مهارة البحث العلمي

Page 1

‫ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫‪Research Skills‬‬ ‫إﻋﺪاد‬ ‫ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻓﺆاد ﻋﺒﯿﺪ‬

‫‪2003‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫‪Research Skills‬‬

‫إﻋداد‬

‫ﻣﺻطﻔﻰ ﻓؤاد ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‬ ‫ﻣﺎﯾو ‪2003‬م‬

‫‪2‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬ ‫واﺟــﻪ اﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬وﺳــﯾﺑﻘﻰ ﯾواﺟــﻪ‪ ،‬ﻣﺷــﻛﻼت ﻣﺗﻌــددة ﻓــﻲ ﺷــﺗﻰ ﻣﺟــﺎﻻت اﻟﺣﯾــﺎة‪،‬‬ ‫اﻷﻣــر اﻟــذي ﯾدﻓﻌــﻪ ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠــف اﻷﺳ ـﺎﻟﯾب ﻟﻣواﺟﻬــﺔ وﺣــل ﺗﻠــك‬ ‫اﻟﻣﺷــﻛﻼت ﻣــن ﺟﻬــﺔ‪ ،‬واﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻓــﻲ اﺳــﺗﻐﻼل اﻟظـواﻫر واﻷﺣــداث اﻟﻣﺣﯾطــﺔ ﺑــﻪ ﻣــن‬ ‫ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.‬‬ ‫وﻗد ﺗﻌددت وﺳﺎﺋل ﺣﺻول اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ‪ ،‬إﻻّ أن اﻷﺳـﻠوب اﻟﻌﻠﻣـﻲ ﺑﻣـﺎ‬

‫ﯾﺗﺿــﻣﻧﻪ ﻣــن ﺑﺣــث واﺳﺗﻘﺻــﺎء‪ ،‬وﻓــق ﺧطــﺔ ﻣﻧظﻣــﺔ‪ ،‬أﺻــﺑﺢ اﻟوﺳــﯾﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﯾﻌ ـ ّـول ﻋﻠﯾﻬـــﺎ اﻹﻧﺳ ــﺎن ﻓ ــﻲ ﺣ ــل ﻣﺷـــﻛﻼﺗﻪ اﻟﻘﺎﺋﻣ ــﺔ‪ ،‬وﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﺗﺣـــدﯾﺎت اﻟﻣﺗﺟـــددة‪،‬‬ ‫وﺗﺗﺿﺎﻋف ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣـث اﻟﻌﻠﻣـﻲ ﻛﺄﺳـﺎس‬ ‫ﻻﺗﺧﺎذ ﻗ ارراﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﻣﺟﺎﻻﺗﻪ‪.‬‬ ‫وﻟﻌ ــل اﻟﺣﺎﺟ ــﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﺑﺣ ــث اﻟﻌﻠﻣ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎﻻت اﻟط ــب وﻋﻠ ــم اﻟ ــﻧﻔس واﻟﺗرﺑﯾ ــﺔ‬ ‫واﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت‪ ،‬أو ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﺣوث اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻠـزم ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﻼزﻣـﺔ‬ ‫ﻟﺣــل اﻟﻣﺷــﻛﻼت واﻟﺗطــوﯾر‪ ،‬ﻻ ﺗﺧﺗﻠــف ﺑ ــﺎﺧﺗﻼف ﻫــذﻩ اﻟﻣﺟــﺎﻻت ٕواﻧﻣــﺎ ﺗﺗﻧــوع ﺑﺗﻧ ــوع‬ ‫اﻟﻣﺷـ ــﻛﻼت وﺑدرﺟـ ــﺔ ﺗﻌﻘـ ــدﻫﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﺗﻔرﺿـ ــﻪ اﻟطﺑﯾﻌـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾ ـ ـزة ﻟﻬـ ــذﻩ‬ ‫اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻣن ﺗﻧوع ﻓﻲ أﻓراد اﻟدراﺳﺔ‪ٕ ،‬واﺟراءات ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪ ،‬أو طرق ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻗ ــد ِ‬ ‫أﻋ ــد ﻫ ــذا اﻟﻛﺗ ــﺎب ﻟﯾﻌ ــﺎﻟﺞ أﺳﺎﺳ ــﯾﺎت اﻟﺑﺣ ــث اﻟﻌﻠﻣ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎﻻت اﻟﻌﻠ ــوم‬ ‫اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ ﺑﺷــﻛل ﺧــﺎص‪ ،‬واﻟﺗــدرﯾب ﻋﻠــﻰ ﻣﻬــﺎرة اﻟﺑﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﺑﺷــﻛل‬ ‫ﻋ ـ ــﺎم‪ ،‬ﺳـ ـ ـواء ﻛ ـ ــﺎن اﻟﺑﺣ ـ ــث أﻛﺎدﯾﻣﯾـ ـ ـًﺎ ﯾﺳ ـ ــﻌﻰ ﻓﯾ ـ ــﻪ اﻟﺑﺎﺣ ـ ــث ﻟﻠﺣﺻ ـ ــول ﻋﻠ ـ ــﻰ درﺟ ـ ــﺔ‬

‫اﻟﺑﻛ ــﺎﻟورﯾوس أو اﻟﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر أو اﻟ ــدﻛﺗوراﻩ‪ ،‬أو ﻛ ــﺎن ﺑﺣﺛـ ـًﺎ ﻣﻬﻧﯾـ ـًﺎ ﯾﺳ ــﻌﻰ ﻓﯾ ــﻪ اﻟﺑﺎﺣ ــث‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت أو ﻟﺗطوﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫وﺗﺗﺿـ ــﻣن أﺳﺎﺳـ ــﯾﺎت اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﻌﺎﻟﺟﻬـ ــﺎ اﻟﻛﺗـ ــﺎب ﻣﺧﺗﻠـ ــف ﻣ ارﺣـ ــل اﻟﺑﺣـ ــث‬ ‫ـداء ﻣــن ﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‪ ،‬وﻣــرو ًار ﺑــﺈﺟراءات ﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت وﺗﺣﻠﯾﻠﻬــﺎ‪،‬‬ ‫وﻋﻧﺎﺻ ـرﻩ‪ ،‬اﺑﺗـ ً‬ ‫واﻧﺗﻬﺎءًا ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث وﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻘرار‪ ،‬أو إﻋدادﻩ ﻟﻠﻧﺷر‪.‬‬ ‫وﯾﻘﺗﺿ ــﻲ اﻹﻧﺻ ــﺎف أن أﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ أن إﻋ ــداد ﻫ ــذا اﻟﻛﺗ ــﺎب ﻗ ــد ﺗطﻠ ــب ﻣراﺟﻌ ــﺔ‬ ‫اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻛﺗــب اﻟﻌرﺑﯾــﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﺣــول اﻟﺑﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻣﺟــﺎﻻت اﻟﻣﻌرﻓﯾ ــﺔ‬ ‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻗـد روﻋـﻲ ﻋﻧـد إﻋـداد ﻫـذا اﻟﻛﺗـﺎب اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﺟواﻧـب اﻟﻧظرﯾـﺔ ﻟﻠﺑﺣـث‬ ‫اﻟﻌﻠﻣــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﯾــزت ﺑﻬــﺎ اﻟﻣ ارﺟــﻊ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻣــن ﺟﻬــﺔ‪ ،‬وﻛــذﻟك اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن اﻟﺟواﻧــب‬ ‫اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ ﻟﻠﺑﺣ ــث اﻟﻌﻠﻣ ــﻲ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣﯾ ــزت ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻣ ارﺟ ــﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﺟﻬ ــﺔ أﺧ ــرى‪ .‬ﻫ ــذا‬ ‫ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﺣﺻــﯾﻠﺔ ﺧﺑ ـرة ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣﻣﺎرﺳــﺔ وﺗــدرﯾب ﻣﻬــﺎرة اﻟﺑﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ‪.‬‬ ‫أرﺟو ﻣن اﷲ اﻟﻌزﯾز اﻟﻘدﯾر أن أﻛون ﻗد وﻓﻘـت ﻓـﻲ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻐـرض اﻟﻣﻧﺷـود ﻣـن‬ ‫ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب‪ ،‬ﻛﺧطــوة ﻓــﻲ طرﯾــق ﻣﻠــﻲء ﺑــﺎﻟﺧطوات اﻟﻣﻣﺎﺛﻠــﺔ ﻧﺣــو ﺗﻌزﯾــز ﻗــدرﺗﻧﺎ ﻓــﻲ‬ ‫ﻣﻬـﺎرة اﻟﺑﺣـث اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﻛﺄﺣـد أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺣﺻـول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ﻟوﺿــﻊ اﻟﺣﻠـول اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ‬ ‫واﻟﺗﺟدﯾد واﻟﺗطوﯾر‪.‬‬ ‫واﷲ وﻟﻲ اﻟﺗوﻓﯾق‪،،‬‬ ‫ﻣﺻطﻔﻰ ﻓؤاد ﻋﺑﯾد‬ ‫ﻣﺎﯾو ‪2003 -‬م‬

‫‪4‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬ ‫اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻠم‪ ،‬اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗوﺿﯾﺢ أﻫداف اﻟﻌﻠم‪ ،‬وطرق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ‬

‫‪ – 3‬اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﺗﻌرﯾف ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬وﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﻣﻛن ﻟﻣﻧﺟزات اﻟﺟﻧس اﻟﺑﺷري ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت أن ﺗﻌطﻲ ﻓﻛرة ﻋـن اﻟﺗﻘـدم‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي وﺻل إﻟﯾﻪ اﻹﻧﺳﺎن‪ .‬وﻟﻛن ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬـوم اﻟﻌﻠـم ﺑﻛﻠﻣـﺎت ﻣـوﺟزة ﻟـﯾس أﻣـ اًر‬ ‫ﯾﺳﯾ اًر؛ إذ ﯾﻣﻛن اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻠم ﻣن ﺧﻼل طﺑﯾﻌـﺔ اﻟﻌﻣـل اﻟـذي ﯾﻘـوم ﺑـﻪ اﻟﻌـﺎﻟم‬

‫ﻓﻲ ﻣﺧﺗﺑرﻩ وأدوات ﺗﺟﺎرﺑـﻪ اﻟﻣﻌﻘـدة‪ ،‬أو ﻣـن ﺧـﻼل ﺻـﻔﺎت ﻫـذا اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻔﻛرﯾـﺔ وﻗد ارﺗـﻪ‬ ‫اﻹﺑداﻋﯾﺔ‪ ،.‬أو ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ وﻣظـﺎﻫر اﻟﺗﻘـدم اﻟﺻـﻧﺎﻋﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﺧـذ ﻣـن‬ ‫ﻣﺑــﺎدئ اﻟﻌﻠــم وﻧظرﯾﺎﺗــﻪ أﺳﺎﺳ ـﺎً ﻟﻬــﺎ‪ .‬وﻫــﻲ ﺑــﺎﻟطﺑﻊ ﻧظ ـرات ﺿــﯾﻘﺔ‪ ،‬ﺗﺣــد وﺗﻌﯾــق اﻟﻔﻬــم‬

‫اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﻌﻠم وﻟﻠﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻟﻠﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪.‬‬

‫وﻣــﻊ أن اﻟﻌﻠــم ﯾﻌــد واﺣــداً ﻣــن اﻟﻔﻌﺎﻟﯾــﺎت اﻟﺑﺷ ـرﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺧــدﻣت أﻏ ارﺿ ـﺎً ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‬

‫ﻋﺑــر ﻣ ارﺣــل ﺗطورﻫــﺎ‪ ،‬ﻓﻘــد اﻋﺗﺑــر ﻣــن وﺟﻬــﺔ اﻟﻧظــر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾــﺔ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻣﻌــﺎرف‬ ‫اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗﺿ ــﻣن اﻟﻣﺑ ــﺎدئ واﻟﻔرﺿ ــﯾﺎت واﻟﺣﻘ ــﺎﺋق واﻟﻘـ ـواﻧﯾن واﻟﻧظرﯾ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ‬ ‫ﻛﺷﻔﻬﺎ اﻟﻌﻠم وﻧظﻣﻬـﺎ ﺑﻬـدف ﺗﻔﺳـﯾر ﻏـواﻣض اﻟﻛـون‪ .‬وﻫﻧـﺎك وﺟﻬـﺔ ﻧظـر أﺧـرى ﺗﻘـول‬ ‫ﺑﺄن اﻟﻌﻠم ﺷﯾﺋﺎً ﻣﺗﺣرﻛﺎً دﯾﻧﺎﻣﯾﺎً‪ ،‬وﻧﺷﺎطﺎً إﻧﺳﺎﻧﯾﺎً ﻣﺗﺻﻼً‪ ،‬ﻻ ﯾﻌـرف اﻟﺛﺑـﺎت أو اﻟﺟﻣـود‪.‬‬ ‫وﻫــﻲ ﻧظ ـرة ﻣوﺟﻬــﺔ أو ﻣﺷــﺟﻌﺔ ﻋﻠــﻰ اﻻﻛﺗﺷــﺎف اﻟــذاﺗﻲ أو ﺣــل اﻟﻣﺷــﻛﻼت‪ .‬واﻟﻧظ ـرة‬

‫اﻟﺛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻫـ ــﻲ ﻧظ ـ ـرة اﻟﻌﻠﻣـ ــﺎء اﻟﻣﺗﺧﺻﺻـ ــﯾن‪ ،‬اﻟـ ــذﯾن ﯾﻌﻣﻠـ ــون ﻓـ ــﻲ ﻣﺧﺗﺑ ـ ـراﺗﻬم ﻟﻠﻛﺷـ ــف‬ ‫واﻻﺳﺗﻘﺻــﺎء وﺣــل اﻟﻣﺷــﻛﻼت‪ ،‬وذﻟــك ﻟﺧدﻣــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن وﺗﺣﺳــﯾن ظروﻓــﻪ‪ .‬وﻫــﻲ أﯾﺿ ـﺎً‬

‫ﻧظـرة اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﻓـﻲ ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻠـم وﻓﻠﺳـﻔﺗﻪ ﯾﻬـدف ﺗﺣﻠﯾـل اﻟطرﯾﻘـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗطـور ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻌﻠـم‬ ‫ﻋﺑر اﻟﻌﺻور‪ ،‬وﻫﻲ ﻧظرة ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﻬل ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد اﻟﻌﺎدي ﻓﻬﻣﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﯾﺻــ ــﻌب ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ــرء ﺗﺑﻧـ ـ ــﻲ إﺣ ـ ــدى اﻟﻧظـ ـ ـرﺗﯾن‪ ،‬ﻓﻛﻠﺗﺎﻫﻣ ـ ــﺎ‪،‬ﻓﻲ رأي ﻛوﻧﺎﻧـ ـ ــت‬ ‫ﻻ ﻣﻧﻬﻣـ ــﺎ ﺗﻌرﯾﻔـ ـﺎُ ﻟﻠﻌﻠـ ــم ﯾﺗﺿـ ــﻣن‬ ‫‪ ،Conant‬ﻧظرﺗ ــﺎن ﻣﺗطرﻓﺗـ ــﺎن‪ .‬وﯾﻘـ ــدم ﻛوﻧﺎﻧ ــت ﺑـ ــد ً‬

‫‪6‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﻧظـرﺗﯾن ﻣﻌـًﺎ‪ ،‬ﻓﻬـو ﯾــرى أن اﻟﻌﻠـم ﺳﻠﺳــﻠﺔ ﻣـن ﺗﺻــورات ذﻫﻧﯾـﺔ وﻣﺷــروﻋﺎت ﺗﺻــورﯾﺔ‬ ‫ﻣﺗراﺑطﺔ ﻣﺗواﺻﻠﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺟﻣﯾﻌًﺎ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻟﻌﻣﻠﯾﺗﻲ اﻟﻣﻼﺣظـﺔ واﻟﺗﺟرﯾـب‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﺻـور اﻟـذﻫﻧﻲ‬ ‫ﻫــو اﻟﻣﻔﻬــوم اﻟﻣﺟــرد اﻟــذي ﯾدرﻛــﻪ اﻟﻌﻘــل اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﻣــﺎ ﯾﺗﺑﻘــﻰ ﻓــﻲ اﻟــذﻫن ﻣــن‬

‫أﻓﻛــﺎر أو ﻣﻌــﺎن أو ﺧﺻــﺎﺋص ﻣﺷــﺗرﻛﺔ ﻟﺻــﻧف ﻣــن اﻷﺷــﯾﺎء اﻟﺣﺳــﯾﺔ‪ .‬أﻣــﺎ اﻟﻣﺷــروع‬ ‫اﻟﺗﺻــوري ﻓﻬــو ﻧظــﺎم ﯾ ـرﺑط ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻣﻔﻬوﻣــﺎت واﻟﺣﻘــﺎﺋق اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ ﻧﺳــق‬ ‫واﺣد‪ ،‬وﯾﻘدم ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺳﯾ اًر ﻧظرﯾﺎً‪ .‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻧظرﯾﺔ )اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﺻـوري( ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن‬

‫اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم )اﻟﺗﺻورات اﻟذﻫﻧﯾﺔ( اﻟﻣﺗراﺑطﺔ اﻟﺗﻲ ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﺗﺣدد اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾـرات‬ ‫ﺑﻐرض ﺗﻔﺳﯾر اﻟظﺎﻫرة أو اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻛﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﻣﻼﺣ ــظ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل اﻟﻣﻌطﯾ ــﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ ﻟﻠﻣﻌرﻓ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾ ــﺔ واﻟطرﯾﻘ ــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ أن اﻟﻌﻠــم ‪ :‬ﺟﻬــد ﻋﻘﻠــﻲ ﻣــﻧظم وﻣﺳــﺗﻣر ﻣﺎدﺗــﻪ ﺧﺎﻣــﺎت ﻓﻛرﯾــﺔ وﻣﺎدﯾــﺔ وﻧﺗﺎﺋﺟــﻪ‬ ‫اﻛﺗﺷﺎﻓﺎت ﺟدﯾدة وﺣﻠول ﻟﻣﺷﻛﻼت اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت‪.‬‬ ‫أﻫداف اﻟﻌﻠم ‪:‬‬ ‫ﺗﻌﻣــل اﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ ﺑﺄﺷــﻛﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗﻣﻛــﯾن اﻹﻧﺳــﺎن ﻣــن ﻓﻬــم اﻟﻌــﺎﻟم‬ ‫اﻟــذي ﯾﻌــﯾش ﻓﯾــﻪ‪ ،‬أي ﻓﻬــم اﻷﺷــﯾﺎء واﻷﺣــداث واﻟظ ـواﻫر ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻌــﺎﻟم ﻓــﻲ ﺟواﻧﺑــﻪ‬ ‫اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‪ .‬واﻟﻔﻬــم ﯾﻘﺗﺿــﻲ ﺑطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺣــﺎل اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ ﺗﺣدﯾــد اﻟﺻــﻔﺎت‬ ‫واﻟﺧﺻــﺎﺋص وﻗﯾﺎﺳــﻬﺎ ﺑﺎﻟوﺻــف اﻟﻛﻣــﻲ واﻟﻛﯾﻔــﻲ ﻣــن ﺟﻬــﺔ‪ ،‬وﺗﻔﺳــﯾر ﺣــدوث اﻷﺣــداث‬ ‫ووﻗــوع اﻟظ ـواﻫر ﺑﺗﺣدﯾــد اﻷﺳ ــﺑﺎب واﻟﻌواﻣــل اﻟﻣؤدﯾــﺔ إﻟﯾﻬــﺎ ﻣ ــن ﺟﻬــﺔ ﺛﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬وﺗﺣدﯾ ــد‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ اﻟظواﻫر واﻷﺣداث ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي ﯾﺣﻘــق ﻓﯾــﻪ اﻟﻔــرد ﻫــذا اﻟﻔﺧــم‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ أن ﯾﺳــﺗﺧدﻣﻪ ﻓــﻲ‬ ‫ﺗوﻗﻊ ﺣدوث ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘق ﺑﻌـض اﻷﻣـور؛ أي أﻧـﻪ ﯾﺗﻧﺑـﺄ ﺑﻣـﺎ ﺳـﯾﺣدث‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘق ﻣﻘدﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ .‬وﻻ ﺷـك أن اﻟﻌﻠﻣـﺎء‬ ‫ﯾﺳ ــﻌون ﻓ ــﻲ ﻧﺷ ــﺎطﻬم اﻟﻌﻠﻣ ــﻲ إﻟ ــﻰ اﻟﺗﺣﻘ ــق ﻣ ــن ﺻ ــدق ﺗﻧﺑـ ـؤاﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑ ــﺔ واﻟﺗﺣﻘ ــق‬ ‫اﻟﻌﻣﻠﻲ‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ٕواذا اﺳﺗطﺎع اﻟﻌﺎﻟم أن ﯾﻔﻬم اﻟظـﺎﻫرة وﯾﺗﻧﺑـﺄ ﺑﻬـﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ ﺑﺗﺣﻛﻣـﻪ ﺑﺎﻟﻌواﻣـل‬ ‫اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــؤدي إﻟ ــﻰ ﺣ ــدوث اﻟظ ــﺎﻫرة أن ﯾﻣﻧ ــﻊ ﺣ ــدوﺛﻬﺎ أو ﯾوﻗ ــﻊ ﺣ ــدوﺛﻬﺎ ﻓ ــﻲ ظـــروف‬ ‫وﺷـروط ﺟدﯾـدة‪ ،‬ﺗﺗوﻗـف ﻓــﻲ ﺗﻔﺻـﯾﻼﺗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﻗـدرة اﻹﻧﺳــﺎن ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﻬـم اﻟﺳـﻠﯾم واﻟﺗﻧﺑــؤ‬ ‫اﻟﺻ ــﺣﯾﺢ‪ .‬ﻫ ــذا اﻟ ــﺗﺣﻛم أو اﻟﺿ ــﺑط ﻫ ــو ﻫ ــدف آﺧ ــر ﻣ ــن أﻫ ــداف اﻟﻧﺷ ــﺎط اﻟﻌﻠﻣـــﻲ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﺳــﺗﻐﻼل اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ واﺳــﺗﻌﻣﺎرﻫﺎ‪ ،‬وﺗوﺟﯾــﻪ اﻟﻧﺷــﺎط اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻟﺧدﻣــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن‪،‬‬ ‫وﺗﺳــﻬﯾل أﺳ ــﺑﺎب ﺣﯾﺎﺗ ــﻪ وﺣ ــل ﻣﺷ ــﻛﻼﺗﻪ‪ ،‬ﻫ ــﻲ أﻫــداف ﻟ ــم ﯾ ــزل اﻹﻧﺳ ــﺎن ﯾﺳ ــﻌﻰ إﻟ ــﻰ‬

‫ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣﻧذ ﺑدء ﺣﯾﺎﺗﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ ‪:‬‬ ‫اﺳـ ــﺗﺧدم اﻹﻧﺳـ ــﺎن ﻣـ ــﻧﻬﺞ اﻟﺗﻔﻛﯾـ ــر اﻟﻘﯾﺎﺳـ ــﻲ أو اﻻﺳـ ــﺗﻧﺑﺎطﻲ‬

‫‪Deductive‬‬

‫‪ Thinking‬ﻟﻠﺗﺣﻘــق ﻣــن ﺻــدق اﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺟدﯾــدة‪ ،‬ﺑﻘﯾﺎﺳــﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ أﺧــرى ﺳــﺎﺑﻘﺔ‬ ‫ﻣـن ﺧــﻼل اﻓﺗـراض ﺻــﺣﺔ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ‪ٕ ،‬واﯾﺟــﺎد ﺻـﻠﺔ ﻋﻼﻗــﺔ ﺑﯾﻧﻬـﺎ وﺑــﯾن اﻟﻣﻌرﻓــﺔ‬ ‫اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﺗﺳﺗﺧدم ﻗﻧطرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎس‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﺗﺳـﻣﻰ ﻣﻘدﻣـﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻌرﻓـﺔ‬ ‫اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ؛ وﻫﻛذا ﻓﺈن ﺻﺣﺔ اﻟﻣﻘـدﻣﺎت‪ ،‬ﺗﺳـﺗﻠزم ﺑﺎﻟﺿـرورة ﺻـﺣﺔ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ‪.‬‬ ‫وﯾﻌرف ذﻟك ﺑﺎﻻﺳﺗدﻻل اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬أو اﺳﺗﻧﺑﺎط اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﻠﯾﺔ‪.‬‬ ‫أﻣـﺎ اﻟﺗﻔﻛﯾـر اﻻﺳــﺗﻘراﺋﻲ ‪ ،Inductive Thinking‬ﻓﻬـو اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟـذي ﯾﺳــﺗﺧدﻣﻪ‬

‫اﻹﻧﺳــﺎن ﻟﻠﺗﺣﻘــق ﻣــن ﺻــدق اﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺟزﺋﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻼﺣظــﺔ واﻟﺗﺟرﺑ ــﺔ‬ ‫اﻟﺣﺳــﯾﺔ‪ .‬وﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﺗﻛ ـرار ﺣﺻــول اﻹﻧﺳــﺎن ﻋﻠــﻰ ﻧﻔــس اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻌﻣــد إﻟــﻰ ﺗﻛــوﯾن‬

‫ﺗﻌﻣﯾﻣــﺎت وﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻋﺎﻣــﺔ‪ٕ .‬واذا اﺳــﺗطﺎع اﻹﻧﺳــﺎن أن ﯾﺣﺻــر ﻛــل اﻟﺣــﺎﻻت اﻟﻔردﯾــﺔ ﻓــﻲ‬ ‫ﻓﺋـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ‪ ،‬وﯾﺗﺣﻘـق ﻣـن ﺻـﺣﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑـﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻣﺑﺎﺷـرة‪ ،‬ﻋـن طرﯾـق اﻟﺣـواس‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻛـون‬ ‫ﻗد ﻗﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﻘراء ﺗﺎم وﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﯾﻘﯾﻧﯾﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻌﻣﯾﻣﻬـﺎ دون أي ﺷـك‪.‬‬ ‫إﻻ أن اﻹﻧﺳــﺎن ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎدة ﻻ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ ذﻟــك‪ ،‬ﺑــل ﯾﻛﺗﻔــﻲ ﺑﻣﻼﺣظــﺔ ﻋــدد ﻣــن اﻟﺣــﺎﻻت‬ ‫ﻋﻠـﻰ ﺷــﻛل ﻋﯾﻧـﺔ ﻣﻣﺛﻠــﺔ‪ ،‬وﯾﺳـﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬــﺎ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻋﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﯾﻔﺗـرض اﻧطﺑﺎﻗﻬــﺎ ﻋﻠـﻰ ﺑﻘﯾــﺔ‬

‫‪8‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺣــﺎﻻت اﻟﻣﺷــﺎﺑﻬﺔ‪ ،‬وﻫــذا ﻫــو اﻻﺳــﺗﻘراء اﻟﻧــﺎﻗص‪ ،‬اﻟــذي ﯾــؤدي إﻟــﻰ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻣﻌرﻓﺔ اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻘﺑل ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻛﺗﻘرﯾب ﻟﻠواﻗﻊ‪.‬‬

‫ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ‪:‬‬ ‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻹﻧﺳﺎن أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑطرق ﺷـﺗﻰ‪ ،‬وﻗـد ﺗﻛـون ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ‬

‫ﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻛﺑﯾرة‪ ،‬وﻗد ﺟﺎءت ﺑﻌض اﻻﻛﺗﺷﺎﻓﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺑﻣﺣض‬ ‫اﻟﺻ ــدﻓﺔ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻛﺗﺷـ ــﺎف ﻧﯾـ ــوﺗن ﻟﻠﺟﺎذﺑﯾـــﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻣﻌظـ ــم اﻟﻌﻠﻣـ ــﺎء ﻓـ ــﻲ ﻣﺧﺗﻠـ ــف‬ ‫اﻟﻌﺻــور ﺗﻣﯾــزوا ﻋــن ﺳــﺎﺋر اﻟﻧــﺎس ﺑﺄﺳــﻠوب ﻋﻣــل ﻣــﻧظم ودﻗﯾــق‪ ،‬ﯾطﻠــق ﻋﻠﯾــﻪ ﻣــﻧﻬﺞ‬ ‫اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣـث اﻟﻌﻠﻣـﻲ ﺗﺧﺗﻠـف ﺑـﺎﺧﺗﻼف اﻟﻌﻠﻣـﺎء اﻟـذﯾن ﯾﻘوﻣـون‬ ‫ﺑﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻛـذﻟك ﺗﺧﺗﻠـف ﺑـﺎﺧﺗﻼف اﻟﺗﺧﺻﺻـﺎت‪ ،‬وﻣـﻊ ذﻟـك ﯾﻣﻛـن ﺗﻣﯾﯾـز ﺑﻌـض‬ ‫اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺎت اﻟرﺋﯾﺳ ــﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻘ ــوم ﺑﻬ ــﺎ ﻛ ــل ﻋ ــﺎﻟم ﺧ ــﻼل أﺑﺣﺎﺛ ــﻪ‪ .‬وﺗﻣﺛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺎت‬ ‫ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ .‬وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ‪:‬‬ ‫اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‪ ،‬ﺗﺣدﯾــد اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‪ ،‬ﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘــﺎﺋق اﻟﻣﺗــوﻓرة‬ ‫ﻋﻧﻬــﺎ واﻟﻌواﻣــل اﻟﻣــؤﺛرة ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﺿــﻊ اﻟﻔرﺿــﯾﺎت‪ ،‬ﺗﺻــﻣﯾم اﻟﺗﺟــﺎرب اﻟﻼزﻣــﺔ ﻻﺧﺗﺑﺎرﻫــﺎ‬ ‫واﺳ ــﺗﺧﻼص اﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ وﺗﻔﺳـــﯾرﻫﺎ‪ٕ .‬واذا ﻋرﺿ ــت ﻫ ــذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر ﻋﻠـــﻰ ﺷ ــﻛل ﺧطـ ـوات‬

‫ﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻬﻲ ﻣن أﺟل ﺗوﺿـﯾﺢ ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟﻣـﻧﻬﺞ؛ وﻟـﯾس ﺑﺎﻟﺿـرورة أن‬ ‫ﺗﺳـﯾر ﻓـﻲ ﺗﺗـﺎﺑﻊ ﺛﺎﺑـت‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أﻧﻬـﺎ ﻟﯾﺳــت ﺧطـوات ﻣﻧﻔﺻـﻠﺔ؛ ﺑـل ﻣﺗداﺧﻠـﺔ‪ .‬وﺑـﺎﻟرﻏم ﻣــن‬ ‫أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬم‪ ،‬ﯾﺗﻔﻘـون ﻓـﻲ ﺗﻌرﯾـف اﻟﻌﻠـم وأﻫداﻓـﻪ‬ ‫وﻓــﻲ اﻋﺗﻣــﺎدﻫم اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑﺣــث؛ إﻻ أن اﺧــﺗﻼف اﻟﻣوﺿــوﻋﺎت اﻟﺑﺣﺛﯾــﺔ‬ ‫رﺑﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﺧﺗﻼﻓﺎً ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑﺣث أو ﻣﻧﻬﺟﯾﺗﻪ ‪.Methodology‬‬ ‫ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪:‬‬ ‫ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﯾﺳﯾر اﻟﺑﺣث وﻓق طرﯾﻘﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪9‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫أ – ﯾﺑــدأ اﻟﺑﺣــث ﺑﺳ ـؤال ﻓــﻲ ﻋﻘــل اﻟﺑﺎﺣــث‪ .‬وﯾظﻬــر اﻟﺳ ـؤال أو اﻷﺳــﺋﻠﺔ‬ ‫ﻟــدى أي ﻓــرد ﻷن اﻹﻧﺳــﺎن ﺑطﺑﯾﻌﺗــﻪ ﻓﺿــوﻟﻲ‪ ،‬وﻫﻧــﺎك اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن‬ ‫اﻟﻣظﺎﻫر واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾر اﻟﺗﺳﺎؤﻻت‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ﯾﺗطﻠب اﻟﺑﺣـث ﺗﺣدﯾـداً ﻟﻠﻣﺷـﻛﻠﺔ‪ ،‬وذﻟـك ﺑﺻـﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﺻـﯾﺎﻏﺔ ﻣﺣـددة‪،‬‬ ‫وﺑﻣﺻطﻠﺣﺎت واﺿﺣﺔ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ﯾﺗطﻠ ــب اﻟﺑﺣ ــث وﺿ ــﻊ ﺧط ــﺔ ﺗوﺟ ــﻪ اﻟﺑﺎﺣ ــث ﻟﻠوﺻ ــول إﻟ ــﻰ اﻟﺣ ــل‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺑﺣث إذن ﻧﺷﺎط ﻣوﺟﻪ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﯾﺗﻌﺎﻣل اﻟﺑﺣث ﻣﻊ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺷﻛﻼت ﻓرﻋﯾﺔ‪ .‬إذ ﯾﺗوﻗـﻊ‬ ‫أن ﺗﻛـــون ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣ ــث‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﺗﺳ ــﺗﺣق اﻟﺟﻬـــد اﻟﺑﺣﺛـــﻲ‪ ،‬ﻧﺗـــﺎج ﺗﻔﺎﻋـ ــل‬ ‫ﻟﻣﺷــﻛﻼت ﻓرﻋﯾــﺔ‪ٕ ،‬وان اﻟﺣﻠــول ﻟﻠﻣﺷــﻛﻼت اﻟﻔرﻋﯾــﺔ ﺗﺷــﻛل ﺑﻣﺟﻣوﻋﻬــﺎ ﺣ ـﻼً‬ ‫ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ – 3‬ﯾﺣـدد اﺗﺟـﺎﻩ اﻟﺑﺣـث ﺑﻔرﺿـﯾﺎت ﻣﺑﻧﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﻠﻣﺎت واﺿـﺣﺔ‪ .‬ﻓﻘـد ﯾﺳــﺗطﯾﻊ‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث ﺻـﯾﺎﻏﺔ ﻓرﺿـﯾﺎت ﺑﻌـدد اﻟﻣﺷـﻛﻼت اﻟﻔرﻋﯾـﺔ؛ ﻷن اﻟﻔرﺿـﯾﺔ ﺗﺧﻣـﯾن‬ ‫ذﻛــﻲ ﯾوﺟــﻪ ﺗﻔﻛﯾــر اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﻟﺣــل‪ .‬وﻗــد ﺗﺑﻧــﻰ اﻟﻔرﺿــﯾﺎت‬

‫ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﻠﻣﺎت ‪ Assumptions‬ﺣﯾ ــث ﺗﻌ ــرف اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬ ــﺎ‪ :‬ﺷ ــرط أو‬ ‫ظ ــرف ﻟ ــﯾس ﻣ ــن اﻟﺳ ــﻬل ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺑﺎﺣ ــث‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﻏﯾﺎﺑ ــﻪ‪ ،‬أن ﯾﺻ ــل إﻟ ــﻰ ﺣ ــل‬ ‫ﻟﻠﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻓـﻲ ﺿـوء اﻟﺗﺻـﻣﯾم اﻟـذي ﺣـددﻩ‪ ،‬أو ﻻ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ أن ﯾﻔﺳـر اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ‬ ‫ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﯾﺗﻌﺎﻣــل اﻟﺑﺣــث ﻣــﻊ اﻟﺣﻘــﺎﺋق وﻣﻌﺎﻧﯾﻬــﺎ‪ .‬ﻓﻘــد ﯾﻘــوم اﻟﺑﺎﺣــث ﺑﺟﻣــﻊ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫ﻋ ــن واﻗ ــﻊ اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ ﺑط ــرق ﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﻧﺳ ــﻣﻲ اﻟﺑﺣ ــث ﺑﺣﺛـ ـًﺎ ﺑﺟﻣ ــﻊ ﻫ ــذﻩ‬

‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺗﺑــر ﺣﻘــﺎﺋق واﺿــﺣﺔ وﻣﻌروﻓــﺔ‪ ،‬وﻟﻛــن اﺷــﺗﻘﺎق اﻟﺑﺎﺣــث‬

‫‪10‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻟﻣﻌ ٍ‬ ‫ـﺎن ﺟدﯾــدة وﺗﻔﺳـﯾرات )ﻗــد ﺗﺧﺗﻠــف ﺑـﺎﺧﺗﻼف اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن( ﻫـو اﻟــذي ﯾﺟﻌــل‬ ‫ﻣن ﻫذا اﻟﺟﻬد ﺟﻬدًا ﺑﺣﺛﯾًﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬ﻟﻠﺑﺣــث ﺻــﻔﺔ دورﯾــﺔ؛ ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ أن اﻟوﺻــول إﻟــﻰ ﺣ ــل ﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣــث‪ ،‬ﻗ ــد‬ ‫ﯾﻛون ﺑداﯾﺔ ﻟظﻬور ﻣﺷﻛﻼت ﺑﺣﺛﯾﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬وﻫﻛذا‪.‬‬ ‫‪ – 6‬اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﻣل دﻗﯾق ﯾﺗطﻠب ﺻﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﺎﺣث ﻧﻔﺳﻪ أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬ ‫أ – اﻟﺻـــﺑر واﻟﻣﺛـ ــﺎﺑرة‪ ،‬إذ ﺗﺗطﻠ ــب إﺟ ـ ـراءات اﻟﺑﺣ ــث اﻟﺗرﺗﯾـ ــب اﻟﻬـ ــﺎدف‪،‬‬ ‫وﻣواﺟﻬــﺔ اﻹﺣﺑــﺎط واﻻﻧﺗﻘــﺎدات‪ ،‬ﻓﻘــد ﺗﺗطﻠــب ﺑﻌــض أﻧـواع اﻟﺑﺣــوث‬ ‫اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ﻟﻼﺳﺗﻣرار ﻓﻲ إﺟراﺋﻬﺎ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ﺣب اﻻﺳﺗطﻼع واﻟﺗﻘﺻﻲ؛ أي أن ﯾﺗوﻓر ﻟدﯾﻪ اﻟﻔﺿول اﻟﻌﻠﻣﻲ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ﻋدم اﻟﺗﺷﻬﯾر اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺎﻵﺧرﯾن أو اﻟﺳﺧرﯾﺔ ﻣن ﻣﻧﺟزات اﻵﺧرﯾن‬ ‫د‪ -‬اﻟﻣوﺿـوﻋﯾﺔ واﻷﻣﺎﻧـﺔ واﻻﺑﺗﻌــﺎد ﻋـن اﻟذاﺗﯾـﺔ؛ ﻓــﻼ ﯾﺧﻔـﻲ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت أو‬ ‫ﯾﺣرﻓﻬﺎ أو ﯾرﻓﺿﻬﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ رأﯾﻪ‪ .‬وﻻ ﯾﺗﺣﯾز‪ ،‬وﻻ ﯾﺳﻣﺢ‬ ‫ﻟﻌﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﯾدﻩ وﻋﺎطﻔﺗﻪ وأﻫواﺋﻪ أن ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺑﺣـث‪ ،‬ﻓﯾﺟـب أن‬ ‫ﯾﻛون ﻫﻣﻪ ﻫو ﺗﺣري اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﻌﻠﻣـ ــﻲ ﻋﻣـ ــل ﻫـ ــﺎدف‪ ،‬وﻟﻠﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺗوﺻـ ــل إﻟﯾﻬـ ــﺎ ﺧﺎﺻـ ــﯾﺗﺎن‬ ‫أﺳﺎﺳﯾﺗﺎن‪:‬‬ ‫أ – إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ اﻟﺗﺣﻘ ــق‪ :‬ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ أن اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻧﺗوﺻ ــل إﻟﯾﻬ ــﺎ ﺑﺎﻟﺑﺣ ــث‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣظﺔ وﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﺗﺟرﯾﺑﯾﺎً‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ﻗﺎﺑﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻣـ ــﯾم ‪ :Generalization‬ﯾﺳـ ــﻌﻰ اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﻌﻠﻣـ ــﻲ إﻟـ ــﻰ‬ ‫ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق أوﺳﻊ ﻣن اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـذي ﯾـﺗم ﻓﯾـﻪ اﻟﺑﺣـث‪،‬‬ ‫ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـوم اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ أو اﻟﻌﻠـوم اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﺎﺣـث‬ ‫‪11‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﯾﻛﺗﻔــﻲ ﻋــﺎدة ﺑﺎﺧﺗﯾــﺎر ﻋﯾﻧــﺔ ﻣــن اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻟﻛﻧــﻪ ﯾﻌﻣــم ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﻌﯾﻧــﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬ ‫إﻋداد ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﺧطط اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗﻘدﯾر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟﻬد واﻟوﻗت اﻟﻼزﻣﯾن ﻹﻋداد ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫‪ – 3‬ﺗﻘدﯾر أﻫﻣﯾﺔ إﻋداد ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث ﺑﺻورة ﻣﻼﺋﻣﺔ ودور اﻟﻣﺧطط اﻟﺟﯾد ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺳﻬﯾل إﺟراءات اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫‪ – 4‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث واﻟﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻧوان ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﺑﺣث وﺗﻘوﯾم وﻧﻘد ﻋﻧﺎوﯾن اﻟﺑﺣوث‪.‬‬ ‫‪ – 6‬ﺗﻌرﯾف وﺗﺣدﯾد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣث وﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻣد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث‬ ‫ﻣﺷﻛﻠﺗﻪ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓرﺿﯾﺎت اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫‪ – 8‬ﺗﺻﻧﯾف اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻼءم ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫‪ – 9‬ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻓﺗراﺿﺎت اﻟﺑﺣث وﻣﺣدداﺗﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ -10‬ﺗﺣدﯾد اﻹﺟراءات واﻟﺧطوات اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﻋداد ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﻌد ﻣﺧطـط اﻟﺑﺣـث ﻣﺗطﻠﺑـﺎً أﺳﺎﺳـﯾﺎً وﻣرﺣﻠـﺔ ﻣﻬﻣـﺔ ﻗﺑـل اﻟﺑـدء ﻓـﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻣﻠـﻲ‬

‫ﻟﺧطوات اﻟﺑﺣث‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺣث أﺣد طﻠﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﯾﻌد ﺑﺣﺛـﻪ ﻛﻣﺗطﻠـب ﻟﻠﺣﺻـول‬ ‫ﻋﻠــﻰ درﺟــﺔ ﻋﻠﻣﯾــﺔ أو ﻛــﺎن ﻋﺿــو ﻫﯾﺋــﺔ ﺗــدرﯾس ﯾﺳــﻌﻰ ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟــدﻋم اﻟــﻼزم‬ ‫ﻹﺟ ـراء اﻟﺑﺣــث‪ ،‬أو ﻛــﺎن أﺣــد اﻟﻣﺷــﺗﻐﻠﯾن ﻓــﻲ أﺣــد اﻟﻣﺟــﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ أو اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ أو‬ ‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗواﺟﻪ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬ ‫وﯾﺟــري إﻋــداد ﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث وﺗﻘدﯾﻣــﻪ ﻟﻠﺟﻬــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺳــوف ﺗراﺟﻌــﻪ‪ ،‬ﻟﻠﻧظــر ﻓــﻲ‬ ‫إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ أو ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم اﻟﻼزم ﻟﻪ‪.‬‬ ‫وﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث ﻫــو ﻣﺷــروع ﻋﻣــل‪ ،‬أو ﺧطــﺔ ﻣﻧظﻣــﺔ ﺗﺟﻣــﻊ ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺗﻔﻛﯾــر‬ ‫اﻟﻣﺳــﺑق اﻟــﻼزم ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻐــرض ﻣــن اﻟد ارﺳ ــﺔ‪ .‬وﯾﻬــدف اﻟﻣﺧطــط إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق ﺛﻼﺛ ــﺔ‬ ‫أﻏراض ﻫﻲ ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ﯾﺻف إﺟراءات اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدراﺳﺔ وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ﯾوﺟﻪ ﺧطوات اﻟدراﺳﺔ وﻣراﺣل ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ﯾﺷﻛل إطﺎ اًر ﻟﺗﻘوﯾم اﻟدراﺳﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬

‫واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إن ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث ﯾﺗطﻠب وﻗﺗًﺎ وﺟﻬدًا أﻛﺛـر ﻣﻣـﺎ ﯾظـن ﺑﻌـض اﻟﻣﺑﺗـدﺋﯾن‬

‫ﺑﺎﻟﺑﺣـث‪ .‬وﯾﻣﻛـن أن ﯾﻌـزى ﻛﺛﯾـر ﻣـن ﺟواﻧـب اﻟﺿـﻌف واﻟﻘﺻـور ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث إﻟـﻰ ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﻧظ ـرة اﻟﻣﺗﺳــرﻋﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــرى أن ﻣرﺣﻠــﺔ اﻹﻋــداد واﻟﺗﺧطــﯾط ﻟﻠﺑﺣــث ﻣرﺣﻠــﺔ ﺳــﻬﻠﺔ ﯾــﺗم‬ ‫ﺗﺟﺎوزﻫـﺎ واﻻﻧﺗﻘـﺎل ﻣﻧﻬــﺎ ﺑﺳـرﻋﺔ إﻟــﻰ ﻣرﺣﻠـﺔ ﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻌﺗﺑرﻫـﺎ اﻟﻣﺑﺗــدءون‬ ‫أطول وأﻋﻘد‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﻻ ﯾــﺗم ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﺧطــﯾط ﻫــذﻩ ﻣﺟــرد اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ وﺻــﯾﺎﻏﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑــل ﯾــﺗم‬ ‫أﯾﺿ ـًﺎ اﻟﺗﺣدﯾ ـد اﻷوﻟــﻲ ﻹﺟ ـراءات ﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت‪ .‬وﻋﻧــدﻣﺎ ﯾــﺗم ذﻟــك ﻓــﺈن ﺑﻘﯾــﺔ ﻣ ارﺣــل‬ ‫اﻟﺑﺣث ﻫﻲ ﺳﻠﺳـﻠﺔ ﺳـﻬﻠﺔ ﻣـن اﻷﻋﻣـﺎل واﻹﺟـراءات اﻟﺗـﻲ ﻻ ﺗﺗطﻠـب ﻛﺛﯾـ ًار ﻣـن اﻟﻣﻬـﺎرة‬ ‫ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﻪ ﻣن اﻟﺻﺑر واﻟدأب‪.‬‬

‫وﻛﻣـﺎ ﯾﺟـري اﺗﺧـﺎذ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﻘـ اررات اﻟﻣﻬﻣـﺔ ﺣـول إﺟـراءات اﻟﺑﺣـث ﻓـﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ‬

‫اﻟﺗﺧطﯾط‪ ،‬ﻛذﻟك ﯾﺗﺣدد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻗﯾﻣﺔ وﻓﺎﺋـدة اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾـﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ‬ ‫اﻟﺑﺣث‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺑرر اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫ﺗﺑدأ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋداد ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث ﺑﺻورة أوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺗﻌـرض ﻋـﺎدة ﻹﺑـداء ﻣﻼﺣظـﺎت‬ ‫واﻗﺗ ارﺣ ــﺎت وﻧﻘ ــد ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻷطـ ـراف اﻟﻣﻌﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺗ ــﻲ ﻗ ــد ﺗﻛ ــون ﻟﺟﻧ ــﺔ اﻹﺷـ ـراف ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫اﻟد ارﺳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌــﺔ‪ ،‬أو إدارة اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ‪ ،‬أو ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن أو اﻟﻣﺣﻛﻣــﯾن‪،‬‬ ‫اﻟــذﯾن ﯾطﻠــب إﻟــﯾﻬم ﻣراﺟﻌــﺔ ﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث وﺗﻘوﯾﻣــﻪ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﺻــورة اﻟﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ‬ ‫اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﻣﺧطط اﻟﺑﺣث ﻫﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣﺳﯾن واﻟﺗﻧﻘﯾﺢ واﻟﺗطوﯾر‪.‬‬ ‫ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﺣث‬ ‫ﺗﺧﺗﻠــف ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺑﺣــث ﺑــﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺷــرف ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺣــث‪ ،‬وﻟﻛــن‬ ‫اﻟﻘﺎﺳــم اﻟﻣﺷــﺗرك ﻫــو ﺗ ـواﻓر اﻟﻌﻧﺎﺻــر اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻣواﺻــﻔﺎت اﻟﻣﺑﯾﻧــﺔ ﻓــﻲ ﻛــل‬ ‫ﻋﻧﺻر‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اﻟﻌﻧوان ‪:‬‬ ‫ﯾﻛــون ﻋﻧ ـوان اﻟﺑﺣــث اﻟﻣﻘﺗــرح ﻓــﻲ ﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ اﻟﻐﺎﻟــب ﻫــو ﻧﻔــس ﻋﻧ ـوان‬

‫اﻟﺑﺣث‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣـن أﺧـذ ﻋـدد ﻣـن اﻟﻣﻼﺣظـﺎت ﺑﻌـﯾن اﻻﻋﺗﺑـﺎر ﺑﺧﺻـوص ﻛﺗﺎﺑـﺔ‬ ‫ﻋﻧوان اﻟﺑﺣث‪ ،‬وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻼﺣظﺎت ‪:‬‬

‫‪15‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻻ‬ ‫أ – ﯾﺟـب أن ﯾﻛـون ﻋﻧـوان اﻟﺑﺣـث ﻣﺣـددًا ﺑدﻻﻟـﺔ اﻟﺑﺣـث وﻣﺗﺿـﻣﻧًﺎ أﻫـم ﻋﻧﺎﺻـرﻩ‪ ،‬إ ّ‬ ‫أن اﻟﻌﻧـ ـوان ﻻ ﯾﻣﻛ ــن أن ﯾﺗﺿ ــﻣن ﺟﻣﯾ ــﻊ ﻋﻧﺎﺻ ــر ﻣﺧط ــط اﻟﺑﺣ ــث ٕواﻻ ﯾﺻ ــﺑﺢ‬ ‫ﻼ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻼزم‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻧوان طوﯾ ً‬ ‫ﻣﺛﻼً‪:‬‬ ‫" ﺗﻘوﯾم ﺑرﻧﺎﻣﺞ إﻋداد ﻣﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻣـن ﻗﺑـل‬ ‫طﻠﺑ ــﺔ اﻟﺑرﻧ ــﺎﻣﺞ اﻟﺣ ــﺎﻟﯾﯾن واﻟﺳ ــﺎﺑﻘﯾن اﻟ ــذﯾن ﯾﺻ ــﻧﻔون ﻓ ــﻲ ﺛﻼﺛ ــﺔ ﻣﺳ ــﺗوﺑﺎت ﻋﻠ ــﻰ‬

‫أﺳﺎس اﻟﻣﻌدل اﻟﺗراﻛﻣﻲ"‬ ‫ﯾﻌـد ﻫـذا اﻟﻌﻧـوان طـوﯾﻼً وﯾﻔﺿـل اﺧﺗﺻــﺎرﻩ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﯾﺑﻘـﻰ ﻣﺣﺗوﯾـﺎً ﻋﻠـﻰ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺑﺣث‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫" ﺗﻘوﯾم ﺑرﻧﺎﻣﺞ إﻋداد ﻣﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ "‬ ‫ب‪ -‬ﯾﺟب أن ﯾﺷﯾر اﻟﻌﻧوان إﻟﻰ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺣدد‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺷﺎر إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻣوﺿوع ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻏﺎﻣﺿﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻧوان اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻣﻛن ﺟﻌﻠﻪ أﻛﺛر اﺧﺗﺻﺎ ًار‬ ‫ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫" ﺗﻘوﯾم ﺑرﻧﺎﻣﺞ دراﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ "‬ ‫ﻻ أن اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺣدد ﻧوع اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ وﻻ ﯾﺷـﯾر إﻟـﻰ اﻟﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ‬ ‫إّ‬ ‫ﺗﻌطﻲ ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ﯾﻧﺑﻐــﻲ أن ﺗﻛــون اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻧ ـوان ﻟﻐــﺔ ﻣﻬﻧﯾــﺔ ﻋﺎدﯾــﺔ‪ ،‬وﻟﯾﺳــت ﻟﻐــﺔ‬ ‫ﺻﺣﻔﯾﺔ اﺳﺗﻌراﺿﯾﺔ وﻻ ﻟﻐﺔ ﻣﻔرطﺔ ﻓﻲ اﻟرطﺎﻧﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ‪.‬‬ ‫ﻼ ﯾﻣﺛل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟزاﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﻔردات‪:‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﻧوان اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺛ ً‬ ‫" أﺛــر ﻛــل ﻣــن اﻟﺗﻌﻠــﯾم اﻟﻣﺑــرﻣﺞ اﻟﺧطــﻲ اﻟﻣطــور واﻟﺗﻌﻠــﯾم اﻟﻣﺑــرﻣﺞ اﻟﻣﺗﻔــرع ﻓــﻲ‬ ‫ﺗطوﯾر اﻟﻘدرة اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺟردة "‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان أﻛﺛر ﻣﻼءﻣﺔ إذا ﺗﺣول إﻟﻰ ‪:‬‬ ‫" ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ أﺛ ــر ﻧ ــوﻋﯾن ﻣ ــن اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم اﻟﻣﺑ ــرﻣﺞ ﻓ ــﻲ ﺗﺣﺻ ــﯾل اﻟطﻠﺑ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻣرﺣﻠـــﺔ‬ ‫اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ "‬ ‫ﯾﻔﺿل أن ﯾزﯾد ﻋدد ﻛﻠﻣﺎت اﻟﻌﻧوان ﻋن ﺧﻣس ﻋﺷرة ﻛﻠﻣﺔ‪.‬‬ ‫د‪ -‬وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم‪ ،‬ﻻ ّ‬ ‫‪ – 2‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣث ‪:‬‬ ‫ﻫﻧــﺎك اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻣﺷــﻛﻼت اﻟﻣﻠﺣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺗظــر اﻟد ارﺳــﺔ ﻓــﻲ ﻛــل ﻣﺟــﺎل ﻣــن‬ ‫ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻠوم‪ ،‬وﯾﻣﻛـن ﻷي ﻓـرد ﻣﺗﺧﺻـص ﻓـﻲ أﺣـد اﻟﻌﻠـوم أن ﯾﺿـﻊ ﻗﺎﺋﻣـﺔ ﺑـﺎﻟﻛﺛﯾر‬ ‫ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾق ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﺗﻛون اﻷﻓﻛﺎر اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺑﺎﺣث ﻋـن ﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣـث ﻓـﻲ ﻣﻌظـم اﻟﺣـﺎﻻت‬ ‫ﻋﺎﻣـ ـﺔً ﯾﺻ ــﻌب ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬ ــﺎ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل د ارﺳ ــﺔ واﺣ ــدة‪ .‬وﻣ ــﻊ ﺗﻘ ــدم ﺗﻔﻛﯾ ــر اﻟﺑﺎﺣ ــث ﻓ ــﻲ‬ ‫ﻣوﺿــوع ﺑﺣﺛ ــﻪ واﻻﺳ ــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻐﯾـ ـرﻩ ﻣ ــن اﻟــزﻣﻼء أو ﺑﺎﻟﻣﺷ ــرف ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺑﺣ ــث وﺑﻣﺣ ــﺎول‬

‫اﻟﺗﻌﺑﯾ ــر ﻋ ــن اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ ﺑﻌﺑ ــﺎرة ﻣﻛﺗوﺑ ــﺔ ﯾط ــور اﻟﺑﺎﺣ ــث ﻗدرﺗ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺻ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ‬ ‫ﻻ ﻣــن ﺳـ ـؤال واﺣ ــد ﻋ ــﺎم وواﺳ ــﻊ اﻟﻣﺟ ــﺎل‬ ‫ﻻ‪ ،‬وﺑ ــد ً‬ ‫ﺑطرﯾﻘــﺔ أﻛﺛ ــر ﺗﺣدﯾ ــدًا وأﺿ ــﯾق ﻣﺟ ــﺎ ً‬ ‫وﯾﺣﺗﻣــل اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻹﺟﺎﺑــﺎت‪ ،‬ﯾﺑــدأ اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ ﺗﺟزﺋــﺔ اﻟﺳـؤال اﻟواﺣــد إﻟــﻰ ﻋــدد ﻣــن‬

‫اﻷﺳــﺋﻠﺔ اﻟﻣﺗﻔرﻋــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺣﺗﻣــل ﻛــل ﻣﻧﻬــﺎ إﺟﺎﺑــﺔ ﻣﺣــددة‪ ،‬وﺗﺗﻧــﺎول ﺟﺎﻧﺑــًﺎ ﻣﺣــددًا ﻣــن‬ ‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‪.‬‬

‫وﯾﺗزاﯾد ﻋدد اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﺳﯾرة اﻟﺑﺣث وﯾﺗﺣـدد ﻣﻌﻬـﺎ أﯾﺿـﺎً ﻣﺟـﺎل ﻛـل ﺳـؤال‪ ،‬ﺛـم‬

‫ﺗﺗﺟﻣ ــﻊ إﺟﺎﺑ ــﺎت اﻷﺳ ــﺋﻠﺔ اﻟﻣﺣ ــددة ﻣ ــن ﺟدﯾ ــد ﻟﺗﻛ ــوﯾن إﺟﺎﺑ ــﺎت أﻛﺛ ــر ﺗﻌﻣﯾﻣـ ـﺎً وأوﺳ ــﻊ‬ ‫ﻣﺟﺎﻻً َ◌‪.‬‬

‫وﯾﻌﺗﻣــد اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﺑﺎﺣــث ﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣــث ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوى اﻟــذي ﯾــﺗم ﻓﯾــﻪ اﻟﺑﺣــث‪.‬‬

‫ﻼ ﯾﺗطﻠـب درﺟـﺔ ﻣـن اﻟدﻗـﺔ واﻟﻣﻬـﺎرة أﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻓﺎﻟﺑﺣث اﻟﻣﻬﻧـﻲ اﻟـذي ﯾﻘـوم ﺑـﻪ اﻟﺑـﺎﺣﺛون ﻣـﺛ ً‬ ‫ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺗوﻓر ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث اﻷﻛـﺎدﯾﻣﻲ اﻟـذي ﯾﻘـوم طﻠﺑـﺔ اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ‬ ‫‪17‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر أواﻟدﻛﺗوراﻩ‪ .‬ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري اﺧﺗﯾﺎرﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻧـوع اﻟﺛـﺎﻧﻲ‬

‫ﻻ ﺑد أن ﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف اﻟﺗدرﯾب واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻟﻣﺑﺗدئ‪.‬‬

‫وﻫﻧــﺎك ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻷﺳــﺋﻠﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻧﺑﻐــﻲ ﻋﻠ ـﻰ اﻟﺑﺎﺣــث أن ﯾﺟﯾــب ﻋﻧﻬــﺎ ﻋﻧــد‬

‫اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣث‪ .‬وﻟﻌل أول ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣـدى ﻛـون اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﺟـرى‬ ‫اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺑﺣث‪ ،‬ﻓﻣﺎ ﻟـم ﺗﻛـن ﻛـذﻟك ﻓﻠـن ﯾﻛـون ﻫﻧـﺎك ﻣﺑـرر ﻟﻣواﺻـﻠﺔ اﻟﺳـﯾر ﻓـﻲ‬ ‫إﺟراءات ﻫذا اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫وﺗﺗﻧــوع اﻟﻣﺻــﺎدر اﻟﺗــﻲ ﯾﺄﺧــذ ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث ﻣﺷــﻛﻠﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻘــد ﯾﺗطــوع اﻟﺑﺎﺣــث ﻟﻠﺑﺣــث‬

‫ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺟرى ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل أﺳﺗﺎذﻩ‪ ،‬أو ﻣن ﻗﺑـل اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻌﻣـل ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬أو‬ ‫ﻣن ﻗﺑل إﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻷﺧرى‪ .‬وﻗد ﯾﻘوم أﻛﺛر ﻣـن ﺑﺎﺣـث ﺑد ارﺳـﺔ ﻣﺷـﻛﻠﺔ‬

‫ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﯾﺗﻧــﺎول ﻛــل ﻣــﻧﻬم ﺟﺎﻧﺑ ـًﺎ ﻣﺣــددًا ﻣــن ﺟواﻧﺑﻬــﺎ ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﻬم ﻓــﻲ ﺗطــوﯾر اﻟﻣﻌرﻓــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‪.‬‬ ‫وﺗﻣﺛـل اﻷﺑﺣــﺎث اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻣﺻــد ًار آﺧــر ﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣــث‪ .‬ﻓﻘــد ﯾطﻠــﻊ اﻟﺑﺎﺣــث ﻋﻠــﻰ‬

‫طــرق ٕواﺟ ـراءات اﺳــﺗﺧدﻣت ﻓــﻲ د ارﺳــﺔ ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﻓﯾﺟــدﻫﺎ ﺻــﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣــل ﻣــﻊ‬ ‫ﻣﺷﻛﻠﺔ ﯾﺣﺎول اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺗﺿـﻣن ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﺑﺣـوث ﺗوﺻـﯾﺎت ﺑـﺈﺟراء اﻟﻣزﯾـد ﻣـن‬

‫اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺟواﻧب ﻟم ﯾﺗﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣث ﻣن اﺳﺗﻛﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺳﺑب ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺗﺻـﻣﯾم اﻟﺑﺣـث أو‬ ‫ﻻ ﻹﺟـراء ﺑﺣـوث أﺧـرى‪ .‬وﻣـن اﻟﻣﻬـم اﻟﺗﺄﻛﯾـد ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ أو ﺑﺎﻷدوات‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻔﺗﺢ ﻣﺟﺎ ً‬ ‫أن اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣوث اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﺗطﻠب ﺿروري ﯾﺳـﺑق ﻗـرار ﻣواﺻـﻠﺔ اﻟﻌﻣـل ﻓـﻲ‬ ‫ﺑﺣث ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻠــزم ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻷﺣﯾــﺎن إﻋــﺎدة إﺟ ـراء ﺑﻌــض اﻟﺑﺣــوث اﻟﺗــﻲ ﺳــﺑق أن أﺟرﯾــت‪،‬‬ ‫وﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﺗظﻬـ ــر ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ إﺣـ ــدى اﻟد ارﺳـ ــﺎت ﺣﺎﺟـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ إﺣـ ــداث ﺗﻐﯾﯾـ ــر ﻓ ـ ــﻲ‬ ‫اﻟﻣﻣﺎرﺳــﺎت‪ ،‬ﻓﻘﺑــل ﺗﻧﻔﯾــذ ﻫــذﻩ اﻟﺗﻐﯾﯾ ـرات ﯾﻠــزم اﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن ﺻــدق ﻫــذﻩ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺑﺈﻋــﺎدة‬ ‫إﺟراء اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﺟدﯾد وظروف أﺧرى‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻼزم ﻟﺟواﻧـب اﻟﺿـﻌف‬ ‫اﻟﺗﻲ رﺑﻣﺎ أﻣﻛن ﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻷوﻟﻰ‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﺗﺑﻘ ــﻰ اﻟﺧﺑـ ـرة اﻟﺷﺧﺻ ــﯾﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣ ــث ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺟ ــﺎل اﻟ ــذي ﯾﻌﻣ ــل ﻓﯾ ــﻪ ﻣﺻ ــد ًار ﻣﻬﻣـ ـًﺎ‬

‫ﻻﺧﺗﯾﺎر ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺣﺛﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧظرة اﻟﻧﺎﻗدة ﺗزود اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﻣﺻـدر ﻏﻧـﻲ ﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻷﺳـﺋﻠﺔ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج ﻹﺟﺎﺑـﺎت ﻣﺑﻧﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻗـوي وﻣوﺛـوق ﻣـن اﻟﻣﻌرﻓـﺔ‪ .‬واﻟواﻗـﻊ أن ﻛﺛﯾـ ًار‬ ‫ﻣــن اﻟﻘ ـ اررات اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺧــذ ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ اﻟﺧﺑ ـرة اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ واﻻﻧطﺑــﺎع اﻟﺧــﺎص ﻟﺻــﺎﻧﻌﻲ‬

‫اﻟﻘرار أﻛﺛر ﻣﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣوﺛوﻗﺔ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣـن اﻟﺑﺣـوث واﻟد ارﺳـﺎت ﻣﻣـﺎ‬ ‫ﯾﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوﻋﺎت ﻟﺑﺣوث ودراﺳﺎت رﺑﻣﺎ ﺗـدﻋم ﻫـذﻩ اﻟﻘـ اررات‬

‫أو ﺗظﻬر ﻋدم اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﺗﺻــﻠﺢ اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﺔ ﻋﻧـوان اﻟﺑﺣــث ﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣــث أﯾﺿ ـﺎً‪.‬‬

‫ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﻠﻐﺔ واﺿﺣﺔ وﺑﺳﯾطﺔ وﻣﺣـددة‪ .‬ﻗـد ﯾﻛـون ﻣـن اﻟﻣﻧﺎﺳـب ﻓـﻲ ﺑﻌـض‬ ‫اﻷﺣﯾــﺎن أن ﺗﺻ ــﺎغ اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﻛل ﺳـ ـؤال ﻟﺗرﻛﯾ ــز اﻻﻫﺗﻣ ــﺎم ﻋﻠ ــﻰ ﻣوﺿ ــوﻋﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﺗﻌرض اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾـﺎن ﻣـن ﺧـﻼل ﺗﺣدﯾـد ﻏرﺿـﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﺛـم ﺗﺟـ أز‬ ‫إﻟﻰ ﻣﺷﻛﻼت ﻓرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أﺳﺋﻠﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻣــﺛﻼً ‪ :‬ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻋﻧواﻧﻬــﺎ " ﺗﻘــوﯾم اﻟطﻠﺑــﺔ اﻟﺳــﺎﺑﻘﯾن ﻟﺑرﻧــﺎﻣﺞ ﺑﻛــﺎﻟورﯾوس‬

‫اﻟﺗرﺑﯾــﺔ وﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس ﻓــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ "‪ ،‬ﯾﻛــون اﻟﻐــرض اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻫــو ﺗﺣدﯾــد‬ ‫ﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗﻘــوﯾم اﻟطﻠﺑــﺔ اﻟﺳــﺎﺑﻘﯾن ﻟﻠﺟواﻧــب اﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺑرﻧــﺎﻣﺞ ﺑﻛــﺎﻟورﯾوس اﻟﺗرﺑﯾــﺔ وﻋﻠــم‬

‫اﻟﻧﻔس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﻣـﺎ اﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﯾــز اﻟﻣﺳـﺎﻗﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﻌﺗﺑرﻫــﺎ اﻟﺧرﯾﺟـون ﻓـﻲ اﻟﺑرﻧــﺎﻣﺞ‬ ‫أﻛﺛر اﻟﻣﺳﺎﻗﺎت ﻓﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﻣـﺎ اﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﯾــز اﻟﻣﺳـﺎﻗﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﻌﺗﺑرﻫــﺎ اﻟﺧرﯾﺟـون ﻓـﻲ اﻟﺑرﻧــﺎﻣﺞ‬ ‫أﻗل اﻟﻣﺳﺎﻗﺎت ﻓﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﻣﺎ ﺟواﻧب اﻟﻘوة ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣذﻛور‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﻣﺎ ﺟواﻧب اﻟﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣذﻛور‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 3‬اﻟﻔرﺿﯾﺎت ‪:‬‬ ‫ﺗﺟـري ﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿـﯾﺎت ‪ Hypotheses‬ﻟﺗﻔﺳــﯾر اﻟﺣﻘـﺎﺋق أواﻟظــروف أو أﻧـواع‬ ‫اﻟﺳــﻠوك اﻟﺗــﻲ ﺗﺟــري ﻣﺷــﺎﻫدﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺳــﺗﺧدم ﻛــدﻟﯾل ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺑﺣــث‪ .‬وﻗــد ﻻ ﺗﻛــون‬ ‫اﻟﻌﺑـــﺎرات اﻟﺗـــﻲ ﺗﻣﺛ ــل اﻟﻔرﺿ ــﯾﺎت دﻗﯾﻘـــﺔ وﻣﺣ ــددة ﺑﺎﻟﻘـــدر اﻟـــذي ﯾﻣﻛ ــن اﻟﺑﺎﺣـــث ﻣـ ــن‬ ‫اﺧﺗﺑﺎرﻫﺎ‪ .‬وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻹرﺷﺎدات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﺗُﺻــﺎغ اﻟﻔرﺿــﯾﺎت ﺑدﻻﻟــﺔ اﻟﺑﺣــث اﻟﺣــﺎﻟﻲ وﻟــﯾس ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل ﺗﻌﻣﯾﻣــﺎت ﻻ‬ ‫ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻹطﺎر اﻟزﻣﺎﻧﻲ واﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻟﻠﺑﺣث‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗُﻌﺗﻣـ ــد ﻓـ ــﻲ اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﻔرﺿـ ــﯾﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﻣﻛـ ــن ﻟﺗﺻـ ــﻣﯾم اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﺣـ ــﺎﻟﻲ أن‬ ‫ﯾﺧﺗﺑرﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ - 3‬ﺗﺻﺎغ اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻋﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﺣﯾث أﻣﻛن‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﺗﺻﺎغ اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﺑﻠﻐﺔ واﺿﺣﺔ وﻣﺣددة وﻣﻔﻬوﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﻌد اﻟﻔرﺿﯾﺔ إﺟﺎﺑﺔ ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ أو ﻣؤﻗﺗﺔ ﻷﺣد أﺳﺋﻠﺔ اﻟﺑﺣـث وﯾـﺗم وﺿـﻌﻬﺎ ﻣوﺿـﻊ‬ ‫وﺗُ ّ‬ ‫اﻻﺧﺗﺑــﺎر‪ .‬وﺗــوﻓر ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت وﺗﺣﻠﯾﻠﻬــﺎ طرﯾﻘــﺔ ﻟﻘﺑــول اﻟﻔرﺿــﯾﺔ أو رﻓﺿــﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻣــن اﻟﻣﻬــم أن ﺗﺻــﺎغ اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﻗﯾــل اﻟﺑــدء ﺑﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻟﺿــﻣﺎن ﻋــدم اﻟﺗﺣﯾــز ﻓــﻲ‬ ‫إﺟراءات اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫وﯾﺟ ـ ــب أن ﺗﺗـ ـ ــوﻓر ﻓـ ـ ــﻲ أدوات ﺟﻣـ ـ ــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـ ـ ــﺎت ﺧﺻـ ـ ــﺎﺋص اﻟﺻـ ـ ــدق واﻟﺛﺑـ ـ ــﺎت‬

‫واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓر اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔرﺿﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎك ﺛﻼث طرق ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺎت‪ ،‬ﻓﻘـد ﺗﺻـﺎغ اﻟﻔرﺿـﯾﺔ ﺑطرﯾﻘـﺔ ﻣﺗﺟﻬـﺔ‬ ‫‪ Directional Hypothesis‬ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻣﻠك اﻟﺑﺎﺣـث أﺳـﺑﺎﺑﺎً ﻣﺣـددة ﯾﺗوﻗـﻊ ﻣـن ﺧﻼﻟﻬـﺎ‬ ‫أن ﯾﻛــون ﻣﺳــﺗوى اﻟﻘﻠــق ﻋﻧــد اﻟطﻠﺑــﺔ ﻣــن ذوي درﺟــﺎت اﻟــذﻛﺎء اﻟﻌﺎﻟﯾــﺔ أﻋﻠــﻰ ﻣﻧــﻪ ﻋﻧــد‬ ‫ذوي اﻟــدرﺟﺎت اﻟﻣﻧﺧﻔﺿــﺔ ﻓــﻲ اﻟــذﻛﺎء‪ ،‬ﺗﺻــﺎغ اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟوﺟــﻪ اﻟﺗــﺎﻟﻲ‪ " :‬ﯾﻛــون‬

‫‪20‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﻠق ﻋﻧد اﻟطﻠﺑﺔ اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛـون درﺟـﺎت ذﻛـﺎء ﻋﺎﻟﯾـﺔ أﻋﻠـﻰ ﻣـن ﻣﺳـﺗوى اﻟﻘﻠـق‬ ‫ﻋﻧد اﻟطﻠﺑﺔ اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون درﺟﺎت ذﻛﺎء ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ "‪.‬‬ ‫أﻣـﺎ ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻣﻠــك اﻟﺑﺎﺣــث أﺳــﺑﺎﺑﺎً ﺗﺟﻌﻠــﻪ ﯾﺗوﻗــﻊ وﺟــود اﺧــﺗﻼف ﻓــﻲ ﻣﺳــﺗوى اﻟﻘﻠــق‬

‫ﺑﯾن ﻓﺋﺗﻲ اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻟدرﺟﺎت اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣـن اﻟـذﻛﺎء وذوي اﻟـدرﺟﺎت اﻟﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ‪ ،‬دون‬ ‫أن ﯾﻛ ــون ﻗ ــﺎد اًر ﻋﻠ ــﻰ ﺗوﻗ ــﻊ اﺗﺟ ــﺎﻩ ﻫ ــذا اﻻﺧ ــﺗﻼف ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾﺳ ــﺗطﯾﻊ ﺻ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿ ــﯾﺔ‬ ‫ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﺟﻬﺔ ‪ Nondirectional Hypothesis‬ﻋﻠـﻰ اﻟوﺟـﻪ اﻟﺗـﺎﻟﻲ ‪ " :‬ﯾوﺟـد‬

‫ﻓـرق ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗوى اﻟﻘﻠــق ﺑـﯾن اﻟطﻠﺑـﺔ اﻟــذﯾن ﯾﻣﻠﻛـون درﺟـﺎت ذﻛــﺎء ﻋﺎﻟﯾـﺔ واﻟطﻠﺑـﺔ اﻟــذﯾن‬ ‫ﯾﻣﻠﻛون درﺟﺎت ذﻛﺎء ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ "‪.‬‬ ‫أﻣ ـ ــﺎ اﻟطرﯾﻘ ـ ــﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛ ـ ــﺔ ﻓﺗﺻ ـ ــﺎغ ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﻔرﺿ ـ ــﯾﺔ ﺑﺎﻟطرﯾﻘ ـ ــﺔ اﻟﺻ ـ ــﻔرﯾﺔ‬

‫‪Null‬‬

‫‪ Hypothesis‬وﻫﻲ ﺗﻧص ﻋﻠـﻰ " ﻋـدم وﺟـود ﻓـرق ذي دﻻﻟـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗوى اﻟﻘﻠـق ﺑـﯾن‬ ‫ﻣﺟﻣوﻋــﺎت اﻟطﻠﺑــﺔ ﯾﻌــزى إﻟــﻰ درﺟــﺎت اﻟــذﻛﺎء "‪ .‬وﯾﻌﻧــﻲ ذﻟــك أﻧــﻪ ﻻ ﯾوﺟــد ﻓــرق ﺑــﯾن‬ ‫ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﻠق ﻋﻧد اﻟطﻠﺑﺔ اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون درﺟﺎت ذﻛﺎء ﻣرﺗﻔﻌﺔ وﺑﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﻠـق ﻋﻧـد‬ ‫اﻟطﻠﺑﺔ اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون درﺟﺎت ذﻛﺎء ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ‪ ،‬واﻟﻔرق اﻟظﺎﻫري اﻟﻘﻠﯾل اﻟذي ﻗـد ﯾﻼﺣـظ‬ ‫ﯾﻌزى ﺑﺑﺳﺎطﺔ إﻟـﻰ أﺧطـﺎء ﻓـﻲ اﺧﺗﯾـﺎر اﻟﻌﯾﻧـﺔ‪ .‬أﻣـﺎ إذا ﻛﺎﻧـت اﻟﻔـروق ﻛﺑﯾـرة إﻟـﻰ درﺟـﺔ‬

‫ﻻ ﯾﻣﻛ ــن أن ﺗﻌ ــزى إﻟـــﻰ اﻟﺗذﺑ ــذب اﻟﻧ ــﺎﺗﺞ ﻋ ــن اﺧﺗﯾـــﺎر اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ ﻓ ــﺈن اﻟﺑﺎﺣ ــث ﯾـــرﻓض‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ وﯾﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ " ﻗد ﻻ ﯾﻛـون ﺻـﺣﯾﺣﺎً أن اﻟﻔـرق ﻫـو ﻣﺟـرد ﻓـرق ﻧـﺎﺗﺞ‬ ‫ﻋن اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺑل ﻫﻧﺎك أﺛر ﯾﻌزى إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟذﻛﺎء "‪.‬‬

‫ﻻ أن‬ ‫وﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن اﻟﻧﻘــد اﻟــذي ﯾوﺟﻬــﻪ اﻟــﺑﻌض ﻟﻠﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﺻــﻔرﯾﺔ ﻟﻠﻔرﺿــﯾﺎت إ ّ‬

‫ﻣﻧطـق اﻟﺗﺧﻠﯾــل اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﯾﺟﻌــل اﻟﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﺻـﻔرﯾﺔ ﻣﻔﺿــﻠﺔ ﻋﻠــﻰ ﻏﯾرﻫــﺎ ﻛﻣــﺎ ﺳــﯾرد‬ ‫ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد‪.‬‬ ‫وﺧﻧــﺎك ﺑﻌــض اﻟﻣﺷــﻛﻼت اﻟﺗــﻲ ﻻ ﯾﺳــﻬل ﺻــﯾﺎﻏﺔ ﻓرﺿــﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل ﻋﻼﻗــﺔ‬

‫ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات‪ ،‬ﻓﻣﺛﻼً ﻗد ﺗﺻﺎغ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺳؤال اﻟﺗـﺎﻟﻲ‪ :‬ﻣـﺎ أﺳـﺑﺎب‬

‫‪21‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻋــزوف اﻟطﻠﺑــﺔ ﻋــن د ارﺳــﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾــﺎء ؟ وﻋﻧــدﻫﺎ ﯾﻣﻛــن ﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟوﺟــﻪ‬

‫اﻟﺗﺎﻟﻲ‪ :‬ﻫﻧﺎك ﺳﺑﺑﺎن ﻟﻌزوف اﻟطﻠﺑﺔ ﻋن دراﺳﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﻋدم ﺗﻘدﯾر اﻟطﻠﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة‬

‫‪ – 2‬ﺷﻌور اﻟطﻠﺑﺔ ﺑﺄﻧﻬم ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺎت أﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻷﺧرى‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﯾﻌــرض ﻫــذا اﻟﺟــزء ﻣــن ﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث ﻓﻬــم اﻟﺑﺎﺣــث ﻟﻺطــﺎر اﻟﻧظــري ﻟد ارﺳــﺗﻪ‬

‫ﺑﺣﯾـث ﯾﺑـرر اﻟﺣﺎﺟـﺔ إﻟﯾﻬـﺎ وﯾﺑـرز ﻗﯾﻣﺗﻬـﺎ‪ .‬وﯾـﺗم ذﻟـك ﺑﺗوﺛﯾـق ﻣواﻗـف اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن اﻵﺧـرﯾن‬

‫ﻓ ــﻲ ﻣ ــﺎ ﻋرﺿ ــوﻩ ﻋ ــن ﻗﯾﻣ ــﺔ اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺑﺣ ــوث اﻟﻣﻧﺷ ــورة‪ ،‬أو ﺑ ــﺈﺑراز ﻋ ــدم ﺗ ــوﻓر‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن ارﺗﺑﺎطﻬــﺎ ﺑــﺎﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠــﻲ‪ ،‬أو ﺑﺎﻹﺷــﺎرة‬ ‫ﻟطـول اﻟﻔﺗـرة اﻟزﻣﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ اﻧﻘﺿــت ﺑــﯾن اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ وﺑــﯾن ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬ﺑــﺎﻟرﻏم‬ ‫ﻣن ﺗﻐﯾر اﻟظروف وﺗطور اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾـﺎت‪ ،‬اﻷﻣـر اﻟـذي ﯾﻘﺗﺿـﻲ ﺗﺣـدﯾث اﻟد ارﺳـﺎت‬

‫اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ واﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن ارﺗﺑــﺎط ﻧﺗﺎﺋﺟﻬــﺎ ﺑــﺎﻟظروف واﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺟدﯾــدة‪ .‬وﻗــد ﯾــﺗم ﺗﺑرﯾــر‬ ‫إﺟراء ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ أﯾﺿًﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻛﺷف ﻋن ﺟواﻧـب اﻟﺗﻧـﺎﻗض أو ﻋـدم اﻟﺛﺑـﺎت ﻓـﻲ‬ ‫ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎد ﺑﻌض ﻫـذﻩ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻗﺑـل إﺟـراء‬ ‫اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺣﺳم ﻫذا اﻟﺗﻧﺎﻗض‪.‬‬

