء الحارة‪ ،‬وأنه لمن حسن الحظ أن توجد المنزل الق ب فتاة على‬ ‫ح ــد تعبي ــره )س ــاع( بتاع ــة س ــجادة‪ ،‬وأن ــه لو ش ــاء الق ــدر أن تك ــون زوجة لي‬ ‫فإنن ــي س ــوف أغي ــر فك ــري تماما عن فت ات القاه ــرة فالتدين عصمة الفتاة‬ ‫م ــن ل س ــوء‪ .‬واﻷص ــل حج ــاب م ــن ل فتن ــة وه ــذه إبن ــة أص ــول فوالده ــا‬ ‫ه ــو اﻵخ ــر صع ــدي وأمه ــا رف ــة وه ــي لذل ــك ثم ــرة طي ــة لش ــجرة طي ــة‪،‬‬ ‫ول ــن م ــا ح ــدث م ــن تل ــك المتدين ــة ان اف ــا للقض ــاء عل ــى ما ق ــى لي من‬


٣٠


٢٩


٢٨


٢٧


‫عند مدخل محله في شارع الرش د الشهير‬ ‫وس ــط العاصمة العراق ة غداد‪ ،‬قف حجي‬ ‫محم ــد ع دالغف ــور زال ــة س ــدرته الف صل ــة‬ ‫ومس ـ حته ال غداد ــة المعروف ــة‪ ،‬ص ــدح م ــن‬ ‫خلف ــه ص ــوت ناظم الغزالي وهو غني‪ .‬قول‬ ‫حج ــي محم ــد ال ــذي ورث المح ــل ع ــن جده‪:‬‬ ‫"رؤس ــاء ع ــدة زاروا محلن ــا‪ ،‬ومل ــوك أ ض ــا"‪.‬‬ ‫وه ــو م ــا فعله ص ــدام حي ــن زاره م ارك‪.‬‬ ‫فف ــي واح ــدة م ــن زارات ــه الع ـراق ف ــي عه ــد‬ ‫الرئ ــس ص ــدام حس ــين ‪،٢٠٠٣ – ١٩٧٩‬‬ ‫اصطح ــب اﻷخي ــر نظي ــره المص ــري ُحس ــني‬ ‫ُ‬ ‫م ــارك جول ــة ف ــي ش ــوارع غ ــداد‪ ،‬ث ــم دع ــاه‬ ‫إل ــى ش ــرب العصي ــر‪.‬‬ ‫"تفاج ــأ ُ‬ ‫)م ــارك( بوجوده أمام محل عصير‬ ‫زالة‪ ،‬وس ــأل صدام ع ــن ذلك ضاح ا"‪.‬‬ ‫لماذا ُسمي عصير "ز الة"؟‬ ‫ُي س ــب اس ــم المح ــل إل ــى مؤسس ــه )الج ــد(‬ ‫الح ــاج محم ــد ع دالغف ــور زال ــة‪ ،‬وال ــذي‬ ‫ي تم ــي إل ــى عائل ــة عراق ــة قد م ــة س ــكن‬ ‫غ ــداد‪ .‬وتع ــود تل ــك ال س ــم ة وغيره ــا إل ــى‬ ‫خ ــوف العوائ ــل على أوﻻدها من الحس ــد‪ ،‬لذا‬ ‫ُ‬ ‫ان ــت س ــميهم "زال ــة" و " ل ــب" وغيرهم ــا‬ ‫َ‬ ‫م ــن اﻷس ــماء الت ــي مك ــن أن "تط ــرد" العي ــون‪.‬‬ ‫خت ــص ه ــذا المح ــل ال ــذي ق ــع ف ــي ش ــارع‬ ‫الرش ـ د جان ــب الرصاف ــة م ــن غ ــداد‪ ،‬ب ي ــع‬ ‫عصي ــر ال ــب فق ــط‪ .‬وت ــزداد مب عات ــه ف ــي‬ ‫ش ــهر رمضان من ل عام‪ ،‬ح ث أت ه الناس‬ ‫م ــن ل م ـ ان ف ــي العاصم ــة العراق ــة‪ ،‬وحت ــى‬ ‫م ــن محافظ ــات أخ ــرى‪ .‬ان ــت ال دا ــة حينم ــا‬ ‫ً‬ ‫افتت ــح محم ــد ع دالغف ــور مح ـ صغي ـرا لبيع‬ ‫عصي ــر ال ــب ف ــي منطق ــة ــاب الس ـ ف‬ ‫وس ــط غ ــداد ف ــي ع ــام ‪ ،١٩٠٠‬وانتق ــل ع ــد‬ ‫ذل ــك أر ـ ــع س ــنوات إل ــى ش ــارع ُ‬ ‫المتنب ــي‬ ‫الش ــهير مكت ات ــه‪.‬‬ ‫ق ــي المح ــل هن ــاك لثمان ــي س ــنوات‪ ،‬ث ــم‬ ‫اس ــتقر ــه اﻷم ــر منذ ع ــام ‪ ١٩١٢‬ف ــي منطقة‬ ‫‪٢٦‬‬

‫الح درخان ــة ش ــارع الرش ـ د وس ــط غ ــداد‪.‬‬ ‫ص ــار ه ــذا المح ــل م ــن أ قون ــات العاصم ــة‬ ‫العراق ــة‪ ،‬وم ان ــا ــارزا لﻼس ــتدﻻل عل ــى أي‬ ‫م ـ ان آخ ــر‪ ،‬إضاف ــة إل ــى ذل ــك فإن ــه م ــا زال‬ ‫ُمحافظ ــا عل ــى ال ــروح ال غداد ــة القد م ــة‬ ‫ف ــي أران محل ــه واﻷغان ــي الت ــي تص ــدح ف ــه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ق ــول حج ــي محم ــد‪" :‬نح ــاول ق ــدر اﻹم ـ ان‬ ‫ُ‬ ‫الحف ــاظ عل ــى تراثن ــا وروح غ ــداد القد م ــة‬ ‫وأ ــام زم ــان الت ــي ان ــت فيه ــا الح ــاة أفض ــل‬ ‫م ــن اﻵن كثي ــر"‪.‬‬ ‫رؤس ــاء وزعم ــاء ومش ــاهير ش ــر وا عصي ــر‬ ‫"ز الة"‬ ‫ف ــي مح ــل الحاج زالة ﻻفت ــة مكتوب عليها‬ ‫"عصي ــر الح ــاج زالة للرؤس ــاء والفقراء"‪ ،‬في‬ ‫إش ــارة إل ــى أن المح ــل ج ــذب إل ــه أصح ــاب‬ ‫المناصب ُ‬ ‫العل ا في الدولة العراق ة والفقراء‬ ‫م ــن الن ــاس‪ .‬ق ــول الح ــاج محم ــد‪ " :‬ح ــرص‬ ‫ُ‬ ‫الن ــاس عل ــى زارتن ــا ش ـ ل مس ــتمر‪ ،‬وهن ــاك‬ ‫ز ــن م ــن محافظ ــات أخ ــرى ﻻ م ــرون ب غداد‬ ‫دون الم ــرور بن ــا"‪.‬‬ ‫تن ش ـ ُـر في المحل عش ـرات الص ــور ل ارات‬ ‫رؤس ــاء وزعم ــاء وملوك المح ــل‪ ،‬وأخرى فيها‬ ‫ﻷد ــاء وفناني ــن ور اضيي ــن تذوق ــوا ف ــي ي ــوم‬ ‫عصي ــر الح ــاج زالة الش ــهير‪.‬‬ ‫م ــن بي ــن الش ــخص ات الت ــي ش ــرت م ــن‬ ‫عصير الحاج زالة‪ ،‬الملك غازي اﻷول‪ ،‬ثاني‬ ‫مل ــوك الع ـراق‪ ،‬والمل ــك ف ص ــل آخ ــر ملوك ــه‪،‬‬ ‫ون ــوري الس ــع د آخ ــر رئ ــس وزراء ف ــي الح م‬ ‫الملكي العراقي‪ ،‬وع دال م قاس ــم مؤس ــس‬ ‫الجمهور ــة العراق ــة وقائ ــد اﻻنق ــﻼب ض ــد‬ ‫المل ــك ف ص ــل الثان ــي‪ ،‬وع دالس ــﻼم ع ــارف‬ ‫رئ ــس جمهور ــة الع ـراق اﻷس ــبق‪ ،‬وأحم ــد‬ ‫حس ــن ال كر رئ س جمهورة العراق اﻷس ــبق‬ ‫وص ــدام حس ــين أ ث ــر رئ ــس جمهور ــة ح ــم‬ ‫الع ـراق )‪.(٢٠٠٣ - ١٩٧٩‬‬

‫أقدم من الدولة العراق ة الحديثة‬ ‫ُ‬ ‫م ــن ت ـراث العاصم ــة العراق ــة مح ــل عصي ــر‬ ‫زال ــة ال ــذي م ــا زال يتمت ــع ال ــروح ال غداد ــة‬ ‫القد م ــة‪ .‬فصاح ــب المح ــل م ــا زال يرت ــدي‬ ‫الس ــدرة )الق عة( المعروفة الف صل ة س ـ ة‬ ‫إل ــى المل ــك ف ص ــل‪ ،‬وه ــي رم ــة غداد ــة‬ ‫ش ــهيرة‪.‬‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن أن ُعم ــر الدول ــة العراق ــة‬ ‫الحديث ــة ص ــل إل ــى المئ ــة ع ــام ع ــد أر ـ ــع‬ ‫س ــنوات‪ ،‬إﻻ أن عصي ــر الح ــاج زال ــة أق ـ ُ‬ ‫ـدم‬ ‫منها بواحد وعش ــرن عاما‪ ،‬فتأر ــخ تأس س ــه‬ ‫ع ــام ‪ ،١٩٠٠‬والدول ــة العراق ــة ع ــام ‪.١٩٢١‬‬ ‫ص ــارت الدول ــة العراق ــة المل ــة الت ــي‬ ‫اس ــتمرت ‪ ٣٧‬س ــنة‪ ،‬جمهور ــة من ــذ ع ــام‬ ‫‪ ،١٩٥٨‬و ق ــي عصي ــر الح ــاج زال ــة م ــا ه ــو‪.‬‬ ‫ﻻ ُ مك ــن أن نق ــول أن عصي ــر الح ــاج زال ــة‬ ‫ُ‬ ‫عاص ــر مل ــوك الع ـراق ورؤس ــاءه‪ ،‬ــل ه ــم‬ ‫َم ــن عاص ــروه‪ .‬ثﻼث ــة مل ــوك وثمان ــة رؤس ــاء‬ ‫جمهور ــة ح م ــوا الع ـراق خ ــﻼل ‪ ٩٤‬س ــنة‪،‬‬ ‫و ق ــي عصي ــر الح ــاج زال ــة م ــا ه ــو‪.‬‬ ‫م ــن ‪ ١١‬مل ـ ا ورئ ــس جمهور ــة ح م ــوا‬ ‫الع ـراق من ــذ ع ــام ‪ ١٩٢١‬وحت ــى اﻵن‪ ،‬س ــتة‬ ‫منه ــم زاروا مح ــل الح ــاج زال ــة وش ــروا م ــن‬ ‫عصي ــره‪ ،‬وم ــن ــدري‪ ،‬ر م ــا ك ــون الخمس ــة‬ ‫اﻵخ ــرون وغيره ــم ش ــروا من ــه ل نه ــم ل ــم‬ ‫ي ــزوروه‪.‬‬ ‫ل ــن الغ ــب أن الص ــور ُ‬ ‫المعلق ــة عل ــى‬ ‫جدران المحل ﻻ تتضمن وجود أي مس ــؤول‬ ‫أو زع ــم عراق ــي ع ــد ع ــام ‪ ،٢٠٠٣‬وﻻ أح ــد‬ ‫ع ــرف الس ـ ب‪.‬‬ ‫مصطفى سعدون‬ ‫رص فـ ‪ | ٢٢‬نوفمبر ‪٢٠١٧‬‬


