عالــــم الغـــيب و َ ن اْلِق ْ منا َ غُد ّ ط سِر ۖ ه َ ح ُ رَحي َ ح َ عْي س َ وأ َ َ شْهٌر ۖ َ هنا َ وَر َ شْهٌر َ هنا َ سلَْي َ يقول ال عز وجــل ) َ س سْلَننا لَ س ُ ن ال ِّ وا ُ ول ِ ُ مسسن َحيَسِز ْ ب ن َ م َ عسَذا ِ ه ِ مِرنَسسنا ُنس ِ غ ِ ن َربِ ّس ِ ه بِسِإْذ ِ ن َحيَسَدَْحي ِ و ِ و َ هۖ َ ل بَْيس َ من َحيَْع َ ن َ م َ َ ذْق ُ مس ْ ن أَ ْ عس ْ مْنُهس ْ ن اْل ِ ج ِّ مس ُ ج َ مُلنو َ ن َ تۚ وُقسُدوٍر ّرا ِ نوا ِ و ِ شسسناُء ِ س ِ سسَينا ٍ فسسنا ٍ ب َ ج َ كسسناْل َ ل َ مناِثيس َ وت َ َ ب َ حسسناِرَحي َ م َ مسسنا َحيَ َ ه َ عيِرَ .حيَْع َ ن لَس ُ مسسن ّ ال ّ و َ كنوُر. ش ْ ا ْ داُوو َ ل َ ش ُ ن ِ عَبناِد َ كًرا ۚ َ مُلنوا آ َ ع َ م ْ ي ال ّ ل ِّ قِلي ٌ د ُ
( ســبأ 13 -12ســليمان رسـول مــن
رسل ال عز وجل ونبي من أنبياءه كان قد دعا ال عز وجل وقال
) َ و َ بِ ا ْ ب لِسس ي غِفْر ِل ي َ قنا َ ه ْ ل َر ّ
بَ . مْل ً نو ّ ث س ّ رَحي َ من بَْع ِ كنا ّل ََحينبَ ِ ح ٍ خناًء َ مِرِه ُر َ ف َ ت اْل َ ك َأن َ دي ۖ إِنّ َ غ ي ِل َ َ خْرَننا لَ ُ جِري بِأَ ْ ح تَ ْ ه ال ِّ د ِّ حْي ُ هنا ُ ُ فناِدَ ٰ . طناُؤنَسسنا َ ع َ و َ ص َ م َ ن أَْو هَذا َ ن ِ ن ُ شَينا ِ قّرِني َ خِرَحي َ وآ َ صَ . ل بَّنناٍء َ طي َ بَ . صنا َ أَ َ مُن ْ فسسنا ْ ف ي اْل َ ْ غ ّ ك ّ وال ّ ن ُ نوا ٍ ك بِ َ سنابٍ. غْيِر ِ م ِ ح َ س ْ أَ ْ
( ص 39-35قال الحسن البصري شغلت الخيل سـليمان عـن صـل ة
العصر فعلم أن ذلك إثم عظيم ووزر كبير فماذا يصنع لكي يتوب إلى ال قال فعقرها فعندما عقره ا كان في علم ال أنه تقي نقي ونبي ورس ول مـن ال نـبيـاء الشـاكرين فسـخر لـه الري ح تجـري بـأمره حيث يشاء ,ذلك الرسول إنما أعطاه ال من النعـم مــا لـم يــؤت أحــد مـن الرس ل ومنهــا أنـه أعطـاه النحـاس يسـيل مـن بـاطن الرض ويخـرج منهـا كـأنه عيـن مـاء وأسـلنا لـه عيـن القطـر ومـن الجـن سخر له من يعملون بأمره وتحت طاعته ومن يخالفه منهم يعــذبه الـ عــز وج ل فكـانوا مــذللين لــه ومسخرين يستصغرون أنفسهم أمام نبي ال سليمان حتى ل يعصون له أم ارً خوفاً من عـذاب الـ عز وجل إن خالفوه والذي يدل علــى أنهــم كــانوا يعملــون ليــس بــإرادتهم قــول الـ عــز وج ل
) َ منا فلَ ّ
هۖ َ َ ت اْلجِ ّ ن دابّ ُ م َ ضْيَننا َ ه إِّل َ منا َ ق َ خّر تَبَيَّن ِ ل ِ ض تَْأ ُ مْنوتِ ِ علَْي ِ منا َ من َ ى َ ت َ مْنو َ ه اْل َ سأَتَ ُ دلُّه ْ فلَ ّ علَ ٰ ك ُ ة اْل َْر ِ منو َ ن اْل َ َأن لّْنو َ ن ( .سبأ 14فإن نبي ال ســليمان إنمــا ف ي اْل َ عَذا ِ منا لَِبُثنوا ِ ب َ غْي َ ب اْل ُ كناُننوا َحيَْعلَ ُ هي ِ م ِ
أرادها موعظة فهو الـذي دعـا رب ه وقـال رب عمـي عـن الجـن مــوتي حـتى تعلــم النــس أن الجـن ل يعلمون الغيب وكانت تلك حكمة من نبي ال ســليمان حكمــة فــي التعليــم والرس الة عنــدما علــم أنــه ميت أراد أن يكون موته موعظة ودرساً للناس من بعده فإن كثي ارً من ال نـس يعتقدون أن الجن لــه من الخوارق ما يجعله يعلم الغيب فأراد سليمان أن يبطل هذه العقيـد ة مـن عقـول النـاس فـدعا الـ 1
عز وجل إن قبضه أن ل تعلم الجن موته فجعله ال مستنداً على عصاه حين مــات لـم يســقط علــى الرض وقد يقول قائل لماذا لم تتحلل الجثة ونجد الجابة عند رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( الذي قال في حديث له إذا كان يوم الجمعـة فـأكثروا مـن الصـل ة علـّي فـإن صـل تـكم تصـلني حيثمـا
كنتم فقالوا يا رسول ال كيف تصلك صل تـنا وقد أرمت فقال إن ال عــز وج ل حــرم علــى الرض أن تأكل أجساد ال نـبياء " لذلك حفظت الرض جسد نبي ال سليمان ولم تأكله ولـم تتحلــل جثتــه وظـل واقف ـاً مســنداً علــى عصــاه والجــن يعملــون مــا أمره م بــه أن يعملــوه وظل ـوا فــي هــذا العمــل الشــاق يعملون تماثيل كبير ة ومحاريب وقدور راسيات ولم تعلم الجن أنــه ميــت ومـا كـان حــتى غيبـاً ولكنــه ل أمامهم ولكنهم ما استطاعوا أن يعلموه فكيــف يعلمــون الغيــب التــام ,وهنــاك حــديثاً عــن كان ماث ً رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( ولكنــه ضــعيفاً يقــول إن العصــى هــى مــن نبــات الخــروب تلــك العصـا الـتي اتخـذها سـليمان لكـي يسـتند عليهـا وه و واقـف كـانت مـن شـجر الخـروب ولعـل شـجر الخروب تكون مد ة تآكله أطول من غيره فكان ما جاء في معنى هذا الحديث أنه خــر بعــد أن أكلــت الرضة العصا بعد سنة والمد ة ل تعنينا حتى إوان كانت أياماً ولكنها قد تطول إلــى أكــثر مــن الســنة فلننظر إلى العصا من الخشب عندما يأكلها السوس تستمر مد ة طويلة قبل أن تنتهــي منهــا تمامـاً فقد قال رس ول الـ فـي هـذا الحـديث أن تلـك المـد ة سـنة ولكـن أهـل التفسـير قـالوا إن هـذا الحـديث ضعيفاً والمد ة التي مكثها نبي ال سليمان وهو واقف أمام الجن وهم يعملون ل يعلـم قـدرها إل الـ عز وجل وما نستخلصه من كل ذلك أن الجن ل يعلمون الغيب وما من أحد في السـماوات والرض يعلم الغيب إل ال عز وجل ,وقد جاء رجل أعرابي إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وقال له يا ُم حـمد امرأتي حبلى فاخبرني مــاذا تلــد وأرض نا مجدبــة أخــبرني مــتى ينــزل الغيــث إوانـي أعلـم يــوم مولدي فأخبرني متى أموت وأخبرني متى الساعة – ورسول ال )صــلي الـ عليــه وسـلم( مــا كــان يجيب إل بوحي من السماء إل بإذن من رب العالمين فنزل قول ال عز وجل
م )إ ِ ّ ن اللّ َ عن َ دُه ِ ه ِ عْل ُ
ب َ منا َ ل اْل َ مسسنا َتسسْدِري ذا تَ ْ سنا َ ك ِ منا ِ ع ِ و َ غًدا ۖ َ و َ مۖ َ ف ي اْل َْر َ م َ ث َ غْي َ ة َ س ّ ال ّ حنا ِ س ُ منا تَْدِري نَْف ٌ وَحيَْعلَ ُ وَُحيَن ِزّ ُ
2
س بِأَ ّ َ خِبيسٌر. ه َ ت ۚ إِ ّ ن اللّ َ م َ عِليس ٌ منو ُ ض تَ ُ نَْف ٌ يِ أْر ٍ
( لقمــان 34نزلـ ت تلــك اليــة فقــال رسـ ول ال ـ
)صلي ال عليه وسلم( مفاتيح الغيب خمسة ل يعلمهن إل ال وتل هــذه اليــة وقـد يقــول قائــل إن الطبيب اليوم يعلم ما في الرح ام بواســطة أجهـز ة الشـعة الحديثـة حيــن تحمـل المـرأ ة يعلــم إن كـان ذك ارً أو أنثى وما كان ذلك هو ما تعنيه الية فإنه جاء في تفسـير الطـبري قبـل مئـات السـنين وقبـل أن تكون أجهز ة أشـعة حديثـة أو غيره ا مـن أدوات المعرف ة والعلـم قـال قـد يكــون مـن التجـارب ومـا يعلمه البشر أن ذلـك الحمــل ذكـ ارً أو أنــثى جـاء ذلـك فــي بطـون الكتــب الــتي يســمونها صـفراء وه م صفراء ال لـوان خبثاء العقول إنها صفراء ولكن تحمل بين طياتها علماً وكنو ازً علينـا أن نبحـث فـي بطونها حتى نعلم إلى أي مدى وصل آباؤنا وكيف تخلفنا نحــن البنــاء ول نلـوم إل أنفســنا يعلـم مــا في الرحام شــقي أوسـعيد يعلــم هــو مــؤمن أم كـافر يعلــم أجلــه إلــى أي ســن يعيــش وفـي أي ســاعة يموت فإذا أخذنا واحد ة فقط شقي أوسعيد لو جئنا بأجهز ة العالم أجمع وكل ما توصـل إليــه العلمــاء في العالم من تكنولوجيا فـي كـل فـروع العلـم مـا اسـتطاع إنسـان أن يعلـم مـا بـداخله فـي ذلـك المـخ وكيف يفكـر وكيـف يعمــل والـذي يفكـر فيـه ل تسـتطيع آلــه أن ترص ده وتنطـق بمـا يـدور فــي ذهنـه فكان في الرحم أس ار ارً وعلماً ل يعلمه إل ال الذي يقول فـــي كتــابه
ب َ فَل َُحي ْ م اْل َ ى هُر َ ) َ غْي ِ علَس ٰ عنالِ ُ ظ ِ
ل َ َ صًدا. ن اْرتَ َ خْلِف ِ و ِ ن َحيََدَْحي ِ ك ِ ى ِ غْيِب ِ سنو ٍ ه َر َ ن َ ه َ حًدا .إِّل َ ه أَ َ فِإنّ ُ م ْ ه َحيَ ْ ض ٰ سُل ُ من ّر ُ من بَْي ِ م ِ
( الجــن
27 – 26إل إذا أراد ال عز وجل أن يعلم أحداً من الرسل بأمر من المور وقد يكون غيباً فــإنه يعلمه إياه . إن عبد ال بن عباس قال خمس ل يعلمهن إل ال عز وجل ثم قال بعد هــذه الخمــس ثــم قــال ل يعلمها إل ال عز وجل ل يعلمها ملك مقرب ول نبي مرسل فمن ادعى فيها علمـاً فقــد كفــر ,الــذي يقول إنه عنده علم الساعة فقد كفر الذي يقول إنــه يعلـم مــا فـي الرح ام فقــد كفــر الـذي يقـول إنـه يعلم متى ينزل المطر فقد كفر الذي يقول إنه يعلم ساعة موته أو مكان موته فقد كفر .
3
جاء مسروق إلى أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها فقال لها يـا أمـاه هـل رأى رس ول الـ )صـلي ال عليه وسلم( ربه ليلة أسري به فقالت لقد قف شعري مما قلت أين أنت من ثلث من قال لك أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وقعت لـه فقـد كفـر مـن قـال لـك أن رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسلم( قد فعلها فقد كفر من قال لك أن رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( رأى رب ه ليلـة أسـري بـه فقد كفر – فإن ال عز وجل تجلى لُم حـمد )صلي ال عليه وسلم( ولكنه ما اســتطاع أن ينظــر إليــه
وما استطاع أن يبصره كما قال لبي ذر يا أبا ذر نور أنى أراه – قــالت أم المــؤمنين قــد كفــر فلمــاذا قالت ذلك لن ال عز وجل
كنا َ شٍر َأن َُحي َ منا َ ب أَْو وَراِء ِ حًينا أَْو ِ جسسنا ٍ ح َ من َ ه إِّل َ كلِ ّ َ ن لِبَ َ و َ يقول ) َ ه اللّ ُ م ُ و ْ
سنوًل َ م ( .الشورى 51فكان من أنكــر آيـة مـن ه َ ح ِ ي بِِإْذنِ ِ فُينو ِ َُحيْر ِ ي َ منا َحيَ َ ه َ س َ شناُء ۚ إِنّ ُ عِل ّ كي ٌ ل َر ُ ح َ
كتاب ال عز وجل فقد كفـر ثـم قـالت ومـن قـال لـك أن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( قـد كتـم شيئاً مما أوحي إليه فقد كفر – فإن الـذي يــأتي هــذه اليـام ويقـول نري د أن ننقــح فـي ديــن الســلم ونطور فيه الفقه أو نزيد عليه كذا أو ننقص منه كــذا حــتى يـواكب ويلئــم العصــر أو لي حجــة أو ذريعة فإنه يظن أن ُم حـمداً )صلي ال عليه وسلم( قد فرط في الرسالة أو منع شيئاً منها فقالت أم الؤمنين عائشة رضي ال عنها فإن ال عز وجل يقول
ل بَلِ ّ ْ مسسن ك ِ )ََحينا أََحيّ َ ل إِلَْي س َ منا ُأن سِز َ غ َ سنو ُ هنا الّر ُ
ل َ دي اْل َ م س ۗ إِ ّ م تَْف َ ن اللّس َ ه َل َحيَْهس ِ ك ِ ه َحيَْع ِ قسْنو َ مس َ م َ هۚ َ ت ِر َ منا بَلّْغ َ ف َ كۖ َ ّربِ ّ َ واللّ ُ سنالََت ُ ع ْ وِإن لّ ْ ص ُ ن الّنسسنا ِ اْل َ ن. كنافِِرَحي َ
( المائد ة 67ثم قالت أم المؤمنين ومن قال لك أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(
يعلم ما في غد فقد كفر – فإذا كان رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ل يعلم ما في غد فهل يعلمه إنسان أو جن أو غيره فهل يعلمه عراف أو كاهن – ثم قالت لن ال عز وجل يقــــول
ك )ُقل ّل أَ ْ مِل ُ
س ي نَْف ً م اْل َ مسسنا ن اْل َ سسَت ْ ت أَ ْ وَل َ ت ِ ولَسْنو ُ لَِنْف ِ و َ خْيسِر َ مس َ غْيس َ هۚ َ منا َ را إِّل َ عنا َ شناءَ اللّ ُ ب َل ْ ض ًّ كَثْر ُ علَس ُ كنس ُ مُننو َ شيٌر لِ ّ َ سنوُء ۚ إِ ْ ي ال ّ ن. م َُحيْؤ ِ وب َ ِ ن أََننا إِّل نَ ِ ذَحيٌر َ َ م ّ قْنو ٍ سِن َ
( الع ـراف 188فمــن ادعــى أنــه يعلــم
الغيب فقد كفر وعبد ال بن عباس يقول في هذه الخمس أنـه ل يعلمهـا ملـك مقـرب ول نـبي ول رسول فمن ادعى فيها علماً فقد كفر .
4
إن ال عز وجل زين السماء الـدنيا بزينــة نراهــا بأعيننـا وه ى الكـواكب والنجــوم وجعــل لهـا وظـائف أخرى منها حفظ السماء من الشياطين المـرد ة وكـذلك ليهتـدي بهـا البشـر فـي ظلمـات الـبر والبحـر وما جعلها ال عز وجل لكي يعلم منهـا ال نـسـان الغيـب ومـا سـوف يحـدث ويكـون ومـا جعلهـا الـ محدد ة لعمـر أحـد مـن البشـر ول لكتابـة أجلـه وتفاصـيل حيـاته كمـا نـرى اليـوم الصـحف تفـرد لـذلك المر أبواباً كاملة تتحدث عن أن النجوم تقول كذا وكذا عن مواليد البرج الفل نـي ونجد مــن يشــطط في القول فينبأ بما سوف يكسبه الناس غداً وما يخسره وما يشقيه وما يسعده وكل مــا يقولـون بـه هو علم مـن الغيـب فـإنه الكـذب بعينـه والـدجل والشـعوذ ة والخبـال فـي العقـل لمـن يـدعي هـذا العلـم ولمن يصــدقه فمـن النـاس كـثير مــن يصـدقهم وينقـاد لهـم ول يتخـذ أمـ ارً فـي حيـاته إل بعـد الرج وع إليهم فأي جهل هذا ؟ لن كل تلك المــور هــى مــن أمــور الجاهليــة الــتي جــاء ديــن الســلم لينهــى عنها وليبين أن هذه المور هى من علم ال عز وج ل وح ده وأن مــن يــدعي علمهــا فقــد كفــر بــال عــز وج ل لمــا فــي ذلــك مــن صــالح للبشــر حــتى ل يــدعي إنســان أن لــه ســلطة علــى إنســان ول أي مخلوق من إنس أو جن له سلطة على حيا ة أحد من البشر أو يملــك لــه نفعـاً ول ضـ ارً حــتى يكــون الــ عـــز وجــل هــو الملجــأ والملذ لجميــع خلقــه والــ عـــز وجــل يقــول
مسسن فِسس ي م َ )ُقسسل ّل َحيَْعلَس ُ
ض اْل َ شُعُروَن أََّحيناَن َُحيْبَعُثنوَن ( .النمل 65الـ عــز وج ل لــم وا ِ و َ هۚ َ غْي َ ت َ منا َ س َ ب إِّل اللّ ُ منا َحيَ ْ ال ّ واْل َْر ِ
يــأتي بــأرض فقــط ولكنــه أتــى قبلهــا بســماوات حــتى ل يقــول قائــل أن المل ئـكــة تعلــم أو أن الجــن يعلمون أو أن النجوم والكواكب تعلم . وقـد كــان هنــاك رج ل مــن رج ال الســلم الــذين كــانوا يخوضـون المعــارك ويضــربون بالســيف كــان يســتعد للخــروج لقتــال الــروم فجــاءه واحــداً ممــن يقولـون عــن انفســهم منجميــن أو عرافيــن أو مــن العالمين ببواطن المور فقال له ل تخرج ل نـك إن خرجت فسوف تكون هزيمتك فقال له : السيف أصدق أنباًء من الكـتب
في حده الحد بين الجد واللعب 5
بيض الصحائف ل سود الصحائف
في بطونهن جلء الشك والريب
وخرج ذلك الرجل إلى المعركة وعاد منتص ارً فكذب المنجمون ولو صدقوا ,ورسول ال )صــلي ال ـ عليه وسلم( سأله الناس عن المنجمون والعرافة والكهان فقال إنهم ليسوا بشيء فقــالوا يــا رس ول ال إنا نسألهم عن الشيء فيكون أي يحدث ما يقولون فقال إن المل ئـكة تكون فــي عنــان الســماء فيكون الشيء في السماء ال عز وج ل بقــدرته يــذكر أن فلن ـاً ســوف يصــيبه فتــذكره المل ئـكــة فــي العنان والشياطين تســترق السـمع فيأخــذون تلـك الكلمـة فيقرونهــا فـي أذن وليهــم فــي أذن الكـاهن فيخلط معها مائة كذبة ,وهذا الذي يحدث إنما هو امتحان وفتنة من ال لكي يعلم من يؤمن ومن يكفر ويعلم من يتبع الحق واليقين ومن يتخلف عن الصراط المستقيم . وهناك أمور قد تحدث بعيدا عن إنسان كأن تحدث حادثة في القاهر ة وأنت في الســكندرية فــأنت ل تعلمهــا وتكــون بالنســبة لــك غيب ـاً ولكــن قــد يعلمهــا إنســان آخــر إمــا بشــفافية روح تطلعــه عليهــا ل ولكنهـا المل ئـكة وهى غيب بالنسبة لك أو يكـون عنـده شـروح فتخـبره بهـا الجـن ل نـهـا حادثـة فع ً غيب عنك مثل هذا حدث أيام عمر عندما كان يخطب الجمعة ثم قــال فــي وسـط كلمــاته يــا زنيــم الجبل الجبل فتحرك زنيم بعد أن سمع صوته ثــم قـال عمـر يــا سـارية بـن زنيــم الجبـل فـإنه ظلـم من استرعى الذئب على الغنم ,فقد كان في المدينة وينظر إلى جيوشه التي هى في أقاصي البلد ما كان ذلك علماً للغيب ول بما سوف يحدث إنما هو شيء عارض أخبره به ملك من المل ئـكة وقد يكــون حــادث قبيــح يخــبره بــه جــن مــن أهــل الجــن أو مــن الشــياطين أمــا الــذي لــم يحــدث ويأتــك بــه إنسان ويقول بعد ساعة سوف يحدث كذا أو كـذا فـإن ذلـك ضـرباً بـالغيب فمـن قـاله فقـد كفـر ومـن صدقه فقد كفر حتى إوان كان يلهو ويلعب فــإنه ل تقبــل منــه صــل ة أربعيــن يومـ اً ,فــإن رس ول الـ )صلي ال عليه وسلم( يقول من أتى كاهناً ل تقبل له صل ة أربعين يوماً فإن صدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على ُم حـمد )صلي ال عليه وسلم( 6
الدنـــــيا حَيناُة ال ّ وت َ َ وت َ َ كسسناُثٌر فِسس ي وِزَحيَن ٌ يقـــول الــ عـــز وجــل )ا ْ خٌر بَْيَن ُ دْنَينا لَ ِ م َ ة َ نو َ ب َ منا اْل َ منوا أَنّ َ كس ْ فسسنا ُ ولَْه ٌ ع ٌ عل َ ُ ج َ ح َ ل َ صس َ واْل َْوَلِد ۖ َ مسنا ۖ ك ّ ث أَ ْ طنا ً كسنو ُ م َحيَ ُ ب اْل ُ نوا ِ غْي ٍ هي ُ ج َ ع َ ك َ ل َ م َ فناَر نََبناُت ُ م ْ اْل َ ْ را ُثس ّ ه ُث ّ ف ًّ ن ُ فَتسَراُه ُ م َحيَ ِ مَث ِ حَيسناُة الس ّ غسُروِر. مْغِفَر ٌ خَرِة َ نوا ٌ ع اْل ُ وِر ْ ن الّلس ِ ش ِ ف ي اْل ِ و ِ مَتسنا ُ دْنَينا إِّل َ مسنا اْل َ و َ نۚ َ ضس َ ه َ مس َ و َ د َ ب َ َ دَحي ٌ ة ِّ عَذا ٌ هنا َ مُنسسنوا ك َ ة َ ت لِلّس ِ ض ُأ ِ من ّربِ ّ ُ عس ّ جّن ٍ ضس َ نآ َ ذَحي َ مناِء َ سس َ و َ م َ ى َ َ د ْ ك ْ ض ال ّ عْر ُ مْغِفَرٍة ِ ّ سنابُِقنوا إِلَ ٰ واْل َْر ِ ع سْر ِ ه ۚ َٰ ك َ ه ُذو اْل َ م. ل اْل َ ع ِ ف ْ ه َُحيْؤِتي ِ ل اللّ ِ ف ْ سِل ِ ِبناللّ ِ شناُء ۚ َ من َحيَ َ ه َ ذل ِ َ ه َ واللّس ُ ظيس ِ ض ُ وُر ُ ضس ِ
21
7
( الحديـــد – 20
م َ واْل َ ح ّ ن قنطََرِة ِ قَننا ِ ت ِ نوا ِ ش َ م َ ن َ واْلبَِني َ سناِء َ ن النِّ َ م َ ه َ ويقول ال عز وجل )ُزَحيِ ّ َ ب ال ّ طيِر اْل ُ س ُ ن ِللّننا ِ ث ۗ َٰ حيَسسناِة ال س ّ ذ َ ال ّ عن سَدُه واْل َْن َ واْل َ ه ِ حْر ِ م ِ ض ِ ه ِ مَتنا ُ واْلِف ّ دْنَينا ۖ َ ع اْل َ ك َ ذل ِ َ واْل َ م َ ة َ نو َ م َ ة َ ب َ واللّس ُ س ّ عنا ِ ل اْل ُ خْي ِ مبآبِ. ن اْل َ ح ْ س ُ ُ
( آل عمران 14
ولقد قال رسول ال في حديث لــه الـدنيا ملعونـة ملعــون مــا فيهــا إل مــا كــان لـ عــز وج ل " وكـذلك يقول في حديث آخر إن ال عز وجل ما خلق خلقاً أبغض إليه مــن الــدنيا إوانــه لــم ينظــر إليهــا منــذ خلقها " اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يريد أن يعلمنا أن نأخذ مــن الــدنيا العــبر ة والعظــة وأن ل تكون هى أكبر همنا ول مبلغ علمنا وأن تكون الدنيا بالنسبة لنا هى قنطر ة نعبر بها وعليها إلــى الدار الخر ة التي هى الحيوان وقد مر رسول ال ومعه جمع مــن أصـحابة بطريـق ووج دوا بـه شــا ة ميتة فقال لهم أترون هذه هينة على أهلها – أي ل تساوي شــيئاً بعــد ان مــاتت – قــالوا نعــم لــو مــا تكن هينة ما ألقوا بها في الطريق فقال لهم إن الدنيا لهون على ال عز وجل من هذه الشا ة على أهلها ولو كانت الـدنيا تسـاوي عنــد الـ عــز وج ل جنـاح بعوضـة مـا ســقى كـافر منهـا شـربة مــاء " ولكن هذه الدنيا ل تساوي عنـد الـ شـيئاً وه ى أهـون عليـه مـن هـذه الشـا ة الميتتــة النتنـة الملقـا ة على الطريق التي تركها أهلها مرتعاً للذباب والحشرات ولو كـان بهـا شـيئاً نافعـاً مـا تركوه ا ,وأبـو بكر الصديق وضـع أمـامه طبقــان مــن أطبــاق الطعــام فـإذا بــه يبكــي ويـرد طبقـاً منهــا فيقــول لــه الجلوس ما أبكاك يا خليفة رسول ال قال لقد كنت مع رسول ال )صلي الـ عليــه وسـلم( وقـدمت إليه صحفتان فردهما ثم قال يا دنيا غري غيري ثم قــال لــه لقــد عرض ت لــي الــدنيا وقـالت لــي تفلــت منــي فلــم يفلــت منــي مــن بعــدك " إن الــدنيا دار مــن ل دار لــه لن الــدار الحقيقيــة هــى دار الخ ـر ة والدنيا مال من ل مال له ولها يجمع من ل عقل له وعليها يعادي من ل علم له وعليها يحســد مــن ل تطلع له ولها يسعى من ل حــظ لــه ,ودخــل عليــه أميــر المــؤمنين عمــر بــن الخطـاب فــإذا بــه ينام على حصير وقد أثر في جسده أي تــرك علمــات علــى جســده مــن شــد ة خشــونته فبكــى أمــامه فقال له ما يبكيك يا عمر قال يا رسول ال كسرى وقيصر يرفلون في الحريـر وأنــت تنـام علـى هــذا 8
الحصير قال يا عمر هؤلء عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا وهم محرمون مــن طيبــات الخـر ة " لن رسول ال يقول في حديث له الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر يرتع فيهــا يمينـاً ويســا ارً فهــو يلبس الحرير وينام على الديباج ويرفل في النعيم بينما المؤمن قابع فيها كل اهتمامه بمــا يحصــله للدار الخر ة ول تعنيه الدنيا فــي شـيء ول تــؤثر فيـه مغرياتهـا ,والخـر ة هــى جنــة المـؤمن وسـجن الكافر ليس له أبواب ومغاليق ل نـه يكون في قاع جهنم والعياذ بال خالداً فيها أبداً . وخبــاب بــن الرت حــدث لــه مــا حــدث لبــي بكــر الصــديق فــي يــوم مــن اليــام ُو ضـــعت أمــامه
صحفتان من الطعام فـإذا بـه يبكــي – فقــط نـوعين أو صــنفين مـن الطعـام ولـو قارن ا بينـه وبيـن مـا يوضع أمامنا الن مــن أصــناف متعــدد ة مــن الطعــام ول نحــرم ذلــك ول نطلــب أن يمتنــع النــاس عـن الطيـب مـن الطعـام وع ن مــا أحــل الـ للنـاس ولكنـا نقــول ننظــر ونأخـذ العـبر ة والعظــة ونتعلــم كيــف تعامل هؤلء الناس مع شهوات الدنيا وملذاتها ونجعلهم قدو ة لنــا ل نـهــم فــازوا بــالخر ة عنــدما وج د خباب هذا الطعام لمـاذا بكــى قــال أرى أنــه قــد ُع جـلــت لنـا حســناتنا لقــد خشــي أن يكــون هــذا الطبــق
الواحد الزائد من الطعام قد عجل ال له به في الدنيا مقابل حسناته ثــم يقــول لقــد استشــهد مصــعب
بن عمير فلم نجد عليه إل برد ة إذا غطينا بها رأسه بدت رجله إواذا غطينا بها رجله بدى رأسه فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( غطوا وجهه واجعلوا على رجليه ال زـخر ومصعب هــذا كــان قبل أن يسلم ويـؤمن برس ول الـ يرف ل فـي الحري ر فقـد كـان فـتى مـدلل لوالـديه وكـان فـي نعمـة مـا بعدها نعمة من الزاد والمال ولكنه آثر الدار الخر ة على الدار الدنيا حتى أنه في يوم من اليام كما يروي لنا علي بن أبي طالب يقول دخل مصعب بن عمير علينا المسـجد وعليــه ثــوب مرق وع فبكى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( لما رأى ما به من فاقة بعد ما كان في نعمــة ثــم قـال أرأيتــم إن وضـعت أمــام أحــدكم صــحفة ورفعــت أخــرى – وكـأنه يحــدثنا نحــن فــي يومنــا هــذا إوالــى أن تقــوم الساعة ذلـك المثـل ماثـل أمامنـا كـأن ُيوضـع أمامنـا أطبـاق الطعـام ثـم ترف ع وتوضـع بعـدها أطبـاق
الفاكهه ثم يليها غيرها وهكذا وصفاً لحالة الرفاهية والتنعم الــتي يعيشــها النــاس وكـذلك الحــال فــي 9
