درس ثاني من احد

Page 1

‫درس ثان من أحد‬ ‫********‬ ‫اللهم صل وسلم عليك يا رسول ال يا من مدحك المادح فقال ‪:‬‬ ‫غزوت ورسل ال ما ُبثعثوا‬

‫لقتل نفس وما جاءوا لسفك دم‬

‫جهل وتضليل أحلم وصفصفة‬

‫فتحت بالسيف بثعد الفتح بالقلم‬

‫لما جاءك منهم كل ذي خطر‬

‫تكفل السيف بالجهال والثعـمم‬

‫قالوا إن رسول ال ‪ ‬إنما نشر ذلك الدين بحد السيف وكذبوا وما كان نشر ذلك الدين إل بالقناع‬ ‫والدعوة الطيبة التى ل تشدد فيها ول قسوة فانقاد الناس ودخلوا في دين ال أفواجًا ‪.‬‬

‫إن كثي ارً من الناس يحسبون أن أحد كانت هزيمة وما كانت كذلك إنما كانت نص ارً مؤز ارً وفتح من‬

‫ال عز وجل ولكنها كانت على صفحات ثل ثـة أولها نصر عزيز وأوسطها هزيمة واضحة والصفحة‬ ‫الخيرة إنما كانت هى ال نـتصار البين ‪ ,‬لماذا كانت الهزيمة في وسط أحد ؟‬ ‫ل‬ ‫رسول ال ‪ ‬وهو القائد العلى للقوات المسلحة عندما وصل إلى أرض المثعركة وجد بها جب ً‬ ‫ل أخر يسمى عيين حيث يمكن أن يقف عليه بثعضاً من الجيش‬ ‫شاهقاً هو جبل أحد ووجد جب ً‬

‫فيحموا ظهر الجيش من خلفه فأمر عبد ال بن جبير ‪ ‬ومثعه جماعة من الجنود من الرماة أن‬

‫يثعتلوا جبل عيين وأصدر رسول ال ‪ ‬أوامره إلى عبد ال بن جبير ‪ ‬بصفته قائد تلك الجماعة‬ ‫فقال له ل نؤتين من قبلك – أي ل يأتونا من خلفنا – أندح عنا الخيل بالنبل إن كانت لنا أو علينا‬ ‫ل نؤتين من قبلك – أمرهم رسول ال ‪ ‬أن يمنثعوا خيل العداء من الوصول إلى أرض المثعركة‬ ‫فيحجم ذلك السلح كأنهم يجثعلون بين جيش السلم وبين خيل أهل الشرك سات ارً ول تهتم إن‬

‫إنتصرنا أو إنهزمنا فل تنزل من مكانك ول تغادره مهما كان المر ثم يقول له احموا ظهورنا فإن‬ ‫رأيتمونا ُنقتل فل تنصرونا إوان رأيتمونا نغنم فل تشاركونا ‪ ,‬أي إن رأيتمونا نجمع الغنائم مما يدل‬

‫على النصر فأيضاً ل تتركوا مواقثعكم ‪ .‬بثعد أن إنهزم أهل الشرك في الجولة الولى وفروا من أرض‬ ‫المثعركة وتركوا كل شئ خلفهم من عتاد وسلح أخذ أهل السلم يجمثعون تلك الغنائم وعندما رأى‬

‫جماعة الرماة المرابضون فوق جبل عيين بأمر من رسول ال ‪ ‬وقد شدد عليهم من أن يتركوا‬ ‫مواقثعهم مهما كانت السباب شاهدوا جمع الغنائم في السفل فقالوا لثعبد ال بن جبير ‪ ‬لقد‬ ‫انتصرنا إوانتهت المثعركة وفر جيش الكفر من أرض المثعركة فهلم بنا نهبط نشاركهم في جمع‬

‫الغنائم فذكرهم بقول رسول ال ‪ ‬بأل يتركوا مواقثعهم فأبوا إل النزول ‪ ,‬عندما خالفوا أوامر رسول‬