‫ان تلم ــذا ف ــي ل ــة اﻵداب‪ ،‬ــدرس التار ـ ـ ــخ و تخص ــص ف ــه‪ ،‬ول ن ــه ان حل ــم ــأن صب ــح س ــيرة م ــن الس ــير التي درس ــها‪ ،‬ور ما‬ ‫ان ه ــذا ه ــو م ــا دف ــع ــه إل ــى الفرق ــة القوم ــة للفنون الش ــعب ة ف ــي دا ة تك نه ــا‪ ،‬وأصبح واحدا من أبرز الش ـ ان فيها‪ .‬ورآه يوس ــف‬ ‫ً‬ ‫ش ــاهين‪ ،‬في تا لوه من التا لوهات الراقصة ذات ل لة‪ ،‬فأعطاه الفرصة التي انتظرها‪ .‬جعل منه ط في أول دور سـ ـ نمائي مثله‪،‬‬ ‫جعل ــه نج ــم )فجر ي ــوم جد د( أمام س ــناء جم ل‪.‬‬ ‫ان ه ــذا من ــذ س ــنوات‪ ،‬و ــدأ س ـ ف الدي ــن ع ــد الرحم ــن عد هذه ال دا ة الس ـ نمائ ة الضخمة‪ ،‬يتلمس خطاه‪ .‬ان ق ــد توقف متر ثا ل عض‬ ‫الوق ــت‪ ،‬ول ــم م ــل ف لم ــه الثان ــي ال ــذي ان يوس ــف ش ــاهين ق ــد ــدأه ول ــم مل ــه لظ ــروف ﻻ دخ ــل ل ــه فيه ــا‪ .‬ت ث س ـ ف و ان لم ي ــزل عمل‬ ‫ف ــي الفرق ــة القوم ــة عض ــوا ش ـ طا فيه ــا‪ ،‬ول ــم ي ــزل طال ا ــدرس التار ــخ ل ة اﻵداب‪ ،‬وقد أفاد من تج ته الس ـ نمائ ة‪ ،‬وتعل ــم منها أن العلم‬ ‫والتج ــة هم ــا أنف ــع وس ــائل صق ــل الموه ــة الفن ــة‪ .‬ومض ــت ه فترة‪ ،‬لم تطل كثيرا‪ ،‬وهو قانع برحﻼته المثم ــرة مع الفرقة القوم ة‪ ،‬وتنقﻼته‬ ‫ف ــي العال ــم ل عم ــل معه ــا ف ــي مواس ــم كثيرة‪ .‬قانع دراس ــته الجامع ة التي أوش ــكت عل ــى اﻹنتهاء‪ .‬وعادت الفرص ــة تجيء إل ه‪.‬‬ ‫إخت ــاره )حس ــين م ــال( ل مث ــل دور الش ــاب العاش ــق المح ــب ف ــي ف ل ــم )البوس ــطجي( وزاده ذل ــك خب ــرة‪ ،‬وزاده ثق ــة في موهبت ــه التي حاول‬ ‫صقلها‪ ،‬ولم كد ف لم )البوس ــطجي( عرض‪ ،‬حتى اختاره المرحوم )أحمد درخان( لدور عاطفي آخر أمام س ــعاد حس ــني في ف لم )ناد ة(‬ ‫الذي أخرجه عن قصة يوس ــف الس ـ اعي‪.‬‬ ‫و ــدت خط ــوات س ـ ف أ ث ــر وثوق ــا وق ــوة‪ ،‬وعل ــى الرغ ــم م ــن أن س ـ ف ق ــد تخ ـ ج ف ــي الع ــام الماض ــي م ــن ل ــة اﻵداب وعي ــن احث ــا المرك ــز‬ ‫القوم ــي لل ح ــوث‪ ،‬قط ــع نه ــاره ف ــي أ حاث ــه الت ــي تتص ــل التار ـ ــخ‪ ،‬ل ــم قط ــع ل ل ــة راقص ــا س ــهم ف ــي لوح ــات الفن الش ــعبي الفرق ــة القوم ة‪،‬‬ ‫و تظ ــر ع ــرض ف لم ــه اﻷخي ــر )ناد ة(‪.‬‬ ‫وف ــي اﻷس ــابيع اﻷخي ــرة‪ ،‬ــدأ يوس ــف ش ــاهين خ ـ ج ف لم ــه )اﻹخت ــار( وأعط ــى س ـ ف دورا ختل ــف تمام ــا ع ــن أدواره التي مثلها م ــن ق ل‪ ،‬لم‬ ‫ك ــن دورا عاطف ــا‪ ،‬دور الفت ــى العاش ــق‪ ،‬ــل دور ضا ــط ش ــرطة حد ــث التخ ـ ج‪ ،‬يتميز الثقاف ــة والمعرفة‪ ،‬و حاول أن ضع الفهم اﻹ س ــاني‬ ‫العمي ــق أساس ــا ل حث ــه وراء أ ــة ج م ــة‪ .‬وت تص ــر ط قته و تصر أس ــل ه اﻹ س ــاني هذا ف ــي النها ة‪.‬‬ ‫ش ــيء جد ــد ي بت ــه س ـ ف الدي ــن ع ــد الرحم ــن‪ ،‬ه ــو أن العل ــم عندم ــا تض ــاف إ ــه التج ــة الفن ــة الخاص ــة‪ ،‬جع ــل الفرص ــة متاح ــة للتف ــوق‬ ‫الفن ــي‪ .‬إن س ـ ف واح ــد م ــن ص ــف ط ــل م ــن الفناني ــن الش ـ ان الذي ــن غيرون وج ــه الفن في ﻼدن ــا و خرج ــون التج ة الفن ــة والعمل الفني‬ ‫إل ــى دائ ــرة الثقاف ــة والمعرفة‪.‬‬ ‫ال ـوا ـب‬ ‫نوفمبر ‪١٩٦٩‬‬ ‫‪٢٥‬‬


‫س دة مجتمع ث ة )مد حة سري( تملك ل شيء إﻻ السعادة‪ .‬ساعد مط ا‬ ‫ناشئا حتى صل إلى النجاح‪ .‬ف حبها و تزوجها عد أن عتقد أن حب بته الشا ة‬ ‫خانت حبهما وتزوجت غيره‪ .‬وفي النها ة عرف المطرب الحق قة‪ ،‬قتضحي الس دة‬ ‫الثرة سعادتها وتتركه عود إلى حب بته اﻷولى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫هذه القصة إستهل ت في الس نما المصر ة في عشرات اﻷفﻼم‪ .‬ورغم هذا كتبها )يوسف ع سى( ما هى‪ .‬وأعد لها س نارو ) دائي(‪،‬‬ ‫مشاهده طيئة تعتمد على السرد الحواري الذي كت ه )فتحي أبو الفضل( مجهود ذكر‪.‬‬ ‫ول ن المشاهد نفسها غير فن ة‪ ،‬معنى أنها ل س لها دا ة وﻻ نها ة وﻻ ترت ط مع عضها ال عض ارت اطا منظورا نا عا من )الفكرة(‬ ‫ﻷنه ل ست هناك )فكرة( من اﻷصل‪ .‬إذ ﻻ ئيء يراد الوصول إل ه من اﻷحداث‪ .‬فلو لم ي طها المؤلف ب عض المصادفات لما ان من‬ ‫الممكن أن لتقي المطرب والس دة الثر ة‪ .‬ولو لم يتدخل ﻼ مبرر ل خلق حالة سوء تفاهم عند المطرب )محرم فؤاد( وعند )ز زي‬ ‫ال دراوي( لما ان من الممكن أن ستمر السرد إلى النها ة إذ أن المطرب ان سيترك الس دة الثرة و تزوج خطي ته‪.‬‬ ‫مع أن المفروض لخلق صراع صادق أن ينعدم موقف سوء التفاهم هذا و جد المطرب نفسه محصورا في دائرة من الصراع نحو‬ ‫حب بته من ناح ة ونحو المرأة التي ساعدته فنجخ من ناح ة أخرى‪.‬‬ ‫أن المؤلف لغي الصراع الصادق بنفسه ال س ة ل ﻼ ال طلين‪ ،‬فحتى ال طلة جعلها هى اﻷخرى تعتقد أن حب بها خانها فتخطب‬ ‫لغيره‪ .‬إذن‪ ،‬ماذا قى غير طب عي وغير عادي‪ .‬مجرد شخص ات سلب ة تتحرك الدمى ﻼ إرادة وت تظر من المؤلف أن حل سوء‬ ‫التفاهم الذي أوجده‪ ،‬وفعﻼ حل المؤلف موقف سوء التفاهم بنفس الط قة السهلة‪ .‬ط قة الفبركة والتدخل‪ .‬إذ تتخلى الزوجة عن‬ ‫زوجها ل سعده‪ .‬ول ن عد أن كون الف لم قد حقق الغرض منه وفصل بين اﻷغاني اﻷر ــع التي قدمت ف ه بهذه القصة‪ .‬الخﻼصة أن‬ ‫الف لم يتحرك ﻼ عقده‪ ،‬ﻷن معارضة الزوحة في زواج اب تها من المطرب انت ﻼ س ب‪.‬‬ ‫وهكذا انتهت هذه المعارضة كذلك ﻼ س ب‪ .‬فإختفت الزوجة )زوزو ماضي( من اﻷحداص‪ ،‬ما إختفت شخص ة اﻹبن خط ب‬ ‫الفتاة فجأة‪ ،‬ف ما ظهر في مشهد واحد و ما جعله المؤلف مثال ا عن ط ق جملة حوار قالها‪ .‬إختقى اﻹبن )زهير صبري( دون أن‬ ‫ستغله المؤلف ال س ة لشخص ة اﻹبنة الموجودة معه في نفس الشقة‪.‬‬ ‫هل نكرر ما فعلناه من ق ل ‪ ..‬من أن هناك ش ئا إسمه )الفكرة( ثم )القصة( ثم )رسم الشخص ات( و جاد عﻼقات منطق ة وحي ة‬ ‫بين ل منها‪ .‬ثم تط رها على أساس صراع صادق وحق قي‪.‬‬ ‫وخﻼل مس ات معقولة‪ .‬أحسن ما في هذا الف لم اﻷغاني الناجحة في تلحينها وفي آدائها‪ .‬فقد تقدم )محرم فؤاد( مطرب ول نه‬ ‫تأخر ممثل‪ .‬ال س ة لتمث له في )حسن ونع مة( و )وداعا ا حب( وكذلك اقي الممثلين‪ .‬لم يتفاعل معهم الجمهور ﻷن الشخص ات‬ ‫المرسومة لهم انت خال ة تماما من المشاعر الصادقة التي ساعدهم على التفوق وا ساب الحي ة‪.‬‬ ‫فلم ستغل الق لم الممثل )عماد حمدي( الذي تفوقت السلب ة في شخص ته على غيرها‪ ،‬كذلك لم ستغل طاقة )ع د المنعم‬ ‫إبراه م وأحمد الحداد( في الف اهة‪ .‬إﻻ في مشهدين قصير ن نجحا فيهما مع ذلك‪) .‬ززي ال دراوي( دورها ضع ف و حتفظت ف ه‬ ‫مستواها‪) .‬مد حة سري( انت طب ع ة س طة في أدائها‪.‬‬ ‫أما المخ ج )برات( فلم ستطع أن فعل ش ئا ﻷن مثل هذه القصص الرا دة الرك كة ﻻ تحتاج إلى إخراج‪ .‬وجدير ببرات وغيره‬ ‫من مخرجينا الذين قدموا أفﻼما ناجحة تذكر لهم‪ ،‬أن دققوا كثيرا في إخت ار الموضوعات ق ل إخراجها حتى ﻻ س ئوا إلى أنفسهم‬ ‫أنفسهم‬ ‫‪٢٤‬‬


