بـر الوالدين يقول ا عز وجل
سا ًنا ۚ ح َ ن إِ ْ ع ُب ُدوا إ ِ ّل إ ِ ّيا هُ َو ِبا ْل َوا ِل َد ْي ِ ك أ َ ّل َت ْ ضىٰ َر ّب َ ) َو َق َ
ما ما َو ُقل ّل ُه َ ه َ ما أ ُ فّ َو َل َت ْن َه ْر ُ ما َف َل َت ُقل ّل ُه َ ه َ ما أ َ ْو ِك َل ُ ه َ ح ُد ُ ك َب َر أ َ َ ك ا ْل ِ عن َد َ ن ِ غ ّ إ ِ ّما َي ْب ُل َ ما َر ّب َيا ِني ما َك َ م ُه َ ح ْ ب ا ْر َ م ِة َو ُقل ّر ّ ح َ ن ال ّر ْ ل ِم َ ح ال ّذ ّ ج َنا َ ما َ ض َل ُه َ خ ِف ْ ماَ .وا ْ َق ْو ًل َك ِري ً
ص ِغي ًرا " ( .السراء ."24-23 َ أي مدى رفع ا عز وجل بر الوالدين وجعل ذلك البر إنما هو في المرتبة الثانية بعد عبادته والقرار بوحدانية . وعبد ا بن عباس يقول إن من البر أل تقول لهما أف انظر إلى كلم عبد ا بن عباس يقول لو وجد ا عز وجل أدنى من لفظ أف لقالها وإن أف أقل شئ من العقوق الذي يقابل به الوالدين لو رأى ا عز وجل أدنى من أف لقالها فليعمل البار بوالديه ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار وليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة فإن الجنة إنما حرمها ا عز وجل على العاق لوالديه إل أن يتوب . وعبد ا بن عباس وأرضاه يقول ثلث آيات قرنت بثلث ل تقبل واحدة منها بغير أختها -ثلث آيات إنما نزلت في كتاب ا عز وجل كل آيه مقرونة بشئ يتمم بعضها بعضا كانت الية الولى كما يقول عبد ا بن عباس فإن ا عز وجل يقول ) وأطيعوا ا وأطيعوا الرسول ( فمن أطاع ا ولم يطع الرسول rلم يقبل منه طاعة ,وا عز وجل يقول ) وأقيموا الصلة وأتوا الزكاة ( فمن أقام الصلة ولم يؤتي 1
الزكاة ل تقبل منه الصلة ,وا عز وجل يقول ) وأن أشكر لي ولوالديك( فمن شكر ا ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه وذلك لن ا عز وجل إذا كان هو رب الوجود وهو خالق الخلق كل الخلق إنما جعل أسباب فإن وجودك إذا كان ا عز وجل هو في الحقيقة خالقك وهو في الحقيقة مصورك إنما جعل لذلك سببا وكان ذلك السبب هو النطفة التي كانت في صلب أبيك والبويضة التى في أتراب ردف أمك فإن ذلك المر إنما جعله ا عز وجل من أسباب وجودك
م َل ْت ُه أ ُ ّم ُه ح َ ن ِب َوا ِل َد ْي ِه َ سا َ لن َ ) َو َو صّ ْي َنا ا ْ ِ
صي ُر. ي ا ْل مَ ِ ك إ ِ َل ّ ك ْر ِلي َو ِل َوا ِل َد ْي َ ش ُ ن أ َ نِ ا ْ عا َم ْي ِ صا ُل ُه ِفي َ ن َو ِف َ ه ٍ ع َلىٰ َو ْ ه ًنا َ َو ْ
(
" لقمان "14فبنيت لنا تلك الية أن الم كانت حام ل ً وأن الم كانت واضعة وأن الم إنما كانت مرضعة لذلك عندما سأل رجل رسول ا rيا رسول ا من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك قال أهل التفسير أن الثلثة الولى بالم بسبب الحمل والوضع والرضاعة وكان الب لنه هو حامل النطفة التي لولها بإذن ا عز وجل ما كان الولد . ا عز وجل يقول سا ًنا. ح َ إِ ْ
ش ْي ًئا ۖ َو ِبا ْل َوا ِل َد ْي ِ ن ش ِر ُكوا ِب ِه َ ع ُب ُدوا ال ّل َه َو َل ُت ْ ) َوا ْ
( " النساء "36أمرك بعبادته وبتوحيده ثم قرنها بماذا
بالحسان بالوالدين وإذا كان الجهاد هو أفضل العمل عند ا عز وجل والشهيد إنما هو حي يرزق عند ا رب العالمين والجهاد والشهادة في سبيل ا إذا كانت لعلء كلمة ا عز 2
وجل فإنها من أعظم العمل ومن أعظم القربات إلى ا وهي التي تدخلك جنة رب العالمين كان الجهاد أسمى العمل في دين السلم لننا أمرنا به كي نرد المعتدين على الدين والوطن والمال والعرض ولكي نرتفع بأنفسنا إلى العزة التي أوجبها ا عز وجل لنا وأن ننحي الذل جانبا انظر تلك الدرجة وذلك الجهاد وذلك الستشهاد إنما هناك أمر في دين السلم أعلى منه منزلة وأعظم منه أجرا تتقرب به إلى رب العالمين ذلك جزاؤه الجر الوفير وجزاؤه دخول جنة رب العالمين ما هو ذلك المر الذي هو أسمى من الجهاد وأعلى رتبة من الشهادة في سبيل ا . عن عبد ا بن مسعود وأرضاه قال قلت يا رسول ا أي العمل أحب إلى ا عز وجل -أي العمل أحب إلى ا أحب إلى رب الرباب أحب إلى المعبود الذي ل معبود بحق سواه - أي العمل أحب إلى ا قال له الصلة لوقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل ا فكان الجهاد الذي هو أسمى العمل وأعلى القمم إنما هو فى المرتبة التالية بعد بر الوالدين . جاء رجل إلى رسول ا rوقال له يا رسول جئت أبايعك على الجهاد والهجرة – على ماذا جاء يبايع المصطفى – عليه أفضل الصلة والسلم -يبايعة على الهجرة ويبايعه على الجهاد ثم قال أبتغي الجر من ا يطلب الجر من رب 3
العالمين قال له رسول ا rهل من والديك أحد حي ذلك جاء يطلب أن يبايع رسول ا rعلى الجهاد وعلى الهجرة رسول ا rيسأله سؤا ل ً قد يتبادر إلى ذهنك أنه بعيد كل البعد عن محور الحديث يقول له هل من والديك أحد حي كلما انظر إلى رسول ا rهل قال له هذه الدبابة أعتليها أوهذا هو الصاروخ فأطلقه أو هذه هي الطائرة فتعلم قيادتها قال له ارجع إليهما فأحسن صحبتهما ارجع إلى والديك فأحسن صحبة والديك فإنك إن فعلت ذلك فأنت قد بلغت القمة وقد أخذت أجر المجاهد وقد أخذت أجر الشهيد . معاوية بن جاهمه وأرضاه قال جئت أستئذنك في الجهاد والستشهاد قال له رسول ا rهل من والديك أحد حي قال يا رسول ا كلهما ,ماذا قال له رسول ا قال له إلزمهما فإن الجنة تحت أقدامها إلزم والديك هو يطلب الجهاد ويطلب الستشهاد قال له إلزمهما إلزم والديك فإن تحت أقدامهما الجنة أنت إذا أردت الجهاد والستشهاد لتدخل الجنة فإن برك لوالديك والحسان إليهما والمعاملة الطيبة لها كما أمرك ا عز وجل إنما تجعل الجنة تحت أقدامهما فإذا قبلت تحت أقدامها فقد قبلت الجنة . وجاءه رجل قال له يا رسول ا اشتهي الجهاد ول أقدر عليه وقال له أنه جبان أنه ضعيف أنه مريض لي سبب كان أنه ل يقدر على الجهاد يا رسول ا أشتهي الجهاد ول أقوى 4
عليه قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هل من والديك أحد حي قال أمي قال له قابل ا عز وجل في برها لو كان والده موجود لقال له قابل ا عز وجل فى برهما قال له قابل ا عز وجل في برها فإن فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد في سبيل ا ,وهو يطلب فقط الجهاد ويقول أنه ل يقدر عليه ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول له ببرك لوالدتك إنما تأخذ أجر ثلثة من أعظم المور أجرا في دين السلم ما هو الجر تأخذ أجر الحاج وتأخذ أجر المعتمر وتأخذ أجر المجاهد ,سأله واحدة فأعطاه ثلثة . اعلموا أن البر بالوالدين والحسان إليهما إنما هو يجلب الخير كل الخير لك والفائدة إنما هي تعود عليك قبل أن تصل إليها وذلك أنك ببرك لوالديك فإنك تكون قد أطعت ا عز وجل وأطعت الرسول وإذا كنت قد أطعت ا وأطعت الرسول فأنت عابد لله عز وجل هو الذي يثيبك إذا كنت بارا بوالديك فإنك سوف تكون محبوبا عند الناس كل الناس . عن أنس بن مالك) (وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من سره أن ُيمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه . كيف تكون زيادة العمر والمد في عمرك إنما هو مكتوب بالثواني لن يزاد ثانية وإنما هو أنفاس معدودة نفس يخرج ول يدخل أو نفس يدخل ول يخرج فكيف تكون الزيادة والمد 5
في العمر إنما ا عز وجل يصحح لك بدنك ل تصيبك المراض ول الوجاع تعيش بعيدا عن المرض فتكون حياتك أطول وقتها التي أنت صحيح فيها لنك إن كنت مريضا فإنك متعب مرهق ثم أنك تكون في راحة نفسيه وسعادة روحية تلك الراحة النفسية والسعادة الروحية إنما تجعل يومك يطول ثوانيك تزاد ثم كان قول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يزاد في رزقه يقول القائل إني موظف لي راتب محدود كيف يزاد بالبر فيه يزاد بأن الشئ القليل يكفيك ويكفي أولدك يزاد بأنك تبذل القليل ثم تحصل الكثير بإرادة رب العالمين . وكانت الفائدة التي تعود عليك ببرك لوالديك إنك ببرك ذلك إنما مسكت مفتاح من مفاتيح الجنة إذا عالجت به باب الجنة فتح لك . جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا ما حق الوالدين على الولد قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هما جنتك أو نارك هما إما أن يدخلك الجنة وإما أن تكون بسببهما من أهل النار هما جنتك أو نارك ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول من بر والديه طوبى له وزاد ا له في رزقه إذا كنت بالبر تملكت طوبى وإنما طوبى شجرة في الجنة يسير الراكب تحت ظلها مائه سنة ل يقطعها كيف تملكت طوبة هل تملكتها ببيع وشراء بنقود تدقع بعقد مسجل أو بعقد ابتدائي إنما تملكت طوبى وكل 6
المساحة التي تظلها إنما بعقد بينك وبين والديك وبأنك قدمت لهما البر وقدمت لهما الحسان . جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ألك أم قال ل أمي ماتت قال ألك خالة قال نعم قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( برها فإذا كان بر ك بخالتك التي أخذت مكان أمك بعد موت أمك كفر الذنوب العظائم والوزار الكبار فكيف ببرك لمك وكيف ببرك لوالديك . ذلك البر الذي أنت مأمورا به هل ينقطع عنك ول يلزمك إذا كان والدك قد توفاه ا أو إن كانت أمك قد توفاها ا البر أنت مأمورا به في حياة الوالدين ومأمورا به بعد وفاتهما . جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا ي شئ من بر أبوي أبرهما به بعد أن رسول ا هل بقي عل ّ ماتا قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
نعم الصلة
عليهما والستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وصلة الرحم التي ل توصل إل بهما وإكرام صديقهما انظر إلى الصلة عليهما معناها الدعاء لوالديك ليل نهار أن يكونا في فكرك وفي شاغلك ل تنساهما أبدا .
7
فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إن من البر لهما بعد موتهما أن تصلي لهما مع صلتك وتصوم لهما مع صيامك كيف يكون ذلك ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ل يصلي أحد عن أحد ول يصوم أحد عن أحد ويقول ل تصوموا عن موتاكم إنما أطعموا عنهم إذن المسالة تريد تفسير تصلي لهما مع صلتك أي إنما كلما صليت جنازة على ميت تدعوا لهما مع صلتك هذه في الجنازة أن تصلي لهم مع صلتك في النافلة تطلب من ا عز وجل أن يرزقهما ثوابها أن تصوم لهما إذا كان مات الميت منهم وعليه نذر صيام فقد جاءت امرأة إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقالت يا رسول ا أمي ماتت وقد نذرت أن تصوم أأصوم عنها قال رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( أرأيت إن كان عليها دين كنت قاضيته قالت نعم قال صومي عن أمك ليس صيام رمضان وليست الصلوات الخمس فإنهما على كل إنسان قد كلف أن يؤديها من هنا قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم (ل يصلي أحد عن أحد الصلوات الخمس ول يصوم أحد عن أحد صيام رمضان . من البر بهما
أن تتصدق عنهما سعد بن عبادة ) (
وأرضاه جاء إلى رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا أمي أنفلتت نفسها ولو كانت حية لتصدقت أأتصدق عنها قال تصدق عن أمك ,فمن هنا كان عليك الصدقة وكان 8
يصلها الجر إذا تصدقت لها أو عنها ,وأن تخرج حاجا أو معتمرا لوالديك عن زيد بن أرقم) (وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( " من خرج حاجا عن والديه تقبل ا عز وجل منه ومنهما " الذي يخرج حاجا أو معتمرا عن والديه أو عن واحد منهما تقبل ا عز وجل منه هو أو ل ً فهو ما خسر شئ تقبل ا عز وجل منه ومنها وتقبل ا عز وجل من والديه واستبشرت أرواحهما في السماء أرواح الب والم إنما تستبشر في السماء ثم قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وكتب عند ا بارا وكتب عند ا بارا . برك بوالديك إنما هو يكفر عنك السيئات وعقوقك لوالديك إنما يعجل عليك الحساب قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كل الذنوب يؤخر ا عز وجل ما شاء منها إلى يوم القيامة كل الذنوب مؤجل حسابها إلى يوم القيامة إل العقوق فإن ا عز وجل يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات وأنت إذا كنت بارا بوالديك فاعلم أنك كما تدين تدان . قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( بروا آباءكم تبركم أبناءكم " فمن وجد من أبناءه عقوقا فليحاسب نفسه ويستغفر ا عز وجل فإنه قد أرتكب في حق والدية عقوقا لن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول البر ل يبلى والذنب ل ُينسى والديان ل يموت أعمل ما شئت كما تدين تدان فمن أراد أن تبره أبناءه فليبر والديه. 9
ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عن جابر بن عبد ا النصاري ) (وأرضاه قال خرج علينا رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال أيها الناس إياكم والبغي فإنه ل عقوبة أسرع من عقوبة البغي وعليكم بصلة الرحم فإنه ل ثواب أسرع من صلة الرحم وإياكم والعقوق فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف سنة ول يجد ريحها عاق ول يجد ريحها عاق ".
10
صلة الرحم يقول ا عز وجل
كم ّمن ّن ْف ٍ س خ َل َق ُ م ا ّل ِذي َ ك ُ س ا ّت ُقوا َر ّب ُ ) َيا أ َ ّي َها ال ّنا ُ
ء ُلو َ ن سا َ ء ۚ َوا ّت ُقوا ال ّل َه ا ّل ِذي َت َ سا ً جا ًل َك ِثي ًرا َو ِن َ ما ِر َ ث ِم ْن ُه َ ج َها َو َب ّ ق ِم ْن َها َز ْو َ خ َل َ ة َو َ ح َد ٍ َوا ِ ك ْ م ع َل ْي ُ ن َ ن ال ّل َه َكا َ م ۚ إِ ّ حا َ ِب ِه َوا ْل َْر َ
َر ِقي ًبا " ( .النساء "1يا أيها الناس أتقوا
ربكم كانت تقوى ا عز وجل والخوف منه هي الساس وكانت التقوى أن تتقي العذاب أن تتقي النار أن تحاول أن تجعل بينك وبين ما يهلكك سدا منيعا كانت هذه معنى التقوى ,والتقوى تتحصل بالخوف من الجليل بالخوف من ا عز وجل وخشيته فإذا كان هناك خوف وكانت هناك خشية فإنك سوف تتبع الوامر وسوف تنتهي عن النواهي وكانت من هذه الوامر التي تضمنتها هذه الية هي بر الرحام وصلتهم وقال ا فيها ) الذي تساءلون به والرحام( فقرن ا عز وجل فضله وكرمه بالرحام ليبين لك مدى منزلتها وما هو قدرها وما هو شأنها وما جاء به دين السلم لكي تكون المة كلها كأنها أسرة واحدة كأنها رحما واحدا بل الناس كل الناس فإن رب الناس قال ) يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ( رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كان في قوم هم أهل جاهلية وكان من الذين يعيشون وسط هؤلء الناس ولكنه كان بفطرته التي فطره ا عز وجل عليها يحب رحمه ويصلها كانت هذه من المور التي زكته بها أم المؤمنين خديجة رضي 11
ا عنها وأرضاها عندما جاءها وهو يرجف فؤاده وهو يرتعش بعد ما جاءه جبريل عليه السلم فكانت تلك الرهبة وتلك الرعدة التي جعلت فرائسه ترتعد ويعود إلى زوجته خديجة وهو يقول لها زملوني زملوني ويقول لها يا خديجة إني خشيت على نفسي أنا خائف على نفسي إني خشيت على نفسي ماذا قالت له أم المؤمنين خديجة رضي ا عنها وأرضاها قالت وا ل يخزيك ا أبدا وعددت أمورا كانت فيه كان منها إنك لتصل الرحم كان يصل الرحم حتى قبل أن تنزل عليه الرسالة من المور التي جعلت خديجة رضي ا عنها وأرضاها تقول أن الذي دأبه هكذا ل يخزيه ا أبدا ,رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عندما دخل المدينة أول ما دخلها ماذا قال للناس ما هي الكلمات التي قالها في أول لقاء بالناس في المدينة عندما خطبهم ماذا قال لهم قال لهم هذه الوامر " يا أيها الناس أفشوا السلم وألينوا الكلم وصلوا الرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلم ". والجائزة دخول الجنة كانت من أسبابها أنك تكون لينا هينا تكون على كل من تلقيه مسلما ل ترفع أنفك وتزدري الناس ل تسلم على ناس وتترك ناس إنما أنت تسلم على كل الناس ابتغاء مرضاة رب الناس ابتغاء وجه رب الناس أفشوا السلم وألينوا الكلم وأطعموا الطعام وصلوا الرحام وصلوا 12
بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلم ,وجاءته درة إلى رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( وهي فتاة يقال لها درة جاءت مسلمة جاءت مهاجرة من مكة وعندما وصلت إلى المدينة وجدت الناس ووجدت أهل السلم وأهل اليمان إذا بهم يعاملونها معاملة فيها إذدراء إذا بهم يعاملونها معاملة فيها إجحاف إذا بهم يعاملونها معاملة غير لئقة لماذا لن درةرضي ا عنها وأرضاها بنت أبي لهب لعنة ا عليه . انظر إلى كلمات درة رضي ا عنها وأرضاها بنت أبي لهب لعنة ا عليه لن ا عز وجل هو الذي لعنه في كتابه العزيز وأنزل فيه سورة تتلى إلى يوم الدين ,عندما جاءت درة مهاجرة مؤمنه مسلمة إذا بالناس تعاملها معاملة فيها غلظة وذلك لن والدها كان أبو لهب . جاءت درة إلى رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( تشكو له هذه المعاملة فيقول رسول ا – عليه أفضل الصلة والسلم – ويضرب لها مث ل ً برسول ونبي وهو إبراهيم عليه السلم الذي والده هو آزر الذي سوف يكون سلخة ويقذف به في النار فلن يضر إبراهيم أن والده كان من الكافرين كذلك لن يضر درة أن والدها أبا لهب ,رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عندما جاءته تشتكي قال " أيها الناس إن أكرمكم عند ا أتقاكم وأقراكم وآمركم بالمعروف وأنهاكم عن المنكر وأوصلكم للرحم " من هو أحسنكم من هو خيركم من 13
هو أزكاكم من هو أقربكم إلى ا عز وجل قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
-في حق درة -قال أعلمكم
وأتقاكم وآمركم بالمعروف وأنهاكم عن المنكر وأوصلكم للرحم كانت من المور التي أرادها رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أن يقول لهؤلء الناس أن درة بينكم وبينها رحما ول تقطعوا تلك الرحم حتى ولو كان والدها من الذين لعنهم ا عز وجل في كتابه العزيز بصلتك للرحم اعلم أن لك فوائد سوف تعود عليك وسوف تصل إليك أنت الول قبل أن تصل إليهم . قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حديث رواه ثوبان ) (من أحب أن يوسع له في رزقه وينسأ في أجله فليصل رحمة هذا قول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كما نقلها ثوبان ) (وأرضاه كيف تكون التوسعة في الرزق والرزق قدره ا عز وجل وكيف تكون الزيادة في الجل والجل قدره ا عز وجل هل رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( يناقض هذه ل وا إنما سعة الرزق البركة لك فيه يكون مالك قليل وتكون مع قله المال قنوعا فتكون مع قلة المال بركة فتكون أغنى الغنياء في الرض فكأني بك ملكا من الملوك وسعة العمر أن ا عز وجل يبارك لك في عمرك فإن اليوم يمر عليك تستفيد منه الكثير يمر عليك تحصل فيه ما تحصله في أيام فيكون يومك تضاعف أياما وأياما والخر يمر 14
عليه اليوم كالسهم ل يزاد فيه خير ول يزداد فيه قربا إلى ا عز وجل فكل يوم يمر عليك يقول لك أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني ل أعود إلى يوم القيامة . فبصلتك للرحم تحصل في ذلك اليوم الذاد الكثير والخير الكثير فتكون زيادة الجل التي أرادها رسول ا) صلي ا عليه وسلم( بحديثه ذلك وكذلك صلة الرحم تجلب لك الخير كل الخير عندما قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
إن
الصدقة وصلة الرحم تزيد في العمر وتدفع ميتة السوء تدفع المكروه والمحذور كانت ميتة السوء ممنوعة من الذي يصل رحمه وكان المكروه والمحذور ل يصادفه ول يجابهه لنه من الذين يصلون أرحامهم ,وا هناك أحاديث لرسول ا) صلي ا عليه وسلم( تقول لنا أن الذي يصل رحمه حتى ولو كان من الفسقة حتى ولو كان من الذين ينعتون بكل قبيح فإنها تفيده مادام قد شهد أن ل إله إل ا وأن ُمحمدا رسول ا . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن ا عز وجل ليعمر الديار وينمي الموال لقوام ما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم -انظر إلى هذه الكلمات يقول لك رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
إن ا عز وجل يعمر الديار يجعل البيت
عامرا بسكانه عامرا بنزلءه عامرا بمن فيه وينمي لهم الموال ويوسع لهم في أرزاقهم وما نظر إليهم منذ خلقهم أي أن
طفولتهم
فاسدة
شبابهم 15
فاسد
ورجولتهم
فاسدة
وكهولتهم فاسدة ما نظر إليهم منذ خلقهم عجب الصحابة لذلك عجب صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقالوا كيف ذلك يا رسول ا قال بصلتهم للرحام . أعلم أن الرحم هذه إنما هي أشتقت من اسم من أسماء ا عز وجل وإذا كان ا عز وجل شق أسمها من اسمه فإنه جعل لها وضعا عظيما في هذا القول وإن ا عز وجل يصل من يصل الرحم ويقطع من يقطع الرحم فإن الفائدة تعود على الصل إذا كان ا عز وجل هو واصله وإذا كان ا عز وجل هو المتصل به فقد جاء في حديث رواه أبو هريرة) (وأرضاه يقول قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن ا عندما خلق الخلق وفرغ منهم جاءت الرحم وقالت يا رب هذا مقام العائذ بك من القطيعة ,الرحم كلمت ا عز وجل قالت يا رب إني في مقام العائذ بك من القطيعة قال أل ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ا عز وجل واصل من يصل رحمه وقاطع من يقطع رحمه فأي فائدة تعود عليك بصلتك لرحمك ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( الرحم شجنة من ا متعلقة بالعرش الرحم الرسول – عليه أفضل الصلة والسلم -شبهها بأنها السنارة التي يصطاد بها السمك هذه السنارة متعلقة بعرش الرحمن تقول اللهم صل من وصلني وأقطع من قطعني ماذا تقول وهي متعلقة بعرش الرحمن تدعوا ا عز وجل في أقرب مكان 16
تقول اللهم صل من وصلني وأقطع من قطعني تكون إجابة ا عز وجل أنا الرحمن الرحيم خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي من وصلها وصلته ومن قطعها قطعته ,الذي يصل رحمه يصله ا عز وجل ومن يقطعها مزقه ا عز وجل كل ممزق وله عذاب عظيم . واحدا من الناس من أهل العلم في دين السلم قال ناصحا للناس من أمة ُمحمد قال لنا لمة ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -قال ل تقطن مع قاطع رحم فإن ا عز وجل يقول
ص َ ل ن َما أ َ َم َر ال ّل ُه ِب ِه َأن ُيو َ عو َ ط ُ ع ِد ِمي َثا ِق ِه َو َي ْق َ ع ْه َد ال ّل ِه ِمن َب ْ ن َ ضو َ ن َين ُق ُ ) ا ّل ِذي َ
ن. س ُرو َ خا ِ م ا ْل َ ه ُ ك ُ ض ۚ ُأو َلٰ ِئ َ ن ِفي ا ْل َْر ِ س ُدو َ َو ُي ْف ِ
( " البقرة "27ما هو
خسرانه وفي أي وقت قد تقول لي ذلك قاطع رحم و رغم ذلك هو من أغنى الناس أقول أن الخسارة هنا هي الخسارة عند رب الناس هي الخسارة الخروية كانت هذه الية تقول أن قاطع الرحم من الخاسرين ومعه من يفسد فى الرض ومعه الذي نقض ميثاق ا فإن ميثاق ا الذي أخذه على عباده أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا والذي أخذه على أهل محمد – عليه أفضل الصلة الكتاب أن يؤمنوا ويصدقوا ب ُ والسلم -ورسالته إذا أتاهم . الية الثانية كانت في سورة الرعد وكان الذي يقطع رحمه من الذين لعنهم ا يقول ا عز وجل فيها
