كتاب آيات الكون المجموعة الثانية -2

Page 1

‫من آيات الــله ال نـفلوان از‬ ‫قْد َ‬ ‫قُهههبو َ‬ ‫ب ّل يَْف َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ههه ا‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫هّن َ‬ ‫ذَرْأَن ا لِ َ‬ ‫يقول الـــ عـــز وجــل ) َ‬ ‫س ۖ لَُهه ْ‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫ج ِّ‬ ‫كِثريًر ا ِ ّ‬ ‫م ُقُلههبو ٌ‬ ‫و ا ْ ِلن ِ‬ ‫مآ َ‬ ‫عبو َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ضهه ّ‬ ‫ك َ‬ ‫ك‬ ‫ل ُ‬ ‫ك اْل َْن َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ذ ا ٌ‬ ‫م أَ َ‬ ‫ن ّل ُيْب ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ل ۚ ُأوٰلَِئهه َ‬ ‫ه ا ۚ ُأوٰلَِئ َ‬ ‫س َ‬ ‫ه ا َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫ن ّل يَ ْ‬ ‫ولَُه ْ‬ ‫ولَُه ْ‬ ‫ع ا ِ‬ ‫عُري ٌ‬ ‫غ افُِلبو َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ه ُ‬

‫( الع ـراف ‪ 179‬يقــول ال ـ عــز وجـل أنــه زودنــا بالمكانيــات الــتي نحصــل بهــا‬

‫المعرفة والعلم مثل القلوب والعقول والبصار والمسماع كمــا يقــول ال ـ عــز وجـل‬

‫كم‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫) َ‬ ‫و اللّ ُ‬ ‫ه أَ ْ‬

‫مههبو َ‬ ‫م‬ ‫دَة ۙ لَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ج َ‬ ‫مههن ُب ُ‬ ‫و اْل َْفِئهه َ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ههه اتِ ُ‬ ‫طههبو ِ‬ ‫م َ‬ ‫صهه اَر َ‬ ‫و اْل َْب َ‬ ‫ع َ‬ ‫عهه َ‬ ‫و َ‬ ‫شههْريًئ ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫كهه ْ‬ ‫سهه ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن ُأ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫كهه ُ‬ ‫م َل تَْعلَ ُ‬ ‫كُرو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ش ُ‬ ‫تَ ْ‬

‫( النحل ‪ 78‬فكـانت تلــك هــى أدوات المعرف ة والتعلـم الــتي أنعــم الـ بهــا علــى ال نـمســان‬

‫وجعلهــا لكــل البشــر علــى المس ـواء والمــام الشــافعي ‪ ‬يقــول مــن أراد الــدنيا فعليــه بــالعلم ومـن أراد‬ ‫الرخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم ‪ ,‬تعلم فليس المرء يولد عالماً وليـس أرخــو جهـل‬ ‫كعالم ل يمستوون ‪ ,‬وقد قيل لنا كن عالمـاً أو متعلمـاً ول تكــن الثالثــة فتهلــك ورخيــر العلــم أن تــدرس‬ ‫آية من كتاب ال عز وجل تغوص معها وفيها حتى تزداد يقيناً إوايماناً وتـدرك أن ديــن المســلم هــو‬ ‫الدين الحق وأبو ذر ‪ ‬قال قال لي رمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يــا أبــا ذر لن تغــدوا فتتعلــم‬ ‫آية من كتاب ال رخير لك من أن تصلي مائة ركعة ‪.‬‬ ‫وتلك الية التي نحن بصددها هى قول ال عز وجل‬

‫ف ي اْل َ‬ ‫م‬ ‫ف ي َأنُف ِ‬ ‫و ِ‬ ‫م آَي اتَِن ا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سُنِري ِ‬

‫حه ّ‬ ‫د‪.‬‬ ‫ه َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ى ُ‬ ‫كه ِ‬ ‫ يءش ٍ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ف بَِربِ ّه َ‬ ‫ق ۗ أَ َ‬ ‫ه اْل َ‬ ‫ى يَ​َتبَريّ َ‬ ‫َ‬ ‫ك أَنّه ُ‬ ‫م أَنّ ُ‬ ‫هري ٌ‬ ‫ولَه ْ‬ ‫ن لَُه ْ‬ ‫كه ِ ّ‬ ‫علَه ٰ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫شه ِ‬ ‫شه ْ‬

‫( فصــلت ‪53‬‬

‫مسبحانك يا رب العالمين الكون مشــحون بآيــات إذا أردت تفمســي ارً لهـا أعيـاك ولكنــه صــنعة الـ عــز‬ ‫وجل ولكنه رخلق مـن رخلـق الـ عـز وج ل وقـد أمرن ا رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( أن نتفكــر‬ ‫ونتدبر في رخلق ال فقـال تفكــروا فـي رخلـق الـ ول تتفكــروا فـي الـ فـإنكم لـن تبلغـوا قـدره " عقولنـا‬ ‫تعجز عن إدراك ال حتى نتفكر فيه إنما يجب علينا أن نتفكر فــي آيــات الـ ومرخلوقـاته مــن حولنــا‬ ‫وحتى في المرخلوقات التي لم نراها بأعيننـا إنمـا فقـط رأينـا آثاره ا بعـد طـول الزم ان علـى انقراضـها‬ ‫كمــا هــو الحــال فــي الديناصــورات تلــك المرخلوقــات الضــرخمة الــتي تصــل إلــى الجبــال فــي طولهــا‬ ‫‪1‬‬


‫وضـرخامتها فــأين هــى الن ل وج ود لهــا إنمــا الــذي دل علــى وجودهــا هــو مــاتركته مــن آثاره ا مــن‬ ‫هياكل عظمية ‪ ,‬وكذلك من المرخلوقات الضرخمة التي نعرفها ونراها إلى يومنا هذا هى الحيتان فــي‬ ‫المحيطات وعلى ضرخامتها تلك إل أته يقال إن من الحيتان الــتي انقرض ت وارختفــت مــا هــو أضــرخم‬ ‫ممن نراها الن ومنها الحوت الـذي ابتلــع نـبي الـ يـونس عليــه المسـلم ‪ ,‬إواذا تجولنــا فــي الغابــات‬ ‫نجد الفيل وهو حيوان ضــرخم ورغ م ذلـك نــرى طفــل صــغير يقـوده ويـذهب بـه حيــث شـاء ذلـك الفيـل‬ ‫الــذي حــدثنا عنــه رب العــالمين عنــدما كــان أقــوى مســل ح فــي الــدنيا وأرادوا أن يهــدموا بــه بيــت الـ‬ ‫الحرام فكانت تلك المرخلوقات الضرخمة هى مقياس القوة بين المرخلوقات أي كلما كبر حجمــه كــانت‬ ‫قوته شديده وبطشه أقوى وقدرته على الفتك أكبر ولكـن مـع تقـدم العلـم الحـديث وارخـتراع المجـاهر‬ ‫والميكرومسكوبات وذلك من فضل ال على البشر تمكن العلماء من رؤيـة ومعرف ة أنـواع أرخـرى مـن‬ ‫المرخلوقات متناهية في الصغر ول يمكن رؤيتهــا بــالعين المجــردة وتتكــون مــن رخليــة واحــدة تمســمى‬ ‫أميبا ولها نواة ويحيط بها مسائل جمسم حي هذا المرخلوق يعيش ويحيا ويتكاثر بال نـقمسام فكان ذلـك‬ ‫الشــيء مبهــر بالنمسـبة للعلمـاء ولكــل البشــر عنــدما اكتشــفوه فهـل علمـوا أن لهـذا المرخلـوق رخـالق‬ ‫فآمنوا به إنما المؤمنون من قبل إزدادوا إيماناً بينما أهل الكفر وال لـحاد ظلوا على ما هــم عليــه بــل‬ ‫وقالوا إنهم يمكنهم أن يرخلقوا مثل رخلق ال هذا فأتوا بكــل العناصــر والمـواد الــتي يتكــون منهــا هــذا‬ ‫الحيوان الولي وهو الميبا من كربون وأيدروجين وأكمسجين ثم رخلطوها في معاملهم فأرخرجوا مادة‬ ‫مشــابهه تمامـاً لمــا هــو موج ود فــي تلــك المرخلوقـات ولكــن كــان ينقصــهم المســر الموج ود فيهــا ولـم‬ ‫يمستطيعوا هـم رخلقـه أل وه و الـرو ح الـتي يهبهـا الـ عـز وج ل لمرخلوقـاته تجعلـه قـادر علـى الحيـاة‬ ‫والنماء والتكاثر والحركة فما رخلقوا إل مادة ميتة ل حياة فيها فإن ال عز وجل يقـــول‬

‫ك‬ ‫سَأُلبونَ َ‬ ‫) َ‬ ‫وي َ ْ‬

‫ن اْلِعْلِم إِّل َقِلريًل‪ ( .‬المس ـراء ‪ 85‬ثــم بعــد هــذا‬ ‫َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫مِر َرِّب ي َ‬ ‫ل الّرو ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ا ُأوِتريُتم ِ ّ‬ ‫ن الّروحِ ۖ ُق ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ال كـتشــاف وجـدوا مــا هــو أدق وأصــغر مــن هــذا المرخلــوق وه و كــذلك عبــارة عــن رخليــة واحــدة ولـه‬ ‫أشكال متعددة إما على شكل عصــي أو لولـبي أو دائــري أو حلزونـي وأمســموه بكتيريـا ووج دوا فيهــا‬ ‫‪2‬‬


‫آية من آيات ال عز وجل فإنها تكمن وكأنها ميتة لــوقت طويـل قــد يصــل إلــى مســنوات ومسـنوات ثــم‬ ‫إذا جاءتها مسبل الحياة نفخ فيها الرو ح من جديد وكأن الـ عــز وج ل يقــول للــذين يكــذبون بــالبعث‬ ‫والنشور ويقولون إنما هى حياتنا الدنيا نوت ونحيا وما نحــن بمبعـوثين هــؤلء يجعــل لهــم الـ هــذا‬ ‫ل كما بعثه بعد هذه المسنين حياً فهو قادر على أن يبعث كل رخلقه أحيـاًء فـإن الـ عـز‬ ‫المرخلوق مث ً‬ ‫وجل ل يصعب عليه شيء في أول الرخلق ول في آرخر الرخلق ‪ ,‬وتمر المسنين والع ـوام حــتى يكــون‬ ‫الوبـاء الــذي يصــيب ملييــن البشــر فيقضــي عليهــم مثــل وبـاء ال نـفلـوان از الــذي انتشــر بعــد الحــرب‬ ‫العالمية الولى وأجهز على عشرين مليون من البشر ولم يمستطع أحد له دفعاً أو صداً وقد أطلق ـوا‬ ‫عليه هذا المسم الذي يعني فعل النجوم ل نـهم لم يعرف وا عنـه شـيئاً حـتى ظهـر المجهـر ال لـكـتروني‬ ‫فعلموا أن الممسبب لهذا الوباء الرهيـب إنمـا هـو مرخلـوق ضـعيف متنـاهي فـي الصـغر أطلقـوا عليـه‬ ‫امســم الفيــروس ويتكــون مــن رخليــة واحــدة ويتكــاثر بال نـقمســام ويمكنــه أن يعيــش فــي الهـواء والمــاء‬ ‫والتربة هكذا قيل لنا وما ندعي أننا بلغنا قمة العلم في الممسألة ولكن غايتنا في هذا المر أن نقول‬ ‫للناس انظروا إلى ذلك المرخلوق الذي يحيـا ويمـوت ولـه كـل مكونـات الحيـاة قـالوا إن حجمـه يصـل‬ ‫إلى واحد على مائة ألف من الملليمتر لقد صدق ال إذ يقول وما يعلم جنود رب ك إل هـو فـإن ذلـك‬ ‫المرخلوق مسـبب الرع ب للعـالم كلـه عنــدما جـاء منـه نوع اً جديـداً ليـس لهـم بــه علـم كمسـابقه مســموه‬ ‫انفلوان از الطيور وقالوا إن بإمكانه أن يقضي علـى البشـر جميعـاً إذا انتشـر فيهـم لمـدة مسـتة أشـهر‬ ‫فلينظــر ال نـمســان إلــى قــدرة ال ـ عــز وجـل وقـوته فــإن ال ـ عــز وجـل يقــول‬

‫م ا َ‬ ‫ف ي‬ ‫ل ان ُ‬ ‫ذ ا ِ‬ ‫ظُرو ا َ‬ ‫)ُق ِ‬

‫ت َو الّنُذُر َعن َقْبوش ٍم ّل ُيْؤِمُنبوَن‪ ( .‬يـــونس ‪ 101‬مـــاذا تفعـــل‬ ‫و ا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ضۚ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ا َ‬ ‫س َ‬ ‫ ال ّ‬ ‫م ا ُتْغِن ي اْلَي ا ُ‬ ‫و اْل َْر ِ‬ ‫القنابــل الهيدروجينيــة والذريـة أمـام قــوة وقـدرة الـ عــز وج ل فهــو بعظمتــه لـو أراد أن يمســلط علينــا‬ ‫أضــعف مرخلوقـاته الــتي ل نمســتطيع أن نراهــا لهلكتنــا جميع ـاً ‪ ,‬وه ذا يجعلنــا ان ننظــر ونتــدبر فــي‬ ‫حديث رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( الذي رواه جابر بن عبد ال ال نـصاري ‪ ‬قــال قــال رمس ول‬ ‫ال )صلي ال عليه ومسلم( رخمس أعوذ بال أن تكون فيكم أو تــدركونهن مــا ظهــرت الفاحشــة فــي‬ ‫‪3‬‬


‫قوم ًيعمل بها عل نـية إل مسلط ال عليهم الوجاع والمراض التي لم تكن في أمسـلفهم – وتلــك آيــة‬

‫من الـ نراهـا ونعاينهـا بأعيننـا فقـد مسـلط الـ علـى هـؤلء القـوام مـرض اليـدز الـذي انتشـر فيهـم‬ ‫كالوبـاء ومـا امســتطاعوا أن يصــلوا إلــى دواء لــه ذلــك لن الفجــور امستشــرى فيهــم والباحيــة كــانت‬

‫ممسلكهم ومنهجهم في الحياة ُيعمل بهــا عل نـيــة فـي كــل الفضـائيات ليراهـا كــل العـالم فمـا أشـد مــن‬ ‫ذلك عل نـية – وما برخس قوم الميزان والمكيال إل ُأرخذوا بالمســنين وشـدة المؤنـة وج ور المســلطان –‬

‫وه ذا مــا ينطبــق حقـاً ويقينـاً فــي الكــثير مــن دول العــالم مــن تجــبر الحكــام ونهبهــم أمـوال الشــعوب‬ ‫وظلمهم رعيتهم فما كان ذلك إل حصيلة تفشي الظلــم بيــن النــاس فيمــا بينهــم وأكــل أمـوال بعضــهم‬ ‫بالباطل – وما منع قوم زكاة أموالهم إل ُم نـعـوا القطـر مـن المسـماء ولـول البهـائم لـم ُيمطـروا ومـا لـم‬

‫يحكم أمراؤهم بكتاب ال إل مسلط الـ عليهــم عـدوهم فامسـتنقذوا بعضـاً ممــا فــي أيـديهم – فل نمسـأل‬

‫أنفمسنا لماذا ذهبت فلمسطين ولماذا ذهبت أفغانمســتان والعـراق وبعضـاً مــن هــذه الدولـة وبعضـاً مــن‬ ‫تلك ولماذا تنتشر المجاعات في الدول الفقيرة مثل الصومال والمسودان وغيرها ولن يعود هذا الــذي‬ ‫ذهــب إل بعــودة الحكــام إلــى كتــاب الـ عــز وج ل – ومـا لــم يحكمـوا بينهــم بكتــاب الـ إل جعــل الـ‬ ‫بأمسهم بينهم شديد "‬ ‫وهذه الوبئة والمراض يأمرنا دين المسلم أن نحتاط لها وأن نتقيها بكــل الومسـائل فقــد أمــر رمس ول‬ ‫ال الناس أن يتداووا من المراض وأن يفروا مـن المعـدي منهــا مثــل المجــزوم ولكنـه نهــى عـن أن‬ ‫يعتقد الناس أن العدوى في حد ذاتها ممسببة للمرض فإن الذي يجعل العدوى تعمل عملهــا هــو الـ‬ ‫عــز وجـل وبالتــالي فهــو القــادر علــى أن يعطلهــا ولكــن علــى النــاس أن تتقــي الشــر وتبتعــد عــن‬ ‫المهلكات من المور ول يلقوا بأنفمسهم فيها فقد جاء فــي حـديث رواه أمسـامة بـن شــريك ‪ ‬قـال كنـا‬ ‫عند رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وكأن على رؤمسنا الطير فجاء العراب من ها هنا وها هنــا‬ ‫وقالوا انتداوى يا رمسول ال ‪ -‬وكانوا في زمن وبـاء وع دوى – فقـال لهـم تـداووا عبـاد الـ فـإن الـ‬ ‫‪4‬‬


‫عز وجل لم ينزل داء إل وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله " إوان دين المسلم يــأمر‬ ‫بأن نأرخذ بالمسباب وأن نعد لكل أمر عدته ونأرخــذ بالمســباب الــتي تمنــع عنــا الوقـوع فــي البلء فقــد‬ ‫قال أبو هريرة ‪ ‬مر رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( بجـوار حـائط مائـل فأمسـرع الرخطـى " وعلـى‬ ‫ذلك ل يجد إنمسان أم ارً ما يؤدي إلى هلكــه ويمستمسـلم لـه فهــو فـي تلـك الحالــة فــي حكـم المنتحـر ‪,‬‬ ‫كما أن عمر بن الرخطاب ‪ ‬وهو أمي ارً للمؤمنين كان متجهاً لفتح إحدى المدن بالشام ولما علــم أن‬ ‫بهــا وبــاء الطــاعون منتشــر وقــف رخــارج المدينــة بمــن معــه ولــم يــدرخلها ثــم مســأل مــن معــه مــن‬ ‫المهــاجرين وال نـصــار هــل عنــدكم علــم بهــذا عــن رمس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( فقــال عبــد‬ ‫الرحمن بن عوف ‪ ‬مسمعت رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يقـول إذا مسـمعتم بـه بـأرض وأنتـم‬ ‫رخارجها فل تدرخلوها إوان كنتم فيها فل ترخرجوا منها ف ار ارً منه " فكان بذلك الحجر الصــحي أول مــن‬ ‫أرمسى دعائمه هو ُم حـمد )صلي ال عليه ومسلم( وقد قالوا لعمر ‪ ‬فــي هــذا الموقـف أفـ ار ارً مــن قــدر‬

‫ال قال إنما نفر من قدر ال إلى قدر ال ولكننا أمرنا أل ندرخل على المهالك فتهلكنا ‪ ,‬ومـن رحمــة‬ ‫الـ عــز وج ل بنــا أن جعــل لنــا فــي ديــن المســلم مضــادات لتلــك البليــا والمصــائب فــإن رمس ول الـ‬ ‫)صلي ال عليــه ومسـلم( يقــول حصــنوا أمـوالكم بالزك اة وداووا مرض اكم بالصــدقة وامســتقبلوا أمـواج‬ ‫البلء بالــدعاء والتضــرع " كمــا يقــول رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( صــنائع المعــروف تقــي‬ ‫مصارع المسوء وصدقة المسر تطفيء غضب الرب وأهل المعروف في الدنيا هم أهــل المعــروف فــي‬ ‫الرخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الرخرة وأول من يدرخل الجنة أهل المعروف ‪.‬‬

‫من آيات ال الكمسوف‬ ‫قـال علــي بــن أبــي طــالب ‪ ‬رخـذوا عنــي رخممســة لــو قطعتــم ظهــور المطايــا لـن تجــدوا أعظــم منهــا ل‬ ‫يرج ون أحــدكم إل ربـه – ينصــح النــاس أن يتمثل ـوا بــه فــي رخممســة أمــور ل يــدركونها حــتى كــثير‬ ‫المسفار منهم الذي لديه رخبرة وامسعة أولها عـدم اللجـوء إل لـ فل تطلـب إل منـه ول تنحنـي إل لـه‬ ‫‪5‬‬


‫فإن ال عز وجل هو مالك الملك والملكوت – ول يرخافن أحدكم إل ذنبـه ول يمسـتحي أحـدكم إن كـان‬ ‫مس ـ ئـل أحــدكم عــن شــيء ل يعلمــه يقــول ل أعلــم أل إن الرخاممســة الصــبر إوان‬ ‫ل يعلــم أن يتعلــم إواذا ُ‬ ‫الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجمسد ‪.‬‬

‫وفي أحد اليام أرمسل رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( رجل امسمه دحية الكلبي الذي كانت صورة‬ ‫وجهه كصورة وجه جبريل عليـه المسـلم مـن أجمـل الصـور الـتي صـورها الـ عـز وج ل فـي إنمسـان‬ ‫فيرختاره رمسول ال مبعوثاً إلى المقوقس عظيم مصر فيأتي إلى مصر برمسالة من ُم حـمد )صلي الـ‬

‫عليه ومسلم( عبد ال ورمسوله إلــى المقــوقس عظيــم القبــط أمسـلم تمســلم يؤتـك الـ أجــرك مرتيــن إوان‬

‫ل َي ا أَ ْ‬ ‫ى َ‬ ‫بو اش ٍء‬ ‫ب تَ َ‬ ‫كَت ا ِ‬ ‫ل اْل ِ‬ ‫م ش ٍ‬ ‫سهه َ‬ ‫ة َ‬ ‫كِل َ‬ ‫ه َ‬ ‫توليت فإنما عليك إثم القبط " وال عز وجل يقول )ُق ْ‬ ‫ع الَْبو ا إِلَ ٰ‬ ‫ضَن ا بَْع ً‬ ‫هۚ‬ ‫م أَّل نَْعُبَد إِّل اللّ َ‬ ‫ن الّلهه ِ‬ ‫مههن ُدو ِ‬ ‫وَل يَّت ِ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫وبَْريَن ُ‬ ‫شْريًئ ا َ‬ ‫ه َ‬ ‫شِر َ‬ ‫ه َ‬ ‫بَْريَنَن ا َ‬ ‫وَل ُن ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫خَذ بَْع ُ‬ ‫ض ا أَْرَب اًب ا ِ ّ‬ ‫بولّْبو ا َ‬ ‫َ‬ ‫مبو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ش َ‬ ‫فِإن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فُقبوُلبو ا ا ْ‬ ‫سهِل ُ‬ ‫هُدو ا بِأَنّهه ا ُ‬

‫( آل عمـــران ‪ 64‬المقـــوقس يـــرد هـــذا الرمسـ ول إلـــى‬

‫ُم حـمد )صلي ال عليه ومسلم( برد جميل وهدية وكانت الهديــة هــى ماريـة بنــت شــمعون رض ي الـ‬

‫عنها التي ما إن وصلت إلى المدينة حتى أعلنت إمسلمها ثم بعد ذلك اترخذها رمسول الـ زوجـة لــه‬

‫ويأتيه جبريل عليه المسلم ويقول يا ُم حـمد يا أبــا إبراهيــم إن الـ عــز وج ل يبشــرك بولـد مــن ماريـة‬

‫ويأمرك ان تمسميه إبراهيم جعله ال قرة عيــن لــك فــي الــدنيا والرخــرة ‪ ,‬يبشــره بالولـد بعــد أن ترخطــى‬ ‫المستين من عمره وقد حرم من الولد بعد أن فقد أولده مــن المســيدة رخديجــة رض ي الـ عنهــا وتـزوج‬

‫من بعدها نمساًء فلم يرزق منهن بالولد ‪ ,‬ويمستقبل رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( تلك البشــرى‬ ‫من جبريل وينتظر ذلك المولود الذي ولد في شهر ذي الحجة من المسنة الثامنة من الهجــرة فكيــف‬ ‫تكــون المــودة بينهمــا ورمس ول ال ـ الــذي يحمــل الرحمــة كلهــا وه و المبعــوث رحمــة للعــالمين ذلــك‬ ‫الرمسول الذي كان يقبل ويضم إليه الحمسن والحمســين فيقــول لــه القــرع بــن حــابس ‪ ‬إن لــي عشــرة‬ ‫من الولد ما قبلت منهم واحداً قط فيقول له وما أملك لك أن نزع ال الرحمــة مــن قلبــك ثــم يقــول لــه‬ ‫ارحموا من في الرض يرحمكم من في المسماء ‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫فر ح رمسول ال بولده إبراهيم وقد رآه يمسير أمامه ويتكلم وع ن أنـس بــن مالـك ‪ ‬يقــول درخـل رمس ول‬ ‫ال )صلي ال عليه ومسلم( على أبي يومسف ظئر إبراهيم ابنه فأرخذ إبراهيم وقبله وشمه وضمه ثــم‬ ‫بعد ذلك يدرخل عليه في في يوم الثاني عشر من ربيع الول من المسنة العاشرة من الهجرة وقد بلــغ‬ ‫إبراهيم ثمانية عشر شه ارً وهو يجود بنفمسه فيشــفق عليـه ويقـول يـا إبراهيــم إنـا ل نغنـي عنـك مــن‬ ‫ال شيئاً وتدمع عيناه فيقول له عبد الرحمن بن عوف ‪ ‬وأنت يا رمسول ال فيقول إن العين تــدمع‬ ‫إوان القلب ليحزن ول نقول إل ما يرض ي ربنـا إوانـا لفراقـك يـا إبراهيـم لمحزونـون ويقبضــه الـ وه و‬ ‫بين يديه ثم يمسير بجنازته حتى يدفن بالبقيع وبعد الدفن وفي طريق العودة إذا بالمسماء قد أظلمت‬ ‫وكانوا في النهار فإذا بهم وكـأنهم فــي الليــل فيقــول بعــض النــاس انكمســفت الشــمس لمــوت إبراهيــم‬ ‫ولكن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( الذي ينزل عليه الوحي وهو رخير البشر قاطبــة مــا أراد أن‬ ‫يجعل لنفمسه ميزة يتميز بها على الرخلق فجمع الناس إلى الصلة جامعة ثم علم الناس فمــاذا كــان‬ ‫التعليم عن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها وأرضاها قالت انكمسفت الشمس يــوم مــوت إبراهيــم‬ ‫فقــال النــاس انكمســفت الشــمس لمــوت إبراهيــم فبعــد أن شـر ح رمس ول الـ صــلة الكمســوف قــال أيهــا‬ ‫الناس إن الشمس والقمر آيتين من آيات ال عز وجل ل ينرخمسفان لموت أحد ول لحياته فإذا رأيتم‬ ‫شياً من ذلك فادعوا ال وكبروا وصلوا وتصدقوا " كـان هـذا هـو التعليــم رف ض أن يجعـل لنفمســه أي‬ ‫ميزة عن باقي البشر ولكنه أمرنا أن نلجأ إلى ال عز وجل وحده ندعوه أن يكشف عنــا البلء لنــه‬ ‫جل جل لـه مالك الملك والملكــوت والرض جميعـاً قبضــته يــوم القيامــة والمســماوات مطويـات بيمينــه‬ ‫مسبحانه وتعالى عمــا يشــركون بــديع المســماوات والرض فكيــف ل يكــون هــو الكــبير الــذي نكــبره ول‬ ‫نكبر غيره وبعد التكبير والصلة يكون البر والصدقة حتى يزداد الــترابط بيــن المجتمــع ويمســود الــود‬ ‫بين الناس والتمامسك وقت الشدة فإن الغني يعطي الفقير فإذا دعا الغني بعد الصدقة فتحت أب ـواب‬ ‫المسماء لدعاءه إواذا أرخذ الفقير الصدقة ثم دعا فتحت أبواب المسماء لدعاءه ثم يقول يا أمة ُم حـمــد‬

‫ما من أحد أغير من ال أن يزني عبده أو أمته ‪ ,‬بعـد الصـدقة أراد مـن المجتمـع الممسـلم أن يكـون‬ ‫‪7‬‬


‫مجتمعاً طاه ارً نقياً العلقة بين الرجل والمرأة فيه هى علقة زواج على شريعة المسلم حتى يكــون‬ ‫مجتمعاً ل شواذ فيه ول فمسق ول فجور ثم يقول بعد ذلك التهديد والوعيد يا أمـة ُم حـمـد لـو تعلمــون‬

‫ل ولبكيتم كثي ارً فما هو الذي يعلمه ول نعلمه إنما شرحه حديث آرخر لجابر بن‬ ‫ما أعلم لضحكتم قلي ً‬ ‫عبد ال ال نـصاري ‪ ‬قال بعد أن شر ح صلة الكمسوف قـال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( إن‬ ‫الشمس والقمر آيتان من آيات ال ل ينرخمســفان لمـوت أحــد ول لحيـاته فـإذا رأيتــم ذلـك فـاذكروا الـ‬ ‫عز وجل وصلوا ثم قال ما من شــيء توع دونه إل رأيتــه فــي صــل تـي هــذه – قــال إن الـ أراه كــل مــا‬ ‫وعده به – قال رأيت الناس يحض بعضها بعضـاً وذلــك حيــن رأيتمــوني تــأرخرت مرخافــة أن يصــيبني‬ ‫من لفحها عرض ال عز وجل عليه النار بكل فظاعتها وبكل مـا فيهــا مسـعير ولهيـب فتـأرخر رمس ول‬ ‫الـ مرخافــة أن يصــيبه منهــا شــيء ورج ع إلــى الرخلــف ثــم ييقــول رمس ول الـ فوج دت فيهــا صــاحب‬ ‫المحجن الذي كان يمسرق الحجيج بمحجنه فإذا فطن له قــال لقــد تعلــق بمحجــتي إواذا لــم يفطــن لــه‬ ‫ذهب به ومضى وذلك إنما يمثل كل من يأكل أمـوال النــاس بالباطــل وكـل مــن ينصــب ويحتــال علــى‬ ‫الناس بكل شكل فإذا انتبه وفطن له الناس قال لقد تعلق بي إواذا لم ينتبه له أحد أرخذها ‪ ,‬ثم يقــول‬ ‫ورأيت صـاحبة الهـرة الـتي حبمسـتها فلـم تطعمهـا ولـم تـدعها تأكـل مـن رخشـاش الرض حـتى مـاتت‬ ‫جوع اً يقــول لمتــه وينبههــم يجــب عليكــم أن تكــون قلــوبكم رحيمــة علــى كــل ممســكين أو محتــاج أو‬ ‫ضعيف فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول وال ل يؤمن وال ل يـؤمن والـ ل يــؤمن قيــل‬ ‫من يا رمسول ال قال من بات شبعان إوالى جواره جاره جائع وه و يعلــم بــه ‪ ,‬ثــم يقــول ورأيــت الجنــة‬ ‫فتقدمت أردت أن آرخذ من ثمرها عنقوداً لتنظروا إليــه ثــم بـدا لــي أل أفعــل لن الـ عــز وج ل جعلهـا‬ ‫مفاجأة وجعل فيها ما ل عين رأت ول أذن مسمعت ول رخطر على قلب بشر من هنا امتنع رمسول ال‬ ‫أن يأرخذ من ثمر الجنة ‪ ,‬وعن أمسماء رضي ال عنها قالت قال رمسول ال )صلي ال عليه ومســلم(‬ ‫بعد أن ذكر الكمسوف والرخمسوف قال فإذا رأيتم شــيئاً مــن ذلــك فـافزعوا إلــى الصـلة حــتى يكشــف مــا‬ ‫بكم أو حتى تنجلــي ثــم قـال مـا مــن شـيء لـم أره إل رأيتــه فـي صــل تـي هــذه أو قـال فــي مقـامي هـذا‬ ‫‪8‬‬


‫وأوحي إلّي أنكم تفتنون في قبوركم كفتنة الممسيح الدجال أو أكثر يؤتى بأحدكم فيقال له مــا علمــك‬ ‫بهــذا الرج ل فأمــا المــؤمن أو المــوقن فيقــول هــو ُم حـمــد رمس ول الـ جاءنــا بالبينــات والهــدى فآمنــا‬

‫واتبعنا – كان اليمان ثــم الجابـة وال تـبـاع فكـانت تلـك الثلثــة مكونـة لـدين المســلم فـإنه ل إيمـان‬ ‫بغير عمل ول إيمان بغير تصديق في القلب ول إيمان بغير اتبـاع فـإن الثلثــة يصـل بعضـها بعضـاً‬ ‫– ثـم قـال فُيقــال لـه نــم صـالحاً لقــد كنـا نعلــم أنـك موقنـاً وأمـا المنــافق وأمـا المرت اب فيقــول ل أدري‬

‫مسمعت الناس يقولون شيئاً فقلته " ‪.‬‬

‫إن الكمسوف والرخمسوف هى آيات من آيات ال عز وجل يرخــوف الـ بهــا عبــاده إواذا رأينــا القمــر قــد‬ ‫حال بين ضوء الشمس وحجبها بتمامهـا وأصـبح النهـار ظلمـة فهـذه آيـة مـن آيـات الرحمـن حـتى‬ ‫نأرخذ منها العبرة فكيف يكون حالنا إذا لم يأتينا ال بنهار بعدها ويكون ظلماً ممستم ارً لن ال عــز‬ ‫وجل يقول‬

