منهجية البحث العلمي في الاعلام

Page 1

‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫أ‪ -‬مفهــوم البحــث العلمــي‪:‬‬

‫هو المجهود والنشاط الفكري المنظم المؤدي إلى اكتسابنا المعرفة وتكون عبارة عن معلومات نجمعها عن الجهة المستهدفة‬ ‫للبحث وفي المرحلة الثانية نقوم بمعالجة ه\ه المعلومات إواخضاعها للتصنيفات بمعنى تصنيف عناصرها حتى نكشف‬

‫خصائصها النوعية ونكشف الدالالت التي تحملها‪.‬‬

‫والبحث العلمي يتكون من كلمتين‪:‬البحث وتعني حسب الموسوعة العلمية ‪" larousse‬العمال التي لها هدف الكشف‬ ‫عن معارف جديدة في ميدان علمي معين أما كلمة علم حسب نفس الموسوعة فهي تدل على معارف جديدة التنظيم ذات‬ ‫العلةقة بالظواهر ولذا فإن العلم في اللغة العربية تعني المعرفة أي ما نملكه من معلومات عن الشياء وعليه فإن البحث‬ ‫العلمي هو سعي منظم في ميدان معين يهدف إلى اكتشاف الحقائق والمبادئ‪.‬‬

‫الفـرق بين البحـث والعلـم‪:‬‬

‫البحث هو السعي وراء الحصول إلى المعرفة بعد معالجتها لتصبح علما‪.‬‬ ‫من شروط البحث العلمي كما تجلى في التعريف السابق هو التنظيم المتسلسل للخطوات والباحثون في تعريفاتهم المختلفة‬ ‫يركزون على أنه نشاط فكري في خطوات مرتبة ومتسلسلة وفق نظام معين وخطة مرسومة لنه ال يمكن للباحث االنتقال‬ ‫من خطوة إلى أخرى إال بعد التأكد من صحة الخطوات السابقة وسلمتها لن كل مرحلة في البحث العلمي تقرر طبيعة‬ ‫المرحلة الثانية إن عامل التنظيم في البحث العلمي يكسب هذا الخير صفة الموضوعية المختلفة تعبر المعلومات عن‬ ‫الواةقع المبحوث بمعنى أن الباحث يجب أن يستقي معلومات عن بحثه من الواةقع المدروس عبر جميع المعلومات‬ ‫التقصيلية عن المشكلة المدروسة‪.‬‬ ‫غاية البحث العلمي ال تتوةقف عند دراسة واةقع الظاهرة المدروسة دراسة وصفية بل إن العملية تتجاوز عملية الوصف إلى‬ ‫الفهم معناه تحديد خصائص العناصر المكونة لها وطبيعة علةقتها الداخلية والخارجية تحديدا دةقيقا ثم تتوصل إلى عملية‬ ‫التفسير والفهم والهدف والقيام باستنتاج الدالالت في شكل تعميمات أو نظريات أو ةقوانين تعبر عن العلةقات التي تحكم‬ ‫الظواهر وتفسرها‪.‬‬ ‫الفرق بين النظرية والقانون النظرية مرتبطة بالزمان والمكان أما القانون فيتجاوز الزمان والمكان‪.‬‬ ‫من نتائج البحث العلمي التعميم وهي نتيجة تستخدم في ظواهر أخرى‪.‬‬ ‫القيمة العلمية للنتائج المتوصل إليها في بحث الظواهر تساعدنا على عملية التنبؤ أي توةقع ما يحدث مستقبل في شكل‬ ‫احتمال ةقوي وذلك في حالة سير الظروف سي ار عاديا‪.‬‬ ‫السبب تتنبأ من أجل اكتشاف ظواهر جديدة لم نتعرف عليها من ةقبل أو تجنب مشاكل وأخطاء وكوارث ةقبل وةقوعها‪.‬‬ ‫يعود الفضل الول في توجيه البحث العلمي إلى المجاالت الساسية إلى العرب والمسلمين لنهم صنفوا هذه العلوم حسب‬ ‫الغرض الذي تطلبه مثل‪ :‬العلوم الطبيعية والرياضية والسياسية كما أنهم ةقاموا بتطوير استخدام المنطق في طرق الدلة‬ ‫والبراهين وأخرجوهم إلى الواةقع من خلل ربطه بدراسة العلوم الفلسفية وعلم الكلم وعلم الدلة التي تشتمل جميع العلوم‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫العصرية الن بالرغم من المساهمة الكبيرة التي ةقدمها العرب في تطور البحث العلمي إال أنهم لم يصلوا به إلى حدود اليوم‬ ‫وهذا يعود حسب ما يقول أبو حامد الغزالي إلى اهتمامهم بعلوم الفقه أكثر من العلوم الخرى لن العلوم الفقهية هي‬ ‫الموصلة إلى الجاه والمال والمسؤولية لكن هذه المساهمة استغلها الغربيون بعدهم في تأسيس البحث العلمي الحديث حيث‬ ‫تسجل في هذا الصدد مساهمة الباحث راجر بيكور الداعي الول إلى البحث عن المعرفة من مصادرها الصلية والخذ‬ ‫بالمعلومات الختبارية كما كانت كذلك مساهمة العالم فرانسيس بيكوز بمؤلفه في ةقواعد المنهج التجريبي وخطواته حاسمة‬ ‫في وضع أسس التفكير العلمي الحديث حيث ةقام بشرح طرق جمع المعلومة وأدواتها وأساليبها وتصنيفها ومقارنتها للوصول‬ ‫إلى خصائصها الذاتية بعد التحقق منها عبر عملية الختبار‪.‬‬ ‫البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية للظواهر المختلفة لها والعلةقات التي تحكمها من خلل اعتماد خطة واضحة‬ ‫تضمن لعمليات البحث الترتيب السليم عبر خطوات متسلسلة في إطار تكاملي لهدافها‪.‬‬

