بني النضير

Page 1

‫موقعة بنو النضير‬ ‫**********‬ ‫رسول ال عليه أفضل الصل ة والسل م يتهمه أهل الستشراق الذين يحاربون ويعادون ذلك الدين‬ ‫بإنه نشر دعوته بالسيف وكذبوا وكبرت كلمة تخرج من أفواهه م إن يقولون إل كذبا ‪ ,‬ما نشر‬ ‫رسول ال ‪ ‬دعوته إل بالقناع وباللين والمود ة والرحمة والعدل بين الناس وقول الحق والفصل ‪.‬‬ ‫ولو كان المر كذلك ما بقى ذلك الدين إلى يومنا هذا صامداً مرتفعة رايته لن العتماد على القو ة‬ ‫وحدها ل يعطيه تلك الدفعة القوية إلى كل هذه ال مززمان ولقد مرت فترات جمع فيها أعداء دين‬

‫السل م كل ما يستطيعون من قو ة وسل ح وعتاد وعدد فلو إن المر كان بالقو ة فه م لديه م القو ة كلها‬ ‫وتؤهله م قلوبه م القاسية التي ليس فيها رحمة ول عدل لستعمالها ضد أهل السل م ولو إن المر‬ ‫بالسل ح فه م لديه م أحث أنواع السلحة من دمار شامل وغيره ابتكرتها عقول يحفمزها ويحركها‬ ‫الحقد على أهل السل م ولو إن المر بالعدد فه م قد جمعوا أنفسه م من كل بقاع الرض وعلى مدى‬ ‫عصور عديد ة يجمعه م هدف واحد هو القضاء على ذلك الدين وما استطاعوا ولن يستطيعوا فها‬ ‫هو دين السل م قبل أن يتمكن في الرض تمكن في قلوب وعقول أهل السل م إوالى يومنا هذا نجد‬ ‫في أرض الكفر ومنبع العداء والذي يدرسونه لبناءه م جيل بعد جيل نجد فيه م كل يو م من يؤمن‬

‫بال ويدخل دين السل م ليس عن خوف من قو ة أهله إوانما عن يقين بأن دين السل م هو الدين‬

‫وما عداه باطل وذلك رغ م ما لديه م من قو ة وسل ح إل أنه م ل م يستطيعوا أن يمنعوا دين السل م من‬ ‫أن يدخل إلى عقول وقلوب الناس عنده م ‪.‬‬ ‫ولقد ظل المحرك الساسي للفتنة والتحريض على دين السل م وأهله إنما يتمزعمه اليهود ولنا في‬ ‫التاريخ عبر ة وعظة ودليل على صمود دين السل م وعلوه على أهل الكفر والضل لز والعدوان‬

‫ونعرض منه لحدث في شهر ربيع الول من السنة الرابعة من الهجر ة وكان ذلك الحدث فيه الخير‬ ‫كل الخير إذا ما دخلنا إلى أغواره وتعلمنا من دروسه ففي هذا الحدث ت م إخراج بيت من بيوت‬ ‫اليهود من مدينة رسول ال ‪ ‬وهو بيت بنو النضير ‪ ,‬وكما تحكي لنا أ م المؤمنين صفية بنت حيي‬ ‫رضى ال عنها وأرضاها وهى إبنة أعتى أعداء رسول ال من اليهود تقول ذهب أبي وعمي ياسر‬ ‫لملقا ة رسول ال ‪ ‬فل م يعودا إل في آخر النهار وكانت هي صغير ة ومحبوبة وكان أبوها وعمها‬ ‫يفرحون بها ويستقبلونها أما في هذا اليو م فلحظت إنهما ل م يفرحا بها فأرادت أن تستطلع الخبر‬ ‫فسمعت عمها يقول لبيها أهو هو كما علمته من التورا ة التي تقرأها وتعلمها قال نع م هو هو ‪,‬‬


‫حيي بن أخطب قال لخيه نع م إنه هو بيقين _ أي هو النبي والرسول الذي عنده م نعته وصفته في‬ ‫التورا ة التي بين يديه ويؤمن بها فلماذا العداو ة له إل أن يكون الحقد والبغضاء – فقال له ياسر وما‬ ‫تكن له قال عداوته ما حييت ‪ .‬وكما يفسرها لنا عاص م بن قتاد ة ‪ ‬يقول كانت بيننا وبين القو م من‬ ‫اليهود شرور فكنا إذا انتصرنا عليه م قالوا لقد أظلنا مزمان نبي نقاتلك م معه قتل عاد إوار م فلما جاء‬

