بقايا الرؤية

Page 1

‫‪10‬‬

‫االثنني املوافق ‪ 1‬من حزيران ‪ 2015‬العدد ‪ 3221‬ـ ال�سنة الثانية ع�شرة‬

‫ثقافية‬

‫‪Monday ,1 June 2015 No. 3221 Year 12‬‬

‫‪ 33‬شخصية حاورها ودونها في ‪ 160‬صفحة‬

‫زيد احللي يقلب �أوراقه ليحكي ذكريات �سنينه‬ ‫حسين عمران‬ ‫َم���ن ه��و ال�����ص��ح��ف��ي ال����ذي �أ���ص��ب��ح رئي�سا‬ ‫جلمهورية العراق؟‬ ‫ومن هي ال�صحفية التي خاطبت الرئي�س‬ ‫ال��راح��ل احمد ح�سن البكر بـ(جاللة امللك‬ ‫املفدى)!‬ ‫وم��ن ه��و الطالب ال���ذي مل مي��د ي��ده للملك‬ ‫ف��ي�����ص��ل ال���ث���اين ح��ي��ن��م��ا ح�����ض��ر احتفالية‬ ‫التخرج؟‬ ‫ومن هو املفكر الذي قال عنه ال�شاعر الكبري‬ ‫نزار قباين (ال احد يعرف قيمة �شعري �أكرث‬ ‫مما تعرف انت)؟‬ ‫وكيف ومتى و�أي���ن "�شتم" الدكتور علي‬ ‫الوردي ال�صحفيني؟‬ ‫�أ�سئلة كثرية �ستجدون اجابتها يف كتاب‬ ‫زميلنا ال�صحفي الرائد واملبدع زيد احللي‬ ‫حيث جل�س ل�شهور طويلة ليخرج علينا‬ ‫برائعته (ال�سنني �إن حكت) ويف كتابه كان‬ ‫الزميل احللي يقلب اوراق الذاكرة ليكتب‬ ‫ع��ن ‪� 33‬شخ�صية حملية وعربية تنوعت‬ ‫بني االديب وال�صحفي واملو�سيقي والفنان‬ ‫وامل�ؤرخ والر�سام‪.‬‬ ‫ا���س��رار وخ��ف��اي��ا يك�شفها احل��ل��ي ب�أ�سلوبه‬ ‫الر�شيق عن ال�شخو�ص الذين التقى بهم‪،‬‬ ‫فها هو يك�شف لنا مثال ان اال�ستاذ حممد‬ ‫ح�سنني هيكل حينما ت�سنم من�صب رئا�سة‬ ‫حترير �صحيفة االهرام كانت توزع ‪� 50‬ألف‬ ‫ن�سخة وحينما غادرها كان توزيعها قد بلغ‬ ‫املليون ن�سخة!‬ ‫اغلب ال�شخ�صيات التي التقى بها احللي‬ ‫تعود اىل �سنوات ال�ستينات وال�سبعينات‬ ‫ليت�أكد لنا م��ن خ�لال ذل��ك ان نحو خم�سني‬ ‫عاما ام�ضاها احللي �صحفيا عا�شقا ملهنته‬ ‫وحمبا لها (والهثا) للح�صول على ال�سبق‬

‫ال�صحفي لذا لي�س غريبا حينما تقول عنه‬ ‫الزميلة العزيزة انعام كجه جي (�إن زيدا‬ ‫ي�شرتي اخل�بر بدينار) وطبعا حينما كان‬ ‫للدينار قيمة!! واحللي حينما يبحث عن‬ ‫ال�صيد الثمني من خ�لال ح��وار او لقاء مع‬ ‫�شخ�صية مهمة فانه ال يكل وال ميل‪ ،‬لذا فاننا‬ ‫نعرف خالل قراءتنا لـ(ال�سنني �إن حكت) �إن‬ ‫احللي اراد ان يلتقي الدكتور عبد احل�سني‬ ‫�شعبان منذ منت�صف ال�ستينات ويف كل مرة‬ ‫تكون هناك (عرثة) حتول دون حتقيق ذلك‬ ‫ال��ل��ق��اء‪ ،‬لكن احللي مل يكل ول��ن مي��ل حتى‬ ‫حتقق له لقاء الدكتور �شعبان يف منت�صف‬ ‫ال��ع��ام ‪ ،2013‬ليكت�شف احل��ل��ي ان���ه لي�س‬ ‫فقط كان يتابع اخبار الدكتور �شعبان بل‬ ‫ان االخ�ير ك��ان يتابع كتابات احللي التي‬

