غزوة بدر الكبري

Page 1

‫غزوة بدر الكبرى‬ ‫*******‬ ‫اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من كنت تعيش مع الناس وكأنك واحداً منهم وأنت أفضل‬

‫الخلق عند رب العالمين وأنت أفضل الولين والخرين وأنت أول من تنشق الرض عنه يوم الدين‬

‫وأنت أول شافع وأول مشفع قال عبد ال بن مسعود رضى ال عنه وأرضاه خرجنا مع رسول ال ‪‬‬ ‫إلى بدر ةثل ةثثة يتعاقبون على بعير فكان مع رسول ال ‪ ‬علي بن أبي طالب ‪ ‬ومرصد بن أبي‬ ‫مرصد ‪ ‬فقال يا رسول ال نسير نحن وتركب أنت فقال رسول ال ‪ ‬ما أنتما بأقدر على السير‬ ‫مني وما أنا بأغنى عن الجر منكما ‪ .‬رفض رسول ال ‪ ‬أن يتميز عنهم وما كان علي بن أبي‬ ‫طالب إل صبي في ريعان الشباب ولكنه تواضع رسول ال عليه أفضل الصلة والسلم ‪ ,‬ويصف‬ ‫لنا علي بن أبي طالب ‪ ‬رسول ال فيقول لو رأيتنا يوم بدر نلوذ برسول ال ‪ ‬فما يكون أقرب‬ ‫إلى العدو منه ‪ .‬رسول ال كان متواضعاً وكان شجاعاً ‪.‬‬

‫دين السلم إنما هو دين الجهاد والستشهاد ودين الصيام والقيام وكذلك دين رد العتداء والبطش‬ ‫على المعتدين ‪ ,‬وقد فرض ال عز وجل الصيام في يوم ال ةثثنين الةثاني من شهر شعبان من السنة‬ ‫الةثانية من الهجرة ‪ ,‬وكان متزامناً مع تلك الفريضة التي هى جهاد للنفس فريضة الجهاد فقال ال‬

‫عز وجل‬

‫حّبوا‬ ‫س ٰ‬ ‫س ٰ‬ ‫ى َأ ن ُت ِ‬ ‫هَو َ‬ ‫م ۖ َوَع َ‬ ‫هوا َ‬ ‫م ۖ َوَع َ‬ ‫)ُكِت َ‬ ‫خْيٌر لُّك ْ‬ ‫شْيًئلا َو ُ‬ ‫ى َأ ن تَْكَر ُ‬ ‫هَو ُكْرٌه لُّك ْ‬ ‫ل َو ُ‬ ‫م اْلِقَتلا ُ‬ ‫ب َعلَْيُك ُ‬

‫شّر لُّكْم ۗ َواللُّه يَْعلَُم َوَأتنُتْم َل تَْعلَُموَ ن‪ ( .‬البقرة ‪ 216‬نزلت هذه الية فكان فرض الجهاد‬ ‫هَو َ‬ ‫َ‬ ‫شْيًئلا َو ُ‬ ‫على أمة ُم حثمد ‪ ‬وما كان فرض عدوان واعتداء على الناس إوانما فرض دفاع عن النفس ورد‬ ‫الظلم والبطش ونشر عبادة رب السماوات والرض وتعاليم دينه الحنيف بالرحمة والسلم بين‬

