بسم ال الرحمن الرحيم مقدمة بقلم المؤلف أسنان المفتاح ل نتبلغ إن الحمد ل الذي جعل لنا ألباباً نفقه بها ,الحمد ل الذي أرسل إلينا رس ً
عنهم ما شاء ربنا أن يبلغنا ,والحمد ل الذي ختم ال ننبياء والمرسلين بخير البشر لكي يتم رسالته أل وهو ُم حنمد صلى ال عليه وسلم الذي علمنا كيف نعمل عقولنا في
المور كي نتدبرها ,ولقد جعل ال عز وجل لكل مدخل باب فمن الطبيعي أن يكون
لهذا الباب مفتاح يفتح بواسطته وليس كل مفتاح يصلح لكل باب فما الذي يجعل هذا المفتاح لهذا الباب دون غيره من البواب إنما هى أسنان ذلك المفتاح . إوان دين السلم إنما له باب فمن فتح هذا الباب كان اليمان ومن أغلقه كان الكفر , ودين السلم إنما جعل ال عز وجل لبابه مفتاح أل وهو شهادة أن ل إله إل ال
ُم حنمد رسول ال وكان المر كذلك في كل أمور دين السلم فإن للجنة باب كما قال
رسول ال )صلي ال عليه وسلم( من كان أخر كلمه ل إله إل ال دخل الجنة ولكن لكل مفتاح أسنان بدونها ل ُيفتح هذا الباب أو ذاك -فما هى تلك السنان في دين السلم ؟
عن أبي هريرة قال :قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( اليمان بضع وسبعون شعبة أعلها قول ل إله إل ال وأدناها إماطة الذى عن الطريق ,والحياء شعبة من اليمان – إذن اليمان ليس فقط الفرائض الخمس من صلة وصوم وزكاة وحج وشهادة فتلك هى أركان السلم ولكل منها مفتاح ولكل مفتاح أسنان فكانت العقائد من إيمان بال ومل ئنكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره واليوم الخر إنما هى أسنان تلك المفاتيح . ومعاذ بن جبل يقول كنت عند رسول ال )صلي ال عليه وسلم( فقال لي يا معاذ قلت لبيك وسعديك يا رسول ال فسكت مدة ثم قال مرة اخرى يا معاذ فقلت لبيك ل وسعديك يا رسول ال – وذلك اسلوب رسول ال حتى يجذب ال ننتباه إليه كام ً
ليستقبل ما يقال له بأذن صاغية حتى يعمل به ويستوعبه – فقال له رسول ال
)صلي ال عليه وسلم( يا معاذ أتدري ما حق ال على عباده ,قلت ال ورسوله أعلم
قال أن يعبده ول يشرك به شيئاً ,ثم قال يا معاذ فقلت لبيك وسعديك يا رسول ال قال
وما تدري ما حق العباد على ال إن فعلوا ذلك قلت ال ورسوله أعلم قال أن يرضى عنهم فيدخلهم الجنة .
فكانت ل إله ال أحد أسنان المفتاح الذي يفتح باب جنة رب العالمين وتلك إنما هى شعبة من اليمان ,كما أن إماطة الذى عن الطريق أحد أسنان المفتاح ل ننه شعبة من اليمان – فإذا رأينا أكوام من القمامة مكدسة على رؤس الطرقات وفي أحيان كثيرة تعوق حركة الناس على الطريق فلنعلم أن هناك نقص في اليمان لم يستكمل بين بعض الناس من أهل السلم ,وكذلك الحياء الذي هو شعبة من اليمان ولكن قد ضل بعض أهل السلم عنه فأصبح الحال كما نراه في دنيانا إل من رحم ال . وعمر بن عبد العزيز يقول إن اليمان فرائض وشرائع وحدود فمن استكملها فقد استكمل اليمان . وأراد ال عز وجل أن يعلمنا دين السلم فأرسل جبريل عليه السلم في صورة رجل إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كما جاء عن أبي هريرة قال :بينما نحن جلوس عند رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إذ دخل علينا رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب ل ُيرى عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد ثم جلس إلى رسول ال
)صلي ال عليه وسلم( مسنداً ركبتيه إلى ركبتي رسول ال ثم قال يا ُم حنمد ما اليمان فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أن تعبد ال ول تشرك به شيئاً وتؤمن بأن
ُم حنمد عبده ورسوله وبكتابه ومل ئنكته وبالقدر خيره وشره ,فقال له صدقت ,وما
السلم فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أن تقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم
ل فقال صدقت ,ثم قال وما الحسان قال رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبي ً
رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فقال صدقت ,ثم قال ومتى الساعة فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ما
المسؤل بأعلم بها من السائل ومن أشراطها أن تلد المة ربتها ,وأن يتطاول الحفاة العراة رعاة الُبهم في البنيان ,وهى من خمس ل يعلمهن إل ال عز وجل
ه )إِ َّ ن الل َّ َ
مَعا َ ل اْل َ ذا سَعا َ مَعا ِ ع ِ عدنَدُه ِ ِ و َ مۖ َ ف ي اْل َْر َ م َ ث َ غْي َ ة َ س َّ م ال َّ حَعا ِ مَعا تَْدِر ي نَْف ٌ ويَْعلَ ُ وُيَدن ِزّ ُ عْل ُ س بَِأ ّ ِ َ ب َ خِبيٌر ( .لقمان 34 ه َ ت ۚ إِ َّ تَ ْ ن الل َّ َ ك ِ م َ و َ غًدا ۖ َ عِلي ٌ متو ُ ض تَ ُ مَعا تَْدِر ي نَْف ٌ س ُ ي أْر ٍ
ثم يقول أبو هريرة فانطلق الرجل وقد تعجبنا منه فكيف به يسأل ويصدق في ذات الوقت فسألنا رسول ال )صلي ال عليه وسلم( عنه فقال إن هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم . والبر في دين السلم إنما هى كلمة تجمع الدين كله لن ال عز وجل عندما أمر رسوله بالتوجه في الصلة إلى بيت المقدس كان في نفس أهل السلم شيئاً من ذلك ل ننهم كانوا يحبون أن تكون قبلتهم إلى بيت ال الحرام ,ثم كان المر من ال عز
وجل بتحويل القبلة إلى البيت الحرام وحزن اليهود وقالوا إنه ل يعلم أين يتوجه ونزل جتو َ ن اْلِب َّر وٰلَ ِ مْغِر ِ ه ُ ب َ واْل َ ق َ ل اْل َ م قِبَ َ س اْلِب َّر َأن ُت َ قول ال عز وجل )ل َّْي َ م ْ ك ْ ك َّ توّلتوا ُو ُ شِر ِ مَلئِ َ ه ل َ حبِ ّ ِ كَتَعا ِ واْل ِ ك ِ م اْل ِ ن ِبَعالل َّ ِ مَعا َ وآَت ى اْل َ ن َ وال َّدنِبِّيي َ ب َ ة َ واْل َ خِر َ ه َ م َ نآ َ َ م ْ واْليَْتو ِ علَ ٰ ى ُ َ َ َ َ ْ ْ ْ م قَعا أ و ب قَعا ر ال ف ي و ن لي ئ سَعا وال ل بي س ال ن ب وا ن كي سَعا م ل وا ى م تَعا ي ل وا ى ب ر ق ل ا و ي ُ ِ ِ ِ ِ ِ َ َ َ َ َّ ِ ِ َ َ َ ْ َ ْ َ ٰ َ ََ َ ٰ َ َ َ َّ ِّ ذ ِ ْ عَعا َ م إِ َ متوُفتو َ وآَت ى ال َّز َ سَعاِء ذا َ ن بِ َ ن ِ د ِ عْه ِ ف ي اْلبَأ َ صَعابِِري َ هُدوا ۖ َ كَعاَة َ صَلَة َ ه ْ وال َّ ال َّ واْل ُ هُم اْلُم َّتُقتوَن ( .البقرة 177 ك ُ ك ال َّ ِ و ِ وال َّ وُأوٰلَِئ َ صَدُقتوا ۖ َ ن َ ذي َ س ۗ ُأوٰلَِئ َ حي َ ض َّراِء َ َ ن اْلبَْأ ِ
فكانت هنا كلمة البر تجمع كل بنود الخير في دين السلم ,فكان البر هو السمع والطاعة لكل ما أمر ال به ونهى عنه إذن البر هو كل شعب اليمان أن تؤمن بال ومل ئنكته جميعاً وكتبه ما أنزل منها على ُم حنمد وما أنزل من قبله وأن تؤمن بالرسل جميعاً ل تفرق بين أحد منهم ,فقد حملت الكلمة كل ما جاء في دين السلم
بال ننقياد لرب العالمين في كل ما أمر به ونهى عنه .
والوفاء بالعهد من شعب اليمان لن ال عز وجل يقول
م إِ َ متوُفتو َ ذا ن بِ َ د ِ عْه ِ ) َ ه ْ واْل ُ
عَعا َ س ۗ ( .البقرة 177فكان َ و ِ ن ِ وال َّ حي َ ض َّراِء َ سَعاِء َ ف ي اْلبَْأ َ صَعابِِري َ هُدوا ۖ َ وال َّ ن اْلبَْأ ِ
صدق العهد مع ال عز وجل واتباع ما أمر به ونهى عنه ومن يفعل ذلك فإنه بالتالي يوفي عهده في كل معامل تنه في الدنيا ول يكون من الخائنين فإن كنت أميناً مع ال عز وجل فسوف تكون كذلك مع باقي البشر ممن تتعامل معهم ويكون ذلك بالصبر عليه والتمسك بتلك المانة ,وتلك إنما هى أحد أسنان ذلك المفتاح . وقد قال أهل العلم إن تلك الية من اليات المحكمات في كتاب ال عز وجل ذلك ل ننها تجمع قواعد اليمان كلها أي تجمع أسنان المفتاح كلها يفتح ال بها أبواب السلم ومنه إلى أبواب الجنة .
عن عبد ال بن عمر قال جاء رجل إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وقال له يا رسول ال أي السلم خير فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أن تطعم الطعام وتقرئ السلم -فكان القاء السلم على الناس من عرفت منهم ومن لم تعرف إنما هو من خير المور في دين السلم وهو كذلك من شعب اليمان . كذلك عندما دخل رسول ال )صلي ال عليه وسلم( المدينة في أول يوم قال للناس , أيها الناس أفشوا السلم وألينوا الكلم وأطعموا الطعام وصلوا الرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلم – وقد جاء بالصلة في أخر أمر أمرنا به وسبقه المعاملت بين الناس بعضها وبعض فكانت كل تلك المور التي هى بصيغة المر من رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إنما هى من أسنان المفتاح . وعن عبد ال بن عمرو بن العاص قال :سأل رجل رسول ال أي المسلمين خير فقال له من أمن المسلمون من لسانه ويده – ذلك هو خير المسلمين الذي ل يؤذي الناس بالقول ول بالفعل . وفي حديث أخر لرسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال :المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .وهو نفس معنى الحديث السابق . وفي حديث رواه أنس بن مالك قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ثل ثنة من كن فيه وجد حل ونة اليمان أن يكون ال ورسوله أحب إليه مما سواهما ,وأن يحب المرء ل يحبه إل ل ,وأن يكره أن يعود للكفر كما يكره أن ُيقذف به في النار –
تلك إنما هى تعاليم وأوامر رسول ال )صلي ال عليه وسلم( للناس حتى يهديهم إلى أسنان المفتاح الذي يقتح لهم جنة رب العالمين ,فما بال الناس تغفل عن سنة رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وعن هديه وتعاليمه فما هى إل السبيل لليمان الذي يؤدي إلى الجنة .
من نعم ال عز وجل واْل َ ح ّ طيِر قَدنَعا ِ ت ِ توا ِ ش َ ن َ واْلبَِدني َ سَعاِء َ ن ال ِدنّ َ م َ ه َ يقول ال عز وجل )ُزيِ ّ َ ب ال َّ س ُ ن ِلل َّدنَعا ِ ث ۗ َٰ ذ َ ن ال َّ م َ ع واْل َْن َ واْل َ حْر ِ م ِ ض ِ ه ِ قدنطََرِة ِ مَتَعا ُ واْلِف َّ ك َ ذل ِ َ واْل َ م َ ة َ تو َ م َ ة َ ب َ م َ س َّ عَعا ِ ل اْل ُ اْل ُ خْي ِ َ حَيَعاِة ال ّ ن ات َّ َ قْتوا كم بِ َ م ۚ لِل َّ ِ من ٰذلِ ُ ل أَُؤنَبِ ُّئ ُ مبآ ِ ه ِ ذي َ ن اْل َ دْنَيَعا ۖ َ اْل َ والل َّ ُ ك ْ بُ .ق ْ ح ْ خْيٍر ِ ّ س ُ عدنَدُه ُ ج ّ ن هَر ٌ توا ٌ وِر ْ ن ِ خَعالِ ِ جِر ي ِ ِ وا ٌ في َ هَعا اْل َْن َ حِت َ ض َ ة َ وأَْز َ هَعا َ دي َ هَعاُر َ م َ مطَ َّ من تَ ْ ت تَ ْ ه ْ ج َّدنَعا ٌ عدنَد َربِ ّ ِ م َّدنَعا َ فَعا ْ ن يَُقتوُلتو َ وقَِدنَعا عَبَعاِد .ال َّ ِ صيٌر ِبَعاْل ِ ه بَ ِ ن الل َّ ِ غِفْر لََدنَعا ُذُنتوبََدنَعا َ ن َرب ََّدنَعا إِن ََّدنَعا آ َ ذي َ هۗ َ م َ والل َّ ُ ِّ واْل َ ن َ صَعاِد ِ سَتْغِفِري َ ن َ مدنِفِقي َ ن َ قَعانِِتي َ ن َ قي َ ن َ صَعابِِري َ عَذا َ م ْ وال َّ ب ال َّدنَعاِر .ال َّ واْل ُ واْل ُ م َ مَلئِ َ ط ۚ َل ك ُ ه إِ َّل ُ قَعائِ ً ه َل إِٰلَ َ س ِ وُأوُلتو اْل ِ ة َ واْل َ تو َ ه َ حَعاِرَ . س َ ه أَن َّ ُ هَد الل َّ ُ مَعا ِبَعاْلِق ْ ِبَعاْل َ ْ عْل ِ ش ِ م. تو اْل َ ه إِ َّل ُ إِٰلَ َ ح ِ عِزيُز اْل َ ه َ كي ُ
( آل عمران 18 – 14
تلك النعم التي جاء ذكرها في اليات جعلها ال عز وجل مقترنة بشهوة ذلك حتى يظل ال ننسان يسعى للحصول عليها ويبذل كل جهد في سبيل أن ينالها ,وذلك من حكمة ال ل ننها من النعم التي تستمر بها الحياة وتستقيم أمور البشر فإن حب النساء يترتب عليه الذرية لعمار هذا الكون بالولد والحفاد ,والموال ل ننها الوسيلة لقضاء أمور الحياة ,وكل تلك النعم إنما هى متاع في الحياة الدنيا وزخرفاً لها ,
ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة ,إذا نظر إليها سرته إوان أمرها أطاعته إوان أقسم عليها أبرته إوان غاب عنها حفظته
في نفسها وماله .
وال عز وجل يقول
كم ج َ ج َ وا ً ج ُ وا ِ ل لَ ُ س ُ ن َأنُف ِ ل لَ ُ ن أَْز َ ع َ و َ جَعا َ م أَْز َ ع َ ه َ ) َ والل َّ ُ م ْ ك ْ م ْ كم ِ ّ كم ِ ّ
ت ۚ أَ َ وَرَز َ مُدنتو َ ح َ هْم يَْكُفُروَن. ه ُ ت الل َّ ِ م ِ ل ُيْؤ ِ فِبَعاْلَبَعا ِ ن الط َّيِ َّبَعا ِ ق ُ وبِِدنْع َ ن َ م َ فَدًة َ و َ ن َ بَِدني َ كم ِ ّ ط ِ
( النحل 72وقد جاء في تفسير تلك الية أن هذه من النعم التي إن لم يتعامل بها ال ننسان كما أراد ال عز وجل منه أن يتعامل يكون قد كفر بتلك النعمة ولم يتبع الحق الذي هداه ال إليه بل يكون قد اتبع الباطل وجحد بتلك النعمة ,ولنعلم إن هذه النعم ما كانت كل ما أنعم ال به على عباده لن نعم ال على عباده ل ُتعد ول ُتحصى ولكن تلك النعم التي ُذ كنرت إنما هى من أعظم الركائز التى تقوم عليها الحياة .