‫اعجب بها لذا لي�س غريبا ان الدكتور �شعبان‬ ‫هو ال��ذي ن��ادى على زيد احللي حينما كان‬ ‫موفدا اىل الريا�ض‪ ،‬اذ يف �صبيحة احد ايام‬ ‫ني�سان من عام ‪ 2013‬وحينما كان الزميل‬ ‫احللي يف باحة مطعم فندق ماريوت لتناول‬ ‫فطوره �سمع �صوتا يناديه با�سمه ليلتفت‬ ‫ليجد احللي نف�سه وجها لوجه مع الدكتور‬ ‫�شعبان فكان اللقاء الذي ام�ضى احللي نحو‬ ‫ن�صف قرن لتحقيقه‪.‬‬ ‫واحللي وهو ي�سرد ذكرياته فانه مل ين�س‬ ‫اح��دا‪ ،‬حيث حت��دث حتى عن ال�شخ�صيات‬ ‫امل�شهورة التي غادرتنا اىل العلي القدير‬ ‫وذل���ك م��ا مل�سناه حينما حت��دث احل��ل��ي عن‬ ‫القا�ص موفق خ�ضر‪ ،‬وكم كان احللي موفقا‬ ‫وحري�صا وهو يتحدث عن املبدعة الفنانة‬

‫ابت�سام فريد التي مل تطرق ب��اب اح��د من‬ ‫املنتجني او املخرجني‪ ،‬النها كانت تعرف‬ ‫موهبتها وقيمتها الفنية‪ ،‬لذا كان ح�ضورها‬ ‫الفني قليال‪ ،‬لكنها ان ح�ضرت فانها متلأ‬ ‫ال�شا�شة او امل�سرح عنفوانا يذكرك بكربياء‬ ‫الفنانات املبدعات‪ .‬نعم ابدع الزميل احللي‬ ‫يف اختيار عناوين حواراته ولقاءاته‪ ،‬ففي‬ ‫كتاباته ال��ت��ي مل تتعد االرب���ع او اخلم�س‬ ‫�صفحات عن كل �شخ�صية نعرف ما الذي‬ ‫ي��ري��د ق��ول��ه ال��زم��ي��ل احل��ل��ي وه���ذه موهبة‬ ‫ينفرد بها الزميل احللي ال��ذي اح�سه بانه‬ ‫مل ي�ستطع ت��رك ا�سلوب (التحقيق) الذي‬ ‫ابدع ومتيز به الزميل احللي خالل �سنوات‬ ‫عمله ال�صحفي‪ .‬واعرتف‪ ....‬انه يف �صباح‬ ‫الثامن من �أيار املا�ضي وحينما دخلت مقر‬

‫اجلريدة وجدت ثالث ن�سخ من كتاب الزميل‬ ‫زي��د احللي معنونة اىل الزميلني الدكتور‬ ‫حميد عبدالله رئي�س حترير �صحيفة امل�شرق‬ ‫واىل الزميل �شامل عبدالقادر نائب رئي�س‬ ‫حترير ال�صحيفة والن�سخة الثالثة يل مذيلة‬ ‫ب��اه��داء جميل من الزميل زي��د احللي‪ ،‬لذا‬ ‫اخ�برت الزميلني رئي�س التحرير ونائبه‬ ‫باين �ساكتب عن الكتاب الين ات�شرف باين‬ ‫تتلمذت وع��م��ل��ت م��ع ال��زم��ي��ل ال��ع��زي��ز زيد‬ ‫احللي حيث عملنا معا ل�سنوات يف مكانني‬ ‫خمتلفني وخاللهما تعلمت الكثري والكثري‬ ‫من ا�سرار مهنة ال�صحافة‪.‬‬ ‫ن��ع��م‪ ...‬احللي ك��ان وم��ا ي��زال وا�ضحا يف‬ ‫كتاباته‪ ،‬ب�سيطا وانيقا يف ا�سلوبه قبل ان‬ ‫يكون انيقا يف هندامه‪ ،‬لذا و�صفته الروائية‬ ‫ان��ع��ام كجه ج��ي التي كتبت مقدمة لكتاب‬ ‫احللي فقالت (وه��و – وتق�صد زيد احللي‬ ‫ مل يحاول يوما ان يتفل�سف يف ا�سلوبه‬‫وال ان يتورط يف حترير املقاالت التنظريية‬ ‫التي ال يفهم القارئ ر�أ�سها من ا�سفلها)‪ ،‬ومن‬ ‫هنا نعرف مل��اذا قالت الإع�لام��ي��ة الناجحة‬ ‫انعام كجه جي ان زي��د احللي هو الوحيد‬ ‫ال��ذي يناف�سني مناف�سة �شريفة يف ع�شق‬ ‫ال�صحافة‪.‬‬ ‫لكن‪ ...‬ملاذا كانت االوراق االوىل من كتاب‬ ‫زي��د احللي ملونة وم��زده��رة بكلمات �شيخ‬ ‫ال�صحفيني اال�ستاذ �سجاد ال��غ��ازي؟ وملاذا‬ ‫حر�ص احللي ان تكون االوراق االخرية من‬ ‫ذكرياته هي االخرى مذيلة ومزدانة باريج‬ ‫كلمات الزميل �سجاد الغازي؟‬ ‫حينما ن��ق��ر�أ يف ك��ل��م��ات وذك���ري���ات احللي‬ ‫وهو يقلب اوراقه مع الزميل �سجاد الغازي‬ ‫نعرف حجم العالقة التي تربط الزميلني‬ ‫الكبريين فها هو احللي يقول (كم انا �سعيد‬