‫ه َ‬ ‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ج َ‬ ‫غْريهُر اللّه ِ‬ ‫م ِ‬ ‫علَْري ُ‬ ‫ة َ‬ ‫م اْلِقَري ا َ‬ ‫سْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م اللّْري َ‬ ‫ع َ‬ ‫م ِإن َ‬ ‫ن إِٰلَ ٌ‬ ‫ل اللّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل أَ​َرأَْيُت ْ‬ ‫)ُق ْ‬ ‫ى يَْبو ِ‬ ‫مًد ا إِلَ ٰ‬ ‫ك ُ‬

‫ضهَري اش ٍء ۖ أَ َ‬ ‫عبو َ‬ ‫م‬ ‫ه َ‬ ‫ج َ‬ ‫علَْري ُ‬ ‫كم بِ ِ‬ ‫يَْأِتري ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م الّن َ‬ ‫سهْر َ‬ ‫ههه اَر َ‬ ‫عه َ‬ ‫م ِإن َ‬ ‫سه َ‬ ‫ل الّله ُ‬ ‫ل أَ​َرأَْيُته ْ‬ ‫ن‪ُ .‬قه ْ‬ ‫فَل تَ ْ‬ ‫ى يَهْبو ِ‬ ‫مًد ا إِلَه ٰ‬ ‫كه ُ‬ ‫ه ۖ أَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫كُنبو َ‬ ‫م‬ ‫ج َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫مِت ه ِ‬ ‫و ِ‬ ‫فَل ُتْب ِ‬ ‫فري ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ه يَْأِتري ُ‬ ‫غْريُر اللّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ة َ‬ ‫ اْلِقَري ا َ‬ ‫ن إِٰلَ ٌ‬ ‫من ّر ْ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫كه ُ‬ ‫كم بِلَْري ش ٍ‬ ‫من َ‬ ‫كُرو َ‬ ‫ن‪(.‬‬ ‫ول َ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ضِل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫غبو ا ِ‬ ‫ولَِتْبَت ُ‬ ‫فري ِ‬ ‫كُنبو ا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫و الّن َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل َ‬ ‫ اللّْري َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ه اَر لَِت ْ‬

‫ويقول ال عز وجل‬

‫القصص ‪73 – 71‬‬

‫ه اَر َ‬ ‫فِإ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مبو َ‬ ‫هم ّ‬ ‫ج هِر ي‬ ‫ذ ا ُ‬ ‫وآيَ ٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫ه الّن َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫سلَ ُ‬ ‫) َ‬ ‫مْن ُ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫شه ْ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫و ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ظِل ُ‬ ‫م اللّْري ُ‬ ‫ة لُّه ُ‬

‫ه ا ۚ ٰ َ‬ ‫مَر َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫و اْل َ‬ ‫سَت َ‬ ‫د َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ى َ‬ ‫عِزيِز اْل َ‬ ‫ديُر اْل َ‬ ‫ع ا َ‬ ‫قهه ِ‬ ‫جبو ِ‬ ‫ك تَْق ِ‬ ‫كهه اْل ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫ق ش ٍرّ لّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫مَن اِز َ‬ ‫دْرَن اُه َ‬ ‫ق َ‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫عِلري ِ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫عْر ُ‬ ‫لِ ُ‬ ‫ل فِهه ي َ‬ ‫حبو َ‬ ‫ك اْل َ‬ ‫ك ّ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫و ُ‬ ‫س َينبَ ِ‬ ‫فلَه ش ٍ‬ ‫ق الّن َ‬ ‫غ ي لَ َ‬ ‫ه اِر ۚ َ‬ ‫ل َ‬ ‫مَر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ه ا َأن ُتْدِر َ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫َل ال ّ‬ ‫سهبَ ُ‬ ‫س ابِ ُ‬ ‫وَل اللّْري ُ‬ ‫م ُ‬

‫(‬

‫يس ‪ 40-37‬تلك رحمة ال عز وجل بنا إذ جعل الشمس لها فلك تدور فيه والقمــر لــه فلــك يــدور‬ ‫فيه وكذلك لل رـض فلك تدور فيه ولو شاء ال لجعل كمسوفاً ممستم ارً ولو شاء لجعلــه نهــا ارً ممســتم ارً‬ ‫ولكن عباد ال قليل منهم مــن يشـكر ويـؤمن ويـا عجبـاً فكيـف يعصـى اللــه وكيـف يجحــده الجاحــد‬ ‫وفي كل شيء له آية تقول أنه الواحد تقول أنه ل إله إل ال وحده ل شريك لـــه‬ ‫عهن َ‬ ‫مُنههبو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫و الّنُذُر َ‬ ‫م ّل ُيْؤ ِ‬ ‫و ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َ‬ ‫و َ‬ ‫ضۚ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ا َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫قهْبو ش ٍ‬ ‫م ا ُتْغِن ي اْلَي ا ُ‬ ‫و اْل َْر ِ‬

‫‪9‬‬

‫مهه ا َ‬ ‫ذ ا‬ ‫ل ان ُ‬ ‫ظُرو ا َ‬ ‫)ُق ِ‬

‫( يــونس ‪ 101‬هــذا‬


‫هو دين المسلم فيـه إعمـال للعقــل وفيــه تحقيقـاً للعلـم وأنـس بــن مالـك ‪ ‬يقــول مــا رأى رمس ول الـ‬ ‫)صلي ال عليه ومسلم( طائر يطير بجناحيه في المسماء إل ذكر لنا فيه علماً ‪.‬‬ ‫وكذلك يأمرنا ال في دين المسلم أن نتفكر ونتدبر في آياته في آفاق الكون كله حتى نعتبر ونعلــم‬ ‫بيقين أنه ل إله إل هو ‪.‬‬

‫البعث والمستنمساخ‬ ‫يقــول ال ـ عــز وجـل‬

‫م إِ َ‬ ‫ن‬ ‫د ْ‬ ‫د َ‬ ‫م َ‬ ‫ذ ا َ‬ ‫عه ا ُ‬ ‫ن آَي اتِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫مه َ‬ ‫عه َ‬ ‫م اُء َ‬ ‫س َ‬ ‫ه َأن تَُقبو َ‬ ‫) َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ض ِبهأَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مِرِه ۚ ُثه ّ‬ ‫م ال ّ‬ ‫بوًة ِ ّ‬ ‫و اْل َْر ُ‬

‫ه َ‬ ‫ض إِ َ‬ ‫ق انُِتبو َ‬ ‫جبو َ‬ ‫ك ّ‬ ‫دُأ‬ ‫و ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ذ ي يَْبهه َ‬ ‫بو اّلهه ِ‬ ‫ضۖ ُ‬ ‫و ا ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ت َ‬ ‫م ا َ‬ ‫س َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ل لّ ُ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ذ ا َأنُت ْ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫خُر ُ‬ ‫و اْل َْر ِ‬ ‫ اْل َْر ِ‬ ‫بو أَ ْ‬ ‫عِزيههُز‬ ‫بو اْل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ل اْل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫و ُ‬ ‫ اْل َ‬ ‫بو ُ‬ ‫و ا ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫علَْري ِ‬ ‫م ُي ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ضۚ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ا َ‬ ‫س َ‬ ‫ه اْل َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫عريُدُه َ‬ ‫خْل َ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫ق ُث ّ‬ ‫عل َ ٰ‬ ‫مَث ُ‬ ‫و اْل َْر ِ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ اْل َ‬ ‫كري ُ‬

‫( الروم ‪ 27 – 25‬فكان البعث وكان الرخروج بعد المــوت والمثــول أمــام رب العــالمين‬

‫من المور التي قصها رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( على أهــل مكــة عنــدما بــدأ يــدعوهم إلــى‬ ‫الـ عــز وج ل والنــاس إنمــا يعلمــون ان المــوت حــق ل نـهــم يشــاهدون المــوتى كــل يــوم وكـذلك تلــك‬ ‫القبور التي تمل الرض شاهدة على أن الموت حق أما البعث والنشور والحمساب والعقاب والثواب‬ ‫فإنها أمور فيها شك عند الذين ل يريدون أن يؤمنوا ويهتدوا فقد قالوا كما قـال الـ عــز وج ل فيهـم‬ ‫خْل ً‬ ‫وُر َ‬ ‫و َ‬ ‫ع َ‬ ‫ق اُلبو ا أَإِ َ‬ ‫عبوُثههبو َ‬ ‫ديهًد ا‪ .‬أَْو‬ ‫ظ ا ً‬ ‫ح ِ‬ ‫كبوُنههبو ا ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫كّن ا ِ‬ ‫ذ ا ُ‬ ‫مْب ُ‬ ‫جهه اَرًة أَْو َ‬ ‫ح َ‬ ‫قهه ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ف اًت ا أَإِّن ا لَ َ‬ ‫م ا َ‬ ‫) َ‬ ‫ديهًد ا‪ُ .‬قه ْ‬ ‫خْل ً‬ ‫ذ ي َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫سههريَُقبوُلبو َ‬ ‫مههّرش ٍة ۚ‬ ‫مهه ا يَ ْ‬ ‫فطَ​َر ُ‬ ‫ل اّلهه ِ‬ ‫مههن ُي ِ‬ ‫ص هُدوِر ُ‬ ‫كُبههُر ِ‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫كهه ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م أَ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قهه ا ِ ّ‬ ‫فهه ي ُ‬ ‫عريههُدَن ا ۖ ُقهه ِ‬

‫‪10‬‬


‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫كبو َ‬ ‫ويَُقبوُلبو َ‬ ‫ضبو َ‬ ‫قِريًبهه ا‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ى ُ‬ ‫ى َأن يَ ُ‬ ‫سُريْن ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ُرُءو َ‬ ‫ن إِلَْري َ‬ ‫ف َ‬ ‫بو ۖ ُق ْ‬ ‫سُه ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫س ٰ‬ ‫مَت ٰ‬

‫( المســـراء ‪-49‬‬

‫‪ 51‬عندما يقولون من يعيدنا فقل لهم يا رمسول ال أن الذي رخلقكم أول مـرة قـادر علـى أن يعيـدكم‬ ‫أحياًء ليوم البعث والنشور وليوم الحمساب يوم تقفون أمام رب العالمين ‪ ,‬قال أبو جهل عليــه لعنــة‬ ‫ال يا معشر قريش إن ُم حـمداً يزعم أنكم إن تابعتموه ثم متم ُتبعثون ثم تكون لكم جنات مثل جنــان‬ ‫الردن إوان رخالفتموه كان لكـم فيـه ذبـح ثـم ُتبعثـون ثـم تؤج ج لكـم نـا ارً ‪ ,‬فـي هـذه العبـارة أبـو جهـل‬

‫يتهكم ويمسرخر من رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( إذ أنــه يقصــد ال نـكــار فكيــف يكــون نشــور‬ ‫وبعث بعد الموت فإنهــا ل تكــون حيـاة بعــد المــوت هكــذا يفكــر أهــل الكفــر والشــرك ل نـهــم لـو علمـوا‬ ‫وأدركـ وا أن هنــاك حيــاة بعــد المــوت وأن هنــاك بعثــاً وحمســاباً لكــانوا علــى الهــدى وعلــى الصــراط‬ ‫الممستقيم فقال له رمسول ال نعم أنا الذي أقول ذلك ‪.‬‬ ‫ورخباب بن الرت ‪ ‬قال كنت أعمل قيناً أي حـداداً فـي الجاهليـة وكـانت لـي عنـد العـاص بـن وائـل‬ ‫أمواًل فذهبت أتقاضاها فقال لي لن أعطيك مالك حتى تكفر بُم حـمد فقال وال ل أكفــر بُم حـمــد حــتى‬

‫تموت ثم ُتبعث فقال له العاص بن وائل أئذا مت فأنا مبعوث قال نعم قال إذن عندها تأتيني فثم لــي‬ ‫ماًل وولداً فأعطيك فأنزل ال عز وجل قوله‬

‫ل َُ‬ ‫و َ‬ ‫)أ َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ذ ي َ‬ ‫وَلههًد ا‪.‬‬ ‫ت الّ ِ‬ ‫و َ‬ ‫م اًل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ق ا َ‬ ‫فَر ِبيآَي اتَِن ا َ‬ ‫فَرأَْي َ‬ ‫لوتَريَ ّ‬

‫ح َٰ‬ ‫مه ّ‬ ‫عْهًد ا‪َ .‬‬ ‫ع اْل َ‬ ‫د ا‪.‬‬ ‫ن اْل َ‬ ‫سَن ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م اتّ َ‬ ‫أَطّلَ َ‬ ‫ع هَذ ا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫خَذ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫مه َ‬ ‫ل َ‬ ‫ب َ‬ ‫كّل ۚ َ‬ ‫غْري َ‬ ‫مه ًّ‬ ‫د لَ ه ُ‬ ‫عنَد الّر ْ‬ ‫ب أَ ِ‬ ‫ون َ ُ‬ ‫م ا يَُقبو ُ‬ ‫كُت ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ويَْأِتريَن ا َ‬ ‫فْر ً‬ ‫د ا‬ ‫ل َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ونَِرُث ُ‬ ‫م ا يَُقبو ُ‬

‫( مريم ‪ 80 - 77‬كان العاص بن وائل واحــداً مــن الـذين أشــركوا‬

‫وكفروا وصدهم عن أن يكونوا من أهل اليمان أنهم لم يصدقوا بأن هناك بعثاً بعد الموت ونشو ارً ‪,‬‬ ‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أمره ال عز وجل في ثلث آيات في كتابه العزيز أن يقمســم أن‬ ‫هناك بعث وأن هناك نشور كانت الية الولى في مسورة يونس حين قال‬

‫ح ّ‬ ‫بو ۖ‬ ‫ق ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ك أَ َ‬ ‫سَتنِبُئبونَ َ‬ ‫) َ‬ ‫وي َ ْ‬

‫ح ّ‬ ‫ن‪ ( .‬يونس ‪ 53‬يمستنبئونك يا ُم حـمد النــاس تشــك فــي‬ ‫جِزي َ‬ ‫و َ‬ ‫قۖ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ل ِإ ي َ‬ ‫وَرِّب ي إِنّ ُ‬ ‫مْع ِ‬ ‫ُق ْ‬ ‫م ا َأنُتم بِ ُ‬

‫الرخرة وفي البعث والحمساب فيقمسم لهم بربه أنه حق ‪ ,‬وكانت الية الثانية مــن مســورة مســبأ‬

‫و َ‬ ‫ل‬ ‫ق ا َ‬ ‫) َ‬

‫مْث َ‬ ‫ك َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل‬ ‫ب َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ُ‬ ‫س ا َ‬ ‫ه ِ‬ ‫غْريه ِ‬ ‫وَرِّب ي لَ​َتهْأتِريَّن ُ‬ ‫ الّ ِ‬ ‫ى َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عْنه ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ة ۖ ُق ْ‬ ‫فُرو ا َل تَْأِتريَن ا ال ّ‬ ‫عهه الِ ِ‬ ‫ل بَلَ ٰ‬ ‫قهه ا ُ‬ ‫ب ۖ َل يَْعهُز ُ‬

‫‪11‬‬


‫من ٰ َ‬ ‫َ‬ ‫ب ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ن‪ ( .‬مســبأ ‪3‬‬ ‫ف ي ِ‬ ‫وَل أَْكبَُر إِّل ِ‬ ‫غُر ِ‬ ‫وَل ِ‬ ‫و ا ِ‬ ‫ذّرش ٍة ِ‬ ‫كَت ا ش ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ا َ‬ ‫س َ‬ ‫وَل أَ ْ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫ف ي اْل َْر ِ‬ ‫مِبري ش ٍ‬

‫وفيها أيضاً أمر من ال إلى رمسوله أن يقمسم بأن المساعة آتية ل ريب فيها ‪ ,‬ثم كانت الية الثالثــة‬ ‫من مسورة التغابن يقول ال عز وجل‬

‫ك َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن‬ ‫وَرِّبهه ي لَُتْب َ‬ ‫فُرو ا َأن ّلن ُيْب َ‬ ‫)َز َ‬ ‫م الّ ِ‬ ‫ى َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ع َ‬ ‫عُثبو ا ۚ ُق ْ‬ ‫عُثهه ّ‬ ‫ل بَلَ ٰ‬

‫و َٰ‬ ‫سريٌر‪ ( .‬التغــابن ‪ 7‬فــإن ال ـ عــز وجـل هــو الــذي يبــدأ‬ ‫ك َ‬ ‫م ا َ‬ ‫ؤ ّ‬ ‫م لَُتَنبّ ُ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫عَلى اللّ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫مْلُت ْ‬ ‫ُث ّ‬

‫الرخلق ثم يعيده وهو أهـون عليـه فـإن بـدأ الرخلـق أشـد وأقـوى وأعظـم وأرخطـر مـن العـادة فإنـك إذا‬ ‫تعودت شيئاً وألفت تركيبه وعمله فمسوف يمسهل عليك أن تعيـده مـرة أرخـرى بـل مـرات أرخـرى وح اش‬ ‫ل عز وجل فإن له المثل العلى ويقول ال عز وجل‬

‫ك‬ ‫م الّ ِ‬ ‫ن ُأوُتبو ا اْل ِ‬ ‫ويَ​َر ى الّ ِ‬ ‫ل إِلَْري ه َ‬ ‫ذ ي ُأنِز َ‬ ‫عْل َ‬ ‫ذي َ‬ ‫) َ‬

‫حِمريهِد‪ ( .‬مســبأ ‪ 6‬إذا كــان مــن كــانوا فــي قــديم‬ ‫ط اْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫صَر ا ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫ويَْه ِ‬ ‫ِ‬ ‫عِزيهِز اْل َ‬ ‫ق َ‬ ‫بو اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ّربِ ّ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫د ي إِلَ ٰ‬ ‫الزمان يمستنكرون ويعجبون أن يكون هناك بعثاً ونشو ارً إواذا كان أبو جهل لــم يمســتوعبها إواذا كــان‬ ‫العاص بن وائل يمسرخر منها إواذا كان أهل الشرك فـي كـل زم ان ومكـان لـم يري دوا أن يصـدقوها فمـا‬ ‫ينبغي على أحد في أيامنا هذه أن يعجب لها أو يشكك فيها ليس لحد في العالم اليوم أن يقــول مــا‬ ‫قاله أهل الكفر والشرك من قــديم لمــاذا لن الــ عــز وجـل يقــول‬

‫ذ ي‬ ‫م الّ ِ‬ ‫ن ُأوُتبو ا اْل ِ‬ ‫ويَ​َر ى الّ ِ‬ ‫عْل َ‬ ‫ذي َ‬ ‫) َ‬

‫حِمريِد‪ ( ..‬مسبأ ‪ 6‬فإن أهــل العلـم فــي‬ ‫ط اْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫صَر ا ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫ويَْه ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫عِزيِز اْل َ‬ ‫ق َ‬ ‫بو اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ّربِ ّ َ‬ ‫ل إِلَْري َ‬ ‫ُأنِز َ‬ ‫ح ّ‬ ‫د ي إِلَ ٰ‬ ‫هذه اليام يدعون أنهم يمستنمسرخون الحيـوان وفـي القري ب مســوف يمستنمسـرخون ال نـمسـان إوانمـا ذلـك‬ ‫بعلم علمه ال عز وجل لهم حتى تكون من اليات التي جعلها ال في آرخر الزمان وقد تكــون فتنــة‬ ‫للبشر وقبل أن تقوم المساعة بقليل فإن أصحاب المستنمساخ يقولون أنهم يأتون ببويضة مــن أنــثى‬ ‫ثم ينزعون منها نواتها ويأتون بأي رخلية من رخليا نفس الحيوان أو ال نـمسان ثم ينزع ون مــن هــذه‬ ‫الرخلية نواتها ويزرعون النواة الثانية في البويضة الولى فماذا رخلقوا بذلك فالرخالق لهــذه البويضــة‬ ‫وتلك الرخلية إنما هو ال الذي صورها وجعل فيها الحياة وبث فيهـا الـرو ح ذلـك المسـر ال لـهـي الـذي‬ ‫ل يعلمه أي كائن كان فإن ال عز وجل يقول‬ ‫م إِّل َ‬ ‫قِلريًل‪.‬‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫عْل ِ‬ ‫م ا ُأوِتريُتم ِ ّ‬

‫م هِر َربِ ّهه ي‬ ‫ك َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل الّرو ُ‬ ‫سَأُلبونَ َ‬ ‫) َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ن الّروحِ ۖ ُق ِ‬ ‫ع ِ‬

‫( المس ـراء ‪ 85‬فــإن الرخلــق المســوي الــذي أراده ال ـ عــز وجـل أن‬ ‫‪12‬‬


‫يكون مــن بويضــة النــثى ومـن نطفــة الــذكر فـإذا اجتمعتــا كـان الرخصــاب وكـان النشــوء للبويضــة‬ ‫المرخصبة وكان الحيـوان أو ال نـمســان فهــؤلء الـذين امستنمسـرخوا إنمـا جنبـوا الـذكر ودوره فــي عمليــة‬ ‫التلقيح وجاءوا برخلية عادية من جمسد أي مرخلوق يريدون نمسرخه طبــق الصــل ثــم يزرع ون نواتهــا‬ ‫في بويضة ال نـثى فيكون الرخلق الذي أرادوا بينما الحقيقـة أن كــل مـا امســترخدموه هـو مــن رخلــق الـ‬ ‫عــز وجـل مس ـواء الرخليــة أو البويضــة ‪ ,‬وه ؤلء قــالوا بعلمهــم وبفكره م إوانمــا مــا توصـلوا إليــه ممــا‬ ‫علمهـم الـ عـز وج ل إيـاه ولكـي يكـون للنـاس درمس اً وآيـة وبرهانـاً أن الـ عـز وج ل قـادر علـى أن‬ ‫ينشرهم فكما أنهـم امسـتطاعوا ان يمستنمسـرخوا هـذا الحيـوان أو ذاك ثـم عـاش مـدة حيـاته ثـم مـات أل‬ ‫ل عليهم أن يعيدوا الكرة مرة ارخرى ويمستنمسرخوه فلمـاذا ل يؤمنــون أن الـ عـز وج ل قـادر‬ ‫يكون مسه ً‬ ‫على ذلـك فهـم قـالوا إنهــم لـو جـاءوا برخليــة مـن رخليـا ميــت ثـم انــتزعوا منهــا نواتهــا ووضـعوها فـي‬ ‫بويضة انثى فإنه مسوف يولد طفل طبق الصل من هــذا الميـت الـذي جـاءوا برخليـة مــن جمسـده كمـا‬ ‫زعموا إنهم لو ذهبوا إلى متحف التاريخ وأرخذوا رخلية من أي جثة محنطة من جثث الفراعنــة فــإنهم‬ ‫يزعمون أنهم يمستنمسرخون هذا الفرعون كالذي كان موجوداً من قديم الزمان وذلك قول العلماء من‬ ‫أهل الكمياء والحياء وعلم الوراثــة أوليــس لنـا أن نعجــب كيــف يمســتمر كــافر فــي كفــره ومشــرك فــي‬ ‫شركه فإن ال عز وجل الذي له الملك والملكوت رخلق هــذا الرخلــق وجعــل لهــذا ال نـمســان تلــك القــدرة‬ ‫أن يصنع ما صنع وأن يفعل ما فعل فإن قدرة ال الذي وهبه هذا أكبر بكثير وأعظم فهو قـادر علـى‬ ‫أن يبعثـــه وأن يرخرجـ ه حيــاً ليـــوم الحمســـاب والـــ عـــز وجــل يقـــول‬

‫م اُء‬ ‫ن آَي اتِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫سه َ‬ ‫ه َأن تَُقههبو َ‬ ‫) َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ّ‬

‫ض إِ َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫جبو َ‬ ‫ت‬ ‫م تَ ْ‬ ‫د ْ‬ ‫د َ‬ ‫م َ‬ ‫ذ ا َ‬ ‫و ا ِ‬ ‫ع ا ُ‬ ‫م ا َ‬ ‫سه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ذ ا َأنُت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ض بِأَ ْ‬ ‫مههن فِهه ي ال ّ‬ ‫مِرِه ۚ ُث ّ‬ ‫بوًة ِ ّ‬ ‫خُر ُ‬ ‫و اْل َْر ُ‬ ‫ن اْل َْر ِ‬ ‫ه َ‬ ‫بو أَ ْ‬ ‫ق انُِتبو َ‬ ‫ك ّ‬ ‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫و ُ‬ ‫ذ ي يَْبهَدُأ اْل َ‬ ‫و ُ‬ ‫بو ُ‬ ‫علَْريه ِ‬ ‫م ُي ِ‬ ‫بو الّ ِ‬ ‫ضۖ ُ‬ ‫ه اْل َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫هه َ‬ ‫هه َ‬ ‫عريهُدُه َ‬ ‫خْله َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫ولَه ُ‬ ‫ل لّ ُ‬ ‫ق ُثه ّ‬ ‫مَثه ُ‬ ‫و اْل َْر ِ‬ ‫م‪.‬‬ ‫بو اْل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ اْل َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫و ا ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫عِزيُز اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ضۚ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ا َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫عل َ ٰ‬ ‫كري ُ‬ ‫و اْل َْر ِ‬

‫( الروم ‪27-25‬‬

‫يقول رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( يبلــى مــن بــن آدم كــل شــيء إل عجــب الذنــد ومنهــا يرك ب‬ ‫الرخلق يوم القيامة تنبتون كما تنبت الحبة في حميل المسيل من هذه الذرة التي هي عجــب الــذنب "‬ ‫‪13‬‬


‫كل الجمسم يبلى في التراب إل ذرة من الذرات تمسمى عظمة الذنب يعيد ال منهــا تكــوين الجمســد مــرة‬ ‫أرخرى يوم البعـــث والنشـــور والحمســـاب والـــ عـــز وجــل يقـــول‬

‫ه‬ ‫ه يَْبَدُأ اْل َ‬ ‫م إِلَْري ِ‬ ‫م ُي ِ‬ ‫خْل َ‬ ‫) اللّ ُ‬ ‫عريُدُه ُث ّ‬ ‫ق ُث ّ‬

‫ش َ‬ ‫مبو َ‬ ‫عبو َ‬ ‫و َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ك اُنبو ا‬ ‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫س ا َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ع اُء َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ويَْبو َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ُتْر َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫كن لُّهم ِ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫من ُ‬ ‫جِر ُ‬ ‫س اْل ُ‬ ‫ة ُيْبِل ُ‬ ‫م تَُقبو ُ‬ ‫ك ائِ ِ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫فّرُقههبو َ‬ ‫ذ يَ​َت َ‬ ‫م َ‬ ‫شههَر َ‬ ‫مُلههبو ا‬ ‫و َ‬ ‫ع ُ‬ ‫سهه ا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫مهه ا اّلهه ِ‬ ‫مِئ ه ش ٍ‬ ‫مُنههبو ا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة يَْبو َ‬ ‫ويَ هْبو َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫كهه افِ​ِري َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فأَ ّ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م تَُقههبو ُ‬ ‫بِ ُ‬ ‫ك ائِ ِ‬ ‫خ هَرِة َ‬ ‫ت َ‬ ‫ك ّ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫حبَُرو َ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك‬ ‫ف ي َرْو َ‬ ‫قهه اِء اْل ِ‬ ‫م ا الّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ا ِ‬ ‫ض ش ٍ‬ ‫فُأوٰلَئِ ه َ‬ ‫ذُببو ا ِبيآَي اتَِنهه ا َ‬ ‫فُرو ا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ص الِ َ‬ ‫ة ُي ْ‬ ‫فُه ْ‬ ‫وأ َ ّ‬ ‫ ال ّ‬

‫ضُروَن‪ ( .‬الروم ‪ 16 -11‬ال عز وجل هو الــذي أرخرجكــم مــن بطــون امهــاتكم‬ ‫ف ي اْل َ‬ ‫ح َ‬ ‫عَذ ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ثم يميتكم ثم تقبرون ثم ترخرجون تنفضون التراب عن رؤمسكم يوم القيامة إواليه ترجعون فإما جنــة‬ ‫فيها تحبرون إوامـا نـار والعيـاذ بـال أنتـم إليهـا محضـرون ‪ ,‬ورمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم(‬ ‫يقول في حديث رواه أبو هريرة ‪ ‬قال قـال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( إن جهنــم إذا مســيق‬ ‫لها أهلها تلقاهم لهيبها وتلفحهم نيرانها فل يبقــى منهـم لحمـاً إل مسـقط إلـى العرق وب " كـل شــيء‬ ‫مسوف تحامسب عليه وُتمسئل عنه فإن رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( قــال لمعــاذ بــن جبــل ‪ ‬يــا‬ ‫معاذ ما من أحد إل مسوف ُيمسئل يوم القيامة عن ممسعاه في الدنيا " ما من أحد إل مسوف يحامســبه‬

‫ال يوم القيامة عن كل ما عمل من عمل أو قول في الدنيا وحتى عن كحل عينيــه مــن أيــن اشــتراه‬

‫وبماذا وضعه ولماذا أعده وعن فتات الطين بين أصبعيه إذا دس يده في الطين لماذا دمسها ولماذا‬ ‫أرخرجهـا ويحامسـب عـن فتـات الطيـن بيـن أصـبعيه " يـا معـاذ بـن جبـل ل ألفينـك يـوم القيامـة وأحـد‬ ‫أمسعد بمسعيه منـك إن العبـد ُيمسـئل عـن مسـعيه حـتى ُيمسـئل عـن كحـل عينيـه وع ن فتـات الطيـن بيـن‬

‫أصبعيه " فعلى كل من علـم بيقيـن أن البعـث والنشـور حـق وأن الحمسـاب حـق وأن الـ عـز وج ل‬ ‫هو القادر وهو المنشيء وهو الباعث فأعدوا للبعث والنشور عدته من العمال الصـالحة والمســعي‬ ‫عليها حتى ل يلفينكم رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يـوم القيامـة وأنتــم مقصـرين ‪ ,‬وقـد كـان‬ ‫أهل الشرك أيام رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يتهكمون على أهل اليمان كمــا جــاء فــي كتــاب‬ ‫ال ـ عــز وجـل‬

‫و َ‬ ‫خ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َ‬ ‫ههم‬ ‫مه ا ُ‬ ‫ط اَيه ا ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫فُرو ا لِلّ ِ‬ ‫ل الّ ِ‬ ‫مُنهبو ا اتِّب ُ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫سهِبريلَ​َن ا َ‬ ‫عهبو ا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ق ا َ‬ ‫) َ‬ ‫ك ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫وْلَن ْ‬

‫خ َ‬ ‫ع أَْث َ‬ ‫وأَْث َ‬ ‫ن أَْث َ‬ ‫ك اِذُببو َ‬ ‫م لَ َ‬ ‫مۖ‬ ‫مه َ‬ ‫ط اَي ا ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح ا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫من َ‬ ‫ن َ‬ ‫مِلري َ‬ ‫بِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قهه الَُه ْ‬ ‫ولَريَ ْ‬ ‫ يءش ٍ ۖ إِنُّه ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قهه اًل ّ‬ ‫مُل ه ّ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫قهه الِ ِ‬ ‫ش ْ‬

‫‪14‬‬


‫ك اُنبو ا يَْفَتُرو َ‬ ‫م ا َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫م اْلِقَري ا َ‬ ‫ن يَْبو َ‬ ‫َ‬ ‫ولَُري ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫سَأُل ّ‬

‫( العنكبوت ‪ 13 – 12‬هــؤلء القــوم كـانوا ينكـرون‬

‫البعث والحمساب فكانوا يمسرخرون من المؤمنين ويقولون لهــم اتبعـوا ديننــا وكونـ وا معنــا علــى الكفــر‬ ‫والضــل لـ إواذا كــان هنــاك بعــث ونشــور وحمســاب كمــا تــدعون فمســوف نحمــل عنكــم هــذه الوزار‬ ‫والرخطايا والذنوب وأنتم ليس عليكم شيء وهذا هــو نهــج أهــل الشــرك والكفــر مــن قــديم إوالــى يومنــا‬ ‫هذا ولكن مع الفارق كما نرى من يتزعم العالم أجمع يريد أن يكون إمسلمنا تبعاً لهـواه فيطلــب منــا‬ ‫أن نطمس مسو ارً بكاملها من القرآن الذي هو كتاب ال عــز وج ل المنــزل مــن عنــده وتـارة يقــول ل‬ ‫تق أروا مسورة النمساء ونمسمع من يقــول إيـاكم ومسـورة المائــدة وآرخــر يقــول لنــا إيـاكم وال نـفــال والتوبـة‬ ‫فإنها تحـض علـى العنـف والقتـل أمـا مسـورة ُم حـمـد فيقـول ومـن هـو ُم حـمـد يري دوننا أن ننمسـلخ مـن‬

