الحج والجهاد

Page 1

‫الحج والجهاد‬ ‫****‬ ‫اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من قال فيك القائل مادحاً ‪:‬‬ ‫ساقـي الجريح ومطـعم السـرى‬

‫ومن أمنت سنابك خيله اللشل ء‬

‫إن اللشجاعـة في الرجـال غـلةظة‬

‫مـا لم تزنها رأفـة وسخـا ء‬

‫والحرب من لشرف اللشعوب فإن بغوا‬

‫فـالمجد ممـا يدعون بـرا ء‬

‫وكـم من غـزاة للرسـول كريـمة‬

‫فيها رضـا للحـق أو إرضا ء‬

‫كـانت لجـند ال فيـها كبــوة‬

‫علـى أثرهـا للعالمين رخا ء‬

‫ويا من قال فيك القائل ‪ :‬الحرب في حق لديك لشريعة‬

‫ومن السموم الناقعات دوا ء‬

‫ويا من قال فيك علي بن أبي طالب ‪ ‬وأرضاه كان رسول ال ‪ ‬ألشجع الناس وأج أر الناس صد ارً ‪.‬‬ ‫إن الصمود في دين السلم إنما يبدو جلياً واضحاً في إعمال لشرع ال في الرض وتنفيذ أوامره و‬

‫في إقامة لشعائر هذا الدين في الرض كل الرض ومن أقوى لشعائر دين السلم وضوحاً وتجسيداً‬

‫لهذا الصمود هى لشعيرة الحج ‪ ,‬ذلك لن تلك اللشعيرة والفريضة تثير الحقد والغيةظ في نفوس أعدا ء‬

‫ذلك الدين في لشرق وغرب ‪.‬‬ ‫ق‪( .‬‬ ‫جِساًل َوَعلَ ٰ‬ ‫جٍ َع ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َف ّ‬ ‫ضِساِمٍر يَْأِتني َ‬ ‫ك ِر َ‬ ‫جِ يَْأُتكو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫س بِ​ِساْل َ‬ ‫ن ِمن ُك ِ ّ‬ ‫ى ُك ِ ّ‬ ‫يقول ال عز وجل )َوأَِّذف ن ِف ي الّنِسا ِ‬ ‫مني ٍ‬ ‫الحج ‪ 27‬كان الحجاج والعمار إنما هم وفد ال وكأنهم هم غزاة ورسول ال ‪ ‬يقول وفد ال‬ ‫ثل ثـة الحاج والمعتمر والغازي ‪ .‬وبذلك كان الحاج والمعتمر والمجاهد في سبيل ال عز وجل هم في‬ ‫هذا الحديث سوا ء ‪.‬‬ ‫ويقول رسول ال "ص" الحجاج والعمار وفد ال إن دعوه أجابهم إوان استغفروه غفر لهم ل نـهم وفد‬ ‫ال ‪ .‬والحج والعمرة إنما النفقة فيهما هي نفقة في جهاد وفي سبيل ال فعن بريدة ‪ ‬قال " قال‬

‫رسول ال ‪ ‬النفقة في الحج كالنفقة في سبيل ال الدرهم بسبعمائة " فكانت موازية للنفقة في‬ ‫الجهاد ‪ ,‬ورسول ال ‪ ‬ألشار إلى بيت ال الحرام ثم قال هذا البيت دعامة السلم وضمن ال عز‬ ‫وجل لمن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر إن قبضه أن يدخله الجنة إوان رده رده بأجر‬

‫وغنيمة ‪ .‬ذلك الحاج أو المعتمر الذي يؤم بيت ال الحرام إنما هو بمنزلة المجاهد فإن المجاهد إذا‬ ‫قبضه ال عز وجل أدخله الجنة إواذا رده إلى أهله رده بأجر وغنيمة فهنا المساواه في الجر ‪.‬‬