17
) َوا ّل ِذي َ ن
ن ِفي س ُدو َ ل َو ُي ْف ِ ص َ ن َما أ َ َم َر ال ّل ُه ِب ِه َأن ُيو َ عو َ ط ُ ع ِد ِمي َثا ِق ِه َو َي ْق َ ع ْه َد ال ّل ِه ِمن َب ْ ضو نَ َ َين ُق ُ
سو ُء ال ّدا ِر " ( .الرعد ."25 م ُ ع َن ُة َو َل ُه ْ م ال ّل ْ ك َل ُه ُ ض ۙ ُأو َلٰ ِئ َ ا ْل َْر ِ إذا كان ذلك ملعونا بنص آيات القرآن فكيف تجالسه وإن كان له سوء الدار في الخرة فكيف تعامله إنه من الذين يجب عليك أن تفر منهم فرارا فإن اللعنة إذا نزلت والعياذ بالله قد تصيبك فل يكون لك منها مفر ,ثم قال رأيته ملعونا في آية القتال في سورة ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -حيث قال ا عز وجل
س ُدوا ِفي ا ْل َْر ِ ض م َأن ُت ْف ِ م ِإن َت َو ّل ْي ُت ْ س ْي ُت ْ ع َ ل َ ) َف َه ْ
م. ه ْ صا رَ ُ مىٰ أ َ ْب َ ع َ م َو أ َ ْ م ُه ْ ص ّ م ال ّل ُه َف َأ َ ع َن ُه ُ ن َل َ ك ا ّل ِذي َ مُ .أو َلٰ ِئ َ ك ْ حا َم ُ عوا أ َ ْر َ ط ُ َو ُت َق ّ
(
" محمد "23-22 كانت عليهم اللعنة وكانوا صم وكانوا عمي وقد تجد عينه كأنها عين الجمل ولكنه ل يبصر الهدى ولكنه ل يبصر الفلح ولكنه ل يبصر الخير الذي ينتظره إذا كان من الذين ل يأتمرون بأمر ا عز وجل ورسوله ويصلون أرحامهم . رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
قال في حديث له
الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء والرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله ا ومن قطعها قطعه ا عز وجل . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( الرحم متعلقة بالعرش الرحم متعلقة بعرش الرحمن ثم يقول وليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها معني 18
ذلك الحديث أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ويشرح كلمة الصلة صلة الرحم هذه قد تكون بالموال وقد تكون بالمودة والزيارة وقد تكون بالكلمة الحسنة وقد تكون بالسلم فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال في حديث له ل يقبل ا عز وجل صدقة من رجل وله أقارب محتاجون ثم يصرفها إلى غيرهم ل يقبل ا عز وجل صدقة من واحد له أقارب يحتاجون إلى هذه الصدقة ثم يصرف الصدقة هذه إلى غير أقاربه ,ثم يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في ذلك الحديث والذي نفسي بيده ل ينظر ا إليه يوم القيامة ,ويقول لكم رسول ا) صلي ا عليه وسلم( الصدقة على المسكين صدقة وعلى الرحم صدقة وصلة ,الزيارة والمودة من الصلة وكان أقل شئ السلم لن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
قال صلوا أرحامكم ولو بالسلم صلوا
أرحامكم ولو بالسلم ولو بأنك تسلم عليهم أقلها رسالة فيها كلمة تهنئه أو مكالمة في الهاتف فإنها كلها من الصلة تقول ليس عندي وقتا للزيارة فكانت من المور التي فيها تيسير في دين السلم ,قلنا في ما قلناه أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا
قطعت رحمه وصلها ,المكافئ ناس تزور ناس أنت تزورهم وهم يردون زيارتك أنت تسلم عليهم وهم يردون السلم أنت تتصل بهم وهم يتصلون بك كان هنا تكافؤ وتوازن ,بينما 19
رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إن السمى والعلى هو الذي إذا قطعت رحمه أن يكون سبب وصلها أنت الذي تبدأ بوصلها فهنا تكون من الذين ينطبق عليهم قول الواصل التي جاءت في شأنها هذه الحاديث . قد يقول لي قائل إن أقاربائي والعياذ بالله كأنهم ثعابين والعياذ بالله صفتهم وصفتهم وصفتهم فإني أزورهم ول يردون لي الزيارة فإني أحسن إليهم وهم يسيئون إل ّ ي ي كيف أعاملهم وما أصنع فإني أحلم عليهم وهم يجهلون عل ّ معهم ذلك السؤال عرض على سيد الولين والخرين عرض على ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -فكانت له إجابة فعن عمرو بن شعيب ) (وأرضاه عن أبيه عن جده ) صلي ا عليه وسلم( أجمعين قال جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هو يصف الواقعة كأنك تراها وتعرض عليك على شاشات التليفزيون أو عبر القمار الصناعية أو على شاشة النترنت تعرض أمامك كان هؤلء الناس ينقلون لنا كل شئ في ذلك الدين حتى إذا ترجمته صورا لكانت -قال جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فقال يا رسول ا لي ي هو يقدم أقارب أصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون إل ّ الحسان يجد تجاهه الساءة وأحلم عليهم أكون معهم حليما ي فهل أكافئهم ؟ ذلك الرجل قال لرسول رقيقا ويجهلون عل ّ ا) صلي ا عليه وسلم( أكافئهم القطيعة بالقطيعة الساءة 20
بالساءة الجهل بالجهل قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إذن تتركون جميعا إذن تكون القواطع والنفصال بين المة ويكون عدم النسجام بينها وبين أفرادها ويكون الختلف والفرقة ويكون التباغض والتحاسد قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
جود إذن تتركون جميعا ولكن ُ
عليهم بالفضل ل تكلف نفسك فوق طاقتك إن أنت عندك شئ جد به عليهم تحن به القلوب تؤلف منهم فائض عن حاجتك ُ جد عليهم بالفضل الفئدة تجعلهم يميلون إليك رغم أنفهم ُ وصلهم فإن كانوا كما قلت فكإنما تسفهم المن ,إذا كانوا كما أنت تقول بهذه الطريقة إذا أنت أحسنت إليهم فكأنك وضعت في فمهم التراب المحمي بالنار الملتهب -ول يزال معك عليهم من ا ظهير ما دمت على ذلك -من هو الذي سوف يكون ظهيرا لك من هو الذي سوف يمدك بالثواب ويمدك بالقدرة على أن تجابه ذلك المر هو ا عز وجل . وعن أبي ذر ) (وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أوصاني خليلي ) صلي ا عليه وسلم( بخصال من الخير ما هي وصية رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لبي ذر وأنت كل واحد منك هو أبو ذر يجب عليه أن يعمل بهذه الوصية قال أبو ذر أوصاني خليلي ) صلي ا عليه وسلم( بخصال من الخير قال ل تنظر إلى من فوقك وانظر إلى من تحتك ل تنظر إلى الملوك إلى من هم أعلى منك انظر إلى من 21
هم أدنى منك رتبة فإنك سوف تحمد ا عز وجل سوف تجد نفسك أنت الملك ,وأوصاني بالمساكين والدنو منهم وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت -بماذا أوصاه بأن يصل رحمه حتى ولو كانت رحمه هذه فرت منه فرارا. دينكم ل يعامل الناس بمعاملتهم ولكن تعامل الناس بما يرضاه رب الناس وبما يقربك إلى رب الناس أما إذا قابلت إساءة بإساءة وقابلت فجر بفجر وقابلت شرا بشر فإنها ل ثواب فإنها ل جنة فإنها ل خير لك ,قال عقبة بن عامر) ( وأرضاه قابلني رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فأخذ بيدي وابتدرني أخذ بيده وابتدره بالكلم فقال له أتدري ما النجاه قال قلت ل يا رسول ا قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ثم يقول عقبة بن عامر) (وأرضاه ثم قابلني رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
فأبتدرني قال أل
اعلمك خير ثلث سور أفضل ثلث سور نزلت في التوراة والنجيل والقرآن قلت نعم يا رسول ا قال قل هو ا أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعود برب الناس يا عقبة ل تنسهن يا عقبة ل تبت ليلة حتى تقرأهن قال عقبة فوا ما نسيتهن وما بت ليلة إل قرأتهن ثم لقيني رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( فإبتدرته في هذه المرة هو الذي سأل قلت يا رسول ا أخبرني عن فواضل العمال ما هي أفضل العمال قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أن تصل من قطعك فواضل 22
العمال أن تصل من قطعك ل تقل هذا قطعني أقطعه أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن من ظلمك كانت هذه هي فواضل العمال في دين السلم وكنت إذا تعاملت بها سوف يكلفك ذلك مشقة سوف تجد أن المر شديد عليك مع هذه المشقة ومع هذه الشدة فإنه يكون الثواب الكبر ا عز وجل يقول
ض ۚ ع ٍ ء َب ْ م أ َ ْو ِل َيا ُ ض ُه ْ ع ُ ت َب ْ م ْؤ ِم َنا ُ ن َوا ْل ُ م ْؤ ِم ُنو َ ) َوا ْل ُ
عو َ ن طي ُ ة َو ُي ِ ن ال ّز َكا َ ة َو ُي ْؤ ُتو َ ص َل َ ن ال ّ مو َ ك ِر َو ُي ِقي ُ من َ ن ا ْل ُ ع ِ ف َو َي ْن َه ْو نَ َ ع ُرو ِ م ْ ن ِبا ْل َ َي ْأ ُم ُرو َ
س َي ْر َح ُم ُه ُم ال ّل ُه ۗ إ ِ نّ ال ّل َه َع ِزي ٌز حَ ِكي ٌم "( .التوبة ."71 ك َ سو َل ُه ۚ ُأو َلٰ ِئ َ ال ّل َه َو َر ُ رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقف أمام الناس في حديث رواه جابر بن عبد ا ) (وأرضاه وقال أيها الناس اتقوا ا وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم ,وإياكم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة البغي وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف سنة ول يجد ريحها عاق لوالديه ول قاطع لرحم , ل يجد ريح الجنة عاق لوالديه ول قاطع لرحمه ول شيخ زان ول مسبل إزاره خيلء لن الكبرياء لله رب العالمين أل إن في الجنة سوقا ل ُيباع فيها ول ُيشترى السوق في الجنة سوف تجد يومها جيوبك خالية ل جنيهات فيها ول دينارا ول درهما ل دولر و ل استرليني إنما هي حسنات إنما هي حسنات فإذا كانت حسناتك غالبة لكفة سيئاتك فذلك هو الربح وذلك الفلح وإذا كانت الخرى والعياذ بالله فذلك هو الخسران كل 23
الخسران نرجو ا عز وجل أن يعصمنا جميعا من الخسران وأن يجعلنا جميعا من الذين يصلون أرحامهم أبتغاء وجه ا وأبتغاء مرضاته ل إبتغائهم ول لهم فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال في الذي يعطي الصدقة ويقول هذه لله وللرحم يقول ا عز وجل هي للرحم وليس منها شئ وإن ا عز وجل أغنى الغنياء عن الشرك فإذا تصدقت ووصلت رحمك فاجعلها لوجه ا عز وجل فقط إبتغاء مرضاته أما إذا قلت هذه صدقة لله ولصلة رحمي فإنه هنا تكون لرحمك وليست لله اعملوا كل العمل وابتغوا به وجه ا عز وجل فقط تؤجروا ويكون في ميزانكم .
24
الخـــوة يقول ا عز وجل
ح ّبو َ ن م ُي ِ ن ِمن َق ْب ِل ِه ْ ما َ لي َ ن َت َب ّو ُ ) َوا ّل ِذي َ ءوا ال ّدا َر َوا ْ ِ
س ِه ْ م ع َلىٰ َأن ُف ِ ن َ ما ُأو ُتوا َو ُي ْؤ ِث ُرو َ ج ًة ّم ّ حا َ م َ ه ْ ص ُدو ِر ِ ن ِفي ُ ج ُدو َ م َو َل َي ِ ج َر إ ِ َل ْي ِه ْ ها َ ن َ َم ْ ن. حو َ م ْف ِل ُ م ا ْل ُ ه ُ ك ُ س ِه َف ُأو لَٰ ِئ َ ح َن ْف ِ ش ّ ق ُ صا صَ ٌة ۚ َو َمن ُيو َ خ َ م َ ن ِب ِه ْ َو َل ْو َكا َ
( " الحشر
."9 دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( المدينة الطاهرة المباركة المدينة الطاهرة الطيبة دخلها رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
وكان فيها الوس والخزرج قبيلتان متنازعتان
بينهما العداوة والشقاق واليهود يغذون تلك الفرقة بينهم حتى يفرقوا شملهم ,دخل عليهم رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( وهذه هي حالتهم فماذا يصنع رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وهو الذي جاء لينشر دين يؤلف بين القلوب يضم القلب إلى القلب ويضم الصف إلى الصف لتكون كلمة ا هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
آخى بينهم وبين بعضهم وألف بين قلوبهم
مصالحة بدين التوحيد مصالحة على عقيده تقول ل إله إل ا ُمحمد رسول ا . وا عز وجل يقول
عا َو َل َت َف ّر ُقوا ۚ َوا ْذ ُك ُروا مي ً ج ِ ل ال ّل ِه َ ح ْب ِ موا ِب َ ع َت صِ ُ )وَا ْ
خ َوا ًنا َو ُكن ُت مْ م ِت ِه إ ِ ْ ع َ ح ُتم ِب ِن ْ ص َب ْ م َف َأ ْ ك ْ ن ُق ُلو ِب ُ ف َب ْي َ ء َف َأ ّل َ ع َدا ً م أَ ْ م إ ِ ْذ ُكن ُت ْ ك ْ ع َل ْي ُ ت ال ّل ِه َ م َ ع َ ِن ْ
ن( . م َت ْه َت ُدو َ ك ْ ع ّل ُ م آ َيا ِت ِه َل َ ك ْ ن ال ّل ُه َل ُ ك ُي َب ّي ُ ن ال ّنا ِر َف َأن َق َذ ُكم ّم ْن َها ۗ َك َذٰ ِل َ ة ّم َ ح ْف َر ٍ ش َفا ُ ع َلىٰ َ َ " آل عمران . "103 25
كانوا على شفا حفرة من النار هذه النار التي كانت تؤجج في الصدور هذه النار التي كانت توغر الصدور وتقلب الحقاد رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
عندما انتهى به
المقام في المدينة ودخلها آخى بين الناس وألف بين القلوب فإنما المؤمنون أخوة كانت من الخوة بينهم وبين بعضهم أخوة على عقيدة أخوة على دين أخوة على نهج مستقيم أخوة على ل إله إل ا ُمحمد رسول ا . أخي قالوا أخ من قرابة قلت إن الشكول أقارب قال هذا أخي سألوه هل هو أخ لك من قرابة هل هو أخ لك لن والده هو والدك لن والدته هي والدتك قال إن الشكول أقارب الذين يتماثلون مع بعضهم في الخلق الذين يتشاكلون مع بعضهم في الهداف الذين يتشاكلون مع بعضهم في الغاية هم كأنهم أقارب اللحمة بينهم قوية واللحمة بينهم متشابكة قلت إن الشكول أقارب أخي في ديني ومذهبي أخي في ماذا أخي في ديني ومذهبي وإن باعدت بيننا المناسب إن باعدت بينهم الرحام فإن الخوة هنا كانت تجمعهم على دين واحد وعلى عقيده واحدة وعلى منهج واحد تلك الخوة التي أرادها دينكم التي أرادها ا عز وجل كيف أرادها ا عز وجل ونحن نقول أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هو الذي أرادها وهو الذي ألف بين القلوب نقول ذلك لن ا عز وجل قال لرسوله -عليه أفضل الصلة 26
والسلم-
ت َب ْي َ ن عا ّما أ َ ّل فْ َ مي ً ج ِ ض َ ت َما ِفي ا ْل َْر ِ م ۚ َل ْو َأن َف ْق َ ن ُق ُلو ِب ِه ْ ف َب ْي َ ) َو أ َ ّل َ
ف َب ْي َن ُه ْم ۚ إِ ّن ُه َع ِزي ٌز َح ِكي ٌم " ( .النفال ."63 ن ال ّل َه أ َ ّل َ ك ّ م َو َلٰ ِ ُق ُلو ِب ِه ْ إن ا عز وجل بإرادته ألف بين هذه القلوب وإنك يا ُمحمد – عليك أفضل الصلة والسلم -لو أنفقت الموال الطائلة لكي تستميل بها النفس وتستميل بها القلوب ما استمالت وما كان التوافق إل إذا أراده ا عز وجل تلك الخوة أخوة السلم فرضت على الناس فرائض وجعلت عليهم تبعات كانت هذه التبعات إذا حرصنا عليها وإذا تعاملنا بها يكون لنا السعادة في الدنيا والسعادة في الخرة . فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث له " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" المؤمن للمؤمن كأنه بنيان كأنه لبنات وضعت لبنة بجوار لبنة كانت اللبنة المؤمن واللبنة التاليه المؤمن كان اللصق بينها ليس المونة من السمنت والجير وخلفه ولكن كانت المونة التي تربط هذه اللبنات ونسجها كان ذلك النسج وتلك المونة ذلك الدين الذي نحيا في كنفه والذي نعيش تحت رايته . ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يسلمه
-ل يظلم أو ل ً منع عنه أن يكون ظالما
لخيه المسلم وثانيا منعه أن يسلمه لعدائه
-ل يظلمه ول
يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان ا في حاجته -جعلها هنا جعلها جائزة جعلها مسابقة جعلها نيشان جعلها شهادة 27
يقول ومن كان في حاجة أخيه كان ا في حاجته الجزاء أنت إذا كنت في حاجة أخيك إذا سارعت في نجدته إذا سارعت للدفاع عنه من الذي سوف يجازيك من الذي سوف يسرع لنجدتك من الذي سوف يسرع إليك ا جل وعل فإذا كان ا جل وعل فكفى به ناصرا فكفى به مؤيدا فكفى به ركنا ركينا ترتكن إليه ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج ا عنه كربة من كرب الخرة كربة من كرب الدنيا والدنيا مهما طالت قليلة والدنيا مهما طالت ضيقة كم تعمر فيها لو عمرت عمر نوح فإنه ألف سنة أو تزيد ما هو الزمن الذي سوف تعمره أنت إذا قيس بالخرة في حديث آخر " مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " المسلمون جميعا أهل اليمان جميعا كأنهم جسد واحد إذا اشتكى عضو في هذا الجسد فإن سائر الجسد يتململ فإن سائر الجسد ل ينام فإن سائر الجسد تصيبه الوجاع لماذا يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لنا هذا لكي ل يقول إنسان أنا أنا ويكون من الثرة أنه يذكر نفسه وينسى الخرين أنه يذكر حقوقه ويهضم حقوق الناس أنه يقول مالي مالي أنه يقول نفسي نفسي أنه يقول أنا ومن ورائي الطوفان رسول ا – عليه أفضل الصلة والسلم -يريد من أمته أن يحنوا بعضها على بعض تتعامل بعضها مع بعض كأنها جسد كأنها شجرة 28
واحدة ولها فروع تلك الفروع كانت هي هؤلء الناس الذين محمد ) صلي ا عليه يؤمنون بالله ربا وبالسلم دينا وب ُ وسلم( نبيا ورسو ل ً . إذا كانت هذه هي إرادته وإرادة دين السلم فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول ا هذا أخي نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما قال أن تأخذ على يديه حتى يكف عن الظلم " نصرك لخيك المسلم في دين السلم من الروابط التي تربط بينك وبينه ل يكون في موقف يحتاج منك إلى نصر يحتاج منك إلى مؤازرة وتخذله تراه ثم تنصرف عنه ول تقدم له عونا ول تقدم له نصرا ول تحيطه برعايتك رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا ل يقف أحدكم موقفا ُيضرب فيه رج ل ً ظلما " ل يقف أحدكم في مكان ل يتجمع ناس حول ناس تتشاجر رجل يضرب رجل ويتجمعون ويتفرجون ول يحاولون أن يدفعوا عن المظلوم ول يردوا الظالم . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل يقف أحدكم موقفا يضرب فيه رج ل ً ظلما لماذا يا رسول ا لماذا يا نبي الرحمة يقول فإن اللعنة تنزل على من حضره ما لم يدفعوا عنه -اللعنة من السماء اللعنة من ا عز وجل تنزل على هذا الجمع الذين وقفوا يتفرجون ومنهم من يضحك الذين وقفوا
29
يهللون ويصفقون الذين وقفوا يشاهدون كأنها تمثيلية كأنه فيلم . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( حاول أل تقف هذا الموقف إذا كنت ل تستطيع أن تنصر إذا كنت ل تستطيع أن تدافع فل تقف فل تتواجد في هذا المكان فر منه فرارا لماذا لن اللعنة تنزل على من حضره ما لم يدفعوا عنه تنزل على كل هؤلء الناس الذين حضروا تلك الموقعة ولم يدافعوا ولم يحاولوا رد ظلم إذا كان هذا هو المطلوب منك فكيف بنا ينحر بعضنا بعضا فكيف بنا يخاصم بعضنا بعضا فكيف بنا يؤذي بعضنا بعضا. ورسول ا ) صلي ا عليه وسلم( الذي أمرنا أن نمشي في حاجة الناس الذي أمرنا أن نكون في عون العباد حتى يكون ا في عوننا يقول في حديث له " من مشى مع مظلوم ليثبت له حقه من مشى مع أي شخص من الناس وعلم أن ذلك الشخص مظلوما مشي معه لماذا ليثبت له حقه ليؤكد له حقه الذي هضمه ظالما ليكون معه في استلم حقه ليكون مؤازرا له من مشي مع رجل ليثبت حقه ثبت ا قدميه على الصراط يوم تزل القدام والصراط أحد من السيف يسير عليه الناس أصحاب السعادة ينقلبون إلى الجنة وينقلبون إلى النعيم وأصحاب الجحيم ينقلبون إلى الجحيم .
30
يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إنك إذا سرت مع هضم لترد عنه مظلمة ثبت ا عز إنسان لتثبت له حقا قد ُ وجل قدميك على الصراط ثبت ا جل وعل قدميك في أي يوم كان الثبات وليس في أيام من أيام الدنيا حيث يكون السيرك وتمتد الحبال فيسير عليها البهلونات حيث تكون الدراجات التي تسير على عجلة واحدة ل وا إن هذا قد أحترفها وصراط ا غير صراطه وصراط ا غير حبله من الذي يثبتك على الصراط يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ثبت ا قدميه على الصراط يوم تزل القدام إذا كانت هذه هي الوامر التي أمرنا بها أن تمشي في حاجة أخيك وأن تكون له معينا هل تريد مني أن أقول لك أي أجر سوف تناله إنه أجر ل يخطر لك على بال إنه أجر قد ل يستوعبه الخيال جاء ذلك الجر في حديث رواه عبد ا بن عباس) (وأرضاه كان عبد ا بن عباس معتكفا في مسجد رسول ا) صلي ا عليه وسلم( الذي تتضاعف فيه الحسنة بألف والصلة بألف وكذلك سائر القربات كان عبد ا بن عباس) (وأرضاه معتكفا في مسجد رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فنظر إلى رجل جالس في المسجد وجده مهموما ذلك الرجل ما طلب منه ولكن هو رآه عليه الهم وتعلوه الكآبة فسأله مالك ما ى تبعة لنسان وإني أخاف أن هي حكايتك قال حكايتي عل ّ أذهب إليه وحدي فقال له عبد ا بن عباس تحب أن أذهب 31
معك شافعا عنده هو بينه وبين إنسان شئ كدين أو أي شئ من هذا القبيل وليس عنده قضائه يقول له إني ل استطيع أن أذهب إلى ذلك النسان حتى يؤجل ما بيني وبينه فقال له عبد ا بن عباس تحب أن أذهب إليه شافعا عنك قال له الرجل أل تذكر يا عبد ا إنك معتكف أنت نسيت كيف تخرج معي وأنت معتكف في مسجد رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول عبد ا بن عباس إني سمعت صاحب هذا القبر رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يشير إلى قبر رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول سمعت صاحب هذا القبر والعهد بيني وبينه قريب ليس بيني وبينه زمن بعيد ليست أربعة عشر قرنا حتى نقول نسى حتى نقول تطاول الزمان والعهد بيني وبينه قريب ما هو الذي سمعته يا عبد ا بن عباس يا حبر هذه المة يا مترجم القرآن يقول سمعته يقول من مشى في حاجة أخيه حتى يبلغها كان خيرا له من أن يعتكف عشر سنين هو معتكف يقول من مشى في حاجة أخيه أخيك المسلم أخيك المؤمن مشيت في حاجته حتى يصل إلى غايته ثوابه أفضل وخير لك من أن تعتكف عشر سنين ل تستطيعها الناس تعتكف ثلثة أيام والجمعة والعشرة أيام ثم يخرجون من العتكاف منهكوا القوى انظر في الذي بعدها فقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه ا جعل بينه وبين النار ثلثة خنادق كل خندق أبعد ما بين الخافقين " يقول 32
ثواب العتكاف في اليوم الواحد أجره أن ا عز وجل يجعل بينه وبين جهنم ثلثة خنادق خندق ثم خندق ثم خندق ما هو اتساع الخندق الواحد اتساع الخندق ابعد ما بين الشرق والغرب أبعد ما بين طلوع الشمس إلى غروبها فأي مساحة وأي مسافة تكون لك عندما تعتكف يوما واحدا ابتغاء وجه ا عز وجل إنها مسافة بعيدة تبعدك عن نار جهنم تلك المسافة إذا قست هذه المسافة في يوم وضربتها في عشر سنين وضربت العشرة سنين في اللف التي هي في مسجد رسول ا) صلي ا عليه وسلم( تدرك إلى أي مدى كان عبد ا بن عباس) (وأرضاه حريصا على أن يخرج من اعتكافه في حاجة رجل مسلم إذا كان هذا هو الذي أمرت به فهل يكون لك أن تظلمه ل وا فهل يكون لك أن تحقره ل وا فهل يكون لك أن تؤذيه ل وا . جاء رسول ا ليؤلف القلوب جاء ليكون القلب مع القلب وليضم الصف إلى الصف حتى تكونوا كلكم جسدا واحدا حتى تكونوا كلكم كيانا واحدا حاولوا أن تكونوا من أهل اليمان وأهل السلم واعلموا أنكم عندما تفعلون ذلك ما حرمتم الجر ما حرمتم الثواب فإن لك عند ا أجر عظيم وإن لك عند ا مغنم كبير فسارعوا إلى الخير واحرصوا عليه حتى تكونوا من أهل الجنة حتى تكونوا من أهل النعيم .
