الفيصل العلمية العدد ٥٣

Page 1




‫افتتاحية‬

‫السرطان‪ :‬إمبراطور األمراض‬

‫ي�س�أل �سيدهارتا موخريجي يف كتابه املم ّيز (�إمرباطور الأمرا�ض‪ :‬ال�سرطان‪� ..‬سرية‬ ‫ذاتية) قائ ًال‪� :‬أين نحن من حربنا �ضد ال�سرطان؟ وكيف و�صلنا �إىل هذه املرحلة؟ وهل‬ ‫هناك حدود؟ وهل ميكننا الفوز يف هذه املعركة؟‬ ‫كتاب �صدرت‬ ‫ينطلق موخريجي من هذه الأ�سئلة لي�ضع تاريخ ًا لل�سرطان عرب الع�صور‪ ،‬يف ٍ‬ ‫الرتجمة العربية منه يف جز�أين كبريين يف �إطار م�شروع (الثقافة العلمية للجميع)‬ ‫املنبثق من برنامج التعاون امل�شرتك بني مدينة امللك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واملجلة‬ ‫العربية‪ .‬ظ ّل هذا الكتاب يف قائمة �أف�ضل الكتب مبيع ًا يف العامل �أ�سابيع طويلة‪ ،‬ونال‬ ‫جائزة بوليتيز الأمريكية‪ ،‬وو�ضعته جملة (التامي) �ضمن الكتب املئة الأكرث ت�أثري ًا يف‬ ‫ال�سنوات املئة املا�ضية‪.‬‬ ‫ال�سرطان مر�ض عاناه الإن�سان منذ القدم‪ ،‬وبحث عن عالج له‪ ،‬لكنه ظ ّل لغز ًا ورعباً‬ ‫للإن�سانية‪ .‬وعلى الرغم من التق ّدم العلمي والبحث التقني يف هذا الع�صر �إال �أننا مازلنا‬ ‫بعيدين من �إيجاد عالج ناجع له‪ ،‬ويعود ال�سبب يف ذلك �إىل �أنه لي�س فريو�س ًا �أو ميكروب ًا‪،‬‬ ‫و�إمنا هو مت ّرد داخل اجل�سم؛ فهو نتيجة انحراف مثري للده�شة يف اخللية الطبيعية كما‬ ‫يقول موخريجي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫متخ�ص�ص يف هذا املجال فهو‬ ‫يتناول الكتاب تاريخ ال�صراع �ضد ال�سرطان‪ ،‬ولأن م�ؤلفه‬ ‫ّ‬ ‫يعطي الكتاب �صبغ ًة ذاتي ًة‪ ،‬وق�ص�ص ًا واقعي ًة‪ ،‬ومعلومات عميقة عن هذا املجال ال يعرفها‬ ‫املتخ�ص�صون‪ .‬والكتاب من �أف�ضل الكتب التي �صدرت عن ال�سرطان‪ ،‬وما يدعو �إىل‬ ‫�إال‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الأ�سف �أن الرتجمة العربية له مل حتظ باالنت�شار‪ ،‬وم ّرت من دون اهتمام �إعالمي من‬ ‫املتخ�ص�صني‪.‬‬ ‫ال�صحف وو�سائل الإعالم‪ ،‬ومل جتد اهتمام ًا كبري ًا لدى عامة الق ّراء �أو‬ ‫ّ‬ ‫هناك مالحظة واحدة على الكتاب �أو ّد �أن �أ�شري �إليها‪ ،‬وهي تتع ّلق بتاريخ عالج ال�سرطان؛‬


‫فالكتاب يتع ّر�ض لهذا التاريخ منذ �أبقراط‪ ،‬ويتو ّقف عند تعريف جالينو�س ملر�ض ال�سرطان‪،‬‬ ‫ثم يقفز �إىل القرن اخلام�س ع�شر امليالدي‪ ،‬ويذكر بع�ض الأدوية التي كانت متداول ًة يف‬ ‫الع�صور الو�سطي؛ مثل‪ :‬خال�صات الزرنيخ‪ ،‬و�صبغة الر�صا�ص‪ ،‬و�ضر�س اخلنزير‪ ،‬ورئات‬ ‫الثعالب‪ ،‬ومراهم‪ :‬روث املاعز‪ ،‬وال�ضفادع‪ ،‬و�أقدام الغربان‪ ،‬وغريها‪ ،‬ويهمل الكاتب هنا‬ ‫جه ًال �أو عمد ًا‪ -‬جهود الأطباء العرب وامل�سلمني يف هذا اجلانب‪.‬‬‫تناول الدكتور حممود احلاج قا�سم يف مقاالت نادرة عالج ال�سرطان يف الطب العربي‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وله كتاب عنه �أي�ض ًا‪ ،‬وهو كتاب نادر يف املكتبة العربية عجزتُ عن العثور عليه‪،‬‬ ‫يقول د‪ .‬قا�سم‪�« :‬أول من ذكره من الأطباء العرب وامل�سلمني علي بن زيد الطربي‪ ،‬وذكره‬ ‫وخ�ص�ص له الرازي ف�ص ًال كبري ًا يف اجلزء‬ ‫ثابت بن قرة‪ ،‬وحنني بن �إ�سحق العبادي‪ّ ،‬‬ ‫الثاين ع�شر من كتاب (احلاوي)‪ ،‬كما تك ّلم عنه بالتف�صيل علي بن العبا�س املجو�سي‪ ،‬كما‬ ‫ومف�صلة‪ ،‬وغريهم‪ ،‬كما �أن �أطباء‬ ‫تناوله ابن �سيناء يف كتابه (القانون) ب�صورة وا�سعة‬ ‫ّ‬ ‫املغرب العربي ذكروا ال�سرطان‪ ،‬منهم‪ :‬ابن اجلزار القريواين‪ ،‬و�أبو القا�سم الزهراوي‪،‬‬ ‫خ�ص�ص له حممد بن علي القربلياين املقالة الأوىل يف كتابه (اال�ستق�صاء والإبرام‬ ‫كما ّ‬ ‫يف عالج اجلراحات والأورام)»‪ .‬ويناق�ش الدكتور قا�سم يف ثالث مقاالت ‪ُ -‬ن�شرت جميعها‬ ‫يف جملة �آفاق الثقافة والرتاث‪ -‬العالج اجلراحي للأورام وال�سرطان عند الأطباء العرب‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬والعالج بالنباتات الطبية‪ .‬ومن امل�ؤ�سف �أن ما ُح ِّقق من تراثنا العلمي العربي‬ ‫�أق ّل القليل‪ ،‬ونعتمد يف كثري من معلوماتنا عن تراثنا على ما يجود به الآخرون‪.‬‬ ‫خ�ص�صنا هذا العدد من املجلة عن (�إمرباطور الأمرا�ض)؛ لتوعية الق ّراء بهذا املر�ض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تو�صل �إليه العلم احلديث من عالجات‪ ،‬ور�صد‬ ‫وللتعريف مبدى انت�شاره يف جمتمعاتنا‪ ،‬وما ّ‬ ‫موقعنا الآن من احلرب على هذا (الإمرباطور)‪.‬‬ ‫د‪ .‬عبدالله الحاج‬ ‫رئيس التحرير‬


‫‪www.alfaisal-scientific.com‬‬ ‫‪contact@alfaisal-scientific.com‬‬ ‫‪@alfaisalscimag‬‬

‫مجلة فصلية تهتم بنشر الثقافة العلمية في الوطن العربي‬

‫‪alfaisalscientific‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫الناشران‬ ‫رئـيـس الـتـحريـر‬

‫د‪ .‬عبد الله نعمان الحاج‬

‫رئيس الهيئة االستشارية‬

‫مدير التحـرير‬

‫د‪ .‬دحام بن إسـمـاعيل الـعـاني‬

‫د‪ .‬حسـين حســن حسـين‬

‫الهيئة االستشارية‬

‫سكرتيرا التحـرير‬

‫د‪ .‬صــــــــــدام مــثـنـى‬

‫ســـيد الجعــفـري‬

‫د‪ .‬عبد الكريم المقادمة‬

‫حمدان العجمي‬

‫د‪ .‬محمد بن إبراهيم الكنهل‬

‫اإلخـــراج الفني‬

‫د‪ .‬يوسف بن محمد اليوسف‬

‫أزهـري أحــمـــد النويري‬ ‫الموقع اإللكتروني‬

‫مراسالت التحرير واإلدارة‬ ‫ص‪.‬ب (‪ )51049‬الرياض ‪11543‬‬ ‫مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية‬ ‫مجلةالفيصلالعلمية‬ ‫المملكةالعربيةالسعودية‬ ‫هـاتف ‪ - )966+ 11( 4652255 :‬تحويلة ‪6596‬‬ ‫فاكس‪)966+ 11( 4659992 :‬‬ ‫جــــوال‪)966+( 554972092 :‬‬ ‫التسويق واإلعالنات‬ ‫هاتف ‪ 4652255 :‬ـ فاكس‪4659992 :‬‬ ‫ردمد‬ ‫‪8561-8821‬‬ ‫رقم اإليداع‬ ‫مكتبة الملك فهد الوطنية ‪1424/2315‬‬

‫معتز عبد الماجد بابكر‬

‫ضوابط النشر‬ ‫• أن يكون المقال مكتوب ًا بلغة علمية مبسطة لفهم القارئ غير‬ ‫المتخصص‪.‬‬ ‫• أال يزيد المقال الواحد على ‪ 2000‬كلمة مقاس ‪.A4‬‬ ‫• أن يلتزم الكاتب المنهج العلمي‪ ،‬ويشير إلى المصادر والمراجع‬ ‫العلمية‪ ،‬الورقية واإللكترونية‪.‬‬ ‫• ترحب المجلة بالمقاالت المترجمة في الموضوعات العلمية‬ ‫الحديثة‪ ،‬شريطة أن يذكر المصدر وتاريخ النشر‪.‬‬ ‫• ترحب المجلة باآلراء التي تخص القضايا العلمية‪ ،‬بشريطة أ ّ‬ ‫ال تزيد‬ ‫على ‪ 600‬كلمة‪.‬‬ ‫• يفضل إرسال المقاالت عبر إيميل المجلة أو إرسال المقال على‬ ‫قرص مرن إن أمكن‪.‬‬ ‫• يمنح كاتب المقال مكافأة مالية بعد نشر المقال‪.‬‬ ‫• المقاالت المنشورة في المجلة تعبر عن وجهة نظر أصحابها‪،‬‬ ‫وال يعني نشرها تبني المجلة ما احتوت عليه من أفكار وآراء‪.‬‬


‫السرطان ووسائل عالجه‬ ‫التدخين وتأثيره السلبي في الجينوم البشري‬ ‫سرطان عنق الرحم‪ :‬خطر يمكن مواجهته‬ ‫كيف تحمي نفسك من الخبيث؟‬ ‫حزم جسيمات تصوير األورام‪ :‬عالج واعد للسرطان‬ ‫أدوية السرطان تبقي أمل القضاء على المرض ممكن ًا‬ ‫كتاب يفضح سطوة السياسة والمال‪ :‬التاريخ السري للحرب على السرطان‬ ‫آينشتاينوبوانكاريهولورنتزوهيلبرت‪:‬لمناألسبقيةفينظريةالنسبية؟‬ ‫التفاعل بين التقانة والجغرافيا السياســية‬ ‫عصر طباعة األعضاء البشرية حقيقة واقعة‬ ‫حب التين‬ ‫في ّ‬

‫ملف العدد‬ ‫الحملة الخليجية للتوعية بالسرطان‬ ‫استمرار ًا للجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان في دول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬وسعي ًا إلى تفعيل الخطة الخليجية‬ ‫التنفيذية لمكافحة السرطان (‪2025 -2015‬م) التي‬ ‫أقرها وزراء‬ ‫ّ‬ ‫الصحة في دول المجلس‪ ،‬عمل المركز الخليجي لمكافحة السرطان‬ ‫على إطالق الحملة األولى الخليجية للتوعية بالسرطان في‬ ‫األسبوع األول من شهر فبراير عام ‪2016‬م لتفعيل الهدف األول من‬ ‫الخطة التنفيذية لمكافحة السرطان (الوقاية األولية من السرطان)‪،‬‬ ‫والهدف الثاني (الوقاية الثانوية من السرطان)‪ ،‬والهدف السابع‬ ‫(تفعيل الشراكة المجتمعية في برامج مكافحة السرطان)‪ ،‬من‬ ‫خالل التعاون مع االتحاد الخليجي لمكافحة السرطان‪ ،‬وتحت إشراف‬ ‫المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬وبمشاركة جميع وزارات الصحة الخليجية‪ ،‬ومجموعة‬ ‫من الهيئات والمنظمات الصحية الخليجية‪ ،‬والمؤسسات والهيئات‬ ‫األهلية غير الربحية‪،‬‬ ‫وعدد من شركاء النجاح من القطاع الخاص‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وتم تنفيذ هذه الحملة في ثماني عشرة مدينة خليجية‪ ،‬بمشاركة‬ ‫ّ‬ ‫أكثر من ‪ 40‬جمعية أهلية من ذات النفع العام‬ ‫وعدد من الجهات‬ ‫ٍ‬ ‫برعاية‬ ‫الحكومية الخليجية والمؤسسات الخاصة‪،‬‬ ‫ودعم كريمين من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪52‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪162‬‬

‫إستراتيجيةمكافحةالسرطان‬ ‫في دول الخليج‪ :‬سباق مع الزمن‬

‫برنامج مكافحة السرطان في دول‬ ‫مجلس التعاون‪ :‬الواقع والطموح‬

‫نقدم الدعم‬ ‫د‪ .‬سعاد عامر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يتحولن‬ ‫وهن‬ ‫النفسي للمريضات‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلى سفيرات لنا‬

‫السرطان والبيئة الحافزة‬


‫واحة العلوم‬ ‫طـــارق راشــــــــد‬ ‫أبو ظبي‪ -‬اإلمارات‬

‫دراسة حديثة‪:‬‬

‫كروموسوم إضافي‬ ‫يحول دون إصابتك بالسرطان‬ ‫يمكن أن ُ‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫م‬

‫حتتوي اخللية الطبيعية على‬ ‫‪ 22‬زوج ًا من الكرومو�سومات‬ ‫(ال�صبغيات) املرقمة‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل‬ ‫الكرومو�سومني ‪ X‬و‪� Y‬أو ‪ X‬و‪،X‬‬ ‫فيبلغ �إجمايل عدد الكرومو�سومات‬ ‫‪ 46‬كرومو�سوم ًا‪ ،‬لكن �أحيان ًا ما‬ ‫يت�س ّبب اختالل ال�صيغة ال�صبغية‪،‬‬ ‫وهو خط�أ يحدث يف �أثناء انق�سام‬ ‫اخللية‪ ،‬يف الت�صاق خلية (�شقيقة)‬ ‫ب�صبغي �إ�ضايف‪ ،‬وعندما يحدث‬ ‫ذلك يف الرحم يف �أثناء االنق�سام‬ ‫االختزايل عاد ًة ما يقع �إجها�ض‬ ‫تلقائي‪ ،‬والالئي ُيتممن حملهن‬ ‫عاد ًة ما ُيعانني عيوب ًا خلقي ًة‪ ،‬منها‬ ‫متالزمة داون‪ .‬وقد ارتبط اختالل‬ ‫ال�صيغة ال�صبغية الفتيلي ‪-‬من‬ ‫ناحي ٍة �أخرى‪ -‬بجميع �أنواع الأورام‬ ‫ال�صلبة املرتبطة بال�سرطان‪،‬‬ ‫لكن العالقة بني اختالل ال�صيغة‬ ‫ال�صبغية وال�سرطان لي�س وا�ضح ًا‪،‬‬ ‫وهناك درا�سة حديثة مت ّثل حماولة‬ ‫لفهم تلك العالقة انتهت �إىل نتيجة‬ ‫غريبة ذات وجهني‪ ،‬هما‪ :‬ال�صبغي‬

‫‪6‬‬

‫‪%‬‬

‫متث ّلثة ال�صبغيات (ذات �صبغيات‬ ‫�إ�ضافية)‪ ،‬وكان من بني جينات‬ ‫ال�سرطنة خاليا �سرطانية قولونية‬ ‫ُم�ستقيمية‪ .‬و�أتاح هذا املزيج لهم‬ ‫جمموعة اختبارية من اخلاليا‬ ‫املع ّر�ضة للإ�صابة بالأورام كانت‬ ‫ُمتطابقة جوهري ًا‪ ،‬ما عدا الفارق‬ ‫يف عدد ال�صبغيات‪ .‬واكت�شف‬ ‫الباحثون �أنه بينما تنمو اخلاليا‬ ‫املتث ّلثة ال�صبغيات يف �أطباق‬ ‫برتي اتّ�سم منوها بوترية �أبط أ�‬ ‫بكثري من اخلاليا ال�سو ّية ال�صيغة‬ ‫ال�صبغية؛ �إذ تُ�ش ّكل ُم�ستعمرات‬ ‫�أق ّل عدد ًا يف الأغار (مادة هُ المية‬ ‫ُطحلبية) الناعم‪ ،‬وعندما ّمت حقن‬ ‫الفئران بها خلقت اخلاليا املتث ّلثة‬ ‫ال�صبغيات �أورام ًا �أ�صغر حجم ًا من‬ ‫اخلاليا ال�سو ّية ال�صيغة ال�صبغية‪،‬‬ ‫والقليل فقط من مزارع اخلاليا‬ ‫املتث ّلثة ال�صبغيات منا مبعدالت‬ ‫قريبة نوع ًا ما من تلك املعدالت التي‬ ‫حدثت خارج املخترب‪ ،‬ومل يتجاوز‬ ‫� ّأي منها نظرياتها من اخلاليا‬

‫الإ�ضايف ُيث ّبط الإ�صابة بالأورام‪،‬‬ ‫لكن رمبا تت�س ّبب الأورام ذات‬ ‫ال�صبغيات الإ�ضافية املتعددة يف‬ ‫زيادة معدل منو الأورام‪.‬‬ ‫قدّم عامل الأحياء البيولوجية‬ ‫جي�سون �شيلتزر‪ ،‬الذي يعمل يف‬ ‫معمل �شيلتزر مبخترب كولد �سربينج‬ ‫هاربور يف نيويورك‪ ،‬الدرا�سة‬ ‫اجلديدة يف اخلام�س من دي�سمرب‬ ‫عام ‪2016‬م يف امل�ؤمتر ال�سنوي‬ ‫للجمعية الأمريكية للبيولوجيا‬ ‫اخللوية‪ ،‬وكان زمال�ؤه يف هذه‬ ‫الدرا�سة هم‪ :‬جويل هـ‪ .‬كون‪ ،‬ونيكول‬ ‫ك‪ .‬هابيب بريجو�س‪ ،‬و�إيريكا �س‪.‬‬ ‫ت�شاجن‪ ،‬وكولني م‪ .‬ميهل‪ ،‬وفريينا‬ ‫با�سرييني‪ ،‬و�سوزانا �شتوركوفا‪،‬‬ ‫و�أجنيليكا �أمون‪.‬‬ ‫وانطوت الدرا�سة على �إقحام ‪14‬‬ ‫نوع ًا خمتلف ًا من جينات ال�سرطنة‬ ‫(اخلاليا احلافزة للأورام) �أو‬ ‫�أكرث من مزيج من جينات ال�سرطنة‬ ‫يف خاليا �سو ّية ال�صيغة ال�صبغية‬ ‫(طبيعية) متطابقة وراثي ًا وخاليا‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫خاليا ورمية‬

‫هذه لي�ست الق�صة كلها؛ فلماذا �إذ ًا‬ ‫ُيعرث غالب ًا على �صبغي �إ�ضايف يف‬ ‫اخلاليا الورمية؟‬ ‫يفرت�ض الباحثون �أنه بينما يبدو‬ ‫الأمر �أ�شبه باختالل ب�سيط لل�صيغة‬ ‫ال�صبغية (�صبغي �إ�ضايف) يكبت‬ ‫منو الورم فرمبا هناك اختالل‬ ‫مع ّقد لل�صيغة ال�صبغية (�صبغيات‬ ‫�إ�ضافية متعددة) ي�ؤدي �إىل منو‬ ‫الأورام بقوة �أكرب‪ ،‬ويرتك الباحثون‬

‫التث ّلث ال�صبغي ‪ trisomy‬نوع من التعدّد ال�صبغي ‪ polysomy‬ينطوي على ثالثة كرومو�سومات حمدّدة بد ًال من اثتنني طبيعيني‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�سو ّية ال�صيغة ال�صبغية‪ ،‬وا�ستطاع‬ ‫العلماء ا�ستنتاج �أن نتائجهم «تُوحي‬ ‫ب�أن اختالل ال�صيغة ال�صبغية نف�سه‬ ‫لل�صبغي ك ّله ميكن �أن يعمل عمل‬ ‫القوي للأورام»‪.‬‬ ‫الكابت ّ‬

‫الباب مفتوح ًا �أي�ض ًا �أمام فكرة‬ ‫�أن النمو ال�سريع للأورام ميكن �أن‬ ‫يكون نتيج ًة لعوامل �أخرى جمهولة‬ ‫تتّحد مع اخلاليا املختلة ال�صيغة‬ ‫ال�صبغية بطرائق فريدة ومم ّيزة‪.‬‬ ‫وتزيد الدرا�سة �أي�ض ًا من احتماالت‬ ‫تك ّيف الأورام نوع ًا ما مع العالج‬ ‫الكيميائي‪ ،‬ور�أى العلماء كيف ميكن‬ ‫�أن يحدث ذلك يف جتاربهم؛ �إذ‬ ‫فقدت بع�ض اخلاليا املُختلة ال�صيغة‬ ‫ال�صبغية‪ ،‬واكت�سبت �صبغيات يف‬ ‫الوقت نف�سه الذي ازداد فيه منوها‪.‬‬ ‫وين�ص تقرير الدرا�سة على اقرتاح‬ ‫ّ‬ ‫«وجود اختالل ال�صيغة ال�صبغية ‪+‬‬ ‫املناطق احل�سا�سة للجني الورمي‪،‬‬ ‫التي ت َّ‬ ‫ُعطل فيها الآثا ُر امل�ض ّرة‬ ‫الختالل ال�صيغة ال�صبغية يف الوقت‬

‫الذي ينك�شف فيه منط ظاهري‬ ‫موروث مم ّيز ُم ؤ� ِّيد للتوالد»‪ .‬لذلك‬ ‫فالأنباء ال�سارة هي �أن التجارب‬ ‫التي �أُجريت على اخلاليا التي‬ ‫حتوي �صبغي ًا �إ�ضافي ًا وحيد ًا �أثبتت‬ ‫�أنها بد ًال من �أن تت�س ّبب يف الإ�صابة‬ ‫بال�سرطان تق ّل�ص تلك اخلاليا‬ ‫يف واقع الأمر منو الأورام‪� ،‬أما‬ ‫الأنباء الأق ّل �إبهاج ًا فهي �أن الوجود‬ ‫املت�ش ّعب الذي ال مراء فيه للخاليا‬ ‫املُختلة ال�صيغة ال�صبغية يف الأورام‬ ‫ال�سرطانية ما زال غام�ض ًا وع�صي ًا‬ ‫على التف�سري‪ ،‬و ُيثري هذا الأمر لدى‬ ‫معدّي الدرا�سة �س�ؤا ًال ُملح ًا عما �إذا‬ ‫كان امتالك �صبغي �إ�ضايف وحيد قد‬ ‫يعني �شيئ ًا خمتلف ًا متام ًا عن امتالك‬ ‫�أكرث من �صبغي �إ�ضايف وحيد‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫واحة العلوم‬

‫دراسة حديثة‪:‬‬ ‫العزلة يمكن أن ُتضيع فرص النجاة من‬ ‫ُ‬

‫ضة‬

‫سرطان الثدي‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�أفادت درا�سة حديثة �أن الوحدة‬ ‫ميكن �أن تعرقل النجاة من �سرطان‬ ‫الثدي الطويل الأجل؛ ففي ال�سنوات‬ ‫التالية للعالج ُو ِجد �أن الن�ساء الالئي‬ ‫ال يتمتّعن بروابط اجتماعية قوية‬ ‫من الأرجح �أن ي�شهدن انتكا�س ًة‪،‬‬ ‫و ُي�صنب بال�سرطان جمدّد ًا‪� ،‬أو يلقني‬ ‫حتفهن ت�أ ّثر ًا به‪ ،‬مقارن ًة بالن�ساء‬ ‫الالئي لديهن �أ�صدقاء و�شبكة دعم‬ ‫قوية‪� ،‬أو هكذا اكت�شف الباحثون‬ ‫م�ؤخر ًا؛ فبعد مراجعة البيانات‬ ‫اخلا�صة بنحو ع�شرة �آالف مري�ضة‬ ‫ب�سرطان الثدي ربط الباحثون بني‬ ‫ال ُعزلة وخطورة �أعلى بن�سبة ‪%40‬‬ ‫لعودة ال�سرطان مقارن ًة بالن�ساء‬ ‫االجتماعيات‪ .‬ويهدّد ه�ؤالء الن�سا َء‬ ‫املعتزالت خط ُر الوفاة املتزايد‬ ‫بن�سبة ‪ %60‬ت�أثر ًا ب�سرطان الثدي‪،‬‬ ‫وخطر الوفاة املتزايد بن�سبة ‪%70‬‬ ‫ت�أ ّثر ًا ب� ّأي �سبب �آخر بح�سب النتائج‬ ‫تو�صلت �إليها الدرا�سة‪ .‬وقال‬ ‫التي ّ‬

‫‪8‬‬

‫‪%‬‬

‫لل�صحة العامة و�سعادة الب�شرية»‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت �ألكاراز‪ :‬ع ّلة ذلك‬ ‫لي�ست وا�ضحة متام ًا؛ فـ«التح ّلي‬ ‫بالروابط االجتماعية قد ُيتيح‬ ‫امل�ساعدة احلقيقية؛ ك�أن يكون‬ ‫لدى املرء َمن ُيخاطبه‪� ،‬أو ي�صحبه‬ ‫�إىل الطبيب‪� ،‬أو يح ّدثه ب�ش�أن‬ ‫خماوفه‪� ،‬أو ي�صله باملوارد التي‬ ‫ميكن �أن ت�ساعده على التك ّيف مع‬ ‫مر�ض ال�سرطان»‪ .‬وترتبط ال�سعادة‬ ‫االجتماعية �أي�ض ًا بال�سالمة‬ ‫البدنية ح�سب ما تقوله �ألكاراز‪،‬‬ ‫كما ي�ساعد االرتباط بالآخرين‬ ‫على احل ّد من التوتّر واالكتئاب؛‬ ‫لذلك فهو يف�ضي �إىل نتائج �صحية‬ ‫�أف�ضل‪ .‬و�أو�ضحت �ألكاراز �أننا‬ ‫«بحاجة �إىل التفكري يف ال�صحة‬ ‫تو�سع ًا و�شمو ًال؛‬ ‫على نحو �أكرث ّ‬ ‫فامل�ؤثرات االجتماعية ميكن �أن‬ ‫تكون مهم ًة �أهمية عوامل اخلطورة‬ ‫الأخرى كال�سمنة والتدخني»‪.‬‬

‫الباحثون‪� :‬إن النتائج مل تكن‬ ‫مفاجئ ًة؛ �إذ ذكرت كبرية الباحثني‬ ‫كاندي�س كروينك‪« :‬من املُعرتف به‬ ‫�أن الن�ساء عام ًة‪ ،‬وامل�صابات منهن‬ ‫ب�سرطان الثدي الالئي يتمتّعن‬ ‫بروابط اجتماعية �أقوى خا�ص ًة‪،‬‬ ‫ترتاجع ن�سبة خطورة وفاتهن يف‬ ‫املُجمل»‪ .‬وتعمل كروينك يف ق�سم‬ ‫الأبحاث التابع مل�ؤ�س�سة كايزر‬ ‫برماننت يف مدينة �أوكالند بوالية‬ ‫كاليفورنيا الأمريكية‪.‬‬ ‫وت ؤ� ّكد كا�ساندرا �ألكاراز ‪-‬املديرة‬ ‫الإ�سرتاتيجية لأبحاث العدالة‬ ‫ال�صحية يف اجلمعية الأمريكية‬ ‫لل�سرطان‪� -‬أن الب�شر حيوانات‬ ‫اجتماعية‪ ،‬قائل ًة‪« :‬ال ُيراد لنا‬ ‫العي�ش يف ُعزلة؛ لذلك ف�إن املنافع‬ ‫التي نح�صل عليها من عالقاتنا‬ ‫بالآخرين‪ ،‬وكوننا جزء ًا من‬ ‫املجتمع‪ ،‬لي�ست مفاجئ ًة؛ لأننا نعلم‬ ‫�أن العالقات االجتماعية مهمة جد ًا‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫واتّفقت كروينك وزمال�ؤها على ما‬ ‫�سبق‪ ،‬زاعمني �أن الأطباء عليهم‬ ‫�أن ي�أخذوا يف ح�سبانهم الدعائم‬ ‫االجتماعية للمر�أة؛ �إذ يخل�صون‬ ‫�إىل تو ّقعات ب�ش�أن �شفائها‪ .‬وفح�ص‬ ‫الباحثون خالل هذه الدرا�سة‬ ‫الروابط االجتماعية للن�ساء‬ ‫خالل العامني التاليني لت�شخي�ص‬ ‫حالتهن ب�سرطان الثدي؛ ليكت�شفوا‬ ‫كيف ميكن �أن ت�ؤ ّثر عالقاتهن‬ ‫ب�أ�صدقائهن‪� ،‬أو �أزواجهن‪� ،‬أو‬ ‫�أقربائهن‪� ،‬أو املجتمع‪ ،‬يف معدل‬ ‫جناتهن من املر�ض‪ .‬و ُن�شر التقرير‬ ‫على �شبكة الإنرتنت يف ‪ 12‬دي�سمرب‬ ‫عام ‪2016‬م يف دورية ‪،Cancer‬‬

‫وجمعت البيانات من �أكرث من ت�سعة‬ ‫ُ‬ ‫�آالف امر�أة‪ ،‬اكت�شف الباحثون �أنه‬ ‫على مدار متابعة متو�سطة امتدت‬ ‫نحو ‪ 11‬عام ًا عاود مر�ض ال�سرطان‬ ‫الظهور لدى ‪ 1400‬امر�أة منهن‪،‬‬ ‫وتو ِّفيت �أكرث من ‪ 1500‬امر�أة‪� ،‬ألف‬ ‫منهن ت�أ ّثر ًا ب�سرطان الثدي‪ .‬وقال‬ ‫الباحثون‪ :‬العالقات بني الروابط‬ ‫االجتماعية واحتمالية ال�شفاء بعد‬ ‫العالج كانت �أقوى بني الن�ساء الالئي‬ ‫ما برح �سرطان الثدي يف مراحله‬ ‫الأوىل لديهن‪ ،‬وقالت كروينك‪ :‬ثمة‬ ‫ارتباطات حمدّدة �أي�ض ًا تباينت‬ ‫باختالف العمر والعرق والبلد؛‬ ‫فعلى �سبيل املثال‪ُ :‬وجد �أن العالقات‬

‫بالأقرباء والأ�صدقاء تُف�ضي �إىل‬ ‫معدالت وفاة �أق ّل بني مر�ضى‬ ‫�سرطان الثدي للن�ساء غري البي�ض‪،‬‬ ‫كما تراجعت معدالت الوفاة ت�أ ّثر ًا‬ ‫ب�سرطان الثدي فقط بني الن�ساء‬ ‫البي�ض املتزوجات الأكرب �سن ًا‪ .‬كما‬ ‫ُوجد �أن الروابط املجتمعية ّ‬ ‫تتمخ�ض‬ ‫عن نتائج �أف�ضل لدى الن�ساء البي�ض‬ ‫والآ�سيويات الأكرب �سن ًا‪ .‬وقالت‬ ‫كروينك‪« :‬تد ّلل نتائجنا على الأثر‬ ‫النافع عام ًة للروابط االجتماعية‬ ‫للن�ساء على تبعات الإ�صابة ب�سرطان‬ ‫الثدي‪ ،‬مبا يف ذلك معاودة املر�ض‬ ‫والوفاة ت�أ ّثر ًا به»‪.‬‬ ‫وال تعني النتائج �أن املُنعزالت حمكوم‬ ‫عليهن باملوت العاجل‪ ،‬كما �أنها ال‬ ‫تُثبت ثمة عالقة ع ّلة ومعلول مبا�شرة‬ ‫بني ال ُعزلة وفر�ص النجاة الأق ّل من‬ ‫حري‬ ‫املر�ض‪ ،‬تقول �ألكاراز‪ :‬مع ذلك ّ‬ ‫بالأطباء وغريهم من اخت�صا�صيي‬ ‫الرعاية ال�صحية م�ساعدة املر�ضى‬ ‫على التوا�صل مع جماعات الدعم‬ ‫وغري ذلك من الربامج؛ حتى ال‬ ‫ي�ستمروا يف عزلتهم االجتماعية‪،‬‬ ‫م�ضيف ًة يف ختام حديثها‪« :‬الروابط‬ ‫االجتماعية لها منافع �صحية‬ ‫�إيجابية‪ ،‬والعزلة االجتماعية ُم�ض ّرة‬ ‫بال�صحة‪ ،‬والأمر لي�س ح�صر ًا على‬ ‫مر�ض �سرطان الثدي‪� ،‬أو حتى على‬ ‫ال�سرطان ب�أنواعه �إن �شئنا الدقة»‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫واحة العلوم‬

‫عالج السرطان‪ :‬عالج‬ ‫كيميائي ُمفعم بالحياة‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫بينما ت�ستع ّد اخللية لالنق�سام ف�إن‬ ‫هناك قطع ًا �صغري ًة من هيكلها‬ ‫العظمي الداخلي‪ ،‬تُعرف با�سم‬ ‫(الأنابيب الدقيقة)‪ّ ،‬‬ ‫تنظم نف�سها يف‬ ‫هيئة مغزل ي�سمح بالكرومو�سومات‬ ‫املكملة لها باالنق�سام �إىل حزمتني‪،‬‬ ‫ومت�ضي هاتان احلزمتان فت�صبحان‬ ‫نواة اخلاليا الوليدة؛ لذلك ف�إن‬ ‫ت�شكيل املغزل يع ّد جزء ًا حا�سم ًا‬ ‫من عملية االنت�ساخ‪ .‬ولأن انت�ساخ‬ ‫اخلاليا اخلارج عن ال�سيطرة‬ ‫هو ال�سبب الكامن وراء الإ�صابة‬ ‫بال�سرطان‪ ،‬فقد حازت م�س�ألة‬ ‫تطوير عقاقري تتداخل مع ن�شاط‬ ‫الأنابيب الدقيقة على اهتمام كبري‬ ‫منذ مدة طويلة‪ .‬ول�سوء احلظ‪ ،‬تعمل‬ ‫معظم الأدوية التي ّمت تطويرها‬ ‫لهذه املهمة على تخريب الأنابيب‬ ‫اخلا�صة ٍّ‬ ‫بكل من اخلاليا ال�سرطانية‬ ‫وال�سليمة‪ ،‬وهو ما يت�س ّبب يف �آثار‬ ‫يتوجب‬ ‫جانبية رهيبة‪ ،‬ويعني �أنه ّ‬ ‫على الأطباء ا�ستخدام جرعات‬ ‫�أق ّل من املثالية �إذا كان هدفهم‬ ‫الوحيد هو الق�ضاء على ال�سرطان‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪%‬‬

‫ذلك كان ال�ضوء املطلوب لفتح‬ ‫القف�ص يتك ّون من �أ�شعة فوق‬ ‫بنف�سجية مك ّثفة‪ ،‬وهذا الأمر ‪-‬يف‬ ‫ح ّد ذاته‪� -‬ضا ّر جد ًا‪ .‬لذلك ف ّكر‬ ‫الدكتور ثورن‪� -‬سي�شولد والدكتور‬ ‫ترونر يف �أنه من الأف�ضل لهما‬ ‫البدء من ال�صفر‪ ،‬و�أن يحاوال‬ ‫العثور على جزيء يعمل بو�صفه‬ ‫عام ًال ّ‬ ‫معط ًال للأنبوب الدقيق‪،‬‬ ‫لكنه يتمتّع يف ح ّد ذاته بح�سا�سية‬ ‫لل�ضوء بطريقة ت�سمح بتبديل‬ ‫و�ضعه بني الإيقاف والت�شغيل‪.‬‬ ‫ويعتقد الكيميائيان �أنهما اكت�شفا‬ ‫مثل هذا اجلزيء يف �صورة‬ ‫مادة ت�سمى (كومربيتا�ستاتني)‪،‬‬ ‫وهي موجودة يف حلاء �شجرة‬ ‫�صف�صاف الدغل ‪bushwillow‬‬ ‫يف جنوب �إفريقيا؛ �إذ حتتوي هذه‬ ‫ال�شجرة على عدة �أنواع من مادة‬ ‫كومربيتا�ستاتني‪ ،‬وهي مواد جيدة‬ ‫ب�شكل ملحوظ يف تعطيل ن�شاط‬ ‫الأنابيب الدقيقة‪ ،‬الذي يفرت�ض‬ ‫�أن ي�ساعد على حماية النباتات‬ ‫من الآفات والطفيليات‪ .‬وقام‬

‫لكن �أوليفر ثورن‪� -‬سي�شولد وديرك‬ ‫ترونر‪ ،‬وهما كيميائيان يف جامعة‬ ‫لودفيج ماك�سيميليان يف ميونيخ‬ ‫ب�أملانيا‪ ،‬ي�أمالن يف تغيري هذا‬ ‫الو�ضع؛ فهما يحاوالن تطوير عقار‬ ‫يتحكم يف الأنابيب الدقيقة‪ ،‬وميكن‬ ‫تبديل و�ضعه بني الت�شغيل والإيقاف‬ ‫با�ستخدام ال�ضوء‪.‬‬ ‫لي�ست فكرة العالج الكيميائي‬ ‫املُتح َّكم فيه ب�صري ًا باجلديدة‪،‬‬ ‫وقد حاولت عدة ِفرق طبية ت�ضمني‬ ‫العقاقري يف �أقفا�ص جزيئية ميكن‬ ‫فتحها من خالل ت�سليط ال�ضوء‬ ‫عليها؛ لأن توجيه ال�ضوء يف املكان‬ ‫املنا�سب من �ش�أنه �أن ي�ضمن‬ ‫عدم حترير العقار �إال يف املنطقة‬ ‫التي يكون فيها مفيد ًا‪ .‬وكان‬ ‫هذا التفكري ذكي ًا بقدر الهدف‬ ‫املن�شود‪ ،‬لكن ذلك يعني �أنه مبجرد‬ ‫حترير العقار ال ميكن ا�ستعادته‬ ‫�أو ال�سيطرة عليه‪ ،‬ويظ ّل ب�إمكانه‬ ‫�أن ُيحدث �أ�ضرار ًا جانبي ًة‪ ،‬و�إن‬ ‫كان �أق ّل من عقار غري ُمت�ض َّمن‬ ‫يف قف�ص جزيئي‪ ،‬و�إ�ضاف ًة �إىل‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫إلى التخلص من اآلثار‬ ‫الجانبية للعقاقير المضادة‬ ‫للسرطان‬

‫الدكتور ثورن‪� -‬سي�شولد والدكتور‬ ‫ترونر بفح�ص الن�سخة املعروفة‬ ‫با�سم كومربيتا�ستاتني ‪ A-4‬فح�ص ًا‬ ‫دقيق ًا‪ ،‬وهي تظهر يف ترتيبتني‬ ‫ُيعرفان با�سم (الأيزومرات)؛‬ ‫�إذ يكون لهما ال�صيغ الكيميائية‬ ‫نف�سها‪ ،‬لكن ب�أ�شكال خمتلفة‪،‬‬ ‫و�أحد الأيزومرات ّ‬ ‫معطل �ضعيف‬ ‫لن�شاط الأنابيب الدقيقة‪ ،‬بينما‬ ‫الآخر يعمل بكفاءة كبرية‪ ،‬وال�س�ؤال‬ ‫الذي ينبغي على الباحثني الإجابة‬ ‫عنه هو‪ :‬كيف ميكن حتويل �أيزومر‬ ‫�إىل الآخر با�ستخدام �شعاع �ضوء‪،‬‬

‫�صف�صاف دغل‪� :‬شجرة الإ�ضاءة‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫التبديل البصري قد يؤدي‬

‫وكذلك �إعادته �إىل حالته الأوىل مرة‬ ‫�أخرى؟ وقادهما القليل من جل�سات‬ ‫توليد الأفكار الكيميائية اجلديدة‬ ‫�إىل �إدراك �إمكانية القيام بعمليتي‬ ‫التحويل على حدٍّ �سواء من خالل‬ ‫ا�ستبدال ذرات نيرتوجني باثنني‬ ‫من ذرات الكربون املتجاورة يف‬ ‫اجلزيء‪ ،‬وتعني الرابطة الكيميائية‬ ‫التي ّمت توليدها على هذا النحو �أن‬ ‫الأيزومر غري ال�سا ّم‪ ،‬الذي ال يفعل‬ ‫�سوى القليل لتعطيل الأنابيب‪ ،‬يتغيرّ‬ ‫ال�س ِّم َّية عند ت�سليط‬ ‫�إىل �آخر �شديد ُ‬ ‫�ضوء �أزرق عليه‪ ،‬ويتم عك�س هذا‬ ‫التحويل بك ّل ب�ساطة عن طريق‬ ‫�إيقاف ت�شغيل ال�ضوء‪ ،‬وعلى عك�س‬ ‫الأ�شعة فوق البنف�سجية ُيع ّد ال�ضوء‬ ‫الأزرق غري �ضا ّر‪.‬‬ ‫ويفيد الباحثان يف جملة (�سيل‬ ‫‪ )Cell‬ب�أن نظامهما يعمل بنجاح‬ ‫يف طبق بيرتي؛ فقد قاما بخلط‬

‫مادة كومربيتا�ستاتني املعدَّلة‪،‬‬ ‫التي ي�س ّمونها (فوتو�ستاتني‬ ‫‪ ،)photostatin‬بخاليا �سرطان‬ ‫الثدي‪ ،‬ثم تركا بع�ض العينات يف‬ ‫الظالم‪ ،‬بينما قاما بتعري�ض الأخرى‬ ‫لنب�ضات من ال�ضوء الأزرق ك ّل خم�س‬ ‫دقائق‪ ،‬و�أثبت العقار �أنه �أكرث ُ�س ِّم َّية‬ ‫‪ 200‬مرة عند تعري�ضه لل�ضوء بهذه‬ ‫الطريقة عما كان عليه يف الظالم‪،‬‬ ‫بل �صار �أكرث ُ�س ِّم َّية ‪ 250‬مرة �ضعف‬ ‫قوته يف الظالم عند تعري�ضه للأ�شعة‬ ‫البنف�سجية‪ .‬وعلى العك�س من ذلك‪،‬‬ ‫كان �أكرث ُ�س ِّم َّية بن�سبة ‪ 75‬مرة فقط‬ ‫عند تعري�ضه لل�ضوء ال�سماوي؛ لذلك‬ ‫تبدو مركبات فوتو�ستاتني كما لو �أنها‬ ‫قابلة لل�ضبط لإحداث ت�أثري معني‬ ‫ح�سب املطلوب‪.‬‬ ‫يتم الإعالن عن عالجات‬ ‫كثري ًا ما ّ‬ ‫جديدة حمتملة لل�سرطان‪ ،‬لكن ال‬ ‫يخرج منها �إىل النور �شيء؛ ففي‬ ‫الواقع ال يخرج من املخترب �إىل‬ ‫العيادات الطبية �إال �أق ّل القليل‪،‬‬ ‫و�إذا تغ ّلبت مركبات فوتو�ستاتني‬ ‫على ال�صعاب ف�ستُحدث تقدّم ًا الفت ًا‬ ‫وين�صب الرتكيز امل�ألوف‬ ‫للنظر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫للأورام يف الوقت الراهن على ح�شد‬ ‫اجلهاز املناعي ملهاجمة املر�ض‪،‬‬ ‫وي�ؤ ّكد مثل هذا العمل �أنه مازالت‬ ‫هناك حيوية يف الأفكار التي ترمي‬ ‫�إىل حت�سني طرائق التعامل الأقدم‬ ‫مع املر�ض �أي�ض ًا‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫واحة العلوم‬

‫الذكاء االصطناعي‬ ‫يساعد ضحايا الحروق‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫يحتاج الأطباء �إىل �سنوات‪ ،‬بل عقود‬ ‫من الزمن‪ ،‬لكي يكت�سبوا اخلربة‬ ‫التي مت ّكنهم من مالحظة التفا�صيل‬ ‫التي تظ ّل بعيد ًة من �إدراك العني‬ ‫غري املد ّربة‪ ،‬وقد ت�ش ّكل هذه املهارة‬ ‫تخ�ص�ص الطبيب‪-‬‬ ‫اعتماد ًا على ّ‬‫الفرق بني طبيب الأورام الذي مي ّيز‬ ‫ورم ًا خبيث ًا من كي�س حميد‪ ،‬وميكنها‬ ‫م�ساعدة طبيب القلب على حتديد‬ ‫موجود‬ ‫ثقب‬ ‫ٍ‬ ‫�سرعة تد ّفق الدم عرب ٍ‬ ‫يف القلب‪� ،‬أو معرفة ج ّراح التجميل‬ ‫�إذا كان �أحد احلروق ال�شديدة يف‬ ‫طريقة �إىل االندمال كما ينبغي �أم‬ ‫�أنه عر�ضة خلطر العدوى؛ فال �شيء‬ ‫مما �سبق ُيع ّد �سه ًال ما مل تكن تعرف‬ ‫كيف ترى بطريقة معينة‪.‬‬ ‫يقول جوناثان كانيف�سكي؛ جراح‬ ‫التجميل يف املركز ال�صحي التابع‬ ‫جلامعة ماكجيل يف مونرتيـال‪:‬‬ ‫«كلما قطعتُ �شوط ًا �أبعد يف تدريبك‬ ‫�صرت �أقدر على مالحظة الفروق‬ ‫الدقيقة‪ ،‬لكن ك ّل طبيب مق ّيد‬ ‫بعدد احلاالت التي ّاطلع عليها‬ ‫خالل م�شواره املهني»‪ .‬وب�إمكان‬

‫‪12‬‬

‫‪%‬‬

‫الذكاء اال�صطناعي تغيري هذا ك ّله؛‬ ‫فالتخ�ص�صات الطبية التي تعتمد‬ ‫ّ‬ ‫اعتماد ًا كبري ًا على تكنولوجيات‬ ‫الت�صوير تو�شك �أن ت�شهد حتو ًال‬ ‫كبري ًا يف ع�صر التع ّلم الآيل‪ ،‬وهو‬ ‫نوع من �أنواع الذكاء اال�صطناعي‬ ‫ت�ستطيع فيه �أجهزة احلا�سب الآيل‬ ‫التي تع ّر�ضت ملجموعات بيانات‬ ‫هائلة �أن تخرج تلقائي ًا با�ستنتاجات‬ ‫من واقع ما تراه‪ .‬وميكن ال�ستخدام‬ ‫كميات هائلة من ال�صور الطبية‬

‫�إحداث ثورة يف الرعاية ال�صحية‬ ‫كما يقول كانيف�سكي؛ لأن «الأ�شياء‬ ‫التي ت�شتمل على مك ّون مرئي ميكن‬ ‫ترجمتها �إىل �صورة‪ ،‬وميكن عندئذٍ‬ ‫ترجمة هذه ال�صورة �إىل نقطة‬ ‫بيانات‪ ،‬وميكن ا�ستخدام هذه‬ ‫النقطة يف التع ّلم الآيل»‪.‬‬ ‫ون�ستطيع �أن نقول بعبارة �أخرى‪� :‬آالت‬ ‫كاف من التطور‬ ‫اليوم على م�ستوى ٍ‬ ‫لكي ت�ستمد ر�ؤى ثاقب ًة غري بادية‬ ‫للعيان من �صور مع ّقدة‪ ،‬ولوال ذلك‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫التعلّم اآللي يسمح ألجهزة‬ ‫الحاسوب بإدراك أنماط في‬ ‫الصور الطبية ال يدركها‬ ‫األطباء البشر‬

‫فعلها ا�ستجاب ًة لذلك املوقف تقييم‬ ‫مدى �إ�صابات املري�ض‪ ،‬ومن الطرائق‬ ‫التقليدية لأداء تلك املهمة يف جمال‬ ‫جراحة التجميل افرتا�ض �أن م�ساحة‬ ‫�سطح راحة يد املرء ت�ساوي ‪ %1‬من‬ ‫ج�سمه‪ ،‬وهي طريقة لي�ست م�ضبوطة‬ ‫�أو حتى دقيقة بال�ضرورة؛ �إذ يقول‬ ‫كانيف�سكي‪�« :‬إننا ن�ستخدم تقدير ًا‬ ‫يتو�صل‬ ‫بدائي ًا جد ًا»‪ ،‬لكن من ّ‬ ‫املهم �أن ّ‬ ‫تقدير؛ لأن معرفة مقدار‬ ‫الأطباء �إىل ٍ‬ ‫ما هو حمروق من ج�سم ال�شخ�ص‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�سيغيب هذا املنظور عن مالحظة‬ ‫الب�شر‪ ،‬حتى عن �أولئك الأكرث خرب ًة‬ ‫ومت ّر�س ًا منهم؛ فبالتدريب املنا�سب‬ ‫ت�ستطيع الآالت �أن تُري الأطباء الب�شر‬ ‫ما ال يرون‪ ،‬يقول كانيف�سكي‪« :‬على‬ ‫�سبيل املثال‪ :‬ما منط العدوى املع ّينة‬ ‫التي تت�س ّبب فيها بكرتيا معينة؟»؛‬ ‫فمثل هذا النمط قد يكون دقيق ًا‬ ‫جد ًا لدرجة �أن يتع ّذر على الب�شر‬ ‫معرفته‪ ،‬ومع ذلك ت�ستطيع �آلة تعتمد‬ ‫على جمموعة بيانات كبرية مبا يكفي‬ ‫�أن مت ّيزه‪ .‬ويعطينا كانيف�سكي مثا ًال‬ ‫�آخر‪ ،‬عائد ًا بذاكرته �إىل مري�ض‬ ‫عاجله م�ؤخر ًا من �إ�صابة �أملّت به يف‬ ‫انفجار خزان لغاز الربوبان‪ ،‬يقول‬ ‫كانيف�سكي‪« :‬احلروق م�شكلة كبرية»؛‬ ‫لعدد من الأ�سباب؛ فمن �أول الأ�شياء‬ ‫ٍ‬ ‫التي كان يجب عليه هو وزمال�ؤه‬

‫م� ّؤ�شر على ُعر�ضته للموت‪ ،‬وت�ساعد‬ ‫الأطباء على اتخاذ قرارات حا�سمة‬ ‫ب�ش�أن �أف�ضل طريقة للعالج‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك تقييم مقدار ما يحتاج �إليه‬ ‫امل�صاب من �سوائل عن طريق الوريد‬ ‫يف الأيام الأوىل التالية للإ�صابة‪،‬‬ ‫وحتديد نوع اال�ستجابة اجلراحية‬ ‫الأن�سب له‪ .‬وت�ستطيع اخلوارزميات‬ ‫بالفعل حتديد مدى عمق احلرق‪،‬‬ ‫والتن ّب�ؤ بدق ٍة باملدة التي �سي�ستغرقها‬ ‫اندمال هذا احلرق‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬توجد يف املتناول تطبيقات‬ ‫تع ّلم �آيل مل يكن يتخ ّيلها عقل يف‬ ‫ال�سابق لتوفري الرعاية للمر�ضى‬ ‫ملقال عن التع ّلم‬ ‫الأفراد وفق ًا‬ ‫ٍ‬ ‫الآيل ن�شرته جملة اجلمعية الطبية‬ ‫الأمريكية يف فرباير املا�ضي‪،‬‬ ‫وتوجد على الأق ّل ع�شر �شركات‬ ‫متخ�ص�صة يف الذكاء‬ ‫مبتدئة‬ ‫ّ‬ ‫وين�صب تركيزها‬ ‫اال�صطناعي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫على الرعاية ال�صحية‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫فما زال هناك كثري من العمل الذي‬ ‫يجب القيام به قبل �أن يعهد الأطباء‬ ‫الإكلينيكيون بعياداتهم �إىل الآالت‪،‬‬ ‫«وال تقلقوا �أيها الأطباء؛ فلن حت ّل‬ ‫الروبوتات حم ّلكم الآن»؛ لأن تعليم‬ ‫الآلة ي�ستغرق وقت ًا‪ ،‬والتع ّلم حتت‬ ‫إ�شراف يحتاج �إىل �إمداد احلا�سب‬ ‫� ٍ‬ ‫الآيل بتغذية ا�سرتجاعية عن طريق‬ ‫ت�أكيد �صوابه عندما يكون م�صيب ًا‪،‬‬ ‫وو�ضع العالمات على ال�صور‬

‫‪13‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫وت�صنيفها‪ ،‬و«تدريب اخلوارزمية‬ ‫حتى ميكنها �أن تقول‪ :‬يبدو يل �أن‬ ‫هذا اجلرح �سيندمل» على حد قول‬ ‫كانيف�سكي‪ .‬وباالهتمام الكايف‪،‬‬ ‫والبيانات البكر‪ ،‬ميكن للطريقة التي‬ ‫ترى بها الآلة �أن تتف ّوق ب�سرعة على‬ ‫قدرة الب�شر؛ فعلى �سبيل املثال‪ :‬متلك‬ ‫املتخ�ص�صة‬ ‫�شركة �إنليتيك املبتدئة‬ ‫ّ‬ ‫يف التع ّلم املتع ّمق خوارزمي ًة � ّ‬ ‫أدق‬ ‫بن�سبة ‪ %50‬من اخت�صا�صيي الأ�شعة‬ ‫الب�شر يف اكت�شاف �سرطان الرئة‬ ‫على ح ّد قول ال�شركة‪.‬‬ ‫ويف �سياقات �أخرى‪� ،‬أثبتت الآالت‬ ‫�أنها ت�ضارع الأطباء الب�شر على‬ ‫الأق ّل يف �أداء مهام حا�سمة؛‬ ‫فقد ذكر كاتبو �إحدى املقاالت‬ ‫املن�شورة يف جملة (ميديكال �إميدج‬

‫املتخ�ص�صة يف حتليل‬ ‫�أنالي�سي�س)‬ ‫ّ‬ ‫ال�صور الطبية عام ‪2012‬م �أن‬ ‫هناك «تطبيقات كثرية يت�ساوى‬ ‫فيها �أداء الأنظمة امل�ستندة �إىل‬ ‫التع ّلم الآيل مع �أداء اخت�صا�صيي‬ ‫الأ�شعة املتمر�سني»‪ ،‬وكان ذلك من‬ ‫�أربع �سنوات‪ ،‬وهي مدة ت�ساوي دهر ًا‬ ‫مبقايي�س الذكاء اال�صطناعي‪.‬‬ ‫ُي�ؤمن كانيف�سكي ب�أن التع ّلم الآيل‬ ‫�سي�سمح بوجود ما ي�شبه ال�صندوق‬ ‫الأ�سود يف الطب‪ ،‬يف ظ ّل قيام‬ ‫خوارزميات مع ّقدة بت�سجيل ّ‬ ‫وفك‬ ‫ت�شفري جوانب م�ستع�صية من‬ ‫جوانب �صحة املرء على م�ستويات‬ ‫مل تكن ممكنة ّ‬ ‫قط‪ ،‬ولو جمعنا بني‬ ‫ال ُب�شرى التي يحملها التع ّلم الآيل‬ ‫والكميات الهائلة من البيانات‬

‫التي ميكن جمعها من خالل‬ ‫الأجهزة الفردية القابلة لالرتداء‬ ‫�سيكون ب�إمكان الأطباء البدء‬ ‫باالعتماد على «اخلوارزميات‬ ‫التي ت�ستطيع حتقيق اال�ستفادة‬ ‫املثلى من املعلومات ال�شخ�صية يف‬ ‫الزمن احلقيقي» ‪-‬كما قال كاتبو‬ ‫املقال املن�شور يف جملة اجلمعية‬ ‫الطبية الأمريكية‪ -‬الكت�شاف‬ ‫ال�شذوذات‪ ،‬واختيار طرائق‬ ‫العالج‪ .‬و�ست�شهد التكنولوجيا‬ ‫امل�ستخدمة يف ت�سجيل بيانات‬ ‫حت�سن ًا مذه ًال يف ح ّد‬ ‫املر�ضى ّ‬ ‫ذاتها‪ ،‬يقول كانيف�سكي‪�« :‬سيكون‬ ‫اقرتان هاتني القوتني ‪-‬الذكاء‬ ‫اال�صطناعي‪ ،‬وتط ّور تكنولوجيا‬ ‫الت�صوير‪� -‬شيئ ًا عظيم ًا»‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫واحة العلوم‬

‫يتحول إلى ترف‬ ‫الواقع‬ ‫ّ‬ ‫منحت الثورة الرقمية الب�شر �أعظم‬ ‫قوة خللق الواقع والعبث به؛ �إذ‬ ‫ميكننا �إن�شاء �آالت وخوارزميات‬ ‫ت�ستطيع �أن تحُ اكي عاملنا بدرجة‬ ‫جيدة مت ّكنها من خداع عقولنا؛‬ ‫فعلى �سبيل املثال‪ :‬تقدم لنا �شركة‬ ‫‪ Applied VR‬الأمريكية النا�شئة‬ ‫عالج ًا يرتكز على الواقع االفرتا�ضي‬ ‫بدي ًال للمهدّئات‪ .‬وي�شبه عمل ال�شركة‬ ‫ما يقوم به ميجيل نيكوليل�س‪ ،‬وهو‬ ‫طبيب من والية كارولينا ال�شمالية‬ ‫بالواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬مت ّكن‬ ‫من م�ساعدة مر�ضاه امل�شلولني على‬ ‫ا�ستعادة �أحا�سي�سهم وحت ّكمهم يف‬ ‫�أطرافهم ب�شكل جزئي عن طريق‬ ‫�إغراقهم يف العوامل االفرتا�ضية‪.‬‬ ‫�إننا يف بداية ثورة كبرية فح�سب‪ ،‬وال‬ ‫تُقدَّر احتماالت منو هذا امل�ستقبل‬ ‫االفرتا�ضي حقّ قدرها‪ ،‬مثلما حدث‬ ‫متام ًا مع الإنرتنت يف ت�سعينيات‬ ‫القرن املا�ضي‪ ،‬و�سرعان ما �ستُحدث‬ ‫�أجهزة الواقع االفرتا�ضي حت ّو ًال يف‬ ‫الطريقة التي ّ‬ ‫ننظم بها �أعمالنا‪.‬‬ ‫ملاذا نتك ّبد عناء الذهاب �إىل مكان‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫معينّ بينما ميكن لهذا املكان �أن‬ ‫ي�أتي �إلينا خالل ثوانٍ ؟ �ستتم �إعادة‬ ‫ت�صميم رحالت العمل‪ ،‬و�ستتم‬ ‫�إعادة اخرتاع عمليات ال�شراء داخل‬ ‫حمالت مادية‪ ،‬و�ستظهر �أ�شكال‬ ‫جديدة من العالقات احلميمة‪.‬‬ ‫كيف �ستبدو بيوتنا ومالب�سنا‬ ‫وعطالتنا يف العامل االفرتا�ضي الذي‬ ‫�سنعي�ش فيه؟ �أو ًال‪� :‬سيكون لدينا كثري‬ ‫من اخليارات ال�شخ�صية‪ ،‬وقبل ك ّل‬ ‫�شيء �سيتم ّيز هذا العامل االفرتا�ضي‬ ‫ب�أنه �أرخ�ص بكثري؛ لعدم ُ�صنع � ّأي‬ ‫�شيء من مواد مادية‪ ،‬و�ست�ستمر‬ ‫جتربة الواقع‪ ،‬لكنها �ست�صبح نادر ًة‪،‬‬ ‫و�سيتح ّول الواقع �إىل �شيء �أ�شبه‬

‫بالرتف ب�سبب انت�شار التكنولوجيا‬ ‫الرقمية على نطاق وا�سع‪.‬‬ ‫�إذا كنت تعتقد �أن هذا الكالم من‬ ‫قبيل املبالغة فعليك مبراقبة قوة‬ ‫التكنولوجيا امل�س ِّببة للإدمان‪ ،‬وانظر‬ ‫�إىل جحافل الالعبني امل�شاركني‬ ‫يف لعبة بوكيمون ‪Pokémon‬‬ ‫‪ ،Go‬و�سعيهم نحو احل�صول على‬ ‫�شخ�صيات افرتا�ضية‪ ،‬وقد قال رجل‬ ‫الأعمال �إيلون ما�سك يف يونيو عام‬ ‫‪2016‬م‪� :‬إنه مقتنع ب�أن الب�شر لديهم‬ ‫فر�صة بن�سبة واحد يف املليار لعدم‬ ‫العي�ش يف واقع محُ ا ًكى‪ ،‬ورمبا كان‬ ‫ذلك جم ّرد �إ�شارة �إىل ما �ست�ؤول‬ ‫�إليه حياتنا خالل ‪ 15‬عام ًا تقريب ًا‪.‬‬

‫من ذا الذي يحتاج �إىل �أيدٍ حقيقية على �أيّ حال؟‬ ‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫في عالم افتراضي متزايد‪..‬‬

‫‪15‬‬


‫واحة العلوم‬

‫هل يريد اإلنسان الخلود‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫هل ميكن للإن�سان �أن ُي�صبح خالد ًا‬ ‫خالل عقدٍ من الزمن؟ ُيع ّد راي‬ ‫كورزويل ‪-‬مدير ق�سم الهند�سة‬ ‫يف �شركة جوجل‪ -‬على دراي ٍة بهذا‬ ‫املو�ضوع؛ فقد �أ ّلف كتب ًا عن ال�صحة‬ ‫والذكاء اال�صطناعي وعلم امل�ستقبل‪.‬‬ ‫وي�ستند كورزويل يف نظريته عن‬ ‫اخللود على التطور الهائل يف جمال‬ ‫التقنيات‪ ،‬التي �صارت �أكرث كفاء ًة‬ ‫و�سرع ًة بكث ٍري عما كانت عليه من‬ ‫قبل‪ ،‬ويرى كورزويل �أن التكنولوجيا‬ ‫احليوية �ستُحدث حت ّو ًال يف جمال‬ ‫ال�صحة يف امل�ستقبل القريب‪،‬‬ ‫ويعتقد �أن ي�ستخدم العلماء املواد‬ ‫الدقيقة التي تُعرف با�سم (روبوتات‬ ‫بحجم النانو ‪ )nanorobots‬يف‬ ‫الأدوية لإكمال عمل اجلهاز املناعي‬ ‫للإن�سان بحلول عام ‪2020‬م‪،‬‬ ‫و�ستتم ّكن هذه الآالت الدقيقة من‬ ‫تعديل ك ّل اجلينات الب�شرية؛ لكيال‬ ‫ت�سمح بال�شيخوخة �أو �إ�صابة اجل�سم‬ ‫باملر�ض‪ .‬وجاء يف نظرية كورزويل‬ ‫�أنه بحلول عام ‪2030‬م �ست�سمح‬ ‫التكنولوجيا الطبية للنا�س ب�إ�ضافة‬

‫‪16‬‬

‫‪%‬‬

‫حق ًا؟‬

‫هو احلم�ض النووي (‪،)DNA‬‬ ‫وال ميكن للمرء �أن يعالج اجلينات‬ ‫ب�شكل فردي؛ لأن احلم�ض النووي‬ ‫ك ٌّل ال يتج ّز�أ»‪ .‬يقول فران�شي�سكو‬ ‫املتخ�ص�ص يف املواد‬ ‫�ستيالت�شي؛‬ ‫ّ‬ ‫احليوية واجل�سيمات النانوية‪،‬‬ ‫والأ�ستاذ يف كلية لوزان ال�سوي�سرية‪:‬‬ ‫«تغيري اجلينات لي�س بالأمر‬ ‫الي�سري‪ ...‬و�أعتقد �أنه متفائل جد ًا‬ ‫ب�ش�أن الوقت الذي �سي�ستغرقه‬ ‫الأمر لبلوغ هذا الهدف»‪ ،‬وي�ضيف‬

‫�سنة زائدة من احلياة �إىل حياتهم‬ ‫ك ّل عام‪.‬‬ ‫هل هذه التو ّقعات واقعية؟‬ ‫يقول ديني�س دوبول؛ الأ�ستاذ يف‬ ‫كلية لوزان الفيدرالية املتعدّدة‬ ‫التخ�ص�صات‪ ،‬ويف جامعة جنيف‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«الوراثة والتكنولوجيا احليوية‬ ‫علمان خمتلفان‪ ،‬وي�شري كورزويل‬ ‫يف نظريته �إىل ‪� 23‬ألف برنامج‬ ‫يتم تهيئتها �إىل ‪� 23‬ألف جني‪،‬‬ ‫�صغري ّ‬ ‫لكن هناك برنامج واحد فقط‪،‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫الخوف من الموت‬

‫يرى فران�سوا ديرماجن ‪�-‬أ�ستاذ‬ ‫الأخالق يف ق�سم الالهوت بجامعة‬ ‫جنيف ال�سوي�سرية‪� -‬أن نظرية‬ ‫كورزويل عن اخللود تعك�س ثقافة‬

‫التقنيات الحديثة أعطت‬ ‫دفعةً قويةً لآلمال التي‬ ‫ّ‬ ‫تبشر بحياة أبدية‪ ..‬لكن هناك‬ ‫أسئلة مقلقة تتجاوز العلم‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫�شباب �إىل الأبد‬

