1-بر الوالدين

Page 1

‫بـر الوالدين‬ ‫يقول ا عز وجل‬

‫سا ًنا ۚ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ع ُب ُدوا إ ِ ّل إ ِ ّيا هُ َو ِبا ْل َوا ِل َد ْي ِ‬ ‫ك أ َ ّل َت ْ‬ ‫ضىٰ َر ّب َ‬ ‫) َو َق َ‬

‫ما‬ ‫ما َو ُقل ّل ُه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ما أ ُ فّ َو َل َت ْن َه ْر ُ‬ ‫ما َف َل َت ُقل ّل ُه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ما أ َ ْو ِك َل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ح ُد ُ‬ ‫ك َب َر أ َ َ‬ ‫ك ا ْل ِ‬ ‫عن َد َ‬ ‫ن ِ‬ ‫غ ّ‬ ‫إ ِ ّما َي ْب ُل َ‬ ‫ما َر ّب َيا ِني‬ ‫ما َك َ‬ ‫م ُه َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب ا ْر َ‬ ‫م ِة َو ُقل ّر ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ّر ْ‬ ‫ل ِم َ‬ ‫ح ال ّذ ّ‬ ‫ج َنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض َل ُه َ‬ ‫خ ِف ْ‬ ‫ما‪َ .‬وا ْ‬ ‫َق ْو ًل َك ِري ً‬

‫ص ِغي ًرا‪ " ( .‬السراء ‪."24-23‬‬ ‫َ‬ ‫أي مدى رفع ا عز وجل بر الوالدين وجعل ذلك البر‬ ‫إنما هو في المرتبة الثانية بعد عبادته والقرار بوحدانية ‪.‬‬ ‫وعبد ا بن عباس ‪ ‬يقول إن من البر أل تقول لهما أف‬ ‫انظر إلى كلم عبد ا بن عباس يقول لو وجد ا عز وجل‬ ‫أدنى من لفظ أف لقالها وإن أف أقل شئ من العقوق الذي‬ ‫يقابل به الوالدين لو رأى ا عز وجل أدنى من أف لقالها‬ ‫فليعمل البار بوالديه ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار‬ ‫وليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة فإن الجنة‬ ‫إنما حرمها ا عز وجل على العاق لوالديه إل أن يتوب ‪.‬‬ ‫وعبد ا بن عباس ‪ ‬وأرضاه يقول ثلث آيات قرنت‬ ‫بثلث ل تقبل واحدة منها بغير أختها ‪ -‬ثلث آيات إنما نزلت في‬ ‫كتاب ا عز وجل كل آيه مقرونة بشئ يتمم بعضها بعضا‬ ‫كانت الية الولى كما يقول عبد ا بن عباس فإن ا عز‬ ‫وجل يقول ) وأطيعوا ا وأطيعوا الرسول ( فمن أطاع ا‬ ‫ولم يطع الرسول ‪ r‬لم يقبل منه طاعة ‪ ,‬وا عز وجل يقول‬ ‫) وأقيموا الصلة وأتوا الزكاة ( فمن أقام الصلة ولم يؤتي‬ ‫‪1‬‬


‫الزكاة ل تقبل منه الصلة ‪ ,‬وا عز وجل يقول ) وأن أشكر لي‬ ‫ولوالديك( فمن شكر ا ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه وذلك‬ ‫لن ا عز وجل إذا كان هو رب الوجود وهو خالق الخلق كل‬ ‫الخلق إنما جعل أسباب فإن وجودك إذا كان ا عز وجل هو‬ ‫في الحقيقة خالقك وهو في الحقيقة مصورك إنما جعل لذلك‬ ‫سببا وكان ذلك السبب هو النطفة التي كانت في صلب أبيك‬ ‫والبويضة التى في أتراب ردف أمك فإن ذلك المر إنما جعله‬ ‫ا عز وجل من أسباب وجودك‬

‫م َل ْت ُه أ ُ ّم ُه‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِب َوا ِل َد ْي ِه َ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬ ‫) َو َو صّ ْي َنا ا ْ ِ‬

‫صي ُر‪.‬‬ ‫ي ا ْل مَ ِ‬ ‫ك إ ِ َل ّ‬ ‫ك ْر ِلي َو ِل َوا ِل َد ْي َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن أ َ نِ ا ْ‬ ‫عا َم ْي ِ‬ ‫صا ُل ُه ِفي َ‬ ‫ن َو ِف َ‬ ‫ه ٍ‬ ‫ع َلىٰ َو ْ‬ ‫ه ًنا َ‬ ‫َو ْ‬

‫(‬

‫" لقمان ‪ "14‬فبنيت لنا تلك الية أن الم كانت حام ل ً وأن الم‬ ‫كانت واضعة وأن الم إنما كانت مرضعة لذلك عندما سأل‬ ‫رجل رسول ا ‪ r‬يا رسول ا من أحق الناس بحسن صحابتي‬ ‫قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من‬ ‫قال أبوك قال أهل التفسير أن الثلثة الولى بالم بسبب‬ ‫الحمل والوضع والرضاعة وكان الب لنه هو حامل النطفة‬ ‫التي لولها بإذن ا عز وجل ما كان الولد ‪.‬‬ ‫ا عز وجل يقول‬ ‫سا ًنا‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬

‫ش ْي ًئا ۖ َو ِبا ْل َوا ِل َد ْي ِ‬ ‫ن‬ ‫ش ِر ُكوا ِب ِه َ‬ ‫ع ُب ُدوا ال ّل َه َو َل ُت ْ‬ ‫) َوا ْ‬

‫( " النساء ‪ "36‬أمرك بعبادته وبتوحيده ثم قرنها بماذا‬

‫بالحسان بالوالدين وإذا كان الجهاد هو أفضل العمل عند ا‬ ‫عز وجل والشهيد إنما هو حي يرزق عند ا رب العالمين‬ ‫والجهاد والشهادة في سبيل ا إذا كانت لعلء كلمة ا عز‬ ‫‪2‬‬


‫وجل فإنها من أعظم العمل ومن أعظم القربات إلى ا‬ ‫وهي التي تدخلك جنة رب العالمين كان الجهاد أسمى العمل‬ ‫في دين السلم لننا أمرنا به كي نرد المعتدين على الدين‬ ‫والوطن والمال والعرض ولكي نرتفع بأنفسنا إلى العزة‬ ‫التي أوجبها ا عز وجل لنا وأن ننحي الذل جانبا انظر تلك‬ ‫الدرجة وذلك الجهاد وذلك الستشهاد إنما هناك أمر في دين‬ ‫السلم أعلى منه منزلة وأعظم منه أجرا تتقرب به إلى رب‬ ‫العالمين ذلك جزاؤه الجر الوفير وجزاؤه دخول جنة رب‬ ‫العالمين ما هو ذلك المر الذي هو أسمى من الجهاد وأعلى‬ ‫رتبة من الشهادة في سبيل ا ‪.‬‬ ‫عن عبد ا بن مسعود ‪ ‬وأرضاه قال قلت يا رسول ا أي‬ ‫العمل أحب إلى ا عز وجل ‪ -‬أي العمل أحب إلى ا أحب‬ ‫إلى رب الرباب أحب إلى المعبود الذي ل معبود بحق سواه ‪-‬‬ ‫أي العمل أحب إلى ا قال له الصلة لوقتها قلت ثم أي قال‬ ‫بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل ا فكان الجهاد‬ ‫الذي هو أسمى العمل وأعلى القمم إنما هو فى المرتبة‬ ‫التالية بعد بر الوالدين ‪.‬‬ ‫جاء رجل إلى رسول ا ‪ r‬وقال له يا رسول جئت أبايعك‬ ‫على الجهاد والهجرة – على ماذا جاء يبايع المصطفى – عليه‬ ‫أفضل الصلة والسلم‪ -‬يبايعة على الهجرة ويبايعه على‬ ‫الجهاد ثم قال أبتغي الجر من ا يطلب الجر من رب‬ ‫‪3‬‬


‫العالمين قال له رسول ا ‪ r‬هل من والديك أحد حي ذلك‬ ‫جاء يطلب أن يبايع رسول ا ‪ r‬على الجهاد وعلى الهجرة‬ ‫رسول ا ‪ r‬يسأله سؤا ل ً قد يتبادر إلى ذهنك أنه بعيد كل‬ ‫البعد عن محور الحديث يقول له هل من والديك أحد حي‬ ‫ كلما انظر إلى رسول ا ‪ r‬هل قال له هذه الدبابة أعتليها أو‬‫هذا هو الصاروخ فأطلقه أو هذه هي الطائرة فتعلم قيادتها‬ ‫قال له ارجع إليهما فأحسن صحبتهما ارجع إلى والديك‬ ‫فأحسن صحبة والديك فإنك إن فعلت ذلك فأنت قد بلغت‬ ‫القمة وقد أخذت أجر المجاهد وقد أخذت أجر الشهيد ‪.‬‬ ‫معاوية بن جاهمه ‪ ‬وأرضاه قال جئت أستئذنك في‬ ‫الجهاد والستشهاد قال له رسول ا ‪ r‬هل من والديك أحد‬ ‫حي قال يا رسول ا كلهما ‪ ,‬ماذا قال له رسول ا ‪ ‬قال‬ ‫له إلزمهما فإن الجنة تحت أقدامها إلزم والديك هو يطلب‬ ‫الجهاد ويطلب الستشهاد قال له إلزمهما إلزم والديك فإن‬ ‫تحت أقدامهما الجنة أنت إذا أردت الجهاد والستشهاد لتدخل‬ ‫الجنة فإن برك لوالديك والحسان إليهما والمعاملة الطيبة لها‬ ‫كما أمرك ا عز وجل إنما تجعل الجنة تحت أقدامهما فإذا‬ ‫قبلت تحت أقدامها فقد قبلت الجنة ‪.‬‬ ‫وجاءه رجل قال له يا رسول ا اشتهي الجهاد ول أقدر‬ ‫عليه وقال له أنه جبان أنه ضعيف أنه مريض لي سبب كان‬ ‫أنه ل يقدر على الجهاد يا رسول ا أشتهي الجهاد ول أقوى‬ ‫‪4‬‬


‫عليه قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هل من والديك‬ ‫أحد حي قال أمي قال له قابل ا عز وجل في برها لو كان‬ ‫والده موجود لقال له قابل ا عز وجل فى برهما قال له‬ ‫قابل ا عز وجل في برها فإن فعلت فأنت حاج ومعتمر‬ ‫ومجاهد في سبيل ا ‪ ,‬وهو يطلب فقط الجهاد ويقول أنه ل‬ ‫يقدر عليه ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول له ببرك‬ ‫لوالدتك إنما تأخذ أجر ثلثة من أعظم المور أجرا في دين‬ ‫السلم ما هو الجر تأخذ أجر الحاج وتأخذ أجر المعتمر‬ ‫وتأخذ أجر المجاهد ‪ ,‬سأله واحدة فأعطاه ثلثة ‪.‬‬ ‫اعلموا أن البر بالوالدين والحسان إليهما إنما هو يجلب‬ ‫الخير كل الخير لك والفائدة إنما هي تعود عليك قبل أن تصل‬ ‫إليها وذلك أنك ببرك لوالديك فإنك تكون قد أطعت ا عز‬ ‫وجل وأطعت الرسول وإذا كنت قد أطعت ا وأطعت الرسول‬ ‫فأنت عابد لله عز وجل هو الذي يثيبك إذا كنت بارا بوالديك‬ ‫فإنك سوف تكون محبوبا عند الناس كل الناس ‪.‬‬ ‫عن أنس بن مالك) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( من سره أن ُيمد له في عمره ويزاد له في‬ ‫رزقه فليبر والديه وليصل رحمه ‪.‬‬ ‫كيف تكون زيادة العمر والمد في عمرك إنما هو مكتوب‬ ‫بالثواني لن يزاد ثانية وإنما هو أنفاس معدودة نفس يخرج‬ ‫ول يدخل أو نفس يدخل ول يخرج فكيف تكون الزيادة والمد‬ ‫‪5‬‬


‫في العمر إنما ا عز وجل يصحح لك بدنك ل تصيبك المراض‬ ‫ول الوجاع تعيش بعيدا عن المرض فتكون حياتك أطول‬ ‫وقتها التي أنت صحيح فيها لنك إن كنت مريضا فإنك متعب‬ ‫مرهق ثم أنك تكون في راحة نفسيه وسعادة روحية تلك‬ ‫الراحة النفسية والسعادة الروحية إنما تجعل يومك يطول‬ ‫ثوانيك تزاد ثم كان قول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يزاد‬ ‫في رزقه يقول القائل إني موظف لي راتب محدود كيف يزاد‬ ‫بالبر فيه يزاد بأن الشئ القليل يكفيك ويكفي أولدك يزاد‬ ‫بأنك تبذل القليل ثم تحصل الكثير بإرادة رب العالمين ‪.‬‬ ‫وكانت الفائدة التي تعود عليك ببرك لوالديك إنك ببرك‬ ‫ذلك إنما مسكت مفتاح من مفاتيح الجنة إذا عالجت به باب‬ ‫الجنة فتح لك ‪.‬‬ ‫جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له‬ ‫يا رسول ا ما حق الوالدين على الولد قال رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( هما جنتك أو نارك هما إما أن يدخلك الجنة‬ ‫وإما أن تكون بسببهما من أهل النار هما جنتك أو نارك‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول من بر والديه طوبى‬ ‫له وزاد ا له في رزقه إذا كنت بالبر تملكت طوبى وإنما‬ ‫طوبى شجرة في الجنة يسير الراكب تحت ظلها مائه سنة ل‬ ‫يقطعها كيف تملكت طوبة هل تملكتها ببيع وشراء بنقود تدقع‬ ‫بعقد مسجل أو بعقد ابتدائي إنما تملكت طوبى وكل‬ ‫‪6‬‬


‫المساحة التي تظلها إنما بعقد بينك وبين والديك وبأنك قدمت‬ ‫لهما البر وقدمت لهما الحسان ‪.‬‬ ‫جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له‬ ‫يا رسول ا أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة قال له رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( ألك أم قال ل أمي ماتت قال ألك‬ ‫خالة قال نعم قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( برها فإذا‬ ‫كان بر ك بخالتك التي أخذت مكان أمك بعد موت أمك كفر‬ ‫الذنوب العظائم والوزار الكبار فكيف ببرك لمك وكيف ببرك‬ ‫لوالديك ‪.‬‬ ‫ذلك البر الذي أنت مأمورا به هل ينقطع عنك ول يلزمك‬ ‫إذا كان والدك قد توفاه ا أو إن كانت أمك قد توفاها ا‬ ‫البر أنت مأمورا به في حياة الوالدين ومأمورا به بعد وفاتهما‬ ‫‪.‬‬ ‫جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا‬ ‫ي شئ من بر أبوي أبرهما به بعد أن‬ ‫رسول ا هل بقي عل ّ‬ ‫ماتا قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫نعم الصلة‬

‫عليهما والستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وصلة الرحم التي ل‬ ‫توصل إل بهما وإكرام صديقهما انظر إلى الصلة عليهما‬ ‫معناها الدعاء لوالديك ليل نهار أن يكونا في فكرك وفي‬ ‫شاغلك ل تنساهما أبدا ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إن من البر‬ ‫لهما بعد موتهما أن تصلي لهما مع صلتك وتصوم لهما مع‬ ‫صيامك كيف يكون ذلك ورسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫يقول ل يصلي أحد عن أحد ول يصوم أحد عن أحد ويقول ل‬ ‫تصوموا عن موتاكم إنما أطعموا عنهم إذن المسالة تريد‬ ‫تفسير تصلي لهما مع صلتك أي إنما كلما صليت جنازة على‬ ‫ميت تدعوا لهما مع صلتك هذه في الجنازة أن تصلي لهم مع‬ ‫صلتك في النافلة تطلب من ا عز وجل أن يرزقهما ثوابها‬ ‫أن تصوم لهما إذا كان مات الميت منهم وعليه نذر صيام فقد‬ ‫جاءت امرأة إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقالت يا‬ ‫رسول ا أمي ماتت وقد نذرت أن تصوم أأصوم عنها قال‬ ‫رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( أرأيت إن كان عليها دين‬ ‫كنت قاضيته قالت نعم قال صومي عن أمك ليس صيام‬ ‫رمضان وليست الصلوات الخمس فإنهما على كل إنسان قد‬ ‫كلف أن يؤديها من هنا قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم (ل‬ ‫يصلي أحد عن أحد الصلوات الخمس ول يصوم أحد عن أحد‬ ‫صيام رمضان ‪.‬‬ ‫من البر بهما‬

‫أن تتصدق عنهما سعد بن عبادة ) ‪(‬‬

‫وأرضاه جاء إلى رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا‬ ‫رسول ا أمي أنفلتت نفسها ولو كانت حية لتصدقت أأتصدق‬ ‫عنها قال تصدق عن أمك ‪ ,‬فمن هنا كان عليك الصدقة وكان‬ ‫‪8‬‬


‫يصلها الجر إذا تصدقت لها أو عنها ‪ ,‬وأن تخرج حاجا أو‬ ‫معتمرا لوالديك عن زيد بن أرقم) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( " من خرج حاجا عن والديه تقبل‬ ‫ا عز وجل منه ومنهما " الذي يخرج حاجا أو معتمرا عن‬ ‫والديه أو عن واحد منهما تقبل ا عز وجل منه هو أو ل ً فهو‬ ‫ما خسر شئ تقبل ا عز وجل منه ومنها وتقبل ا عز وجل‬ ‫من والديه واستبشرت أرواحهما في السماء أرواح الب والم‬ ‫إنما تستبشر في السماء ثم قال رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( وكتب عند ا بارا وكتب عند ا بارا ‪.‬‬ ‫برك بوالديك إنما هو يكفر عنك السيئات وعقوقك‬ ‫لوالديك إنما يعجل عليك الحساب قال رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( كل الذنوب يؤخر ا عز وجل ما شاء منها إلى‬ ‫يوم القيامة كل الذنوب مؤجل حسابها إلى يوم القيامة إل‬ ‫العقوق فإن ا عز وجل يعجله لصاحبه في الحياة قبل‬ ‫الممات وأنت إذا كنت بارا بوالديك فاعلم أنك كما تدين تدان ‪.‬‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( بروا آباءكم تبركم‬ ‫أبناءكم " فمن وجد من أبناءه عقوقا فليحاسب نفسه‬ ‫ويستغفر ا عز وجل فإنه قد أرتكب في حق والدية عقوقا‬ ‫لن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول البر ل يبلى والذنب‬ ‫ل ُينسى والديان ل يموت أعمل ما شئت كما تدين تدان فمن‬ ‫أراد أن تبره أبناءه فليبر والديه‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عن جابر بن عبد‬ ‫ا النصاري ) ‪ (‬وأرضاه قال خرج علينا رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( وقال أيها الناس إياكم والبغي فإنه ل عقوبة‬ ‫أسرع من عقوبة البغي وعليكم بصلة الرحم فإنه ل ثواب‬ ‫أسرع من صلة الرحم وإياكم والعقوق فإن ريح الجنة يوجد‬ ‫من مسيرة ألف سنة ول يجد ريحها عاق ول يجد ريحها عاق "‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫صلة الرحم‬ ‫يقول ا عز وجل‬

‫كم ّمن ّن ْف ٍ‬ ‫س‬ ‫خ َل َق ُ‬ ‫م ا ّل ِذي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫س ا ّت ُقوا َر ّب ُ‬ ‫) َيا أ َ ّي َها ال ّنا ُ‬

‫ء ُلو َ‬ ‫ن‬ ‫سا َ‬ ‫ء ۚ َوا ّت ُقوا ال ّل َه ا ّل ِذي َت َ‬ ‫سا ً‬ ‫جا ًل َك ِثي ًرا َو ِن َ‬ ‫ما ِر َ‬ ‫ث ِم ْن ُه َ‬ ‫ج َها َو َب ّ‬ ‫ق ِم ْن َها َز ْو َ‬ ‫خ َل َ‬ ‫ة َو َ‬ ‫ح َد ٍ‬ ‫َوا ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫م‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ال ّل َه َكا َ‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫ِب ِه َوا ْل َْر َ‬

‫َر ِقي ًبا‪ " ( .‬النساء ‪ "1‬يا أيها الناس أتقوا‬

‫ربكم كانت تقوى ا عز وجل والخوف منه هي الساس‬ ‫وكانت التقوى أن تتقي العذاب أن تتقي النار أن تحاول أن‬ ‫تجعل بينك وبين ما يهلكك سدا منيعا كانت هذه معنى التقوى‬ ‫‪ ,‬والتقوى تتحصل بالخوف من الجليل بالخوف من ا عز‬ ‫وجل وخشيته فإذا كان هناك خوف وكانت هناك خشية فإنك‬ ‫سوف تتبع الوامر وسوف تنتهي عن النواهي وكانت من هذه‬ ‫الوامر التي تضمنتها هذه الية هي بر الرحام وصلتهم وقال‬ ‫ا فيها ) الذي تساءلون به والرحام( فقرن ا عز وجل‬ ‫فضله وكرمه بالرحام ليبين لك مدى منزلتها وما هو قدرها‬ ‫وما هو شأنها وما جاء به دين السلم لكي تكون المة كلها‬ ‫كأنها أسرة واحدة كأنها رحما واحدا بل الناس كل الناس فإن‬ ‫رب الناس قال ) يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من‬ ‫نفس واحدة وخلق منها زوجها (‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كان في قوم هم أهل‬ ‫جاهلية وكان من الذين يعيشون وسط هؤلء الناس ولكنه‬ ‫كان بفطرته التي فطره ا عز وجل عليها يحب رحمه ويصلها‬ ‫كانت هذه من المور التي زكته بها أم المؤمنين خديجة رضي‬ ‫‪11‬‬


‫ا عنها وأرضاها عندما جاءها وهو يرجف فؤاده وهو‬ ‫يرتعش بعد ما جاءه جبريل عليه السلم فكانت تلك الرهبة‬ ‫وتلك الرعدة التي جعلت فرائسه ترتعد ويعود إلى زوجته‬ ‫خديجة وهو يقول لها زملوني زملوني ويقول لها يا خديجة‬ ‫إني خشيت على نفسي أنا خائف على نفسي إني خشيت على‬ ‫نفسي ماذا قالت له أم المؤمنين خديجة رضي ا عنها‬ ‫وأرضاها قالت وا ل يخزيك ا أبدا وعددت أمورا كانت فيه‬ ‫كان منها إنك لتصل الرحم كان يصل الرحم حتى قبل أن تنزل‬ ‫عليه الرسالة من المور التي جعلت خديجة رضي ا عنها‬ ‫وأرضاها تقول أن الذي دأبه هكذا ل يخزيه ا أبدا ‪ ,‬رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( عندما دخل المدينة أول ما دخلها‬ ‫ماذا قال للناس ما هي الكلمات التي قالها في أول لقاء‬ ‫بالناس في المدينة عندما خطبهم ماذا قال لهم قال لهم هذه‬ ‫الوامر " يا أيها الناس أفشوا السلم وألينوا الكلم وصلوا‬ ‫الرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا‬ ‫جنة ربكم بسلم "‪.‬‬ ‫والجائزة دخول الجنة كانت من أسبابها أنك تكون لينا‬ ‫هينا تكون على كل من تلقيه مسلما ل ترفع أنفك وتزدري‬ ‫الناس ل تسلم على ناس وتترك ناس إنما أنت تسلم على كل‬ ‫الناس ابتغاء مرضاة رب الناس ابتغاء وجه رب الناس أفشوا‬ ‫السلم وألينوا الكلم وأطعموا الطعام وصلوا الرحام وصلوا‬ ‫‪12‬‬


‫بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلم ‪ ,‬وجاءته درة إلى‬ ‫رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( وهي فتاة يقال لها درة‬ ‫جاءت مسلمة جاءت مهاجرة من مكة وعندما وصلت إلى‬ ‫المدينة وجدت الناس ووجدت أهل السلم وأهل اليمان إذا‬ ‫بهم يعاملونها معاملة فيها إذدراء إذا بهم يعاملونها معاملة‬ ‫فيها إجحاف إذا بهم يعاملونها معاملة غير لئقة لماذا لن‬ ‫درةرضي ا عنها وأرضاها بنت أبي لهب لعنة ا عليه ‪.‬‬ ‫انظر إلى كلمات درة رضي ا عنها وأرضاها بنت أبي‬ ‫لهب لعنة ا عليه لن ا عز وجل هو الذي لعنه في كتابه‬ ‫العزيز وأنزل فيه سورة تتلى إلى يوم الدين ‪ ,‬عندما جاءت‬ ‫درة مهاجرة مؤمنه مسلمة إذا بالناس تعاملها معاملة فيها‬ ‫غلظة وذلك لن والدها كان أبو لهب ‪.‬‬ ‫جاءت درة إلى رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( تشكو‬ ‫له هذه المعاملة فيقول رسول ا – عليه أفضل الصلة‬ ‫والسلم – ويضرب لها مث ل ً برسول ونبي وهو إبراهيم عليه‬ ‫السلم الذي والده هو آزر الذي سوف يكون سلخة ويقذف به‬ ‫في النار فلن يضر إبراهيم أن والده كان من الكافرين كذلك‬ ‫لن يضر درة أن والدها أبا لهب ‪ ,‬رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( عندما جاءته تشتكي قال " أيها الناس إن أكرمكم‬ ‫عند ا أتقاكم وأقراكم وآمركم بالمعروف وأنهاكم عن‬ ‫المنكر وأوصلكم للرحم " من هو أحسنكم من هو خيركم من‬ ‫‪13‬‬


‫هو أزكاكم من هو أقربكم إلى ا عز وجل قال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫‪ -‬في حق درة ‪ -‬قال أعلمكم‬

‫وأتقاكم وآمركم بالمعروف وأنهاكم عن المنكر وأوصلكم‬ ‫للرحم كانت من المور التي أرادها رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( أن يقول لهؤلء الناس أن درة بينكم وبينها رحما ول‬ ‫تقطعوا تلك الرحم حتى ولو كان والدها من الذين لعنهم ا‬ ‫عز وجل في كتابه العزيز بصلتك للرحم اعلم أن لك فوائد‬ ‫سوف تعود عليك وسوف تصل إليك أنت الول قبل أن تصل‬ ‫إليهم ‪.‬‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حديث رواه‬ ‫ثوبان ) ‪ (‬من أحب أن يوسع له في رزقه وينسأ في أجله‬ ‫فليصل رحمة هذا قول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كما‬ ‫نقلها ثوبان ) ‪ (‬وأرضاه كيف تكون التوسعة في الرزق‬ ‫والرزق قدره ا عز وجل وكيف تكون الزيادة في الجل‬ ‫والجل قدره ا عز وجل هل رسول ا ) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( يناقض هذه ل وا إنما سعة الرزق البركة لك فيه‬ ‫يكون مالك قليل وتكون مع قله المال قنوعا فتكون مع قلة‬ ‫المال بركة فتكون أغنى الغنياء في الرض فكأني بك ملكا‬ ‫من الملوك وسعة العمر أن ا عز وجل يبارك لك في عمرك‬ ‫فإن اليوم يمر عليك تستفيد منه الكثير يمر عليك تحصل فيه ما‬ ‫تحصله في أيام فيكون يومك تضاعف أياما وأياما والخر يمر‬ ‫‪14‬‬


‫عليه اليوم كالسهم ل يزاد فيه خير ول يزداد فيه قربا إلى ا‬ ‫عز وجل فكل يوم يمر عليك يقول لك أنا يوم جديد وعلى‬ ‫عملك شهيد فتزود مني فإني ل أعود إلى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫فبصلتك للرحم تحصل في ذلك اليوم الذاد الكثير والخير‬ ‫الكثير فتكون زيادة الجل التي أرادها رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( بحديثه ذلك وكذلك صلة الرحم تجلب لك الخير‬ ‫كل الخير عندما قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫إن‬

‫الصدقة وصلة الرحم تزيد في العمر وتدفع ميتة السوء تدفع‬ ‫المكروه والمحذور كانت ميتة السوء ممنوعة من الذي يصل‬ ‫رحمه وكان المكروه والمحذور ل يصادفه ول يجابهه لنه من‬ ‫الذين يصلون أرحامهم ‪ ,‬وا هناك أحاديث لرسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( تقول لنا أن الذي يصل رحمه حتى ولو كان‬ ‫من الفسقة حتى ولو كان من الذين ينعتون بكل قبيح فإنها‬ ‫تفيده مادام قد شهد أن ل إله إل ا وأن ُمحمدا رسول ا ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن ا عز وجل‬ ‫ليعمر الديار وينمي الموال لقوام ما نظر إليهم منذ خلقهم‬ ‫بغضا لهم ‪ -‬انظر إلى هذه الكلمات يقول لك رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم(‬

‫إن ا عز وجل يعمر الديار يجعل البيت‬

‫عامرا بسكانه عامرا بنزلءه عامرا بمن فيه وينمي لهم‬ ‫الموال ويوسع لهم في أرزاقهم وما نظر إليهم منذ خلقهم أي‬ ‫أن‬

‫طفولتهم‬

‫فاسدة‬

‫شبابهم‬ ‫‪15‬‬

‫فاسد‬

‫ورجولتهم‬

‫فاسدة‬


‫وكهولتهم فاسدة ما نظر إليهم منذ خلقهم عجب الصحابة‬ ‫لذلك عجب صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقالوا‬ ‫كيف ذلك يا رسول ا قال بصلتهم للرحام ‪.‬‬ ‫أعلم أن الرحم هذه إنما هي أشتقت من اسم من‬ ‫أسماء ا عز وجل وإذا كان ا عز وجل شق أسمها من‬ ‫اسمه فإنه جعل لها وضعا عظيما في هذا القول وإن ا عز‬ ‫وجل يصل من يصل الرحم ويقطع من يقطع الرحم فإن‬ ‫الفائدة تعود على الصل إذا كان ا عز وجل هو واصله وإذا‬ ‫كان ا عز وجل هو المتصل به فقد جاء في حديث رواه أبو‬ ‫هريرة) ‪ (‬وأرضاه يقول قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫إن ا عندما خلق الخلق وفرغ منهم جاءت الرحم وقالت يا‬ ‫رب هذا مقام العائذ بك من القطيعة ‪ ,‬الرحم كلمت ا عز‬ ‫وجل قالت يا رب إني في مقام العائذ بك من القطيعة قال أل‬ ‫ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ا عز وجل‬ ‫واصل من يصل رحمه وقاطع من يقطع رحمه فأي فائدة‬ ‫تعود عليك بصلتك لرحمك ويقول رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( الرحم شجنة من ا متعلقة بالعرش الرحم الرسول‬ ‫– عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬شبهها بأنها السنارة التي‬ ‫يصطاد بها السمك هذه السنارة متعلقة بعرش الرحمن تقول‬ ‫اللهم صل من وصلني وأقطع من قطعني ماذا تقول وهي‬ ‫متعلقة بعرش الرحمن تدعوا ا عز وجل في أقرب مكان‬ ‫‪16‬‬


‫تقول اللهم صل من وصلني وأقطع من قطعني تكون إجابة‬ ‫ا عز وجل أنا الرحمن الرحيم خلقت الرحم وشققت لها‬ ‫اسما من اسمي من وصلها وصلته ومن قطعها قطعته ‪ ,‬الذي‬ ‫يصل رحمه يصله ا عز وجل ومن يقطعها مزقه ا عز وجل‬ ‫كل ممزق وله عذاب عظيم ‪.‬‬ ‫واحدا من الناس من أهل العلم في دين السلم قال‬ ‫ناصحا للناس من أمة ُمحمد قال لنا لمة ُمحمد – عليه أفضل‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬قال ل تقطن مع قاطع رحم فإن ا عز وجل‬ ‫يقول‬

‫ص َ‬ ‫ل‬ ‫ن َما أ َ َم َر ال ّل ُه ِب ِه َأن ُيو َ‬ ‫عو َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ع ِد ِمي َثا ِق ِه َو َي ْق َ‬ ‫ع ْه َد ال ّل ِه ِمن َب ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضو َ‬ ‫ن َين ُق ُ‬ ‫) ا ّل ِذي َ‬