‫ل محرماً من الذين تذودوا بذاد الخرة وتزينوا‬ ‫رسول ال ‪ ‬وهو على عرفات فإذا بدابة رفست رج ً‬ ‫بكفنها من إزار وردا ء أبيض وكأنهم يقولوا يا رب إنا أعددنا أنفسنا للقائك ‪ ,‬رسول ال ‪ ‬عندما‬ ‫لشاهد ذلك الرجل الذي رفسته الدابة فقتلته وهو محرم إنما وعده ال بأجر اللشهيد فقال لصحابه‬ ‫كفنوه في ثوبيه أي ثياب الحرام وكذلك اللشهيد إنما يكفن في ثيابه التى قتل فيها واستلشهد وفيها‬ ‫دمائها فقد عامل رسول ال ‪ ‬المحرم الذي رفسته الدابة ومات نفس معاملة المجاهد في سبيل‬ ‫ال فقال كفنوه في ثوبيه ول تمسوه طيباً ول تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً يقول لبيك‬ ‫اللهم لبيك ل لشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك ل لشريك لك ‪.‬‬

‫ولكن لبد أن نعلم أن الحج والعمرة إوان كانتا جهاداً فإنهما ليسا بمقام جهاد ومنازلة العدا ء في‬

‫س ئـل رسول ال ‪ ‬أي العمل أفضل قال إيمان بال ورسوله ‪,‬‬ ‫أرض المعركة فعن أبي هريرة ‪ ‬قال ُ‬

‫ل‬ ‫قيل ثم أي قال جهاد في سبيله ‪ ,‬قيل ثم اي قال حج مبرور ‪ .‬وعن الحسن بن علي ‪ ‬إن رج ً‬ ‫جا ء إلى رسول ال ‪ ‬وقال له يا رسول ال إني جبان وضعيف ول أستطيع أن أجاهد وأخرج‬

‫محاربا فقال له رسول ال أدلك على جهاد ل لشوكة فيه الحج والعمرة ‪.‬‬ ‫وأم المؤمنين عائلشة رضى ال عنها وأرضاها جلست إلى رسول ال ‪ ‬وقالت يا رسول ال ترى‬ ‫الجهاد أفضل العمل أفل نجاهد قال رسول ال للنسا ء جهاد الحج والعمرة فقالت أم المؤمنين‬ ‫عائلشة رضى ال عنها فوال ل أدع الحج والعمرة بعد أن سمعتها من رسول ال ‪ ,‬والفرق بين‬ ‫الجهاد في سبيل ال والحج والعمرة يحكيه لنا أحد الصالحين وهو محمد بن المبارك والذي كان في‬ ‫غزو مستمر فقد كان يحارب وقت الحج والعمرة فقال يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت إنك في‬ ‫العبادة تلعب _ يقول لو أنك أبصرت المجاهد في أرض المعركة لعلمت إنك عندما تطوف وتسعى‬ ‫وتقف على عرفات فإن ذلك بالقياس إلى المجاهد يعتبر لعباً _ ريح العبير لكم ونحن عبيرنا وهج‬ ‫السنابك والغبار الطيب ‪ _ .‬هناك في الكعبة يرلشونها بالطيب والعطر وأعواد المسك ولكن عبير‬ ‫المجاهدين في أرض المعركة وهج سنابك الخيل وغبارها _ ثم يقول ولقد جا ءنا من حديث نبينا‬ ‫قول صريح صادق ل يكذب ل يستوي غبار أهل ال في أنف إمرئ وغبار نار ل يكذب هذا كتاب ال‬ ‫ينطق بيننا ليس اللشهيد بميت ‪.‬‬ ‫ويقول ال عز وجل فيها‬

‫خِر‬ ‫ه َواْلنيَْكوِم اْل ِ‬ ‫ن بِ​ِساللّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جِ َو ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن آَم َ‬ ‫حَراِم َك َ‬ ‫جِد اْل َ‬ ‫مِساَرَة اْل َ‬ ‫ع َ‬ ‫حِسا ّ‬ ‫سَقِسايَ​َة اْل َ‬ ‫)أ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جَعْلُت ْ‬