‫ديننا ومن قرآننا فإننا إن إنمسلرخنا من آية واحدة فيه لكفرنا بما جاء فيـه كلـه وكنـا مـن أهـل الشـرك‬ ‫ومن أهل جهنم والعياذ بال فكيف نطمــس مســورة منــه مثــل مســورة النمســاء لن فيهــا تعــدد الزوج ات‬ ‫وتعدد الزوجات في دين المسلم ليس بالهوى إنما له أمسبابه وحكمتــه وموضـوعيته فـإنهم يريـدون‬ ‫أن نمنع تعدد الزوجات ثم يبيحون لنا تعدد العشـيقات كمـا هـو الحـال فـي تلـك المجتمعـات الغربيـة‬ ‫الــتي فيهــا الزن ا ميمســر ولـه قـوانين تحميــه كمــا أن اللـواط والشــذوذ مكفــول الحريـة بالقــانون فكــان‬ ‫الفمساد والفجور يحيط بتلك المجتمعات التي يريدوننا ان نكــون مثلهــم بينمــا نحــن عنــدنا شــرع الـ‬ ‫الذي يمسـر لنـا فيــه كــل شـيء ولكـن بالطريقـة والومسـيلة الــتي تكفــل صـل ح المجتمــع وتحــافظ علــى‬ ‫طهارته وعلى أمن أفراده وكرامتهـم فـإن الـ عـز وج ل لـم يـرد للبشـر أن تمسـلك ممسـلك الحيـوان فـي‬ ‫قضاء شهوته من أي أنثى يجدها في الطريق بل شرع وجعل له ما يضمن طهارته ونقاءه ‪.‬‬ ‫وأما مسورة ال نـفال والتوبة فإن فيهما ذكر الجهاد والشهادة في مسبيل ال وفي مســبيل العقيــدة فــإنهم‬ ‫يقولـون فــي الجهــاد أنــه إنتحــار إواره اب ومـا أمرن ا ال ـ بالجهــاد لنكــون مــن المعتــدين إوانمــا لنــرد‬ ‫العتداء ولنصد الظلم ولندافع عن الدين والوطن والعرض والرض والمال أمرنا بالجهــاد ل لنكــون‬ ‫‪15‬‬


‫شَتَر ٰ‬ ‫ن‬ ‫بو الَُهم بِهَأ ّ‬ ‫من الشقياء فإن ال عز وجل يقـــول )إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫ ى ِ‬ ‫مه َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َأنُف َ‬ ‫مِنري َ‬ ‫م َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫سهُه ْ‬ ‫ه ا ْ‬ ‫ن اْل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫جّنه َ‬ ‫وُيْقَتُلههبو َ‬ ‫فريَْقُتُلههبو َ‬ ‫قهه اتُِلبو َ‬ ‫ة ۚ ُي َ‬ ‫فه ي الّتهْبوَر اِة‬ ‫عهًد ا َ‬ ‫و ْ‬ ‫ح ًّ‬ ‫قهه ا ِ‬ ‫علَْريه ِ‬ ‫ل الّله ِ‬ ‫ه َ‬ ‫نۖ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن فِهه ي َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫لَُهه ُ‬ ‫سهِبري ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫هۚ َ‬ ‫ن أْو َ‬ ‫ك‬ ‫ى بِ َ‬ ‫ذ ي َب ايَْعُتم بِ ه ِ‬ ‫م الّ ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫شُرو ا بِبَْري ِ‬ ‫سَتْب ِ‬ ‫ن اللّ ِ‬ ‫دِه ِ‬ ‫عْه ِ‬ ‫و اْلُقْرآ ِ‬ ‫وذلِ ه َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫نۚ َ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫ف ا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و ا ْ ِلن ِ‬ ‫ف ٰ‬ ‫ك ُ‬ ‫جري ِ‬ ‫بو اْل َ‬ ‫ظريُم‪ ( .‬التوبة ‪ 111‬يريدون أن ننمسلخ من ذلك كله حتى نكون أذلة تابعين لهم ل‬ ‫فْبوُز اْل َ‬ ‫ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ه َ‬

‫نملك ل نـفمسنا نص ارً ول دفعاً يري دون فــي النهايــة ان نكـون معهــم فـي جهنــم وبئـس المصــير فقـالوا‬ ‫كما قال أهل الكفر من قديم‬

‫و َ‬ ‫خ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َ‬ ‫م‬ ‫ط ايَهه ا ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫فُرو ا لِلّ ِ‬ ‫ل الّ ِ‬ ‫مُنبو ا اتِّب ُ‬ ‫ل َ‬ ‫سِبريلَ​َن ا َ‬ ‫عبو ا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ق ا َ‬ ‫) َ‬ ‫ك ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫وْلَن ْ‬

‫خ َ‬ ‫ يش ٍء ۖ إِنُّههْم لَ​َكهه اِذُببوَن‪ (.‬العنكبــوت ‪ 12‬لــو اتبعنــاهم‬ ‫ط ايَهه ا ُ‬ ‫م ا ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح ا ِ‬ ‫مهن َ‬ ‫ن َ‬ ‫مِلري َ‬ ‫هم بِ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫مه ْ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫شه ْ‬

‫ومسرنا على ما يريدون ودرخلنا ذلك الطريق المسود الذي يريدوننا أن نقحم أنفمسنا فيه تحت دعاوى‬ ‫الحريـة والعلمانيــة والتحضــر والتقــدم وغيره ا مــن ال لـفــاظ البراقــة الــتي يرديــون رخــداعنا بهــا وه م‬ ‫يضحكون علينا ويمستهزؤن بنا ويصفوننا بالجهل والترخلف والرجعية ولكننا إن تجنبناهم وتممســكنا‬ ‫بديننا وشريعتنا ولم نفرط في حرف من كتاب ال عز وجل فإننا في الرخرة نكون من الفائزين وال ـ‬ ‫عز وجل يصف لنا تلك الحالة في كتابه العزيز فيقول‬

‫مبو ا َ‬ ‫مُنههبو ا‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ن الّ ِ‬ ‫ك اُنبو ا ِ‬ ‫ن الّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫جَر ُ‬

‫قلَُبههبو ا َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ى أَ ْ‬ ‫م ان َ‬ ‫ذ ا ان َ‬ ‫مُزو َ‬ ‫كبو َ‬ ‫م يَ​َت َ‬ ‫م‬ ‫ذ ا َرأَْو ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫هري ه َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫غ ا َ‬ ‫ذ ا َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ض َ‬ ‫هه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلَُببو ا إِلَ ه ٰ‬ ‫هه ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫هِل ِ‬ ‫مّرو ا بِ ِ‬ ‫ن َٰ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫ضهه اّلبو َ‬ ‫فهه اِر‬ ‫ك ّ‬ ‫سهُلبو ا َ‬ ‫ق اُلبو ا إِ ّ‬ ‫هه ُ‬ ‫ؤَلِء لَ َ‬ ‫ن اْل ُ‬ ‫مُنههبو ا ِ‬ ‫م الّه ِ‬ ‫حهه افِ ِ‬ ‫مهه ا ُأْر ِ‬ ‫مه َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فهه اْلريَْبو َ‬ ‫ظري َ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫هه ْ‬ ‫علَْري ِ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ظُرو َ‬ ‫كبو َ‬ ‫ب اْلُكّف اُر َم ا َك اُنبو ا يَْفَعُلبوَن‪ ( .‬المطففين ‪36 – 29‬‬ ‫ك َين ُ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫عَلى اْل َ​َر ائِ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫يَ ْ‬ ‫بوّ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل ُث ِ‬

‫بينما الذين يتبعوهم ويأرخذوا بقولهم فإن حالهم يكون كما يقول ال عز وجل‬

‫و َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َ‬ ‫فههُرو ا‬ ‫ل الّ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ق ا َ‬ ‫) َ‬

‫ ى إِ​ِذ ال ّ‬ ‫مْبوُقبوُفبو َ‬ ‫مبو َ‬ ‫ولَْبو تَ​َر ٰ‬ ‫ع‬ ‫م يَْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن يَ​َدْي ِ‬ ‫وَل ِب الّ ِ‬ ‫ن بِ ٰ َهَذ ا اْلُقْرآ ِ‬ ‫َلن ن ّْؤ ِ‬ ‫جهه ُ‬ ‫ن َ‬ ‫هۗ َ‬ ‫ذ ي بَْري َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ظ الِ ُ‬ ‫عنَد َربِ ّ ِ‬ ‫ض اْل َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫سَت ْ‬ ‫م هْؤ ِ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫عُفبو ا لِلّ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫سُت ْ‬ ‫ل الّ ِ‬ ‫مِنري َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قْبو َ‬ ‫كبَُرو ا لَْبوَل َأنُت ْ‬ ‫ن ا ْ‬ ‫ن ا ْ‬ ‫ضُه ْ‬ ‫بَْع ُ‬ ‫م إِلَ ٰ‬ ‫كّنهه ا ُ‬ ‫ل يَُقبو ُ‬ ‫ى بَْع ش ٍ‬ ‫َ‬ ‫ن اْلُهَد ٰ‬ ‫كنُتههم‬ ‫م َ‬ ‫سَت ْ‬ ‫ ى بَْع َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج اَء ُ‬ ‫صَدْدَن ا ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫سُت ْ‬ ‫كبَُرو ا لِلّ ِ‬ ‫ل الّ ِ‬ ‫د إِْذ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ق ا َ‬ ‫كم ۖ بَ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫عُفبو ا أَنَ ْ‬ ‫ن ا ْ‬ ‫ن ا ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫ّ‬ ‫مُرونَ​َنهه ا َأن‬ ‫م ْ‬ ‫سهَت ْ‬ ‫عُفبو ا لِلّه ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫سُت ْ‬ ‫ل الّ ِ‬ ‫جِر ِ‬ ‫و الّن َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ق ا َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫مري َ‬ ‫كبَُرو ا بَه ْ‬ ‫ن ا ْ‬ ‫ن ا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ههه اِر إِْذ تَْأ ُ‬ ‫كهُر اللّْريه ِ‬ ‫م َ‬ ‫عْلَنهه ا اْل َ ْ‬ ‫ه َأنَد ا ً‬ ‫ق‬ ‫ل فِهه ي أَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫م ا َرأَُو ا اْل َ‬ ‫ج َ‬ ‫نّ ْ‬ ‫كُفَر ِب اللّ ِ‬ ‫غَل َ‬ ‫و َ‬ ‫ب َ‬ ‫ع هَذ ا َ‬ ‫سّرو ا الّنَد ا َ‬ ‫وأ َ َ‬ ‫د ا ۚ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫ة لَ ّ‬ ‫عَنهه ا ِ‬ ‫فُرو ا ۚ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ُيْجَزْوَن إِّل َم ا َك اُنبو ا يَْعَمُلبوَن‪ ( .‬مســبأ ‪ 33 -31‬وكــذلك هــو حــال أهــل الكفــر‬ ‫ الّ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ْ‬

‫والشرك فــي كــل بقــاع الرض يمكــرون بالليــل والنهــار كيــف يجعلــون أهــل اليمــان مثلهــم مــن أهــل‬ ‫‪16‬‬


‫الضل لـ ويرخدعونهم بكل الومسائل والطرق ويغرونهم بكل المغريات ثم يوم القيامة يتنصلون منهــم‬ ‫ومن أفعالهم كما يفعل الشيطان عندما ُيعــرض أمــام رب العــالمين فــإن الـ عــز وجـل يقــول‬

‫و َ‬ ‫ل‬ ‫ق ا َ‬ ‫) َ‬

‫م َ‬ ‫شْري َ‬ ‫كهه ا َ‬ ‫مهه ا َ‬ ‫ ي‬ ‫و َ‬ ‫و ْ‬ ‫و َ‬ ‫مُر إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ط ا ُ‬ ‫خلَْفُت ُ‬ ‫عههدت ّ ُ‬ ‫عَد ُ‬ ‫م ا ُق ِ‬ ‫و َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫و َ‬ ‫ق َ‬ ‫عَد اْل َ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ف هَأ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ ي اْل َ ْ‬ ‫ن لَ ّ‬ ‫ ال ّ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن لِ ه َ‬ ‫ض َ‬ ‫م ِل ي ۖ َ‬ ‫م َ‬ ‫سْل َ‬ ‫مهه ا أَنَهه ا‬ ‫د َ‬ ‫َ‬ ‫ن إِّل َأن َ‬ ‫سه ُ‬ ‫عْبوُت ُ‬ ‫علَْري ُ‬ ‫ط ا ش ٍ‬ ‫مههبو ا َأنُف َ‬ ‫مههبوِن ي َ‬ ‫سَت َ‬ ‫جْبُت ْ‬ ‫ف ا ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫كم ۖ ّ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫وُلبو ُ‬ ‫فَل تَُلبو ُ‬ ‫من ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك َ‬ ‫ ي ۖ إِ​ِّن ي َ‬ ‫م‬ ‫ل ۗ إِ ّ‬ ‫ن الظّهه الِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مبو ِ‬ ‫صِر ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫صِر ِ‬ ‫مري َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ن لُهه ْ‬ ‫مهه ا أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مههن قْبه ُ‬ ‫شهَرْكُت ُ‬ ‫فهْر ُ‬ ‫م ا أنُتم بِ ُ‬ ‫بِ ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫م‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ب أَِلري ٌ‬ ‫عَذ ا ٌ‬

‫( إبراهيم ‪ 22‬الشيطان مسوف يتب أر من كـل مـن تبعـه فيمـا أراد وفيمـا أغـواه وزي ن لـه‬

‫كما يتنكر الذين امستكبروا على الناس في الرض وأضلوهم وقالوا لهم نحن أعلم منكم ونحــن علــى‬ ‫قــدر مــن الثقافــة والتقــدم والتحضــر وعلمنــا أن ذلــك هــو طريـق الحريـة والحيــاة المســهلة اليمســيرة‬ ‫والرفاهية والتقدم فأضلوهم ‪.‬‬ ‫والحمسـن البصـري ‪ ‬يقـول إن الشـيطان لمـا هبـط إلـى الرض مـع آدم وح واء قـال إنـي أغـويت آدم‬ ‫وحواء فالذرية أضعف فإنه مسهل لــي أن أغــويهم فــأنزل ال ـ عــز وجـل قــوله‬

‫ول َ َ‬ ‫د َ‬ ‫م‬ ‫ق َ‬ ‫ص ّ‬ ‫قْد َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علَْري ِ‬

‫فِري ً‬ ‫عبوُه إِّل َ‬ ‫ه َ‬ ‫سْل َ‬ ‫ك ا َ‬ ‫م ا َ‬ ‫مههن‬ ‫ه َ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫ف اتّبَ ُ‬ ‫ط ا ش ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن إِّل لَِنْعلَ ه َ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫مِنري َ‬ ‫م َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫س ظَّن ُ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫ق ا ِ ّ‬ ‫من ُ‬ ‫ن اْل ُ‬ ‫إِْبِلري ُ‬ ‫علَْري ِ‬

‫حِفريظٌ‪ ( .‬مسبأ ‪21 – 20‬‬ ‫ك َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ى ُ‬ ‫ه ا ِ‬ ‫بو ِ‬ ‫خَرِة ِ‬ ‫ن ِب اْل ِ‬ ‫ُيْؤ ِ‬ ‫مْن َ‬ ‫ يش ٍء َ‬ ‫ل َ‬ ‫وَربّ َ‬ ‫كۗ َ‬ ‫ف ي َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ش ش ٍ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫وقال الشيطان ل أفارق بن آدم أبداً ما دامــت فيــه الــرو ح أعــده وأمنيــه وأغــويه ‪ ,‬هــذا الشــيطان قـد‬ ‫وعد على نفمسه هذا الوعد فهو يتربص بنا ولكن ال عز وج ل يحمينــا منــه ويكفينــا شــره فهــل نتبــع‬ ‫مسبيل الشيطان أم نتبع مسبيل الرحمن فقال ال عز وجل وعزتي وجل لـي ل أحجب التوبة عنه ما لم‬ ‫يغرغر فتوبوا إلى ال قبل المــوت وبـادروا بالعمــال الصــالحة قبــل أن تبعثـوا فــإن ال نـمســان ل يــدري‬ ‫متى يكون أجله ‪ ,‬ثم يقول ال عز وجل ولئن دعاني أجبته ولئــن مســألني أعطيتــه ولئــن امســتعاذني‬ ‫أعذته ولئن امستغفرني غفرت له ‪.‬‬ ‫ما يفعل ال بعـذابكم إن شــكرتم وآمنتــم يريـد منكــم الشـكر واليمـان والتقــوى وأن تكونـ وا مــع القـرآن‬ ‫حيث كـان ومـع رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( حيـث أمـر ونهــى فـإذا تنكبتـم الطري ق وأطعتـم‬ ‫‪17‬‬


‫الشــيطان وأطعتــم الممســتكبرين مــن النــاس الــذين يريـدون أن يبــدلوا دينكــم مــا يريـدون بكــم إل أن‬ ‫تكونوا من أهل النار بينما إن اتبعتم الرحمن كنتم مـن أهـل الجنـة فـي أعلـى علييـن مـع رمس ول الـ‬ ‫)صلي ال عليه ومسلم( والصالحين وحمسن أولئك رفيقاً ‪.‬‬

‫الطيــــرة‬

‫‪18‬‬


‫يقول رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ثل ثـة أحلف عليهن ل يجعل ال عز وجل من له مسهم فــي‬ ‫المســلم كمــن ل مســهم لــه – لن ال ـ عــز وجـل عــادل ل يجعــل مــن أطــاعه كمــن عصــاه – وأمســهم‬ ‫المســلم ثلثــة الصــلة والصــيام والزك اة ول يتــولى الـ عــز وج ل عبــداً فــي الــدنيا فيــوليه غيــره فــي‬ ‫الرخرة وما أحب رجل فـي الـدنيا إل جمعـه الـ عـز وج ل معـه يـوم القيامـة " وفـي معنـى ذلـك يقـول‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أنت مع من أحببت إن الذي يحب قوماً في الدنيا مســوف يجمــع‬ ‫معهــم يــوم القيامــة فـإن كنــت تحــب أهــل اليمــان فمســوف تجمــع معهــم إوان كنــت تحــب أهــل الفمســق‬ ‫والضل لـ مسوف تجمع معهم والعياذ بال يوم القيامة ‪ ,‬لـذلك قيــل قــل لــي مــن تصــاحب أقــل لـك مــن‬ ‫أنت فإن صــاحبك دليــل عليـك فــإن كنــت تصــاحب مــن يتعــاطون الممســكرات فـأنت معهــم شــريك إوان‬ ‫كنت تصاحب وتصادق وتحب فل نـ فأنت معه رفيق فإن كنت تصادق من يذهب إلى الممسجد فأنت‬ ‫مــن أهــل اليمــان لن رمس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( يقــول إذا رأيتــم الرج ل يعتــاد الممســاجد‬ ‫فاشهدوا لــه باليمــان " هــذه ثلثــة أمــور أقمســم عليهــا رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وكـانت‬ ‫هناك رابعة فقال ورابعة لو أحلف عليها أرجو أل آثم ل يمستر ال عز وجل عبداً في الـدنيا إل مســتره‬ ‫ال عز وجل يوم القيامة " وفي حديث عن جــابر بــن عبــد الـ ‪ ‬قــال الممســاجد مســوق مــن أمسـواق‬ ‫الرخرة فمن درخله كان ضيفاً على ال عز وج ل فعليكـم بالرت اع قـالوا ومـا الرت اع يــا رمس ول الـ قـال‬ ‫دعاء ال عز وجل والرغبة إليه” وأنت في الممسجد تدعو ال عز وجل ل نـك فــي الممســجد أرخلصــت‬ ‫كيانك كله لمالك الملك لرب العالمين ورب ذلك البيت فعليك بالدعاء والرغبة إليه ‪.‬‬ ‫والشرك بال ل يشترط أن يكون بعبادة الصنام والوثان إنما قد يكون شركاً بالوقوع في أشــياء قــد‬ ‫ل يتبادر إلى كثير من ال زـهان أنها شركاً بال عز وجل وهو شـيء عظيـم فـإن الـ عـز وج ل يقـول‬ ‫س اًن ا‪.‬‬ ‫و ا ْ‬ ‫عُبُدو ا اللّ َ‬ ‫كبو ا بِ ِ‬ ‫شِر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وِب اْل َ‬ ‫شْريًئ ا ۖ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫) َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وَل ُت ْ‬ ‫بو الَِدْي ِ‬

‫( النمساء ‪ 36‬واعبدوا ال وكـذلك مــع‬

‫عبادة ال تكون الصلة والصوم والزكاة كما قلنـا فـي أمسـهم المسـلم ولكـن هنـاك الشـق الثـاني هـو‬ ‫‪19‬‬


‫عــدم الشــرك بــال فــإن عبــد الـ بــن عبــاس ‪ ‬قــال اتقـوا الشــرك فــإنه أرخفــى مــن دبيــب النمــل علــى‬ ‫الصــرخرة المســوداء فــي الليلــة الظلمــاء ومـن الشــرك أن تقــول لــول كلبــة فل نـ لمســرقنا اللصــوص "‬ ‫الشرك قد يكون أرخفى من دبيب النمل فل يلحظه أحد كما عرفه لنا هذا الصحابي إوالى أبمسط شيئ‬ ‫قد يقع فيه إنمسان دون أن يلتفت كأن يرجع الفضل في النجاة من المسرقة إلى كلب الحرامسة بمسـبب‬ ‫نباحه بينما الفضل في ذلك ل عز وجل وحده ل شريك له ‪ ,‬ومن الشرك أيضـاً أن يرخــاف ال نـمســان‬ ‫شيئاً غير ال عز وجل لن ال عز وجل يقول‬

‫ه بِ َ‬ ‫مههن‬ ‫وُي َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ك ِب الّ ِ‬ ‫ك ا ش ٍ‬ ‫ذي َ‬ ‫بوُّفبونَ َ‬ ‫عْبَدُه ۖ َ‬ ‫)أَلَْري َ‬ ‫س اللّ ُ‬ ‫خ ِ‬

‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه اش ٍد‪ ( .‬الزمـر ‪ 36‬ل توجـد قــوة تمســتطيع أن تحفــظ مــن دون‬ ‫ه ِ‬ ‫من ُي ْ‬ ‫ُدونِ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫و َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫م ا لَ ُ‬ ‫ل اللّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ضِل ِ‬

‫ال عز وجل وقد قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( في حديث رواه أبو هريـرة ‪ ‬قــال ل عــدوى‬ ‫ول طيرة ول هامة ول صفر ول نوء ول غول " وتلك الشياء ترخافها الناس وتتشاءم منها وه ى فــي‬ ‫حد ذاتها ل تمسبب المرض أو الضرر حتى يرخاف منها الناس ل نـها ل تعمل إل بإرادة ال عز وجـل‬ ‫وكان أولهـا العـدوى يرخـاف النـاس مــن عـدوى المــرض أن ينتقـل إليهــم فقــد وقـع هنـا شــرك بــال إذ‬ ‫يجب أن يعلم ويوقن أن الذي يجعل هذه العدوى تعمل عملهــا هــو الـ عــز وج ل فــإن الــذي أصــابك‬ ‫هــو الـ عــز وج ل وليمســت العــدوى بــذاتها وأصــحاب رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مــا كــانوا‬ ‫يمسمعون ول يتكلمون إوانما كانوا يمسمعون ويدرمسون فقال رج ل يـا رمس ول الـ أنـت تقـول ل عـدوى‬ ‫فما بال الجمل الجرب يبدأ به في مكـان ثـم ينتشـر إلـى بـاقي الجمـال المسـليمة فقـال لـه رمس ول الـ‬ ‫ومـن أعــدى الول صــحيح أن العــدوى إنتقلــت مــن ذلــك الجمــل إلــى بــاقى الجمــال ومـن أيــن جــاء‬ ‫المرض إلى الجمل الول العدوى تنتقل ولكن عليك أن تؤمن أن هذه العدوى لن تصــيبك إل إذا أراد‬ ‫ال عز وجل ليس معنى ذلك أنك تجلس فى ومسط الوباء ثم تقول لن يصيبنى شىء ما أمرت بــذلك‬ ‫وأمرت أن يكون عندك يقين أن كـل شــىء بـأمر الـ عــز وج ل ولكـن كـذلك أمـرت أن تأرخـذ بأمســباب‬ ‫النجاة فإن الذى قال لعدوى رمسول ال )صلي الـ عليـه ومسـلم( قـال فـر مـن المجـزوم فـرارك مـن‬ ‫المسد إذا كان هناك شرخص عنده جزام فر منه ل تـرخالطه إنما عندما تفر تعلم أن ما أصابك لم يكــن‬ ‫‪20‬‬


‫ليرخطئك وما أرخطاك لم يكن ليصيبك وعن عمر ‪ ‬عندما نزل إلى الشام وكان فيها وبـاء الطــاعون‬ ‫فمسأل صحابة رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( هـل يـدرخلوا علـى ذلـك الوبـاء أم ل قـالوا مســمعنا‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول إذا كان بأرض وأنتم رخارجها فل تدرخلوها إواذا كنتم دارخلهـا‬ ‫فل تـرخرجوا منهــا ‪ ,‬إذا كنتــم فــى أرض والطــاعون فيهــا فل تـرخرج وا لنــك إذا رخرج ت قـد تمســبب وبـال‬ ‫وتمسبب نقل وتفشي الوباء لغيرك في أماكن أرخرى ومع ذلك تؤمن أن ممسبب المســباب هــو الـ عــز‬ ‫وجل ‪ ,‬ثم قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ولطيرة ولهامــة ول صــفر وه و شــهر صــفر كـانوا‬ ‫في القدم يتشاءمون منه كما يتشاءم بعض الناس من الزواج في شهر شوال فإن حدث الزواج ثــم‬ ‫قدر ال من بعده قطيعة أو فراق قالوا لن الزواج تم في شهر شوال فجاء ديــن المســلم ليبطــل تلـك‬ ‫المور فعن جابر بن عبد ال ‪ ‬قال قال رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( الطيـرة شـرك قـالوا فمـا‬ ‫كفارة ذلك يا رمسول ال قال أن تقــول اللهــم ل رخيــر إل رخيــرك ول طيــر إل طيــرك ول حــول ول قــوة إل‬ ‫بك " فكان ذلك القول كفـارة لمـن حـدثته نفمســه بـأن الشــر الـذي أصـابه هـو بمســبب شـيء مـا ولكـن‬ ‫ليكن مدركاً بيقين أن ذلك بأمر ال عز وجل إوارادته ول إرادة لحد مسواه ‪ ,‬وفي حديث عن عبــد الـ‬ ‫بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( مــن ردتــه الطيــرة‬ ‫عن مسفره فقد أشرك قالوا وما علج ذلك يا رمسول ال قال أن تقول اللهم ل يأتي بالرخير إل أنت ول‬ ‫يدفع المسيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بك " فإذا وقع إنمسان في شــيء مــن ذلــك فعليــه أن يتــوب‬ ‫إلى ال عز وجل ويقول ما أمرنا به رمس ول الـ حــتى نمســتعيد الوحدانيــة فــي قلوبنــا لـ عــز وج ل ل‬ ‫شريك له ‪ ,‬فإن رمسول ال يحذرنا أننا إذا مسرنا في طريق ثم وجدنا فـي طريقنـا مـا يـدعونا للتشـاؤم‬ ‫فل نلتفت إليه بل نكمل الطريق ل نـنا إن عدنا نكون موافقين للشيطان ‪ ,‬وكذلك النــوء الــذي يــؤمن‬ ‫به أغلب الناس وهم ل يعلمون فقد حذرنا رمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مــن ذلـك فقـال وه و‬ ‫في ليلة مطيرة بعد أن صلى الفجر بالناس التفت إليهم وقال أتدرون ما قال ربكم قالوا ال ورمسوله‬ ‫أعلم قال أصبح مؤمن بي وكافر فمــن قـال مطرن ا بنـوء كـذا فقــد آمـن بـالنجوم وكفــر بــي ومـن قـال‬ ‫‪21‬‬


‫مطرنا بفضل ال ورحمته فقد أصبح مؤمن بي وكاف ارً بالنجوم " ذلك لن ال عز وجل هو صاحب‬ ‫الكون كلـه وتلــك النـوة ل تعمـل عملهـا ول تـؤدي دوره ا إل بمــا أمره ا الـ عــز وج ل وكـثي ارً مـا نــرى‬ ‫ارختلف بين ما يعنقد الناس في هذا الوقت من العام وبين ما يحـدث بالفعـل فـإن الـذي عطـل عمـل‬ ‫تلك النوة في ذلك الوقت من العام هو ال عز وجل وبالتالي فهو الذي يأمره ا أن تــؤدي هــذا العمــل‬ ‫أو ل تؤديه فإن الذي يجري الريا ح هو ال ولو شاء لمســكنها والــذي ينــزل المطــر مــن المســماء هــو‬ ‫ال ولو شاء منعه ‪.‬‬ ‫وكـذلك قــال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( فــي حــديثه ول غــول فقــد كــانت العــرب ترخــوف بــه‬ ‫أبناءهــا وكـانوا هــم أيض ـاً يرخــافونه إوالــى وقـت ليــس ببعيــد مــن الزم ن كــان أكــثر النــاس يعتقــدون‬ ‫بوجوده ويرخافون منه ويرخوفون أبناءهم منه وكانوا يصورونه في الروايات على أنه شيطان كــبير‬ ‫أو مارد يمستطيع أن يفعل بالناس الفاعيل وأنه ل يظهر إل في الليل والماكن الرخالية لذلك يحذرنا‬ ‫رمسول ال أن نؤمن بوجود مثل تلك الشياء أو بأنها قادرة على إحداث الضرر بنــا فمــن اعتقــد فــي‬ ‫شيء من ذلـك فقـد نقـص إيمـانه ويجـب أن يعـود فيمـا يعتقـده بـل يـؤمن بيقيـن أنـه ل يمسـتطيع أي‬ ‫شيء أن يصيبه بضر إل إذا أراد ال عز وجل وفـي تلــك الحالــة جعــل رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه‬ ‫ومسلم( علجاً فقال إذا تغولت عليكم الغيل نـ فعليكم بالذان " ذلك لن الغول هذا هو ممــا يتصــوره‬ ‫ال نـمسان وليس حقيقة واقعة فقد تكون من فعل الشيطان الذي قد يصور للمؤمن أشياء يرهبــه بهــا‬ ‫أو يشتت فكره ويدرخل إلى قلبه الرعب ويصرفه عن عبادة الـ عــز وج ل بشــتى الطــرق لــذلك كــانت‬ ‫كلمات الذان كافية أن تصرف عنـك كيــد الشــيطان لنــك إلتجـأت إلــى رب العـالمين إلـى رب الكـون‬ ‫كله الذي هو أكبر من كل كبير وأعظم من كل عظيم وأقوى من كــل قــوي فــذلك المعنــى هــو مــا تبــدأ‬ ‫به كلمات الذان وما تنتهي به ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫والرخوف والرعب هى من المور الطبيعية المركبة في أي إنمسان ومن الفطرة التي فطــر الـ النــاس‬ ‫عليها ولكن التحصن بذكر ال هو ما يدفع هذا الرخوف وقد حرص رمسول ال أن يعلمنــا ذلــك وعبــد‬ ‫ال بن عمرو بن العاص ‪ ‬قـال فـي حـديث نقلـه عـن رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( إذا فــزع‬ ‫أحدكم فليقل أعوذ بكلمات ال التامة من غضــبه وعقــابه ومـن شــر عبــاده ومـن همـزات الشــياطين‬ ‫وأن يحضــرون " وقـد تكــون كلمـات الـ التامــة هــى القـرآن الكريـم وقـد تكــون غيــر ذلــك الـ أعلـم‬ ‫ونتعوذ من غضب ال وعقابه لن مصدر الرخوف ذلك قد يكــون عقـاب مــن الـ لنــا وكـذلك نمســتعيذ‬ ‫من شر عباده من ال نـس والجن على المسواء ‪ ,‬إن الرخـوف ل يكــون إل مــن الـ عــز وج ل وح ده ل‬ ‫شريك له ‪.‬‬

‫الرقــــــــــية‬ ‫عبد ال بن رواحة ‪ ‬كان شاعر رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وقال في يوم من اليام‬ ‫وفينا رمسول ال يتلو كتابه‬