‫الناس أجمعين ‪.‬‬ ‫ملا‬ ‫وقد نزل على رسول ال ‪ ‬في السنة الةثانية من الهجرة في شهر رمضان قول ال عز وجل )َك َ‬ ‫ ن لَ َ‬ ‫ملا‬ ‫هو َ‬ ‫ق َوإِ ّ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ ن َكأَتنّ َ‬ ‫ق بَْعَدَملا تَبَيّ َ‬ ‫ك ِف ي اْل َ‬ ‫جلاِدُلوتنَ َ‬ ‫ ن ‪ُ .‬ي َ‬ ‫مْؤِمِني َ‬ ‫ ن َفِريًقلا ِّم َ‬ ‫ك ِبلاْل َ‬ ‫ك ِم ن بَْيِت َ‬ ‫ك َربّ َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫كلاِر ُ‬ ‫ ن اْل ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ح ِّ‬ ‫حَد ى ال ّ‬ ‫ت‬ ‫م َين ُ‬ ‫م َوتَ​َوّدو َ‬ ‫ظُرو َ‬ ‫سلاُقو َ‬ ‫ ن أَ ّ‬ ‫ ن َغْيَر َذا ِ‬ ‫مْو ِ‬ ‫ ن إَِلى اْل َ‬ ‫ُي َ‬ ‫ ن أَتنَّهلا لَُك ْ‬ ‫م اللُّه إِ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت َو ُ‬ ‫ ن‪َ .‬وإِْذ يَِعُدُك ُ‬ ‫طلائَِفَتْي ِ‬ ‫ع َدابَِر اْل َ‬ ‫ق بِ َ‬ ‫ل‬ ‫ل اْلَبلا ِ‬ ‫ق َوُيْب ِ‬ ‫ ن‪ .‬لُِي ِ‬ ‫ملاتِ ِ‬ ‫م َوُيِريُد اللُّه َأ ن ُي ِ‬ ‫شْوَك ِ‬ ‫ه َويَْقطَ َ‬ ‫ة تَُكو ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ط َ‬ ‫ط َ‬ ‫ق اْل َ‬ ‫كلافِ​ِري َ‬ ‫كِل َ‬ ‫ق اْل َ‬ ‫ ن لَُك ْ‬ ‫ال ّ‬

‫َولَْو َكِرَه اْلُمْجِرُموَ ن‪ ( .‬ال نثفال ‪ 8-5‬تلك اليات إنما تدل على أنه كان هناك طائفتين وعد ال‬ ‫رسوله بإحداهما ورسول ال ‪ ‬ما كان يؤخذ على غرة وما كان يجلس في مكانه حتى يأتيه العدو‬ ‫وينقض عليه ولكن رسول ال ‪ ‬كان يبعث عيوناً تستطلع المر وتأتيه بالخبر فعلم أن عي ارً‬


‫لقريش أقبلت من الشام وهى محملة عبارة عن ألف بعير محملة بالزاد والمتاع وقائدها هو أبو‬ ‫سفيان بن حرب ‪ ,‬رسول ال ‪ ‬يقول لهل السلم هذه عير قريش فيها أموالكم فاخرجوا إليها لعل‬ ‫ال عز وجل أن يرزقكموها – هذه العير كانت تحمل أموالهم لن الذين هاجروا مع رسول ال ‪‬‬ ‫ص وثدرت أموالهم وديارهم في مكة فتلك العير كانت تحمل أموالهم فخرجوا إليها كما أمرهم رسول ال‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬استرداداً للحقوق ‪.‬‬

‫وأهل الستشراق والذين يحاربون دين السلم في أوروبا كانوا يقولون ما كان ُم حثمد إل زعيم‬

‫عصابة وقاطع طريق ‪ ,‬إنه الحقد والحسد الذي يمل قلوب أعداء هذا الدين إذا كانت أموال الناس‬

‫هى التي تمر أمامهم ويستطيعون أن يستردوها فهل يغفلوا عنها فإنه يكون الجبن والضعف‬ ‫والتخاذل في استرداد الحقوق ودين السلم يحض ويأمر بالشجاعة والعدل فإذا تخاذلوا في استرداد‬ ‫حقوقهم فكيف يكون المر في دفاعهم عن المظلومين ورد الحقوق لصحابها ‪ ,‬ويقول القائل فيه‬ ‫} أل ل يجهلن أحداً علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين وننصر ديننا حتى ُنصرع دونه ونذهل عن‬

‫الكنوز والحل ئثل { ننصر ذلك الدين حتى نقتل في سبيل نصره ونذهل عن متاع الدنيا وعن الهل‬

‫والولد لن غايتنا أن ننصر دين السلم ل نثه الدين الذي ارتضاه لنا رب العالمين ديناً ولن يقبل ال‬ ‫عز وجل ديناً غيره فقد قال إن الدين عند ال السلم وكذلك قال ومن يبتغ غير السلم ديناً فلن‬