‫ن‪.‬‬ ‫س ُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ض ۚ ُأو َلٰ ِئ َ‬ ‫ن ِفي ا ْل َْر ِ‬ ‫س ُدو َ‬ ‫َو ُي ْف ِ‬

‫( " البقرة ‪ "27‬ما هو‬

‫خسرانه وفي أي وقت قد تقول لي ذلك قاطع رحم و رغم‬ ‫ذلك هو من أغنى الناس أقول أن الخسارة هنا هي الخسارة‬ ‫عند رب الناس هي الخسارة الخروية كانت هذه الية تقول‬ ‫أن قاطع الرحم من الخاسرين ومعه من يفسد فى الرض‬ ‫ومعه الذي نقض ميثاق ا فإن ميثاق ا الذي أخذه على‬ ‫عباده أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا والذي أخذه على أهل‬ ‫محمد – عليه أفضل الصلة‬ ‫الكتاب أن يؤمنوا ويصدقوا ب ُ‬ ‫والسلم ‪ -‬ورسالته إذا أتاهم ‪.‬‬ ‫الية الثانية كانت في سورة الرعد وكان الذي يقطع‬ ‫رحمه من الذين لعنهم ا يقول ا عز وجل فيها‬

‫‪17‬‬

‫) َوا ّل ِذي َ‬ ‫ن‬


‫ن ِفي‬ ‫س ُدو َ‬ ‫ل َو ُي ْف ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن َما أ َ َم َر ال ّل ُه ِب ِه َأن ُيو َ‬ ‫عو َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ع ِد ِمي َثا ِق ِه َو َي ْق َ‬ ‫ع ْه َد ال ّل ِه ِمن َب ْ‬ ‫ضو نَ َ‬ ‫َين ُق ُ‬

‫سو ُء ال ّدا ِر‪ " ( .‬الرعد ‪."25‬‬ ‫م ُ‬ ‫ع َن ُة َو َل ُه ْ‬ ‫م ال ّل ْ‬ ‫ك َل ُه ُ‬ ‫ض ۙ ُأو َلٰ ِئ َ‬ ‫ا ْل َْر ِ‬ ‫إذا كان ذلك ملعونا بنص آيات القرآن فكيف تجالسه‬ ‫وإن كان له سوء الدار في الخرة فكيف تعامله إنه من الذين‬ ‫يجب عليك أن تفر منهم فرارا فإن اللعنة إذا نزلت والعياذ‬ ‫بالله قد تصيبك فل يكون لك منها مفر ‪ ,‬ثم قال رأيته ملعونا‬ ‫في آية القتال في سورة ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‬ ‫‪ -‬حيث قال ا عز وجل‬

‫س ُدوا ِفي ا ْل َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫م َأن ُت ْف ِ‬ ‫م ِإن َت َو ّل ْي ُت ْ‬ ‫س ْي ُت ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ل َ‬ ‫) َف َه ْ‬

‫م‪.‬‬ ‫ه ْ‬ ‫صا رَ ُ‬ ‫مىٰ أ َ ْب َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َو أ َ ْ‬ ‫م ُه ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫م ال ّل ُه َف َأ َ‬ ‫ع َن ُه ُ‬ ‫ن َل َ‬ ‫ك ا ّل ِذي َ‬ ‫م‪ُ .‬أو َلٰ ِئ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫حا َم ُ‬ ‫عوا أ َ ْر َ‬ ‫ط ُ‬ ‫َو ُت َق ّ‬

‫(‬

‫" محمد ‪"23-22‬‬ ‫كانت عليهم اللعنة وكانوا صم وكانوا عمي وقد تجد عينه‬ ‫كأنها عين الجمل ولكنه ل يبصر الهدى ولكنه ل يبصر الفلح‬ ‫ولكنه ل يبصر الخير الذي ينتظره إذا كان من الذين ل‬ ‫يأتمرون بأمر ا عز وجل ورسوله ويصلون أرحامهم ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫قال في حديث له‬

‫الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الرض يرحمكم‬ ‫من في السماء والرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله‬ ‫ا ومن قطعها قطعه ا عز وجل ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( الرحم متعلقة بالعرش‬ ‫الرحم متعلقة بعرش الرحمن ثم يقول وليس الواصل‬ ‫بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها معني‬ ‫‪18‬‬


‫ذلك الحديث أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ويشرح‬ ‫كلمة الصلة صلة الرحم هذه قد تكون بالموال وقد تكون‬ ‫بالمودة والزيارة وقد تكون بالكلمة الحسنة وقد تكون‬ ‫بالسلم فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال في حديث‬ ‫له ل يقبل ا عز وجل صدقة من رجل وله أقارب محتاجون‬ ‫ثم يصرفها إلى غيرهم ل يقبل ا عز وجل صدقة من واحد له‬ ‫أقارب يحتاجون إلى هذه الصدقة ثم يصرف الصدقة هذه‬ ‫إلى غير أقاربه ‪ ,‬ثم يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫في ذلك الحديث والذي نفسي بيده ل ينظر ا إليه يوم‬ ‫القيامة ‪ ,‬ويقول لكم رسول ا) صلي ا عليه وسلم( الصدقة‬ ‫على المسكين صدقة وعلى الرحم صدقة وصلة ‪ ,‬الزيارة‬ ‫والمودة من الصلة وكان أقل شئ السلم لن رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم(‬

‫قال صلوا أرحامكم ولو بالسلم صلوا‬

‫أرحامكم ولو بالسلم ولو بأنك تسلم عليهم أقلها رسالة فيها‬ ‫كلمة تهنئه أو مكالمة في الهاتف فإنها كلها من الصلة تقول‬ ‫ليس عندي وقتا للزيارة فكانت من المور التي فيها تيسير في‬ ‫دين السلم ‪ ,‬قلنا في ما قلناه أن رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم(‬

‫قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا‬

‫قطعت رحمه وصلها ‪ ,‬المكافئ ناس تزور ناس أنت تزورهم‬ ‫وهم يردون زيارتك أنت تسلم عليهم وهم يردون السلم أنت‬ ‫تتصل بهم وهم يتصلون بك كان هنا تكافؤ وتوازن ‪ ,‬بينما‬ ‫‪19‬‬


‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إن السمى والعلى‬ ‫هو الذي إذا قطعت رحمه أن يكون سبب وصلها أنت الذي تبدأ‬ ‫بوصلها فهنا تكون من الذين ينطبق عليهم قول الواصل التي‬ ‫جاءت في شأنها هذه الحاديث ‪.‬‬ ‫قد يقول لي قائل إن أقاربائي والعياذ بالله كأنهم‬ ‫ثعابين والعياذ بالله صفتهم وصفتهم وصفتهم فإني أزورهم‬ ‫ول يردون لي الزيارة فإني أحسن إليهم وهم يسيئون إل ّ‬ ‫ي‬ ‫ي كيف أعاملهم وما أصنع‬ ‫فإني أحلم عليهم وهم يجهلون عل ّ‬ ‫معهم ذلك السؤال عرض على سيد الولين والخرين عرض‬ ‫على ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬فكانت له إجابة‬ ‫فعن عمرو بن شعيب ) ‪ (‬وأرضاه عن أبيه عن جده ) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( أجمعين قال جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( هو يصف الواقعة كأنك تراها وتعرض عليك على‬ ‫شاشات التليفزيون أو عبر القمار الصناعية أو على شاشة‬ ‫النترنت تعرض أمامك كان هؤلء الناس ينقلون لنا كل شئ‬ ‫في ذلك الدين حتى إذا ترجمته صورا لكانت ‪ -‬قال جاء رجل‬ ‫إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فقال يا رسول ا لي‬ ‫ي هو يقدم‬ ‫أقارب أصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون إل ّ‬ ‫الحسان يجد تجاهه الساءة وأحلم عليهم أكون معهم حليما‬ ‫ي فهل أكافئهم ؟ ذلك الرجل قال لرسول‬ ‫رقيقا ويجهلون عل ّ‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( أكافئهم القطيعة بالقطيعة الساءة‬ ‫‪20‬‬


‫بالساءة الجهل بالجهل قال له رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( إذن تتركون جميعا إذن تكون القواطع والنفصال بين‬ ‫المة ويكون عدم النسجام بينها وبين أفرادها ويكون‬ ‫الختلف والفرقة ويكون التباغض والتحاسد قال له رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫جود‬ ‫إذن تتركون جميعا ولكن ُ‬

‫عليهم بالفضل ل تكلف نفسك فوق طاقتك إن أنت عندك شئ‬ ‫جد به عليهم تحن به القلوب تؤلف منهم‬ ‫فائض عن حاجتك ُ‬ ‫جد عليهم بالفضل‬ ‫الفئدة تجعلهم يميلون إليك رغم أنفهم ُ‬ ‫وصلهم فإن كانوا كما قلت فكإنما تسفهم المن ‪ ,‬إذا كانوا كما‬ ‫أنت تقول بهذه الطريقة إذا أنت أحسنت إليهم فكأنك وضعت‬ ‫في فمهم التراب المحمي بالنار الملتهب ‪ -‬ول يزال معك‬ ‫عليهم من ا ظهير ما دمت على ذلك ‪ -‬من هو الذي سوف‬ ‫يكون ظهيرا لك من هو الذي سوف يمدك بالثواب ويمدك‬ ‫بالقدرة على أن تجابه ذلك المر هو ا عز وجل ‪.‬‬ ‫وعن أبي ذر ) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( أوصاني خليلي ) صلي ا عليه وسلم( بخصال‬ ‫من الخير ما هي وصية رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لبي‬ ‫ذر وأنت كل واحد منك هو أبو ذر يجب عليه أن يعمل بهذه‬ ‫الوصية قال أبو ذر أوصاني خليلي ) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫بخصال من الخير قال ل تنظر إلى من فوقك وانظر إلى من‬ ‫تحتك ل تنظر إلى الملوك إلى من هم أعلى منك انظر إلى من‬ ‫‪21‬‬


‫هم أدنى منك رتبة فإنك سوف تحمد ا عز وجل سوف تجد‬ ‫نفسك أنت الملك ‪ ,‬وأوصاني بالمساكين والدنو منهم‬ ‫وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت ‪ -‬بماذا أوصاه بأن يصل‬ ‫رحمه حتى ولو كانت رحمه هذه فرت منه فرارا‪.‬‬ ‫دينكم ل يعامل الناس بمعاملتهم ولكن تعامل الناس‬ ‫بما يرضاه رب الناس وبما يقربك إلى رب الناس أما إذا قابلت‬ ‫إساءة بإساءة وقابلت فجر بفجر وقابلت شرا بشر فإنها ل‬ ‫ثواب فإنها ل جنة فإنها ل خير لك ‪ ,‬قال عقبة بن عامر) ‪(‬‬ ‫وأرضاه قابلني رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فأخذ بيدي‬ ‫وابتدرني أخذ بيده وابتدره بالكلم فقال له أتدري ما النجاه‬ ‫قال قلت ل يا رسول ا قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك‬ ‫وابك على خطيئتك ثم يقول عقبة بن عامر) ‪ (‬وأرضاه ثم‬ ‫قابلني رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫فأبتدرني قال أل‬

‫اعلمك خير ثلث سور أفضل ثلث سور نزلت في التوراة‬ ‫والنجيل والقرآن قلت نعم يا رسول ا قال قل هو ا أحد‬ ‫وقل أعوذ برب الفلق وقل أعود برب الناس يا عقبة ل تنسهن‬ ‫يا عقبة ل تبت ليلة حتى تقرأهن قال عقبة فوا ما نسيتهن‬ ‫وما بت ليلة إل قرأتهن ثم لقيني رسول ا ) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( فإبتدرته في هذه المرة هو الذي سأل قلت يا رسول‬ ‫ا أخبرني عن فواضل العمال ما هي أفضل العمال قال‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أن تصل من قطعك فواضل‬ ‫‪22‬‬


‫العمال أن تصل من قطعك ل تقل هذا قطعني أقطعه أن‬ ‫تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن من ظلمك‬ ‫كانت هذه هي فواضل العمال في دين السلم وكنت إذا‬ ‫تعاملت بها سوف يكلفك ذلك مشقة سوف تجد أن المر شديد‬ ‫عليك مع هذه المشقة ومع هذه الشدة فإنه يكون الثواب‬ ‫الكبر ا عز وجل يقول‬

‫ض ۚ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ء َب ْ‬ ‫م أ َ ْو ِل َيا ُ‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت َب ْ‬ ‫م ْؤ ِم َنا ُ‬ ‫ن َوا ْل ُ‬ ‫م ْؤ ِم ُنو َ‬ ‫) َوا ْل ُ‬

‫عو َ‬ ‫ن‬ ‫طي ُ‬ ‫ة َو ُي ِ‬ ‫ن ال ّز َكا َ‬ ‫ة َو ُي ْؤ ُتو َ‬ ‫ص َل َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ك ِر َو ُي ِقي ُ‬ ‫من َ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف َو َي ْن َه ْو نَ َ‬ ‫ع ُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِبا ْل َ‬ ‫َي ْأ ُم ُرو َ‬

‫س َي ْر َح ُم ُه ُم ال ّل ُه ۗ إ ِ نّ ال ّل َه َع ِزي ٌز حَ ِكي ٌم‪ "( .‬التوبة ‪."71‬‬ ‫ك َ‬ ‫سو َل ُه ۚ ُأو َلٰ ِئ َ‬ ‫ال ّل َه َو َر ُ‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقف أمام الناس في‬ ‫حديث رواه جابر بن عبد ا ) ‪ (‬وأرضاه وقال أيها الناس‬ ‫اتقوا ا وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة‬ ‫الرحم ‪ ,‬وإياكم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة‬ ‫البغي وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من‬ ‫مسيرة ألف سنة ول يجد ريحها عاق لوالديه ول قاطع لرحم ‪,‬‬ ‫ل يجد ريح الجنة عاق لوالديه ول قاطع لرحمه ول شيخ زان‬ ‫ول مسبل إزاره خيلء لن الكبرياء لله رب العالمين أل إن في‬ ‫الجنة سوقا ل ُيباع فيها ول ُيشترى السوق في الجنة سوف‬ ‫تجد يومها جيوبك خالية ل جنيهات فيها ول دينارا ول درهما ل‬ ‫دولر و ل استرليني إنما هي حسنات إنما هي حسنات فإذا‬ ‫كانت حسناتك غالبة لكفة سيئاتك فذلك هو الربح وذلك الفلح‬ ‫وإذا كانت الخرى والعياذ بالله فذلك هو الخسران كل‬ ‫‪23‬‬


‫الخسران نرجو ا عز وجل أن يعصمنا جميعا من الخسران‬ ‫وأن يجعلنا جميعا من الذين يصلون أرحامهم أبتغاء وجه ا‬ ‫وأبتغاء مرضاته ل إبتغائهم ول لهم فإن رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( قال في الذي يعطي الصدقة ويقول هذه لله‬ ‫وللرحم يقول ا عز وجل هي للرحم وليس منها شئ وإن ا‬ ‫عز وجل أغنى الغنياء عن الشرك فإذا تصدقت ووصلت‬ ‫رحمك فاجعلها لوجه ا عز وجل فقط إبتغاء مرضاته أما إذا‬ ‫قلت هذه صدقة لله ولصلة رحمي فإنه هنا تكون لرحمك‬ ‫وليست لله اعملوا كل العمل وابتغوا به وجه ا عز وجل‬ ‫فقط تؤجروا ويكون في ميزانكم ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫الخـــوة‬ ‫يقول ا عز وجل‬

‫ح ّبو َ‬ ‫ن‬ ‫م ُي ِ‬ ‫ن ِمن َق ْب ِل ِه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫ن َت َب ّو ُ‬ ‫) َوا ّل ِذي َ‬ ‫ءوا ال ّدا َر َوا ْ ِ‬

‫س ِه ْ‬ ‫م‬ ‫ع َلىٰ َأن ُف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ُأو ُتوا َو ُي ْؤ ِث ُرو َ‬ ‫ج ًة ّم ّ‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ص ُدو ِر ِ‬ ‫ن ِفي ُ‬ ‫ج ُدو َ‬ ‫م َو َل َي ِ‬ ‫ج َر إ ِ َل ْي ِه ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ن َ‬ ‫َم ْ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫حو َ‬ ‫م ْف ِل ُ‬ ‫م ا ْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫س ِه َف ُأو لَٰ ِئ َ‬ ‫ح َن ْف ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫صا صَ ٌة ۚ َو َمن ُيو َ‬ ‫خ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِب ِه ْ‬ ‫َو َل ْو َكا َ‬

‫( " الحشر‬

‫‪."9‬‬ ‫دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( المدينة الطاهرة‬ ‫المباركة المدينة الطاهرة الطيبة دخلها رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫وكان فيها الوس والخزرج قبيلتان متنازعتان‬

‫بينهما العداوة والشقاق واليهود يغذون تلك الفرقة بينهم‬ ‫حتى يفرقوا شملهم ‪ ,‬دخل عليهم رسول ا ) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( وهذه هي حالتهم فماذا يصنع رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( وهو الذي جاء لينشر دين يؤلف بين القلوب يضم‬ ‫القلب إلى القلب ويضم الصف إلى الصف لتكون كلمة ا هي‬ ‫العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫آخى بينهم وبين بعضهم وألف بين قلوبهم‬

‫مصالحة بدين التوحيد مصالحة على عقيده تقول ل إله إل ا‬ ‫ُمحمد رسول ا ‪.‬‬ ‫وا عز وجل يقول‬

‫عا َو َل َت َف ّر ُقوا ۚ َوا ْذ ُك ُروا‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ل ال ّل ِه َ‬ ‫ح ْب ِ‬ ‫موا ِب َ‬ ‫ع َت صِ ُ‬ ‫)وَا ْ‬

‫خ َوا ًنا َو ُكن ُت مْ‬ ‫م ِت ِه إ ِ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ح ُتم ِب ِن ْ‬ ‫ص َب ْ‬ ‫م َف َأ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ن ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ف َب ْي َ‬ ‫ء َف َأ ّل َ‬ ‫ع َدا ً‬ ‫م أَ ْ‬ ‫م إ ِ ْذ ُكن ُت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫ت ال ّل ِه َ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ِن ْ‬

‫ن‪( .‬‬ ‫م َت ْه َت ُدو َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع ّل ُ‬ ‫م آ َيا ِت ِه َل َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ن ال ّل ُه َل ُ‬ ‫ك ُي َب ّي ُ‬ ‫ن ال ّنا ِر َف َأن َق َذ ُكم ّم ْن َها ۗ َك َذٰ ِل َ‬ ‫ة ّم َ‬ ‫ح ْف َر ٍ‬ ‫ش َفا ُ‬ ‫ع َلىٰ َ‬ ‫َ‬ ‫" آل عمران ‪. "103‬‬ ‫‪25‬‬


‫كانوا على شفا حفرة من النار هذه النار التي كانت‬ ‫تؤجج في الصدور هذه النار التي كانت توغر الصدور وتقلب‬ ‫الحقاد رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫عندما انتهى به‬

‫المقام في المدينة ودخلها آخى بين الناس وألف بين القلوب‬ ‫فإنما المؤمنون أخوة كانت من الخوة بينهم وبين بعضهم‬ ‫أخوة على عقيدة أخوة على دين أخوة على نهج مستقيم‬ ‫أخوة على ل إله إل ا ُمحمد رسول ا ‪.‬‬ ‫أخي قالوا أخ من قرابة قلت إن الشكول أقارب‬ ‫قال هذا أخي سألوه هل هو أخ لك من قرابة هل هو أخ لك‬ ‫لن والده هو والدك لن والدته هي والدتك قال إن الشكول‬ ‫أقارب الذين يتماثلون مع بعضهم في الخلق الذين‬ ‫يتشاكلون مع بعضهم في الهداف الذين يتشاكلون مع‬ ‫بعضهم في الغاية هم كأنهم أقارب اللحمة بينهم قوية‬ ‫واللحمة بينهم متشابكة قلت إن الشكول أقارب أخي في ديني‬ ‫ومذهبي أخي في ماذا أخي في ديني ومذهبي وإن باعدت‬ ‫بيننا المناسب إن باعدت بينهم الرحام فإن الخوة هنا كانت‬ ‫تجمعهم على دين واحد وعلى عقيده واحدة وعلى منهج‬ ‫واحد تلك الخوة التي أرادها دينكم التي أرادها ا عز وجل‬ ‫كيف أرادها ا عز وجل ونحن نقول أن رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( هو الذي أرادها وهو الذي ألف بين القلوب نقول‬ ‫ذلك لن ا عز وجل قال لرسوله ‪ -‬عليه أفضل الصلة‬ ‫‪26‬‬


‫والسلم‪-‬‬

‫ت َب ْي َ‬ ‫ن‬ ‫عا ّما أ َ ّل فْ َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َما ِفي ا ْل َْر ِ‬ ‫م ۚ َل ْو َأن َف ْق َ‬ ‫ن ُق ُلو ِب ِه ْ‬ ‫ف َب ْي َ‬ ‫) َو أ َ ّل َ‬

‫ف َب ْي َن ُه ْم ۚ إِ ّن ُه َع ِزي ٌز َح ِكي ٌم‪ " ( .‬النفال ‪."63‬‬ ‫ن ال ّل َه أ َ ّل َ‬ ‫ك ّ‬ ‫م َو َلٰ ِ‬ ‫ُق ُلو ِب ِه ْ‬ ‫إن ا عز وجل بإرادته ألف بين هذه القلوب وإنك يا‬ ‫ُمحمد – عليك أفضل الصلة والسلم‪ -‬لو أنفقت الموال‬ ‫الطائلة لكي تستميل بها النفس وتستميل بها القلوب ما‬ ‫استمالت وما كان التوافق إل إذا أراده ا عز وجل تلك‬ ‫الخوة أخوة السلم فرضت على الناس فرائض وجعلت‬ ‫عليهم تبعات كانت هذه التبعات إذا حرصنا عليها وإذا تعاملنا‬ ‫بها يكون لنا السعادة في الدنيا والسعادة في الخرة ‪.‬‬ ‫فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث له‬ ‫" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" المؤمن للمؤمن‬ ‫كأنه بنيان كأنه لبنات وضعت لبنة بجوار لبنة كانت اللبنة‬ ‫المؤمن واللبنة التاليه المؤمن كان اللصق بينها ليس المونة‬ ‫من السمنت والجير وخلفه ولكن كانت المونة التي تربط‬ ‫هذه اللبنات ونسجها كان ذلك النسج وتلك المونة ذلك الدين‬ ‫الذي نحيا في كنفه والذي نعيش تحت رايته ‪.‬‬ ‫ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( المسلم أخو المسلم‬ ‫ل يظلمه ول يسلمه‬

‫‪-‬ل يظلم أو ل ً منع عنه أن يكون ظالما‬

‫لخيه المسلم وثانيا منعه أن يسلمه لعدائه‬

‫‪-‬ل يظلمه ول‬

‫يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان ا في حاجته ‪ -‬جعلها‬ ‫هنا جعلها جائزة جعلها مسابقة جعلها نيشان جعلها شهادة‬ ‫‪27‬‬


‫يقول ومن كان في حاجة أخيه كان ا في حاجته الجزاء أنت‬ ‫إذا كنت في حاجة أخيك إذا سارعت في نجدته إذا سارعت‬ ‫للدفاع عنه من الذي سوف يجازيك من الذي سوف يسرع‬ ‫لنجدتك من الذي سوف يسرع إليك ا جل وعل فإذا كان ا‬ ‫جل وعل فكفى به ناصرا فكفى به مؤيدا فكفى به ركنا ركينا‬ ‫ترتكن إليه ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج ا‬ ‫عنه كربة من كرب الخرة كربة من كرب الدنيا والدنيا مهما‬ ‫طالت قليلة والدنيا مهما طالت ضيقة كم تعمر فيها لو عمرت‬ ‫عمر نوح فإنه ألف سنة أو تزيد ما هو الزمن الذي سوف‬ ‫تعمره أنت إذا قيس بالخرة في حديث آخر " مثل المسلمين‬ ‫في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه‬ ‫عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " المسلمون‬ ‫جميعا أهل اليمان جميعا كأنهم جسد واحد إذا اشتكى عضو‬ ‫في هذا الجسد فإن سائر الجسد يتململ فإن سائر الجسد ل‬ ‫ينام فإن سائر الجسد تصيبه الوجاع لماذا يقول رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( لنا هذا لكي ل يقول إنسان أنا أنا‬ ‫ويكون من الثرة أنه يذكر نفسه وينسى الخرين أنه يذكر‬ ‫حقوقه ويهضم حقوق الناس أنه يقول مالي مالي أنه يقول‬ ‫نفسي نفسي أنه يقول أنا ومن ورائي الطوفان رسول ا –‬ ‫عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬يريد من أمته أن يحنوا بعضها‬ ‫على بعض تتعامل بعضها مع بعض كأنها جسد كأنها شجرة‬ ‫‪28‬‬


‫واحدة ولها فروع تلك الفروع كانت هي هؤلء الناس الذين‬ ‫محمد ) صلي ا عليه‬ ‫يؤمنون بالله ربا وبالسلم دينا وب ُ‬ ‫وسلم( نبيا ورسو ل ً ‪.‬‬ ‫إذا كانت هذه هي إرادته وإرادة دين السلم فإن رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( يقول انصر أخاك ظالما أو مظلوما‬ ‫قالوا يا رسول ا هذا أخي نصرته مظلوما فكيف أنصره‬ ‫ظالما قال أن تأخذ على يديه حتى يكف عن الظلم " نصرك‬ ‫لخيك المسلم في دين السلم من الروابط التي تربط بينك‬ ‫وبينه ل يكون في موقف يحتاج منك إلى نصر يحتاج منك إلى‬ ‫مؤازرة وتخذله تراه ثم تنصرف عنه ول تقدم له عونا ول‬ ‫تقدم له نصرا ول تحيطه برعايتك رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( يقول لنا ل يقف أحدكم موقفا ُيضرب فيه رج ل ً ظلما "‬ ‫ل يقف أحدكم في مكان ل يتجمع ناس حول ناس تتشاجر‬ ‫رجل يضرب رجل ويتجمعون ويتفرجون ول يحاولون أن‬ ‫يدفعوا عن المظلوم ول يردوا الظالم ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل يقف أحدكم‬ ‫موقفا يضرب فيه رج ل ً ظلما لماذا يا رسول ا لماذا يا نبي‬ ‫الرحمة يقول فإن اللعنة تنزل على من حضره ما لم يدفعوا‬ ‫عنه ‪ -‬اللعنة من السماء اللعنة من ا عز وجل تنزل على هذا‬ ‫الجمع الذين وقفوا يتفرجون ومنهم من يضحك الذين وقفوا‬

‫‪29‬‬


‫يهللون ويصفقون الذين وقفوا يشاهدون كأنها تمثيلية كأنه‬ ‫فيلم ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( حاول أل تقف‬ ‫هذا الموقف إذا كنت ل تستطيع أن تنصر إذا كنت ل تستطيع‬ ‫أن تدافع فل تقف فل تتواجد في هذا المكان فر منه فرارا‬ ‫لماذا لن اللعنة تنزل على من حضره ما لم يدفعوا عنه تنزل‬ ‫على كل هؤلء الناس الذين حضروا تلك الموقعة ولم‬ ‫يدافعوا ولم يحاولوا رد ظلم إذا كان هذا هو المطلوب منك‬ ‫فكيف بنا ينحر بعضنا بعضا فكيف بنا يخاصم بعضنا بعضا‬ ‫فكيف بنا يؤذي بعضنا بعضا‪.‬‬ ‫ورسول ا ) صلي ا عليه وسلم( الذي أمرنا أن نمشي‬ ‫في حاجة الناس الذي أمرنا أن نكون في عون العباد حتى‬ ‫يكون ا في عوننا يقول في حديث له " من مشى مع مظلوم‬ ‫ليثبت له حقه من مشى مع أي شخص من الناس وعلم أن‬ ‫ذلك الشخص مظلوما مشي معه لماذا ليثبت له حقه ليؤكد له‬ ‫حقه الذي هضمه ظالما ليكون معه في استلم حقه ليكون‬ ‫مؤازرا له من مشي مع رجل ليثبت حقه ثبت ا قدميه على‬ ‫الصراط يوم تزل القدام والصراط أحد من السيف يسير عليه‬ ‫الناس أصحاب السعادة ينقلبون إلى الجنة وينقلبون إلى‬ ‫النعيم وأصحاب الجحيم ينقلبون إلى الجحيم ‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إنك إذا سرت مع‬ ‫هضم لترد عنه مظلمة ثبت ا عز‬ ‫إنسان لتثبت له حقا قد ُ‬ ‫وجل قدميك على الصراط ثبت ا جل وعل قدميك في أي‬ ‫يوم كان الثبات وليس في أيام من أيام الدنيا حيث يكون‬ ‫السيرك وتمتد الحبال فيسير عليها البهلونات حيث تكون‬ ‫الدراجات التي تسير على عجلة واحدة ل وا إن هذا قد‬ ‫أحترفها وصراط ا غير صراطه وصراط ا غير حبله من‬ ‫الذي يثبتك على الصراط يقول رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( ثبت ا قدميه على الصراط يوم تزل القدام إذا كانت‬ ‫هذه هي الوامر التي أمرنا بها أن تمشي في حاجة أخيك وأن‬ ‫تكون له معينا هل تريد مني أن أقول لك أي أجر سوف تناله‬ ‫إنه أجر ل يخطر لك على بال إنه أجر قد ل يستوعبه الخيال‬ ‫جاء ذلك الجر في حديث رواه عبد ا بن عباس) ‪ (‬وأرضاه‬ ‫كان عبد ا بن عباس معتكفا في مسجد رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( الذي تتضاعف فيه الحسنة بألف والصلة بألف‬ ‫وكذلك سائر القربات كان عبد ا بن عباس) ‪ (‬وأرضاه‬ ‫معتكفا في مسجد رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فنظر إلى‬ ‫رجل جالس في المسجد وجده مهموما ذلك الرجل ما طلب‬ ‫منه ولكن هو رآه عليه الهم وتعلوه الكآبة فسأله مالك ما‬ ‫ى تبعة لنسان وإني أخاف أن‬ ‫هي حكايتك قال حكايتي عل ّ‬ ‫أذهب إليه وحدي فقال له عبد ا بن عباس تحب أن أذهب‬ ‫‪31‬‬


‫معك شافعا عنده هو بينه وبين إنسان شئ كدين أو أي شئ‬ ‫من هذا القبيل وليس عنده قضائه يقول له إني ل استطيع أن‬ ‫أذهب إلى ذلك النسان حتى يؤجل ما بيني وبينه فقال له عبد‬ ‫ا بن عباس تحب أن أذهب إليه شافعا عنك قال له الرجل أل‬ ‫تذكر يا عبد ا إنك معتكف أنت نسيت كيف تخرج معي وأنت‬ ‫معتكف في مسجد رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول عبد‬ ‫ا بن عباس إني سمعت صاحب هذا القبر رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( يشير إلى قبر رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫يقول سمعت صاحب هذا القبر والعهد بيني وبينه قريب ليس‬ ‫بيني وبينه زمن بعيد ليست أربعة عشر قرنا حتى نقول نسى‬ ‫حتى نقول تطاول الزمان والعهد بيني وبينه قريب ما هو الذي‬ ‫سمعته يا عبد ا بن عباس يا حبر هذه المة يا مترجم‬ ‫القرآن يقول سمعته يقول من مشى في حاجة أخيه حتى‬ ‫يبلغها كان خيرا له من أن يعتكف عشر سنين هو معتكف‬ ‫يقول من مشى في حاجة أخيه أخيك المسلم أخيك المؤمن‬ ‫مشيت في حاجته حتى يصل إلى غايته ثوابه أفضل وخير لك‬ ‫من أن تعتكف عشر سنين ل تستطيعها الناس تعتكف ثلثة‬ ‫أيام والجمعة والعشرة أيام ثم يخرجون من العتكاف‬ ‫منهكوا القوى انظر في الذي بعدها فقال رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه ا جعل بينه وبين‬ ‫النار ثلثة خنادق كل خندق أبعد ما بين الخافقين " يقول‬ ‫‪32‬‬