الملبس يبدل الواحد منا ملبس الصباح غير ملبس المساء وه ى مـن افخـر الن ـواع أو حـتى مـن أقلها – إواذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلـة أخـرى وكسـوتم بيــوتكم ممــا تكســى بـه الكعبـة كيــف أنتم يومها قالوا يا رسول ال نحن يومها أحسن منا اليوم نؤتى المؤونة ونتفرغ لعباد ة ربنــا – كــان ذلك قولهم أيام رسول ال )صــلي الـ عليــه وسـلم( فـإنهم كـانوا فــي ضــيق مــن العيــش وشـد ة فـإذا كانت وتيسرت لهم تلك النعـم الـتي عـددها لهـم رس ول الـه فـإنهم ل يخرج ون للعمـل إنمـا يتفرغ ون لعباد ة ال عز وجل ورسول ال الذي علمه علم الغيوب الذي يعلم ما يحــدث فــي الرض إلــى يــوم القيامة قال لهم بل أنتم اليوم أحسن منكم في حينها . إن المؤمن بين مخافتين ما كان يدري مـا يصـنع بـه الـ فيمـا مـر مـن حيـاته أيقبـل منـه عملـه مـن صيام رمضان وقيام الليل أم أن الرياء محاه وأفسده كما نرى كثير من النــاس تهجــر المســاجد بعــد شهر رمضان ول تقوم الليل للصل ة وتلك دروس يجب أن نتعلم منها فهل كان ما يفعله المــرء فــي رمضان من أجل ال أم من أجل الناس أن ياره الناس ويقولوا عنه عابد قــائم بالليــل صــائم بالنهــار أم أنه كان يعمل تلك الصالحات إخلصاً ل وحده أل يعلم أن رب رمضان هو رب شـوال وغيــره مــن الشهور فإذا قصر إنسان في غير رمضان حاسـبه الـ عـز وج ل عـن تقصـيره مـا لـم يكـن لـه عـذر فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول المؤمن بين مخافتين بين أجل مضـى ل يـدري مـا الـ صانع فيه وأجل بقى ل يدري ما ال قاض فيه – أنت ل تدري ما يكون في حياتك فاحرص علــى أن تكون من أهل اليمان فإن القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيـف يشـاء – ثـم يقـول رس ول الـ إوان الدنيا ُخ لـقت لكم وأنتــم ُخلـقتـم للخـر ة والـذي نفســي بيـده مـا بعــد المــوت مـن مســتعتب -ليــس بعـد الموت عتاب إنما هو جزاء ما قدمت يــداك إنمــا هــو ميـزان لــه كفتــان كفــة بهــا الحســنات وكفــة بهــا السيئات فحاول أن تكون كفة الحسنات هى ال ثـقل والرجح – ثم يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وما بعد الدنيا من دار إل الجنة أو النار – ويقول قائل :
10
يا راغب اللـيل مسرو ارً بأوله كم أبادت ظروف الدهر من ملك
إن الحوادث قد يطرقن أسحا ارً كـان في دنياه يافـعاً جبا ارً
الحوادث قد تأتيك في السحر في آخر النوم بينما كنــت فــي نومـك أولـه مســرو ارً علــى فـراش وثيــر ومع زوجة جميلة وأنت في هذه الحالة وفي غاية ال نـسجام ل تدري أن الحـوادث قــد تــأتي بالســحر أي في آخر الليل فأين ذهب الملوك الذي كانوا غارقين في الملك والنعيم المقيم وأين الظلمة وأين الجبابر ة والطغا ة أخذتهم حوادث الدهر فما نفعهم سلطان ول جاه ول مــال ول كــل مــا تــزودوا بــه فــي حياتهم الدنيا ولم تشفع لهم وليس من مالك إل ثل ثـة ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت أما غير ذلك فأنت ذاهب وتـاركه للنــاس مــن وراءك يتنعمــون بــه وتحاســب أنــت عليــه ولـن تفلت من حسابه أبداً ولن تجد يومها ما ينفعك أو يشــفع لــك لنــك اشــتريت الـدنيا الــتي مهمــا طــال عمرك فيها فأنت مفارقها فعمر ما شئت فإنك ميت واحبب من شئت فإنــك مفــارقه واعمــل مــا شــئت فإنك مجازى به فإن تلك الكلمات إنما قالها جبريل لسيد الولين والخرين قالها لُم حـمــد رس ول الـ عليــه أفضــل الصــل ة والســلم قــال لــه يــا ُم حـمــد عــش مــا شــئت فإنــك ميــت واحبــب مــن شــئت فإنــك
مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجازى بـه فـإذا كـان ذلـك لرس ول الـ فمـا بالـك بمـن دونـه مـن البشـر فمهما طال العمر إوان وصل إلى عمر نـبي الـ نـوح فـإنه ميـت لن الـدار الخـر ة هـى الـدار البديـة الـتي ل نهايـة لهـا فـإن كـانت جنـة فهـى نعيـم مقيـم إوان كـانت جحيمـاً فإنمـا هـى بقـدر عملـك حـتى تخرج منها فإن كان من الكفر ة الفجر ة ومن أهل الشرك فإنه خالـداً فيهـا ل خـروج لـه منهـا فـإن الـ عز وجل يقــول
مناِء َ حَيناِة ال ّ دْنَينا َ ت خَتلَطَ بِس ِ مناءٍ َأنَزْلَنسسناُه ِ وا ْ سس َ مس َ ك َ ل اْل َ مَث َ ) َ فسسنا ْ ضِر ْ ن ال ّ ب لَُهم ّ ه نَبَسسنا ُ
ض َ ح َ واْلبَُنسنو َ كنا َ يٍء ّ و َ ن ه َ شي ً صبَ َ مْقَتس ِ ى ُ ه ِ ل َ دًرا .اْل َ ل َ حۗ َ منا تَْذُروُه ال ِرََّحينا ُ ن الّلس ُ فأَ ْ كس ِ ّ عَلس ٰ مسنا ُ اْل َْر ِ شس ْ حَيناِة ال ّ ل ِزَحيَن ُ خْيٌر ِ جبَسسنا َ م ُن َ وَحيَسْنو َ مًلَ . خْيسٌر أَ َ و َ نواًبنا َ ك ثَ َ عنَد َربِ ّ َ ت َ صنالِ َ دْنَينا ۖ َ ة اْل َ سس ِي ُّر اْل ِ ت ال ّ حنا ُ واْلَبناقَِينا ُ م َ فنا لّ َ م ُن َ منوَننا ضنوا َ شْرَننا ُ ص ًّ قْد ِ غناِدْر ِ و ُ ك َ ى َربِ ّ َ حًداَ . م أَ َ ح َ و َ ض َبناِرَزًة َ وتََر ى اْل َْر َ َ مْنُه ْ فل َ ْ ه ْ عِر ُ علَ ٰ جْئُت ُ ب َ َ ن ضس َ ج َ ل َز َ جِر ِ ع اْل ِ وُو ِ مْنو ِ ل لَ ُ خلَْقَننا ُ ميس َ عًداَ . ع َ ل َ و َ منا َ ك َ م ْ م أَّلن نّ ْ مُت ْ ع ْ مّرٍة ۚ بَ ْ ك ْ كم ّ م أَ ّ فَتسَر ى اْل ُ كَتسسنا ُ ل َٰ صسسنا َ وَحيَُقنوُلنو َ وَل َ ب َل َُحي َ هنا ص ِ كَتنا ِ هَذا اْل ِ منا ِ في ِ منا ِ ن ِ ح َ غيَرًة َ غناِدُر َ وَْحيلََتَننا َ ن ََحينا َ ه َ شِفِقي َ كِبيَرًة إِّل أَ ْ م ْ م ّ ُ 11
وَل َحيَ ْ حًدا. منا َ حنا ِ ع ِ ك أَ َ م َربّ َ ضًرا ۗ َ مُلنوا َ جُدوا َ و َ و َ ۚ َ ظِل ُ
( الكهف 49-45إنـه ل موع د ول لقـاء إوانـه
حق ووعد لهل اليمان يعملون ويهيئون أنفسهم له بأن ما أمرهم به ال ورسوله هو زادهــم الــذي يبلغهم جنة رب العالمين . مناِء َ حَيناِة ال ّ دْنَينا َ ض خَتلَطَ بِس ِ مناٍء َأنَزْلَنناُه ِ س َ م َ ك َ ل اْل َ منا َ ال عز وجل يقول )إِنّ َ فسسنا ْ ن ال ّ ه نَبَسسنا ُ مَث ُ ت اْل َْر ِ م َ خُر َ ى إِ َ ن أَ ْ قسسناِدُرو َ ن واْل َْن َ خَذ ِ منا َحيَْأ ُ ِ هُل َ ف َ ت َ هنا َ ذا أَ َ م َ س َ هنا أَنُّه ْ واّزَحيَّن ْ ض ُز ْ وظَ ّ م ّ حّت ٰ ت اْل َْر ُ عنا ُ ل الّننا ُ ك ُ َ َ َ َ َ هناًرا َ عْلَننا َ هنا أَتنا َ ك ُن َ سۚ َ صيًدا َ ت ج َ َ ل اْلَحيَسسنا ِ ف ِ ح ِ مُرَننا لَْيًل أْو نَ َ علَْي َ كسٰذلِ َ م تَْغ َ هنا َ ف َ ن ِبناْل َ ْ كأن لّ ْ هنا أ ْ صّ س ُ م ِ كسُرو َ م َحيََت َ لِ َ ن. ف ّ قْنو ٍ
( يــونس 24ذلــك اليــوم حيــن يظــن ال نـســان أنــه وصــل إلــى المنتهــى بعلمــه
إوامكانياته المادية المحدود ة وبما وصل إليه من سلح وتكبر في الرض وعمرها وزخرفهــا وزينهــا وظن أنه قادر عليها أي بيده مقاليد كل شيء وأن القدر ة أصبحت قدرته أتاهم أمر ال في أي وقت ل أو نها ارً فجعلها حصيداً كأن لم تكن بــالمس القريـب وذلــك المثــل نـراه بأعيننــا فــي أيامنــا هــذه لي ً نرى أقواماً قد علـت رايتهــم وتكــبروا فـي الرض واغــتروا بمـا لـديهم مـن عتـاد مــن حـاملت طـائرات وصـ واريخ عــابر ة للقــارات تحمــل الســلح النــووي والــذري وكـل منظومـة الســلح تلــك تــدار وتـوجه بال زـرار على بعد مسافات كبير ة حتى ل تدخل في معــارك وتخســر أرواح فظنـوا أنهــم قــادرون علــى كــل شــيء ونسـوا قــدر ة الـ عــز وج ل عليهــم الــذي أمــدهم بكــل ذلــك فتنــة لهــم ولغيره م وظنـوا أنهــم الساد ة ومـا سـواهم مـن البشـر هـم العبيـد ولعـل الـ عـز وج ل بــإرادته وقـدرته أن يرينـا فيهــم بأسـه ونحن نعلم أنه إمتحاناً لنا كذلك فإنهم ما أعــدوا تلــك العــد ة لحقاقـاً لحــق ول دفاعـاً عــن مظلــوم ول رداً لظالم إنما أعـدوا ذلــك للتهديــد والبطــش والعــدوان وغ ايتهم فــي النهايــة هــى القضــاء علــى ديــن السلم وضرب الدين في كل مكان بــه أهــل للســلم غــايتهم دولـة ُم حـمــد )صــلي الـ عليــه وسـلم(
الذي قال إذا تبايعتم بالربا ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقــر أنــزل الـ عليكــم ذًل ل يرفعــه عنكــم حتى تراجعوا دينكم " معنـى هـذا الكلم أن ال نـسـان إذا آثـر الـدنيا وكـانت هـى غـايته فبـاع واشـترى وتعامــل بالرب ا وكـان همــه الــزرع والحــرث وتربيــة البقــر وال نـعــام فقــد ألهتــه الــدنيا عــن الخ ـر ة لن 12
الغرض أن تكون الخر ة هى الغاية وكل ما في الدنيا إنما هو وسيلة لتحقيق تلــك الغايــة فإنمــا هــى مزرعة للخر ة التي يحصد فيها نتيجة عمله في الدنيا كما يقول القائل :
الغزو للدين والســلم مستـعر هل من خالد في ربوع العرب نبصره دنياهم وضـعوها تحت أرجلــهم باعوا النفوس لرب العرش واستبقوا
أيـن الجــهاد ترانا قـد تركـناه هل من طارق في ربوع الغرب نلقاه والــكل قــال إن ال مـــوله إلى الجهاد فكـان النـصر والجــاه
ولقــد قــال ال ـ عــز وجـل فــي كتــابه العزيــز
م َ قسنابَِرَ . م الّت َ ف سسْنو َ هنا ُ )أَْل َ كّل َ م اْل َ كسناُثُرَ . حّتس ٰ ى ُزْرُتس ُ ك ُ
مسسنو َ منو َ منو َ نَ . م َ هسسنا ن .لََتسَرُو ّ سْنو َ ج ِ ن ِ م لََتَرُونّ َ حيس َ ن اْل َ عْلس َ كّل َ مُ .ثس ّ نُ .ث ّ كّل لَْنو تَْعلَ ُ ف تَْعلَ ُ تَْعلَ ُ م اْليَِقيس ِ
ن الّنِعيِم ( .التكاثر نعيم الدنيا الــذي ســوف ُنســئل عنــه عــن ذ َ َ مِئ ٍ ن َحيَْنو َ عْي َ م لَُت ْ سَأُل ّ نُ .ث ّ ع ِ ن اْليَِقي ِ عبد ال بن عباس قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ما فوق ال زـار وظل حائط وكس ـر ة الخبز ُيسئل عنه بن آدم يــوم القيامـة " مـا فــوق اليصــال أي مــا يسـتر العـور ة وظـل حـائط تسـتظل
تحتــه إواذا كــان هنــاك كسـر ة خــبز فــإن ذلــك هــو الحــد الدنــى ومـا بعــدها ســوف ُتحاســب عليــه لن ال نـسان إذا مات شـيعه ثلثــة مـاله وأهلـه وعملـه حـتى ينـزل القـبر فيعـود مـاله وأهلـه ويبقــى معـه عمله فليحاول ال نـسان أن يكون عمله صــالحاً فــي الـدنيا حــتى يكــون زاده إلــى الـدار الخـر ة بينمــا الدنيا هى دار الغرور فلو نظر إنسان إلى ما يملك أخيه من مال فليعلم أن ال عز وجل جعله فتنة لصاحب المال وفتنة لمن ينظر إليه فقد يقول الذي ل يملك المال لو أن لي هــذا المــال ل نـفقتــه فــي شراء ما طاب من الطعام والشراب والملبس والسيارات الفارهه وغيرها من ملذات الدنيا فهو اختبار له أيضاً حتى إوان كان ل يملكه بينما قد يقول آخر لو أن لي هذا المال ل نـفقته في سبيل ال ـ وفـي 13
بنـاء المســاجد إواعماره ا وفـي الصــدقات ومسـاعد ة النـاس وقضــاء حـوائجهم فكــل يأخــذ علــى نيتـه حتى إوان كان ل يملك ذلك المال فإنه يوم القيامة يجد هذه النية جزاؤها وكأنه أنفق المال فيما قــال . إن دين السلم ل يحارب الدنيا ول يحرم زينتها ولكن يطلب مــن النــاس أن يأخــذوا منهــا علــى قــدر مــا يكفيهــم فيهــا وأن يتعامــل مــع الــدنيا علــى قــدرها وأن يـوازن بيــن دنيــاه وآخرت ه فــإن رس ول الـ )صلي ال عليه وسلم( يقـول ليـس خيرك م مـن تـرك الـدنيا للخـر ة ول مـن تـرك الخـر ة للـدنيا ولكـن خيركم من أخذ من هذه وهذه " لن السراف في طلب الدنيا قد يميل بــالقلب إلــى مــا يفســده وكـذلك السراف في الزهد في الدنيا قد يؤدي بال نـســان إلــى الغــرور بالعبــاد ة أو إلــى هل كـ نفســه مــن أجــل ذلك أمرنا رسول ال أن نوازن بينهما ,إوان ال عز وجل أنزل في كتابه ذلك الدعاء فقال
مْنُهم و ِ ) َ
سسَن ً سَن ً ف ي ال ّ ب الّنسسناِر ( .البقـــر ة 201 وقَِنسسنا َ ف ي اْل ِ و ِ ل َربَّننا آتَِننا ِ عسَذا َ ة َ ح َ خَرِة َ ة َ ح َ دْنَينا َ ّ من َحيَُقنو ُ
وكذلك يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( مــن تـرك الـدنيا للخـر ة فقــد أضـر بالــدنيا ومـن تــرك الخر ة للدنيا فقد أضر بالخر ة " كما قيل اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لخرت ك كأنــك تمــوت ل يكـون فـي نيتـه غـداً فيجـب علـى المسـلم أن يكـون عنـده ميـزان بينهمـا فـإذا عمـل فـي الـدنيا عم ً ووجدانه وعقله أن هذا العمل من أجل الخر ة لن رسول ال يقول من أراد الدنيا فــرق الـ عليــه شمله وجعل فقره بيـن عينيـه ولـم يــأته مـن الـدنيا إل مـا قـدر الـ لــه ومـن أراد الخـر ة جمـع الـ لـه شــمله وجعــل غنــاه فــي قلبــه وأتتــه الــدنيا راغمــة ,وال ـ عــز وجـل يقــول
جلَ َ كنا َ من َ ة ن َُحيِرَحيُد اْل َ عنا ِ ) ّ
صسَل َ د ج َ َ منو ً ن أََرا َ ه ِ ج َ في َ و َ حنوًراَ . هنا َ هّنس َ ه َ م َ شناُء لِ َ منا نَ َ هنا َ عْلَننا لَس ُ جْلَننا لَ ُ مس ْ م َحيَ ْ منا ّ من ن ِّرَحيُد ُث ّ ع ّ مسْد ُ مسْذ ُ د َٰ ن َ مس ّ كسسنا َ ك َ ؤَلِء و ُ سس َ هس ُ كًّل ن ّ ِ كنوًراُ . شس ُ مسْؤ ِ اْل ِ سسْعيَ َ ى لَ َ ن َ فُأوٰلَِئس َ هس َ هنا َ هسسنا َ و َ خَرَة َ م ْ سسْعُيُهم ّ ع ٰ م ٌ نو ُ و َٰ ع َ ع َ كنا َ منا َ ظنوًرا. ح ُ ن َ ن َ ه ُ ؤَلِء ِ ك َ طناُء َربِ ّ َ و َ كۚ َ طناِء َربِ ّ َ َ م ْ م ْ
14
( السراء 20-18
العــــباد ة يقول ال عز وجل
منا ُأِرَحيُد َأن منا ُأِرَحيُد ِ س إِّل لِيَْعُبُدو ِ و َ ق َ نَ . وا ْ ِلن َ ن َ منا َ و َ ) َ ت اْل ِ ج ّ مْنُهم ِ ّ خلَْق ُ من ِرّْز ٍ
َُحي ْ ن. ه ُ ن .إ ِ ّ ن اللّ َ نو الّرّزا ُ منو ِ ط ِ نوِة اْل َ ه َ ق ُذو اْلُق ّ مِتي ُ ع ُ
( الزاريــات 58-56إن هـــذه اليـــة تـــوحي أن
ال عز وجل خلق الخلق لكي يعبـدوه ولكـن معناهـا كمـا جـاء فــي قـول عبــد الـ بــن عبـاس أنـه خلق الخلق لكي يقروا لــه بالعبــاد ة وال لـوهيــة فــإن عبــاد ة الخلــق لـ ل تزيـد فــي ملكــه شــيئاً وكـذلك جحود الخلق ل ينقص من ملكه شـيئاً فـإن الـ عـز وج ل هـو الـرزاق ذو القـو ة المـتين ,وج اء فـي الحــديث القدســي عــن أبــي هريـ ر ة قــال قــال رس ول ال ـ يقــول ال ـ عــز وجـل يــا بــن آدم تفــرغ ل ول أسد فقــرك كــان ذلــك جـ ازًء لعبادتي أمل صدرك غنى وأسد فقرك إوان لم تفعل ملت صدرك شغ ً وفاقاً " وفـي حــديث قدســي آخــر يقــول الـ عــز وج ل يــا بــن آدم خلقتــك لعبـادتي فل تلعــب وتكفلــت برزقك فل تتعب فاطلبني تجدني فإن وجدتني وجدت كل شيء إوان فتك فاتك كــل شــيء " والـ عــز وجل يقــول فــي كتــابه العزيــز
ة َربِ ّسس ي إِ ً شسيَ َ كنو َ ة سس ْ م ِ مِل ُ م َ م َ ح َ خَزائِ َ ن َ خ ْ كُت ْ ذا ّل َ ْ ن َر ْ م تَ ْ )ُقل لّْنو َأنُت ْ
كنا َ ا ْ ِلن َ و َ سناُن َقُتنوًرا ( .السراء 100وكذلك يقول الــ عــز وجــل ن ا ْ ِلن َ قۚ َ فنا ِ ه إِّل بِ َ م. ِ و َ ه َ عنَدَننا َ منا ُنَن ِزُّل ُ خَزائُِن ُ قَدٍر ّ مْعُلنو ٍ
يٍء إِّل من َ ) َ وِإن ِ ّ ش ْ
( الحجــر 21الـ عــز وجـل يملــك الخزائــن كلهــا يملــك
القوات كلها فهو صاحب الملك والملكوت وكذلك يقـــول
م اْلُف َ هۖ ق سَراُء إِلَسسى اللّس ِ )ََحينا أََحيّ َ س َأنُت ُ هنا الّننا ُ
منا ٰ َ نو اْل َ عِزَحي سٍز. ه بِ َ ك َ ت بِ َ ه ُ علَسسى اللّ س ِ ج ِ وَحيَْأ ِ هْب ُ شْأ َُحيْذ ِ ح ِ دَحي ٍ ذل ِ َ و َ دَ . ق َ م َ ميُدِ .إن َحيَ َ ي اْل َ ه َ َ واللّ ُ ك ْ غِن ّ خْل ٍ 15
(
فاطر 17 – 15ال عز وجل غني عن كـل الخلـق وع ن عبـادتهم فهـو غنــي عـن وليـة الوليــاء وعن طهار ة الرسل وال نـبياء والكل إنما تخضع رؤوسهم وأعناقهم لجبروت ال الواحــد القهــار فــإنه لــه كــل الصــفات فقــد قــال فــي حـديث قدســي يــا عبــاد إنــي حرم ت الظلــم علــى نفســي وجعلتــه بينكــم محرماً فل تظالموا ول يظلم بعضكم بعضاً يا عبـاد كلكــم ضــال إل مــن هــديته فاســتهدوني أهــدكم يــا عبـــاد كلكـــم جـــائع إل مـــن أطعمتـــه فاســـتطعموني أطعمكـــم يـــا عبـــاد كلكـــم عـــار إل مـــن كســـيته فاستكسوني أكسكم يا عباد إنكم لن تملكوا ضري فتضروني ول تملكوا نفعــي فتنفعــوني يــا عبــاد لــو أن أولكم وآخركم إوانسكم وجنكم كانوا على قلب أتقى رجل منكم ما زاد ذلك في ملكــي شــيئاً يــا عبــاد لو أن أولكم وآخركم إوانسكم وجنكم كانوا على قلب أفجر رجل منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً يــا عبــاد لــو أن أولكــم وآخرك م إوانســكم وجنكــم قــاموا فــي صــعيد واحــد فســألني كــل واحــد منهــم مســألة فأعطيت كل سائل مســألته مــا نقــص ذلـك فــي ملكــي إل كمـا ينقــص المخيــط إذا وضـع فــي البحــر " كان ذلك الحديث ينهى عن الظلم بين الناس فإذا كان المر كذلك إواذا كان ال عز وج ل غنــي عــن عبـاد ة العابــدين وكـذلك ل يضــره فجــر الفجـر ة لمـاذا كـانت العبــاد ة ولمــاذا أمرن ا الـ بهــا ؟ إن فائــد ة العباد ة تعود على العابد نفسه وحده ول تعود على المعبــود فقــد شــرع العبــاد ة وأمــر بهــا لكــي يكــون الخيــر لل نـســان فــإن ال ـ أمــر بالوضـوء قبــل الصــل ة فــإذا توضـأ المصــلي فقــد تطهــر مــن الدران والوسـاخ مــن جســده فمــن المســتفيد مــن هــذه الطهــار ة إنــه بل شــك الــذي أدي الفعــل تعــود عليــه الفائد ة كلها ول تعود على ال في شيء وكما هــو هـذا المثــل فـإن كـل العبــادات الــتي يــأمر بهــا الـ عز وجل إنما هى في صالح وخير العباد ورس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( يقــدم الوضـوء فــي هذا القول يقول إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل يصلح ال بها عمله كله ذلك القول قيل فــي الوضوء إنه خصلة صالحة ال عز وجل يصلح بها العمل كله ثم يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ووضوءه لصل تـه يغفر ال بها ذنــوبه وتبقــى صــل تـه لــه نافلــة " وكـذلك هــو المــر عنــدما ينهى ال عز وجل عباده عن ارتكاب المعاصي والذنوب والثام فإنهــا كلهــا فــي النهايــة تــؤدي إلــى 16
الضرر المباشـر سـواًء فـي الجسـد أو فـي المـال أو فـي الهـل والولـد أو حـتى إوان كـان ضـرر غيـر مباشر فسوف يلقى عقابه في الخر ة إذن النهي عن المعصية هــو أيضـاً فــي صــالح ولخيــر العبــاد ول ينال ال منه شيئاً والمثلة كــثير ة فــإن الـ عــز وج ل لـم يحــرم علــى النــاس شــيئاً إل لضــرر هــذا الشيء بهم أو بغيرهم . وديــن الســلم بكــل مــا فيــه مــن عبــادات وأحكــام وغيره ا لخصــه المصــطفى عليــه أفضــل الصــل ة والسلم فقال " إنما ُبعثت ل تـمم مكارم الخل قـ " فإن الذي صام رمضان وقـام كــل ليــاليه فهــل فعــل في ال نـسان ذلك الصيام والقيام ما أراده ال منه بـأن كـان حسـن الخلـق فـإن لـم يكـن كـذلك فمـا لـه
ي منا ُأو ِ ل َ مــن صــيامه وقيــامه إل الجــوع والعطــش والســهر والتعــب لن ال ـ عــز وجـل يقــول )اْت ُ ح َ ن اْل َ من َ ه أَْكبَسُر ۗ ى َ صَلَة ۖ إِ ّ ذْكُر اللّس ِ ول َ س ِ كَتنا ِ ن اْل ِ ك ِ صَلَة تَْن َ ك سِر ۗ َ شسسناِء َ ح َ ب َ م َ إِلَْي َ ف ْ ن ال ّ م ال ّ وأَقِ ِ ه ٰ واْل ُ عس ِ عنو َ ن. صَن ُ م َ َ واللّ ُ منا تَ ْ ه َحيَْعلَ ُ
( العنكبــوت 45فهــل صــيام وقيــام شــهر رمضــان نهــاك عــن الفحشــاء
والمنكر وكذلك قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( من لـم تنهــاه صــل تـه عـن الفحشـاء والمنكـر لم يزدد من ال إل بعداً – هو لبى وأقام الصل ة ولكن تلك الصل ة لم تنهاه عن المنكرات من العمــل فهى لم تؤدي إراد ة ال عز وجل منها فقد أبعدته عن ال وكذلك هو الحال فـي الصـيام هـل فعـل مـا أراده ال به هل كان الصائم من المتقين أو العكس فإن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( يقـول رب صــائم ليــس لــه مــن صــيامه إل الجــوع والعطــش " أي إنــه صــام ولـم يخــرج مــن صــيامه بــأي حسنات بل كل ما حصل عليه هــو الجـوع والعطـش لن الصـيام لـم يفعــل فيـه فعلـه الـذي أراده الـ عز وجل ,ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول من صام رمضان وع رف حــدوده وتحفــظ ممــا ينبغي أن يتحفظ منه كفر ما قبلــه " أي أن التكفيــر كــان لــه شــرط أن تحفــظ الحــدود الــتي أُمـرت ان تحفظها ول تتعداها وقد علمها صحابة رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( وجمعهـا جـابر فــي كلمات قال إن صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب وعن ال ثـم ودع أذى الناس وليكــن عليك وقار ولتكن عليك سكينة ول تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء . 17
هل فعل الصيام فعله في الناس وخرجوا مـن رمضـان وه م علـى خلـق كري م أم ل زـالـوا علـى الفحـش من القول والعمل وكان لنا القدو ة والمثل في ذلك رسول ال )صلي الـ عليـه وسـلم( الـذي لـم يكـن فاحشـاً ول متفحشـاً ول بــذيئاً ,وقـد ُذكــرت امـرأ ة لرس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( كـانت كــثير ة الصــل ة والصــيام والصــدقة ولكنهــا كــانت تــؤذي جيرانهــا باللســان فقــط لــم تكــن تــؤذيهم بالســرقة أو بالضرب أو غيره فقط باللسان والقول فما هى مكانتها قال رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( إنهــا فــي النــار مــا نفعهــا كــثر ة صــل ة ول صــيام ول صــدقات ل نـهــا كـانت تــؤذي النــاس بأقــل اليــذاء وه و اللســان ثــم ســألوه عــن امـرأ ة ثانيــة كــانت قليلــة الصــيام والقيــام والصــدقة ولكنهــا كــانت تعــرف حــق جيرانها فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( هى في الجنة ,وفي حديث لرسول ال )صلي الـ عليه وسلم( يقول فيه ثل ثـة من كن فيه كان منافقاً إوان صام وقـام وح ج واعتمــر وزع م انــه مســلم إذا حدث كذب إواذا وعد أخلف إواذا أأتمن خان " أي أنها تفسد في دينك وتؤثر فيه فيجب على كــل مسلم أن يتحلى بالخلق الحسن حتى يكون من الذين عبدوا ال كما أراد ال عز وجل أن يعبدوه . إن الصدقة والزكا ة جعلها ال عز وجل لتطهير ال نـسان وكذلك كانت رحمة بين الناس فإن ال عز وجل يقول
ق ً صَد َ سس َ ن م ۖ إِ ّ ل َ هُر ُ وُتَز ِّ خْذ ِ هم بِ َ ك َ صسَلتَ َ ن َ و َ هسسنا َ م َ م َ م َ هس ْ ه ْ ه ْ ن أَ ْ م ْ ة ُتطَ ِّ صس ِ ّ ك ٌ ) ُ علَْي ِ كي ِ نوالِ ِ