ولننظر إلى قول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( في هذا المر ,فقد جاء في
حديث رواه معاذ بن عبد ال بن ُحبنيب وهو من أصحاب رسول ال )صلي ال
عليه وسلم( فقال :خرج علينا رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وعلى رأسه أثر
الماء وعلى وجهه السرور -أي خارجأً من الوضوء وكان وجهه بشوشاً – فقالوا
نراك يا رسول ال طيب النفس قال نعم ,ثم أخذ القوم يذكرون فضل المال والغنى على نفس ال ننسان ويعددون فوائده عليهم وكلها أغراض الدنيا وعندما وجد ذلك
رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أراد أن يعلمهم أن المال ليس هو الساس في دين السلم فقال لهم ل بأس بالغنى لمن اتقى ال عز وجل والصحة خير لمن اتقى . فقرن الغنى بتقوى ال عز وجل لن الغنى من غير تقوى إنما هو نقمة وليس نعمة على صاحبه فإنه يؤدي به إلى المفاسد ,لن الفاجر إن كان عنده سعة من الرزق والمال يكون بها ظالماً لنفسه ل ننه يقترف بها ما نهى ال عنه وقد يظلم من حوله
كذلك ,لذلك أراد رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أن يعلمهم أن الغنى ل بأس به
بشرط تقوى ال عز وجل ل ننها تحفظه وتنجيه وتمنعه من أن يظلم نفسه ويهلكها أو يظلم الناس فيصبح الغنى وباًل عليه ,وكذلك بين أن نعمة الصحة هى خير من
الغنى وهى من أجل نعم ال عز وجل على عباده ,وأيضا طيب النفس إنما هى نعمة
من نعم ال عز وجل على عباده. وسلمان الفارسي يقول :لرجل بسط ال له في الدنيا – أي كان في سعة من الرزق من زخرف الدنيا – ثم انتزع منه ما بين يديه فجعل يحمد ال ويثني عليه حتى لم يبقى له إل حصير ينام عليه ,وبسط لخر في الدنيا فقال لل ونل أراك تحمد ال وتثني عليه فعلى ما تحمد ال ؟ فقال أحمد ال وأثني عليه على ما لو أعطيته لم أعطي منه الخلق قال له وما ذاك قال انظر إلى بصرك وسمعك ولسانك ويديك ورجليك .فكانت تلك من النعم التي عددها ذلك الرجل تستوجب وتستحق الشكر والحمد ل عليها فإن ال عز وجل يقول
م َل من ُب ُ هَعاتِ ُ طتو ِ ج ُ م َ خَر َ ) َ والل َّ ُ ك ْ ه أَ ْ ن ُأ َّ كم ِ ّ
كُرو َ متو َ ن. واْل َْفِئَدَة ۙ لَ َ م َ ج َ ش ُ عل َّ ُ ل لَ ُ صَعاَر َ واْل َْب َ ع َ ع َ و َ شْيًئَعا َ ن َ م تَ ْ ك ْ س ْ م ال َّ ك ُ تَْعلَ ُ
( النحل
78 ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول في حديث له :نعمتان مخبون فيهما كثير من الناس – أي يظلم أكثر الناس أنفسهم في هاتين النعمتين – الصحة والفراغ . ونعمة الصحة التي أنعم ال بها على الناس ل يعلم قدرها إل المرضى ,وقد قيل إن الصحة تاج على رؤوس الصحاء ل يراه إل المرضى ,وذلك لن الصحيح ل يقدر
تلك النعمة إل عندما ُتنتزع منه عندها يعلم ما كان به من نعمة ,وتلك الصحة جعلها ال عز وجل بسبب الطعام والشراب إذ يقول ال عز وجل )أَ َ حُرُثتو َ م ن .أََأنُت ْ مَعا تَ ْ فَرأَْيُتم َّ مَعا َ ح َ كُهتو َ م تَ َ عتو َ ن .إِ َّنَعا ف َّ ج َ طَعا ً ن ال َّزاِر ُ تَْزَر ُ شَعاُء لَ َ ن .لَْتو نَ َ عتونَ ُ فظَْلُت ْ م نَ ْ ه أَ ْ عْلَدنَعاُه ُ ح ُ ن .أَ َ شَرُبتو َ متو َ متو َ ن متوُه ِ مَعاَء ال َّ ِ م َ م اْل َ ن َ ن .أََأنُت ْ ذ ي تَ ْ م ْ ل نَ ْ ن .بَ ْ م َأنَزْلُت ُ فَرأَْيُت ُ حُرو ُ ح ُ مْغَر ُ لَ ُ جَعا َ مدنِزُلتو َ شُكُروَن ( .الواقعة 63 ج َ جَعا ً مْز ِ عْلَدنَعاُه ُأ َ شَعاُء َ ن .لَْتو نَ َ فلَْتوَل تَ ْ م نَ ْ ن أَ ْ ن اْل ُ ح ُ اْل ُ
70إن تلك النعم يجب شكر ال عليها فإن الشكر يجلب الزيادة في النعمة والبركة فيها ويمنع زوالها أو النقص فيها ,وقد جعل ال عز وجل في فطرة الناس ما يجعلهم يشتهون الطعام والشراب ولول ذلك ل كنل ال ننسان الطعام وهو على مضض ولستهان به وأيضاً جعل البصر حتى يرى الطيب من الطعام فيأكله ويرى الخبيث فيمتنع عنه ويرى الناضج من غيره ,وركب في ال ننسان نعمة الشم حتى إن ال ننسان يشتهى
الطعام الطيب من مجرد الشم وكذلك التذوق فهو من نعم ال حتى يشتهي ال ننسان كل ما هو طيب من الطعام والشراب وتلك النعم التي ركبها ال في ال ننسان إنما تجعله يطلب الطعام والشراب ويبحث عنه ويشتهيه حتى تستقيم به صحته وتستمر به حياته أفل يستحق كل ذلك الشكر ؟ وقد روي عن أمير المؤمنين هارون الرشيد ذلك المير الُم فنترى على سيرته وهو
الذي كان من أتقى الناس في زمانه ول نزكي على ال أحداً ولكننا نحسبه كذلك وهو الذي ملك الدنيا بأثرها وكانت مملكته مترامية الطراف من أقصاها إلى أدناها إل
اليسير من دول أوروبا ,ذلك الحاكم المسلم العاقل الحكيم كان أمامه كوب من الماء فسأله رجل كان يجلس معه أرأيت يا أمير المؤمنين إن ُم ننع عنك ذلك الكوب من
الماء إل بمملكتك كلها ؟ قال أفتديه بها – وذلك جواب العاقل من الناس -ثم بعد
أن شرب وارتوى قال له الرجل أرأيت إن ُم ننع عنك إخراج هذا الماء من جسدك إل
بمملكتك كلها ؟ قال أفتديه بها – وذلك جواب الحكيم من الناس – لن تلك النعمة من النعم التي ل يشعر بها ول يعرف قدرها كثير من الناس إذ أن شرب الماء ضروري لحياة الناس وبنفس القدر خروجه ضروري وذلك من نعم ال الخفية ولو لم يخرج لكان زيادة في الجسم وتسبب في اعتل لن الصحة لما يحويه من سموم يتخلص منها
الجسد بهذا الخراج ,فكانت مملكة الرشيد كلها تساوي شربة ماء وكذلك مملكته كلها تساوي خروج ذلك الماء – فقال له الرجل يا أمير المؤمنين إن مملكتك بكل ما فيها ل تساوي شربة ماء . لذلك فإن ال ننسان ل يستطيع أن يفي ال حقه حمداً وشك ارً على تلك النعمة وحدها
فما بالنا نرى كثير من الناس ل تحمد ال على نعمه وتستهين بها وتعتقد بقدرتهم في الحصول عليها طالما ملكوا اليسير من الموال أو الكثير منها وذلك إنما هو كفر بنعمة ال وجحوداً بها ومنهم من يظن أنه مستغنياً عن ال عز وجل وال هو الرزاق
وهو الغني الحميد وهو القاهر فوق عباده ,إنما أولئك هم الجهلء من الناس الذين ل يعقلون ول يفقهون . وكما أن الصحة من نعم ال عز وجل كذلك المرض هو من نعم ال عز وجل ولكن
كيف يكون ذلك والمرض هو نقيض الصحة هل يتمنى ال ننسان المرض كل وال إنما المرض هو من نعم ال الخفية التي ل يصل إليها إل عقول القليل من الناس فإن المرض الذي هو غم وهم على صاحبه جعله ال عز وجل إن كان من أصيب به صاب ارً محتسباً مؤمناً بأن ما أصابه بإرادة ال عز وجل وحده مغفرة ورحمة ,فإن
شداد بن أوس عاد صاحبي من صحابة رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كان
مريضاً فقال له كيف أصبحت قال أصبحت بنعمة من ال – ذلك المريض أثنى على ال عز وجل – فقال له شداد بن أوس أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا .وأي
نعمة هذه لذلك ينبغي علينا أن نحمد ال عليها فإن في تلك البشرى تخفيف من ألم المرض وعلج نفسي ل يستطيعه أعظم أطباء النفس ولكنه العلج الرباني في دين السلم ول يصل إليه إل المؤمن العاقل الذي يعلم قدر ال عز وجل ونعمته ,ثم قال شداد بن أوس إني سمعت رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول قال ال عز وجل إني إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني على ما ابتليته به إل قام من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا .وذلك إنما هو قول ال عز وجل في عباده المريض
منهم ولكن بشرط أن يكون مؤمناً بقدر ال وليس على ضجر أو يأس من مرضه ,ثم يقول ال عز وجل أنا الذي قيدت عبدي وابتليته فأجروا له ما كان منه وهو صحيح
من العمل – أي يكتبوا له أجر ما كان يقوم به من العمل الصالح وهو صحيح في
بدنه ل ينقص منه شئ .أليس ذلك كله نعمة من ال عز وجل تستحق الشكر والحمد ليل نهار في الصحة والمرض ؟
المعصية وزوال النعم اللهم صل وسلم على ُم حنمد بن عبد ال الرحمة المهداة والنعمة المعطاة الذي أرسله
ربه بالحق بشي ارً ونذي ار ليخرج الناس كافة من الظلمات إلى النور ,اللهم صل وسلم
صلة دائمة أبداً على خير خلق ال كلهم .
اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من دخل عليك عمر بن الخطاب وأنت نائم
فوجدك تنام على حصير وقد أثر في جنبك فقال يا رسول ال كسرى وقيصر يرفلون في الحرير وأنت تنام على حصير فقلت إنما هؤلء يا عمر عجل ال لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا . ويا من دخل عليك في يوم من اليام عبد ال بن مسعود فوجدك تنام على الحصير فقال يا رسول ال إإذن لنا فنجعل لك عليه شيئاً فقلت يا عبد ال ما لي والدنيا إن
مثلي والدنيا كمثل رجل استظل تحت ظل شجرة ثم سار وتركها .
فقد كانت الدنيا عند رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كمثل الشجرة التي قد يجدها المسافر في طريقه فيستظل بها قد ارً يسي ارً ثم يتركها ول يعود إليها .
إن ال عز وجل إذا أنعم على عبده بنعمة يحب من هذا العبد أن يذكر ما أنعم ال عز وجل عليه وأن يتعامل بها كما أراد ال أن تكون له تلك النعمة وما أمره أن يتعامل فيها وبها ,أما إذا عمل بها ما يناقض أمر ال إوارادته فيها فإن ال عز وجل يسلب
منه تلك النعمة ,وال عز وجل يقول
ك ّ هَعا ل َ عن ن َّْف ِ م تَْأِت ي ُ س َ س ُت َ )يَْتو َ جَعاِد ُ ل نَْف ٍ
مَدن ً قْريَ ً مَثًل َ تو َّ م َل ُي ْ متو َ ة َ ك ّ ة و ُ مَعا َ و َ تآ ِ ع ِ ى ُ ه َ ضَر َ نَ . ت َ وُت َ َ ب الل َّ ُ كَعانَ ْ ه ْ مل َ ْ س َّ ف ٰ ظل َ ُ ل نَْف ٍ مِئ َّدن ً ذا َ ه َ ن َ فأَ َ هَعا َر َ م ْ ك َ ف َ م َ ّ س م الل َّ ِ من ُ ت بِأَْن ُ كَعا ٍ ق َ هَعا ِرْزُق َ ة يَْأِتي َ ه لَِبَعا َ ل َ ط َ هَعا الل َّ ُ فَر ْ ع ِ ك ِّ غًدا ِ ّ َ َ َ ك َّ ول َ َ عتو َ مف َ مَعا َ م خَذ ُ جَعاَء ُ واْل َ خْتو ِ صَدن ُ ذُبتوُه فأ َ قْد َ نَ . ف بِ َ جتوعِ َ مْدنُه ْ ه ْ كَعاُنتوا يَ ْ ل ِّ ه ُ ستو ٌ م َر ُ اْل ُ م َ ظَعالُِمتوَن ( .النحل 113-111يضرب ال عز وجل ذلك المثل لكل و ُ اْل َ ب َ ه ْ عَذا ُ
قرية ولكل مدينة ودولة فقد أنعم ال على تلك القرية بوافر النعم وأنزل عليهم الطيبات وأمدهم بالموال والثمار وجعل فيها ال ننهار فماذا صنع أهلها إنما كفروا بال عز وجل وارتكبوا المعاصي والذنوب فما كان جزاءهم إل أن أذاقهم ال الجوع والخوف وتلك كانت العقوبة بما صنعوا ,وقال أهل التفسير والعلم في تلك اليات أنها نزلت في مكة حينما كانت ترتع في الثراء والنعيم وتأتيهم الثمار من كل أنحاء العالم ثم عندما جاء
ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( إنما كفروا وكذبوا وحاربوه وناصبوه العداء فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( اللهم اجعلها عليهم كسنين يوسف فأصابهم الجوع
والعطش حتى أنهم كانوا يأكلون الجلود وأوراق الشجر سبع سنين حتى أروا كأن الدخان يخرج من بلدهم ,كان ذلك في حق مكة التي كانت عندما كفر أهلها بأنعم ال فسلبت منهم كل تلك النعم وعندما آمنوا وصدقوا أعاد ال عز وجل عليهم النعم ورد إليهم الخيرات ,كما قال بعض أهل التفسير إنها في حق المدينة عندما خرج من خرج منها على عثمان بن عفان وقتلوه ,وأي كانت تلك القرية إنما هى مضرباً للمثل ينطبق على كل فرد أو قرية أو مدينة إلى قيام الساعة فإن ال عز وجل إذا
أنعم على عباده بنعمة فإن عليهم أن يتعاملوا بها فيما أمرهم ال عز وجل وأن ل يعصوا ال بها حتى ل يكون جزاؤهم مثل ما أصاب تلك القرية . ن ج َ ن ِ د ِ ح ِ وا ْ مَعا َ ه َ عْلَدنَعا ِل َ َ ن َ وكذلك يقول ال عز وجل ) َ م ْ ضِر ْ ب لَُهم َّ مَثًل َّر ُ ج َّدنَتْي ِ جلَْي ِ مَعا َزْر ً م تَ ْ ح َ ظِلم ج َ مَعا بَِدن ْ فْفَدنَعا ُ أَ ْ ت ُأ ُ عَعاِ . عَدنَعا ٍ كلَ َ هَعا َ كْلَتَعا اْل َ عْلَدنَعا بَْيَدنُه َ و َ ل َ ه َ و َ ب َ ول َ ْ ن آت َ ْ ج َّدنَتْي ِ خ ٍ
مٌر َ و َ ف َ كَعا َ و َ وُرُه أََنَعا أَْكَثُر و ُ حِب ِ صَعا ِ جْرَنَعا ِ مَعا نَ َ تو ُي َ ه َ ه َ ل لِ َ قَعا َ ه ثَ َ هًراَ . خَللَُه َ شْيًئَعا ۚ َ ه َ ن لَ ُ مْدن ُ ف َّ ِّ حَعا ِ د َٰ ه َ تو َ عّز نَ َ ظ ّ ذِه مَعا أَ ُ و ُ وأ َ َ ن َأن تَِبي َ و َ ه ِ س ِ م لِ َّدنْف ِ ِ ل َ قَعا َ ه َ ه َ ل َ خ َ د َ فًراَ . مَعاًل َ ك َ مدن َ ج َّدنَت ُ ظَعالِ ٌ
م ً ة َ ع َ ولَِئن ّرِدد ّ ظ ّ خْيًرا ِّمْدنَهَعا ُمدنَقلًَبَعا( . جَد َّ سَعا َ مَعا أَ ُ ى َرِّب ي َل َ ِ ن َ ة َ قَعائِ َ و َ أَبًَدا َ . ن ال َّ ت إِلَ ٰ
الكهف 36-32ذلك المثل ضربه ال عز وجل لنا وكما قال أهل التفسير إن المعني في الية صاحب الجنة رجل اسمه السود بن عبد السد وكان الرجل المؤمن هو أبو سلمة ,وفي أقوال أخرى أن صاحب الجنتين هو قرقوش والمؤمن هو يهوذا من بني اسرائيل ولكن ل تعنينا السماء كثي ارً ونتأمل في الصورة التي رسمها ال عز وجل في
كتابه العزيز صورة توضح مدى القوة والمنعة والغنى الذي كان عليه صاحب الجنتين وما بهما من ثمار ووما يتخللها من أنهار تسقي الجنتان فل حاجة إلى مطر لسقيها وبين العنب والنخل زروع مما يأكل منها الناس طوال العام حيث أن العنب والنخل تثمر في وقت معين أي كل حين بينما ما بينهما من زروع تثمر طوال العام ,بينما
الرجل المؤمن وقد كان له ميراث يعادل ما ورثه صاحب الجنتين إل أنه اشتغل بنصفه في التجارة ليبلغه حاجته من المال والنصف الخر استعمله في الصدقات على الفقراء وفي سبيل ال من أوجه البر والحسان وعندما استدعاه صاحب الجنتين وقال له لو
فعلت مثلي لبقيت لك أموالك وكان لك مثل هاتين الجنتين ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا فهو قد أنكر قدرة ال عليه وعلى جنته ثم تعاظم أثمه فأنكر اليوم الخر والبعث والحساب وقيام الساعة من أساسه ثم تمادى في الجبروت والكبر وقال على فرض أن هناك بعث وقيامة لكان له فيها مثل ما كان له في الدنيا – وكان ذلك القول مثل قول العاص بن وائل لخباب بن الرت عندما ذهب إليه يطلب منه ماًل كان له عنده فقال له لن أعطيك مالك حتى تترك ُم حنمد فقال
له خباب وال لن أترك ُم حنمد حتى تموت ثم ُتبعث فقال له العاص أفأنا مبعوث إذا مت فحينها سيكون لي مالً وولداً فأعطيك مالك ,وذلك الذي نزل فيه قول ال عز وجل
ل َُ و َ )أ َ َ خ َ ك َ ع اْل َ ذ ي َ عدنَد م ات َّ َ ولًَدا .أَط َّلَ َ ذ ِ ت ال َّ ِ غْي َ و َ مَعاًل َ ن َ قَعا َ فَر ِببآَيَعاتَِدنَعا َ فَرأَْي َ لوتَيَ َّ ب أَ ِ ح َٰ م ّ عْهًداَ . ل ن اْل َ سَدن ْ ن َ عَذا ِ ه ِ ه َ داَ . ب َ م َ ل َ ب َ ك َّل ۚ َ ونَِرُث ُ م ًّ د لَ ُ ال َّر ْ مَعا يَُقتو ُ ون َ ُ مَعا يَُقتو ُ كُت ُ م ِ
َويَْأِتيَدنَعا َفْرًدا ( .مريم 80 – 77وكان ذلك هو رد ال عز وجل على هذا الذي كفر – كذلك كان رد الرجل المؤمن على صاحب الجنتين أن قال له كما جاء في كتاب ال عز وجل
) َ من ن ّ ْ ط َ خل َ َ ك َ وُرُه أَ َ م و ُ م ِ ك ِ ت ِبَعال َّ ِ صَعا ِ ف ٍ من ُتَرا ٍ ق َ ذ ي َ فْر َ تو ُي َ ه َ ه َ ه َ قَعا َ حُب ُ ل لَ ُ ة ُث َّ ب ُث َّ حَعا ِ
ك َرُجًل ( .الكهف . 37فقد رد عليه حجته بأن ذكر له فضل ال الذي أوجده توا َ َ س َّ ل في تلك الحياه ولوله ما كان له وجود من العدم ووهبه ذلك المال الذي يغتر به أص ً
