صمود الاسلام في عهد الرسول

Page 1

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة الكاتب‬ ‫صمود السلم في عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫********************‬ ‫الحمد ل وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الحزاب وحده ل إله إل ال ول نعبد إل‬ ‫إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ‪ .‬الحمد ل الذي خلق السماوات والرض وجعل الظلمات‬ ‫ل وأجل مسمًى عنده‬ ‫والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ‪ ,‬هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أج ً‬

‫ثم أنتم تمترون ‪ ,‬وهو ال في السماوات وفي الرض يعلم سركم و جهركم ويعلم ما تكسبون ‪,‬‬

‫الحمد ل الذي ل ينسى من ذكره ول يخيب من رجاه ‪ ,‬الحمد ل الذي من توكل عليه ل يحيله إلى‬ ‫سواه ‪ ,‬الحمد ل الذي يجازي بالحسان إحسانا وبالسيئة تجاو ازً وغفرانا ‪ ,‬الحمد ل الذي لو‬

‫سجدنا بالعيون له على حمى الشوك والمحمي من البر لم نبلغ العشر من معشار نعمته ‪ ,‬الحمد‬ ‫ل العظيم عرشه القاهر الجبار القوي بطشه ‪ ,‬مقلب اليام والدهور وجامع ال ننام للنشور اللهم لك‬ ‫الحمد كله والصل ة والسلم على ٌم حنمد بن عبد ال الرحمة المهدا ة والنعمة المعطا ة الذي أرسله‬

‫ربه بالحق بشي ارً ونذي ار ليخرج الناس كافة من الظلمات إلى النور ‪ ,‬اللهم صل وسلم وبارك عليك يا‬

‫رسول ال يا من جاهدت في ال حق جهاده ووقفت في المواقف الصعبة فضربت لنا المثل العلى‬ ‫في الشجاعة والقدام ‪.‬‬ ‫عن أنس بن مالك رضى ال عنه وأرضاه قال " قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أوذيت في ال‬ ‫وما كان لهم أن يؤذوني وخُأخفت في ال وما كان لهم أن يخيفوني ولقد مرت علَي ثل ثنون وما لي‬ ‫ولبل لن إل ما يواري إبط بل لن ‪ " .‬رسول ال ‪‬يقول أن أهل الشرك آذوه ولو كانوا يعقلون أو‬

‫يبصرون ما فعلوا ذلك ثم يقول ويحكي لنا إنه كان يمر عليه الشهر بتمامه وليس له ما يطعمه هو‬ ‫وبل لن رضى ال عنه وأرضاه إل كسر ة خبز يخفيها بل لن تحت إبطه حتى ل يراها مشرك فينتزع‬ ‫منهما قوتهما ‪.‬‬ ‫اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من فر من حولك الطلقاء يوم حنين فوقفت في منتهى‬ ‫الشجاعة رافعاً رأسك عاليا وأنت تنادي بأعلى صوتك وتقول أنا النبي ل كذب أنا بن عبد المطلب‬

‫أنا النبي ها هنا واقف فمن يجد عنده الشجاعة والقدام فليأتي ولكن ما أقدم عليه أحد ثم يصيح‬ ‫ل هلم للمهاجرين هلم لل ننصار فيجتمع عليك الناس مر ة أخرى ويكون‬ ‫أبو سفيان بن الحارث قائ ً‬


‫النصر والتمكين ‪ .‬صل ة ال وسلمه عليك يا رسول ال يا من قال فيك القائل _ خُم حنمد رحمة ال‬ ‫قاطبة يا من به خصنا ال _ كان رحمة للناس كل الناس ولكن ال عز وجل زاد أهل اليمان به‬

‫رحمة ‪.‬‬ ‫إن صمود دين السلم إوانهيار أعدائه إنما تجلى وتجسد بكل وضوح في عهد النبو ة ورسول ال‬

