أهل القبلة والمتأولون

Page 1

‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫أهل القبلة والمتأولون‬ ‫صال ة والّسال م على محّم د وعلى آله وصحبه أجمعين‬ ‫ب العالمين‪ ،‬وال ّ‬ ‫‪.‬الحم د ل ر ّ‬ ‫عن أنس بن مالك رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صّلى ا عليه وسّل‪:‬م‪) :‬أمرت أن أقاتل الّناس حّتى يقولوا‬ ‫ل إله إلّ ا‪ ،‬فإذا قالوها وص ّلوا صالتنا وستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا فق د حّرمت علينا دماؤه‪:‬م وأمواله‪:‬م إل‬ ‫‪].‬بحّقها‪ ،‬وحسابه‪:‬م على ا‪1] ( ]1‬‬ ‫‪:‬ةمقّدةمة وتوطئة‬ ‫شيريعة الهلهّية‬ ‫‪:‬جناية اهلّنمطّية اهلمخطئة على اهل ّ‬ ‫معنى الّنمط لغ ة‪ :‬ال ّ‬ ‫طريق ة‪ ،‬ونقص د بالّنمطي ة هنا أّي ة طريق ة لترتيب الحكا م أو العلو م الّشرعّي ة ووضعها في‬ ‫‪.‬قوالب معّين ة تصبح محكوم ة بها‪ ،‬تقصر أو تطول بحسبها‬ ‫عن دما ضعف الهتما م بالّسّن ة الّنبوّي ة وقّلت العناي ة بها حاول أهل السال م تسهيله على الّ دارس والّشارح والمفتي‬ ‫وذلك بجمعه في أنماط محّ دد ة من خالل إعاد ة معظ‪:‬م أفراد الّنمط في صيغ ة واح د ة‪ ،‬وكان لهذا الفعل مع صواب‬ ‫بعض صوره أضراره الّش دي د ة على الّ دين والّشريع ة بعضها من جه ة الصل وبعضها من جه ة إعمال الّناس لها‬ ‫‪.‬بطريق ة مخطئ ة‬ ‫‪:‬صور المنماط اهلتي اجتهدها المئمة ةمع اهلشيرعية الهلهية‬ ‫‪.‬الّتعريفات )‪1‬‬ ‫‪.‬القواع د الفقهّي ة )‪2‬‬ ‫‪.‬الّشعارات واللقاب )‪3‬‬ ‫‪.‬الّزمر الفقهّي ة والعق دّي ة )‪4‬‬ ‫شيريعة‬ ‫‪:‬منموذج هلجناية اهلّتعيريفات اهلحّدية على اهل ّ‬ ‫ي هو نموذج تعريف‬ ‫إّن أعظ‪:‬م نموذج لهذه الّنمطّي ة المخطئ ة في تعريف مصطلح شرعي من خالل قالب حّ د ّ‬ ‫‪.‬اليمان‬ ‫فحين غزت الّم ة المسلم ة فلسف ة اليونان‪ ،‬وسيطر المنطق الرسطي على عقلّي ة المتكّلمين من أصولّيين وفقهاء‪،‬‬ ‫حاولوا تعريف اليمان من خالل قالب الح دود الرسطّي ة‪ ،‬وكانت الّنتيج ة مفجع ة وم دّمر ة‪ ،‬وعادت على الّ دين‬ ‫بالّتزوير والّتخريب‪ ،‬ولن أطيل في شرح هذه ال ّ‬ ‫ظاهر ة ونتائجها فق د كفانا إّياها شيخ السال م ابن تيمي ة رحمه ا‬ ‫في كتابيه الّرائعين "الّرد على المنطقّيين" وكتاب "اليمان الكبير" فارجع إليهما لهّمّيتهما في هذا الباب‪ ،‬ثّ‪:‬م‬ ‫توّسع في ذلك توّسعا رائعا ل مزي د فوقه الّشيخ الّ دكتور سفر الحوالي ‪ -‬فّك ا أسره من سجون طواغيت آل‬ ‫‪".‬سعود ‪ -‬في كتابه "ظاهر ة الرجاء في الفكر السالمي‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫شيريعة‬ ‫‪:‬منموذج هلجناية اهلّزةمير اهلفقهّية واهلعقدّية اهلمخطئة على اهل ّ‬ ‫حين رّتب الفقهاء الّشريع ة على تقسي‪:‬م‪ :‬العبادات والمعامالت والخال‪،‬ق‪ ،‬والعقائ د‪ ،‬ماذا كانت الّنتيج ة؟ بال ش ّ‬ ‫ك‬ ‫أّنها مفس د ة للّشريع ة‪ ،‬وهو إفساد نرى آثاره في حاضرنا‪ ،‬لّنه في زمننا وصلت الثار إلى أقصى ما يمكن أن‬ ‫تصل إليه‪ ،‬فالمعامالت ليست من العبادات‪ ،‬فهذا له حكمه وقاع دته‪ ،‬وهذا له حكمه وقاع دته الخرى‪ ،‬والعقائ د‬ ‫غير الحكا م الفرعّي ة فهذه لها قواع دها ومظاّنها‪ ،‬وهذه لها قواع دها ومظاّنها المختلف ة‪ ،‬وكذلك العقائ د يقينّي ة!‬ ‫!والحكا م ظنّي ة‬ ‫يقول ابن تيمي ة في كتاب "الستقام ة"‪) :‬فصل مهّ‪:‬م عظي‪:‬م في هذا الباب‪ :‬وذلك أّن طوائف كبير ة من أهل الكال م‬ ‫من المعتزل ة ‪ -‬وهو أصل في هذا الباب‪ ...-‬ومن اّتبعه‪:‬م من الفقهاء يع ّ‬ ‫ظمون أمر الكال م الذي يسّمونه أصل‬ ‫ال دين‪ ،‬حّتى يجعلون مسائله قطعّي ة‪ ،‬ويوهنون من أمر الفقه الذي هو معرف ة أحكا م الفعال‪ ،‬حتى يجعلوه من‬ ‫باب ال ّ‬ ‫ظنون ل العلو م‪ ،‬وق د رّتبوا على ذلك أصول انتشرت في الّناس حّتى دخل فيها طوائف من الفقهاء‬ ‫صوفي ة وأهل الح ديث ليعلمون أصلها ول ما تؤول إليه من المفاس د مع أّن هذه الصول التي اّدعوها في‬ ‫وال ّ‬ ‫ذلك باطل ة واهي ة‪ ...‬ذلك أّنه‪:‬م ل‪:‬م يجعلوا ل في الحكا م حكما معّينا‪ ،‬حّتى ينقس‪:‬م المجته د إلى مصيب ومخطئ‪ ،‬بل‬ ‫الحك‪:‬م في ح ّق كّل شخص ما أدى إليه اجتهاده‪ ،‬وق د بّينا في غير هذا الموضع ما في هذا من الّسفسط ة والّزن دق ة‪،‬‬ ‫فل‪:‬م يجعلوا ل حكما في موارد الجتهاد أصال‪ ،‬ول جعلوا له على ذلك دليال أصال‪ ...‬ومن فروع ذلك أّنه‪:‬م‬ ‫‪].‬يزعمون أّن ما تكّلموا فيه من مسائل الكال م هي مسائل قطعّي ة يقينيّ ة‪2] ( ]1‬‬ ‫وانظر ما أدت إليه محاولت البعض من تقسي‪:‬م نمطي للشريع ة من فقه غريب ل يمت إلى فقه السلف في شيء‪،‬‬ ‫وذلك في تقسسي‪:‬م ال دين إلى ثوابت ومتغيرات‪ ،‬والكل يحاول توسيع دائر ة المتغيرات ليعطوا مساح ة واسع ة‬ ‫ل دخول الجتهادات الج دي د ة المخالف ة لمواقف السلف‪ ،‬ول‪:‬م يفلح أح د في وضع خط علمي موضوعي فاصل‬ ‫‪.‬بينهما‪ ،‬بل هي الذاتي ة والنسبي ة والعتباري ة‬ ‫‪:‬ةمثال آخير هلهذه اهلجناية‬ ‫حين غزا ال ّتتار بالد المسلمين ووصلت هجمته‪:‬م بقياد ة قازان بالد الشا م‪ ،‬وكانوا ق د أعلنوا إسالمه‪:‬م على المذهب‬ ‫الشيعي قبل ذلك‪ ،‬وقازان معه إما م ومؤذن‪ ،‬فلما قارب شره‪:‬م دمشق وقلعتها طرح الناس مسأل ة قتاله‪:‬م‪ ،‬وتحت‬ ‫أي قس‪:‬م من أقسا م الجهاد وتبويباته ‪ -‬التي درج الفقهاء على تقسيمها في هذا الباب ‪ -‬يقاتل هؤلء التتار‪ ..‬ولن دع‬ ‫‪...‬ابن كثير يح دثنا عن هذه المشكل ة التي واجهت الناس يومذاك‬ ‫قال رحمه ا‪) :‬وق د تكل‪:‬م الناس في كيفي ة قتال هؤلء التتر من أي قبيل هو؟ فإنه‪:‬م يظهرون السال م‪ ،‬وليسوا‬ ‫بغا ة على الما م‪ ،‬فإنه‪:‬م ل‪:‬م يكونوا في طاعته في وقت ث‪:‬م خالفوه‪ ،‬فقال الشيخ تقي ال دين‪ :‬هؤلء من جنس‬ ‫الخوارج الذين خرجوا على علّي ومعاوي ة‪ ،‬ورأوا أنه‪:‬م أحق بالمر منهما‪ ،‬وهؤلء يزعمون أنه‪:‬م أحق بإقام ة‬ ‫الحق من المسلمين‪ ،‬ويعيبون على المسلمين ما ه‪:‬م متلبسون به من المعاصي والظل‪:‬م‪ ،‬وه‪:‬م متلبسون بما هو‬ ‫‪].‬أعظ‪:‬م منه بأضعاف مضاعف ة‪ ،‬فتفطن العلماء والناس لذلك‪3] ( ]1‬‬ ‫فإذا اختلف الناس في أي نوع من أنواع الجهاد يمكن إدخال قتال التتار‪ ،‬وابن تيمي ة رحمه ا تعالى احتاج أول‬ ‫إلى إخراج نوع قتال الخوارج من زمر ة البغا ة‪ ،‬فإن عام ة كتب الفقه المبوب ة على طريق ة المتأخرين ق د ع دت‬ ‫قتال الخوارج من نوع قتال البغا ة‪ ،‬بل حتى صار معنى الخوارج عن ده‪:‬م‪ :‬من خرجوا على الما م الع دل‪ ،‬وق د‬ ‫شرح ابن تيمي ة أول خطأ هذا التبويب وهذا التقسي‪:‬م‪ ،‬ث‪:‬م سمى قتاله‪:‬م نوعا آخر ‪ -‬قتال الممتنعين عن الشرائع ‪-‬‬ ‫وق د أدخل فيه رحمه ا قتال الخوارج وقتال مانعي الزكا ة ]‪ ،[4‬وهو نمط إذا تعامل الناس معه بإطال‪،‬ق سيفس د‬ ‫الكثير من التفصيالت في أحكا م قتال كل طائف ة‪ ،‬فالخوارج يقاتلون قتال أهل التأويل المسلمين كما هو معلو م‪،‬‬ ‫ومانعوا الزكا ة قاتله‪:‬م الصحاب ة رضي ا عنه‪:‬م قتال المرت دين‪ ،‬فعل‪:‬م أن زمر ة الممتنعين عن الشريع ة ل تعني‬ ‫تفسير نوع القتال بمق دار أن تحل إشكال حصل زمن ابن تيمي ة في قتال التتار ولذلك من حمل معنى الممتنعين‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬عن الشريع ة أنه‪:‬م كفار مطلقا فق د أخطأ وهو مثل خطأ من حمله على أنه‪:‬م ليسوا كفارا مطلقا‬ ‫‪.‬وا أعل‪:‬م‬ ‫‪:‬منموذج جناية عدم فهم اهلقواعد اهلفقهية على اهلشيريعة الهلهية‬ ‫‪].‬القاع د ة الفقهي ة‪ :‬هي حك‪:‬م كّلي ينطبق على جزئياته ليتعرف أحكامه منه ]‪5‬‬ ‫وق د حاول المتأخرون وضع الشريع ة في قواع د مح دد ة تسهل حل المشكالت‪ ،‬وق د وصلت جهود بعضه‪:‬م إلى‬ ‫جمعها في سبع عشر ة قاع د ة كما ذكر ابن نجي‪:‬م الحنفي في "الشباه والنظائر" ]‪ ،[6‬ومع تقيي دات هؤلء العلماء‬ ‫من قوله‪:‬م إن هذه القواع د أكثري ة ل جزئي ة وأنه ل يجوز الفتوى بما تقتضيه القواع د والضوابط لنها ليست كلي ة‬ ‫بل أغلبي ة ]‪ ،[ 7‬إل أنه‪:‬م مع ذلك قالوا‪ :‬إن هذه القواع د ترد إليها فروع الحكا م‪ ،‬وبها يرتقي الفقيه إلى درج ة‬ ‫‪.‬الجتهاد‬ ‫وبهذا العمل زه د الناس في السن ة النبوي ة الشريف ة‪ ،‬فلماذا حفظ مئات وألوف الحاديث‪ ،‬والمسأل ة أسهل من ذلك‪:‬‬ ‫حفظ سبع عشر ة قاع د ة فقط‪ ،‬بل يرتقي المرء إلى مرتب ة الجتهاد‪ ،‬وكانت النتيج ة بع د ذلك هو جعل القواع د‬ ‫الفقهي ة المص در الوحي د عن د بعضه‪:‬م للجتهاد والفتوى‪ ،‬وما هذا الذي نسمعه اليو م من القول باعتماد المصالح‬ ‫كمص در من مصادر الشريع ة إل نتيج ة لتخاذ قاع د ة؛ "المشق ة تجلب التيسير"‪ ،‬لسقاط أي حك‪:‬م شرعي يشعر‬ ‫‪].‬المرء بأنه مشق ة عليه ]‪8‬‬ ‫وفعله‪:‬م هذا جرأ الجهل ة وغمار الناس بالفتوى والقول على ا بغير عل‪:‬م‪ ،‬فصار المرء يكفيه أن يفه‪:‬م روح‬ ‫‪.‬الشريع ة وال دين ويفه‪:‬م مقاص دهما حتى يقول ما يري د ويفتي كما يحب‪ ،‬وينسب ذلك كله لشرع ا ودينه‬ ‫‪:‬منموذج هلخطأ اهلتعاةمل ةمع الفيراد واهلجماعات ةمن خلل اهلشعار ةمطلقا‬ ‫‪.‬هذا النموذج آثرنا التوسع فيه لهميته وهو تعريف أهل القبل ة ودخول المتأولين فيه‬ ‫والمقصود بأهل القبل ة ه‪:‬م المسلمون‪ ،‬وعام ة مصطلحات الئم ة من أهل السن ة والوائل إنما ت‪:‬م اعتمادها من‬ ‫خالل القرآن والسن ة الصحيح ة‪ ،‬وذلك لحرصه‪:‬م الش دي د أن يت‪:‬م البناء العلمي للمسل‪:‬م الموح د من المص در‬ ‫المعصو م ‪ -‬الوحي ‪ -‬ولن دلل ة اللفاظ الشرعي ة على المراد اللهي تعتبر أقرب الطر‪،‬ق في الوصول إلى مراد‬ ‫الشارع‪ ،‬وأسلمها من ال دخن والغلط‪ ،‬ومصطلح أهل القبل ة ت داوله الئم ة في عباراته‪:‬م وكتبه‪:‬م للتعبير عن حقيق ة‬ ‫‪:‬وق د تعامل معه التابعون فمن بع ده‪:‬م مثل‬ ‫الما م محم د بن سيرين؛ قال‪) :‬ل نعل‪:‬م أح دًا من أصحاب محم د صلى ا عليه وسل‪:‬م ول من غيره‪:‬م من )‪1‬‬ ‫‪).