‫ترجمة للإلياذة تثري �أ�سئلة حول حق املرتجم يف الت�صرف‬

‫ُت��ث�ير ط��ب��ع��ة ج���دي���دة ل�ترج��م��ة ملحمتي‬ ‫(الإلياذة) و(الأودي�سة) لل�شاعر الإغريقي‬ ‫ه��وم�يرو���س �أ�سئلة ع��ن ح��ق امل�ترج��م يف‬ ‫الت�صرف حني يخت�صر م�شاهد من العمل‬ ‫الأدب������ي �أو ي��ن��ط��ق الأب���ط���ال بتعبريات‬ ‫ا�ستحدثت بعد قرون من �سياق الأحداث‪.‬‬ ‫والطبعة اجلديدة التي �صدرت يف �سل�سلة‬ ‫(كال�سيكيات) عن الدار امل�صرية اللبنانية‬ ‫يف ال��ق��اه��رة تقع يف ‪� 440‬صفحة كبرية‬ ‫القطع وهي مزيدة بال�شروح يف الهام�ش‬ ‫ح��ي��ث حققها ك��ل م��ن ع��ب��د ال��ع��زي��ز نبوي‬ ‫و�أحمد حممد زايد و�أحمد حممد ف�ؤاد‪.‬‬ ‫وترجمة (الإل���ي���اذة) و(الأودي�����س��ة) التي‬ ‫مل ت��ك��ن ع��ن ال��ل��غ��ة ال��ي��ون��ان��ي��ة و�إمن����ا عن‬

‫أدونيس ‬

‫(ر�سالة �إىل �صديق مي�ضي الأيّام الباقية من‬ ‫حياتِه يف ال�سٍّ جن)‬ ‫ال�صديق‪،‬‬ ‫�أيّها ّ‬ ‫العبوديّة التي َ‬ ‫ال�س َلف �شبا َكها ال�صطياد‬ ‫ن�شر ّ‬ ‫التاريخ‪ ،‬ين�ش ُرها ال ّت ُ‬ ‫اريخ اليوم ال�صطياد‬ ‫ا َ‬ ‫وبخا�ص ٍة يف �سوريّة والعراق‪.‬‬ ‫خل َلف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ال�صديق‪ ،‬جند � ّأن «الهويّة»‬ ‫ا�ستطرادا �أيّها ّ‬ ‫يف هذين الب َل َد ْين‪ ،‬كانت �أو���س��ع‪ ،‬تاريخ ّي ًا‪،‬‬ ‫من �أن ت�ستوعبها ال ّر�ؤي ُة الوحدانيّة‪ .‬وهذا‬ ‫ال�سبب الأ���س��ا���س لتحوّ ل »ال��ه��ويّ��ة» يف‬ ‫ه��و ّ‬ ‫����ر»‪� ،‬أو جم ّر ِد‬ ‫هذين ال َب َلدَين �إىل جم��� َّر ِد «�أ َث ٍ‬ ‫ذاك���رةٍ تتغ ّذى بالتنابذ وال�� ّت��ذا ُب��ح‪ .‬غ�ير � ّأن‬ ‫ا���ص��ط��دام ال��ت��اري��خ احل�������ض���اريّ يف هذين‬ ‫البلدين بخواء اخلالفة العثمانيّة‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫وهيمنة اال�ستعمار م��ن ج��ه�� ٍة ث��ان��ي��ة‪� ،‬أيقظ‬ ‫ال��ب ْ��ح َ��ث م��ن ج��دي��د ع��ن» ال��ه��و ّي��ة ّ‬ ‫ال�ضائعة»‪.‬‬ ‫ولئن كانت املُما َر�سة «الوحدانيّة» يف �سورية‬ ‫َلي‬ ‫والعراق َت�صدُر يف املا�ضي عن «م َ‬ ‫ُ�ص ّغر» قب ّ‬ ‫رقي‪ ،‬ف�إ ّنها يف حا�ضرنا اليوم‪ ،‬تت�أرجح‬ ‫ عِ ّ‬‫بني «تركيا العثمانيّة» وال��غ��رب امل�س َتعمِ ر‪،‬‬ ‫وبينهما �إ�سرائيل‪ .‬ومل يكن ّ‬ ‫«ال�شعب» يف هذه‬ ‫املراحل ك ّلها �إ ّال «ك ّم ًا ع َد ِد ّي ًا‪ .‬كانت هذه اللفظة‬ ‫إيديولوجي‪،‬‬ ‫يا�سي ‪ -‬ال‬ ‫يف اال�ستخدام ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�س ّ‬ ‫ال��ي��وم ّ��ي‪ ،‬جم��� ّرد ه�شيم‪� ،‬أو ل��ك��ي ن�ستخدم‬ ‫حروفها ذاتها‪ ،‬جم ّرد «ع�شب»‪.‬‬ ‫منذ البداية كانت امل�شكلة العربيّة الأوىل‬ ‫م�شكلة الإن�سان ‪ -‬ال َفرد‪ ،‬وحقوقه وح ّريّاته‪.‬‬ ‫أ�سباب �أخرى‪ ،‬تبدو احل ّريّة‪ ،‬يف هذين‬ ‫لهذا ول ٍ‬ ‫��وب ال يُلبَ�س‪ :‬فهو �إمّ��ا �أنهّ‬ ‫الب َلدين‪ ،‬ك�أ ّنها ث ٌ‬ ‫ري ج ّد ًا‪ ،‬و�إمّا �أ ّنه طوي ٌل جد ًا‪.‬‬ ‫ق�ص ٌ‬