م. ع َ مي ٌ س ِ ه َ مۗ َ واللّ ُ لُّه ْ عِلي ٌ
( التوبة 103فقد أراد ال عز وجل من الصدقة أن يكون المسلم كريم
الخلق ورحيماً بالناس فإن أبو ذر قال قال رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( علــى كــل مســلم في كل يوم تطلع فيه الشمس صــدقة – بينمــا أصــحاب رس ول الـ فقـراء فكيــف لهــم أن يقــدموا كــل يوم صدقة وليس لهم أموال فقال رسول ال إن من أبواب الصدقة التكبير والتهليل والتسبيح وذكــر ال عز وجل إنما ييسر المور كلها – ثم قال وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر إواماطة الذى عـن الطريق صدقة وأن تهــدي العمــى وتُسـمع الصــم والبكــم حــتى يفقــه وتـدل المســتدل علــى حـاجته وتسعى بشد ة ساقيك إلى المسـتغيث اللهفـان وترف ع بشـد ة سـاعديك مـع الضـعيف " إذا حـرص كـل مسلم أن ينهل من كل تلك الصدقات فإنها جميعها تؤدي إلى مكارم الخل قـ التي هى دين السلم 18
وتعمل على أشاعة السلم والود بين أفراد المجتمع وتقوي الواصر فيه فيكون مجتمعاً متحاباً فـي ال من سماته التعاون والصلح ومجتمع كهذا لـن يخـذله الـ أبـداً إنمــا يبـارك الـ فيــه ويقــدر لــه الخير فكانت كذلك العباد ة هنا نفعهــا وُج لـ مقصــدها أن تعــود بالفائــد ة علــى الفــرد والمجتمــع كلــه ,
كما أن الصل في الزكا ة أنها عباد ة شرعها ال عز وج ل وه و غنـي عنهـا ول تزيـد فــي ملكــه شــيئاً إنما المستفيد منها هم الفقراء والمساكين الذين يأخذونها والمسـتحقون لهـا فـإن الصـدقة تقـع فـي
يد ال فبل أن تقع في يد السائل لذلك جعلها ال عز وجل طهــو ارً للنفــس حــتى يكــون المســلم علــى خلق قويم في ذلك المجتمع الذي يعيش فيه ,وقد جاء في الحديث القدسي أن ال عز وجل يقــول أتقبل العباد ة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل بها على خلقــي ولـم يبــت مصـ ارً علــى معصــيتي ورحم الرملة والمسكين وبن السبيل _ فإذا كانت العباد ة تؤدي إلـى تلـك الثمـرات والصــفات وه ذه الخل قـ فإن ال عز وجل يقول في حق العابد _ فذلك مثله كنور الشمس أكله بعزتي وأستحفظه مل ئـكتي وأجعل له في الظلمة نو ارً وفي الجهالة حلماً ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة " يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ما من شيء أثقل في الميزان مــن حســن الخلــق " إذا كــان المسلم حسن الخلق فقد فعلت به العباد ة ما أراده ال عز وجل منها وقد قال رسول ال )صــلي ال ـ عليه وسلم( في حديث له أن حسن الخلق يذيب الخطايـا كمـا يــذيب المـاء الثلـج إوان سـوء الخلــق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل " ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال لصحابه معلم ـاً ولنــا من بعدهم قال أتدرون مـن المفلـس قـالوا المفلـس مـن ل دره م ول دينـار لـه قـال إنمـا المفلـس مـن ياتي يوم القيامة بكثير من صيام وصل ة وحج وصدقة وقـد ظلــم هــذا وضـرب هــذا وشـتم هــذا وأكــل مال هذا وهتك عرض هذا فيؤخذ مــن حسـناته ويعطــى لهــذا وه ذا حــتى إذا نفــدت حسـناته أُخـذ مــن سيئاتهم ووضعت عليـه ثـم يطـرح فـي النـار " هـو عمـل مـن الحسـنات الكـثير فـي الـدنيا إوان كـانت بحجم الجبال إل أنهــا أكلتهــا المظــالم الــتي ظلــم بهــا النــاس والفعــال الفاحشــة الــتي فعلهــا بالنــاس والخلق السيء الذي تعامل به مع الناس . 19
إن دين السلم أمر بعباد ة الرحمن وهذه العباد ة ما كــانت إل لكــي تصــلح أحـوال العبــاد فيمــا بينهــم حتى يصلح حال المة كلها ,كما أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قـال مـن كـان يـؤمن بـال واليوم الخر فليقل خي ارً أو ليصمت " فكان هذا من أهل اليمان والتقوى الذين يقول ال عز وجـل بأنهم من أصحاب الجنة وهـ م الفـــائزون فقـــال
هنا ة َ من ّربِ ّ ُ سناِر ُ جّنس ٍ ضس َ و َ م َ ى َ و َ ) َ ك ْ عْر ُ مْغِفَرٍة ِ ّ عنوا إِلَ ٰ
غْي سظَ ن َُحينِفُقنو َ ن اْل َ واْل َ ظ ِ كسسنا ِ ن ِ ن .الّ ِ ض ُأ ِ وال ّ ع ّ مي َ ضّراِء َ سّراِء َ ذَحي َ مّتِقي َ ت َ منا َ س َ د ْ ف ي ال ّ ال ّ ت لِْل ُ واْل َْر ُ وا ُ ح ّ ن ( .آل عمران 134 – 133 ن َ واْل َ ح ِ ه َُحي ِ عنا ِ سِني َ سۗ َ في َ َ واللّ ُ م ْ ب اْل ُ ن الّننا ِ ع ِ
الــــظلم يقول لقمان الحكيم وهو ينصح ولده يا بني إذا أقبلت على جماعة فارمهم بسهم السلم ثم اجلس ل علموك إوان تكن عالماً إزدت فإذا سمعتهم خاضوا في ذكر ال فأورد بسهمك معهم فإن تكن جاه ً علماً إوان تنزل عليهم من الـ رحمـة تصـبك إواذا وج دتهم ل يخوضـ وا فـي ذكـر الـ فـأعرض عنهـم
20
ل إوان كنــت عالمـاً لــم ينفعــوك إوان ينــزل عليهــم مــن الســماء ســخط ل إزدت جه ً فإنــك إن كنــت جــاه ً يصبك . وقد قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يا أبا ذر لن تغدوا فتتعلم آية من كتاب ال خير لك من أن تصلي مائة ركعة ,يا أبا ذر لن تغدو فتتعلم باباً من أبواب العلم عمــل بــه أو لـم يعمــل بــه كــان خير لك من أن تصلي ألف ركعة فإن الصل ة بغير علم إنما هو عمل بغير فقه . وعبد ال بن عباس يقول فقيه واحد أشد على الشيطان من ألــف عابــد " فكيــف يكــون ال نـســان فقيهاً وكيف يكون عالماً إنما قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إنما العلم بالتعلم إوانمــا الحلــم بالتحلم " وما ولد ال نـسان عالماً إنمــا أخرجنــا الـ مــن بطــون أمهاتنــا ل نعلــم شــيئاً ثــم زودنــا الـ بالوسائل التي نحصل بها العلم فإننا نتعلم من خل لـ السمع والبصر والفكر . ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول ل قدس ال أمة ل ُيقضى فيها بالحق ول يأخذ الضــعيف حقه من القوي غير متعتع " لذلك كان الظلم محرماً في دين السلم .
وأمير المؤمنين عمر الذي كان يحكم أقوى دولة في العالم فـي زم انه دولـة نمـت واتسـعت حـتى وصلت إلى حدود روسيا والصين تلــك الدولـة إنمــا كـان فيهــا حكامـاً وأمـ ارًء معينيــن مــن قبلــه علــى الناس وكان يجمع هؤلء المراء في كل موسم مــن مواســم الحــج ويقــف أمــامهم فــي عرف ات وأمــام كل الناس يقول أيها الناس إني لم أبعث عمالي هؤلء عليكم ليضربوا أبشاركم أو يســبوا أعراضــكم أو يأخذوا أموالكم – لم يبعثهم عتا ة جبارين ظالمين ول ليأكلوا أموال الناس بالجباية وغيرها فلماذا بعثهم – إنما بعثتهم ليعدلوا بينكم وليقسموا بينكم فيئكم فمن ُفعل فيه غير ذلك فليقم – الذي عنده مظلمة من أحد الول ة فليقولها الن على المل -فوقف رجل وقال يــا أميــر المــؤمنين عاملــك فل نـ ضربني سوطاً ظلماً فيقول له بعد أن يتأكد من مظلمته أضربه كما ضربك فيقف عمرو بن العاص ويقول يا أمير المؤمنين كيف نحكم الناس إذا ضربناهم ضربونا قال اسكت يا عمــرو فـوال لقــد 21
استقاض رسول ال )صلي ال عليه وسلم( من نفسه – أعلن لهم أنه مــا جــاء بــذلك القــانون مــن عنده إنما الذي أقره وأمر به هو رسول ال )صلي ال عليه وسلم( المشرع الول لهذا الدين – ثــم يقول خرج قبل وفاته ثل ثـة أيام على الناس وهو يقول أيهــا النــاس مــن كنــت جلــدت لــه ظهـ ارً فهــذا ظهري فليستقض منه ومن كنت سببت لــه عرض اً فهــذا عرض ي فليســتقض منــه ومـن كنــت أخــذت منه ماًل فهذا مالي فليستقض منه " وأم المؤمنين عائشة رضي الـ عنهـا تقــول مــا ضـرب رس ول ال )صلي ال عليه وسلم( بيده شيئاً قط مــا ضــرب خادمـاً ول امـرأ ة ول صــبياً وقـد أخطــأت خادمــة لرسول ال فقال لها لـول يــوم القيامـة لوجعتــك ضــرباً بهــذا السـواك " وذلـك رس ول الـ )صــلي الـ عليه وسلم( يخاف من يوم الحساب وهى خادمة وقد أخطأت ولول خوفه من حساب الـ عـز وج ل لضربها بماذا بعود من سواك في يده وهل يؤلم عود السواك ل وال ولكنه قول رسول الـ الــذي مــا سب إنساناً قط ومـا ضـرب أحـداً ومـا أكـل مـال أحـد أبـداً فهـو الميـن المـؤتمن ومـا كـان فاحشـاً ول متفحشاً ول بذيئاً كما قالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها بل كان عــف اللســان يعــط كــل ذي حق حقه فقد قال في يوم من اليام يا أيها الناس إنه ل يحل لي من أموالكم ول هذه الوبر ة . وعبد ال بن عمــر يقــول ســمعت رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( وه و يطــوف حــول الــبيت ويقول وكأنه يكلمه يقول للكعبة ما أطيبك وما أطيب ريحك ومـا أعظمـك ومـا أعظـم حرمتـك والـذي نفسي بيده للمؤمن أعظم حرمة عند ال عز وجل منك دمه وماله وعرضه " كــانت تلــك هــى مكانــة المــؤمن عنــد الـ عــز وجـل وتلــك هــى كرامتــه فهــو مصــون بــأمر الـ عــز وجـل محفــوظ فــي مــاله وعرضه ودمه ل ُيظلم فيها إوان ظلم في أي منها فإن الذي يقتـص منــه هــو الـ عــز وج ل ورس وله
إوان من يظلمه فقد وقع في أمر عظيم وكان من الظالمين فإن رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( يقول من قال في مؤمن ما ليس فيــه أسـكنه الـ عــز وج ل ردغــة الخبــال وليــس بخـارج منهــا حــتى يأتي بنفاد ما قال " وعن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت أن رسول ال )صــلي الـ عليــه وسلم( في يوم من اليام قال لصحابه أتدرون ما أربى الربا قــالوا أكــل أمـوال النــاس بالباطــل فقــال 22
إن اربى الربا أن تستطيل في عرض أخيك بغيـر حـق " فويـل لمـن يخـوض فـي أعـراض النـاس بمـا ليس فيهم فإن الذنب عظيم والعقاب أعظم يسكنهم ال في جهنم ,ثم كان المر الثاني المــال فــإن أكل أموال الناس من أشد المحرمات فمن فعله فله عذاب شديد حتى إوان كــان مــن الشــهداء الــذين لهم منزلة عظيمة عند ال وهم أحياء عنــد ربهــم يرزق ون لن رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( قال القتل في سبيل ال يكفر الذنوب جميعاً إل المانة فإنها معلقة يؤتى بالرجل إوان ُقتل في ســبيل الـ فُيقــال لــه أد أمانتــك فيقــول كيــف يــا رب وقـد ذهبــت الــدنيا فيقــول رس ول الـ )صــلي الـ عليــه
وسلم( فتتمثل له المانة كهيئتها يوم قبضها في قاع جهنم فيهوى ليلتقطها ويضــعها علــى عــاتقه حتى إذا ظن انـه نجـا هـوت منـه فـي قـاع جهنـم فهـو كـذلك أبـد البـدين " ذلـك تصـوير فيـه مبالغـة شديد ة إوان كانت كـذلك فـإن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( يعنـي التشـديد فيهـا حـتى يخشـى الناس الظلم ويتجنبوا أكل أموال الناس بالباطل ول يفرطوا في المانة مهما كانت ل نـها خطير ة جداً وتكثر في أعمال البيع والشراء بين الناس دون أن يدروا إنها أكل لموال النــاس بالباطــل فقــد يزيـد البائع في ثمن السلعة ويقول لقد رضي المشتري بهذا السعر فهو عن تراض فإنه يخدع نفسه وقد ظلم المشتري ولننظر إلى ميمون بن مهران قال قال رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( الــبيع عن تراض والخيار بعد الصفقة ول يحل لمسلم أن يضر مسلماً " وتلك قاعد ة تجاري ة سـنها رس ول ال )صلي ال عليه وسلم( الذي جاء بدين يحرم الظلم بكل أنواعه ,وعن عبــد الـ بــن أبــي أوفـى قــال عــرض رج ل ســلعة فــي الســوق ثــم حلــف أنــه ُأعطــي فيهــا مــا لــم ُيعطــى ليوقـع رج ل مــن
المسلمين – ذلك البائع عرض سلعة لــه فجـاء مشــتري فقـال لــه والـ لقـد جـاءني فـي هــذه السـلعة مائتا جنيهاً وأنا لم أرض ببيعها بينما لم يأته أحد بهذا السعر وذلك حتى يزيده المشتري ويقول أنا أدفع لك فيها مائتان وخمسين فإنه يكـون قـد خـدعه ول يقـول إن المشـتري كـان راض بهـذا السـعر وهو الذي عرضه بينما السلعة لم تساوى هذا المال – قال عبد ال بن أوفى فنزل قــول الـ عــز وجل
مًننا َ شَتُرو َ خَل َ وَل ن بِ َ )إ ِ ّ م فِسس ي اْل ِ د اللّ ِ عْه ِ ن ال ّ ِ خسَرِة َ ك َل َ قِليًل ُأوٰلَِئ َ م ثَ َ وأََْحي َ ه َ ذَحي َ ق لَُهس ْ ه ْ ن َحيَ ْ منانِ ِ 23
َُحي َ م. م َ وَل ََحين ُ وَل َُحيَز ِّ مس ِ م َ ة َ م اْلِقَينا َ م َحيَسْنو َ ه َ م اللّ ُ ولَُهس ْ هس ْ هس ْ ب أَِليس ٌ عسَذا ٌ مُه ُ كلِ ّ ُ كي ِ ظُر إِلَْي ِ
( آل عم ـران 77
ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول من أخذ مال أخية بيمينه حرم ال عليه الجنة وأوجب له النار قالوا يا رسول ولو كان شيئاً يسي ارً – يسألون هــل هــذا الــذي حــرم الـ عليــه الجنــة الــذي أكــل أمواًل كثير ة بالمليارات من البنوك ثم يهرب بهــا إلــى خــارج البلد أم مــن أصــحاب أعمــال يحتكــرون السلع المهمة ثم يزيدوا في أسعارها إلى عشر ة أضعاف حتى يكسبون ما ل يخطر على بــال أحــد – قال رسول ال ولو كان عوداً من أراك " وتلك هى المصيبة التي يقع فيها كثير من الناس يقول إن ما أخذته من فل نـ هو مبلغ زهيد بسيط لن يضره أو يؤثر فيه إل أن ذلـك يعــد اغتصــاباً لهــذا المـال وظلماً لصـاحب هـذا المـال والـ عـز وج ل سـوف يحاسـبه عليـه كمـا يحاسـب مـن اغتصـب أو أكـل أمواًل بالمليارات ,وكذلك يقول رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( مــن ضــرب ســوطاً ظلمـاً اقتــص منه يوم القيامة " وجاء رجل إلى رسول ال وقال عندي خادم يسيء ويظلم وأنا أضربه على ذلــك فأين أنا يوم القيامة فقال له رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إن كــان ضــربك لــه أكــثر مــن ظلمــه وسوءه فله وعليك إوان كان ظلمه وسوءه أكثر من ضربك فلك وعليه فانطلق الرجل وهو يصرخ يا ويلي ل نـه كان يضرب خادمه كثي ارً فقال رسول ال ردوا علّي الرجل فردوه فقال له ألم تق أر قــول ال ـ عز وجل
ة َ فَل ُت ْ مْث َ كنا َ وِإن َ ة ون َ َ ن ِ م ِ ض ُ حّبسس ٍ ل َ قنا َ شْيًئنا ۖ َ س َ م اْلِقَينا َ نواِزَحي َ م َ ع اْل َ ) َ ن اْلِق ْ سطَ لِيَْنو ِ م نَْف ٌ ظل َ ُ
ك َ و َ ن. خْر َ حنا ِ د ٍ ل أَتَْيَننا بِ َ سِبي َ ى بَِننا َ هنا ۗ َ ن َ م ْ ف ٰ ِّ
( ال نـبياء 47
يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( لتؤدون الحقوق يوم القيامة إلى أهلها حتى يقتص للشـا ة العجماء من الشا ة القرناء وحتى ُيسئل العود لما خدش العود – تلك التشــبيهات والمثلــة والبلغــة
مــن رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( للدللــة علــى مــدى الدقــة فــي رد الحقــوق لصــحابها يــوم
القيامة ورد المظالم لهلها حتى إن الشا ة التي لها قرون وكـانت قــد نطحــت الــتي ليــس لهــا قــرون سوف يتم الفصل بينهما ويقتص منها فإن أول ما ُيفصل فيه يوم القيامــة الخصــومات بيــن النــاس
ففي حديث رواه أبو أيوب ال نـصاري أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قــال أول مــا يختصــم 24
يوم القيامة الرجل وامرأته ثم يقول وال ل يتكلم لسانها ولكن يداها ورجلها تنطق بما كانت تعنف لزوجها في الدنيا وال ل يتكلم لسـانه ولكـن تشــهد يـداه ورجله بمــا كـان يـؤتي امرأتــه مــن خيـر أو شر ثم يكون بين الرجل والناس مثل ذلك وال ل تؤخذ دوانيق ول قراريط إنما حســنات الظــالم تُــدفع للمظلــوم وسـيئات المظلــوم ُتوضـع علــى الظــالم ثــم يــؤتى بالجبــارين فــي مقــامع مــن حديــد وُيقــال
سـوقوهم إلــى الجحيــم ,وع ن عبــد الـ بــن أنيـس قـال قـال رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( ُتحشرون حفا ة عرا ة غرل ثم ق أر قول ال عز وجل
م نَ ْ مناَء َ بۚ كُتس ِ ل لِْل ُ ي ال ّ ِ س َ )َحيَْنو َ سس ِ نوي ال ّ ج ِّ كطَس ّ ِ ط ِ
كّنسسنا َ َ ن ( .ال نـبيــاء 104ثــم ينــادي منــاد عسًدا َ و ْ فسسنا ِ علَْيَنسسنا ۚ إِنّسسنا ُ ق نّ ِ عِلي َ عيسُدُه ۚ َ ل َ و َ ك َ منا بََدْأَننا أَ ّ خْل ٍ
بصوت يسمعه من دنى كما يسمعه من بُعد يقول أنا الملك الديان ل يحــل لحــد مــن أهــل الجنــة أن يدخل الجنة وعنـده مظلمـة لحـد مـن أهـل النـار حـتى اللطمـة فمـا فوقهـا – أي إن الحسـنات مهمـا
علت وزادت حتى ولو كانت مثل الجبال قد تأخذها المظالم وتمحوها وتستهلكها حتى ل يبقى منهــا شيء – قالوا يا رسول ال كيف نرد المظالم ونحن نحشر حفا ة عرا ة غرل قال بالحسنات والســيئات ج ازًء وفاقاً ول يظلم ربك أحداً . اتق ـوا الظلــم فــإن الظلــم ظلمــات يــوم القيامــة واتق ـوا دع ـو ة المظلــوم فــإن المــام الشــافعي يقــول ل تظـلمن إن كنت مقتـد ارً
فإن الظلم يرجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعـو عليك وعـين ال ل تنم
ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول ثل ثـة ل ُتـرد دعـوتهم المـام العـادل والصـائم حـتى يفطـر ودعو ة المظلوم يرفعها ال فوق الغمام ويقول وعزتي وجل لـي ل نـصرنك ولو بعد حين " وليحذر المسلم من ظلم أي مخلوق حتى إوان كان فاج ارً وكان من أهل النار والجحيــم فــإن الـ عــز وجل يفصل يوم القيامـة بيـن العبـاد ول يرض ى أن يكـون فـي الجنـة أحـد مـن الخلـق وعنـده مظلمـة لحد حتى إوان كان من أهل النار . 25
ل تجعلوا ل أنداداً يقـول أبـو هري ر ة قـال لــي رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( يــا أبـا هري ر ة تعلـم القـرآن وعلمــه للناس فإنك إن مت على ذلك زارت قبرك المل ئـكــة كمــا ُيـزار الــبيت العــتيق -كــانت تلـك هــى جـائز ة
من تعلم أوًل القرآن ثــم بعــد أن تعلمــه وأتقنــه علمــه للنـاس فــإن زيـار ة المل ئـكــة كلهـا رحمــة ودعــاًء واستغفا ارً لهذا الميت فــي ذلـك القــبر الـذي تــزوره بل انقطـاع كمـا تــزور النـاس الــبيت الحـرام – ثـم يقول له يا أبا هرير ة إذا أردت أل تقف على الصراط طرفة عين علم الناس سنتي إوان كره وا ذلــك – ورسول ال يعلم أن العبادات والفرائض والتكاليف إنمـا هــى ثقيلــة علـى النـاس وقـد ل يرغبـون فـي تعلمها حتى ل يعملوا بهـا أو يتعلموه ا علـى مضـض لـذلك كـان الصـرار علـى تعليمهـا للنـاس فيـه الثواب العظيم والجائز ة العظيمة بأن ل يقف على الصراط الذي هو كحد السيف ل يقف عليه طرف ة عين بل يجتازه مباشر ة إلى الجنة ,إوان عمـر يقـول تعلمـوا القـرآن ُتعرف وا بـه " فـإن الـذي يتعلـم القرآن يكون له نو ارً يمشي به بين الناس وتجد لــه رهبــة ووقـا ارً وتجــد عليــه ســيمة الخلـق الحســن 26
ل نـه تأسى بآيات القرآن التي تعلمها وعمل بها لن ال نـسان المسلم إنما يعرض نفســه علــى آيــات القرآن حتى يكون سلوكه موافقاً لما جاء في كتاب ال عز وجل في كل نواحي الحيا ة وقد جــاء فــي حــديث لرس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( يقــول عــدد درج ات الجنــة بعــدد آي القـرآن " فــإذا قـ أر ال نـسان المصحف آية آية كأنه يرتقي في الجنة درجة درجة ثم يقول رسول ال فمن ق أر القرآن لــم يكن فوقه شيء " ل نـه يكون قد بلغ أعلى درجات الجنة . إن سور ة البقر ة هى قمة القرآن وسنامه وقد نزل مع كــل آيــة ثمــانون ملكـاً مــن الســماء مــع جبريـل يحفون بكل آية نزلت منها وفيها آية يقول ال عز وجل فيها
ذي سا ْ م اّلسس ِ عُبُدوا َربّ ُ )ََحينا أََحيّ َ ك ُ هنا الّننا ُ
من َ م تَّتُقنو َ خل َ َ ل ج َ م لَ َ ض فَِرا ً ل لَ ُ ن .الّ ِ عل ّ ُ قْبِل ُ ن ِ والّ ِ ق ُ وَأنَز َ مناَء بَِنناًء َ س َ شنا َ م اْل َْر َ ع َ ذي َ ذَحي َ م َ َ ك ْ ك ْ ك ْ وال ّ ك ُ مناًء َ ت ِرْزًقنا لُّكسْم ۖ َفَل تَْجَعُلسسنوا لِّلسِه َأنسَداًدا َوَأنُتسْم تَْعلَُمسسنوَن( . خَر َ مَرا ِ ه ِ ج بِ ِ ِ ن الّث َ م َ مناِء َ س َ م َ فأَ ْ ن ال ّ
البقر ة 22-21هذه الية تبدأ بقول ال يا أيها الناس فيتبادر إلــى الــذهن أن تلــك اليــة نزل ت فــي مكة أي إنها من اليات المكية أما إذا بدأت الية بقول ال يــا أيهــا الــذين آمنـوا فتكــون هــذه اليــة مما نزلت في المدينة لن مكة كان بها أهل السلم وأهل الشرك والكفر فالخطاب لهم جميعاً ولكن في المدينة كان الخطاب للمجتمع المسلم المؤمن المتواجد في المدينة واليات في مكة إنمــا نزل ت لكي تكون العقيد ة مع ل إله إل ال مع محاربة الشرك والوثنية بينما اليات التي نزلت في المدينــة نزلت بالتشريع والحكام وكلها تبدأ بقول ال عز وج ل يأيهــا الــذين آمنـوا فكلهــا مــن آيــات المدينــة المنور ة الـتي شـرفها الـ عـز وج ل بهجـر ة رس وله إليهـا ,وفـي هـذه اليـة بـدأ بـالقول اعبـدوا ربكـم فلماذا ؟ إن أهل الشــرك يعلمــون أن الـ عــز وج ل موج ود كمــا جــاء فــي قــول الـ عــز وج ل
ولَِئن ) َ
هۖ َ خل َ َ ى َُحيْؤَفُكنوَن( الزخرف 87عندما تسأل المشرك من خلقــك ن َ َ ن اللّ ُ قُه ْ م ْ م لَيَُقنوُل ّ سأَْلَتُهم ّ فأَنّ ٰ
يقول ال إواذا سألته من خلق السماوات والرض كــذلك يقــول الـ فلمـاذا أشــركوا ل نـهــم يــدعون أن تلك الصنام والوثـان الـتي اتخـذوها إنمـا هـى تقربهـم إلـى الـ قـالوا مـا نعبـدها إل لتقربنـا إلـى الـ زلفى فكان مثل ذلك شرك عبد المطلب جــد رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( عنــدما جــاء أبره ه 27
ليهدم الكعبة كـان يـدعو ويقـول اللهـم ل نرج و لهـم سـواك اللهـم امنـع عنهـم حمـاك اللهـم إن عـدو البيت من عاداك اللهم إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك إن كنت تاركنا وقبلتنــا فــأمر مــا بــدا لــك , هــم يعلمــون أن ال ـ عــز وجـل هــو خــالقهم ومصــورهم وه و رازقهــم هــو الــذي جعــل الرض فراش ـاً والسماء بناًء وهو الذي أنزل من السماء ماء فأنبت به الثمار التي هــى طعــام وغ ذاء وكـانت إراد ة ال هى المهيمنة على الكون كله فإن ال عز وجل يقول في حديث قدسي " أنا والجن وال نـس فــي نبأ عظيم – لماذا لم يذكر المل ئـكة ل نـهم جبلوا على الطاعة وفطرهم الـ عليهـا فهـم ل يعصـون ل تجد منهم إل مسبح بحمد ربه أو راكع أو ساجد أما الجن وال نـس فإن منهم المؤمن ومنهــم الكــافر فقال ال أنا والجن وال نـس في نبأ عظيـم أخلـق وُيعبـد غيـري أي إن مـن النـاس مـن يعبـد غيـر الـ
