1-أبواب الجنة

Page 1

‫أبـواب الجـنة‬ ‫إن الجنة في دين اللسل م إنما هي حقيقــة واقعــة حقيقــة ل خيــال فيهــا بينمــا الجنــة عنــد‬ ‫الخرين إنما هي إيحاء إنما هي خيال ‪.‬‬ ‫والجنة في دين اللسل م أن نؤمن بأننا لسوف ندخلها أحياء جلسداً وروحاً بينما هي عنــد‬ ‫الخرين دخولها بالرواح فقط أما الجلساد فقد ماتت وقد بليت كان هذا هــو الفــارق بيــن الجنــة‬ ‫عنــدنا والجنــة عنــد غيرن ا ‪ ,‬والجنــة والســعة ل يعلــ م عظــ م إتلســاعها إل خالقهــا ل يعلــ م مــداها إل‬ ‫بانيها ومشيدها ل يعل م عظمها وقدرها إل ال عز وج ل إواذا كـان الـ عـز وج ل قـال لنـا أن هـذه‬ ‫الجنة اتلساعها اتلساع اللسموات والرض فإن ذلك للتقريب وليس للتحديد ‪.‬‬ ‫فإذا قلنا أن اللسموات والرض ل نلســتطيع أن نبلــغ مــدى ملســاحتها إوان ملســاحة اللســماء‬ ‫الدنيا التي نعيش في عالمها ل يلستطيع العقل أن يحيط بقدرها ول يحيط بمحيطها فإن العل م قــد‬ ‫أثبت بيقين أن هناك نجو م في اللسماء الدنيا ل م يصل ضوئها إلـى الرض بعـد وأن هنـاك نجومـ اً‬ ‫في اللسماء الدنيا ينتظر وصول ضوئها إلى الرض بعد مليين اللسنين الضوئية‪.‬‬ ‫إذا كـــان الـــ عـــز وجــل يقـــول‬

‫هرا‬ ‫ة َ‬ ‫مسسر ن ّربِ ّ ُ‬ ‫سسسراِر ُ‬ ‫جّنسس ٍ‬ ‫ضسس َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ى َ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬ ‫كسس ِفْ‬ ‫عِفْر ُ‬ ‫مِفْغِفسسَرٍة ِ ّ‬ ‫عاوا إَِلسس ٰ‬

‫ر ن‪.‬‬ ‫ض ُأ ِ‬ ‫ع ّ‬ ‫مّتِقني َ‬ ‫ت َ‬ ‫مرا َ‬ ‫س َ‬ ‫د ِفْ‬ ‫ال ّ‬ ‫ت لِ​ِفْل ُ‬ ‫واِفْل َِفْر ُ‬ ‫وا ُ‬

‫( "آل عمران ‪ "133‬فإنه يقول لنا أن هذه الجنــة والســعة‬

‫الرجاء ل يلستطيع عقل أن يتخيل مدى اتلساعها وال عز وجل إنمـا جعـل لهـذه الجنــة الوالســعة‬ ‫المترامية الطراف لسو ارً عاليا وجعل لتلك الجنة أبوباً فــإن ال ـ عــز وجـل يقــول‬

‫ر ن‬ ‫ق ال ّ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ذني َ‬ ‫سني َ‬ ‫) َ‬

‫و َ‬ ‫جراُءو َ‬ ‫ى إِ َ‬ ‫اتّ َ‬ ‫م‬ ‫جّن ِ‬ ‫خَزنَُت َ‬ ‫اواُب َ‬ ‫هسسرا َ‬ ‫م َ‬ ‫قسسرا َ‬ ‫هسسرا َ‬ ‫ت أَِفْب َ‬ ‫وُفِت َ‬ ‫هسسرا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مًرا ۖ َ‬ ‫ة ُز َ‬ ‫م إَِلى اِفْل َ‬ ‫ل لَُهس ِفْ‬ ‫حس ِفْ‬ ‫قِفْاوا َربُّه ِفْ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫سسَل ٌ‬ ‫م َ‬ ‫خُلاو َ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خرالِ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫علَِفْني ُ‬ ‫دني َ‬ ‫هرا َ‬ ‫طِفْبُت ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫فراِفْد ُ‬

‫( "الزمر ‪ "73‬قال لنا أن الناس من أهل اليمان وأن النــاس‬

‫من أهل التقوى إنما يلساقون إلــى الجنــة زم ارً أي جماعــة بعــد جماعــة ال نـبيــاء والرلس ل جماعــة‬


‫والعلماء جماعة وأهل الصدق والخل ص جماعة وأهل البر والحلسان جماعة وكـل جماعــة مــع‬ ‫بعضــه م إنمــا هــ م زم رة واحــدة يلســارعون إلــى الجنــة حــتى إذا وصـلوا إليهــا وجـدوها وقـد فتحــت‬ ‫أبوابها إواذا كان ال عز وجل ذكر لنا أن التقوى إنما هي مــن اللســباب الــتي تفتــح أبـواب الجنــة‬ ‫فمعنـى ذلـك أن التقـوى إنمـا هـي أمـر عظيـ م فـإن التقـوى هـي اليمـان بالجليـل والعمـل بالتنزي ل‬ ‫واللستعداد ليو م الرحيل ‪ ,‬والتقوى إنما يقول في حقها القائل‪:‬‬ ‫دع الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقي وأصنع‬ ‫كماشي فوق أرض الشوك وأحذر ما ترى‬ ‫ول تحقرن من الذنوب صغيرة فإن الجبال من الحصى‬ ‫فيجب على الـذي يريـد أن يقــف علــى بــاب الجنــة وأن يفتــح بابهــا كــي يــدخلها أن يكــون‬ ‫ألسالساً من المتقين ‪.‬‬ ‫وُم حـمد – عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬هو أول من يقرع بــاب الجنــة وأول مــن يــدخلها‬ ‫فإن أنس بن مالك ‪ ‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رلسول ال)صلي ال علية ولسل م( أنــا أول شــافع وأول‬ ‫من يقعقع الباب ويطرق عليه ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول لنا فــي حــديث لــه أنــا‬ ‫أول من يقرع باب الجنة هو أول من يقرع بـاب الجنـة ولكـن كـان هنـاك إنلسـاناً أخـر إنمـا يكـون‬ ‫فــي ذلــك الــوقت وفـي تلــك اللحظــة ومـع قــرع البــاب مــن ُم حـمــد )صــلي الـ عليــة ولسـل م( هنــاك‬ ‫إنلسان يقرع معه هناك إنلسان يقف معه هـل بــدر بــذهنك مــن هـو هــل السـتطعت أن تعمـل بعقلـك‬ ‫وتنظر من يكون يقول رلسول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( أنــا أول مــن يقــرع بــاب الجنــة فــإذا‬ ‫بــامرأة تبــادرني ‪ -‬امـرأة فــي تلــك اللحظــة ومـع رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( وفـي ذلــك‬ ‫المقا م ‪ -‬إواذا بامرأة تبادرني فأقول مالك يا امرأة يلسألها المصطفى مالك مـاذا أتـى بـك فـي هـذه‬


‫اللحظة وفي هذا الوقت ولساعة قرع باب الجنــة تقـول أنـا امـرأة قعــدت علـى أيتــا م لــي هـي امـرأة‬ ‫شابة فتية تشتاق إلى زوج تشتاق إلى ما شرعه ال عز وجل لها ولكنها مات زوجها وتـرك لهـا‬ ‫عياًل وترك لها أيتاماً فهي جاءت على نفلسها وفي الوقت الــذي هــو عصــيب علــى لســنها ترك ت‬ ‫متاع الدنيا ونعيمها وتفرغت لهــؤلء اليتــا م تربيهــ م وتحنــو عليهـ م ولـ م يـأتي فـي ذهنهــا زوج أو‬ ‫رجل ولكن كل همها أن تعول أولدها من زوجها الذي مات وتركها ‪.‬‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أنا أول من يقرع باب الجنة فــإذا بــامرأة تبــادرني‬ ‫فأقول مالك يا أمرأة تقول أنا أمـرأة قعــدت علـى أيتــا م لــي ‪ ,‬رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م(‬ ‫عندما يقرع الباب وعندما يدق على باب الجنة فإذا بصوت يناديه فإذا بصــوت يلســأله كــان ذلــك‬ ‫الصوت صوت رضوان الملك الموكل بالجنة رضوان عليه اللسل م إنما يلسأل ُم حـمـد يقـول رلس ول‬ ‫ال )صلي ال علية ولسل م( آتي باب الجنة فألستفتح يأتي إلى باب الجنة فيطرق البــاب يطلــب‬ ‫مــن يفتــح فينــاديني الخــازن فيناديــة رض وان ويقــول مــن أنــت مــن أنــت الــذي يطــرق فيقــول أنــا‬ ‫ُم حـمد ‪ -‬عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬انظر إلـى إجابـة رض وان انظـر إلـى إجابـة خـازن الجنـة‬ ‫يقــول بــك أمــرت ال أفتــح لحــد قبلــك مــا هــو المــر الصــادر إليــه منــذ خلــق الـ عــز وج ل الجنــة‬ ‫وصورها وجعل لها أبـواب المــر الصـادر إليــه أل يفتــح لحــد إل لُم حـمــد ‪ -‬عليــه أفضــل الصـلة‬ ‫واللسل م ‪.‬‬ ‫وعن عمر ‪ ‬وأرضاه قال ‪ :‬قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( الجنــة حرم ت علــى‬ ‫ال نـبيــاء حـتى أدخلهـا ‪ -‬الجنــة حرمهـا الـ علـى ال نـبيـاء والرلس ل حـتى يـدخلها ُم حـمــد ‪ -‬عليــه‬ ‫أفضل الصلة واللسل م ‪ -‬وحرمت على الم م حتى تدخلها أمتي ‪ -‬حرمت على الم م كلهــا علــى‬


‫أمة نوح على أمة أد م على أمة عيلسى على أمة مولسى على أمة كل نبي ورلسول حــتى تــدخلها‬ ‫أمة ُم حـمد )صلي ال علية ولسل م( ‪.‬‬ ‫ومن أمة ُم حـمد )صلي ال علية ولسل م( كان هناك رجل هــو أول مــن يلجهــا بعــد رلس ول‬ ‫ال )صلي ال علية ولسل م( وأول مــن يــدخلها وأول مــن يلــج البـاب بعــد رلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫عليــة ولسـل م( يقــول رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( عــن أنــس بــن مالــك ‪ ‬قــال جــاءني‬ ‫جبريل فأراني الباب الذي تدخل منه أمتي فقــال أبــو بكــر الصــديق ‪ ‬يــا رلس ول الـ ليتنــي كنــت‬ ‫معك فانظر إليه ليتني كنت معـك فشـاهدته فيقـول لـه رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( أمـا‬ ‫أنــك يــا أبــا بكــر أول مــن يــدخلها مــن أمــتي )صلي ا علية وسلم( قــال إن الصــديق أول مــن‬ ‫يدخل الجنة بعده وكيف ل يكون ذلك وهو أول من آمن وأول من صدق وهو ثاني اثنين إذ همــا‬ ‫في الغار وهو الذي حفظ لللسل م مكــانته وه و الـذي حفــظ لللســل م دولتــه بعــد مــوت رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( وكادت الدولة تنهار ‪ ,‬والصـديق ‪ ‬ل يـدخل الجنـة مـن بـاب واحـد بـل‬ ‫من أبواب الجنة كلها من أيها شاء والجنة لها ثمانية أبواب إتلساع الباب على قدر لســعة الجنــة‬ ‫الباب الواحد اتلساعه كما يقول رلسول ال )صـلي الـ عليـة ولسـل م( فـي حـديث رواه أبـو هري رة‬ ‫‪ ‬قال‪ :‬قال رلسول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( إن بيـن المصـرعين مـن مصـاريع الجنـة بيـن‬ ‫المفصلة والمفصلة كما بين مكة وعدن وكما بين مكة وُبصرى الملسافة كأنهــا بيـن مكـة واليمـن‬ ‫أو ما بيـن مكـة ودمشـق انظـر إلـى تلـك الملسـافة والملسـافة الـتي يـذكرها رلس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫علية ولسل م( والرقا م التي تذكر في القرآن بملساحات أو بأطوال إنمــا المـراد منهــا البعــد العظيــ م‬ ‫وال تـلساع الشالسع وليس المراد منها التحديد ‪ ,‬أنها من مكـة إلــى بصـرى وذلــك لن لســعة البـاب‬ ‫إنما جاءت في حديث أخر رواه عتبة بن غزوان ‪ ‬وقف عتبة فــي النــاس خطيبــا فقــال يــا أيهــا‬


‫الناس إن الدنيا أذنت بصر م وولت جاري ة تلـك الـدنيا الـتي نحيـا فيهـا إنمـا هـي فانيـة ولـ م يبقـى‬ ‫منها إل صبابة كصبابة ال نـاء يصبها أحــدك م لـ م يبقــى منهـا إل البقيـة مــن المـاء فــي الكـوب أو‬ ‫بقيــة الطعــا م فــي النــاء لــ م يبقــى منهــا إل صــبابة إوانكــ م لســتنقلون إلــى دار ل فنــاء لهــا فــانتقلوا‬ ‫بخير العمل فإن رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( قال إن بين المصراعين من مصاريع الجنة‬ ‫ملســيرة أربعيــن لســنه ولسـوف يــأتي عليــه يــو م وه و كظيــظ مــن الزح ا م ملســافة مــا بيــن المفصــلة‬ ‫والمفصلة كأنك تلسير أربعين لسنة ‪.‬‬ ‫البواب الثمانية ُتفتــح للصــديق ‪ ‬لــن يكــون مفتوح اً لــه بابـاً واحــداً ولكــن أبـواب الجنــة‬ ‫الثمانية إنما تكون مفتوحة له قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( مـن أنفـق زوجيـن فـي‬ ‫لســبيل الـ مــن مــاله فتحــت لــه أبـواب الجنــة الــذي ينفــق فــي لســبيل الـ فتحــت لــه أبـواب الجنــة‬ ‫وللجنــة ثمانيــة أب ـواب فمــن كــان مــن أهــل الصــلة دعــي مــن بــاب الصــلة ومـن كــان مــن أهــل‬ ‫الصدقات دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهــاد ومـن كــان مــن‬ ‫أهل الصيا م دعي من باب الريان قال الصديق ‪ ‬يا رلسول ال ما على أحٍد من ضــرر أن دعــي‬ ‫من أيها دعي هل هناك ضرر عليك أن تدعى من أي باب من أبواب الجنة وتـدخل منــه مــا فيــه‬ ‫ضرر عليك المه م أن تلج الباب وتدخل أنك تجد الباب مفتوحاً ‪ ,‬قال الصديق ‪ ‬يــا رلس ول الـ‬ ‫وهل من أحد يدخل منها كلها قال نع م قال رلسول ال )صلي الـ عليــة ولسـل م( نعــ م هنــاك نــاس‬ ‫يدخلون من أبواب الجنة الثمانية كلها يختار أي باب يدخل منــه ثــ م قـال رلس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫علية ولسل م( وأرجوا يا أبا بكر أن تكون منه م ‪.‬‬ ‫إذا كانت أبواب الجنة الثمانية مفتوحة للصديق ‪ ‬يـدخل منهـا فـأي إنلسـان بالسـتطاعته‬ ‫أن يأتي بالعمال التي تفتح أبواب الجنة الثمانية ث م يختار الدخول من أي باب منها‪.‬‬


‫فإن أبا هريرة ‪ ‬يقــول ‪ :‬قــال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( مــا مــن عبــد يصــلي‬ ‫الصلوات الخمس ويصو م رمضان ويخرج زكاة ماله ويجتنــب الكبــائر إل فتحــت لــه أبـواب الجنــة‬ ‫الثمانية يدخل من أيها شاء ‪.‬‬ ‫تفتح البواب الثمانية للجنة ث م تقف أما م البـواب وتختــار البــاب الــذي تــدخل منــه هنــاك‬ ‫أصناف من أمة ُم حـمــد – عليــه أفضــل الصـلة واللســل م‪ -‬أول مــن تفتــح لهــ م البـواب وأول مــن‬ ‫يدخلون الجنة فعن عبد ال بن عباس‪ ‬يقول ‪ :‬قال رلسول ال )صــلي الـ عليــة ولسـل م( أول‬ ‫من يدخل الجنة من أمتي الحمادون الذي يحمدون في اللسراء والضراء ‪ ,‬مــن أول النـاس الـذي‬ ‫يدخلون الجنة الذين يحمدون ال عز وجل على نعمه ونع م ال كثيرة وتحمد ال عز وجل كــذلك‬ ‫على الضرر وتعل م أن ذلك الضرر إنما هـو مــن ذات اليـد وأن الـ عـز وج ل إذا أصـابك بــه إنمـا‬ ‫يصيبك ليختبرك وليطهرك ‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول ‪ُ :‬ع رـض علّي أول ثل ثـة يــدخلون الجنــة مــن‬

‫ه م يا رلسول ال قال ‪ :‬الشهيد وعبد مملوك ل م يمنعه رق ه فـي الـدنيا عـن طاعـة رب ه ورج ل يكـد‬ ‫ويعمــل لكــي يــأتي بطعــا م لهلــه ذلــك لــ م يشــغله اللســعي عــن أن يطيــع رب ه وفقيــر متعبــد ورج ل‬

‫عفيف فقير عنده أولد ولكنه ل يمد يده لحد أنه ل يلســأل النــاس إلحافـاً إن أعطــوه أعطــوه إوان‬ ‫ل م يعطوه ل م يطالبه م ‪.‬‬ ‫إن الجنة أبوابهـا عظيمـة والبـاب منهـا متلسـع وأن أهـل اللسـل م لسـوف يقفـون أمـا م تلـك‬ ‫البواب زم ارً جماعات جماعات ث م يأتي ُم حـمد – عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬الباب ويقــرع ثــ م‬ ‫يدخل الصديق ث م يدخل أهل التقوى واليمان والذين أمنوا جماعات ‪.‬‬


‫يقول ال عز وجل‬

‫مۖ‬ ‫ت َ‬ ‫صل َ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫عِفْد ٍ‬ ‫خُلاونَ َ‬ ‫م َ‬ ‫وأَِفْز َ‬ ‫م َ‬ ‫مر ن َ‬ ‫و َ‬ ‫هرا َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ن نيَِفْد ُ‬ ‫جّنرا ُ‬ ‫وُذ ِرّ​ّنيراتِ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ر ن آَبرائِ ِ‬

‫مۚ َ‬ ‫خُلاو َ‬ ‫مَلئِ َ‬ ‫عِفْقَبسسى‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫كسس ُ‬ ‫علَِفْني ُ‬ ‫مسسر ن ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َبسسرا ٍ‬ ‫فِنِفْعسس َ‬ ‫مسسرا َ‬ ‫كسسم بِ َ‬ ‫ب‪َ .‬‬ ‫واِفْل َ‬ ‫َ‬ ‫صسسبَِفْرُت ِفْ‬ ‫كسس ِ ّ‬ ‫هسسم ِ ّ‬ ‫سسسَل ٌ‬ ‫ة َنيسسِفْد ُ‬ ‫علَِفْني ِ‬ ‫داِر ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫("الرعد ‪ "24-23‬المل ئـكة تدخل على أهل اليمان وه م فــي الجنــة ثــ م تحييهــ م وتزكيهــ م‬

‫وتقول له م أنك م دخلت م الجنة بما قدمتموه من أعمال وبما أتقيت م به ال عز وجل وكنت م من أهــل‬ ‫اليمان ‪.‬‬ ‫فعن أنس بن مالك ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إذا وقـف عبــاد الـ‬ ‫يــو م القيامــة أمــا م ربهــ م للحلســاب جــاء قــو م واضــعوا لســيوفه م علــى رق ابه م وجـبينه م ينــزف دمـاً‬ ‫يزدحمون على أبواب الجنة ‪ -‬الشهداء أول الزمر التي تزدح م على أبواب الجنــة وتقــف أمامهــا‬ ‫ قيل من هؤلء قال هؤلء ه م الشهداء فه م أحياء عند ربه م ُيرزقون ث م ينادي مناد ليقــ م مــن‬‫كــان أجــره علــى ال ـ أول الزم ر الشــهداء تجتمــع أمــا م أب ـواب الجنــة وكيــف ل يكــون ذلــك وه م‬ ‫الستشهدوا في لسبيل دين ال الذين قاتلوا في لسبيل ال عز وجل يرجون أن تكون كلمة ال هــي‬ ‫العليا فإن رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول للجنة ثمانية أبواب واللســيف محــاء الــذنوب‬ ‫ول يمحو النفاق ‪.‬‬ ‫للجنة ثمانيــة أبـواب يقــف أمامهــا الشــهداء لن اللســيف الــذي يضــرب لـ يمحــو الــذنوب‬ ‫كلها ولكن ل يمحو النفاق لن ال عــز وج ل يعلــ م مــن يجاهــد فــي لســبيله ويعلــ م مــن يجاهــد فــي‬ ‫لسبيل غيره ‪ ,‬الذي يدخل الجنة والذي يقف بعد الشهداء من ؟‬ ‫يقول رلسول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( فــي ذلـك الحــديث ثـ م ينــادي منــاد فـي الجمــع‬ ‫الذي أما م البواب ليق م من كان أجره على ال بعد الشهداء من كان أجره على ال ليق م من كــان‬ ‫أجره على ال ليق م من كان أجره على ال كرره ا عـدة مـرات قيــل ومـن هــو الــذي أجــره علــى الـ‬


‫قال العافون عن الناس من الذي بعد الشهداء وقوفاً أما م أبواب الجنة ودخوًل لها الذين يعفون‬ ‫عن الناس الذين يكظمون الغيظ الذين إذا أعتذر إليه م قبلوا المعذرة ‪.‬‬ ‫فإن رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( يقــول ‪ :‬مــن تنصـل لـه فلـ م يقبـل لـ م يـرد علــى‬ ‫الحوض ‪ ,‬الذي يأتيك معتذ ارً يجب عليك أن تقبل اعتـذاره وتعفـو عنـه حـتى تقـف بعـد الشـهداء‬ ‫أما م أبواب الجنة لن المر أكيد أنك لسوف تأتي على نفلسك ولسوف تحملها شيئاً عظيماً تقــول‬ ‫شتمني تقول ضربني تقول تقول تقول إنما العفو هنا أعظ م إذا ل م تقبل عذره لـن تقـف ولـن تـرد‬ ‫حوض ُم حـمد – عليه أفضل الصلة واللسل م ‪.‬‬ ‫والــ عــز وجــل يقــول‬

‫ت‬ ‫ة َ‬ ‫مسسر ن ّربِ ّ ُ‬ ‫سراِر ُ‬ ‫جّنس ٍ‬ ‫ضس َ‬ ‫مرا َ‬ ‫سس َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ى َ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬ ‫كس ِفْ‬ ‫هرا ال ّ‬ ‫عِفْر ُ‬ ‫مِفْغِفَرٍة ِ ّ‬ ‫عاوا إِلَ ٰ‬ ‫وا ُ‬

‫ر ن ُنينِفُقاو َ‬ ‫ر ن اِفْل َ‬ ‫واِفْل َ‬ ‫ر ن‬ ‫واِفْل َ‬ ‫عسسرا ِ‬ ‫ظ ِ‬ ‫كرا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ر ن‪ .‬الّ ِ‬ ‫ض ُأ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ع ّ‬ ‫فني َ‬ ‫غِفْنيسظَ َ‬ ‫مني َ‬ ‫ضّراِء َ‬ ‫سّراِء َ‬ ‫ذني َ‬ ‫مّتِقني َ‬ ‫َ‬ ‫د ِفْ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫ت لِ​ِفْل ُ‬ ‫واِفْل َِفْر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ُني ِ‬ ‫سِنني َ‬ ‫سۗ َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ب اِفْل ُ‬ ‫ر ن الّنرا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫مسسبآ ٍ‬ ‫ر ن َ‬ ‫سس َ‬ ‫مّتِقني س َ‬ ‫ِذِفْك سٌر ۚ َ‬ ‫ح ِفْ‬ ‫ر ن لَ ُ‬ ‫ن لِ​ِفْل ُ‬

‫( "آل عم ـران ‪ "134-133‬ويقــول ال ـ عــز وجـل‬

‫) َٰ‬ ‫هَذا‬

‫حس ً‬ ‫م َ‬ ‫ن ّ‬ ‫ب‪ " ( .‬ص ‪"50-49‬‬ ‫ت َ‬ ‫جّنسسرا ِ‬ ‫ع سِفْد ٍ‬ ‫م اِفْل َِفْب س َ‬ ‫فّت َ‬ ‫‪َ .‬‬ ‫اوا ُ‬ ‫ة لُّه س ُ‬

‫المتقين إنما ه م أهل الحلسان الذين يتحملون القدر العظ م لذلك فتحت له م أبواب جنــات عــدن‬ ‫والستقبله م فيها رضوان ‪.‬‬ ‫يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( يــا علـي أذن فــي النـاس أن الجنـة لـن يـدخلها‬ ‫إل نفس ملسلمة يا علي أذن في الناس أن الجنة لن يدخلها إل نفس مؤمنة‪.‬‬ ‫انظر تلك البواب أبواب الجنــة تلــك الــتي ذكرناهــا علــى عظــ م أتلســاعها إنمــا لهــا مفاتيــح‬ ‫مثــل أي بــاب لــه مفتــاح وع ن معــاذ بــن جبــل ‪ ‬قــال ‪ :‬قــال رلس ول الــ)صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫مفتاح باب الجنة ل إله إل ال المفتاح ل إله إل ال فإن من جـاء يـو م القيامـة وليـس معـه هـذا‬ ‫المفتاح لـن يفتــح لـه ولكـن يجــب عليـك أن تعلــ م أن ذلـك المفتــاح الـذي هـو ل إلـه إل الـ ليــس‬


‫مفتاح بغير ألسنان قيل أليس مفتاح البواب ل إله إل ال قال نع م ولكن لكل مفتاح ألســنان علــى‬ ‫قدر المزلج وعلى قدر القفل فإذا جئت بمفتاح ل ألسنان له ل م يفتح لك أي باب فـإن قلــت ل إلــه‬ ‫إل ال وأنت ل تعمل بها وأنت ل تأتمر بما أمرت به ول تنتهي عما نهيت عنــه فــإن مفتاحــك ل‬ ‫ألسنان له ‪ ,‬قيل إن جئت بمفتاح ليس له ألسنان لــ م يفتــح لــك وألســنان المفتــاح بضــع ولسـبعون‬ ‫شعبه أعلها ل إله إل ال وأدناها إماطـة الذى عـن الطري ق والحيـاء شـعبه مـن اليمـان بضـع‬ ‫ولسبعون لسنه في المفتاح باب الجنة ل إله إل ال له بضع ولسبعون لسنه ‪.‬‬ ‫ويقول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( كل أمتى يدخلون الجنــة إل مــن أبــى كــل أمــة‬ ‫ُم حـمد‪-‬عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬لسوف يدخلون الجنة إل الذي رفض إل من أبى قالوا مــن‬ ‫يأبى يا رلسول ال من ذا الذي ل يقبل أن يدخل الجنة ويكون من أهلها وفي نعيمها قـال رلس ول‬ ‫ال )صلي ال علية ولسل م( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقــد أبــى ‪ ,‬وقـال رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( يدخل الجنة من أمتي لسبعون ألفـاً بغيــر حلســاب وج وهه م علــى صــورة‬ ‫القمر ليلة البدر قيل من ه م يا رلسول ال قال الذي ل يكتون ول يتطيرون وعلى ربهــ م يتوكلــون‬ ‫‪.‬‬ ‫للجنة ثمانية أبواب الباب الول بــاب ُم حـمــد وبـاب التوبـة وبـاب الصــلة وبـاب الصــدقة‬ ‫وباب الجهاد وباب الريان وباب الصلة لصلتك بأقاربك لصلة رحمك لها باب وباب الضحى ‪.‬‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال رلسول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( إن فــي الجنــة بــاب يقــال لــه‬ ‫باب الضحى ل يدخله إل الذين يداومون على صلة الضحى يقال له م هذا بابك م فأدخلوه‪.‬‬ ‫وباب اليمن ليس مـن اليميـن البـاب اليمـن معنـاه مـن اليمـن عـن أبـي هري رة ‪ ‬قـال ‪:‬‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( قال ال عز وجل يا ُم حـمد أدخل من ل حلساب عليه من‬


‫أمتـك مـن البـاب اليمـن وه م شـركاء النـاس فـي بقيـة البـواب والـذي نفـس ُم حـمـد بيـده إن بيـن‬ ‫المصراعين من باب الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى ‪.‬‬


‫البـتـلء‬ ‫إن المصــائب تنــزل علــى النــاس لكــي يمحصــه م الـ عــز وج ل تنــزل علــى أهــل اليمــان‬ ‫لتكون توثيقاً لهل اليمان لتكون امتحاناً يمتحن ال عز وجل به عبــاده لينظــر مــن هــو مــؤمن‬ ‫ومن هو في شك وتنزل على الظلمة والكفرة إنما هي عقاب من ال فما كانت المصائب والبليا‬ ‫تلسمى وتوضع تحــت ملســمى واحــداً فإنهــا علــى نــاس فضــل إوانهــا علــى نــاس شــقاء إوانهــا علــى‬ ‫ناس محواً للخطايا إوانها على ناس دخوًل لجهنــ م والعيــاذ بـال فقــد نـزل قــول الـ عــز وج ل‬

‫م‬ ‫)أَ ِفْ‬

‫مسسر ن َ‬ ‫جّنس َ‬ ‫سسسراُء‬ ‫قِفْبِل ُ‬ ‫خلَسِفْاوا ِ‬ ‫ل الّس ِ‬ ‫مسسرا نيَسِفْأتِ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م اِفْلبَِفْأ َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ة َ‬ ‫خُلاوا اِفْل َ‬ ‫َ‬ ‫سِفْبُت ِفْ‬ ‫م ّ‬ ‫كسسم ۖ ّ‬ ‫كم ّ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫سسِفْتُه ُ‬ ‫مَثس ُ‬ ‫م َأن تَسِفْد ُ‬ ‫ه‬ ‫ه ۗ أَ​َل إِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫صسَر الّلس ِ‬ ‫صسُر الّلس ِ‬ ‫والّ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫مُناوا َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ل َ‬ ‫ى نيَُقاو َ‬ ‫وُزِفْلِزُلاوا َ‬ ‫ضّراُء َ‬ ‫َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن نَ ِفْ‬ ‫ى نَ ِفْ‬ ‫مَت ٰ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫ساو ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫قِرني ٌ‬

‫( "البقرة ‪."214‬‬ ‫بعض الناس يحلسبون أن دخول الجنة هكذا بغيــر ثمــن هكــذا بغيــر تمحيــ ص هكــذا بغيــر‬

‫ابتلء هكذا بغيــر مصــائب تنــزل عليهــ م يصــبرون عليهــا أو ل يصــبرون هــل هــذه الجنــة لســهلة‬ ‫المنال ما كانت لسهلة المنال ‪.‬‬ ‫خباب بن الرت ‪ ‬ذهب إلى رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( وه و ملسـند ظهــره إلــى‬ ‫صبـت على صحابة رلسول ال )صــلي ال ـ‬ ‫الكعبة الرلسول يجلس لصقاً ظهره بالكعبة وكانت قد ُ‬ ‫صـ بـ عليهــ م‬ ‫صـ بـ عليهــ م العـذاب صــباً و ُ‬ ‫عليــة ولسـل م( صــبت علــى رؤولسـه م المصــائب صــباً و ُ‬ ‫التنكيل صباً فجاء خباب إلى المصطفى – عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬يلستصرخه يقول له يا‬ ‫رلسول ال أل تدعو ال لنا أل تلستنصر لنا يا رلسول ال أدعو لنـا الـ يخفــف عنـا مــا نحـن فيــه‬ ‫وما ينزل بنا يقول رلسول ال )صلي ال عليـة ولسـل م( يجيبـه وه و محمـ ارً وجهـه كـانوا ينقلـون‬ ‫لنــا الحــاديث ليــس كلمـاً فقــط كــانت تنقصــه م الكــاميرات فكــانوا ينقلــون إلينــا مــا تنقلــه الكــامي ار‬


‫وصفاً قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( وهو محمر الوجه لقد كان الذين من قبلك م ُتحفــر‬ ‫لحده م الحفرة ث م ُيدفن فيها ث م يؤتى بالمنشار فيشق نصفين ويمشط بأمشاط من حديد ما بين‬ ‫لحــ م وعظــ م فمــا يثنيــه ذلــك عــن دينــه وكـان ينطــق بهــا الحمــد ل ـ رب العــالمين الحمــد ل ـ رب‬ ‫العـــالمين ويقـــول رلسـ ول الـــ )صـــلي الـــ عليـــة ولســل م( لخبـــاب ولكنكـــ م تلســـتعجلون ولكنكـــ م‬ ‫تلســتعجلون‬

‫جرا َ‬ ‫جّنس َ‬ ‫م‬ ‫من ُ‬ ‫هسُدوا ِ‬ ‫ه اّلس ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ونيَِفْعَلس َ‬ ‫م َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ة َ‬ ‫خُلاوا اِفْل َ‬ ‫م َ‬ ‫م الّلس ُ‬ ‫كس ِفْ‬ ‫سِفْبُت ِفْ‬ ‫)أَ ِفْ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫مسرا نيَِفْعَلس ِ‬ ‫م َأن َتسِفْد ُ‬

‫ر ن‪" ( .‬آل عمـران ‪ "142‬الجنـة لهـا ثمــن إذا كـان جهـاد كـان الجهـاد وكـان القتــال وكـان‬ ‫صرابِ​ِرني َ‬ ‫ال ّ‬ ‫الضرب والنزال إوان كان في أيامنا هذه والعدو بيننا وبينه ملســافة فـإن الجنـة ثمنهــا البتلء مـن‬ ‫ال عز وجل مصائب تنزل على المؤمن حتى يدخله ال عز وجل جنته حــتى يطهــره مــن ذنــوبه‬ ‫وخطايـــاه لن الـــ عـــز وجــل يقـــول‬

‫مر ن ّ‬ ‫م إِّل‬ ‫سس ُ‬ ‫ف ي َأنُف ِ‬ ‫وَل ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫صنيبَ ٍ‬ ‫ض َ‬ ‫صرا َ‬ ‫مرا أَ َ‬ ‫) َ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ف ي اِفْل َِفْر ِ‬

‫ن َٰ‬ ‫مر ن َ‬ ‫ل َأن نِّفْبَرأَ َ‬ ‫سنيٌر‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫هرا ۚ إِ ّ‬ ‫ه نيَ ِ‬ ‫عَلى اللّ ِ‬ ‫ف ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫كَترا ٍ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫ب ِّ‬ ‫قِفْب ِ‬

‫( "الحديد ‪."22‬‬

‫المصائب هذه التي تنزل على الناس إنما هي قدر من ال عز وجل وقضاء من ال عــز‬ ‫وجل فيجب على ال نـلسان إذا نزلت به نازلة مــا كـان لــه يــداً فيهــا فليعلــ م أنهــا مــن الـ عــز وج ل‬ ‫ويجــب عليــه أن يصــبر عليهــا ويجــب عليــه أن يتحملهــا حــتى يفــوز فــي ذلــك المتحــان الــذي‬ ‫يمتحن ال عز وجل بــه عبـاده وليعلـ م المــؤمن أنــه كلمـا كــان قريبـاً مــن رب ه فــإنه معــرض لهــذه‬ ‫النوازل فقد جاء رجل إلى رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( يلســأله عــن أشــد النــاس بلًء أي‬ ‫من يصبه ال عز وجل بالبلء أكثر الكـافر أ م المـؤمن الكـافر مصـيره جهنـ م ل محالـة ذلـك أمـره‬ ‫مفروغ منه قال له رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أعظ م الناس بلًء ال نـبياء ث م الصالحون‬ ‫ث م المثل فالمثل ‪ ,‬يبتلي المرء على حلسب دينه فإن كان في دينه قويـ اً كـان بلءه شــديداً إوان‬ ‫كان في دينه ضعف يكون بلءه ضعيفاً ول يزال البلء ينزل بالمؤمن حتى يمشــي علــى الرض‬


‫وما عليه خطيئة فإذا كان البتلء من الـ عــز وج ل بمـا يمتحنـك بــه مـن مصــائب وبليــا فإنمــا‬ ‫ل للدران فإنك أنت الفائز الحقيقي ‪.‬‬ ‫هو تطهي ارً للذنوب إنما هو غلس ً‬ ‫دخــل رلس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م( علــى ام ـرأة وكـانت مصــابة بــالحمى فلعنــت‬ ‫الحمى لعنت المرض الذي هي فيه وشدته وتعبه قال لها رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( ل‬ ‫تلعنيها فإنها تزيل الخطايا فإنها تمحو الخطايا كما يمحو الكير خبث الحديد والــذهب والفضــة ‪,‬‬ ‫إن المراض التي تنزل بالمؤمن إنما تمحو خطاياه كأنها تعمل عمل الكير الذي ينقــي المعـادن‬ ‫مما علق بها من صدأ يعمل على تآكلها فإذا بذلك اللهيب المشتعل وتلك النار إنما هــي تطهيـ ارً‬ ‫لتلك المعـادن مـن الحديـد أو الـذهب أو الفضـة ممـا علـق بهـا مـن الخبـث وتعيـدها جميلـة نقيـة‬ ‫طاهرة وذلك إنما هو تشبيه بليغ بنفس المؤمن ‪.‬‬ ‫يقـــول الــ عــز وجــل‬ ‫َ‬ ‫مُناو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫او ّ‬ ‫مِفْؤ ِ‬ ‫فِفْلنيَ​َت َ‬ ‫ل اِفْل ُ‬ ‫ك ِ‬

‫مرا َ‬ ‫ه‬ ‫و َ‬ ‫ه لَ​َنسسرا ُ‬ ‫علَسسى اللّس ِ‬ ‫)ُقل ّلر ن ُني ِ‬ ‫مِفْاوَلنَسسرا ۚ َ‬ ‫او َ‬ ‫هس َ‬ ‫كَت َ‬ ‫صنيبَ​َنرا إِّل َ‬ ‫ب اللّ ُ‬

‫( "التوبـة ‪ "51‬تلــك اليــة توضـح أن كــل مــا يصــيب ال نـلســان إنمــا هــو‬

‫بإرادة ال عز وجل حتى يتعامل معها من هذا المنطلق ولكـن لمـاذا نزل ت ‪ ,‬فقــد قـال أهــل الكفــر‬ ‫لهــل اللســل م نحــن لســوف نقتلكــ م نحــن لســوف نعــذبك م نحــن لســوف نفعــل ونفعــل فيكــ م الفاعيــل‬ ‫الظال م يتوعد ويهدد فنزل قول ال‬

‫مرا َ‬ ‫ه‬ ‫و َ‬ ‫ه لَ​َنرا ُ‬ ‫عَلى اللّ ِ‬ ‫)ُقل ّلر ن ُني ِ‬ ‫مِفْاوَلَنرا ۚ َ‬ ‫او َ‬ ‫ه َ‬ ‫كَت َ‬ ‫صنيبَ​َنرا إِّل َ‬ ‫ب اللّ ُ‬

‫َ‬ ‫ل اِفْلُمِفْؤِمُناوَن‪"(.‬التوبة ‪."51‬‬ ‫او ّ‬ ‫فِفْلنيَ​َت َ‬ ‫ك ِ‬

‫وال عز وجل هو مول كـ وهو حافظك فلن يضرك إنلســان ولـن يملــك واحــداً مهمــا بلغــت قــوته أن‬ ‫يصيبك بشئ ليس فــي قـدر الـ عـز وج ل وفـي قضـائه لـذلك ديـن اللسـل م يقـول أن الرهبـة وأن‬ ‫الرعب وأن الخوف ل يكون إل من ال وحده ل شريك له‪.‬‬


‫عندما قال أهل الكفر لهل اللســل م هــذه الكلمــات قــال الـ عــز وج ل لهــل اللســل م‬

‫ل‬ ‫)ُق ِفْ‬

‫َ‬ ‫صاو َ‬ ‫ر ن‬ ‫ه بِ َ‬ ‫صسسنيبَ ُ‬ ‫م َأن ُني ِ‬ ‫ص بِ ُ‬ ‫عسَذا ٍ‬ ‫ر ن ۖ َ‬ ‫م اللّس ُ‬ ‫مس ِفْ‬ ‫كس ِفْ‬ ‫ونَ ِفْ‬ ‫ح ِفْ‬ ‫ن بَِنرا إِّل إِ ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ب ِّ‬ ‫ك ُ‬ ‫ر ن نَ​َتَربّس ُ‬ ‫حس ُ‬ ‫حَد ى اِفْل ُ‬ ‫ل تَ​َربّ ُ‬ ‫سَننيَِفْني ِ‬ ‫دنيَنرا ۖ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫صاوَن‪" ( .‬التوبة ‪."52‬‬ ‫م َ‬ ‫ع ُ‬ ‫دِه أَِفْو بَِأِفْني ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫صاوا إِّنرا َ‬ ‫مَتَربِ ّ ُ‬ ‫فَتَربّ ُ‬

‫إذا كنت م تتربصون بنا أن ينزل بنا البلء أن يصيبنا المــوت فكــذلك نحـن نــترب ص بالــذين‬ ‫يظلموننا بالذين يقولون لنا لسنفعل فيك م الفاعيل كذلك نــترب ص بهــ م ولكــن تربصــنا بهــ م أن الـ‬ ‫عز وجل مول نـا وأن ال عز وجل هو الذي لسوف يرد كيده م إلى نحــوره م ولسـوف يجعــل لنــا بمــا‬ ‫ينزل علينا من مصائب تكفي ارً للــذنوب والخطايــا ولسـوف يكــون فــي المصــائب الــتي نزل ت علينــا‬ ‫من الخرين إنما هو لسعي ارً ملتهباً في نار جهن م له م فإن ال عــز وجـل يقــول‬

‫ك‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫) َ‬ ‫س ِفْ‬ ‫وِإن نيَ ِفْ‬

‫خِفْنيٍر َ‬ ‫ر َ‬ ‫د لِ َ‬ ‫فَل َ‬ ‫ر ن‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ه إِّل ُ‬ ‫شسسراُء ِ‬ ‫ب ب ِس ِ‬ ‫ه ۚ ُني ِ‬ ‫ضِل ِ‬ ‫ف ِفْ‬ ‫كرا ِ‬ ‫فَل َرا ّ‬ ‫مسسر ن نيَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫وِإن ُنيِرِفْد َ‬ ‫او ۖ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ش َ‬ ‫ف لَ ُ‬ ‫اللّ ُ‬ ‫مس ِفْ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫صني ُ‬ ‫او اِفْل َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫و ُ‬ ‫غُفاوُر الّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عَبراِدِه ۚ َ‬ ‫حني ُ‬

‫( "يونس ‪."107‬‬

‫إذا أراد ال عز وجل أن يضرك فلن تملك لــك قــوة مهمــا علــت فــي الرض أن تــدفع عنــك‬ ‫ذلك الضرر الذي لسوف يصيبك إذا أراد ال عز وجل بك مرضاً فلن تشفى منه إل بإرادة ال عز‬ ‫وجل ولكنك أمرت أن تذهب إلــى الطــبيب وتأخــذ باللســباب إذا وقعــت فــي مصــيبة هــذه المصــيبة‬ ‫تلستلز م منك أن توكل محامياً فإن ذلك المحامي لن ينفعك إل إذا أراد ال عز وجل أن ينفعك كــل‬ ‫المور التي قد تقع فيها لن يخصلك منها إل أمر ال وحده ولكن أمرت أن تأخذ بألسباب النجــاة‬ ‫‪.‬‬ ‫حدث في أيا م رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أن وقـع واحـداً مـن الصـحابة فـي شـئ‬ ‫يلســتلز م وقـوفه أمــا م القضــاء فقــال الرج ل حلســبي ال ـ ونعــ م الوكيــل رلس ول ال ـ – عليــه أفضــل‬ ‫الصلة واللسـل م‪ -‬انظـر إلـى رده ) الرج ل لـ م يأخـذ بألسـباب النجـاه والنصـر والخصـ م أعـد العـدة‬


‫والحجج فكان الحك م له وهو ظال م فقال المظلو م حلسبي ال ونع م الوكيل ( قال رلسول ال )صلي‬ ‫ال علية ولسل م( إن ال يلو م على العجز فعليك بالكيس فإن أصابك شئ فقل حلســبي الـ ونعــ م‬ ‫الوكيل ‪ ,‬تحتاط لكل أمر حتى ل تقع فيه إن ال عز وجل يلومك على العجز ويأمر بالكيس ال ـ‬ ‫عز وجل يلوك إذا كنت ل تأخذ بالحتياطات الل زـمة يلومك على أنــك عجــزت عــن أن تــدفع عــن‬ ‫نفلسك وكذلك يأمرك أن تأخذ بالكيس ‪.‬‬ ‫يقــول رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( ل يلــدغ المــؤمن مــن جحــر مرتيــن ‪ ,‬ويقــول‬ ‫المؤمن كيس فطن يحتاط للمر قبل أن يقع فيه فــإذا وقـع فيــه كــان قضــاء الـ عــز وج ل وقـدره‬ ‫الذي يجب أن يرضى به وأن يلسل م له‪.‬‬ ‫قال له رلسول ال)صلي ال علية ولسل م( إن ال يلو م على العجز ويأمر بــالكيس ثــ م إذا‬ ‫حزبك أمر فقل حلسبي ال ونع م الوكيل ‪.‬‬ ‫هسِفْم َل ُنيِفْفَتُنسساوَن‪( .‬‬ ‫و ُ‬ ‫س َأن ُنيِفْتَر ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫مّنسسرا َ‬ ‫كاوا َأن نيَُقاوُلاوا آ َ‬ ‫س َ‬ ‫ويقـــول الـــ عـــز وجــل)أَ َ‬ ‫ب الّنرا ُ‬ ‫"العنكبوت ‪ "2‬إذا أصابتك مصيبة وابتلء فيجب عليك أن تكون من أهل اليمان وتعل م أنه من‬ ‫قدر ال عز وجل فرلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول إن العبد ل يبلغ درجة اليمان حتى‬ ‫يؤمن بالقدر خيره وشره ويعل م أن ما أصابه ل م يكن ليخطئه وأن ما أخطأه ل م يكـن ليصـيبه ‪ ,‬إذا‬ ‫علمت أن ما أصابك ل م يكن ليخطئك أنتهى المـر أنـت أصــبت فهــو لـ م يكـن ليخطئـك وكـذلك مــا‬ ‫أخطئك إذا عبرت الطريق وكادت لسيارة أن تصدمك ونجوت فـاعل م أن ذلـك بقضــاء مــن الـ عــز‬ ‫وجل وقدره أما إذا وقفت أما م اللسيارة وعرضت جلسدك لها وصدمتك تلــك اللســيارة فإنــك فــي ديــن‬ ‫اللسل م منتحر ومن أهل النار وتعذب بهذه الطريقة الــتي قتلــت نفلســك بهــا فــإن هنــاك فــروق ل‬ ‫يتخيلها الناس ويجب عليه م أن يعلموها ‪.‬‬