٢٣


٢٢


٢١


٢٠


١٩


‫حمل الرسالة التي أرادها شادي‪ ،‬ما حمل من ق ل صورة القوة في‬ ‫الحضارة الع ة في أوجها‪ .‬و جدر بنا أن نﻼحظ أن شادي حين ختار‬ ‫ال تا ة الخط ال وفي‪ ،‬ختار النمط اﻷرقى منه )وهو أ ثر من ‪ ٧٠‬نوعا‬ ‫ً‬ ‫وش (‪ ،‬والصالح لل تا ة العاد ة )ل س ال وفي المزهر‪ ،‬أو المورق‪ ،‬أو‬ ‫المشجر‪ ،‬أو المغربي‪ ،‬أو المعماري أو المضفور‪ ،‬أو غيرها من اﻷش ال‬ ‫الصالحة للزخرفة وت ين واجهات المساجد والقصور(‪ .‬ل ختار‬ ‫ال وفي المصحفي أسلوب المشق )والمشق هو أحد أنواع اﻷقﻼم‬ ‫التي ُ تب بها الخط‪ .‬و عني في اللغة‪ :‬جذب الشيء‪ ،‬ل متد و طول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مد حروفه(‪.‬‬ ‫ومشق الخط أي‬

‫الع اس ة‪ ،‬والتﻼقي الحضاري في اﻷندلس‪ ،‬ونب غ جابر بن ح ان في‬ ‫ال م اء‪ ،‬وابن الهيثم في الفيز اء‪ ،‬وابن س نا والرازي وابن النف س‬ ‫في الطب‪ ،‬وابن خلدون في علم اﻻجتماع‪ ،‬والموصلي وزراب في‬ ‫الموس قى‪ ،‬وموسوع ة الفارابي والبيروني ‪ ..‬إلخ‪ .‬و رغم ذلك‪ ،‬يتجه‬ ‫الذهن العربي‪ ،‬عند ذكر مفهوم )العصر الذهبي( إلى ﻼ العصرن‬ ‫اﻷموي والع اسي اﻷول‪ ،‬ح ث انت الدولة الع ة في أوج قوتها‪،‬‬ ‫و انت الخﻼفات والتناحرات الب ن ة ُم ّ‬ ‫حجمة وتحت س طرة مركز‬ ‫واحد قوي قادر على حسم اﻷمور وفرض توجهات وس اسات عامة‬ ‫واحدة‪.‬‬

‫وهو النمط نفسه الذي ُ ذكرنا المخطوطات في العصر ن اﻷموي‬ ‫والع اسي اﻷول‪ ،‬عد إختراع التنق ط وال شك ل‪ .‬والمدهش‪ ،‬والذي‬ ‫يؤكد اﻹرادة الواع ة والقصد ة في إخت اراته‪ ،‬هو إحجامه عن الفصل‬ ‫بين الجمل في الفقرة المكت ة‪ :‬الفاصلة أو الفاصلة المنقوطة‪ ،‬أو‬ ‫النقطة‪ ،‬أو النقطتين‪ ،‬أو عﻼمة التعجب‪ ،‬أو غيرها من عﻼمات الترق م‪.‬‬

‫أما القناع الذي نراه في خلف ة النص اﻹستهﻼلي‪ ،‬الفاقد ﻹحدى‬ ‫عي ه‪ ،‬والمنزوع عنه ذه ه على نحو مؤسف )إشارة إلى ما فعله اﻵ اء‬ ‫اﻷجداد‪ ،‬و تظر اﻹنقاذ وال عث على أ دي اﻷحفاد(‪ ،‬فهو قناع ﻷحد‬ ‫التواب ت من العصر الوس ط‪ ،‬أزهى عصور الحضارة الفرعون ة‪ .‬ونحن‬ ‫نعلم أن الحضارة المصرة القد مة ُت ﱠ‬ ‫قسم لدى ال احثين إلى‪ :‬العصر‬ ‫القد م الم كر‪ ،‬والوس ط‪ ،‬والمتأخر‪ ،‬فالد موط قي‪ ،‬فالق طي‪.‬‬

‫ونحن نعلم أن عﻼمات الترق م قد دخلت ال تا ة الع ة عد فوز‬ ‫الخطاط المصري محمد أفندي محفوظ عام ‪١٩٢٨‬م في مسا قة وعلى ذلك كون وعي الفنان لدى شادي قد جمع ذروة الفنين‬ ‫بين الخطاطين‪ ،‬أق مت ً‬ ‫بناء على رغ ة الملك أحمد فؤاد اﻷول الفرعوني والعربي في افتتاح ة الف لم‪ :‬القناع من فن العصر الوس ط‬ ‫)‪١٩٣٦-١٨٦٨‬م( غ ة إرشاد القارئ العربي أثناء القراءة على غرار الفرعوني والخط ال وفي في أوج قوة الدولة الع ة‪.‬‬ ‫ما هو معمول ه في ال تا ات الﻼت ن ة‪ ،‬وهو ما عممته وزارة المعارف‬ ‫محمد الفقي‬ ‫العموم ة المصرة على مدارسها عام ‪١٩٣٠‬م‪ .‬إن شادي هنا يهمل‬ ‫مجلة العربي ‪ -‬أغسطس ‪٢٠١٧‬‬ ‫هذا التطور )الجد د( في ال تا ة‪ ،‬و حافظ على الخط ال وفي ما ان‬ ‫ُ تب في عصر القوة الع ة‪ ،‬تأ دا للمعنى الذي أراده‪.‬‬ ‫اﻹ سجام مع الق م الجمال ة الفرعون ة‬ ‫تأبى الغ زة الفن ة لشادي إﻻ أن تقتدي الفنان المصري القد م في‬ ‫أسل ه الفني‪ ،‬حين ان ختار تص ر موضوعاته على نحو تكون معها‬ ‫في ر عان الصحة والقوة والجمال‪ .‬فنحن نعلم أن أسس الفن المصري‬ ‫الفرعوني ظلت ثابتة ﻷ ثر من ثﻼثة آﻻف عام‪ ،‬محتفظة أسلوب‬ ‫ً‬ ‫أص ل ومميز‪ .‬وقد ان النحات‪ ،‬مث ‪ ،‬عتقد أن تمثال الشخص هو‬ ‫مسكن دائم لروحه‪ ،‬وعلى صورة ذلك التمثال إنما ُي عث عد الموت‪.‬‬ ‫ولذلك حرص على نحت اﻹ سان على الصورة التي يرغب في تخل د‬ ‫نفسه فيها‪ .‬أي وهو في ر عان الصحة والقوة والجمال‪ .‬و ال سب‬ ‫الق اس ة لجمال الش ل اﻹ ساني‪ ،‬ف ظهر الرجال صدور ع ضة‬ ‫وق ة‪ ،‬وتظهر الس دات نح فات وذوات س قان ط لة )وتمثال‬ ‫نفرتيتي هو نموذج للمثال ة في سب الجسد اﻹ ساني(‪ .‬ومن النادر‬ ‫أن نعثر في الفن الفرعوني على رسم أو منحوت ُ صور التقدم في‬ ‫العمر‪ ،‬أو ال دانة‪ ،‬أو الضعف الجسدي‪ ،‬أو اﻹنحراف عن المثال ة في‬ ‫ً‬ ‫الجمال‪ ،‬لدرجة أننا نعرف الفرق مث بين زوجة صاحب المقبرة وأمه‬ ‫من التعل قات الهيروغل ف ة المصاح ة للرسم‪ ،‬ﻻ من الرسم نفسه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إقتداء بهذا اﻷسلوب الفني‪ ،‬فإن شادي كتب لوحة ال دا ة‬ ‫و‬ ‫)والنها ة( أ ثر الخطوط الع ة تعبيرا عن الصحة والقوة والجمال‪:‬‬ ‫الخط ال وفي المصحفي قلم المشق مع ال شك ل‪ .‬إنه نفس ما ان‬ ‫العربي كتب ه مخطوطاته ونصوصه في أوج قوة الدولة الع ة‪،‬‬ ‫أي في العصر ن اﻷموي والع اسي اﻷول‪ .‬صحيح أن فكرة )العصر‬ ‫الذهبي( للحضارة الع ة هى فكرة ذهن ة أ ثر منها حق قة تارخ ة‪،‬‬ ‫معنى أنها تجميع لعناصر القوة في الدولة الع ة في عهود شتى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ف جمع )العصر الذهبي( مث بين‪ :‬العدالة في عصر عمر بن الخطاب‬ ‫رضى الله عنه‪ -‬واﻻزدهار اﻻقتصادي في عهد عمر بن ع د الع ز‪،‬‬‫وا ساع الدولة في العصر اﻷموي‪ ،‬وازدهار الفنون واﻵداب في العصور‬ ‫‪١٨‬‬


‫إن شادي ح ختار الخط ال و ‪،‬‬ ‫ختار أول وأقدم خطوط ال تا ة الع ة‪،‬‬ ‫وواجهة القوة الحضارة الع ة‪،‬‬ ‫وسف ها إ العالم‪ ،‬وﻻ ختار خطا من‬ ‫الخطوط ال طورها أو إبتكرها الفنانون‬ ‫ع هوامش المركز العر ‪ ،‬كخطوط‬ ‫التعليق وال ستعليق والمك اﻹيران ة‪ ،‬أو‬ ‫خطوط الرقعة والديوا والطغرا ال ك ة‪.‬‬ ‫الفنان على أقوى وأجمل عناصر الحضارتين‪ ،‬ف عز عل ه اﻹنح از‪،‬‬ ‫و توق فط ا إلى الت امل‪.‬‬

‫وقد ُسمى ال وفي أ ام انت ال وفة مركزا إدارا وس اس ا للدولة‬ ‫الع ة‪ ،‬ومقرا لخﻼفة اﻹمام علي بن أبي طالب ‪ّ -‬‬ ‫كرم الله وجهه‬ ‫ والذب ان هو نفسه كتب الخط ال وفي و شجع على كتابته‪،‬‬‫وكذلك اﻹمامان الحسن والحسين رضى الله عنهما‪ .‬ففي ال وفة دأ‬ ‫هذا الخط في الترقي تدرج ا‪ ،‬وأدخلت عل ه التحس نات‪ ،‬ومنها‬ ‫التنق ط وال شك ل الذي دأ ب دخاله أبو اﻷسود الدؤلي‪ ،‬طلب من‬ ‫اﻹمام علي بن أبي طالب ‪-‬رضى الله عنه‪ -‬ثم ت عه تلم ذاه النابهان‪:‬‬ ‫نصر بن عاصم الليثي‪ ،‬و حيى بن عمر العدواني‪.‬‬ ‫وأصبح الخط ال وفي هو المعتمد في تدو ن القرآن ال م‪ ،‬والحد ث‪،‬‬ ‫و سخ ال تب‪ ،‬وت ين المساجد‪ ،‬والقصور‪ ،‬وكتا ات الدواو ن‪ ،‬ورسائل‬ ‫الح ام وتوق عاتهم‪ .‬ومن ال وفة أ ضا إن شر و شتهر‪ ،‬لدرجة أنه حين‬ ‫ً‬ ‫حلت الع ة محل الق ط ة في مصر مث ‪ ،‬واحتفظ عض أهلها اللغة‬ ‫الق ط ة‪ ،‬كتبوها الخط ال وفي‪.‬‬