‫يقبل منه ‪.‬‬

‫خرج رسول ال ‪ ‬برجاله إلى تلك القافلة والتي كانت ستمر قريباً من بدر وقد خرج بقوم ضعاف‬ ‫فقراء ل يملكون من السل ح والعتاد إل اليسير ويصفهم قائل ويقول وصفهم رسول ال ‪ ‬وهو‬

‫يدعو لهم فقال اللهم إنهم جياع فاشبعهم ‪ ,‬اللهم إنهم حفاة فاحملهم ‪ ,‬اللهم إنهم عراة فاكسهم ‪.‬‬ ‫كانت هذه هى هيئتهم كما وصفهم رسول ال ‪ ‬وهو يدعو لهم ‪ ,‬خرج هؤلء الناس حتى إذا كانوا‬ ‫قريباً من بدر علم أبو سفيان بخروجهم فسلك طريقاً آخر وفلت بقافلته وكانت هذه هى إحدى‬ ‫الطائفتين التي وعد ال بهما المؤمنين ‪.‬‬

‫ل يقال له ضمضم الغفاري إلى مكة فدخل عليهم وأراد أن يلفت إليه ال نثظار‬ ‫أرسل أبو سفيان رج ً‬ ‫فجذع أنفه وحول رحله وشق ةثيابه وقال أيها الناس اللطيمة اللطيمة ُم حثمد وصحبه عرضوا‬

‫لموالكم مع أبي سفيان ل أراكم أن تنقذوها – ألب مكة كلها – فتزودت وخرجت بالسل ح والعتاد‬ ‫خرجوا ومعهم الكبر والغرور يريدون أن يؤدبوا رسول ال‪ ‬وصحبه على ما فعلوه وعندما فلت‬ ‫ونجا أبو سفيان والقافلة أرسل إلى مكة انه قد أنقذ الموال فهل عاد أهل الكفر أدراجهم إلى مكة‬


‫وكان قائدهم أبو جهل بغروره فقال واللت والعزى ل نرجع حتى نرد بد ارً فنقيم فيها ةثل ةثثة ننحر‬

‫الجزور ونطعم الطعام وُنسقي الخمر وتغنينا القيان حتى تعلم العرب بمسيرنا فل يزالوا يهابوننا ‪.‬‬

‫هذه الكلمات التي تدل على الكبر والعنجهية والحقد لرجل ما أراد ان يرجع بل أراد أن يتقدم ‪ ,‬وعلم‬ ‫رسول ال ‪ ‬أن جيش الكفر في الطريق إليه والناس الذين مع رسول ال ‪ ‬كانوا يريدون الغنيمة‬ ‫والموال يريدون أن يستردوها إنما الن أمامهم معركة ما استعدوا لها فسلحهم قليل ول زاد معهم‬ ‫وهم ضعاف قد أنهكهم الجوع ولكن رسول ال القائد المحنك الذي جعله ال عز وجل نبياً ورسوًل‬

‫وقائداً وحاكماً وولياً للمؤمنين وجعل فيه الكمال كله وقف أمام هؤلء الناس الذين معه وقد أراد أن‬

‫يأخذ منهم الحكم ويستشعر فيهم اليمان وأن يوقد فيهم الهمم فقال أشيروا علي أيها الناس وقف‬

‫له المقداد بن عمرو بن السود ‪ ‬وهو رجل وصف بأنه بألف رجل ذلك أن عمرو بن العاص عند‬ ‫فتح مصر طلب مدداً من عمر أمير المؤمنين ‪ ‬وقتها فأمده بالمقداد بن عمرو وقال له المقداد‬