‫الإجنليزية قام بها املرتجم امل�صري دريني‬ ‫خ�شبة (‪ )1964-1903‬وهي ترجمة حتفل‬ ‫ب��ع��ب��ارات م����أخ���وذة م��ن ال���ق���ر�آن وال�شعر‬ ‫والأم��ث��ال العربية على نحو ق��د ي��رى فيه‬ ‫ال��ب��ع�����ض خ���روج���ا ع���ن ال�����س��ي��اق الثقايف‬ ‫للأحداث‪.‬‬ ‫ففي �أح��د امل�شاهد يتخفى �أبوللو ويذهب‬ ‫�إىل �إينيا�س لكي يثريه على القائد �أخيل‬ ‫“ويلهب فيه نخوة اجلاهلية التي �سداها‬ ‫ال��ت��ف��اخ��ر ب��الأن�����س��اب وحل��م��ت��ه��ا التباهل‬ ‫ب��الأح�����س��اب والتبجح ب���أن��ا اب��ن م��ن �سمك‬ ‫ال�سماء ودح��ا الأر���ض و�أنبت فيها من كل‬ ‫زوج بهيج!” كما ج��اء يف الرتجمة التي‬ ‫اع��ت��م��د فيها خ�شبة ع��ل��ى ث�ل�اث ترجمات‬

‫�إجنليزية‪.‬‬ ‫ويف م�شهد �آخ��ر حتنو ابنة �سيد الأوملب‬ ‫ميرنفا ربة العدالة واحلكمة على تليماك‬ ‫وتن�صحه بب�ضع كلمات وتعقب «وعلى الله‬ ‫ق�صد ال�سبيل» ثم يتفاءل ن�سطور مبيرنفا‬ ‫ويناجيها «و�سن�صلي ل��ك ون��ذب��ح با�سمك‬ ‫خري بقرة ال ذلول تثري الأر���ض وال ت�سقي‬ ‫احل���رث م�سلمة ال �شية فيها” يف تنا�ص‬ ‫�أي�ضا مع �آيات من القر�آن‪.‬‬ ‫�أما �أودي�سيو�س الذي �أ�صبح ا�سمه عنوانا‬ ‫مللحة «الأودي�سة» فكان يعاين يف تيه رحلة‬ ‫العودة وهو فوق �سفينة «ت�أخذ �سبيلها يف‬ ‫البحر �سربا» وحني عاد ليث�أر لنف�سه وقف‬ ‫هاليتري نا�صحا �أبناء �إيثاكا ب���أال يذهبوا‬