وتلك الصحة وتلك الذرية ثم ذكره بأن خلقه كان من الطين الذي يطأه بقدماه وكل تلك النعم هو لم يؤدي شكرها ل عز وجل – إواذا نظر وتمعن ال ننسان في خلقه ما تكبر
وما اغتر بنفسه وبقدرته فإن بداية خلقه من نطفة من مني يمنى الذي إذا اصابه
منه شيئ اغتسل منه وتطهر ,وبعد ذلك ينظر إلى مماته إوالى أي مكان يذهب وأين ُيدفن إوالى أي مآل يصير عليه ذلك الجسد الذي يتباهى به في حياته ,لوأمعن
ال ننسان النظر في ذلك لسجد ل شك ارً طوال حياته حتى مماته – ثم أكمل الرجل
َ ولَْتوَل ك َّدنَعا ُ المؤمن وذكر فضل ال عليه فقال )ٰل ّ ِ حًداَ . ك بَِرِّب ي أَ َ ه َرِّب ي َ ه َ تو الل َّ ُ وَل ُأ ْ شِر ُ ن أََنَعا أَ َ ولًَدا. إِْذ َ ل ِ ه ۚ ِإن تََر ِ توَة إِ َّل ِبَعالل َّ ِ و َ مَعاًل َ ك َ مدن َ مَعا َ ت َ ك ُقْل َ ج َّدنَت َ ت َ خْل َ د َ شَعاَء الل َّ ُ ق َّ ه َل ُق َّ َ مَعاِء ل َ ف َ وُيْر ِ علَْي َ س َ م َ س َ ك َ ج َّدنِت َ من َ ن َ ع َ ح ْ ن ال َّ سَبَعاًنَعا ِ ّ خْيًرا ِ ّ س ٰ هَعا ُ ى َرِّب ي َأن ُيْؤتِيَ ِ عيًدا َزلَ ً غْتوًرا َ َ هَعا َ مَعاُؤ َ ه طَلًَبَعا. طي َ صِب َ صِب َ سَت ِ ص ِ ح َ ح َ ع لَ ُ فَلن تَ ْ قَعا .أَْو ُي ْ فُت ْ
( الكهف 38
41هو يعبد ال ويتقيه ويشكره على كل ما أنعم ال به عليه من نعم حتى إوانكانت قليلة ويكون الشكر بقول ما شاء ال ل قوة إل بال فقد اقترن الشكر بالقرار
بأن المنعم بهذا الفضل هو ال عز وجل وحده ويكون قد رد الفضل إلى صاحب الفضل وليس لنفسه أو لي أحد سواه . وفي حديث رواه أبو هريرة قال :قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( من قال ما شاء ال ل قوة إل بال فإن ال عز وجل يقول قف يا عبدي واستلم فإنك قد أسلمت واستسلمت ل عز وجل . وقال أنس بن مالك قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إذا رأى العبد ما أنعم ال عز وجل عليه به من مال أوطعام أو ولد فقال ما شاء ال ل قوة إل بال لم تصبه فيه أفة إل الموت .أي ل يصيب تلك النعمة عطب ول عيب يظهر فيها إل الموت مِرِه َ ح صبَ َ وُأ ِ حيطَ بَِث َ فإنه حق على كل حي .وتكتمل الصورة بقول ال عز وجل ) َ فَأ ْ مَعا َأن َ ُي َ ب َ م ة َ وي َ ٌ ه َ ك َّ عُرو ِ و ِ ق ِ فْي ِ ى ُ ش َ في َ هَعا َ ي َ هَعا َ ف َ ى َ ل َيَعا لَْيَتِدن ي لَ ْ علَ ٰ علَ ٰ ويَُقتو ُ ق ِل ّ ُ خَعا ِ ه َ
خْيٌر ُعْقًبَعا ( .الكهف قِ ۚ ُ توَليَ ُ حًداُ . ة لِل َّ ِ و َ تواًبَعا َ خْيٌر ثَ َ تو َ ه َ ه اْل َ ك اْل َ هَدنَعالِ َ ك بَِرِّب ي أَ َ شِر ْ ُأ ْ ح ّ 44 – 42فكانت تلك عاقبة كفره بال عز وجل إوانكاره لنعمة ال وفضله بأن نزع
ال منه تلك النعم أمام عينيه وأمام ناظره بأن كف عنها السباب التي أدت إلى
وجودها وذلك حتى تكون حصرته أشد وعذابه أنكى وليعلم أن ال فعال لما يريد . إن الذي ل يشكر نعمة ال ول يعترف بفضله فيها بل وينسبها إلى نفسه إوالى عرقه
وكده وتعبه ومجهوده وعقله الراجح فذلك الذي يكفر بنعمة ال عز وجل لن كل ما
أدى إلى وجودها إنما هو هبة من ال له سواء كان مال أو عقل أو صحة ليكد ويجهد بها وما كل ذلك بكاف إل بتوفيق من ال عز وجل وبإرادته وحده ل شئ سواها . كذلك كان هناك رجل من بني اسرائيل هو قارون وكان ابن عم نبي ال موسى عليه السلم وكان عنده علم كثير من علوم الدنيا مثل علم الكمياء يستعمله في صناعة أو تجارة تجلب عليه الموال الطائلة والنعيم المقيم إنما ذلك الرجل نسب كل تلك النعم إلى نفسه إوالى العلم الذي عنده -وفي بعض السرائيليات أنه كان يحول التراب إلى ذهب وما كان هذا صحيحاً لن إرادة ال في خلقه أل يتحول شئ إلى شئ إوانما تعود العناصر إلى أصلها التي خلقها ال عليها فل يتحول التراب إلى ذهب إل إذا كان
ل ل به فينقى عنصر الذهب من التراب إذن هى مسألة فصل للعناصر ك ً مخلوطاً أص ً
على حده فكان طالبها من غير معدنها ل يصيب إل ضياع العمر في التجربة والتعب
ى َ من َ ن َ كَعا َ قَعاُرو َ فبَ َ ن َ مۖ ى َ _ وال عز وجل يقول في قارون )إِ َّ ن ِ متو َ ه ْ قْتو ِ غ ٰ س ٰ م ُ علَْي ِ ه َ توِة إِْذ َ م َ ه َل مَعا إِ َّ صبَ ِ ن اْل ُ وآتَْيَدنَعاُه ِ ه لََتُدنتوُء ِبَعاْل ُ قَعا َ فَعاتِ َ ن َ كُدنتوِز َ م َ َ م ُ ل لَ ُ ح ُ ع ْ ة ُأوِل ي اْلُق َّ قْتو ُ ب اْل َ ح ّ س ح ۖ إِ َّ ن الل َّ َ تَْفَر ْ داَر اْل ِ واْبَتغِ ِ فِر ِ ه َل ُي ِ ه ال َّ وَل َتدن َ خَرَة ۖ َ مَعا آَتَعا َ في َ نَ . حي َ ك الل َّ ُ ن ال ّ وَل تَْبغِ اْل َ سن َ ف ي اْل َْرضِ ۖ سَعا َ د ِ ح ِ ك ِ نَ ِ ف َ كۖ َ ه إِلَْي َ س َ ح َ ك َ دْنَيَعا ۖ َ م َ صيبَ َ ن الل َّ ُ مَعا أَ ْ وأ َ ْ َ َ ُ نَ . ح ّ ه م أ َّ ه َ إِ َّ ن الل َّ َ ن الل َّ َ عدن ِ م ِ ى ِ س ِ مْف ِ ه َل ُي ِ د ي ۚ أ َ ل إِن َّ َ قَعا َ دي َ مَعا أوِتيُت ُ م يَْعلَ ْ ول َ ْ علَ ٰ عْل ٍ ب اْل ُ من َ َ م ً ش ّ قْد أَ ْ عن ل َ ن ُ د ِ ن اْلُقُرو ِ ه ِ قْبِل ِ ك ِ عَعا ۚ َ وأَْكَثُر َ توًة َ تو أَ َ ه َ ن َ م َ هل َ َ مْدن ُ وَل ُي ْ ج ْ م ْ ه ُق َّ سَأ ُ متو َ ن. م ْ جِر ُ م اْل ُ ه ُ ُذُنتوبِ ِ
( القصص 78 – 76فقد ادعى قارون أن ما به من نعمة
وفضل إنما مرجعه إلى علمه فكفر بنعمة ال وفضله وعصى ال عز وجل بأن لم ُينسب النعمة إلى منعمها ولم يشكر له فضله ,فإن رسول ال )صلي ال عليه
وسلم( يقول إن ال عز وجل خالق كل صانع وصنعته " فإن ال عز وجل خلق الذي
صنع السيارة والطائرة وغيرها فالذي خلق الول هو الذي خلق الثاني وصنعته , ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول إن ال عز وجل قال من أراد أن يخلق كخلقي فليخلق ذبابة أو شعيرة " إن أراد أحد أن يتحدى ال في الخلق فيحاول أن يخلق أدنى شئ في خلقه أو حتى حبة من شعير ولن يستطيع . ما كان جزاء قارون عندما أفسد وطغى وارتكب المعاصي واغتر بما يملكه كان عذاب ال أن خسف به وبداره الرض حتى أن الناس الذين تمنوا أن يكون عندهم مثله قالوا الحمد ل الذي نجانا من المعصية إن المعاصي تزيل النعم وتمحوها محواً فعن عبد ال بن مسعود قال :قال رسول
ال )صلي ال عليه وسلم( إياكم والمعصية إياكم والمعصية فإن العبد يذنب الذنب
فُيحرم به رزقاً كان قد ُأعد له ,ثم تل رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قول ال عز
وجل
نَ . ) َ هَعا َ ف َ متو َ ت َ م. و ُ ف َ طَعا َ علَْي َ صبَ َ ك َ من َّربِ ّ َ ح ْ فأَ ْ ه ْ كَعال َّ صِري ِ ف ِّ م َنَعائِ ُ طَعائِ ٌ
( القلم
20-19والرزق هنا ل يشترط أن يكون ماًل فقط إوانما قد يكون ولداً صالحاً أو
صحة أو جماًل أو خلقاً حسناً ,وفي تلك الية التي تلها رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قصة سطرها ال عز وجل في كتابه كمثل أخر عن وجوب شكر النعمة وأداء
حقها فهي عن أصحاب جنة أي حديقة مثمرة وكان والدهم يطعم منها المساكين ويتصدق عليهم ويكفل اليتيم ويحنو عليه حتى أصابه الموت وورثوا منه تلك الجنة فأقسموا أل يكون لهؤلء الفقراء واليتامى والمساكين حقاً في تلك الجنة فاحتالوا
ل حتى ل يراهم أحد وعقدوا العزم على عليهم بأن قرروا أن يجمعوا تمار تلك الجنة لي ً
ذلك حتى إذا وصلوا إلى الجنة أو الحديقة لم يجدوا فيها شيئاً وكأنها أرض سوداء
محترقة فظنوا أنهم قد ضلوا عن جنتهم حيث أنهم كانوا بالليل ولما تيقنوا منها أدركوا ما وقعوا فيه من ال ثنم والمعصية وكان جزاؤهم بأن ُحرنموا ثمارها حتى يبين لنا ال عز وجل أن تلك إنما هى سنته في خلقه لن تتبدل إلى أن يشاء ال رب العالمين ,وذلك المثل بالجنة أو الحديقة إنما هو يسري على كل نعمة أنعمها ال عز وجل على أحد من خلقه أن يبتغي فيها مرضاة ال ول يستعملها في ارتكاب معصية حتى يكون قد أدى جزء من شكرها لن ال ننسان مهما فعل لن يؤد ل حقه فيما أنعم عليه أبدا ولكن على ال ننسان الشكر فإن الشكر يزيل النقم . ويقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إن ال عز وجل قسم بينكم أخلقكم كما قسم بينكم أرزاقكم إوان ال عز وجل يعطي الدنيا لمن يحب ولمن ل يحب ول يعطي الدين إل لمن أحب " فإن ال عز وجل يعطي من الدنيا لكل الناس الفاجر منهم
والكافر والعاصي إل الدين فإنه ل يعطيه إل لمن أحبه فإن أعطاه الدين فقد بلغ حب ال عز وجل له مبلغاً ,ثم يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( والذي نفسي بيده
ل يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ول يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه ول يكسب عبدا ماًل من حرام فينفقه فيبارك له فيه ول يتصدق به فتقبل صدقته -فإن ال
طيب ل يقبل إل طيباً ول يتركه خلف ظهره لورثته من بعده إل كان زاده إلى النار فإن ال عز وجل ل يمحو الخبيث بالخبيث ولكن يمحو الخبيث بالطيب .
فإذا رأيتم رجل عل سهمه وزاد رصيده في الغنى وقد بلغت أمواله ما بلغت أموال قارون وهو يعص ال فل يظن أحد أنه بذلك قد ملك الدنيا وملك السعادة فيها فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول إذا رأيتم ال عز وجل يعطي العبد وهو مصر على المعصية فاعلموا ان ال إنما يستدرج له . ل أخر في فرعون وقومه عندما ملكوا البلد والعباد وكان عندهم وضرب ال لنا مث ً
الذهب والفضة من كثرتها يضعونها في قبور موتاهم – وهى التي يتم العثور عليها
اليوم في مقابرهم ومنها على شكل تماثيل كاملة من الذهب – إنما هم عصوا ال عز وجل ولم يستجيبوا لرسوله فاستدرج ال لهم وأخذهم بذنوبهم فأغرقهم أجمعين ثم ل وعبرة للخرين كما نراهم جعلهم جثثاً محنطة إلى يومنا هذا إوالى أن يشاء ال مث ً
اليوم جيفاً محنطة إوانما هى إرادة ال عز وجل في خلقه ,ولنعلم أن المؤمن يرى
ذنوبه كأنها جبل يكاد يقع عليه والمنافق يرى ذنوبه وكأنها ذبابة تقف على أنفه وهذا هو الفارق . إذا اراد ال ننسان أن يتم ال نعمته عليه ويبارك له فيها فليتقي ال ويتجنب المعاصي والذنوب .
النعلم والتنعلم اللهم صل سلم عليك يا رسول ال يا من قال فيك القائل مادحاً أخوك عيسى دعا ميتاً فقام لنه
والجهل موت فإن أوتيت معجزة
ل من الرمنم وأنت أحينيت أجني ً
فابعث من الجهل أو فابعث من الرجم
إن كان نبي ال عيسى أحيا الميت بإذن ال عز وجل فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أحيا أمة بأن أخرجها من الجهل والجاهلية إلى نور العلم وشمس اليمان , والجهل إنما هو نقيض الحلم فقد كان الناس في زمان رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يتصفون بأنهم أهل جاهلية أي كانوا يثورون ل تنفه السباب وتقوم بينهم الحروب لسنوات وأغلبها تندرج تحت نزعات الجاهلية ,ذلك ل ننهم ل علم عندهم ول فقه ول دراية فكانت امة ُتنعت بالجاهلية . إن دين السلم هو دين العلم والفقه والتعلم دين يتعامل مع عقل ال ننسان وحكمته ل برب العالمين فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول في حتى يكون متص ً
حديث معناه تفكروا في خلق ال ول تتفكروا في ذات ال فإنكم ل تقدروه قدره ,أي لن
يصل ال ننسان بفكره وعقله مهما كان علمه وحكمته إلى كنة ال عز وجل أو هيئته لذلك قال لنا رسول ال تفكروا في خلق ال . وعن أم المؤمنين عائشة رضى ال عنها قالت إن أول ما ُبدئ برسول ال من النبوة
الرؤية الصادقة يراها في نومه ثم تكون مثل فلق الصبح -ورؤيا ال ننبياء وحي كما
قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( – وحبب إليه الخلوة كان يخلو في غار حراء ليالي عدة ثم ينزل ليتزود لمثلها . وفي خلوته هذه فاجأه الوحي عندما أراد ال عز وجل الهداية لتلك المة وأراد لها أن تكون أمة راشدة مؤمنة فقد حبب ال إلى رسوله الخلوة فكان نزول الوحي عليه مفاجأة له كما يقول ويصف رسول ال فقال فأخذني وضمني حتى بلغ مني الجهد ثم قال لي اق أر – هذا الوحي الذي نزل على رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يبلغه عن رب العزة إنما كان أول ما أمره به أن اق أر فقال رسول ال ما أنا بقارئ ل ننه ما كان يق أر أو يكتب – ثم يقول رسول ال فأخذني ثانية وضمني حتى بلغ مني الجهد وقال مرة
أخرى اق أر فقلت ما أنا بقارئ ثم في الثالثة قال اق أر باسم ربك الذي خلق ,فكانت إرادة ال عز وجل في تلك المة أن يكون أول أمرها من دين السلم وأول ما نزل من أمر النبوة هو المر بالعلم والتعلم أل والسبيل إلى ذلك إنما هو القراءة فهى من أول سَعا َ ق( . ن َ ن ِ ك ال َّ ِ ق ا ْ ِلن َ خل َ َ قَ . خل َ َ ذ ي َ م َربِ ّ َ م ْ أدوات التعلم ,ثم قال له)اْقَرْأ ِبَعا ْ س ِ علَ ٍ
العلق 2-1فما تدل عليه تلك اليات إنما توجه وتلفت أنظار الناس إلى خلق ال عز وجل لل ننسان وقال له إن ذلك ال ننسان وأنت واحد منهم إنما ُخلنق من علق – ثم
م ِبَعاْل َ سَعاَن َمَعا لَْم يَْعلَْم( . مَ . ذ ي َ م .ال َّ ِ م ا ْ ِلن َ عل َّ َ عل َّ َ وَربّ َ يكمل اليات )اْقَرْأ َ قلَ ِ ك اْل َْكَر ُ
العلق 5-3فكان توجيه ال ننتباه إلى الوسيلة الخرى للتعلم بالكتابة أي بالقلم ,فكان اسم سورة كاملة في كتاب ال عز وجل القلم قال ال عز وجل طُرو َ ن. س ُ يَ ْ
واْل َ مَعا و َ م َ )ن ۚ َ قل َ ِ
( القلم 1فقد أقسم ال عز وجل بالقلم الذي هو وسيلة الكتابة ,وأبو
هريرة يقول قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أول ما خلق ال عز وجل القلم ثم خلق النون – وهى دواية الحبر أو المحبرة وفي تفسير أخر إنه اسم من أسماء الحوت أو إنه حرف من حروف الهجاء ولكن في تفسيرها هنا كما جاء في تفسير ابن كثير لحديث رسول ال )صلي ال عليه وسلم( " أول ماخلق ال عز وجل القلم ثم خلق النون ثم قال للقلم اكتب كل شئ كائن إلى يوم القيامة ثم خلق ال العقل – انظر إلى ترتيب خلق ال عز وجل بأن خلق العقل بعد أن خلق له الدوات لكي يمارس نشاطه بها ,وال عز وجل عندما من على آدم وميزه على سائر خلقه ميزه بالعلم فإن ال عز وجل يقول
ة َ ف َ مَلئِ َ ل م َ م َ و َ عَر َ مآ َ ك ِ مَعاَء ُ كل َّ َ قَعا َ عَل ى اْل َ س َ د َ عل َّ َ ) َ ضُه ْ م اْل َ ْ هَعا ُث َّ
مَعاِء ٰ َ نَ . مَتَدنَعا ۖ مَعا َ ه ُ ك َل ِ صَعاِد ِ ؤَلِء ِإن ُ م لََدنَعا إِ َّل َ عْل َ حَعانَ َ سْب َ قي َ م َ س َ عل َّ ْ كدنُت ْ َأنِبُئتوِن ي بِأَ ْ قَعاُلتوا ُ مۖ َ مَ . م مَعا َأنبََأ ُ ت اْل َ ل َيَعا آ َ ح ِ س َ س َ قَعا َ م اْل َ ك َأن َ إِن َّ َ ه ْ هم بِأَ ْ ه ْ م َأنِبْئُهم بِأَ ْ فلَ َّ د ُ كي ُ عِلي ُ مَعائِ ِ مَعائِ ِ َ َ َ َ َ م َ مَعا ُتْبُدو َ م وأ ْ م إِِّن ي أ ْ مَعا ُ وا ِ م أُقل ل َّ ُ و َ ن َ م َ ض َ ت َ مَعا َ س َ غْي َ قَعا َ كدنُت ْ ك ْ ل أل َ ْ ب ال َّ عل َ ُ علَ ُ واْل َْر ِ متو َ ن. تَ ْ كُت ُ
( البقرة 33 – 31فكان تعليم آدم أن علمه ال عز وجل الكلمات كلها أي
كل شئ في الوجود إلى أن يرث ال الرض ومن عليها حتى إوان استجدت كلمات في عصرنا هذا مثل ال ننترنت وما شابهه فلنعلم إنها من علم ال عز وجل الذي علمه
لدم عليه السلم ولكنها كانت مخزنة حتى يأتي وقت استعمالها ,وكذلك يشمل هذا العلم كل ألسنة ولهجات ولغات البشر التي يتعاملون بها وكل ما ينطق في هذا الوجود ,ثم كان آدم مورثاً لنسله من بعده كل ذلك العلم .