‫ثواب العتكاف في اليوم الواحد أجره أن ا عز وجل يجعل‬ ‫بينه وبين جهنم ثلثة خنادق خندق ثم خندق ثم خندق ما هو‬ ‫اتساع الخندق الواحد اتساع الخندق ابعد ما بين الشرق‬ ‫والغرب أبعد ما بين طلوع الشمس إلى غروبها فأي مساحة‬ ‫وأي مسافة تكون لك عندما تعتكف يوما واحدا ابتغاء وجه‬ ‫ا عز وجل إنها مسافة بعيدة تبعدك عن نار جهنم تلك‬ ‫المسافة إذا قست هذه المسافة في يوم وضربتها في عشر‬ ‫سنين وضربت العشرة سنين في اللف التي هي في مسجد‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( تدرك إلى أي مدى كان عبد‬ ‫ا بن عباس) ‪ (‬وأرضاه حريصا على أن يخرج من اعتكافه‬ ‫في حاجة رجل مسلم إذا كان هذا هو الذي أمرت به فهل‬ ‫يكون لك أن تظلمه ل وا فهل يكون لك أن تحقره ل وا‬ ‫فهل يكون لك أن تؤذيه ل وا ‪.‬‬ ‫جاء رسول ا ‪ ‬ليؤلف القلوب جاء ليكون القلب مع‬ ‫القلب وليضم الصف إلى الصف حتى تكونوا كلكم جسدا‬ ‫واحدا حتى تكونوا كلكم كيانا واحدا حاولوا أن تكونوا من‬ ‫أهل اليمان وأهل السلم واعلموا أنكم عندما تفعلون ذلك‬ ‫ما حرمتم الجر ما حرمتم الثواب فإن لك عند ا أجر عظيم‬ ‫وإن لك عند ا مغنم كبير فسارعوا إلى الخير واحرصوا عليه‬ ‫حتى تكونوا من أهل الجنة حتى تكونوا من أهل النعيم ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫يقول ا عز وجل‬

‫ض ۚ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ء َب ْ‬ ‫م أ َ ْو ِل َيا ُ‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت َب ْ‬ ‫م ْؤ ِم َنا ُ‬ ‫م ْؤ ِم ُنو نَ َوا ْل ُ‬ ‫) َوا ْل ُ‬

‫عو َ‬ ‫ن‬ ‫طي ُ‬ ‫ة َو ُي ِ‬ ‫ن ال ّز َكا َ‬ ‫ة َو ُي ْؤ ُتو َ‬ ‫ص َل َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ك ِر َو ُي ِقي ُ‬ ‫من َ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف َو َي ْن َه ْو نَ َ‬ ‫ع ُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِبا ْل َ‬ ‫َي ْأ ُم ُرو َ‬

‫س َي ْر َح ُم ُه ُم ال ّل ُه ۗ إ ِ نّ ال ّل َه َع ِزي ٌز حَ ِكي ٌم‪ " ( .‬التوبة ‪."71‬‬ ‫ك َ‬ ‫سو َل ُه ۚ ُأو َلٰ ِئ َ‬ ‫ال ّل َه َو َر ُ‬ ‫الذين يتعاملون بهذه الية من الذين سيرحمهم ا ليس‬ ‫كلمنا ولكن كلم ا عز وجل ولرسول ا ) صلي ا عليه‬ ‫وسلم(‬

‫حديثا جامعا ينظم هذه العلقات بين المة بين‬

‫أفرادها يقول في ذلك الحديث " إياكم والظن فإن الظن‬ ‫أكذب الحديث "ل يظن أحدا في أح ٍد ظن سوء فإن ذلك الظن‬ ‫السوء سوف يجعل الروابط بينك وبين أخيك تنقطع " إياكم‬ ‫والظن فإن الظن أكذب الحديث ول تجسسوا ول تنافسوا ل‬ ‫تحاسدوا ول تباغضوا ول تتدابروا وكونوا عباد ا أخوانا "‪.‬‬ ‫كانت هذه كلها من المور التي تفسد الخوة من المور‬ ‫التي تجلب الشقاق بين الناس وكونوا عباد ا إخوانا كما‬ ‫أمركم ا عز وجل والمسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخذله‬ ‫ول يحقره بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل‬ ‫المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إن ا ل ينظر‬ ‫إلى صوركم ول إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم‬ ‫وأعمالكم التقوى هاهنا التقوى هاهنا ‪ ,‬ثم يقول رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫ول يبع بعضكم على بيع بعض‬

‫وكونوا عباد ا إخوانا ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق‬ ‫ثلث " انظر إلى هذا الحديث وا إن هذا الحديث يصلح أن‬ ‫‪34‬‬


‫يكون ميثاقا يصلح أن يكون وحده كتابا يصلح أن يكون وحده‬ ‫موعظة يصلح أن يكون وحده منهاجا أي عظمة لك يا رسول‬ ‫ا أي فصاحة لك يا رسول ا ) يا أيها الناس إنا خلقناكم من‬ ‫ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند‬ ‫ا أتقاكم ( " الحجرات ‪."13‬‬ ‫أليس ا عز وجل هو قائلها إنك عندما تتعالى على الناس‬ ‫عندما ترفع أنفك على خلق ا فإن الخوة هنا قد تهتز رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( أشرف الخلق أفضل الخلق سيد ولد‬ ‫آدم ول فخر كانت الجارية من أهل المدينة تأخذ بيده الشريفة‬ ‫المباركة تسير به كيف شاءت تواضعا منه ورحمة ‪ ,‬الذي كان‬ ‫يجلس بين إخوانه وأصحابه ل يعرفه الغريب ‪ ,‬الذي إذا كان‬ ‫ى كذا‬ ‫ى كذا عل ّ‬ ‫في رحلة أو سفر وكل أخ من أخوانه قال عل ّ‬ ‫قال أنا على جمع الحطب فكيف يحقر الناس بعضهم بعضا‬ ‫فكيف يهزأ الناس بعضهم ببعض والذي تهزأ منه كان يجب‬ ‫عليك بالخوة كان يجب عليك بالدين أن تمد له يد العون إذا‬ ‫كنت تهزأ بضعيف فإن الواجب عليك أن تقويه ليس أن تهزأ‬ ‫منه ‪ ,‬إذا كنت تهزأ من الذي ل يعلم من الجاهل فأنت المخطئ‬ ‫لنك لم تعلمه لنك لم تربيه ولنحذر جميعا من الستهزاء‬ ‫بعباد ا من الستهزاء بعباد ا لن ا عز وجل يقول‬ ‫م‪.‬‬ ‫خ ْي ًرا ّم ْن ُه ْ‬ ‫كو ُنوا َ‬ ‫سىٰ َأن َي ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫م ّمن َق ْو ٍ‬ ‫خ ْر َق ْو ٌ‬ ‫س َ‬ ‫ن آ َم ُنوا َل َي ْ‬ ‫ا ّل ِذي َ‬

‫) َيا أ َ ّي َها‬

‫(" الحجرات‬

‫‪ "11‬وفي حديث نقله إلينا الحسن بن علي) ‪ (‬وأرضاه قال إن‬ ‫‪35‬‬


‫المستهزئين بالناس الذين يستهزؤون بالناس في الدنيا يؤتى‬ ‫بأحدهم يوم القيامة الواحد منهم الذين كانوا يسخرون من‬ ‫خلق ا في الدنيا يؤتى بالواحد منهم يوم القيامة فيفتح له‬ ‫باب من أبواب الجنة ثم يقال له هلم هلم تعالى تعالى فيأتي‬ ‫بكربه وغمه حتى إذا جاءه أغلق دونه استهزاءا به سخرية به‬ ‫يقال له هلم هذا باب الجنة قد فتح هلم أدخل فهو يأتي‬ ‫بكربه وغمه يعلم أنه فاجر فيأتي بكربه وغمه حتى إذا وصل‬ ‫أمام الباب وكاد أن يدخل أغلق دونه ثم يقال له هلم هلم‬ ‫يفتح له باب آخر ويقال له هلم هلم ويأتي بكربه وغمه حتى‬ ‫إذا جاءه أغلق دونه كذلك كما كانت المرة الولي فل يزال‬ ‫كذلك حتى يفتح له الباب من أبواب الجنة ويقال له هلم هلم‬ ‫فل يأت يأسا منه يفتح له باب الجنة فل يأتيه هو يعلم أن ذلك‬ ‫جزاءه جزاء ما أقترف في الدنيا يسخر من عباد ا يستهزئ‬ ‫بهم فكانت السخرية به في موقف عظيم ليس هناك أشد منه‬ ‫موقفا وليس هناك موقف أشد منه نكا ل ً أشد منه كربا ‪.‬‬ ‫كذلك رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال لنا من لم يهتم‬ ‫بأمر المسلمين فليس منهم الذي ل يهتم بأمور أهله وعشيرته‬ ‫ودينه وملته قد خرج منهم رسول ا ) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫يتوعده خرج منهم بأي شكل من الشكال ذلك القول الذي‬ ‫قاله لنا رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يجعلنا نهتم بأمر‬ ‫المسلمين وبأهل اليمان في كل مكان أنت إذا كنت هنا ولك‬ ‫‪36‬‬


‫أخ مسلم في أمريكا فهو أخ لك له مالك وعليه ما عليك إذا كان‬ ‫في أي مكان في العالم فهو كذلك ل تقول المسافة بينه‬ ‫وبيني بعيدة فإنك إذا قلت المسافة بينه وبيني بعيدة فإنك‬ ‫أنت الذي تكون بعيدا عن الدين فإنك أنت البعيد عن اليقين‬ ‫فإنك أنت البعيد عن سنة رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫سيد الولين والخرين جاء في أخبار اليوم أن وزيرا من‬ ‫ماليزيا ماليزيا هذه التي كان يقال عنها أنها نمر من نمور‬ ‫أسيا قد اضطربت عندهم بعد أن أصبحوا من النمور اضطربت‬ ‫عندهم الحوال المالية ذلك الرجل اسمه مهاتير محمد عاد‬ ‫باللئمة على من قال إن الذين أفسدوا اقتصادنا والذين‬ ‫يريدون أن يسلبوا أموالنا والذين يريدون أن تكون عملتنا هي‬ ‫السفلى هم اليهود عنده الدلة عنده ما عنده عنده ما يستند‬ ‫عليه تنبري دولة القطب الكبر دولة القطب الوحد التي سوف‬ ‫تنهار يوما من اليام وقد يكون قريبا الذي حطم التحاد‬ ‫السوفيتي بغير ضرب ول نكال قادر على أن يحطمهم تحطيما‬ ‫قادر على أن يزلزلهم قادر على أن يشتتهم كما شتت هؤلء‬ ‫فإن بطش ربك لشديد أنبرت هذه الدولة لتقول له ل تسب‬ ‫اليهود ل تلعن اليهود الذي جرأ هؤلء هو أننا قد بعدنا عن‬ ‫الخوة التي أمرنا بها بعدنا عن أن نكون متناصرين بعدنا عن‬ ‫أن نكون متآذرين هذا هو الذي جعلهم يتطاولون على أمة‬ ‫ُمحمد هذا التطاول ول حول ول قوة إل بالله ‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا في حديث له‬ ‫توشك أن تتداعى عليكم المم كما تداعى الكلة على قصعتها‬ ‫قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول ا قال أنتم يومئذ كثير‬ ‫أنتم يومئذ مليار وربع المليار من النفس واليهود إذا جمعوا‬ ‫في العالم كله ل يصل تعدادهم الخمسة عشر مليونا ولكن‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هو قائلها ول حول ول قوة‬ ‫إل بالله العظيم قالوا أمن قلة نحن يا رسول ا قال إنكم‬ ‫يومئذ كثير كغثاء السيل ولكن أصابكم الوهن قالوا وما‬ ‫الوهن يا رسول ا قال حب الدنيا وكراهية الموت ‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫الصــديق‬ ‫دين السلم جاء لتكون المودة ويكون الحب بين الناس‬ ‫وا عز وجل يقول لنا ) إنما المؤمنون أخوة( ورسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا المؤمن للمؤمن كالبنيان‬ ‫يشد بعضه بعضا ويقول مثل المسلمين في توادهم‬ ‫وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه‬ ‫العضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر كان ذلك مع‬ ‫الناس كل الناس ولكننا أمرنا أن نتخذ أصدقاء تكون بيننا‬ ‫وبينهم مودة وأشد صلة نتخذ الصديق لكي نكون له عونا‬ ‫ويكون لنا عونا لكي نكون له ناصرا ويكون لنا ناصرا لكي‬ ‫تكون المودة بين الناس أقرب فإنك إذا أتخذت صديقا كان لك‬ ‫أخ وكان لك خليل والخر إذا أتخذ صديقا كان له أخ وكان له‬ ‫خليل فإن الجماعة كل الجماعة إنما تكون كلها صديق وخليل‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( أتخذ الصديق ) ‪ (‬وأرضاه‬ ‫صديقا وأخا وخلي ل ً ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يزكيه‬ ‫ويقول في حديث معناه ما نفعني مال كما نفعني مال أبو‬ ‫بكر) ‪ (‬وارضاه ويقول لو كنت متخذا خلي ل ً لتخذت أبا بكر‬ ‫خلي ل ً ولكنها أخوة الدين " فكانت صداقة رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫بالصديق إنما هي المثل الذي يجب علينا أن‬

‫نحتذي به ونحاول أن نحازيه ذلك الصديق الذي كان له يوم‬ ‫وليلة يقول عمر بن الخطاب ‪ ‬يوم وليلة مع الصديق خير من‬ ‫‪39‬‬


‫الدنيا وما فيها خير من الدنيا وما فيها خير من الدنيا وما فيها‬ ‫" كانت تلك إنما هي أيام الهجرة ودخول الغار والخروج منه‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عندما قال له الصديق وهما‬ ‫في الغار لو أن أحدهم يا رسول ا طأطأ رأسه لرآنا قال ما‬ ‫بالك باثنين ا ثالثهما فكانت هذه الصداقة وهذه الخوة‬ ‫إنما هي بين رجلين وكان ا عز وجل هو الثالث ‪ ,‬يمشي في‬ ‫الطريق فيكون الصديق) ‪ (‬وأرضاه مرة أمامه ويكون مرة‬ ‫خلفه يسأله رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫فيقول له يا‬

‫رسول ا أتذكر الرصد فأكون أمامك يتذكر العدو أنه قد يأتي‬ ‫من أمامهم فيكون أمام رسول ا) صلي ا عليه وسلم( حتى‬ ‫يدفع عنه ويكون له هو الحصن الحصين ويتذكر الطلب يتذكر‬ ‫العدو الذي أنطلق خلفهما فيكون خلف رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( حتى إذا جاء الطلب وإذا جاء الطاعن كان هو‬ ‫الذي يتلقى الطعنة عنه ‪ ,‬تلك الخوة وتلك الصداقة إنما كانت‬ ‫صداقة ومحبة لوجه ا عز وجل ما كانت لغراض دنيوية ما‬ ‫كانت لمنافع مادية وعندما قرب الصديق) ‪ (‬وأرضاه ناقة‬ ‫لرسول ا) صلي ا عليه وسلم( ليركبها ماذا يقول له رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( هل قال له أنت أخي وصديقي أنت‬ ‫حبيبي أنت صفيي وخليلي هذه الناقة ما دمت قد قدمتها لي‬ ‫فأنا مالكها وأنا صاحبها يقول له رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم ( ل أركبها إل بالثمن ل أركبها إل بالثمن ل يركبها حتى‬ ‫‪40‬‬


‫يدفع ثمنها ليس هناك استغلل من صديق لصديقه وأكل مال‬ ‫من صديق لصديقه كان ذلك فعل رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( مع أعز أصفيائه ومع حبيبه ومع صديقه الصديق الذي‬ ‫عندما جاءه الناس يقولون إن ُمحمدا يقول أنه ذهب إلى بيت‬ ‫المقدس وعاد قبل أن تطلع الشمس فيقول إن كان قالها فقد‬ ‫صدق فإني أصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر‬ ‫السماء أصدقه في الوحي أصدقه في التنزيل والقرآن فكيف‬ ‫ل أصدقه إذا قال ذلك هذا الصاحب الذي عوتب كل أهل‬ ‫اليمان إل هو ا عز وجل يعاتب الناس كلها ويستثني من‬ ‫المعاتبة الصديق فإن ا عز وجل يقول‬

‫ه ال ّل ُه‬ ‫ص َر ُ‬ ‫ه َف َق ْد َن َ‬ ‫ص ُرو ُ‬ ‫) إ ِ ّل َتن ُ‬

‫ن إِ ّ‬ ‫ن‬ ‫ح َز ْ‬ ‫ح ِب ِه َل َت ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل ِل َ‬ ‫غا ِر إ ِ ْذ َي ُقو ُ‬ ‫ما ِفي ا ْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن إ ِ ْذ ُ‬ ‫ي ا ْث َن ْي ِ‬ ‫ن َك َف ُروا َثا ِن َ‬ ‫ج ُه ا ّل ِذي َ‬ ‫خ َر َ‬ ‫إ ِ ْذ أ َ ْ‬

‫ال ّل َه َم َع َنا ۖ ‪ " ( .‬التوبة ‪ ."40‬إل تنصروه إل تنصروا ُمحمدا ) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( ودينه فقد هيأ ا عز وجل أسباب نصرته بصديق‬ ‫في يوم حالك شديد السواد في يوم الكرب فيه شديد فكانت‬ ‫النجاه فكانت النجاه أمثلة الصحبة والصداقة في دين السلم‬ ‫كثيرة ‪.‬‬ ‫سعد بن الربيع ) ‪ (‬وأرضاه كان مصاحبا لعبد الرحمن بن‬ ‫عوف) ‪ (‬وأرضاه آخى بينهما رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫ماذا يقول سعد بن الربيع لعبد الرحمن بن عوف يقول هذا‬ ‫مالي أقسمه بيني وبينك ولى زوجتان انظر إلى أي زوجة تريد‬ ‫أطلقها وأزوجها لك هل كان ذلك الصديق من الذين يتعاملون‬ ‫‪41‬‬


‫مع الصحاب معاملة المكاسب معاملة الرباح هل كان‬ ‫يتعامل معه بتلك المعاملة أم أنه كان يتعامل معه بمعاملة‬ ‫حديث رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من أحب لله وأبغض‬ ‫لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل اليمان هو اتخذه‬ ‫صديقا لوجه ا عز وجل ليس لغرض من الغراض ليس لنه‬ ‫غني سوف يأخذ منه مال ليس لنه سخي سوف يطعم طعامه‬ ‫ليس لن له أخت جميلة ليس لن له قريبة حسناء سوف يسهل‬ ‫له زواجها ونكاحها إنما كان يحب صديقه لله عز وجل وكذلك‬ ‫يبغضه إذا أبغضه إنما لوجه ا عز وجل فكانت هذه حياة‬ ‫أهل اليمان ‪.‬‬ ‫قال عبد الرحمن بن عوف الذي كان نعم الصديق‬ ‫لصديقه الذي أحبه لوجه ا عز وجل فقط قال له بارك ا‬ ‫عز وجل لك في مالك وبارك ا عز وجل في نساءك دلوني‬ ‫على السوق دلوني على السوق فقير معدم ليس معه شئ‬ ‫فدلوه على سوق بنو قينقاع فأنطلق مع اليهود يبيع ويشتري‬ ‫وإذا به بزكاءه وفطنته يفوق اليهود عق ل ً ويسيطر عليهم‬ ‫هؤلء اليهود الذين يعيثون اليوم في بلدنا فسادا يقتلون‬ ‫أبناءنا ويسبون نساءنا ويهدمون بيوتنا ويحرقون ويزيلون‬ ‫أشجارنا أين منا من يأكلهم أك ل ً بدينه وإيمانه بزكاءه وفطنته‬ ‫كما فعل عبد الرحمن بن عوف عندما دخل سوق بنو قينقاع‬ ‫فأكل اليهود أك ل ً فأنقلب معه مال وتزوج وقال له رسول‬ ‫‪42‬‬


‫ا) صلي ا عليه وسلم( أتزوجت قال نعم قال مهيم قال ما‬ ‫سقت لها قال نواة من ذهب أراد العفاف فأعفه ا عز وجل ‪.‬‬ ‫إذا أردت أن تتخذ صديقا فحاول أن تتخذ صديقا من‬ ‫المتقين حاول أن تتخذ صديقا من الصالحين حاول أن تتخذ‬ ‫صديقا من أهل الخيار ومن أهل الفضل ومن أهل التقوى‬ ‫فإنك إذا أتخذت صديق سوء إذا اتخذت صديقا من الشياطين‬ ‫الذين يدلونك على كل ضلل وكل فسق وكل فجور فإن‬ ‫العاقبة تكون عليك وحدك‬

‫ل َيا َل ْي َت ِني‬ ‫ع َلىٰ َي َد ْي ِه َي ُقو ُ‬ ‫م َ‬ ‫ظا ِل ُ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫ع ّ‬ ‫م َي َ‬ ‫) َو َي ْو َ‬

‫ع نِ ال ّذ ْك ِر‬ ‫ض ّل ِني َ‬ ‫خ ِلي ًل‪ّ .‬ل َق ْد أ َ َ‬ ‫خ ْذ ُف َل ًنا َ‬ ‫م أ َ ّت ِ‬ ‫س ِبي ًل‪َ .‬يا َو ْي َل َتىٰ َل ْي َت ِني َل ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ع ال ّر ُ‬ ‫ت َم َ‬ ‫خ ْذ ُ‬ ‫ا ّت َ‬

‫سا نِ َخ ُذو ًل‪ " ( .‬الفرقان ‪."29 :27‬‬ ‫لن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ء ِني ۗ َو َكا َ‬ ‫جا َ‬ ‫ع َد إ ِ ْذ َ‬ ‫َب ْ‬ ‫ن ِل ْ ِ‬ ‫فكانت صحبته صحبه السوء إنما أوردته جهنم والعياذ‬ ‫بالله والصاحب التقي إنما هو كبائع المسك والصاحب الفاجر‬ ‫إنما هو كنافخ الكير صاحب المسك بائع المسك إذا اتخذته‬ ‫صديقا فإنه سوف يعطيك مسكا هدية أو تشتري منه أو سوف‬ ‫تجد ريحا طيبة أما نافخ الكير أما الحداد فإنك إذا صحبته ذلك‬ ‫مثل فإن من الحدادين ناس أفاضل أتقياء ولكنه مثل ُيضرب‬ ‫أنك إذا جلست بجوار الكور الذى ينطلق منه الشرر فإنها قد‬ ‫تصيبك وتحرق ثيابك أوكذلك رائحة دخانه فإنها قد تؤذيك ‪,‬‬ ‫والشافعي) ‪ (‬وأرضاه يقول أحب الصالحين ولست منهم لعلي‬ ‫أن أنال بهم شفاعة ‪ ,‬صحبتك للتقي قد تجعله شفيعا لك لعلى‬ ‫أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصى ولو كنت‬ ‫‪43‬‬


‫شريكا في البضاعة ‪ ,‬يكره من ؟ يكره من تجارته المعاصى‬ ‫فإذا أصبت أخ لك من التقياء فإذا أحببت صديقا لك من‬ ‫الصالحين فأعلم أنك مجموعا معه فاعلم أنك مقترنا به في‬ ‫جنة رب العالمين فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول‬ ‫لو أن رجلين أحدهما بالمشرق والخر بالمغرب تحابا في ا‬ ‫كان حبهما لله عز وجل ليس لمصلحة وليس لمنفعة تحابا في‬ ‫ا إل جمعهما ا عز وجل يوم القيامة ويقول لكل واح ٍد‬ ‫ي ‪ ,‬ويقول ا عز‬ ‫ي هذا من أحببته ف ّ‬ ‫منهما هذا من أحببته ف ّ‬ ‫جل‬

‫ن‪.‬‬ ‫م ّت ِقي َ‬ ‫ع ُد ّو إ ِ ّل ا ْل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫م ِل َب ْ‬ ‫ع ضُ ُه ْ‬ ‫ء َي ْو َم ِئ ٍذ َب ْ‬ ‫خ ّل ُ‬ ‫) ا ْل َ ِ‬

‫( " الزخرف ‪ "67‬كل‬

‫الصحاب يوم القيامة إنما هم أعداء الذي وسوس له شيطانه‬ ‫يأخذ بتلبيبه فيقول يا رب هذا أضلني‬

‫ع ٍ‬ ‫ض‬ ‫ض ُه مْ ِل َب ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ء َي ْو َم ِئ ٍذ َب ْ‬ ‫خ ّل ُ‬ ‫) ا ْل َ ِ‬

‫ن آ َم ُنوا ِبآ َيا ِت َنا‬ ‫ن‪ .‬ا ّل ِذي َ‬ ‫ح َز ُنو َ‬ ‫م َت ْ‬ ‫م َو َل َأن ُت ْ‬ ‫م ا ْل َي ْو َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ْو ٌ‬ ‫ع َبا ِد َل َ‬ ‫ن‪َ .‬يا ِ‬ ‫م ّت ِقي َ‬ ‫ع ُد ّو إ ِ ّل ا ْل ُ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م‬ ‫ج ُ‬ ‫م َو أ َ ْز َوا ُ‬ ‫ج ّن َة َأن ُت ْ‬ ‫خ ُلوا ا ْل َ‬ ‫ن‪ .‬ا ْد ُ‬ ‫مي َ‬ ‫س ِل ِ‬ ‫َو َكا ُنوا ُم ْ‬

‫ن‪ " ( .‬الزخرف ‪"70 :67‬‬ ‫ح َب ُرو َ‬ ‫ُت ْ‬

‫كانت الزواج هنا ليست الزوجة ولكن الزواج هنا إنما هو‬ ‫الصديق الذي يشابه صديقه فهو زوج كأنه في التقوى سواء‬ ‫كأنه في الصلح سواء كأنه في الخير سواء كأنه في البر‬ ‫سواء كأنه في كل حسن سواء ‪.‬‬ ‫الصداقة إنما لها آداب ولها أوامر ونواهي في دين‬ ‫السلم يجب عليك أن تتعامل بها ومعها يقول رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( ثلثة يصفين لك ود أخيك ‪ -‬ثلثة‬ ‫أمور إذا كان عندك صديق يجب عليك أن تتعامل بهذه الثلث‬ ‫‪44‬‬


‫ما هي الثلث يا رسول ا ‪ -‬قال أن تناديه بأحب أسمائه إليه‬ ‫صديقك وأخوك تناديه بماذا هل تناديه باسم يكرهه هل‬ ‫تناديه باسم يعاكسه به الناس هل تناديه بشئ يعكره إنما‬ ‫تناديه بأحب السماء إليه بأحب أسمائه إليه وأن تسلم عليه‬ ‫إذا لقيته إذا استقبلك إنما تستقبله بوجه طلق إنما تستقبله‬ ‫بالمصافحة إنما تستقبله استقبا ل ً حسنا وتوسع له في‬ ‫المجلس ترحب به إذا جاءك فعليك أن توسع له وتجلسه‬ ‫مجلسا حسنا فإن هذه الثلث إنما تجعل بينك وبين صديقك‬ ‫المودة كلها إنما تجعل المودة كلها فيه يأمرك دين السلم أل‬ ‫تتكلف لصديقك ول تكلف نفسك فوق طاقتك ول تحاول أن‬ ‫تكلفه فوق طاقته فإن القائل يقول ‪ :‬من خفت نفقته وجبت‬ ‫محبته‬ ‫فإذا جاءك أخ وصديق فعليك أن تضيفه مما عندك ول تتكلف‬ ‫فوق طاقتك ‪ ,‬لماذا نقول ذلك لنك إذا تكلفت فوق الطاقة‬ ‫وأجهدك فإذا جاءك مرة أخرى تحاول قدر استطاعتك أن تفر‬ ‫منه فكانت عدم التكلفة إنما هي من المور التي تزيد في‬ ‫المودة والتي تزيد في التقارب أما إذا تكلفت وأجهدت نفسك‬ ‫فإنك مع الوقت سوف تبغض مجيئه لن مجيئه يكلفك لن‬ ‫مجيئه يجهدك عليك أن تصبر على أخيك فإن اليام ليست كلها‬ ‫سواء وإن الخ الصديق قد يحدث منه شيئا ليس بمستقيم‬ ‫وليس بطبيعي‬ ‫‪45‬‬


‫أبو الدرداء ) ‪ (‬وأرضاه يقول لك إذا تغير أخوك وتحول‬ ‫عما كان عليه وجدته تغير وجدته تحول ولو شيئا قلي ل ً فقال‬ ‫أبو الدرداء ل تدعه لذلك ل تتركه ول تقطع الصلة ل تقطع‬ ‫الصحبة والصداقة يقول لك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم‬ ‫أخرى ولكن عليك أن تنصحه وعليك أن تعاتبه ولكن العتاب‬ ‫ليس لك أن تكثر فيه وأن تشدد عليه وأن تعيد وتزيد وعلى كل‬ ‫صغيرة وكبيرة تعاتب صديقك ‪.‬‬ ‫يقول القائل ‪:‬‬ ‫إذا كنت في كل المور معاتبا أخاك‬

‫لم تلق يوما من‬

‫تعاتبه‬ ‫على الصديق أن يدعو لخيه أن يدعو لصديقه أن يدعو‬ ‫لحبيبه وأن يكثر الدعاء فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫يقول إذا دعا الخ لخيه على ظهر الغيب ناداه ملك قال ولك‬ ‫مثلها إذا دعوت أنت ورفعت يدك لخيك تدعو له فإن ا عز‬ ‫وجل يوكل ملك يقول لك مثل ما تدعو له ورسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( يقول أسرع الدعاء إجابة أسرع الدعاء إجابة‬ ‫دعوة الخ لخيه على ظهر الغيب إذا دعوت ا عز وجل‬ ‫لصديقك وهو ليس معك فإن هذا الدعاء هو أسرع دعاء‬ ‫يجيبه ا عز وجل صديقك وأخوك في ا عليك أن تحاول أن‬ ‫تزوره وأن تكثر من زيارتك له ولكن هذه الزيارة إنما‬ ‫تحتسبها لله عز وجل ول تكون زيارة لغرض من الغراض ‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حديث رواه‬ ‫أبو هريرة) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( إذا زار رجل أخ له في ا فأرصد ا عز وجل له ملكا‬ ‫ واحد خرج يزور صديق له يحبه لوجه ا فأرصد ا عز وجل‬‫له ملكا ‪ -‬قال له إلي أين قال أزور أخي فلن قال له ألك‬ ‫حاجة عنده قال ل قال ألقرابة بينك وبينه ذلك بينك وبينه‬ ‫قرابة فهي صله رحم قال ل قال ألنعمة لك عنده هو قدم لك‬ ‫معروف وأنت ذاهب لتشكره هو قدم لك إحسانا وأنت ذاهب‬ ‫لتكافئه قال ل قال لما قال لني أحبه في ا هو يحبه لله عز‬ ‫وجل وليس لغرض من الغراض قال فإن ا عز وجل‬ ‫أرسلني إليك يقول أنه أحبك بحبك إياه وأوجب لك الجنة تزور‬ ‫صديقك تزور أخ لك يكون موجودا في بيته ل تزوره ول تدخل‬ ‫بيته إل في حضوره وإن كان صديقك أو أخوك مسافرا فإن‬ ‫النهي عن دخول بيته أشد ل تقول لي إني أرعى مصالحه ل‬ ‫تقول إني أسلم على أولده ل تقول إن زوجته تحتاج إلى من‬ ‫يعينها ‪.‬‬ ‫فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( نهاك أن تدخل‬ ‫على المغيبات نهاك أن تدخل على الغائب عنها زوجها إذا‬ ‫أردت أن تقدم لها معروفا إذا أردت أن تقدم إحسانا فارسل‬ ‫لها زوجتك أو أختك أو خالتك أو عمتك أو ابنتك أما أنت تزور‬ ‫صديقك تزور أخ لك في ا متى كان موجودا في بيته ‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫وعن أبي مالك الشعري) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( إن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء‬ ‫ول بشهداء يغبطهم النبياء والشهداء على قربهم ومنازلهم‬ ‫من ا عز وجل ‪ -‬عباد لله عز وجل ليسوا من النبياء وليسوا‬ ‫من الشهداء ولكن لهم منزلة عالية عند رب العالمين ‪ -‬فقال‬ ‫أعرابي وجثى على ركبتيه وقال يا رسول ا ناس من الناس‬ ‫ليسوا بأنبياء ول من الشهداء يغبضهم النبياء والشهداء على‬ ‫قربهم ومنازلهم من ا عز وجل صفهم لنا من هم قال‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هم ناس من الناس من‬ ‫نوازع القبائل ل تربط بينهم أصلب متقاربة ليس بينهم صلة‬ ‫قرابة ل تصل بينهم أصلب متقاربة إنما هم تحابوا في ا عز‬ ‫وجل وتصافوا يجعل ا عز وجل يوم القيامة وجوههم نورا‬ ‫وثيابهم نورا يجلسون على منابر من نور يفزع الناس ول‬ ‫يفزعون وهم أولياء ا ل خوف عليهم ول هم يحزنون ل‬ ‫خوف عليهم ول هم يحزنون " هل تختار صديقا لك واحدا أم‬ ‫أنك تختار عددا من الصدقاء إذا أستطعت أن يكون لك أكثر‬ ‫من ألف صديق حاول أن تتخذ فإن علي بن أبي طالب) ‪(‬‬ ‫وأرضاه يقول أكثر من الصحاب أتخذ أصحاب كثيرين أكثر من‬ ‫الصحاب فإنهم عون إذا أستنقذتهم ‪ ,‬فما وا بكثير ألف خل‬ ‫وصاحب وإن عدوا واحدا لكثير ليس بكثير أن يكون لك ألف‬ ‫صديق ولكن الكثير أن يكون لك عدو واحد لو كان لك عدوا‬ ‫‪48‬‬


