65-مجلة-الدفاع / Journal of Defense n°65 / Journal de Défense n°65

Page 1

‫في هذا العدد‪:‬‬

‫القوات المسلحة تنتخب‬ ‫األمن و القضاء في محيط الدفاع‬ ‫البعث العقاري صلب ديوان المساكن العسكرية‬


ISSN : 1737 - 3069


‫الفـهرس‬ ‫‪65‬‬ ‫الدفاع‬

‫كلمة الدفاع‪........................................................................‬‬ ‫أخبار الدفاع‪.........................................................................‬‬ ‫متفرقات‪..............................................................................‬‬

‫‪vvv‬‬

‫صامدون ال نخشى احملن ‪.....................................................‬‬

‫العميد سالم الطريقي‬

‫القوات املسلحة تنتخب ‪...................................................‬‬ ‫الوحدات العسكرية جناحات كبرى رغم كثرة التحديات‪..‬‬

‫مساعد رئيس التحرير‬ ‫الرائد محمد زكري‬

‫األكادميية العسكرية‪ :‬حني ينشأ العسكريون ‪...............‬‬ ‫رجيم معتوق‪ ...‬قصة أرض قاحلة ‪....................................‬‬ ‫‪Les dessous du parcours d’un futur combattant...‬‬

‫ّ‬ ‫مدققا اللغة‬

‫‪Un rempart contre le terrorisme futur combattant..‬‬ ‫االستعالمات على املستويات التكتيكية الدنيا ‪............‬‬ ‫األمن والقضاء في محيط الدفاع‪....................................‬‬ ‫الذكرى األولى مللحمة بنقردان ‪........................................‬‬ ‫البعث العقاري صلب ديوان املساكن العسكرية‪...........‬‬

‫تقني في االعالمية‬ ‫الوكيل أعلى بالبحرية املكي سحيق‬

‫التَونسي و شبكة األنترنات‪...............................................‬‬

‫‪vvv‬‬

‫منهجيات وحترير املقاالت الطبية ‪....................................‬‬ ‫احلرب الهجينة ‪...................................................................‬‬ ‫مصنع الذخيـرة يحتفل بالذكرى ‪ 32‬النبعاثه‪................‬‬ ‫األنســوب من اآللـة إلى التصميم ‪................................‬‬ ‫الهجرة األندلسية إلى تونس‪............................................‬‬ ‫اخلط العربي‪.........................................................................‬‬ ‫الفرس البربري ‪....................................................................‬‬ ‫الرياضة العسكرية‪.............................................................‬‬ ‫ثقافة و ترفيه‪......................................................................‬‬

‫ان ما يرد باملقاالت املنشورة ال يعبر عن موقف‬ ‫وزارة الدفاع الوطني‪ ،‬بل هي ملزمة الصحابها‬


‫كلمة الدفاع‬ ‫نحيي بكل فخر واعتزاز الذكرى احلادية والستني النبعاث اجليش الوطني‪ .‬ومنذ انبعاثه في ‪ 24‬جوان ‪1956‬‬ ‫يضطلع اجليش الوطني مبهام الدفاع عن حرمة الوطن وسالمة ترابه وصون نظامه اجلمهوري وحماية مؤسساته‬ ‫واحملافظة على مكاسب اجملموعة الوطنية واملساهمة في معاضدة مجهود الدولة في مجال التنمية والتدخل في‬ ‫عمليات اإلغاثة واإلنقاذ‪ .‬كما يساهم في حفظ األمن والسلم في عدد من بؤر التوتر في العالم ومساعدة شعوبها‬ ‫على جتاوز محن احلروب واالقتتال‪ ،‬إذ استجابت تونس في كل مرَة لنداء اجملتمع الدولي وأوفدت فيالق عسكرية‬ ‫ومالحظني إلى ع َدة مناطق من العالم لتشارك حتت راية األمم املتحدة أو اإلحتاد اإلفريقي في نشر السالم بها وحتقيق‬ ‫أمن شعوبها وتأمني املساعدات اإلنسانية واإلسناد الصحي واإلجتماعي لهم‪.‬‬ ‫واعتبارا ألهمية مهامه املتعددة فقد حرص اجليش الوطني‪ ،‬على مدى عقود‪ ،‬على تطوير هياكله وإيالء التكوين‬ ‫اهتماما خاصا في منظومة تعليم عسكري متكاملة‪ ،‬كما سعى إلى مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي واألخذ‬ ‫بناصيتهما إلثراء مضامني البرامج التعليمية واملناهج البيداغوجية وانتهاج أقوم مسالك التسيير‪ .‬وقد َ‬ ‫مكن ذلك‬ ‫املؤسسة العسكرية من دعم قدراتها العملياتية للقيام مبهامها على الوجه الذي يرتضيه الواجب الوطني وحق‬ ‫الوطن على أبنائه في حمايته‪.‬‬ ‫إ َن استباق اخملاطر ومواجهة التهديدات مبختلف أنواعها في الداخل واخلارج‪ ،‬يستوجب تطوير الدراسات ذات‬ ‫الطابع اإلستشرافي واإلستراتيجي‪ ،‬وهي إحدى املهام ال َتي أسندت إلى مركز البحوث العسكرية َ‬ ‫الذي متَ إحداثه في‬ ‫السنة املاضية‪ .‬وفي هذا اإلطار َ‬ ‫نظم هذا املركز كأوَل نشاط له يوما دراسيا حول عودة اإلرهابيني من مناطق القتال‬ ‫مبشاركة خبراء عسكريني وأمنيني ومدنيني وقضاة‪.‬‬ ‫ولبناء سياسة دفاعية دميقراطية‪ ،‬شرعت وزارة الدفاع الوطني في إعداد كتاب أبيض لألمن والدفاع موضوع‬ ‫الدورة ‪ 34‬ملعهد الدفاع الوطني يتضمن املبادئ واألولويات واألطر والوسائل الكفيلة بتحقيق أمن البالد على املدى‬ ‫البعيد على أن َ‬ ‫يحي بحسب ما يطرأ من حتوالت في احمليط اإلقليمي والدولي‪ .‬كما سيساهم في إثراء هذا املشروع‬ ‫باحثون أكادميون وإعالميون ومكونات اجملتمع املدني‪ ،‬مستعينة من جتارب بعض البلدان ومن خالل تنظيم ندوات‬ ‫ذات الصلة التي يشارك فيها خبراء أجانب فضال عن اإلستفادة من نتائج أعمال ودراسات املراكز الدولية على غرار‬ ‫مركز َ‬ ‫الشرق األدنى‪ ،‬وجنوب آسيا للدراسات اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫ولتعزيز القدرات العملياتية للجيش الوطني جملابهة اإلرهاب‪ ،‬توَلت الوزارة اقتناء جتهيزات حلماية العسكريني‬ ‫تتمثل في صدريات وخوذات مضادة للرصاص وجتهيزات إزالة وتفكيك األلغام ووسائل الرؤية بالليل وعربات قتال‬ ‫مصفحة ضد األلغام‪ ،‬كما متَ دعم أسطول جيش الطيران مبروحيات هجومية ومراقبة واستطالع وإسناد‪.‬‬ ‫وفضال عن ذلك وحفاظا على أمن بالدنا وسالمة ترابه من التهديدات في الداخل واخلارج‪ ،‬مت تأمني احلدود اجلنوبية‬ ‫الشرقية بإجناز الساتر الترابي وتدعيمه مبراكز مراقبة للسيطرة على املنطقة ومنع تسلل اإلرهابيني واحلد من‬ ‫التهريب‪ ،‬كما سيكون هذا الساتر َ‬ ‫مدعما مبنظومة مراقبة الكترونية في إطار التعاون الدولي مع البلدان الصديقة‪.‬‬ ‫إن دعم اجليوش الثالثة باملعدات والتجهيزات وتطوير منظومة اإلستعالم والتكثيف من التدريبات وتكوين‬ ‫قوات التدخل اخلاصة‪ ،‬جعلت من قواتنا املسلحة على جاهزية تامَة لتعقب اإلرهابيني والتصدي لهم في عمليات‬ ‫استباقية وبالسرعة املطلوبة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وجتسم معركة بن قردان في ‪ 07‬مارس ‪ ،2016‬مثاال حيَا على قدرة وحداتنا العسكرية على حماية التراب‬ ‫الوطني من التهديدات الداخلية واخلارجية‪ ،‬حيث تصدت قواتنا املسلحة مبختلف أسالكها جملموعة من اإلرهابيني‪،‬‬ ‫أجهضت مخططهم للسيطرة على هذه املدينة التي وقفت س َدا منيعا حملاولة زعزعة أمن البالد واستقرارها‪.‬و قد‬ ‫ّ‬ ‫شكل هذا االنتصار بداية إنهيار تنظيم داعش متّ سقوطه في أكثر من مدينة عربية‪.‬‬ ‫وقد مثلت هذه امللحمة درسا بليغا في الوطنية الصادقة‪ ،‬وبينت أ َن أعداء ال َدين واحلرية واحلياة ال مكان لهم‬ ‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫أرضنا الطيبة‪ ،‬حيث كان اإلنتصار دوما لدولة القانون واملؤسسات واحلرية‬ ‫فوق‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد ‪65‬‬ ‫جوان ‪2017‬‬


‫أخبار الدفاع‬ ‫كان لوزير الدفاع الوطني السيد فرحات احلرشاني خالل السداسية األخيرة جملة من‬ ‫اللقاءات مع عديد الشخصيات الدولية منها ‪:‬‬ ‫ املدير العام للخدمات الطبية امللكية األردنية اللواء طبيب معني سالمة احلباشنة‪.‬‬‫ وزير الدفاع الفرنسي السيد ‪jean –Yves le Drian‬‬‫ رئيس أركان جيش البحر األملاني الفريق بالبحرية ‪.Andereas Krause‬‬‫ رئيس أركان جيش الطيران اإليطالي اجلنرال ‪Enzo Vecciarelli‬‬‫ قائد القوات البحرية التركية الفريق أول بالبحرية ‪Recep Bulent Bostanoglu‬‬‫ قائد القوات اجلوية األمريكية بأوروبا وإفريقيا الفريق ‪. Told Wolters‬‬‫ كبير مستشاري الدفاع للشرق األوسط وشمال إفريقيا بوزارة الدفاع البريطانية اجلنرال‬‫توماس بيكيت‪.‬‬ ‫ رئيس أركان القوات املسلحة البرتغالية اجلنرال ‪Artur Pina Monteiro .‬‬‫ نائبة رئيس مجموعة احلزب الشعبي األوروبي ببرملان اإلحتاد األوروبي ‪Mariya Gabriel‬‬‫الدفاع باألركان الدول ّية حللف الشمال‬ ‫ األمني العام املساعد للتخطيط وسياسة ّ‬‫األطلسي السيد ‪. Jonathan Parish‬‬ ‫ املقرر اخلاص لألمم املتحدة املعني بحقوق اإلنسان ومكافحة اإلرهاب السي د �‪Ben Em‬‬‫‪merson‬‬ ‫ سفير غينيا بتونس مع اإلقامة باجلزائر السيد ‪Ousmane Diao Baldé.‬‬‫ املستشار األكبر لوسام جوقة الشرف ورئيس أركان سابق خاص لدى رئيس اجلمهورية‬‫الفرنسية السيد ‪Benoit Puga.‬‬ ‫ سفير جمهورية البرتغال بتونس السيد ‪jozé Ludovic.‬‬‫ األمني العام املساعد ملنظمة حلف الشمال األطلسي السي د �‪Alejandro Alvargona‬‬‫‪zalez‬‬ ‫ سفير الواليات املتحدة األمريكية بتونس السيد ‪Danial Rubinstein‬‬‫ رئيس بعثة االحتاد األوروبي بتونس السيد ‪.Patrice Bergamini‬‬‫ رئيس املندوبية اإلقليمية للجنة الدولية للصليب األحمر بتونس السي د �‪Markus Bru‬‬‫‪.dermann‬‬ ‫ مقرر جلنة الشؤون اخلارجية بالبرملان األملاني السيد ‪Roderich kiesewetter‬‬‫ومتحورت هذه اللقاءات خاصة حول دعم التعاون بني تونس والدول الشقيقة‬ ‫والصديقة‪ .‬كما كانت مناسبة للتباحث حول القضايا ذات االهتمام املشترك واملتعلقة‬ ‫أساسا مبجال األمن والدفاع إضافة إلى متابعة تقدم املشاريع املبرمجة بالشراكة مع‬ ‫عديد الدول والتي تندرج أساسا في إطار دعم القدرات العملياتية للجيش الوطني في‬ ‫حمايته للحدود‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪5‬‬


‫وزير الدفاع الوطني في جلسة استماع مبجلس نواب الشعب‬ ‫الدفاع‬ ‫والدفاع يوم األربعاء ‪ 17‬ماي ‪ 2017‬جلسة استماع إلى وزير ّ‬ ‫عقدت جلنة األمن ّ‬ ‫الوطني السيد فرحات احلرشاني حول قرار رئيس اجلمهورية املتع ّلق بتكليف اجليش الوطني‬ ‫بحماية املنشآت ومواقع اإلنتاج‪.‬‬ ‫وأكد وزير الدفاع الوطني السيد فرحات احلرشاني أ ّن التخ ّوف من قرار تكليف اجليش‬ ‫بحماية بعض مناطق اإلنتاج احليو ّية ليس مبررا أل ّن اجليش التونسي جيش جمهوري يتم ّثل‬ ‫دوره األساسي في حماية البالد لكنّه ميكن أن يتدخّ ل في مسائل أخرى مضبوطة قانون ّيا على‬ ‫احلساسة في ّ‬ ‫والتصدي للكوارث الطبيع ّية‪.‬‬ ‫الظروف االستثنائ ّية‬ ‫ّ‬ ‫غرار حماية بعض املناطق ّ‬ ‫وأضاف أن أمرا حكوميا سيصدر قريبا لضبط األماكن التي سيشملها تدخل قوات‬ ‫اجليش الوطني داعيا نواب الشعب إلى سن قانون يحمي عناصر اجليش عند قيامهم مبثل‬ ‫هذه التدخالت‪.‬‬ ‫بالدستور‬ ‫وأشار وزير الدفاع الوطني إلى أن تدخّ ل اجليش خارج‬ ‫مهامه األساس ّية ّ‬ ‫مبي ّ‬ ‫ّ‬ ‫وضحا ً‬ ‫للسلطات املدن ّية وفق ما يضبطه القانون‪ُ ،‬م ّ‬ ‫الذي ّ‬ ‫نص على إمكان ّية معاضدة اجليش ّ‬ ‫الدستور ّية بصفته‬ ‫أ ّن القرار ال ّرئاسي جاء في إطار ممارسة رئيس اجلمهور ّية لصالح ّياته ّ‬ ‫القائد األعلى للق ّوات املس ّلحة‪ ،‬ويهدف أساسا إلى احلفاظ على األمن القومي أل ّن اجليش‬ ‫احلساسة في إطار احترام حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫سيحمي املنشآت ومواقع اإلنتاج ّ‬ ‫وأوضح الوزير أ ّن اجليش ال يتدخّ ل إالّ في احلاالت القصوى‪ ،‬أي عندما يكون املواطنون أو‬ ‫املنشأة في حالة خطر داهم وذلك وفق قواعد قانون ّية مب ّينة مبج ّلة املرافعات والعقوبات‬ ‫العامة واملواكب واالستعراضات‬ ‫العسكر ّية وبالقانون عدد ‪ 4‬لسنة ‪ 1969‬املتع ّلق باالجتماعات‬ ‫ّ‬ ‫تنص على إمكان ّية استعمال اجليش للق ّوة تد ّريج ّيا‪.‬‬ ‫واملظاهرات والتّجمهر والتي ّ‬

‫متارين بحرية مشتركة‪:‬‬

‫ ّ‬‫نفذ جيشا البحر التونسي واجلزائري مترينا بحريا مشتركا‪ ،‬عرض سواحل طبرقة‪ ،‬أطلق‬ ‫عليه إسم “مرجان ‪ ”2016‬خالل الفترة املمتدة من ‪ 22‬إلى ‪ 28‬نوفمبر ‪ . 2016‬وقامت قوات‬ ‫طالئع بحرية من كال البلدين وطائرة استطالع جزائرية وطائرة عمودية تونسية بتنفيذ‬ ‫املهام املتعلقة باعتراض وتفتيش سفينة ذات أنشطة غير مشروعة وعمليات بحث وإنقاذ‪،‬‬ ‫عالوة على متارين السالمة البحرية والتدرب على الرمي‪.‬‬ ‫عادت يوم ‪ 2‬نوفمبر ‪ 2016‬اخلافرة السريعة “حنبعل” بعد أن شاركت في التمرين البحري‬‫التونسي االيطالي ‪ OASIS 16‬عرض سواحل مدينة “اوقستا” االيطالية في الفترة املمتدة‬ ‫من ‪ 24‬إلى ‪ 28‬أكتوبر ‪ .2016‬وقد مت التركيز خالل هذا التمرين على عمليات املراقبة والتفتيش‬ ‫بالبحر وتدريب الغواصني‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪6‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫تدشني باخرة قاعدة الغوص ‘’جرجيس‘’‬

‫وقع تدشني قاعدة الغوص”جرجيس” يوم الثالثاء ‪ 30‬اوت ‪ 2016‬بالقاعدة البحر ّية الرئيسية‬ ‫ببنزرت بحضور وزير الدفاع الوطني فرحات احلرشاني وثلة من القيادات العسكرية وممثلي‬ ‫الترسانة االيطالية فيتوريا‪.‬‬ ‫وقد مت تصنيع باخرة قاعدة الغوص”جرجيس” في إطار التعاون املشترك التونسي اإليطالي‪.‬‬ ‫وتتم ّيز الباخرة قاعدة الغوص “جرجيس”‪ ،‬بجملة من اخلاصيات التقن ّية من بينها‪،‬‬ ‫منظومة غوص تتكون من ‪ 4‬صناديق ضغط وجرس غوص مفتوح ميكن من العمل حتت املاء‬ ‫بعمق أقصاه ‪ 100‬متر ونظام متوقع ديناميكي وأنظمة مالحة متطورة وهي بطول ‪ 36.62‬متر‬ ‫وعرض ‪ 8.60‬متر‪ .‬وتبلغ سرعتها ‪ 17‬عقدة (‪ 32‬كلم‪/‬ساعة)‪ ،‬وتزن ‪ 230‬طنا‪ ،‬وتضم طاقما بـ‬ ‫‪ 31‬فردا بني طاقم الباخرة وغواصني مما سيساهم في تطوير ودعم القدرات العملياتية جليش‬ ‫البحر‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪7‬‬


‫من أجل بناء سياسة دفاعية دميقراطية‬ ‫وزير الدفاع الوطني يفتتح الدورة ‪ 34‬ملعهد الدفاع الوطني‬

‫وزير الدفاع الوطني في افتتاح الدورة ‪ 34‬ملعهد الدفاع الوطني‬

‫أكد وزير الدفاع الوطني السيد فرحات احلرشاني في محاضرة ألقاها يوم اخلميس ‪03‬‬ ‫نوفمبر ‪ ،2016‬مبناسبة افتتاح الدورة ‪ 34‬ملعهد الدفاع الوطني‪ ،‬أن وضع الكتاب األبيض‬ ‫ّ‬ ‫سيمكن من حتقيق جملة من األهداف‪ ،‬من أبرزها وضع إستراتيجية‬ ‫للدفاع واألمن في تونس‪،‬‬ ‫شاملة في مجال تطوير القدرات العملياتية واإلستخباراتية للقوات العسكرية واألمنية‪،‬‬ ‫إلدارة احلروب الكالسيكية ومواجهة التهديدات غير التقليدية‪.‬‬ ‫وبي الوزير‪ ،‬بأن وضع هذا الكتاب األبيض سيكون على قاعدة الدميقراطية‪ ،‬وبشكل تشاركي‬ ‫ّ‬ ‫مع عدة أطراف‪ ،‬باعتبار أن األمن القومي مسؤولية يتقاسمها اجلميع‪ ،‬كما سيستند إلى‬ ‫إطار تشريعي وقانوني‪ ،‬مع اخلضوع إلى الرقابة واعتماد مبدأ احلوكمة الرشيدة‪.‬‬ ‫وأضاف أن الدستور اجلديد سيشكل بدوره مرجعا هاما وإطارا قانونيا وسياسيا في‬ ‫صياغة الكتاب األبيض‪ ،‬باإلضافة إلى مرجعيتي الديبلوماسية واملواثيق واملعاهدات الدولية‬ ‫ذات العالقة‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪8‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫لقاءات وزير الدفاع الوطني‬

‫مع سفير الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية بتونس السيد‪Danial Rubinstein‬‬

‫و نائبة رئيس مجموعة‬ ‫احلزب الشعبي األوروبي ببرملان اإلحتاد األوروبي ‪Mariya Gabriel‬‬

‫و رئيس أركان جيش البحر‬ ‫األملاني الفريق بالبحرية ‪Andereas Krause Wolters‬‬

‫و قائد القوات اجلوية األمريكية‬ ‫بأوروبا وإفريقيا الفريق ‪Told Wolters‬‬

‫و نظيره الفرنسي‬ ‫‪jean –Yves le Drian‬‬

‫و املدير العام للخدمات الطبية امللكية األردنية اللواء طبيب‬ ‫معني سالمة احلباشنة‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪9‬‬


‫وأكد أن جتسيم مضامني هذا الكتاب يستوجب تقييما معمقا وفهما شامال للمخاطر‬ ‫والتهديدات اجلديدة‪ ،‬التي تتطلب بدورها رؤية شاملة للمحافظة على إستمرارية الدولة‬ ‫ووظائفها‪ ،‬كما تقتضي توفير جملة من الشروط من ضمنها حتقيق االنتقال االقتصادي‪،‬‬ ‫ومواصلة بناء دولة املؤسسات‪ ،‬وتركيز الهيئات الدستورية‪ ،‬وإصالح املنظومة التربوية‪ ،‬وربط‬ ‫األمن والدفاع بالرهانات التنموية‪.‬‬ ‫ويشارك في الدورة احلالية ملعهد الدفاع الوطني‪ ،‬ضباط من الرتب العليا للجيوش الثالثة‪،‬‬ ‫إلى جانب عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب وإطارات سامية من عدة وزارات‬

‫الدارسون مع أعضاء اجمللس األعلى للجيوش‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪10‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫ترجمة ملقال كمال الفرشيشي صحفي في جريدة ‪ La presse‬بتاريخ ‪2016/02/22‬‬

‫‪-WWW.TURESS.COM / Fr / La presse /111006‬‬

‫مائدة مستديرة حول “الكتاب األبيض“ لألمن وال ّدفاع‬

‫أكد وزير الدفاع الوطني الس ّيد فرحات احلرشاني لدى إشرافه يوم ‪ 13‬ديسمبر ‪،2016‬‬ ‫على افتتاح ورشة عمل حول “إستراتيجية الدفاع واألمن القومي” أن “الكتاب األبيض” الذي‬ ‫تنكب الوزارة على إعداده‪ ،‬يهدف إلى وضع خطة أمنية شاملة ومنسقة بني املؤسستني‬ ‫العسكرية واألمنية من جهة‪ ،‬ومؤسسات الدولة من جهة أخرى‪ ،‬كما انه سيكون تونسيا‬ ‫“منهجا وبحثا وحتليال ومضمونا”‪.‬‬ ‫وأضاف الوزير أن “الكتاب األبيض” سيكون األول من نوعه في تاريخ تونس احلديث‬ ‫وسيفتح الباب لبناء سياسة دفاعية ومؤسساتية ترتكز على خصوصيات البالد السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والتربوية واحلضارية‪ ،‬وتستند إلى فهم شامل للمخاطر‬ ‫املتنوعة وتشخيصها وكيفية ترابطها‪ ،‬كما ستمكن من استقراء الوضع األمني وطنيا‬ ‫وإقليميا ودوليا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكد أ ّن الهدف من صياغة هذا الكتاب هو وضع إستراتيجية شاملة تقوم على تطوير‬ ‫املؤهالت امليدانية واالستخباراتية للقوات العسكرية واألمنية إلى جانب احملافظة على‬ ‫القدرات العملياتية وتطويرها إلدارة احلروب الكالسيكية ومواجهة التهديدات غير التقليدية‪.‬‬ ‫وأشار إلى أ ّن تونس تستأنس في صياغة “الكتاب األبيض” بالتجربتني األمريكية‬ ‫وسيتم صياغة‬ ‫والبريطانية‪ ،‬وأ ّن صياغة هذا الكتاب ستستغرق ما بني سنة وسنة ونصف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اجلانب اإلستراتيجي منه بصورة تشارك ّية بني الهياكل املدنية والعسكرية واألمنية واخلبراء‬ ‫أما اجلانب التكتيكي فسيظل سر ّيا‬ ‫واألكادمييني والباحثني ومكونات اجملتمع املدني‪ّ ،‬‬

‫الدفاع‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪11‬‬


‫مواكبة مستجدات الصناعات احلربيّة في معرض ‪IDEX 2017‬‬

‫بدعوة من كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس‬ ‫الدولة‪ ،‬رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬حاكم دبي‪ ،‬وزير الدفاع بدولة اإلمارات العربية املتحدة‪،‬‬ ‫حضر وزير الدفاع الوطني السيد فرحات احلرشاني مرفوقا بوفد عسكري رفيع املستوى‪،‬‬ ‫فعاليات املعرض واملؤمتر الدولي للدفاع ‪ IDEX 2017‬الذي انتظم من ‪ 18‬إلى ‪ 23‬فيفري ‪2017‬‬ ‫بأبوظبي‪ .‬مبشاركة ‪ 1200‬شركة مختصة في الصناعات العسكرية من ‪ 57‬دولة‪.‬‬ ‫وكان لوزير الدفاع الوطني لقاء مع وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة اإلمارات السيد أحمد‬ ‫البواردي ‪ ،‬متّ التطرق خالله إلى ضرورة دعم التعاون العسكري في مجاالت التكوين والتدريب‬ ‫واإلستعالم والصحة العسكرية مبا يعزز القدرات العملياتية للقوات املسلحة في البلدين‬ ‫للتصدي لإلرهاب‪ .‬كما متّ التأكيد على أهمية دور الفكر والثقافة واخلطاب الديني املعتدل‬ ‫في وقاية الشباب من استقطابهم والتغرير بهم‪.‬‬ ‫كما متحور اللقاء الذي جمع وزير الدفاع الوطني مبساعد وزير الشؤون اخلارجية والتعاون‬ ‫الدولي للشؤون األمنية والعسكرية السيد فارس املزروعي مبركز املعارض‪ ،‬حول دعم العالقات‬ ‫بني البلدين ومناقشة بعض القضايا ذات اإلهتمام املشترك واملتعلقة باألمن في شمال‬ ‫إفريقيا والشرق األوسط‪ .‬وأبرز أنّه بفضل التواصل األمني والسياسي بني البلدين متّ إعادة‬ ‫منح التأشيرة إلى التونسيني مبا يساهم في مزيد دعم أواصر األخوة بني الشعبني الشقيقني‬ ‫وتيسير التعاون في كافة اجملاالت مشيرا إلى أ ّن تونس تبقى وجهة سياحية مميزة لإلماراتيني‬ ‫ملا تزخر به من مخزون ثقافي وحضاري متنوع‪.‬‬ ‫ثمن فارس املزروعي مبادرة تونس في املساهمة مبعية البلدين الشقيقني‬ ‫ومن جهته ّ‬ ‫اجلزائر ومصر في إيجاد حل سياسي لألزمة الليبية‪ ،‬مبرزا دعم بالده ملثل هذه املبادرة في‬ ‫سبيل أن تستعيد ليبيا الشقيقة أمنها واستقرارها وتنخرط في بناء مؤسساتها‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪12‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫دعم العالقات التونسية البرازيليّة في اجملال العسكري‬ ‫أدى ّ‬ ‫السيد فرحات احلرشاني‪ ،‬وزير‬ ‫الدفاع الوطني‪ ،‬من ‪ 03‬إلى ‪ 07‬أفريل‬ ‫‪ ،2017‬زيارة عمل إلى البرازيل‪ ،‬التقى‬ ‫خاللها بالسيد ‪،Raul Jungmann‬‬ ‫وزير الدفاع البرازيلي‪ .‬وقد كان اللقاء‬ ‫فرصة مت خاللها التباحث حول السبل‬ ‫الكفيلة بتدعيم عالقات التعاون‬ ‫والصداقة بني تونس والبرازيل في اجملال‬ ‫العسكري في عدد من القطاعات ذات‬ ‫وزير الدفاع الوطني مع نظيره البرازيلي‬ ‫األولوية‪ ،‬على غرار الطب العسكري والتكوين والبرامج‬ ‫االجتماعية في إطار السلك العسكري‪.‬‬ ‫و مت التوقيع خالل هذه الزيارة‪ ،‬على وثيقة” إعالن نوايا” بني وزارة الدفاع الوطني ونظيرتها‬ ‫البرازيلية‪ ،‬قصد تأطير التعاون املستقبلي بني البلدين‪ .‬وقد أبرز السيد وزير الدفاع الوطني في‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬األهمية التي توليها تونس لتطوير التعاون مع البرازيل في مجال الدفاع واألمن‪،‬‬ ‫عالوة على تعزيز وإحكام التنسيق بخصوص الرهانات املشتركة على الساحة الدولية‪.‬‬ ‫شدد وزير الدفاع البرازيلي على تطلع بالده‪ ،‬إلى مزيد تعزيز التعاون في مجاالت‬ ‫ومن جهته‪ّ ،‬‬ ‫الدفاع مع تونس‪ ،‬اعتبارا للتحديات املشتركة التي تستدعي بلورة حلول مشتركة‪ .‬كما‬ ‫أثنى على التجربة الدميقراطية التونسية الفريدة من نوعها في املنطقة‪ .‬مؤكدا على وحدة‬ ‫التاريخ والثقافة وخاصة الدميقراطية التي جتمع بني البلدين أنه بالرغم من املسافات التي‬ ‫تفصل البرازيل عن تونس فإن التاريخ والثقافة وخاصة الدميقراطية جتمع بينهما‪.‬‬ ‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬شارك وزير الدفاع الوطني خالل هذه الزيارة‪ ،‬في الدورة احلادية عشرة‬ ‫ملعرض األمن والدفاع ملنطقة أمريكا الالتينية‪ ،‬والذي حضره ‪ 196‬وفدا من حوالي ‪ 85‬دولة‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪13‬‬


‫وزير الدفاع الوطني يلتقي‬ ‫بنظيره األمريكي بالبنتاغون‬

‫وزير الدفاع الوطني يلتقي بنظيره األمريكي بالبنتاغون‬

‫مبناسبة أشغال الدورة ‪ 31‬للجنة العسكرية املشتركة التونسية األمريكية‪ ،‬استقبل‬ ‫وزير الدفاع األمريكي ‪ James Mattis‬ونائبه ‪ ، Bob Work‬يوم األربعاء ‪ 3‬ماي ‪ 2017‬مبقر وزارة‬ ‫الدفاع األمريكية “البنتاغون”‪ ،‬السيد فرحات احلرشاني وزير الدفاع الوطني‪.‬‬ ‫وقد ثمن اجلانب األمريكي‪،‬خالل اللقاء دور تونس في استقرار املنطقة‪ ،‬كما أشاد بنجاحاتها‬ ‫األخيرة في مجال التصدي للتهديدات غير التقليدية خاصة فيما يتعلق مبقاومة اإلرهاب ‪.‬‬ ‫كما أكد أن تونس حليف إستراتيجي هام‪ ،‬وأن الواليات املتحدة األمريكية ستواصل دعم‬ ‫اجليش التونسي في مجاالت اإلقتناءات والتكوين والتدريب واالستعالم‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪14‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫اختتام أشغال اللجنة العسكرية‬ ‫املشتركة التونسية األمريكية‬

‫توقيع البيان اخلتامي على هامش أشغال اللجنة العسكرية املشتركة التونسية األمريكية‬

‫إختتمت يوم األربعاء ‪ 03‬ماي ‪ ،2017‬بالعاصمة األمريكية واشنطن أشغال الدورة ‪31‬‬ ‫للجنة العسكرية املشتركة التونسية األمريكية وذلك بالتوقيع على البيان اخلتامي من‬ ‫طرف السيد فرحات احلرشاني وزير الدفاع الوطني والسيدة أمندا دوري‪ ،‬نائبة مساعد‬ ‫وزير الدفاع األمريكي املكلفة بالشؤون اإلفريقية‪.‬‬ ‫وخالل كلمة ألقاها باملناسبة‪ ،‬أعرب وزير الدفاع الوطني عن ارتياحه لألجواء اإليجابية‬ ‫التي دارت فيها أعمال اللجنة‪ ،‬والتي مثلت مناسبة لدراسة آفاق التعاون العسكري بني‬ ‫البلدين‪ ،‬مشيرا إلى أ ّن دورية إنعقاد اللجنة العسكرية املشتركة دليل على حرص اجلانبني‬ ‫على تنسيق اجلهود املشتركة ودعم عالقات التعاون اإلستراتيجي في اجملال العسكري‪.‬‬ ‫وأشاد بدعم السلطات األمريكية لتونس‪ ،‬والذي جتسم خاصة في حجم املساعدات‬ ‫العسكرية واإلعتمادات املالية املرصودة لها‪ ،‬وبرامج التعاون في مجال التدريب وتبادل‬ ‫املعلومات‪ ،‬ودعمها حلكومة الوحدة الوطنية لدفع عجلة اإلقتصاد وتسريع نسق النمو ورفع‬ ‫التحديات األمنية الراهنة والسيما التوقي من خطر اإلرهاب في هذا الظرف الدقيق‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬أعربت السيدة أمندا دوري‪ ،‬نائبة مساعد وزير الدفاع األمريكي املكلفة‬ ‫بالشؤون اإلفريقية عن ارتياحها لنجاح الدورة ‪ 31‬للجنة العسكرية املشتركة التونسية‬ ‫األمريكية وما تخللها من نقاشات هامة بني وفدي البلدين مبا من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة‬ ‫للتعاون العسكري بني البلدين الصديقني‪ .‬كما أثنت على اجملهودات التي تبذلها تونس‬ ‫ملكافحة اإلرهاب وتأمني احلدود التونسية‪ ،‬مثمنة حتسن الوضع األمني في تونس بفضل‬ ‫حسن استعداد وجاهزية قوات اجليش الوطني واألمن في التصدي خلطر اجملموعات اإلرهابية‪.‬‬ ‫وأكدت نائبة مساعد وزير الدفاع األمريكي أ ّن تونس تعد منوذجا لإلستقرار في املنطقة‬ ‫وحليفا إستراتيجيا مهما للواليات املتحدة األمريكية التي تتطلع إلى مزيد إثراء أطر التعاون‬ ‫اإلقتصادي والعسكري من منطلق ما يجمع البلدين والشعبني الصديقني من عالقات‬ ‫تاريخية عريقة ومتميزة‬

‫الدفاع‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪15‬‬


‫استالم زورقني عسكريني سريعني في إطار‬ ‫التعاون التونسي األمريكي‬

‫تسلمت وزارة الدفاع الوطني صباح يوم االثنني ‪ 16‬جانفي ‪ 2017‬زورقني عسكريني سريعني”‬ ‫نوع ‪ 65‬قدم”‪ ،‬في إطار التعاون التونسي األمريكي‪ ،‬بالقاعدة البحرية الرئيسية ببنزرت‪.‬‬ ‫وتندرج هذه الدفعة الثالثة ضمن مجموعة تضم ‪ 26‬زورقا كانت تونس تقدمت بطلب‬ ‫في شأنها سنة ‪ 2012‬من أجل حماية احلدود البحرية التونسية من كل اخملاطر اإلرهابية‪،‬‬ ‫والتصدي لظاهرة التهريب والهجرة غير الشرعية‪.‬‬ ‫وتخلل موكب إستالم الزورقني السريعني مترينا بحريا ميدانيا‪ ،‬واكبه كل من وزير الدفاع‬ ‫الوطني السيد فرحات احلرشاني وسفير الواليات املتحدة األمريكية بتونس إلى جانب ثلة‬ ‫من القيادات العسكرية وذلك لالطالع على اخلصائص الفنية والتقنية للزورقني اجلديدين‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫إتفاقية تعاون عسكري بني تونس وصربيا‬

‫وزير الدفاع الوطني ونظيره الصربي‬

‫تولى يوم ‪ 16‬ماي ‪ 2017‬وزير الدفاع الوطني السيد فرحات احلرشاني بنادي الضباط بتونس‬ ‫مع نظيره الصربي ‪ Zoran Djordjevic‬التوقيع على اتفاقية تعاون في اجملال العسكري‪.‬‬ ‫وتهدف هذه اإلتفاقية إلى وضع املبادئ العامة لهذا التعاون الذي سيشمل مجاالت صناعات‬ ‫الدفاع‪ ،‬التكوين و التدريب‪ ،‬الصحة العسكرية‪ ،‬التاريخ العسكري وعلم املتاحف وذلك‬ ‫بتبادل اخلبرات والزيارات واإلستشارات‪ ،‬وبرامج التدريب والتعليم‪ ،‬واملشاركة في التمارين‬ ‫والندوات وامللتقيات ذات الصلة‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪17‬‬


‫انفتاح المؤسسة العسكرية على محيطها المدني‬

‫رؤساء التحرير في دورة تكوينية استثنائية في رحاب‬ ‫معهد الدفاع الوطني‬

‫وزير الدفاع الوطني رفقة رؤساء التحرير‬

‫نظمت وزارة الدفاع الوطني دورة تكوينية استثنائية ثانية لفائدة رؤساء حترير املؤسسات‬ ‫اإلعالمية اجلهوية والوطنية مبعهد الدفاع الوطني من ‪ 31‬ماي إلى ‪ 09‬جوان ‪ 2017‬وذلك في‬ ‫إطار االحتفال بالذكرى ‪ 61‬النبعاث اجليش الوطني‪.‬‬ ‫وتسعى وزارة الدفاع من خالل هذه الدورات التكوينية إلى حتقيق املعادلة بني حق‬ ‫املؤسسات اإلعالمية في النفاذ إلى املعلومة العسكرية وإنارة الرأي العام في قطاع الدفاع‬ ‫واحترام خصوصية العمل العسكري‪ ،‬هذا إضافة إلى السعي ملزيد التنسيق احتراما ملبدأ‬ ‫التشارك ّية في معاجلة القضايا الراهنة خاصة في وقت األزمات‪.‬‬ ‫الديوان السيد سامي احملمدي ورؤساء أركان اجليوش الثالثة التعريف بهياكل‬ ‫وتو ّلى رئيس ّ‬ ‫وزارة الدفاع الوطني ومبهام اجليش األساسية والظرفية والتكميلية خاصة في الوقت الراهن‬ ‫الذي يقتضي تكاتف كل اجلهود جملابهة آفة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وأشاد الس ّيد وزير الدفاع الوطني في اختتام هذه الدورة بدور اإلعالم في مساندة املؤسسة‬ ‫العسكرية ودعمها في حربها على اإلرهاب إضافة إلى إنارة الرأي العام في مجال األمن‬ ‫والدفاع داعيا إلى ضرورة احترام خصوصية العمل العسكري‪.‬‬ ‫ومت باملناسبة تنظيم زيارات ميدانية لفائدة رؤساء التحرير لعدد من املنشآت العسكرية‬ ‫لالطالع عن كثب على عمل العسكريني ومجهوداتهم في الذود عن حرمة الوطن‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪18‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫دورة استثنائية لفائدة أعضاء جلنتي األمن‬ ‫والدفاع وشؤون اإلدارة والقوات احلاملة‬ ‫للسالح مبجلس نواب الشعب‬

‫أعضاء جلنتي األمن والدفاع وشؤون اإلدارة والقوات احلاملة للسالح مبجلس نواب الشعب‬

‫اختتم يوم االثنني ‪ 15‬ماي ‪ ،2017‬وزير الدفاع الوطني السيد فرحات احلرشاني مبعهد‬ ‫الدفاع الوطني الدورة اإلستثنائية الثانية التي مت تنظيمها لفائدة أعضاء جلنتي األمن‬ ‫والدفاع وشؤون اإلدارة والقوات احلاملة للسالح مبجلس نواب الشعب من قبل املعهد املذكور‪.‬‬ ‫وأبرز وزير الدفاع الوطني باملناسبة أهمية الدور املوكول لنواب هاتني اللجنتني في ممارسة‬ ‫يحملها مسؤولية كبيرة في حتقيق املعادلة‬ ‫الرقابة الدميقراطية على القوات املسلحة‪ ،‬مبا ّ‬ ‫القائمة على تكريس مبدأ املساءلة والتدقيق من جهة‪ ،‬والتحفظ على كل ما له صلة‬ ‫باألمن القومي واألسرار واملعطيات العسكرية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وأشار إلى أ ّن “الكتاب األبيض لألمن والدفاع”‪ ،‬موضوع الدورة ‪ 34‬ملعهد الدفاع الوطني‬ ‫لسنة ‪ ،2017‬سيتضمن التوجهات الكبرى حول السياسة الدفاعية واألمنية والدميقراطية‬ ‫من حيث مبادئها وأولوياتها وأطرها ووسائلها الكفيلة بتحقيق األمن الشامل‪ ،‬مؤكدا أ ّن‬ ‫إعداده يندرج في إطار عملية تشارك ّية مع السلطتني التشريعية والتنفيذية ومكونات‬ ‫اجملتمع املدني وثلة من اخلبراء واألكادمييني والعسكريني واملواطنني‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪19‬‬


‫ورشة عمل حول”عودة اإلرهابيني من بؤر التوتر‪...‬‬ ‫التداعيات العملياتية واألمنية والقانونية”‬ ‫ّ‬ ‫نظم مركز البحوث العسكرية يوم األربعاء ‪ 15‬فيفري ‪ ،2017‬ورشة عمل حول “عودة‬ ‫اإلرهابيني من بؤر التوتر‪ ...‬التداعيات العملياتية واألمنية والقانونية “‪.‬‬ ‫ومن أبرز توصيات هذه الورشة‪ ،‬ضرورة االستعداد لعودة املقاتلني التونسيني من مناطق‬ ‫النزاع وذلك باتخاذ جملة من اإلجراءات كإعداد قاعدة بيانات حول شبكات التسفير وظروف‬ ‫مغادرتهم واملناطق التي قاتلوا فيها واألسلحة التي حملوها والتنظيمات التي التحقوا‬ ‫بها‪ .‬إلى جانب اإلسراع بتكوين جلنة التحقيق البرملانية حول شبكات التسفير بعد أن متت‬ ‫املصادقة على طلب إحداثها من قبل مجلس نواب الشعب‪.‬‬

‫ندوة حول “املنظومة العسكرية وبناء ثقافة املواطنة”‬ ‫ّ‬ ‫نظمت وزارة الدفاع الوطني يوم ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2016‬ندوة وطنية حول”املنظومة العسكرية‬ ‫وبناء ثقافة املواطنة” وذلك في إطار حرص الوزارة على دعم ثقافة املواطنة التي تقتضي‬ ‫مواصلة بناء دولة القانون واملؤسسات لتعزيز دورها االستراتيجي واستثمار املكاسب املدنية‬ ‫وتنميتها‪.‬‬ ‫كما أن بناء ثقافة املواطنة وترسيخ احلس الوطني‪ ،‬هي خدمة وطنية مدنية قبل أن تكون‬ ‫عسكرية‪ ،‬وتقتضي إصالح املنظومة التربوية‪ ،‬مبا يفتح مجاالت التجديد واالبتكار‪ ،‬ويجعل‬ ‫من العمل قيمة حضارية تك ّرس احلداثة ويؤسس خلطاب ديني معتدل‪ ،‬مبا يساهم في إرساء‬ ‫مجتمع متماسك قوامه الوسطية والتضامن والتسامح ‪.‬‬ ‫وتضمنت الندوة التي تواصلت على مدى ثالثة أيام‪ ،‬العديد من املداخالت قدمها باحثون‬ ‫عسكريون ونخبة من األساتذة اجلامعيني في اختصاصات متعددة‪ ،‬إلى جانب ممثلي عدد‬ ‫من الوزارات على غرار وزارة الشؤون الثقافية‪ ،‬وزارة الشؤون الدينية‪ ،‬وزارة شؤون الشباب‬ ‫والرياضة‪ ،‬وزارة التربية‪ ،‬ووزارة املرأة واألسرة والطفولة‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪20‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫اتفاقيتي شراكة مع وزارتي الثقافة و الشؤون االجتماعية‬