‫وﺗﻣﺛل ﻣراﺟﻌﺔ اﻷدب اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻧﺻ ًار ﻣﻬﻣًﺎ ﻓـﻲ ﺧﻠﻔﯾـﺔ اﻟد ارﺳـﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﻛﺗﻔـﻲ ﺑﻌــض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﺑﺎﺧﺗﯾــﺎر ﺑﻌــض ﻋﻧﺎﺻــر ﻫــذﻩ اﻟﻣراﺟﻌــﺔ ﻟﺗﺿــﻣﯾﻧﻬﺎ ﻓــﻲ ﺧﻠﻔﯾــﺔ‬

‫اﻟد ارﺳ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﺣ ــﯾن ﯾﻘ ــوم ﺑﻌ ــض اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن ﺑﻣراﺟﻌ ــﺔ اﻷدب اﻟﺳ ــﺎﺑق ﻣراﺟﻌ ــﺔ ﺷـــﺎﻣﻠﺔ‬ ‫وﯾﻔردون ﻟﻬﺎ ﻓﺻﻼً ﺧﺎﺻﺎً ﻓﻲ ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫وﺣﯾن ﯾﺧﺗﺎر اﻟﺑﺎﺣث ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن ﻣﺟﺎل ﻧﺷر ﻓﯾﻪ اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﺑﺣـوث ﻓﺈﻧـﻪ ﯾواﺟـﻪ‬

‫ﺑﻣﻬﻣﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟدراﺳﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﻣﺷـروع ﺑﺣﺛـﻪ‪ ،‬أﻣـﺎ ﺣـﯾن ﯾﺧﺗـﺎر اﻟﺑﺎﺣـث‬ ‫ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻣــن ﻣﺟــﺎل ﻟــم ُﯾﻛﺗــب ﻓــﻲ إﻻ اﻟﻘﻠﯾــل ﻓﺈﻧــﻪ ﯾواﺟــﻪ ﺑﻣﻬﻣــﺔ ﺗﺣدﯾــد اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺷروع ﺑﺣﺛﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﺑﻌــد اﻻﻧﺗﻬــﺎء ﻣــن اﺳــﺗﻌراض اﻟﻣ ارﺟــﻊ اﻟﺗــﻲ ﺗــم ﺗﺣدﯾــدﻫﺎ‪ ،‬ﯾﻘــوم اﻟﺑﺎﺣــث ﺑﺗﻧظــﯾم‬ ‫اﻟﻣ ــﺎدة ﻓ ــﻲ ﺗﻘرﯾ ــر ﯾوﺿ ــﺢ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺑﺣ ــوث واﻟد ارﺳ ــﺎت واﻷدب اﻟﻣﻧﺷ ــور ﺣ ــول‬ ‫ﻣوﺿ ــوع د ارﺳـ ــﺗﻪ وﺑ ــﯾن طﺑﯾﻌـ ــﺔ اﻟد ارﺳـــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﻘ ــوم ﺑﺈﺟراﺋﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾـــث ﯾﺑـ ــرز ﻣﻘـ ــدار‬ ‫اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ وﺟواﻧﺑﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺳـﺗﻘدﻣﻬﺎ د ارﺳـﺗﻪ اﻟﻣﻘﺗرﺣـﺔ ﻓـﻲ ﻣﯾـداﻧﻬﺎ‪ .‬وﻟـﯾس اﻟﻣﻘﺻـود ﻫﻧـﺎ‬ ‫أن ﯾﻠﺧص اﻟﺑﺎﺣث أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن ﻫذا اﻷدب اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﻠزﻣـﻪ أن ﯾﺣﻠـل‬ ‫ﻫـذا اﻷدب وﯾﺻـﻧﻔﻪ ﻓـﻲ إطــﺎر ﯾﺗﻧﺎﺳـب ﻣـﻊ طﺑﯾﻌـﺔ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳـﺔ ﻟﻠﺑﺣـث واﻷﺳــﺋﻠﺔ‬

‫اﻟﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫ٕواذا اﺳﺗطﺎع اﻟﺑﺎﺣث أن ﯾﻘوم ﺑﻌﻣل ﺟﯾد ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ اﻷدب اﻟﺳﺎﺑق ﻓﺈﻧـﻪ ﺳـﯾﻛون‬

‫ﻗــد اﻛﺗﺳــب أﻟﻔــﺔ ﻛﺎﻓﯾــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣوﺿــوع اﻟﺑﺣــث اﻟــذي ﯾﻘ ــوم ﺑﺈﺟ ارﺋــﻪ ووﻗــف ﻋﻠــﻰ ﺣﺎﻟ ــﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻓﯾــﻪ‪ .‬وﯾﺳــﺗطﯾﻊ ﻋﻧــدﻫﺎ أن ﯾﺳــﺗﻔﯾد ﻣــن ﺧﺑ ـرة ﻏﯾ ـرﻩ ﻣــن اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق‬ ‫ﺑﺳــﺎﺋر ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺑﺣــث‪ ،‬ﻣــن ﺻــﯾﺎﻏﺔ ﻋﻧ ـوان ﺑﺣﺛــﻪ إﻟــﻰ ﺗﺣدﯾــد اﻟﻣﺗﻐﯾــرات اﻟرﺋﯾﺳــﯾﺔ‬ ‫وﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ‪ ،‬وﻣﺣﺎوﻟﺔ وﺿـﻊ اﻟﺗﺻـﻣﯾم اﻟﻣﻼﺋـم‪ ،‬واﺧﺗﯾـﺎر ﻋﯾﻧـﺔ اﻟد ارﺳـﺔ‬ ‫وأدواﺗﻬـﺎ وأﺳــﺎﻟﯾب ﺗﺣﻠﯾـل ﺑﯾﺎﻧﺎﺗﻬــﺎ واﺳــﺗﺧﻼص اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ وﺗﻔﺳــﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﯾﺳــﻠك ﻓـﻲ ﻛــل ذﻟــك‬ ‫ﻣﺎ أﺛﺑﺗت اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻧﺟﺎﺣﻪ وﯾﺗﺟﻧب اﻟﻌﺛرات واﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬت اﻵﺧرﯾن‪.‬‬ ‫‪ – 5‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ‪:‬‬ ‫ﻣن اﻟﻣﻬم ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث ﺣﺗـﻰ ﻻ ُﯾﺳـﺎء‬

‫ﻓﻬﻣﻬــﺎ أو ﺗﻔﻬــم ﺑدﻻﻟــﺔ ﻏﯾــر اﻟدﻻﻟــﺔ اﻟ ـواردة ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ‪ .‬ﻓــﻼ ﺑــد ﻣــن ﺗﺣدﯾــد اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‬ ‫اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﺧدﻣﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟد ارﺳ ـ ــﺔ وﻗ ـ ــد ﯾ ـ ــﺗم ﺗﺣدﯾ ـ ــد ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻧﻲ ﺑطرﯾﻘ ـ ــﺔ إﺟراﺋﯾ ـ ــﺔ‬ ‫‪ Operational‬أي ﺑدﻻﻟ ــﺔ اﻹﺟـ ـراءات واﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت واﻷدوات اﻟﺧﺎﺻـــﺔ ﺑﻬ ــذﻩ اﻟد ارﺳـــﺔ‪.‬‬ ‫ﻼ‪ ،‬ﻫــو ﻣﺻــطﻠﺢ ﯾﺷــﯾر إﻟــﻰ اﻟﻣﻌــﺎرف اﻟﺗــﻲ ﯾﻛﺗﺳــﺑﻬﺎ اﻟﻔــرد‬ ‫ﻓﺎﻟﺗﺣﺻ ـﯾل اﻷﻛــﺎدﯾﻣﻲ ﻣــﺛ ً‬ ‫أﺛﻧــﺎء ﺗﻌﻠﻣــﻪ ﻟﻣﺑﺣــث ﻣﻌــﯾن أو ﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻣﺑﺎﺣــث اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻌﻠﻣﻬــﺎ اﻟﻔــرد‪ ،‬ﻓــﻲ‬

‫ﻓﺻ ــل د ارﺳ ــﻲ أو ﺳ ــﻧﺔ د ارﺳ ــﯾﺔ أو ﻣرﺣﻠ ــﺔ د ارﺳ ــﯾﺔ‪ .‬وﻓ ــﻲ اﻟﺑﺣ ــوث ﯾﻌ ــرف اﻟﺗﺣﺻ ــﯾل‬ ‫اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ ﺗﻌرﯾﻔـًﺎ إﺟراﺋﯾـًﺎ ﺑدﻻﻟـﺔ أداء اﻷﻓـراد ﻋﻠـﻰ اﺧﺗﺑـﺎر ﺻـﻣم ﻷﻏـراض اﻟد ارﺳـﺔ أو‬ ‫‪23‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺑدﻻﻟــﺔ ﻣﺗوﺳــط ﻋﻼﻣــﺎت اﻷﻓ ـراد ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻟﻔﺻــل اﻟد ارﺳــﻲ‪ ،‬أو‬ ‫ﺑدﻻﻟﺔ اﻟﻣﻌدل اﻟﺗراﻛﻣﻲ‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬ ‫وﯾﺳــﺎﻋد ﺗﻌرﯾــف اﻟﻣﺻــطﻠﺣﺎت ﻓــﻲ وﺿــﻊ إطــﺎر ﻣرﺟﻌــﻲ ﯾﺳــﺗﺧدﻣﻪ اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫وﻗ ــد ﯾﺗﺑﻧ ــﻰ اﻟﺑﺎﺣ ــث ﺣﯾﺎﻧـ ـﺎً ﺗﻌرﯾﻔـ ـﺎً ﻟ ــﺑﻌض اﻟﻣﺻ ــطﻠﺣﺎت‪ ،‬ﯾﺳ ــﺗﻌﯾرﻩ ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻣوس‬

‫ﻣﻌﯾن‪ ،‬أو ﻣن دراﺳﺔ ﺳـﺎﺑﻘﺔ وﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﯾﻧﺑﻐـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﺎﺣـث أن ﯾﺷـﯾر إﻟـﻰ ذﻟـك‬ ‫اﻟﻘﺎﻣوس أو ﺗﻠك اﻟدراﺳﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ واﺿﺣﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬اﻓﺗراﺿﺎت اﻟﺑﺣث ‪:‬‬ ‫ﯾﻘﺻ ـ ــد ﺑ ـ ــﺎﻻﻓﺗراض ‪ Assumption‬ﺗﻠ ـ ــك اﻟﻌﺑ ـ ــﺎرة اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻣﺛ ـ ــل ﻓﻛـ ـ ـرة اﻋﺗﺑ ـ ــرت‬ ‫ﺻــﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬وﺑﻧــﻲ ﻋﻠــﻰ أﺳﺎﺳــﻬﺎ اﻟﺗﺻــﻣﯾم اﻟﺧــﺎص ﺑﺎﻟد ارﺳــﺔ‪ .‬وﺗﻛﺗــب ﻫــذﻩ اﻻﻓﺗ ارﺿــﺎت‬ ‫ﻟﻠﻛﺷــف ﻋــن اﻷﻓﻛــﺎر اﻟﺗــﻲ ﯾﻌﺗﺑرﻫــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﺻــﺣﯾﺣﺔ وﻏﯾــر ﻗﺎﺑﻠــﺔ‬ ‫ﻟﻠﺗﻐﯾﯾــر وﻻ ﺗﻌﺗﺑــر ﻫــذﻩ اﻻﻓﺗ ارﺿــﺎت ﻣﻘﺑوﻟــﺔ إﻻّ إذا ﺗــوﻓرت ﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻــﺔ‬ ‫ﺗدﻋﻣﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺔ أو ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ أو ﻣﺻﺎدر ﻣوﺛوﻗﺔ‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻻطﻣﺋﻧﺎن إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ د ارﺳـﺔ ﺑﻌﻧـوان " ﺗﻘـوﯾم اﻟطﻠﺑـﺔ اﻟﺧـرﯾﺟﯾن ﻟﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ﻓـﻲ اﻟﺗرﺑﯾـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر "‪ ،‬ﯾﻣﻛن وﺿﻊ ﻋدد ﻣن اﻻﻓﺗراﺿﺎت ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ إن ﺗﻘوﯾم اﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺧرﯾﺟﯾن ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ أﺣـد اﻷﺑﻌـﺎد اﻟﻣﻬﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ‬‫ﺗﻛﻣل اﻟﺗﻘوﯾم اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ أﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﻟﻠﺑرﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫وﻗــد ﺑﻧــﻲ ﻫــذا اﻻﻓﺗـراض ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧطــق اﻟﻘﺎﺋــل ﺑــﺄن اﻟﺗﻘــوﯾم اﻟﻛﺎﻣــل ﻟﻠﺑرﻧــﺎﻣﺞ ﻻ ﯾﺗﺣﻘــق‬ ‫ﺑـدون ﻣﺷـﺎرﻛﺔ ﺟﻣﯾـﻊ ﻣـن ﻟﻬــم ﻋﻼﻗـﺔ ﺑـﻪ‪ .‬وﻋﻠﯾـﻪ ﻓــﺈن وﺟﻬـﺎت ﻧظـر اﻟطﻠﺑـﺔ اﻟﺧـرﯾﺟﯾن‬ ‫ﺗﻠزم ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ﺻورة ﻫذا اﻟﺗﻘوﯾم‪.‬‬ ‫ﯾﻘوﻣوا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗرﺑوي اﻟذي درﺳوﻩ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺧرﯾﺟون أن ّ‬

‫‪24‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺑﯾﻧــﺎت اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟرﻏﺑــﺔ اﻟﺗــﻲ أﺑــداﻫﺎ اﻟطﻠﺑــﺔ‬ ‫وﻗـد ﺑﻧــﻲ ﻫــذا اﻻﻓﺗـراض ﻋﻠــﻰ ّ‬ ‫اﻟﺧرﯾﺟ ــون ﻟﻌ ــرض وﺟﻬ ــﺎت ﻧظ ــرﻫم ﻓ ــﻲ اﻟﺑرﻧ ــﺎﻣﺞ أﺛﻧ ــﺎء اﻟد ارﺳ ــﺔ اﻻﺳ ــﺗطﻼﻋﯾﺔ وﻓ ــﻲ‬ ‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻣراﺟﻌﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻣن اﻟﻣؤﻛد أن ﻗﯾﻣﺔ أﯾﺔ دراﺳﺔ ﺳوف ﺗﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺷك إذا ﻛﺎﻧت اﻓﺗ ارﺿـﺎﺗﻬﺎ‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣوﺿﻊ ﺗﺳﺎؤل‪ .‬وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺑﺎﺣث ﯾﺧﺗﺎر ﻫذﻩ اﻻﻓﺗراﺿﺎت ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻠـزم ﺗـذﻛﯾر اﻟﺑﺎﺣـث ﺑﻬـﺎ ﺿـرورة ﺗﺿـﻣﯾﻧﻪ ﻣﺧطـط اﻟﺑﺣـث‬ ‫ﺟﻣﯾــﻊ اﻻﻓﺗ ارﺿــﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﺎﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬ﻓــﻼ ﯾﻛﻔــﻲ أن ﯾﻛــون اﻻﻓﺗ ـراض ﻣﻔﻬوﻣــﺎً‬ ‫ﺿـﻣﻧﯾﺎً‪ .‬ﻓﺎﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺿــﻣن ﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻣــن أﻓـراد اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﺑواﺳــطﺔ اﺳــﺗﺑﯾﺎن‪،‬‬ ‫ﺗﻔﺗ ــرض أن ﺑﺎﻟﺿ ــرورة أن إﺟﺎﺑ ــﺎت اﻷﻓـ ـراد ﻋﻠ ــﻰ ﻓﻘـ ـرات اﻻﺳ ــﺗﺑﯾﺎن ﺗﻣﺛ ــل ﻣﺷ ــﺎﻋرﻫم‬

‫اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن إﺛﺑﺎت ذﻟك‪.‬‬ ‫وﻣ ـ ــن اﻷﺧط ـ ــﺎء اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﻘ ـ ــﻊ ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــض اﻟﺑ ـ ــﺎﺣﺛﯾن ﺗﺿ ـ ــﻣﯾن ﻣﺧط ـ ــط اﻟﺑﺣ ـ ــث‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻻﻓﺗراﺿﺎت ﻟﯾﺳت ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣث‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣر اﻟزﻣﻧـﻲ ﻷﻓـراد اﻟد ارﺳـﺔ ﻋـﺎﻣ ً‬

‫ﻏﯾــر ﻣﻬــم ﻓــﻲ ﺗﺻــﻣﯾم اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬ﻓﻣــن اﻟﻌﺑــث ﺗﺿــﻣﯾن ﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث اﻓﺗ ارﺿ ـًﺎ ﯾﺷــﯾر‬ ‫ﻼ إﻟﻰ أن ﻋﻣر اﻷﻓراد ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻬم‪.‬‬ ‫ﻣﺛ ً‬

‫ﻛذﻟك ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠﺑﺎﺣث أن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻓﺗراض ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻻﻋﺗﻣـﺎد‬ ‫ﻋﻠــﻰ واﺣــد ﻣــن اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺗــﻲ ﺳــﺑﻘت اﻹﺷــﺎرة إﻟﯾﻬــﺎ‪ .‬ﻓــﺈذا أﻋــد اﻟﺑﺎﺣــث ﺑﻧﻔﺳــﻪ اﺧﺗﺑــﺎ اًر‬

‫ﻟﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت دون أن ﯾﺧﺗﺑــر ﺻــدﻗﻪ وﺛﺑﺎﺗــﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻻﻓﺗ ـراض ﺑــﺄن ﻫــذا‬ ‫اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺻﺎدق وﺛﺎﺑـت وﯾﻣﻛـن اﻻﻋﺗﻣـﺎد ﻋﻠﯾـﻪ‪ .‬أﻣـﺎ إذا ﻗـﺎم ﺑﺗطـوﯾر اﻻﺧﺗﺑـﺎر ﺑطرﯾﻘـﺔ‬ ‫أظﻬرت ﺻدﻗﻪ وﺛﺑﺎﺗﻪ‪ ،‬أو اﺧﺗﺎر اﺧﺗﺑﺎ اًر ﺻـﺎدﻗﺎً وﺛﺎﺑﺗـﺎً طـورﻩ ﻏﯾـرﻩ ﻣـن اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬ ‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻋﻧدﻫﺎ أن ﯾﻔﺗرض أن اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﺳـﺗﻌﻣل ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟد ارﺳـﺔ ﯾﺗﺻـف ﺑﻣﺳـﺗوى‬ ‫ﻣن اﻟﺻدق واﻟﺛﺑﺎت ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣوﺛوﻗﺎً ﺑﻪ وﻣﻘﺑوﻻً ﻷﻏراض اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬ﻣﺣددات اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫‪25‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﯾﺗوﻗ ــﻊ أن ﺗﻌﯾ ــق ﺑﻌ ــض اﻟﻌواﻣ ــل إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ ﺗﻌﻣ ــﯾم ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺳ ــﻣﻰ ﻫ ــذﻩ‬ ‫اﻟﻌواﻣـ ــل ﻣﺣـ ــددات اﻟد ارﺳـ ــﺔ ‪ . Limitations‬وﻻ ﺗﺧﻠـ ــو أﯾـ ــﺔ د ارﺳـ ــﺔ ﻣـ ــن ﻣﺛـ ــل ﻫـ ــذﻩ‬ ‫اﻟﻣﺣ ــددات‪ ،‬ﻷن اﻟد ارﺳ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗﻣﺛ ــل ﻓﯾﻬ ــﺎ ﺧﺻ ــﺎﺋص اﻟﺻ ــدق واﻟﺛﺑ ــﺎت اﻟﻛ ــﺎﻣﻠﯾن ﻻ‬ ‫ﯾﺗوﻗــﻊ أن ﺗﺣﻘــق ﻋﻣﻠﯾ ـًﺎ‪ .‬وﯾﻣﻛــن ﺗﺻــﻧﯾف ﻣﺣــددات اﻟد ارﺳــﺔ ﻓــﻲ ﻓﺋﺗــﯾن‪ :‬ﺗﺗﻌﻠــق اﻟﻔﺋــﺔ‬

‫اﻷوﻟــﻰ ﺑﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻟد ارﺳــﺔ وﻣﺻــطﻠﺣﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﯾﻣﻛــن اﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﺑط ــرق ﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ‪ ،‬وﻟ ــذﻟك ﯾﻠ ــزم أن ﯾﻘ ــوم اﻟﺑﺎﺣ ــث ﺑﺗﻌرﯾﻔﻬ ــﺎ ﺑطرﯾﻘ ــﺔ ﻣﺣ ــددة ﺗﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ‬

‫اﻟــدﻻﻻت اﻟﺗــﻲ أﻋطﯾــت ﻟﻬ ــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬وﻫ ــذا اﻟﺗﻌرﯾــف ﯾﻣﺛــل ﺗﺣدﯾــداً ﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ‬ ‫اﻟدراﺳﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﺗﻌﻣﯾﻣﻬﺎ ﺧﺎرج ﺣدود ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف‪.‬‬

‫وﺗﺗﻌﻠــق اﻟﻔﺋــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻣــن اﻟﻣﺣ ــددات ﺑــﺈﺟراءات اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬ﻓطرﯾﻘ ــﺔ اﺧﺗﯾــﺎر أﻓـ ـراد‬ ‫اﻟد ارﺳــﺔ وأﺳــﺎﻟﯾب ﺟﻣ ــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت وﺗﺣﻠﯾﻠﻬــﺎ ٕواﺟـ ـراءات ﺗطــوﯾر اﻷدوات وﻏﯾرﻫــﺎ أﻣﺛﻠ ــﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺣددات‪ .‬ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣـث ﺑﺟﻣـﻊ ﺑﯾﺎﻧﺎﺗـﻪ ﻣـن ﺧـﻼل اﺳـﺗﺑﯾﺎن‬

‫ﻓـﺈن ﺻــدق اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ﯾﻌﺗﻣــد ﻋﻠـﻰ ﻋواﻣــل ﻋدﯾــدة ﻣﻘــل ﻧوﻋﯾـﺔ ﻓﻘـرات اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن وأﺳــﺋﻠﺗﻪ‪،‬‬ ‫وﻋﻠﻰ ﻋدد وﻧوﻋﯾﺔ اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠؤﻫﺎ أﻓراد اﻟد ارﺳـﺔ وﺗﺻـل إﻟـﻰ اﻟﺑﺎﺣـث‪ ،‬وﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟوﺿﻊ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻬؤﻻء اﻷﻓراد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﻠﺋون اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت‪.‬‬ ‫وﺣــﯾن ﯾﺷــﻌر اﻟﺑﺎﺣــث أن ﺑﻌــض إﺟ ـراءات اﻟد ارﺳــﺔ ﻏﯾــر ﻣﻼﺋﻣــﺔ ﺗﻣﺎﻣ ـﺎً‪ ،‬ﻟﻛﻧــﻪ ﻻ‬

‫ﯾﺳــﺗطﯾﻊ أن ﯾﺟﻌﻠﻬــﺎ أﻛﺛــر ﻣﻼءﻣــﺔ ﻓــﻼ ﺣــرج ﻋﻠﯾــﻪ إذا أﻓﺻــﺢ ﻋــن ذﻟــك واﻋﺗﺑ ـرﻩ أﺣــد‬ ‫ﻣﺣــددات اﻟد ارﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ اﺳــﺗطﺎع أن ﯾﻣﯾزﻫــﺎ‪ .‬ﻛــذﻟك إذا ﺷــﻌر ﺑــﺄن أﺣــد اﻟﻣﺻــطﻠﺣﺎت‬ ‫اﺳــﺗﺧدم ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﺣــددة ﺗﻘﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﻧــﻰ ﻣﻌــﯾن دون ﻏﯾـرﻩ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺎﺣــث أن‬ ‫ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ذﻟك وﯾﻘﺻر ﺗﻌﻣﯾم ﻧﺗﺎﺋﺞ دراﺳﺗﻪ ﺿﻣن ﺣدود ذﻟك اﻟﻣﻌﻧﻰ‪.‬‬ ‫‪ – 8‬طرﯾﻘﺔ اﻟدراﺳﺔ ٕواﺟراءاﺗﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﯾوﺿــﺢ ﻫــذا اﻟﺟــزء ﻣــن اﻟﻣﺧطــط اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺳــوف ﯾﺟﯾــب ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث ﻋــن‬ ‫أﺳﺋﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬أو ﯾﺧﺗﺑـر ﻓﯾﻬـﺎ ﻓرﺿـﯾﺎﺗﻬﺎ‪ .‬وﯾﻠـزم ﻋـرض ﻫـذﻩ اﻟطرﯾﻘـﺔ ﺑﺷـﻛل ﺗﻔﺻـﯾﻠﻲ‬ ‫ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺑﺎﺣث آﺧر أن ﯾﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ إﺟراء اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﻛﯾﻔﯾـﺔ‬ ‫‪26‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺣث اﻷﺻﻠﻲ ﯾزﻣﻊ أن ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ‪ .‬وﺗﻣﺛل طرﯾﻘﺔ اﻟد ارﺳـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻔﺻـﯾﻼﺗﻬﺎ‬ ‫ﻋﻘدًا ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺣث وﺑﯾن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣوﻟﻪ‪.‬‬ ‫وﺗﺗﺿــﻣن طرﯾﻘــﺔ اﻟد ارﺳــﺔ ٕواﺟراءاﺗﻬــﺎ ﺗﺣدﯾــداً ﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟد ارﺳــﺔ اﻟــذي ﯾﻠــزم ﺗﻌﻣــﯾم‬

‫ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳ ــﺔ ﻋﻠﯾ ــﻪ ووﺻ ــﻔﺎً ﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺔ اﺧﺗﯾ ــﺎر اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ وﺗوزﯾ ــﻊ أﻓرادﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻣﺟﻣوﻋ ــﺎت‬

‫اﻟد ارﺳــﺔ‪ .‬وﺗﺳــﺗﺧدم طرﯾﻘــﺔ أو أﻛﺛــر ﻓــﻲ ﺿــﻣﺎن اﻟﻌﺷ ـواﺋﯾﺔ ﻓــﻲ اﻻﺧﺗﯾــﺎر واﻟﺗوزﯾــﻊ ﻓــﻲ‬ ‫ﻣﻌظم اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻬدف ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻷﺻـﻠﻲ‪ٕ .‬واذا ﻟـم ﺗﺗﺣﻘـق‬ ‫ﻫــذﻩ اﻟﻌﺷ ـواﺋﯾﺔ ﻓﯾﻠــزم ﺗﻌرﯾــف اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﺟﯾــداً ﺣﺗــﻰ ﯾﻛــون ﺑﺎﻹﻣﻛــﺎن ﺗﻌﻣــﯾم اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻋﻠــﻰ‬

‫ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻟﻬﺎ ﻧﻔس ﺧﺻﺎﺋص ﺗﻠك اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻣﺛــل ﺗﺻــﻣﯾم اﻟد ارﺳ ــﺔ ﻋﻧﺻــ اًر ﻣﻬﻣـ ـﺎً ﻓــﻲ اﻟطرﯾﻘــﺔ واﻹﺟـ ـراء‪ .‬وﯾﺗﺣــدد ﺗﺻ ــﻣﯾم‬

‫اﻟد ارﺳــﺔ ﺑــﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ واﻟﻣﺗﻐﯾــرات اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ واﻟﻣﺳــﺗوﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻛــل ﻣﺗﻐﯾ ــر‬ ‫واﻟﺗرﺗﯾﺑــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻠــزم ﺗوﻓﯾرﻫــﺎ ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻼزﻣــﺔ دون ﺗﻠوﺛﻬــﺎ ﺑﻣﺗﻐﯾ ـرات‬ ‫وﻋواﻣل ﻟﯾﺳت ذات ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ‪ .‬ﻛذﻟك ﯾﺗﺿـﻣن اﻟﺗﺻـﻣﯾم اﻟﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟزﻣﻧـﻲ ﻟﺗطﺑﯾـق‬ ‫اﻟطـ ــرق وﺟﻣـ ــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـ ــﺎت وأﺳـ ــﻠوب ﺗﺣﻠﯾﻠﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻣﺳـ ــﺗوى اﻟدﻻﻟـ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ــﺗﻌﻣل ﻻﺧﺗﺑـ ــﺎر‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺎت‪.‬‬ ‫وﺗﺻف طرﯾﻘﺔ اﻟدراﺳﺔ أﯾﺿًﺎ إﺟراءات ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ﺑﺎﺳـﺗﻌﻣﺎل أدوات وﻣﻘـﺎﯾﯾس‬

‫واﺧﺗﺑــﺎرات ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬وﯾﻠــزم ﻫﻧــﺎ وﺻــف اﻷدوات اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻠﺔ وﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗطوﯾرﻫــﺎ وﻣﻌــﺎﯾﯾر‬ ‫اﻟﺻــدق واﻟﺛﺑــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺻــف ﺑﻬــﺎ وﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗﺣﯾــد ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر وﻋــدد ﻓﻘــرات اﻷداة‪،‬‬ ‫واﻷﺟزاء اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وطرﯾﻘﺔ ﺗﻔرﯾﻎ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋـن اﺳـﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ‪ .‬ورﺑﻣـﺎ ﯾﻠـزم‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد ﻫـذﻩ اﻹﺟـراءات اﻻﺳـﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑـﺑﻌض اﻟﻣ ارﺟـﻊ اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑـﺄدوات ﺟﻣـﻊ‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪.‬‬ ‫وأﺧﯾ ـ اًر ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﺟــزء ﻣــن اﻟﻣﺧط ــط ﯾﺟــب أن ﯾﺗﺿــﻣن اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺧط ــط‬

‫اﻟﺑﺎﺣــث ﻻﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓــﻲ ﺗﻧظــﯾم اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺟﻣﻌﻬــﺎ ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﻠﯾــل ﻫــذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت‪،‬‬

‫‪27‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﯾذﻛر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ‪ ،‬وﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟـﺔ اﻟﻣﺳـﺗﻌﻣل‬ ‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ وﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻣﻘﺗرح‪.‬‬ ‫‪ – 9‬اﻟﻣراﺟـــﻊ ‪:‬‬ ‫ﺗﻌــد ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻟﻣ ارﺟــﻊ ﻋﻧﺻ ـ ًار ﺿــرورﯾًﺎ ﻓــﻲ ﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث‪ٕ .‬واذا ﺗﺿــﻣن اﻟﻣﺧطــط‬ ‫ﻣراﺟﻌﺔ واﻓﯾـﺔ ﻟﻠد ارﺳـﺎت اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻓﺳـﺗﻛون ﻗﺎﺋﻣـﺔ اﻟﻣ ارﺟـﻊ طوﯾﻠـﺔ ٕواﻻ ﻓﺳـﺗﻛون ﻗﺻـﯾرة‪.‬‬ ‫وﯾﻠــزم أن ﺗﺗﺿــﻣن ﻫــذﻩ اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل اﻟﻣ ارﺟــﻊ اﻟﺗــﻲ ﻗــﺎدت اﻟﺑﺎﺣــث إﻟــﻰ اﺧﺗﯾــﺎر‬

‫ﻣﺷﻛﻠﺗﻪ واﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻔﻬم ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﻣراﺟﻊ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫وأﺧﯾ ـ اًر ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﺟــزء ﻣــن اﻟﻣﺧط ــط ﯾﺟــب أن ﯾﺗﺿــﻣن اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺧط ــط‬

‫اﻟﺑﺎﺣــث ﻻﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓــﻲ ﺗﻧظــﯾم اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺟﻣﻌﻬــﺎ ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﻠﯾــل ﻫــذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت‪،‬‬ ‫وﯾذﻛر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ‪ ،‬وﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟـﺔ اﻟﻣﺳـﺗﻌﻣل‬ ‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ وﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻣﻘﺗرح‪.‬‬ ‫‪ – 10‬ﻣﻼﺣق ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث ‪:‬‬ ‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺧطط ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺳـب أن ﺗـرد ﻓـﻲ‬ ‫ﺻــﻠب اﻟﻣﺧطــط ﺗﺣــت أي ﻣــن اﻟﻌﻧﺎﺻــر اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ‪ .‬ﻟﻛــن وﺟودﻫــﺎ ﯾﻌــرض ﻣزﯾــدًا ﻣــن‬

‫اﻟﺗوﺿﯾﺢ واﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر‪.‬‬

‫ﻓـﺈذا أﻋــد اﻟﺑﺎﺣـث ﻣﺳــودة اﻷداة اﻟﺗــﻲ ﺳﯾﺳـﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻓــﻲ ﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت أو ﺗــوﻓر ﻟــﻪ‬ ‫أداة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺳـﺑق اﺳـﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓـﻲ د ارﺳـﺎت أﺧـرى ﻓـﯾﻣﻛن أن ﯾﺿـﻣﻧﻬﺎ ﻓـﻲ ﻣﻠﺣـق ﺧـﺎص‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺧطط‪ .‬ﻛذﻟك‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻘـدم ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﺑﺎﺣـث ﻣﺷـروع ﺑﺣﺛـﻪ ﻟﻬﯾﺋـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ‬ ‫دﻋم ﻹﺟراء اﻟﺑﺣث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث أن ﯾﺿـﯾف إﻟـﻰ اﻟﻣﻠﺣـق أﯾﺿـًﺎ ﺻـورة ﻋـن اﻟﻣوازﻧـﺔ‬

‫اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻼزﻣــﺔ ﻹﺟ ـراء اﻟﺑﺣــث واﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدد اﻟﻣﺑــﺎﻟﻎ اﻟﻣﺗوﻗــﻊ أن ﺗﺻــرف ﻓــﻲ اﻟوﺟــوﻩ‬ ‫واﻟﻣراﺣل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻠزم إرﻓﺎق اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﻲ اﻟذي ﺳﺗﺳﺗﻐرﻗﻪ اﻟد ارﺳـﺔ‪ ،‬وأﺳـﻣﺎء‬ ‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺳﯾﺷﺗرﻛون ﻓﻲ إﺟراء اﻟد ارﺳـﺔ‪ ،‬ﻣـﻊ ﺳـﯾرة اﻟﺣﯾـﺎة اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾـﺔ اﻟﺧﺎﺻـﺔ‬ ‫ﺑﻛل ﻣﻧﻬم‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‬ ‫طرق وأﻧواع اﻟﺑﺣث‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد ًار ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺑﺣوث‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗﺻﻧﯾف ﻧوﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﺣوث ﺿﻣن ﻓﺋﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺑﺣث اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺑﺣث اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ ﻋن اﻟﺑﺣث اﻟﻣﻬﻧﻲ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ ﻣزاﯾﺎ ﻛل ﻣن اﻟﺑﺣث اﻟﻛﻣﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻛﯾﻔﻲ‪.‬‬ ‫‪– 6‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‪.‬‬

‫‪ – 7‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﺣث اﻟوﺻﻔﻲ وأﻧواﻋﻪ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ وأﻫداﻓﻪ‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬طرق وأﻧواع اﻟﺑﺣث‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﺛﯾــر ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﺗﺻــﻧﯾف اﻟﺑﺣــوث ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻻ ﯾوﺟــد اﺗﻔــﺎق ﺣوﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗﺳـ ـﺗﺧدم‬ ‫أﺳــس ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻛﻣﻌــﺎﯾﯾر ﻟﻠﺗﺻــﻧﯾف‪ ،‬ﯾﻧــﺗﺞ ﻋﻧﻬــﺎ أﻧظﻣــﺔ ﺗﺻــﻧﯾﻔﯾﺔ ﻣﺗﻌــددة‪ .‬وﯾﺿــﻊ أي‬ ‫ﻧظــﺎم ﻟﻠﺗﺻــﻧﯾف إطــﺎ اًر ﻟﻔﻬــم اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺑﺣــث‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﻧظــﺎم‬

‫اﻟﺗﺻ ــﻧﯾف ﻟـــﯾس ﻣﻬﻣـ ـﺎً ﻓ ــﻲ ﺣ ــد ذاﺗـــﻪ‪ ،‬إﻻ ﺑﻘ ــدر ﻣـــﺎ ﯾﺧ ــدم ﺗﺣﻠﯾـــل ﻋﻣﻠﯾـــﺎت اﻟﺑﺣ ــث‬ ‫وﺧطواﺗﻪ‪ ،‬ﺑطرﯾﻘﺔ واﺿﺣﺔ وﻣﻔﻬوﻣﺔ‪.‬‬

‫وﻋﻧــد اﺳــﺗﺧدام ﻣﻌﯾــﺎر ﻣﻌــﯾن ﻛﺈطــﺎر ﻟﻠﺗﺻــﻧﯾف‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧــﺎ ﻓــﻲ اﻟواﻗــﻊ ﻧﺳــﺗﺧدم ﻣﻧﻬﺟـﺎً‬

‫ﺧﺎﺻ ـﺎً ﻓــﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾــر‪ ،‬وﻧﻧظــر إﻟــﻰ اﻟﺑﺣــث ﻣــن زاوﯾــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬وﻋﻧــدﻣﺎ ﻧﺳــﺗﺧدم ﻣﻌﯾــﺎ اًر‬ ‫آﺧر‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻧظر إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻣن زاوﯾﺔ أﺧرى‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﻠﯾس ﻫﻧﺎك ﺗﻧـﺎﻗض ﺑـﯾن اﻟطـرق‬ ‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺑﺣـوث‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أﻧـﻪ ﻟـﯾس ﻫﻧـﺎك ﺗﻔﺿـﯾﻼً ﻟطرﯾﻘـﺔ ﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻏﯾرﻫـﺎ‪،‬‬ ‫ﺑــل ﺗﺗــداﺧل ﻫــذﻩ اﻟطــرق وﺗﺗﻛﺎﻣــل ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﯾﻧﻬــﺎ‪ ،‬ﻟﺗﻌطــﻲ ﻣزﯾــداً ﻣــن اﻟوﺻــف اﻟﺗﻔﺻــﯾﻠﻲ‬

‫ﻟﻠﺑﺣــث‪ .‬وﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺑﺣــث اﻟواﺣــد أن ﯾوﺻــف ﺑــﺄﻛﺛر ﻣــن ﺻــﻔﺔ وﯾﻧــدرج ﺗﺣــت أﻛﺛــر ﻣــن‬ ‫ﻧوع واﺣد ﻣن أﻧواع اﻟﺑﺣوث‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ ‪:‬‬ ‫ﻟﻣـﺎ ﻛــﺎن ﻣﻔﻬـوم اﻟﺑﺣــث اﻟـذي ﻧﺗﺣــدث ﻋﻧـﻪ ﯾﺷـﯾر إﻟـﻰ اﻟﺧطـوات اﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ اﻟﻣرﺗﺑــﺔ‬ ‫واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺿـﻣن إطـﺎر ﻓﻛـري أو طرﯾﻘـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺗﻔﻛﯾر‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺳـب أن ﻧﺷـﯾر إﻟـﻰ أﻗـدم أﺷـﻛﺎل اﻟﺗﺻـﻧﯾف ﻟﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣـث‬ ‫أو ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺗﻔﻛﯾر‪ .‬وﻧﻌﻧﻲ ﺑذﻟك ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ أو اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ وﻣـﻧﻬﺞ اﻟﺗﻔﻛﯾـر‬ ‫اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ‪ .‬وﻗد ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺑﺣث اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ‪:‬‬ ‫ﺟرى ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻠوم ﺗﻘﺳﯾﻣﺎً ﺗﻘﻠﯾدﯾﺎً ﻋﻠﻰ أﺳـﺎس ﺻـﻠﺗﻬﺎ ﺑـﺎﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻧظـري أو اﻟواﻗـﻊ‬

‫اﻟﻌﻣﻠﻲ إﻟﻰ ﻓﺋﺗﯾن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬

‫أ – اﻟﺑﺣوث اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﺑﺣﺗﺔ ‪Basic Research‬‬ ‫وﺗﺗﺿـﻣن اﻟﺑﺣـوث اﻟﻣوﺟﻬـﺔ ﻧﺣــو ﺗطـوﯾر اﻟﻧظرﯾـﺎت ﻣــن ﺧـﻼل اﻛﺗﺷـﺎف اﻟﻣﺑــﺎدئ‬ ‫أو اﻟﺗﻌﻣﯾﻣﺎت‪ .‬وﻗـد اﺳـﺗﻌﺎرت ﻫـذﻩ اﻟﺑﺣـوث ﻣﻧﻬﺟـﺎً ﻣـن اﻟﻌﻠـوم اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾـد ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟﺗﺣﻠﯾـل اﻟﻣـﻧظم واﻟـدﻗﯾق ﻟﻠظـﺎﻫرة ﻣوﺿـوع اﻟﺑﺣـث ﺑﻬـدف اﻛﺗﺷـﺎف اﻟﺣﻘـﺎﺋق واﻟﻌﻼﻗـﺎت‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣﻬﻣـﺔ‪ ،‬وذﻟـك ﻟﺗوﺳـﯾﻊ ﺣـدود اﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺟـﺎل‪ ،‬دون أن‬ ‫ﯾﻛــون ﻣــن اﻟﺿــروري أن ﺗــﻧﻌﻛس ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻫــذا اﻻﻛﺗﺷــﺎف ﻣﺑﺎﺷ ـرة ﻋﻠــﻰ اﻟواﻗــﻊ اﻟﻌﻣﻠــﻲ‬ ‫ﻟﻔرد أو ﺟﻣﺎﻋﺔ‪ .‬وﯾﺗم إﺟراء ﻫذﻩ اﻟﺑﺣوث ﻋـﺎدة ﻓـﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑـرات واﻟﻣواﻗـف اﻟﻣﺿـﺑوطﺔ‪.‬‬ ‫وﯾ ــﺗم اﻟﺿـ ــﺑط واﻟدﻗـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــﺗﺣﻛم ﻏﺎﻟﺑ ـ ـﺎً ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺳـ ــﺎب اﻟواﻗﻌﯾـ ــﺔ واﻟﺻـ ــﻠﺔ ﺑـ ــﺎﻟﻣواﻗف‬

‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻗــد ﻛــﺎن ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺑﺣــث ﻣﺟــﺎل اﻟﻧﺷــﺎط اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻌﻠﻣــﺎء اﻟــﻧﻔس ﻟﻔﺗ ـرة‬ ‫طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟزﻣن‪ ،‬ﺟرى ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗطوﯾر اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ ﻟﻠـﺗﻌﻠم‪ .‬وﻗـد اﺳـﺗﻌﻣﻠت ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﺑﺣ ــوث ﻓ ــﻲ ﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن اﻷﺣﯾ ــﺎن اﻟﺣﯾواﻧ ــﺎت ﻛ ــﺄﻓراد ﻟﻠد ارﺳ ــﺔ؛ ﻷﻧﻬ ــﺎ ﺗﻬ ــﺗم ﺑﺎﻟﻣﺑـــﺎدئ‬ ‫اﻷﺳﺎﺳـ ــﯾﺔ ﻟﻠﺳـ ــﻠوك أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن اﻫﺗﻣﺎﻣﻬـ ــﺎ ﺑﺗطﺑﯾـ ــق ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣـ ــث ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﺷـ ــﻛﻼت‬ ‫اﺟــﻪ ﻧظرﯾــﺎت اﻟــﺗﻌﻠم ﻣــﺛﻼً ﺑﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻷﺳــﺋﻠﺔ‬ ‫اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻟــم ﯾﻛــن ﻏرﯾﺑ ـﺎً أن ﺗو َ‬ ‫واﻟﺗﺣدﯾﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧـت ﺗﺗﻌﻠـق ﺑﺳـﻠوك اﻟﺣﯾواﻧـﺎت ﻓـﻲ‬ ‫ﻣواﻗف ﻣﺧﺑرﯾﺔ ﻣﺿﺑوطﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛك ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻹﻧﺳـﺎن ﻓـﻲ اﻟﻣواﻗـف‬

‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ب – اﻟﺑﺣوث اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪Applied Research‬‬ ‫وﯾﺗﻌﻠــق ﻫــذا اﻟﻧــوع أﺳﺎﺳ ـﺎً ﺑﺗطﺑﯾــق اﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺟدﯾــدة ﻓــﻲ ﺣــل اﻟﻣﺷــﻛﻼت اﻟﯾوﻣﯾــﺔ‬

‫واﻟﻔﻌﻠﯾﺔ‪ .‬وﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺑﺣث اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﯾﺷﺗرك ﻣﻊ اﻟﺑﺣث اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث‪ ،‬إﻻ أن ﻫدﻓـﻪ اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻫـو ﺗﺣﺳـﯾن اﻟواﻗـﻊ اﻟﻌﻣﻠـﻲ‬ ‫ﻣن ﺧﻼل اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻧظرﯾـﺎت ﻓـﻲ ﻣواﻗـف ﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ‪ .‬وﺣـل اﻟﻣﺷـﻛﻼت اﻟﻔﻌﻠﯾـﺔ ﺗﺣـت ﻧﻔـس‬ ‫اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ‪ .‬ﻛـذﻟك ﻓـﺈن اﻟﺑﺣـوث اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ رﺑﻣـﺎ‬ ‫ﺗﻌﺗﻣ ــد ﻓ ــﻲ إﺟراﺋﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣ ــوث اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾ ــﺔ ﻣ ــن أﺟ ــل اﺳ ــﺗﻛﻣﺎل اﻟﺻ ــﯾﺎﻏﺎت‬ ‫اﻟﻧظرﯾ ــﺔ وﺑﻠ ــورة اﻟﻣﻔ ــﺎﻫﯾم‪ .‬ﻓ ــﻧﺣن ﻧطﺑ ــق ﻣﺻـ ـﻼً ﻧظرﯾ ــﺎت اﻟ ــﺗﻌﻠم ﻓ ــﻲ ﻏرﻓ ــﺔ اﻟﺻ ــف‬ ‫ﻟﻼﺳ ـﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬــﺎ ﻋﻣﻠﯾ ـﺎً‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟوﻗــت ﻧﻔﺳــﻪ ﻓــﺈن ﻣﺷــﺎﻫدة اﻟﻣوﻗــف اﻟﻌﻣﻠــﻲ ﻓــﻲ ﻏرﻓــﺔ‬ ‫اﻟﺻف رﺑﻣﺎ ﺗﻘود إﻟﻰ ﺗطوﯾر ﻧظرﯾﺎت ﺟدﯾدة‪ .‬وﯾﺻﻌب ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ وﺿـﻊ ﺧـط دﻗﯾـق‬ ‫ﯾﻔﺻل ﺑﺷﻛل ﻗﺎطﻊ ﺑﯾن اﻟﺑﺣوث اﻟﻧظرﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺑﺣوث اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﻟﻌــل ﻣــن اﻟﻣﻔﯾــد ﻫﻧــﺎ أن ﻧﻣﯾــز ﺑــﯾن اﻟﺑﺣــث اﻟﺗطﺑﯾﻘــﻲ وﺑــﯾن اﻟﺑﺣــث اﻹﺟ ارﺋــﻲ أو‬ ‫اﻟﺑﺣــث اﻟﻣوﺟــﻪ ﻟﻠﻌﻣ ــل ‪ .Action Research‬ﻓﺎﻟﺑﺣــث اﻟﺗطﺑﯾﻘ ــﻲ ﯾﺳــﺗﺧدم اﻟﻣ ــﻧﻬﺞ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﻟﯾﻘــوم ﺑﺑﻧــﺎء اﻟﻌﻼﻗــﺎت واﺧﺗﺑــﺎر اﻟﻧظرﯾ ــﺎت ﺑدﻗــﺔ‪ ،‬ﺳــواء ﻓــﻲ ﺗطﺑﯾــق ﺧطـ ـوات‬ ‫اﻟﺑﺣــث أو ﺗﺣدﯾــد ظــروف وﺷــروط ﻫــذا اﻟﺗطﺑﯾــق‪ .‬وﻟــذﻟك رﺑﻣــﺎ ﯾﻠــزم ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺑﺣــث‬ ‫د ارﺳ ــﺔ ﻋ ــدد ﻛﺑﯾ ــر ﻣ ــن اﻟﺣ ــﺎﻻت‪ ،‬وﻣﻣﺎرﺳـ ـﺔ درﺟ ــﺔ ﻋﺎﻟﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﺿ ــﺑط ﻟﻠﻣﺗﻐﯾـ ـرات‪،‬‬ ‫واﺳــﺗﺧدام اﻟدﻗــﺔ ﻓــﻲ إﺟـراءات اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻌﯾﻧــﺎت‪ ،‬واﻫﺗﻣــﺎم ازﺋــد ﻓــﻲ ﺗﻌﻣــﯾم اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻟﻣواﻗــف اﻟﻣﻣﻛﻧــﺔ‪ .‬أﻣــﺎ اﻟﺑﺣــث اﻟﻣوﺟــﻪ ﻟﻠﻌﻣــل ﻓــﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑــل ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻔﻬــم اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣــﻲ‬ ‫ﺑطرﯾﻘﺔ أﻛﺛـر ﺗﺣـر اًر‪ ،‬ﻷن اﻫﺗﻣﺎﻣـﻪ ﯾﻧﺻـب ﻋﻠـﻰ ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻓـﻲ ﻣوﻗـف ﻣﺣـدد‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﯾؤﻛــد ﻋﻠــﻰ ﺿــرورة اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻋﻠﻣﯾــﺔ ﯾﻣﻛــن ﺗﻌﻣﯾﻣﻬــﺎ‪ ،‬ﺑــل ﻋﻠــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ‬ ‫ﻣﺣـددة ﻟﺗﻧﺎﺳــب ﻏرﺿـﺎً وﻣوﻗﻔـﺎً ﻣﺣــدداً‪ .‬وﻟــذﻟك ﻻ ﯾﺳــﺗﻠزم اﻟﺑﺣـث اﻟﻣوﺟــﻪ ﻟﻠﻌﻣــل ﻧﻔــس‬

‫اﻟﺷروط اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ واﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓـﻲ ﻣﯾﺎدﯾﻧـﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﺑـﺎﺣﺛون‬

‫ﻣﺗﺧﺻﺻ ــون أو ﻣ ارﻛ ــز ﺑﺣ ــوث وﺟﺎﻣﻌ ــﺎت وﻣؤﺳﺳ ــﺎت ﺣﻛوﻣﯾ ــﺔ أو ﺟﻣﻌﯾ ــﺎت ﻣﻬﻧﯾ ــﺔ‬ ‫ﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ‪ ،‬ﯾﻘــوم ﺑﺎﻟﺑﺣــث اﻹﺟ ارﺋــﻲ أو اﻟﺑﺣــث اﻟﻣوﺟــﻪ ﻟﻠﻌﻣــل ﻣﻌﻠﻣــون ﻓــﻲ ﺻــﻔوﻓﻬم‬

‫اﻟﻣدرﺳــﯾﺔ‪ ،‬أو ﻣــدﯾرون ﻓــﻲ ﻣدارﺳــﻬم‪ ،‬أو ﻣﺷـرﻓون ﺑﺎﻟﺗﻌــﺎون ﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠﻣــﯾن اﻟﻣ ـرﺗﺑطﯾن‬ ‫ﺑﻬــم‪ ،‬ﻛــل ذﻟــك ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﺳــﯾن ﻣﻣﺎرﺳــﺎﺗﻬم ﻓــﻲ ﻣﯾــﺎدﯾن ﻋﻣﻠﻬــم‪ ،‬أو ﻟزﯾــﺎدة ﻓﻬ ـم ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻣﯾــﺎدﯾن وﺗطوﯾرﻫــﺎ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــدود اﻹﻣﻛﺎﻧــﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ‪ ،‬وﻗــد ﻻ ﯾﺗ ـواﻓر ﺑﺎﻟﺿــرورة ﻟﻬــؤﻻء‬ ‫اﻷﻓراد اﻟوﻗت واﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻠﺑـﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻـﯾن‪ .‬ﻟﻛـن‬ ‫ﻼ ﻣ ــن أن ﯾ ــدرس أﺛ ــر ﺑﻌ ــض اﻟﻌواﻣ ــل اﻟﺗ ــﻲ ﺳ ــﺑﺑت‬ ‫ذﻟ ــك ﻟ ــن ﯾﻣﻧ ــﻊ ﻣﻌﻠ ــم اﻟﻌﻠ ــوم ﻣ ــﺛ ً‬ ‫اﺧــﺗﻼف اﻟﺗﺣﺻــﯾل ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــوم‪ ،‬ﻟ ـدى ﺷــﻌﺑﺗﯾن ﻣــن اﻟﺻــف اﻷول اﻟﺛــﺎﻧوي‪ ،‬ﺑﺎﺳﺗﻘﺻــﺎء‬ ‫أﺛر ﻣوﻗﻊ اﻟﺣﺻص ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﯾوﻣﻲ‪ ،‬أو أﺛر اﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـوم‪ ،‬أو أﺛـر‬ ‫اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻟﻠطﻼب أو ﻏﯾر ذﻟك‪.‬‬ ‫اﻟﺑﺣث اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻣﻬﻧﻲ ‪:‬‬ ‫ﻋﻧــد اﻟﻧظــر إﻟــﻰ ﻧوﻋﯾــﺔ اﻷﺷــﺧﺎص اﻟــذﯾن ﯾﻘوﻣــون ﺑــﺈﺟراء اﻟﺑﺣــوث ﻧﺟــد اﻟﺟــزء‬

‫اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟﺑﺣوث ﯾﻘوم ﺑﻪ أﺷﺧﺎص ﻣن إﺣدى اﻟﻔﺋﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺗﯾن ‪:‬‬ ‫أ – طﻠﺑﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‪.‬‬

‫إذ ﺗﺷـ ــﺗرط ﺑ ـ ـراﻣﺞ اﻟد ارﺳـ ــﺎت اﻟﻌﻠﯾـ ــﺎ ) اﻟﻣﺎﺟﺳـ ــﺗﯾر واﻟـ ــدﻛﺗوراﻩ ( ﻓـ ــﻲ ﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن‬

‫اﻟﺟﺎﻣﻌــﺎت ﻋﻠــﻰ اﻟطﺎﻟــب أن ﯾﻘــوم ﺑﺑﺣــث ﻋﻠﻣــﻲ وﻓــق ﺷــروط ﻣﺣــددة‪ ،‬وﺗﺳــﻣﻰ ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﺑﺣــوث ﻋــﺎدة ﺑــﺎﻟﺑﺣوث اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾــﺔ ‪ Academic Research‬واﻟﺗﻘرﯾــر اﻟــذي ﯾﻌــدﻩ‬ ‫اﻟﺑﺎﺣـ ـ ــث‪ ،‬واﻟـ ـ ــذي ﯾﺳـ ـ ــﻣﻰ ﺑرﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ أو أطروﺣـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳـ ـ ــﺗﯾر ‪ Thesis‬أو اﻟـ ـ ــدﻛﺗوراﻩ‬

‫‪ Dissertation‬ﻫو ﺗﻘرﯾر ﻣﻔﺻل ﻛﺑﯾر اﻟﺣﺟم ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﺋﺎت اﻟﺻﻔﺣﺎت أﺣﯾﺎﻧﺎً‪.‬‬

‫وﺗﻘﺳم اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻓﺻـول ﻣﺣـددة‪ ،‬وﯾـﺗم إﺧراﺟﻬـﺎ ﺿـﻣن ﻣواﺻـﻔﺎت ﺗﺗﻌﻠـق‬

‫ﺑﺣﺟم اﻟورق وطرﯾﻘﺔ اﻟطﺑﺎﻋﺔ وﺗرﺗﯾب اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻬواﻣش واﻟﺗوﺛﯾق‪ ..‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﯾﺗم إﺟراء اﻟﺑﺣوث اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾـﺔ ﺗﺣـت إﺷـراف ﻣﺑﺎﺷـر ﻣـن أﻋﺿـﺎء ﻫﯾﺋـﺔ اﻟﺗـدرﯾس‬ ‫ﻓ ــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺎت‪ ،‬وﯾﺧﺿ ــﻊ اﻟط ــﺎل إﻟ ــﻰ اﻣﺗﺣ ــﺎن ﺷ ــﻔوي ‪ Oral Exam‬ﻓ ــﻲ ﻣﺣﺗ ــوى‬ ‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺟﻠﺳﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷـﺔ اﻟرﺳـﺎﻟﺔ أو ﺟﻠﺳـﺔ اﻟـدﻓﺎع ﻋـن اﻟرﺳـﺎﻟﺔ‬ ‫‪ ،Defense‬ﯾﺗﻘــرر ﻓﯾﻬــﺎ ﻋــﺎدة اﻹﻋــﻼن ﻋــن ﻧﺟــﺎح اﻟطﺎﻟــب‪ ،‬ﺑﻌــد إﺟ ارﺋــﻪ ﻟﻠﺗﻌــدﯾﻼت‬ ‫اﻟﻣطﻠوﺑ ــﺔ أو اﺳ ــﺗﻛﻣﺎل ﺑﻌ ــض اﻹﺟـ ـراءات‪ ،‬ﻓ ــﻲ اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ اﻟدرﺟ ــﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾـــﺔ‬ ‫اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر أو اﻟدﻛﺗوراﻩ‪.‬‬

‫وﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻷﺣﯾــﺎن ﺗﻛــون اﻟرﺳــﺎﻟﺔ ﻫــﻲ أول ﺑﺣــث ﻋﻠﻣــﻲ ﯾﻘــوم ﺑــﻪ طﺎﻟــب‬ ‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾـﺎ‪ .‬وﯾﻌـد ﻫـذا اﻟﺑﺣـث ﺗـدرﯾﺑﺎً ﻋﻣﻠﯾـﺎً ﻟﻠطﺎﻟـب ﻋﻠـﻰ إﺟـراء اﻟﺑﺣـوث اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ‬ ‫ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ إﺟراء اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺑﺣوث‪.‬‬

‫ب – أﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت واﻟﺑﺎﺣﺛون اﻟﻣﺗﺧﺻﺻون‬ ‫وﯾﻘــوم ﻫ ــؤﻻء ﺑ ــﺈﺟراء اﻟﺑﺣ ــوث اﻟﻌﻠﻣﯾ ــﺔ ﻛﺟــزء ﻣ ــن ﻋﻣﻠﻬ ــم وﻣﻣﺎرﺳ ــﺎﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾ ــﺔ‬ ‫ﻣﻘﺎﺑل رواﺗب أو أﺟور ﯾﺗﻘﺎﺿوﻧﻬﺎ‪ ،‬أو ﻛﺟزء ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗرﻓﯾﻊ واﻟﺗرﻗﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣ ارﺗـب‬ ‫اﻟﻣﻬﻧﺔ‪ .‬وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن أن ﯾﺗم ﻧﺷـر ﻫـذﻩ اﻟﺑﺣـوث ﻓـﻲ دورﯾـﺎت اﻟﺑﺣـث‬ ‫اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑدورﻫﺎ ﺑﺗﺣدﯾد ﺷروط ﺧﺎﺻـﺔ وﺻـﺎرﻣﺔ ﻟﻘﺑـول اﻟﺑﺣـث ﻣـن ﻗﺑـل‬ ‫ﻟﺟﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻔﺣﺻون اﻟﺑﺣـث ﻓﺣﺻـًﺎ دﻗﯾﻘـًﺎ ﻣـن ﺣﯾـث طرﯾﻘـﺔ ﺗﺻـﻣﯾﻣﻪ‪،‬‬ ‫وﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ أدواﺗــﻪ‪ ،‬وﺗﺣﻠﯾــل ﺑﯾﺎﻧﺎﺗــﻪ‪ ،‬وﺻــدق ﻧﺗﺎﺋﺟــﻪ‪ ،‬وﻓــق ﻣﻌــﺎﯾﯾر ﻋﻠﻣﯾــﺔ وﻓﻧﯾــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ‪،‬‬ ‫وﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﺣوث ﺑﺎﻟﺑﺣوث اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ‪.Professional Research‬‬ ‫اﻟﺑﺣث اﻟﻛﻣﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻛﯾﻔﻲ ‪:‬‬ ‫ﯾﻘﺻـــد ﺑﺎﻟﺑﺣ ــث اﻟﻛﻣ ــﻲ ذﻟ ــك اﻟﺑﺣ ــث اﻟ ــذي ُﯾﻌﻧـــﻰ ﯾﺟﻣ ــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـــﺎت ﻣـــن ﺧـ ــﻼل‬ ‫اﺳــﺗﻌﻣﺎل أدوات ﻗﯾــﺎس ﻛﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﯾﺟــري ﺗطوﯾرﻫــﺎ ﺑﺣﯾــث ﯾﺗ ـواﻓر ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺻــدق واﻟﺛﺑــﺎت‪،‬‬ ‫وﯾﺟري ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻷﻓراد ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﺻـﻠﻲ‪ .‬وﺗـﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت‬

‫‪35‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﻛﻣﯾــﺔ ﺑﺄﺳــﺎﻟﯾب إﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘــود ﻓــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾــﺔ إﻟــﻰ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﯾﻣﻛــن ﺗﻌﻣﯾﻣﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‬ ‫اﻷﺻﻠﻲ ﺿﻣن ﻣدى ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺛﻘﺔ‪.‬‬ ‫وﻗد ﺳﯾطر ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻛﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﯾدان اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ‪ ،‬واﻛﺗﺳـب ﺧﻼﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻣﻧزﻟــﺔ ﻣرﻣوﻗــﺔ‪ ،‬ﻟدرﺟــﺔ أن ﻗﯾﻣــﺔ اﻟﺑﺣــث ﻛﺎﻧــت ﺗﻘــدر ﻓــﻲ ﺿــوء ﺣﺟــم ﻋﯾﻧــﺔ اﻟد ارﺳــﺔ‪،‬‬ ‫ودرﺟــﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾــد ﻓــﻲ ﺗﺻــﻣﯾﻣﻬﺎ‪ ،‬وﺗطــوﯾر اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳــﺗﺧدﻣﺔ ﻓــﻲ ﺗﺣﻠﯾــل‬

‫ﺑﯾﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﻛﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد دﺧول اﻟﺣﺎﺳب اﻹﻟﯾﻛﺗروﻧﻲ ﻛﺄداة ﻟﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪.‬‬

‫وﺗﺳــﺗﻬدف اﻟﺑﺣــوث اﻟﻛﻣﯾــﺔ ﻏﺎﻟﺑـﺎً اﺧﺗﺑــﺎر ﺑﻌــض اﻟﻔرﺿــﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻌﻠــق ﺑوﺻــف‬

‫واﻗــﻊ ﻣﻌــﯾن‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل ﻗﯾــﺎس ﺑﻌــض اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات واﺳــﺗﺧدام اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻣﺗــوﻓرة ﻹﯾﺟــﺎد‬ ‫ﻋﻼﻗﺎت ارﺗﺑﺎطﯾﺔ أو ﺳﺑﺑﯾﺔ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺑﺣث اﻟﻛﯾﻔﻲ ﻓﯾﺗﻣﯾز ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ ﯾﻌﺗﻣ ــد اﻟﺑﺣ ــث اﻟﻛﯾﻔ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ د ارﺳ ــﺔ اﻟظ ــﺎﻫرة ﻓ ــﻲ ظروﻓﻬ ــﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾ ــﺔ ﻛﻣﺻ ــدر‬‫ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣث ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺄداة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪.‬‬ ‫ ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺑﺣث اﻟﻛﯾﻔﻲ وﺻﻔﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻛﻠﻣﺎت واﻟﺻور وﻟـﯾس اﻷرﻗـﺎم‪ .‬وﯾﺟـري‬‫دﻋــم ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣــث ﺑﻣﻘﺗطﻔــﺎت ﻣــن أﻗ ـوال وﻣــذﻛرات اﻷﺷــﺧﺎص أو ﺻــور ﻋــن‬

‫ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم‪ .‬وﯾﺗم ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ اﻟﻣﺗﻌﻣﻘـﺔ واﻟﻔﺣـص‬ ‫اﻟدﻗﯾق ﻟﻠوﺛﺎﺋق‪ .‬وﺗﺳﺗﺧدم أﺣﯾﺎﻧًﺎ اﻟﻣﺳﺟﻼت وآﻻت اﻟﺗﺻوﯾر اﻟﺗﻠﻔﺎزي ﻟﻣزﯾـد ﻣـن‬ ‫اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣواﻗف واﻷﺻوات‪.‬‬

‫ ﯾﻬــﺗم اﻟﺑﺣــث اﻟﻛﯾﻔــﻲ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت أﻛﺛــر ﻣــن ﻣﺟــرد اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ‪ .‬ﻓــﺈذا اﺳــﺗطﺎع اﻟﺑﺣــث‬‫اﻟﻛﻣﻲ ﻣﺛﻼً أن ﯾظﻬر ﺣدوث اﻟﺗﻐﯾر ﻓـﻲ اﻻﺗﺟﺎﻫـﺎت‪ ،‬ﻣـن ﻣﻘﺎرﻧـﺔ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻻﺧﺗﺑــﺎر اﻟﻘﺑﻠــﻲ واﻻﺧﺗﺑــﺎر اﻟﺑﻌــدي‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺑﺣــث اﻟﻛﯾﻔــﻲ ﯾظﻬــر ﻛﯾــف ﺗرﺟﻣــت‬ ‫ﻫذﻩ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت إﻟﻰ ﻧﺷﺎطﺎت ﯾوﻣﯾﺔ ٕواﺟراءات ﻋﻣﻠﯾﺔ وﺗﻔﺎﻋﻼت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ ﯾﻌﺗﻣــد اﻟﺑﺣــث اﻟﻛﻣــﻲ ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻠﯾــل اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺑطرﯾﻘــﺔ اﺳــﺗﻘراﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓــﻼ ﯾﺑﺣــث ﻋــن‬‫اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻹﺛﺑﺎت أو ﻧﻘض ﻓرﺿـﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﺻـﯾﻐت ﻗﺑـل اﻟﺑـدء ﺑﺎﻟد ارﺳـﺔ‪ ،‬ﺑـل ﯾﺑﻧـﻰ‬ ‫اﻟﺑﺣ ــث اﻟﻛﯾﻔ ــﻲ ﻣﺑـــﺎدئ وﻧظرﯾ ــﺎت ﻋﻠﻣﯾ ــﺔ ﺑواﺳ ــطﺔ ﺟﻣ ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـــﺎت اﻟﺟزﺋﯾـــﺔ‬ ‫ورﺑطﻬﺎ ﻣـﻊ ﺑﻌﺿـﻬﺎ اﻟـﺑﻌض‪ .‬وﯾﺟـري اﺧﺗﺑـﺎر وﺗطـوﯾر ﻫـذﻩ اﻟﻣﺑـﺎدئ واﻟﻧظرﯾـﺎت‬ ‫أوﻻً ﺑﺄول ﻣن ﺧﻼل ﻣواﺻﻠﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪ ،‬وﻣﻼﺣظﺔ ﻣدى ارﺗﺑﺎطﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻣﺑـﺎدئ‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺟرى ﺗطوﯾرﻫﺎ أﺛﻧﺎء ﻣراﺣل اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫ ﯾﻬـ ــﺗم اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﻛﯾﻔـ ــﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣ ـ ـﺎً أﺳﺎﺳـ ــﯾﺎً ﺑـ ــﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ‪ ،Meaning‬ﻓﺎﻟﺑﺎﺣـ ــث ﻫﻧـ ــﺎ‬‫ﺣـ ـرﯾص ﻋﻠ ــﻰ د ارﺳ ــﺔ اﻟط ــرق اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻔﻬ ــم ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻷﻓـ ـراد ﻣﻌﻧ ــﻰ اﻟﺣﯾ ــﺎة‬ ‫ﻋﻧدﻫم‪ .‬وﯾﻧﺻـب اﻫﺗﻣﺎﻣـﻪ ﻋﻠـﻰ وﺟﻬـﺎت ﻧظـر أﻓـراد اﻟد ارﺳـﺔ واﻻﻓﺗ ارﺿـﺎت اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﯾﻛوﻧوﻧﻬ ــﺎ ﻋ ــن ﺣﯾ ــﺎﺗﻬم واﻷﺷـــﯾﺎء اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌ ــد ﻋﻧـــدﻫم ﻣ ــن اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﺎت‪ .‬وﯾﺣـــﺎول‬ ‫ّ‬

‫اﻟﺑﺎﺣــث أﯾﺿ ـﺎً أن ﯾﺷــﺎرك أﻓ ـراد اﻟد ارﺳــﺔ ﻣﻌــﺎﻧﯾﻬم وﺛﻘــﺎﻓﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل‬ ‫اﻻﺷﺗراك ﻣﻌﻬم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟظروف ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻧﺳﺑﯾًﺎ‪.‬‬

‫وﻟــﯾس ﻣــن اﻟﺳــﻬل اﻟﻣﻔﺎﺿــﻠﺔ ﺑــﯾن ﻣــﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣــث اﻟﻛﻣــﻲ وﻧﻬــﺞ اﻟﺑﺣــث اﻟﻛﯾﻔــﻲ‪.‬‬ ‫ﻓﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑﺣث ﺗﺣدد ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻷﻛﺛر ﻣﻼءﻣﺔ ﻟﺑﺣﺛﻬﺎ‪ .‬وﻫﻧﺎك ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺑﺣث ﻛﻣﻲ ﻣﺗﻘن‪ ،‬وﺑﺣث ﻛﻣﻲ ﻏﯾر ﻣﺗﻘن‪ .‬وﻛـذﻟك اﻷﻣـر ﻓـﻲ اﻟﻣـﻧﻬﺞ اﻟﻛﯾﻔـﻲ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺑﺣث اﻟﺟﯾد واﻟﻣﺗﻘن ﻣن أي ﻣن اﻟﻣﻧﻬﺟﯾن ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﻘﻲ ﺿوءاً ﻋﻠـﻰ اﻟواﻗـﻊ وﯾﺣـل‬ ‫ﺑﻌض ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ‪.‬‬

‫وﻫﻧ ــﺎك‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ أﯾ ــﺔ ﺣ ــﺎل‪ ،‬ﻣﺟ ــﺎﻻت ﻓ ــﻲ اﻟﺑﺣ ــوث ﯾﻠ ــزم ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻟﻠﺟ ــوء إﻟ ــﻰ ﺗ ــوﻓﯾر‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺛري ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﻌﺿًﺎ‪ ،‬وﯾدﻋم ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﻌﺿـًﺎ ﻓـﻲ‬

‫ﻓﻬم اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣدروﺳﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﺗﻛـون ﻗﺎﻋـدة ﺻـﻠﺑﺔ ﻓـﻲ اﺗﺧـﺎذ ﻗـ اررات ﺣﻛﯾﻣـﺔ ﻟﺗﺣﺳـﯾن‬ ‫اﻟﻣﻣﺎرﺳــﺎت ٕواﺟ ـراء اﻟﺗﻐﯾ ـرات‪ .‬وﻓــﻲ ﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻟﺣــﺎﻻت ﯾﺣﺳــن أن ﯾﺷــﺎرك ﻓــﻲ اﻟﻘﯾــﺎم‬ ‫ﺑﺎﻟﺑﺣــث ﻓرﯾــق ﻣــن اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬درب ﺑﻌﺿ ــﻬم ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﺧدام اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻛﻣﯾ ــﺔ ودرب‬

‫اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺑﺣوث ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟزﻣﻧﻲ ‪:‬‬ ‫دأﺑت ﻣﻌظم اﻟﻣراﺟﻊ واﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣـث ﻓـﻲ ﻣﯾـﺎدﯾن اﻟﺗرﺑﯾـﺔ واﻟﻌﻠـوم‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ واﻟﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺻـ ــﻧﯾف اﻟﺑﺣـ ــوث ﻓـ ــﻲ ﺛـ ــﻼث ﻓﺋـ ــﺎت ﻫـ ــﻲ ‪ :‬اﻟﺑﺣـ ــوث‬ ‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺑﺣوث اﻟوﺻـﻔﯾﺔ واﻟﺑﺣـوث اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾـﺔ‪ .‬وﯾﻣﻛـن ﺗﺣدﯾـد اﻟﺗﺻـﻧﯾف ﻣـن ﺧـﻼل‬ ‫طرح اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﻫــل ﯾﺗﻌﻠــق اﻟﺑﺣــث ﺑﻣــﺎ ﻛــﺎن؟ وﻋﻧــدﻫﺎ ﯾﻛــون اﻟﺑﺣــث ﻣﺗﻌﻠﻘ ـﺎً ﺑﺎﻟﻣﺎﺿــﻲ ﻓﻬــو‬ ‫ﺑﺣــث ﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ‪ .‬وﯾﻣﻛ ــن ﻟﻠﻣ ــؤرخ أن ﯾﺳ ــﻌﻰ ﻟﻠﺗوﺻ ــل إﻟ ــﻰ وﺻ ــف دﻗﯾ ــق‬

‫ﻟﻸﺣــداث اﻟﻔرﯾــدة اﻟﺗــﻲ ﺣــدﺛت ﻓــﻲ اﻟﻣﺎﺿــﻲ‪ ،‬أو ﻟﻠﺗوﺻــل إﻟــﻰ ﺗﻌﻣﯾﻣــﺎت‬ ‫ﻣﻔﯾ ــدة ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﻟﻣﺳ ــﺢ ﺗﻠ ــك اﻷﺣ ــداث اﻟﻣﺎﺿ ــﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﻬ ــﺎ أن ﺗﻔﯾ ــد ﻓ ــﻲ ﻓﻬ ــم‬

‫اﻟﺳﻠوك اﻟﻘﺎﺋم ﺣﺎﻟﯾﺎً‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟراﻫﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﻫ ــل ﯾﺗﻌﻠ ــق اﻟﺑﺣ ــث ﺑﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﻛ ــﺎﺋن ﺣﺎﻟﯾـ ـﺎً؟ أي ﺑﺗﻣﯾﯾ ــز ﻣﻌ ــﺎﻟم اﻷﺷ ــﯾﺎء أو‬ ‫اﻟﻣواﻗــف أو اﻟﻣﻣﺎرﺳــﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﺷــﻛل ﯾﺳــﻣﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣــث ﺑﺗﺣدﯾــد وﺗطــوﯾر‬ ‫إرﺷﺎدات ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل؟ وﻋﻧدﻫﺎ ﯾﻛون اﻟﺑﺣث وﺻﻔﯾًﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﻫـل ﯾﺗﻌﻠـق اﻟﺑﺣـث ﺑﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻛـون ﻋﻧـد ﺿـﺑط ﻋواﻣـل ﻣﻌﯾﻧـﺔ؟ وﻋﻧـدﻫﺎ‬ ‫ﯾﻛــون اﻟﺑﺣــث ﺗﺟرﯾﺑﯾ ـﺎً‪ .‬وﯾــﺗم ﻣــن ﺧــﻼل ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﺿــﺑط ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻌواﻣــل‬

‫اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف‪ ،‬ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﻌواﻣل‪ ،‬اﻟﺗـﻲ ﺗﻌـد ﻣﺗﻐﯾـرات‬ ‫ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ﯾﺟــري ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬــﺎ وﺑﯾــﺎن أﺛرﻫــﺎ وﺑﻧــﺎء ﻋﻼﻗــﺔ ﺳــﺑﺑﯾﺔ‬

‫ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرات أﺧرى ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﻌـــزى ﺗﻘـ ــدم اﻹﻧﺳ ــﺎن ورﻗـ ــﻲ ﺣﺿـ ــﺎرﺗﻪ ﻋﺑ ــر اﻟﺳـ ــﻧﯾن إﻟ ــﻰ ﻣﺣـ ــﺎوﻻت اﻹﻧﺳـ ــﺎن‬ ‫اﻟﻣﺳــﺗﻣرة ﻻﻛﺗﺷــﺎف اﻟﻌواﻣــل اﻟﺗــﻲ ﺗــؤﺛر ﻓــﻲ وﺟــودﻩ‪ .‬وﻗــد أﺧــذت ﻫــذﻩ اﻟﻣﺣــﺎوﻻت ﻓــﻲ‬ ‫ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر ﺷﻛل اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪ :‬ﻛﯾف وﺟد ﻫذا اﻟﺷﻲء؟ وﻣﺎ ﻗﯾﻣﺔ وﺟـودﻩ؟ وﻛﯾـف‬ ‫ﯾﻣﻛ ــن اﺳ ــﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ اﻟﻣﺗ ــوﻓرة ﻋﻧ ــد ﺿ ــﺑط اﻷﺣ ــداث اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑ ــﻪ؟ وﻣ ــﻊ ﺗط ــور‬

‫‪38‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﺗﻌﻘـدﻫﺎ اﺳـﺗطﺎع أن ﯾﺻـوغ ﻓﻠﺳـﻔﺎت وﻣﺑـﺎدئ ﻧظرﯾـﺔ ﻣﺑﻧﯾـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻫدات ﺣﺳﯾﺔ وﺧﺑرات ﻋﻣﻠﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﻣﻛــن اﻋﺗﺑ ــﺎر أﻧ ـواع اﻟﺑﺣ ــث اﻟﺛﻼﺛ ــﺔ ﻓــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺗﺻ ــﻧﯾف اﻣﺗــداداً ﻟﻧظـ ـﺎم اﻟﻔﻛ ــر‬

‫اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ .‬ﻓﻬﻲ ﺗﻣﻛن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﺳﺗﻣرار اﻟﻛﺷـف واﻹﺑـداع‪ .‬ﻓﺎﻟﺑﺣـث اﻟﺗـﺎرﯾﺧﻲ ﻣـﺛﻼً‬ ‫ﯾﻣﻛﻧﻧــﺎ ﻣــن ﺗﺣدﯾــد اﻟﺑــداﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﻗــﺎدت إﻟــﻰ اﻟظــروف اﻟراﻫﻧــﺔ‪ .‬وﻫــﻲ ﺗﻬﯾــﺊ اﻟطرﯾــق‬

‫ﻟﻠﺑﺣــث اﻟوﺻــﻔﻲ اﻟــذي ﯾﺣــدد ﻣــﺎ ﻫــو ﻗــﺎﺋم ﺣﺎﻟﯾ ـﺎً ﺑﺎﻟﻔﻌــل‪ .‬وﻫــذﻩ اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﺗﻬﯾــﺊ ﺑــدورﻫﺎ‬ ‫ﻟﻠﺑﺣث اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺑؤ وﺿﺑط وﺟودﻧﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ‪.‬‬

‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ وﺻف ﻣوﺟز ﻟﻛل ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻧواع ﻣن اﻟﺑﺣوث ‪:‬‬ ‫أ – اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ‪:‬‬ ‫ﯾﻌ ـ ــد اﻟﺗ ـ ــﺎرﯾﺦ ﻧظﺎﻣـ ـ ـﺎً ﻟﺗﺻ ـ ــﻧﯾف وﺗﻧظ ـ ــﯾم اﻟ ـ ــدﻻﺋل واﻵﺛ ـ ــﺎر اﻟﻣﺳ ـ ــﺟﻠﺔ ﻟﻸﺣ ـ ــداث‬

‫اﻟﻣﺎﺿـ ــﯾﺔ‪ .‬وﯾﻛـ ــون ﻫـ ــذا اﻟﻧظـ ــﺎم ﻋـ ــﺎدة ﻣﺻـ ــﺣوﺑﺎً ﺑﺗﻔﺳـ ــﯾر ﻫـ ــذﻩ اﻷﺣـ ــداث وﻋﻼﻗﺗﻬـ ــﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟظروف اﻟﺣﺎﺿرة‪ .‬وﻋﻠـﻰ ﻓـرض أن اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت اﻟواﻗﻌﯾـﺔ ﻟﻠﺗـﺎرﯾﺦ ﯾﻣﻛـن ﺗـدوﯾﻧﻬﺎ ﺑطرﯾﻘـﺔ‬ ‫ﺗﺿــﻣن ﺻــدﻗﻬﺎ ﻓ ــﺈن اﻟﺑﺣــث اﻟﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ ﯾﻌﺗﺑــر ﺑﺣﺛــﺎً ﻋﻠﻣﯾـ ـﺎً‪ .‬وﻗــد ﺗﻛ ــون اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺗ ــﻲ‬ ‫ﻧﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺻﺎدﻗﺔ إﻟﻰ ﺣد ﯾﻣﺎﺛـل ﺻـدق اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺗـﻲ ﻧﺗوﺻـل‬ ‫إﻟﯾﻬﺎ ﻣن أﻧواع اﻟﺑﺣوث اﻷﺧرى‪ .‬وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﻣﺳـﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾـد اﻷﺣـداث اﻟﻣﺎﺿـﯾﺔ ﻫـﻲ‬ ‫أﻣــر ﺻــﻌب وﻏﺎﻟﺑ ـﺎً ﻻ ﺗﻛــون اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻣﺗــوﻓرة‪ ،‬وﻣــن اﻟﺻــﻌب ﺟــداً ﻓــوق‬ ‫ذﻟك إﺛﺑﺎت ﺗﻔﺳﯾرات اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑﻣﺟرد ﺟﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻣــن اﻟﻧﺎﺣﯾــﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾــﺔ ﯾﻣﻛــن ﺗﺣدﯾــد ﺑﻌــض اﻟﺣﻘــﺎﺋق اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﺑوﺿــوح‪ ،‬ﺑﻣﺟــرد‬ ‫ﻼ ﯾﻣﻛــن أن ﺗﺧﺿــﻊ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾــل‬ ‫أن ﺗﺻــﺎغ ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻛﻣﯾــﺔ وﺗﻌــﺎﻟﺞ ﺑطرﯾﻘــﺔ إﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ‪ .‬ﻓﻣــﺛ ً‬ ‫اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﺗﻠــك اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﻧﺣﺻــل ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــن اﻟﺳــﺟﻼت اﻷﺻــﻠﯾﺔ ﻟﻣؤﺳﺳــﺔ أو‬ ‫ﻟﻣدرﺳﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻣـن ﺳـﺟﻼت اﻹﺣﺻـﺎءات اﻟﻌﺎﻣـﺔ أو ﻣـن ﻧﺳـﺦ ﻣﺻـورة ﻋـن وﺛـﺎﺋق‬

