بسم ال الرحمن الرحيم آيـــات ال في الكـــون الحمد ل الذي ليبلغ مدحه القائلون ول يحصي نعمائه العادون ول يقوم بحقه المجتهدون ,الذي ل يدركه ُبعد الهمم ول يناله غوص الفطن الذي ليس لقدرته حد
محدود ول نعت موجود ,فطر الخل ئـق بقدرته ونشر الرياح برحمته ووتد بالصخور ميدان أرضه . الحمد ل الذي لو سجدنا بالعيون له لم نبلغ معشار نعمته ول العشير ول ُع شـ ارً من
الُعشر اللهم لك الحمد كله اللهم لك الحمد كله .
وأصلي وأسلم على ُم حـمد رسول ال الذي أرسله ربه بالحق بشي ارً ونذي ارً ليخرج الناس كافة من الظلمات إلى النور .
اللهم صل على حبيبك ُم حـمد الرحمة المهداة والنعمة المسداة الذي أرسلته بالحق
المبين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور . ال عظم ُم حـمداً تعظيماً
فقال لنا صلوا عليه وسلموا تسليماً
وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن ُم حـمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى المانة وبلغ
الرسالة ونصح المة وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ل يزيغ عنها إل
هالك . ثم أما بعد ,,, نظرت في كتاب ال عز وجل فوجدت آيات من آيات الكون جعلها ال عز وجل تشير إلى الخرة وكأن ال عز وجل يقول لنا إذا نظرت إلى اليات في الكون وما يحيط بك فاعلم أن هذه اليات علمات . وِإ ن يََرْوا آيَ ً ق اْل َ ويَو ُقاوو ُلاوا ع و ُ سَعا َ يقول ال عز وجل )اْقَتَربَ ِ ضاوا َ مو ُرَ . ق َ وان َ ة َ ة و ُيْعِر و ُ ش ّ ت ال ّ عاوا أَ ْ ك ّ ول َ َ مٍر ّ ك ّ و َ حٌر ّ ن جَعاَء و ُ اواَء و ُ و و ُ سَت ِ ِ واتّبَ و ُ م َ قْد َ سَتِقّرَ . مۚ َ ه َ ذو ُباوا َ مّرَ . م ْ ل أَ ْ ه ْ م ْ س ْ هم ِ ّ اَْ ن الّنو ُذو ُرَ . ةۖ َ ة َبَعالِ َ ل َ غ ٌ م ٌ ح ْ مْز َ جٌرِ . فهي ِ مَعا ِ ع ال ّ م يَْد و ُ م ۘ يَْاو َ فَت َ ف َ ك َ د َ لنَبَعاِء َ عْنو ُه ْ او ّ ه و ُ داعِ مَعا و ُتْغ ِ ش ً جاو َ د ّ ث َ شٌر. م يَ ْ صَعاو ُر و ُ منَت ِ جَدا ِ ن ِ يٍء ن ّ و ُ م َ م َ عَعا أَْب َ ى َ جَرا ٌ كأَنّو ُه ْ ن اْل َ ْ ه ْ خ ّ إِلَ ٰ خو ُر و ُ كٍر .و ُ ش ْ ن ٰ َ كَعافِو ُرو َ ل اْل َ ّ سٌر ( .القمر 8 – 1في بداية م َ ع ِ ط ِ مْه ِ ن إَِلى ال ّ عهي َ هَذا يَْاو ٌ داعِ ۖ يَو ُقاو و ُ 1
تلك اليات اقتربت الساعة وانشق القمر وكانت هذه الية أيام رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وعلمها من حضرها وشاهدها ثم كان في آخرها الخروج من القبور والموقف العظيم بين يدي رب العالمين . ويقول ال عز وجل
وإ ِ َ وإ ِ َ )إ ِ َ م ان َ ل س و ُ تَ . تَ . ذا اْل ِ كَدَر ْ اوَّر ْ ش ْ ذا ال ّ جَبَعا و ُ جاو و ُ ذا الّن و ُ م و ُ ك ِ
وإ ِ َ وإ ِ َ وإ ِ َ وإ ِ َ ذا ح ِ ع ِ ذا اْل ِ شَعاو ُر و ُ تَ . ذا اْلِب َ تَ . تَ . ع َ تَ . جَِر ْ شَر ْ ط ّلَ ْ سهيِ َّر ْ س ّ حَعاو ُر و ُ ش و ُ حاو و ُ او و ُ ذا اْل و ُ و ُ وإ ِ َ يِ َ وإ ِ َ ذا ال ّ ت. مْاوو ُءو َ ف و ُن ِ ذن ٍ تَ . ذا اْل َ تَ . وّ َ شَر ْ ب و ُقِتلَ ْ سِئلَ ْ ج ْ ت .بِأَ ّ ح و ُ ص و ُ دو ُة و ُ الّنو ُفاو و ُ س و ُز ِ وإ ِ َ وإ ِ َ وإ ِ َ ة و ُأْزلِ َ مَعا تَ . جّن و ُ س ِّ ج ِ ك ِ مَعاو ُء و ُ عِل َ ذا اْل َ تَ . ذا اْل َ تَ . س َ َ م ْ ف ْ عَر ْ شطَ ْ س ّ ذا ال ّ ت نَْف ٌ م و ُ حهي و ُ ت. ح َ ضَر ْ أَ ْ
( التكوير 14 – 1إنها آيات في الكون سوف تظهر واضحة جلية
وتكون القيامة في إثرها بيقين وعندها علمت نفس ما أحضرت . ويقول ال عز وجل
وإ ِ َ وإ ِ َ )إ ِ َ مَعاو ُء ان َ ذا اْل َ حَعاو ُر اوا ِ ذا اْلِب َ تَ . ك َ تَ . س َ ب انَتَثَر ْ فطََر ْ ذا ال ّ ك و ُ
مَعا َ وإ ِ َ ت. تَ . ق ّ ت َ د َ عِل َ تَ . خَر ْ م ْ م ْ ذا اْلو ُقو ُباوو ُر و ُبْعِثَر ْ جَِر ْ وأ َ ّ س ّ و ُف ّ ت نَْف ٌ
( ال نـفطار 5 – 1
إنها آيات في الدنيا وحساب في الخرة . و َ ويقول ال عز وجل )إِ َ ض أَْث َ ل ج ِ ذا و ُزْلِزلَ ِ قَعالَ َ ض ِزْلَزالَ َ قَعا َ هَعاَ . خَر َ هَعاَ . وأ َ ْ ت اْل َْر و ُ ت اْل َْر و ُ خَبَعاَر َ س هَعا .بَِأ ّ سَعا و ُ مِئ ٍ مِئ ٍ ى لَ َ مَعا لَ َ هَعا .يَْاو َ ك أَْو َ ن َربّ َ ذ و ُت َ هَعا .يَْاو َ ن َ ا ْ ِلن َ ح ِّ ذ يَ ْ ث أَ ْ ح ٰ صو ُدو ُر الّنَعا و ُ د و ُ مَ . ل َ ل َ مْث َ مْث َ ذّرٍة شَتَعاًتَعا لِ ّو ُهيَرْوا أَ ْ ل ِ ل ِ قَعا َ من يَْع َ و َ خْهيًرا يََرو ُهَ . ذّرٍة َ قَعا َ من يَْع َ ف َ ع َ م ْ م ْ مَعالَو ُه ْ أَ ْ را يََرو ُه. َ ش ًّ
( الزلزلة إنها آيات في الدنيا والكون تدعو للتدبر وتلفت النظر إلى الخرة
وأحوالها ,تقع الية من آيات الكون تعرف وتشاهد وتعلم ,يقع الزلزال بمكان تنقل أخباره ويخرج منه ناس وقد عاينوه ويهلك فيه ناس فيعلمون أنه القيامة بعينها في حقهم وعلى الناجي وعلى السامع وعلى الناظر أن يتعظ فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول في حديث رواه ربيعة الحوثي يقول تحفظوا من الرض فإنها أمكم إوانه ليس من أحد عامل عليها خي ارً أو ش ارً إل وهى مخبرة به " وفي الزلزلة يقول أبو هريرة عن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(تلقي الرض أفلذ كبدها مثل
السطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء السارق ويقول في هذا قطعت ثم يدعونه ل يأخذون منه شيئاً فإنه اليوم ل يفيد ول ينفع فيومئذ ل ينفع مال ول بنون إل من أتى ال بقلب سليم .
ويقول القائل : وزن مثقال ذرة سـيراه
إن من يعتدي ويكسب إثماً 2
وفعل الجميل أيضاً يـراه
ويجازى بفعل الشر شـ ارً
في إذا زلزلت جل ثـناه
هكذا قوله تبارك ربــي
آيات الكون معلومة بيقين ُتشاهد وُتعاين وُتدرس ويتكلم فيها العلماء ويدرسها الدارسون وهى تقول لنا أن لذلك العالم الذي نعيش فيه نهاية محتومة كما كان له بداية . وتلك النهاية وأحوال الخرة غيب والغيب ل يعلمه إل ال عز وجل ول نتكلم فيه إل بما جاء في كتاب ال عز وجل أو حدثنا به الصادق المصدوق الذي ل ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى . وعلي بن أبي طالب يقول : ورسل ال لـم ُيبعثوا
هب أن البعث لـم تأتك نذره
حياء العباد من المنعم
أليس من الواجب المستحق
ورسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لخرتك كأنك تموت غداً " والقرآن حدثنا عن الجنة وما فيها ورسول ال )صلي ال عليه
وسلم(بين لنا وأوضح في صحاح الحديث فل نحيد عنهما ول نلتفت إلى قصص أو خيال يحاول أن يغوص في أحوال الخرة وأمورها وكيف يغوص ويتكلم وهو غيب بيقين . هذا ما أردت وال الهادي إلى سواء السبيل ومنه وحده التوفيق ,ربنا عليك توكلنا إواليك أنبنا إواليك المصير . أحمد محمد عركز
السمــــــــــاوات 3
إن الحقيقة التي ل خلف عليها أن ال الذي ل إله إل هو فاطر السماوات والرض عالم الغيب والشهادة خالق كل شيء ومليكه ول رب غيره الموصوف بصفات الكمال والمنزه عن كل نقص وعيب سبحانك ربي سبحانك رب الوجود ل إله غيرك ول ُيعبد بحق إل أنت سبحانك يا ال مالك الملك والملكوت ,رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول تفكروا في خلق ال ول تتفكروا في ال عز وجل فإنكم لن تقدروا ال قدره " أي إنك بعقلك ذلك لن تصل إلى قدر ال عز وجل ل تصل إلى كنهه ل تصل إلى ماهيته فيقول تفكروا في المخلوقات التي خلقها ال عز وجل وكان ذلك التفكر والتدبر واجباً بينما كان النهي عن التفكر في ذات ال عز وجل كأن يقول الناس هذا خلق ال فمن خلق ال فإذا وصل ال نـسان إلى هذا الحد فليستغفر ال ويستعذ به من
الشيطان الرجيم لن ذلك أحد مداخل الشيطان إلى قلب العبد فإن أهل الشرك في مكة جاءوا إلى اليهود وقالوا لهم حدثونا عن نبيكم موسى فقالوا جاءنا موسى بآيات منها العصا واليد البيضاء ثم ذهبوا إلى النصارى وقالوا لهم حدثونا عن نبيكم عيسى فقالوا جاءنا باليات فقد كان يحيي الموتى ويشفي المرضى فكانت تلك المعجزات ل نـبياء ال موسى وعيسى ,ورسول ال )صلي ال عليه وسلم(هو الذي يقول ما من نبي من ال نـبياء إل وأوتي من اليات ما على مثله آمن البشر وكان الذي أوتيته قرآناً
ُيتلى فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة " فإن آيات موسى التي أيده ال بها
ذهبت معه ولم يبقى منها إل قصصها وذكرها أما رؤيتها فقد رآها من عاصرها وكذلك كانت آيات عيسى عليهما السلم ونحن نصدق بها ونؤمن بأنها حق ل نـه جاء ذكرها
في كتاب ال عز وجل فنحن نصدق بكل آية من آياته ,وكانت معجزة رسول ال )صلي ال عليه وسلم(قرآناً ُيتلى ,فعندما سأل كفار قريش اليهود والنصارى عن ما جاء به أنبياءهم علموا أن هؤلء ال نـبياء جاءوا بآيات حسية ملموسة فذهبوا إلى
رسول ال )صلي ال عليه وسلم(وقالوا له يا ُم حـمد لن نؤمن لك حتى تجعل لنا الصفا ذهباً فهم يريدون آية مادية ملموسة حتى يؤمنوا بها ويدخلون هذا الدين ويصدقون
ل من رب العالمين فقال لهم رسول ال أو تؤمنوا قالوا بلى فجاءه جبريل أنه نبياً مرس ً الذي أمره ال بتبليغ الرسلة وقال له يا ُم حـمد إن ال عز وجل جاعل لهم الصفا ذهباً 4
فإن كفروا بعدها فإنه معذبهم عذاباً ل يعذبه أحداً من العالمين ,ورسول ال الذي
تجسدت فيه الرحمة والشفقة قال يا رب بل دعني وقومي أدعوهم يوماً بيوم .
ن إن تلك اليات التي طلبها هؤلء القوم نزل بها آيات في كتاب ال عز وجل فقال )إِ ّ في جِري ِ واْلو ُفْل ِ خِتَل ِ وا ِ ِ والّن َ هَعاِر َ ل َ ض َ ت َ مَعا َ س َ في َ ك الِّتي تَ ْ وا ْ ق ال ّ خْل ِ ف اللّْهي ِ واْل َْر ِ َ َ مَعاٍء َ مَعا َين َ ض بَْعَد حَهيَعا بِ ِ مَعاِء ِ ه ِ ف و ُ ه اْل َْر َ س َ م َ مَعا أنَز َ و َ س َ ع الّنَعا َ حِر بِ َ ل اللّ و ُ فأ ْ اْلبَ ْ من ّ ن ال ّ مَعاِء س ّ ل َ حَعا ِ صِري ِ من و ُ هَعا ِ ث ِ دابّ ٍ فهي َ مْاوتِ َ س َ خِر بَْهي َ م َ س َ ف ال ِرَّيَعاحِ َ ة َ هَعا َ َ وت َ ْ ن ال ّ وال ّ وب َ ّ ك ِّ ب اْل و ُ م يَْعِقو ُلاو َ ت لِ ّ َ ن. ض َلَيَعا ٍ َ قْاو ٍ واْل َْر ِ
( البقرة 164ليست الية أن يتحول الصفا ذهباً
ولكن اليات التي يجب أن يتدبرها الناس هى أن ال عز وجل خالق كل تلك
ل ونها ارً بكل ما فيه المخلوقات ومدبر كل هذا الكون من حولهم الذي تراه أعينهم لي ً
من معجزات في السماء والرض والبحار وتسخيرها لهذا ال نـسان لبد أن تنتهي إلى خالق مدبر لهذا الكون مالك الملك والملكوت فكانت تلك اليات اشارة لمن أراد أن يتفكر في ال عز وجل بأن يتفكر في خلقه وذلك لمن أراد المدخل إلى السلم واليمان فإن أمامه ذلك الكون الواسع بسمائه وما فيها من نجوم وشموس فإنه آية من آيات ال عز وجل ,وقد كان العرب في الجاهلية يعلمون أن كل شيء له موجد فكان يقول إذا كانت البعرة تدل على البعير والروث تدل على الحمير وآثار القدام تدل على المسير أسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج أل يدل ذلك على الصانع الخبير الحكيم أل يدل ذلك على أن هناك صانعاً لكل ذلك الملك والملكوت ,
وقد جاء بل لـ بن رباح يستأذن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(ليؤذن الفجر
فوجده يبكي فقال ما يبكيك يا رسول ال ألم يغفر لك ال ما تقدم من ذنبك وما تأخر – نحن أولى بالبكاء منك ل نـنا ل ندري ما ُيفعل بنا أما أنت يا رسول ال فإن ال قد
غفر لك ما تقدم وما تأخر – فقال له يا بل لـ وكيف ل أبكي وقد نزلت علّي الليلة آيات
ثم تل قول ال عز وجل
هَعاِر )إ ِ ّ خِتَل ِ وا ِ ن ِ والّن َ ل َ ض َ ت َ مَعا َ س َ في َ وا ْ ق ال ّ خْل ِ ف اللّْهي ِ واْل َْر ِ
ت ِ ّ و ُ عاو ً كو ُرو َ ويََت َ كو ُرو َ ن ف ّ و َ ه قَِهيَعا ً ن اللّ َ ن يَْذ و ُ ب .الّ ِ لوِلي اْل َْلَبَعا ِ وو ُق و ُ َلَيَعا ٍ م َ دا َ مَعا َ ذي َ ه ْ علَ ٰ ى و ُ جو ُناوبِ ِ ت َٰ ك َ ب فِقَنَعا َ هَذا َبَعا ِ وا ِ ِ عَذا َ حَعانَ َ سْب َ خلَْق َ مَعا َ ض َربَّنَعا َ ت َ مَعا َ س َ في َ ق ال ّ طًل و ُ خْل ِ واْل َْر ِ الّنَعاِر.
( آل عمران 191 – 190ثم يقول يابل لـ يا ويل من قرأها ثم لم يتفكر فيها .
يقول قائل بينما رجل مستلق على ظهره نظر إلى السماء وما فيها من النجوم فقال أشهد أن لكي رباً وخالقاً رب اغفر لي فغفر ال له ذنوبه ,وذلك كان مما ورد في ال ثـر ولم يرد عن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(على الرغم من ان هناك من 5
أوصله إلى رسول ال والمر سواء فإن المراد هنا الحقيقة أن ذلك الذي آمن وصدق وتدبر في خلق ال وملكوته فأقر ل بالعبودية وأقر بأن ال وحده هو صاحب هذا الوجود فإنه قادر على أن يغفر له ذنبه وال عز وجل يقول
كو ُفو ُرو َ ن م لََت ْ ل أَئِّن و ُ ك ْ ) و ُق ْ
دا ۚ ٰ َ ه َأنَدا ً عو ُلاو َ ك َر ّ ل ج َ ب اْل َ ج َ عَعالَ ِ ض ِ ِبَعالّ ِ ع َ و َ نَ . مهي َ ذل ِ َ ن َ في يَْاو َ ق اْل َْر َ خل َ َ ذي َ ن لَ و ُ وت َ ْ مْهي ِ و َ من َ اواًء في أَْربَ َ ع ِ هَعا ِ دَر ِ ك ِ ي ِ وا ِ ِ ق ّ اواتَ َ فهي َ فهي َ فْاوقِ َ فهي َ س َ م َ هَعا أَْق َ هَعا َ وَبَعاَر َ هَعا َ هَعا َر َ ة أَّيَعا ٍ س َ َ َ َ ً َ َ َ ْ ن ف َ او ٰ ولِْلْرضِ ائِتَهيَعا طْاوعَعا أْو خَعا ٌ و ِ لل َ هَعا َ قَعا َ ي و ُد َ مَعاِء َ س َ سَت َ سَعائِِلهي َ ما ْ ى إِلى ال ّ ن .و ُث ّ ِّلل ّ ه َ كْر ً نَ . هَعا َ قَعالََتَعا أَتَْهيَنَعا َ ف َ َ ل سْب َ ضَعا و ُ ق َ في و ُ ى ِ ت ِ طَعائِ ِ وا ٍ وأَْو َ ن َ في يَْاو َ مَعا َ س َ ع َ ن َ عهي َ ه ّ ك ِّ ح ٰ مْهي ِ ظَعا ۚ ٰ َ حْف ً مَعاَء ال ّ مَر َ ك تَْقِديو ُر اْلَعِزيِز اْلَعِلهيِم( . صَعاِبهي َ و ِ ذل ِ َ ح َ م َ دْنَهيَعا بِ َ س َ هَعا ۚ َ س َ َ مَعاٍء أَ ْ وَزيّّنَعا ال ّ
فصلت 12 – 9فلننظر إلى تلك اليات ونحاول أن نعيش معها ونتدبرها وندرس ما وصل إليه العلم الحديث فإنه كما قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(أن القرآن الذي بين دفتي المصحف هو من اليات التي إذا تلوتها وتدبرت ما فيها كنت من المؤمنين ومن المصدقين إوان الذين كانوا على عهد رسول ال )صلي ال عليه
وسلم(كانوا يعلمون الحقيقة ولكنهم كانوا يتكبرون ويتجبرون فإن ال عز وجل يقول في حقهم
مو ُد وا ِ ل اْل َ واْل َْر َ ت َ مَعا َ س َ خل َ َ ن َ ولَِئن َ ) َ ن اللّ و ُ ح ْ م ْ ض لَهيَو ُقاوو ُل ّ ق ال ّ سأَْلَتو ُهم ّ ه ۚ و ُق ِ
هْم َل يَْعلَو ُماوَ ن ( .لقمان 25وفي يومنا هذا نجد الملحدة الذين ل أَْكَثو ُر و ُ لِلّ ِ ه ۚ بَ ْ ينكرون وجود ال عز وجل ويحاربون كل دين ويطلقون على أنفسهم أسماء كثيرة كالملحدين والشيوعيين أو العلمانيين هؤلء الناس ل ينكرون أن لهذه المخلوقات موجد ولكنهم يقولون أن الذي أوجدها هى الطبيعة وكذبوا ل نـهم لو صدقوا فمن الذي أوجد الطبيعة إنما هو رب العالمين ,وقد قال لنا علماء الفلك بعد أن وصلوا هذه اليام إلى تقدم كبير في هذا العلم بفضل التكنولوجيا الحديثة والتقنيات العالية من أدوات ومعدات قالوا أن منشأ العالم أنه كان بخار وذلك تصديقاً لقول ال عز وجل في اليات حيث قال ثم استوى إلى السماء وهى دخان ,فقالوا إن منشأ هذا الكون أنه
كان سديماً أي دخاناً ذلك الدخان منبته كان غاز الهيدروجين الذي تجمعت ذراته
بعضها إلى بعض حتى كونت المجرات ثم كان منها النجوم ثم الشمس وهذه المجرة التي نحن فيها وهذا الكون الواسع المترامي الطراف الذي ل يدركه خيال أو عقل فنحن نعيش في جزء يعتبر فيه ذرة واحدة فنتخيل قوة وقدرة الخالق عز وجل فقد قالوا أن بها مائة مليون من النجوم هذه النجوم التي تكونت من ذرات الهيدروجين 6
فأي مساحة تلك التي تستوعب هذا العدد الهائل من تلك النجوم فقالوا أن المساحة التي تجري فيها تلك النجوم وتنتشر فيها تلك الفل كـ تعادل ستين ألف سنة ضوئية وقد حددوا السنة الضوئية بأنها عشرة مليون مليون كيلومتر كأنك تسير بسيارة سرعتها عشرة مليون مليون كيلومتر في السنة فكانت تلك المسافة خطاً طوله عشرة
مليون مليون كيلومت ارً بينما كل ذلك في مجرة واحدة من المجرات التي بها مليين
النجوم لن ال عز وجل يقول وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً فكان كل ذلك في السماء الدنيا فقط هذه السماء التي نراها بأعيننا ونتطلع إليها فيها كل ذلك ال تـساع
وفيها ذلك النجم الذي هو الشمس الذي ل يستطيع إنسان أن ينظر إليها بالعين المجردة وهى تبدو كحلقة أو كرة متوهجة فما هو حجمها لقد قالوا فيها أن قطر الشمس مقدار قطر الرض مائة مرة مليون وثل ثـمائة وخمسين ألف كيلومتر تلك الكتلة الملتهبة التي تتأجج نا ارً ذلك خلق ال فأروني ماذا خلق الذين من دونه وهذه
هى آياته إذا نظرنا إليها وتدبرنا فيها وجب علينا أن نكون من أهل اليمان والتوحيد بيقين ,وقالوا فيما قالوه أن الشمس هذه حرارة سطحها ستة آلف درجة مئوية هل يتخيل أحد تلك الحرارة فإن ال نـسان على الرض إذا وصلت درجة الحرارة حتى في أشد الدول سخونة في الجو تكون خمسين درجة مئوية وعندها يذوب السفلت المصنوع منه الطريق ويذوب كاوتش السيارات ول يحتملها البشر بأي حال فما بالنا
بتلك الحرارة فقط على سطح الشمس بينما في بطنها وداخلها قد تصل حرارتها إلى ما تعجز عن توليده القنابل الهيدروجينية ل نـهم قالوا إن القنبلة الهيدروجينية هى قنبلة اندماج فكانت مادة الشمس الهيدروجين إواذا اندمجت ذرات تلك المادة يتكون الهليوم
ومع ذلك التجمع وال نـدماج تنطلق تلك الحرارة المستعرة التي تتكون منها الشمس . تلك القنابل الهيدورجينية وليست النووية التي يتبارى البشر في صنعها والحصول عليها حتى تكون ردعاً منهم للخر والتي نرى إذا ما حصلت عليها دولة مثل الهند
نجد اعتراضات وأصوات ضعيفة هنا أو هناك ونسمع أخبا ارً بأن إسرائيل كانت طرفاً في تلك التجارب وقدمت المساعدة التقنية والعلمية ثم تسليم بالمر الواقع بينما إذا حصلت عليها دولة مثل باكستان أطلقوا عليها القنبلة السلمية أقاموا عليها الدنيا ولم يقعدوها وتنطلق المؤامرات تحيط بها حتى يتم السيطرة على تلك الدولة بكل 7
السبل حتى ل تفكر دولة أخرى مسلمة في الحصول علي ذلك السلح الرادع وما أكثر المثلة في دول عربية إواسلمية فقد تم ضرب المفاعل النووي العراقي قبل أن يكتمل
كما أنهم أطلقوا للفتنة العنان في دولة مثل الجزائر حتى يتناحر أهلها ويقتل بعضهم
بعضاً فل يفيقوا منها أبداً ولهم من الساليب الكثير في كل بلد تحاول الحصول على ما يحميها ويدفع عنها المطامع والتهديد . يقول ال عز وجل هو ُدو َ ن. مَعا ِ اْل َ
هَعا َ ض َ شَنَعا َ مَعاءَ بََنْهيَنَعا َ عاو َ م ماو ِ س و ُ هَعا بَِأْي ٍ فِنْع َ واْل َْر َ نَ . د َ س َ ) َ فَر ْ وال ّ وإِّنَعا لَ و ُ
( الذاريات 48 – 47تلك الية جاء تفسيرها في أيامنا هذه كما
خرجت بها نظريات من أهل الغرب قالوا إن السماء هذه في اتساع مستمر كأنها غازات وهذه الغازات تتسع وتبعد عن مركزها قالوا وأثبتوا ذلك في هذه اليام وما كان عندهم كتاب ال عز وجل وما كانوا يدرسون آياته فإن ال عز وجل في كتابه قال أن السماء هو الذي بناها ويوسعها ويمد فيها كيف يشاء ,وكما إنهم قالوا إن تلك النجوم التي نراها في السماء منها نجوم لم يصل ضوءها إلى الرض بعد وتحتاج إلى مليين السنين ليصل إلينا فما هو قدر ذلك ال تـساع في السماء هل يتخيله عقل أو يصل إليه فكر بل يجب أن نتعامل معه كما تعامل رسول ال )صلي ال عليه وسلم(وأصحابه حتى ل نعطل عقولنا عن التفكير والتدبر فإن ال عز وجل يقول عن َ مَعا َ م ّل والّنو ُذو ُر َ ل ان و ُ وا ِ ذا ِ ت َ و َ ضۚ َ ت َ مَعا َ س َ ظو ُروا َ في ال ّ قْاو ٍ مَعا و ُتْغِني اْلَيَعا و ُ واْل َْر ِ )و ُق ِ مو ُناو َ ن. و ُيْؤ ِ
( يونس 101ال عز وجل هو قائلها وأمر الناس بها فكيف بنا ل نفكر
ول نتدبر ول نتعامل معها فإذا كانت تلك السماء الدنيا بكل ما فيها فما بالنا بالسماء الثانية وما بعدها فإنه ل يعلمها إل ال عز وجل ثم إن هناك ما هو أكبر وأوسع من س ئـل رسول ال )صلي ال عليه وسلم(عن السماوات هو كرسي الرحمن عز وجل وقد ُ
الكرسي واتساعه فقال ما السماوات السبع والرضون السبع في الكرسي إل كحلقة ملقاة بأرض فلة -ونحن قد علمنا بعضاً من اتساع السماء الدنيا ول نعلم اتساع
باقي السماوات فإن كل تلك السماوات وما بينها وما تحويه وكذلك الرض وما لم
نعلمه منها ل تشكل في اتساع كرسي الرحمن إل كحلقة ملقاة في صحراء مترامية تكاد ل تراها – ثم يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وما فضل العرش على الكرسي إل كفضل الفلة على تلك الحلقة " وقد كان عبد ال بن رواحة يقول 8
وأشهد أن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمين وكان يسمعها منه رسول ال )صلي ال عليه وسلم(ولم ينكرها عليه . والعلماء يقولون إن الشمس هذه سوف تموت يوما ما حيث إن المادة التي تتكون منها تأخذ في ال نـدماج والتحول إلى مادة اخرى وهى الهليوم ثم يكون بعد الحرارة انطفاء ويتكتل حجمها وتتلشى أو إنها تتحول إلى كوكب من الكواكب كما تحولت الرض وسائر الكواكب من قبل إواذا كانت نظرياتهم تلك صحيحة فإن ال عز وجل
ض َ حِد اْلَقّهَعاِر( اوا ِ وبََرو ُزوا لِلّ ِ م و ُتبَ ّ ه اْل َ تۖ َ مَعا َ س َ ض َ يقول )يَْاو َ وال ّ وا و ُ ل اْل َْر و ُ د و ُ غْهيَر اْل َْر ِ
إبراهيم 48سوف تتبدل الرض وتكون غير الرض وكذلك السماوات بما فيها فكذلك تتبدل الشمس مع ما يتبدل من الكون . وال عز وجل يقول
وإ ِ َ )إ ِ َ م ان َ ت. س و ُ تَ . كَدَر ْ اوَّر ْ ش ْ ذا ال ّ جاو و ُ ذا الّن و ُ م و ُ ك ِ
( التكوير 2 – 1
وكورت بمعنى أن تندمج مع بعضها البعض ,إن ال عز وجل أنزل كتاباً هو الية الكبرى إذا تمسكنا به وآمنا بكل ما جاء فيه من آيات وتدبرنا معانيها وتفكرنا فيها
كانت لبد أن تقودنا إلى اليمان بال عز وجل الذي يقودنا إلى جنة رب العالمين , م وال عز وجل يقول )إِ ّ سّت ِ في ِ ض ِ وا ِ ه ال ّ ِ ن َربّ و ُ واْل َْر َ ت َ مَعا َ س َ خل َ َ ذي َ م اللّ و ُ ق ال ّ ة أَّيَعا ٍ ك و ُ هَعاَر يَ ْ واْل َ او ٰ مَر عَلى اْل َ ى َ ش و ُيْغ ِ ل الّن َ ق َ س َ م َ حِثهيًثَعا َ ه َ شي اللّْهي َ سَت َ طو ُلو ُب و ُ ش ْ ما ْ وال ّ و ُث ّ عْر ِ
ه َر ّ ن( . ب اْل َ ه اْل َ س ّ عَعالَ ِ خَرا ٍ مهي َ مو ُر ۗ تََبَعاَر َ ق َ م َ جاو َ َ ك اللّ و ُ مِرِه ۗ أََل لَ و ُ واْل َ ْ ت بِأَ ْ خْل و ُ م و ُ والّن و ُ
العراف 54ال خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ويقول قائل ويا عجباً كيف
ُيعصى ال لـه وهذه اليات تنطق وتقول أن لها رباً وأن لها موجود ,كيف ُيعصى ال لـه وكيف يجحده الجاحد وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد الحد هو الفرد الصمد صاحب الملك والملكوت الذي يخلق ما ل تعلمون .