‬التابعين تركوا الصال ة على أح د من أهل القبل ة تأثماً‬ ‫‪).‬الما م النخعي؛ قال‪) :‬ل‪:‬م يكونوا يحجبون الصال ة عن أح د من أهل القبل ة )‪2‬‬ ‫‪).‬الما م عطاء بن رباح؛ قال‪) :‬صل على من صلى إلى قبلتك )‪3‬‬ ‫قال أبو إسحا‪،‬ق الفزاري‪) :‬سألت الوزاعي وسفيان الثوري هل تترك الصال ة على أح د من أهل القبل ة وإن )‪4‬‬ ‫‪].‬عمل أي عمل؟ قال‪ :‬ل‪ ،( ]1‬وعن الشافعي وأحم د اسحق وأبي ثور وأبي عبي د ة مثله ]‪9‬‬ ‫وقول الئم ة وإن عمل أي عمل‪ ،‬المقصود به غير المكفرات لقوله صلى ا علي ة وسل‪:‬م في الح ديث الق دسي‪:‬‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪) ].‬يقول ا تعالى‪ ...:‬من لقيني بقراب الرض خطيئ ة ليشرك بي شيءا لقيته بقرابها مغفر ة‪10] ( ]1‬‬ ‫‪.‬بل ورد هذا اللقب على مسامع الصحاب ة رضي ا عنه‪:‬م‬ ‫فق د سأل سليمان بن قيس اليشكري جابر بن عب د ا‪) :‬أفي أهل القبل ة طواغيت؟‪ ،( ]1‬قال‪) :‬ل‪ ،( ]1‬قلت‪) :‬أكنت‪:‬م‬ ‫‪].‬ت دعون أح داً من أهل القبل ة مشركا ً؟‪ ،( ]1‬قال‪) :‬ل‪11] ( ]1‬‬ ‫‪.‬والمقصود بأهل القبل ة في هذه النصوص ه‪:‬م أهل الب دع الذين يقيمون الصال ة وينتسبون للسال م‬ ‫وفي رواي ة عن أبي سفيان‪) :‬قلت لجابر ‪ -‬بن عب د ا ‪ :-‬كنت‪:‬م تقولون لهل القبل ة‪ :‬أنت‪:‬م كفار؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قلت‪ :‬فكنت‪:‬م‬ ‫‪].‬تقولون لهل القبل ة أنت‪:‬م مسلمون؟ قال‪ :‬نع‪:‬م‪12] ( ]1‬‬ ‫ومصطلح أهل القبل ة ت داوله الئم ة للرد على المخالف كذلك ]‪ ،[13‬المصطلحات السني ة ل يمكن ح دها بتعريف‬ ‫‪".‬كتعريف المناطق ة ‪ -‬جامع مانع ‪ -‬كما سنرى في مصطلح "أهل القبل ة وحال المتأولين معه‬ ‫وق د ت‪:‬م التعبير عن السال م بالقبل ة‪ ،‬لن الصال ة على الجمل ة هي المر الجامع لكل الطوائف والفر‪،‬ق المنتسب ة‬ ‫للسال م‪ ،‬وهي التي ل‪:‬م يختلف المسسلمون حولها ولورود الح ديث المتق د م في المق دم ة ولذلك سمى أبو الحسن‬ ‫الشعري كتابه في الفر‪،‬ق والملل "مقالت السالميين واختالف المصلين" وهو عنوان يعبر عن موقف كما‬ ‫‪.‬سيأتي بيانه‬ ‫وهذا المصطلح نشأ للرد على أهل الب دع‪ ،‬فإن دللته عن د أهل السن ة بفضل ا تعالى أوسع من أي طائف ة أخرى‬ ‫سوى المرجئ ة‪ ،‬فإنه كما سيأتي ما من طائف ة مبت دع ة إل وقصرت السال م على جماعتها وطائفتها‪ ،‬وأخرجت‬ ‫‪.‬المخالفين له‪:‬م من السال م‪ ،‬إل أهل السن ة والجماع ة فإنه‪:‬م أرح‪:‬م وأرأف‬ ‫‪:‬وينحصير اهلخل ف بين أهل اهلسنة وعموم اهلطوامئف في أربعة أقسام ةمن اهلمنتسبين هلللسلم‬ ‫المتأولين أصحاب الب دع المكفر ة هل ه‪:‬م من أهل القبل ة؟ )‪1‬‬ ‫الفسا‪،‬ق والعصا ة هل ه‪:‬م من أهل القبل ة؟ )‪2‬‬ ‫المخالفين لهل السن ة من أهل الب دع هل ه‪:‬م من أهل القبل ة؟ )‪3‬‬ ‫التكفير باللزو م – المآل ‪ -‬وإخراج من كفر بالز م قوله هل هو من أهل القبل ة؟ )‪4‬‬ ‫ومعنى التكفير بالمآل؛ أنه‪:‬م ليصرحون بقول هو كفر‪ ،‬ولكن يصرحون بأقوال يلز م عنها الكفر وه‪:‬م ل يعتق دون‬ ‫‪].‬ذلك اللزو م ]‪14‬‬ ‫وق د رأيت أن المخالفين ه‪:‬م المتأولون‪ ،‬وأن المصطلحين ي دلن على معنى واح د‪ ،‬فجمعت الح ديث عنهما في‬ ‫‪.‬باب واح د‪ ،‬والتكفير باللزو م فرع عن تكفير المتأولين فما دا م أنه استقر معنى الصل فق د استقر معنى الفرع‬ ‫أما دخول الفسا‪،‬ق في مصطلح أهل القبل ة فلن ننشغل به لشهرته بين الناس‪ ،‬مع وجود المخالفين اليو م لهل‬ ‫‪.‬السن ة في هذا الباب كالباضي ة‪ ،‬ولكن بفضل ا تعالى هو أمر مشهور معلو م‬ ‫وابت دأت لعظي‪:‬م الفائ د ة ببيان كيف يسل‪:‬م المرء حقيق ة؟ وكيف يحك‪:‬م عليه بالسال م؟ وعالق ة الحك‪:‬م بالحقيق ة‪ ،‬وا‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬الموفق‬ ‫كيف يسلم اهلميرء حقيقة؟‬ ‫يسل‪:‬م المرء بالتوحي د‪ ،‬والتوحي د يعبر عنه بالكلم ة الطيب ة ‪ -‬ل إله إل ا محم د رسول ا ‪ -‬وهي عق د التزا م بين‬ ‫‪.‬العب د وربه‪ ،‬ومعناها‪ :‬أنه ل يعب د إل ا‪ ،‬ول يعب ده إل بما شرع‬ ‫قال ابن تيمي ة رحمه ا تعالى‪) :‬فإن التوحي د أصل اليمان‪ ،‬وهو الكال م الفار‪،‬ق بين أهل الجن ة وأهل النار؛ وهو‬ ‫‪].‬ثمن الجن ة‪ ،‬ول يصح إسال م أح د إل به‪15] ( ]1‬‬ ‫وقال‪) :‬دين السال م مبني على أصلين وهما‪ :‬تحقيق شهاد ة أن ل إله إل ا‪ ،‬وأن محم داً رسول ا صلى ا‬ ‫‪].‬عليه وسل‪:‬م‪ ،‬وأول ذلك أل تجعل مع ا إله اً آخر‪ ...‬والصل الثاني‪ :‬أن نعب ده بما شرع على ألسن ة رسله‪16] ( ]1‬‬ ‫وقال في "التوسل والوسيل ة"‪) :‬دين ا هو السال م مبني على أصلين‪ :‬على أن يعب د ا وح ده ليشرك به شيء‪،‬‬ ‫وعلى أن يعب د بما شرعه على لسان رسوله صلى ا عليه وسل‪:‬م‪ ،‬وهذان هما حقيق ة قولنا‪ :‬أشه د أن ل إله إل ا‬ ‫‪].‬وأن محم داً عب ده ورسوله‪17] ( ]1‬‬ ‫‪:‬وقوهلنا عقد اهلتزام يتضمن اهلتزام اهلظاهير واهلباطن؛ لمننا منتكلم عن حقيقة اللسلم‪ ،‬وهو يعني‬ ‫العل‪:‬م بمعنى هذه الكلم ة‪ ،‬فمن نطقها غير عال‪:‬م بالمعنى المجمل لها فال يكون مسلمًا‪ ،‬قال ا تعالى‪} :‬فاعل‪:‬م )‪1‬‬ ‫‪].‬أنه ل إله إل ا‪] ( ]1‬محم د‪ ،[19 :‬وقال تعالى‪} :‬إل من شه د بالحق‪] ( ]1‬الزخرف‪86 :‬‬ ‫‪].‬وقال صلى ا عليه وسل‪:‬م‪) :‬من مات وهو يعل‪:‬م أنه ل إله إل ا دخل الجن ة‪18] ( ]1‬‬ ‫الص د‪،‬ق والخالص القلبي لها‪ ،‬فمن نطقها بلسانه وهو شاك بها غير صاد‪،‬ق في قولها فال يعتبر مسلما ً في )‪2‬‬ ‫‪.‬الحقيق ة‪ ،‬وإن كان مسلما ً في الظاهر‬ ‫قال رسول ا صلى ا عليه وسل‪:‬م‪) :‬إن ا تعالى حر م على النار من قال ل إله إل ا يبتغي بذلك وجه ا‪] ( ]1‬‬ ‫‪19].‬‬ ‫وقال صلى ا عليه وسل‪:‬م )ما من أح د يشه د أن ل إله إل ا‪ ،‬وأن محم داً رسول ا ص دقاً من قلبه إل حرمه ا‬ ‫‪].‬على النار‪20] ( ]1‬‬ ‫النقياد والقبول لها‪ ،‬فما دامت الكلم ة تعني قبول المرء بعبوديته ل‪ ،‬فهذا يعني أن يمتثل العب د أوامر إلهه )‪3‬‬ ‫‪.‬ويقبل أخباره كذلك‪ ،‬وأي رد لي أمر أو خبر هو نقض لهذا العق د‬ ‫‪:‬قال ابن تيمي ة في "القتضاء"‪) :‬والشهاد ة بأن محم داً رسول ا تتضمن‬ ‫‪.‬أ‪ ( ]1‬تص ديقه في كل ما أخبر‬ ‫‪).‬ب‪ ( ]1‬طاعته في كل ما أمر‬ ‫قال ابن القي‪:‬م‪) :‬ومن تأمل ما في السير ة والخبار الثابت ة من شهاد ة كثير من أهل الكتاب والمشركين له صلى ا‬ ‫عليه وسل‪:‬م بالرسال ة وأنه صاد‪،‬ق فل‪:‬م ت دخله‪:‬م هذه الشهاد ة في السال م عل‪:‬م أن السال م أمر وراء ذلك‪ ،‬وأنه ليس‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫هو المعرف ة فقط ول المعرف ة والقرارفقط‪ ،‬بل المعرف ة والقرار والنقياد والتزا م طاعته ودينه ظاهراً وباطنا ً‪( ]1‬‬ ‫‪21]].‬‬ ‫‪].‬قال ابن حجر‪) :‬إن إقرار الكافر بالنبو ة ل ي دخله في السال م حتى يلتز م أحكا م السال م‪22] ( ]1‬‬ ‫وههنا ننبه إلى نقط ة مهم ة وهي أن قبول العمل ليس هو ال دخول فيه‪ ،‬فقبول العمل شرط السال م ول يصح إل‬ ‫به‪ ،‬أما ال دخول في العمل فهناك أعمال تعتبر شرطاً وهناك أعمال تعتبر من الواجبات ‪ -‬أي من واجبات اليمان‬ ‫ فالنطق بالشهادتين شرط لصح ة السال م‪ ،‬والصال ة ‪ -‬على الصحيح ‪ -‬كذلك‪ ،‬وأما بر الوال دين والحسان إلى‬‫الجار والمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ...‬إلخ‪ ،‬فقبولها شرط لصح ة إسال م المرء‪ ،‬وأما ال دخول فيها فهي‬ ‫‪].‬من مكمالته الواجب ة ]‪23‬‬ ‫‪.‬ونحن هنا نتكل‪:‬م عن حقيق ة السال م‪ ،‬أما كيف يحك‪:‬م على السال م في الظاهر فهذا في النقط ة التالي ة‬ ‫بم يحكم على اهلميرء باللسلم؟‬ ‫من المعلو م أن الحك‪:‬م يكون بالظاهر‪ ،‬وهو الذي ينبئ عن الباطن والحقيق ة ‪ -‬على الغلب وتستثنى بعض‬ ‫ الظروف كالكراه وحال المنافق‬‫‪]:‬والظاهر الذي من خالله يحك‪:‬م على المرء بالسال م يعرف من خالل ثال ث أمور ]‪24‬‬ ‫‪.‬النص )‪1‬‬ ‫‪.‬ال دلل ة )‪2‬‬ ‫‪.‬التبعي ة )‪3‬‬ ‫‪:‬اهلنص )‪1‬‬ ‫ونعني بها أن يأتي الرجل بالكلم ة الطيب ة‪ :‬ل إله إل ا محم د رسول ا‪ ،‬فإذا أتى الرجل بالكلم ة على لسانه‬ ‫يجب الحك‪:‬م عليه بالسال م‪ ،‬لقوله تعالى‪} :‬يا أيها الذين آمنوا إذا ضربت‪:‬م في سبيل ا فتبينوا ول تقولوا لمن ألقى‬ ‫‪].‬إليك‪:‬م السال م لست مؤمنًا‪ ،‬تبتغون عرض الحيا ة ال دنيا فعن د ا مغان‪:‬م كثير ة{ ]النساء‪94 :‬‬ ‫قال ابن جرير رحمه ا تعالى‪) :‬هذه الي ة نزلت في سبب قتيل قتلت ة سري ة لرسول ا صلى ا عليه وسل‪:‬م‬ ‫بع دما قال‪ :‬إني مسل‪:‬م‪ ،‬أو بع دما شه د شهاد ة الحق‪ ،‬او بع دما سل‪:‬م عليه‪:‬م لغنيم ة كانت معه‪ ،‬أو غير ذلك من ملكه‬ ‫‪).‬فأخذوه منه‪ ...‬وذكر ح ديث أسام ة رضي ا عنه وقتله الرجل بع دما أسل‪:‬م‬ ‫‪.‬فهذه الي ة ت دل على أن من أظهر السال م ‪ -‬أي كلمته ‪ -‬أو ألقى تحي ة أهل السال م يجب الكف عنه‬ ‫وقال صلى ا عليه وسل‪:‬م‪) :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ا فإذا قالوا ل إله إل ا عصموا مني‬ ‫‪].‬دماءه‪:‬م وأمواله‪:‬م إل بحقها‪25] ( ]1‬‬ ‫‪].‬وقال‪) :‬من قال ل إله إل ا وكفر بما يعب د من دون ا حر م ماله ودمه وحسابه على ا تعالى‪26] ( ]1‬‬ ‫‪ ].