33
يقول ا عز وجل
ض ۚ ع ٍ ء َب ْ م أ َ ْو ِل َيا ُ ض ُه ْ ع ُ ت َب ْ م ْؤ ِم َنا ُ م ْؤ ِم ُنو نَ َوا ْل ُ ) َوا ْل ُ
عو َ ن طي ُ ة َو ُي ِ ن ال ّز َكا َ ة َو ُي ْؤ ُتو َ ص َل َ ن ال ّ مو َ ك ِر َو ُي ِقي ُ من َ ن ا ْل ُ ع ِ ف َو َي ْن َه ْو نَ َ ع ُرو ِ م ْ ن ِبا ْل َ َي ْأ ُم ُرو َ
س َي ْر َح ُم ُه ُم ال ّل ُه ۗ إ ِ نّ ال ّل َه َع ِزي ٌز حَ ِكي ٌم " ( .التوبة ."71 ك َ سو َل ُه ۚ ُأو َلٰ ِئ َ ال ّل َه َو َر ُ الذين يتعاملون بهذه الية من الذين سيرحمهم ا ليس كلمنا ولكن كلم ا عز وجل ولرسول ا ) صلي ا عليه وسلم(
حديثا جامعا ينظم هذه العلقات بين المة بين
أفرادها يقول في ذلك الحديث " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "ل يظن أحدا في أح ٍد ظن سوء فإن ذلك الظن السوء سوف يجعل الروابط بينك وبين أخيك تنقطع " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ول تجسسوا ول تنافسوا ل تحاسدوا ول تباغضوا ول تتدابروا وكونوا عباد ا أخوانا ". كانت هذه كلها من المور التي تفسد الخوة من المور التي تجلب الشقاق بين الناس وكونوا عباد ا إخوانا كما أمركم ا عز وجل والمسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخذله ول يحقره بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إن ا ل ينظر إلى صوركم ول إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم التقوى هاهنا التقوى هاهنا ,ثم يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
ول يبع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد ا إخوانا ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث " انظر إلى هذا الحديث وا إن هذا الحديث يصلح أن 34
يكون ميثاقا يصلح أن يكون وحده كتابا يصلح أن يكون وحده موعظة يصلح أن يكون وحده منهاجا أي عظمة لك يا رسول ا أي فصاحة لك يا رسول ا ) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند ا أتقاكم ( " الحجرات ."13 أليس ا عز وجل هو قائلها إنك عندما تتعالى على الناس عندما ترفع أنفك على خلق ا فإن الخوة هنا قد تهتز رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أشرف الخلق أفضل الخلق سيد ولد آدم ول فخر كانت الجارية من أهل المدينة تأخذ بيده الشريفة المباركة تسير به كيف شاءت تواضعا منه ورحمة ,الذي كان يجلس بين إخوانه وأصحابه ل يعرفه الغريب ,الذي إذا كان ى كذا ى كذا عل ّ في رحلة أو سفر وكل أخ من أخوانه قال عل ّ قال أنا على جمع الحطب فكيف يحقر الناس بعضهم بعضا فكيف يهزأ الناس بعضهم ببعض والذي تهزأ منه كان يجب عليك بالخوة كان يجب عليك بالدين أن تمد له يد العون إذا كنت تهزأ بضعيف فإن الواجب عليك أن تقويه ليس أن تهزأ منه ,إذا كنت تهزأ من الذي ل يعلم من الجاهل فأنت المخطئ لنك لم تعلمه لنك لم تربيه ولنحذر جميعا من الستهزاء بعباد ا من الستهزاء بعباد ا لن ا عز وجل يقول م. خ ْي ًرا ّم ْن ُه ْ كو ُنوا َ سىٰ َأن َي ُ ع َ م َ م ّمن َق ْو ٍ خ ْر َق ْو ٌ س َ ن آ َم ُنوا َل َي ْ ا ّل ِذي َ
) َيا أ َ ّي َها
(" الحجرات
"11وفي حديث نقله إلينا الحسن بن علي) (وأرضاه قال إن 35
المستهزئين بالناس الذين يستهزؤون بالناس في الدنيا يؤتى بأحدهم يوم القيامة الواحد منهم الذين كانوا يسخرون من خلق ا في الدنيا يؤتى بالواحد منهم يوم القيامة فيفتح له باب من أبواب الجنة ثم يقال له هلم هلم تعالى تعالى فيأتي بكربه وغمه حتى إذا جاءه أغلق دونه استهزاءا به سخرية به يقال له هلم هذا باب الجنة قد فتح هلم أدخل فهو يأتي بكربه وغمه يعلم أنه فاجر فيأتي بكربه وغمه حتى إذا وصل أمام الباب وكاد أن يدخل أغلق دونه ثم يقال له هلم هلم يفتح له باب آخر ويقال له هلم هلم ويأتي بكربه وغمه حتى إذا جاءه أغلق دونه كذلك كما كانت المرة الولي فل يزال كذلك حتى يفتح له الباب من أبواب الجنة ويقال له هلم هلم فل يأت يأسا منه يفتح له باب الجنة فل يأتيه هو يعلم أن ذلك جزاءه جزاء ما أقترف في الدنيا يسخر من عباد ا يستهزئ بهم فكانت السخرية به في موقف عظيم ليس هناك أشد منه موقفا وليس هناك موقف أشد منه نكا ل ً أشد منه كربا . كذلك رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال لنا من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم الذي ل يهتم بأمور أهله وعشيرته ودينه وملته قد خرج منهم رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( يتوعده خرج منهم بأي شكل من الشكال ذلك القول الذي قاله لنا رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يجعلنا نهتم بأمر المسلمين وبأهل اليمان في كل مكان أنت إذا كنت هنا ولك 36
أخ مسلم في أمريكا فهو أخ لك له مالك وعليه ما عليك إذا كان في أي مكان في العالم فهو كذلك ل تقول المسافة بينه وبيني بعيدة فإنك إذا قلت المسافة بينه وبيني بعيدة فإنك أنت الذي تكون بعيدا عن الدين فإنك أنت البعيد عن اليقين فإنك أنت البعيد عن سنة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( سيد الولين والخرين جاء في أخبار اليوم أن وزيرا من ماليزيا ماليزيا هذه التي كان يقال عنها أنها نمر من نمور أسيا قد اضطربت عندهم بعد أن أصبحوا من النمور اضطربت عندهم الحوال المالية ذلك الرجل اسمه مهاتير محمد عاد باللئمة على من قال إن الذين أفسدوا اقتصادنا والذين يريدون أن يسلبوا أموالنا والذين يريدون أن تكون عملتنا هي السفلى هم اليهود عنده الدلة عنده ما عنده عنده ما يستند عليه تنبري دولة القطب الكبر دولة القطب الوحد التي سوف تنهار يوما من اليام وقد يكون قريبا الذي حطم التحاد السوفيتي بغير ضرب ول نكال قادر على أن يحطمهم تحطيما قادر على أن يزلزلهم قادر على أن يشتتهم كما شتت هؤلء فإن بطش ربك لشديد أنبرت هذه الدولة لتقول له ل تسب اليهود ل تلعن اليهود الذي جرأ هؤلء هو أننا قد بعدنا عن الخوة التي أمرنا بها بعدنا عن أن نكون متناصرين بعدنا عن أن نكون متآذرين هذا هو الذي جعلهم يتطاولون على أمة ُمحمد هذا التطاول ول حول ول قوة إل بالله . 37
رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا في حديث له توشك أن تتداعى عليكم المم كما تداعى الكلة على قصعتها قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول ا قال أنتم يومئذ كثير أنتم يومئذ مليار وربع المليار من النفس واليهود إذا جمعوا في العالم كله ل يصل تعدادهم الخمسة عشر مليونا ولكن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هو قائلها ول حول ول قوة إل بالله العظيم قالوا أمن قلة نحن يا رسول ا قال إنكم يومئذ كثير كغثاء السيل ولكن أصابكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول ا قال حب الدنيا وكراهية الموت .
38
الصــديق دين السلم جاء لتكون المودة ويكون الحب بين الناس وا عز وجل يقول لنا ) إنما المؤمنون أخوة( ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ويقول مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه العضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر كان ذلك مع الناس كل الناس ولكننا أمرنا أن نتخذ أصدقاء تكون بيننا وبينهم مودة وأشد صلة نتخذ الصديق لكي نكون له عونا ويكون لنا عونا لكي نكون له ناصرا ويكون لنا ناصرا لكي تكون المودة بين الناس أقرب فإنك إذا أتخذت صديقا كان لك أخ وكان لك خليل والخر إذا أتخذ صديقا كان له أخ وكان له خليل فإن الجماعة كل الجماعة إنما تكون كلها صديق وخليل ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( أتخذ الصديق ) (وأرضاه صديقا وأخا وخلي ل ً ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يزكيه ويقول في حديث معناه ما نفعني مال كما نفعني مال أبو بكر) (وارضاه ويقول لو كنت متخذا خلي ل ً لتخذت أبا بكر خلي ل ً ولكنها أخوة الدين " فكانت صداقة رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
بالصديق إنما هي المثل الذي يجب علينا أن
نحتذي به ونحاول أن نحازيه ذلك الصديق الذي كان له يوم وليلة يقول عمر بن الخطاب يوم وليلة مع الصديق خير من 39
الدنيا وما فيها خير من الدنيا وما فيها خير من الدنيا وما فيها " كانت تلك إنما هي أيام الهجرة ودخول الغار والخروج منه رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عندما قال له الصديق وهما في الغار لو أن أحدهم يا رسول ا طأطأ رأسه لرآنا قال ما بالك باثنين ا ثالثهما فكانت هذه الصداقة وهذه الخوة إنما هي بين رجلين وكان ا عز وجل هو الثالث ,يمشي في الطريق فيكون الصديق) (وأرضاه مرة أمامه ويكون مرة خلفه يسأله رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
فيقول له يا
رسول ا أتذكر الرصد فأكون أمامك يتذكر العدو أنه قد يأتي من أمامهم فيكون أمام رسول ا) صلي ا عليه وسلم( حتى يدفع عنه ويكون له هو الحصن الحصين ويتذكر الطلب يتذكر العدو الذي أنطلق خلفهما فيكون خلف رسول ا) صلي ا عليه وسلم( حتى إذا جاء الطلب وإذا جاء الطاعن كان هو الذي يتلقى الطعنة عنه ,تلك الخوة وتلك الصداقة إنما كانت صداقة ومحبة لوجه ا عز وجل ما كانت لغراض دنيوية ما كانت لمنافع مادية وعندما قرب الصديق) (وأرضاه ناقة لرسول ا) صلي ا عليه وسلم( ليركبها ماذا يقول له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هل قال له أنت أخي وصديقي أنت حبيبي أنت صفيي وخليلي هذه الناقة ما دمت قد قدمتها لي فأنا مالكها وأنا صاحبها يقول له رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل أركبها إل بالثمن ل أركبها إل بالثمن ل يركبها حتى 40
يدفع ثمنها ليس هناك استغلل من صديق لصديقه وأكل مال من صديق لصديقه كان ذلك فعل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( مع أعز أصفيائه ومع حبيبه ومع صديقه الصديق الذي عندما جاءه الناس يقولون إن ُمحمدا يقول أنه ذهب إلى بيت المقدس وعاد قبل أن تطلع الشمس فيقول إن كان قالها فقد صدق فإني أصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر السماء أصدقه في الوحي أصدقه في التنزيل والقرآن فكيف ل أصدقه إذا قال ذلك هذا الصاحب الذي عوتب كل أهل اليمان إل هو ا عز وجل يعاتب الناس كلها ويستثني من المعاتبة الصديق فإن ا عز وجل يقول
ه ال ّل ُه ص َر ُ ه َف َق ْد َن َ ص ُرو ُ ) إ ِ ّل َتن ُ
ن إِ ّ ن ح َز ْ ح ِب ِه َل َت ْ صا ِ ل ِل َ غا ِر إ ِ ْذ َي ُقو ُ ما ِفي ا ْل َ ه َ ن إ ِ ْذ ُ ي ا ْث َن ْي ِ ن َك َف ُروا َثا ِن َ ج ُه ا ّل ِذي َ خ َر َ إ ِ ْذ أ َ ْ
ال ّل َه َم َع َنا ۖ " ( .التوبة ."40إل تنصروه إل تنصروا ُمحمدا ) صلي ا عليه وسلم( ودينه فقد هيأ ا عز وجل أسباب نصرته بصديق في يوم حالك شديد السواد في يوم الكرب فيه شديد فكانت النجاه فكانت النجاه أمثلة الصحبة والصداقة في دين السلم كثيرة . سعد بن الربيع ) (وأرضاه كان مصاحبا لعبد الرحمن بن عوف) (وأرضاه آخى بينهما رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ماذا يقول سعد بن الربيع لعبد الرحمن بن عوف يقول هذا مالي أقسمه بيني وبينك ولى زوجتان انظر إلى أي زوجة تريد أطلقها وأزوجها لك هل كان ذلك الصديق من الذين يتعاملون 41
مع الصحاب معاملة المكاسب معاملة الرباح هل كان يتعامل معه بتلك المعاملة أم أنه كان يتعامل معه بمعاملة حديث رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل اليمان هو اتخذه صديقا لوجه ا عز وجل ليس لغرض من الغراض ليس لنه غني سوف يأخذ منه مال ليس لنه سخي سوف يطعم طعامه ليس لن له أخت جميلة ليس لن له قريبة حسناء سوف يسهل له زواجها ونكاحها إنما كان يحب صديقه لله عز وجل وكذلك يبغضه إذا أبغضه إنما لوجه ا عز وجل فكانت هذه حياة أهل اليمان . قال عبد الرحمن بن عوف الذي كان نعم الصديق لصديقه الذي أحبه لوجه ا عز وجل فقط قال له بارك ا عز وجل لك في مالك وبارك ا عز وجل في نساءك دلوني على السوق دلوني على السوق فقير معدم ليس معه شئ فدلوه على سوق بنو قينقاع فأنطلق مع اليهود يبيع ويشتري وإذا به بزكاءه وفطنته يفوق اليهود عق ل ً ويسيطر عليهم هؤلء اليهود الذين يعيثون اليوم في بلدنا فسادا يقتلون أبناءنا ويسبون نساءنا ويهدمون بيوتنا ويحرقون ويزيلون أشجارنا أين منا من يأكلهم أك ل ً بدينه وإيمانه بزكاءه وفطنته كما فعل عبد الرحمن بن عوف عندما دخل سوق بنو قينقاع فأكل اليهود أك ل ً فأنقلب معه مال وتزوج وقال له رسول 42
ا) صلي ا عليه وسلم( أتزوجت قال نعم قال مهيم قال ما سقت لها قال نواة من ذهب أراد العفاف فأعفه ا عز وجل . إذا أردت أن تتخذ صديقا فحاول أن تتخذ صديقا من المتقين حاول أن تتخذ صديقا من الصالحين حاول أن تتخذ صديقا من أهل الخيار ومن أهل الفضل ومن أهل التقوى فإنك إذا أتخذت صديق سوء إذا اتخذت صديقا من الشياطين الذين يدلونك على كل ضلل وكل فسق وكل فجور فإن العاقبة تكون عليك وحدك
ل َيا َل ْي َت ِني ع َلىٰ َي َد ْي ِه َي ُقو ُ م َ ظا ِل ُ ض ال ّ ع ّ م َي َ ) َو َي ْو َ
ع نِ ال ّذ ْك ِر ض ّل ِني َ خ ِلي ًلّ .ل َق ْد أ َ َ خ ْذ ُف َل ًنا َ م أ َ ّت ِ س ِبي ًلَ .يا َو ْي َل َتىٰ َل ْي َت ِني َل ْ ل َ سو ِ ع ال ّر ُ ت َم َ خ ْذ ُ ا ّت َ
سا نِ َخ ُذو ًل " ( .الفرقان ."29 :27 لن َ طا ُ ش ْي َ ن ال ّ ء ِني ۗ َو َكا َ جا َ ع َد إ ِ ْذ َ َب ْ ن ِل ْ ِ فكانت صحبته صحبه السوء إنما أوردته جهنم والعياذ بالله والصاحب التقي إنما هو كبائع المسك والصاحب الفاجر إنما هو كنافخ الكير صاحب المسك بائع المسك إذا اتخذته صديقا فإنه سوف يعطيك مسكا هدية أو تشتري منه أو سوف تجد ريحا طيبة أما نافخ الكير أما الحداد فإنك إذا صحبته ذلك مثل فإن من الحدادين ناس أفاضل أتقياء ولكنه مثل ُيضرب أنك إذا جلست بجوار الكور الذى ينطلق منه الشرر فإنها قد تصيبك وتحرق ثيابك أوكذلك رائحة دخانه فإنها قد تؤذيك , والشافعي) (وأرضاه يقول أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة ,صحبتك للتقي قد تجعله شفيعا لك لعلى أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصى ولو كنت 43
شريكا في البضاعة ,يكره من ؟ يكره من تجارته المعاصى فإذا أصبت أخ لك من التقياء فإذا أحببت صديقا لك من الصالحين فأعلم أنك مجموعا معه فاعلم أنك مقترنا به في جنة رب العالمين فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لو أن رجلين أحدهما بالمشرق والخر بالمغرب تحابا في ا كان حبهما لله عز وجل ليس لمصلحة وليس لمنفعة تحابا في ا إل جمعهما ا عز وجل يوم القيامة ويقول لكل واح ٍد ي ,ويقول ا عز ي هذا من أحببته ف ّ منهما هذا من أحببته ف ّ جل
ن. م ّت ِقي َ ع ُد ّو إ ِ ّل ا ْل ُ ض َ ع ٍ م ِل َب ْ ع ضُ ُه ْ ء َي ْو َم ِئ ٍذ َب ْ خ ّل ُ ) ا ْل َ ِ
( " الزخرف "67كل
الصحاب يوم القيامة إنما هم أعداء الذي وسوس له شيطانه يأخذ بتلبيبه فيقول يا رب هذا أضلني
ع ٍ ض ض ُه مْ ِل َب ْ ع ُ ء َي ْو َم ِئ ٍذ َب ْ خ ّل ُ ) ا ْل َ ِ
ن آ َم ُنوا ِبآ َيا ِت َنا ن .ا ّل ِذي َ ح َز ُنو َ م َت ْ م َو َل َأن ُت ْ م ا ْل َي ْو َ ك ُ ع َل ْي ُ ف َ خ ْو ٌ ع َبا ِد َل َ نَ .يا ِ م ّت ِقي َ ع ُد ّو إ ِ ّل ا ْل ُ َ ك ْ م ج ُ م َو أ َ ْز َوا ُ ج ّن َة َأن ُت ْ خ ُلوا ا ْل َ ن .ا ْد ُ مي َ س ِل ِ َو َكا ُنوا ُم ْ
ن " ( .الزخرف "70 :67 ح َب ُرو َ ُت ْ
كانت الزواج هنا ليست الزوجة ولكن الزواج هنا إنما هو الصديق الذي يشابه صديقه فهو زوج كأنه في التقوى سواء كأنه في الصلح سواء كأنه في الخير سواء كأنه في البر سواء كأنه في كل حسن سواء . الصداقة إنما لها آداب ولها أوامر ونواهي في دين السلم يجب عليك أن تتعامل بها ومعها يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ثلثة يصفين لك ود أخيك -ثلثة أمور إذا كان عندك صديق يجب عليك أن تتعامل بهذه الثلث 44
ما هي الثلث يا رسول ا -قال أن تناديه بأحب أسمائه إليه صديقك وأخوك تناديه بماذا هل تناديه باسم يكرهه هل تناديه باسم يعاكسه به الناس هل تناديه بشئ يعكره إنما تناديه بأحب السماء إليه بأحب أسمائه إليه وأن تسلم عليه إذا لقيته إذا استقبلك إنما تستقبله بوجه طلق إنما تستقبله بالمصافحة إنما تستقبله استقبا ل ً حسنا وتوسع له في المجلس ترحب به إذا جاءك فعليك أن توسع له وتجلسه مجلسا حسنا فإن هذه الثلث إنما تجعل بينك وبين صديقك المودة كلها إنما تجعل المودة كلها فيه يأمرك دين السلم أل تتكلف لصديقك ول تكلف نفسك فوق طاقتك ول تحاول أن تكلفه فوق طاقته فإن القائل يقول :من خفت نفقته وجبت محبته فإذا جاءك أخ وصديق فعليك أن تضيفه مما عندك ول تتكلف فوق طاقتك ,لماذا نقول ذلك لنك إذا تكلفت فوق الطاقة وأجهدك فإذا جاءك مرة أخرى تحاول قدر استطاعتك أن تفر منه فكانت عدم التكلفة إنما هي من المور التي تزيد في المودة والتي تزيد في التقارب أما إذا تكلفت وأجهدت نفسك فإنك مع الوقت سوف تبغض مجيئه لن مجيئه يكلفك لن مجيئه يجهدك عليك أن تصبر على أخيك فإن اليام ليست كلها سواء وإن الخ الصديق قد يحدث منه شيئا ليس بمستقيم وليس بطبيعي 45
أبو الدرداء ) (وأرضاه يقول لك إذا تغير أخوك وتحول عما كان عليه وجدته تغير وجدته تحول ولو شيئا قلي ل ً فقال أبو الدرداء ل تدعه لذلك ل تتركه ول تقطع الصلة ل تقطع الصحبة والصداقة يقول لك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى ولكن عليك أن تنصحه وعليك أن تعاتبه ولكن العتاب ليس لك أن تكثر فيه وأن تشدد عليه وأن تعيد وتزيد وعلى كل صغيرة وكبيرة تعاتب صديقك . يقول القائل : إذا كنت في كل المور معاتبا أخاك
لم تلق يوما من
تعاتبه على الصديق أن يدعو لخيه أن يدعو لصديقه أن يدعو لحبيبه وأن يكثر الدعاء فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إذا دعا الخ لخيه على ظهر الغيب ناداه ملك قال ولك مثلها إذا دعوت أنت ورفعت يدك لخيك تدعو له فإن ا عز وجل يوكل ملك يقول لك مثل ما تدعو له ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول أسرع الدعاء إجابة أسرع الدعاء إجابة دعوة الخ لخيه على ظهر الغيب إذا دعوت ا عز وجل لصديقك وهو ليس معك فإن هذا الدعاء هو أسرع دعاء يجيبه ا عز وجل صديقك وأخوك في ا عليك أن تحاول أن تزوره وأن تكثر من زيارتك له ولكن هذه الزيارة إنما تحتسبها لله عز وجل ول تكون زيارة لغرض من الغراض . 46
يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حديث رواه أبو هريرة) (وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إذا زار رجل أخ له في ا فأرصد ا عز وجل له ملكا واحد خرج يزور صديق له يحبه لوجه ا فأرصد ا عز وجلله ملكا -قال له إلي أين قال أزور أخي فلن قال له ألك حاجة عنده قال ل قال ألقرابة بينك وبينه ذلك بينك وبينه قرابة فهي صله رحم قال ل قال ألنعمة لك عنده هو قدم لك معروف وأنت ذاهب لتشكره هو قدم لك إحسانا وأنت ذاهب لتكافئه قال ل قال لما قال لني أحبه في ا هو يحبه لله عز وجل وليس لغرض من الغراض قال فإن ا عز وجل أرسلني إليك يقول أنه أحبك بحبك إياه وأوجب لك الجنة تزور صديقك تزور أخ لك يكون موجودا في بيته ل تزوره ول تدخل بيته إل في حضوره وإن كان صديقك أو أخوك مسافرا فإن النهي عن دخول بيته أشد ل تقول لي إني أرعى مصالحه ل تقول إني أسلم على أولده ل تقول إن زوجته تحتاج إلى من يعينها . فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( نهاك أن تدخل على المغيبات نهاك أن تدخل على الغائب عنها زوجها إذا أردت أن تقدم لها معروفا إذا أردت أن تقدم إحسانا فارسل لها زوجتك أو أختك أو خالتك أو عمتك أو ابنتك أما أنت تزور صديقك تزور أخ لك في ا متى كان موجودا في بيته . 47
وعن أبي مالك الشعري) (وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ول بشهداء يغبطهم النبياء والشهداء على قربهم ومنازلهم من ا عز وجل -عباد لله عز وجل ليسوا من النبياء وليسوا من الشهداء ولكن لهم منزلة عالية عند رب العالمين -فقال أعرابي وجثى على ركبتيه وقال يا رسول ا ناس من الناس ليسوا بأنبياء ول من الشهداء يغبضهم النبياء والشهداء على قربهم ومنازلهم من ا عز وجل صفهم لنا من هم قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هم ناس من الناس من نوازع القبائل ل تربط بينهم أصلب متقاربة ليس بينهم صلة قرابة ل تصل بينهم أصلب متقاربة إنما هم تحابوا في ا عز وجل وتصافوا يجعل ا عز وجل يوم القيامة وجوههم نورا وثيابهم نورا يجلسون على منابر من نور يفزع الناس ول يفزعون وهم أولياء ا ل خوف عليهم ول هم يحزنون ل خوف عليهم ول هم يحزنون " هل تختار صديقا لك واحدا أم أنك تختار عددا من الصدقاء إذا أستطعت أن يكون لك أكثر من ألف صديق حاول أن تتخذ فإن علي بن أبي طالب) ( وأرضاه يقول أكثر من الصحاب أتخذ أصحاب كثيرين أكثر من الصحاب فإنهم عون إذا أستنقذتهم ,فما وا بكثير ألف خل وصاحب وإن عدوا واحدا لكثير ليس بكثير أن يكون لك ألف صديق ولكن الكثير أن يكون لك عدو واحد لو كان لك عدوا 48
واحدا فهى الطامة الكبرى أما أن يكون لك ألف صديق فإنه عدد قليل . إذا أردت أن تختار صديق وما أقلهم في هذه اليام حسب الشروط التي سنقولها يقول القائل إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة من الذي تختاره فأصحب من إذا خدمته صانك وإذا صحبته زانك وإذا نزلت بك مؤنه مانك ,أصحب من إذا مددت يدك بخير مدها وإذا رأى منك حسنة عدها وإذا رأى منك سيئة سترها أصحب من إذا سألته أعطاك وإذا نزلت بك نازلة واساك وإذا سكت أبتداك إصحب من إذا قلت صدق قولك وإذا حاولت أمرا أمرك وإذا تنازعتما شيئا آثرك يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ولو كان بهم خصاصة . إن الصداقة الحقة إنما تجعل الصديق مع صديقه في جنة عرضها السموات والرض إن كان من أهل اليمان وإن كان من أهل التقوى أما إذا كان الصديق يصادق شيطانا فإن هذه الصداقة إنما تجعل مسكنهما نار جهنم مؤججة تلفحمها ولم يجدا منها فرارا . صدق من ل يخدعك ومن يضر نفسه لينفعك إن أخاك ال ُ ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت شمل نفسه ليجمعك والصديق الحق إنما هو أفضل من البن وأفضل من الخ وأفضل من الزوجة وأفضل من كل من له صلة بك نسب ورحم لماذا لن الصديق إذا مات فإن الولد والسرة إنما تتنازع 49
التركة وكل واحد يحسب الميراث أما الصديق الحق فإنما ليست له مصلحة في الميراث فيكون حزنه على أخيه الذي افتقده أشد وحرقته عليه أكبر وأعظم لفراقه الذي سوف يطول به حتى يجمعهما ا عز وجل في النعيم .