‫واحدا فهى الطامة الكبرى أما أن يكون لك ألف صديق فإنه‬ ‫عدد قليل ‪.‬‬ ‫إذا أردت أن تختار صديق وما أقلهم في هذه اليام‬ ‫حسب الشروط التي سنقولها يقول القائل إذا عرضت لك إلى‬ ‫صحبة الرجال حاجة من الذي تختاره فأصحب من إذا خدمته‬ ‫صانك وإذا صحبته زانك وإذا نزلت بك مؤنه مانك ‪ ,‬أصحب من‬ ‫إذا مددت يدك بخير مدها وإذا رأى منك حسنة عدها وإذا رأى‬ ‫منك سيئة سترها أصحب من إذا سألته أعطاك وإذا نزلت بك‬ ‫نازلة واساك وإذا سكت أبتداك إصحب من إذا قلت صدق‬ ‫قولك وإذا حاولت أمرا أمرك وإذا تنازعتما شيئا آثرك يؤثرون‬ ‫على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ولو كان بهم خصاصة ‪.‬‬ ‫إن الصداقة الحقة إنما تجعل الصديق مع صديقه في‬ ‫جنة عرضها السموات والرض إن كان من أهل اليمان وإن‬ ‫كان من أهل التقوى أما إذا كان الصديق يصادق شيطانا فإن‬ ‫هذه الصداقة إنما تجعل مسكنهما نار جهنم مؤججة تلفحمها‬ ‫ولم يجدا منها فرارا ‪.‬‬ ‫صدق من ل يخدعك ومن يضر نفسه لينفعك‬ ‫إن أخاك ال ُ‬ ‫ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت شمل نفسه ليجمعك‬ ‫والصديق الحق إنما هو أفضل من البن وأفضل من الخ‬ ‫وأفضل من الزوجة وأفضل من كل من له صلة بك نسب ورحم‬ ‫لماذا لن الصديق إذا مات فإن الولد والسرة إنما تتنازع‬ ‫‪49‬‬


‫التركة وكل واحد يحسب الميراث أما الصديق الحق فإنما‬ ‫ليست له مصلحة في الميراث فيكون حزنه على أخيه الذي‬ ‫افتقده أشد وحرقته عليه أكبر وأعظم لفراقه الذي سوف‬ ‫يطول به حتى يجمعهما ا عز وجل في النعيم ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫الرحمة‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫كما يقول عمر بن‬

‫الخطاب ) ‪ (‬وأرضاه قدم سبي على رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( وفي السبي امرأة كلما رأت صبي في السبي ألصقته‬ ‫بطنها وألقمته ثديها قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار وهي تقدر على أل‬ ‫تطرحه انظر إلى تلك الصورة سبي جيئ به أمام رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( فيهم امرأة فقدت ولدها فكانت‬ ‫كلما وجدت صبيا في السبي صبيا مع الناس فإنما كانت تأخذ‬ ‫ذلك الصبي رحمة منها وشفقة ثم تلصقه إلى بطنها ثم تخرج‬ ‫ثديها وتلقمه إياه ترضعه لبنها رحمة وشفقة قال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( وكان معلما وكان ل يفوته شئ إل‬ ‫جعلها مدرسة يدرسها للناس قال لهم عندما رأوا هذا المشهد‬ ‫أترون هذه طارحة ولدها في النار وهي قادرة على أل‬ ‫تطرحه قالوا ل وا يا رسول ا قال ‪ :‬فإن ا عز وجل أرحم‬ ‫بعباده من هذه المرأة بولدها ا عز وجل أرحم بنا من هذه‬ ‫المرأة بولدها وأن يقذف بنا في النار‬ ‫ما‬ ‫ع ِلي ً‬ ‫شا ِك ًرا َ‬ ‫م ۚ َو َكا نَ ال ّل ُه َ‬ ‫م َوآ َمن ُت ْ‬ ‫ك ْر ُت ْ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬

‫م ِإن‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َذا ِب ُ‬ ‫ل ال ّل ُه ِب َ‬ ‫ع ُ‬ ‫) ّما َي ْف َ‬

‫‪ " ( .‬النساء ‪147‬‬

‫ا عز وجل ما‬ ‫"‬

‫كانت إرادته أن يعذب الخلق وأن يوهن عزائمهم وأن‬ ‫يحطمهم ولكن إرادة ا عز وجل أن يكون الخلق كل الخلق‬ ‫في تراحم فيما بينهم وبين بعضهم وفي مودة بينهم وبين‬ ‫‪51‬‬


‫بعضهم ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث له‬ ‫إن ا عز وجل خلق يوم خلق الخلق مائة رحمة طباقا ما بين‬ ‫السماء والرض ا عز وجل عندما خلق السموات والرض‬ ‫وخلق الخلق كلهم إنما خلق مع ذلك الخلق مائة رحمة كل‬ ‫رحمة طباقا ما بين السماء والرض كل رحمة من هذه المائة‬ ‫إنما هي تسع الخلق كل الخلق في السموات والرض طباقا‬ ‫الرحمة كل رحمة طباقا ما بين السماء والرض وجعل في‬ ‫الرض رحمة واحدة احتفظ ا عز وجل بتسع وتسعين رحمة‬ ‫وأنزل وجعل في الرض رحمة واحدة من هذه الرحمات‬ ‫المائة التي خلقها يوم خلق السموات والرض ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫فمن هذه‬

‫الرحمة تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها‬ ‫على بعض من هذه الرحمة الواحدة إنما الوالدة ترضع‬ ‫ولدها وترحمه وتحنو عليه والوحش والطير وكل الخلق إنما‬ ‫يرحم بعضهم بعضا فإذا كان ا عز وجل الرحمن الرحيم‬ ‫أحتفظ عنده بباقي المائة فإن رحمة ا وسعت كل شئ‬ ‫ولكن هذه الرحمة التي وسعت كل شئ من سوف ينالها هل‬ ‫ينالها الذين يحاربون ا ورسوله هل ينالها الذين يرتكبون‬ ‫الموبقات والفواحش هل ينالها الذين جعلوا المحرمات‬ ‫عندهم حل ل ً وجعلوا الحلل عندهم حراما هل سينالها الذين‬ ‫يتنكبون الطريق‬

‫كۚ‬ ‫ه ْد َنا إ ِ َل ْي َ‬ ‫ة إ ِ ّنا ُ‬ ‫خ َر ِ‬ ‫س َن ًة َو ِفي ا ْل ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ال ّد ْن َيا َ‬ ‫ه ِذ ِ‬ ‫ب َل َنا ِفي َٰ‬ ‫) َوا ْك ُت ْ‬ ‫‪52‬‬


‫ن َي ّت ُقو َ‬ ‫ن‬ ‫س َأ ْك ُت ُب َها ِل ّل ِذي َ‬ ‫ء ۚ َف َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت ُك ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ِتي َو ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ء ۖ َو َر ْ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ب ِب ِه َم ْ‬ ‫صي ُ‬ ‫ع َذا ِبي أ ُ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫َقا َ‬ ‫ي ا ّل ِذي‬ ‫ي ا ْل ُّم ّ‬ ‫ل ال ّن ِب ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ن ال ّر ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َي ّت ِب ُ‬ ‫هم ِبآ َيا ِت َنا ُي ْؤ ِم ُنو نَ‪ .‬ا ّل ِذي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ة َوا ّل ِذي َ‬ ‫َو ُي ْؤ ُتو نَ ال ّز َكا َ‬ ‫ل‪.‬‬ ‫جي ِ‬ ‫لن ِ‬ ‫م ِفي ال ّت ْو َرا ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن َد ُ‬ ‫ك ُتو ًبا ِ‬ ‫ج ُدو َن ُه َم ْ‬ ‫َي ِ‬ ‫ة َوا ْ ِ‬

‫(" العراف ‪."157-156‬‬

‫سوف ينالها الذين يتقون سوف ينالها الذين يخرجون‬ ‫الزكاة طيبة بها نفوسهم سوف ينالها الذين يؤمنون بالنبي‬ ‫ويتبعون طريقة ومنهاجه عندما تقول للذين يرتكبون‬ ‫الفواحش عندما تقول للذين يرتكبون الموبقات عندما تقول‬ ‫للذين يفعلون الفاعيل أتقوا ا يقول أخ لك يا شيخ يوم‬ ‫الجحيم ربك رحيم هل قدمت لنفسك وهل هيأت للرحمن‬ ‫الرحيم أن يرحمك برحمته الواسعة يوم الدين وهل أعددت‬ ‫لله عز وجل ما أمر وأنتهيت عما نهى حتى إذا وقفت أمامه‬ ‫رحمك ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث رواه أبو‬ ‫هريرة) ‪ (‬وأرضاه لو يعلم المؤمن ما أعده ا عز وجل من‬ ‫عقاب ما طمع في جنته أحد ‪ ,‬المؤمن لو يعلم ما أعده ا عز‬ ‫وجل في جهنم ما أعده ا عز وجل للذين يخطئون ويصرون‬ ‫لو يعلم المؤمن ما طمع في جنته أحد ولو يعلم الكافر ما‬ ‫أعده ا عز وجل من الرحمة ما قنت من رحمته أحد ولكن‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول اليمان ما وقر في‬ ‫القلب وصدقه العمل وإن قوما غرتهم الماني حتى خرجوا‬ ‫من الدنيا ول حسنة لهم قالوا كنا نحسن الظن بالله " هؤلء‬ ‫‪53‬‬


‫الذين خرجوا من الدنيا ول حسنة لهم يوم القيامة عندما يرون‬ ‫الكتاب والحساب ويعلمون أن هناك سعيرا أعدت لهم قالوا‬ ‫كنا نحسن الظن بالله يرد عليهم ويقال كذبتم لو أحسنتم‬ ‫الظن لحسنتم العمل ربكم رحيم ربكم رحمن ولكن هيئ‬ ‫لنفسك الذي ترحم به وكان رسولكم من أرحم الرحماء ومن‬ ‫أرحم الرحماء بإرادة ا عز وجل وما أرسلناك إل رحمة‬ ‫للعالمين‬ ‫ك ۖ‪.‬‬ ‫ح ْو ِل َ‬ ‫َ‬

‫ضوا ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ب َلن َف ّ‬ ‫ظ ا ْل َق ْل ِ‬ ‫غ ِلي َ‬ ‫ظا َ‬ ‫ت َف ّ‬ ‫م ۖ َو َل ْو ُكن َ‬ ‫ت َل ُه ْ‬ ‫ن ال ّل ِه ِلن َ‬ ‫م ٍة ّم َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫) َف ِب َ‬

‫( " آل عمران ‪ "159‬هيأه ا عز وجل لقيادة تلك المة‬

‫الراحمة المرحومة ذلك النبي – عليه أفضل الصلة والسلم‪-‬‬ ‫الذي كان هو السوة الحسنة لنا جميعا عندما فعل بأصحابهم‬ ‫الفاعيل يوم أحد ونظر إلى القتلى وقد ُمثل بهم نظر إلى‬ ‫الشهداء ونظر إلى حمزة عمه وقد بقرت بطنه وأخرجت كبده‬ ‫لكلها وما استطاعت أن تستسيغها هند بنت عتبه ورأى النوف‬ ‫قد جدعت والذان قد قطعت قال يرحمك ا أي عمي لقد‬ ‫كنت وصول للرحم فعول للخيرات وا لول أن تحزن صفية‬ ‫لتركتك حتى تكون في بطون الوحش والطير قال هذه‬ ‫الكلمات فقال أصحاب رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لئن‬ ‫أمكننا ا عز وجل منهم لنمثلن بسبعين منهم ولنمثلن بهم‬ ‫مثلة لم تسمع العرب بها هناك ناس تحسب أن رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( هو قائلها وما قالها ُمحمد ولكن كل‬ ‫ما نسب إليه من القوال أنه قالها فهو ضعيف أو موضوع‬ ‫‪54‬‬


‫ولكن الذي قالها هم صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫الرحمن الرحيم الذي يريد من هذه المة أن تكون راحمة‬ ‫مرحومة ويريد من رسولها أن يكون رحمة مهداه أنزل قوله‬ ‫ص ِب ْر‬ ‫ن‪َ .‬وا ْ‬ ‫صا ِب ِري َ‬ ‫خ ْي ٌر ّلل ّ‬ ‫م َل ُه َو َ‬ ‫ص َب ْر ُت ْ‬ ‫عو ِق ْب ُتم ِب ِه ۖ َو َل ِئن َ‬ ‫ل َما ُ‬ ‫م ْث ِ‬ ‫عا ِق ُبوا ِب ِ‬ ‫م َف َ‬ ‫عا َق ْب ُت ْ‬ ‫) َو إ ِ نْ َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ك ُرو َ‬ ‫ما َي مْ ُ‬ ‫ق ّم ّ‬ ‫ض ْي ٍ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫م َو َل َت ُ‬ ‫ع َل ْي ِه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ح َز ْ‬ ‫ك إ ِ ّل ِبال ّل ِه ۚ َو َل َت ْ‬ ‫َو َما صَ ْب ُر َ‬

‫( " النحل‬

‫‪."127-126‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يوم خيبر يأتيه بلل‬

‫ومعه امرأتين سبايا من اليهود انظر إلى رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( الرحمة كلها يؤنب بل ل ً يشدد عليه في القول‬ ‫ينهره بالكلمات لماذا كان التأنيب ولماذا كان التشديد ولماذا‬ ‫كان النهر بالكلمات المغلظة لن بلل فعل فعلة ما كان‬ ‫ينبغي له أن يفعلها في أمة رسولها هو ُمحمد‪ -‬عليه أفضل‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬الرحمة المهداه فعل بلل أنه مر بالمرأتين‬ ‫على جثث القتلى والمرأة إنما هي ضعيفة والمرأة إنما هي‬ ‫تتأثر بهذه المناظر والمرأة إنما هي مسكينة تهتز لهذه‬ ‫النظرات فقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لبلل أنزعت‬ ‫منك الرحمة يا بلل أنزعت منك الرحمة يا بلل حتى تمر‬ ‫بامرأتين على قتلى رجالهما أين الرحمة كان عليك أن تختار‬ ‫طريق غير ذلك الطريق الذي فيه الجثث ‪ ,‬وهو الرحمة‬ ‫المهداه ينظر إلى المرأة المقتولة يوم ثقيف فإذا به تدمع‬ ‫عيناه ويقول ما كانت هذه لتقاتل إلحق بخالد فقل له إن‬ ‫‪55‬‬


‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لك ل تقتل امرأة ول‬ ‫صبيا ول عسيفا ‪.‬‬ ‫وعائشة ) ‪ (‬وأرضاها تقول ما ضرب رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( بيده امرأة ول صبيا ول خادما ول شيئا قط كان‬ ‫ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬الرحمة كلها وما أرسلناك‬ ‫إل رحمة للعالمين ‪.‬‬ ‫لماذا كنا من أهل الرحمة وكانت الرحمة هي ديننا لننا‬ ‫حديث عهد بالقرآن لن قرآننا أحد الكتب وهو أقربها إلينا وا‬ ‫عز وجل يقول )‬

‫ل ِم َ‬ ‫ن‬ ‫م ِل ِذ ْك ِر ال ّل ِه َو َما َن َز َ‬ ‫ع ُق ُلو ُب ُه ْ‬ ‫ش َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن آ َم ُنوا َأن َت ْ‬ ‫ن ِل ّل ِذي َ‬ ‫م َي ْأ ِ‬ ‫أ َ َل ْ‬

‫مۖ‬ ‫ت ُق ُلو ُب ُه ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م ا ْل َ​َم ُد َف َق َ‬ ‫ع َل ْي ِه ُ‬ ‫ل َ‬ ‫طا َ‬ ‫ل َف َ‬ ‫ب ِمن َق ْب ُ‬ ‫ك َتا َ‬ ‫ن ُأو ُتوا ا ْل ِ‬ ‫كو ُنوا َكا ّل ِذي َ‬ ‫ق َو َل َي ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ا ْل َ‬

‫ن‪ " ( .‬الحديد ‪."16‬‬ ‫س ُقو َ‬ ‫م َفا ِ‬ ‫َو َك ِثي ٌر ّم ْن ُه ْ‬ ‫يقول ا عز وجل إن أهل الكتاب من اليهود والنصارى‬ ‫إنما يحملون قلوبا قاسية لن عهدهم بعيد بكتبهم وعهدهم‬ ‫بعيد بأنبيائهم أما نحن فإننا حديث عهد بكتابنا وحديث عهد‬ ‫بنبينا فل ينبغي لنا أن نحمل قلوبا قاسية ولكن يجب علينا أن‬ ‫نتعامل بالرحمة كلها ‪ ,‬وفي هذه اليام نجد أمريكا وإنجلترا‬ ‫وكأن الرحمة تنساب من قلوبهم على أهل دارفور ثم يقولون‬ ‫ويدعون أن هناك إبادة جماعيه وتعذيب واغتصاب للنساء‬ ‫وهناك إهدارا لحقوق النسان هؤلء الذين الرحمة أنبعثت‬ ‫من قلوبهم على أهل دارفور أين تلك الرحمة على الناس في‬ ‫فلسطين الذين تدك بيوتهم بالطائرات وتنتهك حرماتهم‬ ‫‪56‬‬


‫ويعتقل أبناءهم وتسلب أرضهم وديارهم وأموالهم جهارا‬ ‫نهارا على مسمع ومرأى من العالم كله شرقه وغربه يقتلون‬ ‫لي ل ً ونهارا الذين في فلسطين تقتلع مزروعاتهم حتى ل يجدوا‬ ‫ما يأكلون هل الرحمة في القلوب دخلت على أهل دارفور‬ ‫والقسوة على أهل فلسطين أين هي الرحمة التي يتشدقون‬ ‫بها التي كانوا يتعاملون بها في سجن أبو غريب وفي سجون‬ ‫العراق أم في قتل المدنيين العزل من أي سلح سواء في‬ ‫العراق أو في أفغانستان أو باكستان وكل يوم نسمع ونرى‬ ‫بأعيننا وليس سمعا من مصادر مجهولة أو من قنوات مأجورة‬ ‫عن المجازر التي ترتكبها قوات التحالف بقيادة أمريكا من‬ ‫قتل أعدادا كبيرة من المدنيين العزل ومن أطفال المدارس‬ ‫ومن النساء ثم يبررون ويدعون أنها عن طريق الخطأ فأي‬ ‫رحمة تلك وأي ملة أو دين يدعون أنهم من أهله الذي يحرض‬ ‫ويبيح بل ويأمر بتلك الفعال المشينة وا إنهم أسوأ دعاة‬ ‫لسوأ فكر أو عقيدة إن كان لهم عقيدة ‪.‬‬ ‫اعلموا أنها ليست رحمة ولكنهم يريدون أن يستعمروننا‬ ‫يريدون أن يستعبدوننا ومع الظن أكبر الظن أنهم يريدون أن‬ ‫يحاصروا بلدنا من كل جهه لنهم يعلمون أننا القوة المؤثرة‬ ‫فيحيطون بنا من فلسطين ثم يحيطون بنا من السودان ثم‬ ‫يتحكمون في النيل والمياه ثم يجعلوننا نسير على حسب‬ ‫هواهم وا عز وجل بإذنه سوف يردهم خائبين ا عز وجل‬ ‫‪57‬‬


‫يقول‬

‫عن‬ ‫م َ‬ ‫ك ِل َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫ح ّر ُفو َ‬ ‫س َي ًة ۖ ُي َ‬ ‫م َقا ِ‬ ‫ع ْل َنا ُق ُلو َب ُه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ّنا ُ‬ ‫م َل َ‬ ‫ما َن ْق ضِ ِهم ّمي َثا َق ُه ْ‬ ‫) َف ِب َ‬

‫ما ُذ ّك ُروا ِب ِه ۚ‪.‬‬ ‫ظا ّم ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫سوا َ‬ ‫ع ِه ۙ َو َن ُ‬ ‫ّم َوا ضِ ِ‬

‫( " المائدة ‪ "13‬إذا كان ا عز‬

‫وجل هو قائلها فإن القسوة ركبت في قلوب أهل الشرك‬ ‫وقلوب كل من ل يدين بالسلم بنص اليات لن ا عز وجل‬ ‫إذا قالها فهي الصدق كله فمن قال لكم أنه رحيم بأهل‬ ‫دارفور أو بأي ناس من الناس فاعلم أنه من الكاذبين فأعلم‬ ‫أنه يعد العدة لكي يجهز على ذلك الدين وا عز وجل فعال‬ ‫لما يريد ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫والذي نفسي‬

‫بيده لن تؤمنوا حتى تراحموا ليس هناك واحدا يقول أنا‬ ‫مؤمن ويكون قلبه قاسي إذا كان قلبك قاسيا فإن هناك نقص‬ ‫في إيمانك والذي نفس ُمحمد بيده لن تؤمنوا حتى تراحموا‬ ‫قالوا يا رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫كلنا رحيم قال‬

‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ليس برحمة أحدكم صاحبه‬ ‫ولكن برحمة العامة يرحم صديقه يرحم والده وأمه وعمته‬ ‫وخالته هناك صلت ولكن الرحمة المطلوبة في دين السلم‬ ‫إنما هي رحمتك بخلق ا جميعا ويقول رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫الراحمون يرحمهم الرحمن أرحموا من في‬

‫الرض يرحمكم من في السماء الراحمون يرحمهم الرحمن‬ ‫ارحموا من في الرض يرحمكم ا عز وجل ‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫وعن عبد ا بن عمر) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم ( ل تكثروا الكلم بغير ذكر ا حتى‬ ‫يجعل قلبك فيه الرحمة وينزع منه القسوة هذا علج إذا رأيت‬ ‫أن قلبك فيه شئ من القسوة هذا علج ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في ذلك الحديث‬ ‫ل تكثروا الكلم بغير ذكر ا عز وجل فإن كثرة الكلم بغير‬ ‫ذكر ا عز وجل قسوة في القلب انظر إلى ما بعدها وإن‬ ‫أبعد الناس عن ا عز وجل القاسي القلب ‪.‬‬ ‫يقول أبو هريرة ) ‪ (‬وأرضاه حدثني الصادق المصدوق‬ ‫صاحب هذه الحجرة وهو يشير إلى قبر رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( أبا القاسم) ‪ (‬وأرضاه قال ل تنزع الرحمة إل من‬ ‫شقي ‪ ,‬وهناك ناس تعيب على دين السلم أن فيه حدودا‬ ‫وفيه عقوبات مغلظة واعلموا أن الحدود في السلم وأن‬ ‫العقوبات التي جاء بها إنما هي الرحمة كلها فإن ا عز وجل‬ ‫يقول‬

‫ة َيا ُأو ِلي ا ْل َْل َبا ِ‬ ‫ب‬ ‫ح َيا ٌ‬ ‫ص َ‬ ‫صا ِ‬ ‫م ِفي ا ْل ِق َ‬ ‫ك ْ‬ ‫) َو َل ُ‬

‫ن‪ "( .‬البقرة ‪179‬‬ ‫م َت ّت ُقو َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع ّل ُ‬ ‫َل َ‬

‫" جعل لنا في القصاص وبسببه الحياة لنك إذا تركت القاتل‬ ‫يرتع إذا تركت القاتل بغير عقوبة إذا تركت القاتل ولم تقم‬ ‫عليه الحد فإنه قد تجرأ وكان لون الدم عنده سه ل ً فإنه سوف‬ ‫يقتل ويقتل ويقتل فكان بقتله حياة لخرين ل عدد لهم ول‬ ‫حصر ويقول القائل ‪:‬‬

‫‪59‬‬


‫قسى ليزدجر ومن يك راحما‬

‫فليقسوا أحيانا على‬

‫من يرحم‬ ‫أنت عندما ترحم صبيك عندما ترحم طفلك وهو يبكي حتى ل‬ ‫يذهب إلى المدرسة أنت تقسو عليه وتضربه حتى يذهب إلى‬ ‫المدرسة فكانت القسوة هنا والضرب إنما رحمة به هو ل يريد‬ ‫أن يذاكر وأنت تقسو عليه لكي يذاكر فإن القسوة هنا رحمة‬ ‫به وإن الطبيب ليمسك المشرط ثم يقطع به من لحم المريض‬ ‫ثم يخرج به شيئا من أحشاءه إنما يفعل ذلك إنما رحمة‬ ‫بالمريض ولكي يريحه من تعب هو فيه ويعالجه من داء قد‬ ‫أصابه فكانت القسوة في الحدود وكانت العقوبات إنما هي‬ ‫رحمة بالمة ورحمة بالخلق كل الخلق لننا لو تركنا أهل‬ ‫الفساد يفسدون لو تركنا أهل الفجور يفجرون فإن العاقبة‬ ‫تكون وخيمة على المجتمع كله ‪ ,‬والرحمة أمرنا بها في دين‬ ‫السلم كانت بطلب رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول‬ ‫بينما رجل يمشي في طريق اشتد به العطش فوجد بئر فنزل‬ ‫فيه فشرب منه ثم خرج فوجد كلبا يلهث من العطش فقال لقد‬ ‫نزل بهذا الكلب ما نزل بى فنزل البئر فمل خفه ماءا ثم صعد‬ ‫فسقى الكلب قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فشكر ا‬ ‫له فغفر له ‪.‬‬ ‫ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( بينما بغي رأت‬ ‫كلبا يدلع لسانه من العطش فخلعت موقها فسقته فغفر ا‬ ‫‪60‬‬


‫عز وجل لها قال صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ألنا‬ ‫في البهائم أجرا يا رسول ا قال في كل كبد رطبة أجرا ‪,‬‬ ‫فإذا كان في دين السلم الرحمة بالكلب تغفر الذنوب فإن‬ ‫الرحمة بالناس إنما فيها ثواب عظيم وفيها أجر وفير ‪.‬‬ ‫ويقول عبد ا بن مسعود ) ‪ (‬وأرضاه بينما أضرب غلما لي‬ ‫إذا بصوت من خلفي يقول يا أبا مسعود يا أبا مسعود فالتفت‬ ‫فإذا به رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يقول اعلم أبا‬

‫مسعود أن ا عز وجل أقدر عليك منك على هذا الغلم الذي‬ ‫تضربه ‪ ,‬ربنا عز وجل أقوي منك ولو شاء لنتقم منك قلت يا‬ ‫رسول ا هو حر لوجه ا عز وجل قال لو لم تفعلها للفحتك‬ ‫النار ‪ ,‬ضرب صبي بغير سبب ظلما جزاءه دخول جهنم وأن‬ ‫تكون من سكان النار والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ارحموا ترحموا‬ ‫وأغفروا يغفر لكم ويل لقماع القول ويل للمصرين الذين‬ ‫يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫رعـاية اليـتـيم‬ ‫ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬كان يتيم على ظهر‬ ‫تلك البسيطة وا عز وجل إنما ضربه باليتم مرة بعد مرة‬ ‫فضرب باليتم لكي يكون بالمؤمنين رحيما ورسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( الذي نجا والده من الزبح وأخذه عبد المطلب‬ ‫وسار به في مكة ذاهبا به ليزوجه من آمنة بنت وهب ذلك‬ ‫الرجل تتعرض له امرأة في الطريق أخت ورقة بن نوفل‬ ‫ي الن هذه المرأة تقول له عاشرني معاشرة‬ ‫وتقول له قع عل ّ‬ ‫الزواج وأنا أعطيك أجرا وذلك الجر إنما هو لك ثمن ماذا‬ ‫يقول لها والد ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬الذي كان‬ ‫يحسب من أهل الجاهلية ولكنه كان على خلق عظيم وكان‬ ‫من الكرماء الذكياء ماذا قال لها ذلك الشاب قال أما الحرام‬ ‫فالممات دونه والحل ل حل فأستبينه يحمي الكريم عرضه‬ ‫ودينه ‪ ,‬تركها وسار حتى دخل على زوجته آمنه بنت وهب‬ ‫فكان لقاء الزوج بزوجته وكان لقاء النطفة المحمدية – عليه‬ ‫أفضل الصلة والسلم‪ -‬في ذلك الرحم الطاهر ذلك الرجل‬ ‫عندما خرج مرة أخرى بعد ذلك اللقاء إذا به يقابل التي‬ ‫تعرضت له فل تتعرض له فيقول لها ما لك تقول له لقد‬ ‫غادرك النور الذي كان في جبهتك ‪ ,‬لقد غادره نور ُمحمد –‬ ‫عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬إلى رحم أمنة وأسقتر فيها ذلك‬ ‫الرجل والد ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬كانت تلك‬ ‫‪62‬‬


‫هي مهمته في الدنيا التي خلقه ا عز وجل من أجلها فإنه‬ ‫يترك زوجته بعد أيام سعيا على المعاش وينطلق إلى غزة‬ ‫في تجارة ليشتري ويبيع وغزة هذه التي كانت محطة للتجار‬ ‫والتى كانت تمدهم بالثمار والتي كانت مغمورة بالبضائع‬ ‫فإنها في أيامنا محاصرة وأنها في أيامنا تدك كل حين حتى‬ ‫أنهم ل يجدون ما يأكلون إل بشق النفس حتى أنهم ل يجدون‬ ‫ما يشربون حتى أنهم ل يجدون ضروريات الحياة فإن الوقود‬ ‫محرم عليهم حتى أنهم يموتون لن الدواء غير ميسر لهم ‪,‬‬ ‫غادر إلى غزة وفي عودته من غزة إذا به يتوفاه ا في‬ ‫المدينة إذا به يموت بها فيكون ُمحمد – عليه أفضل الصلة‬ ‫والسلم‪ -‬يتيما قبل أن يغادر بطن أمه كانت هذه أول ضربات‬ ‫اليتم ويخرج ذلك النبي إلى الحياة فيجد أما حانية يجد أمنة‬ ‫بنت وهب تضمه إلى صدرها فقد شاهدت من البشارات رغم‬ ‫ما عانته من اللم لفراق زوجها ما جعلها تحبه حبا فوق حب‬ ‫فإنها عندما وضعته إنما انطلق معه نور ذلك النور أضاء لها‬ ‫قصور بصرى بالشام وهي التي حملت به فقالت في حملها‬ ‫أنها لم تجد له مشقة أنها لم تشعر بألم في حمله كيف ل‬ ‫تكون محبة له وكيف ل تكون رحيمة به تلك الم التي تذكرت‬ ‫ذلك الزوج الذي ما عاش معها إل أياما قلئل تذكرته ولم يكن‬ ‫بينهما لقاء كثير إنما ذلك دليل على أن تلك اليام وذلك اللقاء‬ ‫إنما وجدت فيه ما تتمناه كل زوجة ونحت في شعورها محبة‬ ‫‪63‬‬