وهو خالقهم يجعلون له شركاء في العباد ة فقد قالت اليهود عزير بن الـ وعبــدوه وقـالت النصــارى المسيح بن ال وعبدوه كما إنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون ال وما أمــروا إل ليعبــدوا إلهاً واحداً ل إله إل هـو ســبحانه عمـا يشـركون ولكـن مـن حلـم الـ عــز وج ل أن يــتركهم ويعـافيهم لذلك قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ما من أحد أصبر على أذى من ال عــز وج ل يجعلــون له ولداً ويرزقهـم ويعــافيهم " ولكنـه يــؤخر حسـابهم إلـى يــوم ل ري ب فيــه – ثــم يقـول الـ عــز وج ل أخلق وُيعبد غيري وأرزق وُيشكر سواي خيري للعباد نازل وشرهم إلّي صاعد – فــإن الـ هــو الـذي
ينزل الغيث من السماء فيكون منه الطعام والشراب بينما شر العباد من المعاصي والذنوب والثــام صاعد منهم إليه كما نجد من يسب الدين ومن يرتكــب الموبقــات – ثــم يقــول الـ عــز وج ل أتحبــب إليهم بالنعم ويتبغضون إلّي بالمعاصي " وعبد الـ بـن عبـاس وه و حـبر المـة ومـترجم القـرآن
كما زكاه بذلك رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول في هذه اتقـوا الشـرك فـإنه أخفـى مـن دبيـب النمل على الصخر ة السوداء في الليلة الظلماء " بذلك وصف عبد ال بن عباس الشرك بأنه خفــي
خفاًء شديداً تكاد ل تدركه ول تعلم أنك أشركت حتى يكون الحذر منه شديداً وال نـتباه إليه كبير في كل قول أو عمل مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى الشــرك رغ م إننــا ل نعبــد الصــنام والوثـان إل أن الشــرك 28
بهذا الوصف قد يكون محيطاً بنا في كل الفعال والقوال ومن أبسطها أن تقول لحد وحياتك افعــل لي هذا الشيء فتلك الكلمة عند عبد الـ بــن عبـاس هــى شــرك أو أن تقــول لــول كلـب فل نـ لســرق اللصوص الدار فقد عدها أيضاً من الشرك ومثلهــا كــثير يجــب الحــرص فيــه والحــذر منــه لن بتلــك الكلمات وما شابهها تكون قد جعلت ل نداً وشـريكاً ثـم يقـول عبـد الـ بـن عبـاس أو يقـول أحـدكم لصاحبه لو شاء ال وشئت لن البشر ل يستطيع المشيئة فهو ل حول ول قو ة له فكيف تكــون لــه مشيئة فل تقول ما شاء ال وشاء فل نـ فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال رجل أمــامه يــا رسول ال لو شاء ال وشئت فقال له أجعلتني ل نـداً قـل مـا شـاء الـ ثـم شـئت أي جعـل المشـيئة هنا بعد مشيئة ال عز وجل وليس معها . بعض الناس يقول إن إبراهيم كان شاكاً ول يعرف رب ه إن إبراهيــم مــا كــان عنــده علــم إن هنــاك إلــه فنظر إلى الكواكب إوالى القمر والشمس وذلك قول سوء منهم إنما هى كانت مناظر ة رأياً برأي جمع النــاس الــذين يعبــدون آزر وه و اســم صــنم يعبــدونه وكـان والــد إبراهيــم مــن أشــد النــاس عبــاد ة لــه فسمي باســمه وكـأنه محــى اســمه الحقيقــي وأصــبح اســمه آزر وعنــدما أراد نــبي الـ إبراهيــم عليــه السلم أن يأتي بالناس إلى حظيـر ة ل إلــه إل الـ وعبوديــة الواحـد الحـد فوج د أنهــم كــانوا يعبــدون النجــوم والكـواكب فجمعهــم حــتى يــروا بــأعينهم أن هــؤلء مــا هــم بآلهــة ل نـهــم يتغيــرون ويتبــدلون ويظهر لهم ضوء ثم يتلشى ويختفي ومنهم من يبدأ كيب ارً ثم يتضـائل حـتى يختفـي فكيـف يتصـف اللـــه بتلـــك الصـــفات أراد أن تكــون حجتــه عليهــم بينـــة ويشـــهدونها بـــأعينهم فل تصـــلح النجـــوم والكواكب أن تكون آلهة ل الشمس ول القمر ول غيرها من النجوم والكـواكب سـواء الكـبير منهــا أو الصــغير إوانمــا القــرب للمنطــق والعقــل وبعــد تلــك التجربـ ة والبره ان أن يكــون لكــل هــذه النجــوم والكواكب إله خالق باريء مصور مهيمن عليها ومسير لها ثــم قــال لهــم قــول الـ عــز وج ل
) َ منا فلَ ّ
هسَذا َربسس ي ٰ َ ل َٰ غ ً ل َحيَسسنا َ ت َ مسسنا أَ َ هسَذا أَْكبَسُر ۖ َ ة َ س َبناِز َ مسسنا قسسنا َ قنا َ م َ فلَس ْ ش ْ م ّ فل َ ّ َرَأ ى ال ّ قسْنو ِ م إِنِ ّسس ي بَِريسٌء ِ ّ ِّ حِني ً ذي َ ف َ كنو َ ن مسسنا أََنسسنا ِ وا ِ ي لِّلسس ِ شسسِر ُ مسس َ و َ فسسنا ۖ َ ض َ واْل َْر َ ت َ منا َ سسس َ ت َ ن .إِِّنسس ي َ و ْ ُت ْ طسسَر ال ّ و ّ جْهسس ُ ج ِ هسس َ
29
ن(. شِر ِ كي َ م ْ اْل ُ
ال نـعــام 79-78ولكنهــم أصــروا علــى شــركهم وجـادلوه فيهــا وحـاولوا أن يخوفـوه
بهذه اللهه المزعومة بــأن تلحــق بــه أذى فقــال لهــم
هۚ َ ه َ حنا ّ ه ف ي الّلس ِ جنوِّن ي ِ ل أَُت َ قنا َ و َ ) َ م ُ ج ُ حنا ّ قْنو ُ
و َ قْد َ كنو َ مسسنا ۗ س َ عْل ً يٍء ِ ع َرِّب ي ُ و ِ ن بِ ِ شِر ُ هَدا ِ خنا ُ ل َ شْيًئنا ۗ َ شناَء َرِّب ي َ ه إِّل َأن َحيَ َ ف َ وَل أَ َ نۚ َ َ منا ُت ْ كس ّ شس ْ َ َ َ َ أَ َ خسسناُفنو َ كُرو َ و َ ه وَل تَ َ فَل تََتَذ ّ ل ِبس ِ شسَرْكُتم بِسسناللّ ِ ن أنّ ُ خنا ُ ه َ م َ ف َ فأ َ كْي َ نَ . م َُحيَنس ِزّ ْ مسنا َلس ْ مأ ْ كس ْ شسَرْكُت ْ منا أ ْ طناًننا ۚ َ سْل َ منو َ فِرَحي َ ي اْل َ ح ّ فَأ ّ ن. َ ن ۖ ِإن ُ علَْي ُ ن أَ َ كنُت ْ ق ِبناْل َ ْ ك ْ م تَْعلَ ُ م ُ م ِ قْي ِ
( ال نـعام 81-80الذي أحق
بالمن الذي لم يشرك مع ال شيئاً الذي يعلم أن الـ هــو القــوي المهيمــن إوان كــل المــور فــي هــذا الكــون تســير بــإرادته وهـ و الــذي خــاطب رسـ وله ُم حـمــد )صــلي ال ـ عليــه وســلم( فقــال
وِإن لــه ) َ
خْيسٍر َ ر َ د لِ َ فَل َ مسسن ك بِ َ ه إِّل ُ ب بِس ِ ه ۚ َُحي ِ ضسِل ِ ف ْ كنا ِ فَل َرا ّ ه َ وِإن َُحيسِرْد َ نو ۖ َ ه َ ش َ س َ م َ ف لَ ُ ك اللّ ُ س ْ َحيَ ْ ه بِ ُ ض ٍّ صسسي ُ نو اْل َ م. و ُ غُفنوُر الّر ِ ن ِ شناءُ ِ ه َ عَبناِدِه ۚ َ َحيَ َ م ْ حي ُ
( يــونس 107إذا أراد ال ـ بــك خي ـ ارً فــاعلم أنــه ل ق ـو ة
مهمــا علــت ومهمــا عظمــت تســتطع أن تمنــع عنــك هــذا الخيــر وكـذلك البلء ل توج د قـو ة فــي هــذا الكــون تســتطيع أن تكشــفه إل إذا أراد ال ـ عــز وجـل ذلــك ,ورس ول الـ )صــلي ال ـ عليــه وسـلم( أردف خلفه عبد ال بن عباس وهو غلم فقال له يـا غلم أل أعلمـك كلمـات أحفـظ الـ يحفظـك أحفظ ال تجده تجاهك إذا استعنت فاستعن بال إواذا سألت فاسأل ال واعلم أن المة لــو اجتمعــت علــى أن ينفعــوك بشــيء لــن ينفعــوك إل بشــيء قــد كتبــه ال ـ لــك وأن المــة لــو اجتمعــت علــى أن يضروك بشيء لن يضروك إل بشيء قد كتبه ال عليك رفعت القلم وجفت الصــحف " ومعــاذ بــن جبل يقول كنت رديفاً لرسول ال )صلي ال عليه وسلم( فقال لــي يــا معــاذ قلــت لبيــك يــا رس ول ل لهميــة مــا ســيقوله لــه – قــال أتــدري مــا ال قالها ثلث ولبيت ثلث – حتى يسترعي إنتباهه كام ً حق ال على العباد قلت ال ورسوله أعلم قال حق ال علـى العبــاد أن يعبـدوه ول يشـركوا بــه شـيئاً ثم قال له أتدري ما حق العباد على ال إن فعلوا ذلك قال ال ورسوله أعلم قال أل يعذبهم – جعلها ال عز وجل حقوقاً عباد ة ال وحده وعدم الشــرك بــه جزاؤه ا الجنــة خالـداً فيهــا فــي نعيــم مقيــم فــي شباباً ل شيخوخة فيه وقو ة ل مرض فيها .
30
يقول عبد ال بن مسعود سألت رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قلت يا رسول الـ أي الـذنب أعظم عند ال قال أن تجعل ل نداً وهو خلقك وكان رسول ال متكئاً فجلس ثم قال أل وقول الزور وأخذ يكررها حتى قلنـا ليتــه يســكت " وج اء فــي حــديث عــن أنــس بــن مالـك قــال قـال رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( أن الـ عــز وجـل يقــول فــي حــديث قدســي " يــا بــن آدم إنــك مــا دعــوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي يا بن آدم إذا بلغت ذنوبك عنــان الســماء ثــم جئتنــي ل تشرك بي شيئاً غفرت لك ول أبالي " إن ال عز وجل هو المعبود بحــق ل معبــود سـواه لـذلك مــن يتخــذ مــن دونـه أنــداداً فقــد ضــل سـواء السبيل وهو في الخر ة من الخاسرين أعد ال عز وجل لــه جهنـم يصــلها وه و فيهــا مـن الخالــدين لن ال عز وجل أعد الجنة وزينها وهيأها وجعلها جائز ة وحقاً وثواباً لمن كان يعبــده ول يشــرك بــه شيئاً .
31
الشـرك والقبـور يقول عبد ال بن رواحة وهو صحابي من صحابة رسول ال )صلي ال عليه وسلم( لواحد من أصحابه وهو كذلك صحابي جليل يقول له تعال نؤمن ساعة فقال لــه وه و يتعجــب ألســنا بمــؤمنين فقال له نذكر ال عز وجل فنزداد إيماناً . المؤمن إذا ذكر ال عـز وج ل إزداد إيمانـاً ورفعـة وعلـواً يقـول رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( الصــل ة تســود وج ه الشــيطان والصــدقة تقســم ظهــره والتحــابب فــي الـ يقطــع دابــره ,فمــن أراد أن يقطع دابر الشيطان فعليه بمجالس العلم فإنها كلها ذكــر لـ وتحــابب فــي الـ تحــب أخـاك فــي الـ ول فذلك يقطع دابرالشيطان ويكون بينك وبينه بعد المشرق والمغرب . من َ م تَّتُقنو َ خل َ َ ن. م لَ َ سا ْ عل ّ ُ قْبِل ُ ن ِ والّ ِ ق ُ م الّ ِ عُبُدوا َربّ ُ يقول ال عز وجل )ََحينا أََحيّ َ ذَحي َ م َ ذي َ ك ْ ك ْ ك ْ ك ُ هنا الّننا ُ مناًء َ ت ج َ ض فَِرا ً خَر َ مسسَرا ِ ه ِ ج بِ ِ ل ِ ل لَ ُ الّ ِ ن الّث َ مسس َ مناِء َ س َ م َ وَأنَز َ مناَء بَِنناًء َ س َ شنا َ م اْل َْر َ ع َ ذي َ فأَ ْ ن ال ّ وال ّ ك ُ ِرْز ً مۖ َ ه َأنَدا ً منو َ ن. ج َ عُلنوا لِلّ ِ قنا لّ ُ دا َ وَأنُت ْ فَل تَ ْ ك ْ م تَْعلَ ُ
( البقر ة 22 – 21
العباد ة ل تكون إل ل عز وجل وعباد ة الرحمن غاية حبه مع ذل عابد هما قطبان عباد ة الرحمــن , عبدت النصارى المسيح وعبدت اليهود عزير مــن دون الـ هــؤلء قــالوا عنــه بــن الـ وه ؤلء قــالوا عنه بن ال فأشركوا بعد أن أروا من اليات والعجزات مـا ل يـدع مجـاًل للشـك فـي وحدانيـة الـ عـز وج ل وقـول أنبيــائهم إنهــم عبــاد لـ وه م بشــر ممــن خلــق أروا المعجـزات الربانيــة بــأعينهم وبعــدها أشركوا كما فعل اليهود مع نبي ال موسى بعد ان نجاهم ال من الغرق وشق لهم في البحر طريقاً يبساً إذا هم بعد النجا ة يشركون بال ويعبدون العجل من دونه ول يـزال نــبي الـ بينهــم وفيهــم كمــا ى َ حَر َ كُفسسنو َ ى ن َ فَأتَْنوا َ م َحيَْع ُ سَراِئي َ جنا َ و َ يقول ال عز وجل في كتـــابه ) َ ل اْلبَ ْ وْزَننا بِبَِن ي إِ ْ علَس ٰ علَس ٰ ق سْنو ٍ ن َٰ م َ ةۚ َ مۚ َ هُلنو َ عل لَّننا إِٰلًَهنا َ ؤَلِء ن .إِ ّ ه ٌ ج َ هسس ُ ل إِنّ ُ ج َ م آلِ َ قنا َ ك َ منو َ م تَ ْ ك ْ منا لَُه ْ سى ا ْ م لُّه ْ أَ ْ صَننا ٍ قْنو ٌ قناُلنوا ََحينا ُ 32
مُلسسنو َ مسسنا َ ن. منا ُ وَبنا ِ فيس ِ م ِ كسسناُننوا َحيَْع َ ه َ ه ْ ل ّ مَتبٌّر ّ طس ٌ ُ
( العــراف 139-138وعنــدما تركهــم موســى
لميقات ربه صنعوا العجل بأيديهم وعبدوه من دون ال . رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وهو حي يرزق نزل عليه قول ال عز وجل
شسسٌر منا أََننا بَ َ ل إِنّ َ )ُق ْ
ه َ دۖ َ جنو لِ َ كنا َ من َ وَل ل َ صسسنالِ ً قناَء َربِ ّس ِ وا ِ منا إِٰلَُه ُ مْثُل ُ حنا َ مًل َ ع َ فْليَْع َ ف َ ه َ ي أَنّ َ م َُحينو َ م إِٰلَ ٌ مس ْ ح ٌ ك ْ ك ْ ح ٰ ِّ ن َحيَْر ُ ى إِلَ ّ
حًدا. عَبنا َ دِة َربِ ّ ِ ك بِ ِ ه أَ َ شِر ْ َُحي ْ
( الكهف 110فمن كان يريـد لقــاء الـ فل يشــرك بعبــادته أحــداً ول بــد
أن يخلــص عبــادته ل ـ وحـده فقــال رسـ ول ال ـ )صــلي ال ـ عليــه وســلم( ل تطرونــي كمــا أطــرت النصارى المسيح بن مريم أي ل تغالوا في مكانتي وتصلوا بي إلى ال لـوهية لدرجة أن تعبدوني من دون ال فأنا عبد ال فقولوا عبد الـ ورس وله وه و ُم حـمــد عليــه أفضــل الصــل ة والســلم الـذي هــو
خير الوليـن والخريـن وه و خيــر بنــي آدم ول فخـر وه و أول مــن تنشـق عنــه الرض يــوم القيامـة
وأول شافع وأول مشفع ورغم ذلك عندما تقابلة امرأ ة في الطريق فتهابه فيقول لها ل ت ـراع ل ت ـراع إنما أنا ابن امرأ ة كانت تأكــل القديــد بمكـة أي إنــه يطمئــن قلبهـا وُيـذهب عنهـا الــروع ويعلمهــا بــأنه
بشر مثل كل البشر كانت والـدته تأكـل اللحـم المجفـف فـي مكـة ورغ م أنـه هـو الـذي يقـول الـ عـز وجل في حقه في كتابه العزيز
)ل َ َ ص مسسنا َ عِزَحيٌز َ م َ علَْي ِ س ُ ن َأنُف ِ جناَء ُ م َ ه َ قْد َ عِنّت س ْ ك ْ م ْ ك ْ ل ِّ حِرَحي س ٌ سنو ٌ م َر ُ
م ( .التوبـة 128تعلمــون والــده ووالــدته وتعلمــون جــده وع ائلته َ ف ّر ِ مْؤ ِ علَْي ُ ن َرُءو ٌ مِني َ حي ٌ كم ِبناْل ُ ونسبه لقد جاءكم رسول من أنفسكم أي ليس بغريـب عنكــم ,فكـان حــرص رس ول الـ )صــلي الـ عليه وسلم( أن يرسي دعائم الوحدانية لـ عــز وج ل قبــل أن يغــادر الــدنيا حــتى ل يضــل ول يفتتــن الناس به من بعده يريد أن يعلم الناس أل يعبـدوا إلهـاً إل الـ ول يشـركوه فـي عبـاد ة الـ عـز وج ل وأم المؤمنين عائشة رضي ال عنها كانت تقول في مرضه الذي مات فيه كان رسول ال كــثي ارً مــا يقول لعن ال اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد – والذي يلعنه ال عز وجـل هــو مــن أهل النار ل محالة ول يدخل الجنة ول يجد ريحها فكان رسول ال وهو على فراش الموت يكثر من قول لعنة ال علـى اليهـود والنصـار ل نـهـم جعلـوا قبـور أنبيـاءهم مسـاجد وكـأنهم يعبـدون ال نـبيـاء 33
بذلك الفعل فكان ذلك منهم شرك بال عز وج ل وكـأنه يحـذرنا أشـد التحـذير أن نفعـل مثلهـم ونتخـذ من قبره هو صلى ال عليه وسلم قب ارً يعبده الناس بعد مماته فيكون شركاً بال عــز وج ل وه ذا مــا ل يرضاه لمته . وكان رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول في حق قبره الشريف الذي هــو أشــرف بقــاع الرض ل تتخذوا قبري عيداً ول تتخذوا بيوتكم قبــو ارً وصـلوا علـّي فــإن صــل تـكم تصــلني أينمــا كنتــم " فكــان ذلك نهي صريح من رسول ال للناس أن يتخذوا قبره عيــداً أن يقيمـوا عنــده احتفــاًل أو مولـداً مثــل
تلك الشياء التي نراها في الموالد ثم قال لنا رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( ل تجعلـوا بيــوتكم قبو ارً ل يق أر فيها القرآن ول ُيذكر فيه ال عز وجل ول ُتقام فيه الصل ة ثم قال لنا إوان كنتــم تريـدون
الخير فصلوا علّي اللهم صل وسلم وبارك عليك يا رسول ال صل ة دائمة أبداً فإن من صــلى عليــه
صل ة صلى ال عليه بها عش ارً إوان الصل ة عليه تصله أينمـا كـان المصـلي سـواء كـان واقفـاً أمـام قبره أو بعيداً عنه في أقصى مكان منه فإنها تصله بإراد ة الـ عـز وج ل كمـا أن المـر بشـد الرح ال كان إلى المسجد وليس إلى القبر حتى ل يختلط المر على الناس ويجب على من يتجه إلــى زيـار ة
مسجد رسول ال إن كان عند قبره وأراد أن يدعو ال فليتجه بقلبه ونيته وبـوجهه إلـى القبلــة حــتى يكون دعاءه وعبادته خالصة ل عز وجل كما أن رسول ال )صلي الـ عليــه وسـلم( فــي الحــديث ذكر ثل ثـة مساجد هى التي ُيشد إليهــا الرح ال فل يجــب أن تُشـد الرح ال إلــى المشــهد الحســيني ول إلى الطنطاوي ولإلى البدوي ول إلى القناوي ول غيرها من المساجد في كل الرض إل لهذه الثل ثـة
مســاجد لن لهــا فضــل ليــس لغيره ا ومـن ذلــك الفضــل أن الصــل ة فــي المســجد الحـرام كمائــة ألــف صل ة مما سواه والصل ة في المسجد النبوي كألف صل ة مما سـواه والصـل ة فــي المســجد القصــى بخمسمائة صل ة مما سواه وليس هذا من عندنا إنما هو قول رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( الذي هو أعلم منا بمراد ال عز وجل .
34
والقبور شد الرحال إليها شرك كذلك التمسح بها شرك إوان بيت ال الحرام الـذي أكـرم وأشـرف بنـاء على وجه الرض كان رسول ال ل يمس منه إل الركنين الركن اليماني وركن الحجر السود وكان يلمس الحجر السـود بيـديه ويقبلـه ويشـير إليـه ,ولكـن عمـر بـن الخطـاب عنـدما أراد أن يعلـم الناس من حوله ويعلمنا عندما قبل هـذا الحجــر أرس ى قواعــد التوحيــد وقـال لنـا أن العبـاد ة لـ عـز وجل وليس للحجر رغ م إنـه حجـر يـاقوت مـن يـاقوت الجنـة ورغ م أن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسلم( قبله وأمر بتقبيله وأمر باستلمه والشار ة إليه ولكن عمر قال وهو يحدثه إني أعلم إنــك حجر ل تضر ول تنفع ولول أني رأيت رس ول الـ يقبلـك مـا قبلتـك ورس ول الـ عنـدما كـان يسـتلمه ويشير إليه ويقبله كـان يقــول بســم الـ الـ أكــبر اللهـم إيمانـاً بــك وتصــديقاً بكتابــك ووفـاًء بعهــدك واتباعاً لسنة نبيك ُم حـمد فكان هنا استلم الحجر مقترناً بدعاء فيه إقـرار بالعبوديــة لـ وح ده فــإذا
كان رسول ال )صلي ال عليه وسلم( امتنع عن أن يمس إل هذان الركنين من البيت الح ـرام فــإن
مــس أي ضــريح مهمــا علــت رتبــة صــاحبه كــانت ممنوع ة وكـذلك ل يطــوف طــائف حــول قــبر فــإن الطواف عباد ة وما شرع الطواف إل حول بيت ال الحـرام كــان رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( يطوف حول البيت سبعة أشواط وهو صل ة كذلك فـإنه كـان يقـول الطـواف حـول الـبيت صـل ة غيـر أنكــم تتكلمــون فيــه فمــن تكلــم فل يتكلــم إل بخيــر ل نـهــا عبــاد ة ل ـ عــز وجـل فــإذا كــانت هــذه هــى مشروعيتها ومكانها بيت ال الحرام فل يطوف إنسان حول قبر رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( فهو الذي قال ل تصلوا إلى قبر ول تجلسوا عليه كما أن الصل ة إذا كان بين العبد وبين القبلة قــبر كانت منهياً عنها بقول رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( ل تصــلوا إلــى قــبر ول تجلسـوا عليــه , والقبر في حد ذاته ل يجلب نفعاً ول يمنع ضـ ارً مهمـا كـان سـاكنه فـإنه مجـرد ميـت بمجـرد أن مـات انقطع عمله ف يالدنيا إل من ثلث علم ُينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له ,وكـذلك
النذور للقبور منهياً عنها لن النذر أيضاً عباد ة ول يكون إل ل عز وجل فمــن نــذر لميــت أو ولـي
أو لقبر فإن ذلك النذر مردود عليه ول ينبغي أن يوفيه حتى ل يكون عباد ة لغير ال عز وجل بهــذا 35
النذر لذلك الميت أو لذلك القبر فمن فعـل ذلـك كـان مشـركاً بـال عـز وج ل لن هـذا الميـت ل يملـك نفعاً ول ض ارً حتى لنفسه فكيف يملكه لحد فمن اعتقد ان هذا الميت يملك له نفعـاً أو ضـ ارً فيكــون قد كفر بال كف ارً بيناً فإن ُم حـمداً عليه أفضــل الصــل ة والســلم ســيد الوليــن والخريـن وخيــر خلــق
ال على ال كان يبتليه ال عز وجل بالمرض وكان يمن عليه بالشفاء وكان يسقط من على دابته فيصــيبه الجــروح وكـان فــي الجهــاد والقتــال والحــرب يضــرب بالســيف فيصــيب وُيصــاب ويضــرب
وُيضرب حتى إنه كسرت رباعيته وشجت رأسه ذلك ُم حـمــد )صــلي الـ عليــه وسـلم( الـذي قــال الـ فـــي حقـــه
سسس ي نَْف ً م اْل َ ب ت أَ ْ وَل َ ولَسْنو ُ ك لَِنْف ِ غْيس َ هۚ َ مسسنا َ را إِّل َ عسسنا َ شسسناَء اللّس ُ )ُقسسل ّل أَ ْ ضس ًّ عل َ س ُ كنس ُ مِل س ُ
سنوُء ۚ إِ ْ ي ال ّ شسسيٌر لِ َّقسْنوٍم َُحيْؤِمُنسسنوَن ( .العـــراف ن اْل َ سَت ْ وب َ ِ ن أََننا إِّل نَس ِ ت ِ ذَحيٌر َ منا َ و َ خْيِر َ م َ َل ْ م ّ كَثْر ُ سِن َ
188 ولنعلم إن هناك مساجداً بها قبور فإن كــان القــبر تجــاه القبلــة فــإنه يحــرم الصــل ة فيــه أمــا إن كــان خلفه فذلك المسجد مكروه الصل ة فيه ولكن إن صليت فيه فل بــأس لن القــبر خلفــك أو يمينــك أو شمالك وحاول أن ُتخلص النية ل عــز وج ل فـي الصـل ة وح اول أن تبتعـد قـدر المكـان عـن القــبر ونقول ذلك رغم انه يجب علينا أن نتحرى الصل ة في مسجد ل قبر فيــه ولكــن كــثرت تلــك المســاجد وما استقر عليـه الخلـق مـن قـديم وح تى ل تكـون فتنـة وشـقاق بيـن النـاس وح تى ل تكـون مشـقة نقول إن كان ذلك القبر في اليمين أو اليسار أو في الخلــف فل بــأس فــي الصــل ة ويجــب أن تكــون نيتك أن تصلي ل عز وجل وليـس للقـبر أو إلـى صـاحبه ولكـن إن كـان القـبر فـي اتجـاه القبلـة فل تصــلي فيــه فــإن رس ول ال ـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( نهــى عــن الصــل ة فــي المقــبر ة وفـي الحمــام والمقبر ة فيها آلف من المقابر والموات ومع كثر ة المقــابر والمـوات فل تكــون قــد صــليت إلــى قــبر بعينه إل أن النهــي عــن الصـل ة فــي المقــبر ة علــى الطل قـ فـالولى أن ل نصــلي إلــى قــبر بعينــه , ورسول ال )صلي ال عليــه وسـلم( أمرن ا أن نخلــص العبــاد ة لـ وح ده ول نجعــل معــه شــريك فقــد جاء في حــديث رواه طـاووس قــال جـاء رج ل إلــى رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( وقـال يــا 36
رسول ال إني أقف المواقف أبتغي وجه ال -هو يقاتل في سبيل ال يبتغي مرضات ال وحـده – وأحب أن ُيرى موطني أي أنه يخلص نيته ل ولكنه مع ذلك يحب أن يرى الناس شــجاعته فلــم يــرد عليه رسول ال شيئاً فنزل قول ال عز وجل
حًدا. عَبنا َ دِة َربِ ّ ِ ك بِ ِ ه أَ َ َ شِر ْ وَل َُحي ْ
ه َ ) َ جنو لِ َ كنا َ من َ حنا ل َ صسسنالِ ً قناَء َربِ ّس ِ مًل َ ع َ فْليَْع َ ف َ مس ْ ن َحيَْر ُ
( الكهف 110فكان ذلك العمل من الشرك بــال عــز وجـل ,وع ن
أبي سعيد الخدري قال قال رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( أخــوف مــا أخـاف عليكــم الشــرك الصغر قالوا وما الشرك الصغر يا رسول ال قال الرياء " أي إن الرجل يصلي لـ عــز وج ل فيجــد من ينظر إليه فُيحسن صل تـه ولكنه ما فعــل ذلــك إل لن هنــاك مــن ينظــر إليــه فقــال رس ول الـ إن ذلك الفعل شركاً بال ,وعباد ة بن الصامت جـاءه رج ل وقـال لـه إنـي أصـل الصـل ة وأبتغـي بهـا
وجه ال وأحب أن ُأحمد – هو يصلي ل عز وجل ولكنه يجد في نفسه حباً لن يثني عليه أحد من الناس يقولون إنـه مصـلي تقـي صـل تـه فـي خشـوع ولكنـي أحـب أن أحمـد وأصـوم أبتغـي وج ه الـ وأحب أن أحمد وأتصدق لبتغي وجه ال وأحب أن أحمد وأحج أبتغي وجه ال قــال عبــاد ة ليــس لك من ذلك شيء إن ال عز وجل يقول أنا أغنى الغنياء عن الشرك أنا خير شريك فمــن كــان لــه معي شرك فهو له كله ل حاجة لي فيه . يا أيها الناس اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل وهو محبط للعمل .