‫وأ ثر ما عن نا في تار ــخ تطور الخط ال وفي هو أنه لغ أوجه في‬ ‫العصر اﻷموي )‪ ١٣٢ - ٤١‬ه ‪٧٥٠ - ٦٦١‬م( والعصر الع اسي اﻷول‬ ‫فما الك و ن انت الفطرة السل مة للفنان مدعومة بثقافة عم قة ) ‪ ٢٣٢-١٣٢‬ه ‪٨٤٧ - ٧٥٠‬م(‪ .‬وأصبح ين شر مع إن شار الدولة‬ ‫للتار ــخ الحضاري والفني ﻷمته؟ وفي السيرة الذات ة لشادي‪ ،‬وفي إلى ق ة اﻷمصار‪ ،‬ف حل في ال تا ة محل خطوطها القوم ة‪ ،‬معبرا‬ ‫تصام مه الفن ة‪ ،‬ما سمح لنا اﻹعتقاد أنه ان فخورا الحضارتين‪ ،‬عن قوة الدولة الع ة‪ ،‬وعن الشخص ة الع ة الجد دة‪ .‬واستمر‬ ‫تواقا إلى ت املهما‪ ،‬مؤمنا أن ال عث الحضاري ﻷسس قوة الحضارة الخط ال وفي هو الخط اﻷساسي في ال تا ة الع ة‪ ،‬حتى في العصر‬ ‫الفاطمي )‪ ٥٦٧ - ٣٠٠‬ه ـ ‪١١٧١ - ٩١٣‬م(‪ .‬ولم َ‬ ‫الفرعون ة‪ ،‬من شأنه أن كون مصدرا للنهضة الع ة الشاملة‪.‬‬ ‫سع الدولة الفاطم ة‬ ‫ّ‬ ‫)الش ع ة( إلى فرض أنواع أخرى من الخطوط لتعبر عن شخص تها‬ ‫الجد دة‪ ،‬وﻻ حتى في الم ات ات الرسم ة في دواو نها‪.‬‬ ‫لماذا الخط ال وفي؟‬ ‫اللوحتان اﻹفتتاح ة والختام ة مكت تان خط ﻼس كي غلفه‬ ‫الوقار‪ ،‬و حترم الموض ع واﻷجواء‪ .‬والخط المستخدم ُمصمم إعتمادا ل ن اﻷمر إختلف مع خلفائهم اﻷي يين )‪ ٦٥٧ - ٥٦٧‬ه ‪١١٧١‬‬ ‫على السمات الجمال ة ﻷقدم الخطوط الع ة وأجملها‪ :‬الخط ال وفي ‪١٢٦٠ -‬م( الذبن أعادوا المذهب السني محل الش عي‪ ،‬ح ث شهد‬ ‫المصحفي على طراز المشق‪ .‬ولكي نحاول تفسير إخت ار الخط عصر الدولة اﻷي ة اﻹعتناء خط ال سخ على حساب الخط ال وفي‪،‬‬ ‫ال وفي في هذين الموضعين المهمين الف لم‪ ،‬ودﻻلة اﻹرادة الواع ة ومحاولة شره في ال ﻼد الع ة التي وقعت تحت س طرتهم‪ .‬ل ن‬ ‫ً‬ ‫للفنان في هذا اﻹخت ار‪ ،‬نحتاج أو إلى إشارات سرعة إلى تار ــخ الخطوط ال وف ة ظلت مع ذلك تصارع رأسا برأس الخطوط الرسم ة‬ ‫الخط ال وفي وتطوره‪.‬‬ ‫في الدواو ن‪ ،‬وظلت هى المفضلة للخطاطين في ال تا ة‪ ،‬وت ين‬ ‫المساجد و القصور‪ .‬ولم حد من نموها و ن شارها إﻻ اﻹحتﻼل‬ ‫ُ‬ ‫انت الخطوط في الج رة الع ة في ال دء ت تب بنوعين‪ :‬م سوط العثماني لل لدان الع ة‪ ،‬ح ث عملت الدولة العثمان ة )‪- ٦٩٨‬‬ ‫هندسي )وتطوره اﻷرقى هو ال وفي(‪ ،‬و تميز هذا الن ع الهندس ة‪ ١٣٤١ ،‬ه ‪١٩٢٢ - ١٢٩٩‬م( على فرض شخص تها الجد دة )حتى‬ ‫والتر يع‪ ،‬والزوا ا المستق مة‪ ،‬والن ع اﻵخر هو المقور اللين )وتطوره في الخطوط( على المجتمعات الع ة‪ ،‬ففرضت الخطوط التي هى‬ ‫اﻷرقى في خطوط ال سخ‪ ،‬والثلث‪ ،‬ثم ال ستعليق ‪ ..‬إالخ( وحروفه من أصل عثماني )الديواني‪ ،‬والطغرا‪ ،‬والرقعة‪ ،‬وال اقوتي‪ ،‬والقرمة‬ ‫تم ل إلى اللين والم ل‪ ،‬واﻹستدارة‪.‬‬ ‫‪ ...‬إالخ(‪ ،‬ما شجعت أ ضا أنواع الخطوط اللينة اﻷخرى )ومعظمها‬ ‫من أصل فارسي( الصالحة لل تا ة السرعة في الدواو ن والمراسﻼت‬ ‫وال ﻼم في أصول الخط ال وفي كثير وم شعب‪ ،‬ول ن مكن تلخ ص الرسم ة التي تضخمت )الحاجة إلى سرعة ال تا ة وال ط أ ثر بين‬ ‫تطوره‪ ،‬وفقا لﻸقوال الموثوقة في كتا ات المؤرخين العرب )ومنهم الحروف‪ ،‬على عكس ال وفي الذي حتاج للتمهل واﻹعتناء والدقة‬ ‫أبو ح ان التوح دي في )علم ال تا ة( وابن خلدون في )المقدمة( والركوز(‪.‬‬ ‫واﻷلوسي في ) ل غ اﻷرب( و)خطط( المق زي و)تحفة أولى اﻷل اب(‬ ‫ﻹبن الصائغ(‪ ،‬وكذا ما إطلعنا عل ه من ال شوف اﻷجن ة الحديثة و انت الضر ة القاض ة للخط ال وفي في عمل ة نقل ك ار أساتذته‬ ‫للنقوش القد مة في المنطقة الع ة‪ ،‬إﻻ أن أصل الخط ال وفي وأمهرهم إلى اﻷستانة‪- ،‬ف من نقلوا من الحرفيين والفنانين والصناع‬ ‫ُ‬ ‫ان الخط الحجازي )المكي اليثربي(‪ ،‬المأخوذ عن الخط الحيري‪ ،‬العرب لبناء اﻷستانة‪ -‬فحرمت ال تا ة الع ة من جهودهم‪ ،‬وتم‬ ‫عن الن طي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن المسند‪ ،‬عن الفي قي‪ ،‬المأخوذ عن إستخدامهم هم أنفسهم ل سهموا في تط ر الخطوط العثمان ة‬ ‫خط طور س ناء‪ ،‬والذي ات معلوما اﻵن أنه أصل اﻷ جد ة الع ة الجد دة‪ ،‬و ق ة الخطوط اللينة‪.‬‬ ‫والعبران ة والبهل ة والﻼت ن ة وكثير من اﻷ جد ات اﻷخرى‪.‬‬ ‫إن شادي حين ختار الخط ال وفي‪ ،‬ختار أول وأقدم خطوط‬ ‫ولذا فإن الخط ال وفي أقدم من إسمه‪ .‬فهو أقدم من مدينة ال وفة ال تا ة الع ة‪ ،‬وواجهة القوة في الحضارة الع ة‪ ،‬وسفيرها إلى‬ ‫التي ُب ت في عهد عمر بن الخطاب ‪-‬رضى الله عنه‪ -‬عام )‪١٨‬ه‪ - ،‬العالم‪ .‬وﻻ ختار خطا من الخطوط التي طورها أو إبتكرها الفنانون‬ ‫‪٦٣٩‬م(‪.‬‬ ‫على هوامش المركز العربي‪ ،‬كخطوط التعليق وال ستعليق والمكسر‬ ‫اﻹيران ة‪ ،‬أو خطوط الرقعة والديواني والطغرا الترك ة‪ .‬إن الخط ال وفي‬ ‫‪١٧‬‬


‫حب ب ون س وزنة‪ ،‬تحت اسم )ون س(‪ ،‬ثم استقر أخ ا ع الش ل‬ ‫النها الذي ّ‬ ‫صور ه )الموم اء(‪.‬‬ ‫إنه اﻷسلوب نفسه الذي ان ي تهجه تاركوفسكي في عمله‪ ،‬والذي‬ ‫ً‬ ‫على التعد ﻼت‬ ‫ان متلك كشادي‪ ،‬إرادة ج ارة في العمل ط‬ ‫والتنق حات للمادة الخام )الس نارو(‪ ،‬وخصوصا في ف لمه )المرآة ‪-‬‬ ‫‪ (١٩٧٥‬والذ ي أعاد كتابته ثﻼث مرات وف لمه )الطواف ‪(١٩٧٩ -‬‬ ‫الذي أعاد تص ره أ ضا ثﻼث مرات‪.‬‬ ‫المعاني التي قصدها شادي‬ ‫يتضح حتى من المشاهدة اﻷولى أن )الموم اء( صارع فكرة ال عث‬ ‫واﻹح اء لعناصر القوة في حضارتنا‪ ،‬واستلهام تلك العناصر التي‬ ‫صنعت اﻷمجاد القد مة‪ ،‬من أجل الصحوة الجد دة للوعي‪ .‬وتعبيرات‬ ‫شادي نفسه‪) :‬أردت أن أعبر عن شخص ة اﻹ سان المصري الذي‬ ‫ستع د أصوله التارخ ة و نهض من جد د‪ ،‬وأتصور أن اﻷفﻼم‬ ‫التارخ ة التي أصر على تقد مها‪ ،‬هى ن ع من ال حث التار خي لغة‬ ‫ال اميرا عن هموم وأشواق الحاضر‪ .‬أنا أرى الح اة في إستمرار تها‪ ،‬و ذا‬ ‫أردت أن أرى ما جري اليوم ج دا‪ ،‬فﻼ مكن أن أعزل اليوم عن اﻷمس‪،‬‬ ‫فما نحن ف ه اليوم هو نتاج لتارخنا(‪.‬‬

‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اسمك‬ ‫ود ْت ِ ِ‬ ‫ل َق ْد ُن َ‬ ‫لقد ِعثت‬ ‫ُ‬ ‫ي دو من الحرص على شك ل النص دقة‪ ،‬أن صانع الف لم طالب‬ ‫المشاهد اﻹن اه الشد د والتركيز‪ .‬ف شك ل ل حرف في لوحة‬ ‫المقدمة )والخاتمة( يترك لدينا اﻹنط اع برغ ة الفنان‪ ،‬و رادته‪ ،‬في أن‬ ‫ح م اﻷمور إح اما واع ا‪ ،‬وحرصه على تحقيق أثر معين في النفس‪.‬‬ ‫إن اﻷمر مدروس ج دا‪ ،‬وحسا ات شادي في الف لم محس ة دقة‪،‬‬ ‫والفكرة واضحة جل ة في ذهنه‪ ،‬ولذلك فإن الف لم مسك ُ‬ ‫المشاهد‬ ‫مسكة ق ة منذ ال دا ة‪ ،‬ثم يتقدم إلى اﻷمام وقد س طرت عل ه روح‬ ‫الوحدة والتماسك‪.‬‬ ‫ونحن نعرف الخبرة أن من طب عة فنان الس نما‪ ،‬أنه دائما ما سعى‬ ‫إلى أن كون في أفضل حاﻻت الوعي في اﻹفتتاح ات‪ ،‬ﻷنه كون تواقا‬ ‫إلى التأثير‪ ،‬راغ ا في لفت نظر المشاهد‪ .‬وشادي هنا فتتح الف لم‬ ‫بنص مكتوب‪ ،‬الرغم من أنه قد كون موضع إنتقاد من حزب التعبير‬ ‫الدرامي الصورة‪ .‬ل نه وهو العل م اﻷهم ة الروح ة للنصوص‪ ،‬في‬ ‫الحضارة الفرعون ة )وكذا الع ة(‪ ،‬يوفق للغا ة في إستخدام وس لة‬ ‫غير س نمائ ة للتعبير أصالة عن فكرته‪ ،‬في ف لم هو اﻷ ثر رق ا في‬ ‫تار ــخ الس نما الع ة من ح ث جمال ات الصورة والتصم م الفني‬ ‫والتعبير الش لي عن المعاني الوجود ة للدراما‪.‬‬