‫الفردية املفرطة‪ ،‬ومبعنى �أكرث‬ ‫حتديد ًا‪�« :‬إنني هذا ال�شخ�ص‬ ‫العظيم الذي ي�ستحقّ �أن يعي�ش �إىل‬ ‫الأبد»‪ .‬وي�ضيف ديرماجن‪« :‬لكن قد‬ ‫تكون للعالج املُقرتح تكلفة �ضخمة‪،‬‬ ‫وهو ما ال ي�سمح �إال بخلود املُو�سرين‬ ‫والأغنياء»‪ ،‬و ُيردف �سائ ًال‪« :‬ملاذا‬ ‫ي�ستحقّ هذا ال�شخ�ص احلياة‬ ‫الأبدية ب�صورة �أكرب من غريه؟»‪.‬‬ ‫وي�س ّلط ديرماجن ال�ضوء على جانب‬ ‫�سلبي �آخر من هذه الرغبة يف‬ ‫«العي�ش بال حدود يف عامل حمدود»‪،‬‬ ‫وهو حمدودية املوارد على الأر�ض‬ ‫التي لن تكون متاح ًة �إىل الأبد‪،‬‬ ‫فيقول‪« :‬حل�سن احلظ �أننا منوت؛‬ ‫لأن اجلن�س الب�شري مييل �إىل‬ ‫التو�سع ب�شدة‪ ،‬وانظروا �إىل م�شكلة‬ ‫ّ‬ ‫التغيرّ يف املناخ على �سبيل املثال»‪.‬‬ ‫ويقول فران�سوا كزافييه بوتاالز؛‬ ‫�أ�ستاذ الفل�سفة يف ق�سم الالهوت‬ ‫بجامعة فرايبورج الأملانية‪ :‬هناك‬ ‫طرائق للعي�ش �إىل الأبد؛ ف�إ�ضاف ًة �إىل‬ ‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫حتويل اجلينات اخلا�صة بك «هناك‬ ‫طرائق �أخرى للخلود‪ ،‬وال�سيما من‬ ‫خالل الإجنازات املادية‪ ،‬منها‬ ‫على �سبيل املثال‪� :‬إجناب الأطفال‪،‬‬ ‫وابتكار �أعمال فنية‪ ،‬وحتقيق‬ ‫النجاح؛ فبهذه الطريقة ي�ستمر �شيء‬ ‫من حياتنا بعد �أن منوت»‪.‬‬ ‫ملاذا ي�ش ّكل اخلوف من املوت هاج�س ًا‬ ‫لدى الإن�سان منذ فجر التاريخ؟‬ ‫يجيب بوتاالز قائ ًال‪« :‬لأننا ُخلقنا‬ ‫متم�سكون‬ ‫للعي�ش‪ ،‬ال املوت‪� ...‬إننا‬ ‫ّ‬ ‫جد ًا بوجودنا �إىل درج ٍة ال جتعلنا‬ ‫ُن�ؤمن ب�أننا �سنموت يوم ًا ما؛ فنحن‬ ‫نعلم �أن املوت حقّ لأننا نراه؛ لذلك‬ ‫نعلم �أن الإن�سان نف�سه فانٍ »‪ .‬ويقول‬ ‫ديرماجن‪ :‬هذا الدافع ينبع من‬ ‫حاجتنا �إىل الكمال‪ ،‬و«من ال�صعب‬ ‫�أن نتق ّبل ال�شيخوخة‪ ،‬ون�صبح غري‬ ‫جذابني �أو �أذكياء‪ .‬احلياة عملية‬ ‫طويلة من االنحالل وال َوهَ ن‪ ،‬و ُيع ّد‬ ‫عدم تق ّبل حقيقة �أننا �سنموت‬ ‫م�شكلة عامة»‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�ستيالت�شي‪« :‬لن يكون من امل�ستحيل‬ ‫�إجراء تعديل لت�صحيح ت�ش ّوه ما‬ ‫يف �سبيل العي�ش مدة �أطول‪ ،‬لكن‬ ‫�سي�ستغرق هذا الأمر مئة �سنة»‪.‬‬ ‫ويقول دوبول‪« :‬تثري نظرية كورزويل‬ ‫عن اخللود �أ�سئل ًة خطري ًة؛ فما ال�سنّ‬ ‫الذي �ستتو ّقف عنده ال�شيخوخة؟‬ ‫و� ّأي نوع من ال�سكان نريد �أن نكونه‬ ‫وقتئذٍ ‪ :‬الر�ؤ�ساء التنفيذيني‪� ،‬أم كبار‬ ‫ال�سنّ الذين ي�صرخون يف القطار؟»‪.‬‬ ‫ال�ضروري تغيري‬ ‫وي�ضيف دوبول‪ :‬من‬ ‫ّ‬ ‫القوانني الأ�سا�سية لعلم الوراثة‬ ‫الب�شرية �إذا �أردنا بلوغ اخللود‪ ،‬وهذه‬ ‫امل�شكلة هي م�شكلة الأ�شخا�ص الذين‬ ‫ينظرون �إىل ج�سم الإن�سان بو�صفه‬ ‫�سيار ًة‪« ،‬لكنك �إذا قمتَ بتغيري‬ ‫جميع قطعها فلن تعود �سيارتك هي‬ ‫ال�سيارة التي �ألفتها»‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫واحة العلوم‬

‫الحيوانات تعشق‬

‫العناق والحضن‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫يبدو �أن احليوانات تع�شق العناق‬ ‫واحل�ضن الب�شري‪ ،‬حتى الزواحف‬ ‫والدجاج وال�سمك ك ّلها ت�ستمتع‬ ‫بالتودّد الب�شري؛ �إذ تك�شف مقاطع‬ ‫�سجلت ن�سب م�شاهدة عالية‬ ‫فيديو ّ‬ ‫ً‬ ‫الدب‬ ‫على اليوتيوب‪ ،‬بدءا من هذا ّ‬ ‫دب‬ ‫يحب العناق مثله مثل ّ‬ ‫الذي ّ‬ ‫حم�شو‪� ،‬إىل حيوان الكوال الذي‬ ‫يلتم�س العاطفة‪� ،‬أن لدى هذه‬ ‫إ�شارات وا�ضح ًة على �أنها‬ ‫الكائنات � ٍ‬ ‫تريد مزيد ًا من العناق والأيدي‬ ‫الب�شرية التي تربت على �أج�سامها؛‬ ‫فنحن نرى هذه احليوانات وهي‬ ‫ّ‬ ‫حتك وت�ضغط ب�أج�سادها وتدنو‬ ‫ب�سعادة يف عيون مغلقة‪ .‬لكن ماذا‬ ‫يقول العلم عن مثل هذه احليوانات‬ ‫حتب العناق؟ وما الذي تريده‬ ‫التي ّ‬ ‫هذه املخلوقات‪ :‬املتعة �أم الطعام �أم‬ ‫الروابط االجتماعية؟‬ ‫يقول روالن مورير؛ عامل الأحياء‬ ‫ال�سلوكي يف جامعة جنيف‪� :‬إنه‬ ‫ر�أى «�إغوانا �ضخمة يف حديقة‬ ‫حيوان (�شو دو فون) ت�سعى بو�ضوح‬ ‫�إىل العناق»‪� ،‬أو تلتم�س من يربت‬

‫‪18‬‬

‫‪%‬‬

‫البشري‬

‫على ر�أ�سها على الأق ّل‪ .‬ويالحظ‬ ‫الباحث �أن ت ّنينه امللتحي‪ ،‬وهو نوع‬ ‫من ال�سحايل الأ�سرتالية ذو رقبة‬ ‫�شائكة‪ ،‬وال ُيعرف عنه � ّأي طباع‬ ‫اجتماعية‪« ،‬يغلق عينيه‪ ،‬ويبقى‬ ‫�ساكن ًا عندما يربت �شخ�ص ما على‬ ‫ر�أ�سه»‪ .‬يقول مورير‪�« :‬أعتقد �أن هذه‬ ‫احليوانات جتد نوع ًا من املتعة يف‬ ‫التالم�س مع الب�شر‪ .‬ويجب �أن تكون‬ ‫هناك �آليات جتعل هذا التوا�صل‬ ‫لطيف ًا لها‪ ،‬و�إال كانت قد رف�ضته»‪،‬‬ ‫ويردف قائ ًال‪« :‬الأمر يف غاية‬ ‫الب�ساطة للثدييات االجتماعية؛‬ ‫�إذ ي�ؤدي التوا�صل اجل�سدي �إىل‬ ‫�إنتاج بع�ض الهرمونات‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬

‫الأوك�سيتو�سني الذي يغذي‬ ‫احلميمية‪ ،‬ويرتبط ب�شكل من‬ ‫�أ�شكال ال�سعادة»‪.‬‬ ‫ولأن هذا التوا�صل اجل�سدي يو ّلد‬ ‫هذه الكيمياء ف�إنه يعزّز �أي�ض ًا‬ ‫احلاجة لدى هذه احليوانات �إىل‬ ‫متابعة هذا التوا�صل‪ .‬وجتمع هذه‬ ‫احلميمية ال�سلوكية الكيميائية‬ ‫بني الأع�ضاء من خالل الأنواع‬ ‫االجتماعية‪ ،‬يقول مورير‪« :‬من دون‬ ‫هذه الآلية التي جتعل التوا�صل‬ ‫لطيف ًا ف�إنها �ستميل �إىل البقاء بعيد ًا‬ ‫من بع�ضها البع�ض»‪.‬‬ ‫لكن ما جدوى هذه املتعة؟ وملاذا‬ ‫�أبقى التطور على هذا ال�سلوك؟ يقول‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫عندما ندلّل اإلغوانا فإننا‬ ‫نستفيد من قناة تواصل‬ ‫تُوجد بالفعل بين زواحفها؛‬ ‫ألن‬ ‫التطور يمكن أن يسري‬ ‫ّ‬ ‫عبر األنواع أيض ًا‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫مزدوجة �أي�ض ًا؛ فبعد ح�صوله على‬ ‫اخلد�ش الأول رمبا يريد املزيد؛ لأنه‬ ‫يحب التوا�صل بالفعل»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتح ّول هذه ال�سلوكيات‪ ،‬التي ُربطت‬ ‫يف البداية بالبقاء على قيد احلياة‪،‬‬ ‫�إىل �أفعال تلتم�س املتعة‪ ،‬يقول‬ ‫مورير‪ُ « :‬يع ّد �إدراك املتعة �إحدى‬ ‫�آليات التطور التي تدفعنا �إىل فعل‬ ‫�أ�شياء معينة؛ ف�إذا مل تت�ض ّمن احلياة‬ ‫االجتماعية �أي متعة فلن تكون هناك‬ ‫حياة اجتماعية على الإطالق‪،‬‬ ‫وهو ما ُيع ّد عائق ًا �أمام البقاء على‬ ‫قيد احلياة يف كثري من احلاالت»‪.‬‬ ‫لكننا ‪-‬نحن الب�شر‪ -‬ميكننا قراءة‬ ‫كثري من �سلوك احليوانات‪ ،‬يقول‬ ‫الجنيني‪« :‬هناك �سلوك حيواين نرى‬ ‫�أنه يعك�س �سلوك ًا ثقافي ًا ب�شري ًا؛ مثل‪:‬‬ ‫قبلة على ال�شفاه؛ فهي لفتة ثقافية؛‬ ‫لأن هذا ال�سلوك غري معروف متام ًا‬ ‫يف كثري من املجتمعات التقليدية‪.‬‬ ‫ويقوم النا�س الآن بطبع القبالت‬ ‫على ال�شفاه يف ك ّل املجتمعات يف‬ ‫جميع �أنحاء العامل مع انت�شار التلفاز‬ ‫والإنرتنت‪ ،‬لكن قبل ذلك كان هذا‬ ‫ي ًا وغري منطقي‬ ‫ال�سلوك يبدو حم ّ‬ ‫يف كثري من الثقافات»‪.‬‬ ‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫يتباين �سلوك احليوانات التي‬ ‫تتم ّيز مبهارات �إدراكية معقدة وفق ًا‬ ‫ويتم مترير �سلوكها بني‬ ‫للظروف‪ّ ،‬‬ ‫الأجيال من خالل التع ّلم‪ ،‬ولي�س‬ ‫من خالل ال�شفرة الوراثية‪ ،‬يقول‬ ‫ي الظروف‬ ‫الجنيني‪« :‬عندما تتغ ّ‬ ‫البيئية فمن املمكن �أن ت�ؤدي �إىل‬ ‫تعديالت يف البنيات االجتماعية‬ ‫وال�سلوكيات»‪ .‬ول�سوء احلظ ‪-‬على ح ّد‬ ‫قول عامل الوراثة‪ُ -‬يع ّد �إن�سان الغاب‬ ‫�أف�ضل الأمثلة القائمة؛ �إذ تعي�ش‬ ‫حيوانات �إن�سان الغاب الآن ك ّلها يف‬ ‫مناطق �صغرية‪ ،‬و ّمت �إزالة الغابات‬ ‫التي تعي�ش فيها‪ ،‬ويو�ضح الجنيني‬ ‫قائ ًال‪« :‬ت�ؤدي حقيقة متركزها يف‬ ‫م�ساحة �أ�صغر مما كانت عليه �إىل‬ ‫تكوين هذه الرئي�سيات‪ ،‬التي كانت‬ ‫تعي�ش ب�شكل منعزل حتى �أُزيلت‬ ‫غاباتها‪ ،‬جمموعات اجتماعية‪ ،‬ويف‬ ‫ظ ّل هذه الظروف بد�أت حيوانات‬ ‫�إن�سان الغاب بلم�س بع�ضها بع�ض ًا‪،‬‬ ‫و�أبدت �إ�شارات ت�ضامن‪ ،‬وط ّورت‬ ‫تفاعالت مثل تلك التي نالحظها‬ ‫عاد ًة لدى القردة العليا التي‬ ‫تنتمي �إىل �أنواع اجتماعية؛ مثل‪:‬‬ ‫ال�شمبانزي‪ ،‬والبونوبو‪ ،‬والغوريال»‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫مورير‪« :‬لأن هذا ال�سلوك ّ‬ ‫يف�ضل‬ ‫بوجه خا�ص احلياة االجتماعية‬ ‫من خالل احل ّد من العدوان بني‬ ‫الأع�ضاء الذين ينتمون �إىل املجموعة‬ ‫ذاتها؛ فمهاجمة بع�ضها بع�ض ًا عمل‬ ‫غري مفيد»‪ .‬وتعمل العاطفة والنزوع‬ ‫�إىل املودة على تنظيم االجنذاب‬ ‫نحو املناف�سة والتعاون؛ فهي تعمل‬ ‫و�سيل ًة لتعاي�ش نب�ضات مت�ضادة‪ .‬ومع‬ ‫ر�سوخ هذا املبد�أ من املتعة يف بع�ض‬ ‫الأنواع بالفعل من املمكن �أن ين�شط‬ ‫عند � ّأي توا�صل ج�سدي؛ «فعندما‬ ‫ند ّلل الإغوانا ف�إننا ن�ستفيد بالفعل‬ ‫من قناة توا�صل تُوجد بني حيوانات‬ ‫الإغوانا بالفعل»‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض اخت�صا�صي الوراثة‬ ‫�أندريه الجنيني الفيديو ال�شهري‬ ‫الذي يظهر فيه الليمور والبومة‪،‬‬ ‫و�أعطى لنا تف�سري ًا‪ ،‬فقال‪« :‬من‬ ‫الوا�ضح �أن الليمور ماكي يعاين نوع ًا‬ ‫ما من الطفح اجللدي‪ ،‬ويبدو �أنه‬ ‫يلتم�س عناق ًا عندما يقوم بخد�ش‬ ‫نف�سه فعلي ًا‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‬ ‫فرمبا ي�ستخدم الليمور �إ�سرتاتيجية‬

‫‪19‬‬


‫واحة العلوم‬

‫في عالم افتراضي متزايد‪..‬‬

‫يتحول إلى ترف‬ ‫الواقع‬ ‫ّ‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫منحت الثورة الرقمية الب�شر �أعظم‬ ‫قوة خللق الواقع والعبث به؛ �إذ‬ ‫ميكننا �إن�شاء �آالت وخوارزميات‬ ‫ت�ستطيع �أن تحُ اكي عاملنا بدرجة‬ ‫جيدة مت ّكنها من خداع عقولنا؛‬ ‫فعلى �سبيل املثال‪ :‬تقدم لنا �شركة‬ ‫‪ Applied VR‬الأمريكية النا�شئة‬ ‫عالج ًا يرتكز على الواقع االفرتا�ضي‬ ‫بدي ًال للمهدّئات‪ .‬وي�شبه عمل ال�شركة‬ ‫ما يقوم به ميجيل نيكوليل�س‪ ،‬وهو‬ ‫طبيب من والية كارولينا ال�شمالية‬ ‫بالواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬مت ّكن‬ ‫من م�ساعدة مر�ضاه امل�شلولني على‬ ‫ا�ستعادة �أحا�سي�سهم وحت ّكمهم يف‬ ‫�أطرافهم ب�شكل جزئي عن طريق‬ ‫�إغراقهم يف العوامل االفرتا�ضية‪.‬‬ ‫�إننا يف بداية ثورة كبرية فح�سب‪ ،‬وال‬ ‫تُقدَّر احتماالت منو هذا امل�ستقبل‬ ‫االفرتا�ضي حقّ قدرها‪ ،‬مثلما حدث‬ ‫متام ًا مع الإنرتنت يف ت�سعينيات‬ ‫القرن املا�ضي‪ ،‬و�سرعان ما �ستُحدث‬ ‫�أجهزة الواقع االفرتا�ضي حت ّو ًال يف‬ ‫الطريقة التي ّ‬ ‫ننظم بها �أعمالنا‪.‬‬ ‫ملاذا نتك ّبد عناء الذهاب �إىل مكان‬

‫‪20‬‬

‫‪%‬‬

‫بالرتف ب�سبب انت�شار التكنولوجيا‬ ‫الرقمية على نطاق وا�سع‪.‬‬ ‫�إذا كنت تعتقد �أن هذا الكالم من‬ ‫قبيل املبالغة فعليك مبراقبة قوة‬ ‫التكنولوجيا امل�س ِّببة للإدمان‪ ،‬وانظر‬ ‫�إىل جحافل الالعبني امل�شاركني‬ ‫يف لعبة بوكيمون ‪Pokémon‬‬ ‫‪ ،Go‬و�سعيهم نحو احل�صول على‬ ‫�شخ�صيات افرتا�ضية‪ ،‬وقد قال رجل‬ ‫الأعمال �إيلون ما�سك يف يونيو عام‬ ‫‪2016‬م‪� :‬إنه مقتنع ب�أن الب�شر لديهم‬ ‫فر�صة بن�سبة واحد يف املليار لعدم‬ ‫العي�ش يف واقع محُ ا ًكى‪ ،‬ورمبا كان‬ ‫ذلك جم ّرد �إ�شارة �إىل ما �ست�ؤول‬ ‫�إليه حياتنا خالل ‪ 15‬عام ًا تقريب ًا‪.‬‬

‫معينّ بينما ميكن لهذا املكان �أن‬ ‫ي�أتي �إلينا خالل ثوانٍ ؟ �ستتم �إعادة‬ ‫ت�صميم رحالت العمل‪ ،‬و�ستتم‬ ‫�إعادة اخرتاع عمليات ال�شراء داخل‬ ‫حمالت مادية‪ ،‬و�ستظهر �أ�شكال‬ ‫جديدة من العالقات احلميمة‪.‬‬ ‫كيف �ستبدو بيوتنا ومالب�سنا‬ ‫وعطالتنا يف العامل االفرتا�ضي الذي‬ ‫�سنعي�ش فيه؟ �أو ًال‪� :‬سيكون لدينا كثري‬ ‫من اخليارات ال�شخ�صية‪ ،‬وقبل ك ّل‬ ‫�شيء �سيتم ّيز هذا العامل االفرتا�ضي‬ ‫ب�أنه �أرخ�ص بكثري؛ لعدم ُ�صنع � ّأي‬ ‫�شيء من مواد مادية‪ ،‬و�ست�ستمر‬ ‫جتربة الواقع‪ ،‬لكنها �ست�صبح نادر ًة‪،‬‬ ‫و�سيتح ّول الواقع �إىل �شيء �أ�شبه‬

‫من ذا الذي يحتاج �إىل �أيدٍ حقيقية على �أيّ حال؟‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ملف العدد‬

‫السرطان‬ ‫برنامج مكافحة السرطان في دول الخليج‪ :‬سباق مع الزمن‬ ‫برنامج مكافحة السرطان في دول الخليج‪ :‬الواقع والطموح‬ ‫وهن‬ ‫نقدم الدعم النفسي للمريضات‪..‬‬ ‫د‪ .‬سعاد عامر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتحولن إلى سفيرات لنا بعد الشفاء‬ ‫ّ‬ ‫السرطان والبيئة الحافزة‬ ‫السرطان ووسائل عالجه‬ ‫التدخين وتأثيره السلبي في الجينوم البشري‬ ‫سرطان عنق الرحم خطر يمكن مواجهته‬ ‫كيف تحمي نفسك من الخبيث؟‬ ‫حزم جسيمات تصوير األورام‪ :‬عالج واعد للسرطان‬ ‫أدوية السرطان تبقي أمل القضاء على المرض ممكن ًا‬ ‫كتاب يفضح سطوة السياسة والمال‪ :‬التاريخ السري للحرب‬ ‫على السرطان‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫إمبراطور األمراض‬

‫‪21‬‬

‫اع‬


‫توثيق‬

‫سعى المكتب التنفيذي لمجلس وزراء‬ ‫الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫إلى التصدي لموضوع مكافحة السرطان‬ ‫للحس اإلنساني‬ ‫منذ عام ‪1997‬م؛ استجابةً‬ ‫ّ‬ ‫الكبير والدراية التامة بمعاناة مرضى‬ ‫السرطان وأسرهم‪ ،‬من خالل سلسلة طويلة‬ ‫من قرارات مجلس وزراء الصحة وهيئته‬ ‫التنفيذية الرامية إلى إعداد وترسيخ برامج‬ ‫وطنية للوقاية من السرطان‪ ،‬ومكافحته‪،‬‬ ‫وعالجه ّ‬ ‫بكل دولة‪ ،‬ومواجهة العبء المتزايد‬ ‫الذي يس ّببه في المجتمعات الخليجية‪.‬‬ ‫وأنشأ المكتب التنفيذي بالتعاون مع‬ ‫مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز‬ ‫األبحاث بالرياض عام ‪1998‬م المركز الخليجي‬ ‫لتسجيل السرطان؛ ليشكّ ل قاعدة بيانات‬ ‫خليجية مرتبطة بسجالت السرطان الوطنية‬ ‫في جميع دول مجلس التعاون‪ ،‬ولتساعد‬ ‫على رصد حاالت السرطان المكتشفة‪ ،‬وإصدار‬ ‫التقارير والمؤشرات اإلحصائية لحدوث‬ ‫السرطان في منطقة الخليج؛ ليكون ذلك‬ ‫خطوةً إستراتيجيةً أوليةً طويلة األمد تهدف‬ ‫إلى محاربة السرطان من خالل وضع التدابير‬ ‫الوقائية الفعالة‪ ،‬وتقديم البرامج المناسبة‬

‫‪22‬‬

‫لمكافحة السرطان‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫إستراتيجية مكافحة‬ ‫السرطان في دول الخليج‪:‬‬

‫سباق مع الزمن‬ ‫‪23‬‬ ‫د‪ .‬علي بن سعيد الزهراني‬ ‫المدير التنفيذي للمركز الخليجي‬ ‫لمكافحة السرطان‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�صدرت املوافقة عام ‪2004‬م باعتماد اخلطة‬ ‫الإ�سرتاتيجية الأوىل (‪2009 -2004‬م) ملكافحة‬ ‫ال�سرطان لدعم الدول الأع�ضاء يف تطوير خطط‬ ‫عمل وطنية ملكافحة ال�سرطان‪ ،‬تالها اعتماد اخلطة‬ ‫اخلليجية الثانية (‪2020 -2010‬م)‪ ،‬التي �ش ّكلت‬ ‫االنطالقة الفعلية للربنامج اخلليجي ملكافحة ال�سرطان‬ ‫وفق ًا خلطط تنفيذية ق�صرية ومتو�سطة وطويلة الأجل‪.‬‬ ‫و�صدرت موافقة معايل وزراء ال�صحة بدول جمل�س‬ ‫التعاون عام ‪2011‬م باعتماد مذكرة التفاهم التي و ّقعت‬ ‫بني املكتب التنفيذي ملجل�س وزراء ال�صحة بدول جمل�س‬ ‫التعاون وم�ست�شفى امللك في�صل التخ�ص�صي ومركز‬ ‫الأبحاث الرامية �إىل تطوير الربنامج اخلليجي ملكافحة‬ ‫ال�سرطان من خالل �إن�شاء املركز اخلليجي ملكافحة‬ ‫ال�سرطان بر�ؤية وا�ضحة تهدف �إىل وقاية وتعزيز‬ ‫احلياة يف املجتمع اخلليجي من خالل مكافحة �أمرا�ض‬ ‫ال�سرطان مب�شاركة جميع امل�ؤ�س�سات احلكومية والأهلية‬ ‫�ضمن مفهوم ال�شراكة يف �صحة املجتمع‪ .‬وبد�أ املركز‬ ‫منذ ت�أ�سي�سه مبراجعة وتطوير اخلطط الإ�سرتاتيجية‬ ‫الرامية �إىل تعزيز الوعي ال�صحي لدى املجتمع اخلليجي‬

‫حول ال�سرطان‪ ،‬وعوامل اخلطورة امل�ؤدية �إليه‪ ،‬وتن�سيق‬ ‫اجلهود لتقدمي خدمات متعددة االخت�صا�صات للوقاية‬ ‫من ال�سرطان وعالجه وفق ًا للأ�س�س العلمية املبنية على‬ ‫الرباهني؛ �إذ يعمل املركز من خالل هيئة ا�ست�شارية‬ ‫وعدد من اخلرباء‬ ‫مم ّثلة يف ع�ضوين من ك ّل دولة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫اخلليجيني والعامليني‪ ،‬ومم ّثلني عن اجلهات والهيئات‬ ‫الأخرى ذات العالقة‪ ،‬على امل�ساهمة يف ر�سم �سيا�سات‬ ‫وتوجهاته‪ُ ،‬‬ ‫و�ش ّكل عدد من اللجان الفنية‬ ‫املركز‬ ‫ّ‬ ‫املتخ�ص�صة لو�ضع املعايري الإقليمية‪ ،‬والإ�شراف على‬ ‫برامج‪ :‬الوقاية‪ ،‬والت�شخي�ص املبكر‪ ،‬والأدلة الوقائية‬ ‫والعالجية‪ ،‬والتدريب والتطوير‪ ،‬والبحوث العلمية؛ ليواكب‬ ‫العمل اخلليجي امل�ستجدات العاملية يف هذه املجاالت‪ .‬ومن‬ ‫�أهم ثمار املركز �صدور وثيقة الريا�ض عن امل�ؤمتر الدويل‬ ‫الأول حول �أعباء ال�سرطان يف منطقة اخلليج‪ ،‬الذي‬ ‫عقد يف �أكتوبر عام ‪2014‬م حتت �شعار (�سد الثغرات)‪،‬‬ ‫وت�ض ّمنت ‪ 11‬تو�صية تهدف �إىل تخفيف �أعباء ال�سرطان‪،‬‬ ‫بن�سب ملمو�سة‬ ‫وتقلي�ص معدالت الإ�صابة والوفاة منه‬ ‫ٍ‬ ‫خالل العقد املقبل‪ ،‬وحتديث اخلطط اخلليجية التنفيذية‬ ‫ملكافحة ال�سرطان ملواكبة امل�ستجدات العاملية‪.‬‬

‫لوحظ ارتفاع معدل اإلصابة بالسرطان‬ ‫بنسبة ‪ %84‬بين عامي ‪ 1998‬و‪2012‬م؛‬ ‫س ّجلت ‪ 8065‬حالة عام ‪1998‬م‪،‬‬ ‫إذ ُ‬ ‫و‪ 14.819‬حالة عام ‪2012‬م‪..‬‬ ‫ويتوقع‬ ‫ّ‬ ‫المركز الخليجي لمكافحة السرطان أن‬ ‫يستمر عدد حاالت السرطان الجديدة‬ ‫بين مواطني دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي في االرتفاع ليتجاوز ‪ 21‬ألف‬ ‫حالة بحلول عام ‪2030‬م‬

‫‪24‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ودعت الوثيقة �إىل �إن�شاء جهة مرجعية تُعنى‬ ‫يتم ت�أ�سي�سها‬ ‫باقت�صاديات و�أعباء �أمرا�ض ال�سرطان‪ّ ،‬‬ ‫اخلا�ص بوزارات ال�صحة للقيام‬ ‫�ضمن الهيكل التنظيمي‬ ‫ّ‬ ‫ب�إعداد قاعدة بيانات عن الو�ضع الراهن‪ ،‬وتو ّقع العبء‬ ‫االقت�صادي امل�ستقبلي لأمرا�ض ال�سرطان على النظام‬ ‫ال�صحي على امل�ستوى الوطني واخلليجي‪ ،‬وامل�ساعدة‬ ‫على �إعداد ال�سيا�سات التي تعزّز الأ�ساليب ال�صحية‬ ‫للحياة‪ ،‬والتعامل مع عوامل اخلطورة الأخرى امل�سببة‬ ‫لل�سرطان‪ ،‬وتع�ضيد اجلهود الوطنية والإقليمية والدولية‬

‫امل�شرتكة للحد من �أعبائه‪ .‬كما دعت الوثيقة �إىل تعزيز‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬ون�شر نتائج البحوث والأن�شطة‬ ‫الدولية والإقليمية يف جمال اقت�صاديات و�أعباء‬ ‫�أمرا�ض ال�سرطان‪ ،‬وتدعيم البحوث والدرا�سات‬ ‫اخلا�صة مبر�ض ال�سرطان‪ ،‬ودعم ال�سجالت الوطنية‬ ‫لل�سرطان‪ .‬ودعت الوثيقة كذلك �إىل رفع م�ستوى‬ ‫الوعي والثقافة ال�صحية مب�سببات ال�سرطان‪،‬‬ ‫و�أعرا�ضه‪ ،‬وطرائق الك�شف املبكر‪ ،‬من خالل تفعيل‬ ‫الأطر الإقليمية والعاملية يف جماالت تعزيز ال�صحة‬ ‫كاف ًة و�أمناط احلياة‪ ،‬ون�شر املعلومات اخلا�صة‬ ‫ب�أمرا�ض ال�سرطان لو�سائل الإعالم العامة لزيادة‬ ‫الوعي والتثقيف املجتمعي‪ ،‬واحلد من م�ؤ�شرات‬ ‫اخلطورة لهذه الأمرا�ض‪ ،‬ومتكني القياديات ورا�سمي‬ ‫ال�سيا�سات والت�شريعات والإ�سرتاتيجيات ال�صحية‬ ‫الوطنية يف جميع الوزارات واجلهات احلكومية وغري‬ ‫احلكومية وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين ذات العالقة‬ ‫اخلا�ص‪ ،‬وت�شجيع‬ ‫من التعاون الإيجابي مع القطاع‬ ‫ّ‬ ‫اال�ستثمار الوطني‪ ،‬واحل�صول على املعلومات اخلا�صة‬ ‫باقت�صاديات و�أعباء ال�سرطان �ضمن �أطر تعزيز‬ ‫ال�صحة لزيادة الوعي‪ ،‬وتفعيل الربامج‪ ،‬و�ضمان ر�صد‬ ‫امليزانيات الالزمة‪ ،‬و�إجراءات الدعم لأخرى‪ ،‬وت�سهيل‬ ‫�صدور ال�سيا�سات والت�شريعات املالئمة للحد من �أعباء‬ ‫وجهت الوثيقة �إىل �ضرورة تفعيل دور‬ ‫ال�سرطان‪ .‬كما ّ‬ ‫الرعاية ال�صحية الأولية يف مكافحة ال�سرطان والوقاية‬ ‫منه �ضمن برامج الرعاية ال�صحية املجتمعية ال�شاملة‬ ‫والتوجه ال�صحي للحياة‪ ،‬خ�صو�ص ًا يف جماالت‬ ‫املتكاملة‬ ‫ّ‬ ‫التوعية والتثقيف ال�صحي‪ ،‬والك�شف الدوري ال�صحي‬ ‫املبني على الرباهني‪ ،‬والك�شف املبكر لأمرا�ض‬ ‫املنتظم ّ‬ ‫ال�سرطان امل�ستهدفة‪ ،‬واتّباع نهج الرعاية امل�شرتكة بني‬ ‫م�ستويات الرعاية واخلدمة ال�صحية املختلفة‪ ،‬وحت�سني‬ ‫نظام الإحالة بني م�ستويات الرعاية ال�صحية مبختلف‬

‫‪25‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫مراحلها‪ ،‬ومتابعة عالج مر�ضى ال�سرطان يف �إطار‬ ‫نهج متعدد التخ�ص�صات‪ ،‬وتقدمي الرعاية التلطيفية‬ ‫و�إدراجها �ضمن مبادئ التعاليم الدينية والروحية‬ ‫اخلا�صة بتعزيز ال�صحة �ضمن برامج العالج التلطيفي‬ ‫والت�أهيل النف�سي‪ ،‬وت�أهيل الكوادر ال�صحية يف ظ ّل‬ ‫مفاهيم النظرة ال�شاملة واملتكاملة للنف�س الب�شرية‪،‬‬ ‫وتعزيز حقوق املري�ض من املنظور ال�صحي واالجتماعي‬ ‫والإن�ساين والنف�سي‪.‬‬ ‫وجرى يف �ضوء ذلك حتديث اخلطة الإ�سرتاتيجية‬ ‫(‪2020 -2010‬م) لتواكب امل�ستجدات العاملية ملكافحة‬ ‫ال�سرطان‪ ،‬و�صدرت الن�سخة املعدلة منها (‪-2016‬‬ ‫‪2025‬م)‪ ،‬التي جرى �إقرارها من جمل�س وزراء‬ ‫ال�صحة يف دول جمل�س التعاون اخلليجي يف م�ؤمتره‬ ‫الثمانني‪ ،‬الذي ُعقد مبدينة الريا�ض يف �أكتوبر عام‬ ‫‪2016‬م‪ .‬وا�شتملت اخلطة اخلليجية التنفيذية ملكافحة‬ ‫ال�سرطان على �سبعة �أهداف رئي�سة ّ‬ ‫تغطي جميع مناحي‬ ‫مكافحة ال�سرطان والوقاية منه‪ ،‬بو�صفها م�س�ؤولية‬ ‫م�شرتكة بني القطاع احلكومي والأهلي و�أفراد املجتمع‪،‬‬ ‫وح ّددت لكل هدف عدد ًا من الغايات والإ�سرتاتيجيات‬ ‫و�آليات وم�ؤ�شرات التطبيق ت�ساعد على متابعة ما يتم‬ ‫�إجنازه من �أهداف اخلطة ب�شكل دوري وفعال‪.‬‬

‫معـــدالت اإلصـــــابة بالـســــرطان فـــي دول‬ ‫مـجـلــس الـتعـــاون‬

‫ي�شري التقرير التجميعي للمدة (‪2012 -1998‬م) ملعدالت‬ ‫الإ�صابة مبر�ض ال�سرطان يف دول جمل�س التعاون اخلليجي‬ ‫(دولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬ومملكة البحرين‪ ،‬واململكة‬ ‫العربيةال�سعودية‪،‬و�سلطنةعمان‪،‬ودولةقطر‪،‬ودولةالكويت)‬ ‫�إىل ت�سجيل ‪ 164.888‬حالة �سرطان بني مواطنيها؛ �إذ بلغ‬ ‫عدد حاالت ال�سرطان امل�سجلة بني الذكور ‪ 79.364‬حالة‬ ‫و�سجلت‬ ‫(‪ ،)%48.1‬وبني الإناث ‪ 85.524‬حالة (‪ّ ،)%51.9‬‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية �أعلى ن�سبة من ناحية عدد احلاالت‬ ‫امل�سجلة‪ ،‬بلغت ‪ 122.969‬حالة (‪ ،)%74.6‬تلتها �سلطنة‬ ‫عمان بعدد ‪ 14.229‬حالة (‪ ،)%8.6‬ثم دولة الكويت بعدد‬ ‫‪ 11.876‬حالة (‪ ،)%7.2‬ثم مملكة البحرين بعدد ‪7.029‬‬ ‫حالة (‪ ،)%4.3‬ثم دولة الإمارات العربية املتحدة بعدد‬ ‫‪ 5.982‬حالة (‪ ،)%3.6‬ودولة قطر بعدد ‪ 2.803‬حاالت‬ ‫(‪ .)%1.7‬ولوحظ ارتفاع معدل الإ�صابة بال�سرطان بن�سبة‬ ‫‪%84‬؛ �إذ ُ�س ّجلت ‪ 8065‬حالة عام ‪1998‬م‪ ،‬و‪ 14.819‬حالة‬ ‫عام ‪2012‬م‪ .‬ويتو ّقع املركز اخلليجي ملكافحة ال�سرطان‬ ‫�أن ي�ستمر عدد حاالت ال�سرطان اجلديدة بني مواطني‬ ‫دول جمل�س التعاون اخلليجي باالرتفاع ليتجاوز ‪� 21‬ألف‬ ‫حالة بحلول عام ‪2030‬م‪.‬‬

‫‪26‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫نسبة الزيادة المتوقعة ‪%165‬‬

‫امل�سجلة واملتو ّقع ت�سجيلها بني مواطني دول جمل�س التعاون اخلليجي يف املدة (‪2030 -1998‬م)‬ ‫�شكل رقم (‪ :)1‬حاالت ال�سرطان ّ‬

‫وكانت �أكرث �أنواع ال�سرطان �شيوع ًا لدى الذكور �سرطان‬ ‫القولون وامل�ستقيم بعدد ‪ 8.029‬حالة بن�سبة (‪)%10‬‬ ‫من �إجمايل عدد ال�سرطان لدى الذكور‪ ،‬يليه يف املرتبة‬ ‫الثانية �سرطان اجلهاز اللمفاوي غري هودجكني بعدد‬ ‫‪ 6.931‬حالة ون�سبة (‪ ،)%8.7‬يليه �سرطان الدم‬

‫الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة‬ ‫السرطان اشتملت على سبعة أهداف‬ ‫ّ‬ ‫تغطي جميع مناحي مكافحة‬ ‫رئيسة‬ ‫السرطان‪ ،‬والوقاية منه‪ ،‬بوصفها‬ ‫مسؤوليةً مشتركةً بين القطاع‬ ‫الحكومي واألهلي وأفراد المجتمع‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫نسبة الزيادة المسجلة ‪%84‬‬

‫‪27‬‬

‫(ابي�ضا�ض الدم) بعدد ‪ 6.348‬حالة (‪ ،)%7.9‬وجاء‬ ‫�سرطان الرئة يف املرتبة الرابعة بعدد ‪ 5.762‬حالة‬ ‫(‪ ،)%7.2‬ثم �سرطان الكبد يف املرتبة اخلام�سة بعدد‬ ‫‪ 5.618‬حالة ون�سبة (‪ )%7‬من �إجمايل عدد احلاالت‬ ‫لدى الذكور من مواطني دول جمل�س التعاون‪ .‬بينما جاء‬ ‫�سرطان الثدي يف املرتبة الأوىل ك�أكرث �أنواع ال�سرطان‬ ‫�شيوع ًا لدى الن�ساء يف جميع دول جمل�س التعاون اخلليجي‬ ‫بعدد �إجمايل ‪ 21.772‬حالة ون�سبة (‪ ،)%25.4‬يليه يف‬ ‫املرتبة الثانية �سرطان الغدة الدرقية بعدد ‪ 8.237‬حالة‬ ‫(‪ )%9.6‬ثم �سرطان القولون وامل�ستقيم بعدد ‪6.852‬‬ ‫حالة (‪ ،)%7.9‬ثم �سرطان اجلهاز اللمفاوي غري‬ ‫هودجكني بعدد ‪ 4.926‬حالة (‪ ،)%5.7‬و�سرطان الدم‬ ‫(ابي�ضا�ض الدم) يف املرتبة اخلام�سة بعدد ‪4.721‬‬ ‫حالة ون�سبة (‪ )%5.3‬من �إجمايل عدد احلاالت لدى‬ ‫املواطنات يف دول جمل�س التعاون‪.‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫امل�سجلة‬ ‫جدول رقم (‪ :)1‬توزيع حاالت ال�سرطان الأكرث �شيوع ًا ح�سب اجلن�س لدى مواطني دول جمل�س التعاون ّ‬ ‫يف املدة (‪2012 -1998‬م)‬

‫�إناث‬

‫ذكور‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫الثدي‬

‫‪21772‬‬

‫‪25.4‬‬

‫القولون وامل�ستقيم‬

‫‪8029‬‬

‫‪10‬‬

‫الغدة الدرقية‬

‫‪8237‬‬

‫‪9.6‬‬

‫�سرطان ملفاوي‬ ‫غري هودجكني‬

‫‪6931‬‬

‫‪8.7‬‬

‫القولون وامل�ستقيم‬

‫‪6852‬‬

‫‪7.9‬‬

‫�سرطان الدم‬

‫‪6348‬‬

‫‪7.9‬‬

‫�سرطان ملفاوي‬ ‫غري هودجكني‬

‫‪4926‬‬

‫‪5.7‬‬

‫الرئة‬

‫‪5762‬‬

‫‪7.2‬‬

‫�سرطان الدم‬ ‫�سرطان الرحم‬

‫‪4721‬‬ ‫‪3151‬‬

‫‪5.3‬‬ ‫‪3.6‬‬

‫�سرطان الكبد‬ ‫�سرطان الربو�ستاتا‬

‫‪5618‬‬ ‫‪5331‬‬

‫‪7.0‬‬ ‫‪6.7‬‬

‫وتظهر ال�سجالت الوطنية لل�سرطان يف دول جمل�س‬ ‫التعاون وجود درجة كبرية من التباين يف �أنواع �أمرا�ض‬ ‫ال�سرطان ون�سب انت�شارها مقارن ًة بدول العامل؛ فعلى‬ ‫�سبيل املثال‪ :‬يحت ّل �سرطان الغدد اللمفاوية لدى‬ ‫الرجال املرتبة الأوىل بن�سبة قدرها ‪ %8.8‬من �إجمايل‬ ‫حاالت الأورام امل�سجلة لدى اجلن�سني‪ ،‬بينما ال تتجاوز‬ ‫ن�سبته ‪ %3‬يف الدول الغربية‪ .‬كما ت�شري بع�ض الدرا�سات‬

‫ال�سريرية �إىل وجود فارق يف املراحل العمرية للإ�صابة‬ ‫ببع�ض الأورام ال�سرطانية‪ ،‬وكذلك يف درجة اال�ستجابة‬ ‫للعالج‪ ،‬مقارن ًة بالدول الأخرى؛ فت�شري التقارير‬ ‫الإح�صائية ال�صادرة عن املركز اخلليجي لت�سجيل‬ ‫ال�سرطان �إىل �أن ما يزيد على ‪ %50‬من حاالت‬ ‫ال�سرطان امل�شخ�صة للمر�ضى اخلليجيني ُيكت�شف يف‬ ‫مراحل متقدمة من املر�ض‪ ،‬كما �أن �أكرث الإ�صابات‬

‫ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺜﺪﻱ‬ ‫ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬

‫‪28‬‬

‫ﻫﻤﺎ‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫أكّ دت منظمة الصحة العالمية ضرورة‬ ‫مكافحة التبغ والتدخين بجميع أشكاله‪،‬‬ ‫والتشجيع على اإلقالع عن استخدامه‪،‬‬ ‫وأهمية اتّباع العادات الغذائية‬ ‫الصحية‪ ،‬وممارسة النشاط البدني‪،‬‬ ‫والمحافظة على الوزن الصحي‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬توزيع حاالت ال�سرطان الأكرث �شيوع ًا ح�سب اجلن�س يف دول جمل�س التعاون اخلليجي خالل املدة (يناير‬ ‫‪ -1998‬دي�سمرب ‪2012‬م)‬ ‫مملكة البحرين‬

‫ذكور‬

‫�إناث‬ ‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫الثدي‬ ‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫الرئة‬ ‫املبي�ض‬ ‫الغدة الدرقية‬

‫‪1429‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪186‬‬

‫‪38.2‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪4.9‬‬

‫الرئة‬ ‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫الربو�ستاتا‬ ‫املثانة‬ ‫�سرطان الدم‬

‫‪511‬‬ ‫‪359‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪261‬‬ ‫‪209‬‬

‫‪15.5‬‬ ‫‪10.8‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪6.2‬‬

‫دولة الكويت‬

‫�إناث‬

‫‪%‬‬

‫ذكور‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫الثدي‬

‫‪2480‬‬

‫‪36.2‬‬

‫القولون وامل�ستقيم‬

‫‪596‬‬

‫‪8.6‬‬

‫‪501‬‬

‫‪9.9‬‬

‫الغدة الدرقية‬ ‫�سرطان ملفاوي‬ ‫غري هودجكني‬ ‫�سرطان الدم‬

‫‪568‬‬

‫‪8.3‬‬

‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫�سرطان ملفاوي‬ ‫غري هودجكني‬ ‫الربو�ستاتا‬

‫‪597‬‬

‫‪11.7‬‬

‫‪487‬‬

‫‪9.6‬‬

‫‪355‬‬

‫‪5.1‬‬

‫الرئة‬

‫‪453‬‬

‫‪8.9‬‬

‫‪323‬‬

‫‪4.5‬‬

‫�سرطان الدم‬

‫‪424‬‬

‫‪8.3‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ت�شخ�ص �ضمن فئات عمرية �أق ّل من املعدالت العمرية‬ ‫يف الدول املتقدمة‪.‬‬ ‫ولأن معدل هذه الإ�صابات يزداد بزيادة عدد ال�سكان‬ ‫ف�إنه من املتوقع �أن تت�ضاعف الأعداد املكت�شفة يف دول‬ ‫جمل�س التعاون خالل العقدين املقبلني‪ ،‬خ�صو�ص ًا عند‬ ‫الأخذ يف احل�سبان �أن يف اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫وحدها يتو ّقع �أن يرتفع عدد الأ�شخا�ص الذين تزيد‬ ‫�أعمارهم على ‪ 65‬عام ًا �أكرث من �سبعة �أ�ضعاف خالل‬ ‫العقدين املقبلني‪ ،‬وهو ما يزيد العبء على النظام‬ ‫ال�صحي يف دول املنطقة ب�شكل خا�ص‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫�سلطنة عمان‬

‫�إناث‬ ‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫الثدي‬

‫‪1421‬‬

‫‪20.5‬‬

‫الغدة الدرقية‬

‫‪613‬‬

‫‪8.8‬‬

‫املعدة‬ ‫�سرطان ملفاوي‬ ‫غري هودجكني‬

‫‪693‬‬

‫‪9.4‬‬

‫‪638‬‬

‫‪8.7‬‬

‫‪422‬‬

‫‪6.1‬‬

‫الربو�ستاتا‬

‫‪632‬‬

‫‪8.6‬‬

‫‪418‬‬ ‫‪398‬‬

‫‪6.0‬‬ ‫‪5.7‬‬

‫�سرطان الدم‬ ‫الرئة‬

‫‪613‬‬ ‫‪505‬‬

‫‪8.3‬‬ ‫‪6.9‬‬

‫�سرطان ملفاوي‬ ‫غري هودجكني‬ ‫�سرطان الدم‬ ‫عنق الرحم‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ذكور‬

‫دولة قطر‬

‫�إناث‬

‫‪30‬‬ ‫‪%‬‬

‫ذكور‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫الثدي‬ ‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫الغدة الدرقية‬

‫‪473‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪31.1‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7.2‬‬

‫�سرطان املبي�ض‬

‫‪67‬‬

‫‪4.4‬‬

‫‪93‬‬

‫‪7.2‬‬

‫�سرطان ملفاوي‬ ‫غري هودجكني‬

‫الرئة‬ ‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫الربو�ستاتا‬ ‫�سرطان ملفاوي غري‬ ‫هودجكني‬

‫‪139‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪107‬‬

‫‪10.8‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪8.3‬‬

‫‪65‬‬

‫‪4.2‬‬

‫الكبد‬

‫‪86‬‬

‫‪6.6‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ذكور‬

‫�إناث‬ ‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫الثدي‬

‫‪15007‬‬

‫‪23.7‬‬

‫الغدة الدرقية‬

‫‪6439‬‬

‫‪10.2‬‬

‫‪5292‬‬

‫‪8.9‬‬

‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫�سرطان ملفاوي‬ ‫غري هودجكني‬ ‫�سرطان الدم‬

‫‪5239‬‬

‫‪8.3‬‬

‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫�سرطان ملفاوي غري‬ ‫هودجكني‬ ‫الكبد‬

‫‪6181‬‬

‫‪10.4‬‬

‫‪4735‬‬

‫‪8.1‬‬

‫‪3810‬‬

‫‪6.0‬‬

‫�سرطان الدم‬

‫‪4607‬‬

‫‪7.9‬‬

‫‪3593‬‬

‫‪5.7‬‬

‫الرئة‬

‫‪3886‬‬

‫‪6.5‬‬

‫الإمارات العربية املتحدة‬

‫�إناث‬

‫‪%‬‬

‫ذكور‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫مكان الإ�صابة‬

‫العدد‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫الثدي‬ ‫الغدة الدرقية‬ ‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫�سرطان الدم‬

‫‪962‬‬ ‫‪321‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪195‬‬

‫‪29.6‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪6.0‬‬

‫عنق الرحم‬

‫‪185‬‬

‫‪5.7‬‬

‫القولون وامل�ستقيم‬ ‫الرئة‬ ‫الربو�ستاتا‬ ‫�سرطان الدم‬ ‫�سرطان ملفاوي غري‬ ‫هودجكني‬

‫‪270‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪215‬‬

‫‪9.8‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪7.7‬‬

‫‪205‬‬

‫‪7.4‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫اململكة العربية ال�سعودية‬

‫‪31‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫و�أدى التق ّدم ال�سريع يف جمال الرعاية ال�صحية‬ ‫مبختلف فئاتها الأولية والثانوية واملتقدمة �إىل‬ ‫�إمكانية ال�سيطرة على مر�ض ال�سرطان‪ ،‬وزياد‬ ‫فر�ص احلياة؛ فت�شري كثري من الدرا�سات العاملية‬ ‫�إىل �أهمية تثقيف املجتمع بعوامل اخلطورة‪ ،‬واتّباع‬ ‫�أمناط احلياة ال�صحية‪ .‬و�أ ّكدت منظمة ال�صحة‬ ‫العاملية �ضرورة مكافحة التبغ والتدخني بجميع‬ ‫�أ�شكاله‪ ،‬والت�شجيع على الإقالع عن ا�ستخدامه‪،‬‬ ‫و�أهمية اتّباع العادات الغذائية ال�صحية‪ ،‬وممار�سة‬ ‫الن�شاط البدين‪ ،‬واملحافظة على الوزن ال�صحي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويو�ضح عدد من الدرا�سات �أن ما يقارب ‪ %40‬من‬ ‫�أمر�ض ال�سرطان ميكن الوقاية منها‪ ،‬و‪� %40‬أخرى‬ ‫ميكن �شفا�ؤها ب�إذن اهلل‪� ،‬إذا جرى ت�شخي�صها‬ ‫مبكر ًا‪ ،‬وخ�ضعت للعالج ال�سريع‪ ،‬مع �إمكانية‬

‫‪32‬‬

‫‪%‬‬

‫التعامل مع الن�سبة املتبقية من املر�ضى‪ ،‬وقدرها‬ ‫‪ ،%20‬من خالل تقدمي رعاية تلطيفية متقدمة تق ّلل‬ ‫من معاناة املر�ضى‪ ،‬وتخ ّفف �آالمهم‪.‬‬

‫معدل اإلصابة بالسرطان يزداد بزيادة‬ ‫عدد السكان؛ لذلك فمن المتوقع‬ ‫أن تتضاعف األعداد المكتشفة في‬ ‫دول مجلس التعاون الخليجي خالل‬ ‫العقدين المقبلين‪ ،‬خصوص ًا عند األخذ‬ ‫في الحسبان أن في المملكة العربية‬ ‫يتوقع أن يرتفع‬ ‫السعودية وحدها‬ ‫ّ‬ ‫عدد األشخاص الذين تزيد أعمارهم‬ ‫على ‪ 65‬عام ًا أكثر من سبعة أضعاف‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ‬

‫ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺇﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬــــــــــــﺎ‬ ‫ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﺟﻦ ﺑﻬﺎ‬

‫و ُيطلق املركز اخلليجي ملكافحة ال�سرطان الأ�سبوع‬ ‫اخلليجي للتوعية بال�سرطان حتت �شعار (‪ )40×40‬يف‬ ‫جميع دول جمل�س التعاون خالل الأ�سبوع الأول من �شهر‬ ‫نوفمرب من كل عام يف �إطار تعزيز دور املجتمع املدين‪،‬‬ ‫وتدعيم امل�شاركة املجتمعية يف جماالت مكافحة �أمرا�ض‬ ‫ال�سرطان ب�شكل تكاملي لتعزيز ال�صحة يف خمتلف‬ ‫املجاالت املجتمعية والتوعوية والدينية واالقت�صادية‪ ،‬مع‬ ‫الرتكيز يف دور حماية �صحة املجتمع‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪33‬‬

‫المراجع‬ ‫(‪ )1‬قرارات جمل�س وزراء ال�صحة يف دول جمل�س التعاون اخلليجي‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اخلطة الإ�سرتاتيجية التنفيذية ملكافحة ال�سرطان يف دول‬ ‫جمل�س التعاون (‪2025 -2016‬م)‪.‬‬ ‫(‪ )3‬التقارير الإح�صائية ملعدالت الإ�صابة مبر�ض ال�سرطان يف‬ ‫دول جمل�س التعاون اخلليجي يف املدة (‪2012 -1998‬م)‪ ،‬ال�صادرة‬ ‫عن املركز اخلليجي ملكافحة ال�سرطان‪.‬‬ ‫(‪ )4‬التقرير الدويل لأمرا�ض ال�سرطان عام ‪2014‬م‪ ،‬ال�صادر‬ ‫عن منظمة ال�صحة العاملية والوكالة الدولية لأبحاث ال�سرطان‪.‬‬


‫تحليل‬

‫يواجه العالم تحدي ًا كبير ًا يتم ّثل في تزايد‬ ‫عدد حاالت السرطان عام ًا تلو اآلخر حتى‬ ‫أصبح مشكلة صحية تستنزف كثير ًا من الموارد‬ ‫البشرية واالقتصادية؛ إذ تشير إحصاءات‬ ‫منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من ‪%56‬‬ ‫من حاالت السرطان تحدث في الدول النامية‬ ‫ّ‬ ‫واألقل نمواً‪ ،‬وأنه في حالة عدم اتخاذ‬ ‫التدابير الوقائية والتشخيصية المبكرة فإنها‬ ‫ستتس ّبب في حدوث مضاعفات شديدة‬ ‫تهدد‬ ‫ّ‬ ‫الحياة‪ ،‬وتكون مكلّفة بدرجة كبيرة؛ ألن أمراض‬ ‫السرطان تم ّثل عبئ ًا اقتصادي ًا هائ ً‬ ‫ال على‬ ‫جميع المستويات‪ ،‬بدء ًا من األفراد‪ ،‬ومرور ًا‬ ‫باألسر والمجتمعات والنظم الصحية‪،‬‬ ‫وانتهاء‬ ‫ً‬ ‫بالدول والشعوب‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫برنامج مكافحة السرطان‬ ‫في دول مجلس التعاون‪:‬‬

‫الواقعوالطموح‬ ‫‪35‬‬ ‫د‪ .‬صالح بن فهد العثمان‬ ‫نائب المدير التنفيذي لمركز مكافحة السرطان‬ ‫رئيس اللجنة التنفيذية للحملة الخليجية‬ ‫للتوعية بالسرطان‬ ‫مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز األبحاث‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ت�شري التقارير الإح�صائية(‪� )1‬إىل تزايد حاالت ال�سرطان‬ ‫يف دول جمل�س التعاون اخلليجي؛ �إذ �أ�صبحت ت�ش ّكل‬ ‫�أولوية ق�صوى و�ضاغطة مليزانيات الرعاية ال�صحية‪ ،‬ولو‬ ‫ا�ستمرت �أمرا�ض ال�سرطان مبعدالت احلدوث احلالية‬ ‫ف�إن هذه الدول �ست�صل �إىل مرحلة يتم فيها توجيه معظم‬ ‫امليزانيات الوطنية نحو تكاليف رعاية ه�ؤالء املر�ضى‬ ‫وم�ضاعفات املر�ض‪ ،‬بل �إن التكاليف غري املبا�شرة‪ ،‬التي‬ ‫ت�شمل فقدان العن�صر الب�شري العامل والتكاليف الأخرى‪،‬‬ ‫هي �أعلى من التكاليف املبا�شرة؛ لذلك مي ّثل اال�ستثمار‬ ‫يف الربامج الوقائية الكفيلة باحلد من عوامل اخلطر‬ ‫امل�س ّببة لأمرا�ض ال�سرطان‪ ،‬وتفعيل برامج الك�شف املبكر‬ ‫عن ال�سرطان‪ ،‬ال�سبيل الأمثل لتح�سني وتفعيل مفهوم‬ ‫تعزيز ال�صحة ب�أبعادها املتعددة‪ ،‬والتقلي�ص من الأعباء‬ ‫االقت�صادية على الفرد واملجتمع‪ .‬ولع ّل التجربة اخلليجية‬ ‫الناجحة التي ح ّققتها وزارات ال�صحة بدول اخلليج يف‬ ‫احل ّد من معدالت انت�شار التهاب الكبد الفريو�سي الوبائي‬

‫(باء) ‪�- HBV‬أحد الأ�سباب الرئي�سة ل�سرطان الكبد‬ ‫خالل اخلم�سة ع�شر عام ًا املا�ضية‪ -‬دلي ًال على �أهمية‬ ‫وفاعلية تب ّني الربامج الوقائية؛ فقد �ساعد هذا الربنامج‬ ‫على خف�ض ن�سبة الإ�صابة ب�سرطان الكبد بني مواطني‬ ‫دول اخلليج �أكرث من ‪.%11‬‬ ‫�ساعد التق ّدم ال�سريع يف جمال الرعاية ال�صحية‬ ‫مبختلف فئاتها الأولية والثانوية واملتقدمة على �إمكانية‬ ‫ال�سيطرة على املر�ض‪ ،‬وزيادة فر�ص احلياة‪ .‬وعلى‬ ‫النقي�ض من ذلك ف�إن التغيرّ ات ال�سريعة يف جوانب‬ ‫احلياة االجتماعية واالقت�صادية �أدّت �إىل حدوث‬ ‫تغريات جوهرية يف منط احلياة بني �أبناء دول جمل�س‬ ‫التعاون اخلليجي؛ مثل‪ :‬ازدياد ا�ستخدام �أنواع التبغ‬ ‫املختلفة‪ ،‬وانخفا�ض الأن�شطة البدنية والريا�ضية‪،‬‬ ‫وانت�شار عادات تناول الأطعمة غري ال�صحية‪ ،‬وتزايد‬ ‫التلوث البيئي؛ فك ّل ذلك زاد من ارتفاع معدالت‬ ‫الإ�صابة بال�سرطان‪.‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫التعاون الخليجي‬

‫تواجه دول اخلليج كثري ًا من التحديات ملواجهة مر�ض‬ ‫ال�سرطان‪ ،‬من �أهمها‪:‬‬ ‫ الهيكل العمري‪:‬‬‫ُيع ّد التقدم يف العمر هو �أكرب عامل خطر للإ�صابة‬ ‫مبر�ض ال�سرطان؛ �إذ تثبت الدرا�سات العلمية‬ ‫�أن �أكرث من ‪ %60‬من الأ�شخا�ص الذين ي�صابون‬ ‫بال�سرطان �أعمارهم ‪ 65‬عام ًا �أو �أكرث‪ ،‬لكن املراقب‬ ‫للهيكل العمري بني مواطني دول جمل�س التعاون‬

‫تشير إحصاءات منظمة الصحة‬ ‫العالمية إلى أن أكثر من ‪ %65‬من‬ ‫حاالت السرطان تحدث في الدول‬ ‫ّ‬ ‫واألقل نمواً‪ ،‬وفي حالة عدم‬ ‫النامية‬ ‫اتخاذ التدابير الوقائية والتشخيصية‬ ‫المبكرة فإنها ستتس ّبب في حدوث‬ ‫تهدد الحياة‪،‬‬ ‫مضاعفات شديدة‬ ‫ّ‬ ‫وتكون مكلّفة بدرجة كبيرة‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ انت�شار التدخني‪:‬‬‫مل ي ُع ْد يوجد � ّأي �شك يف العالقة الوثيقة بني ال�سرطان‬ ‫والتدخني‪ ،‬بل �إن التدخني يت�صدر قائمة العوامل‬ ‫املت�س ّببة يف ال�سرطان؛ �إذ حتتوي ال�سيجارة الواحدة على‬ ‫�أكرث من ‪ 600‬مادة م�سرطنة‪ ،‬وت�شري الدرا�سات العلمية‬ ‫�إىل �إن ‪ %90‬من امل�صابني ب�سرطان الرئة‪ ،‬و‪ %80‬من‬ ‫امل�صابني ب�سرطانات الفم‪ ،‬ون�صف امل�صابني ب�سرطان‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫تحديات مواجهة السرطان في دول مجلس‬

‫اخلليجي ميكنه ر�صد اختالف الهيكل العمري‬ ‫بني مواطني دول املجل�س ومعظم دول العامل؛ �إذ‬ ‫ت�شري الإح�صائيات يف دول اخلليج �إىل �أن معظم‬ ‫املواطنني هم من فئة ال�شباب دون �سن ‪ 25‬عام ًا؛‬ ‫فعلى �سبيل املثال‪ :‬من املتو ّقع �أن ترتفع ن�سبة الذين‬ ‫ت�صل �أعمارهم �إىل ‪ 60‬عام ًا �أو �أكرث يف اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية بحلول نهاية عام ‪2050‬م قرابة‬ ‫‪%25‬؛ �أي‪ :‬ما يقارب ‪ 10‬ماليني مواطن من جمموع‬ ‫ال�سكان املتوقع �أن ي�صل �إىل ‪ 40‬مليون ن�سمة‪.‬‬ ‫وهذا الأمر ي�شري �إىل �أن دول اخلليج �ست�شهد‬ ‫خالل العقود املقبلة تزايد ًا �سريع ًا يف عدد حاالت‬ ‫الإ�صابة بال�سرطان نتيج ًة طبيعي ًة الرتفاع املتو�سط‬ ‫العمري بني �أفراد املجتمع اخلليجي‪ ،‬على خالف ما‬ ‫ّمت ت�سجيله عام ‪2012‬م؛ �إذ كان متو�سط معدالت‬ ‫الإ�صابة بال�سرطان يف دول اخلليج �أق ّل بكث ٍري من‬ ‫املعدالت العاملية؛ فقد كان قرابة ‪ 82‬حالة لك ّل ‪100‬‬ ‫�ألف مواطن‪ ،‬بينما كان متو�سط معدل الإ�صابة لك ّل‬ ‫‪� 100‬ألف مواطن يف بريطانيا هو ‪ 272‬حالة‪ ،‬ويف‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية ‪ 318‬حالة‪ ،‬ويف اليابان‬ ‫‪ 217‬حالة‪ .‬وجتعلنا هذه الأرقام ن�س�أل بقو ٍة‪ :‬هل دول‬ ‫اخلليج م�ستعدة ملثل هذا التغيرّ ؟ وهل لديها الربامج‬ ‫الوقائية والت�شخي�صية والعالجية والتلطيفية‬ ‫الكفيلة مبواجهة هذا اخلطر املقبل؟‬

‫‪37‬‬


‫‪ ‬‬

‫‪Q‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪O‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪2016‬‬

‫تقدير املتو�سط​​العمري ل�سكان دول جمل�س التعاون اخلليجي (‪2100 -1950‬م)‬

‫املثانة‪ ،‬هم من املدخنني‪ ،‬كما �أن ن�سبة الإ�صابة ب�سرطان‬ ‫الثدي تزيد بن�سبة ‪ %24‬لدى ال�سيدات املدخنات‪.‬‬ ‫ومع �أن معدالت الإ�صابة ب�سرطان الرئة والفم‬ ‫واملثانة منخف�ضة يف دول اخلليج مقارن ًة بدول‬ ‫العامل الأخرى �إال �أنه �أ�صبح من املتوقع �أن ت�شهد‬ ‫دول اخلليج ارتفاع ًا يف ن�سبة ال�سرطانات ذات‬ ‫العالقة بالتدخني؛ فقد زادت م�شكلة التدخني‬ ‫ا�ستفحا ًال وخطور ًة م�ؤخر ًا بني مواطني دول جمل�س‬ ‫التعاون اخلليجي؛ �إذ ت�شري تقارير منظمة ال�صحة‬ ‫العاملية(‪� )2‬إىل �أن دولة الكويت تت�ص ّدر قائمة دول‬ ‫�سجلت ن�سبة املدخنني‬ ‫اخلليج الأكرث تدخين ًا بعد �أن ّ‬ ‫فيها نحو ثلث ال�سكان‪ ،‬تليها مملكة البحرين‬ ‫بن�سبة ‪ ،%23.8‬ثم اململكة العربية ال�سعودية بن�سبة‬ ‫‪ ،%22.2‬ثم قطر بن�سبة ‪ ،%19.4‬فالإمارات بن�سبة‬ ‫‪ ،%18.1‬و�أخري ًا �سلطنة ُعمان بن�سبة ‪ .%13‬وت�شري‬ ‫الإح�صاءات الر�سمية يف اململكة العربية ال�سعودية‬

‫‪38‬‬

‫‪%‬‬

‫�إىل وجود �أكرث من �ستة ماليني مدخن يف اململكة عام‬ ‫‪2014‬م‪ ،‬و ّمت ا�سترياد نحو ‪� 38.7‬ألف طن من التبغ‪،‬‬ ‫وبلغت مبيعات ال�سجائر �أكرث من ملياري دوالر‪.‬‬ ‫وك�شفت كثري من الدرا�سات اخلليجية(‪� )3‬أن هناك‬ ‫انت�شار ًا وا�سع ًا للتدخني بني طالب املدار�س يف الفئة‬ ‫العمرية (‪ )18 -13‬عام ًا‪ ،‬كما يتزايد �إقبال الإناث‬ ‫على التدخني‪ ،‬وتتزايد معدالت ا�ستخدام ال�شي�شة‬

‫أمراض السرطان تم ّثل عبئ ًا اقتصادي ًا‬ ‫هائ ً‬ ‫ال على جميع المستويات‪،‬‬ ‫بدء ًا من األفراد‪ ،‬ومرور ًا باألسر‬ ‫والمجتمعات والنظم الصحية‪،‬‬ ‫وانتهاء بالدول والشعوب‬ ‫ً‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫تزايد حاالت السرطان في دول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي تشكّ ل‬ ‫أولوية قصوى وضاغطة على‬ ‫ميزانيات الرعاية الصحية‪ ،‬ولو‬ ‫استمرت بمعدالتها الحالية فإن هذه‬ ‫يتم فيها‬ ‫الدول ستصل إلى مرحلة ّ‬ ‫توجيه معظم الميزانيات الوطنية‬ ‫نحو تكاليف رعاية هؤالء المرضى‬ ‫ومضاعفات المرض‬

‫يف املجتمع اخلليجي‪ .‬ويزداد الأمر خطور ًة عندما‬ ‫ّ‬ ‫للمدخن يومي ًا‬ ‫نعلم �أن متو�سط ​​ عدد ال�سجائر‬ ‫يف دول جمل�س التعاون اخلليجي عام ‪2012‬م كان‬ ‫‪� 23.4‬سيجارة‪ ،‬وهو �أكرث من املتو�سط ​​العاملي البالغ‬ ‫ّ‬ ‫نحو ‪� 18‬سيجارة‬ ‫للمدخن يف اليوم الواحد(‪.)4‬‬

‫‪39‬‬

‫ منط احلياة ال�صحي‪:‬‬‫ت�شهد ال�سمنة انت�شار ًا متزايد ًا بني فئات البالغني‬ ‫والأطفال عاملي ًا‪ ،‬حتى �أ�صبحت ال�سمنة واحد ًة من �أكرث‬ ‫م�شكالت ال�صحة العامة خطور ًة يف القرن احلايل‪،‬‬ ‫وت�شري الدرا�سات العلمية �إىل �إن الأ�شخا�ص الذين يعانون‬ ‫ال�سمنة‪ ،‬وال ميار�سون الريا�ضة اليومية‪ ،‬هم �أكرث عر�ض ًة‬ ‫للإ�صابة بال�سرطان‪� ،‬إذ يت�س ّبب هذان العامالن مع ًا يف‬ ‫ثلث �أنواع ال�سرطان‪ ،‬كما هو احلال يف �سرطانات‪ :‬الثدي‪،‬‬ ‫والقولون‪ ،‬والكلى‪ ،‬واملريء‪ ،‬وغريها‪ .‬وقد �ساهمت الثورة‬ ‫النفطية‪ ،‬والرثوة االقت�صادية يف دول جمل�س التعاون‬ ‫اخلليجي‪ ،‬يف �إحداث تغريات جذرية يف منط احلياة‬ ‫بني �أفراد املجتمع؛ �إذ ازداد ا�ستهالك الوجبات العالية‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�سعرات احلرارية‪ ،‬وانخف�ض الن�شاط البدين‪ ،‬وهو ما يف الوزن‪ ،‬من �أهمها‪ :‬حمدودية الأمكنة امله ّي�أة ملمار�سة‬ ‫�أدى �إىل زيادة ملحوظة يف الوزن لدى �أبناء املجتمع الريا�ضة والن�شاط البدين‪ ،‬وزيادة معدالت عادة اجللو�س‬ ‫اخلليجي‪ .‬و�ساهمت عدة عوامل �أخرى يف هذه الزيادة �أمام التلفاز‪ ،‬وتزايد �أعداد العمالة املنزلية‪ ،‬وهو ما كان‬ ‫له دور ف ّعال يف تقلي�ص الن�شاط البدين اليومي‪ .‬ووفق ًا‬ ‫لتقارير منظمة ال�صحة العاملية‪ ،‬ف�إن الكويت والبحرين‬ ‫واململكة العربية ال�سعودية والإمارات العربية املتحدة هي‬ ‫التجربة الخليجية الناجحة التي حقّ قتها‬ ‫الأعلى يف معدالت البدانة بني البلدان الع�شرة الأوائل‬ ‫الحد‬ ‫وزارات الصحة بدول الخليج في‬ ‫ّ‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬و�أظهرت �إحدى الدرا�سات‬ ‫من معدالت انتشار التهاب الكبد‬ ‫اخلليجية �أن ‪ %28‬من الرجال‪ ،‬و‪ %44‬من الن�ساء‪ ،‬يعانون‬ ‫الفيروسي الوبائي (باء) ‪ HBV‬دليل‬ ‫ال�سمنة املفرطة يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬و‪%36‬‬ ‫على أهمية وفاعلية تبنّي البرامج‬ ‫من الرجال‪ ،‬و‪ %48‬من الن�ساء‪ ،‬يعانون ال�سمنة املفرطة‬ ‫الوقائية؛ فقد ساعد هذا البرنامج على‬ ‫يف دولة الكويت‪ .‬وي�شري امل�سح ال�صحي امليداين‪ ،‬الذي‬ ‫خفض نسبة اإلصابة بسرطان الكبد بين‬ ‫قامت به وزارة ال�صحة ال�سعودية عام ‪2013‬م(‪� ،)5‬إىل �أن‬ ‫مواطني دول الخليج أكثر من ‪%11‬‬ ‫معدل انت�شار ال�سمنة وفق ًا مل�ؤ�شر كتلة اجل�سم الأق ّل من‬