‫رسول ال ‪ ‬قلنا وال إن هذا النبي الذي توعدك م به اليهود فل يسبقنك م باليمان إليه فآمنا به‬

‫ م‬ ‫كَتبا ِ‬ ‫ل اْل ِ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ب لَْو يَُرّدونَُك م ِّمن بَْعِد ِإي َ‬ ‫مبانُِك ْ‬ ‫وكفروا به بغياً وحسداً ‪ .‬ويقول ال عمز وجل )َوّد َكِثريٌر ِّم ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن‬ ‫ي اللُّه بَِأْمِرِه ۗ إِ ّ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫عدنِد َأنُف ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ى يَْأتِ َ‬ ‫حوا َ‬ ‫ م اْل َ‬ ‫سِه م ِّمن بَْعِد َمبا تَبَريّ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ُكّفباًرا َ‬ ‫ق ۖ َفباْعُفوا َوا ْ‬ ‫سًدا ِّم ْ‬ ‫صَف ُ‬ ‫ن لَُه ُ‬

‫يق ٍء َقِديٌر‪ ( .‬البقر ة ‪ 109‬إنما كان سبب العداو ة والبغضاء من اليهود لمة ُم حزمد‬ ‫اللَّه َعلَ ٰ‬ ‫ل َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ى ُك ِ ّ‬ ‫إنما هو الحسد ل نزه م يعلمون أن أمة ُم حزمد من أهل الجنة وأصحابها وه م من أهل الجحي م لن‬

‫يغادروها ‪.‬‬

‫رسول ال ‪ ‬أبر م مع اليهود معاهد ة كان فيها الخير له م ومن بنودها أن له م ما للمسلمين وعليه م‬ ‫ما على المسلمين وأن يتعاونوا جميعاً في الملمات وال مززمات وأن يكونوا يداً واحد ة ضد أعدائه م ‪,‬‬ ‫ول يمنع واحد من الدخول ول يمنع واحد من الخروج ولكن اليهود ليس له م عهد ول ميثاق فتلك‬ ‫المعاهد ة كانت تمنع أناساً من صحابة رسول ال ‪ ‬أن يتعرضوا لليهود أو يحاربوه م وكان من‬

‫هؤلء الصحابة أبو بكر الصديق ‪ ‬والذي دخل في يو م من اليا م على رجل من اليهود يسمى‬ ‫فنحاص وقد قال للصديق وال يا أبا بكر ما بنا إلى ال من حاجة إوانه ليحتاج إلينا إوانا عنه‬

‫لغنياء وما هو عنا بغني إوانه لفقير ولوكان غنياً ما استقرضنا أموالنا ‪ .‬بعد أن قال هذه الكلمات‬

‫التي تدل على مدى سفاهته م وجهله م واستهمزائه م بال عمز وجل ما الذي منع الصديق أن يقتله‬

‫إنما هو الوفاء بالعهد والميثاق الذي بينه م وبين رسول ال ‪ ‬فلطمه الصديق على وجهه وقال له‬ ‫لول إن بيننا وبينك م عهود لقتلتك ‪ ,‬لن أهل اليمان إنما عنده م الوفاء بالعهد من اليمان ونمزل‬ ‫قول ال عمز وجل‬

‫ م‬ ‫ن َقباُلوا إِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن أَْغِدنَريباُء ۘ َ‬ ‫ل الِّذي َ‬ ‫ع اللُّه َقْو َ‬ ‫)لَّقْد َ‬ ‫ن اللَّه َفِقريٌر َونَ ْ‬ ‫ب َمبا َقباُلوا َوَقْتلَُه ُ‬ ‫سَدنْكُت ُ‬ ‫ح ُ‬

‫اْ َ‬ ‫ق‪ ( .‬آل عمران ‪ 181‬كان هؤلء ه م اليهود وهذا منهجه م‬ ‫ب اْل َ‬ ‫ل ُذوُقوا َعَذا َ‬ ‫لنِبَريباَء بَِغْريِر َ‬ ‫ق َونَُقو ُ‬ ‫حِري ِ‬ ‫ح ّ ق ٍ‬