‬قال الكاساني‪) :‬النص هو أن يأتي بالشهادتين أو يأتي بهما مع التبري مما هو عليه صريحا ً‪27] ( ]1‬‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪...‬وههنا مسائل ع د ة نعرض عن شرحها مخاف ة التطويل إذ ليس شرح هذا الباب هو المقصود‬ ‫‪.‬منها‪ :‬أن الكلم ة إذا عل‪:‬م منها أن المرء أراد بها الخبار دون القرار ل تعتبر إسالماً‬ ‫قال ابن تيمي ة‪) :‬وأيض ًا فق د جاء نفر من اليهود إلى النبي صلى ا عليه وسل‪:‬م فقالوا‪" :‬نشه د إنك رسول"‪ ،‬ول‪:‬م‬ ‫يكونوا مسلمين بذلك لنه‪:‬م قالوا ذلك على سبيل الخبار عما في أنفسه‪:‬م‪ ،‬أي نعل‪:‬م ونجز م أنك رسول ا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فل‪:‬م ل تتبعوني؟ قالوا‪ :‬نخاف من اليهود‪ ،‬فعل‪:‬م أن مجرد العل‪:‬م والخبار ليس بإيمان حتى يتكل‪:‬م باليمان على وجه‬ ‫‪].‬النشاء المتضمن لللتزا م والنقياد مع تضمن ذلك الخبار عما في أنفسه‪:‬م‪28] ( ]1‬‬ ‫‪].‬وكذا إذا ل‪:‬م يتبرى من دينه الذي هو فيه ]‪29‬‬ ‫‪:‬اهلدلهلة )‪2‬‬ ‫‪].‬قال الكاساني‪ :‬ال دلل ة‪) :‬نحو أن يصلي كتابي أو واح د من أهل الشرك‪30] ( ]1‬‬ ‫والقص د منها هو أن يأتي المرء بعمل من أعمال السال م الظاهر ة والتي ل يشاركه‪:‬م بها أهل الديان الخرى‬ ‫‪.‬وأهمها في ذلك الصال ة واله دي الظاهر‪ ،‬فإنه بذلك يحك‪:‬م عليه بالسال م‬ ‫وق د إختلف أهل العل‪:‬م في المشرك إذا أتى بعمل من أعمال أهل السال م كصال ة الجماع ة هل يسل‪:‬م أ م ل‪ ،‬ول‬ ‫‪].‬حاج ة هنا لتفصيل هذه المسأل ة وال دليل مع الحاكمين بإسالمه ]‪31‬‬ ‫‪:‬اهلتبعية )‪3‬‬ ‫قال الكاساني‪) :‬فإن الصبي يحك‪:‬م بإسالمه تبعاً لبويه عقل أو ل‪:‬م يعقل ما ل‪:‬م يسل‪:‬م بنفسه إذا عقل ويحك‪:‬م بإسالمه‬ ‫‪].‬تبعا ً لل دار أيضا ً‪32] ( ]1‬‬ ‫فالمرء يحك‪:‬م بإسالمه تبع اً لبويه ولل دار‪ ،‬فهذه مسأل ة من المسائل الكثير ة التي تبنى على ال دار وأحكامها‪ ،‬وهذا‬ ‫فيه رد على الما م الشوكاني والشيخ ص ديق حسن خان حين زعما أن أحكا م ال دار ل قيم ة لها في الحكا م‬ ‫‪.‬الشرعي ة ول يستفاد من هذا التقسي‪:‬م شيء‪ ،‬رح‪:‬م ا الجميع‬ ‫والحك‪:‬م بالظاهر ‪ -‬النص وال دلل ة والتبعي ة ‪ -‬على المرء بالسال م له شرط وهو ع د م تلبس المرء بأي ناقض من‬ ‫نواقض السال م المجمع عليها‪ ،‬وهذه المسأل ة كذلك ل تعمل بلطال‪،‬ق إذ لب د من اعتبار وجود الموانع حين‬ ‫‪.‬اعتبار النواقض كالجهل والكراه‬ ‫وهذا الباب كما ترى فيه رد على المكفرين للم ة بالحتمالت‪ ،‬أوالذين يتوقفون بالحك‪:‬م على الم ة بالسال م‬ ‫حتى يتبينوا براءته‪:‬م من الشرك لوجود الحتمال‪ ،‬وكذلك فيه رد على من ترك الصال ة وراء أئم ة المساج د‬ ‫بالعمو م مخاف ة تلبسه‪:‬م بالشرك‪ ،‬فكل هذه القوال مبناها على قواع د ب دعي ة أهمها ترك الحك‪:‬م بالظاهر من أجل‬ ‫‪.‬احتمالت ظني ة‬ ‫وجامع هذا الباب مأخوذ من قول النبي صلى ا عليه وسل‪:‬م المتق د م‪) :‬من صلى صالتنا واستقبل قبلتنا وأكل‬ ‫‪).‬ذبيحتنا فله ما لنا وعليه ما علينا‬ ‫وههنا نقط ة مهم ة وهو أن البراء ة من الشرك في الباطن شرط لسال م المرء‪ ،‬ولكنها ليست شرطا ً لك لتحك‪:‬م‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬عليه بالسال م‬ ‫ومعنى هذا؛ أن التحقق من المرء وأنه بريء من الشرك وكافر بالطاغوت بباطنه للحك‪:‬م عليه بالسال م ليس من‬ ‫طريق ة أهل السن ة والجماع ة‪ ،‬وإنما هي من سبيل أهل الب دع‪ ،‬فمن ل‪:‬م يأت بالنواقض علنا ً ول‪:‬م تشتهر عنه فال‬ ‫يجوز امتحانه أبريء هو منها أ م ل‪ ،‬وفعل ذلك هو عمل ب دعي ل‪:‬م يثبت قط أن رسول ا صلى ا عليه وسل‪:‬م‬ ‫ق د فعله‪ ،‬أو فعله أصحابه من بع ده رضي ا عنه‪:‬م‪ ،‬وهذه الب دع ة لها أصول عن الخوارج الوائل لكنها اليو م‬ ‫‪.‬تكاد تكون أّجل وأوضح عن د كثير من أفراخه‪:‬م من الغيلم ة ومن جماعات الغلو‬ ‫‪:‬علقة اهلحقيقة باهلحكم‬ ‫روى الما م أبو بكر بن أبي شيب ة في كتاب اليمان بسن د صحيح إلى أبي قالد ة التابعي أنه قال‪) :‬ح دثني الرسول‬ ‫الذي سأل عب د ا بن مسعود‪ ،‬فقال‪ :‬أنش دك بال أتعل‪:‬م أن الناس كانوا على عه د رسول ا صلى ا عليه وسل‪:‬م‬ ‫‪:‬على ثالث ة أصناف‬ ‫‪.‬مؤمن السرير ة مؤمن العالني ة ‪‬‬ ‫‪.‬وكافر السرير ة كافر العالني ة ‪‬‬ ‫‪.‬مؤمن العالني ة كافر السرير ة ‪‬‬ ‫‪].‬فقال عب د ا‪ :‬الله‪:‬م نع‪:‬م‪33] ( ]1‬‬ ‫قال الشيخ سفر الحوالي‪) :‬فل‪:‬م يكن في واقع الجيل الول ول في تصوره وجود المؤمن السرير ة كافر العالني ة‪،‬‬ ‫أي التارك لليمان ‪ -‬أو من أتى بناقض ‪ -‬المؤمن بقلبه كما تزع‪:‬م المرجئ ة‪ ،‬وانطالقا ً من هذا يقول الخ ّ‬ ‫طابي‪" :‬ق د‬ ‫يكون المرء مستسلم اً في الظاهر غير منقاد في الباطن‪ ،‬ول يكون صاد‪،‬ق الباطن غير منقاد في الظاهر"‪] ( ]1‬‬ ‫‪34].‬‬ ‫وبهذا تعل‪:‬م خطأ صاحب "الجامع في طلب العل‪:‬م الشريف" الشيخ عب د القادر بن عب د العزيز‪ ،‬حين أوج د قسماً‬ ‫ال‪ ،‬وهو الحك‪:‬م على الرجل بالكفر والرد ة مع احتمالنا أن يكون مسلماً‬ ‫‪.‬رابعًا‪ ،‬وجعله محتم ً‬ ‫قال في حكمه على أنصار الطواغيت‪) :‬فحكمنا بكفره‪:‬م إنما هو على الظاهر ول نقطع بكفره‪:‬م كممتنعين على‬ ‫الحقيق ة لحتمال قيا م مانع من التكفير في حق بعضه‪:‬م‪ ،‬مع التذكير بأنه ل يجب علينا البحث عن الموانع فالحك‪:‬م‬ ‫‪].‬عليه‪:‬م إنما هو على الظاهر‪35] ( ]1‬‬ ‫والشيخ وقع هنا في خطأ جسي‪:‬م‪ ،‬لنه جوز تكفير الرجل مع احتمال أن يكون مسلماً في الباطن‪ ،‬وهذا القول قول‬ ‫‪:‬مبت دع ل يعرف له سلف‪ ،‬وق د وقع في هذا الخطأ لسببين‬ ‫أولهما‪ :‬إعمال القواع د العام ة من غير النظر إلى الستثناء‪ ،‬والقاع د ة التي أعملها هنا هي تبعض الحكا م‪ ،‬وق د‬ ‫‪.‬رأيت أن لهذه القاع د ة استثناء‬ ‫ثانيهما‪ :‬خلطه لكال م الئم ة في نوع القتال وبين الحك‪:‬م على العيان والفراد‪ ،‬فق د يقاتل القو م مقاتل ة المرت دين‬ ‫ونسميه‪:‬م بطائف ة رد ة مع ع د م تسمي ة أفراده‪:‬م وأعيانه‪:‬م مرت دين لوجود موانع في بعض أفراده‪:‬م‪ ،‬فمجرد وجود‬ ‫إحتمال المانع يجب إعماله والهتما م به‪ ،‬وهو ههنا أقر بإحتمال وجود الموانع‪ ،‬بل إنها هي الغلب في واقعنا‪،‬‬ ‫‪.‬فإعمالها هو الواجب‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫قال الشيخ عب دالرحمن بن حسن بن محم د بن عب د الوهاب‪) :‬ل يقال إنه مجرد مجامع ة ومساكن ة المشرك يكون‬ ‫كافر ًا‪ ،‬بل المراد أنه من عجز عن الخروج من بين ظهراني المشركين وأخرجوه معه‪:‬م كرها ً فحكمه حكمه‪:‬م في‬ ‫‪].‬القتل وأخذ المال ل في الكفر‪36] ( ]1‬‬ ‫فما ذكره الشيخ عب د القادر ‪ -‬حفظه ا وه دانا ا وإياه ‪ -‬من كال م الئم ة أن حك‪:‬م الجاهل هو حك‪:‬م الطائف ة‬ ‫فالمقصود به حكمه في القتل وأخذ المال ل حكمه في الكفر‪ ،‬وق د اهت دى الشيخ لهذه المسأل ة في رده على كتاب‬ ‫‪.‬الشيخ عب د المجي د الشاذلي "ح د السال م وحقيق ة اليمان"‪ ،‬لكن فاتته ههنا‪ ،‬والكمال ل وح ده‬ ‫وكتاب الشيخ "الجامع في طلب العل‪:‬م الشريف" فيه غلو في مواطن ع د ة‪ ،‬أذكر بعضها ذكراً سريعًا‪ ،‬وإن كان‬ ‫‪:‬الكتاب يحتاج إلى مناقش ة واسع ة للكثير من أبحاثه‬ ‫‪.‬غلوه في ع د م إعذار صاحب "الرسال ة الليماني ة" في خطأه في فه‪:‬م الموال ة )‪1‬‬ ‫‪.‬غلوه في تسمي ة الموال ة ‪ -‬موال ة المشركين ‪ -‬قسما ً واح دًا‪ ،‬ل تحتمل إل الكفر الكبر )‪2‬‬ ‫غلوه في تسمي ة بعض الجماعات السالمي ة العامل ة للسال م؛ أنه‪:‬م ليسوا من أتباع النبي صلى ا عليه وسل‪:‬م )‪3‬‬ ‫‪37]].‬‬ ‫‪.‬غلوه في تسمي ة من خالفه في بعض الحقو‪،‬ق الشخصي ة؛ بالمنافقين والضالين )‪4‬‬ ‫حكمه على من خالفوه في بعض الحقو‪،‬ق الشخصي ة؛ بأنه‪:‬م يستحقون القتال كما يستحق المرت دون القتال )‪5‬‬ ‫‪.‬سواء بسواء‬ ‫‪.‬غلوه في إطال‪،‬ق التكفير على عمو م البرلمانيين والمنتخبين دون قيود كان ينبغي أن توضع باهتما م )‪6‬‬ ‫‪.‬وهذا ليس تقلي ً‬ ‫ال من قيم ة الكتاب‪ ،‬لكن ا أبى أن يت‪:‬م إل كتابه‬ ‫‪:‬دخول اهلمتأوهلين واهلمخاهلفين في أهل اهلقبلة‬ ‫هذه المسأل ة من أشرف المسائل وأرحمها وأع دلها عن د أهل السن ة والجماع ة‪ ،‬فإن المستبصر بها يقينا ً يعل‪:‬م أن‬ ‫طريق هذه الطائف ة هي أرح‪:‬م الطر‪،‬ق في تعاملها مع المخالف‪ ،‬وهذه المسأل ة كذلك من الفرو‪،‬ق المهم ة بل من‬ ‫أعظ‪:‬م الفرو‪،‬ق بيننا وبين المخالفين‪ ،‬فإن عام ة الفر‪،‬ق الب دعي ة ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬ق د تنكبت عن اله داي ة في هذه‬ ‫‪.‬المسأل ة‬ ‫قال ابن تيمي ة رحمه ا تعالى‪) :‬إن المتأول الذي قص ده متابع ة الرسول صلى ا عليه وسل‪:‬م ل يكفر ول يفسق‪،‬‬ ‫إذا إجته د فأخطأ‪ ،‬وهذا مشهور عن د الناس في المسائل العملي ة‪ ،‬أما مسائل العقائ د فكثير من الناس كفر‬ ‫المخطئين فيها‪ ،‬وهذا القول ل يعرف عن أح د من الصحاب ة والتابعين له‪:‬م بإحسان‪ ،‬ول عن أح د من أئم ة‬ ‫المسلمين‪ ،‬إنما هو في الصل من أقوال أهل الب دع الذين يبت دعون ب دع ة ويكفرون من خالفه‪:‬م كالخوارج‬ ‫والمعتزل ة والجهمي ة‪ ،‬ووقع ذلك في كثير من أتباع الئم ة كبعض أصحاب مالك والشافعي وأحم د وغيره‪:‬م‪] ( ]1‬‬ ‫‪38].‬‬ ‫بل هذه المسأل ة هي عم د ة المسائل في الحك‪:‬م على الرجل بأنه سني أو مبت دع‪ ،‬فإن الخوارج ‪ -‬والذين ه‪:‬م رؤوس‬ ‫‪.