‫ب‪-‬تعــريف مفهوم اللعلم‪:‬‬

‫كلمة إعلم ةقاموسيا هي فعل الخبار لكن تعريفه العلمي تطور عبر عدة مراحل ومفهوم العلم لم يستقر على مفهوم‬ ‫واحد فمثل بدأ بمفهوم الذي ةقدمه الباحث فولي "بأنه تبادل للمعلومات والفكار والراء بين الفراد " لكنه حصر مفهوم‬ ‫العلم في عملية تبادل المعلومات وأهمل الوسيلة‪.‬‬ ‫وكذا الباحث فرانسيس بال عرف العلم بأنه تبادل للمعلومات بين الفراد وأضاف له عامل الوسيلة والتجهيزات التي‬ ‫تجعل هذا التبادل ممكنا لكنه لم يحدد طبيعة هذه الوسائل إذ تركها عامة إذ أصبحت هذه الوسائل التي تدخل في العلم‬ ‫معنية بهذا التعريف غير الدةقيق ما جعل المدرسة ال نـجلوساكسونية تتدخل لتصحيح التعريف السابق إذ نقول أن هذه‬ ‫الوسائل التي أشار إليها فرانسيس بال ‪ media mass‬وسائل االتصال الجماهيري وبذلك فإن وسائل العلم هي‬ ‫وسائل االتصال على النطاق الجماهيري‪.‬‬ ‫المدرسة الفرنسية في تعريفها لوسائل العلم استخدمت ما يسمى ب ‪ entreprise de diffusion‬أي مؤسسات‬ ‫النشر وهو تحديد أكثر دةقة من التعريف السابق‪.‬‬ ‫عندما نقول ‪ mass media‬نحصر وسائل العلم في ‪ presse. Radio. Tv‬أما مؤسسات النشر المعلوماتي فهو‬ ‫وسيلة إعلمية‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل هذه التعاريف يبقى المفهوم غامضا غير دةقيق لذا نجد الباحث المصري إبراهيم إمام ةقدم مفهوم دةقيق‬ ‫للعلم من خلل ما يلي‪:‬‬ ‫العلم هو النقل الموضوعي للمعلومات من مرسل إلى مستقبل وضد التأثير الواعي على عقل الفرد حتى تتيح له إمكانية‬ ‫تكوين رأي على أساس الحقائق المقدمة بمعنى العلم دائما ينقل الحقائق وهذا خدمة لصاحبها ووهذا في إطار التفاهم‬ ‫بين المرسل والمستقبل وبالتالي فالعلم يختلف عن الشهار‬ ‫لن الهشهار هو أيضا نقل المعلومات في اتجاه واحد لكن بغرض يختلف عن العلم لن الشهار معلوماته عبارة عن‬ ‫سلع وخدمات ولكن ةقصد الترويج لها ودفع طرف المستقبل إلى الةقبال عليها أي حث المستهلك إلى تقبل هذه السلعة من‬ ‫خلل توظيف العوامل النفسية والجتماعية كغريزتي الكل والجنس وبذلك فإن اللعل نـ ال يخاطب فقط عقل الفرد مثل‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫العلم بل أيضا يثير غرائزه بأسلوب مبالغ فيه ولكن دائما بدرجة ال نصل إلى التزييف لن القانون يعاةقب المزيف وأيضا‬ ‫يفقد ثقة الزبون‪.‬‬

‫الفـرق بيـن اللعــل نـ والدلعـايـة‪:‬‬ ‫الدلعاية هي عملية نقل المعلومات في اتجاه واحد لكنها تتناول أغلب الحاالت موضوعات سياسية بطرق غير موضوعية‬ ‫بمعنى نقل المعلومات يكون مزيف بصورة جزئية أو كلية وهي كما نعلم مجهولة المصدر لماذا؟ العتماد الدعاية على‬ ‫عامل الغموض والدعاية تركز أساسا على مخاطبة غرائز وعواطف الفرد خاصة غريزة الخوف عبر أسلوبي الترهيب‬ ‫والتهديد باستقلل الحداث الغامضة مثل في الزمات السياسية حيث تسود الفوضى وينتشر الغموض ويسيطر الخوف‬ ‫في جو عدم الستقرار الذي يستغله رجل الدعاية فالدعاية كما نعلم ال يخاطب العقل لماذا؟ لن رجل الدعاية أول ما يقوم‬ ‫به هو شل عمل العقل من خلل إرباك الفرد بتوظيف الخرافة والشاعة والكاذيب المكررة فمثل هتلر استعمل خرافة تفوق‬ ‫الجنس اللماني وهذا لتثبيط العزائم والحيلولة دون القيام بعمل واعي يمكن من السيطرة على المواةقف‪.‬‬

‫الفـرق بين النهشـر واللعــلم‪:‬‬

‫النشر يختلف عن العلم لن النشر يفيد معنى انتشار الخبار بين الناس أي ذيوعهاأي إعطاء هذا الخبر انتشار واسع‬ ‫وسط الناس فالنشر هو عملية توزيع الخبار والصور والتعليقات والكتب وغيرها من المطبوعات على نطاق واسع وبالتالي‬ ‫فإن العلم يختلف عن النشر كون هذا الخير هو عملية ذات تأثير فعلي في عقول الفراد‪.‬‬