50
الرحمة رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
كما يقول عمر بن
الخطاب ) (وأرضاه قدم سبي على رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وفي السبي امرأة كلما رأت صبي في السبي ألصقته بطنها وألقمته ثديها قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار وهي تقدر على أل تطرحه انظر إلى تلك الصورة سبي جيئ به أمام رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فيهم امرأة فقدت ولدها فكانت كلما وجدت صبيا في السبي صبيا مع الناس فإنما كانت تأخذ ذلك الصبي رحمة منها وشفقة ثم تلصقه إلى بطنها ثم تخرج ثديها وتلقمه إياه ترضعه لبنها رحمة وشفقة قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وكان معلما وكان ل يفوته شئ إل جعلها مدرسة يدرسها للناس قال لهم عندما رأوا هذا المشهد أترون هذه طارحة ولدها في النار وهي قادرة على أل تطرحه قالوا ل وا يا رسول ا قال :فإن ا عز وجل أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها ا عز وجل أرحم بنا من هذه المرأة بولدها وأن يقذف بنا في النار ما ع ِلي ً شا ِك ًرا َ م ۚ َو َكا نَ ال ّل ُه َ م َوآ َمن ُت ْ ك ْر ُت ْ ش َ َ
م ِإن ك ْ ع َذا ِب ُ ل ال ّل ُه ِب َ ع ُ ) ّما َي ْف َ
" ( .النساء 147
ا عز وجل ما "
كانت إرادته أن يعذب الخلق وأن يوهن عزائمهم وأن يحطمهم ولكن إرادة ا عز وجل أن يكون الخلق كل الخلق في تراحم فيما بينهم وبين بعضهم وفي مودة بينهم وبين 51
بعضهم ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث له إن ا عز وجل خلق يوم خلق الخلق مائة رحمة طباقا ما بين السماء والرض ا عز وجل عندما خلق السموات والرض وخلق الخلق كلهم إنما خلق مع ذلك الخلق مائة رحمة كل رحمة طباقا ما بين السماء والرض كل رحمة من هذه المائة إنما هي تسع الخلق كل الخلق في السموات والرض طباقا الرحمة كل رحمة طباقا ما بين السماء والرض وجعل في الرض رحمة واحدة احتفظ ا عز وجل بتسع وتسعين رحمة وأنزل وجعل في الرض رحمة واحدة من هذه الرحمات المائة التي خلقها يوم خلق السموات والرض . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
فمن هذه
الرحمة تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض من هذه الرحمة الواحدة إنما الوالدة ترضع ولدها وترحمه وتحنو عليه والوحش والطير وكل الخلق إنما يرحم بعضهم بعضا فإذا كان ا عز وجل الرحمن الرحيم أحتفظ عنده بباقي المائة فإن رحمة ا وسعت كل شئ ولكن هذه الرحمة التي وسعت كل شئ من سوف ينالها هل ينالها الذين يحاربون ا ورسوله هل ينالها الذين يرتكبون الموبقات والفواحش هل ينالها الذين جعلوا المحرمات عندهم حل ل ً وجعلوا الحلل عندهم حراما هل سينالها الذين يتنكبون الطريق
كۚ ه ْد َنا إ ِ َل ْي َ ة إ ِ ّنا ُ خ َر ِ س َن ًة َو ِفي ا ْل ِ ح َ ه ال ّد ْن َيا َ ه ِذ ِ ب َل َنا ِفي َٰ ) َوا ْك ُت ْ 52
ن َي ّت ُقو َ ن س َأ ْك ُت ُب َها ِل ّل ِذي َ ء ۚ َف َ ي ٍ ش ْ ل َ ت ُك ّ ع ْ س َ م ِتي َو ِ ح َ ء ۖ َو َر ْ شا ُ ن أَ َ ب ِب ِه َم ْ صي ُ ع َذا ِبي أ ُ ِ ل َ َقا َ ي ا ّل ِذي ي ا ْل ُّم ّ ل ال ّن ِب ّ سو َ ن ال ّر ُ عو َ ن َي ّت ِب ُ هم ِبآ َيا ِت َنا ُي ْؤ ِم ُنو نَ .ا ّل ِذي َ ن ُ ة َوا ّل ِذي َ َو ُي ْؤ ُتو نَ ال ّز َكا َ ل. جي ِ لن ِ م ِفي ال ّت ْو َرا ِ ه ْ عن َد ُ ك ُتو ًبا ِ ج ُدو َن ُه َم ْ َي ِ ة َوا ْ ِ
(" العراف ."157-156
سوف ينالها الذين يتقون سوف ينالها الذين يخرجون الزكاة طيبة بها نفوسهم سوف ينالها الذين يؤمنون بالنبي ويتبعون طريقة ومنهاجه عندما تقول للذين يرتكبون الفواحش عندما تقول للذين يرتكبون الموبقات عندما تقول للذين يفعلون الفاعيل أتقوا ا يقول أخ لك يا شيخ يوم الجحيم ربك رحيم هل قدمت لنفسك وهل هيأت للرحمن الرحيم أن يرحمك برحمته الواسعة يوم الدين وهل أعددت لله عز وجل ما أمر وأنتهيت عما نهى حتى إذا وقفت أمامه رحمك . رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث رواه أبو هريرة) (وأرضاه لو يعلم المؤمن ما أعده ا عز وجل من عقاب ما طمع في جنته أحد ,المؤمن لو يعلم ما أعده ا عز وجل في جهنم ما أعده ا عز وجل للذين يخطئون ويصرون لو يعلم المؤمن ما طمع في جنته أحد ولو يعلم الكافر ما أعده ا عز وجل من الرحمة ما قنت من رحمته أحد ولكن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول اليمان ما وقر في القلب وصدقه العمل وإن قوما غرتهم الماني حتى خرجوا من الدنيا ول حسنة لهم قالوا كنا نحسن الظن بالله " هؤلء 53
الذين خرجوا من الدنيا ول حسنة لهم يوم القيامة عندما يرون الكتاب والحساب ويعلمون أن هناك سعيرا أعدت لهم قالوا كنا نحسن الظن بالله يرد عليهم ويقال كذبتم لو أحسنتم الظن لحسنتم العمل ربكم رحيم ربكم رحمن ولكن هيئ لنفسك الذي ترحم به وكان رسولكم من أرحم الرحماء ومن أرحم الرحماء بإرادة ا عز وجل وما أرسلناك إل رحمة للعالمين ك ۖ. ح ْو ِل َ َ
ضوا ِم ْ ن ب َلن َف ّ ظ ا ْل َق ْل ِ غ ِلي َ ظا َ ت َف ّ م ۖ َو َل ْو ُكن َ ت َل ُه ْ ن ال ّل ِه ِلن َ م ٍة ّم َ ح َ ما َر ْ ) َف ِب َ
( " آل عمران "159هيأه ا عز وجل لقيادة تلك المة
الراحمة المرحومة ذلك النبي – عليه أفضل الصلة والسلم- الذي كان هو السوة الحسنة لنا جميعا عندما فعل بأصحابهم الفاعيل يوم أحد ونظر إلى القتلى وقد ُمثل بهم نظر إلى الشهداء ونظر إلى حمزة عمه وقد بقرت بطنه وأخرجت كبده لكلها وما استطاعت أن تستسيغها هند بنت عتبه ورأى النوف قد جدعت والذان قد قطعت قال يرحمك ا أي عمي لقد كنت وصول للرحم فعول للخيرات وا لول أن تحزن صفية لتركتك حتى تكون في بطون الوحش والطير قال هذه الكلمات فقال أصحاب رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لئن أمكننا ا عز وجل منهم لنمثلن بسبعين منهم ولنمثلن بهم مثلة لم تسمع العرب بها هناك ناس تحسب أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هو قائلها وما قالها ُمحمد ولكن كل ما نسب إليه من القوال أنه قالها فهو ضعيف أو موضوع 54
ولكن الذي قالها هم صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( الرحمن الرحيم الذي يريد من هذه المة أن تكون راحمة مرحومة ويريد من رسولها أن يكون رحمة مهداه أنزل قوله ص ِب ْر نَ .وا ْ صا ِب ِري َ خ ْي ٌر ّلل ّ م َل ُه َو َ ص َب ْر ُت ْ عو ِق ْب ُتم ِب ِه ۖ َو َل ِئن َ ل َما ُ م ْث ِ عا ِق ُبوا ِب ِ م َف َ عا َق ْب ُت ْ ) َو إ ِ نْ َ ن. ك ُرو َ ما َي مْ ُ ق ّم ّ ض ْي ٍ ك ِفي َ م َو َل َت ُ ع َل ْي ِه ْ ن َ ح َز ْ ك إ ِ ّل ِبال ّل ِه ۚ َو َل َت ْ َو َما صَ ْب ُر َ
( " النحل
."127-126 رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يوم خيبر يأتيه بلل
ومعه امرأتين سبايا من اليهود انظر إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( الرحمة كلها يؤنب بل ل ً يشدد عليه في القول ينهره بالكلمات لماذا كان التأنيب ولماذا كان التشديد ولماذا كان النهر بالكلمات المغلظة لن بلل فعل فعلة ما كان ينبغي له أن يفعلها في أمة رسولها هو ُمحمد -عليه أفضل الصلة والسلم -الرحمة المهداه فعل بلل أنه مر بالمرأتين على جثث القتلى والمرأة إنما هي ضعيفة والمرأة إنما هي تتأثر بهذه المناظر والمرأة إنما هي مسكينة تهتز لهذه النظرات فقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لبلل أنزعت منك الرحمة يا بلل أنزعت منك الرحمة يا بلل حتى تمر بامرأتين على قتلى رجالهما أين الرحمة كان عليك أن تختار طريق غير ذلك الطريق الذي فيه الجثث ,وهو الرحمة المهداه ينظر إلى المرأة المقتولة يوم ثقيف فإذا به تدمع عيناه ويقول ما كانت هذه لتقاتل إلحق بخالد فقل له إن 55
رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لك ل تقتل امرأة ول صبيا ول عسيفا . وعائشة ) (وأرضاها تقول ما ضرب رسول ا) صلي ا عليه وسلم( بيده امرأة ول صبيا ول خادما ول شيئا قط كان ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -الرحمة كلها وما أرسلناك إل رحمة للعالمين . لماذا كنا من أهل الرحمة وكانت الرحمة هي ديننا لننا حديث عهد بالقرآن لن قرآننا أحد الكتب وهو أقربها إلينا وا عز وجل يقول )
ل ِم َ ن م ِل ِذ ْك ِر ال ّل ِه َو َما َن َز َ ع ُق ُلو ُب ُه ْ ش َ خ َ ن آ َم ُنوا َأن َت ْ ن ِل ّل ِذي َ م َي ْأ ِ أ َ َل ْ
مۖ ت ُق ُلو ُب ُه ْ س ْ م ا ْل ََم ُد َف َق َ ع َل ْي ِه ُ ل َ طا َ ل َف َ ب ِمن َق ْب ُ ك َتا َ ن ُأو ُتوا ا ْل ِ كو ُنوا َكا ّل ِذي َ ق َو َل َي ُ ح ّ ا ْل َ
ن " ( .الحديد ."16 س ُقو َ م َفا ِ َو َك ِثي ٌر ّم ْن ُه ْ يقول ا عز وجل إن أهل الكتاب من اليهود والنصارى إنما يحملون قلوبا قاسية لن عهدهم بعيد بكتبهم وعهدهم بعيد بأنبيائهم أما نحن فإننا حديث عهد بكتابنا وحديث عهد بنبينا فل ينبغي لنا أن نحمل قلوبا قاسية ولكن يجب علينا أن نتعامل بالرحمة كلها ,وفي هذه اليام نجد أمريكا وإنجلترا وكأن الرحمة تنساب من قلوبهم على أهل دارفور ثم يقولون ويدعون أن هناك إبادة جماعيه وتعذيب واغتصاب للنساء وهناك إهدارا لحقوق النسان هؤلء الذين الرحمة أنبعثت من قلوبهم على أهل دارفور أين تلك الرحمة على الناس في فلسطين الذين تدك بيوتهم بالطائرات وتنتهك حرماتهم 56
ويعتقل أبناءهم وتسلب أرضهم وديارهم وأموالهم جهارا نهارا على مسمع ومرأى من العالم كله شرقه وغربه يقتلون لي ل ً ونهارا الذين في فلسطين تقتلع مزروعاتهم حتى ل يجدوا ما يأكلون هل الرحمة في القلوب دخلت على أهل دارفور والقسوة على أهل فلسطين أين هي الرحمة التي يتشدقون بها التي كانوا يتعاملون بها في سجن أبو غريب وفي سجون العراق أم في قتل المدنيين العزل من أي سلح سواء في العراق أو في أفغانستان أو باكستان وكل يوم نسمع ونرى بأعيننا وليس سمعا من مصادر مجهولة أو من قنوات مأجورة عن المجازر التي ترتكبها قوات التحالف بقيادة أمريكا من قتل أعدادا كبيرة من المدنيين العزل ومن أطفال المدارس ومن النساء ثم يبررون ويدعون أنها عن طريق الخطأ فأي رحمة تلك وأي ملة أو دين يدعون أنهم من أهله الذي يحرض ويبيح بل ويأمر بتلك الفعال المشينة وا إنهم أسوأ دعاة لسوأ فكر أو عقيدة إن كان لهم عقيدة . اعلموا أنها ليست رحمة ولكنهم يريدون أن يستعمروننا يريدون أن يستعبدوننا ومع الظن أكبر الظن أنهم يريدون أن يحاصروا بلدنا من كل جهه لنهم يعلمون أننا القوة المؤثرة فيحيطون بنا من فلسطين ثم يحيطون بنا من السودان ثم يتحكمون في النيل والمياه ثم يجعلوننا نسير على حسب هواهم وا عز وجل بإذنه سوف يردهم خائبين ا عز وجل 57
يقول
عن م َ ك ِل َ ن ا ْل َ ح ّر ُفو َ س َي ًة ۖ ُي َ م َقا ِ ع ْل َنا ُق ُلو َب ُه ْ ج َ م َو َ ه ْ ع ّنا ُ م َل َ ما َن ْق ضِ ِهم ّمي َثا َق ُه ْ ) َف ِب َ
ما ُذ ّك ُروا ِب ِه ۚ. ظا ّم ّ ح ّ سوا َ ع ِه ۙ َو َن ُ ّم َوا ضِ ِ
( " المائدة "13إذا كان ا عز
وجل هو قائلها فإن القسوة ركبت في قلوب أهل الشرك وقلوب كل من ل يدين بالسلم بنص اليات لن ا عز وجل إذا قالها فهي الصدق كله فمن قال لكم أنه رحيم بأهل دارفور أو بأي ناس من الناس فاعلم أنه من الكاذبين فأعلم أنه يعد العدة لكي يجهز على ذلك الدين وا عز وجل فعال لما يريد . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
والذي نفسي
بيده لن تؤمنوا حتى تراحموا ليس هناك واحدا يقول أنا مؤمن ويكون قلبه قاسي إذا كان قلبك قاسيا فإن هناك نقص في إيمانك والذي نفس ُمحمد بيده لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يا رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
كلنا رحيم قال
رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكن برحمة العامة يرحم صديقه يرحم والده وأمه وعمته وخالته هناك صلت ولكن الرحمة المطلوبة في دين السلم إنما هي رحمتك بخلق ا جميعا ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
الراحمون يرحمهم الرحمن أرحموا من في
الرض يرحمكم من في السماء الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الرض يرحمكم ا عز وجل .
58
وعن عبد ا بن عمر) (وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل تكثروا الكلم بغير ذكر ا حتى يجعل قلبك فيه الرحمة وينزع منه القسوة هذا علج إذا رأيت أن قلبك فيه شئ من القسوة هذا علج . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في ذلك الحديث ل تكثروا الكلم بغير ذكر ا عز وجل فإن كثرة الكلم بغير ذكر ا عز وجل قسوة في القلب انظر إلى ما بعدها وإن أبعد الناس عن ا عز وجل القاسي القلب . يقول أبو هريرة ) (وأرضاه حدثني الصادق المصدوق صاحب هذه الحجرة وهو يشير إلى قبر رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أبا القاسم) (وأرضاه قال ل تنزع الرحمة إل من شقي ,وهناك ناس تعيب على دين السلم أن فيه حدودا وفيه عقوبات مغلظة واعلموا أن الحدود في السلم وأن العقوبات التي جاء بها إنما هي الرحمة كلها فإن ا عز وجل يقول
ة َيا ُأو ِلي ا ْل َْل َبا ِ ب ح َيا ٌ ص َ صا ِ م ِفي ا ْل ِق َ ك ْ ) َو َل ُ
ن "( .البقرة 179 م َت ّت ُقو َ ك ْ ع ّل ُ َل َ
" جعل لنا في القصاص وبسببه الحياة لنك إذا تركت القاتل يرتع إذا تركت القاتل بغير عقوبة إذا تركت القاتل ولم تقم عليه الحد فإنه قد تجرأ وكان لون الدم عنده سه ل ً فإنه سوف يقتل ويقتل ويقتل فكان بقتله حياة لخرين ل عدد لهم ول حصر ويقول القائل :
59
قسى ليزدجر ومن يك راحما
فليقسوا أحيانا على
من يرحم أنت عندما ترحم صبيك عندما ترحم طفلك وهو يبكي حتى ل يذهب إلى المدرسة أنت تقسو عليه وتضربه حتى يذهب إلى المدرسة فكانت القسوة هنا والضرب إنما رحمة به هو ل يريد أن يذاكر وأنت تقسو عليه لكي يذاكر فإن القسوة هنا رحمة به وإن الطبيب ليمسك المشرط ثم يقطع به من لحم المريض ثم يخرج به شيئا من أحشاءه إنما يفعل ذلك إنما رحمة بالمريض ولكي يريحه من تعب هو فيه ويعالجه من داء قد أصابه فكانت القسوة في الحدود وكانت العقوبات إنما هي رحمة بالمة ورحمة بالخلق كل الخلق لننا لو تركنا أهل الفساد يفسدون لو تركنا أهل الفجور يفجرون فإن العاقبة تكون وخيمة على المجتمع كله ,والرحمة أمرنا بها في دين السلم كانت بطلب رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول بينما رجل يمشي في طريق اشتد به العطش فوجد بئر فنزل فيه فشرب منه ثم خرج فوجد كلبا يلهث من العطش فقال لقد نزل بهذا الكلب ما نزل بى فنزل البئر فمل خفه ماءا ثم صعد فسقى الكلب قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فشكر ا له فغفر له . ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( بينما بغي رأت كلبا يدلع لسانه من العطش فخلعت موقها فسقته فغفر ا 60
عز وجل لها قال صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ألنا في البهائم أجرا يا رسول ا قال في كل كبد رطبة أجرا , فإذا كان في دين السلم الرحمة بالكلب تغفر الذنوب فإن الرحمة بالناس إنما فيها ثواب عظيم وفيها أجر وفير . ويقول عبد ا بن مسعود ) (وأرضاه بينما أضرب غلما لي إذا بصوت من خلفي يقول يا أبا مسعود يا أبا مسعود فالتفت فإذا به رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يقول اعلم أبا
مسعود أن ا عز وجل أقدر عليك منك على هذا الغلم الذي تضربه ,ربنا عز وجل أقوي منك ولو شاء لنتقم منك قلت يا رسول ا هو حر لوجه ا عز وجل قال لو لم تفعلها للفحتك النار ,ضرب صبي بغير سبب ظلما جزاءه دخول جهنم وأن تكون من سكان النار والعياذ بالله . قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ارحموا ترحموا وأغفروا يغفر لكم ويل لقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون .
61
رعـاية اليـتـيم ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -كان يتيم على ظهر تلك البسيطة وا عز وجل إنما ضربه باليتم مرة بعد مرة فضرب باليتم لكي يكون بالمؤمنين رحيما ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( الذي نجا والده من الزبح وأخذه عبد المطلب وسار به في مكة ذاهبا به ليزوجه من آمنة بنت وهب ذلك الرجل تتعرض له امرأة في الطريق أخت ورقة بن نوفل ي الن هذه المرأة تقول له عاشرني معاشرة وتقول له قع عل ّ الزواج وأنا أعطيك أجرا وذلك الجر إنما هو لك ثمن ماذا يقول لها والد ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -الذي كان يحسب من أهل الجاهلية ولكنه كان على خلق عظيم وكان من الكرماء الذكياء ماذا قال لها ذلك الشاب قال أما الحرام فالممات دونه والحل ل حل فأستبينه يحمي الكريم عرضه ودينه ,تركها وسار حتى دخل على زوجته آمنه بنت وهب فكان لقاء الزوج بزوجته وكان لقاء النطفة المحمدية – عليه أفضل الصلة والسلم -في ذلك الرحم الطاهر ذلك الرجل عندما خرج مرة أخرى بعد ذلك اللقاء إذا به يقابل التي تعرضت له فل تتعرض له فيقول لها ما لك تقول له لقد غادرك النور الذي كان في جبهتك ,لقد غادره نور ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -إلى رحم أمنة وأسقتر فيها ذلك الرجل والد ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -كانت تلك 62
هي مهمته في الدنيا التي خلقه ا عز وجل من أجلها فإنه يترك زوجته بعد أيام سعيا على المعاش وينطلق إلى غزة في تجارة ليشتري ويبيع وغزة هذه التي كانت محطة للتجار والتى كانت تمدهم بالثمار والتي كانت مغمورة بالبضائع فإنها في أيامنا محاصرة وأنها في أيامنا تدك كل حين حتى أنهم ل يجدون ما يأكلون إل بشق النفس حتى أنهم ل يجدون ما يشربون حتى أنهم ل يجدون ضروريات الحياة فإن الوقود محرم عليهم حتى أنهم يموتون لن الدواء غير ميسر لهم , غادر إلى غزة وفي عودته من غزة إذا به يتوفاه ا في المدينة إذا به يموت بها فيكون ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -يتيما قبل أن يغادر بطن أمه كانت هذه أول ضربات اليتم ويخرج ذلك النبي إلى الحياة فيجد أما حانية يجد أمنة بنت وهب تضمه إلى صدرها فقد شاهدت من البشارات رغم ما عانته من اللم لفراق زوجها ما جعلها تحبه حبا فوق حب فإنها عندما وضعته إنما انطلق معه نور ذلك النور أضاء لها قصور بصرى بالشام وهي التي حملت به فقالت في حملها أنها لم تجد له مشقة أنها لم تشعر بألم في حمله كيف ل تكون محبة له وكيف ل تكون رحيمة به تلك الم التي تذكرت ذلك الزوج الذي ما عاش معها إل أياما قلئل تذكرته ولم يكن بينهما لقاء كثير إنما ذلك دليل على أن تلك اليام وذلك اللقاء إنما وجدت فيه ما تتمناه كل زوجة ونحت في شعورها محبة 63
ذلك الرجل ماذا وبعد أن تذكرت إنما تنطلق بذلك الصبي الذي بلغ ست سنين تنطلق به في رحلة إلى المدينة ما انطلقت به في رحلة لكي يشم العبير ما أنطلقت به في رحلة لكي يشاهد الثار ما أنطلقت به في رحلة لكي ينعم بالبحار والنهار إنما أنطلقت به لكي تجعله يزور قبر أبيه في المدينة يقف اليتيم على قبر الوالد وهو يبكي وينتحب لفراق الوالد الذى لم يشاهده ثم في العودة وفي مكان يقال له البواء ما كان مأهو ل ً بسكان ما كان فيه إل الصبي ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -والم الحنون آمنة والخادمة بركة أم أيمن وإذا بتلك الم تمرض مرضا شديدا وإذا بها تلفظ أنفاسها الخيرة ذلك الصبي الصغير ينتحب هو ينظر إلى أمه وهى تفارق الحياة وهي كانت كل شئ في حياته كل شئ في عقله تلفظ أنفاسها وهو ل يستطيع لها شيئا ول يستطيع يبكي وينتحب في تلك الصحراء ثم يحفر قبرها بيديه الصغيرتين بيديه الضعيفتين ثم يضعها فيه في حفرتها و ُيهيل عليها التراب لم ينسى ذلك المشهد الليم طوال حياته وبعد سنوات كثيرة وفي عودته من تبوك يفتقده أصحابه فيجدوه في ذلك المكان الذى قبرت فيه أمه وهو يبكي بكاءا حارا حتى بل لحيته وحتى بل الثرى -وتعود به بركة أم أيمن تعود به وقد ضرب ضربة موجعة إلى مكة فيأخذه ذلك الجد جده عبد المطلب الذي جعل ا عز وجل في قلبه حبا لحفيده ُمحمد 64
) صلي ا عليه وسلم( حبا إنما كان بغريزة ربانية ل يد له فيها كان وعندما جاء من بشره بمولده قال الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلم طيب القلب ,وقد زاد في العطاء عندما جاءه البشير بميلد رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
وهو
الذي أنشد يقول :الحمد لله الذي أعطاني ذلك الغلم الطيب الردان لقد ساد في المهد على الغلمان اعيزه برب البيت ذي الركان أنت الذي سميت في القرآن في كتب ثابتة المثاني أحمد منطوق بكل لسان -أي فرح زائد ذلك الرجل العظيم الذي بدون منازع الذي تنازع الحمد لله الذى أعطانى ذلك الغلم الطيب الردان لقد ساد في المهد على الغلمان أعيذه برب البيت ذى الركان أنت الذى سميت في القرآن أحمد منطوق بكل لسان في كتب ثابته المثاني . وكان له فرش بجوار الكعبة فرش ل يستطيع أحد أن يقترب منه إل واحدا فقط من هو ذلك الواحد إنما هو ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -ذلك الغلم الذي بلغ ثماني سنين في يوم من اليام يسمعه يبكي فيقول من أبكى ولدي يقولون أنه يريد أن يجلس على فراشك يقول أجلسوه فإن له شأن عظيم ,وفي يوم من اليام غادر ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -المكان يبحثون عنه فل يجدوه ضل الطريق ماذا يصنع وماذا يقول يبتهل إلى ا عز وجل ويقول اللهم أردد إلى ُمحمدا اللهم أردده إلى واتخذ لك عندي يد فيجده 65
عند الشجرة في أطراف مكة يأت به وهو فرح مسرور ويوصي به بركة أم أيمن ويقول لها يا بركة ل تغفلي عنه فإني سمعت أهل الكتاب يقولون فيه قو ل ً وإني أخافهم عليه ,كل ذلك الحب فإذا بذلك الشيخ يأتيه الموت ويغادر الدنيا و ُمحمد الصبي – عليه أفضل الصلة والسلم -بن الثماني سنين يسير خلف النعش نعش الحبيب نعش الذي كان يطعمه ويسقيه يسير خلف ذلك النعش وهو يبكيه حبا وهو يبكي بكاءا حارا فكانت ضربة من ضربات اليتم التي ضرب بها ُمحمدا ينتقل إلى بيت عمه أبوطالب فترعاه زوجته فاطمة بنت أسد وتكون محمد – عليه أفضل الصلة والسلم -أما وينزل ا عز وجل ل ُ في قلبها حنانا على ذلك الصبي اليتيم حتى قال ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -وقد وقف على قبرها لما ماتت وهو يقول يرحمك ا يا فاطمة بنت أسد كنتي أمي بعد أمي تجوعين وتطعميني وتعرين وتكسيني وتحرمين نفسك طيبا وتؤثريني اللهم أغفر لفاطمة بنت أسد ولقنها حجتها فكانت ضربة كذلك من الضربات حتى أن ا عز وجل قال فيه
) أ َ َل ْ م
م َف َل َت ْق َه ْر. غ َنىَٰ .ف َأ ّما ا ْل َي ِتي َ عا ِئ ًل َف َأ ْ ك َ ج َد َ دىَ .و َو َ ضا ّل َف َه َ ٰ ك َ ج َد َ ما َفآ َوىَٰ .و َو َ ك َي ِتي ً ج ْد َ َي ِ ث. ح ّد ْ ك َف َ م ِة َر ّب َ ع َ ل َف َل َت ْن َه ْرَ .و أ َ ّما ِب ِن ْ سا ِئ َ َو أ َ ّما ال ّ
( " الضحى ."11 :6
ضرب ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -هذه الضربات باليتم حتى قال فيه القائل :
66
ذكرت باليتيم في القرآن تكرمه
وقيمة اللؤلؤ المكنون
في اليتيم ضرب باليتم حتى يكون ا عز وجل هو مربيه فإنه عندما سئل قال أدبني ربي فأحسن تأديبي ضرب بتلك الضربات من ُ اليتم حتى أمتل قلبه وعقله وكيانه كله رحمة فهو الذي يقول عن نفسه إنما أنا رحمة مهداة وعن سلمان الفارسي) ( وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إنما أنا ولد من ولد آدم أغضب كما تغضبون وإنما جعلني ا عز وجل رحمة مهداة فمن سببته سبة أو لطمته لطمه فسأجعلها عليه صلة يوم القيامة ,كان الرحمة كلها وهو الذي كان يقول لنا معلما ومؤدبا أرحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويقول لنا الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء وأمرنا أن نكون رحماء وأن نتعامل بالرحمة فعن أبي هريرة) (وأرضاه قال :يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن ربكم رحيم ول يضع رحمته إل على رحيم , ا عز وجل رحيم وتلك الرحمة منه ل يجعلها إل على من كان رحيما إن ربكم رحيم ول يضع رحمته إل على رحيم ول يدخل الجنة إل رحيم قالوا يا رسول ا نحن نرحم أولدنا وأهلينا قال ليس بذلك ولكن كما قال ا عز وجل حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم من هو الحريص عليكم ومن هو الذي بالمؤمنين رؤوف رحيم إنما هو ُمحمد – عليه أفضل الصلة 67
والسلم -
كم ع َل ْي ُ ص َ ح ِري ٌ م َ ع ِن ّت ْ ع َل ْي ِه َما َ م عَ ِزي ٌز َ ك ْ س ُ ن َأن ُف ِ ل ّم ْ سو ٌ م َر ُ ء ُك ْ جا َ ) َل َق ْد َ
م. حي ٌ ف ّر ِ ءو ٌ ن َر ُ م ْؤ ِم ِني َ ِبا ْل ُ
( " التوبة " 128وأمرنا بالرحمة حتى على
أضعف خلق ا . فعن أبي الدرداء) (وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ينادي مناد من جوف النار يا حنان يا منان أجرني من النار فيقول ا عز وجل آمرا ملكا إئتنى به فيؤتى به حتى يوقف بين يدي ا عز وجل فيقول له أنت في النار تقول يا حنان يا منان أجرني من النار وأرحمني فيقول ا عز وجل له هل رحمت عصفورا فما كانت عنده الرحمة . يقول ا عز وجل
م. ك ِر ُمو نَ ا ْل َي ِتي َ ) َك ّل ۖ َبل ّل ُت ْ
عا ِ م ط َ ع َلىٰ َ ن َ ضو َ حا ّ َو َل َت َ
ث أَ ْك ًل ّل ّماَ .و ُت ِح ّبو نَ ا ْل َما َل ُح ّبا َج ّما " ( .الفجر "20 :17 نَ .و َت ْأ ُك ُلو نَ ال ّت َرا َ كي ِ س ِ م ْ ا ْل ِ ا عز وجل إنما توعد الذين يسيئون إلى اليتامى والذين يأكلون أموالهم
ن ِفي ما َي ْأ ُك ُلو َ ما إ ِ ّن َ ظ ْل ً ل ا ْل َي َتا َمىٰ ُ ن أ َ ْم َوا َ ن َي ْأ ُك ُلو َ ن ا ّل ِذي َ ) إِ ّ
عي ًرا. س ِ ن َ ص َل ْو َ س َي ْ م َنا ًرا ۖ َو َ طو ِن ِه ْ ُب ُ
( " النساء ."10
وعن أبي هريرة) (وأرضاه قال قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
:يقوم يوم القيامة ناس من قبورهم تأجج
أفواههم نارا قيل من هم يا رسول ا قال الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ا أربع حق على ا أل يدخلهم الجنة ول يزيقهم من نعيمها - عز وجعل جعل على هؤلء الربعة حقا عليه أل يدخلهم جنته ول يزيقهم من نعيمها من هم يا رسول ا الربعة مدمن 68
الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه أمرنا في دين السلم دين الرحمة كلها أل يضيع فينا يتيم واليتيم فينا ليس بذليل إنما هو بعزيز واليتم قبل ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -إنما كان ذ ل ً وهوانا ونقيصة وأصبح بعد ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -إنما مقاما وعزة اليتيم في دولة ُمحمد له مكانته وله كفالته وله من يقوم عليه والجزاء إنما هو جنة رب العالمين . عن سهل بن سعد الساعدي) (وأرضاه قال :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى وكفالة اليتيم ل ترهقك ول تقسم ظهرك وكاهلك إنما هي أمر بسيط انظر إلى قول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
من ضم يتيما من المسلمين إلى طعامه وشرابه
أدخله ا عز وجل الجنة البته إل أن يعمل ذنبا ل يغفر له " المطلوب منك أن تطعمه من الطبق الذي تأكل منه ما أمرت أن تتكلف له -من ضم يتيما من المسلمين إلى طعامه وشرابه إلى نفس الطعام ونفس الشراب أدخله ا عز وجل الجنة البته إل أن يعمل ذنبا ل يغفر له فهو داخل الجنة البته . ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول من عال يتيما له قرابة أو ل قرابة له كان معي في الجنة كهاتين وضم أصبعيه السبابه والوسطى كافل اليتيم أمر شأنه يسير . 69
قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حديث رواه عبد ا بن عباس " من عان ثلثة أيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل ا وكنت أنا وهو في الجنة كهاتين وكنت أنا وهو في الجنة أخوين وحتم أصبعيه وقال كما أن هاتين أختان " وكفالة اليتيم ورعايته ليست طعاما وشرابا فقط وقد تقول ل أجد ما أطعم به نفسى وما أطعم به أولدي طلب منك أن تكون رحيما طلب منك أن تكون رقيقا . فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول من مسح رأس يتيم ل يمسحها إل لله عز وجل كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات مسح رأس اليتيم لوجه ا عز وجل يدك هذه مرت على كم عدد شعر هل تستطيع أن تحصي عدد شعر رأسك أقربها هل تستطيع أن تعد سنتيمتر مربع واحدا من شعر رأسك ل تستطيع انظر إلى عدد الحسنات ما أطعمته ما سقيته ولكن فقط من قلبك عليه حنانا ورحمة فمرت يدك على رأسه فأخذت منه حسنات . وجاء إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( رجل يشكو قسوة قلبه قلبه قاسي والقلب القاسي إنما إيمانه ناقص فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ل يدخل الجنة إل رحيم ل يوجد أحد سيدخل الجنة إل أن يكون رحيما لن يدخل الجنة إل رحيم قالوا يا رسول ا كلنا رحيم قال ليس برحمة أحدكم 70
صاحبه إنما برحمة العامه ل أن ترحم الذي تعرفه الذي بينك وبينه شئ وإنما بالرحمة على الخلق جميعا برحمه العامة . رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال لهذا الرجل أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك أتحب أن يكون قلبك لينا رحيما ثم إذا رفعت يديك إلى ا عز وجل ودعوته أجاب دعائك أتريد أن يلين قلبك وتدرك حاجتك قال نعم يا رسول ا قال أرحم اليتيم وأمسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك . أنس بن مالك) (وأرضاه يحكى لنا عن يعقوب -عليه أفضل الصلة والسلم -جاء إلى يعقوب رجل وقال له يا يعقوب من الذي أذهب بصرك ومن الذي أحنى ظهرك قال إنما أشكو بثي وحزني إلى ا جاءه جبريل وقال له يا يعقوب أتدري لماذا أذهب ا بصرك وأحنى ظهرك وجعل أخوة يوسف يصنعون ما صنعوا قال ا أعلم قال لقد ذبحت شاه وأكلتها أنت وأهلك ومر يتيم ولم تطعمه من طعامك أنظر إلى أي مدى منزلة اليتيم إن ا عز وجل ل يحب شيئا من خلقه حبه لليتامى والمساكين . ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( أرشدنا إذا كنت تريد أن تأمن من عذاب يوم القيامة إذا كنت تريد أن تكون فى جنة عالية فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يقول والذي
بعثني بالحق ل يعذب ا عز وجل يوم القيامة من رحم اليتيم 71
ولن له في الكلم ورحم يتمه وضعفه " إياك إياك أن تتسبب في بكاء اليتيم فإن اليتيم إذا بكى اهتز عرش الرحمن لبكائه . ويقول ا عز وجل لملئكته ) أنظروا من أبكى ذلك اليتيم الذي غيبت أباه في التراب( انظروا إن كان المر كذلك فما هو الذي يتوعد به ا عز وجل الذين تسببوا في ذلك العدد الضخم من اليتام في فلسطين الذين تسببوا في ذلك العدد الهائل من اليتام في العراق وفيك يا أفغانستان . قوات التحالف إنما تغتال أولد المسلمين قتلت أباءهم وقتلت أمهاتهم بالدانات المحرمة دوليا ثم إذا كان هناك بيتا للتقوى يمد هؤلء اليتام بالقوت والطعام وإذا جاءت السعودية تساعد اليتيم وتمده بالطعام وإذا كانت مصر على قليل من قوت ما عندها تمدهم بشئ يسير انظر ما يقال في الذي يمد أيتام هؤلء في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال إنهم يتهمون تلك المنظمات التي تنقذ اليتام بأنها منظمات إرهابية يقتلون الباء والمهات ثم إذا أطعمت اليتيم وكسوته وأعطيته شربة ماء فأنت إرهابي . إن صلتك إذا كنت تريد من ا عز وجل أن يقبلها فأجعل ذلك الحديث القدسي أمام عينيك . قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
في الحديث
القدسي عن رب العزة " إنما أتقبل الصلة ممن تواضع بها 72
لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي ولم يبت مصرا على معصيتي ورحم الرملة واليتيم والمسكين من أجلي ذلك نوره كنور الشمس أكلئه بعزتي وأستحفظه ملئكتي وأجعل له في الظلمة نورا وفي الجهالة حلما " والرملة التي تقوم على رعاية يتيمها إنما هي عند ا أعظم قدرا ً. فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول أنا أول من يقرع باب الجنة فإذا بامرأة تبادرني تحاول أن تسبقه فإذا بامرأة تبادرني فأقول مالك يا امرأة فتقول أنا أرملة قعدت على أيتام لي قعدت على أيتام لي حرمت نفسها من متعة الزواج وتحملت المشقة كل المشقة في سبيل أن تربي أطفالها من زوجها الذى فارق الحياة فكانت مع ُمحمد) صلي ا عليه وسلم( على باب الجنة وهو أول من يقرع بابها .
73
حــق الجـار كلمة جار معناها الذي يدافع عنك الذي تكون في حمايته الذي يضرب لك أعدائك الذي تلتجئ إليه إذا أصابك البلء الذي تركن إليه في الشدة كان ذلك هو معنى كلمة جار رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عندما آذته ثقيف وأراد أن يرجع إلى مكة قال له زيد بن حارثة ) (وأرضاه قال له كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك يا رسول ا قال إن ا عز وجل جاعل لذلك فرجا ما هو الفرج الذي جعله دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( مكة في جوار المطعم بن عدي في حماية المطعم ذلك الرجل الذي كان يملك من العدة والسلح الذي كان عنده عددا كبيرا من الولد والعصبة ذلك الرجل دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( مكة في جواره أي كان هو جار له أي كان هو مجيرا عنه دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
ليطوف حول البيت والمطعم بن عدي يشهر
سلحه وأولده تقلدوا السيوف وهو يقول إني جار ُمحمد إني جار ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -فكان الجوار هنا إنما هو الدفاع إنما هو تجريد السيوف لكي يحمي الجار جاره ولكي يدافع الجار عن جاره وفي غزوة بدر تهيأ أهل الشرك لحرب رسول ا) صلي ا عليه وسلم( تهيأوا وتزودوا بكل الزاد وأعدوا العدة والسلح وعندما خرجوا ماذا قيل لهم قال ا عز وجل
ك مُ ا ْل َي ْو َ م ب َل ُ غا ِل َ ل َل َ م َو َقا َ ما َل ُه ْ طا نُ أ َ عْ َ ش ْي َ م ال ّ ن َل ُه ُ ) َو إ ِ ْذ َز ّي َ 74
س َو إِ ّني َجا ٌر ّل ُك ْم ۖ " ( .النفال "48الشيطان قال لهم إنه جار ن ال ّنا ِ ِم َ لهم أي أنه مؤيدهم أي أنه ما نعهم أي أنه مزودهم أي أنه محاربا عنهم قال إني جار لكم )
ع ِق َب ْي ِه ع َلىٰ َ ص َ ك َ ن َن َ ت ا ْل ِف َئ َتا ِ ء ِ ما َت َرا َ َف َل ّ
ب. ع َقا ِ ش ِدي ُد ا ْل ِ ف ال ّل َه ۚ َوال ّل ُه َ خا ُ م إ ِ ّني أ َ َرىٰ َما َل َت َر ْو نَ إ ِ ّني أ َ َ ك ْ ء ّمن ُ ل إ ِ ّني َب ِري ٌ َو َقا َ
(
" النفال "48فلم يستطع أن يكون جار لهم في بدر ,ذلك هو الجار أن يكون الجار سندا لجاره أن يكون الجار مدافعا عن جاره أن يكون الجار محافظا على جاره الناس تقول أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أوصى بسابع جار يقولون ذلك وما كان ذلك عن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ول ندري من أين أتوا به إنما أدنى الجيران إنما أقل جيران لك يجب أن تعرف عددهم يجب أن تعرف كم عدد دورهم انظروا إلى ذلك الحديث الذي يقول لك ما هو عدد الدور وما هو عدد المنازل التي أنت جار لهم وهم جيرانا لك . جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا إني نزلت محلة بني فلن وكان أشدهم لي أيذاءا أقربهم مني جوارا -الذي كان يجب أن يدافع الذي كان يجب ء كان أقربهم إليه عليه أن يحفظ كان هو أشد الجيران إيذا ً ء له -رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وكان أشدهم إيذا ً يبعث أبا بكر وعمر وعلى بهذه الوامر يؤذنون على أبواب المساجد أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إن أربعين دارا جارا ول يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه أربعين دارا 75
جارا أربعين من كل الجهات أربعين دارا عن اليمين وأربعين دارا عن اليسار وأربعين دارا من المام وأربعين دارا من الخلف كأنك أنت مركز الدائرة والربعون دارا وكإنما هي من كل اتجاه يحيط بك ولكن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال ل يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه لنه إذا آذاك جارك فقد فعل النقيض بدل أن يكون لك مؤازرا كان لك مؤذيا فكان يجب أن يكون النكال عليه أشد وأن يكون العقاب له أغلظ لذلك هدده المصطفى – عليه أفضل الصلة والسلم- هدد الذي يخيف جيرانه بأنه ل يدخل الجنة وكلمة الجار المؤذي الذي ل يدخل الجنة جاء ذكرها في أحاديث عدة . فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول " المؤمن من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانة ويده والمهاجر من هجر ما نهى ا عنه ول يدخل الجنة من ل يأمن جاره بوائقه " . فيجب على الجار أن يكون مع جاره أو ل ً مؤمنا فجاره إذا كان مؤمنا فإنه يأمن منه على دمه وعرضه وماله ويجب أن يكون معه مسلما إن كان مسلما كان أمينا على أمواله وملكه ويجب أن يكون مهاجرا للمعاصي فإنه إن كان مهاجرا فإن كل ما نهى عنه دين السلم فهو قد انتهى عنه . رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث له " إن ا عز وجل قسم عليكم أخلقكم كما قسم عليكم 76
أموالكم" الخلق قسمها ا عز وجل كقسمة الموال ففي الموال تجد الغني وتجد الفقير تجد المعدم وتجد الذي يملك المليارات كذلك الخلق تجد الناس من هو خلقه حسن يصل بخلقه إلى أعلى الرتب وتجد من خلقه كله الشر وكله اليذاء فرسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إن ا عز وجل قسم عليكم أخلقكم كما قسم عليكم أموالكم وإن ا عز وجل يعطي الدنيا لمن يحب ولمن ل يحب الدنيا والموال ا عز وجل يعطيها لليهود ويعطيها لهل الشرك ويعطيها لهل السلم يعطي الدنيا الجميع ول يعطي الدين إل لمن أحب فمن أعطاه ا عز وجل الدين فقد أحبه فمن أعطاه ا الدين فقد أحبه . ثم يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( " والذي نفسي بيده ل يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ول يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه "ل يوجد واحدا يقال عنه أنه مؤمن إل إذا كان جاره ل يخافه إل إذا كان جاره في أمن منه إل إذا كان جاره يعلم أنه لن يؤذيه ولن يتسبب له في شئ يكرهه لذلك كان الحسن البصرى يقول إن المؤمن في عناء والناس منه في راحة المؤمن يجهد نفسه لنه يخاف ا وكل عمل يعمله يحاسب نفسه عليه يجعل كل خطوة هو يخطوها يقول هي في سبيل ا أم في سبيل الشيطان والناس منه في راحة
77
لنهم يعلمون أنه مؤمن يخاف ا عز وجل فل يتعرض بأذى لنسان يأمنوا جانبه . فرسول ا) صلي ا عليه وسلم( في هذا الحديث يقول ول يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه قالوا يا رسول ا وما بوائقه قال شره -ما هي بوائقه قال فحشه قال شره قال بلءه قال إيذاءه قال كل هذه المور التي إذا وقعت فيها تجعلك من أهل النار ول تدخلك الجنة حتى ل تأتي بأي من تلك الفعال التي تؤذي الجار . جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال يا رسول ا فلنة وذكر له اسم امرأة من أهل المدينة ثم ذكر له من صلتها أنها من المصليات إنها ل تنقطع عن صلتها وصيامها وصدقاتها ثم قال له إل أنها تؤذي جيرانها قال رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( هي في النار " لم ينفعها كثرة الصلة ولم ينفعها كثرة الصيام ولم ينفعها كثرة الصدقات لنها تؤذي جيرانها فقط بلسانها ما آذتهم باليد ما ضربت لهم صبي ما هدمت لهم جدار إنما كل الذي كانت تفعله إنما كانت تغتابهم أنها تنم عليهم أنها تتكلم في حقهم فلم تنفعها كثرة الصلة ولم ينفعها كثرة الصيام ولم ينفعها كثرة الصدقات وقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حقها أنها من أهل النار أنها من أهل النار أعظم البلء أن يؤذي الجار جاره .