رسول ال )صلي ال عليه وسلم( الذي أمره ال عز وجل بالقراءة في أول ما أمره وأرشده إلى القلم كوسيلة للكتابه وأمره أن ينظر إلى خلقته وتكوينه وتركيبه وقال له أنك ُخ لنقت من علق جاءه أهل الشرك والكفر في يوم من اليام وقالوا له يا ُم حنمد
ادعو ربك يجعل لنا الصفا ذهباً حتى نؤمن به ونصدقك ورسول ال )صلي ال عليه
وسلم( يريد الهداية للبشر ويريد أن يأخذ بأيديهم إلى دار الفلح والنجاة فلما جاءه جبريل قال له يا جبريل إن الناس تقول كذا وكذا فما كان رد ال على الناس كان
ك بآيات تقول )إِ َّ واْلُفْل ِ خِتَل ِ وا ِ ن ِ وال َّدن َ هَعاِر َ ل َ ض َ ت َ مَعا َ س َ ف ي َ وا ْ ق ال َّ خْل ِ ف الل َّْي ِ واْل َْر ِ مَعاٍء َ مَعا َيدن َ حَيَعا مَعاِء ِ ه ِ جِر ي ِ ف ُ س َ م َ مَعا َأنَز َ و َ س َ ع ال َّدنَعا َ حِر بِ َ ل الل َّ ُ فأَ ْ ف ي اْلبَ ْ ال َِّت ي تَ ْ من َّ ن ال َّ خِر س َّ ل َ صِري ِ من ُ هَعا ِ ث ِ بِ ِ داب َّ ٍ في َ مْتوتِ َ م َ س َ ف ال ِرَّيَعاحِ َ ة َ هَعا َ ض بَْعَد َ ه اْل َْر َ وت َ ْ وال َّ وبَ َّ ك ِّ حَعابِ اْل ُ
ت لِ َّقْتوٍم يَْعِقُلتوَن ( .البقرة 164كأن ال عز وجل يقول ض َلَيَعا ٍ مَعاِء َ س َ بَْي َ ن ال َّ واْل َْر ِ كيف يطلبوا منك آية بأن تجعل لهم الصفا ذهباً وجبال الذهب كثيرة تمل الرض
وليس فقط الذهب بل أيضاً جبال الحديد والنحاس وسائر المعادن ولكن لينظروا
ويتعلموا في علم الفلك وفي علم الحياء وعلم الجغرافيا ولينظروا في الفاق من حولهم فيكون لهم علماً نافعاً يتدبرون به خلق ال حتى يدركوا أن ال واحد ل شريك له ل ننه هو خالق كل ذلك فيؤدي به طريق العلم إلى اليمان إوالى طريق السلم .
إوان العلم والعلماء جعل لهم ال عز وجل في دين السلم قد ارً عظيماً أعظم قد ارً من
الجن ذلك الذي يرهب الناس منه ,فكان لنا عبرة من قصة سليمان عندما أتاه الناس
هَعا َ بالهداية وعلم من أمر بلقيس ما علم ) َ ل م يَْأِتيِدن ي بِ َ عْر ِ مَلُ أَيّ ُ ش َ ل َيَعا أَيّ َ قْب َ هَعا اْل َ قَعا َ ك ْ ه َ نَ . م َ ك قَعا ِ م ِ ك بِ ِ ل ِ سِل ِ م َ ل َأن تَُقتو َ قْب َ ن أََنَعا آِتي َ م َ قَعا َ مي َ ن اْل ِ م ْ من َّ ج ِّ ت ِّ عْفِري ٌ َأن يَْأُتتوِن ي ُ ه لَ َ تو ّ ن ( .النمل 39-38وفي التفسير وصف ذلك الجن بأن وإِِّن ي َ ي أَ ِ علَْي ِ ۖ َ مي ٌ ق ِ
جسده كان مثل الجبل ومن رحمة ال بنا أن حجب عنا رؤيتهم حتى ل نرعب منهم - ه َ ) َ ك( النمل 40 ك بِ ِ كَتَعا ِ ن اْل ِ عدنَدُه ِ ذ ي ِ ل ال َّ ِ ل َأن يَْرتَ َّ ك طَْرُف َ د إِلَْي َ قْب َ ب أََنَعا آِتي َ م َ قَعا َ م ِّ عْل ٌ
ذلك الذي كان عنده علم إنما تفوق على أعتى نفر من الجن وأحضر العرش في طرفة عين لنبي ال سليمان ووجده مستق ارً عنده فقال سليمان ذلك من فضل ربي
ليبلوني أأشكر أم أكفر رجع بالفضل في ذلك ل عز وجل وليس لمن أحضره لن ال
هو الذي أنزل ووهب له ذلك العلم .
لذلك رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كان يعرف فضل العلم ونعمته وكان يحب أن تكون أمته عالمة متعلمة أمة تأخذ بأسباب العلم حتى تكون لها اليد العليا وتكون هى القائدة لن العلم من شأنه أن يرفع قدر المم كما يحط الجهل أمماً اخرى كما أن بِ ِزْدِن ي ِعْلًمَعا( طه 114 ال عز وجل أنزل آية ليتعبد بها الناس وهى ) َ وُقل َّر ّ
وعندما أنزلت على رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال اللهم أنفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً والحمد ل على كل حال ونعوذ بال من حال أهل النار .وكأن قصد رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أن يقول أن العلم النافع يباعد عن النار والعلم النافع يقرب إلى الرحمن وكذلك في قول ال عز وجل
ن ك َ سَأُلتونَ َ ) َ وي َ ْ ع ِ
ص ً س ً هَعا َ فَعاَ . ل َ قَعا ً فيََذُر َ فَعاَّ .ل تََر ٰ وَل تو ً هَعا ِ ى ِ ل َيدن ِ جَبَعا ِ في َ سُف َ جَعا َ ع َ صْف َ عَعا َ هَعا َرِّب ي نَ ْ فُق ْ اْل ِ
أَْمًتَعا ( .طه 107- 105ومن تلك الية نعلم أن العلم ليس علم دين فقط إوانما هو
علم دين ودنيا الذي يوصل إلى المعرفة بملكوت ال عز وجل إوالى جنة رب العالمين .
وحتى نعلم مكانة العلم في دين السلم فقد جاء رجل إلى رسول ال )صلي ال عليه
وسلم( كما قال أبو الدرداء جاء صفوان بن عسال إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وقال يا رسول ال جئتك متعلماً قال مرحباً بطالب العلم إن المل ئنكة لتضع
أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ثم تركب بعضها على بعض حتى تجوز السماء الدنيا محبة لطالب العلم ,ثم قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يا أبا الدرداء لن
تغدوا فتتعلم آية من كتاب ال خير لك من أن تصلي مائة ركعة ولن تغدو فتتعلم باباً
من أبواب العلم ًُيعمل به أو ل ًُيعمل كان خي ارً لك من أن تصلي ألف ركعة – وذلك من صلة النافلة وليس من صلة الفريضة .
ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول من سلك طريقاً يريد به علماً يسر ال له به طريقاً إلى الجنة وكذلك كل من يسر الطريق إلى العلم أو يحض عليه ,وعلى كل راع
أباً كان أو غيره أن يعلم من يرعاه وأن يبذل في ذلك كل الجهد فإن له في ذلك
أجرًاعظيماً إن علموا علماً نافعاً يؤدي بهم إلى طريق الجنة ,وعمر بن الخطاب
يقول من حق الولد على الوالد أن يعلمه وأل يرزقه إل حلًل طيباً .وعلى الذي يطلب العلم أن يصبر عليه ويبتغي به وجه ال عز وجل حتى يؤجر عليه وحتى ييسر ال
له طريقه .وعلى بن أبي طالب يقول:
وما الفضل إل لهل العلم أنهم
على الهدى لمن استهدى أدلُء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
والجاهلون لهل العنلم أعداُء
ففز بالعنلم تعش حياً به أبداً
فالناس موتى وأهل العلم أحياُء
إن قدر ال ننسان على ما يحسن من العمل الذي تعلمه لذلك يجب على المعلم أن يحسن صنعته بأن يعلم الناس ما تعلمه بإتقان ول يحبس عنهم منه شيئاً لغرض في
نفسه ويجب أن يكون رفيقاً بهم صاب ارً صبو ارً عليهم حتى ل يكون مانعاً عنهم علماً س ئنل علماً فكتمه أعطاه ال إياه فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول " من ُ
ألجمه ال يوم القيامة بلجام من نار " كما أن طالب العلم يجب أن يتحلى بالتواضع وبالخلق الحسن إزاء من يعلمه فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول " تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار " يجب أن يكون للمعلم كل احترام وتقدير وتوقير . والمام الشافعي يقول : شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاص وقنال إن العننلم نننننور ونور ال ل ُيهنندى لعناصي
وذلك هو المام الشافعي وكلنا نعلم من هو يشكو إلى استاذه ومعلمه وكيع أن ل يستوعب الحفظ وهو يتعلم فأرشده إلى ترك المعاصي لن العلم نور من نور ال عز وجل ول يعطي ال ذلك النور لعاص . وكل انسان في امة ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( وجب عليه العلم وأصحاب رسول ال الذين لنا فيهم اسوة حسنة أغلبهم لم يتلق العلم في صغره ولكنهم كانوا أشد
حرصاً عليه في الكبر ل ننهم علموا إنه أمر من ال عز وجل وحضهم عليه ورغبهم
فيه رسول ال )صلي ال عليه وسلم( فقال من غدا إلى مسجد يريد علماً يتعلمه أو
يعلمه كان له كأجر من حج حجة تامة تامة .فل تبخلوا على أنفسكم بهذا الجر العظيم الذي أعده ال عز وجل لمن أراد العلم أو التعليم .
الطريق المستقيم يقول ال عز وجل
ط ّ م. ك َ ى ِ ذ ي ُأو ِ ك ِبَعال َّ ِ م ِ صَرا ٍ ك ۖ إِن َّ َ ي إِلَْي َ م ْ س ْ سَت ْ )فََعا ْ علَ ٰ سَتِقي ٍ ح َ
سَأُلتو َ ول ِ َ ن. سْتو َ قْتو ِ ه لَ ِ و َ كۖ َ م َ ك َ ذْكٌر ل َّ َ َ وإِن َّ ُ ف ُت ْ
( الزخرف 44 – 43ال عز وجل يأمرنا
بالذي أوحي إلى ُم حنمد عليه أفضل الصلة والسلم ويطلب منا أن نستمسك به فهو
أمر لمة السلم كلها أن تتمسك بكتاب ال عز وجل لن فيه ذكر كما جاء في قول
ال عز وجل
م ۖ أَ َ فَل تَْعِقُلتو َ )ل َ َ ن. ه ِذْكُر ُ في ِ كَتَعاًبَعا ِ م ِ قْد َأنَزْلَدنَعا إِلَْي ُ ك ْ ك ْ
( ال ننبياء 10فإن
أردتم أن ُتذكر تلك المة وأن يكون لها البقاء والسيادة والريادة وأن ترتفع أعلمها
خفاقة في السماء فعليكم أن تتمسكوا بكتاب ال عز وجل فإنما هو الصراط المستقيم
. ويقول ال عز وجل
ن َٰ مَعا َ عتوا ال ّ ل وأَ َّ سَتِقي ً صَرا ِ هَذا ِ وَل تَ َّتِب ُ فَعات َِّب ُ سُب َ عتوُه ۖ َ ) َ م ْ ط ي ُ
ه ۚ َٰ َ م تَ َّتُقتو َ فَت َ ف َّر َ ن. ه لَ َ م َ عل َّ ُ كم بِ ِ صَعا ُ ذل ِ ُ سِبيِل ِ ق بِ ُ م َ عن َ ك ْ ك ْ ك ْ و َّ
( ال ننعام 153ال عز
وجل أوصانا أن نتمسك بالصراط المستقيم ول نحيد عنه إنما هو السلم كل السلم الذي جاء في كتاب ال عز وجل والذي أمرنا به رسول ال )صلي ال عليه وسلم( . س ئنل عبد ال بن مسعود عن الصراط المستقيم فقال :تركنا رسول ال )صلي وقد ُ ال عليه وسلم( في أدناه وطرفه في الجنة .أول ذلك الطريق عندنا إواذا سرنا عليه
ل نحيد عنه أوصلنا إلى جنة رب العالمين .
وعن النواس بن سمعان قال :قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( " ضرب ال ل صراطاً مستقيماً وعلى جانبي الصراط سوران فيهما أبواب وعليها ستر عز وجل مث ً
– أي أن على جانبي الطريق سور به أبواب ل ترى ما ورائها – فإذا أراد احد من
الناس أن يفتح باباً من تلك البواب قال له الداعي ويحك ل تفتح فإنك إن ولجت فيه
هلكت " – هذا الداع على الصراط إنما يحذر الناس من فتح تلك البواب على جانبي الطريق المستقيم لن فيها الهل كن – ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يشرح ذلك المثل فيقول :أما الطريق المستقيم فهو السلم والسوار من حوله إنما هى حدود ال فإن ال عز وجل جعل لكم حدوداً فل تتعدوها وحرم عليكم أشياء فل تقربوها
وأمركم بأشياء فعليكم أن تعملوا بها إواياكم إياكم الذلل أو الخطأ ,والبواب إنما هى
محارم ال عز وجل – كل باب من هذه البواب إنما يجرك إلى حرام إوالى شهوة تأتيها أو إلى إثم ومعصية وكل ذلك إنما فيه الهلكة – فيحذرك ال عز وجل من مجرد فتح
تلك البواب ل ننه كما يقول الداع إن فتحت ولجت فيها . وجابر بن عبد ال ال ننصاري يقول في حديث له أن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( خط له خطاً مستقيماً ثم خط له حوله خطوطاً متفرقة متعرجة عن يمينه وعن
شماله ثم قال عن الخط المستقيم إنه سبيل ال الصراط المستقيم ,وأما الخطوط المتعرجة عن يمينه وشماله فهى سبل الشيطان .