‫ج‪-‬تعريف مفهوم ال تـصــال‪:‬‬

‫ال تـصال لغة هو علةقة شيئ بشيئ وفي اللغة الفرنسية كلمة ‪ communication‬المشتقة من كلمة ‪commun‬‬ ‫مشترك معناها إةقامة رسالة مشتركة مع شخص آخر أو جماعة أخرى إذا ال تـصال حسب المفهوم السابق هو جعل المرسل‬ ‫والمستقبل يشتركان في رسالة واحدة أما دائرة المعارف البريطانية فعرفت ال تـصال بأنه أسلوب تبادل المعاني بين‬ ‫الشخاص من خلل نظام متعارف عليه من الشهارات بمعنى أن المجتمع يتفق عليها اجتماعيا طبعا هذه الشارات التي‬ ‫تستخدمها في نقل المعاني حددها بعض الباحثين في طريقة الكلم في كتابة معينة أو يكون في إشارات خاصة هذه‬ ‫الشارة سواء تكون في شكل إيماءات أو ذبذبات سمعية أو سمعية بصرية سلكية أو السلكية مهما تعددت التعاريف لكلمة‬ ‫ال تـصال فإن مفهومه يكمن دائما في العلةقة التبادلية بين الطرفين أو أكثر وهي العلةقة القائمة بين مرسل ومستقبل‬ ‫يشتركان في عملية تبادل المعاني باستخدام نظام معين للشارات مفهومة من جانب الطرفين حتى يعي كل طرف ما يقول‬ ‫الطرف الخر من معاني تحقيقا للستجابة المطلوبة بينهما‪.‬‬ ‫يقول بعض الباحثين أن ال تـصال أوسع وأشمل من عملية تبادل المعلومات في التجاهين المتقابلين يتعدى الوسيلة التي‬ ‫تستخدمها في هذا ال تـصال يتعدى الجمهور المستهدف بهذا ال تـصال‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫يتعدى المضمون التبادلي في حد ذاته إلى عناصر أخرى تتعلق بالنسان والطبيعة وبالنسان وذاته وبالنسان ومجموعته‬ ‫البشرية فيقولون أن ال تـصال هو النسان الواعي بحركته اتجاه ذاته وهو هنا يحقق ال تـصال الداخلي ووعي النسان بغيره‬ ‫من الشخاص وهو هنا يقوم بال تـصال الشخصي وبال تـصال مع جمهور واسع فهنا يحقق ال تـصال الجماهيري‪.‬‬ ‫ال تـصال الجماهيري هو الذي يكون مصدره المؤسسة العلمية والمؤسسة العلمية هي التي لها القدرة على نشر‬ ‫المعلومة على نطاق واسع ومن بين أحدث وسيلة اتصال جماهيرية هي الشبكة العالمية للمعلومات النترنت‪.‬‬ ‫يميز بين االتصال والمعلوماتية العلمية وظهر مفهوم ‪ l'informatique‬عام ‪ 1939‬على يد الباحث ‪Claude‬‬ ‫‪Shanon‬وهو يفيد خلية وتقنية المعالجة اللية الحصائية للمعطيات الخاصة بشكل معين‪.‬‬ ‫يجب علينا أن نميز بين االتصال وبين ‪ la cybernétique‬عام ‪ 1948‬على يد الباحث ‪Norbert Wiener‬‬ ‫وهو يفيد نظرية النظمة المعقدة الذاتية الرةقابة واالتصال في المكنة والحيوان‪.‬وفيها يتم تطوير أنظمة التحكم اللي واللية‬ ‫من خلل إرسال برنامج من الخارج في شكل إشارات أو عن اللة نفسها‪.‬‬ ‫بالرغم من أن ‪ cybernétique‬يهتم باالتصال إال أنه ال يدخل ضمن دراستنا بظواهر العلم واالتصال لنه يتجاهل‬ ‫الجانب النساني في هذه العملية فهو يهتم بالجوانب اللية ال تتوفر فيه جوانب االستماع والفهم والحوار في التعرف على‬ ‫الخر‪.‬‬

‫ماذا نبحث في العلم واالتصال؟ ما هي الموضوعات؟ هل العلم واالتصال علم ةقائم بذاته؟‬ ‫معنى كلمة علم هو"المعرفة المنظمة ذات العلةقة بفئات معينة من الحداث والظواهر" معناه العلم أن العلم المعرفة التي‬ ‫خضعت إلى المعالجة العلمية عن طريق البحث واالستدالل في إطار موضوعي وأيضا خضعت لتصنيف دةقيق‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫لموضوعاتها وهذا انطلةقا من نظم فكرية لها مفاهيمها وطروحاتها وأيضا مقاييسها والعلم بذلك يتكون بمجموعة من‬ ‫المبادئ والقوانين والنظريات التي تتسق في كل موحد‪.‬‬ ‫ال بد أوال من التعرف على أن أبحاث العلم واالتصال مرت بمرحلتين على غرار البحاث الخرى‪:‬‬

‫أ‪ -‬المـرحلـة الفـلسفيــة‪:‬‬

‫تبدأ المرحلة الفلسفية في أي علم بحصول تراكم معرفي كبير على مستواه ويؤدي إلى عجز أدواته التحليلية )مناهج وأدوات‬ ‫البحث( تصبح عاجزة عن معالجة هذا الكم من المعلومات تبدأ المرحلة الفلسفية في التفكير ليجاد أدوات تحليل بديلة‬ ‫للقيام بالمهمة التحذيرية وهنا يدخل العلم المرحلة الفلسفية بالنسبة للعلم الذي سيظهر حيث يتم في هذه المرحلة التركيز‬ ‫على تحديد مجاالت إهتمام جديدة عبر تكوين مفاهيم عامة بمعنى ليست محددة إواعادة النظر في االفتراضات الساسية‬

‫المعروفة وكذا في مناهج البحث وأدواتها فإذا كللت خطوة المراجعة باتفاق الباحثين أوال على طبيعة الموضوعات التي تم‬ ‫وضعها وكذا على نوعية المناهج والدوات التي تستخدم في بحث هذه الموضوعات‪.‬‬

‫ب‪ -‬المـرحلـة التجـريبيـة‪:‬‬

‫يتم فيها اختبار مضمون هذا االتفاق ميدانيا من خلل القيام بتطبيق أدوات التحليل الجديدة في بحث الموضوعات الجديدة‬ ‫أيضا وهذا ةقصد جمع المعلومات والحقائق لتثبيت صحة أو خطأ ما اتفق عليه في المرحلة الفلسفية فإذا تمكنا من الوصول‬ ‫في شكل نظريات وةقوانين من خلل هذا الجمع للمعلومات فإننا نشهد بميلد هذا العلم الجديد فإذا حصل تراكم معرفي‬ ‫جديدوعجزات المناهج والدوات عن معالجة هذا الكم الهائل من المعلومات معناه الدخول في مرحلة فلسفية جديدة‪.‬‬ ‫كيف تجسدت المرحلة الفلسفية والتجريبية في أبحاث اللعلم وال تـصال؟ إذا طبفنا هذا النموذج التطوري على أبحاث‬ ‫العلم واالتصال فنجد أن هذه الخيرة خضعت في مفهومها الواسع إلى مرحلة فلسفية ارتبطت فيها بالبحاث االنسانية‬ ‫التي تناولت بشكل عام نشاط االنسان مثل ما ةقام به أرسطو في محاولة تفسير عملية االتصال بين الفراد والجماعات في‬ ‫كتابه فن البلغة ةقسم أرسطو االتصال إلى الشخص المتحدث والحديث والمستمع‪.‬‬ ‫عرف االتصال "بأنه جميع وسائل الةقناع المتوفرة"لن الخطابة في زمن أرسطو والزمن الذي بعده ةقبل ظهور المطبعة‬ ‫كانت الداة أو الطريقة الساسية في عملية االتصال حتى في الحضارة العربية السلمية‪.‬‬ ‫تنتهي سيطرة الخطابة كأداة اتصال بعد ظهور المطبعة بالحروف المتحركة في أوربا في القرن ‪ 15‬ميلدي مما مهد إلى‬ ‫ظهور الدوريات في القرنين السابع والسادس عشر‪.‬‬ ‫أدت الصحافة إلى نشر الخبار وةقيام الثورتين الفرنسية والمريكية التي أعطت للمواطن الغربي الحريات الساسية وحسنت‬ ‫أوضاعه الجتماعية على مستوى الشغل التعليم والرعاية الصحية مما جعله يرتقي ثقافيا إواجتماعيا وسياسيا‪.‬‬