‫إذا انشق نـور مـن الفجر مساطع‬ ‫‪23‬‬


‫أرانا الهـدى بعد العـمى‬

‫فقلوبنا موقنات أن ما جاء به واقع‬

‫من الذي أرانا الهدى بعد العمــى إنمــا هـو رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( الـذي بعثــه الـ عــز‬ ‫وجل في أمة قد أحاط بها الجهل في العلم والجهل في الحلم فعلمها رمسول ال وهذب أرخلقهــا وه و‬ ‫الذي يقول في حديث رواه عبد ال بن عباس ‪ ‬قال فقيه واحد أشد على الشيطان مــن ألــف عابــد"‬ ‫وهو الذي يقول كذلك إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم " فليس هناك عالماً من غير أن يتلقى العلم‬ ‫‪ ,‬وكذلك ليس هناك في أمة المسلم رجل إل ويجب عليه أن يتعلــم ويطلــب العلــم لن الـ لــن يعــذر‬ ‫أحد بالجهل إنما مسوف يحامسبه إن قصر في التعلم ل نـك قد ترتكب أرخطــاًء بمســبب ذلــك الجهــل فــإن‬ ‫الــ عــز وجــل هــو الــذي يقــول ) َ‬ ‫سَأُلبو ا أَ ْ‬ ‫ل الِّذْكِر ِإن ُكنُتْم َل تَْعلَُمههبوَن‪ ( .‬النحــل ‪ 43‬وديــن‬ ‫ه َ‬ ‫ف ا ْ‬

‫المسلم إنما جاء بما يحقق المصلحة لل نـمسان من يوم مولده إوالى يوم ممــاته ورمس ول الـ )صــلي‬ ‫ال ـ عليــه ومسـلم( إنمــا بعثــه ال ـ عــز وجـل إلــى هــذه المــة ليكــون مدرمس ة فــي كــل ن ـواحي الحيــاة‬ ‫وموضحاً ومعلماً لكل المور وقد علمنا أن ال نـمسان يصيبه المرض مرض في البــدان ومـرض فــي‬ ‫النفوس الذي هو من الومساوس والوه ام مـن شـدة الكـروب الـتي يلقيهـا ال نـمسـان فـي حيـاته فـإذا‬ ‫أصاب ال نـمسان مرض من ذلك مسواء كان نفمسياً أو بدنياً عضوياً فعليه بالتداوي لن الـ عـز وج ل‬ ‫أمرنا بذلك كما قال رمسول ال )صلي ال عليــه ومسـلم( فعـن أمســامة بــن شــريك ‪ ‬قـال كــان صــحابة‬ ‫رمسول ال )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يتمســاقطون مــن الحمـى فجـاءت العـراب مـن هـا هنــا وه ا هنـا‬ ‫وقالوا يا رمسول ال أنتداوى فقال تداووا عباد ال فإن ال عز وجل لم يجعل داًء إل وجعل له دواء "‬ ‫ال عز وجل هو الذي يمسـبب المـرض وكـذلك هـو الـذي جعـل لـه الـدواء ‪ ,‬وع ن جـابر بـن عبـد الـ‬ ‫ال نـصاري ‪ ‬قال قال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مـا أنـزل الـ عــز وج ل داء إل وأنـزل لـه‬ ‫دواء علمه من علمه وجهله من جهله فإذا أصاب الدواء الداء بريء بإذن ال ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫والداء لـه أمـاكن فـي الجمسـد محـدد بهـا فـإذا أرخـذ ال نـمسـان منـا الـدواء يمسـير فـي الجمسـد كلـه فمـتى‬ ‫يكون الشفاء عندما يصيب هذا الـدواء هـذا الـداء بـإذن الـ عـز وج ل لن الـ عـز وج ل هـو الـذي‬ ‫رخلق هذا الجمسـد وصـوره وأجــرى فيــه ذلـك الـدم الـذي يحمــل الـدواء دارخــل الجمسـد إلـى أمـاكن الـداء‬ ‫وأنت ل تدري عن كل ذلك شيئاً في دارخل جمسدك ‪ ,‬وقالوا يا رمسول ال إن ال عز وج ل يقــول علــى‬ ‫ت َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ن‪ ( .‬الشعراء ‪ 80‬وأنــت تقــول‬ ‫مِر ْ‬ ‫فُه َ‬ ‫ذ ا َ‬ ‫لمسان نبيه ورمسوله إبراهيم عليه المسلم ) َ‬ ‫بو يَ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫شِفري ِ‬

‫لنا اذهبوا إلى الطبيب والتممسوا الدواء فما بال هذه الية فإن الية صــحيحة لن الـ عــز وج ل هــو‬ ‫الــذي يمســر للطــبيب الفهــم وأعطــاه البصــيرة حــتى يعلــم أيــن الــداء فــإذا كــان التشــرخيص بــإذن ال ـ‬ ‫وتوفيق منه مسليماً كـان وصـف الطــبيب للعلج والـدواء مســليماً وبعـد ذلـك يـأذن الـ عــز وج ل لهــذا‬ ‫الدواء أن يعمل عمله في الجمسد العليل ويصل إلى مكان الداء فيبرء المريض فكــان المــر كلــه لـ‬ ‫ول يرجع الفضل للطبيب ول للدواء إوال فكيف يقف الطبيب عاج از محتــا ارً أمــام داء ل يعلــم لــه دواًء‬ ‫وكيف به هو ذاته الطبيب يمــرض ويعتــل وقـد يمــوت بالــداء ول يمســتطيع علج نفمســه وكـم شــاهدنا‬ ‫أطباء مترخصصون فــي أمـراض القلــب ويشـاء الـ أن يمــوت ذلـك الطـبيب بـداء القلـب وغيره ا مــن‬ ‫المثلة الكثير ذلك لنعلــم أن الطــبيب بطبــه ودوائــه ل يمســتطيع دفـع أمــر قـد أتــى إل بـإذن الـ وذلــك‬ ‫ليكون لنا آية من آيات ال ‪.‬‬ ‫فإذا أصاب المؤمن شيئاً من ذلك في جمسده أو نفمسه فليلجأ إلى ما أمر ال به ويبتعد عن مــا نهــى‬ ‫ال عنه إواذا غلبته الومساوس وتكاثر عليه الشيطان وأحدث بــه إضــطراب فلينظــر إلــى قــول رمس ول‬ ‫ال )صلي ال عليه ومسلم( فعن عمران بن حصين ‪ ‬قال رأى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫رجل يلبس حلقة من صفر – أي يلبس في يديه أمسورة من نحاس أصفر – فمسأله مــا هــذه فقــال يــا‬ ‫رمسول ال هذه من الواهنة فقال لــه رمس ول الـ إنزعهــا فإنهــا ل تزيـدك إل وهنـاً ولـو مــت عليهــا مــا‬

‫‪25‬‬


‫أفلحت أبداً " هل تمستطيع تلك الحلقة أن تعالج الذراع المريضــة بــل إنهــا تضــر ول تنفــع ومـا هــى‬ ‫إل من ومساوس الشيطان الذي يريد لل نـمسان أن يشرك بال ‪.‬‬ ‫وعن عقبة بن عامر ‪ ‬قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( مــن علــق تميمــة فل أتــم الـ لــه‬ ‫ومن علق حر ازً فل ينفعه " فكل من امستعان بشيء يعتقد ان ينفعه أو يجلب له نفعاً أو يدفع عنه‬ ‫ض ارً فهو مـردوداً عليـه فكـان النهـي واضـحاً وصـريحاً مـن رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( أل‬ ‫نلجأ إلى تعليق أي من هذه الشياء كما نهينــا أن نعلــق أحجبــة ولـو مكتــوب فيهــا آيــات مــن كتــاب‬ ‫ال عز وجل أو أحاديث لرمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( لتدفع عنا الضر أو تجلــب لنــا الرخيــر ‪,‬‬ ‫وعبد ال بن ممسعود ‪ ‬درخل بيته في يوم من اليام فوج د زوجتــه قـد وضـعت فـي عنقهـا رخيــط فلمـا‬ ‫مسألها عنه قالت هــذا الرخيــط إنمــا ُنفــث لــي فيــه فنزع ه عـن عنقهـا وقـال ل ينبغــي لل عبــد الـ بــن‬ ‫ممسعود أن يشركوا بال ثم قال لقد مسمعت رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول من علق تميمة‬ ‫فل أتم ال له فقالت يا عبد ال إن عيني تقذف الدموع فإذا ذهبت إلــى فل نـ فرق ى لــي ذهبــت عنــي‬ ‫قال إن ذلك من عمل الشيطان يضع يده على موضع الداء فيهدأ حتى يضلك ويغويـك وكـان عليــك‬ ‫أن تقولي كما قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( في دعاءه اللهم إنك أنت الشافي ل شــفاء إل‬ ‫شفاءك شفاًء ل يغادر مسقماً اللهم رب النــاس أذهــب البــأس ‪ -‬والنــاس إنمــا تــذهب إلــى كــاهن أو‬ ‫مســاحر أو عـراف مــن أهــل الشــعوذة والــدجل فيممســح عليهــم ويتمتــم بكلمــات غيــر مفهومـة فيشــعر‬ ‫المريض أو الذي به أي ضر بالتحمسن الذي قد يكون بالوهم أو اليحــاء وقـد يكــون بالفعــل تحمســناً‬ ‫بإذن ال حتى يمتحن ويرختبر هؤلء الناس المرضى وقد يكون فتنــة لغيره م مــن النــاس حــتى يعلــم‬ ‫ال من يتبع الهدى ومن هو في ضل لـ مبين وحتى يعلم من يعبده وهو مشرك به شيئاً ومن تكون‬ ‫عبادته رخالصة ل وحده ل شريك له ولما أمرن ا رمس ول الـ عــز وج ل أن نتــداوى لــم يــأمر بــاللجوء‬ ‫إلى كاهن أو مساحر إنما أمــر بالتــداوي واللجــوء إلــى الطــبيب ورغ م ذلـك لبــد ان نــتيقن أن لـ عــز‬ ‫‪26‬‬


‫وجل المر من قبل ومن بعد وليس للطبيب أو للدواء ‪ ,‬كما أن الرقيا بآيات من كتاب ال عز وجـل‬ ‫فيما ورد عن الصحابة فقد كان جمع من صحابة رمسول ال في مســفر بالصــحراء ومـروا بقبيلــة لهـا‬ ‫زعيم وقد لدغه ثعبان فهرع إليهم أهله وقالوا هل منكم من راق أو طبيب فقال أحدهم انا فمـاذا فعـل‬ ‫إنما ق أر فقط الفاتحة وهو يمر بيــده علـى مكـان الـداء فبـإذن الـ إوارادتـه لمـا مسـمع الرج ل المصــاب‬ ‫كلم ال هدأت نفمسه وذهب عنه الرخوف بــأنه هالــك ل محالــة فامســترد جمســده عــافيته وامســتطاع أن‬ ‫يقاوم المسم في جمسده فنجا وعندما ذهبوا إلى رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وقصـوا عليــه مــا‬ ‫حدث فقال له لماذا فعلت ذلك قال يا رمسول ال ُألقي في روعي أنها رقية فلم ينكر عليه ذلك فكانت‬ ‫الفاتحة من الرقى التي يرقي ال نـمسان بها نفمسـه وغيـره ‪ ,‬وع ن عثمـان بـن العـاص ‪ ‬قـال نـزل بـي‬ ‫وجع فأتيت رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أمسأله فقال لي ضع يدك على مـا يألمـك ثــم قـل بمســم‬ ‫ال الرحمن الرحيم مسبع مرات أعوذ بعزة ال وقدرته مما أجد وأحاذر ففعلت مـا أمرن ي فشـفاني الـ‬ ‫عز وجل فل أزال أأمر بها أهلي وغيرهم ‪.‬‬ ‫إن الشفاء من أي داء يكمن فـي أن يكـون عنـد ال نـمسـان ثقـة إوايمـان كامـل بـأن هنـاك شـافي قـادر‬ ‫على أن يشفي من كل داء فإن كان عندك ذلك اليقين كنــت ممســاعداً ومعينـاً لي طــبيب يــوفقه الـ‬ ‫عز وج ل لعلجـك مــن هـذا الـداء أمـا إذا امسـتحوذ عليـك الشــيطان وأصــابك اليـأس وأنـك لـن تشــفى‬ ‫وتلك هى النهاية فإنه لن ينفع ويجدي معك العلج ول الدواء بأي حال ‪.‬‬ ‫وكذلك كان من الرقيا الــدعاء عنــد زيـارة المريـض فــإن رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( علمنــا‬ ‫كلمات نقولها فيهــا دعـاء للمريـض إواذا مســمعها المريـض كـانت تشــد مــن أذره فتهيــأه للشــفاء عــن‬ ‫عبد ال بن ممسعود ‪ ‬قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( من عـاد مريضـاً لـم يحضـر أجلــه‬ ‫فقال عنده أمسأل ال العظيم رب العرش العظيم مسبع مرات إل عافاه ال عز وجل " إن ذلك الـدعاء‬ ‫إن كان فيه إرخلص فإنه مسوف يمساعد الطبيب علـى العلج بـأمر الـ كمـا أن مـن شـأنه أن يهـون‬ ‫‪27‬‬


‫علــى المريـض آلم المــرض ‪ ,‬وقـد علــم جبريـل عليــه المســلم رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫الرقيا فقال له قل بمسم ال أرقيك من كل داء فيك ومن شر كل عيــن وحامســد الـ يشــفيك " وقـد كــان‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يرق ي الحمســن والحمســين ويقــول لهمــا إنــي أعيــذكما بكلمــات الـ‬ ‫التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لمة ‪.‬‬ ‫وكذلك قال عبد ال بن عمرو بن العاص ‪ ‬قال رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( مـن نـزل منـزل‬ ‫فقال أعوذ بكلمات ال التامة من شر مــا رخلــق ل يضــره شــيء حــتى يرتحــل " وكـل تلـك الرق ى مــتى‬ ‫تعمل عملها عندما تعلم بيقين أنه لن ينفعك ولن يضرك إل ال عــز وج ل وح ده فــإن الـ عــز وج ل‬ ‫يقول‬

‫خْريش ٍر َ‬ ‫ر َ‬ ‫د لِ َ‬ ‫فَل َ‬ ‫ب‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ه إِّل ُ‬ ‫ه ۚ ُي ِ‬ ‫ضِل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك ا ِ‬ ‫فَل َر ا ّ‬ ‫وِإن ُيِرْد َ‬ ‫بو ۖ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ش َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫) َ‬ ‫ف لَ ُ‬ ‫ك اللّ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫وِإن يَ ْ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ض ش ٍّ‬ ‫صري ُ‬

‫بو اْل َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫و ُ‬ ‫غُفبوُر الّر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ش اُء ِ‬ ‫بِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عَب اِدِه ۚ َ‬ ‫من يَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ْ‬ ‫حري ُ‬

‫( يونس ‪107‬‬

‫وكما قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( لعبد ال بن عباس )صلي ال عليه ومسلم( وقـد أردفــه‬ ‫رخلفــه وه و غلم قــال يــا غلم أحفــظ الـ يحفــظ أحفــظ الـ تجــده تجاهــك إذا مســألت فامســأل الـ إواذا‬ ‫امستعنت فامستعن بال واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إل بشــيء قــد‬ ‫كتبه ال لك إوان اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك بشـيء إل قـد كتبـه الـ عليـك رفعـت‬ ‫القلم وجفت الصحف ‪.‬‬ ‫وكذلك وفقاً لهذا المبدأ الذي رمسرخه رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مــن اليمــان الرخــالص لـ‬ ‫عز وج ل والتمســليم بــإرادته فمــن الرقيــا أيضـاً أن تتلــو آيــة الكرمس ي تقرأهــا لنفمســك أو لغيــرك وكـذلك‬ ‫قراءة مسورة الرخلص والمعوذتين فقد كان رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( إذا ألـم بـه تعـب أو‬ ‫أصابه مرض يفتح يديه ويقرأهـا ثـم ينفـث فـي كفيـه ويممســح بهمـا وجهـه ومسـائر جمسـده ‪ ,‬وع ن أم‬ ‫المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت كنت أرقي رمسول ال )صـلي الـ عليـه ومسـلم( بهــذه الثلث‬ ‫فإنها من أعظم ما نزل على رمسول ال كما قال لعقبة بن عامر أل أعلمك أفضــل ثلث مســور نزل ت‬ ‫‪28‬‬


‫في التوراة ال نـجيل والزبور والقرآن العظيم قل هو ال أحــد وقـل أعــوذ بــرب الفلــق و قــل أعــوذ بــرب‬ ‫النــاس يــا عقبــة ل تنمســهن ول تبــت ليلــة حــتى تقرأهــن فقــال عقبــة فمــا بــت ليلــة حــتى أقرأهــن ومـا‬ ‫نمسيتهن منذ أن قال لي رمسول ال ذلك ‪.‬‬ ‫والرقيا هـى دعـاء ولكـن ل يكــون إل بآيــات مـن كتـاب الـ عـز وج ل أو بكلمـات وردت فـي أحـاديث‬ ‫مس ئـل عــن الرقيــة قــال ل‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ومن أدعيته المأثورة لن رمسول ال لما ُ‬ ‫بأس ما لم يكن فيها شرك ‪ ,‬بينما نهى عن التولة وعن التطير والتولة ما تعمله المرأة لكي يتحبــب‬ ‫إليها زوجها وما يعمله الرجل حتى تتحبب إليه زوجته وكذلك الرقيا التي فيها شرك أو فيها طلمسم‬ ‫أو أرقام كل ذلك من الشرك وقد نهينا عنه ‪ ,‬وفي يوم من اليام وقـف رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه‬ ‫ومسلم( أمـام أصـحابه وقـال يـدرخل الجنـة مسـبعون ألفـاً مـن أمـتي وج وههم كهيئـة القمـر ليلـة البـدر‬ ‫الذين ل يكتوون ول يتطيرون ول يمسترقون وعلى ربهم يتوكلون "‬ ‫يجب على كل ممسلم أراد أن يرقي نفمسه أو غيره أن يعلم أن ال وحده بيده دفع الضر وبيده الشفاء‬ ‫وأل يترك مجاًل لومساوس الشـيطان حـتى يمسـتجيب الـ لــه ويمـده بالصــحة والعافيــة فـإن فعــل ذلـك‬ ‫حصل على المسعادة في الدنيا ويكون قد عبد ال حق عبادته فيحصل على المسعادة في الرخرة ‪.‬‬

‫المستــــعاذة‬ ‫يقول قائل ‪ :‬رباه هاأنا ذا رخلصت من الهوى‬ ‫وبحثت عن مسر المسعادة جاهداً‬

‫وامستقبل القلب الرخلي هواك‬ ‫فوجدت هذا المسر في تقواك‬

‫وكذلك هو حال كل من رخلص قلبه مــن مشــاغل الـدنيا وفـرغ القلــب لممســائل الرخــرة فحصــل التقــوى‬ ‫وقال لم أرى المسعادة في جمع المال ولكن التقي هو المسعيد وتقوى ال رخير الـزاد وعنــد الـ لل تـقــى‬ ‫‪29‬‬


‫مزيد ‪ ,‬في أحد اليام جاءت درة بنــت أبــي لهــب رض ي الـ عنهـا إلــى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه‬ ‫ومسلم( تشتكي له أن القوم يعيرونها بأبيها بأنه من أهل النــار فجمــع رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه‬ ‫ومسلم( الناس وقال يا درة اعلمي أن أكرم النــاس عنــد الـ أتقــاهم وأقراهــم وأوصـلهم للرح م وآمره م‬ ‫بالمعروف وأنهاهم عن المنكر ‪.‬‬ ‫ويقول رمسول ال )صـلي الـ عليـه ومسـلم( الممسـجد بيـت كـل تقـي وضـمن الـ عـز وج ل لمـن كـان‬ ‫الممسجد بيته بالرو ح والرحمة والجـواز علــى الصـراط إلــى الجنــة " فــإن فــي الممســجد يتعلــم الممســلم‬ ‫علماً ينفعه في دينه ودنياه ويمسمع إلى كلم ال عز وجل إوالى كلم رمس وله لن العبــادات فــي ديــن‬ ‫المسلم إنما هى بال تـباع وليمست بــالهوى والمــام الشــافعي ‪ ‬يقــول مــن امستحمســن فقــد شــرع ومـن‬ ‫شرع فعمله مردود عليه أي ل ينال به أجر ل نـنا ل نأرخذ ديننا إل من مسيد الولين والرخرين المبلــغ‬ ‫عن رب العالمين الذي ل ينطق عن الهوى إن هو إل وح ي يــوحى ‪ ,‬وقـد كــان أصــحاب رمس ول الـ‬ ‫)صلي ال عليه ومسلم( يمستفتونه في كل أمور الدين وجاءه رج ل وقـال بــأبي أنــت وأمــي يــا رمس ول‬ ‫الـ أراك تمســكت بيــن التكــبير للحـرام والقـراءة فمــاذا تقــول – ولنعلــم أن الصــلة مفتاحهــا الطهــور‬ ‫وتحريمهــا التكــبير وتحليلهــا التمســليم وكـان بعــد التكــبير أقـوال يقولهــا المصــلي وحرك ات يــأتي بهــا‬ ‫المصلي فإن كان ل يعلمها فيجب عليـه أن يتعلمهـا ويحـاول أن يتأمسـى فـي ذلـك بمسـنة رمس ول الـ‬ ‫)صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( فيهــا ‪ -‬قــال أقــول اللهــم باعــد بينــي وبيــن رخطايــاي كمــا باعــدت بيــن‬ ‫المشرق والمغرب اللهم نقني من رخطاياي كما ينقى الثوب البيض من الـدنس اللهـم اغمسـلني مـن‬ ‫رخطاياي بالماء والثلج والبرد أعوذ بال المسميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثــه ونفرخــه‬ ‫بمسم ال الرحمن الرحيم " وجاء في حديث رواه علي بــن أبــي طــالب ‪ ‬قــال كــان رمس ول الـ )صــلي‬ ‫ال عليه ومسلم( إذا كبر للصلة قال وجهت وجهي للذي فطر المسماوات والرض حنيفاً ممسلماً وما‬ ‫أنا من المشركين إن صل تـي ونمسكي ومحياي ومماتي ل رب العالمين ل شريك له بذلك أمرت وأنا‬ ‫‪30‬‬


‫أول الممسلمين اللهم أنت الملك ل إله إل أنت ظلمنــا أنفمســنا فــاغفر لنــا ذنوبنــا جميعـاً فــإنه ل يغفــر‬ ‫الذنوب إل أنت إواهدنا إلى أحمسن الرخل قـ إنه ل يهدي لحمسنها إل أنت واصرف عنا مسيئها إنــه ل‬ ‫يصــرف عنــا مســيئها إل أنــت لبيــك ومسـعديك والرخيــر كلــه فــي يــديك والشــر ليــس إليــك تبــاركت ربنــا‬ ‫وتعاليت نمستغفرك من جميع الذنوب والرخطايا ونتوب إليك أعوذ بــال المسـميع العليـم مــن الشــيطان‬ ‫الرجيم من همزه ونفثه ونفرخه بمسم ال الرحمن الرحيم "‬ ‫وعن أبي مسعيد الرخدري ‪ ‬قال كان رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( يقــول بعــد التكــبير مســبحانك‬ ‫اللهم وبحمدك وتعالى جـدك وتبــارك امســمك ل إلــه إل أنــت أعــوذ بــال المســميع العليــم مــن الشــيطان‬ ‫الرجيم من همزه ونفثه ونفرخه بمسم ال الرحمن الرحيم ‪.‬‬ ‫وقد قال أهل الفقه في دين المسلم أن المستعاذة إنمـا هــى ممســتحبة وليمسـت فرض اً ول واجبـة إوانــك‬ ‫إن امســتفتحت بهــا فقــد أتيــت بــالرخير وتجــاوبت مــع المســنة إوان لــم تفعــل فــإن صــل تـك مســليمة ومـا‬ ‫أرخطأت فيها ولكنهم قالوا إن أبمسط المستعاذة كمــا قــال المــام الشــافعي ‪ ‬أن نقــول أعــوذ بــال مــن‬ ‫الشيطان الرجيم بمسم ال الرحمن الرحيم فإن المستعاذة للتل وـة لن ال عز وجل يقول‬ ‫ن َ‬ ‫شْري َ‬ ‫ اْلُقْرآ َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫ط ا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫عْذ ِب اللّ ِ‬ ‫سَت ِ‬ ‫م َ‬ ‫ف ا ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫جري ِ‬

‫ذ ا َ‬ ‫) َ‬ ‫فِإ َ‬ ‫ت‬ ‫قَرْأ َ‬

‫( النحــل ‪ 98‬فكــانت المســتعاذة إنمــا هــى تطهيــر‬

‫للفم واللمسان من اللغو والرفث كما أن فيها توكل على ال في مواجهه ذلك العدو الذي يراك ول تراه‬ ‫فهو أشرس وأصعب من مواجهه عدو تعلمه وتـ راه مهمـا كـان حجمـه ورخطــورته ولكـن العـدو الـذي‬ ‫يراك ول تراه هو ارخطر فتحاول أن تدفعه عن نفمسك بأن تمستعين بــال عــز وج ل عليــه حيــث أنـك ل‬ ‫تعلــم مــن أيــن يأتيــك مــن أمامــك أو مــن رخلفــك أو عــن يمينــك أو عــن شــمالك فبمــن تمســتعيذ وبمــن‬ ‫تمستنصر حتى يدفع عنك شر ذلك العدو فكانت أعوذ بــال مــن الشــيطان الرجيــم تــدفع عــن الممســلم‬ ‫شرور كثيرة فقد جاء في حديث رواه أبي بن كعب ‪ ‬قال تلحى رجل نـ عند رمس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫عليه ومسلم( حتى تمزع أنف أحدهما – أي احمر من الغضب – فقال رمسول ال إني أعلم كلمــة إن‬ ‫‪31‬‬


‫قالها ذهب عنه ما يجـد أعـوذ بـال مـن الشـيطان الرجيــم " لن الشـيطان ل يملـك إل الومسومسـة ول‬ ‫شْري َ‬ ‫ك ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ضِعريًف ا‪( .‬‬ ‫يمســتطيع أكــثر مــن ذلــك فــإن ال ـ عــز وجـل هــو الــذي يقــول ) إِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ط ا ِ‬ ‫كْريَد ال ّ‬

‫النمساء ‪ 76‬إوان أولياء ال ل يمستطيع الشــيطان أن يــؤثر عليهــم أو ينــال منهــم فقــد أجمــع العلمــاء‬ ‫والفقهاء أن المستعاذة تقال مس ارً ول يجهر بها ال نـمسان ثم عندما يقول بمسم ال الرحمن الرحيم فقــد‬ ‫قيل في حقها إنها آية ممستقلة في أول كل مسورة وقيل إنها آية فقط في مســورة الفاتحــة وه ى بيقيــن‬ ‫جزء من آية ممستقلة في مسورة النمل إذ يقول ال عز وجل‬

‫) َ‬ ‫ ي‬ ‫ت َي ا أَيّ َ‬ ‫ه ا اْل َ‬ ‫ق الَ ْ‬ ‫مَلُ إِ​ِّن ي ُأْلِقهه َ‬ ‫ ي إَِلهه ّ‬

‫ح َٰ‬ ‫م ا َ‬ ‫ب َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م اللّ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سلَْري َ‬ ‫وإِنّ ُ‬ ‫م‪ .‬إِنّ ُ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫ه بِ ْ‬ ‫حري ِ‬ ‫س ِ‬ ‫من ُ‬ ‫كِري ٌ‬ ‫كَت ا ٌ‬ ‫م ِ‬

‫( النمل ‪ 30-29‬لــذلك رمس ول‬

‫ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول في حقها أنزل ت علـّي آيــة لــم تنــزل علــى نــبي مــن قبلــي إل علــى‬

‫مسليمان بن داود هـى بمسـم الـ الرحمـن الرحيـم " وع ن عبـد الـ بـن عبـاس ‪ ‬قـال كـان رمس ول الـ‬

‫)صلي ال عليه ومسلم( ل يعرف فصل المسورة من المسورة حتى ينزل عليه بمسم ال الرحمن الرحيــم‬ ‫" إن تلك الية هى حصن الممسلم الحصين فهى دعاء يلوذ به إلى ال عز وجل يمســتجمع بهــا قـواه‬ ‫ضد العدو حتى ينجيه ال منه ‪ ,‬وعثمان بن عفان ‪ ‬قال مسألت رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم(‬ ‫عن بمسم ال الرحمن الرحيم فقـال هــى امســم مــن أمســماء الـ عــز وج ل وليــس بينهــا وبيــن امســم الـ‬ ‫مس ئـل به أعطى إل كما بين بياض العينين ومسوادهما ‪.‬‬ ‫العظم الذي إذا دعي به أجاب إواذا ُ‬ ‫وعبد ال بن ممسعود ‪ ‬قال إذا قرأت بمسم ال الرحمن الرحيم فإنها بكل حرف منها جنــة تنجيــك مــن‬ ‫واحد من الزبانية التمسعة عشر الذين هم رخزنة جهنم ‪ ,‬وهذا من كلم عبد ال بن ممسعود ‪ ‬وليــس‬ ‫من كلم رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ‪.‬‬ ‫وعن امسامة بن عمير ‪ ‬وهو رخادم رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( قـال كنـت رديــف رمس ول الـ‬ ‫فــي يــوم فعــثرت دابتــه فقلــت تعــس الشــيطان أي مســب الشــيطان فقــال لــي رمس ول الـ ل تقــل تعــس‬ ‫الشيطان فإنك عندما تقولها تعـاظم وانتفــخ وقـال صــرعته بقـوتي – لنــه عنـده الكـبر الـذي أرخرج ه‬ ‫‪32‬‬


‫من الجنة وهو مسبب تلك العداوة التي يكنها لبني آدم – إنما قل بمسم ال الرحمن الرحيم فــإن قلتهــا‬ ‫تصاغر حتى يكون مثـل الذبابـة " إذن الـذي يري د أن يقهـر الشـيطان وأن يحصـن نفمسـه منـه فهـذا‬ ‫دواء مسهل ميمسور ل يكلف شيئاً أن تقول بمسم ال الرحمن الرحيم ‪.‬‬ ‫إن دين المسلم كما قلنا ل يؤرخ ذ بـالهوى إوان أبـا هري رة ‪ ‬صـلى فـي يـوم بالنـاس إمامـاً ثـم بعـد ان‬ ‫مسلم قال صليت بكم كما صلى رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( بنا فمــا أرخفــاه عنــا أرخفينــاه عنكــم‬ ‫ومـا أعلمنــا أعلمنــاكم " فــإن رمس ول الـ كــان أغلــب الحيــان ل يجهــر فــي بدايــة القـراءة ببمســم الـ‬ ‫الرحمــن الرحيــم وكــان أحيان ـاً يجهــر بهــا ولكــن الكـــثر والغلــب أنــه كــان ل يجهــر بهــا وعـ ن أم‬ ‫المــؤمنين عائشــة رض ي الـ عنهــا قــالت كــان رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يفتتــح الصــلة‬ ‫بالتكبير ويفتتح القراءة بالحمد ل رب العالمين وكان يق أر بمسم ال الرحمن الرحيم مس ارً "‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ ‬قال صليت رخلف رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وأبو بكر وعمر وعثمــان‬ ‫وعلي كلهم كانوا يمستفتحون القراءة بالحمد ل رب العالمين " ولكن ما ينبغي لنا ان نجعل من تلــك‬ ‫الممسألة محل رخلف وارختلف ونزاع بين الممسلمين فإن مذهب المام أحمد بن حنبل أل تجهر بهــا‬ ‫وفي مذهب المام أبو حنيفة والمام الشافعي أن تجهر بها فإن صــليت رخلــف إمــام ولـم يجهــر بهــا‬ ‫فقــد أدى الصــلة ومـا بطلــت إوان صــليت رخلــف إمــام لــم يجهــر بهــا فــإنه كــذلك مــا أرخطــأ ولكــن ذلــك‬ ‫صحيح وذلك صحيح وقد فعل رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( هذا وذاك ‪.‬‬ ‫إن الشيطان لكم عدو فاترخذوه عدواً وعندما أرخرجه ال عز وجل من الجنة قــال رب إنــك رخلقــت آدم‬ ‫وجعلت بيني وبينه عداوة فمسلطني عليه هو يطلب مــن الـ أن يعينــه عليكــم فقـال الـ عــز وج ل ل‬ ‫يولد لدم ولد إل ولد لك عشرة قال يا رب زدني قال تجري من ولده مجــرى الــدم فــي العــروق قــال يــا‬ ‫رب زدني قال أجلب عليهم برخيلك ورجلك وشاركهم في الموال والولد وعدهم وما يعدهم الشيطان‬ ‫إل غــرو ارً ‪ ,‬وقـال آدم عليــه المســلم يــا رب إنــك مســلطت علـّي إبليــس وأنــا ل أقــدر عليــه قــال يــا آدم‬ ‫‪33‬‬