‫ال��واح��د‪� ،‬أو القبيلة ال���واح���دة‪� ،‬أو العائلة‬ ‫ال���واح���دة‪� .‬أو ب�ين ه��ذا احل���زب وذاك‪ ،‬هذه‬ ‫ّ‬ ‫الطائفة وتلك‪ ،‬هذا الفرد وذلك‪.‬‬ ‫و�أع ُ‬ ‫���رف �صديق ًا ك��اد ي ّ‬ ‫ُجن عندما ر�أى حب ًال‬ ‫ط��وي ً‬ ‫�لا م��ن ال���ر�ؤو����س ال��ب�����ش��ر ّي��ة املقطوعة‬ ‫يت�أرجح بينها قاطعوها ويتناق�شون يف هل‬ ‫ُي َع ُّد ذبحُ الب�شر ف ّن ًا �أم علم ًا �أم دين ًا؟‬ ‫�أذكر �أ ّنني يف �ضوء هذا اخلوف‪ ،‬غيرّ ت من‬ ‫نقا�ش مع بع�ضهم‪� ،‬أ َر ْد ُت���ه‬ ‫لهجتي كثري ًا يف ٍ‬ ‫و ّديّ���� ًا وب�سيط ًا‪ ،‬وق�صدت منه �أن �أتخ ّل�ص‬ ‫جهلي الكبري يف ّ‬ ‫كل ما يتع ّلق‬ ‫ولو قلي ًال من‬ ‫َ‬ ‫ّيني‪.‬‬ ‫ب�ش�ؤون ال َغيب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبخا�ص ٍة يف جانبه الد ّ‬ ‫جلهلي‬ ‫�أرج��و �أن ي ّت ِ�سع ���ص��د ُرك �أن��تَ �أي�ض ًا‬ ‫َ‬ ‫أرجح‬ ‫الفا�ضح‪ .‬فقد �س�ألتُ بينهم َمن ر�أي ُته ال َ‬ ‫و�صدْر ًا‪ .‬قلتُ له‪:‬‬ ‫عق ًال‪ ،‬والأو�سع معرف ًة َ‬ ‫ً‬ ‫مل��اذا يا �أخ��ي نن�سى غالِبا � ّأن ال�سماءَ‪ ،‬كمثل‬ ‫الأر�ض‪ ،‬مليئ ٌة بالقاطنني؟ وملاذا ال نتذ ّكر �إ ّال‬ ‫الذين يغادروننا الآن وي�صعدون �إليها؟‬ ‫تع ّل ْمنا منذ ّ‬ ‫الطفولة � ّأن املوتى عندنا نحن‬ ‫ال َع َرب ميوتون يف الدّنيا‪ ،‬على الأر�ض‪ ،‬لكي‬ ‫ال�سماء‪ .‬امل��وتُ عندنا‬ ‫ِ‬ ‫يوا�صلوا احليا َة يف ّ‬ ‫ً‬ ‫بيت �أك َ‬ ‫�ثر ا ّت�ساعا‪ ،‬ومن‬ ‫انتقا ٌل من بيت �إىل ٍ‬ ‫أر�ض �أكرث جما ًال‪.‬‬ ‫أر�ض �إىل � ٍ‬ ‫� ٍ‬ ‫�أرجوك‪� ،‬إن كنتَ‬ ‫متوا�ضع ًا �أو ال تريد �أن ُتفتي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تطرحها‪� ،‬أو ت�ساعِ دَين‬ ‫يف هذه الأم��ور‪� ،‬أن‬ ‫َ‬ ‫يف ط ْرحها على ب�ضع ٍة خمتارةٍ من العلماء‬ ‫راجي ًا �آمِ ً‬ ‫العارفني الأج ّ‬ ‫�لا �أ ّال ُي َع ّد جهلي‬ ‫�لاء‪ِ ،‬‬ ‫يف هذه الأمور جرمي ًة �أو كفر ًا‪.‬‬ ‫�أيّها ال�صديق‪،‬‬ ‫��س��ي‪ ،‬جريالد‬ ‫�‬ ‫��‬ ‫ن‬ ‫��ر‬ ‫ف‬ ‫��ي‬ ‫ع‬ ‫��ا‬ ‫م‬ ‫��‬ ‫ت‬ ‫��‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ي��ق��ول ع����ا ٌمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫برو ّنري‪ ،‬يف كتابه الأخ�ير‪« :‬كوكب الب�شر»‪،‬‬ ‫ما معناه‪� :‬إذا راق ْبنا احلا�ضر وف َر�ضنا عليه‬

‫ال�صمت‪ ،‬ف�إ ّننا نقطع الأمل بامل�ستقبل‪ .‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫العربي الذي نعي�ش فيه‪.‬‬ ‫الواقع‬ ‫ُ�ضيء‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫قو‬ ‫ّ‬ ‫فنحن �أبناء ح�ضارةٍ ن�ستخدم �أدواتها ذاتها‬ ‫لكي ن��خ��رج منها‪ .‬و�إىل �أي���ن؟ �إىل «هناك»‪.‬‬ ‫�إىل «ما وراءها»‪ .‬ولي�س لنا �أن ن�س�أل عن هذا‬ ‫الأمر �أو نناق�ش فيه‪.‬‬ ‫حا�ضر نمُ َنع من الكالم عليه‪،‬‬ ‫هكذا نعي�ش يف‬ ‫ٍ‬ ‫نمُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ّتجهني نحو م�ستقبل نع كذلك من طرح �أيّ‬ ‫�س� ٍؤال يُ�ش ّك ُك يف وجوده‪.‬‬ ‫نعي�ش ك�أ ّننا ل�سنا يف حاجة �إىل الكالم‪.‬‬ ‫وامل�����س���أل��ة ه��ي �أ ّن���ه ال ميكنك �أن ت��دخ��ل �إىل‬ ‫«هناك» �إال بعد �أن متوت‪ .‬وبعد �أن تدخل ال‬ ‫ميكنك �أن تخرج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫احلياة احلقيقيّة هي‪� ،‬إذا‪ ،‬بعد املوت‪.‬‬ ‫��و���ص��ف��ون بـ‬ ‫ك����ان ب��ع�����ض ال��ب�����ش��ر ال���ذي���ن ي َ‬