وعن عبد ال بن عباس يقول في سورة ال ننعام ثلث آيات محكمات هن أم الكتاب لم ينسخهن شئ ,وكانت منهن تلك الية التي ذكرناها مسبقاً كانت ثالث تلك اليات المحكمات وكانت الولى كما جاء في قول أبي سعيد الخدري من أراد أن يق أر
وصية ُم حنمد عليه أفضل الصلة والسلم التي عليها خاتمه فهى في قول ال عز
ن م َ ل تَ َ كتوا بِ ِ شِر ُ علَْي ُ م َربّ ُ وِبَعاْل َ شْيًئَعا ۖ َ ه َ ح َّر َ مَعا َ ل َ م ۖ أَ َّل ُت ْ ك ْ ك ْ وجل )ُق ْ عَعالَْتوا أَْت ُ توالَِدْي ِ وَل تَْقَرُبتوا وإِ َّيَعا ُ وَل تَْقُتُلتوا أَْوَل َ ن نَْرُزُق ُ د ُ مۖ َ م َ سَعاًنَعا ۖ َ ح َ ه ْ ك ْ ق ۖ ن َّ ْ ن إِ ْ م ْ إِ ْ كم ِ ّ ح ُ مَل ٍ اْل َ قۚ هَر ِ توا ِ مْدن َ مَعا ظَ َ ه إِ َّل ِبَعاْل َ ح َّر َ س ال َِّت ي َ وَل تَْقُتُلتوا ال َّدنْف َ نۖ َ مَعا بَطَ َ و َ هَعا َ ش َ ح َ ف َ م الل َّ ُ ح ِّ َٰ َ م تَْعِقُلتو َ ن ه لَ َ م إِ َّل ِبَعال َِّت ي ِ عل َّ ُ كم بِ ِ صَعا ُ ذل ِ ُ ح َ مَعا َ وَل تَْقَرُبتوا َ نَ . م َ ي أ ْ ك ْ ك ْ و َّ ل اْليَِتي ِ س ُ ه َ ى يَْبُل َ ميَزا َ ط ۖ َل ُن َ وأَْوُفتوا اْل َ هَعا ۖ س َ ف نَْف ً س ِ واْل ِ ش َّ ع َ ل َ كْي َ دُه ۖ َ َ سَعا إِ َّل ُو ْ ن ِبَعاْلِق ْ ح َّت ٰ كلِ ّ ُ غ أَ ُ َ َ ٰ َ َ َ َ ْ َّ ُ ُ َ ُ َ م ه لَ َ و م ك ل ذ ۚ فتوا و أ ه ل ال د ه ع َ ب و ۖ ى ب ر ق ذا ن كَعا تو ل و لتوا ُ د ع ْ فَعا م ت ل ق ذا إ عل َّ ُ كم بِ ِ صَعا ُ ُ ِ ِ ِ ِ َ َ َ َ َ ْ ك ْ ْ ْ ْ ْ ْ َّ ٰ ِ ُ وِ َ ن ٰ ل َ مَعا َ فَت َ كُرو َ ف َّر َ عتوا ال ّ عن م َ وأَ َّ تََذ َّ سَتِقي ً ق بِ ُ صَرا ِ هَذا ِ وَل تَ َّتِب ُ فَعات َِّب ُ سُب َ عتوُه ۖ َ نَ . ك ْ م ْ ط ي ُ ه ۚ َٰ صَعاُكم بِِه لََعل َُّكْم تَ َّتُقتوَن ( .ال ننعام 53-51جمعت تلك اليات ذل ِ ُ سِبيِل ِ م َ َ ك ْ و َّ
الثلث عقيدة السلم ,وعبادة بن الصامت رضى ال عنه يقول قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( بايعوني على ثلث آيات فمن وفى منكم فأجره على ال – أي بايعوني على ما جاء من أحكام في تلك اليات الثلث – أولها أل تشرك بال شيئاً
وعن أبي الدرداء قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ل تشركوا بال شيئاً
صلنبتم إوان ُحرنقتم ,ول تقتلوا أولدكم من إمل قن نحن نرزقهم إواياكم ل إوان ُقطعتم إوان ُ
تقتلوا ولداً مخافة الفقر فإن عبد ال بن مسعود قال سألت رسول ال )صلي ال
عليه وسلم( أي الذنب أعظم قال أن تجعل ل نداً وهو خلقك ول تقتل ولدك مخافة أن
يطعم معك .فإن ال عز وجل يقول
هَعا ض إِ َّل َ من َ عَل ى الل َّ ِ ة ِ مَعا ِ داب َّ ٍ ه ِرْزُق َ و َ ) َ ف ي اْل َْر ِ
ق َّر َ سَت َ ب ّ ك ّ ن. د َ سَتْتو َ ف ي ِ ل ِ هَعا ۚ ُ كَتَعا ٍ ع َ هَعا َ َ م ْ م ْ و ُ م ُ ويَْعلَ ُ مِبي ٍ
( هود 6فإن ال عز وجل
إنما قدر لكل حي في هذه الدنيا رزقه من طعام وشراب وملبس من يوم أن أوجده على ظهرها وحتى يتوفاه ال . وعبد ال بن مسعود قال سألت رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أي العمل أحب إلى ال عز وجل قال الصلة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل ال ,فمن وفى ما جاء في تلك اليات الثلث من سورة ال ننعام فقد بايع رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وذلك ليس في حياته فقط إوانما إلى أن يرث
ال الرض ومن عليها فكل من عمل بما جاء من أحكام فيها فقد وفى عهده مع ال عز وجل وكان على الصراط المستقيم الذي أوله عندنا وأخره جنة رب العالمين .
إواذا وقع إنسان في مخالفة من تلك المور وحاسبه ال عليها في الدنيا فهو كفارة له كأن يأخذه ال بالبتلء أو تصيبه مصيبة ما ومن ستره ال فل يفضح نفسه إنما
عليه أن ُيكثر من التوبة والستغفار فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول من
ستره ال إلى يوم القيامة فأمره إلى ال إن شاء غفر إوان شاء عذب .وال عز وجل يقول في حديث قدسي " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني "
من اتبع الهدى الذي جاء به ُم حنمد عليه أفضل الصلة والسلم واتبع أوامر ال عز
وجل ووجده ال حيث أمره وافتقده حيث نهاه فل يضل ول يشقى أبدا فإن ال عز وجل
وۖ َ يقول ) َ مي ً هِب َ لا ْ عُد ّ هًدى مِّدن ي ُ ض َ مَعا يَْأتِيَ َّدن ُ ض ُ ج ِ طَعا ِ مْدن َ هَعا َ قَعا َ ك ْ فِإ َّ عَعا ۖ بَْع ُ كم ِ ّ م لِبَْع ٍ ش ً عن ِذْكِر ي َ ي َ َ ش َ ض ّ ة فِإ َّ ض َ ن أَ ْ ع ُ ن ات َّبَ َ م ِ فَل يَ ِ عي َ ه َ عَر َ و َ ى َ . ل َ هَدا َ ف َ ن لَ ُ م ْ وَل يَ ْ ق ٰ م ِ َ َ و َ ىَ . ضدن ً ت شْرتَِدن ي أ ْ ةأ ْ َ قْد ُ م ِ ى َ ع َ ح َ م َ بِ لِ َ قَعا َ ع َ م اْلِقَيَعا َ شُرُه يَْتو َ كَعا َ ون َ ْ م ٰ ل َر ّ م ٰ كدن ُ ح ُ ك آَيَعاُتَدنَعا َ صيًراَ . و َ ل َ ى. فَدن ِ بَ ِ سيَت َ م ُتدن َ ك اْليَْتو َ ك ٰ َذلِ َ هَعا ۖ َ ك أَتَْت َ ك ٰ َذلِ َ قَعا َ س ٰ
( طه – 123
126 ال عز وجل يتوعده في الدنيا بالمعيشة الضنك بالهم والكرب ويوم القيامة بكف بصره وينساه ومن ينساه ال عز وجل فإن له عذاباً شديداً ذلك ل ننه رأى وعلم الصراط المستقيم في الدنيا ولم يتبعه وكان أعمى البصيرة والقلب ,وأما من أبصر واتبع
ن و َ ه ال َّ ِ ذي َ الصراط المستقيم ولم يحيد عنه فكان جزاؤه كما قال ال عز وجل ) َ عَد الل َّ ُ خِل َ ض َ من سَت ْ سَت ْ و َ ن ِ ف ال َّ ِ م ِ حَعا ِ ع ِ مدن ُ مُدنتوا ِ ذي َ خل َ َ ك َ صَعالِ َ م َ آ َ مَعا ا ْ ف َّدنُه ْ ت لَيَ ْ ك ْ مُلتوا ال َّ ف ي اْل َْر ِ َ َ مًدنَعا ۚ ذ ي اْرتَ َ من بَْع ِ م ال َّ ِ د َ م َ ولَُي َ م َ ولَُيبَ ِّ مأ ْ ه ْ ى لَُه ْ ن لَُه ْ ه ْ مكَِّدن َّ دلَ َّدنُهم ِ ّ ض ٰ م ِديَدنُه ُ خْتوفِ ِ قْبِل ِ فَر بَْعَد ٰ َ ك َ م اْل َ ك َ كتو َ من َ سُقتوَن( . ك ُ فَعا ِ شِر ُ فُأوٰلَِئ َ ذل ِ َ و َ شْيًئَعا ۚ َ ن ِب ي َ يَْعُبُدونَِدن ي َل ُي ْ ه ُ
النور 55ذلك وعد ال عز وجل لمن اتبع الصراط المستقيم وعده ال أل يضيق عليه في الدنيا ول في الخرة ول يسلط عليه قوة غاشمة تقهره أو تبطش به ,إنها طاعة ال ورسوله واتباع أمره حتى يفوز بالرضا والمن والتمكين في الدنيا وكذلك في الخرة يكون له فيها السعادة كلها . وآُتتوا ال َّز َ م ل لَ َ عل َّ ُ وأ َ ِ وأ َ ِ طي ُ ستو َ كَعاَة َ صَلَة َ ويقول ال عز وجل ) َ ك ْ متوا ال َّ عتوا ال َّر ُ قي ُ ك َ متو َ ن َ س وا ُ ن ِ ن ال َّ ِ ولَِبْئ َ م ال َّدنَعاُر ۖ َ مْأ َ و َ ضۚ َ جِزي َ ذي َ ح َ ُتْر َ مْع ِ نَ .ل تَ ْ سبَ َّ ه ُ فُروا ُ ح ُ ف ي اْل َْر ِ صيُر. م ِ اْل َ
( النور 57 – 56ال عز وجل ل يعجزه شئ في الرض ول في السماء
ولكن له سنن ول يبدل سننه . ويقول ال عز وجل فَعائُِزو َ اْل َ ن.
ه َ م ك ُ وي َ ْ ش الل َّ َ طعِ الل َّ َ ويَ َّتْق ِ من ُي ِ فُأوٰلَِئ َ ه َ خ َ ه َ ه َ و َ ) َ ستولَ ُ ه ُ وَر ُ
( النور 52
فقد دخل واحدا من قادة الروم على عمر بن الخطاب في مسجد رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وقال أشهد أن ل إله إل ال وأن ُم حنمداً رسول ال ,فقال له عمر
مالك يا هذا فقال له أسلمت فقال له وما سبب اسلمك قال إني قرأت التوراة والزبور وال ننجيل ثم سمعت أسي ارً كان عند الروم من أهل السلم يق أر وسألته ماذا تق أر فقال
أق أر القرآن فوجدت ما يقرأه جمع كل ما جاء في تلك الكتب فعلمت أنه من عند ال عز
وجل فأسلمت فقال له عمر وما سمعت من ذلك السير قال سمعته يتلو قول ال ه َ هُم اْلَفَعائُِزوَن(. ك ُ وي َ ْ ش الل َّ َ طعِ الل َّ َ ويَ َّتْق ِ من ُي ِ فُأوٰلَِئ َ ه َ خ َ ه َ ه َ و َ عز وجل ) َ ستولَ ُ وَر ُ
النور 52فكانت تلك الية سبب دخول هذا الرجل في دين السلم -وطاعة ال إنما هى العمل بالفرائض وطاعة الرسول إنما هى العمل بسنته والفائز هو من زحرح عن النار وادخل الجنة . ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول في حديث رواه عبد ال بن عمرو بن العاص قال كيف أنتم إذا ظهرت فيكم خمس أعوذ بال أن تكون فيكم أو تدركوهن ,ما ظهرت الفاحشة في قوم قط ُيعمل بها عل ننية إل سلط ال عليهم الوجاع
والمراض التي لم تكن في أسلفهم ,وما منع قوم زكاة أموالهم إل ُم ننعوا القطر من
السماء ولول البهائم لم ُيمطروا ,وما بخس قوم المكيال والميزان إل سلط ال عليهم
جور السلطان – والفاحشة موجودة في كل زمان ومكان ويعرف الناس جميعهم أنها
فاحشة ومنكر من العمل ومن يأتيها إنما يدرك أنه من الثمين بل ويتوارى بها عن أعين الناس ويستتر قدر المستطاع أما أن يأتيها الناس عل ننية فذلك الفجور كله وأما أن يسوق بعض الناس المبررات لرتكابها بل ومنهم من يجعلها مباحة مشروعة فهذا هو قمة الوبال وأشد من الفجور وعاقبة ذلك انتشار المراض والوبئة التي يصعب لها العلج ولم تكن معروفة من قبل ,وكذلك المر في إمتناع الناس عن إخراج زكاة أموالهم وما أكثر هؤلء الناس فإن ال عز وجل يبتليهم بنقص في الثمرات من قلة المطر الذي يجلب الخير من الرض حتى يأكل منه الناس ,وكذلك الغش في الميزان والمكيال وخداع الناس وأكل أموالهم بالباطل واستحل لن ذلك بدون أي خشية من ال أو وازع من ضمير فإن ال عز وجل يبتليهم بظلم الحاكم وما أشده ظلماً – والرابعة قال ومن لم يحكم أمراؤهم بشرع ال إل سلط ال عليهم عدوهم
فاستنقصوا بعضا مما في أيديهم ,وما لم يعملوا بينهم بكتاب ال وسنة رسوله إل جعل ال عز وجل بأسهم بينهم . لذلك نجد الشقاق والنزاع بين أهل البلد الواحد وحتى بين القارب والخوة وبين الوالد وولده وذلك كله إنما هو من البعد عن منهج ال وعن سنة رسوله ,وال عز وجل ن أَ ْ قْتوا لَ َ وات َّ َ هم بََر َ ل اْلُقَر ٰ ض حَدنَعا َ ولَْتو أَ َّ كَعا ٍ مَعاِء َ س َ م َ مُدنتوا َ ىآ َ ه َ يقول ) َ فَت ْ ن ال َّ ت ِّ واْل َْر ِ علَْي ِ نَ . ذُبتوا َ ن أَ ْ ك َّ سُبتو َ ل اْلُقَر ٰ مَعا َ كن َ سَدنَعا كَعاُنتوا يَ ْ خْذَنَعا ُ فأَ ِ ك ِ وٰلَ ِ م َ هم بِ َ فأَ َ َ ى َأن يَْأتِيَُهم بَْأ ُ ه ُ ن أَ ْ عُبتو َ متو َ ل اْلُقَر ٰ ن. م يَْل َ و ُ و ُ ض ً وأ َ ِ ح ى َ م َ ن .أَ َ بََيَعاًتَعا َ ه ْ ه ْ سَدنَعا ُ ى َأن يَْأتِيَُهم بَْأ ُ ه ُ م َنَعائِ ُ هۚ َ أَ َ سُرو َ ه إِ َّل اْل َ ن. م اْل َ م ْ م ْ خَعا ِ كَر الل َّ ِ كَر الل َّ ِ فأَ ِ ن َ فَل يَْأ َ مُدنتوا َ قْتو ُ م ُ
ويقول ال عز وجل
( العراف 99 – 96
ن َ من َ ذ َ حَيَعاًة و ُ ن َ صَعالِ ً مْؤ ِ ع ِ ه َ ه َ ى َ ل َ م َ ) َ حِييَ َّدن ُ فلَُدن ْ م ْ كٍر أَْو ُأنَث ٰ حَعا ِ ّ م ٌ تو ُ
طَ ِي ّبَ ً مُلتو َ مَعا َ ن. جَر ُ كَعاُنتوا يَْع َ ن َ ح َ ةۖ َ هم بِأَ ْ م أَ ْ جِزيَ َّدنُه ْ ولََدن ْ س ِ
( النحل 97إذا أردنا الحياة
الطيبة ورغد العيش فعلينا أن نتمسك باليمان وما يقتضيه من العمل الصالح نضمن النتيجة لن قائلها هو رب العالمين . ت إَِل ى الّدنتوِر ۖ مُدنتوا ُي ْ مَعا ِ ي ال َّ ِ ن الظ ُّل َ م َ نآ َ ذي َ ه َ ويقول ال عز وجل )الل َّ ُ ول ِ ّ جُهم ِ ّ خِر ُ م ال َّ ك َ ن َ ك ت ُي ْ طَعا ُ فُروا أَْولَِيَعاُؤ ُ مَعا ِ وال َّ ِ ت ۗ ُأوٰلَِئ َ ن الّدنتوِر إَِل ى الظ ُّل َ م َ ذي َ َ جتونَُهم ِ ّ خِر ُ غتو ُ ه ُ خَعالُِدو َ ن. ب ال َّدنَعاِر ۖ ُ م ِ في َ هَعا َ ص َ ه ْ أَ ْ حَعا ُ
( البقرة 257إن طريق ال هو الطريق المستقيم
الذي يؤدي بال ننسان إلى الهداية إوالى نور الحق وأما من تولى غير ال فليس له إل الظلمات يمشي فيها وبها حتى تؤدي به إلى الهل كن ومثواه جهنم وبئس القرار .
ويقول ال عز وجل ) َ مُدنتو َ م َل ك ِ ك َل ُيْؤ ِ ش َ مَعا َ في َ متو َ ى ُي َ ن َ وَربِ ّ َ فَل َ جَر بَْيَدنُه ْ م ُث َّ ح َّت ٰ حكِّ ُ مَعا َ ولَْتو أَ َّنَعا َ ن كَتْبَدنَعا َ سِلي ً حَر ً ق َ م أَ ِ ف ي َأنُف ِ جُدوا ِ مَعاَ . وُي َ ت َ ضْي َ م َ ه ْ متوا تَ ْ ه ْ يَ ِ م َّ جَعا ِ ّ سلِ ّ ُ علَْي ِ س ِ َ َ َ م َ عُلتوُه إِ َّل َ مَعا َ عُلتوا ف َ ف َ من ِدَيَعاِر ُ جتوا ِ س ُ مۖ َ اْقُتُلتوا أنُف َ ولَْتو أن َُّه ْ مْدنُه ْ وا ْ ك ْ كم َّ ل ِّ قِلي ٌ خُر ُ مأ ِ وإ ِ ً كَعا َ ظتو َ ه لَ َ جًرا ذا َّلتَْيَدنَعا ُ ع ُ مَعا ُيتو َ ن بِ ِ ش َّ د تَْثِبيًتَعاَ . وأ َ َ م َ ن َ َ من ل َُّد َّنَعا أَ ْ خْيًرا ل َُّه ْ هم ِ ّ مَعا. َ ظي ً ع ِ
( النساء 68 – 65تل رسول ال )صلي ال عليه وسلم( هذه اليات
أمام الصحابة فقال واحداً منهم وال لو أمرنا لفعلنا – هو يعني لو أمرهم ال عز
وجل أن يقتلوا أنفسهم أو يخرجوا من ديارهم لمتثلوا إلى أمره – ولكن ال ما أمر
بذلك بل أمر بحفظ النفس والدفاع عن الوطن والعرض والمال ,ثم قال هذا الصحابي والحمد ل الذي عافانا فقال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( الحمد ل في أمتي رجال اليمان في قلوبهم أثبت من الجبال الرواسي . لذلك عندما كان ذلك هو حال أهل السلم كان لهم السيادة والتمكين في الرض من أقصاها إلى أقصاها .
