موقعة القينقاع

Page 1

‫قيـنقاع‬ ‫****‬ ‫اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من كنت رفيقاً في المر كله فقد مرت جماعة من اليهود‬

‫على رسول ال ‪ ‬فقالوا السام عليك وكانت معه أم المؤمنين عائشة رضى ال عنها وأرضاها‬

‫فقالت بل عليكم السام واللعنة فقال لها رسول ال ‪ ‬يا عائشة إن ال رفيق يحب الرفق في المر‬ ‫كله – هي تحسب أن رسول ال ‪ ‬لم يسمع شتم اليهود له ل نـهم قالوا عليك السام وليس السلم‬ ‫وهي تعني الموت – فقالت يا رسول ال ألم تسمع ما قالوا فقال لها رسول ال ألم تسمعي ما قلت‬ ‫لهم لقد قلت لهم وعليكم مثلما قلتم ‪.‬‬ ‫رسول ال ‪ ‬الذي بعثه ال عز وجل بالرفق في المور كلها وحتى قبل وفاته فقد بعث رسول ال‬ ‫‪ ‬إلى أبو الشحم التاجر اليهودي يستقرضه صاعاً من شعير طعاماً لهله فقال اليهودي إن ُم حـمد‬

‫يريد أن يأخذ مالي ولو لم يكن رسول ال ‪ ‬صفته الرفق والحلم ما ترك في المدينة يهودياً واحداً‬ ‫ولرسل من يقتل هذا اليهودي ويصادر أمواله ولكنه أرسل إليه درعه رهناً في صاع من شعير وقد‬

‫مات رسول ال ‪ ‬ودرعه هذا مرهون عند أبو الشحم اليهودي في صاعاً من شعير ‪ ,‬لن دين‬ ‫السلم هو دين الرفق كله والرحمة والعدل وما كان دين عدوان أو إعتداء ‪.‬‬

‫إن دين السلم لم يأمر ال فيه بقتال إل عندما يبدأه أعدائه ببغي أو عدوان أو ظلم لن القتال في‬ ‫دين السلم إنما هو للدفاع ورد العتداء ودفع الظلم ولول أن فرض ال القتال والجهاد ل نـدثر ذلك‬ ‫الدين من قديم وما وصلنا منه شيئاً إلى يومنا هذا وما كان شامخاً ومرتفع الراية إلى أبد الدهر‬

‫حتى إوان لم يرى أعداؤه تلك الراية وذلك الصمود وذلك لن ال عز وجل جعل الصمود في ذات ذلك‬ ‫الدين الذي إرتضاه لعباده وأذن له أن يسود في الرض كلها ‪ ,‬ولنا في ذلك أدلة وبراهين ونماذج‬

‫نسترجعها من التاريخ والحداث التي مرت بهذه المة ومن سيرة رسول ال "ص" لنأخذ منها العبرة‬ ‫ونستدل ونستهدي بها حتى يومنا هذا إوالى قيام الساعة لن سيرة رسول ال ‪ ‬هى مدرسة لهذه‬

‫المة لنتعلم منها كيف نتعامل مع أعداء هذه المة وهذا الدين ‪ ,‬فإن رسول ال ‪ ‬كان قد إنتصر‬

‫في موقعة بدر إنتصا ارً هز أركان الرض كلها وذلك لن أهل السلم كانوا مستضعفين وقلة في‬

‫العدد والعدة من السل ح وكان أعدائهم في ذلك الوقت قوة عظمى كانوا مثل دولة أمريكا في أيامنا‬

‫هذه ولو حدث ذلك اليوم لقال القائل ما هذا الجنون فكيف لهم بمواجهة تلك القوة وما تملكه من‬ ‫ترسانة السلحة المتطورة من أسلحة نووية وغيرها وهم ل يملكون إل دبابة وصاروخ من أمثال‬