‫خلَْاوا ِمن‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل الِّذي َ‬ ‫خُلاوا اْل َ‬ ‫"ص" نزل عليه قول ال عز وجل ( أَْم َ‬ ‫م َأ ن تَْد ُ‬ ‫سْبُت ْ‬ ‫جّنَة َولَ ّ‬ ‫مي ا يَْأتُِكم ّمَث ُ‬ ‫صَر‬ ‫ه ۗ أَ​َل إِ ّ‬ ‫ن آَمُناوا َمَعُه َمَت ٰ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫سي اُء َوال ّ‬ ‫صُر اللّ ِ‬ ‫ل َوالِّذي َ‬ ‫ى يَُقاو َ‬ ‫ضّراُء َوُزْلِزُلاوا َ‬ ‫م اْلبَْأ َ‬ ‫ ن نَ ْ‬ ‫ى نَ ْ‬ ‫َقْبِلُكم ۖ ّم ّ‬ ‫ساو ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫سْتُه ُ‬ ‫ب) البقر ة ‪ 214‬تلك الية تقول أن ذلك الدين مهما نزل بأهله من شد ة وبلء ومهما عانى‬ ‫اللّ ِ‬ ‫ه َقِري ٌ‬

‫أهل السلم من ضعف وظلم فإن نهاية المر أن لهم النصر والتمكين بأمر من ال بدليل هذ ة الية‬ ‫ورسول ال ‪‬كان يقول لنا ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب فنثر التراب على‬ ‫رأسه الشريف سفيهاً من السفهاء فجاءت فاطمة رضى ال عنها وأرضاها وهي تمسح عن رأسه‬

‫الشريف التراب وتبكي فيقول لها خُم حنمد عليه أفضل الصل ة والسلم ل تبكي يا بنية إن ال عز وجل‬

‫ناصر أباك – وهو في منتهى الشد ة التي وقعت به يعلم أن دين ال سوف يصمد وأن نهاية المر‬

‫النصر والتمكين – ثم يقول لها ل يبقى بيت مدر ول وبر – أي سواء كان ذلك البيت من الذي يبنى‬ ‫بالطوب والمسلح أو إنها كانت خياماً تنتقل من مكان إلى مكان – إل أدخله ال عز وجل هذا الدين‬

‫بعز عزيز أو ذل ذليل – أي عز يعز ال به السلم أو ذًل يذل ال به الكفر _ في ذلك اليوم قال‬ ‫خُم حنمد ‪ ‬هذه الكلمات وقد نثر السفيه على رأسه التراب قال لنا إن هذا الدين سوف يدخل بيوت‬

‫العالم أجمع أغنياء أو فقراء وسوف يعز ال تلك البيوت بهذا الدين وأما البيت الذي لم يدخله دين‬ ‫السلم فإن ال عز وجل كتب عليه الذل إلى البد‪.‬‬

‫رسول ال ‪ ‬يعود من الطائف وقد أدموه وقد أغرت به ثقيف الصبيان فقذفوه بالحجار ة وأهانوه‬ ‫فيلتجأ بعد ال عز وجل إلى المطعم بن عدي وهو رجل مشرك فيدخل مكة إلى جواره فإذا بأهل‬ ‫الشرك وعلى رأسهم أبو جهل يقول انظروا إلى نبيكم يا بني عبد مناف يدخل إلى جوار مطعم ‪ ,‬أين‬ ‫ال الذي يأمرنا أن نعبده ‪ ,‬أين المل ئنكة الذين قال إنهم يؤيدوه ‪ .‬ويقول ويرد عليه عتبة بن ربيعة‬ ‫وكيف ليكون منا نبياً وملك ‪ .‬سمع ذلك رسول ال ‪ ‬فرد على قولهما وقال أما أنت يا عتبة فلم‬

‫تحمي ل فأنت مشرك من المشركين ولم تأخذك الحمية لنصر ة دين ال وللسلم إوانما أخذتك حمية‬ ‫العصبية والقبلية ‪ ,‬إنما أخذتك الحمية للعائلة ‪ ,‬وأما أنت يا أبا جهل فسوف تضحك قليل وتبكي‬

‫كثي ار وأما أنتم يا قريش فلن يمر عليكم كثي ارً حتى تدخلوا فيما تكرهون ‪ .‬قال هذه الكلمات وهو في‬


