درس من أحد ******* اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من كنت أشجع الناس حيث فزع أهل المدينة يوماً فخرجوا
يلتمسون الخبر فإذا برسول ال يأتيهم من قبله على فرس عري لبي طلحة وهو يقول لهم
ل تتراعوا ل تراعوا فما وجدناه إل بح ار ,كان اشجع الناس فزع أهل المدينة على صوت فكان هو أسرعهم إلى مصدر ذلك الصوت وقد امتطى فرس بغير سرج ثم عاد إليهم قبل أن ينطلقوا وهو يطمئنهم ويقول لهم ل تخافوا فما وجدناه إل بح ار .وعلي بن أبي طالب يقول كان رسول ال أشجع الناس وقالوا يوم أحد إنه قتل فبحثت عنه في القتلى فلم أجده وعلمت إنه ل يفر – يعلم أن قائده ل يولي الدبار – قال فحملت على القوم فإذا برسول ال داخلهم . كثير من الناس ق أر في بعض الكتب أو سمع من بعض الخطباء واستقر في أذهان الكثير منهم إن معركة أحد كانت هزيمة لهل السلم ولكنها ما كانت كذلك أبدا فإنما هم يأخذون وسط المعركة فقط ويحكمون به على المعركة كلها ,فقدكانت أحد على ثل ثتة صفحات أو ثل ثتة جولت ,الولى إنما كانت إنتصا ارً مؤز ارً ومبيناً لهل السلم وف ار ارً لهل الكفر والشرك والثانية التي أشيع فيها إن
رسول ال قد قتل فهذه هى صفحة الهزيمة وذلك عندما تخلف صحابة رسول ال عن النصر وعصى فريقاً منهم الوامر فكانت الهزيمة وأما الصفحة الثالثة والتي تحسم بها نتيجة المعركة
والمحصلة النهائية للمر إنما كانت هى ال نتتصار والفوز كله لرسول ال وأصحابه ,وقد كان الولى لمن يتصدى لهذه المعركة بالتحليل أن يدرس كل صفحاتها حتى يصل إلى النتيجة النهائية
ول يذكر منتصف المعركة فقط . عندما حقق رسول ال وأصحابه النصر في بدر قال أهل الشرك والكفر فيما بينهم يا معشر قريش إن ُم حتمد هزمكم وقتل خياركم فأعينونا بالمال على حربه لعلنا ندرك ثأرنا منه فقال أهل
الشرك في مكة إجمعوا الموال وحصنوا السل ح وهيئوا أنفسكم لحرب ُم حتمد والجهاز عليه حتى
تكون كلمة الكفر والشرك هى العليا ,وال عز وجل يقول
صّداوا ن َكَفُراوا ُنيفنِفُقنو َ )إِ ّ ن الِّذني َ ن أَْمَنوالَُه ْ م لِيَ ُ
ن. شُراو َ م ُنيْغلَُبنو َ ن َكَفُراوا إِلَ ٰ ل اللّ ِ م تَُكنو ُ ح َ جَهّفن َ ى َ ن ۗ َاوالِّذني َ م َ ه ۚ َف َ َعن َ م ُني ْ ح ْ ن َعلَْيِه ْ سَرًة ُث ّ سُيفنِفُقنونََه ا ُث ّ سِبي ِ
(
ال نتفال 36تلك الية إنما نزلت في الموال التي جمعت لحرب رسول ال في أحد ولكن القرآن وآياته جعلها ال إلى قيام الساعة فإن هذه الية عملها مستمر باستمرار الحياة إوان ال عز وجل
يقول لهل الكفر في كل زمان ومكان اجمعوا ما شئتم من الموال وكدسوا ما استطعتم من العتاد
والسل ح فإن ذلك إذا أعد لحرب دين ال ولحرب أمة ُم حتمد فإن العاقبة للمتقين إوان جند ال هم الغالبون إوان النهاية سوف تكون نص ارً لدين السلم وهيمنة له على الدين كله إواذا نظرنا عبر
صفحات التاريخ وكم جمع أهل الكفر والشرك لحرب ُم حتمد وجنده ثم كانت العاقبة للمتقين ,وكم
هيأ المغول والتتار وجمعوا من الموال والسل ح ,وكم اجتمعت المم من أهل الصليب وجمعوا من
الموال والعتاد والسل ح ليحاربوا دولة السلم والجهاز عليها ثم إندثر كل هؤلء وبقى دين السلم صامداً رافعاً رايته عالياً ,وكذلك اليوم فإن الحملة الشعواء التي تتزعمها أمريكا والتي أنفقت
وحدها أكثر من خمسمائة مليار دولر في حرب العراق وحدها ول تزال تنفق لكي يكدسوا السلحة
والعتاد الحديث والمتطور والتي أيضاً تمول به كل من يرفع راية الحرب على السلم في شرق
الرض أو غربها فإنهم سوف ينفقون أموالهم في الحرب على دين السلم وأهله ثم تكون عليهم
حسرة وُيغلبون لن ال هو قائلها ومن أصدق من ال حديثا ولكننا نستعجل وال هو الذي يقدر اليام والسنين .
