ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻹﺳﱰﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﺼﺮ ﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ واﳌﻔﺎﺗﻴﺢ ا ﻔﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح
ﺑﻘﻠﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﻴﺪ
اﻟﻘﺎ ﺮة 2015 - 3
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﺬا اﻟﻜﺘﺎب ً ً ﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻣﺪﺧﻼ ﻧﻤﻮذﺟﻴﺎ إ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﺼﺮ ﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ دارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ،و ﻮ ﻳﻘﺪم ﻌﺾ ﻓ ﺎر واﳌﻔﺎ ﻴﻢ اﻟﻨﻈﺮﺔ اﳌ ﺴﻄﺔ ً ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ،ﺑ ﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻮ ﮫ ﻣﻦ أدوات ﻣﺆﺛﺮة، واﳌﺸﻮرة ﻛ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗ اﺑﻂ ﻞ اﳌﺠﺎﻻت ا ﻴﻮ ﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺸ ﻞ ﺗ ﺎﻣ و ﻄﺮأ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻗﻮة ﺗﻠﻚ رﺗﺒﺎﻃﺎت ﻣﻦ ﺣ ن ﻋﻠ ﺎ اﻟﺘﻐ اﳌﺴﺘﻤﺮ اﻟﺬي ﻳﺆﺛﺮ و ُ ﻐ ﻵﺧﺮ. ﻣﻦ ﺟ ﺔ ،ﻗﺪ ﻳ ﻮن ﺬا ﻮ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻻﺳﺘﺤﺪاث أﻓ ﺎر إﺑﺪاﻋﻴﺔ وﻧﻈﺮ ﺎت أو ﺣ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻟﻺدارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ،واﻟ ﺴﺎ ﻢ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﺣﻞ اﳌﺸﻜﻼت ﻣﻨﻴﺔ اﳌ اﻳﺪة ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﺷ ﺎﻟ ﺎ ،وﻣﻨﻊ وﻗﻮع ﺧﻄﺎر ﻣﻨﻴﺔ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋ ﺎ ،وﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى ،ر ﻤﺎ أﻛ أ ﻤﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳ ﻮن ﻮ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻹﻳﺠﺎد ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻨﺠﺎح اﳌ ﻤﺔ ﻟﻺدار ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎ ﻤﺔ ﺗﺤﺴ ن اﻟﻜﻔﺎءة واﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻟ ﻞ ا ﻮد ﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ أ ﺪاﻓ ﺎ. ً دار ﻣﻨﻴﺔ ﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻘﺪم ﻣﺪﺧﻼ ﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﺼﺮﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ،و ﻮ ﺸﺘﻤﻞ ﻋ ﻌﺾ اﳌﻘﺎﻻت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﳌﺸﻮرة اﻟﻨﻈﺮﺔ و ﻌﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﺎت ﻗﻴﺪ اﻟﺘﻄﻮ ﺮ ،واﻟ ﺪف ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻟﺘﺤﺴ ن ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ دارة ﻣﻨﻴﺔ وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ و ﻌﺾ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻨﺠﺎح ا ﻔﻴﺔ اﻟ ر ﻤﺎ ُ ﺗ ﻮن ﻗﺪ أ ﻤﻠﺖ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣ ،ﻣﻊ ﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻔﺮزات اﻟﻌﺼﺮ ا ﺪﻳﺚ واﻟﺘﻘﺪم اﻟﺬي أﺣﺪﺛﮫ ﻞ اﳌﺠﺎﻻت ا ﻴﻮ ﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،و رﺗﺒﻄﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ﻣﻦ وﺟ ﺎت ﻧﻈﺮ ﻣﺘﻌﺪدة. 4
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ اﺗﻴ
ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ
ﻧﻈﺮ ﺎت دارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ )(1 اﻟﻨﻈﺮ ﺔ اﻟ ﺴ ﻴﺔ " ﻣﻨﻴﺔ" ً ﻳﺤﺪث أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎرات أن ﻳﺼﺎدف وﻗﻮف ﻗﻄﺎرﻦ ﻧﻔﺲ اﳌﺤﻄﺔ وﻟﻜﻦ ﺑﺎﺗﺠﺎ ن ﻣﺘﻌﺎﻛﺴ ن ،وإذا ﻛﻨﺎ ﺴﺘﻘﻞ أﺣﺪ ﻤﺎ و ﺪأ ﺧﺮ ﺑﺎﻟﺴ ﺳﻨﻈﻦ ﻟﻠﻮ ﻠﺔ و أن اﻟﻘﻄﺎر اﻟﺬي ﺴﺘﻘﻠﮫ ﻧﺤﻦ ﻮ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﺴ ، وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻧﻜ ﺸﻒ أﻧﻨﺎ ﻣﺨﻄﺌﻮن ﻌﺪ ﻣﺮور آﺧﺮ ﻋﺮﺔ ﻣﻦ ﻋﺮ ﺎت اﻟﻘﻄﺎر ﺧﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﻨﺎ ،و ﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮ ﻘﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث اﻟﻌﻜﺲ ﺣﺎل ﺑﺪأ اﻟﻘﻄﺎر اﻟﺬي ً ﺴﺘﻘﻠﮫ ﻓﻌﻼ ﺑﺎﻟﺴ ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﻈﻦ أن اﻟﻘﻄﺎر اﳌﻌﺎﻛﺲ ﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺮك، واﻟﻐﺮ ﺐ أﻧﮫ ا ﺎﻟﺘ ن ﺳﻴﺤﺪث ﻧﻔﺲ ﻣﺮ ﻟﺮ ﺎب اﻟﻘﻄﺎر ﺧﺮ ،و ﺬا ﻣﺎ اﺻﻄ ﻋ ﺴﻤﻴﺘﮫ "اﻟ ﺴ ﻴﺔ" رؤ ﺔ ﻣﻮر ﺑﺤﻴﺚ ُﺗ ﺴﺐ اﻟﺮؤ ﺔ ﻟ ﻞ ﺺ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮرﻩ وﻣﻘﺎﻳ ﺴﮫ ا ﺎﺻﺔ أو ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌ ﺎن اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﻓﻴﮫ. ً و ﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻣﺎ أﺳﺴﺖ ﻟﮫ ﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﺔ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻛ ﺸﺎﻓﺎت ﺗﺼﻞ إ ﺣﺪ اﻟ ﺎﺋﺐ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﺬا اﳌﺪﺧﻞ اﻟ ﺎدف ﻟﻠﺘ ﺴﻴﻂ ﻮﺳﻴﻠﺔ ﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺸﻜﻼت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ دارة ﻣﻨﻴﺔ وﻋﻼﻗ ﺎ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﺸﻖ ﺴﺎ ﻲ ﺟﺘﻤﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺴﺘﻄﻴﻊ اﺳﺘ ﺒﺎط ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﮫ "اﻟﻨﻈﺮﺔ اﻟ ﺴ ﻴﺔ ﻣﻨﻴﺔ" ﻣﻦ ﺧﻼل ر ﻂ ﻣﻔ ﻮم ﻣﻦ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋ إﻳﺠﺎد ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﳌ ﺸﻮدة ﻓﻴﮫ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻤﺎﻳﺰ ﺑ ن ﻓﺮاد وﻣﺎ ﻳ ﺘﺞ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ اﺧﺘﻼف رؤ ﻢ ﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻞ ﻣ ﻢ و ﻤﺎ ﻳ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎ ﻢ وﺗﻄﻠﻌﺎ ﻢ. 5