9
الرض خْل ً هَعا َ هَعاَ .ر َ اوا َ مَعاو ُء ۚ بََنَعا َ ش ّ م َ هَعا. ف َ ك َ ف َ ع َ س َ د َ م أَ َ س ْ يقول ال عز وجل )أََأنو ُت ْ س ّ م ال ّ قَعا أَ ِ ض بَْعَد ٰ َ مَعاَء َ حَعا َ حَعا َ وأ َ ْ هَعا خَر َ خَر َ ك َ ج ِ مْن َ ش لَْهيلَ َ هَعا َ د َ ذل ِ َ واْل َْر َ هَعاَ . ض َ هَعا َ غطَ َ َ هَعا .أَ ْ وأ َ ْ ج و ُ سَعا َ عَعا َ هَعاَ .مَتَعاًعَعا لّو ُكْم َوِلَْنَعَعاِمو ُكْم ( .النازعات 33-27لقد أمرنا مْر َ ل أَْر َ جَبَعا َ هَعاَ . و َ َ واْل ِ
ال أن نتفكر في مخلوقاته ونمعن النظر فيها وقد نهينا أن نجعل أبصارنا وقلوبنا وآذاننا في غفلة عن هذه المخلوقات وعن التدبر فيها لن ذلك التدبر والنظر والتفكر في مخلوقات ال عز وجل إنما يقود إلى أن هناك رباً خالقاً وصانعاً ل إله إل هو ول
قْد َ ول َ َ م َ سۖ ج َ ن َ م َ هّن َ ذَرْأَنَعا لِ َ معبود بحق سواه ويقول ال عز وجل ) َ ن اْل ِ ج ِّ كِثهيًرا ِ ّ وا ْ ِلن ِ مآ َ عاو َ صو ُرو َ قو ُهاو َ ب ّل يَْف َ هَعا ۚ م أَ ْ ذا ٌ ن ّل و ُيْب ِ م و ُ ن بِ َ ن بِ َ ن بِ َ س َ هَعا َ هَعا َ ن ّل يَ ْ ولَو ُه ْ ولَو ُه ْ لَو ُه ْ عو ُهي ٌ م و ُقو ُلاو ٌ ض ّ ك َ هو ُم اْلَغَعافِو ُلاوَ ن ( .العراف 179كانوا أشبه ك و ُ ل و ُ كَعاْل َْن َ م أَ َ ل ۚ و ُأوٰلَِئ َ و ُأوٰلَِئ َ ه ْ م بَ ْ عَعا ِ
بال نـعام والبهائم كانوا من الغفلة حيث إنهم ل يفقهون شيئاً أصبحوا والجهل طينة
في م َين و ُ ظو ُروا ِ واحدة ,أمرنا ال أن نتدبر وننظر إلى السماوات والرض فقال )أَ َ ول َ ْ ن َ كاو َ وأ َ ْ د ن َ ق ِ ى َأ ن يَ و ُ ه ِ وا ِ كاو ِ ملَ و ُ ع َ يٍء َ من َ خل َ َ مَعا َ و َ ض َ ت َ مَعا َ س َ َ ق اللّ و ُ ت ال ّ س ٰ واْل َْر ِ ش ْ مۖ َ ث بَْعَدو ُه و ُيْؤِمو ُناوَ ن ( .العراف 185كل ذلك يدعونا ان ح ِ دي ٍ يِ َ ب أَ َ اْقَتَر َ جو ُلو ُه ْ فِبأَ ّ
ننظر ونتدبر فيما يحيط بنا وما نعيش عليه من تلك الرض التي جعلها ال عز وجل لنا معاشاً وهيأ لنا فيها ما ل يخطر على بال وجعلها مسخرة لحياة ال نـسان عليها
وفيها كل ما يجعله في رفاهية ونعيم على ذلك الكوكب الذي نعيش فيه وهذا الكوكب 10
جعله ال عز وجل في مكان يبعد عن الشمس بمقدار معين إذا اقترب عنه يحترق كل ما عليه إواذا بعد يتجمد كل ما عليه وقد جعل ال تلك المسافة مائة وخمسين مليون
كيلومتر وهى المسافة المناسبة تماماً للحفاظ على الحياة على هذا الكوكب وقد راينا
في كواكب أخرى في نفس مجموعتنا الشمسية كواكب بعدها ل حياة عليها وكواكب قبلها كذلك ل حياة عليها ثم بقدرته عز وجل حين قال والرض بعد ذلك دحاها أي جعلها كرة وكانت تلك الكرة بشكلها الذي هى عليه من أنسب الشكال لكي تكون
عليها حياة ومعاش ,وقد يتبادر إلى الذهن كيف إنها كرة ول يشعر من يحيا عليها بذلك فل يرى فيها إعوجاجاً أو نتوًء ولكنه يراها ميسرة ممهدة أمامه على مرمى
بصره لن ال عز وجل جعل بقدرته لهذه الرض من المحيط مسافة تجعل ال نـسان الذي قدماه إذا انطلقت في مسيرة فإنه ل يباعد فيما بينهما أكثر من المتر أو يزيد ل كان هذا المحيط محيط الكرة الرضية التي نعيش عليها ثمانية وثل ثـين ألف قلي ً
ل كانت هذه المسافة تجعل إذا وقف في منطقة من على كيلومتر أو تزيد أو تقل قلي ً
ظهرها من على سطحها فإن هذه المنطقة تجعله ينظر أمامه إلى خمسين كيلومتر أو ل فيراها وكأنها خطاً واحداً ل إعوجاج فيه فإن ال يقول أكثر قلي ً
مَدْدَنَعا َ هَعا ض َ واْل َْر َ ) َ
وأَْل َ ن( الحجر 19كان هذا من و ُ هَعا ِ وَأنبَْتَنَعا ِ وا ِ قْهيَنَعا ِ مْاوو ُزو ٍ فهي َ فهي َ ل َ ي َ هَعا َر َ َ يٍء ّ ك ِّ س َ ش ْ
المتداد في الرؤية التي يراها أما الحقيقة فإن ال عز وجل دحى الرض أي جعلها كرة وكان الدليل على إنها كرة تلك الجبال التي أرساها إذ يقول
ل جَبَعا َ ) َ وتََرى اْل ِ
ذي أَْت َ ه صْن َ ن و ُ ه ال ّ ِ ع اللّ ِ حَعا ِ و ِ جَعا ِ سو ُب َ ل َ ق َ س َ مّر َ مَدًة َ هَعا َ ح َ يٍء ۚ إِنّ و ُ تَ ْ ك ّ مّر ال ّ ب ۚ و ُ ي تَ و ُ ه َ ش ْ عو ُلاو َ ن. مَعا تَْف َ خِبهيٌر بِ َ َ
( النمل 88يقول ال في هذه الية إنك إذا نظرت إلى الجبال
وأنت واقف فإنه يخيل إليك أن الجبل واقفاً مكانه ثابتاً ولكن الحقيقة أن هذا الجبل
يدور مع الرض ويسير معها في سيرها كما أن سرعتها في الدوران هى سرعة
السحاب لن السحاب مل زـم لل رـض في دورانها فإن ال نـسان إذا كان في قطار أو سيارة يجد الذين يجلسون في جواره كأنهم جلوس ل يتحركون بينما الحقيقة أنهم يتحركون مع حركة القطار وينتقلون معه إلى مكان آخر أليس ذلك المثال قريب التصور إلى العقل كذلك كانت تلك الرض في دورانها بكل من فيها وعليها تتحرك وتدور في فلكها ول يشعر من عليها بذلك فكان ذلك تفسير قول ال عز وجل عن 11
الجبال إذا رآها ال نـسان يحسبها جامدة ل تتحرك بينما الحقيقة أنها تدور مع الرض في دورانها كل ذلك من صنع ال عز وجل الذي إذا صنع شيئاً أتقنه فل تجد إهت از ازً
فيها ول اعوجاج حتى تكون مستقرة مهيأة لحياة البشر عليها حياة مطمئنة مستقرة
كَعانََتَعا َرْت ً ك َ ض َ ن َ قَعا فو ُروا أَ ّ وا ِ م يََر الّ ِ واْل َْر َ ت َ مَعا َ س َ ذي َ وال عز وجل يقول )أَ َ ول َ ْ ن ال ّ يٍ ۖ أَ َ َ مو ُناو َ ف َ ض ج َ ج َ فَتْقَنَعا و ُ عْلَنَعا ِ فَل و ُيْؤ ِ مَعاِء و ُ عْلَنَعا ِ و َ نَ . يٍء َ ل َ ن اْل َ م َ و َ مَعا ۖ َ ه َ ك ّ في اْل َْر ِ ش ْ ح ّ م يَْهَتو ُدو َ مَعاَء ج َ سو ُبًل لّ َ ج َ جَعا ً عْلَنَعا ِ ي َأ ن تَ ِ وا ِ فهي َ س َ و َ نَ . هَعا فِ َ و َ م َ َر َ علّو ُه ْ ه ْ عْلَنَعا ال ّ جَعا و ُ مهيَد بِ ِ س َ حو ُفاو ً سْق ً ضاو َ هَعاَر و و ُ م َ و و ُ او الّ ِ والّن َ ن آَيَعاتِ َ ل َ ق اللّْهي َ خل َ َ ذي َ ه َ نَ . ظَعا ۖ َ َ ع ْ ه ْ م ْ مْعِر و ُ فَعا ّ هَعا و ُ في َ حاو َ واْل َ ك ّ ن. ل ِ مَر ۖ و ُ فل َ ٍ ق َ س َ م َ َ ك يَ ْ ش ْ وال ّ سبَ و ُ
( ال نـبياء 33-30ومن شرح تلك
اليات نعلم أن السماوات والرض كانتا جزءاً واحداً أو أن الشمس والرض كانت
جزءاً واحداً وأراد ال عز وجل بالشمس السماء لن السماء تطلق على كل شيء ارتفع وكل شيء بالسفل أرض فإن ال عز وجل جعل الرض منشقة من السماء
مقطوعة منها ثم عندما قطعها وكانت كرة في هذا الكون ماذا يصنع ال عز وجل فيها يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(لما خلق ال عز وجل الرض مادت تحركت تذبذبت ل يقدر عليها أحد ل يستقر عليها إنسان ول حيوان إنها تهتز كأنها في زلزلة مستمرة يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(فخلق ال عز وجل الجبال وألقاها عليها فاستقرت فكانت الجبال رواسي لل رـض ومقابلة للماء في الجهات التي فيها محيطات أو بحار إرادة ال عز وجل أن تكون تلك الرض ميسرة ومكيفة لل نـسان ثم ل حتى يتحرك فيها ال نـسان يميناً وشماًل بسهولة ول يعترضه جعل فيها فجاجاً وسب ً
شيء ثم جعل ذلك الغلف الجوي الذي يحيط بالرض ويغلفها ويتكون من عدة
غازات وجعل فيه ال كـسجين الذي يتنفسه ال نـسان فكان ذلك الغلف بمثابة السقف الذي يحفظ من تحته من البشر والمخلوقات فيعمل على معادلة الضغط الجوي ويمد المخلوقات بما تحتاجه من الهواء للتنفس وللنبات ولكافة المخلوقات بنسب متعادلة ل تنحرف ول تزيد أو تنقص لذلك عندما اخترع البشر ما يضرهم من المخترعات التي أضرت بتلك المعادلة إنما بدأت تخرج غازات ناتجة عن الحتراق بكميات فوق الطاقة تتصاعد في طبقات الجو العليا مسببة تغي ارً في طبيعة وحالة هذا الغلف مما يسبب حالة من الحتباس الحراي تزيد من درجة حرارة الجو في الرض كما أن تغير نسب 12
الغازات في هذا الغلف يسمح بمرور أشعة من الشمس تؤثر على حياة البشر في الرض وتصيبهم بالمراض ومنها السرطان وعلى الرض نفسها وما تنتجه من مزروعات يكون لها ضر ارً بالغاً بال نـسان انظر كيف حافظ ال عز وجل على أن
يكون كل شيء موزوناً وكيف هيأ ذلك الجو بما يتناسب مع احتياجات الناس الذين
يعيشون فيه ,ثم جعل ال عز وجل الليل والنهار من سمات كوكب الرض ومن
الدل ئـل على دوران كوكب الرض الذي يدور حول نفسه أمام الشمس فكان تعاقب الليل والنهار فكان ذلك من فضل ال عز وجل ل نـه جعل الليل سكناً لل نـسان وجعل له النهار معاشاً ولنتخيل لو أن ال نـسان منا يعيش في ليل دائم فكيف تكون حياته
والعكس لو أنه في نهار دائم فكيف تكون الحياة فإنها ل تستقيم فإن ال عز وجل خلق كل شيء بقدر وقدره تقدي ارً وجعل له موازين تلك الموازين إن اختلت تكون العلل
يكون الوبال على الناس الذين يحاولون التغيير في النظام الذي خلقه ال عز وجل
ى ه َ ج َ علَْهي و ُ سْر َ ل َ م اللّْهي َ ع َ م ِإ ن َ ل اللّ و ُ ل أََرأَْيو ُت ْ وفي ملكه وال عز وجل يقول )و ُق ْ مًدا إِلَ ٰ ك و ُ ضَهيَعاٍء ۖ أَ َ ه َ عاو َ ل ج َ كم بِ ِ ه يَْأِتهي و ُ غْهيو ُر اللّ ِ م ِ م و ُ ع َ م ِإ ن َ س َ ة َ م اْلِقَهيَعا َ ن إِٰلَ ٌ ل أََرأَْيو ُت ْ ن .و ُق ْ فَل تَ ْ م ْ يَْاو ِ َ ه َ ل ه َ ه يَْأِتهي و ُ غْهيو ُر اللّ ِ م ِ علَْهي و ُ م الّن َ ة َ م اْلِقَهيَعا َ سْر َ هَعاَر َ ن إِٰل ٌ اللّ و ُ م ْ ى يَْاو ِ مًدا إِلَ ٰ ك و ُ كم بِلَْهي ٍ ه ۖ أَ َ صو ُرو َ كو ُناو َ ه ج َ فهي ِ كو ُناوا ِ س و ُ ل لَ و ُ مِت ِ و ِ فَل و ُتْب ِ فهي ِ ن ِ س و ُ والّن َ ل َ م اللّْهي َ ع َ ه َ ح َ نَ . هَعاَر لَِت ْ من ّر ْ تَ ْ ك و ُ من َ كو ُرو َ ن. ول َ َ ش و ُ علّ و ُ ضِل ِ ف ْ غاوا ِ ولَِتْبَت و ُ ه َ َ م تَ ْ ك ْ
( القصص 73 – 71فهل شكر الناس نعم
ل ج َ عْلَنَعا اللّْهي َ و َ ال عز وجل وهل تدبروا في هذه اليات وكذلك يقول ال عز وجل ) َ غاوا َ نۖ َ عْلَنَعا آيَ َ حْاوَنَعا آيَ َ م ج َ من ّربِ ّ و ُ ف ْ صَرًة لِ َّتْبَت و ُ مْب ِ ة الّن َ والّن َ و َ ل َ م َ ف َ َ ك ْ ضًل ِ ّ هَعاِر و ُ ة اللّْهي ِ هَعاَر آيََتْهي ِ
يٍء َ صهيًل ( .السراء 12 ماوا َ عَد َ صْلَنَعاو ُه تَْف ِ و و ُ واْل ِ د ال ّ ِ ل َ بۚ َ سَعا َ ح َ ن َ سِنهي َ َ ف ّ ك ّ ولَِتْعلَ و ُ ش ْ
كانت آيات من عند ال عز وجل تقول للملحد آمن وتهز قلب الكافر وتدل المكذب أن هناك رباً خالقاً إوالهاً واحداً مصرفاً للكون كله فهذه الرض التي نعيش عليها قدر
فيها القوات بميزان ل يختل حتى ل يحتاج الناس لي شيء من خارجها وال عز
وجل يقول
مَدْدَنَعا َ وأَْل َ يٍء من و ُ هَعا ِ وَأنبَْتَنَعا ِ وا ِ قْهيَنَعا ِ فهي َ فهي َ ل َ ي َ هَعا َر َ هَعا َ ض َ واْل َْر َ ) َ ك ِّ س َ ش ْ
يٍء إِّل م َ ج َ ه بَِراِز ِ م ِ عْلَنَعا لَ و ُ مْاوو ُزو ٍ فهي َ من َ نَ . قهي َ و َ ش َ عَعايِ َ هَعا َ و َ نَ . م لَ و ُ سو ُت ْ من لّ ْ ك ْ ّ وِإ ن ِ ّ ش ْ ه إِّل بِ َ م. ِ و َ ه َ عنَدَنَعا َ مَعا و ُنَن ِزّو ُل و ُ خَزائِو ُن و ُ قَدٍر ّ مْعو ُلاو ٍ
( الحجر 21-19ما من شيء في
الرض ول في السماء إل عند ال عز وجل خزائنه التي ل تنفد أبداً وأبو هريرة
يقول خزائن ال عز وجل كلمة إنما هى كلمة كن فيكون فإن ال عز وجل يقول
دا ۚ ٰ َ ه َأنَدا ً عو ُلاو َ كو ُفو ُرو َ ك َر ّ ب ج َ م لََت ْ ض ِ ن ِبَعالّ ِ أَئِّن و ُ ذل ِ َ ن َ في يَْاو َ ق اْل َْر َ خل َ َ ذي َ ن لَ و ُ وت َ ْ ك ْ مْهي ِ 13
ل )و ُق ْ
و َ من َ في ج َ اْل َ هَعا ِ دَر ِ ك ِ ي ِ وا ِ ل ِ عَعالَ ِ ق ّ اواتَ َ فهي َ فهي َ فْاوقِ َ فهي َ هَعا أَْق َ هَعا َ وَبَعاَر َ هَعا َ هَعا َر َ ع َ و َ نَ . مهي َ س َ ن. أَْربَ َ ع ِ سَعائِِلهي َ س َ م َ اواًء ِّلل ّ ة أَّيَعا ٍ
( فصلت 10-9جعل ال عز وجل لكل كائن حي على
ظهر تلك الرض ما يأكله ويتغذى به من قوت ولم ينسى أحداً أو يترك أحد ولكن
هناك ناس تطغى على ناس تأكل وتغتصب حقوق الخرين عدواناً وظلماً بينما ال
عز وجل أنزل كل شيء بميزان والرزق في الرض يكفي الناس كلها حتى ل يجور أحداً على أحد ولكن الناس يظلمون ويستأثرون بالخير كله ويمنعونه عن الكثرة من الناس فكان بسبب ذلك خلل في التوازن الطبيعي الذي أراده ال عز وجل وليس في
قلة المقادير فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول إن ال عز وجل جعل في أموال الغنياء ما يكفي الفقراء وما جاع الفقراء وما عروا إل بتقصير من أغنيائهم - إل بامتناع الغنياء عن إخراج زكاة أموالهم -أل إن ال معذبهم عذاباً شديداً " لقد
هيأ ال عز وجل الرض لكي تستقيم عليها الحياة وتستقر بأن يعمل ال نـسان فيها
ويعمرها بالخير والحق والعدل وبالصلح وبالحسان حتى تكون معب ارً للدار الخرة
التي هى دار الخلود فليعد كل منا نفسه حتى يفوز بجنة عرضها كعرض السماوات
والرض أعدت للمتقين . و َ ويقول ال عز وجل )إِ َ ض أَْث َ ل ج ِ ذا و ُزْلِزلَ ِ قَعالَ َ ض ِزْلَزالَ َ قَعا َ هَعاَ . خَر َ هَعاَ . وأ َ ْ ت اْل َْر و ُ ت اْل َْر و ُ خَبَعاَر َ س هَعا .بَِأ ّ سَعا و ُ مِئ ٍ مِئ ٍ ى لَ َ مَعا لَ َ هَعا .يَْاو َ ك أَْو َ ن َربّ َ ذ و ُت َ هَعا .يَْاو َ ن َ ا ْ ِلن َ ح ِّ ذ يَ ْ ث أَ ْ ح ٰ صو ُدو ُر الّنَعا و ُ د و ُ مَ . ل َ ل َ مْث َ مْث َ ذّرٍة شَتَعاًتَعا لِ ّو ُهيَرْوا أَ ْ ل ِ ل ِ قَعا َ من يَْع َ و َ خْهيًرا يََرو ُهَ . ذّرٍة َ قَعا َ من يَْع َ ف َ ع َ م ْ م ْ مَعالَو ُه ْ أَ ْ
شًّرا يََرو ُه ( ..الزلزلة ,هذه الرض التي نعيش عليها حياة كريمة مستقرة إنما مآلها َ إلى زوال وفناء هى وكل من عليها وفيها لذلك يقول ال عز وجل يوم ُتبدل الرض غير الرض والسماوات أي إن الرض التي يقف الناس عليها يوم الحساب ذات طبيعة وشكل مختلف عن تلك الرض التي نعيش عليها وكذلك السماوات فإن الزلزلة الكبرى زلزلة القيامة ل تبقي ول تذر شيئاً إل أتت عليه ,ورسول ال )صلي ال عليه
وسلم(يقول تلقي الرض بفلذات أكبادها من الذهب والفضة – تلك المعادن التي
يتقاتل ويتصارع الناس عليها ومن أجلها – مثل السطوان يمر عليه القاتل فيقول في هذا قتلت ويمر القاطع ويقول في هذا قطعت رحمي ويمر السارق ويقول في هذا ُقطعت يدي ثم يمرون ول يأخذون منه شيئاً " وذلك يوم القيامة يوم ل ينفع الندم 14
ويقول كذلك رسول ال )صلي ال عليه وسلم(تحفظوا من الرض فإنها أمكم منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى وما عمل عليها عبد أو أمة من شيء إل وهى مخبرة تقول فعلت كذا يوم كذا " إوان الرض تلك التي نعيش عليها أمرنا أن نعيش عليها نتشبه بالمل ئـكة في السماء لن ال عز وجل ما خلقك وما استعمرك في الرض لتفسد فيها وتهلك فيها ولكن
استعمرك لكي تعمل وتنمي وتعدل فإذا كان خراب وظلم وفجور فإنك ما أحسنت شكر نعمة ال عليك وال عز وجل يقول
هَ . ) َ ة في ِ او ِ ش ٍ عهي َ فو ُه َ م َ ت َ مَعا َ اواِزيو ُن و ُ من ثَو ُقلَ ْ فأَ ّ
هَ . ه َ فو ُأ ّ ة. مهيَ ٌ وي َ ٌ خ ّ ههيَ ْ حَعا ِ مَعا ِ ّرا ِ ضهيَ ٍ هَ .نَعاٌر َ ك َ مَعا أَْدَرا َ و َ ة َ . م َ ت َ ن َ مَعا َ ةَ . م و ُ اواِزيو ُن و ُ ف ْ م ْ وأ َ ّ هَعا ِ
(
القارعة 11-6تلك اليات كان أبو بكر الصديق يأكل مع رسول ال )صلي ال عليه وسلم(كما جاء في حديث أنس بن مالك على فرشه ومن طعامه فنزلت تلك اليات فرفع يده عن الطعام ثم قال يا رسول ال أئني مجازى بمثقال ذرة من الشر قال يا أبا بكر ما رأيت في الدنيا مما تكره يجعله ال في مثاقيل الشر ويدخر ال عز وجل لك مثاقيل الخير حتى توفاها يوم القيامة " إن ربك أيها المسلم غفور رحيم ما يريد أن يهلكك فكانت مثاقيل الشر التي يقع فيها المسلم يخفف ال بها عنه بأن يجازه عليها في الدنيا بالبتلء فإن صبر عليه كان كفارة له وثواباً حتى أحقر الذنوب وأقلها فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(قال يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإنها لها
من ال طالباً " ويقول عبد ال بن مسعود إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " وذلك حتى ل يستصغر أحداً ذنباً فإنها تتراكم صغير على
صغير من غير توبة ول استغفار حتى تكبر ةتتفاقم فتهلك صاحبها وقد شبهها رسول ال )صلي ال عليه وسلم(بقوم كانوا على سفر فنزلوا بأرض فلة وليس معهم حطب وأرادوا أن يطهون طعاماً فتفرقوا في الفلة فأخذ كل منهم يجيء بالعود الصغير من الحطب من هنا أو هناك حتى جمعوا ما أججوا به نا ارً فطهوا وأكلوا ,وكذلك هى
الذنوب التي نقلل من شأنها فإن ال عز وجل ل يترك مثقال ذرة من شيء إل جعلها في ميزان العمال لك أو عليك ورسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول ل تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلو في إناء المستسقي ول أن تلقى أخاك ووجهك له
15
طلق بشوش " كل تلك العمال وما شابهها قد يقلل ال نـسان من شأنها ومن أجرها ولكن تجمعها يكون عظيماً لذلك أوصانا بها رسول ال
الـمل ئــــكـــــــة إن المل ئـكة هم خلق من خلق ال عز وجل لهم قدر عظيم عن رب العالمين وكذلك لها قدر عظيم عند أهل السلم والمتقين وكذلك لها قدر عظيم عند أهل الكفر والشرك فإن كثير من المشركين اتخذوهم من دون ال أرباباً وأشركوهم في عبادة ال عز وجل
فضلوا الطريق لن ال عز وجل ل يقبل إل الموحدين به ول يقبل أن يكون معه شريكاً
من َ ه إِّل أََنَعا ه َل إِٰلَ َ حي إِلَْهي ِ ل إِّل و ُناو ِ ك ِ سْلَنَعا ِ ساو ٍ قْبِل َ مَعا أَْر َ و َ فهو الذي يقول ) َ ه أَنّ و ُ من ّر و ُ ح َٰ و َ َ ماو َ د ّ ه م ْ قَعاو ُلاوا اتّ َ فَعا ْ ل ِ عو ُبو ُدو ِ سْب َ ن َ نَ . سِبو ُقاونَ و ُ حَعانَ و ُ نَ .ل يَ ْ عَبَعا ٌ ه ۚ بَ ْ خَذ الّر ْ كَر و ُ ولًَدا ۗ و ُ م و ُ عاو َ ش َ خْل َ مو ُلاو َ ِبَعاْل َ ن إِّل و و ُ ن أَْي ِ قْاو ِ ف و ُ م َ مَعا َ و َ م َ مَعا بَْهي َ م َ مِرِه يَْع َ ل َ وَل يَ ْ فو ُه ْ ه ْ هم بِأَ ْ ن .يَْعلَ و ُ دي ِ
شِفو ُقاو َ ه و و ُ ن اْرتَ َ من و ُدونِ ِ ل ِ شهيَِت ِ و َ نَ . ن َ ى َ لِ َ م إِِّني إِٰلَ ٌ مْنو ُه ْ من يَو ُق ْ م ْ خ ْ م ْ ه ِّ هم ِ ّ ض ٰ ه و ُ م ِ َ جِزي ال ّ مۚ َ ن ( .ال نـبياء 29-25المل ئـكة هم ظَعالِ ِ جِزي ِ ج َ مهي َ ك ٰ َذلِ َ هّن َ ه َ ف ٰ َذلِ َ ك نَ ْ ك نَ ْ
خلق ال البرار الطهار فطرهم ال عز وجل على العبادة والتوحيد وما أمروا الناس بعبادتهم ولكن الناس هم الذين أشركوا وال سوف يسأل المل ئـكة يوم القيامة فيقول ة أَ ٰ َ نَ . مهي ً كَعاو ُناوا يَْعو ُبو ُدو َ م َ مَلئِ َ قَعاو ُلاوا شو ُر و ُ ه و ُ ؤَلِء إِّيَعا و ُ ك ِ ج ِ ل لِْل َ م َ ويَْاو َ ) َ ك ْ ه ْ م يَ ْ عَعا و ُث ّ م يَو ُقاو و ُ ح و ُ مو ُناو َ كَعاو ُناوا يَْعو ُبو ُدو َ هم ّ ل َ ن. ن ۖ أَْكَثو ُر و ُ مْؤ ِ ولِهيَّنَعا ِ ت َ ك َأن َ حَعانَ َ سْب َ ن اْل ِ هم ۖ بَ ْ ج ّ و ُ هم بِ ِ من و ُدونِ ِ
(
سبأ 41-40فالمل ئـكة نفت عن نفسها تلك التهمة وذلك الكفر والشرك المبين فإنهم خلق من خلق ال الموحدين الذين يعبدون ال عز وجل ل يفترون إنما أهل الشرك أشركوا وغالوا في الكفر وما أعطوا المل ئـكة قدرها فتارة يصفونهم بالبنات وتارة يصفونهم بال نـاث وال عز وجل يقول
)أ َ َ ص َ مَلئِ َ ة واتّ َ ك ِ خَذ ِ م َربّ و ُ فَعا و ُ ن اْل َ م َ ن َ كم ِبَعاْلبَِنهي َ ك ْ فأَ ْ
ن َ م لََتو ُقاوو ُلاو َ ظهيًمَعا ( .السراء 40فكان وصفهم للمل ئـكة بأنهم إناث قْاوًل َ ع ِ إَِنَعاًثَعا ۚ إِنّ و ُ ك ْ
ونسبهم ل عز وجل هو من أشد انواع الشرك والكفر بال عز وجل وكذلك يقول ال 16
عز وجل
ح َٰ ك َ خْل َ مَلئِ َ مۚ ن و ُ ج َ م ِ ة الّ ِ هو ُدوا َ ن إَِنَعاًثَعا ۚ أَ َ ذي َ عو ُلاوا اْل َ و َ ) َ قو ُه ْ عَبَعاو ُد الّر ْ ه ْ ش ِ م ِ
سَأو ُلاوَ ن ( .الزخرف 19ال عز وجل نفى عن المل ئـكة تلك سو ُت ْ هَعا َ ش َ م َ ب َ َ وو ُي ْ دو ُتو ُه ْ كَت و ُ التهمة وذلك الفعل وأثبت لهم العبودية له وحده ,والمل ئـكة هم خلق من خلق ال عز وجل إنما سخرهم ال وجبلهم على عبادته وفطرهم عليها ولكنهم إوان كان لهم
الختيار ما تخلفوا عن عبادة ال وحده وما انحرفوا عنها ورسول ال )صلي ال عليه
وسلم(يقول في حديث له أطت السماء وحق لها أن تأط ما فيها موضع قدم ول شبر ول كف إل فيه ملك قائم أو ملك راكع أو ملك ساجد فإذا كان يوم القيامة قالوا ربنا ما عبدناك حق عبادتك إل إننا ل نشرك بك " يعبدون ال عز وجل عبادة ل انقطاع لها إلى يوم الدين ورغم تلك العبادة إنما يوم القيامة يعترفون بالتقصير وهم الذين ما تخلفوا عن عبادة ال لحظة واحدة إل أن عزائهم أنهم لم يشركوا بال عز وجل وهذا القول للبشر إذ أن الشرك ظلم عظيم يظلم به ال نـسان نفسه لن ال عز وجل ل يغفر أن ُيشرك به أبداً ,والمل ئـكة خلقهم ال عز وجل من نور فعن أم المؤمنين عائشة
رضي ال عنها قالت قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(خلق ال عز وجل
المل ئـكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم أي أنه خلقه من ماء وطين ,والمل ئـكة جم غفير ل يحصى ل يعلم عددهم إل خالقهم فكما قلنا في حديث رسول ال إنه ل يوجد موضع قدم ول شبر ول كف إل وفيه ملك وذلك في السماوات كلها والرض كلها فإنه قد جاء في الحديث عن ليلة القدر أن المل ئـكة ليلتها في الرض أكثر من عدد الحصى فهل يستطيع أحد ان يحصي التراب عدداً .