‫شد ة المر الذي هو فيه يقول إن دين السلم صامد ومنتصر وأن أعدائه سوف ينهارون‬ ‫وينهزمون ‪ .‬ولم يمر كثي ار وتكون موقعة بدر ويكون النصر والتأييد لرسول ال ‪‬ويقف على بئر‬ ‫في بدر وقد سحبت إليه جثث القتلى من أهل الشرك جثة أبا جهل وعتبة بن ربيعة وعقبة بن أبي‬ ‫س حنبوا إلى تلك البئر ووقف أمامها رسول ال ‪ ‬وكما قال وهو في مكة قال‬ ‫معيط وهؤلء العتا ة خُ‬

‫يناديهم فرداً فرداً بالسم ثم يقول هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً ‪,‬‬ ‫فقال له أصحابه أتكلم جيفاً أتنادي هؤلء القتلى وقد أصبحوا في عداد العفن ؟ قال رسول ال ‪‬‬

‫ما أنتم بأسمع منهم ولكنهم ل ينطقون _ هم يسمعون كلمه ويعلمون إنه حق ولكن ذهبت عنهم‬ ‫الدنيا فل سبيل لهم إلى الهداية _ فكان هنا الصمود والنصر والتمكين لدين ال وكان إنهيا ارً‬ ‫لعداء خُم حنمد عليه أفضل الصل ة والسلم ‪.‬‬

‫ثم تكون موقعة أحد وما أدراك ما أحد تلك الموقعة التي يحسب الناس إنها كانت هزيمة نكراء‬ ‫للسلم ولرسول ال ‪ ‬وما كانت إل نص ارً واضحاً مؤز ار ولكن ذلك النصر يخفى على كثير من‬ ‫الفئد ة وصحابة رسول ال يعلمون إنها نص ارً ‪.‬‬

‫وقف أبو سفيان في نهاية المعركة وهو يقول أعلو هبل أعلو هبل ‪ ,‬فيقول رسول ال ‪ ‬لصحابه‬ ‫أل تجيبوه قالوا بما نجيبه يا رسول ال قال قولوا ال أعلى ال أعلى وأجل فقال أبو سفيان لنا‬ ‫الخُعزى ول خُع زنى لكم ‪ ,‬قال رسول ال لصحابه أل تجيبوه قالوا بما نجيبه يا رسول ال قال قولوا ال‬

‫مول ننا ول مولى لكم ‪ .‬كانت نتيجة المعركة كما يقول عبد ال بن عباس رضى ال عنه وأرضاه إن‬ ‫ال عز وجل ما نصرنا في موطن كما نصرنا في يوم أحد ‪ ,‬جاءت امرأ ة عبد ال بن الجموح رضى‬ ‫ال عنها وأرضاها إلى المدينة فاستطلع الناس الخبر وسألوها ما هى النتيجة وما هو المر قالت‬

‫دفع ال عز وجل عن رسوله واتخذ من المؤمنين شهداء ورد ال الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خي ار‬ ‫وكفى ال المؤمنين القتال وكان ال قوياً عزي از ‪ .‬وال عز وجل يقول في حمراء السد التي‬ ‫أوضحت نصر أحد وفي صحابة رسول ال ‪‬‬

‫م‬ ‫س إِ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫س َقْد َ‬ ‫ ن الّني ا َ‬ ‫ن َقي ا َ‬ ‫)الِّذي َ‬ ‫مُعاوا لَُك ْ‬ ‫م الّني ا ُ‬ ‫ل لَُه ُ‬

‫م‬ ‫ه َوَف ْ‬ ‫ن اللّ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫َفي ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِّم َ‬ ‫ل‪َ .‬في انَقلَُباوا بِ​ِنْع َ‬ ‫سُبَني ا اللُّه َونِْع َ‬ ‫مي اًني ا َوَقي اُلاوا َ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫خ َ‬ ‫سُه ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل لّ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َفَزاَد ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫شْاو ُ‬ ‫م اْلَاوِكلي ُ‬ ‫ض ٍ‬