‫‪40‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫والفم والمثانة منخفضة في دول‬ ‫الخليج مقارنةً بدول العالم األخرى‬ ‫إال أنه من المتوقع أن تشهد دول‬ ‫الخليج ارتفاع ًا في نسبة السرطانات‬ ‫ذات العالقة بالتدخين بعد أن زادت‬ ‫مشكلة التدخين استفحا ً‬ ‫ال وخطورةً‬ ‫مؤخر ًا بين مواطنيها‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫مع أن معدالت اإلصابة بسرطان الرئة‬

‫‪41‬‬

‫عام ًا قرابة ‪ %48‬من املواطنني‪ .‬و ُيعزى ارتفاع ال�سمنة‬ ‫بني مواطني اململكة العربية ال�سعودية �إىل انخفا�ض‬ ‫الن�شاط البدين؛ فقد �أو�ضح امل�سح امليداين �أن نحو ن�صف‬ ‫الإناث ال�سعوديات غري ممار�سات ل ّأي ن�شاط بدين على‬ ‫الإطالق‪ ،‬بينما متار�س ‪ %29‬منهن ن�شاط ًا بدني ًا خفيف ًا‬ ‫ال يتجاوز ‪ 150‬دقيقة يف الأ�سبوع‪ ،‬وبلغت ن�سبة الذكور‬ ‫غري املمار�سني ل ّأي ن�شاط بدين على الإطالق ‪ ،%33‬وبلغ‬ ‫ممار�سو الن�شاط البدين اخلفيف الن�سبة نف�سها تقريب ًا‪.‬‬ ‫‪30‬كجم‪/‬م‪ 2‬بلغت ‪ %24.1‬عند الإناث مقارن ًة بـ‪ %33.5‬ويف ال�سياق نف�سه‪ ،‬وجدت الدرا�سة �أن معظم مواطني‬ ‫لدى الذكور‪ ،‬ويزيد معدل انت�شار ال�سمنة مع التقدّم يف اململكة العربية ال�سعودية ال يتناولون غذا ًء �صحي ًا ب�شكل‬ ‫العمر؛ �إذ بلغت الن�سبة يف الفئة العمرية‪ )64 -55( ‬يومي؛ �إذ �أو�ضح امل�سح �أن معدل الذين يتناولون خم�سة‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫تتصدر قائمة دول الخليج‬ ‫الكويت‬ ‫ّ‬ ‫سجلت نسبة‬ ‫األكثر تدخين ًا بعد أن ّ‬ ‫المدخنين فيها نحو ثلث السكان‪،‬‬ ‫تليها مملكة البحرين ‪ ،%23.8‬ثم‬ ‫المملكة العربية السعودية ‪،%22.2‬‬ ‫ثم قطر ‪ ،%19.4‬فاإلمارات ‪،%18.1‬‬ ‫وأخير ًا سلطنة ُعمان ‪%13‬‬

‫�أنواع من الفاكهة والع�صائر الطازجة واخل�ضراوات‬ ‫ب�شكل يومي مل يتجاوز ‪ %7‬فقط‪.‬‬

‫الحملة الخليجية للتوعية بالسرطان‬ ‫استمرارا للجهود المبذولة في سبيل‬ ‫ً‬ ‫مكافحة السرطان في دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي‪ ،‬وسعي ًا إلى تفعيل‬ ‫الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة‬ ‫أقرها وزراء‬ ‫السرطان (‪2025 -2015‬م) التي ّ‬ ‫الصحة في دول المجلس‪ ،‬عمل المركز‬ ‫الخليجي لمكافحة السرطان على إطالق‬ ‫الحملة األولى الخليجية للتوعية بالسرطان‬ ‫في األسبوع األول من شهر فبراير عام‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪2016‬م لتفعيل الهدف األول من الخطة‬

‫ التلوث البيئي‪:‬‬‫�أدّت الثورة االقت�صادية والنفطية يف اخلليج �إىل ظهور‬ ‫م�شكلة بيئية تهدّد الإن�سان واحليوان والبيئة اخلليجية‪.‬‬ ‫ومت ّثل الغازات املنبعثة من امل�صانع‪ ،‬وعوادم املركبات‪،‬‬ ‫والت�صريفات ال�صناعية والزراعية‪ ،‬وت�صريفات‬ ‫حمطات معاجلة مياه ال�صرف ال�صحي املنت�شرة يف دول‬ ‫اخلليج‪ ،‬امل�صادر الرئي�سة للتلوث الع�ضوي والبيولوجي‬ ‫التي نتج منها كثري من الأمرا�ض خالل العقود املا�ضية‪.‬‬

‫ستشهد دول الخليج خالل العقود‬ ‫المقبلة تزايد ًا سريع ًا في عدد حاالت‬ ‫اإلصابة بالسرطان نتيجةً طبيعيةً‬ ‫الرتفاع المتوسط العمري بين أفراد‬ ‫المجتمع الخليجي‬

‫‪42‬‬ ‫‪%‬‬

‫التنفيذية لمكافحة السرطان (الوقاية‬ ‫األولية من السرطان)‪ ،‬والهدف الثاني‬ ‫(الوقاية الثانوية من السرطان)‪ ،‬والهدف‬ ‫السابع (تفعيل الشراكة المجتمعية في‬ ‫برامج مكافحة السرطان)‪ ،‬من خالل التعاون‬ ‫مع االتحاد الخليجي لمكافحة السرطان‪،‬‬ ‫وتحت إشراف المكتب التنفيذي لمجلس‬

‫و�أ�شارت درا�سة‪ ،‬قام فيها باحثون �سعوديون بدرا�سة‬ ‫عالقة ارتفاع ن�سبة الإ�صابة بال�سرطان يف بع�ض مناطق‬ ‫اململكة بارتفاع من�سوب تلوث الهواء‪� ،‬إىل وجود عالقة‬ ‫وثيقة بني ارتفاع ن�سبة التلوث يف ثالث مناطق‪ :‬ال�شرقية‪،‬‬ ‫والريا�ض‪ ،‬ومكة‪ ،‬و�سرطان الرئة والثدي(‪.)6‬‬ ‫وال يتو ّقف �ضرر التلوث البيئي عند هذا احلدّ‪ ،‬بل ميتد‬ ‫�إىل ما هو �أكرث خطور ًة؛ فقد قام عدد من الباحثني يف‬ ‫منت�صف عام ‪2015‬م مبراجعة ‪ 16‬بحث ًا علمي ًا يدر�س‬ ‫العالقة بني املبيدات احل�شرية امل�ستخدمة يف املنازل‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫واستكما ً‬ ‫ال للنجاح الذي حققته الحملة الخليجية للتوعية بالسرطان في عامها األول‪ ،‬تبنّى‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫اإلسالمية‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬وهيئات الرياضة‪ ،‬وعدد كبير من فرق العمل التطوعي؛ بهدف‬

‫‪43‬‬

‫وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬وبمشاركة جميع وزارات الصحة الخليجية‪،‬‬ ‫ومجموعة من الهيئات والمنظمات الصحية الخليجية‪ ،‬والمؤسسات والهيئات األهلية غير‬ ‫الربحية‪،‬‬ ‫وتم تنفيذ هذه الحملة في ثماني‬ ‫وعدد من شركاء النجاح من القطاع الخاص‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫وعدد من‬ ‫عشرة مدينة خليجية‪ ،‬بمشاركة أكثر من ‪ 40‬جمعية أهلية من ذات النفع العام‬ ‫ٍ‬ ‫الجهات الحكومية الخليجية والمؤسسات الخاصة‪،‬‬ ‫ودعم كريمين من وزراء الصحة‬ ‫برعاية‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫المركز الخليجي لمكافحة السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز األبحاث‬ ‫بالمملكة العربية السعودية إطالق الحملة بشكل سنوي؛ فتنطلق الحملة في عامها‬ ‫الثاني في بداية فبراير عام ‪2017‬م تحت شعار (‪)40×40‬؛ إذ تشير المراجع العلمية إلى‬ ‫أن ‪ %40‬من أمراض السرطان يمكن تفاديها باتباع نمط حياة صحي‪ ،‬و‪ %40‬يمكن التعافي‬ ‫تم اكتشافها مبكراً‪ .‬ويشارك في إطالق الحملة جميع دول مجلس‬ ‫منها بإذن الله إذا ّ‬ ‫بدعم من وزارت‪:‬‬ ‫التعاون الخليجي‪ ،‬والجمعيات األهلية المتخصصة في مجال السرطان‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الصحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والعمل‪ ،‬والتنمية االجتماعية‪ ،‬والشؤون البلدية والقروية‪ ،‬والشؤون‬ ‫رفع مستوى الوعي الصحي عن األخطار المؤدية لإلصابة بالسرطان‪ ،‬وتشجيع المجتمع‬ ‫على اتّباع الممارسات الصحية السليمة التي تشمل‪ :‬اتباع نمط غذائي صحي‪ ،‬وممارسة‬ ‫النشاط الرياضي بين جميع فئات المجتمع‪ ،‬والتعريف بطرائق الكشف المبكر عن السرطان‬ ‫وأهميتها في تحسين فرص الشفاء‪.‬‬

‫وبع�ض �أنواع ال�سرطان لدى الأطفال‪ ،‬و�أظهرت الدرا�سة‬ ‫�أن ‪ %47‬من الأطفال الذين تع ّر�ضوا ملبيدات احل�شرات‬ ‫�أكرث عر�ض ًة للإ�صابة ب�سرطان الدم‪ ،‬و‪ %43‬منهم �أكرث‬ ‫عر�ض ًة ل�سرطان الغدد الليمفاوية(‪ .)7‬كما �أظهرت كثري‬ ‫من الدرا�سات وجود عالقة وثيقة بني ا�ستخدام املبيدات‬ ‫احل�شرية وعدد من �أنواع ال�سرطان؛ ك�سرطان الكلى‪،‬‬ ‫والربو�ستاتا‪ ،‬واملخ‪ ،‬وغريها(‪ .)8‬واملحزن �أن معظم دول‬ ‫العامل الثالث ينت�شر فيها ا�ستخدام �أنواع كثرية من‬ ‫املبيدات احل�شرية الكيماوية اخلطرية يف زراعة املنتجات‪،‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫�إ�ضافة �إىل كيماويات �أخرى ت�ستخدم من�ضجات �سريعة‪،‬‬ ‫و�صبغيات ت�ستخدم لإ�ضفاء الألوان اجلذابة للمنتجات‬ ‫الزراعية‪ ،‬وهناك �أنواع �أخرى من ال�صبغيات الكيميائية‬ ‫التي ت�ستخدم للإ�سراع يف زراعة ومنو املحا�صيل الزراعية‬ ‫و�إنتاجها ال�سريع بكميات وفرية‪ .‬ويف مراجعة قامت بها‬ ‫الوكالة الدولية لأبحاث ال�سرطان التابعة ملنظمة ال�صحة‬ ‫العاملية عام ‪2015‬م ملختلف املواد الكيميائية امل�ستخدمة‬ ‫يف قطاع الزراعة ق ّررت ت�صنيف �أحد �أهم املبيدات‬ ‫احل�شرية‪ ،‬الذي ي�ستخدم ب�شكل وا�سع (دي دي تي)‪ ،‬ب�أنه‬


‫تشير اإلحصاءات الرسمية في‬ ‫المملكة العربية السعودية إلى‬ ‫وجود أكثر من ستة ماليين مدخّ ن‬ ‫في المملكة عام ‪2014‬م‪،‬‬ ‫وتم‬ ‫ّ‬ ‫استيراد نحو ‪ 38.7‬ألف طن من التبغ‪،‬‬ ‫وبلغت مبيعات السجائر أكثر من‬ ‫ملياري دوالر‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�أحد �أ�سباب �إ�صابة الإن�سان بال�سرطان؛ �إذ توجد �أدلة‬ ‫علمية تثبت عالقته بالإ�صابة ب�سرطان الغدد الليمفاوية‪،‬‬ ‫و�سرطان اخل�صية‪ ،‬و�سرطان الكبد‪.‬‬ ‫ الك�شف املب ّكر عن ال�سرطان‪:‬‬‫كان هناك عام ‪2012‬م ما يقدّر بنحو ‪ 8.2‬مليون حالة‬ ‫وفاة من ال�سرطان يف خمتلف �أنحاء العامل‪ ،‬مبعدل ‪126‬‬

‫حالة وفاة بال�سرطان لك ّل ‪� 100‬ألف ذكر‪ ،‬و‪ 83‬حالة‬ ‫لك ّل ‪� 100‬ألف �أنثى‪ .‬ومع �أن كثري ًا من الدرا�سات تثبت‬ ‫�أن �أكرث من ‪ %40‬من �أمرا�ض ال�سرطان ميكن �شفا�ؤها‬ ‫�إذا ّمت ت�شخي�صها مبكر ًا‪ ،‬وخ�ضعت للعالج ال�سريع‪� ،‬إال‬ ‫�أن تقرير املركز اخلليجي ملكافحة ال�سرطان ي�شري �إىل‬ ‫�أن �أكرث من ‪ %60‬من حاالت ال�سرطان يف دول اخلليج‬ ‫يتم اكت�شافها وت�شخي�صها يف مراحل متقدمة نوع ًا ما‪،‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪(1) Cancer incidence accumulative‬‬ ‫‪report among nationals of the gulf states‬‬

‫�إ�ضاف ًة �إىل �أن ن�سب ًة كبري ًة من امل�صابني هم من �صغار‬ ‫يف�سر ذلك ارتفاع‬ ‫ال�سنّ مقارن ًة ببقية دول العامل‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ن�سبة الوفيات بني مر�ضى ال�سرطان من مواطني دول‬ ‫اخلليج مقارن ًة بالدول املتقدمة‪.‬‬ ‫ومع �أن اخلدمات ال�صحية يف دول اخلليج ت�ش ّكل مثا ًال حي ًا‬ ‫يتم توفري الكوادر امل�ؤهّ لة‪،‬‬ ‫لالهتمام ب�صحة املواطن؛ �إذ ّ‬ ‫والتقنية احلديثة يف الت�شخي�ص والعالج‪ ،‬و�إقامة‬ ‫امل�ست�شفيات واملرافق ال�صحية املتنوعة واملتعددة‪،‬‬ ‫وتوفري الدواء‪ ،‬وهو ما ُيع ّد من مظاهر التقدم ال�صحي‬ ‫والطبي يف دول جمل�س التعاون اخلليجي‪� ،‬إال �أن دول‬ ‫اخلليج تظ ّل مت�أخر ًة يف مواكبة دول العامل املتقدمة يف‬ ‫تفعيل برامج الوقاية من ال�سرطان‪ ،‬وبرامج الك�شف‬ ‫املبكر عنه‪ ،‬التي �سرتفع من فر�ص التعايف منه‪،‬‬ ‫وحت�سني نوعية احلياة‪ ،‬واحلد من العبء االقت�صادي‬ ‫الناجم عنه على م�ستوى الفرد واملجتمع‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪(1998 – 2012).‬‬ ‫‪(2) Ng M, Freeman MK, Fleming TD,‬‬ ‫‪et al. Smoking prevalence and cigarette‬‬ ‫‪consumption in 187 countries, 1980–2012.‬‬ ‫‪JAMA 2014; 311: 183–92.‬‬ ‫‪(3) Hassounah S, Rawaf D, Khoja‬‬ ‫‪T, et al. Tobacco control eff orts in the‬‬ ‫‪Gulf Cooperation Council countries:‬‬ ‫‪achievements and challenges. East Mediterr‬‬ ‫‪Health J 2014; 20: 508–13.‬‬ ‫‪(4) WHO REPORT ON THE GLOBAL‬‬ ‫‪TOBACCO EPIDEMIC, 2013.‬‬ ‫‪(5) Saudi Health Interview Survey‬‬ ‫‪Results, 2013.‬‬ ‫‪(6) Khalid Al-Ahmadi, Ali Al-Zahrani,‬‬ ‫‪NO2 and Cancer Incidence in Saudi Arabia,‬‬ ‫‪Int. J. Environ. Res. Public Health 2013.‬‬ ‫‪(7) Mei Chen, Chi-Hsuan Chang, Lin‬‬ ‫‪Tao, Chensheng Lu,Residential Exposure to‬‬ ‫‪Pesticide During Childhood and Childhood‬‬ ‫‪Cancers: A Meta-Analysis, 2015.‬‬ ‫‪(8) K.L. Bassil, Cancer health effects of‬‬ ‫‪pesticides, Journal List, Can Fam Physician,‬‬ ‫‪v.53(10); 2007 Oct.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫المراجع‬

‫‪45‬‬


‫حوار‬

‫منومي مرضى‬ ‫ألي زائر لجناح‬ ‫ّ‬ ‫ال بد ّ‬ ‫السرطان في مستشفى الملك فيصل‬ ‫التخصصي ومركز األبحاث أن يالحظ الزيارات‬ ‫األسبوعية المتكررة التي تقوم بها‬ ‫األستاذة عواطف الحوشان للمريضات‬ ‫الالتي يعانين مرض سرطان الثدي‪ .‬تحمل‬ ‫عواطف معها عدة حقائب‪ ،‬تحتوي كل‬ ‫حقيبة على مجموعة من الهدايا‪ ،‬وكتيبات‬ ‫الدعم النفسي واإلرشادات لمرضى‬ ‫السرطان حول الطريقة المثلى للتعامل‬ ‫أي عرض جانبي‬ ‫مع المرض‪ ،‬والتأقلم مع ّ‬ ‫لألدوية‪ .‬شاهدتها األسبوع الماضي مع‬ ‫متطوعة أخرى اسمها لولوة الدحيم‪،‬‬ ‫ووجدت أنهما تم ّثالن عدد ًا كبير ًا من‬ ‫المتطوعات الداعمات‪ ،‬الالئي ينتمين إلى‬ ‫جمعية زهرة لسرطان الثدي‪ ،‬وهي جمعية‬ ‫متخصصة لدعم مريضات سرطان الثدي‬ ‫ّ‬ ‫في المملكة‪ .‬وحتى نعرف أكثر عن هذه‬ ‫الجمعية أجرينا هذا الحوار الصحفي مع‬ ‫الدكتورة سعاد عامر رئيسة وحدة أبحاث‬ ‫سرطان الثدي في مستشفى الملك‬ ‫فيصل التخصصي ومركز األبحاث‪،‬‬ ‫ومؤسسة‬ ‫ّ‬ ‫هذه الجمعية‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫د‪� .‬سعاد عامر‪ ..‬م� ِّؤ�س�سة جمعية زهرة ل�سرطان الثدي‪:‬‬

‫نقدم الدعم‬ ‫ّ‬ ‫النفسي للمريضات‪..‬‬ ‫يتحولن إلى سفيرات‬ ‫وهن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لنا بعد الشفاء‬ ‫‪47‬‬ ‫حمدان العجمي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫تقدمين نفسك إلى القراء؟‬ ‫لعلك‬ ‫ّ‬

‫أرحب مبجلة الفي�صل العلمية‪ ،‬التي تهتم بالق�ضايا‬ ‫� ّ‬ ‫العلمية التي لها �أثرها الكبري يف حياتنا‪� .‬أما �أنا‪،‬‬ ‫فا�سمي �سعاد بن حممد بن عامر‪ ،‬باحثة يف مركز‬ ‫الأبحاث مب�ست�شفى امللك في�صل التخ�ص�صي‪،‬‬ ‫وم�س�ؤولة حالي ًا عن ق�سم �أبحاث �سرطان الثدي‪،‬‬ ‫الذي يبذل جهد ًا كبري ًا يف هذا املجال‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫التوعية العامة ب�سرطان الثدي على م�ستوى اململكة‪،‬‬ ‫ومن �أهم ثمار هذا الق�سم جمعية زهرة ل�سرطان‬ ‫الثدي‪ ،‬التي �أُن�شئت عام ‪٢٠٠٧‬م‪ ،‬وتهتم مبري�ضات‬ ‫�سرطان الثدي ودعمهن نف�سي ًا؛ لأنهن يجدن‬ ‫املهم‬ ‫العالج‪ ،‬لكن قد ال يجدن الدعم النف�سي‬ ‫ّ‬ ‫لتجاوز املر�ض‪ ،‬فتجد املري�ضة نف�سه وحيد ًة‪ ،‬ووجود‬ ‫�أ�شخا�ص �آخرين لدعمها �أمر �ضروري لتق ّبل العالج‪.‬‬

‫ما سبب تسمية جمعية زهرة بهذا االسم؟‬

‫اخرتتُ هذا اال�سم للجمعية تي ّمن ًا با�سم والدتي التي‬ ‫تُو ِّفيت مبر�ض �سرطان الثدي يف ثمانينيات القرن‬ ‫املا�ضي‪ .‬عانت والدتي املر�ض‪ ،‬وعانت معها العائلة‪،‬‬ ‫وكان جزء من معاناتنا نف�سي ًا؛ لأن املجتمع يرف�ض‬ ‫بثقافته حاملي هذا املر�ض؛ فلم تع�ش الوالدة حيا ًة‬ ‫طبيعي ًة‪ ،‬وكنا وقتها جنهل �أهمية الفح�ص املبكر‬ ‫ل�سرطان الثدي‪ّ .‬مت ت�شخي�ص حالة والدتي يف الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ ،‬وكنتُ حينها طالبة ماج�ستري‪ ،‬ومل‬ ‫ينم‬ ‫�أكن �أعرف �شيئ ًا عن جهاز املاموجرام‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫عن عدم معرفتنا يف ذلك الوقت ب�سرطان الثدي‪،‬‬ ‫وطرائق الك�شف املبكر له‪ .‬تغيرّ ت حياتي بعد ذلك‬ ‫كثري ًا‪ ،‬وعندما ُعدتُ �إىل اململكة ق ّررتُ �أن �أر�صد ما‬ ‫دعم حتى‬ ‫كانت حتتاج �إليه �أمي يف ذلك الوقت من ٍ‬

‫‪48‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫نقدّم توعي ًة ودعم ًا نف�سي ًا للمري�ضة ولعائلتها؛ فهناك‬ ‫كتيبات للتوعية وهدايا تقدّم �إىل املري�ضات �ضمن حقيبة‬ ‫تو ّزع عليهن‪ ،‬وهناك جمموعة من الأزواج الذي يجدون‬ ‫�صعوب ًة يف التعامل مع الزوجة يف �أثناء املر�ض‪ ،‬وه�ؤالء‬ ‫نعطيهم توجيهات و�أ�ساليب للتعامل ال�سليم مع املري�ضة‪.‬‬ ‫ومن‬ ‫هل‬ ‫ّ‬ ‫تتلقى جمعية زهرة دعم ًا مادياً؟ َ‬ ‫الذي يدعمها؟‬

‫ُ‬ ‫تيمن ًا‬ ‫اخترت «زهرة» اسم ًا للجمعية ّ‬

‫نعم‪ ،‬نتل ّقى دعم ًا من �أهل اخلري عام ًة‪ ،‬وهناك ن�سبة‬ ‫دعم حكومي من وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية‪.‬‬

‫سرطان الثدي في ثمانينيات القرن‬

‫كم عدد المتطوعات في الجمعية؟‬

‫الماضي‪ .‬عانت والدتي المرض‪ ،‬وعانت‬

‫�أكرث من �ألفي متطوعة‪.‬‬

‫باسم والدتي التي ت ِّ‬ ‫ُوفيت بمرض‬

‫معها العائلة‪ ،‬وكان جزء من معاناتنا‬ ‫نفسياً‪ ،‬وكان الجهل بالمرض وقتها سبب ًا‬ ‫في تأسيس الجمعية‬

‫‪%‬‬

‫الدعم املبا�شر للمري�ضات‪ ،‬ون�شر التوعية عن طرائق‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫ما مالمح برامج الجمعية؟‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�أل ّبيه و�أط ّبقه يف اململكة‪ .‬اخرتنا متطوعات‪ ،‬وبد�أنا يف‬ ‫ت�أ�سي�س اجلمعية‪ ،‬وبع�ض ه�ؤالء املتطوعات الآن �أع�ضاء‬ ‫يف جمل�س الإدارة‪� .‬أ�صبحنا نقوم بزيارات ميدانية‬ ‫للمري�ضات يف امل�ست�شفيات‪ ،‬وتطور الأمر و�أ�صبح‬ ‫املري�ضات �أنف�سهن والناجيات من املر�ض متطوعات‬ ‫لدينا يف اجلمعية‪ ،‬منهن على �سبيل املثال الأ�ستاذة‬ ‫عواطف احلو�شان‪.‬‬

‫تقدمـــونه إلــى الـمريــــضــــات‬ ‫مـــا الـــــــذي‬ ‫ّ‬ ‫بشكل مباشر؟‬

‫‪49‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪50‬‬

‫الوقاية من �سرطان الثدي‪ ،‬والت�شجيع على الك�شف املر�ض يف املدار�س تختلف عن الر�سالة التوعوية‬ ‫املبكر‪ ،‬و�إن�شاء برامج تدريبية للمثقفات ال�صحيات يف للمري�ضات‪ .‬احلياة جميلة‪ ،‬ويجب �أال يخاف �أحد من‬ ‫املر�ض‪ ،‬والك�شف املبكر والتوعية �أمران �ضروريان‬ ‫اململكة؛ �إذ يوجد لدينا نق�ص كبري يف هذا الأمر‪.‬‬ ‫لتقليل حاالت الإ�صابة‪ ،‬وهناك عدد من امل�ست�شفيات‬ ‫هــــل تـعـمـل الـجـمـعـية فــــي مـختلف اخلا�صة التي تعطي ك�شف ًا مبكر ًا جمان ًا يف �أيام معينة‬ ‫من ال�سنة‪ ،‬وهي مبادرات جمتمعية خرجت �إىل النور‬ ‫مناطق المملكة؟‬ ‫�أُن�شئ �أول فرع للجمعية يف مدينة الريا�ض‪ ،‬وهو يقع وما زالت م�ستمرة‪.‬‬ ‫على طريق خري�ص مقابل م�ست�شفى امللك في�صل‬ ‫التخ�ص�صي ومركز الأبحاث‪ ،‬وهناك فروع يف‬ ‫والتو�سع �أمر‬ ‫املدينة املنورة والأح�ساء وجدة و�أبها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نسعى في الجمعية إلى إنشاء‬ ‫مطلوب‪ ،‬لكن يجب �أن تكون جميع املكاتب مدرو�سة؛‬ ‫مراكز للدعم النفسي والتوعية‬ ‫فقد وجدنا يف بع�ض الأحيان �أن املري�ضات هن من‬ ‫والكشف المبكر‪ ،‬ونتطلّع إلى أن‬ ‫يطلنب �أن نفتح مكاتب يف خمتلف املدن؛ لأنهن يعانني‬ ‫ناد‬ ‫يكون هناك قسم للكشف بجانبه ٍ‬ ‫ويردن �أال تعاين الأخريات‪ .‬لقد حر�صنا على التوعية‬ ‫للدعم النفسي‬ ‫مبا ينا�سب �سمات ال�شخ�ص؛ فالر�سالة التوعوية عن‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫المرض‪ ..‬والكشف المبكر والتوعية‬ ‫أمران ضروريان لتقليل حاالت اإلصابة‪،‬‬ ‫وهناك عدد من المستشفيات‬ ‫الخاصة التي تعطي كشف ًا مبكر ًا‬ ‫مجان ًا في أيام معينة من السنة‪،‬‬ ‫وهي مبادرات مجتمعية خرجت إلى‬ ‫النور وما زالت مستمرة‬

‫ما خطط الجمعية المستقبلية؟‬

‫ن�سعى يف اجلمعية �إىل �إن�شاء مراكز للدعم النف�سي‬ ‫والتوعية والك�شف املبكر‪ ،‬ونتط ّلع �إىل �أن يكون هناك‬ ‫ناد للدعم النف�سي‪.‬‬ ‫ق�سم للك�شف‪ ،‬بجانبه ٍ‬

‫من هن سفيرات جمعية زهرة؟‬

‫هن ناجيات من املر�ض يذهنب لتقدمي الدعم‬ ‫النف�سي للم�صابات حديث ًا ب�سرطان الثدي؛ فللقارئ كلـــمـة أخـــــيرة تــوجهينها إلــــى مــريـــــضات‬ ‫�أن يتخ ّيل �أن امر�أ ًة ب�صحة جيدة تذهب �إىل مري�ضة سرطان الثدي؟‬ ‫وتقول لها‪� :‬أنا ناجية من املر�ض‪ ،‬وهذه ر�سالتي احلياة جميلة‪ ،‬وت�ستطعن التغلب على املر�ض‬ ‫�إليك‪ :‬ال تخايف‪ ،‬والتزمي الدواء‪ ،‬وت�ش ّبثي بالأمل‪ ،‬باالحتياط املبكر‪ ،‬وعدم اخلوف من الك�شف‪ ،‬والتزام‬ ‫ف�ستعودين ب�صحة جيدة‪� .‬إن ممر�ضات م�ست�شفى العالج عند الإ�صابة‪.‬‬ ‫د‪� .‬سعاد عامر‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫الحياة جميلة‪ ،‬ويجب أال يخاف أحد من‬

‫يرحنب بال�سفريات؛ ملا لهنّ‬ ‫امللك في�صل التخ�ص�صي ّ‬ ‫من �أثر �إيجابي يف نف�سية املري�ضة‪ .‬لقد قمنا بتدريب‬ ‫ال�سفريات وتثقيفهن عن طبيعة املعلومات التي يجب‬ ‫�إعطا�ؤها‪ ،‬واملعلومات التي يجب عدم �إخبار املري�ضة‬ ‫بها‪ ،‬وجند الآن �أن بع�ض املري�ضات يطلنب هذا الدعم‬ ‫بعد الزيارة الأوىل؛ لأن برنامج �سفريات زهرة من‬ ‫�أجنح الربامج لدينا‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫بيئة‬

‫السرطان‪ ،‬أو (إمبراطور األمراض) كما أطلق‬ ‫عليه الدكتور سيدهارتا موخيرجي في‬ ‫كتابه (السرطان‪ :‬سيرة ذاتية)‪ ،‬هو مجموعة‬ ‫من األمراض التي قد تصيب معظم أعضاء‬ ‫جسم اإلنسان‪ ،‬مع فارق كبير في نسبة‬ ‫حدوثه بين عضو وآخر؛ فسرطانا الثدي‬ ‫والقولون ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬هما األكثر‬ ‫شيوع ًا عند النساء‪ ،‬بينما سرطانا القولون‬ ‫والرئة هما األكثر حدوث ًا بين الرجال‪.‬‬ ‫ال يزال السرطان أحد األسباب الرئيسة‬ ‫للوفيات في العالم؛ إذ يمتاز هذا المرض‬ ‫الخبيث بتكاثر عشوائي للخاليا التي تنمو من‬ ‫بمقاومة لما ُيعرف‬ ‫دون تحكّ م‪ ،‬مصحوبةً‬ ‫ٍ‬ ‫بـ(الموت المبرمج)‪ ،‬وقدرة على اختراق‬ ‫األنسجة السليمة‪ ،‬ومنها األوعية الدموية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والحث على تكوين أوعية جديدة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫المدمر للجهاز المناعي‪،‬‬ ‫هروبها من التأثير‬ ‫ّ‬ ‫وعدم استقرارها جينياً‪ّ .‬‬ ‫كل ذلك ُيمكّ ن‬ ‫الخاليا السرطانية من المقاومة والنمو‪،‬‬ ‫وهو ما يؤدي إلى نشوء الورم وتفاقمه‬ ‫وانتشاره في بعض الحاالت إلى أعضاء‬ ‫أخرى‪ ،‬ويجعله أكثر فتكاً‪ ،‬وتزداد صعوبة‬ ‫القضاء عليه‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫السرطان‬ ‫والبيئة الحافزة‬ ‫‪53‬‬ ‫د‪ .‬عبداإلله أبو صخرة‬ ‫رئيس قسم علوم األورام الجزيئية‪ ،‬مستشفى‬ ‫الملك فيصل التخصصي ومركز األبحاث‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫فهم العالقة بين الخاليا السرطانية وبيئتها‬

‫�أ�صبح من �شبه امل ؤ� ّكد �أن ال�سرطانات مبختلف �أ�شكالها‬ ‫و�أنواعها ال ت�ستطيع النمو �إال يف بيئة مالئمة وحافزة‬ ‫تمُ ّكن اخلاليا ال�سرطانية من الهروب من رقابة اجلهاز‬ ‫املناعي داخل اجل�سم؛ لذلك تقوم اخلاليا ال�سرطانية‬ ‫ب�إطالق �إفرازات معينة تعمل على تروي�ض اخلاليا‬ ‫املحيطة‪ ،‬وحتويلها من خاليا مثبطة �إىل خاليا حافزة‬ ‫وحامية للخاليا ال�سرطانية‪ .‬ولكي نتم ّكن من الق�ضاء‬ ‫على ال�سرطان ال بد من فهم طبيعة العالقة بني اخلاليا‬ ‫ال�سرطانية وبيئتها يف املقام الأول‪ ،‬ثم تع ّرف طرائق‬ ‫التوا�صل بني هذه اخلاليا واخلاليا املحيطة بها‪ ،‬مع‬ ‫حتديد اجلينات وامل�سارات امل�س�ؤولة عن هذا التفاعل‬ ‫الوظيفي املدمر‪.‬‬ ‫ينق�سم ال�سرطان �إىل نوعني رئي�سني‪ :‬حميد‪ ،‬وخبيث‪ ،‬وقد‬ ‫يكون ال�سرطان ابتدائي ًا �أو ثانوي ًا عندما ينمو من جديد‬ ‫بعد ا�ستئ�صاله‪ .‬وميتاز الورم احلميد بنمو حمدد‪ ،‬وعدم‬

‫‪54‬‬

‫‪%‬‬

‫القدرة على االنتقال والغزو‪� ،‬إال �أنه يف بع�ض احلاالت‬ ‫قد يتطور �إىل ورم خبيث عدائي؛ لذا ُيف�ضل ا�ستئ�صاله‬ ‫يف �أقرب وقت‪ .‬وال ت�ش ّكل الأورام احلميدة خطر ًا كبري ًا‬ ‫يف الأغلب؛ �إذ يجري ا�ستئ�صالها جراحي ًا من دون‬ ‫خماطر �إال يف حاالت معينة ك�سرطان املخ؛ حل�سا�سية‬ ‫الع�ضو ووظائفه احليوية‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬تكون ال�سرطانات‬ ‫اخلبيثة فتّاكة‪ ،‬وتختلف يف خطورتها من ع�ضو �إىل �آخر‬ ‫تبع ًا للت�صنيف الت�شريحي لأورام ك ّل ع�ضو‪.‬‬

‫ال يزال السرطان أحد األسباب الرئيسة‬ ‫للوفيات في العالم؛ إذ يمتاز هذا‬ ‫المرض الخبيث بتكاثر عشوائي للخاليا‬ ‫التي تنمو من دون تحكّ م‪ ،‬مصحوبةً‬ ‫بمقاومة لما ُيعرف بـ(الموت المبرمج)‬ ‫ٍ‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫الدهون حافزة لألورام السرطانية‬ ‫من الممكن تفسير ظاهرة تزايد معدالت‬ ‫اإلصابة باألورام السرطانية مع زيادة‬ ‫الوزن بدور الخاليا الدهنية في إفراز‬ ‫كميات كبيرة من السيتوكاين الحافزة‬ ‫للتكاثر الخلوي والتسرطن‪ ،‬إضافةً إلى‬ ‫إمكانية التهاب بعض األنسجة‪ ،‬وهو‬ ‫ما‬ ‫يعرضها لتكوين بؤرة ورمية‪ ،‬كما أن‬ ‫ّ‬ ‫الدهون الزائدة تنقص من فاعلية عالجات‬ ‫األورام السرطانية‪ ،‬وهو ما يقلّل من فرص‬ ‫شفاء المرضى البدناء‪.‬‬

‫تح ٍّد كبير في الحرب على السرطان‬

‫من املعروف �أن هناك اختالفات كبرية بني �سرطانات‬ ‫الع�ضو الواحد؛ �إذ ال يوجد �سرطان مطابق للآخر؛ فك ّل‬ ‫ورم يتكون من جمموعة غري متجان�سة من اخلاليا‪ ،‬حتوي‬ ‫ك ّل منها كثري ًا من الطفرات املختلفة‪ ،‬التي تعمل بدورها‬ ‫على تطور اخلاليا ال�سرطانية واكت�سابها مزيد ًا من‬ ‫الطفرات التي تمُ ّكنها من ال�صمود والتكاثر‪ ،‬ومقاومة‬ ‫ك ّل امل�ؤثرات الداخلية واخلارجية؛ حتى يتك ّيف الورم مع‬ ‫بيئته‪ .‬وي�شكل وجود خاليا �سرطانية بطفرات خمتلفة‬ ‫وتعبري جيني خمتلف داخل الورم الواحد حتدي ًا كبري ًا‬ ‫يف احلرب على ال�سرطان؛ �إذ يق ّلل من جناعة التداوي‪،‬‬ ‫ويزيد من �صعوبة تطوير عالجات �شخ�صية مطابقة‬ ‫للورم واختالالته اجلينية‪ .‬و ُوجد �أن اخلاليا الطافرة‬ ‫املك ّونة للورم حتوي جمموع ًة �صغري ًة من اخلاليا تُعرف‬ ‫بـ(اخلاليا اجلذعية ال�سرطانية)‪ ،‬وهي م�س�ؤولة عن‬ ‫منو الأورام وانت�شارها‪ ،‬ومتتلك هذه اخلاليا جميع‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪55‬‬


‫املتخ�ص�صة‪،‬‬ ‫خ�صائ�ص اخلاليا اجلذعية ال�سليمة وغري‬ ‫ّ‬ ‫�إال �أنها قادرة على التمايز �إىل خاليا متخ�ص�صة لها‬ ‫القدرة على االنق�سام وجتديد نف�سها‪ .‬وتع ّد هذه اخلاليا‬ ‫امل�س�ؤول الأول عن مقاومة الأورام ملختلف العالجات‪،‬‬ ‫ورجوع الورم من جديد بعد ا�ستئ�صاله مبا ُيعرف‬ ‫بـ(االنتكا�سة)‪ ،‬التي يعانيها مر�ضى ال�سرطان‪ ،‬وتكون يف‬ ‫كثري من الأحيان امل�س ّبب الرئي�س للوفاة‪.‬‬ ‫ثالثة أقسام من الجينات‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�سرطان مر�ض جيني‪ ،‬لكنه لي�س وراثي ًا �إال يف حاالت‬ ‫عدد من اجلينات‬ ‫نادرة ت�ؤدي فيها بع�ض الطفرات يف ٍ‬ ‫دور الناقل للمر�ض من الآباء �إىل الأبناء‪� ،‬أما الأغلبية‬ ‫العظمى من حاالت ال�سرطان فتنتج من التفاعل بني البيئة‬ ‫واملكونات اجلينية للإن�سان‪ ،‬وهو ما ي�ؤدي �إىل حدوث‬ ‫طفرات يف عدة جينات فاعلة وم�ؤثرة يف حالة ال�سرطان‪.‬‬

‫مرض معقّ د وخطير‬ ‫السرطان مرض جيني معقّ د وخطير‪ ،‬وكلما‬ ‫زدنا به معرفةً أدركنا صعوبة التعامل معه‬ ‫ومحاربته؛ فالسرطان ليس مرض ًا واحداً‪،‬‬ ‫بل عدة أمراض مختلفة شك ً‬ ‫ال ومضموناً‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من هذه الصعوبات فقد‬ ‫أمكن في الوقت الحاضر عالج كثير من‬ ‫األورام‪ ،‬خصوص ًا التي يجري الكشف‬ ‫عنها في بداية تكوينها وقبل انتشارها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويظل األهم في هذا الصدد هو الوقاية؛‬ ‫فالدفع خير من الرفع‪.‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫�إىل تثبيط عملية الإ�صالح‪ ،‬وزياد ٍة يف عدد الطفرات‬ ‫التي قد يكون من بينها طفرات �سرطانية‪.‬‬ ‫• جينات كابحة للورم‪ :‬وت�ؤدي هذه اجلينات دور ًا مهم ًا‬ ‫يف مراقبة االنق�سام اخللوي‪ ،‬وا�ستجابة اخللية للم�ؤثرات‬ ‫الداخلية واخلارجية‪ ،‬و ُلوحظ توقف مفعول كثري من هذه‬ ‫اجلينات يف حالة ال�سرطان؛ لتعار�ض عملها مع تكوينه‪.‬‬ ‫وتنق�سم هذه اجلينات �إىل ثالثة �أق�سام رئي�سة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫• جينات ورمية‪ :‬وت�ؤدي هذه اجلينات دور ًا مهم ًا يف‬ ‫• جينات �إ�صالح املادة الوراثية من كل الأ�ضرار التي انق�سام اخلاليا ومنوها وموتها‪ ،‬و ُوجد �أن اخلاليا تقوم‬ ‫ت�صيبها ب�صفة يومية‪ :‬وي�ؤدي كبح فاعلية هذه اجلينات يف �أثناء عملية الت�سرطن الطويلة واملع ّقدة بحفز بع�ض‬ ‫هذه اجلينات‪ ،‬وهو ما ي�ؤدي �إىل النمو املفرط‪ ،‬ومقاومة‬ ‫عملية املوت املربمج للخاليا‪.‬‬ ‫ت�ؤدي ك ّل هذه التغريات والطفرات �إىل فقدان التوازن‬ ‫الطبيعي بني منو اخلاليا من جانب‪ ،‬وموتها من جانب‬ ‫أشعة الشمس والتدخين من أهم‬ ‫�آخر‪ ،‬وهو ما ي�س ّهل تكاثرها الع�شوائي‪ ،‬ون�شوء الورم‪.‬‬ ‫األمثلة على العالقة الوطيدة بين‬ ‫البيئة والطفرات الجينية من جهة‪،‬‬ ‫والسرطان من جهة أخرى؛ إذ تضاعف‬ ‫أشعة الشمس خطورة اإلصابة‬ ‫بسرطان الجلد‪ ،‬أما التدخين فهو‬ ‫المس ّبب الرئيس لإلصابة بسرطان الرئة‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫عالقة البيئة والطفرات الجينية‬

‫ت�ؤدي العوامل البيئية دور ًا حموري ًا يف ن�ش�أة الأورام‬ ‫ال�سرطانية وتطورها عن طريق كثري من املواد‬ ‫الكيميائية والفيزيائية امل�سرطنة التي حتيط بالإن�سان‬ ‫�أينما ح ّل وارحتل؛ ف�أ�شعة ال�شم�س فوق البنف�سجية‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�سمنة من حوافز ال�سرطان‬

‫‪57‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�سرطان مر�ض جيني‬

‫التدخني �سبب رئي�س ل�سرطان الرئة‬

‫والأ�شعة ال�سينية من العوامل امل�سرطنة الأكرث �شيوع ًا‬ ‫وخطر ًا‪ ،‬ف�ض ًال عن دخان التبغ الذي يع ّد امل�سرطن‬ ‫الكيميائي الأول؛ ف�أ�شعة ال�شم�س والتدخني من �أهم‬ ‫الأمثلة على العالقة الوطيدة بني البيئة والطفرات‬

‫اجلينية من جهة وال�سرطان من جهة �أخرى؛ �إذ‬ ‫ت�ضاعف �أ�شعة ال�شم�س خطورة الإ�صابة ب�سرطان‬ ‫اجللد‪� ،‬أما التدخني فهو امل�س ّبب الرئي�س للإ�صابة‬ ‫ب�سرطان الرئة‪.‬‬

‫هناك مواد غذائية تقلّل من أخطار‬ ‫اإلصابة بالسرطان؛ إذ تقي الخاليا‬ ‫واألنسجة من األكسدة والتلف‬ ‫والشيخوخة المبكرة‪ ،‬ومن هذه‬ ‫المواد على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬ ‫الكركم‪ ،‬والزنجبيل‪ ،‬والقهوة‪،‬‬ ‫والشاي‪ ،‬والنعناع‬

‫‪58‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫وهناك �إىل جانب امل�سببات البيئية خماطر داخلية‬ ‫جينية لها عالقة مب�ستوى تعبري بع�ض اجلينات‪،‬‬ ‫وكذلك وجود طفرات �أو تغريات فردية للنيوكليوتيدات‬ ‫يف جينات �أخرى‪ ،‬وهو ما يجعل بع�ض اخلاليا �أكرث‬ ‫عر�ض ًة من غريها للت�سرطن‪ ،‬كما ت�ؤدي هذه التغريات‬ ‫دور ًا مهم ًا يف اختالف خماطر الإ�صابة ونوعية الورم‬ ‫ال�سرطاين‪ .‬و ُوجد لنوعية النظام الغذائي ومنطه دور‬ ‫ال ُي�ستهان به يف زيادة خطورة الإ�صابة بال�سرطان؛‬ ‫فثلث عدد ال�سرطانات م�صدرها غذائي لوجود‬ ‫كثري من املواد امل�سرطنة يف عدد كبري من امل�أكوالت‬ ‫وامل�شروبات؛ فاللحوم احلمراء امل�شوية وامل�شروبات‬

‫الروحية التي ت�ستهلك بكرثة يف بع�ض الدول من املواد‬ ‫الغذائية ذات اخلطورة العالية‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬هناك كثري من املواد الغذائية التي تق ّلل من‬ ‫�أخطار الإ�صابة بال�سرطان؛ �إذ تقي اخلاليا والأن�سجة‬ ‫من الأك�سدة والتلف وال�شيخوخة املبكرة‪ ،‬ومن هذه‬ ‫املواد على �سبيل املثال ال احل�صر‪ :‬الكركم‪ ،‬والزجنبيل‪،‬‬ ‫والقهوة‪ ،‬وال�شاي‪ ،‬والنعناع‪ .‬ومن املعلوم �أي�ض ًا �أن ال�سمنة‬ ‫تزيد من خماطر الإ�صابة بكثري من الأورام ال�سرطانية؛‬ ‫ك�سرطان الثدي‪ ،‬والقولون‪ ،‬والكلى؛ ففي بحث ُن�شر حديث ًا‬ ‫أ� ّكد باحثون من كلية الطب يف جامعة وا�شنطن بالواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية وجود عالقة وطيدة بني ال�سمنة وخطر‬ ‫الإ�صابة بثمانية �أنواع من ال�سرطان‪ ،‬ت�شمل‪� :‬سرطان‬ ‫الكبد‪ ،‬واملعدة‪ ،‬والبنكريا�س‪ ،‬واملرارة‪ ،‬والغدة الدرقية‪،‬‬ ‫والدم‪ .‬كما ُوجد �أن التقدم يف ال�سن يزيد من خطورة‬ ‫الإ�صابة بال�سرطان؛ لأن �أكرث من ‪ %80‬من ال�سرطانات‬ ‫تظهر يف �سنّ متقدمة‪ ،‬و�أكرث من ‪ %80‬من �سرطان الثدي‬ ‫تظهر عند الن�ساء بعد �سنّ الي�أ�س‪ .‬و ُيرجع العلماء هذه‬ ‫العالقة بني ال�شيخوخة وال�سرطان �إىل تراكم الأ�ضرار‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا ما يتعلق منها ب�أك�سدة املادة الوراثية‪ ،‬مع نق�ص‬ ‫يف عملية الإ�صالح‪ .‬وي�ؤدي ك ّل ذلك �إىل زيادة يف ن�سبة‬ ‫حدوث الطفرات‪ ،‬وتع ّر�ض اخلاليا للت�سرطن‪ ،‬كما ت�سهم‬ ‫الزيادة يف ن�سبة التهاب بع�ض الأن�سجة مع التقدم يف‬ ‫ال�سن �إىل زيادة تع ّر�ضها خلطر الت�سرطن‪ ،‬الذي ُوجد �أن‬ ‫له عالقة وطيدة بااللتهاب‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫العالج‬

‫يتكون جسم اإلنسان من خاليا صغيرة‬ ‫تكون أعضاء‬ ‫تتجمع‬ ‫لتكون أنسجة‪ ،‬واألنسجة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجسم المختلفة‪ .‬وتنقسم هذه الخاليا‬ ‫لتكون خاليا أخرى إذا احتاج إليها‬ ‫عادةً‬ ‫ّ‬ ‫الجسم‪ ،‬وبعد مدة من الزمن تموت هذه‬ ‫الخاليا‪ ،‬وتستبدل بها الخاليا الجديدة‪ ،‬وهي‬ ‫تقوم بعمل القديمة تماماً‪ .‬فإذا حدث‬ ‫اضطراب في هذه المنظومة؛ كأن يكون‬ ‫انقسام الخاليا سريع ًا وغير مطلوب‪ ،‬أو ال‬ ‫تتكون‬ ‫تموت الخاليا القديمة‪ ،‬فإن األنسجة‬ ‫ّ‬ ‫وتكبر وتصبح ورماً‪ ،‬ويكون هذا الورم حميد ًا‬ ‫سمى‬ ‫أو غير حميد (خبيث أو سرطان)‪ .‬و ُي َّ‬ ‫السرطان حسب المكان الذي يبدأ فيه؛ فإذا‬ ‫بدأ السرطان في الكبد‪ ،‬أو في الرئة‪ ،‬أو‬ ‫سمى سرطان الكبد‪ ،‬أو‬ ‫في العظم مثالً‪ ،‬ف ُي َّ‬ ‫الرئة‪ ،‬أو العظم‪ ،‬وإذا انتشر إلى مكان آخر‬ ‫تكون األنسجة السرطانية المنتشرة شبيهةً‬ ‫بالسرطان األساسي؛ فمثالً‪ :‬إذا انتشر‬ ‫يعد السرطان‬ ‫سرطان الرئة إلى العظام فال‬ ‫ّ‬ ‫الموجود في العظام من الرئة سرطان‬ ‫عظم‪ ،‬بل سرطان رئة منتشر في العظام‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫السرطان‬ ‫ووسائل عالجه‬ ‫‪61‬‬ ‫د‪ .‬علي مطر الزهراني‬ ‫استشاري عالج األورام‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫أسباب السرطان‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال تُوجد �أ�سباب وا�ضحة لل�سرطان عامة‪ ،‬وقد يكون‬ ‫هناك ا�ستعداد وراثي قبل ن�شوء الأورام ال�سرطانية‪ ،‬لكن‬ ‫توجد عوامل كثرية قد ت�ستثري ن�شوء اخلاليا ال�سرطانية‪،‬‬ ‫ومن تلك العوامل‪:‬‬ ‫ تقدّم ال�سن‪ :‬فمعظم �أنواع مر�ض ال�سرطان ت�صيب‬‫الأ�شخا�ص الذين هم فوق �سنّ ‪ 65‬عام ًا‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫رمبا ُي�صاب النا�س من كل الأعمار‪ ،‬مبا فيهم الأطفال‪،‬‬ ‫مبر�ض ال�سرطان‪.‬‬ ‫ التبغ‪ :‬يع ّد ا�ستخدام التبغ من �أكرث �أ�سباب الوفاة‬‫التي ميكن جت ّنبها؛ �إذ ميوت ك ّل عام مئات الآالف من‬ ‫ج ّراء الإ�صابة مبر�ض ال�سرطان املتع ّلق با�ستخدام‬ ‫التبغ؛ فا�ستخدام منتجات التبغ‪� ،‬أو الوجود يف مكان‬ ‫ُي ّ‬ ‫دخن فيه التبغ (التدخني البيئي �أو ال�سلبي)‪ ،‬يزيد‬ ‫من خطر الإ�صابة مبر�ض ال�سرطان‪ .‬كما �أن املدخنني‬ ‫�أكرث عر�ض ًة من غري املدخنني للإ�صابة ب�سرطان الرئة‬ ‫واحلنجرة والفم واملريء واملثانة والكلى واحللق واملعدة‬

‫والبنكريا�س وعنق الرحم‪� ،‬أما من ي�ستخدمون التبغ‬ ‫غري ّ‬ ‫املدخن (�شمة �أو م�ضغ ًا) فهم �أكرث عر�ض ًة خلطر‬ ‫الإ�صابة ب�سرطان الفم‪.‬‬ ‫ التع ّر�ض املبا�شر لأ�شعة ال�شم�س‪ :‬فالأ�شعة فوق‬‫البنف�سجية املوجودة يف �أ�شعة ال�شم�س من العوامل‬ ‫التي ت�ساعد على ظهور �سرطان اجللد (امليالنوما)‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا يف ذوي الب�شرة البي�ضاء؛ لذا ُين�صح دائم ًا‬ ‫بعدم التع ّر�ض املبا�شر لأ�شعة ال�شم�س‪� ،‬أو و�ضع كرميات‬ ‫واقية من الأ�شعة على اجللد‪.‬‬ ‫ بع�ض املواد الكيماوية وال�صناعية‪� :‬إذ ُوجد �أن التع ّر�ض‬‫لبع�ض املواد الكيماوية وال�صناعية‪ ،‬ومواد الطالء‪،‬‬ ‫والبنزين‪ ،‬واملبيدات احل�شرية‪ ،‬قد ت�ؤدي �إىل الإ�صابة‬ ‫ببع�ض الأورام ال�سرطانية؛ فمث ًال‪ :‬مادة الأ�سب�ستو�س قد‬ ‫ت�ؤدي �إىل �سرطان الرئة‪ ،‬ومادة كلوريد الفينايل قد ت�ؤدي‬ ‫�إىل �سرطان الكبد‪.‬‬ ‫ بع�ض �أنواع الفريو�سات واملكروبات‪ :‬هناك بع�ض‬‫الفريو�سات قد ت�ؤدي �إىل الإ�صابة بال�سرطان؛ مثل‬

‫‪62‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪63‬‬

‫ليست هناك أسباب واضحة‬ ‫للسرطان عامة‪ ،‬لكن هناك عوامل‬ ‫كثيرة قد تستثير نشوء الخاليا‬ ‫تقدم‬ ‫السرطانية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫السن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتبغ‪ ،‬وأشعة الشمس‪ ،‬والمواد‬ ‫الكيماوية والصناعية‪ ،‬والهرمونات‪،‬‬ ‫والفيروسات‪ ،‬والكحول‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫فريو�سي التهاب الكبد الوبائي (ب‪ ،‬ج) اللذين قد‬ ‫ي�ؤديان �إىل الإ�صابة ب�سرطان الكبد‪ ،‬وفريو�س الورم‬ ‫احلليمي الب�شري ‪ human papilloma virus‬الذي‬ ‫قد ي�ؤدي �إىل الإ�صابة �سرطان عنق الرحم‪ ،‬وبكترييا‬ ‫هيليكوباكرت بايلوري ‪ helicobacter pylori‬التي قد‬ ‫ت�ؤدي �إىل الإ�صابة ب�سرطان املعدة‪.‬‬ ‫ نق�ص املناعة‪� :‬سواء �أكان ذلك مر�ضي ًا مثل مر�ض‬‫نق�ص املناعة املكت�سب‪ /‬الإيدز ‪� ،HIV‬أم لدى مر�ضى‬ ‫زراعة الأع�ضاء الذين ُيعاجلون بالأدوية املثبطة للمناعة‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫حتى ال يرف�ض اجل�سم الع�ضو املزروع؛ فه�ؤالء يكونون‬ ‫عر�ض ًة للإ�صابة ببع�ض الأورام ال�سرطانية؛ مثل‪ :‬الأورام‬ ‫اللمفاوية‪ ،‬والأورام الأخرى‪.‬‬ ‫ الكحوليات‪ُ :‬وجد �أن الذين يتعاطون املواد الكحولية‬‫�أكرث عر�ض ًة من غريهم للإ�صابة بالأورام ال�سرطانية‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا �أورام الفم والبلعوم واملريء واحلنجرة‬ ‫والبنكريا�س‪ ،‬كما �أن الإ�صابة بال�سرطان قد تت�ضاعف‬ ‫مرات كثرية �إذا زادت كميات الكحول امل�ستهلكة‪ ،‬و�إذا‬ ‫كان مدمن الكحول ي�ستعمل التبغ �أي�ض ًا تدخين ًا �أو م�ضغ ًا‪.‬‬ ‫ بع�ض الهرمونات‪ :‬قد ت�ستعمل بع�ض الن�ساء بعد‬‫�سنّ انقطاع الدورة بع�ض الهرمونات‪ ،‬مثل‪ :‬هرمون‬ ‫الإ�سرتوجني والربوجي�ستي؛ لتقليل �أعرا�ض نق�ص‬ ‫الهرمونات يف اجل�سم‪ ،‬وقد ت�ؤدي هذه الهرمونات �إىل‬ ‫زيادة ن�سبة الإ�صابة ب�سرطان الثدي‪.‬‬

‫إحصاءات السرطان في المملكة العربية‬ ‫السعودية عام ‪2013‬م‬ ‫بلغ إجمالي عدد حاالت السرطان‬ ‫المسجلة‬ ‫ّ‬ ‫في المملكة عام ‪2013‬م‪ 15001 :‬حالة‪،‬‬ ‫منها ‪ 11645‬من السعوديين بنسبة ‪،%77.6‬‬ ‫منهم ‪ 5281‬حالة من الذكور‪ ،‬و‪ 6364‬حالة‬ ‫من اإلناث‪ ،‬إضافةً إلى ‪ 3356‬حالة من غير‬ ‫السعوديين بنسبة ‪.%22.3‬‬ ‫�سعوديون‬

‫آخر إحصائية منشورة عام ‪2016‬م‬

‫‪64‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫الكشف المبكر‬

‫م�شكلة الأورام ال�سرطانية يف املنطقة العربية‪ ،‬ويف اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية خا�ص ًة‪� ،‬أن الأغلبية العظمى من الأورام‬ ‫ال�سرطانية تُكت�شف يف وقت مت�أخر بعد �أن يكون الورم قد‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ �سوء التغذية‪ :‬وجدت بع�ض الدرا�سات �أن تناول‬‫الأطعمة امل�شبعة بالدهون مد ًة طويل ًة قد ي�ؤدي �إىل‬ ‫مشكلة األورام السرطانية في‬ ‫احتمال الإ�صابة ب�سرطانات الربو�ستاتا والرحم‬ ‫المنطقة العربية‪ ،‬وفي المملكة‬ ‫و�سرطان القولون على �سبيل املثال‪.‬‬ ‫العربية السعودية خاصةً ‪ ،‬أن األغلبية‬ ‫ الإ�شعاع امل ؤ� ّين‪ :‬هو الإ�شعاع الذي ينبثق من بع�ض املواد‬‫العظمى من األورام السرطانية‬ ‫امل�شعة الطبيعية �أو ال�صناعية‪ ،‬وكذلك الإ�شعاع املنبثق من‬ ‫تُكتشف في وقت متأخر بعد أن يكون‬ ‫بع�ض الأجهزة الطبية امل�ستعملة يف الت�شخي�ص والعالج؛‬ ‫الورم قد انتشر‪ ،‬والعالج الشافي قد‬ ‫فمث ًال‪ :‬الإ�شعاع اخلارج من املفاعالت النووية �أو القنابل‬ ‫أصبح صعب ًا جد ًا‬ ‫النووية ي�س ّبب �سرطان الدم واخلاليا اللمفاوية‪ ،‬كما �أن‬ ‫تربة بع�ض املناطق قد تكون غنية ببع�ض املواد امل�شعة‪ ،‬مثل‬ ‫ قلة الن�شاط وزيادة الوزن‪� :‬أثبتت كثري من غاز الرادون الذي قد ي�س ّبب �سرطان الرئة‪� .‬أما الأجهزة‬‫الدرا�سات �أن عدم ممار�سة الريا�ضة وزيادة الوزن الطبيةامل�ستخدمةيفالت�شخي�ص‪،‬فكميةالإ�شعاع امل�ستخدم‬ ‫لهما �أثر �سلبي يف احتمالية ظهور بع�ض �أورام الثدي فيها �ضئيلة جد ًا‪ ،‬لكن يقوم العاملون يف هذا املجال عاد ًة‬ ‫بحماية �أنف�سهم؛ لأن كرثة التعر�ض لهذا الإ�شعاع قد ت�ؤدي‬ ‫والقولون واملريء والرحم‪.‬‬ ‫�إىل �سرطانات خمتلفة‪ ،‬مثل‪ :‬الدم‪ ،‬والغدة الدرقية‪.‬‬ ‫ التاريخ املر�ضي للعائلة‪ :‬قد تكون التغريات اجلينية‬‫الهرمونات قد ت�سبب �سرطان الثدي‬ ‫والطفرات الوراثية �سبب ًا يف ن�شوء ال�سرطان‪ ،‬وقد تنتقل‬ ‫بع�ض هذه الطفرات من الآباء �إىل الأبناء؛ فانتقال‬ ‫الأورام يف العائلة الواحدة لي�س �شائع ًا‪ ،‬لكن �إذا ُوجد‬ ‫عدد من �أفراد العائلة الواحدة م�صابني بنوع معني‬ ‫من ال�سرطان فاحتمال وجود هذه الطفرات اجلينية‬ ‫واردة‪ ،‬ويجب عند ذلك فح�ص جميع العائلة للت�أكد من‬ ‫�سالمتهم؛ فهناك ‪-‬مث ًال‪ -‬بع�ض �أنواع �سرطانات اجللد‬ ‫(امليالنوما) والقولون والثدي واملباي�ض ميكن انتقالها‬ ‫بني �أفراد العائلة الواحدة‪ ،‬وقد يكون للعوامل البيئية‬ ‫الأخرى �أثر �إ�ضايف لظهور هذه الأورام‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫برامج قوية للك�شف عن ال�سرطان املبكر يف القريب‬

‫انت�شر‪ ،‬والعالج ال�شايف قد �أ�صبح �صعب ًا جد ًا؛ ففي الدول‬ ‫الغربية هناك برامج قوية للك�شف املبكر عن الأورام‬ ‫ال�سرطانية‪ ،‬وهناك وعي جمتمعي كبري الحتمال وجودها؛‬ ‫لذلك ف�أغلب الأورام ال�سرطانية تُكت�شف يف مراحلها الأوىل‬ ‫حني تكون ن�سبة ال�شفاء عالية جد ًا‪ .‬ومن امل�ؤ�سف �أنه ال توجد‬ ‫�إىل الآن برامج وا�ضحة املعامل مط ّبقة بكفاءة يف املنطقة‬ ‫العربية كلها‪ .‬ومن �أمثلة �أنواع الك�شف املبكر للأورام‪:‬‬ ‫ �أ�شعة الثدي املاموجرام‪ :‬وهي �أ�شعة �سينية �ضاغطة‬‫على الثديني الكت�شاف الأورام ال�صغرية غري املح�سو�سة‬ ‫يف مراحلها الأولية لدى الن�ساء‪ ،‬وتُعمل هذه الأ�شعة لك ّل‬ ‫الن�ساء فوق �سنّ الأربعني‪ ،‬وتعاد ك ّل �سنتني‪ ،‬و�إذا كان‬ ‫قوي يف العائلة فقد تُ�ستخدم هذه‬ ‫هناك تاريخ مر�ضي ّ‬ ‫ً‬ ‫الأ�شعة للن�ساء �أق ّل من �أربعني عاما كذلك‪.‬‬ ‫ م�سحة عنق الرحم (فح�ص باب)‪ :‬وهي م�سحة لعنق‬‫الرحم ت�أخذها الطبيبة‪ ،‬وتر�سل العينة �إىل املخترب؛‬ ‫حتى يتم الت أ� ّكد من عدم وجود خاليا �سرطانية يف‬

‫‪66‬‬

‫‪%‬‬

‫مراحلها الأوىل‪� ،‬أو وجود � ّأي تغيريات يف �أن�سجة عنق‬ ‫الرحم قد ت�ؤدي �إىل تك ّون �سرطان عنق الرحم‪ ،‬كما �أن‬ ‫الفح�ص ي�شمل الت�أكد من وجود �أو عدم وجود فريو�س‬ ‫الورم احلليمي الب�شري‪ ،‬الذي قد ي�ساعد على تك ّون‬ ‫�سرطان عنق الرحم‪ .‬ويبد أ� فح�ص م�سحة عنق الرحم‬ ‫بعد الزواج بثالث �سنوات‪ ،‬و ُيعاد كل ثالث �سنوات‪.‬‬ ‫ فح�ص القولون بوجود دم يف الرباز �أو باملنظار‪ :‬فقد‬‫ّ‬ ‫يدل فح�ص الرباز للت�أ ّكد من عدم وجود دم غري منظور‬

‫أثبتت كثير من الدراسات أن عدم‬ ‫ممارسة الرياضة وزيادة الوزن لهما أثر‬ ‫سلبي في احتمال ظهور بعض أورام‬ ‫الثدي والقولون والمريء والرحم‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫�إناث‬

‫املثانة‬

‫ فح�ص الربو�ستاتا وحتليل امل�ست�ضد الربو�ستاتي‬‫النوعي ‪� :PSA‬إذ يقوم الطبيب بفح�ص الربو�ستاتا‬ ‫بالإ�صبع عن طريق امل�ستقيم‪ ،‬ويت�أ ّكد من عدم وجود‬ ‫� ّأي �أورام يف الربو�ستاتا‪ ،‬ويبد�أ الفح�ص عاد ًة من �سنّ‬ ‫اخلم�سني‪ ،‬ويكون الفح�ص بعد ذلك �سنوي ًا‪ .‬وقد يطلب‬ ‫الطبيب فح�ص امل�ست�ضد الربو�ستاتي النوعي (وهو‬ ‫فح�ص دم)‪ ،‬وارتفاع هذا الربوتني يف الدم قد ّ‬ ‫يدل على‬ ‫وجود ورم �سرطاين يف الربو�ستاتا‪.‬‬ ‫على وجود �أورام يف القولون‪ ،‬كما يقوم املنظار بفح�ص‬ ‫كامل القولون‪ ،‬والت�أكد من عدم وجود �أورام �أو زوائد‬ ‫حلمية قد تتطور �إىل �أورام �سرطانية بعد عدة �سنوات‬ ‫�إذا مل تُزل‪ ،‬و ُين�صح عاد ًة بعمل املنظار لك ّل من بلغ عمر‬ ‫اخلم�سني عام ًا ف�أكرث‪ ،‬كما قد ين�صح الطبيب بعمل‬ ‫املنظار قبل �سنّ اخلم�سني �إذا كان هناك تاريخ عائلي‬ ‫للإ�صابة ب�سرطان القولون‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫األعراض األولية للسرطان‬

‫• وجود ورم �أو كتلة ن�سيجية يف � ّأي مكان يف اجل�سم من‬ ‫دون �أمل م�صاحب �أو ب�أمل ب�سيط‪.‬‬ ‫وبحة م�ستمرة‪.‬‬ ‫• تغيرّ يف ال�صوت‪ّ ،‬‬ ‫• �سعال م�ستمر مع ظهور ب�صاق دموي �أو من دون ذلك‪.‬‬ ‫• نق�ص �شديد يف الوزن من دون �أ�سباب ظاهرة‪.‬‬ ‫• وجود قرحة �أو جروح ال تندمل مد ًة طويل ًة‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ً‬