ه َ مَلئِ َ سًل ك ِ جَعا ِ وا ِ فَعا ِ مو ُد لِلّ ِ ل اْل َ ض َ ت َ مَعا َ س َ وال عز وجل يقول )اْل َ ح ْ طِر ال ّ ة و ُر و ُ ع ِ واْل َْر ِ ل ه َ شَعاو ُء ۚ إِ ّ في اْل َ وو ُرَبَعا َ ن اللّ َ ى و ُ ع ۚ يَِزيو ُد ِ ح ٍ مَعا يَ َ خْلقِ َ ث َ وو ُثَل َ ى َ جِن َ و ُأوِلي أَ ْ ة ّ ك ِّ علَ ٰ مْثَن ٰ يءٍ َ ديٌر. ق ِ َ ش ْ
( فاطر 1فقال ال لنا أن للمل ئـكة أجنحة وأن هذه الجنحة منها
مثنى ومنها ثلث ومنها أربعة وكذلك قال إنه يزيد في الخلق ما يشاء فقد يكون هناك من له أكثر من ذلك وقال ذلك رسول ال )صلي ال عليه وسلم(بيقين فإن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت لقد رأى رسول ال )صلي ال عليه وسلم(جبريل على خلقته التي خلقه ال عليها مرتين الولى في الرض عند البطح بعد أن تلقى الرسالة في حراء عندما أبطأ عليه جبريل فجاءه في السماء وناداه يا 17
ُم حـمد فرفع بصره إلى السماء فإذا بجبريل ساد الفق فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(فإذا بالملك الذي جاءني بحراء على خلقته ساد الفق له ستمائة جناح – وقد
كان ذكر هذا العدد على سبيل الكثرة من الشيء وليس الحصر ,والمرة الثانية التي رآه فيها على صورته كانت في السماء وقرأت قول ال عز وجل ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى " يزيد ال عز وجل في خلقه ما يشاء إن ال على كل شيء قدير ,ومل ئـكة رب العالمين إنما كلفهم بأمور وتكليفات وجعل ل ودو ارً يؤديه في أمور الدنيا أو أمور البشر فقد كلف ال عز وجل لكل منهم عم ً
جبريل بأن يكون أمين الوحي أن يكون الوسيط بين ال عز وجل ورسله وهو ل يعمل إل بإذن ال عز وجل فقد سأله رسول ال )صلي ال عليه وسلم(وقال له يا جبريل أل تزورنا أكثر مما تزورنا فنزل قول ال عز وجل
ن مَعا بَْهي َ ه َ مِر َربِ ّ َ و َ ) َ ك ۖ لَ و ُ ل إِّل بِأَ ْ مَعا نََتَنّز و ُ
ن َٰ كَعا َ خْل َ مَعا َ سًّهيَعا ( .مريم 64ل ينزل إل بأمر ك نَ ِ أَْي ِ ن َربّ َ و َ كۚ َ ذل ِ َ مَعا بَْهي َ و َ فَنَعا َ مَعا َ و َ ديَنَعا َ
ال عز وجل ول يبلغ رسالة من ال عز وجل إلى رسله إل بإرادته وقد علمنا منه أن المل ئـكة باستطاعتهم أن يغيروا من شكلهم ومن هيئتهم فإن جبريل عليه السلم واحداً منهم ولكنه كان يأتي رسول ال )صلي ال عليه وسلم(في صور شتى فقد كان
يأتيه في صورة دحية بن خليفة الكلبي وفي صورة أعرابي وكان يأتيه بأن يصدر
صوتاً فقط أو أن ينفث في روعه من هنا علمنا أن المل ئـكة تستطيع أن تغير من
هيئتها وكان ذلك من جبريل الذي اختصه ال عز وجل بتوصيل رسالة رب العالمين إلى خلقه ,وكان ميكائيل الذي كلفه ال عز وجل بالقطر والنماء فكل أسباب الرزق التي في الرض إنما موكل بها ميكائيل ,وكان إسرافيل هو من حملة العرش ووكله ال عز وجل بالنفخ في الصور ورسول ال )صلي ال عليه وسلم(يصفه لنا وهو
يمسك بذلك البوق الذي سينفخ فيه يقول التقم القرن وحنى رأسه ينتظر المر قالوا يا رسول ال ماذا نقول قال قولوا ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم " هو ينتظر الذن من ال عز وجل بالنفخ في الصور وقد يأتيه الذن في أي لحظة من ليل أو نهار في ساعة ل يعلمها إل ال ,ثم كان منهم ملك الموت الذي يسميه الناس عزرائيل وما جاء ذلك السم في كتاب ال عز وجل وما ورد عن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(ولكنه ملك الموت الذي كلفه ال عز وجل بأن يقبض أرواح العباد متى جاء 18
أجلهم ,وكان منهم رضوان خازن الجنة كما أن مالك هو خازن النار ,كما أن منهم جنوداً جعلهم ال عز وجل يحفظون ال نـسان في كل حركاته وسكناته فإن ال عز
ح َ ه ه ۗ إِ ّ ف و ُ م َ ع ِّ ن اللّ َ مِر اللّ ِ ه ِ خْلِف ِ و ِ ن يََدْي ِ ن َ ه َ ظاونَ و ُ وجل يقول )لَ و ُ ن أَ ْ م ْ ه يَ ْ م ْ ت ِّ قَبَعا ٌ ه و ُ من بَْهي ِ ساوًءا َ وإ ِ َ ه بِ َ مَعا بِ َ ى و ُي َ َل و ُي َ هۚ ذا أََرا َ مَعا بَِأنو ُف ِ مَر ّ فَل َ مۗ َ غ ِهي ّو ُروا َ م َ غ ِهي ّو ُر َ د لَ و ُ د اللّ و ُ ه ْ حّت ٰ قْاو ٍ قْاو ٍ م و ُ س ِ ل. ه ِ من و ُدونِ ِ وا ٍ من َ و َ َ مَعا لَو ُهم ِ ّ
( الرعد 11وهم يتعاقبون على الناس ملكان بالليل
وملكان بالنهار وعلي بن أبي طالب وقت أن كان أمي ارً جاءه رجل وقال يا أمير
المؤمنين يريدون قتلك فقال له ما من واحد منا إل وله ملكان يحفظانه ما لم يأت قدر
ال فإذا جاء قدر ال خليا بينه وبينه يا أخي إن الجل له جنة حصينة " فكانت تلك المل ئـكة بأمر ال تحفظ البشر من كل شيء إل من قدر ال عز وجل ,وكانت هناك مل ئـكة أخرى تشهد على كل إنسان وتكتب وتنقل كل ما عمله وقاله ال نـسان إلى رب العالمين فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول إذا كان يوم الجمعة وقفت المل ئـكة على أبواب المساجد تكتب الول فالول حتى إذا جلس المام على المنبر طوت الصحف وجلسوا حول المنبر يستمعون الذكر وهم يملؤن الفراغات " ولكن إرادة ال عز وجل أن ل يرى الناس المل ئـكة على صورتهم فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(عندما رأى جبريل على صورته خر مغشياً عليه ,وعن أبي هريرة يقول قال
رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يتعاقبون فيكم مل ئـكة بالليل والنهار ويجتمعون في صلة العصر وفي صلة الفجر ثم يصعد الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي فيقولون آتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون " وكذلك يتعاقب على ال نـسان مل ئـكة كتبة يحصون عليه كل صغيرة وكبيرة من خير أو شر وال عز وجل يقول
ل َ ظ مَعا يَْلِف و ُ و َ ن َ )إِْذ يََتلَ ّ مَتلَ ِ ّ ق ِ مَعا ِ ن ال ّ ِ ن اْلهيَ ِ قَهيَعا ِ ش َ ن َ عهي ٌ دّ . قى اْل و ُ ع ِ مهي ِ ع ِ
من َ ه َر ِ ل إِّل لََدْي ِ ِ قْاو ٍ ب َعِتهيٌد ( .ق 18-17كل إنسان قيد ال عز وجل له ملكاً قهي ٌ
عن يمينه وملكاً عن شماله يحصيان عليه كل كبيرة وصغيرة وكل قول أو فعل فإن
عمل حسنة كتبها له الذي عن يمينه عش ارً إوان كانت سيئة كتبها الذي عن شماله
بمثلها ولكن قبل أن يكتبها يقول له الذي عن اليمين أمهله لعله يستغفر أو يتوب
فإذا لم يستغفر كتبها عليه سيئة واحدة ,وهذان الملكان ل يتركان ال نـسان أبداً إل
في ثل ثـة مواطن فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول إن ال عز وجل ينهاكم 19
عن التعري فاستحيوا من ال واستحيوا من الكرام الكاتبين اللذان ل يفارقونكم إل عند ثلث عند الغائط وعند الجنابة وعند الغسل " وهناك مل ئـكة إنما هى موكلة بال نـسان تتلقاه وهما منكر ونكير وال عز وجل يقول
مو ُناوا ِبَعاْل َ ت ل الّثَعابِ ِ قْاو ِ ه الّ ِ نآ َ ذي َ ت اللّ و ُ )و ُيَثبِ ّ و ُ
حَهيَعاِة ال ّ ه ال ّ ض ّ شَعاو ُء. ويَْف َ ظَعالِ ِ وو ُي ِ في اْل ِ و ِ ِ مَعا يَ َ ه َ نۚ َ مهي َ خَرِة ۖ َ دْنَهيَعا َ في اْل َ ل اللّ و ُ ل اللّ و ُ ع و ُ
(
إبراهيم 27وعن أنس بن مالك أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول إذا ُو ضـع العبد في قبره وتولى عنه أصحابه وهو يسمع قعر نعالهم يأتيه ملكان الول
يقول له ما كنت تقول في هذا الرجل أما المؤمن فيقول هو ُم حـمد عبد ال ورسوله
فيريه مقعده في الجنة ويقول له إن ال عز وجل أبدلك ذلك المقعد بمقعدك الذي كان
في النار ,وأما الكافر عندما يقول له ما كنت تقول في هذا الرجل يقول ما أدري سمعت الناس يقولون فقلت فيقال له ل دريت ثم يريه مقعده من النار فتنغص عليه حياته فإن القبر إما روضة من رياض الجنة إواما حفرة من حفر النار " والناس تبتدع في تلك المور فإذا قبر الميت في قبره جاءوا بناس يقولون إنهم يلقنونه يقولون له
يا فل نـ عندما يأتيك الملكان منكر ونكير فيسألونك عن نبيك فقل نبيك فل نـ ومن ربك فقل ربي ال فهل الميت إذا كان مات على غير ل إله إل ال وأن ُم حـمداً رسول ال
وأن القرآن دستوره وأن السلم دينه ومنهاجه وطريقه فهل ينفع معه التلقين فإن ذلك من البدع التي ما وردت عن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(ول عن احد من تابعيه من بعده إنما اليقين أن المؤمن مثبت وملقن من ال عز وجل وأن الكافر ليس له من دون ال ولي ول نصير فمهما لقنوه لن يستطيع أن يجيب إنما مأواه جهنم والعياذ بال . ومن أعظم المل ئـكة قد ارً الذين هم حول عرش الرحمن والذين بحملونه فإنهم مقربين
من رب العالمين ويقودهم ملك اسمه إسماعيل وهؤلء المل ئـكة بإرادة من ال عز
وجل وبتسخير منه يستغفرون لمن في الرض ويطلبون لهم الرحمة من ال فإنهم حاو َ مو ُلاو َ ن ن اْل َ ح ِ يشفقون عليهم وال عز وجل يقول )الّ ِ ه و ُي َ ن َ و َ ش َ عْر َ ذي َ حْاولَ و ُ م ْ ن يَ ْ سبِ ّ و ُ م ً سَتْغِفو ُرو َ مو ُناو َ ة ت و ُ و ِ ن لِلّ ِ ن بِ ِ وو ُيْؤ ِ م ِ ح َ ل َ سْع َ مو ُناوا َربَّنَعا َ نآ َ ذي َ ه َ م َ بِ َ يٍء ّر ْ وي َ ْ ه ْ ح ْ ك ّ د َربِ ّ ِ ش ْ مَعا َ فَعا ْ م م َ عْل ً وأَْد ِ ج ِ غِفْر لِلّ ِ و ِ واتّبَ و ُ مَ .ربَّنَعا َ ب اْل َ عَذا َ ك َ سِبهيلَ َ عاوا َ ن َتَعاو ُباوا َ ذي َ َ خْلو ُه ْ ه ْ حهي ِ وق ِ ِ َ َ ت و َ جّنَعاتِ َ صلَ َ وا ِ ح ِ عْد ٍ ك أن َ م ۚ إِنّ َ م َ وأْز َ م َ من َ و َ م َ ن الِّتي َ َ ه ْ ه ْ ه ْ م ْ عدتّو ُه ْ وو ُذ ِرّّيَعاتِ ِ ج ِ ن آَبَعائِ ِ َ ذ َ ف َ او ك و ُ اْل َ قْد َر ِ س ِهي َّئَعا ِ س ِهي َّئَعا ِ ح ِ مِئ ٍ ه َ وٰذلِ َ هۚ َ ت يَْاو َ و َ تۚ َ مَ . عِزيو ُز اْل َ مَت و ُ ح ْ ق ال ّ م ال ّ ه و ُ كهي و ُ من تَ ِ وق ِ ِ 20
اْل َ ظهيو ُم ( .غافر 9-7المل ئـكة تخاف على المؤمنين وتستغفر لهم ال عز فْاوو ُز اْل َ ع ِ
وجل وترجوه وتطلب منه الرحمة لهم فهل بعد ذلك يقصر ال نـسان في حق ال عز وجل ويظلم نفسه ويمنع عنها دعاء المل ئـكة له بل الولى أن يكون معيناً لها
ومساعداً بأن يكثر من الطاعات ويقلل من المعاصي ول يظن أحداً أن يعمل من
السيئات ويقول أن المل ئـكة سوف تستغفر لي وتطلب لي الرحمة من ال عز وجل بل
يجب أن يقدم ال نـسان لنفسه ما يوجب له استغفار المل ئـكة وطلب الرحمة له من رب العالمين . هؤلء المل ئـكة لهم الدرجات العليا عن رب العالمين ولننظر إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم(وقد جلس أمامه أصحابه يمتحنهم ويسألهم ويقول لهم أي الخلق أعجب لكم إيماناً قالوا يا رسول ال المل ئـكة هم أحسن خلق ال من خلق ال يعبدون ال
قال رسول ال وكيف ل يكونون كذلك وهم عند ربهم فقالوا إذن الرسل وال نـبياء قال وكيف ل يكونون كذلك والوحي ينزل عليهم من ربهم فقالوا إذن نحن يا رسول ال قال وكيف ل تكونون كذلك وأنا بين أظهركم فقال لهم رسول ال إن أعجب الخلق عبادة ل عز وجل قوم يأتون بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بما فيها" فكان كل من طالع
كتاب ال عز وجل وسنة رسوله وعمل بما فيهما كان ذلك أعجب إيماناً ممن سبقه
من الخلق وكان من المقربين وكان له قدر عظيم وعن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(عندما خلق ال عز وجل الجنة وكل خلقه من المل ئـكة والجن شهود قالت المل ئـكة ربنا اجعلها لنا نأكل ونشرب فإنك جعلت لبن آدم الدنيا قال ال عز وجل ل أجعل صالح بني آدم من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان " فخلق المل ئـكة إنما كان بإرادة ال عز وجل بقول كن فكانوا مل ئـكة كما وصفهم ال في كتابه منهم من له جناحان أو ثل ثـة أو أربعة وحتى ستمائة جناح . ويقول قائل وما الذان سوى رضوان يحفظكم إلى الجنات فلبوا اليوم رضواناً
المؤذن كأنه رضوان خازن الجنة يقول لك هيا إلى الجنة كما تدخل المسجد فهل أنت
تلبي رضوان في الدنيا حتى يفسح لك المجال يوم القيامة ويأخذك إلى الجنة أم انت والعياذ بال تقول لمالك احشرني بإرادة ال مع من تحشر . 21
الجن مؤمن وكافر يقول ال عز وجل
م َ مَلئِ َ ى جو ُدوا ِل َ ك ِ جو ُدوا إِّل إِْبِلهي َ س َ ف َ د َ وإِْذ و ُقْلَنَعا لِْل َ ) َ ةا ْ س أَبَ ٰ س و ُ
كَعا َ ن اْل َ و َ ن. سَت ْ ن ِ كَعافِِري َ م َ كبََر َ َ وا ْ
( البقرة 34إن ال عز وجل خلق آدم من طين
ل زـب من فخار من طين أجوف من تراب من شيء حقير وكان إبليس من الجن وكان اسمه عزازيل من قبيلة من المل ئـكة ما كانوا صنفاً آخر فإن قبائل المل ئـكة منهم
مل ئـكة ومنهم جن لذلك قال ال عز وجل ) إواذ قلنا للمل ئـكة اسجدوا لدم فسجدوا إل إبليس ( .كان المستثنى منهم من هؤلء المل ئـكة وكذلك يقول ال عز وجل
ول َ َ قْد ) َ
من َ سَعا َ من ّنَعاِر جَعا ّ ل ِ خلَْقَنَعاو ُه ِ ن ِ سو ُناو ٍ صَعا ٍ ن َ واْل َ نَ . ح َ ن َ صْل َ من َ خلَْقَنَعا ا ْ ِلن َ َ م ْ م ْ مٍإ ّ ل ِّ قْب و ُ وإِْذ َ مَلئِ َ ن. ك ِ سو ُناو ٍ صَعا ٍ ح َ ن َ صْل َ من َ ق بَ َ ة إِِّني َ ك لِْل َ ل َربّ َ قَعا َ مَ . م ْ م ْ مٍإ ّ ال ّ ماو ِ ل ِّ شًرا ِ ّ خَعالِ ٌ س و ُ نَ . حي َ َ فِإ َ ف َ ون َ َ مَلئِ َ م ك و ُ ف ْ ة و ُ ج ِ سَعا ِ من ّرو ِ ه ِ فهي ِ ت ِ ق و ُ جَد اْل َ س َ ف َ دي َ ه َ ه َ ذا َ عاوا لَ و ُ اوْيو ُت و ُ كل ّو ُه ْ س ّ خ و ُ كاو َ عاو َ ن. م َ ج ِ سَعا ِ ى َأ ن يَ و ُ م و ُ دي َ ن َ ن .إِّل إِْبِلهي َ ج َ أَ ْ ع ال ّ س أَبَ ٰ
( الحجر 31-26كان إبليس
من المل ئـكة ولكن عندما أبى واستكبر وعصى ال عز وجل وكفر كان عقاب ال له أن مسخه فأخرجه من زمرة المل ئـكة فكان صنفاً بذاته لذلك كان سعيد بن جبير
يقول لعن ال عز وجل إبليس غير صورته من صورة المل ئـكة وقد تمنى فكل ردة في الرض هى من ردة إبليس عليه لعنة ال إلى أن تقوم الساعة " لذلك كان الكبر والكبرياء والستكبار من أشد المور التي يبغضها ال عز وجل في عباده وينهى عنها رسول ال )صلي ال عليه وسلم(فإنها تخرج العبد من اليمان ل نـه اتخذ إبليس معلماً وقدوة له في الكبر إوان الجنة ل يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر كما أخبرنا بذلك رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ,إن عزازيل ذلك عندما خرج عن أمر
ال بالسجود ما كان اعتراضه إل لشياء بعينها منها إنه كان من المل ئـكة وكان عابداً كان أتقاهم ولكنه أخذه الكبر والغرور فلم ينفعه اليمان ولم تشفع له التقوى
لن الناس إنما يعبدون ال عز وجل لذاته وليس لمصلحة او لقضاء حاجة لهم ,
وكان عزازيل هو زعيم قبيلة الجن من المل ئـكة وسموا جن ل نـهم كانوا خزنة الجنة وحراسها وكام زعيمهم إبليس وسبب لعنة ال عز وجل له ليس ل نـه لم يمتثل لمر 22
ال بالسجود فقط ولكن السبب أنه اتهم ال عز وجل بالظلم والجور فإن ال عز وجل يقول
نَ . ) َ كاو َ شٍر م َ م أَ و ُ ج ِ سَعا ِ ك أَّل تَ و ُ جَد لِبَ َ قَعا َ دي َ ن َ مَعا لَ َ س َ قَعا َ كن ِ ّل َ ْ ل لَ ْ ع ال ّ س و ُ ل َيَعا إِْبِلهي و ُ
ن. ه ِ سو ُناو ٍ صَعا ٍ ح َ ن َ صْل َ من َ َ خلَْقَت و ُ م ْ م ْ مٍإ ّ ل ِّ
( الحجر 33-32فكان كأنه يقول ل عز
وجل كيف تأمرني أن أسجد لمن هو أقل مني شأناً ومكانة ومنزلة وخلقه من طين
فإن مكانتي ومنزلتي أعلى منه وخلقي أفضل منه وفي مواضع أخرى لقد خلقتني من
نار وخلقته من طين إذن فمتى كانت خلقته وذريته من نار ؟ عندما لعنه ال عز وجل وتغيرت صورته من صورة المل ئـكة إلى صورة مارد يقال لهم مردة بأنه من الجن والكفرة منهم يسمون الشياطين كما جاء في قول سعيد بن جبير حيث تقول أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(ُخلـقت المل ئـكة من نور وُخلـق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم " كانت تلك
هى مراتب الخلق الثل ثـة وقد جاء في حديث لرسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول فيه الجن ثل ثـة أصناف صنف يظلمون ولهم أجنحة وصنف هم الحيات والعقارب وخشاش الرض وصنف مثل بني آدم يحلون ويطعمون مثل بني آدم يحل ويعصي فيكون موجوداً في مكان ولم يحل ينتقل من هناك إلى هنا وكان في حديث آخر لرسول ال )صلي ال عليه وسلم(نعت فيه الكلب السود بأنه من الجن ومن
الشياطين قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(لول أن الكلب أمة من المم لمرت بقتلهم فاقتلوا منهم كل اسود بهيم فإنه شيطان " أي السود حالك السواد الذي ليس به أي لون أخر فقد أدخله رسول ال في صنف الجن والشياطين ,وهم أي الجن الذي منهم الشياطين لهم أب وهو ابليس وهو منظر منذ أن عصى ال عز وجل إوالى بِ َ يوم القيامة كما جاء في قول ال عز وجل ) َ عو ُثاو َ ن. م و ُيْب َ فَأن ِ قَعا َ ى يَْاو ِ ظْرِني إِلَ ٰ ل َر ّ ل َ َ م. اوْق ِ ك ِ ت اْل َ م اْل َ منظَِري َ م َ فِإنّ َ قَعا َ مْعو ُلاو ِ ى يَْاو ِ ن .إِلَ ٰ ن اْل و ُ