‫‪39‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫أﺻﻠﯾﺔ‪ .‬وﯾﻣﻛن أن ﺗﺳـﺗﻌﻣل ﻫـذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ﻓﯾﻣـﺎ ﺑﻌـد ﻟﺗﻔﺳـﯾر اﻷﺣـداث اﻟﺟﺎرﯾـﺔ وﺗﺣدﯾـد‬ ‫أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وﺷرح اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺗﻐﯾﯾر وﻋﻣل ﻣﻘﺎرﻧﺎت ﻣﺗﻌددة‪.‬‬ ‫وﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ اﻟﻣﺟــﺎل اﻟﺗــﺎرﯾﺧﻲ أن ﯾﻌطــﻲ ﻋﻧﺎﯾــﺔ ﻓﺎﺋﻘــﺔ ﻻﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‬ ‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ وﺗﺣدﯾــد ﻣوﺿــوﻋﻬﺎ ﺑدﻗــﺔ‪ ،‬ﻓﻣﺟــﺎل اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ‪ Scope‬ﯾﺟــب أن ﯾﺑﻘــﻰ ﺿــﻣن‬ ‫ﺣدود ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺑﺳﻬوﻟﺔ‪.‬‬ ‫وﯾ ــﺗم ﺟﻣ ــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﺑﺣ ــث اﻟﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ ﺑطرﯾﻘـ ـﺔ ﻣﻧظﻣ ــﺔ ﺗﻛ ــون ﻋ ــﺎدة ﻣﻣﻠ ــﺔ‬ ‫وﺗﺳﺗﻬﻠك وﻗﺗـﺎً‪ .‬وﯾﺳـﻌﻰ اﻟﺑﺎﺣـث ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﻣﺻـﺎدر أوﻟﯾـﺔ ‪Primary Sources‬‬

‫ﻗد ﺗﻛون ﻣوﺟودة وﻟﻛﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ اﺿطر ﻟﻠﻌودة إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ أﺑﻌد أﺛﻧﺎء ﺑﺣﺛﻪ ﯾﻛون ﻣﺿـط اًر‬ ‫إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر ﺛﺎﻧوﯾﺔ ‪.Secondary Sources‬‬

‫واﻟﻣﺻـدر اﻷوﻟــﻲ ﻗــد ﯾﻛــون وﺛﯾﻘــﺔ أﺻـﻠﯾﺔ أو ﺷــﺎﻫد ﻋﯾــﺎن‪ .‬أﻣــﺎ اﻟﻣﺻــدر اﻟﺛــﺎﻧوي‬ ‫ﻓﻬـو ﻧﺳــﺧﺔ ﻋــن اﻟوﺛﯾﻘــﺔ اﻷﺻــﻠﯾﺔ أو ﺗﻘرﯾــر ﻣﻛﺗــوب ﻟﺷــﺧص أﺟــرى ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ ﻣــﻊ ﺷــﺎﻫد‬ ‫ﻋﯾﺎن‪.‬‬ ‫وﺗﺗﻌ ــرض ﺑﯾﺎﻧ ــﺎت اﻟﺑﺣ ــث اﻟﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ ﻋ ــﺎدة إﻟ ــﻰ ﻧ ــوﻋﯾن ﻣ ــن اﻟﻧﻘ ــد ﻟﻠﺣﻛ ــم ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫ﻣﻼءﻣﺗﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬اﻷول ﻫ ـ ــو ﻧﻘ ـ ــد ﺧ ـ ــﺎرﺟﻲ ﯾﺗﻌﻠ ـ ــق ﺑﻣوﺛوﻗﯾ ـ ــﺔ ‪ Authenticity‬اﻟوﺛﯾﻘ ـ ــﺔ أو‬

‫اﻟﻣﺻدر اﻟذي أﺧذت ﻣﻧﻪ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ‪ .Integrity‬واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو اﻟﻧﻘـد اﻟـداﺧﻠﻲ‪،‬‬ ‫وﯾﺗﻌﻠـق ﺑدرﺟــﺔ اﻟﺛﻘــﺔ واﻟﺳـﻼﻣﺔ واﻟﻣﺻــداﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻣﺣﺗــوى اﻟﻣﺻـدر ﺣﺗــﻰ ﻟــو ﻛــﺎن‬ ‫ﻣﺻدر أوﻟﻲ‪.‬‬ ‫واﻹﺟ ـ ـراءات اﻟﻣﺳـ ــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺧﻲ ﻫـ ــﻲ أﺳﺎﺳ ـ ـًﺎ ﻧﻔـ ــس اﻹﺟ ـ ـراءات‬

‫اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓــﻲ أﻧ ـواع اﻟﺑﺣــوث اﻷﺧــرى‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﺎﺣــث ﯾﺣــدد اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ وﯾﺻــوغ اﻟﻔرﺿــﯾﺎت‬ ‫وﯾﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺛم ﯾﺳﺗﺧﻠص اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ وﯾﺣـﺎول ﺗﻔﺳـﯾرﻫﺎ‪ .‬إﻻ أن ﻫﻧـﺎك ﺛﻼﺛـﺔ ﻋواﻣـل –‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻷﻗل – ﯾﺻﻌب ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪40‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 1‬وﺟـ ــوب ﺗﻔﺳـ ــﯾر اﻷﺣـ ــداث اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـ ــﺔ ﺑدﻻﻟـ ــﺔ اﻟﻣواﻗـ ــف واﻷﻓ ـ ـراد واﻟﺛﻘﺎﻓـ ــﺎت‬ ‫اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﻔﺗرة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وﺟ ــوب اﻟﺣﻛ ــم ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺣﻘ ــﺎﺋق اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ وﺗﻔﺳ ــﯾرﻫﺎ ﻓـــﻲ ﺿ ــوء اﻓﺗ ارﺿ ــﺎت‬ ‫ﻣرﻛزﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﺑﻧــﺎء اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺳــﺑﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﺛﺑــﺎت ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺎت داﺋﻣ ـﺎً أﻣــر ﺻــﻌب وﯾﻛــون‬ ‫ﻏﺎﻟﺑﺎً أﻣ اًر ﻣﺳﺗﺣﯾﻼً‪.‬‬

‫ب – اﻟﺑﺣث اﻟوﺻﻔﻲ ‪: Descriptive Research‬‬ ‫ﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي ﯾﺧﺑرﻧــﺎ ﻓﯾــﻪ اﻟﺑﺣــث اﻟﺗــﺎرﯾﺧﻲ ﻋﻣــﺎ ﺟــرى ﻓــﻲ اﻟﻣﺎﺿــﻲ‪ ،‬ﯾﺧﺑرﻧــﺎ‬

‫اﻟﺑﺣ ـث اﻟوﺻــﻔﻲ ﻋﻣــﺎ ﻫــو ﻣوﺟــود ﺣﺎﻟﯾ ـﺎً‪ .‬وﯾﺻــﻣم اﻟﺑﺣــث اﻟوﺻــﻔﻲ ﻟﺗﺣدﯾــد ووﺻــف‬ ‫اﻟﺣﻘـﺎﺋق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑـﺎﻟﻣوﻗف اﻟـراﻫن‪ ،‬وﻟﺗوﺿـﯾﺢ ﺟواﻧـب اﻷﻣـر اﻟواﻗـﻊ ﺑﻣﺳـﺣﻬﺎ ووﺻــﻔﻬﺎ‬ ‫وﺻــﻔﺎً ﺗﻔﺳــﯾرﯾﺎً ﺑدﻻﻟــﺔ اﻟﺣﻘــﺎﺋق اﻟﻣﺗــوﻓرة‪ .‬ﻟﻛــن اﻟﺑﺣــث اﻟوﺻــﻔﻲ ﻻ ﯾﺣﻛــم ﻋﻠــﻰ اﻟوﻗــﻊ‬

‫ﺣﻛﻣﺎً ﻗﯾﻣﯾﺎً ﻣن ﺣﯾث ﻛوﻧﻪ واﻗﻊ ﺟﯾد أو رديء‪ .‬وﻻ ﺗﺗﺑﻊ اﻟدراﺳﺎت اﻟوﺻﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾـر‬ ‫ﻣن اﻷﺣﯾﺎن اﻟﻣﺟﺎل ﻹﺻدار ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم‪.‬‬

‫ﻼ أن ﯾﺧﺑرﻧـﺎ ﻋــن اﺗﺟﺎﻫـﺎت اﻟطﻠﺑـﺔ وأوﻟﯾــﺎء أﻣـورﻫم ﻧﺣــو‬ ‫ﻓـﺈذا اﺳـﺗطﺎع اﻟﺑﺣــث ﻣـﺛ ً‬

‫اﻟرﯾﺎﺿ ــﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـرة‪ ،‬ﻓﻬ ــذا ﻻ ﯾﻛ ــون ﺑﺎﻟﺿ ــرورة ﺣﻛﻣـ ـًﺎ ﻋﻠ ــﻰ أﻓﺿ ــﻠﯾﺔ اﻟرﯾﺎﺿـــﯾﺎت‬ ‫اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻠﻌب اﻟوﻗت اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻓﯾﻪ اﻟدراﺳﺔ دو اًر ﻣﻬﻣﺎً ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﯾﻠﻌـب‬

‫ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ دو اًر ﻣﻬﻣﺎً أﯾﺿﺎً وﻟذﻟك ﯾﻠزم أن ﺗﻛون اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟد ارﺳـﺔ ﺣﺗـﻰ‬ ‫ﺗﻛون ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣث ﺻﺎدﻗﺔ‪.‬‬

‫واﻟﺑﺣــث اﻟوﺻــﻔﻲ أﻛﺛــر ﻣــن ﻣﺟــرد ﺑﯾﺎﻧــﺎت‪ ،‬وﻻ ﺗﻌــد اﻟد ارﺳــﺔ د ارﺳــﺔ ﺑﺣــق ﻣــﺎ ﻟــم‬ ‫ﺗﻧــﺎﻗش اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت إﻟــﻰ درﺟــﺔ ﺗﻣﺗــد إﻟــﻰ ﻣﺳــﺗوى اﻟﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻣﻼﺋــم‪ .‬وﻗــد ﯾﺷــﻌر اﻟﺑﺎﺣــث‬ ‫اﻟﻣﺑﺗـدئ أﻧــﻪ ﺑﻣﺟـرد ﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت وﻛﺗﺎﺑــﺔ ﺗﻘرﯾـر ﺑﺎﻟﺣﻘــﺎﺋق ﻗـد اﺳــﺗﻛﻣل ﺑﺣﺛـﻪ‪ ،‬واﻟواﻗــﻊ‬ ‫‪41‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫أن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻘـوم ﺑـﻪ أي ﺷـﺧص ﻻ ﯾﻣﺗﻠـك ﻣﻬـﺎرات اﻟﺑﺣـث‪ .‬إﻻ أن ﻋﻣـل‬ ‫اﻟﺑﺎﺣ ــث اﻟﺣﻘﯾﻘ ــﻲ‪ ،‬ﯾﺑﺗ ــدأ ﺑﻣﺗﺎﺑﻌ ــﺔ ﻫ ــذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﺑﻌﻧﺎﯾ ــﺔ وﺗﻔﺳ ــﯾرﻫﺎ واﻛﺗﺷ ــﺎف اﻟﻣﻌ ــﺎﻧﻲ‬ ‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﯾﺗﻔــﺎوت ﻋــدد اﻷﻓـراد اﻟــذﯾن ﺗﺗﻧــﺎوﻟﻬم اﻟد ارﺳــﺎت اﻟوﺻــﻔﯾﺔ ﻣــن ﻓــرد واﺣــد أو ﻋــدد‬ ‫ﻗﻠﯾل ﻣن اﻷﻓراد ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬إﻟﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺳﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﻋدداً ﻛﺑﯾـ اًر ﻣـن‬ ‫اﻷﻓراد‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳـﺢ اﻟﺷـﺎﻣل‪ .‬وﺗﺗﻔـﺎوت ﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ طـرق‬

‫ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣن اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ اﻟﻔردﯾـﺔ واﻟﻣﻼﺣظـﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷـرة‪ ،‬اﻟﺗـﻲ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ اﻟﺑﺎﺣـث اﻟﺗﺄﻛـد‬ ‫ﻣ ــن ﺻ ــدﻗﻬﺎ وﺗﻌـ ــدﯾﻠﻬﺎ ﻋﻧ ــد اﻟﺣﺎﺟـ ــﺔ أﺛﻧـــﺎء اﺳـــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬إﻟـ ــﻰ اﻻﺧﺗﺑـــﺎرات واﻟﻣﻘـ ــﺎﯾﯾس‬ ‫واﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺻدق ﺑﯾﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋواﻣـل ﻛﺛﯾـرة ﺗـرﺗﺑط ﺑـﺄﻓراد‬ ‫اﻟدراﺳﺔ وأﻫواﺋﻬم وﺟدﯾﺗﻬم ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪.‬‬ ‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ وﺻف ﻣوﺟز ﻟﺑﻌض أﻧواع اﻟدراﺳﺎت اﻟوﺻﻔﯾﺔ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺳﺣﻲ ‪:‬‬ ‫ﻣــن أﻧ ـواع اﻟﺑﺣــث اﻟوﺻــﻔﻲ اﻟﻣﺷــﻬورة واﻟﻛﺛﯾ ـرة اﻻﺳــﺗﻌﻣﺎل ﻓــﻲ اﻟﺑﺣــث اﻟﺗرﺑــوي‪،‬‬ ‫اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺳﺣﻲ ‪ .Survey Research‬واﻟﻣﺳﺢ ﻫو ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻠﯾـل وﺗﻔﺳـﯾر وﻋـرض‬ ‫واﻗﻊ اﻟﺣﺎل ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﺑﯾرة أو ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾـرة ﻧﺳـﺑﯾﺎً ﻣـن اﻷﻓـراد ﻓـﻲ ﻣﻧطﻘـﺔ‬

‫ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻣن أﺟل ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب‪.‬‬

‫وﯾﺻــﻌب اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺟﻣﯾ ــﻊ أﻓــراد ﻣﺟﺗﻣ ــﻊ اﻟد ارﺳــﺔ ﻓ ــﻲ‬ ‫اﻟﺑﺣ ــث اﻟﻣﺳ ــﺣﻲ‪ ،‬ﻟ ــذﻟك ﻻ ﺑـــد ﻣ ــن اﻟﻌﻧﺎﯾ ــﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾ ــﺔ ﻓـــﻲ اﺧﺗﯾ ــﺎر ﻋﯾﻧـــﺔ ﻣﻣﺛﻠ ــﺔ ﻟﻬـــذا‬ ‫ﻼ ﻟــن ﯾﻌطــﻲ‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‪ .‬ﻓﺄﺧــذ ﻋﯾﻧــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل دﻟﯾــل اﻟﻬــﺎﺗف ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻣــﺛ ً‬ ‫ﺑﯾﺎﻧـﺎت ﺻـﺎدﻗﺔ ﻋــن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻷن اﻟــذﯾن ﻟـدﯾﻬم ﺗﻠﯾﻔوﻧـﺎت ﻫــم ﻓﺋـﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻣـن اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‬

‫ﻏﯾر ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﺳﺎﺋر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺿﻣون ‪:‬‬ ‫‪42‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺳﺣﯾﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠـق ﺑﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻷﺷـﯾﺎء‬ ‫وﺧﺎﺻـﺔ اﻟوﺛـﺎﺋق اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﻣدوﻧـﺔ أو اﻟﻣﻛﺗوﺑــﺔ واﻟﺗـﻲ ﺗﺻـف ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬـﺎ ظـﺎﻫرة ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل ﯾﻠــزم ﺗﺣﻠﯾــل اﻟﻣﺣﺗــوى أو اﻟﻣﺿــﻣون ‪ .Content Analysis‬ﻓﻔــﻲ‬ ‫وﺻف واﻗﻊ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣدرﺳﻲ ﻣن ﺣﯾث ﻣدى ﺗﻘﯾد اﻟﻣؤﻟف ﺑـﺑﻌض اﻟﻣﻌـﺎﯾﯾر ﯾﻣﻛـن أن‬ ‫ﯾﻠﺟـﺄ اﻟﺑﺎﺣــث إﻟــﻰ اﺧﺗﯾــﺎر ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻛﺗــب ﻣــن ﺑــﯾن ﺟﻣﯾــﻊ ﻛﺗــب ﻣﺳــﺗوى ﺗﻌﻠﯾﻣــﻲ‬ ‫ﻣﻌﯾن‪ ،‬وﻣن ﺛم اﺧﺗﯾﺎر ﻋدد ﻣـن ﻓﺻـول ﻛـل ﻛﺗـﺎب ﺑـﯾن ﺟﻣﯾـﻊ ﻓﺻـول اﻟﻛﺗـﺎب‪ ،‬ورﺑﻣـﺎ‬

‫اﺧﺗﯾــﺎر ﻋــدد ﻣــن اﻟﺻــﻔﺣﺎت أو ﻣــن اﻟﻔﻘ ـرات ﻓــﻲ ﻛــل ﻓﺻــل‪ ..‬إﻟــﺦ‪ ،‬ﺛــم ﯾﻘــوم اﻟﺑﺎﺣــث‬ ‫ﺑﺗطﺑﯾــق ﻧظــﺎم ﻣﻌــﯾن أو أﺳــﻠوب ﻣﻌــﯾن ﻟﺗﺣﻠﯾــل اﻟﻣﺣﺗــوى‪ ،‬وﺗﺗﺟﻣــﻊ ﻟدﯾــﻪ ﺑﻬــذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ‬ ‫ﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﻛﺛﯾـ ـرة ﯾﻧظﻣﻬـ ــﺎ وﯾﺣﻠﻠﻬ ــﺎ وﯾﺗوﺻـ ــل ﻣ ــن ﺧﻼﻟﻬـ ــﺎ إﻟـــﻰ ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ ﺗﺗﻌﻠـــق ﺑﺎﻷﺳـ ــﺋﻠﺔ‬ ‫اﻟﻣطروﺣﺔ أو اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﻣﻛ ــن ﺗطﺑﯾ ــق ﻫـــذا اﻟﻧ ــوع ﻣـــن اﻟﺗﺣﻠﯾـــل ﺑﺎﻹﺿـــﺎﻓﺔ إﻟـــﻰ اﻟﻣﺛـــﺎل اﻟﺳـــﺎﺑق ﻋﻠـــﻰ‬ ‫اﻟﺳــﺟﻼت اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﻠﯾــل اﻟﻣﺟــﺎﻻت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺧــذ ﺑﺧﺻوﺻــﻬﺎ اﻟﻘــ اررات واﻟﺗﺷــرﯾﻌﺎت‬ ‫اﻟﺗرﺑوﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻘ ـواﻧﯾن واﻷﻧظﻣــﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣــﺎت‪ ،‬ﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻣــدى ﺷــﻣوﻟﻬﺎ أو إﻫﻣﺎﻟﻬــﺎ ﻟﺟواﻧــب‬ ‫ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺟ ارﺋ ــد اﻟﯾوﻣﯾ ــﺔ ﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ ﻧوﻋﯾ ــﺔ اﻟﺗﻐطﯾ ــﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾ ــﺔ ﻟﻣﺳ ــﺎﺋل ﺗرﺑوﯾ ــﺔ ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ‬ ‫وﻫﻛذا‪.‬‬

‫‪ – 3‬ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻣل ‪: Job Analysis‬‬ ‫وﻫــو ﻧــوع ﻣــن اﻟد ارﺳــﺎت اﻟوﺻــﻔﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻬــدف إﻟــﻰ وﺻــف اﻟﻣﻬــﺎم واﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺎت‬ ‫اﻟﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑﻌﻣــل أو وظﯾﻔــﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ‪ .‬وﻗــد أورد ﻓــﺎن داﻟــﯾن )‪ (1969‬وﺻــﻔًﺎ ﻟﻬــذا اﻟﻧــوع‬ ‫ﻣن اﻟدراﺳﺎت‪ .‬ﻓﻬو ﯾرى أن ﻫذﻩ اﻟﺑﺣوث ﻗـد ﺗﺟﻣـﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻋـن واﺟﺑـﺎت اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن‬ ‫وﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺎﺗﻬم اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ واﻷﻧﺷ ــطﺔ اﻟﺗـــﻲ ﯾزاوﻟوﻧﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋﻣ ــل ﻣ ــن اﻷﻋﻣ ــﺎل ووﺿـــﻌﻬم‬ ‫وﻋﻼﻗــﺎﺗﻬم ﻓــﻲ اﻟﺗﻧظــﯾم اﻹداري وظــروف ﻋﻣﻠﻬــم وطﺑﯾﻌــﺔ وﻧــوع اﻟﺗﺳــﻬﯾﻼت اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ‬ ‫ﻟﻬ ــم‪ .‬وﻗ ــد ﺗﺑﺣ ــث أﯾﺿـ ـًﺎ أوﺻ ــﺎف اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم واﻟﺗ ــدرﯾب اﻟﻣﺗﺧﺻ ــص ﻟﻠﻌ ــﺎﻣﻠﯾن وﺧﺑـ ـرﺗﻬم‬ ‫وﻣرﺗﺑ ــﺎﺗﻬم وﻣ ــﺎ ﻟ ــدﯾﻬم ﻣ ــن ﻣﻌ ــﺎرف وﻣﻬ ــﺎرات وﻋ ــﺎدات وﻣﺳ ــﺗوﯾﺎت ﺻ ــﺣﯾﺔ وﺳ ــﻣﺎت‬ ‫‪43‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺳﻠوﻛﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺳﺎﻋد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺟﻣﻌﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠـﻰ وﺻـف ﻣﻣﺎرﺳـﺎت اﻟﻌﻣـل وظروﻓـﻪ‬ ‫اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎﯾﺎت واﻟﺣﻘـﺎﺋق اﻟﺳـﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﺻـف ﺑﻬـﺎ اﻷﻓـراد‪ ،‬أو ﯾﻧﺑﻐـﻲ أن ﯾﺗﺻـﻔوا‬ ‫ﺑﻬﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﻘوﻣوا ﺑﻌﻣﻠﻬم ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ وﻛﻔﺎﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﻣﻛـن أن ﯾﺳـﺗﻌﯾن اﻹدارﯾـون ﻓـﻲ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت ﺑﻬـذﻩ اﻟد ارﺳـﺎت ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد ﺟواﻧـب‬ ‫اﻟﺿﻌف أو اﻻزدواﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗـ اررات اﻟﻧﻘـل واﻟﺗرﻗﯾـﺔ ٕواﻋـﺎدة اﻟﺗـدرﯾب‪،‬‬ ‫وﻓﻲ ﺑﻧﺎء إطﺎر أو ﻧﻣوذج ﻧظري ﻟﻠﻌﻣل اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري‪.‬‬ ‫‪ – 4‬دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ‪: Studies of Relationships‬‬ ‫ﻣ ــن أﻫ ــم اﻟوﺻ ــﻔﯾﺔ د ارﺳ ــﺎت اﻟﻌﻼﻗـــﺎت‪ ،‬وﯾﻣﻛ ــن أن ﻧﺟ ــد ﻣـــن ﺑﯾﻧﻬـــﺎ اﻟد ارﺳ ــﺎت‬

‫اﻹرﺗﺑﺎطﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟد ارﺳـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﺑﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ .‬وﺗﻬـ ـ ـ ـ ــدف اﻟد ارﺳـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻹرﺗﺑﺎطﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫‪ Correlational Studies‬إﻟــﻰ اﻛﺗﺷــﺎف اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن ﻣﺗﻐﯾـرﯾن أو أﻛﺛــر ﻣــن ﺣﯾــث‬ ‫ﻧوع اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣوﺟود‪ ،‬اﻟﻣوﺟـب واﻟﺳـﺎﻟب‪ ،‬وﻗـوة اﻻرﺗﺑـﺎط‪ ،‬ﻣـن اﻟﺣـد اﻷدﻧـﻰ – ‪ 1‬إﻟـﻰ‬ ‫اﻟﺣـد اﻷﻗﺻـﻰ ‪ ،1 +‬ﻣﺛـل د ارﺳـﺔ اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻻرﺗﺑﺎطﯾـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺗﻔﻛﯾـر اﻟﻣﺟـرد واﻟﻣﺣﺳـوس‬ ‫وﻣﻘــدار اﻟﺗﺣﺻــﯾل ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺑﺎﺣــث اﻟد ارﺳــﯾﺔ‪ .‬أﻣ ــﺎ اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺳــﺑﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ‪Cause-‬‬ ‫ﻼ إﻟـﻰ‬ ‫‪ Effect Relationship‬ﻓﺗﺗﻌدى ﻣﺟرد اﻟﻛﺷف ﻋن اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾـرﯾن ﻣـﺛ ً‬

‫اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر أﺣد اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻓﻲ اﻵﺧر‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻛـون أﺣـدﻫﻣﺎ ﺳـﺑﺑًﺎ واﻵﺧـر‬ ‫ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟــﻪ‪ .‬وﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن أن ﻫــذا اﻟﻬ ــدف ﻻ ﯾﺗﺣﻘــق ﻓــﻲ ﺻــورﺗﻪ اﻟﻣﺛﻠــﻰ إﻻ ﺑواﺳ ــطﺔ‬

‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟظروف وﺿﺑط ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾـرات‪،‬‬ ‫إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﻠزم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺑﻌـض اﻟﺗﻌﻣﯾﻣـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻷﺳـﺑﺎب ﻣـن‬ ‫ﺧــﻼل اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺳــﺑﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧــﺔ‪ ،‬وذﻟــك ﻟﺻــﻌوﺑﺔ إﺟــراء اﻟﺗﺟــﺎرب ﻓــﻲ ﻣوﺿــوﻋﻬﺎ‪،‬‬ ‫وﻟﺿـ ــرورة رﺑـ ــط ﻫـ ــذﻩ اﻟﺗﻌﻣﯾﻣـ ــﺎت ﺑـ ــﺎﻟظروف اﻟطﺑﯾﻌﯾـ ــﺔ ﻟﻠظـ ــﺎﻫرة‪ ،‬وﻟـ ــﯾس ﺑـ ــﺎﻟظروف‬ ‫اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾ ــﺔ اﻟﻣﺧﺑرﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ ﯾ ــﺗم ﺗﺣﻠﯾ ــل ﺟواﻧ ــب اﻟﺗﺷ ــﺎﺑﻪ واﻻﺧ ــﺗﻼف ﺑ ــﯾن‬ ‫اﻟظـﺎﻫرات ﻣـن أﺟـل اﻟﺗوﺻــل إﻟـﻰ اﻟﻌواﻣـل اﻟﺗـﻲ ﯾظﻬــر أﻧﻬـﺎ ﺗﻛـون ﻣراﻓﻘـﺔ ﻟظــروف أو‬

‫‪44‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺣــﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬وﻣﺛــﺎل ذﻟــك د ارﺳــﺔ أﺛــر اﻟﻣؤﻫــل اﻟﺗرﺑــوي ﻟﻠﻣﻌﻠــم ﻓــﻲ زﯾــﺎدة ﺗﺣﺻــﯾل‬ ‫اﻟﺗﻼﻣﯾذ أو دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﯾل اﻟﻔﻧﻲ ﻋﻧد اﻟﻔرد وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻔﻧﻲ‪.‬‬ ‫وﺗﺳــﻣﻰ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺎت أﺣﯾﺎﻧ ـﺎً ﺑﺎﻟد ارﺳــﺎت اﻻﺳــﺗرﺟﺎﻋﯾﺔ ‪ Retrospective‬اﻟﺗــﻲ‬

‫ﺗــدرس أﺛــر اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﻣﺳــﺗﻘل ﺑﻌــد أن ﯾﻛــون ﻫــذا اﻷﺛــر ﻗــد ﺣﺻــل ﻓﻌـﻼً ‪Ex Post‬‬ ‫‪ Facto‬وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل اﺳــﺗرﺟﺎع ﻋﻼﻗﺗﻬــﺎ أو أﺛرﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﺗــﺎﺑﻊ اﻟــذي ﯾﻘــوم‬

‫اﻟﺑﺎﺣﺛون ﺑﺗﺗﺑﻌﻪ‪ .‬وﺗﺄﺗﻲ ﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻧﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﻛـم ﻋﻠـﻰ أي‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻵﺧر‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﯾل اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔن ﻋﻧد اﻟﻔرد ﻗد ﯾﻛون اﻟﻣﺳؤول ﻓﻌـﻼً ﻋـن‬ ‫اﻟﺗﺣﺻــﯾل اﻹﺑــداﻋﻲ ﻟﻠﻔــن‪ ،‬ﻟﻛــن اﻟﻧﺟــﺎح اﻟﺳــﺎﺑق ﻓــﻲ اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﻔﻧــﻲ ﻗــد ﯾﺛﯾــر ﻣــﯾﻼً ﻟﻬــذا‬ ‫اﻟﻌﻣــل‪ ،‬وﻗــد ﯾﻧــﺗﺞ اﻟﻣﺗﻐﯾ ـران ﻋــن ﻋﺎﻣــل ﺛﺎﻟــث ﻏﯾــر ﻣﻌــروف ﯾــؤﺛر ﻓﯾﻬﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻧﻔــس‬ ‫اﻟوﻗت‪.‬‬ ‫‪ – 5‬اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗطورﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﺗﻧ ــﺎول ﻫ ــذا اﻟﻧ ــوع ﻣ ــن اﻟد ارﺳ ــﺎت اﻟوﺻ ــﻔﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾـ ـرات اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣ ــدث ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﻣــرور اﻟــزﻣن‪ ،‬وﻫــﻲ إﻣــﺎ ﺗــﺗم ﻣــن ﺧــﻼل ﻗﯾــﺎس اﻟﺻــﻔﺔ أو اﻟﻣﺗﻐﯾــر‬ ‫اﻟذي ﯾﻛون ﻣوﺿوع اﻟد ارﺳـﺔ ﻣـرة ﺑﻌـد ﻣـرة ﻓـﻲ ﻧﻔـس اﻟﻣﺟﻣـوع ﻣـن اﻷﻓـراد أﺛﻧـﺎء ﻣـرور‬ ‫ﻼ‪ ،‬ﻛد ارﺳـﺔ ﻧﻣـو ﺑﻌـض اﻟﻣﻔـﺎﻫﯾم‬ ‫ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة‪ ،‬ﻛل ﺳـﺗﺔ أﺷـﻬر أو ﻛـل ﺳـﻧﺔ ﻣـﺛ ً‬ ‫ﻋﻧــد اﻷطﻔ ــﺎل ﺧــﻼل اﻟﺳ ــﻧوات اﻟﺳ ــت اﻷوﻟــﻰ ﻣ ــن اﻟﻣرﺣﻠ ــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾــﺔ‪ ،‬وﺗﺳ ــﻣﻰ ﻫ ــذﻩ‬

‫اﻟد ارﺳ ــﺔ ﺑﺎﻟد ارﺳـــﺔ اﻟطوﻟﯾـــﺔ ‪ ،Longitudinal‬أو ﺗﻘـــﯾس ﻣﻘ ــدار اﻟﺻـــﻔﺔ ﻋﻧـــد أطﻔ ــﺎل‬ ‫ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻣن ﻛل ﺻـف ﻣـن ﺻـﻔوف اﻟﻣرﺣﻠـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾـﺔ ﻓـﻲ وﻗـت واﺣـد‪ ،‬وﺗﺳـﻣﻰ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌرﺿﺔ ‪.Cross-Sectional‬‬ ‫وﯾﺟري اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻧﺳﺑﯾﺎً ﻣن اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟطوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻧـﺎ ﻧﻘـﯾس‬

‫ﻣﺗﻐﯾرات أﻛﺛر‪ .‬أﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌرﺿـﺔ ﻓـﯾﻣﻛن اﺧﺗﯾـﺎر ﻋـدد أﻛﺑـر ﻣـن اﻷﻓـراد‪،‬‬ ‫ﻟﻛــن ﻋــدد اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــري ﻗﯾﺎﺳــﻬﺎ أﻗــل‪ .‬وﻣــن اﻟﺻــﻔﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﺗﻛــون‬ ‫ﻣوﺿ ــوﻋﺎً ﻟﻠد ارﺳ ــﺎت اﻟﺗطورﯾ ــﺔ‪ :‬ﺳ ــن اﻟ ــدﺧول ﻓ ــﻲ ﻣرﺣﻠ ــﺔ اﻟﻣراﻫﻘ ــﺔ ودرﺟ ــﺔ اﺳ ــﺗﺟﺎﺑﺔ‬ ‫‪45‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟطﻔ ــل ﻟﻠﻣ ــدرس وﻧﻣ ــو اﻟﺣ ــس اﻟﺟﻣ ــﺎﻋﻲ ﻋﻧ ــد اﻷطﻔ ــﺎل واﻟﻘ ــدرات اﻟﺣرﻛﯾ ــﺔ واﻟﻘ ــدرات‬ ‫اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻧﻣو اﻟﻣﯾول واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت وﺗﻘدﯾر اﻟذات‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬ ‫وﻣ ــن اﻟد ارﺳ ــﺎت اﻟﺗطورﯾ ــﺔ أﯾﺿـ ـﺎً د ارﺳ ــﺎت اﻟﺗوﺟﻬ ــﺎت ‪ ،Trends‬وﻫ ــﻲ د ارﺳ ــﺎت‬

‫ﺗﺗﺑﻌﯾــﺔ ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ ﺗﻛ ـرار د ارﺳــﺔ ﻣﺳــﺣﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠــق ﺑطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻌــرض واﻟطﻠــب ﻓــﻲ ﺑﻌــض‬ ‫اﻟوظــﺎﺋف‪ ،‬ﻟﺗﺣدﯾــد اﻻﺗﺟــﺎﻩ اﻟﻐﺎﻟــب واﻟﺗﻧﺑــؤ ﺑﻣــﺎ ﺳــﯾﺣدث ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﺗﻘﺑل‪ .‬وﻣﻧﻬــﺎ أﯾﺿ ـﺎً‬ ‫ﺗﺣﻠﯾــل اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻣدوﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻟوﺛــﺎﺋق واﻟﺳــﺟﻼت‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﺗﺻــف اﻟظــروف اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت‬

‫ﻗﺎﺋﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻣوﻋــد ﻣــن اﻟﺳــﻧﺔ‪ ،‬وﺗﺗﺑــﻊ ﻫــذﻩ اﻟظــروف ﺧــﻼل ﻋــدد ﻣــن اﻟﺳــﻧوات‪ ،‬ﺣﺗــﻰ‬ ‫اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر‪ ،‬وﻣن ﻣﻼﺣظﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﻐﯾـر وﻣﻌدﻟـﻪ‪ ،‬ﯾﻣﻛـن اﻟﺗﻧﺑـؤ ﺑﻣـﺎ ﺳﯾﺣﺻـل ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ .‬وﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟﺗﺧطـﯾط ﺑﺎﻻﻋﺗﻣـﺎد ﻋﻠـﻰ د ارﺳـﺎت ﻣـن ﻫـذا اﻟﻧـوع‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ‬ ‫إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺎت اﻷﺧرى‪.‬‬ ‫‪ – 6‬دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪:‬‬ ‫ﻓﻲ اﻷﻧواع اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻣـن اﻟد ارﺳـﺎت اﻟوﺻـﻔﯾﺔ ﺟـرى اﻟﺗﻌﺎﻣـل ﻣـﻊ ﻋـدد ﻣـن اﻷﻓـراد‪،‬‬ ‫ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻛﺑﯾ ًار إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﯾﻣﺛـل اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻷﺻـﻠﻲ اﻟـذي ﻧﻘـوم ﺑوﺻـﻔﻪ‪ .‬ﻟﻛـن‬

‫اﻟﻧــﺎس ﻟﯾﺳ ـوا ﻧﻣــﺎذج ﻣﺗﺷــﺎﺑﻬﺔ‪ ،‬ﻓــﺎﻷﻓراد ﯾوﺟــدون ﻓــﻲ ﺑﯾﺋــﺎت ﻣﺣــددة‪ ،‬ﯾﻣﺗﻠﻛــون ﻗــدرات‬ ‫وﺧﺻﺎﺋص ﻓرﯾدة‪ ،‬واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ﻫﻲ أﯾﺿًﺎ ﻣﺗﻔـردة ﻓـﻲ ﺧﺻﺎﺋﺻـﻬﺎ وﻣﺷـﻛﻼﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫ود ارﺳــﺔ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻫــﻲ ﻧــوع ﻣــن اﻟد ارﺳــﺎت اﻟوﺻــﻔﯾﺔ‪ ،‬ﺗزودﻧــﺎ ﺑﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻛﻣﯾــﺔ وﻛﯾﻔﯾــﺔ ﻋــن‬

‫ﻋواﻣــل ﻋدﯾ ــدة ﺗﺗﻌﻠــق ﺑﻔ ــرد أو ﻣؤﺳﺳــﺔ أو ﻋ ــدد ﻗﻠﯾــل ﻣ ــن اﻷﻓ ـراد وﺣ ــﺎﻻت ﻣﺣ ــددة‪.‬‬ ‫وﺗﺗﺿــﻣن ﻫــذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺟواﻧــب ﺷﺧﺻــﯾﺔ وﺑﯾﺋﯾــﺔ وﻧﻔﺳــﯾﺔ وﻏﯾرﻫــﺎ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن اﻟﺑﺎﺣــث‬ ‫ﻣن إﺟراء وﺻف ﺗﻔﺻﯾﻠﻲ ﻣﺗﻌﻣق ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬ ‫وﺗ ــذﻫب د ارﺳ ــﺔ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ إﻟ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﻫ ــو أﺑﻌ ــد ﻣ ــن اﻟﻣﻼﺣظ ــﺔ اﻟﻌ ــﺎﺑرة أو اﻟوﺻ ــف‬ ‫اﻟﺳطﺣﻲ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬـﺎ ﺗﺗطﻠـب ﻧﻔـس اﻟﻌﻧﺎﯾـﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺻـﯾل واﻟﺗﺧطـﯾط واﻟﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑـﺄي ﻧـوع‬ ‫آﺧــر ﻣــن اﻟد ارﺳــﺎت‪ .‬وﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟوﺻــف اﻟطﺑﯾﻌــﻲ ﻟﻠﺣﺎﻟــﺔ‪ ،‬ﯾﻠــزم أﺣﯾﺎﻧ ـﺎً ﺗﺻــﻣﯾم‬ ‫ﻣوﻗف ﺗﺟرﯾﺑـﻲ ﻟﺗﺣدﯾـد ﻣﺳـﺗوى اﻟﻘـدرة واﻟﻧﺿـﺞ ﻋﻧـد اﻟﻔـرد ﻣوﺿـوع اﻟد ارﺳـﺔ‪ .‬وﯾﺳـﺗﺧدم‬ ‫‪46‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻟﻬــذا اﻟﻐــرض اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻷدوات واﻻﺧﺗﺑــﺎرات اﻟﻣﻘﻧﻧــﺔ‪ .‬وﺗﻣﺗــد ﻫــذﻩ اﻷدوات ﻟﺗﺗﻧــﺎول‬ ‫ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋـن اﻟﻔـرد ﻓـﻲ اﻟﺑﯾـت واﻟﻣدرﺳـﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺟواﻧـب اﻟﺗﻔﺎﻋـل ﻣـﻊ‬ ‫أﻓراد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟرﻓﺎق وﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫وﯾﻠزم ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾـﺎن أن ﯾﺷـﺗرك ﻓـﻲ د ارﺳـﺔ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻓرﯾـق ﻣـن ﺗﺧﺻﺻـﺎت‬ ‫ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬وﻟﻛــل ﻋﺿــو ﻓــﻲ اﻟﻔرﯾــق دور ﯾؤدﯾــﻪ ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧــﻪ ﯾﻠــزم ﻋﻘــد ﻣــؤﺗﻣر‬

‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣرة أو أﻛﺛر ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت اﻟﻣﺗـوﻓرة وﺗﻘـدﯾم ﺗوﺻـﯾﺎت ﻟﻣزﯾـد ﻣـن اﻻﺳﺗﻘﺻـﺎء‬ ‫واﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫وﻻ ﺗﺳﺗﻬدف د ارﺳـﺔ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻋـﺎدة اﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﺗﻌﻣﯾﻣـﺎت ﺣـول اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟﻛﺑﯾـر‪،‬‬ ‫ٕواﻧﻣــﺎ ﺗﻔﯾــد ﻧﺗﺎﺋﺟﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟواﻗــﻊ ﻓﻬﻣـﺎً ﻣﻔﺻ ـﻼً ﺛــم اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣﻧــﻪ ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟﺣــﺎﻻت‬ ‫اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ‪.‬‬ ‫ج – اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ‪: Experimental Research‬‬ ‫ﯾﻌد اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ أﻓﺿل طرﯾﻘـﺔ ﻟﺑﺣـث ﺑﻌـض اﻟﻣﺷـﻛﻼت اﻟﺗرﺑوﯾـﺔ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻫـذا‬

‫اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺑﺣــث ﯾﺟــري ﺗﻐﯾﯾــر ﻋﺎﻣــل أو أﻛﺛــر ﻣــن اﻟﻌواﻣــل ذات اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﻣوﺿــوع‬ ‫اﻟدراﺳﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺗظم‪ ،‬ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد اﻷﺛر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻫـذا اﻟﺗﻐﯾﯾـر‪ .‬ﻓﺎﻟﺑﺎﺣـث ﻫﻧـﺎ ﻻ‬

‫ﯾﺗﺣدد ﺑﺣدود اﻟواﻗﻊ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﯾﺣﺎول إﻋﺎدة ﺑﻧﺎﺋـﻪ ﻓـﻲ ﻣوﻗـف ﺗﺟرﯾﺑـﻲ‪ُ ،‬ﯾـدﺧل ﻋﻠﯾـﻪ ﺗﻐﯾﯾـ اًر‬ ‫أﺳﺎﺳﯾًﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺗﻌﻣد‪ ،‬وﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻐﯾﯾـر ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟواﻗـﻊ ﻋـﺎدة ﺿـﺑط ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾـرات‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺗﻐﯾر واﺣد ﻣﺣدد ﯾﺟري دراﺳﺔ أﺛرﻩ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟظــروف اﻟﺟدﯾــدة‪ .‬وﻫــذا اﻟﺗﻐﯾﯾــر واﻟﺿــﺑط ﻓــﻲ ظــروف اﻟواﻗــﻊ ﯾﺳــﻣﻰ ﻋــﺎدة ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑــﺔ‬ ‫‪.Experiment‬‬

‫ﻓــﺈذا رﻏــب ﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ ﺗﺣدﯾــد أﺛــر ظــرف ﺗﻌﻠﯾﻣــﻲ ﺟدﯾــد‪ ،‬ﻣﺛــل اﺳــﺗﻌﻣﺎل طرﯾﻘــﺔ‬

‫ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺟدﯾـدة ﻓـﻲ ﺗﻌﻠـﯾم اﻟﺣﺳـﺎب ﻓـﻲ ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟطﻠﺑـﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻣـﯾن‪ ،‬ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻛﺗﺳـﺎب‬ ‫ﻣﻬ ــﺎرات ﺣ ــل اﻟﻣﺳ ــﺎﺋل اﻟﺣﺳ ــﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻟطرﯾﻘ ــﺔ اﻟﺟدﯾ ــدة اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺟ ــري ﺗﻘوﯾﻣﻬ ــﺎ وﻫ ــﻲ‬

‫اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ ﺗﺳــﻣﻰ ﺑــﺎﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳــﺗﻘل ‪ ،Independent Variable‬واﻟﻣﺣــك‬ ‫‪47‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟ ــذي ﯾﺳ ــﺗﻌﻣل ﻟﺗﻘوﯾﻣ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ــو ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ اﻟطﻠﺑ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﺧﺗﺑ ــﺎر أو ﻣﻘﯾ ــﺎس ﻟﻣﻬ ــﺎرات ﺣ ــل‬ ‫اﻟﻣﺳــﺄﻟﺔ ﯾﺳــﻣﻰ ﺑــﺎﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗــﺎﺑﻊ ‪ .Dependent Variable‬وﺗوﺟــد ﻓــﻲ أي ﺗﺻــﻣﯾم‬ ‫ﺗﺟرﯾﺑ ــﻲ ﻋﻼﻗ ــﺔ ﻣﺑﺎﺷـ ـرة ﺑ ــﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾـ ـرات اﻟﻣﺳ ــﺗﻘﻠﺔ واﻟﺗﺎﺑﻌ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﯾﺳ ــﻣﺢ اﻟﺗﺻ ــﻣﯾم‬

‫ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻻﻓﺗراض ﺑﺄن أي ﺗﻐﯾﯾـر ﯾﺣﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﺗـﺎﺑﻊ أﺛﻧـﺎء اﻟﺗﺟرﺑـﺔ ﯾﻌـزى إﻟـﻰ‬ ‫ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﻣﺳـﺗﻘل‪.‬وﻣـن اﻟﻣﺳـﺗﺣﯾل اﻟوﺻـول إﻟـﻰ اﻟﺗﺻـﻣﯾم اﻟﺗﺟرﯾﺑـﻲ اﻟﻣﺛـﺎﻟﻲ‬

‫ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺑﺣـ ـ ــث‪ ،‬إذ ﯾوﺟـ ـ ــد ﺑﺎﺳـ ـ ــﺗﻣرار اﻟﻌدﯾ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﺗﻐﯾــ ـ ـرات اﻟﻌرﺿـ ـ ــﯾﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠ ـ ـ ــﺔ‬ ‫‪ ،Extraneous Variable‬اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﺗﻣـﺎرس دورﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺗﺟرﺑـﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﺗـؤﺛر‬

‫ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﻘدرة اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺟﻧس واﻟداﻓﻌﯾﺔ ﻋﻧـد اﻟطﻠﺑـﺔ ﯾﻣﻛـن أن ﺗﻧـﺗﺞ أﺛـ اًر ﻣﻠﻣوﺳـﺎً‬ ‫وﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ‪ .‬وﺑدون ﺿﺑط ﻛﺎف ﻷﺛر اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺗدﺧﻠـﺔ ﻻ‬ ‫ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟﺑﺎﺣــث أن ﯾؤﻛــد ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﻣﺳــﺗﻘل أم اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات اﻟﻣﺗدﺧﻠــﺔ ﻫــﻲ‬

‫اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ّ‬

‫واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻹﺑﻘﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌواﻣل ﺛﺎﺑﺗﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋدا اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗـﺎﺑﻊ اﻟـذي ﯾﺳـﻣﺢ‬

‫ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾر اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺗـﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﻣﺳـﺗﻘل‪ ،‬ﻫـﻲ اﺳـﺗﻌﻣﺎل ﻣﺟﻣـوﻋﺗﯾن ﻣﺗﻣـﺎﺛﻠﺗﯾن ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺗﺟرﺑــﺔ‪ .‬ﺗﺧﺿــﻊ إﺣــداﻫﻣﺎ )اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ( ﻟﺗــﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﻣﺳــﺗﻘل أو اﻟﻌﺎﻣــل‬ ‫اﻟﺗﺟرﯾﺑــﻲ ﻣوﺿــوع اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻻ ﺗﺧﺿــﻊ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ )اﻟﻣﺟﻣــوع اﻟﺿــﺎﺑطﺔ( ﻟﻣﺛــل ﻫــذا‬ ‫اﻟﺗﺄﺛﯾر‪ .‬وﺗﻛون اﻟﻣﺟﻣوﻋﺗﺎن ﻣﺗﻣـﺎﺛﻠﺗﯾن ﻓـﻲ ﺑداﯾـﺔ اﻟﺗﺟرﺑـﺔ‪ ،‬وﺗﺧﺿـﻌﺎن ﻟـﻧﻔس اﻟظـروف‬ ‫ﺗﻣﺎﻣﺎً‪ ،‬ﻣﺎ ﻋدا ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘل‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾر واﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﺑﺣوث‬‫ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﺣﺳب ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﯾﺎس‬‫ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘل واﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ‬‫ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺿﺑوط واﻟدﺧﯾل‬‫‪ -‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدﺧﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣوث‬

‫‪49‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ‪ :‬اﻟﻣﺗﻐﯾرات وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﻛﺎد ﻻ ﯾﺧﻠو ﺑﺣث ﻣن اﻟﺑﺣوث‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋـﻪ ﻣـن اﺳـﺗﺧدام‬ ‫ﻣﺻ ــطﻠﺢ اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر ‪ .Variable‬وﻛﻣ ــﺎ ﯾ ــوﺣﻲ اﻟﻣﻌﻧ ــﻰ اﻟﻠﻐ ــوي ﻟﻬ ــذا اﻟﻣﺻ ــطﻠﺢ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ‬ ‫ﯾﺗﺿــﻣن ﺷــﯾﺋﺎً ﯾﺗﻐﯾــر‪ ،‬وﯾﺄﺧــذ ﻗﯾﻣ ـﺎً ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ أو ﺻــﻔﺎت ﻣﺗﻌــددة‪ ،‬وﯾﺗﺻــف ﺑﻌــدم اﻟﺛﺑــﺎت‬ ‫‪.Inconstant‬‬

‫وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺄﺧذ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑـﺎر اﻟﺗﻌﻘﯾـد واﻟﺗﻧـوع ﻓـﻲ اﻹﻧﺳـﺎن وظروﻓـﻪ ﯾﻛـون‬ ‫ﻣـ ــن اﻟواﺿـ ــﺢ أن ﺟﻣﯾ ـ ــﻊ ﺧﺻـ ــﺎﺋص اﻷﻓـ ـ ـراد وﺧﺻـ ــﺎﺋص اﻟﻣواﻗ ـ ــف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﻌ ـ ــد‬ ‫ﻣﺗﻐﯾ ـرات‪ .‬واﻟواﻗــﻊ أن اﻟﺑﺣــث ﯾﺟــري ﺗﺻــﻣﯾﻣﻪ ﺑﺳــﺑب اﻻﺧــﺗﻼف واﻟﺗﻧــوع ﺑــﯾن اﻷﻓ ـراد‬ ‫وﺑـﯾن اﻟظــروف‪ ،‬وان اﻟﻧﺷـﺎط اﻟﺑﺣﺛــﻲ ﯾﻬـدف ﻓــﻲ ﻣﺟﻣﻠـﻪ إﻟــﻰ ﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﻓﻬــم ﻛﯾﻔﯾـﺔ ﺗﻐﯾــر‬ ‫اﻷﺷﯾﺎء وﺳﺑب ﺗﻐﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣـن اﻟﺻـﻔﺎت أو ﻋـدد ﻣـن اﻟﻘـﯾم‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻣﺗﻐﯾر ﻫو ﺗﺟرﯾد ﻣﻧطﻘﻲ ّ‬ ‫ﻧﻌرﻓﻪ ﺗﻌرﯾﻔًﺎ إﺟراﺋﯾًﺎ ﺑدﻻﻟـﺔ إﺟـراءات اﻟﺑﺣـث‪ ،‬ﻣـن‬ ‫واﻟﻣﻔﻬوم أو اﻟﺗﺻور اﻟذﻫﻧﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ّ‬

‫ﺣﯾث ﻗﯾﺎﺳﻪ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ ﻛﻣﯾًﺎ أو وﺻﻔﻪ ﻛﯾﻔﯾًﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺗﻐﯾ ًار‪.‬‬

‫وﻗــد ﺗﻛــون اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات ﻣﻌروﻓــﺔ ﻟــدى اﻟﺑﺎﺣــث ﻋﻧــد ﺑداﯾــﺔ ﺳــﯾرﻩ ﺑﺎﻟﺑﺣــث‪ ،‬وﯾﻛــون‬ ‫ﻏرﺿــﻪ ﻣــن اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﺧﺗﺑــﺎر اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻹرﺗﺑﺎطﯾــﺔ أو اﻟﺳــﺑﺑﯾﺔ ﺑــﯾن ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾـرات‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻗــد ﺗﻛــون ﻫــذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾـرات ﻏﯾــر ﻣﻌروﻓــﺔ ﺳــﻠﻔﺎً وﯾﻛــون ﻏــرض اﻟﺑﺎﺣــث‬ ‫اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ وﺗﺣدﯾدﻫﺎ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫طرق ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرات ‪:‬‬ ‫ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﺑﺄﻛﺛر ﻣن طرﯾﻘﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺣﺳب ﻏرض اﻟﺗﺻـﻧﯾف‪ .‬وﻗـد‬ ‫ﺳﻣﯾت اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﺑﺄﺳﻣﺎء ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻘﯾﺎس‪ .‬وﯾﻣﻛن اﻟﻧظـر إﻟﯾﻬـﺎ ﺣﺳـب ﻛـون اﻟﻣﺗﻐﯾـر‬ ‫ﻣﻠﺣوظـﺎً أو ﻣﺟــرداً‪ .‬ورﺑﻣــﺎ ﯾﻧظــر إﻟﯾﻬــﺎ ﺣﺳــب إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ ﺗــﺄﺛﯾر ﻣﺗﻐﯾــر آﺧــر أو ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ‬

‫ﺿﺑط اﻟﻣﺗﻐﯾر أو ﺗﻌدﯾل أﺛرﻩ‪ .‬وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ وﺻف ﻣوﺟز ﻟﺑﻌض أﺷﻛﺎل اﻟﺗﺻﻧﯾف ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﺣﺳب ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻘﯾﺎس ‪:‬‬

‫ﯾﺗﺣــدد ﻣﺳ ــﺗوى اﻟﻘﯾ ــﺎس ﺑﺎﻟﻘﺎﻋ ــدة اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣــدد اﻷرﻗ ــﺎم اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌﺑ ــر ﻋ ــن اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر‪.‬‬ ‫وﯾﺗﺣدد ﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن ﻟﻸرﻗـﺎم ﻣﻌﻧـﻰ ﻛﻣـﻲ أم ﻻ‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﺗﺗﺣـدد ﺑﻌـض اﻟﺧﺻـﺎﺋص‬ ‫اﻟرﯾﺎﺿــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺳﺗﺗﺿــﺢ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺣــدﯾث اﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻋــن ﻛــل ﻣــن اﻟﻣﺳــﺗوﯾﺎت اﻷرﺑﻌــﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس وﻫﻲ ‪:‬‬ ‫أوﻻً ‪ :‬ﻗﯾﺎس اﻟﺗﺻﻧﯾف ‪: Cetegorical‬‬ ‫ﻟـﯾس ﻟﻸرﻗــﺎم ﻫﻧــﺎ ﻣﻌﻧــﻰ ﻛﻣــﻲ ٕواﻧﻣــﺎ ﺗﻛــون ذات ﻏــرض ﺗﺻــﻧﯾﻔﻲ؛ ﻓﻣﺗﻐﯾـرات‬ ‫ﻼ ﻣﺗﻐﯾرات ﺑﻣﺳـﺗوى اﻟﻘﯾـﺎس اﻟﺗﺻـﻧﯾﻔﻲ أو ﻣـﺎ ﯾﺷـﺎر إﻟﯾـﻪ‬ ‫اﻟﺟﻧس واﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺛ ً‬ ‫أﯾﺿًﺎ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس اﻻﺳﻣﻲ ‪.Nominal‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬ﻗﯾﺎس اﻟرﺗﺑﺔ ‪: Ordinal‬‬ ‫ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺑﺎﺣــث ﻫﻧــﺎ أن ﯾرﺗــب اﻷﻓ ـراد أو اﻷﺷــﯾﺎء ﺗرﺗﯾﺑ ـًﺎ ﺗﺻــﺎﻋدﯾًﺎ أو ﺗﻧﺎزﻟﯾ ـًﺎ‬

‫ﻷن اﻷرﻗـﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺑــر ﻋــن اﻟﻣﺗﻐﯾــر ﻫﻧـﺎ ﺗﻌطــﻲ ﻣﻌﻧــﻰ أﻛﺑــر أو أﺻــﻐر‪ ،‬إﻻ‬ ‫أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار اﻟﻔرق ﺑﯾن رﺗﺑﺔ واﻟرﺗﺑﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ‪ .‬وﻣـن أﻣﺛﻠـﺔ ﻗﯾـﺎس‬ ‫اﻟرﺗﺑـﺔ ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠـﺔ اﻟد ارﺳــﯾﺔ واﻟرﺗﺑـﺔ اﻟوظﯾﻔﯾـﺔ واﻟﻣؤﻫــل اﻟﻌﻠﻣـﻲ وﺳـﻧوات اﻟﺧﺑـرة‬ ‫وﻏﯾرﻫــﺎ‪ .‬وﻣﻣــﺎ ﺗﺟــدر اﻹﺷــﺎرة إﻟﯾــﻪ ﻫﻧــﺎ أن اﻟﺑﺎﺣــث ﯾﺳــﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﻌﺎﻣــل ﻣــﻊ‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾــر ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺳــﺗوى ﻛﻣــﺎ ﻟــو ﻛــﺎن ﺑﻣﺳــﺗوى اﻟﻘﯾــﺎس اﻟﺗﺻــﻧﯾﻔﻲ وﻟﻛــن‬ ‫اﻟﻌﻛس ﻟﯾس ﺻﺣﯾﺣًﺎ‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ :‬ﻗﯾﺎس اﻟﻔﺋﺔ ‪: Interval‬‬ ‫ﻻﺣظﻧــﺎ أن اﻷرﻗــﺎم ﻓــﻲ اﻟﻘﯾــﺎس اﻟرﺗﺑــﻲ ﺗﻔﯾــد اﻟﺗرﺗﯾــب‪ ،‬وﻻ ﯾﺗﻐﯾــر اﻟﻣﻌﻧــﻰ إذا‬ ‫ﻋﺑرﻧﺎ ﻋـن اﻟرﺗـب ﺑرﻣـز )أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ (..،‬أو ﺑﻛﻠﻣـﺔ )ﻣﻣﺗـﺎز‪ ،‬ﺟﯾـد‪ ،‬ﺿـﻌﯾف‪(..‬‬ ‫أو ﺑرﻗم )‪ .( ..،5 ،7 ،8‬ﻷن اﻷرﻗـﺎم ﻻ ﺗﻘﺗـرن ﺑوﺣـدة ﻟﻠﻘﯾـﺎس إﻻ أن اﻷرﻗـﺎم‬ ‫ﻓﻲ ﻗﯾﺎس اﻟﻔﺋﺔ ﺗﻘﺗـرن ﺑوﺣـدة ﻗﯾـﺎس ﻣﺣـددة‪ .‬ﻓـﺈذا ﻋﺑرﻧـﺎ ﻋـن ﻋﻼﻣـﺎت اﻷﻓـراد‬ ‫ﻋﻠ ــﻰ اﺧﺗﺑ ــﺎر ﺗﺣﺻ ــﯾﻠﻲ أو ﻣﻘﯾ ــﺎس اﺗﺟ ــﺎﻩ ﺑﺎﻷرﻗ ــﺎم ‪ .. ،60 ،55 ،50‬ﻓﻬ ــذا‬ ‫ﯾﻌﻧﻲ أن اﻷﻓراد ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻓـﻲ ﻣﻘـدار اﻟﺳـﻣﺔ )ﻗﯾـﺎس ﺗﺻـﻧﯾﻔﻲ( وأن رﺗﺑـﺔ اﻟﻔـرد‬ ‫ذي اﻟﻌﻼﻣﺔ ‪ 55‬أﻋﻠﻰ ﻣن رﺗﺑﺔ اﻟﻔـرد اﻟـذي ﻋﻼﻣﺗـﻪ ‪) 50‬ﻗﯾـﺎس رﺗﺑـﻲ(‪ ،‬وأن‬

‫اﻟﻔــرد اﻟــذي ﻋﻼﻣﺗــﻪ ‪ 60‬أﻋﻠــﻰ ﺑﺧﻣــس وﺣــدات ﻣــن اﻟﻔــرد اﻟــذي ﻋﻼﻣﺗــﻪ ‪50‬‬ ‫)ﻗﯾــﺎس ﻓﺋــوي( ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ أن اﻟﻘﯾــﺎس ﺑﺎﻟﻣﺳ ــﺗوى اﻟﻔﺋــوي ﯾ ــوﻓر إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ اﻟﺗرﺗﯾ ــب‬ ‫واﻟﺗﺻﻧﯾف‪.‬‬ ‫وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯾﺔ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﺑﻌـض اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻌﺎﻣــل ﻣﻌﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣـث اﻟﺗرﺑــوي ﺷـﺑﻪ ﻣﻘــدرة ﻛﻣﯾـًﺎ‬ ‫‪ Semiquantifiable‬ﻣﺛ ــل اﻻﺗﺟﺎﻫ ــﺎت‪ ،‬واﻟﺳ ــﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻ ــﯾﺔ ﺑﺷ ــﻛل‬

‫ﻼ ﻻ ﯾﻌﻛس ﻧﻔس اﻟﻣﻘدار ﻣـن‬ ‫ﻋﺎم‪ .‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻓرق ﺧﻣس ﻧﻘﺎط ﻣﺛ ً‬

‫اﻟﺳ ــﻣﺔ ﻓ ــﻲ أي ﻣوﻗ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻘﯾ ــﺎس‪ .‬ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ أﻧﻬـــﺎ ﻻ ﺗﻌﻛ ــس ﻓﺋ ــﺎت‬ ‫ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﺷﺑﻪ ﻓﺋوﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ﺻ ــﻔر اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر ﺑﻬ ــذا اﻟﻣﺳـــﺗوى ﻣ ــن اﻟﻘﯾـــﺎس ﺻ ــﻔر اﻓﺗ ارﺿـــﻲ؛ أي أن‬ ‫اﻟﺻﻔر ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻌدام اﻟﻣﺗﻐﯾر )اﻟﺳﻣﺔ( ﻋﻧد ﺗﻠك اﻟﻘﯾﻣﺔ‪ .‬وﺑـذﻟك ﯾﻣﻛـن‬ ‫اﻻﺻطﻼح ﻋﻠﻰ أي رﻗم ﻟﯾﻛون ﺻﻔر اﻟﻣﺗﻐﯾر‪.‬‬ ‫ﻼ ﺧطﯾـًﺎ ﻛﻣـﺎ‬ ‫‪ – 3‬ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث أن ﯾﺣول اﻷرﻗﺎم ﻣن ﺗوزﯾﻊ إﻟـﻰ آﺧـر ﺗﺣـوﯾ ً‬ ‫ﻫﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟدرﺟﺎت اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﯾﺎس ﺑﻬذا اﻟﻣﺳـﺗوى ﯾـوﻓر‬

‫‪52‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺳﺎﻟﯾب وطرق إﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ ﻛﺛﯾـرة ﻣﺑﻧﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺑﯾﺎﻧـﺎت‬ ‫إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﻬذا اﻟﻣﺳﺗوى‪.‬‬ ‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬ﻗﯾﺎس اﻟﻧﺳﺑﺔ ‪: Ratio‬‬ ‫ذﻛرﻧــﺎ ﺑــﺄن ﺻــﻔر اﻟﻘﯾــﺎس ﺑﺎﻟﻣﺳــﺗوى اﻟﻔﺋــوي ﺻــﻔر اﻓﺗ ارﺿــﻲ ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﺻــﻔر‬ ‫اﻟﻘﯾ ــﺎس ﻫﻧ ــﺎ ﺻ ــﻔر ﻣطﻠ ــق ‪ Absolute‬وﯾﻌﻧ ــﻲ اﻧﻌ ــدام اﻟﺳ ــﻣﺔ‪ .‬وﻟﻛ ــن ﻟ ــم‬ ‫ﯾﺻل ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﯾﺎس اﻟﺗرﺑوي إﻟﻰ ﻫـذا اﻟﻣﺳـﺗوى ﻣـن اﻟﻘﯾـﺎس ﺑﺎﻟﺷـﻛل اﻟـذي‬ ‫ﯾوﻓر دﻗﺔ ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣوث اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي وﺻـﻠت إﻟﯾـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻌﻠـ ـ ــوم اﻟطﺑﯾﻌﯾ ـ ـ ــﺔ‪ .‬إذ ﯾﻣﻛ ـ ـ ــن ﺑﻬ ـ ـ ــذا اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗوى ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻘﯾ ـ ـ ــﺎس أن ﻧﻘ ـ ـ ــول‬ ‫‪ 140 = 2 × 70‬إذا ﻛـ ــﺎن اﻟﻣﺗﻐﯾـ ــر ﻫـ ــو درﺟـ ــﺔ ﺣ ـ ـ اررة اﻷﺟﺳـ ــﺎم ﺑوﺣـ ــدة‬

‫اﻟﻛﻠﻔن‪ .‬وﻟﻛن ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ذﻟك إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﻣﻘﺻـود ﻫـو ﻧﺳـﺑﺔ اﻟـذﻛﺎء‬ ‫ﻣﺛﻼً‪.‬‬ ‫ﯾﺗﺿــﺢ ﻣــن اﻟﺣــدﯾث ﻋــن ﻣﺳــﺗوﯾﺎت اﻟﻘﯾــﺎس ﺑﺄﻧﻬــﺎ ذات ﺻــﻔﺔ ﻫرﻣﯾــﺔ؛ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ‬ ‫إﻟـﻰ ﺧﺎﺻـﯾﺗﻪ اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﯾـزﻩ ﻋـن ﻏﯾـرﻩ‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﯾﺗﺿــﺢ أن ﻧـوع اﻟﻣﻘﯾـﺎس ‪ Scale‬أو ﻣﺳــﺗوى‬ ‫اﻟﻘﯾــﺎس ﯾﺗﺣــدد ﺑــﺎﻟﻐرض ﻣــن اﻟﻘﯾــﺎس واﻟــذي ﯾــﺗﻠﺧص ﻓــﻲ ﺗﺣدﯾــد ﻣواﻗــﻊ اﻷﻓ ـراد ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾــر‪ ،‬ﺣﺳــب ﻧــوع اﻟﻣﺗﻐﯾــر أو ﺣﺳــب درﺟــﺔ اﻣــﺗﻼك اﻟﻔــرد ﻟﻠﻣﺗﻐﯾــر ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻷﻓ ـراد‬ ‫ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺟردة واﻟﻣﻼﺣظﺔ ‪:‬‬ ‫أﺷرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول إﻟﻰ أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋـن ﻛﯾﺎﻧـﺎت‬

‫ﻣﺟردة ﻧﺳـﺗدل ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣـن ﺧـﻼل اﻟﺳـﻠوك‪ ،‬ﺣﺗـﻰ أن ﺑﻌـض اﻟﺳـﻣﺎت اﻓﺗ ارﺿـﯾﺔ ﯾﺻـﻌب‬

‫ﻗﯾﺎﺳﻬﺎ وﺗﺑﻘـﻰ ﻣﺟـرد اﻓﺗـراض‪ .‬وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑـل ﻓـﺈن اﻟﺑﺎﺣـث ﯾﺗﻌﺎﻣـل ﻣـﻊ ﻣﺗﻐﯾـرات ﻣﺣﺳوﺳـﺔ‬ ‫ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣظـﺔ واﻟﻘﯾـﺎس اﻟﻣﺑﺎﺷـر‪ .‬وﻣﻣـﺎ ﺗﺟـدر اﻹﺷـﺎرة إﻟﯾـﻪ ﻫﻧـﺎ أن اﻟﺗﺻـﻧﯾف ﺣﺳـب‬ ‫ﻫذﯾن اﻟﺑﻌدﯾن اﻟﻣﺟرد واﻟﻣﻼﺣظ‪ ،‬ﻻ ﯾﻌﻧـﻲ ﺗـوﻓر اﻟﺑﻌـد اﻷول ﺑﺻـورﺗﻪ اﻟﻛﺎﻣﻠـﺔ وﻏﯾـﺎب‬

‫اﻟﺑﻌـ ــد اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ ﺑﺻـ ــورﺗﻪ اﻟﻛﺎﻣﻠـ ــﺔ أو اﻟﻌﻛـ ــس ﺑـ ــل إن ﻫﻧـ ــﺎك ﻣﺳـ ــﺗوﯾﺎت ﻣـ ــن اﻟﺗﺟرﯾـ ــد‬ ‫‪53‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫واﻟﻣﻼﺣظ ــﺔ ﻛﻣ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾـ ـرات اﻟﺗﺎﻟﯾـ ــﺔ‪ :‬اﻟﻘﻠ ــق‪ ،‬ﻣﻔﻬ ــوم اﻟ ـ ـذات‪ ،‬اﻟﺗﺣﺻـــﯾل‪ ،‬اﻟﻘـ ــدرة‬

‫اﻟﻠﻔظﯾﺔ‪ ،‬ﺳـرﻋﺔ اﻻﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬اﻟـوزن‪ ،‬ﺣﺟـم اﻷﺳـرة‪ ...‬وﻟـذﻟك ﺗﺧﺗﻠـف ﻗـدرة اﻟﺑﺎﺣـث ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺗوﻓﯾر درﺟﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻣن اﻟﺻدق واﻟﺛﺑﺎت ﻓﻲ ﻗﯾﺎس ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات‪.‬‬ ‫‪ – 3‬اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻧوﻋﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻌﺎﻣـل ﻣﻌﻬـﺎ اﻟﺑﺎﺣـث ﻣـن ﺣﯾـث ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬـﺎ ﻟﻠﺗﻘـدﯾر اﻟﻛﻣـﻲ‪،‬‬

‫ﻓﺑﻌﺿــﻬﺎ ﻻ ﯾﻘــدر ﻋــددﯾًﺎ أو ﻟــﯾس ﻟﻸﻋــداد ﻓﯾﻬــﺎ ﻣﻌﻧــﻰ ﻛﻣــﻲ وﻫــﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات اﻟﻧوﻋﯾــﺔ‬ ‫‪ Qualitative‬ﻣﺛــل اﻟﺟــﻧس‪ ،‬اﻟﻣﻬﻧــﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺧﺻــص اﻷﻛــﺎدﯾﻣﻲ‪ ،‬وﺑﻌﺿــﻬﺎ اﻵﺧــر ﯾﻘﺑــل‬ ‫اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻛﻣﻲ وﻟﻛن ﺑدرﺟـﺔ أﻗـل ﻣﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﯾﻣﻛـن ﺗﺳـﻣﯾﺗﻬﺎ‬ ‫ﺑﻣﺗﻐﯾ ـ ـرات ﺷـ ــﺑﻪ ﻛﻣﯾـ ــﺔ ‪ Semiquantitative‬ﻣﺛـ ــل اﻻﺗﺟـ ــﺎﻩ واﻟﻣﯾـ ــل وﻣﻔﻬـ ــوم اﻟـ ــذات‬ ‫واﻟﻘﻠق‪.‬‬

‫‪ – 4‬اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ واﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﻌرف اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘل ‪ Independent‬ﺑﺄﻧﻪ ذﻟك اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟـذي ﯾﺑﺣـث أﺛـرﻩ ﻓـﻲ‬

‫ﻣﺗﻐﯾــر آﺧ ــر‪ ،‬وﻟﻠﺑﺎﺣ ــث اﻟﻘ ــدرة ﻋﻠــﻰ اﻟ ــﺗﺣﻛم ﻓﯾ ــﻪ‪ ،‬ﻟﻠﻛﺷ ــف ﻋــن اﺧ ــﺗﻼف ﻫ ــذا اﻷﺛ ــر‬

‫ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻗﯾﻣﺗﻪ‪ ،‬أو ﻓﺋﺎﺗﻪ‪ ،‬أو ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫وﯾﻌــرف اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﺗــﺎﺑﻊ ‪ Dependent‬ﺑﺄﻧــﻪ ذﻟــك اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟــذي ﯾﺳــﻌﻰ اﻟﺑﺎﺣــث‬

‫ﻟﻠﻛﺷ ــف ﻋ ــن ﺗ ــﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر اﻟﻣﺳ ــﺗﻘل ﻓﯾ ــﻪ‪ ،‬ﻓ ــﺈذا ﺟ ــﺎز أن ﻧﺳ ــﻣﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر اﻟﻣﺳ ــﺗﻘل‬ ‫ﺑـ ــﺎﻟﻣﺛﯾر أو اﻟﻣﺳـ ــﺑب أو اﻟﻣﻌﺎﻟﺟـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻟﻣﺗﻐﯾـ ــر اﻟﺗـ ــﺎﺑﻊ ﯾﺄﺧـ ــذ أﺳـ ــﻣﺎء ﻣﻘﺎﺑﻠـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ‬

‫اﻻﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ أو اﻷﺛـر أو اﻟﻧـﺎﺗﺞ )ﻋﻠـﻰ اﻟﺗرﺗﯾـب(‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓـن اﻟﺑﺎﺣـث ﻻ ﯾﺗـدﺧل ﻓـﻲ ﻫــذا‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾر‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻼﺣظ أو ﯾﻘﯾس ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠـﻰ اﻷﺛـر اﻟـذي ﯾﺣدﺛـﻪ اﻟﻣﺗﻐﯾـر‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﻘل‪.‬‬

‫ﻣ ــﺛﻼً‪ :‬إذا أراد اﻟﺑﺎﺣـ ــث أن ﯾﻛﺷـ ــف ﻋـ ــن أﺛـــر ﺳـ ــﺎﻋﺎت اﻟد ارﺳـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺣﺻـ ــﯾل‬

‫اﻟطﺎﻟب ﻓﺈن ﻋدد ﺳﺎﻋﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل وﺗﺣﺻﯾل اﻟطﺎﻟب ﻣﺗﻐﯾر ﺗﺎﺑﻊ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻌدﻟﺔ واﻟﻣﺿﺑوطﺔ واﻟدﺧﯾﻠﺔ ‪:‬‬

‫‪54‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﯾﻌـ ّـرف اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﻣﻌــدل ‪ Moderator‬ﺑﺄﻧــﻪ ‪ :‬اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟــذي ﻗــد ﯾﻐﯾــر ﻓــﻲ اﻷﺛــر‬ ‫ﻼ‬ ‫اﻟــذي ﯾﺗرﻛــﻪ اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﻣﺳــﺗﻘل ﻓــﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﺗــﺎﺑﻊ إذا اﻋﺗﺑ ـرﻩ اﻟﺑﺎﺣــث ﻣﺗﻐﯾ ـ ًار ﻣﺳــﺗﻘ ً‬ ‫ﺛﺎﻧوﯾﺎً إﻟﻰ ﺟﺎﻧـب اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﻣﺳـﺗﻘل اﻟرﺋﯾﺳـﻲ ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ‪ .‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﻣﻌـدل‬ ‫ﯾﻘــﻊ ﺗﺣــت ﺳــﯾطرة اﻟﺑﺎﺣ ـث وﻫــو اﻟــذي ﯾﻘــرر ﻓﯾﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن ﻣــن اﻟﺿــروري إدﺧﺎﻟــﻪ ﻓــﻲ‬

‫اﻟدراﺳﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﺛـﺎﻧوي أم ﻻ‪ .‬ﻓـﺈذا ﻛـﺎن ﻫﻧـﺎك ﻣﺗﻐﯾـر ﻣﺳـﺗﻘل رﺋﯾﺳـﻲ )أ( ﯾـؤﺛر‬

‫ﻓﻲ ﻣﺗﻐﯾـر ﺗـﺎﺑﻊ )ب(‪ ،‬وأراد اﻟﺑﺎﺣـث ﻣﻌرﻓـﺔ أﺛـر ﻣﺗﻐﯾـر آﺧـر )ج( ﺑﻣﻔـردﻩ ﻓـﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾـر‬ ‫اﻟﺗﺎﺑﻊ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻐﯾر )ج( ﯾﻌد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻣﺗﻐﯾـ اًر ﻣﺳـﺗﻘﻼً رﺋﯾﺳـﯾًﺎ آﺧـر‪ .‬أﻣـﺎ إذا أراد‬ ‫اﻟﺑﺎﺣ ــث ﻣﻌرﻓ ــﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ اﺧ ــﺗﻼف أﺛ ــر اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر اﻟﻣﺳ ــﺗﻘل اﻟرﺋﯾﺳ ــﻲ )أ( ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﯾؤﺧ ــذ‬ ‫ﻼ ﺛﺎﻧوﯾـﺎً‪ .‬وﯾﺟـري‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾر )ج( ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﺗﻐﯾـر )ج( ﯾﻌـد ﻣﺗﻐﯾـ اًر ﻣﺳـﺗﻘ ً‬ ‫ﺗﺣﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــل أﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻩ ﺑد ارﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺛـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻣﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺗرك أو أﺛ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺗﻔﺎﻋـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن أ × ب‬ ‫ﻓﻲ ج‪.‬‬

‫ﻼ ‪ :‬إذا ﻛ ـﺎن ﻏــرض ﺑﺎﺣــث أن ﯾﺗﻘﺻــﻰ أﺛــر طرﯾﻘــﺔ اﻟﺗــدرﯾس ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﺻــﯾل‬ ‫ﻣــﺛ ً‬ ‫اﻟطﻠﺑ ــﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧ ــت ﻋﯾﻧ ــﺔ اﻟد ارﺳ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﺟﻧﺳـــﯾن‪ ،‬ﻓﻘ ــد ﯾﺷ ــﻌر اﻟﺑﺎﺣـــث أن أﺛ ــر طرﯾﻘـــﺔ‬ ‫اﻟﺗــدرﯾس ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﺻــﯾل اﻟطﺎﻟــب رﺑﻣــﺎ ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ ﺟﻧﺳــﻪ‪ .‬ﻓــﺎﻟﺟﻧس ﻫﻧــﺎ ﻣﺗﻐﯾــر ﻣﻌـ ّـدل‬ ‫أي ﻣﺗﻐﯾـ ــر ﻣﺳـ ــﺗﻘل ﺛـ ــﺎﻧوي‪ .‬وﯾﻛﺷـ ــف ﺗﺣﻠﯾـ ــل اﻟﺗﺑـ ــﺎﯾن اﻟﺛﻧـ ــﺎﺋﻲ أﺛـ ــر اﻟﻣﺗﻐﯾـ ــر اﻟﻣﻌـ ــدل‬ ‫)اﻟﺟﻧس( ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ دﻻﻟﺔ اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟذي ﯾﻌزى إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑـﯾن طرﯾﻘـﺔ اﻟﺗـدرﯾس‬ ‫وﺟﻧس اﻟطﻠﺑﺔ‪.‬‬

‫ﯾﻌرف اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﺿﺑوط ‪ Controlled‬ﺑﺄﻧﻪ ذﻟـك اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟـذي ﯾﺣـﺎول اﻟﺑﺎﺣـث‬

‫أن ﯾﻠﻐــﻲ أﺛ ـرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺟرﺑــﺔ‪ .‬ﻷﻧــﻪ ﯾﺷــﻌر ﺑﺄﻧــﻪ ﺗﺣــت ﺳــﯾطرﺗﻪ وﻻ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ أن ﯾﺑــرر‬ ‫إدﺧﺎﻟﻪ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﺛﺎﻧوي )ﻣﻌدل(؛ وﻟﻛﻧﻪ ﺑـﻧﻔس اﻟوﻗـت ﯾﺷـﻌر ﺑـﺄن ﺿـﺑطﻪ ﺳـﯾﻘﻠل‬ ‫ﻣـ ــن ﻣﺻـ ــﺎدر اﻷﺧطـ ــﺎء ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﺟرﺑـ ــﺔ‪ .‬وﯾـ ــﺗم ﻫـ ــذا اﻟﺿـ ــﺑط ﺑـ ــﺄﻛﺛر ﻣـ ــن طرﯾﻘـ ــﺔ ﻣﺛـ ــل‬