‫ال ‪ ‬إنكشف ظهر جيش أهل السلم ورأى جنود أهل الشرك ذلك فثعادوا من خلفهم ‪ ,‬وقد قال ال‬ ‫صْيُتم‬ ‫حّت ٰ‬ ‫ح ّ‬ ‫ى إَِذا َف ِ‬ ‫سَنونَُهم بِ​ِإْذنِ ِ‬ ‫م ِف ي اْل َْمِر َوَع َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫عز وجل )َولَ​َقْد َ‬ ‫م َوتَ​َنزاَزْعُت ْ‬ ‫شْلُت ْ‬ ‫م اللُّه َوْعَدُه إِْذ تَ ُ‬ ‫صَدَقُك ُ‬ ‫مۖ‬ ‫حّبَنو َ‬ ‫ن ۚ ِمنُكم ّمب ن ُديِرديُد الّدْنَيزا َوِمنُكم ّمب ن ُديِرديُد اْل ِ‬ ‫ِّمب ن بَْعِد َمزا أَ​َراُكم ّمزا ُت ِ‬ ‫م َ‬ ‫م لِيَْبَتِليَُك ْ‬ ‫م َعْنُه ْ‬ ‫صَرَفُك ْ‬ ‫خَرَة ۚ ُث ّ‬

‫ضٍل َعَلى اْلُمْؤِمِنيَب ن ‪ ( .‬آل عمران ‪ 152‬عندما أطاع المؤمنون رسول‬ ‫م ۗ َواللُّه ُذو َف ْ‬ ‫َولَ​َقْد َعَفزا َعنُك ْ‬

‫ال ‪ ‬سترهم وجثعل النصر من نصيبهم ثم عندما فشلوا في طاعته وال نـصياع لوامره كما قال لهم‬ ‫عبد ال بن جبير أل تغادروا وتتركوا الجبل فأصروا على مخالفة أوامر رسول ال ‪ ‬فكان ذلك سبباً‬

‫في الهزيمة التي أصابتهم في وسط المثعركة ‪ ,‬إوان آيات القرآن التي نزلت في ذلك المر إنما هى‬

‫لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة فإنها أرست قواعد ثابتة يجب أن ُتتبع فيقول ال عز وجل إن‬ ‫أردتم أن تنتصروا في أي مثعركة على عدوكم فإياكم والفشل والتنازع إواياكم ومخالفة كتاب ال وسنة‬

‫رسوله إواياكم أن تحبوا الدنيا وتجثعلونها أكبر همكم ومبلغ علمكم وتنسوا الخرة فإن هذه هى‬

‫السباب التي تجثعل الجيش ُيهزم إوان كان أكبر في الثعدد والثعتاد ‪ .‬إوان كانت هذه السباب أدت إلى‬

‫هزيمة جيس أهل السلم في أحد فإنما هى أيضاً سبب الهزيمة في أي مثعركة بثعدها إلى وقتنا هذا‬

‫وعلى قدر اليمان يكون النصر والتمكين لهل السلم في الرض ‪ ,‬فابي بكر الصديق ‪ ‬كان‬

‫يقول للجيش المحارب أحرص على الموت ُتوهب لك الحياة – أي أن أحب الخرة تأتي لك الدنيا‬ ‫راغمة – ويقول رسول ال ‪ ‬توشك أن تتداعى عليكم المم كما تداعى الكلة على قصثعتها – كما‬ ‫نشاهد اليوم المم كلها تتداعى على أمة السلم من كل صوب وحدب فأوروبا كلها أصبحت اليوم‬ ‫وبقيادة أمريكا ضد أهل السلم وتثعادي أمة ُم حـمد عليه أفضل الصلة والسلم وأصبح الجهر بذلك‬

‫من الشياء المثعتادة في هذه اليام وسواء كان ذلك الثعداء بالقول أو بالفثعل أو بالسب أو‬

‫بالتحريض ضد أمة السلم وكأن تلك الحرب قد تكتل لها أهل الصليب في كل مكان كما تكتلوا من‬ ‫قبل على أمة ُم حـمد ‪ ‬في أحد القرون السابقة ‪ ,‬وال كـلة التي تتداعى على قصثعتها هم هؤلء‬ ‫العداء الذين يتربصون والقصثعة إنما هى الموارد الطبيثعية والثروات التي تحويها أرض أمة‬

‫السلم ‪ ,‬وقد قال رسول ال ‪ ‬إن ال عز وجل أعطاني مفاتيح خزائن الرض ‪ .‬خزائن الرض‬ ‫كلها التي في باطنها مفتاح تلك الخزائن أعطاه ال لُم حـمد ‪ ‬فإذا فرطنا في المفتاح فل نلومن إل‬

‫أنفسنا ‪ .‬وعندما سأل أصحاب رسول ال ‪ ‬عن سبب تداعي المم فقالوا أو من قلة نحن يومئذ يا‬