‫إن هذه اليات وتلك الحاديث التي تؤكد أن ما نزل بك من الـ فهــو نــازل وأن مــا رفعــه‬ ‫عنــك فهــو مرفـ وع إنمــا هــي مــن أهــ م ألســاليب العلج مــن أم ـراض القلــق والم ـراض العصــبية‬ ‫والنفلسية كلها ل نـك إذا لسلمت أمرك ل كله وعلمت أنه ليس مصــرف لهــا إل الـ وح ده وعلمــت‬ ‫أن كــل مــا نــزل بــك إنمــا هــو امتحــان إوابتلء مــن الـ عــز وج ل وصـبرت علــى ذلــك فإنــك تكــون‬ ‫هادئ النفس مطمئن البال تحظى بعلج لمراض نفلسية كادت تصــيبك لــو كــان بإيمانــك ضــعف‬ ‫لن ال عـــز وجــل يقـــول‬

‫د َ‬ ‫مر ن ّ‬ ‫هۚ‬ ‫ه نيَِفْهس ِ‬ ‫مر ن بِسسراللّ ِ‬ ‫مر ن ُنيسِفْؤ ِ‬ ‫ن اللّ ِ‬ ‫ة إِّل بِ​ِإِفْذ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫صنيبَ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫هۗ َ‬ ‫صرا َ‬ ‫مرا أَ َ‬ ‫) َ‬ ‫قِفْلبَس ُ‬

‫م‪" ( .‬التغابن ‪."11‬‬ ‫ يٍء َ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫ك ِّ‬ ‫عِلني ٌ‬ ‫ش ِفْ‬ ‫المؤمن ال عز وجل يجعــل قلبــه هـادئ يجعــل قلبــه مطمئــن فهــو يعلــ م أن الـ عــز وج ل‬ ‫مفرج الكروب وهو لسوف يفرجها وأن ال عز وج ل هــو مصــرف المــور لســوف يصــرفها فيكــون‬ ‫مطمئن البال مرتاح الخاطر المؤمن يرى البلء موعظــة والكــافر يــرى البلء كـد ار فكـان ذلــك هــو‬ ‫الفارق بينهما ‪.‬‬ ‫وال عز وجل جعل لهل اليمان أعمـاًل إذا عملوه ا وصـلوا بهــا إلــى جنــة الـ عــز وج ل‬ ‫هناك من يقصر فيها ذلك التقصير يكــون لســبباً فــي ابتلء لــه مــن الـ عــز وج ل ‪ ,‬ورلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( يقول إذا لسبقت من ال للعبــد منزل ة لــ م يبلغهــا بعمــل ‪ -‬إذا لســبقت لـك‬ ‫منزلة عند ال عز وجل درجة في الجنة معينة مميزة لن تبلغها بعمل أنت قصرت في صلة أنت‬ ‫قصرت في صيا م أنت قصرت في جهاد أنت قصرت في صـدقة ‪ -‬يقـول رلس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫علية ولسل م( ل م يبلغ هذه الدرج ة بعملـه إبتله الـ عـز وج ل فـي جلسـده أو مـاله أو ولـده حـتى‬ ‫يبلغه الدرجة التي لسبقت من ال له ‪.‬‬


‫أنــه ل يقــع شــئ فــي ملــك ال ـ إل إذا أراده ال ـ عــز وجـل ورلس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــة‬ ‫ولسـل م( أردف عبــد ال ـ بــن عبــاس ‪ ‬خلفــه وه و غل م وقـال لــه يــا غل م ‪ -‬انظــر إلــى تعليــ م‬ ‫الصبية إلى تعليــ م الولد ‪ -‬قــال لــه يــا غل م أل أعلمــك كلمــات فأحفظهــا أحفــظ الـ يحفظــك ‪-‬‬ ‫أحفظ ال فـي كـل مـا أمـرك وفـي كـل مـا نهـاك يحفظـك ‪ -‬أحفـظ الـ تجـده تجاهـك إواذا السـتعنت‬ ‫فألســتعن بــال إواذا لســألت فالســأل ال ـ واعلــ م أن المــة لــو أجتمعــت علــى أن يضــروك بشــئ لــن‬ ‫يضــروك إل بشــئ قــد كتبــه ال ـ عليــك واعلــ م أن المــة لــو أجتمعــت علــى أن ينفعــوك بشــئ لــن‬ ‫ينفعوك إل بشئ قد كتبه ال عليك رفعت القل م وجفت الصحف ‪.‬‬ ‫إن المصائب التي تنــزل بالنــاس رلس ول الـ – عليــه أفضــل الصــلة واللســل م ‪ -‬وديــن‬ ‫اللسل م يجعل أمو ارً إذا تعاملت بها بـإراده الـ عـز وج ل ترف ع عنـك هـذه المصـائب وترف ع عنـك‬ ‫هــذه البليــا علمنــا رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( مــا نحصــن بــه أنفلســنا وكـان أول هــذه‬ ‫التحصينات الدعاء ‪.‬‬ ‫قــال رلس ول الـ )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م( أنــه ل يــرد القضــاء إل الــدعاء وأ م المــؤمنين‬ ‫عائشة رضي الـ عنهـا وأرض اها قـالت ‪ :‬قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( إن الـدعاء‬ ‫ينفــع ممــا نــزل وممــا لــ م ينــزل ‪ ,‬أنــت تــدعو ال ـ عــز وجـل ليــل نهــار أن يحصــنك مــن البلء‬ ‫والمصائب إذا نزلت بك أو ل م تنزل أنت تدعو ال عز وجل الدعاء ينفع مما نزل ومما لــ م ينــزل‬ ‫إوان الدعاء يلقى البلء الدعاء يصـعد إلـى اللسـماء والبلء ينـزل مـن اللسـماء وأن الـدعاء يلقـى‬ ‫البلء فيعتلجان إلى يو م القيامة وُيصد عنك صداً بالدعاء ‪.‬‬


‫وكما جاء في حديث لبي الـدرداء ‪ ‬قـال علمنــي رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( كلمـات‬ ‫قال يا أبا الدرداء من قال حين يصبح وحين يملسي كل يو م لسبع مرات حلسبي الـ ل إلـه إل هـو‬ ‫عليه توكلت وهو رب العرش العظي م كفاه ال عز وجل ما أهمه في أمر دينه ودنياه ‪.‬‬ ‫من يقول هذا الذكر وهذا الدعاء كل يو م في الصباح لسبع مرات وفي الملساء لسبع مـرات‬ ‫ومعناه حلسبي ال أنت حلسبك ال وعليه توكلت وهو رب العرش العظي م أنــت تتوكـل علــى أقــوى‬ ‫القوى وأعظمها الذي لن تقف أمامه قوة مهما عظمت ومهما قويت ‪.‬‬ ‫أبو الدرداء ‪ ‬وأرضاه جاءه ناس يلسرعون إليــه يقولـون لــه يــا أبــا الــدرداء إن بيتــك قــد‬ ‫احترق فأدركه قال والـ ل يحــترق مـا كـان الـ ليفعـل هــذا بــي ‪ -‬انظــر إلــى مـدى قـوة اليمــان‬ ‫وتمكنــه مــن القلــب ومـدى الثقــة فــي الـ الــتي يحــدثها هــذا اليمــان وه ذه الكلمــات تختلــف مــن‬ ‫إنلسان إلى أخر على قدر إيمانه وقد يقول واحد مــن النــاس أنـا أحفـظ هــذه الذكـار وأرددهــا ليــل‬ ‫نهار وينزل علّي مـا ينـزل مـن البليـا فـإن العيـب فيـه وليـس فـي الـدعاء فليراجـع درج ة إيمـانه‬ ‫يجب عليه أن يرفعها حتى إذا قلت هذه الذكار عملت عملها ث م ما يدريك لعــل مــا نــزل بــك مــن‬ ‫البلء يكون فيه الخير لك ولكنك ل تدري ماهية ذلك الخيــر لن ال نـلســان مهمــا بلــغ علمــه فهــو‬ ‫محدود ‪ -‬قالوا يا أبا الدرداء إن بيتك يحترق قال له م وال ل يحترق فــإني لســمعت كلمــات مــن‬ ‫رلس ول ال ـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( قالهــا لــي قــال يــا أبــا الــدرداء مــن قــال هــذه الكلمــات فــي‬ ‫الصباح ل م تصبه مصيبة حتى ُيملسي إواذا قالها في الملساء ل م تصبه مصيبة حتى ُيصبح ‪ -‬مــا‬ ‫هي هــذه الكلمــات ‪" -‬اللهــ م أنــت رب ي ل إلــه إل أنــت عليـك تــوكلت وأنــت رب العــرش العظيــ م مــا‬ ‫شاء ال كان وما ل م يشأ ل م يكن ول حول ول قــوة إل بــال العلــي العظيــ م أشــهد أن الـ علــى كــل‬


‫شئ قدير وأنه قد أحاط بكل شئ علماً الله م أعوذ بك من شر نفلسي ومن شر كل دابة أنت آخذ‬ ‫بناصيتها إن ربي على صراط ملستقي م ‪.‬‬ ‫توكل على ال باليمان وأنك تقول أن ال عز وجل هو مالك القوى والقدر ذهبـوا معــه إلــي بيتــه‬ ‫فإذا ما حول بيت ذلك الصحابي قد احترق وبيته فقط ل م تصبه النار ‪.‬‬ ‫حلسبي ال ونع م الوكيل قالها نبي ال إبراهي م عندما قذفوا به في النار فإذا به ينجو فإذا‬ ‫بالنار تحرق وثاقه تحرق الحبال التي تكبل يده ووثق بها ويخرج هــو لـ م تصــبه النـار ل إلــه إل‬ ‫أنــت لســبحانك إنــي كنــت مــن الظــالمين كلمــة قالهــا نــبي الـ يــونس ‪-‬عليــه وعلــى نبينــا أفضــل‬ ‫الصلة واللسل م‪ -‬وهو في جوف الحوت وفي ظلمته إواذا بالحوت يقذف به ول م يصبه أذى ‪.‬‬ ‫كما قال الــ عــز وجــل‬

‫ه َ‬ ‫ضًبرا َ‬ ‫ذ َ‬ ‫و َ‬ ‫ن ِإذ ّ‬ ‫د ٰ‬ ‫م َ‬ ‫ ى‬ ‫دَر َ‬ ‫فَنسسرا َ‬ ‫علَِفْنيس ِ‬ ‫ر ن َأن ّلر ن نِّفْقس ِ‬ ‫غرا ِ‬ ‫ذا الّناو ِ‬ ‫ه َ‬ ‫) َ‬ ‫فظَ ّ‬ ‫ب ُ‬

‫ر ن ال ّ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫ت َأن ّل إِٰلَ َ‬ ‫ظرالِ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك إِ​ِّن ي ُ‬ ‫مرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫مني َ‬ ‫م َ‬ ‫حرانَ َ‬ ‫سِفْب َ‬ ‫ه إِّل َأن َ‬ ‫ف ي الظ ُّل َ‬ ‫كن ُ‬ ‫ت ُ‬

‫( "ال نـبيــاء ‪ ."87‬كــذلك‬

‫ننجي أهل اليمان وأهل التقوى وأهل اليقين‬ ‫وكما يقول القائل ‪:‬‬ ‫علمتني الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضاً وقبول‬ ‫ورأيت الرضا يخفف أحزاني ويلقي على المآس لسدول‬ ‫من أله م الرضا ل تراه أبداً حاقداً أوعذول‬ ‫أنا راض بكل ما كتب ال لي وأحمده حمداً كثي ار‬ ‫ضل من يحلسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليل‬ ‫الرضا نعمة من ال ل م يلسعد بها من العباد إل القليل‬ ‫والرضا آية البراءة واليمان بال ناص ارً جميل‬


‫علمتني الحياة أن لها طعمين م ارً ولسائغاً معلسول‬ ‫فتعودت حاليها قري ارً وألفت التعديل والتبديل‬ ‫أيها الناس كلنا شارب الكألسين إما علقماً إواما لسللسبيل‬ ‫والناس إذا وقع إنلسان في مصيبة وابتلء قالوا هذا من عمله ويلقون عليه باللو م وذلـك‬ ‫المر يجب أن ننتهي عنــه فـإن يعقـوب نــبي مـن أنبيــاء الـ رلس ول مــن رلس ل الـ ول يصــل إلــى‬ ‫تقواه أحد كان ينزل بــه البلء بعــد البلء ولـن تلســتطيع أن تقــول أن ذلـك البلء مــن عملــه إنمــا‬ ‫ل‬ ‫يجب عليك أن تقول الحمد ل الذي عفانا مما إبتله م به وفضلنا على كــثير مــن خلقــه تفضــي ً‬ ‫‪.‬‬


‫الـظــل م‬ ‫الظل م هو من أول المور التي حرمها ال في دين اللسل م ‪ ,‬يحر م على الملسل م أن يظل م‬ ‫كما حر م عليه أن يقبل الظل م ‪ ,‬فإن دين اللسل م حر م على الناس أن يظلـ م بعضـه م بعضـا كـذلك‬ ‫ل يقبل المظلو م على نفلسه الظلـ م إذا كـان يلسـتطيع أن يـرده ‪ ,‬والظلـ م إنمـا حرم ه الـ عـز وج ل‬ ‫على نفلسه فقد جاء في حديث قدلسي رواه رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( "يــا عبــادي إنــي‬ ‫حرمت الظل م على نفلسي وجعلته بينك م محرماً فل تظالموا"‪.‬‬ ‫ورلسول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يقــول فــي حــديث لــه "إيــاك م والخيانــة فإنهــا بئــس‬ ‫البطانة إواياك م والظل م فالظل م ظلمات يو م القيامة إواياك م والشــح فــإن الشــح أهلــك مــن كــان قبلكــ م‬ ‫حملهــ م علــى أن لســفكوا دمــائه م والســتحلوا محــارمه م كــل الملســل م علــى الملســل م حـرا م دمــه ومـاله‬ ‫وعرض ه " ‪ ,‬ورلس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م( يقــول "الملســل م أخــو الملســل م ل يظلمــه ول‬ ‫يخذله ول يحقره كفى الرجل من الشر أن يحقر أخاه الملسل م كل الملسل م على الملســل م حـرا م دمــه‬ ‫وماله وعرضه ‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( عندما كان يطوف حول بيت ال الحرا م وينظر إلــى‬ ‫الكعبة التي هي أشرف مكان في أرض ال والتي هــي قبلــة الصــلة يطــوف حولهــا ولسـمعه عبــد‬ ‫الـ بــن عمــر ‪ ‬وه و يناديهــا ويخاطبهــا ويكلمهــا ويقــول لهــا مــا أطيبــك ومـا أطيــب ريحــك ومـا‬ ‫أعظمك وما أعظ م حرمتك والذى نفس ُم حـمد بيده للملسل م أو قال للمؤمن أعظــ م حرم ة عنــد الـ‬ ‫منك دمــه ومـاله وعرض ه ‪ ,‬الملسـل م ل يظلــ م ول ُيظلــ م ‪ ,‬حــتى الـ عـز وج ل فهــو يـؤمن بـال ول‬ ‫يشرك به فإن الشرك لظل م عظي م والظالمون ه م الكافرون والملسل م المؤمن ل يظل م عبــاد الـ ول‬ ‫شيئاً من خلق ال والملســل م المــؤمن ل يظلــ م نفلســه بإرتكــاب المعاصــي والغــو ص فيهــا إوان أقبــح‬


‫الظل م الذي يقع بين الناس الظل م في الحقوق والظل م في الموال إنما هـو مـن أعظـ م الظلـ م لنــه‬ ‫يتفشى بين كثير من الناس ممــا يتلســبب فــي ضــياع المانــة لن الـ عــز وج ل يقــول‬

‫ه‬ ‫) إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬

‫وإ ِ َ‬ ‫ؤ ّ‬ ‫ى أَ ِفْ‬ ‫م َأن ُت َ‬ ‫ح َ‬ ‫ه‬ ‫ل ۚ إِ ّ‬ ‫ماوا ِبراِفْل َ‬ ‫ن الّلسس َ‬ ‫عِفْد ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫مراَنرا ِ‬ ‫مُر ُ‬ ‫هِل َ‬ ‫مُتم بَِفْني َ‬ ‫ذا َ‬ ‫هرا َ‬ ‫دوا اِفْل َ َ‬ ‫س َأن تَ ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ت إِلَ ٰ‬ ‫ك ُ‬ ‫نيَِفْأ ُ‬ ‫ر ن الّنرا ِ‬ ‫مني ً‬ ‫كرا َ‬ ‫ه َ‬ ‫صنيًرا‪.‬‬ ‫ه ۗ إِ ّ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫عرا بَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫كم بِ ِ‬ ‫ظ ُ‬ ‫مرا نيَ ِ‬ ‫نِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ّ‬

‫( "النلســاء ‪ "58‬إوانمــا هــي أعظــ م قــد ارً فــي ديــن‬

‫اللسل م من أي شئ إواَّن من عظ م قدرها أنها تأتي يو م القيامة هي والرح م علـى جـانبي الصـراط‬ ‫المانة على جنب والرح م علـى جنـب والصـراط فـي المنتصـف فل يجـاوزه إل مـن حـافظ عليهمـا‬ ‫لذلك كان رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول أدي المانة لمن أئتمنك ول تخــن مـن خانـك‬ ‫‪.‬‬ ‫وفي يو م من اليا م جاء النـاس وقـالوا يــا رلس ول الـ إن اليهــود يقولـون ليــس علينــا فــي‬ ‫الميين لسبيل اليهود يأكلون حقوق العباد ويأكلون أمـوال النــاس ثــ م يقولـون إنهــ م مــن المييــن‬ ‫يحل لنا أكل أمواله م ويحل لنا أكـل حقـوقه م مـاذا قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( قـال‬ ‫كذبت يهود كل شئ من أمر الجاهليــة تحـت قـدمي هـاتين موضـوع إل المانـة فإنهـا مــؤداه لكـل‬ ‫بار وفـاجر ‪ ,‬الحقــوق مــؤداه لكــل بــر وفـاجر الفــاجر عليــه فجــوره لــه حقـاً ل تقــول أنــه فــاجر ل‬ ‫نعطيه حقه فإنك لسوف تحالسب لن فجوره عليه وأنت عليك أن تؤدي الحقـوق عليـك أن تـؤدي‬ ‫المانات‪.‬‬ ‫لسـ ئـل عـن الشـهيد أُيكفـر‬ ‫وانظر إلى صــوت رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( عنـدما ُ‬ ‫عنه كل شئ ؟ الشهيد قتيل المعركة الذي هو حي يرزق عند رب العالمين‬

‫ر ن‬ ‫ر ن الّ ِ‬ ‫ذني َ‬ ‫ح َ‬ ‫) َ‬ ‫وَل تَ ِفْ‬ ‫سبَ ّ‬

‫ل أَِفْحَنيراٌء ِعنَد َربِِّهِفْم ُنيِفْرَزُقاوَن‪" ( .‬آل عمران ‪."169‬‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫ُقِتُلاوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ف ي َ‬ ‫اواًترا ۚ بَ ِفْ‬ ‫ه أَ ِفْ‬ ‫سِبني ِ‬


‫لس ئـل رلسول ال )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يكفــر كــل‬ ‫إنما ه م أحياء عند ربه م يرزقون ث م ُ‬ ‫شئ عن الشهيد ماذا كانت الجابة قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( القتل في لســبيل الـ‬ ‫يكفر الذنوب جميعاً إل المانة يؤتى بالرجل إوان ُقتل في لسبيل ال عــز وج ل يــو م القيامــة فُيقــال‬ ‫له أدي أمانتك أدي الحقوق التي عليك للعباد أدي مــا كـان عنــدك للنـاس أدي مــا أقترض ته مــن‬ ‫القو م أدي المانــة فيقـول يـا رب فمـن أيـن أؤديهــا وقـد ذهبــت الـدنيا قـال رلس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫عليــة ولسـل م( فتمثــل لــه المانــة كهيئتهــا يــو م قبضــها إن قبضــها ذهبـاً مثلــث ذهبــا إوان قبضــها‬ ‫دول ار مثلث دول ار إوان قبضها جنيهاً مثلــث جنيهـاً إوان قبضــها نحالسـاً أو حديــداً أو حجـ ارً مثلــث‬ ‫كهيئتها ث م يضعها على عاتقه فإذا كانت على عاتقه هوت به في قاع جهن م فيغــو ص فــي أثره ا‬ ‫ويحملها حتى إذا صعد ظن أنه نجا تهوي منه في قاع جهن م فهو فـي أثره ا إلـى أبـد البـدين أو‬ ‫كمـا قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( لـذلك تجــد نـاس تقــترض ول تــؤدي أوتماطــل فـي‬ ‫اللسداد ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول لك إذا أخذت أمـوال النــاس ونيتــك أن تؤديهــا‬ ‫وتردها من الذي لسوف يؤدي عنك من الذي لسوف ييلسر لك اللسبيل ‪.‬‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( "من أخذ أموال الناس يريد أدائهــا أدى الـ عنــه‬ ‫ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه ال" لذلك قال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( "مطــل الغنــي‬ ‫ظل م" يأتي الغني يطلـب حقـه ممـن أعطـاه أو أقرض ه فل يعطيــه ويقــول لــه انتظرن ي ألسـبوعاً أو‬ ‫شه ارً ويماطله في اللسداد إواذا لسألته يقول لك إنه غني ليس محتاج أنت لذلك وبذلك الفعل إنما‬ ‫كنت من الظالمين ولماذا كنت من الظالمين لن ذلك الغنــي الــذي مــاطلته والــذي أرهقتــه عنــدما‬ ‫يطالبك بحقه ويطالبك بماله وتقول لــه أنتظرن ي أنتظرن ي ظلمــت الـذي كـان محتاجـاً ويـأتي إلـى‬ ‫ذلك الغني يقترض منه يقول أعطيني فيتذكر ما فعله الول فل يعطيه فتكون قد ظلمت ملسكيناً‬


‫فتكــون ظلمــت فقيـ ارً فتكــون ظلمــت محتاجـاً فتكــون ظلمــت مــن يريـد أن يجلــب لولـده علجـاً أو‬ ‫تكاليف مدرلسة من المدارس فقال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( "مطل الغني ظل م" ‪.‬‬ ‫ومن الظل م في البيع والشراء عن ميمون بن مهران ‪ - ‬النــاس تــبيع وتشــتري وتقــول‬ ‫كان البيع بالرضا وهو كان فيها غاشاً لك وهو كان فيهــا خائنـاً لــك وه و كــان فيهــا قــد أخــذ حقـاً‬ ‫أكــثر مــن حقــه قـال ميمــون بـن مهـران ‪ ‬قـال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( الــبيع عـن‬ ‫تـراض الــبيع حقيقــة عــن رض ا الــبيع والشـراء والخيــار بعــد الصــفقه تعيــدها أو تقبلهــا ثــ م يقــول‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( "ول يحل للملسل م أن يضر ملسلمًا" ‪.‬‬ ‫ل يعــرض اللســلعة فــي اللســوق ويحلــف قــد‬ ‫وع ن عبــد الـ بــن أبــي أوفـى ‪ ‬قــال كــان رج ً‬ ‫أعطي فيها ما ل م ُيعطى ليوقع فيها نف ارً من الملسلمين ‪ -‬تلك اللسلعة يقول وال يا أخي جــاءني‬ ‫من يدفع فيها مائـة جنيــة ومـا بعتهــا وه ي فــي الحقيقـة تلسـاوي عشــرين فقـط إنمــا هـو يريـد أن‬ ‫يرغبك في شراءها فتقول له خذ فيها ثمــانون فيقبــل وه و قــد أخــذ شــيئاً منــك وضـرك فــي لســتين‬ ‫فوق الـبيع ويقـول أخـذها بالرض ا قـال عبـد الـ بـن أبـي أوفـى ‪ ‬فنـزل قـول الـ عـز وج ل‬

‫ن‬ ‫)إ ِ ّ‬

‫مًنرا َ‬ ‫شَتُرو َ‬ ‫وَل ُني َ‬ ‫خَل َ‬ ‫م‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ف ي اِفْل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫د اللّ ِ‬ ‫عِفْه ِ‬ ‫الّ ِ‬ ‫خَرِة َ‬ ‫ك َل َ‬ ‫قِلنيًل ُأوٰلَِئ َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫وأَِفْني َ‬ ‫ه َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ق لَُه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ر ن نيَ ِفْ‬ ‫مُهسس ُ‬ ‫كلِ ّ ُ‬ ‫مرانِ ِ‬

‫م‪"( .‬آل عم ـران ‪ "77‬وانظــر إلــى‬ ‫م َ‬ ‫وَل َنين ُ‬ ‫وَل ُنيَز ِّ‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة َ‬ ‫م اِفْلِقَنيرا َ‬ ‫م نيَِفْاو َ‬ ‫ه َ‬ ‫اللّ ُ‬ ‫ولَُه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ب أَِلني ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫كني ِ‬ ‫ظُر إِلَِفْني ِ‬ ‫أبعد من ذلك في ذلك الدين الذي يحفظ الحق ويمنع الظل م في كل المور‪.‬‬ ‫انظر إلى القرطبي ماذا يقول يقول إذا قال لك البائع أنت في حــل فل تثــق إوانمــا قــال لــك‬ ‫ذلك من أجل الكلسب تدخل على البائع فيقول لك ذق تذوق هذا الطعا م وأنــت فــي حــل ل تشــتري‬ ‫والقرط بي يقــول لــك إيــاك أن تأكــل فإنــك إن أكلــت ولـ م تشــتري ولـ م يكــن ذلــك مــن نصــيبك الــذي‬ ‫اشتريته فإنك تكـون قـد ظلمـت التـاجر ويقـول لـك لمـاذا لنــه مــا قـال لـك ذلـك إل للـبيع والشـراء‬


‫وانظـر إلـى مـا يحـدث فـي الـول ئـ م ومـا تـدعى إليـه مـن الطعـا م ‪ ,‬تكـون هنـاك وليمـة مـن الـول ئـ م‬ ‫أعطيك من المثلة حتى تعل م العظ م‪.‬‬ ‫ماذا يقول انس بن مالك ‪ ‬قال ‪ :‬قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( "مـن ُدعــي‬ ‫إلى طعا م فل يلستتبعن ولده ول أحداً قريباً أو بعيداً فـإن فعـل ذلـك فـإنه بمنزل ة اللسـارق " تأتيـك‬ ‫الدعوة عندما تتوجه إلى الوليمة تأخذ أولدك وقد جــاءك أخ لــك يقــول هيــا بنــا إلــى وليمــة فل نـ‬ ‫ث م تصل إلى الوليمـة ومعـك اثنيـن أو ثلثــة أو أربعـة وأنـت وح دك الـذي دعـاك صـاحب الوليمـة‬ ‫يقول عنها دين اللسل م ورلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( أنــك إذا أخــذت ولـدك معــك وطعــ م‬ ‫فيكون قد طع م شيئاً ملسروقاً إواذا طع م شيئاً ملسـروقاً كنــت مـن الظـالمين والظلــ م فـي أكـل أمـوال‬ ‫الناس بغير طيب خاطر منه م والظل م فيما حرمته عليك الشريعة فل يحــل ل نـلســان أن يأخــذ مــال‬ ‫أخيه إل بطيب نفس منه وانظر إلى الدب ‪.‬‬ ‫يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( "ل يحل للملسل م أن يأخذ عصا أخيــه إل بطيــب‬ ‫نفس منه" إل بطيب نفس منه العصا فما بالك في الموال وما بالك بما هو أعظــ م مــن الحقــوق‬ ‫‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( نزل عليه قول ال عـــز وجــل‬

‫كم‬ ‫اوالَ ُ‬ ‫وَل تَِفْأ ُ‬ ‫م َ‬ ‫) َ‬ ‫كُلاوا أَ ِفْ‬

‫فِرني ً‬ ‫كُلاوا َ‬ ‫م‬ ‫ح ّ‬ ‫اوا ِ‬ ‫م لَِتسِفْأ ُ‬ ‫كم ِبراِفْلَبرا ِ‬ ‫بَِفْنيَن ُ‬ ‫وُتسِفْدُلاوا بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مس َ‬ ‫ل َ‬ ‫وَأنُتس ِفْ‬ ‫ر ن أَ ِفْ‬ ‫مس ِفْ‬ ‫س بِسسرا ِفْ ِلِفْث ِ‬ ‫كسسرا ِ‬ ‫قسسرا ِ ّ‬ ‫هسسرا إِلَسسى اِفْل ُ‬ ‫ل الّنسسرا ِ‬ ‫طس ِ‬

‫تَِفْعلَُماوَن‪" (.‬البقرة ‪ "188‬انظر إلى المظال م ‪.‬‬ ‫رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( جــاءه خصــمان الول إنمــا هــو ظــال م أكــل حقــوق‬ ‫العباد ولكنه أعد شهود الزور وزور الوراق رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إنما يحكــ م بمــا‬


‫أمامه مــن أدلـة فحكـ م لمـن حكـ م للظـال م لن معــه الملسـتندات والشـهود ورلس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫علية ولسل م( بشـر المظلـو م الـذي لـ م يعـد للمـر عـدته ومـا جهـز لـذلك المـر مـا يـدافع بـه عـن‬ ‫نفلسه وعن حقه إنما خرج وهو يقول حلسبى الـ ونعــ م الوكيـل قـال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( ردوا علّي الرجل فلما ردوه قال له رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( إن الـ عــز وجـل‬

‫يلو م على العجــز فعليــك بــالكيس فــإن حزب ك أمــر فقــل حلســبي الـ ونعــ م الوكيــل ‪ .‬الـ عــز وج ل‬

‫يأمرك أن تحتاط لموالـك وحقوقـك فــإذا أنــت لــ م تحتــاط ولـ م تأخــذ بــالكيس وكنــت عــاج ازً عــن أن‬ ‫تأتي بالحجة فل تلو م إل نفلسك إواذا كنت محتاطـاً وكيلسـاً ثــ م كـان القاضـي مخبــوًل فـي رألســه ثــ م‬ ‫كان القاضي قاضي جور وظل م وحك م للخص م عندها تقول حلسبي ال ونع م الوكيل ‪.‬‬ ‫ومن أوجه أكل الموال بالباطل الظل م بين الولد إوانحال بعضــه م شــيئاً غيــر حقهــ م وفيــه‬ ‫تمي ازً له م عن غيره م من باقي الخوة ‪.‬‬ ‫عـن النعمـان بـن بشــير ‪ ‬قـال نحلنــي أبـي نحلــة أي أعطـاه عطيـة فقـالت أمـي ل حـتى‬ ‫تشــهد رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( هــي تريـد أن توثـق ذلــك العطــاء فعنــدما ذهــب إلــى‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( قال أله أخــوه قــال أبــي نعــ م قــال أنحلتهــ م كلهـ م مثلمــا نحلتــه‬ ‫أعطيت كله م مثل ما أعطيته قال ل قــال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( أشــهد علــى ذلـك‬ ‫غيــري إنــي ل أشــهد علــى جــور إنــي ل أشــهد علــى ظلــ م فــإذا كــان رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( ل م يشهد فليس واحداً من القو م لسوف يشهد على الظل م لذلك عن النعمان بن بشير ‪‬‬ ‫قال ‪ :‬قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( لساووا بين أولدك م في النحــل أعــدلوا بيــن أولدكــ م‬ ‫في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينك م في الـبر ‪ ,‬ومـن أكــل أمـوال النـاس بالباطــل الجحـاف فـي‬ ‫الوصـية وتغيـر ال نـصــبه فـي المـواريث فـإن الـ عـز وج ل أعطــى لكـل ذي حــق حقــه فل وصـية‬


‫لوارث إل إذا أجازه باقي الورثة ورلسول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( مــا كـان يحيــد عـن أمانــة‬ ‫رب العالمين فإن أحكا م الميراث التي أنزلها في كتابه ل نـه هو العل م بــالخلق مــن أنفلســه م فمــن‬ ‫حاول أن يغير فيها ومن أخذ منها أكثر من حقه فإنه من الظالمين ‪.‬‬ ‫وعمر بن الخطاب ‪ ‬يقول ال نـحال ميراث ما ل م يقبض ‪ ,‬فال نـحال إذا تركه المورث ول م‬ ‫يمكن منه الذي أعطــاه أيـاه إنمــا هــي ترك ه للورث ة تــوزع حلســب ال نـصــبة الشــرعية فمــن خــالف‬ ‫فإنه من الظالمين ‪.‬‬ ‫والصديق ‪ ‬يقول ل قدس ال أمة ل يقضــى فيهــا بــالحق ول يأخــذ الضــعيف فيهــا حقــه‬ ‫من القوي غير متعتع ‪ ,‬إياك م والظل م فـإن الظلــ م ظلمــات يــو م القيامــة إوان الظـال م يــدعو الـ عــز‬ ‫وجل ول يقبل له دعاء ‪.‬‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( "ل تظالموا فتدعوا فل ُيلستجاب لك م وتلستنصــروا‬ ‫فل تنصروا وتلستقوا فل ُتلسقوا" ‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول أتقــي دعــوة المظلــو م ‪ ,‬فــإن الظــال م دعــاءه ل‬ ‫يقبل ول يرفع بينما دعوة المظلو م ليس بينها وبين ال حجاب ‪ ,‬اتقوا دعوة المظلو م فإنها ليــس‬ ‫بينها وبين ال حجاب يرفعها الـ عـز وج ل فـوق الغمـا م ويقـول وعزت ي وجللــي ل نـصـرنك ولـو‬ ‫بعد حين ‪.‬‬ ‫فإن رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول " لتؤدن الحقوق يو م القيامــة إلــى أصــحابها‬ ‫إلى أهلها حتى يقت ص من الشاه القرناء للشاه الجماء وحتى يلسأل العود لما خدش العــود " انظــر‬ ‫إلى المثلة وانظر إلى من أوتي جوامع الكل م كيف يصورها لك الحقوق لســوف تــؤدى يــو م القيامــة‬ ‫حــتى لــو أن كبــش نطــح نعجــة وه و لــه قــرون وه ي ليلســت لهــا قــرون لســوف يحالســب علــى تلــك‬


‫النطحة ‪ ,‬وذلك العود في الشـجره إذا هـاجت الري ح وضـرب العـود الـذي تحتـه لسـوف يحالسـب لمـا‬ ‫خدش العود لسوف يقول الريح هي التي دفعتني الريح فعلت وفعلت إنما لســوف يــدافع عــن نفلســه‬ ‫‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( ينصحك ويقول لــك مــن كــانت عنــده لخيــه مظلمــة‬ ‫من عرض أو مال أوغيره أوأي شئ فليتحلل منه فــي الـدنيا قبــل يــو م القيامــة الـذي ل يوج د فيــه‬ ‫دينار ول دره م يتحلل منه في دنيــاه قبـل أن يعــود يـو م القيامــة وليـس فـي يــو م القيامـة دينــار ول‬ ‫دره م يؤدي به الحقوق وليـس ثـ م دينـار ول دره م إنمـا هـي حلسـنات ولسـيئات فـإن كـان لـه عمـل‬ ‫صالح أخذ منه بقدر مظلمته إوان ل م يكن له عمل صالح أخذ من لسئيات صاحبه فحمل عليه ‪.‬‬ ‫وعن عبد ال بن أنيس ‪ ‬قال ‪ :‬قــال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( " تحشــرون‬ ‫حفاة عراة غرل ث م ينادي المنادي بصوت يلسمعه كل القو م أنا الملك الديان من الذي ينادي ال ـ‬ ‫عز وجل أنا الملك الديان ماذا يقول وما هو الذي لسمعه القريب والبعيد أنا الملك الديان ل يحل‬ ‫لحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وعليه مظلمة لحد من أهل النار ‪.‬‬ ‫انظـر إلـى أي مـدى المـر عظيـ م هـو مـن أهـل الجنـة ل يحـل لـه أن يـدخلها حـتى يـؤدي‬ ‫الحقوق ولمن الحق إنما هـو لرج ل مـن أهـل النـار ل يحـل لرج ل مـن أهـل الجنـة وعليـه مظلمـه‬ ‫لحد من أهل النار حـتى اللطمـة ومـا فوقهـا قـالوا يـا رلس ول الـ كيـف نـؤدي بينمـا نحشـر حفـاة‬ ‫عراة قال رلسول ال )صـلي الـ عليـة ولسـل م( مـن الحلسـنات واللسـيئات جـزاءاً وفاقـاً ‪ ,‬الـذي لـه‬ ‫الحق لسوف يأخذ من حلسناتك إذا أنتهت حلسناتك وقضيت لسوف تأخذ أنت من لســيئاته وتطــرح‬ ‫عليك‪.‬‬


‫لس ئـل عـن الظلمـة وأعـوانه م ‪ -‬وه ؤلء النـاس فهمـوا‬ ‫وميمون بن مهران ‪ ‬يقول عندما ُ‬ ‫من اللسل م ما ل م نفهمه نحن ‪ -‬قال ل يبقى أحـد يــو م القيامـة حــبر لهـ م دواة ول بـرى لهـ م قلمـاً‬ ‫إل ُجمـعوا في تابوت من نار ث م يلقى به م فـي جهنــ م ‪ ,‬الـذي كتــب للظلمــه والـذي بـرى لهـ م القلـ م‬ ‫إنما ُحشـر مع الظالمين إنما حشر مع الظالمين لسواء بلسواء يلقى نفس مصيره م ‪.‬‬


‫الـــرق‬ ‫دين اللسل م إنما هو دين الحرية وعد م التقييد ومن أعظ م المور التي كانت من ألســباب‬ ‫تحرير العبيد أنك توحد ال عز وجل وحده ل تشرك به شيئاً فــإن اللســل م إنمــا هــو ديــن الرج وع‬ ‫ل وحده عز وجل دين اللسجود ل وحده عز وجل دين الطاعة ل وحده عز وجل ديــن ليــس ل ـ‬ ‫فيه والد ول ولد ول صاحبة ول كفوا أحد فإذا كان المر كذلك فإن ال فوق الخلق والنــاس كلهــ م‬ ‫تحت لـواءه أكفـاء كـل النـاس إنمـا هـ م تحــت الـ عــز وج ل إنمـا هـ م خلـق مــن خلقـه ‪ ,‬إوان ديـن‬ ‫اللسل م ما رفع ُم حـمد عليه الصلة واللسـل م ول أي رلس ول مـن الرلس ل إلـى مرتبـه ال لـوهيـة وه و‬ ‫الذي قــال الــ عــز وجـل فــي حقــه ‪:‬‬

‫)ل َ َ‬ ‫م‬ ‫مسرا َ‬ ‫عِزنيٌز َ‬ ‫م َ‬ ‫علَِفْني ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ر ن َأنُف ِ‬ ‫جراَء ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قِفْد َ‬ ‫عِنّتس ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ل ِّ‬ ‫ساو ٌ‬ ‫م َر ُ‬

‫م‪" ( .‬التوبة ‪ "128‬جـاءك م رلس ول هـذا أشـرف خلـق الـ‬ ‫ص َ‬ ‫ف ّر ِ‬ ‫مِفْؤ ِ‬ ‫علَِفْني ُ‬ ‫ر ن َرُءو ٌ‬ ‫مِنني َ‬ ‫َ‬ ‫حني ٌ‬ ‫كم ِبراِفْل ُ‬ ‫حِرني ٌ‬ ‫لكن ال عز وجل قال في حقه أنه منك م ومن أنفلسك م ‪.‬‬ ‫كما يقول ال عز وجل ‪):‬‬

‫د‬ ‫وا ِ‬ ‫مرا إِٰلَُه ُ‬ ‫مِفْثُل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ ي أَنّ َ‬ ‫م ُنياو َ‬ ‫مرا أَ​َنرا بَ َ‬ ‫ل إِنّ َ‬ ‫م إِٰلَ ٌ‬ ‫حسس ٌ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ُق ِفْ‬ ‫ح ٰ‬ ‫شٌر ِ ّ‬ ‫ى إِلَ ّ‬

‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫جاو لِ َ‬ ‫كرا َ‬ ‫مر ن َ‬ ‫حًدا‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫صرالِ ً‬ ‫عَبرا َ‬ ‫دِة َربِ ّ ِ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫قراَء َربِ ّ ِ‬ ‫ه أَ َ‬ ‫حرا َ‬ ‫مًل َ‬ ‫ع َ‬ ‫فِفْلنيَِفْع َ‬ ‫ف َ‬ ‫شِر ِفْ‬ ‫وَل ُني ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ن نيَِفْر ُ‬

‫("الكهـــف ‪"110‬‬

‫فـإذا كـان ذلـك هــو ديـن اللسـل م فـإن القاعــدة فيـه أن الخلـق كــل الخلــق ل يتخـذ بعضـه م بعضـا‬ ‫أرباب ـاً مــن دون ال ـ فــإن محــرر العبيــد ومطلــق لس ـراح اللســرى إنمــا هــو ُم حـمــد – عليــه أفضــل‬ ‫الصلة واللسل م ‪ -‬الذي نزل عليه وهو في مكة قــول ال ـ عــز وجـل‬

‫) َ‬ ‫قبَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫مرا‬ ‫م اِفْل َ‬ ‫و َ‬ ‫ة‪َ .‬‬ ‫ح َ‬ ‫فَل اِفْقَت َ‬

‫ك َر َ‬ ‫ة‪َ .‬‬ ‫مسسرا َ‬ ‫ة‪ .‬أَِفْو إِ ِفْ‬ ‫ع َ‬ ‫سس َ‬ ‫فس ّ‬ ‫ة‪ .‬أَِفْو‬ ‫ط َ‬ ‫قبَ س ُ‬ ‫مسسرا اِفْل َ‬ ‫ة‪ .‬نيَِتني ً‬ ‫مِفْقَربَ س ٍ‬ ‫غبَ ٍ‬ ‫قبَ س ٍ‬ ‫ذا َ‬ ‫م ِذ ي َ‬ ‫ك َ‬ ‫أَِفْدَرا َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫م فِسس ي نيَ سِفْاو ٍ‬ ‫عسسرا ٌ‬ ‫كنيًنرا َ‬ ‫ة‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِفْتَربَ ٍ‬ ‫ذا َ‬ ‫م ِفْ‬

‫( "البلد ‪ "16 : 11‬جاء أبو جهل إلى رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م(‬

‫وقال له يا ُم حـمد أجئت لترفع بـن لسـمية الـذليل إلـى منـازل اللسـادة ‪ ,‬وبـن لسـمية هـو عمـار بـن‬ ‫يالسر الذي كان عبد رقيق مملوك ‪.‬‬


‫قال أبو جهل لرلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أترفعه أترفع من شأنه حتى يكون في‬ ‫منزل ة اللســادة أنظــر إلــى رد ُم حـمــد – عليــه أفضــل الصــلة واللســل م‪ -‬قــال نعــ م ونمكــن لهــ م فــي‬ ‫الرض ونجعله م أئمة ونجعله م الوارثين ‪.‬‬ ‫فرفع دين اللسل م من قدر هؤلء القو م رفعة لــ م تكــن فــي منهــج مــن المناهــج ول شــريعة‬ ‫من الشرائع ول دين قبل دين اللسل م فإن دين اللسل م إنما أبطل ما كان مشروعاً من قبلــه عنــد‬ ‫اليهود وعند النصاري وعند الرومان من ألسترقاق الناس إذا أرتكبوا بعض الجرائ م أو كــان هنــاك‬ ‫دين ل م يـرده وكـان بيـع الخلـق إنمــا هـو ميلســر عنــد اليهــود وميلســر عنـد النصـاري وميلســر عنـد‬ ‫الرومان وبيع يولسـف – عليـه أفضـل الصـلة واللسـل م‪ -‬إنمـا هـو مـن أكـبر الشـواهد ومـن أكـبر‬ ‫الدل ئـل على تلك العقائد التي كانوا يعتقدونها وما أنزل ال بها من لسـلطان يقـول الـ عـز وج ل‬ ‫ ى ٰ َ‬ ‫ع ً‬ ‫اوُه ۖ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة َ‬ ‫شَر ٰ‬ ‫ةۚ‬ ‫ضرا َ‬ ‫هَذا ُ‬ ‫د ُ‬ ‫سّنيراَر ٌ‬ ‫سّروُه بِ َ‬ ‫ى َ‬ ‫واِر َ‬ ‫وأ َ َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫قرا َ‬ ‫دِفْل َ‬ ‫سُلاوا َ‬ ‫فأَِفْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬ ‫ل َنيرا ُب ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫جراءَ ِفْ‬ ‫فأَِفْدلَ ٰ‬ ‫غَل ٌ‬ ‫مُلسساو َ‬ ‫و َ‬ ‫ر ن‬ ‫ر ن بَ ِفْ‬ ‫ه َ‬ ‫مِفْعسسُدو َ‬ ‫س َ‬ ‫ه ِ‬ ‫فنيسس ِ‬ ‫كسسراُناوا ِ‬ ‫دَرا ِ‬ ‫مسس َ‬ ‫دٍة َ‬ ‫م َ‬ ‫هسس َ‬ ‫شسسَرِفْوُه بَِث َ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫مسسرا نيَِفْع َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫َ‬ ‫والّلسس ُ‬ ‫عِلنيسس ٌ‬ ‫خسس ٍ‬ ‫مسس ٍ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫ه ِ‬ ‫الّزا ِ‬ ‫دني َ‬

‫( "يولسف ‪."20-19‬‬

‫التقطوا حر وباعوه وهو نبي وهو رلسول وهو من أفضل الخلق عند رب العــالمين عنــدما‬ ‫دفع ـوا الثمــن عنــد الش ـراء إنمــا شــروه بثمــن بخــس ثمنــا ل يلســاوي دراهــ م معــدوده وكـان خطــف‬ ‫الناس وبيعه م إنما هو من المور المتعارف عليها والميلسرة وعندما جاءت شريعة اللسل م إنما‬ ‫جعل ذلك المـر أمـر اللســترقاق وأمــر التملـك للنـاس إنمـا هــو عـن طريـق واحـد ل ثــاني لــه وقـد‬ ‫كانوا قبل اللسل م يعاملون اللسير بأحد أمريـن كلهمــا مــر ألســير المعرك ة كــان يعامــل قبــل ديــن‬ ‫اللسل م بأمرين كلهما مر إما قتلة إواما الســترقاقه إمــا القتــل إوامــا أن يكــون عبــداً رقيقــا ل ثــالث‬