‬أهل الب دع ‪ -‬يحك‪:‬م عليه‪:‬م بالب دع ة والخارجي ة عن د كثير من أهل السن ة لمجرد وجود هذه المسأل ة عن ده‪:‬م‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫فإن أهل الب دع عموم اً يكفرون المخالف المتأول ول يعذرونه‪ ،‬وق د سرت هذه الب دع ة كما قال ابن تيمي ة في‬ ‫طوائف من المنتسبين لهل السن ة والجماع ة‪ ،‬وبسبب هذا السريان ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬ع د م فهمه‪:‬م لكال م الئم ة في‬ ‫‪.‬إطال‪،‬ق تكفير أهل الب دع‬ ‫‪).‬فالزي دي ة نصوا في كتبه‪:‬م على تكفير المتأولين‪ ،‬قال الهادي في "ح دائق الزهار"‪) :‬والمتأول كالمرت د‬ ‫قال الشوكاني في الرد عليه‪) :‬ههنا تسكب العبرات‪ ،‬ويناح على السال م وأهله بما جناه التعصب في ال دين على‬ ‫غالب المسلمين من الترامي بالكفر ل لسن ة‪ ،‬ول لقرآن‪ ،‬ول لبيان من ا ول لبرهان‪ ،‬بل لما غلت مراجل‬ ‫العصبي ة في ال دين‪ ،‬وتمكن الشيطان الرجي‪:‬م من تفريق كلم ة المسلمين لقنه‪:‬م إلزامات بعضه‪:‬م لبعض بما هو شبيه‬ ‫‪.‬الهباء في الهواء‪ ،‬والسراب البقيع ة‪ ...[39] ( ]1‬الخ‪ ،‬فارجع إليه لهميته‬ ‫‪.‬وكثير من المتكلمين المنتسبين لهل السن ة؛ كفروا المتأولين‬ ‫قال أبو منصور البغ دادي في كتابه "أصول ال دين"‪) :‬المسأل ة الرابع ة عشر من هذا الصل؛ في أنكح ة أهل‬ ‫الهواء وذبائحه‪:‬م ومواريثه‪:‬م‪ :‬أجمع أصحابنا على أنه ل يحل أكل ذبائحه‪:‬م‪ ،‬وكيف نبيح ذبائح من ل يستبيح‬ ‫ذبائحنا‪ ،‬وأكثر المعتزل ة مع الزارق ة من الخوارج يحرمون ذبائحنا وقولنا فيه‪:‬م أش د من قوله‪:‬م فينا‪ ...‬وأجمع‬ ‫‪].‬أصحابنا على أن أهل الهواء ل يرثون من أهل السن ة‪40] ( ]1‬‬ ‫بل وسمى دار أهل الب دع دار رد ة‪ ،‬قال‪) :‬ومنه‪:‬م من جعله‪:‬م مرت دين ول‪:‬م يقبل الجزي ة‪ ،‬وفي إسترقا‪،‬ق أولده‪:‬م‬ ‫‪].‬خالف بين أصحابنا‪41] ( ]1‬‬ ‫وأما الشيع ة الروافض فتكفيره‪:‬م للمخالف المتأول مشهور معلو م‪ ،‬ففي "مجالس النوار" للمجلسي قال‪) :‬عن‬ ‫هارون بن خارج ة قال‪ :‬قلت لبي عب د ا عليه السال م‪ :‬إنا نأتي هؤلء المخالفين فنسمع منه‪:‬م يكون حج ة لنا‬ ‫‪].‬عليه‪:‬م؟ قال‪ :‬ل تأتيه‪:‬م ول تسمع منه‪:‬م‪ ،‬لعنه‪:‬م ا‪ ،‬ولعن ملله‪:‬م المشرك ة‪42] ( ]1‬‬ ‫ وق د عق د المجلسي بابا بعنوان‪) :‬باب كفر المخالفين والنصاب‪ - [43] ( ]1‬والنصاب عن ده‪:‬م ه‪:‬م أهل السن ة‬‫وه‪:‬م يكفرون الزي دي ة كذلك‪ ،‬قال المجلسي‪) :‬كتب أخبارنا مشحون ة بالخبار ال دال ة على كفر الزي دي ة وأمثاله‪:‬م من‬ ‫‪].‬الفطحي ة والواقف ة‪44] ( ]1‬‬ ‫‪.‬والواقف ة ه‪:‬م الذين يتوقفون في إمام ة علي بالنص‬ ‫‪.‬وعلى الجمل ة فهي سم ة أهل الب دع عموماً‬ ‫‪).‬قال الما م الشافعي رحمه ا تعالى‪) :‬أهل الب دع إذا خالفته قال‪ :‬كفرت‪ ،‬وأما السني فإذا خالفته قال‪ :‬أخطأت‬ ‫قال ابن تيمي ة رحمه ا‪) :‬والخوارج تكفر أهل الجماع ة وكذلك المعتزل ة يكفرون من خالفه‪:‬م وكذلك الرافض ة‪،‬‬ ‫ومن ل‪:‬م يكفر فسق‪ ،‬وكذلك أكثر أهل الهواء يبت دعون رأياً ويكفرون من خالفه‪:‬م فيه‪ ،‬وأهل السن ة يتبعون الحق‬ ‫من ربه‪:‬م الذي جاء به الرسول صلى ا عليه وسل‪:‬م ول يكفرون من خالفه‪:‬م فيه‪ ،‬بل ه‪:‬م أعل‪:‬م بالحق وأرح‪:‬م‬ ‫‪].‬بالخلق‪45] ( ]1‬‬ ‫‪:‬تنبيه‬ ‫نحن ههنا في نسب ة هذه القوال للمذاهب إنما هو على الغلب و الشهر وإل فق د وج د في هذه المذاهب الب دعي ة‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫من وافق أهل السن ة في ع د م تكفير المتأولين‪ ،‬وهذا التنبيه مه‪:‬م لئال ن دخل في النمطي ة الخطأ ويت‪:‬م تعاملنا مع‬ ‫‪.‬الناس جميعا ً من خالل الشعار‬ ‫‪:‬قول أهل اهلسنة في اهلمتأوهلين اهلمخاهلفين‬ ‫‪:‬ةمقدةمتان لبد ةمنهما‬ ‫‪:‬اهلمقدةمة الوهلى‬ ‫قال أبو الولي د الباجي ‪ -‬الما م المالكي ‪) :-‬والذي أذهب إليه أن الحق في واح د‪ ،‬وأن من حك‪:‬م بغيره فق د حك‪:‬م‬ ‫بغير الحق‪ ،‬ولكننا ل‪:‬م نكلف إصابته‪ ،‬وإنما كلفنا الجتهاد في طلبه‪ ،‬فمن ل‪:‬م يجته د في طلبه فق د أث‪:‬م‪ ،‬ومن اجته د‬ ‫فأصاب فق د أجر أجرين‪ ،‬أجر الجتهاد وأجر الصاب ة في الحق‪ ،‬ومن اجته د فأخطأ فق د أجر أجراً واح داً‬ ‫لجتهاده ول‪:‬م يأث‪:‬م لخطئه‪ ...‬وال دليل على ذلك قوله تعالى‪} :‬وداود وسليمان إذ يحكمان في الحر ث إذ نفشت فيه‬ ‫غن‪:‬م القو م وكنا لحكمهما شاه دين* ففهمناها سليمان{ ]النبياء‪ ،[79 - 78 :‬قال الحسن البصري رحمه ا‪:‬‬ ‫‪"].‬حم د ا سليمان على إصابته وأثنى على داود لجتهاده ولول ذلك لضل الحكا م"‪46] ( ]1‬‬ ‫قال ابن تيمي ة رحمه ا تعالى‪) :‬فالمجته د المست دل ‪ -‬من إما م وحاك‪:‬م وعال‪:‬م وناظر ومناظر ومفت وغير ذلك ‪-‬‬ ‫إذا اجته د واست دل‪ ،‬فاتقى ا ما استطاع‪ ،‬كان هذا هو الذي كلفه ا إياه‪ ،‬وهو مطيع ل مستحق للثواب إذا اتقاه‬ ‫ما استطاع‪ ،‬ول يعاقبه ا البت ة خالفاً للجهمي ة المجبر ة‪ ،‬وهو مصيب بمعنى أنه مطيع ل لكن ق د يعل‪:‬م الحق في‬ ‫نفس المر‪ ،‬وق د ل يعلمه خالف اً للق دري ة والمعتزل ة في قوله‪:‬م‪ :‬كل من استفرغ وسعه عل‪:‬م الحق‪ ،‬فإن هذا باطل‬ ‫‪].‬كما تق د م‪ ،‬بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب‪47] ( ]1‬‬ ‫وقال ابن حز م‪) :‬ل‪:‬م يأمر ا تعالى قط الحاك‪:‬م بإصاب ة الحق لنه تكليف ما ليس في وسعه‪ ،‬إنما أمره بالحك‪:‬م‬ ‫بالبين ة العادل ة عن ده‪ ،‬أو اليمين أو القرار أو بعلمه‪ ،‬فما حك‪:‬م به من ذلك في موضعه فق د حك‪:‬م بيقين الحق‪،‬‬ ‫‪].‬أصاب صاحب الحق أو ل‪:‬م يصب‪48] ( ]1‬‬ ‫وقول ابن حز م‪) :‬أو بعلمه‪( ]1‬؛ هو خالف القول المختار‪ ،‬فإن القاضي والحاك‪:‬م ل يجوز له أن يقضي بعلمه‪ ،‬لكن‬ ‫‪.‬ليجوز له أن يحك‪:‬م بخالفه‪ ،‬والمسأل ة من مسائل الخالف‬ ‫وقال‪) :‬ليس كل من اجته د واست دل ليتمكن من معرف ة الحق‪ ،‬ول يستحق الوعي د إل من ترك مأموراً به أو فعل‬ ‫‪].‬محظوراً‪49] ( ]1‬‬ ‫‪:‬اهلمقدةمة اهلثامنية‬ ‫ل يؤث‪:‬م المخطأ من المجته دين في هذه الم ة ل في الصول ول في الفروع )عبي د ا بن الحسن العنبري‪] ( ]1‬‬ ‫‪50].‬‬ ‫قال ابن تيمي ة‪) :‬هذا قول السلف وأئم ة الفتوى كأبي حنيف ة والشافعي والثوري وداود بن علي ‪ -‬إما م أهل الظاهر‬ ‫ وغيره‪:‬م‪ :‬ل يؤثمون مجته داً مخطئ اً ل في المسائل الصولي ة ول في الفرعي ة‪ ،‬كما ذكر ذلك ابن حز م وغيره‪،‬‬‫ولهذا كان أبو حنيف ة والشافعي وغيرهما يقبلون شهاد ة أهل الهواء إل الخطابي ة ويصححون الصال ة خلفه‪:‬م‪،‬‬ ‫‪.‬والكافر ل تقبل شهادته على المسلمين ول يصلى خلفه‬ ‫وقالوا‪ :‬هذا هو القول المعروف عن الصحاب ة والتابعين له‪:‬م بإحسان وأئم ة ال دين‪ ،‬أنه‪:‬م ليكفرون ول يفسقون‬ ‫ول يؤثمون أح د ًا من المجته دين المخطئين‪ ،‬ل في مسأل ة عملي ة ول علمي ة‪ .‬قالوا‪ :‬والفر‪،‬ق بين مسائل الصول‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫والفروع إنما هو من أقوال أهل الب دع من أهل الكال م والمعتزل ة والجهمي ة ومن سلك سبيله‪:‬م‪ ،‬وانتقل هذا القول‬ ‫‪].‬إلى أقوا م تكلمو بذلك في أصول الفقه ول‪:‬م يعرفوا حقيق ة هذا القول ول غوره‪51] ( ]1‬‬ ‫قوله رحمه ا‪) :‬إل الخطابي ة‪ ،( ]1‬ليس لعل ة كفر أعيانه‪:‬م ولكن لمذهب هذه الب دع ة فه‪:‬م يجيزون الكذب لمذهبه‪:‬م‪...‬‬ ‫ث‪:‬م شرح الشيخ رحمه ا هذا القول وتوسع فيه وذلك بالرد على المفرقين‪ ،‬وأنه ل يوج د ضابط صحيح للتفريق‬ ‫‪.‬بين ما هو أصل وما هو فرع في هذه المسأل ة‪ ،‬فارجع إليه لهميته‪ ،‬ولول مخاف ة الطال ة لذكرته هنا‬ ‫‪:‬ةمعنى اهلتأويل‬ ‫مصطلح التأويل يختلف معناه من باب لخر‪ ،‬ومن مسأل ة لمسأل ة‪ ،‬ول ب د من معرف ة مراد المتكل‪:‬م لهذا المصطلح‬ ‫‪].‬فهو في كتب الصول على معنى‪ ،‬وعن د المتكلمين على معنى‪ ،‬وهو في القرآن الكري‪:‬م على معنى آخر ]‪52‬‬ ‫والتأويل أو التأول هما بمعنى واح د‪ ،‬ومعناهما هنا؛ أن يظن المجته د المسل‪:‬م غير ال دليل دلي ً‬ ‫ال‪ ،‬ومعنى هذا‬ ‫التعريف هو أن يبحث المجته د أو الناظر أو العال‪:‬م عن حك‪:‬م ا تعالى أو عن خبره‪ ،‬أو يبحث عن معنى ما‬ ‫‪.‬يري ده ا أو ما يري ده رسوله صلى ا عليه وسل‪:‬م فيخطئ مراد ا أو حكمه ول يصيبه‬ ‫فهو إذا ملتز م في الصل بكلم ة السال م غير ناقض لها‪ ،‬لكن في بحثه عن مقتضياتها ولوازمها وواجباتها من‬ ‫‪.‬أجل تحقيق عبودي ة ا تعالى في نفسه أخطأ إصاب ة المراد‬ ‫‪:‬وهناك ألسباب هلوقوعه في هذا اهلخطأ‪ ،‬أذكير بعضها ذكيراً لسيريعاً‬ ‫‪.‬غلب ة قاع د ة عقلي ة أو شرعي ة على ذهنه مع جزمه بصوابها ث‪:‬م رد باقي المسائل إليها )‪1‬‬ ‫‪.‬أخذه بالح ديث الضعيف ورده للصحيح )‪2‬‬ ‫‪.‬التقلي د )‪3‬‬ ‫‪.‬ع د م معرفته إل بقول واح د يظن أنه قول أهل السال م الوحي د )‪4‬‬ ‫‪ ].‬خطأه في التفسير لضعفه في اللغ ة أو لعماله قاع د ة في غير محلها أو بطريق ة مخطئ ة ]‪5) 53‬‬ ‫وهذه السباب فيما هو ظاهر لنا وإل فإن بعضه‪:‬م كما سيأتي يتحايل في رد الشريع ة وع د م قبول المر أو رد‬ ‫الخبر بحج ة التأويل‪ ،‬ولكن ليس لنا إل الحك‪:‬م بالظاهر‪ ،‬أما الباطن فأمره الى ا‪ ،‬إل في ما ظهر لنا عن طريق‬ ‫‪.‬القرائن وال دلئل فنحك‪:‬م بها‬ ‫‪ -:‬ةميراتب اهلتأويل – اهلتأول‬ ‫قال ابن حجر رحمه ا تعالى‪) :‬إن من أكفر المسل‪:‬م نظر‪ :‬فإن كان بغير تأويل استحق الذ م‪ ،‬وربما كان هو‬ ‫الكافر‪ ،‬وإن كان بتأويل نظر إن كان غير سائغ استحق الذ م أيضاً ول يصل إلى الكفر‪ ،‬بل يبين له وجه خطئه‬ ‫ويزجر بما يليق‪ ،‬ول يلتحق بالول عن د جمهور العلماء‪ ،‬وإن كان بتأويل سائغ ل‪:‬م يستحق الذ م بل تقا م عليه‬ ‫الحج ة حتى يرجع إلى الصواب‪ ،‬قال العلماء‪ :‬كل متأول معذور بتأويله ليس يأث‪:‬م إذا كان تأويله سائغا ً في لسان‬ ‫‪].