‫رسول ال قال أنتم كثير كغثاء السيل ولكن أصابكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول ال فقال حب‬ ‫الدنيا وكراهية الموت ‪ .‬إذا كنا مع كتاب ال وسنة رسوله نطبق على أنفسنا أوًل أحكام وتثعاليم ذلك‬


‫الدين فإننا لن ُنهزم ابداً ‪ ,‬وأما إذا عصينا أوامر ال وخالفنا سنة رسوله فإن الهزائم تنزل علينا‬

‫هزيمة تلو الخرى ‪ ,‬ويقول القائل ‪:‬‬

‫أمة السلم في شرق الرض وغربها‬ ‫بأيمـانهم نـوران ذكــر وسـنة‬

‫كأصحاب كهف في عمـيق سـبات‬ ‫فمـا بالـهم فـي حـالك الظلمـات‬

‫ويقول أخر‪:‬‬ ‫مـن شـرعة ال كان انطلقـهم‬ ‫كانوا على شفا حفرة وما اعتصموا‬ ‫ومـن يكـن بكتـاب ال مثعتصم‬

‫ومـن يرعى شـرعته فال يرعـاه‬ ‫إل بشـرع عـليـهم أنــزل اللـه‬ ‫فلـن يخيب مـدى ال زـمان مسـثعاه‬

‫الدرس المستفاد إنهم في أحد وفي وسط المثعركة عصوا أم ارً واحداً من أوامر ُم حـمد عليه أفضل‬

‫الصلة والسلم ففثعل ال عز وجل بهم الفاعيل من الهزيمة والخزي فما بالنا في هذه اليام نثعصي‬ ‫كل أوامر رسول ال ‪ ‬وندير ظهورنا لسنته وما أمرنا به ونخالف كل آيات القرآن وننحيها جانباً‬

‫ونجثعل البدعة محل السنة ونأبى أن نتثعامل بأوامر رسول ال ‪ ‬ونأخذ بما جاءت به عقول البشر‬ ‫من أفكار ومثعتقدات حديثة ونقبل أن ُنخدع ويقال إن تلك الفكار والمثعتقدات إنما هى لتناسب ذلك‬ ‫الثعصر الذي نحياه نترك ما آتانا رب الثعالمين ورب هذه الثعقول وخالقها في كتاب ل يأتيه الباطل‬

‫من بين يديه ول من خلفه ‪ ,‬فها هم أصحاب رسول ال خالفوا أم ارً واحداً من أوامره فضربهم ال‬

‫عز وجل تلك الضربة فما بالنا نحن ومنا من يجاهر بالثعداء ل ورسوله جها ارً نها ارً ويفخر بها وال‬ ‫عز وجل يقول‬

‫مۖ‬ ‫م أَ ِ‬ ‫م أَِو ا ْ‬ ‫ن اْقُتُلَنوا َأنُف َ‬ ‫ل ِّمْنُه ْ‬ ‫سُك ْ‬ ‫)َولََْنو أَّنزا َكَتْبَنزا َعلَْيِه ْ‬ ‫جَنوا ِمب ن ِدَديزاِرُكم ّمزا َفَعُلَنوُه إِّل َقِلي ٌ‬ ‫خُر ُ‬

‫ه لَ َ‬ ‫شّد تَْثِبيًتزا ‪.‬‬ ‫م َفَعُلَنوا َمزا ُديَنوَع ُ‬ ‫كزا َ‬ ‫ظَنو َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م َوأَ َ‬ ‫خْيًرا لُّه ْ‬ ‫َولََْنو أَنُّه ْ‬

‫( النساء ‪ 66‬تلك الية تحكي لنا كيف كان‬

‫اليهود يثعصون أوامر رسلهم ويثعصون ربهم وما أمرهم ال أن يقتلوا أنفسهم أو يخرجوا من ديارهم‬ ‫‪ ,‬عندما نزلت هذه الية قال رجل من صحابة رسول ال ‪ ‬لو أمرنا ال لطثعنا والحمد ل الذي‬ ‫عافانا قال رسول ال ‪ ‬إن في أمتي رجال اليمان في قلوبهم أرسى من الجبال ‪ .‬فأمة ُم حـمد لم‬

‫تؤمر إل باليسر والرفق كله وما يكلف ال نفساً إل ما آتاها ول يكلف ال نفساً إل وسثعها فما بالنا‬