‫م ال ّ‬ ‫جُروا‬ ‫سَتُكوو َ‬ ‫ظِسالِ ِ‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫ف ن ِ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫ن آَمُنكوا َو َ‬ ‫جِسا َ‬ ‫هِسا َ‬ ‫ن‪ .‬الِّذي َ‬ ‫مني َ‬ ‫ه ۗ َواللُّه َل يَْهِد ي اْلَقْكو َ‬ ‫هَد ِف ي َ‬ ‫َو َ‬ ‫ه ۚ َل يَ ْ‬ ‫سِبني ِ‬ ‫َ‬ ‫ك ُهُم اْلَفِسائُِزوَف ن‪ ( .‬التوبة‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫جًة ِ‬ ‫م َوَأفنُف ِ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫جِسا َ‬ ‫ه ۚ َوُأوٰلِئ َ‬ ‫م َدَر َ‬ ‫هُدوا ِف ي َ‬ ‫َو َ‬ ‫سِه ْ‬ ‫ه بِأَْمَكوالِ​ِه ْ‬ ‫م أَْعظَ ُ‬ ‫سِبني ِ‬


‫‪ 20-19‬كانوا هؤل ء هم أعةظم درجة عند ال وقد نزلت تلك الية عندما افتخر العباس عم رسول‬ ‫ال ‪ ‬بأنه يروي الحجيج ومسيطر على ما ء زمزم وافتخر لشيبة بعمارة المسجد الحرام ويقوم على‬ ‫بنائه وترميمه ورعايته ونةظافته وافتخر علي بن أبي طالب ‪ ‬بالسلم والجهاد فإنه كان لشجاعاً‬

‫مغوا ارً فنزل قول ال عز وجل تصديق لعلي بن أبي طالب على العباس ولشيبة وتوضيحاً للفرق‬

‫بينهما في الدرجات عند ال ‪ .‬وفي حديث رواه النعمان بن بلشير ‪ ‬قال رجل عند منبر رسول ال‬ ‫ل‬ ‫ل بعد السلم أفضل من أن أسقي الحجيج وقال أخر ل أرى أن أعمل عم ً‬ ‫‪ ‬لأرى أن أعمل عم ً‬

‫بعد السلم إل أن أعمر المسجد الحرام – يقصد الصلة والقامة الدائمة في المسجد الحرام – وقال‬ ‫ثالث أرى الجهاد أفضل مما قلتما ‪ ,‬قال عمر بن الخطاب ‪ ‬ل ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول ال‬ ‫‪ ‬ولكن نسأله فعندما سألوه نزل قول ال عز وجل أجعلتم سقاية الحاج ‪ .......‬ليس هناك‬ ‫مساواه إنما الجهاد في أرض المعركة أفضل كثي ارً من الحج والعمرة رغم إنهما جهاد ‪.‬‬

‫قد يقول قائل بناً ء على ذلك إن دين السلم إنما هو دين بطش وعدوان وسفك دما ء وقد كذب فإن‬ ‫فريضة الجهاد إنما فرضها ال عز وجل على عباده لسباب كثيرة منها رد الحقوق ودفع الةظلم‬

‫وكسر الجبابرة ونصرة الدين فإن الجهاد في دين السلم إنما هو جهاد للدفاع عن النفس وحتى ل‬ ‫تكون فتنة ولكي تستقيم المور في الحياه ل ةظلم فيها ويسود العدل أرجا ء الرض وال عز وجل‬ ‫يقول‬

‫ىۖ‬ ‫حَراِم َأف ن تَْعَتُدوا ۘ َوتَ​َعِساَوُفنكوا َعَلى اْلِبِّر َوالّتْقَكو ٰ‬ ‫س ِ‬ ‫شَننآ ُ‬ ‫جِد اْل َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ف ن َقْكوٍم َأف ن َ‬ ‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫صّدوُك ْ‬ ‫جِرَمّنُك ْ‬ ‫)َوَل يَ ْ‬ ‫م َع ِ‬