‫اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻌزل أو اﻟﺣذف‪.‬‬

‫ﻼ ‪ :‬إذا ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣـن د ارﺳـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻫـو اﻟﻛﺷـف ﻋـن أﺛـر طرﯾﻘـﺔ اﻟﺗـدرﯾس‬ ‫ﻣﺛ ً‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻـﯾل ﻓﻘـد ﯾـرى اﻟﺑﺎﺣـث أن ﻋـدم ﺗﺟـﺎﻧس ﻣﺟﻣوﻋـﺎت اﻟطﻠﺑـﺔ ﻣـن ﺣﯾـث ﻧﺳـﺑﺔ‬ ‫‪55‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟذﻛﺎء ﯾﻣﻛن أن ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﻟذﻟك ﻗد ﯾﺗﺑـﻊ أﻛﺛـر ﻣـن طرﯾﻘـﺔ ﻟﺿـﺑط أﺛـر‬ ‫ﻋﺎﻣل اﻟـذﻛﺎء‪ ،‬ﻣﺛـل إﻋـﺎدة ﺗوزﯾـﻊ اﻟطﻠﺑـﺔ وذﻟـك ﺑﺗﻘﺳـﯾﻣﻬم ﻋﺷـواﺋﯾًﺎ ﻓـﻲ ﻣﺟﻣوﻋـﺎت‪ ،‬أو‬ ‫اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ﻣـن ﺣﯾـث ﻧﺳـﺑﺔ اﻟـذﻛﺎء ﻛـﺄن ﯾﻛوﻧـوا ﺟﻣﯾﻌـﺎً ﻣـن ذوي ﻧﺳـﺑﺔ‬ ‫ذﻛﺎء ﻣﺣددة )‪ 110 – 100‬ﻣﺛﻼً(‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟدﺧﯾل ‪ Intervening‬ﻓﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ ﻧـوع ﻣـن اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﻣﺳـﺗﻘل اﻟـذي‬

‫ﻻ ﯾــدﺧل ﻓــﻲ ﺗﺻــﻣﯾم اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺧﺿــﻊ ﻟﺳــﯾطرة اﻟﺑﺎﺣــث‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﯾــؤﺛر ﻓــﻲ ﻧﺗــﺎﺋﺞ‬

‫اﻟد ارﺳــﺔ ﻋــن طرﯾــق اﻷﺛــر ﻏﯾــر اﻟﻣرﻏــوب ﻓﯾــﻪ‪ ،‬اﻟــذي ﯾﺣدﺛــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﺗــﺎﺑﻊ‪ .‬وﻻ‬ ‫ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟﺑﺎﺣــث ﻣﻼﺣظــﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟــدﺧﯾل أو ﻗﯾﺎﺳــﻪ؛ ﻟﻛﻧــﻪ ﯾﻔﺗــرض وﺟــود ﻋــدد ﻣــن‬

‫اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟدﺧﯾﻠــﺔ‪ ،‬وﯾﺄﺧــذﻫﺎ ﺑﻌــﯾن اﻻﻋﺗﺑــﺎر ﻋﻧــد ﻣﻧﺎﻗﺷــﺔ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ وﺗﻔﺳــﯾرﻫﺎ‪ .‬وﺗﺳــﺗﻔﯾد‬ ‫اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾـﺔ ﻣـن اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟدﺧﯾﻠـﺔ ﻋـن طرﯾـق ﻗﯾـﺎم اﻟﺑﺎﺣـث ﺑﺗﺛﺑﯾــت‬ ‫أﺛرﻫﺎ‪ ،‬أو ﺗﺣدﯾدﻩ وﻗﯾﺎﺳﻪ‪.‬‬

‫ﻼ ‪ :‬إذا ﻛﺎن ﻏرض ﺑﺎﺣث ﻫـو اﻟﻛﺷـف ﻋـن اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺗﺣﺻـﯾل وﺳـﺎﻋﺎت‬ ‫ﻣﺛ ً‬ ‫اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﺗﺳﺎءل اﻟﺑﺎﺣث ﻋن وﺟود ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗـﺔ‪،‬‬ ‫ﻻ أﻧـﻪ‬ ‫ﻣﺛل ‪ :‬ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﻠق‪ ،‬اﻟطﻣوح‪ ،‬ﻗوة اﻟذاﻛرة وﻏﯾرﻫـﺎ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ُﯾﻌ ّـد ﻣﺗﻐﯾـرات دﺧﯾﻠـﺔ‪ .‬إ ّ‬ ‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧظر إﻟﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺗﻐﯾرات ﻣن أﻧواع أﺧرى )ﻣﻌدﻟﺔ أو ﻣﺿﺑوطﺔ(‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾر ‪:‬‬ ‫ﻋرﻓــت اﻟﻣﺗﻐﯾــرات اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ ﺑﻌﺑــﺎرات ﻋﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬إﻻ اﻟﺑﺣــث اﻟ ــذي ﺗُﺻــﺎغ أﺳ ــﺋﻠﺗﻪ أو‬

‫ﻓرﺿ ــﯾﺎﺗﻪ ﺑﺷ ــﻛل ﻣﺣ ــدود ﻻ ﺑ ــد أن ﺗﻌ ــرف اﻟﻣﺗﻐﯾـ ـرات ﻓﯾ ــﻪ ﺗﻌرﯾﻔ ــﺎت إﺟراﺋﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺣﺳ ــب‬ ‫ﻣﻌطﯾــﺎت وظــروف اﻟﺑﺣــث‪ .‬ﻓﻘــد ﯾﺣﺗــوي اﻟﺑﺣــث ﻋﻠــﻰ ﻣﺗﻐﯾــر رﺗﺑــﻲ ﻟﻠﺗﺣﺻــﯾل‪ ،‬ﺣﯾــث‬

‫ﺗﻘﺳم اﻟﻌﯾﻧﺔ إﻟﻰ ذوي اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻌﺎﻟﻲ‪ ،‬واﻟﻣﺗوﺳـط واﻟﻣـﻧﺧﻔض ﻓـﺈذا اﻓﺗرﺿـﻧﺎ أن ذوب‬

‫اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻫم اﻟذﯾن ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ‪ 85‬ﻓﻣـﺎ ﻓـوق ﻋﻠـﻰ ﺗﻠـك اﻷداة ﯾﻣﻛـن‬ ‫أن ﯾﻌــد ﺗﻌرﯾﻔــًﺎ إﺟراﺋﯾ ـًﺎ ﻟﻠﺗﺣﺻــﯾل اﻟﻌــﺎﻟﻲ‪ .‬وﻗــد ﯾــرى اﻟﺑﺣــث ﻏﯾــر ذﻟــك وﯾﻌــرف ذوي‬ ‫اﻟﺗﺣﺻـﯾل اﻟﻌـﺎﻟﻲ إﺟراﺋﯾـﺎً ﺑـﺄﻧﻬم أوﻟﺋـك اﻟــذﯾن ﺣﺻـﻠوا ﻋﻠـﻰ ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﻌﯾﺎرﯾـﺔ ‪ 2.00‬ﻓﻣــﺎ‬

‫ﻓوق‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺗﺗﻌدد اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﺗﻌرﯾﻔـﺎت اﻹﺟراﺋﯾـﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾـرات ﻓﻘـد ﺗﻌـرف ﺑدﻻﻟـﺔ‬ ‫اﻹﺟـ ـراءات اﻟﺗ ــﻲ ﺗـــؤدي إﻟ ــﻰ ﺳـــﻠوك ﻣﻌ ــﯾن؛ ﻛ ــﺄن ﯾﻌ ــرف اﻟﺑﺎﺣ ــث طرﯾﻘـــﺔ اﻟﺗ ــدرﯾس‬ ‫ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣدرس واﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة ﯾﻧﺎﺳـب اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟﻣﺳـﺗﻘﻠﺔ‬ ‫أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫وﻗـ ــد ﺗظﻬ ـ ــر اﻟﺗﻌرﯾﻔـ ــﺎت اﻹﺟراﺋﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾــ ـرات ﺑدﻻﻟ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﻠوك أو اﻟﺧﺻ ـ ــﺎﺋص‬

‫اﻟظﺎﻫرﯾـﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﺎﻟﻣﺗﻐﯾر؛ ﻛـﺄن ﯾﻌـرف اﻟﺑﺎﺣـث ذوي اﻟـذﻛﺎء اﻟﻣرﺗﻔـﻊ ﺑـﺄﻧﻬم ذوو‬ ‫اﻟﺗﺣﺻــﯾل اﻟﻌــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ﻧﺗــﺎﺋﺟﻬم ﻋﻠــﻰ اﻻﺧﺗﺑــﺎرات اﻟﻣدرﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﺗﻌرﯾــف‬ ‫ﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة ﯾﻧﺎﺳب اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗظﻬر اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات ﺑدﻻﻟـﺔ اﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﻛﺎﻣﻧـﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾـر‬ ‫أو ﺑدﻻﻟـﺔ اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺑﺳــﯾطﺔ اﻟﻣﻧﺗظﻣــﺔ ﻓــﻲ أدوات اﻟﻘﯾـﺎس؛ ﻛــﺄن ﯾﻌــرف اﻟــذﻛﺎء ﺑﺄﻧــﻪ‬ ‫ﺧﺎﺻﯾﺔ ﯾظﻬر اﻟﻔرد ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻘـوة ﻋﻠـﻰ اﻻﺳـﺗدﻻل وﻗـوة اﻟـذاﻛرة واﻟطﻼﻗـﺔ اﻟﻠﻐوﯾـﺔ‪ ..‬إﻟـﺦ‪.‬‬ ‫ﺗﺻﻠﺢ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻟﺟﻣﯾـﻊ أﻧـواع اﻟﻣﺗﻐﯾـرات‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻓﺈﻧﻬـﺎ اﻟطرﯾﻘـﺔ اﻷﻛﺛـر ﺷـﯾوﻋﺎً ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗرﺑوﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﺿﺑط اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدﺧﯾﻠﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑـ ــر ﺿـ ــﺑط اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـرات اﻟدﺧﯾﻠـ ــﺔ واﺣـ ــدًا ﻣـ ــن اﻹﺟ ـ ـراءات اﻟﻬﺎﻣـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺑﺣـ ــث‬ ‫اﻟﺗﺟرﯾﺑــﻲ ﻟﺗ ــوﻓﯾر درﺟ ــﺔ ﻣﻘﺑوﻟ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﺻــدق اﻟ ــداﺧﻠﻲ ﻟﻠﺗﺻ ــﻣﯾم اﻟﺗﺟرﯾﺑ ــﻲ‪ ،‬وﻟﺗﻣﻛ ــﯾن‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث ﻣن ﻋزو ﻣﻌظم اﻟﺗﺑـﺎﯾن ﻓـﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﺗـﺎﺑﻊ إﻟـﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﻣﺳـﺗﻘل ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ‬ ‫وﻟــﯾس إﻟــﻰ ﻣﺗﻐﯾ ـرات أﺧــرى وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﯾــل ﺗﺑــﺎﯾن اﻟﺧطــﺄ‪ .‬ﺗﺗﻌــدد اﻟطــرق ﻟﺿــﺑط ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻣﺗﻐﯾـرات وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﺗﺗﻔــﺎوت ﻓــﻲ درﺟــﺔ ﺗوﻓﯾرﻫــﺎ ﻟﻬــذا اﻟﺿــﺑط‪ ،‬وﻓﯾﻣــﺎ ﯾﻠــﻲ ﻣــوﺟز ﻟﻠطــرق‬ ‫اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث أن ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ – 1‬اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ‪Randomness :‬‬

‫‪57‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﻫــﻲ أﻓﺿــل طرﯾﻘــﺔ ﻟﺿــﺑط أﻛﺑــر ﻋــدد ﻣــن اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات‪ .‬وﯾﻘﺻــد ﺑﺎﻟﻌﺷ ـواﺋﯾﺔ ﻫﻧــﺎ‬

‫ﻋﺷ ـ ـواﺋﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾـ ــﺎر ﻟﻠﻌﯾﻧـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ وﻋﺷ ـ ـواﺋﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾـ ــﯾن ﻟﻌﻧﺎﺻـ ــر اﻟﻌﯾﻧـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ‬

‫اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ واﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬اﻟﻣزاوﺟﺔ ‪Matching :‬‬

‫ﺗﺗطﻠــب ﻫــذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ ﺗﺣدﯾــد أﻫــم اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات اﻟدﺧﯾﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﺗــؤﺛر ﻋﻠــﻰ‬

‫ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣــث إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﻣﺳــﺗﻘل‪ ،‬ﺛــم ﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋــن اﻷﻓـراد ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ‬

‫ﻟﻬـذا اﻟﻣﺗﻐﯾــر وذﻟـك ﻟﺗﻘﺳــﯾﻣﻬم إﻟـﻰ أزواج ﻣﺗﻣﺎﺛﻠــﺔ أو ﻣﺗﺷـﺎﺑﻬﺔ‪ ،‬وﻛــﺄﻧﻬم ﺗـواﺋم أو أﺷــﺑﻪ‬ ‫ﺑ ــﺎﻟﺗواﺋم ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟـ ــذﻟك اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر‪ ،‬ﺛـ ــم ﯾﻌـ ــﯾن أﺣـ ــد اﻟ ــزوﺟﯾن ﻋﺷ ـ ـواﺋﯾًﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋـ ــﺔ‬ ‫اﻟﺿـﺎﺑطﺔ واﻟــزوج اﻵﺧــر ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ‪ .‬وﺗﻛــون اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ‬ ‫ﻫـﻲ ﺻــﻌوﺑﺔ اﺧﺗﯾـﺎر أزواج ﻣﺗﺷــﺎﺑﻬﺔ ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﻛــون ﻋـدد اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟﻣرﻏـوب ﺿــﺑطﻬﺎ‬

‫ﻛﺑﯾــ اًر‪ .‬وﺗظﻬــر اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ أﯾﺿ ـًﺎ ﻓــﻲ إﻫــدار ﺑﻌــض أﻓ ـراد اﻟﻌﯾﻧــﺔ؛ ﻷن ﻋــدم ﺗــوﻓر ﻓــرد‬ ‫ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻔرد آﺧر ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣدروﺳﺔ ﯾﻌﻧﻲ أﺣﯾﺎﻧﺎً إﺳﻘﺎط اﻟﻔردﯾن ﻣن ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬اﻟﺣذف أو اﻟﻌزل ‪:‬‬ ‫وﯾﻘﺻ ــد ﺑ ــﻪ ﻫﻧ ــﺎ ﺣ ــذف اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر اﻟ ــدﺧﯾل ﺑﺎﻧﺗﻘ ــﺎء اﻷﻓـ ـراد اﻟﻣﺗﻣ ــﺎﺛﻠﯾن أو اﻷﻛﺛـــر‬

‫ﺗﺟﺎﻧﺳﺎً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟذﻟك اﻟﻣﺗﻐﯾر؛ ﻛﺄن ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﺟﻣﯾﻌًﺎ ﻣن اﻟذﻛور أو ﻣـن اﻹﻧـﺎث إذا‬ ‫ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻫـم ﺿـﺑط ﻣﺗﻐﯾـر اﻟﺟـﻧس‪ ،‬أو أن ﯾـﺗم اﺧﺗﯾـﺎر اﻷﻓـراد ﻣـن ﻓﺋـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻣـن‬ ‫ﻧﺳﺑﺔ اﻟذﻛﺎء إذا ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻫو ﺿﺑط ﻣﺗﻐﯾر ﻧﺳﺑﺔ اﻟذﻛﺎء‪.‬‬

‫‪ – 4‬اﻹدﺧﺎل ‪:‬‬ ‫وﯾﻘﺻ ــد ﺑ ــﻪ ﻫﻧ ــﺎ إدﺧ ــﺎل اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر اﻟ ــدﺧﯾل ﻓ ــﻲ اﻟد ارﺳ ــﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾ ــر ﻣﺳ ــﺗﻘل ﺛ ــﺎﻧوي‬

‫)ﻣﻌدل(‪ ،‬ﻷن إدﺧﺎﻟﻪ ﻓـﻲ ﺗﺻـﻣﯾم اﻟد ارﺳـﺔ ﯾزﯾـد ﻣـن اﻟﺻـدق اﻟـداﺧﻠﻲ ﻟﻠد ارﺳـﺔ؛ ﺑﻣﻌﻧـﻰ‬

‫أن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺻﺑﺢ ﺑﺈدﺧﺎﻟﻪ أﻛﺛر واﻗﻌﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻛﺛر ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﻣﯾم‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 5‬اﻟﺿﺑط اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ‪:‬‬ ‫وﯾﻘﺻـ ــد ﺑـ ــﻪ ﻫﻧـ ــﺎ ﺿـ ــﺑط أﺛـ ــر اﻟﻣﺗﻐﯾـ ــر اﻟـ ــدﺧﯾل ﺑﻧـ ــوع ﺧـ ــﺎص ﻣـ ــن اﻟﺗﺣﻠـ ــﯾﻼت‬

‫اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻫــو اﻟﺗﺑــﺎﯾن اﻟﻣﺻــﺎﺣب ‪ .Analysis of Covariance‬ﺗﺗطﻠــب ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟطرﯾﻘــﺔ ﺟﻣــﻊ ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﻋــن اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﺗ ــﺎﺑﻊ ﻗﺑــل إدﺧــﺎل اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر اﻟﻣﺳــﺗﻘل أو ﻗﺑ ــل‬ ‫اﻟﺗــﺄﺛر ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ ‪ Treatment‬ﻋــن طرﯾــق إﺟ ـراء اﺧﺗﺑــﺎر ﻗﺑﻠــﻲ ‪،Pretest‬‬ ‫وﯾﻣﻛن ﺿﺑط ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدﺧﯾﻠﺔ‪ ،‬إذا ﺗواﻓرت ﺑﯾﺎﻧﺎت إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋن ﻛـل‬

‫ﻣﺗﻐﯾــر‪ ،‬ﻗﺑــل ﺗــﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﻣﺳــﺗﻘل‪ .‬ﺗﺳــﺗﺧدم ﻫــذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ إذا وﺟــدت ﻓــروق ذات‬

‫دﻻﻟـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣﺟﻣـوﻋﺗﯾن اﻟﺿـﺎﺑطﺔ واﻟﺗﺟرﯾﺑﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﺗـﺎﺑﻊ ﺣﺗـﻰ ﻟـو ﺗ ّـم اﺧﺗﯾــﺎر‬ ‫أﻓرادﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﻷن اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﺿﻣن ﻋدم وﺟود ﻫذا اﻟﻔرق‪.‬‬ ‫ﺗﺑﻧﻰ ﻓﻛرة ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﺑـﺎﯾن اﻟﻣﺻـﺎﺣب ﻋﻠـﻰ ﻋـدة اﻓﺗ ارﺿـﺎت‪ .‬وﺗﻌﺗﻣـد ﻫـذﻩ اﻟطرﯾﻘـﺔ‬

‫ﻋﻠ ــﻰ درﺟ ــﺔ اﻧﺗﻬ ــﺎك ﻫ ــذﻩ اﻻﻓﺗ ارﺿ ــﺎت‪ ،‬وﺑﻣ ــﺎ أن اﻻﻓﺗ ارﺿ ــﺎت ﻻ ﺗﺗﺣﻘ ــق أي ﺗﻧﺗﻬ ــك‬ ‫‪ Violated‬ﻗـﻲ أﻏﻠــب اﻷﺣﯾــﺎن ﻓﻠــذﻟك ﻻ ﯾﻔﺿــل اﺳـﺗﺧدام ﻫــذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺗــوﻓر‬

‫إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ اﺳــﺗﺧدام اﻟطــرق اﻷﺧــرى ﻟﺿــﺑط اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات‪ .‬ﺗــﺗﻠﺧص طرﯾﻘــﺔ ﺗﺣﻠﯾــل اﻟﺗﺑــﺎﯾن‬ ‫اﻟﻣﺷــﺗرك ﻓــﻲ ﺣــذف اﻟﻔــروق اﻟﻘﺑﻠﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟﺗــﺎﺑﻊ اﻟﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑﻣﺗﻐﯾ ـرات دﺧﯾﻠــﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺧطـ ـوات إﺣﺻ ــﺎﺋﯾﺔ ﯾﻣﻛـ ــن أن ﺗ ــﺗم ﯾ ــدوﯾﺎً‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﺣﺎﺳـ ــوب إذا ﻛ ــﺎن ﻋـــدد اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـرات‬

‫اﻟدﺧﯾﻠﺔ ﻛﺑﯾ اًر ﻧﺳﺑﯾﺎً‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس‬ ‫اﻟﻌﯾﻧـﺎت وأﻧـواﻋﻬـﺎ‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن أﻧواع اﻟﻌﯾﻧﺎت اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﺧﺗﯾﺎر‬‫ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﯾﻧﺎت اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﺎت ﻏﯾر اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ‬‫ ﺗوظﯾف طرق اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﻣواﻗف ﺗﺻورﯾﺔ أو ﻋﻣﻠﯾﺔ‬‫ ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﯾﻧﻲ وﻛل ﻣن ﻧوع اﻟﻌﯾﻧﺔ وﺣﺟﻣﻬﺎ‬‫‪ -‬ذﻛر اﻟطرق واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر أﺣﺟﺎم اﻟﻌﯾﻧﺎت‬

‫‪60‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ‪ :‬اﻟﻌﯾﻧـﺎت وأﻧـواﻋﻬـﺎ‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﺣـدد اﻟﺑﺎﺣـث ﻋـﺎدة اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺳــﻌﻰ إﻟـﻰ د ارﺳـﺗﻬﺎ‪ ،‬وذﻟـك ﻟﺟﻣـﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬

‫ذات اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‪ ،‬ﺑﺎﺳــﺗﺧدام اﻟطــرق واﻷدوات اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬ﻣﺛــل اﻻﺧﺗﺑــﺎرات‬ ‫واﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت وﺳﻼﻟم اﻟﺗﻘدﯾر واﻟﺳﺟﻼت‪ .‬ﻛﻣﺎ أﻧـﻪ ﯾﻘـوم ﺑﺗﺣدﯾـد اﻹطـﺎر اﻟـذي ﺗﻧﺣﺻـر‬

‫ﻓﯾ ــﻪ اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ‪ ،‬وذﻟ ــك ﻟﺗﺣدﯾ ــد اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺳ ــﺗﻘﻲ ﻣﻧﻬ ــﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت‪ ،‬ﺿ ــﻣن ﻫ ــذا‬ ‫اﻹطﺎر‪ ،‬ﻟﯾﻛون ﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻗـﺎد اًر ﻋﻠـﻰ أن ﯾﻘـدم اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ذات اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﻣدروﺳـﺔ‪.‬‬ ‫ﻼ( اﻟواﻗﻌﺔ ﺿـﻣن إطـﺎر اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ‪ ،‬ﻋـدد‬ ‫وﻗد ﯾﺟد اﻟﺑﺎﺣث أن ﻋدد اﻟﻌﻧﺎﺻر )اﻷﻓراد ﻣﺛ ً‬ ‫ﻛﺑﯾ ــر‪ ،‬إﻟ ــﻰ ﺣ ــد ﯾ ــرى ﻓ ــﻲ أن إﺷـ ـراﻛﻪ ﻟﺟﻣﯾ ــﻊ ﻫ ــذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر‪ ،‬ﻟﻠﻣﺳ ــﺎﻫﻣﺔ ﻓ ــﻲ ﺗﻘ ــدﯾم‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ذات ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‪ ،‬ﺧ ــﺎرج ﻋــن ﺣ ــدود ﻗدرﺗــﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﺎﺗ ــﻪ اﻟﺑﺣﺛﯾــﺔ‪ .‬وﻫ ــو‬

‫ﯾﻌــرف ﺳــﻠﻔًﺎ ﺑــﺄن أي ﻋﻧﺻــر ﯾﺷــﺗرك ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ﯾﻣﻛﻧــﻪ أن ﯾﻘــدم ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺗزﯾــد ﻣــن‬ ‫ﺻـدق وﺛﺑــﺎت اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓﻬــو أﻣــﺎم ﻣوﻗـف ﯾﺣــﺎول ﻓﯾــﻪ اﻟﺗﺻــرف ﺿــﻣن إﻣﻛﺎﻧﺎﺗــﻪ‬

‫اﻟﺑﺣﺛﯾـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻘﺗﺿـ ــﻲ اﺧﺗﯾـ ــﺎر ﻧﺳـ ــﺑﺔ اﻟﻣـ ــن اﻟﻌﻧﺎﺻـ ــر‪ ،‬ﺑطرﯾﻘـ ــﺔ ﺗﻘﻠـ ــل ﻣـ ــن ﺿـ ــﯾﺎع‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت إﻟﻰ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻌﯾﻧﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﻘﺻ ــد ﺑ ــﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ : Population‬اﻟﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ اﻟﻛﻠﯾ ــﺔ ‪Set‬‬

‫‪ Universal‬ﻣ ــن‬

‫اﻟﻌﻧﺎﺻــر اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺳ ــﻌﻰ اﻟﺑﺎﺣــث إﻟ ــﻰ أن ﯾﻌﻣ ــم ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ ذات اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ‬ ‫اﻟﻣدروﺳﺔ‪ .‬وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻓـﺈن اﻟﺻـﻌوﺑﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾواﺟﻬﻬـﺎ اﻟﺑﺎﺣـث ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬ﺗﻌﺗﻣـد‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﻧ ــوع اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ واﻟﻐ ــرض ﻣ ــن د ارﺳــﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﯾﺧﺗﻠ ــف ﻋــدد اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر وﻣﺳ ــﺎﺣﺔ‬

‫اﻟرﻗﻌــﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗواﺟــد ﻓﯾﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻــر‪ .‬وﻟﺗوﺿــﯾﺢ اﻟﻣﻘﺻــود ﺑــذﻟك‪ ،‬دﻋﻧــﺎ‬ ‫ﻧﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن ﻧﺣو ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم‬‫‪61‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن اﻟﻌرب ﻧﺣو ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم‬‫ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻧﺣو ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم‬‫ اﺗﺟﺎﻫﺎت ﺧرﯾﺟﻲ اﻟﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻧﺣو ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم‬‫ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻧﺣو ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم‬‫ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺻﻌوﺑﺔ ﺣﺻر أو ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‬

‫اﻹﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﯾﺗﺿــﺢ ﺻـﻌوﺑﺔ ﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻣــن ﺟﻣﯾـﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻــر‪ .‬وﻟــذﻟك‬ ‫ﯾﺗﺟــﻪ اﻟﺑﺎﺣــث إﻟــﻰ اﺧﺗﯾــﺎر ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﺟزﺋﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﻣﺛــل ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ أﻓﺿــل ﺗﻣﺛﯾــل‪،‬‬ ‫ﺑﺣﯾـث ﯾﻛـون ﻗـﺎد اًر ﻋﻠـﻰ ﺗﻌﻣـﯾم ﻧﺗﺎﺋﺟﻬــﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟد ارﺳـﺔ‪ .‬ﺗﺳـﻣﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ‬

‫اﻟﺟزﺋﯾــﺔ ‪ Subset‬ﺑﺎﻟﻌﯾﻧــﺔ ‪ Sample‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ ﺗﻌﻣــﯾم اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ‬ ‫درﺟﺔ ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬ ‫اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﯾﻧﻲ ‪:‬‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻫـﻲ ﺗﻠـك اﻟﻌﯾﻧـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗـوزع ﻓﯾﻬـﺎ ﺧﺻـﺎﺋص اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‬ ‫ﺑــﻧﻔس اﻟﻧﺳــب اﻟـواردة ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‪ٕ .‬وان اﺧــﺗﻼف ﻫــذﻩ اﻟﻧﺳــب ﯾﻌﻧــﻲ أن اﻟﺑﺎﺣــث وﻗــﻊ‬ ‫ﻓــﻲ ﺧطــﺄ ﻋﻧــد اﺧﺗﯾــﺎرﻩ ﻟﻠﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﻫــو "اﻟﺧطــﺄ اﻟﻌﯾﻧــﻲ" ‪ .Sampling Error‬ﻓﻘــد ﯾﻠﺟــﺄ‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ اﺧﺗﯾـﺎر اﻟﻌﯾﻧـﺔ ﻣـن اﻟﻣﺗطـوﻋﯾن‪ ،‬أو اﺧﺗﯾـﺎر ﻋﯾﻧـﺔ ﯾﺷـﻌر ﺑﺳـﻬوﻟﺔ اﻟوﺻـول‬ ‫إﻟﯾﻬـﺎ )ﻋﯾﻧـﺔ ﻣﺗﯾﺳـرة(‪ .‬ورﺑﻣـﺎ ﯾﺧﺗـﺎر ﻋﯾﻧـﺔ ﺻـﻐﯾرة اﻟﺣﺟـم ﻟﺗﻘﻠﯾـل ﺗﻛـﺎﻟﯾف اﻟﺑﺣـث‪ ،‬وﻫـو‬ ‫ﺑذﻟك ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻌﻣـﯾم ﺧـﺎرج ﺣـدود ﺗﻠـك اﻟﻌﯾﻧـﺔ‪ ،‬ﻷن اﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ‬

‫اﻟﻣﺣﺳــوب ﻣــن ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬أو ﻣــﺎ ﯾﺷــﺎر إﻟﯾــﻪ ﺑﺈﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻋﯾﻧــﺔ ‪ ،Statistic‬ﺳــﯾﻛون‬ ‫ﻣﺗﺣﯾ اًز ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.Parameter‬‬ ‫ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﯾﻧﺔ س‪ ،‬وﻫو ﻣـﺎ ﯾﺳـﻣﻰ ﺑﺎﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻛـﺎن اﻟوﺳـط‬ ‫اﻟﺣﺳـــﺎﺑﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ م‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾﺳـ ــﻣﻰ ﺑ ــﺎﻟﻣﻌﻠم‪ ،‬ﻓـ ــﺈن دﻗـ ــﺔ ﺗﻘـ ــدﯾرﻧﺎ ﻟﻠﻣﻌﻠـ ــم م ﻣـ ــن‬ ‫اﻹﺣﺻ ـ ــﺎﺋﻲ س ﯾﺳ ـ ــﻣﻰ ﺑﺎﻟﺧط ـ ــﺄ اﻟﻌﯾﻧ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــ ــﺔ‪ .‬وﯾﻘ ـ ــﺎل اﻟﻛ ـ ــﻼم ﻧﻔﺳــ ــﻪ‬ ‫‪62‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻷي ﻣﻌﻠ ــم ٕواﺣﺻ ــﺎﺋﻲ آﺧـــر ﻣﺛ ــل اﻻﻧﺣـ ـراف اﻟﻣﻌﯾ ــﺎري )ع‪ ،(@ ،‬واﻟﺗﺑـــﺎﯾن‬

‫)ع‪.(2@ ،2‬‬

‫أﻧواع اﻟﻌﯾﻧﺎت وطرق اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ‪:‬‬ ‫ﯾ ـرﺗﺑط اﻟﺣــدﯾث ﻋــن اﻟﺧطــﺄ اﻟﻌﯾﻧــﻲ ﺑﺎﻟﺣــدﯾث ﻋــن طــرق اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻌﯾﻧــﺎت‪ ،‬وذﻟــك‬ ‫ﻻﻋﺗﻣﺎد درﺟﺔ اﻟﺗﺣﯾز ﻓﻲ اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘـﺔ اﻻﺧﺗﯾـﺎر‪ .‬وﺳﻧﺷـﯾر ﻫﻧـﺎ إﻟـﻰ ﻧـوﻋﯾن ﻣـن‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺎت ﺣﺳب طرﯾﻘﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎر‪ ،‬ﻫﻣﺎ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اﻟﻌﯾﻧﺎت ﻏﯾر اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬ ‫وﻫــﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗــدﺧل ﻓﯾﻬــﺎ رﻏﺑــﺔ اﻟﺑﺎﺣــث وأﺣﻛﺎﻣــﻪ اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ‪ .‬ﻓﻘــد ﯾﺧﺗــﺎر‬ ‫اﻟﺑﺎﺣ ــث ﻋﻧﺎﺻ ــر اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ ﻣ ــن اﻟ ــذﯾن ﯾﻘ ــﺎﺑﻠﻬم ﺑﺷ ــﻛل ﻋرﺿ ــﻲ‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﺻ ــدﻓﺔ‪ ،‬أو ﻷﻧ ــﻪ‬ ‫ﯾﻌــرف ﻣﺳــﺑﻘﺎً أﻧﻬــم ﯾرﻓﺿـوا طﻠﺑــﻪ ﻛــﺄن ﯾﻛوﻧـوا ﻣــن ﻣﻌﺎرﻓــﻪ ‪ Available‬اﻟــذﯾن ﯾﺗﯾﺳــر‬

‫اﻟوﺻول إﻟﯾﻬم‪ .‬وﻗد ﯾﺧﺗﺎرﻫم ﻣـن اﻟﻣﺗطـوﻋﯾن ‪ .Volunteers‬ﻗـد ﯾﻛـون ﻷي ﻣـن ﻫـذﻩ‬ ‫اﻻﺧﺗﯾﺎرات ﺑﻌض اﻟﻣﻛﺎﺳـب اﻟﺛـﺎﻧوي ﻣﺛـل ﺗﻘﻠﯾـل اﻟﺟﻬـد واﻟﺗﻛـﺎﻟﯾف اﻟﻣﺎدﯾـﺔ‪ .‬إﻻ أﻧـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻣﻘﺎﺑــل ﻗــد ﯾﺻــل إﻟــﻰ درﺟــﺔ ﻣــن اﻟﺗﺣﯾــز ﻓــﻲ اﺧﺗﯾــﺎرﻩ ﻟﻠﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﺳ ـواء ﻓــﻲ ﺣﺟﻣﻬــﺎ أو‬ ‫ﺧﺻﺎﺋﺻـﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﻻ ﯾﻣ ّﻛﻧـﻪ ﻣـن ﺗﻌﻣــﯾم ﻧﺗﺎﺋﺟـﻪ ﺧـﺎرج ﺣـدود اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬ﻛﻣـﺎ أﻧـﻪ ﻗـد ﯾﻧﺗﻘــﻲ‬ ‫ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﻷﻧــﻪ ﯾﻌــرف ﻣﺳــﺑﻘﺎً ﺑــﺄﻧﻬم اﻷﻗــدر ﻋﻠــﻰ ﺗﻘــدﯾم ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋــن ﻣﺷــﻛﻠﺔ‬ ‫ﻣﻌﯾﻧـﺔ‪ ،‬أﻛﺛـر ﻣـن ﻏﯾــرﻫم‪ ،‬ﻷﻧﻬـم ﻋﺎﺷـوا اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ أو ﻋﺎﺻــروﻫﺎ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧـﻰ أن ﻋﯾﻧـﺔ ﻣــن‬ ‫ﻫذا اﻟﻧوع ﻋﯾﻧﺔ ﻣﻘﺻـودة ‪ٕ .Purposive‬واذا اﺳـﺗطﺎع اﻟﺑﺎﺣـث أن ﯾﻘﺳـم اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ إﻟـﻰ‬ ‫ﻣﺟﻣوﻋـﺎت ﻣﺗﻣﯾـزة ﺣﺳـب ﻓﺋـﺎت اﻟﻣﺗﻐﯾـر وﻟـم ﯾﻛـن ﺑﺎﺳـﺗطﺎﻋﺗﻪ أن ﯾﺧﺗـﺎر ﻋﺷـواﺋﯾﺎً ﻣــن‬ ‫ﻛــل ﻓﺋــﺔ‪ ،‬ﺑــل اﺧﺗــﺎر ﻣــﺎ ﻫــو ﻣﺗﯾﺳــر أو ﻣــﺎ ﺻــﺎدﻓﻪ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻋﯾﻧــﺔ‬ ‫ﺣﺻﺻﯾﺔ ‪.Quota‬‬ ‫‪ – 2‬اﻟﻌﯾﻧﺎت اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪63‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﻫــﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾــﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫــﺎ ﺑطــرق ﻋﻠﻣﯾــﺔ ﻣﺣــددة ﻣﺛــل اﻟﻌﯾﻧــﺔ اﻟﻌﺷـ ـواﺋﯾﺔ‬ ‫اﻟﺑﺳ ــﯾطﺔ واﻟﻌﯾﻧ ــﺔ اﻟطﺑﻘﯾ ــﺔ واﻟﻌﯾﻧ ــﺔ اﻟﻣﻧﺗظﻣ ــﺔ واﻟﻌﯾﻧ ــﺔ اﻟﻌﻧﻘودﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﯾﻔ ــرض ﻧ ــوع‬ ‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻼﺧﺗﯾﺎر‪ .‬وﯾﻌـزى اﻟﺧطـﺄ اﻟﻌﯾﻧـﻲ اﻟـذي‬ ‫ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻘـﻊ ﻓﯾـﻪ اﻟﺑﺎﺣـث إﻟـﻰ اﻟﺧطــﺄ ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ ودرﺟـﺔ اﻟــوﻋﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟواﺟــب ﺗﻣﺛﯾﻠﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺔ أو إﻟـﻰ اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻏﯾــر ﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ‪،‬‬ ‫ﻛــﺄن ﯾﺧﺗــﺎر ﺑﺎﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﻌﻧﻘودﯾــﺔ ﻣــﻊ أن اﻷﻧﺳــب اﺧﺗﯾﺎرﻫــﺎ ﺑﺎﻟﻌﺷ ـواﺋﯾﺔ اﻟﺑﺳــﯾطﺔ ﻣــﺛﻼً‪.‬‬ ‫وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﻌﯾﻧــﺎت اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻫــﻲ ﺗﻠــك اﻟﻌﯾﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻛــون ﻟﻛــل ﻓــرد ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‬

‫ﻓرﺻــﺔ ﻣﺣ ــددة ﻻﺧﺗﯾــﺎرﻩ‪ ،‬أو ﯾﻛ ــون ﻟــﻪ ﻧﻔ ــس اﻟﻔرﺻــﺔ ﻻﺧﺗﯾ ــﺎرﻩ ﺿــﻣن اﻟﻔﺋ ــﺔ اﻟواﺣ ــدة‬ ‫اﻟﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ ﻣن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫ﺗﺷـﺗرك اﻟطــرق اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻌﯾﻧــﺎت ﻓــﻲ ﺧطــوة أﺳﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺗﺣدﯾــد‬ ‫ﻣﺟﺗﻣ ــﻊ اﻟد ارﺳ ــﺔ‪ٕ ،‬واﻋ ــداد ﻗﺎﺋﻣـ ــﺔ ﺑﻌﻧﺎﺻـ ـرﻩ‪ ،‬ﺛـــم اﺧﺗﯾـــﺎر ﻋﯾﻧـ ــﺔ ﺑﺣﺟـــم ﯾﻛﻔـــﻲ ﻟﺗﻣﺛﯾـ ــل‬

‫ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺗﻌرﯾف ﺑﺳﯾط ﺑﻛل طرﯾﻘﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟطرق‪:‬‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ‪:‬‬ ‫ﻫــﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺔ اﻟﺗــﻲ اﺧﺗﯾــرت ﺑطرﯾﻘــﺔ ﯾﻛــون ﻟﻛــل ﻋﻧﺻــر ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻧﻔــس ﻓرﺻــﺔ‬ ‫اﻻﺧﺗﯾﺎر‪ ،‬وأن اﺧﺗﯾﺎر أي ﻋﻧﺻر ﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر أي ﻋﻧﺻر آﺧر‪.‬‬ ‫ﺗـﺗﻠﺧص ﻫـذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ ﻓـﻲ إﻋــداد ﻗﺎﺋﻣـﺔ ﺑﻌﻧﺎﺻــر اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬وﯾﻌطــﻲ ﻛـل ﻋﻧﺻــر‬ ‫رﻗﻣًﺎ ﯾﻌرﻓـﻪ ﻟﺗﺷـﻛﯾل ﻣـﺎ ﯾﺳـﻣﻰ ﺑﺎﻹطـﺎر اﻟﻌﯾﻧـﻲ ‪ ،Sampling Frame‬ﻓـﺈذا ﻛـﺎن ﻋـدد‬ ‫ﻼ ﺗﺗﺳﻠﺳــل ﻛﻣــﺎ ﯾﻠ ــﻲ‬ ‫ﻼ ﯾﺻــل إﻟ ــﻰ ‪ ،785‬ﻓــﺈن اﻷرﻗــﺎم ﻣــﺛ ً‬ ‫اﻟﻌﻧﺎﺻــر ﻓــﻲ اﻹطــﺎر ﻣــﺛ ً‬ ‫‪ .785 ،784 ..... ،003 ،002 ،001‬وﺑﻌ ـ ـ ــد أن ﯾﺣ ـ ـ ــدد اﻟﺑﺎﺣ ـ ـ ــث ﺣﺟ ـ ـ ــم اﻟﻌﯾﻧ ـ ـ ــﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠوب ﯾﺧﺗﺎر ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام أي ﺟدول ﻣن ﺟداول اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾـﺗم‬ ‫ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﻋﺎدة ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺎﺳـب اﻹﻟﯾﻛﺗروﻧـﻲ‪ .‬وﺗﺗﻛـون ﻫـذﻩ اﻟﺟـداول ﻋـﺎدة ﻣـن أﻋـداد‬

‫‪64‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻼ‪ ،‬ﻣرﺗﺑـﺔ ﻓـﻲ ﺳـطور وأﻋﻣـدة‪ ،‬وﯾﻣﺛـل اﻟﺟـدول اﻟﺗـﺎﻟﻲ‬ ‫ﺑﻌـدة أرﻗـﺎم‪ ،‬أرﺑﻌـﺔ أو ﺧﻣﺳـﺔ ﻣـﺛ ً‬ ‫ﻣﻘطﻌًﺎ ﻣن أﺣد ﻫذﻩ اﻟﺟداول ‪:‬‬ ‫ﺳطر‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪23795‬‬

‫‪97005‬‬

‫‪43923‬‬

‫‪81292‬‬

‫‪2‬‬

‫‪57096‬‬

‫‪70158‬‬

‫‪36006‬‬

‫‪25106‬‬

‫‪3‬‬

‫‪52750‬‬

‫‪69765‬‬

‫‪45110‬‬

‫‪38252‬‬

‫‪4‬‬

‫‪90591‬‬

‫‪58216‬‬

‫‪04931‬‬

‫‪78274‬‬

‫‪5‬‬

‫‪20809‬‬

‫‪23068‬‬

‫‪84638‬‬

‫‪99566‬‬

‫ﻋﻣود‬

‫ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث أن ﯾﺧﺗﺎر أي ﻋـدد ﻛﻧﻘطـﺔ ﺑداﯾـﺔ وﯾﺗﺣـرك أﻓﻘﯾـﺎً أو أرﺳـﯾﺎً أو ﻗطرﯾـﺎً‬

‫ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻷﻋداد اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷـﺗرﻛﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﯾﻧـﺔ‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻛﺗﻔـﻲ‬ ‫ﺑﺛﻼﺛﺔ أرﻗﺎم ﻓﻲ ﻛل ﻋدد‪ ،‬طﺎﻟﻣﺎ أن ﺣﺟم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻹطﺎر ﻻ ﯾﺗﻌدى ﺛﻼﺛـﺔ أرﻗـﺎم‪.‬‬ ‫ﻓـﺈذا اﺧﺗـﺎر اﻟﻌــدد ﻓـﻲ ﺗﻘــﺎطﻊ اﻟﻌﻣـود اﻷول ﻣـﻊ اﻟﺳــطر اﻷول ﻟﯾﻛـون ﻧﻘطــﺔ ﺑداﯾـﺔ ﻓــﺈن‬ ‫اﻷﻋداد اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻫﻲ ‪ .. ،591 ،750 ،96‬وﻫﻛـذا‪) ،‬ﻻﺣـظ أن‬ ‫اﻟﻌدد ‪ 795‬ﻗـد أﺳـﻘط ﻷﻧـﻪ ﻏﯾـر ﻣوﺟـود ﻓـﻲ اﻹطـﺎر(( وﯾﺳـﺗﻣر اﻟﺑﺎﺣـث ﻫﻛـذا إﻟـﻰ أن‬ ‫ﯾﺧﺗــﺎر ﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ اﻟــذي ﺣ ـددﻩ‪ .‬ﻓــﺈذا ﻟــم ﯾﻛــف ﻋﻣــود ﯾﻧﺗﻘــل إﻟــﻰ اﻟﻌﻣــود اﻟــذي ﯾﻠﯾــﻪ‬ ‫وﻫﻛذا‪.‬‬ ‫ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺑﺎﺣــث أن ﯾﺗﺑــﻊ أﺳــﻠوﺑًﺎ آﺧــر ﯾــﺗﻠﺧص ﻓــﻲ أن ﯾﻛﺗــب اﻷﻋــداد ﻓــﻲ اﻹطــﺎر‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﻗﺻﺎﺻــﺎت ﻣــن اﻟــورق‪ ،‬وﺗوﺿــﻊ ﻓــﻲ ﺻــﻧدوق‪ ،‬ﺛــم ﯾــﺗم ﺳــﺣب اﻷوراق ﻋﺷ ـواﺋﯾًﺎ‬

‫إﻟﻰ أن ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌـدد ﻣـن اﻷوراق اﻟـذي ﯾﺳـﺎوي ﺣﺟـم اﻟﻌﯾﻧـﺔ ﻣـﻊ إﻋـﺎدة اﻟورﻗـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﻛل ﻣرة إﻟﻰ اﻟﺻﻧدوق وﻋدم اﺣﺗﺳﺎﺑﻬﺎ أﻛﺛر ﻣن ﻣرة إذا ﺗم ﺳﺣﺑﻬﺎ ﻣرة أﺧرى‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ‪: Systematic Sample‬‬ ‫إذا ﻛﺎن ﺗرﺗﯾـب ﻋﻧﺎﺻـر اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻓـﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ اﻟﻣﺷـﺎر إﻟﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﯾﻧـﺔ اﻟﻌﺷـواﺋﯾﺔ‬

‫اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﺧﺗﯾﺎر ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺑﺷﻛل دوري‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣـث‬ ‫ﺑﺗﺣدﯾــد طــول اﻟــدورة ﻋــن طرﯾــق ﻗﺳــﻣﺔ ﺣﺟــم اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻋﻠــﻰ ﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬ﻓــﺈذا ﻛــﺎن‬

‫ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ = ‪ 100‬ﻣﺛﻼً‪ ،‬وﺣﺟم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ 785‬ﻓﺈن طول اﻟدورة = ‪) 8‬ﻣﻘرﺑًﺎ ﻷﻗـرب‬ ‫ﻋــدد ﺻــﺣﯾﺢ(‪ .‬ﯾﺣــدد اﻟﺑﺎﺣــث أي ﻋــدد أﻗــل ﻣــن ‪ 8‬ﻛﻧﻘطــﺔ ﺑداﯾــﺔ )‪ 6‬ﻣــﺛﻼً( ﺛــم ﺗﺣــدد‬ ‫اﻷﻋداد اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﯾﻧﺔ وﻫﻲ ﻫﻧﺎ ‪ .... ،30 ،22 ،14 ،6‬وﻫﻛذا‪.‬‬

‫وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋن اﻟﻌﺷـواﺋﯾﺔ اﻟﺑﺳـﯾطﺔ ﻓـﻲ أن اﺧﺗﯾـﺎر ﻧﻘطـﺔ اﻟﺑداﯾـﺔ ﯾﺣـدد‬

‫رﺗ ــب اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر اﻟﺑﺎﻗﯾ ــﺔ ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ أﻧﻬ ــﺎ ﻏﯾ ــر ﻣﺳ ــﺗﻘﻠﺔ‪ .‬وﻟ ــذﻟك ﻻ ﯾﻧﺻ ــﺢ ﺑﺎﺧﺗﯾ ــﺎر ﻫ ــذﻩ‬ ‫اﻟطرﯾﻘــﺔ‪ ،‬إذا ﺷــﻌر اﻟﺑﺎﺣــث ﺑــﺄن ﻫﻧــﺎك أﯾــﺔ ﻣﻼﻣــﺢ ﻟﺗرﺗﯾــب دوري ﻓــﻲ ﻗﺎﺋﻣــﺔ ﻋﻧﺎﺻــر‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟطﺑﻘﯾﺔ ‪: Stratified Sample‬‬ ‫ﻗد ﻻ ﯾوﻓر اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﺷـواﺋﻲ ﻋﯾﻧـﺔ ﻣﻣﺛﻠـﺔ ﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ؛ إذ ﻻ ﯾوﺟـد ﻣـﺎ‬

‫ﯾﺿــﻣن أن ﺗﻛ ــون ﺧﺻ ــﺎﺋص اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ ﻣﻣﺛﻠ ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ ﺑ ــﻧﻔس اﻟﻧﺳ ــب اﻟـ ـواردة ﻓ ــﻲ‬

‫اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‪ .‬ﻓــﺈذا ﺷ ــﻌر اﻟﺑﺎﺣــث ﺑــﺄن اﻟﺧط ــﺄ اﻟﻌﯾﻧــﻲ اﻟﻧــﺎﺗﺞ ﻋ ــن اﻧﺗﻬــﺎك ﺗﻣﺛﯾــل ﺑﻌ ــض‬ ‫اﻟﺧﺻــﺎﺋص ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻛﺑﯾ ـ اًر ﻧﺳــﺑﯾًﺎ ﻓﻣــن اﻟﻣﻣﻛــن أن ﯾﺿــﻣن ﻫــذا اﻟﺗﻣﺛﯾــل ﺑﺗﻘﺳــﯾم‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓرﻋﯾﺔ )ﻓﺋﺎت أو طﺑﻘﺎت( ﺣﺳـب درﺟـﺔ أﻫﻣﯾـﺔ ﺗﻣﺛﯾـل‬ ‫اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻓرض أن ﻣﺟﺗﻣﻊ دراﺳﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻓـﻲ ﻣﻧطﻘـﺔ ﺟﻐراﻓﯾـﺔ‬

‫ﻣﺣددة‪ ،‬ﺑﻐـرض اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﺗﺟﺎﻫـﺎﺗﻬم ﻧﺣـو ﻣﻬﻧـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ اﻟﺗﻌﻠـﯾم‪ .‬ﻓﻘـد ﯾـرى اﻟﺑﺎﺣـث‬

‫أن ﺑﻌـض اﻟﻣﺗﻐﯾـرات ﻣﺛــل اﻟﺟــﻧس وﺳــﻧوات اﻟﺧﺑـرة ﻟـن ﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﺑــﻧﻔس اﻟﻧﺳــب‬ ‫اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إذا ﺗم اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ اﻟﺑﺳـﯾطﺔ‪ٕ ،‬وان اﻷﻓﺿـل ﺗﻘﺳـﯾم‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ إﻟــﻰ ﻓﺋــﺎت ﺣﺳــب ﻋــدد اﻟﻔﺋــﺎت اﻟﻣﻣﻛﻧــﺔ ﻟﻛــل ﻣــن اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرﯾن‪ ،‬ﻓــﺈذا اﺳــﺗطﺎع‬

‫‪66‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺑﺎﺣ ــث أن ﯾﻘﺳ ــم اﻟﻣﻌﻠﻣ ــﯾن ﺣﺳـ ـب ﻣﺗﻐﯾ ــر اﻟﺧﺑـ ـرة إﻟ ــﻰ ﺛ ــﻼث ﻣﺳ ــﺗوﯾﺎت‪ ،‬وﺣﺳ ــب‬ ‫اﻟﺟــﻧس إﻟــﻰ ﻣﺳــﺗوﯾﯾن‪ ،‬ﻓــﺈن ﻋــدد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت اﻟﻔرﻋﯾــﺔ = ‪ .6 = 2 × 3‬وﺑﻌــد ﺗﺣدﯾــد‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت اﻟﻔرﻋﯾــﺔ ﯾﻘــوم اﻟﺑﺎﺣــث ﺑﺗﺣدﯾــد ﻋــدد اﻟﻌﻧﺎﺻــر ﻓــﻲ ﻛــل ﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻓرﻋــﻲ‪ ،‬ﺛــم‬ ‫ﯾﺧﺗــﺎر اﻟﻌﯾﻧــﺎت اﻟﻔرﻋﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﻛــون ﻧﺳــﺑﺔ ﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ اﻟﻔرﻋﯾــﺔ إﻟــﻰ ﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪،‬‬ ‫ﻛﻧﺳﺑﺔ ﺣﺟم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻔرﻋﻲ إﻟﻰ ﺣﺟم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻔرﻋﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﻌﻧﻘودﯾﺔ ‪: Cluster Sample‬‬ ‫ﺗﺧﺗﻠـف ﻫـذﻩ اﻟطرﯾﻘـﺔ ﻋـن ﺳـﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓـﻲ وﺣـدة اﻻﺧﺗﯾـﺎر ‪ Sampling Unit‬ﻓﻬـﻲ‬

‫ﻫﻧﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻧﺻر اﻟواﺣد ﻫو وﺣدة اﻻﺧﺗﯾـﺎر ﻓـﻲ اﻟطـرق‬

‫اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ‪ .‬وﻗ ــد ﺗﻛ ــون وﺣـــدة اﻻﺧﺗﯾـــﺎر ﻫﻧ ــﺎ ﻫـــﻲ اﻟﺻ ــف ﻣ ــﺛﻼً‪ ،‬ﻓـــﺈذا ﻛـــﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ‬ ‫اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻫــم طــﻼب ﻣرﺣﻠ ــﺔ د ارﺳــﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ ﺟﻐراﻓﯾ ــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد ﯾﻛــون ﻣ ــن‬ ‫اﻟﺻــﻌب أن ﯾــﺗم اﺧﺗﯾــﺎر ﻋﯾﻧــﺔ ﻣــن ‪ 600‬طﺎﻟــب ﻣــن ﺑــﯾن ‪ 3000‬طﺎﻟــب ﻣــوزﻋﯾن ﻓــﻲ‬ ‫ﺻﻔوف وﻣدارس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ .‬وﻣـن اﻷﺳـﻬل ﻋﻣﻠﯾـًﺎ اﺧﺗﯾـﺎر ﻋـدة ﺻـﻔوف ﻋﺷـواﺋﯾﺎً‪ ،‬ﺑﺣﯾـث‬ ‫ﯾﻛون ﻣﺟﻣوع ﻋدد اﻟطﻠﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔوف ﻣﺳﺎوﯾﺎً ﻟﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫ﻧﻘطﺔ ﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟطرﯾﻘـﺔ وﻫـﻲ أﻧـﻪ ﻗـد ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠـﻰ ﺗﻐﯾﯾـر وﺣـدة‬

‫اﻻﺧﺗﯾــﺎر‪ ،‬ﺗﻐﯾــر ﻓــﻲ وﺣــدة اﻟﺗﺣﻠﯾــل‪ ،‬ﻓﻣﺗوﺳــط ﻋﻼﻣــﺎت اﻟﻌﻧﺎﺻــر ﻓــﻲ وﺣــدة اﻻﺧﺗﯾــﺎر‬ ‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون وﺣدة اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻣﯾ ـزة اﻟرﺋﯾﺳ ــﯾﺔ ﻟﻼﺧﺗﯾــﺎر ﺑﻬ ــذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ ﻫ ــﻲ ﺗــوﻓﯾر اﻟﺟﻬ ــد واﻟﺗﻛــﺎﻟﯾف‪ ،‬ﺧﺎﺻ ــﺔ‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺑﯾ ًار وﻣﻧﺗﺷ ًار ﻋﻠﻰ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻐراﻓﯾـﺔ واﺳـﻌﺔ؛ إﻻ أﻧـﻪ ﯾﺗوﻗـﻊ زﯾـﺎدة‬

‫اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻋﻧد اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺿـﯾف ﺻـﻌوﺑﺎت ﻓـﻲ اﻟﺗﺣﻠـﯾﻼت‬ ‫اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ ‪: Sample Size‬‬ ‫ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﻓـﻲ اﻟﺧطـوات اﻷوﻟـﻰ ﻣـن إﻋـداد اﻟﺑﺣـث ﺗﺣدﯾـد‬ ‫ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺑﺣث‪ ،‬واﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻫـﻲ أﻧـﻪ ﻛﻠﻣـﺎ ﻛـﺎن ﺣﺟـم‬ ‫‪67‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻌﯾﻧﺔ أﻛﺑر زاد ﺗﻣﺛﯾﻠﻬﺎ ﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺄﺧوذة ﻣﻧﻪ‪ .‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾزﯾد ﻓـرص رﻓـض‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﺧﺎطﺋـﺔ‪ ،‬أي ﺗﻘﻠـل اﻟﺧطـﺄ اﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ ﻣـن اﻟﻧـوع اﻷول‪.‬‬ ‫وﻟﻛـن ﻟـﯾس ﻣــن اﻟﺳـﻬل ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺎﺣـث أن ﯾــوﻓر ﻋـددًا ﻣـن ﻛﺑﯾـ ًار ﻣـن اﻷﻓـراد ﻓـﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺿوء إﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ‪ .‬وﻟذﻟك ﯾﺣﺎول اﻟﺑﺎﺣث أﺣﯾﺎﻧـًﺎ أن ﯾـوﻓر اﻟﺣـد‬ ‫اﻷدﻧﻰ اﻟﻣﻘﺑول إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ أو ﻣﻧطﻘﯾﺎً‪.‬‬

‫ﯾﺳﺗرﺷ ــد اﻟﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن ﺑﺎﻟد ارﺳ ــﺎت اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ إن وﺟ ــدت ﻓ ــﻲ ﺗﺣدﯾ ــد ﺣﺟ ــم‬ ‫اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ ﺗﻠــك اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻧﻔــس اﻟﺗﺻــﻣﯾم اﻟﺗﺟرﯾﺑــﻲ وﻧﻔــس طرﯾﻘــﺔ‬ ‫اﻻﺧﺗﯾــﺎر ﻟﻠﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬وﻟﻛــن ذﻟــك ﻻ ﯾﻌﻧــﻲ أن اﻟﺑﺎﺣــث ﯾــوﻓر ﺑﻬــذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ ﻋﯾﻧــﺔ ﻣﻣﺛﻠــﺔ ‪.‬‬ ‫وﯾﺑﻘ ــﻰ اﻟﺳـ ـؤال ﻗﺎﺋﻣـ ـﺎً ﻋ ــن ﻛﯾﻔﯾ ــﺔ ﺗﻘ ــدﯾر ﺣﺟ ــم اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ‪ .‬وﻫﻧ ــﺎك اﻗﺗ ارﺣ ــﺎت ﻣ ــن ﺑﻌ ــض‬

‫اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﺣث واﻟﻘﯾﺎس واﻟﺗﻘوﯾم أن ﯾﻛون أﻗل ﻋدد ﻷﻓـراد اﻟﻌﯾﻧـﺔ ﻓـﻲ ﺑﻌـض‬ ‫أﻧواع اﻟدراﺳﺎت ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬ ‫اﻟدراﺳﺎت اﻻرﺗﺑﺎطﯾﺔ = ‪ 30‬ﻓرد ‪ /‬ﻣﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻻرﺗﺑﺎط واﻻﻧﺣدار اﻟﻣﺗﻌدد‪.‬‬ ‫اﻟﺑﺣوث اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ = ‪ 15‬ﻓردًا ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ‪.‬‬ ‫اﻟد ارﺳـــﺎت اﻟﻣﺳ ــﺣﯾﺔ = ‪ 100‬ﻓ ــرد ﺑﺣﯾ ــث ﻻ ﯾﻘـ ــل ﻋـــدد اﻷﻓـ ـراد ﻓـــﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋـ ــﺔ‬

‫اﻟﺟزﺋﯾﺔ ﻋن ‪ 20‬ﻓرد‪.‬‬

‫اﻟﺑﺣوث اﻟوﺻﻔﯾﺔ = ‪ % 20‬ﻣن أﻓراد ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺻﻐﯾر ﻧﺳﺑﯾًﺎ )ﺑﺿﻊ ﻣﺋﺎت(‬ ‫= ‪ % 10‬ﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺑﯾر )ﺑﺿﻌﺔ آﻻف (‬ ‫= ‪ % 5‬ﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺑﯾر ﺟدًا ) ﻋﺷرات اﻵﻻف(‬ ‫اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ = ﻣن ‪ 5‬إﻟﻰ ‪ 10‬أﻓراد ﻟﻛل ﻓﻘرة‪.‬‬ ‫وﻟﻛن زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺣدود ﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪68‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 1‬وﺟود ﻣﺗﻐﯾرات ﻏﯾر ﻣﺿﺑوطﺔ ﺑﺄي ﻣن طـرق ﺿـﺑط اﻟﻣﺗﻐﯾـرات )اﻟدﺧﯾﻠـﺔ(‪.‬‬ ‫إذ ﯾﺗوﻗـﻊ أن ﯾﺻــﺑﺢ أﺛــر ﻫــذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾـرات أﻛﺛــر ﻋﺷـواﺋﯾﺔ ﻋﻧــد زﯾــﺎدة ﺣﺟــم‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗوﻗﻊ ﻓروق ﺻﻐﯾرة أو ﻣﻌﺎﻣﻼت ارﺗﺑﺎط ﺻﻐﯾرة ﻷن ﻛﺑر ﺣﺟـم اﻟﻌﯾﻧـﺔ ﯾﻘﻠـل‬ ‫اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻌﯾﺎري‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﺗوﻗــﻊ إﻋــﺎدة ﺗﻘﺳــﯾم اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻛﻠﯾــﺔ إﻟــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﺎت ﺟزﺋﯾــﺔ ﺣﺳــب ﻋــدد‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻛل ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﻋﻧـدﻣﺎ ﻻ ﯾﻛـون اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻣﺗﺟﺎﻧﺳـﺎً‪ ،‬ﻓﻠـو ﻛـﺎن ﺟﻣﯾــﻊ اﻷﻓـراد ﻣﺗﻣـﺎﺛﻠﯾن ﺗﻣﺎﻣـﺎً‬ ‫ﻟﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻓرد واﺣد‪.‬‬

‫‪ – 5‬ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻛــون ﺛﺑ ــﺎت اﻟﻘﯾــﺎس ‪ Reliability‬ﻟﻠﻣﺗﻐﯾــر اﻟﺗ ــﺎﺑﻊ ﻣﻧﺧﻔﺿ ـﺎً‪ .‬ﻓﻣ ــن‬ ‫اﻟﻣﻌــروف أن اﻟﺛﺑــﺎت اﻟﻣــﻧﺧﻔض ﯾﻌﻧــﻲ وﺟــود أﺧطــﺎء ﻛﺑﯾ ـرة ﻓــﻲ اﻟﻘﯾــﺎس‪،‬‬ ‫وﻫـذا ﯾﻘﻠـل ﻣـن إﺣﺳـﺎس اﻷداة ﺑـﺎﻟﻔروق اﻟﺻـﻐﯾرة‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﯾﺻـﻌب ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث أن ﯾﻛﺷف ﻫذﻩ اﻟﻔروق ﻓﻲ اﻟﻌﯾﻧﺎت اﻟﺻﻐﯾرة‪.‬‬ ‫وﻣﻣـﺎ ﻫـو ﺟـدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظـﺔ أن اﺳــﺗﺧدام ﻋﯾﻧـﺎت ذات ﺣﺟـوم ﺻـﻐﯾرة ﻓـﻲ ﺑﻌــض‬

‫اﻟﺑﺣــوث أﻓﺿــل ﻣ ــن اﺳــﺗﺧدام ﺣﺟ ــوم ﻛﺑﯾ ـرة‪ ،‬ﻣﺛ ــل اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗطﻠــب ﻣﻘ ــﺎﺑﻼت‬ ‫ﻓردﯾــﺔ‪ ،‬أو اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗطﻠــب ﻣﻘــﺎﯾﯾس إﺳــﻘﺎطﯾﺔ‪ .‬ﻓد ارﺳــﺔ ﻋــدد ﻗﻠﯾــل ﻣــن اﻷﻓ ـراد‬ ‫ﻼ أﻓﺿل ﻣن زﯾﺎدة اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺑﺗﺣﻠﯾل ﺳطﺣﻲ ﻟﻛل ﺣﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫ﯾوﻓر ﻋﻣﻘًﺎ وﺗﺣﻠﯾ ً‬ ‫ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث أن ﯾﺳﺗﺧدم ﺑﻌض اﻹﺟراءات اﻹﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ ﻟﺗﻘـدﯾر ﺣﺟـم اﻟﻌﯾﻧـﺔ‪ ،‬إذا‬ ‫ﺗـ ـواﻓرت ﻟدﯾـــﻪ ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﻣﺣـــددة ﻣـــن ﺧ ــﻼل د ارﺳ ــﺎت ﺳـــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬أو ﻣ ــن د ارﺳ ــﺔ أوﻟﯾـــﺔ‬ ‫اﺳﺗطﻼﻋﯾﺔ ‪ Pilot‬ﯾﺟرﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﺑﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬ ‫ﯾﻼﺣظ ﻣﻣـﺎ ﺳـﺑق أﻧـﻪ ﻻ ﺗوﺟـد وﺻـﻔﺔ ﻋﻼﺟﯾـﺔ ﻟﻛـل اﻟﻣواﻗـف ﺑﺧﺻـوص اﺧﺗﯾـﺎر‬ ‫ﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻫﻧــﺎك اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻌواﻣــل اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدد وﺗوﺟــﻪ اﻟﺑﺎﺣــث ﻻﺧﺗﯾــﺎر‬ ‫‪69‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺣﺟــم اﻟﻣﻧﺎﺳــب‪ ،‬ﺿــﻣن إﻣﻛﺎﻧﺎﺗــﻪ اﻟﺑﺣﺛﯾــﺔ‪ .‬وﻟﻛــن اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻫــﻲ أن اﻟزﯾــﺎدة ﻓــﻲ‬ ‫ﻼ أﻋﻠﻰ ﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﺗﻌﻣﯾﻣـًﺎ أﺻـدق‬ ‫ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾوﻓر ﺗﻣﺛﯾ ً‬ ‫ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس‬ ‫طرق ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد ًار ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ ﺑ ــﯾن أدوات ﺟﻣ ــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻟﺑﺣ ــوث اﻟﺗرﺑوﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻣزاﯾﺎﻫ ــﺎ‬‫وﻋﯾوﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﺟﯾد‬‫ ﻧﻘـد ﺻـﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔﻘـرات ﻓـﻲ أدوات ﺟﻣـﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ﻣﺳـﺗﻔﯾداً ﻣـن اﻹرﺷـﺎدات اﻟﻣﺗﺑﻌــﺔ‬‫ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ ﺗطوﯾر ﻣﻬﺎرة ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻻﺧﺗﺑﺎرات واﻧﺗﻘﺎﺋﻬﺎ‬‫‪ -‬اﺧﺗﯾﺎر طرﯾﻘﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﺳب أﻏراض اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس ‪ :‬طرق ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﺟﻣــﻊ اﻟﺑﺎﺣــث اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت أو اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑــﺔ ﻋــن أﺳــﺋﻠﺔ اﻟد ارﺳــﺔ أو‬ ‫ﻓﺣـص ﻓرﺿــﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑطرﯾﻘـﺔ أو أﻛﺛــر ﻣــن طـرق ﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻗــد ﯾﺳــﺗﺧدم أداة‬ ‫أو أﻛﺛــر ﻣــن أدوات اﻟﺑﺣــث‪ ،‬ﺿــﻣن اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟواﺣــدة؛ وﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺎﺣــث أن‬ ‫ﯾﻘرر ﻣﺳﺑﻘﺎً اﻟطرﯾﻘـﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻐـرض ﻣـن اﻟﺑﺣـث‪ ،‬وﯾﺧﺗـﺎر أو ﯾطـور اﻷداة اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ‬

‫ﻟﻠﻐــرض‪ .‬وﺑﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ اﻟﺣــدﯾث ﻋــن اﻟطــرق واﻷدوات ﻓﻘــد ﻻ ﯾﺟــد اﻟﻘــﺎرئ ﺗﻣﯾﯾ ـ اًز واﺿــﺣﺎً‬ ‫ﺑﯾﻧﻬ ــﺎ‪ .‬ﻓﻘ ــد ﯾ ــرد أﺣﯾﺎﻧـ ـﺎً ذﻛ ــر ﺑﻌ ــض اﻷدوات اﻟﺷ ــﺎﺋﻌﺔ اﻻﺳ ــﺗﺧدام ﻣﺛ ــل اﻻﺧﺗﺑ ــﺎرات‪،‬‬ ‫واﻻﺳــﺗﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛطــرق ﻟﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻗــد ﺗﺻــﺎغ ﻓﻘـرات اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل‬ ‫ﺳــﻠم ﺗﻘــدﯾر أو ﻗﺎﺋﻣــﺔ ﺷــطب‪ ،‬وﯾﺷــﺎر إﻟــﻰ اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﺑﻬــذﻩ اﻟﺻــﯾﻎ ﻛــﺄدوات ﻣﻼﺣظــﺔ‪.‬‬ ‫ﻛــذﻟك ﺗﻌﺗﻣــد ﺗﺳــﻣﯾﺔ اﻷدوات ﺣﺳــب ﻣﺿــﻣون اﻟﻔﻘ ـرات وﻣــﺎ ﻗــد ﺗﺣﻣﻠــﻪ ﻣــن ﺷــﺣﻧﺎت‬

‫ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺗطﻠـب اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن اﻟﻣﺷـﺎﻋر وﻋﻧـدﻫﺎ ﺗﺳـﻣﻰ ﻣﻘـﺎﯾﯾس اﺗﺟـﺎﻩ وﻗـد ﺗﺗطﻠـب إﺑـداء‬ ‫رأي اﻟﻔرد ﺣول ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﺳﺗطﻼﻋﺎت اﻟرأي‪.‬‬ ‫وﻣن اﻷﺳس اﻟﺑﺎرزة اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ اﻟﺗﺻـﻧﯾف أﺣﯾﺎﻧـﺎً اﻟـدور اﻟـذي ﯾﻘـوم ﺑـﻪ اﻟﺑﺎﺣـث‬

‫ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﺻﻣم أداة ﯾطﻠب ﻓﯾﻬـﺎ ﻣـن اﻟﻔـرد ﻓـﻲ اﻟﻌﯾﻧـﺔ أن ﯾﺟﯾـب ﻋـن‬ ‫اﻟﻔﻘ ـرات ﻓــﻲ ﻏﯾــﺎب اﻟﺑﺎﺣــث ﻛﻣــﺎ ﯾﺣــدث ﻓــﻲ اﻟﺗﻘــﺎرﯾر اﻟذاﺗﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻗــد ﯾﻘــوم ﺑﺗﺳــﺟﯾل‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺑﻧﻔﺳ ــﻪ أو ﻣ ــن ﻗﺑ ــل ﻣﻼﺣ ــظ ﻣ ــدرب ﺑﻌ ــد أن ﯾﺣ ــدد اﻟوﺳ ــﯾﻠﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺟﻣ ــﻊ‬ ‫ﺑواﺳطﺗﻬﺎ اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻛﺎﻟﺗﺻـوﯾر أو اﻟﺗﺳـﺟﯾل اﻟﺻـوﺗﻲ‪ .‬وﻗـد ﯾﻘـوم ﺑﺗﺣﻠﯾﻠﻬـﺎ وﺗﻧظﯾﻣﻬـﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬أو ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﺣﺳـب اﻟﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟـذي ﯾﻌـدﻩ ﻟﻠﻣﻼﺣظـﺔ‪ ،‬وﻟﻛـن‬ ‫دون أن ﯾوﺟ ــﻪ أﺳ ــﺋﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷـ ـرة ﻟﻠﻔ ــرد‪ ،‬ﻓ ــﺈذا ﺗﺗطﻠ ــب اﻟﻣوﻗ ــف اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ إﺟﺎﺑ ــﺎت‬ ‫ﻣﺑﺎﺷرة ﯾوﺟﻬﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث أو ﻣﺳﺎﻋدوﻩ ﻓﺗﺳﻣﻰ ﻋﻧدﻫﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﻣﯾﯾزﻫـﺎ ﻋـن اﻟﻣﻼﺣظـﺔ‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫وﻟذﻟك ﺳﯾﻛون اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻋن طـرق وأدوات ﺟﻣـﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻓـﻲ أرﺑﻌـﺔ‬ ‫ﻋﻧﺎوﯾن ﻫﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻼﺣظﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ‪ ،‬اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت واﻻﺧﺗﺑﺎرات‪.‬‬ ‫اﻟﻣﻼﺣظﺔ ‪Observation :‬‬ ‫ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾطﻠـب اﻟﺑﺎﺣـث ﻣـن ﻛـل ﻓـرد ﻓـﻲ ﻋﯾﻧـﺔ اﻟﺑﺣـث أن ﯾﻘـدم ﺗﻘرﯾـ ًار ذاﺗﯾـًﺎ ‪Self‬‬

‫‪ Report‬ﻋن ﻣﯾوﻟﻪ أو ﻣﺷﺎﻋرﻩ‪ ،‬أو آراﺋﻪ أو اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ‪ ،‬أو أي ﺳﻠوك ﯾﺣددﻩ اﻟﺑﺎﺣـث‪،‬‬ ‫ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻔﺗـرض ﺑـﺄن اﻟﻔـرد ﯾﻼﺣـظ ﻧﻔﺳـﻪ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻗـد ﯾﺧﻔـﻲ اﻟﻔـرد ﺑﻌـض ﻣـﺎ ﯾﻼﺣظـﻪ‪ ،‬وﻗــد‬ ‫ﯾزﯾﻔـﻪ ﻟﺳــﺑب ﻣـﺎ‪ ،‬ﻛــﺄن ﯾﺑـدي ﺳــﻠوﻛﺎً ﻣرﻏوﺑـﺎً ﻓﯾـﻪ‪ ،‬أو ﯾظﻬــر ﺑﻣظﻬـر اﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻣﻌــﯾن‪،‬‬ ‫وﻟــذﻟك ﻗــد ﻻ ﯾﻛﺗﻔــﻲ اﻟﺑﺎﺣــث‪ ،‬وﻗــد ﻻ ﯾﻣــون ﻣــن اﻟﻣﻧﺎﺳــب أن ﯾﻛﺗﻔــﻲ‪ ،‬ﺑﻣﻼﺣظــﺔ اﻟﻔــرد‬

‫ﻟﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣراﺣل اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻟﻸﻓراد‪ ،‬أو ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺳـﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻـﯾﺔ‪،‬‬ ‫أو ﻓـﻲ ﺑﻌـض ﺑـراﻣﺞ اﻟﺗﻘـوﯾم‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻣﻼﺣــظ ﻏﯾـر ﻣﺗﺣﯾــز‪ .‬وﻗـد ﻻ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ‬ ‫اﻟﻔ ــرد ﻣﻼﺣظ ــﺔ ﺳ ــﻠوﻛﻪ أﺣﯾﺎﻧـ ـﺎً‪ ،‬وﻟ ــذﻟك ﺗظﻬ ــر اﻟﺣﺎﺟ ــﺔ إﻟ ــﻰ ﻣﻼﺣ ــظ ﺧ ــﺎرﺟﻲ‪ .‬وﻟﻛ ــن‬ ‫اﻟﻣﻬﻣـﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻘـوم ﺑﻬــﺎ اﻟﻣﻼﺣـظ ﻟﯾﺳــت ﺳـﻬﻠﺔ ﻓﻘــد ﯾﺗطﻠـب ﻣﻧــﻪ اﻟﻣوﻗـف أن ﯾﺳــﺟل ﻣــﺎ‬ ‫ﯾﻼﺣظﻪ ﻷﻏراض وﺻف اﻟﺳﻠوك‪ ،‬وﻗد ﯾﺗﻌدى اﻟوﺻف ﻟﯾﺳـﺗدل ﻋﻠـﻰ ﺳـﻣﺔ ﺧﻔﯾـﺔ ﻣـن‬ ‫ﺧـﻼل اﻟﺳـﻠوك اﻟﻣﻼﺣـظ‪ ،‬أو ﻟﯾﻘـوم ﺑﺈﺻـدار أﺣﻛـﺎم واﺗﺧـﺎذ ﻗـ اررات‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﺗﺧﺗﻠـف درﺟــﺔ‬ ‫ﺗﻌﻘﯾـد اﻟﺳـﻠوك اﻟﻣﻼﺣـظ ﻣـن ﻣوﻗـف ﻵﺧـر‪ ،‬وﻟرﺑﻣـﺎ ﺗطﻠـب اﻟﻣوﻗـف ﺗﺳـﺟﯾل ﻣﻼﺣظــﺎت‬ ‫ﺑوﺟــود اﻟﻣﻼﺣــظ ﻧﻔﺳــﻪ أو ﺑﻐﯾﺎﺑــﻪ ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﺗــﺄﺛر اﻟﻣوﻗــف ﺑوﺟــودﻩ‪ .‬وﻟــذﻟك ﺗﺧﺗﻠــف درﺟــﺔ‬ ‫ﺗــدﺧل اﻟﻣﻼﺣــظ ﻓــﻲ ﻣوﻗــف اﻟﻣﻼﺣظــﺔ‪ .‬وﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺎﺣــث أن ﯾﻛــون ﻋﻠــﻰ وﻋــﻲ ﺑدرﺟــﺔ‬ ‫ﺗــﺄﺛﯾر وﺟــود اﻟﻣﻼﺣــظ وﻧــوع اﻟﺗــدرﯾب وﻛﻔﺎءﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣﻬﻣــﺔ‪ .‬ﻓﻘــد ﯾﺗطﻠــب‬ ‫اﻟﻣوﻗـ ــف ﻣﺷـ ــﺎرﻛﺔ ﻛﻠﯾـ ــﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣـ ــظ ‪Participation‬‬

‫‪ Complete‬وﯾﺻـ ــﺑﺢ ﻓﯾﻬـ ــﺎ‬

‫اﻟﻣﻼﺣظ ﻛﺄي ﻓرد آﺧر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋـﺔ وﯾﺧﻔـﻲ دورﻩ ﻛﻣﻼﺣـظ‪ .‬وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑـل‪ ،‬ﻓﻘـد ﯾﺗطﻠـب‬ ‫اﻟﻣوﻗــف أن ﯾوﺿــﺢ دورﻩ ﻛﻣﻼﺣــظ وﻟﻛــن ﺑﻌــد ﺑﻧــﺎء ﻋﻼﻗــﺔ وﺋــﺎم وﺛﻘــﺔ ﻣــﻊ اﻷﻓ ـراد ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻣﻼﺣظﺔ أي ﺷﻲء وﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬وﯾﺳﻣﻰ ﻋﻧدﻫﺎ اﻟﻣﻼﺣـظ‬ ‫اﻟﻣﺷﺎرك ‪.Participant Observer‬‬

‫‪73‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫إرﺷﺎدات ﻟﻠﻣﻼﺣظﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺛﻠﻣــﺎ ﯾﺣﺻــل ﻓــﻲ اﻟﺗﻘرﯾــر اﻟــذاﺗﻲ ﺣﯾــث ﯾﻼﺣــظ اﻟﻔــرد ﻧﻔﺳــﻪ وﯾزﯾــف اﻻﺳــﺗﺟﺎﺑﺎت‬ ‫اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﯾر‪ ،‬ﻓﻘد ﯾزﯾف اﻟﻔرد ﺳﻠوﻛﻪ ﺑوﺟود اﻟﻣﻼﺣظ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻼﺣظ ﯾﻘﻊ ﻓـﻲ‬ ‫ﻋدة أﺧطﺎء ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ ﻗد ﯾﻼﺣظ ﺳـﻠوﻛﺎً ﻻ ﻋﻼﻗـﺔ ﻟـﻪ ﺑﺎﻟﺳـﻣﺔ اﻟﻣرﻏـوب ﻓـﻲ ﻣﻼﺣظﺗﻬـﺎ‪ .‬أو ﻗـد ﯾﻼﺣـظ‬‫ﺳــﻠوﻛﺎً ﻫﺎﻣﺷــﯾﺎً‪ .‬وﻣــن اﻟﺟــدﯾر ﺑﺎﻟــذﻛر ﻫﻧــﺎ أن اﻟﺑﺎﺣــث ﻫــو اﻟــذي ﯾﻘــرر ﻓﯾﻣــﺎ إذا‬