‫القاهر والظافر والتى ل تغني شيئاً وليس لها تأثير يذكر أمام تلك القوة ‪ُ ,‬م حـمد عليه أفضل الصلة‬

‫والسلم توكل على ال وحده وسار بجيشه وأراد ال عز وجل أن تكون بد ارً فرقاً بين الحق والباطل‬

‫وبين مرحلة فيها ذلة إوانكسار إلى مرحلة فيها عزة وانتصار وقد كانت تلك المعركة بين أهل السلم‬ ‫وأهل الشرك والكفر وما كان طرفاً فيها أهل الكتاب من اليهود ول النصارى ولكن ذلك ال نـتصار أثار‬ ‫الحقد والحسد والغل في صدور من يكنون العداء لهذا الدين فقد قال كعب بن الشرف وهو من‬

‫عتاة اليهود في المدينة قال إن كان هؤلء ُقتلوا فهم علية القوم وبطن الرض اليوم خير لنا من‬

‫ظاهرها – ماذا يعنيه فهو يهودي ومن أهل كتاب فقد كان يجب عليه أن يؤازر من قال أن له كتاب‬

‫إوانه ينزل عليه الوحي من رب العالمين أما أن يكون ضده ويؤازر أهل الشرك وعبدة الصنام فإنه‬ ‫ل دين عنده وما هو من اليهود الذين اتبعوا موسى وأمنوا بما ُأنزل عليه بل هو من اليهود الذين‬ ‫عبدوا العجل ول يزال موسى بينهم وما غادر الدنيا بعد فكيف يتعاملون مع رسول ال ومعنا ومع‬ ‫غيرنا إلى يوم الدين ‪ .‬وكعب بن الشرف هذا كان قد استحلفه أبو سفيان في يوم من اليام وقال له‬ ‫يا كعب أنت من أهل الكتاب وكان لكم أنبياء ورسل هل ما نحن عليه من عبادة أصنام وشرك على‬ ‫حق أم أن ُم حـمد على حق ‪ ,‬يقول له بال عليك بما أنت فيه من إيمان وتوراة وموسى فقل لي ما‬

‫هو الحق ‪ ,‬وقد قال ال عز وجل فيهم‬

‫ت‬ ‫ب ُنيْؤِمُناو َ‬ ‫جْب ِ‬ ‫ن ِب اْل ِ‬ ‫كَت ا ِ‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫ن ُأتوُتاوا نَ ِ‬ ‫صبيًب ا ِّم َ‬ ‫م تَ​َر إَِل ى الِّذني َ‬ ‫)أَلَ ْ‬

‫ن َكَفُرتوا ٰ َ‬ ‫َتوال ّ‬ ‫سِببيًل‪ ( .‬النساء ‪ 51‬رسول ال ‪‬‬ ‫ت َتونيَُقاوُلاو َ‬ ‫هَد ٰ‬ ‫ط اُغاو ِ‬ ‫هُؤَلِء أَ ْ‬ ‫ن آَمُناوا َ‬ ‫ن الِّذني َ‬ ‫ى ِم َ‬ ‫ن لِلِّذني َ‬

‫يصل إلى المدينة بعد انتصار بدر ويقابل يهود بني قينقاع والتي كانت مستعمرة في قلب المدينة‬ ‫يدعمونها بالسل ح والعتاد والمؤن ويدعمها سيطرة المال على ذلك المكان كله فهم كانوا يعيشون‬ ‫في مستعمرات ‪ -‬كما هم الن في فلسطين المحتلة – عندما وصل إليهم رسول ال ‪ ‬استقبلوه‬ ‫بخشونة ووجوههم فيها كآبة فقال لهم رسول ال ‪ ‬احذروا ما نزل من ال عز وجل بقريش ل‬ ‫تجعلوا رؤسكم تدور ولتكن موقعة بدر إنما هى درس لكم فإن الذي نصرني في بدر إنما هو ال‬ ‫شُكُرتوَن‪ ( .‬آل عمران ‪ 123‬زعيم‬ ‫م أَِذلّ ٌ‬ ‫والذي يقول )َتولَ​َقْد نَ َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ة ۖ َف اتُّقاوا اللَّه لَ​َعلُّك ْ‬ ‫م اللُّه بِبَْدٍر َتوَأنُت ْ‬ ‫صَرُك ُ‬ ‫اليهود مالك بن العيين يقول يا ُم حـمد ل يغرنك إنك قتلت ناساً ليس عندهم علم بالحرب ولو قاتلتنا‬