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ﻓﻔﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻓﻴﮫ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳ ﺴﻢ ﻣﻌﻈﻢ أﻓﺮادﻩ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮر و ﻧﻔﺘﺎح إ "ﺣﺎﻟﺔ" ﻣﻦ ﻣﻦ ﺗ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎت ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻀﻤﻦ ّ ﻞ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺎ ﻢ اﻟ ﺼﻴﺔ وﺗﻮﻓﺮ ﻟ ﻢ ا ﻤﺎﻳﺔ و ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،إﻻ أن ً ﺬا ﻣﺮ ﺳ ﺒﺪو ﻣﻌ ﻮﺳﺎ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ و ﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ً إ أﻗ ﻣﻌﺎﻳ اﻟﺘﻌﺼﺐ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟ "ﺗﻔﺮض" ﻗﻴﻮدا ً أﻛ ﻣﻦ اﳌﺄﻟﻮف ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﺜﻼ ،ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ا ﻔﺎظ ﻋ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وﺣﻔﻆ ﺑﻨﺎء ﻣﻦ ﻧﺠﺮاف ﻃﺮ ﻖ اﻟﺘﺤﺮر اﳌﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﮫ وﻏ اﳌﺮﻏﻮب ﺑﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻠ ﻢ. واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟ ﺗﺤﺪث ﻛﺜ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻗﺪ ﺗ ﻮن ﻣﻨﺎ ﻌ ﺎ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ، و ﻛﺜ ﻣﻦ اﳌﻮاﺿﻊ ،ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺮؤى اﻟ ﺗ ﺴ ﺐ ﺸﻮء ً "اﻟ ﺴ ﻴﺔ ﻣﻨﻴﺔ" وﻓﻘﺎ ﻟﺘﻌﺪد واﺧﺘﻼف ﻓﺌﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ ودرﺟﺎت اﻟﺘﺤﺮر اﻟ ﺗﺘ ﻨﺎ ﺎ و ﻌﺘﻘﺪ ﺎ ﻞ ﻓﺌﺔ ،ﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إ ﺣﺪ اﻟﺘﻀﺎد ﺟ ﺳﻠﻢ اﻟﺘﺤﺮر واﻟ ﻗﺪ ﺗﺪﻓﻊ و ﻧﺤﻮ اﻟ ﺸﺪد ﺑ ن ﻓﺌﺘ ن أﻗ ﻣﻦ اﳌ ﺸﻮد ﺑﺤﺴﺐ واﻟﺘﻌﺼﺐ ،أو ﺣ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻤﺎ ،ﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟ ﺼﻮل ﻋ رؤ ﺎ وﻗﺪ ﺗﺪﻓﻊ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎﻩ اﳌﻌﺎﻛﺲ ﻧﺤﻮ أي ء آﺧﺮ ﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟ ﺼﻮل ً ﻋ ﻣﻦ أﻳﻀﺎ! وﺣ ُﻳﻜﺘﺐ اﻟﻨﺠﺎح ﻷي إدارة أﻣﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺬﻩ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻓﺈﻧﮫ ﻳ ﺒ ﻟ ﺎ
أن ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟ ﺎ ،واﻟﻀﺮوري ،ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ وا ﻜﻤﺔ واﳌﺮوﻧﺔ ،و ﻤﺎ ﻳ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻞ ﻣﻦ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻨﻮع اﻟﻔﻜﺮي واﻟﺜﻘﺎ و ﺟﺘﻤﺎ ﻓ ﺎ ﻣﻦ ﺟ ﺔ واﺧﺘﻼﻓﺎت درﺟﺎت ﺗﺤﺮر أﻓﺮاد ﺎ ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى ،ﺑﺤﻴﺚ ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺎﻟﺔ " ﻣﻦ" اﻟ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟ ﺎ ا ﻤﻴﻊ ﺑﻼ اﺳﺘ ﻨﺎء و ﻤﺎ ﻳ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻮر ﻞ ﻣ ﻢ ،ﻣ ﻤﺎ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺳﻤﺎ ﻢ ،وﺗﺘﺠﻨﺐ " ﻓﺮاط اﻟﺘﺤﺮر" اﻟﺬي ُﻳﺜ اﳌﺤﺎﻓﻈ ن و"اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟ ﺸﺪد" اﻟﺬي ُﻳﻘﻠﻖ اﳌﺘﺤﺮر ﻦ ﻠﻤﺎ أﻣﻜﻦ ذﻟﻚ. 6
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
إن ﺗﺄﺳ ﺲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﳌﺘﻮازﻧﺔ اﳌﺤﺎﻳﺪة وﻓﻖ اﻟﻨﻈﺮﺔ اﻟ ﺴ ﻴﺔ ﻣﻨﻴﺔ أي ﻣﺠﺘﻤﻊ و ﺎﻟﻄﺮ ﻘﺔ اﻟ ﺗﻘ ب أﻛ ﳌﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﮫ "اﻟﻮﺳﻂ ً ا ﺴﺎ ﻲ" ﻟﻠﺴﻤﺎت ﺳﺎﺳﻴﺔ ﻷﻓﺮادﻩ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ً وﻓﻜﺮ ﺎ ،ﺳﻮف ﺴﺎ ﻢ ﺸ ﻞ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺸﻚ إﻳﺠﺎد ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺴﻠﻢ و ﻣﻦ ﺟﺘﻤﺎ اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻓ ﺎ ،ﺑﻞ أﻧﮫ ﺳﻮف ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺬا ﻣﺮ ﻟﻴ ﻮن وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﺰ ﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣ ام اﳌﺘﺒﺎدل ﺑ ن ﻞ اﻟﻔﺌﺎت واﻟﺸﺮاﺋﺢ و ﻴ ﺎ و ن اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺴﺎ ﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌ ﺸﻮدة ﺸ ﻠ ﺎ ﻣﺜﻞ واﻟﺬي ﻳﻀﻤﻦ ﺣﺮﺔ وأﻣﻦ ا ﻤﻴﻊ ﺑﺪون ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ أو ﺗﻘﺼ ﺗﺠﺎﻩ ﻗﻴﻢ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﺎﺋﺪة ً إﺣﺼﺎﺋﻴﺎ. ﻳﺒﻘﻰ أن ﻧﺆﻛﺪ ﻋ أن إﻳﺠﺎد ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﳌﺘﻮازﻧﺔ و ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﳌﺮوﻧﺔ وا ﻜﻤﺔ واﻟﺘﻮازن واﻟ ﻋﺔ اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ اﻟﻼزم ﺗﻮﻓﺮ ﺎ ﻟ ﺲ ﻓﻘﻂ اﻟﻘﻮاﻧ ن واﻟ ﺸﺮ ﻌﺎت واﻟﻠﻮاﺋﺢ و ﺟﺮاءات ﻣﻨﻴﺔ ﺑﻞ ،و ﺸ ﻞ أﻛ أ ﻤﻴﺔ ،ﺳﻤﺎت وﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﻣ ﻟﻠﻘﺎدة ﻣﻨﻴ ن أﻧﻔﺴ ﻢ واﻟﻌﺎﻣﻠ ن اﳌﺠﺎل ﻣ ﺸ ﻞ ﻋﺎم ﺑﺤﻴﺚ ﺴﺎ ﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎت ،إﺿﺎﻓﺔ ﳌﺒﺎدئ وأﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻣ ،ﻣﻨﺤ ﻢ اﻟﻘﺪرة ﻋ اﻟﺮؤ ﺔ اﻟ ﻴﺤﺔ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت دارة ﻣﻨﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﻟ ﺪف ،و ﻌﻤﻞ ﻋ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺸ ﻞ ﻣﺜﻞ ﻟ ﻞ ﻓﺌﺎت وﺷﺮاﺋﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ وﺗﺆﺳﺲ ﻻﺳﺘﺪاﻣﺘﮫ ﺸ ﻞ اﺳ اﺗﻴ ﻌﻴﺪ اﳌﺪى و ﻞ اﻟﻈﺮوف.