( ص 81-79يقول له ال
عز وجل فإنك منظر فإنك حي فإنك موجود إلى يوم القيامة ولكن الذي يموت من أبناءه ليس إبليس بذاته فرسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول عرش إبليس على البحر وهو يرسل سراياه أو شياطينه ليفتنوا الناس فأقربهم إليه منزلة الذي يفرق بين الرجل وزوجته – أي إن هذا العمل من أحب العمال إلى الشيطان أن يوقع العداوة والفرقة والبغضاء بين الناس وخصوصاً إن كانوا أزواجاً حتى يفرق شمل تلك السرة 23
وتغرق في الضياع وما قد يصاحب تلك الفرقة من معاصي ل عز وجل وآثام يرتكبها البشر وذلك لن الزواج هو وقاية وصيانة للفرد وصلح للمجتمع والسرة إنما هى نواة المجتمع كله فإن فسدت كان فساد المجتمع إوان صلحت كان صلح المجتمع –
ولنعلم أن من هؤلء الجن المؤمن والكافر فكيف ذلك فإن جميع رسل ال وأنبياءه هم
من البشر من نسل بني آدم ولم ينبأنا ال عز وجل بأنه أرسل رسوًل من الجن إليهم صاو َ م يَو ُق ّ ن من و ُ م يَْأتِ و ُ ن َ مْع َ وال عز وجل يقول )َيَعا َ ك ْ ك ْ س أَلَ ْ شَر اْل ِ ل ِّ ج ِّ س ٌ م و ُر و ُ وا ْ ِلن ِ م َٰ هَذا ۚ َ و َ م لِ َ م هْدَنَعا َ َ ى َأنو ُف ِ م و ُ قَعاَء يَْاو ِ ذو ُرونَ و ُ وو ُين ِ علَْهي و ُ سَنَعا ۖ َ قَعاو ُلاوا َ م آَيَعاِتي َ ك ْ ك ْ ك ْ علَ ٰ غّرْتو ُه و ُ ش ِ حَهيَعاو ُة ال ّ كَعاو ُناوا َ م َ ن ( .ال نـعام 130فكانت هو ُدوا َ ى َأنو ُف ِ كَعافِِري َ و َ دْنَهيَعا َ اْل َ م أَنّو ُه ْ ه ْ علَ ٰ س ِ ش ِ
الرسل من بني آدم أرسلهم ال عز وجل للجن وال نـس بينما المل ئـكة معصومون ع نَ َ فٌر م َ ل و ُأو ِ سَت َ ي أَنّ و ُ ها ْ ل نـهم ُفطروا على عبادة ال وال عز وجل يقول )و ُق ْ ح َ ي إِلَ ّ د َ ن َ ف َ ك مْعَنَعا و ُقْرآًنَعا َ مّنَعا بِ ِ ش ِ جًبَعا .يَْه ِ س ِ شِر َ هۖ َ فمآ َ ع َ قَعاو ُلاوا إِّنَعا َ م َ وَلن ن ّ ْ دي إَِلى الّر ْ ن اْل ِ ج ِّ ِّ
حًدا ( .الجن 2 – 1فبذلك كان منهم المؤمنين الصالحين ومنهم الكافرين بَِربِ َّنَعا أَ َ الطالحين كما جاء في قول ال عز وجل في حديث الجن عن أنفسهم فقال
مّنَعا وأَّنَعا ِ ) َ
ن ٰ َ ق قَِد ً مّنَعا و ُدو َ حاو َ في جَز اللّ َ ه ِ ك ۖ و ُ و ِ داَ . كّنَعا طََرائِ َ ذل ِ َ ن َ وأَّنَعا ظََنّنَعا َأ ن ّلن ن ّْع ِ ال ّ صَعالِ و ُ ه َ هۖ َ جَزو ُه َ مْعَنَعا اْلو ُهَد ٰ فَل من بَِربِ ّ ِ من و ُيْؤ ِ مّنَعا بِ ِ س ِ ف َ ىآ َ مَعا َ هَرًبَعاَ . ض َ وَلن ن ّْع ِ وأَّنَعا لَ ّ اْل َْر ِ ه ً م َ ن ۖ َ وَل َر َ طاو َ مّنَعا اْل َ ماو َ ك س و ُ ف بَ ْ يَ َ خ ً قَعا ِ و ِ وأَّنَعا ِ خَعا و ُ فو ُأوٰلَِئ َ سل َ َ ف َ ن َ قَعاَ . سَعا َ ن أَ ْ م ْ م ْ سِل و ُ مّنَعا اْل و ُ ن َ طاو َ مَعا اْل َ ف َ حطًَبَعا ( .الجن 15 – 11كان ذلك س و ُ قَعا ِ ج َ م َ هّن َ كَعاو ُناوا لِ َ شًداَ . حّرْوا َر َ تَ َ وأ َ ّ
القول من الجن المؤمنين الذين علموا عاقبة كل فريق منهم وكذلك يقول ال عز وجل ضو ُروو ُه َ ن َ ن اْلو ُقْرآ َ عاو َ ك نَ َ صو ُتاوا ۖ ح َ قَعاو ُلاوا َأن ِ سَت ِ م و ُ مَعا َ م َ صَرْفَنَعا إِلَْهي َ وإِْذ َ ) َ ن يَ ْ ن اْل ِ فل َ ّ ج ِّ فًرا ِ ّ قَعاو ُلاوا َيَعا َ نَ . ى َ َ هم ّ من ل ِ مْعَنَعا ِ س ِ من ِ قْاو ِ مَعا و ُق ِ كَتَعاًبَعا و ُأنِز َ مَنَعا إِّنَعا َ قْاو َ ذِري َ ي َ فلَ ّ ولّْاوا إِلَ ٰ م ِ ض َ د ً ق ّ مَ .يَعا ه يَْه ِ ن يََدْي ِ بَْع ِ قِ َ دي إَِلى اْل َ مَعا بَْهي َ قَعا لِ ّ َ م َ ماو َ ص ِّ م ْ وإِلَ ٰ ح ّ س ٰ سَتِقهي ٍ ى و ُ د و ُ ى طَِري ٍ َ َ ن َ جهيو ُباوا َ جْر و ُ من و ُذو ُناوبِ و ُ ه يَْغِفْر لَ و ُ مو ُناوا بِ ِ وآ ِ ي اللّ ِ دا ِ مَنَعا أ ِ عَذابٍ م َ ه َ قْاو َ م ْ وو ُي ِ ك ْ كم ِ ّ كم ِ ّ ع َ
أَِلهيٍم ( .الحقاف 31 -29عندما استمع هؤلء النفر من الجن إلى القرآن وهو ُيتلى آمنوا به بل وانطلقوا إلى قومهم منذرين لهم بالعقاب الذي ينتظرهم إن لم يؤمنوا
والجر والثواب إن آمنوا ,ورسول ال )صلي ال عليه وسلم(في حديث له قال دعان داع الجن فقرأت عليهم القرآن وسألوه الزاد فقال كل عظم ُيتلى اسم ال عليه يقع في أيديكم " وكذلك قال لصحابه ل تستنجوا بالعظم والروث فإنهما طعام أخوانكم من الجن . 24
وقد تكون تقوى الجن أعظم درجة من تقوى ال نـسان ومما يدل على ذلك حديث لرسول ال )صلي ال عليه وسلم(حيث كان يتلوا على أصحابه سورة الرحمن ولما انتهى من قراءتها قال لصحابه لقد كانت الجن أحسن رداً منكم فما مررت بآية تقول
فبأي آلء ربكما تكذبان إل قالت الجن ل بشيء من آلءك ربنا نكذب كان ذلك ردهم أما الشياطين منهم والسفلة فهم الذين يريدون الضل لـ للبشر بأن يحثونهم على
المعصية وكل إنسان منا له قرين من الجن يل زـمه ويوسوس له ويزين له المعاصي والذنوب هو يريد أن يدخله إلى زمرة الكفرة الفجرة العاصين للرحمن ليكون مأواه إلى جهنم التي لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم حتى يبر بالوعد الذي أخذه مَلئِ َ ة ك ِ وإِْذ و ُقْلَنَعا لِْل َ على نفسه بغواية بني آدم كما جاء في قول ال عز وجل ) َ ك َٰ طهيًنَعاَ . س َ م َ هَذا جو ُدوا ِل َ ت ِ ل أََرأَْيَت َ قَعا َ خلَْق َ ن َ جو ُد لِ َ قَعا َ جو ُدوا إِّل إِْبِلهي َ س َ ف َ د َ م ْ ل أَأَ ْ ا ْ س و ُ س و ُ
قِلهيًلَ . ه إِّل َ حَتِن َ ذي َ ل ت َ م ِ الّ ِ قَعا َ م اْلِقَهيَعا َ م َ ن و ُذ ِرّيَّت و ُ ة َل َ ْ ي لَِئ ْ كّر ْ ك ّ ن أَ ّ ى يَْاو ِ ن إِلَ ٰ خْرتَ ِ علَ ّ م َ ب َ اْذ َ ن فِإ ّ من تَِب َ جَزاو ُؤ و ُ ك ِ ج َ سَتْفِزْز َ مْاوو ُفاوًراَ . م َ م َ هّن َ ن َ ع َ ف َ وا ْ ك ْ مْنو ُه ْ ه ْ جَزاًء ّ م ِ ل هم بِ َ ب َ اوا ِ م ِ وَر ِ ت ِ م َ و َ ك َ جلِ َ ك َ خْهيلِ َ ك َ صْاوتِ َ مْنو ُهم بِ َ سَتطَْع َ في اْل َ ْ شَعاِرْكو ُه ْ جلِ ْ وأ َ ْ ا ْ علَْهي ِ شْهي َ م ك َ غو ُروًرا .إِ ّ ن إِّل و ُ عو ُد و ُ عْد و ُ طَعا و ُ ن ِ مَعا يَ ِ و ِ س لَ َ عَبَعاِدي لَْهي َ و َ مۚ َ واْل َْوَلِد َ َ ه ْ ه ْ م ال ّ ه و ُ علَْهي ِ
سْل َ ك َ و َ ك َوِكهيًل ( .السراء 65 -61لذلك كل ما يطلبه إبليس ويريده طَعا ٌ ى بَِربِ ّ َ ن ۚ َ ف ٰ و ُ
هو الغواية وفعل السوء ونشر الفساد وتزين الباطل وكل ما هو من شأنه اشاعة الفجور والفحش بين الناس وتفشي البغضاء والحقد بينهم حتى يسود الظلم وفعل السيئات فيحق على الناس العقاب من ال عز وجل الذي وعد به كل من يتبع إبليس ويسير على نهجه بل ومنهم من يكون عوناً له ومن جنوده الذين يؤسسون لمملكة الباطل والظلم ويهدمون مملكة الحق والعدل ومن جنوده الذي يأكلون أموال الناس
بالباطل فهو شريك لهم فيها وكما أنه شريك لهم في الولد من الزنا والعياذ بال وقد أوصانا رسول ال )صلي ال عليه وسلم(بالدعاء عندما يلتقي الرجل من أهل السلم بزوجته أن يتعوذ بال عز وجل من الشيطان الرجيم ويقول اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يمسه شيطان ل يستطيع أن يصل إليه شيطان فتلك هى مشاركة الشيطان للناس في الولد والمال فليعلم الناس أن الشيطان لهم عدواً فليتخذوه عدواً فإن ال عز وجل يقول
شْهي َ طَعا َ عو ُد ّ و م َ )إِ ّ ن لَ و ُ ك ْ ن ال ّ
َ عهيِر. خو ُذوو ُه َ س ِ حَعا ِ كاوو ُناوا ِ ه لِهيَ و ُ عاو ِ فَعاتّ ِ مَعا يَْد و ُ ص َ وا ۚ إِنّ َ حْزبَ و ُ ن أَ ْ م ْ ب ال ّ عو ُد ًّ 25
( فاطر 6
وليس أفضل من ذكر ال عز وجل ينجي من أفعال الشيطان ومن تحكمه ووصوله لبن آدم فإن بذكر ال عز وجل تطمئن القلوب وهو العاصم من الشيطان والمنجي من أفعاله ومن شره ومن مكره فإن الشيطان يكون مع من تبعه في الدنيا وسار على طريقه حتى أورده الهل كـ أما في الخرة فسوف يهرب منه ويتخلى عنه ويتنصل أمام خَر م َ ج َ ع اللّ ِ ال من غوايته يوم الحساب وال عز وجل يقول )الّ ِ ه إِٰلًَهَعا آ َ ل َ ع َ ذي َ ل َ دَ . َ مَعا أَ ْ كَعا َ كن َ ط َ ل في اْل َ في َ ن ِ وٰلَ ِ دي ِ ش ِ عَذا ِ فَأْلِقَهيَعاو ُه ِ ضَل ٍ ه َ ه َربَّنَعا َ قَعا َ غْهيو ُت و ُ قِريو ُن و ُ ب ال ّ قْد َ و َ دَ . ل اْل َ مَعا ل َل تَ ْ عهي ِ او ِ ت إِلَْهي و ُ خَت ِ بَ ِ مَعا و ُيبَ ّ ق ّ عهي ٍ و َ ي َ دَ . كم ِبَعاْل َ ي َ قَعا َ د ْ ل لََد ّ ماوا لََد ّ قْاو و ُ د و ُ م و ُ ص و ُ مَت َ ْ ل َ م َ د. م لِ ّْل َ ل ِ ل ِ عِبهي ِ مِزي ٍ ج َ ت َ هّن َ ل لِ َ د .يَْاو َ ه ْ لا ْ من ّ أََنَعا بِظَّل ٍ وتَو ُقاو و ُ م نَو ُقاو و ُ ه ِ
( ق -26
30يوم نقول لجهنم هل امتلئت من الشياطين ومن ال نـس فإن الذي يوسوس لن يفلت من الحساب والعقاب كما جاء في قول ال عز وجل
ن إِْذ َ شْهي َ ) َ ل طَعا ِ قَعا َ ك َ ل ال ّ مَث ِ
نَ . فَر َ ن اْكو ُفْر َ كَعا َ ك َ ف َ مَعا َ ن ب اْل َ ف اللّ َ عَعالَ ِ سَعا ِ خَعا و ُ مهي َ ك إِِّني أَ َ من َ قَعا َ لن َ ه َر ّ فل َ ّ ل إِِّني بَِريءٌ ِ ّ لِ ْ ِ و َٰ جَزاو ُء ال ّ ن ( .الحشر 17-16 َ ظَعالِ ِ ن ِ مَعا ِ فهي َ مهي َ ك َ ذل ِ َ هَعا ۚ َ في الّنَعاِر َ مَعا أَنّو ُه َ عَعاقِبََتو ُه َ خَعالَِدْي ِ
فليس معنى تنصله من الغواية أنه ينجو من العقاب بل إن ال عز وجل أعد لكليهما جهنم خالدين فيها وحتى إوان كان الشيطان يملك الحجة على بني آدم فقد قال ال
و َ شْهي َ م و َ و ْ و َ مو ُر إِ ّ ن اللّ َ طَعا و ُ ع َ عدت ّ و ُ عَد و ُ مَعا و ُق ِ و َ ق َ د اْل َ م َ ه َ قَعا َ عز وجل ) َ ك ْ ك ْ ي اْل َ ْ ن لَ ّ ل ال ّ ح ِّ ض َ م ِلي ۖ َ م َ َ سْل َ كَعا َ مَعا َ فَل د َ ي َ ن إِّل َأ ن َ عْاوو ُت و ُ علَْهي و ُ خلَْفو ُت و ُ طَعا ٍ سَت َ و َ مۖ َ جْبو ُت ْ فَعا ْ ك ْ ك ْ فأَ ْ كم ِ ّ من و ُ ن لِ َ َ َ َ ك َ ي ۖ إِِّني َ مَعا صِر ِ خ و ُ صِر ِ س و ُ ت بِ َ و َ م َ ماوا أنو ُف َ ماوِني َ م ْ ك ْ م ْ كم ۖ ّ فْر و ُ مَعا أنو ُتم بِ و ُ مَعا أَنَعا بِ و ُ وو ُلاو و ُ تَو ُلاو و ُ خ ّ من َ ن ال ّ م ( .إبراهيم 22وتلك حجة م َ ل ۗ إِ ّ ظَعالِ ِ ن ِ ماو ِ مهي َ ن لَو ُه ْ أَ ْ ب أَِلهي ٌ عَذا ٌ قْب و ُ شَرْكو ُت و ُ
الشيطان على بني آدم ما كان يملك أداة حتى يسلب إرادتهم أو يطوعهم لمره إل أنه دعاهم للكفر فاستجابوا دعاهم لكل معصية فلبوا دعوته ورغم أن ال عز وجل قد أنبأنا بذلك في كتابه العزيز قبل يوم القيامة وقبل أن يحدث إل أن الناس من أهل الكفر والفسق يصرون على اتباع الشيطان حتى النهاية ويسيرون في طريقه ويتبعونه وقد علموا أنه سوف يقيم عليهم الحجة يوم القيامة وكأن ليس لهم آذان يسمعون بها وليس لهم أعين يبصرون بها فإن الشيطان ل يريد لهم خي ارً أبداً ولكنه
يريد لهم الشر والفساد فإنه يدعوهم ليكونوا من أصحاب السعير فأين الفلح في ذلك
فقد صدق قول ال عز وجل عليهم إنها ل تعمى البصار إوانما تعمى القلوب التي في الصدور والشيطان مص ارً ليحقق الوعد الذي قطعه على نفسه أمام رب العالمين إذ 26
قال
ل َ ) َ مَعا أَ ْ ن عَد ّ م ِ اوْيَتِني َل َْق و ُ سَتِقهي َ صَراطَ َ غ َ فِب َ قَعا َ م ْ ن لَو ُه ْ م .و ُث ّ م َلتِهيَّنو ُهم ِ ّ ك اْل و ُ من بَْهي ِ
ن. جو ُد أَْكَثَر و ُ و َ و َ شَعا ِ و ِ أَْي ِ كِري َ م َ مۖ َ ش َ عن َ م َ ن أَْي َ م َ ن َ م َ ه ْ وَل تَ ِ ه ْ ه ْ ع ْ ه ْ م ْ ه ْ مَعائِِل ِ مَعانِ ِ خْلِف ِ دي ِ
(
العراف 17 – 16كان ذلك هو الوعد الذي قطعه إبليس على نفسه فهل نجعله يحقق وعده فينا وهو ل يملك علينا من سلطان ولكن ال عز وجل لم يتركنا فريسة له فرد عليه قوله وقال ) َ وَلو ُ ْ مَعا أَ ْ م م ِ ض َ غ َ بِ بِ َ قَعا َ اويَّنو ُه ْ ن لَو ُه ْ اوْيَتِني َلو َُزيِ َّن ّ ل َر ّ غ ِ في اْل َْر ِ ل َٰ نَ . عَبَعاِدي م .إِ ّ صَراطٌ َ م ْ عَبَعا َ ن ِ هَذا ِ خل َ ِ ك ِ ن .إِّل ِ م ِ قَعا َ صهي َ د َ عهي َ ج َ م ْ أَ ْ سَتِقهي ٌ ي و ُ م اْل و ُ مْنو ُه و ُ علَ ّ سْل َ ن اْل َ ن ( .الحجر 42 -39فينبغي ن اتّبَ َ ك َ طَعا ٌ ك ِ وي َ م َ ع َ ن إِّل َ س لَ َ لَْهي َ ه ْ م و ُ غَعا ِ م ِ علَْهي ِ
ل أن يكون فقط عبد ل عز وجل بأن على كل من يريد أل يجعل للشيطان عليه سبي ً
يعبده حق عبادته كما امره ال أن يكون .
الشـــــيطان إن ال عز وجل خلق آدم بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له مل ئـكته وهو الذي يقول
سَعا َ ول َ َ من جَعا ّ خلَْقَنَعاو ُه ِ ن ِ سو ُناو ٍ صَعا ٍ ن َ واْل َ نَ . ح َ ن َ صْل َ من َ خلَْقَنَعا ا ْ ِلن َ قْد َ ) َ م ْ م ْ مٍإ ّ ل ِّ
َ سو ُماوِم ( .الحجر 27 – 26كان خلق آدم عليه السلم من طين ل ِ من ّنَعاِر ال ّ قْب و ُ
الرض وكان خلق الجان من نار فقد قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(إن ال عز وجل خلق المل ئـكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم " فكان خلق آدم من أحقر الشياء بالنسبة للمل ئـكة والجن ولكن ال عز وجل كرم آدم بأنه 27
هو الذي صوره في خلقته تلك بيديه ونفخ فيه من روحه وأمر المل ئـكة وكل الخلق أن يسجدوا له بما فيهم إبليس ذلك اللعين الذي كان من الجن ففسق عن أمر ربه كان زعيم قبيلته من الجان وكان من أتقى الخلق فيهم وله منزلة عظيمه عند ال عز وجل فعندما أمره ربه بالسجود لهذا المخلوق من طين أخذه الكبر والغرور وقال أأسجد لمن خلقت طيناً بينما أنا مخلوق من نار فعصى ربه ,ويقال أن اسمه كان عزازيل
ولكن تغير اسمه بعد المعصية إلى الشيطان الرجيم وكلمة شيطان جاءت من شطن أي بعد عن المر أو من شاط أي احترق من النار ,وبعد تلك المعصية أهبطه ال عز وجل إلى الرض فقال
) َ مَعا أَ ْ ض م ِ غ َ بِ بِ َ قَعا َ ن لَو ُه ْ اوْيَتِني َلو َُزيِ َّن ّ ل َر ّ في اْل َْر ِ
وَلو ُ ْ ن ( .الحجر 39بما أغويتني بسبب خروجي من الجنة سوف م ِ عهي َ ج َ َ م أَ ْ اويَّنو ُه ْ غ ِ
أقعد له كل مرصد وأزين له كل باطل وكل فسوق وفجور وكل معصية وأزين له الشر بكل صوره وألوانه حتى يراه حسناً فيتبعه ويقترف المعاصي ثم أتبع قوله ذلك باستثناء من تلك القاعدة فقال
ل َٰ نَ . ي صَراطٌ َ م ْ عَبَعا َ هَذا ِ خل َ ِ ك ِ )إِّل ِ قَعا َ صهي َ د َ م اْل و ُ مْنو ُه و ُ علَ ّ
سْل َ ن اْل َ ن وإ ِ ّ ن اتّبَ َ ك َ م .إ ِ ّ طَعا ٌ ك ِ ن ِ ن َ . وي َ م َ ع َ ن إِّل َ س لَ َ عَبَعاِدي لَْهي َ ه ْ م ْ م و ُ سَتِقهي ٌ و ُ غَعا ِ م ِ علَْهي ِ م. ع و ُ سْب َ عو ُد و ُ ب لِ ّ و ُ م ِ مْاو ِ ل َبَعا ٍ اوا ٍ ن .لَ َ ج َ ة أَْب َ هَعا َ عهي َ ج َ م لَ َ هّن َ َ مْنو ُه ْ م أَ ْ ه ْ جْزٌء ّ ب ِّ ك ِّ ساو ٌ مْق و ُ م و ُ
(
الحجر 44 - 40أي أنه ل يستطيع ول يقوى على أن يضل أو يزين الشر لمن للمخلصين ل عز وجل في عبادتهم الذين عندهم إيمان عميق ل يتزعزع ويقين قوي بال عز وجل فل سلطة ول حيلة له عليهم وكان رد ال عز وجل عليه بتأكيد ذلك أنه وعد من ال عز وجل لعباده المخلصين أن الشيطان ليس له عليهم سبيل ول سلطان وكذلك كان وعده لمن اتبع الشيطان بأن يكون من أهل الجحيم ومن أهل جهنم فلكل منهم باب يدخل منه إليها حسب معصيته . م َ كَعا َ س َ مَلئِ َ ن جو ُدوا ِل َ ن ِ ك ِ م َ جو ُدوا إِّل إِْبِلهي َ س َ ف َ د َ وإِْذ و ُقْلَنَعا لِْل َ ويقول ال عز وجل ) َ ةا ْ س و ُ ه ۗ أَ َ ن َ ف َ عو ُد ّ وۚ م َ و و ُ ق َ م لَ و ُ ه أَْولَِهيَعاَء ِ فَتّت ِ مِر َربِ ّ ِ من و ُدوِني َ ه َ س َ ف َ وو ُذ ِرّيَّت و ُ خو ُذونَ و ُ ك ْ ه ْ ن أَ ْ ع ْ اْل ِ ج ِّ س ِلل ّ ن بََدًل ( .الكهف 50قال ال عز وجل أنهم أعداء لنا فيجب أن ظَعالِ ِ مهي َ بِْئ َ
نتخذهم أعداء وأن نحذرهم حتى ل يضلونا عن سواء السبيل ,هبط إبليس إلى الرض واتخذ من البحر مسكناً ووضع عليه عرشه كما أخبرنا رسول ال )صلي ال
عليه وسلم(في حديث له فقال إن الشيطان وضع عرشه على البحر ويبث سراياه من 28
ذريته في الفاق يجوبون الرض كلها ثم يسألهم أيكم أضل مسلماً فإن له جائزة
عندي وكانت تلك الجائزة أن يضع التاج على رأسه فيأتيه واحداً منهم ل زـلت بينه
وبين أخيه حتى تركه فيقول له ما فعلت شيئاً سوف يتصالحان ثم يجيء آخر ويقول ل زـلت به حتى طلق زوجته أي لم أتركه أوسوس له وأزين له وأهيأ له المور حتى
يطلق زوجته فيقول له ما فعلت شيئاً سوف يراجعها ويقول ثالث لم أزل به حتى زنى فيقول له أنت أنت ويلبسه التاج .