‫وزير الدفاع الوطني مع وزيري الشؤون الثقافية واالجتماعية‬

‫انتظم يوم ‪ 11‬أكتوبر ‪ 2016‬مبقر وزارة الدفاع الوطني حفل توقيع اتفاقية تعاون مشترك‬ ‫بني وزارة الدفاع الوطني و وزارة الشؤون الثقافية تهدف باخلصوص إلى حتديد اإلطار العام‬ ‫للتعاون بينهما في مجال احملافظة على التراث التاريخي واألثري وحمايته‪ ،‬وإمتام اخلارطة‬ ‫األثرية الوطنية والنهوض بالتكوين في مجال التراث واملتحفية وجرد املمتلكات الثقافية‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وتتضمن مجاالت التعاون بني الوزارتني وفق هذه االتفاقية‪ ،‬التنسيق الثنائي بخصوص‬ ‫إجناز اخلارطة الوطنية للمواقع األثرية واملعالم التاريخية ببعديها املدني والعسكري وتعزيز‬ ‫التعاون الثنائي في مجال البرمجة الثقافية وجرد وتوثيق التراث الالمادي بغاية إحيائه‬ ‫وتثمينه فضال عن توحيد منظومة اجلرد للممتلكات الثقافية واجملموعات املتحفية بهدف‬ ‫إجناز قاعدة بيانات وطنية متاحة‪.‬‬ ‫كما متّ يوم اخلميس ‪ 6‬أكتوبر ‪ 2016‬إمضاء اتفاقية تعاون بني وزارة الدفاع الوطني ووزارة‬ ‫الشؤون االجتماعية في مجال الصحة والسالمة املهنية والتعيير والتعديل‪ .‬وتتمحور هذه‬ ‫االتفاقية حول التكوين واملساعدة التقنية في مجال الصحة والسالمة املهنية‪ ،‬وتشخيص‬ ‫اخملاطر املهنية بالوسط العسكري‪ ،‬والوقاية منها من جهة‪ ،‬وتقدمي خدمات تعيير وتعديل‬ ‫آالت القيس التابعة ملعهد الصحة والسالمة املهنية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫نظم املركز الوطني لرسم اخلرائط واإلستشعار عن بعد‪ ،‬يوم ‪ 29‬سبتمبر ‪،2016‬‬ ‫ندوة مبناسبة انطالق عقد برنامج البحث للفترة ‪ ،2018-2015‬في إطار شراكة بني وزارة‬ ‫الدفاع الوطني و وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬ ‫ويتضمن هذا العقد‪ ،‬أربعة مشاريع بحث‪ ،‬تتمحور حول جرد الغابات بواسطة االستشعار‬ ‫ّ‬ ‫عن بعد والتصوير املتعدد املصادر والتواريخ لدراسة مخاطر الفيضانات وحتديد اخلصائص‬ ‫الفيزيوكيميائية للتربة باعتماد البيانات الطيفية ورصد املناطق احلضرية وديناميكية األرض‬

‫الدفاع‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪21‬‬


‫صور و لوحات متّ عرضها بقاعة األخبار بالعاصمة مبناسبة الذكرى‬ ‫‪ 61‬النبعاث اجليش الوطني‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪22‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫“صامدون ال نخشى المحن”‬ ‫برا‪ ،‬بحرا وجوا في كل شبر من هذه‬ ‫األرض الكرمية يتمركز جنودنا البواسل‬ ‫عقيدتهم حب الوطن والدفاع عن حوزته‬ ‫شعارهم “صامدون ‪..‬ال نخشى احملن” ال‬ ‫يثنهم برد الشتاء وال قساوة الصحراء وال‬ ‫ساعات العمل الطويلة عن أداء واجبهم‪.‬‬ ‫رحلة طويلة وشيقة في إطار الزيارات‬ ‫امليدانية التي تنظمها وزارة الدفاع‬ ‫الوطني حملتنا بداية إلى والية جندوبة‪،‬‬ ‫كعادتها خضراء مزدانة بجبالها وهضابها‬ ‫الشاسعة الساحرة‪ ،‬هنا في هذا املكان‬ ‫على طول احلدود مع اجلزائر الشقيقة‬ ‫تتمركز عناصر جيشنا الوطني يعملون‬ ‫ليال نهارا شتاء وصيفا بعيدا عن العيون‬ ‫واألضواء يعملون فقط ألجل هذا الوطن‬ ‫والدفاع عن حوزته‪.‬‬ ‫تراقبهم من بعيد فترى الصدق في‬ ‫القول وحب العمل وتقديسه وال تخفي‬ ‫في حتد كل العراقيل‪ ،‬هامات شامخة في‬ ‫حتد كبير لزالت القدر التي ميكن أن حتملهم‬ ‫إلى مثواهم األخير‪ ،‬فبني الزهرة ونباتات‬ ‫اإلكليل ميكن أن تنبت أشواك لغم وضعته‬ ‫أياد ترتعد خوفا من أقدام جنودنا املقبلة‬ ‫على احلياة‪.‬‬ ‫من جندوبة إلى ّ‬ ‫قبلي جوّا أين تتحرر‬ ‫األجساد من براثن األرض‪ ،‬وصلنا إلى رجيم‬ ‫معتوق وكانت الصحراء تنحني في صمت‬ ‫رهيب ال نعلم أهو موتها األبدي أو السكون‬ ‫الذي يسبق العاصفة‪.‬‬ ‫وبني شحوب الصحراء واصفرارها‬ ‫تتربع واحات النخيل بهاماتها وأوتادها‬ ‫املتراصفة الشامخة النابعة من قلب‬

‫العدم‪ ،‬من جوف صحراء قاحلة تروي‬ ‫قصة نضال جيشنا الوطني وقدرته على‬ ‫إخضاع الطبيعة وصنع املعجزات‪.‬‬ ‫يوم طويل وجولة رائعة بني واحات‬ ‫خضراء وسماء زرقاء صافية صورة ال تكاد‬ ‫تختفي ونحن حتت اخليام‪.‬‬ ‫كيف لهذا العسكري أن يثقب قلب‬ ‫الصحراء لينتج رطبا حلوا ؟كيف له أن‬ ‫يصادق األفاعي واحلشرات التي تتخذ من‬ ‫كثبان الرمل جحرا؟‪.‬‬ ‫كل شبر في هذا الوطن موطنهم‪،‬‬ ‫يعملون دون ملل دون اكتراث بالرفاهة‬ ‫يعملون بحب وضمير وما أحوجنا لهذه‬ ‫القيم‪.‬‬ ‫من فساحة اجلو إلى أعماق البحار‪،‬‬ ‫إلى النسمات الباردة‪ ،‬إلى سواحل مدينة‬ ‫صفاقس حتديدا‪ ،‬زوارق سريعة تسابق‬ ‫أمواج بحر ثائر‪ ،‬طالئع البحريّة يقفون في‬ ‫حزم أمام كل ما يهدد أمن البالد من هجرة‬ ‫غير شرعية ومحاوالت تهريب السلع‬ ‫مبختلف أنواعها‪.‬‬ ‫عديدة هي الزيارات امليدانيّة التي‬ ‫نظمتها وزارة الدفاع الوطني من الشمال‬ ‫إلى اجلنوب لفائدة ممثلي وسائل اإلعالم‬ ‫الوطنيّة لبعض املنشآت العسكريّة خالل‬ ‫سنة‪ 2017‬احتفاال بالذكرى ‪ 61‬النبعاث‬ ‫اجليش الوطني‪ ،‬وذلك ملزيد االنفتاح على‬ ‫املؤسسات اإلعالمية‪.‬‬ ‫وثمّ نت جل االنتاجات الصحفية‬ ‫مجهودات العسكريني العاملني مبختلف‬ ‫املنشآت العسكرية التي متّت زيارتها‬ ‫وصوّرت الواقع بكل شفافية ومصداقية‪.‬‬ ‫وفيما يلي عيّنة من هذه املقاالت‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪23‬‬


‫“القوات المسلحة تنتخب‪”...‬‬ ‫املالزم أول حميدة بن أحمد‬

‫صادق مجلس نواب الشعب على القانون املنقح واملتمم للقانون األساسي املتعلق‬ ‫باالنتخابات واالستفتاء‪ ،‬الصادر سنة ‪ 2014‬وكان ذلك يوم ‪ 31‬جانفي من سنة ‪ ،2017‬ومبقتضى‬ ‫هذا القانون أصبح من حق القوات احلاملة للسالح املشاركة في االنتخابات البلدية ونص‬ ‫الفصل السادس مكرر من القانون املذكور على أنه “يرسم بسجل الناخبني العسكريون‬ ‫‪*1‬‬ ‫وأعوان قوات األمن الداخلي في االنتخابات البلدية واجلهوية دون سواهما‪”.‬‬ ‫وضبط حق املشاركة واإلدالء بالصوت‬ ‫ُ‬ ‫مبجموعة من التراتيب والشروط منها‬ ‫منع القوات احلاملة للسالح املشاركة “في‬ ‫احلمالت االنتخابية واالجتماعات احلزبية وكل‬ ‫نشاط له عالقة باالنتخاب‪ *.2”.‬وفي صورة‬ ‫عدم احترام حامل السالح لهذا الشرط‬ ‫بي الفصل ‪52‬‬ ‫فإنه يعزل من وظيفته كما ّ‬ ‫مكرر “ يعزل كل عسكري أو أمني يشارك‬ ‫في األنشطة االنتخابية بقرار جمللس الشرف‬ ‫أو التأديب بعد السماح له مبمارسة حقه في‬ ‫الدفاع “ ‪.*3‬‬ ‫وإن متتعت القوات املسلحة التونسية‬ ‫بهذا احلق بعد الثورة تزامنا مع احتفالها‬ ‫بالذكرى ‪ 61‬النبعاثها‪ ،‬فإن أغلب الدول‬ ‫العربية والغربية كانت س ّباقة في منح‬ ‫قواتها املسلحة حق التصويت في االنتخابات‬ ‫املنظمة على املستوى احمللي أو التشريعي أو‬ ‫حتى الرئاسي‪.‬‬ ‫وتعد التجربة اجلزائرية في هذا اجملال جتربة‬ ‫ّ‬ ‫مختلفة عن أغلب التجارب العربية والغربية‬ ‫‪.‬فاجليش الوطني الشعبي اجلزائري يشارك‬ ‫في كل احملطات االنتخابية واالستفتاءات‬ ‫ّ‬ ‫املنظمة‪ .‬وقد نص القانون االنتخابي اجلزائري‬ ‫في املادة ‪ 63‬منه على ما يلي “ميارس أفراد‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪24‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫اجليش الوطني الشعبي وأسالك األمن‬ ‫حقهم في التصويت في االنتخابات‬ ‫الرئاسية والتشريعية واالستفتاءات في‬ ‫أماكن عملهم ويخضع اقتراعهم لإلجراءات‬ ‫والقواعد املط ّبقة في مكاتب التصويت‬ ‫ّ‬ ‫املتنقلة‪ ،‬كما ميارس أفراد اجليش الوطني‬ ‫الشعبي وأسالك األمن ّ‬ ‫حقهم في التصويت‬ ‫في انتخابات اجملالس الشعبية والوالية‬ ‫والبلدية مباشرة أو عن طريق الوكالة وال متنح‬ ‫الوكالة إال لوكيل“‪ .‬ويقصد مبفهوم الوكالة‬ ‫في هذا الفصل القانوني “إمكانية توكيل‬ ‫فردا من عائلة العسكري لإلدالء بصوته‬ ‫شرط أن يقدم املبررات الالزمة وإمضاء املعني‬ ‫باألمر”‪.4‬‬ ‫إن مشاركة اجليش اجلزائري في مختلف‬ ‫احملطات االنتخابية في البالد تعود لعدة‬ ‫أسباب منها التاريخي “ فاجليش اجلزائري هو‬ ‫من أعلن انطالق الثورة املسلحة في األول‬ ‫من نوفمبر ‪ ٬1954‬وبعدها مت تأسيس حزب‬ ‫سماه ال ّثوار حزب جبهة التحرير الوطني‪٬‬‬ ‫وأطلقوا على اجلناح العسكري اسم “جيش‬ ‫ثم مت التداخل‬ ‫جبهة التحرير الوطني “‪،‬ومن ّ‬ ‫بني اجلناح السياسي واجلناح العسكري في‬ ‫‪5‬‬ ‫اجلزائر”‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫ورغم أن الوضع العام اجلزائري شهد عدة‬ ‫حتوالت وتغيرات كما طرأت على الدستور‬ ‫اجلزائري سلسلة من التعديالت والتنقيحات‬ ‫‪ ،‬إال أن هذا التحول الدميقراطي لم يثن اجليش‬ ‫الشعبي اجلزائري عن لعب دوره في احلياة‬ ‫السياسية واحملافظة على مهمته في اختيار‬ ‫القيادات السياسية احلاكمة‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق تعتبر التجربة املصرية‬ ‫جتربة فريدة فبعد أن منح املشرع‪ 6‬احلق‬ ‫للقوات املسلحة في التصويت سنة ‪،1956‬‬ ‫ألغي القانون املذكور في عهد الرئيس‬ ‫األسبق محمد أنور السادات سنة ‪.1976‬‬ ‫وقد سمح قانون “مباشرة احلقوق‬ ‫السياسية لسنة ‪ 1956‬للقوات املسلحة‬ ‫باإلدالء بأصواتها في االنتخابات إال أن‬ ‫تخ ّوف املؤسسة العسكرية من أن ينتشر‬ ‫التح ّزب واالنشغال بالسياسة في صفوف‬ ‫العسكريني أدى إلى تعديل القانون وإعفاء‬ ‫رجال اجليش من التصويت‪.‬‬ ‫وعلى اثر ذلك صدر قانون خدمة الضباط‬ ‫رقم ‪ 232‬لسنة ‪ ”1959‬الذي ينظم خدمة‬ ‫الضباط ومينعهم من إبداء الرأي في املسائل‬ ‫السياسية من جهة وعدم االنتماء لألحزاب‬ ‫‪7‬‬‫أو تكوين جمعيات من جهة أخرى”‪.‬‬ ‫وبعد الثورة التي شهدتها مصر سنة‬ ‫‪ 2011‬وإلغاء الدستور املعمول به‪ ،‬أصدرت‬ ‫احملكمة الدستورية العليا قرارا يقضي بجواز‬ ‫تصويت أفراد اجليش والشرطة في االنتخابات‬ ‫وكان ذلك سنة ‪ .2013‬ويوجب هذا القرار إلزام‬ ‫مجلس الشورى املصري بضرورة إعادة النظر‬ ‫في مشروع قانون مباشرة احلقوق السياسية‬ ‫الذي تقدم به هذا األخير إلى احملكمة في إطار‬ ‫مهمتها املتمثلة في “الرقابة السابقة “على‬ ‫دستورية القوانني‪.‬‬ ‫واستندت احملكمة الدستورية العليا‬

‫في إصدار قرارها إلى ما يسمى “بالثغرة‬ ‫القانونية “ في مشروع القانون املقدم من‬ ‫طرف مجلس الشورى ونص القرار على ما‬ ‫يلي “ال يجوز حرمان أي مواطن من ممارسة‬ ‫حقه الدستوري في االنتخاب متى توفرت‬ ‫فيه الشروط ومن ثم يكون حرمان ضباط‬ ‫وأفراد القوات املسلحة وهيئة الشرطة من‬ ‫مباشرة حقوقهم السياسية طوال مدة‬ ‫خدمتهم بسبب أدائهم هذه الوظائف‪ ،‬رغم‬ ‫أهليتهم ملباشرتها ينطوي على انتقاص من‬ ‫السيادة الشعبية وإهدار ملبدأ املواطنة”‪.‬‬ ‫ويذكر أن املؤسسة العسكرية املصرية‬ ‫لم تعلق على قرار احملكمة الدستورية العليا‬ ‫وهي أعلى (سلطة قضائية في البالد )‬ ‫واختارت شعار “ال للتعليق” وعدم اخلوض‬ ‫في املوضوع إعالميا‪ .‬إال أن املشرع الدستوري‬ ‫حسم املوضوع في دستور ‪ 2014‬ونصت املادة‬ ‫‪ 87‬منه على ما يلي “يجوز اإلعفاء من أداء‬ ‫هذا الواجب واملقصود به (حق االنتخاب) في‬ ‫حاالت محددة يبينها القانون“‪.‬‬ ‫وبالتالي “مت إعفاء ضباط وأفراد القوات‬ ‫املسلحة والشرطة من حق إبداء الرأي في‬ ‫االستفتاءات واالنتخابات“ احتراما ملبادئ‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫وخالفا ملا هو سائد في الدول العربية‬ ‫فان جتارب املقارنة على املستوى األوروبي‬ ‫واألمريكي تبني أن أفراد قواتها املسلحة‬ ‫تتمتع بحق االنتخاب مثلها مثل بقية‬ ‫املواطنني ‪ .‬فالواليات املتحدة األمريكية مثال‬ ‫كانت من الدول الس ّباقة التي صادقت على‬ ‫هذا “االمتياز”‪ .‬وسن املشرع األمريكي قانونا‬ ‫خاصا حتت عنوان “حقوق القوات املسلحة‬ ‫في التصويت “‪Military Voting Rights‬‬ ‫ويعد هذا القانون من أقدم القوانني‬ ‫‪.*Act”8‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي أجاز حق مشاركة املؤسسة العسكرية‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪25‬‬


‫األمريكية في االنتخابات بكل أنواعها‪ ،‬سواء‬ ‫الفيدرالية أو االنتخابات التي جترى على‬ ‫مستوى املقاطعات‪ ،‬أو على املستوى احمللي‪.‬‬ ‫وتضبط الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫طريقة مشاركة أفراد قواتها املسلحة في‬ ‫االنتخابات وذلك إما باإلدالء بالصوت عبر‬ ‫شبكة االنترنت وهو ما ميّكن كل عسكري‬ ‫من املشاركة من أي مكان يوجد به أو متنح‬ ‫عطلة للعسكري الراغب في التصويت في‬ ‫املكان املسجل به‪ .‬وتهدف اإلدارة األمريكية‬ ‫من خالل وضعها لعدد من الوسائل والطرق‬ ‫ضمان مشاركة واسعة ألفراد اجليش‬ ‫ليتسنى لهم التمتع بحقهم االنتخابي‬ ‫مثلهم مثل بقية املواطنني األمريكيني‪.‬‬ ‫القانون االنتخابي الكندي ( (�‪Loi électo‬‬ ‫‪ )rale du Canada‬لم يقص أيضا القوات‬ ‫املسلحة من املشاركة في االنتخابات وقد‬ ‫نص املشرع على حق أفراد القوات املسلحة‬ ‫في اإلدالء بأصواتهم في االنتخابات وذلك‬ ‫حتديدا في اجلزء ‪ 11‬للفصل التاسع من‬ ‫القانون املذكور‪.‬‬ ‫وتعد فرنسا من الدول األوربية الس ّباقة‬ ‫ّ‬ ‫في منح قواتها املسلحة حق املشاركة في‬ ‫االنتخابات‪ ،‬ففي ‪ 13‬جويلية ‪ 1972‬أصدر‬ ‫املشرع قانون االنتخابتات�‪Electoral » « Ad‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ ministation Act 2006‬رقم ‪*662‬‬ ‫وخضع هذا القانون إلى عدة تعديالت‬ ‫صدر آخرها في ‪ 19‬جوان سنة ‪ 2012‬ونصت‬ ‫املادة ‪ 13‬من هذا القانون على “أن أفراد القوات‬ ‫املسلحة باجليوش البرية والبحرية واجلوية‬ ‫لهم حق التصويت في االنتخابات بنفس‬ ‫الشروط التي تطبق على كل املواطنني‪.10”.‬‬ ‫ويرى املشرع الفرنسي أن منح العسكريني‬ ‫احلق في التصويت هو أمر دستوري مبا أن‬ ‫الدستور الفرنسي كفل حق املشاركة في‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪26‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫االنتخابات لكل مواطن‪.‬‬ ‫بريطانيا أيضا من بني الدول األوروبية‬ ‫التي سمحت للعسكريني باملشاركة في‬ ‫االنتخابات فوفقا لقانون إدارة االنتخابات‬ ‫االجنليزية الصادر في ‪ 2006‬وحتديدا في املادة‬ ‫‪ 13‬من اجلزء الثاني املتعلق بتسجيل الناخبني‬ ‫فان املشرع أوجب على وزارة الدفاع أن “حتتفظ‬ ‫بكل البيانات املتعلقة بكل فرد من أفراد‬ ‫القوات املسلحة اإلجنليزية كما تنص املادة‬ ‫املذكورة على أنه يجب على وزارة الدفاع أن‬ ‫تتخذ كل ما يلزم من ترتيبات لتمكني كل‬ ‫فرد من أفراد القوات املسلحة من حتديث‬ ‫بياناته سنويا ً فى قواعد الناخبني”‪.‬‬ ‫أما في تونس فقد اختلفت اآلراء بني مؤيد‬ ‫ّ‬ ‫ملشاركة أفراد قواتنا املسلحة في االنتخابات‬ ‫البلدية بل وال ترى مانعا في املشاركة‬ ‫في باقي احملطات االنتخابية (التشريعية‬ ‫والرئاسية) باعتبار أن العسكري هو مواطن‬ ‫يتمتع بكامل حقوقه بل ويتساوى فيها مع‬ ‫بقية املواطنني‪ .‬واستند هذا الرأي الداعم‬ ‫حلق القوات املسلحة في االنتخابات البلدية‬ ‫ملا جاء في الدستور التونسي اجلديد في‬ ‫باب “احلقوق واحلريات” وحتديدا الفصل ‪34‬‬ ‫والذي ينص على ضمان حق االنتخاب‪ .‬وبني‬ ‫شقّ رافض مشاركة اجليش التونسي في‬ ‫االنتخابات‪ ،‬تخ ّوفا من إقحام املؤسسة‬ ‫العسكرية في التجاذبات واملناورات‬ ‫السياسية التي تشهدها الساحة الوطنية‪.‬‬ ‫وأعتقد أن هذا التخوف ال مبرر له فتاريخ‬ ‫القوات املسلحة التونسية برهن وأقام‬ ‫الدليل دائما على حيادها‪ ،‬ووقوفها على‬ ‫نفس املسافة من كل التيارات السياسية‬ ‫والنأي بنفسها عن الدخول في جتاذباتها‪.‬‬ ‫ولم تنحني قواتنا املسلحة إلى تلك‬ ‫األصوات املارقة عن الدولة املطالبة باالنقالب‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫عن الشرعية واملتجاهلة في ذلك تاريخ‬ ‫اجليش التونسي اجلمهوري املتمسك باحترام‬ ‫القانون‪ .‬بل على خالف ذلك فقد شاركت‬ ‫القوات املسلحة في تأمني مختلف مراحل‬ ‫املسار االنتقال الدميقراطي بكل حيادية وفي‬ ‫كنف االنضباط‪ ،‬مما جعل تونس ترتقي إلى‬ ‫مستوى أعرق الدميقراطيات للنجاح الباهر‬ ‫الذي حققته خاصة في احملطات االنتخابية‬ ‫والتي أعترف بنزاهتها وشفافيتها وطنيا و‬ ‫دوليا و قد حظي اجليش التونسي بإسنادها‬

‫لوجستيا وسهر على تنظيم كل مراحلها‪.‬‬ ‫فقواتنا املسلحة أبهرت العالم وكانت‬ ‫منوذجا بل قدوة لبعض اجليوش العربية‪ ،‬التي‬ ‫شهدت بلدانها ثورات مشابهة‪.‬‬ ‫إن مشاركة املؤسسة العسكرية في‬ ‫االنتخابات البلدية عبر اإلدالء بالصوت‬ ‫ال يعني خوضها في املسائل السياسية‬ ‫احتراما لعلوية القانون من جهة وتشبثا‬ ‫بالعقيدة العسكرية املتمثلة في الوالء‬ ‫للوطن واالستعداد للتضحية دفاعا عنه من‬ ‫جهة أخرى‬

‫الدول التي منحت قواتها املسلحة حق التصويت في االنتخابات‬

‫الدولة‬

‫السنة‬

‫مصر‬

‫‪1976-1956‬‬

‫اجلزائر‬

‫‪1962‬‬

‫أمريكا‬

‫‪1965‬‬

‫فرنسا‬

‫‪1972‬‬

‫كندا‬

‫‪2000‬‬

‫بريطانيا‬

‫‪2006‬‬

‫تونس‬

‫‪2017‬‬

‫‪ *2 *1‬الفصل ‪ 6‬مكرر من القانون األساسي املتعلق باالنتخابات واالستفتاء‪ ،‬الصادر سنة ‪2014‬‬ ‫‪ *3‬الفصل ‪ 52‬من القانون األساسي املتعلق باالنتخابات واالستفتاء‪ ،‬الصادر سنة ‪2014‬‬ ‫‪ *4‬املادة ‪ 63‬من القانون االنتخابي اجلزائري‬ ‫‪( *5‬اجمللة الدميقراطية – “املؤسسة العسكرية واحلياة السياسية اجلزائرية‪.)“ -‬‬ ‫‪ *6‬املادة ‪ 25‬من دستور ‪1989‬‬ ‫‪ *7‬قانون خدمة الضباط رقم ‪ 232‬لسنة ‪ 2- /1959‬املادة ‪ 87‬من دستور ‪ 2014‬املصري‬ ‫‪*8‬حقوق القوات املسلحة في االنتخاب ‪**- Military Voting Rights Act”./ 2‬‬ ‫‪ *9‬املادة ‪ 13‬من القانون االنتخابي الفرنسي‬ ‫‪ *10‬املادة ‪ 13‬من القانون االنتخابي الكندي الصادر سنة ‪2006‬‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪27‬‬


‫الوحدات العسكرية‪ :‬نجاحات رغم كثرة التحديات‪...‬‬ ‫املالزم أول سارة الشاذلي‬

‫منذ انبعاث النواة األولى للجيش الوطني‬ ‫نأت املؤسسة العسكرية بنفسها عن كل‬ ‫التجاذبات السياسية‪ ،‬وظلت على مدى واحد‬ ‫وستني سنة تعمل في صمت متحصنة‬ ‫بأسوار ثكناتها العالية‪.‬‬ ‫ومع اندالع ثورة ‪ 14‬جانفي تصدى اجليش‬ ‫الوطني لكل ما من شأنه أن ميس من أمن‬ ‫البالد فكان دميقراطيا وجمهوريا جند‬ ‫أفراده حلماية الشعب واملمتلكات من جهة‬ ‫وحراسة احلدود من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ويحق للشعب التونسي االفتخار بأفراد‬ ‫قواته املسلحة التي لم تنصاع وراء أطماع‬ ‫الالهثني على السلطة وانحنت للراية‬ ‫الوطنية إكبارا وإجالال فكانت العائق أمام‬ ‫الطامعني في نهب البالد وتدنيس ترابها من‬ ‫خالل إراقة الدماء وتصديع األمن القومي‬ ‫وزعزعة النظام العام والتسويق للفوضى‬ ‫وزرع آفة اإلرهاب‪ ،‬فكتب درسا في الوطنية‬ ‫وحماية الدميقراطية‪.‬‬ ‫ست سنوات بعد الثورة سعت فيها‬ ‫البالد إلى تركيز هيئاتها الدستورية وبناء‬ ‫نظامها الدميقراطي مبا يتماشى وتطلعات‬ ‫شعبها‪ ،‬حاولت خاللها اجلماعات اإلرهابية‬ ‫استقطاب شبابنا في محاولة لدمغجة‬ ‫عقولهم وحشد الدعم الكبير من املناصرين‬ ‫ألفكارهم التخريبية لتك ّون بذلك خاليا نائمة‬ ‫تتحرك في شكل عصابات ّ‬ ‫تنفذ مخططات‬ ‫تخريب ّية لتحقيق أكبر خسائر ممكنة‪.‬‬ ‫وم ّثل تاريخ ‪ 18‬ماي ‪ 2011‬بداية االصطدام‬ ‫بظاهرة اإلرهاب العنيف حيث كانت أحداث‬ ‫الروحية الشرارة األولى لبدئ املواجهات مع‬ ‫العناصر املسلحة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من خطورة هذه األحداث إال‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬

‫أن جل القوى لم تستوعب آنذاك بروز ظاهرة‬ ‫اإلرهاب في تونس ولم تع خطورة عمليات‬ ‫االستقطاب التي كانت تستهدف فئة‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫تصاعدت املواجهات منذ ‪ 2012‬إذ نشبت‬ ‫أحداث بئر علي بن خليفة التي اتخذ فيها‬ ‫جيشنا كل تدابير التوقي واحلذر وهي معركة‬ ‫أثبتت عزمية وحداتنا العسكرية في التصدي‬ ‫لكل خطر محدق بأمن البالد‪.‬‬ ‫ثم جاءت أحداث فرنانة بجندوبة وبرز‬ ‫الوعي الشعبي بضرورة دعم القوات‬ ‫املسلحة في ظل بروز اإلرهاب الذي كاد أن‬ ‫يدخل البالد سنة ‪ 2013‬في دوامة الصراعات‬ ‫اإلرهاب هو أي عمل يهدف‬ ‫إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة‬ ‫بغية تحقيق أهداف ال تجيزها‬ ‫الدولية‪¹.‬‬ ‫القوانين المحلية أو‬ ‫ّ‬ ‫الدموية واالغتياالت على غرار اغتيال‬ ‫السياسيني شكري بلعيد ومحمد البراهمي‬ ‫مع الظرفية االقتصادية الصعبة التي متر‬ ‫بها تونس آنذاك‪.‬‬ ‫وبدأ السؤال الفعلي من هم هؤالء‬ ‫املسلحني؟ ماهي انتماءاتهم ومتى تدربوا‬ ‫على حمل السالح؟ من أين لهم بهذه‬ ‫األسلحة‪ ،‬كيف دخلوا ترابنا وأين كانوا؟ وماذا‬ ‫يريدون من وراء كل ذلك؟‬ ‫صعدت هذه اجلماعات اإلرهابية من‬ ‫ّ‬ ‫وتيرة أعمالها بجبل الشعانبي واستهدفت‬ ‫الوحدات العسكر ّية واألمنية إضافة إلى‬ ‫العملية االنتحارية في مدينة سوسة‬

‫‪ : ¹‬املرصد العربي للتطرف واإلرهاب‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫والهجوم املسلح على منزل وزير الداخلية‬ ‫بالقصرين آنذاك والتي كانت إشارة لنزول‬ ‫اإلرهاب إلى املدن وعدم االقتصار على املناطق‬ ‫اجلبلية واحلدود ّية‪.‬‬ ‫ورغم تكرار هذه العمليات اإلرهابية‪،‬‬ ‫أخطرها تلك التي حدثت بهنشير الت ّلة‬ ‫والتي راح ضحيتها أكثر من ‪ 14‬عسكريا‪،‬‬ ‫فإن الوحدات العسكرية واألمنية ّ‬ ‫متكنت من‬ ‫حتقيق العديد من النجاحات وذلك من خالل‬ ‫تفكيك العديد من اخلاليا النائمة التي كانت‬ ‫تنتظر اللحظة للقيام بأعمالها اإلرهاب ّية‬ ‫كما متكنت من القضاء على سبعة إرهابيني‬ ‫يوم ‪ 14‬فيفري ‪.2014‬‬ ‫واستطاعت الوحدات العسكرية اجملندة‬ ‫في جبال القصرين يوم ‪ 14‬ديسمبر ‪2014‬‬ ‫من القضاء على خمسة عناصر إرهابية بعد‬ ‫عملية قصف مكثفة جلبل السلوم‪.‬‬ ‫مع مطلع ‪ 2015‬سعت اجلماعات اإلرهابية‬ ‫إلى تغيير أساليب قتالها وسعت إلى إنهاك‬ ‫مؤسسات الدولة فكانت العملية اإلرهابية‬ ‫مبتحف باردو في ‪18‬مارس ‪ 2015‬واستهدفت‬ ‫سياحا أجانب كانوا يق ّلبون في ذاكرة التاريخ‬ ‫التونسي العريق وينفضون الغبار عن حضارة‬ ‫دونتها التماثيل واملع ّلقات‪ ،‬فكانت إشارة‬ ‫لتمدد فيروس القتل والعنف من اجلبال إلى‬ ‫ّ‬ ‫قلب العاصمة لضرب املصالح احليو ّية‪.‬‬ ‫هذه العمل ّية جعلتنا نتساءل “هل دخلت‬ ‫تونس مربع العنف والفوضى”؟ هل سقطت‬ ‫بالدنا الهادئة التي يطيب فيها العيش في‬ ‫مستنقع اإلرهاب؟ وهل ميكن السيطرة على‬ ‫هذه التحركات والتنظيمات اإلرهابية؟‪.‬‬ ‫وأجابنا تاريخ ‪ 26‬جوان ‪ 2015‬عن هذه‬ ‫التساؤالت‪ ،‬تاريخ الهجوم اإلرهابي على نزل‬ ‫االمبريال في سوسة‪ .‬هجوم دموي أسفر عن‬ ‫مقتل ‪ 40‬سائحا جاؤوا ليسرقوا من العمر‬ ‫حياة فسرق اإلرهاب املقيت حياتهم جاؤوا‬ ‫ليحتفلوا أين تتحد الطبيعة ما بني بحر‬

‫وشمس وسماء فسرق الظالم نور احلياة من‬ ‫أجسادهم‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من التنديد الدولي بهذه‬ ‫العملية اإلرهابية إال أن عديد الدول سارعت‬ ‫إلى التحذير من السفر إلى تونس وهو ما‬ ‫عمق حجم األزمة االقتصادية بها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ثم تلتها عملية تفجير حافلة األمن‬ ‫الرئاسي في قلب العاصمة بشارع محمد‬ ‫اخلامس حتديدا‪ ،‬عملية أخرى أكدت خروج‬ ‫اإلنهاك‪:‬اإلمعان في ضرب‬ ‫الدولة وأجهزتها ومؤسساتها‬ ‫الحيوية قصد إنهاكها تمهيدا‬ ‫إلسقاطها بعد أن تصبح عاجزة‬ ‫تماما عن إدارة الشأن العام‬ ‫وضمان المرافق األساسية للناس‬ ‫وصحة وأمن ونقل‪².‬‬ ‫من غذاء‬ ‫ّ‬ ‫اإلرهابيني من جبتهم املعهودة ليتنقلوا بكل‬ ‫حرية معتمدين أساليب جديدة للتخفي‬ ‫وذلك الختراق التجمعات البشرية والقيام‬ ‫بعملياتهم اإلرهابية بهدف إحلاق خسائر‬ ‫مادية وبشرية ضخمة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من هذه العمليات وفظاعتها‬ ‫فإن املؤسسة العسكرية واصلت حربها على‬ ‫اإلرهاب لتتمكن في ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2015‬خالل‬ ‫مواجهات عنيفة من القضاء على سبعة‬ ‫عناصر إرهابية متمركزة في جبل املغيلة‪.‬‬ ‫ومع مطلع ‪ 2016‬عرفت البالد استقرارا‬ ‫أمنيا كبيرا وميكن اعتبارها فعال سنة‬ ‫النجاحات العسكرية وسنة ضرب‬ ‫التنظيمات اإلرهابية في العمق والقضاء‬ ‫على عناصرها واحلد من حتركاتهم في البالد‪.‬‬ ‫إال انه وبعد القصف األمريكي ملعاقل‬ ‫تنظيم داعش اإلرهابي في مدينة صبراطة‬ ‫الليب ّية التي تبعد حولي ‪70‬كلم عن حدودنا‬ ‫اجلنوبية‪ ،‬تسللت عديد العناصر اإلرهاب ّية‬

‫الدفاع‬

‫‪ :²‬أبو بكر ناجي “ إدارة التوحش”‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪29‬‬


‫للتراب التونسي لينفجر الوضع األمني في‬ ‫مدينة بن قردان يوم ‪ 7‬مارس ‪ ،2016‬حيث‬ ‫عمدت مجموعة إرهابية إلى مهاجمة‬ ‫الفوج ‪ 33‬مدفعية وثكنة احلرس الوطني في‬ ‫محاولة للسيطرة على املدينة‬ ‫ومن ثمة إعالنها إمارة إسالمية وذلك‬ ‫بضرب النقاط احلساسة باملنطقة وإدخالها‬ ‫في مر ّبع الفوضى والعنف وتشتيت القوى‪.‬‬ ‫وقد أثبتت عملية بن قردان جاهز ّية‬ ‫الوحدات العسكرية التي كانت باملرصاد‬ ‫فقصة “الغزو” الفاشل‬ ‫لهؤالء اإلرهابيني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لهذه املدينة س ّلط الضوء على مدى جناح‬ ‫اجليش الوطني في التصدي لكل عدوان أو‬ ‫خطر ميكن أن ميس من أمن البالد واألفراد‪.‬‬ ‫فما لم تستطع أن تستوعبه عقول هؤالء‬ ‫هو قسم الوحدات العسكرية واألمنية على‬ ‫حماية الوطن لو كلفهم ذلك حياتهم”‬ ‫وأنهم لن يتوانوا ولو قيد أمنلة في الدفاع‬ ‫عن حوزته‪ ،‬فهم العني الساهرة حني تغفوا‬ ‫العيون وتنام‪.‬‬ ‫وتعتبر معركة بن قردان من أخطر املعارك‬ ‫التي عرفتها البالد منذ الثورة معركة‬ ‫جعلتنا نوقن أن اجلماعات اإلرهابية ماضية‬ ‫في مخططاتها الدموية خاصة في هذا‬ ‫الوقت الذي أصبح فيه التنظيم اإلرهابي‬ ‫يتخبط في خسائره الواحدة تلو األخرى وهو‬ ‫ما جعلهم يتسابقون بسرعة نحو الهاوية‬ ‫فتونس عصية على هؤالء ولن تكون سوى‬ ‫مقبرة جلثثهم ال إلمارتهم املزعومة‪.‬‬ ‫ولقد ّ‬ ‫متكن اجليش الوطني خالل هذه‬ ‫العملية من القضاء على ‪ 50‬إرهابيا إضافة‬ ‫إلى اجلرحى واملوقوفني واكتشاف اكبر مخزن‬ ‫للسالح يوم ‪ 24‬ماي ‪ 2016‬في مدينة بن قردان‬ ‫يحتوي كم ّية كبيرة من العبوات الناسفة‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪30‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫واألسلحة (كالشنكوف) وقنابل اربي جي‬ ‫وألغام وغيرها من التوابع‪.‬‬ ‫كما واصلت الوحدات العسكرية القيام‬ ‫باملداهمات في سلسلة جبال القصرين ّ‬ ‫ودك‬ ‫اإلرهابيني في جحورهم وهو ما ساهم في‬ ‫اكتشاف عدد كبير من الكهوف واخملابئ‬ ‫وحتطيمها وحجز مؤونة وأزياء عسكرية‬ ‫وأسلحة وذخيرة واكتشاف مقبرة جماعية‪،‬‬ ‫وكللت هذه العمليات العسكرية بالقضاء‬ ‫على اإلرهابي اخلطير ‘‘القعقاع’’ في عملية‬ ‫عسكرية ناجحة يوم ‪ 19‬ماي ‪ 2016‬في جبل‬ ‫الشعانبي‪.‬لتعزز ثقة التونسي في جيشه‬ ‫لتبلغ ‪ 99%‬في كامل استطالعات الرأي التي‬ ‫مت اجنازها‪.‬‬ ‫تواصلت النجاحات العسكرية في سنة‬ ‫ّ‬ ‫لتؤكد عزم اجليش الوطني على دحر‬ ‫‪2017‬‬ ‫اإلرهاب وجتفيف منابعه‪.‬‬ ‫واستطاعت الوحدات العسكرية أيضا‬ ‫في بداية ‪ 2017‬من القضاء على ‪ 5‬إرهابيني‬ ‫وحجز عدد من األسلحة في جبل سمامة‬ ‫والية القصرين على اثر عملية عسكرية‬ ‫ناجحة في إطار أعمال التمشيط والبحث‬ ‫الدور ّية التي تقوم بها‪.‬‬ ‫ميكن اجلزم اليوم بأن العالم بأسره يواجه‬ ‫تغييرات جذرية خاصة مع بروز التنظيمات‬ ‫اإلرهابية التي تسعى خلرق النظام العاملي‬ ‫وانتهاك األمن والسلم‪.‬‬ ‫فمعركة اإلرهاب معركة دولية عاملية‬ ‫تنتفي فيها احلدود واحلواجز والتمييز بني‬ ‫دولة قو ّية وأخرى ضعيفة وهو ما يستدعي‬ ‫تكاتف جهود كل الدول من أجل اقتالع‬ ‫جذوره والقضاء عليه لنصنع عاملا جديدا‬ ‫ميجد احلياة مبختلف مظاهرها وينبذ كل‬ ‫أشكال العنف والتطرف وكل أشكال‬ ‫اإلرهاب الصانع للموت‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫األكادميية العسكرية‪:‬‬ ‫حيث ينشأ العسكريون‬

‫حتت ميثاق <احلياة عقيدة وجهاد>‬ ‫رحمة الباهي‬

‫حقائق اون الين ‪ 05‬ماي ‪2017‬‬

‫قام اجليش الوطني مبختلف وحداته‬ ‫وتشكيالته‪ ،‬وال يزال يقوم بدور هام في‬ ‫محاربة ظاهرة اإلرهاب خاصة في تونس‬ ‫بعد الثورة رغم أنها مثلت نوعا جديدا من‬ ‫التحديات بالنسبة إليه باعتبار أن اجلماعات‬ ‫اإلرهابية تقاتل في شكل عصابات بخالف‬ ‫اجليش النظامي‪ .‬وقد رسخت لدى التونسيني‬ ‫اإلرادة القوية التي مت ّيز بها العسكريون طيلة‬ ‫السنوات األخيرة في مواجهتهم للعمليات‬ ‫اإلرهابية حيث أنهم أظهروا عزما وصالبة‬ ‫ورغبة في مواصلة القتال رغم اإلصابات في‬ ‫صفوفهم‪.‬‬ ‫هذه اإلرادة الصلبة التي مت ّيز بها اجليش‬ ‫الوطني والتي كانت جانبا مهما في حتقيق‬ ‫النصر خالل ملحمة بن قردان في مارس‬ ‫تستمد جذورها من حب غريزي‬ ‫‪ ،2017‬ال‬ ‫ّ‬ ‫للوطن وإمنا من عقيدة يتشربها العسكريون‬ ‫خالل فترة تكوينهم في مختلف املؤسسات‬ ‫العسكرية وبشكل خاص األكادميية‬ ‫العسكرية التي تعمل حتت ميثاق « احلياة‬ ‫عقيدة وجهاد»‪ ،‬متبنية بذلك مقولة الشاعر‬ ‫«قف دون رأيك في احلياة مجاهدا‪ ..‬إن احلياة‬ ‫عقيدة وجهاد»‪.‬‬

‫بُعثت األكادميية العسكرية رسميا‬ ‫مبوجب األمر عدد ‪ 66/529‬بتاريخ ‪ 24‬ديسمبر‬ ‫‪ ،1966‬وقد كانت في البداية ثكنة عسكرية‬ ‫فرنسية سنة ‪ 1889‬قبل أن تصبح معتقال‬ ‫للمقاومني إبان االستعمار الفرنسي‪.‬‬ ‫وتعنى األكادميية العسكرية أساسا‬ ‫بتكوين الضباط لفائدة جيش الب ّر وبقية‬ ‫اجليوش واإلدارات واملصالح املشتركة بوزارة‬ ‫الدفاع الوطني‪ .‬كما تساهم في تكوين‬ ‫الضباط لفائدة وزارات أخرى على غرار وزارة‬ ‫الداخلية ووزارة العدل ووزارة املالية‪.‬‬ ‫األكادمييةأول محرز الزين‬ ‫املالزم‬ ‫وتشمل مجاالت التكوين في‬ ‫جوانب عسكرية وجوانب أكادميية‪ ،‬وجوانب‬ ‫بدنية‪ ،‬إلى جانب القيم العسكرية على‬ ‫غرار الواجب والشرف والوفاء وخدمة الوطن‬ ‫والشجاعة وحتمل املسؤولية‪...‬‬ ‫ويقسم التالمذة الضباط إلى ‪ 3‬أصناف‬ ‫ّ‬ ‫وهم تالمذة ضباط فرقة أولى‪ ،‬تالمذة ضباط‬ ‫فرقة ثانية وثالثة‪ ،‬وتالمذة ضباط تكوين‬ ‫خاص‪ .‬أما مسارات التكوين فتتمثل في‬ ‫الهندسة (وتشمل اإلعالمية واالتصاالت‬ ‫وااللكتروميكانيك والهندسة املدنية‬ ‫وتقنيات األسلحة)‪ ،‬إلى جانب املاجستير‬

‫الدفاع‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪31‬‬


‫في العلوم العسكرية وماجستير بحث‬ ‫في العلوم القانونية والتصرف‪ ،‬علما أن‬ ‫التالمذة الضباط يتلقون تعليما جامعيا‬ ‫وعسكريا وبدنيا‪.‬‬ ‫كما تقدم األكادميية العسكرية تكوينا‬ ‫عسكريا للضباط التالمذة الذين يتم‬ ‫انتدابهم مباشرة وكذلك الذين تتم‬ ‫دعوتهم‪ ،‬فضال عن الضباط التالمذة ذوي‬ ‫املهن الطبية‪ .‬وتتراوح مدة تكوين هؤالء‬ ‫الضباط التالمذة بني ‪ 10‬أسابيع و‪20‬‬ ‫أسبوعا‪.‬‬ ‫هذا وتشمل مجاالت التدريب العسكري‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫تكوينا عسكريا عاما وتكوينا عملياتيا‬ ‫وفنيا وتكوينا بدنيا ورياضيا‪.‬‬ ‫وتتضمن األكادميية عددا كبيرا من‬ ‫القاعات اخملصصة لتدريس املواد الفنية على‬ ‫غرار قاعة الهندسة وقاعة الطبوغرافيا‬ ‫وقاعة اإلشارة وقاعة امليكانيك وقاعة‬ ‫القتال وقاعة األسلحة‪ ،‬إلى جانب قاعة‬ ‫مخصصة لتعليم اللغة االنكليزية التي‬ ‫توليها األكادميية أهمية كبرى‪ ،‬عالوة على‬ ‫مواد قانونية تساعد التالمذة الضباط على‬ ‫فهم أوسع وأشمل لقوانني دستورية ودولية‬ ‫وجزائية‪..‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫رجيم معتوق‪ ...‬قصة أرض قاحلة ح ّولها‬ ‫اجليش الوطني إلى <ج ّنة>‬ ‫فاطمة اجلالصي‬