‫إن لوحة ال دا ة هى دﻻلة ونبوءة عن ما س حدث عد ذلك في‬ ‫الف لم‪ .‬ومهمة اﻷفند ة في الموم اء )أحمد مال وال دوي الضا ط(‬ ‫ أي الجانب المتنور في الشخص ة المصرة ‪ -‬هى المعمة نفسها‬‫التي ان شادي ضعها على عاتقه هو شخص ا‪ .‬إن إنقاذ موم اوات‬ ‫اﻷجداد‪ ،‬الفراعنة العظماء‪ ،‬ل س من أجل إعادة إح اء اﻷجداد‪ ،‬ول نه‬ ‫وس لة ﻹعادة عث اﻷح اء الهائمين الضائعين‪ .‬إن المعرفة والوعي‬ ‫عناصر القوة التي انت للمصرين القدماء‪ ،‬هما شرط لتحقيق ال عث‬ ‫والنهضة ﻷحفادهم‪.‬‬ ‫وعلى نق ض ال تب الدي ة والعلم ة التي ت دأ التك ن و دا ة‬ ‫الخلق‪ ،‬ي دأ )الموم اء( الموت‪ ،‬موت اﻹ سان الذي مكن أن نقرأه‬ ‫بوصفه الم افئ لفوضى الهيولي‪ .‬الموت الروحي لﻺ سان الجاهل‬ ‫بتار ــخ أسﻼفه‪ ،‬الذي ينترع لقمة ع شه ي يع جثث موتاه‪ ،‬وماض ه والنص اﻹستهﻼلي للف لم يوحي لنا أنه عمل ما لو انت له هذه‬ ‫وتارخه‪.‬‬ ‫القوة نفسها‪ .‬وسرعان ما س ح شد له ق ة الف لم الصدى والتكرار‪،‬‬ ‫وعلى نحو عزز قوة النص اﻹستهﻼلي في اﻹفتتاح ة‪ ،‬حتى أنه ستح ل‬ ‫إن الف لم ي دأ النها ة ول س ال دا ة‪ .‬و تهي إلى ال دا ة‪ ،‬أي ال عث‪ .‬حذف اللوحة اﻹستهﻼل ة )والختام ة( من دون أن فقد الف لم كثيرا‬ ‫إن عمل ة ال عث هى عمل ة خلق تماما مثل اﻹنفجار ال بير‪ ،‬لم تكن من معناه‪.‬‬ ‫هناك ﻻقوانين علم وﻻ معرفة‪ ،‬ﻷنها جم عا تنهار في حالة الهيولي‪.‬‬ ‫ومع دا ة حالة اﻹنتظام واﻹستواء عد اﻹنفجار ال بير‪ ،‬ي دأ ال ون ومع ذلك فإن شادي ختار اللغة الع ة الفصحى‪ ،‬عن قصد‬ ‫ً‬ ‫المنتظم ما نعرفه‪ ،‬والزمان ما نعرفه‪ ،‬والح اة الذك ة‪ ،‬أي الحضارة‪ .‬وتصم م‪ ،‬ل تا ة النصين اﻹستهﻼلي والختامي‪ ،‬ولم ختر مث اللغة‬ ‫الهيروغل ف ة‪ ،‬مع إرفاق ترجمة ع ة مصاح ة لها‪ .‬الرغم من أنه‬ ‫لو فعل‪ ،‬ﻷعطى تأثيرا أقوى من الناح ة ال سج ل ة‪ ،‬ل ننا نعلم أن‬ ‫أهم ة اللوحة اﻹستهﻼل ة‬ ‫الفعل المضارع الذي يهمين على نبرة اللوحة اﻹستهﻼل ة ُ طالب اهتمام شادي في )الموم اء( لم كن ال سج ل‪ ،‬و شهد على ذلك‬ ‫المشاهد ب عت ار أحداث الف لم في الحاضر‪ ،‬ول س في الماضي‪ .‬الفروق السرد ة الضخمة بين المادة الخام للف لم )الس نارو( والمادة‬ ‫الرغم من أن أصل القصة تارخي‪ ،‬أي وقعت في زمن سابق المعنى الخام للواقع )حادثة خب ئة اﻷقصر وأسرة ع د الرسول(‪ .‬إن إخت ار‬ ‫ال رونولوجي‪ .‬و س ب اﻹرادة الواع ة لشادي في جعل زمن الف لم في شادي للغة الع ة الفصحى ل عبر بها عن معاني الف لم المتضمنة‬ ‫زمن الت لم‪ ،‬خلو الف لم من أي لقطات لـ )الفﻼش اك(‪.‬‬ ‫في النصين اﻹستهﻼلي والختامي‪ ،‬عﻼوة على اخت اره لها‪ ،‬ول س‬ ‫أما في لوحة النها ة‪ ،‬فإن فعل اﻷمر )إنهض( سمح لنا ب فتراض اللهجة المصرة‪ ،‬لغة للحوار بين الشخص ات‪ ،‬سمح لنا القول‬ ‫التمني أ ضا‪ .‬إن الوعي اﻹسم‪ ،‬أي التار ــخ والماضي واﻷسﻼف‪ ،‬هو إنه لم كن من الشوفي يين الذين يؤمنون الطﻼق بين الحضارتين‬ ‫شرط النهوض‪.‬‬ ‫الفرعون ة والع ة‪ ،‬وأن نهضة مصر لن تتحقق إﻻ ب بني اﻷولى ون ذ‬ ‫ً‬ ‫الثان ة‪ ،‬وهو موقف ل س مستغ ا من فنان عاش مشغو ومسكونا‬ ‫الفنون ال صرة وال شك ل ة‪ .‬نحن نعرف الخبرة‪ ،‬أن معظم الفنانين‬ ‫اللوحة الختام ة‬ ‫ْان َه ْ‬ ‫ال ش ليين المصرين يؤمنون فط ا بت امل الحضارتين الفرعون ة‬ ‫ض‬ ‫َ ْ ََْ‬ ‫والع ة‪ ،‬و حملون إجﻼ ً لﻺث تين‪ ،‬فمجال الفنون ال شك ل ة ُ ّ‬ ‫عرف‬ ‫فلن تفنى‬ ‫إن النصوص المكت ة في الحضارة الفرعون ة‪ ،‬لم تكن مجرد وس لة‬ ‫للقراءة وال تا ة‪ ،‬أو لتدو ن النصوص اﻷدب ة‪ ،‬أو حتى فقط لنقل‬ ‫الح مة والرسائل اﻷخﻼق ة والتعل م ة عبر نصوص الح ا ات‪ ،‬والح م‬ ‫والوصا ا‪ ،‬ول نها انت‪ ،‬في اﻷساس واﻷهم‪ ،‬تعبر عن قوة روح ة‬ ‫ودي ة لم عرفها أي نظام كتا ة آخر‪ .‬فالنصوص التي وصلت إلينا من‬ ‫)كتاب الموتى( و)متون اﻷهرام( و)متون التواب ت( هى أدلة على قوة‬ ‫إعتقاد المصري القد م في قدرة النصوص ال تاب ة على تقد م العون‬ ‫والمساعدة للمتوفى‪ ،‬لدرجة أن محو اﻹسم المكتوب للشخص‪ ،‬ﻻ‬ ‫مثل فقط محوا لذكرى الم ت‪ ،‬ول نه محو لوجوده اﻷ دي‪.‬‬

‫‪١٦‬‬


‫ع صورة قناع لتابوت فاقد ﻹحدى عي ه وم وع عنه الذهب الذي ي نه‪ ،‬تظهر اللوحة اﻹستهﻼل ة‬ ‫التال ة من نصوص "متون التواب ت"‪:‬‬ ‫َ َ ْ َْ َ ْ َ ْ‬ ‫ب َس َت ُعود‬ ‫ا م َن تذه‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ف ت ْن َه ْ‬ ‫ض‬ ‫ا من َ تنام سو‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َْ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ا َمن ت َْم ِ سوف ت عث‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فال َمجد لك‬ ‫ﱠ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وخها‬ ‫لسم ِاء وشم ِ‬ ‫ِل َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِلﻸرض َوع ْر ِضها‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِلل ِ حار َوع ْم ِقها‬ ‫تلخ ص للح كة‬ ‫عد اللوحة اﻹستهﻼل ة‪ ،‬ي دأ الف لم ب جتماع لجاستون ماسب و )‪١٩١٦-١٨٤٦‬م( مدير اﻵثار الم ة‪،‬‬ ‫مع عض علماء الم ات المتحف الم ي‪ ،‬ومعهم محمد أفندي مال )‪١٩٢٣ - ١٨٥١‬م( أول عالم‬ ‫آثار م ي‪ ،‬ل حث موض ع ظهور عض قطع اﻵثار الم ة الم وقة‪ ،‬وال تعود إ اﻷ ة الحاد ة‬ ‫والع ن‪ ،‬أسواق اﻵثار العالم ة‪ ،‬و س نتجون أن لصوص اﻵثار قد ع وا ع مقابر لهذه اﻷ ة‪ .‬و تط ع‬ ‫أحمد مال الذهاب إ طي ة )اﻷق ( موسم إجازة المتحف الص ف‪ ،‬محاولة للعثور ع خ ط قد‬ ‫يؤدي إ كشف اللصوص‪.‬‬ ‫ثم ي تقل الف لم إ طي ة‪ ،‬و شهد جنازة سل م‪ ،‬زع م قب لة الح ات‪ ،‬والذي ان ي يع اﻵثار الم وقة إ‬ ‫التاجر أيوب‪ .‬و قوم شقيق سل م ب خ ار اب أخ ه‪ ،‬ون س وشق قه اﻷ ‪ ،‬عن الخب ئة )أي اﻵثار ال‬ ‫أخفاها ال هنة الم ون القدماء عن أع اللصوص‪ ،‬ب عادة دفنها أما ن ة(‪.‬‬ ‫يرفض اﻷخ اﻷ بيع المو ‪ ،‬فيتم قتله أمر من العم‪ .‬و ظل ون س م ددا‪ ،‬غ قادر ع حسم أمره‪،‬‬ ‫معان ا من ثقل ال الذي عرفه‪ ،‬و هذه اﻷثناء صل أحمد مال إ طي ة‪ ،‬ليتعاون مع الحرس ُ‬ ‫الم لف‬ ‫حما ة المنطقة‪ ،‬ق ادة الضا ط ال دوي ك )و ُ ﱡ‬ ‫سمون جم عا‪ :‬اﻷفند ة( محاولة ل شف اللصوص‪.‬‬ ‫من ناح ة أخرى‪ ،‬يرفض ون س إغواء زنة ال جلبها مراد )المساعد السابق ﻷيوب التاجر( ﻹغواء ش اب‬ ‫القب لة مقا ل قطع من اﻵثار الم وقة‪ ،‬و رفض بيع الخب ئة إ أيوب التاجر‪ .‬كشف مراد لون س عن‬ ‫مقتل أخ ه‪ ،‬ف ذهب ون س إ أفند ة القاهرة‪ ،‬و خ أحمد مال م ان الخب ئة‪.‬‬ ‫وأخ ا‪ ،‬ستخ ج أحمد مال وال دوي ك الخب ئة مساعدة الجنود و عض من )أهل الوادي( الموثوق‬ ‫بهم‪ .‬و تم نقل الخب ئة إ السفينة ال ترحل إ القاهرة وع متنها تواب ت ‪ ٤٠‬من أشهر وأهم فراع‬ ‫خمس أ ات‪ ،‬من اﻷ ة ‪ ١٧‬إ اﻷ ة ‪.٢١‬‬ ‫م‬ ‫إن شادي ح ستد قصة خب ئة الموم اوات وح ا ة أ ة ع د الرسول وقب لة الح ات‪ ،‬فإنه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحق قة ﻻ قدم لنا القصة الواقع ة سج ل ا ما حدثت الفعل‪ ،‬ل خوض نزا فن ا ط مع الح ا ة‬ ‫الواقع ة‪ ،‬ف ض ف و حذف و تدع خطوطا درام ة وتخي ﻼت جد دة‪ ،‬تض ف أ عادا وجود ة للقصة‪،‬‬ ‫وتحقق هدف الف لم نقل المعا ال ى ال أراد إ صالها لنا‪ .‬و ن ما وصل إلينا من أوراق شادي‪ ،‬إضافة‬ ‫إ شهادات زمﻼئه وأصدقائه‪ ،‬يؤكد أنه عمل ع الس نارو لف ة ط لة ح وصل إ ش له النها )من‬ ‫دا ات ‪ ١٩٦٥‬إ مارس ‪ ١٩٦٨‬وقت تص ر الف لم(‪ ،‬لدرجة ق امه بتعد ل الس نارو ثﻼث مرات‪ ،‬وع‬ ‫نحو ختلف إختﻼفا ب نا ل مرة‪.‬‬ ‫ان الس نارو اﻷول سج ل ا ُ س‬ ‫‪١٥‬‬