والشيطان ل يملك لل نـسان شيئاً حتى يجبره ويرغمه على المعصية إل الوسوسة وهى كذلك تسمى مساً وتسمى طائف فإذا وسوس واشتدت الوسوسة تهيأت لل نـسان أمور
وكأنه يرى أشياء لم يكن يراها أو يسمع أصواتاً لم يكن يسمعها وكل تلك التهيؤات قد
تؤدي في قمتها إلى الجنون والعياذ بال فإن ال عز وجل يقول ) الذين يأكلون الربا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ( .البقرة 275بماذا فسرها عبد ال بن عباس حبر القرآن ما قال إن الجن يدخل إلى داخل ال نـسان ويلبسه إنما قال ل يقومون يوم القيامة إل وبهم جنون ل يستطيعون التحكم أو السيطرة على أنفسهم في المشي والحركة إنما هم يترنحون كان ذلك تفسير عبد ال بن عباس وال عز وجل يقول
د ٰ ي كْر َ ب إِْذ َنَعا َ واْذ و ُ ه أَِّني َ عْبَدَنَعا أَّياو َ ) َ ى َربّ و ُ م ّ سِن َ
ك ۖ َٰ شْهي َ ب. و َ طَعا و ُ ب .اْر و ُ عَذا ٍ ص ٍ و َ د َ مْغَت َ جِل َ ب َ ل َبَعاِر ٌ ض بِِر ْ ك ْ ن بِو ُن ْ ال ّ شَرا ٌ س ٌ هَذا و ُ
( ص 40
– 41فما هو المس الذي مسه به الشيطان وكان بسببه المرض فهل كان الشيطان هو المسبب له بالمرض فلننظر إلى تفسير رسول ال )صلي ال عليه وسلم(فعن أنس بن مالك قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(لبث أيوب عليه السلم في بلءه ثماني عشرة سنة حتى لفظه القريب والبعيد إل رجلين من أخص إخوانه فقال أحدهما للخر لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين فقال
له الخر ولما ذلك قال ألم ترى أنه ل يب أر من مرضه ثمانية عشر عاماً ولم يرحمه ال
عز وجل ولم يكشف ما به من ضر فعندما ذهب إلى أيوب قال له هذا الكلم فقال ما أدري ما تقولن ولكنني كنت أمر على الرجلين يتشاجران فيذكران ال في غير حق
فكنت أعود إلى بيتي فأخرج كفارة يمين لمن أقسم بال – ل نـه كان يكره أن ُيذكر ال
في غير حق فكأن الشيطان وسوس له أن يبوح بذلك السر الذي كان بينه وبين ربه 29
فكان المس هنا هو الوسوسة من الشيطان له " وأبو هريرة قال جاء رجل إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم(وقال له إني أتحدث بالكلمة لن أخر من السماء أحب إلّي من أن أتكلم بها – ماذا يقول ذلك الرجل يقول أنه يحدث نفسه من داخله
بسر بكفر بكلمات فيها شيء من غضب ال يقول لن أخر من السماء أحب إلّي من أن أتكلم بها أو أتلفظ بها فماذا كانت إجابة رسول ال – قال له الحمد ل الذي رد كيده إلى الوسوسة ل يقدر على أكثر من ذلك فإن كيد الشيطان كان ضعيفاً "
س َ م َ مَلئِ َ ل جو ُدوا ِل َ ك ِ قَعا َ جو ُدوا إِّل إِْبِلهي َ س َ ف َ د َ وإِْذ و ُقْلَنَعا لِْل َ ال عز وجل يقول ) َ ةا ْ س و ُ ك َٰ طهيًنَعاَ . ذي َ م ت َ هَذا الّ ِ ت ِ م َ ل أََرأَْيَت َ قَعا َ خلَْق َ ن َ جو ُد لِ َ ي لَِئ ْ كّر ْ م ْ أَأَ ْ ن أَ ّ ى يَْاو ِ ن إِلَ ٰ س و ُ خْرتَ ِ علَ ّ م َ ب َ قِلهيًلَ . ه إِّل َ ل اْذ َ حَتِن َ م فِإ ّ من تَِب َ جَزاو ُؤ و ُ ك ِ م ِ ج َ م َ هّن َ ن َ ع َ ف َ قَعا َ اْلِقَهيَعا َ ن و ُذ ِرّيَّت و ُ ك ْ مْنو ُه ْ ه ْ ة َل َ ْ ك ّ ك هم بِ َ ب َ ت ِ خْهيِل َ ك َ صْاوتِ َ مْنو ُهم بِ َ سَتطَْع َ سَتْفِزْز َ مْاوو ُفاوًراَ . َ جِل ْ وأ َ ْ نا ْ وا ْ جَزاًء ّ علَْهي ِ م ِ
شْهي َ ن إِّل عو ُد و ُ عْد و ُ طَعا و ُ مَعا يَ ِ و ِ اوا ِ م ِ وَر ِ و َ مۚ َ واْل َْوَلِد َ ل َ م َ و َ ك َ جِل َ َ ه ْ في اْل َ ْ شَعاِرْكو ُه ْ م ال ّ ه و ُ
و ُغو ُروًرا (.السراء 64 – 61يستفز الشيطان بصوته أي يزين لهم القول الباطل
وكذلك صوت كل من يدعو إلى معصية ال عز وجل وكل من يدعو إلى الفجور والكفر ثم يقول له اجلب عليهم بخيلك ورجلك أي استخدم كل الوسائل التى أمدك بها حاول أن تفتنهم بكل قدرتك وشاركهم في الموال الحرام التي تحضهم على أكلها وقد فسر أكثر المفسرين بأن المشاركة في الموال بالوسوسة من الشيطان لل نـسان بأن يستحل المال الحرام وأن يأكل من الربا والسرقة وكل مال حرام جاء بالباطل وكذلك المشاركة في الولد إنما تكون بالوسوسة وليس كما يقال بأن يلتبس الشيطان بال نـسان جسداً فليس باستطاعة الشيطان أن يتزوج من ال نـس ول أن ينجب منه وقد احتج هؤلء بقول ال عز وجل
س َ ن َ م يَ ْ م ط ِ ت الطّْر ِ قَعا ِ ) ِ قْبلَو ُه ْ ف لَ ْ مْثو ُه ّ ه ّ ن ِإن ٌ صَرا و ُ فهي ِ
جَعاّ ن ( .الرحمن 56فإن تفسيرها كما يقول طلق بن حبيب إنما الجن المؤمن وَل َ َ يدخلون الجنة وينكحون فينكح الجني جنية مثله لم ينكحها جني قبله وينكح ال نـسي انسية لم ينكحها إنسي قبله فليس معنى ذلك أن بإمكان الجني أن يتزوج إنسية إنما ذلك من الخزعبلت والخرافات الني يدعيها البشر وما أنزل ال بها من سلطان فكانت المشاركة في الولد بأن يوسوس ويزين لهم الشيطان الزنا فيكون الولد ولد زنا ويكون الشيطان مشاركاً في هذا الولد ل نـه هيأ وسهل عليه هذا الفعل القبيح ,وكان المر الثاني في معاشرة الزوج لزوجته فقد قال عبد ال بن عباس قال رسول ال 30
)صلي ال عليه وسلم(لو أن أحدكم أتى أهله فقال بسم ال الرحمن الرحيم فإن قدر بينهما ولد ل يضره شيطان " فكان ترك التسمية وذكر ال عز وجل عند اللقاء إنما هو بسبب الشيطان الذي أنساه ذلك فشاركه في الولد ,ثم كان الوعد من الشيطان لمن يوسوس له بأن ما يفعله ويقع في من معصية إنما هو الصواب وهو الحق وهو العدل فكان وعده غرو ارً من القول وقد جاءت امرأة إلى رسول ال )صلي ال عليه
وسلم(كما روى أبو هريرة ووصف تلك المرأة فقال من يحب أن ينظر إلى امرأة من أهل الجنة فلينظر إليها فقد كانت تلك المرأة ُتصرع أي مصابة بداء الصرع وهو مرض عضال وليس كما يدعي البعض بأن سببه أن الشيطان أو الجن قد التبس جسد هذا الشخص فهو يصرعه فما جاء ذكر لذلك عن رسول ال وليس له سند من القرآن ول في الصحاح التي نقلت إلينا كنز ُم حـمد )صلي ال عليه وسلم(كانت تلك
المرأة ُتصرع فقالت لرسول ال ادعو ال لي أل أصرع فلم يقل لها إنك ملبوسة وعليك جان كذا أو كذا ويجب ضربك أو جلدك حتى يخرج من جسدك أو لم يقل لها يجب أن نق أر على رأسك آيات من القرآن حتى ينصرف هذا الجن ويخرج من أصبع قدمك ولكنه قال لها إن شئت دعوت ال عز وجل لك فشفاك إوان شئت صبرتي ولك الجنة فقالت له أصبر يا رسول ال ولي الجنة ولكن ادعو ال لي أل أتكشف فدعا لها فكانت
ُتصرع ول تتكشف " فقد خيرها رسول ال بين المرين فكان القرار لها فكانت ُتصرع ول ينكشف جسدها كما دعا لها رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم في العروق فضيقوا مجاريه بالصوم والجوع " هل معنى ذلك الحديث أن الشيطان يسبح في دم ال نـسان كيف يشاء إنما معنى قول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(الذي آتاه ال جوامع الكلم الذي كان يتكلم بالحكمة والبلغة فكان في حديثه كناية فإذا كان ال نـسان قوياً فتياً وذا صحة وشهرة فإن الشيطان يسهل عليه أن يدخل إليه
ويوسوس له ويستميله لفعل المعاصي وذكر الدم لن رسول ال يعلم ان الدم هو الذي يحمل الغذاء وال كـسجين إلى جميع خليا الجسم وهو سبب حيويته فأوصى بالصيام ل نـه يكسر ويحد من الشهوة في ال نـسان فل يقوى الشيطان على أن يستميله للمعاصي والشيطان ل يملك من ال نـسان أكثر من الوسوسة . 31
وال عز وجل يقول صو ُرو َ هم ّ ن. و ُ مْب ِ
كو ُروا َ فِإ َ شْهي َ م َ قْاوا إِ َ ن اتّ َ ذا ن تََذ ّ )إ ِ ّ طَعا ِ ن الّ ِ م َ ذا َ ذي َ سو ُه ْ ن ال ّ م ّ ف ِّ طَعائِ ٌ
( العراف 201فهل معنى تلك الية أن الشيطان يلبس جسد
ال نـسان وطاف وأحاط به وركب جسده وتحكم في تصرفاته ما كان معناها ذلك ولكن ل كان يعبد تفسيرها ورد كما جاء في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن رج ً ال عز وجل ويعلم حق ال عليه أغوته امرأة ذات حسن وجمال حتى كان من
وسوسة الشيطان أن دخل إلى بيتها فتذكر قول ال عز وجل في تلك الية فأخذ يكررها حتى مات وهو في توبة ل عز وجل ورجوع فدفنوه ووقف عمر على قبره وقال له يا فتى لمن خاف مقام ربه جنتان " يا فتى أنت خفت مقام ال عندما وسوس لك الشيطان بالمعصية فحق لك وعد ال عز وجل بالجنتان وقال الذين يقفون على الجنازة أنهم سمعوا صوتاً يخرج من القبر يقول وقد كان يا عمر وقد كان يا عمر ,
وتلك الرواية جاءت في تفسير بن كثير وهو من الحققين المدققين الذين يخافون ال عز وجل ول ينقلون إلينا إل كل صحيح . وقد جعل ال للمسلم في دين السلم قذائف يدفع بها الشيطان فل يستطيع أن ينال منه فما هى تلك القذائف وتلك المضادات الربانية التي نحارب بها الشيطان ونقهره بها ونهزمه قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(البيت الذي تق أر فيه سورة البقرة ل يدخله شيطان " فإذا أردت أن تحصن بيتك فلتداوم على قراءتها ,وكذلك قال من ق أر آية الكرسي في ليلة لم يقربه شيطان حتى يصبح ,وقال كذلك في سورة الناس إنها حافظة مانعة إوانها قاهرة للشيطان ,وقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(الشيطان
يضع خطمه على قلب بن آدم فإذا ذكر ال خنث إواذا نسى التقم قلبه الشيطان وذلك الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس .
ن َ مهي ً ن سَت ْ شو ُر و ُ ق ِ ج ِ م َ مْع َ عَعا َيَعا َ م َ ويَْاو َ وال عز وجل يقول ) َ دا ْ شَر اْل ِ ه ْ م يَ ْ كَثْرو ُتم ِ ّ ج ِّ ح و ُ و َ ذي مَت َ ل أَْولَِهيَعاو ُؤ و ُ جلََنَعا الّ ِ وبَلَْغَنَعا أَ َ ض َ م َ قَعا َ سۖ َ سَت ْ س َربَّنَعا ا ْ ع بَْع و ُ هم ِ ّ ن ا ْ ِلن ِ ا ْ ِلن ِ ضَنَعا بِبَْع ٍ ت لََنَعا ۚ َ م. م َ ه ۗ إِ ّ ح ِ ن ِ خَعالِ ِ اوا و ُ فهي َ ك َ ن َربّ َ مَعا َ هَعا إِّل َ دي َ م َ مْث َ ل الّنَعاو ُر َ قَعا َ جْل َ شَعاَء اللّ و ُ ك ْ أَ ّ عِلهي ٌ كهي ٌ
(
ال نـعام 128قال الحسن البصري الستمتاع بين ال نـس والجن كان بالوسوسة من الجن وال نـقياد من ال نـس له ,وكلمة شيطان التي ُنعت بها إبليس ل نـه شذ عن الجن وخرج عنهم وكذلك كل من يخرج عن جنسه بالشر فهو شيطان وقد يكون في 32
ال نـس شيطان أشد نكاية وش ارً من شيطان الجن فإن رسول ال )صلي ال عليه
وسلم(قال وقد دخل عليه أبو ذر قال يا أبا ذر تعوذ من شياطين ال نـس والجن قلت يا رسول ال أو في ال نـس شيطان قال هم شر من شياطين الجن " وال عز وجل يقول
و َ ى ي َ ج َ ن و ُياو ِ شَهيَعا ِ عْلَنَعا لِ و ُ س َ طهي َ وا َ ك َ ك ٰ َذلِ َ ) َ ضو ُه ْ واْل ِ حي بَْع و ُ م إِلَ ٰ ج ِّ عو ُد ًّ ك ِّ ل نَِب ّ ٍ ن ا ْ ِلن ِ
عو ُلاوو ُه ۖ َ مَعا َ ف َ مَعا يَْفَتو ُرو َ ف اْل َ ن. ذْر و ُ ف َ ل و ُ خو ُر َ قْاو ِ و َ م َ ك َ شَعاَء َربّ َ ولَْاو َ غو ُروًرا ۚ َ ه ْ ض و ُز ْ بَْع ٍ
( ال نـعام
112شيطان ال نـس يعمل مع شيطان الجن حتى إذا ارتفعت به الحال عمل بمفرده وكان أشد قسوة وش ارً من شيطان الجن ويقول قائل :
" كنت من جند إبليس فارتقت بي الحال حتى أصبح إبليس من جندي "
يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(في حديث رواه جابر بن عبد ال ال نـصاري اغلقوا أبوابكم وخمروا آنيتكم وأوكئوا أسقيتكم فإن الشيطان ل يفتح باباً مغلقاً ول
يكشف غطاًء ول يفك وكاءاً " ينصح رسول ال )صلي ال عليه وسلم(الناس حتى
يتجنبوا الشيطان فيقول لهم إذا دخل أحدكم بيته فليغلق الباب حتى ل يدخل عليه
شيطان ل نـه ل يستطيع أن يفتح باب مغلق إواذا تركت طعاماً في إناء فاجعل عليه
غطاء حتى ل يأكل منه الشيطان أو يشرب إواذا كان كوباً فارغاً فاجعله مقلوباً حتى ل
يمسه شيطان ,وقد قال رجل لعبد ال بن عمر إني سمعت صوتاً يناديني من خربة فعندما قسورت لم أجد شيئاً فقال له إذا حدث معك ذلك فعليك بالذان فإن
رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول إذا تغولت عليكم الغيل نـ فعليكم بالذان " وكذلك يحاول ال نـسان أن يتجنب الوحدة قدر المستطاع فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول لو تعلمون ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل " لن الوسوسة تكون أشد وأقوى والجنون يكون أقرب وكذلك يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(الشيطان يهم بالواحد وال ثـنين فإذا كانوا ثل ثـة لم يهم بهم فعليكم بالجماعة وعليكم بالمساجد " حتى ل ينفرد إنسان بنفسه فيكون فريسة سهلة لوساوس الشيطان فقد قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(الشيطان ذئب ال نـسان كذئب الغنم يأكل القاصية والناحية " أي إن الذئب يأكل الشاة البعيدة عن القطيع المنفردة بنفسها .
33
إن أهل اليمان والتقوى واليقين ليس للشيطان عليهم سبيل إنما الشيطان يقهر ويغلب على من يشركونه في عبادة ال ويتوكلون عليه من دون ال ويخافون منه ويعبدونه وأما أهل اليمان الذين ل يخافون إل من ال وحده ول يتوكلون إل عليه ول يعبدون إل إياه ل يملك لهم الشيطان ض ارً ول يقدر عليهم لن ال عز وجل هو حارسهم منه ومانعه عنهم ويقول قائل :
يا من ألوذ به فيمن أأمله وأعوذ به مما أحاذره ل يجبر الناس عظماً أنت كاسره ول يهيضون عظماً أنت جابره
إن الشيطان ل يملك من ال نـسان إل الوسوسة فإن ال عز وجل يقول
م َل )َيَعا بَِني آ َ د َ
شْهي َ ن َ مَعا ع َ خَر َ طَعا و ُ جّن ِ اوْي و ُ يَْفِتَنّن و ُ ة َينِز و ُ مَعا لِو ُهيِريَو ُه َ سو ُه َ مَعا لَِبَعا َ عْنو ُه َ ن اْل َ م َ ج أَبَ َ ك َ مَعا أَ ْ م ال ّ كم ِ ّ ك و ُ َ ْ َ ن أَْولَِهيَعاَء طهي هيَعا ش ال نَعا ل ع َ ج نَعا إ ۗ م ه ن و ر ت ل ث هي ح ن م ه ل و ُ بهي ق و او ه و ُ م ك را ي ه ن إ ۗ مَعا ه َ َ ّ ّ ِ ِ و ُ َ َ َ سْاوآتِ ِ َ ِ و ُ َ َ َ َ َ ِ و ُ ْ ْ َ ْ و ُ ّ َ َ ْ و ُ ْ ِ مو ُناو َ ن. ن َل و ُيْؤ ِ لِلّ ِ ذي َ
( العراف 27فل يدعي أحد ويقول إن الشيطان يتلبس بال نـس
فإن أهل الفقه قالوا من جاءت بولد وادعت ان أباه من الجن ُأقيم عليها حد الرجم لنها زانية ,وقال اسامة بن عمير كنت رديف رسول ال )صلي ال عليه وسلم(على بغلته فعثرت به فقلت تعس الشيطان فقال لي رسول ال ل تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم وقال عثرته بقوتي ولكن قل بسم ال الرحمن الرحيم فإنك إن قلتها تصاغر حتى يكون مثل الذبابة .
خلـــــق ال نـســان ف ً ةۖ َ وإِْذ َ خِلهي َ مَلئِ َ قَعاو ُلاوا ل ِ جَعا ِ ك ِ ض َ ة إِِّني َ ك لِْل َ ل َربّ َ قَعا َ يقول ال عز وجل ) َ ع ٌ في اْل َْر ِ وو ُن َ كۖ ج َ م ِ سو ُد ِ من و ُيْف ِ ل ِ فهي َ فهي َ س لَ َ ك َ د َ ح بِ َ سبِ ّ و ُ ن و ُن َ مَعاَء َ د َ هَعا َ هَعا َ ق ِّ ك ال ِّ ح ْ ون َ ْ وي َ ْ أَتَ ْ د و ُ ح و ُ سِف و ُ ع و ُ َ ماو َ ن. ل إِِّني أَ ْ م َ قَعا َ مَعا َل تَْعلَ و ُ علَ و ُ
( البقرة 30أراد ال عز وجل إعمار الرض حتى
تكون فيها حياة ةفيها عمار وخير فخلق آدم عليه السلم فكيف كانت بداية خلقه يقول ال عز وجل
) َ د ْ كاوًرا. ى َ مْذ و ُ م يَ و ُ ن ِ سَعا ِ ن ال ّ كن َ م َ عَلى ا ْ ِلن َ هِر لَ ْ ه ْ شْهيًئَعا ّ ن ِّ ل أَتَ ٰ حهي ٌ
( ال نـسان 1أي إن ال نـسان لم يكن شيئاً يذكر وعندما أراد ال أن تكون حياة ونماء
خلق آدم وصوره من طين ل زـب خلقه من حمأ مسنون وعن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(خلق ال عز وجل 34
المل ئـكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم " فما هو الذي وصف لنا هو الماء والطين هو تراب تلك الرض
التي أنشأها ال ذلك المخلوق
الذي طغى وتكبر وتجبر وجعل من نفسه إلهاً ًيعبد في الرض والذي غرته إنجازاته
عندما ارتفع وعل وطاف حول القمر وهبط عليه كان ذلك في الصل معدنه وتكوينه
من تراب تلك الرض التي يمشي عليها متكب ارً مختاًل ,وعن أبي موسى الشعري قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(عندما أراد ال عز وجل خلق آدم قبض
قبضة من تراب الرض فكان منها الحمر والبيض والسود وما غير ذلك وكان منها الطيب والخبيث وما دون ذلك " فقد جعل ال عز وجل خلق آدم من طين ثم كان نسل آدم من جنسه ومن نفس تكوينه من أديم الرض وقد يقول سائل كيف ذلك ونحن نخرج من بطون أمهاتنا لحماً وعظماً لنعلم أن جميع خليا الجسم تنمو وتؤدي عملها
بفضل الغذاء الذي يتناوله ال نـسان من طعام وشراب ومن أين أتى هذا الطعام
والشراب أليس من الرض سواء كان فاكهة أو خضروات أو غيرها مما يأكل الناس وحتى اللحم الذي نأكله فهو قد تكون من غذاء الحيوان من عشب الرض والماء فصار لحماً نأكله إذن كل ما أدى إلى تكوين وخلق ال نـسان إنما هو من عناصر
واحدة في النهاية ترد إلى الماء والطين ثم تجلت عظمة وقدرة الخالق جل وعل بأن صوره فأحسن صورته وجعل له السمع والبصر وسائر نعم ال عليه التي ل ُتعد ول
ُتحصى فإن ال بكم رؤوف رحيم وما جعل طعام ال نـسان هو الزلط والرمل بل جعل سَعا َ ول َ َ من ن ِ خلَْقَنَعا ا ْ ِلن َ قْد َ طعامه وشرابه في أحسن صورة وال عز وجل يقول ) َ
ق ً ف ً في َ ف َ خلَْقَنَعا الّن ْ عْلَنَعاو ُه و ُن ْ علَ َ ط َ ط َ ة ة َ ج َ م ِ ة ِ من ِ سَللَ ٍ م َ م َ ن .و ُث ّ قَراٍر ّ ن .و ُث ّ ة ِّ و ُ كهي ٍ طهي ٍ َ ْ غ ً مَعا َ ة َ َ ع َ ع َ غ َ ق َ عل َ َ ف َ ض َ ض َ شأَنَعاو ُه ف َ خلَْقَنَعا اْل َ ف َ ح ً ظَعا ً سْاوَنَعا اْل ِ ة ِ م ْ م ْ م أن َ ظَعا َ ك َ م لَ ْ مَعا و ُث ّ خلَْقَنَعا اْل و ُ ة و ُ خْل ً خَر ۚ َ ن. ن اْل َ خَعالِِقهي َ ح َ فَتَبَعاَر َ قَعا آ َ َ ك اللّ و ُ ه أَ ْ س و ُ
( المؤمنون 14 -12في تلك الية حدد
ال عز وجل لنا مراحل خلق ال نـسان وتكوينه من بدايتة وأول خلقه إوالى تمام واكتمال
تكوينه وقد كانت تلك الية من آيات القرآن المعجزة وكذلك يقول ال عز وجل ه َ مهي ً من ن ّ ْ ط َ سَعا َ صهيًرا. ج َ عَعا بَ ِ س ِ شَعاجٍ نّْبَتِلهي ِ ن ِ ف ٍ عْلَنَعاو ُه َ ف َ م َ خلَْقَنَعا ا ْ ِلن َ َ ة أَ ْ
)إِّنَعا
( ال نـسان 2
ومعنى أمشاج أي نطفة كأنها بيضة ولكن مع الفارق فإن الخلية متناهية الصغر وما عاينها العلماء من بني البشر إل بعد اختراع أدق وأحدث الميكروسكوبات ,وهذه 35
النطفة بداخلها عدد معين من الكروموسومات نصفها عند المرأة ونصفها عند الرجل حتى إذا كان لقاء بينهما اتحد ذلك الشق مع أخيه ثم تكون الخلية أو النواة أو المشاج ,وال عز وجل يقول
) َ دافِقٍ. فْلَهين و ُ سَعا و ُ مَعاٍء َ ق ِ ن ِ خِل َ خِل َ ظِر ا ْ ِلن َ من ّ م ّ ق .و ُ م و ُ
ن ال ّ ب ( .الطارق 7 – 5فكان ذلك الماء الدافق ليس من يَ ْ والّتَرائِ ِ صْل ِ ج ِ ب َ خو ُر و ُ من بَْهي ِ
الرجل وحده بل منهما معاً فلم تختص هذه الية بماء الرجل ومن أهل التفسير من
قال أن الماء الدافق هو ماء الرجل وأن الترائب تختص بالمرأة وما كانت كذلك فإن التفسير الذي اتفق عليه أهل العلم والخبرة بحياة الجنة قالوا أن ما بين الصلب
والترائب هو ما بين عظم العصعص وعظم العانة وهذا المكان موجود عند الرجل وعند المرأة على السواء ,وأما العلقة فهى البويضة المخصبة عندما تلتقي نطفة الرجل ببويضة ال نـثى تصدر اشارة من رب العالمين تقول لهذه البويضة أحيطي نفسك بسياج حتى ل تغزوك نطفة أخرى فإنما هى نطفة واحدة ثم تنتقل تلك البويضة المخصبة إلى قناة تسمى قناة فالوب تستغرق تلك الرحلة حوالي عشرة أيام تنمو فيها تلك البويضة التي تجمعت واندمجت فيها كروموسومات الرجل والمرأة وتنقسم عدة انقسامات من اثنين إلى أربعة إلى ثمانية على ستة عشر وهكذا ثم بعد تلك اليام س مـيت علقة ل نـها تعلق برحم المرأة فإنها العشرة تكون قد تحولت إلى علقة ولماذا ُ
تكون في حجم فص الدر تخرج منها شعيرات تلك الشعيرات تغزو رحم المرأة تهتك
أغشيته حتى تصل إلى أوعيته الدموية حتى تجعل التماثيل تسجد لرب العزة بأن يغلق الرحم على العلقة التي فيه وهى تتشيث بجداره وتعلق فيه ثم تكون مضغة وسميت بذلك ل نـها أصبحت تشبه في حجمها قطعة اللحم التي نضعها في فمنا ونمضغها ثم تزداد تلك المضغة على مدى اثنين وأربعين يوماً كما جاء في حديث رسول ال )صلي ال عليه وسلم(لن مراحل الخلق تلك كما جاءت في كتاب ال عز وجل وجاءت في
سنة رسوله تتطابق تماماً مع ما وصل إليه العلم الحديث وعلم الجنة ول اختلف
بينهما فقد جاء في حديث لحذيفة بن اليمان قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(إذا مر بالنطفة اثنتا وأربعون ليلة بعث ال إليها ملكاً فيصورها لحماً وعظماً
وسمعاً وبص ارً ثم يقول الملك أي ربي أذكر أم أنثى فيقضي ال ما يشاء ويكتب الملك
ثم يقول أي ربي ما أجله فيقضي ال ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول أي ربي وما 36
رزقه فيقضي ال ما يشاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك فل يزاد عليها ول ينقص " وعلى ذلك يتحدد بأمر ال عز وجل كل ما يخص هذا الجنين من نوع وأجل ورزق فل تتغير ول تتبدل أبداً كان ذلك هو حديث رسول ال )صلي ال عليه وسلم(ونجد في العلم الحديث وفي أحدث ما وصلوا إليه بعد المتابعة والتمحيص والبحث والدراسة
قالوا إن بعد مرحلة المضغة إذا بلغت اثنين وأربعين يوماً وجدوا جزًء صغي ارً جداً فيها
يتحرك فوجدوا إنه قلب ال نـسان بدأ نبضه من تلك اللحظة وسوف يستمر إلى أن
ينتهي أجله وعمره الذي حدده ال عز وجل له ثم يتكون أول ما يتكون العظم كما ورد في آيات القرآن وتلك المراحل من التكوين للجنة يشترك فيها كل جنين على وجه البسيطة سواء كان لحيوان أو إنسان ولكن متى يتحدد أن هذا الجنين سيكون لبني آدم بعد مائة وعشرين يوماً فعن عبد ال بن مسعود قال قال رسول ال )صلي ال
عليه وسلم(يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوماً مضغة ثم يكون علقة مثل
ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك -إلى هذا الحد كل الجنة مثل بعضها في ذلك – ثم يبعث ال عز وجل الملك فينفخ فيه الروح من تلك اللحظة يتحدد نسل هذا الجنين ويبدأ التمييز بأن ذلك سيكون من نسل بني آدم فإن حواء خلقت عندما أراد ال عز ل من آدم فقط وما أراد ان وجل أن يكون تناسل وعمار وما كانت إرادته أن يكون نس ً يكون أمشاج من نساء ورجال خلقها ال من ضلع من أضلع آدم وهو نائم وعندما استيقظ وجدها إلى جواره فقال من هذه فقيل له هذه حواء فلماذا سميت حواء ل نـها أخذت من حي ذلك الحي هو آدم الذي نفخ ال فيه من روحه وكان التناسل من ذكر وأنثى وال عز وجل يقول
