من آيات الــله ال نـفلوان از قْد َ قُهههبو َ ب ّل يَْف َ ول َ َ م َ ههه ا ن بِ َ ج َ ن َ م َ هّن َ ذَرْأَن ا لِ َ يقول الـــ عـــز وجــل ) َ س ۖ لَُهه ْ ن اْل ِ ج ِّ كِثريًر ا ِ ّ م ُقُلههبو ٌ و ا ْ ِلن ِ مآ َ عبو َ صُرو َ ضهه ّ ك َ ك ل ُ ك اْل َْن َ م أَ ْ ذ ا ٌ م أَ َ ن ّل ُيْب ِ م ُ ن بِ َ ن بِ َ ل ۚ ُأوٰلَِئهه َ ه ا ۚ ُأوٰلَِئ َ س َ ه ا َ َ ه ْ م بَ ْ ن ّل يَ ْ ولَُه ْ ولَُه ْ ع ا ِ عُري ٌ غ افُِلبو َ م اْل َ ن. ُ ه ُ
( الع ـراف 179يقــول ال ـ عــز وجـل أنــه زودنــا بالمكانيــات الــتي نحصــل بهــا
المعرفة والعلم مثل القلوب والعقول والبصار والمسماع كمــا يقــول ال ـ عــز وجـل
كم ج ُ خَر َ ) َ و اللّ ُ ه أَ ْ
مههبو َ م دَة ۙ لَ َ م َ ج َ مههن ُب ُ و اْل َْفِئهه َ عل ّ ُ ل لَ ُ ههه اتِ ُ طههبو ِ م َ صهه اَر َ و اْل َْب َ ع َ عهه َ و َ شههْريًئ ا َ ن َ كهه ْ سهه ْ ك ْ م ال ّ ن ُأ ّ ِّ كهه ُ م َل تَْعلَ ُ كُرو َ ن. ش ُ تَ ْ
( النحل 78فكـانت تلــك هــى أدوات المعرف ة والتعلـم الــتي أنعــم الـ بهــا علــى ال نـمســان
وجعلهــا لكــل البشــر علــى المس ـواء والمــام الشــافعي يقــول مــن أراد الــدنيا فعليــه بــالعلم ومـن أراد الرخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم ,تعلم فليس المرء يولد عالماً وليـس أرخــو جهـل كعالم ل يمستوون ,وقد قيل لنا كن عالمـاً أو متعلمـاً ول تكــن الثالثــة فتهلــك ورخيــر العلــم أن تــدرس آية من كتاب ال عز وجل تغوص معها وفيها حتى تزداد يقيناً إوايماناً وتـدرك أن ديــن المســلم هــو الدين الحق وأبو ذر قال قال لي رمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يــا أبــا ذر لن تغــدوا فتتعلــم آية من كتاب ال رخير لك من أن تصلي مائة ركعة . وتلك الية التي نحن بصددها هى قول ال عز وجل
ف ي اْل َ م ف ي َأنُف ِ و ِ م آَي اتَِن ا ِ ق َ ) َ ه ْ ه ْ ف ا ِ س ِ سُنِري ِ
حه ّ د. ه َ م يَ ْ ى ُ كه ِ يءش ٍ َ ل َ ف بَِربِ ّه َ ق ۗ أَ َ ه اْل َ ى يََتبَريّ َ َ ك أَنّه ُ م أَنّ ُ هري ٌ ولَه ْ ن لَُه ْ كه ِ ّ علَه ٰ حّت ٰ شه ِ شه ْ
( فصــلت 53
مسبحانك يا رب العالمين الكون مشــحون بآيــات إذا أردت تفمســي ارً لهـا أعيـاك ولكنــه صــنعة الـ عــز وجل ولكنه رخلق مـن رخلـق الـ عـز وج ل وقـد أمرن ا رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( أن نتفكــر ونتدبر في رخلق ال فقـال تفكــروا فـي رخلـق الـ ول تتفكــروا فـي الـ فـإنكم لـن تبلغـوا قـدره " عقولنـا تعجز عن إدراك ال حتى نتفكر فيه إنما يجب علينا أن نتفكر فــي آيــات الـ ومرخلوقـاته مــن حولنــا وحتى في المرخلوقات التي لم نراها بأعيننـا إنمـا فقـط رأينـا آثاره ا بعـد طـول الزم ان علـى انقراضـها كمــا هــو الحــال فــي الديناصــورات تلــك المرخلوقــات الضــرخمة الــتي تصــل إلــى الجبــال فــي طولهــا 1
وضـرخامتها فــأين هــى الن ل وج ود لهــا إنمــا الــذي دل علــى وجودهــا هــو مــاتركته مــن آثاره ا مــن هياكل عظمية ,وكذلك من المرخلوقات الضرخمة التي نعرفها ونراها إلى يومنا هذا هى الحيتان فــي المحيطات وعلى ضرخامتها تلك إل أته يقال إن من الحيتان الــتي انقرض ت وارختفــت مــا هــو أضــرخم ممن نراها الن ومنها الحوت الـذي ابتلــع نـبي الـ يـونس عليــه المسـلم ,إواذا تجولنــا فــي الغابــات نجد الفيل وهو حيوان ضــرخم ورغ م ذلـك نــرى طفــل صــغير يقـوده ويـذهب بـه حيــث شـاء ذلـك الفيـل الــذي حــدثنا عنــه رب العــالمين عنــدما كــان أقــوى مســل ح فــي الــدنيا وأرادوا أن يهــدموا بــه بيــت الـ الحرام فكانت تلك المرخلوقات الضرخمة هى مقياس القوة بين المرخلوقات أي كلما كبر حجمــه كــانت قوته شديده وبطشه أقوى وقدرته على الفتك أكبر ولكـن مـع تقـدم العلـم الحـديث وارخـتراع المجـاهر والميكرومسكوبات وذلك من فضل ال على البشر تمكن العلماء من رؤيـة ومعرف ة أنـواع أرخـرى مـن المرخلوقات متناهية في الصغر ول يمكن رؤيتهــا بــالعين المجــردة وتتكــون مــن رخليــة واحــدة تمســمى أميبا ولها نواة ويحيط بها مسائل جمسم حي هذا المرخلوق يعيش ويحيا ويتكاثر بال نـقمسام فكان ذلـك الشــيء مبهــر بالنمسـبة للعلمـاء ولكــل البشــر عنــدما اكتشــفوه فهـل علمـوا أن لهـذا المرخلـوق رخـالق فآمنوا به إنما المؤمنون من قبل إزدادوا إيماناً بينما أهل الكفر وال لـحاد ظلوا على ما هــم عليــه بــل وقالوا إنهم يمكنهم أن يرخلقوا مثل رخلق ال هذا فأتوا بكــل العناصــر والمـواد الــتي يتكــون منهــا هــذا الحيوان الولي وهو الميبا من كربون وأيدروجين وأكمسجين ثم رخلطوها في معاملهم فأرخرجوا مادة مشــابهه تمامـاً لمــا هــو موج ود فــي تلــك المرخلوقـات ولكــن كــان ينقصــهم المســر الموج ود فيهــا ولـم يمستطيعوا هـم رخلقـه أل وه و الـرو ح الـتي يهبهـا الـ عـز وج ل لمرخلوقـاته تجعلـه قـادر علـى الحيـاة والنماء والتكاثر والحركة فما رخلقوا إل مادة ميتة ل حياة فيها فإن ال عز وجل يقـــول
ك سَأُلبونَ َ ) َ وي َ ْ
ن اْلِعْلِم إِّل َقِلريًل ( .المس ـراء 85ثــم بعــد هــذا َ ح ِ م َ و َ مِر َرِّب ي َ ل الّرو ُ ن أَ ْ م ْ م ا ُأوِتريُتم ِ ّ ن الّروحِ ۖ ُق ِ ع ِ ال كـتشــاف وجـدوا مــا هــو أدق وأصــغر مــن هــذا المرخلــوق وه و كــذلك عبــارة عــن رخليــة واحــدة ولـه أشكال متعددة إما على شكل عصــي أو لولـبي أو دائــري أو حلزونـي وأمســموه بكتيريـا ووج دوا فيهــا 2
آية من آيات ال عز وجل فإنها تكمن وكأنها ميتة لــوقت طويـل قــد يصــل إلــى مســنوات ومسـنوات ثــم إذا جاءتها مسبل الحياة نفخ فيها الرو ح من جديد وكأن الـ عــز وج ل يقــول للــذين يكــذبون بــالبعث والنشور ويقولون إنما هى حياتنا الدنيا نوت ونحيا وما نحــن بمبعـوثين هــؤلء يجعــل لهــم الـ هــذا ل كما بعثه بعد هذه المسنين حياً فهو قادر على أن يبعث كل رخلقه أحيـاًء فـإن الـ عـز المرخلوق مث ً وجل ل يصعب عليه شيء في أول الرخلق ول في آرخر الرخلق ,وتمر المسنين والع ـوام حــتى يكــون الوبـاء الــذي يصــيب ملييــن البشــر فيقضــي عليهــم مثــل وبـاء ال نـفلـوان از الــذي انتشــر بعــد الحــرب العالمية الولى وأجهز على عشرين مليون من البشر ولم يمستطع أحد له دفعاً أو صداً وقد أطلق ـوا عليه هذا المسم الذي يعني فعل النجوم ل نـهم لم يعرف وا عنـه شـيئاً حـتى ظهـر المجهـر ال لـكـتروني فعلموا أن الممسبب لهذا الوباء الرهيـب إنمـا هـو مرخلـوق ضـعيف متنـاهي فـي الصـغر أطلقـوا عليـه امســم الفيــروس ويتكــون مــن رخليــة واحــدة ويتكــاثر بال نـقمســام ويمكنــه أن يعيــش فــي الهـواء والمــاء والتربة هكذا قيل لنا وما ندعي أننا بلغنا قمة العلم في الممسألة ولكن غايتنا في هذا المر أن نقول للناس انظروا إلى ذلك المرخلوق الذي يحيـا ويمـوت ولـه كـل مكونـات الحيـاة قـالوا إن حجمـه يصـل إلى واحد على مائة ألف من الملليمتر لقد صدق ال إذ يقول وما يعلم جنود رب ك إل هـو فـإن ذلـك المرخلوق مسـبب الرع ب للعـالم كلـه عنــدما جـاء منـه نوع اً جديـداً ليـس لهـم بــه علـم كمسـابقه مســموه انفلوان از الطيور وقالوا إن بإمكانه أن يقضي علـى البشـر جميعـاً إذا انتشـر فيهـم لمـدة مسـتة أشـهر فلينظــر ال نـمســان إلــى قــدرة ال ـ عــز وجـل وقـوته فــإن ال ـ عــز وجـل يقــول
م ا َ ف ي ل ان ُ ذ ا ِ ظُرو ا َ )ُق ِ
ت َو الّنُذُر َعن َقْبوش ٍم ّل ُيْؤِمُنبوَن ( .يـــونس 101مـــاذا تفعـــل و ا ِ و َ ضۚ َ ت َ م ا َ س َ ال ّ م ا ُتْغِن ي اْلَي ا ُ و اْل َْر ِ القنابــل الهيدروجينيــة والذريـة أمـام قــوة وقـدرة الـ عــز وج ل فهــو بعظمتــه لـو أراد أن يمســلط علينــا أضــعف مرخلوقـاته الــتي ل نمســتطيع أن نراهــا لهلكتنــا جميع ـاً ,وه ذا يجعلنــا ان ننظــر ونتــدبر فــي حديث رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( الذي رواه جابر بن عبد ال ال نـصاري قــال قــال رمس ول ال )صلي ال عليه ومسلم( رخمس أعوذ بال أن تكون فيكم أو تــدركونهن مــا ظهــرت الفاحشــة فــي 3
قوم ًيعمل بها عل نـية إل مسلط ال عليهم الوجاع والمراض التي لم تكن في أمسـلفهم – وتلــك آيــة
من الـ نراهـا ونعاينهـا بأعيننـا فقـد مسـلط الـ علـى هـؤلء القـوام مـرض اليـدز الـذي انتشـر فيهـم كالوبـاء ومـا امســتطاعوا أن يصــلوا إلــى دواء لــه ذلــك لن الفجــور امستشــرى فيهــم والباحيــة كــانت
ممسلكهم ومنهجهم في الحياة ُيعمل بهــا عل نـيــة فـي كــل الفضـائيات ليراهـا كــل العـالم فمـا أشـد مــن ذلك عل نـية – وما برخس قوم الميزان والمكيال إل ُأرخذوا بالمســنين وشـدة المؤنـة وج ور المســلطان –
وه ذا مــا ينطبــق حقـاً ويقينـاً فــي الكــثير مــن دول العــالم مــن تجــبر الحكــام ونهبهــم أمـوال الشــعوب وظلمهم رعيتهم فما كان ذلك إل حصيلة تفشي الظلــم بيــن النــاس فيمــا بينهــم وأكــل أمـوال بعضــهم بالباطل – وما منع قوم زكاة أموالهم إل ُم نـعـوا القطـر مـن المسـماء ولـول البهـائم لـم ُيمطـروا ومـا لـم
يحكم أمراؤهم بكتاب ال إل مسلط الـ عليهــم عـدوهم فامسـتنقذوا بعضـاً ممــا فــي أيـديهم – فل نمسـأل
أنفمسنا لماذا ذهبت فلمسطين ولماذا ذهبت أفغانمســتان والعـراق وبعضـاً مــن هــذه الدولـة وبعضـاً مــن تلك ولماذا تنتشر المجاعات في الدول الفقيرة مثل الصومال والمسودان وغيرها ولن يعود هذا الــذي ذهــب إل بعــودة الحكــام إلــى كتــاب الـ عــز وج ل – ومـا لــم يحكمـوا بينهــم بكتــاب الـ إل جعــل الـ بأمسهم بينهم شديد " وهذه الوبئة والمراض يأمرنا دين المسلم أن نحتاط لها وأن نتقيها بكــل الومسـائل فقــد أمــر رمس ول ال الناس أن يتداووا من المراض وأن يفروا مـن المعـدي منهــا مثــل المجــزوم ولكنـه نهــى عـن أن يعتقد الناس أن العدوى في حد ذاتها ممسببة للمرض فإن الذي يجعل العدوى تعمل عملهــا هــو الـ عــز وجـل وبالتــالي فهــو القــادر علــى أن يعطلهــا ولكــن علــى النــاس أن تتقــي الشــر وتبتعــد عــن المهلكات من المور ول يلقوا بأنفمسهم فيها فقد جاء فــي حـديث رواه أمسـامة بـن شــريك قـال كنـا عند رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وكأن على رؤمسنا الطير فجاء العراب من ها هنا وها هنــا وقالوا انتداوى يا رمسول ال -وكانوا في زمن وبـاء وع دوى – فقـال لهـم تـداووا عبـاد الـ فـإن الـ 4
عز وجل لم ينزل داء إل وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله " إوان دين المسلم يــأمر بأن نأرخذ بالمسباب وأن نعد لكل أمر عدته ونأرخــذ بالمســباب الــتي تمنــع عنــا الوقـوع فــي البلء فقــد قال أبو هريرة مر رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( بجـوار حـائط مائـل فأمسـرع الرخطـى " وعلـى ذلك ل يجد إنمسان أم ارً ما يؤدي إلى هلكــه ويمستمسـلم لـه فهــو فـي تلـك الحالــة فــي حكـم المنتحـر , كما أن عمر بن الرخطاب وهو أمي ارً للمؤمنين كان متجهاً لفتح إحدى المدن بالشام ولما علــم أن بهــا وبــاء الطــاعون منتشــر وقــف رخــارج المدينــة بمــن معــه ولــم يــدرخلها ثــم مســأل مــن معــه مــن المهــاجرين وال نـصــار هــل عنــدكم علــم بهــذا عــن رمس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( فقــال عبــد الرحمن بن عوف مسمعت رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يقـول إذا مسـمعتم بـه بـأرض وأنتـم رخارجها فل تدرخلوها إوان كنتم فيها فل ترخرجوا منها ف ار ارً منه " فكان بذلك الحجر الصــحي أول مــن أرمسى دعائمه هو ُم حـمد )صلي ال عليه ومسلم( وقد قالوا لعمر فــي هــذا الموقـف أفـ ار ارً مــن قــدر
ال قال إنما نفر من قدر ال إلى قدر ال ولكننا أمرنا أل ندرخل على المهالك فتهلكنا ,ومـن رحمــة الـ عــز وج ل بنــا أن جعــل لنــا فــي ديــن المســلم مضــادات لتلــك البليــا والمصــائب فــإن رمس ول الـ )صلي ال عليــه ومسـلم( يقــول حصــنوا أمـوالكم بالزك اة وداووا مرض اكم بالصــدقة وامســتقبلوا أمـواج البلء بالــدعاء والتضــرع " كمــا يقــول رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( صــنائع المعــروف تقــي مصارع المسوء وصدقة المسر تطفيء غضب الرب وأهل المعروف في الدنيا هم أهــل المعــروف فــي الرخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الرخرة وأول من يدرخل الجنة أهل المعروف .
من آيات ال الكمسوف قـال علــي بــن أبــي طــالب رخـذوا عنــي رخممســة لــو قطعتــم ظهــور المطايــا لـن تجــدوا أعظــم منهــا ل يرج ون أحــدكم إل ربـه – ينصــح النــاس أن يتمثل ـوا بــه فــي رخممســة أمــور ل يــدركونها حــتى كــثير المسفار منهم الذي لديه رخبرة وامسعة أولها عـدم اللجـوء إل لـ فل تطلـب إل منـه ول تنحنـي إل لـه 5
فإن ال عز وجل هو مالك الملك والملكوت – ول يرخافن أحدكم إل ذنبـه ول يمسـتحي أحـدكم إن كـان مس ـ ئـل أحــدكم عــن شــيء ل يعلمــه يقــول ل أعلــم أل إن الرخاممســة الصــبر إوان ل يعلــم أن يتعلــم إواذا ُ الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجمسد .
وفي أحد اليام أرمسل رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( رجل امسمه دحية الكلبي الذي كانت صورة وجهه كصورة وجه جبريل عليـه المسـلم مـن أجمـل الصـور الـتي صـورها الـ عـز وج ل فـي إنمسـان فيرختاره رمسول ال مبعوثاً إلى المقوقس عظيم مصر فيأتي إلى مصر برمسالة من ُم حـمد )صلي الـ
عليه ومسلم( عبد ال ورمسوله إلــى المقــوقس عظيــم القبــط أمسـلم تمســلم يؤتـك الـ أجــرك مرتيــن إوان
ل َي ا أَ ْ ى َ بو اش ٍء ب تَ َ كَت ا ِ ل اْل ِ م ش ٍ سهه َ ة َ كِل َ ه َ توليت فإنما عليك إثم القبط " وال عز وجل يقول )ُق ْ ع الَْبو ا إِلَ ٰ ضَن ا بَْع ً هۚ م أَّل نَْعُبَد إِّل اللّ َ ن الّلهه ِ مههن ُدو ِ وَل يَّت ِ ك بِ ِ وبَْريَن ُ شْريًئ ا َ ه َ شِر َ ه َ بَْريَنَن ا َ وَل ُن ْ ك ْ خَذ بَْع ُ ض ا أَْرَب اًب ا ِ ّ بولّْبو ا َ َ مبو َ ن. ش َ فِإن تَ َ م ْ فُقبوُلبو ا ا ْ سهِل ُ هُدو ا بِأَنّهه ا ُ
( آل عمـــران 64المقـــوقس يـــرد هـــذا الرمسـ ول إلـــى
ُم حـمد )صلي ال عليه ومسلم( برد جميل وهدية وكانت الهديــة هــى ماريـة بنــت شــمعون رض ي الـ
عنها التي ما إن وصلت إلى المدينة حتى أعلنت إمسلمها ثم بعد ذلك اترخذها رمسول الـ زوجـة لــه
ويأتيه جبريل عليه المسلم ويقول يا ُم حـمد يا أبــا إبراهيــم إن الـ عــز وج ل يبشــرك بولـد مــن ماريـة
ويأمرك ان تمسميه إبراهيم جعله ال قرة عيــن لــك فــي الــدنيا والرخــرة ,يبشــره بالولـد بعــد أن ترخطــى المستين من عمره وقد حرم من الولد بعد أن فقد أولده مــن المســيدة رخديجــة رض ي الـ عنهــا وتـزوج
من بعدها نمساًء فلم يرزق منهن بالولد ,ويمستقبل رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( تلك البشــرى من جبريل وينتظر ذلك المولود الذي ولد في شهر ذي الحجة من المسنة الثامنة من الهجــرة فكيــف تكــون المــودة بينهمــا ورمس ول ال ـ الــذي يحمــل الرحمــة كلهــا وه و المبعــوث رحمــة للعــالمين ذلــك الرمسول الذي كان يقبل ويضم إليه الحمسن والحمســين فيقــول لــه القــرع بــن حــابس إن لــي عشــرة من الولد ما قبلت منهم واحداً قط فيقول له وما أملك لك أن نزع ال الرحمــة مــن قلبــك ثــم يقــول لــه ارحموا من في الرض يرحمكم من في المسماء . 6
فر ح رمسول ال بولده إبراهيم وقد رآه يمسير أمامه ويتكلم وع ن أنـس بــن مالـك يقــول درخـل رمس ول ال )صلي ال عليه ومسلم( على أبي يومسف ظئر إبراهيم ابنه فأرخذ إبراهيم وقبله وشمه وضمه ثــم بعد ذلك يدرخل عليه في في يوم الثاني عشر من ربيع الول من المسنة العاشرة من الهجرة وقد بلــغ إبراهيم ثمانية عشر شه ارً وهو يجود بنفمسه فيشــفق عليـه ويقـول يـا إبراهيــم إنـا ل نغنـي عنـك مــن ال شيئاً وتدمع عيناه فيقول له عبد الرحمن بن عوف وأنت يا رمسول ال فيقول إن العين تــدمع إوان القلب ليحزن ول نقول إل ما يرض ي ربنـا إوانـا لفراقـك يـا إبراهيـم لمحزونـون ويقبضــه الـ وه و بين يديه ثم يمسير بجنازته حتى يدفن بالبقيع وبعد الدفن وفي طريق العودة إذا بالمسماء قد أظلمت وكانوا في النهار فإذا بهم وكـأنهم فــي الليــل فيقــول بعــض النــاس انكمســفت الشــمس لمــوت إبراهيــم ولكن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( الذي ينزل عليه الوحي وهو رخير البشر قاطبــة مــا أراد أن يجعل لنفمسه ميزة يتميز بها على الرخلق فجمع الناس إلى الصلة جامعة ثم علم الناس فمــاذا كــان التعليم عن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها وأرضاها قالت انكمسفت الشمس يــوم مــوت إبراهيــم فقــال النــاس انكمســفت الشــمس لمــوت إبراهيــم فبعــد أن شـر ح رمس ول الـ صــلة الكمســوف قــال أيهــا الناس إن الشمس والقمر آيتين من آيات ال عز وجل ل ينرخمسفان لموت أحد ول لحياته فإذا رأيتم شياً من ذلك فادعوا ال وكبروا وصلوا وتصدقوا " كـان هـذا هـو التعليــم رف ض أن يجعـل لنفمســه أي ميزة عن باقي البشر ولكنه أمرنا أن نلجأ إلى ال عز وجل وحده ندعوه أن يكشف عنــا البلء لنــه جل جل لـه مالك الملك والملكــوت والرض جميعـاً قبضــته يــوم القيامــة والمســماوات مطويـات بيمينــه مسبحانه وتعالى عمــا يشــركون بــديع المســماوات والرض فكيــف ل يكــون هــو الكــبير الــذي نكــبره ول نكبر غيره وبعد التكبير والصلة يكون البر والصدقة حتى يزداد الــترابط بيــن المجتمــع ويمســود الــود بين الناس والتمامسك وقت الشدة فإن الغني يعطي الفقير فإذا دعا الغني بعد الصدقة فتحت أب ـواب المسماء لدعاءه إواذا أرخذ الفقير الصدقة ثم دعا فتحت أبواب المسماء لدعاءه ثم يقول يا أمة ُم حـمــد
ما من أحد أغير من ال أن يزني عبده أو أمته ,بعـد الصـدقة أراد مـن المجتمـع الممسـلم أن يكـون 7
مجتمعاً طاه ارً نقياً العلقة بين الرجل والمرأة فيه هى علقة زواج على شريعة المسلم حتى يكــون مجتمعاً ل شواذ فيه ول فمسق ول فجور ثم يقول بعد ذلك التهديد والوعيد يا أمـة ُم حـمـد لـو تعلمــون
ل ولبكيتم كثي ارً فما هو الذي يعلمه ول نعلمه إنما شرحه حديث آرخر لجابر بن ما أعلم لضحكتم قلي ً عبد ال ال نـصاري قال بعد أن شر ح صلة الكمسوف قـال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال ل ينرخمســفان لمـوت أحــد ول لحيـاته فـإذا رأيتــم ذلـك فـاذكروا الـ عز وجل وصلوا ثم قال ما من شــيء توع دونه إل رأيتــه فــي صــل تـي هــذه – قــال إن الـ أراه كــل مــا وعده به – قال رأيت الناس يحض بعضها بعضـاً وذلــك حيــن رأيتمــوني تــأرخرت مرخافــة أن يصــيبني من لفحها عرض ال عز وجل عليه النار بكل فظاعتها وبكل مـا فيهــا مسـعير ولهيـب فتـأرخر رمس ول الـ مرخافــة أن يصــيبه منهــا شــيء ورج ع إلــى الرخلــف ثــم ييقــول رمس ول الـ فوج دت فيهــا صــاحب المحجن الذي كان يمسرق الحجيج بمحجنه فإذا فطن له قــال لقــد تعلــق بمحجــتي إواذا لــم يفطــن لــه ذهب به ومضى وذلك إنما يمثل كل من يأكل أمـوال النــاس بالباطــل وكـل مــن ينصــب ويحتــال علــى الناس بكل شكل فإذا انتبه وفطن له الناس قال لقد تعلق بي إواذا لم ينتبه له أحد أرخذها ,ثم يقــول ورأيت صـاحبة الهـرة الـتي حبمسـتها فلـم تطعمهـا ولـم تـدعها تأكـل مـن رخشـاش الرض حـتى مـاتت جوع اً يقــول لمتــه وينبههــم يجــب عليكــم أن تكــون قلــوبكم رحيمــة علــى كــل ممســكين أو محتــاج أو ضعيف فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول وال ل يؤمن وال ل يـؤمن والـ ل يــؤمن قيــل من يا رمسول ال قال من بات شبعان إوالى جواره جاره جائع وه و يعلــم بــه ,ثــم يقــول ورأيــت الجنــة فتقدمت أردت أن آرخذ من ثمرها عنقوداً لتنظروا إليــه ثــم بـدا لــي أل أفعــل لن الـ عــز وج ل جعلهـا مفاجأة وجعل فيها ما ل عين رأت ول أذن مسمعت ول رخطر على قلب بشر من هنا امتنع رمسول ال أن يأرخذ من ثمر الجنة ,وعن أمسماء رضي ال عنها قالت قال رمسول ال )صلي ال عليه ومســلم( بعد أن ذكر الكمسوف والرخمسوف قال فإذا رأيتم شــيئاً مــن ذلــك فـافزعوا إلــى الصـلة حــتى يكشــف مــا بكم أو حتى تنجلــي ثــم قـال مـا مــن شـيء لـم أره إل رأيتــه فـي صــل تـي هــذه أو قـال فــي مقـامي هـذا 8
وأوحي إلّي أنكم تفتنون في قبوركم كفتنة الممسيح الدجال أو أكثر يؤتى بأحدكم فيقال له مــا علمــك بهــذا الرج ل فأمــا المــؤمن أو المــوقن فيقــول هــو ُم حـمــد رمس ول الـ جاءنــا بالبينــات والهــدى فآمنــا
واتبعنا – كان اليمان ثــم الجابـة وال تـبـاع فكـانت تلـك الثلثــة مكونـة لـدين المســلم فـإنه ل إيمـان بغير عمل ول إيمان بغير تصديق في القلب ول إيمان بغير اتبـاع فـإن الثلثــة يصـل بعضـها بعضـاً – ثـم قـال فُيقــال لـه نــم صـالحاً لقــد كنـا نعلــم أنـك موقنـاً وأمـا المنــافق وأمـا المرت اب فيقــول ل أدري
مسمعت الناس يقولون شيئاً فقلته " .