‬العرب وكان له وجه في العل‪:‬م‪54] ( ]1‬‬ ‫‪:‬إذًا اهلمخاهلف هلنا يقسم إهلى ةثلةثة أقسام‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬مخالف غير متأول )‪1‬‬ ‫‪.‬مخالف متأول بتأويل غير سائغ )‪2‬‬ ‫‪.‬مخالف متأول بتأويل سائغ )‪3‬‬ ‫‪.‬وهذا الذي ذكره الما م الحافظ رحمه ا تعالى في المسائل العملي ة وتطبيقه على المسلمين كذلك‬ ‫‪:‬وحين تضطرد المسائل على أهل الب دع المنتسبين للسال م سنج د أن أقسا م المتأولين كذلك تنقس‪:‬م إلى هذا التقسي‪:‬م‬ ‫‪.‬متأولين كفر ة )‪1‬‬ ‫‪:‬متأولين وه‪:‬م من أهل القبل ة ويقسمون إلى قسمين )‪2‬‬ ‫‪.‬أ‪ ( ]1‬معذور بع د م التكفير ويزجر ويذ م‬ ‫‪.‬ب‪ ( ]1‬معذور بع د م التكفير ل يذ م ول يزجر ويبين له خطؤه ويعل‪:‬م‬ ‫‪:‬وشيروط اهلعذر بعدم اهلتكفيير‬ ‫‪.‬أن يكون له وجه في كال م العرب )‪1‬‬ ‫ أن يكون له وجه في العل‪:‬م ‪ -‬أي تحتمله قواع د العل‪:‬م )‪2‬‬‫والخالف بين ما ذكره ابن حجر من تسمي ة أهل القس‪:‬م الول؛ "مخالف غير متأول"‪ ،‬وبين تسميتنا له‪:‬م؛‬ ‫"متأولين كفر ة" هو فر‪،‬ق لفظي فقط‪ ،‬لنه ما من أح د من المنتسبين للقبل ة إل ويزع‪:‬م أن مأخذه الكتاب والسن ة‬ ‫‪].‬حتى الباطني ة والقرامط ة كما سيأتي‪ ،‬فتسميته‪:‬م بالمتأولين أولى بالصواب ]‪55‬‬ ‫وهذا التقسي‪:‬م علمي فقط على العمو م‪ ،‬أما تطبيقه على العيان فهو أمر قضائي له طرقه وأساليبه‪ ،‬ومقص دنا هنا‬ ‫بيان القواع د العلمي ة في هذه المسأل ة‪ ،‬ولن الحك‪:‬م على المعين بالتكفير له تعلق بمسأل ة إقام ة الحج ة‪ ،‬وهي مسأل ة‬ ‫‪.‬إعتباري ة ذاتي ة تعود إلى اطمئنان العال‪:‬م المجته د‪ ،‬وليست مطلق ة تلز م كل أح د‬ ‫قال الشاطبي‪) :‬إل أن هذه الخاصي ة راجع ة في المعرف ة بها إلى كل أح د في خاصي ة نفسه‪ ،‬لن اتباع الهوى أمر‬ ‫‪].‬باطن ليعرفه غير صاحبه إذا ل‪:‬م يغالط نفسه إل أن يكون عليها دليل خارجي‪56] ( ]1‬‬ ‫‪].‬ولبن تيمي ة رحمه ا تعالى تفصيل في مراتب المتأولين للمسائل الخبري ة والوامر ]‪57‬‬ ‫‪:‬أقوال بعض أهل اهلعلم ةمن أهل اهلسنة في اهلمتأوهلين‬ ‫قال الما م الزهري رحمه ا تعالى‪) :‬وقعت الفتن ة وأصحاب رسول ا صلى ا عليه وسل‪:‬م متوافرون‪1) ،‬‬ ‫‪].‬فأجمعوا أن كل د م أو مال أصيب بتأويل القرآن فإنه ه در‪ ،‬أنزلوه منزل ة الجاهلي ة‪58] ( ]1‬‬ ‫فهذا قتال المسل‪:‬م للمسل‪:‬م‪ ،‬أي أن المسل‪:‬م استحل د م المسل‪:‬م لكن بتأويل لكتاب ا تعالى فل‪:‬م يضمن المخطئ كما ل‪:‬م‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬يضمن المصيب فرفع الث‪:‬م والضمان بسبب التأويل‬ ‫سئل الما م أحم د رحمه ا تعالى عن حك‪:‬م من استحل محرمًا؟ فقال‪) :‬المستحل لحرم ة ا إذا كان مقيماً )‪2‬‬ ‫عليها باستحالل لها غير متأول لذلك ول نازع اً عنه رأيت استتابته منها‪ ،‬فإن تاب ونزع عن ذلك ورجع تركته‪،‬‬ ‫وإل فاقتل لمثل الخمر بعينها والزنا وما أشبه هذا‪ ،‬فإن كان رجل على شيء من هذا على جهال ة للستحالل‪،‬‬ ‫‪].‬ول ردًا لكتاب ا تعالى‪ ،‬فإن الح د يقا م عليه إذا غشي منها شيئا ً‪59] ( ]1‬‬ ‫‪.‬فهو قول منه رحمه ا بعذر المتأول‬ ‫وأما قوله‪) :‬فإن الح د يقا م عليه إذا غشي منها شيئاً‪( ]1‬؛ فإنه فيما أظن ل يخالف ما قاله الما م الزهري في القول‬ ‫المتق د م‪ ،‬فقول أحم د رحمه ا هو فعل عمر رضي ا عنه مع ق دام ة بن مظعون حين ح ده على شرب الخمر‬ ‫وهو مستحل له متأول قوله تعالى‪} :‬ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا{ ]المائ د ة‪:‬‬ ‫‪ ،[ 93‬وهذا ي دل على تع دد مراتب المتأولين في إعذاره‪:‬م بإقام ة الح د والتضمين وهذا أمر مه‪:‬م فانتبه له وإياك‬ ‫‪.‬والتعامل مع هذه المسائل بح دي ة مطلق ة أو من خالل عمومات فإنها من أفس د شيء في هذا الباب‬ ‫قال الخطابي رحمه ا تعالى‪) :‬قوله‪" :‬ستفتر‪،‬ق أمتي على ثال ث وسبعين فرق ة"‪ ،‬فيه دلل ة على أن هذه )‪3‬‬ ‫الفر‪،‬ق كلها غير خارجين من ال دين‪ ،‬إذ النبي صلى ا عليه وسل‪:‬م جعله‪:‬م كله‪:‬م من أمته‪ ،‬وفيه أن المتأول ل‬ ‫‪].‬يخرج من المل ة وإن أخطأ في تأوله‪60] ( ]1‬‬ ‫وقوله هذا رحمه ا تعالى هو قول أهل السن ة في ع د م تكفير الفر‪،‬ق التي تنتسب لمته صلى ا عليه وسل‪:‬م‬ ‫‪.‬سواء كانوا من الخوارج أو الق دري ة أو المرجئ ة أو الروافض‬ ‫قال ابن ق دام ة رحمه ا تعالى‪) :‬أكثر الفقهاء ل‪:‬م يحكموا بكفره‪:‬م – الخوارج ‪ -‬مع استحالله‪:‬م دماء المسلمين‬ ‫‪].‬وأمواله‪:‬م وفعله‪:‬م لذلك متقربين إلى ا تعالى‪61] ( ]1‬‬ ‫ويقول ابن تيمي ة رحمه ا تعالى‪) :‬وكذلك سائر الثنتين وسبعين فرق ة‪ ،‬من كان منه‪:‬م منافقا ً فهو كافر في‬ ‫الباطن‪ ،‬ومن ل‪:‬م يكن منافقا ً بل كان مؤمناً بال ورسوله في الباطن ل‪:‬م يكن كافرًا في الباطن وإن أخطأ في التأويل‬ ‫‪].‬كائناً ما كان خطؤه‪62] ( ]1‬‬ ‫والح ديث هذا "تفتر‪،‬ق أمتي"؛ ح ديث صحيح‪ ،‬ضعفه جماع ة من أهل العل‪:‬م لع د م فهمه‪:‬م لمعناه‪ ،‬حين ظنوا أن‬ ‫مقصود الح ديث هو تكفير الطوائف المنتسب ة لهل القبل ة سوى طائف ة واح د ة‪ ،‬كما صنع الما م ابن الوزير في‬ ‫كتابه "العواص‪:‬م والقواص‪:‬م" ]‪ ،[63‬وكذلك الما م ابن حز م في "الفصل" ]‪ ،[64‬وهذا خطأ في فه‪:‬م الح ديث‪،‬‬ ‫‪.‬وه‪:‬م رحمه‪:‬م ا معذورون لجتهاده‪:‬م‬ ‫فالح ديث يحك‪:‬م بضالل أهل الب دع وخروجه‪:‬م عن الحق واستحقاقه‪:‬م الوعي د‪ ،‬واستحقا‪،‬ق الوعي د غير انفاذه عن د‬ ‫أهل السن ة خالف اً للمعتزل ة والخوارج‪ ،‬ولذلك ل يحك‪:‬م بخلوده‪:‬م في النار ول بتكفيره‪:‬م‪ ،‬وهذا ليس على إطالقه‬ ‫‪.‬كذلك‪ ،‬فهناك طوائف كما سيأتي تنتسب للسال م ولكنها كفرت مع تأولها‬ ‫وكال م شيخ السال م ابن تيمي ة رحمه ا يتح د ث عن الباطن مع أن الفريقين ممن هو مسل‪:‬م في الظاهر والباطن‪،‬‬ ‫أو مسل‪:‬م في الظاهر كافر في الباطن لنفاقه وزن دقته‪ ،‬وهذا هو المقصود هنا أي الحك‪:‬م بالسال م لهما مع اختالف‬ ‫باطنهما إل إذا تبين لنا من خالل الظاهر قرائن كافي ة للحك‪:‬م عليه بالزن دق ة واللحاد ‪ -‬كما تق د م من كال م الشاطبي‬ ‫ رحمه ا‬‫قال الما م البغوي في "شرح السن ة" في شرحه لح ديث فضل الحسن بن علي رضي ا عنهما‪) :‬إن ابني )‪4‬‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫هذا سي د وسيصلح ا به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين‪] ( ]1‬رواه البخاري[‪ ،‬قال رحمه‪) :‬وفي هذا الح ديث‬ ‫دليل على أن واح د ًا من الفريقين ل‪:‬م يخرج بما منه في تلك الفتن ة من قول أو فعل عن مل ة السال م‪ ،‬لن النبي‬ ‫صلى ا عليه وسل‪:‬م جعله‪:‬م كله‪:‬م مسلمين مع كون إح دى الطائفتين مصيب ة والخرى مخطئ ة‪ ،‬وهكذا سبيل كل‬ ‫متأول فيما يتعاطاه من رأي أو مذهب إذا كان له فيما يتأوله شبه ة وإن كان مخطئاً في ذلك وعلى هذا اتفقوا‬ ‫‪].‬على قبوله شهاد ة أهل البغي‪ ،‬ونفوذ قضاء قاضيه‪:‬م‪65] ( ]1‬‬ ‫قال النووي رحمه ا تعالى‪) :‬المذهب الصحيح المختار الذي قاله الكثرون والمحققون أن الخوارج ل )‪5‬‬ ‫‪].‬يكفرون كسائر أهل الب دع‪66] ( ]1‬‬ ‫وقول النووي هذا لب د فيه من تفصيل وهو أن العلماء اختلفوا في تسمي ة الخوارج؛ هل ه‪:‬م طائف ة كفر أ م ل؟‬ ‫لختالفه‪:‬م في ما عن ده‪:‬م أهو مكفر أ م ل؟ فإن دخلوا في ب دع ة مكفر ة بتأويل دخلوا في بحثنا هذا‪ ،‬وإل فال م دخل‬ ‫له‪:‬م هنا لع د م تسمي ة طائفته‪:‬م بطائف ة كفر‪ ،‬وأما قوله‪" :‬كسائر الب دع"‪ ،‬فليس على إطالقه إذ هناك من الطوائف ما‬ ‫أجمع الئم ة على أن له‪:‬م أقوا ً‬ ‫ل مكفر ة فسموه‪:‬م طائف ة كفر مع التوقف في تكفير أعيانه‪:‬م كما سيأتي‪ ،‬فتنبه لهذا‬ ‫‪.‬حفظني ا وإياك‬ ‫وهكذا فنصوص الئم ة في هذا كثير ة ج دًا‪ ،‬وق د ألف الما م الفحل ابن حز م الظاهري كتاباً له سماه؛ "الصادع‬ ‫والرادع على من كفر أهل التأويل من فر‪،‬ق المسلمين والرد على من قال بالتقلي د"‪ ،‬وهو كتاب ل‪:‬م يطبع بع د‪،‬‬ ‫ولكنه أشار إلى هذا في كتبه الخرى كـ "الفصل‪ "...‬و "الحكا م‪ "...‬وذكره الذهبي في ترجمته في السير‬ ‫‪.‬فارجع إليه‬ ‫وق د فصل في هذه المسأل ة كثير ًا بأدلتها ابن الوزير الصنعاني في كتابه متق د م الذكر "العواص‪:‬م والقواص‪:‬م" ]‬ ‫‪ ،[67.‬فارجع إليه لهميته‬ ‫وعنوان كتاب أبي الحسن الشعري "مقالت السالميين" ي دل على مراده‪ ،‬ذلك أنه سمى المختلفين مسلمين‬ ‫‪.‬ونص على هذا بقوله‬ ‫فق د قال الما م الذهبي‪) :‬رأيت للشعري كلم ة أعجبتني وهي ثابت ة رواها البيهقي‪ :‬سمعت أبا حاز م العب دوي‪،‬‬ ‫سمعت زاهر بن أحم د السرخسي يقول‪ :‬لما قرب أجل أبي الحسن الشعري في داري ببغ داد دعاني فأتيته‪،‬‬ ‫فقال‪" :‬أشه د علي أني ل أكفر أح د ًا من أهل القبل ة‪ ،‬لن الكل يشيرون إلى معبود واح د‪ ،‬وإنما هذا كله اختالف‬ ‫‪".‬في العبارات‬ ‫قلت – الذهبي ‪ :-‬وبنحو هذا أدين‪ ،‬وكذا كان شيخنا ابن تيمي ة في أواخر أيامه يقول‪" :‬ل يحافظ على الوضوء‬ ‫‪].‬إل مؤمن‪ ،‬فمن لز م الصلوات بوضوء فهو مسل‪:‬م"‪68] ( ]1‬‬ ‫وقول الشعري‪) :‬كله‪:‬م يشيرون إلى معبود واح د‪ ،( ]1‬ذلك لن الخالف بين الناس يومذاك كان أشهره في‬ ‫‪.‬موضوع أسماء ا وصفاته‬ ‫قال الما م ابن الوزير نق ً‬ ‫ال عن إما م زي دي ‪ -‬اسمه أبو سع د المحسن بن محم د بن كواته ‪) :-‬مع الجهل والتأويل‬ ‫‪].