‫لعلمت إننا نحن الناس ‪ ,‬رغم إنه كان بين رسول ال ‪ ‬وبينهم عهود ومواثيق وكذلك أمره ال عز‬

‫م ُكّف اًرا‬ ‫كَت ا ِ‬ ‫ل اْل ِ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ب لَْاو نيَُرّدتونَُكم ِّمن بَْعِد ِإني َ‬ ‫م انُِك ْ‬ ‫وجل أل يبدأهم بقتال وقد قال ال عز وجل )َتوّد َكِثبيٌر ِّم ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن اللَّه‬ ‫ي اللُّه بِأَْمِرِه ۗ إِ ّ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫عنِد َأنُف ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ ى نيَْأتِ َ‬ ‫حاوا َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫سِهم ِّمن بَْعِد َم ا تَبَبيّ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫ق ۖ َف اْعُفاوا َتوا ْ‬ ‫سًدا ِّم ْ‬ ‫صَف ُ‬ ‫ن لَُه ُ‬

‫يٍء َقِدنيٌر‪ ( .‬البقرة ‪ 109‬وقد قال أسامة بن زيد رضى ال عنه في تفسيرها إن ال عز‬ ‫َعلَ ٰ‬ ‫ل َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ ى ُك ِ ّ‬


‫وجل أمر رسول ال ‪ ‬بأن يأخذ اليهود بالعفو والصفح وأن يلين لهم الجانب وكذلك قال ال عز‬ ‫وجل عندما كانوا يستهزؤن برسول ال إواغتاظ الصديق لذلك وكاد أن يفتك بهم نزل قول ال‬

‫شَرُكاوا أًَذى‬ ‫) لَُتْبلَُاو ّ‬ ‫ن ُأتوُتاوا اْل ِ‬ ‫م َتوَأنُف ِ‬ ‫ن الِّذني َ‬ ‫م َتوِم َ‬ ‫كَت ا َ‬ ‫ن الِّذني َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫س َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ب ِمن َقْبِلُك ْ‬ ‫م َتولَ​َت ْ‬ ‫سُك ْ‬ ‫ن ِفي أَْمَاوالُِك ْ‬ ‫مُع ّ‬

‫ك ِمْن َعْزِم اْلُ​ُماوِر‪ ( .‬آل عمران ‪ 186‬أمرنا ال عز وجل بالصبر‬ ‫صِبُرتوا َتوتَّتُقاوا َفِإ ّ‬ ‫ن ٰ َذلِ َ‬ ‫َكِثبيًرا ۚ َتوِإن تَ ْ‬ ‫علي إيذائهم وذلك من عزم المور ولكن حدثت أمور كانت هى المحرك الساسي للحداث فقد‬ ‫دخلت إمرأة مسلمة إلى السوق لتبيع ذهباً لها وكان التجار كلهم من اليهود كعادتهم في كل أرض‬

‫يعيشون فيها إواذا بهؤلء اليهود يفعلون فيها حيلة بأن ربط أحدهم ثوبها بحجر وعندما قامت‬

‫المرأة إنكشفت عورتها فأخذوا يضحكون ويهزأون ويسخرون منها ونحن نعلم إن عرض المرأة‬