الننور والظلم ي ۚ َ نۖ َ ن اْل َ كُفْر من يَ ْ شُد ِ يقول ال عز وجل )َل إِْكَراَه ِ ف َ م َ قد ت َّبَي َّ َ ف ي ال ِّ ن الّر ْ غ ِّ دي ِ ه َ ِبَعال َّ توْث َ ف َ ه طَعا ُ ق ِ من ِبَعالل َّ ِ وُيْؤ ِ غتو ِ ك ِبَعاْل ُ م لَ َ هَعا ۗ َ صَعا َ ى َل انِف َ عْر َ س َ م َ ت َ والل َّ ُ سَت ْ دا ْ ق ٰ وِة اْل ُ ن مُدنتوا ُي ْ ع َ وال َّ ِ مَعا ِ ي ال َّ ِ مي ٌ س ِ ذي َ ت إَِل ى الّدنتوِر ۖ َ ن الظ ُّل َ م َ نآ َ ذي َ ه َ َ م .الل َّ ُ ول ِ ّ جُهم ِ ّ خِر ُ عِلي ٌ َ َ َ ُ ّ ٰ م ال َّ ك َ َ ب ت ُي ْ طَعا ُ فُروا أْولَِيَعاُؤ ُ مَعا ِ ص َ ت ۗ أولِئ َ ن الّدنتوِر إَِل ى الظُل َ م َ كأ ْ جتونَُهم ِ ّ حَعا ُ خِر ُ غتو ُ ه ُ خَعالُِدو َ ن. ال َّدنَعاِر ۖ ُ م ِ في َ هَعا َ ه ْ
( البقرة 257 – 256
إن دين السلم إنما هو عقيدة وشريعة وتلك العقيدة ل ُيكره الناس عليها بالقصر ول
بالسيف لن العقيدة أساسها الطاعة والحب ل عز وجل وبالتالي ل يمكن اكراه أحد أن يحب أحد إل عن ارادة حرة واختيار . وال عز وجل بين لنا السبل عن طريق نبيه ورسوله ُم حنمد عليه أفضل الصلة
والسلم فكان الصلة بيننا وبين رب العالمين مبلغاً رسالته إلى الناس أجمعين ,فقد
بين لنا ال طريق النور وطريق الظلم والفرق بينهما كما هو الفرق بين الستقامة
والعوجاج وبين الخير والشر حتى صار واضحاً جلياً ل ينكره عقل ول يخفى على كل ذي بصر .
وقد جاء رجل إلى رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وكان له ولدان على النصرانية وهو مؤمن قال يا رسول ال أأكرههما على السلم كيف أكون في الجنة وبضعاً مني في النار فلم يجبه رسول ال )صلي ال عليه وسلم( فنزل قول ال عز وجل ل أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ... وأمير المؤمنين عمر جاءته امرأة عجوز نصرانية فقال لها اشهدي أن ُم حنمد عبد ال ورسوله تسلمي ,فقالت إني عجوز والموت مني قريب ول أقبل غير ديني .فما أكرهها عمر على السلم بل قال لها ل اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي , وكذلك كان لدى عمر أمير المؤمنين خادماً اسمه أستق فقال له يا أستق إن
أسلمت وليتك أم ارً من أمور المسلمين فإني ل يحل لي أن أجعل عليهم من ليس
منهم فيقول أستق فأبيت عليه فكررها عمر عدة مرات فيقول أستق فأبيت عليه وفي كل مرة يقول لي ل إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي -ولو كان اكراه في الدين لجاز لعمر أن يجبره على السلم فهو ملك له حتى يقول الشهادتين ولو
بلسانه فيكون اسلمه باللسان وليس بالقلب ,وكذلك لو علم أستق أنه سيجبره لفعلها فقط من أجل أن يتولى المنصب ولكنه وهو على النصرانية يعلم أن دين السلم ل اكراه فيه على العقيدة – قال أستق حتى كان يوم وفاته فبعث لي فأتيته فقال يا أستق أنت حر لوجه ال فقلت أشهد أن ل إله إل ال وأن ُم حنمداً رسول ال .
وال عز وجل يقول مخاطباً رسوله ونبيه وصفيه من خلقه ُم حنمد عليه أفضل الصلة والسلم
عَعا ۚ أَ َ مي ً س ت ُت ْ ج ِ ض ُ من ِ كِرُه ال َّدنَعا َ فَأن َ م َ ن َ م َ ك َل َ شَعاَء َربّ َ ولَْتو َ ) َ كل ُّه ْ ف ي اْل َْر ِ
ن ( .يونس 99لو أراد ال عز وجل أن يجعل الناس كل الناس مْؤ ِ ى يَ ُ مِدني َ َ ح َّت ٰ كتوُنتوا ُ من أهل اليمان والتقوى وأن يفطرهم على ال ننقياد والتقوى له تسخي ار وقه ارً لكانت
مۖ َ ح ّ من من َّربِ ّ ُ ق ِ ف َ ل اْل َ تلك مشيئته ولكن ال عز وجل جعل لهم الختيار فقال ) َ ك ْ وُق ِ شَعاَء َ شَعاَء َ عَتْدَنَعا ِلل َّ هَعا ۚ كُفْر ۚ إِ َّنَعا أَ ْ فْليَ ْ ظَعالِ ِ فْلُيْؤ ِ سَراِدُق َ ن َنَعاًرا أَ َ مي َ من َ و َ من َ َ ه ْ م ُ حَعاطَ بِ ِ ْ َ َ ت ش ي ل ه م ل كَعا ٍ ء مَعا ب ثتوا ُ غَعا ي ثتوا غي ت س ي إن ِ و َ ب َ جتوَه ۚ بِْئ َ َ َ ُ َ َ َ ْ سَعاَء ْ ْ ْ س ال َّ شَرا ُ تو ُ تو ي اْل ُ ُ ِ ُ ِ ِ وِ ف ً مْرتَ َ قَعا. ُ
( الكهف 29يبين ال عز وجل أن من انقاد واهتدى خرج من الظلم إلى
النور وكان من أهل الجنة وأما من اختار الظلم كانت له نار يحيط بها أربعة أسوار سمك كل سور مسيرة أربعين سنة ,فليختار الناس الطريق الذي يسلكونه . إذا كان المر كذلك إواذا كنا ل نقهر أحد ول نجبره على أن يكون من أهل اليمان
وذلك بأمر ال عز وجل فل نقبل بأي حال من الحوال أن ُيكرهنا أحد قص ارً على أن
نسلك طريق الظلم بعد أن هدانا ال عز وجل ل لنى طريق النور فقد اخترنا معية ال عز وجل ومعية رسوله صلى ال عليه وسلم ولن نحيد عنه أبداً وارتضينا دين
السلم ديناً ومنهاجاً ودخلنا فيه بغير قهر ول ارهاب ,والحق كل الحق لنا أن ندافع
عن هذا الدين بكل ما أوتينا من قوة لكي نرد كل من يحاول أن يخرجنا من طريق
النور ونعرض نموذجاً لهذا الرهاب كما حدث في بلد مثل تركيا وهى بلد تعداد سكانها
ثمانية وتسعون في المائة من أهل السلم عندما ًع رنض على برلمانهم قانون يجعل
الزنا جريمة ًيعاقب عليها مرتكبها سواء كان رجل أو امرأة فهل ذلك هو الضل لن أم هو الحق هل هذا هو النور أم الظلم نجد دول أوروبا وأهل الغرب يمارسون ضغطاً
إوارهاباً على تلك الدولة ويحذرونهم إذا أقررتم مثل هذا القانون أو التشريع فل يحق
لكم أن تنضموا إلى كتلة ال تنحاد الوربي وهى وحدة اقتصادية قبل أي شئ فماذا يريد
أهل الغرب بذلك هل يريدون الفجور أن يسود في العالم كما هو عندهم حق مكفول
ًيعمل به عل ننية ,فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول إن لم تستح فافعل ما
شئت ,فإن دين السلم دين الطهارة والرقي بال ننسان جسداً وروحاً فجعل من
الشرائع ما يصون ذلك الجسد وتلك الروح وقد قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم(
في حديث له صنفان من أهل النار لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلت مميلت كأن رؤوسهن أسنمة الُبخت المائلة ل يدخلن الجنة ول يجدن ريحها إوان ريحها ليوجد من مسيرة كذا " فقد كان مجرد التبرج عل ننية حراماً في دين السلم فما بالنا بالزنا .
وكذلك نجد دولة مثل أمريكا تريد أن تعلمنا وتهدينا إلى الحضارة والرقي وحقوق ال ننسان تجعل من الزواج بالثانية جريمة ًيعاقب من يرتكبها بالسجن وأما تعدد
الخلء والخليلت فل شئ فيه ول وزر عليه ما هذا المنطق وما تلك الحضارة وأي
رقي هذا الذي يدعونه بل ويريدون أن نتبع نهجهم هذا ويسنون من القوانين الدولية ما يجبرنا على أن نفعل ذلك ويا للسف أن نجد من أهل السلم من يسير في فلكهم وينادي بندائهم بل ومنهم من اتبع أهواءهم وأصدر قوانين تتماشى مع هذا النهج فضلوا وأضلوا إل من رحم ال ,ثم لننظر إلى أي طريق وأي نتيجة وصلت إليها تلك الدول وأي حال هم فيه بعد أن اختاروا ذلك النهج الباطل وأي حال وصلوا إليه في مجتمعاتهم وما هو بخاف عن أي انسان ,ثم يغلفون تلك الدعاوى الباطلة بغلف براق مثل الديمقراطية والحرية وحقوق ال ننسان فأين تلك الديمقراطية والحرية في أن يقتلوا الناس ويبيدوا دوًل بكاملها بغير ذنب اقترفوه إل أن فيهم أو معهم أعداء لهم
حتى خربوا تلك البلد والمثلة كثيرة إنما الديمقراطية في دين السلم أن تنقاد ل رب العالمين وتتبع نوره الذي قال في حقه ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( عندما رفع يديه
يدعوه فقال أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والخرة فكان ال عز وجل النور الذي هدى كل خلقه وقد قال ال عز وجل في كتابه العزيز
ش َ ل ُنتوِرِه َ ف ي ح ِ ح ۖ اْل ِ هَعا ِ كَعاٍة ِ ك ِ وا ِ صَبَعا ٌ في َ صَبَعا ُ ضۚ َ ت َ مَعا َ س َ ) الل َّ ُ م ْ م ْ م ْ ه ُنتوُر ال َّ مَث ُ واْل َْر ِ ي ُيتو َ مَبَعاَر َ جَرٍة ّ ب ُد ِرّ ّ كْتو َ هَعا َ ة َ وَل ج ُ قُد ِ شْرقِي َّ ٍ ة َزْيُتتونَ ٍ ك ٍ ج ٍ كأَن َّ َ ة َ ة َّل َ ش َ من َ جَعا َ ة ۖ الّز َ جَعا َ ُز َ ك ٌ ّ َ َ َ َ َّ َ من ه ر دنتو ل ه ل ال د ي ه ي ۗ ر نتو ى ل ع َ ر نتو ۚ ر نَعا ه س س م ت م ل تو ل و ُ ء ض ي ي هَعا ت ي ز د كَعا ي ة ي ب ر َ َ ٰ ُ ٍ َ ْ ِ غ ْ ِ َّ ٍ َ ُ َ ْ ُ َ ُ ِ ُ ُِ ِ ِ َ َ ْ ْ ْ َ ْ ُ ٌ ٌ م. يٍء َ ه بِ ُ وي َ ْ ل َ سۗ َ مَثَعا َ شَعاُء ۚ َ يَ َ والل َّ ُ ب الل َّ ُ ه اْل َ ْ ك ِّ عِلي ٌ ضِر ُ ل ِلل َّدنَعا ِ ش ْ
( النور 35
كل نور إنما مستمد من ال عز وجل وكان المصباح إنما هو ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( الذي أرشدنا ودلنا ,وكان المصباح إنما هو القرآن الذي بين أيدينا ,وكان
المصباح إنما هو اليمان الذي في القلوب ,وكان النور على النور إنما هو النور الحسي المعنوي ,والزيتونة هى أساس ذلك الدين الذي ل ينحرف إلى فكر يأتينا من المشرق أو المغرب إوانما يكون ال ننقياد ل رب العالمين كما أمرنا رسول ال )صلي
ال عليه وسلم( بأن نخالف عقائد ومنهج كل من هو على غير ملة السلم حتى إن اليهود قالوا لم يدع لنا ًم حنمداً شيئاً إل خالفنا فيه ,ورسول ال )صلي ال عليه
وسلم( يحذرنا ويقول لتتبعن سنن من قبلكم شب ارً بشب ارً وزراعاً بزراع حتى لو دخلوا
جحر ضب لدخلتموه " وقد جاء رسول ال بمثل جحر الضب ل ننه من النتانة والقذارة بما ينطبق عليه نتيجة اتباع سنن من قبلنا من الملل ومن المور التي يؤدي إلى المهالك . وكذلك يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ل يكونن أحدكم أمعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا احسنت إوان أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن
تحسنوا إوان اساءوا أن تجتنبوا اسائتهم .