‫ضٍل َعِظليٍم ‪ ( .‬آل عمران ‪ 174 – 173‬فكان ذلك صموداً لدين‬ ‫ضَاوا َ‬ ‫ه ۗ َواللُّه ُذو َف ْ‬ ‫ ن اللّ ِ‬ ‫ساوٌء َواتّبَُعاوا ِر ْ‬ ‫ُ‬ ‫السلم إوانهيا ارً لعداء خُم حنمد عليه أفضل الصل ة والسلم ‪ .‬ثم حشدوا له الحشود وجاءوه يوم‬

‫الخندق فأخذ يضرب بمعوله الشريف وهو يحفر الخندق مع أصحابه فانطلقت ش ارر ة فيقول لنا في‬

‫وسط ذلك الكرب الذي هو فيه إن ال عز وجل قد فتح علّي اليمن فأراني قصور صنعاء كأنياب‬


‫الكلب تتلل نو ارً وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهر ة عليهم ‪ ,‬ثم يضرب بمعوله الضربة الثانية‬

‫فتنطلق ش ارر ة تضيء له قصور الحير ة إوايوان كسرى حتى يراها كأنياب الكلب تتلل نو ار ويقول إن‬

‫جبريل أخبرني أن أمتي ظاهر ة عليهم ‪ ,‬ثم يضرب الضربة الثالثة فيرى القصور الحمر في دولة‬

‫الروم ويقول إن ال عز وجل أرسل جبريل يبشرني أن أمتي ظاهر ة عليهم ‪ .‬فيكون النصر بريح من‬ ‫ال عز وجل تقتلع جذور الكفر والشرك فكان صموداً لدين السلم إوانهيا ارً لعداء خُم حنمد عليه‬

‫افضل الصل ة والسلم ‪.‬‬

‫ويدخل خُم حنمد ‪ ‬مكة فاتحاً يدخلها وكله تواضعاً ل عز وجل ويضع رأسه الشريف ساجداً على‬

‫دابته ويدخل مكة فاتحاً منتص ار وكأن الذي يراه يقول – خلوا بني الكفار عن سبيله خلوا فكل الخير‬ ‫في رسوله يارب إني مؤمن بقيله أعرف حق ال في قبوله إنا قتلناكم على تنزيله كما قتلناكم على‬

‫تأويله _ ويقول القائل فيها أيضاً – لو رأيت خُم حنمداً وصحبه حين كسر الصنام لعلمت أن دين ال‬ ‫أضحى بيناً وأن الشرك يغشى وجهه الظلم ‪ ,‬أي لو رأيت خُم حنمد ‪ ‬وهو يحطم ثل ثنمائة وستون‬

‫صنم حول الكعبة ويضربها بمعول في يده ويقول قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا‬ ‫‪ ,‬جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد فكان ذلك إنتصا ار بيناً وأن دين ال أضحى ظاه ارً وأن‬ ‫الشرك إنما كان الظلم كله حوله وفيه ‪ ,‬وكانت تلك من اليات التي قالها خُم حنمد عليه أفضل‬

‫الصل ة والسلم في مكة قبل أن يغادرها فقد قال أما أنتم يا قريش فل يبقى أمامكم إل قليل وتدخلون‬

‫فيما تكرهون فوقف أمامه أهل الكفر كلهم في ذل إوانكسار يسألهم رسول ال ‪ ‬ما تظنون إني‬

‫فاعل بكم قالوا وهم يكادوا يبكون ويظنون إنه سوف يعمل في رقابهم السيف أخ كريم إوابن أخ كريم‬

‫فيقول لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء ‪.‬‬

‫ثم تكون موقعة حنين والتي أراد ال عز وجل أن تكون تأديباً لهل السلم وحتى ل يأخذهم الغرور‬ ‫بعددهم وكثرتهم فقد قالوا لن نغلب اليوم من قلة فنحن كثير وعدونا أمامنا ضعيف فيقول ال عز‬