‫بصفة عامة وفي دين السلم بصفة خاصة من المور التي لها أهمية عظمى ولن رسول ال ‪‬‬ ‫قال في حديث له " من مات دون عرضه فهو شهيد " لن العرض في دين السلم له أكبر القدر‬ ‫والهمية ولذلك عندما رآها رجل من أهل السلم تحرك لنجدتها فيتشاجر مع من فعل ذلك الفعل‬ ‫وتكون النتيجة قتل اليهودي فيجتمع عليه اليهود كلهم ويقتلوا الرجل المسلم وقد يتبادر إلى‬ ‫الذهان إنها مسألة فردية رجل قتل رجل وجاء آخرون فقتلوا ذلك الرجل وينتهي المر عند ذلك‬ ‫ولكن هذا القول ينطبق لو أن واحداً فقط منهم هو الذي قتل الرجل المسلم والذي كان يدافع عن‬

‫عرض المرأة السلمة أما إنهم يجتمعون عليه ويقتلوه فهذا ما يخالف العهود والمواثيق التي أبرموها‬

‫مع رسول ال ‪ ‬هذا بخلف جريمتهم الصلية وهى كشف عورة المرأة المسلمة وبذلك يكونوا قد‬ ‫نقضوا المعاهدة ‪ ,‬وال عز وجل يقول لهم ستغلبون وتحشرون إلى جهنم ل نـكم كنتم أهل إعتداء‬ ‫وبغي ونزل قول ال عز وجل ياأيها الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من أهل الكتاب ‪ .‬وكانت‬ ‫المعركة وحرك رسول ال ‪ ‬الجيش لكي يثأر لعرض امرأة مسلمة أهينت وتلك الهانة إنما هى‬ ‫نقض للعهود مع رسول ال ‪ ‬وأهل السلم ‪ .‬فما بالنا اليوم مع من يدعون إن دين السلم جاء‬ ‫لكي يكبل المرأة ويهضم حقوقها ويجعلها أسيرة بيت فها هو ُم حـمد عليه أفضل الصلة والسلم أول‬

‫من رد إلى المرأة الحق والعتبار وحرك جيشاً لنصرتها ‪ ,‬أما الحرية في دين السلم فهي ليست‬ ‫حرية العري والتبرج والفساد وأن تختار المرأة العشيق والخليل وتترك شرع ال وتعيث في الرض‬

‫فساداً إوافساداً إنما حرية المرأة أن تصان كرامتها وتكون عفيفة ورسول ال ‪ ‬كان يوصي بالنساء‬

‫خي ارً ‪ ,‬وقد سار على نهج رسول ال وسنته من جاء بعده من الحكام الذين طبقوا سنته في الغيرة‬ ‫على حرمات أهل السلم فقد أهينت امرأة في عمورية في بلد الروم فقالت إواسلماه وامعتصماه‬


‫وهو الذي كان أمي ارً للمؤمنين وقتها وبعث إلى ملك الروم يقول له سوف آتيك بجيش أوله عندك‬

‫وآخره عندي وانتصر عليهم ثأ ارً لكرامة امرأة أهينت من أهل السلم ‪ ,‬وكما فعل رسول ال ‪ ‬فعل‬

‫من بعده الحجاج بن مسلم الثقفي عندما علم أن نساء من أهل السلم قد ُأسرن في الهند فتحرك‬ ‫بجيش للدفاع عن أعراض نساء مسلمات وفتح الهند ‪.‬‬ ‫رسول ال ‪ ‬تحرك بجيشه إلى مستعمرة بني قينقاع وحاصرهم خمسة عشر يوماً وهم داخل‬

‫حصونهم ومعهم العتاد والمؤن والسل ح ولكنهم ما تج أروا على الخروج وقتال جيش السلم فأين‬ ‫الكلم الذي قالوه من قبل عن أنهم هم أهل القتال والحرب وتلك هي صفات اليهود في كل زمان‬ ‫ومكان ل يقاتلون ول يواجهون بأنفسهم ورجالهم إوانما دائماً يألبون الناس بعضهم على بعض‬