إن الكمسوف والرخمسوف هى آيات من آيات ال عز وجل يرخــوف الـ بهــا عبــاده إواذا رأينــا القمــر قــد حال بين ضوء الشمس وحجبها بتمامهـا وأصـبح النهـار ظلمـة فهـذه آيـة مـن آيـات الرحمـن حـتى نأرخذ منها العبرة فكيف يكون حالنا إذا لم يأتينا ال بنهار بعدها ويكون ظلماً ممستم ارً لن ال عــز وجل يقول
ه َ ه ه َ ج َ غْريهُر اللّه ِ م ِ علَْري ُ ة َ م اْلِقَري ا َ سْر َ ل َ م اللّْري َ ع َ م ِإن َ ن إِٰلَ ٌ ل اللّ ُ م ْ ل أََرأَْيُت ْ )ُق ْ ى يَْبو ِ مًد ا إِلَ ٰ ك ُ
ضهَري اش ٍء ۖ أَ َ عبو َ م ه َ ج َ علَْري ُ كم بِ ِ يَْأِتري ُ م ُ م الّن َ سهْر َ ههه اَر َ عه َ م ِإن َ سه َ ل الّله ُ ل أََرأَْيُته ْ نُ .قه ْ فَل تَ ْ ى يَهْبو ِ مًد ا إِلَه ٰ كه ُ ه ۖ أَ َ ه َ صُرو َ كُنبو َ م ج َ ل لَ ُ مِت ه ِ و ِ فَل ُتْب ِ فري ِ ن ِ س ُ ه يَْأِتري ُ غْريُر اللّ ِ م ِ عه َ ه َ ح َ نَ . ة َ اْلِقَري ا َ ن إِٰلَ ٌ من ّر ْ ل تَ ْ م ْ كه ُ كم بِلَْري ش ٍ من َ كُرو َ ن(. ول َ َ ش ُ عل ّ ُ ضِل ِ ف ْ غبو ا ِ ولَِتْبَت ُ فري ِ كُنبو ا ِ س ُ و الّن َ ه َ ه َ ل َ اللّْري َ م تَ ْ ك ْ ه اَر لَِت ْ
ويقول ال عز وجل
القصص 73 – 71
ه اَر َ فِإ َ م ْ مبو َ هم ّ ج هِر ي ذ ا ُ وآيَ ٌ خ ِ ه الّن َ نَ . سلَ ُ ) َ مْن ُ س تَ ْ شه ْ ل نَ ْ و ال ّ م ُ ظِل ُ م اللّْري ُ ة لُّه ُ
ه ا ۚ ٰ َ مَر َ ن اْل َ و اْل َ سَت َ د َ م. ى َ عِزيِز اْل َ ديُر اْل َ ع ا َ قهه ِ جبو ِ ك تَْق ِ كهه اْل ُ ق ّ ق ش ٍرّ لّ َ ل َ مَن اِز َ دْرَن اُه َ ق َ مَ . ذل ِ َ م ْ دي ِ عِلري ِ حّت ٰ عْر ُ لِ ُ ل فِهه ي َ حبو َ ك اْل َ ك ّ ن. و ُ س َينبَ ِ فلَه ش ٍ ق الّن َ غ ي لَ َ ه اِر ۚ َ ل َ مَر َ ق َ ه ا َأن ُتْدِر َ ك يَ ْ ش ْ َل ال ّ سهبَ ُ س ابِ ُ وَل اللّْري ُ م ُ
(
يس 40-37تلك رحمة ال عز وجل بنا إذ جعل الشمس لها فلك تدور فيه والقمــر لــه فلــك يــدور فيه وكذلك لل رـض فلك تدور فيه ولو شاء ال لجعل كمسوفاً ممستم ارً ولو شاء لجعلــه نهــا ارً ممســتم ارً ولكن عباد ال قليل منهم مــن يشـكر ويـؤمن ويـا عجبـاً فكيـف يعصـى اللــه وكيـف يجحــده الجاحــد وفي كل شيء له آية تقول أنه الواحد تقول أنه ل إله إل ال وحده ل شريك لـــه عهن َ مُنههبو َ ن. و الّنُذُر َ م ّل ُيْؤ ِ و ا ِ ِ ت َ و َ ضۚ َ ت َ م ا َ س َ ف ي ال ّ قهْبو ش ٍ م ا ُتْغِن ي اْلَي ا ُ و اْل َْر ِ
9
مهه ا َ ذ ا ل ان ُ ظُرو ا َ )ُق ِ
( يــونس 101هــذا
هو دين المسلم فيـه إعمـال للعقــل وفيــه تحقيقـاً للعلـم وأنـس بــن مالـك يقــول مــا رأى رمس ول الـ )صلي ال عليه ومسلم( طائر يطير بجناحيه في المسماء إل ذكر لنا فيه علماً . وكذلك يأمرنا ال في دين المسلم أن نتفكر ونتدبر في آياته في آفاق الكون كله حتى نعتبر ونعلــم بيقين أنه ل إله إل هو .
البعث والمستنمساخ يقــول ال ـ عــز وجـل
م إِ َ ن د ْ د َ م َ ذ ا َ عه ا ُ ن آَي اتِ ِ و ِ مه َ عه َ م اُء َ س َ ه َأن تَُقبو َ ) َ ك ْ ض ِبهأَ ْ م ْ مِرِه ۚ ُثه ّ م ال ّ بوًة ِ ّ و اْل َْر ُ
ه َ ض إِ َ ق انُِتبو َ جبو َ ك ّ دُأ و ُ م تَ ْ ذ ي يَْبهه َ بو اّلهه ِ ضۖ ُ و ا ِ من ِ ه َ نَ . ت َ م ا َ س َ ه َ نَ . ل لّ ُ ول َ ُ ذ ا َأنُت ْ ف ي ال ّ خُر ُ و اْل َْر ِ اْل َْر ِ بو أَ ْ عِزيههُز بو اْل َ و ُ ل اْل َ ْ ن َ و ُ اْل َ بو ُ و ا ِ ى ِ علَْري ِ م ُي ِ ه َ ضۚ َ ت َ م ا َ س َ ه اْل َ هۚ َ ه َ ه َ عريُدُه َ خْل َ ول َ ُ ف ي ال ّ ق ُث ّ عل َ ٰ مَث ُ و اْل َْر ِ م. ح ِ اْل َ كري ُ
( الروم 27 – 25فكان البعث وكان الرخروج بعد المــوت والمثــول أمــام رب العــالمين
من المور التي قصها رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( على أهــل مكــة عنــدما بــدأ يــدعوهم إلــى الـ عــز وج ل والنــاس إنمــا يعلمــون ان المــوت حــق ل نـهــم يشــاهدون المــوتى كــل يــوم وكـذلك تلــك القبور التي تمل الرض شاهدة على أن الموت حق أما البعث والنشور والحمساب والعقاب والثواب فإنها أمور فيها شك عند الذين ل يريدون أن يؤمنوا ويهتدوا فقد قالوا كما قـال الـ عــز وج ل فيهـم خْل ً وُر َ و َ ع َ ق اُلبو ا أَإِ َ عبوُثههبو َ ديهًد ا .أَْو ظ ا ً ح ِ كبوُنههبو ا ِ ل ُ ج ِ كّن ا ِ ذ ا ُ مْب ُ جهه اَرًة أَْو َ ح َ قهه ا َ ن َ ف اًت ا أَإِّن ا لَ َ م ا َ ) َ ديهًد اُ .قه ْ خْل ً ذ ي َ مۚ َ سههريَُقبوُلبو َ مههّرش ٍة ۚ مهه ا يَ ْ فطََر ُ ل اّلهه ِ مههن ُي ِ ص هُدوِر ُ كُبههُر ِ ل َ و َ ن َ ف َ َ كهه ْ ك ْ م أَ ّ م ّ قهه ا ِ ّ فهه ي ُ عريههُدَن ا ۖ ُقهه ِ
10
ن َ َ كبو َ ويَُقبوُلبو َ ضبو َ قِريًبهه ا. ل َ ى ُ ى َأن يَ ُ سُريْن ِ ع َ ه َ ن َ م َ ك ُرُءو َ ن إِلَْري َ ف َ بو ۖ ُق ْ سُه ْ غ ُ س ٰ مَت ٰ
( المســـراء -49
51عندما يقولون من يعيدنا فقل لهم يا رمسول ال أن الذي رخلقكم أول مـرة قـادر علـى أن يعيـدكم أحياًء ليوم البعث والنشور وليوم الحمساب يوم تقفون أمام رب العالمين ,قال أبو جهل عليــه لعنــة ال يا معشر قريش إن ُم حـمداً يزعم أنكم إن تابعتموه ثم متم ُتبعثون ثم تكون لكم جنات مثل جنــان الردن إوان رخالفتموه كان لكـم فيـه ذبـح ثـم ُتبعثـون ثـم تؤج ج لكـم نـا ارً ,فـي هـذه العبـارة أبـو جهـل
يتهكم ويمسرخر من رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( إذ أنــه يقصــد ال نـكــار فكيــف يكــون نشــور وبعث بعد الموت فإنهــا ل تكــون حيـاة بعــد المــوت هكــذا يفكــر أهــل الكفــر والشــرك ل نـهــم لـو علمـوا وأدركـ وا أن هنــاك حيــاة بعــد المــوت وأن هنــاك بعثــاً وحمســاباً لكــانوا علــى الهــدى وعلــى الصــراط الممستقيم فقال له رمسول ال نعم أنا الذي أقول ذلك . ورخباب بن الرت قال كنت أعمل قيناً أي حـداداً فـي الجاهليـة وكـانت لـي عنـد العـاص بـن وائـل أمواًل فذهبت أتقاضاها فقال لي لن أعطيك مالك حتى تكفر بُم حـمد فقال وال ل أكفــر بُم حـمــد حــتى
تموت ثم ُتبعث فقال له العاص بن وائل أئذا مت فأنا مبعوث قال نعم قال إذن عندها تأتيني فثم لــي ماًل وولداً فأعطيك فأنزل ال عز وجل قوله
ل َُ و َ )أ َ َ ك َ ذ ي َ وَلههًد ا. ت الّ ِ و َ م اًل َ ن َ ق ا َ فَر ِبيآَي اتَِن ا َ فَرأَْي َ لوتَريَ ّ
ح َٰ مه ّ عْهًد اَ . ع اْل َ د ا. ن اْل َ سَن ْ ن َ م اتّ َ أَطّلَ َ ع هَذ ا ِ ه ِ خَذ ِ ب َ مه َ ل َ ب َ كّل ۚ َ غْري َ مه ًّ د لَ ه ُ عنَد الّر ْ ب أَ ِ ون َ ُ م ا يَُقبو ُ كُت ُ م ِ ويَْأِتريَن ا َ فْر ً د ا ل َ ه َ َ ونَِرُث ُ م ا يَُقبو ُ
( مريم 80 - 77كان العاص بن وائل واحــداً مــن الـذين أشــركوا
وكفروا وصدهم عن أن يكونوا من أهل اليمان أنهم لم يصدقوا بأن هناك بعثاً بعد الموت ونشو ارً , ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أمره ال عز وجل في ثلث آيات في كتابه العزيز أن يقمســم أن هناك بعث وأن هناك نشور كانت الية الولى في مسورة يونس حين قال
ح ّ بو ۖ ق ُ ه َ ك أَ َ سَتنِبُئبونَ َ ) َ وي َ ْ
ح ّ ن ( .يونس 53يمستنبئونك يا ُم حـمد النــاس تشــك فــي جِزي َ و َ قۖ َ ه لَ َ ل ِإ ي َ وَرِّب ي إِنّ ُ مْع ِ ُق ْ م ا َأنُتم بِ ُ
الرخرة وفي البعث والحمساب فيقمسم لهم بربه أنه حق ,وكانت الية الثانية مــن مســورة مســبأ
و َ ل ق ا َ ) َ
مْث َ ك َ م اْل َ ن َ ل ب َ م َ ع ُ س ا َ ه ِ غْريه ِ وَرِّب ي لََتهْأتِريَّن ُ الّ ِ ى َ ذي َ عْنه ُ ك ْ ة ۖ ُق ْ فُرو ا َل تَْأِتريَن ا ال ّ عهه الِ ِ ل بَلَ ٰ قهه ا ُ ب ۖ َل يَْعهُز ُ
11
من ٰ َ َ ب ّ ص َ ن ( .مســبأ 3 ف ي ِ وَل أَْكبَُر إِّل ِ غُر ِ وَل ِ و ا ِ ذّرش ٍة ِ كَت ا ش ٍ ك َ ذل ِ َ ض َ ت َ م ا َ س َ وَل أَ ْ ف ي ال ّ ف ي اْل َْر ِ مِبري ش ٍ
وفيها أيضاً أمر من ال إلى رمسوله أن يقمسم بأن المساعة آتية ل ريب فيها ,ثم كانت الية الثالثــة من مسورة التغابن يقول ال عز وجل
ك َ ن َ ن وَرِّبهه ي لَُتْب َ فُرو ا َأن ّلن ُيْب َ )َز َ م الّ ِ ى َ ذي َ ع َ عُثبو ا ۚ ُق ْ عُثهه ّ ل بَلَ ٰ
و َٰ سريٌر ( .التغــابن 7فــإن ال ـ عــز وجـل هــو الــذي يبــدأ ك َ م ا َ ؤ ّ م لَُتَنبّ ُ ه يَ ِ عَلى اللّ ِ ع ِ ذل ِ َ مۚ َ ن بِ َ مْلُت ْ ُث ّ
الرخلق ثم يعيده وهو أهـون عليـه فـإن بـدأ الرخلـق أشـد وأقـوى وأعظـم وأرخطـر مـن العـادة فإنـك إذا تعودت شيئاً وألفت تركيبه وعمله فمسوف يمسهل عليك أن تعيـده مـرة أرخـرى بـل مـرات أرخـرى وح اش ل عز وجل فإن له المثل العلى ويقول ال عز وجل
ك م الّ ِ ن ُأوُتبو ا اْل ِ ويََر ى الّ ِ ل إِلَْري ه َ ذ ي ُأنِز َ عْل َ ذي َ ) َ
حِمريهِد ( .مســبأ 6إذا كــان مــن كــانوا فــي قــديم ط اْل َ ك ُ صَر ا ِ ى ِ ويَْه ِ ِ عِزيهِز اْل َ ق َ بو اْل َ ه َ من ّربِ ّ َ ح ّ د ي إِلَ ٰ الزمان يمستنكرون ويعجبون أن يكون هناك بعثاً ونشو ارً إواذا كان أبو جهل لــم يمســتوعبها إواذا كــان العاص بن وائل يمسرخر منها إواذا كان أهل الشرك فـي كـل زم ان ومكـان لـم يري دوا أن يصـدقوها فمـا ينبغي على أحد في أيامنا هذه أن يعجب لها أو يشكك فيها ليس لحد في العالم اليوم أن يقــول مــا قاله أهل الكفر والشرك من قــديم لمــاذا لن الــ عــز وجـل يقــول
ذ ي م الّ ِ ن ُأوُتبو ا اْل ِ ويََر ى الّ ِ عْل َ ذي َ ) َ
حِمريِد ( ..مسبأ 6فإن أهــل العلـم فــي ط اْل َ ك ُ صَر ا ِ ى ِ ويَْه ِ ك ِ عِزيِز اْل َ ق َ بو اْل َ ه َ من ّربِ ّ َ ل إِلَْري َ ُأنِز َ ح ّ د ي إِلَ ٰ هذه اليام يدعون أنهم يمستنمسرخون الحيـوان وفـي القري ب مســوف يمستنمسـرخون ال نـمسـان إوانمـا ذلـك بعلم علمه ال عز وجل لهم حتى تكون من اليات التي جعلها ال في آرخر الزمان وقد تكــون فتنــة للبشر وقبل أن تقوم المساعة بقليل فإن أصحاب المستنمساخ يقولون أنهم يأتون ببويضة مــن أنــثى ثم ينزعون منها نواتها ويأتون بأي رخلية من رخليا نفس الحيوان أو ال نـمسان ثم ينزع ون مــن هــذه الرخلية نواتها ويزرعون النواة الثانية في البويضة الولى فماذا رخلقوا بذلك فالرخالق لهــذه البويضــة وتلك الرخلية إنما هو ال الذي صورها وجعل فيها الحياة وبث فيهـا الـرو ح ذلـك المسـر ال لـهـي الـذي ل يعلمه أي كائن كان فإن ال عز وجل يقول م إِّل َ قِلريًل. ن اْل ِ م َ و َ َ عْل ِ م ا ُأوِتريُتم ِ ّ
م هِر َربِ ّهه ي ك َ ح ِ ل الّرو ُ سَأُلبونَ َ ) َ ن أَ ْ مه ْ وي َ ْ ن الّروحِ ۖ ُق ِ ع ِ
( المس ـراء 85فــإن الرخلــق المســوي الــذي أراده ال ـ عــز وجـل أن 12
يكون مــن بويضــة النــثى ومـن نطفــة الــذكر فـإذا اجتمعتــا كـان الرخصــاب وكـان النشــوء للبويضــة المرخصبة وكان الحيـوان أو ال نـمســان فهــؤلء الـذين امستنمسـرخوا إنمـا جنبـوا الـذكر ودوره فــي عمليــة التلقيح وجاءوا برخلية عادية من جمسد أي مرخلوق يريدون نمسرخه طبــق الصــل ثــم يزرع ون نواتهــا في بويضة ال نـثى فيكون الرخلق الذي أرادوا بينما الحقيقـة أن كــل مـا امســترخدموه هـو مــن رخلــق الـ عــز وجـل مس ـواء الرخليــة أو البويضــة ,وه ؤلء قــالوا بعلمهــم وبفكره م إوانمــا مــا توصـلوا إليــه ممــا علمهـم الـ عـز وج ل إيـاه ولكـي يكـون للنـاس درمس اً وآيـة وبرهانـاً أن الـ عـز وج ل قـادر علـى أن ينشرهم فكما أنهـم امسـتطاعوا ان يمستنمسـرخوا هـذا الحيـوان أو ذاك ثـم عـاش مـدة حيـاته ثـم مـات أل ل عليهم أن يعيدوا الكرة مرة ارخرى ويمستنمسرخوه فلمـاذا ل يؤمنــون أن الـ عـز وج ل قـادر يكون مسه ً على ذلـك فهـم قـالوا إنهــم لـو جـاءوا برخليــة مـن رخليـا ميــت ثـم انــتزعوا منهــا نواتهــا ووضـعوها فـي بويضة انثى فإنه مسوف يولد طفل طبق الصل من هــذا الميـت الـذي جـاءوا برخليـة مــن جمسـده كمـا زعموا إنهم لو ذهبوا إلى متحف التاريخ وأرخذوا رخلية من أي جثة محنطة من جثث الفراعنــة فــإنهم يزعمون أنهم يمستنمسرخون هذا الفرعون كالذي كان موجوداً من قديم الزمان وذلك قول العلماء من أهل الكمياء والحياء وعلم الوراثــة أوليــس لنـا أن نعجــب كيــف يمســتمر كــافر فــي كفــره ومشــرك فــي شركه فإن ال عز وجل الذي له الملك والملكوت رخلق هــذا الرخلــق وجعــل لهــذا ال نـمســان تلــك القــدرة أن يصنع ما صنع وأن يفعل ما فعل فإن قدرة ال الذي وهبه هذا أكبر بكثير وأعظم فهو قـادر علـى أن يبعثـــه وأن يرخرجـ ه حيــاً ليـــوم الحمســـاب والـــ عـــز وجــل يقـــول
م اُء ن آَي اتِ ِ و ِ سه َ ه َأن تَُقههبو َ ) َ م ْ م ال ّ
ض إِ َ م إِ َ جبو َ ت م تَ ْ د ْ د َ م َ ذ ا َ و ا ِ ع ا ُ م ا َ سه َ ه َ نَ . م َ ع َ َ ول َ ُ ذ ا َأنُت ْ ك ْ ض بِأَ ْ مههن فِهه ي ال ّ مِرِه ۚ ُث ّ بوًة ِ ّ خُر ُ و اْل َْر ُ ن اْل َْر ِ ه َ بو أَ ْ ق انُِتبو َ ك ّ ل ن َ و ُ ذ ي يَْبهَدُأ اْل َ و ُ بو ُ علَْريه ِ م ُي ِ بو الّ ِ ضۖ ُ ه اْل َ هۚ َ هه َ هه َ عريهُدُه َ خْله َ ه َ نَ . َ ولَه ُ ل لّ ُ ق ُثه ّ مَثه ُ و اْل َْر ِ م. بو اْل َ و ُ اْل َ ْ ح ِ و ا ِ ى ِ عِزيُز اْل َ ه َ ضۚ َ ت َ م ا َ س َ ف ي ال ّ عل َ ٰ كري ُ و اْل َْر ِ
( الروم 27-25
يقول رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( يبلــى مــن بــن آدم كــل شــيء إل عجــب الذنــد ومنهــا يرك ب الرخلق يوم القيامة تنبتون كما تنبت الحبة في حميل المسيل من هذه الذرة التي هي عجــب الــذنب " 13
كل الجمسم يبلى في التراب إل ذرة من الذرات تمسمى عظمة الذنب يعيد ال منهــا تكــوين الجمســد مــرة أرخرى يوم البعـــث والنشـــور والحمســـاب والـــ عـــز وجــل يقـــول
ه ه يَْبَدُأ اْل َ م إِلَْري ِ م ُي ِ خْل َ ) اللّ ُ عريُدُه ُث ّ ق ُث ّ
ش َ مبو َ عبو َ و َ شَر َ ك اُنبو ا ف َ ع ُ س ا َ م يَ ُ ج ُ ع اُء َ نَ . ويَْبو َ نَ . ُتْر َ ه ْ ول َ ْ م ْ م ال ّ كن لُّهم ِ ّ م ُ من ُ جِر ُ س اْل ُ ة ُيْبِل ُ م تَُقبو ُ ك ائِ ِ نَ . فّرُقههبو َ ذ يََت َ م َ شههَر َ مُلههبو ا و َ ع ُ سهه ا َ ع ِ مهه ا اّلهه ِ مِئ ه ش ٍ مُنههبو ا َ نآ َ ذي َ ة يَْبو َ ويَ هْبو َ نَ . كهه افِِري َ ه ْ فأَ ّ م ال ّ م تَُقههبو ُ بِ ُ ك ائِ ِ خ هَرِة َ ت َ ك ّ ول ِ َ ك َ حبَُرو َ و َ ن َ ك ف ي َرْو َ قهه اِء اْل ِ م ا الّ ِ م ِ ح ا ِ ض ش ٍ فُأوٰلَئِ ه َ ذُببو ا ِبيآَي اتَِنهه ا َ فُرو ا َ ذي َ نَ . ص الِ َ ة ُي ْ فُه ْ وأ َ ّ ال ّ
ضُروَن ( .الروم 16 -11ال عز وجل هو الــذي أرخرجكــم مــن بطــون امهــاتكم ف ي اْل َ ح َ عَذ ا ِ ِ م ْ ب ُ ثم يميتكم ثم تقبرون ثم ترخرجون تنفضون التراب عن رؤمسكم يوم القيامة إواليه ترجعون فإما جنــة فيها تحبرون إوامـا نـار والعيـاذ بـال أنتـم إليهـا محضـرون ,ورمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يقول في حديث رواه أبو هريرة قال قـال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( إن جهنــم إذا مســيق لها أهلها تلقاهم لهيبها وتلفحهم نيرانها فل يبقــى منهـم لحمـاً إل مسـقط إلـى العرق وب " كـل شــيء مسوف تحامسب عليه وُتمسئل عنه فإن رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( قــال لمعــاذ بــن جبــل يــا معاذ ما من أحد إل مسوف ُيمسئل يوم القيامة عن ممسعاه في الدنيا " ما من أحد إل مسوف يحامســبه
ال يوم القيامة عن كل ما عمل من عمل أو قول في الدنيا وحتى عن كحل عينيــه مــن أيــن اشــتراه
وبماذا وضعه ولماذا أعده وعن فتات الطين بين أصبعيه إذا دس يده في الطين لماذا دمسها ولماذا أرخرجهـا ويحامسـب عـن فتـات الطيـن بيـن أصـبعيه " يـا معـاذ بـن جبـل ل ألفينـك يـوم القيامـة وأحـد أمسعد بمسعيه منـك إن العبـد ُيمسـئل عـن مسـعيه حـتى ُيمسـئل عـن كحـل عينيـه وع ن فتـات الطيـن بيـن
أصبعيه " فعلى كل من علـم بيقيـن أن البعـث والنشـور حـق وأن الحمسـاب حـق وأن الـ عـز وج ل هو القادر وهو المنشيء وهو الباعث فأعدوا للبعث والنشور عدته من العمال الصـالحة والمســعي عليها حتى ل يلفينكم رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يـوم القيامـة وأنتــم مقصـرين ,وقـد كـان أهل الشرك أيام رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يتهكمون على أهل اليمان كمــا جــاء فــي كتــاب ال ـ عــز وجـل
و َ خ َ ك َ ن َ ههم مه ا ُ ط اَيه ا ُ ح ِ فُرو ا لِلّ ِ ل الّ ِ مُنهبو ا اتِّب ُ و َ م َ ل َ سهِبريلََن ا َ عهبو ا َ نآ َ ذي َ ذي َ ق ا َ ) َ ك ْ مه ْ وْلَن ْ
خ َ ع أَْث َ وأَْث َ ن أَْث َ ك اِذُببو َ م لَ َ مۖ مه َ ط اَي ا ُ ح ِ ن ِ ح ا ِ م َ نَ . من َ ن َ مِلري َ بِ َ ه ْ قهه الَُه ْ ولَريَ ْ يءش ٍ ۖ إِنُّه ْ م ْ قهه اًل ّ مُل ه ّ هم ِ ّ قهه الِ ِ ش ْ
14
ك اُنبو ا يَْفَتُرو َ م ا َ ن. ة َ م ِ م اْلِقَري ا َ ن يَْبو َ َ ولَُري ْ ع ّ سَأُل ّ
( العنكبوت 13 – 12هــؤلء القــوم كـانوا ينكـرون
البعث والحمساب فكانوا يمسرخرون من المؤمنين ويقولون لهــم اتبعـوا ديننــا وكونـ وا معنــا علــى الكفــر والضــل لـ إواذا كــان هنــاك بعــث ونشــور وحمســاب كمــا تــدعون فمســوف نحمــل عنكــم هــذه الوزار والرخطايا والذنوب وأنتم ليس عليكم شيء وهذا هــو نهــج أهــل الشــرك والكفــر مــن قــديم إوالــى يومنــا هذا ولكن مع الفارق كما نرى من يتزعم العالم أجمع يريد أن يكون إمسلمنا تبعاً لهـواه فيطلــب منــا أن نطمس مسو ارً بكاملها من القرآن الذي هو كتاب ال عــز وج ل المنــزل مــن عنــده وتـارة يقــول ل تق أروا مسورة النمساء ونمسمع من يقــول إيـاكم ومسـورة المائــدة وآرخــر يقــول لنــا إيـاكم وال نـفــال والتوبـة فإنها تحـض علـى العنـف والقتـل أمـا مسـورة ُم حـمـد فيقـول ومـن هـو ُم حـمـد يري دوننا أن ننمسـلخ مـن
ديننا ومن قرآننا فإننا إن إنمسلرخنا من آية واحدة فيه لكفرنا بما جاء فيـه كلـه وكنـا مـن أهـل الشـرك ومن أهل جهنم والعياذ بال فكيف نطمــس مســورة منــه مثــل مســورة النمســاء لن فيهــا تعــدد الزوج ات وتعدد الزوجات في دين المسلم ليس بالهوى إنما له أمسبابه وحكمتــه وموضـوعيته فـإنهم يريـدون أن نمنع تعدد الزوجات ثم يبيحون لنا تعدد العشـيقات كمـا هـو الحـال فـي تلـك المجتمعـات الغربيـة الــتي فيهــا الزن ا ميمســر ولـه قـوانين تحميــه كمــا أن اللـواط والشــذوذ مكفــول الحريـة بالقــانون فكــان الفمساد والفجور يحيط بتلك المجتمعات التي يريدوننا ان نكــون مثلهــم بينمــا نحــن عنــدنا شــرع الـ الذي يمسـر لنـا فيــه كــل شـيء ولكـن بالطريقـة والومسـيلة الــتي تكفــل صـل ح المجتمــع وتحــافظ علــى طهارته وعلى أمن أفراده وكرامتهـم فـإن الـ عـز وج ل لـم يـرد للبشـر أن تمسـلك ممسـلك الحيـوان فـي قضاء شهوته من أي أنثى يجدها في الطريق بل شرع وجعل له ما يضمن طهارته ونقاءه . وأما مسورة ال نـفال والتوبة فإن فيهما ذكر الجهاد والشهادة في مسبيل ال وفي مســبيل العقيــدة فــإنهم يقولـون فــي الجهــاد أنــه إنتحــار إواره اب ومـا أمرن ا ال ـ بالجهــاد لنكــون مــن المعتــدين إوانمــا لنــرد العتداء ولنصد الظلم ولندافع عن الدين والوطن والعرض والرض والمال أمرنا بالجهــاد ل لنكــون 15
شَتَر ٰ ن بو الَُهم بِهَأ ّ من الشقياء فإن ال عز وجل يقـــول )إِ ّ ن اللّ َ مْؤ ِ ى ِ مه َ م َ ن َأنُف َ مِنري َ م َ وأ َ ْ سهُه ْ ه ا ْ ن اْل ُ ه َ جّنه َ وُيْقَتُلههبو َ فريَْقُتُلههبو َ قهه اتُِلبو َ ة ۚ ُي َ فه ي الّتهْبوَر اِة عهًد ا َ و ْ ح ًّ قهه ا ِ علَْريه ِ ل الّله ِ ه َ نۖ َ ن َ ن فِهه ي َ م اْل َ لَُهه ُ سهِبري ِ َ َ ٰ هۚ َ ن أْو َ ك ى بِ َ ذ ي َب ايَْعُتم بِ ه ِ م الّ ِ ع ُ شُرو ا بِبَْري ِ سَتْب ِ ن اللّ ِ دِه ِ عْه ِ و اْلُقْرآ ِ وذلِ ه َ هۚ َ م َ و َ نۚ َ ل َ َ ف ا ْ م ْ و ا ْ ِلن ِ ف ٰ ك ُ جري ِ بو اْل َ ظريُم ( .التوبة 111يريدون أن ننمسلخ من ذلك كله حتى نكون أذلة تابعين لهم ل فْبوُز اْل َ ُ ع ِ ه َ