7
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ اﺗﻴ
ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ
ﻧﻈﺮ ﺎت دارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ )(2 اﻟﻼﻣﺮﻛﺰ ﺔ "اﳌﺮﻛﺰ ﺔ" ﺗﻄﻮرت ﻧﻈﻢ دارة ا ﺪﻳﺜﺔ اﻟﻌﻘﻮد ﺧ ة ﺸ ﻞ ﻻ ُ ﺴ ﺎن ﺑﮫ ،وﻗﺪ ﺎن ﻟ ﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﺛﺮ اﻟﻜﺒ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى داء واﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﻈﻢ و ﻮ ﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﮫ ارﺗﻔﺎع ﻣ ﻮظ ﻞ ﻣﻦ ﻢ وﺟﻮدة ﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺸ ﻞ ﻋﺎم .وﻗﺪ أﺛﺮ أﺳﻠﻮب "اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﺔ" ﺸ ﻞ ﺧﺎص إﺣﺪاث ﺬا اﻟﺘﻄﻮر ر ﻤﺎ أﻛ ﻣﻦ أي ء داري ﻟﻴﻤﺘﺪ إ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﺘﻮ ﺎت دار ﺔ آﺧﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ أدى ﻻﻧ ﺸﺎر اﻟﻮ اﻟﺸﺒ ﻲ وا ﻐﺮا اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺑ ﺎﻓﺔ ﺸﻌﺒﺎ ﺎ ﻋ اﳌﺴﺘﻮ ن اﻟﺘﺨﺼ اﻟﻌﻨﻘﻮدي ،ﺬا ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ذﻟﻚ ﺣﺪث ﺸ ﻞ ﺗﺪر ﺑﻤﺮور اﻟﺰﻣﻦ وﻣﻊ ﺗﺮاﻛﻢ ا ة دارﺔ واﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﺎء ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺘﻮ ﺎت. و اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻟﻌﺒﺖ ﻓﻴﮫ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﺔ اﻟﺪور ﻛ إﻧﺠﺎح أﻧﻈﻤﺔ دارة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺠﺎﻻت ،و ﺨﺎﺻﺔ اﳌﺠﺎﻻت ﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺎﻟﺘﺠﺎرة ا ﺪﻳﺜﺔ ﻣﺠﺎل ﺗﻘﺪﻳﻢ ا ﺪﻣﺎت ﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟ ﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺰراﻋﺔ ،أو ﺣ ّ ﻛﺜ ﻣﻦ ﺣﻴﺎن ﻋ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ دارة وﻏ ﺎ ،إﻻ أ ﺎ أﺛﺮت ﺸ ﻞ ﻋﻜ ً ﻣﻨﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا ،ﺑﺤﻴﺚ أ ﺎ أ ﺖ وﺳﻴﻠﺔ ﻹﺿﻌﺎف ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ أﻛ ﻣﻦ أن ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ا ﺪﻳﺚ ،ﻋﺼﺮ ﺗ ﻮن رﻛ ة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺎ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ وﻣﺎ أﻓﺮزﻩ ﻣﻦ ﺸﺎﺑ ﺎت وﺗﻘﺎﻃﻌﺎت ﺑ ن اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺟ ﺔ وﺳﺎﺋﺮ اﳌﺠﺎﻻت ا ﻴﻮ ﺔ ﺧﺮى ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻼرﺗﺒﺎط اﻟﻮﺛﻴﻖ ﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ دارة ﻣﻨﻴﺔ ﻟ ﺴﻂ ﺑﺎ ﺼﺎﺋﺺ ا ﻐﺮاﻓﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟ ﺴ ﻣﻦ ﻓ ﺎ. 8
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ً ً ﻓﻤﻦ ﺟ ﺔ ،ﺳﻮف ﻳﺪﻓﻊ ارﺗﺒﺎط اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌ ﺎن ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ دارة ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻋﺘﻤﺎد اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب "اﻟﻼﻣﺮﻛﺰ ﺔ" ﺸ ﻞ أﻛ ﻣﻨﻴﺔ ﺪف ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح و ﻌﺰﺰ ﻗﺪرة اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﳌﻨﺎﺳﺐ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى ،وﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة أوﺟﺪ ﺎ اﻟﻌﺼﺮ ا ﺪﻳﺚ، ﻋﺼﺮ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ،ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ارﺗﺒﺎط و ﺸﺎﺑﻚ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﺧﺮى ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻋﺘﻤﺎد اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب "اﳌﺮﻛﺰﺔ" اﻟﺸﻖ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح اﳌ ﺸﻮد ،و ﻄﺒﻴﻌﺔ ا ﺎل ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﻮﻗﻊ اﻟﻔﺸﻞ إذا ﻣﺎ ﺗﻢ اﻋﺘﻤﺎد أي ﻣﻦ ا ﻴﺎر ﻦ ﻓﻘﻂ ﻃﺎﳌﺎ ﺳ ﺘﻢ إ ﻤﺎل ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت ا ﻴﺎر ﺧﺮ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺳﻴﻌﻤﻞ ﻓﻴﮫ أﺳﻠﻮب اﳌﺮﻛﺰﺔ ﻋ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ورد ً اﻟﻔﻌﻞ أﺣﺪ اﳌﻮاﻗﻊ ﻣﺜﻼ ،ﻧﺠﺪ أن أﺳﻠﻮب اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﺔ ﺳﻮف ﻳﺆدي ﺑﻤﺮور ﻧﻔﺼﺎل اﳌﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ وﻣﻦ ﺛﻢ اﺿﻤﺤﻼل اﻟﻘﺪرة اﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ور ﻤﺎ اﻟﻮﻗﺖ إ اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺸ ﻞ ﻋﺎم ذﻟﻚ اﳌﻮﻗﻊ!! إن دارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ اﻟﻴﻮم ،أﻛ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣ ، ﻟﺘﻄﻮ ﺮ أﺳﻠﻮب ﺟﺪﻳﺪ ﻳ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﻤﻊ ﺬا ﺳﻠﻮب ﻣﺰاﻳﺎ ﻞ ﻣﻦ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻧﻈﻢ دارة ا ﺪﻳﺜﺔ ﻋ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻤﺰاﻳﺎ اﻟ ﻳﻮﻓﺮ ﺎ أﺳﻠﻮب اﳌﺮﻛﺰ ﺔ، اﻟﺼﻌﻴﺪ ا ﻐﺮا واﻟﺘﺨﺼ ً اﻟﺼﺎرم أﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت وﺗﺪاوﻟ ﺎ وﺗﺤﻠﻴﻠ ﺎ ودراﺳ ﺎ ﺸ ﻞ ﻋﺎم ،وذﻟﻚ ﺸ ﻞ ﺗ ﺎﻣ ﻳ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﳌﻨﻄﻘﺔ ً "ا ﻐﺮاﻓﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ" اﻟ ﻳﺘﻢ إدار ﺎ أﻣﻨﻴﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳ ﺘﺞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﮫ أﺳﻠﻮب "اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﺔ اﳌﺮﻛﺰﺔ" ،واﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﺗ ﻴﺼﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻤﻊ ﺑ ن ً ﺳﻠﻮ ن ﻣﻌﺎ ﺸ ﻞ ﺗ ﺎﻣ وﻣﺘﻮازن و ﻄﺮ ﻘﺔ ﺗ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ وﻣﺎ ﻳﻤ ﺎ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ وﺧﺼﺎﺋﺺ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻦ رض ﻣﻌﺰز ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﻓﺮﻩ اﳌﺴﺘﻮ ﺎت دارﺔ ﻋ ﻣﻦ اﳌ ﺸﻮد ﻋ 9
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ً ﻏﻄﺎء ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ وﻣﻌﺮ أﻛ ﺷﻤﻮﻻ ﻳﺼﻞ إ ﺣﺪ اﻟﻘﺪرة ﻋ ﺑﻨﺎء اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ ﻣﻨﻴﺔ اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ ﺪف ﻣﻨﻊ وﻗﻮﻋ ﺎ.
10