‫ويثيروا بينهم الحقاد والضغائن والفتن حتى يقتتل الناس فكأنهم يوكلون من يقاتل نيابة عنهم‬

‫وكما هم الن في فلسطين التي يحتلونها فإن الصبي الذي يحمل الحجر ويدافع به عن نفسه إنما‬ ‫يخشاه الجندي اليهودي المدجج بأحدث السلحة ويفر منه ول يقتله إل من وراء الدروع التي‬ ‫يتحصنون خلفها ‪ ,‬إوان ال عز وجل يقول فيهم‬

‫ة أَْتو ِمن َتوَراِء‬ ‫ج ِ‬ ‫صَن ٍ‬ ‫مبيًع ا إِّل ِفي ُقًرى ّم َ‬ ‫م َ‬ ‫)َل ُنيَق اتُِلاونَُك ْ‬ ‫ح ّ‬

‫ك بِأَنُّهْم َقْاوٌم ّل نيَْعِقُلاوَن‪ ( .‬الحشر ‪14‬‬ ‫شّت ٰ‬ ‫ج ِ‬ ‫ ى ۚ ٰ َذلِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫مبيًع ا َتوُقُلاوُبُه ْ‬ ‫سُبُه ْ‬ ‫شِدنيٌد ۚ تَ ْ‬ ‫سُهم بَْبيَنُه ْ‬ ‫جُدٍر ۚ بَْأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫حاصرهم رسول ال ‪ ‬فما كان لهم بد إل التسليم والذعان إلى أمر رسول ال ‪ ‬بالخروج من‬ ‫المدينة إواخلء تلك المستعمرة فكان النصر من عند ال العزيز الحكيم على هذه القبيلة والتي كانت‬

‫شوكة في ظهر أهل السلم فكان ذلك صموداً لدين السلم إوانهيا ارً لمن ناصبوه العداء ‪.‬‬

‫إن أعداء السلم في كل زمان ومكان إنما هم ملة واحدة ويجتمع أهل الكفر دائماً على حرب دين‬ ‫السلم كما كنا نرى من الشيوعية والدول التي كانت تدين بها وكذلك دول أوروبا عندما تكتلت‬

‫لحرب أهل السلم إوانضمت إليها الن أمريكا وكلهم ليس لهم غاية إل القضاء على ذلك الدين‬

‫يريدون ليطفئوا نور ال بأفواههم وال متم نوره ولو كره الكافرون وال متم ذلك النور رغم أنف‬

‫الجميع سواء كانوا أعداء السلم أو من أهل السلم ولكن أصابهم الوهن والضعف والتخاذل ولم‬ ‫يصدقوا كلم ال وحديث رسول ال الذي قال فيه ل يبقى بيت مدر ول وبر – أي في مدينة‬ ‫أوصحراء – إل أدخله ال عز وجل ذلك الدين بعز عزيز أو ذل ذليل ع ازً يعز ال به دين السلم أو‬

‫ذًل يذل ال به الكفر ‪.‬‬

‫وقد كان في المدينة طابور خامس كما يقال هذه اليام ويمثلهم أهل النفاق بزعامة عبد ال بن أبي‬ ‫بن سلول فعندما إنهارت تلك القلعة الحصينة لليهود في المدينة أسرع إلى رسول ال ‪ ‬يشفع‬


‫فيهم ويقول كذا دارع وكذا وكذا تحصدهم في غداة فقد منعوني الحمر والسود إواني أمرئ أخشى‬ ‫الدوائر ‪ .‬أي إنه يقول لرسول ال ‪ ‬هؤلء القوم من اليهود كانوا في حصن حصين ويملكون‬

‫المال والسل ح تأخذهم في ساعة واحدة ولقد كانوا لي درعاً وحصناً يمنعون عني الحمر والسود‬