ول تزر وازر ة وزر أخرى 37
يقول قائل :ولست أرى السعاد ة جمع مـال وتقـوى ال خـير الزاد زخـ ارً
ولكن التقي هو السعيد وعند ال لل تـقى مزيد
تقوى ال هى الزاد الذي يحصـله ال نـسـان مـن دار الـدنيا إلـى دار الخلـود ولنعلـم أن تقـوى الـ عـز وجل يتم تحصـيلها وتـؤتي ثماره ا عـن طري ق العلـم ورس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( قـال فـي حديث له رواه عبد ال بن عباس يقول قال رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( فقيــه واحــد أشــد على الشيطان من ألف عابد أي أن الذي يكون علــى فقــه وعلــم وبصــير ة أقــوى علــى الشــيطان مــن ألف من الذين يعبدون ال من غيــر علــم ومـن غيــر بصــير ة وفقــه ,كمـا أن رس ول الـ )صــلي الـ عليه وسلم( يقول من يرد ال به خي ارً يفقهه في الدين " وتحصيل العلم والتقوى ليس له حد معين أو سن معين فل يقول إنسان إني وصلت إلى سن كبير يكفيني ما تعلمته ولكن يجب على المســلم ما دام فيه نفس يتردد فإنه يجب عليه أن يحصل العلم ويسعى إليه والمام أحمد بن حنبــل كــان ل تفارقه المحبر ة والدوا ة والريشة التي يكتب بها ويحملها معـه فـي كـل مكـان فقـابله رج ل وقـال لـه حتى أنت يا إمام رغم إنك أفضل وأعلم أهل زمانك فماذا كان رد المام وكـأن رده كــان لنــا نحــن قــال مع المحبر ة إلى المقبر ة أي أنه مادامت فيه حيا ة سوف يظل يدرس ويتعلـم وُيعلـم ويكتـب مـا تعلمـه حتى يستفيد منه الناس من بعده وذلك إلى أن يدخل قبره .
ورسول ال )صــلي الـ عليــه وسـلم( قـال فـي حـديث لـه أن الـ عــز وج ل يعطـي الـدنيا لمـن يحــب ولمن ل يحب ولكنه ل يعطي الدين إل لمن أحب " فإن ال عز وج ل قــد يعطــي مــن الــدنيا للمــؤمن والكافر للصالح والطالح وقد تجد أكثر الغنياء من اليهــود رغ م أن الـ عــز وج ل لعنهــم فــي كتــابه العزيز فقال
ك َ ن َ مۚ ل َ داُوو َ ن َ و ِ سسسنا ِ فُروا ِ ن الّ ِ )ُل ِ مْرََحيس َ ن َ عي َ د َ ى لِ َ سسَراِئي َ ذَحي َ ع َ من بَِن ي إِ ْ علَس ٰ سسسى اْبس ِ
َٰ كناُننوا َحيَْعَتُدو َ و َ ن. منا َ ع َ ك بِ َ ذل ِ َ صنوا ّ
( المائد ة 78تجدهم أكــثر النـاس أمـواًل ممــا يــدل علــى أن الـ
عز وجل يعطي الدنيا لمن يؤمن ومن يكفر ولكـن ل يعطـي الـدين إل لمـن أحبـه فمـن أعطـاه الـدين 38
فقد أحبـه فهـو علـى التقـوى والهـدى وعلـى طري ق السـلم وه و الـذي زك اه الـ عـز وج ل فقـال إن أكرمكم عند ال أتقاكم وال عز وجل يقول
مَنناُه َ ه وُن ْ عُنِقس ِ طنائَِرُه ِ و ُ فس ي ُ سنا ٍ خسِر ُ هۖ َ ل ِإن َ ) َ ج َلس ُ ن أَْلَز ْ ك ّ
نا ْ ك َ كَتناًبنا َحيَْل َ هَتَد ٰ ك َ ى م َ ح ِ ى بَِنْف ِ شنوًرا .اْقَرْأ ِ ة ِ م ِ ك َ علَْي َ ك اْليَْنو َ س َ كَتنابَ َ قناُه َ م اْلِقَينا َ َحيَْنو َ سيًبناّ . ف ٰ من ُ م ِ ل َ َ ع ِّ خَر ٰ ض ّ ن م َ واِزَر ٌ ل َ من َ منا ُ منا َحيَ ِ س ِ دي لَِنْف ِ منا َحيَْهَت ِ علَْي َ ذِبي َ و َ ى ۗ َ وَل تَِزُر َ هنا ۚ َ فِإنّ َ و َ هۖ َ فِإنّ َ وْزَر ُأ ْ ض ّ كّننا ُ ة ِ سنوًل. ى نَْب َ ع َ َ حّت ٰ ث َر ُ
( السـراء 15-13هــذه اليــات تــأمر أن يــتزود ال نـســان لنفســه للقــاء رب ه
يوم ُتنشر الصحف وفي هذا اليــوم ل تجــد مــن يعطيــك مــن حســناته ول مــن يغيثــك أو يجيــرك
م )َحيَْنو َ
شسْأٌن َُحيْغِنيسِه( . ه .ل ِ ُ وبَِني ِ حبَِت ِ صنا ِ وأَِبي ِ م ِ خي ِ ن أَ ِ مْرُء ِ مِئس ٍ مسِر ٍ ذ َ م َحيَْنو َ ه َ و َ هَ . ه َ هَ . َحيَِفّر اْل َ مْنُهس ْ لا ْ م ْ ئ ِّ كس ِ ّ وُأ ِ ّ عبس 37 – 34كل إنسان حتى الرسل كل واحــد منهـم يقـول نفسـي نفســي ففمــن تـتزود إن لـم تتزود من هذه الدار الدنيا التي هى دار عمل وتحصيل ثم فناء فمن فاتته ولم يــتزود منهـا فـإنه ول حول ول قو ة إل بال من الخاسرين ,ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( جمع أهل بيتــه وخاصــته وناداهم القرب فالقرب قال يـا فاطمــة بنـت ُم حـمــد ســليني مـن مــالي ماشـئت ولكـن اعملـي لنفسـك فإني لن أغني عنـك مـن الـ شـيئاً يـوم القيامـة _ لـن يغنـي عـن أهـل بيتـه وخاصـته يـوم القيامـة
شــيئاً إل الشــفاعة الــتي ســوف يرتضــيها الـ عــز وجـل ول تكــون إل بــإذنه – ثــم يقــول لهــل بيتــه وخاصته ل يأتيني الناس بالعمال وتأتوني بال نـساب فإني لن أغني عنكم من ال شيئاً " كما أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( لن يغني عن عمه أبو طالب الذي كــان يرع اه وينفــق عليــه منــذ طفولته وحتى بعثه ال عز وجل كان مدافعاً عنه إل أنه لم يؤمن به فلــن يغنــي عنــه مــن الـ شــيئاً فقد جاء العباس عم رسول ال وقال له يا رسول ال ما أغنيت عن عمك وقد كان يحوطك ويرع اك قال هو في ضحضاح من نار يغلي منه أم رأسه " وكذلك قال لهله وعشيرته حتى ل يأتي أحد يوم القيامة ويقول أنا من أقارب ُم حـمد رسـ ول ال ـ )صلي ا عليه وسلم( لن رسـ ول ال ـ نفســه هــو
الذي قال ل يأتيني الناس بالعمال الصالحة الطيبة وبالحسنات وغيرها مما يرض اه الـ وتـأتوني
فقط بأنكم أنسابي وأهلي وعشيرتي فإني لن أغني عنكم مــن الـ شــيئاً وذلــك حــتى يجتهــد النــاس في العباد ة ويعلم الناس أن ل أحد يغني عن أحد شـيئاً مـن الـ عـز وج ل وكـذلك فـإن أحــد أعمـام 39
رسول ال عندما كان كاف ارً ومعانداً لهل السلم نزلت فيه آيات نتعبد بهــا ليــل نهــار فــي صــل تـنا وهى
ى نَسسناًرا َ منا أَ ْ مسسنا َ ب. ى َ هس ٍ ه ٍ ت لَ َ ت َحيََدا أَِب ي لَ َ ذا َ بَ . سس َ ك َ و َ ه َ ه َ بَ . ب َ مسناُل ُ عْنس ُ سيَ ْ )تَبّ ْ وت َ ّ ص سل َ ٰ غَن ٰ
د َ منالَ َ د. جيس ِ ف ي ِ بِ . حطَ ِ سس ٍ م َ هنا َ ة اْل َ ه َ َ مَرأَُت ُ وا ْ مسن ّ ح ّ ل ِّ حْبس ٌ
( المســد فيجــب علــى كــل إنســان أن
يحصل بنفسه العبادات التي تنجيه في هذا المشهد العظيم وأن يكثر من العمــال الــتي تنجيــه مــن النار فلن يحمل إنسان عن إنسان شيء من خطاياه إل ما جاء في التشريع إل ما جاء على لسان المشرع رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ينقل عـن رب العــالمين فمـا هــو الـذي ينفعــك مــن أخيــك دعاؤه لك فهذا ينفعك ويكـون فـي ميزانـك حـتى إذا غـادرت الـدنيا فـإن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسلم( كان إذا وضعت الجناز ة وجاء الناس ليصلوا عليها كــان يقــول اخلصـوا الــدعاء لميتكــم وه و الذي كان ُيكثر مــن الــدعاء فيقــول اللهــم اغفــر لحينــا وميتنــا " كمــا أن الـ عــز وج ل أنــزل فــي فــي
كتابه العزيز هذا الدعاء فقال
ن َربَّننا ا ْ م َحيَُقنوُلنو َ ن نوانَِننا الّ ِ د ِ من بَْع ِ جناُءوا ِ والّ ِ ذَحي َ خ َ غِفْر لََننا َ ن َ ذَحي َ ) َ و ِ ِل ْ ه ْ
م. ج َ ف ّر ِ غًّل لِ ّلّ ِ ف ي ُقُلنوبَِننا ِ ل ِ منا ِ ك َرُءو ٌ مُننوا َربَّننا إِنّ َ نآ َ ذَحي َ ن َ سبَُقنوَننا ِبنا ْ ِلَحي َ َ ع ْ وَل تَ ْ حي س ٌ
( الحشـــر 10
ومن هذا نعلم أن الدعاء ينتفع بع الداع والمدعو له وقد كان رسول ال إذا ودع عمر بــن الخطــاب في سفر يقول له ل تنسانا من دعائك يـا أخـي أي إن رس ول الـ هـو الـذي يطلـب مـن عمـر أن يدعو له لن دعاء المسافر مستجاب فإنه يعلم بيقين أن دعاء الناس بعضها لبعــض مرغوبـ اً فيــه وينتفع به المدعو له ,وكان يقول إذا دخلتـم علـى مري ض فاسـألوه أن يـدعو الـ لكـم فـإن دعـاءه كدعاء المل ئـكة ,وكان يقول إن دعاء الرجل لخيه بظهر الغيب يصدق علــى دعــاءه ملــك ويقــول ولك مثلها ,من هنا كان الدعاء والستغفار من شخص إلى أخر من المــور الــتي جعلهــا الـ عــز وجـل نافعــة للنــاس فيمــا بينهــم ولهــم أن يطلبوه ا مــن بعضــهم البعــض علــى أن يكــون الــداع مــن الصالحين وكذلك يكون في موضع الــدعاء فيــه مســتجاب كمــا علمنــا رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسلم(
40
وكما قال رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( إذا مــات بـن آدم انقطــع عملــه فــي الـدنيا إل مــن ثلث صدقة جارية أو علم ُينتفع به أو ولد صالح يدعو له " فكان الولد الصالح يدعو لبيه ويستغفر له لن أبيــه كــان كــذلك مــن الصــالحين فأحســن تربيتــه لــذلك يجــازيه ال ـ عــز وجـل بــأن يجعــل ولـده
الصالح يدعوا له ويتقبل منه الدعاء فكان ذلك فو ازً لهذا الرجل بعد أن ما وانقطع عملــه مــن الــدنيا فكــان امتــداداً لعملــه الصــالح فــإن هــذا البــن يعلــم أن والــده يســتحق هــذا الــدعاء لنـــه كــان مــن الصالحين وكذلك إذا أدى عنه فريضة مثل الحج أو العمر ة فهو كـان يعلــم بيقيــن أن والـده لــم ينكــر تلك الفريضة ولكنه ما أداها لعدم استطاعته لها فيؤديهــا عنــه ومـا يــدلنا علــى ذلــك حــديث لرس ول ال )صلي ال عليه وسلم( أن امرأ ة من قطعان جاءت لرسول ال وقالت يا رس ول الـ أمــي نــذرت أن تحج ولم تحج فهل أحج عنها فقـال نعـم حجـي عنهـا فـإن ديــن الـ أحـق بالقضـاء ,كمـا جـاءه رجل وقال له يا رسول ال فريضة الحج أدركت أبـي ول يسـتطيع أن يمكـث علـى الراحلـة فهـل أحـج عنه فقال له نعم حج عنه " ولكن يجب على أي إنسان يريد أن يحج عــن والــده أن يكــون هــو أدى الفريضة عن نفسـه أول ً ثـم يؤديهـا عـن غيـره لن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( فـي حجتـه سمع رجل يقول لبيك اللهـم عـن شـبرمة – رج ل اسـمه شــبرمة مـا كـان لـه صــلة بــه إل صــلة قرابــة بعيد ة – فقال له أحججت عن نفسك قال ل قال حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة . وأما المر الثاني الذي جاء به الشرع يؤديه إنسان عن غيره كان الصدقة فعــن ســعد بــن عبـاد ة أنه جاء إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وقـال لـه أمـي مـاتت أيكفـر عنهـا أن أتصـدق عنهـا قال نعم ,وفي رواية أخرى تشرح ذلك الحديث يقـول فيهـا إن أمـي انفلتـت منهـا روحهـا ولـو كـانت حيــة لتصــدقت أفأتصــدق عنهــا قــال نعــم " الحــديث الثــاني يشــرح الول فعلمنــا منــه أن هــذه المـرأ ة كانت من أهل الحسان ومن أهل الصدقات ومن أهل الخير وهو يعلم إنها لو كــانت حيــة لتصــدقت مــن هنــا نعلــم أن لل نـســان أن يتصــدق ويخــرج الصــدقة بنيــة عــن فل نـ وثوابهــا إلــى فل نـ ,وكـان المر الثالث هو الصيام ولكن أي صيام يجب أن نوضحها فقد جاءت امرأ ة وقالت يا رسول ال ـ إن 41
أمي نذرت صيام شهر أأصوم عنها قال أرأيت إن كان على أمك دين أكنت قاضــيته قـالت نعــم فقـال أقضوا ال فإن دين ال أحق بالقضاء ولقد علمنا من ذلك الحديث أن الصــوم هنــا كــان لنــذر نــذرته المتوفا ة ولم يكن صوم فريضة شهر رمضان ,وقد جاء في حديث آخــر أن رس ول الـ )صــلي الـ عليه وسلم( قال من مات وعليه صوم فليصم عنه وليه إن شـاء " جعــل هنـا المسـألة فيهــا اختيــار للولي ,ونأتي إلى رمضان فهل يصوم الناس عن بعضهم البعض ؟ ل يجوز أن يصوم إنسان عن إنسان فريضة الصوم وكذلك الصل ة ل يجوز أن يصلي إنسان عـن إنســان وقـد يقــول قائــل إن فــي الحج صل ة فنقول إن الصل ة فــي الحـج إنمـا هــى صــل تـك العاديـة مثــل مـا هــى فــي كـل اليـام إنمـا فريضة الحج هى المناسك التي أقرها الشرع وفعلها رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( وسـن فيهــا وما كانت بها صل ة إل صل ة ركعتين في مقــام إبراهيــم وه ى ســنة لــذلك كـان عبــد الـ بــن عمــر يقول ل يصوم إنسان عن إنسان ول يصلي إنسان عن إنسان " فإن الصل ة ل تنفك أبداً مهما كان بها من أعذار فإن لم تستطع أن تصلي قائماً تصلي قاعداً أو نائماً أو على جنــب فــإن لــن تســتطع كل ذلك كانت الصل ة بتحريك رمش العين وباليحاء فالمســلم ل يمتنــع عــن الصــل ة مهمــا كــان بــه من نوازل حتى إوان كان في وقت الحــرب ولقــاء العـدو ل تســقط الصـل ة أبـداً ,وكـذلك صـيام شــهر رمضان فهو عباد ة ل عز وجل وفريضة لذلك ل يؤديها إنسان عـن أخيـه ل نـهــا تكـاليف علــى ذلـك ال نـسان ل تسقط عنه ولكن من مات وعليه قضاء أيام مــن شــهر رمضــان فمــن العلمــاء مــن أجــاز إخـراج كفـار ة إطعـام مسـاكين عـن أيـام الصـيام ولـوليه أن يفعـل ذلـك ,وكمـا انـه يكـثر السـؤال عـن قراء ة القرآن هل ينتفع بها الميت لنعلــم أن رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( الـذي أجـاز إخـراج الصدقات من مسلم عن مسلم وأجاز صيام النوافل وصيام النذر من مسلم عن أخيه المسلم والذي أجاز الدعاء والحج فيما بين المسلمين وبعضهم لم يرد أو يصح عنه حديث يبين أن قـراء ة القـرآن ينتفع بها الميت ول أي من الصحابة مـن بعــده ولكـن تلـك المنســألة تكلـم فيهــا أهــل العلـم فـي ديــن السلم فقالوا إن قراء ة القرآن عباد ة فمـن أراد أن يهـب ثـواب تلـك العبـاد ة للميـت فإنهـا تنفعـه وه م 42
ليس عندهم سند بهذا القول ولكنهم قالوا هذا اجتهاداً وقالوا نتمنى على ال أن تصــلهم ثـواب تلـك العباد ة ولكنهم اشترطوا شروطاً فقالوا أن القارئ يجب أن يكون مخلصـاً فــي القـراء ة ول يشــترط أن تكون على عند القبر إنما الذي يكون عند القبر هو الدعاء للميت بمجرد نزوله القبر فقد ورد عن رسول ال )صلي ال عليـه وسـلم( أنــه قـال وه و فـي جنـاز ة ادعـوا لخيكـم فـإنه الن ُيســئل فيكـون الدعاء له بالتثبيت والدعو ة له بالمغفر ة والرحمة .
وقد شرح عمر بن الخطاب ول تزر وازر ة وزر أخرى عندما كان في جرحه الذي مــات فيــه ســمع صياحاً من ناس فقال لهم لقد سمعت رسول ال )صلي الـ عليــه وسـلم( يقــول إنمــا يعــذب الميــت ببعـض بكـاء أهلـه عليــه كـان ذلـك حـديث سـمعه مــن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( وعنــدما ســمعت أم المــؤمنين عائشــة رض ي الـ عنهــا بــذلك القــول قــالت وأيــن أنتــم مــن ول تــزر وازر ة وزر أخرى وأن ليس لل نـسان إل ما سعى وأن سعيه سوف ُيرى أين أنتم من هذه اليات إنما هــذه قالهــا
رسول ال )صلي ال عليه وسلم( عندما كانت جنــاز ة ليهــودي وكـان أهلــه ينوح ون عليــه فقــال إن الميت ُيعذب ببعض بكاء أهله عليه " من هنا قال أهل العلم في دين السلم أن هذا الــذي يرتضــي الفعل ويوصي به فذلك الذي ُيعذب لن ذلك الفعل كان هو يرتضيه في حياته ويطلبه قبل مــوته أن
يفعلوه حين مماته .
إوان لكل إنسان موازين في حياته الـدنيا ل تنقطـع عنـه وه و يحصـل نتيجتهـا يـوم القيامـة فـإن مـن سن في دين السلم سنة حسنة فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال في حديث له من ســن فــي الســلم ســنة حســنة كــان لــه أجره ا وأجــر مــن عمــل بهــا إلــى يــوم القيامــة ل ينقــص ذلــك مــن أجورهم شيئاص ومن سن في السلم سـنة ســيئة كـان عليــه وزره ا ووزر مــن عمـل بهــا إلــى يـوم القيامــة ل ينقــص ذلــك مــن أوزاره م شــيئاً " فليحــاول كــل مســلم أن يجعــل لنفســه ذكــرى طيبــة مــن العمل الصالح ومن السنة الحسنة حتى يحصل أجرها في الدنيا ويستمر أجرها بعد ممــاته إوالــى أن 43
يبعثه ال عز وجل يوم القيامة فيجد ثوابها عظيمـاً فل يعلــم أي إنســان بعــد ممــاته هــل يــؤدي عنــه الناس ويتحملون عنه ما فرط فيه أم ل . يا أيها الناس توبوا إلى ال قبل مماتكم وبادروا بالعمال الصالحة قبل أن ُتشغلوا وصـلوا مــا بينكــم وبين ربكم بكثر ة ذكركم له وبكثر ة الصدقة في السر والعلن ُتؤجروا وُتجبروا وُتنصروا .
ول تزر وازر ة وزر أخرى – ثانياً يقول رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( طــوبى لمـن تواضــع مــن غيـر منقصـة وذل فـي نفســه مـن غير مسألة وأنفـق مـاًل جمعـه مـن غيـر معصـية ورح م أهـل الضـعف والمسـكنة وخ الط أهـل الفقـه والحكمة " وطوبى هى درجة في الجنة منزلة جعلها ال لمن تواضع مــن غيـر منقصـة أي يتواضـع ل عز وجل ول يحمل أي كبر في صدره ل نـه يتعامل مع رب العز ة وكـذلك هـو تواضــع ل لنقــص فـي ل ل نـه يطلب من الناس الخرين ولكنه يتواضع لرب العالمين وهو يذل نفسه ل عز وجل ليس ذلي ً المعونة إنما يذل نفسه عباد ة وطواعية ل عز وجل وينفق في سبيل ال من الموال الــتي حصــلها من الطرق المشروعة ومن كل حل لـ طيـب فـإن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( يقـول إن الـ 44
طيــب ل يقبــل إل طيبـاً وكـذلك يكــون فــي قلبــه رحمــة بالضــعفاء والمســاكين وأن يخــالط أهــل الفقــه والحكمة لن مخالطتهم تقرب إلى جنة رب العالمين لن رسول ال )صـلي الـ عليـه وسـلم( يقـول في حديث معناه من غدا إلى مسجد يريد أن يتعلم علماً أو يعلمه كان له كأجر من حج حجــة تامــة تامة تامة " وذلـك الحــديث هـو مــن أحـاديث الـترغيب يريـد أن يرغ ب النـاس ويحببهــم فـي مجـالس العلــم وقـد قــدم فــي الحــديث الــذي يريـد أن يتعلــم علــى الــذي يعلــم لن الــذي يريـد أن يتعلــم يكــون الخلص عنده أكبر وأعظم فإن الــذي يتصــدى لتعليــم النـاس قــد يأخــذ ثـوابه مــن ثنــاء النـاس وقـد ينزغ الشيطان في صدره فيغتر بعلمه ورسول ال )صلي ال عليه وسـلم( ل ينطــق عــن الهــوى إن هو إل وحي يوحى يريد هذه المة أن تمتلئ بنور العلم والمعرفة -لذلك نتعجب كثي ارً ونأســف لمــا نرى من جهل وأمية فـي رب وع تلـك المـة إنمـا هـو مـن كيـد أعـداء ذلـك الـدين يحـاولون أن يحجبـوا عنها نور العلم والمعرفة فهذا جزء من الحرب عليها وكان يجب على هــذه المــة أن تكــون عكــس ذلــك ولكـن ل حــول ول قـو ة إل بــال العلــي العظيــم – إوان العلـم مــن العمــال الــتي يقــوم بهــا إنســان وتنفع إنسان آخر بل وقد تنفع أمة بكاملها لذلك كان للعلم تلـك المكانـة العظيمـة فـي ديـن السـلم س َ مُننوا إِ َ م تَ َ حنوا حنوا ِ ل لَ ُ ذا ِ هنا الّ ِ وال ـ عــز وجـل يقــول )ََحينا أََحيّ َ فناْف َ م َ فس ي اْل َ قي َ نآ َ ذَحي َ كس ْ ف ّ سس ُ سس ُ جسسنالِ ِ شُزوا َحيَْر َ شُزوا َ وإ ِ َ م ن ُأوُتنوا اْل ِ والّ ِ من ُ مُننوا ِ ه ال ّ ِ ذا ِ ه لَ ُ عْل َ ذَحي َ م َ نآ َ ذَحي َ قي َ مۖ َ َحيَْف َ فعِ اللّ ُ سحِ اللّ ُ ك ْ ك ْ فنان ُ ل ان ُ مُلنو َ خِبيٌر ( .المجادلة 11ولول العلم والتعلــم الــذي يــورثه العلمــاء لمــن َ جنا ٍ ن َ منا تَْع َ ه بِ َ تۚ َ دَر َ واللّ ُ
ل من بعد جيل ما وصل إلينا أي علم من علوم الدين أو غيرها مــن العلــوم الــتي قــد يبنــي بعدهم جي ً من بعدهم عليها ما يستجد من العلــوم سـواء الدنيويـة الــتي تنفــع النــاس فــي حيـاتهم أو فــي علــوم الدين التي تتقدم مع تقدم الزمان حتى تتـواءم وتتناســب مــع متغيـرات العصــور الــتي هــى ســنة الـ عــز وجـل فــي خلقــه أل وه و التغيــر فــي كــل شــيء فهــو ســمة مــن ســمات الحيــا ة الــتي نحياهــا ول يستطيع أحد أن ينكر التغير الذي يط أر في الحيا ة في كل عصر عما قبله بل وقد أصــبح التغيــر فــي يومنا هذا يحدث كل ساعة عن التي سبقتها ,ولذلك كان طلب العلم فريضة في دين السلم لنـــه 45
ل يستفيد المتعلم فقط من العلم إنما يفيد من يعلمهم من بعده هذا العلم سواء في صور ة تعليم لهــم شفاهة أو في صور ة كتب جمع فيها هذا العلم وتركها لمــن بعــده حــتى يســتفيدوا منهــا وكـذلك حــتى يسهل تداولها بين الناس فيطلع عليها أكبر عـدد ممكــن مــن النـاس فيتعلــم أعــداد كــبير ة هــذا العلـم الذي تحويه تلك الكتب وليتخيل الناس كم الحسنات التي يحصــلها صــاحب هــذا العلـم عــن كــل مــن تعلم من وراءه أو ق أر في كتاب جمع فيه العلم لينتفع به النــاس ,إذن العلــم هــو مــن أكــثر الشــياء نفعاً للناس في الحيا ة الدنيا إوانه ل يسـتوي بـأي حـال الـذين يعلمـون والـذين ل يعلمـون لن الـذين يعلمون جاهدوا وحرصوا وسـعوا لتلقــي العلــم وأخــذه ثــم إنهــم أيضـاً يكــون لهــم الثـواب العظـم بــأن يعلموا الناس ما تعلموه . إوان العلماء هم ورثة ال نـبياء وال نـبياء لم ُيورثوا دينا ارً ول درهماً إنما ورثوا علماً وحكمة ينتفع بهــا الناس وهم أقرب الناس لليمان وأعلهم منزلة ولذلك كان العلم الذي ينتفع به النــاس مــن الثلثــة
ل من الدنيا إلــى الخ ـر ة دون التي تظل باقية من عمل بن آدم في الدنيا يستمر أجرها وثوابها متص ً انقطاع ,والحسنات هى العملة التي يتم التداول بها يوم القيامة فإن رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسلم( قال لصحابه أتدرون من هو المفلس قالوا من ل دينار له ول درهم فقال بــل المفلــس الــذي يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال من صل ة وصيام وصـدقة وح ج ومـن جميـع القرب ات الــتي يتقرب بها الناس إلى ال عـز وج ل ثـم ظلـم هـذا وشـتم هـذا وأكـل مـال هـذا وضـرب هـذا فيؤخ ذ مـن حسناته ويعطى لهذا وه ذا وه ذا حـتى إذا نفـدت أُخـذ مـن سـيئاتهم ووضـعت عليـه ثـم طـرح بـه فـي النار ذلك هو المفلس فإن يوم القيامة ل بيع فيها ول شراء إنما التعامل بالحسنات والسيئات لــذلك يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( من كان عنده مظلمة لخيه فليتحلله منهــا فــي الــدنيا قبــل أن يكون ل دينار ول درهم " يحاول أن يـؤدي الحقـوق إلـى أهلهـا علـى قـدر المكـان حـتى ل يؤخ ذ من عمله الصالح بقدر مظلمة أخيه لن ال عز وجل ل يظلم أحداً إوان كان ليــس لــه حســنات أخــذ 46
من سيئات صاحب المظلمة ووضعت على الظالم إنما هى حقوق لبد أن تــؤدى إوان لــم تــؤدى فــي الدنيا أداها ال في الخر ة . ويقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ما اكتسب عبد مال من حرام فينفقه فيبارك له فيه – كما نجد الذين يكسبون من حرام نجد أموالهم بالمليارات بينما نجده وعلى وجهه كآبــة ول يغــادر الــدنيا حتى حتى يكون في وبال من ال عز وجل – ثم يقول رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( فيتصــدق فتقبل صدقته ول يتركه خلف ظهره إل كان زاده إلى النار " وعمرو بن العاص الذي قيل لــه هــذا الحديث إن السلم يجب ما قبله وأن الهجر ة تجب مــا قبلهــا وه و علــى فـراش المــوت يجــود بنفســه جمع أهل بيته ثم قال لهم هذه الموعظة قال لقد مرت حياتي بثل ثـة أطوار أما الولى فكنت محاربـ اً ل عز وجل ولرسوله فلو مت على ذلك لكنت من أهـل النـار ثـم الطـور الثـاني صـاحبت رس ول الـ وجاهـدت معـه فلــو مـت علــى هـذا لكنــت مـن أهـل الجنـة أمـا الثـالث فقـد حكمنـا النـاس وخالطنــاهم وعاملناهم فل ندري ألنا أم علينا -هـو ل يـدري بعـد أن خـالط النـاس وحكـم بينهـم هـل كـان ظالمـاً لهم أم هم ظالمين له ولنعلم إن الشيطان يأس أن ُيعبد في الرض ولكنه رض ي بــالمحظورات وه ى
الموبقات يوم القيامة فاتقوا الظلم فإن العبد يأتي يوم القيامة ومعه حســنات يظــن إنهــا تنجيــه فــإذا
بالمظـالم تأكــل حســناته كمـا تأكــل النـار الحطـب وه و الـذي ظــل يعمـل لتحصــيل تلـك الحسـنات فــي الدنيا وأهلك نفسه فيها حتى ينجو يوم القيامة فإذا بالمظالم تأتي عليها .