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ اﺗﻴ ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﺎت دارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ )(3 اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ وﺣﻴﺎد ﺗﺤﻠﻴﻞ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت Information Analysis Independence And Neutrality اﺣﺘﻠﺖ أﻟﻌﺎب ﺣﺎ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﻣ ﺎﻧﺔ ﻣﺘﻤ ة أوﺳﺎط اﻟ ﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﺎ ﺗﺆﺳﺲ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌ ﺎرات اﻟﻔﻜﺮﺔ ﻟ ﻢ ﺑﻄﺮق ﺗﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑ ن اﻟﺘﺪر ﺐ واﻟ ﻓﻴﮫ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟ ﻌﺘﻤﺪ ﻋ ﻣ ﺎرة ﺗﺠﻤﻴﻊ أﺟﺰاء ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ً اﻟﺼﻮر اﻟﺼﻐ ة اﻟ ﻳ ﺘﺞ ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻴ ﺎ ﻣﻌﺎ ﺻﻮرة ﻛﺒ ة ذات ﻣﻌ ر ﻤﺎ ﻳ ﻮن ً ً ﻣﺤﺪد ﻟ ﻢ ﻣﺴﺒﻘﺎ أو ﻣﺴﺘﻮ ﺎت أﻛ ﺻﻌﻮ ﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳ ﻮن ﻣﺤﺪدا .و ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻞ أ ﻴﺔ ﻣﻦ ﺬا اﻟﻨﻮع ر ﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ أﻛ ﻣﻦ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪودة ﻣﻦ ّ ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ اﳌ ﺎرة ﻣﻦ ﻃﻔﺎل إﻻ أﻧﮫ إذا ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺨﻠﻂ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ ً ا ﺎﺻﺔ ﺑﺨﻤﺴﺔ أﺣﺎ ،ﻣﺜﻼ ،وﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ أﻃﻔﺎل ﺗﺠﻤﻴﻌ ﺎ ﻋ أن ﻳﻘﻮم ً ً ﻞ ﻣ ﻢ ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ أ ﻴﺔ ﺳﻮف ﺴﺘﻐﺮﻗﻮن ذﻟﻚ وﻗﺘﺎ أﻃﻮل ﺴ ﻴﺎ أو ر ﻤﺎ ﻻﺳﺘﻌ ﻋﻠ ﻢ ا ﻞ ﺸ ﻞ ﺎ ﻲ ،ﺣ وإن ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺤﻠ ﺎ ﺸ ﻞ ﻣﻨﻔﺮد وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ. واﻟﻔﺮق ا ﻔﻲ ﺑ ن ا ﺎﻟﺘ ن ﻮ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﺿﮫ ا ﺎﻟﺔ و ﻣﻦ ﺣﺪود اﳌﻌﻄﻴﺎت ﻟﻸ ﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة وﻣﺎ ﺗﻔﺮزﻩ ا ﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﺧﺘﻼط ﺑ ن ﻗﻄﻊ ً ﺣﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﺪ وﺿﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﺰاء ﻣﻌﺎ وﻣﺎ ﻳ ﺴ ﺒﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻀﺎر ﺎت وﺷ ﻮك اﺧﺘﻴﺎرات اﳌ ﺴﺎﺑﻘ ن ﻗﺪ ﺗﺮﺗﻘﻲ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺗﺠﺎذﺑﺎت ﻓﻜﺮﺔ وﺻﺮاﻋﺎت ﺣﻮل ﺟﺰاء وﻓﻖ ﺗﺼﻮر ﻞ ﻣ ﻢ ورؤ ﺘﮫ ﻟﻠﻘﻄﻌﺔ ﺑﺄ ﺎ ﻗﺪ ﺗ ﺘ ﻷ ﻴﺘﮫ وﻟ ﺲ ﺧﺮى اﻟ ﻻ ﻌﺮف ﻣﻀﻤﻮ ﺎ ،و ﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﻋ ﻧﺘﺎﺋﺠ ﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻸﺣﺎ و ﺠﻌﻠ ﻢ ﺴﺘﻐﺮﻗﻮن اﳌﺰ ﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ أو ر ﻤﺎ ﻳﺆدي ﻻﺳﺘﻌﺼﺎء ا ﻞ ﻋﻠ ﻢ 11
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ً ﺟﻤﻴﻌﺎ .واﻟﻐﺮ ﺐ ﺬﻩ اﳌﻌﻀﻠﺔ ،اﻟ ﺑﻮ ﺔ ﻇﺎ ﺮ ﺎ وﺗ ﺘ ﻟﻌﻠﻢ ﺣﺘﻤﺎﻻت ُ ﺟﻮ ﺮ ﺎ ،أﻧﮫ ﻟﻮ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﺗﺠﻤﻴﻊ ا ﻤﺴﺔ أﺣﺎ وﺣﺪﻩ ﻓﺈﻧﮫ ً ً ﺳﻮف ﺴﺘﻐﺮق وﻗﺘﺎ أﻗﻞ ﺑﻜﺜ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﺴﺘﻐﺮﻗﮫ ا ﻤﺴﺔ أﻃﻔﺎل ﻣﻌﺎ ،و ﻌﺰى ﺬا ﻣﺮ ﻟﺴﻤﺘ ن أﺳﺎﺳ ﺘ ن ﺗﻢ ﺗﻮﻓ ﻤﺎ ﺗﻠﻚ ا ﺎﻟﺔ ﻟ ﺬا اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻨﺎ ً ﻣﺘﻮﻓﺮﺗ ن ﻟﻸﻃﻔﺎل ا ﻤﺴﺔ ﻣﻌﺎ أﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎوﻟ ﻢ ﺣﻞ ا ﻤﺴﺔ أﺣﺎ و ﻤﺎ ً ﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ وا ﻴﺎد ،ﺑﺤﻴﺚ أدﺗﺎ ﻣﻌﺎ ﻟﺘﻮﻓﺮ اﻟﺮؤ ﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ا ﻴﺪ واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار واﺧﺘﺼﺎر اﻟﻮﻗﺖ وا ﺪ واﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟ ﻞ اﻟ ﻴﺢ ً وﻗﺖ أﻗﻞ ﺴ ﻴﺎ. و ﺎﻟﻨﻈﺮ ﳌﻌﻈﻢ اﳌﺸﻜﻼت ا ﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺼﺮ ا ﺪﻳﺚ ،و ﺨﺎﺻﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﻣ ﺎ ،ﺳﻨﺠﺪ أ ﺎ ﻌﺎﻇﻤﺖ و ﺸﺎﺑﻜﺖ ﺸ ﻞ أﻛ ﺑﻜﺜ ﻣﻤﺎ ﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﮫ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وذﻟﻚ وﻓﻖ ﻣﺎ وﻓﺮﻩ اﻟﻌﺼﺮ ا ﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺸﺎﺑ ﺎت وﺗﻘﺎﻃﻌﺎت ﺑ ن ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺸﻄﺔ ا ﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴ ﺎ ﻲ اﳌﻀﻄﺮد ﻓﻴﮫ، ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ أﺷﺒﮫ ﻣﺎ ﺗ ﻮن ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ أﻟﻌﺎب ﺣﺎ اﳌﻔﻜﻜﺔ واﳌﻨﺜﻮرة ﺸ ﻞ ﻋﺸﻮا ﻲ و ُ ﺘﻈﺮ ﺣﻠ ﺎ وﺗﺮﻛﻴ ﺎ ﻟ ﺼﻮل ﻋ اﻟﺼﻮرة اﻟ ﺎﻣﻠﺔ ً ﻟ ﻞ ﻣ ﺎ ،ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻌﻤﻞ أﺟ ﺰة ﻣﻦ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋ ﺗﺠﻤﻴﻊ أﺟﺰاء ﻞ ﻣﺸ ﻠﺔ ً ﻣﻦ أﺟﻞ إﻳﺠﺎد ﺣﻼ ﻟ ﺎ ﺪف اﻟﻮﺻﻮل إ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم وﻣﻨﻊ وﻗﻮع ً اﳌﺸﻜﻼت ﻣﻨﻴﺔ ﺑ ﺎﻓﺔ أﻧﻮاﻋ ﺎ ،ﺑﺪءا ﻣﻦ ا ﻮادث اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ،ﻛﺤﻮادث اﳌﺮور ً ً وا ﺮ ﻖ ،وﻣﺮورا ﺑﺄﻓﻌﺎل اﻟﻌﻤﺪ ا ﺎرﺟﺔ ﻋ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑ ﻞ أﻧﻮاﻋ ﺎ ،ووﺻﻮﻻ ً ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت ﻣﻨﻴﺔ ﻛ ﻌﻘﻴﺪا واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎ ﺮ ﻤﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﺑ ﺎﻓﺔ أﺷ ﺎﻟ ﺎ، واﻟ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ رﺗﻘﺎء ﺑﻘﺪرات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ا ﺪ ﻣ ﺎ وﻣﻨﻊ وﻗﻮﻋ ﺎ، ﺳﻮاء ﺎن ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر إﺣﺼﺎ ﻲ ر ﺎ ﻟ ﻮادث اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ أو ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺑﺤ ﺟﻨﺎ ﻲ ﻟ ﺮاﺋﻢ اﳌﺘﻌﻤﺪة واﳌﻨﻈﻤﺔ ،أو ﺣ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺗ ﺎﻣ ﻳﺠﻤﻌ ﻤﺎ ً ﻣﻌﺎ! 12
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ﺬا إن اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋ اﻟﺼﻌﻮ ﺎت ﺣﻞ اﳌﺸﻜﻼت ﻣﻨﻴﺔ اﳌ ﺸﺎﺑﻜﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ و ﻌﺰﺰ ﻗﺪرات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أﻛ ﻣﻦ أي ء اﻟﻌﺼﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﺸ ﻞ أﺳﺎ ّ آﺧﺮ ،وﻻ ﻳﺘﺄ ﻰ ذﻟﻚ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ ﻋ ﻓﺼﻞ ﺎﻓﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت وإﺟﺮاءات ﺗﺤﻠﻴﻞ اﳌﻌﻄﻴﺎت ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت و ﺟﺮاءات ﺧﺮى ﻟﺘﺼﺒﺢ "ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ" وﺗﻮ ﻞ إﻟ ﺎ ﻣ ﻤﺎت ﺑﺤﺚ وﺗﺤﻠﻴﻞ ﻞ " ﺣﺎ " اﻟ ﺗﻤﺜﻞ اﳌﺸﻜﻼت ﻣﻨﻴﺔ ﺑ ﺎﻓﺔ أﺷ ﺎﻟ ﺎ وأﻧﻮاﻋ ﺎ وارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺎ وﺗﻘﺎﻃﻌﺎ ﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر "ﻣﺤﺎﻳﺪ" وﻣﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ّ أﻳﺔ رؤى ﻣﺴﺒﻘﺔ ،ﻣﻨﻈﻮر ُﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺻﻞ إ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات واﻟﺘ ﺒﺆات، ﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻟﺮ ﺎﺿﻴﺔ وا ﻨﺎﺋﻴﺔ ،اﻟ ﻴﺤﺔ ،وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳ ﺘﺞ ﻋﻦ ﺗ ﺎﻣﻠ ﻤﺎ ً ﻣﻌﺎ ،ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ ا ﻠﻮل ا ﺬر ﺔ و ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟ ﻞ اﳌﺸﻜﻼت ﻣﻨﻴﺔ ً ً واﻟﻌﻤﻞ ﻋ ﻣﻨﻊ وﻗﻮﻋ ﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ،أو ا ﺪ ﻣ ﺎ ﻋ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ،ﺣﻠﻮﻻ ﺗ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻞ ﻣﺘﻐ ات ﺬا اﻟﻌﺼﺮ و ﺸﺎﺑ ﺎﺗﮫ وﺗﻘﺎﻃﻌﺎﺗﮫ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺎ ﺴﺒ ﺖ ﺑﮫ ﻣﻦ ً اﺿﻤﺤﻼل اﻟﻘﺪرات اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻟﻺدارات اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ،ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺣﺎ اﻟ ﻓ ﻴﺔ اﳌﺸ ﻛﺔ ،وذﻟﻚ ﺣ ﻳ ﺴ ا ﺼﻮل ﻋ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ و وﻗﺖ ﻗﻴﺎ ر ﻤﺎ ﺴﺘﺤﻴﻞ ا ﺼﻮل ﻋﻠﻴﮫ ﺑﺄي ﻃﺮق أﺧﺮى.