‫وجل‬

‫ت‬ ‫م اللُّه ِف ي َمَاوا ِ‬ ‫شْليًئي ا َو َ‬ ‫ضي اَق ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ۙ إِْذ أَْع َ‬ ‫ن َكِثليَرٍة ۙ َويَْاو َ‬ ‫ط َ‬ ‫)لَ​َقْد نَ َ‬ ‫ن َعنُك ْ‬ ‫م َفلَ ْ‬ ‫م َكْثَرُتُك ْ‬ ‫جبَْتُك ْ‬ ‫م ُ‬ ‫صَرُك ُ‬ ‫م ُتْغ ِ‬ ‫حَنْلي ٍ‬

‫ت ُثّم َولّْليُتم ّمْدبِ​ِريَن‪ (.‬التوبة ‪ 25‬عندما ولوا مدبرين يقول سفيان بن الحارث‬ ‫حبَ ْ‬ ‫ض بِ َ‬ ‫مي ا َر ُ‬ ‫م اْل َْر ُ‬ ‫َعلَْليُك ُ‬ ‫وقف رسول ال ‪ ‬وحوله قلة قليلة من المهاجرين وال ننصار وهو ينادي بأعلى صوته أنا النبي ل‬ ‫كذب أنا بن عبد المطلب فتتابع إليه أهل اليمان من المهاجرين وال ننصار فكان عندها النصر‬ ‫والتمكين كان صموداً لدين السلم إوانهيا ارً لعداء خُم حنمد عليه أفضل الصل ة والسلم ‪ ,‬ذلك الدين‬ ‫الذي حاربه أهل الشرك فكان وباًل عليهم إل أن ال عز وجل أراد بقوم منهم رحمة إوايماناً إواسلماً‬


‫فقد أسلم أكبر العتا ة والقاد ة والشجعان فقد أسلم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وكثير من الذين‬ ‫كانت القو ة في أيديهم وممن كانوا يوصفون بأنهم سيوف من سيوف ال المسلولة رضى ال عنهم‬ ‫أجمعين ولو كان السلم فتح بالسيف ودخل قلوب الناس ما كان دخل قلب رجل مثل خالد بن‬ ‫الوليد لن سيف خالد كان أقوى من سيوف أهل السلم وغيره كثير إنما دخل السلم إلى قلوبهم‬ ‫بأمر من ال عز وجل وكان ذلك كرامة من ال عز وجل لرسوله ونص ارً لدين ال وكذلك ليقول لنا‬

‫أن ذلك الدين هو الدين القدر على أن يقود العالم وأن خُيخرج الناس من الضل لنة إلى الهدى ومن‬ ‫الجهل إلى العلم ‪.‬‬

‫أما اليهود وما أدراك ما اليهود ونقض العهود فينزل ال عز وجل في حقهم قوله)‬

‫إِ ّ‬ ‫بِ‬ ‫ ن َ‬ ‫شّر الّدَوا ّ‬

‫م َل‬ ‫ضاو َ‬ ‫م َل ُيْؤِمُناو َ‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن َعي ا َ‬ ‫م َينُق ُ‬ ‫هد ّ‬ ‫ ن ‪ .‬الِّذي َ‬ ‫ه الِّذي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل َمّرٍة َو ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ ن َعْهَد ُ‬ ‫ت ِمْنُه ْ‬ ‫ن َكَفُروا َفُه ْ‬ ‫م ُث ّ‬ ‫م ِف ي ُك ِ ّ‬ ‫ ن ‪(.‬‬ ‫يَّتُقاو َ‬

‫ال ننفال ‪ 56 – 55‬كان هؤلء هم اليهود الذين نقضوا عهد خُم حنمد ‪ ‬ويمزقون كل‬

‫معاهد ة وميثاق إوان القائل يقول – لو تركت الحمير نهيقها ولو تركت الفاعي سمها ما ترك اليهود‬

‫نقض العهود – وهم على هذا من قديم ول زالت تلك اليات ماثلة أمامنا فيما ينقض اليهود اليوم‬