‫‪67‬‬


‫• تغيرّ يف عادات الإخراج؛ كوجود �إ�سهال م�ستمر‪� ،‬أو‬ ‫�إم�ساك م�ستمر‪.‬‬ ‫• نزيف م�ستمر من � ّأي مكان يف اجل�سم‪.‬‬ ‫• �شعور بعدم االرتياح‪ ،‬واالنتفاخ امل�ستمر بعد الأكل‪.‬‬ ‫• ال�ضعف والوهن ال�شديد‪.‬‬ ‫• ظهور �شامة (خال) جديدة‪� ،‬أو تغيرّ ملحوظ يف‬ ‫ال�شامات القدمية‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫يدل وجود هذه الأعرا�ض على الإ�صابة بال�سرطان‪،‬‬ ‫لكن عند ظهورها ال بد لل�شخ�ص من زيارة الطبيب‬ ‫للت�أكد من �سبب هذه الأعرا�ض‪ ،‬والقيام بالفحو�صات‬ ‫املنا�سبة حتى يت�أكد من الت�شخي�ص‪ .‬ويقوم الطبيب عاد ًة‬ ‫بعمل الفحو�صات والأ�شعة املنا�سبة للت�أكد من وجود �أو‬ ‫عدم وجود ال�سرطان‪ ،‬لكن الت�شخي�ص النهائي يكون‬ ‫عاد ًة بعمل عينة ن�سيجية من الورم املكت�شف للت�أكد من‬ ‫كونه ورم ًا حميد ًا �أو غري حميد (�سرطان)‪.‬‬

‫ّ‬ ‫يدل على اإلصابة‬ ‫وجود األعراض ال‬ ‫بالسرطان‪ ،‬لكن عند ظهورها ال بد‬ ‫للشخص من زيارة الطبيب للتأكد‬ ‫من سبب هذه األعراض‪ ،‬والقيام‬ ‫بالفحوصات المناسبة حتى يتأكد‬ ‫من التشخيص‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�أربع مراحل‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫• املرحلة الأوىل‪ :‬ويكون الورم فيها مو�ضعي ًا وحم�صوراً‬ ‫يف الأن�سجة العلوية فقط‪.‬‬ ‫• املرحلة الثانية‪ :‬ويكون الورم فيها قد امتد ب�صورة‬ ‫�أكرب يف الأن�سجة املو�ضعية‪.‬‬ ‫• املرحلة الثالثة‪ :‬ويكون الورم فيها قد و�صل �إىل الغدد‬ ‫اللمفاوية القريبة من الع�ضو‪.‬‬ ‫• املرحلة الرابعة‪ :‬ويكون فيها املر�ض قد انت�شر �إىل‬ ‫مراحل السرطان‬ ‫يقوم طبيب الأورام عاد ًة ‪-‬بعد الت أ� ّكد من الت�شخي�ص‪� -‬أع�ضاء �أخرى بعيدة عن طريق الدم‪.‬‬ ‫ببع�ض الفحو�صات الإ�ضافية للت أ� ّكد من مرحلة انت�شار ويكون العالج عام ًة �شافي ًا يف املراحل الثالث الأوىل‪،‬‬ ‫الورم ال�سرطاين‪ .‬وتت�ض ّمن مراحل انت�شار الورم عام ًة ويكون تخفيف ًا فقط يف املرحلة الرابعة‪.‬‬

‫‪68‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫في األورام الحميدة‪ :‬يكون نمو الورم‬ ‫بطيئاً‪ ،‬وال يتغلغل موضعياً‪ ،‬وال ينتشر إلى‬ ‫أمكنة أخرى‪ ،‬وال يؤثر عادةً في حياة‬ ‫اإلنسان إال إذا كان نموه في مكان حساس‬ ‫(الدماغ)‪ ،‬ويعالج تمام ًا بالجراحة إذا كانت له‬ ‫أعراض‪ ،‬وال يرجع عادة‪.‬‬ ‫في األورام غير الحميدة (السرطان)‪ :‬يكون‬ ‫نمو الورم سريعاً‪ ،‬وينتشر موضعياً‪ ،‬وقد‬ ‫ينتشر إلى أمكنة أخرى في الجسم عن‬ ‫طريق الدم أو الجهاز اللمفاوي‪ ،‬وقد‬ ‫يؤ ّثر في حياة اإلنسان إذا لم ُيعالج في‬ ‫وقت مبكر‪ ،‬وقد ُيعالج جراحي ًا أو إشعاعي ًا‬ ‫أو باألدوية الكيميائية أو الموجهة أو‬ ‫عالج السرطان‬

‫بها جميعاً‪ ،‬وقد يعود المرض مرة أخرى‬

‫يعتمد عالج الأورام ال�سرطانية على نوع ال�سرطان‪،‬‬ ‫واملرحلة املر�ضية‪ ،‬كما يعتمد على عمر املري�ض و�صحته‬ ‫العامة‪ ،‬ويكون الغر�ض من العالج هو ال�شفاء يف �أغلب‬ ‫الأحيان‪ ،‬خ�صو�ص ًا يف املراحل الأولية من املر�ض‪ ،‬ويكون‬ ‫العالج يف بع�ض الأحيان لتخفيف الأعرا�ض فقط‪.‬‬ ‫وي�شمل عالج الأورام العالج اجلراحي‪ ،‬والكيميائي‪،‬‬ ‫والإ�شعاعي‪ ،‬والهرموين‪ ،‬والبيولوجي �أو املناعي‪ ،‬والأدوية‬ ‫املوجهة‪ ،‬وزراعة اخلاليا اجلذعية‪ ،‬والتكميلي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫بعد العالج‪.‬‬

‫ العالج اجلراحي‪:‬‬‫�إذا كان املر�ض حم�صور ًا يف ع�ضو من �أع�ضاء اجل�سم‪،‬‬ ‫وكان بالإمكان ا�ستئ�صال الورم ب�صورة كاملة من دون‬ ‫بواقٍ ‪ ،‬ومن دون ت�أثريات جانبية كبرية‪ ،‬ف�إن العالج‬ ‫اجلراحي يكون هو العالج املبدئي لبع�ض الأورام‬ ‫ال�سرطانية؛ مثل‪� :‬سرطان الثدي‪ ،‬والقولون‪ ،‬والرئة‪،‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫والبنكريا�س‪ .‬ويعتمد اجلراح عند قيامه بالعملية على‬ ‫كثري من العوامل الت�شخي�صية للت�أكد من حمدودية‬ ‫الورم‪ ،‬و�إمكانية ا�ستئ�صاله‪ ،‬كما يعتمد �أي�ض ًا على احلالة‬ ‫ال�صحية للمري�ض‪ ،‬و�إمكانية حت ّمله العملية من دون‬ ‫م�ضاعفات كبرية‪ .‬ويقوم اجلراح بالت�أكد من ا�ستئ�صال‬ ‫الورم بالكامل مع بع�ض الأن�سجة �أو الأع�ضاء ال�سليمة‬ ‫حول الورم؛ حتى يت�أكد من ا�ستئ�صال الورم كام ًال‪ ،‬كما‬ ‫قد يقوم اجلراح ب�إزالة بع�ض الغدد اللمفاوية املحيطة‬ ‫بالورم الحتمالية �إ�صابتها بالورم �أي�ض ًا‪ .‬وتكون اجلراحة‬ ‫�أحيان ًا لل�سيطرة على بع�ض الأعرا�ض التي قد ت�ض ّر‬ ‫املري�ض فيما ُيعرف بـ(العالج امل�س ّكن �أو ّ‬ ‫امللطف)‪ ،‬مثل‬ ‫احلاالت التي يت�س ّبب الورم فيها يف ال�ضغط على احلبل‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫نوعا األورام‬

‫‪69‬‬


‫ال�شوكي‪ ،‬وهو ما قد ي�ؤدي �إىل ال�شلل‪� ،‬أو �إزالة ان�سداد يف‬ ‫الأمعاء‪� ،‬أو �إيقاف نزيف من الع�ضو امل�صاب‪ .‬وقد ي�شعر‬ ‫املري�ض بعد اجلراحة ببع�ض الإعياء والتعب والأمل‪،‬‬ ‫وبع�ض الأعرا�ض الأخرى ح�سب نوع العملية‪ ،‬ويتعافى‬ ‫املري�ض بالتدريج بعد ذلك‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ العالج الكيميائي‪:‬‬‫يجري با�ستخدام �أدوية كيميائية عن طريق الوريد �أو‬ ‫الفم‪ ،‬وتذهب �إىل اجل�سم ك ّله‪ ،‬وتق�ضي على اخلاليا‬ ‫ال�سرطانية بعدة طرائق‪ ،‬منها الت�أثري يف احلم�ض‬ ‫النووي للخاليا ال�سرطانية‪ .‬ويق ّدم العالج الكيميائي‬ ‫على عدة جل�سات ملدة �ساعات �أو �أيام‪ ،‬ثم تكون هناك‬ ‫مدة نقاهة لتعايف اجل�سم من ت�أثريات العالج قبل موعد‬ ‫جل�سة العالج التالية‪ .‬ويتل ّقى معظم املر�ضى العالج‬ ‫الكيميائي يف العيادات اخلارجية‪ ،‬وبع�ضهم قد يبقى‬ ‫يف امل�ست�شفى �إذا كانت مدة العالج طويلة‪ .‬وهناك كثري‬ ‫من امل�ضاعفات للعالج الكيميائي‪ ،‬وهي حتدث بن�سب‬ ‫متفاوتة ح�سب نوع العالج‪ ،‬ومدى تق ّبل املري�ض‪ ،‬لكن‬

‫يقوم الطبيب عادةً بعمل الفحوصات‬ ‫واألشعة المناسبة للتأكد من‬ ‫وجود أو عدم وجود السرطان‪ ،‬لكن‬ ‫التشخيص النهائي يكون عادةً بعمل‬ ‫عينة نسيجية من الورم المكتشف‬ ‫للتأكد من كونه ورم ًا حميد ًا أو غير‬ ‫حميد‪ /‬سرطان‬

‫فائدة العالج الكيميائي تتغ ّلب على �أعرا�ضه اجلانبية‬ ‫بعدة مراحل؛ فمن الأعرا�ض اجلانبية التي قد حت�صل‬ ‫للمري�ض‪ :‬نق�ص املناعة‪ ،‬والتعر�ض لاللتهابات‪ ،‬والعدوى‪،‬‬ ‫وال�شعور بالتعب العام‪ ،‬والإرهاق‪ ،‬والنزيف‪ ،‬كما �أن بع�ض‬ ‫الأدوية الكيميائية قد ت�ؤدي �إىل ت�ساقط ال�شعر م�ؤقت ًا‪،‬‬ ‫يوجه من‬ ‫والغثيان‪ ،‬والقيء‪ ،‬كما قد ت�ؤدي �إىل العقم؛ لذا ّ‬ ‫�أراد الإجناب من الرجال بحفظ احليوانات املنوية قبل‬ ‫البدء يف العالج الكيميائي‪ .‬وهناك بع�ض امل�ضاعفات‬

‫‪70‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫اجلانبية الأخرى‪ ،‬وهي تعتمد على �أنواع الأدوية‬ ‫الكيميائية‪ ،‬التي يب ّينها الطبيب للمري�ض قبل بدء العالج‪.‬‬ ‫ العالج الإ�شعاعي‪:‬‬‫العالج الإ�شعاعي هو العالج باملوجات الكهرومغناطي�سية‬ ‫العالية الطاقة‪ ،‬التي تقتل اخلاليا ال�سرطانية �إذا تع ّر�ضت‬ ‫لها‪ ،‬وهناك عدة �أنواع من العالج الإ�شعاعي‪ ،‬هي‪:‬‬

‫عالج األورام السرطانية يعتمد على‬ ‫نوع السرطان والمرحلة المرضية‪ ،‬كما‬ ‫يعتمد على عمر المريض وصحته‬ ‫العامة‪ ،‬ويكون الغرض من العالج هو‬ ‫الشفاء في أغلب األحيان‪ ،‬ويكون‬ ‫العالج في بعض األحيان لتخفيف‬ ‫األعراض فقط‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫• العالج الإ�شعاعي اخلارجي‪:‬‬ ‫ي�صدر العالج ا لإ�شعاعي اخلارجي ‪External‬‬ ‫‪ radiation‬من �أجهزة �ضخمة ذات تقنية عالية‬ ‫لتوجيه العالج ا لإ�شعاعي �إىل ا لأورام ال�سرطانية‪،‬‬ ‫وحماولة عدم الت�أثري يف ا لأن�سجة الطبيعية‪ ،‬ويكون‬ ‫العالج عاد ًة خم�سة �أيام يف ا لأ�سبوع‪ ،‬وي�ستمر عدة‬ ‫�أ�سابيع �إذا كان العالج �أ�سا�سي ًا ‪ ،‬وعدة �أيام �أو‬ ‫جل�س ًة واحد ًة فقط �إذا كان العالج للتخفيف‪ .‬وي�ؤ ّثر‬ ‫العالج ا لإ�شعاعي يف ا لأن�سجة الطبيعية املجاورة‬ ‫ا لأخرى‪ ،‬وهو ما قد ي�س ّبب بع�ض امل�ضاعفات‬ ‫امل�ؤقتة �أو الدائمة ح�سب قوة ت�أثريه يف الع�ضو؛‬ ‫فمث ًال ‪� :‬إذا تعر�ضت الغدد اللعابية للإ�شعاع فقد‬ ‫ي�شكو املري�ض من جفاف الفم‪ ،‬و �إذا تع ّر �ض الر �أ�س‬ ‫للإ�شعاع فقد يت�ساقط ال�شعر‪ ،‬و �إذا تع ّر �ض البلعوم‬ ‫�أو املريء للإ�شعاع فقد ي�شكو املري�ض من �صعوب ٍة‬ ‫يف البلع‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫يف العالج الإ�شعاعي‪ :‬املوجات الكهرومغناطي�سية تقتل اخلاليا ال�سرطانية‬

‫‪71‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫واملعدة‪ ،‬كما ُي�ستخدم الإ�شعاع لعالج اللوكيميا‪ ،‬و�سرطان‬ ‫• العالج الإ�شعاعي الداخلي‪:‬‬ ‫العالج الإ�شعاعي الداخلي ‪ Internal radiation‬هو الغدد اللمفاوية يف بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫عالج �إ�شعاعي عن قرب؛ �إذ تو�ضع املواد امل�شعة داخل‬ ‫الورم‪� ،‬أو عن طريق �أنابيب‪ ،‬وقد ترتك هذه املواد امل�شعة ‪ -‬العالج الهرموين‪:‬‬ ‫داخل الورم حتى تن�ضب �إ�شعاعاتها‪ ،‬وتق�ضي على الورم‪ ،‬تعتمد بع�ض الأورام ال�سرطانية يف منوها وانت�شارها‬ ‫�أو تُدخل عن طريق الأنابيب لوقت معني‪ ،‬خالل عدة على بع�ض الهرمونات‪ ،‬مثل‪� :‬أورام الثدي والربو�ستاتا‪،‬‬ ‫جل�سات‪ ،‬ثم تخرج هذه الأنابيب ‪implant radiation‬‬ ‫‪.or brachytherapy‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن ال�ضرر الإ�شعاعي ي�صيب اخلاليا‬ ‫المتابعة الدورية بعد العالج من‬ ‫ال�سرطانية واخلاليا الطبيعية على حدٍّ �سواء �إال �أن‬ ‫الخطوات المهمة التي يتبعها‬ ‫معظم اخلاليا الطبيعية ت�ستطيع التعايف من ت�أثريات‬ ‫الطبيب للتأكد من اكتشاف المرض‬ ‫الإ�شعاع‪ ،‬وتعود �إىل وظائفها الطبيعية‪� ،‬أما اخلاليا‬ ‫في وقت مبكر إذا عاد بعد المرض؛‬ ‫ال�سرطانية فتموت وتتال�شى عاد ًة‪ .‬وميكن ا�ستخدام‬ ‫ألن اكتشاف رجوع السرطان في وقت‬ ‫العالج الإ�شعاعي لعالج جميع �أنواع الأورام ال�صلبة‪،‬‬ ‫مبكر قد يساعد على عملية العالج‬ ‫مبا يف ذلك �سرطانات‪ :‬الدماغ‪ ،‬والثدي‪ ،‬وعنق الرحم‪،‬‬ ‫والشفاء مرة أخرى‬ ‫واحلنجرة‪ ،‬والرئة‪ ،‬والبنكريا�س‪ ،‬والربو�ستاتا‪ ،‬واجللد‪،‬‬

‫‪72‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ويقوم العالج الهرموين مبنع و�صول هذه الهرمونات‬ ‫�إىل اخلاليا ال�سرطانية ومنوها‪ .‬وقد يجري العالج‬ ‫الهرموين بالعقاقري التي تُعطى عن طريق الفم �أو‬ ‫احلقن‪� ،‬أو يتم ب�إزالة م�صدر الهرمون الذي يغ ّذي‬ ‫الأورام ال�سرطانية‪ ،‬مثل‪� :‬إزالة املباي�ض لعالج �سرطان‬ ‫الثدي‪ ،‬و�إزالة اخل�صيتني لعالج �سرطان الربو�ستاتا‪.‬‬ ‫وقد يت�س ّبب العالج الهرموين يف بع�ض امل�ضاعفات‪،‬‬ ‫املوجهة‪:‬‬ ‫مثل‪ :‬الغثيان‪ ،‬وال�سخونة يف اجل�سم‪ ،‬وانقطاع الدورة ‪ -‬الأدوية ّ‬ ‫عند الن�ساء‪ ،‬واجلفاف املهبلي‪ ،‬كما قد ي�س ّبب ال�ضعف ُوجد �أن كثري ًا من خاليا الأورام ال�سرطانية متتلك‬ ‫اجلن�سي‪ ،‬وت�ضخم الثديني عند الرجال‪.‬‬ ‫بع�ض امل�ستقبالت الربوتينية على �سطح اخللية �أو يف‬ ‫داخلها‪ ،‬و�أن هذه الربوتينات لها دور كبري يف منو الورم‬ ‫ العالج البيولوجي �أو املناعي‪:‬‬‫ال�سرطاين وانت�شاره‪ ،‬و�أن تثبيط هذه الربوتينات قد‬ ‫هناك �أدوية وعقاقري ت�ستثري اجلهاز املناعي للج�سم ي�ؤدي �إىل �إيقاف منو هذه اخلاليا ال�سرطانية وموتها؛‬ ‫حتى يت ّمم الق�ضاء على بع�ض �أنواع ال�سرطان؛ فمث ًال‪ :‬لذلك قام الباحثون و�شركات الأدوية الكربى بت�صنيع‬ ‫يف �سرطان املثانة ال�سطحي يقوم اجلراح بحقن مواد مثبطة لهذه الربوتينات ليجري حتييد عملها؛ لذلك‬ ‫املوجهة؛ لأنها تهاجم‬ ‫مادة الـ(بي �سي جي)‪ ،‬وهي نوع من البكترييا حية ُ�س ِّميت هذه الأدوية بالعالجات ّ‬ ‫م�ضعفة داخل املثانة‪ ،‬وي�ؤدي ذلك �إىل حفز املناعة يف‬ ‫املثانة‪ ،‬ومنع رجوع الورم بعد ا�ستئ�صاله‪ ،‬ويف �سرطان‬ ‫اجللد (امليالنوما)‪ ،‬وكذلك يف �سرطان الكلى‪ ،‬قد‬ ‫تُعطى املري�ض حقنة حتت اجللد حتفز املناعة ت�سمى‬ ‫(الإنتريفريون)‪ ،‬وهو ما قد ي�ؤدي �إىل تال�شي الورم‪� ،‬أو‬ ‫تقليل ن�سبة رجوعه مرة �أخرى‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪73‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫امل�ستقبالت والربوتينات املوجودة يف اخلاليا ال�سرطانية‬ ‫فقط‪ ،‬ومن الأمثلة البارزة مثبطات �إنزمي تريوزين‬ ‫كيناز؛ مثل‪� :‬إميانيتيب ‪ ،imatinib‬وجليفيك ‪،Glivec‬‬ ‫وجيفينيتيب ‪ ،gefitinib‬و�إري�سا ‪ .Iressa‬ومن الأمثلة‬ ‫للأج�سام امل�ضادة التي ترتبط ب�أحد �أنواع الربوتينات‬ ‫املوجودة على �سطح اخلاليا ال�سرطانية‪ :‬اجل�سم امل�ضاد‬ ‫لإت�ش �آي �آر ‪ /2‬حافز الرتا�ستوزماب ‪Anti-HER2/‬‬ ‫‪( neutrastuzumab‬هري�سيبتني ‪)Herceptin‬‬ ‫امل�ستخدم يف عالج �سرطان الثدي‪ ،‬واجل�سم امل�ضاد‬ ‫ل�سي دي ‪ 20‬ريتوك�سيماب ‪anti-CD20 rituximab‬‬ ‫امل�ستخدم يف عالج جمموعة متنوعة من خاليا الأورام‬ ‫اللمفاوية اخلبيثة (ب)‪ .‬كما �أن هناك �أدوية متنع تكوين‬ ‫الأوعية الدموية التي حتتاج �إليها الأورام للبقاء على قيد‬ ‫احلياة‪ ،‬مثل بيفا�سيزوماب ‪.Bevacizumab‬‬

‫ زراعة اخلاليا اجلذعية‪:‬‬‫قد يقوم الطبيب يف عالج بع�ض الأورام اللمفاوية‬ ‫املرجتعة با�ستخال�ص اخلاليا اجلذعية ‪Stem Cells‬‬ ‫(املك ّونة للدم) للمري�ض نف�سه‪ ،‬وتخزينها خارج اجل�سم‪،‬‬ ‫ثم �إعطاء املري�ض عالج ًا كيميائي ًا مك ّثف ًا ي�ؤدي �إىل‬ ‫تدمري اخلاليا ال�سرطانية‪ ،‬وكذلك اخلاليا اجلذعية‬ ‫الطبيعية املوجودة يف نخاع العظم‪ ،‬ثم يقوم الطبيب‬ ‫ب�إعطاء اخلاليا اجلذعية املخزّنة للمري�ض مر ًة �أخرى‬ ‫حتى ت�ستق ّر يف نخاع العظم‪ ،‬وتنمو وتك ّون خاليا الدم‬ ‫مرة �أخرى‪ .‬وقد ت�ؤخذ اخلاليا اجلذعية من قريب‬ ‫للمري�ض‪ ،‬خ�صو�ص ًا يف عالج �سرطان الدم‪ /‬اللوكيميا‪،‬‬ ‫ويف هذه احلالة قد يحدث رف�ض للخاليا اجلذعية‬ ‫املزروعة من ال�شخ�ص الآخر؛ لذلك تعطى املري�ض �أدوية‬ ‫مثبطة للرف�ض‪.‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫البديل �إىل مركبات ت�ستخدم بد ًال من الطب‬ ‫ العالجات التكميلية والبديلة‪:‬‬‫ي�شري العالج التكميلي �إىل الأ�ساليب واملواد الأ�سا�سي‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬العالج بالإبر ال�صينية‪،‬‬ ‫امل�ستخدمة مع الطب الأ�سا�سي‪ ،‬بينما ي�شري العالج والتدليك‪ ،‬والإيحاء‪ ،‬والت�أمل‪ ،‬والدعم النف�سي‬ ‫والروحي‪ ،‬ويقول بع�ض املر�ضى‪� :‬إنهم قد ا�ستفادوا‬ ‫و�شعروا ببع�ض االرتياح‪ ،‬كما �أن بع�ض املر�ضى‬ ‫قد ي�ستعمل بع�ض الأدوية الع�شبية والفيتامينات‪،‬‬ ‫وبع�ضها قد يكون �ضار ًا‪ ،‬بل مميت ًا للمر�ضى‪.‬‬ ‫المتابعة الدورية‬

‫تع ّد املتابعة الدورية ‪ follow up‬بعد العالج من‬ ‫اخلطوات املهمة التي يتبعها الطبيب للت�أكد من‬ ‫اكت�شاف املر�ض يف وقت مبكر �إذا عاد بعد املر�ض؛‬ ‫لأن اكت�شاف رجوع ال�سرطان يف وقت مبكر قد‬ ‫ي�ساعد على عملية العالج وال�شفاء مرة �أخرى‪ .‬وقد‬ ‫يقوم الطبيب‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل الفح�ص ال�سريري‪ ،‬بعمل‬ ‫بع�ض الفحو�صات املخربية الدورية والأ�شعة ح�سب‬ ‫نوع ال�سرطان و�شكوى املري�ض‪ .‬كما يقوم الطبيب‬ ‫بالت�أكد من عدم ظهور بع�ض الآثار اجلانبية‬ ‫الطويلة الأجل‪ ،‬التي قد تظهر بعد مدة طويلة من‬ ‫العالج املعطى للمري�ض‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫املتابعة الدورية للت�أكد من التخل�ص التام من املر�ض‬

‫‪75‬‬


‫سلوكـ‬

‫يعد التدخين إحدى ظواهر العصر الحديث؛‬ ‫ّ‬ ‫فقد اتّسعت دائرة المدخنين في العالم‬ ‫لتصل إلى أكثر من مليار شخص من مختلف‬ ‫الفئات العمرية واالجتماعية‪ ،‬وهذه‬ ‫النسبة آخذة في االرتفاع مع زيادة الكثافة‬ ‫السكانية‪ .‬كما ّ‬ ‫تدل اإلحصاءات المختلفة‬ ‫على أن التدخين يتسبب في وفاة ما‬ ‫يقارب ستة ماليين شخص سنوياً؛ بسبب‬ ‫التعرض لألزمات القلبية والدماغية واألورام‬ ‫السرطانية المختلفة التي تسببها تلك‬ ‫العادة اإلدمانية‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫التدخين‬

‫وتأثيره السلبي في‬

‫الجينوم البشري‬ ‫‪77‬‬ ‫د‪ .‬مي عبدالله المهنا‬ ‫عالمة أبحاث‪ ،‬قسم األورام الجزيئية‪ ،‬مستشفى‬ ‫الملك فيصل التخصصي ومركز األبحاث‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫يقف وراء ‪ 17‬نوع ًا من األورام‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ب ّينت كثري من الدرا�سات �أن التدخني يزيد من‬ ‫خطورة الإ�صابة ب�سبعة ع�شر نوع ًا من الأورام يف‬ ‫الإن�سان على �أق ّل تقدير‪ ،‬يف مقدمتها �سرطان‬ ‫الرئة‪ ،‬والفم‪ ،‬والبلعوم‪ ،‬واملريء‪ ،‬واملعدة‪ ،‬والكبد‪،‬‬ ‫والبنكريا�س‪ ،‬واملثانة؛ �إذ يحتوي دخان ال�سجائر‬ ‫على ما يزيد على ‪ 60‬مادة م�سرطنة تنت�شر‬ ‫عند ا�ستن�شاق الدخان داخل الرئة ويف جميع‬ ‫�أع�ضاء اجل�سم الأخرى‪ ،‬وتحُ دث ت�أثري ًا �سلبي ًا يف‬ ‫املادة الوراثية ‪ ،DNA‬وهو ما ي�ؤدي �إىل حدوث‬ ‫طفرات‪ ،‬وتقوم بع�ض هذه الطفرات بحفز منو‬ ‫الورم ال�سرطاين وتط ّو ره‪ ،‬و تُعرف با�سم‪Driver :‬‬ ‫‪ ،mutations‬ويحدث هذا الت�أثري عاد ًة بتكوين‬ ‫روابط ت�ساهمية بني جزيء املادة الوراثية واملادة‬ ‫الكيميائية املوجودة يف دخان ال�سجائر‪ ،‬مك ّون ًة‬ ‫مركبات تعرف بـ( ‪ ،)DNA Adducts‬ت�ؤدي بدورها‬ ‫�إىل الت�سرطن‪ .‬و�أظهرت كثري من الدرا�سات �أن‬ ‫الأن�سجة املع ّر�ضة لدخان ال�سجائر ب�شكل مبا�شر‬ ‫كالرئة‪ ،‬والأن�سجة التي تتع ّر�ض ب�شكل غري مبا�شر‬ ‫كاملثانة‪ ،‬كلتاهما حتتوي على كميات متزايدة من‬ ‫‪ .DNA Adducts‬وما زالت الكيفية التي تن�ش�أ بها‬ ‫معظم �أنواع ال�سرطان غري معروفة �إىل الآن‪� ،‬إال �أنه‬ ‫بتت ّبع التغريات اجلينية وغري اجلينية املختلفة التي‬ ‫حتدث يف الأورام ال�سرطانية (يف عملية تُعرف بـ‪:‬‬ ‫علم الآثار اجلزيئي ‪)Molecular Archaeology‬‬ ‫مت ّكن العلماء من بناء (اجلينوم ال�سرطاين)‪،‬‬ ‫الذي ي�شمل جميع التغريات التي حدثت يف ال�سابق‬ ‫و�أدّت �إىل تطور الأورام‪ .‬وظهرت بوادر هذا العلم‬ ‫باكت�شاف �أن كثري ًا من �أنواع ال�سرطان حتوي طفرات‬ ‫يف جني ‪( TP53‬جني مث ّبط لل�سرطان)‪ ،‬لكن طبيعة‬ ‫هذه الطفرات تختلف تبع ًا لنوع ال�سرطان‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫‪%‬‬

‫التدخين و‪ 600‬مادة خطيرة‬ ‫يعد يخفى على أحد العالقة الوثيقة‬ ‫لم ُ‬ ‫بين السرطان والتدخين؛ فقد أجمعت‬ ‫الدراسات أن التدخين يتصدر قائمة األسباب‬ ‫والعوامل المؤدية إلى السرطان‪ .‬ويحوي‬ ‫التبغ أكثر من ‪ 600‬مادة خطيرة على جسم‬ ‫خاص عن‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ومع أنه يدخل بشكل‬ ‫ّ‬ ‫طريق الجهاز التنفسي إال أنه يس ّبب ضرر ًا‬ ‫في جميع األعضاء‪ ،‬إضافةً إلى دوره‬ ‫الكبير في إحداث األورام الخبيثة‪ ،‬ومع ّ‬ ‫كل‬ ‫ذلك فهناك نحو ‪ %20‬من البشر ما زالوا‬ ‫يدخنون‪ .‬ومن السرطانات التي يس ّببها‬ ‫التدخين‪ :‬الرئة‪ ،‬والشفة‪ ،‬والرغامى (أنبوب‬ ‫يصل بين الفم واألنف والرئتين)‪ ،‬والحنجرة‪،‬‬ ‫والمريء‪ ،‬والبلعوم‪ ،‬واللوكيميا‪ ،‬والثدي‪،‬‬ ‫والجلد‪ ،‬والكبد‪ ،‬والبنكرياس‪ ،‬والقولون‪،‬‬ ‫والمعدة‪ ،‬والكلى‪ ،‬والمثانة‪ ،‬والمبيض‪،‬‬ ‫وعنق الرحم‪.‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪79‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫البصمات الطفرية‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫من املعروف �أن العمليات البيولوجية التي تنتج‬ ‫في دراسة نُشرت حديثاً‪ ،‬أوضح العالم‬ ‫منها طفرات يف اخلاليا اجل�سدية ترتك ما‬ ‫ألكسندروف وفريقه بصورة شاملة‬ ‫ُيعرف بـ(الب�صمات الطفرية ‪Mutational‬‬ ‫وغير مسبوقة التغيرات الجينية‬ ‫‪ ،)Signatures‬التي ُك�شف عنها بتحليل عدة‬ ‫وغير الجينية التي تحدث في األورام‬ ‫�آالف من الطفرات املوجودة يف اخلاليا ال�سرطانية‬ ‫السرطانية‪ ،‬ولها عالقة بالتدخين‪..‬‬ ‫ب�أنواعها املختلفة؛ ففي درا�سة للعامل �ألك�سندروف‬ ‫وتؤ ّيد هذه الدراسة بشكل كبير الدور‬ ‫وفريقه (‪ ،)1‬قاموا فيها بتحديد �إطار و�صفي لك ّل‬ ‫البارز للتدخين في سرطنة األنسجة‬ ‫طـفــرة م ــن طفـرات اال�س ــتبدال ال�ست ( ‪،C>A‬‬ ‫المعرضة لدخان السجائر بشكل مباشر‬ ‫ّ‬ ‫و ‪ ،C>G‬و ‪ ،C>T‬و ‪ ،T>A‬و ‪ ،T>C‬و ‪)T>G‬‬ ‫ب�إدخال املعلومات اخلا�صة بالقواعد النرتوجينية‬ ‫التي تلي �أو ت�سبق ك ّل طفرة من طفرات اال�ستبدال‪،‬‬ ‫واحل�صول على ‪ 96‬نوع ًا من الطفرات املحتملة‪ ،‬دور بارز للتدخين في سرطنة األنسجة‬ ‫تع ّرفوا مبطابقة هذه الطفرات املحتملة مع الت�سل�سل ويف درا�سة ُن�شرت حديث ًا(‪� ،)2‬أو�ضح فيها العامل‬ ‫الوراثي اخلا�ص بك ّل نوع من �أنواع ال�سرطان �إىل �أكرث �ألك�سندروف وفريقه ب�صورة �شاملة وغري م�سبوقة‬ ‫من ‪ 30‬ب�صمة طفرية خا�صة بطفرات اال�ستبدال‪.‬‬ ‫التغريات اجلينية وغري اجلينية التي حتدث يف الأورام‬

‫‪80‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫هناك مخاطر كثيرة للتبغ حسب منظمة‬ ‫الصحة العالمية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫• يقتل التبغ نصف َمن يتعاطونه تقريباً‪.‬‬ ‫• ُيودي التبغ كل عام بحياة ستة ماليين‬ ‫نسمة تقريباً‪ ،‬منهم أكثر من خمسة‬ ‫ممن يتعاطونه أو سبق لهم‬ ‫ماليين ّ‬ ‫تعاطيه‪ ،‬وأكثر من ‪ 600‬ألف من غير‬ ‫المعرضين لدخانه‪.‬‬ ‫المدخنين‬ ‫ّ‬ ‫• إذا لم ُتتّخذ إجراءات عاجلة فمن الممكن‬ ‫أن يزيد عبء الوفيات ليبلغ أكثر من ثمانية‬ ‫ماليين حالة وفاة بحلول عام ‪2030‬م‪.‬‬ ‫• يعيش نحو ‪ %80‬من مدخني العالم‪،‬‬ ‫البالغ عددهم مليار شخص‪ ،‬في البلدان‬ ‫المنخفضة والمتوسطة الدخل‪.‬‬ ‫• يجري في بعض البلدان تشغيل األطفال‬ ‫المنتمين إلى ُأسر فقيرة في زراعة التبغ؛‬ ‫يدروا دخ ً‬ ‫ال ألسرهم‪ ،‬وهؤالء األطفال‬ ‫كي ّ‬ ‫خاص لإلصابة بداء التبغ‬ ‫معرضون بوجه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األخضر‪ ،‬الذي يتسبب فيه النيكوتين الذي‬ ‫يمتصه الجسم عن طريق الجلد في أثناء‬ ‫ّ‬ ‫مناولة أوراق التبغ الرطبة‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ال�سرطانية‪ ،‬ولها عالقة بالتدخني‪ .‬وت�ؤ ّيد هذه الدرا�سة‬ ‫ب�شكل كبري الدور البارز للتدخني يف �سرطنة الأن�سجة‬ ‫املع ّر�ضة ب�شكل مبا�شر لدخان ال�سجائر‪ ،‬وتطرح ‪-‬يف‬ ‫الوقت ذاته‪� -‬أ�سئل ًة مثري ًة لالهتمام فيما يتع ّلق بارتفاع‬ ‫ن�سبة خطورة �إ�صابة الأن�سجة غري املع ّر�ضة للدخان‬ ‫بال�سرطان عند املدخنني مقارن ًة بغري املدخنني‪ ،‬التي‬ ‫قد ترجع �إىل الت�أثري غري املبا�شر للتدخني يف التغريات‬ ‫غري اجلينية‪� ،‬أو التغريات املتعلقة باجلهاز املناعي �أو‬ ‫اال�ضطرابات الأي�ضية‪� ،‬أو غريها‪.‬‬ ‫وعمل الباحثون يف هذه الدرا�سة على حتليل �أكرث من‬ ‫خم�سة �آالف تتابع نووي �سرطاين خا�ص بثالثة ع�شر‬ ‫نوع ًا من �أنواع ال�سرطان‪ُ ،‬ي�شكل التدخني عام ًال �أ�سا�سي ًا‬ ‫يف الإ�صابة بها‪ ،‬وتهدف هذه الدرا�سة �إىل التع ّرف �إىل‬ ‫وتو�صل‬ ‫ب�صمات طفرية لها عالقة مبا�شرة بالتدخني‪ّ .‬‬ ‫الفريق البحثي �إىل �أن ك ّل نوع من هذه الأورام يحمل واحد ًا‬ ‫�أو �أكرث من الب�صمات الطفرية‪ ،‬التي يتم ّيز بها املر�ضى‬ ‫الذين يعانون نوع الورم نف�سه؛ فعلى �سبيل املثال‪ُ :‬ي�صاب‬ ‫ك ّل من املدخنني وغري املدخنني بنوع معني من �سرطان‬ ‫الرئة ُيعرف با�سم‪،Lung Adenocarcinomas :‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫حقائق خطيرة عن التبغ‬

‫‪81‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫لكن ُوجد بتحليل عينات املدخنني �أن خالياهم حتمل‬ ‫�إحدى الب�صمات الطفرية (الب�صمة رقم ‪ ،)4‬التي تتّ�سم‬ ‫با�ستبدال القواعد النيرتوجينية ‪ ،C>A/ G>T‬بينما‬ ‫تخلو عينات غري املدخنني تقريب ًا من هذه الب�صمة‪.‬‬ ‫كما �أو�ضحت درا�سة �أخرى �أن مثل هذه الب�صمة‬ ‫الطفرية رقم ‪ّ 4‬مت احل�صول عليها بتعري�ض خاليا الرئة‬ ‫ملركب ‪ benzo(a)pyrene‬املوجود يف القطران‬ ‫�أحد املكونات املهمة لدخان ال�سجائر‪ .‬ولأن الب�صمة‬ ‫رقم ‪ 4‬تكرث يف الأن�سجة املع ّر�ضة مبا�شرة لدخان‬ ‫ال�سجائر كالرئتني واحلنجرة فعلى الأرجح �أنها حدثت‬ ‫نتيجة خلل يف املادة الوراثية بت�أثري الدخان عند موقع‬ ‫القاعدة النرتوجينية اجلوانني (‪ ،)G‬ثم جتاوزها‬ ‫�إنزمي البوليمرياز من دون �إ�صالح‪ .‬كما ُلوحظ �أن هذه‬ ‫الب�صمة والب�صمة الطفرية رقم ‪ ،5‬التي ت�شتمل على‬

‫ب ّينت كثير من الدراسات أن التدخين‬ ‫يزيد من خطورة اإلصابة بسبعة‬ ‫عشر نوع ًا من األورام في اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫أقل تقدير‪ ،‬في‬ ‫على‬ ‫مقدمتها‬ ‫ّ‬ ‫سرطان الرئة‪ ،‬والفم‪ ،‬والبلعوم‪،‬‬ ‫والمريء‪ ،‬والمعدة‪ ،‬والكبد‪،‬‬ ‫والبنكرياس‪ ،‬والمثانة‬

‫عدد من طفرات اال�ستبدال‪ ،‬موجودتان يف جميع خاليا‬ ‫يرجح حدوثهما بعد تع ّر�ض‬ ‫الورم عند املدخن‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫الن�سيج لدخان ال�سجائر وقبل تطور الورم‪ .‬وميكن‬ ‫القول يف النهاية‪� :‬إن الب�صمة الطفرية رقم ‪ 4‬خا�ص ًة‬

‫‪82‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪83‬‬

‫م�س�ؤولة عن ارتفاع ن�سبة خطورة الإ�صابة بال�سرطان‬ ‫عند املدخنني‪.‬‬ ‫�ألقت هذه الدرا�سات وغريها ال�ضوء على الت�أثري‬ ‫ال�سلبي املبا�شر للتدخني يف �إحداث تغيرّ ات يف تركيب‬ ‫املادة الوراثية‪ ،‬التي ت�ؤدي بدورها �إىل ن�شوء الأورام‬ ‫ال�سرطانية املختلفة‪.‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪(1) Alexandrove, L.B. et al., Nature 500,‬‬ ‫‪415-421 (2013).‬‬ ‫‪(2) Alexandrove, L.B. et al.,Science354‬‬ ‫‪(6312), 415-421 (2016).‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫المرأة‬

‫األم مدرسة إذا أعددتها‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫أعددت شعب ًا طيب األعراق‬

‫ّ‬ ‫شك أن صحة المرأة تعادل صحة المجتمع؛‬ ‫ال‬ ‫ألنها مشارك أصيل في تنمية المجتمع‬ ‫وتطوره‪ ،‬وما تُقبل عليه المملكة العربية‬ ‫السعودية من رؤى جديدة للتنمية جدير‬ ‫بأن ُيستصحب بتنمية صحية قادرة على رفع‬ ‫مستوى أداء الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫يعد السرطان من األمراض المعيقة لحياة‬ ‫ّ‬ ‫الفرد‪ ،‬خصوص ًا سرطان عنق الرحم‪ ،‬مع عدم‬ ‫وجود عالجات ناجعة في أغلب األحيان‪،‬‬ ‫والسيما في الحاالت المتأخرة‪ .‬وبحسب‬ ‫الدراسات المنشورة في المملكة‪ ،‬فإن‬ ‫سرطان عنق الرحم هو ثامن السرطانات‬ ‫المس ّببة للموت بها‪ ،‬والثاني بعد سرطان‬ ‫الثدي لدى السيدات في المملكة والعالم‪.‬‬ ‫وحسب هذه الدراسات المنشورة في‬ ‫المملكة‪ ،‬فإن معدل اإلصابة في ازدياد؛ إذ‬ ‫كان ‪ 1.3‬عام ‪2008‬م‪ ،‬وأصبح ‪ 1.9‬عام ‪2014‬م‪،‬‬ ‫توقع‬ ‫وهو دليل على النمو السريع‪ ،‬و ُي ّ‬ ‫زيادة اإلصابة في العقدين المقبلين‬ ‫حسب مؤشرات وزارة الصحة‪ ،‬مع األخذ في‬ ‫تضمنت سيدات‬ ‫الحسبان أن هذه الدراسات‬ ‫ّ‬

‫‪8484‬‬

‫من فئات عمرية مختلفة بين ‪ 15‬و‪ 65‬سنة‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫رؤى جديدة لالرتقاء بصحة المرأة‬

‫سرطان‬ ‫عنق الرحم‬ ‫خطر يمكن مواجهته‬ ‫‪85‬‬ ‫د‪ .‬سارة أبو القاسم سيف الدين‬ ‫دكتوراه في علم الخاليا المريضة وتقنيات‬ ‫األنسجة‪ ،‬كلية العلوم الطبية التطبيقية‪،‬‬ ‫جامعة القصيم‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫فيروس الورم الحليمي وسرطان عنق الرحم‬

‫تع ّد الإ�صابة بفريو�س الورم احلليمي الب�شري ‪Human‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪ ،Papilloma Virus‬الذي ُيعرف اخت�صار ًا بـ‬ ‫‪ ،HPV‬هي امل�س ّببة لنحو ‪ %90‬من جملة الإ�صابة‬ ‫ب�سرطان الرحم‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل بع�ض الأ�سباب الأخرى‪،‬‬ ‫منها التدخني‪ .‬ويت�س ّبب هذا الفريو�س يف التهاب يطول‬ ‫�سنوات قبل �أن يتطور لي�صبح‬ ‫يف بع�ض الأحيان‪� -‬إىل‬‫ٍ‬ ‫�سرطان ًا‪ ،‬وقد ي�ستغرق (‪ )20-15‬عام ًا يف �سرطان عنق‬ ‫الرحم حتى يتطور �إىل �سرطان مع قوة �أنظمة املناعة‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وميكن �أن ي�ستغرق (‪� )10-5‬سنوات فقط‬ ‫يف الن�ساء مع �ضعف جهاز املناعة امل�صاحب لبع�ض‬ ‫الأمرا�ض الأخرى‪ ،‬مثل ذلك الذي يحدث مع عدوى‬ ‫فريو�س نق�ص املناعة الب�شرية غري املعاجلة ‪.AIDS‬‬ ‫وهناك كثري من �أنواع فريو�س الورم احلليمي الب�شري‬ ‫ال ت�س ّبب م�شكالت‪.‬‬

‫يعد ‪-‬إلى حدٍّ بعيد‪-‬‬ ‫سرطان عنق الرحم‬ ‫ّ‬ ‫من األمراض ذات الصلة بفيروس الورم‬ ‫الحليمي البشري‪ ،‬وهذا الفيروس‬ ‫له أكثر من ‪ 100‬نوع‪ ،‬لكن األنواع األكثر‬ ‫شيوع ًا هما النوعان ‪ 16‬و‪18‬‬

‫تزول عدوى فريو�س الورم احلليمي الب�شري من‬ ‫دون � ّأي تدخل عاد ًة خالل ب�ضعة �أ�شهر بعد ا لإ�صابة‬ ‫لدى ‪ %90‬من احلاالت‪ ،‬وقد ت�شفى خالل عامني‪.‬‬ ‫وهناك ن�سبة �صغرية من العدوى ب�أنواع معينة من‬ ‫فريو�س الورم احلليمي الب�شري ميكن �أن ت�ستمر‬ ‫وتتطور �إىل �سرطان‪.‬‬

‫‪86‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ويع ّد �سرطان عنق الرحم �إىل ح ّد بعيد من الأمرا�ض ذات الفريو�س من املمكن �أال ي�س ّبب � ّأي �أعرا�ض حتى ت�أتي‬ ‫ال�صلة بفريو�س الورم احلليمي الب�شري؛ فهذا الفريو�س له الكارثة‪ ،‬التي تتم ّثل يف ت�ش ّكل الأورام ال�سرطانية‪.‬‬ ‫�أكرث من ‪ 100‬نوع‪ ،‬لكن الأنواع الأكرث �شيوع ًا هما النوعان‬ ‫‪ 16‬و‪ ،18‬وهما من الأ�شد خطور ًة‪ ،‬ويت�س ّببان يف انت�شار أعراض سرطان عنق الرحم‬ ‫ال�سرطان يف العامل‪ ،‬كما وجدت �أنواع �أخرى مثل ‪ 30‬و‪ 19‬يف هناك �أعرا�ض قد تكون م�ؤ�شر ًا ل�سرطان عنق الرحم‪،‬‬ ‫�شمال �إفريقيا‪ .‬وي�س ّبب الفريو�س �أخطر الأمرا�ض املنقولة منها‪ :‬النزيف‪ ،‬والإفرازات املهبلية‪ ،‬والآالم امل�صاحبة‬ ‫جن�سي ًا‪ ،‬كما ميكن �أن ينتقل عرب التالم�س اجللدي يف حال للجماع‪ .‬وال تظهر �أعرا�ض �سرطان عنق الرحم �إال بعد‬ ‫وجود � ّأي جرح �سطحي على اجللد‪ .‬وميكن �أن ت�س ّبب بع�ض مراحل متقدمة من املر�ض‪ ،‬وميكن �أن ت�شمل‪ :‬عدم انتظام‬ ‫�أنواع فريو�س الورم احلليمي الب�شري‪ ،‬خ�صو�ص ًا النوعني ‪ 6‬الدورة (نزيف متك ّرر بني فرتات الدورة ال�شهرية)‪� ،‬أو‬ ‫و‪ ،11‬الث�آليل التنا�سلية‪ ،‬والورم احلليمي التنف�سي‪ ،‬وكثري ًا نزيف غري طبيعي عن طريق املهبل بعد اجلماع اجلن�سي‪،‬‬ ‫من الث�آليل التنا�سلية الأخرى‪ .‬وتكمن امل�شكلة يف �أن هذا و�آالم الظهر وال�ساق‪� ،‬أو �آالم احلو�ض‪ ،‬والتعب‪ ،‬وفقدان‬

‫‪87‬‬

‫الوزن وال�شهية‪ ،‬و�آالم يف املهبل‪ ،‬وانتفاخ يف ال�ساق‪ .‬وقد‬ ‫تن�ش�أ �أعرا�ض �أكرث �شد ًة يف مراحل متقدمة‪.‬‬ ‫ويع ّد �سرطان عنق الرحم يف جميع �أنحاء العامل هو رابع‬ ‫�أكرث �أنواع ال�سرطانات �شيوع ًا بني الن�ساء‪ ،‬مع ما يقدّر‬ ‫بنحو ‪� 530‬ألف حالة جديدة‪ ،‬وم ّثل يف عام ‪2012‬م ‪%7.5‬‬ ‫من جمموع وفيات ال�سرطان يف الإناث‪ ،‬و ُيالحظ �أن �أكرث‬ ‫من ‪ %85‬من هذه احلاالت حتدث يف املناطق الأق ّل منو ًا‬ ‫بح�سب تقارير منظمة ال�صحة العاملية ‪.WHO‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫الكشف المب ّكر‬

‫قامت كثري من الدول بعمل درا�سات م�سحية للك�شف‬ ‫املبكر عن �سرطان عنق الرحم‪ ،‬وتتم ّثل هذه الدرا�سات‬ ‫ً‬ ‫البشري‪ ،‬الذي ُيعرف اختصارا بـ‪،HPV‬‬ ‫يف عمل م�سحات من عنق الرحم‪ ،‬و�أخذ عينات من‬ ‫هي المس ّببة لنحو ‪ %90‬من جملة‬ ‫اخلاليا يجري فح�صها خمربي ًا للك�شف عن وجود � ّأي‬ ‫اإلصابة بسرطان الرحم‪ ،‬إضافةً إلى‬ ‫التهابات �أو �أمرا�ض �أو �سرطان يف عنق الرحم‪ ،‬وت�سمى‬ ‫بعض األسباب األخرى‪ ،‬منها التدخين‬ ‫هذه امل�سحة (م�سحة باب ‪ ،)pap smear‬وقد �أ�سهمت‬ ‫هذه الدرا�سات امل�سحية يف خف�ض ن�سبة الإ�صابة مبا‬ ‫يقارب ‪ %80‬عن طريق اكت�شاف احلاالت قبل ال�سرطانية‪،‬‬ ‫وهو ما ي�س ّهل عملية ال�شفاء‪ .‬وتوجد يف البلدان النامية هذه البلدان‪ .‬وميكن خف�ض معدل وفيات �سرطان عنق‬ ‫حمدودية يف فر�ص احل�صول على فح�ص‪ ،‬وهو ما يعني الرحم على م�ستوى العامل �إىل ‪ %52‬من خالل برامج‬ ‫تع ّرف املر�ض يف حاالت مت�أخرة‪ ،‬كما تنخف�ض �إمكانية الفح�ص املبكر والعالج الفعال‪.‬‬ ‫العالج من هذا املر�ض يف مراحله املت�أخرة‪ ،‬وهو ما ي�ؤدي‬ ‫�إىل ارتفاع معدل الوفيات ب�سبب �سرطان عنق الرحم يف مسحة باب‪ :‬فتح جديد‬ ‫تع ّد م�سحة باب ‪ pap smear‬من �أهم اكت�شافات القرن‬ ‫الع�شرين؛ �إذ قام الدكتور جورج بابانيكولو عام ‪1923‬م‬ ‫باخرتاع هذه الطريقة‪ ،‬التي �أدّت �إىل اكت�شافات مذهلة‬ ‫غيرّ ت نظرة الأطباء جتاه الأمرا�ض املتعلقة باجلهاز‬ ‫التنا�سلي للمر�أة‪ ،‬وفتحت الباب �أمام كثري من العلوم‬ ‫واالكت�شافات يف هذا امل�ضمار‪ ،‬ومن �أهمها الفح�ص عن‬ ‫�أ�سباب عدم اخل�صوبة عند الن�ساء‪ ،‬خ�صو�ص ًا تلك املتعلقة‬ ‫با�ضطراب الهرمونات‪ ،‬والك�شف عن كثري من الأمرا�ض‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫تعد اإلصابة بفيروس الورم الحليمي‬ ‫ّ‬

‫بعض الدول بدأت تطعيم األوالد‬ ‫والبنات على حدٍّ سواء؛ ألن التطعيم‬ ‫يمنع سرطان الجهاز التناسلي‬ ‫في الذكور‪ ،‬وكذلك اإلناث‪ ،‬ويمنع‬ ‫أحد هذه اللقاحات المتاحة الثآليل‬ ‫التناسلية عند الذكور واإلناث أيض ًا‬

‫‪88‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ال تظهر أعراض اإلصابة بسرطان عنق‬ ‫الرحم عادةً في مراحله المبكرة‪ ،‬لكن مع‬ ‫كبر حجم السرطان قد تالحظ السيدات‬ ‫حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي؛ مثل‪:‬‬ ‫نزيف بين فترات دورة الحيض المنتظمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الدش‬ ‫أو نزيف بعد الجماع‪ ،‬أو عند أخذ‬ ‫المهبلي‪ ،‬أو عند الخضوع لفحص منطقة‬ ‫الحوض ‪ ،Pelvic exam‬أو قد تستمر دورات‬ ‫الحيض مدة أطول‪ ،‬وبصورة أكثر كثافة‬ ‫من المعتاد‪ ،‬أو نزيف بعد انقطاع الطمث‬ ‫‪ .Menopause‬وقد تالحظ السيدات أيضاً‪:‬‬ ‫زيادةً في اإلفرازات المهبلية‪ ،‬أو ألم ًا في‬ ‫منطقة الحوض‪ ،‬أو ألم ًا في أثناء الجماع‪،‬‬ ‫وقد تظهر هذه األعراض نتيجة اإلصابة‬ ‫بسرطان عنق الرحم‪ ،‬أو اإلصابة بالعدوى‪،‬‬ ‫أو غيرهما من المشكالت الصحية‪ .‬ويجب‬ ‫أي سيدة تظهر عليها هذه األعراض‬ ‫على ّ‬ ‫أن تخبر الطبيب المعالج لكي ُيشخص‬ ‫تلك المشكالت الصحية‪ ،‬ويعالجها في‬ ‫أسرع وقت ممكن‪ .‬وهناك عدة عوامل‬ ‫ترفع خطر اإلصابة بالمرض‪ ،‬هي‪ :‬العالقات‬ ‫الجنسية الخاطئة‪ ،‬واإلصابة ببعض األمراض‬ ‫الفيروسية كااللتهاب الكبدي الوبائي‬ ‫(فيروس ‪ ،)c‬كما أن المدخنات أكثر عرضةً‬ ‫لإلصابة بالمرض من غيرهن‪ ،‬وكذلك قد‬ ‫يكون استخدام حبوب منع الحمل مدةً‬ ‫طويلةً سبب ًا في اإلصابة بالمرض‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫الأخرى‪ ،‬و�سبق �أن جرى تر�شيح الدكتور بابانيكولو لنيل‬ ‫جائزة نوبل‪ .‬ويجري يف هذه امل�سحة �أخذ عينة من عنق‬ ‫الرحم عن طريق �سباتوال ‪ ،Spatula‬وهي �أداة �صغرية‬ ‫غري حادة ال حتدث جروح ًا‪ ،‬وال تت�سبب يف �آالم‪ ،‬كما �أن‬ ‫�أخذ العينة �سريع وب�سيط جد ًا‪ .‬ويجب على � ّأي �سيدة‬ ‫متزوجة عمل هذا الفح�ص ك ّل ثالث �سنوات �إذا كانت‬ ‫نتيجة الفح�ص �سليمة‪ ،‬وخالية من � ّأي مر�ض‪� ،‬أما يف حالة‬ ‫ظهور الفريو�س �أو � ّأي حالة مر�ضية �أخرى فيجري عمل‬ ‫منظار لعنق الرحم ‪ colposcopy‬لتحديد مدى امل�شكلة‬ ‫ال�صحية‪ ،‬ومتابعة العالج‪ ،‬وعمل فح�ص دوري ك ّل �سنة‬ ‫للت�أكد من خلو ال�سيدة من الأمرا�ض‪.‬‬ ‫وتوجد حالي ًا بع�ض اللقاحات التي تعمل �ضد فريو�سي‬ ‫الورم احلليمي الب�شري ‪ 16‬و‪ ،18‬اللذين ُيعرف عنهما‬ ‫الت�س ّبب فيما ال يق ّل عن ‪ %70‬من حاالت �سرطان عنق‬ ‫الرحم‪ ،‬كما ميكن �أخذ لقاحات �ضد �أنواع فريو�س الورم‬ ‫احلليمي الب�شري الأخرى الأق ّل �شيوع ًا؛ مثل فريو�سي‬ ‫الورم احلليمي الب�شري ‪ 6‬و‪ ،11‬اللذين ي�س ّببان الث�آليل‬ ‫ال�شرجية التنا�سلية‪ .‬وت�شري نتائج التجارب ال�سريرية‬ ‫�إىل �أن هذه اللقاحات �آمنة وفعالة جد ًا يف منع الإ�صابة‬ ‫بفريو�س الورم احلليمي الب�شري ‪ 16‬و‪ .18‬وتعمل‬ ‫كل اللقاحات ب�شكل �أف�ضل �إذا �أُعطيت قبل التعر�ض‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫أعراض سرطان عنق الرحم‬

‫‪89‬‬


‫لفريو�س الورم احلليمي الب�شري؛ لذلك فمن الأف�ضل �أن‬ ‫ت�ؤخذ قبل الن�شاط اجلن�سي الأول‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫يجب التفكير في تعميم لقاح‬ ‫تطعيم األوالد والبنات‬

‫فيروسي الورم الحليمي البشري ‪16‬‬

‫بد�أت بع�ض الدول تطعيم الأوالد والبنات على حدٍّ‬ ‫�سواء؛ لأن التطعيم مينع �سرطان اجلهاز التنا�سلي‬ ‫يف الذكور‪ ،‬وكذلك الإناث‪ ،‬ومينع �أحد هذه اللقاحات‬ ‫املتاحة الث�آليل التنا�سلية عند الذكور والإناث �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫وتو�صي منظمة ال�صحة العاملية بتطعيم الفتيات الذين‬ ‫تراوح �أعمارهن بني ‪ 9‬و‪� 13‬سنة؛ لأن هذا املقيا�س‬ ‫لل�صحة العامة هو الأكرث فاعلي ًة من حيث التكلفة �ضد‬ ‫�سرطان عنق الرحم‪ .‬وال يح ّل تطعيم فريو�س الورم‬ ‫احلليمي الب�شري حم ّل فح�ص �سرطان عنق الرحم؛‬ ‫لأن البلدان التي �أدخلت لقاح فريو�س الورم احلليمي‬ ‫الب�شري قد ال تزال بحاجة �إىل تطوير �أو تعزيز برامج‬ ‫الفح�ص املبكر ل�سرطان عنق الرحم‪ .‬وبد�أت اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية يف تطبيق برنامج الك�شف املبكر‬

‫و‪ 18‬لألوالد والبنات على حدٍّ سواء؛‬ ‫حتى تصل المملكة إلى عام ‪2030‬م‬ ‫برؤى جديدة‪ ،‬ومجتمع معافً ى‬

‫ل�سرطان عنق الرحم يف مدينة جدة عام ‪2012‬م‪،‬‬ ‫لكن ال تُوجد �إىل الآن درا�سات كثرية من�شورة يف هذا‬ ‫اخل�صو�ص؛ لذلك فقد �آن الأوان لعمل درا�سة م�سحية‬ ‫يف جميع مناطق اململكة للك�شف عن �سرطان عنق‬ ‫الرحم‪ ،‬كما يجب التفكري يف تعميم لقاح فريو�سي‬ ‫الورم احلليمي الب�شري ‪ 16‬و‪ 18‬للأوالد والبنات على‬ ‫حدٍّ �سواء؛ حتى ت�صل اململكة �إىل عام ‪2030‬م بر�ؤى‬ ‫جديدة‪ ،‬وجمتمع معا ًفى‪ ،‬وتنعم بجيل �سليم قادر على‬ ‫البناء والعطاء‪.‬‬

‫التطعيم مهم ملنع �سرطان اجلهاز التنا�سلي‬

‫‪90‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪91‬‬

‫إﺻﺪارات إدارة اﻟﺒﺤﻮث‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫وقاية‬

‫هو زائر يكره حضوره جميع الناس‪ ،‬لدرجة‬ ‫تنم عن صفاته أكثر من‬ ‫تسميته بأسماء كثيرة ّ‬ ‫حقيقته؛ فقد نُعت بـ(الخبيث) لظهوره بشكل‬ ‫ٍّ‬ ‫متخف وفتّاك‪ ،‬ونُعت بـ(الشين) بالعامية‬ ‫لفظاعة أفعاله بمن ُيصيب؛ فالكل يهابه‪،‬‬ ‫ويكره تسميته باسمه الحقيقي‪ .‬أقصد هنا‬ ‫السرطان‪ ،‬وسأتناول في هذه العجالة طرائق‬ ‫الوقاية والحماية منه‪ ،‬وأهم وسائل الكشف‬ ‫المبكر والعالج‪.‬‬ ‫تغ ّيرت الحياة في القرون الحديثة‪،‬‬ ‫وتقدم‬ ‫ّ‬ ‫الطب بدرجات لم تكن في الحسبان؛‬ ‫فاألمراض السارية أو المعدية من التهابات‬ ‫ّ‬ ‫بكتيرية؛ كالجدري‬ ‫والسل والكوليرا‬ ‫والطاعون‪ ،‬كانت تحصد كثير ًا من أرواح البشر‪،‬‬ ‫لكن اآلن مع الطب الحديث والمضادات‬ ‫الحيوية وطرائق مكافحة العدوى تهاوت‬ ‫وح ّجم دورها في حصد‬ ‫هذه األمراض‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫األرواح حسب منظمة الصحة العالمية‪.‬‬ ‫وتحتل‬ ‫األمراض المزمنة وحوادث السيارات مركز‬ ‫الصدارة بوصفها أهم وأكبر أسباب الوفاة‬ ‫في العالم؛ فأمراض القلب والشرايين سبب‬ ‫نصف الوفيات‪ ،‬تتبعها حوادث السيارات‪،‬‬ ‫وتضع بعض األبحاث الزائر الخبيث في المرتبة‬

‫‪92‬‬

‫الرابعة أو الخامسة‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫كيف تحمي نفسك من‬

‫الخبيث؟‬

‫‪93‬‬ ‫د‪ .‬زياد الريس‬ ‫استشاري طب العائلة في مستشفى الملك‬ ‫فيصل التخصصي ومركز األبحاث‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫يت�صدّر �سرطان الثدي الإح�صائيات لل�سيدات‪ ،‬بينما‬ ‫يت�صدّرها لدى الرجال �سرطان القولون وامل�ستقيم‪،‬‬ ‫وهما من الأمرا�ض التي ي�سهم الك�شف املبكر يف‬ ‫ويح�سن ن�سب النجاح لدرجة قد ت�صل �إىل‬ ‫عالجها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،%90‬يتبعهما �سرطانا الدم والغدة الدرقية‪ ،‬ثم �سرطان‬ ‫اجللد يف املرتبة الأخرية‪.‬‬ ‫كيف يحدث السرطان؟‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫تكمن الوقاية من مر�ض ال�سرطان يف عدة نقاط؛‬ ‫فمعرفة كيفية حدوثه تعطينا فكر ًة عن الوقاية منه؛‬ ‫فهو حت ّول خاليا الكائن الب�شري من خاليا منتجة‬ ‫للطاقة تقوم بعملها الوظيفي املنوط بها �إىل خاليا‬ ‫�سريعة التكاثر ت�ستهلك جزء ًا كبري ًا من طاقة اجل�سم‪،‬‬ ‫وتنق�سم وتتكاثر ب�سرعة عجيبة وغري منتجة ل ّأي �شيء‬ ‫مفيد للج�سم‪ ،‬بل على خالف ذلك؛ فهي لكي تتكاثر‬ ‫ب�سرعة ت�ستهلك الطاقة؛ فيفقد ج�سم امل�صاب كثري ًا من‬ ‫الوزن‪ ،‬ولكي تتكاثر تزيد الأوعية الدموية وتكرب لت�ضغط‬ ‫على الأن�سجة الطبيعية‪ّ ،‬‬ ‫فتعطل عملها‪ ،‬وت�ش ّل وظائفها‪،‬‬ ‫ولكي يدافع اجل�سم عن نف�سه يحاول الق�ضاء على تلك‬ ‫اخلاليا‪ ،‬فت�ستهلك جهازه املناعي‪ ،‬وجتعله �أكرث عر�ض ًة‬ ‫للأمرا�ض املعدية‪.‬‬

‫االمتناع عن التدخني حلياة �أف�ضل‬

‫ويحاول ال�سرطان االنت�شار يف �أمكنة �أخرى عن طريق‬ ‫الدم واجلهاز الليمفاوي‪ ،‬فيكمن انت�شاره يف الأع�ضاء‬ ‫�أو الغدد الليمفاوية املحيطة به‪� ،‬أو الكبد‪� ،‬أو الرئة‪،‬‬ ‫�أو الدماغ‪� ،‬أو العظم‪ .‬ويف بع�ض النظريات يكمن تغيرّ‬ ‫اخللية ال�سليمة املنتجة �إىل خلية �سرطانية يف اجلينات‬ ‫املوجودة وتع ّر�ضها ملواد كيماوية قد حتدث طفرات‬ ‫جينية‪ ،‬فتتحول من داخل النواة يف اخللية �إىل معول‬ ‫هدم و�سبب لوفاة املري�ض‪.‬‬ ‫أهم أسباب السرطان‬

‫معرفة كيفية حدوث السرطان تعطينا‬ ‫تحول‬ ‫فكرةً عن الوقاية منه؛ فهو‬ ‫ّ‬ ‫خاليا الكائن البشري من خاليا منتجة‬ ‫للطاقة تقوم بعملها الوظيفي‬ ‫المنوط بها إلى خاليا سريعة التكاثر‬ ‫تستهلك جزء ًا كبير ًا من طاقة الجسم‬

‫‪94‬‬ ‫‪%‬‬

‫املواد التي قد ي�ؤدي تع ّر�ض اجل�سم لها �إىل احتمالية‬ ‫�إ�صابته بال�سرطان كثرية‪ ،‬لكن �سننتقي هنا الأهم منها‪،‬‬ ‫ونتطرق �إليه‪ ،‬و�إىل الوقاية منه‪ .‬يف �أعلى الهرم‪ ،‬تع ّد‬ ‫�أهم مادة م�سرطنة قد يتع ّر�ض لها الإن�سان هي الدخان؛‬ ‫فالتدخني من �أهم �أ�سباب الطفرات اجلينية‪ ،‬وحتويل‬ ‫اخلاليا يف ج�سم الإن�سان �إىل خاليا �سرطانية‪ ،‬وي�سهم‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫خطوات للوقاية من السرطان‬ ‫منه‪ ،‬ومساعدة َمن يريد اإلقالع عنه‬ ‫بشتى الوسائل‪.‬‬ ‫• الوزن الصحي وممارسة الرياضة بشكل‬ ‫مستمر؛ ألن العقل السليم والصحة في‬ ‫الجسم السليم‪.‬‬ ‫• الغذاء الصحي والمتوازن‪ ،‬وتجنّب اإلكثار من‬ ‫اللحوم‪ ،‬واألكل المعالج‪ ،‬وأهمية أكل الفواكه‬ ‫الملونة؛كالتوت‪،‬والفراولة‪،‬والخضراوات‪،‬‬ ‫والحبوب الكاملة‪ ،‬واأللياف الصحية‪.‬‬ ‫• أخذ التطعيمات الوقائية المختلفة؛ مثل‪:‬‬ ‫التطعيممنالفيروسالحليميللسيدات‬ ‫من سن (‪ )26-9‬سنة للوقاية من سرطان عنق‬ ‫الرحم‪ ،‬وتطعيم الكبد الوبائي (ب) للوقاية‬ ‫من التهاب الكبد الوبائي وسرطان الكبد‪.‬‬ ‫• الفحص المبكّ ر للسرطان‪ :‬ويتم ّثل في‬