ه أَ ْ كو ُناوا وا ً س و ُ س و ُ ن َأنو ُف ِ ق لَ و ُ ن آَيَعاتِ ِ و ِ م أَْز َ خل َ َ ن َ ) َ جَعا لِ َّت ْ ك ْ م ْ م ْ كم ِ ّ
في ٰ َ م ً كو ُرو َ م يََت َ ت لِ ّ َ ن. ف ّ ة ۚ إِ ّ ج َ ن ِ ل بَْهيَن و ُ او ّ ك َلَيَعا ٍ إِلَْهي َ ذل ِ َ ح َ دًة َ م َ ع َ و َ هَعا َ وَر ْ كم ّ قْاو ٍ
( الروم 21
خل َ َ حَدٍة وا ِ ق و ُ م ال ّ ِ س اتّو ُقاوا َربّ و ُ وكذلك يقول ال عز وجل )َيَعا أَيّ َ س َ ذي َ كم ِ ّ ك و ُ هَعا الّنَعا و ُ من نّْف ٍ سَعاَءو ُلاو َ جَعاًل َ ه واتّو ُقاوا اللّ َ ن بِ ِ ه الّ ِ ث ِ ق ِ ج َ مْن َ ذي تَ َ سَعاًء ۚ َ ون ِ َ كِثهيًرا َ مَعا ِر َ مْنو ُه َ هَعا َ هَعا َزْو َ خل َ َ و َ َ وب َ ّ كَعا َ ه َ قهيًبَعا. ن َ م ۚ إِ ّ ن اللّ َ م َر ِ علَْهي و ُ حَعا َ واْل َْر َ َ ك ْ
( النساء 1فلن يكون خلق إل من ذكر وانثى
وغير ذلك لن يكون وال عز وجل هو قائلها . وجاء رجل من اليهود إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم(وسأله عن خلق ال عز وجل لل نـسان فقال له فيما معناه إن ذلك ال نـسان يتكون من ماء الرجل وماء المرأة 37
فإذا عل ماء الرجل ماء المرأة كان الشبه في الولد لخواله إواذا عل ماء المرأة ماء
الرجل كان الولد لوالده وأعمامه ومعنى هذا الحديث أن شبه المخلوق الناتج إذا كان ذك ارً أو انثى فإنه إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة كان الشبه لهل الرجل والعكس
صحيح ,ومن معجزات ال في خلقه أن يكون هناك توازن بين الجنسين الذكر
وال نـثى ولو ترك ال لخلقه الختيار لختل هذا التوازن وحتى ل يطغى أحد على أحد وهو الذي يقسم الرزاق فيجعل لذلك ذكو ارً ويجعل لذلك إناثاً ولكن الذي يحمل هذا
التصنيف هو ماء الرجل وحده فهو الذي يحمل كروموسوم مسؤل عن نوع الجنين
وذلك مما وصل إليه العلم الحديث وال عز وجل يقول
ض وا ِ )لِ ّلّ ِ ت َ مَعا َ س َ ك ال ّ مْل و ُ ه و ُ واْل َْر ِ
شَعاءو ُ ال ّ م و ُذْكَراًنَعا ۚ يَ ْ ذ و ُ وي َ َ شَعاءو ُ ۚ يَ َ من يَ َ ب لِ َ شَعاءو ُ إَِنَعاًثَعا َ من يَ َ ب لِ َ مَعا يَ َ ق َ جو ُه ْ وّ و ُ ه و ُ ه و ُ خو ُل و ُ كاوَر .أَْو و ُيَز ِ م َ ديٌر. ه َ شَعاو ُء َ ج َ عِقهي ً ق ِ من يَ َ ل َ وإَِنَعاًثَعا ۖ َ َ مَعا ۚ إِنّ و ُ وي َ ْ عِلهي ٌ ع و ُ
( الشورى 50-49ال نـسان
الذي أصابه العقم ومنع ال عنه الولد إنما هى إرادة ال عز وجل وقد يكون ذلك خي ارً له فقد يكون في علم ال عز وجل إن رزقه ولداً يكون عاقاً له فمن رحمة ال به ان
حرمه هذا الولد لذلك يقول ال في آخر الية إنه عليم قدير أي عليم بما سيكون
عليه المر وقدير في حكمه فإنه يعلم السر وأخفى ,كان ذلك خلق ال نـسان ومراحل خل َ َ ل ج َ ل ِ وا ِ ق و ُ ج َ مْن َ وَأنَز َ هَعا َ هَعا َزْو َ ع َ م َ س َ تطوره وال عز وجل يقول ) َ حَدٍة و ُث ّ كم ِ ّ من نّْف ٍ خْل ً مَعانِهيَ َ ق في و ُب و ُ واجٍ ۚ يَ ْ ن اْل َْن َ من بَْع ِ هَعاتِ و ُ طاو ِ م ِ خو ُلو ُق و ُ لَ و ُ م َ د َ م َ ة أَْز َ م ثَ َ م َ ك ْ ك ْ ن و ُأ ّ عَعا ِ قَعا ِ ّ كم ِ ّ خْل ٍ ث ۚ َٰ او ۖ َ صَرو ُفاوَ ن( . ه إِّل و ُ في و ُ ك ۖ َل إِٰلَ َ ه َربّ و ُ ذلِ و ُ ِ ت ثََل ٍ مَعا ٍ ه َ ظو ُل َ م لَ و ُ م اللّ و ُ ى و ُت ْ ك ْ فأَنّ ٰ مْل و ُ ه اْل و ُ ك و ُ
الزمر 6فما هى تلك الظلمات الثلث كانت الولى ظلمة البطن ثم ظلمة المشيمة ثم ظلمة الرحم . ويقول ال عز وجل
ك ّ داو ُد ۖ مَعا تَْز َ مَعا تَ ِ ل و ُ ح ِ و َ م َ ض اْل َْر َ و َ ى َ م َ )اللّ و ُ مَعا تَ ْ ل و ُأنَث ٰ حَعا و ُ غهي و ُ م و ُ ه يَْعلَ و ُ
دِة اْل َ م اْل َ ك ّ ل. مَت َ مْقَداٍرَ . هَعا َ عَعا ِ غْهي ِ عنَدو ُه بِ ِ يٍء ِ و و ُ ش َ ب َ ل َ َ وال ّ كِبهيو ُر اْل و ُ عَعالِ و ُ ش ْ
( الرعد 9-8
ل اْل َ في سَعا َ ويقول ال عز وجل )إِ ّ ن اللّ َ مَعا ِ ع ِ عنَدو ُه ِ ه ِ م َ ث َ غْهي َ ة َ م ال ّ ويَْعلَ و ُ وو ُيَن ِزّ و ُ عْل و ُ س بِأَ ّ َ ب َ مَعا َ ن ت ۚ إِ ّ ذا تَ ْ ك ِ و َ غًدا ۖ َ و َ مۖ َ اْل َْر َ س ّ حَعا ِ ماو و ُ ض تَ و ُ مَعا تَْدِري نَْف ٌ س و ُ مَعا تَْدِري نَْف ٌ يِ أْر ٍ ه و ُيَر ّ مَعا سَعا َ ه َ اللّ َ ع ِ د ِ خِبهيٌر ( .لقمان 34ويقول ال عز وجل )إِلَْهي ِ و َ ةۚ َ م َ م ال ّ عْل و ُ عِلهي ٌ م تَ ْ وَل تَ َ م ِ عْل ِ ع إِّل بِ ِ ل ِ ح ِ مَعا ِ ج ِ ض و ُ مَرا ٍ م َ ويَْاو َ هۚ َ ى َ و َ هَعا َ ن أَْك َ من ثَ َ خو ُر و ُ م ْ مَعا تَ ْ م ْ ن و ُأنَث ٰ ت ِّ م و ُ
كَعاِئي َ قَعاو ُلاوا آ َ شَر َ شِههيٍد ( .فصلت 47 مّنَعا ِ مَعا ِ من َ ك َ ذّنَعا َ م أَْي َ ه ْ ن و ُ و ُيَنَعاِدي ِ
38
ورغم كل هذا التطابق بين ما جاء في كتاب ال عز وجل وما ورد عن سنة رسول ال )صلي ال عليه وسلم(وبين ما يصل إليه العلم في كل يوم وخصوصاً في علوم
ال نـسان وخلقته فإننا نجد ممن يدعون العلم من العلمانيين يشككون في أيات ال عز
وجل المعجزة ويقولون إن تلك اليات ل تستقيم مع أيامنا هذه ول حول ول قوة إل بال فلماذا قال ذلك ومن أين جاء بها قال إن أهل الطب وعندهم من الجهزة الشعاعية ما يجعلهم ينظرون بأعينهم ويعلمون ما في رحم المرأة من جنين هل هو ذكر أو أنثى فبذلك يكونوا قد علموا شيئاً مما اختص ال عز وجل نفسه بعلمه فإن
هذا القول خرج من جاهل وليس من عالم بدين السلم لن ال عز وجل لم يتوقف علمه بما في الرحام فقط عند نوع هذا الجنين الذي بداخله بل أنه هو الذي صوره وخلقه وأنشاه من العدم فهو الذي يعلم عن هذا الذي في الرحم عمره وأجله وهم ل يعلمون ويعلم رزقه وهم ل يعلمون وكما إنه يعلم لون عينيه وشعره ولون بشرته وهم إلى الن ل يعلمون من ذلك شيئاً وحتى إن توصلوا إلى أجهزة تكشف لهم ذلك يبقى
ما قدره ال لذلك ال نـسان من أجل ورزق وعمل ل يعلمه إل الذي قدره المهيمن وحده إوان ذلك ورد في حديث عن عبد ال بن مسعود قال قال رسول ال )صلي ال
عليه وسلم(يخلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ثم يكون علقة مثل ذلك ثم
يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث ال الملك فيكتب أجله ورزقه ويؤمر بأربع كلمات فيكتب أجله ورزقه وعمله وشقي أم سعيد " كان كل ذلك من العلوم التي استأثر بعلمها ال عز وجل لنفسه وهى كذلك ل يعلمها مخلوق إلى يوم القيامة .
إن دين السلم أمر بالعلم وحض عليه وجعل طلبه فريضة فإذا وجدنا من العلوم الحديثة ما يبدو وكأنه مناقض لما جاء في كتاب ال عز وجل فلنعلم أنما ظننا هو الذي يهيء ذلك هو الذي فيه الخطأ والعيب وقد قال قائل من قديم : وكم من عائب قوًل صحيحاً وآفته من الفهم السقيم
العيب في فهمه والسقم والمرض من عنده
39
الريـــــح والمطـــر يقول ال عز وجل
عو ُلاو َ كو ُفو ُرو َ ن ج َ م لََت ْ ض ِ ن ِبَعالّ ِ ل أَئِّن و ُ ن َ في يَْاو َ ق اْل َْر َ خل َ َ ذي َ وت َ ْ ك ْ )و ُق ْ مْهي ِ
دا ۚ ٰ َ و َ من َ ه َأنَدا ً ك َر ّ دَر ج َ ب اْل َ ك ِ ي ِ وا ِ ل ِ عَعالَ ِ ق ّ فهي َ فْاوقِ َ فهي َ هَعا َ وَبَعاَر َ هَعا َ هَعا َر َ ع َ و َ نَ . مهي َ ذل ِ َ لَ و ُ س َ او ٰ ي في أَْربَ َ و ِ ع ِ هَعا ِ ِ اواتَ َ فهي َ مَعاِء َ س َ سَت َ سَعائِِلهي َ س َ م َ هَعا أَْق َ ما ْ ى إَِلى ال ّ ن .و ُث ّ اواًء ِّلل ّ ة أَّيَعا ٍ ه َ كْر ً نَ . هَعا َ ن َ ض اْئِتَهيَعا طَْاو ً قَعالََتَعا أَتَْهيَنَعا َ ف َ ف َ عَعا أَْو َ ع سْب َ ضَعا و ُ خَعا ٌ ق َ طَعائِ ِ ل لَ َ ن َ عهي َ هَعا َ قَعا َ و ُد َ ه ّ ولِْل َْر ِ َ َ مَعاَء ال ّ مَر َ ح صَعاِبهي َ في و ُ ى ِ ت ِ وا ٍ م َ دْنَهيَعا بِ َ س َ هَعا ۚ َ س َ ل َ وأْو َ ن َ في يَْاو َ مَعا َ س َ َ مَعاٍء أ ْ وَزيّّنَعا ال ّ ك ِّ ح ٰ مْهي ِ
ظَعا ۚ ٰ َ حْف ً م. عِزيِز اْل َ ديو ُر اْل َ ك تَْق ِ و ِ ذل ِ َ َ عِلهي ِ
( فصلت 12-9ال عز وجل بعد أن خلق ذلك
الكون الذي نعيش فيه ذكر الكون وذكر السماوات ثم ذكر السماء الدنيا وأنه زينها بالكواكب والنجوم ثم أمر أن ينظر الناس إلى ذلك الكون ويتطلعوا إليه ويتدبروا فيه ل نـه خلق ال عز وجل تتجلى فيه قدرته وعظمته الني ل يصل إليها مخلوق ول يعرف كنهها إنسان ول يستطيع أن يتصورها عقل فإن ال عز وجل هو خالق كل هذا الكون بما فيه وعليه وما بينه ثم قدر في كل جزء منه الحياة فيه فقدر على الرض أقواتها للبشر الذين يعيشون عليها ومن جبال رواسي ثم استوى إلى السماء فقضاها سبع سماوات وجعل في كل سماء أمرها وكان امر ال لكل رسول ونبي أن يلفت نظر الناس إلى خلق ال عز وجل في السماوات والرض فإن الخلق العظيم ل يخلقه إل عظيم فإذا أعرض الناس فيجب أن يذكرهم رسولهم بما حل من عذاب بمن قبلهم لما جحدوا بآيات ربهم وأعرضوا عنها ولم يؤمنوا فقد سلط ال عز وجل على قوم ثمود عذاباً وكان ذلك العذاب هو الريح التي هى جند من جند ال عز وجل الذي يقول 40
و َ د َ ) َ ش ّ ض بِ َ م يََرْوا سَت ْ مَعا َ د ِ كبَو ُروا ِ اوًة ۖ أَ َ ن أَ َ قَعاو ُلاوا َ ق َ غْهيِر اْل َ ول َ ْ م ْ فَعا ْ عَعا ٌ مّنَعا و ُق ّ فأَ ّ ح ِّ في اْل َْر ِ ش ّ خل َ َ و َ حو ُدوَ ن ( .فصلت 15 م و ُ أَ ّ ن اللّ َ د ِ ه الّ ِ ج َ اوًة ۖ َ او أَ َ ه َ ذي َ كَعاو ُناوا ِبمآَيَعاتَِنَعا يَ ْ مْنو ُه ْ قو ُه ْ م و ُق ّ
هؤلء القوم كان فيهم نبي ورسول من ال عز وجل اسمه هود ولم يستجيب قومه لدعائه ولم يقبلوا رسالته إنما عتو وتكبروا وقالوا نحن أقوى الخلق وعندنا القوة والمنعة والسلح والعتاد ولن يقهرنا أحد فنحن الذين قهرنا العباد وسيطرنا على البلد وال عز وجل هو الذي خلقهم وأمدهم بما في أيديهم من قوة فسلط عليهم جندي واحد من جنوده فقال
) َ ذي َ م سْلَنَعا َ م ِري ً ت لِ ّو ُن ِ م نّ ِ صًرا ِ سَعا ٍ ح َ صْر َ حَعا َ فأَْر َ قو ُه ْ ه ْ في أَّيَعا ٍ علَْهي ِ
حَهيَعاِة ال ّ صو ُرو َ خَز ٰ ن. و و ُ ول َ َ َ ب اْل ِ ي ِ خْز ِ ب اْل ِ م َل و ُين َ ىۖ َ دْنَهيَعا ۖ َ في اْل َ عَذا َ ه ْ خَرِة أَ ْ عَذا و ُ
( فصلت
16سلط ال عليهم الريح تقتلع منازلهم وأجسادهم وكل ما في أيديهم من أسباب القوة فكان عذاب الخزي وال عز وجل يقول
ف َ م َ م تََر َ ت ك بِ َ ف َ ذا ِ عَعاٍد .إَِر َ ل َربّ َ ع َ كْهي َ )أَلَ ْ
اواِد. ص ْ م و ُي ْ ماو َ د الّ ِ هَعا ِ ق ِ اْل ِ مْثو ُل َ خَر ِبَعاْل َ ن َ ذي َ في اْلِبَلِدَ . ع َ خلَ ْ مَعاِد .الِّتي لَ ْ جَعاو ُباوا ال ّ وثَ و ُ دَ . في اْلِبَلِدَ . هَعا اْل َ عْاو َ ن طَ َ م ب َ وفِْر َ سَعا َ فَأْكَثو ُروا ِ غْاوا ِ ن ِذي اْل َْوَتَعاِد .الّ ِ فهي َ ف َ ف َ ذي َ َ ه ْ ص ّ علَْهي ِ صَعاِد. ب .إ ِ ّ سْاوطَ َ ك لَِبَعاْل ِ عَذا ٍ مْر َ ن َربّ َ ك َ َربّ َ
( الفجر 14-6ألم ترى أيها الظالم وأيها
الغافل فعل ربك عز وجل بعاد ,إوارم هذا هو الجد ال كـبر لعاد أو هو المكان الذي
كانوا فيه فقد قيل إنهم كانوا في دمشق وقيل إنهم كانوا في السكندرية ولكن أغلب القوال أنهم كانوا قريباً من حضرموت باليمن وكانوا يسكنون تلك البلد ذات الكثبان الرملية المرتفعة الشاهقة التي تصل إلى قمم الجبال فجاءهم هود ينذرهم بطش ال
عز وجل ويدعوهم إلى اليمان والسلم إوالى عبادة ال عز وجل وحده وترك الظلم
عَعاٍد إِْذ َأنَذَر َ ه خَعا َ واْذ و ُ قْاو َ كْر أَ َ والجور والفجور والعصيان وال عز وجل يقول ) َ م و ُ و َ ح َ ف ه أَّل تَْعو ُبو ُدوا إِّل اللّ َ خْلِف ِ و ِ ن يََدْي ِ ت الّنو ُذو ُر ِ خل َ ِ قَعا ِ خَعا و ُ ه إِِّني أَ َ ن َ ه َ قْد َ ف َ م ْ ِبَعاْل َ ْ من بَْهي ِ
ظهيٍم ( .الحقاف 21فهل استجابوا وانقادوا واتبعوا الرسول إنما م َ م َ َ ع ِ علَْهي و ُ عَذا َ ك ْ ب يَْاو ٍ اغتروا بقوتهم وتحدوه وقالوا له لو كنت صادقاً فأين ذلك العذاب الذي تتوعدنا به فلم
ل و أروا سحابة بيضاء وسحابة حمراء وسحابة سوداء فكانت السوداء هى يمر إل قلي ً التي فيها عذاب ال عز وجل وعندما نظروا إليها قالوا هذا سحاب مطر إوانا في نماء
وخير وثمر ل نـهم يعلمون أن في المطر والماء خير ونبت للزرع والثمار إنما فيه
الحياة فل يستغنى عنه إنسان ول حيوان ول مخلوق ولكن إذا أراد ال عز وجل بقدرته أن يتحول ويتبدل هذا الخير إلى بطش شديد وعذاب أليم فإنه أمر ال الذي يقول 41
قَعاو ُلاوا ٰ َ م َ ) َ عَعاِر ً ض ّ ضَعا ّ مَعا ل و ُ هَذا َ مَعا َرأَْوو ُه َ م ِ او َ ه َ سَتْقِب َ طو ُرَنَعا ۚ بَ ْ م ْ ه ْ م ْ فلَ ّ عَعاِر ٌ ل أَْوِديَِت ِ هَعا َ حاوا َل و ُيَر ٰ ى هَعا َ مو ُر و ُ ح ِ جْلو ُتم بِ ِ مِر َربِ ّ َ فهي َ ه ۖ ِري ٌ ل َ سَتْع َ فأَ ْ يٍء بِأَ ْ ا ْ ك ّ م .و ُتَد ِ ّ صبَ و ُ ب أَِلهي ٌ عَذا ٌ ش ْ جِزي اْل َ مۚ َ ن ( .الحقاف 25 – 24سلط ال عز جِر ِ سَعا ِ مهي َ قْاو َ ك ٰ َذلِ َ م َ إِّل َ م ْ ك نَ ْ كو ُنو ُه ْ م اْل و ُ
وجل عليهم ريحاً شديدة قطعت الرؤوس والحجارة التي كانوا يستخفون وراءها فطارت الجمال في الهواء كأنها تراب وكذلك كل شيء ولم يبق إل جدران مساكنهم وال عز
د َ خَر َ فو ُأ ْ ل سْب َ هَعا َ صٍر َ مَعا َ س ّ هِل و ُ ع لََهيَعا ٍ عَعاتِهيَ ٍ م َ ةَ . صْر َ كاوا بِِريحٍ َ وجل يقول ) َ ه ْ عَعا ٌ وأ َ ّ علَْهي ِ ةَ . مَعا َ مَعانِهيَ َ فَتَرى اْل َ ى َ ل جَعاو ُز نَ ْ م أَ ْ صْر َ ساو ً م ِ وي َ ٍ ف َ فهي َ ل َ ع َ هَعا َ قْاو َ وث َ َ َ ه ْ كأَنّو ُه ْ ع ٰ ة أَّيَعا ٍ ح و ُ م و ُ خَعا ِ خ ٍ تََر ٰ ة. من َبَعاقِهيَ ٍ ى لَو ُهم ِ ّ
( الحاقة 8 – 6كانت ريح باردة في أدنى درجات البرودة ولها
صوت مرعب يهز القلوب ويقتلع الرواح من الصدور فكان ذلك إحدى صور عذاب ال عز وجل بالريح وتلك الريح جعل ال عز وجل منها قبل ذلك المطر والماء الذي أنزله ال وأغرق الرض كلها عذاباً لقوم نوح الذين كذبوه ولم يؤمنوا به على مدى
مئات السنين مكث يدعوهم فيها فما استجابوا فحق عليهم العذاب وتهكموا عليه وهو يبني السفينة حتى ينجو هو ومن آمن معه فيها وال عز وجل يقول
ت َ ك ّ ) َ م قْبلَو ُه ْ ذب َ ْ
ب َ جَرَ . و َ م و ُناوحٍ َ َ ك ّ ف َ صْر. فَد َ ذو ُباوا َ جو ُناو ٌ فَعانَت ِ واْزو ُد ِ ه أَِّني َ ن َ قَعاو ُلاوا َ عْبَدَنَعا َ عَعا َربّ و ُ م ْ مْغو ُلاو ٌ قْاو و ُ عو ُهياوًنَعا َ و َ َ فَعاْلَت َ ف َ مَعاٍء ّ مٍر مَعاو ُء َ ه ِ ض و ُ مْن َ قى اْل َ جْرَنَعا اْل َْر َ مٍرَ . مَعاِء بِ َ س َ اوا َ حَنَعا أَْب َ ى أَ ْ فَت ْ ف ّ ب ال ّ علَ ٰ َ ى َ كَعا َ من َ كِفَر. جِري بَِأ ْ مْلَنَعاو ُه َ ن و ُ ذا ِ قْد و ُق ِ جَزاءً لِ ّ َ عو ُهيِنَنَعا َ اواحٍ َ ت أَْل َ ح َ و َ دَرَ . سٍر .تَ ْ علَ ٰ وو ُد و ُ
(
ع صَن و ُ القمر 14-9قوم نوح كانوا يسخرون منه وهو يبني السفينة فقال لهم ) َ وي َ ْ مّنَعا َ هۚ َ من َ خو ُر س َ س َ مّر َ خو ُروا ِ خو ُروا ِ س ِ م ِ قْاو ِ علَْهي ِ و و ُ قَعا َ ه َ ه َ مَعا َ كل ّ َ ك َ اْلو ُفْل َ مْن و ُ فِإّنَعا نَ ْ ل ِإ ن تَ ْ مَل ٌ ِ ّ م َ خو ُروَ ن( هود 38ولكن الوقت الذي كانوا يسخرون منه كان وقت س َ من و ُ ِ ك َ مَعا تَ ْ ك ْ
نجاة لهم وأما الوقت الذي يسخر هو منهم فيه فكان وقت الهل كـ والعذاب وقد كان م ِ و ِ في َ ابنه مع القوم الظالمين فأخذ ينادي عليه ويقول ) َ ه ْ ي تَ ْ مْاوجٍ جِري بِ ِ ه َ كَعا َ ي اْر َ و َ د ٰ َ ع م َ م َ وَنَعا َ وَل تَ و ُ ن ِ جَبَعا ِ مْعِز ٍ ى و ُناو ٌ عَنَعا َ في َ ه َ ل َ ح اْبَن و ُ كَعاْل ِ كن ّ كب ّ ل َيَعا و ُبَن ّ مَعاِء ۚ َ نَ . اْل َ مِر ل َل َ م ِ عَعا ِ مِني ِ ل يَْع ِ م اْلهيَْاو َ ص َ قَعا َ ن اْل َ م َ ى َ ل َ قَعا َ كَعافِِري َ ن أَ ْ م ْ وي إِلَ ٰ ص و ُ سمآ ِ جبَ ٍ ج َ كَعا َ ف َ ن. مْغَر ِ ن ِ من ّر ِ اللّ ِ قهي َ م َ مْاو و ُ مَعا اْل َ ل بَْهيَنو ُه َ حَعا َ و َ مۚ َ ح َ ه إِّل َ ن اْل و ُ
( هود 43-42فقد
نزل الماء من السماء وكأنه السيل بماء ثلج بارد وخرج من الرض من عيون في الرض وكأنه جمر من نار فالتقى هذا مع ذاك فكان الطوفان الذي يأخذ كل شيء في طريقه بقوة إندفاع الماء يصهر كل شيء ويحرقه فكان ذلك عذاب للذين كفروا وكذبوا وحاربوا ال عز وجل ورسوله وكانوا عتاة جبارين ,ورسول ال )صلي ال عليه 42
وسلم(كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت كان رسول ال )صلي ال عليه وسلم(إذا تغيمت السماء تغير وجهه وأقبل وأدبر فقلت يا رسول ال إني أراك تتغير وتقبل وتدبر قال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد فلما رأوه مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا " ورسول ال )صلي ال عليه وسلم(يعلمنا كيف نخاف ال عز وجل فيقول اللهم نسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما وكلت به ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به فما يدريك لعلها أرسلت بعذاب . ويقول ال عز وجل
ك َ ن َ ة ع و ُ سَعا َ في ِ فو ُروا ِ ل الّ ِ مْريَ ٍ ه َ ذي َ ) َ مْن و ُ م ال ّ حّت ٰ ة ِّ ى تَْأتِهيَو ُه و ُ وَل يََزا و ُ
بَْغَت ً مۚ َ مو ُناوا م َ م َ فَعالّ ِ ح و ُ ذ لِ ّلّ ِ مِئ ٍ نآ َ ذي َ ك يَْاو َ م بَْهيَنو ُه ْ ه يَ ْ ة أَْو يَْأتِهيَو ُه ْ عِقهي ٍ ب يَْاو ٍ ك و ُ مْل و ُ م .اْل و ُ عَذا و ُ ذو ُباوا ِبمآَيَعاتَِنَعا َ ك ّ ك َ و َ ن َ م و َ والّ ِ ت الّن ِ جّنَعا ِ ت ِ حَعا ِ ع ِ فو ُأوٰلَِئ َ فو ُروا َ ذي َ مَ . في َ صَعالِ َ َ ك لَو ُه ْ مو ُلاوا ال ّ عهي ِ ب ّ ن. َ ههي ٌ عَذا ٌ م ِ
( الحج 57 – 55ل يزال الذين كفروا في شك وريبة من دين ال وهم
ل يزالون كذلك إلى يوم القيامة ولم يستفيدوا من نص تلك الية إل القليل منهم إل من رحم ال منهم وال عز وجل له جنود ل يعلمها إل هو ومن هذه الجنود كما قلنا الريح والمطر وفي أيامنا هذه أمة من المم عتت وتكبرت وطغت وقالت من أشد منا قوة وأكثر منا عدة وسلحاً فنحن نصنع الطائرات التي تسير بسرعة الصوت ونملك الدبابات ولدينا أعظم ترسانة نووية في العالم كله فل تستطيع أي دولة أن تقف
أمامنا فأخذوا يعيثون في الرض فساداً يدمرون أفغانستان والعراق بحجة الرهاب
والسلحة الفتاكة التي جعلوها حك ارً على أنفسهم وقالوا من أشد منا قوة ولم يدركوا
ويعوا الدرس من سابقيهم فإن الذي أشد منهم قوة هو ال عز وجل فسلط عليهم
إعصا ارً أسموه كاترينا الذي دمر فوق رؤوسهم ثلث وليات أمريكية في يوم وليلة
ويقولون أن إصلح ما أفسده ودمره ذلك العصار يتطلب سنوات من العمل المتواصل وهذا في المباني والمرافق أما القتلى من البشر فكانوا آلف القتلى ومئات آلف المشردين والمليارات من الدولرات فكان الدمار شديداً عظيماً لن ال عز وجل سير
هذا العصار بسرعة مئتان وثمانين كيلومتر في الساعة وذلك ليس تشفياً فيهم إنما
هى آيات ال عز وجل لنرى قدرته فما استطاعت أن تقف أمام هذا العصار
التكنولوجيا الحديثة التي توصلوا إليها وما أغنت عنهم القدرة النووية ول أعتى 43
السلحة لديهم إنما هى ل شيء يذكر أمام أحد جنود ال عز وجل ,ورسول ال )صلي ال عليه وسلم(أمرنا بعدم الشماتة أو التشفي فقال ل تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه ال ويبتليك " ولكننا نقول إنه عذاب ال عز وجل أنزله على هؤلء القوم حتى مَعا َ دو ُروا ق َ و َ يكونوا لغيرهم عبرة وآية بينة على قدرته عز وجل فإن ال عز وجل يقول ) َ عَعا َ ق َ مهي ً م ْ هۚ اللّ َ قْب َ مهينِ ِ ت بِهيَ ِ م ِ ج ِ ت َ مَعا َ س َ ة َ م اْلِقَهيَعا َ ه يَْاو َ ض َ قْدِرِه َ ه َ ضو ُت و ُ وال ّ ح ّ اوّيَعا ٌ وا و ُ واْل َْر و ُ ط ِ كاو َ ل ى َ وت َ َ شِر و ُ ن ( .الزمر 67كما يقول ال عز وجل ) َ ه َ سْب َ حَعانَ و ُ مَعا و ُي ْ ع ّ عَعالَ ٰ وَل يََزا و ُ و ُ ل َ عاوا َ ك َ ح ّ ن َ عو ُد و ْ ع ٌ قَعاِر َ من َ داِر ِ فو ُروا و ُت ِ الّ ِ صَن و ُ ي َ م َ مَعا َ صهيو ُبو ُهم بِ َ ذي َ ه ْ حّت ٰ قِريًبَعا ِ ّ ة أَْو تَ و ُ ى يَْأتِ َ د. مهي َ ه َل و ُي ْ ه ۚ إِ ّ ن اللّ َ عَعا َ ف اْل ِ اللّ ِ خلِ و ُ
( الرعد 31ل يزال ال يرمي الذين كفروا بهذه
اليات في ديارهم أو قريباً منهم حتى يعلموا أن ال هو الحق المبين وتلك اليات
تكون في حق ناس عذاباً وفي حق ناس آخرين انتقاماً وفي حق ناس ابتلًء
وامتحاناً فإذا كان هناك انسان تقي وأصابه من تلك المور فإنما يؤخذ مع الذين أخذوا بهذا العذاب فعن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت قال رسول ال
)صلي ال عليه وسلم(يغزو جيش الكعبة حتى إذا كانوا ببيداء من الرض خسف بأولهم وآخرهم فقالت يا رسول ال أيخسف بأولهم وآخرهم وفيهم من ليس منهم وفيهم أسواقهم – أي بينهم ناس تبيع وتشتري – فقال لها يخسف بأولهم وآخرهم ثم ُيبعثون على نياتهم " وعندما ضرب هذا العصار المسمى كاترينا ما قالوا وما ادعوا
أن ذلك من فعل أهل السلم ومن فعل الرهابيين بل حسب وصفهم وكلمهم قالوا أن الطبيعة إرهابية على حسب كلمهم فإن الطبيعة مع المسلمين وقال آخرون إنه غضب الطبيعة وكل القولين إنما هو مناف للحقيقة إنما الطبيعة هى من خلق ال ل
تعمل إل بأمره ولكن ذلك العصار وما شابهه من كوارث طبيعية تصيب مناطق مختلفة من العالم ومن البشر إنما تتحرك بأمر ال عز وجل وتلك الريح تتوجه حيث يأمرها ال فهى مسخرة بامره وهى جند من جنوده وهى في تلك الحالة تحركت بأمر ال يوماً وليلة واحدة فما بالنا لو تحركت سبع ليال وثمانية أيام كما أصابت قوم عاد
أصابتهم تلك الريح ثمانية أيام متتالية ومتتابعة فتركت مدنهم كأنها أعجاز نخل
خاوية فما وجد لهم أي أثر يدل عليهم من بعدها دليل على شدة الدمار الذي أصابهم وعظم الكارثة التي لحقت بهم فهل يتعظ الناس وياخذوا العبرة والعظة ويعلموا أن ال عز وجل يمهل العصاة والكافرين فإذا أخذهم كان أخذه أليم شديد ولتعلم أكبر قوة 44
على وجه الرض أنها لن تستطيع أن تقف أمام قدرة ال عز وجل فاعتبروا يا أولي البصار .