‫لهــا وجـ اء ديــن اللســل م ونــزل قــول الــ عــز وجــل‬

‫ب ال ِرّ َ‬ ‫) َ‬ ‫ى إِ َ‬ ‫م‬ ‫مسساو ُ‬ ‫ذا أَِفْث َ‬ ‫ف َ‬ ‫قرا ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ضِفْر َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫حّتس ٰ‬ ‫خنُت ُ‬

‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫ب أَِفْوَزاَر َ‬ ‫ش ّ‬ ‫اوَثرا َ‬ ‫هرا ۚ ‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫ى تَ َ‬ ‫ع اِفْل َ‬ ‫مرا فَِداًء َ‬ ‫مًّنرا بَِفْعُد َ‬ ‫مرا َ‬ ‫دوا اِفْل َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫فِإ ّ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫حِفْر ُ‬ ‫ف ُ‬

‫( "ُم حـمد ‪."4‬‬

‫دين اللسل م إنما جاء بفداء اللسير أو المن عليه وقال أهل الفقه اللســير ل يقتــل ولكــن‬ ‫يمن عليه أو يفتدى ‪.‬‬ ‫كان ذلك نهج ُم حـمد –عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬وما تعامل به مع الخلق انظــر إليــه‬ ‫في بدر وقد ألسر القو م وأصبحوا رقيقا عنده ولسلبت منه م حريتهــ م إذا بــه يطلقهــ م بالفــداء انظــر‬ ‫إليه وقد لسيقت إليه صفية بنت حيي بن أخطب رضي ال عنها وأرضاها ألسيرة أصــبحت جاريـة‬ ‫مملوكة ملك يمين وكان والدها من أشد العــداء الـذين يحــاربون ُم حـمــداً –عليــه أفضــل الصـلة‬ ‫واللســل م‪ -‬والــذين كــانوا يقفــون لــه كــل مرص د فعنــدما جيــئ بهــا جاريـة مملوكـة إذا بــه يعتقهــا‬ ‫ويتزوجهــا ويجعــل صــداقها إنمــا هــو عتقهــا ذلــك هــو ُم حـمــد – عليــه أفضــل الصــلة واللســل م‪-‬‬ ‫لسـ لـماً لصـفيه حـتى تصـعد علــى ناقتهــا وح تى تركبهـا وعنـدما جـاءته‬ ‫الكري م الـذي جعـل ركبــتيه ُ‬ ‫باكية تقول له يا رلسول ال أنه م يعيرونني ويقولون أني يهودية بنت يهوديين فقــال لهــا رلس ول‬ ‫ال )صلي ال علية ولسل م( أل قولي له م أبي مولسى وعمي هارون وزوجي ُم حـمد ‪.‬‬ ‫انظر إليه وقد جاءته جويرية أجمل نلساء العرب أجمل الفتيات ألسيرة مملوكـة أوتـي بهــا‬ ‫وقد ألستعبدت إلى رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( إواذا بـه يطلـق لسـراحها ويتزوجهـا فعنـدما‬ ‫فعل ذلك في غزوة بني الملسطلق قال صحابة رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( كيــف نلســتعبد‬ ‫أصهار رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( فـأطلقوا كـل ألســير وفكـوا كــل رقبـة ‪ ,‬انظـر إليــه يــو م‬ ‫فتح مكة وجئ بالذين كانوا يؤذونه بالذين كانوا يصبون عليه النكال والعذاب ووقفوا أمامه وفي‬ ‫القانون الدارج وقته م أنه م عبيد أرقاء قال ما تظنون أنــي فاعــل بكــ م قــالوا فــي ذلــة إوانكلســار أخ‬


‫كري م وبن أخ كري م قال أذهبوا فأنت م الطلقاء أذهبوا فأنت م الطلقاء أطلق كل ألسير وفـك كــل عــاني‬ ‫وهو الذي يأمرن ا بـذلك فعـن أبـي مولسـى الشـعري ‪ ‬يقـول ‪ :‬قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة‬ ‫ولسل م( "أطعموا الجائع وفكوا العاني وعودوا المريض" فكوا وأعتقوا رقبه وأجعلوا لها فكاكاً ‪.‬‬ ‫كيــف تعامــل الصــديق عنــدما ق ـ أر تلــك اليــات الــتي تلوناهــا‬

‫) َ‬ ‫قبَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫مرا‬ ‫م اِفْل َ‬ ‫و َ‬ ‫ة‪َ .‬‬ ‫ح َ‬ ‫فَل اِفْقَت َ‬

‫ك َمرا اِفْلَعَقبَُة ‪" (.‬البلد ‪ "4‬أشترى العبيد الرق اء وأعتقهــ م لــوجه الـ عــز وج ل ورف ع شــأنه م‬ ‫أَِفْدَرا َ‬ ‫حتى أننا أمرنا من الدب أن نقول الصديق ‪ ‬أعتق بل لـ ‪ ‬نقول لسيدنا أبو بكر أعتق لســيدنا‬ ‫بل لـ ‪ ,‬الذي أعطى الحرية للخلق وحط م الغل لـ واللسللسل التي يكبل بها الناس إنمــا هــو ديــن‬ ‫اللســل م وذلــك القائــد عمــر بــن الخطــاب ‪ ‬عنــدما جــاءه القبطــي يشــكو بطــش بــن عمــرو بــن‬ ‫العا ص ‪ ‬وظلمه له فيلستدعي عمرو بن العا ص ث م يقول له هذا القــانون اللســلمي الــذي مــا‬ ‫نطق به إنلسـان قبـل عمـر ولكنـه الســتمده مــن منهـج اللســل م ومـن لسـنة رلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫علية ولسل م( قال له يا عمرو متى الستعبدت م الناس وقد ولدته م أمهاته م أح ار ارً ‪.‬‬ ‫كان ذلك هو منهج المة مـن قـدي م إوالــى يومنـا هــذا انظــر إلــى صـلح الـدين الـذي يجـب‬ ‫علينا أن نقول ‪ ‬عندما دخل بيت المقدس فاتحا والسترده من أهل الصليب يطلب منه م الفــداء‬ ‫عشرات اللف منه م ليس معه م مال وليــس معهــ م مــا يفتــدون بــه مــن اللســر ومـن الــرق انظــر‬ ‫إلــى صــلح الــدين وهـ و يفــك عنهــ م مــن مــاله الخــا ص ويطلقهــ م هــؤلء الــذين فعــل بهــ م ذلــك‬ ‫المعروف إنما ارتدوا علينا في هذه اليا م ظلمــة غاشــمين وتعــاونوا مــع واحــدة مــن أفجــر الخلــق‬ ‫فــي الرض اليهــود فــي دولتهــ م الــتي لســرقوها وكلهــ م اجتمعـوا علينــا يريـدون أن يطملسـوا النــور‬ ‫ويكون ويعود الظل م والظل م ‪.‬‬


‫ضُه ِفْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ك َ‬ ‫د َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫كِبنيٌر‪.‬‬ ‫كر ن فِ​ِفْتَن ٌ‬ ‫ض ۚ إِّل تَِفْف َ‬ ‫ة ِ‬ ‫عُلاوُه تَ ُ‬ ‫والّ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ض َ‬ ‫ذني َ‬ ‫) َ‬ ‫سرا ٌ‬ ‫فُروا بَِفْع ُ‬ ‫ف ي اِفْل َِفْر ِ‬ ‫م أِفْولَِنيراُء بَِفْع ٍ‬

‫("ال نـفال ‪ "73‬الكل إنما ه م يداَ واحدهً علينا فهل وعينا الدرس ‪.‬‬ ‫نـــزل قـــول الـــ عـــز وجــل‬

‫م َ‬ ‫غاو َ‬ ‫م إِ ِفْ‬ ‫ف َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ن‬ ‫كسسراتُِباو ُ‬ ‫مراُن ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن اِفْل ِ‬ ‫ر ن نيَِفْبَت ُ‬ ‫والّ ِ‬ ‫ت أَِفْني َ‬ ‫مرا َ‬ ‫كَترا َ‬ ‫ذني َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫م ّ‬

‫ل اللِّه الِّذ ي آَتراُكِفْم ۚ‪" ( .‬النـــور ‪ "33‬تلـــك اليـــة فـــي لســـورة‬ ‫وآُتاو ُ‬ ‫َ‬ ‫مرا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خِفْنيًرا ۖ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫مُت ِفْ‬ ‫عِل ِفْ‬ ‫مر ن ّ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫فني ِ‬ ‫النور كان لها لسبب نزول أتدري ما هــو لســبب نزولهــا لســبب النــزول أنــه كــان هنــاك عبــداً رقيقـاً‬ ‫ملستعبد إنما رقبته في الغل واللسللسل كان نصراني السمه صبيع وكان عبداً عند حاطب بن أبي‬ ‫بلتعة ‪ ‬يطلب منه إطل قـ لسـراحه نظيــر قـدر معيــن مــن المــال رف ض حــاطب أن يفــك عنــه وأن‬ ‫يطلقه فنزلت تلك الية تلك الية تقول أنه يجــب علــى كــل مالـك لرقبــة إذا جـاءته تطلــب الفكــاك‬ ‫أن يفك عنها وأن يطلقها فأطلقه حاطب ‪. ‬‬ ‫ابن النياح جاء إلى على بن أبي طالب ‪ ‬قال له يا أمير المؤمنين كان بن النياح عبداً‬ ‫رقيقاً قال يا أمير المــؤمنين ألــي فكـاك وليـس لـي مــال أنـا فقيــر ليـس عنــدي مـال وليــس عنــدي‬ ‫صنعة هل لي أن أفك نفلسى من الرق واللسر وأفك نفلسي من الخدمة للسيدي انظر إلى الجابة‬ ‫كان الفكاك هنـا إنمـا هـو فـرض ل إختيـار فيـه قـال لـه علـى بـن أبـي طـالب ‪ ‬نعـ م نعـ م ثـ م أمـر‬ ‫الناس أن يتصدقوا عليه حتى ُأطلق ح ارً ‪.‬‬ ‫اللسل م جاء بالتحرير ول م يأتي بالتقييد ولن تجد آية في كتاب ال ول حـديثاً واحــداً عـن‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يأمر بالسترقاق العباد يأمر بأن تضع يدك على رقبــة إنلسـان‬ ‫وتلستعبده وتمتلكه ولكن تجد مئات اليات ومئات الحاديث الـتي تـأمرك أن تطلـق المملـوك وأن‬ ‫تفك ألسره ‪.‬‬


‫وقــد ورد فــي بعــض الكتــب القديمــة روايــة ممــا يلســمى اللس ـرائيليات ثــ م تبناهــا بعــض‬ ‫قلساولسة عهود الظل م في أوروبا وغيرها وتقول أنه في أحد اليا م نا م نوح عليــه اللســل م فتعــرى‬ ‫وانكشفت عورته فــدخل عليــه ابنــه كنعـان فنظــر إليهــا فعنــدما علــ م نــوح دعـا عليــه ولعنــه ولعــن‬ ‫ذريته قال ملعون كنعان بن حا م ملعون كنعان عبداً لخويه يافث ولسا م ‪ ,‬ويافث منه نلســل أهــل‬ ‫أوروبا ولسا م منه نلسل العرب ولكن اليهــود تــدعي إنــه والــده م وح ده م فجــاءوا بتلــك الفريـة لكــي‬ ‫يلستعبدوا الناس ولكي يضعوا الغل لـ في أعناقه م ث م تابعه م في ذلك النهج النصـارى يقـول الـ‬ ‫عـــز وجــل‬

‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫جّن َ‬ ‫هاو ً‬ ‫كرا َ‬ ‫صسسراَر ٰ‬ ‫مر ن َ‬ ‫هسسراُتاوا‬ ‫ن ُ‬ ‫ك أَ َ‬ ‫ ى ۗ تِ​ِفْلس َ‬ ‫دا أَِفْو نَ َ‬ ‫ة إِّل َ‬ ‫ل اِفْل َ‬ ‫خ َ‬ ‫) َ‬ ‫م ۗ ُقس ِفْ‬ ‫مسسرانِنيُّه ِفْ‬ ‫قراُلاوا َلر ن نيَِفْد ُ‬

‫ُبِفْر َ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫صراِد ِ‬ ‫م ِإن ُ‬ ‫هرانَ ُ‬ ‫قني َ‬ ‫م َ‬ ‫كنُت ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬

‫("البقرة ‪ "111‬قالوا أنه م ه م وحده م أهل الجنة والخلق كل الخلق‬

‫إنما ه م أهل الجحي م ال عز وجل يرد عليه م ويقول‬

‫ل ِإن َ‬ ‫ه‬ ‫عنَد الّلسس ِ‬ ‫خَرُة ِ‬ ‫داُر اِفْل ِ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫كرانَ ِفْ‬ ‫)ُق ِفْ‬ ‫ك ُ‬

‫ص ً‬ ‫مسسرا َ‬ ‫س َ‬ ‫ت‬ ‫صسراِد ِ‬ ‫ت ِإن ُ‬ ‫مر ن ُدو ِ‬ ‫قس ّ‬ ‫د َ‬ ‫مّنسِفْاوُه أَبَسًدا بِ َ‬ ‫ولَسسر ن نيَ​َت َ‬ ‫ر ن‪َ .‬‬ ‫قني َ‬ ‫م َ‬ ‫مسِفْاو َ‬ ‫اوا اِفْل َ‬ ‫فَت َ‬ ‫خرالِ َ‬ ‫َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫كنُتس ِفْ‬ ‫ة ِّ‬ ‫مّن ُ‬ ‫ن الّنرا ِ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫ه َ‬ ‫م ِبرالظّسسرالِ ِ‬ ‫أَِفْني ِ‬ ‫مني َ‬ ‫مۗ َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫عِلنيس ٌ‬ ‫دني ِ‬

‫("البقـــرة ‪ "95-94‬ويقـــول الـــ عـــز وجــل عنهـــ م‬

‫و َ‬ ‫ت‬ ‫قسسرالَ ِ‬ ‫) َ‬

‫ل َ‬ ‫ع ِّ‬ ‫صراَر ٰ‬ ‫ر ن‬ ‫م ُني َ‬ ‫كم بُِذُناوبِ ُ‬ ‫ذُب ُ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫ر ن أَِفْبَنراُء اللّ ِ‬ ‫ل َأنُتسسم بَ َ‬ ‫فِل َ‬ ‫ه َ‬ ‫والّن َ‬ ‫اِفْلنيَُهاوُد َ‬ ‫مس ِفْ‬ ‫كم ۖ بَس ِفْ‬ ‫حّبراُؤُه ۚ ُق ِفْ‬ ‫ ى نَ ِفْ‬ ‫م ّ‬ ‫شسٌر ِ ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫ع ِّ‬ ‫ه‬ ‫وُني َ‬ ‫وإِلَِفْنيسس ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ولِلّ ِ‬ ‫مرا ۖ َ‬ ‫مرا بَِفْنيَنُه َ‬ ‫و َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫مرا َ‬ ‫س َ‬ ‫شراُء ۚ َ‬ ‫مر ن نيَ َ‬ ‫ب َ‬ ‫شراُء َ‬ ‫مر ن نيَ َ‬ ‫ق ۚ نيَِفْغِفُر لِ َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مِفْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذ ُ‬ ‫واِفْل َِفْر ِ‬ ‫صنيُر‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫اِفْل َ‬

‫( "المائــدة ‪ "18‬هــ م أبنــاء ال ـ بن ـوا إلس ـرائيل هــ م الشــعب المختــار وتــابعه م فــي ذلــك‬

‫النصارى ‪.‬‬ ‫ه م بشر ولكنه م يقولون نحن شعب الـ المختــار ونحــن أبنــاء الـ وأحبــاؤه وليــس علينــا‬ ‫في الميين لسبيل فكانوا يلستعبدون الناس ويجعلونه م أرقاء ‪.‬‬ ‫وفي العصور المتقدمة الغرب هو الذى أقــر الــرق هــو الــذي صــنعه وجعلــه تجــارة رائجــة‬ ‫مشــروعة فــإن إليزابيــث الولـي ملكــة إنجلــت ار الــتي ملكــت لســنه ‪ 1550‬جــاءت بنخــاس الســمه "‬


‫جون هو " كان يلسرق العبيد بتلك الفتوى التي أفتاها القلساولسـة ل نـهــ م مــن نلسـل كعنـان فيحـق‬ ‫لمــن هــ م مــن ولـد لســا م ويـافث أن يلســرقونه م ويلســتعبدونه م وانظــر إلــى العجــب العجــاب كــانت‬ ‫تحمله م لسفينة تلك اللسفينة ألسمها يلسوع تنطلق به م إلى أين تنطلق به م إلــى أمريكــا مــن الــذي‬ ‫صنع أمريكا الذي صنعها أهـل أفريقيـا الـذين لسـرقه م ال نـجليـز وبـاعوه م هنـاك فـأزدهرت أمريكـا‬ ‫على أكتاف هؤلء العبيد ثـ م يتهموننــا بأننــا الـذين جئنـا بتلــك المصــيبة وبهـذا البلء وه م الـذين‬ ‫قننوه ه م الذين تعاملوا به فإن دين اللسل م حتى العبـد الرقيـق الـذي فيـه إنمـا هـو مـع رق ه فهـو‬ ‫لسيد ‪.‬‬ ‫عن عمــرو بــن لســويد ‪ ‬قــال دخلنــا علــى أبــي ذر وه و بالرب ذة فوج دنا عليــه بــرد وعلــى‬ ‫غلمه برد مثله فقلنا يا أبا ذر لو أخذت برد غلمك إلى بردك فكانت حلــة ثــ م كلســوته ثوبـ اً غيــره‬ ‫انظر إلى رد ذلك الصحابي الجليل قال إنــي لســمعت رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يقــول‬ ‫إخوانك م خولك م ‪ -‬ه م أخوة ليلسوا صنف غير الصنف ليلسوا أرقاء والذي يملكهــ م اللســيد ‪ -‬قــال‬ ‫إخوانك م خولك م جعله م ال عز وجل تحت أيديك م فمن جعل ال عز وجل أخوه تحت يده فليطعمه‬ ‫مما يطع م وليلبلسه مما يلبس ول يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعينه عليه ‪.‬‬ ‫علي بن أبي طالب ‪ ‬أعلمنا أن ذلك المملوك ل ُيهان وله كرامته قال رلسول ال )صلي‬ ‫ال علية ولسل م( مــن قـذف مملوكـ اً أقيــ م عليــه الحــد يــو م القيامــة إل أن يكــون كمــا قـال ‪ ,‬وقـال‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م(‬

‫مـن لطـ م مملـوكه أقتــ ص منــه يــو م القيامـة وقـال مــن لطـ م‬

‫مملوكه فهو فكاكه ‪.‬‬ ‫ل إوان كان أعظ م دينا فهو إمــا م للســيده اللســيد‬ ‫العبد الرقيق في اللسل م إن كان أعظ م عق ً‬ ‫إنما يتخلف ويكون العبد الرقيق هو القائد أو الما م ‪ ,‬رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( جعــل‬


‫لسال م ‪ ‬مولى حذيفة بن اليمان ‪ ‬ولسال م كــان عبــداً رقيقـاً عنــد حذيفــة رلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫علية ولسـل م( جعلــه إمامـاً لملســجد قبـاء فكـان يصـلي خلفـه عثمـان بـن عفـان والصــديق وعمــر‬ ‫وعلي وألسيد بن حضير وعلية الصحابة رضوان ال عليه م ‪.‬‬ ‫وعمر ‪ ‬وهو على لسرير المــوت يقــول لـو كــان لســالماً حيـاً لـوليته أمــر الملســلمين وتمــر اليــا م‬ ‫إواذا بدولة المماليك دولة العبيد يقولون عنها أنها دولـة العبيــد ويـا ليــت حكامنــا فــي هــذه اليــا م‬ ‫عبيد كما كان هؤلء المماليك عبيد ولكنه م كانوا عبيداً حــرروا البلد وضـربوا الصــليبيين ضــربة‬ ‫أماتوه م بها وضربوا المغول ضربة ردوه م بها فإن قطز كــان مملوكـ اً حــاول أن تـوازن بيــن قطــز‬ ‫والحرار في أيامنا والظاهر بيبرس يجب عليك أن نقول رضي الـ عنــه وأرض اه لنــه هــو الــذي‬ ‫رد أوروبا كلها وجعلها ترجع قهق ار ذليلة أخذ منه م اللسرى وحط م لهــ م اللسـلح وردهــ م شــر رد ‪,‬‬ ‫قطز وبيبرس مماليك ولكنه م أعظ م شــأناً مــن أعظـ م رؤوس حــرة فــي أيامنــا تجــد الضــرب ينهــال‬ ‫بكل قوة وبكل ولسائلة على أخوان لنا عزل علـى شــيوخ ونلسـاء علـى أطفـال ل يلسـتطيعون دفعـاً‬ ‫يحاصرون من كل اتجاه يمنع عنه م الغذاء يمنع عنه م الماء ويمنع عنه م الكلساء ويمنع عنهــ م‬ ‫الدواء أنه م في أماكن كثيرة ليلسوا في غزة فقــط ولكنــك تجــده م فــي العـراق تجــده م فــي الشيشــان‬ ‫وتجـده م فـي كشـمير وتجـده م فـي دارف ور وتجـده م فـي جنـوب اللسـودان ويتشـدق ويرف ع صـوته‬ ‫عالي ـاً الغرب ي والمريكــي ويقــول يجــب أن تكــون هنــاك ق ـوات دوليــة فــي دارف ور حــتى ل يكــون‬ ‫انتهاك لحقوق ال نـلسان وطلبت قوات دولية في فللسطين قوات دولية تحمي أهل فللسطين العــزل‬ ‫يأبى ويقول ل وألف ل هو يريـد أن يمكـن لنفلســه فــي دارف ور لن هنـاك أكتشــف البــترول وأبــاره‬ ‫هي ل م يقترب منها إنلسان ول م ينزف منها شئ بعد ‪.‬‬


‫الذي حرر العبيد ليس إبراها م لينكــولن إنمــا الــذي حــرر العبيــد هــو ُم حـمــد –عليــه أفضــل‬ ‫الصــلة واللســل م‪ -‬عمــر ‪ ‬علــي كـر م الـ وج ه صــلح الــدين اليــوبي هــؤلء هــ م الــذين حــرروا‬ ‫العبيد ‪.‬‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( "مـن أعتــق رقبـة أعتـق‬ ‫ال عز وجل بكل عضو منها منه حتى فرجه بفرجه"‪.‬‬ ‫وعن عقبه بن عامر ‪ ‬قـال ‪ :‬قــال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( "مـن فــك رقبــة‬ ‫كانت فداءه من النار كانت فداءه من النار" ‪.‬‬ ‫ويقول القائل ‪-:‬‬ ‫كما فككنا ألسي ارً بغير ثمن‬

‫فجذ رقاب من يعادينا‬


‫إن دمائك م عليك م حرا م‬ ‫من كرامة ال نـلسان الذي كرمة ال عز وج ل وجعلــه مكرم اً فــي هــذه الحيــاة الــتي نحياهــا‬ ‫أن ال عز وجل خلق ال نـلسان بيده ونفخ فيــه مــن روح ه وألســجد لــه مل ئـكتـه ولسـخر لـه مــا فـي‬ ‫اللسموات وما في الرض جميعاً منه وجعله خليفة ولذلك جعل له حقوقاً وكان من هذه الحقــوق‬ ‫حــق صــيانة النفــس وح ق صــيانة المــال والعــرض ‪ ,‬كــل الملســل م علــى الملســل م حـرا م دمــه ومـاله‬ ‫وعرضه وال عز وجل يقول‬

‫ول َ َ‬ ‫قِفْد َ‬ ‫هم‬ ‫وَرَزِفْقَنسسرا ُ‬ ‫مِفْلَنرا ُ‬ ‫مَنرا بَِن ي آ َ‬ ‫ح سِر َ‬ ‫ر َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫) َ‬ ‫واِفْلبَ ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫كّر ِفْ‬ ‫م فِسس ي اِفْلبَ س ِّ‬

‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫ضنيًل‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ضِفْلَنرا ُ‬ ‫خلَِفْقَنرا تَِفْف ِ‬ ‫ر ن الطّ ِني َّبرا ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثنيٍر ِ ّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ِّ‬

‫("اللسراء ‪."70‬‬

‫وُم حـمــد ‪-‬عليــه أفضــل الصــلة واللســل م‪ -‬يقــول ‪" :‬مثــل المــؤمنين فــي ت ـواده م وتراحمهــ م‬ ‫وتعاطفه م كمثـل الجلسـد الواحـد إذا اشـتكى منـه عضـو تــداعى لـه لســائر الجلســد بـالحمى واللســهر"‬ ‫أهل اللسل م كل أهل اللسل م أهــل اليمـان كــل أهــل اليمـان كإنمـا هـ م جلســداً واحـداً فكيــف يعتــدي‬ ‫ملسل م على ملسل م ويعتدي مؤمن على مؤمن يعتدي إنلسان على إنلســان كــل ذلـك جــاء النهــي عنــه‬ ‫في دين اللسل م وجاء به التحري م وال عز وجـل يقــول ‪:‬‬

‫ه ِفْ َ‬ ‫ق إِ​ِفْذ‬ ‫ل َ‬ ‫ ي آ َ‬ ‫م بِسسراِفْل َ‬ ‫د َ‬ ‫) َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫واِفْت ُ‬ ‫علَِفْني ِ‬ ‫م نَبَأ اِفْبَنس ِفْ‬

‫كۖ َ‬ ‫خِر َ‬ ‫قّرَبرا ُقِفْرَبراًنرا َ‬ ‫َ‬ ‫مرا نيَ​َت َ‬ ‫م ُنيَت َ‬ ‫ر ن‬ ‫ه ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫د ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫مس َ‬ ‫ل إِنّ َ‬ ‫قرا َ‬ ‫ل َل َِفْقُتلَّن َ‬ ‫قرا َ‬ ‫ر ن اِفْل َ‬ ‫م َ‬ ‫مرا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ن أَ َ‬ ‫فُتُقبِ ّ َ‬ ‫ل اللّس ُ‬ ‫قبّ ِفْ‬ ‫ولَ ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫قبّس ُ‬ ‫ه‬ ‫ف اللّ س َ‬ ‫ط نيَ ِ‬ ‫مرا أَ​َنرا بَِبرا ِ‬ ‫خسسرا ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫ك ۖ إِنِ ّسس ي أَ َ‬ ‫ك ِل َِفْقُتلَ َ‬ ‫ ي إِلَِفْني َ‬ ‫د َ‬ ‫ك لَِتِفْقُتلَِن ي َ‬ ‫ ي نيَ​َد َ‬ ‫سط َ‬ ‫ر ن‪ .‬لَِئر ن بَ َ‬ ‫مّتِقني َ‬ ‫اِفْل ُ‬ ‫ت إِلَ ّ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫ب اِفْل َ‬ ‫عرالَ ِ‬ ‫مني َ‬ ‫َر ّ‬

‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ر ن ‪"( .‬المائــدة ‪-27‬‬ ‫ر ن اِفْل َ‬ ‫او َ‬ ‫صبَ َ‬ ‫خرا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫خني ِ‬ ‫ل أَ ِ‬ ‫سسِرني َ‬ ‫م َ‬ ‫قِفْت َ‬ ‫قَتلَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫فَأ ِفْ‬ ‫ع ِفْ‬ ‫فطَ ّ‬ ‫ه نَِفْف ُ‬

‫‪ "29‬كانت هذه القصة تحكي لنا أول د م أريق على وجه الرض كان ذلك الــد م أول د م وكـان ذلــك‬ ‫القتيل أو قتيل فكان العتداء من إنلسان على إنلسان ولسـببه غيـرة علـى زواج أو غيـرة علـى تقبـل‬ ‫قربان ولكنها كانت أعتداء من إنلســان علــى إنلســان وكـانت المحصــلة هــي قتــل ‪ ,‬وال نـلســان بنيــان‬ ‫ال عز وجل في الرض فملعون من هد م بنيان ال عز وجل كل من يهد م صنعة ال عز وجل كل‬


‫من ينتق ص منها شيئاً بأي لسبب من اللسباب وبأي ولسيلة من الولسائل فإنه يجرح فــي خلــق الـ‬ ‫عز وجل وفي صنعة ال عز وجل ويحاول أن يهد م بنيان ال عز وجل الذي بنــاه بيــده " فطــوعت‬ ‫لــه نفلســه قتــل أخيــه فقتلــه فأصــبح مــن الخالســرين " كــانت هــي البدايــة وكـانت البدايــة هــي لســنة‬ ‫وكانت لها عقوبة وكانت هذه العقوبة كما قال رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( "مــا مــن نفــس‬ ‫تقتل ظلما إل كان على بن آد م الول كفل من دمها ل نـه أول من لسن القتـل" مــا مـن إنلســان يقتــل‬ ‫إلى يــو م القيامـة أي د م يهـرق إل كـان علـى بــن آد م الول الـذي لســن القتـل والـذي تعامـل بـه فــي‬ ‫الخصومة كان على بن آد م الول ذنب من ذنب ذلك القتيــل الـذي قتــل ومشــاركة بــال ثـ م مــع قـاتله‬ ‫والقتل إنما هو من أشد الجرائ م وأعظمها وأفجرها الجريمة التي قد ل يقبل الـ عــز وج ل كمــا قــال‬ ‫عبد ال بن عباس ‪ ‬منها التوبة ‪.‬‬ ‫عبد ال بن عباس ‪ ‬قال إن ال عز وجل ل يقبل توبـة القاتــل وكـانت هــذه الكلمـة منـه‬ ‫إنما هي تغليظاً وزج ارً ولكن ال عز وجل يقبل توبة النائب ويقبل كل تائب إل أن ُيشرك به فــإن‬ ‫الشرك هو الذي ل يكفره شئ وهو الذي ل يقبله ال عز وجل ول يغفره وأما القاتل فإن عبــد ال ـ‬ ‫بن عباس ‪ ‬غلظ في حقه العقوبة لكي يكون زج ارً للناس ‪.‬‬ ‫والنفس إنما حرمها ال عز وجل إل إذا أقترفت ثل ثـة فإن عبد الـ بــن ملســعود ‪ ‬يقــول‬ ‫ل يحــل د م أمــرئ ملســل م يشــهد أن ل إلــه إل الـ وأن ُم حـمــداً رلس ول الـ إل بإحــدى ثلث ‪ -‬إل‬ ‫بواحــدة مــن ثلثــة ‪ -‬الــثيب الزانــي المحصــن المــتزوج الــذي يزن ي فــإن ذلــك دمــه ُيهــدر الــثيب‬ ‫الزاني ‪ ,‬والنفس بالنفس ‪ ,‬والتارك لدينه المفارق للجماعــة ‪ .‬القاتــل نفلسـاً فــإن القصــا ص فيهــا‬ ‫أن يقتل كما قتل إذا كان متعمداً والتارك لــدينه المفــارق للجماعــة الــذي أرت د بعــد اليمــان وكفــر‬ ‫بعد أن دخل في اللسل م فإن هــذه الثلثــة هــي الــتي تبيــح القتــل ‪ ,‬وقـد جعــل اللســل م ذلــك لــولي‬


‫المر ول يقو م به الفراد كل على مايراه إوانما جعل ذلك بيد ولي المــر بمــا لــه مــن أدوات لقامــة‬ ‫العدل بين الناس وتطبيق شرع ال فــي الرض أمــا غيــر ذلـك فــإنه مــن شــأنه إشـاعة الفوضـى‬ ‫بين الناس وهو جر م عظي م ‪.‬‬ ‫يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( " لو أجتمع أهل الرض وأهل اللسماء علــى د م‬ ‫ل كـبه م ال عز وجل في النار" لو أن أهــل الرض وأهــل اللســماء اجتمعـوا علــى قتــل إنلســان فــإن‬ ‫أهل الرض وأهل اللسماء جميعاً لسوف يكونوا من أهل النار‪.‬‬ ‫ل في صنعاء قتله لسبعة نفر فقتلهـ م بـه قتـل لسـبعة بقتلهـ م نفـ ارً واحـداً‬ ‫وعمر ‪ ‬وجد قتي ً‬ ‫لس ئـل قال لو تمالء عليه أهل صنعاء لقتله م به ‪ ,‬لو أن أهل صنعاء كلها أجتمعوا علــى‬ ‫وعندما ُ‬ ‫قتله لقتله م به وذلك إنما هو لصيانة النفـوس وصـيانة الـدماء ل نـهــ م لـو لـ م ُيقتلـوا لكـان النـاس‬ ‫كل الناس تتجمع العدد الكثير على الرجل الواحد فيقتلوه ويكـون قـد أهـدر دمـه ول قصـا ص فيـه‬ ‫ول ديه له ‪ ,‬وُم حـمـد –عليـه أفضـل الصـلة واللسـل م‪ -‬يقـول " لـزوال الـدنيا أهـون عنـد الـ عـز‬ ‫وجل من قتل نفس بغير حق " زوال الــدنيا كلهـا القيامــة أهــون عنــد الـ عــز وج ل مــن أن تقتــل‬ ‫نفس بغير حق ‪ ,‬وأبعد من ذلك وأعظ م يقول رلسول ال )صــلي الـ عليــة ولسـل م( " مــن أعــان‬ ‫على د م أمرئ مؤمن ولو بشطر كلمة جاء يو م القيامة مكتوب بين عينيه آيس مـن رحمـة الـ "‬ ‫لن ذلك ما قتل ما حمل لسلحاً ما ضرب ما بطش ولكنه أعان وجد نالساً يريدون أن يقتلوا وجد‬ ‫واحداً يريد أن يقتل فدله على مكان القتيل أشار إليه ودله ولسهل له طريق القتل وطريق إهـراق‬ ‫الد م إل جاء يو م القيامــة مكتوبـ اً بيــن عينيــه آيــس مــن رحمــة الـ أي أن رحمــة الـ بعيــدة عنــه‬ ‫بعداً لسحيقاً ‪.‬‬


‫كـانت العانــة بشــطر الكلمــة بنصــف كلمــة جعلــت الـذي يعيــن علــى القتــل بهــذه المنزل ة‬ ‫بهذه الدرجة كــذلك قـال أهــل الفقــه أن مــن قتــل إنلســان وه و مضــطر وه و مكــره كــأنه يعمــل عنــد‬ ‫باطش من الذين يبطشون بالناس عند جبار من الجبارين أمره أن يقتــل إنلســان قــال أهــل الفقــه‬ ‫أنه إذا قتله فإن عقوبته أن يقتل هو والذي أمره حتى ولو كــان مضــط ارً لن الضــطرار هنــا إنمــا‬ ‫يكون إي ازًء لنفس ولسوف يقتل نفلساً فإن نفلسه تقتل ول يكون لسبباً في قتل إنلسان ل نـه إذا كان‬ ‫لسبباً في قتل فإنه قاتل ول تبيح له هنا الضرورة القتل ‪.‬‬ ‫وقال أهل الفقه إذا شهد شهود على رجل أنـه قتـل فقتـل ثـ م تـبين أنـه مـا قتـل بشـهادته م‬ ‫هــذه فــإنه م ُيقتلــون ل نـهــ م كــانوا لســبباً فــي قتلــه بشــهادته م هــذه يلســتحقون العقوبـة يلســتحقون‬ ‫القصا ص ‪.‬‬ ‫اللســل م إنمــا جــاء لتكــون هــذه المــة متمالســكة مترابطــة ليــس فيهــا أحقــاد ليــس فيهــا‬ ‫ضــغائن ليــس فيهــا إل اللســل م كلــه يتعامــل بــه النــاس بينهــ م وبيــن بعضــه م فــإذا كــانت هــذه مــن‬ ‫الجرائ م فإن كل ولسيلة تؤدي إليها وتوصل إليها فإنما كانت كذلك جريمة مــن الجرائــ م انظــر إلــى‬ ‫تشريع دين اللسل م أنك إذا روع ت ملســلماً كـانت الروع ة هنــا فجعتــه تفجــع ملســل م تفجــع مــؤمن‬ ‫لس لـ م نرتقي به درجة درجة حتى نصل إلى حـديثنا‬ ‫كنت على خطأ عظي م وتلك أبلسط الدرجات إنه ُ‬ ‫الذي نعرض فيه‪.‬‬ ‫روعة الملسل م شئ عظي م حـدث أيــا م رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( أن رج ل جــاء‬ ‫بحبل فوضعه بجوار رجل آخر من الملسلمين وهو نائ م من صحابة رلسول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( فعندما الستيقظ ذلك الرجل ظنــه حيــة فارتعــد وخ اف وكـاد ذلــك الخــوف أن يقضــي عليــه‬ ‫وأن تذهب روحه من شده ما وجد ‪.‬‬


‫رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( قــال ل تروع وا الملســل م ل تروع وا الملســل م ل تروع وا‬ ‫الملسل م إن روعة الملسل م شئ عظي م ‪.‬‬ ‫روعة الملســل م جعلهـا ديــن اللســل م مــن أبـواب الظلــ م وأي ظلـ م كــان إنمــا هــو ظلـ م عظيــ م‬ ‫كانت هذه الروعة في المرتبة التي بعــدها الخافــة نهــاك اللســل م أن تخيــف أخ لــك أن تنظــر لــه‬ ‫نظره تجعله يهتز تجعله يخاف تجعله يرتعد‪.‬‬ ‫يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( " من نظر إلى أخيه نظرة يخيفه بها أخافه ال‬ ‫عز وجل يو م القيامة " إذا حاولت أن تخيفه نظرت إليه حــتى ولـو بــالنظر وكـان هــذا النظــر فيــه‬ ‫إخافة له فيه رعب له فيه ترويع له هذه النظـرة الـتي أخفـت بهـا أخيـك فـي الـ الـتي أخفـت بهـا‬ ‫ال نـلسان ال عز وجل لسوف يخيفك بها يو م القيامة والفارق شالسع بين خوف الدنيا مهمــا كــان‬ ‫بلسيطاً وخوف يو م القيامة فإن النار اشتد لظاها وأرتفعـت درج ة حرارتهــا وتهيــأت للسـتقبال مـن‬ ‫يخيفه ال عز وجل من ينظر ال عز وجل إليه نظرة خوف ‪.‬‬ ‫كانت الدرجة التي بعدها أن تشير إلى أخيك بلسلح أن تشير إلى أخ لك بقطعــة حديــد ل‬ ‫تري د أن تجرح ه ل تري د أن تقــاتله إذا ملسـكت لـه تلـك الحديــدة يقـول المصــطفى – عليـه أفضــل‬ ‫الصــلة واللســل م ‪" -‬مــن أشــار إلــى أخيــه بحديــدة لقــي ال ـ عــز وجـل يــو م القيامــة وه و عليــه‬ ‫غضبان " أشرت فقط إلى أخيك بحديدة الذي يغضب عليك من الذي يغضب عليك هو رب العــزة‬ ‫الذي يغضب عليك هو ال عز وجل ‪ ,‬ورلسول ال )صلي الـ عليــة ولسـل م( ينهانــا أن يلســتقبل‬ ‫واحـداً منـا غيـره بلســلح فيقــول لنـا " ليـس منــا مــن حمـل علينــا اللسـلح " ليــس مـن أمــة ُم حـمــد‬ ‫أخرجه منها ‪ ,‬ويقول المصطفى – عليه أفضل الصــلة واللســل م ‪ " -‬ل يشــير أحــدك م إلــى أخيــه‬


‫بحديدة فإنه ل يدري لعل الشيطان أن ينزع في يده فيقع في حفرة مــن النــار فيقــع فــي حفــرة مــن‬ ‫النار "‪.‬‬ ‫قال وجعل للنهي لسببا ل نـك ل تدري عندما ترف ع هـذه الحديـدة أن الشـيطان قـد يأتيـك أو‬ ‫يتركك وال إنه ل يتخلى عنك وقد يظن أخيك هذا أنك قد جئت تعتدي عليه فيزيـن لــه الشــيطان‬ ‫ذلـك فيهــ م بالــدفاع عـن نفلسـه فيقــع المحظـور وقـد يصـيب أحـدكما الخــر بلسـبب ذلـك كمـا قـال‬ ‫رلس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م( هــو الــذي يحــرك يــدك بالحديــدة وينــزع بهــا فــإذا وصـلت‬ ‫الحديدة إلى الملسل م إواذا وصلت إلى أخ لك في الدين فإنك على حفره من النار ‪.‬‬ ‫ذلك الذي الستقبل أخ له بحديدة حاول أن يصل إليه بها إذا رفع ال ثـنين الحديد إواذا رف ع‬ ‫ال ثـنيــن اللســلح يقــول رلسـ ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م( " إذا التقــى الملســلمان بلســيفهما‬ ‫فالقاتل والمقتول في النار"‪.‬‬ ‫ال عز وجل جعل لك م القصا ص وكان لكـ م فــي القصــا ص خيــر وكـان لكـ م فــي القصــا ص‬ ‫الحياة وكان لك م في القصا ص أن تقو م أمتك م ول ينهد م بنيانها فإن ال عز وجل يقول )‬ ‫م تَّتُقاو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ب لَ َ‬ ‫حَنيرا ٌ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ة َنيرا ُأوِل ي اِفْل َِفْلَبرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ف ي اِفْلِق َ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫صرا ِ‬

‫م‬ ‫ول َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ك ِفْ‬

‫("البقرة ‪ "179‬يته م أهل الغرب وملحدي‬

‫الشرق دين اللسل م ويقولون إنه دين غلظة دين ل يراعي حقـوق ال نـلسـان لمـاذا تكـون عقوبـة‬ ‫القتل فيه لماذا تكــون عقوبـة اللســن باللســن والعيــن بــالعين والنــف بــال نـف والذن بــالذن لمــاذا‬ ‫يكون ذلك ‪ ,‬إواذا إنلسان قتل آخر فُحكـ م عليه بالقتل لقتلــه إذاً الــدنيا تقــو م ول تقعــد يقولـون أيــن‬ ‫حقوق ال نـلسان هل حقوق ال نـلسان أن هذا القاتل ل يقتل فأين حق الذي ُقتل هــل إذا كنــا نجعــل‬ ‫للقاتل حقاً ونريد أن نحافظ على نفلسه وعلى كيانه وعلى دمـه فـأين حـق الـذي ُقتـل وأيـن كـانت‬ ‫حقوق ال نـلسان عندما تج أر ذلك الشيطان وقتل أخ له وقتل نفلساً خلقها ال عز وجل الحقوق ل‬


‫تتج أر فإذا كان لذلك حقاً فإن للخر حق إذا فقأ إنلسان عين إنلسان متعمداً إذا كلسر إنلســان لســن‬ ‫إنلسان متعمداً لماذا ل يكون الدفاع عن الحقوق مــن حقــوق ال نـلســان فقـأعينه قصاصـاً ونعيــب‬ ‫على الحك م ول نعيب على الذي ابتدأ بالعدوان فإن ذلك من شــأنه أن يــردع المعتــدي وأن يجعلــه‬ ‫يفكر مائة مرة قبل أن يقترف جريمته ‪ ,‬الربيع بنت معوذ رضي ال عنهــا وأرض اها كلســرت لســن‬ ‫جارية كلسرت لسنة فتاه فجاء أهل الفتاة إلى رلسول ال )صلي الـ عليـة ولسـل م( فجـاء بـالربيع‬ ‫وجاء معها أنس بن النضر وهو خالها فقال له رلسول )صلي ال علية ولسل م( يا أنس إنما هو‬ ‫القصــا ص يــا أنــس كتــاب الـ هــو القصــا ص اللســن باللســن ‪ ,‬مــا هــو الــذي كــان مــن أهــل الفتــاه‬ ‫عندما تدخل رلسول ال )صلي الـ عليـة ولسـل م( عفـوا عـن حقهـ م فقـال رلس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫علية ولسل م( في أنس بن النضــر قـال ‪ :‬إن لـ عـز وج ل مــن النـاس عبـاداً لـو أقلسـ م علـى الـ‬ ‫لبره لو أقلس م على ال لبره " كانت هذه في أنس بن النضر ‪ ‬لن الناس قد تنازلوا عن حقه م‬ ‫وقبل ـوا أن يأخــذوا عوضـ اً عــن اللســنة الــتي ُكلســرت فــإذا كلســرت اللســنه إذا اللســنة كلســرت يــأتي‬ ‫أصــحاب دع ـوات حقــوق ال نـلســان ويقولـون لنــا أيــن حقــوق ال نـلســان فــأين حــق ال نـلســان الــذي‬ ‫ُكلسـرت لسنته أوًل ‪.‬‬ ‫ُم حـمد – عليــه أفضــل الصـلة واللســل م ‪ -‬يقــول لنـا " ظهــر المــؤمن حمــى إل بحــق " ل‬ ‫يعتدي إنلسان على إنلسان ويضربه ويعتدي عليه إنما هو كما قــال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( من ضرب لسوطاً أقت ص منه يو م القيامة‪.‬‬ ‫يقول ال عز وجل بعد أن ذكر قصة ابنــي آد م الــذي قتــل واحــداً منهمــا الخــر يقــول الـ‬ ‫عز وجل‬

‫جل ٰ َ‬ ‫س أَِفْو َ‬ ‫مر ن َ‬ ‫سرا بِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫سسسراٍد‬ ‫كَتِفْبَنرا َ‬ ‫ل نَِفْف ً‬ ‫) ِ‬ ‫ف َ‬ ‫قَت َ‬ ‫ه َ‬ ‫سَراِئني َ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫ل أَنّ ُ‬ ‫ى بَِن ي إِ ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ر ن أَ ِفْ ِ‬ ‫غِفْنيِر نَِفْف ٍ‬


‫هرا َ‬ ‫مرا َ‬ ‫ض َ‬ ‫مني ً‬ ‫مني ً‬ ‫حَنيرا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫عرا ۚ‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َ‬ ‫حَنيرا الّنرا َ‬ ‫كأَنّ َ‬ ‫و َ‬ ‫عرا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل الّنرا َ‬ ‫قَت َ‬ ‫كأَنّ َ‬ ‫مرا أَ ِفْ‬ ‫ر ن أَ ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ف ي اِفْل َِفْر ِ‬