نملك ل نـفمسنا نص ارً ول دفعاً يري دون فــي النهايــة ان نكـون معهــم فـي جهنــم وبئـس المصــير فقـالوا كما قال أهل الكفر من قديم
و َ خ َ ك َ ن َ م ط ايَهه ا ُ ح ِ فُرو ا لِلّ ِ ل الّ ِ مُنبو ا اتِّب ُ ل َ سِبريلََن ا َ عبو ا َ نآ َ ذي َ ذي َ ق ا َ ) َ ك ْ مه ْ وْلَن ْ
خ َ يش ٍء ۖ إِنُّههْم لََكهه اِذُببوَن (.العنكبــوت 12لــو اتبعنــاهم ط ايَهه ا ُ م ا ُ ن ِ ح ا ِ مهن َ ن َ مِلري َ هم بِ َ و َ َ مه ْ هم ِ ّ شه ْ
ومسرنا على ما يريدون ودرخلنا ذلك الطريق المسود الذي يريدوننا أن نقحم أنفمسنا فيه تحت دعاوى الحريـة والعلمانيــة والتحضــر والتقــدم وغيره ا مــن ال لـفــاظ البراقــة الــتي يرديــون رخــداعنا بهــا وه م يضحكون علينا ويمستهزؤن بنا ويصفوننا بالجهل والترخلف والرجعية ولكننا إن تجنبناهم وتممســكنا بديننا وشريعتنا ولم نفرط في حرف من كتاب ال عز وجل فإننا في الرخرة نكون من الفائزين وال ـ عز وجل يصف لنا تلك الحالة في كتابه العزيز فيقول
مبو ا َ مُنههبو ا )إ ِ ّ ن الّ ِ ك اُنبو ا ِ ن الّ ِ نآ َ ذي َ م َ ذي َ ن أَ ْ جَر ُ
قلَُبههبو ا َ وإ ِ َ وإ ِ َ وإ ِ َ ى أَ ْ م ان َ ذ ا ان َ مُزو َ كبو َ م يََت َ م ذ ا َرأَْو ُ ف ِ ح ُ يَ ْ نَ . هري ه َ نَ . غ ا َ ذ ا َ نَ . ض َ هه ْ ه ْ قلَُببو ا إِلَ ه ٰ هه ُ ك ِ هِل ِ مّرو ا بِ ِ ن َٰ نَ . َ ضهه اّلبو َ فهه اِر ك ّ سهُلبو ا َ ق اُلبو ا إِ ّ هه ُ ؤَلِء لَ َ ن اْل ُ مُنههبو ا ِ م الّه ِ حهه افِ ِ مهه ا ُأْر ِ مه َ نآ َ ذي َ فهه اْلريَْبو َ ظري َ م َ و َ نَ . هه ْ علَْري ِ نَ . ظُرو َ كبو َ ب اْلُكّف اُر َم ا َك اُنبو ا يَْفَعُلبوَن ( .المطففين 36 – 29 ك َين ُ نَ . عَلى اْل ََر ائِ ِ ح ُ يَ ْ بوّ َ ض َ ه ْ ل ُث ِ
بينما الذين يتبعوهم ويأرخذوا بقولهم فإن حالهم يكون كما يقول ال عز وجل
و َ ك َ ن َ فههُرو ا ل الّ ِ ذي َ ق ا َ ) َ
ى إِِذ ال ّ مْبوُقبوُفبو َ مبو َ ولَْبو تََر ٰ ع م يَْر ِ ن ِ ن يََدْي ِ وَل ِب الّ ِ ن بِ ٰ َهَذ ا اْلُقْرآ ِ َلن ن ّْؤ ِ جهه ُ ن َ هۗ َ ذ ي بَْري َ ن َ م َ ه ْ ظ الِ ُ عنَد َربِ ّ ِ ض اْل َ ن. سَت ْ م هْؤ ِ م لَ ُ عُفبو ا لِلّ ِ ض ِ سُت ْ ل الّ ِ مِنري َ ذي َ ذي َ قْبو َ كبَُرو ا لَْبوَل َأنُت ْ ن ا ْ ن ا ْ ضُه ْ بَْع ُ م إِلَ ٰ كّنهه ا ُ ل يَُقبو ُ ى بَْع ش ٍ َ ن اْلُهَد ٰ كنُتههم م َ سَت ْ ى بَْع َ ل ُ ج اَء ُ صَدْدَن ا ُ ض ِ سُت ْ كبَُرو ا لِلّ ِ ل الّ ِ د إِْذ َ ن َ ذي َ ذي َ ق ا َ كم ۖ بَ ْ ك ْ عُفبو ا أَنَ ْ ن ا ْ ن ا ْ ح ُ ع ِ و َ ّ مُرونََنهه ا َأن م ْ سهَت ْ عُفبو ا لِلّه ِ ض ِ سُت ْ ل الّ ِ جِر ِ و الّن َ ل َ ل َ ذي َ ذي َ ق ا َ نَ . مري َ كبَُرو ا بَه ْ ن ا ْ ن ا ْ م ْ ههه اِر إِْذ تَْأ ُ كهُر اللّْريه ِ م َ عْلَنهه ا اْل َ ْ ه َأنَد ا ً ق ل فِهه ي أَ ْ ج َ م ا َرأَُو ا اْل َ ج َ نّ ْ كُفَر ِب اللّ ِ غَل َ و َ ب َ ع هَذ ا َ سّرو ا الّنَد ا َ وأ َ َ د ا ۚ َ ع َ ه َ ل لَ ُ ون َ ْ ة لَ ّ عَنهه ا ِ فُرو ا ۚ َ ك َ ن َ ل ُيْجَزْوَن إِّل َم ا َك اُنبو ا يَْعَمُلبوَن ( .مســبأ 33 -31وكــذلك هــو حــال أهــل الكفــر الّ ِ ذي َ ه ْ
والشرك فــي كــل بقــاع الرض يمكــرون بالليــل والنهــار كيــف يجعلــون أهــل اليمــان مثلهــم مــن أهــل 16
الضل لـ ويرخدعونهم بكل الومسائل والطرق ويغرونهم بكل المغريات ثم يوم القيامة يتنصلون منهــم ومن أفعالهم كما يفعل الشيطان عندما ُيعــرض أمــام رب العــالمين فــإن الـ عــز وجـل يقــول
و َ ل ق ا َ ) َ
م َ شْري َ كهه ا َ مهه ا َ ي و َ و ْ و َ مُر إِ ّ ن اللّ َ ط ا ُ خلَْفُت ُ عههدت ّ ُ عَد ُ م ا ُق ِ و َ مۖ َ و َ ق َ عَد اْل َ م َ ه َ ك ْ ف هَأ ْ ك ْ ك ْ ي اْل َ ْ ن لَ ّ ال ّ ح ِّ ن لِ ه َ ض َ م ِل ي ۖ َ م َ سْل َ مهه ا أَنَهه ا د َ َ ن إِّل َأن َ سه ُ عْبوُت ُ علَْري ُ ط ا ش ٍ مههبو ا َأنُف َ مههبوِن ي َ سَت َ جْبُت ْ ف ا ْ ك ْ كم ۖ ّ كم ِ ّ وُلبو ُ فَل تَُلبو ُ من ُ َ َ َ َ ك َ ي ۖ إِِّن ي َ م ل ۗ إِ ّ ن الظّهه الِ ِ ن ِ مبو ِ صِر ِ خ ُ صِر ِ مري َ ت بِ َ و َ م َ ن لُهه ْ مهه ا أ ْ م ْ ك ْ م ْ مههن قْبه ُ شهَرْكُت ُ فهْر ُ م ا أنُتم بِ ُ بِ ُ خ ّ م. َ ب أَِلري ٌ عَذ ا ٌ
( إبراهيم 22الشيطان مسوف يتب أر من كـل مـن تبعـه فيمـا أراد وفيمـا أغـواه وزي ن لـه
كما يتنكر الذين امستكبروا على الناس في الرض وأضلوهم وقالوا لهم نحن أعلم منكم ونحــن علــى قــدر مــن الثقافــة والتقــدم والتحضــر وعلمنــا أن ذلــك هــو طريـق الحريـة والحيــاة المســهلة اليمســيرة والرفاهية والتقدم فأضلوهم . والحمسـن البصـري يقـول إن الشـيطان لمـا هبـط إلـى الرض مـع آدم وح واء قـال إنـي أغـويت آدم وحواء فالذرية أضعف فإنه مسهل لــي أن أغــويهم فــأنزل ال ـ عــز وجـل قــوله
ول َ َ د َ م ق َ ص ّ قْد َ ) َ ه ْ علَْري ِ
فِري ً عبوُه إِّل َ ه َ سْل َ ك ا َ م ا َ مههن ه َ مْؤ ِ ف اتّبَ ُ ط ا ش ٍ م َ ن إِّل لَِنْعلَ ه َ و َ نَ . مِنري َ م َ ن لَ ُ س ظَّن ُ هم ِ ّ ق ا ِ ّ من ُ ن اْل ُ إِْبِلري ُ علَْري ِ
حِفريظٌ ( .مسبأ 21 – 20 ك َ ن ُ ى ُ ه ا ِ بو ِ خَرِة ِ ن ِب اْل ِ ُيْؤ ِ مْن َ يش ٍء َ ل َ وَربّ َ كۗ َ ف ي َ ه َ م ْ م ّ ك ِّ علَ ٰ ش ش ٍ ّ م ُ ش ْ وقال الشيطان ل أفارق بن آدم أبداً ما دامــت فيــه الــرو ح أعــده وأمنيــه وأغــويه ,هــذا الشــيطان قـد وعد على نفمسه هذا الوعد فهو يتربص بنا ولكن ال عز وج ل يحمينــا منــه ويكفينــا شــره فهــل نتبــع مسبيل الشيطان أم نتبع مسبيل الرحمن فقال ال عز وجل وعزتي وجل لـي ل أحجب التوبة عنه ما لم يغرغر فتوبوا إلى ال قبل المــوت وبـادروا بالعمــال الصــالحة قبــل أن تبعثـوا فــإن ال نـمســان ل يــدري متى يكون أجله ,ثم يقول ال عز وجل ولئن دعاني أجبته ولئــن مســألني أعطيتــه ولئــن امســتعاذني أعذته ولئن امستغفرني غفرت له . ما يفعل ال بعـذابكم إن شــكرتم وآمنتــم يريـد منكــم الشـكر واليمـان والتقــوى وأن تكونـ وا مــع القـرآن حيث كـان ومـع رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( حيـث أمـر ونهــى فـإذا تنكبتـم الطري ق وأطعتـم 17
الشــيطان وأطعتــم الممســتكبرين مــن النــاس الــذين يريـدون أن يبــدلوا دينكــم مــا يريـدون بكــم إل أن تكونوا من أهل النار بينما إن اتبعتم الرحمن كنتم مـن أهـل الجنـة فـي أعلـى علييـن مـع رمس ول الـ )صلي ال عليه ومسلم( والصالحين وحمسن أولئك رفيقاً .
الطيــــرة
18
يقول رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ثل ثـة أحلف عليهن ل يجعل ال عز وجل من له مسهم فــي المســلم كمــن ل مســهم لــه – لن ال ـ عــز وجـل عــادل ل يجعــل مــن أطــاعه كمــن عصــاه – وأمســهم المســلم ثلثــة الصــلة والصــيام والزك اة ول يتــولى الـ عــز وج ل عبــداً فــي الــدنيا فيــوليه غيــره فــي الرخرة وما أحب رجل فـي الـدنيا إل جمعـه الـ عـز وج ل معـه يـوم القيامـة " وفـي معنـى ذلـك يقـول رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أنت مع من أحببت إن الذي يحب قوماً في الدنيا مســوف يجمــع معهــم يــوم القيامــة فـإن كنــت تحــب أهــل اليمــان فمســوف تجمــع معهــم إوان كنــت تحــب أهــل الفمســق والضل لـ مسوف تجمع معهم والعياذ بال يوم القيامة ,لـذلك قيــل قــل لــي مــن تصــاحب أقــل لـك مــن أنت فإن صــاحبك دليــل عليـك فــإن كنــت تصــاحب مــن يتعــاطون الممســكرات فـأنت معهــم شــريك إوان كنت تصاحب وتصادق وتحب فل نـ فأنت معه رفيق فإن كنت تصادق من يذهب إلى الممسجد فأنت مــن أهــل اليمــان لن رمس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( يقــول إذا رأيتــم الرج ل يعتــاد الممســاجد فاشهدوا لــه باليمــان " هــذه ثلثــة أمــور أقمســم عليهــا رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وكـانت هناك رابعة فقال ورابعة لو أحلف عليها أرجو أل آثم ل يمستر ال عز وجل عبداً في الـدنيا إل مســتره ال عز وجل يوم القيامة " وفي حديث عن جــابر بــن عبــد الـ قــال الممســاجد مســوق مــن أمسـواق الرخرة فمن درخله كان ضيفاً على ال عز وج ل فعليكـم بالرت اع قـالوا ومـا الرت اع يــا رمس ول الـ قـال دعاء ال عز وجل والرغبة إليه” وأنت في الممسجد تدعو ال عز وجل ل نـك فــي الممســجد أرخلصــت كيانك كله لمالك الملك لرب العالمين ورب ذلك البيت فعليك بالدعاء والرغبة إليه . والشرك بال ل يشترط أن يكون بعبادة الصنام والوثان إنما قد يكون شركاً بالوقوع في أشــياء قــد ل يتبادر إلى كثير من ال زـهان أنها شركاً بال عز وجل وهو شـيء عظيـم فـإن الـ عـز وج ل يقـول س اًن ا. و ا ْ عُبُدو ا اللّ َ كبو ا بِ ِ شِر ُ ح َ وِب اْل َ شْريًئ ا ۖ َ ه َ ه َ ) َ ن إِ ْ وَل ُت ْ بو الَِدْي ِ
( النمساء 36واعبدوا ال وكـذلك مــع
عبادة ال تكون الصلة والصوم والزكاة كما قلنـا فـي أمسـهم المسـلم ولكـن هنـاك الشـق الثـاني هـو 19
عــدم الشــرك بــال فــإن عبــد الـ بــن عبــاس قــال اتقـوا الشــرك فــإنه أرخفــى مــن دبيــب النمــل علــى الصــرخرة المســوداء فــي الليلــة الظلمــاء ومـن الشــرك أن تقــول لــول كلبــة فل نـ لمســرقنا اللصــوص " الشرك قد يكون أرخفى من دبيب النمل فل يلحظه أحد كما عرفه لنا هذا الصحابي إوالى أبمسط شيئ قد يقع فيه إنمسان دون أن يلتفت كأن يرجع الفضل في النجاة من المسرقة إلى كلب الحرامسة بمسـبب نباحه بينما الفضل في ذلك ل عز وجل وحده ل شريك له ,ومن الشرك أيضـاً أن يرخــاف ال نـمســان شيئاً غير ال عز وجل لن ال عز وجل يقول
ه بِ َ مههن وُي َ ف َ ن ِ ك ِب الّ ِ ك ا ش ٍ ذي َ بوُّفبونَ َ عْبَدُه ۖ َ )أَلَْري َ س اللّ ُ خ ِ
ه َ ن َ ه اش ٍد ( .الزمـر 36ل توجـد قــوة تمســتطيع أن تحفــظ مــن دون ه ِ من ُي ْ ُدونِ ِ ف َ و َ هۚ َ م ا لَ ُ ل اللّ ُ م ْ ضِل ِ
ال عز وجل وقد قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( في حديث رواه أبو هريـرة قــال ل عــدوى ول طيرة ول هامة ول صفر ول نوء ول غول " وتلك الشياء ترخافها الناس وتتشاءم منها وه ى فــي حد ذاتها ل تمسبب المرض أو الضرر حتى يرخاف منها الناس ل نـها ل تعمل إل بإرادة ال عز وجـل وكان أولهـا العـدوى يرخـاف النـاس مــن عـدوى المــرض أن ينتقـل إليهــم فقــد وقـع هنـا شــرك بــال إذ يجب أن يعلم ويوقن أن الذي يجعل هذه العدوى تعمل عملهــا هــو الـ عــز وج ل فــإن الــذي أصــابك هــو الـ عــز وج ل وليمســت العــدوى بــذاتها وأصــحاب رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مــا كــانوا يمسمعون ول يتكلمون إوانما كانوا يمسمعون ويدرمسون فقال رج ل يـا رمس ول الـ أنـت تقـول ل عـدوى فما بال الجمل الجرب يبدأ به في مكـان ثـم ينتشـر إلـى بـاقي الجمـال المسـليمة فقـال لـه رمس ول الـ ومـن أعــدى الول صــحيح أن العــدوى إنتقلــت مــن ذلــك الجمــل إلــى بــاقى الجمــال ومـن أيــن جــاء المرض إلى الجمل الول العدوى تنتقل ولكن عليك أن تؤمن أن هذه العدوى لن تصــيبك إل إذا أراد ال عز وجل ليس معنى ذلك أنك تجلس فى ومسط الوباء ثم تقول لن يصيبنى شىء ما أمرت بــذلك وأمرت أن يكون عندك يقين أن كـل شــىء بـأمر الـ عــز وج ل ولكـن كـذلك أمـرت أن تأرخـذ بأمســباب النجاة فإن الذى قال لعدوى رمسول ال )صلي الـ عليـه ومسـلم( قـال فـر مـن المجـزوم فـرارك مـن المسد إذا كان هناك شرخص عنده جزام فر منه ل تـرخالطه إنما عندما تفر تعلم أن ما أصابك لم يكــن 20
ليرخطئك وما أرخطاك لم يكن ليصيبك وعن عمر عندما نزل إلى الشام وكان فيها وبـاء الطــاعون فمسأل صحابة رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( هـل يـدرخلوا علـى ذلـك الوبـاء أم ل قـالوا مســمعنا رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول إذا كان بأرض وأنتم رخارجها فل تدرخلوها إواذا كنتم دارخلهـا فل تـرخرجوا منهــا ,إذا كنتــم فــى أرض والطــاعون فيهــا فل تـرخرج وا لنــك إذا رخرج ت قـد تمســبب وبـال وتمسبب نقل وتفشي الوباء لغيرك في أماكن أرخرى ومع ذلك تؤمن أن ممسبب المســباب هــو الـ عــز وجل ,ثم قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ولطيرة ولهامــة ول صــفر وه و شــهر صــفر كـانوا في القدم يتشاءمون منه كما يتشاءم بعض الناس من الزواج في شهر شوال فإن حدث الزواج ثــم قدر ال من بعده قطيعة أو فراق قالوا لن الزواج تم في شهر شوال فجاء ديــن المســلم ليبطــل تلـك المور فعن جابر بن عبد ال قال قال رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( الطيـرة شـرك قـالوا فمـا كفارة ذلك يا رمسول ال قال أن تقــول اللهــم ل رخيــر إل رخيــرك ول طيــر إل طيــرك ول حــول ول قــوة إل بك " فكان ذلك القول كفـارة لمـن حـدثته نفمســه بـأن الشــر الـذي أصـابه هـو بمســبب شـيء مـا ولكـن ليكن مدركاً بيقين أن ذلك بأمر ال عز وجل إوارادته ول إرادة لحد مسواه ,وفي حديث عن عبــد الـ بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( مــن ردتــه الطيــرة عن مسفره فقد أشرك قالوا وما علج ذلك يا رمسول ال قال أن تقول اللهم ل يأتي بالرخير إل أنت ول يدفع المسيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بك " فإذا وقع إنمسان في شــيء مــن ذلــك فعليــه أن يتــوب إلى ال عز وجل ويقول ما أمرنا به رمس ول الـ حــتى نمســتعيد الوحدانيــة فــي قلوبنــا لـ عــز وج ل ل شريك له ,فإن رمسول ال يحذرنا أننا إذا مسرنا في طريق ثم وجدنا فـي طريقنـا مـا يـدعونا للتشـاؤم فل نلتفت إليه بل نكمل الطريق ل نـنا إن عدنا نكون موافقين للشيطان ,وكذلك النــوء الــذي يــؤمن به أغلب الناس وهم ل يعلمون فقد حذرنا رمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مــن ذلـك فقـال وه و في ليلة مطيرة بعد أن صلى الفجر بالناس التفت إليهم وقال أتدرون ما قال ربكم قالوا ال ورمسوله أعلم قال أصبح مؤمن بي وكافر فمــن قـال مطرن ا بنـوء كـذا فقــد آمـن بـالنجوم وكفــر بــي ومـن قـال 21
مطرنا بفضل ال ورحمته فقد أصبح مؤمن بي وكاف ارً بالنجوم " ذلك لن ال عز وجل هو صاحب الكون كلـه وتلــك النـوة ل تعمـل عملهـا ول تـؤدي دوره ا إل بمــا أمره ا الـ عــز وج ل وكـثي ارً مـا نــرى ارختلف بين ما يعنقد الناس في هذا الوقت من العام وبين ما يحـدث بالفعـل فـإن الـذي عطـل عمـل تلك النوة في ذلك الوقت من العام هو ال عز وجل وبالتالي فهو الذي يأمره ا أن تــؤدي هــذا العمــل أو ل تؤديه فإن الذي يجري الريا ح هو ال ولو شاء لمســكنها والــذي ينــزل المطــر مــن المســماء هــو ال ولو شاء منعه . وكـذلك قــال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( فــي حــديثه ول غــول فقــد كــانت العــرب ترخــوف بــه أبناءهــا وكـانوا هــم أيض ـاً يرخــافونه إوالــى وقـت ليــس ببعيــد مــن الزم ن كــان أكــثر النــاس يعتقــدون بوجوده ويرخافون منه ويرخوفون أبناءهم منه وكانوا يصورونه في الروايات على أنه شيطان كــبير أو مارد يمستطيع أن يفعل بالناس الفاعيل وأنه ل يظهر إل في الليل والماكن الرخالية لذلك يحذرنا رمسول ال أن نؤمن بوجود مثل تلك الشياء أو بأنها قادرة على إحداث الضرر بنــا فمــن اعتقــد فــي شيء من ذلـك فقـد نقـص إيمـانه ويجـب أن يعـود فيمـا يعتقـده بـل يـؤمن بيقيـن أنـه ل يمسـتطيع أي شيء أن يصيبه بضر إل إذا أراد ال عز وجل وفـي تلــك الحالــة جعــل رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسلم( علجاً فقال إذا تغولت عليكم الغيل نـ فعليكم بالذان " ذلك لن الغول هذا هو ممــا يتصــوره ال نـمسان وليس حقيقة واقعة فقد تكون من فعل الشيطان الذي قد يصور للمؤمن أشياء يرهبــه بهــا أو يشتت فكره ويدرخل إلى قلبه الرعب ويصرفه عن عبادة الـ عــز وج ل بشــتى الطــرق لــذلك كــانت كلمات الذان كافية أن تصرف عنـك كيــد الشــيطان لنــك إلتجـأت إلــى رب العـالمين إلـى رب الكـون كله الذي هو أكبر من كل كبير وأعظم من كل عظيم وأقوى من كــل قــوي فــذلك المعنــى هــو مــا تبــدأ به كلمات الذان وما تنتهي به .
22
والرخوف والرعب هى من المور الطبيعية المركبة في أي إنمسان ومن الفطرة التي فطــر الـ النــاس عليها ولكن التحصن بذكر ال هو ما يدفع هذا الرخوف وقد حرص رمسول ال أن يعلمنــا ذلــك وعبــد ال بن عمرو بن العاص قـال فـي حـديث نقلـه عـن رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( إذا فــزع أحدكم فليقل أعوذ بكلمات ال التامة من غضــبه وعقــابه ومـن شــر عبــاده ومـن همـزات الشــياطين وأن يحضــرون " وقـد تكــون كلمـات الـ التامــة هــى القـرآن الكريـم وقـد تكــون غيــر ذلــك الـ أعلـم ونتعوذ من غضب ال وعقابه لن مصدر الرخوف ذلك قد يكــون عقـاب مــن الـ لنــا وكـذلك نمســتعيذ من شر عباده من ال نـس والجن على المسواء ,إن الرخـوف ل يكــون إل مــن الـ عــز وج ل وح ده ل شريك له .
الرقــــــــــية عبد ال بن رواحة كان شاعر رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وقال في يوم من اليام وفينا رمسول ال يتلو كتابه
إذا انشق نـور مـن الفجر مساطع 23
أرانا الهـدى بعد العـمى
فقلوبنا موقنات أن ما جاء به واقع
من الذي أرانا الهدى بعد العمــى إنمــا هـو رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( الـذي بعثــه الـ عــز وجل في أمة قد أحاط بها الجهل في العلم والجهل في الحلم فعلمها رمسول ال وهذب أرخلقهــا وه و الذي يقول في حديث رواه عبد ال بن عباس قال فقيه واحد أشد على الشيطان مــن ألــف عابــد" وهو الذي يقول كذلك إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم " فليس هناك عالماً من غير أن يتلقى العلم ,وكذلك ليس هناك في أمة المسلم رجل إل ويجب عليه أن يتعلــم ويطلــب العلــم لن الـ لــن يعــذر أحد بالجهل إنما مسوف يحامسبه إن قصر في التعلم ل نـك قد ترتكب أرخطــاًء بمســبب ذلــك الجهــل فــإن الــ عــز وجــل هــو الــذي يقــول ) َ سَأُلبو ا أَ ْ ل الِّذْكِر ِإن ُكنُتْم َل تَْعلَُمههبوَن ( .النحــل 43وديــن ه َ ف ا ْ
المسلم إنما جاء بما يحقق المصلحة لل نـمسان من يوم مولده إوالى يوم ممــاته ورمس ول الـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( إنمــا بعثــه ال ـ عــز وجـل إلــى هــذه المــة ليكــون مدرمس ة فــي كــل ن ـواحي الحيــاة وموضحاً ومعلماً لكل المور وقد علمنا أن ال نـمسان يصيبه المرض مرض في البــدان ومـرض فــي النفوس الذي هو من الومساوس والوه ام مـن شـدة الكـروب الـتي يلقيهـا ال نـمسـان فـي حيـاته فـإذا أصاب ال نـمسان مرض من ذلك مسواء كان نفمسياً أو بدنياً عضوياً فعليه بالتداوي لن الـ عـز وج ل أمرنا بذلك كما قال رمسول ال )صلي ال عليــه ومسـلم( فعـن أمســامة بــن شــريك قـال كــان صــحابة رمسول ال )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يتمســاقطون مــن الحمـى فجـاءت العـراب مـن هـا هنــا وه ا هنـا وقالوا يا رمسول ال أنتداوى فقال تداووا عباد ال فإن ال عز وجل لم يجعل داًء إل وجعل له دواء " ال عز وجل هو الذي يمسـبب المـرض وكـذلك هـو الـذي جعـل لـه الـدواء ,وع ن جـابر بـن عبـد الـ ال نـصاري قال قال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مـا أنـزل الـ عــز وج ل داء إل وأنـزل لـه دواء علمه من علمه وجهله من جهله فإذا أصاب الدواء الداء بريء بإذن ال .