الـــــزل زـل إن الزل زـل هى آية من آيات الرحمن يريها لخلقه في دنياهم قبل أن تكون الزلزلة في اْل َ في و ِ م آَيَعاتَِنَعا ِ ق َ الكبرى زلزلة يوم القيامة فإن ال عز وجل يقول ) َ ه ْ فَعا ِ سو ُنِري ِ ح ّ د. ه َ م يَ ْ ى و ُ ك ِ َأنو ُف ِ يٍء َ ل َ ف بَِربِ ّ َ ق ۗ أَ َ ه اْل َ ى يََتبَهيّ َ م َ ك أَنّ و ُ م أَنّ و ُ ههي ٌ ول َ ْ ن لَو ُه ْ ه ْ ك ِّ علَ ٰ حّت ٰ ش ِ س ِ ش ْ
( فصلت 53فلماذا يري ال الناس تلك اليات حتى يكون أهل اليمان والتقوى على يقين بأن تلك الكوارث قد ورد ذكرها في كتاب ال عز وجل وما هى إل نموذج مصغر لما سيحدث من زلزلة يوم القيامة فنزداد يقيناً باليوم الخر . 45
والزل زـل تكون على أربعة أشكال منها زل زـل إنزلقية ومنها زل زـل بركانية ومنها زل زـل حركية ومنها زل زـل العماق أما الزل زـل ال نـزلقية فإن ال عز وجل يحرك أحد التل لـ أو الجبال فتهتز الرض لتلك الحركة لن الجبل وما أدراك ما الجبل وحجمه إواذا كان القطار يسير على قضبان وجاء بكل سرعته وقوته نجد الرض ترتج حول قضبانه
التي يسير عليها فإذا كان القطار له ذلك التأثير بسبب كتلته ووزنه وسرعته فما بالنا بالجبل الذي له تلك الكتلة الهائلة التي ل يعلم وزنها إل ال عز وجل وتتحرك على قشرة الرض فلنا أن نتخيل التأثير الذي تحدثه تلك الحركة البسيطة لهذه الكتلة الهائلة ,وأما الزل زـل البركانية فتحدث نتيجة لفوران هائل يحدث داخل باطن الرض على مسافات سحيقة ونتيجة إندفاع تلك الحمم البركانية المشتعلة بسرعة هائلة من باطن الرض إلى السطح تسبب اهتزاز وحركة في قشرة الرض حول مكان البركان فتحدث موجات من الزل زـل البركانية ,وأما الزل زـل الحركية فإن الرض فيها تنشق وكأنها أخدود ثم يتحرك شق بعيداً عن شق أو ينزلق أحدها إلى أسفل فتهبط الرض
من تحته في مكان وترتفع في آخر ,وأما الزل زـل التي ينتج عنها أكبر قدر من
الدمار وتخلف وراءها أكبر عدد من القتلى ويكون حجم الدمار فيها أقوى من غيرها فهى زل زـل العماق فإن ال عز وجل جعل الرض التي نعيش عليها وكأنها بيضة في داخلها الصفار في قلب الرض وكأنه كتلة من النيكل أو الحديد السائل من شدة الحرارة التي في باطن الرض وقد تصل إلى آلف الدرجات المئوية فيكون قلبها وكأنها مراجل مشتعلة ونا ارً مؤججة فذلك الكم الهائل من باطن الرض على قدر
حجمها فقد قالوا إن زل زـل العماق تتكون وتبدأ على أبعاد سحيقة من سطح الرض لذلك ل يستطيع إنسان أن يتنبأ بها أو يعرف وقت وقوعها فل يعلم بذلك إل رب العزة الذي يكونها ويفجرها وحده ل شريك له وبن سينا العالم العربي يوم أن كان العلماء العرب مع اليمان والسلم فكانوا قدوة في العلم فهو أول من حقق ودقق وقال لنا عن
سبب الزل زـل وحدوثها فقال إن باطن الرض بكتلته المنصهرة تتكون من أبخرة تلك البخرة تفعل فعلها في جسم الرض كما يفعل المرجل الذي بداخله السائل فإذا أوقدت عليه النار تمددت أبخرته حتى تجعله يتفجر فكان ذلك البطن المنصهر هو الذي يحرك ما فوقه من أعماق ألف وثل ثـمائة كيلومتر من سطح الرض كما أن الزلزال في 46
بطن الرض يكون له بؤرة ومركز يخرج منه موجات زلزالية متواصلة يسمونها موجات ارتدادية تخرج بقوة من المركز وتنتشر فكلما بعدت عن المركز ضعفت تلك الموجة شيئاً فشيئاً حتى تتلشى ,وكان من آيات ال عز وجل أن ضرب تلك الرض
بزلزال في سنة ألف وثمانمائة وسبعة وتسعين ضرب جنوب قارة آسيا بكاملها الهند
وباكستان وبنجلديش وماليزيا وأندونيسيا فأتى على الحياة في تلك البقعة من العالم وقد قالوا إن قرى بأكملها طارت بأراضيها المزروعة وانتقلت من مكان إلى مكان ,ثم تكرر مثل ذلك الزلزال في سنة ألف وتسعمائة وستين في المغرب العربي فدمر بلدة تسمى أغادير ولم يبقى منها باقية وكان عدد القتلى اثني عشرة ألف أو يزيدون , وكان زلزال القاهرة في أوائل التسعينات الذي ارتجت له مصر كلها ولكن برحمة من ال لم يخلف دما ارً شديداً أو قتلى بينما نجد من بعده زلزال إيران في مدينة قم وقد
كان آية من اليات وخلف دما ارً واسعاً ووصل عدد القتلى إلى أكثر من خمسين ألفاً
ودمر ثمانين في المائة من مبانيها والباقي ل يصلح للسكن فكانت كل تلك الزل زـل
إنما هى آيات من رب العالمين ننظرها ونعاين آثارها باعيننا حتى ل يكون لدينا شك في أنه قد تكون هناك زل زـل إخرى قادمة اليوم أو غداً أو بعد غد وأن يكون لدينا
يقين بأن الزلزلة الكبرى آتية ل ريب فيها فإن ال عز وجل يقول
) َ ض ج ِ ذا و ُر ّ ت اْل َْر و ُ
سَعاَ . ت َ ف َ هَبَعاًء ّمنبًَّثَعا ( .الواقعة 6-4في هذا اليوم سوف س ِ جَعاَ . كَعانَ ْ ت اْل ِ وو ُب ّ ل بَ ً ّ َر ً ّ جَبَعا و ُ
ترتج الرض كما ترتج في الزل زـل على شكل موجات إرتدادية كما يقول ال عز وجل هَعا الّراِد َ صَعاو ُر َ ج َ ج َ ة. ع ٌ ش َ ف ٌ ف و ُ ف و ُ خَعا ِ وا ِ ف الّرا ِ ة .تَْتبَ و ُ مِئ ٍ ع َ هَعا َ ة .أَْب َ ذ َ ب يَْاو َ )يَْاو َ ة .و ُقو ُلاو ٌ ج و ُ م تَْر و ُ ك إِ ً خَرًةَ . ع َ حَعافَِرِة .أَإِ َ مْرو ُدوو ُدو َ يَو ُقاوو ُلاو َ ذا َ ة كّر ٌ ظَعا ً مَعا نّ ِ كّنَعا ِ ذا و ُ ن ِ قَعاو ُلاوا تِْل َ في اْل َ ن أَإِّنَعا لَ َ ةَ . ةَ . فِإ َ هَرِة. ذا و ُ حَد ٌ جَر ٌ سَر ٌ سَعا ِ وا ِ مَعا ِ خَعا ِ ة َ فِإنّ َ َ ي َز ْ هم ِبَعال ّ ه َ
( النازعات 14-6أي أن
الموجة الزلزالية تخرج من بؤرة أو مركز الزلزال ثم تليها وتتبعها أخرى ثم أخرى على شكل موجات حتى تعم الرض كلها فهل بعد تلك اليات شك في الخرة فعلى الذي ل يزال عنده شك أن ينظر بعينه إلى المدن التي تحدثنا عنها وآخرها مدينة قم في إيران وماذا بقي بها وليرى بعينه حجم الدمار الذي أصاب تلك المدينة حتى يدرك أن أمر ال واقع ل محالة إوانه ل إنكار ليوم البعث والحساب حتى يعد كل إنسان نفسه ليوم
47
يلقى فيه ال عز وجل فيحصن نفسه لهذا اللقاء باليمان بال عز وجل وحده وبالعمل الصالح وبكل ما أمر ال به وبالكف عن كل ما نهى ال عنه . ولقد أنزلت على رسول ال )صلي ال عليه وسلم(سورة وصفها وقال في حقها هى السورة الجامعة الفاذة وقال في حقها عبد ال بن مسعود هى أحكم سورة في كتاب ال عز وجل وقال عنها رسول ال )صلي ال عليه وسلم(أنه من قرأها فقد ق أر نصف القرآن فما هى تلك السورة التي جاء رجل من العراب يقول يا رسول ال مرني بسورة أقرأها قال عليك بثلث من ذوات الراء فقال يا رسول ال كبرت سني واشتكى قلبي وغلظ لساني ول أقدر عليها فقال له عليك بثلث تبدأ بحاء ميم فقال الرجل نفس الرد فقال له فعليك بثلث من المسبحات فقال يا رسول ال أريد أن تقرأني سورة جامعة فماذا أقرأه ال عز وجل أقرأه )إِ َ ض أَْث َ هَعا. ج ِ ذا و ُزْلِزلَ ِ قَعالَ َ ض ِزْلَزالَ َ خَر َ هَعاَ . وأ َ ْ ت اْل َْر و ُ ت اْل َْر و ُ و َ خَبَعاَر َ صو ُدو ُر هَعا .بَِأ ّ سَعا و ُ مِئ ٍ مِئ ٍ ى لَ َ مَعا لَ َ هَعا .يَْاو َ ك أَْو َ ن َربّ َ ذ و ُت َ هَعا .يَْاو َ ن َ ل ا ْ ِلن َ قَعا َ َ ح ِّ ذ يَ ْ ث أَ ْ ح ٰ د و ُ مَ . ل َ مْث َ مْث َ ل شَتَعاًتَعا لِ ّو ُهيَرْوا أَ ْ ل ِ ل ِ قَعا َ من يَْع َ و َ خْهيًرا يََرو ُهَ . ذّرٍة َ قَعا َ من يَْع َ ف َ ع َ م ْ م ْ مَعالَو ُه ْ س أَ ْ الّنَعا و ُ َ شًّرا يََرو ُه ( ..الزلزلة فقال له رسول ال )صلي ال عليه وسلم(ل أزيد عليها ذّرٍة َ
وقال الرجل ول أتركها أبداً فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(أفلح رويجل أفلح رويجل .
إن الزل زـل التي نراها تقذف بالصخور من باطنها وكما تلفظ البراكين الحمم البركانية المشتعلة المتقدة وتجري كالسيل المتوهج من قمة البركان إلى كل الرض المحيطة به فيحولها إلى جحيم مستعر كل ذلك قد نراه في بركان حدث على الرض بينما يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(في زلزال يوم القيامة يقول تلقي الرض بأفلذ أكبادها مثل السطوان من الذهب والفضة – يومها ل تخرج الرض أحجا ارً أو حديداً
أو نحاساً إنما تقذف بأغلى ما فيها من المعادن على شكل أسطوانات أو براميل من الذهب والفضة – فيجيء القاتل الذي قتل في الدنيا وينظر إلى تلك السطوانات
ويقول في هذا قتلت ويجيء القاطع ويقول في هذا قطعت رحمي ويجيء السارق ويقول في هذا قطعت يدي يومها ل ينفع مال ول بنون إل من أتى ال بقلب سليم فيقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(فيدعونه ول يأخذون منه شيئاً – يتركوا كل
هذا الذهب والفضة التي كان يتحاربون عليها في الدنيا ويتصارعون ل يأخذوا منه 48
شيئاً لذلك يجب أن يخشى الناس ويخاف يوم الزلزلة الكبرى فإن الذين عايشوا
الزل زـل الصغرى قالوا وهم فيها إنه يوم القيامة من هول ما أروا وكذلك يقول رسول
ال )صلي ال عليه وسلم(تحفظوا من الرض فإنها أمكم فإن الرض هى أم كل البشر الذين يعيشون عليها فما هو إل من ترابها وزرعها ونباتها وماءها وتركيب ال نـسان الول من عناصر تلك الرض كلها ثم يقول رسول ال )صلي ال عليه ل إل شهدت عليه يوم وسلم(فإنها أمكم إوانه ما من عبد أو أمة عامل عليها عم ً
القيامة تقول عمل كذا يوم كذا فإن كان المر كذلك فليحاول كل إنسان أن يكون من
الصالحين في أعمالهم وأن يبتعد عن الثام والمعاصى وأهلها وال عز وجل يقول
)َيَعا
هَعا تَْذ َ ن َزْلَزلَ َ ك ّ ل يٌء َ سَعا َ م ۚ إِ ّ ل و ُ ع ِ ع ِ س اتّو ُقاوا َربّ و ُ م تََرْونَ َ أَيّ َ م .يَْاو َ ة َ ك ْ ة ال ّ ه و ُ ظهي ٌ هَعا الّنَعا و ُ ش ْ ل َ كَعاَر ٰ س َ ك ّ هم مَعا و ُ ض َ ة َ ض َ وت َ َ مَعا أَْر َ ذا ِ ع و ُ مْر ِ ض و ُ ع ٍ مل َ َ و َ ى َ وتََرى الّنَعا َ هَعا َ ل َ ت َ ت َ ح ْ ح ْ ع ْ ع ّ س و ُ و ُ م ٍ كَعاَر ٰ س َ شِديٌد ( .الحج 2 – 1 ن َ ب اللّ ِ وٰلَ ِ ه َ عَذا َ ى َ ك ّ بِ و ُ
كان رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يأكل مع الصديق فنزل جبريل عليه السلم بسورة الزلزلة فقرأها رسول ال على الصديق فعندما وصل إلى قول ال فمن يعمل مثقال ذرة خي ارً يره ومن يعمل مثقال ذرة ش ارً يره فإذا بالصديق يفرغ كل الطعام الذي أكله ويرتعد ويزلزل قبل أن تكون الزلزلة وقال يا رسول ال إئنا مؤاخذون بمثاقيل
الشر فقال له يا أبا بكر إن ما تلقاه في الدنيا مما تكره يجعله ال عز وجل من مثاقيل الشر الذي تلقيه في الدنيا مما تكرهه من المرض ومن المصائب ومن قلة الزاد أو غيرها من المكاره ثم قال ويدخر ال عز وجل لك مثاقيل الخير حتى توفاه يوم القيامة ,لذلك قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(لعمر عندما دخل عليه ووجده ينام على حصير خشن قد أثر في جنبه فقال يا رسول ال أنت تنام على هذا الحصير الخشن وكسرى وقيصر يرفلون في الديباج والحرير فقال إن هؤلء عجل ال لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا " وأما كل ما يلقاه أهل اليمان من خشونة العيش وقسوة الحياة فإنما يكفر ال عز وجل بها من سيئاتهم حتى يلقونه يوم القيامة فيحاسبهم ويعطيهم مثاقيل الخير التي جاءوا بها من العمال الصالحة فإن العمال كلها تعرض على ال عز وجل كما قال عبد ال بن عباس قال ُتعرض أعمال المؤمن شرها وخيرها يوم القيامة وال عز وجل يغفر للمؤمن غفواته ويعطيه حسناته وأعمال الكافر 49
ُيعرض صالحها وسيئها فيحاسبه ال على الشر كله الذي فعله ويدخله جهنم ل نـه قد عجل له الطيبات في الدنيا " فينبغي على ال نـسان أل يستصغر من الخير شيئاً أن
يفعله ول من الشر شيئاً أن يتجنبه فعن عدي بن حاتم أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول ل تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن ُتفرغ من دلوك في إناء
المستسقي أو أن تلقى أخاك ووجهك له منبسط " وذلك قد يكون أقل المعروف
يستصغره أي إنسان بينما قد يكون ثوابه عند ال عظيم وسوف ُيوضع في حسناتك
ويدخره ال لك يوم القيامة ويوضع في ميزان حسناتك ,كما أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول يا عائشة اتقي النار ولو بشق تمرة " فكذلك هى محقرات الذنوب التي ل يأبه لها ال نـسان يقول رسول ال يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من ال طالباً " وعبد ال بن مسعود يقول إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يتراكمن على
العبد حتى يهلكنه " كأن يستصغر الواحد منا هذا الذنب وذاك حتى تتراكم على بعضها
فتكون سبباً في هل كـ صاحبها .
وكما أن أنواع الزل زـل كثيرة كما ذكرناها فإن هناك نوعاً من الزل زـل أصاب أمة ُم حـمد
خو ُلاوا ح ِ م َ سْبو ُت ْ )صلي ال عليه وسلم(في أيامنا هذه فإن ال عز وجل يقول )أَ ْ م َأ ن تَْد و ُ من َ جّن َ وو ُزْلِزو ُلاوا قْبِل و ُ خلَْاوا ِ ل الّ ِ مَعا يَْأتِ و ُ وال ّ ضّراو ُء َ سَعاو ُء َ م اْلبَْأ َ ن َ ذي َ ة َ اْل َ م ّ كم ۖ ّ كم ّ ول َ ّ سْتو ُه و ُ مَث و ُ
ه َ ب( . ه ۗ أََل إِ ّ م َ صَر اللّ ِ صو ُر اللّ ِ والّ ِ ه َ مو ُناوا َ نآ َ ذي َ ل َ ى يَو ُقاو َ َ ع و ُ ن نَ ْ ى نَ ْ مَت ٰ حّت ٰ قِري ٌ ساو و ُ ل الّر و ُ
البقرة 214فقد زلزلت أمة ُم حـمد في دول اسلمية كثيرة من كشمير إلى العراق مرو ارً
بأفغانستان والسودان والصومال ولبنان وعلى رأسها فلسطين المحتلة مسرى رسول
ال )صلي ال عليه وسلم(والتي بها ثالث المساجد التي ل ُتشد الرحال إل إليها فكان العتداء على تلك الدول وقتل أهلها وتشريدهم ونفيهم من بلدهم إنما هو بمثابة زلزال للمة كلها وكان له توابع وليس لنا إل أن ندعو ال عز وجل أن يكشف عنا هذه الغمة فإنه هو الذي يبطل فعل الزل زـل وهو الذي يحركها . وليعلم كل مسلم ومؤمن أنه مستقر بإسلمه إوايمانه فل تجعل ما تراه يزلزلك ولنعلم أن ال عز وجل يرينا آياته لتكون لنا امتحاناً واختبا ارً ليزداد الذين آمنوا إيماناً
ويظهر ال المنافقين والذين يعبدونه على حرف ويرتدون عن إيمانهم .
50
كما أن من صور الزل زـل التي ُيصاب بها أهل اليمان حيث نجد من يريدون أن
يفتنونا في ديننا يريدون ان ننسخ آيات من كتاب ال عز وجل يريدون أن يبدلوا علينا ديننا وأن يزيلوا أمور هى من الفرائض في دين السلم فكانت تلك من الزل زـل التي هى أعتى قوة وأكبر تدمي ارً من تلك التي تتحرك فيها الرض ولكن ال عز وجل
جعل اليمان في قلوب أهل اليمان مثل الجبال الرواسي .