78
جاء رجل إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا جاري يؤذيني فقال اصبر جاءه بعدها بمده وقال له يا رسول ا جاري يؤذيني قال اصبر جاءه في المرة الثالثة بعد مدة وقال له يا رسول ا إن جاري يؤذيني قال له أخرج متاعك في الطريق وإذا مر الناس عليك فسوف يسألوك فقل جاري يؤذيني ففعل أخرج متاعه في الطريق فيمر فلن مالك يا فلن لماذا أخرجت متاعك يقول جاري فلن يؤذيني فيقول عليه لعنة ا عليه كذا عليه كذا حتى جاءه ذلك الجار وقال له رد متاعك رد متاعك وا ل أؤذيك أبدا وا ل أؤذيك أبدا ,أذية الجار إنما هي أمر عظيم إنما هي أمر شديد ماذا قال في حقها المصطفى – عليه أفضل الصلة والسلم -قال من آذى جاره فقد آذاني من آذى جاره فقد آذى ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -لماذا لنه يعصي أوامره لنه يخالف نهجه لنه يحيد عن طريقه . قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى ا ومن حارب جاره فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب ا -أتدري ما هو مصير الذي يؤذي ا عز وجل ويؤذي رسوله ؟ قال ا عز وجل ع َذا ًبا م َ ع دّ َل ُه ْ ة َو أ َ َ خ َر ِ م ال ّل ُه ِفي ال ّد ْن َيا َوا ْل ِ ع َن ُه ُ سو َل ُه َل َ ال ّل َه َو َر ُ
) إ ِ نّ ا ّل ِذي نَ ُي ْؤ ُذو َ ن
ّم ِهي ًنا " ( .الحزاب
"57لعنهم ا عز وجل في الدنيا والخرة وأعد لهم العذاب المهين . 79
رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يقول في حديث له
والصحابة كلهم قد جمعهم أمامه ثم قال لهم ما تقولون في السرقة قالوا يا رسول ا هي حرام حرمها ا ورسوله فهى حرام إلى يوم القيامة قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لئن يسرق أحدكم عشرة بيوت خير له من أن يسرق من جاره " لو أن واحدا لص سرق عشرة بيوت مصيبتها ووزرها وعقابها أخف من أن يسرق من جاره وذلك لن جاره إنما المفترض أن يدافع عنه وأن يقاتل عنه وأن يحافظ عليه فإذا سرقه كانت الخيانه أعظم وكان الوزر أشد وكان هنا الخطب جلل لنه تنكب الطريق كل الطريق ,ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من كان يؤمن بالله واليوم الخر فل يؤذي جاره من كان يؤمن بالله واليوم الخر فل يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الخر فليقل خيرا أو ليصمت . وقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من كان يؤمن بالله واليوم الخر فليحسن إلى جاره فليحسن إلى جاره وأول خصمين يوم القيامة جارين أول ما يقضي ا عز وجل بين العباد في الحقوق يقضي ا عز وجل في حقوق الجوار أول خصمين يقفان أمام المولى عز وجل جاران يتعلق أحدهما بصاحبه ويقول يا رب سله لماذا أغلق دوني بابه ولماذا منع عني فضله هو يجيب فيقول يا رب أغلقت بابي 80
دونه لنه يتتبع عوراتي لنه ينظر إلى نسائي لنه يتجسس ي لنه يفعل ويفعل يقول له لماذا منعته فضلك يقول له عل ّ ي لن كان عنده فض ل ً أكبر من فضلي وما كان يعود به عل ّ رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول وا ل يؤمن وا ل يؤمن وا ل يؤمن قالوا من يا رسول ا قال من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم به " ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وا ل يؤمن وا ل يؤمن وا ل يؤمن قالوا من يا رسول ا خاب وخسر إذا كان هو غير مؤمن خاب وخسر قال من ل يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا رسول قال شره . إذا كان الجيران أربعين جارا وإذا كانوا مائة جار فاعلم أن الحي كله جار وإذا كان الحي كله جار فإن المدينة كلها جار لنها تصل حيا بحي والبيت يتصل بالبيت ولكن الحرمة تزداد كلما أقترب منك الجار كلما لصقك الجار من أين جئنا أن المدينة كلها جار ا عز وجل يقول )
م َنا ِف ُقو َ ن م َين َت ِه ا ْل ُ ّل ِئن ّل ْ
ك جا ِو ُرو َن َ م َل ُي َ م ُث ّ ك ِب ِه ْ غ ِر َي ّن َ م ِدي َن ِة َل ُن ْ ن ِفي ا ْل َ ج ُفو َ م ْر ِ ض َوا ْل ُ ن ِفي ُق ُلو ِب ِهم ّم َر ٌ َوا ّل ِذي َ ِفي َها إ ِ ّل َق ِلي ًل.
( " الحزاب 60
ا عز وجل يتوعد أهل اليذاء "
وأهل الفحش والشر من الذين امتلت قلوبهم بالنفاق . ويقول ا عز وجل لئن لم ينتهوا عن الذي يفعلونه من اليذاء والشرور لنغرينك بهم لنسلطنك عليهم ثم ل يجاورنك في المدينة فكانت المدينة كلها جار ولكن أم المؤمنين عائشة) (وأرضاها جاءت إلى رسول ا) صلي ا عليه 81
وسلم( وقالت له يا رسول ا لي جاران إلى أيهما أهدي -لي جاران أقدم الهدية لمن -قال لها رسول ا) صلي ا عليه وسلم( لقربهما منك بابا أقرب البواب إليك أشد حرمة عليك كله حرام ولكن الحرام درجات والوزر درجات والذنب درجات . وجاء إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( معاوية بن حيده) (وأرضاه وقال له يا رسول ا ما حق الجار على جاره ما هو حق الجار على جاره فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أن تعوده إذا مرض عيادة المريض أمرت بها في دين السلم إن كان مريضا بعيدا كان عليك عيادته فإن كان جارا مجاورا كانت العيادة أولى قال له رسو ل ا) صلي ا عليه وسلم(
أن تعوده إذا مرض وتشيعه إذا مات وتقرضه إذا
استقرضك وتعيذه إذا استعاذ بك لن أساس كلمة الجوار هي الدفاع وإنما هي المناصرة فإذا استعاذك فعليك أن تعيذه وإن أصابه خير هنأته وإذا أصابته مصيبة عزيته إنما هي رحمة إنما هو تآلف ومودة إنما هي أواصل وروابط ثم قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ول تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إل بإذنه إذا كان عندك قطعة أرض وأردت أن تبني فيها برجا يقول لك دين السلم أنك يجب أن تستأذن جارك لن ذلك سوف يمنع عنه الهواء الذي كان يصله سوف يمنع عنه الشمس التي كان يستشفى بها سوف تحجب عليه 82
فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ول تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إل بإذنه ثم يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ول تؤذيه بريح قدرك إل أن تغرف له منها إذا كان طعامك له رائحة وهذه الرائحة تنطلق من نافذتك ثم تدخل على جارك يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أنها سوف تهيج ما عنده من شهوة الطعام فعليك أن ترزقه من ذلك الطعام ويقول القائل : قدري وقدر جارى واحدة
وأول ما يغرف جاري
من قدري ورسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يدلك على أمر من
المور ل يكلفك شئ تقول لي من أين آتي بما يسد رمق الجيران قالها لبي ذر) (وأرضاه قال يا أبا ذر إذا طبخت مرقة إذا كان عندك لحمة وطبختها قال فأكثر مائها ثم تعاهد بها جيرانك يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر مائها ثم تعاهد جيرانك ما كلفك شئ ما كلفك إل مقدار الماء الذي جعلته في الناء ثم يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وإذا اشتريت فاكهة فأهدي له منها أو أدخلها سرا حتى ل تؤذي الناس أنت اشتريت تفاح ل تستطيع أن تهدي منه لغلو ثمنه داري عنه ثم يقول ول يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ,ومن حق الجار على جاره أن يستر عورته يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من تتبع عورة أخيه تتبع ا عورته ومن تتبع ا عورته فضحه 83
ولو في جوف بيته من حق الجار على جاره أن يغض بصره عن حرماته . يقول القائل من الذين كانوا كراما من الذين كانوا يراعون حقوق جيرانهم يقول أغض الطرف إذا بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها ,إذا مرت الجارة فإنه يجعل بصره في الرض حتى تغلق بابها تجد في هذه اليام من ينتظرها حتى تخرج ثم يرميها بسهام نظره يتتبعها ونجد من يضع الكاميرات التي تسجل له كل ما بالداخل حتى ينظر إليه في شريط فيديو كما تأتي وتقول لنا الصحف ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( جاءكم بالهدى ودين الحق دين الخير كله ,ومن حق الجار على جاره أن يحفظ بيته في غيبته إذا غاب الجار مسئولية حفظ بيته تقع على جاره الموجود والذي يغادر البيت من حق الجار على جاره أن يحفظه في غيبته من حق الجار على جاره أن يتلطف مع ولده أن يعلم ولده أن يربي ولده أن يأخذه بالحسنى وبالكلم الطيب من حق الجار على جاره أن يرشده في أمور دينه ودنياه إذا رأيت جارك أمامه مشكلة تحاول أن تنصحه إن كنت تعلم له ح ل ً تحب له ما تحبه لنفسك قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل يؤمن عبد حتى يحب لخيه وجاره ما يحبه لنفسه واحدا من التابعين اكتشف أن في داره فأر فقيل له أحضر له هرة حتى تخيف الفأر فقال ل وا
84
وعندما سألوه لماذا قال أخاف أن أخوفه فيهرب إلى الجيران فأكون آذيتهم . رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ل يؤمن عبد حتى يحب لخيه وجاره ما يحبه لنفسه ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لك كلمات أعمل بها أعلمك كلمات أعمل بها وعلمها لمن يعمل بها ما هي هذه الكلمات قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
أتقي المحارم تكن أعبد الناس
وارتضى بما قسم ا لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا " جعل اليمان والحسان إلى الجار هذا في كفة وهذا في كفة إن أحسنت إلى الجار وكنت من أهل اليمان وتوازنت الكفتان وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما وإياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب إذا كان لك جار يؤذيك أصبر على إيذائه . جاء رجل إلى عبد ا بن مسعود) (وأرضاه وقال لي ي قال له إن كان عصى ا جار يؤذيني يشتمني ويضيق عل ّ فيك فأطع ا فيه فإن المعاملة الحسنة قد تشفيه فإن المعاملة الحسنة قد تكون له علجا ً. ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه جبريل) (مازال يوصي ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -بالجار حتى ظن أن ا
85
عز وجل سوف يجعل للجار ميراثا كأنه من أهل الميت ومن الرحام . وأبو أمامة ) (وأرضاه قال سمعت رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
في حجة الوداع يوصي بالجار ويكثر الوصية
بالجار حتى قلت أنه سيورثه اعلموا أن كل الحاديث التي جاءت بالحسان إلى الجار وعدم إيذاءه كانت أحاديث مطلقة وليست مقيدة . لذلك قال أهل العلم أنك يجب عليك أن تكون محسنا وأل تكون مسيئا ومؤذيا حتى ولو كان جارك مشركا حتى ولو كان جارك يهودي أو جارك نصراني . عائشة ) (وأرضاها قالت قال لي رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إذا وزعتم الضحية فأبدأوا بجارنا اليهودي إذا وزعتم لحم الضحية أبدأوا بجارنا اليهودي . وعبد ا بن عمر) (وأرضاه كان إذا ذبح شاه يقول أبدأوا بجارنا اليهودي ابدأوا بجارنا اليهودي فإني سمعت رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يأمر بها والجار ذي القربي والجار الجنب قال أهل السلم الجار ذي القربى الجار المسلم والجار الجنب الجار المسيحي أو اليهودي أو المشرك أو الكافر إنما هو جار . قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
الجيران ثلثة
أنواع جار له حق وجار له حقان وجار له ثلث حقوق أما 86
الجار الذي له ثلث حقوق الجار المسلم ذو الرحم له حق الجوار وحق السلم وحق القرابة والجار الذي له حقان الجار المسلم له حق الجوار وحق السلم والجار الذي له حق واحد الجار المشرك انظر إذا كان الجار المشرك له هذه المكانة في دين السلم فانظر كيف تعامل جيرانك حاول أن تراجع معاملتك لجيرانك حتى تعلم إن كنت من أهل الجنة أم أنت من أهل الجحيم والعياذ بالله رب العالمين .
87
النظافـة ديـن النظافة في دين السلم إنما هي عقيدة وأمر أمر بها دينك هي التي إذا كنت تتعامل معها كنت تعبد ا عز وجل إذا كنت تتلقى الوامر من رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وتنفذها ,واعلموا أنه ل دين ولشريعة ول فكر اعتنى بالنظافة نظافة الناس ونظافة الماكن ونظافة الدور كما اعتنى بها دين السلم فقد جعل عليك الغسل من الفرائض في بعض المور ل تصح لنا صلة ول يصح لنا طواف إل إذا أغتسلنا إل إذا أغتسلت من جنابة وإذا كانت امرأة إل إذا أغتسلت من حيض أو نفاس أو جنابة وا عز وجل يقول ه ّ ن ض ۖ َو َل َت قْ َر ُبو ُ حي ِ م ِ ء ِفي ا ْل َ سا َ ع َت ِز ُلوا ال ّن َ ه َو أ َ ًذى َفا ْ ل ُ ض ۖ ُق ْ حي ِ م ِ ن ا ْل َ ع ِ ك َ س َأ ُلو َن َ ) َو َي ْ ب ال ّت ّوا ِبي َ ن ح ّ ن ال ّل َه ُي ِ م ال ّل ُه ۚ إ ِ ّ ث أ َ َم َر ُك ُ ح ْي ُ ن َ ن ِم ْ ه ّ ن َف ْأ ُتو ُ ط ّه ْر َ ن ۖ َف ِإ َذا َت َ ط ُه ْر َ ح ّتىٰ َي ْ َ
ن " ( .البقرة ."222 ط ّه ِري َ م َت َ ب ا ْل ُ ح ّ َو ُي ِ ا عز وجل يحب التوابين ويحب المتطهرين الذين هم في طهارة الذين هم في نظافة الذين هم يتعاملون مع دين السلم ويتخذون من هذه المور عبادة توصلهم إلى مرضاة ا وجنته ,وا عز وجل يقول في آية أخرى
ن آ َم ُنوا إ ِ َذا ) َيا أ َ ّي َها ا ّل ِذي َ
ك ْ م س ُ ءو ِ حوا ِب ُر ُ س ُ ق َوا ْم َ م َرا ِف ِ م إ ِ َلى ا ْل َ ك ْ م َو أ َ ْي ِد َي ُ ك ْ ه ُ جو َ س ُلوا ُو ُ غ ِ ة َفا ْ م إ ِ َلى ال صّ َل ِ م ُت ْ ُق ْ
ط ّه ُروا ۚ " ( .المائدة ." 6 ج ُن ًبا َفا ّ م ُ ن ۚ َو ِإن ُكن ُت ْ ع َب ْي ِ ك ْ م إ ِ َلى ا ْل َ ك ْ ج َل ُ َو أ َ ْر ُ
88
كانت هذه أوامر ا عز وجل ,وكان في دين السلم من المستحب بل هي من السنن وجاء فيها كلم أنها من الواجبات كان منها غسل يوم الجمعة . رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يقول فيه " غسل يوم
الجمعة واجب على كل محتلم " ويقول في حديث آخر " أيها الناس إن ا جعل لكم يوم الجمعة عيدا إن ذلك يوم عيدكم فأغتسلوا فيه وتطيبوا " ذلك اليوم يوم الجمعة يوم عيد لمة ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -يأمرنا فيه بالغتسال والتطيب وأي غسل وأي تطيب إنه غسل تنظيف غسل تنقية للجسد غسل إزالة الوساخ التي تراكمت ففي حديث لسلمان الفارسي) (وأرضاه يقول :قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من تطهر يوم الجمعة ليس غس ل ً هكذا وفقط ولكنه يتطهر واستضاء من طهره ويدهن من دهنه أو يتطيب من طيب بيته يغتسل ويتطهر ما استطاع يعطي للشئ حقه ثم يأتي الجمعة يخرج إلى المسجد ل يفرق بين اثنين أي أنه يأتي في الساعات الولى يأتي قبل أن يصعد المام إلى المنبر يأتي والمسجد خالي يأتي ل يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم المام إل كان مغفرة له ما بينها وبين الجمعة السابقة عندما قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إذا لم يكن يوم الجمعة هل ليس هناك غسل يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في حديث له رواه أبو هريرة 89
) (وأرضاه على كل مسلم في كل سبعة أيام أن يغسل جسده ويغسل رأسه قال كل سبعة أيام عليك أن تغسل رأسك وجسدك في حديث رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هذا هو القل هذا هو الدنى أما أنك إذا أغتسلت كل يوم مرة فإنه كان خير لو أغتسلت كل يومين مرة فإنه خير وإنما رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في معنى ذلك الحديث يقول أن الحد الدنى والقل عليك أن تغتسل ويمس الماء جسدك مرة في السبوع تغتسل مرة في السبوع حتى ولو كان من الذين ليس عليهم صلة الجمعة كانت هذه مما أمر به رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في غسل الجسد وتنظيفه . وجعل الوضوء وكان الوضوء معناه أنك تكون في نظافة كأن الضوء يشع من جميعك كأن النور يخرج من جسدك وضوء من الضوء ذلك الوضوء تلك النظافة التي أمرت بها في دين السلم تميزك يوم القيامة تميزك يوم القيامة عن سائر المم تميزك يوم القيامة عن سائر الخلق تميزك يوم القيامة عن سائر الناس عن العجم أو العرب أو أو السود أو البيض أو الصفر إذا كنت من أهل السلم في حديث عن أبي هريرة ) (وأرضاه يقول دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( المقابر يوما فقال السلم عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن إن شاء ا بكم لحقون وودت لو أنا رأينا أخواننا قال الصحابة يا رسول ا السنا أخوانك قال أنتم 90
أصحابي أما أخواننا فلم يأتوا بعد قالوا يا رسول ا وكيف تعرف من لم يأتوا بعد ما هي العلمة التي تعرف بها أصحابك التي تعرف بها إخوانك الذين لم تشاهدهم ولم تعاينهم ولم يأتوا بعد قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أرأيتم لو أن لرجل خيل بهم دهم بين ظهرانيهم وخيل غر محجلة أل يعرف خيله ؟ هذه تميزت بما فيها وهذه تميزت بوضعها أل يعرف كل واح ٍد منهم خيله قالوا بلى يا رسول ا قال فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثار الميزة التي يتميز بها أهل السلم أل وهي الوضوء ,يوم القيامة التي تفرق بينهم وبين غيرهم أنهم تميزوا بنظافة في أجسادهم إن الوضوء الذي جعله ا عبادة في دين السلم هو تنظيفا لهم تنظيفا للوجه واليدي تنظيفا للقدام والرأس ذلك الوضوء والذي هو عبادة والذي ل يقبل ا منك صلة من غير عذر إل به فإن الوضوء وهو شطر اليمان جعل أنه نصف اليمان ول يقبل ا عز وجل صدقة من غلول ول يقبل ا عز وجل صلة بغير طهور . كان ذلك الوضوء تمييزا لمة ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -عن سائر المم وسائر الجناس وسائر الخلق انظر جعلت فيه النظافة ركنا أساسيا لصحة إلى ذلك الدين الذي ُ وقبول عبادتك
ولكي يقبل ا عز وجل منك عبادتك وكي
91
تكون عبادتك مقبولة عند رب العالمين كانت هذه من المور التي نعرفها كلنا . ومن المور التي أمرنا بها كذلك وكانت عناية السلم بها أكثر عناية كانت عناية السلم بها أشد عناية هي موضوع الطعام والشراب هو كيفية التعامل مع ذلك الشئ الذي إذا تراكمت عليه الجراثيم والميكروبات فإنه سوف يكون وبا ل ً وسببا لمرض من يأكله وما جاءت عقيدة وما جاءت شريعة تأمر بما أمر به دين السلم تنظيفا لذاتك والعناية بها . رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كان يأمرنا بالسواك ويقول " لو لم أشق على أمتي لمرتهم بالسواك عند كل صلة " وفي حديث أخر يقول " تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " تنظيف فمك تنظيف أسنانك مطهرة لك ومرضاة لرب العالمين تنال به رضى ا عز وجل عندما تنظف فمك وأسنانك انظر إلى هذا الدين وأنظر إلى ما فيه من كمال . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
مطهرة للفم
ومرضاة للرب وما جاءني جبريل وما نزل عليه من وحي إل ى وعلى أمتي " ويأمرني بالسواك حتى ظننت أنه سيفرض عل ّ من كثرة ما أوصاه جبريل بالسواك ظن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أنه سوف يكون فرضا وأمرنا إذا لم يكن سواك ولم تكن تتعامل بالسواك ول بمعجون أسنان أمرت بالخف 92
أمرت أن تغسل وتتمضمض رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث له تخللوا أي أغسل فمك وخلل بين أسنانك بالماء تخللوا فإنه بركة ,فإنه نظافة النظافة تدعوا لليمان تخللوا بعد أن بدأ بتخللوا جاء بأنها نظافة والنظافة تدعوا لليمان طريقك إلى اليمان واليمان مع صاحبه في الجنة انظر إلى كلمات رسول رب العالمين ما قال صلة ول صياما ول زكاة ولكنه قال لك نظف أسنانك فتكون من المؤمنين وتكون من أهل الجنة . ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث آخر قال فيه " إن الملئكة ل تتأذى من شئ إل ما ترى ما بين أسنان صاحبها وهو قائم يصلي " الملئكة التي تحسب عليك التي تكون معك للحساب عن يمينك وشمالك تتأذى عندما ترى فضلت طعامك بين أسنانك وأنت واقفا تصلي لماذا لم تنظفها قبل الصلة وإذا نظفتها قبل الصلة ستكون عندك عادة تكون عبادة تعبد بها الرحمن وتكون طريقك إلى الهداية وإلى الجنة ,أي كلم هذا ذلك معنى حديث رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
معني كلماته المنيرة المضيئة
الطيبة المباركة ذلك الرسول الذي جاءكم بالطيب الرسول – عليه أفضل الصلة والسلم -يكلفك بأمر بنظافتك في حديث له يقول بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده بركة الطعام حتى تأكل ويستفيد جسدك بما أكلت ل يدخل جسدك 93
مع الطعام جراثيم أو بكتريا تفسد عليك معدتك تسبب لك المراض . يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( -إذا خرجت على الناس ل تؤذى أعينهم -يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من كان له شعرا كثيفا إنسان عنده شعر ل يجعله ثائرا ل يجعله شعث ولكن يهذبه ويأخذ منه . يقول أبو أيوب النصاري ) (وأرضاه رأى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( رج ل ً ثائر الرأس ثائر اللحية فأشار إليه كأنه يأمره أن يصلحها فخرج الرجل ثم عاد فقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أليس هذا خير من أن يأتي أحدكم كأنه شيطان " أليس هذا خير من أن يأتي أحدكم أشعث أن يأتي أحدكم قذر من أن يأتي أحدكم ورائحته ل تطاق كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يأمر بالعتناء بالشعر
والمحافظة عليه لنه جمال للوجه ويقول في حديث له ل توضع الرؤوس إل في حج أو عمرة دعوا الشعر وحلقه إل أن يكون تحل ل ً من إحرام في حج أو عمرة أما في غير ذلك فإنك نهيت ل توضع الرؤوس في حج أو عمرة ومن ذلك التهذيب ومن تلك النظافة أنه نهى عن القزع . يقول عبد ا بن عمر) (وأرضاه نهى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عن القزع قيل وما القزع قال أن يحلق بعض رأسه ويترك بعضها ل تحلق بعض الرأس وتترك بعضها أو كما 94
يفعل ناس يتركون مقدمة الرأس ويحلقون كلها هذا نهي عنه لنه منافي للنظافة التي أمرت بها في دين السلم ,كما أمرك أن يكون ثوبك حسنا أن يكون ثوبك نظيفا جاء في حديث لجابر بن ثوبان ) (وأرضاه أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( رأى رج ل ً عليه ثيابا قذرة فقال له أل يجد هذا ما يغسل به ثوبه ويقول ا عز وجل
سا م ِل َبا ً ك ْ ع َل ْي ُ م َق ْد َأن َز ْل َنا َ ) َيا َب ِني آ َد َ
ن. م َي ّذ ّك ُرو َ ع ّل ُه ْ ت ال ّل ِه َل َ ن آ َيا ِ ك ِم ْ خ ْي ٌر ۚ َٰذ ِل َ ك َ وى َٰذ ِل َ س ال ّت ْق َ ٰ شا ۖ َو ِل َبا ُ م َو ِري ً ك ْ س ْوآ ِت ُ ُي َوا ِري َ ما س ُه َ ما ِل َبا َ ع ْن ُه َ ع َ ج ّن ِة َين ِز ُ ن ا ْل َ كم ّم َ ج أ َ َب َو ْي ُ خ َر َ ما أ َ ْ ن َك َ طا ُ ش ْي َ م ال ّ ك ُ م َل َي ْف ِت َن ّن ُ َيا َب ِني آ َد َ ث َل ح ْي ُ ن َ ه َو َو َق ِبي ُل ُه ِم ْ م ُ ما ۗ إ ِ ّن ُه َي َرا ُك ْ س ْوآ ِت ِه َ ما َ ِل ُي ِر َي ُه َ
َت َر ْو َن ُه ْم ۗ " ( .العراف -26
."27 جاء في حديث لرسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " وقال رجل يا رسول ا إن أحدنا يحب البركة أي الخير كله أن يدخل إلى جسدك ذلك الطعام وتستفيد منه ,تلك البركة تأتي من الوضوء قبل الطعام والوضوء بعد الطعام ليس هنا معناه أن تتوضا وضوئك للصلة قلنا أن الوضوء معناه التطهير معناه التنظيف فهنا يقول لك أنك تغسل يديك قبل الكل وبعد الكل وكذلك أمرت به قبل أن تدخل إلى فراشك قبل أن تنام وأمرت به بعد أن تستيقظ من نومك وا أمرت به وإذا تعاملت به على أنه دين وإذا تعاملت به على أنك منقاد لسيد المرسلين فإنك تكون به تعبدت لرب العالمين . 95
يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من بات وفي يده رائحة غمر فأصابه شئ فل يلومن إل نفسه قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من بات نام وفي يديه رائحة غمر في يديه رائحة طعام ونام قبل أن يغسل يديه يقول وأصابه شئ جاءه شئ من الهوام أي الحشرات على رائحة ذلك الطعام الذي في يده فأصابه شئ من الضرر فأصابته مفسدة أصابه مرض فل يلومن إل نفسه لنه ما تعامل مع النظافة التي أمرنا بها في دين السلم ثم إذا أصبح يقول لك رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل تدخل يدك في وضوءك حتى تغسلها كما جاء في صحيح البخاري ومسلم ) (وأرضاهما إذا استيقظ أحدكم فل يدخل يده في وضوءه حتى يغسلهما من هنا أمرنا بغسل اليدين قبل النوم وبغسلهما بعد الستيقاظ لن رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يقول فإن أحدكم ل
يدري أين باتت يده " أحدكم ل يعلم يده هذه في أي شئ سرحت ومع أي شئ تعاملت وهو نائم قد تكون حشرة من الحشرات وضعت يدك عليها وأنت ل تدري وأنت في غفلة من نومك لذلك أمرت بغسل يديك قبل النوم وغسل اليدين بعد الستيقاظ تلك أمور أمرت بها بينك وبين نفسك نظافة لك ومن النظافة التي أمرت بها لتكون بينك وبين نفسك خصال تتعود عليها وهي حلق البط وحلق العانة وتقليم الظافر وإلى أخر هذه الخصال وأمرت أن تكون نظيفا في مجتمعك 96
أن تكون جمي ل ً أن ينظر إليك الناس فيجدون سمتك سمت إسلم يجدون سمتك سمت إيمان .