‫بألف رجل كأنه جيشاً بمفرده ‪ ,‬وقف المقداد وقال يا رسول ال امضي لما أراك ال عز وجل فوال‬ ‫ل نقول لك كما قال بنو اسرائيل لموسى اذهب أنت وربك قاتل إنا هاهنا قاعدون ولكننا نقول لك‬ ‫اذهب انت وربك فقاتل إنا معكما مقاتلون ‪.‬‬ ‫اليهود إنما قالوا لموسى اذهب أنت وربك فقاتل إنا هاهنا قاعدون وذلك عندما أراد أن يدخل بهم‬ ‫فلسطين فما دخلوها مع أمر موسى الذي نزلت عليه التوراة وما استجابوا له وما أطاعوه والذين‬ ‫يتجمعون الن في فلسطين من كل حدب وصوب ليس لهم دين إنما الذي يجمعهم هو الحرب على‬ ‫السلم والذي يمدهم ويناصرهم إنما هو صاحب الكلمة عليهم فوال إن اليهود ل وزن لهم ول قيمة‬ ‫ل إلى أي عملية استشهادية ينفذها واحد من أهل السلم فتجد الرد عليها‬ ‫في حد ذاتهم ولننظر مةث ً‬

‫ل يتساوى أبداً معها ونحن نعلم القاعدة العلمية التي تقول إن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة‬

‫ومضاد له في ال تثجاه فإذا كان ذلك الستشهادي فجر نفسه في القدس فهل يكون الرد أن ستون‬ ‫دبابة وطائرات أباتشي ومدرعات تهاجم فلسطين كلها فتقتل من تقتل إن رد الفعل ل يساوي ذلك‬ ‫الستشهادي الذي فجر نفسه في بطونهم فإن الرجل من أمة ُم حثمد إذا كان مع ال كان فإنه‬

‫يساوي ستون دبابة وذلك الكم من السل ح وذلك يدل على أن النصر لنا ل محالة إن كنا مع ال عز‬ ‫وجل حيث كان وكما قال ال إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد يوم‬ ‫ل ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة وسوء الدار ‪.‬‬


‫يقول رسول ال ‪ ‬أشيروا علي أيها الناس فيقف له سعد بن معاذ ‪ ‬فيقول يا رسول ال أمضي‬ ‫لما أراك ال وال لقد آمنا بك وصدقناك وعلمنا ان ما جئت به هو الحق وأعطيناك العهود والمواةثيق‬ ‫على السمع والطاعة ‪ ,‬والذي بعةثك بالحق لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل‬ ‫صدثق عند اللقاء فسر بنا يا رسول ال لعل ال عز وجل أن يريك منا ما‬ ‫صبثر في الحرب ُ‬ ‫واحد إنا ل ُ‬

‫يسرك ‪ ,‬سر بنا يا رسول ال صل حبال من شئت واقطع حبال من شئت وعاد من شئت وسالم من‬ ‫شئت وخذ من أموالنا ما شئت واترك لنا ما شئت والذي أخذت يا رسول ال أحب إلينا مما تركت ‪.‬‬

‫كانت هذه كلمات ناس تريد الخرة والزاد العظم الذي ل ينفد ول يتغير ول يتبدل والخلود الدائم كان‬ ‫هؤلء الناس يحبون الخرة فدانت لهم الدنيا وكانت الدنيا ل تساوي عنهم شيئ ‪ .‬وقف رسول ال‬ ‫‪ ‬وهو يقول والذي بعةثني بالحق ل يقاتلهم اليوم رجل مقبل غير مدبر فُيقتل إل دخل الجنة ةثم‬

‫يقول أيها الناس هلموا إلى جنة عرضها السماوات والرض أعدت للمتقين يقول له ُع مثير بن‬

‫الحمام رضى ال عنه يا رسول ال جنة عرضها السماوات والرض فيقول له نعم فيقول بًخ بًخ‬ ‫يقول إني أحب أن أدخلها وفي يديه تمرات فيلقي بها ويقول لئن عشت حتى أطعم هذه التمرات إنها‬ ‫لحياة طويلة ويقول رداً إلى ال بغير زاد غير التقى وعمل المعاد والصبر ل في الجهاد وكل زاد‬

‫عرضة للنفاد إل التقى والبر والرشاد ‪.‬‬

‫أبو جهل هل عندما رأى ال نثكسار الذي حل بهم هدأت نفسه وتواضع كل ما هدأت نفسه فأخذ يقول‬ ‫لرجاله وجنوده فرقوهم بالجبال خذوهم أخذاً كان ذلك قول ذلك المتكبر الباغي وكان قول رسول ال‬