‫واني أخشى الدوائر أي أن تدور الدائرة لهم وينتصروا ‪ ,‬فينزل ال عز وجل قوله )َفَتَرى‬ ‫من الناس إ‬ ‫م نيَُقاوُلاو َ‬ ‫س اِرُعاو َ‬ ‫ش ٰ‬ ‫ ى َأن ُت ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫س ى اللُّه َأن نيَْأتِ َ‬ ‫صبيبَ​َن ا َدائَِرٌة ۚ َفَع َ‬ ‫خ َ‬ ‫ض ُني َ‬ ‫الِّذني َ‬ ‫ن ِفبيِه ْ‬ ‫ن ِفي ُقُلاوبِ​ِهم ّمَر ٌ‬ ‫ي ِب اْلَفْتحِ‬

‫سِهْم َن اِدِمبيَن‪ ( .‬المائدة ‪ 52‬وفي هذه اليام نجد من‬ ‫حاوا َعلَ ٰ‬ ‫سّرتوا ِفي َأنُف ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ ى َم ا أَ َ‬ ‫عنِدِه َفُبي ْ‬ ‫أَْتو أَْمٍر ِّم ْ‬ ‫صِب ُ‬

‫يقول لنا يجب أن تخشوا القوة العاتية في الشرق والغرب ل نـكم ل قبل لكم بهم وأنتم ل تملكون حتى‬ ‫قوت يومكم وتعتمدوا عليهم في الطعام مثل القمح والسل ح مثل قطع غيار الطائرات وغيرها ولبد أن‬ ‫نخضع لهم ولو إنهم اعتمدوا على ال وحده وآمنوا به حق اليمان لخرجت لهم عقولهم قطع غيار‬ ‫الدبابات والطائرات ول نـبتت لهم الرض القمح ويمدهم ال بالمدد فإن ال عز وجل عنده خزائن‬ ‫السماوات والرض ل تنفد أبداً ‪.‬‬

‫نزلت اليات السابقة فقال عبادة بن الصامت ‪‬لرسول ال ‪ ‬يا رسول ال أنا أتولى ال ورسوله‬ ‫والمؤمنين وأب أر من حلف اليهود ‪ .‬كان هذا من أهل اليمان والخر كان من أهل النفاق ‪ ,‬وال عز‬ ‫وجل يقول في يهود بني قينقاع وفي كل اليهود‬

‫ن‪.‬‬ ‫م َل ُنيْؤِمُناو َ‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫بِ ِ‬ ‫ه الِّذني َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َكَفُرتوا َفُه ْ‬ ‫شّر الّدَتوا ّ‬

‫ل َمّرٍة َتوُهْم َل نيَّتُقاوَن‪ ( .‬ال نـفال ‪ 56-55‬يجب أن‬ ‫ضاو َ‬ ‫ن َع ا َ‬ ‫م َنينُق ُ‬ ‫هد ّ‬ ‫الِّذني َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َعْهَد ُ‬ ‫ت ِمْنُه ْ‬ ‫م ُث ّ‬ ‫م ِفي ُك ِ ّ‬ ‫نتعلم من ديننا ومن آيات القرآن التي تتلى علينا فقد قال لنا ال إن اليهود قوم ليس لهم عهود ول‬ ‫مواثيق وهذا ماثل أمامنا هذه اليام فما أبقوا على أي معاهدة سواء بينهم وبين أهل السلم أو‬ ‫حتى بق اررات من المم المتحدة إنما الذي يفيد معهم هى القوة التي ترهبهم وتردعهم وترد بطشهم‬ ‫وعدوانهم وال عز وجل يقول‬ ‫ن‪.‬‬ ‫مْعَتِدني َ‬ ‫اْل ُ‬

‫ب‬ ‫ح ّ‬ ‫م َتوَل تَْعَتُدتوا ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللَّه َل ُني ِ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫ه الِّذني َ‬ ‫)َتوَق اتُِلاوا ِفي َ‬ ‫ن ُنيَق اتُِلاونَُك ْ‬ ‫سِببي ِ‬