‫الصباح ‪ 30‬افريل ‪2017‬‬

‫وأنت في طريقك إلى اجلنوب التونسي‬ ‫وكلما ازددت توغال في عمق الصحراء‬ ‫التونسية تدرك بأن مجرد العيش في‬ ‫هذه الربوع هو في حد ذاته نضال من نوع‬ ‫خاص أمام صعوبة التضاريس بهذه اجلهة‬ ‫وقساوة املناخ‪ ،..‬تخال للوهلة األولى وأنت‬ ‫تزور املكان أن أرضه عاقر وال مجال للمراهنة‬ ‫على إحيائها مهما كانت التكاليف وان‬ ‫اليأس ميكن أن يقتل كل طموح في إحياء‬ ‫هذه املناطق اجلدباء وان االستسالم للواقع‬ ‫القاحل بهذه الربوع هو حل ال مفر منه قبل‬ ‫أن تصل إلى ربوع رجيم معتوق تلك املنطقة‬ ‫التي ولدت من العدم‪ ..‬ولدت من رحم التحدي‬ ‫واإلصرار‪ ،‬فاملستحيل ال يوجد في قاموس‬ ‫من صنعوا هذه املنطقة وأحيوها وجعلوها‬ ‫تاجا على رأس اجلنوب التونسي وعروسا‬ ‫تتربع على عرشه‪ ..‬مجهودات ليست بغريبة‬ ‫على جيشنا التونسي الذي زرع األمل في‬ ‫هذه الربوع رغم الصعوبات التي حتاصر هذا‬ ‫املكان وهذا ما دفع بالسيد‪ de Lacote‬عضو‬ ‫مجلس الشيوخ األمريكي للقول‪« :‬في حني‬ ‫تتسابق اجليوش في مختلف أنحاء العالم‬ ‫إلى التسلح وحتلم بتحقيق انتصارات على‬

‫أعداء حقيقيني أو خياليني‪ ..‬يحقق اجليش‬ ‫التونسي انتصارات ساحقة على الصحراء»‪.‬‬ ‫لم يدر بخلد من أطلقوا مشروع «تنمية‬ ‫رجيم معتوق» انه من املمكن أن يتم حتقيق‬ ‫تلك النتائج اخليالية التي حولت صحراء‬ ‫قاحلة إلى ربوع حية خضراء‪ ..‬هذا املشروع‬ ‫أحدثه ديوان «رجيم معتوق» وهو مؤسسة‬ ‫عمومية ال تكتسي صبغة إدارية تعمل‬ ‫حتت إشراف وزارة الدفاع الوطني‪ ،‬خلق األمل‬ ‫وبعث احلياة من العدم‪ ،‬وفي سياق حديثه‬ ‫عن املشروع للوفد الصحفي الذي قام بزيارة‬ ‫ميدانية للمكان ذكر العميد فتحي شقشوق‬ ‫مدير عام ديوان تنمية رجيم معتوق انه مت‬ ‫إحداث ديوان تنمية رجيم معتوق مبوجب‬ ‫قانون عدد ‪ 145‬لسنة ‪ 1989‬ومهمته إحداث‬ ‫واحات نخيل متسح ‪ 2500‬هكتار منها ‪300‬‬ ‫هكتار مت اجنازها كمرحلة جتريبية قبل إحداث‬ ‫الديوان لفائدة املتساكنني الرحل باملنطقة‬ ‫قصد تركيزهم وحتسني ظروف عيشهم وقد‬ ‫مر املشروع بثالث مراحل وهي مرحلة جتريبية‬ ‫امتدت على ‪ 300‬هكتار وتواصلت من سنة‬ ‫‪ 1984‬إلى حدود سنة ‪ 1987‬أما القسط األول‬ ‫من املشروع فيمتد على ‪ 1152‬هكتارا‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫الدفاع‬ ‫‪33‬‬


‫وتواصل من سنة ‪ 1990‬إلى حدود سنة‬ ‫‪ 2001‬وأجنز ضمن اتفاقية تعاون بني تونس‬ ‫واالحتاد األوروبي وايطاليا ومتثل في تهيئة‬ ‫وغراسة ‪ 1152‬هكتارا من واحات النخيل‬ ‫وصيانتها مدة خمس سنوات وإنشاء املرافق‬ ‫االجتماعية الالزمة لفائدة املنتفعني ثم‬ ‫تسليمها إلى وزارة أمالك الدولة والشؤون‬ ‫العقارية لتوزيعها بالتنسيق مع والية قبلي‬ ‫على املستفيدين مبعدل هكتار ونصف (‪159‬‬ ‫نخلة منها ‪ 139‬دقلة) مع مسكن وقدرت‬ ‫كلفة اجناز القسط األول من املشروع باثنني‬ ‫وثالثني مليون دينار ساهمت فيها تونس‬ ‫بـ‪ 10‬ماليني دينار واالحتاد األوروبي بـ‪ 15‬مليون‬ ‫دينار وايطاليا بسبعةمليون دينار ومت خاللها‬ ‫حفر ‪ 17‬بئرا وتهيئة ‪ 1152‬هكتارا ومدها‬ ‫بشبكة الري وغراسة األشجار ومد شبكة‬ ‫النور وإحداث مصدات رياح على امتداد ‪392‬‬ ‫كيلومترا وأحزمة غابية على امتداد ‪120‬‬ ‫هكتارا كما مت في إطار القسط األول إنشاء‬ ‫قرية «النصر» وقرية «الفردوس» والتي انتفع‬ ‫منها ‪ 737‬منتفعا‪ ،‬أما القسط الثاني من‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪34‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫املشروع فيمتد على ‪ 1008‬هكتارات وتواصل‬ ‫من سنة ‪ 2002‬إلى حدود سنة ‪ 2015‬ومت في‬ ‫إطار اتفاقية تعاون بني تونس وايطاليا ويتمثل‬ ‫في إحداث ‪ 1008‬هكتارات من واحات النخيل‬ ‫حيث مت توزيع ‪ 672‬مقسما فالحيا وإنشاء‬ ‫مرافق اجتماعية ومساكن لفائدة املنتفعني‬ ‫وناهزت كلفة القسط الثاني من املشروع ‪65‬‬ ‫مليون دينار ساهمت فيها تونس بأكثر من‬ ‫‪ 35‬مليون دينار فيما ساهمت ايطاليا مببلغ‬ ‫ناهز الثالثني مليون دينار ومت خالله إحداث‬ ‫جلنة متابعة تونسية ايطالية تتولى اإلشراف‬ ‫والتقييم خملتلف مكونات املشروع واملوافقة‬ ‫على برنامج العمل السنوي وامليزانية كما‬ ‫مت خالله إحداث قريتي «األمل» و»السالم»‬ ‫ومكن املشروع من حفر ‪ 31‬بئرا مع ربطها‬ ‫بشبكة الكهرباء وجتهيزها مبضخات وتهيئة‬ ‫‪ 2160‬هكتارا وانتفع بهذا املشروع ‪1267‬‬ ‫منتفعا كما مت إحداث حزام اخضر ضد زحف‬ ‫الرمال في شكل ‪ 25‬كيلومترا من الواحات‬ ‫وتوفير موارد رزق ملتساكني املنطقة وإدخال‬ ‫حركية اقتصادية وحتسني ظروف العيش‬ ‫وتطوير منط احلياة بستة جتمعات سكنية‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫تضم سبعة آالف ساكن واملساهمة في‬ ‫ترفيع إنتاج التمور وإدخال العملة الصعبة‬ ‫للدولة حيث فاقت نسبة إنتاج التمور‬ ‫مبنطقة املشروع حتى موفى سنة ‪2016‬‬ ‫جميع مصاريف املشاريع كاملة ويهدف‬ ‫املشروع إلى تركيز السكان الرحل مبنطقة‬ ‫املشروع وحتسني ظروف عيشهم وإحداث‬ ‫مواطن شغل جديدة للحد من النزوح خارج‬ ‫املنطقة وتخفيف الضغط على الواحات‬ ‫القدمية بجهتي قبلي وتوزر والزيادة في‬ ‫اإلنتاج الفالحي وخاصة «دقلة النور» القابلة‬ ‫للتصدير بعشرين ألف طن ومقاومة التصحر‬ ‫من خالل إحداث حزام أخضر ضد زحف‬ ‫الرمال وخلق مناخ واحي مبنطقة املشروع‬ ‫والقيام بتجارب على فصائل نباتية وحيوانية‬ ‫تتأقلم مع املنطقة وتتمثل آفاق املشروع في‬ ‫التشجيع على تركيز املستثمرين اخلواص‬ ‫والتركيز على البحث العلمي الواحي‬ ‫واستغالل الطاقة الشمسية واملساهمة‬

‫في التنمية احمللية إضافة إلى التعاون مع‬ ‫املؤسسات األخرى من خالل إبرام اتفاقيات‬ ‫مع معهد الزيتونة ومعهد املناطق القاحلة‬ ‫بقبلي ومركز بحوث الواحات بدقاش وكلية‬ ‫العلوم بصفاقس واملركز الفني للفالحة‬ ‫البيولوجية بشط مرمي واملركز الفني للتمور‬ ‫بقبلي‪.‬‬ ‫إلى ذلك انطلق خالل السنة احلالية‬ ‫مشروع األنشطة التكميلية مبنطقة «رجيم‬ ‫معتوق» والذي قدرت كلفته التقديرية‬ ‫بخمسة ماليني و‪ 535‬ألف دينار وسيتواصل‬ ‫اجنازه على امتداد ثالث سنوات ويتمثل في‬ ‫تطوير شبكة مياه الشرب بقريتي األمل‬ ‫والسالم وإحداث مسالك فالحية وبناء مركز‬ ‫متعدد االختصاصات وبناء مقر لشباك‬ ‫موحد وتنوير عمومي بالطاقة الشمسية‬ ‫وقروض صغرى وإحاطة فنية وتكوين‬ ‫املنتفعني باملشروع وتصرف ومتابعة‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪35‬‬


Les dessous du parcours d’un futur combattant RYM BENAROUS Le temps 21 avril 2017

Chaque année, le ministère de la Défense organise des visites médiatiques de terrain en faveur des journalistes tunisiens pour les familiariser avec l’environnement si spécial de l’armée, jadis appelée «La grande muette» et ses différentes composantes. La première sortie s’est déroulée au Centre régional de conscription et mobilisation de Tunis où nous avons suivi, étape par étape, le recrutement d’un jeune candidat désireux de rejoindre les rangs de l’armée de l’air. Il existe 5 centres régionaux de conscription et mobilisation situés à Tunis, Sousse, Béjà, Kasserine et Gabès, tous dépendants de la Direction générale de la conscription et de la mobilisation, créée en 1979. C’est au Centre de Tunis que nous avons pu comprendre les mécanismes de recrutement des jeunes au sein des différentes armées et avoir plus d’éclaircissements sur le service national, obligatoire pour les jeunes hommes tunisiens de plus de 20 ans, sauf exceptions. En arrivant au Centre et passé le grand portail bleu, nous sommes accueillis par le Colonel Noureddine Jelassi qui nous accompagnera tout au long de la visite. Il nous donnera plusieurs informations sur la mission de ces centres et nous expliquera qu’il a été décidé de recruter, à titre exceptionnel, 12.000 jeunes au sein de l’armée, dans un mouvement décidé il y a plus d’une année par le ministère de la Défense. Jusqu’ici, 8000 ont déjà été recrutés et les 4000 restants le

2017 ‫جوان‬

65 ‫العدد‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ 36


seront d’ici la fin de l’année 2017. C’est que dans un contexte sécuritaire, économique et social fragile, renforcer les rangs de l’armée peut s’avérer une solution efficace sur plusieurs plans pour le pays. Pour rappel, depuis le déclenchement de la révolution de 2011, l’armée est déployée à ce jour sur tout le territoire et veille à la protection des sites sensibles du pays. Chaque année, c’est entre les murs des cinq centres de conscription et mobilisation que sont recrutés ceux qui sont jugés aptes à consolider les rangs de l’armée. C’est aussi dans ces établissements que ceux qui se présentent, spontanément, pour effectuer leur service national, sont retenus ou pas. Lors de notre visite, des jeunes désireux de rejoindre l’armée de l’air étaient présents pour passer les différents tests médicaux et psychotechniques. Parmi eux, de jeunes filles aux corps frêles mais au regard déterminé. Tout a commencé par le bureau d’accueil. Les candidats ont reçu des documents à remplir et leurs données personnelles ont été sauvegardées dans la base de données informatique du Centre. Ensuite, ils ont été pris en charge par une première équipe médicale. Ils ont été pesés et mesurés. Puis, ils ont subi un test d’urine prouvant leur bon état de santé (absence de diabète, d’hypercholestérolémie, etc.) et dépistant tout usage de stupéfiants. Ensuite, leur vision a été évaluée ainsi que leur audition et leur dentition. Vient ensuite une étape redoutée par de très nombreux candidats, à savoir l’entretien psychologique. Il s’agit, à chaque fois, pour l’expert, d’évaluer l’intelligence du jeune qu’il reçoit mais surtout de déceler chez lui tout trouble de la personnalité ou tout penchant extrémiste pouvant faire planer un danger sur l’institution militaire. Il s’agit également de comprendre si le candidat désire réellement rejoindre les rangs de l’armée ou s’il y est forcé par une tierce personne ou encore s’il a pris cette décision sur un coup de tête. Tout candidat ayant réussi tous ces tests est alors envoyé au médecin chef du Centre qui approuvera sa candidature et le jugera définitivement apte pour être recruté au sein de l’armée. Une signature qui aura changé le destin de centaines de jeunes car rien n’est plus comme avant dès lors qu’on rejoint les rangs de l’armée nationale.

‫الدفاع‬ 37

65 ‫العدد‬

2017 ‫جوان‬


Une fois sa candidature confirmée, le jeune se dirige alors vers le coiffeur qui le rase de près. Les jeunes filles sont toutefois exemptées de ce passage. Puis il récupère instantanément son sac marin rempli de produits de première nécessité et deux tenues militaires dont l’une sera immédiatement endossée après une bonne douche. Ainsi commence le parcours de toutes les jeunes recrues de l’armée. Les candidats retenus rejoignent, le jour même, la base militaire à laquelle ils sont affectés et y passent 10 semaines d’entraînement intensif avant de passer à un apprentissage plus ciblé. Certains s’engagent dans l’armée pour s’assurer d’un bon avenir au sein d’une structure professionnelle stable. D’autres le font pour servir le pays comme nous le confiera un des jeunes présents ce jour-là. Mais l’honneur de servir son pays n’est pas accessible à tous car au fur et à mesure des tests, des candidats sont éliminés car présentant des troubles de santé ou ne répondant pas aux critères physiques demandés. Hors de l’enceinte du Centre, nous avons trouvé des mères et des sœurs, attroupées dans un coin, attendant la décision du comité qui décidera du sort de leurs proches. Elles étaient là, s’impatientant de recevoir un coup de téléphone de leur fils, de leur frère qui leur annoncera qu’il a été retenu et qu’il rejoindra dès ce soir les rangs du « jaych ». Une annonce qu’elles accueilleront sûrement avec une grande joie mêlée toute fois d’un pincement au cœur car la fierté de voir un membre de la famille s’engager dans l’armée et porter l’uniforme vert n’a d’égal que la peur de le perdre au combat

2017 ‫جوان‬

65 ‫العدد‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ 38


Un rempart contre le terrorisme futur combattant Kamel Ferchichi La presse

‫الدفاع‬ 39

Au cœur de la base militaire de Bouficha, à 80 kilomètres de Tunis-Est, s’installe le Centre d’excellence pour la préparation des forces». Sa création récente, il y a à peine deux ans, s’inscrit dans le droit fil d’une stratégie de lutte antiterrorisme. Soit, un centre spécialement dédié à la formation des soldats hautement qualifiés et qui soient toujours prêts à agir dans l’immédiat. Ici, on garde un degré d’alerte constant. Se comporter ainsi n’est pas une exception. Son déploiement au rythme intensif l’a hissé au niveau de l’excellence. Une place de choix qui ne lui est pas attribuée fortuitement. « L’Excellence », il y a de quoi l’appeler ainsi. Cette preuve de force réside clairement dans les aptitudes physiques et opérationnelles dont il se distingue avec brio et ses réactions offensives-défensives à temps en cas de danger et la précision de tirs vers la cible. Toutes ces qualités figurent harmonieusement dans le logo visuel du centre, explique son chef, le colonel Noureddine Riahi. L’on y trouve le « bleu » du pragmatisme, les « combattants armés » et le « cercle pointillé » pour repérage de position. Le tout dans la célérité et l’efficacité requises. Bref, son slogan s’identifie à sa devise. Sa mission est claire : initier les formations militaires aux procédés des tirs et aux techniques de combat sur le champ de bataille. Le centre se pose, ainsi, en rempart face au terrorisme, phénomène qui se nourrit du sang et des malheurs.

65 ‫العدد‬

2017 ‫جوان‬


Hors-la-loi, il ne vit que dans l’opacité totale. Mais ses victimes, déjà tombées en martyrs sur l’autel de la liberté et du patriotisme, continuent à vivre dans la mémoire des nations. Elles ne meurent jamais ! Dans le viseur des tireurs En tout état de cause, connaître son ennemi, c’est tant mieux. Mais, à guerre exceptionnelle, moyens exceptionnels. Et des connaissances opératoires hors du commun. Un savoir-faire qui aura à durcir les forces armées, les rendre plus aptes à agir au moment opportun, dans n’importe quelle condition. Car en temps de guerre non traditionnelle, la chasse à l’homme exige une tactique particulière. Dans ce centre, l’exercice militaire embrasse d’autres champs d’action : l’art du tir, techniques de lutte collective et individuelle, traitement avec des objets et des corps étranges, gestes en cas d’urgence, premiers secours à fournir aux blessés, pédagogie et préparation physique. Ainsi aguerries, ces forces spéciales devraient être toujours à l’avant-garde. Terroristes en point de mire. « Sur le terrain d’entraînement, comme dans les zones de conflits, cette armée d’élite n’a pas droit à l’erreur», lance le colonel Riahi, insistant sur le fait de séparer le bon grain de l’ivraie. Pour lui, terroriste ou supposé l’être, il ne faut pas mélanger. Au centre « d’Excellence », la formation est le maître-mot. « D’ailleurs, on forme pour les besoins de nos armées de terre, dans les lieux de tension et sur les frontières», a-t-il encore précisé. En dehors de la base militaire de Bouficha, à quelques dizaines de kilomètres, au mont « El Hamra » précisément, l’on a assisté à une démonstration de force d’ordre collectif et individuel. Une simulation d’intervention en cas de risque potentiel, mais avec des coups de feu à balles réelles. Du reste, les guet-apens truqués, les bombes éclatées, les munitions, les blindés mobilisés et le nombre des blessés évacués offrent un décor de guerre bien réelle. Autant dire, «l’Excellence» est un centre digne de ce nom

2017 ‫جوان‬

65 ‫العدد‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ 40


‫االستعالمات على المستويات‬ ‫التكتيكية الدنيا‬ ‫العقيد جالل الدين الشلي‬

‫يتمتع آمري الفيالق التكتيكية مختلط األسلحة وأحيانا آمري الوحدات القتالية‬ ‫األساسية الصغرى‪ ،‬في السنوات األخيرة‪ ،‬بإكتفاء ذاتي مريح نتيجة للحجم املتصاعد‬ ‫ّ‬ ‫املتشعب‪ ،‬الذي وضعوا‬ ‫ملناطق العمليات التي أنيطت بعهدتهم نتيجة لسياق اإلشتباك‬ ‫فيه‪ .‬في جمهورية الكوت ديفوار‪ ،‬وأثناء عمليات اإلحتاد األوروبي في التشاد أو في إفغانستان‪،‬‬ ‫جند مناطق العمليات التي غطتها الفيالق التكتيكية مختلط األسلحة والوحدات القتالية‬ ‫األساسية الصغرى قد جتاوزت املقاييس التي ضبطتها مراجع العقيدة القتالية احلديثة‪.‬‬ ‫إن الرجوع الى التجربة يدفعنا الى تسليط الضوء على العمليات التي تفرض على‬ ‫الوحدات القتالية اجملابهة طيف من اخلصوم من قوات شبه تقليدية كجمهورية الكوت‬ ‫ديفوار أو مليشيات أو جماعات مسلحة كأفغانستان ولبنان‪ ،‬إلى قوات غير تقليدية أو‬ ‫متمردة كالتشاد وأفغانستان‪,‬‬ ‫فأصبحت العالقات البشرية في مستوى معني تقوم على مفهوم اجلماعة املهنية‪ ،‬أي أن‬ ‫تفاعل الفرد في الفعل العملي صار مقرونا باآللة التي تلبي حاجياته وحتقق مبتغى عملي‬ ‫في أقصر وقت ممكن بأكثر فاعلية‪ ،‬فالفعل املهني أصبح أكثر جناعة بعد جتاوز اليدويات في‬ ‫العملية اإلنتاجية واستبدالها باآللة التي أسهمت بدورها في ربح املال وتقليص األضرار‬ ‫املا ّدية واملعنوية‪ ،‬وذلك انطالقا من فعل قصدي موجه ألهداف نفعية تسدي لإلنسان‬ ‫خدمات كثيرة وتعود عليه باإليجاب في جميع ميادين احلياة‪.‬‬ ‫يعتبر هذا التشخيص قدميا ولكنه ذو‬ ‫جناعة عالية نظرا ملا أبرزه من شدة في عمليات‬ ‫فرض االستقرار بأفغانستان‪ ،‬ولتعدد مجاالت‬ ‫االهتمام في موضوع االستعالم على مستوى‬ ‫الفيلق التكتيكي مختلط األسلحة والوحدة‬ ‫القتالية األساسية الصغرى‪ .‬املالحظ أنه في‬ ‫بعض األحيان يحصل اختالف في هذا اخلصوص‬ ‫بني هذين املستويني القياديني واملستوى القيادي‬ ‫األعلى‪.‬‬ ‫أثناء انغماسه في تصور العمليات‪ ،‬وجب‬ ‫على الفيلق التكتيكي مختلط األسلحة‬

‫األخذ باالعتبار املعطيات امليدانية من جانبها‬ ‫املادي والبشري وهي ضرورية لفهم أسباب‬ ‫النزاع وحتديد النتيجة املرجوة احلصول عليها‬ ‫وطرق العمل املتّبعة‪ .‬إن معرفة وفهم الفاعلني‬ ‫امليدانيني واحمليط الذي ما فتئ يتشعب مع مرور‬ ‫الزمن يترجم احلاجة املاسة لالستعالما وتدفقا‬ ‫املعلومات علما وإن الوسائل املعتمدة حاليا‬ ‫على خاليا صغيرة لالستعالم بحسب املستوى‬ ‫القيادي‪ 1‬ال تساهم بالقدر الكافي في املساعدة‬ ‫على معاجلة املعلومات وتأليف االستعالم‪ .‬لذلك‬ ‫صار الرهان على السكان كمصدر للمعلومة‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪41‬‬


‫وعند القيام بعمليات تتطلب إستعالم دقيق‬ ‫من األجدى عزل السكان عن اخلصوم‪ .‬إستجابة‬ ‫لهذه احلاجيات وأثناء العمليات مت دعم خلية‬ ‫«احلضيرة الثانية» «‪ »S2‬التابعة للفيلق‬ ‫التكتيكي مختلط األسلحة‪ ،‬واملتمركزة مبقر‬ ‫قيادة موسع يضاهي اليوم فصيل أركان اللواء‪.‬‬ ‫على املستوى الوحدة القتالية األساسية‬ ‫الصغرى‪ ،‬جند كذلك احلاجيات قد تطورت‬ ‫والدعم االستعالمي صار حقيقة ضامنا ألمن‬ ‫الوحدة عند إنتشارها‪.‬‬ ‫هذا التحول مت تسجيله من طرف الدول‬ ‫املتدخلة في العمليات بالعراق و أفغانستان‪،‬‬ ‫التي تعرضت إلى مطبات وجهل متبادل‬ ‫لوظائف مختلف األسلحة واالستعالم‪ .‬إن‬ ‫وسائل البحث التي كانت مخصصة على‬ ‫املستوى القيادي األعلى(لواء فما فوق) صارت‬ ‫فاعلة على املستوى القيادي األدنى‪ ،‬وتطلب‬ ‫ذلك تكيف احلضائر الثانية « ‪ »S2‬لكل مستوى‬ ‫قيادي مع بذل جهد كاف للتكوين في اجملال‪ .‬في‬ ‫غياب قاعدة املعطيات على مستوى الفيلق‬ ‫التكتيكي ينجر عنه صعوبات من جهة في‬ ‫إستعمال املعطيات اجملمعة وإرسالها الى وحدة‬ ‫اإلنتماء من جهة أخرى‪ ،‬وفي نفس اجملال صار‬ ‫اليوم سببا لتأهيل الوحدة القتالية األساسية‬ ‫الصغرى‪.‬‬ ‫منذ ‪ ،2008‬في أفغانستان‪ ،‬تأقلم‪ 2‬الفيلق‬ ‫التكتيكي مختلط األسلحة مع الرادارات‬ ‫اخملتصة التي تعمل حتت إشراف لواء اإلستعالم‬ ‫أو لواء القوات اخلاصة البرية حسب هيكلتها‬ ‫القيادية‪ 3‬مما ينجر عنه تطوير قدرات البحث‬ ‫واإلستغالل لدى هذا الفيلق وبالتالي حتقيق‬ ‫جزء هام من حاجياته التي عبر عنها في اجملال‪.‬‬ ‫إذ قامت قيادة القوات البرية «‪ »CFT‬بوضع عديد‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪42‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫الطرق للتطوير وكانت عادة متعلقة باجلانب‬ ‫األمني مع االعتماد على الوسائل التقنية‬ ‫اخملتصة‪ ،4‬أو احلد من آثار مفعول العبوات‬ ‫الناسفة واألجسام املشبوهة «‪ ،»EEI‬وبدمج‬ ‫زمر اإلستعالم في صلب احلضيرة الثانية للفيلق‬ ‫التكتيكي‪ .‬نتج عن هذه اخلطوات تطور ملحوظ‬ ‫في حتقيق احلاجيات من االستعالم املرتبط بسير‬ ‫العمليات‪.‬‬ ‫لكن يبقى هذا اجملهود غير كاف‪ ،‬نظرا‬ ‫للحاجيات املتزايدة ‪ ،‬كما أن هذه الوسائل‬ ‫ليست تابعة مباشرة للفيلق التكتيكي‬ ‫مختلط األسلحة‪ ،‬وتعود أساسا إلى لفيف‬ ‫االستعالمات« »�‪Sous-groupement de rensei‬‬ ‫‪ ،»gnement‬إضافة إلى أن استخدام الرادارات‬ ‫اخملتصة غير معروف لدى مقر قيادة الفيلق‬ ‫التكتيكي‪ .‬إذا الهدف اآلن هو يث كان الهدف هو‬ ‫دعم القدرات الذاتية لهذا الفيلق التكتيكي‪.‬‬ ‫و في إطار التدريب والتحضير العملياتي‬ ‫قبل اإلنتشار أو دعم العمليات‪ ،‬يكمن دور‬ ‫احلضيرة الثانية «‪ »S2‬في وضع وسائل تتأقلم‬ ‫مع متطلبات املهمة من ولوج للمعطيات‬ ‫للتمكن من معرفة مسرح العمليات املرتقب‪،‬‬ ‫ومن وسائل اإلستغالل‪ ،‬ومن قاعدة معطيات‬ ‫مالئمة‪...‬إن دمج العنصر البشري‪ ،‬صلب األلوية‬ ‫من اختصاص في االستعالمات من صنف‬ ‫ضباط وضباط صف‪ ،‬يجب أن يسمح بتطعيم‬ ‫املراكز في عمليات خارج البحار «‪»OPEX‬‬ ‫بخبرات حقيقية في اجملال‪.‬‬ ‫أمـا علـى مسـتوى الوحـدة القتاليـة‬ ‫ّ‬ ‫األساسـية الصغرى وعلى منـوال ما هو معتمد‬ ‫باجليـوش البريطانيـة واألمريكيـة أو املنتشـرة‬ ‫بأفغانسـتان علـى غـرار الكتائـب التابعـة للواء‬ ‫‪ 27‬مشـاة ميكانيكيـة فـإن األخذ بعين االعتبار‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫لالسـتعالمات املقدمـة من أي عسـكري كان قد‬ ‫تابـع تكوينا مبركـز اإلسـتعالمات والتدريب على‬ ‫اإلسـتعالمات جليـش البـر الفرنسـي«‪CEERAT‬‬ ‫»ميكن أن تدرس هـذه املعلومات بكيفية معروفة‬ ‫(تركيـز ضابـط أو ضابـط صـف مؤهـل‪.)4‬‬ ‫أما بالنسبة للمعدات‪ ،‬فإن اإلعتماد على‬ ‫املنظومة املساعدة على إستغالل اإلستعالمات‬ ‫« ‪ »SAER‬متكن من إعطاء الوسائل الالزمة‬ ‫واملراد إستغاللها والتصرف فيها باإلضافة الى‬ ‫أما في مجال‬ ‫املعطيات العملياتية في آجالها‪ّ .6‬‬ ‫البحث‪ ،‬فإن أركان جيش البر الفرنسي يعمل‬ ‫في إطار منظومة حماية العناصر البرية على‬ ‫إيجاد احللول املناسبة على مستوى الفيلق‬ ‫التكتيكي مختلط األسلحة والوحدة القتالية‬ ‫األساسية الصغرى باالعتماد على رادارات‬ ‫مسجلة أو وسائل لقياس الدميومة احملتملة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى مختلف األسلحة‪ ،‬وجب‬ ‫تبني العمل اإلستعالماتي الذي اليجب أن يبقى‬ ‫حكرا على اخملتصني حسب السلم الترتيبي‬ ‫وعند كل مستوى بدءا من اجلندي إلى آمر‬ ‫القطعة الذي يربط الصلة بالسلطات احمللية أو‬

‫قائد مناوراته وجب على اجلميع لعب دور ضامن‬ ‫دورة اإلستعالمات‪ . 7‬إن املفهوم «كل عسكري‬ ‫يعتبر كاشف والقط» وجب ترجمته بتنمية‬ ‫ثقافة االستعالمات في مراحل تكوين الضباط‬ ‫(دروس النقباء‪ ،‬مدرسة األركان واملدرسة‬ ‫احلربية العليا) وكذلك الضباط الصف ورجال‬ ‫اجليش‪ .‬إ ّن التكوين املو ّزع بني مدارس التطبيق‬ ‫والتعليم العالي العسكري وجب عليه تنمية‬ ‫قدرات القيادة التكتيكية (آمر قطعة‪ ،‬ضباط‬ ‫العمليات‪ ،‬آمري الوحدات) وذلك بتوجيه‬ ‫التعليم وإستخدام وسائل البحث املوضوعة‬ ‫على ذمتهم‪.‬‬ ‫إذا كان هناك أعمال مت طرحها‪ ،8‬فإن‬ ‫خروج تقرير حول دراسة االستعالمات على‬ ‫مستوى الفيلق التكتيكي مختلط األسلحة‬ ‫ومستوى الوحدة القتالية األساسية الصغرى‬ ‫سيقترح مسارات تفكير للسنوات القادمة‪.‬‬ ‫هذه املقترحات ال تستهدف حتوير راديكالي‬ ‫لالستعالمات على املستويات التكتيكية الدنيا‬ ‫ولكن تبديله في صلب العمليات‪ .‬وذلك أيضا‬ ‫بإنفتاح ثقافة اإلستعالمات على كل املستويات‬

‫املرجع والهوامش‪:‬‬ ‫* مقال للمقدم « ‪ « Nicols DELLENBACH‬من مجلة العقيدة القتالية جليش البر الفرنسي عدد ‪ / 21‬مارس ‪2011‬‬ ‫‪- CFT: Commandement des forces terrestre‬‬ ‫‪- EEI: Engin explosive improvisé‬‬ ‫‪- OPEX: Opération extérieure‬‬ ‫‪- CEERT: Centre d’enseignement et d’entrainement du renseignement de l’armée de terre‬‬ ‫‪- SAER: Système d’aide à l’exploitation du renseignement‬‬ ‫‪1. Un effort conséquent a été réalisé depuis deux ans au profit des brigades avec le renforcement des effectifs des B2.‬‬ ‫‪2. Position d’une unité mise pour emploi à la disposition d’un échelon tactique qui en est organiquement dépourvu(TTA106).‬‬ ‫‪3. Incluant notamment une capacité d’analyse avec l’outil GRANITE‬‬ ‫‪4. par exemple mise en place d’un appui imagerie [terminal Rover ou RVT] dans chaque GTIA ou l’augmentation des capacités‬‬ ‫‪audio et image.‬‬ ‫‪5. On retrouve dans une certaine mesure le même type de cellule montée par des commandants d’unités élémentaire français‬‬ ‫‪pendant la guerre d’Algérie par un lieutenant, un a deux sous officiers qui s’occupaient par la partie renseignement des‬‬ ‫‪opérations et de la gestion des détenus.‬‬ ‫‪6. Souvent, chaque GTIA développe sa propre base de données et à chaque relève , le S2 perd tout ou une partie des données‬‬ ‫‪capitalisés par des prédécesseurs.‬‬ ‫‪7. En particulier dans la phase d’orientation ou le chef opérationnel doit exprimer clairement ses besoins en renseignement à‬‬ ‫‪son S2.‬‬ ‫‪8. Par exemple, rédaction par le CEERT de deux mémentos sur le renseignement à l’attention des unités interarmes et‬‬ ‫‪sur les procédés élémentaires de la recherche humaine.‬‬

‫الدفاع‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪43‬‬


‫األمن والقضاء‬ ‫في‬ ‫محيط الدفاع‬ ‫العقيد قاضي منصف الدين اجلازي‬ ‫املستشار لدى محكمة اإلستئناف العسكرية‬

‫إن البحث في هذا املوضوع يدعونا أوال لإلجابة على السؤال اآلتي‪:‬‬ ‫ما هو األساس الذي يحكم هيكلة الدولة العصرية؟‬ ‫إن الدولة العصرية مهيكلة على أساس دستوري هام هو مبدأ الفصل بني السلط‬ ‫‪ principe de la séparation des pouvoirs‬الذي أهداه للبشرية الفيلسوف‬ ‫الفرنسي ‪ Montesquieu‬صلب كتابه «روح القوانني» «‪ »L’esprit des lois‬و للتذكير‬ ‫فقط فإن هذه السلط هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬السلطة التشريعية مهمتها حتديد اإلطار التشريعي لعمل الدولة وذلك بسن القوانني‬ ‫وهي مهمة مجلس النواب‪.‬‬ ‫‪ -2‬السلطة التنفيذية ومهمتها تنفيذ سياسة الدولة داخل اإلطار التشريعي املرسوم‬ ‫مسبقا من قبل السلطة التشريعية وتتمثل السلطة التنفيذية في الواقع في كل ما هو‬ ‫إدارة بجميع أشكالها املركزية والالمركزية والالمحورية‪.‬‬ ‫‪ -3‬السلطة القضائية هي التي حترص على فرض إحترام القانون من طرف اجلميع وردع‬ ‫ّ‬ ‫وفض النازعات وهنا نتساءل أين موقع األمن بني هذه السلط؟‬ ‫اخملالفني‬ ‫تتموقع أجهزة األمن عضويا ‪ organiquement‬صلب السلطة التنفيذية وهذا يعني‬ ‫أن أجهزة األمن هي أجهزة إدارية وال أدل على ذلك من أن مؤسسة الشرطة ‪ la police‬تدرس‬ ‫على مستوى اجلامعة في باب القانون اإلداري وال بد أن تخضع إلى املبادئ التي حتكم األنطمة‬ ‫اإلدارية‪:‬‬ ‫ما هي املبادئ التي يخضع لها العمل داخل اإلدارة األمنية‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪44‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫بصفته عمال إداريا يخضع‬ ‫العمل األمني إلى مبدأين‬ ‫أساسيني هما ‪:‬‬ ‫مبدأ العالقة الرئاسية‬ ‫‪principe de la relation‬‬ ‫‪ hierachique‬ومبدأ السرية‬ ‫ّ‬ ‫والتحفظ‪.‬‬ ‫والتكتم‬ ‫‪-1‬العالقة الرئاسية داخل‬ ‫اإلدارة األمنية‪:‬‬ ‫وذلك يعني أن من ينشط‬ ‫صلب أجهزة األمن خاضع‬ ‫ألوامر رئيسه املباشر ونواهيه‬ ‫وليس له أن يتجاوز تعليماته‬ ‫أو يخالفها وعلى عكس ذلك‬ ‫فإن القاضي في قضائه يتمتع‬ ‫مببدأ اإلستقاللية وال سلطان‬ ‫عليه إال للقانون وذلك ما‬ ‫نص عليه الدستور التونسي‬ ‫اجلديد صلب الفصل ‪ 102‬منه‬ ‫"القضاء سلطة مستقلة‬ ‫تضمن إقامة العدل وعلوية‬ ‫الدستور وسيادة القانون‬ ‫وحماية احلقوق واحلريات"‪.‬‬ ‫"القاضي مستقل ال‬ ‫سلطان عليه في قضائه غير‬ ‫القانون"‪.‬‬ ‫‪- 2‬ا لسر ية و ا لتكتم‬ ‫والتحفظ‪ :‬بصفته عمال‬ ‫إستعالميا يخضع النشاط‬ ‫األمني ملبدأ السرية الكاملة‬ ‫والتكتم املطلق وبقدر‬ ‫التحفظ الصارم وبقدر‬ ‫السرية التي يحاط بها البحث‬ ‫اإلستعالمي تكون النجاعة‬ ‫على مستوى النتيجة وعلى‬

‫عكس ذلك فإن عمل السلطة‬ ‫القضائية خاضع لقاعدة‬ ‫العلنية واملواجهة وهذا يعني‬ ‫أنه على مستوى التقاضي‬ ‫حتصل املواجهة بني القاضي‬ ‫واملتهم وذلك بتوجيه التهمة‬ ‫له ومعارضته باألدلة املتوفرة‬ ‫بامللف مع السماح له بالدفاع‬ ‫عن نفسه ودحض التهمة‬ ‫املنسوبة إليه مبا لديه من‬ ‫وسائل تدعم براءته وعلى‬ ‫عكس ذلك فإن البحث األمني‬ ‫يتم غيلة ومن وراء املشبوه‬ ‫فيه ودون مواجهة معه‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه املبادئ‬ ‫األساسية التي حتكم سير‬ ‫العمل األمني فما هي مهامه‬ ‫باملقارنة مع العمل القضائي؟‬ ‫وظائف النشاط األمني‬ ‫باملقارنة مع العمل القضائي‪:‬‬ ‫إن النشاط األمني يهدف‬ ‫إلى وقاية اجملتمع من مظاهر‬ ‫اجلنوح واإلنحراف واخلروج عن‬ ‫القانون وإذ حصل شيء من‬ ‫ذلك تصبح مهمة أجهزة‬ ‫األمن فرض إحترام القانون‬ ‫وتعقب اجلاني وتقدميه إلى‬ ‫العدالة وتأسيسا على ذاك‬ ‫تبرز وطيفتان أساسيتان‬ ‫للعمل األمني ففي املرحلة‬ ‫األولى تكون الوظيفة وقائية‬ ‫بحتة وفي املرحلة الثانية‬ ‫تصبح ردعية وعدلية‪.‬‬ ‫ونستنتج من ذلك أن‬ ‫النشاط األمني في مرحلته‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫األولى هو نشاط إداري محض‬ ‫أما في املرحلة الثانية فهو‬ ‫عدلي صرف ولعله ألمر كهذا‬ ‫يرى فقهاء القانون اإلداري‬ ‫أن مؤسسة الشرطة لها‬ ‫وظيفتان‪:‬‬ ‫*شرطة إدارية ولها وظيفة‬ ‫وقائية تعمل حتت مظلة‬ ‫السلطة التنفيدية‪.‬‬ ‫*شرطة عدلية وظيفتها‬ ‫ردعية وتعمل حتت مظلة‬ ‫السلطة القضائية وهذا‬ ‫التصنيف هو تصنيف‬ ‫وظييفي محض ‪classifi‬‬ ‫‪cation fonctionnelle‬‬ ‫ولسيس تصنيفا عضويا �‪OR‬‬ ‫‪ GANIQUE‬ضرورة أن‬ ‫األجهزة األمنية تتبع السلطة‬ ‫التنفيذية من الناحية‬ ‫العضوية والسؤال الذي يطرح‬ ‫نفسه اآلن ‪ :‬هل هاتان امليزتان‬ ‫(الوقائية والردعية)ينطبقان‬ ‫على نشاط األمن العسكري ؟‬ ‫وظيفة األمن العسكري‪:‬‬ ‫األمن‬ ‫نشاط‬ ‫يتميز‬ ‫العسكري حسب املشموالت‬ ‫احملددة له بكونه وقائيا بحتا‬ ‫وال يتعدى حدود الوقاية من‬ ‫مظاهر اجلنوح واإلنحراف داخل‬ ‫املؤسسة العسكرية وفي‬ ‫محيطها فهو العني الساهرة‬ ‫واألذن الصاغية لسلطة‬ ‫اإلشراف على ما يدور في‬ ‫الواقع املعاش من طرف األفراد‬ ‫املنتمني ألسرة الدفاع والقوات‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪45‬‬


‫املسلحة أما إذا حصل اجلرم‬ ‫فإن دور أجهزة األمن العسكري‬ ‫يتوقف ليبدأ دور ضابط‬ ‫العدالة العسكرية في البحث‬ ‫عن اجلاني وجمع األدلة وتقدمي‬ ‫اخملالف للقضاء العسكري‬ ‫ليبت في شأنه‪ ،‬ونستنتج من‬ ‫ذلك أن من يعمل صلب أجهزة‬ ‫األمن العسكري ليس مساعدا‬ ‫للقضاء مثلما هو الشأن‬ ‫بالنسبة لضابط العدالة‬ ‫العسكرية وفي هذا املضمار‬ ‫أرى في الفصل بني خطة‬ ‫ضابط أمن وضابط عدالة‬ ‫مصدرا لبعض السلبيات ألن‬ ‫ضابط األمن وضابط العدالة‬ ‫هما عبارة عن وجهني لعملة‬ ‫واحدة ومن املستحسن‬ ‫إسناد اخلطتني لعضو واحد‬ ‫ألن املمارسة ميكن أن تؤدي‬ ‫اما إلى تنازع سلبي واما إلى‬ ‫تنازع إيجابي والتنازع السلبي‬ ‫يفترض إمكانية تخلي أحد‬ ‫الطرفني عن واجباته لفائدة‬ ‫الطرف الثاني عن جهل أو‬ ‫عن وعي أما التنازع اإليجابي‬ ‫فيعني إمكانية جتاوز أحد‬ ‫الطرفني حلدود مشموالته‬ ‫ليتدخل في مشموالت الطرف‬ ‫املقابل وذلك راجع باألساس‬ ‫إلى وجود خطوط متاس كثيرة‬ ‫ودقيقة بني ما هو وقائي وما‬ ‫هو ردعي وكل هذه السلبيات‬ ‫تبرز املصلحة في اجلمع بني‬ ‫الوظيفتني بني يدي عضو‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪46‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫واحد وما دام احلال على ما‬ ‫هو عليه اآلن ال يسعنا إال أن‬ ‫ندعو ضابطي األمن والعدالة‬ ‫إلى التعاون والتآزر والتكامل‬ ‫والتواصل وعدم احتكار‬ ‫املعلومة ونبذ التنازع بشكليه‬ ‫السلبي واإليجابي ألن هدف‬ ‫اجلميع واحد وهو خدمة مرفق‬ ‫الدفاع الشامل وما يدعم‬ ‫فكرة اجلمع بني الوظيفتني هو‬ ‫أن قوات األمن الداخلي تعمل‬ ‫مببدأ اجلمع بني الوظيفتني‬ ‫الوقائية والردعية فنفس‬ ‫اجلهاز يقوم بجميع األعمال‬ ‫املعتبرة من قبيل الشرطة‬ ‫اإلدارية الوقائية حتت مظلة‬ ‫السلطة التنفيذية ويقوم‬ ‫بجميع األعمال التي تدخل في‬ ‫باب الشرطة العدلية الردعية‬ ‫حتت مظلة السلطة القضائية‬ ‫فمراكز األمن واحلرس خاضعة‬ ‫لذكلك االزدواج الوظيفي �‪dé‬‬ ‫‪doublement fonction‬‬‫وتقوم بالوظيفتني‬ ‫‪nel‬‬ ‫معا فلم ال تقع استعارة‬ ‫الصورة العامة وتطبيقها‬ ‫على الصورة اخلاصة؟ صورة‬ ‫املؤسسة العسكرية في‬ ‫جانبيها الوقائي والردعي أو‬ ‫بعبارة أوضح في جانبيها‬ ‫األمني والقضائي وهكذا‬ ‫يحصل التجانس بني الصورة‬ ‫العامة والصورة اخلاصة‬ ‫وتصبح املنظومة متناغمة‬ ‫ومنسجمة في كلياتها‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫وجزئياتها‪.‬‬ ‫ما هي حدود تدخل نشاط‬ ‫األمن العسكري‪:‬‬ ‫يشمل ميدان تدخل األمن‬ ‫العسكري كل ما يخشى من‬ ‫ورائه حصول جرمية وكل ما له‬ ‫مساس وتأثير على أخالقيات‬ ‫األفراد ومعنوياتهم حتى ولو‬ ‫لم يتوقع حصول جرمية منهم‬ ‫وباملقارنة فإن ميدان تدخل‬ ‫القضاء العسكري يتوقف‬ ‫عند حدود اجلرمية وال يتعداها‬ ‫وذلك يعني أن ميدان نشاط‬ ‫األمن العسكري أوسع من‬ ‫ميدان القضاء العسكري وهذا‬ ‫راجع باألساس إلى أن الوظيفة‬ ‫األمنية داخل مؤسسة الدفاع‬ ‫هي وقائية صرفة أما الوظيفة‬ ‫القضائية فهي ردعية بحتة‪،‬‬ ‫وضابط األمن العسكري ميكن‬ ‫أن يتناول في بحثه الظواهر‬ ‫املرضية مثل ظاهرة الشيكات‬ ‫بدون رصيد أو ظاهرة حوادث‬ ‫الطرقات بالنسبة إلى‬ ‫الوسائل العسكرية أو ظاهرة‬ ‫الشراء بالتقسيط أو اإلقتراض‬ ‫املشط لينبه سلطة اإلشراف‬ ‫إلى إتخاذ وسائل الوقاية‬ ‫منها كما ميكن له أن يتناول‬ ‫بالبحث كل ما له تأثير على‬ ‫معنويات األفراد مثل السكن‬ ‫والنقل والترقيات والرواتب‬ ‫وغير ذلك من العناصر التي ال‬ ‫متثل في الواقع جرما وإمنا قد‬ ‫تؤدي إلى بعض اإلخالالت في‬