‫وأصبح ناد ار على ةقراءة الجرائد ومتابعة أحداثها الشيئ الذي دعم مركز وسائل العلم داخل المجتمع وارتباط هذه الخيرة‬

‫بالجماهير من حيث توجيه الرأي العام خاصة أثناء الحملت االنتخابية وبذلك أصبحت الدوريات التي أطلق عليها بدءا‬ ‫من ‪ 1939‬وسائل االتصال الجماهيري الدوات الساسية داخل المجتمعات‪.‬‬ ‫بالرغم من التطور الكبير الذي عرفته الصحافة المكتوبة منذ اختراع المطبعة سنة ‪ 1939‬إال أن أبحاث العلم واالتصال‬ ‫لم تواكب هذه النهضة ولم تحاول االستقلل بنفسها كعلم مستقل بل استمرت في شكل دراسات تغلب عليها الطابع‬ ‫التاريخي والفلسفي والقانوني والدبي ضمن البحاث االنسانية معتمدة على الحدس والتخمين لكن هذا الوضع لم يستمر‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫طويل لنه في بداية القرن ‪ 20‬برزت بعض المحاوالت ةقام فيها أصحابها بتطبيق أساليب جديدة أكثر موضوعية في عملية‬ ‫البحث للموضوعات العلمية مثلما ةقام به الباحث دانيال ستارش ‪ DANIEL STRACH‬عن العلن والذاعة‬ ‫خلل الفترة ‪ 1927-1922‬والتي ةقام فيها بتطبيق أساليب القياس الكمي كما أن نشرولتر ليبمان في كتابه "الرأي العام"‬ ‫سنة ‪ 1922‬كان من المحاوالت الساسية لتأسيس البحث في العلم واالتصال في إطار مستقل لكن هذه المحاوالت‬ ‫فشلت العتماد أصحابها على مفاهيم غامضة‪.‬‬

‫المـرحلـة التجـريبيـة لبحـاث اللعـلم وال تـصـال‪:‬‬

‫نقصد بالمرحلة التجريبية لبحاث العلم واالتصال مرحلة تطبيق مناهج البحث العلمي الحديثة في معالجة الظواهر‬ ‫العلمية ةقبل التطرق إلى هذه النقطة البد من التطرق إلى نقطة هامة كان لها الثر البالغ في تطور أبحاث العلم‬ ‫واالتصال والتي تتمثل في انتقال البحث العلمي في العلوم االجتماعية خلل القرن العشرين من طور التخمين والحدس‬ ‫والتأمل العقلي إلى طور الدراسات التجريبية وحصل هذا التطور أوال على مستوى علم االجتماع بعد التحول الكبير الذي‬ ‫أحدثه التصنيع في الدول الغربية وظهور مجتمعات المدن الكبيرة وتعقد العلةقات الجتماعية داخلها من خلل ظهور‬ ‫مشاكل متنوعة مثل النمو السكاني والبطالة والسكن والتموين والفات الجتماعية أما على مستوى نشاط البحث العلمي فإن‬ ‫العلوم الطبيعية خلل هذه الفترة حققت نزعة نوعية على مستوىتطور مناهجها وأساليب بحثها مما أثر على العلوم‬ ‫الجتماعية في هذا الوةقت ظهرت الدولة القومية في أوربا التي أصبحت تهتم أكثر بالبرمجة الصناعية والتخطيط‬ ‫الجتماعي الشيئ الذي شجع الروح العلمية التي تمتد أكثر بالحقائق والبيانات في شكل أرةقام وانتشرت لغة الحصاء في‬ ‫معالجة مشاكل‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل سمحت للمثقفين الذين ازداد عددهم بفعل انتشار التعليم باستخدام أساليب البحث التجريبي المطبعة آنذاك‬ ‫في العلوم الطبيعية في بحث الظواهر الجتماعية‪.‬‬

‫ج‪-‬مجـال أبحـاث اللعـلم وال تـصـال‪:‬‬

‫ظاهرة العلم واالتصال كما رأينا سابقا هي نشاط إنساني واسع المجال حيث نجده مرتبطا بمختلف أوجه الحياة الخاصة‬ ‫للفراد والمجتمعات وهي حاضرة في كل النشاطات النسانية وبالتالي علةقتها وثيقة بكل العلوم التي تبحث هذه‬ ‫النشاطات‪.‬‬ ‫إن ارتباط ظاهرة العلم واالتصال بالنشاطات المتنوعة بالنسان والمجتمع جعلها موضع العديد من الهتمامات العلمية‬ ‫أي موزعة على أكثر من تخصص علمي هذا جعل أبحاث العلم واالتصال تواجه صعوبات كبيرة تمثلت في الغموض‬ ‫المنهجي والنظري هذا الغموض تسبب في عدم امكانية تحديد مفهوم علمي لها على نحو يسمح للباحثين من تحديد‬ ‫موضوعاتها بصورة مستقلة إوايجاد المناهج والدوات الخاصة بها‪.‬‬