‫( البقرة ‪ 190‬أمرنا ال بذلك في آيات الذكر الحكيم ‪ ,‬إوان ال ما جاءنا إل بكتاب لو‬

‫أخذنا بما فيه كنا السادة والقادة ومكن لنا في الرض وما تج أر علينا قاص ول دان وما أقدم أحد‬ ‫على إهانة أو محاربة ذلك الدين إوانما أمة السلم في شرق الرض وغربها كأصحاب الكهف في‬ ‫عميق سبات بأيمانهم نوران كتاب ال وسنة رسوله فما بالهم في حالك الظلمات‬ ‫أرب الناس أشياء ألـمت‬ ‫أرب الناس أما إن ضللنا‬ ‫فـول ربنا كنـا يـهوداً‬

‫ُيلف الصعب منها بالـذلول‬ ‫فيسرنا لـمعروف السـبيل‬

‫وما دين اليهود بذي شكول‬


‫ولـول ربنا كنا نصارى‬

‫مع الرهبان في جبل الجليل‬

‫ولـكنا خلقنا إذ ُخ لــقنا‬

‫حنـيفاً ديـننا أعظم ديـن‬

‫كعب بن الشرف كان من اليهود وكان ينظم الشعر والقصائد والتي فيها هجاء وتجريح لنساء أهل‬ ‫السلم وطعن في أعراضهن ويرميهن بالفسق والفجور وكان أيضاً يسب رسول ال ‪ ‬وسباب‬

‫ُم حـمد عليه أفضل الصلة والسلم إنما فيه القتل ذلك ل نـه كان هو الحاكم لهذه الدولة وكعب هذا‬

‫من رعايا هذه الدولة فإذا خرج علي الحاكم وسبه وطعن فيه فإن ذلك طعناً في قوة هذه الدولة‬

‫وصمودها وهيبتها تماماً كما هو الحكم في الجاسوس الذي ينقل أخبار الدولة إلى أعدائها ولذلك‬

‫أمر رسول ال ‪ ‬رجلين من أهل السلم هما محمد بن مسلم وأبا نائلة رضى ال عنهما لكي ينفذا‬

‫حكم القتل في كعب بن الشرف هذا ‪ .‬ما أمرنا ال بالعتداء ولكنه أمرنا بأن ندافع عن أنفسنا‬ ‫وأعراضنا ودولة السلم وهيبتها ولو كان رسول ال ‪ ‬يأمر بالعدوان ما مات ودرعه مرهونة عند‬ ‫أبا الشحم اليهودي في صاعاً من شعير وما كان لهذا اليهودي تجارة ول أمواًل في المدينة ولكن‬

‫أبو الشحم اليهودي ما اعتدى على أحد من المسلمين فكان آمناً على نفسه وماله ‪.‬‬

‫انتصر أهل السلم على بنو قينقاع وخرجوا أذلة صغا ارً بعد أن شفع فيهم واحد من أهل النفاق‬

‫فخرجوا إلى مكان في الشام وما بقى منهم واحداً بعدها فقد سلط ال عليهم المراض فأتت عليهم‬

‫عن آخرهم ونفذ فيهم حكم ال ورسوله والذي حال بينه وبينهم واحداً شفع فيهم من أهل النفاق ‪.‬‬

‫يجب علينا أن نتعلم من ديننا ومن خل لـ القرآن وسيرة رسول ال ‪ ‬فإن صحابة رسول ال‬

‫والتابعين كانوا يلقنون أبناءهم السيرة كما يحفظونهم القرآن ولنعلم إن نصر ال قريب ول يجب أن‬ ‫يدخل اليأس إلى قلوبنا ل نـه ل يكون يأس مع إيمان لن اليمان يقول إن وعد ال عز وجل آت‬ ‫وقريب ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.