‫نتنكب الطريق ول نتثعامل مع اليسر والرفق اللذين أمرنا بهما ال ورسوله فنتلقى الضربات من هنا‬ ‫وهناك من الثعدو الذي هو في الصل ذليل وحقير ولكن الذي جثعله يستأسد علينا ويضربنا في‬ ‫فلسطين والثعراق وأفغانستان وفي كل أرض أمة السلم هو اننا خالفنا طريق اليمان وضل بنا‬ ‫السبيل في الطرق الخرى عندما أردنا أن نتبع اليسار واليمين والوسط وتارة إلى الغرب وتارة إلى‬


‫الشرق فأصبحنا بدون هوية وتخلينا عن منهج القرآن الذي فيه الهداية كلها إلى سواء السبيل ‪,‬‬ ‫ولنا مثل قريب في حرب الثعاشر من رمضان عندما قلنا أننا مع ال ومع اليمان ولسنا مع شرق‬ ‫أوغرب واعتصمنا بكتاب ال وسنة رسوله وقلنا يومها دولة الثعلم واليمان جثعل ال لنا التمكين‬ ‫والنصر بقدر ما كان في قلوبنا من إيمان وأظهرنا من محاولة الرجوع إلى منهج ال وكتابه الكريم‬ ‫وكان لنا نصر على قدر صدقنا مع ال عز وجل فيما قلناه ‪ ,‬ولوأننا عدنا إلى كتاب ال حق عودة‬ ‫ل نـتصرنا وما هزمنا بثعدها أبداً لن ال ل يخلف وعده فهو القائل وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ‪.‬‬

‫لقد كانت هزيمة أهل السلم في وسط مثعركة أحد أن أهل السلم خالفوا أم ارً واحداً من أوامر‬

‫رسول ال ‪ ‬وتنازعوا في المر وأحبوا الدنيا وجثعلوا حب الدنيا أعظم قد ارً وأعلى مكانة من حب‬

‫الخرة فكانت الهزيمة ل محالة ‪ .‬وقد كانت تلك الهزيمة أيضاً إمتحان واختبار إوابتلء لهل اليمان‬

‫وعظة وعبرة لمن يثعتبر ‪ ,‬حدث ذلك وبينهم رسول ال ‪ ‬وما كان ال ليتخلى عن رسوله وأما نحن‬ ‫فليس لنا إل أن نتبع سنتة ونتمسك بها حتى يكون مثعنا رسول ال ‪ , ‬وتلك الهزيمة ما كانت إل‬ ‫جروح سطحية ل عمق لها ولم تنال من أمة السلم إل كما سماها ال عز وجل بالقروح فهى ل‬ ‫م‬ ‫تصل إلى الثعمق في جسد أمة السلم وال عز وجل يقول واصفاً إياها )َوَل تَِهُنَنوا َوَل تَ ْ‬ ‫حَزُنَنوا َوَأنُت ُ‬ ‫س‬ ‫اْل َْعلََْنو َ‬ ‫ك اْل َّديزاُم ُنَداِوُلَهزا بَْي َ‬ ‫ح ِّمْثُلُه ۚ َوتِْل َ‬ ‫س اْلَقَْنو َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِإن ُكنُتم ّمْؤِمِني َ‬ ‫م َقْر ٌ‬ ‫م َقْر ٌ‬ ‫سُك ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ب ن ‪ِ .‬إن ديَ ْ‬ ‫ح َفَقْد َم ّ‬ ‫ب ن الّنزا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ظزالِ​ِميَب ن ‪ ( .‬آل عمران ‪ 140-139‬إن‬ ‫ح ّ‬ ‫شَهَداَء ۗ َواللُّه َل ُدي ِ‬ ‫ب ن آَمُنَنوا َوديَّت ِ‬ ‫م اللُّه الِّذدي َ‬ ‫َولِيَْعلَ َ‬ ‫خَذ ِمنُك ْ‬ ‫م ُ‬

‫كانت فئة من المسلمين إنهزمت في وسط مثعركة أحد فإن رسول ال ‪ ‬ما إنهزم وما فر وما إنطلق‬ ‫هارباً من أرض المثعركة ولكنه ثبت فيها والنصر كان حليفه من أول المثعركة إلى آخرها فثعن أنس‬

‫بن مالك ‪ ‬قال أشيع أن رسول ال ‪ ‬قتل يوم أحد ففر الناس وثبت مع رسول ال سبثعة رجال‬

‫من ال نـصار ورجلين من قريش وكانت الثعاشرة امرأة هي أم عمارة رضى ال عنها وأرضاها هؤلء‬ ‫الثعشرة الذين ثبتوا مع رسول ال ‪ ‬ما إنهزموا أبداً فتحكي لنا أم عمارة عن كيف أشيع أن ُم حـمد‬ ‫‪ ‬قتل فتقول خرجت مع الناس أول النهار أحمل السقاة وأسقي الناس فلما انكشف الناس عن‬