‫ب‪ ( .‬المائدة ‪ 2‬فقد نهانا ال أن‬ ‫ف ن ۚ َواتُّقكوا اللَّه ۖ إِ ّ‬ ‫شِديُد اْلِعَقِسا ِ‬ ‫م َواْلُعْدَوا ِ‬ ‫َوَل تَ​َعِساَوُفنكوا َعَلى ا ْ ِلْث ِ‬ ‫ف ن اللَّه َ‬ ‫نعتدي على الناس لمجرد الضغائن والحقاد ول نعتدي على الناس بقتل ل نـهم صدونا عن المسجد‬ ‫الحرام فقط أما الذي قاتلنا فيجب علينا أن نقاتله ونقتص منه ‪ ,‬ورسول ال ‪ ‬إنما وهو في مكة‬ ‫أذاقوه سو ء العذاب وما تعرض لهم بسيف ول رمح حتى ألجأوه أن يخرج إلى ثقيف وفيها ردوه لشر‬ ‫ردة وأغروا الصبيان أن يقذفوه بالحجارة حتى أدموه ثم إلتجأ إلى رب العزة يلشتكي إليه ويقول اللهم‬ ‫إني ألشكو إليك ضعف قوتي قلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين‬ ‫وأنت ربي إلى من تكلني إلى قريب يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علّي غضب فل‬ ‫أبالي ولكن عافيتك هى أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي ألشرقت له الةظلمات وصلح عليه أمر‬

‫الدنيا والخرة من أن تنزل بي سخطك أو يحل علّي غضبك لك العتبى حتى ترضى ول حول ول قوة‬

‫إل بك ‪ .‬وعندما أخرجوه من مكة نةظر إليها وهو يقول وال إنك لحب أرض ال إلى ال وأحب أرض‬ ‫ال إلي ولول أن قومك أخرجوني ما خرجت أو كما قال رسول ال ‪. ‬‬


‫خباب بن الرت ‪ ‬يقول هاجرنا مع رسول ال ‪ ‬نبتغي الجر من ال فمنا من أينعت له ثمرته‬ ‫فهو يهدى بها ومنا من لم يأخذ منها لشيئا – مثل مصعب بن عمير ‪ ‬الذي كان في مكة يرفل في‬ ‫الحرير وكان على قمة الثرا ء والغنى‪ -‬منا مصعب بن عمير استلشهد في أحد فلم نجد إل نمرة‬ ‫نكفنه فيها ) ثوباً واحدا بسيطاً ( فكنا إذا غطينا رأسه بدت رجله إواذا غطينا رجله بدت رأسه فقال‬

‫رسول ال ‪ ‬خمروا بها رأسه واجعلوا على رجليه الدهر ‪ .‬ذلك ل نـهم لم يجدوا ما يكفنوه فيه وهو‬

‫ن‬ ‫قد ترك الغنى والحرير وخرج مهاج ا‬ ‫رً إلى مدينة رسول ال ‪ ‬لذلك قال ال عز وجل )ُأِذ َ‬ ‫ف ن لِلِّذي َ‬ ‫ق إِّل َأف ن يَُقكوُلكوا َربَّنِسا‬ ‫م ُ‬ ‫ُيَقِساتَُلكو َ‬ ‫ف ن اللَّه َعلَ ٰ‬ ‫مكوا ۚ َوإِ ّ‬ ‫جكوا ِمن ِدَيِساِر ِ‬ ‫صِر ِ‬ ‫ن ُأ ْ‬ ‫هم بَِغْنيِر َ‬ ‫م لَ​َقِديٌر‪ .‬الِّذي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ى فنَ ْ‬ ‫ف ن بِأَفنُّه ْ‬ ‫خِر ُ‬ ‫ظِل ُ‬ ‫ح ٍّ‬ ‫ه‬ ‫س بَْع َ‬ ‫م اللّ ِ‬ ‫سِسا ِ‬ ‫اللُّه ۗ َولَْكوَل َدْفُع اللّ ِ‬ ‫دَم ْ‬ ‫ت َوَم َ‬ ‫ع َو َ‬ ‫ت َ‬ ‫ه الّنِسا َ‬ ‫جُد ُيْذَكُر ِفنيَهِسا ا ْ‬ ‫صلَ​َكوا ٌ‬ ‫صَكواِمُع َوبِنيَ ٌ‬ ‫ض لُّه ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫ضُهم بِبَْع ٍ‬