‫( "المائــــدة‬

‫‪."32‬‬ ‫بعد هذه اليـة جـاء الـ عـز وج ل ولكـ م بـذكر بنـي إلسـرائيل ونصـحه م وكـذلك تـوجه هـذه‬ ‫الرلسالة الربانية إلى كل إنلسان إوالى كل أمة إوالى كل قبيلة إوالى كــل طائفــة ومـا كــان ذلــك المــر‬ ‫موجه إلى هؤلء الناس بالذات بل إن ذلك المر موجه إلى الخلق كل الخلق ولكن ال عز وجـل‬ ‫خ ص بني إلسرائيل ل نـه م كانوا أشد الناس فج ارً فإن الم م كل الم م والناس كل النــاس مــا حــاول‬ ‫إنلسان أن يقتل نبياً وما قتل إنلسان نبي وما قتلت أمــه نــبي غيــر هــؤلء حفــدة القــردة والخنــازير‬ ‫فإنه م كانوا يقتلون أنبياء ال عز وجل لذلك خصه م ال عز وج ل بهــذه اليــه حــتى يقــال لنــا أن‬ ‫هؤلء الناس ه م أبشع خلق ال ل نـه م يعتدون على أنبياء الـ عــز وج ل ومـا تجـ أر غيره م علــى‬ ‫العتداء على أنبياء ال عز وجل غيره م ‪.‬‬ ‫إذا كان هذا هو حال هؤلء الناس وهذه هي الصفة التي وصفوا بها والوامر التي توجه‬ ‫ال عز وجل بها إليه م فيجب علينا أن نكون علــى حــذر كــل الحــذر فــي التعامــل معهــ م إواذا كـان‬ ‫المر كذلك أن يصل إلى درجة القتل وال عز وجل قال لنا أنه من قتل نفلسـاً فكأنمــا قتــل النــاس‬ ‫جميعاً وأن الذي ُيحيي نفس فكأنما أحيا الناس جميعاً ‪.‬‬ ‫انظر إلى تشريع اللسل م إوالى أوامر ذلك الدين جاء في حديث عن عبـد الـ بـن ملسـعود‬ ‫ل‬ ‫‪ ‬يقـول " بينمـا أنـا أضـرب غلمـاً لـي ‪ -‬هـو يضـرب غل م يضـرب خادمـاً عنـده يضـرب عـام ً‬ ‫ل فعله شيئاً عظيمـاً أقــترفه مــا‬ ‫عنده عبد ال بن ملسعود ‪ ‬ما كان ليضربه إل بلسبب شيئاً جلي ً‬ ‫الذي يلجأه إلى ضرب ذلك الغل م فعندما ضربه إذا بصوت من خلفه يقــول يــا أبــا ملســعود يــا أبــا‬ ‫ملســعود يــا أبــا ملســعود عبــد الـ بــن ملســعود علــ م ويتنبــه إليــه إنــه صــوت ُم حـمــد –عليــه أفضــل‬


‫الصلة واللسل م ‪ -‬يقول فعندما لسمعت صوت رلسول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( قلـت للغل م‬ ‫أذهب فأنت حر طليق أذهب فأنت حر طليق قال له رلسول ال )صــلي الـ عليــة ولسـل م( لــو لــ م‬ ‫تفعلها ل كـبك ال في النار كان ذلك مملوك رقيق أطلقه ل نـه ضربه ‪.‬‬ ‫ُم حـمـد – عليـه أفضـل الصـلة واللسـل م – يقـول ويـبين لـه فـي هـذا الضـرب الـذي ضـربه‬ ‫للغل م إن كــان فيــه ظالم ـاً فــإن مصــيره إلــى النــار حــتى إوان كــان مــن إن كــان هــو عبــد ال ـ بــن‬ ‫ملسعود‬

‫وأرضاه ‪ ,‬جاء رجل إلى رلسول ال )صلي ال عليـة ولس ل م( قـال لـه يـا رلس ول‬

‫ال عندي غل م ‪ -‬عندي عامل عندي خاد م عندي صبي ‪ -‬عندي غل م يظل م ويلســئ هــو ظــال م‬ ‫هو لسئ يظل م ويلسئ وأنا أضربه على ذلك فأين أنا يا رلسول ال يو م القيامــة قــال لــه رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( المر قصا ص ‪ ,‬المر حقوق لك أو عليك ‪.‬‬ ‫دين اللسل م هو هكذا قال له رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إن كان ظلمه إوالساءته‬ ‫أكثر من ضربك له فلك عليه إوان كان ضربك أكثر من ظلمه إوالساءته فله وعليه فــأنطلق الرج ل‬ ‫وهو يولول يقول يا ويلي يا ويلي قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( ردوا علّي الرجـ ل ردوه‬ ‫علَّى فعندما جاءه قال له أل م تق أر قول الــ عـــز وجــل‬

‫ة‬ ‫ون َ َ‬ ‫مس ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫م اِفْلِقَنيرا َ‬ ‫اواِزني َ‬ ‫م َ‬ ‫ع اِفْل َ‬ ‫) َ‬ ‫ر ن اِفْلِق ِفْ‬ ‫سطَ لِنيَِفْاو ِ‬

‫َ‬ ‫فَل ُت ِفْ‬ ‫ك َ‬ ‫مِفْث َ‬ ‫كرا َ‬ ‫و َ‬ ‫وِإن َ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫خِفْر َ‬ ‫حرا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫د ٍ‬ ‫حبّ ٍ‬ ‫ل أَتَِفْنيَنرا بِ َ‬ ‫س سِبني َ‬ ‫ى بَِنسسرا َ‬ ‫هسسرا ۗ َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ل َ‬ ‫قرا َ‬ ‫شِفْنيًئرا ۖ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫فس ٰ‬ ‫ة ِّ‬ ‫م نَِفْف ٌ‬ ‫ظل َ ُ‬

‫(‬

‫"ال نـبياء ‪ "47‬لتؤدن الحقوق يو م القيامة حقوق العباد لسوف تــؤدى مــن العبــاد إلــى العبــاد يــو م‬ ‫القيامــة أول مــا يقضــى بيــن النــاس فــي الــدماء أول مــا يقضــى مــن الحقــوق فــي الــدماء لتــؤدن‬ ‫الحقــوق يــو م القيامــة إلــى أصــحابها ‪ ,‬وجـاء ُم حـمــد – عليــه أفضــل الصــلة واللســل م ‪ -‬بمثــل‬ ‫فيقت ص من الشاه القرناء للشاه الجماء ‪ ,‬الكبش الذي عنده قرون إذا نطح كبشاً أخر ليس لــه‬ ‫ل ‪ ,‬ويلسـأل العـود لمـا‬ ‫قرون لسوف يقت ص منه جاء رلسول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( بـه مث ً‬


‫خدش العود عود الشجر لسوف يلسأل لماذا خدش العود الذي تحته أو الذي فــوقه عنــدها يــدافع‬ ‫عن نفلسه ثـ م يقــال لهــذا كلـه بعــد أن يكــون أمـا م أعيــن النـاس كـن ترابـاً فيقــول ال نـلسـان الظـال م‬ ‫الذي يخشى من ذنوبه ومن الحلساب عليها يا ليتني كنت تراباً يا ليتني كنــت ترابـاً لن ال نـلســان‬ ‫لسوف يصلى نا ارً ملستعرة نا ارً قد ارتفعت حرارتها ل يخرج منهــا إل بــأمر الـ عــز وج ل وشـفاعة‬ ‫ُم حـمد – عليه أفضل الصلة واللسل م ‪.-‬‬ ‫اللسل م جاء بالخير كله وجاء بمراعـاة الحقـوق كلهـا حـتى بينـك وبيـن الـذين ل يـدينون‬ ‫بدين اللسـل م فـإن رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يقـول فــي حـديث لــه عـن عبــد الـ بــن‬ ‫عمرو بن العا ص ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال )صلي الـ عليــة ولسـل م( " مــن قتــل معاهــداً لــ م يــرح‬ ‫رائحة الجنة إوان ريحها ليوجد من ملسيرة أربعين عامًا"‪.‬‬ ‫من قتل معاهداً واحداً من غير الملسلمين ل م يرح رائحة الجنــة مــن أي مكــان تشــ م رائحــة‬ ‫الجنة من ملسيرة أربعين عاماً والربعين عاماً هنــا ل يعلــ م قــدرها إل الـ عــز وج ل ‪ ,‬وج اء فــي‬ ‫يو م من اليا م رجل قبطي إلى عمر ‪ ‬يشكو من يشكو بــن عمــرو بــن العــا ص فــي لطمــة لطمــه‬ ‫إياها في ضربة على وجهه فعندما جاءه الستدعى عمر الذي لطمه والستدعى عمرو بن العا ص‬ ‫وقال للقبطي قال له أضرب بـن ال كـرميـن بـن عمـرو ‪ ,‬ثـ م قـال عمـر مـتى السـتعبدت م النـاس وقـد‬ ‫خلقه م ال أح ار ارً متي الستعبدت م الناس وقد خلقه م ال أح اررًا‪.‬‬


‫أعراضك م عليك م حرا م‬ ‫يقول ال عز وجل‬

‫ول َ َ‬ ‫قِفْد َ‬ ‫ر ن‬ ‫وَرَزِفْقَنرا ُ‬ ‫مِفْلَنرا ُ‬ ‫مَنرا بَِن ي آ َ‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫حِر َ‬ ‫ر َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫) َ‬ ‫واِفْلبَ ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫كّر ِفْ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫ف ي اِفْلبَ ِّ‬

‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫ضنيًل‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ضِفْلَنرا ُ‬ ‫خلَِفْقَنرا تَِفْف ِ‬ ‫الطّ ِني َّبرا ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثنيٍر ِ ّ‬ ‫علَ ٰ‬

‫( "اللسراء ‪ "70‬قلنـا فيمـا قلنـاه أن ذلـك‬

‫ال نـلســان جعــل لــه ديــن اللســل م حــق صــيانة المــال وحـق صــيانة العــرض وحـق صــيانة الــد م‬ ‫ورلسولك م – عليه أفضل الصلة واللسل م ‪ -‬الذي يقول في حديث له " كــل الملســل م علــى الملســل م‬ ‫حرا م دمه وماله وعرضه " وفي حديث أخر " بحلسب امرئ من الشــر أن يحقــر أخــاه الملســل م كــل‬ ‫الملسل م على الملسل م حرا م دمه وماله وعرضه " بحلسب امــرئ مــن الشــر كــل الشــر أن يحقــر أخ‬ ‫لــه أن يحقــر مــن شــأن إنلســان ويلســتهذئ بــه وُم حـمــد – عليــه أفضــل الصــلة واللســل م ‪ -‬قلنــا‬ ‫ونكررها أنـه كـان يطــوف بــبيت الـ الحـرا م فلسـمعه عبـد الـ بـن عمــر ‪ ‬وه و يقــول فــي طـوافه‬ ‫مخاطباً الكعبة الشريفة ما أطيبك وما أطيب ريحك وما أعظمك ومـا أعظـ م حرمتــك والـذي نفـس‬ ‫ُم حـمد بيده للمؤمن أشد حرمة عند ال منك دمه وماله وعرضه " لذلك كانت صيانة العرض في‬ ‫ل‬ ‫دين اللسل م مــن المــور الــتي أمرن ا بهــا حــتى يكــون ذلـك المجتمــع مجتمــع رب اني يكــون مظل ً‬ ‫بظل لـ الحب بظل لـ المــودة بظل لـ الرحمـة ليــس بيـن هـؤلء النـاس مــا يعكـر صــفو حيـاته م مـن‬ ‫ظل م واعتداء وترويع ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول لنا بعد أن توجه إلـى صـحابته أتـدرون مـا هـو‬ ‫أربى الربا يلسأله م ما هو أربي الربا ه م يعلمون أن الربا حـرا م أن الرب ا مهلــك قــالوا الـ ورلس وله‬ ‫أعل م أشد أنواع الربا أعلها درجة أقصاها أقصاها منزلة الذي فيه الفجر كله ‪.‬‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أتدرون مـا هــو أرب ى الرب ا قـالوا الـ ورلس وله أعلـ م قـال‬ ‫أرب ى الرب ا اللســتطالة فــي عــرض الملســل م ‪ ,‬كـان أرب ى الرب ا أن تلســتطيل فــي عــرض الملســل م أن‬


‫تخوض فيه أن تلسبه أن تشــتمه أن تلعنــه أن تــأتي بــأي كل م يحقــره أن تــأتي بــأي كل م يخدشــه‬ ‫أن تأتي بأي كل م يكون فيه لسبه ‪ ,‬قال ث م تل رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( قول ال ـ عــز‬ ‫وجل‬

‫سُباوا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ر ن ُنيِفْؤُذو َ‬ ‫مرا ّ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مِبنيًنرا‬ ‫وإِ​ِفْث ً‬ ‫ق ِ‬ ‫مَنرا ِ‬ ‫مِفْؤ ِ‬ ‫مِفْؤ ِ‬ ‫والّ ِ‬ ‫مُلاوا ُبِفْهَتراًنرا َ‬ ‫حَت َ‬ ‫مرا اِفْكَت َ‬ ‫غِفْنيِر َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫مِنني َ‬ ‫ذني َ‬ ‫) َ‬ ‫د ا ِفْ‬ ‫واِفْل ُ‬ ‫ن اِفْل ُ‬

‫‪ ( .‬الحـزاب ‪ "58‬هــؤلء كــان ممــن يــؤذون أهــل اليمــان يــؤذون أهــل التقــوى بغيــر جريـرة بغيــر‬ ‫لسقطات لسقط فيها هؤلء الناس ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول " من ذكر أحداً بشــئ ليــس فيــه ليعيبــه ‪ -‬مــن‬ ‫ذكر أحد بشئ ليس في ذلك الشخ ص تذكره به لتعيبه ما هــو مــا مصــيره مــا هــو وضـعه‪ -‬ذكــر‬ ‫أحد بشئ ليس فيه ليعيبه حبلسه ال عز وجل في دار جهن م حتى يأتي بنفاذ ما قال " كــان ذلــك‬ ‫الذي فعل ذلك الفعل محبولساً في جهن م إلى أي وقت حتى يأتي ببينه علــى أن ذلــك القــول الــذي‬ ‫قــاله صــحيحاً علــي أن ذلــك ال تـهــا م الــذي اتهــ م بــه ذلــك الشــخ ص إنمــا هــو يقيــن ‪ ,‬رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( كان يؤدب الناس كان يؤدب صحابته ويؤدبنا ويعلمنا وينهانا علــى أن‬ ‫نتطاول على شئ حتى ولو كان غير ال نـلســان كـانوا فــي طريـق إواذا بالريـح تشــتد فيلعنهــا واحــد‬ ‫من الصحابة ل نـها كشفت عنه ل نـها آذته فلعنهــا فقـال لــه رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫ل تلعنها إنها ملسخرة مأمورة ل تلعن الريح إنها ملسخره إنها مأموره من الــذي جعلهــا تهــب مــن‬ ‫الذي جعلها تعمل إنما هو ال عز وجل ‪.‬‬ ‫ث م قال رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( لــه أنــه مــن لعـن شــيئاً ليــس لــه بأهــل رجعــت اللعنــة‬ ‫ل للعن فإن ذلك الشت م وذلك اللعن إنما يعود علـى ذلـك الـذي شـت م‬ ‫عليه ‪ ,‬من لعن شئ ليس أه ً‬ ‫يعود على الذي لعـن ‪ ,‬ولعنـت امـرأة الناقـة وه م كـذلك فـي الطري ق فقـال رلس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫علية ولسل م( ل تصحبنا ناقة ملعونة ‪.‬‬


‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول لنا ويحــذرنا أن نتطــاول وأن نشــت م ونكـون مـن‬ ‫اللسبابين فيقول لنا " لسباب الملسل م فلسوق وقتاله كفر " كنت بلسب أخيك الملسل م فالسقا ويقــول‬ ‫في حديث أخر ولعنه كفر ولعنه كقتله إذا لعنته كنت كأنك قتلته كنت كأنك لسفكت دمه ‪.‬‬ ‫رلسول ال يقول في اللعـن أنـه مـن لعـن شـيئاً صـعدت اللعنـة إلـى اللسـماء فغلقـت دونهـا‬ ‫أبـواب اللسـماء ثـ م ردت إلـى الرض فغلقـت دونهـا أبـواب الرض فأخـذت يمينـاً وشـماًل ثـ م تعـود‬ ‫ل إوال رجعت على الذي ُلعن ‪ ,‬إذا كان الملعون أهل للعنــة وأهــل‬ ‫على الذي ُلعن فإن كان لها أه ً‬ ‫للشت م التصقت به ث م إذا كان مظلوماً فإن اللعن والشت م يعود علــى الــذي لعــن تعــود علــى الــذي‬ ‫شت م ولعن ‪ ,‬وأهل اللسفالة من قــدي م ول يزالــون وأهــل الخــوض فــي أعـراض النـاس مــن قــدي م ول‬ ‫يزالون فل م ينجو أحد من الناس من شت م الشتامين من خوض الناس في عرضه ولو كان ينجو‬ ‫أحــد مــن النــاس لنجــا ُم حـمــد – عليــه أفضــل الصــلة واللســل م ‪ -‬رلس ولك م كــان ينــاله اللســتهذاء‬ ‫واللسب والتهك م من أهل الشرك كما قال ال عـــز وجــل‬

‫وإ ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ك إِّل‬ ‫فُروا ِإن نيَّت ِ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫خُذونَ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ذا َرآ َ‬ ‫) َ‬

‫هزًوا أَ ٰ َ‬ ‫ح َٰ‬ ‫كرافُِرو َ‬ ‫م َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ر ن ُ‬ ‫و ُ‬ ‫هم بِ ِ‬ ‫هَت ُ‬ ‫ذ ي نيَِفْذ ُ‬ ‫هَذا الّ ِ‬ ‫كُر آلِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ذِفْكِر الّر ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫م ِ‬

‫( ال نـبياء ‪ "36‬وكـان كــذلك‬

‫اللستهذاء بعد أن دخل اللسل م في قلوب الناس ولكنه الستهذاء من أهل النفاق ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يعطي عطية لواحد مــن النــاس فكــان يجــب عليــه أن‬ ‫يشــكر كــان يجــب عليــه أن يمــدح ‪ ,‬ثــ م لســأله بكلمــات معناهــا هــل أعطينــاك شــيئاً فيــه خيــر هــل‬ ‫ألستفدت منا هل أحلسنا إليك أخا العرب قال ما أحلسنت ول أجملت‪.‬‬ ‫انظر إلى الرد انظـر إلـى ال تـهـا م يقــول لرلس ول الـ مـا كـان عنـدك حلسـن مـا كـان عنـدك‬ ‫جمال ما كان عندك لسخاء ما كان عندك كر م أنت يا ُم حـمد ما أحلسنت أنت يـا ُم حـمـد مـا أجملـت‬ ‫كان رداً قبيحاً كانت لسفالة من ذلك الرجل الذي أعطي عطاًء وكان يجب أن يشكر عليه ‪.‬‬


‫كذلك واحداً أخر أعطاه ُم حـمد )صلي الـ عليــة ولسـل م( عطيــة وأعطــى آخــر أزيـد منــه‬ ‫فقال ذلك الرجل إن هذه قلسمة ما أريد بهـا وج ه الـ يتهـ م ُم حـمـد )صـلي الـ عليـة ولسـل م( فـي‬ ‫عــدله يقــول عنــه أنــه ظــال م ينتقــ ص مــن حقــه فكــل هــذا طعــن فــي العـراض فكــل هــذا لســب فــي‬ ‫العراض ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( الحلي م الرحي م يقول له ما زاد عنهــا ويحــك مــن يعــدل‬ ‫إن ل م أعدل من يكون صاحب العدل إن ل م أكن أنا صاحب العدل إذا ل م أكن أنا عادًل ‪.‬‬ ‫كذلك طال الشت م واللسب من ناس كانوا من أفضل الناس كان منه م عمــر ‪ ‬دخــل عليــه‬ ‫واحداً من اللسفهاء من الذين ل يراعون للناس حرمة ول يراعون للعراض حقاً كان ذلك الرج ل‬ ‫عيين بن حصن دخل على عمر‪ ‬دخل عليه في وقت وليته وفي إمارته علـى المـة قـال لعمـر‬ ‫‪ ‬هذه الكلمات يا عمر إنك ل تعطي الجذل ول تحك م بالعدل ‪ ,‬أعدل الناس في زمانه كله الذي‬ ‫ل م يأتي عادًل من بعده في عدله الذي كان هو العدل كلــه عمــر ‪ ‬يلســبه إنلســان لســليط الللســان‬ ‫ويقــول لــه إنــك لــ م تعطــي الجــذل ولـ م تحكــ م بالعــدل كــاد عمــر أن يهــ م بــه وكـاد عمــر أن ينتصــر‬ ‫لنفلسه قال له الحر بن قيس وكان حاض ارً يا أمير المؤمنين إن ال عز وجل يقــــول‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫وأَ ِفْ‬ ‫جسسرا ِ‬ ‫عِفْر ِ‬ ‫مِفْر بِسسراِفْل ُ‬ ‫هِلني َ‬ ‫ر ن اِفْل َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫عسِر ِفْ‬ ‫وِفْأ ُ‬ ‫عس ِ‬

‫او‬ ‫ذ اِفْل َ‬ ‫خ ِ‬ ‫عِفْف َ‬ ‫) ُ‬

‫( "العــراف ‪ "199‬وذلــك مــن الجــاهلين وذلــك مــن‬

‫الجاهلين فعفا عنه عمر ‪ ‬ومن الشت م أن يقــول أحــد ل نـلســان ملســل م يــا يهــودي يــا نصـراني أن‬ ‫تتهمه بشئ من هذه المور يكون ذلك طعناً في عرضه تتهمه بشرك تتهمه بكفر ‪.‬‬ ‫جاءت صفية رضي ال عنها وأرضاها إلى رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( وقالت يا‬ ‫رلسول الـ إن النلســاء يعيروننــي يقلـن لــي يـا يهوديــة أنـتي يهوديــة بنـت يهــوديين وصـفية بنـت‬ ‫حيي بن أخطب أ م المؤمنين زوج ة رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( كـانت تعيـر بأنهـا مـن‬


‫اليهود وألســلمت فكــان والــدها يهــودي وكـانت أمهــا يهوديــة انظــر إلــى رد رلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫علية ولسل م( لعتبارها قال لها إذا قالوا لك ذلك فقولي لهـن إن أبـي مولسـي كليـ م الـ عـز وج ل‬ ‫إوان عمي هارون وزوجي محمد ‪.‬‬ ‫وجاءته درة بنت أبي لهب نقول درة رضي ال عنها وأرضاها ونقــول أبــو لهــب لعنــة الـ‬ ‫عليه لن ال عز وجل لعنه فــي كتـابه العزيـز فنحـن ل نلعـن إل مــن لعنــه الـ فـإن الـ إذا لعــن‬ ‫إنلسان فهو ملعون إوان رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إذا لعن إنلسان فهو ملعون‪.‬‬ ‫جاءت درة إلى رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( وقالت يا رلس ول الـ إنهــن يعيروننــي‬ ‫بوالدي يشتمونها يلسبونها وماذا تفعل هي إن كان والدها من أهــل النــار لكــل نفــس مــا أكتلســبت‬ ‫لكل نفس ما عملت ل يغني والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده شيئاً قال لها رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( إن أكر م الناس يا درة أتقـاه م إذا كنـت أنـت تقيـة فل يضـرك شـتمه م ول‬ ‫يضرك لعنه م ول يضرك لسـبه م إن أكـر م النـاس أتقـاه م وأقرأهـ م أكـر م النـاس أتقـاه م لـ عـز وج ل‬ ‫وأقرأه م لكتاب ال عز وجل وآمره م بمعروف وناهيه م عن المنكر وأوصله م للرح م إذا كنت كــذلك‬ ‫فأنت من أهل اليمان فأنت من أهل اللسل م فأنت من أهل التقوى ‪.‬‬ ‫لس بـ كذلك لسعد بن أبي وقا ص ‪ ‬وهو واحد من العشرة المبشرين بالجنة وكان عمر قد‬ ‫ُ‬ ‫وله على مدينة فــي الشـا م فجـاء النـاس إلــى عمـر ‪ ‬يشــكون إليــه قـالوا يـا أميــر المــؤمنين إن‬ ‫لســعداً ل يخــرج فــي اللســرية ول يقلســ م باللســوية ول يحلســن يصــلي بالنــاس ‪ ,‬هــ م يتهمــونه بهــذه‬ ‫الته م يقولون أنه جبان أنه رعديد ل يخرج في اللسرية للحرب وقد كذبوا إن أول من رم ى بلســه م‬ ‫في لسبيل ال هو لسعد بن أبي وقا ص ‪ ‬وأرضاه الذي كان يخوض الغمار ‪ ,‬ول يقلس م باللســوية‬


‫ث م جاءوا بال نـكل والعظ م وقالوا ول ُيحلسن يصلي إذا كان لسعداً ل يحلســن يصــلي فمــن ذا الــذي‬ ‫يحلسن الصلة وال ل يحلسنها أحد إذا كان لسعداً ل يحلسنها ‪.‬‬ ‫الستدعاه عمر ‪ ‬رغ م علمــه التـا م بلســيرة لســعد وتقـواه وع دله وشـجاعته وعلـ م أنهــ م هــ م‬ ‫أهل الشر وه م الذين ل يأتي منهــ م خيــر فـإن الــذي قـالوه إنمــا هــو ظلـ م وبهتــان فــإن رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال عليــة ولسـل م( يقــول مــن شـرار النــاس النمــا م الــذي يفــرق بيــن الحبــة والـذي يبتغــي‬ ‫للبراء العيب ‪ ,‬من شر الناس النما م الــذي يأتيــك بكل م وبلســباب وبطعــن لكــي يجــرح فــي إنلســان‬ ‫وكذلك يبتغي الفرقة بين الناس ويلسعى إليها وكذلك يبتغي للبراء العيب يطعن بريئـاً يتهمــه بمــا‬ ‫يعيبه ث م يطعنه في عرض ه وينتقــ ص مــن شــأنه حــتى ينتقــ ص مــن قـدره حقــداً وحلســداً وبغضـاً ‪,‬‬ ‫فلسأل عمر ‪ ‬لسعداً فقال يا أمير المؤمنين إنما أصلي به م صــلة رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( ل أخرج عنها كان يصلي به م صلة رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( ولكنــه مــا كــان‬ ‫بمنأى عن ناس أصحاب أللسنة إنما هي أللسنة ظل م إنما هي أللسـنه طعـن إنمـا هــي أللسـنة حقـد‬ ‫على الناس وكذلك إنما هي أللسنة جهل لن ال عز وجل يقول‬

‫خِفْر‬ ‫سسس َ‬ ‫هرا الّ ِ‬ ‫)َنيرا أَنيّ َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫مُناوا َل نيَ ِفْ‬

‫مر ن َ‬ ‫َ‬ ‫ر ن ۖ‬ ‫سراٍء َ‬ ‫م َ‬ ‫ى َأن نيَ ُ‬ ‫ى َأن نيَ ُ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ع َ‬ ‫مر ن نِ ّ َ‬ ‫وَل نِ َ‬ ‫م َ‬ ‫كاوُناوا َ‬ ‫ع َ‬ ‫مِفْنُه ِفْ‬ ‫مِفْنُه ّ‬ ‫ك ّ‬ ‫خِفْنيًرا ِ ّ‬ ‫س ٰ‬ ‫سراٌء ِ ّ‬ ‫خِفْنيًرا ِ ّ‬ ‫س ٰ‬ ‫م ِّ‬ ‫قِفْاو ٍ‬ ‫قِفْاو ٌ‬ ‫وَل تَ​َنرابَُزوا ِبراِفْل َِفْل َ‬ ‫ب‬ ‫مرا ِ‬ ‫ساو ُ‬ ‫قرا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫وَل تَِفْل ِ‬ ‫و َ‬ ‫نۚ َ‬ ‫ق بَِفْعَد ا ِفْ ِلني َ‬ ‫ب ۖ بِ​ِفْئ َ‬ ‫م َ‬ ‫مُزوا َأنُف َ‬ ‫َ‬ ‫م نيَُت س ِفْ‬ ‫مر ن لّ ِفْ‬ ‫س اِل ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫م اِفْلُف ُ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ماو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ك ُ‬ ‫فُأوٰلَِئ َ‬ ‫ظرالِ ُ‬ ‫ه ُ‬

‫( "الحجرات ‪ "11‬كــانت اليــة تقــول أن كــل تجريـح فــي النــاس أن كــل‬

‫لسب وطعن فــي النـاس إنمــا فيــه وبـال عظيــ م ويخرج ك كــذلك أو يكـاد عــن هــذه الملــة وع ن هــذا‬ ‫الدين فقد قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( "ليس الملسل م بطعان ول بلعان ول بفاحش ول‬ ‫ببذيء ‪.‬‬


‫الملســل م ليــس فيــه هــذه الربعــة فــإذا كــانت هــذه الربعــة فــي واحـٍد مــن النــاس فــاعل م أن‬ ‫إيمانه به نق ص ‪ ,‬ليس الملسل م بطعان ول بلعان ول بفاحش ول ببذيء ‪.‬‬ ‫جاء جابر بن لسلي م ‪ ‬إلى رلسول ال )صـلي الـ عليـة ولسـل م( وقـال لـه أعهـد إلـّي أي‬

‫أجعل بيني وبينك عهداً هل تدرون ما هــو العهــد الــذي كــان بيــن جــابر وبيــن ُم حـمــد )صــلي الـ‬ ‫علية ولسل م( قال ‪ :‬ل تلسبن أحداً قال جابر ‪ :‬فوال ما لسببت شيئاً ل حر ول عبد ول شاة ‪.‬‬ ‫أمر من ُم حـمد )صلي ال علية ولسل م( ل تلسبوا شيئاً ل حر ول عبـد حـتى العبيـد وح تى‬ ‫الحيوانات الشاة ما لسبها ث م قال له رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إوان أحــد شــتمك وعيــرك‬ ‫بما ل يعل م فيك ‪ ,‬واحداً من الناس لسفيهاً شتمك عيرك أتهمك ظلماً بشئ ليس فيك ‪ ,‬قال عنــك‬ ‫كذا وقال عنك كذا ليس فيك يقول له رلسول ال )صلي الـ عليــة ولسـل م( فــي العهــد الـذي كــان‬ ‫بينه وبينه في الميثاق قال له رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( فل تشــتمه ول تعيــره بمــا هــو‬ ‫فيه ‪.‬‬ ‫وقال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( وه و يعـظ أصـحابه إيـاك م والغيبـة قـالوا ومـا‬ ‫الغيبة يا رلسول ال قال ذكرك أخاك بما يكره قالوا أرأيت يا رلسول ال إن كان فيه ما نقول ؟ قال‬ ‫إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته إوان ل م يكـن فيـه مـا تقـول فقـد بهتـه ‪ ,‬أي أنـك ممنـوع أن تـذكر‬ ‫أخاً لك أن تذكره بشئ يكرهه حتى ولو كان ذلك فيه حــتى ولـو كــان ذلــك فيــه ‪ ,‬كــذلك منعــك الـ‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( أن تلعـن واحـداً مـن النـاس فقـال إن لعنـك للنـاس وشـتمك‬ ‫للناس إنما هو عقوق للوالدين كيف ذلك ؟‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( في حديث لعبد ال بن عمرو ‪ ‬ل يلعــن أحــدك م‬ ‫والديه ل يلعن أحدك م والديه قالوا يـا رلس ول الـ أو يلعـن أحـدنا والـديه قـال نعـ م يلسـب الرج ل أبـا‬


‫الرجل فيلسب أباه ويلسب أمه " تشت م الناس فيشتمون والدك فيشتمون والدتك فيكون الوبال كــل‬ ‫الوبال عليك أنت وتكون أنت من الذين يدخلون تحت العقوق ‪.‬‬ ‫إوان من أعظ م المور وأخطرها الخوض في العراض وبالخ ص لسب النلساء و التجريـح‬ ‫فيهن فإن ذلك فيه خطر عظي م إوان ذلك مما يجعل الفرقة بين الناس ويجعل الضغائن لذلك حر م‬ ‫دين اللسل م ذلك تحريماً قاطعاً وجعل فيه عقوبة شديدة وزج ارً ‪.‬‬ ‫يقول ال عز وجل‬

‫هَداَء َ‬ ‫ماو َ‬ ‫م‬ ‫جِلُدو ُ‬ ‫م نيَِفْأُتاوا بِأَِفْربَ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫صَنرا ِ‬ ‫والّ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذني َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫فرا ِفْ‬ ‫م لَ ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ت ُث ّ‬ ‫ة ُ‬ ‫ن اِفْل ُ‬ ‫ر ن نيَِفْر ُ‬

‫سسُقاو َ‬ ‫م اِفْل َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ك ُ‬ ‫هرا َ‬ ‫فرا ِ‬ ‫شس َ‬ ‫وُأوٰلَئِس َ‬ ‫دًة أَبَسًدا ۚ َ‬ ‫م َ‬ ‫جِفْلسَدًة َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫مسسراِنني َ‬ ‫ثَ َ‬ ‫وَل تَِفْقبَُلسساوا لَُهس ِفْ‬ ‫هس ُ‬

‫( "النــور ‪ "4‬الــذي‬

‫يتعرض لواحدة من النلساء ويتهمها في عرضها زو ارً وبهتاناً إذا ل م يأتي بأربعة يشــهدون علــى‬ ‫قذفه الذي قذفه فإنه يتعرض لهذه العقوبة كانت عقوبته أن يجلد ثمانين جلـدة يجلـد هـذا الجلـد‬ ‫وهذا الضرب حتى ل يتج أر ويخوض في أعراض النــاس ثــ م بعــد الضــرب ل تقبــل لــه شــهادة أبــدا‬ ‫ل نـه ل أمانة له كان من الذين ل تقبل له م شهادة وكانوا من الذين كذلك ينعتون بأنه م من أهل‬ ‫الفلسق ‪.‬‬ ‫يقــول الــ عــز وجــل‬

‫ماو َ‬ ‫ت اِفْل َ‬ ‫عُنسساوا فِسس ي‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ت ُل ِ‬ ‫مَنسسرا ِ‬ ‫مِفْؤ ِ‬ ‫غسسرافَِل ِ‬ ‫صَنرا ِ‬ ‫ن الّ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ذني َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ت اِفْل ُ‬ ‫ن اِفْل ُ‬ ‫ر ن نيَِفْر ُ‬

‫ال ّ‬ ‫م‪"( .‬النور ‪ "23‬له م عذاب عظي م وكانت له م اللعنة في الــدنيا‬ ‫ب َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫واِفْل ِ‬ ‫خَرِة َ‬ ‫دِفْنَنيرا َ‬ ‫ولَُه ِفْ‬ ‫ظني ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬

‫والخره لعنوا في الدنيا وه م كذلك من أهل اللعنة في الخرة ‪.‬‬ ‫يقــول الــ عـــز وجــل‬

‫مسسرا َ‬ ‫كسسراُناوا‬ ‫هُد َ‬ ‫وأَِفْنيس ِ‬ ‫م أَِفْل ِ‬ ‫شس َ‬ ‫جُلُهسسم بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫)نيَسِفْاو َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫سسَنُتُه ِفْ‬ ‫هس ِفْ‬ ‫م تَ ِفْ‬ ‫وأَِفْر ُ‬ ‫دني ِ‬ ‫علَِفْني ِ‬

‫ماو َ‬ ‫مُلاو َ‬ ‫حس ّ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫ه ُ‬ ‫ن أَ ّ‬ ‫ن اللّس َ‬ ‫او ِّ‬ ‫مِئ ٍ‬ ‫او اِفْل َ‬ ‫هس َ‬ ‫ق َ‬ ‫م اِفْل َ‬ ‫ذ ُني َ‬ ‫ن‪ .‬نيَِفْاو َ‬ ‫نيَِفْع َ‬ ‫م اللّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫مِبني س ُ‬ ‫ق اِفْل ُ‬ ‫ونيَِفْعلَ ُ‬ ‫ه ِدنيَنُه ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫فني ِ‬

‫‪ "25-24‬كانت الشهادة هنا ليلست شهادة أشخا ص إنما هي شهادة جوارح ‪.‬‬

‫("النـــور‬


‫ورلس ول الـ )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م( ينهانــا ويشــدد أشــد التشــديد وأشــد النهــي وأشــد‬ ‫ل للقــذف ‪ -‬ل يقبــل الـ منــه‬ ‫الوعيد ويقول لك من قذف محصنة ‪ -‬الذي يقذفها هي ليلست مح ً‬ ‫عمل مائة لسنة أحبط عمل مائة لسنة أنت ك م مـن اللسـنين تعيـش أنـت كـ م مــن العمـر تعيـش أي‬ ‫كل عملك قد أحبط ذلك قد أبطله ذلك قد محاه أمرت إذا لسمعت أن تدافع ولك في ذلك الجر ‪.‬‬ ‫يقول رلسول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( مــن ذب عـن عــرض ملسـل م أو عــرض مـؤمن‬ ‫كان حقاً على ال أن يعتقه مــن النــار " حقـاً علــى الـ أن يعتقــه مــن نــار جهنــ م إذا كــان مــدافعاً‬ ‫عن العرض ث م يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( مــن رد عــن عــرض مــؤمن رد الـ عــز‬ ‫وجل النار عن وجهه يو م القيامة الذي يرد عن أعراض الناس الذي يــدافع عــن أعـراض النــاس‬ ‫ال عز وجل لسوف يرد عن وجهه النار يو م القيامة ‪.‬‬ ‫أمرت أل تعمل للسانك في لسب العراض فــي لســب النــاس وأن تلســتر علــى هــؤلء جميعـاً‬ ‫رلسول ال )صلي الـ عليــة ولسـل م( عنـدما جـاءه هـزال يقــول لــه مـاع ازً أرتكـب الفاحشـة مـاعز‬ ‫إنلسان أرتكب الخطأ جاء هزال وقال يا رلسول ال فعـل مـاعز كـذا قـال لـه رلس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫علية ولسل م( لو لسترته برداءك كان خي ارً لك لو أنك لسترت عليه كان خي ارً لك ‪.‬‬ ‫ُم حـمد )صلي ال علية ولسل م( يقول ويأمرك أن تكون من الــذين يلســترون ل مــن الــذين‬ ‫يفضحون يقول عبد ال بن عباس ‪ ‬قال رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( مــن لســتر عــورة‬ ‫ملسل م في الدنيا لستر ال عز وجل عورته يو م القيامة ‪.‬‬ ‫الذي يلستر عورة الناس في الدنيا هؤلء الناس ارتكبوا المعصية بالفعــل أمــرت أن تلســتر‬ ‫عليه م ل م تؤمر أن تفضحه م ول م تؤمر أن تتطاول ول م تؤمر أن تشيع ما حدث وما رأيت وعلمت‬ ‫عنه م حتى إذا كان كذلك فإن المر يكون عند هذا الحد ول يزيد أما إذا كان الذي فعل الفاحشــة‬


‫وأرتكب شيئاً ينافي ما جاء به الدين شهرت به وفضحته فربما يكــون ذلــك لســببا فــي عنــاده فقــد‬ ‫يكون ذلك لسبباً في موت الحياء فيه فيقول عل م الناس عل م الناس ما هو الذي يضيرني بعد أن‬ ‫عل م الناس ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال عليـة ولسـل م( يقــول لنـا فـي تتمــه هــذا الحــديث ومـن كشــف عــورة‬ ‫أخيه الملسل م كشف ال عورته يو م القيامة ‪.‬‬ ‫وجاء في حديث عن البراء بن عازب ‪ ‬قال خطبنا رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫بصوت حتى ألسمع العواتق في الخدور ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( وعظه م ورف ع صــوته كـأعلى مــا يكــون رف ع الصــوت‬ ‫حتى أن النلساء في المنازل لسمعوا تلك الموعظـة مـاذا قـال ‪ :‬قـال ‪ :‬يـا معشـر مـن آمـن بللسـانه‬ ‫ول م يدخل اليمان في قلبه ل تــؤذوا الملســلمين ول تتبعـوا عــوراته م فيتبــع الـ عــوراتك م ‪ -‬قـال ل‬ ‫تؤذي أحداً من أهل اللسل م إذا كنـت مـن أهـل اليمـان وكـذلك ل تتبـع عـورات النـاس لمـاذا قـال‬ ‫ذلك رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( قــال بعــدها فــإن مــن تتبــع الـ عــورته فضــحه ولـو فــي‬ ‫جوف بيته ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( عنـدما وع ظ معـاذ بـن جبـل ‪ ‬قـال لـه أملسـك عليـك‬ ‫للسانك قال معاذ يا رلسول ال أنحن مؤاخــذون بمــا نتكلــ م بــه قـال ثكلتــك أمـك يــا معــاذ وه ل يكــب‬ ‫الناس على مناخره م أو على وج وهه م يـو م القيامـة فـي النـار إل حصـائد أللسـنته م ‪ ,‬إل حصـائد‬ ‫هذا الللسان هو الذي يجرك إلى جهن م ويجعلك واحداً من أهلها‪.‬‬


‫لذلك قال الما م الشافعي ‪ ‬إذا رغبت أن تحيا لسليماً من الردى ودينــك موفـور وعرض ك‬ ‫حيين إذا أردت أن تحيــا لســليما مــن المـراض مــن اللســقا م ودينــك قــوي وعرض ك مصــان مــا هــو‬ ‫العلج يا شافعي قال فل ينطق منك الللسان بلسوء ل تشــت م أحــد ‪ ,‬ل تلســب أحــد ل تلعــن أحــد ل‬ ‫تقذف أحد يكون للسانك عفيفاً ل ينطق للسانك بلسوء فكلك لسوءات وللناس أللسُن ‪.‬‬ ‫إذا كــان للســانك لســليط فلســوف يلســلط عليــك مــن هــو أقبــح للســاناً منــك وكلــك لســوءات‬ ‫وللناس أللسن وعيناك إن أبدت إليك معايب فدعها وقل يا عين للناس أعين وقل يا عين للناس‬ ‫أعين ‪.‬‬ ‫ويقول قائل ‪:‬‬ ‫ل تلستغيب فتُلسـتغاب فربمــا ل تلســتغيب ‪ -‬ل تتكلــ م فــي حــق النــاس فتلســتغاب فيتكلمــون‬ ‫في حقك ‪ -‬ل تلستغيب فتلستغاب فربما من قال شيئا قيل فيه بمثله وتجنب الفحشاء ‪.‬‬ ‫الفحشاء أمرت أن تجتنبها ونهيت أن تخوض فيها وتجنب الفحشاء ل تنطــق بهــا مــا دمــت فــي‬ ‫ل من جهله‪.‬‬ ‫جد الكل م وهزله ‪ ,‬الكلب إن حاز المكار م ُيقتنى وغدا الهزبر ملسللس ً‬ ‫إذا كنت تخوض في الفاحشة وفي الكل م البذيء فإنك تكون كأنك حيوان والوحش إنمــا‬ ‫يلسللسل وُيكبل بينما قد يكون الكلب إذا كان كريما إذا كان من كلب الحرالسة فـإنه ُيــدلل وُيقتنــى‬ ‫لن وراءه منفعة ‪.‬‬ ‫ودخل رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( المدينة يو م دخلها وقال يا أيهــا النــاس أفش ـوا‬ ‫اللسل م وألينوا الكل م وأطعموا الطعا م وصلوا الرحا م وصلوا بالليل والناس نيا م تدخلوا جنــه ربكــ م‬ ‫بلسل م‬



‫صيانة المـال‬ ‫ال نـلســان هــو ذلــك المخلــوق الــذي كرم ه المــولى عــز وجـل فقــد خلقــه بيــديه وألســجد لــه‬ ‫مل ئـكته وجعله خليفة في أرضه وزلل له كل شئ في هذا الكون ‪ ,‬فرلسول ال )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( يقول لنا " كل الملسل م على الملسل م حرا م دمه وماله وعرضه " وطاف ُم حـمــد )صــلي الـ‬ ‫علية ولسل م( حول الكعبة طاف حول البيت وأخذ يشير إليها وهو في طوافه ويقول للكعبة وهو‬ ‫يكلمهــا مــا أطيبــك ومـا أطيــب ريحــك ومـا أعظمــك ومـا أعظــ م حرمتــك والــذي نفــس ُم حـمــد بيــده‬ ‫للمؤمن أشد حرمة عند ال منك ‪ -‬المؤمن أشد حرمه عند ال عز وجل من بيت ال الحرا م من‬ ‫الكعبة التي تهفو الفئدة إليها وتتجه ال نـظــار إليهـا وتـوجه الصــدور فــي الصـلة إليهـا المـؤمن‬ ‫أشد حرمة عند ال من الكعبة‪ -‬دمه وماله وعرضه ‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( في حجة الوداع إنما أقر هذه المبــادئ قــال أي بلــد‬ ‫هذا قالوا في البلد الحرا م أو قال في بلد الـ الحـرا م فـي أي شـهر هـذا فـي الشـهر الحـرا م فـي أي‬ ‫يو م هذا في يو م النحــر قــال إن أمـوالك م ودمــائك م وأعراضــك م حـرا م عليكــ م كحرم ة يــومك م هــذا فــي‬ ‫شهرك م هذا شهر الحج في بلدك م هذا في مكة المكرمة كرمها ال عز وجل ‪.‬‬ ‫ال عز جـل ورلس وله جعـل للمـال فـي ديــن اللســل م حرم ة والمـال ليــس نقـوداً فقــط ليـس‬ ‫السترليني ول دولرات وليس هذه العملت فقط إنما مال الشخ ص كل ما يملكه أرضاً عقــا ارً ثيابـاً‬ ‫طعامـاً أي شــئ يملكــه ال نـلســان فهــو مــاله ‪ ,‬ديــن اللســل م جــاء لصــيانه الملكيــة الفرديــة وجعــل‬ ‫لملك الفرد حصانة وصيانة ل يتطاول عليها إنلسان مهما عظ م قدره ومهمــا عل شـأنه ول تؤخ ذ‬ ‫ملكية ال نـلسان منه إل عن طيب خاطر منه حــتى ولـو كــان ذلــك الخــذ أخــذاً فــي لســبيل الـ عــز‬