‫بالرغم من الصعوبات المشار إليها فإن الدور الذي تقوم به وسائل العلم واالتصال داخل المجتمعات في كل المجاالت‬ ‫الحياتية منذ ظهورها حتى الن هذا الدور الكبير أدى إلى ميلد وعي متزايد بمشكلت وةقضايا الرسائل التي تبثها وسائل‬ ‫العلم وتجلى هذا الوعي في شكل اهتمام سلطات الدول بوسائل االتصال الجماهيري بفعل الدور الكبير الذي تؤديه‬ ‫خاصة على مستوى تكوين الرأي العام وأيضا الترويج السلعي والخدماتي وهذا ما جعل السلطات العمومية تهتم بها كما‬ ‫تجلى أيضا الهتمام بوسائل العلم واالتصال خلل الخمسينيات من القرن الماضي في تأسيس العديد من المعاهد‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫والكليات ومراكز التدريس والتدريب والبحث المتخصصة في العلم واالتصال وهذا إلى جانب الجهود البحثية التي بذلت‬ ‫على مستوى تخصصات علمية مثل العلم السياسي وما ةقام به ل زـويل‬ ‫من جهود أسفرت عن ميلد أسلوب تحليل المضمون بمفهومه الكمي الحالي إلى جانب البحوث العلمية التي تناولت‬ ‫دراسة وسائل العلم والمجتمع مثلما ةقام به عالم النفس الجتماعي بول ل زـار سفيلد ‪PAUL LAZARSFELD‬‬ ‫منذ سنة ‪ 1933‬التي ركز فيها على دراسة "الرأي العام وتأثير وسائل العلم الجماهيرية" وهذا إلى جانب الجهود التي‬ ‫بذلها كل من الباحثين كارل هوفل نـد ‪ KARL HOFLEND‬الذي ينتمي إلى نفس التخصص والذي بحث "علةقة‬ ‫االتصال بتغيير االتجاهات داخل الجماعة و كرت لوين ‪ KURT LEWIN‬على مستوى بحث "التأثيرات التي تحدثها‬ ‫جماعة الضغط على تصرفات أعضائها"‬ ‫بالرغم من الفشل الذي منيت به أبحاث العلم واالتصال من حيث استقللية مواضيعها وأدوات بحثها إال أن االهتمام‬ ‫الذي حظيت به وسائل العلم كما رأينا أدى إلى ميلد أبحاث في مجال أبحاث العلم واالتصال وبالتالي حاول‬ ‫الباحثون تقديم تعريف شامل لما يحدث من موضوعات في الصدد المذكور كان كما يلي‪:‬‬ ‫إن البحاث اللعلمية هي الاطار الموضولعي الذي يضم العمليات في اللعلم وال تـصال الجماهيري كما أنها تمثل‬ ‫الجهود المنظمة الحقيقية التي تستهدف البيانات والعمليات والنتائج الهامة والتفصيلية التي تستخدم كأساس ل تـخاذ‬ ‫الق اررات وتخاطياط الجهود اللعلمية وال تـصالية الفعالة‪.‬‬ ‫كما أن مهمتها تبدأ قبل بداية الجهود اللعلمية وتستمر هذه الجهود وتقيس فعاليتها في كل خاطوة أو موقف‬ ‫إلعلمي أو اتصالي قياسا مرحليا هشامل‪.‬‬

‫د‪ -‬اتجـاهـات أبحـاث اللعـلم وال تـصـال‪:‬‬

‫توزع أبحاث العلم واالتصال على أكثر من علم أدى إلى ظهور العديد من االتجاهات لنه داخل كل علم من هذه العلوم‬ ‫ظهر اتجاه معين أو تيار محدد هذه االتجاهات والتيارات كانت كالتالي‪:‬‬ ‫‪/1‬ال تـجاه السياسي لبحاث اللعلم وال تـصال‪ :‬ظهر هذا االتجاه على يد الباحث المريكي هارولد ل زـويل منذ سنة‬ ‫‪ 1930‬حيث ةقام هذا االتجاه على دراسة وسائل العلم في المجتمع من خلل تحليل ما تنشره وسائل العلم من‬ ‫مواضيع ومضامين الستخدام تحليل المضمون بأسلوبه الكمي إلى جانب اهتمامه بدراسة القائمين باالتصال من رجال‬ ‫السياسة وبكل ماله علةقة بالمواضيع السياسية ذات الصلة بوسائل العلم‪.‬‬ ‫‪/2‬ال تـجاه السيكولوجي الجتمالعي‪:‬ظهر هذا االتجاه في أحضان علم النفس الجتماعي ورواده هم‪:‬بول ل زـار سفيلد و‬ ‫كرت لوين و كارل هوفل نـد ةقام هذا االتجاه على الدراسات القياسية الميدانية لراء جماهير وسائل العلم خاصة آراء‬ ‫جمهور الراديو أو دراسة االتصال داخل الجماعة أو الدراسات التي تناولت تغير االتجاهات‪.‬‬ ‫‪-1‬التيـار الصلحـي‪:‬يهتم هذا التيار بالتنظيم والتكوين والسلطة على وسائل العلم وبكل ما له علةقة بالسياسة العامة‬ ‫لهذه الوسائل وهي الجوانب المأخوذة مباشرة من تقرير لجنة حرية الصحافة المريكية المشكلة سنة ‪ 1949‬وكان مضمون‬ ‫تقرير هذه اللجنة وما تضمنه من نتائج محل اهتمام معاهد العلم‪.‬‬ ‫‪-2‬التيـار التـاريخـي‪:‬يشمل هذا التيار كل الدراسات التي ةقامت بالتأريخ لحياة رجال الصحافة والعلم وةقام به الباحث‬ ‫هارولد إينيس ‪ HAROLD INNIS‬وديفيد رايسمان ‪DAVID RAISMAN‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫‪-3‬التيـارالصحفـي‪:‬ظهر التيار الصحفي على مستوى معاهد الصحافة ومراكز أبحاث االتصال التي ساعدت في نشاطها‬ ‫البحثي على وسائل العلم وعلى خصائص القائم باالتصال مثل ما ةقام به الباحث ولبر هشرام‪.‬‬ ‫‪-4‬التيـار الذي يدرس فلسفة اللغة والمعاني‪:‬اهتم هذا التيار بموضوعات نظرية المعلومات على االتصال النساني‬ ‫وكانت هذه الدراسات محل اهتمام العديد من الباحثين المنتمين إلى تخصصات متعددة مثل الفلسفة‬ ‫والنتروبولوجيا‪،‬اللغة‪،‬علم النفس‪،‬الرياضيات‪.....‬‬ ‫‪-5‬تيـار هشبكـات ال تـصال‪:‬يتخصص هذا التيار في دراسة موضوع البث العلمي عبر الجو منطلقا في ذلك المبدأ نظام‬ ‫التوزيع العصبي في جسم النسان‪.‬‬