‫ُ‬ ‫)دفنوا مرة ثان ة( ثم أعاد كتابته‬

‫دراما ﻼس ك ة تدور حول قصة‬


١٤


١٣


١٢

١٢


١١


١٠


‫أهم ما جب أن يثـار ونحن نب القاهرة‬ ‫ال ى‪ ،‬هو الشخص ة الضائعة وسط هذا‬ ‫ال رنفال العج ب الذي يزحم شوارعنا والوارد‬ ‫من لندن و ار س وني ورك‪.‬‬ ‫فإن من العس أن تحس أنك م عندما‬ ‫شارع ق الن ل ‪ ..‬أو طلعت حرب‪،‬‬ ‫تم‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أو ‪ ٢٦‬يوليو أو الزمالك وعندما تدخل إحدى‬ ‫العمارات الجد دة‪ ،‬ﻻ د أن سأل نفسك‪ :‬أين‬ ‫أنا؟ ‪.‬‬ ‫إن ع اللجنة العل ا ال تضع تخط ط القاهرة‬ ‫ً‬ ‫ال ى أن سأل أو ‪ :‬أين س ب القاهرة ال ى‬ ‫م ‪ ..‬أم غ ها؟‪ .‬فاﻹجا ة‬ ‫‪ ..‬هل س ب‬ ‫ع هذا السؤال‪ ،‬تحدد كث ا من الخطوط‬ ‫وتوضح كث ا من اﻷف ار الغامضة وترسم أمامنا‬ ‫ط ق العمل‪.‬‬ ‫و ما أن اﻹجا ة ع هذا السؤال لن تكون غ‬ ‫م ((‪ ،‬فإذن‬ ‫)) أن القاهرة ال ى س ب‬ ‫ﻻ د أن يؤخذ تار خنا وتراثنا وشخص تنا‬ ‫اﻹعت ار‪ .‬فما مع هذا ال ﻼم؟‪.‬‬ ‫مع هذا ال ﻼم يوضحه الدكتور ع د‬ ‫ال ا إبراه م اﻷستاذ المساعد ل ة ال ندسة‬ ‫جامعة ع شمس‪ ،‬قول‪:‬‬ ‫الوقت الذي‬ ‫الدولة عة‬ ‫س ف ه حركة البناء والتعم‬ ‫فائقة ل سم مﻼمح الصورة الطب ع ة المدن‬ ‫والقرى‪ ،‬نجد هذه المﻼمح قد نفذت قدرت ا‬ ‫التعب عن مجتمعنا الجد د أو أن ت بع من تراثنا‬ ‫الحضاري العميق ‪ ..‬وهكذا ت اد العمارة الم ة‬ ‫الحديثة أن تفقد شخص ت ا وسط هذا الخضم‬ ‫من الفلسفات المعمارة المعا ة‪ ،‬اﻷمر الذي ﻻ‬ ‫ستطيع معه أن تع عن الذوق القو الحد ث‬ ‫العمارة‪ .‬لقد زار القاهرة الم ندس فرانك ل د‬ ‫را ت‪ ،‬زارها ق ل أن ختطفه الموت‪ ،‬وأ دى‬ ‫أسفه العميق ﻷننا أهملنا تراثنا المعماري القد م‪.‬‬ ‫ولم كن أسفه الواقع إﻻ صدى يتواجد‬ ‫نفوسنا جم عا‪.‬‬ ‫ك جدا أن يرى أحد من م مب التلف ون‪،‬‬ ‫ﻻ أن يراه من الخارج الخواجات‪ ،‬ول ن من‬ ‫الداخل‪ ،‬إنه مب دفع العامل ف ه إ إنعدام‬ ‫ال ك والفو ‪ ،‬و ص ب الناس القرف‬ ‫واﻹشم از‪ ،‬فردهاته ط لة وض قة وحجراته‬ ‫صغ ة ومنخفضة ول س ل ا إتجاه خاص‪ ،‬فقد‬ ‫كون وجه الحجرة من الصالة وقد كون من‬ ‫الش اك‪ ،‬وقد كون من اﻷس ل للذي ي د أن‬ ‫ذهب إ حجرته أﻻ ذهب‪ .‬أن جلس ح ث‬ ‫هو وﻻ لف نفسه مشقة الوصول إلي ا‪ .‬وأنا‬ ‫أراهن أي شخص ستطيع الوصول إ حجرة‬ ‫عين ا مب التلف ون مرت متتاليت ‪ .‬إن‬ ‫الذي وضع تصم م هذا المب هو الم ندس‬ ‫‪٠٩‬‬

‫جﻼل مؤمن‪ ،‬وهو صورة مصغرة عن تلف ون‬ ‫ار س س ب عمل ة‬ ‫ارس‪ ،‬وقد فضحونا‬ ‫اﻹقت اس الشد د هذه ‪ .‬و اﻷد من ذلك واﻷمر‬ ‫‪ ..‬مب المع د العا للدراسات اﻹش ا ة م‬ ‫الجد دة ‪ ..‬ف و من الخارج ومن الداخل ء‬ ‫‪ ،‬إذ ما ت اد تخطو خطوة إ الداخل‪،‬‬ ‫ﻻ‬ ‫ح فاجئك السلم والدرجات ف ه مس ندة إ‬ ‫أعمدة قص ة‪ .‬وع ال سار صالة ط لة ع ضة‬ ‫مدهونة اﻷلوان الصارخة اﻷحمر واﻷصفر‪ .‬إن ا‬ ‫الض ط ش ه صاﻻت الرقص‪ ،‬و ذا ما صعدت‬ ‫ع السلم فأنت م دد اﻹنزﻻق‪ .‬اما المدرج‬ ‫الذي تل ف ه المحا ات‪ ،‬فالرص ف أفضل‬ ‫منه‪.‬‬ ‫إن المدافع عن المب ‪ ،‬قولون أن الدكتور‬ ‫س د ك م عندما وضع تصم م هذا المب ‪ ،‬لم‬ ‫كن ذهنه المع د العا للدراسات اﻹش ا ة‪.‬‬ ‫ل ان ذهنه لجنة اﻹتحاد اﻹش ا لم‬ ‫الجد دة‪ .‬وما الفرق‪ ،‬هل هذا م ر أن كون هذا‬ ‫ازنو للرقص؟ ول ن ﻻ لوم ع الدكتور‬ ‫المب‬ ‫نقل‬ ‫س د ك م أو غ ه‪ ،‬فع ق ة الم ندس‬ ‫النماذج من الخارج ووصع ا ع أرضنا بتعسف‬ ‫فوق أي تصور‪.‬‬ ‫قول الدكتور ع د ال ا إبراه م‪ ،‬إن العمارة‬ ‫الم ة الحديثة ﻻتزال تعتمد إ حد كب ع‬ ‫اﻹنفعاﻻت الشخص ة واﻹحساسات الفرد ة‪.‬‬ ‫اﻷمر الذي ﻻ ستطيع معه أن تلحق الركب‬ ‫الدولة أو أن ترسم الب ئة الطب ع ة‬ ‫اﻹش ا‬ ‫ال ينمو في ا المجتمع اﻹش ا ‪ ،‬و ذا انت‬ ‫مﻼمح اﻹش ا ة العمارة قد ظ رت كث‬ ‫من مناطق اﻹس ان اﻹقتصادي أو المتوسط‬ ‫الجد د إﻻ أن ا قد اختفت من مناطق اﻹس ان‬ ‫لتا‬ ‫الخاص‪ ،‬و ن انت المﻼمح المعمارة‬ ‫الحالت ﻻتزال ع دة عن أعمال تراثنا الف‬ ‫شأن ا ذلك شأن الم ا العامة مدننا وقرانا‪.‬‬

‫العمارة الم ة و ناء‬ ‫هدفه إعادة النظر‬ ‫مستق ل معماري جد د نابع من ح اتنا‪ ،‬وتحدد‬ ‫هذا اﻹتجاه م وع مش ك قدمه الدكتور‬ ‫شفيق الصدر‬ ‫وك ل وزارة اﻹس ان والدكتور ع د ال ا إبراه م‬ ‫أستاذ التخط ط المساعد جامعة ع شمس‬ ‫ﻹ شاء مع د عال لتخط ط المدن وتكونت لجنة‬ ‫لدراسة الم وع والن جة‪ :‬ﻻ ء‪.‬‬ ‫ودرات أ حاث ودراسات ومؤتمرات هدف ا هو‬ ‫إلغاء ال رنفال المس طر ع عماراتنا الم ة‪،‬‬ ‫ول ن الحلقة المفرغة تدور وتدور وﻻ ء‬ ‫يتم‪ .‬إ أن جاء ش ر يوليو سنة ‪ ١٩٦٥‬حمل‬ ‫معه دعوة إ الدكتور ع د ال ا إبراه م من‬ ‫المؤتمر الدو للمعمار الذي عقد ارس‪،‬‬ ‫وقدم الدكتور ع د ال ا حثا ق ما عن تك ن‬ ‫الم ندس المعماري ووصل ال حث إ ار س‪،‬‬ ‫وقال اﻷساتذة والم ندسون هناك إنه أول حث‬ ‫عر ع مستوى عال‪.‬‬ ‫و هذا ال حث ال ام‪ ،‬تعرض الدكتور ع د‬ ‫ال ا إبراه م إ العمارة الم ة الع ة‪،‬‬ ‫وقال إن ا أمدت العالم ال ث وأن العلماء‬ ‫طوروها واستفادوا ب ا‪ ،‬وأنه من ال وري أﻻ‬ ‫يتأثر الم ندسون العرب ما يرونه أورو ا ثم‬ ‫ينقلونه نقل مسطرة إ ﻼدهم‪ ،‬إن تراث‬ ‫العمارة الع ة إم ان ات هائلة‪ .‬وقال إن كث ا من‬ ‫قد أث توا كفاءة كب ة ول ن م‬ ‫م ندس نا الم‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا الط ق ول ن لماذا ا‬ ‫لم يواصلوا الس‬ ‫د‪.‬ع د ال ا ﻻ تقول ل ء؟‪ .‬لماذا ﻻ تقول‬ ‫ً‬ ‫مث أن الم ندس ع لب ب ج الذي تخ ج‬ ‫من ل ف ول سنة ‪ ١٩٢٦‬أن أعماله المم ة تظ ر‬ ‫القاهرة والوحدات‬ ‫مب نقا ة المحام‬ ‫السكن ة المحلة وكفر الدوار وغ ذلك م ا‬ ‫ﻻ أهم ة ل ا؟‪ .‬ولماذا ﻻتقول أن س د ك م دأ‬ ‫اﻹتجاه وأصدر مجلة عن العمارة ول نه ب ع جدا‬ ‫نقل النماذج اﻷجن ة إ ﻼدنا ح حول ا إ‬ ‫كرنفال؟‪.‬‬