جمع أهل الكفر والشرك الموال والسل ح وهيئوا أنفسهم لل نتطل قت إلى مدينة رسول ال يريدون حربه والجهاز على ذلك الدين وأهله ,وصلوا إلى أحد قبل النصف من شوال من السنة الثالثة من الهجرة وعلم رسول ال بمجيئهم يوم الجمعة النصف من شوال وما كان رسول ال فرعون أو حاكماً مستبداً وما كان يحكم الناس بالقهر والجبروت وهو الذي ينزل عليه الوحي من رب العالمين
فبعد أن صلى الجمعة وقف بعد الصلة أمام الناس وهو يقول أشيروا علي أيها الناس – أطلعهم على حقيقة المر – إن أهل الشرك والعداء قد وصلوا قريباً من البواب ما رأيكم ومشورتكم
ورسول ال قبل أن يطلب المشورة لمح إليهم برأيه ولكن بشئ من الشارة وليس حج ارً على
رأيهم ومشورتهم فقال رأيت وال خي ارً – يقول إنه رأى في منامه – رأيت بقرة تذبح ورأيت سلماً في ذباب سيفي ورأيت إني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة ثم شر ح لهم الرؤيا وقال لهم
ل من أهل بيتي ُيقتل فإني إن البقرة التي تذبح ناس من أصحابي ُيقتلون والسلم في ذباب سيفي رج ً أرى أن نقيم في المدينة ول نخرج منها فماذا كان رأي الناس الذين استشارهم ,وقفوا إليه وقالوا يا
رسول ال أخرج بنا إليهم ل يقولوا جبنا وضعفنا ,وقف إليه أبو خيثمة وقال يا رسول ال لقد رأيت إبني خيثمة – وكان قد استشهد يوم بدر – يسر ح في ثمار الجنة وأنهارها ويقول إلحق بنا ترافقنا في الجنة فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً – وجد أن الشهيد إنما منزلته جنة رب العالمين ومثواه بين تلك الفاكهه وال نتهار التي هى من ماء غير أسن ومن لبن لم يتغير طعمه ومن خمر
لذة للشاربين ومن عسل مصفى – فقال أن رأيه أن يخرج إليهم ,ووقف إليه النعمان بن مالك وقال يا رسول ال ل تحرمنا الجنة فوالذي نفسي بيده لدخلنها قال بما تدخلها قال أدخلها بإني أحب ال ورسوله ول أفر يوم الزحف ,ورجل أعرج له عذره في عدم الخروج هو عمرو بن الجمو ح يقول يا رسول ال ل تحرمنا الجنة فإني أود أن أطاها بعرجتي هذه ,وعبد ال بن جحش يقول أقسم عليك يا رب أن أقتل غداً وتبقر بطني ويؤخذ من أنفي وأذني فتسألني في ماذا فأقول فيك يا
رب العالمين .ذلك المجلس الذي ليس هو مجلس شورى ول مجلس شعب إنما هو الستفتاء العام والجماع فيه على الخروج إلى أرض المعركة وملقاة العداء . رسول ال دخل بيته وأعد العدة وجهز نفسه وخرج عليهم فقالوا حين خرج وال لقد استكرهنا رسول ال – أي حملناه على الخروج وهو كاره له – فقالوا يا رسول ال لقد استكرهناك على الخروج إوان رأيت أن نقعد قعدنا قال لهم رسول ال ما كان لنبي لبس لئيمة الحرب أن يضعها حتى