‫ﻛﺎن اﻟﺳﻠوك ﻫﺎﻣﺷﯾﺎً أو أﺳﺎﺳﯾﺎً ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض أﻧـواع اﻟﺑﺣـوث اﻟﺗـﻲ ﻻ ﯾﺿـﻊ‬

‫اﻟﺑﺎﺣـث أي ﺗوﻗــﻊ ﻣﺳــﺑق ﻟﻠﺳــﻠوك اﻟﻣﻼﺣــظ ﻛﻣـﺎ ﻫــﻲ اﻟﺣــﺎل ﻓــﻲ ﺑﺣــوث اﻟﻣﯾــدان‬ ‫‪.Ethnographic‬‬

‫ ﻗد ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد أﺣﯾﺎﻧﺎً ﺑﺄن اﻟﺑﺎﺣث ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﻪ‪.‬‬‫ ﻣﻼﺣظ ــﺔ اﻟﺳ ــﻠوك ﻟﻔﺗـ ـرة زﻣﻧﯾ ــﺔ ﻗﺻ ــﯾرة ﻧﺳ ــﺑﯾﺎً ﻓ ــﻲ وﺿ ــﻊ ﻏﯾ ــر طﺑﯾﻌ ــﻲ وﺗ ــﺄﺛر‬‫اﻟﻣﻼﺣظ ﺑﺎﻟﻔﻛرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن اﻟﺷﻲء أو اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻼﺣظ أو ﻣﺎ ﯾﺷـﺎر إﻟﯾـﻪ ﺑـﺄﺛر‬ ‫اﻟﻬﺎﻟــﺔ‪ .‬أو ﺗــﺄﺛر اﻟﻣﻼﺣظــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﺳــﺟﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣــظ‪ ،‬ﻣﻘــل‬ ‫اﻟﻠﯾوﻧﺔ أو اﻟﺗﺷدد أو اﻟﻣﯾل ﻧﺣو اﻟوﺳط‪.‬‬ ‫وﻟذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻼﺣظ أن ﯾﺗﺑﻊ اﻹرﺷﺎدات اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻣﺎت أو اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺳﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﺑﺎﺣث‪.‬‬ ‫‪ – 3‬اﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ ﻣﻼﺣظــﺔ ﻋــدد ﻣﺣــدود ﻣــن أﻧﻣــﺎط اﻟﺳــﻠوك ﻓــﻲ وﺣــدة اﻟــزﻣن‬ ‫اﻟﺗــﻲ ﯾﺻــطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث‪ ،‬أو ﺗﻔرﺿــﻬﺎ ظــروف اﻟﺑﺣــث وﺧﺻــﺎﺋص‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﯾﻼﺣـظ ﻣـن اﻟﻘﺑـل اﻟﺑﺎﺣـث‬ ‫‪ – 4‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظـﺔ دون ﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﻔـرد ﺑﺄﻧـﻪ َ‬ ‫ﻼ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ذﻟك‪.‬‬ ‫ﻣﺛ ً‬ ‫‪ – 5‬ﻣﻼﺣظﺔ أﻛﺑر ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣـن اﻟﺳـﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطـﺔ ﺑﺎﻟﺳـﻣﺔ اﻟﻣﻼﺣظـﺔ وذﻟـك‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺗرات ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎً‪.‬‬ ‫‪ – 6‬اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟﻔــوري ﻟﻠﻣﻼﺣظــﺎت‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﻻ ﺗﺗﻌــرض ﻟﻠﻧﺳــﯾﺎن وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺣــدوث‬ ‫اﻟﺗﺣزﯾر واﻟﺗﻠﻔﯾق‪.‬‬

‫‪ – 7‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺷﺗراك ﻋدة ﻣﻼﺣظﯾن‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﯾوﻓر ﺗﻛﺎﻣﻼً ﻓﻲ اﻟﻣﻼﺣظـﺔ وﯾﺣـد ﻣـن‬ ‫ﺗﺣﯾز اﻟﻣﻼﺣظ‪.‬‬

‫‪ – 8‬ﻋ ـ ــدم ﻣﺣﺎوﻟ ـ ــﺔ ﺗﻔﺳ ـ ــﯾر اﻟﻣﻼﺣ ـ ــظ ﻟﻠﺳ ـ ــﻠوك ﻣﺑﺎﺷـ ـ ـرة ﺑ ـ ــل ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ أن ﯾﺳ ـ ــﺟل‬ ‫اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻛﻣﺎ ﻫﻲ وﻟﯾس ﻣﺎ ﺗﻌﻧﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث‪.‬‬ ‫ﯾﺗﺿ ــﺢ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻫ ــذﻩ اﻹرﺷ ــﺎدات أن اﻟﻣﻼﺣظ ــﺔ ﻛطرﯾﻘ ــﺔ ﻟﺟﻣ ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت‬ ‫ﺗﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻼﺣــظ ﻣــدرب‪ ،‬ﻏﯾــر ﻣﺗﺣﯾــز‪ ،‬ﯾﻌــرف ﻣــﺎذا ﯾﻼﺣــظ‪ ،‬وﺑــﺄي وﻗــت‪ ،‬وﺑــﺄي‬ ‫وﺳﯾﻠﺔ أو أداة ﯾﻼﺣظ ﻛﺎﻷﺟﻬزة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أو اﻟﻛﺎﻣﯾرات اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺧﻼﻗﯾـﺎت‬ ‫اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ اﺳﺗﺧدام ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷدوات‪.‬‬ ‫ﻣزاﯾﺎ طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻼﺣظﺔ ‪:‬‬ ‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻌﯾوب ﻓﻲ اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻛطرﯾﻘﺔ ﻟﺟﻣـﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪ ،‬إﻻ أﻧﻬـﺎ ذات ﻣ ازﯾـﺎ‬

‫ﻋدﯾدة أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ – 1‬ﺗوﻓر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ أوﺿﺎع طﺑﯾﻌﯾﺔ )واﻗﻌﯾﺔ(‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ اﺳــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓــﻲ ﻣواﻗــف ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳــﻣﺎت واﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﻣﻼﺣظــﺔ‬ ‫ﻛﺛﯾرة وﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻟﻣراﺣل ﻋﻣرﯾﺔ ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 3‬ﺗــوﻓر اﻟﻣﻼﺣظــﺔ ﻗــدرة ﺗﻧﺑؤﯾــﺔ ﻋﺎﻟﯾــﺔ ﻧﺳــﺑﯾًﺎ وذﻟــك ﻟﻠﺗﺷــﺎﺑﻪ اﻟﻧﺳــﺑﻲ ﻟظــروف‬ ‫اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻼﺣظ ﻣﻊ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻧﺗظر‪.‬‬

‫‪ – 4‬ﺗوﻓر اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ) ﺑﯾﺎﻧﺎت ( ﻛﻣﯾﺔ وﻧوﻋﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬ﺗﻧﻔــرد اﻟﻣﻼﺣظــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻻ ﯾﻣﻛــن ﺗوﻓﯾرﻫــﺎ ﺑطرﯾﻘــﺔ‬ ‫ﻏﯾرﻫﺎ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺣـﺎل ﻓـﻲ ﺑﺣـوث اﻟﻣﯾـدان )‪Field (Ethnographic‬‬

‫‪ Research‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﺗﺳﺟﯾﻼً ﻣﺳﺗﻣ اًر ﻟﻠﻣﻼﺣظﺎت‪.‬‬ ‫أدوات اﻟﻣﻼﺣظﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث أن ﯾﺳﺗﺧدم أﻛﺛر ﻣن أداة ﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظـﺔ وﻟﻌـل أﻫـم‬

‫ﻫذﻩ اﻷدوات ‪:‬‬

‫‪ – 1‬ﻗواﺋم اﻟﺷطب ) اﻟرﺻد ( ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺷطب ﻋﺑﺎرة ﻋن أداة ﻣﻛوﻧﺔ ﻣـن ﻓﻘـرات ذﻟـت ﺻـﻠﺔ ﺑﺎﻟﺳـﻣﺔ أو اﻟﺧﺎﺻـﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﻘﺎﺳﺔ‪ .‬وﻛل ﻓﻘرة ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﻔﻘـرات ﺗﺗﺿـﻣن ﺳـﻠوﻛﺎً ﺑﺳـﯾطﺎً ﯾﺧﺷـﻊ ﻟﺗﻘـدﯾر ﺛﻧـﺎﺋﻲ ﻣﺛـل‬ ‫)ﻧﻌم‪ ،‬ﻻ(‪) ،‬أواﻓـق‪ ،‬أﻋـﺎرض(‪ (  ، ×) ،‬ﻗـد ﺗﻛـون اﻟﻔﻘـرات ﻓـﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ ﻣرﺗﺑـﺔ ﻣﻧطﻘﯾـﺎً‬

‫أو ﻋﺷواﺋﯾﺎً وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ﺳﻼﻟم ) ﻣﻘﺎﯾﯾس ( اﻟﺗﻘدﯾر ‪:‬‬ ‫ﺗﺧﺗﻠف ﻗـواﺋم اﻟﺷـطب ﻋـن ﺳـﻼﻟم اﻟﺗﻘـدﯾر ﻓـﻲ أن اﻷﺧﯾـرة ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺣﻛـم أدق‪،‬‬ ‫ﻷن ﻛل ﻓﻘرة ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗدرﯾﺞ ﻣـن ﻋـدة ﻓﺋـﺎت أو ﻣﺳـﺗوﯾﺎت ﻣﺛـل )داﺋﻣـﺎً‪ ،‬ﻏﺎﻟﺑـﺎً‪ ،‬أﺣﯾﺎﻧـﺎً‪،‬‬ ‫ﻧﺎد اًر‪ ،‬ﻣطﻠﻘﺎً(‪ .‬وﻫو ﻫﻧﺎ ﺗدرﯾﺞ ﻣن ﺧﻣس ﻓﺋﺎت‪.‬‬

‫‪ – 3‬اﻟﺳﺟﻼت واﻟﯾوﻣﯾﺎت ‪Records and Diaries :‬‬

‫‪76‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺗﻌـ ــد اﻟﺳـ ــﺟﻼت واﻟﯾوﻣﯾـ ــﺎت ﻓـ ــﻲ ﺑﻌـ ــض اﻷﺣﯾـ ــﺎن ﻣﺻـ ــﺎدر ﺟـ ــﺎﻫزة ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت‬ ‫ﻛﺎﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺎت اﻟﻣﺗــوﻓرة ﻋــن اﻷﻓ ـراد ﻓــﻲ ﻣﻠﻔــﺎت اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻧﺗﺳــﺑون إﻟﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻓــدور‬ ‫اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻻ ﯾﺗﻌــدى ﻧﻘــل اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺟــﺎﻫزة ٕواﻋــﺎدة ﺗﺑوﯾﺑﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺷــﻛل‬ ‫اﻟذي ﯾﺣددﻩ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺳﺟﻼت واﻟﯾوﻣﯾﺎت ﻛﺄداة ﻣﻼﺣظﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﻼﺣظـﺎت ﻧوﻋﯾـﺔ‬ ‫ﻣﺗﻣﯾـزة ﻋـن اﻷﻓـراد‪ ،‬وﯾﻘـوم ﺑﺗﺳـﺟﯾﻠﻬﺎ ﻣﻼﺣــظ ﺷـﺑﻪ ﻣﻘـﯾم أو اﻟﺑﺎﺣـث إذا ﻛﺎﻧـت ظــروف‬

‫اﻟﺑﺣـ ــث ﺗﺗطﻠـ ــب وﺗﺳـ ــﻣﺢ ﺑـ ــذﻟك‪ .‬ﻛﻣـ ــﺎ ﺗﺗﺿـ ــﻣن اﻟﯾوﻣﯾـ ــﺎت ﻓـ ــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺔ واﻟﻣ ارﻛـ ــز‬ ‫ﻣﻼﺣظــﺎت ﻋــن اﻷﻧﺷــطﺔ اﻟﻣﺗﻛــررة اﻟﺗــﻲ ﯾﻘــوم ﺑﻬــﺎ اﻷﻓ ـراد‪ .‬وﻣــن اﻟﺧﺻــﺎﺋص اﻟﻣﻣﯾ ـزة‬ ‫ﻟﻠﺳـ ــﺟﻼت أن اﻟﻣﻼﺣـ ــظ ﯾﻌطـ ــﻲ ﺗﻔﺳـ ــﯾ اًر أو أﻛﺛـ ــر ﻟﻠﺳـ ــﻠوك اﻟﻣﻼﺣـ ــظ إﻻ أﻧﻬـ ــﺎ ﺗﺑﻘـ ــﻰ‬ ‫ﺗﻔﺳﯾرات ﻣﻘﺗرﺣﺔ‪.‬‬

‫ﻗد ﻻ ﯾﻌﺗﻣد اﻟﺑﺎﺣث اﻋﺗﻣﺎداً ﻛﻠﯾﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻼﺣظـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﺟﻣﻌﻬـﺎ ﺑﻬـذﻩ اﻟطرﯾﻘـﺔ‪،‬‬

‫وذﻟــك ﻹﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻧﻘ ــص اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت أو ﺗﺣﯾزﻫ ــﺎ‪ .‬ﻛﻣــﺎ أن اﻟﺑﺎﺣ ــث ﯾواﺟ ــﻪ ﺻ ــﻌوﺑﺔ ﻓ ــﻲ‬ ‫ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺻـﻧﯾﻔﻬﺎ‪ .‬ﻓﺑﻌﺿـﻬﺎ ﯾﻘـدر ﻛﻣﯾـًﺎ وﺑﻌﺿـﻬﺎ ﻏﯾـر ﻗﺎﺑـل ﻟﻠﺗﻘـدﯾر اﻟﻛﻣـﻲ‬

‫إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣؤﺷرات ﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫‪ – 4‬ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) اﻟﺳوﺳﯾوﻣﺗر ‪: ( Sosciometer‬‬ ‫ﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﺑـﯾن اﻷﻓـراد‪ .‬ﺣﯾـث ﯾطﻠـب‬ ‫ﻣن ﻛـل ﻓـرد ﻓـﻲ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ أن ﯾﺧﺗـﺎر ﻋـددًا ﻣـن اﻟرﻓـﺎق ﻟﻠﻘﯾـﺎم ﺑﻧﺷـﺎط ﻣﻌـﯾن ﻓـﻲ‬

‫ﺗﻠــك اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ‪ ،‬أو ﻣﻼﺣظــﺔ اﻷﻓ ـراد اﻟ ــذﯾن ﯾﺗﻛــرر اﻟﺗﻌﺎﻣــل أو اﻻﺷــﺗراك ﻣﻌﻬــم ﻓ ــﻲ‬ ‫ﻧﺷﺎطﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﺿـوء ﺗﻛـرار اﺧﺗﯾـﺎر ﻛـل ﻓـرد ﻣـن ﻗﺑـل اﻵﺧـرﯾن‪ ،‬واﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺧﺻﺎﺋﺻ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن رﺳ ــم اﻟﺧط ــط ﻟﻠﺑـ ـراﻣﺞ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺗﻠ ــك اﻟﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ‪ .‬وﯾﻣﻛ ــن ﺗﺑﺳ ــﯾط‬ ‫اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷرﻗﺎم ﺑﺗﻣﺛﯾﻠﻬﺎ ﺑﯾﺎﻧﯾًﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﺧطط ‪ Sociogram‬ﯾوﺿـﺢ ﻋـدد ﻣـن‬ ‫ﯾﻔﺿﻠون اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ أو ﯾرﻓﺿون ذﻟك‪.‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت ‪: Questionnaires‬‬

‫‪77‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن أداة ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻷﺳـﺋﻠﺔ أو اﻟﺟﻣـل اﻟﺧﺑرﯾـﺔ ﺗﺗطﻠـب اﻹﺟﺎﺑـﺔ‬ ‫ﻋﻧﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﺣﺳـب أﻏـراض اﻟﺑﺣـث‪ .‬ﻓﻘـد ﺗﻛـون اﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻣﻔﺗوﺣـﺔ‪ ،‬أو‬ ‫ﯾــﺗم اﺧﺗﯾــﺎر اﻹﺟﺎﺑــﺔ أو ﺗﺣدﯾــد ﻣوﻗــﻊ اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﻘﯾــﺎس ﻣﺗــدرج‪ .. ،‬إﻟــﺦ‪ .‬وﯾﻌﺗﺑــر‬ ‫اﻻﺳـ ــﺗﺑﯾﺎن ﻣـ ــن أﻛﺛـ ــر طـ ــرق ﺟﻣـ ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت اﻟﺑﺣﺛﯾـ ــﺔ ﺷـ ــﯾوﻋًﺎ‪ .‬إﻻ أن اﻻﻧﺗﻘـ ــﺎدات‬ ‫اﻟﻣوﺟﻬـﺔ ﻟﻠد ارﺳـﺎت واﻟﺑﺣــوث اﻟﺗـﻲ ﺗﺳــﺗﺧدم اﻻﺳـﺗﺑﯾﺎن ﻣردﻫـﺎ ﺗطــوﯾر اﻻﺳـﺗﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣــن‬

‫ﻗﺑـل أﻓـراد ﻏﯾـر ﻣــؤﻫﻠﯾن أو ﻟﻘﻠـﺔ اﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺑﺗطـوﯾر ﻫــذﻩ اﻷداة إذا ﻣـﺎ ﻗورﻧــت ﺑﺎﻻﻫﺗﻣــﺎم‬ ‫اﻟـذي ﺗﺗطﻠﺑــﻪ ﻣــن اﻟﺑﺎﺣــث‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ ﻻ ﯾﻛـون ﺗطــوﯾر اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﻫــدﻓﺎً ﺑﺣــد ذاﺗــﻪ‬ ‫ﺑل ﻣﺟرد أداة ﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬

‫وﯾﻣﯾـز ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﺑــﯾن اﻻﺳـﺗﺑﯾﺎﻧﺎت واﺳـﺗطﻼﻋﺎت اﻟـرأي ‪Opinionnaires‬‬ ‫ﻣــن ﺧــﻼل ﻣﺿــﻣون اﻟﻔﻘ ـرات‪ ،‬ﺣﯾــث أن ﻓﻘـرات اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﺗﺗﺿــﻣن ﺣﻘــﺎﺋق وﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫ﻣﺣــدودة ﻋــن اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻣــدار اﻟﺑﺣــث‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﺗﺗﺿــﻣن ﻓﻘ ـرات اﻻﺳــﺗطﻼع ﻣﺳــﺣﺎً ﻵراء‬

‫اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺣول ﻗﺿﯾﺔ أو ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫ﻣزاﯾﺎ اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ‪:‬‬

‫ﯾﺗﻣﺗــﻊ اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﻛــﺄداة ﺑﺣــث ﺑﻌــدة ﻣ ازﯾــﺎ إذا أﺣﺳــن ﺑﻧﺎؤﻫــﺎ وﺗطوﯾرﻫــﺎ ﻣــن ﻗﺑــل‬ ‫ﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣدرﺑﯾن وأﻋطﯾت ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺣق ﻣن ﺟﻬد وﻋﻧﺎﯾﺔ‪ .‬وﻟﻌل أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﯾﻣﻛــن اﻟﺑﺎﺣــث ﻣــن ﺟﻣــﻊ ﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻣــن ﻋﯾﻧــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ﻓــﻲ ﻓﺗ ـرة زﻣﻧﯾــﺔ ﻗﺻــﯾرة‬ ‫)طرﯾﻘﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ(‪.‬‬

‫‪ – 2‬ﯾﻌرض أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﻔﻘرات ﺑﻧﻔس اﻟﺻورة‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﻻ ﯾﻔﺳــﺢ اﻟﻣﺟــﺎل ﻟﻠﺑﺎﺣــث أو اﻟﻔــﺎﺣص أن ﯾﺗــدﺧل ﻓــﻲ إﺟﺎﺑــﺎت اﻟﻣﻔﺣــوص‬ ‫إذا ﻣﺎ ﻗورن ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ أو اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﯾﻌطــﻲ اﻟﺣرﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺣــوص ) اﻟﻣﺳــﺗﺟﯾب ( ﻓــﻲ اﺧﺗﺑــﺎر اﻟوﻗــت اﻟــذي ﯾﻧﺎﺳــﺑﻪ‬ ‫ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ وﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن ﯾرﯾد‪.‬‬ ‫‪78‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻋﯾوب اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ‪:‬‬ ‫ﻟﻼﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛطرﯾﻘﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﯾوب ﻗد ﺗطﻐـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣ ازﯾـﺎ إذا ﻟـم ﯾﻧﺗﺑـﻪ‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺣﺎول ﺗﻘﻠﯾﻠﻬﺎ ﻣﺎ أﻣﻛن‪ .‬وﻟﻌل أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻌﯾوب ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﻗﻠــﺔ طــرق اﻟﻛﺷــف ﻋــن اﻟﺻــدق واﻟﺛﺑــﺎت وﻟــذﻟك ﺗﻌﺗﺑــر ﻣؤﺷــرات اﻟﺻــدق‬ ‫واﻟﺛﺑﺎت ﻣن ﻣﺣدداﺗﻪ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗــﺄﺛر ﺻــدق اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﺑﻣــدى ﺗﻘﺑــل اﻟﻣﺳــﺗﺟﯾب ﻟﻼﺳــﺗﺑﯾﺎن‪ ،‬ﻓﻘــد ﯾﺷــﻌر ﺑﺄﻧــﻪ‬ ‫ﻣﺿــطر ﻟﻺﺟﺎﺑــﺔ ﻋﻧــﻪ ﻓــﻲ وﻗــت راﺣﺗــﻪ أو ﻋﻠــﻰ ﺣﺳــﺎب اﻟــزﻣن ﻷﻋﻣــﺎل‬ ‫أﺧرى ﺗﻬﻣﻪ أﻛﺛر ﻣن اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد ﻣن ﻟم ﯾرﺳل اﻻﺳـﺗﺑﯾﺎن‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ﻻ ﺗـذﻛر ﻋـﺎدة ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺗـدل‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﻷﺳﺑﺎب ﻋدة‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﺗ ــﺄﺛر ﺻ ــدق اﻹﺟﺎﺑ ــﺔ ﺑ ــوﻋﻲ اﻟﻔ ــرد اﻟﻣﺳ ــﺗﺟﯾب ودرﺟ ــﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣ ــﻪ ﺑﺎﻟظ ــﺎﻫرة‬ ‫اﻟﻣدروﺳﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬ﻗـد ﯾﺗـرك اﻟﻣﺳـﺗﺟﯾب ﻋــدداً ﻣـن ﻓﻘـرات اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﺑـﻼ اﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬دون ﻣﻌرﻓــﺔ‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث ﻟﻠﺳﺑب‪.‬‬

‫‪ – 6‬ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌدد اﻟﻣﻧﺎﺳب‪ ،‬ﻷن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳـﺗرد ﻋـﺎدة‬ ‫ﻗﻠﯾﻠــﺔ إذا ﻟــم ﯾﻛــن ﺗﺳــﻠﯾﻣﻬﺎ واﺳــﺗﻼﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﯾــد‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻗﻠــت اﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻋــن ‪50‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻻﺳـﺗرداد ﺟـزء ﻣـن اﻟﻣﺗﺑﻘـﻲ وأو إﻋـﺎدة اﻟﺗوزﯾـﻊ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣن ﻓﻘد اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن‪.‬‬

‫إرﺷﺎدات ﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔﻘرات ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ‪:‬‬

‫‪79‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﯾﻘﻊ ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﺑﻌـض اﻷﺧطـﺎء اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ ﻋـدم ﺗﺣدﯾـد ﻣـﺎ ﯾرﯾـدون‬

‫اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن‪ .‬وﻟذﻟك ﺗﺟدﻫم ﯾﻛﺛرون ﻣن اﻟﻔﻘرات وﯾﺟﻣﻌوﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﻟﻌﻠﻬم ﯾﺟدون ﻣﺎ ﯾرﯾدون ﻣن ﻛوﻣﺔ اﻹﺟﺎﺑﺎت‪ .‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ظﻬور ﺿﻌف ﻓـﻲ‬ ‫ﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔﻘ ـرات ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﺑب ﻓﻬﻣ ـﺎً ﻟــدى اﻟﻣﺳــﺗﺟﯾب ﻣﺧﺗﻠﻔــﺎً ﻋــن ﻗﺻــد اﻟﺑﺎﺣــث ﻣــن‬ ‫اﻟﻔﻘرة‪ .‬وﻟذﻟك ﯾﻧﺻﺢ ﺑﺎﺗﺑﺎع اﻹرﺷﺎدات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن ﻣﺣﺗوى اﻟﻔﻘرة ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔﻘرة ﺗﺳﺗﺟر إﺟﺎﺑﺔ واﻓﯾﺔ ﺗﺣﻘق اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬إﺑـراز اﻟﻛﻠﻣــﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺷــﻛل ﻣﻔﺗــﺎح اﻟﻔﻘـرة ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣــﺎ؛ ﻛوﺿـﻊ ﺧــط أو اﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ‬ ‫ﺑﺧط ﻋرﯾض‪.‬‬

‫‪ – 4‬ﺗﺟﻧب اﻟﺑداﺋل ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أو اﻟﻌدد ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻣن اﻟﺑداﺋل‪.‬‬ ‫‪ – 5‬ﺗﺟﻧب ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻔﻘرة؛ أي وﺟود أﻛﺛر ﻣن ﻓﻛرة‪.‬‬ ‫‪ – 6‬اﺳﺗﺧدام اﻟﻛﻠﻣﺎت واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻬل ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬ﺗﺟﻧب اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣرﻧﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﺛل ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠب‪ ،‬أﺣﯾﺎﻧﺎً‪.‬‬ ‫‪ – 8‬اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ إﻟﻰ ﻧﻔﻲ اﻟﻧﻔﻲ )اﻟﺳـﺎﻟب اﻟﻣرﻛـب( ٕواﺑـ ارزﻩ ﻟﻠﻣﺳـﺗﺟﯾب ﺑطرﯾﻘـﺔ ﻣـﺎ إذا‬ ‫ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣﻧﻪ‪.‬‬

‫إرﺷﺎدات ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطوﯾر وﺗطﺑﯾق اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ‪:‬‬ ‫أﺷرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧد اﻟﺳﺎﺑق إﻟﻰ ﺑﻌـض اﻹرﺷـﺎدات اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺻـﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔﻘـرات‪ ،‬إﻻ أن‬

‫ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺧراج اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن وﺗطﺑﯾﻘـﻪ اﻟﺗـﻲ ﺗﺿـﻌف ﺻـدق اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ‬

‫إذا ﻟــم ﯾﻬــﺗم ﺑﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث‪ .‬وﻟﻬــذا ﯾﻧﺻ ـﺢ اﻟﺑﺎﺣــث ﻣطــور اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﺑﺈﺗﺑــﺎع اﻹرﺷــﺎدات‬ ‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 1‬ﻣﺣﺎوﻟ ـ ــﺔ اﻻﺳــ ــﺗﻔﺎدة ﻣ ـ ــن ﺧﺑـ ـ ـرات اﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ـ ــﯾن ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﺟــ ــﺎل‪ .‬ود ارﺳــ ــﺔ‬ ‫اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺷــورة ﺣــول اﻟﻣوﺿــوع ﻧﻔﺳــﻪ‪ ،‬وﺗﺣﻛــﯾم اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن ﻣــن ﻗﺑــل ﻣــن ﺗﺛــق‬ ‫ﺑﻘدراﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬اﺧﺗﯾ ــﺎر اﻷﻓـ ـراد اﻟﻘ ــﺎدرﯾن ﻋﻠـــﻰ اﻹﺟﺎﺑـــﺔ ﻋ ــن اﻻﺳ ــﺗﺑﯾﺎن وﯾﻬﻣﻬـــم ﻧﺗﺎﺋﺟـــﻪ‪،‬‬ ‫ﻓﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺗطﻠب أن ﺗﻛون اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣﻘﺻودة ورﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣن اﻟﻣﺗطوﻋﯾن‪.‬‬ ‫‪ – 3‬أﺧـذ ﻣواﻓﻘــﺔ ﺑﻌـض اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟد ارﺳــﺔ ﻗﺑـل ﺗطﺑﯾﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ‬ ‫أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬إذا ﻛــﺎن ﻣــن اﻟﺿــروري ﺗﻌرﯾــف اﻟﻣﺳــﺗﺟﯾب ﺑﻧﻔﺳــﻪ ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﺑﺎﺷـرة أو ﻏﯾــر‬ ‫ﻣﺑﺎﺷ ـرة ﻓﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺎﺣــث أن ﯾؤﻛــد وﯾﻠﺗــزم ﺑﺄﻧــﻪ ﺳــﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠــﻰ ﺳ ـرﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬ ‫وﻋدم اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ إﻻ ﻷﻏراض اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫‪ – 5‬ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺑﺎﺣـــث أن ﯾوﺿ ــﺢ ﻓـــﻲ اﻟرﺳـــﺎﻟﺔ اﻟﻣرﻓﻘ ــﺔ ﺑﺎﻻﺳ ــﺗﺑﯾﺎن اﻟﻐـــرض ﻣـــن‬ ‫اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن‪ ،‬وﯾﻔﺿــل أن ﯾــذﻛر اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــدﻋم اﻟﺑﺣــث إذا ﻛــﺎن ﻣــدﻋوﻣﺎً ﻣﺎدﯾـﺎً‪ ،‬ﻛﻣــﺎ‬ ‫ﯾﻧﺻﺢ ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺑرﯾدﯾﺔ ﻹرﺟﺎع اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن إﻟﻰ اﻟﻌﻧوان اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟﺑﺎﺣث‪.‬‬

‫‪ – 6‬إذا ﺷﻌر اﻟﺑﺎﺣث ﺑﻘﻠﺔ ﻋدد اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳـﺗرﺟﻌﺔ ﻓﯾﻣﻛﻧـﻪ ﺗﻌﻣـﯾم ﻣﻼﺣظـﺔ‬

‫ﻣﻛﺗوﺑــﺔ ﯾرﺟــو ﻓﯾﻬــﺎ ﻣــن ﻧﺳــﻲ‪ ،‬أو ﻓﻘــد اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن أن ﯾرﺳــﻠﻪ أو ﯾطﻠــب ﻧﺳــﺧﺔ ﺟدﯾــدة‬ ‫وﯾﺣدد ﻣوﻋدًا ﺟدﯾدًا ﻹرﺳﺎﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻻ ﯾوﺟد أي ﻗﺎﻋدة ﻣﺣددة ﻟﻠﻣﺳﺗرﺟﻊ وﻟﻛن اﻟواﻗـﻊ ﯾﺷـﯾر إﻟـﻰ أن ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﻣﺳـﺗرﺟﻊ‬ ‫ﺗﺗراوح ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠب ﺑـﯾن ‪ %40‬إﻟـﻰ ‪ ،%70‬وﻟﻛـن ﻫـذﻩ ﻟﯾﺳـت ﻗﺎﻋـدة‪ .‬وﻋﻠـﻰ اﻟﺑﺎﺣـث‬ ‫أن ﯾﻬﺗم ﺑطرﯾﻘﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬واﻟﺗوﻗﯾت اﻟزﻣﻧﻲ ﻟﺗوزﯾـﻊ اﻻﺳـﺗﺑﯾﺎن ﻷن ﻫـذا ﻣـن ﺷـﺄﻧﻪ‬ ‫أن ﯾﻘﻠل اﻹﻫدار ﻓﻲ ﻋدد اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت وﯾزﯾد ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن ﻣوﺛوﻗﯾﺔ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ‪ .‬ﻓﻘـد ﯾﻛﺗﺷـف‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث أن ﻋدد اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗردة ﻗﻠﯾل ﻧﺳﺑﯾﺎً ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑـﺄﻏراض اﻟﺑﺣـث‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛﻧـﻪ‬ ‫ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺟد أن اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗردة ﻋﯾﻧﺔ ﻣﺗﺣﯾزة ﻛـوﻧﻬم ﺗطوﻋـوا ﻹﻋﺎدﺗﻬـﺎ‪،‬‬ ‫‪81‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﻫـذا ﯾﻌﻧـﻲ ﻋـدم ﺗﻣﺛﯾــل ﻫـذﻩ اﻟﻌﯾﻧـﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣــﻊ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﻔـرض ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺎﺣـث اﻟﻛﺷـف ﻋــن‬ ‫ﻣــدى ﺗــﺄﺛر اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﻣرﺟــوة ﻣــن اﻟﺑﺣ ـث ﺑﻬــذا اﻟﺗﺣﯾــز‪ .‬واﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـ اررات اﻟﻼزﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﺗـوﻓر درﺟــﺔ أﻋﻠــﻰ ﻣــن اﻟﺻــدق ﻣﺛــل إﻋـﺎدة ﺗوزﯾــﻊ ﻋــدد آﺧــر ﻣــن ﻧﺳــﺦ اﻻﺳــﺗﺑﯾﺎن‪ ،‬أو‬ ‫ﻣﻼﺣﻘﺔ اﺳﺗرداد اﻟﻧﺳﺦ اﻟﻣوزﻋﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ‪: Interview‬‬ ‫اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ ﺣـوار ﯾـدور ﺑـﯾن اﻟﺑﺎﺣـث )اﻟﻣﻘﺎﺑـل( واﻟﻣﺳـﺗﺟﯾب‪ .‬ﯾﺑـدأ ﻫـذا اﻟﺣـوار ﺑﺧﻠـق‬ ‫ﻋﻼﻗــﺔ وﺋــﺎم ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ ﻟﯾﺿــﻣن اﻟﺑﺎﺣــث اﻟﺣــد اﻷدﻧــﻰ ﻣــن ﺗﻌــﺎون اﻟﻣﺳــﺗﺟﯾب‪ .‬ﺛــم ﯾﺷــرح‬ ‫اﻟﺑﺎﺣـث اﻟﻐـرض ﻣـن اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ‪ .‬وﺑﻌـد أن ﯾﺷــﻌر اﻟﺑﺎﺣـث ﺑـﺄن اﻟﻣﺳـﺗﺟﯾب ﻋﻠـﻰ اﺳــﺗﻌداد‬ ‫ﻟﻠﺗﻌﺎون‪ ،‬ﯾﺑدأ ﺑطرح اﻷﺳـﺋﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺣـددﻫﺎ ﻣﺳـﺑﻘﺎً‪ .‬وﯾﻧﺗظـر إﺟﺎﺑـﺔ اﻟﻣﺳـﺗﺟﯾب ﻋـن ﻛـل‬ ‫ﺳـؤال‪ ،‬ﻣﻼﺣظ ـﺎً أي ﺳــوء ﻓﻬــم ﻟﻠﺳ ـؤال ﻟﺗوﺿــﯾﺣﻪ أو إﻋــﺎدة طرﺣــﻪ ﺑﺻــورة أﺧــرى‪ ،‬ﺛــم‬

‫ﯾﺳﺟل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﺟﯾب ﺗﺎرﻛﺎً اﻟﺗﻔﺳـﯾر إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﺑﻌـد اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ‪ .‬وﻋﻠـﻰ اﻟﺑﺎﺣـث‬

‫أن ﯾﻘرر ﻣﺳﺑﻘﺎً طرﯾﻘﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻹﺟﺎﺑـﺎت ﯾـدوﯾﺎً أو آﻟﯾـﺎً ﻋﻠـﻰ ﺷـرﯾط ﻛﺎﺳـﯾت أو ﻓﯾـدﯾو‪،‬‬ ‫ﻣ ــﻊ ﻣﻼﺣظـ ــﺔ أﺛـ ــر اﻟطرﯾﻘـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻹﺟﺎﺑـــﺔ‪ ،‬وﻗـ ــد ﯾرﻏـ ــب اﻟﺑﺎﺣـ ــث أﺣﯾﺎﻧ ـ ـﺎً ﺑﺎﻟﺗﺳـ ــﺟﯾل‬

‫ﻟﻼﺣﺗﻔـﺎظ ﺑﻧﻐﻣــﺔ اﻟﺻـوت أو ﻟﺣرﻛــﺎت وﻣﻼﻣــﺢ اﻟﻣﺳـﺗﺟﯾب اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﺗﻌطـﻲ دﻻﻟــﺔ ﻣــﺎ‪.‬‬ ‫وﻫﻛذا ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺳﺗﺑﯾﺎن ﺷﻔوي‪.‬‬ ‫ﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ طرﯾﻘــﺔ ﻣــن اﻟط ــرق اﻟﻬﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت‪ ،‬وﺗﺗﻣﺗــﻊ ﺑﻣ ازﯾــﺎ ﻋ ــدة‬ ‫أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﯾﻣﻛـن اﺳـﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﺣـﺎﻻت اﻟﺗـﻲ ﯾﺻـﻌب ﻓﯾﻬـﺎ اﺳـﺗﺧدام اﻻﺳـﺗﺑﯾﺎن ﻛـﺄن‬ ‫ﺗﻛون اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻷﻣﯾﯾن أو ﺻﻐﺎر اﻟﺳن‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗــوﻓر ﻋﻣﻘ ـﺎً ﻓــﻲ اﻹﺟﺎﺑــﺎت ﻹﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ ﺗوﺿــﯾﺢ ٕواﻋــﺎدة طــرح اﻷﺳــﺋﻠﺔ وﺣﺗــﻰ‬

‫ﯾﺗﺳﻧﻰ ذﻟك ﻓﻬﻲ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﺑل ﻣدرب‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 3‬ﺗﺳﺗﺟر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺟﯾب ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺣﺻـول ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺑـﺄي طرﯾﻘـﺔ‬ ‫أﺧرى ﻷن اﻟﻧﺎس ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﯾﺣﺑون اﻟﻛﻼم أﻛﺛر ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﺗــوﻓر اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ إﺟﺎﺑــﺎت ﻣــن ﻣﻌظــم ﻣــن ﺗــﺗم ﻣﻘــﺎﺑﻠﺗﻬم )‪ %95‬ورﺑﻣــﺎ‬ ‫أﻛﺛر( ٕواذا ﻣﺎ ﻗورﻧت ﺑﺎﻻﺳﺗﺑﯾﺎن )‪ %40‬ﺑدون ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ(‪.‬‬ ‫‪ – 5‬ﺗــوﻓر ﻣؤﺷ ـرات ﻏﯾــر ﻟﻔظﯾــﺔ ﺗﻌــزز اﻻﺳــﺗﺟﺎﺑﺎت وﺗوﺿــﺢ اﻟﻣﺷــﺎﻋر‪ ،‬ﻛﻧﻐﻣــﺔ‬

‫اﻟﺻوت وﻣﻼﻣﺢ اﻟوﺟﻪ‪ ،‬وﺣرﻛﺔ اﻟﯾدﯾن واﻟرأس‪ ....‬إﻟﺦ‪.‬‬ ‫ﻋﯾوب اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ‪:‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻌض اﻟﻣزاﯾﺎ ﻓﻠﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻌﯾوب أﯾﺿﺎً أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﯾﺻ ــﻌب ﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ ﻋ ــدد ﻛﺑﯾ ــر ﻧﺳ ــﺑﯾﺎً ﻣ ــن اﻷﻓـ ـراد‪ ،‬ﻷن ﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ اﻟﻔ ــرد اﻟواﺣ ــد‬

‫ﺗﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎً طوﯾﻼ ﻣن اﻟﺑﺎﺣث‪.‬‬

‫‪ – 2‬ﺗﺗطﻠب ﻣﻘﺎﺑﻠﯾن ﻣـدرﺑﯾن ﻋﻠـﻰ إﺟراﺋﻬـﺎ‪ .‬ﻓـﺈذا ﻟـم ﯾﻛـن اﻟﻣﻘﺎﺑـل ﻣـﺎﻫ اًر ﻣـدرﺑﺎً ﻻ‬

‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺧﻠق اﻟﺟو اﻟﻣﻼﺋم ﻟﻠﻣﻘﺎﺑﻠﺔ‪ ،‬وﻗد ﯾزﯾف اﻟﻣﺳﺗﺟﯾب إﺟﺎﺑﺗﻪ‪ ،‬وﻗد ﯾﺗﺣﯾـز اﻟﻣﻘﺎﺑـل‬ ‫ﻣن ﺣﯾث ﻻ ﯾدري ﺑﺷﻛل ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣرﯾف اﻹﺟﺎﺑﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻛﻣﻲ ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ٕواﺧﺿﺎﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾﻼت ﻛﻣﯾـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ‪.Unstructured‬‬ ‫‪ – 4‬ﺻـ ــﻌوﺑﺔ ﺗﺳـ ــﺟﯾل اﻹﺟﺎﺑـ ــﺎت‪ ،‬أو ﻓـ ــﻲ ﺗﺟﻬﯾـ ــز أدوات اﻟﺗﺳـ ــﺟﯾل ﻓـ ــﻲ ﻣﻛـ ــﺎن‬

‫اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟﻣﺳﺗﺟﯾب )ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠب(‪.‬‬ ‫أﻧواع اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﺗﻔﺎوت اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطـﻰ ﻟﻠﻣﺳـﺗﺟﯾب ﻓـﻲ إﺟﺎﺑﺎﺗـﻪ‪ ،‬وﻋـل ﻫـذا‬ ‫اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ‪:‬‬

‫‪83‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 1‬اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣـﺔ ‪ : Unstructured‬وﻓﯾﻬـﺎ ﯾﻌطـﻰ اﻟﻣﺳـﺗﺟﯾب اﻟﺣرﯾـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫أن ﯾـ ــﺗﻛﻠم دون ﻣﺣـ ــددات ﻟﻠـ ــزﻣن أو ﻟﻸﺳـ ــﻠوب‪ ،‬وﻫـ ــذﻩ ﻋرﺿـ ــﺔ ﻟﻠﺗﺣﯾـ ــز‬ ‫وﺗﺳﺗﺟر ﻛﻼﻣًﺎ ﻟﯾس ذا ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع‪.‬‬ ‫‪ – 2‬اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ ﺷــﺑﻪ اﻟﻣﻔﺗوﺣـﺔ ‪ : Semistructured‬وﻫــﻲ ﺗﻌطـﻲ اﻟﺣرﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎﺑــل‬ ‫ﺑطـ ــرح اﻟﺳـ ـ ـؤال ﺑﺻ ـ ــﯾﻐﺔ أﺧ ـ ــرى واﻟطﻠـ ــب ﻣ ـ ــن اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﺟﯾب ﻣزﯾ ـ ــداً ﻣ ـ ــن‬

‫اﻟﺗوﺿﯾﺢ‪.‬‬

‫‪ – 3‬اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ ‪ : Structured‬وﻫﻲ ﻻ ﺗﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺷـرح اﻟﻣطـول ﺑـل‬ ‫ﯾطرح اﻟﺳؤال وﺗﺳﺟل اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﺟﯾب‪.‬‬ ‫وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﺣﺳب اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ ‪:‬‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﺟﻬﺎً ﻟوﺟﻪ ‪ Face To Face‬واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻬﺎﺗﻔﯾﺔ أو ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬وﯾـزداد‬

‫اﺳﺗﺧدام اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻘـدم ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻻﺗﺻـﺎﻻت اﻟﻬﺎﺗﻔﯾـﺔ واﻹﻧﺗرﻧـت )ﺻـوت‬ ‫أو ﺻورة وﺻوت( وذﻟك ﻟﺗوﻓﯾرﻫﺎ اﻟوﻗـت واﻟﺟﻬـد واﻟﺗﻛـﺎﻟﯾف ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﺎﺣـث‪ ،‬إﻻ أن ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻣﺣــددات إذ ﻟــﯾس ﻣــن اﻟﺳــﻬل ﺗــوﻓﯾر ﻋﻼﻗــﺔ ﻣــودة ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻬــﺎﺗف ﻛﻣــﺎ ﻫــﻲ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﺟﻬﺎً ﻟوﺟﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻗد ﻻ ﯾﺗوﻓر اﻟﻬﺎﺗف ﻓﻲ ﻛل ﺑﯾت ﻣن ﺑﯾوت أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﻣﻛــن ﺗﻘﺳــﯾم أﻧ ـواع اﻟﻣﻘــﺎﺑﻼت ﺣﺳــب ﻋــدد ﻣــن ﺗــﺗم ﻣﻘــﺎﺑﻠﺗﻬم ﻣــﻊ ﻣﻘﺎﺑــل واﺣــد‬ ‫ﺑــﻧﻔس اﻟوﻗــت إﻟــﻰ ‪ :‬ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ ﻓردﯾــﺔ ﺗﻔﺳــﺢ اﻟﻣﺟــﺎل ﻟﺣرﯾــﺔ اﻟﻔــرد ﻓــﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﺟــو‬ ‫اﻟﻣــودة اﻟــذي ﯾﺧﻠﻘــﻪ اﻟﻣﻘﺎﺑــل‪ ،‬وﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾــﺔ ﺗــوﻓر ﻋﻣﻘــًﺎ ٕواﺛــراء ﻟﻺﺟﺎﺑــﺔ ﻣــن ﻗﺑــل‬ ‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺟﻠﺳﺔ ﺣﯾث ﯾﻔﺳـﺢ اﻟﻣﺟـﺎل ﻟﻠﻧﻘـﺎش اﻟﺣـر اﻟﻣـﻧظم ﺣـول‬ ‫اﻟﺳـؤال اﻟﻣطــروح ﻣــن اﻟﻣﻘﺎﺑــل‪ ،‬إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﯾﺻــﻌب ﻫﻧــﺎ ﺗﺳــﺟﯾل اﻹﺟﺎﺑــﺎت واﻟﻣﻼﺣظــﺎت‬ ‫ﻼ ﯾدوﯾًﺎ وﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠب ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾل آﻟﻲ‪.‬‬ ‫ﺗﺳﺟﯾ ً‬

‫اﻻﺧﺗﺑـــﺎرات ‪: Tests‬‬ ‫‪84‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺗﻠﻌــب اﻻﺧﺗﺑــﺎرات دو ًار ﻫﺎﻣ ـًﺎ وﻣﻣﯾ ـ ًاز ﻓــﻲ اﻷﺑﺣــﺎث ﺑــﺎﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬــﺎ‪ .‬اﻟوﺻــﻔﯾﺔ‪،‬‬

‫واﻻرﺗﺑﺎطﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ ﻣ ــﻊ ﻋــدم اﻹﻧﻘــﺎص ﻣ ــن دور اﻷدوات اﻷﺧــرى )اﻟﻣﻼﺣظ ــﺔ‪،‬‬ ‫اﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ‪ ،‬اﻻﺳ ــﺗﺑﯾﺎن(‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﺗ ــوﻓر ﻫ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺑ ــﺎرات ﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﻛﻣﯾ ــﺔ ﻋ ــن اﻟﺳ ــﻣﺎت أو‬ ‫اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻘﺎﺳﺔ‪ ،‬ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾًﺎ ﻣن اﻟﺻدق واﻟﺛﺑﺎت واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﺗﺻــﻧف اﻻﺧﺗﺑــﺎرات ﺑطــرق ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﺗﺗﻔــﺎوت ﻓــﻲ درﺟــﺔ ﺷــﯾوﻋﻬﺎ‪ ،‬وﺑــﺎﻟرﺟوع إﻟــﻰ‬

‫ﻫــذﻩ اﻟﺗﺻــﻧﯾﻔﺎت ﯾﻼﺣــظ ﺷــﯾوع اﺳــﺗﺧدام اﻻﺧﺗﺑــﺎرات اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾــﺔ واﻟﻣﺣﻛﯾــﺔ واﻻﺧﺗﺑــﺎرات‬ ‫اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ‪.‬‬ ‫ﯾﻌرف اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﺷﻛل ﻋـﺎم ﺑﺄﻧـﻪ " طرﯾﻘـﺔ ﻣﻧظﻣـﺔ ﻟﻘﯾـﺎس اﻟﺳـﻣﺔ ﻣـن ﺧـﻼل ﻋﯾﻧـﺔ‬ ‫ﻣن اﻟﺳﻠوك " وﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻣﺻطﻠﺣﯾن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬ ‫اﻟﺳﻣﺔ وﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣـن اﻟﺳـﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻣﺗراﺑطـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﯾـل ﻟﻠﺣـدوث ﻣـﻊ‬ ‫ﺑﻌﺿﻬﺎ‪ .‬واﻟﻘﯾﺎس وﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻛﻣﻲ ﻟﻠﺳﻣﺔ ﺣﺳﻲ ﻗواﻋد ﻣﺣددة‪.‬‬ ‫ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن اﻟﺗﻌ ـ ـرﯾﻔﯾن اﻟﺳـ ــﺎﺑﻘﯾن أن اﻻﺧﺗﺑـ ــﺎر ﻫـ ــو ‪ :‬أداة ﻗﯾـ ــﺎس ﯾـ ــﺗم إﻋـ ــدادﻫﺎ‬ ‫ﺑﺧطـوات ﻣﻧظﻣــﺔ ﻟﻠﺧــروج ﺑﺧﺻــﺎﺋص ﻣرﻏوﺑــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻻﺧﺗﺑــﺎر ﺑﺣﯾــث ﯾــوﻓر ﺑﯾﺎﻧــﺎت‬ ‫ﻛﻣﯾﺔ ﺗﺧدم أﻏراض اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫ﺧطوات إﻋداد اﻻﺧﺗﺑﺎر ‪:‬‬ ‫ﺗﺗﻔــق اﻻﺧﺗﺑــﺎر ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﯾﻧﻬــﺎ ﺑﺧطـوات إﻋــدادﻫﺎ وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﺗﺗﻔــﺎوت ﻓــﻲ درﺟــﺔ اﻻﻫﺗﻣــﺎم‬

‫ﺑﺑﻌض اﻟﺧطوات‪ ،‬ﻓﺎﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطور ﻣـن ﻗﺑـل ﻓرﯾـق ﻣـن اﻟﻣﺧﺗﺻـﯾن ﻓـﻲ‬ ‫ﻣراﻛز ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ذات ﺧﺻﺎﺋص ﺗﺧﺗﻠـف ﻓـﻲ ﺟودﺗﻬـﺎ ﻋـن ﺗﻠـك اﻟﺗـﻲ ﺗطـور ﻣـن ﻗﺑـل‬ ‫ﻓرد‪ ،‬وﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص ﺧطوات إﻋداد اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﺗﺣدﯾد اﻟﻐرض ﻣن اﻻﺧﺗﺑﺎر‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎﺳﺔ‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪ – 3‬ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل )ﻣﺣﺗوى( اﻻﺧﺗﺑﺎر‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﺻـ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔﻘ ـ ـرات اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻣﺛـ ــل ﻣﺣﺗواﻫـ ــﺎ ﻣﺟـ ــﺎل اﻟﺳـ ــﻣﺔ ﺑﻌـ ــد ﺗﺣدﯾـ ــد اﻟﻧـ ــوع‬ ‫اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻣن اﻟﻔﻘرات‪.‬‬ ‫‪ – 5‬إﺧ ـ ـراج اﻟﺻـ ــورة اﻷوﻟﯾ ـ ـﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑـ ــﺎر )اﻟﺗﻌﻠﯾﻣـ ــﺎت‪ ،‬اﻟﻔﻘ ـ ـرات‪ ،‬ورﻗـ ــﺔ اﻹﺟﺎﺑـ ــﺔ‪،‬‬ ‫اﻟﻣﻼﺣق(‪.‬‬ ‫‪ – 6‬ﺗطﺑﯾ ــق اﻻﺧﺗﺑ ــﺎر ﻋﻠ ــﻰ ﻋﯾﻧ ــﺔ ﻣ ــن أﻓـ ـراد ﻣﺟﺗﻣ ــﻊ اﻟد ارﺳ ــﺔ ﺑﻐ ــرض ﺗﺣﻠﯾـــل‬ ‫اﻟﻔﻘرات‪.‬‬ ‫‪ – 7‬إﺧراج اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﺻورﺗﻪ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 8‬اﺷﺗﻘﺎق دﻻﻻت ﺻدق وﺛﺑﺎت اﻻﺧﺗﺑﺎر‪.‬‬ ‫‪ – 9‬اﺷ ــﺗﻘﺎق ﻣﻌ ــﺎﯾﯾر اﻻﺧﺗﺑ ــﺎر )ﻣﺛ ــل اﻟﻣﺋﯾﻧـــﺎت‪ ،‬اﻟ ــدرﺟﺎت اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾـــﺔ‪ ،‬ﻣﻌـــﺎﯾﯾر‬ ‫اﻟﻌﻣر‪ ،‬ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣرﺣﻠﺔ‪.( ... ،‬‬ ‫‪ -10‬إﻋداد دﻟﯾل اﻻﺧﺗﺑﺎر وﯾﺗﺿﻣن ﻛـل ﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻻﺧﺗﺑـﺎر ﻣـن إطـﺎرﻩ اﻟﻧظـري‬ ‫ﻣــرو ًار ﺑﺗطﺑﯾﻘــﻪ وﺗﺻــﺣﯾﺣﻪ وﺗﻔﺳــﯾر ﻧﺗﺎﺋﺟــﻪ‪ ،‬وﯾﺳــﺎﻋد ﻫــذا اﻟــدﻟﯾل اﻟﺑﺎﺣــث‬

‫ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن أﺳﺋﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻧد اﺧﺗﯾـﺎر اﻻﺧﺗﺑـﺎر اﻟـذي ﯾﻧﺎﺳـب اﻟﻐـرض‬ ‫وأﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬

‫أ – ﻫ ــل ﯾﺣﺗ ــﺎج اﻻﺧﺗﺑ ــﺎر إﻟـــﻰ ﺗـ ــدرﯾب ﺧـــﺎص ﻓـــﻲ ﺗطﺑﯾﻘـــﻪ وﺗﻔﺳـ ــﯾر‬ ‫ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ؟‬ ‫ب‪ -‬ﻣﺎ اﻟظروف اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻻﺧﺗﺑﺎر؟‬ ‫ج‪ -‬ﻣﺎ ﺧﺻﺎﺋص اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾطﺑق ﻋﻠﯾﻬم اﻻﺧﺗﺑﺎر؟‬ ‫د – ﻣﺎ ﻣؤﺷرات اﻟﺛﺑﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ‪ ،‬وﻫل ﻫﻲ ﻛﺎﻓﯾﺔ وﺗﻧﺎﺳب اﻟﻐرض؟‬

‫‪86‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻫـ‪ -‬ﻣﺎ ﻣؤﺷرات اﻟﺻدق اﻟﻣﺗوﻓرة‪ ،‬وﻫل ﻫﻲ ﻛﺎﻓﯾﺔ وﺗﻧﺎﺳب اﻟﻐرض؟‬ ‫و – ﻫل اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻌﻣر اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻋﯾﻧﺔ اﻟﺑﺣث وﻗدراﺗﻬم؟‬ ‫ز – ﻫل ﯾﺗﺄﺛر اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ؟‬ ‫ح – ﻫل ﯾﻣﻛن أن ﺗﻐطﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎر؟‬ ‫ط ‪ -‬ﻫل ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر ﺻور ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ؟‬ ‫ك – ﻫل ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻧﺎﺳب أﻓراد ﻋﯾﻧﺔ اﻟﺑﺣث؟‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣول اﻟﺑﺎﺣث اﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋـن ﻫـذﻩ اﻷﺳـﺋﻠﺔ أو ﻏﯾرﻫـﺎ ﻓﻬـو ﺑـذﻟك ﯾﺣﻛـم ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻣ ـ ــدى ﺻ ـ ــﻼﺣﯾﺔ اﻻﺧﺗﺑ ـ ــﺎر أو ﻣ ـ ــدى ﻣﻧﺎﺳ ـ ــﺑﺗﻪ ﻟﻠﻐ ـ ــرض‪ .‬وﻟ ـ ــذﻟك ﯾﺣ ـ ــرص ﻣط ـ ــورو‬ ‫اﻻﺧﺗﺑﺎرات وﻧﺎﺷـروﻫﺎ ﻋﻠـﻰ ﺗـوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑـﺔ ﻋـن أي ﺳـؤال ﻣﺣﺗﻣـل‬ ‫ﻗد ﯾطرﺣﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻧد اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر اﻟذي ﯾﺣﻘق أﻏراض اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﺟﯾد ‪:‬‬ ‫ﺗﺗﻌــدد اﻻﺧﺗﺑــﺎرات اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــﯾس ﻧﻔــس اﻟﺳــﻣﺔ وﺗﺣﻘــق ﻧﻔــس اﻟﻐــرض‪ ،‬وﻟــذﻟك ﯾﻘــﻊ‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث ﻓـﻲ ﻣﺷـﻛﻠﺔ اﺧﺗﯾـﺎر اﻷﻧﺳـب ﺑـدﻻً ﻣـن اﺧﺗﯾـﺎر اﻟﻣﻧﺎﺳـب‪ .‬وﻫـذا ﯾﻌﻧـﻲ أن ﻫﻧـﺎك‬ ‫ﻋـدة ﺧﺻـﺎﺋص ﺗﺗـوﻓر ﻓــﻲ اﻻﺧﺗﺑـﺎرات اﻟﻣﻌـدة ﻟـﻧﻔس اﻟﻐــرض وﻟﻛـن ﺑـدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗــﺔ‪.‬‬

‫ﻗد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬أو ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف‪ ،‬أو ﻓـﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ اﻟﺣﺻـول‬ ‫ﻋﻠﯾﻪ‪ .‬إﻻ أن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻬﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑـﺎرات ﻫـﻲ ﺧﺎﺻـﯾﺔ اﻟﺻـدق‬ ‫وﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺛﺑﺎت‪ .‬وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻣﻠﺧﺻﺎً ﻋن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ‪:‬‬ ‫ﺻدق اﻻﺧﺗﺑﺎر ‪: Validity‬‬ ‫ﯾﻌرف ﺻدق اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﺄﻧﻪ ﻣدى ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻟﻠﻐرض اﻟذي أﻋد ﻷﺟﻠﻪ‪ ،‬ﻫـذا‬ ‫ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺻدق ﻣوﻗﻔﻲ وﻧﺳﺑﻲ‪ .‬ﻓﺎﻻﺧﺗﺑـﺎر اﻷﻧﺳـب ﻫـو اﻟـذي ﯾـوﻓر درﺟـﺔ أﻋﻠـﻰ ﻣـن‬ ‫اﻟﺻدق ﺣﺳب ﻧوع اﻟﺻدق اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻐرض‪.‬‬ ‫‪87‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺛﺑﺎت اﻻﺧﺗﺑﺎر ‪: Reliability‬‬ ‫ﯾﻌــرف اﻟﺛﺑ ــﺎت ﺑﺄﻧــﻪ اﻟدﻗ ــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻘ ــدﯾر اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾ ــﺔ ﻟﻠﻔــرد ﻋ ــل اﻟﺳــﻣﺔ اﻟﺗ ــﻲ‬ ‫ﯾﻘﯾﺳــﻬﺎ اﻻﺧﺗﺑــﺎر‪ .‬أو ﻣــدى اﻻﺗﺳــﺎق ﻓــﻲ ﻋﻼﻣــﺔ اﻟﻔــرد إذا أﺧــذ اﻻﺧﺗﺑــﺎر ﻧﻔﺳــﻪ ﻟﻣ ـرات‬ ‫أﺧرى ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟظروف‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ‬ ‫وﺻف وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد ًار ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫ ﺗﺣوﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎم إﻟﻰ ﺻورة ﺑﯾﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬‫ ﺣﺳﺎب ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‪.‬‬‫‪ -‬ﺣﺳﺎب ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷﺗت‪.‬‬

‫ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋﺔ وﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷﺗت‪.‬‬‫ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬‫‪ -‬ﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرﯾن ﺑﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻘﯾﺎس‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ‪ :‬وﺻف وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬ ‫أﺷ ـرﻧﺎ ﻓــﻲ اﻟﻔﺻــل اﻟ ارﺑــﻊ إﻟــﻰ ﺗﻌــدد اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻌﺎﻣــل ﻣﻌﻬــﺎ اﻟﺑــﺎﺣﺛون ﻓــﻲ‬ ‫ﺑﺣ ــوﺛﻬم ﺑﺳ ــﺑب ﺗﻌ ــدد ﻣﺟ ــﺎﻻت ﺑﺣ ــوﺛﻬم‪ ،‬ﻧ ــذﻛر ﻣﻧﻬ ــﺎ اﻟﺟ ــﻧس‪ ،‬ﻋ ــدد اﻷﻓـ ـراد‪ ،‬ﻣﻔﻬ ــوم‬ ‫ـﺎرن‬ ‫اﻟذات‪ .‬ﻓﻘد ﯾﻛون ﻏرض اﻟﺑﺎﺣث اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ اﻟذﻛور ﻓـﻲ ﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻣﻌـﯾن ﻣﻘ ً‬ ‫ﺑﻧﺳـﺑﺔ اﻹﻧـﺎث‪ .‬أو ﻗــد ﯾﻛـون اﻟﻐــرض اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ ﺗوزﯾــﻊ أﻋـداد اﻟطﻠﺑــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣــدارس‬ ‫ﺿ ــﻣن ﻣﻧطﻘ ــﺔ ﺟﻐراﻓﯾ ــﺔ ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ ورﺑﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن اﻟﻐ ــرض إﯾﺟ ــﺎد ﻗ ــوة واﺗﺟ ــﺎﻩ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن‬ ‫ﻣﺗﻐﯾ ـ ـرﯾن أو أﻛﺛـ ــر‪ .‬وﻫـ ــذا ﯾﺷـ ــﯾر إﻟـ ــﻰ أن اﻟﻣﻌﺎﻟﺟـ ــﺔ اﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ ﻧـ ــوع‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات وأﻏراض اﻟﺑﺣث‪ .‬ﻓﻘد ﻻ ﺗﺗطﻠـب اﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋـن أﺳـﺋﻠﺔ اﻟﺑﺣـث أﻛﺛـر ﻣـن رﺳـم‬ ‫ﻟﺷﻛل اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﻬل اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﻓﻬﻣﻬﺎ ﺑﺳرﻋﺔ‪ .‬أو ﻋـرض اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت‬ ‫ﻓــﻲ ﺟــدول ﯾﺑــﯾن ﻓﺋــﺎت اﻟﻣﺗﻐﯾــر وﺗﻛ ارراﺗﻬــﺎ أو ﻧﺳــﺑﻬﺎ‪ .‬وﻗــد ﺗﺗطﻠــب اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻓــﻲ ﺑﺣــوث‬ ‫أﺧــرى وﺻــف ﺧﺻــﺎﺋص اﻟﺗوزﯾــﻊ ﺑﻣﻘــﺎﯾﯾس ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻟﻌﯾﻧــﺔ اﻟﺑﺣــث ﻣﻬﻣــﺎ ﻛــﺎن ﺣﺟﻣﻬــﺎ‪.‬‬ ‫ورﺑﻣﺎ ﺗﺗطﻠب اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺎت ٕواﺟراء ﺗﺣﻠﯾﻼت إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣﻌﻘدة‪.‬‬ ‫أﺷـرﻧﺎ أﯾﺿـﺎً ﻓــﻲ اﻟﻔﺻــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ إﻟـﻰ أن اﻟﺑﺎﺣــث ﯾﺣــدد أﺳــﺋﻠﺔ وﻓرﺿــﯾﺎت اﻟد ارﺳــﺔ‬

‫ﻓــﻲ ﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث‪ ،‬وﯾﺣــدد أﯾﺿ ـﺎً اﻟﻣﻌﺎﻟﺟــﺎت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ‪ .‬وﺳــﯾﺗم ﻓــﻲ ﻫــذا‬ ‫اﻟﻔﺻــل اﻟﺗﻌرﯾــف ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟــﺎت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ اﻟﺷــﺎﺋﻌﺔ ﻓــﻲ وﺻــف اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻣــن ﻣﺗﻐﯾ ـرات‬ ‫ﻣﻧﻔﺻــﻠﺔ وﻣﺗﻐﯾــرات ﻣﺗﺻــﻠﺔ‪ .‬وﻣﻣــﺎ ﯾﺳ ــﺗﺣق اﻹﺷــﺎرة إﻟﯾــﻪ ﻫﻧــﺎ أن ﻣﻌظــم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺎت‬ ‫اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗوزﯾﻌ ــﺎت اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻣﺑﻧﯾ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺗﻐﯾـ ـرات ﻣﺗﺻ ــﻠﺔ‪ ،‬وأن اﻟﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـرات اﻟﺑﺣﺛﯾـ ــﺔ ﯾﻧﺎﺳـ ــﺑﻬﺎ اﻟﺗوزﯾـ ــﻊ اﻻﺣﺗﻣـ ــﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﺻـ ــل‪ .‬وﻟﻌـ ــل أﻫـ ــم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟـ ــﺎت‬ ‫اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ‪ :‬ﻋرض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﺟداول ﺗﻛ اررﯾﺔ‪ ،‬وﻋرض اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ﺑﺎﻷﺷـﻛﺎل‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﯾﺗوﻗــف اﻟوﺻــف ﻓــﻲ أﻏﻠــب اﻟﺑﺣــوث اﻟﻌ ــرض ﺑﺎﻟﺟــداول واﻷﺷــﻛﺎل ﺑــل ﯾﺗﻌــداﻫﺎ إﻟ ــﻰ‬

‫اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻛﻣﻲ ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷﺗت‪.‬‬ ‫‪90‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﺗﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺑﺣـوث ﺑـﺎﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر‪ ،‬وﻫﻧـﺎك اﻟﻌدﯾـد‬ ‫ﻣن اﻟرزم اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،SPSS‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺑراﻣﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺣﻠـﯾﻼت إﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ‬ ‫ﻣﺣــددة‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺑﺎﺣــث أن ﯾﺳــﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﯾن ﻓــﻲ اﻟﺑرﻣﺟــﺔ ﻟﺗطــوﯾر ﺑ ـراﻣﺞ‬ ‫ﺗﻧﺎﺳب اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﺑﺎﺣث‪.‬‬ ‫أوﻻً ‪ :‬اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺗﻛراري ‪:‬‬ ‫ﯾﺑدأ اﻟﺑﺎﺣث ﻋﺎدة ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣـن اﻷرﻗـﺎم ﻣﻌروﺿـﺔ ﺑﺻـورة ﻋﺷـواﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﻛﻧـﻪ‬ ‫ﻣــن وﺻــﻔﻬﺎ ﺑﺳــﻬوﻟﺔ‪ ،‬وﻗــد ﻻ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ ﺗﻔﺳــﯾرﻫﺎ ﺑوﺿــوح‪ .‬وﻟﻬــذا ﯾﻠﺟــﺄ إﻟــﻰ ﺗﺑوﯾﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ‬ ‫ﺟــداول ﺗﻛ اررﯾــﺔ أو ﻋرﺿــﻬﺎ ﺑرﺳــوﻣﺎت ﺑﯾﺎﻧﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل أﻋﻣــدة أو ﻣــدرج أو ﻣﺿــﻠﻊ‬ ‫ﺗﻛراري ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪ .‬ﻓﺈذا ﺟﺎءت ﻋﻼﻣـﺎت ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻷﻓـراد‬

‫ﻓـﻲ اﺧﺗﺑــﺎر ﺗﺣﺻــﯾﻠﻲ‪ ،‬ﺑﻌــد أن ﺗﻌﻠﻣـوا ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﺑﺻــورﺗﻬﺎ اﻷوﻟﯾـﺔ ﻛﻣــﺎ ﻫــﻲ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺗوزﯾﻊ اﻻﻓﺗراﺿﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪26‬‬

‫‪21‬‬

‫‪20‬‬

‫‪19‬‬

‫‪21‬‬

‫‪20‬‬

‫‪22‬‬

‫‪20‬‬

‫‪18‬‬

‫‪20‬‬

‫‪23‬‬

‫‪21‬‬

‫‪20‬‬

‫‪22‬‬

‫‪20‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪24‬‬

‫‪22‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪21‬‬

‫ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘـﯾم ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾـر ﻣـدار اﻟﺑﺣـث ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻛﻠﯾـﺔ أو ﻓﺋـﺔ واﺣـدة‬ ‫إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﻓﺋﺎت أو ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺟزﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث‪:‬‬ ‫ ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻛل ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻔﺋﺔ واﺣدة‪.‬‬‫ ﺗﺗﺳﺎوى طول اﻟﻔﺋﺎت ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻹﺟراءات اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬‫ ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻔﺋﺎت ﻣﺗﺻﻠﺔ أي ﻻ ﯾوﺟد إﻫﻣﺎل ﻟﻠﻔﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛرارﻫﺎ ﯾﺳﺎوي ﺻﻔر‪.‬‬‫‪ -‬ﺗﺳﺗﻧﻔذ اﻟﻔﺋﺎت ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﯾم ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻘﯾم ﻣﺗطرﻓﺔ‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ ﯾﻛــون ﻋــدد اﻟﻔﺋــﺎت ﻣﻧﺎﺳــﺑًﺎ ﻟﻣــدى اﻟﺗوزﯾــﻊ‪ ،‬أي ﯾﻛــون ﻫﻧ ـﺎك ﺗ ـوازن ﺑــﯾن ﺳــﻬوﻟﺔ‬‫ﻋرض وﺗﻔﺳـﯾر اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ﻣـن ﺟﻬـﺔ‪ ،‬وﺧطـﺄ اﻟﺗﺟﻣﯾـﻊ ﻓـﻲ ﻓﺋـﺎت ﻣـن ﺟﻬـﺔ أﺧـرى‪.‬‬

‫ﺣﯾث ﯾرﺟﻊ ﺧطﺄ اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ إﻟـﻰ اﻻﻓﺗـراض ﺑـﺄن ﻣرﻛـز اﻟﻔﺋـﺔ ﻫـو اﻟوﺳـط اﻟﺣﺳـﺎﺑﻲ‬ ‫ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﺑــﺎﻟطﺑﻊ ﻓــﺈن طــول اﻟﻔﺋــﺔ ﯾﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ ﻣــدى اﻟﺗوزﯾــﻊ وﻋــدد اﻟﻔﺋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻘﺗرﺣﻬــﺎ‬

‫اﻟﺑﺎﺣث‪ .‬ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻻﻓﺗراﺿﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻣﺛﻼً ﻻ ﯾﺣﺗﻣل أن ﺗﻘﺳم اﻟﻌﻼﻣـﺎت ﺑطـول ﻓﺋـﺔ‬ ‫أﻛﺑــر ﻣــن واﺣــد ﺣﯾــث ﯾــوﻓر ﻫــذا اﻟطــول ﻋــدداً ﻣﻧﺎﺳــﺑﺎً ﻣــن اﻟﻔﺋــﺎت ﻛﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺟــدول‬ ‫اﻟﺗﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺣﺳن أن ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣس ﻓﺋﺎت وﻻ ﺗزﯾد ﻋن ‪ 15‬ﻓﺋﺔ‪.‬‬ ‫ﻣرﻛز اﻟﻔﺋﺔ ) س (‬

‫اﻟﺗﻛرار ) ت (‬

‫‪26‬‬

‫‪1‬‬

‫‪25‬‬

‫‪0‬‬

‫‪24‬‬

‫‪1‬‬

‫‪23‬‬

‫‪1‬‬

‫‪22‬‬

‫‪3‬‬

‫‪21‬‬

‫‪4‬‬

‫‪20‬‬

‫‪7‬‬

‫‪19‬‬

‫‪5‬‬

‫‪18‬‬

‫‪1‬‬

‫‪92‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﺧطــوة اﻟﺗــﻲ ﯾﺳــﻬل ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث ﻋــرض اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌــد وﺿــﻌﻬﺎ ﻓــﻲ‬ ‫ﺟدول ﺗﻛراري ﻫﻲ وﺿـﻌﻬﺎ ﺑﺻـورة ﻣﺿـﻠﻊ ﺗﻛـراري‪ ،‬وﯾـوﻓر ﻫـذا اﻟﻣﺿـﻠﻊ إﻋطـﺎء ﻓﻛـرة‬ ‫ﺳـرﯾﻌﺔ ﻋــن طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺗوزﯾــﻊ ﻣــن ﺣﯾــث اﻟــﺗﻔﻠطﺢ ‪ Kurtusis‬واﻻﻟﺗ ـواء ‪.Skeweness‬‬ ‫ﯾﺑﯾن اﻟﺷﻛل اﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻋرﺿـًﺎ ﺑﯾﺎﻧﯾـًﺎ ﻟﻠﺗوزﯾـﻊ اﻟﺗﻛـراري ﻓـﻲ اﻟﺟـدول اﻟﺳـﺎﺑق ﺑﺻـورة ﻣﺿـﻠﻊ‬ ‫ﺗﻛراري‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻔﺗرض داﺋﻣـﺎً أن ﺗوزﯾـﻊ اﻟﻌﻼﻣـﺎت ﻓـﻲ اﻟﻔﺋـﺔ ﺗوزﯾﻌـﺎً ﻣﻧﺗظﻣـﺎً وأن ﻣرﻛـز‬

‫اﻟﻔﺋﺔ ﻫو اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺋﺔ‪:‬‬

‫‪8‬‬ ‫;‪0;,‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬

‫اﻟﻌﻼﻣﺔ )س(‬

‫‪\ 0::‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬اﻟﺗﻣﺛﯾل ﺑﺎﻷﻋﻣدة واﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟداﺋرﯾﺔ ‪:‬‬ ‫إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻐﯾر إﺳﻣﻲ )ﺗﺻﻧﯾﻔﻲ( ﻓﻼ ﺗﻣﺛل ﺑﻣﺿﻠﻊ ﺗﻛـراري‬ ‫ٕواﻧﻣﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﺗﻛ اررات أو ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛ اررات اﻟواﻗﻌﺔ ﺿﻣن ﻛل ﻓﺋـﺔ ﻣـن ﻓﺋـﺎت اﻟﻣﺗﻐﯾـر إﻣـﺎ‬ ‫ﺑﺎﻷﻋﻣدة )ﺣﯾث ﯾﻣﺛل ارﺗﻔـﺎع اﻟﻌﻣـود اﻟﺗﻛـرار أو اﻟﻧﺳـﺑﺔ( وﯾﺣـدد ﻣوﻗـﻊ اﻟﻌﻣـود ﺑطرﯾﻘـﺔ‬ ‫ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧط اﻷﻓﻘﻲ أو اﻟرأﺳﻲ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺗـﺎﻟﻲ‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﻘطﺎﻋـﺎت‬ ‫اﻟداﺋرﯾــﺔ ﻛﻣــﺎ ﻫــو ﻣﺑ ــﯾن ﻓــﻲ اﻟﺷــﻛل اﻟ ــذي ﯾﻠﯾــﻪ واﻟــذي ﯾﺷــﯾر إﻟ ــﻰ ﻧﺳــﺑﺔ اﻟطﻠﺑــﺔ ﻓ ــﻲ‬ ‫اﻟﺳــﻧوات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾــﺔ اﻷرﺑــﻊ ﻓــﻲ ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻣــﺎ )ﺣﯾــث ﺗﻣﺛــل اﻟﻧﺳــﺑﺔ ﺑﻣﺳــﺎﺣﺔ اﻟﻘطــﺎع ﻓــﻲ‬ ‫اﻟداﺋرة(‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪\=2622X22O/2/ 22/‬‬ ‫‪\ /=2=9=/E2I42=92>B.2‬‬

‫‪3000‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪0‬‬

‫ﻋدد اﻟطﻠﺑﺔ‬

‫راﺑﻌﺔ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺔ‬

‫أوﻟﻰ‬

‫‪\<1511W‬‬ ‫‪12N/1/ 11/‬‬ ‫‪\ /<2<8</D2H42<81=A-2‬‬

‫أوﻟﻰ‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺔ‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺔ‬ ‫راﺑﻌﺔ‬

‫‪94‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ :‬ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﺻــف ﻣﻘــﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋــﺔ اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ وﺻــﻔﺎً ﻛﻣﯾ ـﺎً‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧــﻰ أﻧﻬــﺎ‬

‫ﺗﺧﺗﺻــر ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ﻣــن اﻷرﻗــﺎم ﺑطــرق ﻣﺗﻔــق ﻋﻠﯾﻬــﺎ إﺣﺻــﺎﺋﯾﺎً‪ .‬وﯾﺷــﺎر إﻟــﻰ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻣﻘــﺎﯾﯾس ﺑﺎﻟﻣﺗوﺳــطﺎت‪ ،‬وأﻫــم ﻫــذﻩ اﻟﻣﺗوﺳــطﺎت اﻟﻣﻧ ـوال‪ ،‬اﻟوﺳــﯾط واﻟوﺳــط اﻟﺣﺳــﺎﺑﻲ‪،‬‬ ‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺗﻔﺻﯾل ﻟﻛل ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اﻟﻣﻧوال ‪: Mode‬‬ ‫ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺑﺎﺣــث أن ﯾﻌطــﻲ وﺻــﻔﺎً ﻛﻣﯾ ـﺎً ﺳ ـرﯾﻌﺎً ﻟﻠﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺑﻌــد ﺗﺑوﯾﺑﻬــﺎ ﺑــﺎﻟﻧظر إﻟــﻰ‬

‫اﻟﻘﯾﻣ ــﺔ اﻟﻣﻧواﻟﯾ ــﺔ‪ .‬وﯾﻌ ــرف اﻟﻣﻧـ ـوال ﺑﺄﻧ ــﻪ اﻟﻌﻼﻣ ــﺔ أو ﻣرﻛ ــز اﻟﻔﺋ ــﺔ أو اﻟﺻ ــﻔﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ‬ ‫ﻷﻋﻠــﻰ ﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ اﻟﺗوزﯾــﻊ‪ .‬وﻫــو أﺑﺳــط ﻣﻘــﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋــﺔ اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ‬ ‫إﯾﺟـ ــﺎد ﻗﯾﻣﺗـ ــﻪ‪ .‬إﻻ أﻧـ ــﻪ ﻣﺣـ ــدود اﻻﺳـ ــﺗﻌﻣﺎل‪ ،‬ﻓﻬـ ــو اﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﻲ اﻟوﺣﯾـ ــد اﻟـ ــذي ﯾﻣﻛـ ــن‬ ‫اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﻣﺳﺗوى اﻟﻘﯾﺎس اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﻲ أو اﻹﺳﻣﻲ‪.‬‬

‫ﯾﺗــﺄﺛر اﻟﻣﻧـوال ﻛﺛﯾ ـ اًر ﺑﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬وﺑﺗﻐﯾــر طــول ﻓﺋــﺔ اﻟﺗوزﯾــﻊ وﻟــذﻟك ﯾﻌﺗﺑــر ﻗﻠﯾــل‬

‫اﻟﺛﺑﺎت‪ .‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾدﺧل ﻛﺛﯾ اًر ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻼت إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎرج ﻧطﺎق وﺻف اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪.‬‬

‫ٕواذا ﻛــﺎن ﻓــﻲ اﻟﺗوزﯾــﻊ ﻓﺋﺗــﯾن ﻣﺗﺗــﺎﻟﯾﺗﯾن أو أﻛﺛــر وﻛﺎﻧــت ﻣﺗﺳــﺎوﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻛ ـرار وﺑــﻧﻔس‬ ‫اﻟوﻗت أﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛ اررات ﻓﺈن اﻟﻣﻧوال ﻫو ﻣﻌدل ﻣراﻛز ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻔﺋﺗﯾن‪.‬‬ ‫ﻣﺛﻼً ‪ :‬اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺗﻛراري اﻟﺗﺎﻟﻲ ﺛﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧوال وﻫﻣﺎ ‪12 ،22‬‬

‫‪95‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺋﺔ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺗﻛرار‬

‫‪34 - 30‬‬

‫‪1‬‬

‫‪29 – 25‬‬

‫‪3‬‬

‫‪24 – 20‬‬

‫‪8‬‬

‫‪19 – 15‬‬

‫‪4‬‬

‫‪14 – 10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9–5‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ – 2‬اﻟوﺳﯾط ‪: Median‬‬ ‫ﯾﻌرف اﻟوﺳﯾط ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺳم اﻟﺗوزﯾﻊ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﻣﺗﺳﺎوﯾﯾن‪ ،‬أي ﺑﺣﯾـث‬ ‫ﯾﻛـون ‪ %50‬ﻣـن اﻟﺗﻛـ اررات ﻓـوق ﺗﻠــك اﻟﻌﻼﻣـﺔ وﻛـذﻟك ‪ %50‬دوﻧﻬـﺎ‪ .‬وﺑﻠﻐـﺔ اﻟﻣﺋﯾﻧﯾــﺎت‬