‫�إيقاف التدخني بطرائق كثرية يف �إطالة عمر الإن�سان؛‬ ‫فهو م�س ّبب لأمرا�ض القلب‪ ،‬وال�شرايني‪ ،‬والرئة‪،‬‬ ‫ويجري بشكل سنوي من عمر ‪ 45‬سنة أو‬ ‫وال�سرطان‪ ،‬وغريها من الأمرا�ض‪ .‬وميكن الوقاية من‬ ‫قبل ذلك لمن يوجد لديها تاريخ مرضي‬ ‫التدخني مبنع بيعه للأطفال‪ ،‬وتنبيه الوالدين على عدم‬ ‫لسرطان الثدي في األقارب من الدرجة‬ ‫التدخني �أمام �أطفالهم‪ ،‬وطرحه يف املجتمع بو�صفه عدو ًا‬ ‫األولى (الوالدة‪ ،‬أو إحدى األخوات)‪،‬‬ ‫للجميع‪ ،‬ومنعه يف العمل والبيت وجميع الأمكنة العامة‪،‬‬ ‫وكذلك فحص عنق الرحم بمسحة بسيطة‬ ‫تعمل كل (‪ )3-1‬سنوات بعد الزواج حسب‬ ‫ولدولتنا باع طويل يف تلك احلرب ال�ضرو�س على التبغ‬ ‫حالة المريضة‪ .‬أما سرطان القولون‪ ،‬فيبدأ‬ ‫ومنتجاته حملي ًا وعاملي ًا‪ .‬وهناك عدة مواد كيمائية قد‬ ‫الفحص المبكر من سن الخمسين للرجال‬ ‫ت�س ّبب ال�سرطان‪ ،‬كاملواد الكحولية‪ ،‬ومادة الأ�سب�ستو�س‬ ‫والسيدات‪ ،‬سواء بمنظار القولون ّ‬ ‫كل عشر‬ ‫التي ُمنع التعامل بها يف البناء‪ ،‬ومادة الزرنيخ‪ ،‬وغريها‬ ‫وميسر للبراز كل‬ ‫سنوات أم بفحص سهل‬ ‫ّ‬ ‫من املواد التي تدخل يف ال�صناعة‪.‬‬ ‫سنة أو سنتين‪.‬‬ ‫ومن املواد امل�س ّببة لل�سرطان �أي�ض ًا االلتهابات الفريو�سية؛‬ ‫فالفريو�سات قد حتدث طفرات جينية كثرية‪ ،‬وتغيرّ‬ ‫اخللية ال�سليمة‪ ،‬وحت ّولها �إىل خلية �سرطانية‪ ،‬و�أو�ضح التهاب الكبد الوبائي (ب) و(ج) ب�سرطان الكبد‪،‬‬ ‫مثال على ذلك هو ارتباط بع�ض الفريو�سات احلليمية وارتباط فريو�س نق�ص املناعة املكت�سب ب�سرطانات‬ ‫لدى ال�سيدات ب�سرطان عنق الرحم‪ ،‬وكذلك ارتباط متعددة يف اجللد واجل�سم‪.‬‬ ‫فحص الثدي باألشعة لدى السيدات‪،‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫• تجنّب التدخين من الصغر‪ ،‬والوقاية‬

‫‪95‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫وهناك ارتباط وثيق كذلك بني ال�سمنة وعدة �أنواع‬ ‫من ال�سرطان؛ ك�سرطان الثدي لدى ال�سيدات‪،‬‬ ‫و�سرطان امل�ستقيم والقولون و�سرطان الكلى واملريء‬ ‫والبنكريا�س؛ فممار�سة الريا�ضة واملحافظة على الوزن‬ ‫�أمران مهمان و�ضروريان للوقاية من ال�سرطان؛ فقد‬ ‫آدمي‬ ‫قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‪« :‬ما ملأ � ّ‬ ‫بطن‪ .‬بح�سب ابن �آدم �أكالت يقمن‬ ‫وعا ًء �شر ًا من ٍ‬ ‫�صلبه‪ ،‬ف�إن كان ال حمالة فثلث لطعامه‪ ،‬وثلث ل�شرابه‪،‬‬ ‫وثلث لن َف�سه»‪ ،‬رواه الإمام �أحمد والرتمذي والن�سائي‬ ‫وابن ماجه‪ ،‬وهو حديث ح�سن‪ .‬فاملعدة وما يدخل فيها‬ ‫هي بيت الداء‪ ،‬وما ن�أكله قد يقي �أو ي�س ّبب ال�سرطان؛‬ ‫فمعهد ال�سرطان الأمريكي ين�صح بالأغذية امل�ضادة‬ ‫للأك�سدة كالفواكه؛ مثل‪ :‬التوت‪ ،‬والفراولة‪ ،‬وغريهما‪،‬‬ ‫وين�صح كذلك بفيتامني (د)‪ ،‬واخل�ضراوات الطازجة‪،‬‬ ‫واحلبوب الكاملة؛ ملا فيها من مواد قد تقي من‬ ‫ال�سرطان‪ ،‬وين�صح بتج ّنب اللحوم امل�شوية‪ ،‬والكحول‪،‬‬

‫‪96‬‬

‫‪%‬‬

‫واملح ّليات ال�صناعية املحتوية على مادة الإ�سربتيم؛ ملا‬ ‫لها من مفعول قد ي�س ّبب ال�سرطان يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫وقد ي�س ّبب التع ّر�ض لل�شم�س والإ�شعاعات �سرطان‬ ‫اجللد‪ ،‬خ�صو�ص ًا الأ�شعة فوق البنف�سجية‪ ،‬وقد يع ّر�ض‬ ‫العالج الإ�شعاعي والأ�شعة ال�سينية وغريها ج�سم‬ ‫الإن�سان لل�سرطان؛ لذلك فمن الواجب و�ضع واقي‬ ‫ال�شم�س ملن يتع ّر�ض لل�شم�س مد ًة طويلة يومي ًا‪ ،‬وكذلك‬ ‫عمل الأ�شعة عند ال�ضرورة فقط‪.‬‬

‫المعدة بيت الداء‪ ،‬وما نأكله قد يقي‬ ‫أو يس ّبب السرطان؛ فمعهد السرطان‬ ‫األمريكي ينصح باألغذية المضادة‬ ‫لألكسدة كالفواكه؛ مثل‪ :‬التوت‬ ‫والفراولة وغيرهما‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫صالح سعود البوقان‬ ‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫عدسة علمية‬

‫مصور سعودي‬ ‫ّ‬

‫‪97‬‬

‫باب خشبي من التراث المعماري (مرات)‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫طائر الحبارى‬

‫‪98‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪99‬‬

‫مدينة الرياض ‪ -‬منظر ليلي‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫تقنية‬

‫يدر في خلَد الدكتور الهولندي سال‬ ‫لم يكن ُ‬ ‫فان زونبرج أن شركته أوجانون للصناعات‬ ‫الدوائية التي أنشأها عام ‪١٩٢٣‬م ستكون‬ ‫بعد نحو ‪ ٩٠‬عام ًا مبتكرة أكثر عالجات‬ ‫السرطان تميزاً‪ .‬كانت بدايات الشركة ترتكز‬ ‫على تصنيع األنسولين‪ ،‬ثم األستروجينات‪،‬‬ ‫ثم الكورتيزون فيما بعد في خمسينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬ومع بداية الستينيات‬ ‫توسعت الشركة‪ ،‬وفتحت لها فروع ًا في‬ ‫ّ‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية وبقية أوروبا‬ ‫واليابان‪ .‬عملت الشركة‬ ‫بمنحة من مؤسسة‬‫ٍ‬ ‫االستشارات الطبية الخيرية‪ -‬على إخراج عالج‬ ‫السرطان (كيترودا) إلى النور‪ ،‬وهو عالج ذو‬ ‫إستراتيجية ابتكارية جديدة لعالج السرطان‪،‬‬ ‫والقى نجاح ًا كبير ًا والفت ًا عام ‪٢٠٠٦‬م‪.‬‬ ‫كان العالج نتيجة جهود ثالثة علماء‪ ،‬هم‪:‬‬ ‫جيوجوري كافان‪ ،‬وفان هان‪ ،‬وجون دولوس‪،‬‬ ‫ومنح كل منهم عدد ًا من الجوائز العالمية‬ ‫ُ‬ ‫على هذا العالج الناجح‪.‬‬ ‫وعدت مجلة أبحاث‬ ‫ّ‬ ‫السرطان األوروبية عالج الكيترودا عالج عام‬ ‫‪٢٠١٣‬م؛ بسبب النتائج الباهرة للدواء في‬ ‫تحسين صحة المريض وشفائه‪ ،‬والقضاء على‬ ‫السرطان بالكامل في حاالت أخرى‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫حزم جسيمات تصوير‬

‫األورام‪ :‬عالج واعد‬ ‫للسرطان‬ ‫‪101‬‬ ‫ترجمة‪ :‬د‪ .‬إيمان نوري الجنابي‬ ‫مترجمة عراقية‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�شكل رقم (‪ :)1‬تت�ض ّمن خطة العالج النموذجية (وفق اجلزء �أ من ال�صورة) يف حالة �سرطان الرئة (املحدّد باللون الأخ�ضر)‪،‬‬ ‫الذي يقع خارج القلب (املحدّد باللون الزهري)‪ ،‬ا�ستخدام حزمة مفردة من الربوتونات (اخلطوط املقطعة البي�ضاء)‪ ،‬التي‬ ‫�ست�شمل الورم كام ًال‪ ،‬و�ستتو ّقف عند �أعمق نقطة منه‪ ،‬وهي قمة براغ‪ .‬لكن ب�سبب الزيغ احلا�صل يف مدى احلزمة ال بد من و�ضع‬ ‫م�سافة �إ�ضافية (حمددة باللون الربتقايل) ملنطقة العالج من �أجل احل�صول على اجلرعة الإ�شعاعية املطلوبة‪ .‬وهنا �سيكون ح ّد‬ ‫نهاية مدى احلزمة داخل القلب‪ ،‬وهو ما �سي�ؤدي �إىل الت�س ّبب ب�أ�ضرار بالغة فيه‪� ،‬أو حدوث م�ضاعفات يف وظيفته‪ .‬وو�ضعت خطة‬ ‫عالج بديلة لتاليف تعري�ض هذا الع�ضو احليوي للخطر (وفق اجلزء ب من ال�صورة) با�ستعمال حزمتني من الربوتونات بطاقة‬ ‫متو�سطة �أو �أق ّل من املقررة للعالج‪ ،‬وهو ما �سيحمي القلب على ح�ساب تعري�ض الرئة ال�سليمة لبع�ض الإ�شعاع‪.‬‬

‫يتم ّيز العالج الإ�شعاعي با�ستعمال الربوتونات و�أيونات‬ ‫عن�صر الكربون بفعالية يف قتل اخلاليا ال�سرطانية‪ ،‬لكن‬ ‫على تلك اجل�سيمات ت�سليط طاقتها يف املكان ال�صحيح‪.‬‬ ‫بلغت ن�سبة الوفيات ب�سبب ال�سرطان عام ‪2014‬م ما‬ ‫يقارب ‪ %14.29‬من �إجمايل الوفيات مبختلف الأ�سباب‬ ‫ذلك العام‪ ،‬كما ُقدِّ ر عدد احلاالت اجلديدة التي‬ ‫ُ�ش ِّخ�صت بهذا املر�ض يف العام ذاته بـ‪ 14‬مليون ًا‪ .‬ويع ّد‬ ‫العالج الإ�شعاعي فعا ًال يف التخل�ص من �أنواع معينة من‬ ‫ال�سرطان‪ ،‬ويت�ضافر مع العالج الكيميائي واال�ستئ�صال‬ ‫اجلراحي يف الق�ضاء على �أنواع مغايرة منه‪ .‬وي�ستند‬ ‫مبد�أ ا�ستعمال الإ�شعاع لعالج ال�سرطان �إىل قابلية‬ ‫التفاعالت الذرية والنووية التي ت�صاحبه على تفريغ‬ ‫الطاقة التي حتملها يف �أن�سجة املري�ض ال�سرطانية‪ ،‬م�ؤدي ًة‬ ‫�إىل �إتالفها‪ .‬وتُقا�س كمية الطاقة املن�ص ّبة‪ ،‬التي ت�سمى‬ ‫باجلرعة العالجية‪ ،‬بوحدات اجلول لكل كيلوجرام واحد‬ ‫من الأن�سجة احلية‪ ،‬وهو ما ُي�سمى بـ(الكراي)‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫‪%‬‬

‫مو�ضع ما‬ ‫ويكمن الهدف يف الق�ضاء على ال�سرطان يف‬ ‫ٍ‬ ‫من اجل�سم يف �إي�صال اجلرعة العالجية املنا�سبة من‬ ‫الإ�شعاع �إىل حجم الورم كام ًال‪ ،‬مع احلر�ص على حماية‬ ‫بقية الأن�سجة ال�سليمة املحيطة به منها؛ لذلك تر ّكزت‬ ‫�أهداف تطوير �آالت الإ�شعاع املعقدة وحت�سينها خالل‬ ‫ال�سنوات الع�شرين املن�صرمة يف زيادة دقة �إ�صابة الورم‪،‬‬ ‫واحلر�ص على حماية ما حوله من �أن�سجة �سليمة‪ .‬وازداد‬ ‫ا�ستعمال العالج الإ�شعاعي امل�ستند �إىل مبد أ� العالج‬ ‫بحزم الربوتونات و�أيون الكربون ب�سرعة خالل ال�سنوات‬ ‫(‪ )15 -10‬املا�ضية‪ ،‬وكان �أول من ن ّبه �إىل �أف�ضلية‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ا�ستعماله �سريري ًا على �أ�شعة �إك�س هو روبرت ول�سن‬ ‫عام ‪1946‬م‪ .‬ويتنا�سب مقدار جرعة الطاقة التي‬ ‫حتملها حزم الربوتونات و�أيونات الكربون املرت�سبة يف‬ ‫و�سط ما عك�سي ًا مع طاقتها احلركية؛ لذلك تكون ن�سبة‬ ‫ٍ‬ ‫مت�س حزمة‬ ‫انتقال جرعة الطاقة �أق ّل ما ميكن عندما ّ‬ ‫اجل�سيمات ج�سد املري�ض‪ ،‬وتزداد تدريجي ًا بولوجه؛‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫�إذ تفرغ اجل�سيمات طاقتها لدى الأن�سجة املحيطة‬ ‫حتى ت�صل �إىل ذروتها يف مو�ضع حم ّدد ي�سمى (قمة‬ ‫براغ ‪ )Bragg Peak‬قبل �أن تتو ّقف نهائي ًا عندها‪.‬‬ ‫و ُيطلق م�صطلح مدى احلزمة ‪ Beam Range‬على‬ ‫امل�سافة التي تقطعها حزمة اجل�سيمات يف م�سارها‬ ‫داخل اجل�سم قبل بلوغها قمة براغ‪ ،‬وهي دالة ملقدار‬ ‫الطاقة التي يحملها الربوتون �أو الإلكرتون امل�ستعمل‬ ‫يف العالج‪ .‬وميكن للمتخ�ص�صني الإ�شعاعيني‬ ‫املعنيني بعالج الأورام‪ ،‬عند اختيارهم وتعديلهم‬ ‫مقدار طاقة احلزمة‪ ،‬حتديد مدى احلزمة حتى‬ ‫تن�صب قمة براغ احلاوية على �أعلى قدر من الطاقة‬ ‫ّ‬ ‫على مو�ضع الورم بال�ضبط من دون �إحلاق �أذى مبا‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫يحيط به من �أن�سجة ح�سا�سة و�سليمة‪ .‬وتربز �أهمية‬ ‫�إي�صال �أكرب قدر ممكن من جرعة الإ�شعاع �إىل‬ ‫الورم املعني‪ ،‬و�أق ّل قدر ممكن �إىل ما يحيط به من‬ ‫�أن�سجة‪ ،‬من حيث املبد�أ يف حقيقة تقليل امل�ضاعفات‬ ‫املتوقعة بعد العالج‪ ،‬واحلد من الأعرا�ض اجلانبية‪،‬‬ ‫وزيادة ن�سبة �شفاء املر�ضى من �أورامهم‪.‬‬ ‫ويعاين هدف اال�ستفادة املحتمل من العالج بحزم‬ ‫الربوتونات و�أيونات الكربون يف عالج مر�ضى‬ ‫ال�سرطان‪ ،‬وهو ما ُيعرف بـ(قمة براغ)‪ ،‬ق�صور ًا ب ّين ًا‬ ‫ب�سبب الزيغ املتو ّقع يف حتديد مو�ضع تلك القمة ومدى‬ ‫تن�صب طاقة احلزمة على‬ ‫حزمتها‪ ،‬وهو ما يعني �أن‬ ‫ّ‬ ‫مو�ضع �أبعد �أو �أقرب من موقع الورم‪ ،‬مع ما ي�س ّببه ذلك‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�شكل رقم (‪ :)2‬الأنواع الثالثة من االنبعاثات الثانوية‬ ‫حتدث هذه االنبعاثات عندما تتفاعل حزمة الربوتون �أو الإلكرتون العالجية مع �أن�سجة املري�ض‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬االنبعاث ال�صوتي احلراري‪ :‬تتفاعل حزمة اجل�سيمات مع �إلكرتونات الذرات املكونة للأن�سجة (اجلزء العلوي من ال�صورة)‪،‬‬ ‫وهو ما يت�س ّبب يف ت�سخينها مو�ضعي ًا‪ ،‬وتكوين موجة �ضغط (اجلزء ال�سفلي من ال�صورة)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪� -2‬أ�شعة كاما‪ :‬املتك ّونة من ج ّراء حمو البوزيرتون ب�إلكرتون مث ًال عرب تفاعل نووي غري مرن يخ ّلف نظريا م�شعا باعثا للبوزيرتون‪.‬‬ ‫ويمُ حى البوزيرتون املتكون ب�إلكرتون ليو ّلد �أ�شعة كاما بطاقة ‪ 511‬كيلو �إلكرتون فولت‪.‬‬ ‫‪� -3‬أ�شعة كاما املحتثة‪ :‬تتو ّلد هذه الأ�شعة عندما تتفاعل مك ّونات الذرات امل�شتّتة مع �أنوية الأن�سجة‪ ،‬وترفعها �إىل م�ستويات طاقة‬ ‫عالية حمت ّثة �سرعان ما تتداعى عن طريق بعث �أ�شعة كاما مفردة �إىل حالة طاقتها االعتيادية‪ ،‬وتعتمد طاقة �أ�شعة كاما املحتثة‬ ‫على العن�صر امل�شارك يف هذه العملية‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�شكل رقم (‪ :)3‬االنبعاثات الثانوية من املر�ضى امل�صابني بال�سرطان‪ ،‬و�أمل ا�ستخدامها يف ت�صوير الأورام داخل �أج�سامهم‬ ‫(�س ّلطت باجتاه ال�سهم الأحمر) ّمت ر�صد نب�ضة �صوتية‬ ‫�أ‪ -‬عند عالج �أحد مر�ضى �سرطان الكبد بحزمة مفردة من الربوتونات ُ‬ ‫ّ‬ ‫(خمططة باللون الأخ�ضر) بوا�سطة �سماعة مائية ( ُو�ضعت باجتاه ال�سهم الأبي�ض)‪ ،‬جرى حتويل تد ّرجاتها الزمنية �إىل‬ ‫معقّدة‬ ‫م�سافة‪ ،‬واحتوت هذه النب�ضة ال�صوتية على معلومات عن نفوذية احلزمة �إىل داخل ج�سم املري�ض‪.‬‬ ‫ب‪ -‬جرت معاجلة �أحد مر�ضى �سرطان الربو�ستاتا بحزمة مفردة من الربوتونات (ب ّينت التد ّرجات اللونية مدى اجلرعة العالجية‬ ‫التي ت�س ّلمها)‪ ،‬ووجد توافق بني مديات اجلرعة العالجية وتوزيعها داخل اجل�سم عند مقارنتها با�ستعمال مناذج حماكاة توزيع‬ ‫�أ�شعة كاما الناجتة من حمو البوزيرتون (ج)‪ ،‬وبا�ستعمال مناذج حماكاة توزيع �أ�شعة كاما املحتثة (د)‪ ،‬وتو ّلدت من عتبة الطاقة‬ ‫الدنيا لأ�شعة كاما املحتثة �إ�شارة امتدت حتى اقرتبت من نهاية مدى احلزمة كما هو ُمبينّ بالأ�سهم ال�صفراء‪.‬‬

‫من �أذى للأن�سجة احلية ال�سليمة املحيطة به‪ .‬وهناك‬ ‫�أكرث من طريقة واعدة للح ّد من زيغ (مدى احلزمة)‪،‬‬ ‫منها تطوير طريقة لت�صويرها يف �أثناء ولوجها ج�سم‬ ‫املري�ض يف طريقها �إىل الورم يف �أثناء العالج‪ .‬ومت ّثل‬ ‫�أ�ساليب ت�صوير احلزم‪ ،‬وهي داخل اجل�سم احلي‪،‬‬ ‫يتم‬ ‫�سبي ًال يف�سح املجال للأطباء للت�أكد من �أن العالج ّ‬ ‫ح�سب ما هو ّ‬ ‫م�صب معظم‬ ‫خمطط له؛ �أي �أن يكون‬ ‫ّ‬

‫‪104‬‬

‫‪%‬‬

‫طاقة احلزمة يف مو�ضع الورم متام ًا؛ �أي �أنه يت�س ّلم‬ ‫اجلرعة املقررة له بال�ضبط‪.‬‬ ‫وتو�صلت الأبحاث اجلارية يف جمال الت�صوير داخل‬ ‫ّ‬ ‫اجل�سم احلي �إىل تع ّرف ميكانيكية الأ�س�س الفيزيائية‬ ‫‪ in vivo imaging‬التي تتفاعل بوا�سطتها احلزم‬ ‫الإ�شعاعية مع املادة التي ت�صطدم بها؛ �إذ وجد �أنها‬ ‫تو ّلد انبعاثات ثانوية على �شكل �إ�شارات �صوتية ب�ضغط‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫أسباب الزيغ في تخطيط العالج‬

‫من املعلوم �أنه قبل �أن تتم معاجلة مري�ض ما �إ�شعاعي ًا‬ ‫ف�إنه ال بد من و�ضع خطة لذلك العالج با�ستعمال جهاز‬ ‫خا�ص‪ ،‬هو املا�سح املقطعي املحو�سب ‪computerized‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،Tomography Scan‬الذي يطلق عليه عاد ًة ا�سم‬ ‫(جهاز املحاكاة)‪ .‬ويتم ّكن الأطباء اعتماد ًا على هذا‬ ‫اجلهاز‪ ،‬ورمبا مب�ساعدة �أجهزة ت�شخي�صية �أخرى‪ ،‬من‬ ‫حتديد موقع الورم‪ ،‬وو�ضع �أ�س�س خطة عالجه اليومية‪،‬‬

‫أسباب الزيغ في أثناء تنفيذ العالج‬

‫ال بد لتفعيل خطة العالج ب�صورة �صحيحة �أن يكون‬ ‫املري�ض يف و�ضعية ا�ستقرار تامة من دون � ّأي حركة‬ ‫على طاولة العالج‪ ،‬وبطريقة تتطابق مع خطة العالج‬ ‫التي �سبق ت�صميمها بوا�سطة جهاز الت�صوير املقطعي‬ ‫املحو�سب لتحاكي خطة العالج احلقيقية‪ .‬ويتم و�ضع‬ ‫املري�ض وتثبيته لك ّل جل�سة عالج با�ستعمال م�ضجع‬ ‫روبوتي مز ّود بجهاز �أ�شعة �إك�س �أو جهاز ت�صوير مز ّود‬ ‫بنظام املا�سح املقطعي املحو�سب؛ بهدف الت�أكد من ثبات‬ ‫عالمات �أن�سجة املري�ض الرخوة والعظمية‪ ،‬وتطابقها‬ ‫مع مواقعها ذاتها عند تخطيط العالج‪ .‬لكن علينا �أن‬ ‫ن�ستدرك هنا لنقول‪� :‬إن �إعادة �إنتاج عالمات �أن�سجة‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫منخف�ض‪ ،‬و�أ�شعة كاما عالية الطاقة‪ ،‬كما وجد �أن درا�سة‬ ‫ت�ص ّرف هذه االنبعاثات الثانوية وت�صويرها ومتابعتها‬ ‫من خارج ج�سم املري�ض ميكنها �أن تز ّودنا مبعلومات‬ ‫عن ت�ص ّور كيفية عالج املري�ض بالزمن احلقيقي عن‬ ‫طريق ا�ستعمال احلزم ذاتها داخله‪ .‬و ُيعزى الزيغ‬ ‫يف م�سار مدى احلزمة �إىل عاملني �أ�سا�سيني‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫تخطيط العالج‪ ،‬وتنفيذه‪.‬‬

‫مبا يف ذلك حتديد عدد احلزم امل�ستعملة يف العالج‪،‬‬ ‫التي تراوح عاد ًة بني حزمتني و�أربع حزم‪ ،‬واجتاهاتها‪،‬‬ ‫ومقدار اجلرعة الإ�شعاعية التي من املق ّرر �إي�صالها‬ ‫�إىل الورم‪ .‬ويت�ض ّمن التخطيط للعالج كذلك ح�ساب‬ ‫املدى بدقة؛ �أي‪ :‬امل�سافة املقطوعة داخل اجل�سم‪ ،‬لك ّل‬ ‫حزمة من احلزم الالزمة لتغطية الورم كام ًال‪ ،‬ومقدار‬ ‫الطاقة الواجب حتميلها لك ّل حزمة‪ ،‬وملجمل تلك احلزم‬ ‫جمتمع ًة؛ كي تتم ّكن من بلوغ املدى املطلوب‪ .‬لكن من‬ ‫�سوء احلظ �أن تتداخل تلك احل�سابات‪ ،‬وي�صعب تع ّقبها‪،‬‬ ‫لثالثة �أ�سباب‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫• ت أ� ّثرها بال�ضو�ضاء واالنحرافات الناجتة من ال�صورة‬ ‫ذاتها امل�أخوذة بوا�سطة جهاز الت�صوير املقطعي املحو�سب‬ ‫‪.Computerized Tomography CT Scan‬‬ ‫• االفتقار �إىل الدقة يف قيا�س كثافة خمتلف �أن�سجة‬ ‫ج�سم املري�ض وبقية مكوناته‪.‬‬ ‫• الق�صور يف ت�صميم اللوغاريتمات التي تتحكم يف‬ ‫معدالت الطاقة ومقاديرها املفرو�ض من ك ّل حزمة‬ ‫تو�صيلها �إىل هذا الن�سيج �أو ذاك‪.‬‬

‫‪105‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�شكل رقم (‪ّ :)4‬مت ابتكار مناذج حماكاة للمر�ضى مك ّونة من خزانات من املاء والهالم (اجليالتني)‪ ،‬جرى ت�شعيعها بحزم‬ ‫الربوتون للت�أ ّكد من �صحة مبد أ� الت�صوير ب�أ�شعة كاما املحتثة‪ ،‬و ّمت ح�ساب توزيع الأ�شعة يف اجلزء العلوي‪ ،‬وجرى قيا�س توزيع �أ�شعة‬ ‫كاما يف اجلزء ال�سفلي‪.‬‬ ‫�أ‪�ُ -‬س ّلطت حزمة من الربوتونات امل�ستخدمة �سريري ًا ب�سمك قلم الر�صا�ص بطاقة ‪ 150‬مليون �إلكرتون فولت على خزان املاء‪ ،‬و ّمت‬ ‫ت�صوير انبعاثات �أ�شعة كاما املحتثة بوا�سطة كامريا كومبتون جتريبية ُ�ص ّممت خ�صي�صى لهذا الغر�ض‪.‬‬ ‫ب‪ّ -‬مت ت�صوير �أ�شعة كاما الناجتة من حمو البوزيرتون من اخلزان احلاوي على الهالم املم ّثل لأن�سجة اجل�سم با�ستعمال جهاز‬ ‫جتاري للت�صوير املقطعي بالبوزيرتون بعد ت�شعيعه بحزمة بروتون طاقتها ‪ 177‬مليون �إلكرتون فولت‪ ،‬وتو ّلدت الإ�شارة القوية‬ ‫بالقرب من مدخل ال�صورة املتو ّلدة عن جهاز الت�صوير املقطعي بالبوزيرتون نتيجة تن�شيط عن�صر الكربون ‪ 11‬املوجود بوفرة يف‬ ‫جدار اخلزان‪.‬‬

‫املري�ض الرخوة والعظمية‪ ،‬وتع ّرف موا�ضعها‪ ،‬والت�أكد‬ ‫من ثباتها‪ ،‬يكاد يكون يف حكم امل�ستحيل لعدة �أ�سباب‪،‬‬ ‫منها‪ :‬حمدودية قابلية �أنظمة الت�صوير املتوافرة حالي ًا‬ ‫من ناحيتي التباين وحتليل ال�صورة‪ ،‬و�ضرورة �أن يكون‬ ‫املري�ض اخلا�ضع للعالج مد ًة طويل ًة‪ ،‬قد تبلغ الثالثني‬ ‫يوم ًا �أو �أكرث‪ ،‬يعاين تغريات يف وزنه؛ كخ�سران ب�ضعة‬ ‫كيلوجرامات‪� ،‬أو انح�سار يف حجم الورم‪� ،‬أو حتى تع ّر�ض‬ ‫الأن�سجة الطبيعية للإ�صابة بالوذمة(‪ ،)2‬التي �ستنعك�س‬ ‫على عالمات ت�شريح ج�سمه عام ًة وعلى �أن�سجته الرخوة‬ ‫والعظمية‪ ،‬كما ال ميكننا ا�ستبعاد حاالت احلركة‬ ‫الال�إرادية كالتذبذب وال�سعال‪ ،‬بل حتى ّ‬ ‫حك املري�ض‬ ‫مكان ًا ما على ج�سده‪� ،‬أو كما يف حاالت �أخرى حت ّرك‬ ‫مو�ضع اجل�سم خالل الدقائق القليلة الفا�صلة بني �إنهاء‬

‫‪106‬‬

‫‪%‬‬

‫عملية و�ضع املري�ض على م�ضجعه الروبوتي الآنف الذكر‬ ‫والفراغ من عالجه اليومي‪.‬‬ ‫ومن �أجل تاليف ت�أثري �أ�سباب الزيغ املذكورة �آنف ًا يف‬ ‫م�سار مدى احلزمة‪ ،‬وللت�أكد من �أن الورم كام ًال قد ت�س ّلم‬ ‫جرعة الإ�شعاع العالجية املو�صوفة له‪ ،‬ر�أى امل�ص ّممون‬ ‫�أن ي�ضيفوا �سمك ًا معين ًا من الأن�سجة التي حتيط بالورم‬ ‫الأ�صلي‪� ،‬أطلقوا عليها ا�سم (ح ّد مدى ال�شك ‪Range-‬‬ ‫‪ ،)Uncertainty Margin‬الذي ُيع ّد �ضمن حجم‬ ‫الورم املق�صود بت�س ّلم العالج الكامل‪ ،‬وغالب ًا ما يتم‬ ‫اختيار حد مدى ال�شك هذا مب�سافة ملليمرتين ‪%3.5 +‬‬ ‫من مدى احلزمة؛ لذلك عاد ًة ما ُي�ضاف‪ ،‬عند عالج‬ ‫الأورام العميقة يف اجل�سم‪� ،‬سنتيمرت واحد �أو �أكرث �إىل‬ ‫جممل حجم الورم املق�صود بالعالج(‪ .)3‬ولنعطي مثا ًال‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫يستند مبدأ استعمال اإلشعاع لعالج‬ ‫السرطان على قدرة التفاعالت الذرية‬ ‫والنووية التي تصاحبه على تفريغ‬ ‫الطاقة التي تحملها في أنسجة‬ ‫المريض السرطانية مؤديةً إلى إتالفها‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫االنبعاثات الثانوية‬

‫�إذا نظرنا �إىل احلاجة امللحة للتقليل من مقدار ال�شك‬ ‫امل�صاحب ملدى حزمة الإ�شعاع امل�س ّلطة على ورم ما �أو‬ ‫�إلغائه فقد عكفت طائفة من الفيزيائيني واملهند�سني‬ ‫خالل اخلم�س ع�شرة �سن ًة املا�ضية على تطوير طرائق‬ ‫قيا�س وتقييم حزم الربوتونات يف �أثناء العالج‪ .‬وتركز‬ ‫هذه املقالة يف جانب من تلك اجلهود‪ ،‬وهو (ت�صوير‬ ‫االنبعاثات الثانوية املتو ّلدة يف �أثناء ولوج حزم‬ ‫اجل�سيمات والربوتونات ج�سم املري�ض)‪ .‬ويبينّ ال�شكل‬ ‫رقم (‪� )2‬أنه ب�إمكان االنبعاثات الثانوية �أن تتّخذ �أحد‬ ‫�شكلني‪� :‬إما �أن تك ّون �أمواج ًا �صوتية حرارية تتو ّلد من‬ ‫التفاعل الكهرومغناطي�سي بني احلزمة والن�سيج الذي‬ ‫تخرتقه‪ ،‬و�إما �أن تكون على �شكل �أ�شعة كاما ثانوية‬ ‫تتو ّلد عن طريق تفاعالت نووية‪ .‬وتت�ضافر الطريقتان‬ ‫يف �إي�صال جرعة الإ�شعاع التي حتملها احلزمة �إىل‬ ‫الورم؛ لذلك فبمتابعة وت�صوير املكان والزمان اللذين‬ ‫يتم �إطالقهما عليه ميكننا �إيجاد طريقة لتحديد مدى‬ ‫ّ‬ ‫احلزمة؛ �أي‪ :‬امل�سافة التي تقطعها لبلوغ الورم‪.‬‬ ‫وتنتقل طاقة اجلرعة العالجية املوجودة يف حزم‬ ‫الربوتونات وحزم الإلكرتونات بوا�سطة موجات‬ ‫كهرومغناطي�سية �إىل �إلكرتونات ذرات اجلوار‪ ،‬وتع ّد من‬ ‫�أ�سهل طرائق �إي�صالها‪ ،‬وتُعرف اليوم بـ(الطريقة الأيونية‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫لذلك دعنا نت�ص ّور مري�ض ًا يعالج من ورم يف الرئة‬ ‫بالقرب من القلب كما يظهر يف ال�صورة رقم (‪)1‬؛‬ ‫فخطة العالج النموذجية هنا ‪�-‬أي‪ :‬يف حالة انتفاء وجود‬ ‫الزيغ يف مدى احلزمة‪ -‬تتم ّثل يف ت�سليط حزمة مفردة‬ ‫تدخل ج�سم املري�ض من جانبه‪ ،‬وتتوقف عند حد الورم‬ ‫يف العمق املجاور لع�ضلة القلب (ال�صورة رقم‪�1 :‬أ)‪،‬‬ ‫لكن هذا الت�صور غري قابل للتطبيق ب�سبب وجود الزيغ‬ ‫يف مدى احلزمة‪ ،‬وهو ما يعني �شمول جزء من القلب‬ ‫بالتغطية الإ�شعاعية‪ ،‬وقد ي�سبب ذلك �أذى �شديد ًا لذلك‬ ‫الع�ضو احليوي‪� .‬أما احل ّل فيكمن يف ا�ستعمال حزمة غري‬ ‫مثالية كتلك املبينة يف ال�شكل رقم (‪1‬ب)‪ ،‬التي تغنينا‬ ‫عن ت�شعيع القلب مبا�شرة‪ ،‬وبذلك تتم معاجلة الورم‬ ‫الرئوي يف وقت �إنقاذ القلب ذاته من التع ّر�ض جلرعة‬ ‫عالية م�ض ّرة من الإ�شعاع التي لن تكون يف م�صلحته‪،‬‬ ‫وذلك با�ستعمال حزمتني بد ًال من حزمة واحدة بهدف‬ ‫حمايته؛ لكي متر �إحداهما خالل ن�سيج الرئة‪ ،‬مع‬ ‫الأخذ يف احل�سبان ما �سي�س ّببه مدى الإ�شعاع املتدين‬ ‫�أو املتو�سط من �ضرر لهذا الع�ضو على املدى البعيد‪،‬‬ ‫لكن للمري�ض رئتان وقلب واحد؛ لذلك فعند ح�ساب‬ ‫امل�ضاعفات والأخطار املمكنة يكون من الأ�سلم تعري�ض‬ ‫�إحدى الرئتني للإ�شعاع‪ ،‬واالعتماد على الرئة الباقية‪،‬‬ ‫بد ًال من تعري�ض القلب الذي ال بديل لنا عنه‪ .‬وبالفعل‪،‬‬ ‫ف�إن �إ�ضافة حد مدى ال�شك‪ ،‬وتزويد حزم الإ�شعاع بطاقة‬

‫خمف�ضة‪� ،‬سي�ؤديان �إىل االبتعاد من �إدراك فوائد قمة‬ ‫براغ برتكيز الإ�شعاع يف منطقة الورم ذاتها‪ ،‬لكنهما‬ ‫�سيمنحانا �أولوية حماية الأن�سجة احلية ال�سليمة يف‬ ‫طريق مدى احلزمة‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أنه يف حالة تعري�ض‬ ‫ّ‬ ‫ال�شك لكمية‬ ‫الأن�سجة ال�سابقة الواقعة يف ح ّد مدى‬ ‫كبرية من الإ�شعاع عن عمدٍ �سيحدث كثري من الأذى‬ ‫للمري�ض‪ ،‬وقد تتع ّر�ض حياته للخطر ب�سبب امل�ضاعفات‬ ‫والأعرا�ض اجلانبية املتوقعة‪.‬‬

‫‪107‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال�صوتية)‪ .‬وي�صاحب هذا االنتقال توليد زيادة ملحوظة‬ ‫بدرجة احلرارة املوقعية نتيجة تداخالت املوجات‬ ‫الكهرومغناطي�سية التي من �ش�أنها �إطالق موجة �ضغط‬ ‫حرارية �صوتية(‪ .)4‬ويعتمد مقدار �سعة الإ�شارة الأيونية‬ ‫ال�صوتية وتردّدها ملقدار معني من جرعة الإ�شعاع‬ ‫امل�ستقرة يف ورم ما على حدة الطاقة الواجب ا�ستقرارها‬ ‫فيه زمان ًا ومكان ًا‪ ،‬وميكن زيادة كال احلدين بزيادة �شدة‬ ‫املرت�سبة‪ ،‬وزيادة دقة موقع ت�صويبها‪ ،‬كما يحدث‬ ‫الطاقة ّ‬ ‫يف قمة براغ (راجع تعريف امل�صطلح �آنف ًا)‪ ،‬يف مدة زمنية‬

‫ق�صرية(‪ .)5‬وميكن بح�ساب �سرعة ال�صوت يف ن�سيج ما‪،‬‬ ‫وح�ساب �سرعة تبدّد املوجة ال�صوتية احلرارية وو�صولها‬ ‫�إىل واحد �أو �أكرث من حموالت الطاقة ‪،transducer‬‬ ‫ح�ساب موقع قمة براغ كما هو مبينّ يف ال�شكل رقم (‪�3‬أ)‪.‬‬ ‫وتتو ّلد �أ�شعة كاما الثانوية من ج ّراء التفاعالت النووية‬ ‫بني حزم اجل�سيمات امل�شحونة كهربائي ًا والأن�سجة التي‬ ‫تدخلها بطريقتني‪ :‬الأوىل بوا�سطة التفاعل غري املرن‬ ‫‪ inelastic Interaction‬بني الربوتونات �أو الأيونات‬ ‫و�أنوية ذرات مركبات الأن�سجة‪ ،‬وهو ما تنتج منه نظائر‬

‫ال�شكل رقم (‪ :)5‬بالإمكان حت�سني نتائج عالج املر�ضى امل�صابني بال�سرطان با�ستعمال الت�صوير الداخلي الذي يق ّلل من احتمالية‬ ‫زيغ مدى احلزمة بعدة ملليمرتات‪ ،‬ومي ّثل ال�شكل �إحدى مري�ضات �سرطان الثدي؛ �إذ ُحدّد حجم الورم الالزم عالجه باخلط الزهري‪،‬‬ ‫واجتاه حزمة العالج بال�سهم الأزرق‪.‬‬ ‫�أ‪ -‬لغر�ض تاليف مقدار زيغ مدى احلزمة ال بد من تو�سيع حجم الورم املراد عالجه �إىل املدى املحدد باللون الأ�صفر؛ لذلك ف�إن كمي ًة‬ ‫ال ب�أ�س بها من جرعة الإ�شعاع (املب ّينة هنا على �شكل ن�سبة مئوية من جممل اجلرعة املو�صوفة) �ستذهب �إىل القلب (املحدّد باخلط‬ ‫الأحمر)‪ ،‬و�إىل ال�شريان التاجي الأمامي النازل الأي�سر (امل�شار �إليه باللون الأبي�ض)‪.‬‬ ‫املح�سن من العالج بالإ�شعاع بالربوتوين؛ لذلك‬ ‫ب‪ -‬لن تكون هناك حاجة �إىل تو�سيع احلجم املراد عالجه من الورم با�ستعمال املدى ّ‬ ‫�ستختزل اجلرعة امل�ص ّوبة �إىل القلب وال�شريان التاجي الأمامي النازل الأي�سر‪ ،‬مع ما يتبع ذلك من اختزال خلطورة التعر�ض لأمرا�ض‬ ‫القلب الناجتة من التعر�ض للإ�شعاع‪.‬‬

‫‪108‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫م�شعة ق�صرية العمر؛ كنظري الكربون ‪ ،11‬ونظري‬ ‫الأك�سجني ‪ ،15‬اللذين �سرعان ما يتداعيان يف عملية‬ ‫ت�سمى (انبعاث البوزيرتو ن ‪Positron Emi s‬‬ ‫‪ .)sion‬وتمُ حى البوزيرتونات بوا�سطة الإلكرتونات‬ ‫�آني ًا لينتجا زوج ًا من �أ�شعة كاما بطاقة ‪ 511‬كيلو‬ ‫�إلكرتون فولت‪ ،‬ينطلقان باجتاهني متعاك�سني‪ ،‬وقد‬ ‫�أ�صبح من املمكن يف الوقت احلا�ضر ت�صوير �أ�شعة‬ ‫كاما الناجتة من الربوتونات املمحية مبا ي�سمى‬ ‫(تقنية الت�صوير الطبقي بانبعاث البوزيرتون ‪PET‬‬ ‫‪ )Scan‬امل�ستعملة ملراقبة خ�صائ�ص احلزمة داخل‬ ‫اجل�سم احلي وت�سجيلها(‪� .)6‬أما الطريقة الثانية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الت�شظي �أو الت�شتّت النووي الذرات‪،‬‬ ‫فيحفز فيها‬ ‫ويجعلها يف حالة طاقة �أعلى من الطبيعية‪ ،‬فتكون‬ ‫عندها غري م�ستقرة‪ ،‬لكنها �سرعان ما تعود �إىل‬ ‫حالة ا�ستقرارها ب�إطالق فوتونات من �أ�شعة كاما‬ ‫حمتثة من �أنوية الذرات احلافزة بعد رجوعها‬

‫�إىل حالة ا�ستقرارها‪ ،‬وال ت�ستغرق هذه العملية �إال‬ ‫�أجزاء قليلة من ماليني �أجزاء من الثانية(‪.)7‬‬ ‫ومن ال�صفات الفيزيائية املعروفة لذرات خمتلف‬ ‫العنا�صر الكيميائية قدرة ك ّل منها على بعث �أ�شعة كاما‬ ‫حمتثة �ضمن طيف حمدد ومعروف من م�ستويات الطاقة‬ ‫حتدّده م�ستويات طاقة �أنويتها‪ ،‬وهكذا يو ّفر الت�صوير‬ ‫با�ستخدام �أ�شعة كاما املحتثة طريقة حتليل طيفي‬ ‫للأن�سجة التي تع ّر�ضت للإ�شعاع‪ .‬وال حتدث العمليات‬ ‫النووية التي ت�ؤدي �إىل تال�شي البوزيرتونات وتكوين �أ�شعة‬ ‫كاما بد ًال منها‪ ،‬وال تتك ّون �أ�شعة كاما املحتثة �إال حينما‬ ‫تتفاعل حزم الأ�شعة مع �أن�سجة املري�ض‪ ،‬وهنا يتنا�سب‬ ‫�أ�سلوب توزيع �أ�شعة كاما مع مقدار اجلرعة املرت�سبة‬ ‫بوا�سطة احلزمة العالجية كما هو مبينّ يف ال�شكل رقم‬ ‫(‪ ،)3‬وال�صوتني رقمي (‪3‬ب) و(د)‪ .‬ويبينّ ال�شكل رقم‬ ‫(‪� )4‬صور ًا لأ�شعة كاما املحتثة‪ ،‬و�صور ًا لإعادة ت�شكيل‬ ‫�أ�شعة كاما الناجتة من تال�شي البوزيرتون بالإلكرتون‬

‫‪109‬‬


‫بوا�سطة القيا�سات التي ّمتت خالل عملية �إي�صال جرعة‬ ‫احلزمة العالجية الربوتونية �إىل حماكيات للمر�ضى‬ ‫�سبق �صناعتها على �شكل خزانات مياه وجالتني وبعدها‪.‬‬ ‫التصوير داخل الجسم الحي‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫احت ّلت �أ�شعة كاما الناجتة من حمو البوزيرتون ب�إلكرتون‬ ‫موقع ال�صدارة بني الأنواع الثالثة من االنبعاثات الثانوية‬ ‫من حيث الرتكيز يف �أبحاثها ودرا�ستها �سريري ًا �إىل‬ ‫الآن(‪ ،)8‬وال�سبب هو �إمكانية ت�صويرها ب�أجهزة الت�صوير‬ ‫املقطعي بانبعاث البوزيرتون ‪ Pet Scans‬املتوافرة‬ ‫حالي ًا يف كثري من املراكز الطبية‪.‬‬ ‫و ّمت تطوير كثري من الت�شكيالت الهند�سية ملراقبة‬ ‫وفح�ص حزم اجل�سيمات امل�ستعملة يف ت�صوير الأورام‪،‬‬ ‫قلة منها حازت �سبق الت�صميم ب�سبب ن�صبها على‬ ‫ت�شكيلة اجلهاز امل�س�ؤول عن توليد حزم الإ�شعاع ذاته‬ ‫مبا�شرة‪ ،‬وال�سبب �أن كثري ًا من الأبحاث ال�سريرية كانت‬ ‫قد اعتمدت على �أجهزة الت�صوير املقطعي بالبوزيرتون‬

‫التقليدية امل�صممة �أ�ص ًال لغر�ض الت�صوير الت�شخي�صي‬ ‫للطب النووي‪ ،‬ال لأغرا�ض العالج‪ .‬وعند ت�صميم غرف‬ ‫الإ�شعاع يف امل�ست�شفيات يتم ن�صب الت�شكيلة الهند�سية‬ ‫امل�س�ؤولة عن مراقبة وفح�ص حزم اجل�سيمات امل�ستعملة‬ ‫يف ت�صوير الأورام يف داخل غرفة العالج‪ ،‬وت�سمى‬ ‫(داخلية)‪� ،‬أو خارجها‪ ،‬وت�سمى (خارجية)‪ .‬و�أ ّكدت‬ ‫التجارب ال�سريرية قدرة �أجهزة الت�صوير املقطعي‬ ‫بالبوزيرتون على حتديد م�سافة الزيغ يف مدى احلزمة‬ ‫للأورام التي قد تتع ّر�ض للخط�أ يف �أثناء القيام بعالجها‪،‬‬ ‫مبا فيها الأورام العميقة التمو�ضع داخل اجل�سم‪ ،‬التي‬ ‫حتتاج �إىل م�سار طويل للحزمة؛ كالتي توجد يف منطقتي‬ ‫احلو�ض والبطن‪ ،‬والأورام املتداخلة مع �أن�سجة رخوة‪،‬‬ ‫�أو فجوات هوائية‪� ،‬أو موجودة بجانب عظام من‬ ‫�ش�أنها تعقيد م�سارها كما هو احلال يف �أورام الر�أ�س‬ ‫والرقبة‪ .‬لكن الدرا�سات التي �سبق �إجرا�ؤها على �أورام‬ ‫هاتني املنطقتني كانت متيل �إىل م�صلحة قدرة �أجهزة‬ ‫فح�ص اجل�سيمات املن�صوبة على �أجهزة الت�صوير‬

‫جتارب م�ضنية لتحقيق نتائج �أف�ضل‬

‫‪110‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫المعنيين بعالج األورام‪ ،‬عند اختيارهم‬ ‫وتعديلهم مقدار طاقة الحزمة‪،‬‬ ‫تحديد مدى الحزمة حتى‬ ‫تنصب قمة‬ ‫ّ‬ ‫براغ التي تحتوي على أعلى قدر من‬ ‫الطاقة على موضع الورم بالضبط‬ ‫من دون إلحاق أذى بما يحيط به من‬ ‫أنسجة حساسة وسليمة‬

‫مبا�شر ًة على تعيني م�سار احلزمة احلاملة للجرعة‬ ‫العالجية ب�صورة �أف�ضل‪ ،‬وقدرتها على ت�صحيح ما‬ ‫ميكن ت�صحيحه من ح�سابات ذلك امل�سار‪ ،‬وتطبيق‬ ‫م�سار العالج وفق اخلطة املو�ضوعة لها �آنف ًا‪ .‬وال يخفى‬ ‫�أن الأجهزة التقليدية للت�صوير املقطعي بالبوزيرتون‬ ‫كانت قد ُ�ص ّممت �أ�ص ًال للت�صوير الت�شخي�صي؛ لذلك‬ ‫م ّثلت حمدودية ح�سا�سيتها و�أدائها حتديات كبرية‬ ‫يف ا�ستعمالها للت�صوير داخل اجل�سم احلي ‪in vivo‬‬ ‫‪range monitoring‬؛ فمن املعلوم �أن مدى تركيز‬ ‫طاقة �أنويتها امل�شعة تكون عاد ًة �أق ّل بعدة مراتب‬ ‫ع�شرية يف حزم الأ�شعة العالجية عما هي عليه يف‬ ‫الت�صوير املقطعي بالبوزيرتون‪ ،‬وهذا الأمر مي ّثل‬ ‫�إ�شكالية �إح�صائية ال ُي�ستهان بها‪.‬‬ ‫وتتم ّكن �أجهزة القيا�س املن�صوبة على ت�شكيلة اجلهاز‬ ‫امل�س�ؤول عن توليد حزم الإ�شعاع مبا�شر ًة ‪In Beam‬‬ ‫‪ Imaging System‬من جمع البيانات خالل عملية‬ ‫الت�شعيع �أو بعدها مبا�شر ًة‪ ،‬وبذلك ميكنها قن�ص الكمية‬ ‫الأكرب من انبعاثات �أهم نظري باعث للبوزيرتون‪ ،‬وهو‬ ‫عن�صر الأك�سجني ‪ 15‬ذو ن�صف العمر املحدود بدقيقتني‬ ‫فقط‪ ،‬لكن يف حالة �ضرورة نقل املري�ض من غرفة العالج‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫للمتخصصين اإلشعاعيين‬ ‫يمكن‬ ‫ّ‬

‫�إىل غرفة الت�صوير املقطعي بالبوزيرتون‪ ،‬كما يحدث‬ ‫يف حالة وجود الت�شكيلة الهند�سية امل�س�ؤولة عن مراقبة‬ ‫وفح�ص حزم اجل�سيمات امل�ستعملة يف ت�صوير الأورام‬ ‫يف غرفة جماورة لغرفة العالج‪ ،‬ف�إن الوقت املنق�ضي يف‬ ‫النقل يعني بال�ضرورة �ضعف وخ�سران يف �شدة الإ�شارة‬ ‫املُ�سجلة‪ .‬كما �أن بع�ض الفعاليات الف�سيولوجية الأخرى؛‬ ‫كحركة الدم ودورانه يف اجل�سم‪ ،‬من �ش�أنها مع مرور‬ ‫الوقت �أن حتيد بكثري من مراكز بعث البوزيرتونات عن‬ ‫مراكز العالج (الورم) املفرو�ض تر ّكزها فيه‪ ،‬وبذلك‬ ‫تت�ش ّو�ش العالقة الف�سيولوجية بني مقدار �إ�شعاع احل�صة‬ ‫العالجية والفعالية النووية املُقا�سة منها‪ .‬ويعكف‬ ‫الباحثون يف الوقت احلا�ضر على تطوير ابتكارات‬ ‫هند�سية تث ّبت على ت�شكيلة جهاز الت�صوير املقطعي‬ ‫بالبوزيرتون ذاتها امل�ستعملة يف ت�صوير الأورام‪ ،‬وتكون‬ ‫لديها القدرة على حتديد مقدار التغيرّ احلادث يف‬ ‫مديات احلزمة يف �أثناء ولوجها داخل اجل�سم احلي(‪،)9‬‬ ‫ومز ّودة مب�ساعدات وحوا�سيب ت�ضبط خطة العالج عند‬ ‫�إ�شارة جهاز الت�صوير املقطعي بالبوزيرتون �إىل وجود � ّأي‬ ‫زيغ بني مديات حزمة العالج الفعلية وخطة العالج التي‬ ‫�سبق و�ضعها �آنف ًا‪.‬‬ ‫ومتتاز عملية الت�صوير ب�أ�شعة كاما املحتثة بتف ّوقها على‬ ‫م�آخذ الت�صوير املقطعي بالبوزيرتون؛ لأنها ال تت�أثر‬ ‫باختالف فعاليات اجل�سم الف�سيولوجية وال تغرياتها‪،‬‬ ‫كما �أن مقاطعها العر�ضية غالب ًا ما تكون �أف�ضل من‬ ‫مثيالتها الناجتة من الت�صوير املقطعي بالبوزيرتون‪.‬‬ ‫ووجدت الدرا�سات الأولية عالقة جيدة بني مقدار جرعة‬ ‫الإ�شعاع العالجية الوا�صلة �إىل املري�ض ومقدار �أ�شعة‬ ‫كاما ال�صادرة عنه(‪ ،)10‬كما �صار بالإمكان حتديد التغيرّ‬ ‫الطفيف يف موقع قمة براغ عن طريق قيا�س مقدار‬ ‫انبعاثات �أ�شعة كاما خالل مدة العالج(‪ .)11‬و�أ ّكدت‬ ‫بع�ض الدرا�سات م�ؤخر ًا تنا�سب �شدة خطوط طيف‬

‫‪111‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�أ�شعة كاما املحتثة املنبعثة من العنا�صر املختلفة طردي ًا‬ ‫مع ن�سبة تركيز تلك العنا�صر يف الأن�سجة املعنية(‪)12‬؛‬ ‫لذلك �سيم ّهد الت�صوير ب�أ�شعة كاما املحتثة الطريق‬ ‫لتع ّرف التحليل الطيفي لك ّل الأورام املع ّر�ضة للإ�شعاع‪،‬‬ ‫والأن�سجة ال�صحيحة املجاورة لها‪.‬‬ ‫ومتتاز �أ�شعة كاما املحتثة بطاقاتها العالية (نحو ‪15 -2‬‬ ‫مليون �إلكرتون فولت)(‪ ،)13‬وي�ش ّكل ذلك حتدي ًا كبري ًا �إذا‬ ‫ا�ستخدمت للت�صوير داخل اجل�سم احلي؛ لأنها �ستُفرغ فيه‬ ‫طاقتها م�ؤدي ًة �إىل ت�سخينه وتلفه‪ .‬ومتتاز �أجهزة الت�صوير‬ ‫احلالية‪ ،‬امل�ص ّممة لتعمل ب�أ�شعة كاما‪ ،‬بطاقات تبلغ ب�ضع‬ ‫مئات من الكيلو �إلكرتون فولت‪ ،‬وهو ما يعطيها قابلية‬ ‫تق�صي �ضعيفة جد ًا يف نطاق الطاقة الذي يراوح بني ‪2‬‬ ‫ّ‬ ‫و‪ 15‬مليون �إلكرتون فولت‪ ،‬كما تعجز حواجبها امليكانيكية‬ ‫‪ ،Collimators‬وكا�شفات التلأل�ؤ التكاملي املا�صة للأ�شعة‬ ‫‪ Integrating Scintillation Detectors‬عن القيام‬ ‫بواجبها يف ذلك النطاق من جماالت الطاقة‪ .‬ويعكف كثري‬ ‫من املهند�سني والعلماء يف الوقت احلا�ضر على ت�صميم‬ ‫وبناء الكا�شفات احل�سا�سة القادرة على ت�س ّلم �إ�شارات‬ ‫املخ�ص�صة للت�صوير‪ ،‬منها‪ :‬ما ُي�س َّمى‬ ‫�أ�شعة كاما املحتثة‬ ‫ّ‬ ‫بـ(ح ّد ال�سكني ‪ ،)Knife Edge‬واحلواجب امليكانيكية‬ ‫املتعددة الفتحات ‪ ،Multislit Collimators‬وكامريات‬ ‫كومبتون(‪ )14‬املتعددة املراحل‪ ،‬ك ّل ذلك من �أجل التم ّكن‬ ‫من قيا�س كمية منا�سبة من �أ�شعة كاما املحتثة التي ميكن‬ ‫متت�صها ا ُ‬ ‫حلجب امليكانيكية خالل ك ّل جل�سة عالج على‬ ‫�أن ّ‬ ‫حدة من �أجل تكوين خمططات ب ُبعد واحد‪� ،‬أو بعدين‪� ،‬أو‬ ‫ثالثة �أبعاد‪ ،‬مما ي�ش ّعه املري�ض من �أ�شعة كاما املحتثة عند‬ ‫عالجه‪ .‬كما يعكف م�ص ّممو برجميات احلا�سوب املتقدّم‬ ‫على تطوير برامج من �ش�أنها �إ�سقاط �صور هذا النوع من‬ ‫�أ�شعة كاما على �صور �ألواح الت�صوير املقطعي بالبوزيرتون‬ ‫من �أجل تعزيز التح ّري الب�صري للت�أكد من �أن م�سار‬ ‫العالج يجري ح�سبما هو ّ‬ ‫خمطط له‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫‪%‬‬

‫ويف جانب �آخر من التقدّم يف جمال الت�صوير الطبي‪ّ ،‬مت‬ ‫التح ّري �سريري ًا عما ُعرف الحق ًا بـ(االنبعاثات احلرارية‬ ‫ال�صوتية ‪� )Thermoacoustic Emissions‬أول مرة‬ ‫يف اليابان يف ت�سعينيات القرن املن�صرم خالل جل�سات‬ ‫عالج �أحد امل�صابني ب�سرطان الكبد با�ستعمال معجل‬ ‫بروتوين ناب�ض �ص ّمم خ�صي�صى لذلك الغر�ض(‪ ،)15‬لكن‬ ‫القيا�سات التي ّمت احل�صول عليها خالل جل�سات العالج‬ ‫بوا�سطة الأجهزة املتوافرة حينذاك كانت حمدود ًة‬ ‫�إذا نظرنا �إىل ق�صور �أجهزة اال�ست�شعار ال�صوتية التي‬ ‫مل تكن قد ُط ِّورت �إىل درجة الكفاءة اللتقاط املديات‬ ‫والذبذبات الالزمة للإثبات النهائي لوجود ذلك املبد�أ‪،‬‬ ‫كما �أن اجليل الأول من �أنظمة العالج بحزم الربوتونات‬ ‫كانت من ال�سعة حتى �إنها �أنتجت تداخالت زمنية معقدة‪،‬‬ ‫�أنتجت بدورها �إ�شارات �صوتية �أيونية معقدة جد ًا‪.‬‬ ‫و�أدّى االهتمام املتزايد بتطوير جمال الت�صوير‬ ‫التو�صل �إىل اجليل‬ ‫بـ(الإ�شارات ال�صوتية الأيونية) �إىل ّ‬ ‫اجلديد من �أنظمة العالج بحزم اجل�سيمات التي ت�ستعمل‬ ‫معجالت نب�ضية م�ضغوطة وحزم �ضيقة بعر�ض �أقالم‬ ‫الر�صا�ص ذات �إ�شارات ‪Monoenergetic Signals‬‬ ‫موحدة وت�شكيالت زمنية �أف�ضل‪ .‬وتعاين املوجات‬ ‫بقوى ّ‬ ‫ال�صوتية احلرارية املتك ّونة كثري ًا من الت�ش ّتتَ يف �أثناء‬

‫ال بد للمريض الخاضع للعالج مدة طويلة‬ ‫أن يعاني تغيرات في وزنه؛ كخسران‬ ‫بضعة كيلوجرامات‪ ،‬أو انحسار في حجم‬ ‫تعرض األنسجة الطبيعية‬ ‫الورم‪ ،‬أو حتى ّ‬ ‫لإلصابة بالوذمة التي ستنعكس على‬ ‫عالمات تشريح جسمه عامةً وعلى‬ ‫أنسجته الرخوة والعظمية‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫تحسين نتائج العالج‬

‫من �ش�أن التم ّكن من تطوير طرائق ت�صوير م�سار‬ ‫الربوتون �أو حزم الربوتونات املارة خالل ج�سم املري�ض‬ ‫�أن يق ّلل ‪�-‬إىل حدٍّ كبري‪ -‬من مقدار الزيغ يف حتديد قمة‬ ‫براغ‪ ،‬وبذلك ميكننا التقليل من حاجتنا �إىل �إ�ضافة‬ ‫حدود الزيغ �أو عدم الدقة حول ورم املري�ض من �أجل‬ ‫الت�أكد من �أنه يت�س ّلم املقدار ال�صحيح من جرعة‬ ‫الإ�شعاع املو�صوفة‪ ،‬لكن يبقى ال�س�ؤال‪ :‬كيف ميكن لهذا‬ ‫التطوير بهذه النتيجة من حت�سني نتائج العالج بالإ�شعاع‬ ‫امل�ستخدم ملر�ضى ال�سرطان؟‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫مرورها خالل الأن�سجة‪ ،‬كما �أنه لي�س بالإمكان دائم ًا‬ ‫احل�صول على الأمكنة املنا�سبة على �سطح جلد املري�ض‬ ‫لو�ضع املحوالت ال�صوتية الالزمة لت�س ّلم �إ�شاراتها‪ .‬و�أدّت‬ ‫تلك ال�صعوبات دورها يف احل ّد من ا�ستعمال (الت�صوير‬ ‫ال�صوتي الأيوين) لعالج بع�ض الأورام النا�شئة يف �أعلى‬ ‫الر�أ�س؛ ب�سبب �ضعف وحمدودية بثّ تردّداتها ‪Weak‬‬ ‫‪ Transmission‬خالل اجلمجمة‪ ،‬لكن الآلية ذاتها‬ ‫عدد من الأورام الأخرى‪ ،‬كالتي‬ ‫�أثبتت �صالحيتها لعالج ٍ‬ ‫حتدث يف الكبد‪ ،‬وغدة الربو�ستاتا‪ ،‬والثدي‪ ،‬التي ّمتت‬ ‫معاجلتها بحزم الإ�شعاع اخلارجية‪ ،‬على الرغم من وجود‬ ‫�إ�شكالية زيغ مدى احلزمة فيها‪� .‬أما الآن‪ ،‬فقد �أ�صبح‬ ‫بالإمكان دمج ال�صور ال�صوتية الأيونية ح�سب مبد�أ براغ‬ ‫مع ال�صور فوق ال�صوتية املعتادة للت�شريح الداخلي لأمكنة‬ ‫متو�ضع الورم للت�أكد من مدى احلزمة (�أي‪ :‬امل�سافة التي‬ ‫تقطعها) داخل ج�سم املري�ض من �أجل زيادة دقة العالج‪.‬‬ ‫ومن املهم �أن نعلم يف هذه املرحلة �أن الت�صوير‬ ‫بالأيونات ال�صوتية ي�ستمد �إ�شاراته من التفاعالت‬

‫الكهرومغناطي�سية‪ ،‬التي تع ّد من الطرائق الأ�سا�سية التي‬ ‫تنقل بوا�سطتها حزمة اجل�سيمات طاقتها �إىل الأن�سجة؛‬ ‫لذلك ف�ستكون �أكرث ارتباط ًا و�أقرب متثي ًال جلرعة‬ ‫الإ�شعاع املعطاة للمري�ض من �أ�شعة كاما الثانوية الناجتة‬ ‫منها‪ ،‬التي تعتمد على التفاعالت النووية امل�س�ؤولة جزئي ًا‬ ‫عن جممل جرعة الأ�شعة املعطاة‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫مي ّثل ال�شكل اخلام�س جمال توزيع جرعة الإ�شعاع‬ ‫املو�صوفة ملري�ضة تخ�ضع للعالج الإ�شعاعي بوا�سطة حزم‬ ‫الربوتون لورم يف الثدي‪ ،‬ومي ّثل اجلزء رقم (‪�5‬أ) منه‬ ‫العالج التقليدي‪ ،‬الذي يت�ضمن احلجم الذي �سيت�س ّلم‬ ‫جرعة العالج كامل ًة (اجلزء املحدّد باخلط الأ�صفر)‪،‬‬ ‫وي�شمل احلجم املحتوي على الورم املق�صود بالعالج‬ ‫(حمدّد باخلط البنف�سجي) واملجال الإ�ضايف الذي مي ّثل‬ ‫مقدار الزيغ يف مدى احلزمة‪ .‬ويبينّ ال�شكل رقم (‪5‬ب)‬ ‫مقدار جرعة الإ�شعاع التي ميكن حماية القلب والرئة‬ ‫منها �إذا �أمكن اختزال خط مدى الزيغ �أو حتى �إلغا�ؤه‬ ‫من خالل مديات الت�صوير اليومي داخل ج�سم املري�ض‪.‬‬ ‫ويف مثل هذه احلالة‪� ،‬سيت�س ّلم احلجم املراد عالجه‬

‫جرعة العالج كامل ًة من دون بقية الأن�سجة املحيطة به‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا ال�شريان التاجي الأمامي الأي�سر النازل (الذي‬ ‫يظهر بلون �أبي�ض يف ال�صورة)‪ ،‬وهو ميتاز بح�سا�سيته‬ ‫العالية للإ�شعاع‪ ،‬وي�س ّبب ما ي�سمى بـ(مر�ض القلب)‪،‬‬ ‫الذي ينتج من الإ�شعاع لدى الن�ساء الالئي عولج �سرطان‬ ‫ثديهن الأي�سر بهذه الطريقة(‪)16‬؛ فقد �أمكن اختزال‬ ‫املخ�ص�صة لقلب هذه املري�ضة من‬ ‫معدل جرعة العالج‬ ‫ّ‬ ‫�أربعة كراي �إىل ‪ 0.6‬كراي‪ ،‬كما �أمكن اختزال معدل‬ ‫املخ�ص�صة لرئتها من ع�شرة كراي �إىل‬ ‫جرعة العالج‬ ‫ّ‬ ‫‪ 6.5‬كراي؛ لذلك زادت حظوظ املري�ضة يف عدم الإ�صابة‬ ‫ب�أمرا�ض ما بعد العالج بن�سبة ‪ ،%20‬كما زادت حظوظها‬ ‫يف عدم �إ�صابتها ب�سرطان الرئة الثانوي بن�سبة ‪.)17(%30‬‬

‫الخالصة واالستنتاجات‬ ‫ال تزال تقنية التصوير داخل الجسم الحي وتغ ّيرات المدى (المسافة) الخاصة بالعالج‬ ‫بواسطة البروتونات وحزم األيونات في مرحلة البحث والتطوير‪ ،‬لكن سرعان ما‬ ‫ستشق‬ ‫ّ‬ ‫طريقها إلى تطبيقاتها السريرية‪ ،‬كما ال تزال أنظمة التصوير المقطعي بالبوزيترون‪،‬‬ ‫خصوص ًا الداخلية المركّ بة على األجهزة نفسها‪ ،‬في طور الفحص والتجارب السريرية‪.‬‬ ‫لتوها إلى مجال التجارب السريرية‪،‬‬ ‫أما أجهزة التصوير بأشعة كاما المحتثة‪ ،‬فقد دخلت ّ‬ ‫بينما ازدادت أبحاث األنظمة الصوتية األيونية على ضوء الدراسات الساعية إلى التأكد‬ ‫من إثبات صحة المبدأ القائمة عليه‪ ،‬ومن المتوقع من هذه التقنية أن‬ ‫تصور المراحل‬ ‫ّ‬ ‫الفيزيائية وقت حدوثها على مقاييس زمنية مختلفة‪ ،‬وما هو‬ ‫متوقع من اختالف في‬ ‫ّ‬ ‫أدائها حسب تغ ّير المواضع التشريحية‪ .‬لذلك ستتمكّ ن هذه النظم الهجينة من قياس‬ ‫وتصوير طيف من العمليات التي ستثبت أهميتها في التأكد من صحة ودقة توصيل‬ ‫الجرعة المقصودة من العالج إلى الورم المقصود‪ .‬وسيمكن من خالل تقليص مدى الزيغ‬ ‫في إيصال حزمة اإلشعاع إلى داخل الجسم البشري بملليمترات معدودة أو أكثر تحسين‬ ‫أداء األطباء المهتمين بعالج األورام عن طريق الحد من مضاعفاتها الخطيرة التي تعقب‬ ‫العالج‪ ،‬وتقليص مصروفات رعاية المرضى الذين يعانونها‪ ،‬وتحسين نوعية الحياة التي‬ ‫سيعيشونها‪ ،‬والتقليل من مصروفات الرعاية الصحية لهم بعد إتمام العالج‪.‬‬