‫وكلت بكـل ولـد مــن ولـدك ملكيـن يحفظـانه مـن قرن اء المســوء قـال يـا رب زدنـي قـال الحمســنة بعشـر‬ ‫أمثالها قال يا رب زدني قال ل أحجب التوبة عن أحد من ولدك ما لم يغرغر ‪ ,‬ولنعلم أن رمسول ال ـ‬ ‫)صلي ال عليــه ومسـلم( لــم يغــادر الــدنيا حــتى نــزل عليــه قــول الـ عــز وجـل‬ ‫م ِديًنهه ا‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫وَر ِ‬ ‫علَْري ُ‬ ‫ِديَن ُ‬ ‫سَل َ‬ ‫مِت ي َ‬ ‫م نِْع َ‬ ‫وأَْت َ‬ ‫م َ‬ ‫م ا ْ ِل ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ضري ُ‬ ‫م ُ‬

‫م‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫م أَْك َ‬ ‫) اْلريَْبو َ‬ ‫ك ْ‬ ‫مْل ُ‬

‫( المائــدة ‪ 3‬فــأتم الــ عــز وجــل‬

‫دين المسلم فمن ادعى أن به نقص فعليه اللعنة المتتابعة إلى يوم القيامــة لن الـ عــز وج ل قــال‬ ‫أنه هو الذي أكمل الدين فل يأتي إنمسان ويقول ويـدع أنــه هــو الـذي أكمـل الـدين وأنــه قـد آتـاه الـ‬ ‫من العلم ما يمكنه من أن يكتشف ما لم يصل إليه أحد من قبله والمام الشــافعي ‪ ‬يقــول إذا صــح‬ ‫الحديث فهو مذهبي واضربوا بكلمــي عــرض الحــائط وذلــك حــتى ل يقــول إنمســان قــال الشــافعي إن‬ ‫كان هناك حديث قاله رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم(‬

‫التطـــــير وصفــر‬ ‫قال علي بن أبي طالب ‪ ‬ل تصحب أرخا الجهل إياك إواياه فكــم رأينــا جـاهل أردى حليمـاً حيــن آرخــاه‬ ‫يقاس المرء بالمرء إذا المرء ماشاه وللقلب على القلب دليل حين يلقاه ‪.‬‬ ‫معنى ذلك أن ل تصاحب الجاهل فإن الجاهل وكنت انت حليماً فمسوف يجعلك تقع في رخطــأ ويقــول‬ ‫أن المــرء يقــاس بــالمرء لن رمس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( يقــول المــرء علــى ديــن رخليلــه‬ ‫فلينظر أحدكم من يرخالل " فإن الذي يصاحب أهل التقــوى تجــده تقيـاً والـذي يصــاحب أهــل الفجــور‬ ‫تجده فاج ارً والعياذ بال ‪ ,‬ثم يقول علي بن أبي طالب ‪ ‬وللقلب على القلب دليــل حيــن يلقــاه كــذلك‬ ‫كان يشر ح قول رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( القلــوب أروا ح مجنــدة فمـا تعـارف منهــا إئتلــف‬ ‫وما تناكر منها ارختلف ‪ " .‬القلوب الطيبة تتعارف على بعضها البعض وتأتلف فيما بينها كمــا هــى‬ ‫‪34‬‬


‫قلوب أهل اليمان تعرف بعضها بعضاً ل نـها تجتمع علــى اليمــان والتقــوى بينمــا قلــوب أهــل الشــر‬ ‫تجتمع وتتعارف ويجمع بينها الشر ‪.‬‬ ‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( كان يمســتقبل أوائــل الشــهور بالــدعاء فكـان إذا رأى الهل لـ قـال‬ ‫اللهم أهله علينا بـالمن واليمـان والمسـلم والمسـلم رب ي ورب ك الـ هل لـ رخيـر ورش د " فقـد علمنـا‬ ‫رمسول ال كيف نمستقبل شهر جديد من الشهور العربية وهذا المستقبال ل يفرق بيــن شــهر وشـهر‬ ‫ول بين رمضان وبيــن صــفر أو شـوال ولكــن أهــل الجاهليــة كـانوا يقيمســون الشــهور علــى غيــر هــذا‬ ‫المقياس إذا اقترب شهر صفر يقولون إنه شهر شؤم إواذا درخلوا فيه تشاءموا منــه كمــا إنهــم كــانوا‬ ‫يتشــاءمون مــن شــهر ش ـوال ول يــتزوجون فيــه ول يعقــدوا فيــه ق ـران وديــن المســلم ورب المســلم‬ ‫ورمسول المسـلم إنمـا يريـد أن يعلمنــا أن اليــام كلهـا عنـد الـ مسـواء إل مـا فضــل الـ عـز وج ل بــه‬ ‫بعضها على بعــض فيجـب علـى الممسـلم أل يتشــاءم مــن شـيء أبـداً ول مـن شــهر ول مــن يـوم فـإن‬ ‫ل عليه والعيــاذ بــال إوان أم المــؤمنين عائشــة‬ ‫التطير والتشاؤم إنما هو قرين من قرناء الشرك ودلي ً‬ ‫رضي الـ عنهـا تحكــي عــن أهــل الشــرك عنــدما كـانوا يتشــاءمون مــن شــهر شـوال ول يزوج وا فيــه‬ ‫بناتهم ول يتزوجون فيه قالت تزوجني رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( في شوال وبنى علـّي فـي‬

‫شوال فأي نمساء رمسول ال كان أحظى عنده مني "‬

‫كــان يحبهــا حبـاً جمـاً فقــالت أنــه رخطبهــا فــي شـوال ثــم تزوجهــا ودرخــل بهــا فــي شـوال وكـانت أحــب‬ ‫زوجاته إليه ‪ ,‬وكذلك تزوج أم مسلمة رضي ال عنها في شوال وكانت مـن أفضـل نمسـاءه وكـان هـو‬ ‫مــن أحــب الرج ال إليهــا فــإن رمس ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( كــان يريـد أن يهــدم كــل الفكــار‬ ‫الفامسدة التي كانت في عقول أهل الجهل وقتها فكأنه يقول لهم إن كنتم تتشاءمون من الزواج في‬ ‫شهر شوال فإنه كان فيه الرخيـر كلـه لـي ‪ ,‬وأمـا عـن شـهر صـفر فـإن رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه‬ ‫ومسلم( جمع في حديث له كل المور التي يرخاف منها النـاس والـتي قـد يمسـقطوا بمســببها فــي براثـن‬ ‫‪35‬‬


‫الشرك من حيــث ل يــدرون فقــد جــاء فــي حـديث رواه أبــو هريـرة ‪ ‬قـال قــال رمس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫عليــه ومســلم( ل عــدوى ول طيــرة ول هامــة ول صــفر ول نــوء ولغــول " ومعنــى ذلــك أن العــدوى‬ ‫بالمرض ليمســت هـى المــؤثرة بــذاتها ولكنهـا ل تـعمــل ولتــؤثر فيــك إل بــارادة رب العـالمين لـذلك كـان‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عنـدما قـال هـذه الكلمـة فـى هـذا الحـديث وقرنهـا بمـا هـو بعـدها‬ ‫إنما يريد أن يقول لنا أن مايريد ال عــز وج ل أن يصــيبك بــه مســوف يصــيبك بــه إواذا أراد ان يعــديك‬ ‫بمرض فمسوف يعديك بذلك المرض إواذا لــم يــرد فــإنه لعــدوى ولكــن تلــك الكلمــة قــد يأرخــذها النــاس‬ ‫على غير إرادة رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وهو يريد منك أن تتعلم أنك ل تـرخــاف إل مــن الـ‬ ‫عــز وجـل وتعلــم أن كــل مايصــيبك إنمــا هــو بــإرادة الـ إوان شــاء عــز وجـل أن يبتليــك إوان شــاء أن‬ ‫يصرفه عنك صرفه ‪.‬‬ ‫ولكن دين المسلم الذى هو دين العقل والمنطق وهو الدين الــذى جــاء حمســب فطــرة رخلــق الـ الــتى‬ ‫رخلق ال عز وجل الناس عليها الذى يدعوك أل تضع نفمسك فى مكان التهلكة لذلك قال رمسول ال‬ ‫)صلي ال عليه ومسلم( ل يعرض ممرض على صحيح أى أنــه إذا كــان هنــاك مريـض بمــرض معــد‬ ‫فيقول رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ل تـأتى بهذا المريض وتجعله فى ومسط الصحاء ولتــأتى‬ ‫بهـذا المري ض وتجعـل نفمســك جالمسـا أمـامه فـإنه )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يقــول فــر مـن المجـزوم‬ ‫فرارك من المسد " الذى عنده الجزام ل تـجالمسه حتى ليتمكن المرض منك وينتقل إليـك فــذلك منهــى‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫وليعلم الممسلم أن ما أصابه من مرض فهو بإرادة ال عز وجل وحده وقد يكون ذلك إبتلًء مـن الـ‬ ‫له حتى يعلم ال الصابرين وقد يكون مكفـ ارً بـه عـن ذنـوب ألمـت بـه فـأراد الـ عـز وج ل أن يطهـره‬ ‫منها بذلك المرض فما من مصيبة ُيصاب بها الممسلم إل كان له بهــا أجــر وثـ واب مــن الـ حــتى إن‬

‫الشوكة يشاكها الممسلم يكن له بها أجر إن صبر عليها واحتمسب أمره إلى ال عــز وجـل ‪ ,‬ورمس ول‬ ‫‪36‬‬


‫ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول إن ال عز وج ل رخلــق الرخلــق وكتــب محياهــا ومصــيبها ورزقهــا "‬ ‫كتب ال ثلثــة أمــور حياتهــا كـم مســتعيش تلــك النفــس فــي هــذه الــدنيا وكـذلك كتــب المصــائب الــتي‬ ‫تتعرض لها وتنزل بها وكتب رزقها لن ال عـــز وجــل يقـــول‬

‫من ّ‬ ‫ض‬ ‫م ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫صريبَ ش ٍ‬ ‫ص ا َ‬ ‫م ا أَ َ‬ ‫) َ‬ ‫ة فِهه ي اْل َْر ِ‬

‫ن َٰ‬ ‫من َ‬ ‫ل َأن نّْبَرأَ َ‬ ‫سهريٌر‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫ه ا ۚ إِ ّ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫عَلهى الّله ِ‬ ‫ف ي ِ‬ ‫م إِّل ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ي َأنُف ِ‬ ‫وَل ِ‬ ‫كَت ا ش ٍ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ب ِّ‬ ‫قْب ِ‬

‫وال ـ عــز وجـل ضــمن رزق العبــاد وأقمســم علــى ذلــك فقــال‬

‫( الحديــد ‪22‬‬

‫عُدو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫م ا ُتبو َ‬ ‫م اِء ِرْزُق ُ‬ ‫و ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫) َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ف ي ال ّ‬

‫َ‬ ‫ح ّ‬ ‫طُقبوَن‪ ( .‬الــذاريات ‪ 23 – 22‬والعمــر لــن‬ ‫م َتن ِ‬ ‫م ا أَنّ ُ‬ ‫بوَر ّ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مْث َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫م اِء َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫ض إِنّ ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ق ِّ‬ ‫و اْل َْر ِ‬

‫يزيد ثانية واحدة ولن يقل ثانية واحدة إنما هو شهيق يدرخل وقد ل يرخرج مــرة أرخــرى فل يجــب علــى‬ ‫ال نـمسان أن يتشاءم أبداً ل نـه إن فعل يكون علـى رخطـر عظيـم فـإن عبـد الـ بـن عمـر ‪ ‬يقـول قـال‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( من تطير فقد قارف الشرك أي كأنه درخل فــي الشــرك ويقــول فــي‬ ‫حديث آرخر رواه عبد ال بن ممسعود ‪ ‬قال من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " أي إن ال نـمسان‬ ‫الذي يرجع عن أمر قد رخاض فيه ل نـه تشاءم منه أو من أي شيء متعلق بـه فقـد أشـرك بـال عـز‬ ‫وجل ‪.‬‬ ‫وعبد ال بن عباس ‪ ‬يقول كنـا جلومسـ اً فمـر طـائر يصـرخ فقـال رج ل رخيـر رخيـر فقـال عبـد الـ بـن‬ ‫عباس ل رخير ول شر " أي أن الرخير والشر ل ينبغي أن يرتبط أبداً بطائر أو غيره ‪.‬‬ ‫وفي حديث جاء في صحيح البرخاري رواه عبد ال بن عمرو بــن العــاص ‪ ‬عــن رمس ول الـ )صــلي‬ ‫ال عليه ومسلم( أكثر الناس تفهمه على غير ما أراد منه رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقــول‬ ‫فيه إن كان الشؤم في شيء فهو في ثل ثـة المرأة والــدار والدابــة " ومـن يمســمع هــذا الحــديث لول‬ ‫وهلة قد يظن ان رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يقــر بالتشــاؤم مــن هــذه الثلثــة إوانمــا نمســمع‬ ‫ونق أر ونفهم شر ح الحديث فإن الشؤم في المرأة هنــا معنــاه أن تكــون أرخلقهــا ذميمــة أو أنهــا ل تلــد‬ ‫أو مسليطة اللمسان أو بها أي رخلق غير حميد وليس معنــاه أنـك إن تزوجتهــا يتغيـر حالـك مــن غنـى‬ ‫‪37‬‬


‫إلى فقر أو يصيبك أي مكروه ولماذا ل تكون في تلك الحالة أنت الشؤم عليها ‪ ,‬كما أن الشؤم فــي‬ ‫الدار يكون بضيق هذه الـدار أو يكــون مكانهــا وموضـعها ل يتنامســب مـع مـا يريـده مســاكنها وليــس‬ ‫معنــاه أنــك إذا مســكنت تلــك الــدار مســوف يصــيبك الفقــر أو المــرض أو أي مكــروه ‪ ,‬وكـذلك الحــال‬ ‫بالنمسبة للدابة والتي هى اليوم المسيارة كأن تكــون كــثيرة العطــال وكلهــا تعــود إلــى مســوء الصــناعة‬ ‫في بدايتها وذلك يحــدث كــثي ارً ونمســمع عنــه حــتى فــي أكــبر الشــركات وليــس معنــى ذلـك أن المســيارة‬ ‫شؤم كلما ركبتها حدث بها عطل ‪ ,‬فكان ذلك معنى قول رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم(‬ ‫وقد ذكرت الطيرة عند رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( فقـال أحمسـنها الفـأل ول تـرد ممسـلماً ‪ -‬أي‬ ‫ل ترد الممسلم عن العمل الذي كان يريد أن يقوم به – إوان رأيـت مــا تكـره فقـل اللهـم ل يـأتي بـالرخير‬ ‫إل أنت ول يدفع المسوء إل أنت ول حول ول قوة إل بك "‬ ‫وطبيعة النفس البشرية قد تـدفعه لهـذا التشــاؤم كـأن يرخـرج رج ل مــن بيتـه فيجـد أول مــا يجـد رج ل‬ ‫يكرهه فيتوقع الشر والمكروه لــذلك يعلمنــا رمس ول الـ أن نرج ع بــالرخير إلــى الـ عــز وج ل ول يــدفع‬ ‫الشر إل ال عز وجل فهو القادر على ذلك ل أحـد غيـره فـإذا غلبتـه نفمسـه ووقـع فـي أمـر مـن ذلـك‬ ‫التشاؤم ل نـه في النهاية بشر وليس مل كـ فقد علمنا رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( أن كفــارة‬ ‫ذلك أن نقول اللهم ل طير إل طيرك ول رخير إل رخيرك ول إله غيرك ‪.‬‬ ‫ولكن لماذا كانت تمسمية التشاؤم بالطيرة ل نـهم كـانوا يــأتون بــالطير أي طيــر ويطلقــونه فــي الهـواء‬ ‫فإن اتجه إلى اليمين فرحوا إوان اتجه إلـى الشـمال كـان التشـاؤم ‪ ,‬مـا هـى الهامـة الـتي وردت فـي‬ ‫حديث رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( إنهـا كمـا يعتقـد النـاس عنــدما يمـوت إنمسـان فـي حادثــة‬ ‫يقولون إن له عفريت يظهر في مكان مماته فالهامة هى العفريت التي يقولها النـاس فقـال رمس ول‬ ‫ال )صلي ال عليه ومسلم( أن هذا المر ليس حقيقياً ل يجب العتقاد بوجوده ‪ ,‬والمر كــذلك فــي‬ ‫الغول الذي ورد في حديث رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وقـد نفــى وج وده مــن المســاس إوانمــا‬ ‫‪38‬‬


‫هى من أفعال الشيطان وومسومسته إلى ال نـمسان حتى يجعلــه يترخيــل أنــه يــرى عفريتـاً أو غــوًل لــذلك‬ ‫علمنا رمسول ال إذا رأينـا مـن ذلـك شـيء أن نتلـو الذان لن الذان وكلمـاته تصـرف عنـا ومسومسـة‬ ‫الشياطين وما تصوره لنا من ترخيلت ‪.‬‬ ‫لقد نهى رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عن كل أنـواع التشــاؤم مسـواء مــن أشــياء أو مــن أنــاس‬ ‫أو من أفعال بعينها أو من شهور في المســنة بــذاتها دون غيره ا وقـد علمنــا رمس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫عليه ومسلم( فقال ل تمسبوا الليل ول النهار ول الشمس ول القمر ول الري ح فـإنهم رحمـة علــى قـوم‬ ‫وعذاب على قوم ‪.‬‬ ‫لذلك علمنا رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أل نمسب شيئاً من رخلق ال عز وجل وقد قال قائل ‪:‬‬ ‫نعيب زماننا والعيب فينا‬

‫وليس لزماننا عيب مسوانا‬

‫لذلك كان كل يـوم يمـر علـى ال نـمسـان وقـد صـنع فيـه معروفـ اً أو عمـل فيـه صـالحاً فهـو يـوم حمسـن‬ ‫ورخير وبركة وكل يوم ارتكب فيه معصية أو لم يكتمسب فيه رخي ارً فهو يوم ضائع ‪.‬‬

‫ل عــدوى ول صــــفر‬ ‫جاء في الصحيحين عن أبي هريرة ‪ ‬أن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( قال ل عدوى ول هامة‬ ‫ول طيرة ول صفر " وجاء نفس الحديث في صحيح ممسلم بزيادة ول نوء ول غول‬ ‫لقد كـان تأكيـد رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( فـي هـذا الحـديث بعـدم وج ود تلـك الشـياء فـي‬ ‫الحقيقة إوانها إن وجدت فهى من نمسج الرخيال أو مــن أفعــال أهــل الجاهليــة مــن المشــركين والكفــار‬ ‫وهى في كل حال ل وجود لها وما أنزل ال عز وجل بها من مسلطان بل إن العكس فقد نهى رمسـ ول‬ ‫‪39‬‬


‫ال )صلي ال عليه ومسلم( عن التصــديق بهـا وأرخــذها مأرخـذ العتبــار فهــى أشــياء إن ظـن إنمســان‬ ‫في قدرتها على الضر أو النفع أو إنها تجلب رخي ارً أو تدفع مســوًء فقــد أنــذره بالشــرك بــال عــز وج ل‬ ‫لن الذي يظن أن أي من تلك الشياء لها فعل ولها إرادة فقد جعل مع ال عز وجل في هـذا الكـون‬ ‫ل والـ عـز وج ل هــو الواحـد الحـد مالـك الملـك والملكـوت ل يجــري شــيء إل بـإرادته‬ ‫متصرفاً وفاع ً‬ ‫وعلمه في هذا الكون كله ما أدركنا منه وما لم ندرك ونحن لم ندرك منه إل القليل ‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فـإن التشـاؤم والتفـاؤل بأشـياء أو أمـور أو شـهور أو أوقـات وأحيـان معينـة إنمـا ينـدرج‬ ‫بالضرورة تحت هذا البند أن ال نـمسان في حالـة التشـاؤم يظـن ويعتقـد إن هـذا الشـيء فـى حـد ذاتـه‬ ‫قادر على أن يضره أو يصيبه بمكروه ‪ ,‬ونفس الوضع عندما يتفــاءل ال نـمسـان بشـيء فيضــعه فــي‬ ‫جيبــه أو يعلقــه فــي بيتــه أو غيره ا مــن المــور فقــد ظــن أن لهــا قــدرة علــى جلــب الرخيــر والمنفعــة‬ ‫وتحقيق الرخير له أي أنه جعل لها إرادة في تحقيق المر لذلك يعتبر ذلك من الشرك بال عــز وجـل‬ ‫إذ أن المر كله لـ ومرجعــه إليــه ول إرادة إل إرادتــه كمـا كــان أهــل الجاهليــة يصــيبهم التشــاؤم مــن‬ ‫شهر صفر فإذا جاء يركبهم الهـم والغـم والكآبـة ‪ ,‬كمـا قيـل إن صـفر كـانت تطلـق علـى مـرض كبـد‬ ‫ال نـمسان إذا أصابه ل نجاة له منه فيكون فيه هلكــه وقـد يكـون هـو مـرض الصـفراء الـذي علمنـاه‬ ‫في أيامنا هذه ‪.‬‬ ‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أراد أن تكون أمة المسلم أمة موحدة ل تشــرك بــال شــيئاً وأن‬ ‫تعلم أن كـل مــا فـي الوج ود يعمـل بـأمر الـ وبقــدرته فـإذا آمـن ال نـمســان بــذلك عـاش ممسـتريحاً فــي‬ ‫حياته كلها ل يرخاف من شيء ولكن ليس مراد رمسول ال أن يلقي الناس بأنفمسهم في التهلكة لن‬ ‫ال عز وجل أعطى لل نـمسان العقل وميزه بــه عــن غيــره مــن المرخلوقـات بــل إن الـ عــز وج ل رخلقــه‬ ‫ووضع فيه فطرة الرخـوف مـن الشـياء الـتي تضـره بيقيـن فنـرى إذا مـا قـارب إنمسـان أن يمـس النـار‬ ‫بدون أن يراها فإنه يبتعد بيده عنها فجأة عندما توشك أن تحرقه بحركة ل إرادية منه ولكنها فطــرة‬ ‫‪40‬‬


‫وضعها ال عز وجل فـي ال نـمسـان حـتى يتقـي مـا يهلكـه ويبتعـد عنـه ول يلقـي بنفمسـه إلـى التهلكـة‬ ‫لذلك قال رمسول ال في حديث له ل يتعارض مع الحديث الذي مسبق إوانمــا يكملــه ويوضـح الصــورة‬ ‫في مجملها فقد قال فر من المجزوم فرارك من المسد لن ذلــك المــرض ينتقــل مــن إنمســان إلــى آرخــر‬ ‫بأقل ملممسة منه فكان إتقاء الهل كـ بالبتعـاد عنـه وح تى ل يقــول إنمســان ل عـدوى فيلقـي بنفمسـه‬ ‫إلى المرض فيمرض وقد يهلك فيكون في حكم المنتحر والعياذ بال فـإن ديـن المسـلم ل يـأمر أحـد‬ ‫بأن يهلك نفمسه وكذلك ل يأمر أحد أن يكون مسبباً في نشر المرض بين الناس بحجة أنه ل عــدوى‬ ‫فيتنقــل بيــن النــاس وه م ل يعلمــون أنــه مريـض فيتمســبب فــي إصــابة غيــره بــالمرض وقـد يتفشــى‬ ‫المرض ويكـون وبـاًء ويـذهب بـأروا ح أمـة بكاملهـا وقـد يقـول قائـل إننـي إن مكثـت فـي مكـاني وأنـا‬ ‫مريـض فــي ومسـط المــرض فقــد أهلــك بينمــا إن رخرج ت فقــد أشــفى وأصــح فلــذلك كــان المــر بعــدم‬ ‫الرخروج لن ال عز وجل أعلم بالمراض ومدى إنتشارها ورخطورتها فإذا وصلت إلى مرحلة الوبـاء‬ ‫كان المر بعدم الرخروج فإن هلك ال نـمسان نتيجة المرض أصبح في دين المسلم من الشهداء ونال‬ ‫أجــر الشــهادة لنــه صــبر علــى البلء ومسـلم أمــره إلــى ال ـ عــز وجـل وأمــا إن نجــاه ال ـ فلــه أجــر‬ ‫الصــابرين ‪ ,‬فيجــب علــى الصــحيح أن يتقــي المريـض ويجــب علــى المريـض أل يرختلــط بالصــحاء‬ ‫وكلهم يدركوا في نهاية المر أن الصابة بالمرض أو عدمها تعود إلى ال عز وجل فإنه هــو الــذي‬ ‫يجعل تلك العدوى تعمل عملها أو ل تعمل ولكن ال عز وجـل هــو الــذي يقــول‬ ‫إَِلى الّتْهُل َ‬ ‫ة‪.‬‬ ‫كه ِ‬

‫م‬ ‫دي ُ‬ ‫وَل ُتْلُقبو ا بِأَْي ِ‬ ‫) َ‬ ‫ك ْ‬

‫كهه ا َ‬ ‫ه َ‬ ‫حريًمهه ا‪( .‬‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّه َ‬ ‫م َر ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫سه ُ‬ ‫وَل تَْقُتُلههبو ا َأنُف َ‬ ‫( البقـــرة ‪ 195‬كمــا يقـــول ) َ‬ ‫كه ْ‬ ‫ك ْ‬

‫النمساء ‪29‬‬ ‫كان نهي رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( عــن تلــك المــور حــتى ل يعتقــد ال نـمســان بــأن العــدوى‬ ‫هــى الممســببة فــي ذاتهــا للمــرض وأن لهــا إرادة تعمــل لهــا وكــذلك النهــي عــن التشــاؤم بالشــياء‬ ‫والتفــاؤل بــأرخرى وكـذلك ارختصــاص شــهر معيــن فــي المســنة وربطــه بالحــداث المســيئة وجعــل هــذا‬ ‫‪41‬‬


‫الشهر مصدر تشاؤم وكذلك نهــى رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( عـن العتقـاد فــي أشـياء ل‬ ‫وجود لها ليس هذا فقط بل ول عمل لها ول إرادة لها ول ضرر ول نفع يمكن أن تحدثه تلك الشــياء‬ ‫حتى ل يرخاف منها الناس إوانما هى من ومساوس الشيطان الذي ل يكل ول يمل عن دفــع ال نـمســان‬ ‫ل‪.‬‬ ‫دفعاً إلى الشرك بال ما امستطاع إلى ذلك مسبي ً‬ ‫وقـد جــاء فــي حــديث رواه الترم ذي ‪ ‬قــالوا فــي حقــه أنــه حــديث ضــعيف حيــث قــال فيــه أنــه جيــء‬ ‫ل علــى ال ـ‬ ‫لرمسول ال برجل مجزوم فأرخذ بيده ووضعها في القصعة وقال بمسم ال وثقة بال وتوك ً‬ ‫" وحتى إوان كان الحديث صحيحاً فهذا أمر قد ارختص به رمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( دون‬ ‫غيره من الناس ‪ ,‬وقد حدثت حادثة مع رخالــد بــن الوليــد ‪ ‬فقــد قيــل لــه فــي معرك ة مــن المعـارك أن‬ ‫عدوك قد وضع لك المسم في طعامك فإذا به يأكل وهو يقول بمسم ال الذي ل يضر مع امسمه شــيء‬ ‫ثم أكل الطعام وبعدها جاءه النوم فنام فقال كل مــن يحيطــون بــه إنهــا نومـة ل قيـام بعــدها أي أنهــا‬ ‫رقدة الموت فإذا به يقوم من رقدته ويأرخذ مسيفه ويطيح في العداء فإذا فعل إنمسان ذلك الفعــل فــي‬ ‫يومنا هذا وتعامل مع المسـم كمـا تعامـل رخالـد بـن الوليـد وأكـل المسـم فمـات فـإنه يكـون منتحـ ارً تحـرم‬ ‫عليه الجنة ل نـه يكون قد امستعجل الجل الذي أراده ال عز وجل له ‪.‬‬ ‫إن التشــاؤم مــن المــور الــتي تبعــث علــى الرخمــول والكمســل فــإذا مــا ق ـ أر أحــد مــن النــاس اليــوم فــي‬ ‫الجريدة تقول إن برجه يقول كذا أو كذا فإنه ل يرخرج مــن الــبيت ول يـذهب إلـى عملـه إوان كـان فــي‬ ‫عمله أصابه الحباط واليأس والرخوف من كل شيء ويجلس ينتظــر مصــيره الــذي حــدده لــه قــاريء‬ ‫النجوم والكواكب والبراج ‪ ,‬وكذلك يكون حاله إذا مسمع صوت طائر فــي المســماء يصــيح فكــل طــائر‬ ‫عندهم له معنى وكل صيا ح إما يدل على الرخير أو الشر لذلك أراد دين المسلم أن يرد كل أمــر إلــى‬ ‫أصله وأن يعيد ال نـمسان إلى اليمان فإن كل تلك المور يذهب بها التوكل على الـ عـز وج ل ومـن‬ ‫يتوكل على ال فهو حمسبه ‪ ,‬وقد أمرنا رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( أن نقــول اللهـم ل يــأتي‬ ‫‪42‬‬


‫بالرخير إل أنــت ول يــدفع المســيئات إل أنــت ول حــول ول قــوة إل بــك ‪ ,‬فيكــون بــذلك قــد رد المــر إلــى‬ ‫فاعله والمتصرف فيه والمهيمن عليه ‪.‬‬ ‫وعن معاوية بن الحكم ‪ ‬قال قلت يا رمسول ال منا إنامساً يتطيرون قال ذلك شيء يجده أحدكم فــي‬ ‫نفمسه فل يصدنكم " فكان المر في دين المسلم أل يصدك هــذا التشــاؤم عــن فعــل مــا كنــت مســوف‬ ‫تفعله وليعلم ال نـمسان أنه ما من شيء يمكنه أن ينفع أو يضر إل بإرادة ال عــز وج ل وح ده رخــالق‬ ‫ومنشيء ذلك الشيء ‪ ,‬والممسلم يعلم ويؤمن أن ل عدوى تصــيبه إل بــإرادة الـ عــز وج ل والممســلم‬ ‫ل يرخاف عفريتاً لن الممسلم إنما هو يتوكل على رب العالمين وحده شريك له ‪.‬‬

‫الطـــب النبــوي‬ ‫رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( كــان يصــيبه المــرض ويشــتد عليــه وكـان يأرخــذ لــذلك المــرض‬ ‫علجاً ودواًء فعن أبي مسعيد الرخدري ‪ ‬قال درخلت على رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( فوج دته‬ ‫يوعك وعكاً شديداً كما يوعك الرجل نـ منا فقلت يا رمسول ال إنك توع ك وعكـاً شــديداً أذلــك لن لــك‬ ‫أجرين قال نعم ما يصيب الممسلم مـن أذى إل كفـر الـ عـز وج ل بـه مـن مسـيئاته كمـا تحـط الشـجرة‬ ‫ورقها "‬ ‫وقد قال رمسول )صـلي الـ عليـه ومسـلم( الـ ذلـك لكـي يرخفـف عـن كـل مري ض ويبشـر كـل مري ض‬ ‫ل نفمسياً لتقبل ذلك المرض لن فيه رخير له رغم الشدة التي تصــيبه‬ ‫وحتى يكون ذلك المريض مؤه ً‬ ‫فيمستقبل تلك الشدة وهو مرتا ح البال والرخاطر ويعلم أن ال عز وجل مسوف يجازيه رخي ارً ‪.‬‬ ‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عندما اشتدت به الحمــى طلــب العلج فقــال أهرق وا علـّي مســبع‬ ‫قرب من الماء من آبار شتى فوضعوه في طمست أم مسلمة ثم صبوا عليه المسبع قرب حتى برد ‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( هو الذي يقول إن الحمى من فيح نار جهنم فأبردوه ا بالمــاء "‬ ‫وتلك الحمى التي كـان يعالجهـا رمس ول الـ بالمــاء إنمـا هــى حمــى الجمســم وحمـى شــدة حـرارة الجـو‬ ‫وحمى مسـطوع الشـمس وأشـعتها فـإن هـذه الحمـى هـى الـتي تعالـج بالمـاء البـارد فـإن عبـد الـ بـن‬ ‫عباس ‪ ‬وجد رجل قد أصابته حرارة أشد فقال أبردوه بماء زمزم ‪.‬‬ ‫أما الحرارة الناتجة عـن الفـات والبكتيريـا والفيرومسـات فـإن علجهـا لبــد أن يكــون بالقضــاء علــى‬ ‫الممسبب لها أوًل وعبد ال بن عباس ‪ ‬يقول في رمسول ال )صلي ال عليــه ومسـلم( يــوم الرخميــس‬ ‫وما أدراك ما يوم الرخميس اشتد المرض برمسول ال فقال ائتوني أكتب لكم كتاباً ل تضلوا بعده أبــداً‬ ‫" من كل ذلك نعلم أن رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( كـان يصـيبه المـرض وكـان يصـيب أهـل‬ ‫بيته المرض كذلك وكان يطلب لنفمسه العلج والدواء كما كان يطلبــه لهــل بيتــه وكـان يأرخــذ الــدواء‬ ‫ويتعاطاه بإذن ال عز وج ل ولن ديــن المســلم هــو ديـن يتجــاوب مـع فطــرة البشــر ومـع العقــول لـم‬ ‫يأمر بأن يمستمسلم ال نـمسان للمرض حتى يهلك ولكن في دين المسـلم قاعـدة تقـول أن لبـدنك عليـك‬ ‫حقاً ذلك الجمسم الذي به الرو ح لتجعله يتحرك وينطق ويمسمع ذلك الجمسد له عليك حقوق يجب أن‬ ‫تراعيها وأن تؤديها له فإن لــه الحــق أن تطعمــه إذا جــاع وأن تمســقيه إذا ظمــأ وتريحــه إذا تعــب وأن‬ ‫تنظفــه إذا اتمســخ وأن تــداويه إذا مــرض ‪ ,‬وديــن المســلم فيــه صــحة البــدان مقدمــة علــى العبــادة‬ ‫ورمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وصـف لمتــه وأوصـاها بوصـايا وأمره ا بــأوامر إن أرخــذ بهــا‬ ‫الناس وحافظوا عليها ل يصيبهم مرض ول تـحتاج إلى طبيب ودواء فقد قال رمس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫عليه ومسلم( ما مل بن آدم وعاًء شر من بطنه بحمسب بن آدم عدة لقيمــات يقمــن صــلبه فــإن كــان‬ ‫ل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفمسه " فكان أول ما يحافظ علــى ذلـك البـدن هـو عـدم‬ ‫لبد فاع ً‬ ‫المسراف في الطعام الذي يدرخل المعدة ويملؤه ا وفـي أحــد اليــام جـاء إلـى رمس ول الـ هــدايا ومنهـا‬ ‫طبيب فرد الطبيب وليس ذلك لن دين المسلم يحرص على المرض ول يعالجه ولكن لنــه يعلــم أن‬ ‫‪44‬‬