‫وجل أخذاً في طاعة ال عز وجل أخذاً في عمارة بيتاً من بيوت ال عز وجل أخذاً في أي لسبيل‬ ‫من لسبل الحق ونصرة الحق ل يؤخذ منه ملكه ول ينتزع منه إل برضاه إل إذا كان برضاه ‪.‬‬ ‫أراد عمــر ‪ ‬فــي خلفتــه أن يولسـع ملســجد رلس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م( ليــس‬ ‫ملسجداً عاديـاً إنمــا هــو الملســجد الـذي الصـلة فيــه بــألف صــلة الـذي الصــيا م فيــه بــألف صــيا م‬ ‫الذي القربة فيه بألف قربة والعمل الصالح فيه بألف عمل أراد عمر ‪ ‬يولسع ملسجد رلسول ال‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( إواذا بالمكان الذي يريد أن يولسع تجاهه فيه بيــت ملــك عــ م رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( العباس ‪ ‬فأراد أن يأخذ بيت العباس ليدخله فـي الملسـجد فـأبى عليـه‬ ‫أمتنع أن يعطيه داره لكي يدخله في تولسعة ملسجد رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( عمــر ‪‬‬ ‫ما كان يعمل بعقله وحده إنما جمع أئمة الصـحابة ولسـأله م هـل عنــدك م لسـند مـن كتـاب الـ عـز‬ ‫جل يبيح لنا أن نأخذ هذه الدار للتولسعة فما وجدوا ث م قال هل عندك م لسـند مـن لسـنة رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( يبيح لنا أن ننزع ذلك الملك من صاحبه ونولسـع بــه ملسـجد رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( فما وجدوا عنـدما علـ م أنـه ل وج ود ول نـ ص بنـى الملسـجد علـى حـدود‬ ‫ذلك البيت وأرتفع لسور الملسـجد ودار العبـاس ‪ ‬خـارجه ودار العبـاس خـارج التولسـعة فلمـا تـ م‬ ‫البناء فلما أرتفع فلما اكتمل الملسجد وغدا الناس يروحون ويجيئــون ينظــرون إلــى دار العبــاس‬ ‫وهي خارج الملسجد والملسجد قــد اكتمــل بعــدها جــاء العبــاس وقـال الن يــا أميــر المــؤمنين داري‬ ‫في لسبيل ال عز وجل وفي تولسعة ملسجد رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( شــئ ملســتغرب‬ ‫شئ تغضب له ولكنه م كانوا يريدون أن يظهروا التشريع وأن يوثقــوه فتكــون حقــائق ل يلســتطيع‬ ‫إنلسان أن يحيد عنها قال لماذا ذلك يا عباس الن ؟ أليس كان ذلـك أولـى قبــل أن يرتفــع البنــاء‬ ‫ويكتمل الملسجد أراد العباس أن ينظر الناس كل الناس إلى هذه الواقعة ويعلموها عيانا فقال له‬


‫عن الحكمة التي منعتــه أن يعطيـه الـدار أول مــا طلبهــا ملسـلمة ميلســره فقـال أردت ذلـك حــتى ل‬ ‫يأتي الحكا م من بعدك يا عمر فيأكلون أموال النـاس بالباطــل ويقولـون هكــذا فعــل عمــر هــو أراد‬ ‫أن يرلسي هذه القاعدة الشرعية وذلك القانون الرباني بأنه ل يؤخذ مال من إنلسان إل برضـ اه ل‬ ‫يؤخذ شئ من إنلسان إل برضاه إل برضاه فإن ل م يكن برضاه ويكون غصباً فإنه حرا م فــإنه أكــل‬ ‫لموال الناس بالباطل حتى ولو كان الخذ هو عمر بــن الخطــاب أميــر المــؤمنين والمــأخوذ منــه‬ ‫هو العباس عـ م رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( واللســبب الـذي أخــذ لـه المـال هــو تولسـعة‬ ‫ملسجد رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( ‪.‬‬ ‫جاء مثلها في القرآن وفي قصة الخضر ومولسى –عليه الصلة واللسل م‪ -‬عندما خرق‬ ‫الخضر اللسفينه كما قــال الــ عــز وجــل‬

‫هسسرا ۖ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫) َ‬ ‫ى إِ َ‬ ‫فرانطَلَ َ‬ ‫ل‬ ‫سِفنيَن ِ‬ ‫كَبرا ِ‬ ‫ذا َر ِ‬ ‫ق َ‬ ‫قسسرا َ‬ ‫ة َ‬ ‫قرا َ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫حّت ٰ‬

‫ق أَ ِفْ‬ ‫هرا لَ َ‬ ‫هرا لُِتِفْغِر َ‬ ‫شِفْنيًئرا إِ​ِفْمًرا‪ " ( .‬الكهف ‪."71‬‬ ‫قِفْد ِ‬ ‫هل َ َ‬ ‫خَرِفْقَت َ‬ ‫ت َ‬ ‫جِفْئ َ‬ ‫أَ َ‬

‫مولسى –عليه الصلة واللســل م‪ -‬والخضــر يريـدا أن يركبــا مركبـاً تنقلهمــا وه ؤلء النـاس‬ ‫جعلهما يركبان بغير أجرة أليس ذلك فضل أليس ذلك كر م عندما لسارت اللسفينة في لجج الماء‬ ‫إذا بالخضر يخلع منها لوحاً من الخشب يخرقها فقال له مولسى وهو يلســتعجب أخرقتهــا لتغــرق‬ ‫أهلهــا لقــد جئــت شــيئاً إم ـ ارً لقــد جئــت شــيئاً عظيم ـاً شــيئاً قبيح ـاً مــا عــاملته م بــالمعروف الــذي‬ ‫عاملونا به فقال له الخضر بعد أن بيــن لــه الحجــة والعــبرة الــتي يريـد أن يعلمهــا للنـاس قــال لــه‬ ‫حِر َ‬ ‫ة َ‬ ‫كسسرا َ‬ ‫مُلاو َ‬ ‫و َ‬ ‫ت أَ ِفْ‬ ‫فأَ​َرد ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ك‬ ‫وَراَء ُ‬ ‫سِفنيَن ُ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫سرا ِ‬ ‫عنيبَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫هرا َ‬ ‫ر ن نيَِفْع َ‬ ‫كني َ‬ ‫م َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ف ي اِفْلبَ ِفْ‬ ‫كرانَ ِفْ‬ ‫هسسم ّ‬ ‫مرا ال ّ‬ ‫)أ َ ّ‬ ‫مِل س ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫صًبرا‪"( .‬الكهف ‪."79‬‬ ‫خُذ ُ‬ ‫سِفنيَن ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫غ ِفْ‬ ‫ك ّ‬ ‫نيَِفْأ ُ‬

‫جعــل فيهــا ذلــك العيــب حــتى إذا وصـلت اللســفينة إلــى بلــد الحــاك م الظــال م الــذي يأخــذ كــل لســفينة‬ ‫ل علــى أن ملكيــة‬ ‫غصــباً بالباطــل فيجــدها وبهــا عيــب فيتركهــا لصــحابها كــانت هــذه اليــة دلي ً‬


‫الفراد مصانة أن مال الناس يجب أن يدافع عنه بكل ولسيلة ويجب أن يمنع أن يؤخذ بباطــل أو‬ ‫أن يؤخذ بأي شئ يكون فيه غصباً وظلماً ‪.‬‬ ‫قال ال عز وجل‬

‫كُلاوا‬ ‫ح ّ‬ ‫م لَِت سِفْأ ُ‬ ‫كم ِبراِفْلَبرا ِ‬ ‫كم بَِفْنيَن ُ‬ ‫اوالَ ُ‬ ‫وَل تَِفْأ ُ‬ ‫وُتِفْدُلاوا بِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫) َ‬ ‫كُلاوا أَ ِفْ‬ ‫كسسرا ِ‬ ‫هرا إَِلى اِفْل ُ‬ ‫ط ِ‬

‫فِرني ً‬ ‫َ‬ ‫س بِسسرا ِفْ ِلِفْثِم َوَأنُتسِفْم تَِفْعلَُمسساوَن‪" ( .‬البقــرة ‪ "188‬كــانت هــذه اليــة الــتي أراد‬ ‫اوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ر ن أَ ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫قرا ِ ّ‬ ‫ل الّنرا ِ‬

‫العباس ع م رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أن يتعامل بهــا فكــان ذلـك مــن معنــى هــذه اليــة‬ ‫واحداً يريـد أن يغتصــب حقـاً مــن أخيــه يريـد أن يظلــ م أخيــه يريـد أن يأخــذ مــاله فكـانت الولسـيلة‬ ‫لذلك أن يدفع شيئاً إلى الحاك م لكي يحلل له ذلك الخذ لكي يلســهل لــه هــذا الغصــب لكــي يلســهل‬ ‫له ذلك الظل م فإن هذه من أكل أموال الناس بالباطــل لـذلك حـر م ديـن اللسـل م الرش وة فجـاء عـن‬ ‫ثوبـان ‪ ‬أن رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( قـال " لعـن الـ الراشــي والمرتشـي والرائــش"‬ ‫ل‬ ‫الراشي والمرتشي والذي هو والسطة بينهما لن ذلك العمل فيــه تضــيع لحقــوق العبــاد وفيــه أك ً‬ ‫لموال الناس بالباطل ‪.‬‬ ‫أكــثر النــاس تريـد أكــل أم ـوال النــاس بالباطــل إن الغالبيــة تريـد أن تأكــل أم ـوال النــاس‬ ‫بالباطل حدث أيا م رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أن جــاءه شخصــان يتخاصــمان يتنازع ان‬ ‫في مال وكل واحٍد منهما يأتي بحجته يعرض ها علــى رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( ذلــك‬ ‫يدعي أن ذلك الشئ ملكة وذلك يــدعي أن ذلــك الشــئ ملكــه إواذا تنــازع اثنــان وقـال كــل واحـٍد أن‬ ‫ذلك ملكه فأعل م أن أحدهما كاذب قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( فهل منكمــا تــائب لن‬ ‫الملك ل يكون إل لشخ ص واحد إنما يتنازع عليه أثنان ويقول ذلك هذا ملكي ويقول الخــر هــذا‬ ‫ملكي وجاء واحداً منها بالحجج جـاء بالبيـان وكـان فصــيحاً عنــده الكل م المعلسـول عنـده الكل م‬ ‫اللين ذلك لكي يغتصب حق أخيه لكي يغتصب مال أخيه قال لهما رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬


‫ولسل م( رب أحدكما ألحن بحجته من أخيه واحداً منكما عنده حجج أكــثر عنــده كل م أعظــ م قــد ارً‬ ‫رب أحدكما ألحن بحجته من أخيه إوانما أنا بشر مثلك م رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( بشر‬ ‫إل فيما يوحى إليه إل فيما أمر بتبليغه للناس فهو ل يعل م من هو الــذي معــه الحــق ومـن الــذي‬ ‫على الباطل فقال لهما رب أحدكما ألحن بحجته من أخيه إوانما أنا مبشر مثلك م فمــن قضــيت لــه‬ ‫بغيــر حقــه فإنمــا أقتطــع لــه قطعــة مــن نــار جهنــ م الرلس ول )صــلي الـ عليــة ولسـل م( والقاضــي‬ ‫والحاك م إنما يحك م بين الناس بما أمامه من ملستندات بأقوال الشهود بالبينات بكــل هــذا القرائــن‬ ‫إذا وضعت أما م القاضي فإن القاضي ل يعل م الغيــب فــإن القاضــي والحــاك م ل يعلــ م الخفــاء فــرب‬ ‫واحداً من الناس عنده الحجــج وعنــده البيـان عرض ها علـى القاضـي حكـ م لـه القاضـي وه و فـي‬ ‫ذات نفلسه يعل م أن كل ذلك مزور يعل م أن كل ذلك باطل‪.‬‬ ‫يقول رلسول ال )صـلي الـ عليـة ولسـل م( إنمـا يقتطـع لـه قطعـة مـن النـار فليأخـذها أو‬ ‫يدعها ‪ ,‬هي قطعة من نار جهن م يأخــذ هــذه القطعــة فلســوف يصــلى بهــا نــا ارً مؤججــة فــي جهنــ م‬ ‫يصلها بما ظل م أخ له وبما أغتصب حقاً ليس بحقه ‪.‬‬ ‫قال الشعث بن قيس ‪ ‬كانت بيني وبيـن واحـد مـن اليهـود أرض فجحـدني كـانت هنـاك‬ ‫قطعة أرض لشعث بــن قيـس ‪ ‬وج د اليهـودي قـد الســتولى عليهـا ومكــث فيهـا وجلـس فيهـا ‪-‬‬ ‫كما يفعل أهل الباطل في هذه اليا م ث م ُيقال للمظلــو م والمغتصــب حقــه يبقــى المــر علـى مــا هـو‬ ‫عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء ‪ -‬ذهب الشعث بن قيس ‪ ‬إلــى رلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫علية ولسل م( ليحك م بينهما واليهودي كان قد ألستوطن الرض وجلس عليها فرلسول ال )صلي‬ ‫ال علية ولسل م( قال للشعث بن قيس بينتك أو يمينــه ‪ ,‬البينــة هــات مــا يثبــت أن هــذه أرض ك‬ ‫إواذا كــان الخــر جــالس فيهــا الــذي الســتعمرها وجلــس فيهــا إذا لــ م يكــن عنــده الوراق فعليــه أن‬


‫يحلــف اليميــن فقــال لــه الشــعث بــن قيــس يــا رلس ول الـ إذن يحلــف وضـاع مــالي هــذا يهــودي‬ ‫واليهودي ليس له اليمين إذن يحلف وضاع مالي ونزل قول ال عز وجل‬

‫شسسَتُرو َ‬ ‫ن‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ذني َ‬ ‫ر ن نيَ ِفْ‬

‫مًنرا َ‬ ‫وَل ُني َ‬ ‫خَل َ‬ ‫ظسُر‬ ‫وَل َنين ُ‬ ‫بِ َ‬ ‫ف ي اِفْل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫د اللّ ِ‬ ‫عِفْه ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خسَرِة َ‬ ‫ك َل َ‬ ‫قِلنيًل ُأوٰلَِئ َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫وأَِفْني َ‬ ‫ه َ‬ ‫م اللّس ُ‬ ‫ق لَُه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫مُهس ُ‬ ‫ك ِل ّ ُ‬ ‫مرانِ ِ‬

‫م‪"( .‬آل عمران ‪."77‬‬ ‫م َ‬ ‫وَل ُنيَز ِّ‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة َ‬ ‫م اِفْلِقَنيرا َ‬ ‫م نيَِفْاو َ‬ ‫ولَُه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ب أَِلني ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫كني ِ‬ ‫إِلَِفْني ِ‬ ‫عن أبي ذر ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( ثلثــة ل يكلمهــ م الـ يــو م‬ ‫القيامــة ول يزكيهــ م ولهــ م عــذاب أليــ م وكرره ا ثلثــة فقلــت يــا رلس ول ال ـ خــابوا وخلســروا خــابوا‬ ‫وخلســروا خــابوا وخلســروا مــن هـ م هــؤلء الــذين خـابوا وخلســروا قــال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسـل م( الملســبل إزاره والمنــان عطــائه والمنفــق لســلعته بــالحلف الكــاذب " انتقلنــا هنــا مــع هــذا‬ ‫الحديث إلى أكل أموال الناس بــالحلف بـاليمين إنلسـان يحلــف لكـي يأكـل حقـاً ليــس حقــه إنلســان‬ ‫يحلف لكي يوقع واحداً من أهل اليمان ويكون كلمه مصدقاً ويوحي إليه ويهيـأ لــه أنـه صـادق‬ ‫وهو كاذب ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول لنا أن الذي ينفق اللسلعة بالحلف الكـاذب إنمـا‬ ‫هو من الذين يتوعده م ال عز وجل بما جاء في هذه الية ‪.‬‬ ‫جاء في حديث عن عبد ال بن أبي أوفى ‪ ‬قال ‪ :‬أقا م رجل لسلعة فــي اللســوق وحلــف‬ ‫عليها ‪ -‬رجل أقا م لسلعة في اللسوق وحلف عليها حلف أنه أعطي بهــا مــا لــ م يعطــى حلــف قــال‬ ‫وال هذه جاءني فيها مائة جنية وهذه المائة ل م تأتيه وحلف لقد أعطي فيها ما ل م يعطى ليوقع‬ ‫ل من الملســلمين فنــزل قــول ال ـ عــز وجـل بلســبب ذلــك‬ ‫فيها رج ً‬

‫شَتُرو َ‬ ‫ه‬ ‫ن بِ َ‬ ‫)ِ ّ‬ ‫د اللّ ِ‬ ‫عِفْه ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ذني َ‬ ‫ر ن نيَ ِفْ‬

‫مًنرا َ‬ ‫وَل ُني َ‬ ‫خَل َ‬ ‫م‬ ‫وَل َنين ُ‬ ‫ف ي اِفْل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م نيَ سِفْاو َ‬ ‫ه َ‬ ‫خَرِة َ‬ ‫ك َل َ‬ ‫قِلنيًل ُأوٰلَِئ َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫وأَِفْني َ‬ ‫َ‬ ‫م اللّ ُ‬ ‫ه س ِفْ‬ ‫ق لَُه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫مُه ُ‬ ‫كلِ ّ ُ‬ ‫ظ سُر إِلَِفْني ِ‬ ‫مرانِ ِ‬

‫م‪"( .‬آل عمران ‪."77‬‬ ‫م َ‬ ‫وَل ُنيَز ِّ‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة َ‬ ‫اِفْلِقَنيرا َ‬ ‫ولَُه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ب أَِلني ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫كني ِ‬


‫وأكل مال الناس بالباطل يكون عن طريق الغش فإن رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م(‬ ‫يقول من غشنا فليس منا ‪ ,‬وأكل أموال الناس بالباطــل يكــون فــي أكــل العرب ون لن رلس ول الـ‬ ‫)صــلي الـ عليــة ولسـل م( نهــى عــن بيــع العرب ون أنــت تــذهب إلــى تــاجر مــن التجــار وتـدفع لــه‬ ‫العربون حتى يحجز لك اللسلعة التي اتفقت عليها ولـ م تلســتطع أن تشــتريها فتــذهب إلــى التــاجر‬ ‫لتلسترد العربون فيقول ليس لك شئ من عربونك فهو أكل ماًل حرامـاً وأكـل مـال النـاس بالباطـل‬ ‫وفي نيته أل يؤدية إليه فإن مات ول م يؤدي إليه ماله لقي ال عز وجل حيــن يلقــاه وه و لســارق‬ ‫عند ال عز وجل إنما هو لســارق ‪ ,‬أبعــد مـن ذلـك جـاء فـي تمــا م الحـديث وأيمــا رج ل تــزوج مـن‬ ‫امرأة على ما قل من المهر أو كثر ‪ -‬إنلسان تزوج امرأة وقال لها لك كذا صــداق ‪ -‬ثــ م لــ م يــدفع‬ ‫لها صداقها ‪ -‬كتب في قلسيمة الزواج لك مائـة جنيــة مـؤخر للصـداق ذلـك المـؤخر الـذي يكتــب‬ ‫إنما هو دين على الذي كتبه لبد أن يؤديه لبد أن يدفعه إلى زوجته متى تيلسر لــه المبلــغ لبــد‬ ‫أن يدفعه ‪.‬‬ ‫الناس في هذه اليا م تجعل المؤخر في الصداق ويكتبونه لكي يكون تغليظاً علــى الــزوج‬ ‫ول يتطرق هذا فــي أذهــانه م إنمــا حقيقتــه أنــه إذا كتــب مــؤخر واتفــق عليــه النــاس أنــه مــن حــق‬ ‫الزوجة يجب عليه أن يؤديه متى تيلسر له هذا المال ومتى ملكه بعد يو م من الزواج بعد ألسبوع‬ ‫بعد لسنة بعـد مائـة لسـنة إذا مـات فـإنه فـي ذمتـه ل تـوزع الترك ة حـتى ُيلسـتقطع مـؤخر الصـداق‬ ‫منها ويوزع الباقي ‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول أيما رجل تزوج امرأة على مـا قـل أو كـثر مـن‬ ‫المهر وفي نيته أل يــؤدي إليهــا حقهــا ‪ -‬فــي نيتــه أن يأكــل ذلــك الصــداق ول يعطيــه لزوجتــه ‪-‬‬


‫يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( فمات ول م يعطها حقها لقي ال عـز وج ل يـو م القيامـة‬ ‫وهو زان وهو زان ذلك قول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( في الحديث الصحيح ‪.‬‬ ‫إذا كان في دين اللسل م حرا م أن تأكل أموال الناس بالباطل كذلك فإن دين اللسل م نهاك‬ ‫أن تأكل مالـك أنـت بالباطــل مــال ال نـلســان ليــس ملكـاً لل نـلسـان وح ده إنمـا هــو ملكـاً للمـة كلهـا‬ ‫المة كلها لها حق فيه لذلك قال ال عز وجل‬

‫س َ‬ ‫وَل ُتِفْؤُتاوا ال ّ‬ ‫ه‬ ‫ج َ‬ ‫اوالَ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫عس َ‬ ‫م الّتِسس ي َ‬ ‫م َ‬ ‫) َ‬ ‫ل اللّس ُ‬ ‫هراَء أَ ِفْ‬ ‫ك ُ‬

‫هِفْم َوُقاوُلاوا لَُهِفْم َقِفْاوًل ّمِفْعُروًفرا‪" ( .‬النلساء ‪."5‬‬ ‫ساو ُ‬ ‫واِفْرُزُقاو ُ‬ ‫م قَِنيرا ً‬ ‫م ِ‬ ‫لَ ُ‬ ‫فني َ‬ ‫هرا َ‬ ‫مرا َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫واِفْك ُ‬ ‫كان هناك مال اللسفيه هو ماله واللسفيه هو الذي يبدد ماله في مـال ينفعـول يفيـد وأولـي‬ ‫المــر يجــب عليهــ م أن يمنعــوه أن يضــيع ذلــك المــال لن هل كـ المــال فيــه إضــعاف للمــة وفيــه‬ ‫فلساداً للقتصاد فيه إنحراف عن لسبيل الجادة التي أمرن ا أن نتعامــل بهــا فــأنت مالــك الــذي بيــن‬ ‫يديك ملكك الذي تملكه يحر م عليك أن تنفقه فـي حـرا م ويحـر م عليـك أن تضـيعه فـإن رلس ول الـ‬ ‫)صـلي الـ عليـة ولسـل م( قـال " إن الـ حـر م عليكـ م ثلثــه القيـل والقـال وكـثرة اللسـؤال إواضـاعة‬ ‫المـال " إضـاعة المـال بـأي شـكل مـن الشـكال لسـوف تُلسـأل عنـه ثـ م بعـد ذلـك أل تنفقـه فيمـا ل‬ ‫تحتاج إليه أنت ل تحتاج لشئ فل تنفق فيه ذلك المال فإنه مادمت ل تحتاج فأتركه فقد تحتــاج‬ ‫إليه بعد في أمر ل يخطر لك علـى بــال تكـون محتاجـاً إليــه فل تجـده وديــن اللسـل م ينهـاك عـن‬ ‫تبديد المال واللسراف فيه حتى ولو كان فــي لسـبيل الـ عــز وج ل والـ عــز وج ل يقـول‬

‫ت َ‬ ‫ذا‬ ‫وآ ِ‬ ‫) َ‬

‫اوا َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫مَبسس ِّ‬ ‫وَل ُتَبسس ِّ‬ ‫ن‬ ‫ذ ي‪ .‬إِ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذِفْر تَِفْبسس ِ‬ ‫سسس ِ‬ ‫واِفْل ِ‬ ‫خسس َ‬ ‫ذِرني َ‬ ‫ل َ‬ ‫واِفْبسس َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫كني َ‬ ‫ه َ‬ ‫ى َ‬ ‫قسس ُ‬ ‫كسسراُناوا إِ ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ر ن ال ّ‬ ‫اِفْلُقِفْرَبسس ٰ‬ ‫ن اِفْل ُ‬ ‫سسسِبني ِ‬ ‫شسِفْني َ‬ ‫كسسرا َ‬ ‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫كُفسساوًرا‪.‬‬ ‫طرا ُ‬ ‫ن لَِربِ ّس ِ‬ ‫شَنيرا ِ‬ ‫ر ن ۖ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫طني ِ‬

‫شياطين وأخوة له م ‪.‬‬

‫( "اللســراء ‪ "27-26‬جعــل أهــل التبــذير كــأنه م‬


‫الذي يأكل أموال الناس بالباطل ويفـرح بهـا ويلســتهويها كيـف يكـون مصـيره ومـا هـو وضـعه إن‬ ‫الذي يأكل أموال الناس بالباطل لن يلستفيد من أكل أموال الناس شــيئاً لـن يعــود عليــه شــئ لــن‬ ‫تعــود عليــه فائــدة لــن يزيـد مــاله شــيئاً إنمــا هــو إلــى هل كـ رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫يقول أنه وبال عليه فإنه ل يقبل له دعاء يرف ع يـديه إلـى اللسـماء إلـى الـ عـز وج ل يـدعو الـ‬ ‫ليل نهار فل يلستجاب له ‪.‬‬ ‫يقول رلسول ال )صلي ال عليـة ولسـل م( فـي حـديث رواه أبـو هري رة ‪ ‬يقـول " إن الـ‬ ‫طيب ل يقبل إل طيباً إوان ال عز وج ل أمــر عبــاده المــؤمنين بمــا أمــر بــه المرلس لين " فقــال‬

‫)َنيرا‬

‫مُلساو َ‬ ‫م‪"( .‬المؤمنــون ‪"51‬‬ ‫ن َ‬ ‫وا ِفْ‬ ‫صرالِ ً‬ ‫ر ن الطّنيِ َّبرا ِ‬ ‫كُلاوا ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫أَنيّ َ‬ ‫مسرا تَِفْع َ‬ ‫حرا ۖ إِ​ِّنس ي بِ َ‬ ‫مُلاوا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫عِلنيس ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫هرا الّر ُ‬

‫وقال‬

‫م إِنيّسسراُه تَِفْعُب سُدو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ه ِإن ُ‬ ‫كُروا لِلّ ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫مرا َرَزِفْقَنرا ُ‬ ‫كُلاوا ِ‬ ‫مُناوا ُ‬ ‫هرا الّ ِ‬ ‫)َنيرا أَنيّ َ‬ ‫م َ‬ ‫مر ن طَنيِ َّبراتِ َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫كنُت ِفْ‬ ‫وا ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬

‫("البقــرة ‪ "172‬ثــ م ذكــر الرج ل يخــرج ملســاف ارً أشــعث أغــبر وج اء بالملســافر لن دعــوة الملســافر‬ ‫مجابــة وذكــر الــذى يخــرج ملســاف ارً أشــعث أغــبر ثــ م يرف ع يــديه إلــى اللســماء يقــول يــا رب يــا رب‬ ‫ومطعمه حرا م وملبلسه حرا م ومشربه حرا م وغزي بالحرا م فأنى ُيلستجاب له كانت هذه الولي ‪.‬‬ ‫وجـاء عــن لســعد بــن أبــي وقـا ص ‪ ‬قــال قلــت يــا رلس ول الـ أدعــو الـ لــي أن يجعلنــي‬ ‫ملستجاب الدعوة ولسعد بن أبي وقا ص مــن العشــرة المبشــرين بالجنــة جــاء إلــى المصــطفى لكــي‬ ‫يـدعو لــه أن يكــون ملسـتجاب الـدعوة مــا هـو الـذي قـاله لــه قـال لـه يــا لسـعد أطـب مطعمــك تكـن‬ ‫ملستجاب الدعوة فوالذي نفس ُم حـمد بيـده إن العبــد ليقـذف باللقمــة الحـرا م فـي فيــه لقمـة واحــدة‬ ‫مــن حـرا م أغتصــبها مــن إنلســان مــن صــاحبها بــأي شــكل مــن الشــكال إن العبــد ليقــذف باللقمــة‬ ‫الحرا م في جوفه ما يقبل له عمل أربعين يوماً ‪ -‬أربعين يوماً ل يقبل عملـك بلسـبب لقمـة واحـدة‬ ‫من الحرا م أين أصحاب القروض الذين اغتصبوها أين الذين لسرقوا الموال واغتصــبوا الحقــوق‬


‫أيــن الــذين يــأكلون أمـوال النــاس بالباطــل إنهــ م ل يــأكلون لقمــة واحــدة إنمــا يــأكلون أكلت بعــد‬ ‫أكالت ويغتصبون أمواًل تطع م أمة بتمامهــا تطعــ م أمــة بكمالهـا والـ ل أكـذب فــإن فــي يــو م مــن‬ ‫اليــا م أقترض ت اللســودان مائــة مليــون مــن الــدولرات قــرض يكفــي دولـة بكاملهــا تقــترض مائــة‬ ‫مليون من الدولرات لتصريف شؤن شعب بأكمله ونحن نلسمع بالذين اغتصبوا لســتمائه مليــون‬ ‫من الجنيهات أو تزيد أو تقل ‪ -‬ث م يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( وكل لح م نبــت مــن‬ ‫حرا م فالنار أولى به كل لح م نبت من لسحت فالنار أولى بــه ل يقبــل لــه دعــاء ل يقبــل منــه عمــل‬ ‫اللقمـة الواحـدة أربعيـن يومـ اً مصـيره إلـى النـار المـال الـذي أكلـه واغتصـبه مـن صـاحبه مـا هـو‬ ‫مصــيره رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يقــول " ومـا أكتلســب عبــداً مــاًل مــن حـرا م فينفقــه‬ ‫فيبارك له فيه‪ -‬إذا أنفق ليــس فيــه برك ة الــذين يرتشــون مــن الوظـائف يرتشــون بــاللف تجــده‬ ‫كئيباً تجـده يمـد اليـد يلسـأل تجـده ل يجـد اللقمـة وتجـده والـ عـز وج ل قـد لسـلط عليـه المـراض‬ ‫عليه وعلى أولده وعلى أهله ‪ -‬يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( مــا أكتلســب عبــد مـاًل‬ ‫مــن حـرا م فينفقــه فيبــارك لــه فيــه أو يتصــدق بــه فتقبــل صــدقته " حــتى ولـو تصــدق بــذلك المــال‬ ‫الحرا م ال طيب ل يقبل إل طيباً صدقته هذه ل تقبل ل يقبلها ال عز وجل وما تركه خلف ظهره‬ ‫تركه لورثته وما تركه خلف ظهره إل كان زاده إلى النار ‪.‬‬ ‫رلسول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يقــول " ل يحــل لملســل م أن يضــر ملســلماً " ويقــول‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( " ل يحل لملسل م أن يأخذ عصا أخيه بغير رضا نف ٍ‬ ‫س منــه "‬ ‫ل يحل لك أن تأخذ عصا من أخيك بغير رضا نفس منه ‪.‬‬


‫الـغيـبـة‬ ‫يقول ال عز وجل‬

‫جَتِنُباوا َ‬ ‫مۖ‬ ‫ر ن إِ ّ‬ ‫هرا الّ ِ‬ ‫)َنيرا أَنيّ َ‬ ‫ن بَِفْع َ‬ ‫م َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫مُناوا ا ِفْ‬ ‫ض الظّس ِّ‬ ‫ر ن الظّ ِّ‬ ‫كِثنيًرا ِ ّ‬ ‫ر ن إِ​ِفْثس ٌ‬

‫مِفْنيًتسسرا َ‬ ‫كِر ِفْ‬ ‫كم بَِفْع ً‬ ‫ف َ‬ ‫ح ّ‬ ‫مسساوُه‬ ‫خني ِ‬ ‫م أَ ِ‬ ‫م َأن نيَِفْأ ُ‬ ‫حُد ُ‬ ‫ضرا ۚ أَُني ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك َ‬ ‫ب أَ َ‬ ‫ساوا َ‬ ‫وَل تَ َ‬ ‫َ‬ ‫ل لَ ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫وَل نيَِفْغَتب بِّفْع ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫هُت ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ه ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫واتُّقاوا اللّ َ‬ ‫ب ّر ِ‬ ‫َ‬ ‫ه تَ ّ‬ ‫حني ٌ‬ ‫اوا ٌ‬

‫( "الحجرات ‪ "12‬يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كــثي ارً مــن الظــن‬

‫إن بعض الظن إث م إن اليات وما بعدها كانت بإرادته جل وعل منبئة لنا ودالة لنــا علــى أخطــار‬ ‫مـا يخــرج مــن للسـان ال نـلسـان علــى الخطـأ الـذي يخـرج مـن فيــه عـن الكلمــة الـتي تقولهـا والـتي‬ ‫يلستمع إليها الناس ‪ ,‬وفي حديث لبي هريرة ‪ ‬يقول ‪ :‬قال رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م(‬ ‫" إن الرجل ليتكل م بكلمة ل يتبين لها تهوي به إلى النار أبعد ما بين المشــرق والمغــرب " تكــون‬ ‫تلك الكلمة غيبه تكون تلك الكلمة نميمة تكون تلك الكلمة ظناً من ظن اللسوء الذي ُنهينا عنــه‬ ‫هــذه المــور حرم ت علينــا بتحريـ م الـ لهـا فــي هــذه اليــات تلـك الكلمــة إذا خرج ت مــن الللسـان‬ ‫فليس لها ضابط فليس لهــا إل حكمهــا الــذي يــترتب عليهـا إذا خرج ت مــن للسـانك ل إلــه إل الـ‬ ‫ُم حـمــد رلس ول الـ فــأنت مــن أهــل اليمــان والتقــوى إواذا خرج ت مــن للســانك كلمــة معناهــا الكفــر‬ ‫معناهــا الشــرك بــال والعيــاذ بــال فــأنت مــن أهلــه عفانــا الـ جــل وعل منهــا ويقــول رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( "إن الرجل يتكل م بالكلمة من رضوان ال ما كان يظن أن تبلغ ما بلغــت‬ ‫يكتــب الـ لــه رض وانه إلــى يــو م القيامــة " إن الرج ل ليتكلـ م بالكلمــة ينطــق بــالخير للســانه ينطــق‬ ‫بالحق للسانه ل يكذب للسانه ل ين م للسانه ل يغتاب الناس ذلك الرجل يتكل م بالكلمة مــن رض وان‬ ‫ال بالخير ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت هو يعل م أنها صــغيره ولكنهــا عنــد الـ لهــا وضـع كــبير‬ ‫تلك الكلمة يجعل ال له بها رضوان إلى قيا م اللساعة إلى يو م القيامة إوان الرجل ليتكلــ م بالكلمــة‬ ‫من لسخط ال عز وجل يتكل م بالكلمة كلمة فيها كفر كلمة فيها شرك كلمة في حق إنلســان كلمــة‬


‫في حق ملسل م كلمة فـي حـق مـؤمن تلـك الكلمـة مـن لسـخط الـ مـا كـان يظـن أن تبلـغ مـا بلغـت‬ ‫يكتب ال له بها لسخطه إلى يو م القيامة ‪ ,‬الـ عـادل فـإذا كنـت مــن أهــل الخيــر فلـك الخيـر إوان‬ ‫كنت من أهل الشر فل تلومن إل نفلسك تلك اليات التي نحن بصددها جاء رجل إلى رلسول ال ـ‬ ‫)صــلي الـ عليــة ولسـل م( كــان الوليــد بــن عقبــة ابــن أبــي معيــط ورلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( بعثه ليحصل زكاة الموال من بني المصطلق فعندما ذهب إليه م ليجمع الزكاة ليطالبه م‬ ‫بها وجده م يقبلون عليه عندما رآه م يقبلون عليــه مــا كــان يظــن أنهــ م مرح بين لكنــه ظـن الظــن‬ ‫الث م ظن الظن اللسوء فظن أنه م يأتون عليه محاربين ظن أنه م يريدون به ش ـ ارً فــأنطلق هارب اً‬ ‫إلى رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( وقال يا رلسول الـ بنــو المصــطلق خرج وا إلـَّي أرادوا أن‬ ‫يقتلونني هذا هو الظن الذي جاء في ذهنه رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( كــان فــي هــذه‬ ‫متلسرعاً بإرادة ال جل وعل لن رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( معل م وكيف يعل م النــاس إذا‬ ‫ل م تكن هنالك مواقف وأحداث إذا ل م تكن أمور إذا ل م تكن إرادة الـ جــل وعل رلس ول الـ )صــلي‬ ‫ال ـ عليــة ولسـل م( يجهــز جيــش بقيــادة خالــد بــن الوليــد ‪ ‬يــذهب ذلــك الجيــش لتــأديب بنــي‬ ‫المصطلق لماذا ل نـه م كـادوا يقتلـون رلس ول رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( فــي ظـن ذلـك‬ ‫الرلس ول فعنــدما وصـل إليهــ م خالــد ‪ ‬لســمع كلمــات الذان تنطلــق لســمع المــؤذن يــؤذن وكـانت‬ ‫شريعة رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أن البلد التي ينطلق فيها آذان أن البلد التي ينطلــق‬ ‫فيهــا ال ـ أكــبر ال ـ أكــبر ل تحــارب ل ُيعتــدى عليهــا الذان يعصــمها الذان مــدافعاً عنهــا تلــك‬ ‫الكلمات تمنع الجيش أن يقترب منها بشر فعاد خالد بن الوليد إلى رلسول ال )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( وقال له يا رلسول ال لسمعت الذان فعــدت فنزلـ ت بعــد ذلــك اليــة‬

‫مُناوا‬ ‫هرا الّ ِ‬ ‫)َنيرا أَنيّ َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬


‫مرا َ‬ ‫ة َ‬ ‫صنيُباوا َ‬ ‫ق بَِنبٍَإ َ‬ ‫م َ‬ ‫ر ن‪( .‬‬ ‫ف َ‬ ‫حاوا َ‬ ‫قِفْاو ً‬ ‫م َنراِد ِ‬ ‫فَتبَنيُّناوا َأن ُت ِ‬ ‫فرا ِ‬ ‫جراَء ُ‬ ‫هرالَ ٍ‬ ‫ج َ‬ ‫مني َ‬ ‫ى َ‬ ‫مرا بِ َ‬ ‫ِإن َ‬ ‫عِفْلُت ِفْ‬ ‫فُت ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫صِب ُ‬ ‫س ٌ‬

‫"الحجرات ‪."6‬‬ ‫والظن اللسوء يجب أل يتعجل تبعاته حتى يتبين اليقين حتى تعلمه عل م يقين كمــا تشــير‬ ‫إلى الشمس رأيت الشمس على مثل رؤيتــك للشــمس تقــول رأيــت فل نـ علمــت الحقيقــة وتكلمــت‬ ‫بها يقول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( ثل ثـة في أمتي ثلثــة فــي أمــتي مــا هــي يــا رلس ول‬ ‫الـ قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( تلـك الثلثــة الطيـرة والحلسـد والظـن " الطيـرة هـي‬ ‫التشاؤ م من أي شئ ‪ ,‬والحلسد تكلمنا فيه والظن قالوا يا رلسول ال كيف الفكاك كيف أهرب من‬ ‫هذه الثلثــة كيـف نفعـل بهــا قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( إذا تطيــرت فل ترج ع إذا‬ ‫تشاءمت فاقبل في طريقك فإن قدر ال عز وجل هو النافــذ فــإن الـ جــل وعل هــو المــدافع فــإن‬ ‫ال جل وعل هو صاحب الملك والملكــوت فــإذا تطيــرت فل ترج ع إواذا حلســدت فألســتغفر الـ إواذا‬ ‫ظننت فل تحقق إذا أصابك شئ من الظـن ل تحـاول أن تحقـق ل تحـاول أن تكشــف العيــوب إذا‬ ‫ظننــت فــي أخيــك شــيئاً ل تحــاول أن تفتــش وراء ذلــك الظــن فقــد يكــون مــا وراءه مــا يعيبــك فقــد‬ ‫يكون ما وراءه ما يحزنك قد يكون ما وراءه فرقة بينك وبين النــاس ل تحقــق لن الـ جــل وعل‬ ‫هو صاحب الملك والملكوت هو الذي بيده أن ينجيك ويرد عنك فهو القادر على كل شئ ‪.‬‬ ‫وقد يدفعك ذلك الظن حتى تتحقق منه إلى أن تتجلسس علـى النـاس ‪ ,‬انظـر إلـى رلس ول‬ ‫ال )صلي ال علية ولسل م( وهديه في حديث رواه أبو هريرة ‪ ‬يقول ‪ :‬قال رلس ول الـ )صــلي‬ ‫ال علية ولسل م( " إياك م والظن فإن الظــن أكــذب الحــديث ول تجلسلسـوا ول تحلسلسـوا ول تنافلسـوا‬ ‫ول تدابروا ول تحالسدوا ول تباغضوا وكونوا عباد ال أخواناً " الظن يضرك الظن يفلسد العلقــات‬


‫الظن يهد م البيوت ك م من بيت خرب لظن صاحب البيت لسؤاً في زوجته ك م من بيــت خــرب لظــن‬ ‫زوجة في زوجها ظنا لسيئاً ‪.‬‬ ‫ما كانت دعوة رلسول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( إل دعـوة لتـأليف القلــوب إل دعـوة‬ ‫لكي تكــون المــة كلهــا يــداً واحــدة علــى مــن عاداهــا يــدفع عنهـا تلــك المــور الشـائنة كلهــا لكــي‬ ‫تكون جلسداً واحداً الملسل م أخو الملســل م ل يظلمـه ول يخـذله هــذا هــو دينكـ م هــذا هــو نهـج نــبيك م‬ ‫)صلي ال علية ولسل م(‬ ‫ث م هذا الظن وهذا التجلسس يجعلك تغتاب يجعلك تقع في النميمـة يجعلـك تقـع فـي الثــ م‬ ‫والنميمه محرمة في دين اللسل م حرمها ال عز وجل وبلسبب شئ صغير ل يكــاد يقــع فــي بالــك‬ ‫أنه أث م ل يكاد يقع في بالك أنها خطيئة ولكنها أشياء قليلــة يقــع فيهــا ال نـلســان فتهلكــه فتــدخله‬ ‫جهنــ م والعيــاذ بــال انظــر إلــى أمثلتهــا أمثلــة الغيبــة ‪ ,‬عائشــة أ م المــؤمنين رضـ ي ال ـ عنهــا‬ ‫وأرضاها ما كانت تعلمت بعد قالت يا رلسول ال حلسبك من صفية ما تكلمت ما تفوهت قــالت يــا‬ ‫رلسول ال حلسبك من صفيه وأشارت بيدها هكذا أي إنها قصــيرة مــا تكلمــت مــا قــالت قصــيرة مــا‬ ‫قالت دميمة ما قالت قبيحة ما قالت شئ من تلك الكلمــات الموجعــة ولكنهــا أشــارت بيــدها هكــذا‬ ‫أي أنهـا قصــيرة قـال لهـا يـا عائشـة لقـد قلـتي كلمــة لـو مزج ت بمـاء البحــر لمزجتـه ‪ ,‬مـا معنـي‬ ‫مزجت بماء البحـر أي يغيـر مـاء البحـر إذا أتيـت بمـاء ووضـعت فيـه نقطـة مـن حـبر فـإن لـونه‬ ‫يتغير ك م قدر الحبر الذي يغير ماء البحر ويجعله متغي ارً عن صفته قال لهــا لقــد قلــتي كلمــة لــو‬ ‫مزجت بماء البحر لمزجته ‪.‬‬ ‫عن عبد ال بن ملسعود ‪ ‬قال كنا عند رلسول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( فقـا م رج ل‬ ‫فوقع فيه آخر عندما قا م ذلك الرجل قال واحداً من الذين يجللسون فل نـ هــذا صــفته كــذا وضـعه‬


‫كذا قال له رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( تخلـل أي نظـف ألسـنانك نظـف فمـك قـال لـه يـا‬ ‫رلسول ال أنا ما أكلت أنا ل م أأكل لحماً حـتى أغلسـل منـه فمـي وأخلـل ألسـناني قـال لـه لقـد أكلـت‬ ‫لح م أخيك ‪ ,‬ورغ م أن الذي تكل م هو رجل واحد منه م إل أن رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫ينعت كل من تواجد بالكل لهذا اللح م الخبيث ويصفه م جميعاً لن الــذي تكلــ م مــا وج د لــه ناهيــا‬ ‫ل الجميــع ‪ ,‬ورلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫ما وجد له من يعظه من يقول له أتقى ال فكان ال ثـ م شام ً‬ ‫عليـــة ولســل م( يقـــول الملســـتمع أحـــد المغتـــابين الملســـتمع الـــذي يلســـتمع ويجعـــل أذنـــه مهيئـــة‬ ‫لللستماع هو شريك المغتاب هو شريكه في ال ثـ م لن يفلت منه وفـي حــديث رواه أبــو هريـرة ‪‬‬ ‫قال رجل فل نـ ضـعيف رج ل عنـد رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( قـال فل نـ ضـعيف كلمـة‬ ‫واحدة فل نـ هذا ضعيف هل هو لسبه هل هو شتمه ما كان لسباباً ول شتماً هو يصفه يقول هــذا‬ ‫الرجل ضعيف مريض تعبــان أي كلمـة مـن هــذه فل نـ ضــعيف قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة‬ ‫ولسل م( مثل الولى لقـد أكلتـ م لحـ م أخيكـ م ‪ -‬قـال فقـط أنـه ضـعيف مـا قـال غيره ا والغيبـة ليـس‬ ‫معناها أن تذكر الشر في أخيك ولكن الغيبة هي أن تتكلـ م فـي غيـر حضـوره كلمـة هـي فيـه قـال‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أتدرون ما الغيبة قالوا الـ ورلس وله أعلــ م قــال الغيبــة ذكــرك‬ ‫أخاك قالوا يا رلسول ال أرأيت إن كان في أخي ما قلت قال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫إن كان فيه ما قلت فقد أغتبته إوان ل م يكن فيه ما قلـت فقــد بهتـه إذا كـان القــول فــى شـئ ليـس‬ ‫فيه فإنه بهتان فإنه ظل م ‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقـول لنـا فـي حـديث لـه " أربعـة يـؤذون أهـل النـار‬ ‫على ما فيه م من الذى ‪ -‬أربع أصــناف مــن النــاس يــؤذون أهــل النــار علــى مــا بهــ م مــن الذى‬ ‫يقول أهل النار ما بال هؤلء يؤذوننا على مــا بنــا مــن الذى أل يكفينــا مــا نحــن فيــه هـ م والعيــاذ‬