‫السير الطبيعي والسليم‬ ‫ملرفق الدفاع وهنا ال بد لنا‬ ‫أن نتساءل عن النتيجة التي‬ ‫ينتهي عليها عمل اإلدارة‬ ‫األمنية باملقارنة مع نتيجة‬ ‫العمل القضائي‪.‬‬ ‫إن نشاط أجهزة األمن‬ ‫العسكري ميكن أن يؤدي إلى‬ ‫إتخاذ أحد القرارين‪ ،‬فإما أن‬ ‫يحال املوضوع على القضاء‬ ‫ليقول كلمته فيه إذا إتضح أن‬ ‫الواقعة ميكن أن تتألف منها‬ ‫جرمية وإما إلى إتخاذ تدابير‬ ‫إدارية وقائية ملعاجلة الظاهرة‬ ‫بصورة عامة أو على األقل‬ ‫للحد من خطورتها وهذه‬ ‫ميزة أخرى للعمل األمني‬ ‫عن العمل القضائي ضرورة‬ ‫أن النشاط األمني في جانبه‬ ‫الوقائي يعالج الظواهر دون‬ ‫اإللتفاف إلى احلاالت اخلاصة‬ ‫بينما يعالج القضاء األمور‬ ‫حالة بحالة وعلى أساس مبدأ‬ ‫شخصية اجلرائم والعقوبات‪.‬‬ ‫لكن السؤال الذي يطرح‬ ‫نفسه عند هذا احلد هو‪ :‬ما‬ ‫هي الضمانات املتوفرة إزاء‬ ‫النشاط األمني باملقارنة مع‬ ‫الضمانات القضائية؟‬ ‫الضمانات إزاء النشاط‬ ‫األمني‪:‬‬ ‫إن من يحال عن القضاء‬ ‫بصفة عامة وعلى القضاء‬ ‫العسكري بصفة خاصة‬ ‫يتمتع بضمانات قانونية نص‬

‫عليه املشرع صلب الدستور‬ ‫ومختلف القوانني وخاصة‬ ‫مجلة اإلجراءات اجلزائية‬ ‫ومجلة املرافعات والعقوبات‬ ‫العسكرية وهذه الضمانات‬ ‫في مجملها تكرس مبدأ‬ ‫املواجهة بني القاضي واملتهم‬ ‫مثل إعالمه بالتهمة املنسوبة‬ ‫إليه والقانون املنطبق وحقه‬ ‫قي تكليف محام وحق الطعن‬ ‫في األحكام أمام محكمة‬ ‫من درجة أعلى‪ ،‬لكن ما هي‬ ‫ضمانات املشتبه في أمره إذا‬ ‫كان محل متابعة من قبل‬ ‫جهاز األمن العسكري؟‬ ‫من املسلم به أن أجهزة‬ ‫األمن العسكري تعمل في‬ ‫كنف الشرعية التامة مبعنى‬ ‫أنه ال بد لضباط وضباط صف‬ ‫األمن العسكري أن يراعوا في‬ ‫عملهم القوانني التي حتمي‬ ‫حرية األشخاص وسالمتهم‬ ‫وخصوصياتهم‬ ‫البدنية‬ ‫الشخصية والعائلية لكن‬ ‫كل ذلك يتم دون مواجهة‬ ‫مع املشبوه فيه أي من وراء‬ ‫ظهره ولذلك متثل الضمانات‬ ‫الشخصية واألخالقية عنصرا‬ ‫في غاية األهمية لدى ضابط‬ ‫األمن العسكري فإلى جانب‬ ‫كونه العني الساهرة لسلطة‬ ‫اإلشراف وأذنها الصاغية إلى‬ ‫كل ما يحصل في الواقع فهو‬ ‫املؤمتن على مصالح العباد‬ ‫وحقوقهم ولذلك ال بد أن يكون‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الناقل أمينا ونزيها وموضوعيا‬ ‫وواقعيا لتكون نظرة اإلدارة‬ ‫إلى الواقع صحيحة ومنصفة‬ ‫وتنبني عليها بالتالي قرارات‬ ‫سليمة ومالئمة ومجدية‬ ‫وعادلة أي بعبارة أخرى ال بد من‬ ‫املوازنة واملعادلة بني مقتضيات‬ ‫أمن البالد واستحقاقات أمن‬ ‫العباد وال ميكن التفريط في‬ ‫هذا حلساب ذلك أو التجاوز‬ ‫لهذا على حساب ذلك ألن أمن‬ ‫العباد من أمن البالد والعكس‬ ‫صحيح أيضا‪.‬‬ ‫ولضمان هذا التوازن ال بد أن‬ ‫يتشبع رجال األمن العسكري‬ ‫مبعرفة القوانني وخاصة منها‬ ‫املتعلقة بحقوق اإلنسان وال بد‬ ‫أن يكونوا على غاية من رفعة‬ ‫األخالق والنزاهة واملوضوعية‬ ‫والعفة وعلو الهمة واملروءة‬ ‫وبعد النظر‪.‬‬ ‫وفي خامتة هذا العرض‬ ‫أود أن مالحظ أن استعالم‬ ‫السلطة على الرعية‬ ‫واستخبار احلاكم عن احملكوم‬ ‫أمر قدمي قدم الدولة وألهميته‬ ‫فقد تعرض له ابن خلدون في‬ ‫مقدمته كعنوان على حسن‬ ‫السياسة والتدبير وقد أورد‬ ‫في كتابه رسالة بعث بها أب‬ ‫إلبنه ملا واله املأمون اخلليفة‬ ‫العباسي واليا على إحدى‬ ‫الواليات حيث يقول له في‬ ‫إحدى فقرات هذه الرسالة‬ ‫"واجعل في كل كورة من‬ ‫عملك أمينا يخبرك خير‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪47‬‬


‫عمالك ويكتب إليك بسيرهم‬ ‫وأعمالهم حتى كأنك مع كل‬ ‫عامل في عمله معاينا ألموره‬ ‫كلها" كما يشير على إبنه‬ ‫الوالي اجلديد بانتقاء النزهاء‬

‫واألمناء من مساعديه‬ ‫واإلبتعاد عن النمام والكذاب‬ ‫إذ يقول "وأشدد لسانك عن‬ ‫قول الكذب والزور وابغض‬ ‫أهل النميمة فإن أول فساد‬

‫أمورك في عاجلها وآجلها‬ ‫تقريب الكذوب واجلراءة على‬ ‫الكذب ألن الكذب رأس املأثم‬ ‫والزور والنميمة وخامتتها‪ ،‬ألن‬ ‫النميمة ال يسلم صاحبها‬

‫وقائلها ال يسلم له صاحب وال يستقيم له أمر‪" ...‬كما ينصح إبنه بحسن الظن في‬ ‫مساعديه دون أن يترك لهم احلبل على الغارب حيث يقول "وال تتهمن أحدا من الناس فيما‬ ‫توليه من عملك قبل أن تكشف أمره‪ ،‬فان ايقاع التهم بالبراء والظنون السيئة بهم آثم آثم‪،‬‬ ‫فاجعل من شأنك حسن الظن بأصحابك وأطرد سوء الظن بهم وأرفضه فيهم‪ ،‬يعنك ذلك‬ ‫على إستطاعتهم ورياضتهم "وال مينعك حسن الظن بأصحابك والرأفة برعيتك أن تستعمل‬ ‫املسألة والبحث عن أمورك واملباشرة ألمور األولياء وحياطة الرعية والنظر في حوائجهم‪”...‬‬ ‫وقد علق ابن خلدون على هذه الرسالة بقوله‪" :‬هذا أحسن ما وقفت عليه في باب حسن‬ ‫السياسة"‪ .‬وتعليق ابن خلدون يغني عن كل تعليق وفي خامتة هذه املداخلة أرجو وأن أكون‬ ‫قد وفقت في بحث هذا املوضوع لقلة املراجع في هذا الباب وإن حصل التوفيق فهو غرضي وإن‬ ‫لم يحصل فإنني ألتمس املعذرة من القارئ الكرمي ألن أعمال البشر محمولة على النقصان‬ ‫مهما سعت إلى الكمال ومن تلزمه النصيحة يلزمه العمل‬ ‫ العامل‪ :‬هو سلطة سياسية تشبه خطة الوالي عندنا اليوم‪.‬‬‫ الكورة‪ :‬اجلهة أو املقاطعة من مرجع النفوذ‪.‬‬‫املراجع‪:‬‬

‫ الدستور التونسي‪.‬‬‫ األمر عدد ‪ 735‬لسنة ‪ 1979‬املنظم لوزارة الدفاع الوطني‪.‬‬‫ القانون اإلداري‪ :‬األستاذ توفيق بوعشبة‪.‬‬‫‪ -‬مقدمة ابن خلدون‪ :‬نص كتاب طاهر بن احلسني إلبنه عبد اهلل ص ‪.542‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪48‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫الذكرى األولى لملحمة بنقردان‬ ‫معرض وثائقي بقاعة األخبار‬ ‫إحتضنت قاعة األخبار بالعاصمة‬ ‫من‪ 8‬إلى ‪ 10‬مارس ‪ 2017‬معرضا‬ ‫وثائقيا لتخليد"ملحمة بنقردان"‪.‬‬ ‫املالزم أول محرز الزين‬

‫إحتوى املعرض على صور فوتوغرافية‬ ‫وأشرطة وثائقية وشهادات حية ومجسدات‬ ‫مصغرة ملدينة بنقردان ومجموعة من أزياء‬ ‫للعسكريني و األمنيني الذين شاركوا في عملية‬ ‫بنقردان يوم ‪ 7‬مارس ‪ 2016‬حيث تعرضت املدينة‬ ‫إلى هجوم إرهابي متكنت القوات العسكرية‬ ‫واألمنية من التصدي له بكل بسالة وأثبتت من‬ ‫خالله جاهزيتها واستعدادها ملثل هذه األعمال‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى أن أحداث بنقردان انطلقت‬ ‫حتديدا منذ ‪ 2‬مارس ‪ 2016‬مبنطقة "العويجة"‬ ‫‪ ،‬حيث مت التدخل والقضاء على مجموعة من‬ ‫اإلرهابيني الفارين من املعارك اجلارية بالتراب‬ ‫الليبي وتواصل ذلك إلى أن انطلقت العملية‬ ‫الغادرة الثانية يوم ‪ 7‬مارس ‪ 2016‬منذ الساعات‬ ‫األولى من فجر ذلك اليوم بقيام مجموعة‬ ‫إرهابية بإطالق النار على الثكنة العسكرية‬ ‫من أماكن متعددة مثل مسجد جالل ومأوى‬ ‫سيارات العسكريني وذلك بقذائف "اآلر بي‬ ‫جي" ‪ ،‬وهو ما جعل الر ّد العسكري يكون قاسيا‬ ‫ك ّلل بالقضاء في نهاية األمر على ‪ 50‬إرهابيا‬ ‫والقبض على ‪ 17‬آخرين في حني مت تسجيل ‪11‬‬ ‫شهيدا عسكريا و أمنيا و‪ 7‬مدنيني‪ .‬كما حجزت‬

‫الوحدات العسكرية خالل هذه العملية ‪48‬‬ ‫قذيفة "آر بي جي" و‪ 40‬سالح "كالشنكوف"‬ ‫و‪ 140‬مخزن سالح «كالشنكوف" و‪10820‬‬ ‫خرطوشة و‪ 4‬مسدسات و‪ 6‬أسلحة "فال"‬ ‫ورشاشني و‪ 9‬رمانات يدوية إضافة إلى عدد من‬ ‫الصواعق‪.‬‬ ‫كانت مللحمة بنقردان إنعكاسات ونتائج‬ ‫جد هامة على الصعيد الوطني من خالل إثبات‬ ‫ّ‬ ‫اجلاهزية الكبيرة للعناصر العسكرية واألمنية‬ ‫التعدي‬ ‫و التصدي لكل من تس ّول له نفسه‬ ‫ّ‬ ‫على حرمة التراب التونسي وشعبه األبي ودحر‬ ‫كل خطر يهدد إستقرار الوطن ‪.‬‬ ‫وقد القى جناح عملية بنقردان العديد من‬ ‫ردود الفعل اإليجابية التي أشادت في مجملها‬ ‫ببسالة اجليش الوطني و الوحدات األمنية في‬ ‫الدفاع عن الوطن وجتفيف منابع االرهاب‪.‬‬ ‫وشهد املعرض الوثائقي ل «ملحمة بنقردان»‬ ‫إقباال كبيرا من املواطنني لالطالع على حيثيات‬ ‫امللحمة و تهنئة القوات العسكرية واالمنية‬ ‫و االعتراف لهم بالتضحيات اجلسام و باألعمال‬ ‫البطولية التي يقدمونها في سبيل وحدة‬ ‫تونس و أمنها‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪49‬‬


‫البعث العقاري صلب ديوان المساكن العسكرية‬

‫اإلنجازات بادرت‬

‫و‬ ‫التحديات‬

‫وي ّلخص نشاط هذه‬ ‫املنظومة في املهمتني‬ ‫التاليتني‪:‬‬ ‫• توفير التمويل الذاتي‬ ‫املطلوب لتمويل مشروع‬ ‫اقتناء عقار (مقسم أو‬ ‫شقة)‪ ٬‬علما وأن جميع‬ ‫البنوك تطلب متويل ذاتي‬ ‫لالقتراض السكني بقيمة‬ ‫‪ 20‬إلى ‪ % 30‬من الكلفة‬ ‫اجلملية للعقار‪.‬‬ ‫• توفير عقارات ُيكن‬ ‫ألعوان وزارة الدفاع الوطني‬ ‫إما عن طريق قدراتهم‬ ‫متويلها ّ‬ ‫املالية الذاتية أو االقتراض‬ ‫البنكي بشروط ميسرة ‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار سعى‬ ‫ديوان املساكن العسكرية‬ ‫بالتنسيق مع تعاونية اجليش‬ ‫الوطني إلى وضع األطر‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪50‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫املقدم هشام املعتوقي‬

‫وزارة الدفاع الوطني ببعث اإلدارة‬ ‫الفرعية للبعث العقاري صلب ديوان‬ ‫املساكن العسكرية في ‪ 23‬جوان ‪ .2007‬وتهدف هذه‬ ‫املنظومة أساسا إلى تشجيع أعوان وزارة الدفاع‬ ‫الوطني على االدخار السكني والبحث عن أفضل‬ ‫الطرق التي ّ‬ ‫متكن من توفير عقارات بأثمان ميسرة‬ ‫لفائدتهم‪.‬‬ ‫القانونية واإلجرائية لبلوغ‬ ‫األهداف املذكورة وذلك من‬ ‫خالل إصدار املنشور عـ‪2‬ـدد‬ ‫بتاريخ ‪ 14‬جانفي ‪2010‬‬ ‫الذي يضبط إجراءات عمل‬ ‫املنظومة ومنها ‪:‬‬ ‫ كيفية االنخراط في‬‫هذه املنظومة وأصناف‬ ‫اخلصم‪.‬‬ ‫ شروط إسناد العقارات‬‫والشروط التي تخول‬ ‫لصاحبها التمتع بامتيازات‬ ‫للحصول على مسكن أو‬ ‫مقسم والتمتع بقرض يوفر‬ ‫قيمة التمويل الذاتي‪.‬‬ ‫ االمتيازات املالية‬‫والعقارية التي توفرها‬ ‫منظومة البعث العقاري‬ ‫لفائدة‬ ‫العسكري‬ ‫منخرطيها‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫كما قام ديوان املساكن‬ ‫باستقصاء‬ ‫العسكرية‬ ‫حاجيات أعوان وزارة الدفاع‬ ‫الوطني حتى يتسنى له‬ ‫برمجة عدد من املشاريع‬ ‫السكنية مبختلف مناطق‬ ‫اجلمهورية (تونس‪ -‬بنزرت –‬ ‫سوسة‪ -‬صفاقس – قابس)‬ ‫تتماشى مع إنتظاراتهم‪.‬‬ ‫ولبلوغ هذه األهداف متّ وضع‬ ‫إستراتيج ّية عمل تخص‬ ‫منظومة البعث العقاري‬ ‫العسكري تقوم بإستشراف‬ ‫اآلفاق املستقبلية وحتديد‬ ‫كل اإلشكاليات التي ميكن‬ ‫أن تعطل سيرورتها وتوازنها‬ ‫والعمل على إيجاد احللول‬ ‫الكفيلة لتجاوز الصعوبات‪.‬‬ ‫وقد متّ إحداث إدارة فرعية‬ ‫للبعث العقاري صلب ديوان‬


‫املساكن العسكرية تتمثل‬ ‫مهمتها أساسا في إجناز‬ ‫مشاريع سكنية واقتناء‬ ‫عقارات خملتلف أعوان وزارة‬ ‫الدفاع الوطني‪ ،‬و ذلك‬ ‫في إطار مزيد اإلحاطة‬ ‫اإلجتماعية بهم‪.‬‬ ‫وانطالقا من مهمتها‬ ‫األساسية‪ ،‬عملت هذه اإلدارة‬ ‫على بلورة مهامها في ثالث‬ ‫مهام أساسية لتغطية‬ ‫أنشطتها اآلنية واملستقبلية‬ ‫وهي مهمة حتسيسية تعتبر‬ ‫املفتاح األساسي للتعريف‬ ‫مبنظومة السكن العسكري‬ ‫صلب هذه اإلدارة ودعوة‬ ‫العسكريني لإلنخراط فيها‬ ‫وذلك عن طريق‪:‬‬ ‫• تشجيع أعوان وزارة‬ ‫الدفاع الوطني على فتح‬ ‫حسابات ادخار سكني ببنك‬ ‫اإلسكان‪.‬‬ ‫• ربط احلصول على‬ ‫امتيازات البعث العقاري‬ ‫بانخراط أعوان الوزارة في‬ ‫برنامج اإلدخار السكني‪.‬‬ ‫• التركيز على املتخرجني‬ ‫اجلدد من املدارس العسكرية‬ ‫لإلنخراط في برنامجها‪.‬‬ ‫• التعريف بخدماتها‬ ‫املرتبطة‬ ‫وباإلمتيازات‬ ‫باإلنخراط في منظومة‬ ‫السكن العسكري‪.‬‬

‫• تقدمي التسهيالت‬ ‫الضرورية وتبسيط جل‬ ‫اإلجراءات اإلدارية لتشجيع‬ ‫العسكريني على التملك‪.‬‬ ‫• خلق حوافز جديدة‬ ‫لتشجيع العسكريني على‬ ‫التملك‪.‬‬ ‫• استغالل اآلليات‬ ‫القانونية املتاحة واإلنتفاع‬ ‫باحلوافز املادية التي أقرتها‬ ‫الدولة في اجملال‪.‬‬ ‫مهمة‬ ‫أما فيما يخص ّ‬ ‫البعث العقاري الذي من‬ ‫أجله أنشئت هذه اإلدارة‪،‬‬ ‫فهي تقوم أساسا على‪:‬‬ ‫احلاجيات‬ ‫ضبط‬ ‫•‬ ‫السكنية ألعوان وزارة الدفاع‬ ‫الوطني حسب املناطق‬ ‫وحسب ما تفرزه إحصائيات‬ ‫كلفة اإلجناز‪.‬‬ ‫• إجناز مشاريع عقارية‬ ‫حسب اختيار أكثرية‬ ‫الطالبني وبيعها طبقا‬ ‫للرسوم والبيانات الهندسية‪.‬‬ ‫•إجناز مركبات سكنية‬ ‫حسب احلاجيات واإلمكانيات‬ ‫املتاحة ونسق الطلب مع‬ ‫الضغط على كلفة اإلجناز‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أعدت‬ ‫اإلدارة ضمن أعمالها برنامجا‬ ‫تكون فيه وسيطا عمليا‬ ‫و نافذا بني املنتفع وباقي‬ ‫األطراف الفاعلة في العملية‬

‫العقارية وذلك بـ‪:‬‬ ‫• ربط الصلة بني املنتفع‬ ‫واألطراف الفاعلة من باعثني‬ ‫عقاريني وبنوك وتعاونية‬ ‫للجيش في العمليات‬ ‫العقارية‪،‬‬ ‫• توفير الضمانات الالزمة‬ ‫عند اقتناء عقار‪،‬‬ ‫• توفير أكثر ما ميكن‬ ‫من العقارات حسب إرادة‬ ‫الطالبني‪،‬‬ ‫• إبرام اتفاقيات شراكة‬ ‫مع األطراف الفاعلة في‬ ‫العمليات العقارية والتعريف‬ ‫بها لتنوير الراغبني في اقتناء‬ ‫عقار‪،‬‬ ‫• اإلطالع على مشاريع‬ ‫الشركات العقارية احلالية‬ ‫ما‬ ‫واملستقبلية وحجز‬ ‫يتماشى ورغبة العسكريني‬ ‫املنبثقة من اإلستمارات‪،‬‬ ‫• التدخل لدى البنوك‬ ‫وتعاونية اجليش الوطني‬ ‫للحصول على أحسن‬ ‫العروض اخلاصة بالقروض‬ ‫السكنية‪،‬‬ ‫• التدخل لدى الباعثني‬ ‫العقاريني لتمكني أعوان‬ ‫الوزارة من احلصول على‬ ‫عقارات بشروط ميسرة‪.‬‬ ‫و تقوم اإلدارة الفرعية‬ ‫باملهام املناطة بعهدتها‬ ‫باإلعتماد على اآلليات‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪51‬‬


‫التالية‪:‬‬ ‫يقوم ديوان املساكن‬ ‫العسكرية بتكوين وحتيني‬ ‫قاعدة بيانات تتمثل في‪:‬‬ ‫ حاجيات التملك‬‫للعسكريني‪.‬‬ ‫ املقدرة الشرائية‬‫للعسكريني‬ ‫ قاعدة بيانات األسعار‬‫(�‪ARGUS DE L’IMMOBI‬‬ ‫‪)LIER‬‬ ‫ويضطلع ديوان املساكن‬ ‫مبهمة إستقصاء‬ ‫العسكرية ّ‬ ‫العقارات حسب حاجيات‬ ‫التملك باإلعتماد على ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫ اإلعالنات العقارية‬‫باجملالت اخملتصة واجلرائد‪.‬‬ ‫ اإلعالنات العقارية مبواقع‬‫األنترنت اخملتصة‪.‬‬ ‫ اإلبحار على مواقع‬‫الباعثني العقاريني‪.‬‬ ‫ اإلتصال املباشر مع‬‫الباعثني العقاريني‪.‬‬ ‫ العروض الواردة من‬‫الباعثني العقاريني‬ ‫يتم اإلتصال بالباعثني‬ ‫العقاريني قصد جمع‬ ‫املعلومات الفنية والعقارية‬ ‫واملالية اخلاصة باملشاريع‪.‬‬ ‫و لإلشارة فإن ديوان‬ ‫املساكن العسكرية يقوم‬ ‫بالتنسيق مع الباعثني‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫العقاريني قصد إيجاد فرص‬ ‫متلك لفائدة أعوان وزارة‬ ‫الدفاع الوطني وذلك في إطار‬ ‫إتفاقيات تعامل بني الطرفني‬ ‫والتي متكن من ‪:‬‬ ‫ إختيار وحجز مساكن‬‫وشقق لفائدة منتسبي وزارة‬ ‫الدفاع الوطني باملشاريع‬ ‫املعروضة للبيع قبل بداية‬ ‫التسويق‪.‬‬ ‫ احلصول على أسعار‬‫تفاضلية مقارنة بالعموم‪.‬‬ ‫ متكني العسكريني من‬‫إمتيازات إستثنائية في‬ ‫اخلالص إن أمكن‪.‬‬ ‫األولوية‬ ‫إعطاء‬ ‫‬‫للعسكريني الراغبني في‬ ‫إقتناء مساكن من الشركة‬ ‫أثناء التسويق‪.‬‬ ‫كما يقوم الديوان بالتدخل‬ ‫لدى املؤسسات املالية قصد‬ ‫متكني أعوان وزارة الدفاع‬ ‫الوطني ‪:‬‬ ‫ من احلصول على قروض‬‫سكنية بشروط ميسرة وذلك‬ ‫في إطار إتفاقيات تبرم في‬ ‫الغرض لـ‪:‬‬ ‫ متكني املنخرطني‬‫باإلنتفاع باحلوافز التي أقرتها‬ ‫الدولة في مجال السكن‪.‬‬ ‫ إعداد مخططات متويل‬‫للمنخرطني واإلرشاد حول‬ ‫ملفات القروض السكنية‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫اجلملي‬ ‫العدد‬ ‫بلغ‬ ‫للمشتركني مبنظومة البعث‬ ‫العقاري ‪ 29895‬مشتركا مع‬ ‫موفى شهر ديسمبر ‪،2016‬‬ ‫منهم ‪ 28552‬مشترك‬ ‫حسب النظام اآللي مبا يعادل‬ ‫نسبة ‪ 95,5%‬و‪ 1343‬مشترك‬ ‫حسب النظام اإلختياري مبا‬ ‫يعادل نسبة ‪ .4,5%‬في حني‬ ‫بلغ عدد املنخرطني الذين‬ ‫إستوفوا شروط اإلنتفاع‬ ‫بعقار ‪ 592‬مشترك حتصل‬ ‫منهم ‪ 86‬فردا على إمتياز‬ ‫عقاري والبقية مرسمة‬ ‫بقائمة اإلنتظار للتمتع‬ ‫بإمتيازات املنظومة‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وبلغت قيمة‬ ‫املدخرات في موفى سنة‬ ‫‪ 2016‬حوالي ‪ 37‬مليون‬ ‫دينار وهي مقسمة كما هو‬ ‫مبني باجلدول املوالي‪ .‬وقد‬ ‫شهد تطور هذه املدخرات‬ ‫نسق تصاعدي منذ إنبعاث‬ ‫املنظومة‪.‬‬ ‫وقام ديوان املساكن‬ ‫العسكرية بالتفويت بالبيع‬ ‫لـ ‪ 48‬مقسم فردي بجهة‬ ‫مرناق و‪ 38‬شقة من الصنف‬ ‫الراقي بجهة عني زغوان وهي‬ ‫بصدد اإلعداد لتسويق ‪99‬‬ ‫شقة من النوع اإلقتصادي‬ ‫برأس الطابية‪ .‬هذا‪ ،‬وجتدر‬ ‫اإلشارة إلى أن ثمن البيع‬


‫املعتمد في هذه املشاريع‬ ‫لم يتجاوز كلفة اإلجناز‬ ‫وذلك محافظة على الطابع‬ ‫للمنظومة‬ ‫اإلجتماعي‬ ‫وتكريسا للهدف الذي بعثت‬ ‫من أجله‪ ،‬أال وهو توفير السكن‬ ‫الالئق بأسعار ميسرة‪ ،‬حيث‬ ‫أن األثمان املعتمدة وفرت‬ ‫إنخفاظا ال يقل عن ‪40%‬‬ ‫مقارنة باألسعار املعتمدة‬ ‫من طرف الباعثني العقاريني‬ ‫العموميني واخلواص بنفس‬ ‫اجلهات‪.‬‬ ‫ويسهر ديوان املساكن‬ ‫العسكرية حاليا على إعداد‬ ‫الدراسات الفنية جلملة‬ ‫من املشاريع مبختلف أنحاء‬ ‫اجلمهورية ستمكن من بناء‬ ‫‪ 332‬وحدة سكنية كما هو‬ ‫مفصل باجلدول التالي ومن‬ ‫املنتظر أن تنطلق األشغال‬ ‫خالل السداسي الثاني لسنة‬ ‫‪ ،2017‬حيث قدرت التكلفة‬ ‫اجلملية لهذه املشاريع‬ ‫بحوالي ‪ 50‬مليون دينار في‬ ‫حني تتراوح مدة اإلجناز بني‬ ‫‪ 24‬و‪ 36‬شهرا‪.‬باإلضافة إلى‬ ‫املشاريع املنجزة وأخرى في‬ ‫طور الدراسة‪ ،‬قام ديوان‬ ‫املساكن العسكرية ببرمجة‬ ‫جملة من املشاريع السكنية‬ ‫املستقبلية بكل من عني‬ ‫زغوان‪ 44( 2‬شقة) وظهر‬

‫الكدية ببنزرت (‪ 270‬شقة)‬ ‫وصفاقس (‪ 24‬شقة) واحملارزة‬ ‫(‪ 70‬شقة) والفجة (‪156‬‬ ‫شقة)‪.‬‬ ‫الديوان‬ ‫قام‬ ‫كما‬ ‫بتخصيص جملة من رصيده‬ ‫العقاري لفائدة منظومة‬ ‫البعث العقاري على غرار‬ ‫أرض املطار بالقيروان (‪310‬‬ ‫وحدة سكنية) ومنوبة (‪202‬‬ ‫وحدة سكنية) وجربة (‪90‬‬ ‫وحدة سكنية) وجرجيس‬ ‫(‪ 50‬وحدة سكنية) وقفصة‬ ‫(‪ 40‬وحدة سكنية) والكاف‬ ‫(‪ 10‬وحدات سكنية) وسان‬ ‫بوليتان ببنزرت‪.‬‬ ‫ويبقى إستغالل البعض‬ ‫من هذه العقارات لبناء‬ ‫املشاريع املبرمجة والتي‬

‫متكن من توفير‪ 702‬وحدة‬ ‫سكنية إضافية‪ ،‬رهينة‬ ‫تسوية وضعيتهم العقارية‪،‬‬ ‫حيث تعمل حاليا مصالح‬ ‫الديوان على حل الوضعيات‬ ‫العالقة في أقرب اآلجال‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ويقوم الديوان حاليا‬ ‫بدرس إمكانية إقتناء ‪4‬‬ ‫عقارات إضافية خالل سنة‬ ‫‪ ،2017‬من طرف الوكالة‬ ‫العقارية للسكنى لفائدة‬ ‫منظومة البعث العقاري‬ ‫بكل من الزهراء وفوشانة‬ ‫ونابل‪ ،‬ما قد ميكن من برمجة‬ ‫بناء ‪ 142‬وحدة سكنية‬ ‫جديدة خالل السنوات‬ ‫املقبلة‪.‬‬

‫آليات العمل مبنظومة البعث العقاري‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪53‬‬


‫ّ‬ ‫ومتكن الديوان في إطار‬ ‫الوساطة من حجز ما يقارب‬ ‫‪ 1000‬عقار بني مقاسم‬ ‫ومساكن وشقق من باعثني‬ ‫عقاريني عموميني وخواص‬ ‫لفائدة منتسبي وزارة الدفاع‬ ‫الوطني وبأسعار تفاضلية‬ ‫في أغلب األحيان‪ ،‬تتالئم مع‬ ‫املقدرة الشرائية جلل األصناف‬ ‫والرتب‪ ،‬أفضت إلى متليك ما‬ ‫يقارب ‪ 400‬عائلة من منتسبي‬ ‫الوزارة مبسكن الئق أو قطعة‬ ‫أرض صاحلة للبناء‪.‬‬ ‫ومتكنت اإلدارة الفرعية في‬ ‫اآلونة األخيرة من حجز ‪24‬‬ ‫شقة بكل من سيدي حسني‬ ‫وفوشانة من طرف الشركة‬ ‫العقارية للبالد التونسية‬ ‫بسعر يناهز ‪ 1000‬دينار للمتر‬ ‫املربع الواحد‪ ،‬و‪ 40‬شقة نوع‬ ‫فوبرولوس بشباو بسعر يناهز‬ ‫‪ 1100‬دينار للمتر املربع الواحد‬ ‫و‪ 22‬شقة من نوع فوبرولوس‬ ‫بطريق سيدي منصور‬ ‫بصفاقس ‪.‬‬ ‫كما متكنت مصلحة‬ ‫اإلستقصاء العقاري من حجز‬ ‫مقاسم فردية صاحلة للبناء‬ ‫بتونس الكبرى وأحوازها‪.‬‬ ‫وفي إطار دعم دور الوساطة‪،‬‬ ‫قام ديوان املساكن العسكرية‬ ‫بإبرام إتفاقيات شراكة مع‬ ‫كل من الوكالة العقارية‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪54‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫للسكنى وشركة النهوض‬ ‫باملساكن اإلجتماعية‪ ،‬وهي‬ ‫بصدد اإلعداد إلبرام إتفاقية‬ ‫تعاون مع كل من الشركة‬ ‫العقارية للبالد التونسية‬ ‫وديوان مساكن أعوان وزارة‬ ‫التربية‪.‬‬ ‫وقد واصلت منظومة‬ ‫البعث إجناز مشاريعها عمال‬ ‫بأحكام املنشور عدد ‪ 2‬بتاريخ‬ ‫‪ 14‬جانفي ‪ 2010‬غير أن جملة‬ ‫من التغييرات واملستجدات‬ ‫طرحت بعض التساؤالت‬ ‫واإلشكاليات حول ضمان‬ ‫توازن املنظومة وحسن سير‬ ‫عملها خاصة في مجال‬ ‫إيفائها بتعهداتها من‬ ‫االمتيازات املالية والعقارية‬ ‫لفائدة املنخرطني ومن أهم‬ ‫هذه املستجدات‪:‬‬ ‫متواضعة‬ ‫بداية‬ ‫‬‫للمشاريع اخلاصة مبنظومة‬ ‫البعث العقاري العسكري‬ ‫نظرا ملا تتطلبه من موارد‬ ‫مالية لتمويلها وعدم وجود‬ ‫مخططات مالية أو اتفاقيات‬ ‫بنكية وعمومية تضمن اإلجناز‬ ‫طبقا لرزنامة عمل واضحة‬ ‫بالرغم من الدعم املالي الذي‬ ‫منحته الدولة كمساهمة‬ ‫مباشرة لفائدة هذه املنظومة‬ ‫واملقدرة ب ‪ 2‬مليون دينار‪٬‬‬ ‫لكن هذه املساهمة تبقى‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫متواضعة نظرا حلاجة الديوان‬ ‫إلى ما يناهز ‪ 70‬مليون دينار‬ ‫إلجناز املشاريع املبرمجة‬ ‫(‪.)2020/2016‬‬ ‫ حاجة منظومة البعث‬‫العقاري العسكري إلى‬ ‫تعزيز رصيدها العقاري حتى‬ ‫تقوم ببرمجة املشاريع على‬ ‫املدى القريب واملتوسط‬ ‫لفائدة املنخرطني في النظام‬ ‫االختياري وعلى املدى البعيد‬ ‫لفائدة املنخرطني في النظام‬ ‫اآللي والذين يفوق عددهم‬ ‫‪ 29000‬منخرط إلى غاية‬ ‫ديسمبر ‪.2016‬‬ ‫ويعتبر إجناز املشاريع‬ ‫باإلعتماد على التمويل الذاتي‬ ‫له إيجابياته و سلبياته كما‬ ‫هو مبني باجلدول التالي ‪:‬‬ ‫وقد أفرزت مستجدات‬ ‫السوق املالية جملة من‬ ‫التغييرات التي استوجبت‬ ‫حتيني األطر القانونية واملالية‬ ‫طبقا ملتطلبات وتوصيات‬ ‫سوق املالية التونسية والتي‬ ‫ق ّيدت جميع املؤسسات‬ ‫املالية التي تتعامل معها‬ ‫منظومة البعث العقاري‬ ‫سواء كان ذلك بالنسبة‬ ‫لتوظيف األموال أو ملنح‬ ‫القروض وقد فرض ذلك تعديل‬ ‫املنشور عدد ‪ 2‬حتى تتماشي‬ ‫كل املعطيات التي يحددها‬


‫اإليجابيات‬

‫من شأن إجناز املشروع‬ ‫عن طريق املوارد الذاتية‬ ‫(مدخرات االنخراط)عدم‬ ‫إثقال الكلفة بفوائض‬ ‫اإلقراض‪.‬‬

‫السلبيات‬ ‫‪ ‬ال ميكن إجناز أكثر من مشروع واحد في نفس الوقت مع ضرورة اللجوء إلى االقتراض‬ ‫من جهة أخرى (إضافية) سوى كان ذلك من اخلزينة العامة أو تعاونية اجليش الوطني‬ ‫في صورة جتاوز قدرة التمويل الذاتية‪ .‬علما وأن هذا التمشي يستلزم التعهد بتوظيف‬ ‫جزء من الرصيد املالي بنسبة فائض تضمن تغطية فوائد القرض البنكي‪.‬‬ ‫‪ ‬ال ميكن تلبية احلاجيات العقارية للمشتركني في املنظومة في آجال معقولة نظرا‬ ‫لضعف اإلعتمادات‪.‬‬ ‫‪ ‬في حال اللجوء إلى االقتراض من ت ج و قد يثقل ذلك كاهلها لتوفير االمتيازات‬ ‫املالية للمنخرطني‪.‬‬ ‫التقليص من سرعة اإلجناز قد يؤثر سلبا على كلفة املشاريع التي ترتفع عادة بعامل‬ ‫الزمن‪.‬‬

‫مع هذه الوضعية احلالية‬ ‫للسوق املالية لتجاوز كل‬ ‫اخملاطر احلالية واملستقبلية‬ ‫للسوق املالية‪.‬‬ ‫أما إجناز املشاريع بواسطة‬ ‫ّ‬ ‫االقتراض فله العديد من‬ ‫االيجابيات إضافة إلى جملة‬ ‫من السلبيات كما يلي‪:‬‬ ‫بد ر ا سة ا إل يجا بيا ت‬ ‫والسلبيات اخلاصة بطرق‬ ‫متويل املشاريع سواء كان‬ ‫االعتماد على التمويل الذاتي‬ ‫يتبي أن‬ ‫أو اللجوء لالقتراض‪ّ ،‬‬ ‫العمل بإحدى هذه الفرضيات‬ ‫يتوقف على االختيارات التي‬

‫سينتهجها الباعث العقاري‬ ‫على املدى القريب واملتوسط‬ ‫أو البعيد في برمجة إجنازه‬ ‫للمشاريع وكذلك على حجم‬ ‫حاجيات التملك املطالب‬ ‫بتوفيرها‪ .‬ومبا أن املشتركني‬ ‫في منظومة البعث العقاري‬ ‫العسكري ينقسمون إلى‬ ‫نظام اختياري بدأت تلبية‬ ‫حاجياته مند سنة ‪2015‬‬ ‫فإن املشتركني حسب‬ ‫النظام اآللي سيطالبون‬ ‫باإلستحقاق العقاري في‬ ‫حلول شهر أوت ‪ .2019‬تبعا‬ ‫لذلك ميكن برمجة املشاريع‬

‫العقارية لفائدة املشتركني‬ ‫في املنظومة (آلي أو اختياري)‬ ‫على النحو التالي ‪:‬‬ ‫الفترة املمتدة بني سنة‬ ‫‪ 2016‬و‪ : 2019‬يقوم فيها ديوان‬ ‫املساكن العسكرية بإجناز‬ ‫املشاريع السكنية تباعا‬ ‫حيث ّ‬ ‫متكن عملية املوازنة‬ ‫بني املداخيل واملصاريف من‬ ‫توفير التمويالت الالزمة‬ ‫إلجناز املشاريع وبالتالي ميكن‬ ‫لديوان املساكن العسكرية‬ ‫االعتماد على متويالت‬ ‫املنظومة الذاتية وعلى املنح‬ ‫االمتيازات التي وفرتها الدولة‬

‫اإليجابيات‬

‫السلبيات‬

‫‪ ‬إمكانية إجناز عدة مشاريع في نفس الفترة‬ ‫الزمنية‪.‬‬ ‫‪ ‬ميكن تلبية احلاجيات العقارية لعدد أكبر من‬ ‫املشتركني في منظومة البعث العقاري العسكري‪.‬‬ ‫‪ ‬ميكن توفير ثلث كلفة املشروع كتمويل ذاتي‬ ‫من اإلعتمادات الذاتية للمنظومة واحلصول على‬ ‫البقية من البنك‪.‬‬ ‫ميكن احلصول على خطوط متويل من البنك لفائدة‬ ‫املنتفعني في إطار نفس االتفاقية‬

‫‪ ‬كلفة املشروع ترتفع وذلك باحتساب الفوائض‬ ‫البنكية مبا يعادل (‪ TMM +2‬أو ‪)TMM+3‬‬ ‫ميكن ارتفاع الفوائض في حال جتاوز آجال خالص البنك‬ ‫ملستحقاته املالية‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪55‬‬


‫لفائدة منظومة البعث‬ ‫العقاري العسكري‪.‬‬ ‫الفترة ما بعد سنة ‪: 2019‬‬

‫خالل هذه املدة سيتضاعف‬ ‫عدد املشتركني الذين‬ ‫سيطالبون بفرص التملك‬ ‫وبالتالي يجب اعتماد‬ ‫إستراجتية تعدد املشاريع‬ ‫واالجتاه إلى املؤسسات املالية‬ ‫لتمويل املشاريع السكنية‬ ‫تلبية لنسبة معقولة من‬ ‫حاجيات التملك‪ .‬كما يتط ّلب‬ ‫ذلك العمل على مضاعفة‬ ‫اجلهد والبحث على أكبر عدد‬ ‫ممكن من الفرص املناسبة‬ ‫لتوفير العقارات الالزمة‬ ‫إلجناز املشاريع‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى أن‬ ‫سنة ‪ 2019‬تعتبر سنة‬ ‫مفصلية في مستقبل‬ ‫منظومة البعث العقاري‬ ‫العسكري ذلك أن ضمان‬ ‫جناحها والتأكيد على مبدأ‬ ‫والشفافية‬ ‫املصداقية‬ ‫يستلزم تسويق مشاريع‬ ‫سكنية خالل هذه السنة‬ ‫والسنوات املوالية بنسبة‬ ‫تلبية حلاجيات التملك‬ ‫تكون معقولة وتتماشي‬ ‫على األقل مع النسب التي‬ ‫يحققها الباعثون العقاريون‬ ‫في الساحة الوطنية‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪56‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫ومن هذا املنطلق يجب‬ ‫اعتماد تخطيط إستراتيجي‬ ‫(‪)Planification stratégique‬‬ ‫خاص مبشاريع املنظومة‬ ‫يضمن حتقيق إجناز املشاريع‬ ‫في فترات زمنية تتالءم مع‬ ‫تلبية حاجيات التملك في‬ ‫آجال معقولة إبتداءا من‬ ‫تاريخ انتهاء املدة الزمنية‬ ‫احملددة بالنسبة للمنخرطني‬ ‫في منظومة البعث العقاري‪.‬‬ ‫تبعا ملا سبق ذكره ولتلبية‬ ‫حاجيات التملك للمنخرطني‬ ‫في املنظومة للفترة ما‬ ‫بعد ‪ 2019‬وخاصة بالنسبة‬ ‫للنظام اآللي الذي ميثل الفئة‬ ‫الواسعة منهم‪ ٬‬فإنه من‬ ‫الضروري البحث على السبل‬ ‫الكفيلة إليجاد فرص إقتناء‬ ‫عقارات تخصص لفائدة إجناز‬ ‫مشاريع منظومة البعث‬ ‫العقاري وذلك على غرار ‪:‬‬ ‫• تفعيل وتدعيم دور‬ ‫االستقصاء العقاري صلب‬ ‫اإلدارة الفرعية للبعث‬ ‫العقاري بإعطاء أكثر مرونة‬ ‫وسرعة في التدخل‪.‬‬ ‫• العمل على إيجاد‬ ‫اتفاقيات شراكة مع كل من‬ ‫الوكالة العقارية للسكنى‬ ‫(‪ )AFH‬املوفر العمومي‬ ‫للعقارات واملقاسم والباعثني‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العقاريني عموميني أو خواص‬ ‫في حالة إمكانية اقتناء‬ ‫عقارات بأثمان ميسرة وذلك‬ ‫لتفادى اللجوء إلى السوق‬ ‫العقارية التي تعتبر أسعارها‬ ‫مشطة‪.‬‬ ‫• إعداد الدراسات العقارية‬ ‫واملعمارية الالزمة ملضاعفة‬ ‫عدد املشاريع السكنية‬ ‫خاصة باملدن الكبرى وذلك‬ ‫بالتنسيق مع السلط احمللية‬ ‫حتى تدمج هذه املشاريع‬ ‫على املستوى العمراني‬ ‫واالقتصادي ضمن البرامج‬ ‫التنموية املبرمجة بهذه‬ ‫اجلهات‬