‫المة إذا تعاملت بتعاليمه فليمست محتاجة إلى طبيب وعندما رده قال نحن قوم ل نأكل حــتى نجــوع‬ ‫إواذا أكلنا ل نشبع " أي إننـا ل نطلـب الطعـام إل إذا أحمسمسـنا بـالجوع ول نأكـل لمجـرد الكــل أو حبـاً‬ ‫في الطعام كما إننا إذا أكلنا ل نصل إلى مرحلة الشبع والترخمة من الطعام ومسقراط يقول إن المعــدة‬ ‫بيت الداء فإذا كانت معدة الممسلم ل يدرخلها طعـام بعـد طعـام إل إذا تـم هضـم الطعـام الول حـتى ل‬ ‫يكون مرض وهل كـ فإن ذلك صيانة للبدن الذي أمرت أن تطعمه إذا جاع ولكن ما أمرت أن تترخمه‬ ‫بالطعام والشراب حتى يعتل ويمرض لن هذا البدن المحافظة عليه مقدمة علــى العبــادات فــإن الـ‬ ‫عز وجل يقول في الصوم الذي هو أقرب العبادات إليه وهو الــذي يجــازي بــه ول يعلــم ثـوابه إل هــو‬ ‫قال‬

‫فش ٍر َ‬ ‫مِري ً‬ ‫س َ‬ ‫ك ا َ‬ ‫من َ‬ ‫م‬ ‫د ٌ‬ ‫ض ا أَْو َ‬ ‫وَل ُيِري هُد بِ ُ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ع ّ‬ ‫س هَر َ‬ ‫م ُأ َ‬ ‫ى َ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬ ‫خَر ۗ ُيِريُد اللّ ُ‬ ‫م اْلُري ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ن أَّي ا ش ٍ‬ ‫كه ُ‬ ‫ك ُ‬

‫سَر‪ ( .‬البقرة ‪ 185‬قال للمريـض الـذي يزيـد الصــيام مرض ه ويضــعف جمســده أو يــؤرخر شــفاءه‬ ‫ اْل ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫أوجب عليه أن يفطر في رمضان وأن يقضي بعد ذلك حين يشفى أو يقوى ويقدر على الصــيام فــي‬ ‫أيام أرخرى فإن صام ال نـمسان وهو مريض ويعلم أن الصيام مسوف يزيد من مرضه أو يــؤرخر شــفاءه‬ ‫فإنه يكون آثماً بهذا الصــيام لن صــحة بــدنه مقدمــة علــى العبــادة ‪ ,‬وكـذلك كــان المــر فــي عبــادة‬ ‫الحج فقال ال عز وجـل‬

‫ه أَ ً‬ ‫ه َ‬ ‫) َ‬ ‫مِري ً‬ ‫ك ا َ‬ ‫من َ‬ ‫م أَْو‬ ‫فِفْديَه ٌ‬ ‫مهن ِ‬ ‫سه ِ‬ ‫مهن ّرْأ ِ‬ ‫ض ا أَْو بِ ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ف َ‬ ‫كم ّ‬ ‫ة ِّ‬ ‫ذ ى ِ ّ‬ ‫صهَري ا ش ٍ‬

‫صَد َ‬ ‫ك‪ ( .‬البقــرة ‪ 196‬فقــد أوجـب ال ـ عــز وجـل التحلــل مــن الفريضــة فــي تلــك العبــادة‬ ‫س ش ٍ‬ ‫ق ش ٍ‬ ‫َ‬ ‫ة أَْو ُن ُ‬

‫والتكفيــر عنهــا بأشــياء أرخــرى إذا كــان ال نـمســان بــه مــرض أو أذى يمنعــه عــن أداء تلــك الفريضــة‬ ‫وكذلك المر في ملبس الحرام التي هى فرض في تلــك العبــادة يمكــن للمريـض أن يلبــس المرخيــط‬ ‫مـن الثيـاب حــتى ل يــزداد المــرض عليـه أو يصـاب فـي بــدنه ‪ ,‬وكـذلك المـر فـي الغمســل والوضـوء‬ ‫وهمـا مـن المـور الـتي ل تقبـل عبـادة الصـلة بــدونهما إن كـان ال نـمسـان مريضـاً وقـد يزيـد مرض ه‬ ‫بامستعمال الماء فعليه أل يمستعمل الماء ويمستبدله بالتيمم وكذلك إن كــان فــي رأمســه جـر ح غــائر فل‬ ‫عليــه إن كــان جنب ـاً أن يغتمســل بــدون ان يمــس المــاء رأمســه وذلــك فرض اً فــي الغمســل ولكــن جرح ه‬ ‫ومرضه أهم من إتيان الفرض فـي العبــادة وقـد حـدث فــي أيـام رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم(‬ ‫‪45‬‬


‫وفي أحد المعارك أصيب رجل ممسلم في رأمسـه إصـابة بالغـة ثـم تـم علجـه ونـام وفـي الصـبا ح وج د‬ ‫نفمسه جنباً فأراد أن يغتمسل ولكنه رخشى أن يصيب الماء رأمسه فيضر جرح ه فمسـأل أصــحاب رمس ول‬ ‫ال عن ذلك فقالوا له ما نرى لك إل الغمسل فاغتمسل الرجل وأصاب الماء رأمسه وأضر الج ـر ح الغــائر‬ ‫فكان بمسبب ذلك وفاته وعندما رجعوا وعلم رمسول ال بذلك قال قتلوه قاتلهم ال إنما كان يكفيــه أن‬ ‫يضــع علــى جرح ه رخرق ة ثــم يممســح عليهــا بــدون أن يمــس المــاء رأمســه وجرح ه " فــإن رمس ول الـ‬ ‫)صلي الـ عليـه ومسـلم( هـو رمس ول هدايـة إوارش اد مـن رب العـالمين ليبلـغ ذلـك الـدين المـتين إلـى‬ ‫الناس ومـا كـان هــو طــبيب أبــدان ولكنــه كــان طــبيب قلــوب وعقــول وأمــا طـب البــدان فــإنه أمــر أن‬ ‫تمسأل فيه الرخبير به والعالم به فعن زي د بـن أمسـلم ‪ ‬قـال درخـل رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم(‬ ‫على رجل مريض يعوده فوجد عنده طبيبان فقال من منكما أطب – أي من منكمــا أعلــم مــن الرخــر‬ ‫فـإن الطبـاء كـثير ولكـن منهـم مـن لـديه علـم أكـثر مـن الرخـر ومـن لـديه رخـبرة عـن الرخـر – فقـال‬ ‫الرجل المريض يا رمس ول الـ أفـي الطـب رخيـر قـال الـذي أنـزل الـداء أنـزل الـدواء علمـه مـن علمـه‬ ‫وجهله من جهله ‪ " .‬وعن مسعد بن أبي وقاص ‪ ‬وهو في شدة مرضه يقول درخل عل ـّي رمس ول ال ـ‬ ‫)صلي ال عليه ومسلم( يعودني فوضع يده على صدري حتى وجدت برد يــديه علــى صــدري ثــم قــال‬

‫لي يا مسعد إنك مفؤود – أي إن قلبــك بــه اضــطراب – اذهــب إلــى الحــارث بــن كلــده وه و طــبيب مــن‬ ‫ثقيف " ما قال له يا مسعد أنا طبيب ومسوف أعالجــك ولكنــه أرش ده إلــى طــبيب مشــهور فــي أمـراض‬ ‫القلب ل نـه وضع يده على صدره فــأحس بضــربات القلــب غيــر منتظمــة وذلــك أمــر قــد يعرف ه أغلــب‬ ‫الناس لذلك نصحه بالطبيب المترخصص بأمراض‬

‫القلب ولما أحضروا له ذلك الطبيب وكشف‬

‫عليه قال لهم ل بـأس أي إن قلبــه مســليم ولكنـه يحتــاج أن يتقـوت لنــه ضــعيف وذلـك أضــعف قلبــه‬ ‫ووصـف لهــم الــدواء فقــال أطعمــوه الحلبــة مــع تمــر العجــوة حــتى يقــويه ويـرم عظــامه ولحمــه فهــل‬ ‫رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( قـال لـه كيـف تقـول إن قلبـه مسـليم بينمـا أنـا أقـول إنـه مري ض‬ ‫بالقلب هل قال له من علمك هــذا العلــم إنمــا رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( علـم الطــب الــذي‬ ‫‪46‬‬


‫نطق به من الكمالت في الشريعة فإن شريعة المسـلم إنمـا جـاء بهـا رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه‬ ‫ومسلم( بأصول من توحيد وعبادات ومعاملت فكان الطب النبوي إنما هــو مــن كمــال تلــك الشــريعة‬ ‫فيه ولم يكن من أمسامسها فطب رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( من المور المعاشية الــتي تؤرخ ذ‬ ‫من التجربة والرخــبرة وليــس مــن المــور التعبديــة الــتي تؤرخ ذ بالقـدوة فرمس ول الـ )صـلي الـ عليـه‬ ‫ومسلم( وصف أدويـة ووصـف علجـاً لمـراض إنمـا تلـك الدويـة وتلـك المـراض كـانت منتشــرة فـي‬ ‫أيــامه وكـذلك كــانت الدويـة منتشــرة لتلــك المـراض فعــن جــابر بــن عبــد الـ ال نـصــاري ‪ ‬قــال قــال‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم( إن كـان فــي شـيء مـن أدويتكـم مــن الـدواء الـذي تتعــاملون بــه‬ ‫وتتعاطونه رخير ففي شربة عمسل وفي شرطة محجم وفي كيه بنار تصيب الداء ول أحــب أن أكتــوي‬ ‫ولكن هناك علجاً عالج به رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( إنما كان ذلـك العلج مــن أوامــر الـ‬ ‫عز وجل فعن أبي مسعيد الرخدري ‪ ‬قال جاء رجل إلى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( وقـال يــا‬ ‫ل فلـن يغنــي عنـه شـيئاً‬ ‫ل فجاءه وقـال أعطيتــه عمسـ ً‬ ‫رمسول ال أرخي يشكو بطنه فقال له امسقه عمس ً‬ ‫ل فعـاد وقـال نفـس مـا قـاله وفـي المـرة الثالثـة كـذلك قـال لــه رمس ول الـ صـدق الـ‬ ‫فقال امسقه عمسـ ً‬ ‫وكذب بطن أرخيك فإن ال عز وجل هو الذي يقول فيه شفاء للناس فكانت بطن الرجل هى الكاذبــة‬ ‫ثم ذهب الرجل ومسقاه العمسل فبرئ بإذن ال ‪.‬‬ ‫وأعداء دين المسلم وأعداء رمسول ال )صلي ال عليــه ومسـلم( إنمــا هــم كــثير ومنتشــرون فــي كــل‬ ‫بقاع الرض وفي كل زمان ومكان ومنهم واحداً في أيامنا هذه يظهر على إحدى القنوات الفضائية‬ ‫ويدع أنه قمسيس ويتهكم على رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ويمســرخر منــه ويقــول لقـد قـال أنــه‬ ‫طبيب وعالم في الطب وقال كذا وكذا ثم جاء بحديث وذلك الحديث صحيح وه و عــن مســعد بــن أبــي‬ ‫وقاص ‪ ‬قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( مــن تصــبح بمســبع تمـرات مــن تمــر العاليــة لــم‬ ‫يصبه ذلك اليوم مسم ول حمسد " فقال ذلك الرجل في التلفاز وه و يتطـاول ويقـول انظـروا إلـى ُم حـمـد‬ ‫‪47‬‬


‫يقول إن مسبع تمرات تدفع عنك المسم طول اليوم وكذلك الحمســد يــا علمــاء الممســلمين أجيبونـا كيــف‬ ‫تكون تلك التمرات دافعة للمسم وتقضي عليه وكيف تقـي الحمسـد ‪ ,‬وذلـك الرج ل قـد يكـون عالمـاً أو‬ ‫ل ولكنـه محارب اً فـإن كـان كـذلك فلـن يغنـي معـه كلم أو جـدال أو أي شـيء لن المحـارب لـن‬ ‫جـاه ً‬ ‫ل فإن الذي رد عليه هــو بــن‬ ‫يلين ولن يفتح عقله ليمستوعب أي شيء مما يقال له أما إن كان جاه ً‬ ‫القيم الجوزي ‪ ‬من مئات المسنين عندما شـر ح ذلــك الحــديث فقــال إن طــب النــبي )صــلي الـ عليــه‬ ‫ومسلم( هو طب رخاص وليس عام وأن هذا الحـديث رخـاص بأهـل المدينـة ومـن حولهـا الـذين نشـأوا‬ ‫في تلك البيئة وتربوا فيها فإن عجوة العالية من أعظم الدوية التي يتداوى بها أبدان هؤلء الناس‬ ‫وقد ل تنفع مع غيرهم ‪ ,‬وأما كلمة حمسد فليس هنا معناها حمسد العين ولكنها بمعنـى المـرض وه و‬ ‫بالفعــل مــرض أو وبـاء اجتمــاعي ينتشــر بيــن النــاس فكــان يطلــق علــى الحمســد أنــه مــرض وعلــى‬ ‫المحمسود أنه مريض فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( كان يقول في المحمسود مطبوب ‪.‬‬ ‫كما ان الدوية التي كان يصفها رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( مــن الــذي كــان يمســتعملها إنمــا‬ ‫الذي عنده إيمان ويقين قوي حــتى يــؤمن بــأن مــا قـاله ُم حـمــداً )صــلي الـ عليــه ومسـلم( هــو الحــق‬ ‫الصــحيح وه و النــافع المفيــد فــإن ذلــك التــأثير النفمســي الروحـي مــن شــأنه أن يمســاعد الــدواء فــي‬

‫مفعوله فإن أكل المريض مسبع تمـرات مـن تمـر العاليـة ويكـون فـي ذهنـه وعقلـه أن ُم حـمـداً )صـلي‬ ‫ال عليه ومسلم( هو الذي قالها ووصفها فـإن قــوة اليمــان واليقيــن تعطيــه قــوة جمســدية تمكنــه مــن‬

‫مقاومـة المســموم الــتي قــد تــدرخل جمســده ومسـ واء كــانت تلــك المســموم نتيجــة تنــاول أطعمــة أو نتيجــة‬ ‫الحمسد الذي هو في هذا الحديث معنــاه أيضـاً المــرض ‪ ,‬إوان المريـض الــذي كـان يــاتي إلــى رمس ول‬ ‫ال )صلي ال عليه ومسلم( لم يكن يأتيه طالبـاً الــدواء والعلج إنمــا كــان يــأتيه طالبـاً الــدعاء وع ن‬ ‫عبد ال بن عباس ‪ ‬قال لعطاء ‪ ‬أل أريك امرأة من أهل الجنة قلت نعم قال انظـر إلـى هـذه المـرأة‬ ‫المسوداء وقد كانت امرأة مسوداء أتت إلى رمسول ال )صلي الـ عليــه ومسـلم( وقـالت يــا رمس ول إنــي‬ ‫‪48‬‬


‫أصرع إواني أتكشف فادعو ال لي أل أصرع فقال لها إن شئت دعوت لك فبرءت إوان شئت صبرت‬ ‫ولك الجنة فقالت له إذن أصبر يا رمسول الـ ولكـن ادعـو الـ لــي أل أتكشــف فـدعا الـ لهـا فكـانت‬ ‫ُتصرع ول تتكشف "‬ ‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عندما كـان يعـود مريضـاً ووج ده فـي شـدة المـرض لـم يقـل لـه‬ ‫إنما أنا طبيب بل قال لهله ادعوا له الطبيب قالوا وأنت يا رمسول ال فقال إن ال عز وجل ما أنــزل‬ ‫داء إل أنزل له دواء علمه مــن علمــه وجهلــه مــن جهلــه " الـذي ينــزل الـداء هــو رب الـداء والـذي‬ ‫ينزل الدواء هو رب الـدواء ورب الطـبيب الـذي يصــف ذلـك الـدواء وقـد قيــل لبراهيــم رخليــل الرحمـن‬ ‫عليه المسلم قال إواذا مرض ت فهـو يشـفين فـالطبيب مـن جنـد الـ عـز وج ل يـا رب ممـن الـداء قـال‬ ‫مني قلت يا رب ممن الدواء قال مني قلت فما بال الطبيب قال يصف الدواء " ورمس ول الـ )صــلي‬ ‫مسـ ئـل أليـس الـ عـز وج ل يقــول إواذا مرض ت فهـو يشــفين قـال نعــم قـالوا فمـا بــال‬ ‫ال عليه ومسـلم( ُ‬

‫الطبيب فقال يطيبون مرضاهم وُيرزقون على ذلك ‪ ,‬وعن عبد ال بن عباس ‪ ‬قال مر عيمسى بــن‬

‫مريم عليه المسلم على امـرأة معترض اً ولـدها فــي بطنهــا – مــر علــى امـرأة حامــل وعنــدما أرادت أن‬ ‫تضع حملها اعترض الولد في بطنهــا ل يريـد النــزول – فقـال يــا مرخــرج النفــس مــن النفــس ورخ الق‬ ‫النفس من النفس أصلحها فصلحت " فقال عبد ال بن عباس لو أنك قلتهــا لمـرأة معترض اً ولـدها‬ ‫لصلحت ذلك قول عبد ال بن عباس ‪.‬‬

‫إن ذلك الذي تطاول على ُم حـمد )صلي ال عليه ومسلم( لـو أن عنـده علـم أو عقـل لعلـم أن ُم حـمـداً‬

‫رمسول ال وما اعترض وما تهكم على قول لــه ولكنــه مــن الجهلــة بينمــا نحــن ل نتطــاول بــأي حـال‬ ‫على أي من رمسل ال عز وجل فإن عيمســى بــن مريـم لــه مكــانته عنــدنا وه و رمس ول مرمس ل مــن رب‬

‫العالمين ونبي من ال نـبياء ونؤمن به بيقين ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول في حقــه أنــا‬ ‫أولى النـاس بعيمسـى بـن مري م " وعبـد الـ بـن عبـاس ‪ ‬يقـول مـا مسـمي الممسـيح عيمسـى بـن مري م‬ ‫‪49‬‬


‫بالممســيح إل لنــه كــان مــا ممســح ودعــا لمريـض إل بــرئ ‪ ,‬واليــوم هــل يمســتطيع إنمســان أن يممســح‬ ‫مريضاً فيشفى إنما يجـب عليـه أن يــذهب إلــى الطـبيب وأن يأرخــذ الـدواء وأن يعلــم أن ديــن المســلم‬ ‫يتجاوب مع الفطرة والعقل وكل ما قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( مسواء في طب أوغيره هــو‬ ‫حق وصدق بيقين إواذا اعتقدنا فيها العتقاد الصحيح فإنها تنفع بإذن ال عز وجل إواذا كان شيئاً‬ ‫فيها يضاد العقول والفهام فيجب علينا أن نتهم عقولنا فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( مــا‬ ‫ينطق عـن الهـوى إن هـو إل وح ي يـوحى ‪ ,‬ويقـول القائـل إن الطـبيب بطبـه ودواءه ل يمسـتطيع أن‬ ‫يمنع أمر قد أتى فما بال الطبيب يمــوت بالــداء الـذي يعالــج النــاس منــه فيمــا مضــى مــات المــداوي‬ ‫والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومـن اشـترى ‪ ,‬فكـثي ارً مـا نجــد الطـبيب المحنــك الـذي ترخصــص‬ ‫في علم من علوم الطب تجده يموت بذلك الداء الذي يعالج الناس منه وذلك لكي تكون آية للناس‬ ‫تقــول أن ال ـ عــز وجـل هــو الشــافي والــذي إذا أراد أن يعمــل الــدواء عملــه فــإنه يهــديه إلــى مكــان‬ ‫المرض فيشفيه فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول مــا أنــزل الـ عــز وج ل داء إل وأنــزل‬ ‫له دواء فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن ال عز وجل ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫الكــــهان والغــــيب‬ ‫يقول قائل ‪ :‬تعلم العلم يا فتى تحوز فرخر النبوة فال قال ليحيى رخذ الكتاب بقوة ‪.‬‬ ‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول كن عالماً أو متعلماً ول تكن الثالثة فتهلك " ورمسول ال ـ‬ ‫)صلي ال عليه ومسلم( كان يعظ أصحابه في أحد اليام فجاء ثل ثـة نفر فأما الول فوجد مكاناً في‬ ‫الحلقة فدرخل فيها وأما الثاني فإنه تنحى بعيداً وأمــا الثـالث فـإنه رخـرج فقـال رمس ول الـ )صـلي الـ‬ ‫عليه ومسلم( يصف الثل ثـة قال أما الول فأوى إلى ال فأواه ال عز وجل وأما الثاني فامســتحيا مــن‬ ‫ال فامستحيا ال منه وأما الثالث فانصرف فانصرف ال عنه "‬ ‫ورمسول ال )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يقــول فــي حــديث لــه الحل لـ بيــن والحـرام بيــن وبينهمــا أمــور‬ ‫متشابهات فمن اتقى الشبهات فقد امستب أر لعرضه ودينه ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيهــا‬ ‫أل إن لكل ملك حمى أل إن حمى ال عز وج ل محــارمه أل إن فــي القلــب مضــغة إن صــلحت صــلح‬ ‫الجمسد كله إوان فمسدت فمسد الجمسد كله أل وهى القلب " يوضح رمسول ال في هذا الحديث ويشــبه‬ ‫ديــن المســلم بالملــك وه ذا الملــك عنــده قصــر لــه مســور كــأي قصــر وذلــك المســور هــو الحمــى لهــذا‬ ‫القصــر الــذي يمنــع أن يــأت راع بغنمــه فيجــد القصــر ولـو أنــه ليــس بــه مســور لــدرخلت الغنــم ترع ى‬ ‫بدارخله ولترك لها العنان تدرخل وترتع في القصر فتهلك الزرع ثم بعد ذلك يهلــك القصــر كلــه فكــانت‬ ‫‪51‬‬


‫المحارم في دين المسلم حتى ل يقـترب منهـا إنمسـان ولـو بالمحاولـة حـتى ل يهلـك الـدين مـن كـثرة‬ ‫إتيان الناس للمحارم ل نـهم مسوف يتعرضون للوبـال ولمســرخط الـ عــز وج ل عليهــم ‪ ,‬وع ن زيـد بــن‬ ‫رخالد الجهني ‪ ‬قال صلينا الفجر مع رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( بالحديبية على أثــر مســماء‬ ‫أي بعد مطر فلما انتهـى رمس ول الـ مـن الصـلة تـوجه إلـى النـاس بـوجهه وقـال أتـدرون مـاذا قـال‬ ‫ربكم في هذه الليلة قالوا ال ورمسوله أعلم قال ال عز وجل أصبح مؤمن بي وكافر فأمـا الـذي قــال‬ ‫مطرنا بفضل ال ورحمته فقد أصبح مؤمناً بي وكافر بالكواكب وأمـا مـن أصـبح يقـول مطرن ا بنـوء‬ ‫كذا فقد اصبح كافر بي ومؤمن بالكواكب‬ ‫ذلك الحديث يبين لنا أمو ارً يقع فيها ال نـمسان في هذه اليام دون أن يــدري إنهــا مــن الكفــر والشــرك‬ ‫بال كما نمسمع من كثير من الناس من يقول نحن في شهر أمشير وهذا الشهر فيه نوة كذا أو كذا‬ ‫لذلك مسوف تمطر غداَ فكان ذلك الحديث محدداً لهذا المر فمـن اعتقـد أن هـذا الشــهر أوذاك يـأتي‬ ‫بالمطر أو غيره فقد أشرك وكفر بال عز وجل ل نـه يكون قد آمن بالكواكب والنجوم وبـأن لهــا قــدرة‬ ‫على أن تنزل المطر من المسماء أو تأتي بالريا ح أو غيره لذلك حذر رمسول ال في حــديثه مــن هــذا‬ ‫النوع من الشرك والكفر بال عز وجل ولن هذه النوة التي لها تأثير فــي بلــد مــا بينمــا فــي بلــد آرخــر‬ ‫يكون عندهم نفس الشهر ونفس اليوم وليس لها أي تأثير يذكر بل قد يكون العكس تماماً ويظهر‬ ‫ل فــي المســكندرية أمطــا ارً شــديدة بينمــا فــي القــاهرة وأمس ـوان الجــو صــحو والشــمس‬ ‫ذلــك جلي ـاً مث ً‬ ‫مساطعة فبذلك يكون القول بتأثير تلك النوة رخطأ ونكون قد ارتكبنا ما يجرنا إلى الوبـال ول حــول ول‬ ‫قوة إل بال العلي العظيم ‪ ,‬ولنعلم إن المطر وغيـره مـن المـور الغيبيـة الـتي ل يعلمهـا إل الـ عـز‬ ‫وجل وما كـان لبشـر مهمـا بلغـت قـدرته وعلمـه أن يحـدد مسـاعة نـزول المطـر لن ذلـك مـن المـور‬ ‫التي ارختص ال عز وجل نفمسه بعلمها فعــن أم المــؤمنين عائشــة رض ي الـ عنهــا قـالت لفــتى لهــا‬ ‫امسمه ممسروق قالت يا ممسروق من أرخبرك أن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( يعلــم مــا فــي غــد‬ ‫‪52‬‬


‫فقد كذب " هى تتكلم عن النبي فما بالنا بمسائر البشر ثم قــالت قــول ال ـ عــز وجـل‬

‫عنَدُه‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ه ِ‬

‫ب َ‬ ‫مهه ا َ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫مهه ا‬ ‫ذ ا تَ ْ‬ ‫س ا َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َ‬ ‫غ هًد ا ۖ َ‬ ‫و َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ف ي اْل َْر َ‬ ‫م َ‬ ‫ث َ‬ ‫غْري َ‬ ‫ة َ‬ ‫س ّ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ح ا ِ‬ ‫سه ُ‬ ‫م ا تَْدِر ي نَْف ٌ‬ ‫ويَْعلَ ُ‬ ‫وُيَن ِزّ ُ‬ ‫عْل ُ‬

‫س بِأَ ّ َ‬ ‫خِبريٌر‪ ( .‬لقمــان ‪ 34‬فلــو كــان ُم حـمــد عليــه أفضــل‬ ‫ه َ‬ ‫ت ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫م َ‬ ‫عِلري ٌ‬ ‫مبو ُ‬ ‫ض تَ ُ‬ ‫تَْدِر ي نَْف ٌ‬ ‫ يِ أْر ش ٍ‬

‫الصلة والمسلم يعلم الغيب لعلم هذه المور التي ما كانت تغيب عليه لو أن ال عز وجل أنبأه بها‬

‫س ي نَْف ً‬ ‫ولَ هْبو‬ ‫وَل َ‬ ‫ك لَِنْف ِ‬ ‫هۚ َ‬ ‫م ا َ‬ ‫ر ا إِّل َ‬ ‫ع ا َ‬ ‫شهه اَء اللّه ُ‬ ‫وال عز وجل يقول في كتابه العزيز )ُقل ّل أَ ْ‬ ‫ض ًّ‬ ‫مِل ُ‬ ‫شههريٌر لِ ّ َ‬ ‫سههبوُء ۚ إِ ْ‬ ‫ ي ال ّ‬ ‫م اْل َ‬ ‫م‬ ‫ن اْل َ‬ ‫سَت ْ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫وب َ ِ‬ ‫ن أَنَهه ا إِّل نَه ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ُ‬ ‫ذيٌر َ‬ ‫مهه ا َ‬ ‫و َ‬ ‫خْريِر َ‬ ‫م َ‬ ‫غْري َ‬ ‫ب َل ْ‬ ‫م ّ‬ ‫قهْبو ش ٍ‬ ‫كَثْر ُ‬ ‫علَ ُ‬ ‫كن ُ‬ ‫سهِن َ‬ ‫مُنبو َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ُيْؤ ِ‬

‫( العـراف ‪ 188‬فكــان هــذا قــول الـ عــز وجـل أجـراه علــى لمســان نــبيه ورمس وله ُم حـمــد‬

‫)صلي ال عليه ومسلم( وكأن رمسول ال هو الذي يقوله فإن فيه إقرار بــأنه ل يعلــم الغيــب ثــم جعــل‬ ‫ل مادياً ملمومساً فإنه لو كان يعلم الغيب لعلــم مــا مسيصــيبه بعــد دقيقــة‬ ‫الدليل بعدم علمه بالغيب دلي ً‬

‫واحدة فيتقيه ولكنه كان يمارس حياته بصورة طبيعية ونراه يصاب في المعارك ويمرض في فراشــه‬ ‫كما أن ال عز وجل يقول‬

‫ب َ‬ ‫ى َ‬ ‫فَل ُي ْ‬ ‫م اْل َ‬ ‫ل‬ ‫هُر َ‬ ‫) َ‬ ‫ن اْرتَ َ‬ ‫ى ِ‬ ‫غْريِب ِ‬ ‫غْري ِ‬ ‫سبو ش ٍ‬ ‫حًد ا‪ .‬إِّل َ‬ ‫ه أَ َ‬ ‫ض ٰ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫من ّر ُ‬ ‫ع الِ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ظ ِ‬

‫َ‬ ‫صًد ا‪.‬‬ ‫خْلِف ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ن يَ​َدْي ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ه َر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه َ‬ ‫فِإنّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫سُل ُ‬ ‫من بَْري ِ‬

‫( الجن ‪ 27 – 26‬إن علم الغيـب هـو لـ وح ده‬

‫ل شريك له إوال من ارتضى من رمسول فـأطلعه علــى غيــب معيــن كمـا أطلــع رمس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫عليه ومسلم( على مقتل عثمان بن عفان ‪ ‬فقال له يا عثمان ُتقتل مظلومـ اً وتقطــر قطــرة مــن دمــك‬ ‫علـى " مسـيكفيكهم الـ وه و المسـميع العليـم " كـان ذلـك وح ي مـن الـ عـز وج ل إليـه مـا كـان علمـاً‬ ‫بالغيب ولكن ال أطلعه على أحد الغيبيات فقط ولم يـؤتي الـ عـز وج ل أحـداً علـم الغيـب يطلـع بــه‬ ‫على ما يشاء فقد أرخبر رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( عثمـان بمـا مسـيكون مـن أمـره وتنـاقله‬ ‫الصحابه حتى كان مقتل عثمان ‪ ‬على الصورة التي قالها له رمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫ولم يقل أحد من الصحابة أن رمسول الـ كــان يعلــم الغيــب ل نـهــم كــانوا يؤمنــون بيقيــن أن الغيــب ل‬ ‫يعلمه إل ال وعمر بن الرخطاب ‪ ‬عندما كثر الناس والرعية في أمة المسلم قال كان الوحي ينــزل‬ ‫علــى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يرخــبره بالمنــافقين – فقــد كــان الـ عــز وج ل يرخــبر نــبيه‬ ‫‪53‬‬