24
والداء لـه أمـاكن فـي الجمسـد محـدد بهـا فـإذا أرخـذ ال نـمسـان منـا الـدواء يمسـير فـي الجمسـد كلـه فمـتى يكون الشفاء عندما يصيب هذا الـدواء هـذا الـداء بـإذن الـ عـز وج ل لن الـ عـز وج ل هـو الـذي رخلق هذا الجمسـد وصـوره وأجــرى فيــه ذلـك الـدم الـذي يحمــل الـدواء دارخــل الجمسـد إلـى أمـاكن الـداء وأنت ل تدري عن كل ذلك شيئاً في دارخل جمسدك ,وقالوا يا رمسول ال إن ال عز وج ل يقــول علــى ت َ وإ ِ َ ن ( .الشعراء 80وأنــت تقــول مِر ْ فُه َ ذ ا َ لمسان نبيه ورمسوله إبراهيم عليه المسلم ) َ بو يَ ْ ض ُ شِفري ِ
لنا اذهبوا إلى الطبيب والتممسوا الدواء فما بال هذه الية فإن الية صــحيحة لن الـ عــز وج ل هــو الــذي يمســر للطــبيب الفهــم وأعطــاه البصــيرة حــتى يعلــم أيــن الــداء فــإذا كــان التشــرخيص بــإذن ال ـ وتوفيق منه مسليماً كـان وصـف الطــبيب للعلج والـدواء مســليماً وبعـد ذلـك يـأذن الـ عــز وج ل لهــذا الدواء أن يعمل عمله في الجمسد العليل ويصل إلى مكان الداء فيبرء المريض فكــان المــر كلــه لـ ول يرجع الفضل للطبيب ول للدواء إوال فكيف يقف الطبيب عاج از محتــا ارً أمــام داء ل يعلــم لــه دواًء وكيف به هو ذاته الطبيب يمــرض ويعتــل وقـد يمــوت بالــداء ول يمســتطيع علج نفمســه وكـم شــاهدنا أطباء مترخصصون فــي أمـراض القلــب ويشـاء الـ أن يمــوت ذلـك الطـبيب بـداء القلـب وغيره ا مــن المثلة الكثير ذلك لنعلــم أن الطــبيب بطبــه ودوائــه ل يمســتطيع دفـع أمــر قـد أتــى إل بـإذن الـ وذلــك ليكون لنا آية من آيات ال . فإذا أصاب المؤمن شيئاً من ذلك في جمسده أو نفمسه فليلجأ إلى ما أمر ال به ويبتعد عن مــا نهــى ال عنه إواذا غلبته الومساوس وتكاثر عليه الشيطان وأحدث بــه إضــطراب فلينظــر إلــى قــول رمس ول ال )صلي ال عليه ومسلم( فعن عمران بن حصين قال رأى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( رجل يلبس حلقة من صفر – أي يلبس في يديه أمسورة من نحاس أصفر – فمسأله مــا هــذه فقــال يــا رمسول ال هذه من الواهنة فقال لــه رمس ول الـ إنزعهــا فإنهــا ل تزيـدك إل وهنـاً ولـو مــت عليهــا مــا
25
أفلحت أبداً " هل تمستطيع تلك الحلقة أن تعالج الذراع المريضــة بــل إنهــا تضــر ول تنفــع ومـا هــى إل من ومساوس الشيطان الذي يريد لل نـمسان أن يشرك بال . وعن عقبة بن عامر قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( مــن علــق تميمــة فل أتــم الـ لــه ومن علق حر ازً فل ينفعه " فكل من امستعان بشيء يعتقد ان ينفعه أو يجلب له نفعاً أو يدفع عنه ض ارً فهو مـردوداً عليـه فكـان النهـي واضـحاً وصـريحاً مـن رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( أل نلجأ إلى تعليق أي من هذه الشياء كما نهينــا أن نعلــق أحجبــة ولـو مكتــوب فيهــا آيــات مــن كتــاب ال عز وجل أو أحاديث لرمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( لتدفع عنا الضر أو تجلــب لنــا الرخيــر , وعبد ال بن ممسعود درخل بيته في يوم من اليام فوج د زوجتــه قـد وضـعت فـي عنقهـا رخيــط فلمـا مسألها عنه قالت هــذا الرخيــط إنمــا ُنفــث لــي فيــه فنزع ه عـن عنقهـا وقـال ل ينبغــي لل عبــد الـ بــن ممسعود أن يشركوا بال ثم قال لقد مسمعت رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول من علق تميمة فل أتم ال له فقالت يا عبد ال إن عيني تقذف الدموع فإذا ذهبت إلــى فل نـ فرق ى لــي ذهبــت عنــي قال إن ذلك من عمل الشيطان يضع يده على موضع الداء فيهدأ حتى يضلك ويغويـك وكـان عليــك أن تقولي كما قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( في دعاءه اللهم إنك أنت الشافي ل شــفاء إل شفاءك شفاًء ل يغادر مسقماً اللهم رب النــاس أذهــب البــأس -والنــاس إنمــا تــذهب إلــى كــاهن أو مســاحر أو عـراف مــن أهــل الشــعوذة والــدجل فيممســح عليهــم ويتمتــم بكلمــات غيــر مفهومـة فيشــعر المريض أو الذي به أي ضر بالتحمسن الذي قد يكون بالوهم أو اليحــاء وقـد يكــون بالفعــل تحمســناً بإذن ال حتى يمتحن ويرختبر هؤلء الناس المرضى وقد يكون فتنــة لغيره م مــن النــاس حــتى يعلــم ال من يتبع الهدى ومن هو في ضل لـ مبين وحتى يعلم من يعبده وهو مشرك به شيئاً ومن تكون عبادته رخالصة ل وحده ل شريك له ولما أمرن ا رمس ول الـ عــز وج ل أن نتــداوى لــم يــأمر بــاللجوء إلى كاهن أو مساحر إنما أمــر بالتــداوي واللجــوء إلــى الطــبيب ورغ م ذلـك لبــد ان نــتيقن أن لـ عــز 26
وجل المر من قبل ومن بعد وليس للطبيب أو للدواء ,كما أن الرقيا بآيات من كتاب ال عز وجـل فيما ورد عن الصحابة فقد كان جمع من صحابة رمسول ال في مســفر بالصــحراء ومـروا بقبيلــة لهـا زعيم وقد لدغه ثعبان فهرع إليهم أهله وقالوا هل منكم من راق أو طبيب فقال أحدهم انا فمـاذا فعـل إنما ق أر فقط الفاتحة وهو يمر بيــده علـى مكـان الـداء فبـإذن الـ إوارادتـه لمـا مسـمع الرج ل المصــاب كلم ال هدأت نفمسه وذهب عنه الرخوف بــأنه هالــك ل محالــة فامســترد جمســده عــافيته وامســتطاع أن يقاوم المسم في جمسده فنجا وعندما ذهبوا إلى رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وقصـوا عليــه مــا حدث فقال له لماذا فعلت ذلك قال يا رمسول ال ُألقي في روعي أنها رقية فلم ينكر عليه ذلك فكانت الفاتحة من الرقى التي يرقي ال نـمسان بها نفمسـه وغيـره ,وع ن عثمـان بـن العـاص قـال نـزل بـي وجع فأتيت رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أمسأله فقال لي ضع يدك على مـا يألمـك ثــم قـل بمســم ال الرحمن الرحيم مسبع مرات أعوذ بعزة ال وقدرته مما أجد وأحاذر ففعلت مـا أمرن ي فشـفاني الـ عز وجل فل أزال أأمر بها أهلي وغيرهم . إن الشفاء من أي داء يكمن فـي أن يكـون عنـد ال نـمسـان ثقـة إوايمـان كامـل بـأن هنـاك شـافي قـادر على أن يشفي من كل داء فإن كان عندك ذلك اليقين كنــت ممســاعداً ومعينـاً لي طــبيب يــوفقه الـ عز وج ل لعلجـك مــن هـذا الـداء أمـا إذا امسـتحوذ عليـك الشــيطان وأصــابك اليـأس وأنـك لـن تشــفى وتلك هى النهاية فإنه لن ينفع ويجدي معك العلج ول الدواء بأي حال . وكذلك كان من الرقيا الــدعاء عنــد زيـارة المريـض فــإن رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( علمنــا كلمات نقولها فيهــا دعـاء للمريـض إواذا مســمعها المريـض كـانت تشــد مــن أذره فتهيــأه للشــفاء عــن عبد ال بن ممسعود قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( من عـاد مريضـاً لـم يحضـر أجلــه فقال عنده أمسأل ال العظيم رب العرش العظيم مسبع مرات إل عافاه ال عز وجل " إن ذلك الـدعاء إن كان فيه إرخلص فإنه مسوف يمساعد الطبيب علـى العلج بـأمر الـ كمـا أن مـن شـأنه أن يهـون 27
علــى المريـض آلم المــرض ,وقـد علــم جبريـل عليــه المســلم رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( الرقيا فقال له قل بمسم ال أرقيك من كل داء فيك ومن شر كل عيــن وحامســد الـ يشــفيك " وقـد كــان رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يرق ي الحمســن والحمســين ويقــول لهمــا إنــي أعيــذكما بكلمــات الـ التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لمة . وكذلك قال عبد ال بن عمرو بن العاص قال رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( مـن نـزل منـزل فقال أعوذ بكلمات ال التامة من شر مــا رخلــق ل يضــره شــيء حــتى يرتحــل " وكـل تلـك الرق ى مــتى تعمل عملها عندما تعلم بيقين أنه لن ينفعك ولن يضرك إل ال عــز وج ل وح ده فــإن الـ عــز وج ل يقول
خْريش ٍر َ ر َ د لِ َ فَل َ ب ك بِ َ ه إِّل ُ ه ۚ ُي ِ ضِل ِ ف ْ ك ا ِ فَل َر ا ّ وِإن ُيِرْد َ بو ۖ َ ه َ ش َ س َ م َ ) َ ف لَ ُ ك اللّ ُ س ْ وِإن يَ ْ ه بِ ُ ض ش ٍّ صري ُ
بو اْل َ م. و ُ غُفبوُر الّر ِ ن ِ ش اُء ِ بِ ِ ه َ عَب اِدِه ۚ َ من يَ َ ه َ م ْ حري ُ
( يونس 107
وكما قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( لعبد ال بن عباس )صلي ال عليه ومسلم( وقـد أردفــه رخلفــه وه و غلم قــال يــا غلم أحفــظ الـ يحفــظ أحفــظ الـ تجــده تجاهــك إذا مســألت فامســأل الـ إواذا امستعنت فامستعن بال واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إل بشــيء قــد كتبه ال لك إوان اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك بشـيء إل قـد كتبـه الـ عليـك رفعـت القلم وجفت الصحف . وكذلك وفقاً لهذا المبدأ الذي رمسرخه رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مــن اليمــان الرخــالص لـ عز وج ل والتمســليم بــإرادته فمــن الرقيــا أيضـاً أن تتلــو آيــة الكرمس ي تقرأهــا لنفمســك أو لغيــرك وكـذلك قراءة مسورة الرخلص والمعوذتين فقد كان رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( إذا ألـم بـه تعـب أو أصابه مرض يفتح يديه ويقرأهـا ثـم ينفـث فـي كفيـه ويممســح بهمـا وجهـه ومسـائر جمسـده ,وع ن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت كنت أرقي رمسول ال )صـلي الـ عليـه ومسـلم( بهــذه الثلث فإنها من أعظم ما نزل على رمسول ال كما قال لعقبة بن عامر أل أعلمك أفضــل ثلث مســور نزل ت 28
في التوراة ال نـجيل والزبور والقرآن العظيم قل هو ال أحــد وقـل أعــوذ بــرب الفلــق و قــل أعــوذ بــرب النــاس يــا عقبــة ل تنمســهن ول تبــت ليلــة حــتى تقرأهــن فقــال عقبــة فمــا بــت ليلــة حــتى أقرأهــن ومـا نمسيتهن منذ أن قال لي رمسول ال ذلك . والرقيا هـى دعـاء ولكـن ل يكــون إل بآيــات مـن كتـاب الـ عـز وج ل أو بكلمـات وردت فـي أحـاديث مس ئـل عــن الرقيــة قــال ل رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ومن أدعيته المأثورة لن رمسول ال لما ُ بأس ما لم يكن فيها شرك ,بينما نهى عن التولة وعن التطير والتولة ما تعمله المرأة لكي يتحبــب إليها زوجها وما يعمله الرجل حتى تتحبب إليه زوجته وكذلك الرقيا التي فيها شرك أو فيها طلمسم أو أرقام كل ذلك من الشرك وقد نهينا عنه ,وفي يوم من اليام وقـف رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسلم( أمـام أصـحابه وقـال يـدرخل الجنـة مسـبعون ألفـاً مـن أمـتي وج وههم كهيئـة القمـر ليلـة البـدر الذين ل يكتوون ول يتطيرون ول يمسترقون وعلى ربهم يتوكلون " يجب على كل ممسلم أراد أن يرقي نفمسه أو غيره أن يعلم أن ال وحده بيده دفع الضر وبيده الشفاء وأل يترك مجاًل لومساوس الشـيطان حـتى يمسـتجيب الـ لــه ويمـده بالصــحة والعافيــة فـإن فعــل ذلـك حصل على المسعادة في الدنيا ويكون قد عبد ال حق عبادته فيحصل على المسعادة في الرخرة .
المستــــعاذة يقول قائل :رباه هاأنا ذا رخلصت من الهوى وبحثت عن مسر المسعادة جاهداً
وامستقبل القلب الرخلي هواك فوجدت هذا المسر في تقواك
وكذلك هو حال كل من رخلص قلبه مــن مشــاغل الـدنيا وفـرغ القلــب لممســائل الرخــرة فحصــل التقــوى وقال لم أرى المسعادة في جمع المال ولكن التقي هو المسعيد وتقوى ال رخير الـزاد وعنــد الـ لل تـقــى 29
مزيد ,في أحد اليام جاءت درة بنــت أبــي لهــب رض ي الـ عنهـا إلــى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسلم( تشتكي له أن القوم يعيرونها بأبيها بأنه من أهل النــار فجمــع رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسلم( الناس وقال يا درة اعلمي أن أكرم النــاس عنــد الـ أتقــاهم وأقراهــم وأوصـلهم للرح م وآمره م بالمعروف وأنهاهم عن المنكر . ويقول رمسول ال )صـلي الـ عليـه ومسـلم( الممسـجد بيـت كـل تقـي وضـمن الـ عـز وج ل لمـن كـان الممسجد بيته بالرو ح والرحمة والجـواز علــى الصـراط إلــى الجنــة " فــإن فــي الممســجد يتعلــم الممســلم علماً ينفعه في دينه ودنياه ويمسمع إلى كلم ال عز وجل إوالى كلم رمس وله لن العبــادات فــي ديــن المسلم إنما هى بال تـباع وليمست بــالهوى والمــام الشــافعي يقــول مــن امستحمســن فقــد شــرع ومـن شرع فعمله مردود عليه أي ل ينال به أجر ل نـنا ل نأرخذ ديننا إل من مسيد الولين والرخرين المبلــغ عن رب العالمين الذي ل ينطق عن الهوى إن هو إل وح ي يــوحى ,وقـد كــان أصــحاب رمس ول الـ )صلي ال عليه ومسلم( يمستفتونه في كل أمور الدين وجاءه رج ل وقـال بــأبي أنــت وأمــي يــا رمس ول الـ أراك تمســكت بيــن التكــبير للحـرام والقـراءة فمــاذا تقــول – ولنعلــم أن الصــلة مفتاحهــا الطهــور وتحريمهــا التكــبير وتحليلهــا التمســليم وكـان بعــد التكــبير أقـوال يقولهــا المصــلي وحرك ات يــأتي بهــا المصلي فإن كان ل يعلمها فيجب عليـه أن يتعلمهـا ويحـاول أن يتأمسـى فـي ذلـك بمسـنة رمس ول الـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( فيهــا -قــال أقــول اللهــم باعــد بينــي وبيــن رخطايــاي كمــا باعــدت بيــن المشرق والمغرب اللهم نقني من رخطاياي كما ينقى الثوب البيض من الـدنس اللهـم اغمسـلني مـن رخطاياي بالماء والثلج والبرد أعوذ بال المسميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثــه ونفرخــه بمسم ال الرحمن الرحيم " وجاء في حديث رواه علي بــن أبــي طــالب قــال كــان رمس ول الـ )صــلي ال عليه ومسلم( إذا كبر للصلة قال وجهت وجهي للذي فطر المسماوات والرض حنيفاً ممسلماً وما أنا من المشركين إن صل تـي ونمسكي ومحياي ومماتي ل رب العالمين ل شريك له بذلك أمرت وأنا 30
أول الممسلمين اللهم أنت الملك ل إله إل أنت ظلمنــا أنفمســنا فــاغفر لنــا ذنوبنــا جميعـاً فــإنه ل يغفــر الذنوب إل أنت إواهدنا إلى أحمسن الرخل قـ إنه ل يهدي لحمسنها إل أنت واصرف عنا مسيئها إنــه ل يصــرف عنــا مســيئها إل أنــت لبيــك ومسـعديك والرخيــر كلــه فــي يــديك والشــر ليــس إليــك تبــاركت ربنــا وتعاليت نمستغفرك من جميع الذنوب والرخطايا ونتوب إليك أعوذ بــال المسـميع العليـم مــن الشــيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفرخه بمسم ال الرحمن الرحيم " وعن أبي مسعيد الرخدري قال كان رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( يقــول بعــد التكــبير مســبحانك اللهم وبحمدك وتعالى جـدك وتبــارك امســمك ل إلــه إل أنــت أعــوذ بــال المســميع العليــم مــن الشــيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفرخه بمسم ال الرحمن الرحيم . وقد قال أهل الفقه في دين المسلم أن المستعاذة إنمـا هــى ممســتحبة وليمسـت فرض اً ول واجبـة إوانــك إن امســتفتحت بهــا فقــد أتيــت بــالرخير وتجــاوبت مــع المســنة إوان لــم تفعــل فــإن صــل تـك مســليمة ومـا أرخطأت فيها ولكنهم قالوا إن أبمسط المستعاذة كمــا قــال المــام الشــافعي أن نقــول أعــوذ بــال مــن الشيطان الرجيم بمسم ال الرحمن الرحيم فإن المستعاذة للتل وـة لن ال عز وجل يقول ن َ شْري َ اْلُقْرآ َ م. ن الّر ِ ط ا ِ ه ِ عْذ ِب اللّ ِ سَت ِ م َ ف ا ْ ن ال ّ جري ِ
ذ ا َ ) َ فِإ َ ت قَرْأ َ
( النحــل 98فكــانت المســتعاذة إنمــا هــى تطهيــر
للفم واللمسان من اللغو والرفث كما أن فيها توكل على ال في مواجهه ذلك العدو الذي يراك ول تراه فهو أشرس وأصعب من مواجهه عدو تعلمه وتـ راه مهمـا كـان حجمـه ورخطــورته ولكـن العـدو الـذي يراك ول تراه هو ارخطر فتحاول أن تدفعه عن نفمسك بأن تمستعين بــال عــز وج ل عليــه حيــث أنـك ل تعلــم مــن أيــن يأتيــك مــن أمامــك أو مــن رخلفــك أو عــن يمينــك أو عــن شــمالك فبمــن تمســتعيذ وبمــن تمستنصر حتى يدفع عنك شر ذلك العدو فكانت أعوذ بــال مــن الشــيطان الرجيــم تــدفع عــن الممســلم شرور كثيرة فقد جاء في حديث رواه أبي بن كعب قال تلحى رجل نـ عند رمس ول الـ )صــلي الـ عليه ومسلم( حتى تمزع أنف أحدهما – أي احمر من الغضب – فقال رمسول ال إني أعلم كلمــة إن 31
قالها ذهب عنه ما يجـد أعـوذ بـال مـن الشـيطان الرجيــم " لن الشـيطان ل يملـك إل الومسومسـة ول شْري َ ك ا َ ن َ ن َ ضِعريًف ا( . يمســتطيع أكــثر مــن ذلــك فــإن ال ـ عــز وجـل هــو الــذي يقــول ) إِ ّ ن َ ط ا ِ كْريَد ال ّ
النمساء 76إوان أولياء ال ل يمستطيع الشــيطان أن يــؤثر عليهــم أو ينــال منهــم فقــد أجمــع العلمــاء والفقهاء أن المستعاذة تقال مس ارً ول يجهر بها ال نـمسان ثم عندما يقول بمسم ال الرحمن الرحيم فقــد قيل في حقها إنها آية ممستقلة في أول كل مسورة وقيل إنها آية فقط في مســورة الفاتحــة وه ى بيقيــن جزء من آية ممستقلة في مسورة النمل إذ يقول ال عز وجل
) َ ي ت َي ا أَيّ َ ه ا اْل َ ق الَ ْ مَلُ إِِّن ي ُأْلِقهه َ ي إَِلهه ّ
ح َٰ م ا َ ب َ م. ن الّر ِ م اللّ ِ ه ِ ِ ن َ سلَْري َ وإِنّ ُ م .إِنّ ُ ه الّر ْ ه بِ ْ حري ِ س ِ من ُ كِري ٌ كَت ا ٌ م ِ
( النمل 30-29لــذلك رمس ول
ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول في حقها أنزل ت علـّي آيــة لــم تنــزل علــى نــبي مــن قبلــي إل علــى
مسليمان بن داود هـى بمسـم الـ الرحمـن الرحيـم " وع ن عبـد الـ بـن عبـاس قـال كـان رمس ول الـ
)صلي ال عليه ومسلم( ل يعرف فصل المسورة من المسورة حتى ينزل عليه بمسم ال الرحمن الرحيــم " إن تلك الية هى حصن الممسلم الحصين فهى دعاء يلوذ به إلى ال عز وجل يمســتجمع بهــا قـواه ضد العدو حتى ينجيه ال منه ,وعثمان بن عفان قال مسألت رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عن بمسم ال الرحمن الرحيم فقـال هــى امســم مــن أمســماء الـ عــز وج ل وليــس بينهــا وبيــن امســم الـ مس ئـل به أعطى إل كما بين بياض العينين ومسوادهما . العظم الذي إذا دعي به أجاب إواذا ُ وعبد ال بن ممسعود قال إذا قرأت بمسم ال الرحمن الرحيم فإنها بكل حرف منها جنــة تنجيــك مــن واحد من الزبانية التمسعة عشر الذين هم رخزنة جهنم ,وهذا من كلم عبد ال بن ممسعود وليــس من كلم رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( . وعن امسامة بن عمير وهو رخادم رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( قـال كنـت رديــف رمس ول الـ فــي يــوم فعــثرت دابتــه فقلــت تعــس الشــيطان أي مســب الشــيطان فقــال لــي رمس ول الـ ل تقــل تعــس الشيطان فإنك عندما تقولها تعـاظم وانتفــخ وقـال صــرعته بقـوتي – لنــه عنـده الكـبر الـذي أرخرج ه 32
من الجنة وهو مسبب تلك العداوة التي يكنها لبني آدم – إنما قل بمسم ال الرحمن الرحيم فــإن قلتهــا تصاغر حتى يكون مثـل الذبابـة " إذن الـذي يري د أن يقهـر الشـيطان وأن يحصـن نفمسـه منـه فهـذا دواء مسهل ميمسور ل يكلف شيئاً أن تقول بمسم ال الرحمن الرحيم . إن دين المسلم كما قلنا ل يؤرخ ذ بـالهوى إوان أبـا هري رة صـلى فـي يـوم بالنـاس إمامـاً ثـم بعـد ان مسلم قال صليت بكم كما صلى رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( بنا فمــا أرخفــاه عنــا أرخفينــاه عنكــم ومـا أعلمنــا أعلمنــاكم " فــإن رمس ول الـ كــان أغلــب الحيــان ل يجهــر فــي بدايــة القـراءة ببمســم الـ الرحمــن الرحيــم وكــان أحيان ـاً يجهــر بهــا ولكــن الكـــثر والغلــب أنــه كــان ل يجهــر بهــا وعـ ن أم المــؤمنين عائشــة رض ي الـ عنهــا قــالت كــان رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يفتتــح الصــلة بالتكبير ويفتتح القراءة بالحمد ل رب العالمين وكان يق أر بمسم ال الرحمن الرحيم مس ارً " وعن أنس بن مالك قال صليت رخلف رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وأبو بكر وعمر وعثمــان وعلي كلهم كانوا يمستفتحون القراءة بالحمد ل رب العالمين " ولكن ما ينبغي لنا ان نجعل من تلــك الممسألة محل رخلف وارختلف ونزاع بين الممسلمين فإن مذهب المام أحمد بن حنبل أل تجهر بهــا وفي مذهب المام أبو حنيفة والمام الشافعي أن تجهر بها فإن صــليت رخلــف إمــام ولـم يجهــر بهــا فقــد أدى الصــلة ومـا بطلــت إوان صــليت رخلــف إمــام لــم يجهــر بهــا فــإنه كــذلك مــا أرخطــأ ولكــن ذلــك صحيح وذلك صحيح وقد فعل رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( هذا وذاك . إن الشيطان لكم عدو فاترخذوه عدواً وعندما أرخرجه ال عز وجل من الجنة قــال رب إنــك رخلقــت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة فمسلطني عليه هو يطلب مــن الـ أن يعينــه عليكــم فقـال الـ عــز وج ل ل يولد لدم ولد إل ولد لك عشرة قال يا رب زدني قال تجري من ولده مجــرى الــدم فــي العــروق قــال يــا رب زدني قال أجلب عليهم برخيلك ورجلك وشاركهم في الموال والولد وعدهم وما يعدهم الشيطان إل غــرو ارً ,وقـال آدم عليــه المســلم يــا رب إنــك مســلطت علـّي إبليــس وأنــا ل أقــدر عليــه قــال يــا آدم 33