‬رباط التمسك بال ديان ة ل‪:‬م ينحل فإذا أق د م مع العل‪:‬م فق د انحل‪69] ( ]1‬‬ ‫وأما كتاب الغزالي "قانون التأويل" فهو كتاب ل يوثق به‪ ،‬بل هو فاس د المباحث‪ ،‬وق د أخذه في الحقيق ة من كتب‬ ‫الفلسف ة‪ ،‬وعلى الخصوص كتاب "الضحوي ة" لبن سينا‪ ،‬وهو متأثر به ج داً في كثير من كتبه‪ ،‬وكتابه هذا‬ ‫وضعه لعذار الملح دين من أمثال ابن سينا‪ ،‬ولما فعله هو من تأويالت باطني ة في كتبه مثل "مشكا ة النوار‬ ‫وجواهر القرآن والمضنون به على غير أهله"‪ ..‬وعلى الجمل ة فكتب أبي حام د الغزالي يحذر منها ول يحتج‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬بشيء منها إل إذا وافقت السلف‪ ،‬وق د ناقشه ابن تيمي ة موسعاً في كتابه الموسو م بـ "السبعيني ة"‪ ،‬فارجع إليه‬ ‫‪:‬اهلقاعدة على اهلمستوى اهلعلمي‬ ‫‪:‬قال ابن تيمي ة رحمه ا‪) :‬وفصل الخطاب في هذا الباب بذكر أصلين‬ ‫أح دهما‪ :‬أن يعل‪:‬م أن الكافر في نفس المر من أهل الصال ة ل يكون إل منافقًا‪ ،‬فإنه منذ بعث محم داً صلى ا‬ ‫عليه وسل‪:‬م وأنزل عليه القرآن وهاجر إلى الم دين ة صار الناس ثالث ة أصناف؛ مؤمن به‪ ،‬وكافر به مظهر الكفر‪،‬‬ ‫ومنافق مستخف بالكفر ]‪ ،[70‬ولهذا ذكر ا هذه الصناف الثالث ة في أول سور ة البقر ة ذكر أربع آيات في‬ ‫‪...‬نعت المؤمنين‪ ،‬وآيتين في الكفار وبضع عشر آي ة في المنافقين‬ ‫وإذا كان كذلك فأهل الب دع فيه‪:‬م المنافق الزن ديق فهذا كافر‪ ،‬ويكثر مثل هذا في الرافض ة والجهمي ة‪ ،‬فإن‬ ‫رؤساءه‪:‬م كانوا منافقين زنادق ة‪ .‬وأول من ابت دع الرفض كان منافقا‪ .‬وكذلك التجه‪:‬م فإن أصله زن دق ة ونفا‪،‬ق‪،‬‬ ‫ولهذا كان الزنادق ة المنافقون من القرامط ة الباطني ة المتفلسف ة وأمثاله‪:‬م يميلون إلى الرافض ة والجهمي ة لقربه‪:‬م‬ ‫‪.‬منه‪:‬م‬ ‫ومن أهل الب دع من يكون فيه إيمان باطنا ً وظاهرًا‪ ،‬لكن فيه جهل وظل‪:‬م حتى أخطأ ما أخطأ من السن ة؛ فهذا ليس‬ ‫بكافر ولمنافق‪ ،‬ث‪:‬م ق د يكون منه ع دوان وظل‪:‬م يكون به فاسقا ً أوعاصيًا؛ وق د يكون مخطئا ً متأولً مغفوراً له‬ ‫خطأه؛ وق د يكون مع ذلك معه من اليمان والتقوى ما يكون معه ولي ة ا بق در إيمانه وتقواه‪ ،‬فهذا أح د‬ ‫‪.‬الصلين‬ ‫والصل الثاني‪ :‬أن المقال ة تكون كفرًا‪ :‬كجح د وجوب الصال ة والزكا ة والصيا م والحج‪ ،‬وتحليل الزنا والخمر‬ ‫والميسر ونكاح المحار م‪ ،‬ث‪:‬م القائل بها ق د يكون بحيث ل‪:‬م يبلغه الخطاب وكذا ل يكفر به جاح ده‪ ،‬كمن هو ح ديث‬ ‫عه د بالسال م‪ ،‬أو نشأ ببادي ة بعي د ة ل‪:‬م تبلغه شرائع السال م‪ ،‬فهذا ل يحك‪:‬م بكفره بجح د شيء مما أنزل على‬ ‫الرسول إذا ل‪:‬م يعل‪:‬م أنه أنزل على الرسول‪ [71] ( ]1‬اهـ‬ ‫‪:‬تطبيقات على اهلمتأوهلين‬ ‫القص د من كل ما تق د م هو بيان القواع د العلمي ة العام ة‪ ،‬وسيتبين لنا أن تطبيق هذه القواع د يختلف من إما م لخر‬ ‫وذلك بحسب ما ظهر له من عالمات وما احتف بالواقع من قرائن‪ ،‬وهذا ي دل على أن العذار متفق عليه لكن‬ ‫‪.‬إعذار زي د من الناس أو طائف ة من الناس وع د م إعذار عمرو أو طائف ة أخرى هو أمر اجتهادي نسبي اعتباري‬ ‫سئل ابن المبارك‪ :‬على ك‪:‬م افترقت هذه الم ة؟ فقال‪) :‬الصل أربع فر‪،‬ق‪ :‬ه‪:‬م الشيع ة والحروري ة والق دري ة‬ ‫‪ ].‬والمرجئ ة‪ ،( ]1...‬فقال له السائل‪) :‬ل‪:‬م أسمعك تذكر الجهمي ة؟!‪ ،( ]1‬قال‪) :‬إنما سألتني عن فر‪،‬ق المسلمين‪72] ( ]1‬‬ ‫‪:‬وهذا اهلنص يستفاد ةمنه أةميران‬ ‫‪.‬الول‪ :‬ع د م تكفير طوائف أهل الب دع‬ ‫‪.‬الثاني‪ :‬أنه استثنى الجهمي ة وع ده‪:‬م مشركين‬ ‫وقوله رحمه ا؛ "إن الجهمي ة ليسوا مسلمين"‪ ،‬معلو م خالف العلماء حوله في ع د م تكفير أعيان المعتزل ة وه‪:‬م‬ ‫وّرا ث مذهب التجه‪:‬م في باب السماء والصفات‪ ،‬بل قال آخرون من أصحاب الما م أحم د وغيره؛ بل الجهمي ة‬ ‫داخلون في الثنين وسبعين فرق ة ]‪ - [73‬وسيأتي تفصيل هذه المسأل ة عن د شرحنا للفاظ أئم ة السلف في تكفير‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫ بعض طوائف أهل الب دع‬‫‪:‬اهلشيعة‬ ‫الشيع ة شعار تن درج تحته طوائف ع د ة‪ ،‬وحك‪:‬م الئم ة على كل طائف ة بحسب عقي دتها وبمق دار معرفته‪:‬م بها ومن‬ ‫‪:‬هذه الطوائف‬ ‫‪:‬أ( الةماةمية الةثني عشيرية‬ ‫وهذه الطائف ة ككل طوائف أهل الب دع تتطور مع الزمن وفيها أقوال متع دد ة‪ ،‬كل إما م فيها له مذهب وقول خاص‬ ‫– ‪ -‬ونقص د العقائ د ل الحكا م‬ ‫قال ابن تيمي ة عنها‪) :‬ليس في جميع الطوائف المنتسب ة إلى السال م مع ب دع ة وضالل شر منه‪:‬م‪ ،‬ل أجهل ول‬ ‫أكذب ول أظل‪:‬م ول أقرب إلى الكفر والفسو‪،‬ق والعصيان وأبع د عن حقائق اليمان منه‪:‬م‪ ،‬وهؤلء الرافض ة إما‬ ‫منافق أو جاهل‪ ،‬فال يكون رافضي ول جهمي إل منافقا ً أو جاه ً‬ ‫ال بما جاء به الرسول صلى ا عليه وسل‪:‬م‪] ( ]1‬‬ ‫‪74].‬‬ ‫ومع قوله هذا فيه‪:‬م فإنه يقول عنه‪:‬م‪) :‬والصحيح أن هذه القوال التي يقولونها التي يعل‪:‬م أنها مخالف ة لما جاء به‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسل‪:‬م كفر‪ ،‬وكذلك أفعاله‪:‬م التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا ً لكن‬ ‫‪].‬تكفير الواح د المعين منه‪:‬م والحك‪:‬م بتخلي ده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه‪75] ( ]1‬‬ ‫‪.‬وهذا مع أن الئم ة سموا الرافض ة طائف ة كفر‬ ‫‪].‬قال البخاري‪ :‬قال عب د الرحمن بن مه دي‪) :‬هما ملتان الجهمي ة والرافض ة‪76] ( ]1‬‬ ‫‪ ].‬بل أطلق ابن تيمي ة عليه‪:‬م جمل ة وصف النفا‪،‬ق فقال‪) :‬والرافض ة حاله‪:‬م من جنس المنافقين‪77] ( ]1‬‬ ‫وبهذا نعل‪:‬م وجوب التفريق بين الحك‪:‬م على الطائف ة بالكفر وبين الحك‪:‬م على أعيانها ‪ -‬كما سيأتي تفصيالً إن شاء‬ ‫‪.‬ا تعالى ‪ -‬وكذلك بين الحك‪:‬م على أئمته‪:‬م وبين عوامه‪:‬م كما تق دمت القاع د ةالعلمي ة من كال م شيخ السال م‬ ‫ث‪:‬م لب د من النظر إلى قول بعض الرافض ة الغال ة من القول بتحريف القرآن الكري‪:‬م أو إعتقاد الب دأ على ا‬ ‫تعالى‪ ،‬أو تكفير عام ة الصحاب ة‪ ،‬فإن هذه المسائل ل‪:‬م يعذر الئم ة فيها بالتأويل‪ ،‬ولذلك كفروا الباطني ة‬ ‫السماعيلي ة القرامط ة كما سيأتي‪ ...‬وعلى هذا فال ب د من النظر حينئذ إلى أمرين عن د الحك‪:‬م على الطائف ة أو‬ ‫‪:‬الشخص‬ ‫أولهما‪ :‬ع د م التعامل مع الطوائف المعاصر ة من خالل الشعار‪ ،‬لنه يتغير مفهومه وأفراده ال داخلون فيه من‬ ‫‪.‬زمن لخر ومن مكان لخر‬ ‫ثانيهما‪ :‬ل ب د من التعامل مع الفراد بغير الطريق ة التي يحك‪:‬م بها على الطائف ة في مسأل ة التكفير فيفر‪،‬ق بين‬ ‫‪.‬العال‪:‬م والجاهل وبين من أقيمت عليه الحج ة ومن ل‪:‬م تق‪:‬م‬ ‫‪:‬ب( اهلشيعة اهلغلة‬ ‫‪].‬ومنه‪:‬م القرامط ة السماعيلي ة فق د كفره‪:‬م العلماء طائف ة وأفراداً ومنعوا من ع ده‪:‬م مسلمين ]‪78‬‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫قال ابن تيمي ة‪) :‬فكيف بالقرامط ة الباطني ة الذين يكفره‪:‬م أهل الملل كلها من المسلمين واليهود والنصارى‪] ( ]1‬‬ ‫‪79].‬‬ ‫‪].‬ويقول‪) :‬لكن القرامط ة أكفر من التحادي ة بكثير‪80] ( ]1‬‬ ‫‪.‬والتحادي ة ه‪:‬م الذين يقولون باتحاد المخلو‪،‬ق بالخالق‪ ،‬تعالى ا عما يقول الظالمون‬ ‫وقال‪) :‬فإن الذي إبت دع الرفض كان منافقا ً زن ديقًا‪ ،‬وكذلك يقال عن الذي ابت دع التجه‪:‬م‪ ،‬وكذلك رؤوس القرامط ة‬ ‫‪].‬والخرمي ة وأمثاله‪:‬م ل ريب أنه‪:‬م من أعظ‪:‬م المنافقين‪ ،‬وهؤلء ل يتنازع المسلمون في كفره‪:‬م‪81] ( ]1‬‬ ‫‪]:‬اهلنصييرية ]‪82‬‬ ‫قال ابن تيمي ة‪) :‬هؤلء القو م المسمون بالنصيري ة ه‪:‬م وسائر أصناف القرامط ة الباطني ة أكفر من اليهود‬ ‫والنصارى بل وأكفر من كثير من المشركين‪ ،‬وضرره‪:‬م على أم ة محم د صلى ا عليه وسل‪:‬م أعظ‪:‬م من ضرر‬ ‫‪].‬الكفار المحاربين‪83] ( ]1‬‬ ‫واعل‪:‬م أن قوله رحمه ا‪) :‬وضرره أعظ‪:‬م من ضرر الكفار المحاربين‪ ،( ]1...‬ل ينبغي أن يستفاد منه التكفير‪ ،‬فق د‬ ‫يكون ضرره أعظ‪:‬م وليس بكافر‪ ،‬فق د ذكر الغزالي فضيل ة قتل أقوا م‪ ،‬وأن قتل الواح د منه‪:‬م أفضل من قتل مائ ة‬ ‫‪].‬كافر وتوقف في تفكيره‪:‬م ]‪84‬‬ ‫‪:‬اهلدرزية‬ ‫قال ابن تيمي ة‪) :‬وكفر هؤلء مما ل يختلف فيه المسلمون بل من شك في كفره‪:‬م فهو كافر مثله‪:‬م ]‪ ،[85‬ل ه‪:‬م‬ ‫بمنزل ة أهل الكتاب ول المشركين بل ه‪:‬م الكفر ة الضالون فال يباح أكل طعامه‪:‬م‪ ،‬وتسبى نسائه‪:‬م‪ ،‬وتأخذ أمواله‪:‬م‬ ‫فإنه‪:‬م زنادق ة مرت دون ل تقبل توبته‪:‬م بل يقاتلون أينما ثقفوا ويلعنون كما وصفوا‪ ،‬ول يجوز استخ دامه‪:‬م للحراس ة‬ ‫‪].‬والبواب ة والحفاظ‪ ،‬ويجب قتل علمائه‪:‬م وصلحائه‪:‬م لئال يضلوا غيره‪:‬م‪86] ( ]1‬‬ ‫فانظر إلى تفريق شيخ السال م بين الطوائف‪ ،‬فأنت تراه توقف في تكفير أفراد الرافض ة وأعيانه‪:‬م وه‪:‬م متأولون‬ ‫‪.‬مع تسميته‪:‬م طائف ة رد ة من البعض‪ ،‬ول‪:‬م يقبل تأويل الباطني ة والنصيري ة وال درزي ة وهى طوائف تنتسب للمسلين‬ ‫والسبب أن تأويل الروافض وإن كان غير سائغ لكنه عذر يمنع إلحا‪،‬ق أعيانه‪:‬م بالكفر إل بشروط‪ ،‬وأما الباطني ة‬ ‫فتأويله‪:‬م ل شبه ة له‪:‬م فيه ول دليل عليه ل من جه ة اللغ ة ول هو من العل‪:‬م في شيء بل بين أن دعواه‪:‬م التأويل‬ ‫‪.‬كذب وتحايل‬ ‫ث‪:‬م ذكر شيخ السال م رحمه ا تعالى أن طوائف من الروافض انضمت إلى الباطني ة مع جهله‪:‬م بما يقولون في‬ ‫‪.‬الباطن ]‪ [87‬فحينئذ ل ب د من التعامل مع هذا العين بحسبه وا أعل‪:‬م‬ ‫تفريق العلماء بين من أنكر عل‪:‬م ا تعالى السابق والشامل لما سيكون وبين من نفى خلق ا تعالى لفعال‬ ‫‪:‬العباد‬ ‫قال ابن تيمي ة‪) :‬وأما الق دري ة الذين ينفون الكتاب ة والعل‪:‬م فكفروه‪:‬م‪ ،‬ول‪:‬م يكفروا من أثبت العل‪:‬م ول‪:‬م يثبت خلق‬ ‫‪].