يحكم ال عز وجل بينه وبين عدوه وقد دعوتكم إلى هذا المر فأبيتم إل الخروج فعليكم بتقوى ال والصبر عند البأس واعلموا ما أمركم ال عز وجل به فافعلوه – لقد دلنا رسول ال في كل وقت وزمان إنه إذا أردنا أن نقهر كل أعدائنا في العالم كله وننتصر عليهم فقد أوضح لنا تلك القواعد
التي إذا تعاملنا بها كان النصر هو حليفنا فقال عليكم بتقوى ال – وأبي بكر الصديق عمل بها من بعده فقال لجيشه وقد خرج لملقاة العداء عليكم بتقوى ال فإنكم إن كنتم مثلهم – أي في عدم تقوى ال والبعد عنه – غلبونا بكثرة عددهم وعتادهم ل نتنا أستوينا في المعصية أما إذا كنا على تقوى ال فإن الداع يرفع يديه إلى رب العالمين فيستجيب ال له ,وعليكم بالصبر عند البأس ثم قال رسول ال انظروا ما أمركم ال به عز وجل فافعلوه أي انظروا إلى كتاب ال عز وجل وآياته وتعاملوا معه على إنه هو الدستور الرباني الذي عليكم أن تتحاكموا إليه وتجعلوه أمام أعينكم ل نته يقودكم إلى الجنة ول تجعلوه خلف ظهوركم فيدفع بكم إلى النار .عليكم بسنة رسول ال والقائل يقول : من شرعة ال كان انطلقهم كانوا على شفا حفرة وما اعتصموا ومن يكتن بكتتاب ال معتتصماً
من يرعى شرعته فال يرعاه إل بتشرع علتيهم أنتزل ال فلن يخيب مدى ال زتمان مسعاه
انطلق جيش ُم حتمد عليه أفضل الصلة والسلم وفي الطريق يتخاذل أهل النفاق ثلث الجيش من
أهل النفاق يتخلفون عنه وأهل النفاق إنما يعملون تلك العمال في وسط الشدة لكي يوهنوا الجميع
ويبثوا الشك والرعب في النفوس والقلوب كلها ,فقال ال نتصار ساعتها يا رسول ال أل نستعين بحلفائنا من اليهود إذا كان أهل النفاق فروا وتخلفوا عنا وأصبح عددنا أقل مما كان فلم ل نستعين بحلفائنا من اليهود ؟ في هذا الوقت يضع رسول ال لصحابه وللمة كلها من بعده قاعدة عامة فيقول ليس بنا حاجة إليهم ول تستعينوا بأهل الشرك على أهل الشرك ,لن كل أهل الشرك في العداء للسلم سواء إوان أظهرت طائفة منهم غير ذلك ولنا عبرة ودليل في أيامنا هذه عند
بداية الحرب على العراق ظننا لبعض الوقت إن دوًل من أوروبا مثل ألمانيا وفرنسا هى حليفة
للسلم وتدافع عن أهله ولكن بعد وقت قليل بدى ظاه ارً لكل ذي عينين أن المر تحكمه المصالح
بين تلك الدول وما نحن إل وسائل ضغط من أحدهما على الخر ,وهم اليوم قد عادوا إلى طبيعتهم وأظهروا الوجه الحقيقي من عداءهم للسلم وأهله إواذا بهم مع باقي الدول التى تحارب السلم
ل في دول مثل العراق وأفغانستان ويتربصون بأخرى مثل سوريا إوايران وأينما ظهرت شوكة ممث ً لهل السلم في أي مكان في العالم ,وكما يقول العامة من الناس الكفر كله ملة واحدة .