يريدون أن يصدروا لنا الفجور ويجبروننا على قبوله إوان كان شيئاً فيه نفعاً لنا أو فائدة حجبوه عنا فهل يريدون بذلك لنا الخير وعندما يحتكرون ل ننفسهم صناعات
السلحة الفتاكة الذرية وغيرها ويمنعون غيرهم وبالذات من أهل السلم أن يملكوها حتى تكون لهم الغلبة والقوة علينا فهل هؤلء يرجى منهم أي خير . ال نور السماوات والرض وهب نوره لكل شئ يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( في حديث رواه عبد ال بن عمرو بن العاص قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إن ال عز وجل خلق الخلق في ظلمة ثم نثر عليهم من نوره فمن أصابه ذلك النور فقد اهتدى ومن أخطأه فقد ضل " نور ال عز وجل إنما هدانا إليه ُم حنمد
)صلي ال عليه وسلم( ليضيئ لنا كل طريق ويأخذ بأيدينا إلى نهايته أل وهى جنة رب العالمين . ولكن كيف يبث ال عز وجل نوره الذي ُيخرج به من الظلمات إلى النور فقد جعل لذلك وسائط منها ال ننبياء والرسل فقد قال ال عز وجل
ول َ َ ى ِببآَيَعاتَِدنَعا متو َ قْد أَْر َ ) َ س ٰ سْلَدنَعا ُ
ف ي ٰ َ ج َ و َ أَ ْ ت ه ۚ إِ َّ ذكِّْر ُ خِر ْ ن ِ م الل َّ ِ مَعا ِ ك ِ ك َلَيَعا ٍ ذل ِ َ ت إَِل ى الّدنتوِر َ ن الظ ُّل َ م َ م َ قْتو َ ن أَ ْ هم بِأَ َّيَعا ِ كتوٍر. ش ُ لِ ّ ُ ص َّبَعاٍر َ ل َ ك ِّ
( ابراهيم 5فأخرج موسى قومه من ظلمات الجهل والشرك إلى
نور اليمان والتوحيد ولكنهم ما لبثوا أن عادوا إلى الظلمات وما خرجوا منها ,وأما ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( فقد جعله ال نو ارً ومصباحاً وسراجاً مني ارً فقد قال ال عز وجل
ه و َ عًيَعا إَِل ى الل َّ ِ دا ِ ون َ ِ مبَ ّ ِ شَعا ِ )َيَعا أَيّ َ ذيًراَ . شًرا َ هًدا َ ك َ سْلَدنَعا َ ي إِ َّنَعا أَْر َ هَعا ال َّدنِب ّ و ُ
جَعا ّ مِدنيًرا. سَرا ً و ِ بِِإْذنِ ِ ه َ
( الحزاب 46 – 45فكان هذا السراج هو الذي جعله ال
عز وجل ليخرج الناس من الظلمات إلى النور فإن كل نبي ورسول أخرج قومه أما ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( عندما جاءه عمر وقال له يا رسول ال لقد أمرت أخاً لي من يهود بني قريظة أن ينسخ لي أوراقاً من التوراة فأعرضها عليك فتغير
وجه رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وغضب فقال رضينا بال رباً وبالسلم ديناً
وبُم حنمد نبياً ورسوًل فقال له يا عمر لو كان موسى وعيسى حيين ما كان في وسعهما إل أن يؤمنا بما جئت به .ذلك لن كل نبي أو رسول مبعوث إلى قومه خاصة أما
ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( فهو السراج الذي يهدي ال به الخلق كل الخلق كما قال ال عز وجل
ب َ )َيَعا أَ ْ م َ م مَعا ُ ن لَ ُ جَعاَء ُ كَتَعا ِ ل اْل ِ قْد َ ه َ كدنُت ْ ك ْ ك ْ م َّ كِثيًرا ِ ّ ستوُلَدنَعا ُيبَيِ ّ ُ م َر ُ
كِثيٍر ۚ َ خُفتو َ ب ّ عن َ ن. ويَْعُفتو َ ُت ْ و ِ ن الل َّ ِ جَعاَء ُ كَتَعا ِ ن اْل ِ ن ِ ه ُنتوٌر َ م َ قْد َ ب َ م َ كم ِ ّ مِبي ٌ كَتَعا ٌ
(
المائدة 15كان ذلك النور هو ُم حنمد عليه أفضل الصلة والسلم وكان الكتاب
ل ميس ار ليخرجنا ليل نهار المبين هو القرآن الذي جعله ال عز وجل بين أيدينا سه ً
من الظلم إلى النور كما قال ال عز وجل م ُنتوًرا ّ مِبيًدنَعا. وَأنَزْلَدنَعا إِلَْي ُ َّربِ ّ ُ م َ ك ْ ك ْ
س َ كم ُبْر َ من هَعا ٌ جَعاَء ُ )َيَعا أَيّ َ قْد َ ن ِّ هَعا ال َّدنَعا ُ
( النساء 174ال عز وجل أنزل إلينا هذا النور
المبين الواضح الجلي حتى ل نتوجه إلى شرق ول إلى غرب ول نأخذ من هذا أو ذاك – فهل بعد ذلك نترك النور والفضيلة ونتبع الظلم والرذيلة التي ما أدت بمن تبعها و َ كأَِّين واستجاب لها إل إلى الهل كن في الصحة والنفس والمال وقد قال ال عز وجل ) َ ه َ من َ ذْبَدنَعا َ سْبَدنَعا َ ع َّ عَذاًبَعا هَعا َ و َ ت َ ة َ ش ِ هَعا ِ سِل ِ قْريَ ٍ مِر َربِ ّ َ ديًدا َ سَعاًبَعا َ ح َ حَعا َ ف َ هَعا َ ن أَ ْ ع ْ عَت ْ ِّ وُر ُ َ َ َ فَذا َ كًراَ . مِر َ مِر َ كَعا َ و َ ديًدا ۖ م َ سًرا .أ َ عَعاقِبَ ُ ن َ نّ ْ ش ِ ع َّ عَذاًبَعا َ هَعا َ وَبَعا َ ت َ د الل َّ ُ ه لَُه ْ خ ْ ةأ ْ لأ ْ ق ْ هَعا ُ مُدنتوا ۚ َ َ ستوًل يَْتُلتو فَعات َُّقتوا الل َّ َ ه إِلَْي ُ ب ال َّ ِ ه َيَعا ُأوِل ي اْل َْلَبَعا ِ قْد َأنَز َ نآ َ ذي َ ل الل َّ ُ ك ْ م ِذْكًراَّ .ر ُ
ت إَِل ى و َ ت لِ ُّي ْ َ خِر َ مَعا ِ ت ِ حَعا ِ ع ِ ج ال َّ ِ ت الل َّ ِ م آَيَعا ِ علَْي ُ مبَ ِي َّدنَعا ٍ ن الظ ُّل َ م َ صَعالِ َ مُدنتوا َ نآ َ ذي َ ك ْ مُلتوا ال َّ ه ُ َ هَعاُر صَعالِ ً جِر ي ِ حَعا ُيْد ِ من ِبَعالل َّ ِ من ُيْؤ ِ ج َّدنَعا ٍ هَعا اْلْن َ حِت َ ه َ ل َ ويَْع َ ه َ و َ الّدنتوِر ۚ َ خْل ُ من تَ ْ ت تَ ْ م ْ هَعا أَبًَدا ۖ َ ن الل َُّه لَُه ِرْزًقَعا ( .الطل قن 11 – 8تلك اليات ما ن ِ خَعالِ ِ في َ س َ ح َ دي َ َ قْد أَ ْ
سمعها عاقل إل اتبع ذلك النور لن فيه الهداية والصلح في أمر الدنيا والخرة وهى ماثلة أمام أعين كل مبصر إذا أراد أن يبصر . إن ال عز وجل جعل نوره عن طريق ال ننبياء والرسل وآخرهم ُم حنمد )صلي ال عليه
وسلم( وليس عن طريق فل نن أو غيره مهما أتاه ال من الحكمة والعقل والفكر والعلم كَعا َ شٍر َأن ُي َ مَعا َ من حًيَعا أَْو ِ ه إِ َّل َ كلِ ّ َ ن لِبَ َ و َ ووسائل الحياة لن ال عز وجل قال ) َ ه الل َّ ُ م ُ و ْ ستوًل َ و َ ك ه َ ح ِ ي بِِإْذنِ ِ فُيتو ِ ب أَْو ُيْر ِ وَراِء ِ جَعا ٍ ك ٰ َذلِ َ مَ . ي َ مَعا يَ َ ه َ س َ ح َ َ شَعاُء ۚ إِن َّ ُ عِل ّ كي ٌ ل َر ُ ح َ َ َ ٰ عْلَدنَعاُه ج َ ك ُرو ً مَعا ُ ول ِ مَعا اْل ِ مَعا ُ كن َ ن َ وَل ا ْ ِلي َ ب َ ت تَْدِر ي َ كدن َ مِرَنَعا ۚ َ حْيَدنَعا إِلَْي َ أَْو َ نأ ْ م ْ حَعا ِ ّ كَتَعا ُ ط ّ م. ى ِ ك لََتْه ِ ن ِ شَعاُء ِ د ي بِ ِ ُنتوًرا ن َّْه ِ صَرا ٍ وإِن َّ َ عَبَعاِدَنَعا ۚ َ من ن َّ َ ه َ م ْ م ْ د ي إِلَ ٰ سَتِقي ٍ
( الشورى
52 – 51إوانك يا ُم حنمد عليك أفضل الصلة والسلم تهدي الناس إلى الصراط
المستقيم .
يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كل أمتي يدخلون الجنة إل من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول ال قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " . وكذلك يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( جاءني ملكان يقول أحدهما لصاحبه ل فقال إن مثله ومثل أمته كمثل ملك بنى بيتاً واتخذ دا ار وأعد أضرب له ولمته مث ً
مأدبة بها أطيب الطعام والشراب جعل من يدعو لها الناس فمن أجاب الداع دخل
وغنم ومن لم يجبه فقد خسر " ثم يفسر رسول ال ذلك المثل فيقول أما الملك الذي بنى وأعد ذلك كله فهو ال عز وجل وأما الدار فهى الجنة وأما الداع فإنما هو رسول ال ُم حنمد عليه الصلة والسلم .
لذلك فمن أجابه إلى ما دعا إليه فاز فو ازً عظيماً ودخل الجنة وأما من لم يجبه فقد
ضل وخسر وأما من أجاب غيره فقد ضل ضلًل بعيداً وخسر خسراناً مبيناً .
حسن الخنلق اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من كنت أحسن الناس خلقاً فقد قال عنك أنس
بن مالك كان رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أحسن الناس خلقاً .
ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( الذي هو أشرف الخلق عند ربه وأعلهم مرتبة كان
يعامل خادمه بالخلق الحسن فعن أنس بن مالك قال خدمت رسول ال )صلي ال عليه وسلم( عشر سنين فلم يقل لي لشئ فعلته لما فعلته ول لشئ لم أفعله لما لم تفعله .وعن أم المؤمنين عائشة رضى ال عنها وأرضاها قالت لم يكن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( فاحشاً ول متفحشاً ول بذيئاً وكان أحسن الناس خلقاً وما
ضرب رسول ال )صلي ال عليه وسلم( بيده شيئاً قط ل امرأة ول خادماً .
س ئنلت أم المؤمنين عن خلقه قالت كان خلقه القرآن وقالت من أراد أن يعرف وعندما ُ خلق ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( فليق أر العشر آيات الول من سورة المؤمنون .
إن ال عز وجل فرض على أمة السلم صيام شهر رمضان ومن فوائد هذا الصيام
ومن أهدافه أنه يسمو بروح ال ننسان ويجعل في قلبه الرأفة والرحمة هذا إن كان صيامه كما ينبغي أن يكون الصيام وكما أمر ال عز وجل وبلغ رسوله وسن سننه في الصيام وما كان الهدف الوحيد من الصيام كثرة العبادة فإن ال عز وجل غني عن م اْلُف َ هۖ قَراُء إَِل ى الل َّ ِ عبادة الخلق أجمعين فإن ال عز وجل يقول )َيَعا أَيّ َ س َأنُت ُ هَعا ال َّدنَعا ُ مَعا ٰ َ تو اْل َ ه ك َ ت بِ َ ه ُ عَل ى الل َّ ِ ج ِ ويَْأ ِ هْب ُ شْأ ُيْذ ِ ح ِ دي ٍ ذل ِ َ و َ دَ . ق َ م َ ميُدِ .إن يَ َ ي اْل َ ه َ َ والل َّ ُ ك ْ غِدن ّ خْل ٍ عِزيٍز. بِ َ
( فاطر 17 – 15
ومن الدل ئنل على صحة الصوم وكذلك من أهدافه أن قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( في حديث له " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس ل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " أي أنه ل فائدة من صيام الفرد إن لم يتجنب قول الزور أو العمل به ل ننه من سوء الخلق ,وعن جابر بن عبد ال ال ننصاري يقول إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة والكذب ودع أذى الناس ول تجعل يوم صومك يوم فطرك سواء .
ويقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إذا كان يوم صوم أحدكم فل يصخب ول يجهل فإن سابه أحد فليقل إني صائم . كما أن قراءة القرآن تهدي إلى حسن الخلق ولكن قراءته كما ينبغي أن يكون ل ننه ل يؤمن بالقرآن من لم يحرم ما حرمه القرآن ورب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه يق أر أل لعنة ال على الظالمين وهو من الظالمين . ولنعرف فضل حسن الخلق وعاقبة سوء الخلق نسرد ما رواه عبادة بن الصامت حيث قال خرج علينا رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ليخبرنا عن ليلة القدر فتلحى رجل نن من المسلمين – أي تشاج ار أو اختلفا – فُر فنعت ليلة القدر .ل ننه كان بين
رجلين تشاحن وخصومة فرفع العلم بها بسبب سوء الخلق .
لذا رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كان يقول للناس بعد أن جمعهم أمامه أل أخبركم بدرجة هى أفضل من درجة الصلة والصيام والزكاة – جمع أكثر ما يكون في رمضان فما هى الدرجة العلى من الصيام في سبيل ال أو من الصلة التي هى عماد الدين أو من الزكاة التي فرضها على كل من ملك النصاب – قالوا بلى يا رسول ال قال إصلح ذات البين " إذن الصلح بين المتخاصمين سواء كانوا أفراد أو جماعات أو دول وبلدان أو حتى بين الزوج وزوجته ,أن تسعى ل ننهاء خصومة بين متخاصمين تلك درجة أعلى من هذه العبادات العظيمة ,فإذا كنت تسعى لذلك فالولى بك أل يكون بينك أنت وبين أحد من الناس خصومة أو بغضاء وأن تنأى عن س ئنل الغل والحقد والحسد لخيك المسلم فإن عبد ال بن عمرو بن العاص قال ُ
رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أي الناس أفضل يا رسول ال قال كل مخموم
القلب صدوق اللسان قالوا أما صدوق اللسان فعلمناه فما مخموم القلب قال التقي النقي الذي ل اثم فيه ول بغي ول غل ول حسد " فإن كنت كذلك فأنت من أهل اليمان كما وصفه رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وفي حديث آخر لرسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول أل أدلكم على ما هو أفضل من درجة الصيام والصلة والصدقة قالوا بلى قال إصلح ذات البين فإن فساد ذات البين هى الحالقة ول أقول تحلق الشعر إوانما تحلق الدين "
والخصومة بين الناس هى من عمل الشيطان فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول إن الشيطان يأس أن يعبده المصلون ولكنه لم ييأس من التحريش بينهم لن الخصومة بين الناس من شأنها أن تمحو الدين عنهم ل ننهم يرتكبوا من الفعال التي تخالف ما أمر ال به في دينه حتى ينتصر كل منهم على الخر فيضيع الدين وهذا هدف الشيطان . ويقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ُتعرض أعمال العباد على ال كل يوم اثنين وخميس فيغفر ال لكل عبد ل ُيشرك به شيئاً إل المتصارعين أي المتخاصمين فيقول ال عز وجل أخروا هذين حتى يصطلحا ,إلى هذا الحد كانت الخصومة والبغضاء
والتشاحن بين الناس من شأنها أن تمنع مغفرة ال عز وجل للعباد ومن أجل ذلك دلنا رسول ال )صلي ال عليه وسلم( على علو درجة من يصلح بين الناس . ويقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ول تحاسدوا ول تباغضوا ول تدابروا وكونوا عباد ال اخواناً " ل يظن أحدكم بأخيه ش ار
أو سوءاً لن ظن السوء من عمل الشيطان فيكون قد ظلم أخيه وكذلك ل يسلمه لمن
يظلمه ويسيئ إليه بالقول في غيبته ويحقر من شأنه فربما يكون أفضل منك ومنه
عند ال عز وجل فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول رب مدفوعاً بالبواب لو أقسم على ال لبره " مدفوعاً بالبواب أي يغلق الناس في وجهه الباب من سوء
مظهره أو هيئته أو من حاجته عندهم ولكنه قد يكون عند ال من الصالحين الذين يستجيب ال لهم الدعاء وذلك من شدة تقواه وورعه ,فإن ال عز وجل ل ينظر إلى صوركم ل ننه هو الذي صوركم ووهبكم هذا الخلق ول ينظر إلى أموالكم ل ننه هو الذي رزقكم إياها ولكنه ينظر إلى قلوبكم وما تحويه من التقوى فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول التقوى هاهنا التقوى هاهنا وهو يشير إلى قلبه . فإن كنت تقي فلن تحمل في قلبك بغضاً أو كرهاً أو حسداً لحد من الناس وبالتالي لن
تظلم أو تأكل بالباطل أو تأتي بأي سلوك يحمل سوء الخلق لن ال عز وجل من
حكمته أن خلق القلب ل يحمل النقيضين في ذات الوقت فإن أحدهما لبد أن يطرد الخر .
وعلي بن ابي طالب يقول :الناس من جهه التمثال أكفاء أبوهم آدم والم حواء إوان يكن لهم من حسب ينتسبون له فالطين والماء .
فلماذا يكون التكبر على الناس واحتقار شأنهم والصل واحد والنسب واحد والمنشأ
واحد من نطفة إذا وقعت على يدك غسلتها بالماء ونهايتك جيفة نتنة ل تقوى على رائحتها بعد خروج الروح منها . فمن أراد أن يكون مع رسول ال )صلي ال عليه وسلم( في درجته في الجنة فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قال في حديث رواه عبد ال بن عمر قال قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إن من أحبكم إلّي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون " ما أعظم تلك المنزلة
والمكانة لحسن الخلق فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( لم يذكر كثرة صيام ول قيام ول صدقة ول أي من السنن إوانما سنة واحدة هى حسن الخلق ترفع العبد إلى
أعلى درجة على الطل قن وهى القرب من مجلس رسول ال )صلي ال عليه وسلم(
يوم القيامة . ويقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ما من شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق ,وال عز وجل يكره الفاحش البذئ إوان صاحب الخلق الحسن يبلغ درجة
الصائم القائم " وكذلك جاء رسول ال )صلي ال عليه وسلم( إلى أصحابه وهم
جلوس فقل لهم أل أخبركم بشراركم قالوا بلى يا رسول ال قال الذي ينزل وحده ويجلد عبده ويمنع رفده -الشرير هو الذي ل يختلط به الناس ول يخالطهم المنبوذ لسوء في خلقه الذي يعتدي على الضعيف الذي ليس له حيلة من العبيد أو الخدم أو المرأة أو الشيخ الكبير وهو كذلك بخيل شحيح ل ينفق من رزق ال على الناس بل يمنعه عنهم – ثم يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أل أخبركم بشر من ذلك قالوا بلى يا رسول ال قال الذي يبغض الناس ويبغضونه – هو أوًل يبغض الناس ل ننه يحقد عليهم وبسبب ذلك يبغضه الناس – ثم يقول رسول ال )صلي ال عليه وسلم( أل
أخبركم بشر من ذلك الذي ل يقيل عسرة ول يقبل عذ ارً ول يغفر ذنباً – ذلك الذي هو
فاجر في خصومته إذا كان بينه وبين أخيه شحناء أو خصومه ل يلتمس له العذر ول
يقبل منه السف ول زلة اللسان غليظ القلب لن رسول ال )صلي ال عليه وسلم(
يقول من لم يقبل عذر من اعتذر إليه لم يرد على الحوض فإنه يجب أن يكون متسامحاً مع من كان صادقاً في عذره وعلم خطأه في حقك – ثم قال رسول ال
)صلي ال عليه وسلم( أل أخبركم بشر من ذلك الذي ل ُيرجى خيره ول يؤمن شره – الذي ل خير من وراءه ل يرجى منه كلمة طيبة ول عطاًء لوجه ال ول يرجى منه
معروفاً أو مساعدة أو عون لحد بل إنه على النقيض يخاف من شره الناس فهو ل
يؤمن جانبه لذلك هو أعلى رتبة في الشر كما قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( .
إذا فرغ المسلم من عبادة ل مثل صوم رمضان أو صلة أو حج ووجد أنه كما دخل فيها بشره خرج والشر في نفسه كما هو فليعلم أنه ما أدى تلك العبادة ل على حقها وكما ينبغي فإن من شأن التعبد ل عز وجل أن يسمو بالنفس والروح ويؤدي بالضرورة إلى حسن الخلق طبقاً للمقاييس والمعايير التي حددها رسول ال )صلي
ال عليه وسلم( في الحاديث السابقة ,إوان رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول
ثل ثنة ل ترتفع صل تنهم فوق رؤسهم شب ارً من أم قوم وهم له كارهون ,وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ,وأخوان متصارمان " تلك الفئات الثل ثنة يقول رسول ال
)صلي ال عليه وسلم( أنهم ل ترتفع صل تنهم إلى السماء ول يقبلها ال عز وجل منهم لسباب كلها متعلقة بعلقتهم بالناس ومن أساءة أساؤها لهم وبالتالي لم تنفعهم تلك العبادة ولم تغنهم لن بينهم وبين الناس شحناء وبغضاء . إن حسن الخلق من أهم أسباب تقبل ال عز وجل لعبادة العبد إوان سوء الخلق من
أهم أسباب غضب ال عز وجل على العبد فهل وعى كل ذي عقل مدى أهمية حسن الخلق .