‫ذلك الرجل ماذا وبعد أن تذكرت إنما تنطلق بذلك الصبي الذي‬ ‫بلغ ست سنين تنطلق به في رحلة إلى المدينة ما انطلقت به‬ ‫في رحلة لكي يشم العبير ما أنطلقت به في رحلة لكي‬ ‫يشاهد الثار ما أنطلقت به في رحلة لكي ينعم بالبحار‬ ‫والنهار إنما أنطلقت به لكي تجعله يزور قبر أبيه في المدينة‬ ‫يقف اليتيم على قبر الوالد وهو يبكي وينتحب لفراق الوالد‬ ‫الذى لم يشاهده ثم في العودة وفي مكان يقال له البواء ما‬ ‫كان مأهو ل ً بسكان ما كان فيه إل الصبي ُمحمد – عليه أفضل‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬والم الحنون آمنة والخادمة بركة أم أيمن‬ ‫وإذا بتلك الم تمرض مرضا شديدا وإذا بها تلفظ أنفاسها‬ ‫الخيرة ذلك الصبي الصغير ينتحب هو ينظر إلى أمه وهى‬ ‫تفارق الحياة وهي كانت كل شئ في حياته كل شئ في عقله‬ ‫تلفظ أنفاسها وهو ل يستطيع لها شيئا ول يستطيع يبكي‬ ‫وينتحب في تلك الصحراء ثم يحفر قبرها بيديه الصغيرتين‬ ‫بيديه الضعيفتين ثم يضعها فيه في حفرتها و ُيهيل عليها‬ ‫التراب لم ينسى ذلك المشهد الليم طوال حياته وبعد سنوات‬ ‫كثيرة وفي عودته من تبوك يفتقده أصحابه فيجدوه في ذلك‬ ‫المكان الذى قبرت فيه أمه وهو يبكي بكاءا حارا حتى بل‬ ‫لحيته وحتى بل الثرى ‪ -‬وتعود به بركة أم أيمن تعود به وقد‬ ‫ضرب ضربة موجعة إلى مكة فيأخذه ذلك الجد جده عبد‬ ‫المطلب الذي جعل ا عز وجل في قلبه حبا لحفيده ُمحمد‬ ‫‪64‬‬


‫) صلي ا عليه وسلم( حبا إنما كان بغريزة ربانية ل يد له فيها‬ ‫كان وعندما جاء من بشره بمولده قال الحمد لله الذي‬ ‫أعطاني هذا الغلم طيب القلب ‪ ,‬وقد زاد في العطاء عندما‬ ‫جاءه البشير بميلد رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫وهو‬

‫الذي أنشد يقول ‪ :‬الحمد لله الذي أعطاني ذلك الغلم الطيب‬ ‫الردان لقد ساد في المهد على الغلمان اعيزه برب البيت ذي‬ ‫الركان أنت الذي سميت في القرآن في كتب ثابتة المثاني‬ ‫أحمد منطوق بكل لسان ‪ -‬أي فرح زائد ذلك الرجل العظيم‬ ‫الذي بدون منازع الذي تنازع الحمد لله الذى أعطانى ذلك‬ ‫الغلم الطيب الردان لقد ساد في المهد على الغلمان أعيذه‬ ‫برب البيت ذى الركان أنت الذى سميت في القرآن أحمد‬ ‫منطوق بكل لسان في كتب ثابته المثاني ‪.‬‬ ‫وكان له فرش بجوار الكعبة فرش ل يستطيع أحد أن‬ ‫يقترب منه إل واحدا فقط من هو ذلك الواحد إنما هو ُمحمد –‬ ‫عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬ذلك الغلم الذي بلغ ثماني سنين‬ ‫في يوم من اليام يسمعه يبكي فيقول من أبكى ولدي‬ ‫يقولون أنه يريد أن يجلس على فراشك يقول أجلسوه فإن له‬ ‫شأن عظيم ‪ ,‬وفي يوم من اليام غادر ُمحمد – عليه أفضل‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬المكان يبحثون عنه فل يجدوه ضل الطريق‬ ‫ماذا يصنع وماذا يقول يبتهل إلى ا عز وجل ويقول اللهم‬ ‫أردد إلى ُمحمدا اللهم أردده إلى واتخذ لك عندي يد فيجده‬ ‫‪65‬‬


‫عند الشجرة في أطراف مكة يأت به وهو فرح مسرور ويوصي‬ ‫به بركة أم أيمن ويقول لها يا بركة ل تغفلي عنه فإني سمعت‬ ‫أهل الكتاب يقولون فيه قو ل ً وإني أخافهم عليه ‪ ,‬كل ذلك‬ ‫الحب فإذا بذلك الشيخ يأتيه الموت ويغادر الدنيا و ُمحمد‬ ‫الصبي – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬بن الثماني سنين يسير‬ ‫خلف النعش نعش الحبيب نعش الذي كان يطعمه ويسقيه‬ ‫يسير خلف ذلك النعش وهو يبكيه حبا وهو يبكي بكاءا حارا‬ ‫فكانت ضربة من ضربات اليتم التي ضرب بها ُمحمدا ينتقل‬ ‫إلى بيت عمه أبوطالب فترعاه زوجته فاطمة بنت أسد وتكون‬ ‫محمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬أما وينزل ا عز وجل‬ ‫ل ُ‬ ‫في قلبها حنانا على ذلك الصبي اليتيم حتى قال ُمحمد – عليه‬ ‫أفضل الصلة والسلم‪ -‬وقد وقف على قبرها لما ماتت وهو‬ ‫يقول يرحمك ا يا فاطمة بنت أسد كنتي أمي بعد أمي‬ ‫تجوعين وتطعميني وتعرين وتكسيني وتحرمين نفسك طيبا‬ ‫وتؤثريني اللهم أغفر لفاطمة بنت أسد ولقنها حجتها فكانت‬ ‫ضربة كذلك من الضربات حتى أن ا عز وجل قال فيه‬

‫) أ َ َل ْ‬ ‫م‬

‫م َف َل َت ْق َه ْر‪.‬‬ ‫غ َنىٰ‪َ .‬ف َأ ّما ا ْل َي ِتي َ‬ ‫عا ِئ ًل َف َأ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ج َد َ‬ ‫دى‪َ .‬و َو َ‬ ‫ضا ّل َف َه َ ٰ‬ ‫ك َ‬ ‫ج َد َ‬ ‫ما َفآ َوىٰ‪َ .‬و َو َ‬ ‫ك َي ِتي ً‬ ‫ج ْد َ‬ ‫َي ِ‬ ‫ث‪.‬‬ ‫ح ّد ْ‬ ‫ك َف َ‬ ‫م ِة َر ّب َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل َف َل َت ْن َه ْر‪َ .‬و أ َ ّما ِب ِن ْ‬ ‫سا ِئ َ‬ ‫َو أ َ ّما ال ّ‬

‫( " الضحى ‪."11 :6‬‬

‫ضرب ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬هذه الضربات‬ ‫باليتم حتى قال فيه القائل ‪:‬‬

‫‪66‬‬


‫ذكرت باليتيم في القرآن تكرمه‬

‫وقيمة اللؤلؤ المكنون‬

‫في اليتيم‬ ‫ضرب باليتم حتى يكون ا عز وجل هو مربيه فإنه عندما‬ ‫سئل قال أدبني ربي فأحسن تأديبي ضرب بتلك الضربات من‬ ‫ُ‬ ‫اليتم حتى أمتل قلبه وعقله وكيانه كله رحمة فهو الذي يقول‬ ‫عن نفسه إنما أنا رحمة مهداة وعن سلمان الفارسي) ‪(‬‬ ‫وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إنما أنا‬ ‫ولد من ولد آدم أغضب كما تغضبون وإنما جعلني ا عز وجل‬ ‫رحمة مهداة فمن سببته سبة أو لطمته لطمه فسأجعلها عليه‬ ‫صلة يوم القيامة ‪ ,‬كان الرحمة كلها وهو الذي كان يقول لنا‬ ‫معلما ومؤدبا أرحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويقول لنا‬ ‫الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الرض يرحمكم‬ ‫من في السماء وأمرنا أن نكون رحماء وأن نتعامل بالرحمة‬ ‫فعن أبي هريرة) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬يقول رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( إن ربكم رحيم ول يضع رحمته إل على رحيم ‪,‬‬ ‫ا عز وجل رحيم وتلك الرحمة منه ل يجعلها إل على من كان‬ ‫رحيما إن ربكم رحيم ول يضع رحمته إل على رحيم ول يدخل‬ ‫الجنة إل رحيم قالوا يا رسول ا نحن نرحم أولدنا وأهلينا‬ ‫قال ليس بذلك ولكن كما قال ا عز وجل حريص عليكم‬ ‫بالمؤمنين رؤوف رحيم من هو الحريص عليكم ومن هو الذي‬ ‫بالمؤمنين رؤوف رحيم إنما هو ُمحمد – عليه أفضل الصلة‬ ‫‪67‬‬


‫والسلم ‪-‬‬

‫كم‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ح ِري ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِن ّت ْ‬ ‫ع َل ْي ِه َما َ‬ ‫م عَ ِزي ٌز َ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َأن ُف ِ‬ ‫ل ّم ْ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ء ُك ْ‬ ‫جا َ‬ ‫) َل َق ْد َ‬

‫م‪.‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف ّر ِ‬ ‫ءو ٌ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْؤ ِم ِني َ‬ ‫ِبا ْل ُ‬

‫( " التوبة ‪ " 128‬وأمرنا بالرحمة حتى على‬

‫أضعف خلق ا ‪.‬‬ ‫فعن أبي الدرداء) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( ينادي مناد من جوف النار يا حنان يا منان‬ ‫أجرني من النار فيقول ا عز وجل آمرا ملكا إئتنى به فيؤتى‬ ‫به حتى يوقف بين يدي ا عز وجل فيقول له أنت في النار‬ ‫تقول يا حنان يا منان أجرني من النار وأرحمني فيقول ا عز‬ ‫وجل له هل رحمت عصفورا فما كانت عنده الرحمة ‪.‬‬ ‫يقول ا عز وجل‬

‫م‪.‬‬ ‫ك ِر ُمو نَ ا ْل َي ِتي َ‬ ‫) َك ّل ۖ َبل ّل ُت ْ‬

‫عا ِ‬ ‫م‬ ‫ط َ‬ ‫ع َلىٰ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ضو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫َو َل َت َ‬

‫ث أَ ْك ًل ّل ّما‪َ .‬و ُت ِح ّبو نَ ا ْل َما َل ُح ّبا َج ّما‪ " ( .‬الفجر ‪"20 :17‬‬ ‫ن‪َ .‬و َت ْأ ُك ُلو نَ ال ّت َرا َ‬ ‫كي ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ا ْل ِ‬ ‫ا عز وجل إنما توعد الذين يسيئون إلى اليتامى والذين‬ ‫يأكلون أموالهم‬

‫ن ِفي‬ ‫ما َي ْأ ُك ُلو َ‬ ‫ما إ ِ ّن َ‬ ‫ظ ْل ً‬ ‫ل ا ْل َي َتا َمىٰ ُ‬ ‫ن أ َ ْم َوا َ‬ ‫ن َي ْأ ُك ُلو َ‬ ‫ن ا ّل ِذي َ‬ ‫) إِ ّ‬

‫عي ًرا‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ص َل ْو َ‬ ‫س َي ْ‬ ‫م َنا ًرا ۖ َو َ‬ ‫طو ِن ِه ْ‬ ‫ُب ُ‬

‫( " النساء ‪."10‬‬

‫وعن أبي هريرة) ‪ (‬وأرضاه قال قال رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫‪ :‬يقوم يوم القيامة ناس من قبورهم تأجج‬

‫أفواههم نارا قيل من هم يا رسول ا قال الذين يأكلون‬ ‫أموال اليتامي ظلما ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫ا‬ ‫أربع حق على ا أل يدخلهم الجنة ول يزيقهم من نعيمها ‪-‬‬ ‫عز وجعل جعل على هؤلء الربعة حقا عليه أل يدخلهم جنته‬ ‫ول يزيقهم من نعيمها من هم يا رسول ا الربعة مدمن‬ ‫‪68‬‬


‫الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه‬ ‫أمرنا في دين السلم دين الرحمة كلها أل يضيع فينا يتيم‬ ‫واليتيم فينا ليس بذليل إنما هو بعزيز واليتم قبل ُمحمد – عليه‬ ‫أفضل الصلة والسلم‪ -‬إنما كان ذ ل ً وهوانا ونقيصة وأصبح‬ ‫بعد ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬إنما مقاما وعزة‬ ‫اليتيم في دولة ُمحمد له مكانته وله كفالته وله من يقوم عليه‬ ‫والجزاء إنما هو جنة رب العالمين ‪.‬‬ ‫عن سهل بن سعد الساعدي) ‪ (‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين‬ ‫وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى وكفالة اليتيم ل ترهقك ول‬ ‫تقسم ظهرك وكاهلك إنما هي أمر بسيط انظر إلى قول‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم(‬

‫من ضم يتيما من المسلمين إلى طعامه وشرابه‬

‫أدخله ا عز وجل الجنة البته إل أن يعمل ذنبا ل يغفر له "‬ ‫المطلوب منك أن تطعمه من الطبق الذي تأكل منه ما أمرت‬ ‫أن تتكلف له ‪ -‬من ضم يتيما من المسلمين إلى طعامه‬ ‫وشرابه إلى نفس الطعام ونفس الشراب أدخله ا عز وجل‬ ‫الجنة البته إل أن يعمل ذنبا ل يغفر له فهو داخل الجنة البته ‪.‬‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول من عال يتيما له‬ ‫قرابة أو ل قرابة له كان معي في الجنة كهاتين وضم أصبعيه‬ ‫السبابه والوسطى كافل اليتيم أمر شأنه يسير ‪.‬‬ ‫‪69‬‬


‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حديث رواه‬ ‫عبد ا بن عباس ‪ " ‬من عان ثلثة أيتام كان كمن قام ليله‬ ‫وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل ا وكنت أنا‬ ‫وهو في الجنة كهاتين وكنت أنا وهو في الجنة أخوين وحتم‬ ‫أصبعيه وقال كما أن هاتين أختان " وكفالة اليتيم ورعايته‬ ‫ليست طعاما وشرابا فقط وقد تقول ل أجد ما أطعم به‬ ‫نفسى وما أطعم به أولدي طلب منك أن تكون رحيما طلب‬ ‫منك أن تكون رقيقا ‪.‬‬ ‫فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول من مسح‬ ‫رأس يتيم ل يمسحها إل لله عز وجل كان له بكل شعرة مرت‬ ‫عليها يده حسنات مسح رأس اليتيم لوجه ا عز وجل يدك‬ ‫هذه مرت على كم عدد شعر هل تستطيع أن تحصي عدد‬ ‫شعر رأسك أقربها هل تستطيع أن تعد سنتيمتر مربع واحدا‬ ‫من شعر رأسك ل تستطيع انظر إلى عدد الحسنات ما أطعمته‬ ‫ما سقيته ولكن فقط من قلبك عليه حنانا ورحمة فمرت يدك‬ ‫على رأسه فأخذت منه حسنات ‪.‬‬ ‫وجاء إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( رجل يشكو قسوة‬ ‫قلبه قلبه قاسي والقلب القاسي إنما إيمانه ناقص فإن‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ل يدخل الجنة إل رحيم‬ ‫ل يوجد أحد سيدخل الجنة إل أن يكون رحيما لن يدخل الجنة‬ ‫إل رحيم قالوا يا رسول ا كلنا رحيم قال ليس برحمة أحدكم‬ ‫‪70‬‬


‫صاحبه إنما برحمة العامه ل أن ترحم الذي تعرفه الذي بينك‬ ‫وبينه شئ وإنما بالرحمة على الخلق جميعا برحمه العامة ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال لهذا الرجل أتحب‬ ‫أن يلين قلبك وتدرك حاجتك أتحب أن يكون قلبك لينا رحيما‬ ‫ثم إذا رفعت يديك إلى ا عز وجل ودعوته أجاب دعائك‬ ‫أتريد أن يلين قلبك وتدرك حاجتك قال نعم يا رسول ا قال‬ ‫أرحم اليتيم وأمسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك‬ ‫وتدرك حاجتك ‪.‬‬ ‫أنس بن مالك) ‪ (‬وأرضاه يحكى لنا عن يعقوب ‪ -‬عليه‬ ‫أفضل الصلة والسلم‪ -‬جاء إلى يعقوب رجل وقال له يا‬ ‫يعقوب من الذي أذهب بصرك ومن الذي أحنى ظهرك قال‬ ‫إنما أشكو بثي وحزني إلى ا جاءه جبريل وقال له يا‬ ‫يعقوب أتدري لماذا أذهب ا بصرك وأحنى ظهرك وجعل‬ ‫أخوة يوسف يصنعون ما صنعوا قال ا أعلم قال لقد ذبحت‬ ‫شاه وأكلتها أنت وأهلك ومر يتيم ولم تطعمه من طعامك‬ ‫أنظر إلى أي مدى منزلة اليتيم إن ا عز وجل ل يحب شيئا‬ ‫من خلقه حبه لليتامى والمساكين ‪.‬‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( أرشدنا إذا كنت تريد‬ ‫أن تأمن من عذاب يوم القيامة إذا كنت تريد أن تكون فى جنة‬ ‫عالية فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يقول والذي‬

‫بعثني بالحق ل يعذب ا عز وجل يوم القيامة من رحم اليتيم‬ ‫‪71‬‬


‫ولن له في الكلم ورحم يتمه وضعفه " إياك إياك أن تتسبب‬ ‫في بكاء اليتيم فإن اليتيم إذا بكى اهتز عرش الرحمن لبكائه‬ ‫‪.‬‬ ‫ويقول ا عز وجل لملئكته ) أنظروا من أبكى ذلك اليتيم‬ ‫الذي غيبت أباه في التراب( انظروا إن كان المر كذلك فما هو‬ ‫الذي يتوعد به ا عز وجل الذين تسببوا في ذلك العدد‬ ‫الضخم من اليتام في فلسطين الذين تسببوا في ذلك العدد‬ ‫الهائل من اليتام في العراق وفيك يا أفغانستان ‪.‬‬ ‫قوات التحالف إنما تغتال أولد المسلمين قتلت أباءهم‬ ‫وقتلت أمهاتهم بالدانات المحرمة دوليا ثم إذا كان هناك بيتا‬ ‫للتقوى يمد هؤلء اليتام بالقوت والطعام وإذا جاءت‬ ‫السعودية تساعد اليتيم وتمده بالطعام وإذا كانت مصر على‬ ‫قليل من قوت ما عندها تمدهم بشئ يسير انظر ما يقال في‬ ‫الذي يمد أيتام هؤلء في العراق وأفغانستان وفلسطين‬ ‫والصومال إنهم يتهمون تلك المنظمات التي تنقذ اليتام بأنها‬ ‫منظمات إرهابية يقتلون الباء والمهات ثم إذا أطعمت اليتيم‬ ‫وكسوته وأعطيته شربة ماء فأنت إرهابي ‪.‬‬ ‫إن صلتك إذا كنت تريد من ا عز وجل أن يقبلها فأجعل‬ ‫ذلك الحديث القدسي أمام عينيك ‪.‬‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫في الحديث‬

‫القدسي عن رب العزة " إنما أتقبل الصلة ممن تواضع بها‬ ‫‪72‬‬


‫لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي ولم يبت مصرا على‬ ‫معصيتي ورحم الرملة واليتيم والمسكين من أجلي ذلك نوره‬ ‫كنور الشمس أكلئه بعزتي وأستحفظه ملئكتي وأجعل له في‬ ‫الظلمة نورا وفي الجهالة حلما " والرملة التي تقوم على‬ ‫رعاية يتيمها إنما هي عند ا أعظم قدرا ً‪.‬‬ ‫فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول أنا أول من‬ ‫يقرع باب الجنة فإذا بامرأة تبادرني تحاول أن تسبقه فإذا‬ ‫بامرأة تبادرني فأقول مالك يا امرأة فتقول أنا أرملة قعدت‬ ‫على أيتام لي قعدت على أيتام لي حرمت نفسها من متعة‬ ‫الزواج وتحملت المشقة كل المشقة في سبيل أن تربي‬ ‫أطفالها من زوجها الذى فارق الحياة فكانت مع ُمحمد) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( على باب الجنة وهو أول من يقرع بابها ‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫حــق الجـار‬ ‫كلمة جار معناها الذي يدافع عنك الذي تكون في‬ ‫حمايته الذي يضرب لك أعدائك الذي تلتجئ إليه إذا أصابك‬ ‫البلء الذي تركن إليه في الشدة كان ذلك هو معنى كلمة جار‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عندما آذته ثقيف وأراد أن‬ ‫يرجع إلى مكة قال له زيد بن حارثة ) ‪ (‬وأرضاه قال له كيف‬ ‫تدخل عليهم وقد أخرجوك يا رسول ا قال إن ا عز وجل‬ ‫جاعل لذلك فرجا ما هو الفرج الذي جعله دخل رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( مكة في جوار المطعم بن عدي في‬ ‫حماية المطعم ذلك الرجل الذي كان يملك من العدة والسلح‬ ‫الذي كان عنده عددا كبيرا من الولد والعصبة ذلك الرجل‬ ‫دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( مكة في جواره أي كان‬ ‫هو جار له أي كان هو مجيرا عنه دخل رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫ليطوف حول البيت والمطعم بن عدي يشهر‬

‫سلحه وأولده تقلدوا السيوف وهو يقول إني جار ُمحمد إني‬ ‫جار ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬فكان الجوار هنا‬ ‫إنما هو الدفاع إنما هو تجريد السيوف لكي يحمي الجار‬ ‫جاره ولكي يدافع الجار عن جاره وفي غزوة بدر تهيأ أهل‬ ‫الشرك لحرب رسول ا) صلي ا عليه وسلم( تهيأوا وتزودوا‬ ‫بكل الزاد وأعدوا العدة والسلح وعندما خرجوا ماذا قيل لهم‬ ‫قال ا عز وجل‬

‫ك مُ ا ْل َي ْو َ‬ ‫م‬ ‫ب َل ُ‬ ‫غا ِل َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫م َو َقا َ‬ ‫ما َل ُه ْ‬ ‫طا نُ أ َ عْ َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن َل ُه ُ‬ ‫) َو إ ِ ْذ َز ّي َ‬ ‫‪74‬‬


‫س َو إِ ّني َجا ٌر ّل ُك ْم ۖ‪ " ( .‬النفال ‪ "48‬الشيطان قال لهم إنه جار‬ ‫ن ال ّنا ِ‬ ‫ِم َ‬ ‫لهم أي أنه مؤيدهم أي أنه ما نعهم أي أنه مزودهم أي أنه‬ ‫محاربا عنهم قال إني جار لكم )‬

‫ع ِق َب ْي ِه‬ ‫ع َلىٰ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َن َ‬ ‫ت ا ْل ِف َئ َتا ِ‬ ‫ء ِ‬ ‫ما َت َرا َ‬ ‫َف َل ّ‬

‫ب‪.‬‬ ‫ع َقا ِ‬ ‫ش ِدي ُد ا ْل ِ‬ ‫ف ال ّل َه ۚ َوال ّل ُه َ‬ ‫خا ُ‬ ‫م إ ِ ّني أ َ َرىٰ َما َل َت َر ْو نَ إ ِ ّني أ َ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ء ّمن ُ‬ ‫ل إ ِ ّني َب ِري ٌ‬ ‫َو َقا َ‬

‫(‬

‫" النفال ‪ "48‬فلم يستطع أن يكون جار لهم في بدر ‪ ,‬ذلك هو‬ ‫الجار أن يكون الجار سندا لجاره أن يكون الجار مدافعا عن‬ ‫جاره أن يكون الجار محافظا على جاره الناس تقول أن‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أوصى بسابع جار يقولون‬ ‫ذلك وما كان ذلك عن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ول‬ ‫ندري من أين أتوا به إنما أدنى الجيران إنما أقل جيران لك‬ ‫يجب أن تعرف عددهم يجب أن تعرف كم عدد دورهم انظروا‬ ‫إلى ذلك الحديث الذي يقول لك ما هو عدد الدور وما هو عدد‬ ‫المنازل التي أنت جار لهم وهم جيرانا لك ‪.‬‬ ‫جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له‬ ‫يا رسول ا إني نزلت محلة بني فلن وكان أشدهم لي أيذاءا‬ ‫أقربهم مني جوارا ‪ -‬الذي كان يجب أن يدافع الذي كان يجب‬ ‫ء كان أقربهم إليه‬ ‫عليه أن يحفظ كان هو أشد الجيران إيذا ً‬ ‫ء له ‪ -‬رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫وكان أشدهم إيذا ً‬ ‫يبعث أبا بكر وعمر وعلى بهذه الوامر يؤذنون على أبواب‬ ‫المساجد أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إن أربعين‬ ‫دارا جارا ول يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه أربعين دارا‬ ‫‪75‬‬


‫جارا أربعين من كل الجهات أربعين دارا عن اليمين وأربعين‬ ‫دارا عن اليسار وأربعين دارا من المام وأربعين دارا من‬ ‫الخلف كأنك أنت مركز الدائرة والربعون دارا وكإنما هي من‬ ‫كل اتجاه يحيط بك ولكن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫قال ل يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه لنه إذا آذاك جارك‬ ‫فقد فعل النقيض بدل أن يكون لك مؤازرا كان لك مؤذيا‬ ‫فكان يجب أن يكون النكال عليه أشد وأن يكون العقاب له‬ ‫أغلظ لذلك هدده المصطفى – عليه أفضل الصلة والسلم‪-‬‬ ‫هدد الذي يخيف جيرانه بأنه ل يدخل الجنة وكلمة الجار‬ ‫المؤذي الذي ل يدخل الجنة جاء ذكرها في أحاديث عدة ‪.‬‬ ‫فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول " المؤمن من‬ ‫أمنه الناس على أموالهم ودمائهم والمسلم من سلم‬ ‫المسلمون من لسانة ويده والمهاجر من هجر ما نهى ا عنه‬ ‫ول يدخل الجنة من ل يأمن جاره بوائقه " ‪.‬‬ ‫فيجب على الجار أن يكون مع جاره أو ل ً مؤمنا فجاره‬ ‫إذا كان مؤمنا فإنه يأمن منه على دمه وعرضه وماله ويجب‬ ‫أن يكون معه مسلما إن كان مسلما كان أمينا على أمواله‬ ‫وملكه ويجب أن يكون مهاجرا للمعاصي فإنه إن كان مهاجرا‬ ‫فإن كل ما نهى عنه دين السلم فهو قد انتهى عنه ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث له "‬ ‫إن ا عز وجل قسم عليكم أخلقكم كما قسم عليكم‬ ‫‪76‬‬


‫أموالكم" الخلق قسمها ا عز وجل كقسمة الموال ففي‬ ‫الموال تجد الغني وتجد الفقير تجد المعدم وتجد الذي يملك‬ ‫المليارات كذلك الخلق تجد الناس من هو خلقه حسن يصل‬ ‫بخلقه إلى أعلى الرتب وتجد من خلقه كله الشر وكله اليذاء‬ ‫فرسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إن ا عز وجل قسم‬ ‫عليكم أخلقكم كما قسم عليكم أموالكم وإن ا عز وجل‬ ‫يعطي الدنيا لمن يحب ولمن ل يحب الدنيا والموال ا عز‬ ‫وجل يعطيها لليهود ويعطيها لهل الشرك ويعطيها لهل‬ ‫السلم يعطي الدنيا الجميع ول يعطي الدين إل لمن أحب‬ ‫فمن أعطاه ا عز وجل الدين فقد أحبه فمن أعطاه ا‬ ‫الدين فقد أحبه ‪.‬‬ ‫ثم يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( " والذي نفسي بيده‬ ‫ل يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ول يؤمن عبد حتى يأمن‬ ‫جاره بوائقه "ل يوجد واحدا يقال عنه أنه مؤمن إل إذا كان‬ ‫جاره ل يخافه إل إذا كان جاره في أمن منه إل إذا كان جاره‬ ‫يعلم أنه لن يؤذيه ولن يتسبب له في شئ يكرهه لذلك كان‬ ‫الحسن البصرى يقول إن المؤمن في عناء والناس منه في‬ ‫راحة المؤمن يجهد نفسه لنه يخاف ا وكل عمل يعمله‬ ‫يحاسب نفسه عليه يجعل كل خطوة هو يخطوها يقول هي‬ ‫في سبيل ا أم في سبيل الشيطان والناس منه في راحة‬

‫‪77‬‬


‫لنهم يعلمون أنه مؤمن يخاف ا عز وجل فل يتعرض بأذى‬ ‫لنسان يأمنوا جانبه ‪.‬‬ ‫فرسول ا) صلي ا عليه وسلم( في هذا الحديث يقول‬ ‫ول يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه قالوا يا رسول ا وما‬ ‫بوائقه قال شره ‪ -‬ما هي بوائقه قال فحشه قال شره قال‬ ‫بلءه قال إيذاءه قال كل هذه المور التي إذا وقعت فيها‬ ‫تجعلك من أهل النار ول تدخلك الجنة حتى ل تأتي بأي من‬ ‫تلك الفعال التي تؤذي الجار ‪.‬‬ ‫جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال يا‬ ‫رسول ا فلنة وذكر له اسم امرأة من أهل المدينة ثم ذكر‬ ‫له من صلتها أنها من المصليات إنها ل تنقطع عن صلتها‬ ‫وصيامها وصدقاتها ثم قال له إل أنها تؤذي جيرانها قال رسول‬ ‫ا ) صلي ا عليه وسلم( هي في النار " لم ينفعها كثرة‬ ‫الصلة ولم ينفعها كثرة الصيام ولم ينفعها كثرة الصدقات‬ ‫لنها تؤذي جيرانها فقط بلسانها ما آذتهم باليد ما ضربت لهم‬ ‫صبي ما هدمت لهم جدار إنما كل الذي كانت تفعله إنما كانت‬ ‫تغتابهم أنها تنم عليهم أنها تتكلم في حقهم فلم تنفعها كثرة‬ ‫الصلة ولم ينفعها كثرة الصيام ولم ينفعها كثرة الصدقات‬ ‫وقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حقها أنها من أهل‬ ‫النار أنها من أهل النار أعظم البلء أن يؤذي الجار جاره ‪.‬‬

‫‪78‬‬


‫جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له‬ ‫يا رسول ا جاري يؤذيني فقال اصبر جاءه بعدها بمده‬ ‫وقال له يا رسول ا جاري يؤذيني قال اصبر جاءه في المرة‬ ‫الثالثة بعد مدة وقال له يا رسول ا إن جاري يؤذيني قال له‬ ‫أخرج متاعك في الطريق وإذا مر الناس عليك فسوف يسألوك‬ ‫فقل جاري يؤذيني ففعل أخرج متاعه في الطريق فيمر فلن‬ ‫مالك يا فلن لماذا أخرجت متاعك يقول جاري فلن يؤذيني‬ ‫فيقول عليه لعنة ا عليه كذا عليه كذا حتى جاءه ذلك الجار‬ ‫وقال له رد متاعك رد متاعك وا ل أؤذيك أبدا وا ل أؤذيك‬ ‫أبدا ‪ ,‬أذية الجار إنما هي أمر عظيم إنما هي أمر شديد ماذا‬ ‫قال في حقها المصطفى – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬قال‬ ‫من آذى جاره فقد آذاني من آذى جاره فقد آذى ُمحمد – عليه‬ ‫أفضل الصلة والسلم‪ -‬لماذا لنه يعصي أوامره لنه يخالف‬ ‫نهجه لنه يحيد عن طريقه ‪.‬‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من آذى جاره فقد‬ ‫آذاني ومن آذاني فقد آذى ا ومن حارب جاره فقد حاربني‬ ‫ومن حاربني فقد حارب ا ‪ -‬أتدري ما هو مصير الذي يؤذي‬ ‫ا عز وجل ويؤذي رسوله ؟ قال ا عز وجل‬ ‫ع َذا ًبا‬ ‫م َ‬ ‫ع دّ َل ُه ْ‬ ‫ة َو أ َ َ‬ ‫خ َر ِ‬ ‫م ال ّل ُه ِفي ال ّد ْن َيا َوا ْل ِ‬ ‫ع َن ُه ُ‬ ‫سو َل ُه َل َ‬ ‫ال ّل َه َو َر ُ‬