‫شهد العالم ثورة رقمية وإلكترونية كبرى‪ ،‬جتسدت‬

‫التونسي‬ ‫َ‬

‫في تطور وسائل االتصال و التواصل و في االستعمال‬ ‫الكبير للشبكة املعلوماتية الدولية (االنترنت) التي‬ ‫أصبحت وسيلة التعامل اليومي بني األفراد‪ .‬وأمام‬

‫و‬ ‫شبكة األنترنات‬

‫اختالف العقليات واملستويات العلمية ملستعملي‬ ‫شبكة‬

‫االنترنت‬

‫ظهرت‬

‫مختلفة‬

‫ممـــارسات‬

‫ومتباينة‪،‬حيث أصبحت هذه الشبكة أداة لتقييم‬ ‫األفراد واجملتمعات على مستوى فترات اإلبحار (أيام و‬ ‫ساعات اإلبحار‪ ،)...‬أنواع املتصفحا ت املستعملة “�‪Na‬‬ ‫‪ ”vigateurs‬وغيرها من املعايير‪.‬‬ ‫العقيد سامي قرقني‬

‫منذ سنة ‪ 2012‬شرعت مؤسسة “ميديانت” في إجناز دراسة بيانية سنوية حتوصل تفاعالت‬ ‫مواقع الواب التونسية ور ّدة فعل املواطن جتاهها‪ .‬وقد شملت هذه الدراسة املنجزة سنة ‪2015‬‬ ‫ع َينات لـ‪ 17‬مليون زيارة لـ ‪ 182‬موقع واب تونسي أتضح من خاللها مايلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬املتصفحات األكثر استعماال ‪:‬‬ ‫منذ سنة ‪ ،2012‬يعتبر “‪ ”CHROME‬قائد قاطرة املتصفحات وقد شهد زيادة في استعماله‬ ‫سنة ‪ 2015‬بنسبة ‪،٪ 8.78‬مقارنة بسنة ‪ .2014‬باملقابل شهد “‪”SAFARI‬زيادة بحوالي ‪ 5.12٪‬مع‬ ‫تراجع في استعمال “‪ ”Firefox‬بنسبة ‪.4.55٪‬‬

‫الدفاع‬

‫رسم ‪1‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪57‬‬


‫واعتمادا على هذه األرقام ‪ ،‬ميكن االستنتاج بأن املواطن التونسي يعتمد باألساس على شبكة‬ ‫األنترنت متصفح «‪ »chrome‬وذلك للخاصيات الفنية التي يتميز بها وهي السعة وسهولة تركيزه‬ ‫وتثبيته وسرعة النفاذ واملناعة و احلماية التي ميتلكها ضد التهديدات الفيروسية‪.‬‬

‫رسم ‪2‬‬

‫ميكن حصر الوظائف التي يقدمها « قوقل» في ‪ :‬محرك البحث‪ ،‬املتصفح قوقل كروم‪ ،‬قوقل‬ ‫بلوس ‪ GOOGLE PLUS .‬للتواصل اإلجتماعي ‪ ،‬أخبار قوقل ‪ ، GOOGLE NEWS‬أماكن قوقل�‪GOO‬‬ ‫‪ ،GOOGLE PLACES‬خرائط قوقل ‪ ، GOOGLE MAPS‬قوقل ادورد‪ ،GOOGLE EDWORDS‬قوقل‬ ‫ادسسنس‪ ،GOOGLE ADSENSE‬حتليالت قوقل‪ ،GOOGLE analytics‬قوقل ايرث �‪GOOGLE EAR‬‬ ‫‪ ،TH‬قوقل سكاي‪ ،GOOGLE SKY‬قوقل مون‪ ،GOOGLE moon‬قوقل مارس‪،GOOGLE MARS‬‬ ‫ترجمة قوقل‪ ،GOOGLE TRANSLATE‬إجابات قوقل ومجموعات قوقل‪ ،google answers‬قوقل‬ ‫بلوجور‪ ،GOOGLE BLOG‬تقومي قوقل‪ ،GOOGLE CALENDAR‬قوقل‪ ،gmail‬قوقل‪ ،GRANTS‬قوقل‬ ‫تامي‪ ،TIME‬وخدمات أخرى كثيرة سواء خدمات بحثية أو تطبيقية نستعرضها تباعا‪:‬‬ ‫السرعة (سرعة البحث والتنقل‪-‬سرعة التشغيل)‪ :‬حيث يعتبر جوجل كروم من أسرع محركات‬‫البحث‪ ،‬باستخدامه لتقنيات متقدمة لزيادة السرعة أهمها‪ :‬محرك العرض‪ ،webkit‬إضافة إلى‬ ‫لغة اجلافا سكربت‪java script‬املستخدمة في برمجة كروم وتطويرها املستمر‪ ،‬لتصبح أداة فعالة‬ ‫للتسريع في تنفيذ التطبيقات‪.‬‬ ‫ البساطة‪ :‬تتمثل في فتح الصفحات في ‪ taps‬واإلحتفاظ بها بعد غلق املتصفح الذي يقوم‬‫بها بعد فتح املتصفح مرة أخرى‪ ،‬كما ميكن فتح أكثر من ‪ 100‬تبويب دون التأثير على سرعة‬ ‫العرض في الصفحات‪.‬‬ ‫ سهولة فتح ملف ‪ PDF‬دون احلاجة إلى حتميله ثم فتحه‪.‬‬‫األمان‪ :‬وهو عنصر مهم في التصفح عبر األنترنت‪ ،‬حيث ميتاز «كروم» بالتحديثات املستمرة‬‫للمتصفح‪ ،‬ومينع من تنزيل أي برنامج قد يضر بجهاز املستخدم‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪58‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫ اخلصوصية‪ :‬وتتمثل في عدم احلفاظ على بيانات املستخدم اخلاصة على املتصفح‪ ،‬وباإلمكان‬‫حذفها‪ ،‬وحذف الروابط واملواقع التي مت الوصول اليها مؤخرا‪.‬‬ ‫ تخصيص املظهر‪ :‬وهي خاصية جللب املستخدم حيث بامكانه تخصيص لون كروم واخللفية‬‫اخلاصة به‪.‬‬ ‫ تسجيل الدخول‪ :‬وهي اخلدمة التي تستخدم في كل تطبيقات جوجل‪ ،‬جتعل من كروم يسجل‬‫كل مواقعك املفضلة عبر كل األجهزة التي تدخل من خاللها لكروم مع تسجيل الدخول‪ ،‬فبحيث‬ ‫إذا تعطل جهاز احلاسوب اخلاص باملستخدم‪ ،‬أصبح بامكانه أن يحصل على كل اإلمتيازات التي‬ ‫خصصها على أي جهاز آخر بشرط أن يتم تسجيل الدخول بنفس احلساب الذي كان يستخدمه‬ ‫على جهازه‪.‬‬ ‫‪ -2‬مواقيت‪ ،‬و م َدة‪ ،‬و مصدر و موضوع اإلبحار ‪:‬‬ ‫والساعة ‪ 14‬مساء من َ‬ ‫كل يوم إثنني‪ ،‬هي أعلى‬ ‫الساعة ‪ 11‬صباحا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تبي الرَسوم ‪ 3‬و ‪ 4‬و‪ 5‬أ َن َ‬ ‫الصحة واألناقة‪ ،‬كما أ َن ‪ ٪ 85‬من املبحرين يقيمون خارج اجلمهوريَة‬ ‫فترات اإلبحار خاصة في مجالي َ‬ ‫التَونس َية منهم ‪ ٪ 40‬من فرنسا‪.‬‬

‫رسم ‪3‬‬

‫الدفاع‬

‫رسم ‪5‬‬

‫رسم ‪4‬‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪59‬‬


‫من خالل ما تبينه الرسوم البيانية‪ ،‬تأكد ولع التونسي مبستجدات عاملي الصحة واألناقة‪ ،‬مما‬ ‫أمكن حتديد طبيعة املبحرين ومستواهم الثقافي والعلمي واإلجتماعي خاصة أن النسبة الكبيرة‬ ‫منهم تق ّيم خارج هذا الوطن‪.‬‬

‫رسم ‪6‬‬

‫رسم ‪7‬‬ ‫و من خالل الرسم البياني عدد ‪ 7‬ميكن القول أن اجلالية التونسية املقيمة باخلارج مهتمة مبا‬ ‫يحدث بالبالد وتريد اإلطالع على املستجدات من خالل ما ينشر باملواقع اإللكترونية التونسية ملا‬ ‫فيها حسب اعتقادهم من معطيات واقعية وصحيحة‪ .‬بحيث أنه حسب الوضعية النفسية‬ ‫واإلجتماعية التي يعيشونها‪ ،‬أصبح اللجوء إلى مثل هذه املواقع رافدا ومتنفسا ملواجهة‬ ‫ضغوطاتهم اليومية املتعايشة‪.‬‬ ‫‪ -3‬املعدات املستعملة عند اإلبحار ‪:‬‬ ‫أفرز تنوع املعدات و اختالف أحجامها وتعدد أنظمة االستغالل املستعملة‪ ،‬منطا جديدا عند‬ ‫االبحار‪ .‬وقد بينت هذه الدراسة ان ‪ ٪ 74‬من متصفحي االنترنات يسعملون أجهزة حاسوب مقابل‬ ‫‪ ٪ 26‬يستعملون الهواتف اجل َوالة (‪ ٪ 89‬منها هواتف ذك َية و ‪ ٪ 11‬لوحات رقم َية)‪.‬هذا وتبقى‬ ‫الرَيادة ملع َدات ‪ SAMSUNG‬بآستعمال نظام اإلستغالل ‪. Android‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪60‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫رسم ‪9‬‬ ‫رسم ‪8‬‬ ‫إن ارتفاع عدد احلواسيب املستعملة لإلبحار عبر األنترنت‪ ،‬يعتبر أمرا طبيعيا نظرا إلى أن ثقافة‬ ‫استغالل الهواتف الرقمية للغرض اليزال منحصرا لدى الشباب خاصة وأن هذه التقنية تعد‬ ‫حديثة نوعا ما ولم تعمم بعد‪ ،‬باإلضافة إلى الوضع اإلقتصادي اإلستثنائي ملعظم األسر التونسية‬ ‫الذي ال يخ ّول لها إستعمال احلواسيب على حساب الهواتف واللوحات الرقمية والذكية‪.‬‬

‫رسم‪10‬‬

‫رسم ‪11‬‬ ‫تبي من خالل هذه الدراسة أن املواطن التونسي يعتمد في اإلبحار عبر شبكة األنترنات‬ ‫هذا و َ‬ ‫على احلواسيب وليس على الهواتف الذكية وذلك َربا للظروف املاديَة التي يعاني منها جل‬ ‫الطبقات االجتماعية او َّربا بسبب عوامل أخري (ثقاف َية – تقن َية‪ .)...‬ومن هنا يتجلَى استعماله‬ ‫اخملصص اساسا للحواسيب‪.‬‬ ‫ملتصفح املواقع “‪َ ”Chrome‬‬ ‫كذلك ومبا أن الدولة سعت لتعميم األنترنات باإلدارة التونسية فإ َن هذا اخليار ساهم في ارتفاع‬ ‫عدد الزائرين للمواقع التونسية قي أوقات العمل باملقارنة بأيام العطل (السبت‪+‬االحد)‬ ‫املراجع‪:‬‬ ‫مواقع واب ‪:‬‬

‫اجملالت‪:‬‬

‫‪-www.medianet.com.tn‬‬ ‫‪-tn.viadeo.com/fr/search/rcl/tn/Medianet/fr/‬‬ ‫‪-gde.webmanagercenter.com/listing/medianet/‬‬ ‫‪-www.tekiano.com/2012/10/03/tunisie-medianet-lance-son-nouveau-site-web/‬‬ ‫‪-annuairetunisie.tn/annonce/medianet/‬‬ ‫‪-MEDIANET était en direct.30 avril •facebook‬‬ ‫‪-Les médias au cœur de l’interactivité #tuniseo #Midox‬‬ ‫‪-MEDIANET Chiffres clés sur l’utilisation de LinkedIn en Afrique.‬‬ ‫‪-La Newsletter de #MEDIANET N°5‬‬ ‫‪-Etude Webanalytics 2015 des sites web tunisiens‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫الدفاع‬ ‫‪61‬‬


‫منهجيات وتحرير المقاالت الطبية‬

‫املالزم أول محرز الزين‬

‫بدعم من اجمللس الدولي للطب العسكري وفي إطار التعاون‬ ‫مع كلية الطب بتونس‪ ،‬انتظم خالل الفترة املمتدة من ‪ 3‬إلى‬ ‫‪ 7‬أفريل ‪ 2017‬باملدرسة التطبيقية ملصالح الصحة للجيوش‬ ‫الدرس اخلامس للصحة العسكرية حول «منهجيات وحترير‬ ‫املقاالت الطبية» ‪.‬‬ ‫إفتتح الدرس مدير عام الصحة العسكرية‬ ‫الذي ن ّوه في مداخلته باجملهودات الكبيرة‬ ‫التي تضطلع بها اإلدارة العامة للصحة‬ ‫العسكرية في سبيل دعم التعاون بني‬ ‫ّ‬ ‫واملنظمات‬ ‫تونس من جهة وبقية دول العالم‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪62‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫والهيئات األممية من جهة أخرى من أجل‬ ‫النهوض بقطاع الصحة العسكرية‪ .‬وحضر‬ ‫الدرس ث ّلة من اإلطارات الطبية العسكرية‬ ‫واملدنية من تونس ومن دول شقيقة وصديقة‬ ‫على غرار اجلزائر واألردن واململكة العربية‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫السعودية‪.‬‬ ‫انتظم هذا الدرس في دورتني متوازيتني‬ ‫باللغتني الفرنسية واإلجنليزية لفائدة ‪65‬‬ ‫مشاركا موزعني بني ‪ 40‬مشاركا في الدورة‬ ‫الفرنسية و‪ 25‬مشاركا في الدورة االجنليزية‪.‬‬ ‫وتطرق الدرس إلى جملة من القواعد‬ ‫والضوابط األساسية في عملية حترير‬ ‫املقاالت والبحوث الطبية التي يستند عليها‬ ‫الباحث أو كاتب املقال الطبي في جميع‬ ‫مراحل الصياغة من أجل تطوير هذا اجملال‬ ‫الذي يعتبر عنصرا هاما وأساسيا لدعم‬ ‫التطور الطبي والبحث العلمي‪.‬‬ ‫ومن بني هذه القواعد‪ ،‬نذكر ضرورة‬ ‫االستعانة بأهل االختصاص واخلبراء‬ ‫كمؤطرين داعمني للوصول إلى املعلومة‬ ‫حتى يكون املقال الطبي أو العلمي ناجحا‬

‫وصحيحا‪ ،‬باإلضافة إلى تدعيمه مبراجع‬ ‫ومصادر موثوقة والتثبت من صحتها قدر‬ ‫اإلمكان الجتناب األخطاء نظرا حلساسية‬ ‫هذا اجملال الذي يتطلب قدرا كافيا من‬ ‫املعلومات واإلحصائيات واألرقام الدقيقة ‪.‬‬ ‫كما مت خالل هذا الدرس عرض اخلصائص‬ ‫الفنية والتحريرية الواجب تو ّفرها في املقال‬ ‫أو البحث الطبي مثل وجوب وجود ظاهرة‬ ‫ممهدة لكتابة املقال‬ ‫أو مشكلة آنية وجدية ّ‬ ‫أو البحث ووضع أهداف واضحة من أجل‬ ‫الوصول إليها وحتقيق نتائج واستنتاجات‬ ‫جديدة وإضافات علمية‪.‬‬ ‫بي املشاركون من خالل بعض‬ ‫كما ّ‬ ‫املداخالت واحملاضرات الق ّيمة أهمية الصياغة‬ ‫السليمة والسلسة التي تعتمد على ألفاظ‬ ‫لغوية واضحة وسهلة وخالية من األخطاء‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪63‬‬


‫التي من شأنها حتريف املعنى املقصود‪ ،‬وقدرة‬ ‫تلك الكتابة على إجناح البحث أو املقال وبلوغ‬ ‫األهداف املرج ّوة وإيصال املعلومات ونتائج‬ ‫البحث بطريقة جيدة إلى املتلقي‪.‬‬ ‫قدم املتدخلون مجموعة من‬ ‫كما‬ ‫ّ‬ ‫التوصيات واملالحظات الهامة‪ ،‬على غرار‬ ‫ضرورة التق ّيد بالتسلسل املهني والوظيفي‬ ‫في كتابة املقاالت الطبية بحيث يكون رئيس‬ ‫حترير اجمللة الطبية هو املسؤول الرئيسي عن‬ ‫والبت في إمكانية‬ ‫عملية إصالح املقاالت‬ ‫ّ‬ ‫ويحدد‬ ‫نشرها من عدمه‪ ،‬وهو الذي يضع‬ ‫ّ‬ ‫اخلط التحريري للمجلة ويسهر على إتباعه‬ ‫من قبل كاتبي املقاالت والبحوث الطبية‪ ،‬في‬ ‫حني يعمل كاتب املقال على متابعة مقاالته‬ ‫ومعاجلتها وإصالحها إن تط ّلب األمر ذلك إلى‬ ‫حني املوافقة على نشرها وإدراجها باجمللة‪.‬‬ ‫كما كان للمشاركني في هذا الدرس‬ ‫فرصة لالستفادة من ذوي الكفاءات واخلبرات‬ ‫في مجال حترير املقاالت الطبية وحتسني‬ ‫مشاريع بحوثهم العلمية املراد تأليفها‬ ‫وإجنازها باإلضافة إلى كيفية استعمال‬ ‫اللغة االجنليزية في تقدمي نتائج دراساتهم‬ ‫وبحوثهم‪ ...‬وقد مت إلقاء عدة محاضرات‬ ‫ودروس قيمة في هذا املوضوع من قبل دكاترة‬ ‫قدموا خاللها جتاربهم‬ ‫وأساتذة مختصني ّ‬ ‫وخبراتهم املهنية والعلمية في هذا اجملال‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪64‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫والتطور التقني احلاصل في مجال اإلعالمية‬ ‫واستغاللها في حترير البحوث العلمية وذلك‬ ‫باستخدام بعض البرمجيات اجلديدة اخلاصة‬ ‫بهذا اجملال والتي من شأنها تسهيل عملية‬ ‫البحث وحترير املقاالت الطبية‪.‬‬ ‫وتخ ّلل الدرس ورشات تطبيقية مت خاللها‬ ‫عرض أحدث البرمجيات اإلعالمية اخلاصة‬ ‫مبجال حترير املقاالت والبحوث الطبية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى القيام ببعض التمارين‬ ‫التقييمية في هذا اجملال لفائدة املشاركني‪.‬‬ ‫كما مت تنظيم زيارات ترفيهية وتثقيفية‬ ‫إلى املعالم األثرية بقرطاج ومركز املوسيقى‬ ‫العربية واملتوسطية النجمة الزهراء بسيدي‬ ‫بوسعيد ‪.‬‬ ‫واختتم هذا الدرس مدير عام الصحة‬ ‫العسكرية حيث مت تقدمي الشهائد‬ ‫للمشاركني وتكرمي جميع اإلطارات الطبية‬ ‫واألساتذة الذين ساهموا في إجناح هذا‬ ‫الدرس داعيا في هذا الصدد إلى مزيد العمل‬ ‫لتطوير هذه التظاهرة ليصبح درس تونس‬ ‫الحقا درسا مرجعيا برعاية اجمللس الدولي‬ ‫للطب العسكري من خالل العمل على دعوة‬ ‫دول من مجموعتي العمل اإلقليمية العربية‬ ‫واإلفريقية للطب العسكري الحتضان دروس‬ ‫مماثلة طبقا لبرنامج علمي يضبط حتت‬ ‫إشراف اللجنة العلمية لدرس تونس املرجعي‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫الحرب الهجينة‬ ‫‪LA GUERRE HYBRIDE‬‬

‫املقدم منصف السالمي‬

‫‪“State on state conflicts are being replaced by hybrid wars and asym‬‬‫‪metric conflicts in which there is no clear cut distinction between‬‬ ‫‪soldiers and civilians and between organised violence, terror, crime‬‬ ‫‪and war” 1‬‬

‫املالزم أول محرز الزين‬

‫احلرب جزء من تاريخ‬ ‫اإلنسانية وهي تتط ّور لتأخذ‬ ‫أشكاال متن ّوعة حسب هو ّية‬ ‫ّ‬ ‫املنفذ و طريقة التنفيذ‪.‬‬ ‫لذلك تعمل املدارس‬ ‫العسكر ّية على تدريب‬ ‫األفراد على تنفيذ احلروب‬ ‫و طرق التصدي للتهديدات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املفكرون والباحثون في‬ ‫الشأن العسكري أ ّلفوا‬ ‫منذ القدم كتبا و مراجع‬ ‫تبني أنواع احلروب و فنياتها‬ ‫وطرق تنظيم التشكيالت‬

‫العسكر ّية‪ .‬احلرب كانت‬ ‫منذ القدم تع ّرف على‬ ‫أنها تقليدية بني جيشني‬ ‫نظام ّيني أو غير تقليد ّية‬ ‫متارس من طرف جماعات غير‬ ‫نظام ّية‪.‬‬ ‫تنامي جتارة األسلحة‬ ‫التكنولوجي‬ ‫والتط ّور‬ ‫خاصة في مجال االتصاالت‬ ‫و ّ‬ ‫ّ‬ ‫مكنت اجلماعات اإلرهابية‬ ‫من التواصل‪ ،‬اإلنتداب ‪ّ ،‬‬ ‫تلقي‬ ‫الدعم‪ّ ،‬‬ ‫بث أفكارها ‪ ،‬نشر‬ ‫ّ‬ ‫برامجها ونشاطها امليداني‪.‬‬

‫ّ‬ ‫كل هذا غ ّير املشهد على‬ ‫امليدان و سمح للجماعات‬ ‫اإلرهابية مبنافسة اجليوش‬ ‫النظام ّية عبر إعتماد طرق‬ ‫سميت “احلرب‬ ‫قتالية جديدة ّ‬ ‫الهجينة”‪.‬‬ ‫عدة‬ ‫انهيار النّظام في ّ‬ ‫دول مثل العراق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ليبيا‬ ‫عدة مناطق في‬ ‫واحلروب في ّ‬ ‫العالم مثل احلرب أألوكرانية‪-‬‬ ‫الروسية جعل اجملتمع‬ ‫الدولي يعيش أعمق أزمة في‬ ‫ّ‬ ‫الدول ّية منذ نهاية‬ ‫العالقات ّ‬

‫الدفاع‬

‫‪1 Transformation or stagnation? Rethinking Australia’s defence Alan Dupont‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪65‬‬


‫احلرب الباردة‪.‬‬ ‫أمام هذه الوضع ّية‬ ‫املتّسمة بعدم االستقرار‬ ‫بد من إستراتيجية كبرى‬ ‫ال ّ‬ ‫جملابهة الشكل اجلديد من‬ ‫احلروب‪ ،‬مع مراعاة تط ّور‬ ‫الوضع األمني إقليم ّيا‬ ‫وعامل ّيا‪ ،‬التطور التكنولوجي‬ ‫و ألعسكري ‪ ،‬تط ّور وسائل‬ ‫اإلعالم واالتصال و األخذ بعني‬ ‫اإلعتبار التط ّور اإلنساني في‬ ‫جميع اجملاالت‪.‬‬ ‫“هاو سكراشان” “‪Hew‬‬ ‫‪ ”Skrachan‬املؤ ّرخ العسكري‬ ‫البارز في أكسفورد‪ ،‬يرى في‬ ‫إحدى دراساته الصادرة سنة‬ ‫‪ 2006‬أن أكبر خطر تواجهه‬ ‫اجليوش النّظام ّية هو عدم‬ ‫معرفة نوع احلرب و كيف ّية‬ ‫التك ّيف مع التّغييرات‬ ‫اجلديدة وأنه إذا أردنا حتديد‬ ‫درجة تغ ّير احلروب وتأثيراتها‬ ‫ّ‬ ‫بد من‬ ‫على‬ ‫الشعوب ال ّ‬ ‫معرفة نوع احلرب‪.2‬‬ ‫املشكل الكبير الذي‬ ‫عدة جيوش هو عدم‬ ‫تواجهه ّ‬ ‫القدرة على التّطور والتك ّيف‬ ‫مع التهددات اجلديدة‪ .‬العائق‬ ‫الكبير هو إحداث التغيرات‬ ‫الهيكل ّية و التنظيم ّية‬ ‫والتدريبية ال ّالزمة‪ ،‬حيث‬ ‫مازالت عديد اجليوش‬ ‫التقليد ّية تعتمد على‬ ‫املفاهيم القدمية للتّهديدات‬ ‫التّى تواجهها دون األخذ‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪66‬‬

‫بعني اإلعتبار ما يحدث من‬ ‫تغييرات في فنّيات احلرب‬ ‫احلديثة‪.‬‬ ‫من هذا املنظور‪ ،‬تعمل‬ ‫مراكز البحوث في العالم‬ ‫و حلقات التّفكير “‪THINK‬‬ ‫‪ ”TANK‬على فهم وتوضيح‬ ‫اجلديدة‬ ‫التهديدات‬ ‫واإلضطرابات احملتملة في‬ ‫املستقبل وسبل مجابهتها‬ ‫تأثيراتها‪،‬‬ ‫من‬ ‫واحلد‬ ‫ّ‬ ‫حيث أن الطابع املتط ّور‬ ‫للصراعات احلديثة يتم ّيز‬ ‫ّ‬ ‫باإللتقاء“ ‪”convergence‬‬ ‫بني ماهو جسدي‪ ،‬نفسي‪،‬‬ ‫حركي‪ ،‬ال حركي‪ ،‬مقاتل وغير‬ ‫مقاتل‪.‬‬ ‫كذلك يعمل العسكر ّيون‬ ‫و الباحثون في اجملال‬ ‫العسكري على فهم‬ ‫الصراعات اجلديدة‬ ‫مك ّونات ّ‬ ‫من جيوش‪ ،‬فنيات‪ ،‬أساليب‬ ‫‪،‬نوع التشكيالت املشاركة‬ ‫الصراع ومستوى‬ ‫في‬ ‫ّ‬ ‫التّنظيم‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫معقدة‬ ‫احلرب احلديثة‬ ‫وتتم ّيز بالتطور التكنولوجي‬ ‫الكبير لألسلحة وأيضا‬ ‫ّ‬ ‫مركبة يختلط فيها‬ ‫التقليدي وغير التقليدي في‬ ‫ساحة املعركة باإلضافة إلى‬ ‫تأثير حرب املعلومات واحلرب‬ ‫اإللكترونية على سير املعارك‬ ‫من خالل التأثير النفسي‬ ‫على املقاتل والرأي العام‪.‬‬

‫احلرب في جنوب لبنان‬ ‫سنة ‪ 2006‬والتدخل‬ ‫العسكري الروسي في‬ ‫جورجيا سنة ‪ 2008‬و احلرب‬ ‫في أوكرانيا سنة ‪2014‬‬ ‫و أخيرا ظهور التنظيم‬ ‫الإلرهابي “داعش” في الشرق‬ ‫وعدة مناطق من‬ ‫األوسط‬ ‫ّ‬ ‫بي أن احلرب احلديثة‬ ‫العالم‪ّ ،‬‬ ‫لن تكون تقليدية في‬ ‫املستقبل ‪.‬‬ ‫منذ بداية القرن احلادي‬ ‫ّ‬ ‫املفكرون‬ ‫العشرين‪ ،‬أطلق‬ ‫في الشأن العسكري لفظ‬ ‫“هجينة”على احلروب احلديثة‪.‬‬ ‫كما يرون أن هذا اللفظ يبرز‬ ‫التعقيد الذي تعرفه ساحة‬ ‫املعركة احلديثة وتط ّور‬ ‫أساليب التنظيم والتشكيل‬ ‫للوحدات العسكرية‪.‬‬ ‫‪-1‬احلرب التقليدية وغير‬ ‫التقليدية‪:‬‬ ‫ما عدي في بعض‬ ‫االستثناءات‪ ،‬إن أكثر‬ ‫واملفاهيم‬ ‫النظريات‬ ‫والتفكير اإلستراتيجي في‬ ‫امليدان احلربي متّت صياغتها‬ ‫بني القرن السابع عشر‬ ‫والقرن العشرين في إطار‬ ‫احلرب التقليدية‪.‬‬ ‫التقليدية‬ ‫احلرب‬ ‫أوالنظام ّية لها جذور‬ ‫تاريخية و تعتبر املعيار في‬ ‫الصراعات البشرية و تتم ّيز‬ ‫بثالث خصائص‪:‬‬

‫‪2 The Contemporary Spectrum Of Conflict: Protracted, Gray Zone, Ambiguous, And Hybrid Modes Of War Frank G. Hoffman, Phd‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫ّ‬ ‫اخلاصية األولى ‪:‬‬ ‫•‬ ‫التطور املستم ّر للقوة‬ ‫النارية والتطور التكنولوجي‬ ‫والصناعي واعتماد تنظيم‬ ‫هيكلي يستعمل في اجليوش‬ ‫النظامية مثل املقدمة‬ ‫ومعظم القوة واملؤخرة ‪...‬‬ ‫• اخلاصيّةالثانية ‪:‬‬ ‫التشريعات والقوانني التي‬ ‫تنظم عالقة اجليش بالدولة‬ ‫وحقوق وواجبات العسكري‬ ‫كمواطن وكعسكري أثناء‬ ‫احلرب والسلم‪.‬‬ ‫• اخلاصيّةالثالثة ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تنفذ طبقا لإلستراتيجية‬ ‫العامة للدولة والتي‬ ‫تنبثق منها اإلستراتيجية‬ ‫العسكرية التي تعتبر القوة‬ ‫الوسيلة الوحيدة للقضاء‬ ‫على العدو‪.‬‬ ‫احلرب غير التقليدية‬ ‫ليست لها جذور تاريخية‬ ‫واضحة‪.‬‬ ‫تنظيمية‬ ‫و‬ ‫على املستوى التكتيكي‬ ‫و العملياتي هي حرب‬ ‫العصابات‪ ،‬حيث يتم التراوح‬ ‫بني الهجوم واإلنسحاب‬ ‫واإلعتماد على الغارة‬ ‫والكمائن وتنفذ من طرف‬ ‫ضد‬ ‫قوات صغيرة احلجم‬ ‫ّ‬ ‫قوات كبيرة احلجم‪ .‬كما أنها‬ ‫ال تعتمد ّ‬ ‫خطا واضحا للقتال‬ ‫وال تستعمل عادة من طرف‬ ‫القوات النظامية وال يتمتع‬

‫منفذوها بحقوق أسير حرب‪.‬‬ ‫احلرب‬ ‫إستراتيجية‬ ‫تسمى‬ ‫التقليدية‬ ‫اإلستراتيجية املباشةرة“�‪Stra‬‬ ‫‪”tégie‬وتعتمد‬ ‫‪Directe‬‬ ‫أساسا على حتطيم القوات‬ ‫املعادية واحتالل األرض‪.‬‬ ‫تسمى إستراتيجية‬ ‫بينما‬ ‫ّ‬ ‫تقليدية‬ ‫غير‬ ‫احلرب‬ ‫‪،‬اإلستراتيجية غير املباشرة‬ ‫‪”Stratégie‬‬ ‫“‪Indirecte‬‬ ‫و ترتكز على اخلداع و مهاجمة‬ ‫األرتال اخللفية و القواعد‬ ‫اللوجستيكية و التجمعات‬ ‫السكانية للتأثير النفسي‬ ‫واإلقتصادي على العدو‪.‬‬ ‫تقليدي أو غير تقليدي‬ ‫هي مفاهيم متّ تداولها‬ ‫ّ‬ ‫املنظرين لفهم‬ ‫من طرف‬ ‫الصراعات و احلروب‪ ،‬لكن‬ ‫احلقيقة مغايرة للواقع‬ ‫وتطابق حرب مع إحدى‬ ‫الطريقتني املذكورتني سابقا‬ ‫جدا‪ .‬هذا الواقع اجلديد‬ ‫نادر ّ‬ ‫يج ّرنا للحديث عن احلرب‬ ‫احلديثة وخصائصها‪.‬‬ ‫احلرب‬ ‫‪-2‬خصائص‬ ‫احلديثة‪:‬‬ ‫يذكر‬ ‫كما‬ ‫احلرب‬ ‫كالوزفيتش“‪”3Clausewitz‬‬ ‫مثل احلرباء تغ ّير مظهرها‬ ‫وتعكس‬ ‫حسب احلالة‬ ‫أهداف الفرقاء‬ ‫إختالف‬ ‫السياسيني‪ .‬هذه اإلختالفات‬ ‫في احلرب وفقا للتطورات‬

‫السياسية واإلجتماعية‪،‬‬ ‫تؤدي إلى خلق مفاهيم‬ ‫جديدة للحرب‪.‬‬ ‫الشيء ثابت في هذه‬ ‫احلياة‪ّ ،‬‬ ‫كل األشياء تتط ّور‬ ‫و تتغ ّير‪ ،‬لذلك يوجد نقاش‬ ‫متجدد حول مفاهيم‬ ‫ّ‬ ‫خاصيات احلرب و ما إن‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫كانت إحدى احلروب ّ‬ ‫أقل أو‬ ‫أكثر تعقيدا من األخرى‪.‬‬ ‫بشكل عام فهم نوع احلرب‬ ‫خاصياتها و أساليبها‪،‬‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ميكن القوة العسكر ّية‬ ‫النّظام ّية من النجاح في‬ ‫تعددت في‬ ‫مهامها‪ ،‬لذلك‬ ‫ّ‬ ‫السنوات األخيرة النّقاشات‬ ‫ّ‬ ‫الدراسات حول التّط ّور في‬ ‫و ّ‬ ‫احلرب احلديثة بعد نهاية‬ ‫الباردة‪،‬وتوصل‬ ‫مرحلة احلرب‬ ‫ّ‬ ‫اخلبراء في اجملال إلى أ ّن‬ ‫البشر ّية وصلت إلى مرحلة‬ ‫ثورة في احلروب‪.‬‬ ‫يرى“فرانك هوفمان“‪Frank‬‬ ‫‪ ”Hoffman‬في كتابه احلرب‬ ‫الهجينة “‪ ”Hybrid War‬أن‬ ‫البشر ّية وصلت إلى عصر‬ ‫املتعددة األنواع و ا ّلتي‬ ‫احلروب‬ ‫ّ‬ ‫تستعمل في نفس الوقت‬ ‫‪4‬‬ ‫و بطرق مرنة‪.‬‬ ‫كما يدرس املركز األمريكي‬ ‫النّاشئة‬ ‫للتّهديدات‬ ‫و الفرص املتاح ِة‪Center for‬‬ ‫“‪EmergingThreats and‬‬ ‫‪،”Opportunities‬‬ ‫‪CETO‬‬ ‫الصراعات في العالم‬ ‫تغ ّير ّ‬

‫الدفاع‬

‫‪ 3‬جنرال ومؤرخ حربي أملاني من أهم مؤلفاته كتاب (‪ )Vom Kriege‬أي‪ :‬من احلرب‬ ‫‪4 Conflict in the 21stCentury: The Rise of Hybrid Wars Frank G. Hoffman Potomac Institute for Policy Studies Arlington, Virginia December 2007‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪67‬‬


‫توصل‬ ‫مستقبال‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫الباحثون في املركز إلى أ ّن‬ ‫الدول ّية تواجه نوعا‬ ‫اجملموعة ّ‬ ‫جديدا من احلروب تتم ّيز بـ‪:‬‬ ‫ تد ّفق واسع النّطاق‬‫ل ّالجئني‪،‬‬ ‫ عنف جنسي‪،‬‬‫أعمال إرهاب ّية و إجرام ّية‬ ‫عابرة للحدود‪.‬‬ ‫حروب تصفها بعض‬ ‫مراكز البحوث بحرب اجليل‬ ‫ال ّرابع ( ‪Fourth Géneration‬‬ ‫‪ ) War 4GW‬و تتم ّيز بعدم‬ ‫السلم‬ ‫وضوح ال ّرؤية بني‬ ‫ّ‬ ‫و احلرب و عدم التّفريق بني‬ ‫املقاتل و غير املقاتل‪.‬‬ ‫تتم ّثل عناصر احلرب من‬ ‫اجليل ال ّرابع في إستعمال‬ ‫وسائل تقليد ّية‪ ،‬وغير‬ ‫تقليد ّية‪ ،‬و عمل ّيات إرهاب ّية‪،‬‬ ‫إضافة إلى ما يو ّفره التّقدم‬ ‫خاصة وفرة‬ ‫التكنولوجي و‬ ‫ّ‬ ‫املعلومة وسهولة التواصل‬ ‫بني اجملموعات واألفراد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املفكر البريطاني‬ ‫كما أ ّن‬ ‫“رون طورنتون “�‪Ron Toron‬‬ ‫‪ ”ton‬صاحب كتاب “اجليل‬ ‫ال ّرابع”يعتبر أ ّن ما يحدث‬ ‫هو تط ّور للحرب و حت ّول في‬ ‫الدرجة مع عودة وحش ّية‬ ‫ّ‬ ‫القرون الوسطى‪ .‬جوهر هذه‬ ‫النّظر ّية يقوم على ا ّن إضعاف‬ ‫الدولة و نظام احلكم‬ ‫أجهزة ّ‬ ‫ينتج عنه صعود تنظيمات‬ ‫أو جماعات قادرة على تهديد‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪68‬‬

‫شرع ّية النّظام القائم مثلما‬ ‫حصل في سوريا و العراق‬ ‫و ليبيا و اليمن‪...‬‬ ‫يعتبر“طوماس فريدمان‬ ‫‪ ”Thomas Freidman‬في‬ ‫كتابه “‪The Lexus and The‬‬ ‫‪ ”Olive Tree‬أ ّن احلرب اجلديدة‬ ‫تتم ّيز مبواجهة بني جيوش‬ ‫متعصبني قادرين‬ ‫نظام ّية و‬ ‫ّ‬ ‫على تنفيذ هجمات قاتلة‬ ‫السلم العامل ّيني‬ ‫ّ‬ ‫تهدد األمن و ّ‬ ‫و يذكر في كتابه أن الوحش ّية‬ ‫و االرجتال املستم ّر و التّك ّيف‬ ‫السمة‬ ‫التنظيمي سيكون ّ‬ ‫العامة للحرب املقبلة‪.‬‬ ‫اجليوش النّظامية تواجه‬ ‫ّ‬ ‫معقدا‪،‬‬ ‫عد ّوا متط ّورا و‬ ‫يعلم أن النّجاح في املعارك‬ ‫يتط ّلب املزج بني تشكيالت‬ ‫قتال ّية مختلفة‪ ،‬لتحقيق‬ ‫أهداف واحدة في زمن‬ ‫محدد‪ .‬إن احلرب احلديثة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مركبة‪ ،‬ال تعترف بقالب‬ ‫معي و ال بنظام و ال آل ّيات‬ ‫ّ‬ ‫متعارف عليها‪ ،‬هي حرب‬ ‫ّ‬ ‫كل الوسائل فيها مباحة‬ ‫لتحقيق األهداف‪ ،‬حرب ال‬ ‫تعترف باحلدود‪ ،‬املقاتل فيها‬ ‫بالضرورة إلى أرض‬ ‫ال ينتمي‬ ‫ّ‬ ‫املعركة‪.‬‬ ‫مهما إختلفت التّسميات‪،‬‬ ‫فإن أغلب مراكز البحوث‬ ‫ّ‬ ‫املنظمات‬ ‫العسكر ّية و‬ ‫الدول ّية اتفقت على إطالق‬ ‫ّ‬ ‫اسم “احلرب الهجينة“‪La‬‬

‫‪ ”Guerre Hybride‬على‬ ‫الصراعات اجلديدة في العالم‬ ‫ّ‬ ‫مثل احلرب في أوكرانيا ‪،‬‬ ‫سوريا ‪،‬في العراق أو في‬ ‫ليبيا‪....‬‬ ‫حدد رئيس أركان‬ ‫لقد‬ ‫ّ‬ ‫اجليش الروسي “فاليري‬ ‫قيراسيمفوف” “�‪Valeri Gué‬‬ ‫‪”rassimov‬‬ ‫عناصر احلرب احلديثة‪: 5‬‬ ‫‪ -1‬أنشطة عسكر ّية‬ ‫السلم دون إعالن‬ ‫خالل فترة ّ‬ ‫احلرب‪.‬‬ ‫‪ -2‬تط ّور جتارة األسلحة‬ ‫بطرق غير قانون ّية بني‬ ‫اجلماعات املس ّلحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫القدرات‬ ‫شل‬ ‫‪-3‬‬ ‫العسكر ّية و اإلقتصاد ّية‬ ‫للعد ّو بواسطة ضربات‬ ‫جو ّية تستهدف األهداف‬ ‫العسكر ّية و املدن ّية ذات‬ ‫األهم ّية اإلستراتيج ّية‪.‬‬ ‫‪ -4‬إستخدام واسع‬ ‫لألسلحة‬ ‫النّطاق‬ ‫عالية الد ّقة‪ ،‬العمل ّيات‬ ‫اخلاصة‪،‬ال ّر وبوتات“‪”Robots‬‬ ‫ّ‬ ‫و مختلف أنواع األسلحة‪.‬‬ ‫مدن ّيني‬ ‫‪ -5‬إشراك‬ ‫مس ّلحني في النّزاعات‬ ‫املس ّلحة‪.‬‬ ‫ضد‬ ‫‪ -6‬هجمات متزامنة ّ‬ ‫الوحدات و املواقع العسكر ّية‬ ‫في كامل أنحاء البالد‪.‬‬ ‫‪ - 7‬عمل ّيات عسكر ّية‬ ‫في وقت واحد ب ّرا‪ ،‬بحرا ‪،‬‬

‫‪5 Guerre hybride : un nouveau défi de sécurité pour l’Europe Rédigées par Andis Kudors, Centre d’études politiques est-européennes‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫ج ّوا ‪ ،‬إلكترون ّيا و في امليدان‬ ‫اإلعالمي‪.‬‬ ‫‪ -8‬استخدام األساليب‬ ‫غير املتماثل ة “�‪Asymé‬‬ ‫‪”triquess‬و غير املباشرة “�‪In‬‬ ‫‪.”directes‬‬ ‫يستند الفهم ال ّروسي‬ ‫للحرب احلديثة على فكرة‬ ‫أن املعركة ال ّرئيسية تدار‬ ‫في العقل قبل امليدان‪ ،‬لذلك‬ ‫ّ‬ ‫املنظرون للحرب‬ ‫يعطي‬ ‫احلديثة أهم ّية بالغة لتبادل‬ ‫املعلومات والتّأثير النّفسي‪،‬‬ ‫لتحقيق التفوق في مجال‬ ‫واملعدات‬ ‫التحكم في األفراد‬ ‫ّ‬ ‫رجة نفس ّية‬ ‫وكذلك إحداث ّ‬ ‫في صفوف القوات املعادية‬ ‫والسكان املدنيني للدولة‬ ‫املستهدفة‪.‬‬ ‫إن البحث عبر االنترنيت‬ ‫يبني أن مئات الدراسات متّ‬ ‫نشرها حول احلرب الهجينة‬ ‫التي أصبحت عنوانا‬ ‫ّ‬ ‫املركب ة “�‪Com‬‬ ‫للصراعات‬ ‫‪ ”pound Wars‬في القرن‬ ‫احلادي والعشرين وما حتتويه‬ ‫تعدد ألطراف الصراع‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫وضبابية املواقف على امليدان‪،‬‬ ‫لذلك فإنه من الضروري‬ ‫معرفة كيف ّية نشأتها‬ ‫وتط ّورها‪.‬‬ ‫‪-3‬نشأة و تطوّر احلرب‬ ‫الهجينة ‪:‬‬ ‫الهجني في اللغة‪ ،‬هو‬ ‫تزاوج نوعني أو ساللتني أو‬