97
فإن عبد ا بن عباس ) (وأرضاه فسر لباس التقوى بأنه السمت الحسن فسرها هكذا والمعول عليه في التفسير , رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لك لكي تكون محبوبا بين الناس لكي تكون محبوبا بين الناس أن يكون ثوبك نظيفا ونعلك نظيفا يحب أن يكون في أكمل وأجمل صورة قال رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( إن ا جميل يحب الجمال قال الرجل إن أحدنا يحب أن ثوبه حسنا ونعله حسنا قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن ا جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق قالها رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل يدعي المدعي في هذه اليام يتشعوذ ويلبس الوسخ من الثياب ويلبس المرقع من الثياب ثم يقول إني زاهد إني متعبد إني من أولياء ا ,كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وهو أعبد الناس أحسن الناس ملبسا وأجملهم صورة وأحرصهم على النظافة والتطيب كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أحسن ثيابا كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قدوتنا في نظافته وفي حسنه . نهينا أن تكون أجسادنا قذرة نهينا أن تكون ثيابنا قذرة نهينا عن هذه الشياء والطرق والبنية إذا كانت في دولة ُمحمد لبد أن تكون من أنقى وأنظف الطرق والبنية وكانت أبعدها عن القذارة وأبعدها عن القمامة أما إذا كانت قمامة وكانت قذارة فإنه على حسب ما يكون الناس يكون الحي 98
أوالسكن ,على قدر إسلم الناس وإيمانهم تكون حالة النظافة في حيهم ومسكنهم . رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث رواه أبو هريرة) (وأرضاه قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن ا طيب يحب الطيب ا جل وعل طيب يحب الطيب يحب الرائحة الجميلة الرائحة الذكية إن ا طيب يحب الطيب جميل يحب الجمال كريم يحب الكرم جواد يحب الجود " فنظفوا أبنيتكم ول تتشبهوا باليهود رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا أن عادة اليهود أنهم ل ينظفون أبنيتهم ل ينظفون بيوتهم هذه علمة من علماتهم تدخل بيوت أهل الشرك ستجدها تنبعث منها رائحة قد تجعلك تخرج ما في جوفك تجعلك تتأذى من هذه الرائحة أدخل أي بيت غير بيت المسلمين تجد هذه الرائحة التي تميزه والتي تلحظها وعلى حسب ما يكون بيتك بيت السلم تنبعث منها رائحتك النظيفة التقية فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أمرنا أن ننظف أبنيتنا ول نتشبه باليهود ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا في حديث له من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم من آذى المسلمين في الطرقات فألقى حجارة ومن ألقى ما يتأذى منه الناس فإن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا يلعنه الناس ويقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من ألقى فضلته في طريق من طرق المسلمين فإن 99
عليه لعنة ا والملئكة والناس أجمعين " من ألقى فضلته من براز أو بول أو غيره أو أي شئ مؤذي في طريق من طرق المسلمين وجبت عليه لعنة ا والملئكة والناس أجمعين انظر إلى هذه الكلمات وحاول أن ترى وتشاهد وتعاين هل نحن نختلف عنه في الطريق أم نحن نختلف معه في الهداية يأتي من يأتي ويقول أهل الغرب وأهل أوروبا بيوتهم نظيفة ل تجد عندهم ورقة ألقيت في شارع أو في طريق إذا جاءت هذه من أهل الغرب ونقلت على أنهم يتعاملون بها فاعلموا أنهم تعاملوا بدين السلم في هذه ونحن تجاهلنا دين السلم في هذه نحن الذين تنكبنا تعاليم ديننا إذا تنظفنا وإذا أخذنا بالنظافة فإننا نأخذ تعاليم دين ول نأخذ من غرب أو من شرق . ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في حديث رواه أبو هريرة) (وأرضاه أتقوا الملعن الثلث قالوا وما الملعن الثلثة يا رسول ا قال البراز في البوادي وقارعة الطريق وفي الظل لن هذه المور تؤذي الناس وتأتي بالضرر وبالبلء والمراض . وأمرنا أن يكون الرجل والمرأة في نظافة حتى يتحبب كل منهما للخر حتى يكون الود وحتى يكون السكينة فإن أكثر الخلفات وأكثر الشجار يكون من رائحة تتأذى منها الزوجة من زوجها أو من رائحة يتأذى منها الزوج من زوجته أو 100
من لباس كئيب تلبسه الزوجة في البيت ولباس نظيف تلبسه خارج البيت أو يكون الرجل كذلك . فإن عبد ا بن عباس) (وأرضاه كان يقول إني لتزين لمرأتي إني لتجمل لمرأتي هو يتزين لمرأته كما يحب أن تتجمل هي له ,وجاء في حديث لرسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول أيها الناس خذوا من شعوركم وأغتسلوا وتتطيبوا فإن بني إسرائيل ما كانوا يفعلون ذلك فزنت نسائهم " معنى هذه الكلمات أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لك حسن من رأسك وجمل من شعرك اجعله جمي ل ً نظفه ول تجعله شعثا نظفه واغسله وتطيب واغتسل حتى تكون مع زوجتك محبوبا وحتى ل تنفر منك وحتى تكون في سعادة أنت وهي إذا كنتما على هذا الطريق طريق ُمحمد – عليه أفضل الصلة والسلم -وطريق السلم انظر إلى جمال ذلك الدين الذي يجعلك محبوبا ومقبو ل ً يجعل رائحتك ذكية يجعلك نظيفا يجعلك في خير وسعادة وصحة طيبة يجعلك في منأى عن المراض والوبئة فإن المراض والوبئه ل تسكن إل في المكان القذر ل تسكن إل في المكان الذي ل يلقى التنظيف المطلوب إن المراض ل تكون إل إذا كانت القاذورات والقمامة وكان العفن والفضلت . رسول ا) صلي ا عليه وسلم( جاءكم بالخير كله في هذا الدين يقول أنك إذا كنت نظيفا كنت قريبا من الرحمن إذا 101
كنت نظيفا قبلت منك عبادتك جعل النظافة فيه عبادة تعبد بها ا عز وجل وجعل المظاهر الحسنة فيه من تنقيه الطرق وتنظيفها جعلها من اليمان فاليمان بضع وسبعون شعبة أعلها شهادة أن ل إله إل ا وأن ُمحمدا رسول ا وأدناها إماطة الذى عن الطريق أماطة الذى عن طريق الناس والحياء شعبة من اليمان " إذا كان هذا هو دين السلم فكيف نقارن بيننا وبين ما نحن فيه هل نحن حقا أقرب ما نكون من ديننا أم أبعد ما نكون من ديننا حاولوا أن تكونوا مع رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ومع تعاليمه أن تكونوا مع رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في هديه الذي جاءكم به فإنه دين ل يحمل لكم إل الخير كله طلب من الذي يخرج من بيته أن ينظف نفسه أن يكون في هيئة حسنة أن تكون في وئام بينك وبين زوجتك هل تجد هذه المور كلها تنفع ا شيئا هل تجد هذه المور كلها تزيد من ملك ا شيئا إن هذه المور كلها ل تعود في نهايتها ول في أولها إل عليك أنت بالنفع والصحة والسعادة والسرور .
102
مع المريـض إن أوامر ذلك الدين أنك إذا مرضت تذهب إلي الطبيب وتتوكل على رب الطبيب وإذا أخذت الدواء تتوكل على رب الدواء ونعلم أن الشفاء بيد ا عز وجل ولكن ا عز وجل جعل للشفاء أسبابا فكانت من السباب أختيار الطبيب وكانت من السباب الدواء الذي يأخذه المريض جاء رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إلي مريض يعوده فجاءه طبيبان فقال لهما رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أيكما أطب أيكما أطب من منكما الطبيب الحاذق البارع الذي يستطيع أن يشخص الداء ويصف الدواء وإذا وصف الطبيب الدواء فإن الدواء ل يعمل في جسد المريض إل بأمر ا عز وجل لن ا عز وجل هو الذي يقول فأذا أراد ا عز وجل الشفاء أصاب الدواء الداء فبرئ بأذن ا عز وجل المرض من المتحانات التي يمتحن ا عز وجل بها خلقه من المور التي يمحص بها ا عز وجل هذه المة يبتليها بالمرض حتى ينظر إلى ذلك المريض يصبر أن يصجر ذلك المريض يستجيب لله عز وجل أو يضاديه ذلك المريض يعلم أن المرض الذي أصابه رحمة من ا عز وجل به أم غضبا من ا عز وجل عليه . واعلموا أن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال في حديث له ما يصيب المسلم من مرض إل كفر ا عز وجل به من خطاياه كما يتساقط الورق من شجره وقال رسولكم 103
عندما دخل على مريضة يعودها كن نسوة فإن دين السلم يعامل النساء فيه معاملة طيبة رحيمة نقية والمرأة في أمة محمد لها مكانتها المرموقة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كان إذا سمع بامرأة مريضة فإنه يسارع إلي زيارتها فدخل في يوم من اليام على امرأة مريضة كانت أم السائبرضي ا عنها وأرضاها يعودها فقالت هي تروي لنا هذا الحديث ي رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في مرض فقالت دخل عل ّ يعودني فقال لها أبشري يا أم السائب أبشري يا أم السائب أبشري إن المؤمن ما يصيبه من مرض إل أذهب ا عز وجل به من خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد والفضة ا عز وجل إذا اصاب النسان بمرض فإنه يذهب به من خطاياه هو كما تذهب النار خبث الحديد والفضة ماذا تصنع النار في الصدأ والبارومة إذا أصابت الحديد ماذا تصنع النار في الصدأ إذا أصاب الفضة إن النار تذهب ذلك الصدأ وتنقي المعدن وتعود به إلي حالة النقاء وذلك اللمعان فكان ذلك المرض الذي يصيب المؤمن إنما هو تطهيرا له من خطاياه ومحوا له من ذنوبة إذا كان ليس عنده ذنوب إذا كان ليس عنده خطايا فإنه أجر يعطيه ا عز وجل إياه إذا صبر واحتسب ذلك المرض عند ا عز وجل ا عز وجل يبتلي الناس ليمحصهم لعيلم من هو المؤمن الصادق ممن ل يؤمن ومن هو كاذب فإذا كان مؤمنا صادقا صبر واحتسب وإن كان غير ذلك كان 104
الضجر وكانت التأمه وكانت الكئابه ورسولكم يقول في حديث ما يصيب المسلم من وصب ول نصب ول هم ول حزن حتى الشوكة يشاكها إل كفر ا عز جل بها من خطاياه . أنه ليس بشرط أن يكون البلء الذي ينزل بالمؤمن وبالمسلم تطهيرا له من ذنوب قد حصلت منه أو أفعال وقع فيها وكان خاطئا فقد يكون ذلك البتلء من ا عز وجل لنقي النقياء لطهر الناس لنسان لم يعمل خطيئه لنسان لم يرتكب وزرا ولكن ا عز وجل يبتليه ليحمي إيمانه أو ليشكر ا عز وجل فيكون له الجزاء الوفي عند رب العالمين ومن المثلة التي جاءت لنا من كتاب ا عز وجل وقصها ا عز وجل علينا فإن القصص في القرآن لم يكن للتسلية لم يكن تمثيليه تنظر إليها وتنسجم معها أو ل تنسجم إنما القصص في القرآن إنما هو للعبرة والعتبار فإنه دين تدين به وأنه أوامر من الرحمن يقول لنا ا عز وجل )
ع ْب َد َنا َوا ْذ ُك ْر َ
س ٌ ل غ َت َ هٰ َذا ُم ْ كۖ َ ج ِل َ ض ِب ِر ْ ب .ا ْر ُك ْ ع َذا ٍ ب َو َ ن ِب ُن صْ ٍ طا ُ ش ْي َ ي ال ّ س ِن َ ب إ ِ ْذ َنا َدىٰ َر ّب ُه أ َ ّني َم ّ أ َ ّيو َ م ًة ّم ّنا َو ِذ ْك َرىٰ ِ ُ خ ْذ بَ .و ُ لو ِلي ا ْل َْل َبا ِ ح َ م َر ْ ع ُه ْ ه َل ُه َو ِم ْث َل ُهم ّم َ ه ْب َنا َل ُه أ َ ْ بَ .و َو َ ش َرا ٌ َبا ِر ٌد َو َ ب. ع ْب ُد ۖ إ ِ ّن ُه أ َ ّوا ٌ م ا ْل َ ع َ صا ِب ًرا ۚ ّن ْ ه َ ج ْد َنا ُ ث ۗ إ ِ ّنا َو َ ح َن ْ ض ِرب ّب ِه َو َل َت ْ غ ًثا َفا ْ ك ضِ ْ ِب َي ِد َ
( "ص
"44 :41كانت هذه اليات تقص علينا قصة من قصة نبي مرسل نبي أرسله ا عز وجل إلي البشر فهل كان ذلك النبي يخطئ يرتكب المعاصي هل كان ذلك النبي فاجرا هل كان ذلك النبي يعادي ويضادي شرع ا الذي أمر به حاشى أن 105
يكون ولكن ا عز وجل جاء به مث ل ً وحجه على كل مريض يمرض بعده ينظر ا عز وجل هل يصبر ذلك المريض على مرضه أم كيف يتصرف وكيف يتعامل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يفسر لنا هذه اليات في حديث له جاء عن أنس بن مالك) (وأرضاه قال قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إن نبي ا أيوب لبث في مرضه ثماني عشرة سنة الذي أقعده قعودا الذي نزل به نزو ل ً ثماني عشرة سنة حتى رفضه القريب والبعيد كتب التفسير التي تحشي بالسرائيليات التي جاءت على لسان كعب الحبار ووهبه ونوفل البكالي كان هؤلء الناس من اليهود الذين أسلموا أيام عمر ) (وأرضاه ولكن حسن أسلمهم ورغم إن إسلمهم حسن ول مطعن فيه إل أنهم كانوا يأتوتنا بالخبار التي علقت في أذهانهم وعقولهم من كتابهم الذي كانوا يدرسونه قبل أن يكون القرآن هوقائدهم ودستورهم .
106
كانوا يقولون وقولهم ذلك كذب على نبي ا أيوب كما شرحها وبينها الزحيلي في تفسيره المنير كانوا يقولون أن نبي ا أيوب عافاه القريب والبعيد أي أنه كان به مرض معدي كان به مرض حتى أكل جسده الدود فألقي على مذبلة لبني إسرائيل ما كان ا عز وجل يفعل ذلك بنبي من أنبياءه كان مريضا وفي شده المرض ولكن مرضه ما كان ليعد غيره وما كان مرضه لينفر غيره وما كان مرضه فيه شدة وفيه ضيقا إل عليه هو وحده ول يتعدي غيره ولكن تفسير ذلك الحديث في هذه أن المريض يعوده العواد أول أسبوع يمرض تجد الرجل ذاهبة عائدة عنده فإذا أشتد به المرض ومرت به اليام خفت الزيارة قلي ل ً ثم خفت قلي ل ً ثم خفت قلي ل ً حتى كادت أن تنمحي فإذا كان أيوب مكث في مرضه ثماني عشرة سنة كما قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فإنه من هنا قل من يعود قلت الزيارة فقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إل رجلين من أخص إخوانه إل اثنين من إخوانه كانا ل ينفكان يغدوان عليه ويروحان ولكن ذلك الصديق وصاحبه جاءت في أفكارهما كلمات جاء في عقلهما كلمات فحدث بها واحدا منها صاحبه قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فقال أحدهما للخر إن أيوب أذنب ذنبا لم يذنبه أحدا من بعده ول من قبله أيوب أذنب ذنبا لم يذنبه أحدا من العالمين قال له صاحبه ولما ذاك قال ألم تري ثماني شعرة سنة وا عز وجل 107
لم يرحمه ولم يكشف ما به إني أري أنه قد أذنب ذنبا عظيما ذنبا شديدا ما أذنبه أحد من الناس كانت هذه هي الكلمات قال أيوب هنا لبد أن يكون من دفاع لبد أن يدافع النسان عن نفسه قال أيوب ل أدري ما تقولن أنا ل أتذكر ذنبا أذنبته ل أدري ما تقولن ولكن ا يشهد ا عز وجل هو الشاهد يشهد على أيوب قال ولكن ا عز وجل يشهد أنني كنت أمر على الرجلين فيتنازعان فيذكران ا عز وجل فإذا رجعت إلي بيتي كفرت عنهما مخافة أن يذكر ا عز وجل إل في حق معني هذه الكلمات أنه كان إذا مر بمعركة بعراك بين الناس وجد واحدا يذكر ا عز وجل يقول وا ما فعلت فإن أيوب كان إذا رجع كان يكفر عن هذا الذي جاء يذكر ا عز وجل على لسانة هو ما أخطأ هو ما ألم بذنب ولكنه كان يكفر عن ذنوب الناس فكيف يقع هو في المعصية وأيوب كان كلما نزلت به مصيبه وأشتد به البلء كان يقول ويتوجه إلي ا عز وجل يقول اللهم هذا منك ويقول اللهم هذا منك ويقول اللهم هذا منك أو كلمات مثلها اللهم لك ما أخذت ولك ما أعطيت اللهم إنك تعلم إن لساني لم يخالف قلبي لسانه ما خالف قلبه كان الذي على لسانه هو الذي في داخله أن لساني لم يخالف قلبي وقلبي لم يتبع بصري إذا رأي شيئا يكرهه فإن قلبه ل يتأثر به ل يتعامل معه وقلبي ل يتتبع بصري وأنني لم يلهني ما ملكت يميني أي أن الموال التي كانت عنده أي أن الضياع 108
التي كانت عنده اي أن الراضي التي كانت عنده ما كانت تلهيه عن ل أله إل ا ما كانت تلهيه عن عبادة ا ما كانت تلهيه عن شرع ا الذي أمر به وأمره ا عز وجل أن يوصله للناس ثم قال هذه الكلمات وا أنك تعلم يا ربي أنك تعلم أنني لم آكل إل ومعي يتيم . قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
وكان أيوب إذا
خرج لحاجته فإذا قضاها أمسكت أمرأته بيديه حتى يبرئ وفي يوم أبطأ عليها أي أنه تأخر في الخروج فأوحي ا عز وجل إليه
ل َبا ِر ٌد س ٌ غ َت َ هٰ َذا ُم ْ ك ۖ َ ج ِل َ ض ِب ِر ْ ) ا ْر ُك ْ
ب "( .ص 44 ش َرا ٌ َو َ
ا عز وجل "
كان بعزته واستطاعته أن يقول كن فيكون كن شفائا ليوب فيكون شفاء ولكن ا عز وجل يعلمنا أن كل شئ يؤخذ بالسباب أضرب برجلك الرض سوف ينفجر منها عين من الماء الكبريتي التي تعالج مرض الجلد الذى تعاني منه فإنه كان مريضا بمرض من المراض التي تشفيه هذه المياه كان قادرا أن يرسل عليه سحابه عطر عليه هذه المياه فيشفي ولكن ا عز وجل يعلمنا ويعلم كل أهل اليمان أن اليمان والتوكل على الرحمن ل يناقضه أن تأخذ بالسباب التي أمرك ا عز وجل بها وجعلها من المور التي تكون سببا لغيرها ب (" ص "42أغتسل أيوب وشرب ش َرا ٌ ل َبا ِر ٌد َو َ س ٌ غ َت َ هٰ َذا ُم ْ كۖ َ ج ِل َ ض ِب ِر ْ ) ا ْر ُك ْ فكان البرئ والشفاء بإذن ا عز وجل فلما استبطأته امرأته التفتت تنظر فإذا هو يقبل عليها وقد شفاه ا عز وجل من 109
البلء وعاد في أحسن صوره قالت يا هذا يا هذا أين النبي المبتلي فإني وا أراك أشبه رج ل ً به إذا كان صالحا إني أراك شبيها به إذ كان صحيحا معافا فقال لها هو أنا ذا هو أنا ذا. دين السلم ليس دين خبالت ولكنه دين يأمرك أن تأخذ بالسباب. رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا آمرا إطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني هو السير أن تجعل له فكاكا من أسره الذي هو فيه ومن حق المسلم على المسلم أنه إذا مرض عاده . وجاء في حديث قدسي عن رب العزة يقول قال ا عز وجل ) يا ابن آدم مرضت فلم تعدني فيقول ذلك الذي لم يعد ا عز وجل الذي لم يزوره وهو مريض يقول له وكيف تمرض وأنت رب العالمين قال ألم تعلم أن عبدي فلنا كان مريضا فلم تعده ولو عدته لوجدتني عنده .
110
يقول رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
ما من مسلم
يعود مريضا إل كان في خرفة الجنة قالوا يا رسول ا وما خرفة الجنة قال جماعة يقول كأنه في الجنة في غابة من غابات الجنة تتنزل عليه الثمار تتدلي عليه الثمار إذا ذهبت إلي المريض هل تنغص عليه حياته إذا جلست عنده تقول له إن مرضك هذا الذي أنت تعاني منه إنما عاقبته الموت والهلك أصيب فلن بذلك المرض فلم يبرأ منه انظر إلي رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يقول إذا عدتم المريض
فنفثوا له في الجل أمدوا له في الجل حتى ولو علمتم أن مرضه ذلك ميؤوسا منه إنما تقول له إن ا عز وجل سوف يشفيك فنفثوا له في الجل فإنه ل يقدم شيئا ولكن يطيب نفس المريض كلمك ل يقدم شيئا كلمك ل يقدم ول يؤخر ولكنه يطيب نفس المريض . واعلموا أن هذا الكلم ليس معناه أن النسان يرفع يديه إلي السماء ويطلب من ا عز وجل أن ينزل عليه المرض لكي يكون كفارة لذنوبة أوخطاياه ولكن عليك أن تسأل ا العفو والعافية في الدين والدنيا والخرة هذه الكلمات التي قلناها ليس معناها أن دين السلم يحبب أولياءه وتابعيه في المرض يجعلهم يريدون المرض ويحبون السقم إنما معناه أنك إذا أصابك مرض تكون على قدر اليمان الذي عندك صابرا وتعلم أن ذلك إنما هو لك خير إنما 111
هو مصلحة لك فتتحمله ول تضخر وتكون عليه صابرا محتسبا ل يعوده فقال دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( على رج ٍ له ل بأس طهور إن ذلك المرض طهرة لك فقال له يا رسول ا تقول ل بأس طهور إنما هي حمي تفور على شيخ كبير تزيره القبور قال هو إذن قال هو إذن ما كان عنده صبر كان ضاجرا إنما المؤمن التقي يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطأه ما أخطئه لم يكن ليصيبه ماذا يصنع ما يصنع وأين يكون المفر ا عز وجل في حديث معناه يقول من لم يرضي بقضائى فليخرج من تحت سمائي وليبحث له عن رب سواي فليبحث له عن رب سواه . وعمر بن الخطاب ) (وأرضاه يقول قال رسول ا ) صلي ا عليه وسلم( يحريني أمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لحد إل للمؤمن إذا أصابته نعماء شكر فكان خيرا له وإذا أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فأمره كله خير.