‫من عهود فإن ال عز وجل عندما سطر تلك اليات كان يجب علينا ان نتعلم منها فقد نقض اليهود‬ ‫عهدهم مع رسول ال "ص" فأذاقهم سوء العذاب في موقعة بني قينقاع وأجلهم من المدينة شر‬ ‫إجلء ثم نقضوا العهود مر ة أخرى وحاولوا أن يغتالوه – فهم أهل إرهاب من قديم – فكان له التمكين‬ ‫عليهم وكان إجلء بني النضير ‪ ,‬ثم كان ما كان منهم عندما قلبوا الحزاب ونقضوا عهد رسول ال‬ ‫‪ ‬فسلط ال عز وجل عليهم رسوله والمؤمنين في بني قريظة ‪ ,‬ثم كانت الضربة الكبرى القاسمة‬ ‫لهم في خيبر حيث وقف أمامها رسول ال ‪ ‬وهو يقول ال أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة‬ ‫قوم فساء صباح المنذرين ‪ ,‬وقف علي بن أبي طالب ‪ ‬أمام حصونهم فقال له يهودي من أنت‬ ‫قال أنا علي بن أبي طالب فقال لقد علوتم والذي نزل على موسى ‪ ,‬فدين السلم بشاهد ة ذلك‬ ‫الشاهد إنما كان هو العلى والقوى وكيف ل يكون كذلك وفيه علي بن أبي طالب الذي كان يقول‬ ‫وهو يقاتلهم في خيبر – أنا الذي سمتني أمي حيدر ة كليث غابات شديد القسور ة أكيلكم بالصاع كيل‬ ‫ل بالغربال ‪ ,‬فكان ذلك صموداخُ لدين السلم إوانهيا ارً لعدائه من‬ ‫الصندر ة – كأنه ينخل اليهود نخ ً‬

‫اليهود ‪.‬‬

‫ثم كان التوجه إلى الروم في موقعة مؤتة والتي قال في حقها جعفر بن أبي طالب ‪ – ‬يا حبذا‬ ‫الجنة إواقترابها طيبة بارد ة مائها والروم روم قد دنا حسابها بعيد ة سافلة أنسابها علّي إن لقيتها‬


‫خرابها – ففر الروم في مؤتة ‪ .‬ثم كانت موقعة تبوك وكانت ف ار ارً آخر من أمام رسول ال ‪ ‬فكان‬

‫ذلك صموداً لدين السلم إوانهيا ارً لعدائه وسوف يكون صمود دين السلم إلى يوم القيامة‬

‫إوانهيا ارً لعدائه ل محالة كما كان في الول لعداء دين السلم فسوف يل زنمهم إلى يوم القيامة‬ ‫فإن ال عز وجل قال لمخُحمند عليه أفضل الصل ة والسلم قبل أن يقبضه ويرفعه إليه‬

‫س‬ ‫م يَِئ َ‬ ‫)اْلليَْاو َ‬

‫شْاوِ ن‪ ( .‬المائد ة ‪ 103‬اليوم يا خُم حنمد فإن الكفار قد يئسوا‬ ‫م َوا ْ‬ ‫م َفَل تَ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫خ َ‬ ‫الِّذي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫شْاو ُ‬ ‫ن َكَفُروا ِمن ِديِنُك ْ‬

‫ل ول إجهاذاً‬ ‫من أن ينالوا من ذلك الدين وكل ما يستطيعون فعله إنما هو تجريح بسيط وما كان قت ً‬ ‫‪ ,‬اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فل تخشوهم واخشوني ل تخافوا من أمريكا بعتادها فإن العتاد‬

‫مردود عليهم إنما الذي يجب أن نخشاه ونخافه إنما هو ال عز وجل وحده ونعلم أن ما أصابنا لم‬ ‫يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا فإن ال عز وجل يقول‬

‫ف‬ ‫ضٍّر َفَل َكي ا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ك اللُّه بِ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫س ْ‬ ‫)َوِإ ن يَ ْ‬