‫قناديل من ّ‬ ‫الدمع‬ ‫ُ‬ ‫ال�سيا�سي‬ ‫تاريخنا‬ ‫هكذا‪ ،‬تبع ًا لذلك‪ :‬يبدو‬ ‫ّ‬ ‫�ضخم ال يدخل �إليه الإن�سان �إ ّال‬ ‫ق�صر‬ ‫كمثل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قات ًال �أو قتيال‪ً.‬‬ ‫ل��ك ّ��ن اجل����راح غ����ا َرتْ ب��ع��ي��د ًا ب��ع��ي��د ًا يف هذا‬ ‫العربي‪� ،‬أو الأ�صحّ ‪ :‬يف ما تب ّقى منه‪،‬‬ ‫اجل�سم‬ ‫ّ‬ ‫وو�ص َلت �إىل قلبه‪ّ :‬‬ ‫ال�شعر‪ .‬ونعرف � ّأن ال�شعر‬ ‫ي�شفي ج��راح�� ًا ك��ث�يرة‪ ،‬لكن ال ���ش��يء ي�شفي‬ ‫جراحه‪ .‬نعرف �أي�ض ًا � ّأن ال�شعر‪ِّ ،‬‬ ‫ال�شعر يف‬ ‫داللته الكيانيّة ال ّر�ؤيويّة‪� ،‬إذا مات يف الب�شر‬ ‫ماتوا‪ ،‬كما كان يقول �أ�سال ُفنا‪.‬‬ ‫الكواكب �إ ّال عندما ُت�ضيء‪ ،‬يقول لنا‬ ‫ال تتك ّل ُم‬ ‫ُ‬ ‫ال�ضوء ت�صنع الكواكب �أبجد ّيةً‬ ‫ال�شعر‪ .‬من ّ‬ ‫��ا���ص��ة‪ .‬م��ن �أ���ش��عّ��ة ه���ذه الأب��ج��ديّ��ة ت�صنع‬ ‫خ ّ‬ ‫ً‬ ‫خا�صة بها‪.‬‬ ‫كلماتها‪ .‬ت�صنع كذلك مو�سيقى ّ‬ ‫والكلماتُ ُتل َف ُظ �ضوئ ّي ًا‪� .‬إ�ضاف ًة �إىل كونها‬ ‫ُت ْل َف ُظ ب�ألْ ِ�سن ٍة و�شفاهٍ ‪.‬‬ ‫متني‬ ‫م ّر ًة ر�أيت هذه الكلمات ترق�ص على ٍ‬ ‫حبل ٍ‬ ‫ميت ّد بني ال�تراب ّ‬ ‫وال�شم�س‪ .‬نعم ر�أي��ت ذلك‪.‬‬ ‫ور�أيتُ كيف � ّأن لهذه الكلمات قدر ًة عجيب ًة‪ ،‬ال‬ ‫ف�س وحدها‪ ،‬و�إنمّ ا تخرتق �أي�ض ًا‬ ‫تخرتق ال ّن َ‬ ‫املادّة‪.‬‬ ‫ويقول لنا ّ‬ ‫ال�شعر‪ :‬عندما ُتخطئ الريح يف‬ ‫الهبوب‪� ،‬أو ُتخطئ الغيوم يف توزيع املطر‬ ‫على احل��ق��ول ا َ‬ ‫جل����رداء‪ ،‬ت��ق��وم الكلمات مبا‬ ‫ُ‬ ‫ينبغي لكي تع ّم العدالة وامل�ساواة‪.‬‬ ‫ل�سبب �أو �آخ��ر‪ ،‬في�سود‬ ‫قد يت� ّأخر هذا الأم��ر‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الطغيان وال��ع��ن��ف‪ .‬ن��رى م��ث�لا ف���أ���س��ا عتيقة‬ ‫��ور مل ي�� َك�� ْد ي��خ��رجُ من‬ ‫ت�سحق ر�أ�����س ع�����ص��ف ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رحم �أمِّه الطبيعة‪ .‬ونرى �سيفا مفلوال يروح‬ ‫غزال مل ي َ‬ ‫ُفطم‪ .‬ونرى �س ّكين ًا‬ ‫ويجيء يف عنق ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تغو�ص يف �أح�شاء وردةٍ مل ي َِحن قطافها‪.‬‬ ‫رث ّ‬ ‫وما �أك َ‬ ‫الطغيان والعنف بني �أبناء الوطن‬

‫“و�أال جتعلوها فتنة ال ت�صينب الذين ظلموا‬ ‫منكم خا�صة”‪.‬‬ ‫وتنتهي امللحمة بعقد ال�صلح بني الفريقني‬ ‫“ودخل النا�س يف ال�سلم كافة” كما ي�سجل‬ ‫ال�سطر الأخري‪.‬‬ ‫ويف طبعة �سابقة منذ ‪ 25‬عاما قال الناقد‬ ‫واملرتجم امل�صري �سامي خ�شبة (‪-1939‬‬ ‫‪ )2008‬يف امل��ق��دم��ة �إن �أب����اه “�آثر‪� ..‬أن‬ ‫يلخ�ص بع�ض املقاطع التي ال تروي حادثة‬ ‫متعلقة مبا�شرة بحبكة امللحمة �أو بوقائعها‬ ‫ال��رئ��ي�����س��ي��ة‪ .‬ك��م��ا ح����ذف م��ق��اط��ع �أخ����رى‬ ‫ر�أى �أن��ه��ا ق��د ت����ؤذي ال�سياق اجل��دي��د يف‬ ‫ال�صيغة العربية ب�إبعاد القارئ عن جمرى‬ ‫الأحداث"‪..‬‬