‫صنفني مختلفني‪.‬‬ ‫الهجني في احلرب‪ ،‬هو‬ ‫دمج بني الهيكل و التّنظيم‬ ‫لوسائل التّنفيذ التقليد ّية‬ ‫و غير التقليدية‪.‬‬ ‫يستعمل‬ ‫تنظيم ّيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املنفذ للحرب الهجينة بنية‬ ‫سياس ّية هرم ّية إلى جانب‬ ‫خاليا مركز ّية من الوحدات‬ ‫القتال ّية كما أن وسائل‬ ‫التنفيذ هجينة في ّ‬ ‫الشكل‬ ‫و التّطبيق‪.‬‬ ‫منذ بداية القرن احلادي‬ ‫والعشرين‪ ،‬أصبح مصطلح‬ ‫“احلرب الهجينة” شديد‬ ‫خاصة في املستوى‬ ‫ال ّرواج‬ ‫ّ‬ ‫اإلستراتيجي للمجتمعات‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫املستوى‬ ‫على‬ ‫اإلستراتيجي “‪:”Stratégique‬‬ ‫مفهوم التهجني يعني‬ ‫الدمج بني القوات التقليدية‬ ‫ّ‬ ‫والقوات غير التقليدية في‬ ‫مسرح واحد أثناء املعركة‪.‬‬ ‫على املستوى العملياتي‬ ‫“ ‪ : ”O p é r a t i f‬ا لتهجني‬ ‫في احلرب هو تنفيذ‬ ‫مناورات متطورة جتمع بني‬ ‫التركيز“ ‪”Concentration‬‬ ‫و التشتيت “‪”Dispersion‬‬ ‫للقوات أثناء املعركة‪.‬‬ ‫على املستوى التكتيكي‬ ‫“‪ :”Tactique‬التهجني هو‬ ‫معدات تقليدية‬ ‫اجلمع بني‬ ‫ّ‬ ‫حديثة تستعمل عادة من‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫القوات النظامية احلديثة و‬ ‫فنيات القتال غير التقليدي‪.‬‬ ‫هذا النوع اجلديد من احلروب‬ ‫أثبت جدواه في مختلف‬ ‫مناطق النزاع في العالم‬ ‫وبواسطة أطراف مختلفة‬ ‫مثل روسيا في أوكرانيا وقتال‬ ‫تنظيم “داعش” في سوريا‬ ‫و العراق‪.‬‬ ‫إن غياب تعريف دقيق‬ ‫للحرب الهجينة قد تكون‬ ‫نتائجه خطرة على الوضع‬ ‫األمني في جميع املناطق‬ ‫في العالم‪ ،‬لذلك ليس غريبا‬ ‫تعدد التعريفات للحرب‬ ‫ّ‬ ‫الهجينة‪ .‬كما أن البحث‬ ‫عن تعريف مصطلح حرب‬ ‫هجينة ليس فقط مترينا‬ ‫التعريف‬ ‫أكادمييا‪،‬ولكن‬ ‫يحدد سياسة‬ ‫ميكن أن‬ ‫ّ‬ ‫الدول واملؤسسات املك ّلفة‬ ‫بالتعامل مع هذا التهديد‪.‬‬ ‫ترى إحدى املقاربات للحرب‬ ‫الهجينة أن هذه احلرب هي‬ ‫دمج بني القوات التقليدية‬ ‫و غير التقليدية في نفس‬ ‫ساحة املعركة‪ .‬و يع ّرف املؤرخ‬ ‫العسكري “بيتر منصور”‬ ‫احلرب الهجينة بأنها "صراع‬ ‫يزج بقوات تقليدية و أخري‬ ‫غير تقليدية ( متمردون‪،‬‬ ‫إرهابيون‪،‬مجرمون‪،‬ثوار)‪،‬‬ ‫تنفذه دولة أو تنظيمات‬ ‫مس ّلحة قصد حتقيق هدف‬ ‫‪6‬‬ ‫سياسي واحد”‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪69‬‬


‫من هذا املنظور‪ ،‬احلرب‬ ‫الهجينة ليست بشيء‬ ‫جديد‪ ،‬ذلك ألن هناك عديد‬ ‫األمثلة للتقنيات و األساليب‬ ‫الهجينة على املستوى‬ ‫العملياتي‬ ‫التكتيكي‬ ‫تعود‬ ‫اإلستراتيجي‬ ‫و‬ ‫إلى احلروب البونيقية‬ ‫وكتابات“سان تزو ‪Sun ”7‬‬ ‫‪ Tzu‬في القرن اخلامس قبل‬ ‫امليالد‪ ،‬حيث م ّثل املقاتلني‬ ‫غير النظاميني تهديدا كبيرا‬ ‫للجيوش النظام ّية‪.‬‬ ‫جيوش عظيمة مثل جيش‬ ‫نابليون و اجليش األملاني في‬ ‫احلرب العاملية الثانية عانت‬ ‫كثيرا من هجمات املقاتلني‬ ‫الغير نظاميني الذين أحسنوا‬ ‫إستغالل امليدان و كسبوا‬ ‫تعاطف السكان ممّا مكنهم‬ ‫من توجيه ضربات موجعة‬ ‫لألرتال اللوجستية و مقرات‬ ‫القيادة واإلتصال‪.‬‬ ‫في بداية القرن احلادي‬ ‫والعشرين‪ ،‬أصبح إستعمال‬ ‫مصطلح “هجني” اللفظ‬ ‫األكثر تداوال في وصف‬ ‫الصراعات احلديثة خصوصا‬ ‫مع تصاعد درجة العنف‬ ‫والوحشية من طرف‬ ‫اجلماعات املسلحة وتزايد‬ ‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫الهجمات‬ ‫أثبتت احلروب األخيرة في‬

‫أفغانستان‪ ،‬العراق و سوريا‬ ‫التصدي للجماعات‬ ‫صعوبة‬ ‫ّ‬ ‫املس ّلحة دون إرتكاب‬ ‫إنتهاكات حلقوق اإلنسان في‬ ‫صفوف املدنيني وما يحمله‬ ‫من إنتقادات من طرف‬ ‫املنظمات احلقوقية الدولية‪.‬‬ ‫رغم أنه ال يوجد إتفاق‬ ‫على أن الصراعات احلديثة‬ ‫متثال نوعا جديدا من احلروب‪،‬‬ ‫لكن التعريف املتفق عليه أن‬ ‫احلرب الهجينة هي دمج بني‬ ‫األساليب التقليدية و غير‬ ‫‪8‬‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫مثال على ذلك نورد مقاال‬ ‫للضابط في ُمشاة البحرية‬ ‫األمريكية «فرانك هوفمان»‪،‬‬ ‫صادر عن«معهد بوتوماك‬ ‫السياسية‬ ‫للدراسات‬ ‫العامة» سنة ‪ ،2007‬حدد‬ ‫معنى «احلرب الهجينة»‬ ‫على أنها «سلسلة من‬ ‫الطرق اخملتلفة للحرب مبا في‬ ‫ذلك القدرات والتكتيكات‬ ‫التقليدية وغير التقليدية‬ ‫واألعمال اإلرهابية مبا فيها‬ ‫العنف واإلكراه العشوائي‬ ‫والفوضى اإلجرامية»‪.‬‬ ‫تاريخيا وجدت احلرب‬ ‫الهجينة و ذلك بدمج القوات‬ ‫التقليدية و غير التقليدية‬ ‫في وقت واحد ولكن في‬ ‫مسارح قتال منفصلة‪ ،‬كما‬

‫أن إستعمال القوات غير‬ ‫النظامية كان يعتبر ثانويا‬ ‫أمام العمليات التي تنفذها‬ ‫القوات التقليدية‪ ،‬خالفا‬ ‫للحرب احلديثة حيث يقاتل‬ ‫التشكيل ّ‬ ‫املركب في مسرح‬ ‫قتال واحد ومت ّثل فيه القوة‬ ‫غير التقليدية عامال حاسما‬ ‫في املعركة ملا يتميز به‬ ‫املقاتلون من شراسة‪ ،‬دون أن‬ ‫ننسى العوامل األخرى مثل‬ ‫احلرب اإلعالمية و اإللكترونية‬ ‫وأنظمة الصواريخ املتطورة‬ ‫والطائرات بدون ط ّيار ‪..‬‬ ‫نشر “كريستوفر كوكر”‬ ‫سنة ‪ 2006‬في مج ّلة اجليش‬ ‫األسترالي‪،‬مقاال ذكر فيه‬ ‫تتضمن‬ ‫أن احلرب الهجينة‬ ‫ّ‬ ‫مجموعة من وسائط‬ ‫مختلفة مبا في ذلك القدرات‬ ‫والتكتيكات‬ ‫التّقليدية‬ ‫والتشكيالت غير النّظامية‬ ‫و كذلك األعمال اإلرهابية‬ ‫و العنف العشوائي و األعمال‬ ‫ّ‬ ‫ة‪.‬تنفذ هذه احلرب‬ ‫اإلجرام ّي‬ ‫بواسطة وحدات منفصلة‬ ‫متجمعة ولكنّها بصفة‬ ‫أو‬ ‫ّ‬ ‫توجه‬ ‫عامة و تكتيك ّيا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تنسق في ساحة املعركة‬ ‫و ّ‬ ‫ال ّرئيسية لتحقيق األهداف‬ ‫املبرمجة على جميع‬ ‫املستويات سواء إستراتيج ّيا‬ ‫أو عملياتيا أو تكتيك ّيا‪.‬‬

‫‪6 Peter R. Mansoor, “Hybrid War in History,” in Hybrid Warfare: Fighting Complex Opponents from the Ancient World to the Present, ed.Williamson‬‬ ‫‪Murray and Peter R. Mansoor(Cambridge: Cambridge University Press, 2012‬‬ ‫‪7 Général et stratège chinois du 5ème siècle av.J.C.‬‬ ‫‪8 U.S. Government Accountability Office (GAO), Hybrid Warfare, GAO-10-136R (Washington, DC: GAO, 2010), available at http://www.gao.gov/‬‬ ‫)‪products/GAO-10-1036R(accessed 4 December 2015‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪70‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫متعددة‬ ‫هذه األنشطة‬ ‫ّ‬ ‫الوسائط ميكن تنفيذها‬ ‫بواسطة وحدات قتال ّية‬ ‫متف ّرقة أو بواسطة تشكيلة‬ ‫واحدة و تكون قيادتها‬ ‫على املستوى العمل ّياتي‬ ‫و التّكتيكي في نفس ساحة‬ ‫الصدمة‬ ‫املعركة لتحقيق‬ ‫ّ‬ ‫و األثر القوي في الهدف‪.‬‬ ‫الصراعات‬ ‫في مثل هذه ّ‬ ‫تكون املعركة بني نظام‬ ‫حاكم و جماعة أو جماعات‬ ‫مس ّلحة مدعومة من دول‬ ‫أخرى أو ذات متويل ذاتي‪ ,‬يعمل‬ ‫فيها اخلصوم على إستغالل‬ ‫القدرات العسكر ّية احلديثة‬ ‫خاصة أنظمة القيادة‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املشفرة و ّصواريخ أرض ج ّو‪.‬‬ ‫تضم احلرب الهجينة‬ ‫كما‬ ‫ّ‬ ‫تشجيعا حلركات التم ّرد‪،‬‬ ‫الكمائن‪ ،‬العبوات الناسفة‬ ‫‪Improvised‬‬ ‫‪Explosive‬‬ ‫‪ ،Devices IEDs‬احلرب‬ ‫اإللكترون ّية‪،‬احلرب اإلعالم ّية‬ ‫إغتيال العلماء و اخلبراء و‬ ‫القادة في مختلف اجملاالت‪....،‬‬ ‫املستوى‬ ‫على‬ ‫اإلستراتيجي‪ ،‬في احلرب‬ ‫التقليدية ال تقاتل القوات‬ ‫النظامية و غير النظامية‬ ‫في مسارح قتال واحدة‪،‬‬ ‫بينما في احلرب الهجينة‬ ‫تختلط القوات النظام ّية‬ ‫و غير النظامية و تعمل‬ ‫الق ّوة غير النظام ّية على‬

‫التكامل عملياتيا واإلنصهار‬ ‫تكتيكيا مع القوة النظامية‬ ‫حلسم املعركة بسرعة أثناء‬ ‫املدة‬ ‫الهجوم و تقليص‬ ‫ّ‬ ‫الدفاع‪.‬‬ ‫و التكاليف عند ّ‬ ‫أهم العناصر التي‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منفذو احلرب‬ ‫يعتمد عليها‬ ‫الهجينة هو عدم وضوح‬ ‫طبيعة الصراع و بث الفوضى‬ ‫بني السكان والعمل على‬ ‫الدولة لسيطرتها‬ ‫فقدان‬ ‫ّ‬ ‫وقدرتها على إحتكار العنف‬ ‫و فرض النظام العام من‬ ‫خالل مؤسسات دستورية‪.‬‬ ‫تقرير صادر عن وزارة‬ ‫الدفاع األمريكية سنة ‪2015‬‬ ‫يع ّرف احلرب الهجينة “النهج‬ ‫الهجني للحروب ميكن أن يدفع‬ ‫الدول إلى مواجهة خصم‬ ‫ّ‬ ‫يوظف أشكاال مطولة من‬ ‫احلرب ورمبا باستخدام قوات‬ ‫بالوكالة لإلكراه والتخويف‪،‬‬ ‫أو مواجهة منظمات غير‬ ‫حكومية تستعمل قدرات‬ ‫عملياتية عالية ال متتلكها‬ ‫‪9‬‬ ‫عادة إال الدول”‪.‬‬ ‫رغم أن املزج بني العمليات‬ ‫التقليدية و غير التقليدية‬ ‫قد مت منذ القدم إال أن‬ ‫العمليات العسكرية التي‬ ‫ّ‬ ‫نفذها “حزب اهلل" ال ّلبناني‬ ‫و “مقاتلي الشيشان”‬ ‫و حديثا تنظيم “داعش” أثبت‬ ‫أن تط ّور األسلحة ووسائل‬ ‫اإلتصال ساهمت في خطورة‬

‫اجلماعات املس ّلحة وجعلها‬ ‫تنافس الدول في التأثير على‬ ‫الرأي العام واستقطاب مزيد‬ ‫من املقاتلني واملتعاطفني‪.‬‬ ‫سنة ‪ 2015‬نشرت مج ّلة‬ ‫“التوازن العسكري" “�‪Mi‬‬ ‫‪ ”litary Balance‬تعريفا‬ ‫شامال للحرب الهجينة‬ ‫مس ّلطة الضوء على‬ ‫املستخدمة‬ ‫األساليب‬ ‫وسائل‬ ‫وهي“إستعمال‬ ‫عسكرية وغير عسكرية‬ ‫في حملة متكاملة تهدف‬ ‫لتحقيق املفاجأة‪ ،‬أخذ زمام‬ ‫املبادرة ‪،‬ربح احلرب النفسية‬ ‫واملزايا املادية باستخدام‬ ‫الديبلوماسية‪،‬‬ ‫الوسائل‬ ‫نقل املعلومات بسرعة‪،‬‬ ‫حرب إلكترونية وعلى‬ ‫األنترنيت‪،‬عمليات عسكرية‬ ‫خفية و علنية‪ ،‬عمليات‬ ‫وضغط‬ ‫إستخباراتية‬ ‫‪10‬‬ ‫إقتصادي”‪.‬‬ ‫ما مي ّيز التعريف األخير‬ ‫للحرب الهجينة عن‬ ‫النقاشات السابقة هو‬ ‫التركيز على العمليات غير‬ ‫العسكرية خالل احلرب‬ ‫وخاصة حرب املعلومات‪ .‬يعتبر‬ ‫ّ‬ ‫توظيف املعلومات أبرز ما‬ ‫مي ّيز احلرب الهجينة ويسمح‬ ‫باملقارنة بني العمليات التي‬ ‫ينفذها تنظيم “داعش” في‬ ‫الشرق األوسط واحلرب في‬ ‫أوكرانيا‪ .‬تنظيم “داعش”‬

‫‪9 http://www.defense.gov/Portals/1/features/ defenseReviews/QDR/QDR_as_of_29JAN10_1600.pdf (accessed 4 December 2015).‬‬ ‫‪10 “Complex Crises Call for Adaptable and Durable Capabilities,” The Military Balance 115:1 (2015): 5‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫الدفاع‬ ‫‪71‬‬


‫ّ‬ ‫متكن من دمج العمليات‬ ‫القتالية التقليدية وعمليات‬ ‫والعمليات‬ ‫العصابات‬ ‫اإلرهابية الكبرى وأيضا حرب‬ ‫املعلومات و الدعاية إلى‬ ‫حد لم يسبقه إليه أحد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كمنظمة إرهابية‪ .‬احلمالت‬ ‫اإلعالمية على مواقع‬ ‫اإلتصال اإلجتماعي ساعدت‬ ‫التنظيم على الدعاية‪ ،‬الشئ‬ ‫الذي ّ‬ ‫مكنه من إستقطاب‬ ‫آالف املقاتلني من مختلف‬ ‫الدول في العالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منفذو احلرب‬ ‫يعتمد‬ ‫متعددة‬ ‫الهجينة وسائل‬ ‫ّ‬ ‫الدول‬ ‫لزعزعة إستقرار‬ ‫ّ‬ ‫واستقطاب اجملتمع‪ .‬خالفا‬ ‫يتم‬ ‫للحرب التقليد ّية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التّركيز في احلرب الهجينة‬ ‫على املشاركة الفعل ّية‬ ‫ّ‬ ‫للدول‬ ‫للسكان احملل ّيني‬ ‫ّ‬ ‫املستهدفة‪.‬‬ ‫خصائص احلرب الهجينة‪:‬‬

‫يستعمل منفذو احلرب‬ ‫الهجينة اخلصائص الست‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪72‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫التالية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫املركبة‬ ‫‪-1‬التكتيكات‬ ‫“‪ :”Blended Tactics‬مزج بني‬ ‫القتال التقليدي‪ ،‬القتال غير‬ ‫التقليدي وحرب العصابات‪.‬‬ ‫عدو واضح التركيبة وعدم‬ ‫القدرة على التّفريق بني‬ ‫املقاتل وغير املقاتل‪.‬‬ ‫‪-2‬بنية مرنة و قابلة‬ ‫‪Flexible‬‬ ‫للتك ّيف“‪and‬‬ ‫‪adaptable‬‬ ‫‪struc‬‬‫‪:”ture‬التهديدات الهجينة‬ ‫تتك ّون عادة من قوات شبه‬ ‫عسكرية منتظمة مو ّزعة‬ ‫في تشكيالت كبرى أو‬ ‫مجموعات صغيرة لدعم‬ ‫العمل ّيات اإلرهاب ّية‪.‬‬ ‫حرب‬ ‫و‬ ‫‪-3‬الدعاية‬ ‫ّ‬ ‫املعلومات“ ‪Propaganda‬‬ ‫‪:”and information warfare‬‬ ‫إستغالل مواقع التواصل‬ ‫اإلجتماعي لإلستقطاب و‬ ‫الدعاية لألنشطة اإلرهابية و‬ ‫ّ‬ ‫احلرب النفسية‪.‬‬ ‫‪-4‬األنشــــــــــــطـــة‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫ا إل جر ا ميــــة “ ‪C r i m i n a l‬‬ ‫إستعمال‬ ‫‪:”Activities‬‬ ‫اجلرمية لدعم اإلرهاب و ترويع‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫‪-5 5‬ا إل ر ها ب “ � ‪T e r r o‬‬ ‫‪:”rism‬خللق مناخ من إنعدام‬ ‫األمن و زرع اخلوف في صفوف‬ ‫املعارضني‪.‬‬ ‫عدم إحترام القانون‬ ‫الدويلي“ �‪Disregard for In‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.”ternational Law‬‬ ‫ال ّنظامي‬ ‫‪-4‬اجليش‬ ‫احلرب‬ ‫وإستراتيجية‬ ‫الهجينة‪:‬‬ ‫وضعت احلرب الهجينة‬ ‫رغم غموضها‪ ،‬اجليوش‬ ‫النظامية في العالم في مأزق‪.‬‬ ‫يظهر هذا في الصعوبات‬ ‫التي يالقيها اجليش النظامي‬ ‫في سوريا والعراق في‬ ‫مواجهة اجلماعات املس ّلحة‪.‬‬ ‫السؤال املطروح هو كيف‬ ‫نفسر عدم قدرة حتالفات‬ ‫ّ‬ ‫دول ّية على حسم املعارك‬ ‫في بؤر النّزاع رغم التف ّوق‬


‫العددي والتكنولوجي؟‬ ‫عدة‬ ‫بناء على ذلك‪ ،‬جتد ّ‬ ‫دول نفسها مجبرة على‬ ‫تغيير طرق عمل تشكيالتها‬ ‫العسكر ّية التّقليد ّية إلى‬ ‫ق ّوات أكثر مرونة و تدريبها‬ ‫على مجابهة احلرب الهجينة‬ ‫والتحديات اجلديدة باعتماد‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ أساليب مرنة‪.‬‬‫ نظام قيادة غير مركزي‪.‬‬‫ التخطيط املسبق‬‫للتصدي للحرب الهجينة‬ ‫ّ‬ ‫لطمأنة املواطنني‪.‬‬ ‫ تدعيم قدرة اجليش على‬‫التصدي للتهديدات األمنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ مواكبة التطورات في‬‫القدرات القتالية للجيوش‪.‬‬ ‫التهديدات اجلديدة‬ ‫تشمل أيضا‪:‬‬ ‫ احلرب على شبكات‬‫الكمبيوتر‪.‬‬ ‫ أنظمة صواريخ دقيقة‬‫التوجيه‪.‬‬ ‫اإلعالمية‬ ‫احلرب‬ ‫‬‫والنفسية عبر وسائل‬ ‫اإلعالم وشبكات التواصل‬ ‫اإلجتماعي‪.‬‬ ‫التحديات‬ ‫هذه اخملاطر و‬ ‫ّ‬ ‫تتط ّلب إعتماد خيارات‬ ‫إستراتيج ّية ملواجهتها‪.‬‬ ‫“فرنك هوفمان” أحد‬ ‫ّ‬ ‫املنظرين ملفهوم احلرب‬ ‫الهجينة يرى بوجود أربعة‬ ‫مدارس تتوافق حول مفهوم‬ ‫احلرب الهجينة و سبل‬

‫التعامل معها‪:‬‬ ‫ مدرسة “مقاومة التم ّرد”‬‫“ ‪:”Contre-Insurrection‬‬ ‫تدعم تطوير القدرات غير‬ ‫وتفضل إعتماد‬ ‫التقليدية‬ ‫ّ‬ ‫ق ّوات خفيفة ميكن نقلها‬ ‫بسرعة ولها موارد بشر ّية‬ ‫كبيرة وتتمتّع مبهارات فرد ّية‬ ‫عالية وأسلحة خفيفة‬ ‫متط ّورة‪.‬‬ ‫التقليدية‪:‬‬ ‫املدرسة‬‫ترفض التخ ّلي عن ما تعتبره‬ ‫جوهر عمل الق ّوات املس ّلحة‬ ‫وتص ّر على احملافظة على‬ ‫القدرات التقليد ّية الثقيلة‬ ‫(دبابات‪ ،‬مدفع ّية‪،‬تكامل بني‬ ‫األسلحة مستوى ال ّلواء‪)...‬‬ ‫حيث ترى أنها رادع حاسم و‬ ‫عامل حاسم في التوازنات‬ ‫الدول ّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ مدرسة ّ‬‫الطيف الكامل‬ ‫“‪ :”Full Spectrum‬أعتمدت‬ ‫من طرف اجليش األمريكي‬ ‫منذ سنة ‪ 2008‬وتتم ّيز‬ ‫متعددة اإلختصاصات‬ ‫بقوات‬ ‫ّ‬ ‫والتدخل‬ ‫و تتم ّيز باملرونة‬ ‫ّ‬ ‫السريع من خالل التعليم‬ ‫ّ‬ ‫العسكري املتنوع والتأكيد‬ ‫على التكيف حتت الضغط‪.‬‬ ‫مدرسة التّمييز بني‬‫الق ّوات “‪La différenciation‬‬ ‫‪ :”des forces‬التمييز بني‬ ‫القوات و بني األسلحة وتعزيز‬ ‫فكرة ظهور املتخصصني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تركز القوات اخلاصة على‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الصراعات غير النظامية‬ ‫ّ‬ ‫تركز بقية القوات‬ ‫بينما‬ ‫على القتال التقليدي‪ .‬هذه‬ ‫الفكرة لم تلقى تأييدا من‬ ‫قبل الكثير من املنظرين ألنها‬ ‫جتعل القوات داخل اجليش‬ ‫الواحد تسير بسرعتني‬ ‫مختلفتني و تشتّت اجلهد‪.‬‬ ‫بصحة رأى‬ ‫إذا س ّلمنا‬ ‫ّ‬ ‫“فرانك هوفمان" أن املستقبل‬ ‫سيكون للحرب الهجينة‪،‬‬ ‫فإن املدرسة األكثر واقع ّية‬ ‫هي مدرسة ّ‬ ‫الطيف الكامل‬ ‫“‪ ”Full Spectrum‬التي‬ ‫يعتمدها اجليش األمريكي‪.‬‬ ‫احلرب الهجينة التي جتتمع‬ ‫ّ‬ ‫كل أنواع‬ ‫فيها خصائص‬ ‫احلروب‪ ،‬تتط ّلب مجابهتها‬ ‫التكامل بني مختلف‬ ‫األسلحة مع األخذ بعني‬ ‫اإلعتبار العوامل السياسية‪،‬‬ ‫الثقافية‪،‬‬ ‫اإلجتماعية‪،‬‬ ‫اإلقتصادية والدينية ألطراف‬ ‫النّزاع‪.‬‬ ‫لذلك ال توجد خيارات‬ ‫كبيرة أمام اجليوش النّظام ّية‪،‬‬ ‫و عليها حتويل جيوشها‬ ‫التقليدية أو جزء منها إلى‬ ‫قوات أكثر مرونة باعتماد‬ ‫مناهج وأساليب مختلفة‬ ‫في التدريب لتحقيق األهداف‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫املرونة العالية و السرعة‬‫في اإلنتشار‪.‬‬ ‫العملياتية‬ ‫‪-‬القيادة‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪73‬‬


‫تكون مناسبة لنوع و حجم‬ ‫التّهديد‪.‬‬ ‫سرعة إتخاذ القرار وحر ّية‬‫العمل “‪”La liberté d’action‬‬ ‫والتّخفيض قدر اإلمكان‬ ‫من اللجوء إلى التسلسل‬ ‫العملياتي في القيادة‪.‬‬ ‫جتنّب قدر اإلمكان‬‫للمواجهة املباشرة و التركيز‬ ‫على املباغتة و عنصر‬ ‫املفاجأة‪.‬‬ ‫إعتماد مفهوم ساحة‬‫احلرب املفتوحة‪.‬‬ ‫اإلبتعاد عن النّظريات‬‫القدمية حول اخلطوط‬ ‫اخلنادق‬ ‫و‬ ‫الثابتة‬ ‫و التحصينات القو ّية‬ ‫و املراكز اخللفية حلشد‬ ‫القوات بحيث تكون القوات‬ ‫متسك باألرض‬ ‫في حالة عدم ّ‬ ‫و قادرة على املناورة في ّ‬ ‫كل‬ ‫اإلجتاهات ‪.‬‬ ‫اإلستثمار في األفراد‬‫و تكوينهم وتدريبهم‬ ‫وجتهيزهم والوصول بهم إلى‬ ‫درجة اإلحتراف‪.‬‬ ‫القليل من املقاتلني‬‫مبعدات‬ ‫مجهزين‬ ‫احملترفني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غير مكلفة نسب ّيا ميكن أن‬ ‫تقدم قوات تقليدية‬ ‫يعرقل ّ‬ ‫أكبر عددا و أكثر تسليحا‪.‬‬ ‫العمل املستم ّر على‬‫اجلانب النّفسي وال ّرفع من‬ ‫معنويات املقاتلني ‪.‬‬ ‫‪-‬األسلحة الثقيلة مثل‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪74‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫الدبابات و املدفعية قد ال‬ ‫تكون مناسبة في احلروب‬ ‫خاصة بالنسبة‬ ‫احلديثة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للدول التي ال متتلك موارد‬ ‫ّ‬ ‫مال ّية كبيرة وال العدد الكافي‬ ‫املعدات وال ميكنها‬ ‫من هذه‬ ‫ّ‬ ‫توفير غطاء ج ّوي ملثل هذه‬ ‫القوات‪ .‬لذلك من الضروري‬ ‫تعويضها بوحدات سريعة‬ ‫مجهزة بأسلحة مضادة‬ ‫ّ‬ ‫للتدريع و صواريخ أرض جو‪.‬‬ ‫إعتماد منظومة دفاع‬‫للتصدي للضربات‬ ‫ج ّوي قو ّية‬ ‫ّ‬ ‫اجلو ّية‪.‬‬ ‫إعتماد نظام إستخباراتي‬‫قوي يجمع املعلومة و يح ّللها‬ ‫باملستجدات‬ ‫ويفيد القيادة‬ ‫ّ‬ ‫على املستوى الوطني و‬ ‫اإلقليمي و العاملي‪.‬‬ ‫إستراتيجية‬ ‫بناء‬‫ملستقبل‬ ‫إستشراف ّية‬ ‫العسكرية‬ ‫املؤسسة‬ ‫حتدد مهامها وتنظيمها‬ ‫ّ‬ ‫واحتياجاتها‪.‬‬ ‫الدراسات احلديثة تبني أن‬‫ّ‬ ‫أغلب احلروب في املستقبل‬ ‫املناطق‬ ‫في‬ ‫ستكون‬ ‫العمرانية‪ ،‬هذا العامل يجب‬ ‫أخذه بعني االعتبار أثناء‬ ‫تدريب و جتهيز اجليوش وأيضا‬ ‫أثناء بناء املدن اجلديدة‪.‬‬ ‫املتقاعدون من القوات‬‫ّ‬ ‫يشكلون عنصرا‬ ‫املس ّلحة‬ ‫هاما جللب املعلومة و أيضا‬ ‫نواة خلاليا تدخّ ل في صورة‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫أي عمل إرهابي داخل منطق‬ ‫ّ‬ ‫العمران‪ ،‬لذلك من الضروري‬ ‫مواصلة ربط الصلة بهم‬ ‫ّ‬ ‫مخطط جلب‬ ‫و إحداث‬ ‫و حتيني عناوين إقامتهم‬ ‫وأرقام هواتفهم و تنقالتهم‬ ‫و إجراء اجتماعات دور ّية‬ ‫معهم حسب مناطق‬ ‫سكنهم‪.‬‬ ‫إ ّن كثرة التسميات‬ ‫للصراعات احلديثة ‪،‬حرب‬ ‫هجينة‪ ،‬غير متماثلة‪ ،‬غير‬ ‫تقليد ّية‪ ،‬جيل رابع من‬ ‫احلروب‪ ...‬يبرز الصعوبات التي‬ ‫تواجه الباحثني في الشؤون‬ ‫العسكرية واإلستراتيجيني‬ ‫في مختلف مستوياتهم‬ ‫القيادية في حتديد نوع احلرب‬ ‫في القرن احلادي والعشرين‪.‬‬ ‫لكن يبقى مصطلح هجني‬ ‫هو األقرب و األكثر استعماال‬ ‫الصراعات احلال ّية‪.‬‬ ‫لوصف ّ‬ ‫العديد من النزاعات‬ ‫املس ّلحة طمست اخلطوط‬ ‫التقليدية الفاصلة بن‬ ‫احلرب والسلم‪ ،‬بني املقاتل‬ ‫و غير املقاتل‪ .‬نزاعات تتم ّيز‬ ‫بالغموض وتنطوي على‬ ‫استعمال أسلحة وأساليب‬ ‫لم تكن جزءا من احلرب‬ ‫التقليدية التي تد ّرس في‬ ‫املدارس العسكرية‪ ،‬ممّا‬ ‫ّ‬ ‫عقد املسألة أمام القادة‬ ‫ّ‬ ‫حتديا‬ ‫وشكل‬ ‫العسكريني‬ ‫ّ‬ ‫أمام املؤسسة العسكرية‬


‫واألمنية لتحديد مفهوم‬ ‫احلرب الهجينة وسبل‬ ‫التصدي لها‪.‬‬ ‫أصبح مصطلح احلرب‬ ‫الهجينة واسع اإلستخدام‬ ‫من قبل واضعي السياسات‬ ‫الدولية مثل األمم املتحدة‬ ‫واإلحتاد األوروبي و حلف‬ ‫شمال األطلسي خاصة بعد‬ ‫التدخل العسكري الروسي‬ ‫في أوكرانيا يوم ‪ 27‬فيفري‬ ‫‪ ،2014‬عندما استولت‬ ‫القوات الروسية على‬ ‫معظم شبه جزيرة القرم في‬ ‫منطقة جنوب شرق أوكرانيا‪.‬‬ ‫تعريف احلرب الهجينة‬ ‫مازال محدودا و ض ّيقا للغاية‪،‬‬ ‫اإلستراتيجيات‬ ‫وواضعي‬ ‫العسكرية قد يجدون‬ ‫صعوبة كبيرة في تقدير‬ ‫مستوى التهديد الذي متثله‬ ‫ّ‬ ‫املركبة والهجينة‬ ‫احلروب‬ ‫التي تواجهها اجليوش‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫في املستوى السياسي‬ ‫و اإلستراتيجي‪ ،‬يعكس‬ ‫تعريف احلرب الهجينة‬ ‫املسامية بني مدارس التفكير‬ ‫حول الفرق بني التقليدي و‬ ‫غير التقليدي‪ .‬كما ّ‬ ‫متكن من‬ ‫التذكير بالتعقيدات التي‬ ‫مت ّثلها احلرب والتي تعكس‬ ‫تط ّور اجملتمعات (التطور‬ ‫العمراني‪ ،‬العوملة‪ ،‬التط ّور‬ ‫التكنولوجي‪ ،‬عودة التط ّرف‬

‫مبختلف أنواعه‪.)...‬‬ ‫في املستوى العملياتي‪،‬‬ ‫هي مزج ذكي بني تركيز‬ ‫الق ّوات واإلنتشا ر “�‪Concen‬‬ ‫‪،” tration et Dispersion‬‬ ‫القتال باخلطوط والقتال غير‬ ‫ّ‬ ‫املنظم حسب اخلطوط‪.‬‬ ‫في املستوى التكتيكي‪،‬‬ ‫يتم ّثل التّهجني في دمج‬ ‫العسكر ّية‬ ‫القدرات‬ ‫املتقدمة‬ ‫التقليد ّية‬ ‫ّ‬ ‫(ق ّوة النيران و د ّقة‬ ‫التصويب) والتكتيك غير‬ ‫التقليدي(الغارة‪ ،‬الكمني‪،‬‬ ‫اإلرهاب‪.)...‬‬ ‫بغض النظر عن كيفية‬ ‫وصف التهديدات اجلديدة‪،‬‬ ‫يجب على اإلستراتيجيني‬ ‫(عسكريني و مدنيني)‪ ،‬أن‬ ‫يجدوا السبل الكفيلة‬ ‫جملابهة اخملاطر سواء كانت‬ ‫من دولة معادية أو جماعات‬ ‫مسلحة مدعومة من أطراف‬ ‫خارجية أو ذات متويل ذاتي‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة و بالرغم‬ ‫من تفوقها العسكري في‬ ‫العالم ورغم امتالكها لقوة‬ ‫عسكرية تقليدية إال أنها‬ ‫تخ ّلت في السنوات األخيرة‬ ‫عن نشر قوات برية تقليدية‬ ‫في مناطق النزاع واعتمدت‬ ‫تسمى األثر‬ ‫سياسة جديدة‬ ‫ّ‬ ‫اخلفيف على األرض “‪Light‬‬ ‫‪.”Foot Print‬‬ ‫الدفاعية‬ ‫السياسة‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫اجلديدة والتي أعلن عنها‬ ‫الرئيس األمريكي السابق‬ ‫باراك أوباما سنة ‪،2014‬‬ ‫خالل حفل تخ ّرج ضباط‬ ‫من أكادميية “واست بوينت‬ ‫‪ ”WEST POINT‬تعتمد على‬ ‫اإلستعمال الكبير للقوات‬ ‫اخلاصة والطائرات بدون طيار‬ ‫و احلرب اإللكترونية‪.‬‬ ‫التقليدية‬ ‫اجليوش‬ ‫ستجد نفسها مجبرة على‬ ‫تغيير سياساتها الدفاعية‬ ‫و حتويل قواتها إلى تشكيالت‬ ‫تتمتع بقدر أكبر من املرونة‬ ‫و سرعة إتخاذ القرار‪ .‬تونس‬ ‫جتد نفسها في إطار إقليمي‬ ‫و دولي مضطرب يتط ّلب‬ ‫منها رسم إستراتيجية‬ ‫كبرى تشمل جميع امليادين‬ ‫خاصة صلب املؤسسة‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫العسكر ّية التي حتمل‬ ‫على عاتقها حماية البالد‬ ‫من التهديدات الداخلية‬ ‫واخلارج ّية‪ .‬هذا يتط ّلب رؤية‬ ‫ملستقبل املؤسسة من حيث‬ ‫املعدات و التنظيم والعمل‬ ‫ّ‬ ‫اإلستخباراتي‪...‬‬ ‫األكادمييات و املدارس‬ ‫ستعمل‬ ‫العسكرية‬ ‫فهم‬ ‫على‬ ‫مستقبال‬ ‫الصراعات و التهديدات‬ ‫اجلديدة والتكيف معها‬ ‫ببرامج جديدة وفنيات قتال‬ ‫حديثة في إطار سياسة‬ ‫عامة للدولة تتميز بإلتقاء‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪75‬‬


‫املستقبل ما ّدة دسمة‬ ‫للمدارس العسكرية و مراكز‬ ‫مثل معركة الرمادي‬، ‫البحث‬ ... ‫و معركة املوصل و الرقة‬

‫املواجهة بني جيشني‬ ‫تقليديني و بداية لعصر‬ ‫ وما‬،‫جديد من احلروب‬ ‫يحدث في الشرق األوسط‬ ‫من معارك سيكون في‬

‫كافة اجلهود و بتظافر كافة‬ ‫مكونات الدولة واجملتمع‬ .‫تهديد‬ ‫ألي‬ ‫للتصدي‬ ‫قد يكون القرن احلادي‬ ‫والعشرين بداية لنهاية‬

:‫املراجع‬ 2004- ‫مت نشره في سنة‬,،‫التوحش ألبو بكر ناجي القيادي في تنظيم القاعدة‬ ‫كتاب إدارة‬ ّ Memoire de recherche”L’organisation terroriste Etat Islamique une menace pour la paix et la sécurité globale” élaboré par.Lt.Col Sellami Moncef 20ème promotion de l’école supérieure de guerre The Contemporary Spectrum of Conflict: Protracted, Gray Zone, Ambiguous, and Hybrid Modes of War Frank G. Hoffman, PhD )L’Etat Islamique de Samuel Laurent (Editions du seuil, Novembre 2014Le piège de la guerre hybride Hybrid Warfare and Challenges By Frank G.Hoffman.)Courrier international Hors-série Octobre-novembre-décembre 2015 (DAECH la menace planétaire.)La nouvelle Revue GEOPOLITIQUE LE DJIHADISME DANS TOUS SES ETATS (Juillet-Aout-Septembre 2014Magasine Dabiq n 6 ET 11.The terror stragégist: secret files reveal the structure of Islamic State», Der spiegel international, 18 avril 2015«.The Staggering death Toll of Mexico’s Drug War” 27 juillet 2015 Mark Landler and Michael R. Gordon, “NATO Chief Warns of Duplicity by Putin on Ukraine,” The New York Times, 8 July 2014, .)www.nytimes.com/2014/07/09/world/ europe/nato-chief-warns-of-duplicity-by-putin-on-ukraine.html (accessed 7 December 2015 ”Roger McDermott « MYth and Reality »_A Net assessment of Russia’s Hybrid Warfare Strategy since 2014 https://www.rairarubiabooks.com/related-pdf-2002-potomac-institute-for-policy-studies-a-warfighter-perspective.htmlhttp://www.ifri.org/sites/default/files/atoms/files/fs63tenenbaum_1.pdfhttps://www.rairarubiabooks.com/related-pdf-2002-potomac-institute-for-policy-studies-a-warfighter-perspective.htmlhttps://www.rairarubiabooks.com/related-pdf-2002-potomac-insti-

2017 ‫جوان‬

65 ‫العدد‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ 76


‫مصنع الذخيـرة‬

‫يحتفل بالذكرى ‪ 32‬النبعاثه‬ ‫املقدم املعز بن علي‬ ‫الرائد بالبحرية لسعد العربي‬

‫‪ -1‬فعاليات اإلحتفال بذكرى إنبعاث‬ ‫املصنع‬ ‫إحتفلت إدارة مصنع الذخيرة للمرة األولى‬ ‫يوم اخلميس ‪ 18‬ماي ‪ ،2017‬بالذكرى الثانية‬ ‫والثالثني إلنبعاثه‪ ،‬ويأتي احلرص على هذا‬ ‫اإلحتفال بعد موافقة السيد وزير الدفاع‬ ‫الوطني ليكون مناسبة سنوية لتثمني‬ ‫قيمة العمل وحتفيز روح املبادرة لدى األفراد‬ ‫إضافة الى التأثير اإليجابي على املعنويات‬ ‫ملثل هاته املناسبات ‪.‬‬ ‫أشرف العميد بالبحرية مدير مصنع‬ ‫الذخيرة على احلفل وحضره آمرو الوحدات‬ ‫املنتصبة باجلهة وهم‪ :‬آمر األكادميية البحرية‬ ‫وآمر الفوج ‪ 51‬مضاد للطائرات وآمر وحدة‬ ‫احلماية واإلسناد بثكنة سيدي يحي‪ ،‬كما‬ ‫دعي الى احلفل بعض العسكريني املتقاعدين‬ ‫الذي سبق لهم اإلشراف والعمل باملصنع‪:‬‬ ‫العميد “كان” محمد الضاوي اخلذيري‬ ‫والعقيد “كان” عبد اهلل احلريزي والنقيب‬ ‫“كان” حامد بن نصر والوكيل أعلى “كان”‬ ‫الصادق الغزي والوكيل أعلى “كان” نور الدين‬ ‫احلضري والوكيل أول “كان” حمادي الهرمي‪،‬‬ ‫وذلك في إطار التواصل بني األجيال وكعربون‬ ‫وفاء وإعتراف باجلميل لألجيال السابقة التي‬ ‫تداولت على العمل باملصنع منذ إنشائه‪،‬‬ ‫والتي ساهمت عبر العمل اجلاد في تلبية‬

‫حاجيات اجليش الوطني و مختلف الهياكل‬ ‫احلكومية من الذخيرة طيلة ثالثة عقود‬ ‫متتالية‪.‬‬ ‫وضمن مراسم االحتفال‪ ،‬أقيم مهرجان‬ ‫عسكري متّ خالله إلقاء كلمة من طرف مدير‬ ‫ثمن اجلدوى من هذا اإلحتفال‬ ‫املصنع حيث ّ‬ ‫و تنظيمه من ّوها باجملهودات املقدمة من‬ ‫طرف أفراد اإلدارة ومستعرضا تطور اإلنتاج‬ ‫والتحديات املستقبلية‪ ،‬تاله مراسم توزيع‬ ‫شهائد الرضا و التشجيع على ث ّلة من األفراد‬ ‫وفي النهاية متّ تنظيم مأدبة غداء جلميع‬ ‫قدمت على إثرها هدايا للضيوف‬ ‫احلاضرين‪ّ ،‬‬ ‫املدعوين‪.‬‬ ‫‪ -2‬تأسيس املصنع‬ ‫لقد شهد تأسيس املصنع ع ّدة مراحل ‪:‬‬ ‫ في سنة ‪ ،1977‬متّ إحداث “وحدة إنتاج”‬‫التي كانت تتبع عضويا إدارة الذخيـرة‬ ‫ّ‬ ‫واألسلحة طبقا للقـرار وزاري عـدد ‪1843‬‬ ‫لسنة ‪،1977‬‬ ‫ إبرام عقد مع الشركة النمساوية‬‫املتخصصة في صنع‬ ‫“‪”Hirtenberger‬‬ ‫ّ‬ ‫الذخيرة في نفس السنة‪ ،‬يقضي بتكوين‬ ‫فنيني في مختلف مجاالت صنع الذخيرة‬ ‫واقتناء اآلالت واإلسناد التقني واللوجيستي‪،‬‬ ‫ في سنة ‪ ،1980‬متّ تـكوين فنيني على‬‫ثالث دفعات وشمل ‪ 57‬فردا (ضباط و ضباط‬ ‫صف)‪،‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪77‬‬


‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪78‬‬

‫( صور املهرجان وتسليم الشهائد )‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫ في سنة ‪ ،1982‬متّ حتضير البنية التحتية‬‫وتركيز آالت اإلنتاج وجتهيزات التكييف‪،‬‬ ‫ في سنة ‪ ،1983‬دخل املصنع طور اإلنتـاج‬‫ في سنة ‪ ،1985‬أحدثت إدارة مصنع الذخيرة‬‫بقرار وزاري عـدد ‪ 572‬لسنة ‪ 1985‬بتاريخ ‪21‬‬ ‫ماي ‪ 1985‬وأدرجت ضمن املصالح الفن ّية‬ ‫التابعة لوزارة الدفاع الوطني‪،‬‬ ‫ في سنة ‪ ،2002‬شرع املصنع في إنتاج‬‫الذخيرة اخلارقة وذلك باإلمكانيات الذاتية‬ ‫من خالل عزم أفراد املصنع على تطوير اإلنتاج‬ ‫ّ‬ ‫والتحكم في منظومة التقنيات احلديثة‪.‬‬ ‫‪ -3‬مهام إدارة مصنع الذخيرة‬ ‫“تعهد وإتقان” شعارا إلدارة‬ ‫متّ إختيار الرمز‬ ‫ّ‬ ‫مصنع الذخيرة‪ ،‬عمال باحلديث الشريف “إ ّن‬ ‫يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه”‪.‬‬ ‫اهلل‬ ‫ّ‬ ‫وهو ما يع ّبر عنه حاليا باجلودة التي هي‬ ‫ثمرة اإلتقان‪ .‬وهاته القيمة كانت الشغل‬ ‫الشاغل لكل من عمل باملصنع فخالل عقود‬ ‫من الزمن يؤمن املصنع حاجيات وزراة الدفاع‬ ‫الوطني ومختلف الهياكل احلكومية من‬ ‫الذخيرة صغيرة احلجم مبواصفات عاملية مما‬ ‫أكسبه سمعة طيبة ‪.‬‬

‫وطبقا للمقرر ‪ 307‬لسنة ‪ 2013‬املؤرخ في‬ ‫‪ 22‬أفريل ‪ ،2013‬تك ّلف إدارة مصنع الذخيرة‬ ‫باملهام التالية‪:‬‬ ‫ صنع الذخيرة لتحقيق حاجيات القوات‬‫املسلحة وتنفيذ برامج أخرى عند اإلذن‪،‬‬ ‫ إنتاج أدوات صنع الذخيرة وقطع الغيار‬‫وصيانة آالت صنع الذخيرة‪،‬‬ ‫ املساهمة في تكوين ورسكلة األفراد‬‫التقنيني في اإلختصاصات الراجعة بالنظر‬ ‫لإلدارة بالتنسيق مع إدارة األفراد والتكوين‪.‬‬ ‫ القيام بالدراسات والبحوث الضرورية‬‫لتطوير الذخيرة‪.‬‬ ‫ وبالتنسيق مع إدارة التعاون‬ ‫والعالقات الدولية تسعى إدارة مصنع‬ ‫الذخيرة الى تدعيم التعاون الفني في إطار‬ ‫اللجان العسكرية املشتركة مع بعض‬ ‫الدول الشقيقة والصديقة التي متتلك‬ ‫التكنولوجيا احلديثة في مجال إنتاج الذخيرة‬ ‫صغيرة احلجم وتبادل الزيارات امليدانية‬ ‫والقيام بتربصات تكوينية في ما يخص إنتاج‬ ‫الذخيرة واألدوات وفي مجال اخملابر البالستية‬ ‫ومراقبة اجلودة ‪.‬‬

‫ويبقى الرهان األكبر‪ ،‬هو تأمني احلاجيات املتزايدة واملتنوعة من املواد األولية والنصف‬ ‫املصنعة التي تدخل في عملية إنتاج الذخيرة‪ .‬مما يستوجب بذل جهود إضافية متواصلة‬ ‫ونسج عالقات شراكة وتبادل للخبرات بني مصنع الذخيرة ومؤسسات صناعية‬ ‫محليّة وذلك على غرار تصنيع الوحدة العائمة “استقالل” لفائدة جيش البحر‪ ،‬ضمن‬ ‫اإلستراتيجية املتكاملة املعتمدة من طرف وزارة الدفاع الوطني لتطوير التصنيع‬ ‫العسكري والبحث العلمي بهدف الرفع من القدرات العسكرية‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪79‬‬


‫من اآللـة إلى التصميم‬ ‫املالزم أول عمر الزياني‬

‫أصبح االتصال اآللي مفهوما متداوال بني البشر ملا شهده من تطور تصاعدي في‬ ‫الشكل واملضمون فبنهاية القرن الثامن عشر ميالدي وحدوث ثورة االتصاالت واملرحلة‬ ‫التي تليه خالل العصر اإللكتروني والتي طغت على مناهج استبدال العمل اليدوي‬ ‫باملكننة ودخول األنظمة اآللية قيد التصنيع‪ ،‬ممّا أدرج تنوعا في األبحاث والتجارب‬ ‫لتشمل مختلف األنشطة والعلوم مما أدى إلى اختراعات واكتشافات كانت السبب‬ ‫املباشر لقيام الثورة الصناعية خالل القرن التاسع عشر‪ ،‬وقد كان لهاته األخيرة أثر بالغ‬ ‫على حياة اإلنسان اليومية مما أ ّدى لقيام نظم اجتماعية واقتصادية وثقافية جديدة‬ ‫تقوم على سيطرة األداة في مختلف اجملاالت‪.‬‬ ‫فأصبحت العالقات البشرية في مستوى معني تقوم على مفهوم اجلماعة املهنية‪ ،‬أي‬ ‫أن تفاعل الفرد في الفعل العملي صار مقرونا باآللة التي تلبي حاجياته وحتقق مبتغى‬ ‫عملي في أقصر وقت ممكن بأكثر فاعلية‪ ،‬فالفعل املهني أصبح أكثر جناعة بعد جتاوز‬ ‫اليدويات في العملية اإلنتاجية واستبدالها باآللة التي أسهمت بدورها في ربح املال‬ ‫وتقليص األضرار املا ّدية واملعنوية‪ ،‬وذلك انطالقا من فعل قصدي موجه ألهداف نفعية‬ ‫تسدي لإلنسان خدمات كثيرة وتعود عليه باإليجاب في جميع ميادين احلياة‪.‬‬ ‫ان القول بأن اإلنسان يعيش في محيطه‬ ‫املهني داخل بوتقة“تكنوآلية” يتحول فيها‬ ‫من طبيعته الفيزيائية املادية إلى إنسانية‬ ‫آلية أو“أنسوب”‪ 1‬كما يسميها “محمد على‬ ‫رحومة”‪ 2‬في كتابه“علم االجتماع اآللي”‪،3‬‬ ‫و نقول أن ذلك السلم اإلنتاجي املهني‬ ‫تطور بتطور املهارات االتصالية في مناولة‬ ‫األداة بالدقة والتعديل والتمحيص‪ ،‬وهم‬ ‫من أهم العوامل األساسية لنجاح صناعة‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪80‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫املواد األولية في العمل لتأمني الهدف‬ ‫اإلنتاجي ومقتضيات صياغته املنهجية عبر‬ ‫املهندسني واملصممني والتقنيني والفنيني‬ ‫والعمال وكل من له اتصال مباشر أو غير‬ ‫مباشر باآللة عبر خطة البحث العملي‪ ،‬ورمبا‬ ‫ذلك ما ع ّبر عنه الباحث الفرنسي ألفنس‬ ‫ميغال‪“ 4‬بنمذجة العقل باآللة”‪.‬‬ ‫دور احلاسوب في االتصال اآللي داخل العمل‬ ‫منذ بداية التنظير العقلي في االتصال اآللي‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫داخل املنظومة االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫تفاعل اإلنسان مع تقنيات العصر احلديث‬ ‫ّ‬ ‫وشكل حتديات من خالل مخترعاته ومبتكراته‬ ‫نحو اإلنتاج والتطوير‪ ،‬وظل منكبا في البحث‬ ‫العلمي لتطويع اآللة لرغباته وتطلعاته‬ ‫املستقبلية‪ ،‬عبر املعدات واألجهزة‪ ،‬إلنشاء‬ ‫أنظمة اتصاالت حتقق إجناز سريع بفضل‬ ‫آلية احلاسوب وبرامج تشغيل تعمل على‬ ‫حتقيق أهداف محدودة‪ ،‬وذلك بالتمرن على‬ ‫أداء خطوات تنفيذ وظائف جتريبية لتحسني‬ ‫اكتساب املعلومات‪ ،‬ووفقا ً لـرودا روي‪ 5‬فإن‬ ‫"منوذج تفاعل اإلنسان واحلاسوب يتكون من‬ ‫‪ 4‬مكونات رئيسية هي اإلنسان واحلاسوب‬ ‫وطبيعة املهمة وطبيعة اآللة‪ ،‬ففي التواصل‬ ‫بني اإلنسان واحلاسوب؛ يجب أن يستوعب‬ ‫اإلنسان طبيعة جميع العوامل وطبيعة‬ ‫املهام التي يؤديها باستخدام احلاسوب نظرا‬ ‫لتدفق املعلومات والبرامج للتحكم في هذه‬ ‫ّ‬ ‫‪6‬‬ ‫النوعية من التواصل" ‪.‬‬ ‫ان حتول احلاسوب لقاعدة ذات طبيعة‬ ‫تقنية في احلياة املعاصرة‪ ،‬يتبلور من خاللها‬ ‫مفهوم االتصال اآللي احلديث ليجعل العصر‬ ‫الراهن انطالقا من القرن الواحد والعشرين‬ ‫موقعا استراتيجيا لالتصال عبر شبكة‬ ‫املعلومات‪ ،‬ولنسجل قيام االنترنت في املرتبة‬ ‫األولى لكونها اقتحمت جميع مجاالت حياة‬ ‫اإلنسان اخلاصة والعامة وصار استخدامها‬ ‫وكيفية التعامل معها أحد سمات اجملتمع‬ ‫احلديث‪ ،‬فأصبحنا اليوم نتحدث عن تصميم‬ ‫القوالب واآلالت الصناعية والتصنيع‬ ‫امليكانيكي مبعونة احلاسوب ضمن برامج‬ ‫تطبيقية موجهة‪.‬‬

‫احلاسوب في ميدان التصميم‬

‫استفادت عدة ميادين مختّصة من هذا‬ ‫االنتقال اجلذري للتطبيقات احلاسوبية‪ ،‬ذلك‬

‫أنه يوجد العديد من مجاالت حياة اإلنسان‬ ‫التي حتتاج عبر حتمية صيرورتها اإلنتاجية‬ ‫إلى تلك النقلة احلتمية إلى عالم احلاسوب‪،‬‬ ‫ونهتم منها في بحثنا مبيدان التصميم الذي‬ ‫هيأت له أرضية مالئمة وعملية باعتباره‬ ‫يلعب دورا هاما في حياة اإلنسان لتوفير‬ ‫احتياجاته فيما يفرزه من إنتاج فني من شأنه‬ ‫أن يخاطب ذوق أفراد اجملتمع ومستهلكيه‬ ‫حسب أعمارهم و مستوياتهم املعرفية‪،‬‬ ‫ويهدف التصميم في مستوى أول إلى حتقيق‬ ‫الرفاهية اإلنسانية من الناحية العملية‬ ‫واجلمالية من خالل ترجمات احلاسوب الذي‬ ‫يفضي لصياغة الصور املركبة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق نتحدث عن ارتباط‬ ‫اآللة مبيدان التصميم‪ ،‬فإذا كان التصميم‬ ‫“فنا لالتصاالت البصرية”‪ 7‬حسب مورين‬ ‫ليفك‪ 8‬فهو نهج إبداعي فكري يقوم به‬ ‫مصمم أو مجموعة من املصممني بناء على‬ ‫طلب الزبون أو احلريف أو املؤسسة ويتعاون‬ ‫على تنفيذ معطياته املادية مجموعة من‬ ‫العوامل املادية مثل احلواسيب‪ ،‬البرامج‪،‬‬ ‫اآلالت‪ ،‬تطبيقات‪ ،‬مبرمجني‪ ،‬مخرجني‪،‬‬ ‫مصورين من أجل إيصال الرسالة االتصالية‬ ‫من الفكرة إلى التطبيق عبر مختلف احملامل‬ ‫املتنوعة للجمهور املستهدف‪.‬‬ ‫تشير املقاربة بني مصطلحي التصميم‬ ‫واآللة إلى عدد من التخصصات والتفرعات‬ ‫الفنية واملهنية والتقنية التي تتأسس على‬ ‫االتصاالت املرئية والسمعية وطرق فهمها‬ ‫وصياغتها وعرضها للمتقبل‪ ،‬وتستخدم‬ ‫أساليب وأدوات متنوعة إلنشاء الرموز‬ ‫والصور أو حتّى الكلمات خللق متثيل سمعي‬ ‫بصري نظري لألفكار والتصورات والرسائل‪،‬‬ ‫كما تعمل اآللة على تعزيز ّ‬ ‫اخلطة اإلبداعية‬ ‫في مجال التصميم‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪81‬‬


‫ومن هنا يصح القول بأن التصميم‬ ‫يسعى عن طريق األبحاث املستمرة إليجاد‬ ‫حلول مناسبة قد تواجه اإلنسان‪ ،‬ثم إ ّن‬ ‫التصميم الصناعي كأحد فروع التصميم‬ ‫يتعلق بتنفيذ األفكار ثابتة لدى‬ ‫اإلنسان إليجاد حلول للمشاكل‬ ‫نتيجة اجللوس على كرسي غير‬ ‫مريح للظهر مثالً‪ ،‬فوظيفة‬ ‫املصمم هي البحث والتفكير‬ ‫في تصميم أكثر جناعة‬ ‫تتناسب واحلاجيات الفيزيائية‬ ‫املصمم إلى‬ ‫للجسم‪ ،‬ممّا يدفع‬ ‫ّ‬ ‫معرفة حجم املشاكل وأبعادها‪،‬‬ ‫ومن هنا يترك خلياله إنتاج تصاميم‬ ‫مناسبة من خالل طرح أفكار عملية‬ ‫باستخدام العناصر اخملتلفة للتصميم من‬ ‫خطوط وأشكال وألوان‪.‬‬ ‫ونظرا للتطور التكنولوجي في استخدام‬ ‫املصممني يقومون‬ ‫احلاسوب‪ ،‬أصبح معظم‬ ‫ّ‬ ‫بتهيئة اكتشاف للمتخيالت الذهنية‬ ‫التصميمية املتعددة بسرعة أقوى مع‬ ‫مزيد التفاصيل والبرامج والتطبيقات التي‬ ‫بإمكانها أن تكون برنامجا وسيطا مثال‬ ‫كمعاجلة النصوص أو الرسومات أو الصور‬ ‫ثالثية األبعاد‪ ،‬ممّا يجعل حتقيقها جائزا عن‬ ‫طريق الوسائل اليدوية العادية ومن شأنه‬ ‫أن ينقل عملية فعل التصميم من خطة‬ ‫العمل إلى إدراك أسرع وبأفضل السبل‪،‬‬ ‫مع أ ّن املتقبل يقف أمام عدد ال متناهي‬ ‫من االختيارات ليختار أفضل تصميم في‬ ‫ظل فاعلية وجناعة احلاسوب عبر آلياته‬ ‫املستحدثة لترجمة املتخيالت الذهنية‬ ‫والتوافق مع التطبيقات الرقمية للصورة‬ ‫املرئية‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪82‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫احلاسوب وصناعة الصورة الرقمية‬

‫مثال البحث ‪ :‬التصميم اجلرافيكي ‪:‬‬ ‫ـ هل يعمل املصمم على الفعل اإلبداعي‬ ‫والتفكير املسبق والبحث قبل تصميم‬ ‫الصورة ؟‬ ‫املهمة‬ ‫أم أ ّن املصمم يقتصر على تطبيق‬ ‫ّ‬ ‫التقنية في الصياغة فقط ؟‬ ‫ان التصميم اجلرافيكي يلعب اليوم دورا‬ ‫فاعال في عالم الصورة املركبة‪ ،‬و ذلك نظرا‬ ‫لالنتقال اجلذري الذي يالمسه عبر تقنيات‬ ‫االتصال اآللي إنتاج املواد الطباعية كاجملالت‪،‬‬ ‫واجلرائد والكتب واألوراق الرسمية وأوراق‬ ‫املعامالت والنشرات اإلعالنية وامللصقات‬ ‫الدعائية وبطاقات التهنئة وتذاكر احلفالت‬ ‫واملباريات الرياضية وكذلك الشعارات‬ ‫واملغلفات والرسـائل وتعليب املنتجـات‬ ‫وملصقات املعلبات‪... ،‬‬ ‫ويجب أن نذكر أن أول من أطلق تسمية‬ ‫املصمم وليام‬ ‫‪ Graphic Designer‬هو‬ ‫ّ‬ ‫أديسون دويغنز‪ 9‬الـذي عـ ّرف مـصطلح‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫“املصمم اجلرافيكي” بأنّه “ذلك الشخص‬ ‫الذي يجمـع بـني العناصـر اخملتلفة { كلمات‪،‬‬ ‫صور‪ ،‬ألوان…} في صفحة واحدة بـشكل‬ ‫‪10‬‬ ‫يجـذب النظر”‪.‬‬ ‫وحسب املعجم التقني العربي فإ ّن‬ ‫التصميم اجلرافيكي مشتق من كلمة‬ ‫“جراف”‪ ،‬وهي تعنـي الرسـم البياني‪ ،‬أما‬ ‫كلمـة "جرافيـك" فهـي تعنـي “تـصويري‪،‬‬ ‫مرسـوم‪ ،‬مطبوع”‪ ،‬والبحث عن معنى لهذه‬ ‫الكلمة يشكل صـعوبة فمعظم القواميس‬ ‫الفنية املتخصصة تفيد أن أصل هـذه‬ ‫الكلمـة التيني مشتق من كلمة “جرافوس”‬ ‫‪ Graphus 11‬وتعني ضمن ما تعني “خط‬ ‫مكتوب أو مرسوم أو منسوخ”‪ ، 12‬وحسب‬ ‫تعبير الكاتب الفرنسي جاك بليباراس‪ 13‬أ ّن‬ ‫اللفظ أستعير في اللغـات األوربية لكي‬ ‫يطلق على ّ‬ ‫كل رسم بخط منسوخ ليصبح‬ ‫اس ًما عامليا ً لهذا الفن‪.‬‬ ‫في حني أنّه في مطلع الثمانينات‪ ،‬وبفضل‬ ‫تطور أجهزة احلاسوب التي أثرت عمليا في‬ ‫مفهـوم النشر املكتب ي �‪Desktop-Publi‬‬ ‫‪ shing‬الذي غ ّيـر بدوره جميـع املفاهيم‬ ‫اخلاصة للتصميم اجلرافيكي والطباعة‬ ‫في العالم كله‪ ،‬ويعود الفضل الكبير‬ ‫لتطور مفاهيم النشر املكتبي إلى أول‬ ‫البرامج وهو تطبيقة ‪ Aldus‬اخلاصة بالنشر‬ ‫املكتبي لشركة ‪ Apple‬وهنا نؤكد على أن‬ ‫التكنولوجيا الرقمية قد صاغت التصميم‬ ‫اجلرافيكي مبفاهيم عصرية محدثة‪.‬‬ ‫وفي منتهى القرن العشرين تطور‬ ‫التصميم اجلرافيكي لنجد اليوم الكثير من‬ ‫املفاهيم اجلديدة‪ ،‬وأصبح هذا اجملال علما ً‬ ‫يدرس في الكثير من اجلامعات‬ ‫قائما ً بذاته ّ‬ ‫العاملية‪ ،‬وأصبح املصمم اجلرافيكي من‬ ‫أكثر املهنيني الـذي يحضـون باحلرفية في‬

‫االختصاص املوجه للتطبيق اإلعالمي‪ ،‬نظرا ً‬ ‫ألهمية دورهم في نقـل الصـورة لألفراد‪،‬‬ ‫واعتمادهم العديد من طرق اإلقناع عبر‬ ‫املهارات الصياغية إلنـشاء عالقـات بصرية‬ ‫جذابة من خالل التفاعل االتصالي اآللي‬ ‫احلاسوبي مع اخلـط واللـون والـصورة‪،‬‬ ‫وذلك ما يسجل ثورة في مجال التصميم‬ ‫اجلرافيكـي أ ّدت لتأسيس نظام حاسوبي‬ ‫يستخدم في املهام اإلنتاجية‪ ،‬وفي هذا اجملال‬ ‫وضعت شركة ‪ MIT‬نظاما أوليا للمنافسة‬ ‫بني شركات التكنولوجيا في عاملي اإلشهار‬ ‫والتسويق مثل ميكروسوفت أ و �‪Apple Ma‬‬ ‫‪.cintosh‬‬ ‫املصمم اجلرافيكي الناجع هو ذلك‬ ‫إ ّن‬ ‫ّ‬ ‫مهمته هي‬ ‫الشخص الذي يعي متا ًما بأن‬ ‫ّ‬ ‫إرضاء أكبر عدد من األذواق‪ ،‬فهو يعرف بأن‬ ‫عليه التعامل مع مختلف الشرائح من‬ ‫األفراد وإدراك أفكارهم اخملتلفة من مكان‬ ‫آلخر ومن شخص آلخر من جهة‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى فاملصمم اجلرافيكـي دارس لعلم‬ ‫النفس وعالم بتأثير األشكال واأللوان علـى‬ ‫املشاهد‪ ،‬ممّا يجعله في وضع املفكر الباحث‬ ‫عن احللول املناسبة‪.‬‬ ‫لم تقف التطورات في ميدان التصميم‬ ‫احلد فقط‪ ،‬فقد كان لظهور‬ ‫اجلرافيكي عند هذا ّ‬ ‫شبكة االنترنت منذ الستينات وتطورها‬ ‫حتّى التسعينيات الصدى الواسع والتأثير‬ ‫الكبيـر لدى مصممي اجلرافيك‪ ،‬وأصبح‬ ‫من الـسهل تناقـل الـصور والتصاميم‬ ‫عبر االنترنت‪ ،‬تلك الشبكة املعلوماتية‬ ‫التي حتولت ألكبـر مكتبـة جامعة للبيانات‬ ‫في العالم عبر الصور املرئية والرقمية‬ ‫ووسائل عمليات االتصال اخلاصة بالتجارة‬ ‫ممـا جعـل الشركات الكبرى في‬ ‫االلكترونية‪ّ ،‬‬ ‫العالم تتجه نحو املصممني لينتجوا لهم ما‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪83‬‬


‫يـسمى باملواقـع‬ ‫ّ‬ ‫ا إل لكتر و نية‬ ‫املتخصصة في‬ ‫اجملال االقتصادي‬

‫واالجتماعي‪.‬‬ ‫فأ صبحت‬ ‫اجلرافيكا فنّا‬ ‫‪ graphique art‬في‬ ‫فن‬ ‫معناه العام هو ّ‬ ‫لصياغة الصورة املرئية‬ ‫بهدف حتقيق محامل طباعية‬ ‫رقمية‪ ،‬وهي تشمل على سبيل‬ ‫األمثلة‪ ،‬الرسومات االختزالية ‪Illustrations‬‬ ‫ورسوم الكارتون املتحركة ‪ Animations‬التي‬ ‫كانت ترسم باليد وأصبحت بعد ذلك تنتشر‬ ‫في الوسائط املتعددة’ امللتيميديا لترسم‬ ‫وحترك بواسطة احلاسوب في أقل وقت‬ ‫وبأكثر جمالية‪ ،‬وحتقق أيضا الصور العالية‬ ‫اجلودة‪High Résolutions Photos‬‬ ‫املصمم‬ ‫عملية إدراك الصورة من قبل‬ ‫ّ‬ ‫اجلرافيكي‬ ‫أول من جاء مبصطلح “ثقافة الصورة”‬ ‫املفكر اإليطالي فابيو غنابيل‪ 14‬في قوله “أن‬ ‫احلسية واإلدراك‬ ‫مفهوم اإلبصار والثقافة‬ ‫ّ‬ ‫املرئي له عميق األثر في عملية إقناع املتلقي‬ ‫ذلك أن تداخل العالمات وكثرتها يحدث‬ ‫تشتيتا لألفكار ويعطل عملية اإلدراك‬ ‫لدى اإلنسان العادي‪ ،‬في حني تأخذ الصورة‬ ‫املرئية من املوروث البصري لإلنسان و من‬ ‫عمق مرجعياته وميراثه الفكري والنفسي‬ ‫واملتغيرات املادية واالحتماالت والتوقعات…”‬ ‫‪ّ 15‬‬ ‫ليشكل هذا اخملزون الثقافي دورا هاما في‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪84‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫تفسير معنى للعالمات الرمزية‪ ،‬وبذلك ال‬ ‫مهمة الصورة في كونها عامال مؤثرا‬ ‫تقف‬ ‫ّ‬ ‫في تبليغ معنى للرسالة االتصالية من قبل‬ ‫املصمم اجلرافيكي‪ ،‬بل تتجاوز ذلك لتصبح‬ ‫ّ‬ ‫شكال ثقافيا يتمكن من إثراء وعي اإلنسان‬ ‫منذ اإلدراك املعرفي إلى مرحلة التطبيق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أكده املفكر جون جاك‬ ‫لعل هذا ما‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫وينبورجر‪16‬في كتابه فلسفة الصورة في‬ ‫قوله“تتمثل الصورة في عملية إدراك املرئي‬ ‫فتأطره ضمن مخزونات‪ ،‬تتآلف في قنوات‬ ‫حسية وحركية ‪ senor-moteurs‬لتؤثر في‬ ‫ّ‬ ‫ما نراه بأن نتمثله ضمن منظور اختزالي‬ ‫للترسبات الذهنية لدى اإلنسان فتنظم‬ ‫الردود املفهومية‪ ،‬لنسترجع عبرها اخملزون‬ ‫‪18‬‬ ‫الفكري من التجربة الذاتية للعني اجملردة”‪.‬‬ ‫وباحلديث عن عملية إدراك الصورة املرئية‬ ‫لدى املصمم اجلرافيكي‪ ،‬يتقارب معظم‬ ‫الباحثني حول املراحل املنهجية‪ ،‬فنقول بأن‬ ‫الرؤية هي بداية هذه العملية‪ ،‬ثم تنطبع‬ ‫الصورة في عقل اإلنسان وتبحث في‬ ‫الذاكرة عن مشابهات لها إلدراك موضوعها‬ ‫وتفسيره‪ ،‬كما يقع فرز يفضي إلى استيعاب‬ ‫كل ما يربطه العقل مبا وجده في الذاكرة من‬ ‫رموز للصورة‪ ،‬إذا فإ ّن هذه املراحل الدقيقة‬ ‫تؤول بنا إلى عملية اإلدراك املرئي وهي عملية‬ ‫تأويل وفق مسار قرائي معقد‪ ،‬كما يتمكن‬ ‫اإلنسان من إدراك الصورة عبر احلواس أو‬ ‫احلركة أو اللغة‪ ،‬فالذوق والسمع واللمس‬ ‫واإلمياءات وحركة اجلسد واألصوات‪ ،‬جسدت‬ ‫عقل اإلنسان في رؤى تصويرية واحتمالية‬ ‫وتوقعية نابعة من ميراث التجربة لتحقيق‬ ‫إدراك قرائي‪ ،‬وذلك ما عبر عنه الدكتورسهيل‬ ‫إدريس‪ 19‬في كتابه مجتمع االنترنت‪“ 20‬إ ّن‬ ‫اكتسابنا للصور هو وليد بعد وراثي‪ ،‬نتيجة‬ ‫تطور عمل اخلاليا واألنسجة العصبية‪،‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫فيتحول املفهوم املرئي القرائي إلى معطى‬ ‫‪21‬‬ ‫ما قبلي نستمده من تركيبتنا العضوية”‬ ‫هكذا ضلت ثقافة الصورة تتماهي في‬ ‫العالم االفتراضي لكونها امتداد منطقي‬ ‫للتقدم التكنولوجي‪ ،‬فهي مادة يتّم إنتاجها‬ ‫املصمم‬ ‫من خالل احلاسوب بحيث ميّكن‬ ‫ّ‬ ‫اجلرافيكي من التفاعل معها سواء كان‬ ‫ذلك بتفحص ما يحتويه هذا العالم من‬ ‫خالل حاستي البصر والسمع أو باملشاركة‬

‫والتأثير فيه‪ ،‬وذلك بالقيام بعمليات تعديل‬ ‫وتطوير ومعاجلة‪ ،‬فهي عبارة عن عملية‬ ‫محاكاة ‪ Simulation‬لبيئة واقعية أو خيالية‬ ‫يتّم تصورها وبنائها من خالل اإلمكانيات‬ ‫التي توفرها التكنولوجيا احلديثة باستخدام‬ ‫برامج الصوت والصورة إلنتاج عوالم‬ ‫افتراضية‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق ماهي مفردات العوالم‬ ‫الآلفتراضية التي حتقق عملية احملاكاة لدى‬ ‫مصمم اجلرافيك وكيف يتفاعل معها‬ ‫إلنتاج مادة تواصلية ؟‬

‫املراجع‪:‬‬ ‫‪-1‬حتول اإلنسان الطبيعي إلى إنسان‪-‬آلة أو إنسان‪-‬حاسوب أو ما يسميه املؤلف “اإلنسوب” وهي اختصار لكلمة “اإلنسان واحلاسوب”‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدكتور “علي محمد ميالد بن رحومة"‪ ،‬وهو من مواليد مارس ‪ 1957‬بطرابلس بليبيا‪ ،‬اختصاصي نظم احلاسوب وباحث في املعلوماتية‬ ‫واالجتماع االفتراضي‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب “علم االجتماع اآللي” هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن “عالم املعرفة"‪ ،‬وهي سلسلة شهرية يصدرها اجمللس الوطني للثقافة والفنون‬ ‫واآلداب بالكويت‪ ,‬الكتاب فيه ‪ 255‬صفحة‪ ،‬هو عبارة عن مقاربة في علم االجتماع العربي واالتصال عبر احلاسوب‪.‬‬ ‫‪ -4‬ألفنس ميغال باحث فرنسي في مجال الرقمنة والعالم الآلفتراضي اصدر كتب في اختصاصه مند سنة ‪.1993‬‬ ‫‪ -5‬لـرودا روي استاد علوم تطبيقية في جامعة “فيديالند” في رومانيا وله مقاالت علمية في االفتراضيات‪.‬‬ ‫‪ -6‬مقال في مجلة "قينت مارك” لرود روي سنة ‪.2009‬‬ ‫‪ -7‬صحيفة "دو مينيك قاالر” املقال ‪ 23‬سنة ‪.2012‬‬ ‫‪ -8‬مورين ليفك كاتب انقليزي ومكون في جامعة السوربون بفرنسا مند سنة ‪.2003‬‬ ‫‪ -9‬أديسون دويغنز مفكر روماني من اصول انقليزية ويعتبر من اول املصممني في اروبا في مجال الصناعات الثقيلة‪.‬‬ ‫‪ -10‬كتاب “الصناعة تتدرج” سنة ‪ 1817‬صفحة ‪ 156‬الفقرة الثانية‪.‬‬ ‫‪-11‬من موسوعة “ديليوم” الصفحة ‪ 255‬سنة ‪.1984‬‬ ‫‪ -12‬املعجم التقني العربي هو القاموس التقني يحتوي علي ترجمة وتوحيد املصطلحات التقنية املستعملة في ترجمة برامج احلاسوب‪ ،‬نظرا ً‬ ‫للتضارب احلاصل حاليا بني املترجمني‪ ،‬لتقدمي واجهة مفهومة ومنسجمة للمستخدم املتكلم بالعربية‪.‬‬ ‫‪ -13‬جاك بليباراس كاتب فرنسي من مواليد ‪ 1933‬عرف باملوسوعات الفكرية في الفلسفة والعلوم احلديثة‬ ‫‪ -14‬فابيو غنابيل مفكر اطالي من مواليد ‪ 1827‬استاد في جامعة “دياقوال"‪.‬‬ ‫‪ -15‬من كتاب “الفكر امليتافيزيقي” صفحة ‪ 96‬سنة ‪.1890‬‬ ‫‪ -16‬جون جاك وينبورجر مفكر فرنسي مناصول يونانية ولد سنة ‪ 1943‬وله كتب في مجال التراكيب الدقيقة في الصناعة االعالمية‪.‬‬ ‫‪ -17‬كتاب “فلسفة الصورة” “جلون جاك وينبورج” صدر سنة ‪ 1998‬يختص بالعلوم االعالمية‪.‬‬ ‫‪ -18‬من كتاب “فلسفة الصورة” صفحة ‪ 193‬الفقرة الرابعة‪.‬‬ ‫‪ -19‬سهيل إدريس مواليد بيروت سنة ‪ 1925‬م‪ ،‬درس في الكلية الشرعية وتخرج منها شيخا عاملا ورجل فقه‪ ،‬وبعد تخرجه سنة سافر ليتابع ‪20-‬‬ ‫دراساته العليا في باريس قصد حتضير الدكتوراه في األدب العربي في جامعة السوربون‪.‬‬ ‫‪ -20‬مجتمع االنترنت هو كتاب من مجموعة فكرية صدرت سنة ‪ 1992‬للدكتور سهيل ادريس‪.‬‬ ‫‪ -21‬من كتاب مجتمع االنترنت صفحة ‪ 243‬الفقرة ‪ 32‬سنة ‪.1992‬‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪85‬‬


‫الهجرة األندلسية إلى تونس‬

‫كان‬

‫مآثر حاسمة‬ ‫في‬ ‫تاريخ تونس‬

‫مرحلة أولى‪ :‬بدأت منذ النصف األول من‬ ‫القرن الثالث عشرة بعد سقوط غرناطة‬ ‫وبلنس ّية ثم املناطق الشرقية من البالد وكذلك‬ ‫إشبيلية‪ .‬فقد هجر عدد كبير من سكان تلك‬ ‫املدن اإلسالمية إلى افريقية املزدهرة والقوية‬ ‫في عهد أبي زكريا احلفصي الذي إعتبروه حاميا‬ ‫ومنقذا لهم باإلضافة إلى الروابط املتينة التي‬ ‫يشعرون بها جتاه السلطنة احلفصية‪.‬‬ ‫مرحلة ثانية‪ :‬كانت هذه الهجرة عقب‬ ‫سقوط غرناطة‪ ،‬بعدما تعرض له مسلمو‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪86‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫املالزم أول محرز الزين‬

‫لسقوط الدولة األموية باألندلس‬ ‫سنة ‪1031‬م بالغ األثر في املصير‬ ‫الذي آلت إليه البالد اإلسالمية في أواخر القرن‬ ‫اخلامس عشرة‪ .‬ذلك أن سقوط الدولة األموية‬ ‫بإسبانيا كان إيذانا بقيام ما عبّر عنه بحكم‬ ‫ملوك الطوائف الذين استغلهم اإلسبان‬ ‫ليوسعوا من حدودهم‪.‬‬ ‫وعمل املرابطون ألمد قصير على ص ّد الزحف‬ ‫االسباني وتواصل ذلك خالل حكم املوح ّدين إلى‬ ‫أن فتح الباب على مصراعيه لبداية النهاية‬ ‫ولسقوط املدن األندلسية املتالحقة في أيدي‬ ‫النصارى حتى سقوط غرناطة سنة ‪1492‬م‪.‬‬ ‫وترتب عن كل ذلك تهجير مآت اآلالف من‬ ‫مسلمي األندلس منذ بداية القرن الثالث عشرة‬ ‫إلى بداية القرن السابع عشرة إلى أقرب البلدان‬ ‫اإلسالمية إليهم في شمال إفريقيا‪ .‬وكان لهجرة‬ ‫األندلسيني إلى بلدان املغرب وخاصة تونس‬ ‫آثارا كبيرة على الوضع االجتماعي واالقتصادي‬ ‫والفكري‪.‬‬ ‫األندلس من محنة قاسية من قبل اإلسبان‪.‬‬ ‫فلم يجد هؤالء الالجئون من عناية كما وجد‬ ‫أسالفهم في املرة األولى نظرا للظروف التاريخية‬ ‫الصعبة التي مرت بها الدولة احلفصية في ذلك‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫مرحلة ثالثة‪ :‬تعتبر الهجرة األندلسية‬ ‫الثالثة إلى تونس سنة ‪1609‬م و ‪1610‬م من‬ ‫أهم الهجرات ال من حيث العدد فقط بل كذلك‬ ‫من حيث النتائج التي ترتبت عنها في اسبانيا‬ ‫وتونس‪ .‬وهي نتيجة لقرار الطرد الذي اتخذه‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫امللك “فيليب الثالث” ضد مسلمي األندلس‬ ‫الثائرين‪.‬‬

‫إستقرار األندلسيني بتونس ‪:‬‬

‫إستقر أغلب مهاجري القرن الثالث عشرة‬ ‫في العاصمة وأحوازها‪ ،‬حيث يعتبر هؤالء من‬ ‫الطبقة العليا للمجتمع األندلسي ‪ ،‬فكان‬ ‫منهم العلماء والكتاب والشعراء الذين أثروا‬ ‫في احلياة السياسية في العصر احلفصي ‪ ،‬كما‬ ‫آنضم عدد كبير منهم للجيش احلفصي وقليال‬ ‫منهم كانوا فالحني وجتارا‪.‬‬ ‫أما مهاجري القرن السابع عشر الذين بلغ‬ ‫عددهم ‪ 80‬ألف فقد قاموا بدور حاسم في البالد‬ ‫التونسية‪ ،‬فهم خليط من مختلف الطبقات‬ ‫األندلسية ولهم مقدرة خاصة للعمل في كل‬ ‫املهن‪.‬‬ ‫وقد أحسن عثمان داي (‪1610‬م‪1593-‬م)‬ ‫صنعا إذ أمدهم باملساعدة لتنشيط إقتصاد‬ ‫البالد‪ .‬فمكنهم من إختيار أماكن استقرارهم ‪.‬‬ ‫فأستقر أغنيائهم وأصحاب احلرف في العاصمة‬ ‫وبعض احوازها ليشتغلوا بالتجارة والصناعة‪.‬‬ ‫واستقر أغلبية املهاجرين في املناطق الشمالية‬

‫الشرقية للبالد‪ .‬فأسس بعضهم القرى اجلديدة‬ ‫وتوزعوا على ثالث جهات ‪:‬‬ ‫ في الوطن القبلي ‪ :‬منها مناطق سليمان‬‫وقرمبالية وتركي وب ّلي ونيانو‪.‬‬ ‫ في نهر مجردة ‪ :‬في تستور والسلوقية‬‫ومجاز الباب وقريش ألواد وطبربة واجلديدة‪.‬‬ ‫ في منطقة بنزرت ‪ :‬في قلعة األندلس‬‫والعالية ورأس اجلبل وغار امللح ومنزل جميل‬ ‫وماطر وبنزرت‪.‬‬ ‫وميكن تصنيف األندلسيني املهاجرين إلى‬ ‫تونس إلى ثالث فئات ‪:‬‬ ‫ الفئة األولى‪ :‬فئة األعيان‬‫استقرت بالعاصمة وأنشأت لها أحياء‬ ‫خاصة مثل “حومة األندلس” و “زقاق األندلس”‬ ‫وهي تضم األغنياء والوجهاء واملثقفني‪.‬‬ ‫ الفئة الثانية‪ :‬الفئة املتوسطة‬‫استقرت بالقرب من العاصمة ( أريانة‪،‬‬ ‫اجلديدة )‪.‬‬ ‫ الفئة الثالثة‪ :‬وتتكون من الفالحني‪ ،‬وهي‬‫اكبر عدد من باقي الفئتني السابقتني‪ ،‬وقد‬ ‫استقرت في املناطق الشمالية في األراضي‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪87‬‬


‫اخلالية أو القليلة السكان‪ ،‬وكانوا يبحثون‬ ‫باستمرار عن األراضي اخلصبة القريبة من املياه‬ ‫مثل نهر مجردة‪.‬‬ ‫كما بقيت هناك فئة أخرى آثرت االستمرار‬ ‫في جهادها ضد من طردها من أرضها‪ ،‬وهذه‬ ‫الفئة وجدت أيضا لدى عثمان داي كل التفهم‬ ‫واملساعدة‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪88‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫كان اجملتمع االسباني الذي وفد منه‬ ‫املهاجرون األندلسيني يختلف متاما عن اجملتمع‬ ‫اجلديد الذي نزحوا إليه‪ ،‬ذلك أن اسبانيا في ذلك‬ ‫الوقت كانت جزءا من غربي أوروبا الذي شملته‬ ‫النهضة األوروبية وأصبحت اسبانيا طيلة‬ ‫القرن السادس عشر من أعظم اإلمبراطوريات‬ ‫االستعمارية ‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫وبعد سقوط غرناطة فقدت اسبانيا صلتها‬ ‫مع احلضارة العربية واإلسالمية فكان لذلك‬ ‫تأثير كبير على املهاجرين الذين أصبحوا ال‬ ‫يتكلمون إال القشتالية‪.‬‬ ‫أما تونس في ذلك العهد فقد كانت والية‬ ‫تركية صغيرة يحكمها احلفصيون ‪ ،‬وتختلف‬ ‫بذلك متام االختالف عن الثقافة االسبانية‪.‬‬ ‫ورغم ما عاناه املهاجرون األندلسيون من‬ ‫محن واضطهاد في بالدهم ‪ ،‬فإنهم في تونس‬ ‫كانوا يشعرون مبركب التفوق جتاه اجملتمع اجلديد‬ ‫‪ ،‬فحافظوا على اللغة القشتالية ولم يقبلوا‬ ‫الزواج اخملتلط مع سكان البالد وظلوا منغلقني‬ ‫على أنفسهم حتى القرن التاسع عشر‬ ‫بالرغم من العطف الذي لقوه من سكان البالد‬ ‫األصليني‪ ،‬فلم يندمجوا في اجملتمع التونسي إال‬ ‫بعد أجيال عديدة‪.‬‬

‫رغم االندماج البطيء لألندلسيني في اجملتمع‬ ‫التونسي‪ ،‬إال أن مساهمتهم في النهضة‬ ‫االقتصادية للبالد كانت سريعة بعد تدهور‬ ‫األوضاع في العصر احلفصي ‪ ،‬فكان دورهم‬ ‫حاسما في إخراج البالد من ركودها االقتصادي‪.‬‬ ‫وقد شملت النهضة االقتصادية الفالحة‬ ‫والصناعة والتجارة‪.‬‬ ‫الفالحة‪ :‬كان أكبر جناح حققه األندلسيون‬‫في القرن السابع عشرة وما بعده في ميدان‬ ‫الفالحة ‪ ،‬حيث استغلوا أخصب األراضي في‬ ‫الشمال الشرقي للبالد التونسية ‪ ،‬وادخلوا‬ ‫أساليب جديدة على العمل الفالحي ‪ .‬وحتصلوا‬ ‫سنة ‪1622‬م على ترخيص من يوسف داي لبناء‬ ‫سد على وادي مجردة في منطقة ّ‬ ‫البطان حاليا‪.‬‬ ‫كما حفروا عددا كبيرا من اآلبار وخاصة في‬ ‫منطقة سليمان واستعملوا النواعير الهوائية‬

‫اللفظ باللهجة التونسية‬

‫املعنى باللغة العربية‬

‫اللفظ االسباني‬

‫بابور‬

‫باخرة‬

‫‪Babor‬‬

‫براكة‬

‫كوخ‬

‫‪Barraca‬‬

‫بلوزة‬

‫لباس‬

‫‪Blusa‬‬

‫دورو‬

‫نقد اسباني‬

‫‪Duro‬‬

‫كبوط‬

‫معطف‬

‫‪Capoti‬‬

‫الغاجنو‬

‫حديد معتوق يستعمل لغلق الباب‬

‫‪Gancho‬‬

‫فالصو‬

‫زور ‪ ،‬باطل‬

‫‪Falso‬‬

‫سباط‬

‫حذاء‬

‫‪Zapato‬‬

‫مناذج من املصطلحات االسبانية التي دخلت على اللهجة التونسية‬ ‫والسمة البارزة في هذا الوجود األندلسي‬ ‫بتونس‪ ،‬أنهم انصرفوا عن السياسة انصرافا‬ ‫كامال ولم يسعوا من قريب أو من بعيد للتدخل‬ ‫في ما ميت بصلة إلى مجاالت احلكم وميادين‬ ‫الوظائف السامية ‪.‬‬

‫إلخراج املاء من اآلبار‪ .‬وكان لهم الفضل في‬ ‫زراعة مختلف أنواع األشجار املثمرة وغابات‬ ‫الزيتون ‪ ،‬وادخلوا أنواعا جديدة من الغالل واخلضر‬ ‫من أمريكا ‪ ،‬باإلضافة إلى تربية املاشية واألبقار‬ ‫والدواجن‪ .‬فأعطى أوالئك املهاجرون وجها‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪89‬‬