13
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ اﺗﻴ
ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ
ﻧﻈﺮ ﺎت دارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ )(4 ﻣﻔﺎرﻗﺔ
ﺼﻴﺔ رﺟﻞ اﻟﺸﺮﻃﺔ The Policeman Character Paradox
ُ ﻌﺎ ﻲ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻈﻢ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ،و ﺨﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻧ ﻴﺠﺔ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻜﺒ إ اﻟﻨﺠﺎح ،ﻣﻦ ﺿﻐﻮﻃﺎت ﻏ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ اﻟﺬي ﻃﺮأ ﻋ ﺎﻓﺔ ﻣﻨﺎ ا ﻴﺎة اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟ ﻌﻤﻞ ﻋ ﻓﺮض اﻟﻨﻈﺎم واﻟﻘﺎﻧﻮن و ﺴﻂ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم ﻓ ﺎ ،و ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ذﻟﻚ اﻟﺘﻄﻮر ﺳﺎ ﻢ ﺸ ﻞ ﻣ ﻮظ رﻓﻊ ﻛﻔﺎءة وﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻴﺔ وﺟﺎ ﺰ ﺎ اﻟﺘﺼﺪي ﻟ ﺎﻓﺔ أﺷ ﺎل ا ﺮوج ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن وا ﺪ ﻣﻦ وﻗﻮع ا ﺮ ﻤﺔ ،أو ﺣ اﻟﺘ ﺒﺆ ﺎ وﻣﻨﻊ ّ وﻗﻮﻋ ﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺤﺪث ،إﻻ أﻧﮫ ﺳﺎ ﻢ ،ﺸ ﻞ ﻣﺎ ،ز ﺎدة اﻟﻌﺐء ﻣ واﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﻧ ﻴﺠﺔ إﻓﺮازﻩ ﻷﺷ ﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻓﻌﺎل ﺟﺮاﻣﻴﺔ وﻃﺮق وأﺳﺎﻟﻴﺐ ارﺗ ﺎ ﺎ. وﻣﻦ ﻏﺮاﺋﺐ ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ،ﻋﻼﻣﻲ اﻟﺘﻔﺎﻋ ،أﻧﮫ ﺳﺎ ﻢ ز ﺎدة اﻟﻀﻐﻮط واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ داﺧﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻨﻴﺔ ر ﻤﺎ أﻛ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺿﺒﻂ ﻣﻦ وا ﺪ ﻣﻦ ارﺗ ﺎب ا ﺮ ﻤﺔ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ً ﺑﺎﻷﺧﻄﺎء اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻟﺮﺟﺎل ﻣﻦ واﻟﺸﺮﻃﺔ أﻧﻔﺴ ﻢ ،واﻟ ﺴﺎ ﻢ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺧﻠﻖ ُ أﺷ ﺎل ﺗ ﺎد أن ﺗ ﻮن ﻣﻌ ﻮﺳﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ ﻣﻨﻴﺔ اﻟ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻌﺘ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﮫ ﻳﻤﻜﻦ ن ﻟ ﻄﺄ اﻟﻔﺮدي اﻟﺬي ﻳﺮﺗﻜﺒﮫ ﺷﺮﻃﻲ ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﺑﺤﻖ أﺣﺪ اﳌﻮاﻃﻨ ن ،ﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ، ﻣﺒﺘﺪئ ﺧﻼل ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم و ﺪﻳﺪ أن ﻳﺆدي إ ﺗﺄﻟﻴﺐ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم و ﺴﺎ ﻢ 14
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
أﻛ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳ ﺴ ﺐ ﺑﮫ ﺟ ﺶ ﻣﻦ ا ﺎرﺟ ن ﻋﻦ ﺳﺘﻘﺮار واﻟﺴﻠﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺧﺎرج اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻴﺔ! ﻧﺼﺎف ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺬﻩ اﳌﻔﺎرﻗﺔ اﳌﻌ ﻮﺳﺔ ،ﻋﻼﻣﻴﺔ و ﻘﺘ ﻇﺎ ﺮ ﺎ واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ اﻟ ﺼﻴﺔ ﺟﻮ ﺮ ﺎ ،وذﻟﻚ ﺑﺄ ﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺤﺪث ﻟﻮﻻ اﻋﺘﻴﺎد اﻟﻜﺜ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺸﺮﻃﺔ و ﻣﻦ ﻋ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ا ﺎرﺟ ن ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﺸﺪة وا ﺰم ،اﻟﻼزﻣﺘ ن واﻟﻀﺮورﺘ ن ﻛﺜ ﻣﻦ ﺣﻴﺎن ،واﻟ ر ﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ّ ﻣ ﻤﺎ ﺎ ﺿﺒﻂ وردع ا ﺎرﺟ ن ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن إﻻ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﻟﺘﻨ ﺑﺈﺗﺒﺎﻋ ﺎ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺴﺘﺤﻘ ﺎ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ا ﺎل ،ﺑﻞ ور ﻤﺎ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺎ اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﺬي ّ ً ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻦ أﺻﻼ وﻗﺪ ﻻ ﻳﻄﻤ ن إﻻ ﺑﻮﺟﻮد ﺎ .ﻣﺮ اﻟﺬي أدى ﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ و ﺸ ﻞ ﺗﺮاﻛ إ ﺻﺒﻎ ﺼﻴﺔ ﻛﺜ ﻣﻦ رﺟﺎل ﻣﻦ ء ﻣﻦ ا ﺪة واﻟﻄﺎ ﻊ اﻟﻌﺪا ﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﺟﻮ ﺮ ﺼﻴﺔ رﺟﻞ ﻣﻦ ،ﻛﻤﺎ أدى إ ﺿﻌﻒ اﻟﻘﺪرة ﻋ ﺗﻤﻴ اﳌﻮاﻗﻒ ،أو ﺣ ﻓﺮاد ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳ ﺒ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻠﻚ ا ﺪة ﻣﻌ ﻢ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن ،و ﺴﺘﺤﻘﻮن ،ﺣ ام واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻃﺎﳌﺎ أ ﻢ ﻣﻠ ﻣﻮن ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم واﻟﻘﺎﻧﻮن. ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ،وإن ﺎﻧﺖ ﺴﺘﻠﺰم اﻟﻜﺜ إن دارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻦ ا ﺪ واﻟﺘﻄﻮ ﺮ اﳌﺴﺘﻤﺮ اﻟﺬي ﺪف ﻟﻼرﺗﻘﺎء ﻌﻤﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﺑ ﺎﻓﺔ أذرﻋ ﺎ وأدوا ﺎ ورﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻔﺎءة واﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ وا ﺎ ﺰﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ّ "ا ﺎرﺟ ن ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن" ،إﻻ أ ﺎ ﺴﺘﻠﺰم ،و ﺸ ﻞ أﻛ أ ﻤﻴﺔ ،رﺗﻘﺎء ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻠﺒﺎﻗﺔ ﻣﻊ اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻣﻦ "ﻏ ا ﺎرﺟ ن ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن" ،وﺗﻮز ﻊ دوار ﺑﻤﺎ ﻳ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﳌﻴﻮل واﳌ ﺎرات واﻟﻘﺪرات اﻟ ﺼﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ا ﻤ ﻮر، و ﺬل اﳌﺰ ﺪ ﻣﻦ ا ﻮد اﻟﺘﺪر ﻴﺔ واﻟﺘﺄ ﻴﻞ اﳌﻨﺎﺳﺐ واﻟﻀﺮوري اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ ً أن ﻳﺠﻌﻞ رﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺎدرا ﻋ ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﻤﻴ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻧﻮاع واﻟﻔﺌﺎت واﻟﺸﺮاﺋﺢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻣﻦ ذوي اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻌﻤﺮﺔ 15
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
دارة ﻣﻨﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ و ﻞ اﻟﻈﺮوف ،ﺑﻄﺮ ﻘﺔ أﺷﺒﮫ ﻣﺎ ﺗ ﻮن ﺑﺘﻠﻚ اﳌﺘﺒﻌﺔ اﻟﻔﻨﺪﻗﻴﺔ ،واﻟ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﻓ ﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ ارﺗ ﺎب أي ﺧﻄﺄ ﻗﺪ ﻳﺆدي إ ﺧﺴﺎرة اﻟﻔﻨﺪق ﻷي ﻧﺰ ﻞ وذﻟﻚ ﳌﻌﺮﻓﺘﮫ اﳌﺴﺒﻘﺔ ﺑﺄن رؤﺳﺎﺋﮫ ﻳﻘﺪﺳﻮن ﻣﻘﻮﻟﺔ أن "اﻟ ﻳﻞ ً داﺋﻤﺎ ﻋ ﺣﻖ"!