‫‪114‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫المراجع‬ ‫‪(1) R. Wilson, Radiology 47, 487 (1946).‬‬

‫(‪ )2‬الوذمة ‪ :Oedema‬هي حالة جت ّمع ال�سوائل اجل�سمية يف القدمني �أو ال�ساقني �أو �أيٍّ من جتاويف اجل�سم و�أح�شائه‪ ،‬وحينها تكت�سب �أ�سماء‬ ‫�أخرى‪ .‬و�أ�سبابها كثرية‪ ،‬منها الطبيعية التي تبد�أ بانح�سار اجلزر اللمفي يف القدمني بعد امل�شي م�سافة طويلة بحذاء �ض ّيق‪ ،‬مرور ًا بعجز القلب‪،‬‬ ‫لورم على املجاري اللمفاوية يف منطقة البطن‪� ،‬أو نتيجة دفاعية للج�سم �ضده‪ ،‬وغريها (املرتجم)‪.‬‬ ‫ولي�س انتها ًء ب�ضغط مبا�شر �أو غري مبا�شر ٍ‬

‫‪(3) H. Paganetti, Phys. Med. Biol.57, R99 (2012).‬‬ ‫‪(4) W. Assman et al., Med Phys.42, 567 (2015).‬‬ ‫‪(5) K. Parodi, W. Assman, Mod. Phys. Let. A 30, 1540025 (2015).‬‬ ‫‪(6) K. Parodi, Nucl. Med Rev. Suppl. C 15, C37 (2012).‬‬ ‫‪(7) J. F. Sutcliffe, Phys. Med. Biol.41, 791 (1996).‬‬ ‫‪(8) G. Sportelli et al., Phys. Med. Biol.59, 43 (2014).‬‬ ‫‪(9) T. Yamaya et al., Phys. Med. Biol5689, 1123 (2011); C –H. Min et al., Appl. Phys. Lett.89,‬‬ ‫‪183517 (2006).‬‬ ‫‪(10) E. Testa et al., Nucl. Instrum.Methods Phys. Res. B 267, 993 (2009); M. Testa et al., Phys.‬‬ ‫‪Med. Biol.59, 4181 (2014).‬‬ ‫‪(11) J. M. Verburg, J. Seco, Phys. Med. Biol.58, 7089 (2014); J. C. Polf et al., Phys. Med. Biol.58,‬‬ ‫‪5821(2013).‬‬ ‫‪(12) Y. Hayakawa et al., Radiat. Oncol. Invest.3, 42 ((1995).‬‬

‫(‪ )13‬الإلكرتون فولت‪ :‬وحدة قيا�س يف علم الفيزياء تُعرف ب�أنها مقدار الطاقة‪� ،‬سواء �أكانت مكت�سب ًة �أم مفقود ًة من وحدة ال�شحنة الكهربائية‪ ،‬وهو‬ ‫الإلكرتون عندما يتح ّرك يف جمال كهربائي ق ّوته فولت واحد؛ لذلك يكون الفولت الواحد هو جو ًال واحد ًا لك ّل كولومب من ال�شحنة (‪ 1‬جول‪ /‬كولومب)‬ ‫م�ضروب ًا يف وحدة ال�شحنة‪ ،‬وهي (‪� )1.6021766208‬ضرب ‪ ،10‬مرفوع ًة �إىل القوة ال�سالبة ‪ .19‬وقد ّمت و�ضع هذه الوحدة تاريخي ًا بو�صفها وحدة مرجع‬ ‫لفائدتها يف قيا�س معجالت اجلزيئات ذوات الكهربائية امل�ستقرة ح�سب القانون‪ :‬الطاقة = ال�شحنة �ضرب فرق اجلهد‪ .‬راجع‪ :‬مدخل (قانوين فاراداي‬ ‫للحث املغناطي�سي والتح ّلل الكهربائي)‪ ،‬حا�شية �ص‪ ،558‬من اجلزء الثاين من كتاب (ر ّواد املعرفة عرب القرون)‪ ،‬ترجمة‪ :‬د‪� .‬إميان نوري اجلنابي‪ ،‬من‬ ‫�سل�سلة كتاب العربية‪ ،‬العدد (‪ ،)15‬عام ‪2011‬م (املرتجم)‪.‬‬ ‫(‪ )14‬كامريات كومبتون‪� ،‬أو تلي�سكوبات كومبتون‪ :‬جم�سات ح�سا�سة للأ�شعة الكهرومغناطي�سية يف جمال �أ�شعة كاما التي ت�ستعمل مبد�أ (ا�ستطارة‬ ‫كومبتون) لتعيني الأ�صل الذي تو ّلدت منه تلك الأ�شعة‪ ،‬وغالب ًا ما ت�ستعمل كامريات كومبتون يف جماالت الطاقة التي يغلب عليها مبد�أ ت�شتّت كومبتون‪ ،‬التي‬ ‫تراوح طاقاتها بني عدة مئات من الكيلو �إلكرتون فولت وعدة ماليني منها‪ ،‬وهي مط ّبقة عملي ًا يف جماالت الفيزياء الفلكية والطب النووي‪ .‬و�أ�شهر تلي�سكوب‬ ‫يعمل مببد�أ كومبتون هو تلي�سكوب كومبتل ‪ COMPTEL‬على قمة مرقب كومبتون لأ�شعة كاما‪ ،‬الذي يعمل على ا�ستك�شاف ال�سماء ب�أ�شعة كاما مبجال‬ ‫الطاقة املحدود بني ‪ 0.75‬و‪ 30‬مليون �إلكرتون فولت‪ ،‬و�سيعقبه تل�سكوب كومبتون النووي‪� .‬أما مبد�أ ت�شتّت كومبتون‪ ،‬فهو الذي اكت�شفه الفلكي الربيطاين‬ ‫�آرثر هويل كومبتون‪ ،‬وهو ت�شتّت غري مرن لفوتون بوا�سطة ج�سيمة م�شحونة كالإلكرتون عادةً‪ ،‬وت�ؤدي هذه العملية �إىل فقدان يف الطاقة؛ �أي‪ :‬زيادة يف‬ ‫طول موجة الفوتون‪ ،‬وقد يكون هذا الفوتون يف جمال �أ�شعة �إك�س وجمال �أ�شعة كاما‪ ،‬وهو ما ُي�س َّمى بت�أثري كومبتون؛ �إذ ينتقل جزء من طاقة الفوتون �إىل‬ ‫الإلكرتون املرتد‪ .‬ويوجد ما ي�سمى بـ(عك�س مبد�أ ت�شتت كومبتون)‪ ،‬وفيه ينتقل جزء من طاقة اجل�سيم امل�شحون (كالإلكرتون) �إىل الفوتون (املرتجم)‪.‬‬

‫‪(15) C. R. Correa et all., J. Clin. Oncol.25, 3031 (2007).‬‬ ‫‪(16) C. R. Correa et all., J. Clin. Oncol.25, 3031 (2007); S. C. Darby et al., New Engl. J. Med.368,‬‬ ‫‪987 (2-13).‬‬ ‫‪(17) S. C. Darby et al., New Engl. J. Med.368, 987 (2-13); T. Grantzau et al., Radiother.‬‬ ‫‪Oncol.111, 366 (2014).‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫حت�سن ملحوظ يف عالج اخت�صا�صي العالج بالإ�شعاع ب�أنظمة الت�صوير داخل‬ ‫كما ُ�س ِّجل ‪-‬من جانب �آخر‪ّ -‬‬ ‫�أنواع �شائعة �أخرى من الأورام بهذه الطريقة؛ ك�سرطان اجل�سم احلي‪ ،‬الذي ن�أمل �أن ينعك�س �إيجاب ًا على تطبيقاته‬ ‫الدماغ‪ ،‬وغدة الربو�ستاتا؛ لذلك زادت �سريع ًا اهتمامات يف اال�ستعماالت ال�سريرية الروتينية يف القريب العاجل‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫تاريخ مختصر للسرطان‬

‫محطات‬

‫االكتشاف األول‬ ‫كتب اإلنسان عن السرطان منذ فجر التاريخ؛ فعلماء األحافير يرون أن وجود‬ ‫السرطان في األحافير قديم قدم الزمن‪ ،‬وكانت السرطانات تنتشر في‬ ‫المومياءات المصرية؛ إذ وجدوا السرطان في عظام الجمجمة واألضلع‪،‬‬ ‫وأقدم تعبير مكتوب عن السرطان وصلنا قبل ‪ ٣٠٠٠‬سنة ق‪ .‬م‪ .‬على شكل بردية‬ ‫أطلق عليها اسم (بردية إدوين سميث)‪ ،‬و ُيعتقد أن الطبيب الفرعوني العتيق‬ ‫أمنحوتب هو الذي كتبها‪.‬‬

‫أصل الكلمة‬ ‫يرجع لفظ كلمة السرطان إلى أبقراط أبي الطب؛ إذ استخدم الكلمة واشتقّ ها‬ ‫من الحيوان البحري (السرطان)؛ ألنه رأى أن السرطان ينتشر في الجسم‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫كأيدي هذا الحيوان‪.‬‬

‫ّ‬ ‫الحل في القرنين ‪ 17‬و‪18‬م‬ ‫االستئصال هو‬ ‫قام العلماء خالل حقبة النهضة األوروبية بدراسات كثيرة أخرجت السرطان إلى‬ ‫دائرة الضوء‪ ،‬وجعلت البشر يفهمونه بشكل أكبر‪ ،‬خصوص ًا مع اختراع األدوات‬ ‫الحديثة كالميكروسكوب‪ ،‬واستخدام المنطق العلمي في البحث‪ .‬وكان عالج‬ ‫السرطان خالل ّ‬ ‫يتم عبر االستئصال فقط؛ إذ الحظ الجراح والطبيب‬ ‫كل تلك المدة ّ‬ ‫األسكتلندي جون هنتر أن السرطان يحدث له عالج كامل باالستئصال‪ ،‬وأضاف‬ ‫مالحظته الشهيرة‪ :‬من الممكن العالج النهائي للسرطان باستئصاله ما لم يكن‬ ‫قد انتشر إلى األنسجة المجاورة‪.‬‬

‫ظهور علم السرطان في القرن ‪19‬م‬ ‫تطور جهاز‬ ‫شهد القرن التاسع عشر الميالدي والدة علم السرطان مع‬ ‫ّ‬ ‫يعد‬ ‫الميكروسكوب‪ ،‬ويرجع الفضل في ذلك إلى الطبيب رادولف فيرشو‪ ،‬الذي‬ ‫ّ‬ ‫المؤسس للمفاهيم األساسية له‪ ،‬بعد أن درس أنسجة السرطانات المختلفة‬ ‫وفرق بين النسيج‬ ‫وحدد حجم الضرر الذي يوقعه السرطان عليها‪،‬‬ ‫بدقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المصاب بالسرطان وغير المصاب‪ ،‬وقد ساعدت المالحظات التي أشار إليها هذا‬ ‫الطبيب الجراحين على القيام بعمليات استئصال ناجحة‪.‬‬

‫اكتشاف أشعة إكس‬ ‫اكتشف رونتجن أشعة إكس عام ‪1895‬م‪ ،‬ونال عليها جائزة نوبل عام ‪1901‬م‪،‬‬ ‫واستخدمت هذه األشعة فيما بعد في عالج السرطان‪.‬‬

‫‪116‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫نسبة إلى هذا العالم‪ ،‬ونال روس جائزة نوبل على هذا االكتشاف عام ‪١٩٦٨‬م‪.‬‬

‫سرطان الجلد‬ ‫قام عالمان من جامعة طوكيو عام ‪1915‬م بإنتاج خاليا جلد مسرطنة على جلد‬ ‫أرنب بعد تعريضه لقطران الفحم‪.‬‬

‫أول عالج‬ ‫اكتشف أول عالج كيميائي للسرطان عام ‪1946‬م‪ ،‬ويتم ّثل في أحد مشتقات‬ ‫النيتروجين؛ إذ ُط ّور العالج بواسطة الطبيب كورنيليس رودز‪ ،‬واستخدم بدايةً‬ ‫في عالج الليمفوما‪ ،‬ومرض هودجيكينز‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫فيروس روس‬ ‫نوع من‬ ‫حدد العالم األمريكي بيتون روس عام ‪1910‬م فيروس ًا تس ّبب في‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أنواع السرطان للدجاج‪ُ ،‬‬ ‫وأطلق على هذا الفيروس اسم (فيروس روس)؛‬

‫‪117‬‬ ‫أول شفاء‬ ‫تحقّ ق أول شفاء كامل لحالة سرطان انتشرت في عدة أجزاء من الجسم عام‬ ‫‪1956‬م عبر استخدام دواء الميثوتريكسيت ‪.Methotrexate‬‬

‫تطور األجهزة‬ ‫ّ‬ ‫تطور ضخم في األجهزة الكشفية الطبية؛ كالموجات فوق‬ ‫حدث عام ‪١٩٧٠‬م‬ ‫ّ‬ ‫الصوتية‪ ،‬واألشعة المقطعية‪ ،‬والرنين المغناطيسي‪ ،‬وساعدت هذه األجهزة‬ ‫على تحليل أعمق‪ ،‬وتشخيص مبكّ ر‪ ،‬لكثير من السرطانات‪.‬‬

‫أول استخدام لألدوية المناعية‬ ‫شهد عام ‪1990‬م أول استخدام لألدوية المناعية لعالج السرطان؛ إذ وافقت‬ ‫هيئة الدواء والغذاء األمريكية على استخدام دواء الهيرسبتين ‪.Herceptin‬‬

‫المصدر‬ ‫إمبراطور األمراض‪ :‬السرطان‪ ..‬سيرة ذاتية‪ ،‬سيدهارتا موخيرجي‪ ،‬ترجمة‪ :‬طارق العليان‪ ،‬إصدارات المجلة العربية‪1434 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫أدوية‬

‫يدر في خلَد الدكتور الهولندي سال‬ ‫لم يكن ُ‬ ‫فان زونبرج أن شركته أوجانون للصناعات‬ ‫الدوائية التي أنشأها عام ‪١٩٢٣‬م ستكون‬ ‫بعد نحو ‪ ٩٠‬عام ًا مبتكرة أكثر عالجات‬ ‫السرطان تميزاً‪ .‬كانت بدايات الشركة ترتكز‬ ‫على تصنيع األنسولين‪ ،‬ثم األستروجينات‪،‬‬ ‫ثم الكورتيزون فيما بعد في خمسينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬ومع بداية الستينيات‬ ‫توسعت الشركة‪ ،‬وفتحت لها فروع ًا في‬ ‫ّ‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية وبقية أوروبا‬ ‫واليابان‪ .‬عملت الشركة‬ ‫بمنحة من مؤسسة‬‫ٍ‬ ‫االستشارات الطبية الخيرية‪ -‬على إخراج عالج‬ ‫السرطان (كيترودا) إلى النور‪ ،‬وهو عالج ذو‬ ‫إستراتيجية ابتكارية جديدة لعالج السرطان‪،‬‬ ‫والقى نجاح ًا كبير ًا والفت ًا عام ‪٢٠٠٦‬م‪.‬‬ ‫كان العالج نتيجة جهود ثالثة علماء‪ ،‬هم‪:‬‬ ‫جيوجوري كافان‪ ،‬وفان هان‪ ،‬وجون دولوس‪،‬‬ ‫ومنح كل منهم عدد ًا من الجوائز العالمية‬ ‫ُ‬ ‫على هذا العالج الناجح‪.‬‬ ‫وعدت مجلة أبحاث‬ ‫ّ‬ ‫السرطان األوروبية عالج الكيترودا عالج عام‬ ‫‪٢٠١٣‬م؛ بسبب النتائج الباهرة للدواء في‬ ‫تحسين صحة المريض وشفائه‪ ،‬والقضاء على‬ ‫السرطان بالكامل في حاالت أخرى‪.‬‬

‫‪118‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫أدوية‬ ‫السرطان‬ ‫تبقي أمل القضاء‬ ‫على المرض ممكن ًا‬ ‫‪119‬‬ ‫حمدان العجمي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫لدى ‪ %٤٠‬من املر�ضى �إىل ثالث �سنوات‪ ،‬وق�ضى على‬ ‫األمل يكبر‬ ‫تقوم فكرة العالج على حماربة ال�سرطان باال�ستعانة ال�سرطان بن�سبة ‪%١٠‬؛ ف�أ�صبح الأمل �أكرب‪ ،‬و�أ�صبح‬ ‫باجلهاز املناعي للج�سم؛ �إذ يحفز الدواء خاليا العالج نقطة حت ّول لكثري من املر�ضى الذين كانوا قبل‬ ‫الدم البي�ضاء �إىل مهاجمة ال�سرطان عرب االرتباط ع�شر �سنوات يعتقدون �أال �أمل لهم يف العالج‪.‬‬ ‫بربوتني (بي دي ‪ ،)١‬وهو بروتني موجود يف خاليا‬ ‫الدم البي�ضاء‪ ،‬ومينعها من مهاجمة خاليا اجل�سم؛ التكلفة العالية مشكلة‬ ‫فاخلاليا املناعية ال تهاجم ال�سرطان؛ لأن خاليا الدم تن ّبهت �شركة �شريجن بالو لهذا االكت�شاف اجلديد‪،‬‬ ‫البي�ضاء ال تع ّدها دخيل ًة �أو غريب ًة‪ ،‬ونزع هذا الربوتني وقامت ب�شراء �شركة �أوجانون بالكامل عام ‪٢٠٠٧‬م‪ ،‬ثم‬ ‫من خاليا الدم البي�ضاء �سيجعلها تهاجم ال�سرطان‪ ،‬اندجمت �شركة مريك الأملانية مع �شركة �شريجن بالو‬ ‫عام ‪٢٠٠٩‬م حتت ا�سم �شركة (�إم �إ�س دي)‪ .‬وجتري‬ ‫وتعمل على تدمريه‪.‬‬ ‫نال العالج موافقة هيئة الدواء والغذاء الأمريكية �شركة (�إم �إ�س دي) يف الوقت احلايل مئات الأبحاث‬ ‫بو�صفه عالج ًا �أ�سا�سي ًا ل�سرطان اجللد املنت�شر؛ الطبية ال�سريرية على الدواء نف�سه لعالج �سرطانات‬ ‫فمري�ض امليالنوما قد تكون فر�صته يف احلياة �سنة خمتلفة‪ ،‬وح�صلت على موافقة هيئة الدواء والغذاء‬ ‫واحدة على الأكرث‪ ،‬لكن هذا العالج رفع فر�صة احلياة الأمريكية لعالج �سرطانات �أخرى ك�سرطاين العنق‬

‫‪120‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫استخدام تقنية النانو في العالج‬

‫والثدي‪ .‬وها هو ذي العالج يحظى بتغطية �إعالمية‬ ‫كبرية‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن الرئي�س الأمريكي ال�سابق جيمي‬ ‫عدد من‬ ‫كارتر ُيعالج به بعد �أن انت�شر ال�سرطان يف ٍ‬ ‫�أع�ضائه‪ .‬وما مي ّيز العالج هو قلة �أعرا�ضه اجلانبية‪،‬‬ ‫مقارن ًة بالعالج الكيميائي؛ فهو يعمل على حفز اخلاليا‬ ‫املناعية‪ ،‬وال ي�ستهدف ال�سرطان ب�شكل مبا�شر‪ ،‬لكن‬

‫عدت مجلة أبحاث السرطان األوروبية‬ ‫ّ‬ ‫عالج الكيترودا عالج عام ‪٢٠١٣‬م؛ بسبب‬ ‫النتائج الباهرة للدواء في تحسين‬ ‫صحة المريض وشفائه‪ ،‬والقضاء على‬ ‫السرطان بالكامل في حاالت أخرى‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫مل يت�ص ّور عامل الفيزياء ريت�شارد فاينمني �أن حما�ضرته‬ ‫التي �ألقاها يف خم�سينيات القرن املا�ضي بعنوان (عامل‬ ‫�صغري يف الداخل) �ستكون واقع ًا ملمو�س ًا خالل عقود‬ ‫قليلة؛ فقد �أ�شار فاينمني �إىل �أن التحكم يف املواد‬ ‫والذرات‪ ،‬وت�صنيعها بدقة نانوميرت‪� ،‬سيعطيها �صفات مل‬ ‫تكن موجود ًة يف املواد ال�سابقة ذاتها امل�صنعة بالطريقة‬ ‫التقليدية‪ .‬وانطبق ذلك على املواد التي ُ�صنعت للحا�سب‬ ‫الآيل؛ فحدثت ثورة يف املعاجلات و�أجهزة التخزين التي‬ ‫�أ�صبحت �أ�صغر مع الوقت‪ ،‬كما انطبق على املجال الطبي‬ ‫ف�أ�صبحت العالجات ت�صنع بتقنية النانو لتعطي دق ًة �أكرب‬ ‫يف العالج‪ ،‬وتق ّلل ُ�س ِّمية كثري من الأدوية‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أدوية‬ ‫ال�سرطان؛ فدواء الدوك�سروب�سني ‪-‬على �سبيل املثال‪-‬‬ ‫املعروف منذ خم�سينيات القرن املا�ضي �أُعيد ت�صنيعه‬ ‫بطريقة جديدة با�ستخدام مقايي�س النانو للح�صول‬ ‫على دواء يبقى مدة �أطول يف اجل�سم‪ ،‬ويخرتق اخلاليا‬ ‫و�صنع دواء الأيربك�سان باملبد أ�‬ ‫ال�سرطانية ب�شكل �أكرب‪ُ ،‬‬ ‫نف�سه عن طريق ربط دواء الباكليتاك�سيل بالهيموجلوبني‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�أحد العوائق التي تواجه انت�شار مثل هذا العالج هو‬ ‫غالء ثمنه؛ �إذ تبلغ تكلفته ‪� ١٥٠‬ألف دوالر �أمريكي يف‬ ‫ال�سنة الواحدة‪.‬‬ ‫�إن جناح عالج الكيرتودا جعل جميع ال�شركات تتن ّبه �إىل‬ ‫�أهمية عالج ال�سرطان عرب حفز املناعة الب�شرية؛ ففي‬ ‫عام ‪٢٠٠٩‬م قامت �شركة طبية مغمورة ا�سمها مرياديك�س‬ ‫ب�إطالق عالج �آخر حلفز املناعة ا�سمه الأبديفيو‪ ،‬الذي‬ ‫فتح �شهية ال�شركات الدوائية ال�ضخمة ل�شرائها؛ فقامت‬ ‫�شركة بري�ستول مايرز ب�شرائها على الفور �ضمن �صفقة‬ ‫ُقدِّ رت باملليارات‪ ،‬و�أظهر عالج الأبديفيو قدرته على‬ ‫رفع ن�سبة احلياة ملر�ضى �سرطان الرئة املتقدّم من ‪%٨‬‬ ‫بالعالجات التقليدية �إىل ‪.%٢٣‬‬

‫‪121‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫الذي ا�ستخدم يف نقل الدواء �إىل اخلاليا ال�سرطانية‪،‬‬ ‫فازدادت فعالية الدواء‪ ،‬وق ّلت الأعرا�ض اجلانبية من‬ ‫الدواء الأ�صلي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ما زال ا�ستخدام تقنية النانو طريقة لعالج ال�سرطان يف‬ ‫طوره الأول؛ فالأبحاث يف هذا اجلانب عمرها ‪ 20‬عام ًا‪،‬‬

‫الرقص مع السرطان‬ ‫قال العالم باتريك شيوينق في المؤتمر‬ ‫الصحفي‪« :‬تعتمد أبحاث السرطان الحالية‬ ‫على التجريب والخطأ‪ ،‬وعلى معلومات‬ ‫التقدم‬ ‫غير دقيقة‪ ،‬وهو ما يجعل‬ ‫ّ‬ ‫في هذا المجال أبطأ مقارنةً بغيره‬ ‫من األمراض‪ ،‬ويجب محاربة السرطان‬ ‫بعدة طرائق؛ ألنه متغ ّير‪ ،‬وبروتوكوالت‬ ‫المعالجة ال تفيد في كثير من األحيان‪،‬‬ ‫ويجب التعامل مع السرطان كأنك ترقص‬ ‫معه‪ ،‬وتستجيب ّ‬ ‫لكل حركة يقوم بها»‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪%‬‬

‫و�أنتجت جمموع ًة فعال ًة من الأدوية �إىل الآن‪ ،‬وهي‬ ‫موجودة يف ال�سوق‪ ،‬وت�ستطيع �أن ت�ستهدف اخلاليا‬ ‫ال�سرطانية ب�شكل �أكرب‪ ،‬بل ا�ستمر ا�ستخدام هذه التقنية‬ ‫لت�شخي�ص � ّ‬ ‫أدق يف العالج‪ ،‬واحل�صول على �صور �أو�ضح‬ ‫للخاليا ال�سرطانية‪.‬‬ ‫توجد يف الواليات املتحدة الأمريكية ع�شرات مراكز‬ ‫الأبحاث‪ ،‬و�شغلها ال�شاغل حت�سني نقل العالج الكيميائي‬ ‫�إىل اخلاليا ال�سرطانية فقط‪ ،‬وجت ّنب بقية �أجزاء‬ ‫اجل�سم؛ لزيادة فعاليته‪ ،‬فت�ضيف يف بع�ض الأحيان‬ ‫مركب ًا خارج تركيب الدواء يرتبط فقط باخللية‬ ‫ال�سرطانية مبا ُي�س َّمى بـ(اال�ستهداف الدوائي)‪ .‬ويف‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬تتم ّيز كلية ال�صيدلة بجامعة‬ ‫امللك �سعود مبجموعة من الأبحاث من هذا النوع؛‬ ‫�إذ ح�صلت اجلامعة على دعم حكومي مل�شروع كامل‬ ‫لتطوير �أ�شكال �صيدالنية جديدة با�ستخدام تقنية النانو‬ ‫ال�ستهداف �سرطان القولون املنت�شر يف اململكة‪ .‬ولت�صنيع‬ ‫الأدوية بتقنية النانو مميزات كثرية‪ ،‬الكن �أحد عيوبه‬ ‫هو تكلفته العالية‪ ،‬وعدم ثباته يف بع�ض الأحيان‪ ،‬وهو ما‬ ‫مينع و�صول كثري من املركبات �إىل ال�سوق‪.‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫يقوم �أ�سلوب باتريك على مهاجمة ال�سرطان بالعالجات‬ ‫الكيميائية بجرعات �أق ّل‪ ،‬وتن�شيط اجلهاز املناعي‬ ‫يف الوقت ذاته؛ لأن اجلرعات العالية من الأدوية‬ ‫تقوم فكرة عالج الكيترودا على‬ ‫تق�ضي على اجلهاز املناعي الذي له دور �إيجابي يف‬ ‫محاربة السرطان باالستعانة بالجهاز‬ ‫حماربة ال�سرطان‪ ،‬ويجب �أ ّال يتم تثبيطه بالكامل‪.‬‬ ‫المناعي للجسم؛ إذ يحفز الدواء خاليا‬ ‫امل�شروع باخت�صار هو اكت�شاف ال�سبل حلفز املناعة‬ ‫الدم البيضاء إلى مهاجمة السرطان‬ ‫�ضد ال�سرطان‪ ،‬و�أثبت هذا النوع من الأدوية جناحه‪،‬‬ ‫عبر االرتباط ببروتين «بي دي ‪ ،»١‬وهو‬ ‫بروتين موجود في خاليا الدم البيضاء‪،‬‬ ‫و�أتى �أكله‪ ،‬ويجب الرتكيز يف ذلك يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫ويمنعها من مهاجمة خاليا الجسم‬ ‫ويرتكز امل�شروع كذلك على البحث اجليني‪ ،‬وحتليل‬ ‫كامل ال�سل�سلة من موروثات الـ‪ ،DNA‬وفهم عالقتها‬ ‫بال�سرطان‪ ،‬وا�ستخدام تقنية املعلومات ال�ضخمة ‪Big‬‬ ‫«تصويبة القمر»‪ :‬مشروع أوباما الجديد‬ ‫‪ Data‬وحتليلها‪ ،‬وا�ستخدام هذا التحليل يف ت�صنيع‬ ‫املرجح �أن‬ ‫يقود العامل الأمريكي باتريك �شيوينق م�شروع �أوباما �أدوية وطرائق ابتكارية لعالج ال�سرطان‪ ،‬ومن ّ‬ ‫اجلديد ملحاربة ال�سرطان‪ ،‬الذي �أطلق يف م�ؤمتر تظهر نتائج هذا امل�شروع عام ‪٢٠٢٠‬م كما هو متو ّقع له‪.‬‬ ‫�صحفي كبري يف بداية عام ‪٢٠١٦‬م حتت ا�سم‪cancer :‬‬ ‫‪ ،moonshot‬وا�شتهر العامل الأمريكي باتريك هل من الممكن أن نرى عالج ًا نهائي ًا للسرطان؟‬ ‫بتطويره لدواء الأبريك�سان‪ ،‬وهو دواء مر ّكب من تُ�شري الأبحاث الطبية الأخرية �إىل �أن العالج النهائي‬ ‫الباكليتاك�سيل‪ ،‬ومربوط بالهيموجلوبني‪ ،‬ويهدف هذا لل�سرطان ممكن‪ ،‬لكن لي�س يف القريب العاجل؛ فن�سبة‬ ‫امل�شروع �إىل �إحراز تقدّم يف عالج ال�سرطان‪.‬‬ ‫املر�ضى الذين يجري عالجهم ب�شكل نهائي �آخذة يف‬ ‫التزايد‪ ،‬وتقنيات كثرية خرجت �إىل النور قد �أعطت‬ ‫�أم ًال للق�ضاء على هذا املر�ض‪ .‬لكن ال�سرطان مر�ض‬ ‫مع ّقد‪ ،‬وكل ُم�صاب بال�سرطان يحمل جينات خمتلفة‬ ‫عن جينات املري�ض الآخر‪ ،‬ويف بع�ض الأحيان يحمل‬ ‫مري�ض ال�سرطان جينات �سرطانية ال ت�شبه الأخرى من‬ ‫املكان ذاته‪.‬‬ ‫مل تُفهم امليكانيكية الكاملة التي يتك ّون منها هذا املر�ض‬ ‫بعدُ‪ ،‬وحتى ي�أتي الوقت لنفهم هذه امليكانيكية كامل ًة‪،‬‬ ‫ونعمل على ت�صنيع �أدوية لتعطيلها‪ ،‬حتتاج الب�شرية �إىل‬ ‫اال�ستثمار يف البحث العلمي الذكي‪ ،‬وا�ستخدام الأنظمة‬ ‫احلا�سوبية لتحليل املعلومات التي ح�صلنا عليها من‬ ‫الأبحاث احلالية‪ ،‬وهي �ضخمة جد ًا‪.‬‬

‫‪123‬‬


‫عرض‬

‫منذ ما يقرب من ‪ 500‬سنة فاجأ نيكوالس‬ ‫كوبرنيكس(‪ )1‬العالم بنظرية دوران األرض حول‬ ‫الشمس‪ ،‬وهو ما أكّ ده جاليليو جاليلي(‪،)2‬‬ ‫ويوهانز كيبلر(‪ ،)3‬في وقت الحق بعد نحو‬ ‫قرن من الزمان‪ ،‬وأطلق هذا اإلنجاز عصور ًا‬ ‫جديدةً من االكتشافات العلمية والثورات‬ ‫التقانية في القرون الالحقة‪ ،‬وكان اختراع آلة‬ ‫الطباعة‪ ،‬وتحدي جاليليو معتقدات الكنيسة‬ ‫المسيحية‪ ،‬نقطة تحول في غاية األهمية‬ ‫في‬ ‫تقدم العلوم والتقانة‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫ّ‬ ‫يعد التقدم العلمي والتقاني‬ ‫الوقت لم ُ‬ ‫يحدث بمعدالت تدريجية‪ ،‬بل يزداد بمعدالت‬ ‫سية(‪)4‬؛ أي‪ :‬أن الزيادة تحدث أسرع‬ ‫سريعة ُأ ّ‬ ‫وأسرع كلما أصبح الزمن أكبر‪.‬‬

‫‪124‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫كتاب يفضح سطوة السياسة والمال‬

‫التاريخ السري للحرب‬

‫على السرطان‬ ‫‪125‬‬ ‫د‪ .‬عبداإلله أبو صخرة‬ ‫رئيس قسم علوم األورام الجزيئية‪ ،‬مستشفى‬ ‫الملك فيصل التخصصي ومركز األبحاث‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫كتاب (التاريخ ال�سري للحرب على ال�سرطان) للدكتورة‬ ‫ديفرا ديفي�س كتاب مهم و�شائق‪ ،‬ا�ستغرقت كتابته ‪٢٠‬‬ ‫�سنة‪ ،‬وتط ّرقت فيه الكاتبة �إىل ما وراء كوالي�س احلرب‬ ‫على ال�سرطان التي �أعلنها الرئي�س الأمريكي الأ�سبق‬ ‫ريت�شارد نيك�سون عام ‪١٩٧١‬م‪ ،‬والتي ك ّلفت اخلزينة‬ ‫باليني الدوالرات‪ ،‬لكن النتائج كانت خم ّيب ًة للآمال‪،‬‬ ‫ومل َت ْر َق �إىل ما كان متوقع ًا‪ .‬وبح�سب الكاتبة فقد �أهملت‬ ‫هذه احلرب التطرق �إىل م�س ّببات ال�سرطان‪ ،‬التي كان‬ ‫كثري منها معروف ًا حينها؛ كالتدخني‪ ،‬والأ�شعة فوق‬ ‫البنف�سجية التي ت�صدرها ال�شم�س‪ ،‬و�أمكنة العمل التي‬ ‫يتع ّر�ض فيها العاملون لبع�ض املواد امل�سرطنة‪ .‬كانت‬ ‫الدكتورة ديفي�س ترى �أنه من الواجب التطرق �إىل هذه‬ ‫الأ�سباب لإيقاف انت�شار هذا املر�ض املميت‪ ،‬والتقليل‬ ‫من التكلفة املادية والب�شرية؛ لأن كل الذين يعملون يف‬

‫جمال ال�سرطان يعلمون �أننا �أ�صبحنا نحتاج �إىل فتح‬ ‫جبهة جديدة يف هذه احلرب ال�ضرو�س؛ فللتخفيف‬ ‫من تكلفة ال�سرطان يجب يف املقام الأول العمل على‬ ‫منع حدوثه‪ ،‬ثم �إيجاد طرائق حديثة ملنع رجوعه عند‬ ‫ماليني الناجني منه؛ لذلك يجب البحث عن �أ�سباب‬ ‫حدوثه‪ ،‬و�أ�سباب تطوره مر ًة �أخرى بعد ا�ستئ�صاله‪.‬‬ ‫يق ّدم هذا الكتاب جمموع ًة من هذه امل�س ّببات‪ ،‬وكيف‬ ‫جرى التعامل معها‪ّ ،‬‬ ‫وتدخل ال�سا�سة ورجال الأعمال يف‬ ‫ال�ضغط‪ ،‬وتهديد العلماء وتقدمي الر�شى لهم‪ ،‬وتغيري‬ ‫احلقائق‪� ،‬أو العمل على التقليل من م�صداقيتها‪،‬‬ ‫وكانت النتائج مر ّوعة؛ �إذ زادت وفيات ال�سرطان التي‬ ‫كان ميكن الوقاية منها على مدى ال�سنوات الثالثني‬ ‫املا�ضية‪ ،‬وبالت�أكيد مل يحدث ذلك م�صادفة‪ .‬ا�شتمل‬ ‫هذا الكتاب على ‪ 15‬ف�ص ًال‪ ،‬و�سنحاول هنا �إلقاء ال�ضوء‬ ‫على ك ّل منها‪.‬‬ ‫التاريخ السري‬

‫«الذين يريدون �أن يكون امل�ستقبل خمتلف ًا عن املا�ضي‬ ‫يجب �أن يدر�سوا املا�ضي»‪ ،‬باروخ �سبينوزا‪.‬‬ ‫الكاتبة عاملة �أوبئة تبحث عن �أ�سباب انت�شار ال�سرطان‪،‬‬ ‫وت�س�أل‪ :‬ملاذا زادت ن�سبته حتى عند �صغار ال�سنّ ‪ ،‬وغري‬ ‫وتو�صلت �إىل �أن‬ ‫املدخنني‪ ،‬وغري مدمني �شرب اخلمر؟ ّ‬ ‫ال�سرطان هو ثمن احلياة الع�صرية؛ ففي الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية وبريطانيا �سيمر�ض بال�سرطان رجل من ك ّل‬ ‫رجلني‪ ،‬وامر�أة من كل ثالث ن�ساء؛ فكيف ميكن ‪�-‬إذ ًا‪-‬‬ ‫الت�صدي لهذا اخلطر الداهم‪ ،‬و�إيقاف زحفه؟ لذلك‬ ‫تعتقد الكاتبة �أن ال�سرطان املر�ض الوحيد الذي يحتاج‬ ‫�إىل حرب خا�صة به‪ ،‬وت�س�أل‪ :‬ملاذا ت� ّأخرت احلكومة يف‬ ‫حماربة التدخني؟ ملاذا مل تغيرّ �أمكنة العمل احلديثة التي‬ ‫يتع ّر�ض فيها العاملون خلطر الإ�صابة باملر�ض اخلبيث؟‬ ‫وهل ال�سرطان مر�ض وراثي �أو بيئي �أو االثنان مع ًا؟‬

‫‪126‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫علم‬ ‫«ال ت�صبح اخلطايا امل�أ�ساوية �أخالقية �إال �إذا كنا على ٍ‬ ‫بها منذ البداية»‪ ،‬دياموند جاريد‪.‬‬ ‫كان اندها�ش الكاتبة وا�ستغرابها كبريين عندما علمت‬ ‫تقرير للم�ؤمتر الدويل الثاين للحملة �ضد‬ ‫من خالل‬‫ٍ‬ ‫ال�سرطان‪ -‬الكمية الهائلة من املعلومات التي كانت‬ ‫متوافرة عن الأ�سباب البيئية واالجتماعية لل�سرطان قبل‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ثم ذكرت جتارب الدكتور كرامر‬ ‫ومالحظاته‪ ،‬الذي برهن عام ‪١٩٣٦‬م من خالل متابعته‬ ‫�صريورة بع�ض التوائم املتطابقة �أن ال�سرطان مر�ض‬ ‫غري وراثي؛ لأنه يف �أغلب الأحيان ال مير�ض بال�سرطان‬ ‫�إال �أحدهما‪ ،‬ثم ا�ستخل�ص �أن �أ�سباب ال�سرطان بيئية‬ ‫بالدرجة الأوىل‪ ،‬ووافقه يف هذا الطرح عدة علماء‬ ‫برهنوا قبل ع�شرات ال�سنني �أن احلالة ال�صحية تعك�س‬ ‫جمموع التجارب التي تع ّر�ض لها الإن�سان خالل �سنوات؛‬ ‫لذلك فك ّل ما يتعر�ض له الإن�سان خالل حياته اليومية‬ ‫من ظروف عمل وغريها له ت�أثري مبا�شر يف �صحته‪.‬‬ ‫وتنق�سم هذه امل�ؤثرات �إىل‪ :‬م�ؤثرات فيزيائية (الأ�شعة)‪،‬‬ ‫وم�ؤثرات كيميائية‪ .‬وكان ال�سرطان يحت ّل املرتبة الثامنة‬ ‫بني الأمرا�ض عام ‪١٩٠٠‬م‪ ،‬ثم �أ�صبح يف الدرجة الثانية‪،‬‬ ‫ُف�سر هذه الزيادة الكبرية يف انت�شار ال�سرطان بكرب‬ ‫وال ت َّ‬ ‫ال�سن وحده؛ لأن ‪ %٧.٥‬من الذين ماتوا بال�سرطان عام‬ ‫‪١٩٤٤‬م كان عمرهم ال يتعدى ‪� ٤٠‬سنة‪ ،‬لكن يف املقابل‬ ‫مات ‪ %٧٥‬من ع ّمال مناجم اليورانيوم يف �أملانيا ب�سرطان‬ ‫الرئة‪ .‬و�أ�صبح وا�ضح ًا يف نحو عام ‪١٩٣٨‬م �أن �أ�سباب‬ ‫معظم �أنواع ال�سرطان هي بيئية ناجتة من �أمكنة العمل‪،‬‬ ‫والتغذية‪ ،‬والهرمونات‪ ،‬و�أ�شعة ال�شم�س‪ ،‬و�أ�شعة �أخرى‪،‬‬ ‫وهو ما يطرح �س�ؤا ًال مهم ًا يتعلق باحلرب على ال�سرطان‪،‬‬ ‫هو‪ :‬ملاذا مل ت�ستغ ّل احلكومة الأمريكية هذه املعلومات‪،‬‬ ‫وتبذل جمهود ًا جبار ًا يف عالج املر�ض‪ ،‬وحماولة فهم‬ ‫كيفية الوقاية منه؟‬

‫عندما تو ِّفيت كالرا �أم هتلر‪ ،‬الذي كانت تربطه بها‬ ‫عالقة وطيدة‪ ،‬ق ّرر الق�ضاء على اليهود الذين كانوا‬ ‫ينتجون ويتاجرون يف كثري من املواد امل�سرطنة؛ كال�سجائر‬ ‫(التبغ)‪ ،‬والكحول‪ ،‬وغريهما‪ ،‬وعدّهم �سرطان ًا على �صدر‬ ‫�أملانيا‪ .‬كانت فكرته �أنه لو ق ّل عدد اليهود يف العامل لق ّلت‬ ‫الأمرا�ض واملعاناة كذلك‪ ،‬ومن هنا ن�ش�أت فكرة تنقية‬ ‫العرق الآري من العنا�صر ال�ضارة املوجودة يف حميطه‬ ‫وبيئته؛ لذلك انبثقت فكرة حت�سني الن�سل والبقاء‬ ‫للأقوياء تطبيق ًا لفكرة داروين‪ ،‬و�شارك هتلر يف هذه‬ ‫الفكرة عدة علماء و�أطباء ا�ستعملوا طرائق للحد من‬ ‫الإجناب �أدّى بع�ضها �إىل املوت‪ ،‬وقتل كثري من ال�ضعفاء‬ ‫داخل بيوت الغاز‪.‬‬ ‫ويف عام ‪١٩٣٩‬م �أن�ش�أ ليوناردو كونتي مكتب ًا �ضد خماطر‬ ‫الكحول والتبغ‪� ،‬أثبت �أن خطر �سرطان الرئة مرتفع ع�شر‬ ‫مرات عند الرجال املدخنني مقارنة بالذين ال يدخنون‪،‬‬ ‫وبعد الت�أكد من العالقة بني التدخني وال�سرطان �أُن�شئت‬ ‫يف �أملانيا عام ‪١٩٤١‬م �أول م�ؤ�س�سة للبحث العلمي يف‬ ‫التدخني‪ .‬ودفعت نتائج الدرا�سات هتلر �إىل �إ�صدار‬ ‫مر�سوم مينع التدخني يف البالد‪ ،‬خ�صو�ص ًا لدى الأمهات‬ ‫من العرق الآري‪ ،‬لكن احلاجة �إىل املال و�ضرائب‬ ‫ال�شركات املنتجة حالت دون تطبيق القانون‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫متعاونون وهميون‬

‫«احلق يف البحث عن احلقيقة يت�ض ّمن واجب ًا �أي�ض ًا؛ �إذ‬ ‫يجب عدم �إخفاء � ّأي جزء منها �إذا علم �أنها �صحيحة»‪،‬‬ ‫�ألربت �آين�شتاين‪.‬‬ ‫كيف ميكن تف�سري �أن معظم احلكومات كان لها علم‬ ‫م�سبق بوجود خماطر ال�سرطان يف عدة م�صانع كان‬ ‫�أربابها يحجبون هذه املعلومات عن العمال املع ّر�ضني‬ ‫للخطر حتى ثمانينيات القرن املا�ضي؟‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪%‬‬

‫أسباب بيئية‪ ..‬وليس وراثي ًا‬

‫مبدأ واسع بما فيه الكفاية‬

‫‪127‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫كان القانون يحمي ال�شركات من ك�شف ما يرونه �أ�سرار ًا‬ ‫جتارية؛ لذلك كانت م�صانع دوبونت ت�ستخدم مواد‬ ‫م�سرطنة ل�صناعة الأ�صباغ ال�صناعية‪ ،‬وعندما اكت�شف‬ ‫الأمر الدكتور هيوبر‪ ،‬وقدّم براهني دامغة على �أن هذه‬ ‫املواد ت�س ّبب �سرطان املثانة‪ُ ،‬طلب منه عدم الك�شف �أو ن�شر‬ ‫النتائج‪ ،‬ثم هُ دِّ د باملتابعة الق�ضائية‪ُ ،‬‬ ‫وطرد من ال�شركة‬ ‫الأمريكية عام ‪١٩٣٨‬م‪ .‬وتعاملت معه عدة �شركات �أخرى‬ ‫بالأ�سلوب واملنطق نف�سيهما‪ ،‬لكن الثقل ال�سيا�سي كان‬ ‫يت�أرجح يف اجتاه خمتلف؛ فحينما التحق الدكتور هيوبر‬ ‫باملعهد الوطني لل�سرطان عام ‪١٩٤٨‬م رئي�س ًا لق�سم‬ ‫ال�سرطان البيئي‪ ،‬واكت�شف كثري ًا من م�س ّببات ال�سرطان‬ ‫البيئية‪ ،‬وجمعها لن�شرها حتت عنوان‪( :‬الأورام املهنية‬ ‫والأمرا�ض احلليفة)‪ُ ،‬قوبل طلبه بالرف�ض‪ ،‬ثم ُمنع من‬ ‫�إجراء �أبحاثه عن م�س ّببات �سرطان املثانة‪ ،‬و ُمنع من‬ ‫�إعطاء حما�ضرات للطلبة‪ ،‬فرتك املعهد عام ‪١٩٦٨‬م‪.‬‬ ‫بيع الخوف‬

‫«�إذا �أردت الذهاب ب�سرعة فاذهب وحيد ًا‪ ،‬و�إذا �أردت‬ ‫الذهاب بعيد ًا فاذهب يف �صحبة»‪ ،‬مثل �إفريقي‪.‬‬

‫كان �سرطان عنق الرحم مي ّثل يف �أوائل القرن الع�شرين‬ ‫ُحكم ًا بالإعدام‪ ،‬وغالب ًا ما كان �أمره �سري ًا‪ ،‬لكن لأن‬ ‫املر�ض كان خا�ص ًا بالن�ساء‪ ،‬وكانت الزجنيات منهن‬ ‫�أكرث عر�ض ًة له‪ ،‬مل يكن من �أولويات الأطباء‪ .‬ويف عام‬ ‫‪١٩١٣‬م ك ّونت جمموعة من الأطباء اجلمعية الأمريكية‬ ‫ملكافحة ال�سرطان‪ ،‬وكان هدفهم الب�سيط هو �إقناع‬ ‫الأطباء ليتع ّلموا �أكرث عن كيفية النظر �إىل عنق الرحم‪،‬‬ ‫و�إقناع الن�ساء بفحو�صات منتظمة‪ .‬ويف عام ‪١٩٢٨‬م‬ ‫اكت�شف العامل اليوناين بابا نيكوال طريق ًة �سهل ًة للك�شف‪،‬‬ ‫تعتمد على �شكل اخلاليا امل�أخوذة من الرحم‪ ،‬وت�سمى‬ ‫(م�سحة عنق الرحم‪� ،‬أو م�سحة باب ‪.)Pap Smear‬‬ ‫ويف عام ‪١٩٣٦‬م دخلت الن�ساء الأمريكيات املعركة �ضد‬ ‫ال�سرطان‪ ،‬الذي كان يح�صد �أيامها �أكرث من ‪� ١٤٠‬ألف‬ ‫�أمريكية �سنوي ًا‪ ،‬وبد�أت حمالت التوعية وجمع الأموال عن‬ ‫طريق اجلمعيات‪ ،‬خ�صو�ص ًا اجلمعية الأمريكية ملكافحة‬ ‫ال�سرطان ب�إدارة العامل ليتل‪ ،‬الذي � ّأ�س�س عام ‪١٩٣٧‬م‬ ‫املجل�س الوطني اال�ست�شاري لل�سرطان‪ ،‬ثم حت ّول ا�سم‬ ‫اجلمعية �إىل (جمعية ال�سرطان الأمريكية) التي جمعت‬ ‫عام ‪١٩٤٤‬م �أكرث من ‪� ٨٠٠‬ألف دوالر �أمريكي‪ ،‬وتق ّرر‬

‫‪128‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫إنتاج السيئ من الجيد‬

‫«عظيمة هي قوة حتريف الثابت»‪ ،‬ت�شارلز داروين‪.‬‬ ‫مل يكن ت�أخري ا�ستعمال تقنية م�سحة عنق الرحم ال�شيء‬ ‫ال�سيئ الوحيد يف اجلهود املبذولة �ضد ال�سرطان خالل‬ ‫خم�سينيات القرن املا�ضي؛ فقد كان الأ�سو�أ هو �إخفاق‬ ‫املجتمعات الدميقراطية يف الت�صدي لأكرث املواد خطور ًة‬ ‫على �صحة الإن�سان‪ ،‬وهي التدخني‪ ،‬ومل يكن ذلك‬ ‫م�صادف ًة؛ فقد كانت و�سائل الإعالم من �إذاعة وتلفاز‬ ‫و�صحافة تعتمد كثري ًا بعد احلرب العاملية الثانية على‬ ‫دخل �إعالنات �شركات التبغ‪ ،‬وكان �سبعة من كل ثمانية‬ ‫رجال‪ ،‬مبا فيهم الباحثون يف جمال ال�سرطان‪ ،‬يدخنون‪،‬‬ ‫وكان ُينظر �إىل التدخني بو�صفه عالمة حت ّرر ولياقة‬ ‫بدنية على الرغم من وجود كثري من النتائج والدرا�سات‬ ‫التي �أثبتت خطر التدخني على ال�صحة‪ ،‬وعالقته الوطيدة‬ ‫ب�سرطان الرئة‪ ،‬لكن عملت �شركات التبغ على عدم‬ ‫ن�شر هذه النتائج‪ّ ،‬‬ ‫ووظفت كثري ًا من الباحثني والعلماء‬ ‫املرموقني يف هذا املجال ‪-‬مثل ليتل‪ -‬من �أجل �إثبات‬ ‫العك�س‪� ،‬أو على الأق ّل �إدخال ّ‬ ‫ال�شك من خالل القول‪� :‬إن‬ ‫النتائج املتوافرة ما هي �إال متالزمة‪ ،‬وحتتاج �إىل ت�أكيد‬ ‫من خالل اعتماد جتارب على عدد �أكرب من النا�س‪ ،‬ويف‬ ‫�أمكنة خمتلفة‪ .‬كما حاولوا �صرف �أنظار النا�س عن التبغ‪،‬‬ ‫وحماولة �إقناعهم بوجود مواد �أخرى �أكرث خطور ًة من‬ ‫التدخني؛ لذلك �أُن�شئ جمل�س البحوث ل�صناعة التبغ‪،‬‬ ‫وكان العامل ليتل هو العقل املد ّبر لعملية الت�أ�سي�س‪ُ ،‬‬ ‫وطلب‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫إنقاذ السجائر‬

‫«تعك�س بع�ض الأ�شياء الف�شل التام لك ّل ح�سا�سية»‪� ،‬سوزان‬ ‫�سونتاج‪.‬‬ ‫بعدما اتّ�ضح خطر التدخني عمدت ال�شركات امل�ص ّنعة‬ ‫�إىل فكرة ت�صنيع �سجائر �أق ّل �ضرر ًا حتتوي على م�صفاة‬ ‫يتم ا�ستن�شاقها‪ ،‬ور ّوجت‬ ‫ميكنها تقليل كمية النيكوتني التي ّ‬ ‫ال�شركات لهذه ال�سجائر ال�سليمة‪ ،‬ثم �أظهرت نتائج‬ ‫الأبحاث �أن ال�سجائر اجلديدة ال تق ّل خطر ًا عن ال�سجائر‬ ‫القدمية‪ ،‬فرف�ضت ال�شركات هذه النتائج‪ ،‬وقالت‪� :‬إنها‬ ‫فع ًال ت�صنع �سجائر �أق ّل خطر ًا‪ ،‬و�أح�سن طعم ًا‪.‬‬ ‫الحرب الجيدة‬

‫ا�ستُعمل غاز اخلردل يف احلربني العامليتني الأوىل‬ ‫والثانية �سالح ًا كيميائي ًا يهاجم الرئتني‪ ،‬ثم تبينّ من‬ ‫خالل بع�ض الأبحاث والنتائج املخربية على الناجني من‬ ‫هاتني احلربني �أن هذا الغاز ي�ؤدي �إىل نق�ص يف كريات‬ ‫الدم البي�ضاء من خالل الت�أثري يف النخاع العظمي الذي‬ ‫ينتج كثري ًا من هذه الكريات عند مر�ضى �سرطان الدم‬ ‫(اللوكيميا)‪ ،‬فكان هذا الأمر هو �أ�سا�س الع�صر الذهبي‬ ‫للعالج الكيميائي‪ ،‬وهو ما جعل النا�س يظنون �أن عالج‬ ‫ال�سرطان �أ�صبح يف متناول اليد‪ ،‬و�أن الأمة العظمى التي‬ ‫هزمت مو�سوليني وهتلر وهريو هيتو �ستهزم ال�سرطان؛‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫تخ�صي�ص ربع قيمة الأموال املجموعة للبحث العلمي‪،‬‬ ‫ثم �أُ�سندت رئا�سة اجلمعية �إىل رجال �أعمال بد ًال من‬ ‫العلماء والأطباء الذين غالب ًا ال يجيدون �إدارة الأموال‪،‬‬ ‫وهو ما �أدى �إىل الت�أخر يف تعميم تطبيق م�سحة عنق‬ ‫الرحم على الن�ساء البالغات �سن الأربعني وتعميمه على‬ ‫ال�صعيد الوطني‪.‬‬

‫من الكاتبة الدكتورة ديفرا ديفي�س العمل يف املجل�س من‬ ‫دون التطرق �إىل عالقة التدخني ب�سرطان الرئة‪ ،‬لكنها‬ ‫رف�ضت العر�ض‪ ،‬بينما قبله �آخرون‪ ،‬كما ت�أ ّكد بعد ذلك �أن‬ ‫بدعم وم�ساعد ٍة من جهات‬ ‫هذه ال�شركات كانت حتظى ٍ‬ ‫عليا‪ .‬وكان العامل كنوبف �أحد عمالء �شركات التبغ‪ ،‬وكان‬ ‫يح�صل على ‪� ٨٥‬ألف دوالر �أمريكي �سنوي ًا �إىل عام ‪١٩٩٦‬م‬ ‫لكي يقف �ضد منع التدخني يف الأمكنة العامة يف والية‬ ‫بن�سلفانيا الأمريكية‪ ،‬التي بقيت كذلك �إىل عام ‪٢٠٠٧‬م‪.‬‬

‫‪129‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�ألف �شخ�ص عا�شوا يف مدن بها �أعلى ن�سب تلوث للهواء كانت‬ ‫ن�سبة �سرطان الرئة �أعلى من ‪%٣٠‬؛ ف�أك�سيد الإيثيلني مادة‬ ‫م�سرطنة موجودة يف كثري من املواد‪ ،‬وت�ستعمل لتعقيم الآالت‬ ‫الطبية‪ ،‬والن�ساء الالتي ي�ستعملنها �أكرث تع ّر�ض ًا ل�سرطان‬ ‫الثدي‪،‬كما�أنكثري ًامن�أدواتالتجميلحتويموادم�سرطنة‪،‬‬ ‫منها التي منعت من اال�ستعمال يف �أوروبا‪ ،‬لكنها ما زالت‬ ‫ت�ستعمليفالوالياتاملتحدةالأمريكية‪.‬‬

‫فجمعت الأموال لهذه احلرب‪ ،‬وبلغت ‪ ٢٥‬مليون دوالر عام‬ ‫ُ‬ ‫‪١٩٥٨‬م‪ ،‬وبد�أ البحث عن مواد م�ضادة لل�سرطان‪.‬‬ ‫ويف عام ‪١٩٧١‬م �أعطى الرئي�س نيك�سون االنطالقة‬ ‫الر�سمية لهذه احلرب‪ ،‬التي كان من �أهدافها كذلك �شغل‬ ‫النا�س وحتويل انتباههم عن احلرب التي كانت تخ�سرها‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية يف اجلنوب ال�شرقي لآ�سيا‪،‬‬ ‫ومل تكن �أ�سباب الداء من �أهداف هذه احلرب‪ ،‬التي كانت‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية تنوي �إنهاءها خالل ع�شر‬ ‫�سنوات‪ ،‬لكن احلقيقة �أن مر�ض ال�سرطان مع ّقد كثري ًا‪ ،‬تفكيك إحصاءات السرطان‬ ‫وهو �أكرث من ‪ ٢٠٠‬مر�ض‪ ،‬لك ّل واحد �أ�سبابه وطرائق «نحن نثق باهلل‪� ،‬أما الآخرون فيجب �أن يو ّفروا البيانات»‪.‬‬ ‫عالجه؛ فتبينّ �أننا نفتقر �إىل العلوم الأ�سا�سية لل�سرطان‪ ،‬ال�سرطان هو مر�ض ال�شيخوخة الذي يتك ّون على‬ ‫مدى �سنوات‪ ،‬ويكرب اخلطر عندما يتع ّر�ض املرء ملواد‬ ‫و�أننا نحتاج �إىل وقت �أكرث‪ ،‬و�إىل مزيد من الأبحاث‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م�سرطنة‪ ،‬خ�صو�صا التي تكون يف مق ّر عمله �أو �سكنه؛‬ ‫لأن التع ّر�ض يكون يومي ًا؛ لذلك ع ّد العامل كليفانو �أن نحو‬ ‫تطبيب السرطان‬ ‫�أنتجت لنا احلياة الع�صرية ج�سيمات �صغرية مل نواجهها من ‪ %٢٠‬من جمموع ال�سرطانات ناجتة من �أمكنة العمل‪.‬‬ ‫قبل‪ ،‬وميكنها اخرتاق جدران خاليا الإن�سان؛ فمن بني ‪ ٥٠٠‬كانت ن�سبة �سرطان اجلهاز التنف�سي العلوي مرتفعة �أربع‬

‫‪130‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫األقسى من مديري المدارس‬

‫مرات عند عمال �شركة ‪ ،Exxon Baton Rouge‬الذين‬ ‫ا�شتغلوا ب�أحما�ض غري ع�ضوية قوية مقارنة بالذين مل‬ ‫ي�ستخدموها‪،‬ومعزيادةاال�ستعمالازداداخلطر؛فهناككثري‬ ‫منهذهاملوادالكيميائيةامل�سرطنة‪،‬التيت�صنع�أوت�ستعمليف‬ ‫كثري من امل�صانع‪� ،‬س ّببت كثري ًا من �أنواع ال�سرطانات عند‬ ‫عمالهذهامل�صانع‪.‬‬ ‫تجيير الدليل‬

‫«ميكنك مراقبة الكثري من خالل امل�شاهدة»‪ ،‬يوجي بريا‪.‬‬ ‫الت�صوير الإ�شعاعي للثدي من بني التكنولوجيات الأكرث‬ ‫مبيع ًا‪ ،‬والأق ّل درا�س ًة؛ ففي عام ‪١٩٧١‬م �أ�صبحت النتائج‬ ‫وا�ضح ًة؛ فالن�ساء فوق اخلم�سني اللواتي يخ�ضعن‬ ‫للت�شخي�ص بانتظام ُمي نْت بن�سب �أق ّل ب�سبب �سرطان الثدي‪،‬‬ ‫و�إذا تطور املر�ض يكون الورم �صغري ًا ويف مراحله الأوىل‪،‬‬ ‫وهو ما �ساهم يف �إنقاذ �أرواح كثرية‪� .‬أما ال�سيدات اللواتي‬ ‫تق ّل �أعمارهن عن اخلم�سني فقد يزداد لديهن خطر‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫«من ال�صعب جعل رجل يفهم �شيئ ًا �إذا كان دخله متع ّلق ًا‬ ‫بعدم فهمه له»‪� ،‬أبتون �سنكلري‪.‬‬ ‫�أ�ضحت خماطر الألياف ال�صخرية‪� ،‬أو الأ�سب�ستو�س‬ ‫‪ ،Asbestos‬املقاومة للحريق معروفة وغري خا�ضعة‬ ‫للنقا�ش؛ �إذ تبينّ منذ عام ‪١٩٤٩‬م �أن هذه الألياف ت�شعل‬ ‫الرئة وتتلفها م�س ّبب ًة التليف وال�سرطان؛ فقد كانت ن�سبة‬ ‫�سرطان الرئة عند عمال املنجم مرتفعة ع�شر مرات‬ ‫مقارنة بالآخرين‪ ،‬وعملت ال�شركات امل�ستفيدة‪ ،‬مثل‬ ‫كنوك�س‪ ،‬ك ّل ما يف و�سعها لإخفاء هذه احلقائق؛ فعلى‬ ‫الرغم من وجود عدة �أدلة على خماطر هذه املادة منذ‬ ‫قرن من الزمن �إال �أن ا�ستعمالها ظ ّل يف �أوجه يف عدة دول‬ ‫نامية حتت حكم قادة ق�صريي النظر؛ كالهند‪ ،‬وال�صني‪،‬‬ ‫و�إيران‪ ،‬وكازاخ�ستان‪ ،‬وهو �أمر راجع �إىل الأرباح الكبرية‬ ‫لهذه ال�صناعة‪� ،‬أما يف �أمريكا فقد تو ّقف الإنتاج‪،‬‬ ‫لكن ما زالت املادة تُ�ستورد من املك�سيك‪ ،‬وقد حظرت‬ ‫الدول الأوروبية‪ ،‬واململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬واليابان‪،‬‬ ‫والأرجنتني‪ ،‬ا�ستعمال هذه الألياف املميتة‪.‬‬ ‫اهتم العامل دول بت�أثري الغازات املنبعثة من �أفران فحم‬ ‫ّ‬ ‫الكوك يف �صحة العاملني‪ ،‬و�أثبت �أنهم �أكرث عر�ض ًة‬ ‫ل�سرطان الرئة؛ لأن كثري ًا من هذه الغازات‪ ،‬كالبنزين‪،‬‬ ‫م�سرطنة‪ .‬و�أثبت العامل كالب �أن العاملني يف �شركة �آي‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫الإ�صابة ب�سرطان الثدي من ج ّراء كرثة تع ّر�ضهن للأ�شعة‬ ‫ال�سينية‪ ،‬لكن بد�أت حما�سة ا�ستعمال هذه التقنية تتال�شى‬ ‫عام ‪١٩٩٠‬م لأ�سباب تقنية ومهنية؛ �إذ تبينّ �أن كثري ًا من‬ ‫املراكز ال حتتوي على الأجهزة املالئمة‪ ،‬وال التقنيني‬ ‫املد ّربني‪ ،‬وهو ما يعر�ض بع�ض الن�ساء جلرعات غري‬ ‫منا�سبة‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل �صعوبة حتليل النتائج‪ ،‬خ�صو�ص ًا لدى‬ ‫الن�ساء اللواتي ما زلن يح�ضن‪ ،‬وحاولت جاهد ًة ال�شركات‬ ‫امل�صنعة لهذه الأجهزة �إخفاء هذه احلقائق‪.‬‬

‫‪131‬‬


‫بي �إم ‪ IBM‬ل�صناعة رقائق الكمبيوترات ميوتون �صغار ًا‬ ‫من عدة �سرطانات‪ ،‬منها‪ :‬ال�صدر‪ ،‬واملخ‪ ،‬والكلى‪ ،‬لكن‬ ‫مل ي�ستطع العامل كالب حتديد امل�سببات لقلة املعلومات‬ ‫املتوافرة‪ ،‬وظ ّلت هذه النتائج �أ�سرار ًا جتارية‪.‬‬ ‫ال مكان آمن ًا‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ت�ش ّكل النفايات اخلطرية خطر ًا �صحي ًا كبري ًا على �سكان‬ ‫معينني يف �أمكنة معينة‪ ،‬ونحن غري قادرين على الإجابة‬ ‫عن ال�س�ؤال املتعلق بالت�أثري العام للنفايات اخلطرية يف‬ ‫�صحة النا�س؛ �إذ �أقيمت �شركات كيميائية و�صناعية كثرية‬ ‫على طول الأنهار حتى ميكن التخ ّل�ص من النفايات يف‬ ‫املاء بكل �سهولة‪ ،‬كما �أ�صبح وا�ضح ًا اال�ستعمال املفرط‬ ‫للأ�سمدة واملبيدات التي تلوث املياه اجلوفية‪ ،‬وهو ما‬ ‫ي�ؤثر يف الرتبة واملحا�صيل الزراعية والغذاء؛ لذلك تب ّو�أ‬ ‫ال�سرطان املرتبة الأوىل من بني الأمرا�ض الع�شرة الأكرث‬ ‫فتك ًا يف ال�صني‪ ،‬متبوع ًا ب�أمرا�ض الأوعية الدماغية‬ ‫والقلب‪ .‬ويف درا�سة وبائية �أخرى قامت بها الكاتبة‬ ‫الدكتورة ديفرا ديفي�س مع فريق علمي تبينّ لهم �أن‬ ‫كثري ًا من املدن الأمريكية ال�صغرية تع ّر�ضت لعدة تلوثات‬ ‫�سامة‪ ،‬وهو ما �أدى �إىل موت كثري من ال�سكان‪ ،‬ونزوح‬ ‫الباقني‪ ،‬لكن البحث الذي دام �أربع �سنوات مل يكتب‬ ‫له الن�شر لعدة �أ�سباب واهية‪ ،‬كان الغر�ض منها طم�س‬ ‫احلقائق حتى ال تت�أثر م�صالح ال�شركات وال�سا�سة‪ ،‬وهو‬ ‫ما �أدى �إىل الإخفاق يف حماربة ال�سرطان وم�س ّبباته‪.‬‬ ‫حكايات مطاردة‬

‫«جميع الأعمال العلمية غري مكتملة‪ ..‬جميع الأعمال‬ ‫العلمية عر�ضة للتفنيد �أو التعديل ب�سبب تقدّم املعرفة‪ ،‬لكن‬ ‫ذلك ال مينحنا احلرية لتجاهل املعرفة التي تتوافر لنا‪� ،‬أو‬ ‫ت�أخري العمل املطلوب يف وقت معني»‪ ،‬هارييت هاردي‪.‬‬ ‫مثل كثري من املواد الكيميائية احلديثة‪ ،‬اخرتع الأملان‬