47
مغفر ة الذنوب إن ال نـسان جبل على الخطأ فإنه يقترف الخطايا ويقـع فــي الـذنوب والثــام ول يسـتثنى إنسـان مـن ذلك فما من إنسان إل وزلت قدماه وال عز وجل يقول
ه َ نو ٰ ف َ ه و َ ىآ َ غ َ ع َ ) َ جَتَبناُه َرّبسس ُ م َربّ ُ ما ْ ىُ .ث ّ ص ٰ د ُ
َ و َ هَد ٰ ى ( .طــه 122-121إن الشــيطان يغــوي بــن آدم بكــل وسـيلة لكــي يقلــل مــن ب َ علَْي ِ ه َ فَتنا َ
حسناته ويزيد من سيئاته لكي يدخل معه الجحيم فإنه يكره أن يكون ال نـسان من المتقين الذين ل يخطئون ليكونوا من أصحاب جنة النعيم ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول قــال إبليــس ل ـ عز وجل وعزتك وجل لـك ل أزال أغوي بني آدم مــا دامــت فيهــم الــروح – كــان ذلـك هــو القســم الـذي أقسمه إبليس أمــام رب العــالمين فـإنه شــغله الشــاغل وهمــه الول مــادام فــي ال نـســان نفــس يــتردد ولكن هل تركه ال عز وجل وما يريد بل جعل لل نـسان ما يحصنه من بأس الشــيطان ومـن غـوايته فقال – وعزتي وجل لـي ل أزال أغفر لهم ما استغفروني وأبو موسى الشعري يقول قال رسول ال )صلي ال عليــه وسـلم( إن الـ عــز وج ل يبســط يــده بالنهار ليتوب مسيؤوا الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيؤوا النهار حتى تطلع الشمس .
48
كما أن ال عز وجل جعل مكفرات للذوب جميعاً فإن رسول ال )صــلي الـ عليــه وسـلم( يقــول مــن حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيــوم ولـدته أمـه " وكـذلك يقــول تــابعوا بيــن الحــج والعمـر ة فإنهما ينفيان الفقر الذنوب كما ينفــي الكيــر خبــث الحديــد والــذهب والفضــة " وكمــا قــال لعمــرو بــن العاص أل تعرف يا عمرو أن السلم يجب ما قبله وأن الهجر ة تجب مـا قبلهـا وأن الحــج يمحــو ما قبله " إنه مغفر ة للذنوب ولكن ليس كل من رجع حاجـاً أو معتمـ ارً ُغفــرت لــه ذنــوبه وحطــت عنــه خطاياه فإن القائل يقول :إنك إن حججت بنفقة خبيثة فمـا حججـت ولكـن حجـت العيـر – إذا خـرج إنسان للحج وكـان مــاله مـن حـرام فمـا حـج ومـا أدى المناسـك ولكـن الـذي أدى المناسـك إنمــا هـى الطائر ة أو السفينة أو السيار ة إنما هى الراحلة التي تنتقــل بهــا ,ويحســب النـاس أن الحــج والعمـر ة هى التي ُتعيد ال نـسان كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب والخطايا ولكن دين السلم الذي هــو فيــه اليسر كله والخير كله وال عز وجل إنما يريد أن يدخلنا الجنة إدخاًل ولكن كثي ارً يأبون ويرفضــون فلننظر إلى المور التي ُتعيد ال نـسان كيوم ولدته أمه وهى سهلة ميسر ة ول تكلف أمواًل ول مشــقة فعـن عثمــان بــن عفـان قـال توضـأ رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( ثـم قـال مـن توضـأ مثـل وضوئي هذا ُغ فـر له ما تقــدم مـن ذنبــه وكـانت صـل تـه ومشــيه إلــى المســجد نافلـة " كـان الوضـوء فقط ولكن بإسباغه كما علمنا إياه رسول ال )صلي ال عليه وسلم( مكف ارً للذنوب مثل العائد مــن الحج كيوم ولدته أمه فقط بإسباغ الوضوء ثم كان المسي إلــى المســجد والصــل ة وكأنهــا نافلــة أي زياد ة في الجر وليست مكفر ة للذنوب ,وع ن أبــي هريـ ر ة قـال قــال رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسلم( أل أدلكم على ما يمحو ال عز وجل به الخطايا ويرفع به الـدرجات قـالوا بلــى يــا رس ول الـ قال إسباغ الوضـوء علـى المكـاره وكـثر ة الخطـى إلـى المسـاجد وانتظـار الصـل ة بعـد الصـل ة فـذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط " كـأن يتوضـأ إنسـان بمـاء بـارد وه و فـي شــد ة الــبرد فــي الشــتاء القارص من أجل ن يؤدي الصل ة في وقتها أو كمن يتوضأ بالماء الذي هــو مــن شــد ة الحــر وكـأنه جمر ملتهب وليس ذلك فقط بل أسبغ الوضوء وأحسنه وأداه كما علمــه لنــا رس ول الـ )صــلي الـ 49
عليــه وسـلم( ثــم كــثر ة الخطــى إلــى المســاجد مــن يحــرص دائم ـاً علــى أن يتــوجه فــي صــل تـه إلــى المســجد وكـذلك مــن يفــرغ مــن صــل ة الظهــر فينتظــر وقـت صــل ة العصــر وليــس المقصــود هنــا أن ينتظرها في المسجد أو أن يقضي كامل يومه في المسجد بل سعي أو عمل إنمــا المصــود غنتظــار وقتها أي إشتياقاً إليها وحباً في أدائها فإن تلك الثل ثـة تغفر الذنوب وتمحوها وترف ع مــن الــدرجات وكانت تلك من أفضل العمال التي يقوم بها المسلم وذلك هو الرب اط وكـأنه مجاهــد فــي ســبيل الـ عز وجل يغوص في أغوار المعارك . الصل ة أيها المسلم انظر في صل تـك وكيف تؤديها إواذا أردت أن تعود كيــوم ولـدتك أمــك فيجــب أن تتعلم كيف تؤديها فعـن عثمـان بـن عفـان قـال قـال رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( مـا مـن مسلم تحضــره صــل ة مكتوبـة فيحســن وضـوءها وخشــوعها وركوعهــا وسـجودها – أي أعطــى لكــل ركن في صل تـه حقها – ُغ فـر له ما تقدم من ذنبه " كانت الجائز ة أن غفر ال لك ما تقدم مــن ذنبــك وكانت كفار ة لما قبلها وذلك فـي الصـل ة المفروضـة المكتوبـة إواذا اجتمعـت المفروضـة مـع النافلـة فإنهــا المغفـر ة كلهــا فعــن أبــي الــدرداء قــال قــال رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( مــن تطهــر فأحسن الطهور ثم صــلى ركعــتين أو أربعــة مكتوبـة أو غيــر مكتوبـة يحســن ركوعهــا وسـجودها ثــم يســتغفر الـ إل غفــر الـ لــه " وه ذا دليــل المغفـر ة كــذلك فــي صــل ة النافلــة بشــرط إســباغ الوضـوء وحســن التطهــر فهــو المقدمــة لكــل شــيء ثــم اعطــاء الصــل ة حقهــا فــي الرك وع والســجود حــتى إذا انتهيت من تلك الصل ة استغفرت ال عز وجل كانت المغفر ة بإذن ال ,وعن أبي بكر الصــديق قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( مــا مــن مســلم يــذنب ذنبـاً فيتوضـأ فيحســن الوضـوء ثــم يصــلي ركعــتين ثــم يســتغفر ال ـ إل غفــر ال ـ لــه واق ـ أروا إن شــئتم
ش ً عُلنوا َ ذا َ ن إِ َ ة أَْو ف َ فنا ِ والّ ِ ح َ ذَحي َ ) َ
من َحيَْغِفُر ال ّ ه َ م َ سَتْغ َ ذ َ ى صّروا َ كُروا اللّ َ م َُحي ِ ه َ ذُننو َ و َ م َ منوا َأنُف َ ب إِّل اللّ ُ ول َ ْ ه ْ فنا ْ سُه ْ علَ ٰ ظَلَ ُ فُروا لُِذُننوبِ ِ منا َ هْم َحيَْعلَُمنوَن ( .آل عمران 135وذكر ال في هذه الية هو الصل ة و ُ ف َ عُلنوا َ َ
50
وجاء رجل إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وهو يلهث ويقـول يـا رس ول الـ لقـد أذنبـت ذنبـاً عظيماً فهل لي من توبة فبماذا أجابه رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إنها كانت إجابــة مــن الـ عز وجل فقد نزل قول ال عز وجل
وُزلَ ً صَلَة طََر َ ت ل ۚ إِ ّ سَننا ِ ي الّن َ ح َ ن اْل َ م َ هناِر َ ) َ م ال ّ وأَقِ ِ فنا ِ ّ ف ِ ن اللّْي ِ
ت ۚ َٰ ى ِلل س ّ ك ِذْك سَر ٰ ن ( .هـــود 114وعـ ن ســـلمان الفارسـ ي قـــال رأيـــت ذا ِ س ِي َّئنا ِ َُحيْذ ِ كِرَحي َ ذل ِ س َ هْب َ ن ال ّ
حبيبي صلى ال عليه وسلم يصلي ست ركعات بعــد صــل ة المغــرب ثــم قـال مــن صــلى ســت ركعـات بعد صل ة المغرب ُغ فـرت ذنوبه إوان كانت مثــل زب د البحــر " إذا بلغــت الـذنوب مبلغـاً عظيمـاً فكــانت مثــل زب د البحــر أي اللــون البيــض الــذي يعلــو أمـواج البحــار والمحيطــات ممــا يــدل علــى كــثر ة تلــك الـذنوب فمـا هــو العلج كـان العلج مــن الطـبيب الـذي هــو ُم حـمـد )صـلي الـ عليـه وسـلم( يصــف
الدواء بست ركعات يؤديها المسلم بعد صل ة المغرب تكون كفار ة لكل تلك الذنوب الكـثير ة الـتي هـى
بحجــم زب د البحــر فــي أمـواجه المتلطمــة ,ثــم كــان هنــاك دواء آخــر يعالجهــا ول يكلــف شــيئاً إنمــا يكلف عمل اللسان فقـط فعـن أبـي هري ر ة قـال قـال رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( مـن قـال سـبحان الـ وبحمــده فـي اليـوم مائـة مـر ة ُغفــرت ذنـوبه إوان كـانت مثــل زب د البحـر " بهـذه الكلمـات البسيطة يكررها اللسان على مدار اليوم يكون بها مغفر ة مـن الـ عـز وج ل للـذنوب ويعـود المســلم نقياً طاه ارً مــن الدران ,وهنــاك بـاب آخـر للمغفـر ة بخلف الصـل ة والتســبيح والحمــد يكــون بالبــذل والعطاء فإن المام الشافعي يقول وهو ما يقول إل بسند قال إذا كثرت ذنوبك فــي البرايــا وسـرك أن يكون لهـا غطـاء تســتر بالســخاء تســتر بــالجود والكــرم فكــل عيــب إنمــا يغطيــه الســخاء إذا كـان عندك مال فهناك باب آخر لمغفر ة الذنوب بكثر ة الصدقات وكـذلك بــالخلق الحســن وليــن الكلم فــإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول ما من شيء أثقل في الميزان مــن حســن الخلــق " وعنــدما س ئـل عن البر قال البر حسن الخلق وقال البر إطعام الطعام إوافشاء السلم وصلة الرحام ,وهناك ُ
من حسن الخلق ملقا ة أخيك ببشـر وسـرور فـإن تبسـمك فـي وج ه أخيـك صـدقة فـإذا كـان التبسـم صدقة فإن السلم يدخلك الجنة إواذا كان السلم يدخلك الجنة فإن المصافحة تمحو الذنوب وتغفــر 51
الخطايا قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ما من مســلمين يلتقيــان فيتصــافحان إل ُغفــر لهمــا ما لم يفترقا " إذا صافح المسلم أخيـه المسـلم فـإن المغفـر ة تحيـط بهمـا حـتى يفترق ا فـإن كـل مسـلم عليه أن يلتزم بالخلق الحسن مع الناس وأن يدعوهم إليه أما إن عاملهم بالنفور والتكبر فمــا أدى رسالة ُم حـمد )صلي الـ عليـه وسـلم( الـذي قـال لنـا أنـه ليـس رد السـلم فقـط بـل المصـافحة وه ى أقوى ل نـها تمحو الخطايا والذنوب .
وقال رسول ال )صلي الـ عليـه وسـلم( مـن صـام رمضـان إيمانـاً واحتسـاباً ُغفــر لـه مـا تقـدم مـن ذنبه " وقال كذلك من قام رمضان إيماناً واحتساباً ُغ فـر له ما تقــدم مــن ذنبــه " وقـال كــذلك مــن قــام ليلــة القــدر إيمانـاً واحتسـاباً ُغفــر لـه مــا تقـدم مــن ذنبـه " فيـا مـن أثقلتـك ذنوبـك وتريـد أن تمحوه ا أمامك كل تلك البواب تلج من أي منها تجد ال عز وج ل غفـار لمـا تقـدم مـن ذنبـك ويجعـل لـك مـا يطهرك ول يحملك فوق ما تطيق ول يثقل كاهلك بالعمــال الشـاقة حــتى تحصــل علــى المغفـر ة إنمــا هى أمور سهلة ميسر ة إن أخلصت العمل فيها خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك . وكـل أب ـواب الخيــر تلــك الــتي تحــدثنا عنهــا إنمــا تكفــر الــذنوب الــتي بيــن العبــد وبيــن ربـه فــإن أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها قالت قال رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( الــدواوين عنــد الـ ثل ثـة ديوان ل يعبأ ال بما فيه وديوان ل يتركه ال عز وجل أبداً وديوان ل يغفره ال عز وجـل أبــداً " هى كأنها ثلث سجلت عند ال عز وجل لكل عبد فأما الديوان الذي ل يغفره ال أبداً فهو ديوان الشرك بال لن ال عز وجل يغفر الذنوب جميعاً إل أن ُيشرك به وأما الديوان الذي ل يعبــأ ال ـ بــه
فهو ظلم العبد لنفسه إذا ارتكب العبد خطأ في حق نفسه وأما الديوان الــذي ل يــتركه الـ أبــداً فهــو ظلم العبــاد بعضــهم بعضـاً الـذي يرتكبــه العبــد فــي حــق أخيــه ل يطهــره ول يمحــوه حــج ول عمـر ة ول جهاد في سبيل ال ول الشهيد الذي هو حي يرزق عند ربه فإنه جـاء رج ل إلـى رس ول الـ )صـلي ال عليه وسلم( كما يقول عبد ال بن مسعود وقال يا رسول ال القتل فــي ســبيل الـ يكفــر كــل 52
شيء ؟ فقال له القتل في سبيل ال يكفر كل شيء إل المانة يؤتى بالرجل وقـد ُقتـل فـي سـبيل الـ فيقال له أد أمانتك فيقول ومن أين لي وقد ذهبت الــدنيا يقــول رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( فتتمثل له المانة كهيئتها يوم قبضها ثم ُتوضع على عاتقه فتهوي به فــي النــار ســبعين خريفـاً ثــم يصعد بها حتى إذا ظن أنه نجا بها تهوي به مر ة أخرى فهو في أثرها أبد البدين " ذلك لن حقــوق العباد ل يطهرها ول يكفر عنها ول يمحوها أي عمل ول الحج ول الجهاد والشهاد ة ول أي عباد ة ول يمحوها إل أن تؤدى تلك المانة وتلك الحقوق إلى أصحابها ,وعن عبد ال بن أنيس قال قــال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إنمــا ُتحشـرون حفـا ة عـرا ة غـرل ثـم ينــادي منــاد بصـوت يسـمعه من قرب كما يسمعه من بعد يقول أنا الملك الـديان ل ينبغــي لحـد مــن أهــل الجنــة أن يــدخل الجنـة وعليه مظلمة لحد من أهل النار -يا سبحان ال حتى إوان كان هـذا المظلـوم مـن أهـل النـار وه و في الجحيم فإن من ظلمه إوان كان من أهل الجنــة والنعيــم أي إنــه مســتحق لهـا بمــا قـدم فــي الـدنيا مـن عمـل صـالح إل أن ظلمـه إوان كـان لحـد مـن أهـل النـار لـن يبقيـه فـي الجنـة -قـال أصـحاب رسول ال كيف يا رسول ال إوانما نحن ُنحشر حفا ة عرا ة قال بالحســنات والســيئات جـ ازًء وفاقـاً ول يظلم ربك أحداً " ما كان ال عز وجل ظالماً إنما هو العدل وه و الحـق فلبـد يـوم القيامـة أن تـؤدى الحقوق إلى أصحابها ورسول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( يضـرب لهـذه الحقـوق المثـال ويقـول لتؤدن الحقوق إلى أصــحابها يــوم القيامــة حــتى يقتــص للشــا ة العجمــاء مــن الشــا ة القرن اء وُيســئل
العود لما خدش العود والمقصود بذلك التشبيه أن الجماد والحيوان والشجر سوف ُيسئل عما فعلــه
في حق أخيه فما بالنا بال نـسان الذي وهبه ال العقل والفكر والراد ة إنما سوف يحاسبه على حــق أخيه في يوم ل ريب فيه ولن يفلت من ذلك أحداً ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( المعلــم يقــول لصــحابه أتــدرون مــن المفلــس قــالوا مــن ل دينــار لــه ول دره م قــال إنمــا المفلــس الــذي يــأتي يــوم القيامة بحسنات أمثال الجبال وقد ظلم هذا وضرب هذا وأكل مــال هــذا فيؤخ ذ مــن حســناته وُيعطــى
لهذا وهذا وهذا حتى يمسي وليس معه شيء ,إذا أديتم الحقوق إلى أصحابها وتبتــم إلــى الـ عــز 53
وجل سوف يتوب ال عليكم ويمحو عنكــم خطايــاكم وتكونـ وا مــن أهــل النعيــم أمــا إن اســتكبرتم عــن أداء حقوق العباد فــأنتم تعرض ون أنفســكم لخطــر عظيــم فــإنه ليــس اليمــان بــالتمني فيــوم القيامــة نجد أناساً ُيقذف بهم في النار سيقولون كما يقولون اليوم سيغفر لنا ال إن ربك غفور رحيــم إنمــا هؤلء سوف يفعل ال بهم الفاعيل يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ليس اليمان بــالتمني
ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمــل إوان قومـ اً غرتهـم المــاني حــتى خرج وا مـن الـدنيا ول حسـنة لهم يسئلون قالوا كنا نحسن الظن بال ونقول إن يوم الجحيم ربك رحيم قال رسول ال )صــلي ال ـ عليه وسلم( وكذبوا لو أحسنوا الظن لحسنوا العمل " وعن أنس بن مالك قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال ال عز وجل يــا بــن آدم إنــك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منــك ول أبـالي يــا بــن آدم لــو أتيتنــي بقـراب الرض خطايــا ثــم جئتني ل تشرك بي شيئاً ل تـيتك بقرابها مغفر ة " إن المسلم المؤمن الموحد ل ييأس من رحمة ال عز وج ل ويحــاول جاهــداً أن يســتغفر الـ فيغفــر ال له فهو الذي يقول
هۚ م َل تَْقَن ُ سَرُفنوا َ ة اللّ ِ م ِ طنوا ِ ى َأنُف ِ ي ال ّ ِ ل ََحينا ِ ح َ ذَحي َ عَبناِد َ من ّر ْ ه ْ ن أَ ْ )ُق ْ علَ ٰ س ِ
ه َحيَْغِفُر ال ّ مي ً نو اْل َ م. ه ُ إِ ّ ن اللّ َ غُفنوُر الّر ِ ج ِ ه َ ب َ ذُننو َ عنا ۚ إِنّ ُ حي ُ
( الزمر 53
ال عز وجل يغفر الـذنوب جميعـاً فليحـاول كـل مسـلم أن أن يتخلـص مـن أدرانـه وأن يصـلي صـل ة يغفر له ال بها ما تقدم من ذنبه أو بذكر ل عز وجل أذكا ارً يغفر بها الذنوب وقبل كــل ذلــك يســعى كل مسلم أن يرد حقوق العباد في حياته الدنيا قبل الممات حتى ل يجد كل ما قـدم مـن عمــل وكـأنه هباًء منثو ارً وحتى يحشر إلى ربه يوم القيامة وهو على نقاء وطهار ة ل يشوبه شائبة .