‫هـ‪-‬أنـواع اتجـاهـات اللعـلم وال تـصـال‪:‬‬

‫لم يتفق الباحثون على تقسيم واحد لبحاث العلم واالتصال وهذا العتماد كل باحث على أسس خاصة به في القيام بهذا‬ ‫التقسيم ومن هنا نسجل وجود العديد من التقسيمات منها ما كان أساسها المجال الذي تناولته هذه البحاث مثل القول‬ ‫أبحاث اجتماعية ‪،‬أبحاث طبيعية ‪،‬أبحاث إنسانية‬ ‫أيضا من هذه التقسيمات ما كان أساسها الوسائل المستخدمة في إنجازها مثل القول أبحاث كمية وأبحاث نوعية ومنها ما‬ ‫كان أساسها المنهج المطبق في إجرائها وبالتالي توزعت هذه البحاث إلى تاريخية ‪ ،‬تجريبية ‪ ،‬إحصائية ‪،‬‬ ‫مسحية‪.......‬إلخ‬ ‫بالرغم من عدم االتفاق المسجل إال أن الباحثين لم يختلفوا في تصنيف البحث العلمي إلى ثلث مستويات وفق ما ةقام به‬ ‫الباحث موريس دوفرجين ‪ MAURICE DUVERGER‬هذه المستويات هي كالتالي‪ :‬المستوى االستكشافي‬ ‫المستوى الوصفي والمستوى التفسيري‪.‬‬ ‫‪(1‬البحـاث الستكهشـافيـة‪:‬التي تعرف أيضا بالبحاث االستطلعية أو بالبحاث الولية التي يلجأ إليها الباحث لتذليل‬ ‫الصعوبات التي يواجهها على مستوى استكشاف الظواهر أو التعرف عليها بصورة جيدة بعد استكشافها الغير الكامل كما‬ ‫نستخدم هذا النوع من البحاث في تحديد إشكالية البحث وأيضا في اختيار الفرضيات دون الذهاب إلى أكثر من ذلك وهي‬ ‫تكون في شكل إجابة على شكل سؤال واحد يتناول نقطة واحدة ال غير وبالتالي فإن بناءها الفني يتم بصورة مرنة ال‬ ‫يتطلب الكثير من الجراءات البحثية أو التصميم الهيكلي المعقد أيضا البحاث االستطلعية ال تتطلب استخدام التساؤالت‬ ‫والفرضيات لكونها تعالج نقطة واحدة في شكل إجابة على سؤال واحد وبالتالي ال يخشى الباحث الخروج عن مسار البحث‪.‬‬ ‫نستخدم البحاث االستكشافية في مجاالت العلوم التي تعاني عدم توفر الرصيد المعرفي ونحن على مستوى أبحاث‬ ‫العلم واالتصال نستخدم هذا النوع من البحاث بصورة كبيرة لن أبحاث العلم واالتصال تعاني عدم وجود نظريات‬ ‫وةقوانين تساعدنا في عملية البحث خاصة على مستوى صياغة الفرضيات‪.‬‬ ‫‪(2‬البحـاث الـوصفيـة‪:‬بعد استكشاف الظاهرة تنتقل إلى وصفها أي التعرف على العناصر المكونة لها والعلةقات السائدة‬ ‫داخلها‪.‬البحاث الوصفية ضرورية لنها تدرس الوضع الراهن للظاهرة دراسة تصويرية دةقيقة أي أن الهدف الول والخير‬ ‫للبحاث الوصفية هو جمع معلومات كافية ودةقيقة عن الموضوع المدروس كما هو في الحيز الواةقعي وهنا ال بد من‬ ‫الشارة ألى أن الدراسات الوصفية ليست مجرد معلومات عن الواةقع المدروس بل هي أيضا عملية تصنيف هذه البيانات‬ ‫إلى عناصرها الرئيسية والفرعية وتفسيرها تفسي ار شامل من أجل استخلص النتائج في شكل دالالت تساعدنا على‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫الوصول إلى تعميمات حول الموةقف المدروس وبالتالي فإن تصميمها يتطلب عناية كبيرة من حيث البناء الهيكلي وجوانب‬ ‫التعبير عن البيانات حتى تكون تامة غير منقوصة ومن هنا كان المنهج المسحي والساليب الكمية هي الدوات التحليلية‬ ‫الكثر ملءمة في هذه الدراسات لكونها أدوات تعتمد على المسح الدةقيق للمعطيات والتعبير عن النتائج بطرق خاصة‬ ‫نستند فيها طرق القياس الكمي التي نقوم فيها بتسجيل المعطيات وعدها في المرحلة الولى ثم اعتماد الطرق الحصائية‬ ‫في تبويبها وتحليلها الستخراج المؤشرات التي تحتويها‪.‬‬

‫أبحـاث العـلقـات السببيـة بيـن المتغيـرات‪:‬‬

‫يقوم هذا النوع من البحاث على اختبار علةقات التأثير والتأثر بين متغيرات الظاهرة الواحدة أو الظواهر المختلفة وهي‬ ‫أبحاث تمثل مرحلة النضوج العلمي لن الباحث ال يكتفي فيها باستكشاف الظاهرة أو تصويرها بل يذهب إلى أبعد من ذلك‬ ‫لدراسة العوامل التي أوجدتها على الشكل الذي هي عليه عملية دراسة أبحاث اختبار العلةقات السببية في العلم‬ ‫واالتصال عملية معقدة لنها تتناول ظواهر مرتبطة بنشاط النسان وحركة المجتمع وبالتالي تعدد العوامل المتحكمة في‬ ‫هذه الظواهر وتتشعب لدرجة يصعب العثور على العوامل المؤثرة في الظاهرة في البحاث السببية نستخدم الفرضيات التي‬ ‫نحتمل فيها مسبقا العوامل الكامنة وراء حدوث الظاهرة في شكل نتائج للبحث حتى نضمن لنفسنا إختيار التوجيه السليم‬ ‫من حيث اختيار نوع المعلومات ذات العلةقة بالبحث إواجراء التحليل وفق مساره الصحيح‪.‬‬