الكلم الطنيب اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من كنت أبعد الناس عن الفحش من القول أو العمل وكان وصفك أنك لست بفحاشاً ول صخاباً في السواق ,فقد كان رسول ال
)صلي ال عليه وسلم( يوزع في أحد اليام أقبية – عطايا ما – على الناس فجاء
رجل ومعه ولده وقال له أدخل على رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يعطيك فتردد الولد وقال أأدخل على رسول ال فقال له والده أدخل عليه فإنه ليس من الجبارين ليس بفاحش ول فظ وفي يوم من اليام دخل على رسول ال )صلي ال عليه وسلم( جماعة من اليهود فقالوا له السام عليك يا ُم حنمد فقال لهم وعليكم وكانت حاضرة أم المؤمنين عائشة
رضى ال عنها فردت وقالت وعليكم السام واللعنة فقال لها رسول ال )صلي ال عليه وسلم( لماذا قلت ذلك قالت ألم تسمع قولهم يا رسول ال قال سمعت وما سمعت ما قلت لهم فقد قلت لعم وعليكم إن ال عز وجل ل يحب الفحش من القول ول يحب الفاحش البذئ . رسول ال )صلي ال عليه وسلم( عفيف اللسان طيب المنطق لذلك كان يقول عن نفسه ُأتيت جوامع الكلم ,وما كانت جوامع الكلم إل حسن التعبير وقوة المنطق في كلمات كلها عذوبة خالية من كل بذاءة أو فحش . يقول ال عز وجل
ح َٰ ه اْلبََيَعا َ سَعا َ م اْلُقْرآ َ ن. نَ . ن َ . عل َّ َ ق ا ْ ِلن َ خل َ َ نَ . عل َّ َ م ُ )ال َّر ْ م ُ
(
الرحمن 4 – 1ال عز وجل علم ال ننسان البيان فإذا كان امعلم هو ال عز وجل فيجب أن يكون ال ننسان نقي البيان عف اللسان طاهر الكلم ,يجب أن يتحرى ويقف ويتدبر كل كلمة تخرج من فاه وأن يعمل لها ألف حساب ويتدبر فيما وراءها من أثر فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول " من ضمن لي ما بين لحييه وبين فخذيه أضمن له الجنة " إوان ذلك وعد من رسول ال )صلي ال عليه وسلم(
الذي ما ينطق عن الهوى أن يتحكم ال ننسلن في الكلم الذي ينطق به فل يخرج من
بين لحييه أي ما تغطيه اللحية أي الفكين إل كل ما هو طيب من الكلم .
ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول في حديث معناه " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان ال عز وجل لينظر إليها يجعله ال بها في رضوانه إلى قيام الساعة , إوان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط ال يسخط ال عليه بها إلى يوم القيامة "
إوان هذا السخط أو الرضوان من ال عز وجل إنما يكون في الحياة الدنيا حتى يوم الحساب فيكون هناك حساب أو عقاب أخر ,وقد قال رسول ال )صلي ال عليه
وسلم( لمعاذ بن جبل يا معاذ أمسك عليك هذا فقال أو نحن مؤاخذون بما نتكلم يا رسول ال فقال له ثكلتك أمك أُيكب الناس على وجوههم في النار يوم القيامة إل
حصائد ألسنتهم " فلينظر كل واحد إلى ما حصد لسانه وكيف كان صادقاً فيما يقول
أم كاذباً كان فاحشاً أم طيباً وما ترك هذا الكلم من أثر لدى من سمعه وذلك كل يوم
حتى يتجنب السيئ من القول إن كان قاله في اليوم الذي بعده حتى يدرب ويمرن لسانه على الطيب من القول .
وعن عقبة بن عامر قال لقيت رسول ال )صلي ال عليه وسلم( فبدأته فقلت يا رسول ال بما نجاة المؤمن فقال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك ولتبك على خطيئتك .تلك المور الثل ثنة إنما فيها نجاة المؤمن أولها أمسك عليك لسانك وليس المسك أن نمتنع عن الكلم إوانما أن يمسكه أي يحكمه ويتحكم فيه وليس العكس أن
يتحكم اللسان في صاحبه والدليل على ذلك أن بعض الناس عندما تسأله لماذا قلت
ذلك القول السيئ فيقول ل أدري لماذا قلت ذلك لقد أخطأ لساني وذل فهذا هو من لم يحكم لسانه ويمسكه عن الخطأ بل يكون لسانه هو من المتحكم فيه ,وذلك إنما يتأتى بالتدريب عليه وبالتدبر في القول قبل أن ينطقه اللسان ولنعلم أن من أراد بنية صادقة أن ُيحسن قوله أعانه ال عز وجل عليه ومكنه منه ,ثم يقول عقبة بن عامر رضى ال عنه ثم لقيت رسول ال )صلي ال عليه وسلم( فبدأني فقال يا عقبة أل
أخبرك بأفضل ثلث سور نزلت في التوراة وال ننجيل والزبور والقرآن العظيم قلت بلى يا رسول ال قال " قل هو ال أحد ,وقل أعوذ برب الفلق ,وقل أعوذ برب الناس , ل تنساهن ول تبيت ليلة حتى تقرأهن .يقول عقبة فوالذي بعثه بالحق نبياً ما
نسيتهن وما بت ليلة ل أقرأهن منذ أن حدثني رسول ال )صلي ال عليه وسلم( بهذا الحديث .
ثم يقول عقبة في مرة ثالثة ثم لقيت رسول ال )صلي ال عليه وسلم( فابتدأته فقلت يا رسول ال أخبرني عن فضائل العمال فقال أعطي من حرمك وصل من قطعك واعف عن من ظلمك .وتلك الفضائل من العمال من استطاعها فقد ملك زمام نفسه ل ولكن لننظر إلى أول ما أمر به رسول ال )صلي ال عليه وسلم( عقبة قوًل وعم ً وهو أن أمسك عليك لسانك فإنما هى زمام المر كله .
وحبر المة عبد ال بن عباس يقول للناس يقول لهل التقوى واليمان أل أخبركم بخمس هى أحسن من الدهم الموقفة – أي من الخيل المحبوسة للجهاد في سبيل ال – أل تتكلم فيما ل يعنيك فإنه فضل ول أمن عليك الوزر أي أن الكلم فيما ل يعنيك يجرك إلى وزر ل محالة ,ولن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول من حسن إسلم المرء تركه ما ل يعنيه " لن الخوض فيما ل يعنيك يجلب عليك المتاعب ويوقعك في الخطاء ويدخلك في معصية ال عز وجل وعصيان أمر رسول ال )صلي ال عليه وسلم( كانت تلك الولى أما الثانية فقال ول تخوض فيما يعنيك حتى تجد له موضعاً – أي يتدبر المسلم ما سوف يقوله قبل أن يقوله هل هو في موضعه حقاً هل هو صواب أم خطأ إوالى ما سيؤدي هذا الكلم وأن يتخير الكلم وينتقيه وأن يختار
الوقت المناسب لقوله – ثم كانت الثالثة ول تماري حليماً ول سفيهاً فإن الحليم يغلبك
والسفيه يؤذيك -فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول من ترك المراء وهو محق بنى ال عز وجل له بيتاً في أعلى الجنة " هو ترك الجدال في سبيل ال رغم
علمه بأنه محق فيما يقول ولكن حتى ل يؤدي به الجدال إلى الخصومة بينه وبين
من يجادل لن كل منهما يريد أن ينتصر لرأيه وعده ال ببيت في الجنة فما بالنا فيمن كان يجادل لمجرد الجدال أو من يكون مخطئاً فما جزاؤه فهنا ترك الجدال أولى
له وله ج ازًء أيضاً على ذلك فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول أن ال وعده
بيت في ربض الجنة .
ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول في حديث له " من خاصم في باطل وهو يعلم كان في سخط ال عز وجل حتى ينزع " أي حتى يعود إلى صوابه ويدرك خطأه بل ويعترف به ويصححه ويتوب منه – ثم كانت الرابعة في قول عبد ال بن عباس قال ول تتكلم في غيبة أخيك بما ل تحب أن يتكلم به عنك ,وذلك لن الغيبة من
ل من الذين إذا عملوا الكبائر التي نهى ال عز وجل عنها ,والخامسة يقول وكن رج ً
ل رجوا احساناً وخافوا جرماً – أي أن أعمالهم مرجعها النية الصادقة أوًل أن عم ً
تكون أحساناً وفي سبيل ال عز وجل أي يقصد من وراءها الخير والبر وكذلك يكون
في نيته الخوف من أن يكون هذا العمل وراءه جرم أو ذنب أو يجر عليه إثم يحاسبه ال عليه . إن الكلم الحسن والمنطق الطيب كان من المور التي أخذ ال عز وجل عليها
وإِْذ لميثاق حتى تخرج الكلمات نقية تقية وقد قال ال عز وجل في كتابه العزيز ) َ ل َل تَْعُبُدو َ ميَثَعا َ ى ن إِ َّل الل َّ َ خْذَنَعا ِ سَعاًنَعا َ ح َ وِبَعاْل َ ه َ سَراِئي َ أَ َ ن إِ ْ ق بَِدن ي إِ ْ وِذ ي اْلُقْربَ ٰ توالَِدْي ِ وآُتتوا ال َّز َ م وأ َ ِ سَعا ِ صَلَة َ سًدنَعا َ ن َ م َ واْل َ ى َ واْليََتَعا َ َ ح ْ كَعاَة ُث َّ متوا ال َّ م ٰ قي ُ س ُ وُقتوُلتوا ِلل َّدنَعا ِ كي ِ م إِ َّل َ وَأنُتم ّ ضتوَن ( .البقرة 83والمر هنا من ال عز وجل مدن ُ م َ تَ َ ك ْ تول َّْيُت ْ مْعِر ُ قِليًل ِ ّ
إلى بني اسرائيل وهو كذلك أمر لهل السلم لن كل شرع ال للمم من قبلنا هو شرع لنا ما لم ينسخه ال عز وجل في كتابه ,فإذا كان بنو اسرائيل تولوا إل قليل منهم فإن أمة ُم حنمد عليه أفضل الصلة والسلم الذي كان عفيف اللسان طيب
المنطق كانت تلك المة مكلفة بذلك التكليف ما دامت تؤمن بال رباً واتخذت السلم
ديناً وشهدت أن ُم حنمد )صلي ال عليه وسلم( نبياً ورسوًل وهى أولى من أي أمة
أخرى باتباع ما أمر ال به في كتابه العزيز ولن تلك المة السابقة لم تتبع ذلك المر
من ال بل على العكس والنقيض فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( قد لقي منهم أقظع ال لنفاظ والشتائم . إذا وجد أحد من الناس في كلمه وما يتلفظ به شئ من الفحش فلينظر إلى إيمانه وليراجع كل واحد نفسه ويقف على كل ما يخرج من فاه فإن المر جلل عظيم فإن دين السلم هو دين حسن الخلق ,وقد قال رسول ال )صلي ال عليه وسلم( ما من شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق . صَد َ ف ي َ ف توا ُ خْيَر ِ مْعُرو ٍ ق ٍ ة أَْو َ مَر بِ َ ن أَ َ م إِ َّل َ ج َ ويقول ال عز وجل ) َّل َ م ْ ه ْ من ن َّ ْ كِثيٍر ِ ّ ل َٰ ه َ ك اْبِت َ جًرا سْتو َ من يَْف َ مْر َ ف ُنْؤِتي ِ ت الل َّ ِ ضَعا ِ ف َ غَعاَء َ ذل ِ َ و َ سۚ َ صَلحٍ بَْي َ ه أَ ْ ع ْ أَْو إِ ْ ن ال َّدنَعا ِ مَعا. َ ظي ً ع ِ
( النساء 114أي أنه ل خير في الكلم الكثير إل ما كان به أمر بالصدقة
أو المعروف أو الصلح بين الناس وتلك كلها بنود الخير .
ويقول ال عز وجل
كَعا َ ن اْل َ و َ جْهَر ِبَعال ّ ح ّ ن من ُ قْتو ِ ستوِء ِ ) َّل ُي ِ مۚ َ ظِل َ ل إِ َّل َ م َ ه اْل َ ب الل َّ ُ
سِميًعَعا َعِليًمَعا ( .النساء 148فإن ال عز وجل سميع بكل ما ينطق به اللسان ه َ الل َّ ُ
وقد رخص بالجهر بالسوء من القول فقط لمن كان مظلوماًُ حتى يدفع عن نفسه ذلك
الظلم ,ولكن هذه لها معنى غير ما يتبادر إلى كثير من الذهان فإن معناها كما جاء
في التفسير إن لك أن ترد شتم من شتمك ولكن إن بغى عليك فل تبغي عليه إوان تركته كان خير لك ولكن إن ظلمك في القول فليس لك أن تظلمه فإن رسول ال )صلي ال عليه وسلم( يقول المتسابان على البادي منهما ما لم يظلم الخر " أي يكون الوزر على من بدأ بالسب بشرط أل يظلم المسبوب الذي سبه ,وعن سعيد بن المسيب قال بينما رسول ال )صلي ال عليه وسلم( جالس إذ وقع رجل في أبي بكر بما يؤذيه – أي شتمه – فسكت أبو بكر ثم وقع فيه ثانية فسكت أبو بكر ثم وقع فيه الثالثة فانتصر أبو بكر فقام رسول ال )صلي ال عليه وسلم( من المجلس فقال له أبو بكر أوجدت علّي يا رسول ال قال ل ولكن كان ملكاً يرد عنك والن عندما انتصرت لنفسك فإن الملك صعد وجلس الشيطان وما كنت أجلس في مجلس قعد فيه الشيطان . وكذلك أمرنا ال عز وجل أل نسب أهل الشرك والكفر حتى ل يردوا علينا بسب ال عز عتو َ ن من ُدو ِ ن ِ سّبتوا ال َّ ِ ن يَْد ُ ذي َ وجل ول يسبون رسوله لن ال عز وجل يقول ) َ وَل تَ ُ ه َ مۗ َ عْدًوا بِ َ هم ة َ ه َ سّبتوا الل َّ َ ك َزي َّ َّدنَعا لِ ُ غْيِر ِ الل َّ ِ م ٍ ع َ ك ٰ َذلِ َ ملَُه ْ م ُث َّ ل ُأ َّ م إِلَ ٰ ك ِّ عْل ٍ فيَ ُ ى َربِ ّ ِ م َ مُلتو َ مَعا َ ن. مْر ِ ج ُ كَعاُنتوا يَْع َ فُيَدن ِب ُّئُهم بِ َ عُه ْ َّ
( ال ننعام 108وكذلك أمرنا ال عز وجل حتى
في المجادلة أن نجادل الناس بالحسنى حتى لو كانوا من ألد الخصوم من أهل العقائد جَعاِدُلتوا أَ ْ ن إِ َّل ب إِ َّل ِبَعال َِّت ي ِ كَتَعا ِ ل اْل ِ ح َ ه َ وَل ُت َ الخرى فقال ال عز وجل ) َ ي أَ ْ س ُ ه َ َ َ د وا ِ وإِٰلُه ُ ل إِلَْي ُ م َّدنَعا ِبَعال َّ ِ متوا ِ ال َّ ِ م َ وإِٰلُهَدنَعا َ م َ وُأنِز َ ل إِلَْيَدنَعا َ ذ ي ُأنِز َ وُقتوُلتوا آ َ مۖ َ ذي َ ح ٌ ك ْ ك ْ مْدنُه ْ ن ظَلَ ُ
سِلُمتوَن ( .العنكبوت 46ل تجادلوهم إل بالقول الحسن حتى يظلموا فإن َ ن لَ ُ م ْ ون َ ْ ه ُ ح ُ ظلموا يكون قولنا كما علمنا رسول ال )صلي ال عليه وسلم( عندما كان رده عليهم أمام حصن بني قريظة وما كان شتماً لهم إوانما وصفاً لحالهم كما جاء عنهم في
كتاب ال عز وجل .
إن كل ما ينطق به اللسان لبد أن نضعه في الميزان قبل أن نخرجه حتى يكون في كفة الحسنات التي تثقل الميزان ول تكون في كفة السيئات .
وعن أنس بن مالك قال توفى رجل من أصحاب رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وكان رجل مؤمن تقي فقال رجل أخر ورسول ال )صلي ال عليه وسلم( يسمع قال أبشر بالجنة – لماذا قال الرجل ذلك ل ننه يعلم أنه من أتقى الناس يعلم أنه مؤمن لذلك شهد له بالجنة – فقال له رسول ال )صلي ال عليه وسلم( وما يدريك أنه من أهل الجنة لعله تكلم فيما ل يعنيه أو بخل فيما ل ينقصه – جاء رسول ال )صلي ال عليه وسلم( بأمرين قد ل يعلمهما الناس عن ذلك الرجل ولكنهما من الخطورة بحيث يمنعاه عن دخول الجنة لن الكلم فيما ل يعنيه قد يسبب له البغض من بعض الناس بسبب تلك الكلمة وبالتالي تسبب في بغض ال له فمنعه من دخول الجنة والمر الثاني قد يكون جاءه من يسأله حاجة وكان عنده منها فائض ولكنه بخل بها فيكون ذلك أيضاً سبباً في عدم دخوله الجنة .إن ذلك يبين مدى خطورة الكلمة التي
تخرج من فم ال ننسان وكيف يكون الحساب عليها وما تورده تلك الكلمة فليحرص كل انسان على أن يكون عاقبة ما ينطق به رضا ال عز وجل ومن ثم سبباً في دخولة
الجنة ,ولن اللسان سوف يشهد على صاحبه يوم القيامة فأين المفر يوم ل تخفى
منكم خافية لذلك يجب على كل منا أن يمسك لسانه حتى عن اللغو من الكلم لن ال عزو جل يقول
) َ عتو َ مُدنتو َ ن ن ُ قْد أَْفلَ َ وال َّ ِ خَعا ِ م ِ ن .ال َّ ِ مْؤ ِ ش ُ ذي َ نَ . م َ ف ي َ ذي َ ه ْ ه ْ ح اْل ُ صَلتِ ِ
ضتو َ هْم ِلل َّزَكَعاِة َفَعاِعُلتوَن ( .المؤمنون 4 – 1وكما ن ُ م َ ُ وال َّ ِ ذي َ نَ . ه ْ مْعِر ُ تو ُ ن الل َّْغ ِ ع ِ
نعلم إن الصلة فريضة والزكاة فريضة وجاء بينهما تلك الية الذين هم عن اللغو معرضون فهى فريضة كما قال أهل العلم والفقه في دين السلم ,فاحرصوا أهل السلم على النعيم المقيم على جنة عرضها السماوات والرض أعدت للمتقين وحصنوا ألسنتكم وطيبوا أفواهكم فإن الفم الذي يق أر القرآن ويتلو كتاب ال عز وجل يجب أن يكون طاه ارً نقياً عفيفاً ل يخرج منه إل كل حسن من القول حتى تكونوا من الفائزين بعظيم الثواب الذي أعده ال عز وجل لمن حسن خلقه وطاب كلمه .