‫إلى يو م الدين جاءوا المدينة وما كانوا من أهلها ولكنه م جاءوها هرباً من بطش الدولة الرومانية‬

‫وهذا ما يجعل دول الغرب وأمريكا تحافظ على وجود إسرائيل في فلسطين المحتلة لكي تبقى بعيد ة‬ ‫عنه م ل نزه م ل يقبلون بوجود اليهود في دوله م ول يستطيعون أن يتعايشوا معه م في بلده م ل نزه م‬ ‫أهل فتن ومكائد ووقيعة بين أهل أي مجتمع يعيشون فيه حتى تكون له م الغلبة والسيطر ة على ذلك‬


‫المجتمع ‪ ,‬ولذلك إجتمع أهل الغرب على أن يجمعونه م من كل بلده م ويمزرعونه م سرطاناً في جسد‬

‫المة ينخر فيه ولكن ال عمز وجل غالب على أمره ‪.‬‬

‫أهل السل م نمزل به م أمر شديد في السنة الرابعة من الهجر ة جاء ُأناس من قبيلة نجد إلى رسول‬ ‫ال ‪ ‬يطلبون من يوعظه م ويعلمه م القرآن وأمور الدين فأرسل رسول ال سبعين من القراء هؤلء‬ ‫القو م ما خرجوا بسل ح وما خرجوا لقتال إنما خرجوا لتعلي م الناس أمور الدين ولكن الغدر من أهل‬ ‫ل واحداً هو عمرو بن أمية ‪ ‬نجا‬ ‫الشرك كان مبيتاً له م فقتلوه م عن آخره م ول م ينج منه م إل رج ً‬

‫من هذه المذبحة لن له عم ارً باقياً أراد ال له ذلك حتى يحكي ما حدث فكان قد خرج لقضاء شأن‬ ‫له وما كان هارباً وعندما عاد إلى باقي القو م رأى تلك المصيبة وشاهد جثث أصحابه فعاد سريعاً‬

‫إلى رسول ال ‪ ‬وأثناء ما هو في الطريق وجد رجلين من أهل القرية التي بطشت بأصحابه‬

‫فقتلهما ‪ ,‬عندما ذهب إلى رسول ال ‪ ‬وقص عليه القصص وقد ُقتل من أصحاب رسول ال ‪‬‬

‫من ُقتل وعمرو بن أمية قتل هذين الرجلين قال له رسول ال ‪ ‬بئس ما صنعت فإن بيننا وبينه م‬ ‫عهد وأمان هذا هو دين السل م وذاك هو رسول ال ‪ ‬الذي يتهك م عليه الجاهلون ما أجامز له‬

‫رسول ال أن يقتل ناساً بينه وبينه م عهد وميثاق حتى ولو كان أقاربه م قتلوا سبعين من أصحابه‬

‫ث م قال رسول ال ‪ ‬علّي ديتهما أي يجب عليه أن يعوض أهلهما وأن يدفع له م الدية ‪ ,‬ذهب‬

‫رسول ال ‪ ‬إلى بني النضير وه م أهل مال وثراء يطلب منه م التعاون في دفع هذه الدية كما تنص‬

‫بنود المعاهد ة التي بينه م فقال مزعي م اليهود حيي بن أخطب لقومه لقد جاءك م ُم حزمد في نفر قليل‬

‫ل إلى أعلى البيت الذي يستند إلى جداره ويلقي عليه حج ارً فإنك م لن تجدوا‬ ‫من أصحابه فليصعد رج ً‬

‫مثل هذه الفرصة في يو م من اليا م إوانك م إن قتلتموه تفرق أصحابه ‪ ,‬هؤلء ه م اليهود ل يمنعه م‬ ‫عن الغدر عهد أو ميثاق إذا سنحت له م الفرصة لذلك وقد شبهه م ال عمز وجل بالدواب الذين ل‬