‫إن تصميم البحاث االستداللية يتطلب دةقة علمية متناهية من حيث تحديد الشكالية بصورة دةقيقة واضحة حتى يتمكن من‬

‫ضبط ما هو في صدد البحث عنه على مستوى صياغة الفرضيات كما أن الباحث في تحقيقه للصياغة الدةقيقة الواضحة‬ ‫للشكالية يجب عليه اعتماد خطة علمية واضحة يتمكن من خللها البرهنة بصورة واضحة على الفرضية التي وضعها‬ ‫مدعما جهده بتقديم البيانات والحقائق بأسلوب تحليلي واضح مقنع للقراء غير متناةقض الطرح وبتقديم البراهين والدلة‬ ‫العلمية الكفيلة بإبعاد كل أنواع الشك والغموض عن النتائج المتوصل إليها نعتمد بصورة أساسية على المنهج التجريبي في‬ ‫إجراء هذا النوع من الدراسات لنه يمكننا من التحكم في المتغيرات المدروسة أثناء اختبارها‪.‬‬

‫تعـريـف المهشكلـة وأدوات التعـرف إليهـا‪:‬‬

‫البحث العلمي كما رأينا سابقا هو مجهود فكري منظم يقوم على دراسة المشاكل التي يعانيها النسان والمجتمع دراسة‬

‫موضوعية أساسها تعبير البيانات عن الواةقع بصورة صحيحة بعيدة عن التحيز ورأينا أيضا أن أساس ضمان النجاح لهذه‬ ‫البحاث يكمن في توفيرعامل التنظيم المحكم وهنا عبر تقسيم هذا المجهود الى مراحل متعددة في شكل خطوات متسلسلة‬ ‫متكاملة الهداف‪.‬‬ ‫إن الباحث في القيام بكل ذلك ال يجب عليه أن ينطلق من ال شيئ بل البد له من معرفة ما هو في صدد البحث عنه حتى‬ ‫يتمكن من ضبط الخطوات والدوات اللزمة لذلك في إطار الخطة المناسبة واختيار الدوات البحثية الكفيلة بذلك‪.‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫ةقبل معرفة مراحل البحث البد أن نعرف أوال تعريف المشكلة‬

‫تعـريـف المهشكلـة‪:‬‬

‫هي عبارة عن إشكال في حاجة إلى حل لذا يعرفها الباحثون بأنها تلك المشاكل النسانية والمادية التي يعانيها الفرد‬ ‫والمجتمع والقابلة للدراسة ةقصد حلها علميا كما عرفها باحثون آخرون بأنها تلك المشكلت الطبيعية والنسانية واالجتماعية‬ ‫التي يعانيها النسان والمجتمع والقابلة للبحث عن طريق جمع المعلومات والحقائق والبيانات‪.‬‬ ‫إن حصة تعريف المشكلة العلمية في حل المشاكل التي نعانيها يبقى تعريفا ناةقصا لن البحث العلمي ال يهتم فقط‬ ‫بالبحاث التطبيقية الميدانية الخاصة بهذا النوع من المشكلت بل أيضا بالبحاث النظرية التي تحقق في مدى صحة‬ ‫المعرفة المتوصل إليها في شكل نظريات وةقوانين علمية وتعمل على اكتشاف الجديد منها‪.‬‬ ‫يمكن أن نعرف المشكلة كما يلي‪":‬تتمثل في كل المشكلت االنسانية واالجتماعية والطبيعية التي يعانيها الفرد والمجتمع أو‬ ‫ذات الصلة بالمجاالت النظرية للبحث والقابلة للدراسة من أجل حلها عن طريق جمع البيانات والحقائق"‬ ‫إن التعرف على المشكلة في مجالها الطبيعي مهمة صعبة تتطلب من الباحث مجهود شخصي كبير وتجربة بحثية طويلة‬ ‫وملحظة دةقيقة حتى يتمكن من فصل موضوع المشكلة المبحوثة عن المشكلت الخرى خاصة وأننا نعلم أن الظواهر‬ ‫تتداخل فيما بينها في علةقات بالغة التعقيد خاصة الظواهراالنسانية واالجتماعية بفعل تمحورها حول دراسة السلوكات‬ ‫المتعددة للكائن الواحد الذي هو النسان والنشاطات المختلفة للكائن الواحد الذي هو المجتمع لذا يجب على الباحث أن‬ ‫يتحلى بالصبر وأن ال يتسرع في اتخاذ ةقرار االختيار النهائي ةقبل الفراءة الوافية لكل ما كتب عن الموضوع للستفادة من‬ ‫تجارب الخرين ومراجعة المعطيات الميدانية المتوفرة واستشارة الساتذة ذوي الخبرة الكبيرة في البحث العلمي‪.‬‬ ‫• في بعض الحاالت الدراسية يجد الباحث نفسه أمام مشكلة علمية ال تتوفر المراجع حولها بالقدر الكافي مثل علوم‬ ‫العلم واالتصال كونها علوم حديثة‪.‬‬ ‫• ماذا يفعل في هذه الحالة؟ هنا يضطر إلى االعتماد على مجهوده الشخصي للحصول على معلومات تمكنه من‬ ‫كشف المشكلة والتعرف عليها في الحيز الذي ينتمي إليه مستعينا بأداتي الملحظة والتجربة‪.‬‬

‫تعــريف المهشكلـة العلميـة‪:‬‬

‫إن تحديد المشكلة العلمية يتطلب من الباحث التعرف أوال‪ :‬المكان الذي توجد فيه هذه الخيرة وبالتالي فإن أول سؤال‬