‫��وح�����ش» يع ِّلقون على اجل����دران �أمعاء‬ ‫«ال��ت ُّ‬ ‫الغزالن التي ي�صيدونها‪ ،‬طلب ًا لعفو الطبيعة‬ ‫ورحمتها وبركاتها الكونيّة‪.‬‬ ‫ال��ي��وم ي��ع�� ِّل ُ��ق ُ‬ ‫بع�ض الب�شر ال��ذي��ن ينتمون‬ ‫�إىل احل�ضارة احلديثة‪ ،‬ر�ؤو� َ��س الب�شر على‬ ‫الأعمدة ويف ال�شوارع‪.‬‬ ‫احتقار الإن�سان واحتقار الأر�ض التي يعي�ش‬ ‫عليها يط ــرحان على ك ّ��ل ذي ب�ص ــريةٍ هذا‬ ‫ال�سـ ـ�ؤال‪ :‬هل الإن�سان يف حاج ٍة �إىل الأر�ض؟‬ ‫وهو �سـ�ؤا ٌل �سرعان ما يتجدّد‪ ،‬لكن يف �صيغة‬ ‫ثانية هي التالية‪ :‬هل الأر���ض يف حاج ٍة �إىل‬ ‫الإن�سان؟‬ ‫ال�صديق‪� .‬أرج��و �أن‬ ‫ربمّ��ا � َأط�� ْل��تُ عليك �أ ّي��ه��ا ّ‬ ‫تعذرين‪ .‬و�س�أحاول �أن �أزورك يف �سجنك‪ ،‬يف‬ ‫الأيّام القريبة املقبلة‪..‬‬

‫لأين حظيت ب��ا���س��ت��اذ حت���ول اىل �صديق‬ ‫���ص��دوق فالب�صداقة احل��ق��ة ت��ك��ون احلياة‬ ‫امامنا جميلة حتى ل��و اع�تران��ا خطب او‬ ‫امل او م��ع��ان��اة‪ ،‬فال�صديق احل��ق ال يجعل‬ ‫النف�س تهرب اىل الظالم لتحاكيها خل�سة‬ ‫ب��ل �ستجد م��ن حت���اوره وي��ح��اوره��ا وتلك‬ ‫اهم ميزات احلياة اجلميلة ف�شكرا لال�ستاذ‬ ‫�سجاد الغازي �صحفيا كبريا وا�ستاذا قديرا‬ ‫يف مدر�سة ال�صحافة العراقية‪ .‬على مدى‬ ‫عقود‪.‬‬ ‫اما ا�ستاذنا الكبري �سجاد الغازي فقد قال‬ ‫عن احللي (االخ الزميل زيد احللي �صحفي‬ ‫المع‪ ،‬مار�س �شتى فنون التحرير ال�صحفي‬ ‫وم�س�ؤولياته‪ ،‬وعلى م�شارف الكهولة حتول‬ ‫اىل �سرد الذكريات‪ /‬حلوها ومرها با�سلوب‬ ‫ادبي ر�صني بعد جتربة ن�صف قرن يف مهنة‬ ‫املتاعب)‪.‬‬ ‫ولي�سمح يل اال�ستاذ الكبري �سجاد الغازي‬ ‫ان اختلف معه قليال‪ ،‬حينما قال (ان زيدا‬ ‫وه���و ع��ل��ى م�����ش��ارف ال��ك��ه��ول��ة حت���ول اىل‬ ‫���س��رد احل��ك��اي��ات) فمن ي��رى ���ص��ور الزميل‬ ‫زي���د احل��ل��ي وه���و يلتقي اب���ان ال�ستينات‬ ‫وال�سبعينات بال�شخ�صيات التي حتدث عنها‬ ‫يف كتابه‪ ،‬يعرف ان زيدا مل يتغري كثريا عن‬ ‫�شخ�صيته احلالية فهو مل يزل انيقا بهندامه‬ ‫وانيقا ب�شخ�صيته وانيقا با�سلوبه‪ ،‬بل هو‬ ‫مل ي��زل يحمل عنفوان ال�شباب يف مهنته‬ ‫وع�شقه لها‪ ،‬فكيف واحلالة هذه نقول انه‬ ‫على (م�شارف الكهولة)؟‬ ‫واخ�ي�را رمب��ا �سي�سال بع�ضكم‪ ،‬م���اذا عن‬ ‫اج��وب��ة ا�سئلتك ال��ت��ي طرحتها يف مقدمة‬ ‫املو�ضوع؟ اقول �ستجدون االجوبة حينما‬ ‫ت��ب��د�أون ب��ق��راءة كتاب (ال�سنني �إن حكت)‬ ‫لتجدوا االجوبة ولتجدوا املتعة معا‪..‬‬