فل أقسم بمواقع النجوم يقول ال عز وجل
) َ ماو َ ه لَ َ ه ن َ ع ِ فَل و ُأْق ِ ق َ مَ . م َ م بِ َ م .إِنّ و ُ وإِنّ و ُ جاو ِ ظهي ٌ م لّْاو تَْعلَ و ُ س ٌ اواقِعِ الّن و ُ س و ُ
هو ُرو َ م ّ ن َ ن. بِ اْل َ م ْ لَو ُقْرآ ٌ عَعالَ ِ في ِ مِ . كو ُناو ٍ كَتَعا ٍ مهي َ نّ .ل يَ َ مطَ ّ س و ُ ب ّ من ّر ّ ل ِّ نَ .تنِزي ٌ ه إِّل اْل و ُ كِري ٌ
( الواقعة 80 – 75إن ال عز وجل أنزل آياته هذه على ُم حـمد )صلي ال عليه
وسلم(وهو النبي المي في قوم كانوا أهل جاهلية وكفر وعناد فإنما أراد ال أن يلفت
بها النظر وال نـتباه إلى النظر في ملكوت ال إوالى النجوم في السماء وتلك النجوم لم نعلم كنهها ول طبيعتها إل في أيامنا هذه فإن مواقع تلك النجوم التي أقسم بها ال
عز وجل في كتابه بعيدة كل البعد إلى درجة ل تصل إليها الذهان وقد ل تستوعبها العقول وقد توصل العلماء إلى أن الضوء تصل سرعته إلى ثل ثـمائة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة وقالوا إن هناك من النجوم لم يصل إلينا ضوءها بعد إلى الرض ومنها ما يحتاج إلى مليين السنين الضوئية حتى يصل ضوءها إلى الرض ونتمكن من رؤيتها ومسافة السنة الضوئية هى عبارة عن سرعة الضوء مضروباً في ستين
دقيقة ثم في أربع وعشرين ساعة ثم في ثل ثـمائة وخمسة وستين يوماً فيكون الناتج 51
هو السنة الضوئية وتلك مسافات هائلة ل يستوعبها عقل إنسان لذلك تحتاج تلك النجوم حتى يصل إلينا ضوءها إلى مليين السنين ,وكما قال العلماء إن هذه السماوات كانت في أول أمرها عبارة عن سديم أو بخار أو غازات متطايرة ثم تجمعت ذرات تلك الغازات إلى بعضها حتى كونت النجوم ثم انقسمت النجوم وانفطرت فكان حول هذه النجوم التي انفجر جزء منها كواكب تدور حولها ثم انفجرت الكواكب أج ازًء فكانت منها القمار التي تدور حولها ولننظر إلى قول ال عز وجل الذي أنزله على رسوله ُم حـمد )صلي ال عليه وسلم(منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان فقال
كْر ً هَعا َ ن َ ض اْئِتَهيَعا طَْاو ً ف َ عَعا أَْو َ او ٰ قَعالََتَعا خَعا ٌ و ِ ل لَ َ هَعا َ قَعا َ ي و ُد َ مَعاِء َ س َ سَت َ ما ْ ى إَِلى ال ّ )و ُث ّ ولِْل َْر ِ ه َ نَ . مَر َ أَتَْهيَنَعا َ ف َ هَعا سْب َ ضَعا و ُ ق َ في و ُ ى ِ ت ِ طَعائِ ِ وا ٍ س َ ل َ وأَْو َ ن َ في يَْاو َ مَعا َ س َ ع َ ن َ عهي َ مَعاٍء أَ ْ ه ّ ك ِّ ح ٰ مْهي ِ
ظَعا ۚ ٰ َ حْف ً مَعاءَ ال ّ م. عِزيِز اْل َ ديو ُر اْل َ صَعاِبهي َ ك تَْق ِ و ِ ذل ِ َ ح َ م َ دْنَهيَعا بِ َ س َ ۚ َ وَزيّّنَعا ال ّ عِلهي ِ
( فصلت – 11
12كانت السماء الدنيا هى السماء التي ُز يـنت بهذا العدد الهائل من الكواكب
والنجوم وقد قالوا إن هناك عدد من المجرات التي هى البراج فكيف شيدت تلك البراج ش يـدت باللبنة فكانت المجرات هذه لبناتها النجوم والشموس كما هو حال المجرة إنما ُ
التي تقع فيها وبينها الرض التي نعيش عليها والشمس التي تدور الرض حولها ثم أحصوا وعددوا تلك المجرات والعبرة على الذين أحصوا وعددوا قالوا أن هذه المجرة تتكون من مئات ال لـوف من المليين من شموس مثل الشمس التي لدينا أو أكبر منها كتلة وأعظم منها لهيباً كان ذلك قولهم فكم عدد المجرات في هذه السماء الدنيا
عدد المجرات ل يعلم عددها إل ال عز وجل وكذلك ل يعلم عدد تلك الشموس والنجوم
إل خالقها ومسيرها في هذا الكون ثم كان كل ذلك ال تـساع والكبر المتناهي فقط في السماء الدنيا وحدها ,وهذه السماء الدنيا هل هى ثابتة على هذا الوضع وعلى هذا ال تـساع كل فإن أهل العلم قالوا إن تلك النجوم والمجرات والشموس إنما هى في اتساع مستمر كأنه غاز يتطاير إلى السماء وال عز وجل يقول في هذه بََنْهيَنَعا َ عاو َ ن. ماو ِ س و ُ هَعا بِأَْي ٍ د َ وإِّنَعا لَ و ُ
مَعاَء س َ ) َ وال ّ
( الزاريات 47ال عز وجل بنى السماء بيديه وهو
يوسع فيها بإرادته وقدرته فكانت تلك هى السماء الدنيا وأما ما عداها من السماء الثانية وحتى السابعة ل يعلم أحد عنها شيئاً إل ال عز وجل الذي خلقها ولم يعطنا
من علمها شيئاً وال عز وجل فوق هذه السماوات جالساً على العرش فقد جاء في 52
حديث لبي ذر قال سألت رسول ال )صلي ال عليه وسلم(عن الكرسي فقال السماوات السبع والراضين السبع في الكرسي ما هم إل كحلقة ملقاة في أرض فلة يا سبحان ال كل هذا الملكوت وكل هذا ال تـساع ل يساوي في الكرسي إل كحلقة ملقاة في صحراء مترامية الطراف ل نهاية لها ثم يقول رسول ال إوان فضل العرش على
الكرسي كفضل تلك الفلة على هذه الحلقة " فأي ملكوت نعيش فيه وأي اتساع لخلق
فْاو َ مَعاءِ َ ال عز وجل ويقول ال عز وجل )أَ َ ف بََنْهيَنَعا َ م َ هَعا م َين و ُ كْهي َ س َ قو ُه ْ فل َ ْ ظو ُروا إَِلى ال ّ مَدْدَنَعا َ وَزيّّنَعا َ وأَْل َ هَعا وَأنبَْتَنَعا ِ وا ِ قْهيَنَعا ِ هَعا ِ فهي َ فهي َ مَعا لَ َ ي َ هَعا َر َ هَعا َ ض َ واْل َْر َ من و ُفو ُروجٍَ . و َ هَعا َ َ س َ ههيجٍ. من و ُ ِ ك ِّ ل َزْوجٍ بَ ِ
( ق 7 – 6فأين العقول التي تتعامل مع آيات ال عز وجل في
و َ ت وا ِ ة ِ ن آي َ ٍ مَعا َ س َ الكون من حولهم فل يؤمنون وال عز وجل يقول ) َ م ْ في ال ّ كأَِّين ِ ّ ضاو َ مّرو َ هم و و ُ ن أَْكَثو ُر و ُ م َ و و ُ ن َ هم ِبَعاللّ ِ مَعا و ُيْؤ ِ عْن َ علَْهي َ ه إِّل َ و َ نَ . هَعا َ َ ه ْ مْعِر و ُ م و ُ هَعا و ُ ض يَ و ُ واْل َْر ِ كاو َ ّ ن. شِر و ُ م ْ
( يوسف 106-105فكيف بهذه العقول بعد أن علمت كل تلك الحقائق
عن قدرة ال عز وجل واتساع ملكه وعظمته ل يؤمنون به إوان آمنوا كانوا مشركين
فقد أشركوا بال من يدبر أمر هذا الكون وغيره من أنواع الشرك فإن هذا ل يستقيم ألم يسمعوا قول ال عز وجل
مَعاِء َ ت اْلو ُبو ُروجِ. ذا ِ س َ ) َ وال ّ
( البروج 1كانت آية واحدة في
كتاب ال عز وجل وشرحها هو كل ما قلناه في السطور السابقة وكذلك قول ال عز وجل
مَعاِء َ ك. حو ُب ِ ذا ِ س َ ) َ وال ّ ت اْل و ُ
( الزاريات 7وقد فسر العلماء تلك الية بأن ال عز
وجل خلق السماوات والرض وما حولهما من نجوم وكواكب وأقمار ثم شدها بعضها إلى بعض بالحبال كان ذلك تفسير السابقين من أهل العلم وما كان عندهم العلم الذي عندنا الن فكان تفسير تلك الية في يومنا هذا أن الحبك الذي أراده ال عز وجل وكان يجب علينا أن تصل إليه عقولنا قبل أن تصل إليه عقول غيرنا أن الحبك هى هذه القوى التي تجمع هذه الكواكب والنجوم وهذه المجرات بعضها إلى بعض وتحافظ على ذلك الكون بإرادة ال عز وجل في ذلك ال نـتظام في الحركة والدوران وأل ينفجر ويتناثر ويكون كأنه لم يكن هذه الحبال الحبك قوة يقال لها قوى الجاذبية فالشمس تجذب إليها الرض بينما توجد في الرض قوة أخرى يقال عنها قوة الطرد المركزي فكانت بإرادة ال عز وجل متساويتان حتى يحدث التوازن والترابط بين الشمس وبين الرض على الصورة التي نراها فكانت قوة الجاذبية وقوة الطرد المركزي هى الحبك 53
التي جاءت في الية ,ويقول ال عز وجل
مَعاِء َ جعِ. ذا ِ س َ ) َ ت الّر ْ وال ّ
( الطارق 11
وتلك الية فسرها أهل العلم من قديم قالوا إن السماء تجذب الماء من ال نـهار والبحار ثم يصعد به فيكون سحاباً ثم يعود مط ارً وكان ذلك تفسي ارً وجيهاً وقتها ولكن التفسير الذي يأتينا هذه اليام أن السماء ذات الرجع هو ذلك الغلف الجوي الذي جعله ال
عز وجل حافظاً لهذه الرض التي نعيش عليها وكان الرجع الذي قال عنه العلماء
بأنه صعوداً للماء إلى السماء على هيئة بخار وعودته مرة أخرى في صورة المطر
كان تفسيرها في هذه اليام أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من كل أجهزة الرض تنطلق إلى السماء ثم تعود مرة أخرى وكان المذياع والتلفاز هو إحدى صورها
وكذلك القمار الصناعية التي تجوب ذلك الغلف الجوي وكانت السماء ذات الرجع هى آية تلها رسول ال )صلي ال عليه وسلم(منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام بينما تفسيرها وعلمها ما وصلنا إل الن ,كانت تلك الرض التي نعيش عليها والشمس والقمر تلك الثل ثـة هى أكبر الكواكب في ذلك الفلك الذي نعيش فيه بكل ما بينها من تلك المسافات الشاسعة وهذه الثل ثـة هى أقرب شيء إلى بعضها فإن المسافة بين الرض والقمر بالضوء ثانية وثلث الثانية أي أربعة آلف كيلومتر بينما المسافة بين الرض والشمس هى بالضوء ثماني دقائق أي ثل ثـة وتسعين مليون ميل وقطرها يزيد عن قطر الرض مائة مرة أي أن كتلتها تزيد عن كتلة الرض مليين المرات فكيف نشاهدها في السماء في هذا الحجم الصغير ذلك لبعد المسافة بينها وبين الرض . كل تلك اليات المعجزة في الكون بعد أن تم اكتشاف بعض من أسرار ذلك الكون على يد علماء وباحثين ليسوا من أهل السلم كان الولى بهم ان يصدقوا ما وجدوه مطابقاً لما جاء في كتاب ال عز وجل من قبل أن يكون هناك علم أو وسائل تساعد في الوصول إلى ذلك العلم وتلك الحقائق التي ما وصلوا إليها إل بإرادة ال عز وجل
وحده فكان الجدر بهم أن يؤمنوا بال عز وجل ولكن ما أفادهم علمهم هذا بشيء وما زادهم إل استكبا ارً على ال عز وجل فقد قال أحد علماءهم الذي تمكن في أول المر من الدوران حول الرض مخترقاً الغلف الجوي لول مرة في تاريخ البشرية
ل واحداً على وجود ال فأي كفر هذا وأي عقل هذا الذي وهو جاجارين قال لم أجد دلي ً 54
ل يصل إلى الحقيقة الدامغة التي أمامه وكان الدليل على وجود ال هذا المقعد الذي يجلس عليه فإن ال عز وجل أخبرنا أنه كل في فلك يسبحون فالرض تدور حول نفسها أمام الشمس مرة كل يوم وتدور حول الشمس مرة كل عام والقمر يدور حول نفسه وحول الرض وكذلك الشمس تدور حول نفسها وتدور حول المجرة التي هى فيها فقال قائل كيف وصل ال نـسان إلى القمر وهبط عليه وهو يسير ويدور وليس ثابتاً فكانت الجابة كأن أحدنا يريد أن يركب قطا ارً بعد أن بدأ في السير فإنك تجري
بسرعة حتى تكون سرعتك مساوية لسرعة القطار أو قريباً منها حتى تتمكن من أن تقذف بنفسك بداخلة ثم تكتسب سرعته فكانت تلك هى الفكرة التي بنيت عليها
محطات الفضاء والصواريخ التي تنقل هذه المحطات إلى الفضاء وتضعها في مدارها لتكتسب سرعة هذا المدار فكان كل ذلك مما علمه ال عز وجل لل نـسان وما تعلمناه نحن أهل السلم وعندنا كتاب ال نتلوه ليل نهار . رسول ال )صلي ال عليه وسلم(كان يعلمنا على أن نتجاوب مع ظواهر الكون المختلفة وكان يأمرنا بذكر ال كلما رأينا منها شيئاً أو بالصلة في بعضها أو بإخراج
الصدقات ل عز وجل وكان يأمرنا بالدعاء وقد قال فيها إنها آيات من آيات ال
يخوف بها عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلة كما هو في حالة كسوف الشمس وهو يحدث بسبب وقوع القمر بين الشمس والرض فكان رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يتعامل مع هذه اليات بالصلة وبسبب ذلك قد يحدث تغير في قوة الطرد المركزية لل رـض فيتأثر باطنها فيحدث إنفلت في صخورها الملتهبة فإذا حدث ذلك تسبب في حدوث الزل زـل كما حدث زلزال كبير في تركيا بعد هذه الظاهرة إنما أراد ال بها أن يوقظنا من سباتنا العميق لنعلم أن ال عز وجل هو المهيمن وحده ولو أراد أن يقذف بهذه الرض في أي مكان شاء لفعل ولكنها آيات يخوف ال بها عباده ولتكون عبرة لهم فقد حدث ذلك الزلزال المروع ولم يستغرق أكثر من خمس ثواني ودمر منطقة قطرها مائة وخمسة وثل ثـين كيلومتر مربع في لمح البصر جعل ال عز وجل عاليها سافلها وخرجت النيران الملتهبة من باطن الرض إلى سطحها فهل خاف العباد ورجعوا إلى ربهم وأنابوا إليه فإن السلف الصالح رضوان ال عليهم كانت تهتز وترتجف قلوبهم وترتعد فرائسهم من ال لـفاظ فقط التي يأتي ذكرها في كتاب ال عز 55
وجل بينما نحن نرى كل ذلك الدمار والخراب الذي أصاب الناس في لحظة واحدة نراه بأعيننا عل شاشات التلفاز فهل تحرك فينا ساكناً فكم منا ذرف الدمع من عينه وكم
منا خشع قلبه لقدرة ال عز وجل فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول لنا ل تدخلوا على المعذبين إل وأنتم باكين أل يصيبكم ما أصابهم " وصل عدد قتلى هذا الزلزال إلى سبعة آلف قتيل في خمس ثواني فقط وهناك ثل ثـون ألف تحت ال نـقاد وثل ثـين ألف جريح وذلك العدد ليس نهائياً فإن العدد الحقيقي ل يعلمه إل ال عز
وجل .
إن كل ما نراه من آيات في دنيانا هو أدعى أن يتدبر ال نـسان حياته وعمله في الدنيا فيحرص على أن يتزود بالعمال الصالحة لعل الموت يأتي بغتة فيكون الندم على ما فرط فيها إن لم يكن قد اكتسب خي ارً فبادروا بالعمال الصالحة حتى إوان كانت بسيطة
أو صغيرة فإن لها أجرها عند ال الذي ل يترك مثقال ذرة من خير إل حسبها وجازى عليها وكذلك بادروا بالكف عن المعاصي والذنوب مهما بلغ صغرها حتى ل تتراكم الصغيرة على الصغيرة فتصبح يوم القيامة كبيرة وقد ورد عن عدي بن حاتم أن
رسول ال )صلي ال عليه وسلم(قال له ل تحقرن من المعروف شيئاً فإن كل شيء
من المعروف سوف يكافئك ال عليه ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي أو أن تلقى أخاك ووجهك له منبسط .
56
انفلوان از الطيور إن ال عز وجل هو خالق الخلق وهو صاحب الكون والملك والملكوت وهو الذي ينشيء ويخلق ما يشاء بإرادته وقدرته ,فتلك الرض التي نعيش عليها خلقها ال وخلق عليها من المخلوقات ما نعلم وما ل نعلم وكان من هذا الخلق الديناصورات التي كانت بحجم الجبال وقوتها تمشي على الرض فتزلزلها وبمشيئة ال انقرضت واختفت وولى تاريخها وزمانها وأبقى ال على أنواع أخرى من المخلوقات هى كبيرة الحجم أيضاً مثل الحيتان التي يصل طولها إلى عشرات المتار ووزنها إلى آلف
الكيلوجرامات مثل الحوت الذي جعله ال مق ارً لنبيه يونس عليه السلم تلك الحيتان
هائلة البنيان هى موجودة إلى يومنا هذا نراه بأعيننا وكذلك الفيال وهى تملك جثمان كبير قوي ووزنها يصل إلى عدة أطنان والتي إذا هاج منها قطيع دمر وحطم كل ما في طريقه وكأن الرض من تحتهم فيها زلزال مدمر وعلى النقيض من ذلك هناك أنواع من مخلوقات ال عز وجل ل تكاد ل يمكن رؤيتها بالعين المجردة وهى عبارة عن خلية واحدة لها جسم ونواة ولها جدار خارجي وهى تعيش وتحيا ولها دورة حياة كاملة وتتكاثر وتموت وجد العلماء أن النواة تتكون من البروتوبل زـم وحوله المادة التي فيها الحياة والروح تتكون من السيتوبل زـم وتلك المادة حاول علماء في الصين في عهد وأوج الشيوعية ومحاربة ال عز وجل بكل الشكال فقد قال علماء وقتها إنهم يخلقون كخلق ال عز وجل فقد حضروا في معاملهم مادة السيتوبل زـم جاءوا بها من الميبا عرفوا تكوينها من اليدروجين وال كـسجين وغيرها فجاءوا بتلك العناصر وجمعوها وخلطوها فتكونت تلك المادة في المعامل ولكنها كانت مادة ميتة بل روح ول حياة لن الستوبل زـم الذي خلقه ال عز وجل في حيوان الميبا فيه الروح م إِّل َ قِلهيًل. ك َ ن اْل ِ ح ِ م َ و َ مِر َرِّبي َ ل الّرو و ُ سَأو ُلاونَ َ ) َ ن أَ ْ م ْ وي َ ْ عْل ِ مَعا و ُأوِتهيو ُتم ِ ّ ن الّروحِ ۖ و ُق ِ ع ِ
السراء 85
57
(
ولقد كانت تظهر كل فترة أمراض ل يعرفون لها سبباً أو علجاً حتى تم اختراع المجهر كما قال روبرت كوخ ولويس باستير أن تلك المراض يسببها نوع من
البكتيريا فكان اكتشاف البكتيريا التي تشبه الميبا إل أن منها حيوان ومنها نبات ولها أيضاً خلية واحدة إل إنها على ثل ثـة أشكال منها الكروية ومنها العصوية ومنها اللولبية ومن أعجب ما علموا عنها إنها قد تموت وتظل في موتها لقروناً عديدة ثم
إذا وصلت إليها أسباب الحياة دبت فيها الروح من جديد وانطلقت تحيا تستكمل دورة
حياتها وكأن ال عز وجل يريد منا أن نعتبر فكما أنه أحياها بعد مماتها آلف السنين فهو قادر على أن يحينا ويبعثنا من بعد موتنا لليوم الخر ,عندما اكتشفوا تلك البكتيريا وعلموا إنها تسبب بعض المراض استطاعوا التغلب عليها وظنوا أنهم أحرزوا نص ارً عليها ولكن ال عز وجل يخلق خلقاً غير الخلق فإنه يخلق ما ل
تعلمون ففي وقت الحرب العالمية الولى ظهر مرض حير الناس وأعجز العلماء كان هو ال نـفلوان از العادية التي تصيب الناس اليوم بين الحين والخر ول نعطي لها باًل
ولكنها عند ظهورها أول من حاول أن يعرف سرها هو عالم روسي اسمه ادوارد
إيفانوف ولكنه ما استطاع ذلك حتى ظهرت الميكروسكوبات العملقة فإذا به يجد مخلوقاً عجيباً من خلق ال عز وجل هذا المخلوق قطره واحد على مائة ألف من
الملليمتر ولكنه حيوان وله نواة وله جسم من البروتين وهو يعيش ويحيا ويتكاثر وقد
أطلقوا عليه هذا السم الذي يعني أوامر النجوم ل نـهم ل يعرفون سرها وأطلقوا عليه فيرس ال نـفلوان از هذا الكائن الدقيق للغاية يأكل ويشرب وتدب فيه الروح ويتكاثر على خلية واحدة بال نـقسام وهو يعيش في الماء والتربة والهواء فإذا تكاثر بأعداد رهيبة كانت سطوته شديدة ففي أول ظهور له قضى على عشرين مليون من البشر بعد الحرب العالمية الولى هذا الوباء جعله ال عز وجل تحدي للبشر بذلك الكائن الذي ل تستطيع أن تراه بالعين ولكن ل يمكن مواجهته بأعتى وأشد السلحة فتكاً وكما أنه
ظهر هذا الوباء فجأة بإرادة ال عز وجل كان انحساره فجأة أيضاً ولكن هذا الفيروس استطاع أن يطور من نفسه كما هى طبيعة الفيروسات فأصبح يصيب الطيور مما
أدى إلى نفوق مئات المليين من الطيور في كل أنحاء العالم وتسبب في خسائر بمليارات الدولرات وكان بمثابة نكبة اقتصادية في دول كثيرة في العالم ,وكان هذا 58
الفيروس ينتقل من الطيور إلى الطيور فقط في هذه المرحلة من تطوره ولكنه لم يكتفي بذلك فقد طور من نفسه بإرادة ال عز وجل وبأمر منه حتى أصبح ينتقل من الطيور إلى البشر فكان بذلك أشد خط ارً ثم كان التطور الثالث بأنه أصبح ينتقل من ال نـسان إلى ال نـسان فكان الرعب كل الرعب الذي يعيش فيه العالم من أقصاه إلى
أقصاه فكان باستطاعته أن يبيد البشر في خل لـ ستة أشهر فقط من على سطح الكرة الرضية كلها فكانت إرادة ال عز وجل أن ينحسر انتشار هذا المرض وكأنه تحدي من ال عز وجل للبشر كل البشر يقول لهم إذا وصلتم بعلمكم الذي أمدكم به إلى تكسير الذرة وصنع القنابل الهيدوجينية وغيرها وتكبرتم واستكبرتم عن عبادتي بعد ما وصل إليكم من علم عن قدرتي وخلقي في الفاق وفي أنفسكم ثم لم تؤمنوا وأصررتم على الشرك والمعصية ولم تكن آياتي عبرة لكم حتى تتعظوا فها هى أضعف جنودي وأقلها حجماً يمكنها أن تحصد أرواح المليين من البشر في لحظات ول تستطيعون له دفعاً ول صداً رغم ما لديكم من علم وسلح وعتاد وصدق ال إذ يقول
ك سَأو ُلاونَ َ ) َ وي َ ْ
ن اْلِعْلِم إِّل َقِلهيًل ( .الفتح 7فكل َ ح ِ م َ و َ مِر َرِّبي َ ل الّرو و ُ ن أَ ْ م ْ مَعا و ُأوِتهيو ُتم ِ ّ ن الّروحِ ۖ و ُق ِ ع ِ العالم وقف عاج ازً أمام انفلوان از الطيور أمام جندي واحد من جنود ال عز وجل أمام
آية واحدة من آيات ال عز وجل الذي يقول
) َٰ ه َ مَعا َ ق ق اللّ ِ خل َ َ ذا َ فَأو ُروِني َ هَذا َ خْل و ُ
ل ال ّ ماو َ ل ّ ن ( .لقمان 11ال عز وجل هو في َ ن ِ من و ُدونِ ِ ن ِ الّ ِ ضَل ٍ ذي َ ظَعالِ و ُ ه ۚ بَ ِ مِبهي ٍ
الذي يخلق إواذا شاء سلط علينا ما يهلكنا بغير زل زـل ول براكين أو عواصف
وأعاصير إنما فقط بهذا المخلوق الذي ل يتعدى قطره واحد على مائة الف من الملليمتر ولكنه أعجز ال نـسان الذي يفخر بأنه صعد للقمر وأنه غ از الفضاء وطاف حول المريخ إنما يقف أمام هذا المخلوق عاج ازً .
إن دين السلم يعلمنا أل نخاف من شيء ول نخشى إل من ال عز وجل فعن عبد
ل قال يا رسول ال ما بال النقبة من الجرب فتكون بمشفر ال بن مسعود أن رج ً البعير فتجرب كلها فقال له فمن أجرب الول " يقول لنا رسول ال أل نخاف من
العدوى فإنها ل تضر إل بإذن ال عز وجل فإن ال عز وجل خلق كل نفس وكتب لها رزقها وأجلها ولن تموت إل بعد ان تستوفي رزقها وأجلها وال عز وجل يقول
59
مَعا ) َ
من َ ل َأ ن نّْبَرأَ َ من ّ هَعا ۚ في ِ م إِّل ِ س و ُ في َأنو ُف ِ وَل ِ ة ِ م ِ ب ِ كَتَعا ٍ صهيبَ ٍ ض َ صَعا َ أَ َ ك ْ ب ِّ قْب ِ في اْل َْر ِ ن ٰ َ سهيٌر ( .الحديد 22 ك َ إِ ّ ه يَ ِ عَلى اللّ ِ ذل ِ َ
إن كان رسول ال )صلي ال عليه وسلم(قال أن ل شيء يعدي شيئاً فهل يكون ذلك أم ارً من رسول ال )صلي ال عليه وسلم(بأل نحترس ونحذر وأن نلقي بأنفسنا في
المرض فمن فهم ذلك فهو على خطأ إنما رسول ال )صلي ال عليه وسلم(أراد بذلك
أن يقف المسلم أمام المرض والمصيبة بقوة وثبات ل يخاف إل ال عز وجل ويعلم أن أجله له وقت معين قد كتبه ال عليه ولكن أمرنا في دين السلم أن نتقي المصائب ل عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ونبتعد عن المهلكات ولنا في ذلك مث ً
عندما خرج إلى إحدى بلد الشام فاتحاً وهو في الطريق إليها سمع وعلم أن وباء
الطاعون انتشر بها فوقف وجمع الناس كلهم وسألهم هل من أحد منكم عنده علم
عن رسول ال في ذلك المر فلم يجبه إل عبد الرحمن بن عوف قال أنا عندي لقد سمعت رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول إذا علمتم به بأرض فل تقدموا عليه إوان كنتم فيها فل تخرجوا منها " فكان في هذا الحديث الوقاية لمن هم خارجها أل
يصابوا بالمرض فيزداد عدد المصابين وكذلك من كانوا بداخله فل يخرجوا حتى ل يتسببوا في إصابة غيرهم ممن هم خارجها فقد يكون بهم إصابة وهم ل يعلمون
فينقلون المرض إلى غيرهم فيزداد الوباء انتشا ارً فقد أمرنا أن نتقي المصائب بكل ما
نستطيع ,وعن أبي هريرة قال مر رسول ال )صلي ال عليه وسلم(بحائط مائل
فأسرع الخطى وقال أخاف موت الفوات " ما كان المر أن نلقي بأنفسنا إلى المخاطر ونقف بجوار هذا الخطر ل نـه إن أصابنا ونحن نعلم خطورته كان هذا مثل المنتحر وقد حذرنا ال أن نلقي بأنفسنا إلى التهلكة ,وعن أسامة بن شريك قال أتيت رسول ال )صلي ال عليه وسلم(وأصحابه كأن على رؤسهم الطير وجاء العراب من ها هنا وها هنا فقالوا يا رسول ال أنتداوى فقال تداووا عباد ال فإن ال لم يخلق داًء إل وأنزل له دواء" وال عز وجل يرينا آياته في الكون حتى إذا نظرنا إليها أوسمعناها أوتعلمنها قلنا بحق ل إله إل ال وحده ل شريك له مالك الملك والملكوت .
60
يقول ال عز وجل
في اْل َ ه في َأنو ُف ِ و ِ م آَيَعاتَِنَعا ِ ى يََتبَهيّ َ م َ ق َ ) َ م أَنّ و ُ ن لَو ُه ْ ه ْ ه ْ حّت ٰ فَعا ِ س ِ سو ُنِري ِ
ح ّ د. ه َ م يَ ْ ى و ُ ك ِ يٍء َ ل َ ف بَِربِ ّ َ ق ۗ أَ َ اْل َ ك أَنّ و ُ ههي ٌ ول َ ْ ك ِّ علَ ٰ ش ِ ش ْ
( فصلت 53
ال عز وجل إذا سلط على الناس تلك المخلوقات فإنه يجازيهم بأعمالهم وليس كل الناس في خطأ وفي معاصي ولكن الغلب والعم منهم يرتكب المعاصي والذنوب فكان البلء يعم فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(يقول أعوذ بال من خمس أن تكون فيكم أو تدركونها قالوا ما هى يا رسول ال قال ما ظهرت الفاحشة في قوم يعمل بها عل نـية إل سلط ال عليهم الوجاع والمراض التي لم تكن في أسلفهم وما بخس قوم المكيال والميزان إل وأخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان وما منع قوم زكاة أموالهم إل ُم نـعوا القطر من السماء ولول البهائم لم يمطروا وما لم يحكم أمراءهم
بكتاب ال إل سلط عليهم عدوهم فاستنقصوا بعضاً مما تحت أيديهم وما لم يحكموا بكتاب ال فيما بينهم إل جعل ال بأسهم بينهم شديد " فل نتعجب إذا رأينا مساحة
الدول السلمية تتقلص يوماً بعد يوم كما هو الحال في فلسطين والعراق وأفغانستان
والسودان فقد سلط ال علينا العداء تأخذ بعضاً مما هو تحت أيدينا وكما نجد ما
بين الناس من خصومات وعداوات ومشاحنات لقل السباب ونجدهم يطغى بعضهم على بعض أشد طغيان وكأنهم أعداء وليسوا أبناء وطن ودين واحد وذلك ل نـنا ابتعدنا كثي ارً عن كتاب ال عز وجل كما قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(فإذا أردنا أن
نسيطر على المراض المهلكة والوبئة المنتشرة فعلينا بما أمرنا به رسول ال )صلي ال عليه وسلم(من الخذ بأسباب الوقاية بكل الطرق فكما هو هناك مضادات حيوية هناك في دين السلم مضادات دينية معنوية يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم(صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفيء غضب الرب وصلة الرحم تطيل العمر وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الخرة وأول من يدخل الجنة هم أهل المعروف " اصنعوا المعروف فيما بينكم تهزموا هذه المراض الفتاكة وال عز وجل يقول ه َ مو ُناو َ مَعا َ ن. او ّ و َ ه لََنَعا و ُ مْؤ ِ عَلى اللّ ِ و ُي ِ فْلهيََت َ مْاوَلَنَعا ۚ َ او َ ه َ كَت َ صهيبََنَعا إِّل َ ب اللّ و ُ ل اْل و ُ ك ِ
51
61
)و ُقل ّلن
( التوبة