‫‪132‬‬

‫‪%‬‬

‫مادة فينيل كلورايد‬ ‫�سال�سل بويل فينيل كلورايد ‪Polyvenyl chlorid‬‬ ‫التي ي�صعب تدمريها‪ .‬وتدخل هذه املادة ال�سامة‬ ‫يف كثري من مواد التجميل‪ ،‬لكن مل ُيعرتف مبخاطر‬ ‫هذه املادة �إال م�ؤخر ًا؛ فقد كان العاملون يف م�صانع‬ ‫البال�ستيك ي�ستعملون كثري ًا من هذه املواد الكيميائية‬ ‫من دون و�سائل وقائية‪ ،‬وب�أيدٍ عارية يف بع�ض الأحيان‪،‬‬ ‫وهو ما ع ّر�ضهم لعدة �أنواع من ال�سرطانات‪ ،‬يف‬ ‫مقدمتها �سرطان الرئتني؛ ب�سبب التع ّر�ض لكثري من‬ ‫الغازات ال�سامة‪ .‬وملا ُ�سئل �أحد �أرباب هذه امل�صانع‬ ‫اعرتف بوجود كثري من حاالت ال�سرطان بني العمال‪،‬‬ ‫لكنه قال‪ :‬الأرخ�ص لهم �أن يعاجلوا املر�ضى‪� ،‬أو‬ ‫يع ّو�ضوا ذويهم يف حالة املوت‪ ،‬من �أن يغيرّ وا ظروف‬ ‫العمل‪ .‬ويف عام ‪١٩٧١‬م ق ّدم العامل الإيطايل باولو‬ ‫فيوال تقرير ًا بينّ فيه منو �سرطانات اجللد والرئتني‬ ‫والعظام عند فئران تع ّر�ضت لكميات عالية من فينيل‬ ‫كلورايد‪ ،‬ويف عام ‪١٩٧٩‬م ق ّررت جلنة مك ّونة من كبار‬ ‫العلماء يف ليون الفرن�سية �أن هذه املادة م�سرطنة‪.‬‬ ‫وال�شيء نف�سه ينطبق على البنزين ‪ ،Benzene‬الذي‬ ‫يوجد يف اجلازولني‪ ،‬وتبلغ ن�سبته ‪ %٥.٧‬يف اجلازولني‬ ‫الذي ي�ستعمل يف اليابان‪ ،‬وما زالت املعركة على‬ ‫البنزين مل تنت ِه بعد‪.‬‬ ‫‪chloride‬‬

‫ُيفترض أنه بريء‬

‫الهواتف املحمولة تنقذ الأرواح‪ ،‬لكن ما خماطرها‬ ‫ال�صحية على املدى البعيد؟ كثري من امل�ست�شارين‬ ‫ال�سيا�سيني للرئي�سني الأمريكيني‪ :‬رونالد ريجان‪ ،‬وجورج‬ ‫بو�ش‪ ،‬الذين كانوا ي�ستعملون الهواتف املحمولة يومي ًا‬ ‫�ساعات طويلة تع ّر�ضوا ل�سرطان املخ‪.‬‬ ‫�أ�صبح وا�ضح ًا �أن �إ�شارات الهواتف املحمولة تخرتق‬ ‫تو�صل علماء �سويديون‬ ‫املخ ذلك الع�ضو احل�سا�س‪ ،‬كما ّ‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪ ،Vinyl‬التي تك ّون‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫من خالل درا�سة ‪ ١٤٠٠‬مري�ض ب�سرطان املخ �إىل �أن‬ ‫ن�سبة �أورام الع�صب ال�سمعي تزيد ثالث مرات عند‬ ‫الأ�شخا�ص الذين ا�ستعملوا الهواتف املحمولة �أكرث من‬ ‫ع�شر �سنوات‪� .‬أما الأبحاث املخربية‪ ،‬فقد �أثبتت �أن‬ ‫�إ�شارات الهواتف املحمولة ميكن �أن ت ؤ� ّثر يف االت�صاالت‬ ‫بني خاليا املخ‪ ،‬و�أن اخلاليا التي ال تتّ�صل تكون عر�ض ًة‬ ‫للنمو الع�شوائي الذي مييز اخلاليا ال�سرطانية؛ لذلك‬ ‫منعت حكومتا بريطانيا وال�سويد ال�صغار الذين تق ّل‬ ‫�أعمارهم عن ‪� ١٨‬سنة من ا�ستعمال الهواتف املحمولة‪.‬‬ ‫كما تع ّد الأ�شعة الت�شخي�صية معجز ًة حديث ًة �أخرى‬ ‫�أ�صبحنا نعتمد عليها‪ ،‬وهي يف الوقت نف�سه تع ّر�ض‬ ‫املر�ضى للأ�شعة ال�سينية التي تزيد من خماطر‬ ‫ال�سرطان؛ فالأمهات الالتي تعر�ضت بطونهن لهذه‬ ‫الأ�شعة ب�شكل روتيني خالل احلمل تكون خماطر �إ�صابة‬ ‫�أوالدهن ب�سرطان الدم مرتفعة ثالث مرات‪.‬‬ ‫وماذا عن النكهات اال�صطناعية مثل الأ�سربتام؟ يف‬

‫جتربة على �سبعة قردة �صغار �شربوا حليب ًا من ّكه ًا‬ ‫بالأ�سربتام �أثبت العامل هاري وي�سمان موت واحد‬ ‫منهم‪ ،‬وتع ّر�ض خم�سة �آخرين لنوبات ال�صرع‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬حاول كثري من ال�شركات امل�صنعة ورجال‬ ‫ال�سيا�سة‪ ،‬منهم دونالد رام�سفيلد‪� ،‬أن تقبل وكالة‬ ‫الغذاء والدواء الأمريكية ‪ FDA‬الأ�سربتام‪ ،‬وجرى‬ ‫لهم ذلك يوم ‪ ١٩‬مايو عام ‪١٩٨١‬م‪ ،‬كما قام العامل‬ ‫والتون بتحليل ‪ ١٦٥‬بحث ًا ُن�شرت يف عدة دوريات علمية‬ ‫خالل ‪� ٢٠‬سنة‪ ،‬و�أثبت �أن ك ّل الأبحاث التي وجدت �أن‬ ‫الأ�سربتام �آمن كانت مم ّولة من ال�شركات امل�صنعة‪،‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ومع ثبوت عالقة هذه املادة بال�سرطان‪،‬‬ ‫�أ�صبح الأ�سربتام اليوم من املك ّونات الأكرث �شيوع ًا يف‬ ‫امل�شروبات واحللويات وخمتلف �أنواع الب�سكويت‪ .‬وقد‬ ‫تُ�صدم �إذا علمت �أن من بني ‪� ١٠٠‬ألف مادة كيميائية‬ ‫جتر درا�سة مدى الت�أثري يف �صحة‬ ‫ت�ستخدم حالي ًا مل ِ‬ ‫الإن�سان �إال على ن�سبة �ضئيلة منها‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫أعالم‬

‫تعالت خالل السنوات األخيرة أصوات في‬ ‫ومؤرخي العلوم الغربيين‬ ‫أوساط العلماء‬ ‫ّ‬ ‫تزعم أن آينشتاين (‪1955 -1879‬م) قام‬ ‫بعملية سرقة فكرية في مقاله الشهير‬ ‫قدم فيه‬ ‫المنشور عام ‪1905‬م الذي ّ‬ ‫موضوع النسبية‪ .‬وكان آينشتاين قد ذاع‬ ‫صيته بشكل منقطع النظير على إثر نشر‬ ‫ذلك البحث‪ ،‬وما زالت الشهرة التي نالها‬ ‫آنذاك سارية إلى اليوم‪ .‬ويبدو أن بعض‬ ‫رجال العلم لم يفطنوا إلى هذا السطو‬ ‫خالل القرن الماضي‪ ،‬وربما فطن بعضهم‬ ‫أو جلّهم لكنهم ّ‬ ‫فضلوا عدم إثارة هذه‬ ‫القضية ألسباب مختلفة‪.‬‬

‫‪134‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫آينشتاين وبوانكاريه‬ ‫ولورنتز وهيلبرت‪:‬‬

‫لمن األسبقية‬ ‫في نظرية النسبية؟‬ ‫‪135‬‬ ‫د‪ .‬أبو بكر خالد سعد الله‬ ‫األستاذ في المدرسة العليا لألساتذة بالقبة‬ ‫في الجزائر‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫�آين�شتاين‬ ‫المندد والمناصر‬ ‫آينشتاين‪ :‬بين‬ ‫ّ‬

‫�إ�سحاق نيوتن‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫من املعلوم �أن �آين�شتاين كان فيزيائي ًا �ش�أنه �ش�أن‬ ‫الفيزيائيني الآخرين قبل ن�شره عام ‪1905‬م بحث ًا يف‬ ‫املجلة الأملانية العريقة (حوليات الفيزياء ‪Annalen‬‬ ‫‪ ،)der Physik‬التي ت� ّأ�س�ست عام ‪1799‬م‪ ،‬وت�ض ّمن‬ ‫البحث مبادئ الن�سبية‪ ،‬وكذلك العالقة ال�شهرية‬ ‫القائلة‪ :‬الطاقة تعادل حا�صل �ضرب الكتلة يف مربع‬ ‫�سرعة ال�ضوء‪ّ .‬ثم ذاع �صيت �آين�شتاين بذيوع نظرية‬ ‫الن�سبية‪ ،‬لكن جوهر املقال ظهر لكثريين �أنه عمل قام به‬ ‫عاملان �آخران هما‪ :‬هندريك لورنتز (‪1928 -1853‬م)‪،‬‬ ‫وهرني بوانكريه (‪1912 -1854‬م)‪ ،‬و�أن دور �آين�شتاين‬ ‫يف هذا العمل كان ثانوي ًا‪.‬‬ ‫ويرى املدافعون عن �آين�شتاين �أنه (رجل القرن‬ ‫الع�شرين)‪ ،‬لكن املندّدين يرون �أن ه�ؤالء املنا�صرين‬ ‫«تعاملوا مع الق�ضية ك�أنهم يز ّورون التاريخ»‪ ،‬والواقع‬ ‫�أن �آين�شتاين كتب مقاله الطويل وال�شهري من دون �أدنى‬ ‫�إ�شارة �إىل مرجع‪ ،‬بل �إن كثري ًا من الأفكار الواردة يف‬ ‫ذلك املقال كانت معروفة قبل عام ‪1905‬م لدى لورنتز‬ ‫وبوانكاريه‪ ،‬فانتقى �آين�شتاين ما �أعجبه منها‪ ،‬ودجمها‬ ‫مع ًا يف قالب �س ّماه (نظرية الن�سبية)‪ .‬والغريب يف نظر‬

‫‪136‬‬

‫‪%‬‬

‫هيلربت‬

‫املندّدين �أن ذلك حدث بعلم زمالء �آين�شتاين ور�ضاهم‪،‬‬ ‫وبعلم نا�شري جملة (حوليات الفيزياء)‪� .‬أما املعادلة‬ ‫ال�شهرية التي تربط الطاقة بالكتلة و�سرعة ال�ضوء‪ ،‬فقد‬ ‫ن�سبت �إىل �آين�شتاين من دون �سواه‪ ،‬بينما نحن نعلم‬ ‫�أن �إ�سحاق نيوتن (‪1727 -1643‬م)‪ ،‬وتولفر بر�ستون‬ ‫(‪1917 -1844‬م)‪ ،‬وهرني بوانكاريه‪ ،‬و�أولنتو دي بريتو‬ ‫(‪1921 -1857‬م)‪ ،‬كانوا مل ّمني مبو�ضوع حتويل املادة‬ ‫�إىل طاقة‪ ،‬والطاقة �إىل مادة‪ .‬و�أ ّكد املهند�س هربرت‬ ‫�إيف�س (‪1953 -1882‬م) عام ‪1952‬م �أن �آين�شتاين‬ ‫مل يعرف ّ‬ ‫قط كيف ي�ستعمل تلك املعادلة‪ ،‬وال ميكن �أن‬ ‫نربطها ب� ّأي عمل قام به �آين�شتاين‪.‬‬

‫يرى المدافعون عن آينشتاين أنه رجل‬ ‫المنددين يرون أن‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬لكن‬ ‫ّ‬ ‫هؤالء المناصرين تعاملوا مع القضية‬ ‫يزورون التاريخ‪ ،‬والواقع أن‬ ‫كأنهم ّ‬ ‫آينشتاين كتب مقاله الطويل والشهير‬ ‫من دون أدنى إشارة إلى مرجع‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�أي�ض ًا يف املو�ضوعات نف�سها‪ ،‬لكنه زعم �أنه مل ّ‬ ‫يطلع على‬ ‫�إ�سهامات بوانكاريه يف الفيزياء ّ‬ ‫قط‪ ،‬وهو زعم �صعب‬ ‫ماذا تعني السرقة الفكرية؟‬ ‫الت�صديق؛ لأن كثري ًا من �أفكار بوانكاريه تظهر يف مقال‬ ‫يقول المعجم العالمي للغة اإلنجليزية‬ ‫�آين�شتاين‪ ،‬مثل‪ :‬فكرة املعادلة التي تربط ال�ضوء بالكتلة‬ ‫الصادر عام ‪1947‬م‪ :‬هي «سرقة أو تحويل‬ ‫وال�سرعة‪ ،‬وكيف ال ّ‬ ‫يطلع �آين�شتاين على عمل بوانكاريه وقد‬ ‫أفكار أو ألفاظ أو إنتاجات فنية آلخرين من‬ ‫�ألقى بوانكاريه يف �سبتمرب عام ‪1904‬م حما�ضرة عامة‬ ‫أجل االستحواذ عليها»‪ ،‬وأنها «استعمال‬ ‫(�أي قبل �سنة من ن�شر مقال �آين�شتاين) ا�ستعر�ض فيها‬ ‫أفكار وعبارات وإنتاج آخرين من دون‬ ‫اإلشارة إلى ذلك بوضوح»‪ ،‬فهل ما أقدم تعليقات مهمة حول نظرية الن�سبية‪.‬‬ ‫لقد �أ�سهم هرني بوانكاريه �إ�سهام ًا مهم ًا يف نظرية‬ ‫عليه آينشتاين يدخل في هذا اإلطار؟‬ ‫الن�سبية ال�ضيقة؛ فعلى �سبيل املثال‪ :‬حتدّث يف مقال ُن�شر‬ ‫يبدو ذلك غامض ًا لدى بعض العلماء‪،‬‬ ‫عام ‪1904‬م يف جملة (ن�شرية العلوم الريا�ضية ‪Bulletin‬‬ ‫وواضح ًا لدى غيرهم؛ فهو أمر نسبي‬ ‫‪ )des Sciences Mathématiques‬عن نوع جديد‬ ‫كما تقول النسبية‪.‬‬ ‫من امليكانيك‪ ،‬و�أ�شار �إىل �أن (الكتلة مرتبطة بال�سرعة)‪،‬‬ ‫وا�ستغ ّل ما ُيعرف بتحويل لورنتز‪ .‬يقول ك�سواين يف هذا‬ ‫آينشتاين وبوانكاريه وهيلبرت‬ ‫ال�ش�أن يف مقال ُن�شر عام ‪1965‬م‪« :‬كان بوانكاريه املبتكر‬ ‫لنبد�أ باحلديث عن بوانكاريه و�أعماله املرتبطة ب�آين�شتاين؛ يعتقد منذ عام ‪1895‬م �أنه من امل�ستحيل اكت�شاف احلركة‬ ‫فقد �أ ّلف بوانكاريه ثالثني كتاب ًا‪ ،‬ومئات الأبحاث يف املطلقة‪ ...‬و�أدخل بدء ًا من عام ‪1900‬م مفهوم احلركة‬ ‫الريا�ضيات والفيزياء‪ ،‬ف�ض ًال عن الفل�سفة‪ ،‬وكتب �آين�شتاين الن�سبية التي �س ّماها فيما بعد يف كتابه (العلم والفر�ضية‬ ‫‪ )La science et l’hypothèse‬املن�شور عام ‪1902‬م‬ ‫مب�صطلحاتمتكافئة؛مثل‪:‬قانونالن�سبية‪،‬ومبد أ�الن�سبية»‪.‬‬ ‫لكن �آين�شتاين مل ُي�شر �إىل � ّأي عمل من هذه الأعمال‬ ‫يف مقاله املن�شور عام ‪1905‬م‪ ،‬والأغرب من ذلك‬ ‫على الرغم من ت�أكيد �آين�شتاين �أنه مل ّ‬‫يطلع على‬ ‫عمل بوانكريه‪� -‬أن ال�صديق احلميم لآين�شتاين‪ ،‬وهو‬ ‫الريا�ضي والفيل�سوف موري�س �سولوفني (‪-1875‬‬ ‫انكب هو و�آين�شتاين‬ ‫‪1958‬م)‪ ،‬اعرتف فيما بعد ب�أنه ّ‬ ‫على درا�سة كتاب بوانكاريه ال�صادر عام ‪1902‬م‪ ،‬و�أن‬ ‫حمتواه حب�س �أنفا�سهما عدة �أ�سابيع‪ ،‬فمن ن�صدّق؟‬ ‫وهل يجوز ت�صديق زعم �آين�شتاين بعد هذا االعرتاف؟‬ ‫وهكذا تبينّ �أعمال بوانكاريه �أنه تع ّر�ض قبل �آين�شتاين‬ ‫للمفهوم العام للن�سبية‪.‬‬

‫‪137‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫و�أ ّكد الفلكي �شارل نوردمان (‪1940 -1881‬م) عام‬ ‫‪1921‬م �أن �أهم النقاط املن�سوبة �إىل �آين�شتاين ترجع‬ ‫يف واقع الأمر‪� -‬إىل بوانكاريه‪ ،‬م�ضيف ًا �أن نكران دور‬‫بوانكاريه يف هذا االكت�شاف يع ّد دو�س ًا على احلقيقة؛‬ ‫فال غرابة يف �أن يتجاهل بوانكاريه عن ق�صدٍ �آين�شتاين‬ ‫وعمله يف م�ؤمتر جمعهما عام ‪1911‬م؛ �إذ اكتفى بتبادل‬ ‫ردود معه يكت�سيها بع�ض اجلفاء‪ .‬والالفت �أن ماك�س‬ ‫ٍ‬ ‫بورن (‪1970-1882‬م)‪ ،‬احلا�صل على جائزة نوبل‬ ‫يف الفيزياء عام ‪1954‬م‪ ،‬مل ينبهر بنظرية الن�سبية؛‬ ‫�إذ كتب عام ‪1956‬م يف م�ؤ َّلفه (الفيزياء يف جيلي)‪:‬‬ ‫«هناك عن�صر غريب �آخر يف بحث �آين�شتاين ال�صادر‬ ‫عام ‪1905‬م‪ ،‬وهو غياب � ّأي �إحالة �إىل بوانكاريه �أو‬ ‫غريه‪ ...‬وهو ما يجعلنا نعتقد �أن الأمر يتع ّلق مبغامرة‬ ‫جديدة»‪� .‬أما الفيزيائي بورن�ستون برون فيقول يف‬ ‫مقال ن�شره عام ‪1967‬م‪�« :‬سنكت�شف ‪-‬خالف ًا العتقاد‬ ‫اجلمهور العري�ض‪� -‬أن �آين�شتاين مل ي�ؤ ِّد �سوى دور‬ ‫ب�سيط يف تعريف ال�صيغة العادية للن�سبية اخلا�صة‪،‬‬ ‫وهي ال�صيغة التي �س ّماها �إدموند وايتكر (‪-1873‬‬ ‫‪1956‬م)‪ :‬النظرية الن�سبية لبوانكاريه ولورنتز»‪.‬‬ ‫ويع ّد �إدموند وايتكر من �أبرز علماء الفيزياء؛ لذلك‬ ‫فال بد �أن ن�ستمع �إىل ر�أيه حني يختار عنوان (ن�سبية‬ ‫بوانكاريه ولورنتز) للف�صل الثاين من كتابه (النظريات‬ ‫الكال�سيكية) ال�صادر عام ‪1951‬م‪ ،‬ثم يقول فيه‪� :‬إن‬ ‫�آين�شتاين ن�شر «مقا ًال ا�ستعر�ض فيه نظرية الن�سبية‬ ‫لبوانكاريه ولورنتز ُمرفق ًا ببع�ض التو�سعات»‪.‬‬ ‫ويرى بع�ض العلماء �أن �آين�شتاين مل ي�ستحوذ على نظرية‬ ‫الن�سبية اخلا�صة من بوانكاريه فح�سب‪ ،‬بل طال �سطوه‬ ‫الن�سبية العامة التي تناولها الريا�ضي الأملاين ال�شهري‬ ‫ديفد هيلربت (‪1943 -1862‬م)‪ ،‬الذي يع ّد (رجل القرن‬ ‫الع�شرين) يف الريا�ضيات‪ .‬والواقع �أن االعتقاد ال�سائد‬ ‫قبل عام ‪1997‬م كان �أن هيلربت هو الذي ا�ستكمل نظرية‬

‫‪138‬‬

‫‪%‬‬

‫المعادلة الشهيرة التي تربط الطاقة‬ ‫بالكتلة وسرعة الضوء نُسبت إلى‬ ‫آينشتاين من دون سواه‪ ،‬بينما‬ ‫نحن نعلم أن إسحاق نيوتن وتولفر‬ ‫برستون وهنري بوانكاريه وأولنتو‬ ‫ملمين بموضوع‬ ‫دي بريتو كانوا‬ ‫ّ‬ ‫تحويل المادة إلى طاقة‪ ،‬والطاقة‬ ‫إلى مادة‬

‫الن�سبية العامة قبل خم�سة �أيام على الأق ّل من التاريخ‬ ‫الذي �س ّلم فيه �آين�شتاين مقاله عن هذه النظرية (�أي‪:‬‬ ‫يف ‪ 25‬نوفمرب عام ‪1915‬م)‪ ،‬املن�شور يف ‪ 31‬مار�س عام‬ ‫‪1916‬م‪ ،‬وكان هيلربت قد ا�ست�ضاف �آين�شتاين يف جامعة‬ ‫هرني بوانكاريه وكتابه‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫أعاد هيلبرت كتابة مقاله ونشره عام‬ ‫‪1924‬م‪ ،‬وهو يقول في هذا المقال‪:‬‬ ‫«عاد آينشتاين في أحدث ما نشر‬ ‫مباشرةً إلى معادالت نظريتي»‪ ،‬وهو‬ ‫ما يوحي بأن هيلبرت يرى نظرية‬ ‫النسبية العامة نظريته الخاصة‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫كيف ال؟‬ ‫يسأل بعض العلماء‪ :‬كيف ال يرتبط اسم‬ ‫بوانكاريه ولورنتز ‪-‬وليس آينشتاين وحده‪-‬‬ ‫بنظرية النسبية الخاصة عام ‪1905‬م؟‬ ‫وكيف ال يرتبط اسم هيلبرت ‪-‬وليس‬ ‫آينشتاين وحده‪ -‬بنظرية النسبية العامة‬ ‫عام ‪1915‬م؟ وأصبح من الواضح لدى‬ ‫مجموعة من الخبراء أن آينشتاين سطا‬ ‫على نتائج بوانكاريه وهيلبرت معاً‪ ،‬فنادوا‬ ‫في المدة األخيرة بإحقاق‬ ‫الحق بعد‬ ‫ّ‬ ‫مرور أكثر من قرن على هذه الحادثة‪.‬‬

‫وهناك م�صادر تاريخية تفيد بوجود خمطوطات يف‬ ‫مكتبة جوتينجن تثبت �أن هيلربت كان وراء فكرة‬ ‫الن�سبية العامة قبل �آين�شتاين‪ ،‬والغريب يف هذا الأر�شيف‬ ‫�أنه ُوجد خمطوط هيلربت وقد �أزيلت منه ق�صا�صة ذات‬ ‫مهم من �إحدى ال�صفحات‪ ،‬رمبا ل ُيمحى هذا‬ ‫م�ضمون ّ‬ ‫املقطع املهم من مقال هيلربت‪ ،‬وتبينّ ح�سب ما كتبه‬ ‫فريدواردت وينتبارج (‪1929‬م‪ ).... -‬يف مطلع هذا‬ ‫القرن �أن املقال املذكور ي�ضم فع ًال كامل �أ�س�س النظرية‪،‬‬ ‫و�أن �آين�شتاين ّ‬ ‫اطلع عليه قبل ن�شر مقاله‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫جوتينجن الأملانية مدة �أ�سبوع يف �صيف عام ‪1915‬م‬ ‫ليلقي حما�ضرات حول الن�سبية العامة‪ ،‬و�أقام �آين�شتاين‬ ‫يف بيت الريا�ضي هيلربت يف الوقت الذي كان يبحث فيه‬ ‫ح�سب بع�ض امل�صادر‪ -‬عن م�سائل فيزيائية جادّة للغو�ص‬‫فيها ويف م�سالك حلولها‪ .‬ويف نوفمرب عام ‪1915‬م �ألقى‬ ‫�آين�شتاين �سل�سلة حما�ضرات بجامعة برلني‪ ،‬وظ ّل الرجالن‬ ‫يرتا�سالن خالل تلك املدة‪ ،‬و�أر�سل له هيلربت بع�ض‬ ‫املعلومات عن عمله يف جمال الن�سبية‪ ،‬وكان �آين�شتاين‬ ‫قد ن�شر مقا ًال ظهر يف دي�سمرب عام ‪1915‬م من دون‬ ‫الإ�شارة �إىل � ّأي عمل لهيلربت‪ ،‬ون�شر هيلربت �أي�ض ًا مقا ًال‬ ‫عام ‪1916‬م ذا �صلة بعمل �آين�شتاين‪� ،‬أ�شار فيه �إىل �أن‬ ‫معادالته تبدو ُمتَّفقة مع نظرية الن�سبية العامة التي � ّأ�س�سها‬ ‫�آين�شتاين‪ .‬والواقع �أن العالقات التي �ساءت بني الرجلني‬ ‫يف نهاية عام ‪1915‬م �أدّت �إىل �شعور �آين�شتاين بتخ ّوفات‬ ‫�إزاء هيلربت؛ �إذ ُيذكر �أن �آين�شتاين را�سل �أحد زمالئه يف‬ ‫نوفمرب عام ‪1915‬م متهم ًا هيلربت ‪-‬من دون ت�سميته‪-‬‬ ‫مبحاولة اال�ستحواذ على نظريته‪ .‬و�أر�سل �آين�شتاين ر�سال ًة‬ ‫�إىل هيلربت يوم ‪ 20‬دي�سمرب عام ‪1915‬م يح ّثه فيها على‬ ‫تلطيف اجلو‪ ،‬و�أعاد هيلربت كتابة مقاله ون�شره عام‬ ‫‪1924‬م‪ ،‬وهو يقول يف هذا املقال‪« :‬عاد �آين�شتاين يف �أحدث‬ ‫ما ن�شر مبا�شر ًة �إىل معادالت نظريتي»‪ ،‬وهو ما يوحي ب�أن‬ ‫هيلربت يرى نظرية الن�سبية العامة نظريته اخلا�صة‪.‬‬

‫‪139‬‬


‫تقنية‬

‫منذ ما يقرب من ‪ 500‬سنة فاجأ نيكوالس‬ ‫كوبرنيكس(‪ )1‬العالم بنظرية دوران األرض حول‬ ‫الشمس‪ ،‬وهو ما أكّ ده جاليليو جاليلي(‪،)2‬‬ ‫ويوهانز كيبلر(‪ ،)3‬في وقت الحق بعد نحو‬ ‫قرن من الزمان‪ ،‬وأطلق هذا اإلنجاز عصور ًا‬ ‫جديدةً من االكتشافات العلمية والثورات‬ ‫التقانية في القرون الالحقة‪ ،‬وكان اختراع آلة‬ ‫الطباعة‪ ،‬وتحدي جاليليو معتقدات الكنيسة‬ ‫المسيحية‪ ،‬نقطة تحول في غاية األهمية‬ ‫في‬ ‫تقدم العلوم والتقانة‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫ّ‬ ‫يعد التقدم العلمي والتقاني‬ ‫الوقت لم ُ‬ ‫يحدث بمعدالت تدريجية‪ ،‬بل يزداد بمعدالت‬ ‫سية(‪)4‬؛ أي‪ :‬أن الزيادة تحدث أسرع‬ ‫سريعة ُأ ّ‬ ‫وأسرع كلما أصبح الزمن أكبر‪.‬‬

‫‪140‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫التفاعل بين التقانة‬

‫والجغرافيا‬ ‫السياســية‬ ‫‪141‬‬ ‫د‪ .‬أبو بكر سلطان أحمد‬ ‫مستشار تقانة معلومات واتصاالت‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫بت�سخري معظم جهودها لتطوير العلوم والتقانة خلدمة‬ ‫التطبيقات الع�سكرية واال�ستخباراتية‪ .‬لكن على النقي�ض‬ ‫من ذلك‪ ،‬حت ّول تركيز اليابان‪ ،‬التي تتم ّيز ب�صغر‬ ‫امل�ساحة ن�سبي ًا وندرة املوارد الطبيعية‪ ،‬على م ّر الع�صور‬ ‫تدريجي ًا من جهود البحث والتطوير يف املجال الع�سكري‬ ‫�إىل التطبيقات التجارية؛ لت�صبح الرائدة عاملي ًا يف‬ ‫املوجهة �إىل امل�ستهلك‪.‬‬ ‫التقانات اال�ستهالكية ّ‬

‫و�أحدث هذا التق ّدم املت�سارع يف جماالت العلوم‬ ‫والتقانة تغيريات �شديدة‪ ،‬لي�س فقط يف حياة الأفراد‬ ‫على الأر�ض (والف�ضاء)‪ ،‬بل �أي�ض ًا لدى الدول التي‬ ‫يعي�شون فيها؛ مثل‪ :‬تقانة النانو وعلوم املادة والت�صنيع‬ ‫اجلمعي(‪ ،)5‬وال�سيارات ذاتية القيادة‪ ،‬وتقانات‬ ‫�صياغة اجلينوم(‪ ،)6‬واحلو�سبة الكمية(‪ ،)7‬التي �ستجعل‬ ‫احلا�سبات �أ�سرع ‪ 100‬مليون مرة من احلا�سبات‬ ‫عال �صعب االخرتاق‪ ،‬وتقانات‬ ‫احلالية‪ ،‬وتتمتّع ب�أمن ٍ‬ ‫البطاريات اجلديدة التي تُ�شحن يف ثوانٍ ‪ ،‬وتعمل‬ ‫�شهور ًا‪ ،‬وتُر�سل الطاقة ال�سلكي ًا عرب الهواء‪.‬‬ ‫و�ستُحدث هذه التقانات التخريبية(‪ )8‬حتوالت راديكالية يف‬ ‫الأمم ب�آثار خمتلفة‪ ،‬وبع�ض هذه التقانات منا�سب لها �أكرث‬ ‫من الآخر‪ ،‬لكن التطور التقاين وانت�شاره ال يحدثان ع�شوائي ًا‪،‬‬ ‫و�إمنا قامت العوامل اجليو�سيا�سية بدور حا�سم يف هذه‬ ‫العملية‪ ،‬ومعرفة كيف ت�ستفيد الدول �أف�ضل ا�ستفادة من‬ ‫التقانات البازغة ميكن �أن ت�ساعد على فهم ما �سيكون عليه‬ ‫النظام اجليو�سيا�سي يف امل�ستقبل خالل عقدين من الآن‪.‬‬

‫من �أوائل الأ�شياء التي يجب مراعاتها عند تقييم امل�سار‬ ‫التقاين يف بلد ما هو جغرافية هذا البلد‪ ،‬والبنية التحتية‬ ‫له؛ فعلى �سبيل املثال‪ :‬ر ّكز �إنفاق �إ�سرائيل املحتلة يف‬ ‫بحوث تقانات حتلية املياه وتطويرها و�إعادة ا�ستخدامها‬ ‫ب�سبب اجلغرافيا واملياه ال�شحيحة‪ ،‬و�أ�صبحت يف طليعة‬ ‫تطوير تقانات املياه‪ ،‬مع الرتكيز �أي�ض ًا يف ال�صناعات‬ ‫الع�سكرية لطبيعتها ال�صهيونية العدوانية‪ ،‬وعداء �شعوب‬ ‫البالد املحيطة لها‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة‬

‫مرونة القوى العاملة والتركيبة السكانية‬

‫الجغرافيا والبنية التحتية‬

‫حتدّد القيود اجليو�سيا�سية(‪ )9‬يف الدولة‪ ،‬و�إ�سرتاتيجيتها ومت ّثل مرونة القوى العاملة كذلك عن�صر ًا مركزي ًا يف‬ ‫الوطنية‪ ،‬اختيار التقانة املالئمة لها وتب ّنيها؛ فعلى �سبيل التطور التقاين يف البالد؛ فعلى مدى العقود القليلة‬ ‫املثال‪ :‬كانت رو�سيا تاريخي ًا عر�ض ًة للغزو لأرا�ضيها املقبلة �ستكون اليابان واحد ًة من البلدان التي تعاين‬ ‫الوا�سعة‪ ،‬وحدودها الطويلة مع قارة �أوروبا‪ ،‬وهو ما جعل‬ ‫مهمة الدفاع عنها �صعب ًة �إىل حدٍّ كبري‪ .‬وت�ض ّمن خطاب‬ ‫الرئي�س الرو�سي احلايل فالدميري بوتني قائم ًة طويل ًة‬ ‫كان من أوليات روسيا منذ مدة طويلة‬ ‫من ال�شكاوى‪ ،‬كان على ر�أ�سها حماوالت الغرب حتجيم‬ ‫الحفاظ على جيش كبير وقادر على‬ ‫رو�سيا يف القرن الثامن ع�شر امليالدي‪ ،‬ومر ًة �أخرى يف‬ ‫مقاومة خطر الغزو؛ لذلك قامت بتسخير‬ ‫القرن احلايل‪ ،‬وفق تقرير ن�شرته �صحيفة اجلارديان‬ ‫معظم جهودها لتطوير العلوم‬ ‫الربيطانية بعنوان‪( :‬احلرب الباردة ‪)10()2.0‬؛ لذلك‬ ‫والتقانةلخدمةالتطبيقاتالعسكرية‬ ‫كان من �أولويات رو�سيا منذ مدة طويلة احلفاظ على‬ ‫واالستخباراتية‬ ‫جي�ش كبري وقادر على مقاومة خطر الغزو؛ لذلك قامت‬

‫‪142‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫للتركيبة السكانية دور مهم في تبني‬ ‫التقانات الجديدة؛ فعلى مدى العقود‬ ‫القليلة المقبلة سيتضاءل عدد السكان‬ ‫في اليابان‪ ،‬ومن َث ّم ستنخفض القوى‬ ‫العاملة الصغيرة السن‪ ،‬وترتفع نسبة‬ ‫األعمار نحو ‪ 87‬عام ًا للنساء‪ ،‬و‪ 80‬عام ًا‬ ‫للرجال‪ ،‬وهو ما من شأنه أن‬ ‫يحدد التقانات‬ ‫ّ‬ ‫الجديدة المناسبة للتك ّيف مع سوق‬ ‫العمل غير المرن‪ ،‬وقد دفع ذلك اليابان‬ ‫إلى اعتماد تقانات جديدة‪ ،‬مثل تقانات‬ ‫التصنيع المتقدمة والروبوتات‪ ،‬لمساعدة‬

‫ت�ضا�ؤل عدد ال�سكان ب�سبب انخفا�ض املواليد‪ ،‬وا�ضمحالل‬ ‫القوى العاملة ال�شابة نتيجة ارتفاع متو�سط العمر‪ ،‬لكن‬ ‫تهدف �أ�سواق العمل غري املرنة يف اليابان �إىل حماية‬ ‫حقوق العمال احلاليني‪ ،‬وهو ما يح ّد من قدرة البالد‬ ‫على التك ّيف ب�سرعة مع تغيرّ متطلبات العمل‪ ،‬و�إذا مل‬ ‫ت ُقم اليابان بتب ّني تقانات منا�سبة؛ مثل تقانات الت�صنيع‬ ‫املتقدمة والروبوتات والذكاء اال�صطناعي‪ ،‬للتعوي�ض عن‬ ‫الفقد يف �إنتاجية العمال فيمكن �أن تت�س ّبب �شيخوخة‬ ‫ال�سكان يف انخفا�ض الناجت املحلي للبالد‪.‬‬

‫شيخوخة السكان‪ ،‬وتعويض ندرة العمال‪،‬‬ ‫لكن هذه العوامل ليست ثابتة‪ ،‬كما أنها‬

‫توافر رأس المال وسالسة انتقاله‬

‫ليست األمور الوحيدة التي‬ ‫تحدد تبني‬ ‫ّ‬

‫توافر ر�أ�س املال عامل حا�سم يف حتديد �إذا كان‬ ‫با�ستطاعة الدول �أن تتب ّنى تقانة معينة؛ لأن توافر قاعدة‬ ‫وا�سعة من ر�أ�س املال ي�سمح للبلد باال�ستثمار يف بحوث‬

‫الدولة تقانةً جديدةً ‪ ،‬واعتمادها عليها‪،‬‬ ‫ووقت ذلك التبني‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫التقانة والتركيبة السكانية‬

‫روبوت ي�شعر‪ ،‬التقدّم يف تقانات مبتكرة مثل الروبوتات �ستغيرّ حياة‬ ‫النا�س والدول‬

‫‪143‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫جمموعة وا�سعة من التقانات وتطويرها‪ .‬ولأنها ال�سوق‬ ‫الأكرث تطور ًا يف العامل لر�أ�س املال مت ّكنت الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية من �أن تنفق مبالغ كبرية من املال على‬ ‫الأبحاث والتطوير يف كثري من املجاالت التقانية املختلفة‪.‬‬ ‫ويف الوقت نف�سه تع ّد ثقافة ال�شركات النا�شئة(‪ ،)11‬ور�أ�س‬ ‫املال اال�ستثماري �أو املُخاطر(‪ ،)12‬من حمركات االبتكار‬ ‫الرئي�سة‪ ،‬وال�سيما يف قطاعي �أجهزة احلا�سبات ب�أنواعها‬ ‫والربجميات املتطورة‪ .‬وتفتقر اليابان �إىل بيئة ر�أ�س املال‬ ‫اال�ستثماري املغامر‪ ،‬وتعتمد بد ًال من ذلك على �أ�سلوب‬ ‫(متويل ال�شركات)(‪.)13‬‬

‫ويع ّد ن�ضج قدرات الأمة يف جماالت تقانية‪ ،‬وتنمية‬ ‫هذه القدرات يف الوقت نف�سه من خالل مراحل‬ ‫متتابعة وتطور �أنظمة التعليم التقاين‪ ،‬من الأدوات‬ ‫الرئي�سة يف التطور التقاين؛ فال�صني ‪-‬مث ًال‪ -‬تق ّدمت‬ ‫على م ّر الزمن من مرحلة ا�سترياد �أ�شباه املو�صالت‬ ‫�إىل بنائها يف من�ش�آتها اخلا�صة املحلية‪ ،‬و�إن كان ذلك‬ ‫بدعم من اخلارج‪ ،‬ومبج ّرد �أن �أتقنت البالد الإنتاج‬ ‫ٍ‬ ‫املحلي من خالل توافر تعليم تقاين متم ّيز �أمكنها‬ ‫بعد ذلك االنتقال �إىل املناف�سة على ال�صعيد العاملي‬ ‫لتطوير رقائق احلا�سبات الأكرث فاعلي ًة يف العامل‪.‬‬

‫أنظمة التعليم والنضج التقاني‬

‫القبول االجتماعي‬

‫تو ّفر �أنظمة التعليم العالية اجلودة لبنات رئي�سة لبناء‬ ‫قدرات العلوم والتقانة لبلدٍ ما‪ ،‬كما ميكن لل�سيا�سات‬ ‫التعليمية �أن حت ّدد م�سار التنمية التقانية يف البالد‪،‬‬ ‫و�صقل املعرفة واملهارات الالزمة يف عمالة امل�ستقبل‪.‬‬

‫يجب �أو ًال �أن يكون هناك قبول اجتماعي للتقانة من‬ ‫املجتمع لكي تتح ّقق على �أر�ض الواقع؛ فيحتمل �أن تقابل‬ ‫تقانات حديثة يف جماالت مثل الروبوتات والت�صنيع‬ ‫اجلمعي ر َّد فعل عنيف ًا من بع�ض ال�سكان لآثارها يف‬

‫الت�صنيع اجلمعي بالطباعة الثالثية الأبعاد‬

‫‪144‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫الواليات المتحدة األمريكية في الطليعة‬

‫الواليات املتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة يف‬ ‫العامل التي تقف يف طليعة البحوث والتطوير يف‬ ‫جميع جماالت العلوم والتقانة تقريب ًا بف�ضل مزاياها‬ ‫اجلغرافية وال�سيا�سية؛ �إذ تتميز الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية مب�ساحة وا�سعة قابلة جميعها لل�سكن‬ ‫والزراعة على خالف رو�سيا �أو ال�صني على الرغم‬ ‫من ت�شابه امل�ساحة تقريب ًا‪ ،‬وتتّ�سم ب�أف�ضل نظام نقل‬ ‫بحري‪ ،‬وعدم وجود نزاعات حدودية مع جريانها‪.‬‬ ‫وتتم ّيز الواليات املتحدة الأمريكية �أي�ض ًا بوفرة ر�أ�س‬ ‫املال‪ ،‬الذي م ّكنها من �أن تنفق كثري ًا خالل تاريخها‬ ‫رائد ًة يف االبتكار التقاين وتطويره ون�شره‪ ،‬ولديها‬ ‫م�ؤ�س�سات �أكادميية قوية ونظام تعليمي متق ّدم يجذب‬

‫الواليات المتحدة األمريكية تواجه‬ ‫مزاحمةً شرسةً في كل مجال من مجاالت‬ ‫التنميةوالمنافسةالتقانية؛فمثالً‪:‬‬ ‫أصبح مستوى قطاع الكيماويات في‬ ‫ألمانيا على قدم المساواة مع نظيره‬ ‫في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وكذلك‬ ‫تحمل براعة اليابان في مجال اإللكترونيات‬ ‫والتقانة العالية تحدي ًا ال ُيستهان به‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫وظائف العمال‪ ،‬ومع ذلك ف�إن القبول االجتماعي يف‬ ‫اليابان للروبوتات الب�شرية(‪ ،)14‬والروبوتات الطبية‬ ‫والتقانات العالية ذات ال�صلة‪ ،‬مع ا�ستمرار النفور‬ ‫التاريخي من ا�ستقبال املهاجرين‪ ،‬جعل اعتماد اليابان‬ ‫على مثل هذه التقانات �أكرث من غريها من �أجل‬ ‫ا�ستخدامها يف قطاع اخلدمات ورعاية امل�سنني‪.‬‬

‫الباحثني الأجانب والعقول املهاجرة املميزة‪ ،‬كما‬ ‫�أن �أ�سواق عمالتها و�أنظمة العمل بها مرنة‪ ،‬وثقافة‬ ‫املغامرة املت�أ�صلة يف املجتمع الأمريكي ت�ساعد على‬ ‫ا�ستك�شاف تقانات جديدة‪ ،‬و�سرعة اال�ستجابة لها‪،‬‬ ‫ودجمها يف الأ�سواق املحلية والعاملية‪ .‬وتبلغ الرثوة‬ ‫الوطنية للواليات املتحدة الأمريكية نحو ‪ %24‬من‬ ‫الرثوة العاملية؛ �أي‪ :‬ما يقارب جمموع الناجت املحلي‬ ‫لل�صني واليابان و�أملانيا(‪ ،)15‬وهو ما م ّكنها من التف ّوق‬ ‫على مناف�سيها يف �إنفاقها على البحوث والتطوير (نحو‬ ‫‪ %2.73‬من �إجمايل الناجت املحلي)‪ .‬وعلى خالف كثري‬ ‫من بقية دول العامل املتقدم‪ ،‬ف�إن عدد �سكان الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية م�ستمر يف النمو‪ ،‬كما �أنها بلد بناه‬ ‫املهاجرون‪ ،‬وتغلب ثقافة اجلدارة على ثقافة الع�صبية‬ ‫العرقية‪ ،‬كما قال وزير خارجيتها امل�شهور هرني‬ ‫ك�سينجر‪ .‬ومن املتو ّقع �أن ت�ستمر هذه املزايا عقدين‬ ‫من الآن لكي تدعم مكانة الواليات املتحدة الأمريكية‬ ‫الرائدة يف جمال التقانة‪ ،‬وو�ضعها يف طليعة من يتب ّنى‬ ‫التقانات النا�شئة‪ ،‬مبا يف ذلك �أ�ساليب الت�صنيع‬ ‫املتقدمة‪ ،‬والتقانة احليوية‪ ،‬والتقانات املبنية على‬ ‫ميكانيكا الكم(‪ ،)16‬واحلو�سبة الفائقة‪.‬‬ ‫وت�ؤدي الواليات املتحدة الأمريكية هذا الدور منذ‬ ‫املرجح �أن حتافظ على ريادتها‬ ‫قرن من الزمان‪ ،‬ومن ّ‬ ‫عدة عقود مقبلة‪ ،‬ومع ذلك فهي تواجه مزاحمة‬ ‫�شر�سة يف ك ّل جمال من جماالت التنمية واملناف�سة‬ ‫التقانية؛ فمث ًال‪� :‬أ�صبح م�ستوى قطاع الكيماويات‬ ‫يف �أملانيا على قدم امل�ساواة مع نظريه يف الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ ،‬وكذلك حتمل براعة اليابان يف‬ ‫جمال الإلكرتونيات والتقانة العالية حتدي ًا ال ُي�ستهان‬ ‫به‪ ،‬لكن ال يوجد � ّأي بلد �آخر ميكن �أن يناف�س ب�سهولة‬ ‫و�صول الواليات املتحدة الأمريكية �إىل جماالت تقانية‬ ‫كثرية وا�سعة املدى‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫المرونة التنظيمية والسياسة‬ ‫الصين‪ :‬التغلّب على القيود‬

‫االستباقية‬

‫تع ّد ال�صني ‪-‬ب�سبب حجمها الكبري‪ -‬البلد الأقرب‬ ‫�إىل الواليات املتحدة الأمريكية يف قدرتها على تطوير‬ ‫التقانات اجلديدة ودجمها‪ ،‬لكن تقابلها قيود وحتدّيات‬ ‫�أخرى؛ فبكني تعطي الأولوية للتما�سك الداخلي‬ ‫واال�ستقرار الوطني‪ ،‬ومن �أكرب التحديات التي تواجهها‬ ‫اال�ضطرابات االجتماعية الداخلية‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫‪ 40‬عام ًا من النجاح االقت�صادي �إال �أن ال�صني ال تزال‬ ‫تع ّد دول ًة فقري ًة ن�سبي ًا مع ناجت حملي �إجمايل للفرد‬ ‫‪ 14.238.7‬دوالر فقط عام ‪2015‬م؛ �أي �أق ّل من‬ ‫ن�صف مثيله يف كوريا اجلنوبية (‪ 34.549.2‬دوالر)‬ ‫كما جاء يف بيانات البنك الدويل(‪ .)17‬وعلى الرغم من‬ ‫حجم ال�صني الكبري‪ ،‬الذي ي�سمح لها بتجميع املوارد‬ ‫لأولوياتها الوطنية‪� ،‬إال �أن انخفا�ض م�ستويات الرثوة‬ ‫ور�أ�س املال يجعل من ال�صعب حتقيق املكا�سب التقانية‬ ‫الوا�سعة يف املجتمع‪ .‬كما �أن املوارد ال�صينية نادرة‬ ‫مقارن ًة بحجم �سكانها الكبري (‪ 1.37‬بليون ن�سمة)‪،‬‬ ‫وتبدو �أوجه الق�صور يف �صعوبات حركة ر�ؤو�س الأموال‪،‬‬

‫كثير ًا ما تم ّثل التقانات الناشئة تحدي ًا‬

‫�صياغة اجلينوم‬

‫للبيئات التنظيمية الجارية؛ ففي الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية ‪-‬على سبيل المثال‪-‬‬ ‫كافحت الهيئات التنظيمية من أجل‬ ‫تكييف القوانين القائمة الستيعاب تقانات‬ ‫المركبات الذاتية القيادة الجديدة على‬ ‫الرغم من أن البالد نجحت بسرعة كافية‬ ‫في وضع سياسة‬ ‫مصممة خصيصى لهذا‬ ‫ّ‬ ‫النوع الجديد من المركبات اآللية؛ إذ قالت‬ ‫إدارة الرئيس باراك أوباما في سبتمبر‬ ‫عام ‪2016‬م‪ :‬إنها تدرس السعي إلى‬ ‫الحصول على سلطة مراجعة‪ ،‬واعتماد‬ ‫تقانة السيارات الذاتية القيادة قبل أن‬ ‫تس ّير هذا النوع الجديد من المركبات‬ ‫عملي ًا على الطريق‪ ،‬وقالت‪ :‬يتع ّين على‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية أ ّ‬ ‫ال تضع قواعد‬ ‫تنظيمية منفصلة‪ .‬ويمكن للسياسات‬ ‫الحكومية االستباقية التي تهيئ البيئة‬ ‫التنظيمية للتقانة للتكنولوجيا الناشئة‪،‬‬ ‫أو لتحديد الحواجز المانعة للقيام بذلك‪،‬‬ ‫أن تكون عام ً‬ ‫ال مهم ًا في تسهيل تطوير‬ ‫تقدم تقاني جديد أو تنفيذه‪ ،‬كما أن للبيئة‬ ‫ّ‬ ‫التنظيمية في البالد دور ًا خطير ًا في‬ ‫ثقافة الشركات الناشئة‪ ،‬وتحديد السهولة‬ ‫التي يمكن أن تنشأ بها هذه الشركات‪.‬‬

‫‪146‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫واملرونة التنظيمية‪ ،‬والتعليم‪� ،‬أكرث و�ضوح ًا يف القطاعات‬ ‫التجارية الرئي�سة يف القطاع اخلا�ص؛ مثل ت�صنيع‬ ‫الإلكرتونيات وال�سلع اال�ستهالكية‪ ،‬حتى يف تلك املناطق‬ ‫التي حتدّد احلكومة فيها �أهداف ًا وا�ضحة؛ ففي جمال‬ ‫تطوير �أجهزة احلا�سبات ‪-‬مث ًال‪ -‬مل تتقدّم ال�صني �أبعد‬

‫الصين بدأت الدخول في تقانات الفضاء‬ ‫لمساحتهاالمتراميةاألطراف‪،‬ولتضييق‬ ‫الفجوة مع الواليات المتحدة األمريكية؛‬ ‫ففي نوفمبر عام ‪2016‬م أطلقت وكالة‬ ‫أبحاث وعلوم الفضاء الصينية صاروخ ًا‬ ‫فضائي ًا ثقيل الدفع طويل المدى‪ ،‬وحقّ قت‬ ‫بذلك الخطوة األولى من أجل بناء محطة‬ ‫فضائية خاصة بها في مدار حول األرض‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫من جمرد تقليد التقانة الأجنبية‪� ،‬أو احل�صول على‬ ‫تراخي�ص ا�ستخدامها‪.‬‬ ‫هل ميكن لل�صني ك�سر اعتمادها على التقانة الأجنبية؟‬ ‫رمبا يحدث ذلك �إذا ا�ستطاعت التغلب على التحديات‬ ‫اجليو�سيا�سية؛ فمع تطور ال�صني تزداد التمزّقات‬ ‫و�ضوح ًا؛ لأن توافر فائ�ض اليد العاملة يف ال�صني مي ّثل‬ ‫بداي ًة للتو ّقف مع زيادة الأجور حملي ًا‪ ،‬وللتعوي�ض تتب ّنى‬ ‫بكني وتبني ‪�-‬إن مل يكن بال�ضرورة تط ّور‪ -‬الروبوتات‬ ‫ال�صناعية والتقانات املتقدمة التي قد ت�سمح لها بالتغلب‬ ‫�أخري ًا على احلواجز اجليو�سيا�سية التي عرقلت التقدم‬ ‫يف املا�ضي‪ .‬لكن التعامل مع حتدّي عدد ال�سكان الكبري‬ ‫�سيكون مهم ًة �صعب ًة؛ ففي الواقع ميكن لأ�سواق العمل‬ ‫ونظم التعليم غري املرنة يف ال�صني �أن ت�صيب العمال‬ ‫مبزيدٍ من الإحباط؛ ب�سبب تناق�ص فر�ص العمل �إذا‬ ‫�أ�صبحت مهاراتهم ال تتنا�سب مع متطلبات �سوق العمل‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن التقانة اجلديدة �ست�ساعد ال�صني‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫مركبات ذاتية القيادة يف امل�ستقبل‬

‫‪147‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫املرجح‬ ‫على ت�صحيح بع�ض �أوجه الق�صور هذه �إال �أنه من ّ‬ ‫�أن تظ ّل ال�صني يف املرتبة التالية وراء زعماء العامل‬ ‫ب�سبب القيود املت�أ�صلة جذورها يف البالد‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ومع �أن ال�صني دولة نامية‪ ،‬فهي متقدمة‬ ‫ن�سبي ًا يف التقانات التي تدعم املبادرات الأمنية الوطنية‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك الف�ضاء والتقانات القائمة على ميكانيكا‬ ‫الكم‪ ،‬والتقانة احليوية والأمن ال�سيرباين‪ ،‬وتع ّد ال�صني‬ ‫يف بع�ض هذه القطاعات؛ مثل التقانات القائمة على‬ ‫ميكانيكا الكم‪ ،‬من �ضمن البالد املتقدمة يف هذا املجال‬ ‫يف العامل‪ ،‬بينما تعاين يف جماالت �أخرى؛ مثل املحركات‬ ‫النفاثة املتطورة‪ ،‬لكي تتم ّكن من جتاوز ت�صميمات‬ ‫الهند�سة العك�سية من اخلارج‪ ،‬و�ستوا�صل بكني الرتكيز‬ ‫يف التقانات الع�سكرية يف النظم التعليمية‪ ،‬وتنفق ب�سخاء‬ ‫يف متويل البحوث والتطوير يف هذه املجاالت‪.‬‬ ‫قد يكون �أقرب مدار منخف�ض يف الف�ضاء الكوين فوقنا‬ ‫على ارتفاع يراوح بني ‪ 160‬و‪2000‬كم‪ ،‬وهو مو�ضوع‬ ‫�أ�صبح ذا �أهمية متزايدة ل�سكان الأر�ض‪ ،‬لكن ال�س�ؤال‪:‬‬ ‫كيف يجري ا�ستثماره بكفاية؟‬

‫على الرغم من �أن الواليات املتحدة الأمريكية تقود العامل‬ ‫الآن يف ا�ستك�شاف الف�ضاء وا�ستغالله �إال �أن ال�صني بد�أت‬ ‫الدخول يف تقانات الف�ضاء ب�سبب م�ساحتها املرتامية‬ ‫الأطراف بهدف ت�ضييق الفجوة مع الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية‪ ،‬وقد �أطلقت وكالة �أبحاث وعلوم الف�ضاء‬ ‫ال�صينية يف نوفمرب عام ‪2016‬م �صاروخ ًا ف�ضائي ًا ثقيل‬ ‫الدفع طويل املدى‪ ،‬وبذلك ح ّققت اخلطوة الأوىل من �أجل‬ ‫بناء حمطة ف�ضائية خا�صة بها يف مدار حول الأر�ض‪.‬‬ ‫اليابان‪ :‬اقتصاد شيخ كبير‬

‫على مدى العقود القليلة املقبلة �ستواجه اليابان‬ ‫حتدّيني رئي�سني‪ ،‬هما‪� :‬صعود ال�صني مناف�س ًا ع�سكري ًا‬ ‫واقت�صادي ًا دفع طوكيو �إىل �إعادة اجلي�ش �إىل و�ضعه‬ ‫الطبيعي‪ ،‬و�إجبار ال�شركات اليابانية على التكيف مع‬ ‫املناف�سات االقت�صادية اجلديدة‪ .‬ويف الوقت نف�سه‪ ،‬فمن‬ ‫املتوقع �أن تت�سبب الأزمة الدميوجرافية يف اليابان يف‬ ‫خف�ض �سكان البالد بنحو ‪ %10‬يف ال�سنوات الـ‪ 15‬املقبلة‪،‬‬ ‫ومن َث ّم خف�ض قوتها العاملة‪ .‬لذلك �ستعمل اليابان على‬

‫بطارية تُر�سل الطاقة عرب الهواء‬

‫‪148‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫روبوت ب�شري‬

‫تطوير التقانات التي ت�ساعد على التخفيف من الآثار‬ ‫االقت�صادية للرتاجع الدميوجرايف من خالل دعم ما‬ ‫لديها من القدرات املالية و�أنظمة التعليم اجليدة‪ ،‬وهو‬ ‫ما �سي�ضع اليابان يف طليعة تقانات الت�صنيع الأكرث‬ ‫تقدم ًا‪ ،‬ويف �صدارة تقانات الروبوتات الناب�ضة باحلياة‪،‬‬ ‫وكذلك يف جماالت الرعاية ال�صحية والأدوية‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فالرتكيز يف منو اقت�صادي ّ‬ ‫مطرد ميكن �أن يعوق‬ ‫متويل التطور التقاين الع�سكري والتقانات املتقدمة‪ ،‬لكن‬ ‫تكاليف جتاهل الأزمة ال�سكانية �ستكون مرتفعة جد ًا يف‬ ‫اليابان‪ ،‬وكذلك انخفا�ض عائدات ال�ضرائب من �ش�أنه‬ ‫�أن يق ّلل من قدرة اليابان على الإنفاق يف جميع املجاالت‬ ‫التقانية‪ ،‬وما دامت اليابان ال تزال حتت املظلة الأمنية‬ ‫للواليات املتحدة الأمريكية فيمكن لها حت ّمل احلفاظ‬ ‫على ميزة اقت�صادية �أعلى من ال�صني وكوريا اجلنوبية‪.‬‬

‫يمكن لتقانات التصنيع المتقدمة استخدام‬ ‫الروبوتاتوالتصنيعالجمعيبالطباعة‬ ‫الثالثية األبعاد وغيرها من التقانات‬ ‫الناشئة لكي تحدث تغيير ًا جذري ًا في‬ ‫عملية التطور الجيوسياسي للدول‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ت�ؤدي التطورات التقانية واملكا�سب االقت�صادية يف‬ ‫االحتاد الأوروبي �إىل مزيدٍ من االنق�سام يف القارة؛‬ ‫ف�أملانيا والنم�سا وبلجيكا وهولندا واململكة املتحدة‬ ‫والدول الإ�سكندنافية لي�ست فقط املح ّرك االقت�صادي‬ ‫يف �أوروبا‪ ،‬لكنها �أي�ض ًا القوة التقانية‪ .‬ومثل اليابان‪،‬‬ ‫(‪)18‬‬ ‫ف�إن هذه الدول �ست�شهد تراجعات دميوجرافية‬ ‫يف ال�سنوات املقبلة قد حت ّول انتباههم �إىل اعتماد‬ ‫تقانات ت�سمح بتخفيف عبء تقل�ص قوة العمل‪ ،‬ويعتمد‬ ‫حتديد مدى ذلك ‪�-‬إىل حدٍّ ما‪ -‬على م�ستقبل االحتاد‬ ‫(‪)19‬‬ ‫الأوروبي نف�سه؛ ف�إذا بقيت كتلة ومنطقة (�شنجن)‬ ‫فيحتمل �أن تلج�أ دول (�شنجن) �إىل م�صادر عمالة‬ ‫�أق ّل تكلفة من داخل االحتاد الأوروبي لتحرير قطاعات‬ ‫البحوث والتطوير من �أجل الرتكيز يف جماالت �أخرى‬ ‫من التقانة‪ .‬وقد يكون العك�س �صحيح ًا لدى �إيطاليا‬ ‫و�إ�سبانيا واليونان والربتغال و�أجزاء من فرن�سا؛ فهذه‬ ‫الدول ‪-‬مقارن ًة بنظرائها يف ال�شمال‪ -‬لديها قدرة �أق ّل‬ ‫على الو�صول �إىل ر�أ�س املال و�أ�سواق العمل غري املرنة‬ ‫املرجح �أن تنفق هذه املنطقة كثري ًا‬ ‫خا�ص‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ب�شكل ّ‬ ‫من العقد املقبل يف التعامل مع تداعيات الأزمات املالية‬ ‫امل�ستمرة‪ ،‬و�أال متلك املوارد الالزمة لرت�سيخ البحوث‬ ‫والتطوير �أو التقانات النا�شئة؛ لذلك فقد يق ّرر معظم‬ ‫العمال املهرة يف هذه البلدان البحث عن عمل يف � ّأي‬ ‫مكان �آخر يف كتلة االحتاد الأوروبي‪ ،‬وهو ما قد ي�ؤدي‬ ‫�إىل حتمية ت�أخر جنوب �أوروبا �أبعد من ذلك وراء بقية‬ ‫العامل املتقدم يف جمال العلوم والتقانة‪.‬‬ ‫نموذج جديد للتنمية‬

‫كما �أن التقانات النا�شئة �سيكون لها دور حا�سم يف حتديد‬ ‫م�سار العامل املتقدم‪ ،‬حتى ت�أثريها �سيكون �أكرث عمق ًا‬ ‫يف الدول النامية‪ ،‬ف�إنه ميكن لتقانات الت�صنيع املتقدمة‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫أوروبا‪ :‬الفجوة تتّسع‬

‫‪149‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫با�ستخدام الروبوتات والت�صنيع اجلمعي بالطباعة‬ ‫الثالثية الأبعاد وغريها من التقانات النا�شئة �أن حتدث‬ ‫تغيري ًا جذري ًا يف عملية تطور البلدان اجليو�سيا�سي؛‬ ‫فال�صناعة جزء ال يتجز�أ من التقدم االقت�صادي للواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية و�أملانيا واليابان وكوريا اجلنوبية‬ ‫وال�صني الآن‪ ،‬وعلى الرغم من �أن الت�صنيع املتقدم قد ال‬ ‫ّ‬ ‫يحطم هذا النموذج �إال �أنه ميكن �أن يح ّد من مدى التطور‬ ‫الذي ميكن �أن يحدث يف وقت واحد يف جميع �أنحاء‬ ‫العامل‪ ،‬وهو ما يق ّلل من عدد البلدان �أو املناطق التي‬ ‫ميكنها اال�ستفادة من هذه العملية‪ .‬وف�ض ًال عن ذلك‪،‬‬ ‫ف�إنه �سيجري تغيري طريق البلدان النامية نحو حتقيق‬ ‫الكفاءة التقانية‪ ،‬وتغيري �أ�سلوب الدورة العتيقة من تقليد‬ ‫التقانات القائمة‪ ،‬ثم تعديلها‪ ،‬ثم تطويرها حملي ًا‪.‬‬ ‫اللحاق بركب العامل املتقدم يف جمال العلوم والتقانة‬ ‫لي�س بالأمر الهني؛ فقد ا�ستغرق الأمر يف اليابان‬ ‫وكوريا اجلنوبية عدة �أجيال ال�ستكمال هذه اخلطوة من‬ ‫الت�صنيع املنخف�ض �إىل الت�صنيع العايل(‪ ،)20‬ومن تقليد‬

‫‪150‬‬

‫‪%‬‬

‫التقانات �إىل االبتكار‪ .‬ومن ال�صعب ت�ص ّور �أن � ّأي بلد‬ ‫يف العامل النامي ميكن �أن يق ّلل من زمن هذه العملية‪،‬‬ ‫ويجعلها ت�صل حتى �إىل م�ستوى تايوان �أو ال�صني يف‬ ‫التنمية التقانية يف ال�سنوات الع�شرين املقبلة‪ .‬والدول‬ ‫التي لديها �أف�ضل فر�صة لأن تقرتب من ذلك الإجناز‬ ‫هي تلك الدول التي لديها ثروة من ر�أ�س املال الب�شري؛‬ ‫مثل الهند؛ فهي �ستكون حري�ص ًة على تبني التقانات‬ ‫التي ت�ساعد على التغلب على القيود اجلغرافية والبنية‬ ‫التحتية التي �أعاقت قطاع الت�صنيع‪ ،‬مع �أن هذه العملية‬ ‫�ستكون بطيئ ًة‪ .‬ويف الوقت نف�سه‪ ،‬ف�إن حجم الهند الكبري‬ ‫واملوارد الهائلة �سيم ّكناها من التناف�س مع مزيدٍ من‬ ‫الدول املتقدمة يف املجاالت التي تركز فيها احلكومة‬ ‫الهندية بالفعل‪ ،‬مثل تطوير الأجهزة الع�سكرية؛ لأن‬ ‫زيادة عدد ال�سكان لي�ست نقمة‪ ،‬بل هي نعمة بح�سن‬ ‫اال�ستثمار يف التعليم والتدريب‪.‬‬ ‫منذ �أن �ساعد كوبرنيكو�س وجاليليو وكيبلر يف الدخول‬ ‫�إىل ع�صر التقانة تغيرّ ت ديناميكية العامل �أكرث و�أكرث‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫الهوامش‬ ‫(‪ )1‬نيكوال�س كوبرنيكو�س (‪1543 –1473‬م)‪ :‬راهب بولندي وعامل ريا�ضة وفيل�سوف وفلكي وطبيب ودبلوما�سي وجندي‪ ،‬كان �أحد �أعظم علماء‬ ‫ع�صره‪ ،‬وهو �أول من �صاغ نظرية مركزية ال�شم�س‪ ،‬وكون الأر�ض جرم ًا يدور يف فلكها يف كتابه عن دوران الأجرام ال�سماوية‪.‬‬ ‫عال فلكي وفيل�سوف وفيزيائي �إيطايل‪ ،‬ن�شر نظرية كوبرنيكو�س ودافع عنها بقوة على �أ�س�س فيزيائية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬جاليليو جاليلي (‪1642 -1564‬م)‪ :‬مِ‬ ‫(‪ )3‬يوهانز كيبلر (‪1630-1571‬م)‪ :‬عامل ريا�ضيات وفلكي وفيزيائي �أملاين كان �أول من و�ضع قوانني ت�صف حركة الكواكب بنا ًء على نظرية‬ ‫كوبرنيكو�س وجاليليو‪.‬‬ ‫(‪� )4‬أبو بكر �سلطان‪« ،‬هل تتجه التقانة �إىل نقطة التالقي؟»‪ ،‬جملة الفي�صل العلمية‪ ،‬عدد �سبتمرب عام ‪2016‬م‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ي�شري الت�صنيع اجلمعي �إىل العملية التي ت�ستخدم فيها ت�صميمات البيانات الرقمية ت�صميم ًا ثالثي الأبعاد لبناء عنا�صر املنتج يف طبقات‬ ‫عن طريق ترتيب املواد‪ ،‬وي�ستخدم م�صطلح (الطباعة الثالثية الأبعاد) مرادف ًا له على نحو متزايد‪.‬‬ ‫حي‪ ،‬و ُي�س َّمى‬ ‫لكائن‬ ‫اجلينوم‬ ‫يف‬ ‫ا�ستبداله‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫حذفه‬ ‫يتم فيها �إدراج احلم�ض النووي �أو‬ ‫(‪ )6‬حترير اجلينوم هو نوع من الهند�سة الوراثية التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫حي من النبات واحليوان والبكترييا واخلمائر‪ ،‬وهي يف املراحل الأوىل‬ ‫كائن‬ ‫ل‬ ‫الوراثية‬ ‫�أي�ض ًا (التحرير اجليني)‪ ،‬من خالل �إعادة كتابة املادة‬ ‫أيّ‬ ‫ّ‬ ‫للتطبيق على الإن�سان‪.‬‬ ‫(‪ )7‬تعتمد احلا�سبات احلالية على رموز ثنائية (�صفر �أو واحد ِبت ‪ ،)bit‬بينما تُقا�س كمية البيانات يف احلو�سبة الكمية بـ(الكيوبت‬ ‫اخلوا�ص الكمية للذرات لتمثيل البيانات ومعاجلتها‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل ا�ستخدام قواعد ميكانيكا الكم لبناء وتنفيذ التعليمات‬ ‫‪)qubit‬؛ ا�ستفاد ًة من‬ ‫ّ‬ ‫والعمليات على هذه البيانات‪.‬‬ ‫وتعطل �شبكة ال�سوق والقيمة احلالية �أو ّ‬ ‫(‪ )8‬التقانات التخريبية هي التي ت�ساعد على خلق �سوق وقيمة جديدة‪ّ ،‬‬ ‫تعطل اندثار التقانة ال�سابقة‪.‬‬ ‫(‪ )9‬اجليو�سيا�سية �أو اجلغرافيا ال�سيا�سية‪ :‬درا�سة كيف يكون للجغرافيا واالقت�صاد ت�أثري يف ال�سيا�سة والعالقات بني الدول‪.‬‬ ‫‪(10)https://www.theguardian.com/world/2016/oct/24/cold-war-20-how-russia-and-the‬‬‫‪west-reheated-a-historic-struggle.‬‬