‫‪ ‬اللهم نصرك الذي وعدتني اللهم إن ُتغلب هذه العصابة فلن تعبد في الرض اللهم هذه قريش قد‬

‫جاءت بخيلها وُخيثل ئثها تضادك وُتكذب رسولك اللهم انصرنا عليهم أو كما قال رسول ال ‪ ‬في‬ ‫دعائه ‪.‬‬

‫كانت غزوة بدر في اليوم السابع من شهر رمضان وكان يوم جمعة ول نسرد قصصاً إنما نحاول أن‬

‫نستخلص العبر ونتذود بالدروس منها والعبرة التي نريد ان نستخلصها هى أن رسول ال ‪ ‬ما‬ ‫انتصر على جنود الشرك وأهل الكفر لكةثرة عدة وسل ح إوانما انتصر بإيمان في القلوب وال عز‬

‫شُكُروَ ن‪ ( .‬آل عمران ‪ 123‬ال عز‬ ‫م أَِذلّ ٌ‬ ‫وجل يقول )َولَ​َقْد تنَ َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ة ۖ َفلاتُّقوا اللَّه لَ​َعلُّك ْ‬ ‫م اللُّه بِبَْدٍر َوَأتنُت ْ‬ ‫صَرُك ُ‬ ‫وجل نصرهم في بدر وهم أذلة في قلة وضعف ومع ذلك نصرهم ال لتلك الشارات اليمانية التي‬ ‫مَهلاُد‪َ .‬قْد‬ ‫شُرو َ‬ ‫سُتْغلَُبو َ‬ ‫ ن إِلَ ٰ‬ ‫س اْل ِ‬ ‫م ۚ َوبِْئ َ‬ ‫جَهّن َ‬ ‫ى َ‬ ‫ح َ‬ ‫ ن َكَفُروا َ‬ ‫سردناها ‪ ,‬وال عز وجل يقول )ُقل لِ ّلِّذي َ‬ ‫ ن َوُت ْ‬ ‫ ن ۚ َواللُّه‬ ‫َكلا َ‬ ‫خَر ٰ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫ ن اْلَتَقَتلا ۖ فَِئ ٌ‬ ‫م آي َ ٌ‬ ‫ه َوُأ ْ‬ ‫م َرْأ َ‬ ‫ل ِف ي َ‬ ‫ ى َكلافَِرٌة يَ​َرْوتنَُهم ِّمْثلَْيِه ْ‬ ‫ ن لَُك ْ‬ ‫ة ُتَقلاتِ ُ‬ ‫ي اْلَعْي ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ة ِف ي فَِئَتْي ِ‬


‫ك لَِعْبَرًة‬ ‫شلاءُ ۗ إِ ّ‬ ‫ ن ِف ي ٰ َذلِ َ‬ ‫صِرِه َم ن يَ َ‬ ‫ُيَؤيِ ُّد بَِن ْ‬

‫صلاِر‪ ( .‬آل عمران ‪ 13-12‬العبرة أن أهل اليمان‬ ‫ّ ُِلوِل ي اْل َْب َ‬

‫إنما ينصرون بإيمانهم صحيح أن ال عز وجل أمرنا أن نعد العدة ونجهز أنفسنا ونستعد للذين‬ ‫يحاربوننا كل الستعداد فقال يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم فانفروا ةثباتاً أو انفروا جميعا ‪ .‬ويقول‬ ‫أيضاً وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل فإن ال عز وجل يقول ما استطعتم من قوة‬

‫ولم يقل أعدوا لهم قوة أكبر من قوتهم ‪ ,‬ونرى المةثلة كةثيرة فأهل فلسطين ُتنتهك أرضهم وُتسلب‬ ‫أموالهم وُيقتل رجالهم وأطفالهم ونسائهم وما عندهم السل ح والعتاد الذي بيد أعدائهم فتجد الصبي‬

‫يمسك بالحجر وذلك الحجر إنما يرهب أعداء ال ويتحصنون منه في داخل المدرعات الحربية خوفاً‬

‫من الحجر الذي في أيدي هؤلء الصبية ولول أن تلك المشاهد تأتينا عبر وسائل العلم ما‬