‫رسول ال ‪ ‬أخذت أذود عنه بالسيف وجاء بن قمئة وهو يقول أين ُم حـمد دلوني عليه ل نجوت‬ ‫إن نجا ‪ -‬أي يريد قتله – فضرب بسيفه مصثعب بن عمير ‪ ‬فقتله وهو يحسبه رسول ال ‪‬‬

‫إوانطلق يقول قتلت ُم حـمداً قتلت ُم حـمداً _ وقفت هذه المرأة تدافع عن رسول ال بالسيف وتتلقى‬

‫عنه الضربات وكذلك أبو دجانة ‪ ‬إنما جثعل نفسه ترساً على رسول ال حتى يقع النبل في ظهره‬

‫فل يتحرك ووقف سثعد بن أبي وقاص ‪ ‬ورسول ال ‪ ‬يناوله النبل ويقول له أرمي فداك أبي‬


‫وأمي ووقف طلحة بن عبيد ال ال نـصاري ‪ ‬ويقول فداك أبي وأمي يا رسول ال ل يصيبك سهم‬ ‫نحري دون نحرك فحرك وجهي يا رسول ال حيث شئت فإني أهل لذلك ‪ ,‬وقف هؤلء الرجال حول‬ ‫رسول ال حتى انضم إليهم علي بن أبي طالب‪ ‬بثعد أن نظر في القتلى ولم يجد رسول ال ‪‬‬ ‫فيهم وهو يثعلم إن رسول ال ليفر ابداً قال فدخلت في القوم فإذا رسول ال ‪ ‬داخلهم ثم جاء عمر‬

‫والصديق رضى ال عنهما ثم كان ال نـتصار والتمكين ‪ ,‬أنس بن مالك ‪ ‬يقول كسرت رباعية‬

‫رسول ال ‪ ‬يوم أحد وشج وجهه وأخذ الدم يسيل وهو يمسحه ويقول كيف يهدي ال قوم أدموا‬ ‫وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم ‪ ,‬فذلك هو رسول ال ‪ ‬وتلك تثعاليم دين السلم فالناس من‬ ‫أهل الشرك ضربوا رسول ال ‪ ‬وكسروا أسنانه وأدموا وجهه ودخلت حلقتين من مقبض الدرع في‬ ‫وجنته وهو يقول كيف يهدي ال قوم فثعلوا ذلك بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم ما سبهم ول لثعنهم‬ ‫وما كان فاحشاً ول بذيئاً ولكنه فقط قال كيف يهدي ال قوماً فثعلوا ذلك بنبيهم وهو يدعوهم إلى‬

‫ربهم وما تركها ال عز وجل وهو الذي أراد من دين السلم أن يكون دين الخلق الكريم فقال ال‬ ‫عز وجل‬

‫م َ‬ ‫ت‬ ‫مَنو َ‬ ‫مزاَوا ِ‬ ‫ن ‪َ .‬ولِلّ ِ‬ ‫م أَْو ُديَع ِّ‬ ‫س َ‬ ‫ يءٌ أَْو ديَُتَنو َ‬ ‫ب ن اْل َْمِر َ‬ ‫ك ِم َ‬ ‫س لَ َ‬ ‫)لَْي َ‬ ‫م َفِإنُّه ْ‬ ‫ذبَُه ْ‬ ‫ب َعلَْيِه ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َمزا ِف ي ال ّ‬ ‫ظزالِ ُ‬

‫شزاُء ۚ َواللُّه َغُفَنوٌر ّرِحيٌم ‪ ( .‬آل عمران ‪129 – 128‬‬ ‫شزاُء َوُديَع ِّ‬ ‫ب َمب ن ديَ َ‬ ‫مب ن ديَ َ‬ ‫ض ۚ ديَْغِفُر لِ َ‬ ‫ذ ُ‬ ‫َوَمزا ِف ي اْل َْر ِ‬ ‫يقول ال لرسوله ليس لك أن تقول ذلك فإنه بإرادته قد يهديهم ويجثعلهم من أهل اليمان والتقوى ‪,‬‬ ‫وعن أبي هريرة رضى ال عنه قال كان رسول ال ‪ ‬إذا أراد أن يدعوا على قوم قنت بثعد الركوع‬ ‫وقال اللهم نجي الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن ربيثعة اللهم اشدد وطأتك على مضر‬ ‫اللهم اجثعل عليهم سنيتك كسنية يوسف اللهم الثعن فل نـ وفل نـ ويذكر اسماء علية أهل الكفر فلما‬ ‫نزل قول ال عز وجل أن ليس لك من المر شئ ترك رسول ال ‪ ‬لثعنهم فثعلمنا إنه مهما نزل بنا‬ ‫فيجب أن يكون لساننا عفاً وسمحاً وليناً ‪ ,‬وقد قيل إن الفم الذي يخرج منه كتاب ال عز وجل‬