‫) إ ِ نّ ا ّل ِذي نَ ُي ْؤ ُذو َ‬ ‫ن‬

‫ّم ِهي ًنا‪ " ( .‬الحزاب‬

‫‪ "57‬لعنهم ا عز وجل في الدنيا والخرة وأعد لهم العذاب‬ ‫المهين ‪.‬‬ ‫‪79‬‬


‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يقول في حديث له‬

‫والصحابة كلهم قد جمعهم أمامه ثم قال لهم ما تقولون في‬ ‫السرقة قالوا يا رسول ا هي حرام حرمها ا ورسوله فهى‬ ‫حرام إلى يوم القيامة قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫لئن يسرق أحدكم عشرة بيوت خير له من أن يسرق من جاره‬ ‫" لو أن واحدا لص سرق عشرة بيوت مصيبتها ووزرها‬ ‫وعقابها أخف من أن يسرق من جاره وذلك لن جاره إنما‬ ‫المفترض أن يدافع عنه وأن يقاتل عنه وأن يحافظ عليه فإذا‬ ‫سرقه كانت الخيانه أعظم وكان الوزر أشد وكان هنا الخطب‬ ‫جلل لنه تنكب الطريق كل الطريق ‪ ,‬ويقول رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( من كان يؤمن بالله واليوم الخر فل يؤذي‬ ‫جاره من كان يؤمن بالله واليوم الخر فل يؤذي جاره ومن‬ ‫كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن‬ ‫بالله واليوم الخر فليقل خيرا أو ليصمت ‪.‬‬ ‫وقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من كان يؤمن‬ ‫بالله واليوم الخر فليحسن إلى جاره فليحسن إلى جاره‬ ‫وأول خصمين يوم القيامة جارين أول ما يقضي ا عز وجل‬ ‫بين العباد في الحقوق يقضي ا عز وجل في حقوق الجوار‬ ‫أول خصمين يقفان أمام المولى عز وجل جاران يتعلق‬ ‫أحدهما بصاحبه ويقول يا رب سله لماذا أغلق دوني بابه‬ ‫ولماذا منع عني فضله هو يجيب فيقول يا رب أغلقت بابي‬ ‫‪80‬‬


‫دونه لنه يتتبع عوراتي لنه ينظر إلى نسائي لنه يتجسس‬ ‫ي لنه يفعل ويفعل يقول له لماذا منعته فضلك يقول له‬ ‫عل ّ‬ ‫ي لن‬ ‫كان عنده فض ل ً أكبر من فضلي وما كان يعود به عل ّ‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول وا ل يؤمن وا ل‬ ‫يؤمن وا ل يؤمن قالوا من يا رسول ا قال من بات شبعان‬ ‫وجاره جائع وهو يعلم به " ويقول رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( وا ل يؤمن وا ل يؤمن وا ل يؤمن قالوا من يا‬ ‫رسول ا خاب وخسر إذا كان هو غير مؤمن خاب وخسر قال‬ ‫من ل يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا رسول قال شره ‪.‬‬ ‫إذا كان الجيران أربعين جارا وإذا كانوا مائة جار فاعلم‬ ‫أن الحي كله جار وإذا كان الحي كله جار فإن المدينة كلها‬ ‫جار لنها تصل حيا بحي والبيت يتصل بالبيت ولكن الحرمة‬ ‫تزداد كلما أقترب منك الجار كلما لصقك الجار من أين جئنا‬ ‫أن المدينة كلها جار ا عز وجل يقول )‬

‫م َنا ِف ُقو َ‬ ‫ن‬ ‫م َين َت ِه ا ْل ُ‬ ‫ّل ِئن ّل ْ‬

‫ك‬ ‫جا ِو ُرو َن َ‬ ‫م َل ُي َ‬ ‫م ُث ّ‬ ‫ك ِب ِه ْ‬ ‫غ ِر َي ّن َ‬ ‫م ِدي َن ِة َل ُن ْ‬ ‫ن ِفي ا ْل َ‬ ‫ج ُفو َ‬ ‫م ْر ِ‬ ‫ض َوا ْل ُ‬ ‫ن ِفي ُق ُلو ِب ِهم ّم َر ٌ‬ ‫َوا ّل ِذي َ‬ ‫ِفي َها إ ِ ّل َق ِلي ًل‪.‬‬

‫( " الحزاب ‪60‬‬

‫ا عز وجل يتوعد أهل اليذاء‬ ‫"‬

‫وأهل الفحش والشر من الذين امتلت قلوبهم بالنفاق ‪.‬‬ ‫ويقول ا عز وجل لئن لم ينتهوا عن الذي يفعلونه من‬ ‫اليذاء والشرور لنغرينك بهم لنسلطنك عليهم ثم ل يجاورنك‬ ‫في المدينة فكانت المدينة كلها جار ولكن أم المؤمنين‬ ‫عائشة) ‪ (‬وأرضاها جاءت إلى رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫‪81‬‬


‫وسلم( وقالت له يا رسول ا لي جاران إلى أيهما أهدي ‪ -‬لي‬ ‫جاران أقدم الهدية لمن ‪ -‬قال لها رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( لقربهما منك بابا أقرب البواب إليك أشد حرمة عليك‬ ‫كله حرام ولكن الحرام درجات والوزر درجات والذنب درجات‬ ‫‪.‬‬ ‫وجاء إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( معاوية بن‬ ‫حيده) ‪ (‬وأرضاه وقال له يا رسول ا ما حق الجار على جاره‬ ‫ما هو حق الجار على جاره فقال له رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( أن تعوده إذا مرض عيادة المريض أمرت بها في دين‬ ‫السلم إن كان مريضا بعيدا كان عليك عيادته فإن كان جارا‬ ‫مجاورا كانت العيادة أولى قال له رسو ل ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم(‬

‫أن تعوده إذا مرض وتشيعه إذا مات وتقرضه إذا‬

‫استقرضك وتعيذه إذا استعاذ بك لن أساس كلمة الجوار هي‬ ‫الدفاع وإنما هي المناصرة فإذا استعاذك فعليك أن تعيذه‬ ‫وإن أصابه خير هنأته وإذا أصابته مصيبة عزيته إنما هي‬ ‫رحمة إنما هو تآلف ومودة إنما هي أواصل وروابط ثم قال‬ ‫له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ول تستطيل عليه بالبنيان‬ ‫فتحجب عنه الريح إل بإذنه إذا كان عندك قطعة أرض وأردت‬ ‫أن تبني فيها برجا يقول لك دين السلم أنك يجب أن تستأذن‬ ‫جارك لن ذلك سوف يمنع عنه الهواء الذي كان يصله سوف‬ ‫يمنع عنه الشمس التي كان يستشفى بها سوف تحجب عليه‬ ‫‪82‬‬


‫فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ول تستطيل عليه‬ ‫بالبنيان فتحجب عنه الريح إل بإذنه ثم يقول رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( ول تؤذيه بريح قدرك إل أن تغرف له منها إذا‬ ‫كان طعامك له رائحة وهذه الرائحة تنطلق من نافذتك ثم‬ ‫تدخل على جارك يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أنها‬ ‫سوف تهيج ما عنده من شهوة الطعام فعليك أن ترزقه من‬ ‫ذلك الطعام ويقول القائل ‪:‬‬ ‫قدري وقدر جارى واحدة‬

‫وأول ما يغرف جاري‬

‫من قدري‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يدلك على أمر من‬

‫المور ل يكلفك شئ تقول لي من أين آتي بما يسد رمق‬ ‫الجيران قالها لبي ذر) ‪ (‬وأرضاه قال يا أبا ذر إذا طبخت‬ ‫مرقة إذا كان عندك لحمة وطبختها قال فأكثر مائها ثم تعاهد‬ ‫بها جيرانك يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر مائها ثم تعاهد‬ ‫جيرانك ما كلفك شئ ما كلفك إل مقدار الماء الذي جعلته في‬ ‫الناء ثم يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وإذا اشتريت‬ ‫فاكهة فأهدي له منها أو أدخلها سرا حتى ل تؤذي الناس أنت‬ ‫اشتريت تفاح ل تستطيع أن تهدي منه لغلو ثمنه داري عنه ثم‬ ‫يقول ول يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ‪ ,‬ومن حق الجار على‬ ‫جاره أن يستر عورته يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫من تتبع عورة أخيه تتبع ا عورته ومن تتبع ا عورته فضحه‬ ‫‪83‬‬


‫ولو في جوف بيته من حق الجار على جاره أن يغض بصره‬ ‫عن حرماته ‪.‬‬ ‫يقول القائل من الذين كانوا كراما من الذين كانوا يراعون‬ ‫حقوق جيرانهم يقول أغض الطرف إذا بدت لي جارتي حتى‬ ‫يواري جارتي مأواها ‪ ,‬إذا مرت الجارة فإنه يجعل بصره في‬ ‫الرض حتى تغلق بابها تجد في هذه اليام من ينتظرها حتى‬ ‫تخرج ثم يرميها بسهام نظره يتتبعها ونجد من يضع الكاميرات‬ ‫التي تسجل له كل ما بالداخل حتى ينظر إليه في شريط فيديو‬ ‫كما تأتي وتقول لنا الصحف ورسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫جاءكم بالهدى ودين الحق دين الخير كله ‪ ,‬ومن حق الجار‬ ‫على جاره أن يحفظ بيته في غيبته إذا غاب الجار مسئولية‬ ‫حفظ بيته تقع على جاره الموجود والذي يغادر البيت من حق‬ ‫الجار على جاره أن يحفظه في غيبته من حق الجار على‬ ‫جاره أن يتلطف مع ولده أن يعلم ولده أن يربي ولده أن‬ ‫يأخذه بالحسنى وبالكلم الطيب من حق الجار على جاره أن‬ ‫يرشده في أمور دينه ودنياه إذا رأيت جارك أمامه مشكلة‬ ‫تحاول أن تنصحه إن كنت تعلم له ح ل ً تحب له ما تحبه لنفسك‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل يؤمن عبد حتى يحب‬ ‫لخيه وجاره ما يحبه لنفسه واحدا من التابعين اكتشف أن في‬ ‫داره فأر فقيل له أحضر له هرة حتى تخيف الفأر فقال ل وا‬

‫‪84‬‬


‫وعندما سألوه لماذا قال أخاف أن أخوفه فيهرب إلى الجيران‬ ‫فأكون آذيتهم ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ل يؤمن عبد حتى‬ ‫يحب لخيه وجاره ما يحبه لنفسه ورسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( يقول لك كلمات أعمل بها أعلمك كلمات أعمل بها‬ ‫وعلمها لمن يعمل بها ما هي هذه الكلمات قال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫أتقي المحارم تكن أعبد الناس‬

‫وارتضى بما قسم ا لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك‬ ‫تكن مؤمنا " جعل اليمان والحسان إلى الجار هذا في كفة‬ ‫وهذا في كفة إن أحسنت إلى الجار وكنت من أهل اليمان‬ ‫وتوازنت الكفتان وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس‬ ‫ما تحب لنفسك تكن مسلما وإياك وكثرة الضحك فإن كثرة‬ ‫الضحك تميت القلب إذا كان لك جار يؤذيك أصبر على إيذائه ‪.‬‬ ‫جاء رجل إلى عبد ا بن مسعود) ‪ (‬وأرضاه وقال لي‬ ‫ي قال له إن كان عصى ا‬ ‫جار يؤذيني يشتمني ويضيق عل ّ‬ ‫فيك فأطع ا فيه فإن المعاملة الحسنة قد تشفيه فإن‬ ‫المعاملة الحسنة قد تكون له علجا ً‪.‬‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ما زال جبريل‬ ‫يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه جبريل) ‪ (‬مازال يوصي‬ ‫ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬بالجار حتى ظن أن ا‬

‫‪85‬‬


‫عز وجل سوف يجعل للجار ميراثا كأنه من أهل الميت ومن‬ ‫الرحام ‪.‬‬ ‫وأبو أمامة ) ‪ (‬وأرضاه قال سمعت رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫في حجة الوداع يوصي بالجار ويكثر الوصية‬

‫بالجار حتى قلت أنه سيورثه اعلموا أن كل الحاديث التي‬ ‫جاءت بالحسان إلى الجار وعدم إيذاءه كانت أحاديث مطلقة‬ ‫وليست مقيدة ‪.‬‬ ‫لذلك قال أهل العلم أنك يجب عليك أن تكون محسنا‬ ‫وأل تكون مسيئا ومؤذيا حتى ولو كان جارك مشركا حتى ولو‬ ‫كان جارك يهودي أو جارك نصراني ‪.‬‬ ‫عائشة ) ‪ (‬وأرضاها قالت قال لي رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( إذا وزعتم الضحية فأبدأوا بجارنا اليهودي إذا‬ ‫وزعتم لحم الضحية أبدأوا بجارنا اليهودي ‪.‬‬ ‫وعبد ا بن عمر) ‪ (‬وأرضاه كان إذا ذبح شاه يقول أبدأوا‬ ‫بجارنا اليهودي ابدأوا بجارنا اليهودي فإني سمعت رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( يأمر بها والجار ذي القربي والجار‬ ‫الجنب قال أهل السلم الجار ذي القربى الجار المسلم‬ ‫والجار الجنب الجار المسيحي أو اليهودي أو المشرك أو‬ ‫الكافر إنما هو جار ‪.‬‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫الجيران ثلثة‬

‫أنواع جار له حق وجار له حقان وجار له ثلث حقوق أما‬ ‫‪86‬‬


‫الجار الذي له ثلث حقوق الجار المسلم ذو الرحم له حق‬ ‫الجوار وحق السلم وحق القرابة والجار الذي له حقان‬ ‫الجار المسلم له حق الجوار وحق السلم والجار الذي له‬ ‫حق واحد الجار المشرك انظر إذا كان الجار المشرك له هذه‬ ‫المكانة في دين السلم فانظر كيف تعامل جيرانك حاول أن‬ ‫تراجع معاملتك لجيرانك حتى تعلم إن كنت من أهل الجنة أم‬ ‫أنت من أهل الجحيم والعياذ بالله رب العالمين ‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫النظافـة ديـن‬ ‫النظافة في دين السلم إنما هي عقيدة وأمر أمر بها‬ ‫دينك هي التي إذا كنت تتعامل معها كنت تعبد ا عز وجل إذا‬ ‫كنت تتلقى الوامر من رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫وتنفذها ‪ ,‬واعلموا أنه ل دين ولشريعة ول فكر اعتنى‬ ‫بالنظافة نظافة الناس ونظافة الماكن ونظافة الدور كما‬ ‫اعتنى بها دين السلم فقد جعل عليك الغسل من الفرائض‬ ‫في بعض المور ل تصح لنا صلة ول يصح لنا طواف إل إذا‬ ‫أغتسلنا إل إذا أغتسلت من جنابة وإذا كانت امرأة إل إذا‬ ‫أغتسلت من حيض أو نفاس أو جنابة وا عز وجل يقول‬ ‫ه ّ‬ ‫ن‬ ‫ض ۖ َو َل َت قْ َر ُبو ُ‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ء ِفي ا ْل َ‬ ‫سا َ‬ ‫ع َت ِز ُلوا ال ّن َ‬ ‫ه َو أ َ ًذى َفا ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ض ۖ ُق ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ك َ‬ ‫س َأ ُلو َن َ‬ ‫) َو َي ْ‬ ‫ب ال ّت ّوا ِبي َ‬ ‫ن‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ّل َه ُي ِ‬ ‫م ال ّل ُه ۚ إ ِ ّ‬ ‫ث أ َ َم َر ُك ُ‬ ‫ح ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن َف ْأ ُتو ُ‬ ‫ط ّه ْر َ‬ ‫ن ۖ َف ِإ َذا َت َ‬ ‫ط ُه ْر َ‬ ‫ح ّتىٰ َي ْ‬ ‫َ‬

‫ن‪ " ( .‬البقرة ‪."222‬‬ ‫ط ّه ِري َ‬ ‫م َت َ‬ ‫ب ا ْل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫َو ُي ِ‬ ‫ا عز وجل يحب التوابين ويحب المتطهرين الذين هم‬ ‫في طهارة الذين هم في نظافة الذين هم يتعاملون مع دين‬ ‫السلم ويتخذون من هذه المور عبادة توصلهم إلى مرضاة‬ ‫ا وجنته ‪ ,‬وا عز وجل يقول في آية أخرى‬

‫ن آ َم ُنوا إ ِ َذا‬ ‫) َيا أ َ ّي َها ا ّل ِذي َ‬

‫ك ْ‬ ‫م‬ ‫س ُ‬ ‫ءو ِ‬ ‫حوا ِب ُر ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ق َوا ْم َ‬ ‫م َرا ِف ِ‬ ‫م إ ِ َلى ا ْل َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َو أ َ ْي ِد َي ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جو َ‬ ‫س ُلوا ُو ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ة َفا ْ‬ ‫م إ ِ َلى ال صّ َل ِ‬ ‫م ُت ْ‬ ‫ُق ْ‬

‫ط ّه ُروا ۚ ‪ " ( .‬المائدة ‪." 6‬‬ ‫ج ُن ًبا َفا ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ۚ َو ِإن ُكن ُت ْ‬ ‫ع َب ْي ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫م إ ِ َلى ا ْل َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ج َل ُ‬ ‫َو أ َ ْر ُ‬

‫‪88‬‬


‫كانت هذه أوامر ا عز وجل ‪ ,‬وكان في دين السلم من‬ ‫المستحب بل هي من السنن وجاء فيها كلم أنها من الواجبات‬ ‫كان منها غسل يوم الجمعة ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يقول فيه " غسل يوم‬

‫الجمعة واجب على كل محتلم " ويقول في حديث آخر " أيها‬ ‫الناس إن ا جعل لكم يوم الجمعة عيدا إن ذلك يوم عيدكم‬ ‫فأغتسلوا فيه وتطيبوا " ذلك اليوم يوم الجمعة يوم عيد لمة‬ ‫ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬يأمرنا فيه بالغتسال‬ ‫والتطيب وأي غسل وأي تطيب إنه غسل تنظيف غسل تنقية‬ ‫للجسد غسل إزالة الوساخ التي تراكمت ففي حديث لسلمان‬ ‫الفارسي) ‪ (‬وأرضاه يقول ‪ :‬قال رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( من تطهر يوم الجمعة ليس غس ل ً هكذا وفقط ولكنه‬ ‫يتطهر واستضاء من طهره ويدهن من دهنه أو يتطيب من‬ ‫طيب بيته يغتسل ويتطهر ما استطاع يعطي للشئ حقه ثم‬ ‫يأتي الجمعة يخرج إلى المسجد ل يفرق بين اثنين أي أنه‬ ‫يأتي في الساعات الولى يأتي قبل أن يصعد المام إلى‬ ‫المنبر يأتي والمسجد خالي يأتي ل يفرق بين اثنين ثم يصلي‬ ‫ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم المام إل كان مغفرة له ما بينها‬ ‫وبين الجمعة السابقة عندما قال رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( إذا لم يكن يوم الجمعة هل ليس هناك غسل يقول‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حديث له رواه أبو هريرة‬ ‫‪89‬‬


‫) ‪ (‬وأرضاه على كل مسلم في كل سبعة أيام أن يغسل جسده‬ ‫ويغسل رأسه قال كل سبعة أيام عليك أن تغسل رأسك‬ ‫وجسدك في حديث رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هذا هو‬ ‫القل هذا هو الدنى أما أنك إذا أغتسلت كل يوم مرة فإنه‬ ‫كان خير لو أغتسلت كل يومين مرة فإنه خير وإنما رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( في معنى ذلك الحديث يقول أن‬ ‫الحد الدنى والقل عليك أن تغتسل ويمس الماء جسدك مرة‬ ‫في السبوع تغتسل مرة في السبوع حتى ولو كان من الذين‬ ‫ليس عليهم صلة الجمعة كانت هذه مما أمر به رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( في غسل الجسد وتنظيفه ‪.‬‬ ‫وجعل الوضوء وكان الوضوء معناه أنك تكون في نظافة‬ ‫كأن الضوء يشع من جميعك كأن النور يخرج من جسدك‬ ‫وضوء من الضوء ذلك الوضوء تلك النظافة التي أمرت بها في‬ ‫دين السلم تميزك يوم القيامة تميزك يوم القيامة عن سائر‬ ‫المم تميزك يوم القيامة عن سائر الخلق تميزك يوم القيامة‬ ‫عن سائر الناس عن العجم أو العرب أو أو السود أو البيض‬ ‫أو الصفر إذا كنت من أهل السلم في حديث عن أبي هريرة‬ ‫) ‪ (‬وأرضاه يقول دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫المقابر يوما فقال السلم عليكم دار قوم مؤمنين أنتم‬ ‫السابقون ونحن إن شاء ا بكم لحقون وودت لو أنا رأينا‬ ‫أخواننا قال الصحابة يا رسول ا السنا أخوانك قال أنتم‬ ‫‪90‬‬


‫أصحابي أما أخواننا فلم يأتوا بعد قالوا يا رسول ا وكيف‬ ‫تعرف من لم يأتوا بعد ما هي العلمة التي تعرف بها‬ ‫أصحابك التي تعرف بها إخوانك الذين لم تشاهدهم ولم‬ ‫تعاينهم ولم يأتوا بعد قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫أرأيتم لو أن لرجل خيل بهم دهم بين ظهرانيهم وخيل غر‬ ‫محجلة أل يعرف خيله ؟ هذه تميزت بما فيها وهذه تميزت‬ ‫بوضعها أل يعرف كل واح ٍد منهم خيله قالوا بلى يا رسول ا‬ ‫قال فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثار الميزة‬ ‫التي يتميز بها أهل السلم أل وهي الوضوء ‪ ,‬يوم القيامة‬ ‫التي تفرق بينهم وبين غيرهم أنهم تميزوا بنظافة في‬ ‫أجسادهم إن الوضوء الذي جعله ا عبادة في دين السلم‬ ‫هو تنظيفا لهم تنظيفا للوجه واليدي تنظيفا للقدام والرأس‬ ‫ذلك الوضوء والذي هو عبادة والذي ل يقبل ا منك صلة من‬ ‫غير عذر إل به فإن الوضوء وهو شطر اليمان جعل أنه نصف‬ ‫اليمان ول يقبل ا عز وجل صدقة من غلول ول يقبل ا عز‬ ‫وجل صلة بغير طهور ‪.‬‬ ‫كان ذلك الوضوء تمييزا لمة ُمحمد – عليه أفضل الصلة‬ ‫والسلم‪ -‬عن سائر المم وسائر الجناس وسائر الخلق انظر‬ ‫جعلت فيه النظافة ركنا أساسيا لصحة‬ ‫إلى ذلك الدين الذي ُ‬ ‫وقبول عبادتك‬

‫ولكي يقبل ا عز وجل منك عبادتك وكي‬

‫‪91‬‬


‫تكون عبادتك مقبولة عند رب العالمين كانت هذه من المور‬ ‫التي نعرفها كلنا ‪.‬‬ ‫ومن المور التي أمرنا بها كذلك وكانت عناية السلم بها أكثر‬ ‫عناية كانت عناية السلم بها أشد عناية هي موضوع الطعام‬ ‫والشراب هو كيفية التعامل مع ذلك الشئ الذي إذا تراكمت‬ ‫عليه الجراثيم والميكروبات فإنه سوف يكون وبا ل ً وسببا‬ ‫لمرض من يأكله وما جاءت عقيدة وما جاءت شريعة تأمر بما‬ ‫أمر به دين السلم تنظيفا لذاتك والعناية بها ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كان يأمرنا بالسواك‬ ‫ويقول " لو لم أشق على أمتي لمرتهم بالسواك عند كل‬ ‫صلة " وفي حديث أخر يقول " تسوكوا فإن السواك مطهرة‬ ‫للفم مرضاة للرب " تنظيف فمك تنظيف أسنانك مطهرة لك‬ ‫ومرضاة لرب العالمين تنال به رضى ا عز وجل عندما تنظف‬ ‫فمك وأسنانك انظر إلى هذا الدين وأنظر إلى ما فيه من‬ ‫كمال ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫مطهرة للفم‬

‫ومرضاة للرب وما جاءني جبريل وما نزل عليه من وحي إل‬ ‫ى وعلى أمتي "‬ ‫ويأمرني بالسواك حتى ظننت أنه سيفرض عل ّ‬ ‫من كثرة ما أوصاه جبريل بالسواك ظن رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( أنه سوف يكون فرضا وأمرنا إذا لم يكن سواك‬ ‫ولم تكن تتعامل بالسواك ول بمعجون أسنان أمرت بالخف‬ ‫‪92‬‬


‫أمرت أن تغسل وتتمضمض رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫يقول في حديث له تخللوا أي أغسل فمك وخلل بين أسنانك‬ ‫بالماء تخللوا فإنه بركة ‪ ,‬فإنه نظافة النظافة تدعوا لليمان‬ ‫تخللوا بعد أن بدأ بتخللوا جاء بأنها نظافة والنظافة تدعوا‬ ‫لليمان طريقك إلى اليمان واليمان مع صاحبه في الجنة‬ ‫انظر إلى كلمات رسول رب العالمين ما قال صلة ول صياما‬ ‫ول زكاة ولكنه قال لك نظف أسنانك فتكون من المؤمنين‬ ‫وتكون من أهل الجنة ‪.‬‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث آخر‬ ‫قال فيه " إن الملئكة ل تتأذى من شئ إل ما ترى ما بين‬ ‫أسنان صاحبها وهو قائم يصلي " الملئكة التي تحسب عليك‬ ‫التي تكون معك للحساب عن يمينك وشمالك تتأذى عندما ترى‬ ‫فضلت طعامك بين أسنانك وأنت واقفا تصلي لماذا لم‬ ‫تنظفها قبل الصلة وإذا نظفتها قبل الصلة ستكون عندك‬ ‫عادة تكون عبادة تعبد بها الرحمن وتكون طريقك إلى‬ ‫الهداية وإلى الجنة ‪ ,‬أي كلم هذا ذلك معنى حديث رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫معني كلماته المنيرة المضيئة‬

‫الطيبة المباركة ذلك الرسول الذي جاءكم بالطيب الرسول –‬ ‫عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬يكلفك بأمر بنظافتك في حديث‬ ‫له يقول بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده بركة‬ ‫الطعام حتى تأكل ويستفيد جسدك بما أكلت ل يدخل جسدك‬ ‫‪93‬‬


‫مع الطعام جراثيم أو بكتريا تفسد عليك معدتك تسبب لك‬ ‫المراض ‪.‬‬ ‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ‪ -‬إذا خرجت على‬ ‫الناس ل تؤذى أعينهم‪ -‬يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫من كان له شعرا كثيفا إنسان عنده شعر ل يجعله ثائرا ل‬ ‫يجعله شعث ولكن يهذبه ويأخذ منه ‪.‬‬ ‫يقول أبو أيوب النصاري ) ‪ (‬وأرضاه رأى رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( رج ل ً ثائر الرأس ثائر اللحية فأشار‬ ‫إليه كأنه يأمره أن يصلحها فخرج الرجل ثم عاد فقال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( أليس هذا خير من أن يأتي أحدكم‬ ‫كأنه شيطان " أليس هذا خير من أن يأتي أحدكم أشعث أن‬ ‫يأتي أحدكم قذر من أن يأتي أحدكم ورائحته ل تطاق كان‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يأمر بالعتناء بالشعر‬

‫والمحافظة عليه لنه جمال للوجه ويقول في حديث له ل‬ ‫توضع الرؤوس إل في حج أو عمرة دعوا الشعر وحلقه إل أن‬ ‫يكون تحل ل ً من إحرام في حج أو عمرة أما في غير ذلك فإنك‬ ‫نهيت ل توضع الرؤوس في حج أو عمرة ومن ذلك التهذيب‬ ‫ومن تلك النظافة أنه نهى عن القزع ‪.‬‬ ‫يقول عبد ا بن عمر) ‪ (‬وأرضاه نهى رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( عن القزع قيل وما القزع قال أن يحلق بعض‬ ‫رأسه ويترك بعضها ل تحلق بعض الرأس وتترك بعضها أو كما‬ ‫‪94‬‬


‫يفعل ناس يتركون مقدمة الرأس ويحلقون كلها هذا نهي عنه‬ ‫لنه منافي للنظافة التي أمرت بها في دين السلم ‪ ,‬كما أمرك‬ ‫أن يكون ثوبك حسنا أن يكون ثوبك نظيفا جاء في حديث‬ ‫لجابر بن ثوبان ) ‪ (‬وأرضاه أن رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( رأى رج ل ً عليه ثيابا قذرة فقال له أل يجد هذا ما‬ ‫يغسل به ثوبه ويقول ا عز وجل‬

‫سا‬ ‫م ِل َبا ً‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫م َق ْد َأن َز ْل َنا َ‬ ‫) َيا َب ِني آ َد َ‬

‫ن‪.‬‬ ‫م َي ّذ ّك ُرو َ‬ ‫ع ّل ُه ْ‬ ‫ت ال ّل ِه َل َ‬ ‫ن آ َيا ِ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫خ ْي ٌر ۚ َٰذ ِل َ‬ ‫ك َ‬ ‫وى َٰذ ِل َ‬ ‫س ال ّت ْق َ ٰ‬ ‫شا ۖ َو ِل َبا ُ‬ ‫م َو ِري ً‬ ‫ك ْ‬ ‫س ْوآ ِت ُ‬ ‫ُي َوا ِري َ‬ ‫ما‬ ‫س ُه َ‬ ‫ما ِل َبا َ‬ ‫ع ْن ُه َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج ّن ِة َين ِز ُ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫كم ّم َ‬ ‫ج أ َ َب َو ْي ُ‬ ‫خ َر َ‬ ‫ما أ َ ْ‬ ‫ن َك َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫م َل َي ْف ِت َن ّن ُ‬ ‫َيا َب ِني آ َد َ‬ ‫ث َل‬ ‫ح ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ه َو َو َق ِبي ُل ُه ِم ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ۗ إ ِ ّن ُه َي َرا ُك ْ‬ ‫س ْوآ ِت ِه َ‬ ‫ما َ‬ ‫ِل ُي ِر َي ُه َ‬

‫َت َر ْو َن ُه ْم ۗ ‪ " ( .‬العراف ‪-26‬‬

‫‪."27‬‬ ‫جاء في حديث لرسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل‬ ‫يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " وقال رجل‬ ‫يا رسول ا إن أحدنا يحب البركة أي الخير كله أن يدخل إلى‬ ‫جسدك ذلك الطعام وتستفيد منه ‪ ,‬تلك البركة تأتي من‬ ‫الوضوء قبل الطعام والوضوء بعد الطعام ليس هنا معناه أن‬ ‫تتوضا وضوئك للصلة قلنا أن الوضوء معناه التطهير معناه‬ ‫التنظيف فهنا يقول لك أنك تغسل يديك قبل الكل وبعد الكل‬ ‫وكذلك أمرت به قبل أن تدخل إلى فراشك قبل أن تنام وأمرت‬ ‫به بعد أن تستيقظ من نومك وا أمرت به وإذا تعاملت به‬ ‫على أنه دين وإذا تعاملت به على أنك منقاد لسيد المرسلين‬ ‫فإنك تكون به تعبدت لرب العالمين ‪.‬‬ ‫‪95‬‬


‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من بات وفي يده‬ ‫رائحة غمر فأصابه شئ فل يلومن إل نفسه قال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( من بات نام وفي يديه رائحة غمر‬ ‫في يديه رائحة طعام ونام قبل أن يغسل يديه يقول وأصابه‬ ‫شئ جاءه شئ من الهوام أي الحشرات على رائحة ذلك‬ ‫الطعام الذي في يده فأصابه شئ من الضرر فأصابته مفسدة‬ ‫أصابه مرض فل يلومن إل نفسه لنه ما تعامل مع النظافة‬ ‫التي أمرنا بها في دين السلم ثم إذا أصبح يقول لك رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم ( ل تدخل يدك في وضوءك حتى‬ ‫تغسلها كما جاء في صحيح البخاري ومسلم ) ‪ (‬وأرضاهما إذا‬ ‫استيقظ أحدكم فل يدخل يده في وضوءه حتى يغسلهما من‬ ‫هنا أمرنا بغسل اليدين قبل النوم وبغسلهما بعد الستيقاظ‬ ‫لن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يقول فإن أحدكم ل‬

‫يدري أين باتت يده " أحدكم ل يعلم يده هذه في أي شئ‬ ‫سرحت ومع أي شئ تعاملت وهو نائم قد تكون حشرة من‬ ‫الحشرات وضعت يدك عليها وأنت ل تدري وأنت في غفلة من‬ ‫نومك لذلك أمرت بغسل يديك قبل النوم وغسل اليدين بعد‬ ‫الستيقاظ تلك أمور أمرت بها بينك وبين نفسك نظافة لك‬ ‫ومن النظافة التي أمرت بها لتكون بينك وبين نفسك خصال‬ ‫تتعود عليها وهي حلق البط وحلق العانة وتقليم الظافر‬ ‫وإلى أخر هذه الخصال وأمرت أن تكون نظيفا في مجتمعك‬ ‫‪96‬‬


‫أن تكون جمي ل ً أن ينظر إليك الناس فيجدون سمتك سمت‬ ‫إسلم يجدون سمتك سمت إيمان ‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫فإن عبد ا بن عباس ) ‪ (‬وأرضاه فسر لباس التقوى‬ ‫بأنه السمت الحسن فسرها هكذا والمعول عليه في التفسير ‪,‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لك لكي تكون محبوبا‬ ‫بين الناس لكي تكون محبوبا بين الناس أن يكون ثوبك نظيفا‬ ‫ونعلك نظيفا يحب أن يكون في أكمل وأجمل صورة قال‬ ‫رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( إن ا جميل يحب الجمال‬ ‫قال الرجل إن أحدنا يحب أن ثوبه حسنا ونعله حسنا قال‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن ا جميل يحب الجمال‬ ‫الكبر بطر الحق قالها رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل‬ ‫يدعي المدعي في هذه اليام يتشعوذ ويلبس الوسخ من‬ ‫الثياب ويلبس المرقع من الثياب ثم يقول إني زاهد إني متعبد‬ ‫إني من أولياء ا ‪ ,‬كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وهو‬ ‫أعبد الناس أحسن الناس ملبسا وأجملهم صورة وأحرصهم‬ ‫على النظافة والتطيب كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫أحسن ثيابا كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قدوتنا في‬ ‫نظافته وفي حسنه ‪.‬‬ ‫نهينا أن تكون أجسادنا قذرة نهينا أن تكون ثيابنا قذرة‬ ‫نهينا عن هذه الشياء والطرق والبنية إذا كانت في دولة‬ ‫ُمحمد لبد أن تكون من أنقى وأنظف الطرق والبنية وكانت‬ ‫أبعدها عن القذارة وأبعدها عن القمامة أما إذا كانت قمامة‬ ‫وكانت قذارة فإنه على حسب ما يكون الناس يكون الحي‬ ‫‪98‬‬


‫أوالسكن ‪ ,‬على قدر إسلم الناس وإيمانهم تكون حالة‬ ‫النظافة في حيهم ومسكنهم ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث رواه‬ ‫أبو هريرة) ‪ (‬وأرضاه قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن‬ ‫ا طيب يحب الطيب ا جل وعل طيب يحب الطيب يحب‬ ‫الرائحة الجميلة الرائحة الذكية إن ا طيب يحب الطيب جميل‬ ‫يحب الجمال كريم يحب الكرم جواد يحب الجود " فنظفوا‬ ‫أبنيتكم ول تتشبهوا باليهود رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫يقول لنا أن عادة اليهود أنهم ل ينظفون أبنيتهم ل ينظفون‬ ‫بيوتهم هذه علمة من علماتهم تدخل بيوت أهل الشرك‬ ‫ستجدها تنبعث منها رائحة قد تجعلك تخرج ما في جوفك‬ ‫تجعلك تتأذى من هذه الرائحة أدخل أي بيت غير بيت‬ ‫المسلمين تجد هذه الرائحة التي تميزه والتي تلحظها وعلى‬ ‫حسب ما يكون بيتك بيت السلم تنبعث منها رائحتك النظيفة‬ ‫التقية فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أمرنا أن ننظف‬ ‫أبنيتنا ول نتشبه باليهود ورسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫يقول لنا في حديث له من آذى المسلمين في طرقهم وجبت‬ ‫عليه لعنتهم من آذى المسلمين في الطرقات فألقى حجارة‬ ‫ومن ألقى ما يتأذى منه الناس فإن رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( يقول لنا يلعنه الناس ويقول رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( من ألقى فضلته في طريق من طرق المسلمين فإن‬ ‫‪99‬‬


‫عليه لعنة ا والملئكة والناس أجمعين " من ألقى فضلته‬ ‫من براز أو بول أو غيره أو أي شئ مؤذي في طريق من طرق‬ ‫المسلمين وجبت عليه لعنة ا والملئكة والناس أجمعين‬ ‫انظر إلى هذه الكلمات وحاول أن ترى وتشاهد وتعاين هل‬ ‫نحن نختلف عنه في الطريق أم نحن نختلف معه في الهداية‬ ‫يأتي من يأتي ويقول أهل الغرب وأهل أوروبا بيوتهم نظيفة‬ ‫ل تجد عندهم ورقة ألقيت في شارع أو في طريق إذا جاءت‬ ‫هذه من أهل الغرب ونقلت على أنهم يتعاملون بها فاعلموا‬ ‫أنهم تعاملوا بدين السلم في هذه ونحن تجاهلنا دين‬ ‫السلم في هذه نحن الذين تنكبنا تعاليم ديننا إذا تنظفنا وإذا‬ ‫أخذنا بالنظافة فإننا نأخذ تعاليم دين ول نأخذ من غرب أو‬ ‫من شرق ‪.‬‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث رواه‬ ‫أبو هريرة) ‪ (‬وأرضاه أتقوا الملعن الثلث قالوا وما الملعن‬ ‫الثلثة يا رسول ا قال البراز في البوادي وقارعة الطريق‬ ‫وفي الظل لن هذه المور تؤذي الناس وتأتي بالضرر‬ ‫وبالبلء والمراض ‪.‬‬ ‫وأمرنا أن يكون الرجل والمرأة في نظافة حتى يتحبب‬ ‫كل منهما للخر حتى يكون الود وحتى يكون السكينة فإن‬ ‫أكثر الخلفات وأكثر الشجار يكون من رائحة تتأذى منها‬ ‫الزوجة من زوجها أو من رائحة يتأذى منها الزوج من زوجته أو‬ ‫‪100‬‬


‫من لباس كئيب تلبسه الزوجة في البيت ولباس نظيف تلبسه‬ ‫خارج البيت أو يكون الرجل كذلك ‪.‬‬ ‫فإن عبد ا بن عباس) ‪ (‬وأرضاه كان يقول إني لتزين‬ ‫لمرأتي إني لتجمل لمرأتي هو يتزين لمرأته كما يحب أن‬ ‫تتجمل هي له ‪ ,‬وجاء في حديث لرسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( يقول أيها الناس خذوا من شعوركم وأغتسلوا‬ ‫وتتطيبوا فإن بني إسرائيل ما كانوا يفعلون ذلك فزنت نسائهم‬ ‫" معنى هذه الكلمات أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫يقول لك حسن من رأسك وجمل من شعرك اجعله جمي ل ً‬ ‫نظفه ول تجعله شعثا نظفه واغسله وتطيب واغتسل حتى‬ ‫تكون مع زوجتك محبوبا وحتى ل تنفر منك وحتى تكون في‬ ‫سعادة أنت وهي إذا كنتما على هذا الطريق طريق ُمحمد –‬ ‫عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬وطريق السلم انظر إلى جمال‬ ‫ذلك الدين الذي يجعلك محبوبا ومقبو ل ً يجعل رائحتك ذكية‬ ‫يجعلك نظيفا يجعلك في خير وسعادة وصحة طيبة يجعلك‬ ‫في منأى عن المراض والوبئة فإن المراض والوبئه ل‬ ‫تسكن إل في المكان القذر ل تسكن إل في المكان الذي ل‬ ‫يلقى التنظيف المطلوب إن المراض ل تكون إل إذا كانت‬ ‫القاذورات والقمامة وكان العفن والفضلت ‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( جاءكم بالخير كله في‬ ‫هذا الدين يقول أنك إذا كنت نظيفا كنت قريبا من الرحمن إذا‬ ‫‪101‬‬


‫كنت نظيفا قبلت منك عبادتك جعل النظافة فيه عبادة تعبد بها‬ ‫ا عز وجل وجعل المظاهر الحسنة فيه من تنقيه الطرق‬ ‫وتنظيفها جعلها من اليمان فاليمان بضع وسبعون شعبة‬ ‫أعلها شهادة أن ل إله إل ا وأن ُمحمدا رسول ا وأدناها‬ ‫إماطة الذى عن الطريق أماطة الذى عن طريق الناس‬ ‫والحياء شعبة من اليمان " إذا كان هذا هو دين السلم‬ ‫فكيف نقارن بيننا وبين ما نحن فيه هل نحن حقا أقرب ما‬ ‫نكون من ديننا أم أبعد ما نكون من ديننا حاولوا أن تكونوا مع‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ومع تعاليمه أن تكونوا مع‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في هديه الذي جاءكم به‬ ‫فإنه دين ل يحمل لكم إل الخير كله طلب من الذي يخرج من‬ ‫بيته أن ينظف نفسه أن يكون في هيئة حسنة أن تكون في‬ ‫وئام بينك وبين زوجتك هل تجد هذه المور كلها تنفع ا شيئا‬ ‫هل تجد هذه المور كلها تزيد من ملك ا شيئا إن هذه المور‬ ‫كلها ل تعود في نهايتها ول في أولها إل عليك أنت بالنفع‬ ‫والصحة والسعادة والسرور ‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫مع المريـض‬ ‫إن أوامر ذلك الدين أنك إذا مرضت تذهب إلي الطبيب‬ ‫وتتوكل على رب الطبيب وإذا أخذت الدواء تتوكل على رب‬ ‫الدواء ونعلم أن الشفاء بيد ا عز وجل ولكن ا عز وجل‬ ‫جعل للشفاء أسبابا فكانت من السباب أختيار الطبيب وكانت‬ ‫من السباب الدواء الذي يأخذه المريض جاء رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم( إلي مريض يعوده فجاءه طبيبان فقال لهما‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أيكما أطب أيكما أطب من‬ ‫منكما الطبيب الحاذق البارع الذي يستطيع أن يشخص الداء‬ ‫ويصف الدواء وإذا وصف الطبيب الدواء فإن الدواء ل يعمل‬ ‫في جسد المريض إل بأمر ا عز وجل لن ا عز وجل هو‬ ‫الذي يقول فأذا أراد ا عز وجل الشفاء أصاب الدواء الداء‬ ‫فبرئ بأذن ا عز وجل المرض من المتحانات التي يمتحن‬ ‫ا عز وجل بها خلقه من المور التي يمحص بها ا عز وجل‬ ‫هذه المة يبتليها بالمرض حتى ينظر إلى ذلك المريض يصبر‬ ‫أن يصجر ذلك المريض يستجيب لله عز وجل أو يضاديه ذلك‬ ‫المريض يعلم أن المرض الذي أصابه رحمة من ا عز وجل‬ ‫به أم غضبا من ا عز وجل عليه ‪.‬‬ ‫واعلموا أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال في‬ ‫حديث له ما يصيب المسلم من مرض إل كفر ا عز وجل به‬ ‫من خطاياه كما يتساقط الورق من شجره وقال رسولكم‬ ‫‪103‬‬


‫عندما دخل على مريضة يعودها كن نسوة فإن دين السلم‬ ‫يعامل النساء فيه معاملة طيبة رحيمة نقية والمرأة في أمة‬ ‫محمد لها مكانتها المرموقة رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫كان إذا سمع بامرأة مريضة فإنه يسارع إلي زيارتها فدخل‬ ‫في يوم من اليام على امرأة مريضة كانت أم السائبرضي ا‬ ‫عنها وأرضاها يعودها فقالت هي تروي لنا هذا الحديث‬ ‫ي رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في مرض‬ ‫فقالت دخل عل ّ‬ ‫يعودني فقال لها أبشري يا أم السائب أبشري يا أم السائب‬ ‫أبشري إن المؤمن ما يصيبه من مرض إل أذهب ا عز وجل‬ ‫به من خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد والفضة ا عز‬ ‫وجل إذا اصاب النسان بمرض فإنه يذهب به من خطاياه هو‬ ‫كما تذهب النار خبث الحديد والفضة ماذا تصنع النار في‬ ‫الصدأ والبارومة إذا أصابت الحديد ماذا تصنع النار في الصدأ‬ ‫إذا أصاب الفضة إن النار تذهب ذلك الصدأ وتنقي المعدن‬ ‫وتعود به إلي حالة النقاء وذلك اللمعان فكان ذلك المرض‬ ‫الذي يصيب المؤمن إنما هو تطهيرا له من خطاياه ومحوا له‬ ‫من ذنوبة إذا كان ليس عنده ذنوب إذا كان ليس عنده خطايا‬ ‫فإنه أجر يعطيه ا عز وجل إياه إذا صبر واحتسب ذلك‬ ‫المرض عند ا عز وجل ا عز وجل يبتلي الناس ليمحصهم‬ ‫لعيلم من هو المؤمن الصادق ممن ل يؤمن ومن هو كاذب‬ ‫فإذا كان مؤمنا صادقا صبر واحتسب وإن كان غير ذلك كان‬ ‫‪104‬‬


‫الضجر وكانت التأمه وكانت الكئابه ورسولكم يقول في حديث‬ ‫ما يصيب المسلم من وصب ول نصب ول هم ول حزن حتى‬ ‫الشوكة يشاكها إل كفر ا عز جل بها من خطاياه ‪.‬‬ ‫أنه ليس بشرط أن يكون البلء الذي ينزل بالمؤمن‬ ‫وبالمسلم تطهيرا له من ذنوب قد حصلت منه أو أفعال وقع‬ ‫فيها وكان خاطئا فقد يكون ذلك البتلء من ا عز وجل‬ ‫لنقي النقياء لطهر الناس لنسان لم يعمل خطيئه لنسان‬ ‫لم يرتكب وزرا ولكن ا عز وجل يبتليه ليحمي إيمانه أو‬ ‫ليشكر ا عز وجل فيكون له الجزاء الوفي عند رب العالمين‬ ‫ومن المثلة التي جاءت لنا من كتاب ا عز وجل وقصها ا‬ ‫عز وجل علينا فإن القصص في القرآن لم يكن للتسلية لم‬ ‫يكن تمثيليه تنظر إليها وتنسجم معها أو ل تنسجم إنما‬ ‫القصص في القرآن إنما هو للعبرة والعتبار فإنه دين تدين‬ ‫به وأنه أوامر من الرحمن يقول لنا ا عز وجل )‬

‫ع ْب َد َنا‬ ‫َوا ْذ ُك ْر َ‬

‫س ٌ‬ ‫ل‬ ‫غ َت َ‬ ‫هٰ َذا ُم ْ‬ ‫كۖ َ‬ ‫ج ِل َ‬ ‫ض ِب ِر ْ‬ ‫ب‪ .‬ا ْر ُك ْ‬ ‫ع َذا ٍ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ن ِب ُن صْ ٍ‬ ‫طا ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫س ِن َ‬ ‫ب إ ِ ْذ َنا َدىٰ َر ّب ُه أ َ ّني َم ّ‬ ‫أ َ ّيو َ‬ ‫م ًة ّم ّنا َو ِذ ْك َرىٰ ِ ُ‬ ‫خ ْذ‬ ‫ب‪َ .‬و ُ‬ ‫لو ِلي ا ْل َْل َبا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م َر ْ‬ ‫ع ُه ْ‬ ‫ه َل ُه َو ِم ْث َل ُهم ّم َ‬ ‫ه ْب َنا َل ُه أ َ ْ‬ ‫ب‪َ .‬و َو َ‬ ‫ش َرا ٌ‬ ‫َبا ِر ٌد َو َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ع ْب ُد ۖ إ ِ ّن ُه أ َ ّوا ٌ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ع َ‬ ‫صا ِب ًرا ۚ ّن ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ج ْد َنا ُ‬ ‫ث ۗ إ ِ ّنا َو َ‬ ‫ح َن ْ‬ ‫ض ِرب ّب ِه َو َل َت ْ‬ ‫غ ًثا َفا ْ‬ ‫ك ضِ ْ‬ ‫ِب َي ِد َ‬

‫( "ص‬

‫‪ "44 :41‬كانت هذه اليات تقص علينا قصة من قصة نبي‬ ‫مرسل نبي أرسله ا عز وجل إلي البشر فهل كان ذلك النبي‬ ‫يخطئ يرتكب المعاصي هل كان ذلك النبي فاجرا هل كان‬ ‫ذلك النبي يعادي ويضادي شرع ا الذي أمر به حاشى أن‬ ‫‪105‬‬


‫يكون ولكن ا عز وجل جاء به مث ل ً وحجه على كل مريض‬ ‫يمرض بعده ينظر ا عز وجل هل يصبر ذلك المريض على‬ ‫مرضه أم كيف يتصرف وكيف يتعامل رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( يفسر لنا هذه اليات في حديث له جاء عن أنس بن‬ ‫مالك) ‪ (‬وأرضاه قال قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن‬ ‫نبي ا أيوب لبث في مرضه ثماني عشرة سنة الذي أقعده‬ ‫قعودا الذي نزل به نزو ل ً ثماني عشرة سنة حتى رفضه‬ ‫القريب والبعيد كتب التفسير التي تحشي بالسرائيليات التي‬ ‫جاءت على لسان كعب الحبار ووهبه ونوفل البكالي كان‬ ‫هؤلء الناس من اليهود الذين أسلموا أيام عمر ) ‪ (‬وأرضاه‬ ‫ولكن حسن أسلمهم ورغم إن إسلمهم حسن ول مطعن فيه‬ ‫إل أنهم كانوا يأتوتنا بالخبار التي علقت في أذهانهم‬ ‫وعقولهم من كتابهم الذي كانوا يدرسونه قبل أن يكون‬ ‫القرآن هوقائدهم ودستورهم ‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫كانوا يقولون وقولهم ذلك كذب على نبي ا أيوب كما‬ ‫شرحها وبينها الزحيلي في تفسيره المنير كانوا يقولون أن‬ ‫نبي ا أيوب عافاه القريب والبعيد أي أنه كان به مرض‬ ‫معدي كان به مرض حتى أكل جسده الدود فألقي على مذبلة‬ ‫لبني إسرائيل ما كان ا عز وجل يفعل ذلك بنبي من أنبياءه‬ ‫كان مريضا وفي شده المرض ولكن مرضه ما كان ليعد غيره‬ ‫وما كان مرضه لينفر غيره وما كان مرضه فيه شدة وفيه ضيقا‬ ‫إل عليه هو وحده ول يتعدي غيره ولكن تفسير ذلك الحديث‬ ‫في هذه أن المريض يعوده العواد أول أسبوع يمرض تجد‬ ‫الرجل ذاهبة عائدة عنده فإذا أشتد به المرض ومرت به‬ ‫اليام خفت الزيارة قلي ل ً ثم خفت قلي ل ً ثم خفت قلي ل ً حتى‬ ‫كادت أن تنمحي فإذا كان أيوب مكث في مرضه ثماني عشرة‬ ‫سنة كما قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فإنه من هنا‬ ‫قل من يعود قلت الزيارة فقال رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( إل رجلين من أخص إخوانه إل اثنين من إخوانه كانا ل‬ ‫ينفكان يغدوان عليه ويروحان ولكن ذلك الصديق وصاحبه‬ ‫جاءت في أفكارهما كلمات جاء في عقلهما كلمات فحدث بها‬ ‫واحدا منها صاحبه قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فقال‬ ‫أحدهما للخر إن أيوب أذنب ذنبا لم يذنبه أحدا من بعده ول‬ ‫من قبله أيوب أذنب ذنبا لم يذنبه أحدا من العالمين قال له‬ ‫صاحبه ولما ذاك قال ألم تري ثماني شعرة سنة وا عز وجل‬ ‫‪107‬‬


‫لم يرحمه ولم يكشف ما به إني أري أنه قد أذنب ذنبا عظيما‬ ‫ذنبا شديدا ما أذنبه أحد من الناس كانت هذه هي الكلمات‬ ‫قال أيوب هنا لبد أن يكون من دفاع لبد أن يدافع النسان‬ ‫عن نفسه قال أيوب ل أدري ما تقولن أنا ل أتذكر ذنبا أذنبته ل‬ ‫أدري ما تقولن ولكن ا يشهد ا عز وجل هو الشاهد يشهد‬ ‫على أيوب قال ولكن ا عز وجل يشهد أنني كنت أمر على‬ ‫الرجلين فيتنازعان فيذكران ا عز وجل فإذا رجعت إلي بيتي‬ ‫كفرت عنهما مخافة أن يذكر ا عز وجل إل في حق معني‬ ‫هذه الكلمات أنه كان إذا مر بمعركة بعراك بين الناس وجد‬ ‫واحدا يذكر ا عز وجل يقول وا ما فعلت فإن أيوب كان إذا‬ ‫رجع كان يكفر عن هذا الذي جاء يذكر ا عز وجل على‬ ‫لسانة هو ما أخطأ هو ما ألم بذنب ولكنه كان يكفر عن ذنوب‬ ‫الناس فكيف يقع هو في المعصية وأيوب كان كلما نزلت به‬ ‫مصيبه وأشتد به البلء كان يقول ويتوجه إلي ا عز وجل‬ ‫يقول اللهم هذا منك ويقول اللهم هذا منك ويقول اللهم هذا‬ ‫منك أو كلمات مثلها اللهم لك ما أخذت ولك ما أعطيت اللهم‬ ‫إنك تعلم إن لساني لم يخالف قلبي لسانه ما خالف قلبه كان‬ ‫الذي على لسانه هو الذي في داخله أن لساني لم يخالف‬ ‫قلبي وقلبي لم يتبع بصري إذا رأي شيئا يكرهه فإن قلبه ل‬ ‫يتأثر به ل يتعامل معه وقلبي ل يتتبع بصري وأنني لم يلهني ما‬ ‫ملكت يميني أي أن الموال التي كانت عنده أي أن الضياع‬ ‫‪108‬‬


‫التي كانت عنده اي أن الراضي التي كانت عنده ما كانت تلهيه‬ ‫عن ل أله إل ا ما كانت تلهيه عن عبادة ا ما كانت تلهيه عن‬ ‫شرع ا الذي أمر به وأمره ا عز وجل أن يوصله للناس ثم‬ ‫قال هذه الكلمات وا أنك تعلم يا ربي أنك تعلم أنني لم‬ ‫آكل إل ومعي يتيم ‪.‬‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫وكان أيوب إذا‬

‫خرج لحاجته فإذا قضاها أمسكت أمرأته بيديه حتى يبرئ وفي‬ ‫يوم أبطأ عليها أي أنه تأخر في الخروج فأوحي ا عز وجل‬ ‫إليه‬

‫ل َبا ِر ٌد‬ ‫س ٌ‬ ‫غ َت َ‬ ‫هٰ َذا ُم ْ‬ ‫ك ۖ َ‬ ‫ج ِل َ‬ ‫ض ِب ِر ْ‬ ‫) ا ْر ُك ْ‬

‫ب‪ "( .‬ص ‪44‬‬ ‫ش َرا ٌ‬ ‫َو َ‬

‫ا عز وجل‬ ‫"‬

‫كان بعزته واستطاعته أن يقول كن فيكون كن شفائا ليوب‬ ‫فيكون شفاء ولكن ا عز وجل يعلمنا أن كل شئ يؤخذ‬ ‫بالسباب أضرب برجلك الرض سوف ينفجر منها عين من‬ ‫الماء الكبريتي التي تعالج مرض الجلد الذى تعاني منه فإنه‬ ‫كان مريضا بمرض من المراض التي تشفيه هذه المياه كان‬ ‫قادرا أن يرسل عليه سحابه عطر عليه هذه المياه فيشفي‬ ‫ولكن ا عز وجل يعلمنا ويعلم كل أهل اليمان أن اليمان‬ ‫والتوكل على الرحمن ل يناقضه أن تأخذ بالسباب التي أمرك‬ ‫ا عز وجل بها وجعلها من المور التي تكون سببا لغيرها‬ ‫ب (" ص ‪ "42‬أغتسل أيوب وشرب‬ ‫ش َرا ٌ‬ ‫ل َبا ِر ٌد َو َ‬ ‫س ٌ‬ ‫غ َت َ‬ ‫هٰ َذا ُم ْ‬ ‫كۖ َ‬ ‫ج ِل َ‬ ‫ض ِب ِر ْ‬ ‫) ا ْر ُك ْ‬ ‫فكان البرئ والشفاء بإذن ا عز وجل فلما استبطأته امرأته‬ ‫التفتت تنظر فإذا هو يقبل عليها وقد شفاه ا عز وجل من‬ ‫‪109‬‬


‫البلء وعاد في أحسن صوره قالت يا هذا يا هذا أين النبي‬ ‫المبتلي فإني وا أراك أشبه رج ل ً به إذا كان صالحا إني‬ ‫أراك شبيها به إذ كان صحيحا معافا فقال لها هو أنا ذا هو أنا‬ ‫ذا‪.‬‬ ‫دين السلم ليس دين خبالت ولكنه دين يأمرك أن تأخذ‬ ‫بالسباب‪.‬‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا آمرا إطعموا‬ ‫الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني هو السير أن تجعل له‬ ‫فكاكا من أسره الذي هو فيه ومن حق المسلم على المسلم‬ ‫أنه إذا مرض عاده ‪.‬‬ ‫وجاء في حديث قدسي عن رب العزة يقول قال ا عز‬ ‫وجل ) يا ابن آدم مرضت فلم تعدني فيقول ذلك الذي لم يعد‬ ‫ا عز وجل الذي لم يزوره وهو مريض يقول له وكيف تمرض‬ ‫وأنت رب العالمين قال ألم تعلم أن عبدي فلنا كان مريضا‬ ‫فلم تعده ولو عدته لوجدتني عنده ‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫ما من مسلم‬

‫يعود مريضا إل كان في خرفة الجنة قالوا يا رسول ا وما‬ ‫خرفة الجنة قال جماعة يقول كأنه في الجنة في غابة من‬ ‫غابات الجنة تتنزل عليه الثمار تتدلي عليه الثمار إذا ذهبت‬ ‫إلي المريض هل تنغص عليه حياته إذا جلست عنده تقول له‬ ‫إن مرضك هذا الذي أنت تعاني منه إنما عاقبته الموت‬ ‫والهلك أصيب فلن بذلك المرض فلم يبرأ منه انظر إلي‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يقول إذا عدتم المريض‬

‫فنفثوا له في الجل أمدوا له في الجل حتى ولو علمتم أن‬ ‫مرضه ذلك ميؤوسا منه إنما تقول له إن ا عز وجل سوف‬ ‫يشفيك فنفثوا له في الجل فإنه ل يقدم شيئا ولكن يطيب‬ ‫نفس المريض كلمك ل يقدم شيئا كلمك ل يقدم ول يؤخر‬ ‫ولكنه يطيب نفس المريض ‪.‬‬ ‫واعلموا أن هذا الكلم ليس معناه أن النسان يرفع‬ ‫يديه إلي السماء ويطلب من ا عز وجل أن ينزل عليه‬ ‫المرض لكي يكون كفارة لذنوبة أوخطاياه ولكن عليك أن‬ ‫تسأل ا العفو والعافية في الدين والدنيا والخرة هذه‬ ‫الكلمات التي قلناها ليس معناها أن دين السلم يحبب‬ ‫أولياءه وتابعيه في المرض يجعلهم يريدون المرض ويحبون‬ ‫السقم إنما معناه أنك إذا أصابك مرض تكون على قدر‬ ‫اليمان الذي عندك صابرا وتعلم أن ذلك إنما هو لك خير إنما‬ ‫‪111‬‬


‫هو مصلحة لك فتتحمله ول تضخر وتكون عليه صابرا محتسبا‬ ‫ل يعوده فقال‬ ‫دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( على رج ٍ‬ ‫له ل بأس طهور إن ذلك المرض طهرة لك فقال له يا رسول‬ ‫ا تقول ل بأس طهور إنما هي حمي تفور على شيخ كبير‬ ‫تزيره القبور قال هو إذن قال هو إذن ما كان عنده صبر كان‬ ‫ضاجرا إنما المؤمن التقي يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطأه‬ ‫ما أخطئه لم يكن ليصيبه ماذا يصنع ما يصنع وأين يكون‬ ‫المفر ا عز وجل في حديث معناه يقول من لم يرضي‬ ‫بقضائى فليخرج من تحت سمائي وليبحث له عن رب سواي‬ ‫فليبحث له عن رب سواه ‪.‬‬ ‫وعمر بن الخطاب ) ‪ (‬وأرضاه يقول قال رسول ا‬ ‫) صلي ا عليه وسلم( يحريني أمر المؤمن إن أمره كله خير‬ ‫وليس ذلك لحد إل للمؤمن إذا أصابته نعماء شكر فكان خيرا‬ ‫له وإذا أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فأمره كله خير‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫مع الطـبـيب‬ ‫إن ا عز وجل الذي بعث ُمحمدا – عليه أفضل الصلة‬ ‫والسلم‪ -‬ليبلغ تعاليم دين السلم أمر أتباعه والذين يعتنقوه‬ ‫أن يحافظوا على صحتهم كانت المحافظة على الصحة هي‬ ‫من أول السباب التي يحارب بها دين السلم المرض ‪,‬‬ ‫المحافظة على الصحة كانت من أول السباب فجعل دين‬ ‫السلم التطهر والوضوء والغسل وجعل السواك وجعل سنن‬ ‫الفطرة من المور التي تساعد النسان أن يحافظ على صحته‬ ‫أن يحافظ على جسده أل يهين ذلك الجسد ول يعرضه للمرض‬ ‫ول يعرضه للسقم والعلل ‪.‬‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫جاءنا بقانون كان‬

‫ذلك القانون من أوائل المور التي تحافظ للنسان على‬ ‫صحته فقد قال في حديث له " ما مل بن آدم وعاءا شرا من‬ ‫بطنه " كان ذلك الوعاء هو أساس كل داء فقال رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( ما مل بن آدم وعاءا شرا من بطنه‬ ‫فإذا كان ولبد آك ل ً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه "‬ ‫وقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( المؤمن يأكل في معي‬ ‫واحد أما الكافر فيأكل في سبعة أمعاء أمرنا دين السلم أل‬ ‫نتخم أنفسنا بالطعام أل نجعلها تمتلئ حتى ل يكون فيها‬ ‫مساحة لماء ول لنفس وا عز وجل يأمرنا ويقول لنا‬ ‫‪113‬‬

‫) َو ُك ُلوا‬


‫ن‪.‬‬ ‫س ِر ِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ا ْل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ِر ُفوا ۚ إ ِ ّن ُه َل ُي ِ‬ ‫ش َر ُبوا َو َل ُت ْ‬ ‫َوا ْ‬