‬الفعال‪88] ( ]1‬‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫وكالهما متأول والفر‪،‬ق بين المرين‪ :‬أن شبه ة منكر العل‪:‬م ضعيف ة ج دًا‪ ،‬فالنصوص المثبت ة للعل‪:‬م صريح ة محكم ة‬ ‫مفسر ة ل تحتمل دخول الشبهه عليها‪ ،‬ولذلك ل قيم ة لدعائه الجتهاد‪ ،‬بخالف شبه ة الق دري ة الذين قالوا‪ :‬ان‬ ‫النسان يخلق أفعاله‪ ،‬فإن قوله‪:‬م هذا له‪:‬م فيه من الشبه العقلي ة الكثير وله‪:‬م كذلك بعض إحتمالت بعض معاني‬ ‫‪.‬النصوص النقلي ة التي فهموها على غير مرادها‬ ‫وقال ابن حز م رحمه ا‪) :‬وق د تسمى باس‪:‬م السال م من أجمع جميع فر‪،‬ق السال م على أنه ليس مسلما‪ ،‬مثل‬ ‫طوائف من الخوارج غلوا فقالوا‪ :‬إن الصال ة ركع ة بالغ دا ة وركع ة بالعشي فقط‪ ...‬وقالوا‪ :‬إن سور ة يوسف‬ ‫ليست من القرآن‪ ،‬وطوائف كانوا من المعتزل ة ث‪:‬م غلوا فقالوا بتناسخ الرواح وآخرون قالوا إن النبو ة تكتسب‬ ‫‪].‬بالعمل الصالح‪89] ( ]1‬‬ ‫وهذا النص يبين خطأ التعامل مع الطوائف على صنف واح د‪ ،‬وكذلك خطأ التعامل مع المعين باس‪:‬م طائفته إذا‬ ‫تميز عنه‪:‬م بقول فهاهي طوائف من الطوائف التي ل‪:‬م يحك‪:‬م الئم ة بكفر أعيانها حك‪:‬م ابن حز م عليه‪:‬م بالكفر‬ ‫‪.‬لقوله‪:‬م أقوا ً‬ ‫ل من القس‪:‬م الول والذي ليعذر فيه صاحبه بعذر التأويل‪ ،‬فتنبه لهذا حفظني ا وإياك‬ ‫‪:‬تخيريج كلم المئمة في تكفيير طوامئف أهل الهواء واهلبدع‬ ‫ورد جمل ة من النصوص من كال م أئم ة السلف في تكفير أهل الب دع وق د أخطأ أقوا م في فه‪:‬م كالمه‪:‬م هذا‪ ،‬فمنه‪:‬م‬ ‫من حملها على الكفر الصغر ونفى عنه‪:‬م التكفير مطلقاً ومنه‪:‬م من أخذها على إطالقها فكفر أعيانه‪:‬م وطائف ة‬ ‫‪.‬أخرى فصلت‬ ‫‪:‬ةمن هذه اهلنصوص‬ ‫تكفير القائلين بخلق القرآن‪ ،‬ومنها ما قاله الما م أحم د رحمه ا تعالى‪) :‬من قال القرآن مخلو‪،‬ق فهو عن دنا )‪1‬‬ ‫‪].‬كافر‪90] ( ]1‬‬ ‫‪].‬وكقول سفيان بن عيين ة‪) :‬من قال مخلو‪،‬ق ‪ -‬أي القرآن ‪ -‬فهو كافر‪ ،‬ومن شك في كفره فهو كافر‪91] ( ]1‬‬ ‫‪.‬تكفير الجهمي ة‪ ،‬تق د م )‪2‬‬ ‫‪...‬تكفير الروافض‪ ،‬تق د م وغيرها )‪3‬‬ ‫‪.‬تكفير الق دري ة )‪4‬‬ ‫‪.‬تكفير شات‪:‬م الصحاب ة )‪5‬‬ ‫‪:‬وهناك عبارات جاةمعة هللمئمة في إطل ق تكفيير أهل اهلبدع ةمثل‬ ‫‪).‬عن الحسن البصري قال‪) :‬أهل الهوى بمنزل ة اليهود والنصارى )‪1‬‬ ‫‪].‬عن محم د بن سيرين قال‪) :‬كانوا يرون أهل الرد ة وأهل تقح‪:‬م الكفر أهل الهواء‪2) 92] ( ]1‬‬ ‫يقول ابن تيمي ة رحمه ا في افترا‪،‬ق الناس في فه‪:‬م كال م الئم ة‪) :‬والعلماء ق د تنازعوا في تكفير أهل الب دع‬ ‫والهواء وتخلي ده‪:‬م في النار وما من الئم ة إل من حكي عنه في ذلك قولن كمالك والشافعي وأحم د وغيره‪:‬م‪،‬‬ ‫وصار بعض أتباعه‪:‬م يحكي هذا النزاع في جميع أهل الب دع وفي تخلي ده‪:‬م‪ ،‬حتى التز م تخلي ده‪:‬م كل من يعتق د أنه‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫مبت دع بعينه‪ ،‬وفي هذا من الخطأ ما ل يحصى وقابله بعضه‪:‬م فصار يظن أنه ل يطلق كفر أح د من أهل الهواء‬ ‫‪].‬وإن كانوا أتوا من اللحاد وأقوال أهل التعطيل واللحاد‪93] ( ]1‬‬ ‫وقال‪) :‬وسبب هذا التنازع تعارض الدل ة فإنه‪:‬م يرون أدل ة توجب إلحا‪،‬ق أحكا م الكفر به‪:‬م ث‪:‬م إنه‪:‬م يرون من‬ ‫العيان الذين قالوا تلك المقالت من قا م به من اليمان ما يمتنع أن يكون كافراً ]‪ ،[94‬فيتعارض عن ده‪:‬م‬ ‫ال دليالن‪ ،‬وحقيق ة المر أنه‪:‬م أصابه‪:‬م في ألفاظ العمو م من كال م الئم ة ما أصاب الولين في ألفاظ العمو م في‬ ‫نصوص الشارع‪ ،‬كلما رآه‪:‬م قالوا‪ :‬من قال كذا فهو كافر‪ ،‬اعتق د المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله ول‪:‬م‬ ‫يت دبروا أن التكفير له شروط وموانع ق د تنتفي في حق المعين وأن تكفير المطلق ل يستلز م تكفير المعين إل إذا‬ ‫وج دت الشروط وانتفت الموانع‪ ،‬يبين هذا أن الما م أحم د وعام ة الئم ة الذين أطلقوا هذه العمومات ل‪:‬م يكفروا‬ ‫‪].‬أكثر من تكل‪:‬م بهذا الكال م بعينه‪95] ( ]1‬‬ ‫وبهذا يعل‪:‬م أن بعضه‪:‬م حمل كال م الئم ة على الكفر الصغر‪ ،‬ونفى تكفيره‪:‬م جمل ة أو تكفير بعض أفراده‪:‬م عيناً‬ ‫‪:‬ومن هؤلء‬ ‫الما م البيهقي؛ قال‪) :‬والذي روينا عن الشافعي وغيره من الئم ة في تكفير هؤلء المبت دع ة فإنما أرادوا به )‪1‬‬ ‫‪].‬كفراً دون كفر‪96] ( ]1‬‬ ‫الما م البغوي؛ قال‪) :‬وأجاز الشافعي شهاد ة أهل الب دع والصال ة خلفه‪:‬م مع الكراهي ة على الطال‪،‬ق فهذا القول )‪2‬‬ ‫‪].‬منه دليل على أنه أطلق على بعضه‪:‬م اس‪:‬م الكفر في موضع أراد به كفراً دون كفر‪97] ( ]1‬‬ ‫‪.‬وآخرون قالوا بتكفيره‪:‬م طوائف وأفراداً وإخراجه‪:‬م من المل ة جمل ة‬ ‫‪].‬قال ابن تيمي ة‪) :‬وهو قول الكثرين‪98] ( ]1‬‬ ‫وق د تبين خطأ هذا الختيار والصحيح التفصيل كما تق د م‪ ..‬وهذا ل يعني أب داً ع د م تكفير أعيان بعض المتأولين‬ ‫‪.‬مطلقاً فهذا القول خطأ كخطأ من يقول بتكفيره‪:‬م مطلقاً‬ ‫‪].‬فإن الما م أحم د نقل عنه تكفير أعيان بعض الجهمي ة كما قال ابن تيمي ة رحمه ا تعالى ]‪99‬‬ ‫‪.‬وليعل‪:‬م أن هذا الذي تق د م هو في الب دع المكفر ة ل في الب دع التي ل تع د كفرًا‪ ،‬فهذه ل ي دور حولها هذا الح ديث‬ ‫‪:‬اهلفيرقان بين اهلمتأوهلين واهلملحدين‬ ‫بع د هذا التطواف في كال م الئم ة رحمه‪:‬م ا تعالى تبين الفر‪،‬ق بين من قص د متابع ة الرسول صلى ا عليه‬ ‫وسل‪:‬م فأخطأ السبيل ول‪:‬م يصب المراد وبين من هو في شقا‪،‬ق مع ما جاء به الرسول صلى ا عليه وسل‪:‬م ليقي‪:‬م‬ ‫شان ًا لمره ول يلتفت إلى ما جاء به إل بعين الزدراء والتحقير‪ ،‬همه المعان د ة والعراض‪ ،‬إذا وقعت به واقع ة‬ ‫ل يلتفت أب د ًا إلى معرف ة ما جاء به الرسول صلى ا عليه وسل‪:‬م من أمر فيها‪ ،‬فهذا وإن قال كلم ة السال م ‪ -‬ل‬ ‫إله إل ا محم د رسول ا ‪ -‬فإنه من أكفر خلق ا تعالى ومن أبع ده‪:‬م عن دينه‪ ،‬ولذلك كان من حجج بعضه‪:‬م‬ ‫في ع د م تكفير المب دلين لشرع ا تعالى من الحكا م أن الما م أحم د رحمه ا تعالى ل‪:‬م يكفر المأمون ول‬ ‫المعتص‪:‬م‪ ،‬مع قوله‪:‬م بأقوال مكفر ة عن ده كقوله‪:‬م بخلق القرآن وبقول جه‪:‬م في السماء والصفات‪ ،‬فشتان بين من‬ ‫أراد الحق فأخطأه وهو يري د أن يحقق ل إله إل ا في نفسه وأمته وبين من رفع شعار العلماني ة وزع‪:‬م أن ا‬ ‫‪.‬تعالى ل حق له في التشريع والقضاء‬ ‫ث‪:‬م تبين لك الفرقان بين الزنادق ة كالسماعيلي ة والقرامط ة وال درزي ة ومن شابهه‪:‬م في هذا العصر ممن يقولون؛‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫إن القرآن "إفراز" واقعي أو إن القرآن كتاب مواعظ ل أحكا م أو كتاب أدب ل كتاب ه داي ة‪ ،‬أو يقولون إن أمر‬ ‫النبي صلى ا عليه وسل‪:‬م غير ملز م لنا بل هو ملز م لعصره فقط‪ ،‬أو يقولون إن حك‪:‬م ا تعالى ل ينفع اليو م‬ ‫وليس له قيم ة في إصالح الحيا ة‪ ،‬وبين المتأولين الذين وإن قالوا ما هو كفر من المقالت‪ ،‬وقالوها متأولين آي ة‬ ‫أو ح ديث ًا‪ ،‬أرادوا متابع ة الرسول صلى ا عليه وسل‪:‬م ففاته‪:‬م المراد‪ ،‬فه‪:‬م وإن كانوا ضاللً وقالوا كلم ة الكفر إل‬ ‫أن تكفير الواح د منه‪:‬م لب د من إعمال قواع د قضائي ة فيه وذلك من تحقق شروط وإنتفاء موانع‪ ،‬ث‪:‬م هذا ليعني‬ ‫أب داً أن ل يكفر المتأول أب د ًا فق د يغلب على نظر العال‪:‬م والناظر والمفتي زن دق ة الواح د منه‪:‬م مع قوله بع د م كفر‬ ‫آخر يقول بقوله وليس هذا من التعارض والضطراب في شيء وإن ب دا هذا اضطرابا ً وتعارضا ً عن د من ل‬ ‫‪.‬يعرف هذا الباب من العل‪:‬م‬ ‫الله‪:‬م رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والرض عال‪:‬م الغيب والشهاد ة أنت تحك‪:‬م بين عبادك فيما"‬ ‫‪".‬كانوا فيه يختلفون‪ ،‬اه دني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك ته دي من تشاء إلى صراٍط مستقي‪:‬م‬ ‫والحم د ل رب العالمين‬

‫‪.‬رواه الما م البخاري في صحيحه ]‪[1‬‬ ‫الستقام ة‪ :‬ص ‪ 47‬وما بع دها ‪ ،120-‬واقرأ ما بع دها فإنه مه‪:‬م ج دًا لشرح خطأ هذه النمطي ة وأن نتيجتها ]‪[2‬‬ ‫الزن دق ة وت دمير الشرعي ة وما قاله شيخ السال م في النتائج هو ما نراه اليو م بأجلى صوره وأوضحها‪،‬فحسبنا ا‬ ‫‪.‬ونع‪:‬م الوكيل‬ ‫‪.‬الب داي ة والنهاي ة‪[3] 14/24 :‬‬ ‫‪.‬انظر مجموع الفتاوى‪[4] 503 - 28/502 :‬‬ ‫‪.‬التلويح على التوضيح‪[5] 1/20 :‬‬ ‫‪.‬الشباه والنظائر‪ :‬ص ‪[6] 15‬‬ ‫‪.‬نقال عن القواع د الفقهي ة لعلي الّن دوي‪ :‬ص ‪ ،293‬وانظر التفصيل هنال لرد هذه الطريق ة في الست دلل ]‪[7‬‬ ‫ولعل ال دكتور صالح الصاوي والشيخ يوسف القرضاوي هما من أجلى النماذج في عصرنا هذا ]‪[8‬‬ ‫‪.‬بالعراض عن السنن والفتوى بالقواع د الفقهي ة‬ ‫شرح السن ة لاللكائي‪ ،‬رق‪:‬م‪1968 :‬وقول محم د بن سيرين كذلك في ح ديث رق‪:‬م‪ ،2018 :‬وانظر قول ]‪[9‬‬ ‫‪.‬الوزاعي تفصيال في ح ديث رق‪:‬م‪2023 :‬‬ ‫‪.‬رواه مسل‪:‬م من ح ديث أبي ذر رضي ا عنه ]‪[10‬‬ ‫‪.‬السابق‪ :‬ح رق‪:‬م‪[11] 2008 :‬‬ ‫‪.‬السابق‪ :‬ح رق‪:‬م‪[12] 2009 :‬‬ ‫كقول صاحب التعريفات الجرجاني في تعريف أهل الهواء‪") :‬ه‪:‬م" أهل القبل ة الذين ل يكون معتق ده‪:‬م ]‪[13‬‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪).‬معتق د أهل السن ة‬ ‫‪.‬ب داي ة المجته د‪[14] 2/492 :‬‬ ‫‪.