‫شي اُء ِمْن ِعَبي اِدِه ۚ َوُهَاو اْلَغُفاوُر الّرِحليُم‪ ( .‬يونس‬ ‫خْليٍر َفَل َراّد لَِف ْ‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫ه ۚ ُي ِ‬ ‫ضِل ِ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ه َمن يَ َ‬ ‫هَاو ۖ َوِإ ن ُيِرْد َ‬ ‫لَُه إِّل ُ‬ ‫صلي ُ‬ ‫‪ 107‬ويقول ال عز وجل اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فل تخشوهم واخشوني اليوم أكملت‬ ‫لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم ديناً فقد أتم ال عز وجل ذلك الدين فل‬

‫ينقص أبداً وجعله هو الدين القائد هو الدين الرائد الذي له الراية المرتفعة إلى أن يرث ال الرض‬ ‫ومن عليها فإن رسول ال ‪ ‬قد نزل عليه قول ال عز وجل‬

‫ن‬ ‫ساولَُه بِي اْلُهَد ٰ‬ ‫س َ‬ ‫هَاو الِّذ ي أَْر َ‬ ‫) ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ى َوِدي ِ‬

‫ق لُِلي ْ‬ ‫شِهليًدا ‪ (.‬الفتح ‪ 28‬أرسل خُم حنمد ‪ ‬بهداية الخلق كل‬ ‫ه ۚ َوَكَف ٰ‬ ‫ى بِي اللّ ِ‬ ‫ن ُكلِ ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫اْل َ‬ ‫ظِهَرُه َعَلى ال ِّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِّ‬

‫الخلق وبدين قال عنه ال عز وجل إنه الحق ثم قال لنا وبشرنا أنه سوف يظهره على الدين كله‬

‫على كل دين وكل عقيد ة وملة وفكر ثم يقول ولو لم يكن هناك شهداء يشهدون على ذلك وكفى‬ ‫بال شهيداً ‪ ,‬فإذا كان ال عز وجل هو الشهيد على تلك الكلمات فإنها شهاد ة حق ‪ ,‬ورسول ال‬ ‫‪ ‬يقول إن ال جعل الرض كل الرض كر ة في يد رسول ال يقلبها بين كفيه كيفما شاء قال إوان‬ ‫ال زوى لي الرض فرأيت مشارقها ومغاربها ‪ ,‬شاهد المريكتين قبل أن تكتشف وشاهد أستراليا‬

‫قبل أن يعرفها أحد لن الكر ة الرضية كلها تحركت أمامه بعون من ال عز وجل ثم قال لنا رسول‬ ‫ال وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها ‪ .‬ملك دين السلم أبوا أم رضوا وعلينا أن نؤمن بها جيداً‬

‫ملك دين السلم سوف يظهر على الرض كلها ولكن متى إنما علمها عند رب العالمين وال عز‬ ‫وجل إنما أنزل على رسوله تلك السور ة‬

‫ه‬ ‫خُلاو َ‬ ‫ن اللّ ِ‬ ‫صُر اللّ ِ‬ ‫ح‪َ .‬وَرأَْي َ‬ ‫ت الّني ا َ‬ ‫)إَِذا َ‬ ‫س يَْد ُ‬ ‫ه َواْلَفْت ُ‬ ‫جي اءَ نَ ْ‬ ‫ ن ِف ي ِدي ِ‬

‫ ن تَّاوابًي ا ‪.‬‬ ‫سَتْغِفْرُه ۚ إِنُّه َكي ا َ‬ ‫أَْفَاوا ً‬ ‫سبِ ّ ْ‬ ‫مِد َربِ ّ َ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫جي ا ‪َ .‬ف َ‬ ‫ك َوا ْ‬ ‫ح ْ‬

‫( النصر فكلما قرأناها نعلم إن فيها الستمرار‬

‫ونرى في كل يوم من اليام دخوًل من الناس في دين ال أفواجاً وما تلك الحرب التى اشتعلت غوارها‬


‫وشنها علينا الغرب إل لسبب واحد هو أن هناك أقواماً يدخلون في دين ال أفواجاً فحرك ذلك‬

‫التعصب في نفوس الذين خلت عقولهم من الحكمة والبصير ة ولو كانت عندهم حكمة أو بصير ة‬