‫بال في الجحي م ه م والعياذ بال فــي النــار الملســتعرة قصــرها لســبعين خريفـاً أو يزيـد هــ م فــي نــار‬ ‫مؤججة يقولون ما بال هؤلء يؤذوننا على ما بنا من الذى ‪ -‬فرجل لسلط عليه تــابوت مــن نــار‬ ‫ورجل يجر أمعاءه ورجل يلسيل فاه قبحاً ودماً ورجل يأكل لحمه " أربعة من النـاس واحــداً منهــ م‬ ‫في تابوت في صندوق ذلك الصندوق نار مشــتعلة ‪ ,‬ورج ل يمشــي وأمعــاءه أمــامه أحشــاءه قــد‬ ‫خرجت من بطنه يجرها خلفه ‪ ,‬ورجل يلسيل فاه قبحاً ودماً فمه يخرج منه صديد ود م قيحاً ودماً‬ ‫أشــياء منفــرة والرابــع يأكــل لحمــه ‪ ,‬قــال أهــل النــار يلســألون مــا بــال البعــد صــاحب الصــندوق‬ ‫صاحب التابوت قيل له م ذلك الرجل كان يأكــل أمـوال النـاس بالباطـل قـالوا ومـا بـال البعـد الـذي‬ ‫يجر أمعاءه خلفه قيل كان ذلك ل يبالي أين أصاب البول منه إذا تبول ل يهت م هل الرزاز لسوف‬ ‫يصيب جلسده أ م يصيب ثوبه أو ثوب غيره أو حتى من يمر عليــه ل يهتــ م بهــا فكــان جـزاءه أنــه‬ ‫يجر أمعاءه في النار قالوا فما بال البعد الذي يلسيل فاه قيحـاً ودمـاً قــالوا أمــا ذلــك فكــان يلســمع‬ ‫ويتنصت ويلستمتع بما يلسمع كان يتلسمع متلذذاً كــان يلســمع لمــن يغتــاب ويرتكــب النميمــة وه و‬ ‫في انشراح فكان عقابه أن فمه ُيخرج فـي جهنـ م قيحـاً وصـديداً قـالوا فمـا بـال البعـد الـذي يأكـل‬ ‫لحمه قيل هذا الذي يأكل لحمه كان يأكل لحو م الناس بالغيبة والنميمة وال عز وجل يقول‬

‫وَل‬ ‫) َ‬

‫عتسل بَِفْعسَد ٰ َ‬ ‫ر ن‪َ .‬‬ ‫ك َزِننيسٍم‪( .‬‬ ‫مّنراعٍ لِ ِّفْل َ‬ ‫ط ِفْ‬ ‫شراٍء بَِن ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫ُت ِ‬ ‫مِفْعَت ٍ‬ ‫حّل ٍ‬ ‫ذلِس َ‬ ‫ل َ‬ ‫م‪ّ .‬‬ ‫م ّ‬ ‫مراٍز ّ‬ ‫ه ّ‬ ‫ف ّ‬ ‫ك ّ‬ ‫م‪ّ ٍ ُ ُ .‬‬ ‫د أَِثني ٍ‬ ‫مني ٍ‬ ‫خِفْنيِر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫هني ٍ‬

‫"القل م ‪ ."13 :10‬له م علمات في وجوهه م على أنوفه م تلك العلمــات تميزه م أنهــ م مــن الــذين‬ ‫كانوا يمشون بين الناس بالنميمة وه م أصحاب الجحي م ‪.‬‬ ‫عن ألسماء بنت يزيد رضي الـ عنهاوأرض اها قــالت ‪ :‬قـال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسـل م( أل أخــبرك م بخيــارك م ‪ -‬أعطيكــ م علمــة لمــن هــو خيرك م ‪ -‬قيــل بلــى يــا رلس ول الـ قــال‬ ‫خيارك م الذين إذا رؤوا ُذ كـر ال عز وجل " خير الناس في دين اللسل م ليس الزعيــ م ليــس الملــك‬


‫ليس الوزير ليس صاحب الوجه الجميل ليس صاحب الثراء العظي م إنما الخير في دين اللســل م‬ ‫هو التقي والتقي هو اللسعيد )إن أكرمك م عند ال أتقاك م( فقالت ألسماء عـن رلس ول الـ )صــلي‬ ‫ال عليــة ولسـل م( الـذين إذا رؤوا ُذكــر الـ عــز وج ل إذا رأيـت واحــداً منهــ م تقــول الـ يكرم ك يـا‬ ‫شيخ بارك ال فيك أنت من أهل ل إله إل ال هذا هــو مــن أهــل الخيــر فــي ديــن اللســل م ثــ م قـال‬ ‫بعدها رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أل أخــبرك م بشـرارك م ‪ -‬الول مــن أهــل الخيــر والثــاني‬ ‫من أهل الشر ‪ -‬قالوا بلى يا رلسول الـ قــال المشــاءون بالنميمــة الـذي يأتيــك ويقــول لــك فلن ـاً‬ ‫قال عنك كذا وقد يكون صادقاً ولكن ما طلب منه نقلها إليك المشاءون بالنميمة المفرقون بين‬ ‫الحبة الذي يمشــي بالنميمــة مــا هــو الــذي يريـده ؟ بالتأكيــد إحــداث الفرق ة بيــن النــاس إوافشــاء‬ ‫العــداوة والبغضــاء بيــن النــاس والحقــد بيــن النــاس والحلســد بيــن النــاس ‪ ,‬المشــاءون بالنميمــة‬ ‫المفرقون بين الحبة الباغون للبراء العيــب" يكــون بريئـاً فيطعنــون فيــه ‪ ,‬ورلس ول الـ )صــلي‬ ‫ال علية ولسل م( يقول من ذكر أمرئ بشئ ليس فيه ليعيبه ‪ -‬من ذكـر إنلسـان بشـئ ليـس فيـه‬ ‫والنية أنه يريد أن يصــيبه يريـد أن ينتقــ ص مــن شــأنه يريـد أن ينتقــ ص مــن وضـعه ‪ -‬مــن ذكــر‬ ‫إمــرئ بشــئ ليعبــه ليــس فيــه حبلســه ال ـ فــي نــار جهنــ م حــتى يــأتي بنفــاذ مــا قــال " ليــس هــذه‬ ‫اللسجون ليس النيابة ولكنه حبلسه في نار جهن م حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه يــأتي ببره ان علــى‬ ‫قوله يأتي بشهود على قوله يأتي بدليل على قوله إوال هلك ‪.‬‬ ‫إذا كان هذا هو الشر الذي نعتــه رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( فهــل يقـترب منــه‬ ‫أهل التقوى في دين اللسل م هل يقترب منه أهل اليمان هل يقترب منه أهل اللســل م ل والـ إن‬ ‫الغيبة والنميمة وه ذه المــور محرم ة فـي دينكــ م محرم ة فـي ديــن اللســل م حــتى ولـو كـانت ضــد‬ ‫كافر انظر إلى كمـال ديـن اللسـل م الـذي ُينعــت بــأنه ديـن إره اب الـذي ُينعـت بـالتطرف الـذي إذا‬


‫تملسك به إنلسان كان مته م ‪ ,‬انظر إلى كمال الـدين فـي كتـاب للمـا م الغزالـي يقـول فيـه ‪ :‬غيبـة‬ ‫الكافر حرا م ما قال غيبة الملسل م ول المؤمن فقط انظر إلى أي مدى ‪ ,‬قيل له لماذا يا إما م لمـاذا‬ ‫غيبة الكافر حرا م يا إما م قال أوًل ل نـها إيذاء واليذاء حرا م في شرع اللسل م لــن تكــون مــن أهــل‬ ‫اليمان إذا آذيت ولو أن تــؤذي حيوانـاً ولـو أن تمثــل بكلـب عقـور حـرا م علينـا فــي ديـن اللسـل م‬ ‫لنــه إيــذاء واليــذاء ح ـرا م ولنـــه تنقيــ ص والتنقيــ ص مكــروه انظــر إلــى كلمــات مــن فهم ـوا ديــن‬ ‫اللسل م كما يجب ونقلوه إلينا ولكن قليل منا ما يطــالع والتنقيــ ص مكــروه كــأن تقــول هــذا قصــير‬ ‫ل ‪ ,‬فــي كــل المــور التنقيــ ص‬ ‫ل أو جمي ً‬ ‫أن تقول هذا قبيح فإنه ل يلستطيع أن يجعل نفلســه طــوي ً‬ ‫في خلق ال مكروه ‪ ,‬والثالثة إضاعة الوقت فيما ل يفيد ثــ م يــأتي ببره ان كلمــه ومـن أيــن أتــى‬ ‫بها من أين جاء لنا بتلك الموعظة هل كان اجتهاداً منه هل كان الستنباطاً منه ل وال فقد قــال‬ ‫‪ :‬قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( " من لسمَّع بيهودي أو نصـراني كـان مـن أهـل النـار "‬ ‫ويلسمع بـه أي يفضــحه كـأن تقــول يلســمع بـه النـاس أن تقــول شــيئاً ليــس فيـه أي تنتقـ ص منــه‬ ‫كإنلسان خلقه ال عز وجل إذا كان بيننا وبين هؤلء الناس لسل م إذا ل م تكن بيننــا وبينهــ م حــرب‬ ‫أمــا إذا كــانت بيننــا وبينهــ م حــرب فــإن المي ـزان يكــون غيــر ذلــك فــإن المي ـزان يكــون دفاع ـاً عــن‬ ‫الحقوق يكون دفعاً لظل م يكون محاربة لباطل ‪.‬‬ ‫وعن البراء بن عازب ‪ ‬قال خطبنا رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( خطبــة ألســمعت‬ ‫العواتق في البيوت البراء بن عازب لسمع خطبة لرلسول ال )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يقــول إن‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( في هذه الخطبــة أرتفـع صـوته حــتى إن ذلـك الصـوت ألســمع‬ ‫العواتق في البيوت وما كان يتكل م بمكبر صوت قال يا من آمن بللسانه يا مــن آمــن بللســانه كــان‬ ‫للسانه فقط هو المؤمن أما كله غير ذلك يا من آمـن بللسـانه ولـ م يـدخل اليمـان فـي قلبـه هـو ل‬


‫زال مذبــذباً ولــ م يــدخل اليمــان إلــى قلبــه ل تغتــابوا الملســلمين ل تغتــابوا الملســلمين ول تتبع ـوا‬ ‫عوراته م فإن من تتبع عورة أخيه الملسل م الذي يفتش عن العيوب الذي يفتش عــن البلء الــذي‬ ‫يفتش عن النقائ ص الذي يتتبعها ويبحث عنها ل تتبعوا عورات الملسلمين فــإن مــن تتبــع عــورة‬ ‫أخيــه الملســل م تتبــع ال ـ عــورته يــو م القيامــة الــذي لســوف يتتبــع عورتـ ك مــن ال ـ عــز وجـل ل‬ ‫تلستطيع أن تداري عنه شـيئاً تلسـتطيع أن تكتـ م عنـه شـئيئاً تلسـتطيع أن تخفـي عنـه شـيئاً الـذي‬ ‫لسوف يتتبع عورتك هو ال عز وجل ومن تتبع ال عـورته يفضــحه ولـو فـي جــوف بيتـه ‪ ,‬ولـو‬ ‫حصن نفلسه داخل بيته وأغلق عليه البواب والشبابيك وفوقه لسقف وحوله جدران فإن ال ـ عــز‬ ‫وجل يخرج فضيحته حتى تكون على رؤوس الشهاد ‪.‬‬ ‫ولنعل م جميعاً أن الذي يحاول والذي يتجلسس ويتحلسس ويغتاب الناس جميعاً أنه ليــس‬ ‫مب أر من العيب ما كان إنلساناً مــب أر مـن العيــب ولكـن الكيـس الفطـن ل يعيــب النـاس ولكـن ينظـر‬ ‫أوًل إلى نفلسه ويقول القائل‪:‬‬ ‫ابدأ بنفلسك فانهاها عن غيبها‬

‫فإذا انتهت فأنت حكي م‬

‫أبدأ بنفلسك فـي المثـل البلـدي الـذي يقـال هـذه اليـا م إذا كـان بيتـك مـن زج اج فل تقـذف‬ ‫الناس بالحجارة كلنا به عيوب ما من إنلسان كامل ما من إنلسان مب أر ما مــن إنلسـان فيـه الكمـال‬ ‫فإن الكمال ل وحده جل شأنه ويقول الما م الشافعي ‪ ‬إذا أردت أن تحيا لسليما مــن النــار مــن‬ ‫اللسق م من الضعف إذا أردت أن تحيا لسـليماً مــن الــردى ودينـك موفـور وعرض ك حيــي فل ينطـق‬ ‫لسـ نـ تلــك لســوءات وكمــا عنــدك للســان هــ م كــذلك‬ ‫منــك الللســان بلســوءة فكلــك لســوءات وللنــاس أل ُ‬ ‫عنده م أللسنه وكما تقول يقال عليك ويقول القائل ‪:‬‬ ‫ل تلستغيب فتلستغاب فربما من قال شيئاً قيل فيه بمثله‬


‫وتجنب الفحشاء ل تنطق بها ما دمت في جد الكل م وهزله‬ ‫الللسان الذي تعود على ذكر ال عز وجل أن يجب أن يكون نظيفاً يجب أن يكون طــاه ارً‬ ‫يجب أل يخرج منه العيـب أبـداً يجـب أن يكـون كمـا وصـف رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م(‬ ‫عن أنس بن مالك ‪ ‬قال ليس المؤمن بطعان ول لعان ول فاحش ول بذئ ‪.‬‬

‫الـُم ثــلـة‬

‫الُم ثـلــة هــي التمثيــل بجثــة ميــت بعــد ممــاته أي تشــويه تلــك الجثــة وه ي ح ـرا م فــي ديــن‬ ‫اللسل م وهي من الكبائر بل من أكبر الكبائر ‪ ,‬ورلسول ال )صــلي الـ عليــة ولسـل م( إنمــا كــان‬ ‫ُيحب عمه حمزة حباً شديداً فإنه كان عمه وكان أخوه في الرضاعة فــإن رلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫علية ولسل م( أرضعته ثويبة مولة أبي لهب فرلسول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( وعمــه حمـزة‬ ‫أخوة من الرضاعة وكان يحبه حباً شديداً وكان من أشجع الناس كان ألســد الـ عــز وج ل وألســد‬ ‫رلسوله أول من عقد له لواًء ‪ ,‬وكان في الحروب يقاتل بلسيفين ما كان يقاتـل بلسـيفاً واحــداً إنمــا‬ ‫كـانت كـل يـد لـه فيهـا لسـيف يضـرب بهـا هامـة المشـركين ويقتــل بهـا أعـداء اللسـل م وكـانت لـه‬ ‫ريشة إذا كانت الحروب وضـعها علــى رألســه فكــان أهــل الشــرك يقولـون مــن هــذا الرج ل صــاحب‬ ‫ل مــن أهــل الشــرك مــن‬ ‫الريشــة لقــد فعــل بنــا الفاعيــل وفـي غــزوة ُأحـد قتــل واحــد وثلثــون رج ً‬ ‫أعظمه م بألساً ومن أشده م قوة ولكن قتله واحد من العدو يقـال لـه وحشـي ترب ص لـه وأختبـأ لـه‬ ‫فضربه بلسه م فكان ذلك اللسه م فيه شهادته ‪.‬‬ ‫حمزة بن عبد المطلب ‪ ‬ألسد ال عز وجل وألســد رلس وله إنمــا فعلــت فــي جثتــه الفاعيــل‬ ‫وتـ م التمثيــل بجثتــه وبجثــث الشــهداء قطعــت منهــ م النــوف وقطعــت منهــ م الذان وشـقت منهــ م‬


‫البطــون وأخرج ت أحشــاءه م ‪ ,‬وفـي حــديث رواه أبــو هريـرة ‪ ‬قــال علــ م رلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫علية ولسل م( بقتل حمزة فبكى فلما شاهده فلما عاينه ل م يرى منظ ارً أوجع منه رأى منظـ ارً بشــعاً‬ ‫رأى جثته وقد مثل بها وقد أهينت وقد أفلسدت فقال يرحمك ال يا عمــي لقــد كنــت وصـوًل للرح م‬ ‫فعوًل للخيرات زكاه بهذه التزكية قال لقد كنت وصوًل لرحمك لقـد كنـت مـن أهـل الخيـر والـبر لقـد‬ ‫كنت من أهل الرشاد لقد كنت من أهل الجود والكر م يرحمك ال أي عمي لقد كنت وصـوًل للرح م‬ ‫فعوًل للخيرات ‪.‬‬ ‫وعن جابر بن عبـد الـ ال نـصـاري ‪ ‬قـال لمـا علـ م رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م(‬ ‫بقتل حمزة بكى فلما رآه شهق وقال لو لــ م تغضــب صــفية لــتركته حــتى ُيحشــر فــي بطــون الطيــر‬ ‫والوحوش ‪ ,‬ماذا قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( قال لول صفية أخته عندما تمــر عليــه‬ ‫تـراه فــي هــذه الحالــة لــتركته حــتى يكــون قــبره إنمــا هــو بطــن الطيــر إنمــا هــو بطــن الــوحش أمــر‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( بدفن الشهداء الــذين مثــل بهــ م فقــدموا الكــثر حفظـاً للقـرآن‬ ‫دفنوه م من غير غلسل ومن غير كفن‬ ‫فإن رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول ما من مكلو م يكلــ م فــي لســبيل الـ إل جــاء‬ ‫يو م القيامة وكلمه يدمي اللون لون الد م والريح ري ح الملسـك يـدفن الشـهيد فـي دمـائه ول يكفـن‬ ‫ولكنه يغطى فعندما دفن حمزة ‪ ‬ما وجدوا له شئ يغطوه إل نمرة فكانت هــذه النمــرة قصــيرة إذا‬ ‫غطوا بها وجهه بدت رجله إواذا غطوا بهــا رجليــه بــدا وجهــه فقــال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( غطوا وجهه واجعلوا علـى رجليــه ال زـخ ر ‪ -‬اجعلـوا علــى رجليـه ورق الشــجر‪ -‬ثــ م قـال‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إنــي شــهيد علــى هـؤلء يـو م القيامــة أنهـ م أحيـاء عنــد ربهـ م‬ ‫يرزقون‬

‫مر ن َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫عرا َ‬ ‫مِفْنُهم‬ ‫ه َ‬ ‫مرا َ‬ ‫هُدوا اللّ َ‬ ‫ق َ‬ ‫و ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫علَِفْني ِ‬ ‫مِفْؤ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صَدُقاوا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ر ن ِر َ‬ ‫مِنني َ‬ ‫م َ‬ ‫حبَ ُ‬ ‫ى نَ ِفْ‬ ‫مِفْنُهم ّ‬ ‫ض ٰ‬ ‫) ِّ‬ ‫جرا ٌ‬ ‫ر ن اِفْل ُ‬


‫ظُر ۖ َوَمرا بَّدُلاوا تَِفْبِدنيًل‪" ( .‬الح ـزاب ‪ "23‬حمــزة عــ م رلسـول ال ـ )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م(‬ ‫مر ن َنينَت ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫وهو لسيد الشهداء عند ال عز وجل أهل الشرك مــاذا صــنعوا فيــه وبـه إنمــا مثلـوا بجثتــه تمــثي ً‬ ‫ومزقوها تمزيقاً حتى أخرجت هند بنت عتبه كبده وأرادت أن تطعمها فما ألستطاعت ورلسول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( يقول لو دخلت بطنها ما ملستها النار فإن حمزة من أهل الجنة ‪.‬‬ ‫المثلى هــذه عنــدما شــوهدت وعاينهــا الصــحابة رض وان الـ عليهــ م ويعلمــون مــدى حـب‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( لعمه ومدى شناعة ما فعل المشــركين بجثــث أصــحابه قـالوا‬ ‫هــذه الكلمــة لئــن أمكننــا الـ عــز وج ل منهــ م لنمثلــن بلســبعين رجل منهــ م ‪ ,‬وديــن اللســل م الــذي‬ ‫يحر م عليـك الُم ثـلـى أن تمثـل بعـدوك حـتى ولـو كـان مشـركاً ولـو كـان مـن أهـل الكتـاب ولـو كـان‬ ‫عدوك ماذا يقول الـ عــز وج ل عنــدما قــال أصــحاب رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( هـذه‬ ‫الكلمات نزل قول ال عز وجل‬

‫م َ‬ ‫عرا َ‬ ‫وإِ ِفْ‬ ‫او‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫عاوقِ​ِفْبُتم بِ ِ‬ ‫عراقُِباوا بِ ِ‬ ‫مرا ُ‬ ‫م لَُهسس َ‬ ‫ولَِئر ن َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫ل َ‬ ‫) َ‬ ‫صبَِفْرُت ِفْ‬ ‫قِفْبُت ِفْ‬ ‫مِفْث ِ‬

‫حسَز ِفْ‬ ‫مسرا‬ ‫ن َ‬ ‫فس ي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ك إِّل ِبسراللّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫صسِفْبُر َ‬ ‫مسرا َ‬ ‫و َ‬ ‫صسِبِفْر َ‬ ‫ر ن‪َ .‬‬ ‫صسرابِ​ِرني َ‬ ‫َ‬ ‫هس ِفْ‬ ‫وَل تَ ِفْ‬ ‫وا ِفْ‬ ‫م ّ‬ ‫خِفْنيسٌر ِّلل ّ‬ ‫ق ِّ‬ ‫وَل َتس ُ‬ ‫ضسِفْني ٍ‬ ‫علَِفْني ِ‬ ‫كُرو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫نيَ ِفْ‬

‫( "النحل ‪."126‬‬

‫قال ال عز وجل لهؤلء الناس إن ُم ثـل بك م فل تمثلوا إوان ُفعلت بك م الفاعيــل فل تفعل ـوا‬ ‫إنما دينك م هو دين الرحمة دين فيه شده على أهل الكفر ولكن ليس فيه قلسوة أنــت أمــا م عــدوك‬ ‫ُتجهز عليه في الحرب وتقتله ولكن ل تمثل به ولكن ل تهيـن الجثـة هــذا هــو ديـن اللسـل م ديـن‬ ‫الخير كله ودين الصدق كله ودين الرحمــة كلهــا هــذه اليــات إنمــا نزل ت يــو م أحــد ونزل ت عنــدما‬ ‫قــال صــحابة رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( مــا قــالوا ونلســب ذلــك القــول إلــى رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( ولكنه ضعيف إوانما الصحيح أن الصحابة ه م الذين قالوه وأن ال ـ عــز‬ ‫وجل هو الذي رد على قوله م نزلت هــذه اليــات مــرة ثانيــة نزل ت مــرة يــو م أحــد ونزل ت مــرة ثانيــة‬


‫عندما دخل رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( مكة يو م الفتــح عنــدما علــ م أن أهــل اللســل م قــد‬ ‫أرتفعت رايته م وأن القوة معه م ال عز وجل ذكره م بتلك اليات أل يثأروا لما فعل به م وأل يمثلوا‬ ‫بأحٍد رغ م أنه ُفعل به م الفاعيل وأرتكبت في حقهــ م الموبقــات فنــزل يــو م فتــح مكــة قــول الـ عــز‬ ‫وجل تذكي ارً لهؤلء الناس‬

‫م َ‬ ‫عرا َ‬ ‫وإِ ِفْ‬ ‫خِفْني سٌر‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫عاوقِ​ِفْبُتم بِ ِ‬ ‫عراقُِباوا بِ ِ‬ ‫مرا ُ‬ ‫او َ‬ ‫م لَُه س َ‬ ‫ولَِئر ن َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫ل َ‬ ‫) َ‬ ‫صبَِفْرُت ِفْ‬ ‫قِفْبُت ِفْ‬ ‫مِفْث ِ‬

‫ر ن‪"( .‬النحل ‪."126‬‬ ‫صرابِ​ِرني َ‬ ‫ِّلل ّ‬ ‫فقال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( عندما جمع أهــل الكفــر وأهــل الشــرك أمــامه مــا‬ ‫تظنون أني فاعل بك م قالوا أخ كري م وبن اخ كري م قال فاذهبوا فأنت م الطلقاء فكــان العفــو يــو م أن‬ ‫كــانت القــوة يــو م أن كــانت العافيــة وكـان إطل قـ اللســرى يــو م كــان رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( في أقصى قدرة وتمكن من المشركين يو م فتح مكــة ودانــت لــه العـرب كــل العـرب ودانــت‬ ‫له الجزيرة كل الجزيرة كـانت الرحمــة كلهـا وكـان العفــو كلــه وكـانت اللسـلمة كلهـا ذلـك هــو ديـن‬ ‫اللسل م ال عز وجل يقول‬

‫ر ن‬ ‫ش َ‬ ‫مُناوا َأن تَ ِفْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ذِفْكِر اللّ ِ‬ ‫م لِ ِ‬ ‫ن لِلّ ِ‬ ‫م نيَِفْأ ِ‬ ‫مس َ‬ ‫مسرا َنسَز َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫خ َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ع ُقُلاوُبُه ِفْ‬ ‫)أَلَ ِفْ‬

‫مُد َ‬ ‫ل َ‬ ‫مر ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫و َ‬ ‫كاوُناوا َ‬ ‫كِثنيسسٌر‬ ‫ل َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ر ن ُأوُتاوا اِفْل ِ‬ ‫كرالّ ِ‬ ‫وَل نيَ ُ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ق َ‬ ‫م اِفْل َ َ‬ ‫طرا َ‬ ‫كَترا َ‬ ‫ذني َ‬ ‫قِ َ‬ ‫اِفْل َ‬ ‫ت ُقُلاوُبُه ِفْ‬ ‫س ِفْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫قِفْب ُ‬ ‫علَِفْني ِ‬ ‫م َ‬ ‫سُقاو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫فرا ِ‬ ‫مِفْنُه ِفْ‬ ‫ِّ‬

‫("الحديد ‪."16‬‬

‫ال عز وجل يقول إن أهل اليمان وقد كانوا وقتها حـديثي عهـد بــالوحي وبـالقرآن كتـاب‬ ‫ال عز وجل بيـن أيـديه م يقرأونـه ليـل نهـار فقـال لنـا الـ عـز وج ل إن أهـل الكتـاب البعـد بينهـ م‬ ‫وبين أنبيائه م كبير والملسافة شالسعة لذلك فـإنه م نلسـوا مـا ذكـروا بــه فقلســت قلـوبه م ويقــول الـ‬ ‫عــز وجــل‬

‫سسنيَ ً‬ ‫م َ‬ ‫منيَثرا َ‬ ‫) َ‬ ‫ح ِرُّفسساو َ‬ ‫ن اِفْل َ‬ ‫عسسر ن‬ ‫م َ‬ ‫ج َ‬ ‫عّنسسرا ُ‬ ‫م لَ َ‬ ‫قرا ِ‬ ‫مرا نَِفْق ِ‬ ‫كِلس َ‬ ‫ة ۖ ُني َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫فِب َ‬ ‫عِفْلَنسسرا ُقُلسساوبَُه ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫قُه ِفْ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫ض ِ‬

‫م إِّل َ‬ ‫ح ًّ‬ ‫مۖ‬ ‫ع َ‬ ‫مرا ُذكُِّروا بِس ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫ل تَطِّلس ُ‬ ‫خرائَِنس ٍ‬ ‫ى َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫ساوا َ‬ ‫هۙ َ‬ ‫م َ‬ ‫مِفْنُهس ِفْ‬ ‫مِفْنُهس ِفْ‬ ‫م ّ‬ ‫ّ‬ ‫قِلنيًل ِ ّ‬ ‫ة ِّ‬ ‫علَس ٰ‬ ‫ظرا ِ ّ‬ ‫وَل تَسَزا ُ‬ ‫ون َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ر ن‪.‬‬ ‫ح ۚ إِ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫فرا ِفْ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ف ِفْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ُني ِ‬ ‫سِنني َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫وا ِفْ‬ ‫عِفْنُه ِفْ‬ ‫ب اِفْل ُ‬ ‫ع ُ‬

‫( "المائدة ‪."13‬‬


‫ويقول ال عزوجل‬

‫د َٰ‬ ‫د َ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ ي َ‬ ‫اوًة ۚ‬ ‫كراِفْل ِ‬ ‫مر ن بَِفْع ِ‬ ‫ت ُقُلاوُب ُ‬ ‫س َ‬ ‫جراَرِة أَِفْو أَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ق ِفْ‬ ‫س ِفْ‬ ‫)ُث ّ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه َ‬

‫ق َ‬ ‫مرا نيَ​َت َ‬ ‫هسسرا‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫فنيَ ِفْ‬ ‫ش ّ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫جُر ِ‬ ‫ر ن اِفْل ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مِفْن َ‬ ‫مِفْن َ‬ ‫ه اِفْل َِفْن َ‬ ‫مراُء ۚ َ‬ ‫ه اِفْل َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫هرا لَ َ‬ ‫هراُر ۚ َ‬ ‫جراَرِة لَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫مِفْن ُ‬ ‫مِفْن ُ‬ ‫مرا نيَ ّ‬ ‫ف ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ل َعّمرا تَِفْعَمُلاوَن‪" ( .‬البقـــرة ‪ "74‬الــ عـــز وجــل يريــد‬ ‫مرا نيَِفْهِب ُ‬ ‫ة اللّ ِ‬ ‫شنيَ ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫و َ‬ ‫هۗ َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫لَ َ‬ ‫مرا اللّ ُ‬ ‫خ ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫غرافِ ٍ‬

‫من أهل اليمان أن تكون الرحمة كلها مجلسده في قلوبه م وأن يكونوا أبعد ما يكون عن القلسـوة‬ ‫‪ ,‬ويقــول إن أهــل الكتــاب إنمــا القلســوة كلهــا فــي قلــوبه م نعلمهــا جيــداً وشـاهدنها وعاينهــا فــي‬ ‫البولسنة والهرلسك عندما كانوا يقطعون رؤوس ال ئـمة والوعاظ ويلعبون بها الكـرة فــي الملعـب‬ ‫أليلســت هــذه قلســوة وفجــور ‪ ,‬وعايناهــا فــي الفلــبين عنــدما كــانت تقطــع الذان وتقطــع النــوف‬ ‫وتقطع الطراف وُتجعــل قلئــد كــل ذلـك يفعــل فـي جثــث أهــل اللسـل م أليلســت هــذه قلســوة وفجــور‬ ‫شاهدناها في كشمير وشاهدناها في أمــاكن كــثيرة وشـاهدناها فــي صــب ار وشـاتيل بلبنــان عنــدما‬ ‫كان ذلك الفاجر شارون يجمع اللف من الفللسطنيين وه م أحيــاء ويمــر عليهــ م بالــدبابات حــتى‬ ‫اختلط اللح م والعظ م بجنازير تلك الدبابات ث م يأتوا بالبلدوزر ويجمعوه م به إلى حفــرة عميقــة ثــ م‬ ‫ُيهال عليه م التراب أليلست هذه قلســوة وفجــور شــاهدناها وعايناهــا يــو م فعلهــا ‪ ,‬ويقولـون عنهــ م‬ ‫الن أنهــ م مــن الحمــائ م شــيمون بريــز عنــدما أمــر الطــائرات الحربيــة أن تنهــال علــى لســيارات‬ ‫اللسعاف وهي تنقل الذين أصيبوا يو م مجزرة قانا أليلست هذه قلسوة وفجور عايناهـا وشـاهدناها‬ ‫إوالى اليو م وفي كل مكان وكل أرض ُيحارب وُيقتل فيها أهل اللسل م علــى يـد أهــل الغــرب عنـدما‬ ‫يتمكنـوا مــن تلــك الــدول اللســلمية بملســاعدة بعــض الخونـة وضـعاف اليمــان بــل هــ م معــدومي‬ ‫اليمان من أهل اللسل م كما في العراق وأفغانلستان وغيره ا إنمــا نجــد منهــ م كــل القلســوة والعنــف‬ ‫في القتل حتى بعد القتل يكون الفجور فــي التمثيــل بهــ م ‪ ,‬وكـل أدوات التعــذيب الــتي جلبــت إلــى‬ ‫دول اللسل م ما هي إل من صنع الغــرب ومـا هــي إل مــن صــنع أمريكــا أدوات يعــذب بهــا النـاس‬


‫في اللسجون أو فـي المعتقلت إنمــا كـانت هـذه الدوات إنمــا هـي صـناعته م إوانمــا هـي تجـارته م‬ ‫لماذا ل م نقـل وقتهـا إن هـؤلء دينهـ م الملسـيحية أو اليهوديـة هـو ديـن القلسـوة والعنـف والره اب‬ ‫والبادة الجماعية وعندما فعل أهل العراق فعلته م بأربعة من المرتزقة المريكان مثل به م وديننا‬ ‫يـأبى الُم ثـلـة ويرفضـها ديننـا يحرمهـا إوانمـا حـدثت وفعلهـا هـولء مـن كـثرة مـا شـاهدوه مـن فعـل‬ ‫العداء بذويه م فإذا بكل هـذه البـواق تنطلـق مـن بلد تلـك الجيـوش الـتي فعلـت الفاعيـل الـتي‬ ‫قلناها إذا بهـا تنطلـق وتقـول هـذا هـو ديـن اللسـل م ديـن التمثيـل بـالجثث وديـن المثلـة هـذا هـو‬ ‫اللســل م إنمــا هــو ديــن الره اب كــل الره اب هــذا هــو ديــن اللســل م الــذي فــي قلــوب أبنــاءه تلــك‬ ‫القلسوة ونلسوا وتنالسوا كل ما فعلوه وكل ما يفعلونه أليلست من القلســوة والفجــور أن تــدك أمريكــا‬ ‫الملساجد بطائراتها في الفلوجة أليس هذا قلسوة وفجــور تــدك الملســاجد علــى رؤوس مــن يصــلي‬ ‫فيها وما هدمنا كنلسية وما أقتحمنا كنيلسة وما أهنا كنيلسة وعندما دخل عمــر ‪ ‬بيــت المقــدس‬ ‫وأراد القلســيس أن يهيــئ لــه مكانــا للصــلة فــي الكنيلســة أبــى عليــه وقـال حــتى ل ينــازعك م أهــل‬ ‫اللسل م فيها ويقولون هنا صلى عمر هنا صــلى عمــر‪ ,‬هــذا هــو اللســل م والخــر الــذي تشــاهده‬ ‫إنما هو نقيض اللسل م ‪.‬‬ ‫فاللسل م إنما هو دين الرحمة إنما هو دين الحلسان إنمـا هـو ديـن الخيـر كلـه ديـن حـر م‬ ‫المثلة تحريما وجعلها من الكبائر‪.‬‬ ‫عــن لســمرة بــن جنــدب ‪ ‬قــال مــا وقفنــا موقفــا ومـا خطبنــا رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( وما وعظنا موعظة إل ويأمرنا بالصدقة وينهانا عن الُم ثـلى ‪.‬‬ ‫وفي يو م أن الستشهد علي بن أبي طـالب ‪ ‬وطعنـه مـن طعنـه وه و علـى لسـرير المـوت‬ ‫يتذكر قول ال عز وجل‬

‫م َ‬ ‫عرا َ‬ ‫وإِ ِفْ‬ ‫خِفْنيسٌر‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫عاوقِ​ِفْبُتم بِ ِ‬ ‫عراقُِباوا بِ ِ‬ ‫مرا ُ‬ ‫او َ‬ ‫م لَُهس َ‬ ‫ولَِئسسر ن َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫ل َ‬ ‫) َ‬ ‫صسبَِفْرُت ِفْ‬ ‫قِفْبُت ِفْ‬ ‫مِفْث ِ‬


‫ر ن‪"( .‬النحــل ‪ ."126‬يجمــع أولده وأنصــاره ويقــول لهــ م إن ظفرت م بالرج ل الرج ل الـذي‬ ‫صرابِ​ِرني َ‬ ‫ِّلل ّ‬ ‫ضـربني الرج ل الـذي قتلنـي ومـن الـذي قتلـه واحـداً مـن الرع اع وه و أميـر المـؤمنين واحـداً مـن‬ ‫اللسوقة وذلك إما م المتقين واحداً ل ذكر له وذلك علي بن أبي طالب ‪ ‬في الولين والخرين ‪,‬‬ ‫جمع أهله وأنصاره ث م قال له م إن ظفرت م بالرجل فإنما هــي ضــربة بضــربة ‪ -‬ضــربني فــي رألســي‬ ‫أضــربوه فــي رألســه ول تمثلـوا بــه فــإني لســمعت رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( ينهــى عــن‬ ‫الُم ثـلى ولو بكلب عقور ‪.‬‬ ‫أعلموا أن الُم ثـلى محرمة في دينك م إواذا كان أهل العراق وقعوا في الخطأ الذي وقعوا فيــه‬ ‫فإن معه م عذره م فإنه م يفعل به م الفاعيل ولكن هذا هو ديننــا الــذي يجــب علينــا شــرحه للنــاس‬ ‫الذي يجب علينا أن نبينه للناس ‪ ,‬يقول ال عز وجل‬

‫ول َ َ‬ ‫قِفْد َ‬ ‫فسس ي‬ ‫مِفْلَنرا ُ‬ ‫مَنرا بَِن ي آ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫كّر ِفْ‬

‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫ضسسنيًل‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ضِفْلَنرا ُ‬ ‫وَرَزِفْقَنرا ُ‬ ‫خلَِفْقَنرا تَِفْف ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ر ن الطّ ِني َّبراتِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حِر َ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫واِفْلبَ ِفْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثنيٍر ِ ّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫اِفْلبَ ِّ‬

‫( "اللســـراء‬

‫‪."70‬‬ ‫وديــن اللســل م عنــدما حـر م الُم ثـلــى حرمهــا فــي أبلســط أحوالهــا وفـي أخــف معانيهــا يقــول‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( مـن مثـل بالشـعر لـ م يكـن لـه عنـد الـ عـز وج ل خل قـ يـو م‬ ‫القيامة " الذي يمثل بالشعر أبلسط شئ الذي يمثل بالشعر فليس له عند ال خل قـ يـو م القيامـة‬ ‫ل ُيحلق شعرها أو رجل أخطــأ فــي شــئ فيــأتون بــه ثــ م يحلقـوا‬ ‫كيف تكون الُم ثـلة بالشعر امرأة مث ً‬ ‫جزًء ويتركوا جزًء ث م يفعلوا بالشعر أفعاًل مهينه هذه الُم ثـلــة نهــى رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( عنها فما بالك بالكي بالنار فما بالـك بالجلـد باللسـلك الكهرب ائي فمـا بالـك فمـا بالـك فمـا‬ ‫بالك ورلسول ال )صـلي الـ عليـة ولسـل م( يتوع د الـذين يمثلـون بـالخلق فيقـول مـن مثـل بـذي‬ ‫روح مثل ال عز وجل به يو م القيامة من مثل بــذي روح الـ عــز وج ل هــو الــذي لســوف يعــاقبه‬


‫هو الذي لسوف يقت ص منه يو م القيامة ولسوف يمثل به كما كان يمثل بــالخلق فــي الــدنيا وديــن‬ ‫اللسل م إنما حر م الُم ثـلة بالحيوان فكيف إذا كانت في ال نـلسان ‪.‬‬ ‫عن مالك بـن نضــل‪ ‬قـال أتيــت رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( فقـال لـي ‪ -‬ذلـك‬ ‫ل في الجاهلية جاء ملسلماً ‪ -‬فقال لي رلسول ال )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫الرجل كان يعمل عم ً‬ ‫ل صحاحاً فتأتي بالموس فتقطع آذانها وتشق جلدها ‪ -‬أنت يكون عندك حيوانــات‬ ‫أتكون لك إب ً‬ ‫صحيحة لسليمة تأتي بالموس وتقطع آذنهــا وتشــق جلــدها ثــ م تقــول هــذه صـر م وتحرمهــا عليـك‬ ‫وعلى أهلك قلت نع م يا رلسول ال هو في الجاهلية كان يعمل هذا العمــل يجعــل هــذه علمــة فــي‬ ‫ل حــتى تكــون هــدياً حــتى تكــون صــدقة فكــان يقطــع الذن ويشــق الجلــد‬ ‫إبلــه حــتى ل تلســرق مث ً‬ ‫فيقول له رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أعل م أن لساعد ال عز وجل أقــوى مــن لســاعدك ‪-‬‬ ‫يد ال عز وجل أقوى من يدك التي فعلت بها في الحيـوان ذلــك الفعــل اعلـ م أن لســاعد الـ أقــوى‬ ‫من لسـاعدك وأن مــوس الـ أحـد مــن مولسـك الـ عـز وج ل لســوف يقتــ ص منـك كمـا مثلـت بتلـك‬ ‫البهــائ م العجمــاء ‪ ,‬ومـر عبــد ال ـ بــن عمــر ‪ ‬بصــبية هــ م صــبية ل يعرف ون شــيئاً وقـد جعل ـوا‬ ‫دجاجة يرمونها جعلوا دجاجة ينشنوا عليها فهربوا عندما أروا عبد ال بـن عمـر فقـال لهـ م عبـد‬ ‫ال بن عمر ‪ ‬لعن رلسول ال )صلي الـ عليــة ولسـل م( مــن أتخــذ ذي روح عرض اً رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( نهى أن تتخذ شيئاً فيه روح تجعلها عرض تجعلها نيشان تنشن عليــه‬ ‫تؤذيها بهذا الذي تفعلــه ومـر رلس ولك م –عليــه أفضــل الصــلة واللســل م‪ -‬علــى رج ل وضـع رجلــه‬ ‫على صفحة شاه وضع رجله على رأس شاه هو يريد أن يـذبحها وضـع رجلـه علـى رألسـها وأخـذ‬ ‫يشحذ شفرته فقال له رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( أكان هذا قبل هذا كنت أعددت الشفرة‬ ‫قبل أن تضع رجلك عليها وهي تنظر إليــه وتلحظــة قـال لــه رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬


‫أتريد أن تميتها موتة العصفور لسوف يشكو إلى ال عز وج ل مــن رم اه عبثــا يقــول رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( من قتل عصفو ارً عبثا فإنه يجأر إلى ال يو م القيامة يأتي إلى ال عز‬ ‫وجل يشتكي ذلك الذي ضربه الذي قتله من قتل عصفو ارً عبثاً فإنه يجأر إلى ال عز وج ل يــو م‬ ‫القيامــة يقــول يــا رب فل نـ قتلنــي ليــس لمنفعــة هــو قتلنــي ليلعــب ويلهــو رلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫لسـ ئـل عنــه يــو م القيامــة‬ ‫علية ولسل م( يقول ما من إنلسان يقتل عصفو ارً فما فوقه بغيــر حقــه إل ُ‬ ‫لسوف ُيلسئل عنه يو م القيامة عن العصفور الذي قتله من غير حق قالوا يا رلسول ال وما حقه‬ ‫قال أن يذبحه ليأكله ل يقطع رألسه ويرمي بـه ويقـول رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( وقـد‬ ‫نهى عن الُم ثـلى بالبهائ م وأن تؤكل الممثل بها ‪ ,‬البهيمة التي يمثل بها الناس يجعلونها عرضا‬ ‫أو شيئاً من ذلك ثــ م قتلــت فـإنه يحـر م أكلهـا عقابـاً للـذي فعــل ذلـك الفعــل ونهــى رلس ول الـ عـن‬ ‫التحريش بين البهائ م ديـن اللسـل م ديـن الرحمـة انظـروا إلـى القلسـوة كلهـا فـي مصـارعة الـثيران‬ ‫التي يشاهدونها والتي يتجمعون أمامها ويضحكون ويلستمتعون بها وهو فيها كل مــا حـر م ديــن‬ ‫اللســل م فــإن ذلــك الثــور إنمــا يرم ى بالنبــل وحـ ر م علينــا أن نجعــل البهيمــة عرض اً يفعلــون تلــك‬ ‫الفاعيل ويقولـون إن ديــن اللســل م ديــن القلســوة ديــن الره اب ديــن العتــداء ديــن البطــش ديــن‬ ‫التنكيل وصدق القائل رمتني بداءها إوانلسلت ‪.‬‬ ‫يقول رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( دخلـت امـرأة النـار فـي هـرة حبلسـتها فل هـي‬ ‫أطعمتها ول دعتها تأكل من خشاش الرض ‪.‬‬ ‫حبلســتها وعنــد المــا م مالــك ‪ ‬قــال إذا دخلــت بيــت ملســل م هــرة عميــاء يح ـر م عليــه أن‬ ‫يخرجهـا مـن بيتــه وعليــه أن يطعمهـا ويلســقيها إلـى أي مــدى المـا م يقـول لـو دخلـت بيتــك قطــة‬


‫عميــاء ل تــرى يح ـر م عليــك أن تلقــي بهــا خــارج الــبيت بــل عليــك أن تطعمهــا وتلســقيها ل نـهــا ل‬ ‫تلستطيع أن تحصل على طعامها وشرابها بذاتها ‪.‬‬ ‫انظروا إلى أهل الشرك من قدي م كيف كانوا يفعلون بأهل اللسل م وانظروا فى هذه اليا م‬ ‫كيف يفعلون بأهل اللسل م لن الشرك إنما كلــه ديــن واحــد والقلســوة كلهــا ركبــت فــي قلــوب أهلــه‬ ‫أما أهل اللسل م فإن رلسولك م يقول لن تدخلوا الجنة حتى تراحموا‪.‬‬ ‫لن تدخل الجنة إل إذا كان في قلبك رحمة لن تدخلوا الجنة حتي تراحمـوا قـالوا يــا رلس ول‬ ‫ال كلنا رحي م قال ليس برحمة أحدك م صاحبه الرحمة هنا ليلست أن ترح م أولدك ليس أنك ترح م‬ ‫زوجتك ليس أن ترح م الذي تعرفه ليس أن ترح م خالتك أو عمتك ومن له صلة بك ‪.‬‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إنما الرحمــة رحمــة العامــة كــن رحيــ م علــى خلــق‬ ‫ال كل خلق ال ورلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( يقــول بينمــا بغــي تلســير إذا بكلــب يطــوف‬ ‫بركيه قد ألدع للسانه العطش فخلعت موقها فمل تـه ث م لســقته فغفــر الـ عــز وج ل لهــا ‪ ,‬إذا كــان‬ ‫لسقي الكلب الذي كاد يقتله العطش من بغي رحمة منها ذلك العمل جعل ال عز وجل يغفــر لهــا‬ ‫ما أقترفته يداها وما ألمت به من فلسق وفجور فانظروا إلى أي مدى تعالي م ذلك الدين ‪,‬‬ ‫شهداء ُأحد الذين فعل به م الفاعيل وقطعت منه م الذان وال نـوف وبقرت منه م البطون‬ ‫ما هو مآله م ما هو وضعه م ‪.‬‬


‫عن جابر بن عبد ال ال نـصاري ‪ ‬قــال الستصــرخنا علــى شــهداء أحــد يــو م أمــر معاويـة‬ ‫بحفر البئر فضرب المر قد م حمزة فطار منها الد م وكشــفنا عليهــ م فوج دناه م رطابـاً كــأنه م دفنـوا‬ ‫أمس وكان بين دفنه م وحفر البئر أربعين لسنة بعد أربعين لسنة جــاءوا ليحفــروا بئــر إذا بالفــأس‬ ‫يضرب رجل حمزة ‪ ‬فإذا بالد م يفور منها كـأنه حـي مـا قتـل لـذلك رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة‬ ‫ولسل م( يقول إأتوه م وزوروه م فوالذي نفلسي بيده ل يلسل م عليه م أحــد إلــى يــو م القيامــة إل ردوا‬ ‫عليه اللسل م ‪.‬‬