‫بالوحي عن المنافقين من الذين يدعون اليمان حتى يحذرهم فيقول له عبد ال بن أبي بن مســلول‬ ‫منافق – فيقول عمر وأما اليـوم فل وح ي فمــن أحمســن منكـم قربنــاه ومـن أمسـاء حامســبناه ومسـريرته‬ ‫عند ال عز وجل " أي نأرخذ الناس بظاهرهم المحمسن نقول لـه أحمسـنت والممسـيء نقــول لــه أمسـأت‬ ‫أما نيته فل يعلم بها إل ال ولـم يـدع أحـد منهـم أن رمس ول الـ كـان يعلـم الغيـب ‪ ,‬وعثمـان ‪ ‬وه و‬ ‫أمي ارً للمؤمنين درخل عليه رجل من عامة النـاس فقـال لـه يــدرخل علـّي الرج ل وأجــد الزن ا فـي عينيــه‬

‫قال له أوحي بعد رمسول ال " أي أن رجل جاء إلى أمير المــؤمنين عثمــان يقــول لــه إن عنــدي مــن‬ ‫الفرامسة الشديدة ما يجعلني أعرف مـا يرخفيــه الرج ل عنــدما أنظـر فــي عينيـه أجــد أثـر الزن ا أي أنـه‬ ‫ل مادياً فأنكر عليه ذلك عثمان ‪ ‬وقال له هــل يوج د وح ي بعــد‬ ‫نظر إلى امرأة بينما هو ل يملك دلي ً‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليــه ومسـلم( يرخــبرك بــذلك فقــال ل إنمــا قــول حــق وفرامســة ‪ ,‬فقــد أراد أن يقــر‬ ‫بيقين أن علم رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( بأي أمـر غيـبي إنمــا هـو وح ي مــن الـ عــز وج ل‬ ‫وليس علم بالغيب لن ال عز وجل يقول‬

‫ض اْل َ‬ ‫ب إِّل‬ ‫و ا ِ‬ ‫من ِ‬ ‫غْري ه َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ا َ‬ ‫سه َ‬ ‫م َ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫)ُقل ّل يَْعلَ ُ‬ ‫و اْل َْر ِ‬

‫و َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫ اللّ ُ‬ ‫م ا يَ ْ‬ ‫شُعُروَن أَّي اَن ُيْبَعُثبوَن‪ ( .‬النمل ‪ 65‬ال عز وجل وحده هو علم الغيوب ولنعلم جميع ـاً‬

‫أنه ما من إنمســان ومـا مـن شــيء ومـا مـن مرخلـوق حـتى إوان كـان جـان أوشـيطان يعلـم الغيــب فقــد‬ ‫كانت الشياطين ممسرخرة لنبي ال مسليمان عليه المسلم يعملون له ما يشاء بأمر وقـوة مـن الـ عـز‬ ‫وجل التي جعلها في يد مسليمان حتى يرخافوا منه ويرهبونه فلما توفي مسليمان ظلوا يعملــون وه م ل‬ ‫يعلمون بوفاته مدة من الزمن حتى أروا الدليل بأعينهم كما جاء ذكر تلك القصة في كتــاب الـ عــز‬ ‫وجل حيث يقول‬

‫م ا َ‬ ‫) َ‬ ‫ه‬ ‫د ابّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ضْريَن ا َ‬ ‫ه إِّل َ‬ ‫م ا َ‬ ‫ق َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض تَْأ ُ‬ ‫مْبوتِ ِ‬ ‫علَْري ِ‬ ‫من َ‬ ‫ى َ‬ ‫ت َ‬ ‫مْبو َ‬ ‫ه اْل َ‬ ‫سَأتَ ُ‬ ‫دلُّه ْ‬ ‫فلَ ّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ك ُ‬ ‫ة اْل َْر ِ‬

‫ۖ َ‬ ‫مبو َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ن َأن لّْبو َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن‪ ( .‬مســـبأ ‪14‬‬ ‫م ا لَِبُثبو ا فِهه ي اْل َ‬ ‫ع هَذ ا ِ‬ ‫خّر تَبَريَّن ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غْري َ‬ ‫م ا َ‬ ‫ت اْل ِ‬ ‫فلَ ّ‬ ‫ب اْل ُ‬ ‫ك اُنبو ا يَْعلَ ُ‬ ‫هري ه ِ‬ ‫م ِ‬

‫فــإن الـ عــز وجـل قبــض نــبيه مســليمان وه و متكــئ علــى عصــاه ولـم يعلــم الشــياطين بــذلك فظل ـوا‬ ‫يعملــون ويـؤدون عملهــم ول يمســتطيعون ان ينظــروا إليــه رخوفـ اً منــه يظنــون أنــه حــي يرقبهــم حــتى‬ ‫أكلــت المســوس العصــا حــتى ارختــل تـوازن الجمســد فمســقط علــى الرض عنــدها فقــط علمــت الجــن أن‬ ‫‪54‬‬


‫مسليمان كان ميتاً منذ فترة طويلة وهم ل يعلمون وقالوا وأقروا أنهم لو كــانوا يعلمــون الغيــب لعلمـوا‬ ‫بمــوته فــي حينهــا ومـا ظل ـوا فــي هــذا العمــل الشــاق وتلــك المهانــة والتهديــد كــل هــذه الفــترة وذلــك‬ ‫باعتراف الجـن أنفمسـهم فمـا بالنـا نصـدق أنامسـاً تـدع بـأن صـلتها بـالجن تمكنهـا مـن معرف ة الغيـب‬ ‫وكيف نصدق كاهناً أو عرافاً أو منجماً يأرخــذ علمــه مــن البـراج والنجــوم فـإن كـل هــذا رخبـال ووبـال‬ ‫وباطل ويقمسمون المواليد حمسب الشهور ويوم ميلدهم ثم يقولون إن حركة الك ـواكب والنجــوم هــى‬ ‫التي تحـدد حالــة مواليـد ذلـك الـبرج مـن المسـعادة أو الـرزق أو المصــائب وال زـم ات والكــرب وغيره ا‬ ‫فأي مسفهه هذا إذ كيــف يكــون لهــذا الكـم الغفيــر مــن النـاس المولـودين فــي نفـس ذلـك اليـوم نفـس‬ ‫الحظ لهم جميعاً مسواء كان رزق أو مسعادة أو رخلفه من أقــدار ‪ ,‬وكـذلك الحــال مــن يــدع أن علمــه‬ ‫من فنجان القهوة الذي يشربه إنمسان ثم يق أر فيه حاضره وممستقبله فذلك الذي يدع هذا العلم أجــدر‬ ‫به أن يصلح حاله هو بأن يق أر ممستقبله فيتق المصــائب ويصــبح حــاله كلــه مســرور ومسـعادة ورزق اً‬ ‫وما احتاج أن يمتهن تلك المهنة التي يحتال بها على الناس حتى يكمسب قــوته او نفــوذه أو شــهرة‬ ‫بين الناس وكذلك هو الحال في أي ومسيلة يمسـترخدمها هــؤلء الـدجالون مثــل الكوتشــينة أو المنــدل‬ ‫أو غيرها من ومسائل البهتان فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول لنا في حديث لعمران بــن‬ ‫حصين ‪ ‬ليس منا من تطير أو ُيتطير له وليس منا من تكهن أو تكهن له وليس منا من مســحر أو‬

‫مس حـر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما نزل علــى ُم حـمــد )صــلي الـ عليــه ومسـلم( "‬ ‫ُ‬ ‫وعلى ذلك فإن الذي يذهب إلى كاهن فيمسأله ويصدقه فإنه يكون كاف ارً بكتاب الـ عـز وج ل وبـدين‬

‫المسلم لن ال عز وجل قال في كتــابه أنــه ل يعلــم الغيــب إل الـ فكيــف يكــذب كتــاب الـ ويصــدق‬ ‫كاهناً إن المر جد رخطير وعظيم ولكن كثي ارً من الناس من يمستهين به ‪ ,‬وفي حــديث آرخــر لرمس ول‬ ‫ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول فيه من أتى كاهناً فمســأله عــن شــيء حجبــت عنــه التوبـة أربعيــن‬ ‫يوماً " إذا تاب ل ُتقبل توبته إل بعد أربعين يوماً تطهي ارً له إواذا صدقه فيما قال فقد بريء ممــا نــزل‬ ‫على ُم حـمد )صلي ال عليه ومسـلم( وفـي هـذا الحـديث العقوبـة أشـد فـإن الـذي يمسـأله فقـط تحجـب‬ ‫‪55‬‬


‫عنه التوبة أربعين يوماً حـتى إوان لـم يصـدقه هـو فقـط مسـأله ولجـأ إليـه وأمـا التصـديق ففيـه الكفـر‬ ‫والعياذ بال ‪.‬‬ ‫والكاهن هو الذي يدع أن عنده جان أو شيطان يــأتيه بالرخبــار وأمــا العـراف فهــو الـذي يقــول بــأنه‬ ‫يبنــي النتائــج بنــاًء علــى المعلومـات الــتي تقولهــا لــه كــأن تقــول لــه حــدث كــذا وكـذا فيقــول هــو لــك‬ ‫ومسوف يحدث في هذا المر كذا أو كذا ‪.‬‬ ‫وأصحاب رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( رضوان ال عليهم جاءوا يمسألونه نفــس المسـؤال الـذي‬ ‫يمسأله الناس في هذه اليام قـالوا يـا رمس ول الـ إنـا نمســألهم عـن الشــيء فيكــون حقـاً – هـم جرب وا‬ ‫ذهبوا إلى كاهن ومسألوه فقال لهم مسوف يحدث كذا وحدث ما قال – فقال رمسول ال تلك الكلمة مــن‬ ‫الوحي يرخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيكذب معها مائة كذبة "‬ ‫كيف حدث ذلك المر يكون في المسماء المر يقضيه ال عز وجل في المسماء والشــياطين تمســترق‬ ‫المسـمع أي تمسـرق هـذه الكلمـات فيأرخـذ الجنـي كلمـة الحـق ويـأتي لـذلك الكـاهن الـذي يتعامـل معـه‬ ‫ويقول له هذه الكلمة الصدق والكاهن حتى يدلس على الناس ويأرخذ أموالهم يجعل مع هذه الكلمة‬ ‫الصدق مائة كلمة كاذبة ‪ ,‬ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يشـرحها فــي حـديث آرخـر كمـا جـاء‬ ‫في صحيح البرخاري فيقول إن المل ئـكة تنزل من العنان إلى المسحاب فيذكر من بعضــها لبعــض مــا‬ ‫قضي في المسـماء " أي إن المل ئـكــة تنــزل حــتى تكــون علــى المســحاب فـي المسـماء الـدنيا فتتجــاذب‬ ‫أطـراف الحــديث مــع بعضــها البعــض وتتحــدث بــالمر الــذي ُقضـي فــي المســماء فيمســترق الشــيطان‬ ‫المسمع ويأرخذ ذلك القول إلى الكاهن فيكذب معه مائة كذبة "‬ ‫إن الذي نريد ان نفهمه من هذه الحاديث أن هناك كلمة قد تكون كلمة حق ولكنها قد تكون وبـاًل‬ ‫على مئات الناس ل نـه ليس كل يوم ياتيه الحق وليــس كــل يــوم يــاتيه مــن امســتمع وامســترق المســمع‬ ‫‪56‬‬


‫إوال ما كان رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( حـذرنا بـأن التوبـة محجوبـة عـن مــن امسـتمع فقـط‬ ‫لقول كاهن أربعين يوماً إوان صدقته فقد كفرت بما أنزل عليه ذلك لن دين المسلم يــأبى أن يكــون‬ ‫الممســلمين مــن الجــاهلين والمنحرفيــن وينهانــا عــن ان نصــدق البـراج والكهــان بــل يجــب أن نرج ع‬ ‫المر إلى ال عز وجل وعلى القائل أن يقول رأينا في الفق أن هناك مسحب ويتوقع أن يكون هناك‬ ‫مطر ونتوقع أن تكــون درج ة الح ـرارة كــذا فــإن ال ـ عــز وجـل يقــول‬

‫نۖ‬ ‫ج َ‬ ‫و الّن َ‬ ‫ل َ‬ ‫عْلَن ا اللّْري َ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬ ‫ه اَر آيَ​َتْري ِ‬

‫غبو ا َ‬ ‫َ‬ ‫عْلَن ا آيَ َ‬ ‫حْبوَن ا آيَ َ‬ ‫ن‬ ‫مههبو ا َ‬ ‫ج َ‬ ‫عهَد َ‬ ‫د ال ّ ِ‬ ‫من ّربِ ّ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫صَرًة لِ َّتْبَت ُ‬ ‫مْب ِ‬ ‫ة الّن َ‬ ‫سهِنري َ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ف َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ضًل ِ ّ‬ ‫ولَِتْعلَ ُ‬ ‫ه اِر ُ‬ ‫ة اللّْري ِ‬ ‫ يش ٍء َ‬ ‫صريًل‪.‬‬ ‫صْلَن اُه تَْف ِ‬ ‫و ُ‬ ‫و اْل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫بۚ َ‬ ‫س ا َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ك ّ‬ ‫ش ْ‬

‫( المسـراء ‪ 12‬إن الـ عــز وجـل علــم النــاس الحمســاب‬

‫لكــي يعلمـوا مــا يكــون فــي هــذا الكــون فقــد جعــل لهــذا الكــون نـواميس وقـ وانين تحكمــه ل تتغيــر ول‬ ‫تتبدل عن إرادة ال عز وجل فإن المور التي تحدث وتتكر بنفس وضعها ودرجتها وطرق دورانهــا‬ ‫ومرورها في هذا الكون إن قال بها إنمسان أنها مستكون في يوم كذا مثلما تكون دائماً في هذا اليوم‬ ‫على مدى المسنين فذلك مما علمنا ال إياه من عدد المسنين والحمساب والفارق كبير بينهما ‪.‬‬ ‫إن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ما كان يعلم الغيب وما كان يعلم ما في غد وما ادع هــو ذلــك‬ ‫في يوم من اليام وما قال به فمن قال إنـه يعلـم الغيـب أو عنـده علـم بمـا فـي غـد فلنعلـم إنـه كـاذب‬ ‫بيقين ‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫الرقـــــية‬ ‫يقــول ال ـ عــز وجـل‬

‫ه ِذْكهًر ا َ‬ ‫صهريًل‪.‬‬ ‫حبوُه ُب ْ‬ ‫كُرو ا اللّ َ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫مُنبو ا اْذ ُ‬ ‫ه ا الّ ِ‬ ‫)َي ا أَيّ َ‬ ‫كهَرًة َ‬ ‫و َ‬ ‫كِثريهًر ا‪َ .‬‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سه ِب ّ ُ‬

‫(‬

‫الحزاب ‪ 42 – 41‬ويقول ال عـز وج ل ) الـذين آمنـوا وتطمئـن قلـوبهم بــذكر الـ أل بـذكر الـ‬ ‫تطمئن القلوب ‪ ( .‬الرعد ‪28‬‬ ‫لنعلم جميعاً من أفضل الذكر ل عز وجل هــو مجــالس العلـم ورمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫يقول في حديث له من غدا إلى ممسجد يريد أن يتعلـم علمـاً أو يعلمـه كـان لـه كـأجر مـن حــج حجــة‬ ‫تامة " الذي يرخرج من بيته قاصداً الممسجد وفي نيته العلم يعطيه الـ أجــر حجــة تامــة كــأنه رخــرج‬ ‫إلى بيت ال الحرام ل نقص فيها ول في أجرها فكان ذلك البــاب الــذي دلنــا عليــه رمس ول الـ )صــلي‬ ‫ال عليه ومسلم( من أبواب الترغيب في مجالس العلم لن ديــن المســلم أتمــه الـ عــز وج ل ليرخــرج‬ ‫الناس من الجهل إلـى العلـم ومـن الظلمـات إلـى النـور إوان فـي هـذا الـدين ثلثــة أمـور إن انتظمـت‬ ‫كنت ممسلماً حقاً وتحظى بثل ثـة من أهم المور في هذا الدين كنت ممسلماً ومؤمناً وتقياً أولهـا كـان‬ ‫التصديق بالقول ثم تصديق القلب ثم العمل بالركان ‪ ,‬فإن اللمسان هو اول ما يدرخل به المــرء فــي‬ ‫دين المسلم بشهادة أن ل إله إل ال وأن ُم حـمداً رمسول ال ثــم يكــون تصــديق القلــب لــذلك اللمســان‬

‫والقرار بما قاله ثم بعد ذلك العمل بالركان كمــا أمــرت ‪ ,‬وقـد أوصـانا وعلمنــا وأمرن ا رمس ول الـ أل‬

‫نتكلم بالكلمة ول نـتفوه بها حتى نتأكد منها وحتى ل يذل اللمسان ويرخطئ فقد قال رمسول ال ـ )صــلي‬ ‫ال عليه ومسلم( لمعاذ بن جبل ‪ ‬يا معاذ أممسك عليك لمسـانك فقـال أومؤارخـذون نحـن بمــا نقــول يــا‬ ‫رمس ول الـ قــال لــه ثكلتــك أمــك وه ل ُيكــب النــاس علــى وج وههم فــي النــار يــوم القيامــة إل حصــائد‬

‫ألمسنتهم " من هنا كانت رخطورة الكلمة والنطق بها لنعلم أننا مسنحامسب عليها فإما أوردتنا المهالك‬

‫إواما أوردتنا جنة رب العالمين ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول إن الرج ل ليتكلــم بالكلمــة‬ ‫‪58‬‬


‫ل يلق لها باًل فتهوي به في قعر جهنم مســبعين رخريفـاً " فكــانت تلــك الكلمــة الــتي ل يحمســب المــرء‬ ‫لهــا حمســاباً فمــا بالنــا بالكلمــة الــتي يقولهــا المــرء وه و يعلــم مــا وراءهــا ومـا عاقبتهــا وتأثيره ا فــي‬ ‫الناس ‪.‬‬ ‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( علم أن أنس بن مالك ‪ ‬قتل رجل بعد أن قال ونطق بالشــهادة‬ ‫فلما عاد مسأله رمسول ال لما قتلته بعد أن قالها فقال له يا رمسول ال لقد قالها مرخافة المسيف فقال‬ ‫له وهل شققت عن قلبه عندما تفوه بها " مما يدلنا عن أن ما في القلب هو أمر بين الـ عــز وج ل‬ ‫وعبده فقط ل يعلمه مرخلوق آرخر لذلك كان عمر ‪ ‬يقول كان الــوحي ينــزل علــى رمس ول الـ يرخــبره‬ ‫بأمسماء أهل النفاق أما اليوم فإنه ل وحي فنأرخذ الناس على ما يتكلمون به ومـا يصــدر عنهــم مــن‬ ‫أفعال فمن تكلم بكلمة فيها كف ارً أو تحتمـل علـى الكفـر قلنـا إنـه كـافر فـإن الـذي يمسـب الـدين عيانـاً‬ ‫جهــا ارً فهــو كــافر والــذي يطعــن فــي ُم حـمــد )صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( والــذي يهــاجم ديــن المســلم‬

‫وشريعته نعلم أنه كافر وفامسق ومشرك فإنمــا لنــا مــا تفــوه بــه وقـاله بينمــا الــذي قـال كلمـات الرخيــر‬ ‫والصدق والبر والذي في قلبه غير ما يقول فـإن أمـره إلـى الـ عـز وج ل أمـا نحــن فنقـول أنـه علــى‬ ‫حق وينطق بالصدق أما حقيقة ما يكـن فـي صـدره فل يعلمهـا إل الـ عـز وج ل ‪ ,‬مثـل الـذي يـدرخل‬ ‫الممسجد ويمسرق الحذية فذلك لص إذا مـا تـبين بالـدليل أنـه مسـارق وأمـا إذا لـم يتـبين بالـدليل فـإن‬ ‫درخوله الممسجد يجعلنا نذكيه ونقول إنه مــؤمن مــا لـم تتــبين لنــا مســرقته لن رمس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫عليه ومسلم( يقول إذا رأيتــم الرج ل يرت اد الممســاجد فاشــهدوا لــه باليمــان " هــو درخــل ليمســرق ولكـن‬ ‫هذه ل يعلمها إل ال فإنه إن لم يمسرق لم نعلمها نحن بل نقول إنه درخل ليصلي لن ال هــو الــذي‬ ‫يعلم المسر وأرخفى ‪.‬‬ ‫وقد جاء نفر من الناس إلى رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( وقـالوا يــا رمس ول الـ كنــا نرق ي فــي‬ ‫الجاهلية فقال لهـم اعرض وا علـّي رق اكم فل بــأس بـالرقي إن لـم يكـن بهــا شـرك بـال عـز وج ل فقـد‬ ‫‪59‬‬


‫كــانت الرقيــا تلــك فــي الجاهليــة كمــا كــانت الكهانــة والعرافــة والمســحر مــن أمــور الجاهليــة والمســحر‬ ‫موجـود ول يطعــن فــي وجـوده طــاعن إوال يكــون قــد طعــن فــي القـرآن ولكــن ذلــك المســحر الــذي هــو‬ ‫موجود يجب على الممسلم والمؤمن أن يكون على يقين أنــه ل يملــك لــه عـراف ول كــاهن ول مســاحر‬ ‫ول رقيــة ول تميمــة نفع ـاً ول ض ـ ارً إل بــإذن ال ـ عــز وجـل فــإن ال ـ عــز وجـل يقــول‬

‫ه‬ ‫م ا يَْفَتحِ اللّ ُ‬ ‫) ّ‬

‫ك َ‬ ‫ة َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫بو اْل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫من بَْع ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫مْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ش ٍ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫عِزيُز اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫دِه ۚ َ‬ ‫س َ‬ ‫و َ‬ ‫ه ا ۖ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫م ا ُي ْ‬ ‫م ْ‬ ‫من ّر ْ‬ ‫كري ُ‬ ‫فَل ُ‬ ‫فَل ُ‬ ‫ِللّن ا ِ‬

‫( فاطر ‪ 2‬أين الناس أين الجن والعفاريت أين المسحرة والكهنة والعرافين وأيـن أهــل العلـم والمعرف ة‬ ‫والذرة والكيمياء بعد هذه الية ل وجود لهم فقد كان في هذه اليـة فصـل الرخطـاب فل شـيء يمكنـه‬ ‫أن يتحرك من مكانه قيد أنملة إل بإذن ال عز وجل وما من مرخلــوق فــي كــل هــذا الكــون يكــون لــه‬ ‫مثقال ذرة من إرادة إل بإذن ال إوارادتـه إوان لـم يشـأ الـ ولـم يـرد مـا تكـون ومـا تعمـل أي قـوة علـى‬ ‫وجه الرض برخلف ما يشاء ال عز وج ل ولكـن إذا اصــيب إنمســان بضــرر عليـه أن يجتهــد ويأرخــذ‬ ‫بأمسباب صرف الضرر فقد جاء رجل إلـى مسـعيد بـن الممسـيب ‪ ‬وقـال رج ل طـب عـن زوجتـه ) رب ط‬ ‫عن زوجته ( أُينشر عنهأُيحل عنه قال ل بــأس إنمــا نهــى عــن المســوء ‪ ,‬ذلــك الــذي حــدث مــع هــذا‬

‫الرجل أيحل عنه ما هو فيه من مسحر أينشر عنه ما فيه من بأس وتعب قــال لــه ل بــأس إنمــا نهــى‬

‫عن المسوء أو كلمات مثلها قال هذه الكلمات ولكنه قال قال بعدها بن القيم موضـحاً وشـارحاً لهــذه‬ ‫الكلمات عندما قال هذا ل بأس كان يجب علينا أن نعلم ما هو الذي ل بأس به بن القيم ‪ ‬علــم أن‬ ‫مسـ ئـل‬ ‫مس ئـل عن النشرة عــن جــابر بــن عبــد الـ ال نـصــاري ‪ ‬قــال ُ‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ُ‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( عن النشرة أي عن حل المسحر عــن الممســحور فقــال لهــم رمس ول‬

‫ال )صلي ال عليه ومسلم( هو من عمل الشيطان شرحها بن القيم فقال إن النشرة إن حــل المســحر‬ ‫عن الممسحور وحل الربط عن المربوط وهو الـذي حـدث لـه أي مسـبب مـن المسـباب جعلتـه فـي هـذا‬ ‫التعب وتلك الحالة فقال أن هذا يتــم حلـه بطريقــتين أولهمــا مسـحر يفـك بمســحر وثانيهمــا يفـك برقيــة‬ ‫وبالتعوذات وبالدعوات وبالدوية أما فكه بالمسحر فقد نهى عنه رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم(‬ ‫‪60‬‬


‫لن المسحر من أكبر الكبائر وهو من المسبع الموبقات فقد قال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫من عقد عقدة ثم نفـث فيهـا فقـد مسـحر ومـن مسـحر فقـد أشـرك " هـو فقـط نفـث فـي تلـك العقـدة فقـد‬ ‫أشرك بال عز وجل والمشرك ل يدرخل الجنة فكيف تأتيه ليفك عنــك هــذا التعــب أو الهــم الــذي أنــت‬ ‫فيه وليحذر كل ممسلم ومـؤمن وليعلـم أن الشــيطان ل يــترك هـذا المــر إوانمــا يتعلـق بــه ويظـل يزيـن‬ ‫ويهيء لل نـمسان المؤمن هذا المر ويظل صاحب الهم والمشكلة يجادل فيها ويقول إن فل نـاً قد ب أر‬ ‫مــن فعــل هــذا المســاحر إوان عل نـ قــد عــالجه هــذا المســاحر حــتى يفتــح لــه الشــيطان بابـاً مــن أبـواب‬ ‫الشرك حتى يعتقد هذا الرجل المؤمن أن المساحر بيده أن ينفع أو يضر إنما كان يكفيه أن يلجأ إلى‬ ‫ال عز وجل بالدعاء والدعية المأثورة عن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( في مثل تلك المور‬ ‫والهم من كل هذا يقين في القلب بأن ال عز وجل هو القادر أن يفرج هذا الهم والغم والكرب وهـ و‬ ‫الذي يشفي من كل داء ويعين كل من يمستعين به في دفع الشرك عــن نفمســه ومـن الرقيــة الشــرعية‬ ‫التي رقى بها رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( هذا الــدعاء " اللهــم إنــك أنــت الشــافي ل شــفاء إل‬ ‫شفاؤك اللهم اشفني شـفاًء ل يغـادر مســقماً اللهـم رب النـاس أذهــب البـأس " أمــا إذا لجـأ ال نـمسـان‬ ‫إلى تميمة يعلقها في رقبته وحتى إن كان بدارخلها بعــض آيــات مــن القـرآن فإنهــا مكروه ة لنــه مــا‬ ‫أمر بها رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ولو كان بها نفع لــدلنا عليهــا وذلــك لمســباب ثلثــة أول ً‬ ‫حتى ل تكون مسبباً فـي أنـك تأرخـذ القـرآن وتتعامـل معـه علـى أنـه مجـرد تميمـة أو طلمسـم وح تى ل‬ ‫تهيــن القــرآن بامســتعمالك لــه لن الــ عــز وجـل يقــول‬

‫ش َ‬ ‫ة‬ ‫م ٌ‬ ‫م ا ُ‬ ‫بو ِ‬ ‫ن اْلُقْرآ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ف اٌء َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫) َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫وُنَن ِزّ ُ‬

‫وَل يَِزيُد ال ّ‬ ‫س اًر ا‪ ( .‬المسـراء ‪ 82‬فكــان الشــفاء والرحمــة هنــا مــن تل وـة‬ ‫ظ الِ ِ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ن إِّل َ‬ ‫مري َ‬ ‫نۙ َ‬ ‫مِنري َ‬ ‫لِ ّْل ُ‬

‫القرآن فيكون فيه الراحة النفمسية والطمأنينة والنجاة من الكرب والهم ‪ ,‬ومن الرقية الشرعية أيض ـاً‬ ‫قراءة الفاتحة والرخلص والمعوذتين فإن رمسول ال كان يرقي بهم ‪ ,‬وكذلك تكون الرقيــة الشــرعية‬ ‫باللغة العربية وبأمسماء ال عز وجل أو بصـفاته أمـا إذا كـانت بلغـة غيـر هـذه فإنهـا ممنوع ة منعـاً‬ ‫باتاً بكافة صورها ل نـها صورة من صور الجاهلية ‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫والرقية الشرعية ما جاء عن عبد ال بن عباس ‪ ‬قال من درخل علــى مري ض لـم يحضــر لـه أجلــه‬ ‫فقال عنده مسبع مرات أمسأل ال العظيم رب العــرش العظيــم أن يشــفيك إل عــافى الـ عــز وج ل ذلــك‬ ‫المريض من مرضه ‪.‬‬ ‫ثم كانت هناك رقية ثانية علمها عثمان جد أبي العاص قال عن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم(‬ ‫شكوت إلى رمسول ال وجعاً أجده في جمسدي فقال ضـع يـدك علـى مـا يـألم مـن جمسـدك ثـم قـل بمسـم‬ ‫ال الرحمن الرحيم ثم قل مسبع مرات أعوذ بعزة ال وقدرته مما أجد وأحــاذر قــال فقلتهــا فــأذهب الـ‬ ‫عني ما كان بي ‪.‬‬ ‫وكذلك كــان رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( يعيــذ الحمســن والحمســين فيقــول أعــوذ بكلمــات الـ‬ ‫التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لمة ‪.‬‬ ‫ولنعلم أن من أصابه مرض فليذهب إلى الطبيب كما أمــر بهــا ُم حـمــد عليــه أفضــل الصــلة والمســلم‬

‫وعليه أن يأرخذ كذلك بالرقية الشرعية التي هى كلم رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ومـن كتــاب‬ ‫ال عز وجل ول يذهب إلى كـاهن ول عـراف ول مسـاحر لنــه إن ذهــب إلــى واحـد مــن هـؤلء فصـدقه‬ ‫فقد كفر بمـا أنـزل علـى ُم حـمـد )صـلي الـ عليـه ومسـلم( إوان لـم يصـدقه فل يقبـل الـ عـز وج ل لـه‬

‫صلة أربعين يوماً ‪.‬‬

‫الطبيــــب والـــداء‬ ‫‪62‬‬


‫جاء في صحيح البرخاري حديثاً عن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول فيه مثل ما بعثني ال ـ‬ ‫عـز وج ل بـه مـن العلـم والهـدى كمثـل الغيـث الكـثير أصـاب أرض اً فـأنبتت الـزرع والكل وكـان منهـا‬ ‫قيعان فأممسكت الماء فنفع ال به الناس فشربوا ومسقوا وكان منها أجادب لم تممسك ماء ولـم تنبــت‬ ‫كل " ذلك الماء لما ينزل على الرض الطيبة تنبت الزرع والشجر وكانت أرضاً أرخرى كأنهــا صــرخرة‬ ‫فحفظت ذلك الماء فشرب منه الناس ومسقوا منــه دوابهــم وكـانت الثالثــة إنمــا هــى أرض ليــس فيهــا‬ ‫صل ح ول رخير لم تممسك الماء ولم تنبت الزرع فقـال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( مثــل مــن‬ ‫نفعه ال عز وجل بما جئت به ففقهه فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأمساً ‪.‬‬ ‫ل إنمــا علمنــا كــل صــغيرة فــي هــذا الــدين فكيــف‬ ‫رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( لــم يتركنــا هم ً‬ ‫بالكبير إنما علمنا كل شيء في دنيانا حتى نرخرج منها إلى مسعادة الرخــرة الــتي هــى حيـوان دائــم ل‬ ‫نهاية له ‪ ,‬وعبد ال بن ممسعود ‪ ‬درخل على رمسول ال وهو مريـض فــي شــدة المــرض فقــال لــه يــا‬ ‫رمسول ال إنك توعك وعكاً شديداً فقال له ذلــك ل نـنــي أوع ك كمـا يوع ك رجليــن منكــم وذلــك لن لــي‬ ‫أجرين ‪ ,‬ورمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( عنـدما أصـابه المــرض هــل تـرك نفمسـه هكـذا بـدون‬ ‫علج أو دواء يرخفف عنه إنمـا كـان إذا أصـابته الحمـى يقـول إن الحمـى مـن فيـح جهنـم فأطفئوه ا‬ ‫بالماء ولذلك أمرهم أن يأتوا له بمسبع قرب من الماء من آبــار شــتى حــتى يرختلــط فيهــا المــاء البــارد‬ ‫تهدئ شدة الحرارة ‪ ,‬كما أنه أمر الناس جميعاً بالتداوي فقال تداووا عباد ال فإن ال لم ينــزل داًء‬ ‫إل جعل له دواًء عرفه من عرفه وجهله من جهله فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن ال عز وجل ‪.‬‬ ‫في دين المسلم علينا أن نأتمر بما أمرنا ال به وننتهي عما نهانا عنه فإن ال عز وج ل أمرن ا ان‬ ‫نتداوى ونطلب العلج للشـفاء ونهانـا أن نـترك أنفمسـنا للمـرض ينهـش فـي أجمسـادنا وكـذلك عنـدما‬ ‫أمرنا بالتداوي أمرنا أن نتحرى الحل لـ في هــذا الـدواء فل نأرخــذ الرخمـر دواء لن رمس ول الـ )صـلي‬