‫إن ال رنفال الغ ب الذي تع ش ف ه مدننا‬ ‫الحديثة قد ارتفعت ضارة عرض الحائط جميع‬ ‫الق م اﻹنمائ ة ل اثنا القو ‪ .‬فإختفت البوا‬ ‫المظللة للمشاة والفاصلة ب ن م و حركة‬ ‫المرور ال ــع وخرجت اﻷبراج وال فات مكونة‬ ‫نماذج من ال شك ﻼت واﻷلوان واﻹنفعاﻻت‬ ‫المت اينة‪.‬‬ ‫إن ال رنفال الغ ب الذي تع ش ف ه مدننا‬ ‫ً‬ ‫وقرانا جب أن يتﻼش ‪ ،‬وتحل د منه وحدة‬ ‫فك ة تمثل تراثنا وتارخنا‪ .‬وقد أحس عض‬ ‫ذلك‪ ،‬فلم عدموا وس لة‬ ‫الم ندس الم‬ ‫المؤتمرات والندوات‬ ‫للتعب عن آرائ م‬ ‫وغ ها‪.‬‬

‫و رد الدكتور ع د ال ا أنه قال مثل هذا‬ ‫ال ﻼم ط قة علم ة ﻻ ط قة صحف ة‪ ،‬و انت‬ ‫الن جة أن أمر سحب حثه من المؤتمر وتقرر‬ ‫ً‬ ‫عدم سفره إ ارس وسافر د منه آخرون ﻻ‬ ‫أ حاث ل م‪ .‬وأنا من رأ أن قال ل ء وأن‬ ‫ي ل اﻵل ة الذين ي عون ع عرش العمارة‬ ‫وﻻ يتورعون عن اﻹساءة إ تراثنا‪ .‬ومن رأ أن‬ ‫قال هذا ال ﻼم ل ط قة وا ة ط قة‪ ،‬أن قال‬ ‫الحسن والرديء وأن تكشف اﻷوراق‪ ،‬فنحن نب‬ ‫القاهرة من جد د ونحن ﻻن دها ارس أخرى‬ ‫أو ني ورك أو ل ف ول ول ن ن دها ‪ ..‬القـاهرة‪.‬‬

‫و دأ ظ ر اتجاه لدى كث من المخلص ‪،‬‬

‫جمال سل م ‪ -‬ص اح الخ |‪١٩٦٦‬‬


٠٨


‫مـن هـذا المنطلـق‪ ،‬حـاول هـذا المقـال أن سـتعرض‬ ‫تأثـ ات ال جمـة اﻵل ـة عـ اللغـات المختلفـة‪ ،‬وهـل‬ ‫مكـن أن ي ـ هـذا النـ ع مـن ال جمـة لغـة جد ـدة‬ ‫مؤسسـة ع تح ر اللغات اﻷخرى‪ ،‬ع ما طلق‬ ‫عل ـه ال عـض الوسـاطة اللغ ـة‪ ،‬حينمـا تكـون هنـاك‬ ‫لغـات وسـ طة بـ اللغـات الم جمـة؟ و أي مـدى‬ ‫يؤثر ذلك ع المنطق الخاص ل منظومة لغ ة؟‪.‬‬ ‫ت مـن اﻹجا ـة عـن هـذه ال سـاؤﻻت شـأن مـدى هـذا‬ ‫التأثـ و نع اسـاته مـن خـﻼل محور ـن‪:‬‬ ‫اﻷول‪ :‬ال جمة اﻵل ة ‪ ..‬المزا ا والمخاطر‬ ‫مـن دون الدخـول تفاص ـل كثـ ة حـول تع ـف‬ ‫ال جمـة اﻵل ـة وأشـ ال ا‪ ،‬وكذلـك مـن دون دخـول‬ ‫اسـتعراض ط ـل للمزا ـا الـ يتمتـع ب ـا هـذا النـ ع‬ ‫مـن ال جمـة الـ كـ الحد ـث عن ـا‪ ،‬مكـن التأ ـد‬ ‫عـ أن أبـرز هـذه المزا ـا‪ ،‬أن ـا عمل ـة ت سـم ال عـة‬ ‫و نخفاض الت لفة مقارنة ال جمة العاد ة ال قوم‬ ‫ً‬ ‫ب ـا الم جمـ ‪ .‬ـل مكـن القـول إن ـا أضحـت عامـ‬ ‫مسـاعدا للم جـم ال ـ ي‪ ،‬ح ـث تعط ـه ال جمـة‬ ‫اﻵل ة ‪ -‬رغم عدم دقت ا غال ا ‪ -‬فكرة ل ة عن محتوى‬ ‫النـص‪ ،‬مـا سـاعده عـ إنجـاز عملـه ضـوء حجـم‬ ‫اﻹنتاج المعر الذي شـ ده عالم اليوم من دراسـات‬ ‫وتحل ـﻼت وكتـب وتقار ـر و ـ ات وصحـف تحتـاج‬ ‫إ اﻹطـﻼع علي ـا ظـل تنـ ع اللغـات وتعددهـا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فضـ عـن ذلـك‪ ،‬ت سـم ال جمـة اﻵل ـة أهم ـة أخـرى‪،‬‬ ‫تتمثل س ولة الق ام ب ا‪ ،‬فﻼ تحتاج إ أي تدخل‪،‬‬ ‫ح ـث ﻻ يوجـد أي حاجـز لغوي‪.‬ول ـن عـ الجانـب‬ ‫اﻵخر‪ ،‬يؤخذ ع ال جمة اﻵل ة ال ث من السلب ات‪،‬‬ ‫مـن أبرزهـا التأثـ سـل ا عـ م نـة ال جمـة واﻷعمـال‬ ‫المسـاعدة المتعلقـة ب ـا مثـل صناعـة المعاجـم‪،‬‬ ‫وال ـ ‪ . ... ،‬ح ـث ي اجـع دورهمـا أمـام التوسـع‬ ‫مجال ال جمة اﻵل ة‪ .‬ما أن توف الوقت الذي عت ه‬ ‫ال عـض مـن مزا ـا ال جمـة أمـر غـ صحيـح مجملـه‪،‬‬ ‫فاﻷخطـاء النح ـة وال ف ـة‪ ،‬إضافـة إ الرا ـة‬ ‫المحتـوى‪ ،‬واحتوائـه كثـ مـن اﻷح ـان عـ تعابـ‬ ‫مب مـة ومغالطـات‪ ،‬تحتـاج إ وقـت ط ـل للتعد ـل‬ ‫والتصحيـح‪ ،‬وهـو مـا ﻻ قـارن الوقـت الـذي مكـن‬ ‫أن سـتغرقه ال جمـة ال ـة الـ تتقـن مثـل هـذه‬ ‫المفاه ـم والمصطلحـات‪ .‬وغـ عـن القـول إن هـذه‬ ‫السـلب ات الناتجـة عـن ال جمـة اﻵل ـة‪ ،‬والـ تحـدث‬ ‫عن ـا كثـ ون‪ ،‬ﻻتقـاس حجـم اﻷخطـاء والمخاطـر‬ ‫الـ قـد ت تـب عـ هـذا النـ ع مـن ال جمـة الـ غفـل‬ ‫كثـ ون حديث ـم عن ـا‪ ،‬ومـن أبرزهـا‪:‬‬ ‫ سـ طرة لغـة واحـدة عـ عمل ـة ال جمـة‪ ،‬ح ـث‬‫تكـون اللغـة المرك ـة ال سـ ة إ اللغـات اﻷخـرى‪،‬‬ ‫فعـ سـ ل المثـال‪ ،‬تلعـب اللغـة اﻹنجل ـة دور‬ ‫المركـز ال سـ ة إ اللغـات اﻷورو ـة‪ ،‬وهـو مـا مـن‬ ‫شـأنه أن تكـون هنـاك عـ المسـتوى العالـ شـ كة‬ ‫مرجعيت ـا عـ‬ ‫مـن سﻼسـل ال جمـة ُمؤسسـة‬ ‫إصطﻼحـات وسـ طة عـدة‪ ،‬ح ـث تعتمـد ال جمـة‬ ‫اﻵل ـة عـ الوسـاطة الحسـاب ة أو مـا طلـق عل ـه‬ ‫ال عـض‪ :‬الخوارزم ـة‪ ،‬الـ تتعلـم مـن اﻷنمـاط‬ ‫والتكـرارات الـ تتـم في ـا ترجمـة الع ـارات إ لغـات‬ ‫أخـرى عـ اﻹن نـت‪ .‬وﻻشـك أن هـذه اللغـة تلعـب‬ ‫دور المركز أو ما طلق عل ه ترجمة )جوجل( من ج‬ ‫)التجسـ (‪ ،‬أي إسـتخدام اللغـة اﻹنجل ـة كجـ بـ‬ ‫اللغـة الع ـة عـ سـ ل المثـال واللغـات اﻷخـرى‪،‬‬ ‫ال جمـة مـن اﻷلمان ـة أو الفر سـ ة إ الع ـة أو‬ ‫العكـس‪ ،‬ح ـث تقـوم ترجمـة )جوجـل( ب جمـة النـص‬ ‫ً‬ ‫أو إ اللغـة اﻹنجل ـة ومن ـا إ الع ـة‪ ،‬وهـو مـا قـد‬ ‫سـ ب أخطـاء إضاف ـة‪ ،‬فلـ ل لغـة منظومت ـا النح ـة‬ ‫‪٠٧‬‬