وكلت بكـل ولـد مــن ولـدك ملكيـن يحفظـانه مـن قرن اء المســوء قـال يـا رب زدنـي قـال الحمســنة بعشـر أمثالها قال يا رب زدني قال ل أحجب التوبة عن أحد من ولدك ما لم يغرغر ,ولنعلم أن رمسول ال ـ )صلي ال عليــه ومسـلم( لــم يغــادر الــدنيا حــتى نــزل عليــه قــول الـ عــز وجـل م ِديًنهه ا. ت َ ت لَ ُ وَر ِ علَْري ُ ِديَن ُ سَل َ مِت ي َ م نِْع َ وأَْت َ م َ م ا ْ ِل ْ ك ْ م ْ ك ْ ك ُ ضري ُ م ُ
م ت لَ ُ م أَْك َ ) اْلريَْبو َ ك ْ مْل ُ
( المائــدة 3فــأتم الــ عــز وجــل
دين المسلم فمن ادعى أن به نقص فعليه اللعنة المتتابعة إلى يوم القيامــة لن الـ عــز وج ل قــال أنه هو الذي أكمل الدين فل يأتي إنمسان ويقول ويـدع أنــه هــو الـذي أكمـل الـدين وأنــه قـد آتـاه الـ من العلم ما يمكنه من أن يكتشف ما لم يصل إليه أحد من قبله والمام الشــافعي يقــول إذا صــح الحديث فهو مذهبي واضربوا بكلمــي عــرض الحــائط وذلــك حــتى ل يقــول إنمســان قــال الشــافعي إن كان هناك حديث قاله رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم(
التطـــــير وصفــر قال علي بن أبي طالب ل تصحب أرخا الجهل إياك إواياه فكــم رأينــا جـاهل أردى حليمـاً حيــن آرخــاه يقاس المرء بالمرء إذا المرء ماشاه وللقلب على القلب دليل حين يلقاه . معنى ذلك أن ل تصاحب الجاهل فإن الجاهل وكنت انت حليماً فمسوف يجعلك تقع في رخطــأ ويقــول أن المــرء يقــاس بــالمرء لن رمس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( يقــول المــرء علــى ديــن رخليلــه فلينظر أحدكم من يرخالل " فإن الذي يصاحب أهل التقــوى تجــده تقيـاً والـذي يصــاحب أهــل الفجــور تجده فاج ارً والعياذ بال ,ثم يقول علي بن أبي طالب وللقلب على القلب دليــل حيــن يلقــاه كــذلك كان يشر ح قول رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( القلــوب أروا ح مجنــدة فمـا تعـارف منهــا إئتلــف وما تناكر منها ارختلف " .القلوب الطيبة تتعارف على بعضها البعض وتأتلف فيما بينها كمــا هــى 34
قلوب أهل اليمان تعرف بعضها بعضاً ل نـها تجتمع علــى اليمــان والتقــوى بينمــا قلــوب أهــل الشــر تجتمع وتتعارف ويجمع بينها الشر . ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( كان يمســتقبل أوائــل الشــهور بالــدعاء فكـان إذا رأى الهل لـ قـال اللهم أهله علينا بـالمن واليمـان والمسـلم والمسـلم رب ي ورب ك الـ هل لـ رخيـر ورش د " فقـد علمنـا رمسول ال كيف نمستقبل شهر جديد من الشهور العربية وهذا المستقبال ل يفرق بيــن شــهر وشـهر ول بين رمضان وبيــن صــفر أو شـوال ولكــن أهــل الجاهليــة كـانوا يقيمســون الشــهور علــى غيــر هــذا المقياس إذا اقترب شهر صفر يقولون إنه شهر شؤم إواذا درخلوا فيه تشاءموا منــه كمــا إنهــم كــانوا يتشــاءمون مــن شــهر ش ـوال ول يــتزوجون فيــه ول يعقــدوا فيــه ق ـران وديــن المســلم ورب المســلم ورمسول المسـلم إنمـا يريـد أن يعلمنــا أن اليــام كلهـا عنـد الـ مسـواء إل مـا فضــل الـ عـز وج ل بــه بعضها على بعــض فيجـب علـى الممسـلم أل يتشــاءم مــن شـيء أبـداً ول مـن شــهر ول مــن يـوم فـإن ل عليه والعيــاذ بــال إوان أم المــؤمنين عائشــة التطير والتشاؤم إنما هو قرين من قرناء الشرك ودلي ً رضي الـ عنهـا تحكــي عــن أهــل الشــرك عنــدما كـانوا يتشــاءمون مــن شــهر شـوال ول يزوج وا فيــه بناتهم ول يتزوجون فيه قالت تزوجني رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( في شوال وبنى علـّي فـي
شوال فأي نمساء رمسول ال كان أحظى عنده مني "
كــان يحبهــا حبـاً جمـاً فقــالت أنــه رخطبهــا فــي شـوال ثــم تزوجهــا ودرخــل بهــا فــي شـوال وكـانت أحــب زوجاته إليه ,وكذلك تزوج أم مسلمة رضي ال عنها في شوال وكانت مـن أفضـل نمسـاءه وكـان هـو مــن أحــب الرج ال إليهــا فــإن رمس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( كــان يريـد أن يهــدم كــل الفكــار الفامسدة التي كانت في عقول أهل الجهل وقتها فكأنه يقول لهم إن كنتم تتشاءمون من الزواج في شهر شوال فإنه كان فيه الرخيـر كلـه لـي ,وأمـا عـن شـهر صـفر فـإن رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسلم( جمع في حديث له كل المور التي يرخاف منها النـاس والـتي قـد يمسـقطوا بمســببها فــي براثـن 35
الشرك من حيــث ل يــدرون فقــد جــاء فــي حـديث رواه أبــو هريـرة قـال قــال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومســلم( ل عــدوى ول طيــرة ول هامــة ول صــفر ول نــوء ولغــول " ومعنــى ذلــك أن العــدوى بالمرض ليمســت هـى المــؤثرة بــذاتها ولكنهـا ل تـعمــل ولتــؤثر فيــك إل بــارادة رب العـالمين لـذلك كـان رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عنـدما قـال هـذه الكلمـة فـى هـذا الحـديث وقرنهـا بمـا هـو بعـدها إنما يريد أن يقول لنا أن مايريد ال عــز وج ل أن يصــيبك بــه مســوف يصــيبك بــه إواذا أراد ان يعــديك بمرض فمسوف يعديك بذلك المرض إواذا لــم يــرد فــإنه لعــدوى ولكــن تلــك الكلمــة قــد يأرخــذها النــاس على غير إرادة رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وهو يريد منك أن تتعلم أنك ل تـرخــاف إل مــن الـ عــز وجـل وتعلــم أن كــل مايصــيبك إنمــا هــو بــإرادة الـ إوان شــاء عــز وجـل أن يبتليــك إوان شــاء أن يصرفه عنك صرفه . ولكن دين المسلم الذى هو دين العقل والمنطق وهو الدين الــذى جــاء حمســب فطــرة رخلــق الـ الــتى رخلق ال عز وجل الناس عليها الذى يدعوك أل تضع نفمسك فى مكان التهلكة لذلك قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ل يعرض ممرض على صحيح أى أنــه إذا كــان هنــاك مريـض بمــرض معــد فيقول رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ل تـأتى بهذا المريض وتجعله فى ومسط الصحاء ولتــأتى بهـذا المري ض وتجعـل نفمســك جالمسـا أمـامه فـإنه )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يقــول فــر مـن المجـزوم فرارك من المسد " الذى عنده الجزام ل تـجالمسه حتى ليتمكن المرض منك وينتقل إليـك فــذلك منهــى عنه . وليعلم الممسلم أن ما أصابه من مرض فهو بإرادة ال عز وجل وحده وقد يكون ذلك إبتلًء مـن الـ له حتى يعلم ال الصابرين وقد يكون مكفـ ارً بـه عـن ذنـوب ألمـت بـه فـأراد الـ عـز وج ل أن يطهـره منها بذلك المرض فما من مصيبة ُيصاب بها الممسلم إل كان له بهــا أجــر وثـ واب مــن الـ حــتى إن
الشوكة يشاكها الممسلم يكن له بها أجر إن صبر عليها واحتمسب أمره إلى ال عــز وجـل ,ورمس ول 36
ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول إن ال عز وج ل رخلــق الرخلــق وكتــب محياهــا ومصــيبها ورزقهــا " كتب ال ثلثــة أمــور حياتهــا كـم مســتعيش تلــك النفــس فــي هــذه الــدنيا وكـذلك كتــب المصــائب الــتي تتعرض لها وتنزل بها وكتب رزقها لن ال عـــز وجــل يقـــول
من ّ ض م ِ ب ِ صريبَ ش ٍ ص ا َ م ا أَ َ ) َ ة فِهه ي اْل َْر ِ
ن َٰ من َ ل َأن نّْبَرأَ َ سهريٌر. ك َ ه ا ۚ إِ ّ ه يَ ِ عَلهى الّله ِ ف ي ِ م إِّل ِ س ُ ف ي َأنُف ِ وَل ِ كَت ا ش ٍ ذل ِ َ َ ك ْ ب ِّ قْب ِ
وال ـ عــز وجـل ضــمن رزق العبــاد وأقمســم علــى ذلــك فقــال
( الحديــد 22
عُدو َ ن. م ا ُتبو َ م اِء ِرْزُق ُ و ِ و َ م َ س َ ) َ ك ْ ف ي ال ّ
َ ح ّ طُقبوَن ( .الــذاريات 23 – 22والعمــر لــن م َتن ِ م ا أَنّ ُ بوَر ّ ِ ل َ مْث َ ه لَ َ م اِء َ س َ ف َ ض إِنّ ُ ك ْ ب ال ّ ق ِّ و اْل َْر ِ
يزيد ثانية واحدة ولن يقل ثانية واحدة إنما هو شهيق يدرخل وقد ل يرخرج مــرة أرخــرى فل يجــب علــى ال نـمسان أن يتشاءم أبداً ل نـه إن فعل يكون علـى رخطـر عظيـم فـإن عبـد الـ بـن عمـر يقـول قـال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( من تطير فقد قارف الشرك أي كأنه درخل فــي الشــرك ويقــول فــي حديث آرخر رواه عبد ال بن ممسعود قال من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " أي إن ال نـمسان الذي يرجع عن أمر قد رخاض فيه ل نـه تشاءم منه أو من أي شيء متعلق بـه فقـد أشـرك بـال عـز وجل . وعبد ال بن عباس يقول كنـا جلومسـ اً فمـر طـائر يصـرخ فقـال رج ل رخيـر رخيـر فقـال عبـد الـ بـن عباس ل رخير ول شر " أي أن الرخير والشر ل ينبغي أن يرتبط أبداً بطائر أو غيره . وفي حديث جاء في صحيح البرخاري رواه عبد ال بن عمرو بــن العــاص عــن رمس ول الـ )صــلي ال عليه ومسلم( أكثر الناس تفهمه على غير ما أراد منه رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقــول فيه إن كان الشؤم في شيء فهو في ثل ثـة المرأة والــدار والدابــة " ومـن يمســمع هــذا الحــديث لول وهلة قد يظن ان رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يقــر بالتشــاؤم مــن هــذه الثلثــة إوانمــا نمســمع ونق أر ونفهم شر ح الحديث فإن الشؤم في المرأة هنــا معنــاه أن تكــون أرخلقهــا ذميمــة أو أنهــا ل تلــد أو مسليطة اللمسان أو بها أي رخلق غير حميد وليس معنــاه أنـك إن تزوجتهــا يتغيـر حالـك مــن غنـى 37
إلى فقر أو يصيبك أي مكروه ولماذا ل تكون في تلك الحالة أنت الشؤم عليها ,كما أن الشؤم فــي الدار يكون بضيق هذه الـدار أو يكــون مكانهــا وموضـعها ل يتنامســب مـع مـا يريـده مســاكنها وليــس معنــاه أنــك إذا مســكنت تلــك الــدار مســوف يصــيبك الفقــر أو المــرض أو أي مكــروه ,وكـذلك الحــال بالنمسبة للدابة والتي هى اليوم المسيارة كأن تكــون كــثيرة العطــال وكلهــا تعــود إلــى مســوء الصــناعة في بدايتها وذلك يحــدث كــثي ارً ونمســمع عنــه حــتى فــي أكــبر الشــركات وليــس معنــى ذلـك أن المســيارة شؤم كلما ركبتها حدث بها عطل ,فكان ذلك معنى قول رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وقد ذكرت الطيرة عند رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( فقـال أحمسـنها الفـأل ول تـرد ممسـلماً -أي ل ترد الممسلم عن العمل الذي كان يريد أن يقوم به – إوان رأيـت مــا تكـره فقـل اللهـم ل يـأتي بـالرخير إل أنت ول يدفع المسوء إل أنت ول حول ول قوة إل بك " وطبيعة النفس البشرية قد تـدفعه لهـذا التشــاؤم كـأن يرخـرج رج ل مــن بيتـه فيجـد أول مــا يجـد رج ل يكرهه فيتوقع الشر والمكروه لــذلك يعلمنــا رمس ول الـ أن نرج ع بــالرخير إلــى الـ عــز وج ل ول يــدفع الشر إل ال عز وجل فهو القادر على ذلك ل أحـد غيـره فـإذا غلبتـه نفمسـه ووقـع فـي أمـر مـن ذلـك التشاؤم ل نـه في النهاية بشر وليس مل كـ فقد علمنا رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( أن كفــارة ذلك أن نقول اللهم ل طير إل طيرك ول رخير إل رخيرك ول إله غيرك . ولكن لماذا كانت تمسمية التشاؤم بالطيرة ل نـهم كـانوا يــأتون بــالطير أي طيــر ويطلقــونه فــي الهـواء فإن اتجه إلى اليمين فرحوا إوان اتجه إلـى الشـمال كـان التشـاؤم ,مـا هـى الهامـة الـتي وردت فـي حديث رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( إنهـا كمـا يعتقـد النـاس عنــدما يمـوت إنمسـان فـي حادثــة يقولون إن له عفريت يظهر في مكان مماته فالهامة هى العفريت التي يقولها النـاس فقـال رمس ول ال )صلي ال عليه ومسلم( أن هذا المر ليس حقيقياً ل يجب العتقاد بوجوده ,والمر كــذلك فــي الغول الذي ورد في حديث رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وقـد نفــى وج وده مــن المســاس إوانمــا 38
هى من أفعال الشيطان وومسومسته إلى ال نـمسان حتى يجعلــه يترخيــل أنــه يــرى عفريتـاً أو غــوًل لــذلك علمنا رمسول ال إذا رأينـا مـن ذلـك شـيء أن نتلـو الذان لن الذان وكلمـاته تصـرف عنـا ومسومسـة الشياطين وما تصوره لنا من ترخيلت . لقد نهى رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عن كل أنـواع التشــاؤم مسـواء مــن أشــياء أو مــن أنــاس أو من أفعال بعينها أو من شهور في المســنة بــذاتها دون غيره ا وقـد علمنــا رمس ول الـ )صــلي الـ عليه ومسلم( فقال ل تمسبوا الليل ول النهار ول الشمس ول القمر ول الري ح فـإنهم رحمـة علــى قـوم وعذاب على قوم . لذلك علمنا رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أل نمسب شيئاً من رخلق ال عز وجل وقد قال قائل : نعيب زماننا والعيب فينا
وليس لزماننا عيب مسوانا
لذلك كان كل يـوم يمـر علـى ال نـمسـان وقـد صـنع فيـه معروفـ اً أو عمـل فيـه صـالحاً فهـو يـوم حمسـن ورخير وبركة وكل يوم ارتكب فيه معصية أو لم يكتمسب فيه رخي ارً فهو يوم ضائع .
ل عــدوى ول صــــفر جاء في الصحيحين عن أبي هريرة أن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( قال ل عدوى ول هامة ول طيرة ول صفر " وجاء نفس الحديث في صحيح ممسلم بزيادة ول نوء ول غول لقد كـان تأكيـد رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( فـي هـذا الحـديث بعـدم وج ود تلـك الشـياء فـي الحقيقة إوانها إن وجدت فهى من نمسج الرخيال أو مــن أفعــال أهــل الجاهليــة مــن المشــركين والكفــار وهى في كل حال ل وجود لها وما أنزل ال عز وجل بها من مسلطان بل إن العكس فقد نهى رمسـ ول 39
ال )صلي ال عليه ومسلم( عن التصــديق بهـا وأرخــذها مأرخـذ العتبــار فهــى أشــياء إن ظـن إنمســان في قدرتها على الضر أو النفع أو إنها تجلب رخي ارً أو تدفع مســوًء فقــد أنــذره بالشــرك بــال عــز وج ل لن الذي يظن أن أي من تلك الشياء لها فعل ولها إرادة فقد جعل مع ال عز وجل في هـذا الكـون ل والـ عـز وج ل هــو الواحـد الحـد مالـك الملـك والملكـوت ل يجــري شــيء إل بـإرادته متصرفاً وفاع ً وعلمه في هذا الكون كله ما أدركنا منه وما لم ندرك ونحن لم ندرك منه إل القليل . وعلى ذلك فـإن التشـاؤم والتفـاؤل بأشـياء أو أمـور أو شـهور أو أوقـات وأحيـان معينـة إنمـا ينـدرج بالضرورة تحت هذا البند أن ال نـمسان في حالـة التشـاؤم يظـن ويعتقـد إن هـذا الشـيء فـى حـد ذاتـه قادر على أن يضره أو يصيبه بمكروه ,ونفس الوضع عندما يتفــاءل ال نـمسـان بشـيء فيضــعه فــي جيبــه أو يعلقــه فــي بيتــه أو غيره ا مــن المــور فقــد ظــن أن لهــا قــدرة علــى جلــب الرخيــر والمنفعــة وتحقيق الرخير له أي أنه جعل لها إرادة في تحقيق المر لذلك يعتبر ذلك من الشرك بال عــز وجـل إذ أن المر كله لـ ومرجعــه إليــه ول إرادة إل إرادتــه كمـا كــان أهــل الجاهليــة يصــيبهم التشــاؤم مــن شهر صفر فإذا جاء يركبهم الهـم والغـم والكآبـة ,كمـا قيـل إن صـفر كـانت تطلـق علـى مـرض كبـد ال نـمسان إذا أصابه ل نجاة له منه فيكون فيه هلكــه وقـد يكـون هـو مـرض الصـفراء الـذي علمنـاه في أيامنا هذه . ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أراد أن تكون أمة المسلم أمة موحدة ل تشــرك بــال شــيئاً وأن تعلم أن كـل مــا فـي الوج ود يعمـل بـأمر الـ وبقــدرته فـإذا آمـن ال نـمســان بــذلك عـاش ممسـتريحاً فــي حياته كلها ل يرخاف من شيء ولكن ليس مراد رمسول ال أن يلقي الناس بأنفمسهم في التهلكة لن ال عز وجل أعطى لل نـمسان العقل وميزه بــه عــن غيــره مــن المرخلوقـات بــل إن الـ عــز وج ل رخلقــه ووضع فيه فطرة الرخـوف مـن الشـياء الـتي تضـره بيقيـن فنـرى إذا مـا قـارب إنمسـان أن يمـس النـار بدون أن يراها فإنه يبتعد بيده عنها فجأة عندما توشك أن تحرقه بحركة ل إرادية منه ولكنها فطــرة 40
وضعها ال عز وجل فـي ال نـمسـان حـتى يتقـي مـا يهلكـه ويبتعـد عنـه ول يلقـي بنفمسـه إلـى التهلكـة لذلك قال رمسول ال في حديث له ل يتعارض مع الحديث الذي مسبق إوانمــا يكملــه ويوضـح الصــورة في مجملها فقد قال فر من المجزوم فرارك من المسد لن ذلــك المــرض ينتقــل مــن إنمســان إلــى آرخــر بأقل ملممسة منه فكان إتقاء الهل كـ بالبتعـاد عنـه وح تى ل يقــول إنمســان ل عـدوى فيلقـي بنفمسـه إلى المرض فيمرض وقد يهلك فيكون في حكم المنتحر والعياذ بال فـإن ديـن المسـلم ل يـأمر أحـد بأن يهلك نفمسه وكذلك ل يأمر أحد أن يكون مسبباً في نشر المرض بين الناس بحجة أنه ل عــدوى فيتنقــل بيــن النــاس وه م ل يعلمــون أنــه مريـض فيتمســبب فــي إصــابة غيــره بــالمرض وقـد يتفشــى المرض ويكـون وبـاًء ويـذهب بـأروا ح أمـة بكاملهـا وقـد يقـول قائـل إننـي إن مكثـت فـي مكـاني وأنـا مريـض فــي ومسـط المــرض فقــد أهلــك بينمــا إن رخرج ت فقــد أشــفى وأصــح فلــذلك كــان المــر بعــدم الرخروج لن ال عز وجل أعلم بالمراض ومدى إنتشارها ورخطورتها فإذا وصلت إلى مرحلة الوبـاء كان المر بعدم الرخروج فإن هلك ال نـمسان نتيجة المرض أصبح في دين المسلم من الشهداء ونال أجــر الشــهادة لنــه صــبر علــى البلء ومسـلم أمــره إلــى ال ـ عــز وجـل وأمــا إن نجــاه ال ـ فلــه أجــر الصــابرين ,فيجــب علــى الصــحيح أن يتقــي المريـض ويجــب علــى المريـض أل يرختلــط بالصــحاء وكلهم يدركوا في نهاية المر أن الصابة بالمرض أو عدمها تعود إلى ال عز وجل فإنه هــو الــذي يجعل تلك العدوى تعمل عملها أو ل تعمل ولكن ال عز وجـل هــو الــذي يقــول إَِلى الّتْهُل َ ة. كه ِ
م دي ُ وَل ُتْلُقبو ا بِأَْي ِ ) َ ك ْ
كهه ا َ ه َ حريًمهه ا( . م ۚ إِ ّ ن اللّه َ م َر ِ ن بِ ُ سه ُ وَل تَْقُتُلههبو ا َأنُف َ ( البقـــرة 195كمــا يقـــول ) َ كه ْ ك ْ
النمساء 29 كان نهي رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( عــن تلــك المــور حــتى ل يعتقــد ال نـمســان بــأن العــدوى هــى الممســببة فــي ذاتهــا للمــرض وأن لهــا إرادة تعمــل لهــا وكــذلك النهــي عــن التشــاؤم بالشــياء والتفــاؤل بــأرخرى وكـذلك ارختصــاص شــهر معيــن فــي المســنة وربطــه بالحــداث المســيئة وجعــل هــذا 41
الشهر مصدر تشاؤم وكذلك نهــى رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( عـن العتقـاد فــي أشـياء ل وجود لها ليس هذا فقط بل ول عمل لها ول إرادة لها ول ضرر ول نفع يمكن أن تحدثه تلك الشــياء حتى ل يرخاف منها الناس إوانما هى من ومساوس الشيطان الذي ل يكل ول يمل عن دفــع ال نـمســان ل. دفعاً إلى الشرك بال ما امستطاع إلى ذلك مسبي ً وقـد جــاء فــي حــديث رواه الترم ذي قــالوا فــي حقــه أنــه حــديث ضــعيف حيــث قــال فيــه أنــه جيــء ل علــى ال ـ لرمسول ال برجل مجزوم فأرخذ بيده ووضعها في القصعة وقال بمسم ال وثقة بال وتوك ً " وحتى إوان كان الحديث صحيحاً فهذا أمر قد ارختص به رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( دون غيره من الناس ,وقد حدثت حادثة مع رخالــد بــن الوليــد فقــد قيــل لــه فــي معرك ة مــن المعـارك أن عدوك قد وضع لك المسم في طعامك فإذا به يأكل وهو يقول بمسم ال الذي ل يضر مع امسمه شــيء ثم أكل الطعام وبعدها جاءه النوم فنام فقال كل مــن يحيطــون بــه إنهــا نومـة ل قيـام بعــدها أي أنهــا رقدة الموت فإذا به يقوم من رقدته ويأرخذ مسيفه ويطيح في العداء فإذا فعل إنمسان ذلك الفعــل فــي يومنا هذا وتعامل مع المسـم كمـا تعامـل رخالـد بـن الوليـد وأكـل المسـم فمـات فـإنه يكـون منتحـ ارً تحـرم عليه الجنة ل نـه يكون قد امستعجل الجل الذي أراده ال عز وجل له . إن التشــاؤم مــن المــور الــتي تبعــث علــى الرخمــول والكمســل فــإذا مــا ق ـ أر أحــد مــن النــاس اليــوم فــي الجريدة تقول إن برجه يقول كذا أو كذا فإنه ل يرخرج مــن الــبيت ول يـذهب إلـى عملـه إوان كـان فــي عمله أصابه الحباط واليأس والرخوف من كل شيء ويجلس ينتظــر مصــيره الــذي حــدده لــه قــاريء النجوم والكواكب والبراج ,وكذلك يكون حاله إذا مسمع صوت طائر فــي المســماء يصــيح فكــل طــائر عندهم له معنى وكل صيا ح إما يدل على الرخير أو الشر لذلك أراد دين المسلم أن يرد كل أمــر إلــى أصله وأن يعيد ال نـمسان إلى اليمان فإن كل تلك المور يذهب بها التوكل على الـ عـز وج ل ومـن يتوكل على ال فهو حمسبه ,وقد أمرنا رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( أن نقــول اللهـم ل يــأتي 42
بالرخير إل أنــت ول يــدفع المســيئات إل أنــت ول حــول ول قــوة إل بــك ,فيكــون بــذلك قــد رد المــر إلــى فاعله والمتصرف فيه والمهيمن عليه . وعن معاوية بن الحكم قال قلت يا رمسول ال منا إنامساً يتطيرون قال ذلك شيء يجده أحدكم فــي نفمسه فل يصدنكم " فكان المر في دين المسلم أل يصدك هــذا التشــاؤم عــن فعــل مــا كنــت مســوف تفعله وليعلم ال نـمسان أنه ما من شيء يمكنه أن ينفع أو يضر إل بإرادة ال عــز وج ل وح ده رخــالق ومنشيء ذلك الشيء ,والممسلم يعلم ويؤمن أن ل عدوى تصــيبه إل بــإرادة الـ عــز وج ل والممســلم ل يرخاف عفريتاً لن الممسلم إنما هو يتوكل على رب العالمين وحده شريك له .