‫ﻓﺈن اﻟوﺳﯾط ﻫو اﻟﻣﺋﯾن ‪.50‬‬

‫وﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻟﻣﺋﯾﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﻼ اﻟﻣﺋﯾن ‪ 25‬ﻫو اﻟﻌﻼﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﺗﻘﺳم اﻟﺗوزﯾﻊ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة‪ ،‬ﻣﺛ ً‬ ‫ﺗﻘﺳم اﻟﺗوزﯾﻊ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %25‬ﻣـن اﻟﺗﻛـ اررات ﺗﺣـت ﺗﻠـك اﻟﻌﻼﻣـﺔ و‪ %75‬ﻣـن‬ ‫اﻟﺗﻛ اررات ﻓوﻗﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﯾﻣﻛن ﺣﺳﺎب اﻟوﺳﯾط ﺑﺎﻟﻌد اﻟﺑﺳﯾط إذا ﻛﺎن ﺣﺟـم اﻟﻌﯾﻧـﺔ )ن( ﻗﻠﯾـل ﻧﺳـﺑﯾﺎً‪ ،‬وذﻟـك‬

‫ﺑﺗرﺗﯾــب اﻟﻌﻼﻣــﺎت ﺗﺻــﺎﻋدﯾﺎً أو ﺗﻧﺎزﻟﯾ ـﺎً ﺛــم ﺗﺣدﯾــد اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗرﺗﯾﺑﻬــﺎ ن ‪2 / 1 +‬‬

‫ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻛ ــون ن ﻋ ــدد ﻓــردي‪ ،‬أﻣ ــﺎ إذا ﻛ ــﺎن ن ﻋــدد زوﺟ ــﻲ ﻓ ــﺈن اﻟوﺳــﯾط ﻫ ــو ﻣﻌ ــدل‬

‫اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ذوات اﻟﺗرﺗﯾب ن‪ ،2/‬ن‪1+ 2/‬‬

‫ٕواذا ﻛﺎﻧــت اﻟﻌﻼﻣــﺎت ﻣﺑوﺑــﺔ ﻓــﻲ ﻓﺋــﺎت ﻓﺈﻧــﻪ ﻣــن اﻷﻧﺳــب ﺗطﺑﯾــق ﻣﻌﺎدﻟــﺔ ﺣﺳــﺎب‬ ‫اﻟﻣﺋﯾن ‪ 50‬ﻛﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺋﯾﻧﺎت وﻫﻲ ‪:‬‬ ‫‪96‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ي م = دد ‪ ) +‬م‪×100/‬ن ‪ -‬ت ك(‪/‬ت ف × ف‬ ‫ﺣﯾث ‪:‬‬ ‫ي م = اﻟﻣﺋﯾن اﻟﻣطﻠوب )اﻟﻌﻼﻣﺔ(‬ ‫د د = اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺋﯾن اﻟﻣطﻠوب‪.‬‬ ‫م = اﻟرﺗﺑﺔ اﻟﻣﺋﯾﻧﯾﺔ‪.‬‬ ‫ن = ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫ت ك = اﻟﺗﻛرار اﻟﺗراﻛﻣﻲ ﻟﻠﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق ﻓﺋﺔ اﻟﻣﺋﯾن ﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬ ‫ت ف = ﺗﻛرار اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺋﯾن‪.‬‬ ‫ف = طول اﻟﻔﺋﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺛﺎل ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺗﻛراري اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬ ‫اﻟﻔﺋﺔ‬

‫اﻟﺗﻛرار‬

‫اﻟﺗﻛرار اﻟﺗراﻛﻣﻲ‬

‫‪29 – 25‬‬

‫‪2‬‬

‫‪20‬‬

‫‪24 – 20‬‬

‫‪5‬‬

‫‪18‬‬

‫‪19 – 15‬‬

‫‪7‬‬

‫‪13‬‬

‫‪14 – 10‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪9–5‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫اﻟﻔﺋــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻘــﻊ ﻓﯾﻬــﺎ اﻟوﺳــﯾط ﻫــﻲ اﻟﻔﺋــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻛرارﻫــﺎ اﻟﺗراﻛﻣــﻲ ﯾﺗﺿــﻣن اﻟﺗﻛ ـرار‬ ‫اﻟﺗراﻛﻣﻲ ﻟﻠﻣﺋﯾن ‪ = 50‬م‪ × 100/‬ن = ‪10 = 20 × 100/50‬‬ ‫وﻫﻲ اﻟﻔﺋﺔ )‪ ،(19-15‬وﺑﺗطﺑﯾق ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺣﺳﺎب اﻟوﺳﯾط ‪:‬‬ ‫‪97‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟوﺳﯾط = ي ‪7 /(6 – 20 × 100/50 ) + 14.5 = 50‬‬

‫×‪5‬‬

‫= ‪ 17.4‬ﻣﻘرﺑﺎً ﻟﻣﻧزﻟﺔ ﻋﺷرﯾﺔ واﺣدة‪.‬‬ ‫ﯾﺗﺄﺛر اﻟوﺳﯾط ﺑﻌدد اﻟﻌﻼﻣـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـﻊ ﻓوﻗـﻪ أو دوﻧـﻪ وﻻ ﯾﺗـﺄﺛر ﺑﻘﯾﻣﻬـﺎ وﻟـذﻟك ﻻ‬ ‫ﯾﺗـﺄﺛر ﺑﺗطــرف ﺑﻌــض اﻟﻘــﯾم اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن وﺟودﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﯾﺣﺻــل ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث‪ .‬وﺑﻣــﺎ أن اﻟوﺳــﯾط ﻻ ﯾﻬــﺗم إﻻ ﺑﺎﻟﻌــدد ﻟﻠﻘــﯾم اﻟ ـواردة ﻓــﻲ ذﯾﻠــﻲ‬

‫اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺻﻠﺢ ﻛﻣﻘﯾﺎس ﻧزﻋﺔ ﻟﻠﺗوزﯾﻌﺎت ذات اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬اﻟوﺳط ‪: Mean‬‬

‫ﯾﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻛﻠﻣﺔ "ﻣﻌدل" ﻛردﯾـف ﻟﻠوﺳـط اﻟﺣﺳـﺎﺑﻲ‪ ،‬وﯾﻌـرف اﻟوﺳـط اﻟﺣﺳـﺎﺑﻲ‬

‫ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌدل اﻟﻘﯾم ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺳواء ﻛﺎن ﻟﻌﯾﻧﺔ أو ﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫ﯾﻣﻛن ﺣﺳﺎب اﻟوﺳط ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﯾم ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟوﺳط = ﻣﺟﻣوع اﻟﻘﯾم ‪ /‬ﻋددﻫﺎ‪.‬‬ ‫ٕواذا ﻛﺎﻧـ ــت اﻟﻌﻼﻣـ ــﺎت ﻣﺑوﺑـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺟـ ــدول ﺗﻛ ـ ـراري ﻓـ ــﺈن اﻟوﺳـ ــط ﯾﻣﻛـ ــن ﺣﺳـ ــﺎﺑﻪ‬ ‫ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ = ﻣﺟﻣوع ﺣﺎﺻـل ﺿـرب )ﻣرﻛـز اﻟﻔﺋـﺔ × ﺗﻛـرار اﻟﻔﺋـﺔ( ‪ /‬ﺣﺟـم‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻣﺛﺎل ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺗﻛراري اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬ ‫اﻟﻔﺋﺔ‬

‫ﻣرﻛز اﻟﻔﺋﺔ‬

‫اﻟﺗﻛرار‬

‫‪17 – 15‬‬

‫‪16‬‬

‫‪1‬‬

‫‪14 – 12‬‬

‫‪13‬‬

‫‪2‬‬

‫‪11 – 9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪3‬‬

‫‪8–6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪5–3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫ﺑﺗطﺑﯾق ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺣﺳﺎب اﻟوﺳط‪:‬‬ ‫اﻟوﺳط س = ) ‪10 / ( 4×1 + 7×3 + 10×3 + 13×2 + 16×1‬‬ ‫= ‪9.7‬‬ ‫ﯾﺷــﻛل اﻟوﺳــط اﻟﺣﺳــﺎﺑﻲ ﻧﻘطــﺔ اﻻﺗ ـزان ﻷي ﺗوزﯾــﻊ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧــﻰ أن ﻣﺟﻣــوع اﻧﺣ ارﻓــﺎت‬ ‫اﻟﻌﻼﻣــﺎت ﻋــن اﻟوﺳــط = ﺻــﻔر‪ ،‬وﻣــن اﻟﺧﺻــﺎﺋص اﻷﺧــرى ﻟﻠوﺳــط أﻧــﻪ اﻷﻗــل ﺗــﺄﺛ اًر‬ ‫ﺑﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﻬو ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣﻔﺿل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺣﺻﺎء اﻻﺳﺗدﻻﻟﻲ‪.‬‬ ‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷﺗت ‪: Dispersion‬‬ ‫ﻟــن ﯾﻛــون وﺻــف ﺗوزﯾــﻊ ﻛــﺎﻣﻼً ﺑﺗﺣدﯾــد ﺷــﻛﻠﻪ أو ﺑﺗﺣدﯾــد ﻣﻘﯾــﺎس اﻟﻧزﻋــﺔ اﻟــذي‬

‫ﯾﻧﺎﺳ ــﺑﻪ ٕواﻧﻣ ــﺎ ﻗ ــد ﯾﻛﺗﻣ ــل ﺑﺗﺣدﯾ ــد درﺟ ــﺔ اﻧﺗﺷ ــﺎر اﻟﻘ ــﯾم ﺑﻣﻘﯾ ــﺎس ﻣﻧﺎﺳ ــب ﻣ ــن ﻣﻘ ــﺎﯾﯾس‬ ‫اﻟﺗﺷــﺗت‪ .‬ﻓﻘــد ﺗﺗﻣﺎﺛــل اﻟﻣﻧﺣﻧﯾــﺎت ﻓــﻲ اﻟﺷــﻛل وﺗﺗﺳــﺎوى ﻓــﻲ ﻣﻘــﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋــﺔ وﻟﻛــن ﻗــد‬ ‫ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷﺗت‪.‬‬ ‫ﺗﺳﺗﺧدم ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷﺗت ﻟﺗﺣدﯾد درﺟﺔ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻘﯾم‪ .‬وﺗﺗﻌدد ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷﺗت ﻛﻣـﺎ‬ ‫ﻼ ﻟﺛﻼﺛـﺔ ﻣﻘـﺎﯾﯾس ﺗﺷـﺗت وﻫـﻲ اﻟﻣـدى‪ ،‬اﻟﺗﺑـﺎﯾن‬ ‫ﺗﺗﻌدد ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋﺔ‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺗﻔﺻـﯾ ً‬ ‫واﻻﻧﺣراف اﻟﻣﻌﯾﺎري‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪ – 1‬اﻟﻣدى ‪: Range‬‬ ‫ﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻋﻼﻣﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬وﻫو ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﺳﺗﻛﺷـﺎف اﻟﻘـﯾم اﻟﻣﺗطرﻓـﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬وﻫﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن ﻣدى ‪:‬‬ ‫أ – اﻟﻣــدى اﻟﺻــﻔري ‪ :‬وﻫــو اﻟﻔــرق ﺑــﯾن اﻟﺣــد اﻷﻋﻠــﻰ اﻟﻔﻌﻠــﻲ ﻷﻋﻠــﻰ ﻓﺋــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗوزﯾــﻊ‬ ‫ﻣطروﺣﺎً ﻣﻧﻪ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻷدﻧﻰ ﻓﺋﺔ‪ .‬أو أﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ ﻣطروﺣﺎً ﻣﻧﻬﺎ أﻗـل‬

‫ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺎً إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ وﺣدة واﺣدة‪.‬‬

‫ﻣﺛﺎل ‪ :‬ﻟﻠﻘﯾم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪ 25 ،12 ،27 ،18 ،20 ،36 :‬ﯾﻛون ‪:‬‬ ‫اﻟﻣدى اﻟﺻﻔري م ص‬

‫= اﻟﺣـ ـ ــد اﻷﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻔﻌﻠـ ـ ــﻲ – اﻟﺣـ ـ ــد اﻷدﻧـ ـ ــﻰ‬

‫اﻟﻔﻌﻠﻲ‬ ‫= ‪19 = 17.5 – 36.5‬‬ ‫أو اﻟﻣدى اﻟﺻﻔري م ص = ) أﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ – أﻗل ﻋﻼﻣﺔ ( ‪1 +‬‬ ‫= ‪19 = 1 + 18 – 36‬‬ ‫ب‪ -‬اﻟﻣدى اﻟرﺑﯾﻌﻲ ‪ :‬وﻫـو اﻟﻔـرق ﺑـﯾن ﻋﻼﻣﺗـﯾن ﻓـﻲ اﻟﺗوزﯾـﻊ ﻫﻣـﺎ اﻟﻣﺋـﯾن ‪ 75‬واﻟﻣﺋـﯾن‬ ‫‪ .25‬وﯾﻔﺿــل اﺳــﺗﺧدام ﻫ ــذا اﻟﻣــدى ﻛﻣﻘﯾ ــﺎس ﺗﺷــﺗت ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﯾﺳــﺗﺧدم اﻟوﺳ ــﯾط‬ ‫ﻛﺈﺣﺻﺎﺋﻲ ﻧزﻋﺔ‪ .‬أي ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﯾـﺎس رﺗﺑـﻲ أو ﻋﻧـدﻣﺎ‬ ‫ﯾﻛون ﻓـﻲ اﻟﺗوزﯾـﻊ ﻗـﯾم ﻣﺗطرﻓـﺔ أو ﻓﺋـﺎت ﻣﻔﺗوﺣـﺔ‪ .‬وﯾﻣﻛـن ﺣﺳـﺎﺑﻪ ﺑـﻧﻔس طرﯾﻘـﺔ‬ ‫ﺣﺳﺎب اﻟوﺳﯾط ﻣﻊ اﺳﺗﺑدال اﻟﻘﯾﻣﺔ ‪ 50‬ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ‪ 25‬ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬اﻟﻣدى اﻟﻌﺷﯾري ‪ :‬وﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻋﻼﻣﺗـﯾن ﻓـﻲ اﻟﺗوزﯾـﻊ ﻫﻣـﺎ اﻟﻣﺋـﯾن ‪ 90‬واﻟﻣﺋـﯾن‬ ‫‪ .10‬واﻟﻣﻼﺣ ــظ أن اﻟﻔ ــرق ﺑ ــﯾن اﻟﻣ ــدى اﻟﻌﺷ ــﯾري واﻟﻣ ــدى اﻟرﺑﯾﻌ ــﻲ ﯾﻛﻣ ــن ﻓ ــﻲ‬

‫ﻼ ﻟﻠﻣـدى‬ ‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﻣﺳﺗﺑﻌدة ﻓﻲ ذﯾﻠﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ‪ .‬وﻟذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﺑدﯾ ً‬

‫‪100‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟرﺑﯾﻌﻲ إذا ﻻﺣظ اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺄن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﻼﻣـﺎت اﻟﻣﺗﻘطﻌـﺔ ﻋﺎﻟﯾـﺔ ﻧﺳـﺑﯾًﺎ‪ .‬وﯾﻣﻛـن‬

‫ﺣﺳﺎﺑﻪ ﺑﻧﻔس طرﯾﻘﺔ ﺣﺳﺎب اﻟوﺳﯾط ﻣﻊ اﺳﺗﺑدال اﻟﻘﯾﻣﺔ ‪ 50‬ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ‪.10‬‬

‫ﺗﻧﺑــﻊ أﻫﻣﯾــﺔ اﻟﺣــدﯾث ﻋــن اﻟﻣــدى اﻟرﺑﯾﻌــﻲ واﻟﻌﺷــﯾري ﻣــن ﺿــرورة اﻧﺗﺑــﺎﻩ اﻟﺑﺎﺣــث إﻟــﻰ‬ ‫اﻟﻘ ــﯾم اﻟﻣﺗطرﻓـ ــﺔ وأﺛرﻫـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ وﻋﻼﻗﺗﻬـ ــﺎ ﺑﺣﺟـ ــم اﻟﻌﯾﻧـ ــﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬اﻟﺗﺑﺎﯾن ‪: Variance‬‬ ‫وﻫ ــو ﻣﻌ ــدل ﻣرﺑﻌ ــﺎت اﻧﺣ ارﻓ ــﺎت اﻟﻌﻼﻣ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﺗوزﯾ ــﻊ ﻋ ــن اﻟوﺳ ــط اﻟﺣﺳ ــﺎﺑﻲ‪.‬‬ ‫وﯾرﻣــز ﻟــﻪ ﺑــﺎﻟرﻣز ‪) 2σ‬وﯾﻘ ـ أر ﺳــﯾﺟﻣﺎ ﺗرﺑﯾــﻊ(‪ ،‬وﻟﻠﺗﺑــﺎﯾن ﻓــﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺔ ع‪ . 2‬وﻫــو ﯾوﺿــﺢ‬

‫ﻣدى ﺗﺷﺗت اﻟﻧواﺗﺞ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻋن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ )اﻟوﺳط(‪.‬‬ ‫ع‪ = 2‬ﻣﺟﻣوع )س ن – س (‪ / 2‬ن‬ ‫‪ – 3‬اﻻﻧﺣراف اﻟﻣﻌﯾﺎري ‪: St. Deviation‬‬

‫وﻫـو اﻟﺟــذر اﻟﺗرﺑﯾﻌــﻲ ﻟﻠﺗﺑــﺎﯾن‪ .‬وﯾﺗﺿـﺢ أن اﻟﺗﺑــﺎﯾن واﻻﻧﺣـراف اﻟﻣﻌﯾــﺎري ﯾﻌﺗﻣــدان‬ ‫ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﯾﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺳط ﻛﻧﻘطﺔ إﺳﻧﺎد‪.‬‬ ‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬اﻟﺗوزﯾﻊ ‪Distribution‬‬ ‫ﻋﻧد وﺿﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻣﺿﻠﻊ ﺗﻛراري ﻓﺈﻧﻪ ﯾـوﻓر إﻋطـﺎء ﻓﻛـرة‬ ‫ﺳرﯾﻌﺔ ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻔﻠطﺢ واﻻﻟﺗواء‪.‬‬

‫ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻻﻟﺗواء ‪: Skewness‬‬ ‫ﺗﺷﯾر إﻟﻰ درﺟﺔ اﺑﺗﻌﺎد اﻟﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﺗﻛراري ﻋن اﻟﺗﻣﺎﺛل‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻛون ﻣﻌظم اﻟﻘـﯾم ﻓـﻲ‬ ‫اﻟطــرف اﻷدﻧــﻰ ﻣــن اﻟﺗوزﯾــﻊ وﯾﻘــل ﺗﻛ ـرار اﻟﻘــﯾم ﻛﻠﻣــﺎ اﻗﺗرﺑﻧــﺎ ﻣــن اﻟطــرف اﻷﻋﻠــﻰ وﻓــﻲ‬

‫‪101‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾوﺻف اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻠﺗوي اﻟﺗواء ﻣوﺟب‪ٕ ،‬واذا ﻛﺎن اﻟﻌﻛس ﻓﯾوﺻـف ﺑﺄﻧـﻪ‬ ‫ﻣﻠﺗوي اﻟﺗواء ﺳﺎﻟب‪.‬‬ ‫ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﻔﻠطﺢ ‪: Kurtosis‬‬ ‫ﺗﺷ ــﯾر ﻫ ــذﻩ اﻟﺧﺎﺻ ــﯾﺔ إﻟ ــﻰ درﺟ ــﺔ ﺗرﻛﯾ ــز اﻟﺗﻛـ ـ اررات ﻓ ــﻲ ﻣﻧطﻘ ــﺔ اﻟوﺳ ــط ﻟﻠﺗوزﯾ ــﻊ‬ ‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗرﻛﯾز ﻓﻲ طرﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗوزﯾﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫‪\]H3HA84‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اﻟﺗﻛــرار‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎً ‪ :‬اﻻرﺗﺑﺎط ‪Correlations‬‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط ﻫو ﻣﻔﻬوم إﺣﺻﺎﺋﻲ ﯾوﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرﯾن أو أﻛﺛر‪ ،‬وﻧظـ اًر ﻟﺗﻧـوع‬

‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات وﺗﻌددﻫﺎ ﻓﻘد ﺗﻌددت أﻧواع ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑﺎط وطرق ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫واﻟﻬدف ﻣن اﺳﺗﺧدام ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﻛون ﻹﯾﺟﺎد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑـﯾن ﻣﺗﻐﯾـرﯾن‪،‬‬ ‫وﻫل ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو ﺳﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻗوﯾﺔ أو ﺿﻌﯾﻔﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺗـﺄﺗﻲ أﻫﻣﯾـﺔ د ارﺳـﺔ اﻻرﺗﺑـﺎط‬

‫ﻣن دورﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺑؤ ﻛطرﯾﻘﺔ ﻣن طرق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛـﺎن اﻻرﺗﺑـﺎط ﻗوﯾـًﺎ‬

‫‪102‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ أﺣد اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻋﻧد ﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻣﺗﻐﯾر اﻵﺧر ﺑدﻗﺔ أﻛﺑر ﻣﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن اﻻرﺗﺑﺎط ﺿﻌﯾﻔًﺎ‪.‬‬ ‫وﻧظـ اًر ﻟﺗﻌﻘــد اﻟﺗﺣﻠــﯾﻼت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻓــﻲ اﻻرﺗﺑــﺎط ﯾﻠﺟــﺄ اﻟﺑﺎﺣــث ﻻﺳــﺗﺧدام ﺑ ـراﻣﺞ‬

‫اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر‪ .‬وﻟذﻟك ﯾﺟب ﻓﻬم اﻹﺟـراءات اﻹﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ ﻟﯾـﺗﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣـث ﻣـن إﻋـﺎدة ﺗﻧظـﯾم‬ ‫اﻟﻧواﺗﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺎﺳوب ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺑﺳﯾط ‪:‬‬ ‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺑﺳﯾط اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن ﻣﺗﻐﯾـرﯾن ﺑﺻـرف اﻟﻧظـر ﻋـن ﻧـوع أي ﻣـﻧﻬم‬ ‫ﻣــن ﺣﯾــث ﻧــوع اﻟﻘﯾــﺎس‪ ،‬وأﻛﺛرﻫــﺎ ﺷــﯾوﻋﺎً ﻫــو اﻻرﺗﺑــﺎط ﺑــﯾن ﻣﺗﻐﯾــرﯾن ﻛــل ﻣﻧﻬﻣــﺎ ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻟﻣﻘﯾﺎس اﻟﻔﺋوي أو ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻧﺳﺑﺔ‪ .‬وﯾﺣدد اﻻرﺗﺑﺎط ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﻘوة واﻻﺗﺟﺎﻩ‪.‬‬

‫وﺗــﺗﻠﺧص اﻹﺟـراءات اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﻗــوة اﻟﻌﻼﻗــﺔ واﺗﺟﺎﻫﻬــﺎ ﺑرﺳــم ﺷــﻛل‬ ‫اﻻﻧﺗﺷﺎر وﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬رﺳم ﺷﻛل اﻻﻧﺗﺷﺎر ‪:‬‬ ‫ﯾﻌطﻲ ﺷـﻛل اﻻﻧﺗﺷـﺎر ﻓﻛـرة ﺳـرﯾﻌﺔ ﻋـن ﻗـوة واﺗﺟـﺎﻩ اﻟﻌﻼﻗـﺔ‪ ،‬ﯾـﺗم ﺗﺣدﯾـد ﻗـﯾم أﺣـد‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺣـور اﻷﻓﻘـﻲ واﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻵﺧـر ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺣـور اﻟ أرﺳـﻲ‪ .‬وﺗﺣـدد اﻟﻧﻘـﺎط‬ ‫اﻟﺗـﻲ ﺗﺷـﻛل أزواج اﻟﻌﻼﻣـﺎت إﺣــداﺛﯾﺎﺗﻬﺎ‪ .‬واﻟﺷـﻛل اﻟﻧـﺎﺗﺞ ﺑﻌـد ﺗﺣدﯾــد ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻧﻘـﺎط ﻫــو‬ ‫ﺷﻛل اﻻﻧﺗﺷﺎر‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪O‬‬ ‫‪6E6>6C37E‬‬ ‫‪C6=EM‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪8G‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬

‫‪8G8‬‬

‫وﺣﺗــﻰ ﯾﺗﺿــﺢ ﻣﻌﻧــﻰ ﻗــوة اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﻻ ﺑــد ﻣــن ﻣﻘﺎرﻧــﺔ اﻟﺷــﻛل اﻟﻧــﺎﺗﺞ ﺑﺷــﻛل اﻧﺗﺷــﺎر‬ ‫ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧـت ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻧﻘـﺎط واﻗﻌـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺧـط ﻣﺳـﺗﻘﯾم ﻓﻬـذا ﯾﻌﻧـﻲ أن اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺗﺎﻣـﺔ‬ ‫ﺳواء ﻛﺎﻧت طردﯾﺔ أو ﻋﻛﺳﯾﺔ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط ‪:‬‬ ‫ﯾﻌﺗﺑــر ﻣﻌﺎﻣــل اﻻرﺗﺑــﺎط ﻣؤﺷ ـ اًر ﻛﻣﯾــﺎً ﻋﻠــﻰ ﻗــوة اﻟﻌﻼﻗــﺔ واﺗﺟﺎﻫﻬــﺎ‪ ،‬إذ ﯾﻣﻛــن أن‬

‫ﯾﺄﺧــذ أي ﻗﯾﻣــﺔ ﺑ ــﯾن –‪ .1 ،1‬ﺣﯾــث ﺗ ــدل اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﻣﺣﺳ ــوﺑﺔ ﻋﻠــﻰ ﻗ ــوة اﻟﻌﻼﻗــﺔ وﺗ ــدل‬ ‫اﻹﺷﺎرة ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻫﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﺗﺗﻌ ــدد أﻧـ ـواع ﻣﻌ ــﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑ ــﺎط ﺣﺳ ــب ﺗﻌـــدد أﻧـ ـواع اﻟﻣﺗﻐﯾـ ـرات‪ ،‬ﻓﻘ ــد ﯾﻛ ــون‬

‫اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ اﺳﻣﯾًﺎ‪ ،‬أو رﺗﺑﯾًﺎ أو ﻓﺋوﯾًﺎ‪ .‬ورﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﺧﻠﯾطـًﺎ ﻣـن ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات‪.‬‬

‫‪104‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫دﻻﻟﺔ ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط ‪:‬‬ ‫ﯾﺷﯾر ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط إﻟـﻰ ﻗـوة واﺗﺟـﺎﻩ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن ﻣﺗﻐﯾـرﯾن‪ ،‬وﻟﻛـن ﻫـذﻩ اﻟﻌﻼﻗـﺔ‬ ‫ﻻ ﺗﻔﺳر أﻧﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻛذﻟك‪.‬‬ ‫وﯾﻣﻛـ ــن ﻓﺣـ ــص ﻣﻌﺎﻣـ ــل اﻻرﺗﺑـ ــﺎط ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗـ ــﻪ ﺑﻣﻌﯾـ ــﺎر ﻣﺗﻔـ ــق ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻟﻠﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث‪ ،‬وﻗد ﺟرى ﺗﺻـﻧﯾف ﻗـﯾم ﻣﻌـﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑـﺎط إﻟـﻰ )ﺿـﻌﯾﻔﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﺗوﺳطﺔ‪ ،‬ﻗوﯾﺔ( إذا وﻗﻌت ﺿﻣن اﻟﻣدى )ﺻـﻔر‪-0.70) ،(0.69-0.40) ،(0.39-‬‬ ‫‪ (1.00‬ﻋﻠﻰ اﻟﺗـواﻟﻲ‪ .‬وﻟﻛـن ﻫـذﻩ ﻟﯾﺳـت ﻗﺎﻋـدة ﺗﺗﺑـﻊ داﺋﻣـﺎً‪ ،‬ﻓﻬـذا أﻣـر ﻣﺗـروك ﻟﻠﺑﺎﺣـث‬

‫ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻣوﺟز ﻋن ﺑﻌض ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑﺎط ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﻣﻌﺎﻣل ارﺗﺑﺎط ﺑﯾرﺳون ‪: Person’s Coeff‬‬

‫وﻫو ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﺗﺻل‪ .‬ﻋﻧـد ﺣﺳـﺎب ﻫـذا اﻟﻣﻌﺎﻣـل‬ ‫ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻔﺗــرض أن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرﯾن ﻋﻼﻗــﺔ ﺧطﯾــﺔ‪ ،‬وﯾﻔﺿــل رﺳــم ﺷــﻛل اﻻرﺗﺑــﺎط‬ ‫ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ذﻟك ﻗﺑل ﺣﺳﺎب ﻫذا اﻟﻣﻌﺎﻣل‪.‬‬ ‫ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل ارﺗﺑﺎط ﺑﯾرﺳون ‪:‬‬

‫‪n  y2 – (y)2‬‬

‫‪R x y = [n xy - x y] / n  x2 – ( x)2‬‬

‫س‬

‫اﻟﻣﺛــﺎل اﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾوﺿــﺢ ﺧط ـوات ﺣﺳــﺎب ﻣﻌﺎﻣــل ﺑﯾرﺳــون ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟــﺔ ﺑــﯾن ﻋــدد أﯾــﺎم‬ ‫ﻏﯾـــﺎب اﻟطﺎﻟ ــب ‪ x‬واﺗﺟﺎﻫ ــﻪ ﻧﺣوﻫ ــﺎ ‪ ،y‬ﻋ ــدد اﻟطـــﻼب ‪ n‬ﺑﻌ ــد ﺣﺳـــﺎب ﻛ ــل ﻣـ ــن‪،x2‬‬ ‫‪:xy،y2‬‬

‫‪105‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪xy‬‬

‫‪y2‬‬

‫‪x2‬‬

‫‪y‬‬

‫‪x‬‬

‫‪12‬‬

‫‪9‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪150‬‬

‫‪100‬‬

‫‪225‬‬

‫‪10‬‬

‫‪15‬‬

‫‪48‬‬

‫‪36‬‬

‫‪64‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪56‬‬

‫‪49‬‬

‫‪64‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪24‬‬

‫‪16‬‬

‫‪36‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫ﻓﯾﻛون ‪:‬‬ ‫‪x = 41,  x = 405 , ( x) = 1681, xy = 290‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪y = 30,  y2 = 210 , ( y)2 = 900 , n = 5‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل ﺑﯾرﺳون ﯾﻧﺗﺞ أن ‪:‬‬ ‫‪R x y = (5 x 290 – 41 x 30) / 5 x 405 – 1681 5 x 210 – 900‬‬

‫ﻣﻘرﺑًﺎ ﻟﻣﻧزﻟﺗﯾن ﻋﺷرﯾﺗﯾن ‪R x y = 0.97‬‬ ‫‪ – 2‬ﻣﻌﺎﻣل ارﺗﺑﺎط ﺳﺑﯾرﻣﺎن ‪: Spearman’s Coeff‬‬ ‫وﻫــو ﻣﻌﺎﻣــل اﻻرﺗﺑــﺎط ﺑــﯾن ﻣﺗﻐﯾ ـرﯾن ﻛــل ﻣﻧﻬﻣــﺎ رﺗﺑــﻲ‪ .‬وﯾﻌﺗﺑــر ﻫــذا اﻟﻣﻌﺎﻣــل‬ ‫ﺻــورة أﺧ ــرى ﻟﻣﻌﺎﻣ ــل ﺑﯾرﺳ ــون‪ ،‬ﻓ ــﺈذا ﻛﺎﻧ ــت اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﯾﺔ واﻗﻌ ــﺔ ﻓﻌـ ـﻼً ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫ﻣﻘﯾ ــﺎس رﺗﺑ ــﻲ أو أﻗ ــرب إﻟ ــﻰ اﻟرﺗﺑ ــﻲ ﻣﻧـــﻪ إﻟ ــﻰ اﻟﻔﺋ ــوي ﻓ ــﺈن اﻟﻣﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﻧﺎﺳ ــب ﻫ ــو‬ ‫ﺳﺑﯾرﻣﺎن ‪) ρ‬رو(‪.‬‬ ‫ﯾﺻــﺎدف اﻟﺑﺎﺣــث أﺣﯾﺎﻧ ـﺎً ﺗﺷــﺎﺑﻬﺎً ﻓــﻲ رﺗــب ﺑﻌــض اﻷﻓ ـراد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾــر اﻟواﺣــد‬

‫ﻓﻛﻠﻣﺎ زادت اﻟرﺗب اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﻗﻠت دﻗﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣل اﻟﻣﺣﺳوب ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﺎﻣل‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل ارﺗﺑﺎط ﺳﺑﯾرﻣﺎن ‪:‬‬ ‫)‪ρ=6f2/n(n2 -1‬‬ ‫ﺣﯾث ‪ f‬ﻓروق اﻟرﺗب‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﺣﺳﺎب اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن رﺗب ﺳت طﻼب ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟرﯾﺎﺿﻲ ‪x‬‬ ‫ورﺗﺑﻬم ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔﻧﻲ ‪: y‬‬ ‫‪f2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2.25‬‬ ‫‪.25‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ f 2 = 9.5‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل ارﺗﺑﺎط ﺳﺑﯾرﻣﺎن‪:‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪x‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ‪ρ = 6 x 9.5 / 6 ( 36 - 1‬‬ ‫ﻣﻘرﺑًﺎ ﻟﻣﻧزﻟﺗﯾن ﻋﺷرﯾﺗﯾن‬

‫‪ρ = 0.73‬‬

‫‪ – 3‬ﻣﻌﺎﻣل ارﺗﺑﺎط ﻓﺎي ‪: φ‬‬ ‫وﻫــو ﻣﻌﺎﻣــل اﻻرﺗﺑــﺎط ﺑــﯾن ﻣﺗﻐﯾ ـرﯾن ﻛــل ﻣﻧﻬﻣــﺎ ﻣﻧﻔﺻــل ﺛﻧــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧــﻰ أن ﻛــل‬ ‫ﻣﻧﻬﻣــﺎ ﻣﺗﻐﯾ ـ اًر اﺳــﻣﯾﺎً وﻟﻛــل ﻣﺗﻐﯾــر ﻣﺳــﺗوﯾﯾن ﻓﻘــط‪ .‬وﻟــذﻟك ﻻ ﯾﺻــﻠﺢ ﻫــذا اﻟﻣﻌﺎﻣــل إذا‬ ‫ﻛﺎن ﻷﺣد اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن أو ﻟﻛﻠﯾﻬﻣﺎ أﻛﺛر ﻣن ﻣﺳﺗوﯾﯾن‪.‬‬

‫ﻓــﻲ اﻟﻣﺛــﺎل اﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻋﯾﻧــﺔ ﻣــن ﻋﺷ ـرة أﻓ ـراد ﻣــن اﻟﺟﻧﺳــﯾن ﻛــﺎن ﻗــد اﺧﺗــﺎرﻫم ﺑﺎﺣــث‬ ‫ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺟﻧس اﻷﻓراد وﻣوﻗﻔﻬم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘرار ﻣﻌﯾن‪.‬‬ ‫اﻟﺧطـو اﻷوﻟــﻰ ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾــز ﻋﻧﺎﺻـر ﻛــل ﻣﺗﻐﯾــر ﺑﺷــﯾﻔرة ﻣﻌﯾﻧـﺔ‪ ،‬ﻛــﺄن ﯾﻌطــﻲ اﻟﺟــﻧس‬ ‫)ذﻛــر‪ ،‬أﻧﺛ ــﻰ( اﻷرﻗ ــﺎم )‪ (0 ،1‬ﻋﻠــﻰ اﻟﺗرﺗﯾ ــب‪ ،‬واﻟﻣوﻗ ــف ﻣــن اﻟﻘـ ـرار )ﻗﺑ ــول‪ ،‬رﻓ ــض(‬ ‫‪107‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻷرﻗــﺎم )‪ (0 ،1‬ﻋﻠــﻰ اﻟﺗرﺗﯾــب؛ واﻷرﻗــﺎم ﻫﻧــﺎ ﻟــﯾس ﻟﻬــﺎ ﻣﻌﻧــﻰ ﻛﻣــﻲ وﻟــذﻟك ﯾﻣﻛــن أن‬ ‫ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ أي رﻗم أو رﻣز‪ .‬ﺛم ﺗﺑوب اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﺟدول ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫رﻗم اﻟﻔرد‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫اﻟﺟﻧس‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫اﻟﻣوﻗف‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫واﻵن ﻟﺣﺳـﺎب ﻣﻌﺎﻣــل اﻻرﺗﺑـﺎط ‪ φ‬ﯾﻠــزم ﺗﺣوﯾـل ﻫــذا اﻟﺟـدول إﻟــﻰ ﻟوﺣـﺔ اﻗﺗـران ﺛﻧﺎﺋﯾــﺔ‬ ‫اﻟﺑﻌد ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬ ‫اﻟﻣوﻗف‬

‫‪Total‬‬

‫رﻓض‬

‫ﻗﺑول‬

‫‪a+b =5‬‬

‫‪b=1‬‬

‫‪a=4‬‬

‫‪Male‬‬

‫‪c + d =5‬‬

‫‪d=2‬‬

‫‪c=3‬‬

‫‪Female‬‬

‫‪a + b + c + d = 10‬‬

‫‪b+d=3‬‬

‫‪a+c=7‬‬

‫‪Total‬‬

‫اﻟﺟﻧس‬

‫ﺣﯾـ ــث ﺗﺷـ ــﯾر اﻟرﻣـ ــوز ﻓـ ــﻲ اﻟﺧﻼﯾـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ ﻋـ ــدد اﻟﻌﻧﺎﺻـ ــر اﻟﻧﺎﺗﺟـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺗﻘـ ــﺎطﻊ ﻓﺋـ ــﺎت‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن‪ ،‬ﻓﻣﺛﻼً ‪ 4 = a‬ﯾﻌﻧﻲ أن ﻋدد اﻟذﻛور ﻓﻲ اﻟﻌﯾﻧﺔ واﻟذﯾن ﻗﺑﻠوا اﻟﻘرار = ‪.4‬‬ ‫وﺗﻛون اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط ﻓﺎي ‪ φ‬ﻫﻲ ‪:‬‬ ‫)‪(a+b) ( c+d) (a+c) (b+d‬‬

‫‪( ad – bc ) /‬‬

‫=‪φ‬‬

‫وﺑﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﺎل‪ ،‬ﯾﻛون ‪:‬‬ ‫)‪( 8 – 3 ) / (5) ( 5) (7) (3‬‬

‫=‪φ‬‬ ‫‪108‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻣﻘرﺑًﺎ ﻟﻣﻧزﻟﺗﯾن ﻋﺷرﯾﺗﯾن‬

‫‪φ = 0.22‬‬

‫ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ أن ﻫﻧـ ــﺎك ارﺗﺑﺎطـ ـﺎً ﺿـ ــﻌﯾﻔﺎً ﺑ ــﯾن ﻣوﻗـ ــف اﻷﻓـ ـراد ﻣـ ــن اﻟﻘـ ـرار وﺟﻧﺳـ ــﻬم إﻻ أن‬

‫اﻻرﺗﺑﺎط ﻣوﺟب ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟذﻛور ﯾﻣﯾﻠون إﻟﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ أﻛﺛر ﻣن اﻹﻧﺎث‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺧطﻲ اﻟﺟزﺋﻲ ‪:‬‬

‫ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ وﺟ ــود ﺛ ــﻼث ﻣﺗﻐﯾـ ـرات‪ ،‬ﻓ ــﺈن ﻣﻌﺎﻣ ــل اﻻرﺗﺑ ــﺎط اﻟﺟزﺋ ــﻲ ﯾﻘ ــﯾس درﺟ ــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرﯾن اﺛﻧﯾن ﺑﻌد ﺗﺛﺑﯾت أﺛر اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺛﺎﻟث‪.‬‬ ‫ﻣﺛﻼً‪ ،‬ﻟﻘﯾﺎس درﺟﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟـوزن واﻟطـول ﺑﻌـد ﺗﺛﺑﯾـت أﺛـر اﺧـﺗﻼف اﻷﻋﻣـﺎر‬

‫ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن اﻟوزن واﻟطول ﯾوﺟد طرﯾﻘﺗﯾن‪:‬‬

‫‪ – 1‬ﻧﺧﺗـﺎر أﻓـراد اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﻣـن ﻋﻣـر واﺣــد وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻓـﺈن اﻟــوزن ﺳـوف ﯾﺗﺣـدد ﻋﻠــﻰ‬ ‫أﺳﺎس اﻟطول ﻓﻘط‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﻧﺳﺗﺧدم ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺧطﻲ اﻟﺟزﺋـﻲ واﻟـذي ﯾﺣﺳـب ﺑﺎﺳـﺗﺧدام اﻟﻣﻌﺎدﻟـﺔ‬ ‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫) ‪( 1 – r2xz )(1 – r2yz‬‬

‫‪( R x y - R x z R yz ) /‬‬

‫= ‪R x y-z‬‬

‫ﺣﯾث ‪ ryz ، rxz ، rxy‬ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺧطﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﺑـﯾن )‪x, ) ،(x, y‬‬ ‫‪ (y, z) ،(z‬ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب‪.‬‬ ‫ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن ‪ x, y‬ﻛﻼﻫﻣـﺎ ﻣﺳـﺗﻘل ﻋـن اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﺛﺎﻟـث ‪z‬‬ ‫ﻓﺈن ‪R x z = R yz = 0‬‬

‫‪109‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗوزﯾﻌﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ‪..‬‬‫ ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗوزﯾﻌﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬‫‪ -‬ﺗﺣدﯾد اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ اﺧﺗﯾﺎر اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻔﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺔ‪.‬‬‫ ﻓﺣــص ﻓرﺿــﯾﺎت إﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻌﯾﻧــﺔ واﺣــدة ﺣﺳــب اﻟﺧط ـوات اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻓﺣــص‬‫اﻟﻔرﺿﯾﺎت‪.‬‬ ‫ ﻓﺣـ ــص ﻓرﺿـ ــﯾﺎت إﺣﺻـ ــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻌﯾﻧﺗـ ــﯾن ﺣﺳـ ــب اﻟﺧط ـ ـوات اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻓﺣـ ــص‬‫اﻟﻔرﺿﯾﺎت‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن ‪ :‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﺗطﻠب اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺣوث ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻓﺣـص اﻟﻔرﺿـﯾﺎت اﻹﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻌـل أﺑﺳـط‬ ‫اﻟﻔرﺿــﯾﺎت ﻫــﻲ ﺗﻠــك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻌﯾﻧــﺔ واﺣــدة‪ .‬أي اﺧﺗﯾــﺎر ﻣﺟﻣوﻋــﺔ واﺣــدة ﻣــن اﻷﻓ ـراد‬ ‫ﻛﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﺟزﺋﯾــﺔ ﻣــن اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻛﻠﯾــﺔ أو اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﯾﻬــﺎ ﻋــﺎدة ﺑﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬ﺛــم‬ ‫ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑـﺎﻟﻣﺗﻐﯾر ﻣـدار اﻟﺑﺣـث ﺑـﺎﻷداة اﻟﺗـﻲ ﯾﺣـددﻫﺎ اﻟﺑﺎﺣـث ﺑﺣﯾـث‬ ‫ﯾﺗوﻓر ﻣﻌﻠوﻣﺔ واﺣدة‪) ،‬ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎر ﺗﺣﺻـﯾﻠﻲ ﻣـﺛﻼً( ﺗـدل ﻋﻠـﻰ ﻣﻘـدار اﻟﻣﺗﻐﯾـر‬

‫ﻋﻧد اﻟﻔرد اﻟواﺣد‪.‬‬

‫أﻣــﺎ إذا ﺗ ــوﻓر ﻣﻌﻠــوﻣﺗﯾن ﻟﻠﻔـ ـرد اﻟواﺣــد )ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ ﻣﺟﻣــوﻋﺗﯾن ﻏﯾ ــر ﻣﺳــﺗﻘﻠﺗﯾن ﻣ ــن‬

‫اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت‪ ،‬ﻣﺛــل ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻌﻼﻣــﺎت ﻋﻠـﻰ اﺧﺗﺑــﺎر ﺗﺣﺻـﯾﻠﻲ ﻓــﻲ اﻟرﯾﺎﺿـﯾﺎت وﻣﺟﻣوﻋــﺔ‬ ‫أﺧرى ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎر ﺗﺣﺻﯾﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم(‪ ،‬أو ﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺟﻣـوﻋﺗﯾن ﻣـن‬ ‫اﻷﻓ ـراد وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻣﺟﻣــوﻋﺗﯾن ﻣــن اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻏــرض اﻟﺑﺎﺣــث ﻫﻧــﺎ ﻓﺣــص‬ ‫ﻓرﺿــﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻣﺟﻣــوﻋﺗﯾن ﺑﻐــرض اﻟﺗﻌــرف ﻋﻠــﻰ ﻛوﻧﻬﻣــﺎ ﻣــن ﻣﺟﺗﻣــﻊ واﺣــد أم ﻣــن‬ ‫ﻣﺟﺗﻣﻌﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾر‪.‬‬ ‫اﻟﺗوزﯾﻌﺎت اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﺳـ ــﻣﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺗوزﯾﻌـ ــﺎت أﯾﺿ ـ ـﺎً ﺑﺎﻟﺗوزﯾﻌـ ــﺎت اﻟﻧظرﯾـ ــﺔ‪ ،‬وﻫـ ــﻲ ﺗوزﯾﻌـ ــﺎت ﺗﺧﺿـ ــﻊ‬

‫ﻟﻣﻌﺎدﻻت رﯾﺎﺿﯾﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻻﺣﺗﻣﺎل‪ ،‬ﺣﯾـث ﯾﻣﻛـن اﻟـرﺑط ﺑـﯾن أي ﻋﻼﻣـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗﺣت اﻟﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻣـﺎل أو اﻟداﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﺗﻛـ اررات‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ وأي ﻋﻼﻣﺔ أﺧرى ﺿﻣن اﻟﻣدى اﻟﻧظري ﻟﻠﺗوزﯾﻊ‪.‬‬ ‫ﺗﺄﺗﻲ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺗوزﯾﻌﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣن دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﺣﺻـﺎء اﻻﺳـﺗدﻻﻟﻲ‬

‫ﺑﻣﻌﻧـ ــﻰ اﻻﺳـ ــﺗدﻻل ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻌـ ــﺎﻟم اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ ‪ Parameters‬ﻣـ ــن إﺣﺻـ ــﺎﺋﯾﺎت اﻟﻌﯾﻧـ ــﺔ‬ ‫‪111‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ Statistics‬وﻻ ﺑــد ﻣــن أن ﯾ ارﻓــق ﻫــذا اﻻﺳــﺗدﻻل ﻧﺳــﺑﺔ ﻣــن اﻟﺧطــﺄ‪ ،‬وأﺑــرز ﻣﺻــدر‬ ‫ﻟﻠﺧطﺄ ﻫﻣﺎ ﻫو اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﯾﻧﻲ ‪.Sampling error‬‬ ‫‪ – 1‬اﻟﺗوزﯾﻊ اﻻﻋﺗداﻟﻲ اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ‪Standard Normal Distribution‬‬ ‫اﻟﺗوزﯾـ ــﻊ اﻟـ ــذي ﯾﺗﻌﺎﻣـ ــل ﻣﻌـ ــﻪ اﻟﺑﺎﺣـ ــث ﻋـ ــﺎدة ﻫـ ــو ﺗوزﯾـ ــﻊ ﻋﯾﻧـ ــﺔ‬

‫‪Sample‬‬

‫‪ Distribution‬ﻣﺗوﺳ ــطﻪ )س( واﻧﺣ ـ ـراف ﻣﻌﯾـ ــﺎري )ع(‪ .‬إﻻ أن اﻟﻬـــدف ﻫـ ــو ﺗﻘـ ــدﯾر‬ ‫ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﻌﯾﻧﺔ‪ .‬ﻓرﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺗﺣﯾـ اًز ﺑدرﺟـﺔ ﻗـد ﺗﻛـون‬

‫ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﻟم‪ٕ .‬واذا ﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻋدة ﻋﯾﻧـﺎت ﻣـن ﻧﻔـس اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻧﺣﺻـل‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋدة ﺗوزﯾﻌـﺎت اﻋﺗداﻟﯾـﺔ ﺗﺧﺗﻠـف ﻓﻘـط ﻓـﻲ اﻟوﺳـط واﻻﻧﺣـراف اﻟﻣﻌﯾـﺎري‪ ،‬وﻣـن ﻫﻧـﺎ‬

‫ﺟﺎءت ﻓﻛرة اﻟﺗوزﯾﻊ اﻻﻋﺗداﻟﻲ اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ وﻫو ﻣﻧﺣﻧﻰ ﯾﻣﺛل ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﺗوزﯾﻌـﺎت اﻻﻋﺗداﻟﯾـﺔ‬ ‫ﺑﻣﺗوﺳــط = ﺻــﻔر واﻧﺣـراف ﻣﻌﯾــﺎري = ‪ .1.00‬وﻟــذﻟك ﺟــﺎءت ﻓﻛـرة ﺗﺣوﯾــل اﻟﻌﻼﻣــﺎت‬ ‫اﻟﺧﺎم إﻟﻰ ﻋﻼﻣﺎت ﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ زاﺋﯾﺔ )‪ (Z‬أو )ز( ﺣﯾث‪:‬‬ ‫‪) = Z‬س – ‪σ/(μ‬‬ ‫ﺣﯾث ‪ :‬س اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﯾﻧﺔ‪ μ ،‬اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪،‬‬ ‫ع اﻻﻧﺣراف اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻠﻌﯾﻧﺔ‪ σ ،‬اﻻﻧﺣراف اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗوزﯾﻊ ﺳﺗﯾودﻧت )‪Student’s (t‬‬ ‫ﻗــد ﻻ ﺗﻛــون ﻣﻌــﺎﻟم اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ )‪ ( σ، μ‬ﻣﻌروﻓــﺔ ﻟــدى اﻟﺑﺎﺣــث وﻟــذﻟك‬ ‫ﻓﻬو ﯾﻘدرﻫﺎ ﻣن إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﻌﯾﻧﺔ‪ .‬وﻗد ورد ﻓﻲ ﺑﻧد ﺳﺎﺑق أن دﻗﺔ اﻟﺗﻘـدﯾر ﺗﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ‬ ‫درﺟــﺔ ﺗﺣﯾــز اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﺣﯾــث ﯾﺗوﻗــﻊ أن ﯾــزداد ﻫــذا اﻟﺗﺣﯾــز ﺑﻧﻘﺻــﺎن ﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬وﻛــذﻟك‬ ‫زﯾ ــﺎدة اﻟﺗﺑ ــﺎﯾن ﻟﺗوزﯾ ــﻊ )‪ ،(t‬وﺑ ــﺎﻟﻌﻛس ﻓ ــﺈن زﯾ ــﺎدة ﺣﺟ ــم اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ ﯾ ــﻧﻘص اﻟﺗﺑ ــﺎﯾن ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ‬ ‫ﻟﻧﻘﺻﺎن اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﯾﻧﻲ‪ .‬وﻟذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﺗوزﯾﻊ ‪ t‬ﻣن ﺑﯾن ﻋدة ﺗوزﯾﻌﺎت ﻣﺛل ﺗوزﯾـﻊ ﻓﯾﺷـر‬ ‫‪ F‬وﺗوزﯾـﻊ ﻛـﺎي ﺗرﺑﯾـﻊ )ﻛــﺎ‪ (2‬اﻟﺗـﻲ ارﻋـت اﻟزﯾــﺎدة ﻓـﻲ اﻟﺧطـﺄ اﻟﻧــﺎﺗﺞ ﻋـن ﻧﻘﺻـﺎن ﺣﺟــم‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻓﻛرة درﺟﺎت اﻟﺣرﯾﺔ )د‪.‬ح‪.Degrees of Freedom (.‬‬

‫‪112‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫درﺟﺎت اﻟﺣرﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﻘﺻــد ﺑــدرﺟﺎت اﻟﺣرﯾــﺔ ﻋــدد اﻟﻣﺷــﺎﻫدات اﻟﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ اﻟﻣﺳــﺗﺧدﻣﺔ ﻓــﻲ ﺗﻘــدﯾر إﺣــدى‬ ‫ﻣﻌــﺎﻟم اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺧطــﺄ اﻟﻣﻌﯾــﺎري = ن‪ .1-‬ﺑﻣﻌﻧــﻰ أﻧــﻪ‬ ‫ﯾوﺟـد ﻣﺣـدداً واﺣـداً ﻟﻌـدد اﻻﻧﺣ ارﻓـﺎت اﻟﻣﺗﺿـﻣﻧﺔ ﻓـﻲ ﺣﺳـﺎب اﻻﻧﺣـراف اﻟﻣﻌﯾـﺎري وﻫــو‬

‫أن ﻣﺟﻣــوع اﻻﻧﺣ ارﻓــﺎت = ﺻــﻔر ﻷن ﻧﻘطــﺔ اﻹﺳــﻧﺎد ﻓــﻲ ﺣﺳــﺎب اﻻﻧﺣ ـراف اﻟﻣﻌﯾــﺎري‬ ‫ﻫﻲ اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ‪.‬‬ ‫وﻟﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺎﺋﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪ ) = t‬س – ‪) / (μ‬ع‪/‬اﻟﺟذر اﻟﺗرﺑﯾﻌﻲ ﻟﻌدد أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ(‬ ‫ﺣﯾث ‪ :‬س اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﯾﻧﺔ‪ μ ،‬اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪،‬‬ ‫ع اﻻﻧﺣراف اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻠﻌﯾﻧﺔ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ﺗوزﯾﻊ ﻛﺎي ﺗرﺑﯾﻊ )ﻛﺎ‪Chi-Square (2‬‬ ‫ﯾﻌﺗﺑر ﺗوزﯾﻊ ‪ Z‬اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ ﺗوزﯾـﻊ أﻋـم ﻫـو ﺗوزﯾـﻊ ﻛـﺎ‪،2‬‬

‫وﯾﻌرف ﻛﺎي ﺗرﺑﯾﻊ إﺣﺻﺎﺋﯾًﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوع ﻣرﺑﻌﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾـﺔ‪ .‬أي أن ﻛـﺎ‪= 2‬‬

‫ﻣﺟﻣـ ـوع ) ‪ ( 2Z‬وﺑﻣـ ــﺎ أن ﻋـ ــدد اﻻﻧﺣ ارﻓ ــﺎت اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾـ ــﺔ ﯾﻌﺗﻣـ ــد ﻋﻠـــﻰ ﻋـ ــدد اﻟﻌﻧﺎﺻـ ــر‬ ‫اﻟﻣﺄﺧوذة ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻛل ﻣـرة‪ ،‬ﻓـﺈن ﺗوزﯾـﻊ ﻛـﺎ‪ 2‬ﯾﺷـﺑﻪ ﺗوزﯾـﻊ ‪ t‬ﻣـن ﺣﯾـث اﻋﺗﻣـﺎدﻩ‬ ‫ﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻟﺣرﯾـﺔ‪ .‬ﻓـﺈذا ﻛﺎﻧـت د‪.‬ح = ‪ 1‬ﻓـﺈن ﺗوزﯾـﻊ ‪ 2Z‬ﻫـو ﻧﻔﺳـﻪ ﺗوزﯾـﻊ ﻛـﺎ‪ .2‬أي‬ ‫أن ‪ =Z‬اﻟﺟذر اﻟﺗرﺑﯾﻌﻲ ل ﻛﺎ‪.2‬‬ ‫وﺑذﻟك ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺗﺎج ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أن ﺗوزﯾﻊ ‪ Z‬ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺗوزﯾﻊ ﻛﺎ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ – 2‬ﻻ ﯾوﺟـد ﻗـﯾم ﺳــﺎﻟﺑﺔ ﻓـﻲ ﺗوزﯾـﻊ ﻛــﺎ‪ 2‬وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻓــﺄن ﻗﯾﻣـﻪ ﺗﻣﺗـد ﻣــن ﺻـﻔر إﻟــﻰ‬ ‫ﻣﺎﻻﻧﻬﺎﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪113‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 3‬أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻛﺎ‪ Z ،2‬ﻋﻼﻗﺔ اﻧﺣﻧﺎﺋﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﺧطﯾﺔ‪.‬‬ ‫إذا زاد ﻋــدد اﻟﻌﻧﺎﺻــر ﻋــن واﺣــد )اﺛﻧــﺎن ﻣــﺛﻼً( ﻓــﺈن ﺗوزﯾــﻊ ‪ 22Z + Z12‬ﻫــو‬

‫ﺗوزﯾﻊ ﻛﺎ‪ 2‬ﺑدرﺟﺎت ﺣرﯾﺔ ‪.2‬‬

‫ﻻ ﺗﺷﺗرط ﺗوزﯾﻌﺎت ‪ t‬أن ﺗﻛون اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾـر اﻟﺗـﺎﺑﻊ واﻗﻌـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﻘﯾـﺎس‬ ‫ﻓﺋــوي‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻻ ﺗﺷــﺗرط ﺗﺣﻘــق اﻻﻓﺗ ارﺿــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬــﺎ اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺎت أو اﻻﺧﺗﺑــﺎرات‬ ‫اﻟﺑﺎراﻣﺗرﯾ ــﺔ ﻣﺛ ــل اﺧﺗﺑ ــﺎر ‪ Z‬و ‪ t‬و ‪ F‬اﻟ ــذي ﺳ ــﯾرد ﻻﺣﻘـ ـﺎً‪ .‬وﻟ ــذﻟك ﺗﺗﻌ ــدد اﺳ ــﺗﻌﻣﺎﻻت‬ ‫اﺧﺗﺑﺎر ﻛﺎ‪ 2‬وﻣن أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ – 1‬اﺧﺗﺑــﺎر ﻓرﺿــﯾﺔ اﻟدﻻﻟ ــﺔ اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺑ ــﺎﯾن ﻟﻌﯾﻧــﺔ واﺣ ــدة واﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛ ــن أن‬ ‫ﺗﺄﺧذ اﻟﺻورة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺔ‪:‬‬ ‫ف‪ + σ2 : .‬أ‬ ‫ﻣﻘﺎﺑ ــل ﻓرﺿ ــﯾﺔ ﺑدﯾﻠ ــﺔ ﻣوﺟﻬ ــﺔ أو ﻏﯾ ــر ﻣوﺟﻬ ــﺔ ﺣﺳ ــب ﺗﺣدﯾ ــد اﻟﺑﺎﺣ ــث‬ ‫ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ‪:‬‬ ‫ﻛﺎ‪) = 2‬ن‪ (1-‬ع‪ / 2‬أ‬ ‫‪ – 2‬اﺧﺗﺑــﺎر درﺟــﺔ اﻟﺗواﻓــق أو اﻟﻣﻼﺋﻣــﺔ ﻣﺛــل ﺗواﻓــق اﻟﺗﻛ ـرار اﻟﻣﻼﺣــظ )ت( ﻣــﻊ‬ ‫اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﺗوﻗﻊ )تم( ﻟﻌﯾﻧﺔ واﺣدة وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻓﺈن ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﺗوﻗـﻊ ﻻ‬ ‫ﺑد وأن ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬اﺧﺗﺑــﺎر دﻻﻟــﺔ اﻟﻔــرق ﺑــﯾن ﻣﺟﻣــوﻋﺗﯾن أو أﻛﺛــر ﻋﻠــﻰ ﻣﺗﻐﯾــر أﺳــﻣﻲ ﺑﻔﺋﺗــﯾن‬ ‫)ﻣﺳــﺗوﯾﯾن( أو أﻛﺛــر‪ .‬ﺣﯾــث ﯾﻘــوم اﻟﺑﺎﺣــث ﻫﻧــﺎ ﺑﻌﻣــل ﻟوﺣــﺔ اﻗﺗ ـران ذات‬ ‫ﺑﻌ ــدﯾن ﯾﺷ ــﻛل أﺣ ــدﻫﻣﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋ ــﺎت واﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ﯾﺷ ــﻛل ﻣﺳ ــﺗوﯾﺎت اﻟﻣﺗﻐﯾ ــر‬ ‫اﻹﺳــﻣﻲ‪ .‬وﺑــﺎﻟطﺑﻊ ﻓــﺈن أﺑﺳــط ﻫــذﻩ اﻟﻠوﺣــﺎت ﻫــﻲ ﻟوﺣــﺔ اﻻﻗﺗ ـران اﻟﺛﻧﺎﺋﯾــﺔ‬ ‫ﻛﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﻣﻌﺎﻣل ارﺗﺑﺎط ﻓﺎي‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﯾﻣﻛـ ــن أن ﺗﻛـ ــون إﺣـ ــدى طـ ــرق اﻻﺧﺗﺑـ ــﺎر ﻟﻠﻔرﺿـ ــﯾﺔ ﻫﻧـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ اﺧﺗﺑـ ــﺎر‬ ‫اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟذي ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻛﺎ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ - 4‬ﺗوزﯾﻊ ﻓﯾﺷر )ف( ‪: Fisher Distribution F‬‬ ‫اﻟﺣــدﯾث ﻋــن ﺗوزﯾــﻊ ‪ F‬اﺳــﺗﻣ اررﯾﺔ ﻟﻠﺣــدﯾث ﻋــن ﺗوزﯾــﻊ ﻛــﺎ‪ ،2‬وﯾوﺿــﺢ اﻟﺗﻌرﯾــف‬ ‫اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻲ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣ ــﺎ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﯾﻌ ــرف اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻲ ‪ F‬ﺑﺄﻧ ــﻪ ﻧﺳ ــﺑﺔ إﺣﺻ ــﺎﺋﻲ ﻛ ــﺎ‬

‫‪2‬‬

‫ﻣﻘﺳــوﻣﺎً ﻋﻠ ــﻰ درﺟ ــﺎت اﻟﺣرﯾ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑ ــﻪ إﻟ ــﻰ إﺣﺻ ــﺎﺋﻲ ﻛــﺎ‪ 2‬آﺧ ــر ﻣﻘﺳ ــوﻣﺎً ﻋﻠ ــﻰ‬

‫درﺟﺎت اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ‪.‬‬ ‫وﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ‪:‬‬

‫ﻛﺎ‪) = 2‬ن‪ (1-‬ع‪ / 2‬أ‬ ‫ﻓﺈن اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ‪ F‬ﻫو ﺗﺑﺎﯾن ﻋﯾﻧﺔ ع‪ 12‬إﻟﻰ ﺗﺑـﺎﯾن ﻋﯾﻧـﺔ أﺧـرى ع‪ .22‬وﻟـذﻟك ﻓـﺈن‬ ‫ﻣــن أﻫــم اﺳــﺗﺧداﻣﺎت اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ‪ F‬ﻓــﻲ اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ اﻻﺳــﺗدﻻﻟﻲ ﻫــو ﻓﺣــص ﺗﺟــﺎﻧس‬ ‫اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻟﻌﯾﻧﺗﯾن أو أﻛﺛر‪.‬‬ ‫ﻣﻼﺣظﺔ ‪:‬‬ ‫ﻟــم ﺗﻌــد اﻟﺗﺣﻠــﯾﻼت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻣﻬﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت درﺟــﺔ ﺗﻌﻘﯾــدﻫﺎ ﺑﺳــﺑب ﺗــوﻓر‬ ‫ﺑـراﻣﺞ اﻟﻛﻣﺑﯾــوﺗر‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻓــﺈن دور اﻟﺑﺎﺣــث ﻫـو اﺧﺗﯾــﺎر اﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳــب وﺗطﺑﯾﻘــﻪ‬ ‫اﻟﺗﺑﺻــر ﻓــﻲ اﻟﻧ ـواﺗﺞ‪ ،‬واﻧﺗﻘــﺎء ﻣــﺎ ﻫــو ﺿــروري ﻟﺗﺿــﻣﯾﻧﻪ ﻓــﻲ‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﺣﺎﺳــوب وﻣــن ﺛــم و ّ‬ ‫ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺎت ‪:‬‬ ‫ﺗﻌــرف اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﺣــدس أو ﺗﺧﻣــﯾن ﺣــول إﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻣﺟﺗﻣــﻊ أو أﻛﺛــر‪ .‬ﻓﻘــد‬ ‫ﯾﻔﺗــرض اﻟﺑﺎﺣــث أن ﻣﺗوﺳــط ﻧﺳــﺑﺔ ذﻛــﺎء ﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟطﻠﺑــﺔ ﻓــﻲ ﻣؤﺳﺳــﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‬ ‫‪115‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﺗﺧﺗﻠــف ﻋــن اﻟطﺑﯾﻌــﻲ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻛــﺎن ﻣﺗوﺳــط ﻧﺳــﺑﺔ اﻟــذﻛﺎء = ‪ 100‬وﻣﺗوﺳــط ﻧﺳــﺑﺔ ذﻛــﺎء‬ ‫اﻟطﻠﺑـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ = ‪ μ‬ﻓـﺈن ﻓرﺿـﯾﺔ اﻟﺑﺣـث ﺗﻘـول ﺑـﺄن ‪ 100 ≠ μ‬وﻛـﺄن اﻟﺑﺎﺣـث‬ ‫ﯾﻘول ﺿﻣﻧًﺎ ﺑﺄن ﻣﺟﺗﻣﻊ طﻠﺑﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻏﯾر طﺑﯾﻌﻲ ﻣـن ﺣﯾـث ﻧﺳـﺑﺔ اﻟـذﻛﺎء‪،‬‬ ‫وﻟو ﻛﺎن طﺑﯾﻌﯾًﺎ ﻟﻛﺎن ‪ .100 ≠ μ‬ﻫذا ﻣﺟرد ﻣﺛﺎل ﯾﺷﯾر إﻟـﻰ أن أي ﺑﺣـث ﯾﻧطـوي‬

‫ﺑﺻورة ﺿﻣﻧﯾﺔ أو ﺻرﯾﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬

‫أوﻻً ‪ :‬اﻟﻔرﺿــﯾﺔ اﻟﺻــﻔرﯾﺔ ف‪ Null Hypothesis 0‬ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ أن‬ ‫اﻻﺧـﺗﻼف ﻓـﻲ ﻗﯾﻣـﺔ إﺣﺻـﺎﺋﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺔ اﻟﻣـﺄﺧوذ ﻣـن ﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟﺗﺟرﯾـب ﻋــن‬

‫ﻗﯾﻣﺗ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ اﻷﺻ ــل ﻫ ــو اﺧ ــﺗﻼف ﯾرﺟ ــﻊ إﻟ ــﻰ اﻟﺻ ــدﻓﺔ‪ .‬أو أن‬ ‫اﻟﻔــرق ﺑــﯾن إﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻋﯾﻧــﺔ وﻧﻔــس اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ ﻋﯾﻧــﺔ أﺧــرى ﻫــو ﻓــرق‬ ‫ﺻــدﻓﺔ‪ ،‬أي ﻓرﻗ ـﺎً ﻟــﯾس ﻟــﻪ ﻗﯾﻣــﺔ وأﻧﻬﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌــل ﻻ ﯾﻧﺳــﺑﺎن إﻟــﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌــﯾن‬ ‫ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن‪ .‬اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺗوﺿﺢ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺑﻌض اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺻﻔرﯾﺔ‪:‬‬

‫ف‪ : .‬ﻣوﻗ ــف اﻟطﻠﺑ ــﺔ )ﻗﺑ ــول‪ ،‬رﻓ ــض( ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻘ ــرار ﻣﻌ ــﯾن ﻻ ﯾﻌﺗﻣ ــد‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧس )ذﻛر‪ ،‬أﻧﺛﻰ(‪.‬‬ ‫ف‪μ1 = μ : .‬‬ ‫)ﻣﻘﺎرﻧﺔ إﺣﺻﺎﺋﻲ اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺑﺈﺣﺻﺎﺋﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻣﻌروﻓﺔ(‬ ‫ﺛﺎﻧﯾ ـﺎً ‪ :‬اﻟﻔرﺿــﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ) ف‪ Alternative ( 1‬وﻫــﻲ اﻟﻔرﺿــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺣــﺎول‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل رﻓﺿﻪ ﻟﻠﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ‪ .‬وﺗﺳﻣﻰ اﻟﻔرﺿـﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠـﺔ‬ ‫ﺑﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﺣﯾث ﯾﻔﺗرض اﻟﺑﺎﺣث أن ﺗدﻋم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣـث ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻗـد‬ ‫ﺗوﻗﻌﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻹطﺎر اﻟﻧظري اﻟذي ﻛوﻧﻪ ﻋـن اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻣـدار اﻟﺑﺣـث‪،‬‬ ‫واﻟذي ﯾﺷﯾر ﻋﺎدة إﻟﻰ وﺟود اﻟﻔرق أو إﻟﻰ ﻋدم اﻟﺗﺳﺎوي اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ‪ .‬وﻟذﻟك ﺗﺻﺎغ اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﺑطرﯾﻘﺗﯾن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬

‫‪116‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪ – 1‬ﻓرﺿ ــﯾﺔ ﻏﯾـــر ﻣﺗﺟﻬـــﺔ ‪Directional‬‬

‫‪ Non‬وﺗﺷـــﯾر إﻟ ــﻰ ﻋـ ــدم‬

‫اﻟﺗﺳـﺎوي دون ﺗﺣدﯾــد ﻟﻼﺗﺟــﺎﻩ‪ .‬ﻓﻘــد ﻻ ﺗوﺟــد ﻣؤﺷـرات ﺗــدل ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ‬ ‫طرﯾﻘــﺔ ﺗــدرﯾس ﻣﻌﯾﻧــﺔ ذات أﺛــر أﻗــوى أو أﺿــﻌف ﻣــن ﺗــﺄﺛﯾر طرﯾﻘــﺔ‬ ‫أﺧرى ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻟطﻠﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﺣـث ﻣﻌـﯾن‪ .‬وﻟﻛـن ﻛـل ﻣـﺎ ﯾﻌﺗﻘـدﻩ‬ ‫ﻫ ــو أﻧﻬﻣ ــﺎ ﯾﺧﺗﻠﻔـــﺎن ﻓ ــﻲ ﺗﺄﺛﯾرﻫﻣ ــﺎ دون أن ﯾﺗﺣﯾـــز ﻟطرﯾﻘ ــﺔ ﻣﻌﯾﻧـــﺔ‪.‬‬ ‫وﻟــذﻟك ﺗظﻬــر اﻟﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟرﻣزﯾــﺔ ﻟــﺑﻌض ﻫــذﻩ اﻟﻔرﺿــﯾﺎت ﺑﺎﻟطرﯾﻘــﺔ‬ ‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫ف‪μ0 ≠ μ : 1‬‬

‫ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ واﺣدة‬

‫ف‪μ1 ≠ μ2 : 1‬‬

‫ﻟﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن‬

‫ف‪μ1 ≠ μ2 ≠ μ3 : 1‬‬

‫ﻟﺛﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت‬

‫‪ – 2‬ﻓرﺿـ ــﯾﺔ ﻣﺗﺟﻬـ ــﺔ ‪ Directional‬وﺗﺷـ ــﯾر إﻟـ ــﻰ ﻋـ ــدم اﻟﺗﺳـ ــﺎوي ﻣـ ــﻊ‬ ‫ﺗﺣدﯾــد ﻟﻼﺗﺟــﺎﻩ‪ .‬ﺣﯾ ــث ﯾﺗوﻗــﻊ اﻟﺑﺎﺣ ــث ﻣــن ﺧ ــﻼل اﻹطــﺎر اﻟﻧظ ــري‬

‫ﻟﻠﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺑــﺄن ﻣﺗوﺳــط ﻧﺳــﺑﺔ ذﻛــﺎء ﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣﻌــﯾن أﻋﻠــﻰ أو أﻗــل ﻣــن‬ ‫اﻟطﺑﯾﻌ ــﻲ‪ ،‬أو أن أﺛ ــر طرﯾﻘ ــﺔ ﺗ ــدرﯾس ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﺣﺻ ــﯾل ﻓـــﻲ‬ ‫ﻣﺑﺣ ــث ﻣﻌ ــﯾن أﻗ ــوى أو أﺿ ــﻌف ﻣ ــن ﺗ ــﺄﺛﯾر طرﯾﻘ ــﺔ أﺧ ــرى‪ .‬وﻟ ــذﻟك‬ ‫ﺗظﻬر اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟرﻣزﯾﺔ ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫ف‪μ0 < μ : 1‬‬

‫أو‬

‫ف‪μ0 > μ : 1‬‬

‫ف‪μ1 < μ2 : 1‬‬

‫أو‬

‫ف‪μ1 > μ2 : 1‬‬

‫اﻷﺧطﺎء ﻓﻲ ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت ‪:‬‬ ‫ﯾﺗﺧــذ اﻟﺑﺎﺣــث ﻋــﺎدة ﻗ ـ اررات ﺗﺗﻌﻠــق ﺑﺗﻘــدﯾر إﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ ﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣــن إﺣﺻــﺎﺋﻲ‬ ‫ﻋﯾﻧـﺔ أو ﺗﺗﻌﻠــق ﺑﻔرﺿـﯾﺔ إﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻣــن ﺣﯾـث ﻗﺑوﻟﻬــﺎ أو رﻓﺿـﻬﺎ‪ .‬وﺑﻣــﺎ أن ﻫــذﻩ‬

‫‪117‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻘ اررات ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠـﻰ ﻋﯾﻧـﺔ ﺑﯾﺎﻧـﺎت إﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ وﻟـﯾس ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗـﺔ‬ ‫ﺑﺎﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ اﻟﻣطﻠــوب‪ .‬ﻓــﺈن اﻟﻘ ـرار ﻻ ﺑــد وأن ﯾﻧطــوي ﻋﻠــﻰ ﻧﺳــﺑﺔ ﻣــن اﻟﺧطــﺄ‪ ،‬ﺣﯾــث‬ ‫ﯾﻌﺗﻣـد ﻣﻘــدار اﻟﺧطــﺄ ﻋﻠـﻰ درﺟــﺔ اﻟﺗطــرف ﻓـﻲ اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬وﺑـﺎﻟطﺑﻊ ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺗوﻗــﻊ أن‬ ‫ﯾﻛـون اﺣﺗﻣـﺎل اﺧﺗﯾـﺎر ﻋﯾﻧـﺔ ﻣﺗطرﻓـﺔ ﺻـﻐﯾ ًار إذا ﺗـم اﺧﺗﯾﺎرﻫـﺎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘـﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ أو أن‬

‫ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻛﺑﯾر ﻧﺳﺑﯾﺎً‪.‬‬

‫وﺑﻣﺎ أن ﻗرار اﻟﺑﺎﺣـث ﯾـﺗﻠﺧص إﻣـﺎ ﺑـرﻓض اﻟﻔرﺿـﯾﺔ اﻟﺻـﻔرﯾﺔ أو أﻧـﻪ ﻻ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ‬ ‫رﻓﺿــﻬﺎ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻣﺗــوﻓرة ) أو ﺑﻣﻌﻧــﻰ آﺧــر ﻗﺑوﻟﻬــﺎ ( ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺗوﻗــﻊ أن ﯾﻘــﻊ‬ ‫ﺑﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﺧطﺎء ﻓﻲ اﺗﺧﺎذﻩ ﻟﻠﻘ اررات ﺣول اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﺑــﯾن اﻟﺟــدول اﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻧــوﻋﯾن ﻣــن اﻷﺧطــﺎء ﻗــد ﯾرﺗﻛﺑﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ أرﺑﻌــﺔ أﻧ ـواع‬ ‫ﻣن اﻟﻘرارات‪:‬‬ ‫ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺔ‬ ‫ﺻﺣﯾﺣﺔ‬ ‫رﻓض‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺔ‬ ‫ﻧوع اﻟﻘرار‬ ‫ﯾﻔﺷل ﻓﻲ‬ ‫رﻓﺿﻬﺎ‬

‫ﺧﺎطﺋﺔ‬

‫ﻗرار ﺧﺎطﺊ‬ ‫)ﺧطﺄ ﻣن اﻟﻧوع اﻷول(‬

‫ﻗرار ﺻﺎﺋب‬

‫)‪(α‬‬ ‫ﻗرار ﺧﺎطﺊ‬ ‫ﻗرار ﺻﺎﺋب‬

‫)ﺧطﺄ ﻣن اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ(‬ ‫)‪(β‬‬

‫ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذا اﻟﺟدول ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﺧطﺎء ﻓﻲ ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﻫﻣﺎ ‪:‬‬

‫‪118‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 1‬ﺧطﺄ ﻣـن اﻟﻧـوع اﻷول‪ ،‬وﻫـو اﻟﺧطـﺄ اﻟـذي ﯾرﺗﻛﺑـﻪ اﻟﺑﺎﺣـث ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﺗﺧـذ ﻗـ ار ًار‬ ‫ﺑ ــرﻓض اﻟﻔرﺿ ــﯾﺔ اﻟﺻ ــﻔرﯾﺔ وﻫ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﺣﻘﯾﻘ ــﺔ اﻷﻣ ــر ﻓرﺿ ــﯾﺔ ﺻ ــﺣﯾﺣﺔ‪،‬‬ ‫وﯾﺷﺎر ﻟﻬذا اﻟﺧطﺄ ﺑﺎﻟرﻣز ) ‪.( α‬‬ ‫‪ – 2‬ﺧطﺄ ﻣن اﻟﻧـوع اﻟﺛـﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻫـو اﻟﺧطـﺄ اﻟـذي ﯾرﺗﻛﺑـﻪ اﻟﺑﺎﺣـث ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﻔﺷـل ﻓـﻲ‬ ‫رﻓض اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ وﻫﻲ ﻓـﻲ ﺣﻘﯾﻘـﺔ اﻷﻣـر ﻓرﺿـﯾﺔ ﺧﺎطﺋـﺔ‪ ،‬وﯾﺷـﺎر‬ ‫ﻟﻬذا اﻟﺧطﺄ ﺑﺎﻟرﻣز ) ‪.( β‬‬

‫اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻧــوﻋﯾن ﻣــن اﻟﺧطــﺄ ﻫــﻲ ﻋﻼﻗــﺔ أﺧــذ وﻋطــﺎء‪ ،‬ﻓــﺈذا ﺣــﺎول اﻟﺑﺎﺣــث‬ ‫ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺧطﺄ ﻣن اﻟﻧوع اﻷول ﻓﺈﻧﻪ ﯾزﯾد ﺑذﻟك اﻟﺧطﺄ ﻣن اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪.‬‬ ‫ﻟـﯾس ﻣـن اﻟﺳــﻬل أن ﯾﺣـدد اﻟﺑﺎﺣـث أي اﻟﺧطــﺄﯾن أﻫـم ﻣـن اﻵﺧــر‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﺑﺎﺣــث‬ ‫ﯾﻬﻣــﻪ أن ﺗﻛــون ﻗﯾﻣــﺔ اﻟﺧطــﺄﯾن أﻗــل ﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن‪ .‬ﻓﻬــو ﯾﺣــﺎول أن ﯾزﯾــد ﻗــوة اﻻﺧﺗﺑــﺎر أي‬ ‫ﯾزﯾــد ﻣــن اﺣﺗﻣــﺎل اﻟﻔﺷــل ﻓــﻲ رﻓــض اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻛــون ﺻــﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧــﻰ زﯾــﺎدة‬ ‫اﻟﻘﯾﻣﺔ )‪ ،(1- β‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﺧطـﺄ ﻣـن اﻟﻧـوع اﻷول ﻓـﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣـث أن ﯾﻔﺳـﺢ اﻟﻣﺟـﺎل‬ ‫ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﺣﺗﻣﺎل ﻣﻌﯾن ﻟﻠوﻗوع ﺑﺧطﺄ ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع‪ .‬ﻛـﺄن ﯾﺧﺗـﺎر ﻟﻧﻔﺳـﻪ ‪ 0.05‬أو ‪0.01‬‬ ‫)وﻫﻲ اﻟﻘﯾم اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋًﺎ( أو ﻏﯾر ذﻟـك ﻣـن اﻟﻘـﯾم اﻟﺗـﻲ ﺗﺄﺧـذ ﺑﺎﻻﻋﺗﺑـﺎر ﻣـدى ﺧطـورة‬