‫يطرحه على نفسه في هذا الصدد يتمثل في "أين أبحث على المشكلة " وللجابة على هذا السؤال يقودنا حتما إلى تعريف‬ ‫المشكلة مرة ثانية هذه الخيرة التي "هي عبارة عن مشكلت إنسانية أو اجتماعية أو طبيعية أو ذات العلةقة بالمجاالت‬ ‫النظرية للبحث العلمي"‬ ‫ومن هنا فإن الباحث المهتم بدراسة نشاط معين لهذا النسان أو ذاك المجتمع في إطار تخصص علمي معين نصادف‬ ‫بعض المواةقف الغامضة التي تسترعي انتباهنه مما يستدعي تسليط الضواء عليه حيث نطلق هذه المواةقف الغامضة‬ ‫مصطلح موقف مهشكل الذي هو عبارة عن وضع غامض غير محدد العناصر المكونة له والعلةقات التي تحكمه والعوامل‬ ‫المؤثرة فيه بمجرد مصادفة الباحث لهذا الموةقف المشكل فإنه اكتشف المجال الذي توجد فيه المشكلة وليس هذه الخيرة في‬ ‫حد ذاتها أي أنه حقق ما يسمى في البحث العلمي الحساس بالمهشكلة ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية من العمل المتمثلة في‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫تحليل هذا الموقف الغامض للتعرف أوال على العناصر المكونة له والعلةقات التي تحكمه والعوامل المتسببة فيه على‬ ‫الشكل الذي هو عليه‪.‬‬ ‫ومن اجل تبسيط هذه العملية تفترض اننا امام موةقف غامض يتمثل في احساس الباحث بضعف الصحافة الجزائرية ينتقل‬ ‫إلى مرحلة معرفة أسباب الضعف‪ .‬إن شرح الموةقف الغامض يبدأ ‪:‬‬ ‫أول‪ :‬ةقراءة كل ما له صلة بشرحه وهذا بقراءة كل ما كتب حول الموضوع لكن كما نعلم هذه القراءة تتم وفق وضع الباحث‬ ‫لتفسيرات أولية لها علةقة مباشرة بما يبحث عنه وتستمر القراءة حتى يقتنع الباحث من االستيعاب التام لكل ما كتب حول‬ ‫الموضوع وحصل لديه الفهم الواضح لكل جوانب الغموض للمشكلة فإذا توصل الباحث إلى ذلك ينتقل إلى الخطوة الثانية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬فحص المعلومات التي جمعها مع التفسيرات التي وضعها حتى يتمكن من معرفة علةقة هذه المعلومات بالتفسيرات‬ ‫الموضوعة ومدى صلة التفسير الذي لع علةقة بالمشكلة‪.‬‬ ‫إن الفحص المشار إليه يمكن الباحث من التعرض بصورة جيدة على العامل المسبب للمشكلة بعد النتهاء ومن الخطوة‬ ‫الثانية ينتقل إلى الخطوة الثالثة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تحديد ما يجب الوصول إليه من أهداف على مستوى بحثه حتى يتحكم في شساعة الموضوع ومدة البحث إوامكانيات‬ ‫النجاز هذه العوامل يجب أن تتطابق مع المكانيات المتوفرة لدى الباحث‪.‬‬ ‫إذا انتهى الباحث من إنجاز متطلبات البحث الثالثة يكون ةقد وصل إلى المرحلة الرابعة والخيرة من تحليل المشكلة‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬وضع اللمسات الخيرة على مستوى التوضيح العام والمفصل لكيفية معالجة المشكلة )مراجعة كل ما ةقام به‬ ‫الباحث(‪.‬‬

‫صيــاغة المهشكلـة‪:‬‬

‫إن القصد بصياغة المشكلة هو إبرازها في ةقالب نظري بمعنى لغوي يساعد على دراستها وفق ما تم التخطيط له في‬

‫تحديدها يجب أن تكون هذه الصياغة واضحة دليلة من حيث التعبير السليم عن ما نبحث ومن أجل أي غرض‪.‬‬ ‫إن أفضل أسلوب لصياغة المشكلة بصورة واضحة دةقيقة هو طرحها في شكل سؤال يتطلب منه إجابة محددة ال بد منها‬ ‫تكون ذات صلة مباشرة بالهدف المنشود وبالتالي القيام من خلل هذا السؤال يحصر الغرض المستهدف من الدراسة بكيفية‬ ‫دةقيقة ال مجال فيها للحياد عنه بطريقة أو بأخرى مثل‪:‬أسباب ضعف الصحافة الجزائرية تكون الشكالية‪":‬ما هي أسباب‬ ‫ضعف الصحافة الجزائرية؟" لكن إذا أردنا دراسة ظاهرة الضعف في حد ذاتها أي جوانب الضعف هنا دراسة وصفية‬ ‫نصيغ الشكالية‪":‬ما هي مظاهر ضعف الصحافة الجزائرية؟"‬

‫تحـديــد المصاطلحــات‪:‬‬

‫إن تحديد المشكلة ال يتوةقف عند نقطة صياغة المشكلة بل أيضا بضبط الموضوع من حيث المصطلحات التي تضمنها‬

‫هذا السؤال مثل‪:‬ماهي أسباب ضعف الصحافة الجزائرية؟‬ ‫هنا تحديد مصطلحين‪ :‬الصحافة والجزائرية‪.‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com .....................................................................‬‬

‫بمعنى ضبط المعنى المستخدم لهذا المسطلح في البحث لننا نجد المصطلح الواحد أكثر من معني اصطلحي إلى جانب‬ ‫معناه العام لذا وجب على الباحث تحديد المعنى الجرائي لهذا المصطلح في البحث‪.‬‬ ‫إن تحديد المصطلح يبدأ أوال بتحديد إطاره النظري من خلل مراجعة القواميس والمعاجم والموسوعات لعطاء التعريف‬ ‫العام الشائع لدى الباحثين ثم يقوم بتحديد معناه الجرائي المستخدم في البحث‪.‬‬ ‫في بعض الحيان يتعثر على الباحث تعريف أو إيجاد تعريف إجرائي للمصطلح لن هذا المصطلح مرتبط بمجال لم‬ ‫يكتب فيه مثل‪:‬دراسة التراث الشعبي نجد بعض المصطلحات التي لم تعرف من ةقبل‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.