‫الر�ؤى‬ ‫بقايــا ُّ‬

‫شعر‪ :‬مالك الواسطي – نابولي‬

‫طر الأَ ِز َّق ِة‬ ‫ِع ُ‬ ‫اب ‪ ،‬ال َتد ِْري‬ ‫َلي ال َب َ‬ ‫َط َر َقتْ ع َّ‬ ‫�أَكَانَ ال َّل ْي ُل َي ْ�س ِب ُقهَا �أَ ِم الأُ ُف ُق َّ‬ ‫الظلِي ْل‬ ‫َفال ِّر ْي ُح َت ْ�ص َر ُخ يف الأَ ِز َّقةِ‬ ‫وح يف َك َر ٍب َو َوي ْل‬ ‫َوال ُب ُيوتُ َت ُن ُ‬ ‫ات َب ْيتِي َخ ْي َم ٌة‬ ‫َواملَ ْوتُ يف ُج ُن َب ِ‬ ‫َ�س َف ٌر َي ُط ُ‬ ‫وف ِب َنا عِ َر ْ‬ ‫اق‬ ‫َوال ِّر ْي ُح َت ْ�ص َر ُخ بي عِ َر ْ‬ ‫اق‬ ‫َوعَلى ال َّنوَافِذِ ‪،‬‬ ‫لمَ ْ َي َز ْل عِ ْط ُر الأَ ِز َّقةِ عَا ِل ًقا فِيهِ ال ُف َر ْ‬ ‫اق‬ ‫اب ‪َ ،‬ما َب ِر َحتْ َت ُقو ُل َلها ُّ‬ ‫الظ ُنونْ‬ ‫َلي ال َب َ‬ ‫َط َر َقتْ ع َّ‬ ‫ا ُ‬ ‫حل ْز ُن َي ْ�س ِب ُقنِي �أَ ِم الو َ​َط ُن اخل�ؤُونْ ‪.‬‬ ‫يا حُ ُّب‬ ‫َح َّط املَ َ�سا ُء َم َتاعِ َب ال َي ْو ِم َّ‬ ‫الطوي ْل‬ ‫احت َِّي َتروُّحً ا ‪،‬‬ ‫يف َر َ‬ ‫ف�إِف َت َّ‬ ‫�ض يف َق ْل ِبي ال َك َد ْر‬ ‫ال�س َف ْر‬ ‫و ِا ْن َتا َبنِي ُح ْز ُن املَ َقاهِ ي و ِا ْك ِت َئا َباتُ َّ‬ ‫َوتجَ َ َّمعَتْ �آهَ اتُ َذ َ‬ ‫َ�ص ِر يف �أُ ُف ٍق َن ِحي ْل‬ ‫اك الع ْ‬ ‫َوعَلى املَ َقاعِ دِ يف الأَ ِز َّقةِ لمَ ْ َت َز ْل‬ ‫ني َي ْح َتطِ َب ِان يف َو َج ٍع َبلِي ْل‬ ‫�أَ َحال ُم َنا طِ ْف َل ِ‬ ‫ال�ص ْب ُح َي ْغ ُفو لمَ ْ َي َز ْل مِ ْثلي على َد ْر ٍب َطوي ْل‬ ‫َو ُّ‬ ‫َيا ُح ُّب ‪ ،‬ال‬ ‫َ‬ ‫لوالك لمَ ْ �أَهْ ِب ْط �إىل ِب ْئ ٍر َيتِي ُه بهِ ال َّدلِي ْل‬ ‫يا َدا ُر‬ ‫خف � َ‬ ‫َيا دَا ُر َّ‬ ‫ا�سمِ ني‬ ‫أليك عِ ْط ُر ال َي َ‬ ‫يا دا ُر َما َلكِ َت ْن َح ِب ْ‬ ‫ني ؟‬ ‫وب َ�ص ِب َّي ٍة‬ ‫َ�ص ُر َث ُ‬ ‫والع ْ‬ ‫َت ْر ُ�سو عَلى �أَ ْكمَامِ هِ لُ َغ ُة املَ َحبَّةِ وا َ‬ ‫حلنِني‬ ‫وال َّل ْي ُل هَ ذا ال َّلي ُل‬ ‫احلني‬ ‫َل ْي َ�س ِ�سوَ ى محَ َ َّطةِ َر ِ‬ ‫يا دَا ُر َخ َ‬ ‫اجل ْ�س ِر ‪َ ،‬ق ْد َو َق َفتْ ُخ َطاي َتو َُّج ًفا‬ ‫لف ِ‬ ‫ال�سواقي هَ ائِجً ا‬ ‫َو ْنهَا َل َدمْعِ ي َك َّ‬ ‫َا�شقِني‪.‬‬ ‫َي ْر ِوي َم َز ِارعَ ع ِ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.