16
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ اﺗﻴ
ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ
ﻧﻈﺮ ﺎت دارة ﻣﻨﻴﺔ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ )(5 ﺳﺲ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ )(4 اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ ﻣﺘﻌﺪد اﳌﺴﺘﻮ ﺎت دار ﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻤﻴﺔ اﻟﻜ ى اﻟ ﺗﻮﻟ ﺎ أﺟ ﺰة ﻣﻦ واﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ،واﻟ ﺪف ﻋﺎدة ﻟﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى داء وز ﺎدة اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ و ﺴﺮﻊ إﻧﺠﺎز اﳌ ﺎم اﻟﺸﺮﻃﻴﺔ و ﻣﻨﻴﺔ ﻋ أﻛﻤﻞ وﺟﮫ و ً ّ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ،إﻻ أ ﺎ ،و ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪا ،اﳌﺰدﺣﻢ واﳌ ﺸﺎﺑﻚ ،ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺒﺪو وﻛﺄ ﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﺸ ﻞ ﻣﻌ ﻮس ﻋ ا ﺎت اﻟ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ،ور ﻤﺎ ﻋ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﻣ ﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ُ ﺴﺎ ﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى وﺳﺮﻋﺔ داء واﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺸ ﻞ أﻛ ﻣﻦ أن ﺴﺎ ﻢ ز ﺎدﺗﮫ ،ﻛﺜ ﻣﻦ اﳌﻮاﺿﻊ. وﺣﻘﻴﻘﺔ ﺬﻩ اﳌﻌﻀﻠﺔ ،دارﺔ ﻇﺎ ﺮ ﺎ ،واﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ ا ﻐﺮاﻓﻴﺔ ﺟﻮ ﺮ ﺎ ،أ ﺎ ﺸﺄت ﻛﻨ ﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐ اﳌﺴﺘﻤﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ وا ﻐﺮاﻓﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﻨﻮع وﺗﻤﺎﻳﺰ ذﻟﻚ اﻟﺘﻐﻴ واﻟ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﺮاﻓﻴﺔ واﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ وﻣﻌﺪﻻت ﺸﻄﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،أو ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﺣﺘﻤﺎﻻت وﻣﻌﺪﻻت وﻗﻮع ﺧﻄﺎر ﻣﻨﻴﺔ ﻓ ﺎ ،ﺧﻄﺎر اﻟ ﻳﺘﻢ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻨﻊ وﻗﻮﻋ ﺎ أو ﺗﻄﻮ ﻘ ﺎ ﻋ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ أدى ﺬا ﻣﺮ إ ﺸﻮء اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﳌﻌﻴﻘﺎت وﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ وا ﺪ ﻣﺮ 17
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻟﺬي ﻳ ﺴ ﺐ ﺗﺄﺧ إﺗﻤﺎﻣ ﺎ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑ ن اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺧﺼﺎﺋﺼ ﺎ ا ﻐﺮاﻓﻴﺔ واﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ وﻋ ﻣﺨﺘﻠﻒ دارات اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ. ً ﻓﻠﻮ اﻓ ﺿﻨﺎ أن ﻣ ﺎﻣﺎ ﺷﺮﻃﻴﺔ ﻹﺣﺪى دارات اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺷﺮﻃﺔ ً ً أﺣﺪ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟ ﺗﺘﻤ ﺑﺎﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ اﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ،ﻣﺜﻼ ،ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗ ﺴﻴﻘﺎ ً و ﻌﺎوﻧﺎ ﻣﻊ إدارة ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ أﺧﺮى ﻣﻮازﺔ ﻟ ﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳌﺴﺘﻮى داري ﻣﺮﻛﺰ ﺷﺮﻃﺔ آﺧﺮ ،أو ﺣ ﺟ ﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺘﻤ ﺑﺎﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ ً ً اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺬا ﻣﺮ ﺟ ﺪا ووﻗﺘﺎ أﻃﻮل ﻣﻤﺎ ﻟﻮ ﺎن ﻣﻊ ﻧﻔﺲ ا ﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ أﺧﺮى ذات ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺳ ﺎﻧﻴﺔ ﺷﺒ ﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﺆدي إﻟﻴﮫ ز ﺎدة اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ازدﺣﺎم ﻟﻸ ﺸﻄﺔ دارﺔ ور ﻤﺎ ﺗﺮاﻛﻢ وﺗﺄﺧﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣ ﺎم اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون اﻟ ﺗ ﺘﻈﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى، اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻗﺪ ﺴﺎ ﻢ أي ﻣ ﺎ ﻣﻨﻊ وﻗﻮع ا ﻄﺮ ﻣ أو ﺗﻄﻮ ﻘﮫ إذا ﺎن ﻗﺪ وﻗﻊ ﻟﻠﺘﻮ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻃﻖ. ﺬا إن ا ﻞ ﻣﺜﻞ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋ ﻣﻌﻴﻘﺎت اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ اﻟﻌﺼﺮ ،واﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﻨﻮع وﺗﻤﺎﻳﺰ ا ﺼﺎﺋﺺ اﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ وا ﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ أو ﺣ ﺴ ﺐ اﻟ ﺴﻠﺴﻞ داري اﻟﻼزم إﺗﺒﺎﻋﮫ ،ﻮ أن ﻳﺘﻢ إﻋﺎدة ﻨﺪﺳﺔ و ﻨﺎء ﻗﻨﻮات اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﺑ ن دارات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ أو ﺣ ﺑ ن ا ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ﺑﻄﺮق ﺟﺪﻳﺪة وﻣﺒﺘﻜﺮة ﺗ ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼ ﺎ ا ﻐﺮاﻓﻴﺔ واﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺴﺎﺣﺔ أو اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴ ﺎﻧﻴﺔ و ﻢ ﻋﻤﺎل اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﺬي ﻌﻜﺴﮫ ﺗﻠﻚ ا ﺼﺎﺋﺺ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد ﻗﻨﻮات ﺗﻮاﺻﻞ أﻛ ﻣﺮوﻧﺔ ﺗﺮ ﻂ ﺑ ن اﳌﺴﺘﻮ ﺎت دارﺔ اﳌﺘﻌﺪدة ،ﻠﻤﺎ ﻢ وﻧﻮﻋﻴﺔ ﻋﻤﺎل اﻟ ﺗﻘﻮم ﺎ وﻣﺴﺘﻮى أﻣﻜﻦ ذﻟﻚ ،ﻃﺎﳌﺎ أ ﺎ ﺗ ﺸﺎﺑﮫ اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓ ﺎ واﳌﻄﻠﻮب اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﮫ ﳌﻨﻊ وﻗﻮع ﺧﻄﺎر ﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﳌﻤﻜﻨﺔ. 18
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى ،ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﺮ إ ﺸﺎء دارات و ﻓﺮع و ﻗﺴﺎم ً اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻌﺾ ا ﺎت اﳌﺰدﺣﻤﺔ إدار ﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗ ﻮن ﻣ ﺎﻣ ﺎ ﻣﺤﺼﻮرة ﻓﻘﻂ ﺗﻮﻓ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻏ ﺎ ﻣﻦ دارات أو ﺣ ا ﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وﺗ ﻮن ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺎ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ وﻣﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟ ﻴ ﻞ داري ،وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻌﺰﺰ ﻗﺪر ﺎ ﻋ أداء ﻣ ﺎم اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﳌﻤﻜﻨﺔ واﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ً اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟ ﺎت ﺧﺮى ﻗﻞ ازدﺣﺎﻣﺎ ،ﺣ وإن ﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮ ﺎت إدار ﺔ ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،أﻋ أو أﻗﻞ ﻣ ﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻢ دوﻣﺎ إﻳﺠﺎد ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻮازن ﺑ ن ﻃﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون واﻟ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓ ﺎ اﻟ ﺸﺎﺑﮫ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻌﻤﻞ واﳌﺴﺘﻮى اﳌﻌﺮ و ﻢ وﻧﻮﻋﻴﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟ ﺸﺎﺑﮫ اﳌﺴﺘﻮى ﻣﺮوﻧﺔ وﺳﺮﻋﺔ ﺗﺒﺎدﻟ ﺎ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت، داري اﻟﺬي ﻳﺆدي إ إﺑﻄﺎء ﺎ.