الطـــب النبــوي رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( كــان يصــيبه المــرض ويشــتد عليــه وكـان يأرخــذ لــذلك المــرض علجاً ودواًء فعن أبي مسعيد الرخدري قال درخلت على رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( فوج دته يوعك وعكاً شديداً كما يوعك الرجل نـ منا فقلت يا رمسول ال إنك توع ك وعكـاً شــديداً أذلــك لن لــك أجرين قال نعم ما يصيب الممسلم مـن أذى إل كفـر الـ عـز وج ل بـه مـن مسـيئاته كمـا تحـط الشـجرة ورقها " وقد قال رمسول )صـلي الـ عليـه ومسـلم( الـ ذلـك لكـي يرخفـف عـن كـل مري ض ويبشـر كـل مري ض ل نفمسياً لتقبل ذلك المرض لن فيه رخير له رغم الشدة التي تصــيبه وحتى يكون ذلك المريض مؤه ً فيمستقبل تلك الشدة وهو مرتا ح البال والرخاطر ويعلم أن ال عز وجل مسوف يجازيه رخي ارً . ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عندما اشتدت به الحمــى طلــب العلج فقــال أهرق وا علـّي مســبع قرب من الماء من آبار شتى فوضعوه في طمست أم مسلمة ثم صبوا عليه المسبع قرب حتى برد . 43
ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( هو الذي يقول إن الحمى من فيح نار جهنم فأبردوه ا بالمــاء " وتلك الحمى التي كـان يعالجهـا رمس ول الـ بالمــاء إنمـا هــى حمــى الجمســم وحمـى شــدة حـرارة الجـو وحمى مسـطوع الشـمس وأشـعتها فـإن هـذه الحمـى هـى الـتي تعالـج بالمـاء البـارد فـإن عبـد الـ بـن عباس وجد رجل قد أصابته حرارة أشد فقال أبردوه بماء زمزم . أما الحرارة الناتجة عـن الفـات والبكتيريـا والفيرومسـات فـإن علجهـا لبــد أن يكــون بالقضــاء علــى الممسبب لها أوًل وعبد ال بن عباس يقول في رمسول ال )صلي ال عليــه ومسـلم( يــوم الرخميــس وما أدراك ما يوم الرخميس اشتد المرض برمسول ال فقال ائتوني أكتب لكم كتاباً ل تضلوا بعده أبــداً " من كل ذلك نعلم أن رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( كـان يصـيبه المـرض وكـان يصـيب أهـل بيته المرض كذلك وكان يطلب لنفمسه العلج والدواء كما كان يطلبــه لهــل بيتــه وكـان يأرخــذ الــدواء ويتعاطاه بإذن ال عز وج ل ولن ديــن المســلم هــو ديـن يتجــاوب مـع فطــرة البشــر ومـع العقــول لـم يأمر بأن يمستمسلم ال نـمسان للمرض حتى يهلك ولكن في دين المسـلم قاعـدة تقـول أن لبـدنك عليـك حقاً ذلك الجمسم الذي به الرو ح لتجعله يتحرك وينطق ويمسمع ذلك الجمسد له عليك حقوق يجب أن تراعيها وأن تؤديها له فإن لــه الحــق أن تطعمــه إذا جــاع وأن تمســقيه إذا ظمــأ وتريحــه إذا تعــب وأن تنظفــه إذا اتمســخ وأن تــداويه إذا مــرض ,وديــن المســلم فيــه صــحة البــدان مقدمــة علــى العبــادة ورمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وصـف لمتــه وأوصـاها بوصـايا وأمره ا بــأوامر إن أرخــذ بهــا الناس وحافظوا عليها ل يصيبهم مرض ول تـحتاج إلى طبيب ودواء فقد قال رمس ول الـ )صــلي الـ عليه ومسلم( ما مل بن آدم وعاًء شر من بطنه بحمسب بن آدم عدة لقيمــات يقمــن صــلبه فــإن كــان ل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفمسه " فكان أول ما يحافظ علــى ذلـك البـدن هـو عـدم لبد فاع ً المسراف في الطعام الذي يدرخل المعدة ويملؤه ا وفـي أحــد اليــام جـاء إلـى رمس ول الـ هــدايا ومنهـا طبيب فرد الطبيب وليس ذلك لن دين المسلم يحرص على المرض ول يعالجه ولكن لنــه يعلــم أن 44
المة إذا تعاملت بتعاليمه فليمست محتاجة إلى طبيب وعندما رده قال نحن قوم ل نأكل حــتى نجــوع إواذا أكلنا ل نشبع " أي إننـا ل نطلـب الطعـام إل إذا أحمسمسـنا بـالجوع ول نأكـل لمجـرد الكــل أو حبـاً في الطعام كما إننا إذا أكلنا ل نصل إلى مرحلة الشبع والترخمة من الطعام ومسقراط يقول إن المعــدة بيت الداء فإذا كانت معدة الممسلم ل يدرخلها طعـام بعـد طعـام إل إذا تـم هضـم الطعـام الول حـتى ل يكون مرض وهل كـ فإن ذلك صيانة للبدن الذي أمرت أن تطعمه إذا جاع ولكن ما أمرت أن تترخمه بالطعام والشراب حتى يعتل ويمرض لن هذا البدن المحافظة عليه مقدمة علــى العبــادات فــإن الـ عز وجل يقول في الصوم الذي هو أقرب العبادات إليه وهو الــذي يجــازي بــه ول يعلــم ثـوابه إل هــو قال
فش ٍر َ مِري ً س َ ك ا َ من َ م د ٌ ض ا أَْو َ وَل ُيِري هُد بِ ُ ه بِ ُ ف ِ ع ّ س هَر َ م ُأ َ ى َ ن َ و َ ) َ خَر ۗ ُيِريُد اللّ ُ م اْلُري ْ م ْ ة ِّ علَ ٰ ن أَّي ا ش ٍ كه ُ ك ُ
سَر ( .البقرة 185قال للمريـض الـذي يزيـد الصــيام مرض ه ويضــعف جمســده أو يــؤرخر شــفاءه اْل ُ ع ْ أوجب عليه أن يفطر في رمضان وأن يقضي بعد ذلك حين يشفى أو يقوى ويقدر على الصــيام فــي أيام أرخرى فإن صام ال نـمسان وهو مريض ويعلم أن الصيام مسوف يزيد من مرضه أو يــؤرخر شــفاءه فإنه يكون آثماً بهذا الصــيام لن صــحة بــدنه مقدمــة علــى العبــادة ,وكـذلك كــان المــر فــي عبــادة الحج فقال ال عز وجـل
ه أَ ً ه َ ) َ مِري ً ك ا َ من َ م أَْو فِفْديَه ٌ مهن ِ سه ِ مهن ّرْأ ِ ض ا أَْو بِ ِ من ُ ن ِ ف َ كم ّ ة ِّ ذ ى ِ ّ صهَري ا ش ٍ
صَد َ ك ( .البقــرة 196فقــد أوجـب ال ـ عــز وجـل التحلــل مــن الفريضــة فــي تلــك العبــادة س ش ٍ ق ش ٍ َ ة أَْو ُن ُ
والتكفيــر عنهــا بأشــياء أرخــرى إذا كــان ال نـمســان بــه مــرض أو أذى يمنعــه عــن أداء تلــك الفريضــة وكذلك المر في ملبس الحرام التي هى فرض في تلــك العبــادة يمكــن للمريـض أن يلبــس المرخيــط مـن الثيـاب حــتى ل يــزداد المــرض عليـه أو يصـاب فـي بــدنه ,وكـذلك المـر فـي الغمســل والوضـوء وهمـا مـن المـور الـتي ل تقبـل عبـادة الصـلة بــدونهما إن كـان ال نـمسـان مريضـاً وقـد يزيـد مرض ه بامستعمال الماء فعليه أل يمستعمل الماء ويمستبدله بالتيمم وكذلك إن كــان فــي رأمســه جـر ح غــائر فل عليــه إن كــان جنب ـاً أن يغتمســل بــدون ان يمــس المــاء رأمســه وذلــك فرض اً فــي الغمســل ولكــن جرح ه ومرضه أهم من إتيان الفرض فـي العبــادة وقـد حـدث فــي أيـام رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( 45
وفي أحد المعارك أصيب رجل ممسلم في رأمسـه إصـابة بالغـة ثـم تـم علجـه ونـام وفـي الصـبا ح وج د نفمسه جنباً فأراد أن يغتمسل ولكنه رخشى أن يصيب الماء رأمسه فيضر جرح ه فمسـأل أصــحاب رمس ول ال عن ذلك فقالوا له ما نرى لك إل الغمسل فاغتمسل الرجل وأصاب الماء رأمسه وأضر الج ـر ح الغــائر فكان بمسبب ذلك وفاته وعندما رجعوا وعلم رمسول ال بذلك قال قتلوه قاتلهم ال إنما كان يكفيــه أن يضــع علــى جرح ه رخرق ة ثــم يممســح عليهــا بــدون أن يمــس المــاء رأمســه وجرح ه " فــإن رمس ول الـ )صلي الـ عليـه ومسـلم( هـو رمس ول هدايـة إوارش اد مـن رب العـالمين ليبلـغ ذلـك الـدين المـتين إلـى الناس ومـا كـان هــو طــبيب أبــدان ولكنــه كــان طــبيب قلــوب وعقــول وأمــا طـب البــدان فــإنه أمــر أن تمسأل فيه الرخبير به والعالم به فعن زي د بـن أمسـلم قـال درخـل رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( على رجل مريض يعوده فوجد عنده طبيبان فقال من منكما أطب – أي من منكمــا أعلــم مــن الرخــر فـإن الطبـاء كـثير ولكـن منهـم مـن لـديه علـم أكـثر مـن الرخـر ومـن لـديه رخـبرة عـن الرخـر – فقـال الرجل المريض يا رمس ول الـ أفـي الطـب رخيـر قـال الـذي أنـزل الـداء أنـزل الـدواء علمـه مـن علمـه وجهله من جهله " .وعن مسعد بن أبي وقاص وهو في شدة مرضه يقول درخل عل ـّي رمس ول ال ـ )صلي ال عليه ومسلم( يعودني فوضع يده على صدري حتى وجدت برد يــديه علــى صــدري ثــم قــال
لي يا مسعد إنك مفؤود – أي إن قلبــك بــه اضــطراب – اذهــب إلــى الحــارث بــن كلــده وه و طــبيب مــن ثقيف " ما قال له يا مسعد أنا طبيب ومسوف أعالجــك ولكنــه أرش ده إلــى طــبيب مشــهور فــي أمـراض القلب ل نـه وضع يده على صدره فــأحس بضــربات القلــب غيــر منتظمــة وذلــك أمــر قــد يعرف ه أغلــب الناس لذلك نصحه بالطبيب المترخصص بأمراض
القلب ولما أحضروا له ذلك الطبيب وكشف
عليه قال لهم ل بـأس أي إن قلبــه مســليم ولكنـه يحتــاج أن يتقـوت لنــه ضــعيف وذلـك أضــعف قلبــه ووصـف لهــم الــدواء فقــال أطعمــوه الحلبــة مــع تمــر العجــوة حــتى يقــويه ويـرم عظــامه ولحمــه فهــل رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( قـال لـه كيـف تقـول إن قلبـه مسـليم بينمـا أنـا أقـول إنـه مري ض بالقلب هل قال له من علمك هــذا العلــم إنمــا رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( علـم الطــب الــذي 46
نطق به من الكمالت في الشريعة فإن شريعة المسـلم إنمـا جـاء بهـا رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسلم( بأصول من توحيد وعبادات ومعاملت فكان الطب النبوي إنما هــو مــن كمــال تلــك الشــريعة فيه ولم يكن من أمسامسها فطب رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( من المور المعاشية الــتي تؤرخ ذ من التجربة والرخــبرة وليــس مــن المــور التعبديــة الــتي تؤرخ ذ بالقـدوة فرمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسلم( وصف أدويـة ووصـف علجـاً لمـراض إنمـا تلـك الدويـة وتلـك المـراض كـانت منتشــرة فـي أيــامه وكـذلك كــانت الدويـة منتشــرة لتلــك المـراض فعــن جــابر بــن عبــد الـ ال نـصــاري قــال قــال رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( إن كـان فــي شـيء مـن أدويتكـم مــن الـدواء الـذي تتعــاملون بــه وتتعاطونه رخير ففي شربة عمسل وفي شرطة محجم وفي كيه بنار تصيب الداء ول أحــب أن أكتــوي ولكن هناك علجاً عالج به رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( إنما كان ذلـك العلج مــن أوامــر الـ عز وجل فعن أبي مسعيد الرخدري قال جاء رجل إلى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وقـال يــا ل فلـن يغنــي عنـه شـيئاً ل فجاءه وقـال أعطيتــه عمسـ ً رمسول ال أرخي يشكو بطنه فقال له امسقه عمس ً ل فعـاد وقـال نفـس مـا قـاله وفـي المـرة الثالثـة كـذلك قـال لــه رمس ول الـ صـدق الـ فقال امسقه عمسـ ً وكذب بطن أرخيك فإن ال عز وجل هو الذي يقول فيه شفاء للناس فكانت بطن الرجل هى الكاذبــة ثم ذهب الرجل ومسقاه العمسل فبرئ بإذن ال . وأعداء دين المسلم وأعداء رمسول ال )صلي ال عليــه ومسـلم( إنمــا هــم كــثير ومنتشــرون فــي كــل بقاع الرض وفي كل زمان ومكان ومنهم واحداً في أيامنا هذه يظهر على إحدى القنوات الفضائية ويدع أنه قمسيس ويتهكم على رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ويمســرخر منــه ويقــول لقـد قـال أنــه طبيب وعالم في الطب وقال كذا وكذا ثم جاء بحديث وذلك الحديث صحيح وه و عــن مســعد بــن أبــي وقاص قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( مــن تصــبح بمســبع تمـرات مــن تمــر العاليــة لــم يصبه ذلك اليوم مسم ول حمسد " فقال ذلك الرجل في التلفاز وه و يتطـاول ويقـول انظـروا إلـى ُم حـمـد 47
يقول إن مسبع تمرات تدفع عنك المسم طول اليوم وكذلك الحمســد يــا علمــاء الممســلمين أجيبونـا كيــف تكون تلك التمرات دافعة للمسم وتقضي عليه وكيف تقـي الحمسـد ,وذلـك الرج ل قـد يكـون عالمـاً أو ل ولكنـه محارب اً فـإن كـان كـذلك فلـن يغنـي معـه كلم أو جـدال أو أي شـيء لن المحـارب لـن جـاه ً ل فإن الذي رد عليه هــو بــن يلين ولن يفتح عقله ليمستوعب أي شيء مما يقال له أما إن كان جاه ً القيم الجوزي من مئات المسنين عندما شـر ح ذلــك الحــديث فقــال إن طــب النــبي )صــلي الـ عليــه ومسلم( هو طب رخاص وليس عام وأن هذا الحـديث رخـاص بأهـل المدينـة ومـن حولهـا الـذين نشـأوا في تلك البيئة وتربوا فيها فإن عجوة العالية من أعظم الدوية التي يتداوى بها أبدان هؤلء الناس وقد ل تنفع مع غيرهم ,وأما كلمة حمسد فليس هنا معناها حمسد العين ولكنها بمعنـى المـرض وه و بالفعــل مــرض أو وبـاء اجتمــاعي ينتشــر بيــن النــاس فكــان يطلــق علــى الحمســد أنــه مــرض وعلــى المحمسود أنه مريض فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( كان يقول في المحمسود مطبوب . كما ان الدوية التي كان يصفها رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( مــن الــذي كــان يمســتعملها إنمــا الذي عنده إيمان ويقين قوي حــتى يــؤمن بــأن مــا قـاله ُم حـمــداً )صــلي الـ عليــه ومسـلم( هــو الحــق الصــحيح وه و النــافع المفيــد فــإن ذلــك التــأثير النفمســي الروحـي مــن شــأنه أن يمســاعد الــدواء فــي
مفعوله فإن أكل المريض مسبع تمـرات مـن تمـر العاليـة ويكـون فـي ذهنـه وعقلـه أن ُم حـمـداً )صـلي ال عليه ومسلم( هو الذي قالها ووصفها فـإن قــوة اليمــان واليقيــن تعطيــه قــوة جمســدية تمكنــه مــن
مقاومـة المســموم الــتي قــد تــدرخل جمســده ومسـ واء كــانت تلــك المســموم نتيجــة تنــاول أطعمــة أو نتيجــة الحمسد الذي هو في هذا الحديث معنــاه أيضـاً المــرض ,إوان المريـض الــذي كـان يــاتي إلــى رمس ول ال )صلي ال عليه ومسلم( لم يكن يأتيه طالبـاً الــدواء والعلج إنمــا كــان يــأتيه طالبـاً الــدعاء وع ن عبد ال بن عباس قال لعطاء أل أريك امرأة من أهل الجنة قلت نعم قال انظـر إلـى هـذه المـرأة المسوداء وقد كانت امرأة مسوداء أتت إلى رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( وقـالت يــا رمس ول إنــي 48
أصرع إواني أتكشف فادعو ال لي أل أصرع فقال لها إن شئت دعوت لك فبرءت إوان شئت صبرت ولك الجنة فقالت له إذن أصبر يا رمسول الـ ولكـن ادعـو الـ لــي أل أتكشــف فـدعا الـ لهـا فكـانت ُتصرع ول تتكشف " ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عندما كـان يعـود مريضـاً ووج ده فـي شـدة المـرض لـم يقـل لـه إنما أنا طبيب بل قال لهله ادعوا له الطبيب قالوا وأنت يا رمسول ال فقال إن ال عز وجل ما أنــزل داء إل أنزل له دواء علمه مــن علمــه وجهلــه مــن جهلــه " الـذي ينــزل الـداء هــو رب الـداء والـذي ينزل الدواء هو رب الـدواء ورب الطـبيب الـذي يصــف ذلـك الـدواء وقـد قيــل لبراهيــم رخليــل الرحمـن عليه المسلم قال إواذا مرض ت فهـو يشـفين فـالطبيب مـن جنـد الـ عـز وج ل يـا رب ممـن الـداء قـال مني قلت يا رب ممن الدواء قال مني قلت فما بال الطبيب قال يصف الدواء " ورمس ول الـ )صــلي مسـ ئـل أليـس الـ عـز وج ل يقــول إواذا مرض ت فهـو يشــفين قـال نعــم قـالوا فمـا بــال ال عليه ومسـلم( ُ
الطبيب فقال يطيبون مرضاهم وُيرزقون على ذلك ,وعن عبد ال بن عباس قال مر عيمسى بــن
مريم عليه المسلم على امـرأة معترض اً ولـدها فــي بطنهــا – مــر علــى امـرأة حامــل وعنــدما أرادت أن تضع حملها اعترض الولد في بطنهــا ل يريـد النــزول – فقـال يــا مرخــرج النفــس مــن النفــس ورخ الق النفس من النفس أصلحها فصلحت " فقال عبد ال بن عباس لو أنك قلتهــا لمـرأة معترض اً ولـدها لصلحت ذلك قول عبد ال بن عباس .
إن ذلك الذي تطاول على ُم حـمد )صلي ال عليه ومسلم( لـو أن عنـده علـم أو عقـل لعلـم أن ُم حـمـداً
رمسول ال وما اعترض وما تهكم على قول لــه ولكنــه مــن الجهلــة بينمــا نحــن ل نتطــاول بــأي حـال على أي من رمسل ال عز وجل فإن عيمســى بــن مريـم لــه مكــانته عنــدنا وه و رمس ول مرمس ل مــن رب
العالمين ونبي من ال نـبياء ونؤمن به بيقين ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول في حقــه أنــا أولى النـاس بعيمسـى بـن مري م " وعبـد الـ بـن عبـاس يقـول مـا مسـمي الممسـيح عيمسـى بـن مري م 49
بالممســيح إل لنــه كــان مــا ممســح ودعــا لمريـض إل بــرئ ,واليــوم هــل يمســتطيع إنمســان أن يممســح مريضاً فيشفى إنما يجـب عليـه أن يــذهب إلــى الطـبيب وأن يأرخــذ الـدواء وأن يعلــم أن ديــن المســلم يتجاوب مع الفطرة والعقل وكل ما قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( مسواء في طب أوغيره هــو حق وصدق بيقين إواذا اعتقدنا فيها العتقاد الصحيح فإنها تنفع بإذن ال عز وجل إواذا كان شيئاً فيها يضاد العقول والفهام فيجب علينا أن نتهم عقولنا فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( مــا ينطق عـن الهـوى إن هـو إل وح ي يـوحى ,ويقـول القائـل إن الطـبيب بطبـه ودواءه ل يمسـتطيع أن يمنع أمر قد أتى فما بال الطبيب يمــوت بالــداء الـذي يعالــج النــاس منــه فيمــا مضــى مــات المــداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومـن اشـترى ,فكـثي ارً مـا نجــد الطـبيب المحنــك الـذي ترخصــص في علم من علوم الطب تجده يموت بذلك الداء الذي يعالج الناس منه وذلك لكي تكون آية للناس تقــول أن ال ـ عــز وجـل هــو الشــافي والــذي إذا أراد أن يعمــل الــدواء عملــه فــإنه يهــديه إلــى مكــان المرض فيشفيه فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول مــا أنــزل الـ عــز وج ل داء إل وأنــزل له دواء فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن ال عز وجل .
50
الكــــهان والغــــيب يقول قائل :تعلم العلم يا فتى تحوز فرخر النبوة فال قال ليحيى رخذ الكتاب بقوة . ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول كن عالماً أو متعلماً ول تكن الثالثة فتهلك " ورمسول ال ـ )صلي ال عليه ومسلم( كان يعظ أصحابه في أحد اليام فجاء ثل ثـة نفر فأما الول فوجد مكاناً في الحلقة فدرخل فيها وأما الثاني فإنه تنحى بعيداً وأمــا الثـالث فـإنه رخـرج فقـال رمس ول الـ )صـلي الـ عليه ومسلم( يصف الثل ثـة قال أما الول فأوى إلى ال فأواه ال عز وجل وأما الثاني فامســتحيا مــن ال فامستحيا ال منه وأما الثالث فانصرف فانصرف ال عنه " ورمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يقــول فــي حــديث لــه الحل لـ بيــن والحـرام بيــن وبينهمــا أمــور متشابهات فمن اتقى الشبهات فقد امستب أر لعرضه ودينه ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيهــا أل إن لكل ملك حمى أل إن حمى ال عز وج ل محــارمه أل إن فــي القلــب مضــغة إن صــلحت صــلح الجمسد كله إوان فمسدت فمسد الجمسد كله أل وهى القلب " يوضح رمسول ال في هذا الحديث ويشــبه ديــن المســلم بالملــك وه ذا الملــك عنــده قصــر لــه مســور كــأي قصــر وذلــك المســور هــو الحمــى لهــذا القصــر الــذي يمنــع أن يــأت راع بغنمــه فيجــد القصــر ولـو أنــه ليــس بــه مســور لــدرخلت الغنــم ترع ى بدارخله ولترك لها العنان تدرخل وترتع في القصر فتهلك الزرع ثم بعد ذلك يهلــك القصــر كلــه فكــانت 51
المحارم في دين المسلم حتى ل يقـترب منهـا إنمسـان ولـو بالمحاولـة حـتى ل يهلـك الـدين مـن كـثرة إتيان الناس للمحارم ل نـهم مسوف يتعرضون للوبـال ولمســرخط الـ عــز وج ل عليهــم ,وع ن زيـد بــن رخالد الجهني قال صلينا الفجر مع رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( بالحديبية على أثــر مســماء أي بعد مطر فلما انتهـى رمس ول الـ مـن الصـلة تـوجه إلـى النـاس بـوجهه وقـال أتـدرون مـاذا قـال ربكم في هذه الليلة قالوا ال ورمسوله أعلم قال ال عز وجل أصبح مؤمن بي وكافر فأمـا الـذي قــال مطرنا بفضل ال ورحمته فقد أصبح مؤمناً بي وكافر بالكواكب وأمـا مـن أصـبح يقـول مطرن ا بنـوء كذا فقد اصبح كافر بي ومؤمن بالكواكب ذلك الحديث يبين لنا أمو ارً يقع فيها ال نـمسان في هذه اليام دون أن يــدري إنهــا مــن الكفــر والشــرك بال كما نمسمع من كثير من الناس من يقول نحن في شهر أمشير وهذا الشهر فيه نوة كذا أو كذا لذلك مسوف تمطر غداَ فكان ذلك الحديث محدداً لهذا المر فمـن اعتقـد أن هـذا الشــهر أوذاك يـأتي بالمطر أو غيره فقد أشرك وكفر بال عز وجل ل نـه يكون قد آمن بالكواكب والنجوم وبـأن لهــا قــدرة على أن تنزل المطر من المسماء أو تأتي بالريا ح أو غيره لذلك حذر رمسول ال في حــديثه مــن هــذا النوع من الشرك والكفر بال عز وجل ولن هذه النوة التي لها تأثير فــي بلــد مــا بينمــا فــي بلــد آرخــر يكون عندهم نفس الشهر ونفس اليوم وليس لها أي تأثير يذكر بل قد يكون العكس تماماً ويظهر ل فــي المســكندرية أمطــا ارً شــديدة بينمــا فــي القــاهرة وأمس ـوان الجــو صــحو والشــمس ذلــك جلي ـاً مث ً مساطعة فبذلك يكون القول بتأثير تلك النوة رخطأ ونكون قد ارتكبنا ما يجرنا إلى الوبـال ول حــول ول قوة إل بال العلي العظيم ,ولنعلم إن المطر وغيـره مـن المـور الغيبيـة الـتي ل يعلمهـا إل الـ عـز وجل وما كـان لبشـر مهمـا بلغـت قـدرته وعلمـه أن يحـدد مسـاعة نـزول المطـر لن ذلـك مـن المـور التي ارختص ال عز وجل نفمسه بعلمها فعــن أم المــؤمنين عائشــة رض ي الـ عنهــا قـالت لفــتى لهــا امسمه ممسروق قالت يا ممسروق من أرخبرك أن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( يعلــم مــا فــي غــد 52
فقد كذب " هى تتكلم عن النبي فما بالنا بمسائر البشر ثم قــالت قــول ال ـ عــز وجـل
عنَدُه )إ ِ ّ ن اللّ َ ه ِ
ب َ مهه ا َ ل اْل َ مهه ا ذ ا تَ ْ س ا َ ك ِ م ا ِ ع ِ ِ و َ غ هًد ا ۖ َ و َ مۖ َ ف ي اْل َْر َ م َ ث َ غْري َ ة َ س ّ م ال ّ ح ا ِ سه ُ م ا تَْدِر ي نَْف ٌ ويَْعلَ ُ وُيَن ِزّ ُ عْل ُ
س بِأَ ّ َ خِبريٌر ( .لقمــان 34فلــو كــان ُم حـمــد عليــه أفضــل ه َ ت ۚ إِ ّ ن اللّ َ م َ عِلري ٌ مبو ُ ض تَ ُ تَْدِر ي نَْف ٌ يِ أْر ش ٍ
الصلة والمسلم يعلم الغيب لعلم هذه المور التي ما كانت تغيب عليه لو أن ال عز وجل أنبأه بها
س ي نَْف ً ولَ هْبو وَل َ ك لَِنْف ِ هۚ َ م ا َ ر ا إِّل َ ع ا َ شهه اَء اللّه ُ وال عز وجل يقول في كتابه العزيز )ُقل ّل أَ ْ ض ًّ مِل ُ شههريٌر لِ ّ َ سههبوُء ۚ إِ ْ ي ال ّ م اْل َ م ن اْل َ سَت ْ ت أَ ْ وب َ ِ ن أَنَهه ا إِّل نَه ِ ت ِ ُ ذيٌر َ مهه ا َ و َ خْريِر َ م َ غْري َ ب َل ْ م ّ قهْبو ش ٍ كَثْر ُ علَ ُ كن ُ سهِن َ مُنبو َ ن. ُيْؤ ِ