‫معاملة اللسرى‬ ‫إن دين اللســل م هــو ديــن الرحمــة كلهــا ورلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( إنمــا هــو‬ ‫رلسول الرحمة ذلك الرلسول الذي ولد يو م ال ثـنين الثاني عشر من ربيع الول من اللســنة الثالثــة‬ ‫والخملســين قبــل الهجــرة الشــريفة المبارك ة وخـرج إلــى الــدنيا بعــد أن وقـع علــى الرض لســاجداً‬ ‫عليهــا قابضـاً بيــده علــى قبضــة مــن الــتراب كــأنه يقــول أن الرض جميعـاً لســوف تكــون قبضــته‬ ‫شاخصاً ببصره إلى اللسماء كـأنه يقـول إتجـاهي إليـك يـا رب ي وح دك ل أتجـه إلـى شـئ غيـرك ل‬ ‫أعبد إل إياك ول أشرك بك شيئاً وخرج منه نور أضاء قصور ُبصرى بالشــا م ذلــك المولـود الــذي‬ ‫خرج إلى الحياة فل م يجد له والد فقد قبض ال عـز وج ل عبــد الـ والـده وه و ل يـزال جنينـاً فـي‬ ‫بطن أمه ث م عندما بلغ عمره لست لسنوات تخرج به أمه لتزور ‪ -‬ماذا هل تخرج بــه فـي نزه ة ‪-‬‬ ‫إنمــا خرج ت بــه لــتزور بــه قــبر أبيــه وعنــدما زار قــبر والــده وقـف أمــامه يبكــي وعنــد العــودة إذا‬ ‫بالحمى تصيبها وتنال منهـا حـتى يكـون لقاءهـا بربهـا عنـد البـواء فـي ذلـك المكـان رلس ول الـ‬ ‫)صـلي الـ عليـة ولسـل م( وح ده ومعـه أ م أيمـن ومـا مـن إنلسـان معهمـا تخـرج روح أمـه وه و ل‬ ‫يلســتطيع لهــا منعـاً ول يلســتطيع لهــا ردا فكــانت ضــربة مــن الضــربات الــتي ألمــت بــه وه و صــبي‬ ‫صــغير يبكــي أمـا م ذلـك الجلســد النحيــف ثــ م عنــدما بلــغ عمــره ثمــاني لســنوات إذا بــه يلســير خلــف‬ ‫نعش جده عبد المطلب الذي كان يرعاه ويحوطه الذي كان له فراشا عنــد الكعبــة ل يلســتطيع أن‬ ‫يجلس عليه أحد إل ُم حـمــد )صــلي الـ عليــة ولسـل م( فكـانت تلـك الضــربات المتتاليـة المتتابعـة‬ ‫إنمــا إرادة الــ عــز وجــل أن يكــون بلســببها لــذلك الرلسـ ول وذلــك النــبي أن يكــون رحمــة‬

‫مرا‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬

‫م ً‬ ‫ر ن‪ " ( .‬ال نـبياء ‪ "107‬وما قــال إنــا أرلس لناك رحمــة للملســلمين ومـا‬ ‫ة لِ ِّفْل َ‬ ‫عرالَ ِ‬ ‫مني َ‬ ‫ح َ‬ ‫سِفْلَنرا َ‬ ‫أَِفْر َ‬ ‫ك إِّل َر ِفْ‬

‫قال إنا أرلسلناك إل رحمة للمؤمنين ما قال إنا أرلسلناك رحمــة للمتقيــن إنمــا قــال رحمــة للعــالمين‬


‫رحمة علـى أهـل اللســل م ورحمــة علـى مــن يحـاربه ويـؤذيه ورحمــة علـى المشـرك ورحمـة علــى‬ ‫الكــافر ورحمــة علــى الحيـوان ورحمــة علــى كــل شــئ ومـا أرلس لناك إل رحمــة للعــالمين ذلــك هــو‬ ‫رلسول رب العالمين ُم حـمد )صلي ال علية ولسل م( الذي عندما انتصر في بدر وقتــل منهــ م مــن‬ ‫قتل وألسر منه م من ألسر عندما انتصــر علــى الــذين آذوه علــى الـذين لســاموه لســوء العـذاء علــى‬ ‫الذين كانوا يمثلون به وبأصحابه علــى الــذين وقفـوا أمــا م دعــوته محــاربين ومـا كــانوا ملســالمين‬ ‫عندما أخذه م ألسرى ووضعت في أيديه م القيود ووضعت في أيديه م اللسللسل وكانوا أمامه أذلــة‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( لصحابه أشيروا علَّي أيهــا النـاس فقـد أمكنكـ م الـ عـز‬ ‫وجل منه م أشيروا علّي يا خلق ال كيف أتعامل مع هؤلء وهو الذي قال قبلها لــو كــان المطعــ م‬

‫بن عدي حياً لتركت له هؤلء ‪ ,‬قال لو أنه موجوداً لـتركت لــه كـل هــؤلء اللسـرى لمننـت عليهــ م‬ ‫بلسببه لطلقت لسراحه م من أجله ولكن المطع م بن عدي كان قد توفاه ال ‪.‬‬ ‫عمر بن الخطاب ‪ ‬يشير عليه ويقول يا رلسول ال إنهــ م قــو م آذوك أنهــ م قــو م حــاربوك‬ ‫إنه م قو م فعلوا وفعلوا فـأرى أن تقــد م فلنــا لقريبـاً لــه يضــرب عنقــه وتقــد م فلنــا قريبــا لبــي بكــر‬ ‫فيضرب عنقه تقد م فل نـاً قريباً لعلي فيضرب عنقه كانت هذه مشوره عمر‬ ‫قال عبد ال بن رواحه يـا رلس ول الـ أنـت فـي وادي كـثير الحطـب فـأرى أن تـدخله م فيـه‬ ‫وتأجج عليه م نا ارً أرى ‪ ,‬أنك تدخل هؤلء اللسرى في ذلك الوادي الـذي هــو كـثير الحطـب حطبـاً‬ ‫ربانياً ث م تشعل في الحطب النار فتأكله م النار عقابا له م قال الصديق ‪ ‬يا رلسول ال ـ أرى أننــا‬ ‫نفاديه م ونأخذ منه م الموال فتكون عدة لنــا عليهــ م ‪ ,‬ولن رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫ذلك الرحي م ذو القلب الذي أمتلئ رحمه الذي قيل له في يو م من اليا م يا رلسول ال أدعوا علــى‬ ‫المشركين قال الله م أهدي قومي فإنه م ل يعلمون عنــدما لســمع قــول أبــي بكــر فكإنمــا فُــرج عنــه‬


‫وعادت إليه روحه تهلل وجهه وأضاء ث م قال إن الـ عـز وج ل ليـن قلوبـ اً فيــه حــتى تكــون أليـن‬ ‫من اللبن ويشدد قلوباً فيه حتى تكون أشد من الحجارة يقول أن ال عز وجل لين قلب الصديق‬ ‫وأن ال عز وجل شدد قلب عمر ث م يقول إن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهي م فــي رحمتــك فــي لينــك‬ ‫قال مثلك يا أبــا بكـــر كمثـــل إبراهيـــ م إذ قــال‬

‫سۖ َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫عِنسس ي‬ ‫مر ن تَِب َ‬ ‫ر ن أَ ِفْ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ضلَِفْل َ‬ ‫بِ إِنُّه ّ‬ ‫كِثنيًرا ِ ّ‬ ‫)َر ّ‬ ‫ر ن الّنرا ِ‬

‫صراِن ي َ‬ ‫َ‬ ‫ك َ‬ ‫م‪" ( .‬إبراهيــ م ‪ "36‬يطلــب الرحمــة لقــومه والمغفــرة‬ ‫ر ن َ‬ ‫غُفاوٌر ّر ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫فِإنّ َ‬ ‫ع َ‬ ‫و َ‬ ‫مِّن ي ۖ َ‬ ‫فِإنّ ُ‬ ‫م ِفْ‬ ‫حني ٌ‬

‫ومثلــك يــا أبــا بكــر مثــل عيلســي إذ قــال‬

‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِّ‬ ‫ت‬ ‫)ِإن ُت َ‬ ‫م ِ‬ ‫ك َأن َ‬ ‫فِإنّ َ‬ ‫كۖ َ‬ ‫عَبراُد َ‬ ‫وِإن تَِفْغِفِفْر لَُه ِفْ‬ ‫فِإنُّه ِفْ‬ ‫ذِفْبُه ِفْ‬

‫حِكنيُم‪" ( .‬المائدة ‪ "118‬ففوض المر إلى ال عز وجل ثــ م قــال أمــا أنــت يــا عمــر فــإن‬ ‫اِفْل َ‬ ‫عِزنيُز اِفْل َ‬ ‫مثلك كمثل مولسى قال‬ ‫م‪.‬‬ ‫نيَ​َرُوا اِفْل َ‬ ‫ب اِفْل َِلني َ‬ ‫عَذا َ‬

‫م َ‬ ‫)َربَّنرا ا ِفْ‬ ‫ى‬ ‫شُدِفْد َ‬ ‫س َ‬ ‫فَل ُنيِفْؤ ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫مُنسساوا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫وا ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ى أَ ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫حّتس ٰ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ى ُقُلسساوبِ ِ‬ ‫اوالِ ِ‬

‫( "يــونس ‪ "88‬كــان دعــوة مولسـى علــى الــذين حــاربوه الــذين نكل ـوا بــه أن‬

‫يطمس ال عز وجل على أمواله م وأن ينكل به م وأن يلسيمه م العذاب ال لـي م وأنت يــا عمــر كمثــل‬ ‫نوح إذ قال‬

‫و َ‬ ‫ك ِإن تَس َ‬ ‫ر ن اِفْل َ‬ ‫ضسّلاوا‬ ‫ذِفْر ُ‬ ‫ب َل تَ​َذِفْر َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫م ُني ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ح ّر ّ ِ‬ ‫ل ُناو ٌ‬ ‫دنيّسسراًرا‪ .‬إِنّس َ‬ ‫كسسرافِ​ِرني َ‬ ‫م َ‬ ‫قرا َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫عَلى اِفْل َِفْر ِ‬

‫وَل نيَِلُدوا إِّل َ‬ ‫جًرا َكّفراًرا‪"( .‬نوح ‪." 27 – 26‬‬ ‫عَبرا َ‬ ‫فرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َ‬ ‫د َ‬

‫نوح دعا على الذين كذبوه دعا علــى الــذين حـاربوه ثــ م قـال رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( لصحابته الذين تحت أيديه م اللسرى وه م فـي وثـاقه م قـال رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة‬ ‫ولسل م( انظر إلى دين اللسل م وانظــر إلــى ذلـك الـدين ديـن الـذين إن مكنــاه م فــي الرض أقـاموا‬ ‫الصــلة وأت ـوا الزكـ اة وأمــروا بــالمعروف ونه ـوا عــن المنكــر الــذين إن تمكن ـوا مــن أعــدائه م لــ م‬ ‫يتلسلطوا عليه م ل م يهينوه م ل م يذلوه م وه م أهل لـذلك ولكـن رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫يقــول لصــحابته الستوصـ وا باللســرى خي ـ ارً الستوصـ وا باللســرى خي ـ ارً " لســبحانك يــا رب العــالمين‬ ‫القائد المنتصر القائد الذي هز م أعدائه يوصي أصحابه يوصي الجنود بمن وقع في أيــديه م مـن‬


‫اللسرى وعن زراره أبو عزيز بن عمير الذي ألسل م بعدها ‪ ‬عنـدما كـان ألسـي ارً يحكـي كيــف كـان‬ ‫يعامله أهل اللسل م قال كنت في رهط من ال نـصار أي كان ألســي ارً عنــده م فــإن فــي ديــن اللســل م‬ ‫وأوله ما كانت هناك لسجون ما كانت هناك معتقلت ما كانت زنازين مــا كـان ذلـك أبـداً كـان فـي‬ ‫دول العال م كله شرقاً وغرباً فـي بلد الرومـان وفـي بلد الفـرس ولكـن فـي ديـن اللسـل م فـي أول‬ ‫دولته ما كان هناك شيئاً من هذا الـذي نلسـمع عنـه فـي هـذه اليـا م فكـان اللسـير فكـان المعتقـل‬ ‫إنما يكـون فــي ذمـه أنـاس مـن أهـل اللســل م إذا ألســر إنلســان فـإنه م يعطــوه لعائلـة مـن العـائلت‬ ‫يكون تحت نظره م يكــون عنــده م كــأنه أمانــة وملســتأمنون عليــه فكــان زراره ذلـك قــال وقعــت فــي‬ ‫ل ألسـي ارً ‪ -‬فكـانوا إذا‬ ‫رهط من ال نـصار فكانوا إذا قدموا غذاءه م وعشـاءه م ‪ -‬كـان عنـده م معتق ً‬ ‫قــدموا الغــذاء وقـدموا العشــاء قــدموا لــي أطيــب طعــامه م وأخــذوا يــأكلون كلســر كــره الخــبز فكنــت‬ ‫ألستحي لذلك فأرد له م الطايب فل يملسوها من وصية رلسول ال )صلي الـ عليــة ولسـل م( فينـا‬ ‫انظر اللسير وذلك إتباعاً لقول ال عز وجل‬

‫وُني ِفْ‬ ‫ماو َ‬ ‫مسسرا‬ ‫م َ‬ ‫ن الطّ َ‬ ‫ونيَِتني ً‬ ‫سس ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ح ِب ّس ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫كنيًنرا َ‬ ‫عرا َ‬ ‫) َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ى ُ‬ ‫ع ُ‬

‫مرا ُن ِفْ‬ ‫كاوًرا‪.‬‬ ‫شس ُ‬ ‫من ُ‬ ‫ه َل ُنِرنيسُد ِ‬ ‫ه اللّ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ط ِ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫جسَزاًء َ‬ ‫م َ‬ ‫م لِ َ‬ ‫سنيًرا‪ .‬إِنّ َ‬ ‫َ‬ ‫كس ِفْ‬ ‫او ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫وَل ُ‬ ‫ع ُ‬

‫( "ال نـلســان ‪" 9 – 8‬‬

‫اللسير كان مشرك اللسير كان محارب اللســير كــان كــافر ولكنهــ م عنــدما يــأكلون إنمــا يفضــلون‬ ‫اللسير على أنفلسه م ويطعمونه طعامه م رغ م أنه م في حاجة إلــى ذلــك الطعــا م رغ م أنهــ م يحبــون‬ ‫ذلك الطعا م رغ م أنه م ليس عنده م غيره فقال زراره أنه م كانوا يقــدمون لــه أطيــب مــا عنــده م فــإذا‬ ‫رده ل يملســوه لوصـيه رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( بنــا رلس ولك م –عليــه أفضــل الصــلة‬ ‫واللسل م‪ -‬انظر كيف يعامل اللسير في دين اللسل م وفي شريعة ُم حـمد )صلي ال عليــة ولسـل م(‬ ‫‪.‬‬


‫جاءه عمر ‪ ‬وكان عنده ألسير هو لســهيل بــن عمــرو الــذي ألسـل م بعــدها وكـان لســهيل إنمــا هــو‬ ‫جهاز إعلمي ناجح كان خطيبـاً بارع اً وكـانت عنــده الكلمـات الــتي تــدخل القلــوب فقـال عمـر يـا‬ ‫رلسول الـ دعنـي أنـزع ثنيـتي لسـهيل بـن عمـرو فل يقـو م فيـك خطيبـاً بعـدها يـا رلس ول الـ ذلـك‬ ‫الخطيــب المفـوه الـذي هــو أعظـ م محطـة فضـائية أيامهـا الـذي هـو أولسـع جري دة أنتشـا ارً وقتهـا‬ ‫إجعلني أكلسر ألسنانه حتى إذا وقف يخطب ضدك ل يلســمعه أحــد انظــر إلــى معاملــة اللســير فــي‬ ‫دين اللسل م يقول له رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يا عمر أخـاف أن أمثـل بـه فيمثـل الـ‬ ‫عز وجل بي ولو كنت نبياً " ينهى عمر عن ذلك الفعـل ويقـول إيـاك إيـاك فـإنني أخـاف مـن الـ‬ ‫عــز وجـل إن مثلــت بــه وه و ألســير إن نكلــت بــه وه و ذليــل إن اقتصصــت فيــه وه و ضــعيف إذا‬ ‫كلسرت ألسنانه أن يعاقبني ال عز وجل بمثله تكون فَّي حتي ولو كنت أنا ُم حـمــد –عليــك أفضــل‬ ‫الصلة واللسل م‪ -‬حتى لو كنت نبياً ‪ ,‬رلسول ال )صلي ال عليــة ولسـل م( يألســر رج ل لــه شــأن‬ ‫عظي م فــي قــومه هــو زعيــ م قبيلــة مــن القبائــل ثمامــة بــن ألسـال ‪ ‬فقــد ألســل م بعــدها ذلــك اللســير‬ ‫وضعوه في الملسجد كل يو م يمر عليه رلسول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يحيــه ل يشــتمه ول‬ ‫يؤذيه يقول كيف أنت يا ثمامـة ذلـك اللســير يـرد عليــه تلـك التحيـة بمـاذا يقــول لــه يـا ُم حـمــد إن‬ ‫تقتل تقتل ذا د م إوان تمن تمن على شاكر إوان تريد المــال نعطيــك منــه الكــثير يــرد التحيــة بعنــف‬ ‫يــرد التحيــه بشــدة يقــول إن تقتلنــي فــإن هنــاك أنالس ـاً لســوف يقتلونـك فــإن هنــاك أنالس ـاً لســوف‬ ‫يهينونك هل قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( وأصدر الوامر لللســياط أن ينهــال باللســياط‬ ‫عليــه أن تنــزل علــى جلســده ضــرباً وتقطيع ـاً هــل أمــر ُم حـمــد )صــلي ال ـ عليــة ولسـل م( بإدخــال‬ ‫الكلب الجائعة تنهش في لحمه بل قال الستوصوا به خي ارً ‪ ,‬الرد أنه م يلستوصوا بــه خي ـ ارً فكــانوا‬ ‫يقدمون له الطعا م يأكل طعاماً كثي ارً ول يشـبع كـان رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( يحلـب‬


‫ناقته لبن الجمل كله يشربه ذلك الرجل ول يرتوي فقالوا يا رلسول ال إنـه يأكـل طعامـاً كـثي ارً قـال‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في لسبعة أمعاء ‪.‬‬ ‫رلسول ال)صلي ال علية ولسل م( عندما دخل مكة فاتحاً قـال لللسـرى كــل اللســرى فــي‬ ‫الحرب ما تظنون أني فاعل بك م قالوا أخ كري م وبن أخ كري م قال فأذهبوا فأنت م الطلقــاء وال ـ عــز‬ ‫وجل يقول‬

‫م َ‬ ‫ب ال ِرّ َ‬ ‫فُروا َ‬ ‫) َ‬ ‫شس ّ‬ ‫ى إِ َ‬ ‫فِإ َ‬ ‫ك َ‬ ‫اوثَسسرا َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ق‬ ‫مسساو ُ‬ ‫ذا أَِفْث َ‬ ‫ف َ‬ ‫قرا ِ‬ ‫م الّ ِ‬ ‫دوا اِفْل َ‬ ‫ب َ‬ ‫ضِفْر َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫حّتس ٰ‬ ‫ف ُ‬ ‫خنُت ُ‬ ‫ذا لَِقنيُت ُ‬

‫َ‬ ‫ب أَِفْوَزاَر َ‬ ‫هرا ۚ‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫ى تَ َ‬ ‫ع اِفْل َ‬ ‫مرا فَِداًء َ‬ ‫مًّنرا بَِفْعُد َ‬ ‫مرا َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫فِإ ّ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫حِفْر ُ‬

‫( "محمــد ‪ "4‬فإمــا منــا بعــد إوامــا فــداء‬

‫حتى تضع الحرب أوزارها فكان المـن وكـان الفـداء إنمـا هــو شـعار أمــة ُم حـمــد )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( وعملها في ألسراها ‪.‬‬ ‫يقـــول الحلســـن البصـــري ‪ ‬اللســـير ل يقتـــل إوانمـــا يمـــن عليـــه ويفـــدى وهـ و كـــذلك رأي‬ ‫الجمهور على أن ألسرى الحرب إنما ُيمن عليه م أو يفدوا به م ول يقتلـون ونحـن نلسـمع ونشـاهد‬ ‫ونعايش ما يعامل به الغرب وأمريكا ألسراه م من الملسلمين وأبو غريب ليس ببعيد‪..‬‬ ‫يقول القائل ‪:‬‬ ‫يموت اللسد في الغابات جوعاً‬ ‫وعبد قد ينـــا م على حرير‬

‫ولح م الضأن تأكله الكلب‬ ‫وذو حلسب مفارشه التراب‬

‫إرادة ال عز وجل أن يجعل اللسود في قبضة الكلب أن يجعل اللسود في ذل وه وان أن‬ ‫يجعــل اللســود ُينكــل بهــ م ولكنهــا إرادة الـ عــز وج ل حــتى نكــون مــن الصــابرين وأن نكــون مــن‬ ‫المتوكلين وأن نكون من الذين يرفعون اليدي ويطلبون من ال عز وجل أن يمد هؤلء اللسرى‬ ‫بنصره وأن يمده م بما يلستر عـوراته م وأن يمـده م بمـا يـذل بـه الـذين أذلـوه م ‪ ,‬تمـوت اللسـد فـي‬ ‫الغابات جوعاً ولح م الضان تأكله الكلب ‪.‬‬


‫ألسرى أهل اللسل م فــي لسـجون الغــرب وفـي لســجون أمريكـا تفعـل فيهــ م الفاعيــل انظــروا‬ ‫إليه م في لسجون أفغانلستان انظروا إليه م في جونتانامو انظروا إليه م في لسجون العراق انظــروا‬ ‫إليه م في لسجون فللسطين تعرى منه م الجلساد يضربون باللسياط ويصعقون بالكهرباء ‪.‬‬ ‫ورلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( يقــول "مــن ضــرب لســوطاً ظلمـاً أقتــ ص منــه يــو م‬ ‫القيامة أقت ص منه يو م القيامة" ورلسول ال )صــلي الـ عليــة ولسـل م( عنــدما رأى عبــد الـ بــن‬ ‫ملسعود ‪ ‬يضرب ألسي ارً كان عنده يضربه لي لسبب من اللسباب إواذا به يقول يا أبا ملسعود يــا‬ ‫أبـا ملســعود يــا أبــا ملســعود فينظــر إليــه أبــا ملســعود فـإذا بــه رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م(‬ ‫فيطلق لسراحه ويقول هو حر لوجه ال يا رلسول ال فقال له لو ل م تفعلها للفحتك النــار ‪ ,‬قلــوب‬ ‫أهل اليمان وأهل اللسل م إنما تملؤها الرحمة وال نـلسانية وقلوب أهل الكفر والشرك إنمــا تملؤه ا‬ ‫القلسوة والحيوانية ‪.‬‬ ‫وأبو هريرة ‪ ‬وقف أما م قبر رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( ويقول قال لي صــاحب‬ ‫هذه الحجرة ُم حـمد‪ -‬عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬والعهد بيني وبينه قري ب ‪ :‬أبعـد النـاس عـن‬ ‫ال عز وجل القالسي القلب " كما يقول ال عز وجل‬

‫م‬ ‫ش َ‬ ‫مُناوا َأن تَ ِفْ‬ ‫ن لِلّ ِ‬ ‫م نيَِفْأ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ع ُقُلسساوُبُه ِفْ‬ ‫)أَلَ ِفْ‬

‫ل َ‬ ‫مر ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫كاوُناوا َ‬ ‫م سُد‬ ‫ل َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ر ن ُأوُتاوا اِفْل ِ‬ ‫كرالّ ِ‬ ‫وَل نيَ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ذِفْكِر اللّ ِ‬ ‫لِ ِ‬ ‫م اِفْل َ َ‬ ‫طرا َ‬ ‫كَترا َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ق َ‬ ‫ر ن اِفْل َ‬ ‫م َ‬ ‫مرا نَ​َز َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫هس ُ‬ ‫قِفْب ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫علَِفْني ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫سسُقاو َ‬ ‫ف َ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫فرا ِ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ق َ‬ ‫مِفْنُهس ِفْ‬ ‫ت ُقُلاوُبُه ِفْ‬ ‫س ِفْ‬ ‫كِثنيٌر ِ ّ‬

‫( "الحديــد ‪ "16‬يتلــذذون بكهريــة النــاس يجعلــون‬

‫الناس عراة علــى صــليب ثــ م يكهرب ونه م ل نـهــ م يعلمــون أننــا عنــدنا الحيــاء ويعلمــون أننــا عنــدنا‬ ‫حفــظ العــورة ولسـترها فيعــذبون النــاس بتعريـة عــوراته م فيعــذبون النــاس بــأن يجــبرونه م علــى‬ ‫ارتكاب الفاحشة‬

‫ع اِفْل َ‬ ‫حّباو َ‬ ‫م‬ ‫م َ‬ ‫ش ُ‬ ‫شني َ‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ف ي الّس ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫فرا ِ‬ ‫ن َأن تَ ِ‬ ‫ر ن ُني ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذني َ‬ ‫مُنسساوا لَُهس ِفْ‬ ‫ب أَِلني س ٌ‬ ‫عسَذا ٌ‬

‫ف ي ال ّ‬ ‫ماو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫واِفْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫م َ‬ ‫خَرِة ۚ َ‬ ‫دِفْنَنيرا َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫وَأنُت ِفْ‬ ‫م َل تَِفْعلَ ُ‬ ‫ه نيَِفْعلَ ُ‬

‫( "النور ‪."19‬‬


‫أين الذين يتشدقون بحقوق ال نـلسان أين ه م لماذا خرلست أللسنته م لماذا ل ينطقون أين‬ ‫الم م المتحـدة الـتي مـا وج دت ومـا أقيمـت إل للجهـاز علــى دولـة ُم حـمـد وعلـى الملســلمين منــذ‬ ‫نشأتها وهي حرباً على المة وهي حرباً وطعناً في الدين أي شئ قدمته لنا ل شئ قدمته لنــا إل‬ ‫الذل والمهانة هؤلء الناس الذين لسلطت عليه م الكلب المفترلسة واللســياط تنــزل علــى لحــومه م‬ ‫وتعرضوا للحر الشديد والماء الثلج تكوى بــه لحــومه م وصـب عليهــ م اللســائل الفلســفوري حــتى ل‬ ‫يناموا وحتي تلتهب أجلساده م هل كان هذا فعل جنود قلة بـل إنـه فعــل دولـة بتمامهـا هــذه جرائــ م‬ ‫الذين يقولون أنهــ م جـاءوا لكــي يعلموننـا الحريـة لكـي يعلموننــا الديمقراطيـة لكـي يخرجوننــا مـن‬ ‫العبودية وه م كذبوا وفاقد الشئ ل يعطيه وال إن انتقا م ربك به م لســوف يكــون شــديداً ومـا أظــن‬ ‫أيامه م إل قد اقتربت فإن ال عــز وجــل يقــول‬

‫ن بَ ِفْ‬ ‫عنيسُد‪.‬‬ ‫ه ُ‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫وُني ِ‬ ‫د ُ‬ ‫او ُنيِفْبس ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ئ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫ش َربِ ّ َ‬ ‫ط َ‬ ‫د‪ .‬إِنّ ُ‬ ‫دني ٌ‬

‫جنيُد‪َ .‬‬ ‫او اِفْل َ‬ ‫ل لِ َّمرا ُنيِرنيُد‪"( .‬البروج ‪."16 :12‬‬ ‫اوُدوُد‪ُ .‬ذو اِفْل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ش اِفْل َ‬ ‫غُفاوُر اِفْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫م ِ‬ ‫عرا ٌ‬ ‫عِفْر ِ‬

‫ولكن أين نحن وأين الشباب الذين كانوا في الماضي يقفون أما م العداء يقول القائل‪:‬‬ ‫شبابي إذا كنت ل ألستطيع أحط م فيه عدا أمتي‬ ‫إوان كنت ل الستهين الصعاب للسمو فيه إلى قمتي فل كان‬ ‫هذا الشباب العقي م ول كان زهوي ول قوتي‬ ‫ول كنت يوماً حليف الحياة إذا كنت أحيا بل عزتي‬ ‫وهبـت شـبابي لشـعبي البـي وأمجـاد أمـتي الغاليـة لمـن كـان فـي أمـتي فـي اللسـجون يجـوع إلـى‬ ‫اللقمة الجافية ينا م على الرض أطفاله وقوته م الفاقة الطاغية هؤلء الذين فــي اللســجون الــذي‬ ‫جاءوا بالحرية يقولون أن المعتقلين عدده م أثنا عشرة ألف وتقول المصادر أن في لسجن واحــد‬


‫أكثر من ثمانين ألف هذه هي حريته م وه ذه هــي ديمقراطيتهــ م الـتي جلبوه ا إلـى العـراق اللسـير‬ ‫دولة وشعباً ‪.‬‬ ‫واعلموا أن هؤلء الناس إنما جعله م ال عــز وج ل درلس اً لنــا ونقــول اللهــ م نلســألك العفــو‬ ‫والعافية يقولون أنها أفعال قله فمن جاء باللسائل الفلسفوري ومن جاء بالصليب المكهرب ومــن‬ ‫جاء بتلك المعدات هل أدخلت بفعل فردي أ م أنه هو تعذيب منظ م هذا هو دينه م الذي يتعاملون‬ ‫بــه كيــف يعامــل ألس ـراه وه ذا هــو الــذي تلملســونه واقع ـاً محلسولسـ اً وجعلــه ال ـ عــز وجـل صــوت‬ ‫وصورة حتى ل نقول أنه خيال وحتى ل يكون تشكيك ول تكذيب‪.‬‬ ‫إلسلمنا رحمة ل تعذيب ل مثلى ل انحراف في اللسلوك إنه دين رب العالمين‪.‬‬


‫كل الملسل م على الملسل م حرا م‬ ‫يقول رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( " إيــاك م والظــن فــإن الظــن أكــذب الحــديث ول‬ ‫تجلسلسوا ول تنافلسوا ول تحالسـدوا ول تـدابروا ول تباغضـوا وكونـ وا عبـاد الـ أخوانـا " كمـا أمرك م‬ ‫ال عز وجل" فال عز وجل لـ م يـأمرك م بمـا يكـون وبـاًل عليكـ م فـي أجلسـادك م وفـي أمـوالك م وفـي‬ ‫عقولك م ث م يقول المصطفى –عليـه أفضـل الصـلة واللسـل م‪ -‬الملسـل م أخـو الملسـل م ل يظلمـه ول‬ ‫يخذله ول يحقره بحلسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه الملسل م كل الملسل م على الملسل م حرا م دمه‬ ‫وماله وعرضه كـانت هـذه الثلثــة هـي الـتي نري د أن نقـف عنـدها نري د أن نتـدبرها فـإن اللسـل م‬ ‫جاء فيه وبأمر ال عز وجل آية تتلى عليك م ليل نهار‬

‫ول َ َ‬ ‫قِفْد َ‬ ‫فسس ي‬ ‫مِفْلَنرا ُ‬ ‫مَنرا بَِن ي آ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫كّر ِفْ‬

‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫ضنيًل‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ضِفْلَنرا ُ‬ ‫وَرَزِفْقَنرا ُ‬ ‫خلَِفْقَنرا تَِفْف ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ر ن الطّنيِ َّبراتِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حِر َ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫واِفْلبَ ِفْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثنيٍر ِ ّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫اِفْلبَ ِّ‬

‫( "اللســـراء‬

‫‪ "70‬فإن ال عز وجل عندما كر م بني آد م جعل له حقوقاً وكانت هذه الحقوق حق الحياة وحـق‬ ‫التملك وحق صيانة العرض وكانت هذه الجواهر هي الــتي يقــو م عليهــا المجتمــع متآلفـاً متحابـاً‬ ‫مترابطا ًيكون كله شجنه واحدة لحمه واحـدة إن الشـقاق بيـن النـاس مـا يكـون أغلبـه إل بلسـبب‬ ‫هذه الثلث ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( جعلها من أخر وصـاياه فقـد خطـب النـاس فـي‬ ‫حجة الوداع قال أيها الناس في أي شهر هذا كانوا في الشهر الحرا م فــي أي بلــد هــذا كــانوا فــي‬ ‫بلد ال الحرا م ث م قال إن دمائك م وأموالك م وأعراضك م عليكـ م حـرا م كحرم ة يـومك م هـذا فـي شـهرك م‬ ‫هذا في بلدك م هذا كل الملسل م على الملسل م حرا م دمه وماله وعرض ه هــذه كــانت مــن أخــر وصـايا‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( وكانت تجمع الخير كله‪.‬‬ ‫عبد ال بن عمر ‪ ‬قال كـان رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( يطــوف حـول الـبيت يطـوف‬ ‫حــول الكعبــة فلســمعته يقــول مخاطب ـاً الكعبــة الشــريفة وه و يطــوف قــال مــا أعظمــك ومـا أعظــ م‬


‫حرمتك ما أطيبك وما أطيب ريحك فوالــذي نفــس ُم حـمــد بيــده للمــؤمن أشــد حرم ة منــك عنــد الـ‬ ‫عز وجل ماله ودمه وعرضه ‪ ,‬انظر وحاول أن تتدبرها وتعيها جيداً الكعبة التي تتجه إليهــا فــي‬ ‫صل تـك والتي إذا ل م تتوجه إليها بصدرك ما كانت لك صلة وما قبلــت منــك صــلة ومـا كــان الـ‬ ‫عز وجل يقبلهـا إل فـي نافلـة وكـان بـإرادته ويكـون التـوجه أيضـاً فـي النافلـة أول مـا تتـوجه إذا‬ ‫كنــت تصــلي علــى راحلــة فــإن التــوجه يكــون تلقــاء الكعبــة تلقــاء بيــت الـ الحـرا م ثــ م تتــوجه بــك‬ ‫راحلتك حيث شــاءت إنمــا الوجهــة تلقـاء بيــت الـ الحـرا م كــانت هــذه منزلتهــا وه ي الــتي حــاربت‬ ‫عليها قريش وهي في جاهلية عمياء وكيــف بمكانتهــا فــي اللســل م وبعــد أن جــاء ُم حـمــد )صــلي‬ ‫ال علية ولسل م( برلسالة التوحيد‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقـول هـذه الكلمـات ويقـول إن المـؤمن حرم ة دمـه‬ ‫ومـاله وعرض ه عنــد الـ عــز وج ل أعظــ م حرم ة مــن حرم ة ذلــك الــبيت مــن حرم ة الكعبــة الــتي‬ ‫شرفها ال عز وجل والتي تتطلع إليها الفئدة وتحاول كل نفس أن تزورها حجاجاً عمارًا‪.‬‬ ‫رلسول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( قبـل أن يغـادر الـدنيا خـرج علـى النـاس ثلثــة أيـا م‬ ‫متتالية يوماً بعد يو م وهو يركز على هذه يقول أيها الناس من كنت جلدت له ظه ارً فهذا ظهــري‬ ‫فليلستقض منــه ‪ -‬مـن كنــت جلـدت لــه ظهـ ارً المحافظـة علــي حيـاة ال نـلســان المحافظـة علــى د م‬ ‫ال نـلسان من كنت جلدت له ظه ارً فهذا ظهري فليلستقض منه ‪ -‬مــن كنــت أخــذت منــه مــاًل فهــذا‬ ‫مـالي فليلسـتقض منــه مــن كنـت شــتمت لـه عرض اً فهــذا عــرض ُم حـمـد )صـلي الـ عليـة ولسـل م(‬ ‫فليلستقض منه ‪ ,‬رلسول ال أشرف الخلق قالها في حق نفلسه فما بالــك بلســائر الخلــق والـ لقــد‬ ‫قالها عمر بن الخطاب ‪ ‬وأمر بها كان يجمع المراء في مولس م الحج يجمعهــ م مــع النــاس فــي‬ ‫صعيد واحد ويقول للناس أيها الناس إني ل م أبعث عليك م عمالي هؤلء لكي يضربوا أبشارك م أو‬


‫يأخــذوا أم ـوالك م أو يلســبوا أعراضــك م ‪ -‬لــ م يبعــث العمــال لــ م يبعــث الملــوك والرؤلسـاء لــ م يبعــث‬ ‫المحــافظين لــ م يبعــث مــأموري القلســا م لــ م يبعــث كــل ذي لســلطان فــي لســلطانة لكــي يفعلـوا هــذه‬ ‫الفاعيل مـع النـاس لكـي يضــربوا أبشــارك م أو يأخـذوا أمـوالك م أو يلسـبوا أعراضــك م ‪ -‬إنمــا بعثـت‬ ‫عمالي لكي يعدلوا بينك م ويقلسموا بينك م فيئك م فمن فعل فيه غير ذلك فليق م قا م رج ل مــن النــاس‬ ‫وقال وال يا أميـر المـؤمنين عاملـك فل نـ ضـربني ضـربة بلسـوط ظلمـاً فيلسـتدعيه لمـاذا ضـربته‬ ‫ول م تكن عنده بينة وكان ظالماً قال له ألستقض منــه خـذ حقـك منــه يقــف عمــرو بــن العـا ص ‪‬‬ ‫ويقول يا أمير المؤمنين كيف نحك م الناس إذا ضربناه م ضربونا قـال لــه السـكت يـا عمــرو فـوال‬ ‫لقد الستقاض رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( من نفلسه أشرف خلق ال عز وج ل الســتقاض‬ ‫من نفلسه طلب أن تؤخذ الحقوق منه وهو فى دنيــاه وه و الـذي غفــر الـ عـز وج ل لــه مـا تقــد م‬ ‫من ذنبه وما تأخر فما بالك بالذين ل م يغفر له م بالذين ه م في أشــكالنا علــى صــورنا فكيــف بهــ م‬ ‫يتعــاملون مــع الـ عــز وج ل ‪ ,‬رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( جـاءه نــاس وكـانوا جياعـاً‬ ‫فكانوا عند دخوله م المدينة يقولون نحن ألســلمنا وأمنــا وُم حـمــد بــه الرحمــة كلهــا فــأمر لهــ م بإبــل‬ ‫يـأكلوا منهـا وبلقـاح يشـربوا مـن لبنهـا عنـدما اشـتد لسـاعده م وع ادت إليهـ م صـحته م إذا بهـؤلء‬ ‫القـو م مـاذا يصـنعون مـا راعـوا الجميـل الـذي صـنع بهـ م ومـا حفظـوا الخيـر والجـود والكـر م الـذي‬ ‫عامله م به رلسول ال وأهل اللسل م إنما لسرقوا العير وقتلوا راعيها واغتصــبوا زوجتــه وعلــ م بهــ م‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( فكـان أمــره فيهــ م أن تفقــأ أعينهــ م وتقطــع أيــديه م مــن خلف‬ ‫ويتركون في الحرة فكانوا يطلبون الشراب فل يشــربون كــانوا يلستلســقون فل يلســقون حــتى مــاتوا‬ ‫يقول أبو كلب ‪ ‬هؤلء الناس قتلوا وأرتدوا ولسـرقوا وألســتحلوا الفــرج الحـرا م فكــان ذلــك العقــاب‬ ‫فيه م ولكنها كانت عقوبة فيها مثلى ودين اللسل م ورب العالمين ما يريد أن نكون بهذه القلسوة‬


‫وما كانت قلسوة من ُم حـمد –عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬إنما هو عامله م على حلســب جرمهــ م‬ ‫على حلسب ما وقعوا فيه فنــزل قــول الــ عــز وجــل‬

‫حراِرُباو َ‬ ‫ه‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫جَزاُء الّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ن ُني َ‬ ‫ذني َ‬ ‫مرا َ‬ ‫)إِنّ َ‬ ‫سسساولَ ُ‬ ‫وَر ُ‬

‫ض َ‬ ‫سرا ً‬ ‫صلُّباوا أَِفْو ُت َ‬ ‫دا َأن ُني َ‬ ‫عِفْاو َ‬ ‫ف أَِفْو‬ ‫قطّ َ‬ ‫س َ‬ ‫ر ن ِ‬ ‫ع أَِفْني ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫خَل ٍ‬ ‫م َ‬ ‫قّتُلاوا أَِفْو ُني َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫مس ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫ونيَ ِفْ‬ ‫جُلُهسسم ِ ّ‬ ‫وأَِفْر ُ‬ ‫دني ِ‬ ‫ف ي اِفْل َِفْر ِ‬ ‫ر ن اِفْل َِفْرض ۚ ٰ َ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫ُنين َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ب َ‬ ‫خسَرِة َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م فِسس ي اِفْل ِ‬ ‫ ي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫فِفْاوا ِ‬ ‫دِفْنَنيرا ۖ َ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ولَُه ِفْ‬ ‫ك لَُه ِفْ‬ ‫ظنيس ٌ‬ ‫عسَذا ٌ‬ ‫خِفْز ٌ‬ ‫ِ‬

‫( "المائـــدة‬

‫ل للشــرع مــن الـ رب‬ ‫‪ "33‬هذه قيلت ونزلت على ُم حـمد )صلي ال علية ولسل م( الذي كــان نــاق ً‬ ‫العالمين إنما كان مبيناً أوامر ال عز وج ل فلسـأل جبري ل كمـا جـاء عـن أنــس بـن مالـك ‪ ‬قـال‬ ‫لسأل رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( جبريل على القضاء فمن حارب فقال جبريل من أخاف‬ ‫ولسرق فأقطع يده بلسرقته ورجله بإخافته ومن قتل فــأقتله ومـن أخــاف وألســتحل الحـرا م فاصــلبه‬ ‫كانت هذه جامعة لحقوق ال نـلسان الــتي تكلمنــا عنهــا كــانت حــق الحيــاة وكـان حــق المــال وكـان‬ ‫حق صيانة العرض رلسول ال –عليه أفضـل الصـلة واللســل م‪ -‬إنمـا جـاء بــدين يقــول فــي حقــه‬ ‫بن حز م ذلك الفقيه يقول عـن الـذي يخيـف النـاس بـأي صـورة مـن الصـور وعلـى أي شـكل مـن‬ ‫الشكال إنما يكون من المحاربين وال عز وجل جعله محارباً ل ورلسوله –عليه أفضل الصــلة‬ ‫واللسل م‪ -‬ل نـه بحربه هذه إنما تعدى على حقوق خلق ال كل خلق ال أجمعيــن وقيــل فــي ذلــك‬ ‫أن الخافــة ليــس شــرطاً فيهــا أن يخيــف النــاس باللســلح إنمــا الخافــة بــأي صــورة مــن صــور‬ ‫الخافة ول يشترط فيها حمل لسلح حتى ولو كان ذلك اللسلح حج ارً فإن أوامر ال عز وجـل أن‬ ‫تصان الحقوق وأن يكون لل نـلسان كرامته ‪.‬‬ ‫أبلسط الحقوق أن تلستطيل في عــرض ملســل م أن تلســب إنلســاناً ملســلماً أن تشــمته فتكــون‬ ‫هذه طعناً في عرضه فتكون خالفت فيها صيانة العرض ‪.‬‬


‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسـل م( لصـحابته فـي يــو م مـن اليـا م "أتــدرون مــا أرب ى‬ ‫الربا ما هو أربي الربا ليس الربا كل الربا التعامل في المـوال والزيـادة فيهــا واغتصــاب الحقــوق‬ ‫قالوا ال ورلسوله أعل م قال ‪ :‬أربى الربا اللستطالة في عرض أمرئ ملسل م الطعن فيه الطعــن فــي‬ ‫شرفه محاولة إيذائه في عرضه بأي صورة من الصور‪.‬‬ ‫جاء في حـديث عـن جـابر بـن لسـلي م ‪ ‬ويصـف يـو م أن التقـى بُم حـمـد )صـلي الـ عليـة‬ ‫ل هو ل يعرف ه ‪ ,‬ورلس ول الـ )صــلي‬ ‫ولسل م( وما كان من أهل المدينة يحكي لنا يقول رأيت رج ً‬ ‫الـ عليــة ولسـل م( كــان متواضــعاً مــا كــان مميـ ازً عــن بــاقي الصــحاب كــان الغريـب ل يعرف ه ول‬ ‫يميزه عن غيره وعندما دخل المدينة أول ما دخلها ما كان يعرف من أبي بكـر قـال رأيـت رج ل ل‬ ‫يلستر النـاس عنـه النـاس ل يبتعـدون عنـه إواذا تكلـ م ل ينصـرفون النـاس كـل النـاس تتجمـع إذا‬ ‫تكل م فإنه م ل ينصرفون فإنه م كله م يحيطون به وأذنه م شاخصة إليه تنصت لتلستوعب ما يقول‬ ‫فقلت من هذا قالوا هذا ُم حـمد –عليه أفضل الصلة واللسل م‪ -‬رلسول ال فقلت أأنــت رلس ول الـ‬ ‫قال نع م أنا رلسول ال أنا رلسول ال الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك إواذا أصابتك لسـنة‬ ‫جدب دعوته فرجها عليك إواذا كنت في أرض فلة وضـلت راحلتــك دعــوته فردهـا عليـك فقلــت يــا‬ ‫رلسول ال أعهد إلـّي اجعـل بينـي وبينـك عهـد مـاذا قـال لـه رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م(‬

‫قال ل تلسبن أحداً يقول جابر فوال ما لسببت بعدها أحداً أبداً ل بعير ول شاه ول حر ول عبد ثــ م‬ ‫قال لي إوان أحد لسبك أوشتمك بما ل يعلمه فيك ‪ -‬هو معتدي وظال م لك أن تأخذ منه الحق لــك‬ ‫أن ترد عن نفلسك ما شتمك بــه مـا لســبك بــه ‪ -‬يقــول رلس ول الـ )صـلي الـ عليـة ولسـل م( إوان‬ ‫أحد لسبك وشتمك بما ل يعلمه فيك فل تلسبه ول تعيـره بمـا تعلمــه فيـه ‪ -‬أنــت تعلــ م فيـه عيبـاً ل‬

‫تعيره بذلك العيب الذي تعلمه فيه ث م قال لي رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( ول تحقرن مــن‬