‫ ي َعِزيٌز‪ ( .‬الحج ‪ 40-39‬كانوا يقولون ربنا ال‬ ‫ف ن اللَّه لَ​َقِكو ّ‬ ‫صُرُه ۗ إِ ّ‬ ‫صَر ّ‬ ‫ف ن اللُّه َمن َين ُ‬ ‫َكِثنيًرا ۗ َولَ​َنين ُ‬

‫فأخرجوهم ونكلوا بهم واستولوا على أموالهم وديارهم ومنهم من قتلوه بعد أن عذبوه ‪ ,‬فقط قالوا ربنا‬ ‫ال وأرادوا ان يدعوا الناس إليها كما أمرهم بها ال عز وجل ‪ ,‬ما طلبوا منهم ماًل ول جاهاً ول‬

‫سلطاناً وما بدأوهم بقتال قط وما رفعوا عليهم سيفاً قالوا فقط ربنا ال ودعوهم إليها فكان جزاؤهم‬

‫القتل ومصادرة الموال والخراج من الديار فهل بعد ذلك إذا فرض ال عز وجل الجهاد والقتال هل‬

‫يكون ذلك تطرفاً إوارهاباً إن ذلك قول الذين يحاربون دين السلم من قديم إلى يومنا هذا ‪.‬‬

‫عندما فرض ال في دين السلم الجهاد كان مثله كمثل الملشرط في يد الطبيب فهو يعمل عمله‬

‫لكي يعالج مرضاً خبيثاً ويستأصله من أغوار ذلك الجسد ‪ ,‬كذلك كانت فريضة الجهاد في دين‬

‫السلم ‪ ,‬ورسول ال ‪ ‬عندما غادر مكة إلى المدينة ومعه هؤل ء القوم الذين ل يكادون يجدون‬

‫ما يقتاتون به حتى إن رسول ال ‪ ‬يحكي لنا عن نفسه ويقول ُأذيت في ال وما كان لهم أن‬ ‫يؤذوني وُأخفت في ال وما كان لهم أن ُيخيفوني ولقد مضت علي ثل ثـون وما لي ولبل لـ إل ما‬

‫يواري إبط بل لـ ‪ .‬لشهر كامل ورسول ال ‪ ‬وبل لـ ل يملكان من الطعام إل ما يواريه إبط بل لـ ‪‬‬ ‫دليل على قلة ما كانا يأكل نـه وعلى خوف من الملشركين ‪ .‬كان هذا هو حال أهل السلم الذين‬ ‫هاجروا مع رسول ال ‪ ‬بعد أن سلبهم أهل اللشرك كل ما يملكون ونكلوا بهم ألشد تنكيل فكانت‬ ‫السرايا التي جعلها رسول ال ‪ ‬ليسترد هؤل ء القوم حقهم من بعض ما سلب منهم فأمر رسول‬ ‫ال ‪ ‬بسرايا على فترات كانت منها سرية حمزة بن عبد المطلب ‪ ‬وسرية عبيدة بن الحارث ‪‬‬ ‫وسرية سعد بن أبي وقاص ‪ ‬وقد كان سعد أول من رمى بسهم في سبيل ال ثم كانت غزوات‬ ‫خرج معها رسول ال ‪ ‬مثل الدان والعلشيرة وبدر الصغرى فكان ذلك الخروج لسترداد بعضاً مما‬


‫س لـب منهم ‪ ,‬وعندما خرجت سرية عبد ال بن جحش ‪ ‬وكانت في لشهر حرام وسقط فيها قتلى‬ ‫ُ‬

‫ل في الحرام‬ ‫فقال أهل اللشرك إن ُم حـمد استحل اللشهر الحرام وقتل فيه فكان الرد عليهم } تعدون قت ً‬

‫كبيرة وأعةظم منه لو يرى الرلشد رالشد صدودكم عما يقول ُم حـمداً وكفر به وال رائي ولشاهد إواخراجكم‬