وقف رسول ال عند أحد وأخذ يعد الجيش فجعل رماة عند جبل يسمى عيين بقيادة عبد ال بن جبير ويقول له إند ح الخيل عنا بالنبال ل يأتوننا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا ل نؤتين من قبلك ,وقف في وسط المعركة يعد أفرادها ويهيؤهم ويلهب حماسهم فأخذ سيفاً من السيوف وقال
من يأخذ هذا السيف بحقه فوقف له الزبير بن العوام فأبى أن يعطيه إياه وقف إليه علية القوم من المحاربين الشجعان فأبى أن يعطيهم السيف حتى وقف له أبو دجانة وقال له ما حقه يا رسول ال قال أن تضرب به العدو حتى ينحني قال أنا آخذه بحقه يا رسول ال . الزبير بن العوام رضى ال عنه وأرضاه يقول لقد حدث شيئاً في صدري عندما أعطى رسول ال
السيف إلى أبو دجانة فقلت ل نتظر ماذا يصنع به .فأخرج أبو دجانة عصابة حمراء وربط بها رأسه
فيقول من يعرفونه من ال نتصار أخرج أبو دجانة عصابة الموت ,ثم أخذ أبو دجانة يتبختر بفرسه بين الصفوف يقول رسول ال إن هذه المشية يبغضها ال عز وجل إل في هذا الموطن – أي في موطن الحرب والنزال لن في موطن الحرب لبد أن يرى العدو منك قوة وشجاعة وبأساً –
ثم يقول أبو دجانة أنا من عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل أل أقوم الدهر في القيول
أضرب بسيف ال والرسول ,إوانطلق إلى داخل المعركة قال الزبير بن العوام فإذا به يهد الرجال هداً
س ئتل عن ذلك قال ويعمل فيهم السيف قت ً ل حتى توقف أمام إنسان فيدفعه ول يجهز عليه وعندما ُ أبو دجانة رأيت إنساناً يلهب حماس العداء ويحضهم على القتال ضد أهل السلم فلما هويت
بسيف رسول ال عليه فإذا به يولول فقد كانت امرأة فأقررت سيف ُم حتمد عليه أفضل الصلة والسلم أن ُتضرب به امرأة . لم يرد أن يضرب بسيف رسول ال امرأة رغم إنها كانت من الناشطين في الحرب وتحرض
العداء وتلهب حماسهم للقتال ولكنها تعليمات رسول ال الذي أكرم المرأة كل ال كترام فأبو دجانة يرفع سيفه عنها كرامة أن يقتل بسيف رسول ال امرأة . تلك كانت أول صفحة من صفحات ال نتتصار في أحد ويرصده لنا الزبير بن العوام فيقول لقد رأيت خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هاربات ليس دون أخذهن قليل أو كثير ,فر أهل الكفر من أرض المعركة إنهزموا إوانطلقوا هرباً وكان الدليل على الهروب أن هند بنت عتبة التي
كانت تحمس الناس على القتال تقول ويحك بن عبد الدار ويهة الحماة الدبار ضرباً بكل بتار إن
تقبلوا نعانق ونفرش النمارق إوان تدبروا نفارق فراقاً غير وابق .فقد كانت هذه من علمات النصر وما كانت الهزيمة إل في وسط المعركة حيث قال الناس وسرت اشاعة إن ُم حتمد عليه أفضل
ت ت ِمن َقْبِل ِ ل ۚ أََفِإن ّم ا َ ل َقْد َ خلَ ْ الصلة والسلم قد ُقتل ويقول ال عز وجل )َاوَم ا ُم َ ح ّ سنو ٌ س ُ ه الّر ُ مٌد إِّل َر ُ جِز ي اللُّه ب َعلَ ٰ م َعلَ ٰ ى َعِقبَْي ِ ه َفَلن نيَ ُ شْيًئ ا ۗ َاو َ ضّر اللَّه َ أَْاو ُقِت َ سيَ ْ م ۚ َاوَمن َنيفنَقِل ْ ى أَْعَق ابُِك ْ ل انَقلَْبُت ْ
ش اِكِرنيَن ( .آل عمران 144يقول ال إن ُم حتمد إنما هو بشر وكما أمره ال أن يبلغ ويقول ال ّ
إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي .وقال ال عنه إنك ميت إوانهم ميتون .ما من نفس إل وهى مفارقة
تلك الدنيا وما تلك القبور التي نراها إل شاهدة على ذلك فقال ال عز وجل كل نفس ذائقة الموت إوانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحز ح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إل
متاع الغرور .
أشاع الناس إن ُم حتمد قد قتل فكانت الهزيمة في وسط المعركة لهل السلم ثم عندما علموا
إنه لم يمت تجمعوا إليه مرة أخرى فكان النصر والتمكين في نهاية المر من نصيب أهل السلم . س م اْل َْعلَْنو َ م َ ن ِإن ُكفنُتم ّمْؤِمِفني َ م َقْر ٌ سُك ْ س ْ ن ِ .إن نيَ ْ يقول ال عز وجل )َاوَل تَِهُفننوا َاوَل تَ ْ ح َفَقْد َم ّ حَزُننوا َاوَأنُت ُ شَهَداَء ۗ َاواللُّه َل ن آَمُفننوا َاونيَّت ِ م اللُّه الِّذني َ س َاولِيَْعلَ َ ك اْل َّني اُم ُنَداِاوُلَه ا بَْي َ ح ِّمْثُلُه ۚ َاوتِْل َ اْلَقْنو َ خَذ ِمفنُك ْ م َقْر ٌ م ُ ن الّفن ا ِ ب ال ّ ظ الِِميَن ( .آل عمران 140 – 139 ح ّ ُني ِ