‫يجب أن يكون نظيفاً ل يخرج منه سباباً ول شتماً ول لثعناً لحد ولكن تقول أفوض أمري إلى ال إن‬ ‫ال بصير بالثعباد ‪ ,‬ولكن تقول حسبي ال ونثعم الوكيل ‪.‬‬

‫إن عدم طاعة أوامر ال ورسوله تورد ال نـسان إلى موارد الهل كـ ورسول ال ‪ ‬يقول كل أمتي‬ ‫يدخلون الجنة إل من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول ال قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني‬ ‫فقد أبى ‪ .‬وكذلك فإن من يطيع أوامر ال عز وجل ويتبع ما جاء به رسول ال ‪ ‬فإن ال قد وعده‬ ‫بالنصر والتمكين فإن ال ل يخلف وعده وهو الذي يقول إن تنصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم‬ ‫ويقول أيضاً إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد ‪ .‬ينصر أهل اليمان‬


‫فإن كنا نتلقى الضربات يميناً ويسا ارً فلنراجع اليمان في قلوبنا فإن كنا مع ال عزوجل فإنه مثعنا‬

‫ويمكن لنا في الرض ‪.‬‬ ‫يقول ال عز وجل‬

‫ل إِّل لُِي َ‬ ‫ك‬ ‫ن اللّ ِ‬ ‫ع بِ​ِإْذ ِ‬ ‫سَنو ٍ‬ ‫طزا َ‬ ‫جزاُءو َ‬ ‫م َ‬ ‫مَنوا َأنُف َ‬ ‫)َوَمزا أَْر َ‬ ‫سُه ْ‬ ‫ه ۚ َولََْنو أَنُّه ْ‬ ‫م ِإذ ظّلَ ُ‬ ‫سْلَنزا ِمب ن ّر ُ‬

‫مزا‬ ‫ك َل ُديْؤِمُنَنو َ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫جُدوا اللَّه تََّنواًبزا ّر ِ‬ ‫حي ً‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫مَنو َ‬ ‫ى ُدي َ‬ ‫ن َ‬ ‫مزا ‪َ .‬فَل َوَربِ ّ َ‬ ‫ل لَ​َ​َنو َ‬ ‫سَتْغَفُروا اللَّه َوا ْ‬ ‫َفزا ْ‬ ‫حكِّ ُ‬ ‫سَنو ُ‬ ‫م الّر ُ‬ ‫سَتْغَفَر لَُه ُ‬ ‫ن اْقُتُلَنوا‬ ‫مزا َق َ‬ ‫م أَ ِ‬ ‫جُدوا ِف ي َأنُف ِ‬ ‫م َل ديَ ِ‬ ‫سِلي ً‬ ‫حَر ً‬ ‫ضْي َ‬ ‫ت َوُدي َ‬ ‫م َ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫مزا ‪َ .‬ولََْنو أَّنزا َكَتْبَنزا َعلَْيِه ْ‬ ‫مَنوا تَ ْ‬ ‫سِه ْ‬ ‫جَر بَْيَنُه ْ‬ ‫جزا ِّم ّ‬ ‫م ُث ّ‬ ‫سلِ ّ ُ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫م‬ ‫م َفَعُلَنوا َمزا ُديَنوَع ُ‬ ‫كزا َ‬ ‫ظَنو َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م أَِو ا ْ‬ ‫َأنُف َ‬ ‫خْيًرا لُّه ْ‬ ‫م ۖ َولََْنو أَنُّه ْ‬ ‫ل ِّمْنُه ْ‬ ‫سُك ْ‬ ‫جَنوا ِمب ن ِدَديزاِرُكم ّمزا َفَعُلَنوُه إِّل َقِلي ٌ‬ ‫خُر ُ‬ ‫شّد تَْثِبيًتزا ‪َ .‬وإًِذا ّلتَْيَنزاُهم ِّمب ن لُّدّنزا أَْجًرا َعِظيًمزا ‪67-64 ( .‬‬ ‫َوأَ َ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.