19
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﺳﺲ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ )(1 "اﳌﻌﺎﻳ واﳌﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟ ﻴ ﻠﻴﺔ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت"
إن ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗ ﺴﻴﻖ و ﻌﺎون ﺑ ن ﺟ ﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﺸﻤﻞ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎط ﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟ ﻳﺘﻮﺟﺐ أﺧﺬ ﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر ،و ﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺄ ﻲ اﻟﻐﺎﻳﺎت و ﺪاف اﻟ ﺗﺘ ﻨﺎ ﺎ ﻞ ﺟ ﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻘﺎط اﻟ ﻳ ﺒ أن ﺗﺆﺳﺲ، و ﺸ ﻞ اﺳ اﺗﻴ ،ﳌﺜﻞ ﺬا اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ،ﺸ ﻞ ﻣﺎ ،ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﻟ ﻳﺘﻢ اﻟﺴ ﻣﻦ ﺧﻼﻟ ﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻛ ﻗﺪرﻣﻦ " ﺪاف ً اﳌﺸ ﻛﺔ" أوﻻ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻤﺘﺪ ﺬا ﻣﺮ ﻟ ﺸﻤﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﳌﺰ ﺪ ﻣﻦ ﺪاف ﻛ ً ﺗﺨﺼﺼﺎ واﻟ ﺘﻢ ﺎ ﻞ ﺟ ﺔ ﺸ ﻞ ﻣﻨﻔﺼﻞ. ﺬا وﻣﻦ ﻣﻮر اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳌ ﻤﺔ ،واﻟﻀﺮور ﺔ ،اﻟ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺘﻤﺎم ﺎ اﻟﺴﻴﺎق ﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ "ﻧﻈﻢ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت" و ﻨﻮك اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺸ ﻞ ﻋﺎم ،واﻟ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪى ﻞ ﺟ ﺔ ﻣﻦ ا ﺎت اﻟ ﺗﺨﻄﻂ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ﻟﻀﻤﺎن ﻧﺠﺎح اﻟﻌﻤﻞ وﺗﺤﻘﻴﻖ ﺪاف اﻟ ﺴ ﻟ ﺎ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻮﺟﺐ أن ﺗ ﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﻢ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﺼﻤﻴﻤ ﺎ ﺸ ﻞ ﺟﻴﺪ ،ﻣ ﻤﺔ ً ﻣﻌﺎ ،و ﺘﻢ ﺗﺼﻤﻴﻤ ﺎ و ﻴ ﻠ ﺎ وﻓﻖ أﺳﺲ وﻣﻌﺎﻳ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ،ﺑﻘﺪر ﻣ ﺎن، ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﮫ "وﺣﺪة اﻟ ﺴﻖ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ" اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﺑ ن ﺗﻠﻚ ا ﺎت ،واﻟﺬي ﺳ ﺴﺎ ﻢ ﺑ ﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ رﻓﻊ درﺟﺔ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﺸ ﻞ ﻋﺎم ﻷﻋ ﻣﺴﺘﻮى ﻟﮫ. ً وﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺸﺄن ﻣ ﺗﺤﺪﻳﺪا ،وﺣ ﻳﺘﻢ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ ً ﺑ ن ﺎﻓﺔ ﺟ ﺰة ﻣﻨﻴﺔ وﺿﻤﺎن ﻌﺎو ﺎ وﺗ ﺎﻣﻠ ﺎ ﻣﻌﺎ وﺗﻮﺣﻴﺪ ﺟ ﻮد ﺎ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ 20
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻟﻮاﺟﺐ أن ﻳﺘﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌﻌﺎﻳ واﳌﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟ ﻴ ﻠﻴﺔ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت و ﻨﻮك اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓ ﺎ ،أو ﺟ ﺎت ﻏ أﻣﻨﻴﺔ إذا ﺗﻄﻠﺐ ﻣﺮ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮاﺻﻔﺎت ﻧﻤﺎذج إﺑﺮاز اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺘﻘﺎرﺮ ﺳﺘﺨﺒﺎر ﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﳌﻘﺪﻣﺔ ّ ﻟﺼﻨﺎع اﻟﻘﺮار ﻣ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺴﺎﻋﺪ ﺬا ﻣﺮ ﺸ ﻞ أﺳﺎ ﻋ ﺗﻮﺣﻴﺪ ُﺑ ﻴ ﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ أﻛ ﻗﺪر ﻣﻦ "اﻟﺘ ﺴﻴﻖ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ" ﺑ ن ﺎﻓﺔ ا ﺎت ﻣﻨﻴﺔ ،وﻏ ﻣﻨﻴﺔ ،اﻟ ﺴ ﻟﻠﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ،ﻣﺮ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﻳﺆدي إ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺒﺎدل ﻞ ﻣﻦ "اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ا ﺎم" واﻟﺘﺤﻠﻴﻼت ﺑ ن ﺗﻠﻚ ا ﺎت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﻌﺰﺰ اﻟﻘﺪرة واﻟﻜﻔﺎءة ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎون ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ّ ﻟﺼﻨﺎع اﻟﻘﺮار ﻣ . و ﻄﺒﻴﻌﺔ ا ﺎل ،ﺗﻨﺪرج ﻣ ﻤﺎت ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌﻌﺎﻳ واﳌﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺒ ﻴﺔ و ﻴ ﻠﻴﺔ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت و ﺎﻓﺔ ﻣﺨﺮﺟﺎ ﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎت وﻣ ﻤﺎت ا ﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻴ ﻠﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣ اﻟ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ووﺿﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻣﻨﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ و ﻌﻤﻞ ﻋ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘ ﺴﻴﻖ ﺑ ن ﺟ ﺰة ﻣﻨﻴﺔ، واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻨﺎ ﺑﻤﺠﻠﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗ ﻢ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﺎﻳ واﳌﻮاﺻﻔﺎت ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﺼﻮر اﳌﻨﺎﺳﺐ اﻟﺬي ﻳﺮﺗﺄﻳﮫ اﳌﺠﻠﺲ ﻟﻠ ﻴ ﻠﻴﺔ اﳌﺜ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﻣﺨﺮﺟﺎ ﺎ ،واﻟﺬي ُﻳﻔ ض أن ﺴﺎ ﻢ ﺑﺪورﻩ ،و ﺸ ﻞ أﺳﺎ ،رﻓﻊ ﻛﻔﺎءة اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻤﻴﻤ ﺎ ﺸ ﻞ ﺟﻴﺪ ﻣﻦ ﺟ ﺔ ،وﺗ ﺴ ﺳﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘ ﺴﻴﻖ اﳌ ﺸﻮد ﺑ ن ﺎﻓﺔ ﺟ ﺰة ﻣﻨﻴﺔ وﻏ ﻣﻨﻴﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﻋ ﺗﺤﻘﻴﻘﮫ ﺑﺎﻟﺸ ﻞ ﻣﺜﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﻮن ﻣﺼﻤﻤﺔ وﻓﻖ ﺗﻠﻚ اﳌﻮاﺻﻔﺎت ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى.