‫من مسجد ال أهله لئل ُيرى ل بالبيت عابُد { كان ذلك هو رد الصديق ‪ ‬فقال لهم بأنكم قتلتم قبل‬ ‫أن ُتقتلوا وأخرجتمونا من المسجد الحرام الذي هو محرم عليكم أن تخرجونا منه‬ ‫ه‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫ل ِفني ِ‬ ‫ل ِفني ِ‬ ‫حَراِم قَِتِسا ٍ‬ ‫صّد َعن َ‬ ‫ه َكِبنيٌر ۖ َو َ‬ ‫شْهِر اْل َ‬ ‫سَأُلكوفنَ َ‬ ‫ه ۖ ُق ْ‬ ‫ويقول ال عز وجل )يَ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل قَِتِسا ٌ‬ ‫سِبني ِ‬ ‫ك َع ِ‬ ‫م‬ ‫ل ۗ َوَل يَ​َزاُلكو َ‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫ه ِمْنُه أَْكبَُر ِ‬ ‫هِل ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َوُكْفٌر بِ ِ‬ ‫ج أَ ْ‬ ‫حَراِم َوإِ ْ‬ ‫ه ۚ َواْلِفْتَنُة أَْكبَُر ِم َ‬ ‫جِد اْل َ‬ ‫ه َواْل َ‬ ‫ف ن ُيَقِساتُِلكوفنَُك ْ‬ ‫خَرا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن اْلَقْت ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سَت َ‬ ‫ت‬ ‫حّت ٰ‬ ‫م َعن ِديِن ِ‬ ‫م إِ ِ‬ ‫حِبطَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫هَكو َكِسافٌِر َفأوٰلِئ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َو ُ‬ ‫طِساُعكوا ۚ َوَمن يَْرتَِدْد ِمنُك ْ‬ ‫ف ن ا ْ‬ ‫م َعن ِديِنُك ْ‬ ‫ى يَُرّدوُك ْ‬ ‫ه َفنيَ ُ‬ ‫َ‬ ‫صَحِساُب الّنِساِر ۖ ُهْم ِفنيَهِسا َخِسالُِدوَف ن‪ (.‬البقرة ‪ 217‬أهل الستلشراق‬ ‫م ِف ي الّدْفنَنيِسا َواْل ِ‬ ‫خَرِة ۖ َوُأوٰلِئ َ‬ ‫أَْع َ‬ ‫ك أَ ْ‬ ‫مِساُلُه ْ‬

‫وهم يدرسون في جامعات وعندهم لشهادات دكتوراة وغيرها قالوا عن تلك السرايا والغزوات قالوا إن‬ ‫هؤل ء القوم إنما هم قطاع طرق إوان ُم حـمد عليه أفضل الصلة والسلم إنما هو زعيم عصابة‬

‫وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إل كذب ‪ ,‬فبعد كل ما سردنا في هذه الصفحات وبنص‬ ‫تلك اليات ما كانت تلك الغزوات إل لسترداد الحقوق وما فرض الجهاد في دين السلم إل لدفع‬ ‫الةظلم وكسر الجبابرة ‪ ,‬ورسول ال ‪ ‬قاد كثير من تلك الغزوات والحروب ولكنه ما قادها تلشفياً‬

‫ل وانتقاماً ولكن كانت قيادته هى الرحمة كلها وكما قال فيه القائل الحرب في حق لديك‬ ‫وتنكي ً‬

‫لشريعة ومن السموم الناقعات دواُ ء ‪ .‬كان يأمر الناس قبل الخروج إلى المعركة بالحسان وأل يقتلوا‬

‫لشيخاً فانياً ول امرأة ول صبي فعن أنس بن مالك ‪ ‬قال ودع رسول ال ‪ ‬جيلشاً فاتحاً فقال سيروا‬ ‫باسم ال وعلى بركة ال ول تقتلوا لشيخاً فانياً ول امرأة ول صبياً وضموا غنائمكم وأحسنوا واتقوا ال‬ ‫إن ال يحب المحسنين ‪.‬‬