54
الرتب والدرجات يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كما جاء في الصحاح عنــدما تشــاجر رج ل مــن المســلمين مع رجل من اليهود فلطـم المســلم اليهــودي لطمــة لنــه قـال والــذي اصــطفى موسـى علــى العـالمين فلطمه وقال له والذي اصطفى ُم حـمد على العالمين وجاء اليهودي إلى رسول ال )صلي ال عليــه
وسلم( يشكوا إليه المسلم فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وهو الذي يريد أن يعطي للناس حقها ودرجاتها ويعطي كل ذي فضل فضله كما يعطي القدو ة والمثل في التواضع فقال ل تخيرونــي على موسى فإن الناس ُيصعقون فأكون أول من يفيق فــإذا بموسـى بــاطش عنــد قـوائم العــرش فل أدري أفاق قبلــي أم لــم يجــازى بالصــعقة " هنــا رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( أمرن ا أل نخيــره
على نبي ال موسى عليه السـلم ول نفضـله عليـه ,وج اء فـي حـديث آخـر أن رس ول الـ )صـلي ال عليه وسـلم( قـال ل ينبغــي لعبـد أن يقـول أنـه خيـر مـن يــونس بــن مـتى – فـإن رس ول الـ فــي ظاهر الحديث يأمرنا أل نخير ونفاضل بين ال نـبياء وعندما نسير مع آيــات الـ عــز وج ل نجــد الـ عز وجل يقول
وَر َ ل َ من َ م فسس َ م َ ع بَْع َ ضْلَننا بَْع َ ف ّ هۖ َ كل ّ َ ) تِْل َ م اللّ ُ ضسسُه ْ ضُه ْ مْنُهم ّ ض ۘ ِّ علَ ٰ س ُ ك الّر ُ ى بَْع ٍ
س ۗ. َ م اْلبَيِ َّننا ِ وآتَْيَننا ِ جنا ٍ ت َ مْرَحيَ َ ن َ سى اْب َ عي َ تۚ َ دَر َ وأََحيّْدَنناُه بُِروحِ اْلُقُد ِ
( البقـــر ة 253فكـــانت هـــذه
الية تقول أن هناك تفاضل بين الرسل ودرجات وكذلك يقول ال عز وجل
فسس ي ك أَ ْ من ِ م بِ َ وَربّ َ ) َ علَ ُ
قْد َ ول َ َ ض ۖ َوآتَْيَنسسنا َداُووَد َزُبسسنوًرا ( .الســـراء ن َ وا ِ ف ّ ض الّنِبِّيي َ ضْلَننا بَْع َ ضۗ َ ت َ منا َ س َ ال ّ علَس ٰ واْل َْر ِ ى بَْعس ٍ
55فإن الذي ينظر إلى أحاديث رسول الـ إوالـى تلـك اليـات قـد يقـول إن هنـاك تنـاقض ولكـن الحاديث إنما حملت على التواضع من رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ل نـه ما كان عنده الكــبر وما كان يتعامل به هذا أوًل وثانياً أنه يقول لنــا ل تقاضــلوا بيــن ال نـبيــاء والرس ل علــى هـواكم أنتــم 55
فترفعوا درجة من شئتم عن عصبية أو قبلية إنما الذي يفضل ويرفع الـدرجات هــو الـ عــز وج ل ل أحد سواه وأما الثالثة أن رسول ال منع المفاضلة حتى ل يكون هناك شقاق ونـ زاع حــتى إوان كــان ذلك مع أهل الشرك ومع اليهـود الـذين يكنـون العـداء والبغـض لكـل أهـل الســلم فإنـك إذا فاضـلت أمــام يهــودي أو مشــرك فإنــك قــد تجــره إلــى أن يســب أو يلعــن أو يطعــن فيمــا تقدســه أنــت كمســلم فيصيبك بذلك ما اقترفته بيداك ويرجع عليك الوزر وال عز وجل يقول
عنو َ ن سّبنوا الّ ِ ن َحيَْد ُ ذَحي َ ) َ وَل تَ ُ
ه َ مۗ َ عسْدًوا بِ َ هسسم ة َ ه َ سّبنوا اللّ َ ك َزَحيّّنسسنا لِ ُ غْيسِر ِ ن اللّ ِ من ُدو ِ ِ مس ٍ ع َ كس ٰ َذلِ َ ملَُهس ْ م ُثس ّ ل ُأ ّ م إِلَس ٰ كس ِ ّ عْلس ٍ فيَ ُ ى َربِ ّ ِ
جُعُهْم َفُيَنبِ ُّئُهم بَِمنا َكناُننوا َحيَْعَمُلنوَن ( .ال نـعام 108ولكن ال عز وج ل إنمــا قــال لنـا أن هنــاك مْر ِ ّ درجات وهناك تفاضل ولكن هذه الدرجات ما كانت في النبو ة لن ال نـبياء كلهم درجة واحد ة والنــبي هو الذي أوحى ال إليه وعلمه الحكمة ولكن مــا أمــره أن يبلغهــا إلــى النـاس فكــل ال نـبيــاء فــي هــذه الدرجة سواء ل أحد فيها أعلى رتبة من غيره أما الذين فضل بعضهم علــى بعــض وكـان لكــل واحــد منهم درجة إنما هم الرسل فإن خير الرسل ســتة كمــا قــال أبــو هريـ ر ة الخمســة أولـ وا العــزم وكـان السادس وهو أولهم آدم عليه السلم فقال أبو هرير ة خير الرسل ستة وخير النـاس ســتة آدم ونـوح إوابراهيم وموسى وعيسى وُم حـمد عليه أفضــل الصــل ة والســلم ,واليــة الــتي نحــن بصــددها تقــول وَر َ ل َ من َ وآتَْيَنسسنا ف َ م َ م َ ع بَْع َ ضْلَننا بَْع َ ف ّ جسسنا ٍ تۚ َ دَر َ هۖ َ كل ّ َ ) تِْل َ م اللّ ُ ضُه ْ ضُه ْ مْنُهم ّ ض ۘ ِّ علَ ٰ س ُ ك الّر ُ ى بَْع ٍ س ۗ. م اْلبَيِ َّننا ِ ِ ت َ مْرَحيَ َ ن َ سى اْب َ عي َ وأََحيّْدَنناُه بِسُروحِ اْلُق سُد ِ
( البقـــر ة 253كـــان هنـــا ذكـــر الول وهـ و
موسى كليم ال وكلم ال موسى تكليماً ويقول ال عز وجل
مي َ و َ ه ى لِ ِ كل ّ َ قناتَِنسسنا َ منو َ منا َ ) َ مس ُ ول َ ّ سس ٰ جناَء ُ
ل َ كۚ َ ه َ سسَت َ م َ ه ن ان ُ بِ أَِرِن ي َأن ُ فسِإ ِ وٰلَ ِ قّر َ ظسْر إِلَسسى اْل َ ل َلن تََرانِسس ي َ قنا َ ظْر إِلَْي َ قنا َ كسسنانَ ُ َربّ ُ نا ْ ل َر ّ جبَس ِ كس ِ ً َ ع ً ق َ مسنا أ َ قنا ۚ َ ف تََراِن ي ۚ َ َ فسنا َ ل ج َ سْنو َ د ّ ه َ صس ِ قسنا َ ى َ منو َ و َ كسنا َ ل َ ه لِْل َ منا تَ َ ف َ علَس ُ ى َربّس ُ فل َ ّ فل َ ّ سس ٰ جلّ ٰ خسّر ُ جبَس ِ ن. مْؤ ِ مِني َ ك َ ت إِلَْي َ حنانَ َ سْب َ وأََننا أَ ّ ل اْل ُ و ُ ك ُتْب ُ ُ
( الع ـراف 143تلــك كــانت مكانــة موسـى ولكــن ال ـ
عز وجل قال بعدها ورفع بعضهم درجات من هو الذي رفعه درجات فوق الدرجات والذي كان بعــده عيسى في تلك الية وعيسى إنما آتاه ال البينــات عليـه وعلـى نبينـا أفضـل الصـل ة والســلم وأيــده بروح القدس وجعل على يـديه معجـزات مثـل إحيـاء الميـت ومـا أحيـا إل ميتـاً واحـداً وليـس كـل مـن 56
مات ,ال عز وجل جاء بهذين فإنهما كانـا رس ل وأنبيـاء لبنـي إسـرائيل باليهوديـة والنصـرانية أمـا الذي رفعه فوقهم درجات إنما هو ُم حـمد )صلي ال عليه وسلم( يقول لنا ال عز وجل إذا كـان الـ
كلم موسى تكليماً فإن موسى هو الذي طلب الرؤية ومـا أعطيهــا وُم حـمــد )صــلي الـ عليــه وسـلم( إنما استدعاه ربه إلى حضرته وكلمه تكليماً ووقف هو وجبريل أمام عرش الرحمن فقال رسول ال
عندما توقف جبريل وامتنع عن التقدم أفي هــذا المقـام يــترك الخليــل خليلــه فيقــول لــه جبري ل لـو تقدمت أنت لخترقت ولو تقدمت أنا لحترقت أنت المطلوب أنت الذي اســتدعاك رب العــالمين أنــت الذي لك تلك الدرجة الــتي ل يصــل إليهــا مخلــوق ويـدخل ُم حـمــد )صــلي الـ عليــه وسـلم( مــا طلـب الرؤيا ولكنها ُم نـحت له وما اســتطاع أن ينظــر أو أن يرف ع بصــره أمـام رب العـالمين فــإن أبــا ذر
قال قلت يا رسول ال رأيت ربك فقال له يا أبـا ذر نـور أنــى أراه " رف ع الـ عـز وج ل ُم حـمــداً )صــلي ال عليه وسلم( على كل الرسل وال نـبياء فـي السـماوات كلهـا والرس ل كلهـم دون العـرش لـم يـؤذن لهم إل ُم حـمد )صلي ال عليه وسلم( إوان كان عيسى عليه السلم أحيا ميتاً واحداً أو عــد ة أم ـوات
فإن ُم حـمداً )صلي ال عليه وسلم( أحيا أمة بكاملها كما يقول القائل : عيسى بن مريم دعا ميتاً فقام له الجهل موت فإن أوتيت معجز ة
وأنت يا ُم حـمد أحييت أمة من الرمـم أحييت من الموت أو أحييت من الجهل
رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول أنا ســيد ولـد آدم ول فخــر وه و الشــافع وه و المشــفع وه و صاحب الحوض وهو أول من تنشق عنه الرض يوم القيامة وهو اول من يقعقع بــاب الجنــة وأول من يدخلها فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول حرم ال الجنة على ال نـبياء حــتى أدخلهــا " والــ عــز وجـل يقــول
ل َٰ و َ ن اْل َ م م .أَ ُ ن َ ن َ هَذا اْلُقْرآ ُ ع ِ مس َ قناُلنوا لَْنوَل ُن ِزّ َ ) َ هس ْ ل ِّ علَ ٰ ظيس ٍ ى َر ُ قْرَحيََتْيس ِ جس ٍ
وَر َ ن َ حيَسسناِة ال س ّ منو َ م فْعَنسسنا بَْع َ م ِ َحيَْق ِ دْنَينا ۚ َ م فِسس ي اْل َ عي َ ق َ ت َربِ ّ َ م َ ح َ ضسُه ْ ش سَتُه ْ س ْ ك ۚ نَ ْ ن َر ْ مَننا بَْيَنُهم ّ ح ُ س ُ َ ضُهم بَْع ً فْنو َ خْيٌر ِّمّمنا َحيَْجَمُعنوَن ( .الزخـ رف س ْ ض َ ت لِ ّيَّت ِ جنا ٍ ك َ ت َربِ ّ َ ح َ خِرًَّحينا ۗ َ دَر َ وَر ْ خَذ بَْع ُ م ُ ضنا ُ ق بَْع ٍ
57
32-31عندما جاء ُم حـمد برسالته ماذا قالوا قال الوليد بن المغير ة لو كـان مـا يقـول ُم حـمـد حقـاً
فإنني كنت أولى به أو مسعود بن عـرو ة الثقفـي فيـرد عليهـم الـ بـأنه هـو الـذي يقسـم رحمتـه كمـا يقســم الرزاق بيــن العبــاد وجعــل الخلــق مراتــب ودرج ات منهــم الغنــي ومنهــم الفقيــر ومـا كــان ذلــك بـإراد ة النـاس إنمـا بــإراد ة الـ عــز وج ل فهـو الـذي يـرزق مــن يشـاء ويمنــع الـرزق عـن مــن يشـاء
فيقول لهم إن الرزق الذي عندك يا وليد ويا مسعود بن عـرو ة مـا أتـاك بجهـد منـك إنمـا هـو عطيـة من الرحمن وال عز وجل ل يفضل الخلق بالموال إنما يرفع الدرجات بمشيئته هو فهو الــذي رف ع ُم حـمد )صلي ال عليه وسـلم( علــى العـالمين ,ثــم كــانت أرف ع الــدرجات بعــد الرس ل وال نـبيــاء هــى
درجة الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين والصحابة إنما كانت لهم درجات وما كانوا درجة واحــد ة
وكان أعلهم درجة هم الربعة الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رض ي الـ عنهــم جميعـاً ثــم كان الذين من بعدهم المبشرين بالجنة ثم كانت الرتبة التي بعدهم أهل بدر الذين شاركوا فيها فــإن رجل جاء يشكوا إلى رسول ال حاطب بن أبي بلتعة فقـال لـه مــا ظنـك لعـل الـ عـز وج ل نظــر إلـى أهل بدر فقال لهم افعلوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ,ثم بعدهم أهل أحد ومن شــارك فيهــا ثــم أهــل بيعــة الرضـ وان ومــن شــارك فيهــا لن الــ عــز وجــل يقــول
)ل ّ َ ن إِْذ ه َ مسْؤ ِ قْد َر ِ مِني َ ي اللّ ُ ن اْل ُ عس ِ ض َ
حنا َ م َ م َ جَرِة َ كيَن َ قِرَحيًبسسنا. ة َ ف َ فْت ً س ِ منا ِ َُحيَبناَحيِ ُ م َ فَأنَز َ م َ عِل َ ش َ ح َ عنونَ َ وأََثنابَُه ْ ه ْ ه ْ ك تَ ْ ل ال ّ ت ال ّ علَْي ِ ف ي ُقُلنوبِ ِ
(
الفتح 18فهؤلء القوم الذين بايعوا ُم حـمداً )صلي الـ عليـه وسـلم( هـم أفضـل النـاس وأعلهـم
درجة ورتبة بعد الوائل الذين قلنا عنهم قال عبد ال بن عباس إن ال عز وج ل أعلمنــا أنــه قـد رضي عنهم وما أعلمنا أنه أسخط واحداً بعدها " فكان الساس أن الرض ا مــن الـ ويقــول الـ عــز وا ْ َ وُلنو َ سنابُِقنو َ ه عسنو ُ ن ّر ِ والّس ِ هنا ِ ن ِ ن اتّبَ ُ سسنا ٍ م َ ح َ ذَحي َ صناِر َ لن َ ن َ جِرَحي َ م َ وجل ) َ ي الّلس ُ هم بِِإ ْ ن اْل َ ّ وال ّ ن اْل ُ ضس َ هسسنا أَبَسًدا ۚ ٰ َ ك اْل َ فسْنوُز وأ َ َ ضنوا َ َ ن ِ خنالِس ِ عس ّ جّنسسنا ٍ في َ هسسنا اْل َْن َ حَت َ ذلِس َ دَحي َ هسسناُر َ م َ ه َ م َ عْنس ُ جسِري تَ ْ ت تَ ْ د لَُهس ْ عْنُه ْ وَر ُ
ظيُم ( .التوبة 100إن هذه الدرجات وتلك الرتب كــانت لقــوم عايشـوا رس ول الـ )صــلي الـ اْل َ ع ِ عليه وسلم( وصاحبوه والبخــاري يقــول كــل مــن رأى رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( فهــو مــن 58
صــحابته ونهينــا أن نتطــاول علــى أي واحــداً منهــم إنمــا نــرد المــر فيــه إلــى الـ فــإنه يعلــم جهره م وسرهم فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقـول ل تسـبوا أصـحابي فوالـذي نفسـي بيـده لـو أن أحــدكم أنفــق كــل يــوم مثــل جبــل أحــد ذهبـاً لــم يبلــغ مــد أحــدهم ول نصــيفه فــإن الـ عــز وج ل يقــول ك ً ) ّ جًدا م ُر ّ م ۖ تََرا ُ ك ّ داُء َ م َ عَلسى اْل ُ ه أَ ِ والّ ِ ل اللّ ِ شس ّ ح َ فسسناِر ُر َ ن َ ذَحي َ هۚ َ م َ عس ُ هس ْ مسسناُء بَْيَنُهس ْ م ٌ سس ّ ح ّ عسنا ُ سنو ُ د ّر ُ سجنوِد ۚ ٰ َ ن َ غنو َ م فِسس ي منا ُ جنو ِ م ِ نواًننا ۖ ِ وِر ْ ن اللّ ِ ف ْ َحيَْبَت ُ ك َ ذل ِ َ سي َ ض َ ه َ م َ مَثُلُه س ْ م ْ ه ْ هم ِ ّ ضًل ِ ّ ن أَثَِر ال ّ ُ ف ي ُو ُ ه ِ َ َ سسَتْغلَظَ َ فسسبآَزَرُه َ طأُه َ ش ْ نو ٰ ل َ ه ى َ خَر َ سسسنوقِ ِ م ِ سسَت َ ج َ و َ الّتْنوَراِة ۚ َ فنا ْ فنا ْ كَزْرعٍ أ ْ ف ي ا ْ ِلن ِ مَثُلُه ْ علَس ٰ ى ُ جي ِ مْغِفسَرًة و َ و َ ك ّ ب الّزّرا َ ت ِ حنا ِ ع ِ ه الّس ِ م اْل ُ ع لِيَ ِ صسسنالِ َ مُنسسنوا َ نآ َ ذَحي َ فناَر ۗ َ عسَد اللّس ُ مْنُهسسم ّ مُلسسنوا ال ّ ه ُ َُحيْعجِ ُ غيظَ بِ ِ
منا. جًرا َ ظي ً ع ِ َ وأ َ ْ
( الفتح 29
ال عز وجل هو الذي جعل لكل منهم تلك المنزلة والدرجة والمرتبة إن كان من المتقين الصــالحين المؤمنين فإن در ة بنت أبي لهب رضي ال عنها جاءت إلى رسول الـ وقـالت إن النـاس تعيرن ي بــأبي وبـأمي – يقولـون لهــا يــا بنــت حمالــة الحطــب – فقــال لهــا قــولي لهــم إن أكــرم النــاس أتقــاهم وآمره م بــالمعروف وأنهــاهم عــن المنكــر وأوصـلهم للرح م " فــإذا أردت أن ترف ع درجتــك فهــذه هــى مسسن خلَْقَنسسنا ُ المور التي يرفع ال بها الدرجات والرتب ويقول ال عــز وجــل )ََحينا أََحيّ َ س إِّننا َ كم ِ ّ هنا الّننا ُ و َ َ ه أَْت َ ذ َ م ه َ م ۚ إِ ّ عناَرُفنوا ۚ إِ ّ ل لَِت َ ج َ ن اللّ س َ قسسنا ُ عنَد اللّ ِ م ِ م ُ عْلَننا ُ ش ُ ن أَْكَر َ قَبنائِ َ عنوًبنا َ و َ ى َ كٍر َ ك ْ ك ْ ك ْ وُأنَث ٰ عِلي س ٌ م ُ
س ئـل رسول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( عـن أكـرم النـاس قـال أكـرم َ خِبيٌر ( .الحجرات 13عندما ُ
الناس الكريم بن الكريـم بــن الكري م بـن الكريـم يوسـف بـن يعقــوب بـن إبراهيــم قـالوا ليــس عـن ذلـك
نسألك يا رسول ال فقال إن أكرم الناس أتقاهم أفقههم في الجاهلية أفقههم في السلم . دخل رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يوماً المقابر فقال السلم عليكم أهــل الـديار مــن المــؤمنين والمسلمين أنتم السابقون إوانا إن شاء الـ بكـم ل حقـون ثـم قـال كلمـة التفـت لهـا أصـحابه قـال يـا ليتنا رأينا إخواننا قالوا يا رسول ال ألسنا إخوانك قال أنتم أصحابي أما إخواننــا فلــم يــأتوا بعــد قــالوا يا رسول ال كيف نعرف من لم يأتي بعد قال يأتون غرًل محجليــن مــن أثــر الوضـوء " وه و حــديث طويل ولكننا انتقينا منه ما يخدم الموضوع قالوا كيف تعرفهم يا رسول ال كيف تعرف من لم يــأتي 59
بعد قال يكون لهم بياضاً ونو ارً من أثر الوضوء فإذا كنت تريد أن تكــون مــن أخـوان ُم حـمــد )صــلي الـ عليــه وسـلم( فعليــك أن تكــون مــن المصــلين المتطهريـن الــذين يحســنون الوضـوء فتلــك هــى السمات التي يعرفك بها رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يوم القيامة . سأل رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أصحابه يوماً وقال لهم أي الخلــق أعجــب لكــم إيمانـاً قــالوا يا رس ول الـ المل ئـكـة قـال ومـا بـالهم ل يؤمنـون وه م عنـد ربهـم قـالوا يـا رس ول الـ ال نـبيـاء قـال وكيف ل يؤمنون والوحي يتنزل عليهم قالوا يا رسول ال نحن أصحابك قال وكيف ل تؤمنــون وأنــا بيــن أظهرك م أبــث لكــم تعــاليم الــدين إذا شــق عليكــم أمــر تســألونني فيــه – عنــد هــذا الحــد توقـف الصحابة ول يدرون الجابة – قال رسول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( أعجـب الخلـق إيمانـاً قومـ اً يأتون من بعدكم يجدون صحفاً فيؤمنون بما فيها " كان هؤلء القــوم هــم نحــن أهــل الســلم اليــوم الــذين وج دنا كتـاب الـ عــز وج ل فصــدقناه ووج دنا ســنة رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( فــي صحف مكتوبة فأخذنا بها وعملنا بها واتخذناها منهجاً ونبراساً لذلك كان لنا درجة مرتفعة ومرتبــة عظيمة أما إذا تنكبنا الطريق وهجرنا كتاب ال عز وجل وتركنا سنة رسوله واتجهنا بانظارنا شــرقاً وغرباً فل نلومن إل أنفسنا . ن س َ جَد ّ مُننوا اْليَُهنو َ والّس ِ وًة لِ ّلّ ِ ش ّ ذَحي َ د َ نآ َ ذَحي َ عَدا َ ن أَ َ وهناك درجات أخرى يقول ال عز وجل )لََت ِ د الّننا ِ ى ۚ ٰ َ ن َ صسسناَر ٰ م ك بِسَأ ّ ج سَد ّ ن ِ مُنسسنوا الّس ِ دًة لِ ّلّس ِ ش سَر ُ نو ّ ذل ِ س َ قسسناُلنوا إِنّسسنا نَ َ ذَحي َ نآ َ ذَحي َ مس َ كنوا ۖ َ مْنُهس ْ ولََت ِ أَ ْ ن أَْقَربَُهسسم ّ وإ ِ َ وُر ْ كِبُرو َ ل تَ سَر ٰ م ى أَ ْ سَت ْ سسسنو ِ س ِ سي ِ قِ ّ ِ م ُ منا ُأن سِز َ عنوا َ ذا َ نَ . هَبناًننا َ ن َ سي َ عُيَنُه س ْ م َل َحيَ ْ وأَنُّه ْ ل إِلَسسى الّر ُ مّننا َ ق ۖ َحيَُقنوُلنو َ ن. م َ منا َ ه ِ شسسنا ِ عَرُفنوا ِ معِ ِ ض ِ ن ال ّ دَحي َ فناْكُتْبَننا َ ن َربَّننا آ َ ن اْل َ م َ م َ د ْ ع ال ّ م ّ تَِفي ُ ح ِّ
( المائـــد ة
83-82كانت هناك درجات للعـداو ة أشــدها إنمــا هــم اليهــود وأهــل الشــرك وه م درج ات فليــس كــل اليهود على نفس الدرجة وليس كل أهل الشرك على نفس الدرجة فإن رسول ال )صلي ال ـ عليــه ل ليدله على الطريق في هجرته هو عبد ال بن أريقط وكذلك دخل مكة في وسلم( اتخذ مشركاً دلي ً يوم من اليام تحت حمايــة وفـي جـوار رج ل مشـرك هــو المطعـم بـن عـدي وكـذلك كـان الـذي يؤيـده 60
ويحميه وينصره هو عمه أبو طــالب الــذي مــات علــى الشــرك ولـم يــؤمن فهــؤلء كلهــم علــى الشــرك ولكنهــم ليسـوا محــاربين لرس ول الـ ول لــدين الســلم ول معتــدين بينمــا هنــاك مــن المشــركين مــن يناصبه العداء مثل أبي لهب ,وكما أن الشرك درجات فإن الكفر أيضاً درجات فإن كفر البخيل هو كفر بنعمة ال عز وجل عليه فإن ال عـــز وجــل يقـــول
مُرو َ خُلنو َ ل س ِبناْلُب ْ ن َحيَْب َ ) ال ّ ِ ن الّننا َ ن َ ذَحي َ وَحيَْأ ُ خس ِ
من َ منو َ عَتسْدَننا لِْل َ ن َعسَذاًبنا ّمِهيًنسنا ( .النســاء 37فالبخيــل وأ َ ْ منا آَتنا ُ وَحيَ ْ ضسِل ِ ف ْ ه ِ كسنافِِرَحي َ هۗ َ ن َ َ م اللّ ُ ه ُ كُت ُ
كافر بنص تلك الية ل نـه يكفر نعمة ال عز وجل عليه وما كان كاف ارً بال وكـذلك هـى المـرأ ة الـتي تنكر حق زوجها وفضله عليها ول تعطي زوجها حقاً له عليها ول تعترف بإحسانه إليها ول تعترف بمودته لها فإنما هى تسمى كافر ة لن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال لم المؤمنين عائشــة رضي ال عنها يا عائشة رأيت النار فإذا أكــثر أهلهــا مــن النســاء يكفــرن -يــدخلون النــار بكفره م فقالت يا رسول ال أيكفرون بال قال ل يكفرن بالعشير " إن أحسن الرجل إلى زوجته الدهر كله ثم بدرت منه بادر ة تقول لم أرى منك خي ارً قط فهذا النوع من النساء أطلق عليهن رسول ال لفظ الكفر وكان ال لـعن الكفر بال عز وجل . كمـا أن اليمـان رت ب ودرج ات ورت ب اليمـان بضــع وسـبعون شــعبة أعلهـا شـهاد ة أل إلـه إل الـ وأدناهــا إماطــة الذى عــن الطريـق والحيــاء شــعبة مــن اليمــان فلينظــر كــل منــا إلــى حــاله وليضــع لنفسه موضعاً من تلك الشعب ليعرف مكانه ورتبته عن رب العالمين فإذا حصلت من هذه الشــعب خمسة فـأنت ضـعيف إواذا حصـلت الشـعب كلهـا فـأنت فــي أعلـى علييـن إواذا حصـلت نصــفها فـأنت متوسط الحال فيقيس كل منا نفسه إن أراد ان يحسن من رتبته ودرجتــه وليحاســب ال نـســان نفســه قبــل أن يحاســبه ال ـ عــز وجـل وزن وا أعمــالكم قبــل أن تــوزن عليكــم وتزين ـوا للعــرض الكــبر يــوم ُتعرضون ل تخفى منكـم خافيـة وقـد قيـل لواحـد مـن أعظـم التـابعين هـو سـعيد بـن المسـيب قيـل لـه أليس من قال ل إله إل ال دخل الجنة فقال ل إله إل ال مفتاح بـاب الجنـة ثـم قـال وكـل مفتـاح لـه 61
أسنان معينة تفتح باباً بعينه دون غيــره أمــا إن جئــت بمفتــاح ليــس لــه أســنان فلــن يفتــح أي بــاب فإن أسنان المفتاح هى البضع وسبعون شعبة ولكن على المســلم أن يحســن الظــن بــال عــز وج ل وأن يعلــم أن مــن مــات فقــد قــامت قيــامته وسـوف ُيبعــث علــى مــا مــات عليــه فــاجعلوا آخرتكــم فيهــا الخير حتى ُتبعثون على الخير واجعلوا ألسنتكم رطبة بذكر ال عز وجل حتى يكون آخر كلمكم ل
إله إل ال فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال من كان آخر كلمه ل إله إل ال دخل الجنــة " ويقول كذلك والذي نفسي بيده ل حسر ة على أهل ل إله إل ال عند مــوتهم ول حسـر ة عليهــم وه م في قبورهم وكأني بأهل ل إله إل ال ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد ل الـذي أذهــب عنا الحزن " فليعمل كل مسلم لخرته خيـ ارً فإنهــا هــى الباقيــة وليرف ع مــن درج اته فــي دنيــاه فــإنه سوف ُيحشر على تلك الدرجة وهناك بضع وسـبعون شــعبة فليحــاول أن يحصــل منهــا مــا اســتطاع حتى يرفع من قدره ومن مرتبته عند رب العــالمين وعليــه بالوضـوء فإنمــا هــو العلمــة الــتي ســوف
يعرفه بهــا رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( فيأخـذ بيـديه إلــى الجنـة فـإنه هـو الـذي قـال الجنـة محرمة على المم حتى تدخلها أمتي .
عرض العمال
62
يقول قائل :لم أرى السعاد ة جمع مال ولكن التقي هو السعيد وتقوى ال خير الـزاد زخ ارً وعنــد الـ لل تـقى مزيد " السعاد ة ليست في كثر ة المال ول القصور ول في زخرف الحيـا ة الـدنيا إنمـا السـعاد ة شيء في داخل ال نـسان فكثي ار ما تجد من عنده المال مهموماً حزيناً وتجد آخر ليــس عنــده شــيء إنما يملء قلبه التقوى واليمان فتجد السعاد ة على وجهه ويقــول القائـل :إذا لـم يكـن للمـرء ثيابـاً مـن التقـى تـراه عريانـاً إوان كـان كاسـياً ,أي إن الـذي يسـتر ال نـسـان هـو تقـوى الـ عـز وج ل أمـا المشرك الفاجر فكأنه عرياناً مهما ارتدى من ثياب . وعمير بن الحمام عندما كانت معه تمرات وقال رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( فــي موقعــة من المواقع ل يقاتلهم اليـوم رج ل فيقتــل مقبــل غيـر مـدبر إل دخــل الجنــة فقـال يـا رس ول الـ ليــس بيني وبين الجنــة إل تلــك التمـرات فألقاهــا وه و ينطلــق ويقــول ركضـاً إلــى الـ بغيــر زاد غيــر التقــى وعمل المعاد " إنما كان يتزود إلى ال عز وجل بالتقوى والعمل الصالح ,كما يقول قائل : إذا خلوت يوماً ل تقل خلوت ولكن قل علّي رقيب ول تحسبن ال يغفل ساعة أو إن ما تخفي عليه يغيب إذا كنت داخل حجر ة مـن أربعــة جـدران وح تى إن كـانت ليــس بهـا نافـذ ة أو بــاب وأغلقتهــا عليـك ثــم فعلت في تلك الحجر ة ما فعلت فـاعلم أن الـ مطلـع وأنـه يعلـم السـر وأخفـى وه و الـذي يعلـم خائنـة العين وما تخفي الصدور ,يعلم رمش العين وما يعنيه ذلك الرمش ومن تلك الخائنة التي خانهــا . إوان العمال ُتعرض ُتعرض على ال عز وجل ساعة عملها ويحصيها عليك فإذا قضى اليوم كانت محصلة العمال التي عملتها معروضة على رب العالمين فعـن أبــي هريـ ر ة قـال قــال رس ول الـ )صلي ال عليه وسلم( يتعاقبون فيكم مل ئـكة بالليل والنهار ويجتمعـون فــي صـل ة العصــر فيقــول 63
ال للمل ئـكة وهو أعلم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون – فعلمنا من هنا أن عمل النهار كله معروض على رب علــى العـالمين مــع صــل ة العصــر وعمــل الليــل إنمــا ُيعــرض علــى رب
العالمين في صل ة الفجر وذلك حتى يحسن ال نـسان مـن عملـه فعـن أبــي موسـى الشــعري قـال
قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إن ال عز وجل ل ينام ول ينبغي له – فـإن الـ عـز وج ل ل تأخذه سنة من نوم فكل الخلق كتب ال عليهم النوم أحيــاًء كـانوا أو أمواتـاً حيـوان أو إنســان نبــات أو جماد لبد وأن يكون لهم ساعة نوم وسكون إنمــا الـ عــز وج ل ل تأخــذه سـنة ولـو أخـذته سـنة لضطرب الكون كله ولتخبطت النجــوم والكـواكب ولكــانت النهايــة المفجعــة -ثــم يقــول رس ول الـ )صلي الـ عليــه وسـلم( يخفـض القســط ويرفعـه يـرزق مــن يشـاء ويحـرم مــن يشـاء ُيعـرض عليــه
عمل النهار قبل الليل وُيعرض عليه عمل الليل قبل النهار " فإن كان العمل أبيض كــانت الســعاد ة
إوان كان العمل أسود كان الشقاء كان ذلك العمل الذي ُيدون عليك يومياً وكل ذلك العمل يجمع في
يومين من أيام السبوع فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كــان يصــوم يــوم ال ثـنيــن والخميــس
سـ ئـل عـن سـبب ذلـك قـال إن العمـال تُعـرض علـى الـ عـز وج ل يـوم ال ثـنيـن من كل أسـبوع ولمـا ُ والخميــس فيغفــر الـ لكــل مــن ل يشــرك بــه شــيئاً إل متشــاحنين يقــول الـ عــز وج ل أخرهمــا حــتى
يصطلحا " وذلك حتى يحرص كل مسلم ان ل تكون بينـه وبيـن أخيـه شـحناء أو بغضـاء أو خصـام فل ياتي عليهما يوم الخميس إل وقد اصطلحا وكذلك فـي الثلثــة أيـام التاليـة ل يـأتي عليهمـا يـوم ال ثـنين إل وقد اصطلحا حتى ينال مغفر ة ال عز وجل ,ثم يجمع كل ذلك في سجل أكــبر فعــن عبــد ال بن عباس كان يفسر للناس قول ال عز وجل
من َ د. ب َ منا َحيَْلِف ُ ه َر ِ ل إِّل لََدَْحي ِ ظ ِ قْنو ٍ عِتي ٌ ) ّ قي ٌ
(
ق 18وكان عبد ال بن عباس هو ترجمان القـرآن وح بر المـة وأفقــه صــحابة رس ول الـ )صــلي ال عليه وسلم( شرح تلك الية فقال يكتب كل ما يتكلم بــه القريـن فــإذا كــان يــوم الخميــس يعــرض كل ما كتب على ال عز وجل فيثبت ما كان فيه من خير أو شر ويلقى سائره يوم الخميــس تُعـرض كل هذه الكلمات التي تكلمتها والعمال التي عملتهـا علـى الـ وه ذا الكلم ليـس فيــه وزر أو ذنــب 64
كل هذا ينحى أما الكذب فُيكتب وأما الرياء والضغائن والحقاد فُتكتب وأما المانــة والصــدق فُيكتــب
يثبت مــا كــان فيــه مــن خيــر أو شــر ويلقــى ســائره وذلــك قــول ال ـ عــز وجـل عنَدُه ُأ ّ كَتنابِ(. م اْل ِ و ِ تۖ َ َ وَُحيْثبِ ُ
شناُء منا َحيَ َ ه َ حنو اللّ ُ )َحيَ ْ م ُ
الرعد 39كان ذلك من شرح عبد ال بن عبـاس فـإذا كـان شـعبان
جمعت كل تلك السجلت بما تحويه من أعمال وأقوال – كمـا هـو الحـال فـي المدرس ة فـإن التلميـذ يتم اختبارهم كل شهر ثم تجمع درجاتها حتى إذا كان نهاية العــام جمــع فيــه كــل ذلــك كــذلك شــعبان جعله ال عز وجل ليجمع أعمالك كلها التي تم تدوينها كل خميس فعن أسامة بن زيد قال قلــت يا رسول ال ما أكثر ما أراك صائماً في شعبان قال هذا شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضـان ُترفع فيه العمال إلى ال عز وجل فأحب أن ُيرفع عملي وأنا صائم " كان ُيكثر الصيام فــي شــعبان لن أعمال السنة كلها ُترفع إلى ال عز وجل فيه وهو المغفور له ما تقدم من ذنبــه ومـا تــأخر فمــا
بالنــا بالــذين لــم يغفــر لهــم وأمره م إلــى الـ فمــا بالنــا بالــذين كــثرت ذنــوبهم وخطايــاهم حــتى غطــت رؤوسهم أل يتهيئون لكي ُترفع أعمالهم إلى ال ناصعة البياض فـإن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسلم( كان يتقرب إلى ال بأفضل العمال خل لـ الشهر الذي ُترفع فيه العمال ومـع أن هنــاك مــا هو أفضــل مــن الصــيام إل أن أبـا أمامـة جـاء إلـى رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( وقـال يـا رسول ال دلني على عمل يدخلني الجنة قال عليك بالصيام " إذا كنت تريـد أن تـدخل الجنــة فـأكثر من الصيام وأبا أمامة ترك رسول ال شهر ثم عاد وقال نفس السؤال فقال لــه نفــس الجابــة عليــك بالصيام فإنه ل عدل له أي ل يوجد شيء يساويه إذا كنت تريد الجنة وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( من صام يوماً في سبيل ال ـ باعد ال بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفاً " بيوم واحد يباعد ال النار عن الصائم سبعين سنة إذا مشاها على رجليه وليس راكباً صاروخ أو غيره .