‫(‪ )11‬ال�شركة النا�شئة‪� :‬شركة ذات تاريخ ت�شغيلي ق�صري حديثة الإن�شاء ويف طور النمو والبحث عن الأ�سواق‪.‬‬ ‫(‪ )12‬ر�أ�س املال اال�ستثماري‪ :‬هو التمويل الذي يتيح للم�ستثمرين بدء ت�شغيل ال�شركات وامل�ؤ�س�سات التجارية ال�صغرية التي ُيعتقد �أن لديها‬ ‫�إمكانات النمو على املدى الطويل بتطبيق تقانة جديدة‪ ،‬ومفاهيم جديدة للت�سويق‪ ،‬ومنتجات جديدة مل يتم الت�أكد منها‪ ،‬وحتمل عاد ًة خماطرة‬ ‫مرتفعة للم�ستثمرين‪.‬‬ ‫(‪ )13‬متويل ال�شركات‪ :‬فرع من فروع التمويل بتحويل �أ�صول ال�شركة �إىل �أ�سهم يف حالة وجود �صعوبات مالية‪ ،‬و�إذا ن�ش�أت �صعوبات ف�إن اخل�سائر‬ ‫ت�أتي من �أ�صول ال�شركات بد ًال من الدخل الت�شغيلي‪ ،‬ويكمن الهدف الرئي�س لتمويل ال�شركات يف تعزيز قيمة ال�شركة‪ ،‬و�إدارة املخاطر املالية‪.‬‬ ‫(‪ )14‬الروبوت الب�شري‪ :‬روبوت له ج�سم ي�شبه �شكل ج�سم الإن�سان‪.‬‬ ‫‪(15) http://data.worldbank.org/data-catalog/GDP-ranking-table.‬‬

‫الكم‪ :‬ظواهر على م�ستوى الذرة واجل�سيمات دون الذرية التي تدمج اخلوا�ص اجل�سيمية واخلوا�ص املوجية؛ �أي‪ :‬ازدواجية‬ ‫(‪ )16‬ميكانيكا ّ‬ ‫املوجة‪ -‬اجل�سيم‪ ،‬وال ت�صدر املوجات الكهرومغناطي�سية ب�شكل م�ستمر متّ�صل‪ ،‬بل ت�صدر على �شكل كميات متقطعة‪ ،‬مع عدم الت�أكد من حتديد‬ ‫املو�ضع وكمية احلركة للأنظمة الكمية والطاقة والزمن‪.‬‬

‫_ ‪(1 7 )h t t p ://d a t a .w o r l d b a n k .o r g /i n d i c a t o r /N Y .G D P .P C A P .P P .C D ? n a m e‬‬ ‫‪desc=true&view=chart.‬‬

‫(‪ )18‬دميوجرايف‪ :‬ك ّل ما له عالقة بالرتكيبة ال�سكانية‪.‬‬ ‫(‪ )19‬منطقة �شنجن‪ :‬منطقة ت�ضم ‪ 26‬دولة �أوروبية‪� ،‬ألغت جوازات ال�سفر و�ضوابط الهجرة على احلدود امل�شرتكة الداخلية بينهما‪ ،‬وهي مبنزلة دولة‬ ‫واحدة لأغرا�ض ال�سفر الدويل‪ ،‬مع وجود �سيا�سة ت�أ�شريات م�شرتكة‪.‬‬ ‫(‪ )20‬الت�صنيع العايل مثل‪� :‬صناعات الطاقة اجلديدة وحماية البيئة‪ ،‬وت�صنيع املعدات‪ ،‬والتقانة احليوية‪ ،‬والطريان‪ ،‬والتقانة اخل�ضراء‬ ‫والكهربائية والإلكرتونية‪ ،‬والأجهزة الطبية‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫مع ك ّل ثورة الحقة‪ ،‬وت�سمح لنا درا�سة التفاعل بني التقانة تبني التقانات املنا�سبة لو�ضع البلد اجليو�سيا�سي‪ ،‬وبذلك‬ ‫واجلغرافيا ال�سيا�سية بالتنب�ؤ بكيفية حدوث التقدم �ستتغيرّ لي�ست فقط طريقة حياة النا�س‪ ،‬و�إمنا �أي�ض ًا‬ ‫ال�سريع يف امل�ستقبل‪ ،‬وت�ساند التخطيط الإ�سرتاتيجي يف الطريقة التي تتفاعل بها الدول مع ًا‪.‬‬

‫‪151‬‬


‫مستقبليات‬

‫تقنية الطباعة الثالثية األبعاد ‪3D.printing‬‬ ‫ّ‬ ‫المبشرة بتغيير‬ ‫المتقدمة‪،‬‬ ‫من التقنيات‬ ‫ّ‬ ‫وجه مستقبل الصناعات في العالم؛ فقد‬ ‫بقوة في كثير من المجاالت‪ ،‬وتباينت‬ ‫دخلت‬ ‫ٍ‬ ‫تطبيقاتها المدهشة‪ ،‬واستفاد منها المجال‬ ‫الطبي كغيره من المجاالت‪ ،‬خصوص ًا في‬ ‫صناعة األعضاء؛ فصارت األعضاء البشرية‬ ‫المطبوعة حقيقة واقعة؛ فاألذن أمكن‬ ‫طباعتها‪ ،‬وكذا المفاصل‪ ،‬حتى الشرايين‬ ‫واألوعية الدموية واألعضاء الداخلية‪،‬‬ ‫يقول هورد ليبسون األستاذ المشارك في‬ ‫الهندسة الحيوية بجامعة كورنيل في‬ ‫نيويورك بالواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬ ‫«هذه هي البدايات‪ ،‬ومجاالت المواد‬ ‫المستخدمة في الطباعة الثالثية األبعاد‬ ‫آخذة في التوسع‪ ،‬والتكاليف المادية لها‬ ‫ّ‬ ‫وكل ما نراه اليوم من‬ ‫آخذة في التناقص‪،‬‬ ‫تطبيقات ليس سوى غيض من فيض ما‬ ‫سيكون في المستقبل»‪.‬‬

‫‪152‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫عصر طباعة‬

‫األعضاء البشرية‬ ‫حقيقة واقعة‬ ‫‪153‬‬ ‫حسني عبدالمعز عبده عبدالحافظ‬ ‫باحث وكاتب صحفي مصري‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫الطباعة الثالثية األبعاد وفرص غير محدودة‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫�شهد عام ‪2007‬م �أول التطبيقات الطبية للطباعة‬ ‫الثالثية الأبعاد‪ ،‬وكانت قطعة ن�سيج قادرة على تو�صيل‬ ‫نب�ضات كهربائية �إىل القلب‪ .‬وبح�سب تقرير عن‬ ‫التطبيقات البيولوجية للطباعة الثالثية الأبعاد‪ ،‬ن�شرته‬ ‫(ذي �إيكونومي�ست) الربيطانية حتت عنوان (طباعة‬ ‫جزء م ّني)‪ ،‬ورد �أن بناء �أن�سجة اجل�سم احلية بالطباعة‬ ‫الثالثية الأبعاد �سي�صبح جتارة رائجة جديدة؛ ففي‬ ‫غرفة تكنولوجية مع ّقمة يقوم باحثون ب�إعداد خرطو�شة‬ ‫طباعة ممتلئة‪ ،‬لي�ست باحلرب التقليدي‪ ،‬و�إمنا مبادة‬ ‫مو�صل بجهاز‬ ‫�سائلة لزجة حليبية‪ ،‬وبجانبها حا�سب �آيل ّ‬ ‫ي�شبه جهاز مو ّزع الآي�س كرمي‪ ،‬وبدل الفوهة الوا�سعة‬ ‫العادية هناك فوهتان متّ�صلتان ب�إبرتني طويلتني‪،‬‬ ‫وحينما ي�ضغط الباحث على جهاز الت�شغيل تبد�أ هاتان‬ ‫ويرت�سب هذا‬ ‫الإبرتان يف الدفع بخاليا جذعية حية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫احلرب البيولوجي على �شكل طبقات دقيقة جتمع بني‬ ‫اخلاليا احلية ومادة هالمية؛ ليت�ش ّكل الع�ضو املطلوب‬ ‫طباعته‪ ،‬وخالل �أربعني دقيقة فقط تنتهي املهمة‪.‬‬ ‫وبح�سب روبرت موري�سون من جامعة مي�شيجان‬ ‫الأمريكية‪ ،‬الذي �شارك يف عدد من التجارب ال�سريرية‬ ‫لإنتاج �أن�سجة و�أع�ضاء مطبوعة‪ ،‬ف�إن «الطباعة الثالثية‬ ‫الأبعاد �ستو ّفر فر�ص ًا غري حمدودة على ال�صعيد‬

‫الطبي‪ ...‬لقد جنحنا يف طباعة طرف �صناعي ي�شبه‬ ‫الأنبوب‪ ،‬م�ؤ ّلف من بوليمر قابل للتح ّلل يف اجل�سم‪،‬‬ ‫ويتمتع مبرونة كبرية‪ ،‬وميكن ا�ستخدامه لإنقاذ املر�ضى‬ ‫الذين يعانون م�شكالت يف التنف�س»‪ .‬وكانت م�ؤ�س�سة‬ ‫�أورجانوف الأمريكية للطباعة البيولوجية قد �أ�صدرت‬ ‫تقرير ًا �أ�شارت فيه �إىل �أن فريق ًا من العلماء جنح يف‬ ‫التغلب على العقبة الكربى يف عملية ت�صنيع الن�سيج‪،‬‬ ‫وهي �ضرورة وجود �شبكة الأوعية املطلوبة لتوفري‬ ‫الأك�سجني‪ ،‬واملغذيات التي يحتاج �إليها الن�سيج للبقاء‬ ‫حي ًا‪ ،‬وبح�سب التقرير‪« :‬لقد مت ّكنا من �إخراج ن�سيج‬ ‫حي بكامل �شبكة الأوعية‪ ،‬وكانت �سماكة الن�سيج تعادل‬ ‫ّ‬ ‫�سماكة �أربع �أوراق مر�صوفة»‪ .‬وي�شري فيليو نا�سيتي‬ ‫و�ألي�ساندرو زومباريلي ‪-‬من فريق بحث �إيطايل يعكف‬ ‫حالي ًا على م�شروع (طباعة عني مب�صرة)‪� ،‬إىل �أن‬ ‫«التقدم الكبري يف الطباعة البيولوجية جعلنا نتوقع‬ ‫يف امل�ستقبل القريب �إمكانية طباعة الأع�ضاء ب�سهولة‪،‬‬ ‫وتوظيف �أجزاء اجل�سم‪ ،‬وال�سماح للإن�سان ب�أن ي�ستبدل‬ ‫املناطق التي بها خلل‪� ،‬أو حت�سني الأداء القيا�سي فيها»‪.‬‬

‫في غرفة تكنولوجية معقّ مة يقوم‬ ‫باحثون بإعداد خرطوشة طباعة‬ ‫ممتلئة بالحبر البيولوجي الذي‬ ‫يترسب على شكل طبقات دقيقة‬ ‫ّ‬ ‫ليتشكّ ل العضو المطلوب طباعته‬ ‫خالل أربعين دقيقة‬

‫‪154‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ما كانوا يفعلونه هو �إزالة جزء من اجلمجمة‪ ،‬وا�ستبدال‬ ‫جزء من جمجمة �شخ�ص �آخر به‪� ،‬إال �أن هذا الأمر كان‬ ‫يتطلب �إجراء العملية بني مدة و�أخرى‪ ،‬ومل يذهب الأمل‪،‬‬ ‫الذي كان يعاود �ضغوطه على الفتاة‪� ،‬إىل �أن اهتدى �أحد‬ ‫الأطباء �إىل فكرة ت�صميم مقاطع جلمجمة وطباعتها بعد‬ ‫�إجراء م�سح عايل الدقة جلميع �أجزاء الر�أ�س‪ ،‬والت�أكد من‬ ‫الأبعاد على نحو �شديد الدقة‪ ،‬ثم زرعت هذه املقاطع يف‬ ‫ر�أ�س املري�ضة‪ ،‬التي �أ�صبحت حالتها م�ستقرة بعد انق�ضاء‬ ‫وحت�سنت حالتها ب�شكل‬ ‫مدة املالحظة الطبية امل�ستمرة‪ّ ،‬‬ ‫وحت�سنت‬ ‫كبري‪ ،‬ومل ت ُعد تعاين نوبات الدوار وال�صداع‪ّ ،‬‬ ‫الر�ؤية لديها‪ ،‬حتى �إنها تركت نظارتها الطبية‪.‬‬

‫أول جمجمة مطبوعة‬

‫�أعلنت �شركة �أك�سفورد ملواد الأداء ‪ OPM‬يف بريطانيا‪،‬‬ ‫وهي �شركة عاملية معروفة ببيع البلوليمرات العالية‬ ‫الأداء‪ ،‬عن طرح منتج طبي جديد ُيدعى ‪osteofab‬‬ ‫بعد �أن ح�صلت يف فرباير عام ‪2013‬م على موافقة هيئة‬ ‫الأغذية والدواء الأمريكية على �صالحية ا�ستخدام املنتج‪،‬‬ ‫وهو جمجمة مطبوعة بالأبعاد الثالثية‪ ،‬مدعومة بخاليا‬ ‫جذعية‪ ،‬ميكن �أن تنمو ب�شكل طبيعي يف العظام اجلديدة‪،‬‬ ‫وقد �أُجريت بالفعل �أول عملية لزراعة هذه اجلمجمة‬ ‫املطبوعة على مري�ض يف عقده الرابع‪.‬‬ ‫ويف بداية عام ‪2015‬م‪ ،‬تخ ّل�صت فتاة �أملانية تبلغ من‬ ‫العمر ‪ 22‬عام ًا من �آالمها؛ �إذ كانت تعاين مر�ض ًا نادر ًا‬ ‫يف عظام اجلمجمة ي�سبب لها زيادة يف �سماكتها ب�شكل طباعة األذن‬ ‫تو�صل فريق من مهند�سي الطب احليوي يف جامعة كورنيل‬ ‫مطرد‪ ،‬وهو ما �س ّبب لها كثري ًا من امل�شكالت الطبية؛‬ ‫ّ‬ ‫مثل‪ :‬ال�صداع ال�شديد‪ ،‬والدوار‪ ،‬و�ضعف الإب�صار‪ ،‬واتّفق �إىل طباعة �أذن بديلة حمقونة باخلاليا احلية‪ ،‬وبح�سب‬ ‫الأطباء على �أنه لي�س هناك عالج نوعي لهذا املر�ض‪ ،‬وك ّل ما �ص ّرح به جي�سون �سبيكتور ‪�-‬أحد �أع�ضاء الفريق‪ -‬ف�إن‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪155‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫هذا الإجناز «يع ّد خطوة �أوىل يف �سبيل �إيجاد حلول‬ ‫للأطفال املولودين ب�أذن تالفة‪� ،‬أو للأ�شخا�ص الذين‬ ‫تعر�ضوا حلوادث �أو �أمرا�ض‪ ...‬ونحن جنري جتارب‬ ‫الآن حول كيفية زراعة ما يكفي من غ�ضروف �أذن‬ ‫الطفل املتبقي يف املخترب؛ لتنمو الأذن اجلديدة‪ ،‬ثم‬ ‫تتم زراعتها يف املكان ال�صحيح»‪ .‬ويف الإطار ذاته‪ ،‬كان‬ ‫ّ‬ ‫عدد من العلماء يف جامعة برين�سيتون للأبحاث بوالية‬ ‫نيوجري�سي الأمريكية قد �أعلنوا �أنهم جنحوا يف �إنتاج‬ ‫�أذن مطبوعة‪ ،‬وهي ‪-‬بح�سب ت�صريحهم‪« -‬ال ت�ش ّكل‬ ‫بدي ًال للأذن الطبيعية من حيث املظهر فقط‪ ،‬و�إمنا‬ ‫ت�ضم م�ست�شعرات مبنية يف ن�سيجها ت�ساهم يف حت�سني‬ ‫قدرات ال�سمع‪ ،‬وجرى ت�شكيل هذه الأذن با�ستخدام‬ ‫خليط من مادة الهيدروجل وخاليا جذعية من العجل‬ ‫دجمت بجزيئات ف�ضة متناهية ال�صغر تتولىّ عمل‬ ‫متخ�ص�ص يف الهند�سة‬ ‫الهوائي»‪ .‬ويعكف باحث تقني‬ ‫ّ‬ ‫احليوية يف بريطانيا‪ُ ،‬يدعى توم فريب‪ ،‬بتعاونٍ مع‬ ‫علماء يف جامعة �شيفلد‪ ،‬على ت�صميم مناذج مطبوعة‬ ‫ثالثية الأبعاد للأنف والذقن والأذن با�ستخدام‬ ‫ال�سيليكون الطبي والأ�صباغ‪.‬‬

‫جبيرة مطبوعة تعيد التنفس إلى طبيعته‬

‫ورد يف درا�سة ُن�شرت �أجزاء مط ّولة منها يف دورية‬ ‫(�ساين�س ترا�سالي�شنل ميدي�سن) �أن الطباعة الثالثية‬ ‫الأبعاد و ّفرت �أخري ًا ح ًال مثالي ًا ملر�ض يدعى (تريكيو‬ ‫مالي�شيا)‪ ،‬وهو نوع حا ّد من تق ّل�ص الرئة ي�صاب به بع�ض‬ ‫الأطفال الر�ضع؛ �إذ ت�ضيق حلقات الغ�ضروف التي ت�شكل‬ ‫الق�صبة الهوائية؛ في�صعب التنف�س‪ ،‬وتتهدّد احلياة‪.‬‬ ‫ومل يكن ثمة عالج متوافر لل�شفاء من هذا املر�ض يف‬ ‫مرحلته النهائية‪ ،‬التي يطول فيها مب�ستويات متفاوتة‬ ‫مولود ًا حديث ًا واحد ًا من بني ك ّل �ألفي مولود يف العامل‪،‬‬ ‫�إىل �أن اخرتع العالج اجلديد‪ .‬ولنرتك جلني جرين‬ ‫�أ�ستاذ طب الأطفال يف جامعة مي�شيجان‪ -‬امل�شارك يف‬‫هذا االخرتاع وا�ستخدامه �أول مرة مع �سكوت هول�سرت‬ ‫الأ�ستاذ يف الهند�سة الطبية احليوية‪ -‬ليحدّثنا عنه‪:‬‬‫«ما ح ّققناه هو �إجناز بك ّل املقايي�س؛ فقد مت ّكنا للمرة‬ ‫الأوىل من ا�ستخدام الطباعة الثالثية الأبعاد يف ت�صميم‬ ‫جبرية و�ضعت حول ق�صبة الرئة ال�ضعيفة‪ ،‬و�سمحت‬ ‫ب�إعادة منط التنف�س الطبيعي للمر�ضى‪ ،‬وت�صميم هذه‬ ‫اجلبرية يكون من خالل م�سح �ضوئي تف�صيلي للق�صبة‬

‫‪156‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ما الطباعة الثالثية األبعاد؟‬ ‫متتالية من مادة ما بعضها فوق بعض‪ ،‬وهي بالطبع تختلف اختالف ًا كبير ًا عن الطباعة ذات‬ ‫البعدين‪ ،‬التي تقوم بالنسخ والزخرفة على الورق أو النسيج أو حتى طباعة الصور‪ .‬ويرى‬ ‫أكثر من واحد من كبار خبراء التقنية الحديثة أن الطباعة الثالثية األبعاد تم ّثل باب ًا مفتوح ًا‬ ‫على مصراعيه يمكن من خالل ولوجه قيام ثورة صناعية جديدة؛ فبعد أن كانت األشياء‬ ‫واألدوات واآلالت‪ ،‬حتى البسيطة منها‪ ،‬تحتاج إلى مهارة خاصة ال تتوافر إال لدى القليل‬ ‫من الناس أصبحت هناك آالت وماكينات تقوم بمهمة معينة لصناعة أشياء بعينها بكفاءة‬ ‫وسرعة أكبر‪ .‬ولنفترض أننا نرغب في صناعة مجموعة تروس متنوعة األشكال واألحجام‬ ‫لننتفع بها في آلة نستخدمها‪ ،‬فقد كانت هناك عقبتان رئيستان‪ :‬األولى هي محدودية‬ ‫األشخاص الذين يمتلكون المهارة الالزمة إذا رغبنا في صناعتها يدوياً‪ ،‬ومحدودية‬ ‫المهام‬ ‫ّ‬ ‫تخصص ّ‬ ‫التي تقوم بها اآلالت في صناعة التروس؛ إذ‬ ‫كل آلة لصناعة ترس بعينه؛ ألنها قد‬ ‫ّ‬ ‫ال تتمكّ ن من صناعة ترس آخر مختلف في الشكل أو الحجم‪ ،‬وهو ما يتطلب مزيد ًا من اآلالت‪،‬‬ ‫أي‬ ‫ومزيد ًا من اإلنفاق‪ ،‬وهنا تأتي أهمية الطباعة الثالثية األبعاد التي تقوم بمحاكاة ّ‬ ‫نموذج مجسم‪ ،‬أو ثالثي األبعاد‪ ،‬لتكون صورة طبق األصل منه‪.‬‬

‫الهوائية وال�شعيبات مبا ينا�سب ك ّل مري�ض على حدة‪،‬‬ ‫مع �آلة طبع ليزرية ثالثية الأبعاد‪ .‬وتتميز هذه اجلبرية‬ ‫ب�أنها ت�سمح للق�صبة الهوائية وال�شعيبات باال�ستمرار‬ ‫يف النمو‪ ،‬و�إنتاج كمية كافية من الن�سيج والغ�ضروف‬ ‫للتعوي�ض عن ال�ضعف‪ ،‬وهي تتحلل تدريجي ًا وتزول‬

‫متام ًا بعد �أن ت�ؤدي مهمتها على �أكمل وجه من دون‬ ‫� ّأي م�ضاعفات‪� ،‬أو احلاجة �إىل م�سكنات‪� ،‬أو ا�ستخدام‬ ‫جهاز تنف�س �صناعي‪ .‬ت�أ ّكدنا من ذلك لي�س من معاجلة‬ ‫حالة واحدة‪ ،‬بل كثري من احلاالت»‪.‬‬ ‫أمراض القلب واألوعية الدموية‬

‫نجح العلماء في طباعة طرف‬ ‫صناعي يشبه األنبوب مؤلف من‬ ‫بوليمر قابل للتحلل في الجسم‪،‬‬ ‫ويتمتع بمرونة كبيرة‪ ،‬ويمكن‬ ‫استخدامه إلنقاذ المرضى الذين‬ ‫يعانون مشكالت في التنفس‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫طالت تطبيقات الطباعة الثالثية الأبعاد طب القلب؛ �إذ‬ ‫ي�شري ماثيو براملت من م�ست�شفى الأطفال يف �إلينوي �إىل‬ ‫�أن العمليات اجلراحية للت�شوهات املعقدة يف بنية القلب‬ ‫�ست�ستفيد كثري ًا من الطباعة الثالثية الأبعاد؛ �إذ ميكن‬ ‫�إعداد مناذج �شبيهة ملا هو لدى قلوب املر�ضى‪ ،‬ثم يكون‬ ‫التدخل اجلراحي �أكرث فاعلية‪ ،‬ون�سبة جناح العملية �أكرب‪.‬‬ ‫ويقول �إك�سيل كريجر من املركز الطبي الوطني للأطفال‬ ‫يف وا�شنطن‪�« :‬أنتجنا ‪ 40‬منوذج ًا حلاالت مر�ضية خمتلفة‬ ‫يف بنية القلب‪ ،‬وا�ستخدامنا للطباعة الثالثية الأبعاد‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫هي أحد أشكال تكنولوجيا التصنيع؛ إذ يجري تكوين جسم ثالثي األبعاد بوضع طبقات رفيعة‬

‫‪157‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫يجعلنا على الطريق ال�صحيح نحو م�ستقبل �أف�ضل يف‬ ‫عالج �أمرا�ض القلب»‪.‬‬ ‫وكان فريق م�شرتك ي�ضم علماء من جامعة بن�سلفانيا‬ ‫ومعهد ما�سات�شو�ست�س للتقنية قد �أعلن �أنه «ط ّور‬ ‫ما ي�شبه الأوعية الدموية من خالل تقنية الطباعة‬ ‫الثالثية الأبعاد عرب ا�ستخدام ال�سكر ل�صنع قوالب‬ ‫ُي�ضخّ فيها ج ّل يحتوي على خاليا حتى ت�صبح‬ ‫متما�سكة ب�شكل جيد‪ ،‬ثم يقومون ب�إخراج القالب‬ ‫ال�سكري‪ ،‬وي�صبح هناك ما ي�شبه �شبكة الأوعية‬ ‫الدموية»‪ .‬ويعكف حالي ًا جونرت توفار‪ ،‬وهو عامل �أملاين‬ ‫يعمل رئي�س ًا ملعهد فرانهوفر للخاليا الهند�سية البيئية‬ ‫والتكنولوجيا احليوية‪ ،‬على م�شروع يحمل ا�سمه‬ ‫(م�شروع توفار لطباعة الأوعية الدموية)‪ ،‬ودخل‬ ‫امل�شروع حالي ًا مرحلة التطبيق على بع�ض احليوانات؛‬ ‫�إذ تخترب �أنظمة مطبوعة م�صممة على هيئة �أوعية‬ ‫دموية ب�إمكانها نقل الدم يف �أنحاء اجل�سم‪ ،‬وهي‬ ‫مطبوعة من مزيج البوليمرات واجلزيئات احليوية‪.‬‬

‫‪158‬‬

‫‪%‬‬

‫و�أ�شار �ستيوارت وليامز ‪-‬مدير معهد القلب والأوعية‬ ‫الدموية يف والية كنتاكي الأمريكية‪ -‬يف لقاء �أجرته‬ ‫معه (نيويورك بو�ست) �إىل �أن هناك �أبحاث ًا �شارفت‬ ‫على االنتهاء ت�ستخدم فيها تقنيات الطباعة الثالثية‬ ‫الأبعاد‪ ،‬وت�ستهدف «ا�ستبدال جراحات القلب بوا�سطة‬ ‫بناء مكونات قلب من خاليا جذعية م�أخوذة من‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫مزايا الطباعة الثالثية األبعاد‬

‫• أسرع وأسهل وأوفر في االستعمال من‬ ‫التكنولوجياتاألخرىللتصنيع‪.‬‬ ‫• تتيح للمطورين القدرة على طباعة أجزاء‬ ‫متداخلة معقدة التركيب‪.‬‬ ‫• تمكّ ن من صناعة أجزاء من مواد مختلفة‬ ‫بمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة‬ ‫يتم تركيبها معاً‪.‬‬ ‫• تنتج نماذج متشابهة‪ ،‬بل متطابقة تماماً‪،‬‬ ‫من نواحي الشكل والملمس والوظيفة‪.‬‬ ‫تعد مكلفة؛ إذ صارت منها طابعات‬ ‫• لم ُ‬ ‫بأسعار تصل إلى خمسة آالف دوالر‬ ‫أمريكي‪ ،‬كما ظهر مؤخر ًا طرز من الطابعات‬ ‫الثالثية األبعاد المنزلية أو الشخصية التي‬

‫طباعة قطعة من الكبد‬

‫�أعلنت �شركة الطباعة احليوية ‪� Organovo‬أنها جنحت‬ ‫يف ت�صنيع قطعة �صغرية من الكبد الب�شري بحجم ثالثة‬ ‫ملليمرتات‪ ،‬وعمق ‪ 0.5‬ملليمرت‪ ،‬و�أنها بد�أت بالفعل‬ ‫يف ت�سويق منتجها ب�سعر �ألفي دوالر �أمريكي‪ ،‬و�إذا كان‬ ‫بع�ضهم يرى �أنه �سعر مرتفع �إال �أن كثري ًا من �شركات‬ ‫الأدوية التي �أقبلت على �شراء املنتج ترى �أنه يو ّفر لها‬ ‫ماليني الدوالرات التي تنفق على الأبحاث التقليدية؛ �إذ‬ ‫من املمكن �أن ت�ستخدم �شركات الأدوية قطع الكبد هذه‬ ‫لدرا�سة ت�أثريات الأدوية ال�سامة يف الكبد الب�شري قبل �أن‬ ‫ت�ستخدم يف درا�سة ت�أثريها يف الب�شر �سريري ًا‪.‬‬

‫يصل سعرها إلى نحو ‪ 500‬دوالر فقط‪.‬‬ ‫تقدم عروض ًا هائلة لتطبيقات اإلنتاج في‬ ‫• ّ‬ ‫مختلف المجاالت‪.‬‬

‫ط ّور فريق من العلماء يف معهد ويك فور�ست للطب‬ ‫بالواليات املتحدة الأمريكية طابعة بيولوجية ثالثية‬ ‫الأبعاد مبقدورها ملء الفراغ املحروق من اجللد مب�ساحة‬ ‫ت�صل �إىل ‪� 10‬سنتيمرتات مربعة‪ ،‬بعمق واحد �سنتيمرت‪،‬‬ ‫خالل (‪ )30 -20‬دقيقة‪ .‬وتتف ّوق هذه التقنية احليوية‬ ‫اجلديدة‪ ،‬التي تنقل اجللد املطبوع مبا�شر ًة �إىل �سطح‬ ‫اجللد املحروق‪ ،‬على معاجلة حروق اجللد التقليدية‪،‬‬ ‫التي تعتمد على �أخذ جزء من �سطح اجللد ال�سليم‪ ،‬ونقله‬ ‫للزراعة يف منطقة اجللد املحروق‪ .‬وبح�سب القائمني على‬ ‫هذه التقنية‪ ،‬ف�سي�ستفيد منها مر�ضى ال�سكر امل�صابون‬ ‫بقروح‪ ،‬وامل�س ّنون الذين ال تندمل قروحهم ب�سرعة‪.‬‬ ‫وعلى اجلانب الآخر من الأطل�سي‪ ،‬ثمة جتارب و�صلت‬ ‫�إىل مرحلة متقدمة يقوم بها فريق من العلماء يف جامعة‬ ‫ليفربول الربيطانية لإنتاج جلد مطبوع ميكن ا�ستخدامه‬

‫المواصفات والمعايير القياسية‪.‬‬ ‫بأي حجم‬ ‫• إمكانية الحصول على المنتج ّ‬ ‫(كبير‪ ،‬أو متوسط‪ ،‬أو صغير‪ ،‬أو قطع بارزة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أو قطع متداخلة‪ ،‬أو أجزاء‬ ‫معشقة بزاوية‬ ‫ّ‬ ‫أقل من ‪ 90‬درجة‪ ،‬من الصعب ‪-‬إن لم يكن‬ ‫من المستحيل‪ -‬الحصول عليها بطرائق‬ ‫التشكيل التقليدية)‪ ،‬وال توجد حدود لمدى‬ ‫تعقيد التصميم‪.‬‬ ‫• نظام استرجاع متكامل للخامات‪.‬‬ ‫• دورة إنتاج قصيرة‪ ،‬وألنها مفتوحة‬ ‫المصدر فهي تساهم بشكل كبير في‬ ‫كسر احتكار الشركات الكبرى‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫‪159‬‬ ‫جلد بشري مطبوع‬

‫• سهولة التعديل في المنتج ليتماشى مع‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫تتعـــدد مـــــزايا الــطــباعة الثـالثيــة األبـعــاد‬ ‫ّ‬ ‫وفوائدها‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫املري�ض نف�سه‪ ،‬وميكن قبل نهاية العقد احلايل ظهور‬ ‫مكونات قلب كامل م�شتمل على الع�ضالت والأوعية‬ ‫الدموية وال�صمامات والأن�سجة الع�صبية»‪.‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫يف ترقيع الأمكنة امل�صابة يف حوادث‪ ،‬يقول جيم�س يو �أحد‬ ‫�أع�ضاء الفريق‪�« :‬إننا ن�ستخدم ما�سحات �ضوئية ثالثية‬ ‫الأبعاد لأخذ عينات من موا�ضع خمتلفة من اجللد‪ ،‬وهو‬ ‫ما ي�ساهم يف طباعة �أكرث جودة‪ ،‬كما �أن هناك م�ساعي‬ ‫لو�ضع قاعدة بيانات للعينات ت�ستفيد منها امل�ست�شفيات‬ ‫النائية من دون احلاجة �إىل ت�صوير اجللد مرة �أخرى»‪.‬‬ ‫في طب األسنان‬

‫ومت ّكنت املري�ضة من حتريك فمها يف اليوم التايل‬ ‫للعملية‪ ،‬التي مل ي�ستغرق الأطباء وقت ًا طوي ًال يف �إجرائها‪.‬‬ ‫و�أ�شار تقرير �صادر عن �شركة بحوث ال�سوق ‪Tech EX-‬‬ ‫‪� ID‬إىل �أنه يف ظ ّل تنامي ال�سباق بني ال�شركات التي تعمل‬ ‫يف جمال الطباعة احليوية ف�إن جمال طب الأ�سنان وحده‬ ‫�سي�صل معدل النمو لتكنولوجيا الطباعة امل�ستخدمة فيه‬ ‫بحلول العقد املقبل �إىل ‪ ،%365‬مبا يعادل ‪ 867‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي‪ ،‬مع الأخذ يف احل�سبان �أنه خالل املدة‬ ‫ذاتها �سي�صل �إجمايل حجم التداول يف ال�سوق الطبي‬ ‫اخلا�ص بتطبيقات الطباعة احليوية �إىل �أكرث من �ستة‬ ‫مليارات دوالر‪.‬‬

‫متتد تطبيقات الطباعة الثالثية الأبعاد �إىل طب‬ ‫الأ�سنان؛ �إذ �شهد العام املا�ضي ظهور كثري من‬ ‫التطبيقات‪ ،‬خ�صو�ص ًا فيما يتعلق ب�إنتاج �أ�سنان �أقرب‬ ‫كثري ًا �إىل الأ�سنان الطبيعية‪ ،‬وتق ّل ن�سبة رف�ض اجل�سم‬ ‫لها‪ ،‬وكانت قد �أُجريت م�ؤخر ًا جراحة ناجحة المر�أة طباعة األدوية‬ ‫تعاين التهاب ًا يف عظم الفك ال�سفلي‪ ،‬فت ّمت �إزالته �أعلن باحثون يف جامعة لويزيانا للتكنولوجيا �أنهم «جنحوا‬ ‫بقالب طبق الأ�صل �أُنتج بتقنية الطباعة الثالثية يف ت�صميم طابعة ثالثية الأبعاد ميكن ا�ستخدامها يف‬ ‫الأبعاد‪ ،‬وا�ستخدم فيه التيتانيوم و�سرياميك حيوي‪ ،‬طباعة الأدوية‪ ،‬وهو ما يتيح متهيد الطريق ل�سهولة توافر‬

‫‪160‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫عين مبصرة مطبوعة‬

‫الأدوية‪ ،‬وطباعتها ح�سب الطلب‪ ،‬ب�أ�سعار معقولة‪ ،‬ويجعل‬ ‫ذلك امل�ست�شفيات وال�صيدليات يف راحة تامة من دون‬ ‫هم ت�أخري �شحنات الأدوية»‪ .‬يقول بيفري وايزمان؛‬ ‫حمل ّ‬ ‫طالب الدكتوراه يف برنامج الهند�سة الطبية احليوية يف‬ ‫اجلامعة‪« :‬واحد من �أعظم فوائد هذه التكنولوجيا هو �أنه‬ ‫ميكن ا�ستخدامها يف � ّأي مكان يف العامل»‪ .‬وكانت �شركة‬ ‫هندية تُدعى ‪ Group Rbotics‬قد �أعلنت �أنها بد�أت‬

‫توصل فريق من مهندسي الطب الحيوي‬ ‫ّ‬ ‫في جامعة كورنيل إلى طباعة أذن‬ ‫بديلة محقونة بالخاليا الحية‪ ،‬في خطوة‬ ‫أولى في سبيل إيجاد حلول لألطفال‬ ‫المولودين بأذن تالفة‪ ،‬أو األشخاص الذين‬ ‫تعرضوا لحوادث أو أمراض‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫يقوم جمموعة من الباحثني يف �إيطاليا‪ ،‬يف �إطار م�شروع‬ ‫تنفق عليه �شركة ‪ MHOX‬الإيطالية املعنية بالطباعة‬ ‫البيولوجية‪ ،‬بالعمل على �إنتاج (عني مب�صرة)‪ .‬وبح�سب‬ ‫ما هو معلن‪ ،‬ف�إن هذه العني �ستكون متاح ًة عام ‪2027‬م‬ ‫حت�سن من‬ ‫على �أق�صى تقدير‪ ،‬و�ستكون مز ّودة بعد�سات ّ‬ ‫جودة ال�صورة‪ .‬وك�شفت املجموعة البحثية �أن م�شروعها‬ ‫يتم ّثل يف طباعة �أن�سجة ع�ضوية ثالثية الأبعاد ميكنها �أن‬ ‫تقوم بوظيفة العني الب�شرية‪ ،‬ومتكني امل�صابني ب�أمرا�ض‬ ‫العيون يف امل�ستقبل من ا�ستبدال �أجزاء مطبوعة يف‬ ‫املخترب ب�أجزاء من �أعينهم‪ ،‬كما ي�ستطيع الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يريدون حت�سني ر�ؤيتهم �شراء (منوذج حت�سني)‬ ‫يحتوي على �شبكة عني م�ضاعفة؛ لإعطاء ن�سبة ر�ؤية‬ ‫�أف�ضل بكثري من املعتاد‪ .‬ويت�ضمن عمل املجموعة‬ ‫البحثية �أي�ض ًا «�إنتاج غدة قادرة على ت�صفية الإ�شارات‬ ‫املرئية املر�سلة �إىل العقل ب�إنتاج �صور عالية الو�ضوح‪،‬‬ ‫و�أنه بالإمكان ت�شغيل هذه ال�صور و�إيقافها بوا�سطة �آلية‬ ‫التحكم يف هذه الغدة»‪ .‬يقول نا�ستي زوميا ريلي الباحث‬ ‫امل�شارك يف امل�شروع‪�« :‬سيحتاج تركيب العني الإ�ضافية‬ ‫�إىل عملية جراحية �أولية تهدف �إىل تثبيت الأ�سا�س‪ ،‬وهو‬ ‫التقنية التي تربط العني بالدماغ‪ .‬وميكن تغيري هذه العني‬ ‫الإ�ضافية بعد ذلك ب�سهولة بوا�سطة م�ستخدميها �أنف�سهم‬ ‫من دون احلاجة �إىل � ّأي عملية جراحية �أخرى»‪.‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫بالفعل يف ت�صنيع مطبعة ثالثية الأبعاد لإنتاج حبوب منع‬ ‫احلمل‪ ،‬وبح�سب في�شال جريواال م�ؤ�س�س ورئي�س جمل�س‬ ‫�إدارة ال�شركة‪« :‬ن�سعى يف امل�ستقبل املنظور �إىل تطوير �صيغ‬ ‫كيميائية لإنتاج �أغطية كب�سوالت خا�صة ب�أدوية وعقاقري‬ ‫معينة‪ ...‬هذه التقنية �ستحدث ثورة يف �صناعة الأدوية‬ ‫والعقاقري بوا�سطة برامج �آمنة ت�ضمن عدم الوقوع يف‬ ‫اخلط�أ الب�شري‪ ،‬وتو ّفر الدواء ب�سرعة �أكرب وتكلفة �أقل»‪.‬‬

‫‪161‬‬


‫خاتمة‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ال ميثل ما حت ّقق على �أر�ض الواقع من تطبيقات مده�شة‬ ‫لتقنية الطباعة الثالثية الأبعاد ‪-‬بح�سب كثري من خرباء‬ ‫التقنية احليوية‪� -‬سوى غي�ض من في�ض مما �سي�شهده‬ ‫امل�ستقبل من تطبيقات طبية غري م�سبوقة على �صعيد‬ ‫قطع غيار الأع�ضاء‪ ،‬لي�س ذلك فح�سب‪ ،‬و�إمنا يقدّم‬ ‫�أي�ض ًا مناذج الختبارات تقييم مدى الت�أثريات العالجية؛‬ ‫مثل‪� :‬إن�شاء كتلة من الورم ال�سرطاين مماثلة متام ًا لورم‬ ‫�سرطان ج�سم مري�ض‪ ،‬و�إجراء االختبارات عن مدى‬ ‫وكيفية اال�ستجابة للمعاجلات الإ�شعاعية �أو الكيميائية �أو‬ ‫غريهما‪ .‬وكانت روزايل �سري�س قد قطعت �شوط ًا يف ذلك‪،‬‬ ‫وهي �أ�ستاذة يف علم الوراثة اجلزيئية بجامعة �أوريجن‬ ‫لل�صحة والعلوم يف بورتالند؛ �إذ تقول‪« :‬ن�أمل �أن تكون‬ ‫هذه الطريقة و�سيلة اختبار لكيفية ا�ستجابة كتلة الورم‬

‫عرب مهاجمة هذه الكتلة ب�أنواع خمتلفة من و�سائل العالج‬ ‫للأورام ال�سرطانية»‪.‬‬ ‫متخ�ص�صة‬ ‫وكانت �شركة يابانية‪ ،‬تدعى (فا�سوتك)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫يف ال�صناعات البيولوجية‪ ،‬قد �أنتجت منوذجا لرئة‬ ‫ب�شرية مطبوعة تتّ�سم بالرطوبة والليونة وال�شكل املكتمل‪.‬‬ ‫وبح�سب تومو هريو وكينو �شيتا من املركز الرئي�س‬ ‫لل�شركة‪ ،‬الكائن يف �شيبا جنوب �شرق طوكيو‪ ،‬ف�إن «هذا‬ ‫النموذج الذي �أطلق عليه ا�سم (بيوتك�ست�شروت موديل)‬ ‫يقبل على �شرائه الباحثون والأطباء‪ ،‬وهو ي�ساعد‬ ‫اجلراحني على حت�سني مهاراتهم‪ ،‬واختبار �أدائهم على‬ ‫نحو جيد؛ �إذ يكون التدريب ب�شكل �أقرب ما يكون �إىل‬ ‫الواقع»‪ .‬وكانت ال�شركة قد �أنتجت �أول منوذج مطبوع‬ ‫ل�شبكة جمرى البول‪ ،‬وبد�أت يف ت�سويقه‪ ،‬مببلغ ‪� 15‬ألف ين‬ ‫(نحو ‪ 127‬دوالر �أمريكي)‪.‬‬

‫‪162‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫هناك ثالثة أنواع من الطابعات الثالثية األبعاد‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫• الطابعات الثيرمو بالستيك‪ ،‬أو الطباعة عبر االنصهار‪ :‬وفيها تطبع المجسمات ببناء ّ‬ ‫كل‬ ‫طبقة من خالل نثر أو نفث مسحوق الخامة ‪ Powder‬فوق سطح طبقة أخرى من المسحوق‬ ‫بدقة تصل إلى ‪ 400‬ميكرون‪ .‬وتعالج المواد الخام البالستيكية المستخدمة كيميائي ًا على‬ ‫نحو جيد؛ ليكون هناك إضافات رابطة ‪ Binders‬للخامات التي تباع على هيئة خيوط رفيعة‪،‬‬ ‫سماكتها تراوح بين ‪ 1.75‬و‪3‬ملم حسب سمك رأس االنصهار في الطباعة‪ ،‬وعند الوصول‬ ‫إلى درجة حرارة معينة تبدأ المادة البالستيكية في الذوبان‪ ،‬ثم تقوم اآللة برسم الطبعة‬ ‫األولى على محورين أفقيين‪ ،‬ثم الطبعة التي فوقها على المحور العمودي‪ ،‬وهكذا‬ ‫تستمر اآللة في العمل إلتمام تصنيع النموذج أو المجسم المراد عمله‪ ،‬ويكون التصنيع‬ ‫عادةً من األسفل إلى األعلى‪.‬‬ ‫• الطابعات الليزرية الثالثية األبعاد‪ :‬وهي أكثر دقة من سابقتها؛ إذ تكون سماكة الطبقات‬ ‫نحو ‪ 25‬ميكرون‪ ،‬والمواد المستخدمة في طباعة النماذج والمجسمات هي البوليمرات أو‬ ‫الريزين‪ ،‬وتعتمد هذه الطابعة في عملها على مصدر ضوئي مركّ ز هو الليزر‪ ،‬الذي يسقط‬ ‫شعاعه على مرآتين صغيرتين تتحركان على المحورين األفقيين لتعكسا خط اتجاه الليزر‪ ،‬ثم‬ ‫يسقط خط الليزر المعكوس على سطح ممتلئ بمادة الريزين أو البوليمر فيتبلور السائل‬ ‫تعرضه للضوء؛ ليقوم ببناء الطبعة األولى‪ ،‬ثم الثانية فوقها‪ ،‬وهكذا حتى يكتمل بناء‬ ‫فور ّ‬ ‫المجسم بشكل كامل‪.‬‬ ‫• الطابعات الضوئية‪ :‬وسماكة الطبقات فيها مقاربة لسابقتها‪ ،‬وهي تعتمد في عملها‬ ‫على (بروجكتور) يسقط صورة ضوئية مسلطة على سطح الطابعة المغمور بمادة الريزن‬ ‫المنخفضة الكثافة‪ ،‬وال يتحرك سطح الطابعة عادةً إال على المحور العمودي فقط‪.‬‬ ‫وكالطابعة الليزرية‪ ،‬فإن الريزين يبدأ في التبلور فور سقوط الضوء عليه لتتكون طبقة‬ ‫أخرى‪ ،‬إلى أن يتشكّ ل المجسم النهائي مكتسب ًا متانةً وخصائص تناسب الغرض الذي‬ ‫يستخدم فيه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وشهدت الطابعات الثالثية األبعاد تطور ًا كبير ًا خالل األعوام الثالثة الماضية‪ ،‬فأصبحت‬ ‫أقل‬ ‫تكلفة‪ ،‬وأكثر دقة‪ ،‬وتنوعت المواد المستخدمة فيها بشكل كبير‪ ،‬واتّسعت دائرة تطبيقاتها‬ ‫لتشمل ّ‬ ‫جل المجاالت‪ ،‬ويمكن لهذه الطابعات إنتاج ثالثة أنواع من المجسمات‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ المجسمات البسيطة ذات الكميات المحدودة‪ :‬مثل قطع الحلي والمجوهرات‪ ،‬أو‬‫النماذج المعمارية‪ ،‬أو األجزاء اإلضافية لأللعاب‪.‬‬ ‫ المجسمات المعقدة‪ :‬كتلك التي غزت المجال الطبي‪.‬‬‫‪ -‬النماذج االختيارية لألدوات المختلفة‪ ،‬واألجهزة المنزلية‪ ،‬والهواتف الجوالة‪ ،‬ونحوها‪.‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫أنواع الطابعات الثالثية األبعاد‬

‫‪163‬‬


‫طبيعة‬

‫ُون{‪( ،‬سورة التين‪.)1 :‬‬ ‫َ‬ ‫}والت ِ‬ ‫ِّين َوال َّز ْيت ِ‬

‫قسم المنتجات الزراعية في األسواق‬ ‫أشبه بكارثة نباتية؛ إذ يدرك معظم الناس‬ ‫أن الطماطم فاكهة في الواقع‪ ،‬لكن‬

‫هذا األمر هو شأن الباذنجان والخيار أيضاً‪.‬‬ ‫والموز‪ ،‬الذي ينمو من زهرة أحادية‬ ‫المبيض‪ ،‬هو في الواقع ثمرة لبية مثل‬ ‫التوت‪ ،‬على خالف الفراولة؛ تلك الثمرة‬ ‫المتجمعة المنبثقة من زهرة متعددة‬ ‫المبايض‪ .‬وعلى الرغم من جعل كثير من‬ ‫الناس التين في عداد الفواكه إال أن علماء‬ ‫النبات يدركون تمام ًا أن األجدر عرضه عند‬ ‫بائع الزهور إلى جانب الورود الفواحة؛‬ ‫فالتين في الواقع منتج رائع‪ :‬زهرة‬ ‫مطوقة تينع منغلقةً على نفسها‪ ،‬خالف ًا‬ ‫لزهور النباتات األخرى المختالة‪ ،‬وستم ّيز إن‬ ‫تذوقت التين لب ًا من الزهيرات الصغيرة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪164‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫في‬

‫حب التين‬ ‫ّ‬ ‫ون{‪( ،‬سورة التين‪)1 :‬‬ ‫ين َوال َّز ْي ُت ِ‬ ‫} َوال ِّت ِ‬ ‫‪165‬‬ ‫ترجمة‪ :‬زينا العاني مغربل‬ ‫مترجمة سعودية ‪ -‬الواليات المتحدة أمريكية‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫لي�س الإن�سان وحده من يرتدّد على �أ�شجار التني؛ فهي‬ ‫تتلقى �أنواع ًا كثرية من الكائنات‪ ،‬لكن وجود هذا النبات‬ ‫رمبا يعود حتديد ًا �إىل �أكرث �شراكات التطور الأحيائي‬ ‫حميمية؛ فثمرة التني يف الواقع كرة من الزهور؛ لذلك‬ ‫حتتاج يف كثري من الأحيان �إىل التلقيح للتكاثر‪ ،‬لكن‬ ‫هذه الزهور خمتومة؛ فال ت�ستطيع � ّأي ح�شرة الزحف‬ ‫�إىل قلبها‪ .‬هذه املهمة من ن�صيب ح�شرة معينة بالغة‬ ‫الدقة‪ ،‬تعرف بـ(زنبور التني ‪ ،)Fig wasp‬الذي‬ ‫تت�شابك دورة حياته مع دورة حياة التني؛ �إذ تقوم الأم‬ ‫بو�ضع بي�ضها يف ثمرة التني الفجة‪ ،‬وبعد �أن يفق�س‬ ‫بي�ضها‪ ،‬وتن�ضج �صغارها‪ ،‬يقوم الذكور بالتزاوج‪ ،‬ثم‬ ‫م�ضغ نفق نحو ال�سطح‪ ،‬قبل �أن ميوتوا مبجرد انتهائهم‬ ‫من �أداء مهمتهم‪ .‬وتتبع الإناث الذكور لتنطلق بالطريان‬ ‫ت�شتم �شجرة تني �أخرى‪ ،‬وثمة نوع من‬ ‫مع الرياح حتى ّ‬ ‫الزنابري يف �إفريقيا يقطع م�سافات تعادل ع�شرة �أ�ضعاف‬ ‫ما يقطعه � ّأي ملقح �آخر نعرفه‪ .‬وعندما جتد هذه‬

‫احل�شرات العينة املنا�سبة تدخلها وتر�سب حبوب الطلع‬ ‫التي حملتها من م�سقط ر�أ�سها‪ ،‬ثم تقوم الإناث بو�ضع‬ ‫و�سرعان ما ي�سفر‬ ‫بي�ض جديد‪ ،‬وتعيد الدورة ك ّرتها‪ُ .‬‬ ‫تفاين احل�شرة الأم ل�شجرة التني عن نهاية م�أ�ساوية؛ لأن‬ ‫منفذ التني �شائك فيدمر جناحيها؛ فال تتم ّكن من زيارة‬ ‫نبتة �أخرى‪� .‬إنك حني تتناول ثمرة تني جم ّففة ت�أكل على‬ ‫الأرجح �أي�ض ًا مومياء دبابري التني‪.‬‬

‫‪166‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫‪167‬‬

‫يج�سد التني ودبوره منوذج ًا ممتاز ًا ملا ي�س ّميه علماء‬ ‫ّ‬ ‫الأحياء (التطور االعتمادي امل�شرتك ‪codependent‬‬ ‫‪)evolution‬؛ �إذ تهرم هذه النباتات واحل�شرات‬ ‫مع ًا منذ ما يناهز ال�ستني مليون عام‪ ،‬بل يكاد يكون‬ ‫لك ّل نوع من �أنواع التني؛ �أي‪ :‬ما يزيد على ‪ 750‬نوع ًا‬

‫مع أن كثير ًا من الناس يجعلون التين‬ ‫في عداد الفواكه إال أن علماء النبات‬ ‫يدركون تمام ًا أن األجدر عرضه عند‬ ‫بائع الزهور إلى جانب الورود الفواحة‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫اخلا�ص به‪ ،‬و�إن كان بع�ض‬ ‫في املجمل‪ ،‬نوع الدبابري‬ ‫ّ‬ ‫منتجي التني التجاريني ّ‬ ‫يف�ضلون الأنواع التي ال تقت�ضي‬ ‫التلقيح؛ �إذ تُزرع �شتالت التني وتثمر من دون بذور‪.‬‬ ‫لكن هذا االعتماد امل�شرتك مل ي�ضعف �أي ًا من التني �أو‬ ‫الدبور‪ ،‬كما ميكن �أن يحدث للإن�سان مث ًال‪ .‬ويعد نظام‬ ‫تلقيح دبابري التني بالغ الفعالية مقارن ًة بنظام التلقيح‬ ‫اخلا�ص بالنباتات الأخرى‪ ،‬التي منها ما يكتفي بالوثوق‬ ‫بقيام الرياح بحمل حبوب طلعها �إىل قبلتها املرجوة‪،‬‬ ‫بينما �أتاحت زهور التني املخت�صة لها الإ�شعاع يف �أرجاء‬ ‫العامل الطبيعي بد ًال من عزلها يف ح ّيز تطوري حمدد‪.‬‬ ‫وقد تكون �أ�شجار التني �شجريات �أو كروم ًا �أو �أ�شجار ًا‪،‬‬ ‫وتتربعم �أ�شجار التني الذهبي‪� ،‬أو �أ�شجار التني اخلانقة‬ ‫‪ ،strangler figs‬في �أغ�صان �شجرة �أخرى لت�سدل‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫بجذورها حتى �أر�ض الغابة قبل تطويق ال�شجرة التي‬ ‫ت�ضيفها ب�أناة‪ .‬كما �أن بو�سع �أغ�ضان �شجرة تني عري�ضة‬ ‫االمتداد على مدى عدة فدادين‪ ،‬و�إثمار املاليني في‬ ‫مو�سم �إزهار واحد‪ .‬وقد يكون التني بني اللون‪� ،‬أو �أحمر‪،‬‬ ‫�أو �أبي�ض‪� ،‬أو برتقالي ًا‪� ،‬أو حتى �أخ�ضر‪ ،‬علم ًا �أن ثمار التني‬ ‫الربية لي�ست بقدر حالوة التني اخلمري �أو التني الأ�سود‬ ‫الذي ت�شرتيه من �سوق املزارعني‪ .‬وتتجمع بذور هذا‬ ‫النبات بينما تتبعرث بذور النباتات الأخرى‪ :‬الأ�سقف‪،‬‬

‫يجسد التين ودبوره نموذج ًا ممتاز ًا‬ ‫ّ‬ ‫يسميه علماء األحياء «التطور‬ ‫لما‬ ‫ّ‬ ‫االعتمادي المشترك»؛ إذ تهرم هذه‬ ‫النباتات والحشرات مع ًا منذ ما يناهز‬ ‫الستين مليون عام‬

‫‪168‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫غني بالكالسيوم‪ ،‬سهل المضغ‬ ‫التين‬ ‫ّ‬ ‫والهضم‪ ،‬ومتوافر على مدار العام‬ ‫خالف ًا للنباتات األخرى التي تثمر في‬ ‫مواسم معينة‬

‫ومنحدرات اجلروف‪ ،‬واجلزر الربكانية‪� .‬إن جن�س التني‬ ‫‪ Ficus‬هو الأكرث تنوع ًا يف املناطق املدارية‪ ،‬ويظهر‬ ‫ب�شكل روتيني يف البيوت الزجاجية واحلدائق‪.‬‬ ‫تن ّوع نباتات التني وقدرتها على التكيف يجعلها من املواد‬ ‫الغذائية املف�ضلة لدى احليوانات‪ ،‬وقد ن�شر فريق من‬ ‫الباحثني عام ‪2001‬م مراجعة ملجموع الكتابات العلمية‬ ‫اخلا�صة بالتني‪ ،‬فوجدوا �سجالت با�ستهالك التني من‬ ‫نحو ‪ 1300‬نوع من الطيور والثدييات‪ .‬وف ّرغ مايك �شانهن‬ ‫�أحد ه�ؤالء الباحثني‪ ،‬وهو خبري يف البيئة والغابات‬‫املطرية‪ ،‬وم ؤ� ّلف كتاب عن التني �سي�صدر قريب ًا بعنوان‪:‬‬ ‫‪ -Gods, Wasps, and Stranglers‬وقت ًا لدرا�سة‬ ‫�أ�شجار التني املاليزية يف �أثناء �إعداده ر�سالة الدكتوراه‬ ‫عام ‪1997‬م؛ �إذ كان يرقد �أحيان ًا حتت �شجرة تني‬ ‫خانقة عمالقة لري�صد زوارها عائد ًا �إليها يوم ًا بعد يوم‪.‬‬ ‫يقول �شانهن‪« :‬كنت �أرى عاد ًة ‪ 30-25‬نوع ًا خمتلف ًا من‬ ‫احليوانات‪ ،‬منها كثري من �أنواع ال�سناجب املختلفة وبع�ض‬ ‫الكائنات الغريبة التي ت�سمى الزبابة (‪،)tree shrew‬‬ ‫وكان يرتدّد عليها بع�ض القرود‪ ،‬وطيف من خمتلف �أنواع‬ ‫الطيور من اجلواثم ال�صغرية �إىل طيور البوقري‪ ،‬وهي‬ ‫�أكرب �آكالت الفواكه من طيور �آ�سيا»‪ ،‬ف�ض ًال عن طيور‬ ‫احلمام‪ ،‬وحمامات الفاكهة‪ ،‬وطيور احلواري الأزرق‬ ‫الآ�سيوي‪ ،‬وطيور الباربيت الآ�سيوية والببغاوات‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪169‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬قال عامل الأحياء دانييل جنزين‬ ‫يف مقال (?‪ ،)How to be a fig‬املن�شور عام‬ ‫‪1979‬م‪« :‬من ي�أكل التني؟ اجلميع»‪ .‬وثمة �سبب جيد‬ ‫وراء ذلك؛ فالتني غني بالكال�سيوم‪� ،‬سهل امل�ضغ‬ ‫واله�ضم‪ ،‬ومتوافر على مدار العام‪ ،‬خالف ًا يف ذلك‬ ‫للنباتات الأخرى التي تثمر يف موا�سم معينة‪ ،‬وهذا‬ ‫الأمر هو حتديد ًا وجه مالءمة نبات التني لدبور‬ ‫التني؛ فدبور التني يهجر التني النا�ضج بحث ًا عن‬ ‫تني فج‪ ،‬ما يعني �أنه ال بد من وجود نبات التني‬ ‫دوم ًا يف مراحل متفاوتة من النمو‪ .‬وميكن على �إثر‬ ‫ذلك للحيوان �أن يلج�أ �إىل التني حني ينتهي مث ًال‬ ‫مو�سم ثمار املاجنو والليت�شية‪ ،‬بل �إن التني هو‬ ‫الوحيد الذي يحول �أحيان ًا دون ت�ض ّر ع احليوانات‬ ‫جوع ًا ؛ ففي درا�سة �أُجريت عام ‪2003‬م على غابة‬

‫بودوجنو يف �أوغندا تبينّ �أن التني هو م�صدر الثمار‬ ‫الوحيد لل�شمبانزي يف بع�ض �أوقات ال�سنة‪ .‬هذه‬ ‫النباتات هي من ا لأنواع الركائزية ‪keystone‬‬ ‫‪species‬؛ ف�إذا انتزعتها من الغابة انهار النظام‬ ‫البيئي ب�أ�سره‪.‬‬

‫تنوع نباتات التين وقدرتها على‬ ‫ّ‬ ‫التكيف يجعلها من المواد الغذائية‬ ‫المفضلة لدى الحيوانات‪ ،‬وقد وجد‬ ‫فريق من الباحثين عام ‪2001‬م سجالت‬ ‫باستهالك التين من نحو ‪ 1300‬نوع من‬ ‫الطيور والثدييات‬

‫‪170‬‬ ‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬


‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫وتعني �شعبية نبات التني �أن بو�سعه القيام بدور‬ ‫جوهري يف �إحياء الأرا�ضي املت�صحرة؛ فهو �سريع‬ ‫النماء يف الأماكن املاحلة‪ ،‬وقادر على اال�ستمرار يف‬ ‫�أمكنة متدنية الكثافة بف�ضل َج َلد دبابري التني‪ ،‬ومن‬ ‫�ش�أن احليوانات التي يجتذبها التني �أن تطرح الحق ًا‬ ‫على مقربة منه بذور الثمار الأخرى التي تناولتها‬ ‫هذه احليوانات؛ لتدخل بذلك باقة متنوعة �صحية‬ ‫من النباتات الأخرى؛ لذلك �أو�صى نايجل تاكر‪ ،‬وهو‬ ‫عامل ترميم بيئي في �أ�سرتاليا‪ ،‬بتخ�صي�ص ‪ %10‬من‬ ‫النباتات اجلديدة في م�شروعات �إعادة التحريج‬ ‫اال�ستوائية لنباتات التني ال�صغرية‪ ،‬وذهب ريت‬ ‫املتخ�ص�ص في‬ ‫هاري�سون ‪-‬خبري الأحياء ال�سابق‬ ‫ّ‬ ‫التني‪� -‬إىل �أنه ميكن زيادة هذه الن�سبة‪ ،‬قائ ًال‪�« :‬إنني‬ ‫�أميل �إىل الذهاب �إىل بع�ض هذه الأمكنة‪ ،‬والقيام‬ ‫بزراعة بع�ض �أ�شجار التني فقط»‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬

‫‪Gulf Campaign for Cancer Awa‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫تكون �أ�شجار التني �أحيان ًا هي الأ�شجار الوحيدة املتبقية‬ ‫من الغابات املندثرة‪ ،‬حتى �إن املزارعني يف بع�ض �أرجاء‬ ‫الهند ‪-‬على �سبيل املثال‪ -‬يعدونها �شجرة تكاد تكون‬ ‫مقد�سة ال ينبغي امل�سا�س بها؛ �إذ «ح ّرمت ثقافات متنوعة‬ ‫قطع �أ�شجار التني» وفق قول مايك �شانهن‪« ،‬وجعلتها‬ ‫�أمكنة لل�صالة‪ ،‬ورموز ًا ملجتمعها»‪ .‬قد ال تتذ ّوق هذه‬ ‫الهالة الروحية يف كعك التني التجاري ‪،fig newton‬‬ ‫لكنها ت�ش ّع بال ّ‬ ‫�شك يف العقائد واملعتقدات القدمية‪.‬‬ ‫(*) المقال مترجم عن مقال ‪ ،Love the fig‬الذي‬ ‫كتبه ب��ن كرير ف��ي مجلة (ذا ن��ي��وي��ورك��ر)‪ ،‬ع��دد ‪10‬‬ ‫أغسطس عام ‪2016‬م‪ ،‬على الرابط‪:‬‬

‫‪http://www.newyorker.com/tech/ele‬‬‫‪ments/love-the-fig.‬‬

‫‪171‬‬


‫أنا‪ ..‬وفيدمان‬

‫تلويحة لآلتي‬

‫ا السنة ‪ 14‬ا العدد ‪ 53‬ا ربيع اآلخر‪ -‬جمادى اآلخرة ‪1438‬هـ‪ /‬يناير‪ -‬مارس ‪2017‬م ا‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كنت‬ ‫شعرت بهما منذ أن‬ ‫علي التي ال تُحصى نعمتان‬ ‫من آالء الله‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫فكنت أم ّر‬ ‫وحب التربية والتدريس؛‬ ‫والمكتبات‪،‬‬ ‫الكتب‬ ‫حب‬ ‫ّ‬ ‫فتى يافع ًا‪ّ :‬‬ ‫على المكتبات في طريق ذهابي إلى مدرسة جودة الهاشمي‬ ‫حب‬ ‫بدمشق الحبيبة وفي طريق عودتي منها‪ .‬والزمتني نعمة ّ‬ ‫الكتب والمكتبات حتى في مدينة شتوتجارت بألمانيا عندما بدأت‬ ‫دراستي الجامعية من بدايتها (مرحلة البكالوريوس) إلى نهايتها‬ ‫(درجة الدكتوراه)‪ .‬ومن المصادفات الحبيبة إلى قلبي أن كان في‬ ‫أتردد عليها يوم السبت من ّ‬ ‫سكنت فيه مكتبة ُ‬ ‫ُ‬ ‫كل‬ ‫الحي الذي‬ ‫كنت ّ‬ ‫ّ‬ ‫أسبوع أمتّع نظري بالكتب‪ ،‬مع أنني ُ‬ ‫كنت حديث عهدٍ باللغة األلمانية‪.‬‬ ‫وفُ‬ ‫ُ‬ ‫يوم لدى خروجي من المكتبة بصاحبتها تستوقفني‬ ‫وجئت ذات‬ ‫ٍ‬ ‫وأشد ما أذهلني‬ ‫أي بلد أنت؟ وما دينك؟‬ ‫ّ‬ ‫عند المدخل‪ ،‬وتسألني‪ :‬من ّ‬ ‫أن يكون تعقيبها‪ :‬لن ُأؤمن بعد اليوم أنكم كفار؛ فأنا أراقبك منذ‬ ‫سنةٍ ولم أجد ما وجدتُه من غيرك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وحصلت على درجة البكالوريوس‪،‬‬ ‫تقدمت في اللغة األلمانية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وشرعت في دراسة الماجستير‪ ،‬وبدأت دار نشر ‪Otto Harrassowitz‬‬ ‫‪ Wiesbaden‬عام ‪1963‬م إصدار معجم ألماني عربي في أجزاء‬ ‫متف ّرقة‪ ،‬انتهى عام ‪1974‬م‪ ،‬وكانت المكتبة توفّ ر لي ّ‬ ‫كل جزء يصدر‪،‬‬ ‫وتقدمه لي مجان ًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫زرت المكتبة عام ‪1970‬م في اإلجازة الصيفية التي قضيتُها في‬ ‫وفُ‬ ‫ُ‬ ‫مرةً‬ ‫تقدم لي هديةً‬ ‫المكتبة‬ ‫صاحبة‬ ‫بأن‬ ‫أخرى‬ ‫وجئت‬ ‫شتوتجارت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫سمعت بها ّ‬ ‫ُ‬ ‫ثمينةً جد ًا‪ ،‬ما ُ‬ ‫قط‪ ،‬إنها‬ ‫كنت أدري عنها شيئ ًا‪ ،‬ولم أكن قد‬ ‫مقاالت في تاريخ العلوم العربية‬ ‫مجلدان ضخمان يجمعان جزء ًا من‬ ‫ٍ‬ ‫تربو على مئتي مقالةٍ لعالم الفيزياء آيلهارد فيدمان (ت ِّ‬ ‫ُوفي عام‬ ‫‪1928‬م)‪ ،‬نشرتهما دار نشر ‪ Georg Olms Verlag‬عام ‪1970‬م‪ ،‬ثم نشر‬ ‫معهد العلوم العربية واإلسالمية في فرانكفورت عام ‪1984‬م بقية‬ ‫مقاالت هذا العالم في ثالثة مجلدات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتعاقدت مع جامعة الملك سعود سنة ‪1435‬هـ للقيام بنقل هذه‬ ‫المقاالت إلى اللغة العربية‪ ،‬وأنجزت منها إلى اآلن مجلدين‪ :‬أحدهما‬ ‫نُشر مطلع شهر ربيع األول سنة ‪1438‬هـ‪ ،‬واآلخر قيد الطباعة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وانتهيت مؤخر ًا من ترجمة المجلد الثالث‪ ،‬وهاأنذا أبدأ في المجلد‬ ‫وعون منه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫الله‪،‬‬ ‫من‬ ‫بفضل‬ ‫الرابع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫‪172‬‬

‫• دكتوراه في الكيمياء‪ ،‬د ّرس في جامعة الملك سعود‪ ،‬ثم تقاعد‪ .‬ترجم من األلمانية الجزء الخامس من موسوعة‬ ‫سزكين (تاريخ التراث العربي)‪ ،‬ويترجم اآلن المجموعة الكاملة ألعمال المستشرق األلماني فيدمان‪.‬‬ ‫فؤاد وﻗـــﺎﻳــﺔ‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫وﻗـــﺎﻳــﺔ‬

‫‪%‬‬ ‫اﳊﻤﻠﺔ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن‬ ‫‪Gulf Campaign for Cancer Awareness‬‬

‫د‪ .‬عبدالله حجازي‬ ‫السعودية ‪ -‬الرياض‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.