‫( " العراف ‪ "31‬وتلك قمة‬

‫العتدال والموازنة بين ما يحتاجه الجسم بالفعل وما هو‬ ‫زائد عن حاجته ‪ ,‬وكذلك أمرنا ا عز وجل لكي نحافظ على‬ ‫هذه الصحة ول نعرضها للهلك أن نكون إذا كنا في ضعف أو‬ ‫كنا مرضى أن نحاول أن نحاصر ذلك المرض ول نجعله يزيد‬ ‫نحاول أن نجعله يقف ويكون ذلك بعبادة لله عز وجل فإن ا‬ ‫عز وجل يقول لنا‬

‫س َو َب ّي َنا ٍ‬ ‫ت‬ ‫ه ًدى ّلل ّنا ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل ِفي ِه ا ْل ُق ْرآ ُ‬ ‫ن ا ّل ِذي ُأن ِز َ‬ ‫ضا َ‬ ‫ش ْه ُر َر َم َ‬ ‫) َ‬

‫ص مْ ُه ۖ‪ " ( .‬البقرة ‪."185‬‬ ‫ش ْه َر َف ْل َي ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫ش ِه َد ِمن ُ‬ ‫من َ‬ ‫ن ۚ َف َ‬ ‫دى َوا ْل ُف ْر َقا ِ‬ ‫ن ا ْل ُه َ ٰ‬ ‫ّم َ‬ ‫قال لنا إن القرآن هدى وأن القرآن بينات للناس يبين‬ ‫للناس ما حرم عليهم وما أحل لهم ا عز وجل ثم قال‬

‫من‬ ‫) َف َ‬

‫خ َر ۗ ُي ِري ُد‬ ‫م أُ َ‬ ‫ن أ َ ّيا ٍ‬ ‫ة ّم ْ‬ ‫ع ّد ٌ‬ ‫س َف ٍر َف ِ‬ ‫ع َلىٰ َ‬ ‫ضا أ َ ْو َ‬ ‫م ُه ۖ َو َمن َكا نَ َم ِري ً‬ ‫ص ْ‬ ‫ش ْه َر َف ْل َي ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫ش ِه َد ِمن ُ‬ ‫َ‬ ‫ه َدا ُك ْ‬ ‫م‬ ‫ع َلىٰ َما َ‬ ‫ك ّب ُروا ال ّل َه َ‬ ‫ة َو ِل ُت َ‬ ‫ع ّد َ‬ ‫م ُلوا ا ْل ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫س َر َو ِل ُت ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ا ْل ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫س َر َو َل ُي ِري ُد ِب ُ‬ ‫م ا ْل ُي ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ال ّل ُه ِب ُ‬

‫ش ُك ُرو‪ "( .‬البقرة ‪"185‬‬ ‫م َت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع ّل ُ‬ ‫َو َل َ‬ ‫قلنا لكي تحافظ على صحتك إذا كنت مريضا فل صيام‬ ‫لك فل صيام لك حتى تعود لذلك الجسد الصحة وحتى تعود‬ ‫لذلك الجسد القوة فإن العقل السليم في الجسم السليم‬ ‫لذلك كان من المحافظة على العقل أن تحافظ على ذلك‬ ‫الجسم وكذلك أمرنا في الحج والعمرة فقال لنا ا عز وجل‬ ‫ح ِل ُقوا‬ ‫ي ۖ َو َل َت ْ‬ ‫ن ا ْل َه ْد ِ‬ ‫س َر ِم َ‬ ‫س َت ْي َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫م َف َ‬ ‫ص ْر ُت ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن أُ ْ‬ ‫ة ِل ّل ِه ۚ َف ِإ ْ‬ ‫م َر َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َوا ْل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫موا ا ْل َ‬ ‫) َو أ َ ِت ّ‬ ‫س هِ َف ِف ْد َي ٌة‬ ‫ضا أ َ ْو ِب ِه أ َ ًذى ّمن ّر ْأ ِ‬ ‫كم ّم ِري ً‬ ‫ن ِمن ُ‬ ‫من َكا َ‬ ‫ح ّل ُه ۚ َف َ‬ ‫ي َم ِ‬ ‫غ ا ْل َه ْد ُ‬ ‫ح ّتىٰ َي ْب ُل َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ءو َ‬ ‫ُر ُ‬ ‫كۚ‪.‬‬ ‫س ٍ‬ ‫ص َد َق ٍة أ َ ْو ُن ُ‬ ‫م أ َ ْو َ‬ ‫ّمن صِ َيا ٍ‬

‫(" البقرة ‪."196‬‬ ‫‪114‬‬


‫أمرنا هنا كذلك أن نحافظ على صحتنا بأن نمتنع عن‬ ‫أشياء في الحج والعمرة أن نمتنع عنها ونصوم أو نتصدق أو‬ ‫نهدي أو شيئا من هذا القبيل ولكن ذلك لكي يحافظ النسان‬ ‫على صحته لكي يحافظ النسان عل جسده ‪.‬‬ ‫ثم كان المر الثاني الذي أمرنا به وجعلنا نتعامل به فما‬ ‫هو ذلك المر منعنا أل نعرض ذلك الجسد أل نعرض النسان‬ ‫نفسه للمرض المر الول أمرك أن تحافظ على جسدك وأن‬ ‫تحافظ على صحتك المر الثاني أمرك أل تعرض نفسك‬ ‫للمرض أل تجابهه أل تقف أمامه رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( يقول لنا في حديث له ل يوردن ممرض على مصح ما‬ ‫معني ذلك الحديث أنه إذا كان هناك مريض بمرض معدي‬ ‫فيقول لنا رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أنك ل تحاول أن‬ ‫تختلط بذلك المريض الذي عنده مرض يعديك إذا عدته تعوده‬ ‫ول تلبث عنده إل يسيرا تحاول أل يختلط ريقك بريقه أل يختلط‬ ‫نفسك بنفسه وذلك كي تحتاط لنفسك أن تنتقل إليك عدواه‬ ‫فكان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ل يوردن ممرض‬ ‫على مصح ومن حكمته كذلك أنه جاءه رجل به جزام أراد أن‬ ‫يبايعه رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يجعل مبايعته خارج‬ ‫المدينة ويمنعه من دخول المدينة وذلك لنه رجل واحد‬ ‫وأصابه ذلك المرض ولكنه إذا أقترب من الناس إذا دخل‬

‫‪115‬‬


‫المدينة فإنه قد يكون الوبال كل الوبال قد ينتقل مرضه إلى‬ ‫كل الناس هنا تكون الطامة الكبرى ويكون الوباء والهلك ‪.‬‬ ‫كذلك جاء في حديث عن عبد الرحمن بن عوف) ‪(‬‬ ‫وأرضاه في مرض الطاعون وكل مرض ينتقل بالعدوى إلى‬ ‫الناس مثل الطاعون فإنه يقع عليه أمر رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫والتحذير منه قال عبد الرحمن بن عوف) ‪(‬‬

‫وأرضاه بعد أن سأله رسول أمير المؤمنين عمر) ‪ (‬وأرضاه‬ ‫عن أمر من أوامر رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في دخول‬ ‫البلد التي فيها الطاعون قال سمعت رسول ا) صلي ا عليه‬ ‫وسلم( يقول إذا وقع بأرض وأنتم فيها فل تخرجوا منها فرارا‬ ‫منه وإذا كنتم خارجها فل تقدموا عليه فل تقدموا عليه ‪ ,‬معني‬ ‫هذه الكلمات أنك إذا كنت مريضا أو كنت داخل البلد التي فيها‬ ‫الوباء فل تخرج من هذه البلد ولك أجر شهيد ولك أجرك ولك‬ ‫ما تتكلفه وتكابده إيذاء موقفك وبقاءك في ذلك المكان‬ ‫الذي به الوباء ول تخرج من ذلك الوباء وتنطلق به في الفاق‬ ‫وأنت تحمل فيروسات وميكروبات نقل العدوى فتنقلها إلى‬ ‫الخرين الذين لم يصلهم المرض فتكون قد تسببت في‬ ‫إصابتهم به لذلك كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول‬ ‫في الذي يصبر في ذلك المكان الموبوء ول يخرج منه كان‬ ‫يقول في حديثه شهادة أمتي بالطعن والطاعون شهادة أمتي‬ ‫أي أن الشهيد هو الذي يطعن في الحرب الذي يقاتل ويسقط‬ ‫‪116‬‬


‫قتي ل ً شهيدا سواء كان برصاص أو بنابلم أو بغيره وكذلك‬ ‫الذي يموت بالطاعون ول يخرج فرارا منه ذلك إذاء ما تحمله‬ ‫وتكبده فإنه كذلك له أجر شهيد فإنه كذلك له أجر شهيد والذي‬ ‫أصابه المرض فإن من أوامر دين السلم التي قلناها فإنه‬ ‫يحاول بكل طاقته وعلى قدره أل ينقل مرضه إلى الخرين ثم‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وإذا كنتم خارجها فل‬ ‫تقدموا عليه محافظة على الصحة واحد من الناس يقول لي‬ ‫إني أتوكل على ا وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك‬ ‫لم يكن ليصيبك أدخل على الطاعون فإن كان ا عز وجل‬ ‫قدر لي أن يصيبني بالطاعون أصابني وإذا لم يقدر ا لي أن‬ ‫يصيبني لم يصيبني أجاب عنها أمير المؤمنين عمر) ‪ (‬وأرضاه‬ ‫فقال لبي عبيدة بن الجراح عندما قال له أفرارا من قدر ا‬ ‫يا أمير المؤمنين ل ندخل على الطاعون فرارا من قدر ا قال‬ ‫له نفر من قدر ا إلى قدر ا نفر من ماذا نفر من قدر ا‬ ‫إلي قدر ا‪.‬‬ ‫وجاء أبي خزامة ) ‪ (‬وأرضاه إلى رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( وقال له يا رسول ا أرأيت تقاة أتقيها ورقية‬ ‫نسترقيها ودواء نتداوى به هل هذا من قدر ا هل هذا يغني‬ ‫عن قدر ا فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هو من‬ ‫قدر ا أنت عندما تتقي المرض تحاول أن تدافع عن نفسك‬ ‫أل يصيبك إنما ذلك الفعل منك هو من قدر ا وإذا أخذت‬ ‫‪117‬‬


‫الدواء وتعاطيته فإذا ذلك الدواء الذي تأخذه وتتعاطاه إنما‬ ‫هو كذلك من قدر ا وإذا جعلت إنسانا يرقيك أو رقيت نفسك‬ ‫فإن ذلك أيضا إنما هو من قدر ا عز وجل وإبراهيم الخليل‬ ‫ن‪ ( .‬الشعراء‬ ‫ش ِفي ِ‬ ‫ت َف ُه َو َي ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫الذي نزل فيه قول ا عز وجل ) َو إ ِ َذا َم ِر ْ‬ ‫‪80‬‬ ‫جاء في الثر أنه سأل ا عز وجل قال يا ربي ممن الداء‬ ‫ممن المرض يا ربي من أين المرض ممن الداء أجابه ا عز‬ ‫وجل مني ممن الداء مني قال يا رب ممن الدواء قال مني‬ ‫ممن المرض من ا وممن الدواء من ا فقال له خليل‬ ‫الرحمن فما بال الطبيب يا ربي قال ا عز وجل لبراهيم‬ ‫رجل يصف للمريض الدواء الطبيب ما هو إل رجل يصف‬ ‫الدواء للمريض فيكون قدر ا عز وجل فيكون قدر ا عز‬ ‫وجل كانت هذه هي الثانية أما الثالثة النسان حافظ على‬ ‫صحته النسان لم يعرض نفسه لما يجلب المرض بعد أن‬ ‫أحتاط كل هذا الحتياط أصابه المرض هل يترك نفسه للهلك‬ ‫هل يترك نفسه للتعب وللضجر هل يترك نفسه للوجاع ما أمر‬ ‫بذلك رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫وما أمر بذلك دين‬

‫السلم صحيح أن المرض يكفر عنك سيئاتك ولكن دينك ما‬ ‫أمرك أن تهلك نفسك ‪.‬‬ ‫عمرو بن العاص) ‪ (‬وأرضاه كان في ليلة شديدة البرد‬ ‫وعنده الماء ولكن كان الماء كأنه الثلج فتيمم ولم يغتسل‬ ‫‪118‬‬


‫بالماء تيمم ولم يتوضأ بالماء فذهب الصحابة إلى رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( وقالوا يا رسول ا إن عمرو بن‬ ‫العاص ) ‪ (‬وأرضاه يصلي من غير وضوء يصلي من غير غسل‬ ‫فقال له عمرو بن العاص ) ‪ (‬وأرضاه يا رسول ا قرأت آية‬ ‫في كتاب ا عز وجل تقول‬

‫ما ‪.‬‬ ‫حي ً‬ ‫م َر ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫ن ِب ُ‬ ‫ن ال ّل َه َكا َ‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُ‬ ‫) َو َل َت ْق ُت ُلوا َأن ُف َ‬

‫( " النساء ‪ "29‬فرأيت أني إذا توضأت أو أغتسلت بذلك الماء‬ ‫المثلج فقد يكون فيه هلكي فلم يرد عليه رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( شيئا فنزلت بعد ذلك أو في قصة أخرى آيات‬ ‫التيمم لن دين السلم ما جاء لهلك البشر ولكن جاء لكي‬ ‫يكون البشر قويا في صحته قويا في عقله وقال لك إذا‬ ‫مرضت يكفر ا عنك من سيئاتك بالمرض ولكن أمرك بالطيب‬ ‫وأمرك بالدواء ‪.‬‬ ‫عن أسامة بن شريق ) ‪ (‬وأرضاه قال جاءت العراب إلى‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من ها هنا وها هنا جاءت‬ ‫العراب إلى المدينة وكانت نصيبهم الوجاع وكان نصيبهم‬ ‫المراض فقالوا يا رسول ا أنتداوى يا رسول ا نذهب إلى‬ ‫الطبيب ونتداوى قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( تداووا‬ ‫ء إل‬ ‫ء إل وضع له دوا ً‬ ‫يا عباد ا فإن ا عز وجل لم يضع دا ً‬ ‫داءا واحدا قالوا ما هو يا رسول ا قال الهرم ‪ ,‬تداووا عباد‬ ‫ا اذهبوا إلى الطبيب فإن ا عز وجل جعل عنده علم‬ ‫الشفاء وعلم الدواء ‪.‬‬ ‫‪119‬‬


‫دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( على رجل يعوده‬ ‫على مريض يعوده فوجده في شده اللم وفي شده التعب‬ ‫والجهد فقال لهم أين الطبيب أين الطبيب واحد يذهب بسرعة‬ ‫ويستدعي له الطبيب فقالوا يا رسول ا أنت تقول ذلك أنت‬ ‫الذي تأمرنا أن نتوكل على الرحمن أنت الذي تأمرنا أن نتوجه‬ ‫إلى رب العزة كانوا يحسبونها كذلك إنما التوكل على الرحمن‬ ‫أن تأخذ بالسباب التي أمرك بها الرحمن أن تأخذ بالمور‬ ‫التي أمرك بها الرحمن إذا أصابك الجوع تتناول الطعام إذا‬ ‫أصابك العطش تتناول الشراب ول تقول إني متوكل على ا‬ ‫ل آكل وسيذهب عني الجوع ول تقول إني متوكل على ا ل‬ ‫أشرب فإنك ما فهمت التوكل وإنك جافيت أوامر ذلك الدين‬ ‫فيما أمرك وأنك إن مت بسبب ذلك تكون قد أهلكت نفسك‬ ‫وأنتحرت وعليك عقوبة قتل النفس كانت عليك عقوبة المنتحر‬ ‫‪.‬‬ ‫قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أين الطبيب قالوا أنت‬ ‫تقول ذلك يا رسول ا قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫ء إل وأنزل معه الدواء إن ا عز‬ ‫إن ا عز وجل لم ينزل دا ً‬ ‫ء يدفع به ذلك‬ ‫وجل لم ينزل مرضا في الرض إل أنزل دوا ً‬ ‫المرض ويهدمه ويسيطر عليه ويشفيه ورسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( يقول في ذلك الدواء الذي يضرب ذلك المرض‬

‫‪120‬‬


‫ويصيبه في مقتل جاءه رجل يقول أخى أصابته وعكه معويه‬ ‫وتركته يتألم ‪.‬‬ ‫فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أسقه عس ل ً ‪,‬‬ ‫الرجل ذهب وأعطى لخيه عسل النحل ثم عاد إلى رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا لم يزده إل‬ ‫استطلقا التعب الذي عنده ذاد لم يبرأ فقال له رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( أسقه عس ل ً ‪ ,‬الجرعة الولية كمية‬ ‫العسل الولى لم تستطع أن تقضي على المرض كلية فأمره‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( بتكرار الدواء قال له أسقه‬ ‫عس ل ً عاد له مرة ثالثة وقال له يا رسول ا سقيته عس ل ً فلم‬ ‫ينفعه شيئا قال له أسقه عس ل ً أعد العلج مرة ثالثة قال‬ ‫أسقه عس ل ً صدق ا عز وجل وكذبت بطن أخيك ا عز وجل‬ ‫قال لنا فيه شفاء للناس قال العسل فيه شفاء للناس فصدق‬ ‫ا عز وجل وكذبت تلك البطن كذبت تلك البطن التي لم‬ ‫تستجيب للعسل أعطاه العسل المرة الرابعة فعاد الرجل‬ ‫وقال برأ يا رسول ا برأ يا رسول ا ‪.‬‬ ‫عن سعد بن أبى وقاص) ‪ (‬وأرضاه المبشر بالجنة قال دخل‬ ‫ي رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫عل ّ‬

‫يعودني كان مريضا‬

‫فدخل عليه الرسول زيارة يقول سعد) ‪ (‬وأرضاه فوضع‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يده على صدري حتى وجدت‬ ‫برد يديه على فؤادي وضع رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫‪121‬‬


‫يده على صدر ذلك المريض على اللحم على البشرة يقول‬ ‫حتى وجدت برد يد رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫على‬

‫فؤادي على قلبي على الفؤاد فقال له رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( ماذا قال هل قرأ عليه البقرة وآل عمران هل‬ ‫قرأ عليه وقرأ عليه ولكنه قال له إنك مفؤود ما معنى أنك‬ ‫مفؤود أي أنك عندك مرض في القلب عندما وضع يده على‬ ‫فؤاد المريض وجد اضطراب القلب ودقاته ونبضاته غير‬ ‫طبيعية قال له أنك مريض بالقلب اذهب إلى الحارث بن كلدة‬ ‫فإنه طبيب يتطبب أذهب إلى طبيب مشهور كان يعالج القلوب‬ ‫في ذلك الوقت في وقت رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫فقال له الرسول – عليه أفضل الصلة والسلم‪ -‬اذهب إلى‬ ‫الحارث بن كلدة انه طبيب يتطبب ولكن دين السلم الذي‬ ‫أمرك بالدواء وبتعاطيه وأن تحاول أن تذهب إلى الطبيب‬ ‫ليفتيك فيما أنت فيه أمرك أل تسمع للطبيب إذا أمرك أن‬ ‫تتداوي بحرام ‪.‬‬ ‫جاء طارق بن سويد) ‪ (‬وأرضاه إلى رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم( وقال له يا رسول ا إني أصنع الخمر للدواء‬ ‫قالها هنا في هذه اليام واحدا من الناس يقول لك اشرب‬ ‫كأس من البيرة سوف تصلح ما بك سوف تصح جسدك خذ‬ ‫هذه القطعة من الحشيش سوف تروق بالك وخذ وخذ هذه‬ ‫قد تغيب عنك الفكر هذه كلها نهينا عنها طارق بن سويد قال‬ ‫‪122‬‬


‫لرسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫إني أصنع الخمر للدواء‬

‫أصنع الخمر لكي أشربها علجا فقال له رسول ا) صلي ا‬ ‫ء ولكنها داء ‪.‬‬ ‫عليه وسلم( أنها ليست بدوا ً‬ ‫وعن أم سلمة ) ‪ (‬وأرضاها قالت قال رسول ا) صلي‬ ‫ا عليه وسلم(‬

‫ما جعل ا عز وجل شفائكم فيما حرم‬

‫عليكم ما جعل ا عز وجل في شفاء المرضى أن يتعاطوا‬ ‫الحرام ‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة) ‪ (‬وأرضاه قال نهى رسول ا) صلي ا‬ ‫عليه وسلم(‬

‫أن نتداوى بالخبيث قيل وما هو الخبيث قال‬

‫العلج بالسموم ‪.‬‬ ‫دينكم جاء يأمركم بأن تحافظوا على صحتكم تحافظوا‬ ‫على أجسادكم وعقولكم وجاء دين السلم لكي تنأى بنفسك‬ ‫وتبعد بنفسك وتجعل لنفسك حاجزا بينك وبين أن تنتقل لك‬ ‫عدوى من مريض ثم بعد ذلك أمرك بأن تذهب إلى الطبيب‬ ‫وأن تتناول الدواء والعلج وأن تعلم أن ما قدره ا عز وجل‬ ‫كائن وأن الشافي هو الرحمن ‪.‬‬ ‫اعلموا أن رسول ا ‪ ‬كان يأمر الناس بالعلج بالدواء‬ ‫وكان هناك علجا أخر علجا نفساني علج للنفس وعلج‬ ‫للجسد فكان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يداوي الناس‬ ‫إما بالعلج بالدوية وحدها وإما بالعلج النفسي وحده وإما‬ ‫بهما معا وا عز وجل يقول‬

‫م ٌة‬ ‫ح َ‬ ‫ء َو َر ْ‬ ‫ش َفا ٌ‬ ‫ه َو ِ‬ ‫ن َما ُ‬ ‫ن ا ْل ُق ْرآ ِ‬ ‫ل ِم َ‬ ‫) َو ُن َن ّز ُ‬

‫‪123‬‬


‫سا ًرا‪.‬‬ ‫خ َ‬ ‫ن إ ِ ّل َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظا ِل ِ‬ ‫ن ۙ َو َل َي ِزي ُد ال ّ‬ ‫م ْؤ ِم ِني َ‬ ‫ّل ْل ُ‬

‫( " السراء ‪ "82‬وقال ا عز وجل‬

‫ه َو ِل ّل ِذي َ‬ ‫ن‬ ‫ل ُ‬ ‫ي ۗ ُق ْ‬ ‫ع َر ِب ّ‬ ‫ي َو َ‬ ‫م ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ت آ َيا ُت ُه ۖ أ َ أ َ ْ‬ ‫ص َل ْ‬ ‫م ّيا ّل َقا ُلوا َل ْو َل ُف ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ه ُق ْرآ ًنا أ َ ْ‬ ‫ع ْل َنا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫) َو َل ْو َ‬ ‫مى ۚ ُأو َلٰ ِئ َ‬ ‫ك‬ ‫ع ً‬ ‫م َ‬ ‫ع َل ْي ِه ْ‬ ‫ه َو َ‬ ‫م َو ْق ٌر َو ُ‬ ‫ن َل ُي ْؤ ِم ُنو نَ ِفي آ َذا ِن ِه ْ‬ ‫ء ۖ َوا ّل ِذي َ‬ ‫ش َفا ٌ‬ ‫ه ًدى َو ِ‬ ‫آ َم ُنوا ُ‬ ‫عي ٍد‪.‬‬ ‫ن َب ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ن ِمن ّم َ‬ ‫ُي َنا َد ْو َ‬

‫( " فصلت ‪ "44‬والذين ل يؤمنون ل ينفعهم‬

‫ذلك الشفاء ل ينفعهم ذلك الدواء كان هنا الشفاء معناه ماذا‬ ‫معناه أن القرآن يعالج أمراض النفوس يعالج أمراض‬ ‫العقول والقلوب يعالج الظالم حتى يعود إلى رشده يعالج‬ ‫العاصي حتى يعود إلى هداه يعالج المريض النفسي حتى‬ ‫تطمئن نفسه وتستجيب وتعود إلى طبيعتها وكانت قراءة‬ ‫القرآن والصلة من أسباب علج النفوس في دين السلم ‪.‬‬ ‫فكان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إذا حزبه أمر إذا‬ ‫أشتد عليه شئ كان يقول أرحنا بالصلة يا بلل أرحنا بها يا‬ ‫بلل ‪ ,‬وكانت قراءة المعوذات من المور التي أمر بها رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( وكان يكره التعامل بغيرها عن عبد‬ ‫ا بن مسعود) ‪ (‬وأرضاه في طب النفوس طب البدان قلنا‬ ‫أنه ل يصلح فيه إل الدواء والشافي هو ا ل يصلح فيه إل‬ ‫الطبيب والشافي هو ا أما طب النفوس فإنه يعالج بالرقية‬ ‫يعالج بما أمر به رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من المور‬ ‫والكلمات التي جعلت تطبيبا للنفوس وعلجا لها ‪.‬‬ ‫عن عبد ا بن مسعود) ‪ (‬وأرضاه قال كنا ثلثين رجل‬ ‫من صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في سفر فنزلنا‬ ‫‪124‬‬


‫على قوم فأبوا أن يضيفونا نزلوا على ناس فأبوا أن‬ ‫يطعموهم يقول فمرض سيد القوم فقالوا لهم هل هناك من‬ ‫راق هل فيكم من راق قال عبد ا بن مسعود) ‪ (‬وأرضاه أنا‬ ‫أرقيه ثم قال لهم ل أرق حتى تجعلوا لنا جع ل ً تجعلوا لنا‬ ‫عطاءا فقالوا له أرقيه ولكم ثلثين شاة لكم لكل واح ٍد شاه‬ ‫قال فرقيته بماذا قرأ عليه سبع مرات الحمد لله رب العالمين‬ ‫الفاتحة فبرئ وقام كأنه أطلق من عقال فقال صحابة رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم ( ل نأكل ول نطعم حتى نأتي رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫نخبره الخبر فلما جاءوا إلى‬

‫المصطفى قالوا يا رسول ا وقصوا عليه القصة فقال لهم‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال لعبد ا بن مسعود وما‬ ‫يدريك أنها رقية قال يا رسول ا شئ استقر في روعي قال‬ ‫له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( اطعموه واجعلوا لنا شيئا‬ ‫من الشاه قال كلوا أطعموا وأجعلوا لي نصيبا معكم من لحم‬ ‫الشاه أو كما قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫فأقر‬

‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( تلك الرقية ولكن كانت رقيه‬ ‫الفاتحة في أي موطن فيها أو في أي مكان كانت الرقية في‬ ‫إياك نعبد وإياك نستيعن إياك نعبد يا رب العالمين تكون لك‬ ‫علجا وإياك نستعين بمن نستعين على ما نزل بك من بلء إذا‬ ‫لم تستعين بالله عز وجل بمن تستعين إذا وقع بك خطب‬ ‫وضجر تستعين بالله عز وجل وكانت كذلك الرقية التي قصها‬ ‫‪125‬‬


‫علينا عثمان بن أبي العاص) ‪ (‬وأرضاه قال ذهبت إلى رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( وقلت له يا رسول ا اشتكي وجعا‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يعلم أن ذلك الوجع الذي‬ ‫عنده إنما هو وجع سببه النفس فقال له ضع يدك على ما يألم‬ ‫من جسدك ثم قل سبع مرات بعد أن تسمي ا عز وجل أعوذ‬ ‫بعزة ا وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بمن بعزة ا‬ ‫وقدرته من شر ما أجد وأحاذر قال عثمان بن أبي العاص) ‪(‬‬ ‫وأرضاه فكررتها حتى برأت فل أزال أصفها للناس ما حييت ‪.‬‬ ‫ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( في مرضه الذي مات‬ ‫فيه كان ينفث على نفسه بالمعوذات كان يقرأ قل هو ا أحد‬ ‫وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وينفخ في يديه‬ ‫النفث معناه النفخ وينفخ في يديه ثم يمرر يديه على جسده‬ ‫فكان علجا نفسانيا كان علجا نفسانيا ولكن هناك أمراضا‬ ‫شاء ا عز وجل أل يكشف لها علجا بعد فإنه عليك الصبر‬ ‫عليها ولك أجرها ‪.‬‬ ‫عن عبد ا بن عباس) ‪ (‬وأرضاه قال من أحب أن ينظر‬ ‫إلى امرأة من أهل الجنة فلينظر إلى هذه المرأة السوداء من‬ ‫أحب أن ينظر إلى واحدة من أهل الجنة فلينظر إلى هذه‬ ‫المرأة السوداء قال عبد ا بن عباس جاءت إلى رسول‬ ‫ا) صلي ا عليه وسلم( وقالت يا رسول ا إني اصرع وإني‬ ‫أتكشف هي يصيبها الصرع وذلك الصرع قد يكون بسبب مرض‬ ‫‪126‬‬


‫في المخ الخليا العصبية مات منها عدد وموت خليا العصب ل‬ ‫تجدد فقال لها رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫الطبيب‬

‫المعالج قال إن شئت دعوت ا لك وشفاك وإذا شئتي أصبري‬ ‫ولك الجنة رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬

‫يعلم أن ذلك‬

‫المرض المستعصي ليس له علج إذا دعى ا عز وجل لها‬ ‫فإن ا عز وجل قادر على أن يشفيها ولكن حقيقة المرض‬ ‫يعلمه المصطفى فقال إن شئت دعوت ا لك فشفاك وإن‬ ‫شئت فصبرتي ولك الجنة قالت أصبر يا رسول ا ولي الجنة‬ ‫أصبر يا رسول ا ولي الجنة ولكني أتكشف عندما يصيبني‬ ‫الصرع ملبسي تتعرى فقالت أدعو ا لي أل أتعرى أل‬ ‫أتكشف فدعى ا عز وجل لها فما تكشفت بعدها في نوبة‬ ‫الصرع ولكن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال إن شئت‬ ‫تصبري ولك الجنة قالت أصبر ولي الجنة دينك ل يأمرك أن‬ ‫تذهب إذا مرضت إلى المشعوذ لم يأمرك أن تذهب إلى دجال‬ ‫لم يأمرك أن تذهب إلى رجل يعالجك بكذا أوكذا الرقى التي‬ ‫اقرها رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كلها معلومة ومدونة‬ ‫واليات التي كان يعالج بها رسول ا) صلي ا عليه وسلم(‬ ‫أقرها وبينها ل يزيد فاتحة كتاب ا عز وجل وآية الكرسي‬ ‫واليات الخيرة من سورة البقرة والمعوذات كان يعوذ بها‬ ‫الحسن والحسين قل هو ا أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل‬ ‫أعوذ برب الناس لم يأتي في الكتب الصحاح غير هذا وأتحدي‬ ‫‪127‬‬


‫أي إنسان يأتي بغير ذلك من صحاح الكتب التي جاءت بسنة‬ ‫رسول ا) صلي ا عليه وسلم( دينكم دين العقل والمنطق‬ ‫دين الحكمة كلها دين التوكل على ا كله وإذا ذهبت إلى‬ ‫الطبيب وإذا تناولت العلج فأعلم أن ذلك الطبيب وذلك العلج‬ ‫لن يؤخر أجلك وأن الدواء يعمل بإرادة ا عز وجل وأن‬ ‫الطبيب إذا أراد ا عز وجل أصاب وكان تشخيصه تشخيصا‬ ‫سليما وكان وصفه للدواء وصفا سليما يقول القائل‪:‬‬ ‫إن الطبيب بطبه ودواءه ل يستطيع دفع أمر قدر أتى‬ ‫الطبيب يموت بالداء الذي قد أبرأ منه فيما قد مضي ‪ ,‬تجد‬ ‫ء في القلب تجد طبيب الورام يموت‬ ‫طبيب القلوب يموت بدا ٍ‬ ‫بداء الورام تجد طبيب الباطن يموت بشئ في الباطن فمال‬ ‫الطبيب يموت بالداء الذي أبرأ منه فيما قد مضي في تخصصه‬ ‫يموت بالمرض الذي هو تخصص فيه ثم يقول القائل مات‬ ‫المداوي مات الطبيب ما المداوي الذي جلب الدواء الذي ذهب‬ ‫إلى الصيدلية والذي جاء بالدواء وباعه والذي باعه الصيدلي‬ ‫ومن اشترى كل بني آدم إلى فناء فيجب عليك أن تعمل وتأخذ‬ ‫بما أمرك به دين السلم وا عز وجل ورسوله وتعلم أن كل‬ ‫شئ بإرادة ا عز وجل وحده ‪.‬‬

‫‪128‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.