65
وكذلك هناك أعمال أفضـل مـن الصـيام لـذلك كـان عبـد الـ بـن مسـعود ل ُيكـثر الصـيام وعنـدما
سألوه عن ذلك وهو من أصحاب رسول ال )صــلي الـ عليــه وسـلم( قـال إنــه يضــعفني عـن قـراء ة القرآن وقراء ة القرآن أفضل وذلك الصحابي ل يقول ذلك من رأسه إواذا كان قراء ة القرآن أفضــل مــن الصيام فإن الصل ة أفضل مــن قـراء ة القـرآن وبالتــالي فــإن الصـل ة أفضــل مــن الصــيام لن الصــل ة هى عماد الدين من تركها فقد هدم الدين ومن أقامها فقد أقام الدين ,وكـذلك كــانت مجــالس العلــم ش غـل ال نـسان بالصيام عن العلم فيقــال ومدارسة القرآن وأحكامه وكل أموره أفضل من الصيام فإذا ُ له إن العلم أفضل فعن أبي ذر قال قال رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( يـا أبـا ذر لن تغـدو فتتعلم آية من كتاب ال عز وجل خير لك من أن تصلي مائة ركعة – تعلم آية ليــس قراءتهــا إوانمــا تعلــم أحكامهــا وسـبب نزولهــا وكـل شــيء فيهــا تلــك اليــة كأنهــا درس بمفردهــا فــإذا كــان الصــيام يضعف ال نـسان مع أهلـه ويشـغله عنهـم فـإنه يقـال لـه أهلـك أولـى صـم علـى قـدر اسـتطاعتك لن أهلـك لهـم حقـوق عليـك يجــب أن تؤديهــا لهــم ,وسـلمان الفارس ي ذهــب يـزور أبـا الـدرداء فــي منزله فوجد امرأته في هيئة سيئة وعليها ثياب رثة فسألها عن سبب ذلك فقالت أخوك أبو الــدرداء ليس له حاجة في الدنيا يصوم النهار ويقوم الليل فانتظره سلمان فلما جاءه قال أبو ذر إنــه صــائم فقـال لـه أفطـر وجعلـه يفطـر ثـم قـال لـه إن لجسـدك عليـك حقـاً إوان لهلـك عليـك حقـاً إوان لزوجتـك عليك حقاً فلما ذهب إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( سأله عما قــال لــه ســلمان فقــال صــدق سلمان إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ول تبغضن لنفسك عبــاد ة رب ك " إذا كــانت عنــدك القـو ة والستطاعة أن تصوم فإن الصيام أفضل وهو سبيلك إلى الجنة وال عز وجل ل يكلف نفساً إل ما آتاها ورسول ال )صلي ال عليه وسـلم( يقـول ل تبغـض نفسـك عبـاد ة رب ك أي تره ق نفسـك بهـا حتى تسأم وتمل منها وكذلك يقول يا أيها الناس أكلفوا من العمل ما تطيقون فـإن الـ عــز وج ل ل يمل حتى تملوا إوان أحب العمل إلى ال عز وجل أدومه إوان قل " بمعنى أن القليل الــدائم خيــر عنــد ال عز وجل من الكثير المتقطع ,وكما قلنا إن أعمال السنة كلها ُترفع إلى ال عز وجل في شــهر 66
شعبان وليس معنى ذلك أن يصوم الناس كل الشهر فإن رسول ال )صــلي الـ عليــه وسـلم( نهــى عن ذلك فعن أبي هرير ة قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إذا أتاك النصف من شعبان فامسك عن الصيام حتى يأتيك رمضان " بينما نجد أن أم المؤمنين عائشة رض ي الـ عنهــا تقــول ل قــط إل رمضــان وكـان أكــثر صــياماً فــي مــا صــام رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( شــه ارً كــام ً شعبان كان يصومه كله " فكيف نجمــع بيــن القــولين قولهــا وقـول أبــي هريـ ر ة إن قــول أم المــؤمنين بأنه كان يصوم شعبان كلــه هــو قــول مجــازي للدللــة علــى الكــثر ة ذلــك لن رس ول الـ )صــلي الـ عليه وسلم( كان يصوم نصف شهر شعبان ثم في النصــف الثــاني يصــوم يومـا ال ثـنيــن والخميــس فيكون أغلب أيـام الشــهر صــائماً حـتى إذا اقــترب رمضــان فيجــب أن نجعــل بينـه وبيـن الصــيام فــي ل يقول رسول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( ل يتقــدمن أحــدكم رمضــان بصــيام يــوم أو شعبان فاص ً يومين " وعن سلمان الفارسي قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( من صــام اليــوم الــذي ُيشك فيه فقد عصى أبا القاسم " وهو اليوم السابق مباشـر ة لشــهر رمضــان مــن صــامه فقــد ارتكــب
معصية في حق المصطفى )صلي ال عليه وسلم( وعبد ال بن عمر قـال لــو صــمت العـام كلــه ما صمت اليوم الذي ُيشك فيه " كان ذلك قول عبد ال بن عمر رغم أنه مهي عن صيام العــام كلــه لن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال في أقصى ما يمكن أن يصــومه المســلم هــو صــيام نــبي
ال داود عليه السلم كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ول يفــر إذا لقــى أي إن ذلــك الصــيام ل يضــعف صحته ول يأخذ من قوته .
المــــــــوت إن الموت أمر يصيب ال نـسان كل إنسان في تلك الحيا ة ويتعامل به كل حي والناس تعتبره ا أعظــم المصائب التي تصيب ال نـسان هى مصيبة الموت وفقد الحبة ويقول القائل : كنت أرى الموت من بين ساعة
فكيف ببين موعده الحشر 67
كان يرى الموت عندما يبتعد عنه حبيبه عنـدما يبتعـد عنـه صـفيه سـاعة كـان يعتبره ا موتـ اً فكيـف ببعد الميعاد بينه وبيـن صـفيه أن يكـون القيامــة وفـي حـديث لرس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( نقلته عنه أم سلمة رضي ال عنها وأرضاها قالت قال رسول الـ )صـلي الـ عليـه وسـلم( مــا مــن عبد تصيبه مصيبة الموت فيقول إنا ل إوانا إليه راجعون اللهم أجرني في مصــيبتي واخلفنــي خي ـ ارً منهــا إل أجــره الـ عــز وج ل فــي مصــيبته وأخلفــه خيـ ارً منهــا " أي إن العبــد يطلــب مــن الـ الصــبر والجر فكانت إجابة ال عز وجل بأن يخلفه خي ارً مما أصابه وقد جاء في الحديث القدسي قال الـ عز وجل ما لعبد مؤمن عندي جـزاءاً إذا قبضــت صــفيه فاحتســبه إل الجنــة " أي إذا احتســب العبــد المؤمن صفيه إنسان عزيز لديه وكان ذلك الحتساب لـوجه الـ كــان ثـواب ذلـك الجنــة أي أن هــذا العمل من العمال التي تفتح أبواب الجنة ,ومصيبة الموت مدركة كل حي لن ينجو منها أحد فمــا نجــا منهــا أوائــل الخلــق ول الفراعنــة ول الرس ل وال نـبيــاء فــإن الـ عــز وجـل يقــول
د إِّل م َ و َ ) َ م ٌ ح ّ منا ُ
ل ۚ أَ َ من َ ل َ مسن ََحين َ ع َ ل ان َ ب ى أَ ْ م َ قسنابِ ُ قْبِل ِ ت ِ و َ مۚ َ ت أَْو ُقِتس َ منا َ قْد َ قِلس ْ ك ْ قلَْبُتس ْ خل َ ْ فِإن ّ عَلس ٰ س ُ ه الّر ُ سنو ٌ َر ُ ه َ ن. ى َ َ ضّر اللّ َ شسسنا ِ عِقبَْي ِ كِرَحي َ و َ شْيًئنا ۗ َ ه َ جِزي اللّ ُ سيَ ْ ه ال ّ فَلن َحيَ ُ علَ ٰ
( آل عمـــران 144ويقـــول الــ
ت َ خْلَد ۖ أَ َ من َ خنالِسُدوَن ( .ال نـبيــاء 34ويقــول م اْل َ ج َ ك اْل ُ قْبِل َ عْلَننا لِبَ َ منا َ و َ عز وجل ) َ م ّ فِإن ِ ّ شٍر ِ ّ فُهس ُ
ال عـز وج ل ) كـل نفــس ذائقـة المـوت ثــم إلينــا ُترجعــون ( .العنكبــوت 57ويقــول الـ عـز وج ل ميِ ُّتنو َ ن. ت َ ك َ )إِنّ َ وإِنُّهم ّ ميِ ّ ٌ
( الزم ر 30والميــت إنمــا يكــون فــي شــد ة وكـرب ولكــن مــن حــوله ل
يلحظون ذلك فإن ساعة الحتضار ساعة عصــيبة رهيبــة ل يعلمهـا إل الـذي يكابـدها وقـد عاناهـا ُم حـمد )صلي ال عليه وسلم( وعايشها وقال لنــا عــن بعــض مــا فيهــا وه و ســيد الوليــن والخريـن
الذي غفر ال له ما تقدم من ذنبه ومـا تــأخر ومـع ذلــك عــانى وكابــد وصـارع ســكرات المــوت وكـان
خروج روحه الطاهر ة المباركة مستمر ليام ليكون ذلك للناس عبر ة وعظة واعتبا ارً وكذلك حــتى إذا جاء الموت إنسان ل يظن الظنون فإن عبد ال بن عباس يقول يوم الخميس وما أدراك ما يــوم الخميس اشتد الوجع برسول ال )صــلي الـ عليــه وسـلم( بينمــا كــان وفـاته يــوم ال ثـنيــن ممــا يــدل 68
على أنه ظل خمسة أيام يكابد الموت ودخل عليه أبو سعيد الخدري وقـال لـه يـا رس ول الـ إنـك توعك وعكاً شديداً فقال له ذلك ل نـي أوعك كما يوعك رجلين منكم لن لي أجرين ثم أمرهم أن يأتوه بسبع قرب من الماء من آبار شتى لكي تبرد عنــه الحمــى وشـد ة المـرض واللــم وأخــذ يمـد يـده فــي تلك المياه ويبلل بها وجهــه وه و يقــول ل إلـه إل الـ أن للمــوت ســكرات ثــم قـال بـل الرفيــق العلـى الرفيق العلى فقالت أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها إذن ل يختارنا وجاءت ابنته فاطمة وهى تقول يا أبتاه أجاب رب دعاه إلى جبريل ننعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه . ويقــول الــ عــز وجــل
نو ّ عسسنو َ ن. ى َربِ ّ ُ ل بِ ُ ت الّ ِ مْنو ِ فنا ُ ج ُ م ُتْر َ ذي ُوكِّ َ ك اْل َ ل َحيََت َ كس ْ ك ْ ) ُق ْ م ُثس ّ كم ّ م إِلَس ٰ مل َ ُ
(
الســجد ة 11وملــك المــوت هــو الــذي يقبــض الرواح ولكنــه ل يعمــل بمفــرده إنمــا معــه الكــثير مــن المل ئـكة الذين يعملون معه وينقادون بامره والناس كل النــاس أمــام عينيــه يــتربص بهــم المـواقيت فقد قال مجاهد الرض حويت كأنها طسـت أمـام ملـك المـوت يختـار منهـا مـا يشـاء – شـبه النـاس كأنهم في إناء كبير أمام ملك الموت ينظر إلى هذه الخل ئـق حتى إذا جــاءت المواعيــد يلتقــط الــذي جاء ميعاده بأمر من ال عز وجل أن يقبض روحه وجاء في حــديث جعفــر بــن محمــد قــال نظــر رسول ال )صـلي الـ عليـه وسـلم( إلـى رج ل مـن ال نـصـار فـإذا بملـك المـوت فـوق رأسـه فقـال لـه رسول ال يا ملك الموت أرفق بصاحبي – هو يعرف أن في قبض الروح شد ة فطلب منه أن يترفق به – فقال له يا ُم حـمد طـب نفسـاً وقـر عينـاً فـإني بكـل مـؤمن رفيـق " الـ عـز وج ل أمـره أن يكـون
رفيقاً بال تـقياء ثم يقول له يا ُم حـمد ما من بيت مدر ول وبـر فـي بـر أو بحـر إل أنـي أتصـفحهم فـي كل يوم خمس مرات أي ينظر إلى من جاء أجله وحانت منيته ينظر إليهم في م ـواقيت الصــل ة وأنــا أعلم بصغيرهم وكبيرهم من أنفسهم إواني ل أقبض روح حتى يكون ال عز وجل هو المر بقبضها ,وعبــد الـ بــن عبــاس يقــول لملــك المــوت أعـوان ُيخرج ون الــروح مــن الجســد حــتى إذا بلغــت
الحلقوم قبضها ملك الموت " أي إن العوان من المل ئـكة ُيخرجون الروح من الجسد من كل مكان
في هذا الجسد حتى ُتستجمع عند الحلقوم وعنـدها يكـون القـابض هـو ملـك المـوت والـ عـز وج ل 69
يقــول
) َ فلَْنوَل إِ َ ظسُرو َ ذا بَلَ َ كسن ّل ذ َتن ُ وٰلَ ِ من ُ ه ِ ب إِلَْيس ِ م ِ غ ِ حيَنِئس ٍ م َ نَ . مَ . حْلُقسنو َ كس ْ ون َ ْ وَأنُتس ْ ن أَْقسَر ُ حس ُ ت اْل ُ
صُروَن ( .الواقعة 85-83يكون الناس حول الميت ول يشعرون بشــيء ممــا يجــري فــإن الـذي ُتْب ِ يحــدث أكــبر مــن العقــول والفئــد ة الــتي تحيــط بــالميت هــؤلء المل ئـكــة الــذين وكل ـوا بــذلك العمــل يسحبون الروح من الجسد كله من القدام ويصعدون بها ومن كل مكان بالجسد لــذلك يكــون اللــم شديداً أشد على ال نـسان من ضرب السيف ولكن الذي يموت بضربة الســيف نجــده ل يســتطيع أن يصرخ او ينطق فإن الشد ة ألجمته وجعلته كالبكم العمى ل يستطيع أن يســتغيث وبمــن يســتغيث فهل هناك شافع في ذلك المقام فإن أجل ال إذا جاء ل ُيؤخر أينما تكونوا يدرككم المــوت ولـو كنتــم في بروج مشيد ة .
تحضر المل ئـكة وفا ة المتوفي ويكون هناك الملكان اللذان عن اليمين والشمال يراهما ال نـسان في ذلــك الموقـف رغ م إنهمــا يل زـم انه طـوال حيــاته وح تى ممــاته ولكنــه ل يراهمــا إل فــي هــذا الموقـف يقــول رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( إذا احتضــر الميــت جــاءه ملكــان يترائيــان لــه فــإن كــان صالحاً قال له خيـ ارً جـزاك الـ خيـ ارً إوان كـان غيـر صـالح قـال لـه ل جـزاك الـ خيـ ارً " وكـذلك هنـاك مل ئـكة أخرى تحضر الوفا ة فقد جاء عن أبي هرير ة قال قال رسول ال )صلي ال ـ عليــه وسـلم( إن المل ئـكة يحضرون الميت فإن كان صـالحاً قـالوا أيتهــا النفــس الطيبـة كنــتي فـي الجســد الطيـب اخرجي حميد ة بحمد ال عز وجل وأبشري بروح وريحان ورب غيــر غضــبان وتظــل المل ئـكـة تكـرر هذا القول حتى تخرج الروح من الجسد فتأخذها وتصعد بها إلى الســماء فيقــال مــن هــذا يقــال هــذه روح فل نـ بــن فل نـ فتفتــح لهــا أب ـواب الســماء ويقــال لهــا ادخلــي طيبــة كنــتي فــي الجســد الطيــب وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان أما إن كان الميت عبد سوء والعياذ بال فــإن المل ئـكــة تقول أيتها النفس الخبيثة كنتي في الجسد الخبيث أخرجي ذميمة ملعونة مكروهه وأبشــري بحميــم وغســاق ثــم يصــعد بهــا إلــى الســماء فتغلــق أمامهــا أب ـواب الســماء فتعــود إلــى قبره ا – أرواح أهــل اليمــان عنــد رب العــالمين وأرواح الفســقة الظلمــة إنمــا هــى فــي قبــور أصــحابها ســاكنة مــع الــدود 70
والنتن والعفن في القبور تتأذى بها ليل نهار لن الكفر ة الفجر ة يعانون أشد العــذاب والـ عــز وج ل يقول
ف ي َ ى إِِذ ال ّ منو َ مَلئِ َ ولَْنو تََر ٰ م س ُ ك ُ س ُ طنو أََْحي ِ ة َبنا ِ مْنو ِ مَرا ِ ن ِ جنوا َأنُف َ واْل َ ت َ ت اْل َ غ َ ) َ م أَ ْ ه ْ ك ُ خِر ُ ظنالِ ُ دَحي ِ
ۖ ( .ال نـعام 93المل ئـكة يضربون جسد الكافر ويذيقونه العذاب ال لـيم وأما المـؤمن فتخـرج روح ه التي كانت في شد ة وتعب وكأنها رشحة بعد هذه المعانا ة تخــرج كأنهــا عطــر أثيــر بعكــس الكــافرين وال عز وجل يقول
نو ّ جسسنو َ ضِرُبنو َ ك َ مَلئِ َ ن َ ولَْنو تََر ٰ م وأَْدبَسسناَر ُ ك ُ ة َحيَ ْ فى الّ ِ م َ فُروا ۙ اْل َ ذَحي َ ى إِْذ َحيََت َ ) َ ه ْ هُه ْ ن ُو ُ
ق. وُذوُقنوا َ ب اْل َ عَذا َ َ حِرَحي ِ
( ال نـقــال 50المل ئـكــة تضــربه وكـل مــن حــوله مــن النــاس ل يســمعون
صراخه أو عويله ل نـهم غير مهيئين لهـذا المـر كـذلك خلقهـم الـ عـز وج ل بسـمع وبصــر محـدود يتناسب مع خلقهم وحجب عنهم تلك الخاصية وذلك أيضاً حتى ل يدخل في قلــوبهم الرع ب إن أروا ل فمــا ل أو عــاج ً شيئاً من ذلك ,وعلى كل إنسان أن يعلم أنه مواجه تلك اللحظات ل محالــة إن آج ً كان لواحد من الخلق أن يخلد فـي الـدنيا لـذلك يجــب أن تكــون هـذه الشــد ة ماثلــة أمـام عينيــه حــتى ُيحســن العمــل ليكــون مــن المــؤمنين ال تـقيــاء حــتى يــترفق بــه مل ئـكــة المــوت ,وع ن عبــد الـ بــن
مسعود قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسـلم( فــي قــول ال ـ عــز وجـل ) َ ه َأن ف َ من َُحيِرِد اللّ ُ ضيِ ّ ً جنا َ فسس ي ج َ ص ّ حَر ً شَر ْ صْدَرُه َ عُد ِ من َُحيِرْد َأن َُحي ِ َحيَْه ِ كأَنّ َ قنا َ ل َ و َ مۖ َ ح َ ضل ّ ُ دَحيَ ُ ع ْ ه َحيَ ْ ل ْ ه َحيَ ْ منا َحيَ ّ سَل ِ صْدَرُه لِ ْ ِ مناِء ۚ َ ن َل َُحيْؤِمُننوَن ( .ال نـعام 125قال رس ول الـ إذا س َ ج َ عَلى الّ ِ ذَحي َ ج َ ك ٰ َذلِ َ س َ ل اللّ ُ ه ال ِرّ ْ ك َحيَ ْ ال ّ ع ُ
ملء النور القلب اتسع وانشرح والنور نور اليمان قالوا يا رسول ال وما علمته قال ال نـابــة إلــى دار الخلــود والتنحــي عــن دار الغــرور " أي التطلــع إلــى الخ ـر ة ومـا يــؤدي إليهــا مــن عمــل صــالح ينجيه من العذاب ومن لحظات الموت الرهيبة والستعداد للموت قبل الموت فإن رسول ال )صــلي ل مـن النصـار يحتضـر وه و فــي شـد ة ال عليه وسلم( كما قال عبد ال بن عمر دخل فوج د رج ً الموت فسأله رجل من ال نـصار وقـال يــا رس ول الـ مــن أكيــس النــاس مــن أحــزم النــاس – وأكيــس الناس أكثرهم ذكـ ارً للمـوت وأكـثرهم اسـتعداداً لـه – فقـال رس ول الـ هــؤلء هـم ال كـيـاس هــؤلء هـم
71
ال كـياس " ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديــد قــالوا ومـا جلؤها يا رسول ال قال قراء ة القرآن وذكر الموت " إن صدأ القلوب يجعلها ل تستقبل آيات ال ول تشعر بهـا ويقـل الحسـاس لـديها مـن طبقـة الصـدأ التي فوقها تغطيها أما قراء ة القـرآن وذكــر المــوت فإنهمــا يعيــدا صــفاء الســطح لهــذا القلــب فيكــون أكثر إحساساً وخشوعاً ل عز وجل . إواذا حضر الناس وقت الموت ودخلوا على الميــت فليقولـ وا خيـ ارً فقــد علمنــا رس ول الـ )صــلي الـ عليه وسلم( وأوصانا فقال إذا حضرتم الميت فقولوا خي ارً فإن المل ئـكـة يؤمنـون علـى مـا تقولـون " وكذلك من اســتطاع أن يقـ أر فـي هــذا الموقـف ســور ة يــس فليفعـل فـإن رس ول الـ )صـلي الـ عليـه وسلم( يقول يس قلب القرآن ل يقرأها عبد يريد ال والدار الخر ة إل ُغ فـر له فاقرأوه ا علــى موتـاكم وما من ميت ُتق أر عنده يس إل هون ال عز وجل عليه " وجاء في حديث عن عبد ال بــن مســعود قـال لقنـوا موتـاكم ل إلـه إل الـ " والتلقيـن يكـون بـأن تكرره ا عنـد الـذي يحتضـر فهـو يسـمعها ويكررها وراءك وليس هنـاك تلقينـاً عنـد القـبر بعـد الوفـا ة إنمـا يكـون وال نـسـان يحتضـر فـإن الـذي يريد ال به خي ارً يكون آخر كلمه ل إله إل ال فـإن معـاذ بـن جبــل يقــول أن رس ول الـ )صـلي ال عليه وسلم( قال من كان آخر كلمه ل إله إل ال دخل الجنة " وكذلك من التعاليم أن ُتغمض ل حتى تواجه القبلة . عينيه وتوجهه إلى القبلة وترفع رأسه قلي ً إذا مات إنسان فإنه قضاء ال وقـدره وأجلــه الـذي آتـاه فـي موع ده فـإن كـل الخلـق لـو اجتمعـوا لـن يزيدوه نفساً واحداً ولن يحرموه نفساً واحداً إنما هو ميعاد وميقات فإذا علمنا ذلك فيجــب علينــا أن نصبر ونحتسب أما الذين يرفعون الصوات بالبكاء والنحيب والعويل ويقولون ما ل يجوز أن ُيقـال فهم على خطر عظيم وهو بمثابة اعتراض على أمر ال عز وجل وقـدره إنمــا الصــبر عنــد الصــدمة
الولى عند تلقي النبأ ويقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أربعة في أمـتي مـن أهـل الجاهليـة 72
ل تفــارقهن الفخــر بالحســاب والطعــن فــي ال نـســاب والستســقاء بــالنجوم والنياحــة علــى الميــت والنائحــة إذا لــم تتــب جــاءت يــوم القيامــة وعليهــا ســربال مــن قطـران ودرع مــن جــرب " الــتي ترف ع صوتها بالصراخ والتي تكشف شعرها وتفك ضفائرها وتشق ثيابهـا وتلطـم خـدودها ليسـت مـن أهـل السلم فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بــدعو ة الجاهليــة " وعبــد الـ بــن مســعود يقــول ومـا لــي ل أبـ أر ممــا بـ أر منــه ُم حـمــد عليــه أفضــل
الصــل ة والســلم فــإنه بري ء مــن الصــالقة والحالقــة والشــاقة " والصــالقة هــى الــتي ترف ع صــوتها
بالصراخ والحالقة التي تحلق شعرها جزعاً وحزناً والشاقة هى التي تشق ثيابها عنــد المصــيبة فـإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( بريء منهن ,وأم حبيبة رضي ال عنهـا بعــد مـوت أبــي ســفيان والدها بعد ثل ثـة أيام قالت أين الطيب والعطر وأخذت تتطيب ثم قالت وال ما لي حاجة إلـى الطيــب ولكني سمعت رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقـول ل يحــل لمـرأ ة تــؤمن بــال واليــوم الخـر أن تحد على ميت فوق ثلث إل على زوج أربعة أشهر وعش ارً " وتلك المد ة لها حكمتها حــتى ل تنكــح زوجاً غيره وحتى يؤدي حقوق ذلك الزوج الذي هلك ومات وما كان ذلك إل لصيانة الحقوق . ليـس لل نـســان أن يتمنــى المــوت فـإن رس ول الـ )صــلي الـ عليــه وسـلم( يقـول ل يتمنيـن أحـدكم ل فيليقل اللهم أحيني ما كانت الحيا ة خي ارً لــي وتـوفني مــا الموت من ضر أصابه فإن كان لبد فاع ً كانت الوفا ة خي ارً لي " وقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( لن يــدخل أحــدكم الجنــة بعملــه قــالوا ول أنــت يــا رس ول ال ـ قــال ول أنــا إل أن يتغمــدني ال ـ بفضــل رحمتــه فســددوا وقـاربوا وأبشــروا ول يتمنيـن أحـدكم المـوت رب محسـناً فلعلـه يـزداد إحسـاناً " لمـاذا ل يتمنـى أحـد المـوت فربمـا يكـون صالحاً فحياته تكون خي ارً يجمع فيها الثواب العظيم والجر الكثير لترتفع درجته في الجنة وأمــا إن كان مسيئاً فلعله في حياته يتوب إلى ال عز وجل في خل لـ حياته فيغفر لــه الـ عــز وج ل ويتــوب عليه فيكون من الفائزين ويكون من أهل الجنة فإن ال عــز وج ل يقبــل توبـة التــائب مــا لــم يغرغ ر أي لم يصل إلى حالة الحتضار وساعة الموت . 73