‫جديدا للفالحة التونسية بعد أن كانت لقرون‬ ‫عدة مرتكزة على تربية املاشية وزراعة احلبوب ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ الصناعة‪ :‬لعب األندلسيون دورا مهما‬‫في هذا العصر في تطوير الصناعة التونسية‬ ‫وخاصة صناعة الشاشية رغم وجودها قبل‬ ‫نزوحهم‪ .‬فآشتهروا بإتقان صنعها حتى أن‬ ‫معامل الشاشية بأوروبا لم تستطع مزاحمة‬ ‫إنتاجهم من حيث اجلودة‪.‬‬ ‫وأدى ذلك النجاح في صناعة الشاشية إلى‬ ‫تغيير جذري في النظام االقتصادي والتجاري‬ ‫بالبالد التونسية‪ .‬كما كان لهم الفضل في‬ ‫النهوض بصناعة احلرير في تونس وكان العمل‬ ‫في تلك الصناعة من إنتاج احلرير يستدعي‬ ‫مقدرة فنية وذوقا رفيعا عرفت بهما التقاليد‬ ‫األندلسية‪ .‬ونهض األندلسيون كذلك بصناعة‬ ‫العطورات واجللود املطرزة واخلزف والصابون‪.‬‬ ‫فأسسوا سنة ‪1620‬م شركة لصنع الصابون‬ ‫في احواز العاصمة‪.‬‬ ‫ التجارة‪ :‬كان لألندلسيني دورا هاما في‬‫تنشيط التجارة بالبالد التونسية‪ ،‬حيث جلبوا‬

‫معهم املعادن الثمينة وركزوا في جتارتهم‬ ‫الداخلية حول ما كانوا ينتجونه من احلرير‬ ‫والشاشية واجللود وخزف وغيرها ‪ ،‬وفي جتارتهم‬ ‫اخلارجية كانت تربطهم عالئق وطيدة ببعض‬ ‫التجار اليهود األندلسيني األغنياء‪.‬‬ ‫يصدرون اليطاليا احلبوب‬ ‫وكان األندلسيون ّ‬ ‫والتمور والتبغ والصوف والشاشية واجللود‬ ‫وريش النعام واخليول ويستوردون املواد الالزمة‬ ‫لصناعة الشاشية مثل األصباغ اخملتلفة‬ ‫وكذلك األغطية‪.‬‬ ‫رغم الظروف الصعبة التي إنتقل فيها‬ ‫املهاجرون األندلسيون‪ ،‬فإن ما قاموا به من‬ ‫نهضة اقتصادية واجتماعية تعتبر محل‬ ‫إعجاب‪ .‬ورغم اختالف بيئة هؤالء املهاجرين عن‬ ‫البيئة التونسية في القرن السابع عشرة ‪ ،‬فان‬ ‫تونس إستطاعت أن تستوعب ما أتى به هؤالء‬ ‫من حضارة جديدة وأن تدمجهم ولو ببطء في‬ ‫صلب اجملتمع التونسي مثلما أدمجت قبل ذلك‬ ‫عدة حضارات أخرى تعاقبت عليها‬

‫املراجع ‪:‬‬ ‫ كتاب املؤنس ‪ .‬ابن أبي دينار‬‫ كتاب دراسات عن األندلسيني بالبالد التونسية‪Romon Petit Miguel De Epalsa .‬‬‫ مقدمة ابن خلدون‬‫ كتاب األندلسيون وهجراتهم إلى املغرب خالل القرنني ‪ . -17 16‬محمد مرزوق‬‫ كتاب احلضارة العربية اإلسالمية في األندلس ‪ .‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ .‬دكتورة سلمى اخلضراء اجليوسي‬‫‪ -‬كتاب املغرب واألندلس ‪ .‬دكتور مصطفى الشكعة‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪90‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫لقد اقترن اخلط العربي منذ ظهوره بالثقافة واللغة‬ ‫العربية التي ازدهرت وانتشرت مع بروز الدعوة اإلسالمية‬ ‫في املشرق واملغرب العربيني‪ ،‬أين ظهرت مدارس بذاتها في‬ ‫مختلف هذه األصقاع ساهمت في تطوير هذا الفن عبر‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫وقد دخل اخلط العربي إلى تونس منذ بداية الفتح العربي‬ ‫وتأسيس القيروان سنة ‪ 670‬م وهو ال زال في تطور مستمر‪،‬‬ ‫بل أن بعض الهياكل اإلدارية ومن أهمها وزارة‬ ‫الدفاع الوطني قد جعلت منه في ستينات‬ ‫القرن املاضي‪ ،‬خطة وظيفية عرفت باسم‬ ‫« خطاط ف ّني» إميانا منها بأهمية اخلط‬

‫فن له تاريخ‬ ‫في‬ ‫وزارة الدفاع الوطني‬

‫العربي وجماليته‪.‬‬ ‫لذا كان حري بنا أن نسلط الضوء على هذا الفن دعما‬ ‫للتعريف به لدى القارئ عامة والقارئ العسكري على وجه‬ ‫اخلصوص مبتدئني بلمحة تاريخية عن أهم املدارس اخلطية‬ ‫عند العرب ثم سنعرّج على ظهور اخلط وتطوره في تونس‬ ‫وأهم مميزات مدرسة اخلط التونسية واالجنازات الوطنية في‬ ‫هذا اجملال لنخلص في النهاية الى اخلط العربي بوزارة الدفاع‬ ‫الوطني ماضيا وحاضرا ومستقبال‪.‬‬

‫‪I‬املسار التاريخي للخط العربي‪:‬‬ ‫‪ -1‬االنطالقة األولى‪:‬‬

‫املقدم عبد العزيز بوڤزي‬

‫كما ظهر في نفس الفترة «اخلط املدني» نسبة إلى‬

‫منذ ظهور الدعوة االسالمية وحذق العرب للتدوين املدينة املنورة الذي كتبت به املصاحف السبعة التي كتبها‬ ‫والكتابة‪ ،‬شغف هؤالء باخلط نظرا الرتباطه بالقرآن فتفنّنوا زيد بن ثابت في عهد اخلليفة عثمان بن عفان‪.‬‬ ‫في رسم احلروف والكلمات وتنافس اخلطاطون في إخراج‬

‫أما في عهد عمر بن اخلطاب فقد ظهر خط «املشق»‬

‫حتف فنية من املصاحف‪ .‬ونشير في هذا الصدد أن الكتابة والذي ميتاز بامتداد حروفه وخاصة اخلط «الكوفي» الذي‬ ‫عند العرب بدأت في مكة معتمدة على رسم احلروف التي ظهر في مدينة الكوفة التي أنشأها بأمر عمر قائد جيش‬

‫كانت في اجلزيرة العربية قبل اإلسالم ‪ ،‬والتي عرفت بقلم اإلسالم في معركة اليرموك سعد بن وقاص‪.‬‬ ‫« اجلزم» ثم عرفت « بالقلم ّ‬ ‫املكي» عند فجر اإلسالم‪ .‬مت ّيز‬ ‫اشتهر خالل هذه الفترة العديد من اخلطاطني من‬ ‫يعد أول من أبدع اخلط العربي‬ ‫هذا اخلط بشكل موزون‪ ،‬متّ تطويره وتبلورت أشكاله في أهمهم « قطبة احملرر» الذي ّ‬ ‫العهد األموي فحمل اسم « اخلطوط املوزونة « التي تواصل‬

‫استعمالها طيلة القرون الثالثة األولى لإلسالم‪.‬‬

‫وطوره وكذلك «األحول احملرر» الذي عاش في العهد العباسي‬ ‫و»أبو علي محمد بن مقلة» في العهد الفاطمي الذي أنشأ‬

‫الدفاع‬

‫‪ -1‬من جتليات اخلط العربي في تونس‪ ،‬محمد الصادق عبد اللطيف ‪ .‬تونس ‪2003‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪91‬‬


‫خط النسخ كما برع في هذا الفن «علي بن هالل» املعروف‬

‫عن طريق املدينة املنورة أوال ثم الشام ثانيا وفي القيروان‬

‫بـ «ابن البواب» من بغداد واشتهر بخط الثلث وكتب ‪64‬‬

‫استعمل اخلط الكوفي الذي أخذ تسمية قيروانية فعرف‬

‫مصحفا‪ ،‬كما اشتهر في بغداد اخلطاط الشيخ «حمد اهلل بـ»اخلط القيرواني» أو «البديع» وهو كوفي دخله االستدقاق‬ ‫األماسي» الذي عرف بابن الشيخ و»ياقوت املستعصمي» واالستغالظ نشأ بالقيروان في القرن ‪5‬هـ وشهد هذا‬ ‫مولى املستعصم الذي كتب ألف مصحف ومصحف وهو اخلط تغييرات وحتسينات عبر الزمن جعلت من املدرسة‬ ‫الذي ختم فن اخلط وجمع قوانينه في بيت شعر فقال ‪.‬‬ ‫أصول وتركيب كراسي ونسبه ****** صعود وتشمير‬

‫القيروانية مدرسة متميزة ومنفردة ساهمت في الرفع‬ ‫من شأن اخلط العربي وفنونه من حيث دقة الرسم ونحت‬ ‫احلروف وتشابكها وزخرفها ومع انتهاء القرن ‪ 5‬هـ‪ 11/‬م‬

‫نزول وأرمال‬

‫ثم ازدهرت املدرسة الفارسية في العهد التيموري ظهر اخلط النسخي واستمر استعمال اخلطني معا إلى‬ ‫والصفوي وظهر خط نستعليق والديواني والهمايوني نهاية النصف األول من القرن ‪ 6‬هـ‪ 12/‬م واشتهر في تونس‬ ‫والكوفي االيراني وكان الوزير والشاعر واملوسيقي «مير‬

‫زمن الدولة الصنهاجية من اخلطاطني احلارث بن مروان وابنه‬

‫علي» من أشهر خطاطي بخارى في القرن ‪ 15‬وإليه يعود‬

‫وعلي بن أحمد الو ّراق وغيرهما كثيرون‬

‫ابتكار خط نستعليق أما خط الرقاع فقد أحدثه األتراك‬

‫مع الفتح العثماني لتونس في القرن ‪ ،16‬شهد‬

‫العثمانيون الذين ابتدعه الوزير ابن مقلة علي بن محمد‬

‫اخلط العربي تطورا وبذل اخلطاطون جهودا فنية معتبرة‬

‫وزير خلفاء بني العباس املقتدر باهلل والقاهر باهلل والراضي‬

‫في اخلط كانت جسرا للتواصل الثقافي مع األهالي في‬

‫باهلل وكان هذا األخير قد حكم بقطع اليد اليمنى البن تونس‪ ،‬وعلى الرغم من هذه التأثيرات التركية فقد بقي‬ ‫اخلطاطون متعلقني بخطهم القدمي (الكوفي) املتطور في‬

‫مقلة اثر وشاية بلغته فانشد يقول‬

‫إذا ما مات بعضك فابك بعض ***** فان البعض من تونس‪ .‬وظهرت أسماء عديدة في اجملال خالل الفترة املرادية‬ ‫واحلسينية حيث أصبح اخلط يد ّرس باجلامع األعظم وفروعه‪.‬‬

‫بعض قريب‬

‫‪ -3‬املدرسة التونسية في اخلط ( مرحلة التأسيس)‬

‫فقطع لسانه بعد ها وحبس حتى وافته املنية (‪ )4‬عام‬

‫يعتبر األستاذ محمد الصادق عبد اللطيف أن املدرسة‬

‫‪ 327‬هـ ‪ 938 /‬م‬ ‫‪ -2‬وصول اخلط العربي إلى تونس وتطوره ‪:‬‬

‫التونسية للخط ظهرت خالل بداية الثلث الثاني من القرن‬

‫بلغ اخلط العربي تونس مع تأسيس القيروان عاصمة‬

‫‪ 20‬مع أستاذ األجيال محمد الصالح اخلماسي الذي عني‬

‫اإلسالم األولى باملغرب سنة ‪ 670‬م وكان وصوله إليها‬

‫علي مؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪ 1936‬بصفة تطوعية‬ ‫مبقتضى أمر ّ‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪92‬‬

‫‪ -2‬اخلط العربي أصوله‪ ،‬نهضته‪ ،‬انتشاره‪ ،‬الدكتور عفيف بهنس‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ص ‪45‬‬ ‫‪ -3‬اخلط العربي أصوله‪ ،‬نهضته‪ ،‬انتشاره‪ :‬نفس املصدر أعاله‬ ‫‪ -4‬اخلط العربي تاريخه وحاضره‪ ،‬بالل عبد الوهاب الرفاعي دار ابن كثير‪ ،‬دمشق ‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬ ‫‪ -5‬اخلط العربي‪ :‬فعاليات أيام اخلط العربي ‪ ،1997 -12/10 29/6‬اجملمع التونسي للعلوم واآلداب والفنون “بيت احلكمة” ص ‪60‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫لتعليم اخلط العربي لطلبة الزيتونة ثم باملؤسسات باإلضافة إلى نسبة األميني من العسكريني املدعوين آنذاك‬ ‫التعليمية األخرى كاملعهد الصادقي ومدارس ترشيح التي فاق ‪ 60%‬وقد اشتملت برامج هذه التربية على حيز‬ ‫املعلمني ومعهد الفنون اجلميلة وكان املرحوم اخلماسي زمني للخط العربي‪ .‬وللغرض قامت الوزارة (كتابة الدولة‬ ‫مؤسسا وباعثا ليومية « اجليب» سنة ‪ 1945‬والتي توقفت للدفاع الوطني آنذاك) بالتعاون مع وزارة التربية (كتابة‬ ‫عن الصدور عام ‪ 1979‬وحت ّرك اخلماسي في اجتاه الهندسة‬

‫اخلطية مبعنى أنه طور النسخ اخلطي هندسيا لكي يتكامل‬

‫الدولة للتربية القومية) وطبقا للمنشور عدد ‪ 242/5‬املؤرخ‬ ‫في ‪ 15‬مارس ‪ 1959‬بتكوين مجموعة من العسكريني‬

‫اخلط مع فنون العمارة‪ ،‬فكان ذلك مبثابة النظرية اجلديدة على دفعات لتعليم القراءة والكتابة للعسكريني حسب‬ ‫التي متت من خاللها املصاحلة اخلطية مع سائر الفنون الطرق احلديثة التي أقرتها منظمة اليونسكو وقد بلغ‬ ‫عدد الدارسني من ‪ 1958‬الى ‪ 1963‬حوالي ‪ 3200‬دارس وعدد‬

‫التشكيلية‪ ،‬ومن خاللها اعتبر اخلطاط فنانا تشكيليا‬

‫توفي محمد الصلح اخلماسي سنة ‪ 1992‬وترك نخبة املراكز ‪ 27‬ثم بداية من ‪ 1964‬وقع تعميم هذه املراكز على‬ ‫من اخلطاطني تتلمذوا على يديه مباشرة أو بواسطة كافة الوحدات واملصالح‪.‬‬ ‫كراريسه أو لوحاته أو دروسه احل ّرة ويحمل املشعل اليوم‬

‫سنة ‪ 1991‬متت دعوة وزارة الدفاع الوطني من جديد‬

‫من اخلطاطني على سبيل الذكر ال احلصر األساتذة عمر ملواصلة هذا النشاط ملا تتمتع به من دور متميز في إجناز‬

‫اجلمني ومصطفى الكيالني وغيرهما كثيرون وهؤالء اليوم‬

‫الدروس ومحو األمية ومت تكليفها بتدريس ‪ 1200‬شاب على‬

‫يسعون جاهدين على احملافظة على اخلط العربي ونقل مدى أربع سنوات بداية من سنة ‪ 1993‬وإلى سنة ‪.1996‬‬ ‫مهارتهم إلى كل من يرغب في حذق فنون اخلط من خالل‬

‫‪ – 2‬إحداث خطة «خطاط فني»‪.‬‬

‫الدروس واألنشطة التي يقدمونها في إطار مؤسسة املركز‬

‫تزامنا مع هذا النشاط املتعلق بتدريس التربية‬

‫الوطني لفنون اخلط التابع للمعهد الوطني للتراث الذي االجتماعية مت إحداث خطة «خطاط فني» بكتابة الدولة‬ ‫بعث للوجود سنة ‪ 1994‬وكلف باملهام التالية ‪:‬‬

‫للدفاع الوطني مبقتضى أمر عدد ‪ 311‬لسنة ‪ 1965‬مؤرخ‬

‫احملافظة على األساليب واألمناط الفنية‬‫املستعملة في اخلط العربي‪.‬‬ ‫ترسيخ وترويج وتطوير هذه األساليب‬‫بالبالد التونسية بالتعاون مع املعاهد املماثلة‬ ‫في العالم العربي واإلسالمي‪.‬‬ ‫تكوين اخملتصني في فنون اخلط‬‫تنظيم امللتقيات والتربصات في فنون‬‫اخلط‬ ‫‪-‬توفير فضاء للعروض وتنشيطه باستمرار‬

‫في ‪ 23‬جوان ‪ 1965‬وصدر بنفس العدد من الرائد الرسمي‬

‫اخلط العربي بوزارة الدفاع الوطني‪:‬‬

‫أمر ثان عدد ‪ 332‬لسنة ‪ 1965‬تعلق بضبط قانون أساسي‬

‫‪ -1‬دروس التربية االجتماعية‬

‫للخطاطني الفنيني على النحو التالي‪:‬‬

‫منذ انبعاثها انخرطت وزارة الدفاع الوطني في البرنامج‬

‫‪ -‬التدرج القياسي‪ :‬تشتمل خطة «خطاط فني»‬

‫الوطني حملو األمية مساهمة منها في محور آثار األمية بكتابة الدولة للدفاع الوطني على ‪ 9‬درجات‪.‬‬ ‫في صفوف أفراد القوات املسلحة خاصة وأنها استوعبت‬

‫‪-‬االنتداب وشروطه‪:‬‬

‫في بداية انبعاثها عددا هائال من العسكريني الذين كانوا‬

‫تفتح مناظرة االنتداب «للخطاطني الفنيني» بوزارة‬

‫يعملون ضمن اجليش الفرنسي وغالبيتهم من األميني الدفاع الوطني للمترشحني الذين تتراوح أعمارهم بني ‪18‬‬ ‫‪ -6‬األرشيف الوطني التونسي‪ ،‬نسخة من قرار تعيني عدد ‪76‬‬ ‫‪ -7‬املدرسة اخلطية التونسية‪ ،‬األستاذ محمد محجوب اخلط العربي‪ ،‬اخلط العربي‪ :‬فعاليات أيام اخلط العربي ص ‪85‬‬ ‫‪ -8‬نفس املصدر أعاله‬ ‫‪ -9‬الرائد الرسمي عدد ‪ 93‬بتاريخ ‪11/1994/ 25‬‬ ‫‪ -10‬الرائد الرسمي ‪ 25-29‬جوان ‪1965‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫الدفاع‬ ‫العدد ‪65‬‬

‫‪93‬‬


‫و‪ 30‬سنة مع إمكانية التمديد إلى حد ‪ 10‬أعوام ملدة تساوي‬ ‫اخلدمات املدنية والعسكرية السابقة واملعتبرة في حساب‬ ‫جراية التقاعد كما يقع التمديد أيضا مدة عام لكل ولد في‬ ‫كفالة املترشح على أن ال يتجاوز هذا التمديد ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫وفي كل احلاالت ال يجوز أن يفوق العمر ‪ 45‬سنة باعتبار‬ ‫التمديد هذا ويشترط في املترشحني أن يكونوا قد زاولوا‬ ‫التعليم الى القسم النهائي في مدرسة فنية أو لهم رتبة‬ ‫فني رسام‪.‬‬ ‫عند النجاح في املناظرة يتم تسمية الناجحني في‬ ‫خطة خطاط فني متربص ملدة عامني وميكن التمديد فيها‬ ‫ملدة سنتني أخريني على أقصى تقدير‪ .‬إثر نهاية التربص‬ ‫ميكن فقط ترسيم األعوان الذين كانوا عملهم ومقدرتهم‬ ‫وسلوكهم وسيرتهم مرضية وأما األعوان الذين لم‬ ‫يسعفهم احلظ في الترسيم فيقع « طردهم بدون غرامة»‬ ‫كما جاء في نص األمر غير أنه إذا كانوا موظفني عموميني‬ ‫فيتم إرجاعهم الى سالف نشاطهم مع التمتع بحقوقهم‬ ‫في األقدمية‪.‬‬ ‫التسمية‪ :‬تقع تسمية «اخلطاطني الفنيني» بوزارة‬ ‫الدفاع الوطني عن طريق اخليار (طوعيا) من بني املوظفني أو‬ ‫األعوان التابعني لنفس اإلدارة الذين يشغلون خطة «خطاط‬ ‫فني»‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى أن رئاسة اجلمهورية قد نسجت على‬ ‫منوال وزارة الدفاع الوطني خالل نفس الفترة وأحدثت خطة‬ ‫«خطاط فني» سنة ‪. 1967‬‬ ‫سنة ‪ 1973‬مت إلغاء هذه اخلطة في السلم الوظيفي‬ ‫للمؤسستني ولم نعثر في األرشيفات على ما يفيد من‬ ‫األسباب الداعمة لذلك‪.‬‬

‫لتشمل أبناء العسكريني واملدنيني‪ ،‬حيث مت بعث نادي اخلط‬ ‫العربي والرسم حتت إشراف إدارة التراث و اإلعالم والثقافة‬ ‫الكائنة بقصر الوردة مبنوبة ( دائرة الثقافة) ودعما لإلطار في‬ ‫هذا اجملال فقد وجهت الوزارة عدد من العسكريني للتكوين‬ ‫باملركز الوطني لفنون اخلط التابع لوزارة الشؤون الثقافية‪،‬‬ ‫حيث تابعت مجموعة أولى تربص ملدة سنة دراسية ‪2013-‬‬ ‫‪ 2014‬وتوجد حاليا مجموعة ثانية بصدد متابعة تكوين‬ ‫ملدة ثالث سنوات سيتم استغاللهم الحقا كمكونني في‬ ‫هذه املادة‪.‬‬

‫اخلط العربي بوزارة الدفاع الوطني اليوم‪:‬‬

‫اخلامتة‬

‫رغم إلغاء « خطاط فني « سنة ‪ 1973‬ارتأت الوزارة سنة‬

‫كانت وزارة الدفاع الوطني س ّباقة في العناية باخلط‬

‫في اخلط العربي لفائدة عسكريني من مختلف الوحدات ‪،‬‬

‫تسعى إلى احملافظة عليه وتطويره لألهمية التي اكتسبها‬

‫‪ 1989‬العودة إلى العناية بهذا الفن وبادرت بفتح تربصات‬ ‫مت تكوينهم على دفعات وبلغ عددهم لهذه السنة ‪ 40‬فردا‬ ‫وتواصل العمل بهذه اآللية إلى حدود سنة ‪ 2010‬حيث مت‬ ‫تكوين أكثر من ‪ 100‬عسكري في هذا الفن‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪94‬‬

‫وإميانا منها بأهمية اخلط فقد إتسعت عناية الوزارة به‬

‫العربي نظرا الرتباطه بهوتنا العربية والوطنية وهي ال تزال‬ ‫خاصة مع تطور الوسائل التقنية للنشر اإللكتروني‬ ‫والطباعة‪.‬‬

‫‪ -11‬أمر عدد ‪ 283‬لسنة ‪ 1967‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 1965‬منشور يالرائد الرسمي في ‪ 29 - 25‬أوت ‪1967‬‬ ‫‪ -12‬األرشيف العسكري‪ :‬أمر إداري عدد ‪/5581‬أج ب بتاريخ ‪ 10‬مارس ‪1989‬‬ ‫‪ -13‬األرشيف العسكري‪ :‬مقرر عدد ‪ 229/2012‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪2012‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫الفرس البربري‬ ‫املقدم رضا شورو‬

‫إن الفرس البربري قدمي العهد بالبالد التونسية‪ ،‬حيث يعتبر الفرس‬ ‫ّ‬ ‫بحق‪ .‬وهو من أصل نوبي إنتقل من السودان الى برابرة‬ ‫اإلفريقي‬ ‫الشمال اإلفريقي‪ ،‬وجدت في كثير من اللوحات الفسيفسائية‬ ‫التي أ ُ ْك ُتشفت بتونس والراجعة الى ما قبل ظهور اإلسالم صورا‬ ‫مختلفة للجياد ببالدنا تبدو بها سمات اجلواد البربري‪ .‬ومن ذلك‬ ‫ندرك أن سكان تونس من البربر عرفوا احلصان وإستخدموه في‬ ‫أغراضهم احلياتية وأن الفرس البربري موجود منذ آالف السنني‪.‬‬ ‫• شهرته وإنتشاره‬ ‫إن الفرس البربري كان لدى ساكني هذه الربوع ذا شأن بحيث ال يسع من يريد التحدث عن‬ ‫اخليل بتونس‪ ،‬إال أن يعطي هذا الصنف األصيل حقه‪ .‬فهو الفرس البربري ليس هو الفرس‬ ‫العربي ذو خصائص وصفات جعلته اجلواد األقدم بالبالد‪ .‬ولعظيم اإلهتمام بأصالة هذا اجلواد‬ ‫صدر في العشرين من جوان ‪1896‬م أمر بإنشاء سجل أنساب اخليول التونسية لتدوين اجلياد‬ ‫البربرية‪.‬‬ ‫ولقد أثبتت كفاءتها في ساحات القتال وحققت الفوز واإلنتصار لراكبها إن كان في روسيا‪،‬‬ ‫أو في فرنسا‪ .‬كما إستعملت في غير إفريقيا وأوروبا وحملت الى آسيا‪ ،‬الصني‪ ،‬اليابان‪ ،‬الهند‬ ‫وأمريكا واملكسيك‪ .‬وأُستعملت في الرياضة فأنتزعت كأس البطولة بباريس في الوثب سنة‬ ‫‪1910‬م‪ ،‬كما أثبتت جدارتها في رياضة البولو‪.‬‬ ‫عمه الفرس‬ ‫من هنا ال غرابة أن يجد اجلواد البربري األصيل من العناية بتونس ما حضي به إبن ّ‬ ‫العربي األصيل‪ .‬ومهما يكن من أمر فإن اجلواد العربي والبربري وإن إنفصال فإنهما ال يعدمان‬ ‫وشائح القربى مع إحتفاظ ّ‬ ‫كل منهما مبا يخصه من امليزات التي سلف تبيانها‪.‬‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪95‬‬


‫• اجلواد الهجني واملقرف‬ ‫مبوجب وجود اجلواد العربي والبربري على رقعة واحدة وملدة طويلة من الزمن تولدت عنه‬ ‫بالضرورة وخملتلف األسباب ضروب من اخليل وهو اخلليط بالدم سواء كان”مقرفا” وهو الذي‬ ‫“أما هجينة” وهو الذي يكون أبوه عربيا وأمه بربرية‪.‬‬ ‫يكون أبوه بربريا وأمه ّ‬ ‫قال الشاعر‪ :‬فإن نتجت مهرا كرميا فباحلري‪ ..‬وإن تك أقرافا فمن قبل الفحل وقد سمي‬ ‫بالعربي البربري وهو فرس جمع بني خصال الصنفني األصيلني حيث عرف بصبر البربر وبحركة‬ ‫العرب‪ .‬فالرأس أثبت والعنق أكثر إمتدادا والذنب أقل إنحدارا والقوائم أصلب والقامة أرفع‪.‬‬ ‫وهي باجلملة خيول صاحلة للحروب والركوب واجل ّر والرياضة‪ ،‬ط ّيعة ‪،‬قو ّية و صبورة‪.‬‬ ‫ينتشر هذا الصنف من اخليل بكثرة في البالد التونسية‪ ،‬وقد اعتنت بتربيته مختلف القبائل‬ ‫ألنه يتح ّلى بالصبر واملكابدة مع القوة واجلالدة‪ .‬لذا قيل عنه إنه اجلواد الصالح لكل شيء‪،‬‬ ‫يستخدم للركوب واحلروب‪ ،‬ط ّيع‪ ،‬يجر احملراث والعربة واملركبة‪ ،‬ميكن أن متسك زمامه املرأة أو‬ ‫الطفل الصغير‪.‬‬ ‫املتأمل في هذا النوع‪ ،‬يجد خصائص وميزات كثيرة منها‪:‬‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ الرأس الثقيل والوجه اللطيف‪.‬‬‫ العينان الواسعتان الغائرتان‬‫ العنق الغليظة والقصيرة‬‫ الظهر املقوس والقصير‬‫ الذنب املنخفض‬‫الصدر العريض العميق‬‫ القوائم الق ّوية واحلوافر الض ّيقة‬‫القامة املرتفعة من ‪ 1.45‬م الى ‪ 1.60‬م‬‫يقسم إلى قسمني هما‪:‬‬ ‫وهو يختلف إختالفا واضحا تبعا للمكان الذي نشأ فيه‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ فرس املرتفعات‬‫ فرس السهول‬‫• فرس املرتفعات‬ ‫تتميز اخليول الناشئة باملرتفعات كمنطقة الكاف وتالة حيث تكون إناثها مكتنزة في‬ ‫الغالب وقصيرة القوائم‪ ،‬ذات أحواض حسنة وظهور ممتازة وإن كانت كواهلها غير مرتفعة‪.‬‬ ‫هذا واحلجر من خيول الفراشيش وماجر أكثر ارتفاعا ومنبت العنق منها جميل إال أن الرأس‬ ‫ذو حلي عظيم‪.‬‬ ‫وإن بإمكان املناطق املذكورة إنتاج خيول ممتازة للفروسية والسباق ألنها مناطق صاحلة‬ ‫إلنتاج خيول قوية العظام بفضل األعشاب التي ترعاها والتي تسقيها سيول منحدرة من‬ ‫جبال يوجد بها الفسفاط‪.‬‬ ‫• فرس السهول‬ ‫أما اخليول التي يربيها سكان السهول من أمثال اجلالص والسواسي ّ‬ ‫ونفاث فهي خيول أصغر‬ ‫حجما من سابقاتها‪ ،‬شبيهة في مالمح الرأس وصورة العنق والكفل باخليول الشرقية‪ ،‬وهي‬ ‫صاحلة للفروسية‪ ،‬ج ّيدة للركوب‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪96‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫الرياضة العسكرية‬ ‫• فرع رياضي جديد جلرحى العمليات العسكرية‬ ‫أحدث صلب اجلمعية الرياضية العسكرية بتونس منذ جوان ‪ 2016‬فرعا رياضيا جديدا خاص‬ ‫بجرحى العمليات العسكرية ويضم هذا الفرع ثالثة عشر رياضيا عسكريا مت اختيارهم‬ ‫من بني العسكريني املصابني في عمليات التصدي لإلرهاب موزعني على أربعة اختصاصات‬ ‫رياضية وهي السباحة والرماية وألعاب القوى والرماية بالقوس والسهم‪.‬‬ ‫ويهدف الفرع الرياضي اجلديد إلى إعادة إدماج العسكريني املصابني في عمليات التصدي‬ ‫لإلرهاب وجرحى العمليات العسكرية وحتسيسهم بأهميتهم وفاعليتهم داخل املؤسسة‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫ويخضع العسكريون في هذا الفرع إلى املتابعة العلمية والنفسية وإلى حصص العالج‬ ‫الطبيعي في مركز التأهيل الطبي مبفتاح سعد اهلل من طرف طبيب في االختصاص‪.‬‬ ‫كما يحرص مشرفو الفرع على تدريب وإعداد الرياضيني العسكريني بطرق علمية من خالل‬ ‫برمجة جملة من التدريبات والتمارين الرياض ّية‪.‬‬

‫الرياضة العسكرية لكأس تونس العسكري في كرة القدم بني املدارس‬

‫• الدور النهائي لكأس تونس العسكري في كرة القدم بني املدارس‬ ‫أشرف وزير الدفاع الوطني السيد فرحات احلرشاني على مهرجان اختتام املوسم الرياضي‬ ‫العسكري ‪ ،2016-2017‬بحضور أعضاء اجمللس األعلى للجيوش‪ ،‬وثلة من سامي إطارات وزارة‬ ‫الدفاع الوطني من العسكريني واملدنيني‪.‬‬ ‫وحتصل فريق مركز التدريب األول جليش الطيران على كأس تونس العسكري في كرة القدم‬ ‫ّ‬ ‫بني املدارس اثر فوزه في املقابلة التي جمعته بفريق مدرسة ضباط الصف بنتيجة هدفني‬ ‫مقابل هدف‪ ،‬في مباراة الدور النهائي التي أقيمت يوم األربعاء ‪ 17‬ماي ‪ 2017‬باملركب الرياضي‬

‫الدفاع‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪97‬‬


‫مفتاح سعد اهلل بالعاصمة في إطار‬ ‫االحتفال بالذكرى ‪ 61‬النبعاث اجليش‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫ومت باملناسبة تكرمي الرياضيني الذين‬ ‫حققوا نتائج رياضية ط ّيبة وحتصلوا‬ ‫على ميداليات في مختلف البطوالت‬ ‫الوطنية واإلقليمية والدولية ومنهم‬ ‫البطل االوملبي محمد القمودي‬ ‫املتحصل على ‪ 4‬ميداليات أوملبية و‪10‬‬ ‫بطوالت عاملية‪.‬‬ ‫كما مت تكرمي الرقيب أول جابر النغموشي املنتمي لفرع جرحى العمليات العسكرية حلصوله‬ ‫على امليدالية الفضية على الصعيد اإلفريقي ولقب بطل العرب في البطولة العربية‬ ‫واإلفريقية لترياتلون التي مت تنظيمها بتونس خالل شهر ماي املنقضي‪.‬‬ ‫ومن املبرمج مشاركة الرقيب مروان‬ ‫اجلبري املنتمي لنفس الفرع في‬ ‫بطولة العالم العسكرية األولى‬ ‫للرماية بالقوس والسهم املبرمجة‬ ‫في فرنسا خالل شهر جويلية ‪.2017‬‬ ‫سباق نصف املارطون العسكري ‪:‬‬ ‫مبناسبة الذكرى احلادية والستني‬ ‫النبعاث اجليش الوطني نظمت إدارة‬ ‫التربية البدنية والرياضة العسكرية‬ ‫سباق نصف املاراطون العسكري وذلك يوم ‪ 23‬أفريل ‪ 2017‬بضفاف البحيرة‪ .‬وحضر هذه‬ ‫التظاهرة عدد من القيادات العسكرية‬ ‫وممثلني عن عدة هياكل ذات العالقة‬ ‫باألنشطة الرياضية‪.‬‬ ‫وفاز كل من العريف وليد مراد بسباق‬ ‫نصف املاراطون العسكري ‪ 21‬كلم‬ ‫بوقت قدره (‪1‬س و‪ 08‬دق) ‪،‬وفي صنف‬ ‫السيدات فازت الوكيل أول منال‬ ‫العرفاوي‪.‬‬ ‫وشارك في هذا السباق ‪ 1200‬رياضي‬ ‫بني عسكريني ومدنيني قدموا من‬ ‫مختلف الفرق الرياضية إضافة إلى الهواة واملواطنني‬

‫الدفاع‬ ‫الدفاع‬ ‫‪98‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫جوان ‪2017‬‬


‫وفي ما يلي جدول ألهم الرياضيني العسكريني املكرمني في اختتام املوسم الرياضي العسكري ‪:2017 / 2016‬‬ ‫االختصاص‬

‫ألعاب القوى‬

‫اسم الرياضي‬

‫النتائج احملققة‬

‫اجلندي أول عاطف سعد‬

‫متحصل على املرتبة ‪ 64‬من ‪ 250‬عداء بسباق ماراطون األلعاب األوملبية ريو‬ ‫‪.2016‬‬

‫الرقيب أول بالبحرية طارق احلشاني‬ ‫أول الرقيب خالد العثماني‬

‫املالكمة‬

‫الرقيب أول حسان الشقطمي‬

‫بطل العالم العسكري في سباق ‪20‬كلم باريس ‪.2016‬‬ ‫ ميدالية فضية في امللتقى الدولي للمشي بفرسا ماي ‪.2017‬‬‫ ميدالية برونزية في امللتقى الدولي للمشي باملغرب جويلية ‪.2016‬‬‫ بطل العالم العسكري كوريا ‪ 2015‬وزن ‪ 91‬كلغ‪.‬‬‫ترشح لأللعاب االوملبية ريو ‪.2016‬‬‫‪ -‬حتصل على احلزام الذهبي في دورة رومانيا الدولية جوان ‪2016‬‬

‫ حتصل على امليدالية الفضية في بطولة إفريقيا للجودو أواسط‬‫املدني محمد عزيز هبي‬ ‫(منتمي للجمعية الرياضة العسكرية) مبصر أفريل ‪.2017‬‬ ‫املدني آزر الفايدي (منتمي للجمعية‬ ‫اجلودو (بطولة‬ ‫الرياضة العسكرية)‬ ‫إفريقيا أصاغر‪ ،‬أواسط‪،‬‬ ‫وأكابر ‪)2017‬‬ ‫ بطولة إفريقيا دورة مدغشقر ‪.2017‬‬‫اجلندي أول فرج الذويبي‬ ‫ ميدالية فضية بطولة العالم العسكرية بسويسرا ‪2016‬‬‫بطل إفريقيا أصاغر مصر أفريل ‪2017‬‬

‫اجلندي أول عبد العزيز بن عمار‬

‫‪ -‬ميدالية فضية في بطولة إفريقيا مدغشقر ‪.2017‬‬

‫اجلندي أول علي العياري‬

‫‪ -‬ميدالية فضية في بطولة إفريقيا املغرب ماي ‪2017‬‬

‫الرقيب وحيد البريكي‬

‫ بطل العالم العسكري ‪2014‬‬‫‪ -‬بطولة إفريقيا ‪.2016‬‬

‫املصارعة (بطولة إفريقيا‬ ‫أصاغر‪ ،‬أواسط‪ ،‬وأكابر املدني محمد الفاضل البالغجي (منتمي‬ ‫ بطل إفريقيا أصاغر وأواسط املغرب ماي ‪2017‬‬‫ماي ‪)2017‬‬ ‫للجمعية الرياضة العسكرية)‬ ‫التايكواندو‬

‫الرقيب أ ّول عالء العثماني‬ ‫الرماية الرياضية (بطولة‬ ‫إفريقيا مصر ماي ‪)2017‬‬

‫التجذيف االوملبي‬

‫الوكيل إيناس القلعي‬

‫ ميدالية فضية اختصاص مسدس ناري سيدات‪.‬‬‫‪ -‬ميدالية ذهبية جماعي اختصاص مسدس هوائي سيدات‪.‬‬

‫الوكيل سيف الدين اخلميري‬

‫ ميدالية فضية جماعي اختصاص بندقية هوائي رجال‪.‬‬‫‪ -‬ميدالية برونزية جماعي اختصاص بندقية ناري رجال‪.‬‬

‫الوكيل أنيس اجلبالي‬

‫ ميدالية فضية جماعي اختصاص بندقية هوائي رجال‬‫ميدالية برونزية جماعي اختصاص بندقية ناري رجال‪.‬‬

‫املدنية خديجة الكريببي‬ ‫العريف أول بالبحرية فؤاد املطوسي‬ ‫املدني احمد عزيز الفرجاني‬

‫لترياتلون‬

‫‪ -‬بطل إفريقيا وميدالية فضية جماعي اختصاص مسدس هوائي رجال‪.‬‬

‫مصنفة ثالثة عامليا اثر فوزها بدورة موناكو الدولية‬ ‫ بطولة إفريقيا ماي ‪ 2017‬باحلمامات‪.‬‬‫ كاس إفريقيا لترياتلون أفريل ‪ 2017‬مبصر‬‫‪ -‬بطل العرب لترياتلون صنف النخبة أفريل ‪ 2017‬مبصر‪.‬‬

‫املدني فراس الشا ّبي‬

‫امليدالية الفضية في البطولة العربية واإلفريقية لترياتلون صنف اوملبي‬‫‪ 24/20‬ماي ‪ 2017‬بتونس‪.‬‬

‫املدنية سيرين فطوم‬

‫ بطلة إفريقيا صنف أشبال تونس ماي ‪.2017‬‬‫‪ -‬بطلة العرب أفريل ‪ 2017‬مبصر‬

‫الدفاع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫العدد ‪65‬‬

‫‪99‬‬


‫من حكم اإلمام الشافعي‬ ‫في القناعة ‪:‬‬

‫تعمدني بنصحك في انفرادي ‪ .....‬وجنبني النصيحة في اجلماعة‬ ‫فـإن النصـح بين الناس نـوع ‪ .....‬مـن التوبيخ ال أرضى اسـتماعه‬ ‫وإن خالفتنـي وعصيـت قولـي ‪ .....‬فلا جتـزع إذا لـم تعـط طاعـه‬

‫في حفظ اللسان ‪:‬‬

‫احفـظ لسانــــك أيهـا اإلنسـان ‪ .....‬ال يلدغنـك إنـه ثعبـان‬ ‫كـم فـي املقابـر مـن قتيـل لسـانه ‪ .....‬كانت تهـاب لقـاءه األقران‬

‫في العلم ‪:‬‬

‫أخـي لـن تنال العلم إال بسـتة ‪ .....‬سـأنبيك عـن تفصيلها ببيان‬ ‫ذكاء وحـرص واجتهـاد وبلغـة ‪ .....‬وصحبـة أسـتاذ وطـول زمـان‬

‫في فضل السكــوت ‪:‬‬

‫وجدت سكوتي متجرا فلزمته ‪ .....‬إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر‬ ‫ومـا الصمـت إال في الرجال متاجـر ‪ .....‬وتاجره يعلو على كل تاجر‬

‫في القناعــة ‪:‬‬

‫رأيـت القناعـة رأس الغنـى ‪ .....‬فصـرت بأذيالهـا متمسـك‬ ‫فلا ذا يرانـي علـى بابـه ‪ .....‬وال ذا يرانـي بـه منهمـك‬ ‫فصـرت غنيـا بلا درهـم ‪ .....‬أمـر علـى النـاس شـبه امللـك‬

‫في مشيئة اهلل ‪:‬‬

‫يريـد املـرء أن يعطـى منـاه ‪ .....‬ويأبـى اهلل إال مـا أراد‬ ‫يقـول املـرء فائدتـي ومالـي ‪ .....‬وتقـوى اهلل أفضـل مـا اسـتفاد‬

‫في الفخر ‪:‬‬

‫ولـوال الشـعر بالعلمـاء يـزري ‪ .....‬لكنـت اليـوم أشـعر مـن لبيـد‬ ‫وأشـجع فـي الوغـى مـن كل ليـث ‪ .....‬وآل مهلـب وبنـي يزيـد‬ ‫ولـوال خشـية الرحمـن ربـي ‪ .....‬حسـبت النـاس كلهـم عبيـدي‬


‫في وصف الدنيا ‪:‬‬

‫يـا مـن يعانق دنيـا ال بقاء لها ‪ .....‬ميسـي ويصبح في دنياه سـافرا‬ ‫هلا تركـت لذي الدنيا معانقة ‪ .....‬حتى تعانق في الفردوس أبكارا‬ ‫إن كنت تبغي جنان اخللد تسكنها ‪ .....‬فينبغي لك أن ال تأمن النارا‬

‫في مخاطبــة السفيــه ‪:‬‬

‫يخاطبنـي السـفيه بـكل قبـح ‪ .....‬فأكـره أن أكـون لـه مجيبـا‬ ‫يزيـد سـفاهة فأزيـد حلمـا ‪ .....‬كعـود زاده اإلحـراق طيبـا‬

‫في المال ‪:‬‬

‫وأنطقـت الدراهـم بعـد صمـت ‪ .....‬أناسـا بعدمـا كانـوا سـكوتا‬ ‫فمـا عطفـوا علـى أحـد بفضـل ‪ .....‬وال عرفـوا ملكرمـة ثبوتـا‬

‫في الحكمة ‪:‬‬

‫دع األيـام تفعـل مـا تشـاء ‪ .....‬وطـب نفسـا إذا حكـم القضـاء‬ ‫وال جتـزع حلادثـة الليالـي ‪ .....‬فمـا حلـوادث الدنيـا بقـاء‬ ‫وكـن رجلا علـى األهـوال جلـدا ‪ .....‬وشـيمتك السـماحة والوفاء‬ ‫وإن كثـرت عيوبـك فـي البرايـا ‪ .....‬وسـرك أن يكـون لهـا غطـاء‬ ‫تسـتر بالسـخاء فـكل عيـب ‪ .....‬يغطيـه كمـا قيـل السـخاء‬ ‫وال تـر لألعـادي قـط ذال ‪ .....‬فـإن شـماتة األعـدا بلاء‬ ‫وال تـرج السـماحة مـن بخيـل ‪ .....‬فمـا فـي النـار للظمـآن مـاء‬ ‫ورزقـك ليـس ينقصـه التأنـي ‪ .....‬وليـس يزيـد فـي الـرزق العنـاء‬ ‫وال حـزن يـدوم وال سـرور ‪ .....‬وال بـؤس عليـك وال رخـاء‬ ‫إذا مـا كنـت ذا قلـب قنـوع ‪ .....‬فأنـت ومالـك الدنيـا سـواء‬ ‫ومـن نزلـت بسـاحته املنايـا ‪ .....‬فلا أرض تقيـه وال سـماء‬ ‫وأرض اهلل واسـعة ولكـن ‪ .....‬إذا نـزل القضـا ضـاق الفضـاء‬ ‫دع األيـام تغـدر كل حين ‪ .....‬فمـا يغنـي عـن املـوت الـدواء‬

‫في لطف اهلل بعباده ‪:‬‬

‫ولـرب نازلـة يضيـق لهـا الفتـى ‪ .....‬ذرعـا وعنـد اهلل منهـا اخملـرج‬ ‫ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ‪ .....‬فرجت وكنت أظنها ال تفرج‬





Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.