‫صَمُد ‪ .‬لَْم يَِلْد َولَْم ُياولَْد ‪َ .‬ولَْم يَُكن لُّه ُكُفًاوا أَ​َحٌد ‪( .‬‬ ‫وق أ‬ ‫هَاو اللُّه أَ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫روا قول ال عز وجل )ُق ْ‬ ‫حٌد‪ .‬اللُّه ال ّ‬ ‫الخلص لو أنهم عقلوها لدخلوا في دين السلم أفواجاً ولعلموا إنه الحق المبين الذي أضاء ال‬

‫عز وجل به السماوات والرض إلي يوم القيامة ‪ ,‬كل قرية ودار دخلها السلم دخلها بعز عزيز إواذا‬ ‫لم يدخلها السلم فإن عليها ذل ذليل ‪.‬‬ ‫ة‬ ‫مَهي اُد‪َ .‬قْد َكي ا َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫سُتْغلَُباو َ‬ ‫ ن إِلَ ٰ‬ ‫س اْل ِ‬ ‫م آيَ ٌ‬ ‫م ۚ َوبِْئ َ‬ ‫جَهّن َ‬ ‫ى َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َكَفُروا َ‬ ‫يقول ال عز وجل )ُقل لِ ّلِّذي َ‬ ‫ ن لَُك ْ‬ ‫ ن َوُت ْ‬ ‫صِرِه‬ ‫خَر ٰ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫ن اْلَتَقَتي ا ۖ فَِئ ٌ‬ ‫ه َوُأ ْ‬ ‫م َرْأ َ‬ ‫ل ِف ي َ‬ ‫ن ۚ َواللُّه ُيَؤيِ ُّد بَِن ْ‬ ‫ى َكي افَِرٌة يَ​َرْونَُهم ِّمْثلَْليِه ْ‬ ‫ة ُتَقي اتِ ُ‬ ‫ ي اْلَعْلي ِ‬ ‫سِبلي ِ‬ ‫ِف ي فَِئَتْلي ِ‬ ‫صي اِر‪ (.‬آل عمران ‪13-12‬‬ ‫شي اُء ۗ إِ ّ‬ ‫ك لَِعْبَرًة ّ ُِلوِل ي اْل َْب َ‬ ‫ ن ِف ي ٰ َذلِ َ‬ ‫َمن يَ َ‬ ‫ ن‬ ‫ل ۚ َوَكي ا َ‬ ‫ن َكَفُروا بَِغْلي ِ‬ ‫م يَ​َني اُلاوا َ‬ ‫ن اْلِقَتي ا َ‬ ‫مْؤِمِنلي َ‬ ‫ويقول ال عز وجل )َوَرّد اللُّه الِّذي َ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ظِه ْ‬ ‫خْليًرا ۚ َوَكَفى اللُّه اْل ُ‬ ‫م َوَقَذ َ‬ ‫ب َفِريًقي ا‬ ‫صليَي ا ِ‬ ‫كَتي ا ِ‬ ‫ل اْل ِ‬ ‫ن ظَي ا َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م الّرْع َ‬ ‫ب ِمن َ‬ ‫ل الِّذي َ‬ ‫اللُّه َقِاويً ّي ا َعِزيًزا‪َ .‬وَأنَز َ‬ ‫صليِه ْ‬ ‫هم ِّم ْ‬ ‫هُرو ُ‬ ‫ف ِف ي ُقُلاوبِ​ِه ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ يٍء‬ ‫م َوأَْر ً‬ ‫هي ا ۚ َوَكي ا َ‬ ‫سُرو َ‬ ‫تَْقُتُلاو َ‬ ‫ ن اللُّه َعلَ ٰ‬ ‫ ن َوتَْأ ِ‬ ‫م تَطَُئاو َ‬ ‫م أَْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ضي ا لّ ْ‬ ‫م َوأَْمَاوالَُه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َوِديَي اَر ُ‬ ‫ضُه ْ‬ ‫ ن َفِريًقي ا‪َ .‬وأَْوَرثَُك ْ‬ ‫ى ُك ِ ّ‬ ‫َقِديًرا‪.‬‬

‫( الحزاب ‪27-25‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.