( العـراف 188فكــان هــذا قــول الـ عــز وجـل أجـراه علــى لمســان نــبيه ورمس وله ُم حـمــد
)صلي ال عليه ومسلم( وكأن رمسول ال هو الذي يقوله فإن فيه إقرار بــأنه ل يعلــم الغيــب ثــم جعــل ل مادياً ملمومساً فإنه لو كان يعلم الغيب لعلــم مــا مسيصــيبه بعــد دقيقــة الدليل بعدم علمه بالغيب دلي ً
واحدة فيتقيه ولكنه كان يمارس حياته بصورة طبيعية ونراه يصاب في المعارك ويمرض في فراشــه كما أن ال عز وجل يقول
ب َ ى َ فَل ُي ْ م اْل َ ل هُر َ ) َ ن اْرتَ َ ى ِ غْريِب ِ غْري ِ سبو ش ٍ حًد ا .إِّل َ ه أَ َ ض ٰ علَ ٰ من ّر ُ ع الِ ُ م ِ ظ ِ
َ صًد ا. خْلِف ِ و ِ ن يََدْي ِ ك ِ ه َر َ ن َ ه َ فِإنّ ُ م ْ ه يَ ْ سُل ُ من بَْري ِ
( الجن 27 – 26إن علم الغيـب هـو لـ وح ده
ل شريك له إوال من ارتضى من رمسول فـأطلعه علــى غيــب معيــن كمـا أطلــع رمس ول الـ )صــلي الـ عليه ومسلم( على مقتل عثمان بن عفان فقال له يا عثمان ُتقتل مظلومـ اً وتقطــر قطــرة مــن دمــك علـى " مسـيكفيكهم الـ وه و المسـميع العليـم " كـان ذلـك وح ي مـن الـ عـز وج ل إليـه مـا كـان علمـاً بالغيب ولكن ال أطلعه على أحد الغيبيات فقط ولم يـؤتي الـ عـز وج ل أحـداً علـم الغيـب يطلـع بــه على ما يشاء فقد أرخبر رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( عثمـان بمـا مسـيكون مـن أمـره وتنـاقله الصحابه حتى كان مقتل عثمان على الصورة التي قالها له رمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( ولم يقل أحد من الصحابة أن رمسول الـ كــان يعلــم الغيــب ل نـهــم كــانوا يؤمنــون بيقيــن أن الغيــب ل يعلمه إل ال وعمر بن الرخطاب عندما كثر الناس والرعية في أمة المسلم قال كان الوحي ينــزل علــى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يرخــبره بالمنــافقين – فقــد كــان الـ عــز وج ل يرخــبر نــبيه 53
بالوحي عن المنافقين من الذين يدعون اليمان حتى يحذرهم فيقول له عبد ال بن أبي بن مســلول منافق – فيقول عمر وأما اليـوم فل وح ي فمــن أحمســن منكـم قربنــاه ومـن أمسـاء حامســبناه ومسـريرته عند ال عز وجل " أي نأرخذ الناس بظاهرهم المحمسن نقول لـه أحمسـنت والممسـيء نقــول لــه أمسـأت أما نيته فل يعلم بها إل ال ولـم يـدع أحـد منهـم أن رمس ول الـ كـان يعلـم الغيـب ,وعثمـان وه و أمي ارً للمؤمنين درخل عليه رجل من عامة النـاس فقـال لـه يــدرخل علـّي الرج ل وأجــد الزن ا فـي عينيــه
قال له أوحي بعد رمسول ال " أي أن رجل جاء إلى أمير المــؤمنين عثمــان يقــول لــه إن عنــدي مــن الفرامسة الشديدة ما يجعلني أعرف مـا يرخفيــه الرج ل عنــدما أنظـر فــي عينيـه أجــد أثـر الزن ا أي أنـه ل مادياً فأنكر عليه ذلك عثمان وقال له هــل يوج د وح ي بعــد نظر إلى امرأة بينما هو ل يملك دلي ً رمسول ال )صلي ال عليــه ومسـلم( يرخــبرك بــذلك فقــال ل إنمــا قــول حــق وفرامســة ,فقــد أراد أن يقــر بيقين أن علم رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( بأي أمـر غيـبي إنمــا هـو وح ي مــن الـ عــز وج ل وليس علم بالغيب لن ال عز وجل يقول
ض اْل َ ب إِّل و ا ِ من ِ غْري ه َ ت َ م ا َ سه َ م َ ف ي ال ّ )ُقل ّل يَْعلَ ُ و اْل َْر ِ
و َ هۚ َ اللّ ُ م ا يَ ْ شُعُروَن أَّي اَن ُيْبَعُثبوَن ( .النمل 65ال عز وجل وحده هو علم الغيوب ولنعلم جميع ـاً
أنه ما من إنمســان ومـا مـن شــيء ومـا مـن مرخلـوق حـتى إوان كـان جـان أوشـيطان يعلـم الغيــب فقــد كانت الشياطين ممسرخرة لنبي ال مسليمان عليه المسلم يعملون له ما يشاء بأمر وقـوة مـن الـ عـز وجل التي جعلها في يد مسليمان حتى يرخافوا منه ويرهبونه فلما توفي مسليمان ظلوا يعملــون وه م ل يعلمون بوفاته مدة من الزمن حتى أروا الدليل بأعينهم كما جاء ذكر تلك القصة في كتــاب الـ عــز وجل حيث يقول
م ا َ ) َ ه د ابّ ُ م َ ضْريَن ا َ ه إِّل َ م ا َ ق َ ل ِ ض تَْأ ُ مْبوتِ ِ علَْري ِ من َ ى َ ت َ مْبو َ ه اْل َ سَأتَ ُ دلُّه ْ فلَ ّ علَ ٰ ك ُ ة اْل َْر ِ
ۖ َ مبو َ ن اْل َ ن َأن لّْبو َ ج ّ ن ( .مســـبأ 14 م ا لَِبُثبو ا فِهه ي اْل َ ع هَذ ا ِ خّر تَبَريَّن ِ ب َ غْري َ م ا َ ت اْل ِ فلَ ّ ب اْل ُ ك اُنبو ا يَْعلَ ُ هري ه ِ م ِ
فــإن الـ عــز وجـل قبــض نــبيه مســليمان وه و متكــئ علــى عصــاه ولـم يعلــم الشــياطين بــذلك فظل ـوا يعملــون ويـؤدون عملهــم ول يمســتطيعون ان ينظــروا إليــه رخوفـ اً منــه يظنــون أنــه حــي يرقبهــم حــتى أكلــت المســوس العصــا حــتى ارختــل تـوازن الجمســد فمســقط علــى الرض عنــدها فقــط علمــت الجــن أن 54
مسليمان كان ميتاً منذ فترة طويلة وهم ل يعلمون وقالوا وأقروا أنهم لو كــانوا يعلمــون الغيــب لعلمـوا بمــوته فــي حينهــا ومـا ظل ـوا فــي هــذا العمــل الشــاق وتلــك المهانــة والتهديــد كــل هــذه الفــترة وذلــك باعتراف الجـن أنفمسـهم فمـا بالنـا نصـدق أنامسـاً تـدع بـأن صـلتها بـالجن تمكنهـا مـن معرف ة الغيـب وكيف نصدق كاهناً أو عرافاً أو منجماً يأرخــذ علمــه مــن البـراج والنجــوم فـإن كـل هــذا رخبـال ووبـال وباطل ويقمسمون المواليد حمسب الشهور ويوم ميلدهم ثم يقولون إن حركة الك ـواكب والنجــوم هــى التي تحـدد حالــة مواليـد ذلـك الـبرج مـن المسـعادة أو الـرزق أو المصــائب وال زـم ات والكــرب وغيره ا فأي مسفهه هذا إذ كيــف يكــون لهــذا الكـم الغفيــر مــن النـاس المولـودين فــي نفـس ذلـك اليـوم نفـس الحظ لهم جميعاً مسواء كان رزق أو مسعادة أو رخلفه من أقــدار ,وكـذلك الحــال مــن يــدع أن علمــه من فنجان القهوة الذي يشربه إنمسان ثم يق أر فيه حاضره وممستقبله فذلك الذي يدع هذا العلم أجــدر به أن يصلح حاله هو بأن يق أر ممستقبله فيتق المصــائب ويصــبح حــاله كلــه مســرور ومسـعادة ورزق اً وما احتاج أن يمتهن تلك المهنة التي يحتال بها على الناس حتى يكمسب قــوته او نفــوذه أو شــهرة بين الناس وكذلك هو الحال في أي ومسيلة يمسـترخدمها هــؤلء الـدجالون مثــل الكوتشــينة أو المنــدل أو غيرها من ومسائل البهتان فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول لنا في حديث لعمران بــن حصين ليس منا من تطير أو ُيتطير له وليس منا من تكهن أو تكهن له وليس منا من مســحر أو
مس حـر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما نزل علــى ُم حـمــد )صــلي الـ عليــه ومسـلم( " ُ وعلى ذلك فإن الذي يذهب إلى كاهن فيمسأله ويصدقه فإنه يكون كاف ارً بكتاب الـ عـز وج ل وبـدين
المسلم لن ال عز وجل قال في كتــابه أنــه ل يعلــم الغيــب إل الـ فكيــف يكــذب كتــاب الـ ويصــدق كاهناً إن المر جد رخطير وعظيم ولكن كثي ارً من الناس من يمستهين به ,وفي حــديث آرخــر لرمس ول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول فيه من أتى كاهناً فمســأله عــن شــيء حجبــت عنــه التوبـة أربعيــن يوماً " إذا تاب ل ُتقبل توبته إل بعد أربعين يوماً تطهي ارً له إواذا صدقه فيما قال فقد بريء ممــا نــزل على ُم حـمد )صلي ال عليه ومسـلم( وفـي هـذا الحـديث العقوبـة أشـد فـإن الـذي يمسـأله فقـط تحجـب 55
عنه التوبة أربعين يوماً حـتى إوان لـم يصـدقه هـو فقـط مسـأله ولجـأ إليـه وأمـا التصـديق ففيـه الكفـر والعياذ بال . والكاهن هو الذي يدع أن عنده جان أو شيطان يــأتيه بالرخبــار وأمــا العـراف فهــو الـذي يقــول بــأنه يبنــي النتائــج بنــاًء علــى المعلومـات الــتي تقولهــا لــه كــأن تقــول لــه حــدث كــذا وكـذا فيقــول هــو لــك ومسوف يحدث في هذا المر كذا أو كذا . وأصحاب رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( رضوان ال عليهم جاءوا يمسألونه نفــس المسـؤال الـذي يمسأله الناس في هذه اليام قـالوا يـا رمس ول الـ إنـا نمســألهم عـن الشــيء فيكــون حقـاً – هـم جرب وا ذهبوا إلى كاهن ومسألوه فقال لهم مسوف يحدث كذا وحدث ما قال – فقال رمسول ال تلك الكلمة مــن الوحي يرخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيكذب معها مائة كذبة " كيف حدث ذلك المر يكون في المسماء المر يقضيه ال عز وجل في المسماء والشــياطين تمســترق المسـمع أي تمسـرق هـذه الكلمـات فيأرخـذ الجنـي كلمـة الحـق ويـأتي لـذلك الكـاهن الـذي يتعامـل معـه ويقول له هذه الكلمة الصدق والكاهن حتى يدلس على الناس ويأرخذ أموالهم يجعل مع هذه الكلمة الصدق مائة كلمة كاذبة ,ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يشـرحها فــي حـديث آرخـر كمـا جـاء في صحيح البرخاري فيقول إن المل ئـكة تنزل من العنان إلى المسحاب فيذكر من بعضــها لبعــض مــا قضي في المسـماء " أي إن المل ئـكــة تنــزل حــتى تكــون علــى المســحاب فـي المسـماء الـدنيا فتتجــاذب أطـراف الحــديث مــع بعضــها البعــض وتتحــدث بــالمر الــذي ُقضـي فــي المســماء فيمســترق الشــيطان المسمع ويأرخذ ذلك القول إلى الكاهن فيكذب معه مائة كذبة " إن الذي نريد ان نفهمه من هذه الحاديث أن هناك كلمة قد تكون كلمة حق ولكنها قد تكون وبـاًل على مئات الناس ل نـه ليس كل يوم ياتيه الحق وليــس كــل يــوم يــاتيه مــن امســتمع وامســترق المســمع 56
إوال ما كان رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( حـذرنا بـأن التوبـة محجوبـة عـن مــن امسـتمع فقـط لقول كاهن أربعين يوماً إوان صدقته فقد كفرت بما أنزل عليه ذلك لن دين المسلم يــأبى أن يكــون الممســلمين مــن الجــاهلين والمنحرفيــن وينهانــا عــن ان نصــدق البـراج والكهــان بــل يجــب أن نرج ع المر إلى ال عز وجل وعلى القائل أن يقول رأينا في الفق أن هناك مسحب ويتوقع أن يكون هناك مطر ونتوقع أن تكــون درج ة الح ـرارة كــذا فــإن ال ـ عــز وجـل يقــول
نۖ ج َ و الّن َ ل َ عْلَن ا اللّْري َ و َ ) َ ه اَر آيََتْري ِ
غبو ا َ َ عْلَن ا آيَ َ حْبوَن ا آيَ َ ن مههبو ا َ ج َ عهَد َ د ال ّ ِ من ّربِ ّ ُ ف ْ صَرًة لِ َّتْبَت ُ مْب ِ ة الّن َ سهِنري َ م َ و َ ل َ م َ ف َ ك ْ ضًل ِ ّ ولَِتْعلَ ُ ه اِر ُ ة اللّْري ِ يش ٍء َ صريًل. صْلَن اُه تَْف ِ و ُ و اْل ِ ل َ بۚ َ س ا َ ح َ َ ف ّ ك ّ ش ْ
( المسـراء 12إن الـ عــز وجـل علــم النــاس الحمســاب
لكــي يعلمـوا مــا يكــون فــي هــذا الكــون فقــد جعــل لهــذا الكــون نـواميس وقـ وانين تحكمــه ل تتغيــر ول تتبدل عن إرادة ال عز وجل فإن المور التي تحدث وتتكر بنفس وضعها ودرجتها وطرق دورانهــا ومرورها في هذا الكون إن قال بها إنمسان أنها مستكون في يوم كذا مثلما تكون دائماً في هذا اليوم على مدى المسنين فذلك مما علمنا ال إياه من عدد المسنين والحمساب والفارق كبير بينهما . إن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ما كان يعلم الغيب وما كان يعلم ما في غد وما ادع هــو ذلــك في يوم من اليام وما قال به فمن قال إنـه يعلـم الغيـب أو عنـده علـم بمـا فـي غـد فلنعلـم إنـه كـاذب بيقين .
57
الرقـــــية يقــول ال ـ عــز وجـل
ه ِذْكهًر ا َ صهريًل. حبوُه ُب ْ كُرو ا اللّ َ وأ َ ِ مُنبو ا اْذ ُ ه ا الّ ِ )َي ا أَيّ َ كهَرًة َ و َ كِثريهًر اَ . نآ َ ذي َ سه ِب ّ ُ
(
الحزاب 42 – 41ويقول ال عـز وج ل ) الـذين آمنـوا وتطمئـن قلـوبهم بــذكر الـ أل بـذكر الـ تطمئن القلوب ( .الرعد 28 لنعلم جميعاً من أفضل الذكر ل عز وجل هــو مجــالس العلـم ورمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يقول في حديث له من غدا إلى ممسجد يريد أن يتعلـم علمـاً أو يعلمـه كـان لـه كـأجر مـن حــج حجــة تامة " الذي يرخرج من بيته قاصداً الممسجد وفي نيته العلم يعطيه الـ أجــر حجــة تامــة كــأنه رخــرج إلى بيت ال الحرام ل نقص فيها ول في أجرها فكان ذلك البــاب الــذي دلنــا عليــه رمس ول الـ )صــلي ال عليه ومسلم( من أبواب الترغيب في مجالس العلم لن ديــن المســلم أتمــه الـ عــز وج ل ليرخــرج الناس من الجهل إلـى العلـم ومـن الظلمـات إلـى النـور إوان فـي هـذا الـدين ثلثــة أمـور إن انتظمـت كنت ممسلماً حقاً وتحظى بثل ثـة من أهم المور في هذا الدين كنت ممسلماً ومؤمناً وتقياً أولهـا كـان التصديق بالقول ثم تصديق القلب ثم العمل بالركان ,فإن اللمسان هو اول ما يدرخل به المــرء فــي دين المسلم بشهادة أن ل إله إل ال وأن ُم حـمداً رمسول ال ثــم يكــون تصــديق القلــب لــذلك اللمســان
والقرار بما قاله ثم بعد ذلك العمل بالركان كمــا أمــرت ,وقـد أوصـانا وعلمنــا وأمرن ا رمس ول الـ أل
نتكلم بالكلمة ول نـتفوه بها حتى نتأكد منها وحتى ل يذل اللمسان ويرخطئ فقد قال رمسول ال ـ )صــلي ال عليه ومسلم( لمعاذ بن جبل يا معاذ أممسك عليك لمسـانك فقـال أومؤارخـذون نحـن بمــا نقــول يــا رمس ول الـ قــال لــه ثكلتــك أمــك وه ل ُيكــب النــاس علــى وج وههم فــي النــار يــوم القيامــة إل حصــائد
ألمسنتهم " من هنا كانت رخطورة الكلمة والنطق بها لنعلم أننا مسنحامسب عليها فإما أوردتنا المهالك
إواما أوردتنا جنة رب العالمين ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول إن الرج ل ليتكلــم بالكلمــة 58
ل يلق لها باًل فتهوي به في قعر جهنم مســبعين رخريفـاً " فكــانت تلــك الكلمــة الــتي ل يحمســب المــرء لهــا حمســاباً فمــا بالنــا بالكلمــة الــتي يقولهــا المــرء وه و يعلــم مــا وراءهــا ومـا عاقبتهــا وتأثيره ا فــي الناس . ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( علم أن أنس بن مالك قتل رجل بعد أن قال ونطق بالشــهادة فلما عاد مسأله رمسول ال لما قتلته بعد أن قالها فقال له يا رمسول ال لقد قالها مرخافة المسيف فقال له وهل شققت عن قلبه عندما تفوه بها " مما يدلنا عن أن ما في القلب هو أمر بين الـ عــز وج ل وعبده فقط ل يعلمه مرخلوق آرخر لذلك كان عمر يقول كان الــوحي ينــزل علــى رمس ول الـ يرخــبره بأمسماء أهل النفاق أما اليوم فإنه ل وحي فنأرخذ الناس على ما يتكلمون به ومـا يصــدر عنهــم مــن أفعال فمن تكلم بكلمة فيها كف ارً أو تحتمـل علـى الكفـر قلنـا إنـه كـافر فـإن الـذي يمسـب الـدين عيانـاً جهــا ارً فهــو كــافر والــذي يطعــن فــي ُم حـمــد )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( والــذي يهــاجم ديــن المســلم
وشريعته نعلم أنه كافر وفامسق ومشرك فإنمــا لنــا مــا تفــوه بــه وقـاله بينمــا الــذي قـال كلمـات الرخيــر والصدق والبر والذي في قلبه غير ما يقول فـإن أمـره إلـى الـ عـز وج ل أمـا نحــن فنقـول أنـه علــى حق وينطق بالصدق أما حقيقة ما يكـن فـي صـدره فل يعلمهـا إل الـ عـز وج ل ,مثـل الـذي يـدرخل الممسجد ويمسرق الحذية فذلك لص إذا مـا تـبين بالـدليل أنـه مسـارق وأمـا إذا لـم يتـبين بالـدليل فـإن درخوله الممسجد يجعلنا نذكيه ونقول إنه مــؤمن مــا لـم تتــبين لنــا مســرقته لن رمس ول الـ )صــلي الـ عليه ومسلم( يقول إذا رأيتــم الرج ل يرت اد الممســاجد فاشــهدوا لــه باليمــان " هــو درخــل ليمســرق ولكـن هذه ل يعلمها إل ال فإنه إن لم يمسرق لم نعلمها نحن بل نقول إنه درخل ليصلي لن ال هــو الــذي يعلم المسر وأرخفى . وقد جاء نفر من الناس إلى رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( وقـالوا يــا رمس ول الـ كنــا نرق ي فــي الجاهلية فقال لهـم اعرض وا علـّي رق اكم فل بــأس بـالرقي إن لـم يكـن بهــا شـرك بـال عـز وج ل فقـد 59
كــانت الرقيــا تلــك فــي الجاهليــة كمــا كــانت الكهانــة والعرافــة والمســحر مــن أمــور الجاهليــة والمســحر موجـود ول يطعــن فــي وجـوده طــاعن إوال يكــون قــد طعــن فــي القـرآن ولكــن ذلــك المســحر الــذي هــو موجود يجب على الممسلم والمؤمن أن يكون على يقين أنــه ل يملــك لــه عـراف ول كــاهن ول مســاحر ول رقيــة ول تميمــة نفع ـاً ول ض ـ ارً إل بــإذن ال ـ عــز وجـل فــإن ال ـ عــز وجـل يقــول
ه م ا يَْفَتحِ اللّ ُ ) ّ
ك َ ة َ م. بو اْل َ و ُ ح ِ من بَْع ِ ه ِ مْر ِ م ِ م ِ س ِ م ش ٍ ك لَ َ عِزيُز اْل َ ه َ دِه ۚ َ س َ و َ ه ا ۖ َ س َ ح َ ل لَ ُ س ْ م ا ُي ْ م ْ من ّر ْ كري ُ فَل ُ فَل ُ ِللّن ا ِ
( فاطر 2أين الناس أين الجن والعفاريت أين المسحرة والكهنة والعرافين وأيـن أهــل العلـم والمعرف ة والذرة والكيمياء بعد هذه الية ل وجود لهم فقد كان في هذه اليـة فصـل الرخطـاب فل شـيء يمكنـه أن يتحرك من مكانه قيد أنملة إل بإذن ال عز وجل وما من مرخلــوق فــي كــل هــذا الكــون يكــون لــه مثقال ذرة من إرادة إل بإذن ال إوارادتـه إوان لـم يشـأ الـ ولـم يـرد مـا تكـون ومـا تعمـل أي قـوة علـى وجه الرض برخلف ما يشاء ال عز وج ل ولكـن إذا اصــيب إنمســان بضــرر عليـه أن يجتهــد ويأرخــذ بأمسباب صرف الضرر فقد جاء رجل إلـى مسـعيد بـن الممسـيب وقـال رج ل طـب عـن زوجتـه ) رب ط عن زوجته ( أُينشر عنهأُيحل عنه قال ل بــأس إنمــا نهــى عــن المســوء ,ذلــك الــذي حــدث مــع هــذا
الرجل أيحل عنه ما هو فيه من مسحر أينشر عنه ما فيه من بأس وتعب قــال لــه ل بــأس إنمــا نهــى
عن المسوء أو كلمات مثلها قال هذه الكلمات ولكنه قال قال بعدها بن القيم موضـحاً وشـارحاً لهــذه الكلمات عندما قال هذا ل بأس كان يجب علينا أن نعلم ما هو الذي ل بأس به بن القيم علــم أن مسـ ئـل مس ئـل عن النشرة عــن جــابر بــن عبــد الـ ال نـصــاري قــال ُ رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ُ رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عن النشرة أي عن حل المسحر عــن الممســحور فقــال لهــم رمس ول
ال )صلي ال عليه ومسلم( هو من عمل الشيطان شرحها بن القيم فقال إن النشرة إن حــل المســحر عن الممسحور وحل الربط عن المربوط وهو الـذي حـدث لـه أي مسـبب مـن المسـباب جعلتـه فـي هـذا التعب وتلك الحالة فقال أن هذا يتــم حلـه بطريقــتين أولهمــا مسـحر يفـك بمســحر وثانيهمــا يفـك برقيــة وبالتعوذات وبالدعوات وبالدوية أما فكه بالمسحر فقد نهى عنه رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( 60
لن المسحر من أكبر الكبائر وهو من المسبع الموبقات فقد قال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( من عقد عقدة ثم نفـث فيهـا فقـد مسـحر ومـن مسـحر فقـد أشـرك " هـو فقـط نفـث فـي تلـك العقـدة فقـد أشرك بال عز وجل والمشرك ل يدرخل الجنة فكيف تأتيه ليفك عنــك هــذا التعــب أو الهــم الــذي أنــت فيه وليحذر كل ممسلم ومـؤمن وليعلـم أن الشــيطان ل يــترك هـذا المــر إوانمــا يتعلـق بــه ويظـل يزيـن ويهيء لل نـمسان المؤمن هذا المر ويظل صاحب الهم والمشكلة يجادل فيها ويقول إن فل نـاً قد ب أر مــن فعــل هــذا المســاحر إوان عل نـ قــد عــالجه هــذا المســاحر حــتى يفتــح لــه الشــيطان بابـاً مــن أبـواب الشرك حتى يعتقد هذا الرجل المؤمن أن المساحر بيده أن ينفع أو يضر إنما كان يكفيه أن يلجأ إلى ال عز وجل بالدعاء والدعية المأثورة عن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( في مثل تلك المور والهم من كل هذا يقين في القلب بأن ال عز وجل هو القادر أن يفرج هذا الهم والغم والكرب وهـ و الذي يشفي من كل داء ويعين كل من يمستعين به في دفع الشرك عــن نفمســه ومـن الرقيــة الشــرعية التي رقى بها رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( هذا الــدعاء " اللهــم إنــك أنــت الشــافي ل شــفاء إل شفاؤك اللهم اشفني شـفاًء ل يغـادر مســقماً اللهـم رب النـاس أذهــب البـأس " أمــا إذا لجـأ ال نـمسـان إلى تميمة يعلقها في رقبته وحتى إن كان بدارخلها بعــض آيــات مــن القـرآن فإنهــا مكروه ة لنــه مــا أمر بها رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ولو كان بها نفع لــدلنا عليهــا وذلــك لمســباب ثلثــة أول ً حتى ل تكون مسبباً فـي أنـك تأرخـذ القـرآن وتتعامـل معـه علـى أنـه مجـرد تميمـة أو طلمسـم وح تى ل تهيــن القــرآن بامســتعمالك لــه لن الــ عــز وجـل يقــول
ش َ ة م ٌ م ا ُ بو ِ ن اْلُقْرآ ِ ل ِ ح َ ف اٌء َ ه َ ن َ م َ ) َ وَر ْ وُنَن ِزّ ُ
وَل يَِزيُد ال ّ س اًر ا ( .المسـراء 82فكــان الشــفاء والرحمــة هنــا مــن تل وـة ظ الِ ِ مْؤ ِ خ َ ن إِّل َ مري َ نۙ َ مِنري َ لِ ّْل ُ
القرآن فيكون فيه الراحة النفمسية والطمأنينة والنجاة من الكرب والهم ,ومن الرقية الشرعية أيض ـاً قراءة الفاتحة والرخلص والمعوذتين فإن رمسول ال كان يرقي بهم ,وكذلك تكون الرقيــة الشــرعية باللغة العربية وبأمسماء ال عز وجل أو بصـفاته أمـا إذا كـانت بلغـة غيـر هـذه فإنهـا ممنوع ة منعـاً باتاً بكافة صورها ل نـها صورة من صور الجاهلية . 61
والرقية الشرعية ما جاء عن عبد ال بن عباس قال من درخل علــى مري ض لـم يحضــر لـه أجلــه فقال عنده مسبع مرات أمسأل ال العظيم رب العــرش العظيــم أن يشــفيك إل عــافى الـ عــز وج ل ذلــك المريض من مرضه . ثم كانت هناك رقية ثانية علمها عثمان جد أبي العاص قال عن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( شكوت إلى رمسول ال وجعاً أجده في جمسدي فقال ضـع يـدك علـى مـا يـألم مـن جمسـدك ثـم قـل بمسـم ال الرحمن الرحيم ثم قل مسبع مرات أعوذ بعزة ال وقدرته مما أجد وأحــاذر قــال فقلتهــا فــأذهب الـ عني ما كان بي . وكذلك كــان رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يعيــذ الحمســن والحمســين فيقــول أعــوذ بكلمــات الـ التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لمة . ولنعلم أن من أصابه مرض فليذهب إلى الطبيب كما أمــر بهــا ُم حـمــد عليــه أفضــل الصــلة والمســلم
وعليه أن يأرخذ كذلك بالرقية الشرعية التي هى كلم رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ومـن كتــاب ال عز وجل ول يذهب إلى كـاهن ول عـراف ول مسـاحر لنــه إن ذهــب إلــى واحـد مــن هـؤلء فصـدقه فقد كفر بمـا أنـزل علـى ُم حـمـد )صـلي الـ عليـه ومسـلم( إوان لـم يصـدقه فل يقبـل الـ عـز وج ل لـه
صلة أربعين يوماً .