‫في أيامنا هذه يقال مثل ما قيل من قديم فنجد مثل لذلك في الصومال وهم أهل إسلم فقد أغرت‬ ‫أمريكا دولة مثل أثيوبيا وهم من أهل النصرانية وأمدتهم بالعتاد لكي تنتهك حرمة الصومال وعندما‬ ‫استغاث أهل السلم فيها قالت أمريكا والمم المتحدة وغيرها بأن ذلك تكدساً لهل الرهاب إوان‬ ‫الصومال بها بؤرة لل رـهاب ويجب التخلص منها ‪ ,‬بل إن الصومال لم تعتدي على حدود أثيوبيا من‬ ‫قريب أو من بعيد حتى ترسل طيرانها وجيلشها إلى ذلك البلد المسلم وما تج أر أحد لكي يدافع عنها‬ ‫بل إن الجميع في سكون وكأن لشيئاً لم يحدث وتسارع أمريكا بالتاييد السافر ل ثـيوبيا النصرانية‬

‫التي إجتاحت الصومال السلمية وذلك لن أمريكا تريد أن تثأر من الصومال ل نـهم في يوم من‬ ‫اليام أذاقوها الذل والهوان والهزيمة عندما اجتاحتوا أراضيها بطائراتهم فذبحوهم مثل الدجاج وفر‬


‫المريكان منها ف ار ارً ‪ ,‬إذا استنجد المسلم بالمسلم قالوا تطرف إوارهاب إواذا اجتاحت دولة ما أرض‬

‫دولة مسلمة فإنه الرحمة والحسان ول حول ول قوة إل بال ‪.‬‬

‫كانت الحرب جهاد ولكن رسول ال ‪ ‬قال جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج أما الجهاد العةظم‬ ‫فإن رسول ال ‪ ‬يقول فيه تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة تعس عبد الخميصة وانتكس إواذا‬ ‫لشيك فل انتقص وطوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل ال ألشعث رأسه مغبرة قدماه إن كانت‬ ‫المساقاة كان في المساقاة إذا استئذن ل يؤذن له إواذا لشفع ل يلشفع كل عمله لوجه ال فقط ليس‬

‫لغير ال لشئ ‪ .‬وعرفات التي هى في يومنا والتي كانت فيها درس الرجل الذي رفسته الدابة فكان‬

‫في حكم اللشهيد وكذلك يقول رسول ال ‪ ‬في حقها ويقرنها ببدر فقال ما رؤي اللشيطان أصغر ول‬ ‫أحقر ول أدحر منه في يوم كما رؤي يوم عرفة وذلك لما يرى من تنزل الرحمات وتجاوز الرب عن‬ ‫الذنوب إل ما رؤي يوم بدر قالوا يا رسول ال وما رأى يوم بدر قال رأى جبريل يزع المل ئـكة فقارن‬ ‫رسول ال ‪ ‬الحديث في عرفات بالتذكرة لما كان يوم بدر ‪ ,‬وعرفات إنما هى مطهرة للذنوب‬ ‫والوزار وليس ذلك لمن يقف في عرفات فقط ولكنه لكل أهل الرض من أهل السلم فقال رسول‬ ‫ال ‪ ‬ل يبقى أحد علشية عرفة في قلبه مثقال ذرة من إيمان إل غفر ال له قالوا يا رسول ال هذا‬ ‫للمعرف فقط _ أي أذلك للواقف على عرفات فقط _ قال رسول ال ‪ ‬بل للناس عامة ‪ ,‬ورسول‬ ‫ال ‪ ‬يقول ما من يوم أفضل عند ال عز وجل من يوم عرفة ينزل ال عز وجل فيه إلى السما ء‬ ‫لش عـساً غب ار ضاحين‬ ‫الدنيا يباهي بأهل الرض أهل السما ء ويقول انةظروا إلى عبادي جا ءوني ُ‬

‫جا ءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي ‪ .‬فل يرى أكثر عتقاً من النار من يوم‬ ‫عرفة ‪.‬‬