‫يعقلون ‪ .‬رسول ال ‪ ‬يأتيه جبريل بالخبر من السماء ويعل م إن هناك مؤامر ة تحاك له فينصرف‬ ‫سالماً من تحت هذا الجدار وعمرو اليهودي يصعد فوق الجدار ويلقي بالحجر فل يصيب رسول‬ ‫ال ‪ ‬وبذلك تظهر نواياه م الخبيثة والدليل المادي على نقضه م المعاهد ة مع رسول ال وما‬

‫يضمرونه له من نية مبيتة للتخلص منه وقتله ‪ ,‬وبعد أن عاد إلى أصحابه قال لنخرجن اليهود ث م‬ ‫أرسل إليه م من ينذره م فإن دين السل م ل يباغت أحداً ول يأخذ أعدائه بالطعن في ظهوره م إنما‬

‫يواجهه بانني سوف أحاربك وأقاتلك رغ م ما أظهرته من خيانة للعهد ل نزه دين كله شجاعة وصفاته‬ ‫العدل والوفاء ل نزه دين ال عمز وجل الذي إرتضاه لعباده‬


‫ذهب محمد بن مسل م ‪ ‬بال نزذار إلى هؤلء القو م وعندما دخل عليه م وجد حيي بن أخطب فقال له‬ ‫قبل أن ابلغك رسالة رسول ال ‪ ‬أستحلفك بالتورا ة التي ُأنمزلت على موسى أل م آتيك م في يو م من‬ ‫اليا م فقلت لي إن أبا عامر الراهب ليس هو _ وكان أبا عامر هذا رجل في المدينة يعد ويهيأ نفسه‬ ‫لكي يكون نبياً ورسوًل فقالت اليهود عنه إنه ليس هو النبي _ فقلت لي إنما الذي يكون نبياً‬

‫ورسوًل هو الضحوك القتال في عينيه حمر ة يلبس الشملة ويركب البعير ويجت أمز بالكسرى سيفه على‬ ‫عاتقه ينطق بالحكمة وهو وشيجتك م ‪ ,‬ألست تجد في ُم حزمد عليه أفضل الصل ة والسل م كل هذه‬ ‫الصفات فلماذا تحاربه وتأمر من يقتله وقد أرسلني إليك رسول ال ‪ ‬يقول لك أن أخرج من‬

‫المدينة ‪.‬‬ ‫إن ال يقول لنا إن الشيوعية والصليبية والصهيونية والوثنية وعبد ة بوذا وكل الذين يكفرون بال‬ ‫عمز وجل ويحاربون رسوله ه م يداً واحد ة وبعضه م أولياء بعض ضد أمة ل إله إل ال ُم حزمد رسول‬

‫ال ‪ ,‬وال عمز وجل هو قائلها فهل استوعبناها وآمنا بها وجعلناها من القواعد التي نسير عليها‬ ‫حتى نعل م عدونا من صديقنا ‪.‬‬

‫أهل الشرك في مكة أرسلوا إلى اليهود في المدينة أن ل تخرجوا فإنك م أهل الحلقة والحصون لتقاتلن‬ ‫صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا إوان خد م نسائك م ليست بعيد ة عنا _ إنما ذلك هو تشجيع من أهل الكفر‬ ‫والشرك لليهود وأيضاً تهديداً له م حتى يجبروه م على القتال والحرب _ وأهل النفاق في المدينة‬

‫يرسلون إليه م يقولون لخوانه م الذين كفروا من أهل الكتاب لن أخرجت م لنخرجن معك م إوان قوتلت م‬

‫لننصرنك م ‪ ,‬رد مزعي م اليهود على رسالة ُم حزمد ‪ ‬وقال لست بخارج وافعل ما شئت فقال رسول ال‬ ‫‪ ‬ال أكبر حاربت يهود ‪ ,‬وجهمز الجيش بقياد ة علي بن أبي طالب ‪ ‬ليكون حصاره م أياماً ث م‬

‫تنهار قواه م ول يجدون من ينصره م ل من أهل الشرك في مكة ول من أهل النفاق في المدينة ‪.‬‬