‫المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء الملستلســقي ول تحقــرن مــن المعــروف ولـو شــيئاً‬ ‫صغي ارً ولو شيئاً ل يلساوي ‪.‬‬ ‫ديــن اللســل م الــذي حـر م عليــك أن تعتــدي علــى حقــوق الخريـن وح ر م عليــك أن تعتــدي‬ ‫ل وجعل فيها قطعاً من خلف وجعل‬ ‫على هذه الحقوق الثل ثـة وغلظ العقوبة فيها وجعل فيها قت ً‬ ‫فيهـا صـلباً ذلـك الـدين لـ م يجعـل أمامـك البـواب مغلقـة إنمـا جعـل أمامـك أبـواب التوبـة مفتوح ة‬ ‫وأبواب المغفرة من ال عز وجل على مصراعيها إن ال عز وجل يقبل توبة التائب ورلس ول ال ـ‬ ‫)صلي ال علية ولسل م( يقول "التائب من الذنب كمن ل ذنب له" التائب من الــذنب كمــن ل ذب‬ ‫له ومن تاب مــن الــذنب ورج ع عنــه فــإنه ل يقــا م عليــه حــد فــإن الـ عــز وج ل يقــول‬ ‫مۖ َ‬ ‫مر ن َ‬ ‫ه َ‬ ‫م‬ ‫ماوا أَ ّ‬ ‫فرا ِفْ‬ ‫دُروا َ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫غُفاوٌر ّر ِ‬ ‫ل َأن تَِفْق ِ‬ ‫َتراُباوا ِ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫حني ٌ‬ ‫علَ ُ‬ ‫علَِفْني ِ‬ ‫قِفْب ِ‬

‫ر ن‬ ‫)إِّل الّ ِ‬ ‫ذني َ‬

‫‪"( .‬المائدة ‪ "34‬كان رجل مــن‬

‫أهل الغلظة ومـن الـذين يحـاربون النـاس ويحـاربون الـ عـز وج ل ورلس وله أخـاف النـاس كـان‬ ‫يكثر فيه م القتل وكان يكثر فيه م العتداء على الحرمات وعلى العـراض وكـان يكــثر فيهــ م أكــل‬ ‫الموال كان يلسمى اللسدي ذلك الرجل في يـو م مـن اليـا م والـ عـز وج ل يهـدي مـن يشـاء كـان‬ ‫يمــر بج ـوار ملســجد فلســمع رج ل يق ـ أر قــول ال ـ عــز وجـل‬

‫ى‬ ‫سَرُفاوا َ‬ ‫ ي الّ ِ‬ ‫ل َنيرا ِ‬ ‫ذني َ‬ ‫عَبراِد َ‬ ‫ر ن أَ ِفْ‬ ‫)ُق ِفْ‬ ‫علَ ٰ‬

‫ه نيَِفْغِفسسُر السس ّ‬ ‫مني ً‬ ‫او اِفْل َ‬ ‫غُفسساوُر‬ ‫ه ُ‬ ‫ه ۚ إِ ّ‬ ‫م َل تَِفْقَن ُ‬ ‫ن اللّ س َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ة اللّ س ِ‬ ‫مسس ِ‬ ‫طسساوا ِ‬ ‫َأنُف ِ‬ ‫هسس َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذُناو َ‬ ‫ح َ‬ ‫عسسرا ۚ إِّنسس ُ‬ ‫مسسر ن ّر ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫سس ِ‬ ‫م‪.‬‬ ‫الّر ِ‬ ‫حني ُ‬

‫( "الزم ر ‪ "53‬فقــال لــذلك الرج ل أعــدها علـّي فأعــاد عليــه تل وـة اليــة وه و ل يعرف ه‬

‫فقال لــه مـرة ثانيـة أعـدها كـانت هــذه اليـة الــتي أعادهـا عليــه هاديـة بـإرادة الـ عـز وج ل تــاب‬ ‫وتخل ص من شروره ث م جاء إلى المدينة المنورة تائباً قابل أبو هري رة ‪ ‬وعلـ م منـه أنـه قـد تـاب‬ ‫وكان ذلك في أيا م أمارة مـراون بــن عبــد الملــك الــذي أراد أن ينفــذ فيــه الحــد إواذا بــأبى هريـرة ‪‬‬ ‫يقول‪ :‬لقد جاءك م تائباً من قبل أن تقدروا عليه فليس لك م عليه لسلطان ‪.‬‬


‫عسساوُدوا َ‬ ‫مرا َ‬ ‫ف َ‬ ‫فُروا ِإن َنينَتُهاوا ُنيِفْغ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫ت‬ ‫م َ‬ ‫)ُقل لِ ّلّ ِ‬ ‫وِإن نيَ ُ‬ ‫قسِفْد َ‬ ‫ف َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫قِفْد َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ضس ِفْ‬ ‫فِفْر لَُهم ّ‬ ‫سسّن ُ‬ ‫ت ُ‬

‫ر ن‪"( .‬ال نـفال ‪ "38‬إذا كان ُم حـمد ُأمر أن يقول للذي كفر إن انتهيت عن كفرك إن انتهيت‬ ‫وِلني َ‬ ‫اِفْل َ ّ‬ ‫عن ضل لـك إن انتيهت عن شركك إن ال عـز وج ل يقبلــك فـي التـائبين ويغفـر لـك مـا تقــد م مـن‬ ‫ذنبك فإذا كان ذلك في حق الكافر فكيف في حق الملسل م الفالسق فهو هنا أولى الذي تــاب ونـد م‬ ‫فإنما أمره إلى ال عز وجل ‪.‬‬ ‫جاء في حديث عن عبادة بن الصامت ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال )صلي الـ عليـة ولسـل م(‬ ‫بايعوني على أل تشركوا بال شيئاً ول تلسرقوا ول تزنوا ول تقتلوا النفس التي حر م ال إل بــالحق‬ ‫فمن أصاب من ذلك شيئاً فأخذ بحقه في الدنيا فهو كفارة له ‪ -‬الذي وقع فــي هــذه المحظــروات‬ ‫وفي هذه البليا إذا أخذ بحده قبل أن يموت كان هنا الحد كفارة له من الــذنب الــذي وقـع فيــه ‪-‬‬ ‫ومن أصاب من ذلك شيئا فلستره ال عز وجل إلى يو م القيامة فأمره إلــى الـ عــز وج ل إن شــاء‬ ‫عـــذب إوان شـــاء غفـــر‬ ‫مرا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عِلني ً‬

‫كسسرا َ‬ ‫و َ‬ ‫شس َ‬ ‫كًرا‬ ‫ه بِ َ‬ ‫مسسرا نيَِفْف َ‬ ‫شسسرا ِ‬ ‫ع سَذابِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫وآ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِإن َ‬ ‫ن اللّ س ُ‬ ‫ل اللّ س ُ‬ ‫منُت س ِفْ‬ ‫كِفْرُت ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫) ّ‬ ‫عس ُ‬

‫( "النلساء ‪."147‬‬ ‫إن ال عز وجل ل يريد عذاب الخلق ولكن الخلق ه م من يريدون العـذاب ل نـفلسـه م وه م‬

‫من يلسعون إلى نار جهن م لسعياً ‪ ,‬إن دين اللسل م يريد أن يدخلك م الجنة إدخــاًل ولكــن ول حــول‬ ‫ول قوة إل بال أكثرنا يأبون ‪.‬‬ ‫ودينك م دين الحق ودين الحقوق أمرك أل تفــرط فــي دمــك وأل تفــرط فــي مالــك ولعرض ك‬ ‫وأمرك بها وشدد عليها ويكـون علــى الـذي فــرط فـي هــذه الثلث طواعيـة إنمــا الوبـال كلـه عليـه‬ ‫وال ثـ م راجع عليه فقد جاء رجل إلى رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( قال يا رلسول ال ـ أرأيــت‬ ‫إذا جاء رجل يريد أن يأخذ مالي أأعطيه مالي قال رلسول ال )صلي ال عليـة ولسـل م( ل تعطـه‬


‫مالك ل تعطه مالك قال يا رلسول ال أرأيت لو قاتلني لو حدث بيني وبينه قتال قال قــاتله دفاع ـاً‬ ‫عن مالك قال يا رلسول ال لو قتلنــي إذا كــان هنــاك قتــال وه و قتلنــي قــال فــأنت شــهيد قــال فــإن‬ ‫قتلته قال فهو في النار فالذي يقتل في لسبيل ماله فهو شهيد يقول رلسول ال )صلي ال عليــة‬ ‫ولسل م( من قتــل دون دمــه فهــو شــهيد ومـن قتــل دون مــاله فهــو شــهيد ومـن قتــل دون عرض ه‬ ‫فهو شهيد‪.‬‬ ‫دين اللسل م ل يريد أن يكون الملســل م إمعــة فــإن عمــر ‪ ‬يقــول لنــا إنمــا يعجبنــي الرج ل‬ ‫القوي الذي إذا لسي م خطة خلسف أن يقول بملئ فيه ل ‪.‬‬


‫الــعـدل‬ ‫بالعــدل قــامت اللســموات والرض وبالعــدل يكــون بنيــان المــ م وتشــييدها فــإن المــ م الــتي‬ ‫تتعامــل بالعــدل ومـع العــدل هــي الــتي تبقــى وتلســتمر ويعلــو شــأنها فــي الحيــاة وأمــا المــ م الــتي‬ ‫تتعامل بالظل م ويكون الجور هو الملسلط فيها فإنها لسريعة الزوال فإنها لسريعة الفناء ‪.‬‬ ‫ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول في حديث لـه ‪ :‬اللسـلطان ظـل الـ فـي أرض ه‬ ‫– واللســلطان يقصــد بــه الميــر الملــك رئيــس الجمهوريـة أي لســلطان أي أميــر علــى النــاس ‪-‬‬ ‫اللسلطان ظل ال عز وجل في أرضه يأوي إليــه كــل مظلــو م مــن عبــاده فــإن عــدل كـان لــه الجــر‬ ‫وعلى الرعية الشكر " ‪ ,‬إنمــا يــأوي إلــى اللسـلطان كــل مظلــو م إنمــا يــأوي إليــه النـاس لكــي يحكـ م‬ ‫بينه م فإن كان عـادًل كـان لـه أجـر عـدله كـان لـه ثوابـا علـى مـا قـدمت يـداه بالعـدل بيـن النـاس‬ ‫وكان على الرعية أن تشكر له ذلك إوان ظل م وجار كان عليه وزر وعلى الرعية الصـبر ثـ م يقـول‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إواذا جار الوله قحطت اللسماء إذا رأيت قلة الــرزق إذا رأيــت‬ ‫ضيق العيش إذا رأيت الضنك يحوط بالناس إذا رأيت كل هذه المور فاعل م أن هناك ظلـ م فـأعل م‬ ‫أن هنــاك حــاك م ملســتبد ل يحكــ م بيــن النــاس بالعــدل إواذا جــار الــوله قحطــت اللســماء إواذا منعــت‬ ‫الزكاة هلكت المواشي إواذا ظهر الزنا ظهر الفقر والملسكنة إواذا أخفــرت الذمــة ظهــر الكفــار ذلــك‬ ‫الحديث الجـامع إنمــا يحكـى لنـا شـيئاً ممـا نعيشـه ودول اللســل م إنمــا ينبغـي لهـا أن تكـون هــي‬ ‫الراية التي تعل م الناس العدل كيف يكون ‪.‬‬ ‫داود في يو م من اليا م عليه وعلى نبينا الصلة واللسل م تلسرع في حكمة عندما عرض ت‬ ‫عليه خصومة كل الذي صنعه وكل الذي اقترفه إنمـا تلســرع فــي الحكــ م فعنــدما تلسـرع فـي الحكـ م‬ ‫كــان عليــه اللــو م وكــان عليــه أن يتــوب وكــان عليــه أن يلســتغفر‬

‫و َ‬ ‫م إِ​ِفْذ‬ ‫ك نَبَسُأ اِفْل َ‬ ‫ل أَتَسسرا َ‬ ‫) َ‬ ‫خ ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫صس ِ‬


‫مۖ َ‬ ‫د َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن بَ َ‬ ‫ضسَنرا‬ ‫قراُلاوا َل تَ َ‬ ‫فِز َ‬ ‫خُلاوا َ‬ ‫داُوو َ‬ ‫ى َ‬ ‫ب‪ .‬إِ​ِفْذ َ‬ ‫مرا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫اوُروا اِفْل ِ‬ ‫ص َ‬ ‫فۖ َ‬ ‫د َ‬ ‫حَرا َ‬ ‫تَ َ‬ ‫خ ِفْ‬ ‫خ ِفْ‬ ‫مِفْنُه ِفْ‬ ‫م ِفْ‬ ‫ى بَِفْع ُ‬ ‫س ّ‬ ‫غس ٰ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ن َٰ‬ ‫ض َ‬ ‫وا ِفْ‬ ‫ط ِفْ‬ ‫ه‬ ‫ط‪ .‬إِ ّ‬ ‫َ‬ ‫هسَذا أَ ِ‬ ‫صَّرا ِ‬ ‫اواِء ال ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫س َ‬ ‫ى َ‬ ‫ط َ‬ ‫ق َ‬ ‫كم بَِفْنيَنَنرا ِبراِفْل َ‬ ‫خسس ي لَس ُ‬ ‫وَل ُت ِفْ‬ ‫فرا ِفْ‬ ‫دَنرا إِلَ ٰ‬ ‫ح ِّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ى بَِفْع ٍ‬ ‫ج ً‬ ‫ب‪َ .‬‬ ‫ة َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عاو َ‬ ‫قسِفْد‬ ‫و َ‬ ‫حَد ٌ‬ ‫ج ٌ‬ ‫خطَسسرا ِ‬ ‫عّزنِسس ي فِسس ي اِفْل ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫ل أَِفْكِفِفْلِنني َ‬ ‫قسسرا َ‬ ‫هرا َ‬ ‫قرا َ‬ ‫ة َ‬ ‫ ي نَِفْع َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن نَِفْع َ‬ ‫ع َ‬ ‫وتِ ِفْ‬ ‫تِ ِفْ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫ض إِّل‬ ‫م َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ى نِ َ‬ ‫طراِء لَنيَِفْب ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫عرا ِ‬ ‫ؤا ِ‬ ‫ر ن اِفْل ُ‬ ‫م َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫جِت َ‬ ‫ل نَِفْع َ‬ ‫م َ‬ ‫ظَلَ َ‬ ‫ضُه ِفْ‬ ‫غ ي بَِفْع ُ‬ ‫علَس ٰ‬ ‫كِثنيًرا ِ ّ‬ ‫ك إِلَ ٰ‬ ‫ك بِ ُ‬ ‫ى بَِفْعس ٍ‬ ‫فَتّنسسراُه َ‬ ‫مرا َ‬ ‫و َ‬ ‫سسَتِفْغ َ‬ ‫خسّر‬ ‫مرا ُ‬ ‫و َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫حرا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫الّ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫داُووُد أَنّ َ‬ ‫مۗ َ‬ ‫ت َ‬ ‫صرالِ َ‬ ‫مُناوا َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫فَر َربّس ُ‬ ‫فرا ِفْ‬ ‫ه ِفْ‬ ‫وظَ ّ‬ ‫ل ّ‬ ‫مُلاوا ال ّ‬ ‫قِلني ٌ‬ ‫ك ً‬ ‫ب‪ " ( .‬ص ‪ "24 :21‬ما هـو الـذي قـاله لـ م ينتظـر حـتى يلسـمع مــن الخـر لـ م ينتظــر‬ ‫َرا ِ‬ ‫وأَ​َنرا َ‬ ‫عرا َ‬

‫حتى يلسأل الثاني قال له وكان في صفه ل نـه اشتكى لــه الفقــر وأنــه ل يملــك إل نعجــة واحــدة ‪-‬‬ ‫واعلموا أن هذه الية إنما تؤخذ على ما قيل في ألفاظها إنها كانت نعاج بينما في اللس ـرائيليات‬ ‫أنه م نلساء إوانه م زوج ات وتجــد فـي اللسـرائيليات كلمـات كـثيرة ول تليــق بنــبي الـ وبرلس ول الـ‬ ‫داود عليه اللسل م إنما هو انتقا ص من حقه لذلك قال علي بــن أبــي طـالب ‪ ‬مــن قـال فــي داود‬ ‫ما يقوله القصا ص جلدته مائـة ولسـتين جلـدة الـذي يــدعي علــى داود مـا ينتقــ ص مـن حقـه ومـا‬ ‫ينتق ص من شأنه وما يعيبه إنما يتعرض لجلد علي ‪ - ‬رجل جـاءه وقـال إن لـي نعجـة واحـدة‬ ‫وأخي عنده مــا يقــرب مــن المائــة فــأراد أن يغتصــب نعجــتي ويضــمها إلــى نعــاجه قــال لقــد ظلمــك‬ ‫بلسؤال نعجتك إلى نعاجه لقــد ظلمــك ولـ م ينتظــر حــتى يلســأل الخــر لمـاذا فعــل ذلـك ولـذلك يقــول‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إذا جلــس إليــك الخصــمان فل تقضــي لحــدهما حــتى تلســمع‬ ‫الخــر جــاءك إنلســان يشــتكي لــك واحــداً مــن النــاس ويـدعي أن فلنــا ظلمــه ل تكــون معــه حــتى‬ ‫تلســمع قــول الــذي قـال فــي حقــه أنــه ظلمــه إذا جلــس إليــك الخصــمان فل تقضــي لحــدهما حــتى‬ ‫تلسمع الخر وقيل لنا إذا جاءك الخص م وقد فقـأت عينــه فل تقضــي لــه حــتى يــأتي الخــر فلعلــه‬


‫فقأت عينيه ال ثـنين إذا أتاك إنلسان وقال لك أن فل نـا فقأ عينـي ل تحكـ م وتقــول أن الخـر ظـال م‬ ‫حتى يأتي إليك الخر وتنظر في وجهه فقد تكون عيناه قد فقأت وتكون أنت الظال م ‪.‬‬ ‫العدل في دين اللسل م ل يكون بالهوى ول يكون بــالمزاج إنمــا هــو قرائــن وأدلــة إنمــا هــو‬ ‫بينة أو يميـن إنمـا هـو شـهادة يـأتي بهـا الشـهود فـإن كـانوا علـى الـزور إوان كـانوا علـى الكـذب‬ ‫ل والعـدل‬ ‫والباطل فإنه م مجرم ون ‪ ,‬فـإن العـدل فـي القـول أل تشـهد زو ارً ول تقـول كـذباً ول بـاط ً‬ ‫ل إواذا أردت أن تشــهد‬ ‫كيــف تكــون عــادًل فــي قولـك عنــدما ل تشــهد زو ارً ول تقــول كــذباً ول بــاط ً‬ ‫علــى مــاذا تشــهد هــل تشــهد علــى كل م لســمعته مــن إنلســان أ م علــى كل م لســمعته مــن صــاحب‬ ‫الخصومة ذاتها ل بل تشهد على شــيئاً شــاهدته وع اينته فــي الخصــومة ذاتهــا فقــد نظــر رلس ول‬ ‫ال )صلي ال علية ولسل م( إلى الشمس وهي لساطعة في كبد اللسماء وقال على مثلهــا فأشــهد‬ ‫انظر إلى الشمس هل تراها في ضوئها على مثـل ذلـك فاشــهد إوان كـان غيــر ذلـك فـإن شــهادتك‬ ‫مردودة عليك ‪.‬‬ ‫ل حكــ م بـــالهوى فــإن الــ عـــز وجــل يقــول‬

‫فس ً‬ ‫خِلني َ‬ ‫ض‬ ‫ج َ‬ ‫)َنيرا َ‬ ‫ك َ‬ ‫عِفْلَنرا َ‬ ‫داُووُد إِّنرا َ‬ ‫ة فِسس ي اِفْل َِفْر ِ‬

‫ ى َ‬ ‫َ‬ ‫او ٰ‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫ل اللّس ِ‬ ‫فُني ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَل تَّتِبعِ اِفْل َ‬ ‫عسسر ن َ‬ ‫ض سل ّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫قِ َ‬ ‫س ِبراِفْل َ‬ ‫كم بَِفْني َ‬ ‫فرا ِفْ‬ ‫ح ّ‬ ‫سسِبني ِ‬ ‫ر ن الّنرا ِ‬

‫(" ص ‪ "26‬ول تتبـــع‬

‫الهوى في حكمك ول تتبع إل الحجج واللسانيد التي تدلك على الحق ‪ ,‬في يو م من اليــا م لســرق‬ ‫رجل من أهل اللسل م درعاً من قتادة بـن النعمـان ‪ ‬كـان اللسـارق طعمــة بـن أبيــرق واحـداً مـن‬ ‫الملسلمين ألسرته كلهـا مـن أهـل اللسـل م بشـير وبشـر ومبشــر أولد أبيـرق لسـرق درع قتـادة بـن‬ ‫النعمان ولكنه عندما لسرقه وضعه في جراب كان ذلك الجراب فيه دقيق وفيه ثقب ولسار بــه أراد‬ ‫أن يخفيه في أي مكان يخفيه في أي مكان يخبئه إنما يخفيه عند رجل من اليهود يقــال لــه زيـد‬ ‫بن اللسمين خبأ الدرع عند اليهودي والدقيق يدل على بيــت اليهــودي جــاء بشــير وبشــر ومبشــر‬


‫عندما جاء قتادة بـن النعمـان ‪ ‬يشــكو إلـى رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( لسـرقة درع ه‬ ‫يقتفــى الثــر بالبينــة إن اليهــودي هــو اللســارق اليهــودي يقــول إن طعمــة هــو الــذي أتــاه بالــدرع‬ ‫وجعله عنده اليهودي يقــول ذلــك ويحــاول أن يثبــت ولكــن طعمــة اللســارق والــذين معــه مــن أهــل‬ ‫بيته يحاولون أن يمحوا التهمة عن بيته م حتى ل تكون وصمة لهــ م فشــهدوا زو ارً أن طعمــة مــا‬ ‫لسرق وأن اللسارق اليهودي ‪.‬‬ ‫انظــر إلــى ديــن اللســل م الــذي يحــق الحــق الــذي ل ينظــر إلــى عصــبية الــذي الحــق فيــه‬ ‫مكفول للناس أجمعين لهل الوطن كله م ل فرق فيه بين يهودي ول نصراني ول ملسل م إنمــا هــو‬ ‫العدل المطلق ‪.‬‬ ‫ال عز وجل يقول‬

‫هۚ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك اِفْل ِ‬ ‫مسسرا أَ​َرا َ‬ ‫س بِ َ‬ ‫م بَِفْني َ‬ ‫ك َ‬ ‫ب ِبراِفْل َ‬ ‫كَترا َ‬ ‫)إِّنرا َأنَزِفْلَنرا إِلَِفْني َ‬ ‫ك اللّ س ُ‬ ‫قِ لَِت ِفْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ر ن الّنسسرا ِ‬

‫ن َ‬ ‫كسسرا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ن‬ ‫ل َ‬ ‫ه ۖ إِ ّ‬ ‫كر ن لِ ِّفْل َ‬ ‫حني ً‬ ‫صني ً‬ ‫ن اللّس َ‬ ‫سسَتِفْغِفِر اللّس َ‬ ‫غُفسساوًرا ّر ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫وَل تَ ُ‬ ‫وَل ُت َ‬ ‫مسسرا‪َ .‬‬ ‫مرا‪َ .‬‬ ‫ر ن َ‬ ‫خرائِ​ِنني َ‬ ‫َ‬ ‫جسسراِد ِفْ‬ ‫وا ِفْ‬ ‫عس ِ‬ ‫خُفاو َ‬ ‫كرا َ‬ ‫خَتراُناو َ‬ ‫مر ن َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وَل‬ ‫سسَت ِفْ‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫ر ن نيَ ِفْ‬ ‫اواًنرا أَِثني ً‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه َل ُني ِ‬ ‫الّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫مس َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن َأنُف َ‬ ‫ذني َ‬ ‫مرا‪ .‬نيَ ِفْ‬ ‫سُه ِفْ‬ ‫خ ّ‬ ‫ر ن الّنسسرا ِ‬ ‫مُلسساو َ‬ ‫كرا َ‬ ‫ر ن اِفْل َ‬ ‫م إِ​ِفْذ ُنيبَنيِ ُّتاو َ‬ ‫خُفاو َ‬ ‫و َ‬ ‫ن‬ ‫م َ‬ ‫و ُ‬ ‫سَت ِفْ‬ ‫مرا َل نيَِفْر َ‬ ‫قِفْاو ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫ر ن اللّ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مسسرا نيَِفْع َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫لۚ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫او َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫م َ‬ ‫ن اللّ ُ‬ ‫عُه ِفْ‬ ‫نيَ ِفْ‬ ‫ض ٰ‬ ‫حني ً‬ ‫طرا‪" ( .‬النلساء ‪ "108 :106‬ال عز وجل ل تخفى عليه خافية إنما يرى ويعل م كل شئ في‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬

‫هذا الوجود يقول لرلسول ال )صلي ال علية ولسل م( لقد كـدت أن تميــل مــع أهـل اللســل م والـ‬ ‫إن مــال فمــا انحــرف ومـا أخطــأ لمــاذا لن هنــاك ثلثــة شــهود وليــس اثنيــن مــن الشــهود ثلثــة‬ ‫شهدوا أن اليهودي هو اللسارق ولكن نزلت عليه تلك اليات تعاتبه ل نـه كان يميل لقــول هــؤلء‬ ‫الناس ويظل م يهودي وما ينبغي ليهودي أن ُيظل م إن كان فرداً في دولة ُم حـمد )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( ‪.‬‬


‫انظر إلى هذه القصة وما تحتويه وما تأمر به وانظر إلــى نــاس مــن اليهــود لســرقوا دولـة‬ ‫بأكملها دولة بأرضها وترابها وبيوتها بحارها ولسماءها إواذ بالغرب كله وقد جاء مــع اللــ ص ضــد‬ ‫أصحاب الحق جاء مع اليهود ضد أهـل اللســل م وأهــل اللسـل م مـا يــدافعون إل عـن أمـواله م مــا‬ ‫يدافعون إل عن أرضه م وأعراضه م إواذا كانت أمريكا معهـ م فليـس بالملسـتغرب فـإن أمريكـا كلهـا‬ ‫إنما أنشئت على اللصوصية وعلى اللســرقة فــإنه م لســرقوا الرض ولسـرقوا المـوال مــن أصــحابها‬ ‫الصليين وأبادوه م فليس بملستغرب أن يكون هذا نهجه م وأن يكون هـذا شـأنه م ‪ ,‬ديـن اللسـل م‬ ‫نزلت آيات من رب اللسموات والرض تبرئ يهــودي مــن لســرقة نلســبت لــه ووصـ م بهــا واحــداً مــن‬ ‫أهل اللسل م ل نـه كـان هـو اللسـارق وتلـو م علـى مـن تلـو م علـى أهلـه وتلـو م علـى عشـيرته أنهـ م‬ ‫شهدوا زو ارً ل نـه م كذبوا ل نـه م اتبعـوا الباطــل حــتى يــب أروا لســاحة رجلهــ م ورلس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫علية ولسل م( يقول " من أعان في خصومة بغيــر حـق لـ م يـزل فــي لسـخط الـ حـتى ينـزع " مــن‬ ‫أعان في خصومة إذا كانت هناك خصومة تأتي أنت وتعين واحداً على الخر ول م يكن مع الذي‬ ‫تعينه الحق فأنت في لســخط الـ حــتى ترج ع فــأنت فــي لســخط الـ حــتى تعــود إلــى الحــق والعــدل‬ ‫الذي هو ألساس دين اللسل م والذي جاء به القرآن وبينه رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( ‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول في حديث رواه عبد ال بن ملسـعود ‪ ‬يقـول "‬ ‫ل قدس ال أمة ل يقضى فيها بالحق ول يأخذ ضعيفها حقه من قويها غير متعتع " هذه المــة‬ ‫ل قدلسها ال عز وجل حتى ولو أدعت أنها أمـة ُم حـمـد )صـلي الـ عليـة ولسـل م( ل نـهـا خـالفت‬ ‫دين العدل وخالفت رلسالة اللسل م ل قدس ال أمة ل يقضى فيها بالحق ول يأخذ ضــعيفها حقــه‬ ‫من قويها غير متعتــع أمـا إذا كــان عليــه القــو م فــي المــة هــ م الــذين يــأكلون الحقــوق هـ م الـذين‬


‫يظلمون ويجورون فإن هذه المة أمة غيــر مقدلســة والحـاك م الــذي يحكـ م بالعــدل إنمــا لــه وضـع‬ ‫عظي م عند رب العالمين وله ثواب وفير عند رب العالمين ‪.‬‬ ‫انظر إلى قول رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( لبي هريرة ‪ ‬يقول يا أبا هريرة عدل‬ ‫لساعة في حك م ‪ -‬عدل لساعة واحدة ‪ -‬أفضل عند ال مــن عبــادة لســتين لســنه مــا هــي العبــادة‬ ‫التي عبدها لستين لسنه كانت اللساعة عدل في حك م أفضل منها هل هي عبادة كما نعبد هل هي‬ ‫عبادة فيها الكلسل والخمول ونحن في كلســل وخمــول انظــر إلــى عبــادة اللســتين لســنة قــال رلس ول‬ ‫ال )صلي ال علية ولسل م( صيا م نهارها وقيــا م ليلهــا يعنــي لســتين لســنة مــا أفطــر يــو م ومـا نــا م‬ ‫يو م إنما أيا م اللستين لسنة صــياماً وليــالي اللســتين لســنة قيامـاً كــان عــدل لســاعة فــي حكــ م أفضــل‬ ‫عند ال من هذه يا أبا هريرة ‪ -‬وجور لساعة في حك م أعظ م وأشد عنــد الـ مــن معاصــي لســتين‬ ‫لسنة ‪ .‬ورلسول ال )صلي ال علية ولسل م( يقول أحب الناس إلى ال وأقربه م منه مجللسـاً يـو م‬ ‫القيامة إما م عادل وأبغــض النــاس إلــى الـ وأبعــده م عنــه مجللسـاً يــو م القيامــة إمـا م جــائر انظــر‬ ‫الما م العادل والما م الجائر هل ه م الذين في قمة الحكــ م فقــط مثــل رئيــس الجمهوريـة أو الملــك‬ ‫أو اللسلطان بل إن هذا الكل م ينطبق على كل من كان في عنقه نفر من الناس ولو قليل ‪.‬‬ ‫قال رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( من كان على شئ من أمور الملسلمين فل م يعدل‬ ‫فيهــ م إل كبــه الـ فــي النــار " يكــون مــدي ارً فــي مصــلحة مــأمو ارً فــي قلســ م ملســئوًل عــن شــئ مــن‬ ‫المــور ثــ م ل يكــون عــادًل إل كبــه الـ فــي النــار انظــر إلــى القــل مــن ذلــك ‪ ,‬يقــول رلس ول الـ‬ ‫)صلي ال علية ولسـل م( مــا مــن أميــر عشــرة إل أوتـي بــه يــو م القيامــة مغلولـة يــداه ‪ -‬ل يوج د‬ ‫واحد يكون أمي ارً على عشرة ما مــن أميــر عشــرة ‪ -‬إل أوتـي بــه يــو م القيامــة مغلولـة يــداه يفكــه‬ ‫عدله " كيف يفك من أغل لـه كيف يفك مما كبل به إنما يفكه عدله ويحط م لسللسله ‪.‬‬


‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( إنما جاء بدين عدل وتعل م العدل منه الذين صــاحبوه‬ ‫والذين حكموا المة من بعده انظر إلى عمر بن الخطاب ‪ ‬ويأتيه القبطي من مصر فيقــول لــه‬ ‫إني عائذ بك من الظل م يقـول لـه لقـد عـذت بمعـاذ يقـول لسـابقت بـن عمـرو بـن العـا ص فلسـبقته‬ ‫فضربني وقال أتلسبق بن ال كـرمين إذا بعمر يلستدعي عمرو بن العا ص إوابنه ث م يعطــي للقبطــي‬ ‫الدره ويقول له خذ حقك منه ‪.‬‬ ‫وجاء إلى عمر ملسلمة ويهودية تطلب عطاء يعطي هـذه ويعطـي هـذه الملسـلمة تجـد أن‬ ‫اليهوديــة أخـذت مثـل مـا أخـذت هـي فتقـول أتعطيهـا وه ي يهوديـة مثلـي وأنـا ملسـلمة انظـر هـو‬ ‫ل لولـد إلســماعيل علــى ولـد‬ ‫أعطى بالعدل قال إني نظرت في كتاب ال عز وجل فل م أجد فيه فض ً‬ ‫السحاق عليهما أفضل الصلة واللسل م ‪.‬‬ ‫وال عز وجل يقول )‬

‫مر ن َ‬ ‫ذ َ‬ ‫عاوًبرا‬ ‫ج َ‬ ‫عِفْلَنرا ُ‬ ‫خلَِفْقَنرا ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫َنيرا أَنيّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫كٍر َ‬ ‫س إِّنرا َ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫وُأنَث ٰ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫هرا الّنرا ُ‬

‫و َ‬ ‫ه أَِفْت َ‬ ‫خِبنيسٌر‪.‬‬ ‫ه َ‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫عسسراَرُفاوا ۚ إِ ّ‬ ‫ل لَِت َ‬ ‫ن اللّس َ‬ ‫قسسرا ُ‬ ‫عنسَد اللّس ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن أَِفْكَر َ‬ ‫قَبرائِ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫كس ِفْ‬ ‫عِلنيس ٌ‬

‫( "الحجـــرات ‪"13‬‬

‫النــاس كــل النــاس فــي ديــن اللســل م وفـي دولـة ُم حـمــد إنمــا هــ م فــي العــدل لسـواء إنمــا هــ م أمــا م‬ ‫القاضي لسواء ‪.‬‬ ‫يقول ال عز وجل‬

‫وإ ِ َ‬ ‫ؤ ّ‬ ‫ى أَ ِفْ‬ ‫م َأن ُت َ‬ ‫ح َ‬ ‫ر ن‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫مراَنرا ِ‬ ‫مُر ُ‬ ‫هِل َ‬ ‫مُتسسم بَِفْني س َ‬ ‫ذا َ‬ ‫هسسرا َ‬ ‫دوا اِفْل َ َ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ت إِلَ ٰ‬ ‫ه نيَِفْأ ُ‬

‫مني ً‬ ‫كسسرا َ‬ ‫ه َ‬ ‫صسسنيًرا‪.‬‬ ‫ه ۗ إِ ّ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل ۚ إِ ّ‬ ‫مسساوا ِبراِفْل َ‬ ‫ن اللّس َ‬ ‫ن اللّس َ‬ ‫عرا بَ ِ‬ ‫سس ِ‬ ‫كسسم بِس ِ‬ ‫ظ ُ‬ ‫مسسرا نيَ ِ‬ ‫ه نِ ِ‬ ‫عسِفْد ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س َأن تَ ِفْ‬ ‫ع ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫الّنسسرا ِ‬

‫(‬

‫"النلساء ‪ "58‬كان العدل فرض من الفرائض في دين اللسل م وكان العــدل مطلــق وليــس بــالهوى‬ ‫لن ال عز وجل يقول‬

‫كاوُناوا َ‬ ‫ى‬ ‫ولَسِفْاو َ‬ ‫هَداَء لِلّس ِ‬ ‫سس ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫مُناوا ُ‬ ‫هرا الّ ِ‬ ‫شس َ‬ ‫)َنيرا أَنيّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫مني َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ر ن ِبراِفْلِق ِفْ‬ ‫ق ّ‬ ‫علَس ٰ‬ ‫ط ُ‬

‫مرا ۖ َ‬ ‫فِقنيًرا َ‬ ‫غِنًّنيرا أَِفْو َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫او ٰ‬ ‫ ى‬ ‫ر ن ۚ ِإن نيَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫َأنُف ِ‬ ‫فَل تَّتِب ُ‬ ‫عاوا اِفْل َ‬ ‫هسس َ‬ ‫ه َ‬ ‫واِفْل َِفْقَرِبني َ‬ ‫ر ن َ‬ ‫و اِفْل َ‬ ‫فراللّ ُ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ك ِفْ‬ ‫ه أَِفْولَ ٰ‬ ‫م أَ ِ‬ ‫ى بِ ِ‬ ‫اوالَِدِفْني ِ‬ ‫ضاوا َ‬ ‫مُلاو َ‬ ‫كرا َ‬ ‫ه َ‬ ‫خِبنيًرا‪.‬‬ ‫فِإ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫َأن تَِفْع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مرا تَِفْع َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫دُلاوا ۚ َ‬ ‫اووا أَِفْو ُتِفْعِر ُ‬ ‫وِإن تَِفْل ُ‬

‫( "النلساء ‪."135‬‬


‫دين اللسـل م إنمـا العـدل فيـه اللسـاس حـتى ولـو كـان الخصـ م هـو والـدك حـتى ولـو كـان‬ ‫الخص م هو أخ لك أو عمك أو خالك فإذا كان مع الباطل ل تكون مع الباطل وضد الحــق وتقــول‬ ‫أبي وأخي وأمي وعمي وخالي فإنك إذا فعلت ذلك كنت من الثمين كنت مـن الضـالين كنــت مـن‬ ‫الــذين يــأكلون الحقــوق إواذا عرض ت الملســائل علــى القاضــي وأنــت ظــال م ألحــن بحجتــك وعنــدك‬ ‫البينة وعندك الدلة بالزور والظل م وهيأت الشهود وأعطيت لكل شاهد أجرته ث م أكلت بذلك حــق‬ ‫الناس فأنت مأواك جهن م وبئس المصير‪.‬‬ ‫رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( كما تروي أ م لســلمة رض ي الـ عنهــا وأرض اها قــالت‬ ‫لسمع رلسول ال )صلي ال علية ولسل م( جلبة خصو م ببـاب حجرت ه فخـرج إليهـ م وقـال إنمـا أنـا‬ ‫بشر مثلك م أقضي بما ألسمع يقضي بالبينات التي أمامه وبـالبراهين الــتي عرض ت عليــه أقضــي‬ ‫بما ألسمع ورب أحدك م ألحن بحجته من أخيه أكل عقل القاضي وحك م له قال رلس ول الـ )صــلي‬ ‫ال علية ولسل م( فمن قضيت له بحق أخيه فإنما هي قطعة من النار فليأخــذها أو ليــدعها هــي‬ ‫قطعة من نار جهن م إنما أخذها بالضل لـ أخذها بالباطل إواذا حك م له القاضي يقول لقد حكــ م لــي‬ ‫القاضي في دين اللسل م حك م القاضي ل يحل حراماً حك م القاضي ل يحل أن تأكل أمـوال النــاس‬ ‫بالباطل وأن تأكل حقوق العباد ‪.‬‬ ‫العدل يوجب عليـك أن تكــون عـادًل بينــك وبيــن رب ك كيــف تكــون عــادًل بينــك وبيــن رب ك‬ ‫تكون عادًل بينك وبين ربك بأل تشرك به شيئاً بأن ُيطاع ول ُيعصى ويذكر ول ينلسى ويشكر ول‬ ‫يكفر إذا فعلت ذلك فأنت مع العدل فأنت عادًل بينك وبين ربك أن تكــون عـادًل بيـن زوجاتـك إذا‬ ‫كان عندك أكثر من زوجة فإن من يميل إلى زوجة على حلساب زوج ة فإنمـا يـأتي يـو م القيامـة‬ ‫وشقه أعوج ‪ ,‬تكون عادًل بيـن أبنـاءك حـتى فـي القبلت إذا قبلـت واحــداً فقبـل الخــر إذا أتيــت‬


‫بجلباب لواحــد فـأتي بجلبــاب للثـاني إذا فعلــت مــع الول شــئ فأفعــل مــع الخــر إذا أطعمــت بنتـاً‬ ‫تطع م ولداً ‪.‬‬ ‫فإن النعمان بـن بشـير ‪ ‬قـال نحلنـي أبـي نحلـة والـده أعطـاه عطيـة فقـالت أمـي أخره ا‬ ‫حتى تشهد عليها رلسول الـ )صــلي الـ عليــة ولسـل م( فلمــا جــاء رلس ول الـ )صــلي الـ عليــة‬ ‫ولسل م( وقال له إني نحلت ابني هذا نحلة قال أنحلت أولدك كله م مثلــه قــال ل قــال إشــهد علــى‬ ‫ذلــك غيــري فــإني ل أشــهد علــى جــور ‪ ,‬اتق ـوا الـ واعــدلوا بيــن أبنــاءك م اتقـوا الـ واعــدلوا بيــن‬ ‫أولدك م ‪.‬‬ ‫ومن العدل أن نتحاك م إلى كتاب ال إوالى شرع ال فإن العدل كله فيه لن ال ـ عــز وجـل‬ ‫يقول‬

‫مۖ َ‬ ‫م‬ ‫فسِإن تَ​َنسسراَز ِفْ‬ ‫عاوا اللّ َ‬ ‫من ُ‬ ‫مِر ِ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫مُناوا أَ ِ‬ ‫هرا الّ ِ‬ ‫طني ُ‬ ‫طني ُ‬ ‫)َنيرا أَنيّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ساو َ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ن آ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫عُت ِفْ‬ ‫كس ِفْ‬ ‫وُأوِل ي اِفْل َ ِفْ‬ ‫عاوا الّر ُ‬

‫خ سر ۚ ٰ َ‬ ‫ يٍء َ‬ ‫فُر ّ‬ ‫مُنسساو َ‬ ‫خِفْنيسٌر‬ ‫ن بِسسراللّ ِ‬ ‫م ُتِفْؤ ِ‬ ‫ل ِإن ُ‬ ‫سساو ِ‬ ‫دوُه إَِلى اللّس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ذلِس َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ف ي َ‬ ‫كنُتس ِفْ‬ ‫واِفْلنيَسِفْاو ِ‬ ‫والّر ُ‬ ‫م اِفْل ِ ِ‬ ‫ش ِفْ‬ ‫مسسر ن َ‬ ‫ماو َ‬ ‫ك‬ ‫ل ِ‬ ‫م تَ​َر إَِلى الّ ِ‬ ‫ر ن نيَِفْز ُ‬ ‫قِفْبِل س َ‬ ‫مرا ُأن سِز َ‬ ‫و َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل إِلَِفْني َ‬ ‫مرا ُأنِز َ‬ ‫مُناوا بِ َ‬ ‫مآ َ‬ ‫ذني َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫ن أَنُّه ِفْ‬ ‫ونيًل‪ .‬أَلَ ِفْ‬ ‫وأَ ِفْ‬ ‫ع ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ر ن تَِفْأ ِ‬ ‫و َ‬ ‫شسِفْني َ‬ ‫ماوا إَِلى ال ّ‬ ‫ُنيِرنيُدو َ‬ ‫حرا َ‬ ‫م‬ ‫مُروا َأن نيَ ِفْ‬ ‫طرا ُ‬ ‫طرا ُ‬ ‫ن َأن ُني ِ‬ ‫كُفُروا بِس ِ‬ ‫قِفْد ُأ ِ‬ ‫غاو ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن َأن نيَ​َت َ‬ ‫ضسلُّه ِفْ‬ ‫وُنيِرنيسُد ال ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ر ن‬ ‫م تَ َ‬ ‫َ‬ ‫سسساو ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ضَلًل بَ ِ‬ ‫مَنسسرافِ​ِقني َ‬ ‫ل َرأَِفْنيس َ‬ ‫ه َ‬ ‫مسسرا َأنسَز َ‬ ‫ى َ‬ ‫قنيس َ‬ ‫عنيًدا‪َ .‬‬ ‫ل اللّس ُ‬ ‫ل لَُهس ِفْ‬ ‫عسسرالَِفْاوا إِلَس ٰ‬ ‫ت اِفْل ُ‬ ‫وإِلَسسى الّر ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫صُدو ً‬ ‫دو َ‬ ‫دا‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫عن َ‬ ‫ك ُ‬ ‫نيَ ُ‬

‫( "النلساء ‪."61 :59‬‬

‫في يو م مـن اليـا م عبـد الـ بـن رواحــة ‪ ‬ذهــب إلــى اليهــود إلــى يهـود خيـبر لكـي يأخـذ‬ ‫منه م حق أهل اللسل م فإنه م كان بينهــ م وبيــن الملســلمين شـراكة فــي النخــل شـراكة فــي الزراعــة‬ ‫فعندما جاءه م أرادوا أن يرشوه حتى يأكل مال الـ بالباطــل فقــال لهــ م والـ لقــد جئتكــ م مــن أحــب‬ ‫الناس إلَّي يقصد ُم حـمد –عليه أفضل الصــلة واللســل م‪ -‬لقــد جئتكــ م مــن عنــد أحــب النــاس إلـَّي‬


‫وأنت م أبغض عندي من القردة الخنازير ول يمنعني حبي لـه وبغضـي لكـ م إل أن أعـاملك م بالعـدل‬ ‫قالوا بالعدل قامت اللسموات والرض ‪.‬‬ ‫مراَء َر َ‬ ‫ن‪ .‬أَّل تَ ِفْ‬ ‫اوِفْز َ‬ ‫منيَزا َ‬ ‫ط َ‬ ‫ط‬ ‫ض َ‬ ‫ف َ‬ ‫و َ‬ ‫سس ِ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫منيَزا ِ‬ ‫ف ي اِفْل ِ‬ ‫غِفْاوا ِ‬ ‫ع اِفْل ِ‬ ‫ع َ‬ ‫مسساوا اِفْل س َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫و َ‬ ‫هرا َ‬ ‫س َ‬ ‫) َ‬ ‫ن ِبراِفْلِق ِفْ‬ ‫وال ّ‬ ‫قني ُ‬

‫سُروا اِفْلِمنيَزاَن‪"( .‬الرحمن ‪."9 :7‬‬ ‫وَل ُت ِفْ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬ ‫ال عز وجل جعل الميزان مثاًل للعدل وكان العدل واجبـاً علــى كــل ملســل م وأن يتعامــل بــه‬ ‫في كل أمور الحيــاة إذا وزن ت تتعامــل بالعــدل إواذا كلـت تتعامــل بالعــدل إواذا قلــت تتعامــل بالعــدل‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫كرا َ‬ ‫ولَِفْاو َ‬ ‫ى ۖ‪.‬‬ ‫فرا ِفْ‬ ‫ع ِ‬ ‫دُلاوا َ‬ ‫) َ‬ ‫ذا ُقِفْلُت ِفْ‬ ‫ذا ُقِفْربَ ٰ‬

‫( "ال نـعا م ‪ "152‬كن عادًل في كــل أمــورك وحـاول أن‬

‫تكون مع اللسل م ومع رلسوله حيث كـان وأل يـراك الـ عـز وج ل حيــث نهـاك حـتى تـدخل الجنــة‬ ‫بإذن ال مع الصالحين ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.