‫صدقناها ولكنها الحقيقة ‪ .‬ال عز وجل كان قاد ارً على أن ينصر رسوله بكلمة كن فيكون ولكن كل‬

‫الغزوات التي خاضها رسول ال ‪ ‬إنما خاضها بإرادة ال عز وجل حتى تكون عبرة لنا لنتعلم منها‬

‫‪ ,‬وأعداء السلم كلما وقعت عملية استشهادية تمعر وجههم وقالوا الرهاب والتطرف وماذا‬ ‫يسمون الدبابات التي تدك البيوت على رؤس المنين من أهل السلم وضرب المدافع للطفال‬ ‫والنساء هل هؤلء العداء عندهم بصر أو بصيرة ورئيس أكبر دولة الذي يقود هذا العدوان وتلك‬ ‫المذابح من بعيد إنما هو أعمى البصر والبصيرة فقد قال عن نفسه إنه قائد الحملة الصايبية‬ ‫الجديدة على أهل السلم وقد أنكرها بعد ذلك لكي يضحك على عقول السذج من قادة الدول الذين‬ ‫يساعدونه على تنفيذ خطته في الحرب على السلم في كل مكان في العالم ‪ ,‬وأمة السلم في‬ ‫سبات عميق ولكنها سوف تنطلق بإذن ال عز وجل فإن وعد ال ورسوله لنا بالنصر والتمكين في‬ ‫الرض إنما هو ةثابت بيقين ورسول ال ‪ ‬هو الذي قال لنا لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود‬ ‫فيختبأ اليهودي وراء الحجر والشجر فينادي الحجر والشجر أن يا مسلم ورائي يهودياً تعال فاقتله ‪.‬‬

‫س حثبت إلى بئر من البار ووضعت فيه ووقف أمامها‬ ‫ونتيجة معركة بدر أن جةثث أهل الشرك ُ‬

‫رسول ال ‪ ‬يناديهم بأسمائهم يا أبا جهل يا عتبة يا شيبة يا فل نث يا فل نث إني وجدت ما وعدني‬ ‫ربي حقاً فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ‪ .‬ال عز وجل وعدنا بالنصر والتمكين في الرض فقال‬ ‫وكان حقاً علينا نصر المؤمنين وال عز وجل منجز وعده ولكن يجب علينا أن نكون من أهل‬ ‫اليمان واليقين ‪ .‬ويقول قائل ‪:‬‬

‫أرب الناس أشياء ألثمت‬ ‫أرب الناس أما إن ضللنا‬

‫ُيلف الصعب منها بالثذلول‬ ‫فيسرنا لثمعروف السثبيل‬


‫فثول ربنا كنثا يثهوداً‬

‫وما دين اليهود بذي شكول‬

‫ولثول ربنا كنا نصارى‬

‫مع الرهبان في جبل الجليل‬

‫ولثكنا خلقنا إذ ُخ لثثقنا‬

‫حنثيفاً ديثننا أعظم ديثن‬

‫دين السلم ل يقبل أن نعتدي وكذلك ل يقبل أن ُيعتدى علينا فنقف في تخاذل وقد جاء رجل إلى‬

‫رسول ال ‪ ‬وقال له يا رسول ال أرأيت رجل يريد أن يأخذ مالي قال ل تعطه مالك قال أرأيت إن‬ ‫قاتلني قال قاتله قال أرأيت إن قتلني قال أنت في الجنة قال أرأيت إن قتلته قال هو في النار ‪.‬‬ ‫شهر رمضان هو شهر الفتوحات السلمية منها إنتصار السلم في بدر ‪ ,‬وفتح مكة ‪ ,‬وعين‬ ‫جالوت ‪ ,‬وفتح ال نثدلس ‪ ,‬وحرب العاشر من رمضان فقد كان شهر ال نثتصارات كلها وأيضاً هو‬

‫إنتصار على الشيطان بالصيام وأداء فريضة ال عز وجل بحقها فانتصرت المة على أعدائها حين‬

‫تعاملت مع الفريضة الصيام كما أمر ال ورسوله فكانوا جنوداً للحق إوانتشر بهم السلم في أرجاء‬ ‫الرض كلها ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.