‫وكذلك كل أعدا ء السلم إنما هم أعوان لللشيطان ومن أتباعه وما يغيةظ اللشيطان يغيةظهم وبذلك‬ ‫كانت تلك الفريضة في دين السلم إنما هي صموداً لدين السلم وخذل نـاً لعدائه ‪.‬‬

‫يقول ال عز وجل‬

‫هَد‬ ‫ه َواْلنيَْكوِم اْل ِ‬ ‫ن بِ​ِساللّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جِ َو ِ‬ ‫م ِ‬ ‫جِسا َ‬ ‫خِر َو َ‬ ‫ن آَم َ‬ ‫حَراِم َك َ‬ ‫جِد اْل َ‬ ‫مِساَرَة اْل َ‬ ‫ع َ‬ ‫حِسا ّ‬ ‫سَقِسايَ​َة اْل َ‬ ‫) أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جَعْلُت ْ‬

‫هُدوا ِف ي‬ ‫سَتُكوو َ‬ ‫م الظِّسالِ ِ‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫ف ن ِ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫جِسا َ‬ ‫ن آَمُنكوا َو َ‬ ‫جُروا َو َ‬ ‫هِسا َ‬ ‫ن‪ .‬الِّذي َ‬ ‫مني َ‬ ‫ه ۗ َواللُّه َل يَْهِد ي اْلَقْكو َ‬ ‫ِف ي َ‬ ‫ه ۚ َل يَ ْ‬ ‫سِبني ِ‬ ‫َ‬ ‫ة ِّمْنُه‬ ‫م اْلَفِسائُِزو َ‬ ‫ف ن ‪ُ .‬يبَ ّ ِ‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫جًة ِ‬ ‫م َوَأفنُف ِ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ۚ َوُأوٰلِئ َ‬ ‫م َدَر َ‬ ‫َ‬ ‫م َربُّهم بَِر ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫شُر ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫سِه ْ‬ ‫ه بِأَْمَكوالِ​ِه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫م أَْعظَ ُ‬ ‫سِبني ِ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ضَكوا ٍ‬ ‫َوِر ْ‬ ‫ف ن َو َ‬ ‫جّنِساتٍ لُّه ْ‬ ‫م ّمِقني ٌ‬ ‫م ِفنيَهِسا فنَِعني ٌ‬

‫( التوبة ‪21-19‬‬

‫ق‪.‬‬ ‫جِساًل َوَعلَ ٰ‬ ‫جٍ َع ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َف ّ‬ ‫ضِساِمٍر يَْأِتني َ‬ ‫ك ِر َ‬ ‫جِ يَْأُتكو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫س بِ​ِساْل َ‬ ‫ن ِمن ُك ِ ّ‬ ‫ى ُك ِ ّ‬ ‫يقول ال عز وجل )َوأَِّذف ن ِف ي الّنِسا ِ‬ ‫مني ٍ‬ ‫ة اْل َْفنَعِساِم ۖ َفُكُلكوا ِمْنَهِسا‬ ‫ت َعلَ ٰ‬ ‫م ِ‬ ‫م اللّ ِ‬ ‫ه ِف ي أَيِّساٍم ّمْعُلكوَمِسا ٍ‬ ‫شَهُدوا َمَنِسافِ َ‬ ‫ى َمِسا َرَزَقُهم ِّمن بَِهني َ‬ ‫س َ‬ ‫م َويَْذُكُروا ا ْ‬ ‫ع لَُه ْ‬ ‫لِ ّنيَ ْ‬ ‫َوأَ ْ‬ ‫ق‪ ( .‬الحج ‪29-27‬‬ ‫م َوْلنيَطّ​ّكوُفكوا بِ​ِساْلبَْني ِ‬ ‫م ْلنيَْق ُ‬ ‫مكوا اْلَبِسائِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َوْلُنيكوُفكوا ُفنُذوَر ُ‬ ‫ضكوا تَ​َفَثُه ْ‬ ‫س اْلَفِقنيَر‪ُ .‬ث ّ‬ ‫طِع ُ‬ ‫ت اْلَعِتني ِ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.