‬مجموع الفتاوى‪[15] 24/235 :‬‬ ‫‪.‬السابق‪[16] 1/310 :‬‬ ‫‪.‬التوسل والوسيل ة‪ :‬ص ‪[17] 162‬‬ ‫‪.‬رواه مسل‪:‬م‪ ،1/41 :‬وأحم د ‪ ،6926/ :1‬من ح ديث عثمان رضي ا عنه ]‪[18‬‬ ‫‪.‬رواه البخاري‪[19] 1/109 :‬‬ ‫‪.‬رواه البخاري ومسل‪:‬م ]‪[20‬‬ ‫‪.‬زاد المعاد‪[21] 3/42 :‬‬ ‫‪.‬فتح الباري‪[22] 7/697 :‬‬ ‫‪.‬انظر تفصيل هذه المسأل ة جي داً في معارج القبول‪ 2/418 :‬وما بع دها ]‪[23‬‬ ‫‪.‬ب دائع الصناع للكاساني الحنفي‪ :‬ص ‪ 102‬وما بع دها ج ‪[24] 7‬‬ ‫‪.‬البخاري ومسل‪:‬م ]‪[25‬‬ ‫‪.‬مسل‪:‬م ]‪[26‬‬ ‫‪.‬ب دائع اليمان‪ :‬ص ‪[27] 135‬‬ ‫‪.‬صنائع للكاساني الحنفي‪ :‬ص ‪ 102‬وما بع دها ج ‪[28] 7‬‬ ‫‪.‬انظر ب دائع الصنائع للكاساني ]‪[29‬‬ ‫‪.‬ب دائع الصنائع للكاساني الحنفي ص ‪ 102‬وما بع دها ج ‪[30] 7‬‬ ‫انظرها في كتاب الصطال م في الخالف بين المامين الشافعي وأبي حنيف ة رحمهما ا لبي المظفر ]‪[31‬‬ ‫‪.‬السمعاني ‪1/29‬‬ ‫‪.‬ب دائع الصنائع للكاساني الحنفي‪ :‬ص ‪ 102‬وما بع دها ج ‪[32] 7‬‬ ‫اليمان لبن أبي شيب ة‪ :‬ص ‪ 23‬نق ً‬ ‫ال عن " ظاهر ة الرجاء" للشيخ ال دكتور سفر الحوالي ‪ -‬فك ا أسره ]‪[33‬‬ ‫‪.‬من سجون المرت دين ‪643 - 2/642 :-‬‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬ظاهر ة الرجاء‪[34] 2/643 :‬‬ ‫‪[35] 2/616.‬‬ ‫‪.‬مجموع ة الرسائل والمسائل‪ :‬المجل د الثاني القس‪:‬م الول‪ ،‬ص ‪[36] 135‬‬ ‫‪[37] 2/906.‬‬ ‫‪.‬منهاج السن ة النبوي ة‪[38] 240 - 5/239 :‬‬ ‫انظر "ح دائق الزهار" والرد عليه قي السيل الجرار للشوكاني‪ ،4/584 :‬وانظر رد العالم ة الجهبذ ]‪[39‬‬ ‫محم د بن إبراهي‪:‬م الوزير اليماني على شيخه الزي دي في "العواص‪:‬م والقواص‪:‬م في الذب عن سن ة أبي القاس‪:‬م"‪:‬‬ ‫‪ 2/150.‬وما بع دها‬ ‫‪.‬ص ‪ 240‬وما بع دها ]‪[40‬‬ ‫‪.‬ص ‪[41] 243 - 242‬‬ ‫‪.‬مجالس النوار‪[42] 2/216 :‬‬ ‫‪.‬السابق‪[43] 76/131 :‬‬ ‫‪.‬السابق‪[44] 37/34 :‬‬ ‫‪.‬منهاج السن ة‪[45] 5/158 :‬‬ ‫إحكا م الفصول في إحكا م الصول للما م البجي‪ :‬ص ‪ ،709 – 708‬ومحقق الكتاب هو عب د المجي د ]‪[46‬‬ ‫التركي وهو دكتور محاضر بجامع ة السربون‪ ،‬وهو من أكابر المجرمين من العلمانيين الذين يعتبرون أن‬ ‫القرآن كتاب مواعظ خلقي ة وليس كتاب أحكا م وشرع‪ ،‬فليحذر مق دم ة كتابه هذا‪ ،‬ومن كتابه الخر "مناظر ة في‬ ‫أصول الشريع ة السالمي ة بين ابن حز م والباجي"‪ ،‬فهو يقول‪ :‬ولست أتردد لحظ ة في أن أرد ما ل ل وما‬ ‫‪.‬لقيصر لقيصر‬ ‫‪.‬منهاج السن ة النبوي ة‪[47] 5/111 :‬‬ ‫‪.‬الحكا م في أصول الحكا م‪[48] 5/77 :‬‬ ‫‪.‬منهاج السن ة‪[49] 5/98 :‬‬ ‫‪.‬السابق ‪[50] 5/78‬‬ ‫‪.‬السابق‪ ،5/87 :‬وما بع دها ]‪[51‬‬ ‫يراجع للتوسع في هذا الباب كتاب محم د السي د الجلني د "الما م ابن تيمي ة وموقفه من قضي ة التأويل"‪[52] ،‬‬ ‫وكتاب "الصواعق المرسل ة" لبن القي‪:‬م ]‪1/175‬وما بع دها[‪ ،‬لمعرف ة التأويل‪ ...‬وانظر بتأمل وتبصر ما كتبه‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫ابن القي‪:‬م في إقبال النفوس الجاهل ة على التأويل في "الصواعق" ]‪ ،[2/435‬وكتاب ابن القي‪:‬م هذا من أه‪:‬م‬ ‫‪.‬مصادر شرح ظاهر ة التأويل الفاس د في الديان السابق ة وفي السال م فال ينبغي لطالب العل‪:‬م تفويته‬ ‫هذه السباب تستطيع النظر إليها في الكتب التي ألفت في ال دفاع عن الئم ة وأنه‪:‬م أرادوا الخير فأخطأوه‪[53] ،‬‬ ‫وأنفعها في هذا الباب كتاب ابن تيمي ة رحمه ا "رفع المال م عن الئم ة العال م"‪ ،‬وهو وإن كان عام ة شواه ده‬ ‫في المسائل الفرعي ة فإنه ق د تق د م أنه لفر‪،‬ق بين المسائل العملي ة والمسائل الخبري ة ول بين الصول والفروع‪،‬‬ ‫وانظر "الصواعق المرسل ة" لبن القي‪:‬م رحمه ا فإنه نقل كالما ً نفيساً لبن حز م رحمه ا تعالى وشيئا ً من‬ ‫كال م ابن تيمي ة في الرفع ]‪ ،[561 – 2/520‬وكتاب ابن القي‪:‬م مليء بشرح الحجج النفيس ة لحصول التأويل‬ ‫الفاس د عن د أهل الب دع وهو يرجع السباب الجالب ة للتأويل إلى أربع ة أسباب فارجع إليها في ]‪ 2/500‬وما‬ ‫‪].‬بع دها‬ ‫‪.‬فتح الباري‪[54] 12/304 :‬‬ ‫انظر في هذا "العواص‪:‬م والقواص‪:‬م"‪ ،4/176 :‬حيث سمى القرامط ة متأولين ولكن تأويله‪:‬م ليس بعذر له‪:‬م ]‪[55‬‬ ‫في رد تكفيره‪:‬م‪ ،‬وكذلك ما قاله الغزالي في كفر بعض من زع‪:‬م التأول وهو في الحقيق ة مكذب كما في التفرق ة‬ ‫‪.‬وهو في "بغي ة المرتاد"‪ :‬ص ‪346‬‬ ‫‪.‬العتصا م‪[56] 2/225 :‬‬ ‫‪.‬انظرها في مجموع الفتاوى‪[57] 3/387 :‬‬ ‫‪.‬منهاج السن ة النبوي ة‪[58] 4/454 :‬‬ ‫‪.‬الجامع للخالل‪ 2/505 :‬مسأل ة رق‪:‬م‪[59] 1412 :‬‬ ‫‪.‬البيهقي في السنن الكبرى ‪[60] 10/208‬‬ ‫‪.‬المغني ‪[61] 12/276‬‬ ‫‪.‬اليمان ‪[62] 206‬‬ ‫‪[63] /186 - 187.‬‬ ‫‪[64] 3/247 - 248.‬‬ ‫‪.‬شرح السن ة‪[65] 127 - 14/126 :‬‬ ‫‪.‬شرح صحيح مسل‪:‬م‪[66] 2/50 :‬‬ ‫العواص‪:‬م والقواص‪:‬م‪ 2/316 :‬وما بع دها‪ ،‬وكتابه هذا نموذج فري د لنقاش أهل الطوائف من خالل كتب ]‪[67‬‬ ‫أئمته‪:‬م ومذاهبه‪:‬م‪ ،‬فإن ابن الوزير رحمه ا نشأ زي دياً ث‪:‬م خلع التقلي د فه دي إلى الحق‪ ،‬فعابه مشايخه وشنوا عليه‬ ‫الحروب فقا م يكشف له‪:‬م الحق من خالل كتبه‪:‬م‪ ،‬ومذاهب أئمته‪:‬م‪ ،‬فليت أصحاب المذاهب جميعا ً يسلكون هذا‬ ‫السبيل فإنه ما من مذهب إل وق د اختلط فيه الخير بالشر‪ ،‬وإن الخير الذي فيها كاف ل دللتها على بقي ة الخير في‬ ‫‪.‬غيرها وا الموفق‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬سير أعال م النبالء ‪ ،5/88‬وهو في السنن الكبرى للبيهقي ‪[68] 10/207‬‬ ‫‪.‬العواص‪:‬م والقواص‪:‬م ‪[69] 2/329‬‬ ‫‪.‬ما قاله شيخ السال م هنا يؤي د ما تق د م من عالق ة الحك‪:‬م بالحقيق ة وأنه ل يوج د قس‪:‬م رابع ]‪[70‬‬ ‫‪.‬الفتاوى‪[71] 354 - 353 - 3/352 :‬‬ ‫‪.‬البان ة الكبرى للعكبري‪[72] 1/377 :‬‬ ‫‪.‬الفتاوى‪[73] 3/350 :‬‬ ‫‪.‬منهاج السن ة‪[74] 161 - 5/160 :‬‬ ‫‪.‬الفتاوى‪[75] 28/500 :‬‬ ‫‪.‬خلق أفعال العباد للبخاري‪ :‬ص ‪[76] 125‬‬ ‫‪.‬منهاج السن ة‪[77] 6/424 :‬‬ ‫انظر فضائح الباطني ة للغزالي‪ :‬ص ‪ ،151‬واحتججت هنا بكال م الغزالي لن الغزالي واسع الخطو في ]‪[78‬‬ ‫إعذار كما هو في كتابه "التفرق ة بين السال م والزن دق ة"‪ ،‬فهو ل‪:‬م يكفر أح د في التأويل إل إذا كان في أصول‬ ‫العقائ د! وانظر رد شيخ السال م عليه في "السبعيني ة"‪ ،‬قال رحمه ا‪) :‬وبهذا يظهر ضعف ما ذكره من أنه ل‬ ‫معنى لزن دق ة هذه الم ة إل ما ذكره من الزن دق ة المقي د ة التي هي مذهب الفالسف ة‪ ،‬فإن الزن دق ة في هذه الم ة‬ ‫وغيرها باتفا‪،‬ق أئم ة المسلمين أع‪:‬م من هذا كما يذكره الفقهاء كله‪:‬م في باب توب ة الزن ديق وسائر أحكامه‪] ( ]1‬بغي ة‬ ‫‪].‬المرتاد‪ :‬ص ‪339‬‬ ‫‪.‬الفتاوى‪[79] 35/141 :‬‬ ‫‪.‬السابق‪[80] 35/144 :‬‬ ‫‪.‬بغي ة المرتاد‪ :‬ص ‪ ،241‬وهو السبعيني ة ]‪[81‬‬ ‫النصيري ة يلقبون أنفسه‪:‬م اليو م بالعلويين وهي تسمي ة نصره‪:‬م فيها الفرنسيون عن د احتالله‪:‬م لبالد الشا م ]‪[82‬‬ ‫‪.‬وانخ دع بها كثير من المسلمين‬ ‫‪.‬الفتاوى‪[83] 35/149 :‬‬ ‫‪.‬انظر "بغي ة المرتاد"‪ :‬ص ‪ 345‬ونص الغزالي في التفرق ة ]‪[84‬‬ ‫‪.‬السابق‪[85] 35/144 :‬‬ ‫ز ّوورت بعض الجماعات الب دعي ة هذه الكلم ة التي قالها الما م وزعمت أنها في حق الروافض‪ ،‬وهذا ]‪[86‬‬ ‫‪.‬كذب على الشيخ وإنما المقصود بها ال درزي ة‪ ،‬والجماع ة المعني ة من جماعات الغلو‬


‫الكاتب ابو قتادة الفلسطيني‬

‫‪.‬الفتاوى‪[87] 162 - 35/16 :‬‬ ‫مجموع الفتاوى‪ ،3/352 :‬وهذا الكال م ينطبق عليه بعض النطبا‪،‬ق ما قلناه في تعليقنا على كال م الما م ]‪[88‬‬ ‫‪.‬النووي رحمه ا تعالى فاهت‪:‬م به‬ ‫‪.‬الفصل ‪[89] 2/114‬‬ ‫‪.‬عب د ا بن أحم د بن حنبل في السن ة ‪ 1/107‬رق‪:‬م‪[90] 12 :‬‬ ‫‪.‬السابق ‪ 1/112‬رق‪:‬م‪[91] 25 :‬‬ ‫‪.‬شرح أصول العتقاد لاللكائي‪ :‬ح ديث رق‪:‬م‪ 233/ :‬وح رق‪:‬م‪[92] 234 :‬‬ ‫‪.‬الفتاوى‪[93] 619 - 7/618 :‬‬ ‫وهذا الذي قاله الما م رحمه ا في غاي ة النفاس ة في كشفه لتردد الئم ة في تكفير بعض العيان مع وجود ]‪[94‬‬ ‫القاع د ة التي أصلوها‪ ،‬فإن القاع د ة التي ل ديه‪:‬م هو تكفيره فلما أرادوا الحك‪:‬م عليه امتنعوا من ذلك حين رأوا ما فيه‬ ‫من صالح ذاتي ‪ -‬أعمال صالح ة‪ ،‬ذكر ا‪ ،‬صال ة الليل‪ ،‬ص دقات‪ - ...‬وما رأوا من ه‪:‬م ل ديه ورغب ةً في خ دم ة‬ ‫دين ا تعالى فوقعوا في الحير ة فعادوا على القاع د ة بالتغيير‪ ،‬وهذا يقع مع الكثيرين وإلى يومنا هذا ولول‬ ‫مخاف ة الطال ة لذكرت صور ًا متع دد ة لهذا الذي قاله الما م‪ ،‬وهو يبين لك كذلك أن المرء ل تحكمه القاع د ة فقط‬ ‫في الحك‪:‬م والفتيا بل ل ب د من اطمئنان نفسه في الحك‪:‬م على المعين‪ ،‬وسمي هذا التعارض بين القاع د ة والواقع‬ ‫من تعارض الدل ة‪ ،‬فاهت‪:‬م لهذا ج د ًا واعذر أخاك بما يرى في الحك‪:‬م على المعينين ول تراه أنت‪ ،‬مع التنبه أن‬ ‫‪.‬الفتوى والحكا م هي لهل العل‪:‬م وليس للجهل ة والغمار‪ ،‬وا الهادي‬ ‫‪.‬الفتاوى‪ ،488 – 12/487 :‬وهذا الموطن فيه كال م نفيس ج داً في هذه المسأل ة فارجع إليها ]‪[95‬‬ ‫‪.‬السنن الكبرى‪[96] 10/207 :‬‬ ‫‪.‬شرح السن ة‪[97] 1/228 :‬‬ ‫‪.‬مجموع الفتاوى‪[98] 12/487 :‬‬ ‫‪.‬الفتاوى‪ ،12/489 :‬وكذلك سمى ابن تيمي ة كبراءه‪:‬م بالزنادق ة ]‪[99‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.