‫الـ قـد تختلـف عـن اللغـة اﻷخـرى‪ ،‬ـل ر مـا عـن اللغـة‬ ‫الوسـ طة ذات ـا‪ ،‬فعـ سـ ل المثـال سـتخدم اللغـة‬ ‫الع ـة التذكـ والتأن ـث للجمـع‪ ،‬حـ أن اللغـة‬ ‫اﻹنجل ـة ل ـس في ـا ذلـك‪ ،‬ـل وقـد تتفاقـم هـذه‬ ‫المشـ لة إذا مـا نظرنـا إ ال لمـات الـ تحتمـل أ ـ‬ ‫مـن معـ ‪ ،‬ح ـث تـؤدي ال جمـة عـ مرحلتـ ض ـاع‬ ‫ً‬ ‫هـذه المعـا ل ـة‪.‬‬ ‫المصطلحـات والمفاه ـم‬ ‫ عـدم الدقـة‬‫المسـتخدمة ال جمـة‪ ،‬حـ بـ اللغـة اﻹنجل ـة‬ ‫واللغـات اﻷخـرى الـ تتـم ترجمت ـا م ـا ة إ‬ ‫اﻹنجل ـة أو العكـس مـن دون وجـود لغـات وسـ طة‪،‬‬ ‫فعـ سـ ل المثـال‪ ،‬قـد تواجـه ال جمـة مـن اللغـة‬ ‫الع ـة إ اﻹنجل ـة صع ـات عـدة إذا لـم تـراع‬ ‫ب ـة الجمـل الع ـة طب عـة ب ـة الجملـة اللغـة‬ ‫اﻹنجل ـة‪ ،‬فحينمـا ت ـدأ الجملـة الع ـة الفعـل ثـم‬ ‫اﻹسـم‪ ،‬تختلـف ذلـك عمـا هـو متبـع ب ـة اللغـة‬ ‫اﻹنجل ـة‪ ،‬الـ ت ـدأ اﻹسـم ثـم الفعـل‪ ،‬فـ الع ـة‬ ‫تكون الجملة )جاء الرجل( ب نما اﻹنجل ة فتكون‬ ‫الجملـة )الرجـل جـاء( وهـو مـا يـؤدي إ ضعـف‬ ‫ً‬ ‫ص اغـة الجملـة الم جمـة‪ ،‬أضـف إ ذلـك مثـ ‪،‬‬ ‫حينمـا تكـون الجمـل الع ـة ط لـة‪ ،‬قـد ي بـع الفعـل‬ ‫لمـات ق ـل ورود الفاعـل‪ ،‬مـا جعـل‬ ‫أ ـ مـن عـ‬ ‫مـن الصعـب عـ ال جمـة اﻵل ـة أن تنقـل الفعـل إ‬ ‫م انـه الصحيـح الجملـة اﻹنجل ـة‪ ،‬ـل إن كثـ ا مـن‬ ‫أنظمـة ال جمـة اﻵل ـة تحـذف الفعـل ال امـل‪ ،‬وهـو مـا‬ ‫قـد خـل المعـ ل ـة‪.‬‬ ‫ل ـس صح حـا مـا دع ـه ال عـض مـن أن الط قـة‬‫الـ تعتمـد علي ـا ال جمـة اﻵل ـة اسـتفادت ا مـن‬ ‫الذخـ ة اللغ ـة المن ـ ة مـن مفـردات ل لعـة تمثـل‬ ‫المنبـع الرئ ـس الـذي تن ـل منـه ال جمـة اﻵل ـة‪ ،‬وأنـه‬ ‫منبـع اف لتقد ـم ترجمـة متمـ ة عـ اﻹن نـت‪ ،‬هـذا‬ ‫اﻹفـ اض ﻻ صدقـه الواقـع العمـ ‪ ،‬ﻷن مفـردات‬ ‫أي لغـة متوافـرة عـ شـ كة اﻹن نـت م مـا لـغ‬ ‫حجـم ذخ ت ـا مـن الحـروف )مئـات الم جا ا ـت(‪،‬‬ ‫ﻻ تمثـل سـوى الحـدود الدن ـا لحجـم الذخـ ة الـ‬ ‫مكـن اﻹعتمـاد علي ـا للحصـول عـ ترجمـة معقولـة‬ ‫ومقبولـة‪ ،‬فالذخـ ة اللغ ـة الممكـن توافرهـا عـ‬ ‫سـ ل المثـال اللغـة الع ـة ﻻتـزال محـدودة‪.‬‬ ‫الثا ‪ :‬ال جمة اﻵل ة ‪ ..‬رؤ ة نحو التط ر‬ ‫ضـوء هـذه المخاطـر واﻷخطـاء الـ ت تـب عـ‬ ‫ال جمـة اﻵل ـة‪ ،‬صبـح مـن الم ـم‪ ،‬ـل مـن الـ وري‬ ‫أن تكون هناك دراسـات مت املة حول ك ف ة معالجة‬ ‫مثـل هـذه المخاطـر‪ ،‬حفاظـا عـ المنظومـة الخاصـة‬ ‫ـ ل لغـة دون تح رهـا وهـو غا ـة هـذه المقالـة‪.‬‬ ‫ومـن اﻷهم ـة مـ ان‪ ،‬ق ـل أن نطـ ح رؤ نـا هـذا‬ ‫المضمـار‪ ،‬أن شـ إ أهـم اﻷسـ اب وراء هـذا الـ دي‬ ‫الـذي ت سـ ب ف ـه ال جمـة اﻵل ـة‪ ،‬خاصـة مـا يتعلـق‬ ‫اللغـة الع ـة ومن ـا‪:‬‬ ‫ أن القائم ع تصم م و نتاج برمج ات ال جمة‬‫مجـال الحاسـب اﻵ عـ‬ ‫هـم مـن المتخصصـ‬ ‫اختـﻼف تخصصات ـم‪ ،‬وﻻ نـ اد نـرى ب ن ـم عالمـا‬ ‫متخصصا اللغ ات أو اللغات الم جمة اﻷخرى‬ ‫ومـن ب ن ـا اللغـة الع ـة‪ .‬حـ أن معالجـة اللغـة‬ ‫الطب ع ـة تختلـف شـ ل كبـ عـن غ هـا تطب قـات‬ ‫الحاسـب المختلفـة‪ ،‬فـ تحتـاج شـ ل أسـا إ‬ ‫مختصـ اللغـة عملـون جن ـا إ جنـب مـع مصمـ‬ ‫تطب قـات الحاسـب‪ ،‬وهـو مـا ـ اد كـون منعدمـا عنـد‬ ‫تصم م أو تط ر برامج ال جمة صفة عامة‪ ،‬وترجمة‬ ‫اللغـة الع ـة صفـة خاصـة‪.‬‬ ‫‪ -‬عـدم اهتمـام المؤسسـات ال ـ ى العالـم العـر‬

‫‪٠٧‬‬

‫قض ـة ال جمـة الم ـا ة مـن اللغـات المختلفـة‪،‬‬ ‫فﻼتـزال تعتمـد صفـة رئ سـة عـ وجـود اللغـة‬ ‫عمل ـة ال جمـة‪.‬‬ ‫المرجع ـة )الوسـ طة(‬ ‫ طب عـة عـض اللغـات وصع ت ـا‪ ،‬ومن ـا اللغـة‬‫الع ـة‪ ،‬الـ ت سـم التنـ ع الواسـع لمفردات ـا‬ ‫ً‬ ‫وع ارات ـا‪ ،‬فضـ عـن تم هـا بوجـود عـدد كبـ مـن‬ ‫الطـرق والوسـائل ال ﻼغ ـة واﻹشـتقاقات‪ ،‬إضافـة إ‬ ‫تعـدد ال جمـات الع ـة للمصطلـح الواحـد‪ ،‬سـ ب‬ ‫عـدم توافـر القوام ـس العلم ـة الع ـة‪ ،‬وهـو مـا ي ـك‬ ‫القـارئ الـذي تعـود عـ مصطلـح معـ ‪ ،‬مـا جعلـه‬ ‫عتـ أن ال جمـة غـ صح حـة‪ .‬ل هـذا ي ـد مـن‬ ‫مسـتوى الصع ـة معالجت ـا عـ ال امـج المصممـة‬ ‫لذلـك‪ ،‬خاصـة أن غالب ـة الم مجـ ومصمـ النظـم‬ ‫فضلـون المجـاﻻت اﻷ ـ سـ ولة الـ ﻻ تحتـاج إ‬ ‫أوقـات ط لـة‪ ،‬وتحقـق ل ـم عائـدا ماد ـا أ ـ ‪ ،‬ح ـث‬ ‫تغلـب عـ عمل ـات ال جمـة اﻵل ـة عـادة الدوافـع‬ ‫التجار ـة والسـ إ تحقيـق اﻷر ـاح ال عـة دون‬ ‫اﻹعتنـاء جـودة ال جمـة أو السـ إ تط رهـا‪.‬‬ ‫ولعـل هـذا لـه مـا قـد دعونـا للظـن أو الشـك أن‬ ‫ثمة حرب لغات أو لسان ات تجري عالم اﻹن نت‪،‬‬ ‫سـت دف التأث ع مسـت ات التقدم واﻹ داع لدى‬ ‫ال لـدان النام ـة‪ ،‬ومـن ب ن ـا ال لـدان الع ـة‪ ،‬و التـا‬ ‫صبح من اﻷهم ة م ان وضع رؤ ة مت املة لتط ر‬ ‫ال جمـة اﻵل ـة صفـة عامـة وال جمـة اﻵل ـة اللغـة‬ ‫الع ة صفة خاصة‪ ،‬ما عظم من فوائدها ومزا اها‬ ‫و قلـل مـن مخاطرهـا وأخطائ ـا‪ ،‬ومـن أبـرز أ عـاد هـذه‬ ‫الرؤ ـة مـا ـ ‪:‬‬ ‫‪ - ١‬الحاجـة إ معجـم عـر محوسـب‪ ،‬يتضمـن‬ ‫ل مفـردات اللغـة الع ـة شـ ل سـ ل التعامـل مـع‬ ‫المفـردات جميـع التطب قـات ذات العﻼقـة‪ ،‬وذلـك‬ ‫ع غرار ما هو موجود اللغات اﻷخرى‪ ،‬سواء ان‬ ‫معجمـا أحـادي اللغـة أو ثنائ ـا أو متعـدد اللغـات‪.‬‬ ‫‪ - ٢‬شجيع الجامعات ومرا ز ال حث العل لل دء‬ ‫تط ـر ال جمـة اﻵل ـة مجـال اللغـة الع ـة‪ ،‬وهـو‬ ‫مـا يتطلب‪:‬‬ ‫هـذا‬ ‫ تخص ـص م ان ـات لل حـث العلـ‬‫ا لمجـا ل ‪.‬‬ ‫ ز ـادة حجـم اﻷ حـاث اللغ ـة المتعلقـة ال جمـة‬‫مجـال‬ ‫اﻵل ـة مـن اللغـة الع ـة و لي ـا‪ ،‬خاصـة‬ ‫التحل ـل اﻹحصـا ب ـدف التعـرف عـ المشـ ﻼت‬ ‫الـ تواجـه عمل ـة ال جمـة اﻵل ـة‪ ،‬ومن ـا عـ سـ ل‬ ‫المثـال ‪ :‬مشـ لة ال لمـات متعـددة المعـا ‪ ،‬مشـ لة‬ ‫المشـ ك لفظ ـا‪ ،‬مشـ لة ف ـم‬ ‫التحل ـل الـ‬ ‫المعـ مـن السـ اق‪ ،‬مشـ لة اﻹعـراب والنحـو‪ ،‬مشـ لة‬ ‫ال شـك ل ‪.‬‬ ‫ توح ـد الج ـود العاملـة هـذا المجـال وتنظ م ـا‬‫تحت مظلة واحدة‪ ،‬ولتكن المنظمة الع ة لل جمة‪،‬‬ ‫كون ـا المظلـة اﻷ ـ قبـو ً هـذا المجـال‪.‬‬ ‫وخﻼصـة القـول‪ ،‬إن ال جمـة اﻵل ـة الـ تتـم عـ‬ ‫مواقع اﻹن نت المختلفة‪ ،‬غض النظر عن مسم ات ا‪،‬‬ ‫ش ك خاص ة واحدة‪ ،‬اعتمادها ع ما ُ عرف‬ ‫ال جمـة اﻵل ـة اﻹحصائ ـة‪ ،‬و ن المختلـف ب ن ـا هـو‬ ‫ط قـة التنف ـذ أو طب عـة الب انـات الـ تعتمـد‬ ‫علي ـا عمل ـة ال جمـة‪ ،‬مـا يؤكـد أهم ـة ال حـث عـن‬ ‫أطـر جد ـدة تعالـج تلـك المخاطـر وتحـ اللسـان ات‬ ‫الموجـودة مـن التح ـر إ لغـات أخـرى مؤسسـة عـ‬ ‫منطـق لغـوي واحـد يؤثـر ـدوره عـ أنمـاط التفكـ ‪،‬‬ ‫اﻷداة اﻷو والرئ سـة لعمل ـة التفكـ‬ ‫ﻷن اللغـة‬ ‫واﻹ ـداع‪.‬‬ ‫أحمد طاهر ‪ -‬الـعـ ـي ‪ -‬مايو ‪٢٠١٦‬‬


٠٦

٠٦


٠٥


٠٤





Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.