‫أنمزل ال عمز وجل سور ة الحشر تقص علينا هذه الموقعة بتمامها كما حدثت وعبد ال بن عباس‬ ‫ل‬ ‫خَر َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫هَو الِّذ ي أَ ْ‬ ‫ج الِّذي َ‬ ‫ن َكَفُروا ِم ْ‬ ‫‪ ‬سماها سور ة بنو النضير وال عمز وجل يقول في آياتها ) ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ م‬ ‫ن اللّ ِ‬ ‫ م ِل َّو ِ‬ ‫ب ِمن ِدَيباِر ِ‬ ‫كَتبا ِ‬ ‫اْل ِ‬ ‫ م َأن يَ ْ‬ ‫صوُنُه م ِّم َ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ه َفأَ​َتبا ُ‬ ‫جوا ۖ َوظَّدنوا أَنُّه م ّمبانَِعُتُه ْ‬ ‫شِر ۚ َمبا ظَ​َدندنُت ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ م ُ‬ ‫خُر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سُبوا ۖ َوَقَذ َ‬ ‫ن َفباْعَتبُِروا‬ ‫خِرُبو َ‬ ‫حَت ِ‬ ‫حْري ُ‬ ‫ب ۚ ُي ْ‬ ‫مْؤِمِدنري َ‬ ‫ م الّرْع َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ُبُريوتَُه م بِأْيِديِه ْ‬ ‫ م يَ ْ‬ ‫ث لَ ْ‬ ‫اللُّه ِم ْ‬ ‫ م َوأْيِد ي اْل ُ‬ ‫ف ِفي ُقُلوبِ​ِه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ م ِفي اْل ِ‬ ‫ب الّدنباِر‪ٰ .‬ذلِ َ‬ ‫ م اْل َ‬ ‫صباِر‪َ .‬ولَْوَل أن َكَت َ‬ ‫َيبا ُأوِلي اْلْب َ‬ ‫ م ِفي الّدْنَريبا ۖ َولَُه ْ‬ ‫جَلَء لَ​َعّذبَُه ْ‬ ‫خَرِة َعَذا ُ‬ ‫ب اللُّه َعلَْريِه ُ‬

‫ب‪ ( .‬الحشر ‪ 4-2‬هذه اليات تقول‬ ‫ق اللَّه َفِإ ّ‬ ‫شِديُد اْلِعَقبا ِ‬ ‫شبا ّ ِ‬ ‫ن اللَّه َ‬ ‫سولَُه ۖ َوَمن ُي َ‬ ‫ م َ‬ ‫بِأَنُّه ْ‬ ‫شباّقوا اللَّه َوَر ُ‬ ‫إن ال عمز وجل أخرج اليهود من دياره م ما أخرجه م من بلده م ل نزه م في هذه اليا م وفي صحف‬ ‫أمريكا المؤيد رق م واحد للصهيونية في العال م تجد ُأناساً من اليهود يطالبون بمدينة رسول ال‬


‫ويدعون إنها من ميراث يهود وما كانت كذلك ولكن مدينة رسول ال ‪ ‬كان اليهود فيها عالة على‬ ‫أهلها واصحابها وال عمز وجل أنمزل هذه اليات معجمز ة ول نزه يعل م الغيب فقد عل م إنه م وبعد أربعة‬ ‫عشر قرنا من المزمان سيطلقون هذا الكذب والدعاء فأنمزل ال علي رسوله آيات في هذا المزمن‬ ‫البعيد يقول هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من دياره م أي من مساكنه م وما كانت‬ ‫بلده م ‪ .‬عندما أعلن هؤلء اليهود عد م الخروج والحرب قال رسول ال ‪ ‬هذا أول الحشر إوانا‬ ‫عليك م بال ثزر ‪ .‬وكان على بن أبي طالب‪‬صاحب هذا ال نزتصار ومعه محمد بن مسلمة ‪‬‬ ‫يتسلمان تلك القرية وبيوتها ‪ ,‬وكان علي بن أبي طالب بعد كل معركة يدخل بسيفه على فاطمة‬ ‫مزوجته إوابنة رسول ال ويقول لها يا فاطمة هاك السيف غير مزمي م فلست برعديد ول بلئي م لعمرك‬ ‫لقد أبليت في نصر أحمداً ومرضا ة رب بالعباد علي م ‪.‬‬

‫إذا ظن الناس من أهل السل م إن قوات الحتل لز لن تخرج من أفغانستان إوان الهنود لن يخرجوا‬

‫من كشمير إوان أمريكا لن تخرج من العراق فليراجع إيمانه فقد صدق ال حين قال ما ظننت م ان‬