112
مع الطـبـيب إن ا عز وجل الذي بعث ُمحمدا – عليه أفضل الصلة والسلم -ليبلغ تعاليم دين السلم أمر أتباعه والذين يعتنقوه أن يحافظوا على صحتهم كانت المحافظة على الصحة هي من أول السباب التي يحارب بها دين السلم المرض , المحافظة على الصحة كانت من أول السباب فجعل دين السلم التطهر والوضوء والغسل وجعل السواك وجعل سنن الفطرة من المور التي تساعد النسان أن يحافظ على صحته أن يحافظ على جسده أل يهين ذلك الجسد ول يعرضه للمرض ول يعرضه للسقم والعلل . ورسول ا) صلي ا عليه وسلم(
جاءنا بقانون كان
ذلك القانون من أوائل المور التي تحافظ للنسان على صحته فقد قال في حديث له " ما مل بن آدم وعاءا شرا من بطنه " كان ذلك الوعاء هو أساس كل داء فقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ما مل بن آدم وعاءا شرا من بطنه فإذا كان ولبد آك ل ً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه " وقال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( المؤمن يأكل في معي واحد أما الكافر فيأكل في سبعة أمعاء أمرنا دين السلم أل نتخم أنفسنا بالطعام أل نجعلها تمتلئ حتى ل يكون فيها مساحة لماء ول لنفس وا عز وجل يأمرنا ويقول لنا 113
) َو ُك ُلوا
ن. س ِر ِفي َ م ْ ب ا ْل ُ ح ّ س ِر ُفوا ۚ إ ِ ّن ُه َل ُي ِ ش َر ُبوا َو َل ُت ْ َوا ْ
( " العراف "31وتلك قمة
العتدال والموازنة بين ما يحتاجه الجسم بالفعل وما هو زائد عن حاجته ,وكذلك أمرنا ا عز وجل لكي نحافظ على هذه الصحة ول نعرضها للهلك أن نكون إذا كنا في ضعف أو كنا مرضى أن نحاول أن نحاصر ذلك المرض ول نجعله يزيد نحاول أن نجعله يقف ويكون ذلك بعبادة لله عز وجل فإن ا عز وجل يقول لنا
س َو َب ّي َنا ٍ ت ه ًدى ّلل ّنا ِ ن ُ ل ِفي ِه ا ْل ُق ْرآ ُ ن ا ّل ِذي ُأن ِز َ ضا َ ش ْه ُر َر َم َ ) َ
ص مْ ُه ۖ " ( .البقرة ."185 ش ْه َر َف ْل َي ُ م ال ّ ك ُ ش ِه َد ِمن ُ من َ ن ۚ َف َ دى َوا ْل ُف ْر َقا ِ ن ا ْل ُه َ ٰ ّم َ قال لنا إن القرآن هدى وأن القرآن بينات للناس يبين للناس ما حرم عليهم وما أحل لهم ا عز وجل ثم قال
من ) َف َ
خ َر ۗ ُي ِري ُد م أُ َ ن أ َ ّيا ٍ ة ّم ْ ع ّد ٌ س َف ٍر َف ِ ع َلىٰ َ ضا أ َ ْو َ م ُه ۖ َو َمن َكا نَ َم ِري ً ص ْ ش ْه َر َف ْل َي ُ م ال ّ ك ُ ش ِه َد ِمن ُ َ ه َدا ُك ْ م ع َلىٰ َما َ ك ّب ُروا ال ّل َه َ ة َو ِل ُت َ ع ّد َ م ُلوا ا ْل ِ ك ِ س َر َو ِل ُت ْ ع ْ م ا ْل ُ ك ُ س َر َو َل ُي ِري ُد ِب ُ م ا ْل ُي ْ ك ُ ال ّل ُه ِب ُ
ش ُك ُرو "( .البقرة "185 م َت ْ ك ْ ع ّل ُ َو َل َ قلنا لكي تحافظ على صحتك إذا كنت مريضا فل صيام لك فل صيام لك حتى تعود لذلك الجسد الصحة وحتى تعود لذلك الجسد القوة فإن العقل السليم في الجسم السليم لذلك كان من المحافظة على العقل أن تحافظ على ذلك الجسم وكذلك أمرنا في الحج والعمرة فقال لنا ا عز وجل ح ِل ُقوا ي ۖ َو َل َت ْ ن ا ْل َه ْد ِ س َر ِم َ س َت ْي َ ما ا ْ م َف َ ص ْر ُت ْ ح ِ ن أُ ْ ة ِل ّل ِه ۚ َف ِإ ْ م َر َ ع ْ ج َوا ْل ُ ح ّ موا ا ْل َ ) َو أ َ ِت ّ س هِ َف ِف ْد َي ٌة ضا أ َ ْو ِب ِه أ َ ًذى ّمن ّر ْأ ِ كم ّم ِري ً ن ِمن ُ من َكا َ ح ّل ُه ۚ َف َ ي َم ِ غ ا ْل َه ْد ُ ح ّتىٰ َي ْب ُل َ م َ ك ْ س ُ ءو َ ُر ُ كۚ. س ٍ ص َد َق ٍة أ َ ْو ُن ُ م أ َ ْو َ ّمن صِ َيا ٍ
(" البقرة ."196 114
أمرنا هنا كذلك أن نحافظ على صحتنا بأن نمتنع عن أشياء في الحج والعمرة أن نمتنع عنها ونصوم أو نتصدق أو نهدي أو شيئا من هذا القبيل ولكن ذلك لكي يحافظ النسان على صحته لكي يحافظ النسان عل جسده . ثم كان المر الثاني الذي أمرنا به وجعلنا نتعامل به فما هو ذلك المر منعنا أل نعرض ذلك الجسد أل نعرض النسان نفسه للمرض المر الول أمرك أن تحافظ على جسدك وأن تحافظ على صحتك المر الثاني أمرك أل تعرض نفسك للمرض أل تجابهه أل تقف أمامه رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول لنا في حديث له ل يوردن ممرض على مصح ما معني ذلك الحديث أنه إذا كان هناك مريض بمرض معدي فيقول لنا رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أنك ل تحاول أن تختلط بذلك المريض الذي عنده مرض يعديك إذا عدته تعوده ول تلبث عنده إل يسيرا تحاول أل يختلط ريقك بريقه أل يختلط نفسك بنفسه وذلك كي تحتاط لنفسك أن تنتقل إليك عدواه فكان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول ل يوردن ممرض على مصح ومن حكمته كذلك أنه جاءه رجل به جزام أراد أن يبايعه رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يجعل مبايعته خارج المدينة ويمنعه من دخول المدينة وذلك لنه رجل واحد وأصابه ذلك المرض ولكنه إذا أقترب من الناس إذا دخل
115
المدينة فإنه قد يكون الوبال كل الوبال قد ينتقل مرضه إلى كل الناس هنا تكون الطامة الكبرى ويكون الوباء والهلك . كذلك جاء في حديث عن عبد الرحمن بن عوف) ( وأرضاه في مرض الطاعون وكل مرض ينتقل بالعدوى إلى الناس مثل الطاعون فإنه يقع عليه أمر رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
والتحذير منه قال عبد الرحمن بن عوف) (
وأرضاه بعد أن سأله رسول أمير المؤمنين عمر) (وأرضاه عن أمر من أوامر رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في دخول البلد التي فيها الطاعون قال سمعت رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول إذا وقع بأرض وأنتم فيها فل تخرجوا منها فرارا منه وإذا كنتم خارجها فل تقدموا عليه فل تقدموا عليه ,معني هذه الكلمات أنك إذا كنت مريضا أو كنت داخل البلد التي فيها الوباء فل تخرج من هذه البلد ولك أجر شهيد ولك أجرك ولك ما تتكلفه وتكابده إيذاء موقفك وبقاءك في ذلك المكان الذي به الوباء ول تخرج من ذلك الوباء وتنطلق به في الفاق وأنت تحمل فيروسات وميكروبات نقل العدوى فتنقلها إلى الخرين الذين لم يصلهم المرض فتكون قد تسببت في إصابتهم به لذلك كان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في الذي يصبر في ذلك المكان الموبوء ول يخرج منه كان يقول في حديثه شهادة أمتي بالطعن والطاعون شهادة أمتي أي أن الشهيد هو الذي يطعن في الحرب الذي يقاتل ويسقط 116
قتي ل ً شهيدا سواء كان برصاص أو بنابلم أو بغيره وكذلك الذي يموت بالطاعون ول يخرج فرارا منه ذلك إذاء ما تحمله وتكبده فإنه كذلك له أجر شهيد فإنه كذلك له أجر شهيد والذي أصابه المرض فإن من أوامر دين السلم التي قلناها فإنه يحاول بكل طاقته وعلى قدره أل ينقل مرضه إلى الخرين ثم قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وإذا كنتم خارجها فل تقدموا عليه محافظة على الصحة واحد من الناس يقول لي إني أتوكل على ا وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك أدخل على الطاعون فإن كان ا عز وجل قدر لي أن يصيبني بالطاعون أصابني وإذا لم يقدر ا لي أن يصيبني لم يصيبني أجاب عنها أمير المؤمنين عمر) (وأرضاه فقال لبي عبيدة بن الجراح عندما قال له أفرارا من قدر ا يا أمير المؤمنين ل ندخل على الطاعون فرارا من قدر ا قال له نفر من قدر ا إلى قدر ا نفر من ماذا نفر من قدر ا إلي قدر ا. وجاء أبي خزامة ) (وأرضاه إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا أرأيت تقاة أتقيها ورقية نسترقيها ودواء نتداوى به هل هذا من قدر ا هل هذا يغني عن قدر ا فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( هو من قدر ا أنت عندما تتقي المرض تحاول أن تدافع عن نفسك أل يصيبك إنما ذلك الفعل منك هو من قدر ا وإذا أخذت 117
الدواء وتعاطيته فإذا ذلك الدواء الذي تأخذه وتتعاطاه إنما هو كذلك من قدر ا وإذا جعلت إنسانا يرقيك أو رقيت نفسك فإن ذلك أيضا إنما هو من قدر ا عز وجل وإبراهيم الخليل ن ( .الشعراء ش ِفي ِ ت َف ُه َو َي ْ ض ُ الذي نزل فيه قول ا عز وجل ) َو إ ِ َذا َم ِر ْ 80 جاء في الثر أنه سأل ا عز وجل قال يا ربي ممن الداء ممن المرض يا ربي من أين المرض ممن الداء أجابه ا عز وجل مني ممن الداء مني قال يا رب ممن الدواء قال مني ممن المرض من ا وممن الدواء من ا فقال له خليل الرحمن فما بال الطبيب يا ربي قال ا عز وجل لبراهيم رجل يصف للمريض الدواء الطبيب ما هو إل رجل يصف الدواء للمريض فيكون قدر ا عز وجل فيكون قدر ا عز وجل كانت هذه هي الثانية أما الثالثة النسان حافظ على صحته النسان لم يعرض نفسه لما يجلب المرض بعد أن أحتاط كل هذا الحتياط أصابه المرض هل يترك نفسه للهلك هل يترك نفسه للتعب وللضجر هل يترك نفسه للوجاع ما أمر بذلك رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
وما أمر بذلك دين
السلم صحيح أن المرض يكفر عنك سيئاتك ولكن دينك ما أمرك أن تهلك نفسك . عمرو بن العاص) (وأرضاه كان في ليلة شديدة البرد وعنده الماء ولكن كان الماء كأنه الثلج فتيمم ولم يغتسل 118
بالماء تيمم ولم يتوضأ بالماء فذهب الصحابة إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقالوا يا رسول ا إن عمرو بن العاص ) (وأرضاه يصلي من غير وضوء يصلي من غير غسل فقال له عمرو بن العاص ) (وأرضاه يا رسول ا قرأت آية في كتاب ا عز وجل تقول
ما . حي ً م َر ِ ك ْ ن ِب ُ ن ال ّل َه َكا َ م ۚ إِ ّ ك ْ س ُ ) َو َل َت ْق ُت ُلوا َأن ُف َ
( " النساء "29فرأيت أني إذا توضأت أو أغتسلت بذلك الماء المثلج فقد يكون فيه هلكي فلم يرد عليه رسول ا) صلي ا عليه وسلم( شيئا فنزلت بعد ذلك أو في قصة أخرى آيات التيمم لن دين السلم ما جاء لهلك البشر ولكن جاء لكي يكون البشر قويا في صحته قويا في عقله وقال لك إذا مرضت يكفر ا عنك من سيئاتك بالمرض ولكن أمرك بالطيب وأمرك بالدواء . عن أسامة بن شريق ) (وأرضاه قال جاءت العراب إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من ها هنا وها هنا جاءت العراب إلى المدينة وكانت نصيبهم الوجاع وكان نصيبهم المراض فقالوا يا رسول ا أنتداوى يا رسول ا نذهب إلى الطبيب ونتداوى قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( تداووا ء إل ء إل وضع له دوا ً يا عباد ا فإن ا عز وجل لم يضع دا ً داءا واحدا قالوا ما هو يا رسول ا قال الهرم ,تداووا عباد ا اذهبوا إلى الطبيب فإن ا عز وجل جعل عنده علم الشفاء وعلم الدواء . 119
دخل رسول ا) صلي ا عليه وسلم( على رجل يعوده على مريض يعوده فوجده في شده اللم وفي شده التعب والجهد فقال لهم أين الطبيب أين الطبيب واحد يذهب بسرعة ويستدعي له الطبيب فقالوا يا رسول ا أنت تقول ذلك أنت الذي تأمرنا أن نتوكل على الرحمن أنت الذي تأمرنا أن نتوجه إلى رب العزة كانوا يحسبونها كذلك إنما التوكل على الرحمن أن تأخذ بالسباب التي أمرك بها الرحمن أن تأخذ بالمور التي أمرك بها الرحمن إذا أصابك الجوع تتناول الطعام إذا أصابك العطش تتناول الشراب ول تقول إني متوكل على ا ل آكل وسيذهب عني الجوع ول تقول إني متوكل على ا ل أشرب فإنك ما فهمت التوكل وإنك جافيت أوامر ذلك الدين فيما أمرك وأنك إن مت بسبب ذلك تكون قد أهلكت نفسك وأنتحرت وعليك عقوبة قتل النفس كانت عليك عقوبة المنتحر . قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أين الطبيب قالوا أنت تقول ذلك يا رسول ا قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ء إل وأنزل معه الدواء إن ا عز إن ا عز وجل لم ينزل دا ً ء يدفع به ذلك وجل لم ينزل مرضا في الرض إل أنزل دوا ً المرض ويهدمه ويسيطر عليه ويشفيه ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( يقول في ذلك الدواء الذي يضرب ذلك المرض
120
ويصيبه في مقتل جاءه رجل يقول أخى أصابته وعكه معويه وتركته يتألم . فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أسقه عس ل ً , الرجل ذهب وأعطى لخيه عسل النحل ثم عاد إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا لم يزده إل استطلقا التعب الذي عنده ذاد لم يبرأ فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أسقه عس ل ً ,الجرعة الولية كمية العسل الولى لم تستطع أن تقضي على المرض كلية فأمره رسول ا) صلي ا عليه وسلم( بتكرار الدواء قال له أسقه عس ل ً عاد له مرة ثالثة وقال له يا رسول ا سقيته عس ل ً فلم ينفعه شيئا قال له أسقه عس ل ً أعد العلج مرة ثالثة قال أسقه عس ل ً صدق ا عز وجل وكذبت بطن أخيك ا عز وجل قال لنا فيه شفاء للناس قال العسل فيه شفاء للناس فصدق ا عز وجل وكذبت تلك البطن كذبت تلك البطن التي لم تستجيب للعسل أعطاه العسل المرة الرابعة فعاد الرجل وقال برأ يا رسول ا برأ يا رسول ا . عن سعد بن أبى وقاص) (وأرضاه المبشر بالجنة قال دخل ي رسول ا) صلي ا عليه وسلم( عل ّ
يعودني كان مريضا
فدخل عليه الرسول زيارة يقول سعد) (وأرضاه فوضع رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يده على صدري حتى وجدت برد يديه على فؤادي وضع رسول ا) صلي ا عليه وسلم( 121
يده على صدر ذلك المريض على اللحم على البشرة يقول حتى وجدت برد يد رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
على
فؤادي على قلبي على الفؤاد فقال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( ماذا قال هل قرأ عليه البقرة وآل عمران هل قرأ عليه وقرأ عليه ولكنه قال له إنك مفؤود ما معنى أنك مفؤود أي أنك عندك مرض في القلب عندما وضع يده على فؤاد المريض وجد اضطراب القلب ودقاته ونبضاته غير طبيعية قال له أنك مريض بالقلب اذهب إلى الحارث بن كلدة فإنه طبيب يتطبب أذهب إلى طبيب مشهور كان يعالج القلوب في ذلك الوقت في وقت رسول ا) صلي ا عليه وسلم( فقال له الرسول – عليه أفضل الصلة والسلم -اذهب إلى الحارث بن كلدة انه طبيب يتطبب ولكن دين السلم الذي أمرك بالدواء وبتعاطيه وأن تحاول أن تذهب إلى الطبيب ليفتيك فيما أنت فيه أمرك أل تسمع للطبيب إذا أمرك أن تتداوي بحرام . جاء طارق بن سويد) (وأرضاه إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقال له يا رسول ا إني أصنع الخمر للدواء قالها هنا في هذه اليام واحدا من الناس يقول لك اشرب كأس من البيرة سوف تصلح ما بك سوف تصح جسدك خذ هذه القطعة من الحشيش سوف تروق بالك وخذ وخذ هذه قد تغيب عنك الفكر هذه كلها نهينا عنها طارق بن سويد قال 122
لرسول ا) صلي ا عليه وسلم(
إني أصنع الخمر للدواء
أصنع الخمر لكي أشربها علجا فقال له رسول ا) صلي ا ء ولكنها داء . عليه وسلم( أنها ليست بدوا ً وعن أم سلمة ) (وأرضاها قالت قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
ما جعل ا عز وجل شفائكم فيما حرم
عليكم ما جعل ا عز وجل في شفاء المرضى أن يتعاطوا الحرام . وعن أبي هريرة) (وأرضاه قال نهى رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
أن نتداوى بالخبيث قيل وما هو الخبيث قال
العلج بالسموم . دينكم جاء يأمركم بأن تحافظوا على صحتكم تحافظوا على أجسادكم وعقولكم وجاء دين السلم لكي تنأى بنفسك وتبعد بنفسك وتجعل لنفسك حاجزا بينك وبين أن تنتقل لك عدوى من مريض ثم بعد ذلك أمرك بأن تذهب إلى الطبيب وأن تتناول الدواء والعلج وأن تعلم أن ما قدره ا عز وجل كائن وأن الشافي هو الرحمن . اعلموا أن رسول ا كان يأمر الناس بالعلج بالدواء وكان هناك علجا أخر علجا نفساني علج للنفس وعلج للجسد فكان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يداوي الناس إما بالعلج بالدوية وحدها وإما بالعلج النفسي وحده وإما بهما معا وا عز وجل يقول
م ٌة ح َ ء َو َر ْ ش َفا ٌ ه َو ِ ن َما ُ ن ا ْل ُق ْرآ ِ ل ِم َ ) َو ُن َن ّز ُ
123
سا ًرا. خ َ ن إ ِ ّل َ مي َ ظا ِل ِ ن ۙ َو َل َي ِزي ُد ال ّ م ْؤ ِم ِني َ ّل ْل ُ
( " السراء "82وقال ا عز وجل
ه َو ِل ّل ِذي َ ن ل ُ ي ۗ ُق ْ ع َر ِب ّ ي َو َ م ّ ج ِ ع َ ت آ َيا ُت ُه ۖ أ َ أ َ ْ ص َل ْ م ّيا ّل َقا ُلوا َل ْو َل ُف ّ ج ِ ع َ ه ُق ْرآ ًنا أ َ ْ ع ْل َنا ُ ج َ ) َو َل ْو َ مى ۚ ُأو َلٰ ِئ َ ك ع ً م َ ع َل ْي ِه ْ ه َو َ م َو ْق ٌر َو ُ ن َل ُي ْؤ ِم ُنو نَ ِفي آ َذا ِن ِه ْ ء ۖ َوا ّل ِذي َ ش َفا ٌ ه ًدى َو ِ آ َم ُنوا ُ عي ٍد. ن َب ِ كا ٍ ن ِمن ّم َ ُي َنا َد ْو َ
( " فصلت "44والذين ل يؤمنون ل ينفعهم
ذلك الشفاء ل ينفعهم ذلك الدواء كان هنا الشفاء معناه ماذا معناه أن القرآن يعالج أمراض النفوس يعالج أمراض العقول والقلوب يعالج الظالم حتى يعود إلى رشده يعالج العاصي حتى يعود إلى هداه يعالج المريض النفسي حتى تطمئن نفسه وتستجيب وتعود إلى طبيعتها وكانت قراءة القرآن والصلة من أسباب علج النفوس في دين السلم . فكان رسول ا) صلي ا عليه وسلم( إذا حزبه أمر إذا أشتد عليه شئ كان يقول أرحنا بالصلة يا بلل أرحنا بها يا بلل ,وكانت قراءة المعوذات من المور التي أمر بها رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وكان يكره التعامل بغيرها عن عبد ا بن مسعود) (وأرضاه في طب النفوس طب البدان قلنا أنه ل يصلح فيه إل الدواء والشافي هو ا ل يصلح فيه إل الطبيب والشافي هو ا أما طب النفوس فإنه يعالج بالرقية يعالج بما أمر به رسول ا) صلي ا عليه وسلم( من المور والكلمات التي جعلت تطبيبا للنفوس وعلجا لها . عن عبد ا بن مسعود) (وأرضاه قال كنا ثلثين رجل من صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( في سفر فنزلنا 124
على قوم فأبوا أن يضيفونا نزلوا على ناس فأبوا أن يطعموهم يقول فمرض سيد القوم فقالوا لهم هل هناك من راق هل فيكم من راق قال عبد ا بن مسعود) (وأرضاه أنا أرقيه ثم قال لهم ل أرق حتى تجعلوا لنا جع ل ً تجعلوا لنا عطاءا فقالوا له أرقيه ولكم ثلثين شاة لكم لكل واح ٍد شاه قال فرقيته بماذا قرأ عليه سبع مرات الحمد لله رب العالمين الفاتحة فبرئ وقام كأنه أطلق من عقال فقال صحابة رسول ا) صلي ا عليه وسلم ( ل نأكل ول نطعم حتى نأتي رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
نخبره الخبر فلما جاءوا إلى
المصطفى قالوا يا رسول ا وقصوا عليه القصة فقال لهم رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال لعبد ا بن مسعود وما يدريك أنها رقية قال يا رسول ا شئ استقر في روعي قال له رسول ا) صلي ا عليه وسلم( اطعموه واجعلوا لنا شيئا من الشاه قال كلوا أطعموا وأجعلوا لي نصيبا معكم من لحم الشاه أو كما قال رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
فأقر
رسول ا) صلي ا عليه وسلم( تلك الرقية ولكن كانت رقيه الفاتحة في أي موطن فيها أو في أي مكان كانت الرقية في إياك نعبد وإياك نستيعن إياك نعبد يا رب العالمين تكون لك علجا وإياك نستعين بمن نستعين على ما نزل بك من بلء إذا لم تستعين بالله عز وجل بمن تستعين إذا وقع بك خطب وضجر تستعين بالله عز وجل وكانت كذلك الرقية التي قصها 125
علينا عثمان بن أبي العاص) (وأرضاه قال ذهبت إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقلت له يا رسول ا اشتكي وجعا رسول ا) صلي ا عليه وسلم( يعلم أن ذلك الوجع الذي عنده إنما هو وجع سببه النفس فقال له ضع يدك على ما يألم من جسدك ثم قل سبع مرات بعد أن تسمي ا عز وجل أعوذ بعزة ا وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بمن بعزة ا وقدرته من شر ما أجد وأحاذر قال عثمان بن أبي العاص) ( وأرضاه فكررتها حتى برأت فل أزال أصفها للناس ما حييت . ورسول ا) صلي ا عليه وسلم( في مرضه الذي مات فيه كان ينفث على نفسه بالمعوذات كان يقرأ قل هو ا أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وينفخ في يديه النفث معناه النفخ وينفخ في يديه ثم يمرر يديه على جسده فكان علجا نفسانيا كان علجا نفسانيا ولكن هناك أمراضا شاء ا عز وجل أل يكشف لها علجا بعد فإنه عليك الصبر عليها ولك أجرها . عن عبد ا بن عباس) (وأرضاه قال من أحب أن ينظر إلى امرأة من أهل الجنة فلينظر إلى هذه المرأة السوداء من أحب أن ينظر إلى واحدة من أهل الجنة فلينظر إلى هذه المرأة السوداء قال عبد ا بن عباس جاءت إلى رسول ا) صلي ا عليه وسلم( وقالت يا رسول ا إني اصرع وإني أتكشف هي يصيبها الصرع وذلك الصرع قد يكون بسبب مرض 126
في المخ الخليا العصبية مات منها عدد وموت خليا العصب ل تجدد فقال لها رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
الطبيب
المعالج قال إن شئت دعوت ا لك وشفاك وإذا شئتي أصبري ولك الجنة رسول ا) صلي ا عليه وسلم(
يعلم أن ذلك
المرض المستعصي ليس له علج إذا دعى ا عز وجل لها فإن ا عز وجل قادر على أن يشفيها ولكن حقيقة المرض يعلمه المصطفى فقال إن شئت دعوت ا لك فشفاك وإن شئت فصبرتي ولك الجنة قالت أصبر يا رسول ا ولي الجنة أصبر يا رسول ا ولي الجنة ولكني أتكشف عندما يصيبني الصرع ملبسي تتعرى فقالت أدعو ا لي أل أتعرى أل أتكشف فدعى ا عز وجل لها فما تكشفت بعدها في نوبة الصرع ولكن رسول ا) صلي ا عليه وسلم( قال إن شئت تصبري ولك الجنة قالت أصبر ولي الجنة دينك ل يأمرك أن تذهب إذا مرضت إلى المشعوذ لم يأمرك أن تذهب إلى دجال لم يأمرك أن تذهب إلى رجل يعالجك بكذا أوكذا الرقى التي اقرها رسول ا) صلي ا عليه وسلم( كلها معلومة ومدونة واليات التي كان يعالج بها رسول ا) صلي ا عليه وسلم( أقرها وبينها ل يزيد فاتحة كتاب ا عز وجل وآية الكرسي واليات الخيرة من سورة البقرة والمعوذات كان يعوذ بها الحسن والحسين قل هو ا أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس لم يأتي في الكتب الصحاح غير هذا وأتحدي 127
أي إنسان يأتي بغير ذلك من صحاح الكتب التي جاءت بسنة رسول ا) صلي ا عليه وسلم( دينكم دين العقل والمنطق دين الحكمة كلها دين التوكل على ا كله وإذا ذهبت إلى الطبيب وإذا تناولت العلج فأعلم أن ذلك الطبيب وذلك العلج لن يؤخر أجلك وأن الدواء يعمل بإرادة ا عز وجل وأن الطبيب إذا أراد ا عز وجل أصاب وكان تشخيصه تشخيصا سليما وكان وصفه للدواء وصفا سليما يقول القائل: إن الطبيب بطبه ودواءه ل يستطيع دفع أمر قدر أتى الطبيب يموت بالداء الذي قد أبرأ منه فيما قد مضي ,تجد ء في القلب تجد طبيب الورام يموت طبيب القلوب يموت بدا ٍ بداء الورام تجد طبيب الباطن يموت بشئ في الباطن فمال الطبيب يموت بالداء الذي أبرأ منه فيما قد مضي في تخصصه يموت بالمرض الذي هو تخصص فيه ثم يقول القائل مات المداوي مات الطبيب ما المداوي الذي جلب الدواء الذي ذهب إلى الصيدلية والذي جاء بالدواء وباعه والذي باعه الصيدلي ومن اشترى كل بني آدم إلى فناء فيجب عليك أن تعمل وتأخذ بما أمرك به دين السلم وا عز وجل ورسوله وتعلم أن كل شئ بإرادة ا عز وجل وحده .
128