‫‪63‬‬


‫ال عليه ومسلم( قال إنها ليمست دواء بل قال إنها الداء ذاته ثم يقــول أيهــا النــاس تــداووا ول تتــداوا‬ ‫بحرام " ولن الرخمر تلك قال ال عنها إن ضررها أكبر من نفعها فكيف تكون دواًء وشفاًء ‪.‬‬ ‫ومن الواجب على المري ض أو أهـل المري ض مـن حـوله أن يمسـاعدوا الطـبيب فـي مـداواة المري ض‬ ‫بــأن يجعلــوه مهيــأ نفمســياً لــذلك الــدواء والعلج حــتى يتيمســر للطــبيب عملــه فــإن امســتعداد المريـض‬ ‫النفمسي لـه أكـبر الثــر فـي تحصـيل الشـفاء بنمسـبة أعلـى مـن غيـره ويتـأتى ذلـك بإعطـاء المري ض‬ ‫جرعات من المل في الحياة والتقليل من شـأن ذلـك المـرض مهمـا كـان صــعباً أو عمســي ارً لن الـذي‬ ‫أصابه به هو ال عز وجل ثم نذكر له الفوائد التي مسوف تعود عليه إن هو صبر على هذا المرض‬ ‫كل ذلك من المور التي ترفع الحالة المعنوية وتحمســن الحالــة النفمســية للمريـض بمــا يجعــل مهمــة‬ ‫الطبيب مسهلة يمسيرة في أن يعمل الدواء عمله ويكون نافعاً بإذن ال عــز وج ل وكـذلك تلــك المــور‬ ‫النفمسية منها ما هو مبا ح ومنهــا مــا هــو منهــي عنــه ففــي حـديث رواه عقبــة بــن عـامر ‪ ‬قـال قــال‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( من علق تميمة فل أتم ال له ومن علــق ودعــة فل ودع الـ لــه‬ ‫ومن علق ودعة فقد أشرك "‬ ‫إن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( نهى عن كل ما يترخذ من تمائم وأشباهها بغــرض الحفـظ مــن‬ ‫الضــر أو التــبرك أو التفــاؤل بهــا أو العتقــاد بأنهــا تجلــب رخي ـ ارً أو تــدفع ض ـ ارً فمهمــا ارختلــف هــذا‬ ‫الشكل في كل زمان ومكان كان اترخاذه لهذا الغرض هو شرك بال ‪.‬‬ ‫وكذلك في أمر الرقيا التي قـد يترخــذها النـاس شــفاًء إنمـا المبـا ح منهـا أن تكــون بأذكـار وآيــات مــن‬ ‫القرآن الكريم التي علمنا إياها رمسول ال في رقيتــه أو مــن الدعيـة المـأثورة عنــه فــي حالـة التعـب‬ ‫والبـأس والمـرض وأمـا المنهـي عنـه فهـو الرق ي بكلمـات غيـر مفهومـة وأرق ام غيـر معلومـة وفيهـا‬ ‫امستعانة بغير ال عز وجل فذلك إنما هو شرك بال فقد قال رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( ل‬ ‫بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك بال " وليعلم كل ممسلم أن ما أصابه لم يكــن ليرخطئــه ومـا أرخطــأه‬ ‫‪64‬‬


‫لم يكن ليصيبه ولكن دين المسلم ليس ديــن تواكـل إوانمـا هــو ديـن يــدعو إلــى الرخـذ بالمســباب فقــد‬ ‫جاء في حديث رواه عكاشة بن محصن ‪ ‬قال قـال رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم( يـدرخل مـن‬ ‫أمتي مسبعين ألفاً الجنــة بغيـر حمسـاب وج وههم كـالقمر ليلــة البـدر قـالوا مـن هـم يــا رمس ول الـ قـال‬ ‫الذين ل يتطيرون ول يكتوون ول يمســترقون وعلــى ربهــم يتوكلــون " ول نفهــم مــن هــذا الحــديث أنــه‬ ‫يدعو إلى ترك الرقية ولكن المقصود هنا الرقية التي فيها شرك بال عز وجل والتي يظــن صــاحبها‬ ‫أنهــا تعمــل بغيــر إرادة الـ إوال مــا كـان المــر فــي ديــن المســلم أن نأرخــذ بالمســباب كـأن نــذهب إلــى‬ ‫الطبيب ونأرخذ العلج ونتداوى ل نـنا إن تركنا أنفمسنا للهل كـ وهلكنا نكون مقصرين في حق أنفمســنا‬ ‫وأجمسادنا التي جعلها ال أمانة بيــن أيــدينا ومسـوف يحامســبنا عليهــا يــوم القيامــة ل نـنــا إن أهملناهــا‬ ‫كان فمسادها وكان علينا الوزر والذنب ولتعلم أن ما من طبيب أو رقيا أو دواء يعمل عمله إل بــإذن‬ ‫ال عز وجل ‪.‬‬ ‫وفي حديث رواه عبد ال بن عباس ‪ ‬قال كنت وأنا غلم رديف رمسول ال )صلي ال عليـه ومسـلم(‬ ‫فقال لي يا غلم اعملك كلمات فاحفظها احفظ ال يحفظك احفظ ال تجده تجاهك إذا مسألت فامسأل‬ ‫ال إواذا امستعنت فامستعن بال واعلـم أن مــا أصـابك لــم يكــن ليرخطئــك ومـا أرخطــأك لـم يكـن ليصــيبك‬ ‫واعلــم أن المــة لــو اجتمعــت علــى أن ينفعــوك بشــيء لــن ينفعــوك إل بشــيء قــد كتبــه الـ لــك إوان‬ ‫اجتمعت علــى أن يضــروك بشــيء لــن يضــروك إل بشــيء قــد كتبــه الـ عليــك ُر فـعــت القلم وجفــت‬

‫الصحف " يريد ال منا ان نعلم بيقين أن المر كله بيد ال عز وجل وأل نشرك مــع الـ أحــداً وع ن‬ ‫أنس بن مالك ‪ ‬قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقــول الـ عــز وج ل يـا بــن آدم إنـك مـا‬ ‫امستغفرتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ول أبالي يا بــن آدم لــو بلغــت ذنوبـك عنــان المســماء ثــم‬ ‫امستغفرتني غفرت لك ما كان منك ول أبالي يــابن آدم لـو جئتنــي بقـراب الرض رخطايــا ثــم جئتنــي ل‬ ‫تشرك بي شيئاً لتيتك بقرابها مغفرة ‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫إن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( كـان يــأمر النـاس أن يــذهبوا إلــى الطبـاء وأن يأرخــذوا الـدواء‬ ‫وكـان هــو يمــرض ويلتمــس الــدواء والعلج لنفمســه فمــن رخــالف ذلــك فقــد رخــالف مســنة ُم حـمــد عليــه‬ ‫أفضل الصلة والمسلم وقد ارتكب معصية يحامسب عليها أمام ال عز وجل يوم القيامة ‪.‬‬

‫عيــــادة المريــض‬ ‫ه ِذْكهًر ا َ‬ ‫صهريًل‪(.‬‬ ‫حبوُه ُب ْ‬ ‫كُرو ا الّله َ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫مُنبو ا اْذ ُ‬ ‫ه ا الّ ِ‬ ‫يقــول الــ عــز وجـل )َي ا أَيّ َ‬ ‫كهَرًة َ‬ ‫و َ‬ ‫كِثريهًر ا‪َ .‬‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سهبِ ّ ُ‬

‫الحزاب ‪42 – 41‬‬ ‫وقد جاء في الحديث القدمسي عن رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( قـال قـال الـ عـز وج ل يـا بـن‬ ‫آدم إذا ذكرتني في نفمسك ذكرتك في نفمسي إوان ذكرتني فــي ملء ذكرت ك فــي ملـء رخيـر منـه أو فـي‬ ‫ملء من المل ئـكة إواذا تقربت إلّي شب ارً تقرب ت إليـك ذراعـاً إواذا تقرب ت إلـّي ذراعـاً تقرب ت إليـك باعـاً‬

‫إواذا أتيتني تمشي أتيتك هروًل " أل بذكر ال تطمئن القلوب وأفضل الذكر مجالس العلــم وع ن أبــي‬ ‫‪66‬‬


‫هريرة ‪ ‬قال قال لي رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه للناس فإنــك‬ ‫إن مت على ذلك زار قبرك المل ئـكة كمـا ُيـزار الــبيت العــتيق إواذا أردت أل تقـف علــى الصـراط طرف ة‬

‫عين فعلم الناس مسنتي إوان كرهوا ذلك "‬

‫ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( أتانا بالقرآن من رب العالمين وهو الذي قال عن نفمســه أوتيــت‬ ‫القرآن ومثله معه فهو يعني أنه قد جاءه القـرآن وحيـاً مــن الـ عــز وج ل وكـذلك المســنة إنمــا كــانت‬ ‫وحياً من رب العالمين ولكنها ما كانت إعجا ازً وما أمرنا ال أن نتعبد إليه بها وأن نتلوها في صــلة‬ ‫فإن رمسول ال قال ال في حقه )‬

‫ ى‪ .‬إِ ْ‬ ‫بو ٰ‬ ‫ى‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫ق َ‬ ‫م ا َين ِ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ ي ُيههبو َ‬ ‫بو إِّل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫و ْ‬ ‫ح ٰ‬ ‫ط ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ح ٌ‬

‫( النجـــم ‪3‬‬

‫– ‪ 4‬وعندما قال أوتيت القرآن ومثله معه فكان الذي مثله هو المســنة الــتي أمرن ا ان نعــض عليهــا‬ ‫بالنواجز حــتى ل تضــيع منــا وه و الــذي أمرن ا ان نتبــع الرخلفـاء الراشــدين المهــديين مــن بعــده فيهــا‬ ‫ل نـهم ما كانوا يأتون بــأمور مــن عنــدهم ولكنهــم كــانوا أقــرب مــا يكــون مــن رمس ول الـ فكـانوا أعلــم‬ ‫بم ـراده لــذلك زك اهم وأمرن ا باتبــاع مــا أمرونـا بــه ‪ ,‬وديــن المســلم إنمــا هــو ديــن الرحمــة والمــودة‬ ‫والتعاطف ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‬ ‫كمثــل الجمســد الواحــد إذا اشــتكى منــه عضــو تــداعى لــه مســائر العضــاء بــالحمى والمســهر " كــأن‬ ‫المجتمع الممسلم كله نمسيج واحد وتلك التي نفتقدها في أيامنا هــذه ول حــول ول قــوة إل بــال العلــي‬ ‫العظيم تجد الجيران في نفس العمارة الواحدة ول يعرف أحد منهم الرخــر إذا رآه فــي الطريـق ل يلــق‬ ‫عليه المسلم فهو ل يعرف أنه جار له وناد ارً مــا تجــد مســكان العمــارة الواحــدة فــي ألفــة ومـودة بينمــا‬ ‫تلك من المور التي أمرنا بها رمسول ال في دين المسلم الحنيف المسمح ومـن المــور الــتي تقــرب‬ ‫بين الناس وتزيد الحب والمودة والــتراحم والعطــف فيمــا بينهــم عيــادة المريـض الــتي حــرص عليهــا‬ ‫دين المسلم وجعل لها مكانة وأج ارً عظيماً ففي حديث لبي مومسى الشعري ‪ ‬قال قــال رمس ول ال ـ‬ ‫)صلي ال عليه ومسلم( وكأنها أوامر قال أطعموا الجـائع – إذا علمـت أن هنـاك إنمسـان جـائع يجـب‬ ‫‪67‬‬


‫عليك أن تطعمه وفي بعض كتب الفقه نجد مــن الفهــاء مــن عمــل عقــولهم فــي آيـات الـ وأحــاديث‬ ‫رمس وله فقــالوا إذا مــات واحــد مــن النــاس فــي قريـة جوع اً كــان علــى أهــل تلــك القريـة ديتــه وكـأنهم‬ ‫متهمون جميعهم بالقتل تكون القرية كلها مشتركة في وزر قتل ذلك الجائع الذي لم يجد طعام ـاً –‬ ‫ثم يقول وعودوا المريض وفكوا العاني – أي فكاك المسير إذا كان هناك أمسي ارً حاول أن تدفع وتفك‬ ‫أمسره ذلك تكاتف أهل المسلم حتى تكون المودة واللين والحب بين أفراده ‪.‬‬ ‫وعيادة المريض في حديث رواه البراء بن عازب ‪ ‬يقول أمرنا رمسول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫باتبــاع الجنــائز وعيــادة المريـض " وعيــادة المريـض قـال فيــه عبــد الـ بــن عبـاس ‪ ‬أن أول زيـارة‬ ‫للمريض هى المسنة ثم ما يتلوها من زيارات هى تطوعاً ‪ ,‬ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( كــان‬ ‫يعود المرضى فقد عاد جابر بن عبد ال ‪ ‬وهو مريض وكـان يــزور الرج ال والنمســاء فقــد جــاء فــي‬ ‫حديث أن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( زار أم المسائب رضي ال عنهــا وكـانت مريضــة فقــالت‬ ‫له لعن ال الحمى يا رمسول ال فقال ل تلعني الحمى فإنها تحط الذنوب كمــا تحــط الشــجرة ورقهــا "‬ ‫ومن ذلك نعلــم أن مســنة رمس ول الـ لنـا هـى زي ارة المريـض مــن الرج ال والنمسـاء مــا دامـوا مـن أهـل‬ ‫المسلم وكذلك إن كانوا من غير أهل المسلم وذلك حفظاً لذمة ال عز وجل ومسنة رمسوله كما جاء‬ ‫في حديث ل نـس بن مالك ‪ ‬في صــحيح البرخـاري فــي كتـاب الطـب أن رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه‬ ‫ومسلم( عاد غلماً يهودياً في مرض ه لنــه ذمــي وعنــدما درخــل علــى ذلـك الغلم قــال لــه مــن شــفقته‬ ‫ورحمته فهو يريد لهذا الغلم أن يب أر من مرضه وأن ينجو من بطش الجبار هو يريد أن يدرخله فــي‬ ‫معية الرحمن في دولة المسلم فقال له يا غلم اشهد أن ل إله إل ال وأن ُم حـمد رمسول ال والغلم‬ ‫مريض وعلى فراش المــوت ينظــر إلــى والــده اليهــودي يقــول لــه أجيــب رمس ول الـ أم بمــاذا تــأمرني‬

‫يقول راوي الحديث والده يقول له أطع أبا القامسم ل نـهم في حقيقة المر يعلمون أن ُم حـمــداً )صــلي‬ ‫ال عليه ومسلم( رمسول ال حقاً وصدقاً ويقيناً ولكنهم ما كفروا به إل تعنتاً وعنــاداً وحقــداً وتكــب ارً ‪,‬‬ ‫‪68‬‬


‫رمسول ال كان يعود المرضى رجاًل ونمساًء وغلماناً من أهل المسلم أو من غير أهل المسـلم فـذلك‬ ‫الغلم اليهودي نطق الشهادة ثم كانت بعدها منيته فقال رمسول ال ‪‬الحمد ل الذي أنقــذه بــي مــن‬ ‫النار " كذلك علم رمسول ال بزيارة النمساء للرجال وأقرها فقد جاء في حديث صــحيح البرخــاري أن أم‬ ‫المؤمنين عائشة رضي ال عنها عادت بل لـ في مرضه وكانت المدينة قبــل أن يــدرخلها رمس ول الـ‬ ‫)صــلي ال ـ عليــه ومسـلم( أرض وبــاء وحمــى كــانت الحمــى تــأكلهم وعنــدما درخــل الصــديق وبل لـ‬ ‫أصابتهم حمى يثرب فذهبت عائشة أم المؤمنين زوجة رمسول ال وزارت والدها فوجـدته يفيــق مــن‬ ‫الحمى ويقول كل أمرئ يصبح في أهلـه والمـوت أدنـى مـن شـراك نعلـه " كلمـة يحكـي ويصــف فيهـا‬ ‫شدة ما هـو فيــه مــن المــرض يقــول كــل أمـرئ موج ود بيـن أهلـه والمـوت أقـرب إليــه ممــا يترخيــل ثـم‬ ‫رخرجت من عنده وزارت بل لـ فكان بل لـ عندما يفيق يقول يا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي ومن‬ ‫حولي أذرخر وجليل كان يقول هذه الكلمات أيضاً مــن شــدة المــرض يقــول هــل يكــون مقــام فــي ذلــك‬ ‫اليوم في هذا البيت أو ل يكون هل مسيعيش لغد أو ل من شدة ال لـم والمرض والحمى ثم رخرج ت أم‬ ‫المــؤمنين رض ي الـ عنهــا مــن هــاتين الزيـارتين وذهبــت إلــى رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫وقالت يا رمسول ال أبا بكر الصديق حالته هكذا وبل لـ حالته هكذا فيرفع يــديه إلــى المســماء ويقــول‬ ‫اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا إلى مكة أو أشــد اللهــم صــححها لنــا اللهــم بــارك لنــا فــي مــدها اللهــم‬ ‫انقل حماها إلى الجحفة – طلب من ال عز وجل أن ينقل الحمى والمرض من المدينة إلى رخارجها‬ ‫في مكان في الصحراء في أوامسط الصحراء امسمه الجحفة يقول قائــل فوالــذي نفمســي بيــده – وذلــك‬ ‫كلم الراوي وليس كلم رمسول ال ‪ -‬ما يمر طائر بالحجر إل هوى ما مر طائر بهــذا المكــان الــذي‬ ‫مسمي الحجبة إل أرخذته الجراثيم وهبط ميتاً وذلك ببرك ة دعــوة رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫فكــان حبهــم للمدينــة مثــل حبهــم لمكــة وأشــد وصـحت المدينــة وكـانت أرض رخيــر وبرك ة ومـن تلــك‬ ‫الرواية نعلم أن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها رخرج ت تـزور بلًل الـذي كـان مريضـاً ‪ ,‬وج اء‬ ‫‪69‬‬


‫ل مريضـاً مـن رج ال الممسـجد‬ ‫فـي صــحيح البرخـاري أيضـاً أن أم الـدرداء رض ي الـ عنهـا عـادت رج ً‬ ‫الذين يحضرون للصلوات في ممسجد رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم(‬ ‫وعيادة المريض إنما فيها الرخير والجر الكبير للزائر أوًل فــإن رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم(‬ ‫يقــول إذا رخــرج الممســلم يعــود مريض ـاً قــالت لــه المل ئـكــة أو نــادته المل ئـكــة طبــت وطـاب ممشــاك‬ ‫وتبوئت من الجنة منزًل " وذلك في كل رخطوة يرخطوها تدعو له المل ئـكة بهذا الدعاء فأي رخير ذلك‬ ‫وأي ثواب عظيم فإنها تدعو له بالصحة والعافية والفــوز بالجنــة ‪ ,‬وج اء فــي حــديث عــن علــي بــن‬ ‫أبي طالب ‪ ‬يقول قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( ما من ممسلم يزور ممسلماً غدوة إل صلى‬ ‫عليه مسبعين ألف ملك حتى يممسي وما من ممسلم يعود ممســلماً عشــية إل صــلى عليــه مســبعين ألــف‬ ‫ملك حتى يصبح " ذلك الحديث رواه علي بن أبي طالب ‪ ‬ول تتعجب من كــثرة عــدد المل ئـكــة الــتي‬ ‫تصلي وتدعوا فإن رخلـق الـ عـز وج ل ل يحيــط بهــم عقـل ول يعلــم عـددهم إل رخـالقهم مالـك الملـك‬ ‫والملكوت ورمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول في حديث رواه أبو هريرة ‪ ‬ما من ممسلم يعود‬ ‫ممسلماً إل كان في رخرفة الجنة قالوا يا رمسول ال وما رخرفة الجنة قال جناها " فكان كل ذلك ترغيب‬ ‫في عيادة المريض ‪ ,‬وجاء في حديث لبي هريرة ‪ ‬قال قال رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( إن‬ ‫ال عز وجل يوم القيامة يأتي بالذي علم أن هناك مريضاً ولـم يعــوده يقــول لــه عبــدي مرض ت فلــم‬ ‫تعودني فيقــول لــه العبـد وكيــف تمـرض يـا رب يقـول ألـم تعلـم أن فل نـ مـرض ولـم تعـده ولـو عـدته‬ ‫لوجدتني عنده – من يــزور المري ض يجـد رحمــة الـ عـز وج ل عنــده ويجــد الجــر والثـواب العظيــم‬ ‫والمغفرة من الـذنوب ويجــد المنــزل فـي الجنــة ويجـد الرخيــر كلـه – ثــم يقـول عبـدي امســتطعمتك ولـم‬ ‫تطعمني فيقول العبد وكيـف أطعمـك وأنـت رب العـالمين فيقـول عبـدي فل نـ امسـتطعمك ولـم تطعمـه‬ ‫ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي ثم يقول عبدي امستمسقيتك ولم تمسقني فيقول العبد وكيف أمسقيك يا‬ ‫رب وأنت رب العالمين يقول ألم تعلم أن عبدي فل نـ امستمسقاك فلــم تمســقه ولـو مســقيته لوج دت ذلــك‬ ‫‪70‬‬


‫عندي " الفضـل كلـه عنـد الـ عـز وج ل يـؤتيه مـن يشـاء مـن عبـاده مـن تأمسـى منهـم واتبـع نهـج‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( وتأمسى بأدبه‬ ‫إن المرض هو ابتلء من ال عز وجل ولكن من رحمــة الـ عــز وج ل أن جعــل فيــه كــل ذلــك الرخيــر‬ ‫مسواء للمريض المبتلى ل نـه يعود عليــه بــالمغفرة مــن الـذنوب والتكفيــر عنهـا ويعــود بــالرخير الكـثير‬ ‫على من يزوره ويعوده من الممسلمين وتلك من آيات ال عز وجل في هذا الكــون أن جعــل الـ عــز‬ ‫وجل في كل أمر به شدة أو جهد أو تعب جعل في دارخله الرحمة والمغفرة والرخير الكثير ‪.‬‬

‫عيـــادة المريـــض ‪ -‬ثانياً‬ ‫في الحديث الشريف الذي رواه أبو مومسى الشعري ‪ ‬قال قال رمسول الـ )صـلي الـ عليـه ومسـلم(‬ ‫أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني " وكانت زيارة المريض مسنة عــن رمس ول الـ )صــلي‬ ‫ال عليه ومسلم( في أول مرة والتي بعدها تكون تطوعاً ودين المسلم ما غادر صغيرة ول كبيرة مــن‬ ‫أمور الدنيا إل وتكلم فيها ومسن فيها مسنن منذ ولدة ال نـمسان وحتى مماته فإن ديــن المســلم يحيــط‬ ‫بال نـمسان من كـل جـوانب حيـاته ومـن المـور الـتي أوصـانا بهـا رمس ول الـ عنـد زي ارة المري ض أل‬ ‫نطيل في الزيارة إل إذا أحب المريض ذلك وكذلك قال لنا إذا زرتم المريض فنفثوا له في الجل فــإن‬ ‫ذلك ل يرد شيئاً ولكنه يطيب نفس المريض " إذا زرت مريضاً فنفث في الجل أي أعطه المل فــي‬ ‫الشفاء والعمر المديد قل له أن ذلك المرض مسوف ُتشفى منه فـإن تلـك الكلمـات لهـا أثـر طيـب فـي‬ ‫نفس المريض مما يحفز الجمسد على مقاومة المرض ويجعل الدواء يؤدي دوره أما أن تــدرخل علــى‬ ‫‪71‬‬


‫المريض بأمثلة من مرضى مسابقين ولم يشفوا بل قضـوا نحبهــم بمثــل ذلــك المــرض ومثــل ذلــك مــن‬ ‫الكلمات التي من شأنها أن تهبط عزيمة المريض وتضعف الجهــاز المنــاعي عنــده وتـدرخل اليــأس‬ ‫إلى نفمسه مما يجعل الدواء ل يؤدي دوره فهذا مرخالف لما أوصانا بــه رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه‬ ‫ومسلم( الــذي قــال بشــروا ول تنفــروا " كمـا أوصـانا رمس ول الـ عنــد زيـارة المريـض بالــدعاء لــه وأن‬ ‫تطلــب مــن الـ مســرعة الشــفاء للمريـض لن ذلــك يرخفــف عنــه فقــد كــان رمس ول الـ إذا درخــل علــى‬ ‫مريض يقول اللهم أذهب البأس رب الناس أشف أنــت الشــافي ل شــفاء إل شــفاءك شــفاًء ليغــادر‬ ‫مسقماً " كان ذلك دعاء الرمسول عند زيارة المرضى فعلى كل ممسلم أن يحفظه ل نـه مسنة عـن رمس ول‬ ‫ال )صلي ال عليه ومسلم( وعلى المريض أن يرحب بهذا الدعاء ويرد عليه بأفضــل منـه ول ينكــره‬ ‫ول يأرخذه بالضيق والضجر فعن أنس بن مالك ‪ ‬أن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( درخــل علــى‬ ‫مري ض يعـوده فقـال لـه ل بـأس طهـور وذلـك دعـاء أرخـر نتعلمـه عـن رمس ول الـ )صـلي الـ عليـه‬ ‫ومسلم( فماذا رد المريض قال أتقول ل بأس طهور قل هى حمى تفور وتثور على شيخ كبير تزيـره‬ ‫القبور هو يشتكي شدة ألمه ووجعه ولكنه يشكو بكآبة وضيق ومسرخط على المــرض والحمــى الــتي‬ ‫أصابته لما تمسببه له من ألم وهو شيخ كبير في المسن ل يحتملها فيقول له رمس ول الـ )صــلي الـ‬ ‫عليه ومسلم( هى كذلك إذن أي إن تلك الحمى مسوف تدرخلك القــبر كمـا قلـت فكـان فيهــا قضـاء ذلـك‬ ‫الشيخ لنحبه ووفاته وذلـك لنتعلـم أننـا إذا مرض نا ل نمسـرخط ول نشـكوا الـ عـز وج ل فهـو الممسـبب‬ ‫لهذا المــرض وه و المبتلــي بـه ول بـأس مــن الشـكوى مــن اللــم ولكـن ليــس بمسـرخط وضـجر فـإن أم‬ ‫المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت لرمسول ال وا رأمساه فما أنكر عليها ذلك بل قال لهــا مــداعباً‬ ‫وأن اأيضاً وا رأمساه حتى يرخفف عنها ال لـم فهذا المر ل ينافي اليمان ول ينافي الحمد والشكر ل ـ‬ ‫على الصحة والمرض فقد كان رمسول ال )صلي الـ عليـه ومسـلم( يتـألم إذا أصـابه المـرض ولكنـه‬ ‫كان يعلم ويعلمنـا أن الـ عـز وج ل هـو المنـزل لهـذا المـرض ولنعلـم أن الـ عـز وج ل هـو الطـبيب‬ ‫الحقيقي والفعلي وهو الذي يشفي لنــه هــو الـذي أنــزل الـداء وجعــل لـه الـدواء وه و الـذي بيــده أن‬ ‫‪72‬‬


‫يبصر الطبيب بنوع الدواء لهذا الـداء كمـا أنـه يجعـل هــذا الـدواء يصــيب الـداء فيكـون الشــفاء ولـو‬ ‫شاء لعطل كل تلك الرخطوات فل يكون شفاء بمسبب أي منها ولكـن يجـب علـى كـل إنمسـان أن يـدرك‬ ‫أن إرادة ال عز وجل هى الغالبة ول إرادة لمرخلوق بعد إرادته ‪.‬‬ ‫وكان ذلك من آيات الـ عــز وج ل فـي الكــون حــتى نتــدبر ونعلــم كيـف يكـون المـرض وكيـف يكــون‬ ‫الشفاء ول ييأس أي إنمسان من رحمة ال عز وجل مهمــا كـانت شــدة هــذا المــرض وعصــيانه علــى‬ ‫الشفاء فإن ال عــز وج ل نهانــا أن نتمنــى المــوت بمســبب ألـم أو فــي حــرب أو غيــره مــن الضــر فــإن‬ ‫رمسول ال )صلي ال عليه ومسـلم( يقـول ل تتمنـوا لقـاء العـدو " رغ م أن لقـاء العـدو قـد يكـون فيــه‬ ‫الرخير مثل النصر أو الشهادة ودرخول الجنـة بمســببها إل أنـه نهانـا عـن تمنـي لقـاء العـدو ‪ ,‬وكـذلك‬ ‫في حديث رواه أنــس بــن مالـك ‪ ‬يقــول قـال رمس ول الـ )صــلي الـ عليــه ومسـلم( ل يتمنيــن أحــدكم‬ ‫ل فليقل اللهم أحيني ما كــانت الحيــاة رخيـ ارً لــي وتـوفني مــا‬ ‫الموت من ضر أصابه إوان كان لبد فاع ً‬ ‫كانت الوفاة رخي ارً لي " وجاء في حديث آرخر رواه أبو هريرة ‪ ‬يقول قال رمسول ال )صلي ال عليه‬ ‫ومسلم( لن يدرخل أحدكم الجنة بعملـه – عمـل بـن آدم مـن صـيام وصـلة وح ج وزك اة وكـل العمـال‬ ‫الصالحة حتى يهيء كل منا نفمسه لذلك إوانما الدرخول يكون برحمة ال عز وجل فإن أعمالـك كلهـا‬ ‫إذا جمعتها عند الميزان يوم الحشر ل تمساوي نعمــة واحــدة ممــا أنعــم الـ عــز وج ل بهــا عليــك فــإذا‬ ‫ُو ضـعت أعمال أكثر الرجال صلحاً في كفة ووضـعت نعمــة البصــر فــي الكفــة الرخــرى لرجحـت كفــة‬

‫نعمـة البصـر حــتى يــدرك الرج ل الصـالح ذلـك وه و مثــال أمـام عينيــه فيقــول يــا رب برحمتـك يــا رب‬

‫برحمتــك – ثــم يمســأله أصــحابه ويقولـون ول أنــت يــا رمس ول الـ فيقــول ول أنــا إل أن يتغمــدني الـ‬ ‫برحمتــه فمســددوا وقـاربوا ول يتمنيــن أحــدكم المــوت رب محمســناً فيــزداد إحمســاناً إوامــا ممســيئاً فلعلــه‬ ‫ُيمستعتب " أي أدوا ما عليكم من الفرائض والعمال الصالحة ومسددوا مــا عليكــم مــن حقــوق النــاس‬ ‫وقاربوا فيما بينكم وبين الناس بالصالح من العمال لن ال نـمسان إذا كــان علــى الطريـق الممســتقيم‬ ‫‪73‬‬


‫فإن أعماله في الدنيا هى مزرعة للرخرة يحصد فيها ما زرع فإن امستمر في الـدنيا وقتـاً أطـول كـان‬ ‫زرعه الطيب أكثر وحصاده من الرخير يوم القيامة أكثر والنتيجــة ل يعلمهــا إل الـ عــز وج ل فكيــف‬ ‫يتمنى الموت ويـترك كـل ذلـك الرخيـر الـذي يـدرخره للرخـرة وأمـا إن كـان مـن أصـحاب المسـعير فبمـاذا‬ ‫ينفعه الموت لن يكون مرخلصاً له من الشقاء ‪ ,‬إوان كان ممسيئاً فلعل ال يلهمه التوبـة والمســتغفار‬ ‫وقـد يمحـو رخطايــاه وح تى إن أصـابه فـي الـدنيا مكــروه فهـو إمـا مكفـ ارً عـن مســيئاته أو مضــافاً إلــى‬ ‫حمسناته فإن رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول في حديث رواه أبو هريرة ‪ ‬يقــول مــا يصــيب‬ ‫الممسلم من غم ول أذى ول هم ول حزن إل كفر الـ بهـا مـن رخطايـاه حـتى الشـوكة يشـاكها " وذلـك‬ ‫لنعلم أن هذا المرض مكفــر للـذنوب ومطهــر مــن الثــام حــتى نكــون مــن أصــحاب النعيــم ومـن أهــل‬ ‫الجنة ‪ ,‬وقد جاء في صــحيح ممسـلم أن شـاباً عـثر فـي وتـد رخيمـة فمســقط فأرخـذ أصــحابه يضـحكون‬ ‫منــه ول يمســعفه واحــداً منهــم وقـد حــدث ذلــك أمــام أم المــؤمنين عائشــة رض ي ال ـ عنهــا فقــالت ل‬ ‫تضحكوا إني مسمعت رمسول ال )صلي ال عليه ومسلم( يقول ما يصيب الممســلم مــن شــيء إل كفــر‬ ‫ال به من رخطاياه حتى الشوكة يشاكها " فكان ذلـك مــن رحمــة الـ عــز وج ل بنــا ومـن نعمــه الــتي‬ ‫ينبغي أن نشكره ونحمده عليها حمداً وشك ارً كثي ارً‬

‫‪74‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.