‫يخرجوا وظنوا أنه م مانعته م حصونه م من ال فأتاه م ال من حيث ل م يحتسبوا وقذف في قلوبه م‬ ‫الرعب ‪ .‬وفي هذه اليا م يتخذون حصوناً له م عبار ة عن السلحة النووية والترسانة البيلوجية‬

‫والكيماوية التي يتحصنون ويحتمون بها ‪ ,‬فإياك م أن يتبادر إلى الذهان إن اليهود لن يخرجوا من‬ ‫فلسطين ل نزه م مهما ملكوا من قو ة وأسلحة وتأييد دولي إنما قلوبه م ضعيفة يهربون من الموت‬ ‫هرباً وال يقول ل نزت م أشد رهبة في صدوره م من ال ‪ .‬انت م أيها المؤمنون يخافونك م ويرهبونك م أكثر‬

‫من خشيته م من ال ‪.‬‬

‫إن ال عمز وجل نصر نبيه عليه م وخرجوا صاغرين من المدينة وسوف تنتصر أمة ُم حزمد ‪ ‬على‬

‫كل من يحاربها في كل مزمان ومكان ما دامت تق أر هذه اليات إلى يو م القيامة‪.‬‬

‫عندما أخذ رسول ال ‪ ‬ديار اليهود وأمواله م وأراد أن يقسمها على الناس فقال إجمعوا لي‬ ‫المهاجرين وال نزصار وأعلن له م حكمه في هذا المر فقال إن شئت م قسمت بينك م وبين اخوانك م‬ ‫المهاجرين هذه الموال _ والمهاجرين ه م الذين عندما جاءوا إلى المدينة نمزلوا ضيوفاً على‬

‫ال نزصار _ ويبقى المهاجرون معك م في المدينة ‪ ,‬إوان شئت م أعطيت هذه الموال للمهاجرين‬

‫ويخرجون من المدينة ويغادرون ديارك م ‪ .‬فقال سعد بن عباد ة يا رسول ال أقس م على إخواننا‬ ‫ن تَبَّوُءوا الّداَر‬ ‫المهاجرين هذه الموال ول يغادرون ديارنا ‪ .‬وقد صدق قول ال فيه م إذ يقول )َوالِّذي َ‬ ‫ى‬ ‫مبا ُأوُتوا َوُيْؤثُِرو َ‬ ‫جُدو َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫مبا َ‬ ‫ن َعلَ ٰ‬ ‫صُدوِر ِ‬ ‫ م َوَل يَ ِ‬ ‫ م ُي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حبا َ‬ ‫ م َ‬ ‫هبا َ‬ ‫َوا ْ ِلي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جَر إِلَْريِه ْ‬ ‫ن َم ْ‬ ‫ن ِمن َقْبِلِه ْ‬ ‫جًة ِّم ّ‬ ‫ن ِفي ُ‬


‫َ‬ ‫ة ۚ َوَمن ُيو َ‬ ‫ك ُهُ م اْلُمْفِلُحوَن ‪ ( .‬الحشر ‪ 9‬انتصر‬ ‫ م َولَْو َكبا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح نَْف ِ‬ ‫َأنُف ِ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ م َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ه َفُأوٰلِئ َ‬ ‫صبا َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن بِ​ِه ْ‬ ‫سِه ْ‬ ‫ق ُ‬

‫رسول ال ‪ ‬وأصحابه أهل السل م على يهود بنو النضير انتصا ارً مؤمز ارً وأخرجوه م من المدينة‬

‫بسبب نقضه م للمعاهد ة التي بينه م وبين رسول ال ‪ ‬فكان صموداً لدين السل م وانهيا ارً لعدائه‪.‬‬ ‫إن السير ة تعلمنا أن نقف أما م أعدائنا أقوياء ونستعين بال عمز وجل ونعل م أنه ناصرنا وفي نفس‬

‫الوقت تعلمنا أن نكون وحد ة واحد ة إوان نتقي الظل م فرسول ال ‪ ‬يقول اتقوا الظل م فإن الظل م‬

‫ظلمات يو م القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلك م دعاه م أن سفكوا دمائه م واستحلوا‬ ‫محارمه م ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.