الطبيــــب والـــداء 62
جاء في صحيح البرخاري حديثاً عن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول فيه مثل ما بعثني ال ـ عـز وج ل بـه مـن العلـم والهـدى كمثـل الغيـث الكـثير أصـاب أرض اً فـأنبتت الـزرع والكل وكـان منهـا قيعان فأممسكت الماء فنفع ال به الناس فشربوا ومسقوا وكان منها أجادب لم تممسك ماء ولـم تنبــت كل " ذلك الماء لما ينزل على الرض الطيبة تنبت الزرع والشجر وكانت أرضاً أرخرى كأنهــا صــرخرة فحفظت ذلك الماء فشرب منه الناس ومسقوا منــه دوابهــم وكـانت الثالثــة إنمــا هــى أرض ليــس فيهــا صل ح ول رخير لم تممسك الماء ولم تنبت الزرع فقـال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مثــل مــن نفعه ال عز وجل بما جئت به ففقهه فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأمساً . ل إنمــا علمنــا كــل صــغيرة فــي هــذا الــدين فكيــف رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( لــم يتركنــا هم ً بالكبير إنما علمنا كل شيء في دنيانا حتى نرخرج منها إلى مسعادة الرخــرة الــتي هــى حيـوان دائــم ل نهاية له ,وعبد ال بن ممسعود درخل على رمسول ال وهو مريـض فــي شــدة المــرض فقــال لــه يــا رمسول ال إنك توعك وعكاً شديداً فقال له ذلــك ل نـنــي أوع ك كمـا يوع ك رجليــن منكــم وذلــك لن لــي أجرين ,ورمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( عنـدما أصـابه المــرض هــل تـرك نفمسـه هكـذا بـدون علج أو دواء يرخفف عنه إنمـا كـان إذا أصـابته الحمـى يقـول إن الحمـى مـن فيـح جهنـم فأطفئوه ا بالماء ولذلك أمرهم أن يأتوا له بمسبع قرب من الماء من آبــار شــتى حــتى يرختلــط فيهــا المــاء البــارد تهدئ شدة الحرارة ,كما أنه أمر الناس جميعاً بالتداوي فقال تداووا عباد ال فإن ال لم ينــزل داًء إل جعل له دواًء عرفه من عرفه وجهله من جهله فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن ال عز وجل . في دين المسلم علينا أن نأتمر بما أمرنا ال به وننتهي عما نهانا عنه فإن ال عز وج ل أمرن ا ان نتداوى ونطلب العلج للشـفاء ونهانـا أن نـترك أنفمسـنا للمـرض ينهـش فـي أجمسـادنا وكـذلك عنـدما أمرنا بالتداوي أمرنا أن نتحرى الحل لـ في هــذا الـدواء فل نأرخــذ الرخمـر دواء لن رمس ول الـ )صـلي
63
ال عليه ومسلم( قال إنها ليمست دواء بل قال إنها الداء ذاته ثم يقــول أيهــا النــاس تــداووا ول تتــداوا بحرام " ولن الرخمر تلك قال ال عنها إن ضررها أكبر من نفعها فكيف تكون دواًء وشفاًء . ومن الواجب على المري ض أو أهـل المري ض مـن حـوله أن يمسـاعدوا الطـبيب فـي مـداواة المري ض بــأن يجعلــوه مهيــأ نفمســياً لــذلك الــدواء والعلج حــتى يتيمســر للطــبيب عملــه فــإن امســتعداد المريـض النفمسي لـه أكـبر الثــر فـي تحصـيل الشـفاء بنمسـبة أعلـى مـن غيـره ويتـأتى ذلـك بإعطـاء المري ض جرعات من المل في الحياة والتقليل من شـأن ذلـك المـرض مهمـا كـان صــعباً أو عمســي ارً لن الـذي أصابه به هو ال عز وجل ثم نذكر له الفوائد التي مسوف تعود عليه إن هو صبر على هذا المرض كل ذلك من المور التي ترفع الحالة المعنوية وتحمســن الحالــة النفمســية للمريـض بمــا يجعــل مهمــة الطبيب مسهلة يمسيرة في أن يعمل الدواء عمله ويكون نافعاً بإذن ال عــز وج ل وكـذلك تلــك المــور النفمسية منها ما هو مبا ح ومنهــا مــا هــو منهــي عنــه ففــي حـديث رواه عقبــة بــن عـامر قـال قــال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( من علق تميمة فل أتم ال له ومن علــق ودعــة فل ودع الـ لــه ومن علق ودعة فقد أشرك " إن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( نهى عن كل ما يترخذ من تمائم وأشباهها بغــرض الحفـظ مــن الضــر أو التــبرك أو التفــاؤل بهــا أو العتقــاد بأنهــا تجلــب رخي ـ ارً أو تــدفع ض ـ ارً فمهمــا ارختلــف هــذا الشكل في كل زمان ومكان كان اترخاذه لهذا الغرض هو شرك بال . وكذلك في أمر الرقيا التي قـد يترخــذها النـاس شــفاًء إنمـا المبـا ح منهـا أن تكــون بأذكـار وآيــات مــن القرآن الكريم التي علمنا إياها رمسول ال في رقيتــه أو مــن الدعيـة المـأثورة عنــه فــي حالـة التعـب والبـأس والمـرض وأمـا المنهـي عنـه فهـو الرق ي بكلمـات غيـر مفهومـة وأرق ام غيـر معلومـة وفيهـا امستعانة بغير ال عز وجل فذلك إنما هو شرك بال فقد قال رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( ل بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك بال " وليعلم كل ممسلم أن ما أصابه لم يكــن ليرخطئــه ومـا أرخطــأه 64
لم يكن ليصيبه ولكن دين المسلم ليس ديــن تواكـل إوانمـا هــو ديـن يــدعو إلــى الرخـذ بالمســباب فقــد جاء في حديث رواه عكاشة بن محصن قال قـال رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يـدرخل مـن أمتي مسبعين ألفاً الجنــة بغيـر حمسـاب وج وههم كـالقمر ليلــة البـدر قـالوا مـن هـم يــا رمس ول الـ قـال الذين ل يتطيرون ول يكتوون ول يمســترقون وعلــى ربهــم يتوكلــون " ول نفهــم مــن هــذا الحــديث أنــه يدعو إلى ترك الرقية ولكن المقصود هنا الرقية التي فيها شرك بال عز وجل والتي يظــن صــاحبها أنهــا تعمــل بغيــر إرادة الـ إوال مــا كـان المــر فــي ديــن المســلم أن نأرخــذ بالمســباب كـأن نــذهب إلــى الطبيب ونأرخذ العلج ونتداوى ل نـنا إن تركنا أنفمسنا للهل كـ وهلكنا نكون مقصرين في حق أنفمســنا وأجمسادنا التي جعلها ال أمانة بيــن أيــدينا ومسـوف يحامســبنا عليهــا يــوم القيامــة ل نـنــا إن أهملناهــا كان فمسادها وكان علينا الوزر والذنب ولتعلم أن ما من طبيب أو رقيا أو دواء يعمل عمله إل بــإذن ال عز وجل . وفي حديث رواه عبد ال بن عباس قال كنت وأنا غلم رديف رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( فقال لي يا غلم اعملك كلمات فاحفظها احفظ ال يحفظك احفظ ال تجده تجاهك إذا مسألت فامسأل ال إواذا امستعنت فامستعن بال واعلـم أن مــا أصـابك لــم يكــن ليرخطئــك ومـا أرخطــأك لـم يكـن ليصــيبك واعلــم أن المــة لــو اجتمعــت علــى أن ينفعــوك بشــيء لــن ينفعــوك إل بشــيء قــد كتبــه الـ لــك إوان اجتمعت علــى أن يضــروك بشــيء لــن يضــروك إل بشــيء قــد كتبــه الـ عليــك ُر فـعــت القلم وجفــت
الصحف " يريد ال منا ان نعلم بيقين أن المر كله بيد ال عز وجل وأل نشرك مــع الـ أحــداً وع ن أنس بن مالك قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقــول الـ عــز وج ل يـا بــن آدم إنـك مـا امستغفرتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ول أبالي يا بــن آدم لــو بلغــت ذنوبـك عنــان المســماء ثــم امستغفرتني غفرت لك ما كان منك ول أبالي يــابن آدم لـو جئتنــي بقـراب الرض رخطايــا ثــم جئتنــي ل تشرك بي شيئاً لتيتك بقرابها مغفرة . 65
إن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( كـان يــأمر النـاس أن يــذهبوا إلــى الطبـاء وأن يأرخــذوا الـدواء وكـان هــو يمــرض ويلتمــس الــدواء والعلج لنفمســه فمــن رخــالف ذلــك فقــد رخــالف مســنة ُم حـمــد عليــه أفضل الصلة والمسلم وقد ارتكب معصية يحامسب عليها أمام ال عز وجل يوم القيامة .
عيــــادة المريــض ه ِذْكهًر ا َ صهريًل(. حبوُه ُب ْ كُرو ا الّله َ وأ َ ِ مُنبو ا اْذ ُ ه ا الّ ِ يقــول الــ عــز وجـل )َي ا أَيّ َ كهَرًة َ و َ كِثريهًر اَ . نآ َ ذي َ سهبِ ّ ُ
الحزاب 42 – 41 وقد جاء في الحديث القدمسي عن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( قـال قـال الـ عـز وج ل يـا بـن آدم إذا ذكرتني في نفمسك ذكرتك في نفمسي إوان ذكرتني فــي ملء ذكرت ك فــي ملـء رخيـر منـه أو فـي ملء من المل ئـكة إواذا تقربت إلّي شب ارً تقرب ت إليـك ذراعـاً إواذا تقرب ت إلـّي ذراعـاً تقرب ت إليـك باعـاً
إواذا أتيتني تمشي أتيتك هروًل " أل بذكر ال تطمئن القلوب وأفضل الذكر مجالس العلــم وع ن أبــي 66
هريرة قال قال لي رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه للناس فإنــك إن مت على ذلك زار قبرك المل ئـكة كمـا ُيـزار الــبيت العــتيق إواذا أردت أل تقـف علــى الصـراط طرف ة
عين فعلم الناس مسنتي إوان كرهوا ذلك "
ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أتانا بالقرآن من رب العالمين وهو الذي قال عن نفمســه أوتيــت القرآن ومثله معه فهو يعني أنه قد جاءه القـرآن وحيـاً مــن الـ عــز وج ل وكـذلك المســنة إنمــا كــانت وحياً من رب العالمين ولكنها ما كانت إعجا ازً وما أمرنا ال أن نتعبد إليه بها وأن نتلوها في صــلة فإن رمسول ال قال ال في حقه )
ى .إِ ْ بو ٰ ى. ن ُ ق َ م ا َين ِ ن اْل َ ي ُيههبو َ بو إِّل َ ه َ ه َ و َ َ و ْ ح ٰ ط ُ ع ِ ح ٌ
( النجـــم 3
– 4وعندما قال أوتيت القرآن ومثله معه فكان الذي مثله هو المســنة الــتي أمرن ا ان نعــض عليهــا بالنواجز حــتى ل تضــيع منــا وه و الــذي أمرن ا ان نتبــع الرخلفـاء الراشــدين المهــديين مــن بعــده فيهــا ل نـهم ما كانوا يأتون بــأمور مــن عنــدهم ولكنهــم كــانوا أقــرب مــا يكــون مــن رمس ول الـ فكـانوا أعلــم بم ـراده لــذلك زك اهم وأمرن ا باتبــاع مــا أمرونـا بــه ,وديــن المســلم إنمــا هــو ديــن الرحمــة والمــودة والتعاطف ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثــل الجمســد الواحــد إذا اشــتكى منــه عضــو تــداعى لــه مســائر العضــاء بــالحمى والمســهر " كــأن المجتمع الممسلم كله نمسيج واحد وتلك التي نفتقدها في أيامنا هــذه ول حــول ول قــوة إل بــال العلــي العظيم تجد الجيران في نفس العمارة الواحدة ول يعرف أحد منهم الرخــر إذا رآه فــي الطريـق ل يلــق عليه المسلم فهو ل يعرف أنه جار له وناد ارً مــا تجــد مســكان العمــارة الواحــدة فــي ألفــة ومـودة بينمــا تلك من المور التي أمرنا بها رمسول ال في دين المسلم الحنيف المسمح ومـن المــور الــتي تقــرب بين الناس وتزيد الحب والمودة والــتراحم والعطــف فيمــا بينهــم عيــادة المريـض الــتي حــرص عليهــا دين المسلم وجعل لها مكانة وأج ارً عظيماً ففي حديث لبي مومسى الشعري قال قــال رمس ول ال ـ )صلي ال عليه ومسلم( وكأنها أوامر قال أطعموا الجـائع – إذا علمـت أن هنـاك إنمسـان جـائع يجـب 67
عليك أن تطعمه وفي بعض كتب الفقه نجد مــن الفهــاء مــن عمــل عقــولهم فــي آيـات الـ وأحــاديث رمس وله فقــالوا إذا مــات واحــد مــن النــاس فــي قريـة جوع اً كــان علــى أهــل تلــك القريـة ديتــه وكـأنهم متهمون جميعهم بالقتل تكون القرية كلها مشتركة في وزر قتل ذلك الجائع الذي لم يجد طعام ـاً – ثم يقول وعودوا المريض وفكوا العاني – أي فكاك المسير إذا كان هناك أمسي ارً حاول أن تدفع وتفك أمسره ذلك تكاتف أهل المسلم حتى تكون المودة واللين والحب بين أفراده . وعيادة المريض في حديث رواه البراء بن عازب يقول أمرنا رمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( باتبــاع الجنــائز وعيــادة المريـض " وعيــادة المريـض قـال فيــه عبــد الـ بــن عبـاس أن أول زيـارة للمريض هى المسنة ثم ما يتلوها من زيارات هى تطوعاً ,ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( كــان يعود المرضى فقد عاد جابر بن عبد ال وهو مريض وكـان يــزور الرج ال والنمســاء فقــد جــاء فــي حديث أن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( زار أم المسائب رضي ال عنهــا وكـانت مريضــة فقــالت له لعن ال الحمى يا رمسول ال فقال ل تلعني الحمى فإنها تحط الذنوب كمــا تحــط الشــجرة ورقهــا " ومن ذلك نعلــم أن مســنة رمس ول الـ لنـا هـى زي ارة المريـض مــن الرج ال والنمسـاء مــا دامـوا مـن أهـل المسلم وكذلك إن كانوا من غير أهل المسلم وذلك حفظاً لذمة ال عز وجل ومسنة رمسوله كما جاء في حديث ل نـس بن مالك في صــحيح البرخـاري فــي كتـاب الطـب أن رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسلم( عاد غلماً يهودياً في مرض ه لنــه ذمــي وعنــدما درخــل علــى ذلـك الغلم قــال لــه مــن شــفقته ورحمته فهو يريد لهذا الغلم أن يب أر من مرضه وأن ينجو من بطش الجبار هو يريد أن يدرخله فــي معية الرحمن في دولة المسلم فقال له يا غلم اشهد أن ل إله إل ال وأن ُم حـمد رمسول ال والغلم مريض وعلى فراش المــوت ينظــر إلــى والــده اليهــودي يقــول لــه أجيــب رمس ول الـ أم بمــاذا تــأمرني
يقول راوي الحديث والده يقول له أطع أبا القامسم ل نـهم في حقيقة المر يعلمون أن ُم حـمــداً )صــلي ال عليه ومسلم( رمسول ال حقاً وصدقاً ويقيناً ولكنهم ما كفروا به إل تعنتاً وعنــاداً وحقــداً وتكــب ارً , 68
رمسول ال كان يعود المرضى رجاًل ونمساًء وغلماناً من أهل المسلم أو من غير أهل المسـلم فـذلك الغلم اليهودي نطق الشهادة ثم كانت بعدها منيته فقال رمسول ال الحمد ل الذي أنقــذه بــي مــن النار " كذلك علم رمسول ال بزيارة النمساء للرجال وأقرها فقد جاء في حديث صــحيح البرخــاري أن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها عادت بل لـ في مرضه وكانت المدينة قبــل أن يــدرخلها رمس ول الـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( أرض وبــاء وحمــى كــانت الحمــى تــأكلهم وعنــدما درخــل الصــديق وبل لـ أصابتهم حمى يثرب فذهبت عائشة أم المؤمنين زوجة رمسول ال وزارت والدها فوجـدته يفيــق مــن الحمى ويقول كل أمرئ يصبح في أهلـه والمـوت أدنـى مـن شـراك نعلـه " كلمـة يحكـي ويصــف فيهـا شدة ما هـو فيــه مــن المــرض يقــول كــل أمـرئ موج ود بيـن أهلـه والمـوت أقـرب إليــه ممــا يترخيــل ثـم رخرجت من عنده وزارت بل لـ فكان بل لـ عندما يفيق يقول يا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي ومن حولي أذرخر وجليل كان يقول هذه الكلمات أيضاً مــن شــدة المــرض يقــول هــل يكــون مقــام فــي ذلــك اليوم في هذا البيت أو ل يكون هل مسيعيش لغد أو ل من شدة ال لـم والمرض والحمى ثم رخرج ت أم المــؤمنين رض ي الـ عنهــا مــن هــاتين الزيـارتين وذهبــت إلــى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وقالت يا رمسول ال أبا بكر الصديق حالته هكذا وبل لـ حالته هكذا فيرفع يــديه إلــى المســماء ويقــول اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا إلى مكة أو أشــد اللهــم صــححها لنــا اللهــم بــارك لنــا فــي مــدها اللهــم انقل حماها إلى الجحفة – طلب من ال عز وجل أن ينقل الحمى والمرض من المدينة إلى رخارجها في مكان في الصحراء في أوامسط الصحراء امسمه الجحفة يقول قائــل فوالــذي نفمســي بيــده – وذلــك كلم الراوي وليس كلم رمسول ال -ما يمر طائر بالحجر إل هوى ما مر طائر بهــذا المكــان الــذي مسمي الحجبة إل أرخذته الجراثيم وهبط ميتاً وذلك ببرك ة دعــوة رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( فكــان حبهــم للمدينــة مثــل حبهــم لمكــة وأشــد وصـحت المدينــة وكـانت أرض رخيــر وبرك ة ومـن تلــك الرواية نعلم أن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها رخرج ت تـزور بلًل الـذي كـان مريضـاً ,وج اء 69
ل مريضـاً مـن رج ال الممسـجد فـي صــحيح البرخـاري أيضـاً أن أم الـدرداء رض ي الـ عنهـا عـادت رج ً الذين يحضرون للصلوات في ممسجد رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وعيادة المريض إنما فيها الرخير والجر الكبير للزائر أوًل فــإن رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يقــول إذا رخــرج الممســلم يعــود مريض ـاً قــالت لــه المل ئـكــة أو نــادته المل ئـكــة طبــت وطـاب ممشــاك وتبوئت من الجنة منزًل " وذلك في كل رخطوة يرخطوها تدعو له المل ئـكة بهذا الدعاء فأي رخير ذلك وأي ثواب عظيم فإنها تدعو له بالصحة والعافية والفــوز بالجنــة ,وج اء فــي حــديث عــن علــي بــن أبي طالب يقول قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ما من ممسلم يزور ممسلماً غدوة إل صلى عليه مسبعين ألف ملك حتى يممسي وما من ممسلم يعود ممســلماً عشــية إل صــلى عليــه مســبعين ألــف ملك حتى يصبح " ذلك الحديث رواه علي بن أبي طالب ول تتعجب من كــثرة عــدد المل ئـكــة الــتي تصلي وتدعوا فإن رخلـق الـ عـز وج ل ل يحيــط بهــم عقـل ول يعلــم عـددهم إل رخـالقهم مالـك الملـك والملكوت ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول في حديث رواه أبو هريرة ما من ممسلم يعود ممسلماً إل كان في رخرفة الجنة قالوا يا رمسول ال وما رخرفة الجنة قال جناها " فكان كل ذلك ترغيب في عيادة المريض ,وجاء في حديث لبي هريرة قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( إن ال عز وجل يوم القيامة يأتي بالذي علم أن هناك مريضاً ولـم يعــوده يقــول لــه عبــدي مرض ت فلــم تعودني فيقــول لــه العبـد وكيــف تمـرض يـا رب يقـول ألـم تعلـم أن فل نـ مـرض ولـم تعـده ولـو عـدته لوجدتني عنده – من يــزور المري ض يجـد رحمــة الـ عـز وج ل عنــده ويجــد الجــر والثـواب العظيــم والمغفرة من الـذنوب ويجــد المنــزل فـي الجنــة ويجـد الرخيــر كلـه – ثــم يقـول عبـدي امســتطعمتك ولـم تطعمني فيقول العبد وكيـف أطعمـك وأنـت رب العـالمين فيقـول عبـدي فل نـ امسـتطعمك ولـم تطعمـه ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي ثم يقول عبدي امستمسقيتك ولم تمسقني فيقول العبد وكيف أمسقيك يا رب وأنت رب العالمين يقول ألم تعلم أن عبدي فل نـ امستمسقاك فلــم تمســقه ولـو مســقيته لوج دت ذلــك 70
عندي " الفضـل كلـه عنـد الـ عـز وج ل يـؤتيه مـن يشـاء مـن عبـاده مـن تأمسـى منهـم واتبـع نهـج رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وتأمسى بأدبه إن المرض هو ابتلء من ال عز وجل ولكن من رحمــة الـ عــز وج ل أن جعــل فيــه كــل ذلــك الرخيــر مسواء للمريض المبتلى ل نـه يعود عليــه بــالمغفرة مــن الـذنوب والتكفيــر عنهـا ويعــود بــالرخير الكـثير على من يزوره ويعوده من الممسلمين وتلك من آيات ال عز وجل في هذا الكــون أن جعــل الـ عــز وجل في كل أمر به شدة أو جهد أو تعب جعل في دارخله الرحمة والمغفرة والرخير الكثير .
عيـــادة المريـــض -ثانياً في الحديث الشريف الذي رواه أبو مومسى الشعري قال قال رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني " وكانت زيارة المريض مسنة عــن رمس ول الـ )صــلي ال عليه ومسلم( في أول مرة والتي بعدها تكون تطوعاً ودين المسلم ما غادر صغيرة ول كبيرة مــن أمور الدنيا إل وتكلم فيها ومسن فيها مسنن منذ ولدة ال نـمسان وحتى مماته فإن ديــن المســلم يحيــط بال نـمسان من كـل جـوانب حيـاته ومـن المـور الـتي أوصـانا بهـا رمس ول الـ عنـد زي ارة المري ض أل نطيل في الزيارة إل إذا أحب المريض ذلك وكذلك قال لنا إذا زرتم المريض فنفثوا له في الجل فــإن ذلك ل يرد شيئاً ولكنه يطيب نفس المريض " إذا زرت مريضاً فنفث في الجل أي أعطه المل فــي الشفاء والعمر المديد قل له أن ذلك المرض مسوف ُتشفى منه فـإن تلـك الكلمـات لهـا أثـر طيـب فـي نفس المريض مما يحفز الجمسد على مقاومة المرض ويجعل الدواء يؤدي دوره أما أن تــدرخل علــى 71
المريض بأمثلة من مرضى مسابقين ولم يشفوا بل قضـوا نحبهــم بمثــل ذلــك المــرض ومثــل ذلــك مــن الكلمات التي من شأنها أن تهبط عزيمة المريض وتضعف الجهــاز المنــاعي عنــده وتـدرخل اليــأس إلى نفمسه مما يجعل الدواء ل يؤدي دوره فهذا مرخالف لما أوصانا بــه رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسلم( الــذي قــال بشــروا ول تنفــروا " كمـا أوصـانا رمس ول الـ عنــد زيـارة المريـض بالــدعاء لــه وأن تطلــب مــن الـ مســرعة الشــفاء للمريـض لن ذلــك يرخفــف عنــه فقــد كــان رمس ول الـ إذا درخــل علــى مريض يقول اللهم أذهب البأس رب الناس أشف أنــت الشــافي ل شــفاء إل شــفاءك شــفاًء ليغــادر مسقماً " كان ذلك دعاء الرمسول عند زيارة المرضى فعلى كل ممسلم أن يحفظه ل نـه مسنة عـن رمس ول ال )صلي ال عليه ومسلم( وعلى المريض أن يرحب بهذا الدعاء ويرد عليه بأفضــل منـه ول ينكــره ول يأرخذه بالضيق والضجر فعن أنس بن مالك أن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( درخــل علــى مري ض يعـوده فقـال لـه ل بـأس طهـور وذلـك دعـاء أرخـر نتعلمـه عـن رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسلم( فماذا رد المريض قال أتقول ل بأس طهور قل هى حمى تفور وتثور على شيخ كبير تزيـره القبور هو يشتكي شدة ألمه ووجعه ولكنه يشكو بكآبة وضيق ومسرخط على المــرض والحمــى الــتي أصابته لما تمسببه له من ألم وهو شيخ كبير في المسن ل يحتملها فيقول له رمس ول الـ )صــلي الـ عليه ومسلم( هى كذلك إذن أي إن تلك الحمى مسوف تدرخلك القــبر كمـا قلـت فكـان فيهــا قضـاء ذلـك الشيخ لنحبه ووفاته وذلـك لنتعلـم أننـا إذا مرض نا ل نمسـرخط ول نشـكوا الـ عـز وج ل فهـو الممسـبب لهذا المــرض وه و المبتلــي بـه ول بـأس مــن الشـكوى مــن اللــم ولكـن ليــس بمسـرخط وضـجر فـإن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت لرمسول ال وا رأمساه فما أنكر عليها ذلك بل قال لهــا مــداعباً وأن اأيضاً وا رأمساه حتى يرخفف عنها ال لـم فهذا المر ل ينافي اليمان ول ينافي الحمد والشكر ل ـ على الصحة والمرض فقد كان رمسول ال )صلي الـ عليـه ومسـلم( يتـألم إذا أصـابه المـرض ولكنـه كان يعلم ويعلمنـا أن الـ عـز وج ل هـو المنـزل لهـذا المـرض ولنعلـم أن الـ عـز وج ل هـو الطـبيب الحقيقي والفعلي وهو الذي يشفي لنــه هــو الـذي أنــزل الـداء وجعــل لـه الـدواء وه و الـذي بيــده أن 72
يبصر الطبيب بنوع الدواء لهذا الـداء كمـا أنـه يجعـل هــذا الـدواء يصــيب الـداء فيكـون الشــفاء ولـو شاء لعطل كل تلك الرخطوات فل يكون شفاء بمسبب أي منها ولكـن يجـب علـى كـل إنمسـان أن يـدرك أن إرادة ال عز وجل هى الغالبة ول إرادة لمرخلوق بعد إرادته . وكان ذلك من آيات الـ عــز وج ل فـي الكــون حــتى نتــدبر ونعلــم كيـف يكـون المـرض وكيـف يكــون الشفاء ول ييأس أي إنمسان من رحمة ال عز وجل مهمــا كـانت شــدة هــذا المــرض وعصــيانه علــى الشفاء فإن ال عــز وج ل نهانــا أن نتمنــى المــوت بمســبب ألـم أو فــي حــرب أو غيــره مــن الضــر فــإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( يقـول ل تتمنـوا لقـاء العـدو " رغ م أن لقـاء العـدو قـد يكـون فيــه الرخير مثل النصر أو الشهادة ودرخول الجنـة بمســببها إل أنـه نهانـا عـن تمنـي لقـاء العـدو ,وكـذلك في حديث رواه أنــس بــن مالـك يقــول قـال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( ل يتمنيــن أحــدكم ل فليقل اللهم أحيني ما كــانت الحيــاة رخيـ ارً لــي وتـوفني مــا الموت من ضر أصابه إوان كان لبد فاع ً كانت الوفاة رخي ارً لي " وجاء في حديث آرخر رواه أبو هريرة يقول قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( لن يدرخل أحدكم الجنة بعملـه – عمـل بـن آدم مـن صـيام وصـلة وح ج وزك اة وكـل العمـال الصالحة حتى يهيء كل منا نفمسه لذلك إوانما الدرخول يكون برحمة ال عز وجل فإن أعمالـك كلهـا إذا جمعتها عند الميزان يوم الحشر ل تمساوي نعمــة واحــدة ممــا أنعــم الـ عــز وج ل بهــا عليــك فــإذا ُو ضـعت أعمال أكثر الرجال صلحاً في كفة ووضـعت نعمــة البصــر فــي الكفــة الرخــرى لرجحـت كفــة
نعمـة البصـر حــتى يــدرك الرج ل الصـالح ذلـك وه و مثــال أمـام عينيــه فيقــول يــا رب برحمتـك يــا رب
برحمتــك – ثــم يمســأله أصــحابه ويقولـون ول أنــت يــا رمس ول الـ فيقــول ول أنــا إل أن يتغمــدني الـ برحمتــه فمســددوا وقـاربوا ول يتمنيــن أحــدكم المــوت رب محمســناً فيــزداد إحمســاناً إوامــا ممســيئاً فلعلــه ُيمستعتب " أي أدوا ما عليكم من الفرائض والعمال الصالحة ومسددوا مــا عليكــم مــن حقــوق النــاس وقاربوا فيما بينكم وبين الناس بالصالح من العمال لن ال نـمسان إذا كــان علــى الطريـق الممســتقيم 73
فإن أعماله في الدنيا هى مزرعة للرخرة يحصد فيها ما زرع فإن امستمر في الـدنيا وقتـاً أطـول كـان زرعه الطيب أكثر وحصاده من الرخير يوم القيامة أكثر والنتيجــة ل يعلمهــا إل الـ عــز وج ل فكيــف يتمنى الموت ويـترك كـل ذلـك الرخيـر الـذي يـدرخره للرخـرة وأمـا إن كـان مـن أصـحاب المسـعير فبمـاذا ينفعه الموت لن يكون مرخلصاً له من الشقاء ,إوان كان ممسيئاً فلعل ال يلهمه التوبـة والمســتغفار وقـد يمحـو رخطايــاه وح تى إن أصـابه فـي الـدنيا مكــروه فهـو إمـا مكفـ ارً عـن مســيئاته أو مضــافاً إلــى حمسناته فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول في حديث رواه أبو هريرة يقــول مــا يصــيب الممسلم من غم ول أذى ول هم ول حزن إل كفر الـ بهـا مـن رخطايـاه حـتى الشـوكة يشـاكها " وذلـك لنعلم أن هذا المرض مكفــر للـذنوب ومطهــر مــن الثــام حــتى نكــون مــن أصــحاب النعيــم ومـن أهــل الجنة ,وقد جاء في صــحيح ممسـلم أن شـاباً عـثر فـي وتـد رخيمـة فمســقط فأرخـذ أصــحابه يضـحكون منــه ول يمســعفه واحــداً منهــم وقـد حــدث ذلــك أمــام أم المــؤمنين عائشــة رض ي ال ـ عنهــا فقــالت ل تضحكوا إني مسمعت رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول ما يصيب الممســلم مــن شــيء إل كفــر ال به من رخطاياه حتى الشوكة يشاكها " فكان ذلـك مــن رحمــة الـ عــز وج ل بنــا ومـن نعمــه الــتي ينبغي أن نشكره ونحمده عليها حمداً وشك ارً كثي ارً
74