‫زﯾﺎدة اﻟﺧطﺄ ﻣن اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ‪: Significance Level‬‬ ‫ﯾﻌــرف ﻣﺳــﺗوى اﻟدﻻﻟــﺔ اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﺑﺄﻧــﻪ اﺣﺗﻣــﺎل وﻗــوع اﻟﺑﺎﺣــث ﺑﺧطــﺄ ﻣــن اﻟﻧــوع‬ ‫اﻷول‪ .‬وﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ دﻋﻧﺎ ﻧﺄﺧذ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫اﻓرض أن اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻧﺳﺑﺔ ذﻛـﺎء ﺳـﻛﺎن ﺑﻠـد ﻣﻌـﯾن‬ ‫أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﻌﺎدي‪ ،‬واﺧﺗﺎر ﻟﻬذا اﻟﻔرض ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻷﻓراد وﻗـﺎس ﻧﺳـﺑﺔ ذﻛـﺎؤﻫم ﺑﺎﺧﺗﺑـﺎر‬ ‫ﻣﻘــﻧن ﻟﻠــذﻛﺎء وﻛــﺎن ﻣﺗوﺳــط ﻧﺳــﺑﺔ ذﻛــﺎء أﻓ ـراد اﻟﻌﯾﻧــﺔ ‪ 105‬ﻣــﺛﻼً‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻛﺎﻧــت ﻧﺳــﺑﺔ‬

‫اﻟذﻛﺎء ﺗﺗوزع ﺗوزﯾﻌﺎً اﻋﺗـداﻟﯾﺎً ﺑوﺳـط = ‪ 100‬ﻓـﺈن اﻟوﺳـط اﻟﺣﺳـﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﯾﻧـﺔ أﻋﻠـﻰ رﻗﻣﯾـﺎً‬ ‫‪119‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣــن اﻟوﺳــط اﻟﺣﺳــﺎﺑﻲ اﻟﻌــﺎدي ﺑﻔــرق ﯾﺳــﺎوي ‪ 5‬ﻧﻘــﺎط‪ .‬وﻟﻛــن اﻟﺳـؤال ﻫــو ﻓﯾﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن‬ ‫ﻫذا اﻟﻔرق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺻدﻓﺔ أو ﻟﺧطﺄ اﻟﻌﯾﻧﺔ أم أﻧﻪ ﻓرﻗًﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾًﺎ ) دال إﺣﺻﺎﺋﯾًﺎ (؟‬ ‫ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳؤال ﻓﺈن اﻟﺑﺎﺣث ﯾﺣـدد ﻣﻧطﻘـﺔ وﻗـوع إﺣﺻـﺎﺋﻲ اﻟﻌﯾﻧـﺔ )وﻫـو‬ ‫ﻫﻧـ ــﺎ اﻟﻣﺗوﺳـ ــط( ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻻﺣﺗﻣـ ــﺎل اﻟﺧطـ ــﺄ اﻷول‪ ،‬ﻓـ ــﺈذا وﻗـ ــﻊ ﻣﺗوﺳـ ــط ﻧﺳـ ــﺑﺔ اﻟـ ــذﻛﺎء‬ ‫اﻟﻣﺣﺳـوب ﻟﻠﻌﯾﻧــﺔ ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ اﻟﺧطــﺄ اﻟﻣﺳــﻣوح ﺑــﻪ )ﻣﺳــﺗوى دﻻﻟــﺔ ‪ ،(0.05‬ﺑﻣﻌﻧــﻰ أن‬ ‫اﻟﺧطﺄ اﻟذي وﻗﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﺑﺎﺣث أﻗل ﻣن ﺧطـﺄ اﻟﺻـدﻓﺔ وأن اﻟﻔـرق دال إﺣﺻـﺎﺋﯾﺎً‪ .‬أﻣـﺎ إذا‬ ‫ﻛـﺎن اﻟﺧطــﺄ اﻟــذي وﻗــﻊ ﻓﯾــﻪ اﻟﺑﺎﺣــث أﻋﻠــﻰ ﻣــن اﻟﺧطــﺄ اﻟــذي ﺳــﻣﺢ ﺑــﻪ ﻟﻧﻔﺳــﻪ )ﻣﺳــﺗوى‬

‫دﻻﻟﺔ ‪ (0.01‬أي أﻧﻪ أﻋﻠﻰ ﻣن ﺧطﺄ اﻟﺻدﻓﺔ‪ ،‬وأن اﻟﻔرق ﻏﯾر دال إﺣﺻﺎﺋﯾﺎً‪.‬‬ ‫ﺗﺟـدر اﻟﻣﻼﺣظـﺔ ﻫﻧـﺎ أن اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﻓـرق ذو دﻻﻟـﺔ إﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﻣـد ﻓﻘـط‬ ‫ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺗوى اﻟدﻻﻟ ــﺔ اﻟ ــذي ﯾﺣ ــددﻩ اﻟﺑﺎﺣ ــث وﻟﻛ ــن ﻋﻠ ــﻰ ﻋواﻣ ــل أﺧ ــرى ﻣﺛ ــل ﻗﯾﻣ ــﺔ‬ ‫اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ اﻟﻣﺣﺳ ــوب وﺣﺟ ــم اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺧط ــﺄ اﻟﻌﯾﻧــﻲ وﺳﯾﺗﺿ ــﺢ ذﻟ ــك ﻓ ــﻲ ﺧطـ ـوات‬ ‫ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت‪.‬‬ ‫ﻣﻧطﻘﺔ اﻟرﻓض واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﺣدد اﻟﺑﺎﺣث ﻣﻧطﻘﺔ اﻟرﻓض أوﻻً ﻗﺑل اﺗﺧﺎذﻩ اﻟﻘرار ﺑرﻓض اﻟﻔرﺿـﯾﺔ اﻟﺻـﻔرﯾﺔ أو‬

‫ﻋــدم رﻓﺿــﻬﺎ‪ .‬وﻟﺗﺣدﯾــد ﻫــذﻩ اﻟﻣﻧطﻘــﺔ ﻻ ﺑــد وأن ﯾﺣــدد أوﻻً ﻣﺳــﺗوى اﻟدﻻﻟــﺔ ودرﺟــﺎت‬

‫اﻟﺣرﯾــﺔ وﻧــوع اﻟﺗوزﯾــﻊ ﻟﻺﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻣــدار اﻟﺑﺣــث‪ .‬ﻷن ﻫــذا اﻟﺗﺣدﯾــد ﯾﻣﻛﻧــﻪ ﻣــن ﻣﻌرﻓــﺔ‬ ‫اﻟﻘﯾﻣ ــﺔ اﻟﺣرﺟ ــﺔ أو اﻟﻘ ــﯾم اﻟﺣرﺟ ــﺔ‪ .‬ﻓ ــﺈذا ﻛﺎﻧ ــت اﻟﻔرﺿ ــﯾﺔ اﻟﺻ ــﻔرﯾﺔ ﻏﯾ ــر ﻣﺗﺟﻬ ــﺔ ﻓ ــﺈن‬ ‫ﻣﻧطﻘــﺔ اﻟ ـرﻓض ﺗﻘــﻊ ﻓــﻲ طرﻓــﻲ اﻟﺗوزﯾــﻊ وأن ﻟﻛــل طــرف ﻗﯾﻣــﺔ ﺣرﺟــﺔ‪ ،‬أﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧــت‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻣﺗﺟﻬﺔ ﻓﺈن ﻣﻧطﻘﺔ اﻟرﻓض ﺗﻘﻊ ﻓﻲ أﺣد طرﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ وذﻟـك ﺣﺳـب ﺻـﯾﺎﻏﺔ‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ‪.‬‬ ‫ﺧطوات ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻟﻔﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪120‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪ – 1‬ﺻـ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿـ ــﯾﺔ اﻟﺻـ ــﻔرﯾﺔ )ف‪ ،(.‬واﻟﻔرﺿـ ــﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠـ ــﺔ )ف‪ (1‬وﻟﺻـ ــﯾﺎﻏﺔ‬ ‫ﻫــﺎﺗﯾن اﻟﻔرﺿــﯾﺗﯾن ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻠــزم ﺗﺣدﯾــد اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‬ ‫ﺣﯾــث ﺗﻘــدر ﻫــذﻩ اﻟﻘﯾﻣــﺔ ﻋــﺎدة ﻣــن ﺧــﻼل اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾرﺟــﻊ‬ ‫إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻣوﺿوع دراﺳﺗﻪ‪ .‬وﻣن ﺧﻼل اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻪ أﯾﺿًﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗﺣدﯾد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﻲ ﻣدار اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺣﯾث ﯾﺣﺳـب ﻣـن‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧـــﺎت اﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗـــوﻓرة أو اﻟﺗـ ــﻲ ﯾ ــﺗم ﺟﻣﻌﻬـ ــﺎ ﻣـــن ﻗﺑـ ــل اﻟﺑﺎﺣ ـ ـث‬ ‫ﺑﺄدوات اﻟﺑﺣث اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐرض‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﺗﺣدﯾ ــد ﻧ ــوع اﻟﺗوزﯾ ــﻊ اﻟ ــذي ﯾﻧﺎﺳ ــب اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻲ ﻣ ــدار اﻟﺑﺣ ــث‪ ،‬ﻛ ــﺄن ﯾﻛ ــون‬ ‫ﺗوزﯾــﻊ ‪ Z‬أو ‪ t‬أو ‪ F‬أو ﻛــﺎ‪ .2‬ﺣﯾــث ﯾﻌﺗﻣــد ذﻟــك ﻋﻠــﻰ ﻧــوع اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ‪،‬‬ ‫وﻣ ــدى ﺗﺣﻘﯾ ــق اﻻﻓﺗ ارﺿ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻘ ــوم ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ إﺣﺻ ــﺎﺋﻲ ﻣﻌ ــﯾن‪ ،‬وﺣﺟ ــم‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺔ أو درﺟﺎت اﻟﺣرﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ﺣﺳﺎب اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻠﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌﺗﻣـد ذﻟـك ﻋﻠـﻰ ﻧـوع اﻟﻣﻘﺎرﻧـﺔ اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﯾﺟرﯾﻬــﺎ اﻟﺑﺎﺣــث ﻛــﺄن ﯾﻘــﺎرن إﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻋﯾﻧــﺔ واﺣــدة ﺑﺈﺣﺻــﺎﺋﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‪.‬‬ ‫أو ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ إﺣﺻـ ــﺎﺋﻲ ﻋﯾﻧـ ــﺔ ﺑﺎﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﻲ ﻧﻔﺳـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻋﯾﻧـ ــﺔ أﺧـ ــرى‪ ،‬أو‬ ‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن ﻋدة ﻋﯾﻧﺎت‪.‬‬

‫‪ – 5‬ﺣﺳــ ــﺎب ﻗﯾﻣـ ـ ــﺔ اﻻﺧﺗﺑـ ـ ــﺎر اﻹﺣﺻـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑﻣﻌﺎدﻟ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺗوزﯾﻊ وﻧـ ـ ــوع‬ ‫اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺛل‪:‬‬ ‫‪x(bar) = Mean of Sample‬‬

‫‪Z = ( x(bar) – μ)/σ ,‬‬

‫أو ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑراﻣﺞ اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬ﺗﺣدﯾــد ﻣﺳــﺗوى اﻟدﻻﻟــﺔ اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ) ‪ ( α‬أو ﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﻰ ﺑﺎﻟﺧطــﺄ ﻣــن اﻟﻧــوع‬ ‫اﻷول‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺣدد ﻋﻠﻰ ﺿوﺋﻪ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟرﻓض ﻟﻠﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫‪ – 7‬إﯾﺟﺎد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟﺔ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﻲ ﻣن اﻟﺟدول اﻟﺧﺎص ﺑﻪ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻌﺗﻣـد ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﻘﯾﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ درﺟــﺔ أو درﺟــﺎت اﻟﺣرﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى اﻟدﻻﻟــﺔ‬ ‫اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟذي ﺣددﻩ اﻟﺑﺎﺣث‪.‬‬

‫‪ – 8‬ﻣﻘﺎرﻧــﺔ اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﻣﺣﺳــوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﺣرﺟــﺔ أو ﺑــﺎﻟﻘﯾم اﻟﺣرﺟــﺔ واﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـرار‬ ‫ﺑـ ـرﻓض أو ﻋ ــدم رﻓ ــض اﻟﻔرﺿ ــﯾﺔ اﻟﺻـ ــﻔرﯾﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺿـــوء ﻣوﻗـــﻊ اﻟﻘﯾﻣـ ــﺔ‬

‫اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟرﻓض‪.‬‬ ‫ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﻟﻌﯾﻧﺔ واﺣدة ‪:‬‬

‫ﯾﻣﻛــن ﺣﺳ ــﺎب اﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﯾﺎت ﻣ ــن اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧ ــﺔ ﺑﻬ ــدف‬

‫اﻻﺳــﺗدﻻل ﻋﻠــﻰ اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‪ ،‬ﻣﺛــل اﻟوﺳــط اﻟﺣﺳــﺎﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺑــﺎﯾن‪،‬‬ ‫اﻟﻧﺳــﺑﺔ واﻻرﺗﺑــﺎط‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﺧﺗﻠــف اﻻﺧﺗﺑــﺎرات اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻔﺣــص اﻟﻔرﺿــﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬ ‫ﺑﻬـذﻩ اﻹﺣﺻـﺎﺋﯾﺎت‪ .‬وذﻟـك ﺣﺳــب ﻧـوع اﻟﺗوزﯾـﻊ اﻟﻌﯾﻧـﻲ اﻟــذي ﯾﻧﺎﺳـب ذﻟـك اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﻼ ﯾﻣﻛ ــن اﺧﺗﺑ ــﺎرﻩ ﺑﺎﺳ ــﺗﺧدام اﻻﺧﺗﺑ ــﺎر اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻲ ‪ Z‬إذا ﻛـــﺎن‬ ‫ﻓﺎﻟوﺳ ــط اﻟﺣﺳ ــﺎﺑﻲ ﻣ ــﺛ ً‬ ‫اﻟﺗوزﯾــﻊ اﻟﻌﯾﻧ ــﻲ ﺗوزﯾﻌـ ـﺎً اﻋﺗ ــداﻟﯾﺎً ﺗﺑﺎﯾﻧ ــﻪ ﻣﻌ ــروف‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﻣ ــد اﻟﻘﯾﻣ ــﺔ‬ ‫اﻟﺣرﺟـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ درﺟـ ــﺎت اﻟﺣرﯾـ ــﺔ ﻷﻧـ ــﻪ ﯾﻔﺗـ ــرض أن ﯾﻛـ ــون ﺣﺟـ ــم اﻟﻌﯾﻧـ ــﺔ ﻛﺑﯾـ ــر ﻧﺳـ ــﺑﯾﺎً‬ ‫)ن<=‪ .(30‬أﻣـﺎ إذا ﻛــﺎن ﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ ﺻــﻐﯾر ﻧﺳــﺑﯾﺎً وﻛــﺎن اﻟﺗﺑــﺎﯾن ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻏﯾــر‬ ‫ﯾﻘدر ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻫو ‪.t‬‬ ‫ﻣﻌروف ﺑل ّ‬ ‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻟﻔﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﻟﻌﯾﻧﺔ واﺣدة‪:‬‬ ‫أوﻻً ‪ :‬ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺔ اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ‪ μ‬ﺑﺎﻻﺧﺗﺑﺎر اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ‪Z‬‬ ‫اﻓــرض أن اﻟوﺳــط اﻟﺣﺳــﺎﺑﻲ ﻟﻌــدد ﺳــﺎﻋﺎت ﻣﺷــﺎﻫدة اﻟﺗﻠﻔزﯾــون ﻣــن ﻗﺑــل اﻟ ارﺷــدﯾن‬

‫ﯾﺳــﺎوي ﺛــﻼث ﺳــﺎﻋﺎت‪ .‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن اﻟﺑﺎﺣــث أﻣــﺎم ﺛــﻼث طــرق ﻟﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿــﯾﺔ‬

‫اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ‪:‬‬

‫ف‪ ، 3 = μ : .‬ف‪ ) 3 ≠ μ : 1‬ﻏﯾر ﻣﺗﺟﻬﺔ (‬

‫‪122‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ف‪ ،3 =< μ : .‬ف‪ ) 3 > μ : 1‬ﻣﺗﺟﻬﺔ (‬ ‫ف‪ ،3 >= μ : .‬ف‪ ) 3 < μ : 1‬ﻣﺗﺟﻬﺔ (‬ ‫اﻟﺧطوة اﻷوﻟـﻰ‪ :‬ﻓـﻲ ﻓﺣـص اﻟﻔرﺿـﯾﺔ ﻫـﻲ ﺻـﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿـﯾﺔ اﻟﺻـﻔرﯾﺔ واﻟﻔرﺿـﯾﺔ‬ ‫اﻟﺑدﯾﻠـﺔ ﺑواﺣـدة ﻣــن اﻟطـرق اﻟـﺛﻼث ﺣﺳــﻲ ﺧﺑ ارﺗـﻪ واﻟﺧﻠﻔﯾـﺔ اﻟﻧظرﯾــﺔ واﻟد ارﺳـﺎت اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ‬ ‫ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﺣﺳﺎب اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﺳﺎﻋﺎت ﻣراﻗﺑـﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾـون ﻣـن ﻗﺑـل أﻓـراد‬ ‫ﻋﯾﻧــﺔ ﻣﺧﺗــﺎرة ﻣــن ﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟ ارﺷــدﯾن ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ ﺟﻐراﻓﯾــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﻟﻧﻔــرض أن اﻟوﺳــط‬ ‫اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ = ‪.3.5‬‬ ‫اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳب‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻋـدد أﻓـراد اﻟﻌﯾﻧـﺔ‬ ‫ﻫﻧﺎ = ‪ 130‬ﻣﺛﻼً ﻓﺈن اﻟﻌدد ﻛﺑﯾر ﻧﺳﺑﯾﺎً وأﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر ﺷروط اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ Z‬ﻣﺗـوﻓرة‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن ﺗﻘ ــدﯾر اﻻﻧﺣـ ـراف اﻟﻣﻌﯾ ــﺎري ﻟﻠﻣﺟﺗﻣ ــﻊ ﻣ ــن اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ‪ .‬وﻟﻧﻔ ــرض أن‬ ‫اﻻﻧﺣـ ـراف اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎري اﻟﻣﻘـ ـ ّـدر ﻫﻧـــﺎ = ‪ .2.3‬أﻣـ ــﺎ إذا ﻛـ ــﺎن اﻻﻧﺣـ ـراف اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎري ﻓـ ــﻲ‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻌروف ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﻠﺗﻘدﯾر‪.‬‬ ‫اﻟﺧطــوة اﻟراﺑﻌــﺔ‪ :‬اﻟﺧطــﺄ اﻟﻣﻌﯾــﺎري ﻟﺗوزﯾــﻊ اﻟﻣﺗوﺳــطﺎت ﻫﻧــﺎ ﯾﻘـ ّـدر ﻣــن اﻻﻧﺣ ـراف‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎري اﻟﻣﻘدر ) ع‪ ( ρ‬ﻓﺈذا رﻣزﻧﺎ ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﻣﻌﯾﺎري )ع ﺧـ ( ﻓﺈن‪:‬‬ ‫ع‬

‫ﺧـ‬

‫= ع‪ / ρ‬اﻟﺟذر اﻟﺗرﺑﯾﻌﻲ ﻟﻌدد أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ‬

‫وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺛﺎل ﻓﺈن‪:‬‬ ‫ع‬

‫ﺧـ‬

‫= ‪ 0.20 = 11.4 / 2.3‬ﻣﻘرﺑﺎً ﻟرﻗﻣﯾن ﻋﺷرﯾﯾن‪.‬‬

‫اﻟﺧطوة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪ :‬ﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ‪:‬‬ ‫‪Z = ( x(bar) – μ)/σ‬‬ ‫إذا ﻛﺎن ‪ σ‬ﻣﻌروف‪ .‬ﺣﯾث )‪ x(bar‬اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪123‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫أو‬ ‫) اﻟﺟذر اﻟﺗرﺑﯾﻌﻲ ﻟﻌدد أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ‪/‬‬

‫‪ρ‬‬

‫ع(‪Z = ( x(bar) – μ)/‬‬

‫وﻫﻲ ﻫﻧﺎ‬ ‫‪Z = ( 3.5 – 3.0)/ 0.20 = 2.50‬‬ ‫اﻟﺧط ــوة اﻟﺳﺎدﺳـــﺔ ‪ :‬اﺧﺗﯾـ ــﺎر اﻟدﻻﻟ ــﺔ اﻹﺣﺻـــﺎﺋﯾﺔ ) ‪ ( α‬وﺑـ ــﺎﻟطﺑﻊ ﻓـــﺈن ﻧﻘﺻـ ــﺎن‬

‫ﻗﯾﻣﺔ ‪ α‬ﯾﻌﻧﻲ زﯾﺎدة اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻘﺻﺎن ﻓرﺻﺔ رﻓض اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺧطوة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ‪ :‬إﯾﺟﺎد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟـﺔ ﺣﯾـث ﯾﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ ﻗﯾﻣـﺔ ‪ α‬ﻓـﺈن درﺟـﺎت‬

‫اﻟﺣرﯾــﺔ ﻻ ﺗﺗ ــدﺧل ﻓــﻲ ﺗﺣدﯾ ــد اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﺣرﺟ ــﺔ‪ ،‬وأن اﻟﻌﺎﻣــل اﻟﻣ ــؤﺛر ﻫﻧــﺎ ﻫ ــو ﻣﺳ ــﺗوى‬ ‫اﻟدﻻﻟﺔ‪ .‬وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻓﺈن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻛوﻧﻬـﺎ ﻣﺗﺟﻬـﺔ أو ﻏﯾـر ﻣﺗﺟﻬـﺔ ﺗـؤﺛر‬ ‫أﯾﺿﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻘﯾم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫ﻣﺗﺟﻬﺔ‬

‫ﻏﯾر ﻣﺗﺟﻬﺔ‬

‫‪0.01 = α‬‬

‫‪2.33‬‬

‫‪2.58‬‬

‫‪0.05 = α‬‬

‫‪1.65‬‬

‫‪1.96‬‬

‫اﻟﺧطـ ــوة اﻟﺛﺎﻣﻧـ ــﺔ ‪ :‬ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ اﻟﻘﯾﻣـ ــﺔ اﻟﻣﺣﺳـ ــوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣـ ــﺔ اﻟﺣرﺟـ ــﺔ واﺗﺧـ ــﺎذ اﻟﻘــ ـرار‬

‫اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﺑﺷــﺄن اﻟﻔرﺿــﯾﺔ اﻟﺻــﻔرﯾﺔ‪ .‬وﺑﻣــﺎ أن ﻫــذا اﻟﻣﺛــﺎل ﺑﻘﺻــد اﻟﺗوﺿــﯾﺢ ﻓﻠــم ﯾــﺗم‬ ‫ﺗﺣدﯾد ﺻﯾﺎﻏﺔ واﺣدة ﻟﻠﻔرﺿﯾﺔ؛ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ واﺣدة ﻟﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ‪.‬‬

‫ﻓ ــﺈذا ﻛ ــﺎن اﻟﻘـ ـرار رﻓ ــض اﻟﻔرﺿ ــﯾﺔ اﻟﺻ ــﻔرﯾﺔ ﻓﻬ ــذا ﯾﻌﻧ ــﻲ أن اﻟﻔ ــرق ﺑ ــﯾن اﻟوﺳ ــط‬

‫اﻟﺣﺳــﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﯾﻧ ــﺔ واﻟوﺳــط اﻟﺣﺳ ــﺎﺑﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣــﻊ أﻋﻠ ــﻰ ﻣــن أن ﯾﻧﺳ ــب إﻟــﻰ أﺧط ــﺎء ﻓ ــﻲ‬ ‫اﻟﻌﯾﻧﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓرﻗﺎً ذو دﻻﻟـﺔ إﺣﺻـﺎﺋﯾﺔ وﻟـﯾس ﺑﺎﻟﺿـرورة أن ﯾﻛـون ﻓرﻗـﺎً ذو دﻻﻟـﺔ‬ ‫ﻋﻣﻠﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻓﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺛـﺎل ﻣﺗﺟﻬـﺔ وﻣﺳـﺗوى اﻟدﻻﻟـﺔ ‪ ، 0.01‬ﻓـﺈن اﻟﻘـرار‬ ‫اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻫو رﻓض اﻟﻔرﺿـﯾﺔ اﻟﺻـﻔرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧـﻰ أن ﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟ ارﺷـدﯾن اﻟـذﯾن اﺧﺗﯾـرت‬ ‫‪124‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻣﻧـﻪ اﻟﻌﯾﻧـﺔ ﯾﺷـﺎﻫدون اﻟﺗﻠﻔزﯾـون ﺑﻣﺗوﺳــط ﺳـﺎﻋﺎت أﻋﻠـﻰ ﻣـن اﻟﻣﺗوﺳـط اﻟﻣﻌــروف‪ .‬وأن‬ ‫اﻟﻔ ـ ــرق ﺑ ـ ــﯾن ‪ 3.50‬و ‪ 3.00‬ﻟ ـ ــﯾس ﻓ ـ ــرق ﺻ ـ ــدﻓﺔ‪ .‬أو أن اﺣﺗﻣ ـ ــﺎل أن ﺗﻛ ـ ــون اﻟﻘﯾﻣ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣﺳـ ــوﺑﺔ )‪ (3.50‬ﻛﺎﻧـ ــت ﻗـ ــد ﺟـ ــﺎءت ﺑﺎﻟﺻـ ــدﻓﺔ ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﺗﻛـ ــون اﻟﻔرﺿـ ــﯾﺔ اﻟﺻـ ــﻔرﯾﺔ‬ ‫ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﻌﻠﯾًﺎ ﻫو اﺣﺗﻣﺎل أﻗل ﻣن ‪.0.01‬‬ ‫ﻣﻼﺣظــﺔ‪ :‬إذا ﻛﺎﻧــت اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﻏﯾــر ﻣﺗﺟﻬــﺔ ﻓــﺈن اﻟﺑﺎﺣــث ﯾﻣﻛــن أن ﯾﻘــوم ﺑﺧطــوة‬

‫إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻫﻲ أن ﯾﺣﺳب ﻓﺗرة اﻟﺛﻘﺔ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻓﺗ ـرة اﻟﺛﻘــﺔ = )اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﻣﺣﺳــوﺑﺔ ﻟﻺﺣﺻــﺎﺋﻲ( ‪ +‬أو – )اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﺣرﺟــﺔ()اﻟﺧط ــﺄ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﻲ(‬ ‫ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت‪:‬‬ ‫ف‪ ، 3 = μ : .‬ف‪0.05 = α ، 3 ≠ μ : 1‬‬ ‫ﻓﺈن ‪:‬‬ ‫ﻓﺗرة اﻟﺛﻘﺔ = ‪ + 3.5‬أو – )‪(0.20)(1.96‬‬ ‫= ‪ + 3.5‬أو – ‪0.392‬‬ ‫وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛﺗب ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪3.12 =< μ =< 3.89‬‬ ‫ﺑﻣﻌﻧــﻰ أﻧﻧــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺛﻘــﺔ ﺑﻣﻘــدار ‪ % 95‬ﺑــﺄن ﻫــذا اﻟﻣــدى ﯾﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ أو ﯾﺗﺿــﻣن‬

‫اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺔ اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ )‪ (μ‬ﺑﺎﻻﺧﺗﺑﺎر ‪t‬‬

‫‪125‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﻔــرق ﺑــﯾن اﻻﺧﺗﺑــﺎر ‪ Z‬واﻻﺧﺗﺑــﺎر ‪ t‬ﻫــو اﻷﺛــر اﻟﻧــﺎﺗﺞ ﻋــن ﺻــﻐر ﺣﺟــم اﻟﻌﯾﻧــﺔ‪،‬‬ ‫ﺣﯾ ــث ﯾﺗ ــدﺧل ﻫ ــذا اﻟﺣﺟ ــم ﻓ ــﻲ ﻗﯾﻣ ــﺔ اﻟﺧط ــﺄ اﻟﻣﻌﯾ ــﺎري‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗـــﺎﻟﻲ اﻟﻘﯾﻣ ــﺔ اﻟﻣﺣﺳـــوﺑﺔ‬ ‫ﻟﻼﺧﺗﺑ ــﺎر اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻲ‪ .‬ﻛﻣـــﺎ ﯾﺗ ــدﺧل ﻓ ــﻲ إﯾﺟ ــﺎد اﻟﻘﯾﻣ ــﺔ اﻟﺣرﺟ ــﺔ ﻣـــن ﺧ ــﻼل درﺟ ــﺎت‬ ‫اﻟﺣرﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﯾوﺿ ــﺢ اﻟﻣﺛ ــﺎل اﻟﺗ ــﺎﻟﻲ ﺧطـ ـوات ﻓﺣ ــص اﻟﻔرﺿ ــﯾﺔ اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠوﺳ ــط اﻟﺣﺳ ــﺎﺑﻲ‬

‫ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻻﺧﺗﺑﺎر ‪.t‬‬

‫إﻓرض أن اﻟدراﺳﺎت ﺗﺷـﯾر ﺑـﺄن اﻟوﺳـط اﻟﺣﺳـﺎﺑﻲ اﻟﻌـﺎدي ﻻﺗﺳـﺎع اﻟـذاﻛرة اﻟرﻗﻣﯾـﺔ‬ ‫ﻻ ﯾزﯾــد ﻋــن ﺗﺳــﻌﺔ أرﻗــﺎم‪ ،‬إﻻ أن ادﻋــﺎء أﻓـراد ﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣﻌــﯾن ﺑــﺄﻧﻬم أﻋﻠــﻰ ﻣــن اﻟﻌــﺎدي‬ ‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﺗﺳﺎع اﻟذاﻛرة اﻟرﻗﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻗـﺎم ﺑﺎﺣـث ﺑﺎﺧﺗﯾـﺎر ﻋﯾﻧـﺔ ﻣـن ‪ 23‬ﻓـرداً‬ ‫ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﻗﺎس اﺗﺳﺎع اﻟذاﻛرة اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﻟﻛل ﻓرد ﻣـﻧﻬم‪ .‬وﻛﺎﻧـت ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻌﯾﻧـﺔ ﺗﺷـﯾر‬

‫إﻟــﻰ أن اﻟوﺳــط اﻟﺣﺳــﺎﺑﻲ ﻟﺗوزﯾــﻊ اﺗﺳــﺎع اﻟــذاﻛرة اﻟرﻗﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﯾﻧــﺔ = ‪ 9.4‬ﺑــﺎﻧﺣراف‬ ‫ﻣﻌﯾ ــﺎري = ‪ 1.3‬وﺑﻧ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــك ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن ﺗﻠﺧ ــﯾص إﺟـ ـراءات ﻓﺣ ــص اﻟﻔرﺿ ــﯾﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ف‪ ، 9 =< μ : .‬ف‪9 > μ : 1‬‬ ‫‪) = t – 2‬اﻟوﺳ ـ ـ ــط اﻟﺣﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻲ اﻟﻣﺣﺳ ـ ـ ــوب‪ -‬اﻟوﺳ ـ ـ ــط اﻟﺣﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻲ اﻟﻣﻌط ـ ـ ــﻰ( ‪/‬‬ ‫)اﻻﻧﺣراف اﻟﻣﻌﯾﺎري( ‪)/‬اﻟﺟذر اﻟﺗرﺑﯾﻌﻲ ﻟﻌدد اﻟﻌﯾﻧﺔ(‬ ‫‪(4.79)/(1.3) / 9 – 9.4 = t‬‬ ‫‪ 1.475 = t‬ﻣﻘرﺑﺎً ﻟﺛﻼث أرﻗﺎم ﻋﺷرﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر ‪ t‬ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى دﻻﻟﺔ ‪ 0.05‬ودرﺟـﺎت ﺣرﯾـﺔ = ‪22‬‬ ‫ﻫﻲ ‪) 1.717‬ﻣن اﻟﺟدول(‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪ – 4‬ﺑﻣﺎ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻗل ﻣن اﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﺣرﺟـﺔ ﻓـﺈن ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻌﯾﻧـﺔ ﻻ ﺗﻣﻛـن‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث ﻣن رﻓض اﻟﻔرﺿـﯾﺔ اﻟﺻـﻔرﯾﺔ‪ ،‬وأن ارﺗﻔـﺎع اﻟوﺳـط اﻟﺣﺳـﺎﺑﻲ ﺑﻣﻘـدار‬ ‫)‪ (0.4‬ﻋــن اﻟوﺳــط اﻟﺣﺳ ــﺎﺑﻲ اﻟﻌــﺎدي ﺟ ــﺎء ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺻ ــدﻓﺔ وأﻧــﻪ ﻟ ــﯾس ذو‬ ‫دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ :‬ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎﯾن ‪σ‬‬

‫‪2‬‬

‫ﻗﻠﻣــﺎ ﻧﺟــد اﻫﺗﻣﺎﻣــﺎً ﻟــدى اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻓــﻲ اﺧﺗﺑــﺎر ﻓرﺿــﯾﺎت ﺣــول اﻟﺗﺑــﺎﯾن ﻛﻣﻘﯾــﺎس‬

‫ﺗﺷــﺗت ﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ واﺣــدة‪ ،‬إﻻ أن اﺧﺗﺑــﺎر ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻔرﺿــﯾﺎت ﯾﺳــﺎﻋد ﻋــﺎدة ﻓــﻲ‬ ‫ﺗﻔﺳــﯾر اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻛﺷــف ﻓــﻲ اﻟﺑﺣــوث اﻟﺗرﺑوﯾــﺔ واﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻋــن اﻟﻔــروق‬

‫اﻟﻔردﯾــﺔ‪ ،‬وﺑﺷــﻛل ﺧــﺎص ﻋﻧــد اﺳــﺗﺧدام اﻻﺧﺗﺑــﺎرات اﻟﻣﻘﻧﻧــﺔ‪ .‬ﻣــن اﻟﻣﻌــروف ﻣــﺛﻼً أن‬ ‫اﺧﺗﺑــﺎر ﻧﺳــﺑﺔ اﻟــذﻛﺎء ﻋﻧــد اﻷﻓ ـراد ﻋﻠــﻰ اﺧﺗﺑــﺎر ﺑﯾﻧﯾــﺔ ﺗﺗــوزع اﻋﺗــداﻟﯾﺎً ﺑﺗﺑــﺎﯾن = ‪،256‬‬ ‫وﻟﻛن ﻫل ﻫذا اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻗـﺎدر ﻋﻠـﻰ ﻛﺷـف اﻟﻔـروق اﻟﻔردﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻧﺳـﺑﺔ اﻟـذﻛﺎء ﻋﻧـد أﻓـراد‬

‫ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻌﯾن ﺑﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ دﻟﯾل اﻻﺧﺗﺑﺎر‪.‬‬ ‫اﻓـرض أن ﺑﺎﺣﺛـًﺎ طﺑـق ﻫــذا اﻻﺧﺗﺑـﺎر ﻋﻠـﻰ ﻋﯾﻧـﺔ ﻣــن ‪ 28‬ﻓـردًا ﻣـن أﻓـراد ﻣﺟﺗﻣــﻊ‬

‫اﻟدراﺳﺔ وﺗﺑﯾن أن اﻟﺗﺑـﺎﯾن ﻓـﻲ اﻟﻌﯾﻧـﺔ ع‪ ،236 = 2‬واﻟﺳـؤال ﻫﻧـﺎ ﻫـو ﻫـل ﺟـﺎءت ﻋﯾﻧـﺔ‬ ‫اﻟد ارﺳــﺔ ﻣــن ﻣﺟﺗﻣــﻊ آﺧــر ﯾﺧﺗﻠــف ﻋــن ﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟﺗﻘﻧــﯾن‪ .‬وﺗﺗطﻠــب اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻋــن ﻫــذا‬ ‫اﻟﺳؤال ﻓﺣث اﻟﻔرﺿﯾﺔ‪:‬‬ ‫ف‪ 256 = 2σ : .‬ﻣﻘﺎﺑل ف‪256 ≠ 2σ : 1‬‬ ‫اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻟﻠﺗﺑﺎﯾن ﻫو ﻛﺎ‪ ،2‬وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺧطوة اﻟﺗﺎﻟﯾـﺔ ﻻﺧﺗﺑـﺎر اﻟﻔرﺿـﯾﺔ ﻫـﻲ‬ ‫ﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻛﺎ‪ 2‬ﺑﺎﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ‪:‬‬ ‫ﻛﺎ‪) = 2‬ن‪ (1-‬ع‪ / 2‬أ‬ ‫= )‪24.89 = 256 / 236 (1-28‬‬

‫‪127‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻓﺈذا اﺧﺗﺑرت اﻟﻔرﺿـﯾﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﺗوى دﻻﻟـﺔ ‪ 0.10‬وﻛﺎﻧـت ﻏﯾـر ﻣﺗﺟﻬـﺔ ﻓـﺈن اﻟﻘـﯾم‬ ‫اﻟﺣرﺟــﺔ ﺗﺧﺗﻠــف ﻫﻧــﺎ ﻋــن اﻟﻘــﯾم اﻟﺣرﺟــﺔ ﻓــﻲ ﺗوزﯾــﻊ ‪ t ،Z‬وذﻟــك ﻷن ﺗوزﯾــﻊ ﻛــﺎ‪ 2‬ﻏﯾــر‬ ‫ﻣﺗﻣﺎﺛــل ﻛﻣــﺎ أﻧــﻪ ﻻ ﺗوﺟــد ﻗــﯾم ﺳــﺎﻟﺑﺔ وﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﺟــدول ﻛــﺎ‪ 2‬ﯾﻌطــﻲ ﻗﯾﻣﺗــﯾن ﺣــرﺟﺗﯾن‬ ‫اﻷوﻟــﻰ ﻋﻧـد اﺣﺗﻣــﺎل ‪ 0.95‬واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻋﻧــد اﺣﺗﻣــﺎل ‪ 0.05‬ﻟــدرﺟﺎت ﺣرﯾــﺔ = ‪ ،27‬وﻫــﻲ‬ ‫ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺛــﺎل ‪ 16.15 ،40.11‬وﺣﺗــﻰ ﺗﻛــون ﻗﯾﻣــﺔ ﻛــﺎ‪ 2‬داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋﯾﺎً ﻓﺄﻧــﻪ إﻣــﺎ أن‬ ‫ﺗﻛون اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن ‪ 40.11‬أو أﻗل ‪.16.15‬‬

‫وﻟذﻟك ﻓـﺈن اﻟﻘـرار اﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ ﻫﻧـﺎ ﻫـو ﻋـدم رﻓـض اﻟﻔرﺿـﯾﺔ اﻟﺻـﻔرﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧـﻰ أن‬ ‫ﺗﺑ ــﺎﯾن اﻟﻌﯾﻧ ــﺔ ﻻ ﯾﺧﺗﻠ ــف ﻋ ــن ﺗﺑ ــﺎﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ اﻟ ــذي ﻗ ــﻧن ﻋﻠﯾ ــﻪ اﺧﺗﺑ ــﺎر اﻟ ــذﻛﺎء‪ .‬وأن‬ ‫اﺧﺗﻼف ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻋن ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺟﺎء ﺑﺎﻟﺻدﻓﺔ‪ ،‬أو أﻧﻪ ﻏﯾر دال إﺣﺻﺎﺋﯾﺎً‪.‬‬ ‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﻼﺣظ واﻟﺗﻛرار اﻟﻣﺗوﻗﻊ‪:‬‬ ‫اﺗﺿــﺢ ﻣــن اﻟﺣــدﯾث ﻋــن أﻧ ـواع اﻟﺗوزﯾﻌــﺎت ﺑــﺄن اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻛــﺎ‪ 2‬إﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻏﯾــر‬ ‫ﻣﻌﻠﻣــﻲ ‪ Non Parametric‬وأﻧ ــﻪ ﯾﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ ﻓﺣــص أو اﺧﺗﺑــﺎر ﻋــدة ﻓرﺿ ــﯾﺎت‬ ‫ﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﯾـﺎس اﻻﺳـﻣﻲ ﻣـن ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﻓرﺿـﯾﺔ اﻟﺗواﻓـق ﺑـﯾن اﻟﺗﻛـرار اﻟﻣﻼﺣـظ‬ ‫)ت( واﻟﺗﻛـرار اﻟﻣﺗوﻗــﻊ )تم( اﻟــذي ﯾرﺗﻛــز ﻋــﺎدة ﻋﻠــﻰ ﺧﻠﻔﯾــﺔ ﻧظرﯾــﺔ ﻣﺣــددة وﻟــﯾس ﻟــﻪ‬ ‫ﻋﻼﻗــﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ‪ .‬وﺗوﺿــﺢ اﻟﻣﻌﺎدﻟــﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻛــﺎ‬

‫‪2‬‬

‫واﻟﺗﻛرار‪ ،‬اﻟﻣﺗوﻗﻊ و اﻟﻣﻼﺣظ‪.‬‬ ‫ﻛﺎ‪ = 2‬ﺳﯾﺟﻣﺎ‬

‫ك‬

‫)ت ‪ -‬تم (‪/ 2‬‬

‫تم‬

‫ﺣﯾث ﺳﯾﺟﻣﺎ ك = ﻣﺟﺎﻣﯾﻊ ﻣن ‪ 1‬إﻟﻰ ك ‪ ،‬ك = ﻋدد اﻟﻔﺋﺎت‬ ‫ﻣﺛﺎل ‪ :‬إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﻛون ﻧﺳـﺑﺔ ﻣـن ﯾؤﯾـدون ﻗـ ار اًر ﺗرﺑوﯾـﺎً ﻓـﻲ ﻣﺟﺗﻣـﻊ‬

‫ﻣـﺎ ﺗﺳــﺎوي ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿــون وﻣﺳـﺎوﯾﺎً أﯾﺿـﺎً ﻟﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺣﯾــﺎدﯾون‪ .‬ﻓـﺈذا ﺗــم اﺧﺗﯾــﺎر ﻋﯾﻧــﺔ‬ ‫ﻣن ‪ 45‬ﻓـرداً ﻣـن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬وﺑﻌـد أن أﺧـذت آراﺋﻬـم ﻛﺎﻧـت اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻛﻣـﺎ ﻫـﻲ ﻣﺑﯾﻧـﺔ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪128‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﻼﺣظ )ت(‬

‫اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﺗوﻗﻊ ) تم (‬

‫‪12‬‬

‫‪15‬‬

‫‪16‬‬

‫‪15‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫ف‪ : .‬ت =‬

‫تم‬

‫ف‪ : 1‬ت ≠‬

‫تم‬

‫‪) 0.05 = α‬ﻣﺛﻼً(‬ ‫درﺟﺎت اﻟﺣرﯾﺔ = ﻋدد اﻟﻔﺋﺎت – ‪ = 1‬ك – ‪2 = 1‬‬ ‫ﻛﺎ‪ 2‬اﻟﺣرﺟﺔ = ‪5.99‬‬ ‫ﻛﺎ‪ 2‬اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ‬

‫= )‪15/2(15-20) + 15/2(15-16) + 15/2(15-12‬‬ ‫= )‪2.33 = 15/(25+1+9‬‬

‫اﻟﻘرار اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪ :‬ﺑﻣﺎ أن ﻛﺎ‪ 2‬اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ > ﻛﺎ‪ 2‬اﻟﺣرﺟﺔ‬ ‫إذن ﻻ ﻧرﻓض اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻻﺳــﺗﻧﺗﺎج ‪ :‬ﻧﺳــﺑﺔ اﻷﻓ ـراد اﻟﻣؤﯾــدون أو اﻟﻣﺣﺎﯾــدون ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻘــرار ﺗرﺑــوي ﻣﻌــﯾن‬ ‫ﺗﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ‪ .‬وأن اﻟﻔروق ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗذﺑذب اﻟﻌﺷواﺋﻲ‪.‬‬ ‫ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﻟﻌﯾﻧﺗﯾن ‪:‬‬ ‫اﺧﺗﺑـﺎر اﻟﻔرﺿــﯾﺎت ﻟﻌﯾﻧﺗــﯾن ﺻــورة ﻣوﺳــﻌﺔ ﻋـن اﺧﺗﺑــﺎر اﻟﻔرﺿــﯾﺎت ﻟﻌﯾﻧــﺔ واﺣــدة‪.‬‬ ‫وﻟﺗوﺿــﯾﺢ ذﻟــك دﻋﻧــﺎ ﻧﻼﺣــظ اﻟﻔرﺿــﯾﺎت اﻟﺻــﻔرﯾﺔ ﻟﻌﯾﻧــﺔ واﺣــدة ﻟــﺑﻌض اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺎت‬ ‫واﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺻﻔرﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻌﯾﻧﺗﯾن‪:‬‬

‫‪129‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‬

‫ﻟﻌﯾﻧﺔ واﺣدة‬

‫ﻟﻌﯾﻧﺗﯾن‬

‫‪Μ‬‬

‫ف‪.μ = μ : .‬‬

‫ف‪= 1 μ : .‬‬

‫‪2μ‬‬

‫ل‬

‫ف‪ : .‬ل = ل‪.‬‬

‫ف‪ : .‬ل ‪= 1‬‬

‫ل‪2‬‬

‫‪Ρ‬‬

‫ف‪0 = ρ : .‬‬

‫ف‪= 1 ρ : .‬‬

‫‪2ρ‬‬

‫‪2‬‬

‫ف‪ = 2 σ : .‬ا‬

‫ف‪σ =12σ : .‬‬

‫‪σ‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫وﻟذﻟك ﻓﺈن ﺧطوات اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﻟﻌﯾﻧﺗﯾن ﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﺧطـوات ﻟﻌﯾﻧـﺔ واﺣـدة‪،‬‬ ‫إﻻ أن اﻟﻔ ــروق ﺗﻛﻣ ــن ﻓ ــﻲ ﻛﯾﻔﯾ ــﺔ اﺳ ــﺗﺧراج اﻟﺧط ــﺄ اﻟﻣﻌﯾ ــﺎري ودرﺟ ــﺎت اﻟﺣرﯾ ــﺔ ﻷﻧﻧ ــﺎ‬ ‫ﻧﺗﻌﺎﻣ ــل ﻣ ــﻊ ﺗوزﯾ ــﻊ ﻋﯾﻧ ــﻲ ﻟﻠﻔ ــروق‪ .‬ﻛﻣ ــﺎ أن ﺗطﺑﯾ ــق ﻫ ــذﻩ اﻟﺧطـ ـوات ﯾﺷ ــﺗرط ﺗﺣﻘـــق‬ ‫اﻓﺗراﺿﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ‪ :‬أي اﺳـﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﺧﺗﯾـﺎر إﺣـدى اﻟﻌﯾﻧﺗـﯾن ﻋـن اﻷﺧـرى ﺳـواء ﻛﻧـﺎ‬ ‫ﻧـﺗﻛﻠم ﻋــن اﻟﻌﯾﻧﺗــﯾن ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﺿــﺎﺑطﺔ واﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ أو ﻋــن‬

‫ﻋﯾﻧﺗ ــﯾن ﻣ ــن ﻣﺟﺗﻣﻌ ــﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔ ــﯾن وﻫ ــذا ﺑﻣﻛ ــن ﺗ ــوﻓﯾرﻩ ﺑﺎﻻﺧﺗﯾ ــﺎر اﻟﻌﺷـ ـواﺋﻲ‬ ‫واﻟﺗﻌﯾــﯾن اﻟﻌﺷ ـواﺋﻲ‪ .‬أﻣــﺎ إذا ﻟــم ﺗﺗــوﻓر اﻻﺳــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓــﺈن ﻫــذا ﺳــﯾؤﺛر ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫ﻛﯾﻔﯾ ــﺔ ﺣﺳـ ــﺎب اﻟﺧطـ ــﺄ اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎري ودرﺟـــﺎت اﻟﺣرﯾـ ــﺔ وﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﯾﻣـ ــﺔ‬ ‫اﻟﺣرﺟﺔ وﻧوع اﻟﻘرار اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ﺗﺟــﺎﻧس اﻟﺗﺑــﺎﯾن ‪ :‬ﺑﻣﻌﻧــﻰ أن ﯾﻛــون ﺗﺑــﺎﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻷول ﯾﺳــﺎوي إﺣﺻــﺎﺋﯾًﺎ‬ ‫ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟﺛـﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓـﺈذا ﺗﺣﻘـق ﻫـذا اﻻﻓﺗـراض ﻓـﺈن ﺗﺑـﺎﯾن ﺗوزﯾـﻊ اﻟﻔـروق‬

‫ﯾﻘـ ـ ّـدر ﺑطرﯾﻘـ ــﺔ ﺗﺧﺗﻠـ ــف ﻋـ ــن ﺗﻘـ ــدﯾر ﻧﻔـ ــس اﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﻲ ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﺣﻘـ ــق‬ ‫اﻹﻓﺗ ـراض ﻧﻔﺳــﻪ‪ .‬وﻋﻠــﻰ أي ﺣــﺎل‪ ،‬ﻓــﺈن ﻣــدى ﺗــﺄﺛﯾر ﻋــدم ﺗﺣﻘﯾــق اﻓﺗ ـراض‬ ‫ﺗﺟﺎﻧس اﻟﺗﺑﺎﯾن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣدى اﺧﺗﻼف اﻟﻌﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺣﺟوﻣﻬﺎ‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﺳﯾﺗﺿــﺢ ﻓــﻲ اﺧﺗﺑــﺎر اﻟﻔرﺿــﯾﺎت ﻟﻌﯾﻧﺗــﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟﺟــﺎت اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺎﺳــب‬ ‫ﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻻﻓﺗراﺿﺎت وﻋدم ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ‪ .‬وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﻌـض اﻷﻣﺛﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ اﺧﺗﺑـﺎر ﻣـن ﻫـذا‬ ‫اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت‪:‬‬ ‫أوﻻً ‪ :‬ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺔ ﺗﺟﺎﻧس اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻟﻌﯾﻧﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﺑ ــﯾن ﻣ ــن اﻟﺣ ــدﯾث ﻋ ــن ﺗوزﯾـــﻊ ‪ F‬أﻧ ــﻪ اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳ ــب ﻻﺧﺗﺑ ــﺎر ﺗﺟـــﺎﻧس‬ ‫اﻟﺗﺑﺎﯾن‪ .‬وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻫﻧﺎ أن اﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ ‪ F‬ﻫـو اﻟﻧﺳـﺑﺔ ﺑـﯾن ﺗﺑـﺎﯾﻧﯾن وﻟـذﻟك‬ ‫ﻓـﺈن اﺧﺗﺑــﺎر ﺗﺟــﺎﻧس اﻟﺗﺑــﺎﯾن اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﯾــﻪ ﺑﺎﻟﻔرﺿــﯾﺔ اﻟﺻــﻔرﯾﺔ ف‪σ =12σ : .‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺑﻘﺳﻣﺔ اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻷﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻷﺻﻐر وﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟﺔ‪.‬‬

‫ﯾــﺗم‬

‫ﻗد ﯾﻛون اﺧﺗﺑﺎر ﻓرﺿـﯾﺔ ﺗﺟـﺎﻧس اﻟﺗﺑـﺎﯾن ﻫـدﻓﺎً ﺑﺣـد ذاﺗـﻪ وﺧﺎﺻـﺔ ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﺗﺳـﺎوى‬

‫ﺗوزﯾﻌــﺎن ﺑﻣﻘــﺎﯾﯾس اﻟﻧزﻋــﺔ اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ وﯾﺧﺗﻠﻔــﺎن ﺑﻣﻘــﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷــﺗت‪ ،‬أو أن ﯾﻛــون ﺧطــوة‬ ‫ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻻﺧﺗﺑﺎر ﻓرﺿﯾﺔ اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻌﯾﻧﺗﯾن‪.‬‬

‫ﻣﺛــﺎل ‪ :‬إﻓــرض أن ﺑﺎﺣﺛ ـﺎً اﺧﺗــﺎر ﻋﯾﻧــﺔ ﻣــن ‪ 80‬ﻓــرداً ﻋﺷ ـواﺋﯾﺎً وﻗﺳــﻣﻬﺎ ﻋﺷــواﺋﯾﺎً‬

‫ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن )ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ وﺿـﺎﺑطﺔ(‪ ،‬إﻻ أﻧـﻪ ﺑﻌـد اﻧﺗﻬـﺎء اﻟﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾـﺔ‬ ‫ﻛــﺎن اﻹﻫــدار ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ أﻋﻠ ــﻰ ﻣﻧــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﺿــﺎﺑطﺔ‪ ،‬وﺑﻌ ــد‬ ‫ﺗطﺑﯾق أداة اﻟﻘﯾﺎس ﻟﻠﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫ن‪ ،39 = 1‬ن‪30 = 2‬‬ ‫س‪ 85.6 = 1‬س‪85.4 = 2‬‬ ‫ع‪ 78 = 21‬ع‪36=22‬‬ ‫ﯾﻼﺣــظ أن أﺛــر اﻟﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾــﺔ ﯾﺗﺿــﺢ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺗﺑــﺎﯾن ﻛﻣﻘﯾــﺎس ﺗﺷــﺗت‬ ‫وﻟﯾس ﻣن ﺧﻼل اﻟوﺳط اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻛﻣﻘﯾﺎس ﻧزﻋﺔ ﻣرﻛزﯾـﺔ‪ .‬واﻟﺳـؤال ﻫﻧـﺎ ﻫـو ﻫـل ﻫﻧـﺎك‬ ‫ﺗﺟﺎﻧس ﻓﻲ اﻟﺗﺑﺎﯾن؟ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺳؤال ﻓﺈن اﻟﺑﺎﺣث ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔرﺿﯾﺔ‪:‬‬

‫‪131‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ف‪σ =12σ : .‬‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬ ‫‪2‬‬

‫أو ‪σ /12σ‬‬

‫‪2‬‬

‫أو ‪σ /12σ‬‬

‫‪2‬‬

‫ف‪σ ≠12σ : .‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫= ‪ 1‬ﻣﻘﺎﺑل ‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫≠‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟﺧطــوة اﻟﺗﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﺧﺗﺑــﺎر اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﻫــﻲ ﺣﺳــﺎب ﻗﯾﻣــﺔ اﻻﺧﺗﺑــﺎر اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ‪F‬‬ ‫وذﻟك ﺑﻘﺳﻣﺔ اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻷﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻷﺻﻐر‪:‬‬ ‫‪2.17 = 36/78 = F‬‬ ‫ﻓﺈذا اﺧﺗﺑرت اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى دﻻﻟﺔ ‪ 0.10‬ﻣﺛﻼً ﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻓـﺈن‬

‫ﻣﻧطﻘـﺔ اﻟـرﻓض ﺗﺣﺗــل طرﻓـﻲ اﻟﺗوزﯾــﻊ ﺑﻣـﺎ ﯾﻌـﺎدل ‪ 0.05‬ﻣــن اﻟﻣﺳـﺎﺣﺔ ﻓــﻲ ﻛـل طــرف‪.‬‬ ‫وﺑﻣــﺎ أﻧﻧــﺎ ﻧﺿــﻊ اﻟﺗﺑــﺎﯾن اﻷﻛﺑــر ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺑــﺎﯾن اﻷﺻــﻐر ﻓــﺈن ‪ ،1 =< F‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن‬ ‫ﻣﻧطﻘــﺔ اﻟ ـرﻓض اﻟﻣﻘﺻــودة ﺗﻘــﻊ ﻓــﻲ اﻟطــرف اﻷﯾﻣــن وأن اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﺣرﺟــﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑــﺎر ‪F‬‬ ‫ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﺣرﯾﺔ ‪ 29 ،38‬ﻫﻲ ‪.1.84‬‬ ‫وﺑﻣﺎ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ )‪ (2.17‬أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﺣرﺟـﺔ )‪ (1.84‬ﻓـﺈن اﻟﻘـرار‬ ‫اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻲ ﻫ ــو رﻓ ــض اﻟﻔرﺿ ــﯾﺔ اﻟﺻ ــﻔرﯾﺔ‪ .‬ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ أن اﻓﺗـ ـراض ﺗﺟ ــﺎﻧس اﻟﺗﺑ ــﺎﯾن ﻟ ــم‬ ‫ﯾﺗﺣﻘق‪.‬‬ ‫ﻣﻼﺣظـﺔ‪ :‬إذا ﺣﺳــﺑت ﻗﯾﻣـﺔ ‪ F‬ﺑﻘﺳــﻣﺔ اﻟﺗﺑـﺎﯾن اﻷﺻــﻐر ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﺑــﺎﯾن اﻷﻛﺑـر ﻓــﺈن‬ ‫اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﺣرﺟــﺔ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ‪ 1 > F‬ﻫــﻲ ﻣﻘﻠــوب اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﺣرﺟــﺔ ﻟــﻧﻔس ﻣﺳــﺗوى اﻟدﻻﻟــﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﺣرﯾﺔ ﻣﻌﻛوﺳﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺛﺎل = ‪.0.565 = 1.77/1‬‬ ‫ﺣﯾث ‪ 1.77‬ﻫﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى دﻻﻟﺔ ‪ 0.05‬وﻟدرﺟﺎت ﺣرﯾﺔ ‪38 ،29‬‬ ‫وﺑﻣــﺎ أن اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﻣﺣﺳــوﺑﺔ ﻟﻺﺣﺻــﺎﺋﻲ ‪ 0.462 = 78/36 = F‬أﻗــل ﻣــن اﻟﻘﯾﻣــﺔ‬

‫اﻟﺣرﺟــﺔ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﻘــﻊ ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ اﻟ ـرﻓض ﻟﻠطــرف اﻷﯾﺳــر ﻣــن اﻟﺗوزﯾــﻊ وﻫــذا ﯾــؤدي إﻟــﻰ‬ ‫اﺗﺧﺎذ ﻧﻔس اﻟﻘرار اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺔ ﺗﺟﺎﻧس اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻟﻌﯾﻧﺎت ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ‪:‬‬ ‫‪132‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺗﻌﺎﻣــل اﻟﺑﺎﺣــث ﻣــﻊ ﻋﯾﻧــﺎت ﻏﯾــر ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻻﺧﺗﺑــﺎر اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ‬ ‫اﻟــذي ﯾﻧﺎﺳــب ﺗوزﯾــﻊ اﻟﻔــروق ﻓــﻲ اﻟﺗﺑــﺎﯾن ﻫــو ﺗوزﯾــﻊ ‪ t‬وأن اﻟﺧطــﺄ اﻟﻣﻌﯾــﺎري ﻟﻠﺗوزﯾــﻊ‬ ‫ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟﻌﯾﻧﺗﯾن‪ ،‬وﻛل ﻣن اﻟﺗﺑﺎﯾﻧﯾن‪.‬‬ ‫ﻋدد اﻟﻣﺷﺎﻫدات اﻟﻣزدوﺟﺔ ) ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ ( ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫ع‬

‫خ ت‬

‫=‬

‫)‪4‬‬

‫ع‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫ع‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫( )‪ – 1‬ر‪)/(212‬ن‪(2-‬‬

‫وﻟﺣﺳـ ــﺎب ﻗﯾﻣـ ــﺔ اﻻﺧﺗﺑـ ــﺎر اﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﻲ ﻓـ ــﺈن ﻣﻌﺎدﻟـ ــﺔ اﻟﺗوزﯾـ ــﻊ ‪ t‬ﺗﺣﺳـ ــب ﻋـ ــدد‬ ‫اﻷﺧطـﺎء اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾـﺔ ﻟﻠﻔـرق ﺑـﯾن اﻟﺗﺑـﺎﯾﻧﯾن وﻟـﯾس ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﺗﺑـﺎﯾن ﻛﻣـﺎ ﻻﺣظﻧـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﯾﻧـﺎت‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪ .‬اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺗوﺿﺢ اﻻﺧﺗﻼف‪:‬‬ ‫‪=t‬‬

‫)ع‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫ع‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫(‪ /‬ع‬

‫خ ت‬

‫أﻣﺎ ﻋن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﺟﺔ ﻓﺗﺳﺗﺧرج ﻣن ﺟدول ﺗوزﯾﻊ ‪ t‬ﻋﻧد درﺟـﺔ ﺣرﯾـﺔ ن‪ 2-‬ﻋﻧـد‬ ‫ﻣﺳﺗوى دﻻﻟﺔ ﯾﺣددﻩ اﻟﺑﺎﺣث‪.‬‬ ‫ﻣﺛـﺎل ‪ :‬إﻓـرض أن ﻏـرض ﺑﺎﺣــث ﻫـو اﺧﺗﺑـﺎر دﻻﻟـﺔ اﻟﻔــرص ﺑـﯾن ﺗﺑـﺎﯾن ﻋﻼﻣــﺎت‬ ‫ﻋﯾﻧــﺔ ﻣــن ‪ 74‬طﺎﻟــب ﻋﻠــﻰ اﺧﺗﺑــﺎر اﻟﺳــرﻋﺔ وﺗﺑــﺎﯾن ﻋﻼﻣــﺎﺗﻬم ﻋﻠــﻰ اﺧﺗﺑــﺎر اﻟدﻗــﺔ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟطﺑﺎﻋــﺔ ﺑﻌــد ﺗﻌﻠﻣﻬــم ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻣﺛــل اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺳــﻣﻌﯾﺔ اﻟﺑﺻـرﯾﺔ‪ .‬ﻓﻣــﺎ ﻫــو اﻟﻘ ـرار‬ ‫اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ إذا ﺗوﻓرت ﻟدﯾﻪ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫ر‪ ، 0.80 = 12‬ع‪ ، 105 = 21‬ع‪82 = 22‬‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺑرﻫﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻫﻲ‪ :‬ف‪ : .‬ع‪= 21‬‬

‫ع‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫ﻣﻘﺎﺑل ف‪ : 1‬ع‪≠ 21‬‬

‫ع‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ ﻫﻲ ‪:‬‬ ‫‪1.752 = (2-74)/(0.64-1)(82)(105)4 /(82-105) = t‬‬

‫‪133‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﺑﻣــﺎ أن اﻟﻘﯾﻣــﺔ اﻟﺣرﺟــﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑــﺎر اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى دﻻﻟــﺔ )‪ 0.05‬ﻣــﺛﻼً(‬

‫ﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﺟﻬﺔ وﻟدرﺟﺎت ﺣرﯾﺔ ‪ 72‬ﻫﻲ ‪ 1.98‬وﻫﻲ أﻛﺑر ﻣـن اﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﻣﺣﺳـوﺑﺔ‬ ‫ﻓﺈن اﻟﻘـرار اﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ ﻫـو ﻋـدم رﻓـض اﻟﻔرﺿـﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧـﻰ أن اﻟﻔـرق ﻏﯾـر دال إﺣﺻـﺎﺋﯾﺎً‬ ‫وأن اﻓﺗراض ﺗﺟﺎﻧس اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ ﻋﯾﻧﺗﯾن ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘﻠﺗﯾن ﻗد ﺗﺣﻘق‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ :‬ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ‪:‬‬ ‫أﺷرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن اﻟﺗﻛـرار اﻟﻣﻼﺣـظ واﻟﺗﻛـرار اﻟﻣﺗوﻗـﻊ أن‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣﺗﻐﯾر أﺳﻣﻲ ﺑﻔﺋﺗﯾن أو أﻛﺛر ﻣﺛل ﻣرﯾد‪ ،‬ﺣﯾﺎدي‪ ،‬ﻣﻌﺎرض وأن ﻣـﺎ‬ ‫ﯾﺗــوﻓر ﻟــدى اﻟﺑﺎﺣــث ﻫــو اﻟﺗﻛـرار ﻓــﻲ ﻛــل ﻓﺋــﺔ دون اﻟﻧظــر إﻟــﻰ أي ﺧﺎﺻــﯾﺔ أﺧــرى ﻓــﻲ‬

‫اﻟﻌﯾﻧﺔ‪ .‬وﻟﻛن إذا اﻋﺗﻘد اﻟﺑﺎﺣث أن ﻧﺳﺑﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻛـل ﻓﺋـﺔ ﺗﺧﺗﻠـف ﺑـﺎﺧﺗﻼف اﻟﺟـﻧس‬ ‫ﻓﻘــد ﯾﻘــرر اﺧﺗﯾــﺎر ﻋﯾﻧــﺔ ﻣــن اﻟــذﻛور وﻋﯾﻧــﺔ ﻣــن اﻹﻧــﺎث ﻟﯾﺻــﺑﺢ ﻏــرض اﻟﺑﺣــث ﻫــو‬ ‫اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣدى اﻋﺗﻣﺎد ﻧوع اﻟﻘرار ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧس أو ﺑﻛـﻼم آﺧـر ﻓﺣـص ﻓرﺿـﯾﺔ ﻋـدم‬ ‫اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ‪.Test of Independence‬‬ ‫ذﻛرﻧــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺣــدﯾث ﻋــن أﻧ ـواع اﻟﺗوزﯾﻌــﺎت ﺑﺄﻧــﻪ ﯾﻣﻛــن اﺳــﺗﺧدام اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻛــﺎي‬ ‫ﺗرﺑﯾــﻊ ﻟﻔﺣــص ﻋــدة ﻓرﺿــﯾﺎت ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻘــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻣﻘﯾــﺎس اﺳــﻣﻲ‪ ،‬وﻣــن ﺑﯾﻧﻬــﺎ‬ ‫ﻓرﺿــﯾﺔ اﻻﺳــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‪ .‬وﻣــن اﻹﺟ ـراءات اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻔﺣــص اﻟﻔرﺿــﯾﺔ ﺗﺑوﯾــب اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت‬ ‫ﻓ ــﻲ ﺟ ــدول ﺑﺎﻟﺻ ــورة اﻟـ ـواردة ﺳ ــﺎﺑﻘﺎً ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺗﺣ ــدﺛﻧﺎ ﻋ ــن ﻣﻌﺎﻣ ــل ارﺗﺑ ــﺎط ﻓ ــﺎي‪ ،‬وﻟﻛ ــن‬ ‫اﻟﺟــدول ﻫﻧــﺎ ﯾﻣﻛــن أن ﯾﺗﺿــﻣن ﺑﻌــدﯾن ﺑﻣﺳــﺗوﯾﯾن )ﻓﺋﺗــﯾن( أو أﻛﺛــر ﻟﻛــل ﺑﻌــد‪ .‬ﺣﯾــث‬ ‫ﯾﺷـﺎر إﻟﯾـﻪ ﻋـﺎدة ﺑﺟــدول اﻟﺗواﻓـق وﯾﺳـﻣﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺣﺳــوب ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﺑﻣﻌﺎﻣــل‬ ‫اﻟﺗواﻓق‪ ،‬وﻟذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻌﺎﻣل ﻓﺎي ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗواﻓق‪.‬‬ ‫ﯾﺗطﻠب ﻓﺣص ﻓرﺿﯾﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺣﺳـﺎب اﻟﺗﻛـرار اﻟﻣﺗوﻗـﻊ ﺛـم ﺣﺳـﺎب ﻗﯾﻣـﺔ‬ ‫ﻛــﺎ‪ 2‬وﺳﻧوﺿــﺢ ذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻣﺛــﺎل اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﯾــﻪ ﺳــﺎﺑﻘًﺎ‪ ،‬وﻫــو ﻣــدى ﻋﻼﻗــﺔ اﺗﺟــﺎﻩ‬

‫‪134‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫أوﻟﯾــﺎء اﻷﻣــور ﻧﺣــو ﻗ ـرار ﺗرﺑــوي ﺑﺟــﻧس وﻟــﻲ اﻷﻣــر؛ وﯾﺑــﯾن اﻟﺟــدول اﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻟﺗﻛ ـ اررات‬ ‫اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﺎﻟرﻣوز‪:‬‬ ‫ذﻛور‬

‫ﻣؤﯾد‬

‫ﻣﺣﺎﯾد‬

‫ﻣﻌﺎرض‬

‫ت‪11‬‬

‫ت‪21‬‬

‫ت‪31‬‬

‫ت م‪11‬‬

‫إﻧﺎث‬

‫ت‪12‬‬

‫ت‬

‫ت‬

‫م ‪21‬‬

‫ت‪22‬‬

‫ت‬

‫م ‪12‬‬

‫ت‬

‫م ‪22‬‬

‫ت‬

‫ﻣؤﯾد‬

‫ت‬

‫ﻣﺣﺎﯾد‬

‫ت‬

‫م ‪31‬‬

‫ت‪32‬‬

‫ت‬ ‫ت‬

‫ذﻛور‬

‫ت‬

‫إﻧﺎث‬

‫م ‪32‬‬

‫ت‬

‫ﻣﻌﺎرض‬

‫اﻟﻛﻠﻲ‬

‫ﺣﯾث‪:‬‬ ‫ت ‪ = 11‬اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﻼﺣظ ﻣن اﻟذﻛور اﻟﻣؤﯾدﯾن‬ ‫ت م‪ = 11‬اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن اﻟذﻛور اﻟﻣؤﯾدﯾن = ت‬

‫ذﻛور‬

‫×ت‬

‫ﻣؤﯾد‬

‫‪/‬ت‬

‫اﻟﻛﻠﻲ‬

‫وﻫﻛذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟرﻣوز ﻓﻲ اﻟﺟدول‪.‬‬ ‫ﻣــﺎ ﯾﺗــوﻓر ﻟــدى اﻟﺑﺎﺣ ــث أوﻻً ﻫــو اﻟﺗﻛ ـرار اﻟﻣﻼﺣ ــظ‪ ،‬وﻣــن اﻟﺗﻛــ اررات اﻟﻣﻼﺣظ ــﺔ‬

‫ﯾﺣﺳب اﻟﺗﻛ اررات اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻋدد اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻌﯾﻧـﺔ ‪ 75‬ﻓـرداً ﻣوزﻋـﺔ ﻛﻣـﺎ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫ذﻛور‬ ‫إﻧﺎث‬

‫ﻣؤﯾد‬ ‫‪10‬‬ ‫)‪(15‬‬ ‫‪13‬‬ ‫)‪(10‬‬ ‫‪25‬‬

‫ﻣﺣﺎﯾد‬ ‫‪15‬‬ ‫)‪(12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫)‪(8‬‬ ‫‪20‬‬

‫ﻣﻌﺎرض‬ ‫‪20‬‬ ‫)‪(18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫)‪(12‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪135‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫وﻛﺎﻧت ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث ﻫﻲ ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺳؤال اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫" ﻫل ﯾﻌﺗﻣد اﺗﺟﺎﻩ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﺣو ﻗرار ﺗرﺑوي ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺳﻬم"؟‬ ‫أو ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ‪:‬‬ ‫ف‪ : .‬اﻻﺗﺟــﺎﻩ ﻧﺣــو اﻟﻘـرار ﻻ ﯾﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ اﻟﺟــﻧس ) أي أن اﻟﻣﺗﻐﯾـرﯾن ﻣﺳــﺗﻘﻠﯾن(‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ )‪ 0.05‬ﻣﺛﻼً(‬ ‫ودرﺟﺎت ﺣرﯾﺔ )د‪.‬ح‪) = (.‬ك‪) + (1 – 1‬ك‪(1-3) + (1-2) = (1-2‬‬ ‫=‪3‬‬ ‫ﻓﺈن ﻛﺎ‪ 2‬اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ = ‪12/1+ 10/4+ 10/9+ 18/4+ 12/9+ 15/25‬‬ ‫= ‪1.9‬‬ ‫وأن ﻛﺎ‪ 2‬اﻟﺣرﺟﺔ = ‪ 7.815‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻘرار اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻫو ‪:‬‬ ‫ﺑﻣﺎ أن ﻛﺎ‪ 2‬اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ > ﻛﺎ‪ 2‬اﻟﺣرﺟﺔ ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ ﻋـدم رﻓـض اﻟﻔرﺿـﯾﺔ اﻟﺻـﻔرﯾﺔ‬ ‫ﻼ وأن اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔرد ﻧﺣو اﻟﻘرار اﻟﺗرﺑوي ﻻ ﯾﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻓﻌ ً‬

‫ﺟﻧﺳﻪ‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ‬ ‫ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‬ ‫أﻫداف اﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﯾﻛون اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎد ًار ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺑﺣوث‪.‬‬‫ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﻋرض اﻟﺟداول واﻷﺷﻛﺎل ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‪.‬‬‫ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺛﯾق‪.‬‬‫ ﺗﻘﯾﯾم ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث ﻣن ﺣﯾث ‪:‬‬‫ اﺳﺗﻛﻣﺎل ﻋﻧﺎﺻرﻩ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬‫ دﻗﺔ اﻟﺗوﺛﯾق‬‫ اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺎﺷﯾﺔ‬‫ وﺿوح اﻷﻓﻛﺎر‬‫ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻠﻐوي‬‫‪ -‬اﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ‬

‫‪137‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ ‪ :‬ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬ ‫ﺑﻌــد أن ﯾــﺗم اﻟﺑﺎﺣــث إﺟ ـراءات اﻟد ارﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻧﻔــذﻫﺎ‪ُ ،‬ﯾﺗوﻗــﻊ ﻣﻧــﻪ أن ﯾﻛﺗــب ﺗﻘرﯾ ـ اًر‬ ‫ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﻟﯾﻘدﻣــﻪ إﻟــﻰ اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻣوﻟــت اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬أو إﻟــﻰ دورﯾــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻣــن‬ ‫أﺟل ﻧﺷرﻩ‪ ،‬أو إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺗﻲ طﻠﺑت ﻣﻧﻪ إﺟراء اﻟﺑﺣث اﺳﺗﻛﻣﺎﻻً ﻟﻣﺗطﻠﺑـﺎت اﻟدرﺟـﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺳــﻌﻰ إﻟ ــﻰ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ‪ .‬وﺗﺧﺗﻠــف اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺎت وﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﺑﺣ ــث‬ ‫واﻟ ــدورﯾﺎت ﻓ ــﻲ ﺗﺣدﯾ ــدﻫﺎ ﻟﻠﻣواﺻ ــﻔﺎت اﻟ ــﻼزم ﺗواﻓرﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺗﻘرﯾ ــر اﻟﺑﺣ ــث‪ .‬وﺗﺳ ــﺗﻬدف‬ ‫اﻟﻣواﺻﻔﺎت ﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻣور أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ‪ :‬ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻠﻐـﺔ‪ ،‬ﺻـﺣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت‪،‬‬ ‫ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم وﻛﻔﺎءﺗﻪ ﻓﻲ ﺗوﺻﯾل اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﯾﺳر‪.‬‬ ‫وﯾﺧﺗﻠـف اﻷﻓـراد ﻋـﺎدة ﻓـﻲ ﻣـدى ﻣـﯾﻠﻬم إﻟـﻰ اﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ أو اﻣـﺗﻼﻛﻬم ﻟﻣﻬﺎرﺗﻬـﺎ‪ .‬وﯾﺟــد‬ ‫ﺑﻌﺿـ ــﻬم أن اﻟﻘﯾـ ــﺎم ﺑـ ــﺈﺟراءات اﻟﺑﺣـ ــث أﺳـ ــﻬل ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن ﻛﺗﺎﺑـ ــﺔ ﺗﻘرﯾـ ــر ﯾﺻـ ــف ﻓﯾـ ــﻪ‬ ‫اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ .‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﯾﺟـد آﺧـرون ﻣﺗﻌـﺔ وﺳـﻬوﻟﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أﻛﺛـر ﻣﻣـﺎ ﯾﺟدوﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻹﺟـراءات‪ .‬وﻟﻌـل ﻓـﻲ ذﻟـك ﻣـﺎ ﯾﻔﺳـر ﺿـرورة‬ ‫وﺟود ﺷﺧص ﻟﻪ اﻫﺗﻣﺎم ﻛﺎف ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺿﻣن ﻓرﯾق اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫وﯾﻌــد ﻣﺧطــط اﻟﺑﺣــث‪ ،‬اﻟــذي ﯾﺟــري إﻋــدادﻩ ﻗﺑــل اﻟﺷــروع ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺑﺣــث‪ ،‬ﻣــﺎدة‬ ‫أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﯾﻛﺗﺑﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬـﺎء ﻣـن إﺟـراءات اﻟﺗﻧﻔﯾـذ‪ .‬ﻓﻛﺛﯾـر ﻣـن‬ ‫ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺗﻘرﯾ ــر ﺳ ــﺑق أن ﺗﻣ ــت ﺻ ــﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣﺧط ــط‪ ،‬وﻗ ــد ﻻ ﯾﻠزﻣﻬ ــﺎ أي ﺗﻐﯾﯾ ــر‬

‫ﺟذري‪ ،‬ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﺳﺗﺑدال ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﯾر ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓـﻲ اﻟﻣﺧطـط‪.‬‬ ‫ﻼ ﻗــد ﺗﻘﺗﺿــﻲ‬ ‫إﻻ أن ﻫﻧــﺎك إﺿــﺎﻓﺎت أو ﺗﻌــدﯾﻼت ﻗــد ﺗﺟـ ّـد أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺑﺣــث‪ .‬ﻓﻣــﺛ ً‬ ‫اﻟظــروف اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺔ أﺣﯾﺎﻧـ ـًﺎ إﻋــﺎدة ﺗﺣدﯾ ــد ﻣﺗﻐﯾـ ـرات اﻟد ارﺳــﺔ أو ﻣﺟﺗﻣﻌﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻣﻣ ــﺎ ﯾﺳ ــﺗﻠزم‬ ‫ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾﺳﻲ‪ .‬وﻗد ﺗﺿﺎف أو ﺗﺣذف أو ﺗدﻣﺞ ﺑﻌـض ﻓرﺿـﯾﺎت‬

‫‪138‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬أو ﺗﻧﺷﺄ ظروف ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن‪ ،‬ﺗﻣﺛّل ﻣﺣـددات ﺟدﯾـدة ﻟﻠد ارﺳـﺔ‪ .‬ﻛـذﻟك‬

‫ﻓﺈن اﻟﻌـرض اﻟﻣـوﺟز ﻟﺧﻠﻔﯾـﺔ اﻟد ارﺳـﺔ وأﻫﻣﯾﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﺧطـط ﯾﺳـﺗﻠزم ﺗوﺳـﻌًﺎ ﻓـﻲ ﺿـوء‬ ‫ﻣﺎ أطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﻣن دراﺳﺎت وﺑﺣوث‪ .‬وﯾﺷﺗﻣل اﻟﺗﻘرﯾر ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎدة ﻋﻠـﻰ ﻣراﺟﻌـﺔ‬ ‫واﻓﻲ ﻟﻸدب اﻟﺳﺎﺑق اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﻗـد ﻻ ﯾﻛـون اﻟﻣﺧطـط‬ ‫ﻗـد ﺗﺿـﻣﻧﻪ ﺑﺎﻟﺿـرورة‪ .‬وأﺧﯾـ اًر ﻓـﺈن ﺑﻌــض اﻟﻔﻘـرات ﻓـﻲ اﻟﻣﺧطـط ﯾﻌـﺎد ﺗرﺗﯾﺑﻬـﺎ وﺗﺑوﯾﺑﻬــﺎ‬ ‫ﻟﺗﺗﺳق ﻣﻊ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻘرﯾر‪.‬‬

‫وﺗﻛﻔﻲ اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم‪ ،‬إﻟﻰ ﻣـﺎ ورد ﻓـﻲ ﻓﺻـل إﻋـداد ﻣﺧطـط اﻟﺑﺣـث ﻣـن‬ ‫اﻻﻋﺗﺑـ ــﺎرات اﻟﺗـ ــﻲ ﻟـ ــزم ﻣراﻋﺎﺗﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ــق ﺑﻌﻧ ـ ـوان اﻟد ارﺳـ ــﺔ وﺗﺣدﯾـ ــد ﻣﺷـ ــﻛﻠﺗﻬﺎ‪،‬‬ ‫وﻣﺗﻐﯾراﺗﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻓرﺿـ ــﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻌرﯾـ ــف ﻣﺻـ ــطﻠﺣﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺣدﯾـ ــد اﻓﺗ ارﺿـ ــﺎﺗﻬﺎ وﻣﺣـ ــدداﺗﻬﺎ‪،‬‬ ‫ووﺻف إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪.‬‬ ‫إﻻ أن اﻟﻣﺣﺗ ــوى اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ ﻟﻠﺗﻘرﯾ ــر اﻟ ــذي ﻻ ﯾﺗ ــوﻓر ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺧط ــط‪ ،‬ﻫ ــو ﺑﯾﺎﻧ ــﺎت‬ ‫اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺟﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﺳـﺗﺧدام أدوات ﻣﻌﯾﻧـﺔ‪ ،‬ﺛـم ﯾﺟـري ﺗﺑوﯾﺑﻬـﺎ وﻋرﺿـﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬـﺎ‬ ‫ﺑطــرق ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻻﺳــﺗﺧﻼص ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣــث‪ ،‬وﻣــن ﺛــم ﺗﻔﺳــﯾر ﻫــذﻩ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ وﻣﻧﺎﻗﺷــﺗﻬﺎ‪،‬‬ ‫وﺗﻘدﯾم اﻻﻗﺗراﺣﺎت واﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓـﻲ ﺿـوﺋﻬﺎ‪ .‬وﻟـذﻟك ﯾﻠـزم أﻓـراد ﺑﻌـض اﻟﻔﻘـرات‬

‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣراﻋﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻣن ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫إﺟراءات ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ‪:‬‬

‫ﯾوﺿــﺢ اﻟﺑﺎﺣــث اﻹﺟــراءات اﻟﺗــﻲ ﺳــﻠﻛﻬﺎ ﻟﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺧطــوة ﺧطــوة‪ ،‬اﺑﺗ ــداء‬ ‫ﺑﺎﻟطرﯾﻘ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ اﺗﺧ ــذ ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻟﻘـ ـرار اﻟﺧ ــﺎص ﺑﺗﺣدﯾ ــد ﻧ ــوع اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت اﻟﻼزﻣ ــﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬ ــﺎ‬ ‫واﻷدوات اﻟﺗــﻲ ﯾﻠــزم اﺳــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓــﻲ ﺟﻣــﻊ ﻫــذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت‪ .‬ﻣــﻊ اﻟﺷــرح اﻟــﻼزم ﻟطرﯾﻘــﺔ‬ ‫اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻدق اﻷدوات وﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻣﻼءﻣﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠـﻰ ﺑﯾﺎﻧـﺎت ﺗﺻـﻠﺢ ﻟﻼﻋﺗﻣـﺎد‬ ‫ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﺳ ــﺗﺧﻼص اﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ‪ ،‬وﺗﻘﺗﺿ ــﻲ اﻷﻣﺎﻧ ــﺔ أن ﯾ ــورد اﻟﺑﺎﺣ ــث ﻓ ــﻲ ﺗﻘرﯾـ ـرﻩ أﯾ ــﺔ‬ ‫أﺧطــﺎء أو ﺟواﻧــب ﺿ ــﻌف ﻓــﻲ إﺟـ ـراءات اﻟد ارﺳــﺔ ﺗ ــم اﻛﺗﺷــﺎﻓﻬﺎ أﺛﻧ ــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺑﺣ ــث‪،‬‬ ‫واﻟدرﺟــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺗﺑــر ﻓﯾﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﺟواﻧــب ﻋواﻣــل ﺗﺣــد ﻣــن ﻗﺑــول اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ أو ﺗﻌﻣﯾﻣﻬــﺎ‪.‬‬ ‫‪139‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﯾوﺿــﺢ اﻟﺑﺎﺣــث أﯾﺿ ـًﺎ اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــم ﻓﯾﻬــﺎ اﺳــﺗﺧدام اﻷدوات ﻓــﻲ ﺟﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت‬

‫ﻣﺿﻣﻧًﺎ ذﻟـك ﺑﺷـﻛل ﺻـرﯾﺢ‪ ،‬ﻣﺗـﻰ وأﯾـن ﺟﻣﻌـت اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت‪ ،‬وﻋـدد اﻷﻓـراد اﻟـذﯾن ﺟﻣﻌـت‬ ‫ﻣﻧﻬم‪ ،‬وﺧﺻﺎﺋص ﻫؤﻻء اﻷﻓراد‪.‬‬ ‫ﻋرض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ‪:‬‬ ‫ﯾﻌــد اﻟﺗﺧطــﯾط اﻟﻣﺳــﺑق ﻟﻠطرﯾﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻠــزم أن ﺗﻌــرض ﻓﯾﻬــﺎ ﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟد ارﺳــﺔ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺗﻘرﯾـر اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻟﻠﺑﺣــث أﻣـ اًر ﻣﻬﻣـﺎً‪ .‬وﻣــن ﻏﯾـر اﻟﻣﺳﺗﺣﺳــن أن ﯾؤﺟــل اﻟﺗﻔﻛﯾــر ﻓــﻲ ﻫــذا‬ ‫اﻷﻣــر‪ .‬ﻓ ــﺈذا ﺗ ــم اﻟﺗﺧط ــﯾط ﻟ ــذﻟك‪ ،‬ﯾﺻ ــﺑﺢ ﻣ ــن اﻟواﺿ ــﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣ ــث ﻣ ــﺎ اﻟﻔﺋ ــﺎت اﻟﻣﺣ ــددة‬ ‫ﻟﻠﺑﯾﺎﻧ ــﺎت وﻣـ ــﺎ اﻟﻔﺋـ ــﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﻠـــزم إﺛﺑﺎﺗﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﻘرﯾـ ــر‪ ،‬وﻣـ ــﺎ اﻷﺷـ ــﻛﺎل‬ ‫اﻟﻣﻼءﻣﺔ ﻟﻌرض ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪ .‬واﻟﻣﻌـروف أن ﻋـرض اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ﯾﻣﻛـن أن ﯾـﺗم ﺑﺄﺷـﻛﺎل‬ ‫ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد ﺗﻌــرض اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻓــﻲ ﺟــدول واﺣــد ﯾﺑــرز ﻋﻼﻗــﺔ ﻓﺋــﺎت اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺑﺑﻌﺿــﻬﺎ‬ ‫اﻟــﺑﻌض‪ ،‬وﯾﻣﻛــن أن ﺗﻌــرض اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻓــﻲ ﻋــدة ﺟــداول‪ ،‬ﯾﺳــﺗﺧدم ﻛــل ﻣﻧﻬــﺎ ﻻﺧﺗﺑــﺎر‬ ‫إﺣــدى ﻓرﺿــﯾﺎت اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ ﻋــرض اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت أﺷــﻛﺎل أﺧــرى ﻛﺎﻟرﺳــوم‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺗﺿـ ــﻣن اﻷﻋﻣ ـ ــدة أو اﻟﻣﻧﺣﻧﯾـ ــﺎت‪ ،‬واﻟﺻـ ــور اﻟﻔوﺗوﻏراﻓﯾـ ــﺔ واﻟﺧـ ـ ـراﺋط‬ ‫واﻟﻣﺧططﺎت وﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﺟداول ‪:‬‬ ‫ﯾﻌــد اﻟﺟــدول طرﯾﻘــﺔ ﻣﻧظﻣــﺔ ﻟﻌــرض اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻌددﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل أﻋﻣــدة أرﺳ ـﯾﺔ‬ ‫وﺻﻔوف أﻓﻘﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺳب اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪ .‬وﯾﺳـﺗطﯾﻊ‬ ‫اﻟﺟدول ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن أن ﯾﻌرض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑطرﯾﻘﺔ دﻗﯾﻘﺔ وﻓﺎﻋﻠﺔ ﺗﺳـﻣﺢ ﻟﻠﻘـﺎرئ‬ ‫أن ﯾﺗﻔﺣﺻـﻬﺎ وﯾﻼﺣــظ اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﯾﻧﻬــﺎ ﺑطرﯾﻘــﺔ أﺳــﻬل ﻣــن ﻣﺟــرد اﻟــﻧص اﻟﻠﻐــوي‪.‬‬ ‫وﯾﻐﻧﻲ اﻟﺟدول ﻋن ذﻛر ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻬـﺎ ﻣﺑﺎﺷـرة ﻓﯾـﻪ‪ ،‬ﻓـﻼ‬ ‫داﻋﻲ ﻟﺗﻛرارﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻠﻐوي‪ ،‬ﺑل ﺗﻛﻔﻲ ﻣﺟرد اﻹﺷﺎرة إﻟـﻰ ﻣﺣﺗـوى اﻟﺟـدول‪ ،‬وﻧـوع‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﺿﻬﺎ‪ ،‬وأﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻬﺎ ﻓﯾـﻪ ﺑﺣﯾـث ﺗﺗﻛﺎﻣـل ﺑﯾﺎﻧـﺎت‬ ‫اﻟﺟدول ﻣﻊ اﻟﻧص اﻟذي ﯾوﺿﺣﻪ‪ .‬وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺟدول ﯾﺟـب أن ﯾﻛـون ﻗﺎﺋﻣـﺎً ﺑذاﺗـﻪ‪،‬‬ ‫‪140‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث وﺿـ ــوح ﻣﺣﺗـ ــوى اﻷﻋﻣـ ــدة واﻟﺻـ ــﻔوف وﻧـ ــوع اﻟﺑﯾﺎﻧـ ــﺎت وطﺑﯾﻌـ ــﺔ اﻟرﻣـ ــوز‬ ‫اﻟﻣﺳــﺗﺧدﻣﺔ ﻓﯾــﻪ‪ .‬وﯾﻣﻛــن أن ﯾﺗﺣﻘــق ذﻟــك ﻋــن طرﯾــق ﻛﺗﺎﺑــﺔ ﻋﻧــﺎوﯾن أرﺳــﯾﺔ ﺗﺣــدد ﻧــوع‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻛ ــل ﻋﻣ ــود وﻋﻧ ــﺎوﯾن أﻓﻘﯾ ــﺔ ﺗﺣ ــدد ﻧ ــوع اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻛ ــل ﺻ ــف أﻓﻘ ــﻲ‪،‬‬ ‫وﺣﺎﺻل ﺟﻣﻊ أو ﻣﺗوﺳط اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ اﻷﻋﻣدة واﻟﺻﻔوف‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻋـدد ﻣﻣﯾـز‬ ‫وﻋﻧوان رﺋﯾﺳﻲ ﯾﻛﺗب ﻓوق اﻟﺟدول‪ .‬وﯾﺷﯾر اﻟﻌدد اﻟﻣﻣﯾز ﻟﻠﺟدول إﻟـﻰ اﻟـرﻗم اﻟﻣﺗﺳﻠﺳـل‬

‫ﻟﻠﺟــدول ﻓــﻲ اﻟﺑﺣــث )ﺟــدول ‪ 5‬ﻣــﺛﻼً( وﻗــد ﯾﺗﻛــون ﻫــذا اﻟ ـرﻗم ﻣــن ﻋــددﯾن ﯾﺷــﯾر اﻟﻌــدد‬ ‫اﻷول إﻟــﻰ رﻗــم اﻟﻔﺻــل واﻟﺛــﺎﻧﻲ رﻗــم اﻟﺟــدول )ﻣــﺛﻼً ‪ :‬ﺟــدول ‪ٕ (4:3‬واذا اﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺟـدول رﻣــز ﻣﻌــﯾن أو إﺷــﺎرة ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻓــﻼ ﺑـد ﻣــن ﺗوﺿــﯾﺢ دﻻﻟــﺔ اﻟرﻣــز أو اﻹﺷــﺎرة ﻓــﻲ‬ ‫ﺣﺎﺷﯾﺔ ﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ أﺳﻔل اﻟﺟدول ﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬ ‫ٕواذا ﻛﺎﻧــت ﻣﺳــﺎﺣﺔ اﻟﺟــدول أﻛﺑــر ﻣــن ﻣﺳــﺎﺣﺔ اﻟﺻــﻔﺣﺔ اﻟواﺣــدة ﻓﯾﺟــب ﺗﺻــﻐﯾرﻩ‬

‫ﺑﺎﻟﺗﺻوﯾر ﺣﺗـﻰ ﯾﺻـﺑﺢ ﺑﺎﻹﻣﻛـﺎن ﻋرﺿـﻪ ﻓـﻲ ﺻـﻔﺣﺔ واﺣـدة‪ٕ .‬واذا ﻛـﺎن طـول اﻟﺟـدول‬

‫أﻗل أ ﯾﺳـﺎوي ﻧﺻـف طـول اﻟﺻـﻔﺣﺔ ﻓـﯾﻣﻛن ﺗﻛﻣﻠـﺔ اﻟﺻـﻔﺢ ﺑـﺎﻟﻧص اﻟﻠﻐـوي ﺑﻌـد ﻓﺻـﻠﻪ‬ ‫ﻋــن اﻟﺟــدول ﺑﻣﺳــﺎﻓﺗﯾن‪ .‬أﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن طــول اﻟﺟــدول أﻛﺑــر ﻣــن ﻧﺻــف طــول اﻟﺻــﻔﺣﺔ‬ ‫ﻓﯾﺟب أن ﯾظﻬر اﻟﺟدول وﺣدﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺣﺔ‪.‬‬ ‫وﻋﻧد اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﺣﺗوﯾﺎت ﺟدول ﻣﻌـﯾن ﻓـﻲ اﻟـﻧص اﻟﻠﻐـوي ﻓﯾﺟـب اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ‬ ‫اﻟﺟـــدول ﺑرﻗﻣـــﻪ وﺗﺟﻧ ــب اﻹﺷ ــﺎرة إﻟﯾـــﻪ ﺑﺎﻟﺟـــدول اﻟﺗ ــﺎﻟﻲ أو اﻟﺟ ــدول أﻋـــﻼﻩ‪ٕ .‬واذا رأى‬ ‫اﻟﺑﺎﺣ ــث ﺿـــرورة ﻻﻗﺗﺑ ــﺎس ﺟ ــدول ﻛﺎﻣ ــل ﻣـــن ﻣﺻـــدر ﻣﻌ ــﯾن‪ ،‬ﻓـــﻼ ﺑ ــد ﻣـــن اﻹﺷـــﺎرة‬ ‫اﻟواﺿ ــﺣﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﻣرﺟ ــﻊ ﺑﻛﺗﺎﺑ ــﺔ ﺗوﺛﯾ ــق ﻛﺎﻣ ــل ﻟﻠﻣرﺟ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﺣﺎﺷ ــﯾﺔ ﺗوﺿ ــﯾﺣﯾﺔ أﺳ ــﻔل‬ ‫اﻟﺟدول‪ .‬وﯾﻠزم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺋذان اﻟﻣؤﻟف أو ﺻﺎﺣب ﺣﻘوق اﻟﻧﺷر‪.‬‬ ‫وﻣن ﺟواﻧب اﻟﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﯾر أن ﯾﺗﺿﻣن ﺟـداول ﻻ ﺗـرﺗﺑط ﺑﻣﺣﺗـوى اﻟﺗﻘرﯾـر‪،‬‬ ‫أو أن ﯾﺗﺿــﻣن ﺟــداول ﻛﺛﯾ ـرة ﯾﺣﺗــﺎج اﻟﻘــﺎرئ إﻟــﻰ اﻟ ـرﺑط ﺑــﯾن ﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﻬــﺎ ﺣﺗــﻰ ﯾﺗوﺻــل‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﺿﻬﺎ اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻠﻐـوي‪ .‬ﻓﻔـﻲ اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﯾﻣﻛـن ﺣـذف‬ ‫اﻟﺟدول ﻧﻬﺎﺋﯾًﺎ أو ﺗﺿﻣﯾﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻼﺣق إذا ﻛﺎن ﯾﺧـدم ﻏرﺿـًﺎ ﻋﺎﻣـًﺎ ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث‪ ،‬وﻓـﻲ‬ ‫‪141‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛن إﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓـﻲ ﺟـدوﻟﯾن أو أﻛﺛـر ﻟﺗﺿـﻣﯾﻧﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺟدول واﺣد ﯾﺳﻬل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺳﻬوﻟﺔ‪.‬‬ ‫اﻷﺷﻛﺎل ‪:‬‬ ‫اﻟﺷﻛل ﻫو أداة ﻟﻌرض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟرﺳـم‪ .‬وﺗﺳـﺗﺧدم ﻓـﻲ اﻟرﺳـم‬ ‫اﻷﻋﻣــدة اﻟ أرﺳــﯾﺔ أو اﻷﻓﻘﯾــﺔ واﻟﺧطــوط اﻟﻣﺗﺻــﻠﺔ أو اﻟﻣﺗﻘطﻌــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻧﺣﻧﯾــﺎت واﻟﺧ ـراﺋط‬ ‫اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾــﺔ وﻏﯾرﻫــﺎ‪ .‬وﻋﻧــد اﺳــﺗﻛﻣﺎل اﻷﺷــﻛﺎل ﺑﻌﻧﺎﯾــﺔ ﻛﺎﻓﯾــﺔ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﻌﺑــر ﻋــن ﺟواﻧــب ﻣــن‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺑطرﯾﻘــﺔ ﺑﺻ ـرﯾﺔ واﺿــﺣﺔ ﺗﺳــﻬل ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــﺎرئ ﻓﻬﻣﻬــﺎ‪ .‬وﻻ ﯾﻐﻧــﻲ اﻟﺷــﻛل ﻋــن‬ ‫اﻟﺟدول اﻟﻌددي أو ﻋن اﻟﺗوﺿﯾﺢ ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻠﻐوي ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺟـري اﺳـﺗﺧداﻣﻪ ﻟﺗﺄﻛﯾـد ﺑﻌـض‬ ‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﻬﻣﺔ‪ .‬وﺗﻌﺗم ﻓﻲ رﺳم اﻷﺷﻛﺎل اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ذﻛرﻫﺎ ﻓـﻲ اﻟﺟـداول‪،‬‬ ‫ﻣــن ﺣﯾــث ﻛــون اﻟﺷــﻛل ﻗﺎﺋﻣ ـﺎً ﺑذاﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟــدﻻﻻت اﻟﺗــﻲ ﯾﺷــﯾر إﻟﯾﻬــﺎ وﻋﻼﻗﺗــﻪ ﺑــﺎﻟﻧص‬

‫اﻟﻠﻐــوي اﻟــذي ﯾﺷــﯾر إﻟﯾــﻪ وﻣ ارﻋــﺎة اﻟوﺿــوح واﻟدﻗــﺔ واﻟﺑﺳــﺎطﺔ ﻓــﻲ رﺳــﻣﻪ‪ .‬وﯾﺷــﺎر إﻟــﻰ‬ ‫اﻷﺷــﻛﺎل ﻓــﻲ ﺗﻘرﯾــر اﻟﺑﺣــث ﺑﺄرﻗــﺎم ﻣﺗﺳﻠﺳــﻠﺔ ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ﻋــن أرﻗــﺎم اﻟﺻــﻔﺣﺎت واﻟﺟــداول‪.‬‬ ‫وﺧﻼﻓـ ـﺎً ﻟﻣ ــﺎ ﯾﺟ ــري ﻓ ــﻲ اﻟﺟ ــداول ﻓ ــﺈن رﻗ ــم اﻟﺷ ــﻛل وﻋﻧواﻧ ــﻪ ﯾوﺿ ــﻌﺎن ﺗﺣ ــت اﻟﺷ ــﻛل‬ ‫وﻣﻧﻔﺻﻠﯾن ﻋﻧﻪ‪.‬‬

‫وﻫﻧــﺎك ﺗﻔﺻــﯾﻼت ﺧﺎﺻــﺔ ﺗﺗﻌﻠــق ﺑرﺳــم اﻷﺷــﻛﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث اﺳــﺗﺧدام‬ ‫ﻼ ﯾﺳﺗﺣﺳ ــن أﺣﯾﺎﻧـ ـًﺎ اﺳـــﺗﻌﻣﺎل اﻟ ــداﺋرة‬ ‫اﻟﺧط ــوط واﻟﻣﺳـــﺎﺣﺎت واﻟرﻣ ــوز واﻷﻋ ــداد‪ .‬ﻓﻣ ــﺛ ً‬ ‫ﻟﺗﻣﺛﯾل وﺣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻗطﺎﻋﺎت ﺗﻣﺛـل اﻟﻧﺳـب اﻟﻣﺋوﯾـﺔ ﻟﻠﻣﻛوﻧـﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‬ ‫ﻟﺗﻠك اﻟوﺣدة‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﯾﺳﺗﺣﺳـن أﺣﯾﺎﻧـًﺎ أﺧـرى اﺳـﺗﻌﻣﺎل اﻷﻋﻣـدة ﻟﺗﻣﺛـل ﻧﻣـو اﻷﻋـداد ﻣـن‬

‫ﻓﺋــﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣﻌــﯾن‪ .‬وﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻠــزم اﺳــﺗﺧدام اﻟرﺳــوم اﻟﺑﯾﺎﻧﯾــﺔ ﻓــﺈن ﻣﺣــﺎور‬ ‫اﻟرﺳــم اﻟﺑﯾــﺎﻧﻲ ﺗﻣﯾــز ﺑﺧطــوط ﻋرﯾﺿــﺔ ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﺗﻣﺛ ـل ﺧطــوط اﻟﻣﻧﺣﻧــﻰ اﻟﺑﯾــﺎﻧﻲ ﺑﺧطــوط‬ ‫رﻓﯾﻌــﺔ ﻣﺗﺻــﻠﺔ أو ﻣﺗﻘطﻌــﺔ أو ﻣﻧﻘطــﺔ ﻟﺗﻣﯾﯾــز اﻟﻔﺋــﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ .‬وﯾﻔﺿــل أن ﯾﺧﺻــص‬ ‫اﻟﻣﺣ ــور اﻷﻓﻘ ــﻲ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾ ــر اﻟﻣﺳ ــﺗﻘل واﻟﻣﺣ ــور اﻟ أرﺳ ــﻲ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾـــر اﻟﺗ ــﺎﺑﻊ‪ .‬وﺗﺣ ــدد ﻧﻘطـــﺔ‬

‫‪142‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺻــﻔر ﺑوﺣــدة اﻟﻘﯾــﺎس اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻠﺔ وﺗﻛــون ﺗــدرﯾﺟﺎت اﻟﻘﯾــﺎس ﻣﺗﺳــﺎوي وﻣرﻗﻣــﺔ ﺑﺷــﻛل‬ ‫واﺿﺢ‪.‬‬ ‫ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﻋرض اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ‪:‬‬ ‫ﯾـﺗم ﺟﻣـﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ﻋـﺎدة ﻟﻐــرض ﻣﺣـدد‪ ،‬وﻟـذﻟك ﯾﻠـزم اﻟﺗــذﻛﯾر ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺟـزء ﻣــن‬ ‫اﻟﺗﻘرﯾر ﺑﺎﻟﻬدف ﻣـن اﻟد ارﺳـﺔ أو ﺑﺎﻷﺳـﺋﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺳـﺗﻬدف اﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻧﻬـﺎ أو ﺑﺎﻟﻔرﺿـﯾﺎت‬ ‫اﻟﺗـﻲ ﺗﺳــﺗﻬدف اﺧﺗﺑﺎرﻫــﺎ‪ ،‬ﺛــم ﯾﻘﺳــم ﺟــزء ﺗﺣﻠﯾـل اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺗﺑﻌـﺎً ﻟــذﻟك‪ .‬ﺗﺳــﺗﺧدم اﻟﺟــداول‬

‫ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺟراء اﻟﻣﻘﺎرﻧﺎت واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪ .‬وﯾﻠزم ﻫﻧـﺎ‬ ‫اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟدﻗﯾق ﺑـﯾن اﻟﺣﻘـﺎﺋق أو اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن اﻟﺗوﺻـل إﻟﯾﻬـﺎ ﻣـن ﺗﺣﻠﯾـل اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت‬ ‫وﺑﯾن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ وﺗﻔﺳـﯾرﻫﺎ‪ .‬ﻟـذﻟك ﻓـﺈن اﻟﺑﺎﺣـث ﯾﻘﺗﺻـر‬

‫ﻓـ ــﻲ ﺗﺣﻠﯾـ ــل اﻟﺑﯾﺎﻧـ ــﺎت ﻋﻠـ ــﻰ ﺑﯾـ ــﺎن ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑـ ــﺎر اﻟﻔرﺿـ ــﯾﺎت‪ ،‬ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــدود اﻟـ ــدﻻﻻت‬ ‫اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔروق ﺑﯾن اﻟﻔﺋﺎت واﺗﺟﺎﻩ ﻫذﻩ اﻟﻔروق‪.‬‬ ‫وﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺎﺣــث أن ﯾﺷــﯾر إﻟــﻰ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟــدﻻﺋل اﻟﻣﺗ ـواﻓرة ﺑﺧﺻــوص ﻛــل ﻧﺗــﯾﺞ ﻣــن‬ ‫اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ‪ ،‬ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﻫــذﻩ اﻟــدﻻﺋل إﯾﺟﺎﺑﯾــﺔ أو ﺳــﻠﺑﯾﺔ‪ .‬وأن ﯾﻛــون ﺣــذ ًار ﻋﻧــد إﺻــدار‬ ‫اﻟﺗﻌﻣﯾﻣــﺎت ﻓــﻼ ﯾﺗﺟ ــﺎوز ﻓﯾﻬــﺎ ﻣﺟﺗﻣ ــﻊ اﻟد ارﺳــﺔ وظروﻓﻬــﺎ وﻣﺣ ــدداﺗﻬﺎ‪ .‬ﻛــذﻟك ﺗﻘﺗﺿ ــﻲ‬ ‫ﻣوﺿــوﻋﯾﺔ اﻟﺑﺣــث أن ﯾﺷــﯾر اﻟﺑﺎﺣــث إﻟــﻰ أﯾــﺔ ﺗطــورات ﻏﯾــر ﻣﺗوﻗﻌــﺔ‪ ،‬أو أﯾــﺔ أﺧطــﺎء‬ ‫ظﻬرت ﻟﻪ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟدراﺳﺔ إذ ﯾﻛﺗﺷف ﻛﺛﯾر ﻣـن اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻣرﺣﻠـﺔ ﺟواﻧـب‬

‫ﺿﻌف ﻓﻲ ﺗﺻﻣﯾم اﻟدراﺳﺔ أو ﻓﻲ إﺟراءاﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻣــن اﻟﻣﻬــم ﻫﻧــﺎ أن اﻟﺗــذﻛﯾر ﺑــﺄن اﻟﺑﺎﺣــث رﺑﻣــﺎ ﯾﻠزﻣــﻪ اﻟﻌــودة إﻟــﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺧــﺎم‬ ‫اﻟﺗــﻲ ﺟﻣﻌﻬــﺎ ﻓــﻲ د ارﺳــﺗﻪ‪ .‬ﻟــذﻟك ﻻ ﺑــد أن ﯾﺣــﺗﻔظ ﺑﻬــﺎ ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﻧظﻣــﺔ ﺗﺳــﻬل ﻋﻠﯾ ــﻪ‬ ‫اﻟﻌــودة إﻟﯾﻬــﺎ إذا دﻋــت اﻟﺣﺎﺟــﺔ‪ .‬أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺟــزء ﻣــن اﻟﺗﻘرﯾــر ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻛﺗﻔــﻲ ﺑﺈﺛﺑــﺎت‬ ‫ﺧﻼﺻ ــﺎت ﻫ ــذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت‪ ،‬ﻋﻠـــﻰ ﺷ ــﻛل ﺟ ــداول وأﺷ ــﻛﺎل‪ ،‬ﺗﺳ ــﻣﺢ ﺑﺎﺧﺗﺑ ــﺎر ﻓرﺿـــﯾﺎت‬ ‫اﻟدراﺳﺔ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن أﺳﺋﻠﺗﻬﺎ‪ .‬وﻣـن اﻷﺧطـﺎء اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـﻊ ﻓﯾﻬـﺎ ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﺗﺿـﻣﯾن‬

‫‪143‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺗﻘرﯾـر ﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت اﻟﺧـﺎم واﻹﻛﺛـﺎر ﻣـن اﻟﺟـداول واﻷﺷـﻛﺎل دون أن ﯾﻛـون ﻟﻬــﺎ‬ ‫أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻬﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ‪:‬‬ ‫ﯾﻠﺟﺄ ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن إﻟﻰ دﻣﺞ اﻟﺟزء اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﻌـرض اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻣـﻊ اﻟﺟـزء اﻟﻣﺗﻌﻠـق‬ ‫ﺑﻣﻧﺎﻗﺷـ ــﺔ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ ﺗﺣـ ــت ﻋﻧـ ـ ـوان واﺣ ـ ــد ﯾﺳ ـ ــﻣﻰ ﻣـ ــﺛﻼً )ﺗﺣﻠﯾ ـ ــل ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳ ـ ــﺔ‬ ‫وﻣﻧﺎﻗﺷـﺗﻬﺎ(‪ ،‬ﻟﻛــن ﺑـﺎﺣﺛﯾن آﺧـرﯾن ﯾﻔﺿـﻠون إﻓـراد ﻣﻧﺎﻗﺷــﺔ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻓــﻲ ﺑﻧـد ﻣﺳــﺗﻘل‪ .‬وﻗــد‬

‫ﯾﺣﺳن ذﻟك ﻷﻏراض ﺗدرﯾب اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﺑﺗدﺋﯾن وطﻠﺑـﺔ اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﻌﻠﯾـﺎ‪ ،‬ﻹﺑـراز اﻟـدور‬ ‫اﻟﻣﻬم اﻟذي ﯾﻠزم اﻟﺑﺎﺣث أن ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫وﯾﻘﺳــم ﺑﻌــض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﺑﻧــد ﻣﻧﺎﻗﺷــﺔ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ إﻟــﻰ ﺟ ـزأﯾن‪ ،‬ﯾﺗﺿــﻣن اﻷول ﻣﻧﻬﻣــﺎ‬ ‫ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧﻲ ﺗوﺻﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﻌﺑــر ﻫــذا اﻟﺟــزء )ﻣﻧﺎﻗﺷــﺔ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ( ﻓــﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ ﻋــن اﻟﻘــدرة اﻹﺑداﻋﯾــﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣــث‬ ‫وﻣﻬﺎرﺗﻪ ﻓﻲ رﺑط اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺗـﻲ ﺗوﺻـل إﻟﯾﻬـﺎ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻔﻛرﯾـﺔ اﻟراﻫﻧـﺔ ﻟﻣوﺿـوع اﻟﺑﺣـث‪،‬‬ ‫وﺗﻘﯾﯾم ﻣدى اﻹﺳﻬﺎم اﻟذي ﺣﻘﻘﺗﻪ دراﺳﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟﻬـد اﻟﺑﺣﺛـﻲ اﻟـذي‬ ‫ﯾﻠزم ﺑذﻟﻪ ﻟﻣواﺻﻠﺔ ﺗطوﯾر اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﯾﻪ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن ﻗدرة اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻫذا اﻟﺑﻧد ﻣـن‬ ‫اﻟﺗﻘرﯾر ﺑطرﯾﻘﺔ ﺟﯾـدة ﻫـو ﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن ﻣﺳـﺗوى اﻟﻧﻣـو اﻟـذي ﺣﺻـل ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﺑﺎﺣـث ﻧﺗﯾﺟـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺟﻬد اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ أﺛﻧﺎء ﻫذا اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫وﯾﺗﺿ ــﻣن ﺑﻧ ــد ﻣﻧﺎﻗﺷ ــﺔ اﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ ﻧظـ ـرة ﺗﺣﻠﯾﻠﯾ ــﺔ ﻧﺎﻗ ــدة ﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺿ ــوء‬ ‫ﺗﺻ ــﻣﯾﻣﻬﺎ وﻣﺣ ــدداﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﺿ ــوء ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳ ــﺎت واﻟﺑﺣ ــوث اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﺿ ــوء‬ ‫اﻹطﺎر اﻟﻧظري اﻟذي ﺗﻘﻊ ﻓﯾﻪ اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬ ‫وﺗﺗم ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺑﻧـد اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑـﺎر ﻓرﺿـﯾﺎت اﻟد ارﺳـﺔ وﻣـدى اﺗﻔـﺎق أو‬ ‫ﺗﻌـﺎرض ﻫـذﻩ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻣـﻊ اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬واﻷﺳـﺑﺎب اﻟﺗـﻲ رﺑﻣـﺎ ﺗﻔﺳـر ﻫـذﻩ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ‪،‬‬

‫‪144‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫واﻟﻣـدى اﻟــذي ﯾﻣﻛـن أن ﺗﻌﻣــم ﻓﯾـﻪ ﻫــذﻩ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻟﺗطﺑﯾﻘـﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ واﻟﻘـ اررات‬ ‫اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرح اﻟﺑﺎﺣث اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗطوﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟواﻗﻌﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﻓ ــﻲ ﺿ ــوء اﻟﺧﺑـ ـرة اﻟﺗـ ــﻲ اﻛﺗﺳـــﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣ ــث أﺛﻧ ــﺎء ﻣ ارﺣـ ــل اﻟﺑﺣـــث ﻓﯾﻣـــﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ــق‬ ‫ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ وﺗﺻﻣﯾﻣﻬﺎ ٕواﺟراءاﺗﻬﺎ‪ ،‬ﯾﺳـﺗطﯾﻊ أﻛﺛـر ﻣـن ﻏﯾـرﻩ اﻟﺗوﺻـﯾﺔ ﺑﺎﺳـﺗﻛﻣﺎل‬ ‫د ارﺳـﺔ ﺟواﻧــب اﻟﻣوﺿـوع اﻟﺗــﻲ ﻟـم ﺗﺳــﺗﻬدﻓﻬﺎ د ارﺳــﺗﻪ‪ ،‬واﻗﺗـراح د ارﺳــﺎت أﺧـرى ﯾــﺗم ﻓﯾﻬــﺎ‬

‫ﺗﺟﻧ ــب ﻋواﻣ ــل اﻟﺿ ــﻌف واﻟﻘﺻ ــور اﻟﺗ ــﻲ أﻣﻛـ ـن ﺗﻣﯾﯾزﻫ ــﺎ‪ ،‬وﺗط ــوﯾر أدوات أﻛﺛ ــر دﻗ ــﺔ‬ ‫ٕواﺟ ـراءات أﻛﺛــر ﺗﺣدﯾــداً‪ ،‬واﺷــﺗﻣﺎل ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻗطﺎﻋــﺎت أﺧــرى ﻣــن ﻣﺟﺗﻣــﻊ‬

‫اﻟد ارﺳ ــﺔ‪ .‬وﻫﻛ ــذا ﯾﻧﺗﻬ ــﻲ اﻟﺑﺣ ــث ﺑﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﺗﻌ ــزز اﻟطﺑﯾﻌ ــﺔ اﻟﺣرﻛﯾ ــﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﯾ ــﺔ ﻟﻠﻣﻌرﻓ ــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ وﺗؤﻛــد ﺣﺎﺟــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن إﻟــﻰ ﻣواﺻــﻠﺔ اﻟﺑﺣــث ودوام اﻟﺳــﻌﻲ ﻧﺣــو اﻟﻣﻌرﻓــﺔ )وﻣــﺎ‬ ‫أوﺗﯾﺗم ﻣن اﻟﻌﻠم إﻻ ﻗﻠﯾﻼً(‪.‬‬ ‫وﻻ ﺑــد ﻣــن اﻟﺗﺄﻛﯾــد ﻋﻠــﻰ أن ﻣﺣﺗوﯾــﺎت ﻫــذا اﻟﺑﻧــد ﻣــن اﻟﺗﻘرﯾــر ذات أﻫﻣﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺔ‪،‬‬ ‫ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬـﺎ ﻣـن ﺧـﻼل ﻣـﺎ ﯾﺗﺟﻣـﻊ ﻟﻠﺑﺎﺣـث ﻣـن ﺣﻘـﺎﺋق وﺗﻌﻣﯾﻣـﺎت ﺗﺳـﺗﻧد‬ ‫إﻟــﻰ ﻣﻌطﯾــﺎت اﻟد ارﺳــﺔ وﺑﯾﺎﻧﺎﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﻟﯾﺳــت ﻣﺟــرد وﺟﻬــﺎت ﻧظــر أو اﻧطﺑﺎﻋــﺎت ﻣﻘــررة‬ ‫ﺳﻠﻔﺎً‪ .‬ﻓﻼ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺑﺎﺣث أو ﻣﻘﺗرﺣﺎﺗﻪ إذا ﻟم ﺗﻧﺑﺛق ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ دراﺳﺗﻪ‪.‬‬ ‫ٕواذا ﻛﺎﻧــت اﻟد ارﺳــﺔ ﻗــد ﺻــﻣﻣت ﻟﺗﻘﯾــﯾم إطــﺎر ﻧظــري ﻣﻌــﯾن‪ ،‬ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﺟــزء ﻣــن‬ ‫اﻟﺗﻘرﯾ ــر ﯾﺗﺿ ــﻣن إﻋ ــﺎدة ﺻ ــﯾﺎﻏﺔ ﻫ ــذا اﻹط ــﺎر اﻟﻧظ ــري‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﺿ ــوء ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳ ــﺔ‪.‬‬ ‫وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾﻠ ــزم ﺗﺣدﯾ ــد ﺑﻧ ــود اﻟﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﺟدﯾــدة واﻟﻛﯾﻔﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻠ ــزم ﺗط ــوﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳ ــﺎت‬ ‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﺗوﺛﯾق ‪:‬‬ ‫ﻟـم ﺗﻌـد اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻷﯾـﺎم ﻋطـﺎء ﻓﻛـري ﺧـﺎص ﺑﻔـرد ﻣﻌـﯾن‪ ،‬ﯾﺻـوﻏﻪ ﺑﻠﻐﺗــﻪ‬ ‫اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ رﺳــﺎﻟﺔ أو ﻛﺗــﺎب أو ﻣرﺟــﻊ‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧــت ﻫﻧــﺎك ﺣــﺎﻻت ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻹﺑــداع‬ ‫اﻷدﺑــﻲ ﯾﻧــﺗﺞ ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺷــﺎﻋر أو اﻟﻛﺎﺗــب ﻧﺻــًﺎ ـدﺑﯾًﺎ ﻣﺗﻣﯾــ ًاز‪ ،‬ﯾﻌﺑــر ﻓﯾــﻪ ﻋــن اﻟﻣوﻫﺑ ــﺔ‬

‫‪145‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﻟﺧﺎﺻــﺔ واﻷداء اﻟﻣﺑــدع‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺑﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ اﻟــذي ﻧﺗﺣــدث ﻋﻧــﻪ ﻫــو ﺟﻬــد إﻧﺳــﺎﻧﻲ‬ ‫ﻣﺗﺻ ــل ﯾﻠ ــزم ﻓﯾ ــﻪ أن ﯾﻘ ــوم اﻟﺑﺎﺣ ــث ﺑﻣﺳ ــﺢ ﺟﻬ ــد اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﯾن واﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟﯾ ــﻪ‬ ‫واﻟﺗﻣﻬﯾ ــد ﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن ﻻﺣﻘ ــﯾن‪ .‬وﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺳ ــﯾﺎق ﯾﺷ ــﯾر اﻟﺑﺎﺣ ــث ﻋ ــﺎدة إﻟ ــﻰ ﻧﺗ ــﺎج ﻏﯾـ ـرﻩ‬ ‫ﻓﯾﻌﺗﻣدﻩ وﯾﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو ﯾﻧﺗﻘدﻩ وﯾظﻬر ﺟواﻧـب اﻟﻌﺟـز ﻓﯾـﻪ‪ .‬وﻗـد ﯾﻠـزم أﺣﯾﺎﻧـًﺎ أن ﯾﺳـﺗﻔﯾد‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻛرة ﻣن ﻏﯾرﻩ ﯾﺻوﻏﻬﺎ ﺑﻠﻐﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬أو ﯾﻘﺗﺑﺳـﻬﺎ ﺑﻧﺻـﻬﺎ‪ .‬وﺗﻘﺗﺿـﻲ أﻋـراف‬ ‫اﻟﺑﺣ ــث ﻓ ــﻲ ﺟﻣﯾ ــﻊ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣ ــﺎﻻت اﻹﺷ ــﺎرة إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺻ ــﺎدر اﻟﺗ ــﻲ رﺟ ــﻊ إﻟﯾﻬ ــﺎ اﻟﺑﺎﺣ ــث‬ ‫وﺗوﺛﯾﻘﻬﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوﺛﯾق ﻫذﻩ ﻋـن اﻷﻣﺎﻧـﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث ﻓﺣﺳـب‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ‬

‫ﺗﻌﻛس اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟـدى أﺟﯾـﺎل اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬وﺗﻣﺛـل أﺳﺎﺳـﺎً‬

‫ﻟﻠﺣﻛــم ﻋﻠــﻰ اﻟدرﺟ ــﺔ اﻟﺗــﻲ اﺳــﺗوﻓﻰ ﻓﯾﻬ ــﺎ ﺑﺎﺣــث ﻣﻌــﯾن ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ ﺗﺗﺑــﻊ اﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾ ــﺔ‬ ‫اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟــﻪ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﯾــﺗﻣﻛن ﻣــن اﻹﺳــﻬﺎم ﻓــﻲ ﺗﻘــدم اﻟﻣﻌرﻓــﺔ واﺳــﺗﻣرار ﻧﻣوﻫــﺎ‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﺗﻔﯾــد‬ ‫اﻟﻘﺎرئ ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻷﻓﻛﺎر إﻟﻰ أﺻـﺣﺎﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﻣزﯾـد ﻋـﻧﻬم ﺣـﯾن ﺗﻠزﻣـﻪ اﻟﻌـودة إﻟـﻰ‬ ‫اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻫﻧﺎك طرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺛﯾق‪ ،‬وﻗد ﻻ ﯾﻬم اﻟﻘﺎرئ اﺧﺗﻼف طرق اﻟﺗوﺛﯾق ﺑﻘـدر‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻬﻣﻪ وﺿوح اﻟطرﯾﻘﺔ واﻻﻧﺗظﺎم ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ‪ .‬وﯾﺻﻌب ﺗﻔﺿﯾل طرﯾﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺗوﺛﯾق ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوﺛﯾق ﻫو اﺳـﺗﺧدام ﻧﻣـط‬ ‫ﻣﻌﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ واﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪.‬‬ ‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ طرﯾﻘﺗﯾن ﻟﻠﺗوﺛﯾق‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﺗﻘرﯾر ‪:‬‬ ‫ﯾﺷﺎر إﻟـﻰ اﻟﻣرﺟـﻊ أﺛﻧـﺎء ﻛﺗﺎﺑـﺔ اﻟـﻧص اﻟﻠﻐـوي ﻟﻠﺗﻘرﯾـر ﺑﺎﺳـم اﻟﻣؤﻟـف وﺗـﺎرﯾﺦ ﻧﺷـر‬ ‫اﻟﻣرﺟــﻊ‪ ،‬وأﺣﯾﺎﻧ ـﺎً رﻗــم اﻟﺻــﻔﺣﺔ ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟﻣرﺟــﻊ‪ .‬وﯾﺧﺗﻠــف ﺷــﻛل اﻟﺗوﺛﯾــق ﺑــﺎﺧﺗﻼف‬ ‫اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻠﻐوي‪ ،‬واﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺗوﺿﺢ ذﻟك ‪:‬‬

‫‪146‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ ﺟ ــﺎءت ﺑﻌ ــض اﻻﻛﺗﺷ ــﺎﻓﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾ ــﺔ ﺑﻣﺣ ــض اﻟﺻ ــدﻓﺔ ﻓﺎﻟﻣﻧﺎﻋ ــﺔ ﺿ ــد اﻟﻣ ــرض‬‫واﻷﺷـﻌﺔ اﻟﺳـﯾﻧﯾﺔ واﻟﺑﻧﺳــﻠﯾن ﺗـم اﻛﺗﺷــﺎﻓﻬﺎ دون أن ﺗﻛـون ﻫــذﻩ اﻻﻛﺗﺷـﺎﻓﺎت ﻧﻔﺳــﻬﺎ‬ ‫ﻫدﻓًﺎ ﻷﺑﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣﺎء ) ‪) .( Beveridge, 1963‬ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺟﻊ واﺣد(‬ ‫ وﻓـ ــﻲ د ارﺳـ ــﺔ ﺣـ ــول ظـ ــﺎﻫرة ﺗﻐﯾﯾـ ــر اﻟﺗﺧﺻـ ــص ﺗﺑـ ــﯾن أن ) ﺧﻠﯾﻠـ ــﻲ وﺻـ ــﺑﺎرﯾﻧﻲ‬‫وﻣﻠﻛﺎوي ‪) .(1986‬ﻣرﺟﻊ ﻷﻛﺛر ﻣن ﻣؤﻟﻔﯾن(‬ ‫ وﻓﻲ دراﺳﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أﺟراﻫﺎ ﺗرﻧد )‪ (1983‬ﻋﻠـﻰ طﻠﺑـﺔ ‪) ...‬ورد اﺳـم اﻟﻣؤﻟـف ﻓـﻲ‬‫اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻠﻐوي(‪.‬‬ ‫ وﻓـﻲ د ارﺳـﺔ ﺣـول ظـﺎﻫرة ﺗﻐﯾﯾـر اﻟﺗﺧﺻـص ﺗﺑـﯾن أن ) ﺧﻠﯾﻠـﻲ ورﻓﻘــﺎﻩ‪.(1986 ،‬‬‫)ﻣرﺟﻊ ﻷﻛﺛر ﻣن ﻣؤﻟﻔﯾن ﯾذﻛر ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(‬ ‫‪ – 1‬اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ‪:‬‬ ‫ﺗﺗﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗـﻲ ﺗﻣـت اﻹﺷـﺎرة‬ ‫ﻼ ﻓــﻲ ﺻــﻠب اﻟﺗﻘرﯾــر‪ .‬وﯾﺷــﺗرط ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣ ارﺟــﻊ أن ﺗﻛــون ﻣﻧﺷــورة‪ ،‬وﯾﻣﻛــن‬ ‫إﻟﯾﻬــﺎ ﻓﻌ ـ ً‬ ‫اﻟﺣﺻـول ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ .‬وﯾﺟــب أن ﺗﻛـون ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻟﻣ ارﺟــﻊ ﻣرﺗﺑـﺔ أﺑﺟــدﯾًﺎ ﺣﺳــب اﻟﺣــرف اﻷول‬ ‫ﻻﺳــم اﻟﻣؤﻟــف وﺗﺳــرد اﻟﻣ ارﺟــﻊ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻗﺎﺋﻣــﺔ واﺣــدة واﻟﻣ ارﺟــﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻗﺎﺋﻣــﺔ‬

‫أﺧرى‪.‬‬

‫ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ أرﺑﻌﺔ ﻫﻲ ‪:‬‬ ‫أ – اﺳــم اﻟﻣؤﻟــف ‪ :‬وﯾﻌﺗﻣ ــد اﻻﺳــم اﻷول أو اﻻﺳ ــم اﻷﺧﯾــر )اﺳ ــم اﻟﺷــﻬرة( ﻓ ــﻲ‬ ‫ﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻣ ــؤﻟﻔﯾن ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ﻓﺎﻷﺳ ــﻣﺎء اﻟﻣﺷ ــﻬورة ﻣﺛ ــل اﺑ ــن ﺧﻠ ــدون‪ ،‬اﻟﻐ ازﻟ ــﻲ‪،‬‬ ‫‪..‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪147‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ب‪ -‬ﺳـﻧﺔ اﻟﻧﺷـر ‪ :‬وﺗوﺿـﻊ ﺑـﯾن ﻗوﺳـﯾن ﺑﻌـد اﺳـم اﻟﻣؤﻟـف ﻣﺑﺎﺷـرة‪ .‬وﯾﻧﺳـﺟم ﻫـذا‬ ‫اﻟﺗرﺗﯾب ﻣﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﺗﻘرﯾر‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ﻋﻧوان اﻟﻣرﺟﻊ ‪ :‬ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻣؤﻟف ﻣﻌـﯾن‪ ،‬أو ﻋﻧـوان اﻟﻔﺻـل ﻓـﻲ ﻛﺗـﺎب‬ ‫ﻣﺣــرر ﻣــن ﻗﺑــل ﻣؤﻟــف آﺧــر‪ ،‬أو ﻋﻧ ـوان اﻟﺑﺣــث أو اﻟﻣﻘﺎﻟــﺔ اﻟﻣﻧﺷــورة ﻓــﻲ‬ ‫دورﯾﺔ‪.‬‬ ‫د – ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧﺷر ‪ :‬ﺑﻠد اﻟﻧﺷر‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‪ ،‬أﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺧص ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﺷر‪.‬‬ ‫أﻣﺛﻠﺔ ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ﻛﺗﺎب ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻣؤﻟف واﺣد‪:‬‬ ‫ﻋــودة‪ ،‬أﺣﻣــد ﺳــﻠﯾﻣﺎن‪ .(1985) .‬اﻟﻘﯾــﺎس واﻟﺗﻘــوﯾم ﻓــﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗرﺑوﯾــﺔ‪.‬‬ ‫إرﺑد‪ :‬دار اﻷﻣل ﻟﻠﻧﺷر‪.‬‬ ‫‪ – 2‬دورﯾﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﺧﻠﯾﻠــﻲ‪ ،‬ﺧﻠﯾــل وﺻــﺑﺎرﯾﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺣﻣــد وﻣﻠﻛــﺎوي‪ ،‬ﻓﺗﺣــﻲ‪ .(1986) .‬ظــﺎﻫرة‬ ‫ﺗﻐﯾﯾــر اﻟﺗﺧﺻ ــص ﻓــﻲ ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﯾرﻣ ــوك‪ :‬دواﻓﻌﻬــﺎ واﻧﻌﻛﺎﺳ ــﺎﺗﻬﺎ‪ .‬أﺑﺣ ــﺎث‬ ‫اﻟﯾرﻣوك – اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪166.-143 ،(2)2 ،‬‬ ‫‪ – 3‬ﻛﺗﺎب ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻟﻣؤﻟف واﺣد ‪:‬‬ ‫‪Best, John W. (1977). Research in education. Englewood‬‬ ‫‪Cliffs: Prentice – Hall, Inc‬‬ ‫اﻻﻗﺗﺑﺎس ‪:‬‬ ‫ﻗــد ﯾرﻏــب اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن ﻓﻛ ـرة وردت ﻋﻧــد ﻏﯾ ـرﻩ‪ ،‬وﯾــرى أن ﯾﻘﺗﺑﺳــﻬﺎ‬ ‫ﺑﻧﺻــﻬﺎ‪ .‬وﺗﻌﺗﻣــد طرﯾﻘــﺔ ﺗﺿــﻣﯾﻧﻬﺎ ﻓــﻲ ﻣــﺗن اﻟﺑﺣــث ﻋﻠــﻰ طــول اﻟــﻧص اﻟﻣﻘﺗــﺑس‪ .‬ﻓــﺈذا‬

‫‪148‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻛﺎن طول اﻟـﻧص اﻟﻣﻘﺗـﺑس أﻗـل ﻣـن ﺧﻣﺳـﺔ أﺳـطر‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻛﺗـب ﻛﺳـﺎﺋر اﻟـﻧص اﻟﻠﻐـوي‬ ‫ﻟﻠﺑﺎﺣث‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻣﯾز ﺑﺄﻗواس ﺻﻐﯾرة ﻣﻘﻠوﺑﺔ ﻋﻧد ﺑداﯾﺗﻪ وﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ‪.‬‬ ‫ﻣﺛﻼً ‪:‬‬ ‫وﻗــد اﺳــﺗﺧﻠص ﺟــﺎردﻧر )‪ (Gardener, 1987‬ﻣــن د ارﺳــﺗﻪ اﻟﺗــﻲ أﺟ ارﻫــﺎ ﺣــول‬ ‫اﺗﺟﺎﻫ ــﺎت طﻠﺑ ــﺔ اﻟﻣ ــدارس اﻟﺛﺎﻧوﯾ ــﺔ ﻧﺣ ــو اﻟﻌﻠـــوم أن "اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﺗﺣﻠﯾـــل‬

‫ﻓﻘرات ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت وﺑﯾﺎﻧﺎت اﻻﺗﺳﺎق اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻻ ﺗﻛﻔـﻲ ﻟﺗﺣدﯾـد ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن‬ ‫اﻟﻣﻘﯾﺎس وﺣﯾد اﻻﺗﺟﺎﻩ‪ ،‬وﻻ ﺑد ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﻟﻬذا اﻟﻐرض" ص‪.246‬‬ ‫أﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن طــول اﻟــﻧص اﻟﻣﻘﺗــﺑس ﺧﻣﺳــﺔ أﺳــطر ﻓــﺄﻛﺛر ﻓــﻼ ﺑــد ﻣــن ﺗﻣﯾﯾــز ﻫــذا‬ ‫اﻟﻧص ﺑﻌدة أﻣور ﻫﻲ‪:‬‬ ‫ ﯾﻛﺗب اﻟﻧص اﻟﻣﻘﺗﺑس ﺑﺧط أﺻﻐر ﻣن ﺧط اﻟﻧص اﻟﻌﺎدي‪.‬‬‫ ﺗﺗﺄﺧر ﺑداﯾﺔ أﺳطر اﻟﻧص اﻟﻣﻘﺗﺑس ﺑﻣﺳﺎﻓﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻧص اﻟﻌﺎدي‪.‬‬‫ ﻻ ﺗﺳﺗﺧدم اﻷﻗواس اﻟﻣﻘﻠوﺑﺔ‪.‬‬‫ﻼ‪:‬‬ ‫ﻣﺛ ً‬ ‫وﻣ ــﻊ ﻫ ــذا اﻟﺗﺧﻠـــف اﻟﺛﻘـــﺎﻓﻲ‪ ،‬ﻓﻠـــﯾس ﻣـــن اﻟﻣﺳ ــﺗﻐرب أن ﺗﺧﺗ ــﺎر‬

‫اﻟطﺎﻟﺑـ ـ ــﺎت اﻹﺟﺎﺑ ـ ـ ــﺔ "ﻻ أدري"‪ ،‬وﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻓﻘـ ـ ـ ـرات اﻟﻌﻠ ـ ـ ــوم‬ ‫اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻧــﺎك ﻋواﻣــل ﻧﻔﺳــﯾﺔ إﺿــﺎﻓﯾﺔ رﺑﻣــﺎ ﺗــؤﺛر‪ .‬ﻓﻌــدم‬ ‫رﻏﺑــﺔ اﻹﻧــﺎث ﺑﺎﻟﻧﺧــﺎطرة ﻗــد ﺗﻘــودﻫن ﻟﺗﺟﻧــب إﻋطــﺎء إﺟﺎﺑــﺔ ﻣﺣــددة‬ ‫أو ﻋدم إﻋطﺎء إﺟﺎﺑﺔ ﻟﻪ ﺣﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺗﺟﻧب ﻛون اﻟطﺎﻟﺑﺔ ﻣﺛﯾﺑﺔ أو‬ ‫ﻣﺧطﺋــﺔ‪ .‬وﻛ ــون اﻟطﺎﻟﺑــﺔ ﻣﺻ ــﯾﺑﺔ ﯾﻧﺳــﺟم ﻣ ــﻊ ﻛوﻧﻬــﺎ ذﻛﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــو‬ ‫ﻣوﻗ ــف رﺑﻣ ــﺎ ﺗﺗﺟﻧﺑ ــﻪ اﻹﻧ ــﺎث أﺣﯾﺎﻧـ ـﺎً‪ ،‬ﻷﻧ ــﻪ ﯾﺗﻧ ــﺎﻗض ﻣ ــﻊ أﻫ ــداف‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ .‬وﻛوﻧﻬـﺎ ﻣﺧطﺋـﺔ ﻟـﯾس ﻫـو اﻟﺧﯾـﺎر اﻷﻓﺿـل‪،‬‬

‫‪149‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣدرﺳﻲ‪ .‬وﻟذﻟك ﻓـﺈن‬ ‫ﻼ ﻋن ﻫذﯾن اﻟﺧﯾﺎرﯾن‪.‬‬ ‫"ﻻ أدري"‪ ،‬ﺗوﻓر ﺑدﯾ ً‬ ‫اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺎﺷﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﯾﺳﺗﺷــﻬد اﻟﺑﺎﺣــث أﺣﯾﺎﻧ ـًﺎ ﺑــﺂراء ﺑﻌــض اﻟﺷﺧﺻــﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗطــرح ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﻸ ﻓــﻲ‬

‫ﺑﻌـ ــض اﻟﻣﻧﺎﺳـ ــﺑﺎت‪ ،‬أو ﺑوﺟﻬـ ــﺎت اﻟﻧظـ ــر اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺣﺻـ ــل ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ اﻟﺑﺎﺣـ ــث ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل‬ ‫اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺑﺄﺻﺣﺎﺑﻬﺎ‪ .‬أو ﺑﻘـ اررات وردت ﻓـﻲ ﻣﺣﺎﺿـر ﺟﻠﺳـﺎت رﺳـﻣﯾﺔ‪ .‬وﻗـد‬ ‫ﯾﺷﯾر اﻟﺑﺎﺣث أﺣﯾﺎﻧﺎً إﻟﻰ ﻣرﺟﻊ ﺗﺣـت اﻹﻋـداد وﻟـم ﯾﻧﺗـﻪ ﻣؤﻟﻔـﻪ ﻣـن إﻋـدادﻩ‪ .‬وﻓـﻲ ﻣﺛـل‬ ‫ﻫــذﻩ اﻟﺣــﺎﻻت ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺑﺎﺣــث أن ﯾﺷــﯾر إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻣ ارﺟــﻊ ﻓــﻲ ﺣﺎﺷــﯾﺔ ﺧﺎﺻــﺔ آﺧــر‬

‫اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﺗﻲ ورد ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد‪.‬‬

‫وﺗﺳــﺗﺧدم اﻟﺣﺎﺷــﯾﺔ أﯾﺿ ـﺎً ﻷﻏ ـراض أﺧــرى ﻏﯾــر اﻟﺗوﺛﯾــق‪ ،‬واﻟﺣــﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾــﺔ ﻫــﻲ‬

‫أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪:‬‬

‫ ﺷ ــﻛر وﺗﻘ ــدﯾر ﻟﻠﺟﻬ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻗ ــدﻣت دﻋﻣـ ـﺎً أو ﻣﺳ ــﺎﻋدة ﻓ ــﻲ إﻋ ــداد اﻟﺑﺣ ــث‪.‬‬‫وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫ ﻋﻧـ ـوان اﻟﺑﺎﺣ ــث أو اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻧﺗﻣ ــﻲ إﻟﯾﻬ ــﺎ‪ .‬وﯾظﻬ ــر ذﻟ ــك أﯾﺿـ ـًﺎ ﻓ ــﻲ‬‫ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫ ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻐوي إﺿﺎﻓﻲ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻔردات أو ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ أﺧرى‪.‬‬‫ ﺷــرح ﻣ ــوﺟز ﻟــﺑﻌض اﻟﻣﺻ ــطﻠﺣﺎت أو اﻟﻣﻌﺎدﻟ ــﺔ اﻟرﯾﺎﺿــﯾﺔ ﻟﺣﺳ ــﺎب ﺑﻌ ــض‬‫اﻟﻘﯾم‪.‬‬ ‫ إﺷــﺎرة إﻟــﻰ ﻣﺻــدر أو ﻛــﺎﺋن آﺧــر‪ ،‬ﻟﻣزﯾــد ﻣــن اﻟﺗﻔﺻــﯾﻼت ﻓــﻲ ﻧﻔــس ﺗﻘرﯾــر‬‫اﻟﺑﺣث أو ﻓﻲ ﻏﯾرﻩ‪.‬‬

‫‪150‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫وﻧظـ ـ ًار ﻷن اﻟﺟ ــداول ﺗ ــﻧظم اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت اﻟﻛﻣﯾ ــﺔ ﺑطرﯾﻘ ــﺔ ﻣﺣ ــددة‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾﻠ ــزم أﺣﯾﺎﻧـ ـًﺎ‬

‫ﺗوﺿــﯾﺢ ﺑﻌــض ﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﺷــﯾﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺗﺣــت اﻟﺟــدول‪ ،‬وﺗﺧــدم ﺣﺎﺷــﯾﺔ اﻟﺟــدول‬ ‫ﻓﻲ ﺛﻼث أﻏراض ﻫﻲ ‪:‬‬ ‫ ﺗوﺿﯾﺢ ﻋﺎم ﺣول ﺑﯾﺎﻧـﺎت اﻟﺟـدول ﻟﺗﺣدﯾـدﻫﺎ أو ﺗﻌﻣﯾﻣﻬـﺎ أو ﺗﻔﺳـﯾر ظﻬورﻫـﺎ‬‫ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻊ‪.‬‬ ‫ إﺷ ــﺎرة ﺟزﺋﯾ ــﺔ ﻟ ــﺑﻌض ﻣﺣﺗوﯾ ــﺎت اﻟﺟ ــدول ﻟﻣزﯾ ــد ﻣ ــن اﻟﺗوﺿ ــﯾﺢ أو اﻟﺗﻣﯾﯾ ــز‬‫واﻟﺗﺣدﯾد‪.‬‬ ‫ ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔرﺿﯾﺎت‪.‬‬‫وﺗﻔﺻل اﻟﺣﺎﺷﯾﺔ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺻﻔﺣﺔ ﺑﺧط أﻓﻘﻲ ﻣﺗﺻل‪ .‬وﯾﻣﯾز اﻟﻣﻛـﺎن اﻟـذي ﯾﻠـزم‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺗوﺛﯾق أو اﻟﺗوﺿﯾﺢ أو اﻹﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺷـﯾﺔ ﺑﻧﺟﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟﺟﻣﻠـﺔ ﻓـﻲ ﺳـﯾﺎق‬ ‫اﻟﻧص‪ .‬وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟزاوﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﯾﺳرى ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗم رﺳم اﻟﻧﺟﻣـﺔ ﻗﺑـل‬ ‫ﻣﺣﺗوى اﻟﺣﺎﺷﯾﺔ‪ٕ ،‬واذا ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟواﺣدة ﺣﺎﺷﯾﺗﺎن ﻓﯾﻣﻛن ﺗﻣﯾﯾـز اﻷوﻟـﻰ ﺑﻧﺟﻣـﺔ‬ ‫واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻧﺟﻣﺗﯾن‪ .‬أﻣﺎ إذا ﻟزم اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺛﻼث ﻫواﻣش أو أﻛﺛـر ﻓﯾﻔﺿـل اﺳـﺗﻌﻣﺎل أرﻗـﺎم‬ ‫ﺻﻐﯾرة ‪ 3.2.1‬ﺑدﻻً ﻣن اﻟﻧﺟﻣﺔ‪.‬‬

‫‪151‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻼ‪:‬‬ ‫ﻣﺛ ً‬ ‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻋرض ﻟوﺟﻬﺔ ﻧظر ﻣﺣددة ﺣـول اﻟﺗﻐﯾـرات اﻟﻛﺑـرى اﻟﺗـﻲ ﺣـدﺛت ﺧـﻼل‬ ‫درﺳـﺗﻬﺎ‬ ‫اﻟﻌﻘدﯾن اﻟﻣﺎﺿﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل دراﺳﺔ اﻟﻌﻘـل اﻟﺑﺷـري‪ ،‬ﺗﻠـك اﻟﺗﻐﯾـرات اﻟﺗـﻲ ﺗﻣـت ا‬ ‫ﺑواﺳطﺔ اﻟﺣﺎﺳب اﻹﻟﯾﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص*‬ ‫‪............................................................‬‬ ‫‪............................................................‬‬ ‫* ﻫﻧـــﺎك وﺟﻬـ ــﺔ ﻧظـ ــر ﻣﺧﺗﻠﻔـ ــﺔ ﻧوﻋ ـ ـﺎً ﻣـــﺎ ﻗـ ــدﻣﻬﺎ اﺗﺣـ ــﺎد اﻟﻌﻠـ ــوم اﻟﺳـ ــﻠوﻛﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ‬ ‫واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾرﺟﻊ إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ )‪.(Linn, 1986‬‬

‫ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث ‪:‬‬ ‫ﺗﺗطﻠـب اﻟـدورﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺷـر ﺗﻘــﺎرﯾر اﻟﺑﺣـوث ﺷــروطًﺎ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻘرﯾـر ﺗﺧﺗﻠــف‬

‫ﻋـن دورﯾـﺔ أﺧـرى‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﺗﺗطﻠــب ﻛـل ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﺷـروطًﺎ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻬـﺎ‪ ،‬ﯾﺟـب أن ﺗﺗـوﻓر ﻓــﻲ‬

‫اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ .‬وﺗﺗﻌﻠق ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻋﺎدة ﺑﻌـدد ﺻـﻔﺣﺎت اﻟﺑﺣـث وطرﯾﻘـﺔ طﺑﺎﻋﺗـﻪ‬ ‫وﺗرﺗﯾب ﻋﻧﺎﺻرﻩ‪ .‬وﺗﺣدد ﻣﻌظم اﻟدورﯾﺎت ﻋـدد ﺻـﻔﺣﺎت اﻟﺑﺣـث ﻓـﻲ ﻣـدى ﯾﺗـراوح ﻣـن‬

‫‪ 5‬إﻟﻰ ‪ 40‬ﺻﻔﺣﺔ ﻣطﺑوﻋـﺔ ﺑﺣﯾـث ﯾﺗﺿـﻣن اﻟﺑﺣـث اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﺗﺎﻟﯾـﺔ‪ :‬ﻋﻧـوان اﻟﺑﺣـث‪،‬‬ ‫ﻣﻠﺧــص اﻟﺑﺣــث‪ ،‬ﻣﻘدﻣــﺔ وﺗﺗﺿــﻣن اﻟﺧﻠﻔﯾــﺔ واﻷﻫﻣﯾــﺔ‪ ،‬اﻟطرﯾﻘــﺔ واﻹﺟ ـراءات‪ ،‬اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ‪،‬‬ ‫اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ واﻟﺗوﺻﯾﺎت‪ ،‬ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‪ ،‬اﻟﻣﻼﺣق إن وﺟدت‪.‬‬ ‫أﻣــﺎ ﺗﻘــﺎرﯾر اﻟﺑﺣــوث اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻟﻧﯾــل درﺟــﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر أو اﻟــدﻛﺗوراﻩ ﻓﯾﺣــدد ﻓﯾﻬــﺎ‬ ‫ﻏﺎﻟﺑـ ـﺎً ﻋ ــدد اﻟﻔﺻ ــول وأﺳ ــﻣﺎؤﻫﺎ وﺗﻛـــون اﻟرﺳ ــﺎﺋل ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ أطـــول ﻓ ــﻲ ﻋـــدد‬

‫ﺻــﻔﺣﺎﺗﻬﺎ‪ .‬وﺗﺑﻠ ــﻎ ﻋ ــدد ﺻ ــﻔﺣﺎﺗﻬﺎ ﺑــﯾن ‪ 100‬و‪ 600‬ﺻ ــﻔﺣﺔ ﺑﻣﺗوﺳ ــط ﻣﻘ ــدارﻩ ‪200‬‬ ‫ﺻﻔﺣﺔ‪ .‬وﺗرد ﻋﻧﺎﺻر اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪152‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ اﻟﺻ ــﻔﺣﺎت اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾ ــﺔ ‪ :‬وﺗﺷ ــﻣل ﺻ ــﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧـ ـوان واﺳ ــم اﻟﻣؤﻟ ــف وﺳ ــﻧﺔ إﻋ ــداد‬‫اﻟﺑﺣـث‪ .‬ﺛـم ﺻـﻔﺣﺔ اﻹﻫـداء )إن وﺟـدت( ﺛـم ﺻـﻔﺣﺔ اﻟﺷـﻛر واﻟﺗﻘـدﯾر‪ ،‬ﺛـم ﻗﺎﺋﻣــﺔ‬ ‫ﻣﺣﺗوﯾ ــﺎت اﻟرﺳ ــﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺛ ــم ﻗﺎﺋﻣ ــﺔ اﻟﺟ ــداول ﺛ ــم ﻗﺎﺋﻣ ــﺔ اﻷﺷ ــﻛﺎل اﻟﺑﯾﺎﻧﯾ ــﺔ ﺛ ــم ﻗﺎﺋﻣ ــﺔ‬ ‫اﻟﻣﻼﺣق‪.‬‬ ‫ اﻟﺧﻼﺻــﺔ ‪ :‬وﺗﺗﺣــدد ﻋــﺎدة ﺑﻌــدد ﻣﻌــﯾن ﻣــن اﻟﻛﻠﻣــﺎت ﯾﺧﺗﻠــف ﻣــن ﺟﺎﻣﻌــﺔ إﻟــﻰ‬‫أﺧرى ﻣـن ‪ .600 – 350‬وﺗﺷـﺗرط ﺑﻌـض اﻟﺟﺎﻣﻌـﺎت إﻋـداد اﻟﺧﻼﺻـﺔ ﺑـﺎﻟﻠﻐﺗﯾن‬ ‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ‪.‬‬ ‫ ﻓﺻـول اﻟد ارﺳــﺔ ‪ :‬وﺗﺗـراوح ﺑــﯾن ‪ 4‬و ‪ 6‬ﻓﺻــول وأﻛﺛرﻫــﺎ ﯾﺗﺿــﻣن ﺧﻣﺳــﺔ ﻓﺻــول‬‫ﻫـ ــﻲ‪ :‬ﺧﻠﻔﯾـ ــﺔ اﻟد ارﺳـ ــﺔ وأﻫﻣﯾﺗﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻣﺳـ ــﺢ اﻟد ارﺳـ ــﺎت اﻟﺳـ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬طرﯾﻘـ ــﺔ اﻟد ارﺳـ ــﺔ‬ ‫ٕواﺟراءاﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪.‬‬ ‫ ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻟﻣ ارﺟــﻊ ‪ :‬وﺗﻛﺗــب اﻟﻣ ارﺟــﻊ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻗﺎﺋﻣــﺔ واﺣــدة‪ ،‬واﻟﻣ ارﺟــﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ‬‫ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ أﺧرى‪.‬‬ ‫ اﻟﻣﻼﺣق إن وﺟدت‪.‬‬‫ﺗم ﺑﺣﻣد اﷲ‪،،‬‬

‫ﻣﺻطﻔﻰ ﻓؤاد ﻋﺑﯾد‬ ‫ﻣﺎﯾو ‪2003‬‬

‫‪153‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬ ‫اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ ﻋودة‪ ،‬أﺣﻣد و ﻣﻠﻛـﺎوي‪ ،‬ﻓﺗﺣـﻲ‪ .(1987).‬أﺳﺎﺳـﯾﺎت اﻟﺑﺣـث اﻟﻌﻠﻣـﻲ – اﻷردن‪:‬‬‫اﻟﻣﻧﺎر‪.‬‬ ‫ ﺑدر‪ ،‬أﺣﻣد‪ .(1975) ،‬أﺻول اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻣﻧﺎﻫﺟـﻪ‪ ،‬طﺑﻌـﺔ ﺛﺎﻧﯾـﺔ‪ .‬اﻟﻛوﯾـت‪:‬‬‫وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‪.‬‬ ‫ ﺑرﻛﺎت‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ‪ .(1973) ،‬ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾـﺔ وﻋﻠـم اﻟـﻧﻔس‬‫اﻟﻛوﯾت‪ :‬دار اﻟﻘﻠم‪.‬‬ ‫ ﺟ ــﺎﺑر‪ ،‬ﻋﺑ ــد اﻟﺣﻣﯾ ــد‪ ،‬وﻛ ــﺎظم‪ ،‬أﺣﻣ ــد )‪ .(1978‬ﻣﻧ ــﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣ ــث اﻟﺗرﺑﯾ ــﺔ وﻋﻠ ــم‬‫اﻟﻧﻔس‪ .‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ :‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫ اﻟﺳــﺎﻟم‪ ،‬ﻓﯾﺻــل وﻓــرح‪ ،‬ﺗوﻓﯾــق )‪ .(1979‬ﻣﻘدﻣــﺔ ﻓــﻲ طــرق اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــوم‬‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ .‬ﻟوس أﻧﺟﻠوس واﻟﻛوﯾت‪ :‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺑﺣﺎث اﻟﺷرق اﻷوﺳط‪.‬‬ ‫ ﺳــﻛﯾﺟر‪ ،‬رودﻧــﻲ ووﯾﻧﺑــرج‪ ،‬ﻛــﺎرل‪ .(1974) .‬اﻟﺑﺣــث اﻟﺗرﺑــوي أﺻــوﻟﻪ وﻣﻧﻬﺟــﻪ‬‫ﺗرﺟﻣﺔ ﻟﺑﯾب اﻟﻧﺟﯾﺟﻲ وﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ‪ .‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ :‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪.‬‬ ‫ ﻋﺎﻗــل‪ ،‬ﻓــﺎﺧر ‪ .(1979) :‬أﺳــس اﻟﺑﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــوم اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺔ ﺑﯾــروت‪:‬‬‫دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن‪.‬‬ ‫اﻟﻣراﺟﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪:‬‬ ‫‪David Freedman, Robert Pisany, Roger Purves.‬‬ ‫‪(1980). Statistics, USA‬‬

‫‪-‬‬

‫‪R. Lyman Ott, (1992), An Introduction to Statistical‬‬ ‫‪Methods and Data Analysis. Fourth Edition. Duxbury‬‬ ‫‪Press.California, USA‬‬

‫‪-‬‬

‫‪154‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻣﻠﺣق‬ ‫اﻟﺣزﻣﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ‪SPSS‬‬

‫ﻫـــذا اﻟﻣﻠﺣـ ــق ﻣﺧﺻـ ــص ﻟﺗﻌرﯾـ ــف اﻟﻘـ ــﺎرئ ﺑﺎﻟﺣزﻣـ ــﺔ اﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻠـ ــوم‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ‪Statistical Package For The Social Science ،SPSS‬‬ ‫‪ ، SPSS‬واﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت‪.‬‬ ‫وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﺣزﻣﺔ ﻫﻲ اﻷﻛﺛر اﺳﺗﺧداﻣًﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬

‫‪155‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﺣزﻣﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ‪SPSS‬‬ ‫‪Statistical Package For The Social Science SPSS‬‬

‫اﻟﺷﺎﺷﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑرﻧﺎﻣﺞ ‪:‬‬

‫‪156‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﺷﺎﺷﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ‪:‬‬ ‫ﺗﺣﺗوي اﻟﺷﺎﺷﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت‪ ،‬وﻫﻲ ﻣن أﻋﻠﻰ إﻟﻰ أﺳﻔل‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ﺷـ ـرﯾط اﻟﺗﺳ ــﻣﯾﺔ ‪ :‬وﻫ ــو اﻟﺷـ ـرﯾط ﺑ ــﺎﻟﻠون اﻷزرق وﯾﻌ ــرض اﺳ ــم اﻟﻣﻠ ــف اﻟﺟ ــﺎري‬ ‫اﻟﺗﻌﺎﻣـ ــل ﻣﻌـ ــﻪ واﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﻌرﺿـ ــﻬﺎ اﻟﻣﻠـ ــف‪ .‬ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ ﻷزرار اﻹﻏ ـ ــﻼق‬ ‫واﻻﺳﺗرﺟﺎع واﻟﺗﺻﻐﯾر اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ وﯾﻧدوز‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ﺷرﯾط اﻟﻘواﺋم ‪ :‬وﻫو اﻟﺷـرﯾط اﻟـذي ﯾﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ ﻗـواﺋم اﻷواﻣـر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣـل‬ ‫ﻣﻊ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫‪ - 3‬ﺷـ ـرﯾط أزرار اﻷواﻣ ــر ‪ :‬وﻫ ــو ﺷـ ـرﯾط ﯾﺣﺗ ــوي ﻋﻠ ــﻰ أزرار اﻷواﻣ ــر اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻣﻛـــن‬ ‫اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ﻋوﺿﺎً ﻋن اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻣن اﻟﻘواﺋم‪.‬‬

‫‪ - 4‬ﺷرﯾط ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺧﻼﯾﺎ ‪ :‬وﻫو اﻟﺷرﯾط اﻟذي ﯾﻌـرض ﻛـل ﻣـن اﺳـم اﻟﺧﻠﯾـﺔ اﻟﻣﺣـددة‬ ‫واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوﯾﻬﺎ‪ ،‬وﯾﻣﺛـل اﺳـم اﻟﺧﻠﯾـﺔ ﺗﻘـﺎطﻊ اﻟﺻـف ﻣـﻊ اﻟﻌﻣـود اﻟﻣوﺟـودة‬

‫ﻓﯾﻪ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ﺟـدول اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ‪ :‬وﻫــو ﻋﺑـﺎرة ﻋــن ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣــن اﻟﺻـﻔوف واﻷﻋﻣــدة اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﺛــل‬ ‫ﺟدول اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪ ،‬اﻟﺻﻔوف ﻣرﻗﻣﺔ اﺑﺗداء ﻣن اﻟـرﻗم ‪ ، 1‬واﻷﻋﻣـدة ﻣﺳـﻣﺎة ﺑﺷـﻛل‬ ‫اﻓﺗ ارﺿـ ـ ــﻲ ﺑﺎﻻﺳـ ـ ــم ‪ ، Var‬وﯾـ ـ ــﺗم ﺗرﻗﯾﻣﻬـ ـ ــﺎ ﻋﻧـ ـ ــد إدﺧـ ـ ــﺎل اﻟﺑﯾﺎﻧـ ـ ــﺎت ﻟﺗﺻـ ـ ــﺑﺢ‬ ‫‪ ... ،Var00002 ،Var00001‬إﻟﺦ ﺣﺳب ﺗرﺗﯾب إدﺧﺎل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬ﺷـرﯾط اﻟﺗﻣرﯾــر اﻷﻓﻘــﻲ واﻟ أرﺳـﻲ‪ :‬وﻫــﻲ اﻷﺷــرطﺔ اﻟﻣﺳـﺗﺧدﻣﺔ ﻟﻠﺗﻣرﯾــر ﻟرؤﯾــﺔ ﺑﻘﯾــﺔ‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻏﯾر اﻟظﺎﻫرة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ‪.‬‬

‫‪ – 7‬ﺷـ ـ ـرﯾط اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت‪ :‬وﻫ ـ ــو اﻟﺷـ ـ ـرﯾط اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﺧدم ﻟﻌ ـ ــرض اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺻ ـ ــﺔ‬ ‫ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻧﻘوم ﺑﻬﺎ‬

‫‪157‬‬


‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫اﺳﺗﺧدام اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ‪:‬‬ ‫ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام ﻫـذا اﻟﺑرﻧـﺎﻣﺞ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾـل اﻹﺣﺻـﺎﺋﻲ ﻟﻠﺑﯾﺎﻧـﺎت وﻋـرض اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ واﻟرﺳـوم‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ‪ .‬وﻓـﻲ اﻟﺑداﯾـﺔ ﻻ ﺑـد ﻣـن إدﺧـﺎل وﺗﻌرﯾـف ﺗﻠـك اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت إﻟـﻰ اﻟﺟـدول‪.‬‬ ‫وﯾــﺗم ذﻟــك ﻋــن طرﯾــق اﻹدﺧــﺎل اﻟﻣﺑﺎﺷــر ﻟﻛــل ﺧﻠﯾــﺔ‪ .‬وﯾﺗطﻠــب ﻫــذا اﻷﻣــر ﻓــﻲ اﻟﺑداﯾــﺔ‬ ‫ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻌرﯾف ﻟﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣراد إدﺧﺎﻟﻬﺎ ﻟﻛل ﺣﻘل )ﻋﻣود(‪.‬‬ ‫وﺑﻌ ــد اﻻﻧﺗﻬـ ــﺎء ﻣـ ــن ﻋﻣﻠﯾـ ــﺔ إدﺧـ ــﺎل وﺗﻌرﯾـ ــف اﻟﺑﯾﺎﻧـ ــﺎت‪ ،‬ﯾـ ــﺗم اﺳـ ــﺗﺧدام اﻷواﻣ ـ ـر‬ ‫اﻟﻣﺗﻧوﻋــﺔ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾــل اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ وﻋــرض اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ واﻟرﺳــوم اﻟﺑﯾﺎﻧﯾــﺔ اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل‬ ‫اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻣن اﻟﻘواﺋم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬ ‫وﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻧوﻋـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﺗﻠـزم ﻋﻧـد إدﺧـﺎل وﺗﻌرﯾـف‬ ‫اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت واﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ ﺑﺳــﻬوﻟﺔ وﯾﺳـر ﻧظـ اًر ﻟﻺﻣﻛﺎﻧﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾوﻓرﻫــﺎ اﻟﺑرﻧــﺎﻣﺞ‪،‬‬ ‫دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة‪.‬‬

‫ﻣــن ﺟﻬــﺔ أﺧــرى‪ ،‬ﯾﻣﻛــن ﺣﻔــظ ﻣﻠﻔــﺎت اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن اﻟﺑرﻧــﺎﻣﺞ ﻣــن ﺣﻔــظ‬ ‫اﻟﻣﺧرﺟﺎت ﻛﻣﻠﻔﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ أو رﺳوم ﺑﯾﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪158‬‬


‫إﻋداد ‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد‬

‫ﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت‬ ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

‫اﻟﻤﻮﺿـــــــــــﻮع‬ ‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪2‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﻋداد ﻣﺧطط اﻟﺑﺣث‬

‫‪10‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬طرق وأﻧواع اﻟﺑﺣث‬

‫‪27‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ‪ :‬اﻟﻣﺗﻐﯾرات وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ‬

‫‪46‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ‪ :‬اﻟﻌﯾﻧـﺎت وأﻧـواﻋﻬـﺎ‬

‫‪57‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس ‪ :‬طرق ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬

‫‪68‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ‪ :‬وﺻف وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‬

‫‪86‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن ‪ :‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﺣص اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‬

‫‪107‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ ‪ :‬ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﺣث‬

‫‪134‬‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪150‬‬

‫اﻟﻣﻠﺣق‪ :‬اﻟﺣزﻣﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ‪SPSS‬‬

‫‪151‬‬

‫‪159‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.