21
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﺳﺲ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ )(2 "ﺗﺮﻣ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت" ً ً إن اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﺑ ن ﻋﺪة ﺟ ﺎت ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳ ﻮن أﻣﺮا إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ و ﺴﺎ ﻢ ً ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺪاف اﳌﺮﺟﻮة ﻟ ﺎت اﻟ ﺗﻘﻮم ﺑﮫ ،ﻟﻜﻨﮫ أﻳﻀﺎ، ﺸ ﻞ ﻛﺒ وﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة ،ﻗﺪ ﻳﺤﻤﻞ ﻃﻴﺎﺗﮫ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ إذا ﻣﺎ ﺎن ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗ ﺴﻴﻖ و ﻌﺎون ﻣﺠﺎل أﻣ واﺳﺘﺨﺒﺎري ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﺬا اﻟﺘﻌﺎون ،أو ﺣ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ ،وﻛﺄﻧﮫ ﺎن ﻣﻦ أﺟﻞ إﻳﺠﺎد وﺧﻠﻖ "ا ﻄﺮ ﻣ " اﻟﺬي ﻳﺘﻢ اﻟﻌﻤﻞ ً ﻋ ﻣﻨﻌﮫ ﻣﻦ ا ﺪوث أﺻﻼ! وﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ،اﻟ ﻗﺪ ﻌﺎ ﻲ ﻣﻦ ّ ﺟﺮاء ﺎ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﮫ، ﺗﻜﻤﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﻔﻨﻴﺔ ا ﻔﻴﺔ واﻟ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ا ﺴﺒﺎن ﺧﻼل ﻣﺠﻤﻞ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﻣ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﮫ ،أو ﺣ ﻤﻠﮫ ﺑﺪون ﻗﺼﺪ ،اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﳌ ء ﺑﺎﻟﺜﻐﺮات ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺄﺳ ﺲ، ﻣﻨﻴﺔ ﺑ ﺎﻓﺔ أذرﻋ ﺎ، ﺸ ﻞ ﻏ ﻣﻘﺼﻮد ،ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻻ ﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻄﺎر ﻣﻨﻴﺔ اﳌ اﻛﻤﺔ ،واﳌﺮﻛﺒﺔ، واﻟ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋ ا ﻤﻴﻊ ﺑﻼ اﺳﺘ ﻨﺎء ،ﺣ ﻋ أوﻟﺌﻚ اﳌ ﺴ ﺒﻮن ﺎ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ ا ﻄﺄ. وﻣﻦ أ ﻢ ﻣﻮر اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟ ﺗﺆﺳﺲ ﳌﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺧﻄﺎر ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ "اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت" وﻃﺮق ﺗﺪاوﻟ ﺎ وﺗﺪﻓﻘ ﺎ ﺑ ن دارات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﻔﺲ ا ﺔ ﻣﻨﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،أو ﺣ ﺑ ن ﻋﺪة ﺟ ﺎت أﻣﻨﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ، ً ً ﻃﻼق، و ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺗﺪاوﻟ ﺎ ﻳﻠﻌﺐ دورا ﻣ ﻤﺎ ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻢ ﻋ ّ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ،إﻻ أن ﺬا اﻟﺘﺪاول ،ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﻳ ﺒ أن ﻳ ﻮن ﺑﻄﺮ ﻘﺔ ﻻ ﺴﺎﻋﺪ ﻋ ﺸﻮء ﺧﻄﺎر ﻣﻨﻴﺔ اﻟ ﻳﺘﻢ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ 22
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ً واﻟﺘﻌﺎون ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻨﻌ ﺎ .واﳌﺸ ﻠﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا ﺗﻜﻤﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﻐﺮ ﺐ اﻟﺬي ً أﺳﺲ ﻟﮫ ﻋﺼﺮ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﺑﺤﻴﺚ أﻧﮫ أوﺟﺪ اﻟﺪاء واﻟﺪواء آن ﻣﻌﺎ. وا ﻞ ﻣﺜﻞ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﻌﻀﻠﺔ ،أو إذا اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺴﻤﻴ ﺎ ﺑـ " ّ اﻟﺸﺮ" اﻟﺬي ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﮫ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون اﳌ ﺸﻮد ،ﻮ أن ﻧ ﺄ ﳌﺎ ﺴ ﻌﻤﻠﻴﺎت "اﻟ ﻣ " ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺘﺪاوﻟﺔ ،واﻟ ﺴﺘﺨﺪم ﻋﺎدة إﺧﻔﺎء اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺻﻠﻴﺔ واﺳ ﺒﺪاﻟ ﺎ ﺑﺮﻣﻮز ﻏ ﻣﺤﺪدة اﳌﻼﻣﺢ ﺪف ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ " ﻧﻀﺒﺎط اﳌﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ" ً اﳌﻌﺎﻛﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺎﻟﺔ "اﻟﻔﻠﺘﺎن اﳌﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ" اﻟ ﻗﺪ ﺗ ﺸﺄ ﺑﻄﺮ ﻖ ا ﻄﺄ ،و ﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟ ﻣ ﺧﻼل ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺮاﺣﻞ ا ﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت، ً ً ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻤﻌ ﺎ ،وﻣﺮورا ﻌﻤﻠﻴﺎت ﺟﻤﻌ ﺎ وﺗﻨﻈﻴﻤ ﺎ وﺣ ﺗﻤﺤﻴﺼ ﺎ وﺗﺤﻠﻴﻠ ﺎ وﺗﺪاوﻟ ﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺬا اﻟ ﻣ أن ﻧﺤﻘﻖ، و ﺸ ﻞ آﻣﻦ ،أﻗ درﺟﺎت اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘ ﺴﻴﻖ ﺑﺎﻟﺸ ﻞ اﻟ ﻴﺢ واﳌﻼﺋﻢ ،ﺳﻮاء ﺑ ن دارات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟ ﺗﻘﻮم ﺑ ﻨﻔﻴﺬ ﻣ ﻤﺎ ﺎ ﻧﻔﺲ ا ﺔ ﻣﻨﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة أو ﺣ ﺑ ن ا ﺎت ﻣﻨﻴﺔ اﳌﺘﻌﺪدة واﻟ ﻳﺘﻢ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ ﺑﻴ ﺎ وﺗﺘﻌﺎون ﺗﺨﻄﻴﻂ وﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻠﻚ اﳌﺮاﺣﻞ. ً ً وﻣﻦ أﻛ ﻣﺜﻠﺔ ﺷﻴﻮﻋﺎ ،ﺑﻞ وﺣ وﺿﻮﺣﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﺑﺨﺼﻮص ﺬا ُ اﻟﺸﺄن واﻟ ﺗﻈ ﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أ ﻤﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺄﻟﺔ ،وﺿﺮور ﺎ ،ﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﺎﻓﺔ اﻟﺪول ،ﻓﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟ ﻳﺘﻢ ﺟﻤﻌ ﺎ ﺿﻤﻦ أﺟ ﺰة ﺣﺼﺎء اﳌﺮﻛﺰ ﺔ ﺸﻄﺔ اﻟﺮوﺗﻴ ﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺟ ﺰة ،واﻟ ﺎدﻓﺔ ﻋﺎدة ﻟﻠﺘﻌﺪاد اﻟﺴ ﺎ ﻲ وﺳﺎﺋﺮ ً ﺸﻄﺔ ﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺧﺮى ،ﺗﻤﺮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ "اﻟ ﻣ " ،ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﮫ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ً أن ﻳ ﻮن ﺗﻠﻚ ﺟ ﺰة ،إذا ﺎن ﻋﻤﻠ ﺎ ﻣﺤﻜﻤﺎ ،و ﺬا أﻣﺮ ﻧﺎدر ،إدارة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺗﻘﻮم ﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟ ﻣ ،وإن ﺎﻧﺖ ﺪف ﻋﺎدة ﻟ ﺴ ﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎت إدﺧﺎل اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت إ ا ﺎﺳﻮب واﺧﺘﺼﺎر اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺬا ﻣﺮ، ً ً ّ إﻻ أ ﺎ أﻳﻀﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺪﻋﻢ واﻟﺘﻌﺰﺰ ﳌﺒﺪأ ﺳﺮﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺬي ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ 23
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ّ ﺗﺘﻌ ﺪ ﺑﮫ ﺸ ﻞ ﻗﺎﻧﻮ ﻲ ،ﻣﻮﺛﻖ ،ﺗﺠﺎﻩ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻛ ﻞ ﻋﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺣﺼﺎءات. إن ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪأ "ﺗﺮﻣ " اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻨﻴﺔ واﻋﺘﻤﺎدﻩ ﺿﻤﻦ آﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻣ واﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻛﺄﺣﺪ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ا ﺎم ،أﺳﻮة ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪث أﺟ ﺰة ﺣﺼﺎء ،أﺻﺒﺢ ﺿﺮورة ﻣ ﺔ ﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ ،و ﺨﺎﺻﺔ ﻇﻞ ا ﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ ﺪف ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘ ﺎﻣﻞ ﺑ ن ﺟ ﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ،أو ﺣ ﺑ ن إدارات ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻧﻔﺲ ا ﺔ ،ﻌﺘ ﻞ ﻣ ﺎ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت أو إﺟﺮاءات ﻳﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘ ﺎ ﻋﻠ ﺎ ،وذﻟﻚ ﺪف ﻣﻨﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ً ﻣﻦ ﺧﻄﺎر ﻣﻨﻴﺔ اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ُﻳﺮا دوﻣﺎ أن ﻨﺎك ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺎ وﺟ ﺪف ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﺎح ﻋﻨﮫ وﺗﺒﺎدﻟﮫ ﺿﻤﻦ ﻗﻨﻮات آﻣﻨﺔ و ﺸ ﻞ وا ً اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ،و ﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻓﺼﺎح ﻋﻨﮫ ،أو ﺗﺒﺎدﻟﮫ ،ﺸ ﻞ رﻣﺰي ،أو أن ﻳ ﻮن أﺷﺒﮫ ﺑـ "ﻗﺎﻋﺪة ر ﺎﺿﻴﺔ" أو ﺣ ﻣﺆﺷﺮات ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ّ ﻢ ،و أن اﳌﺮﻣﺰة ،وﺗﺒﻘﻰ ا ﺎﻟﺔ ﺧ ة ،واﻟ ﻌﺘ ﻨﺎك ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﺎح ﻋﻨﮫ ﻋ ﻃﻼق وﻗﺪ ﺗ ﻮن ا ﺎﺟﺔ ً ﻟﺬﻟﻚ أﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ ،أﻛ ﻣﻦ أي ء آﺧﺮ! إن اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﻓﺮ ﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﻮق ﻣﺎ ﻧﻘﺼﺪﻩ ً ﺗﺤﺪﻳﺪا ﻨﺎ ﺬا اﳌﻘﺎل ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أن ا اء ﻣﻨﻴ ن ،اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎرﺳﻮ ﺎ ً وﻧﻔﺬو ﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻠ ﻢ وﺗﺪاوﻟ ﻢ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻨﻴﺔ و ﺳﺘﺨﺒﺎرﺔ ﺿﻤﻦ ﻗﻨﻮات "ﻏ آﻣﻨﺔ" ،ﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ن أن ﻳﻜ ﺸﻔﻮا ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟ ﺬﻩ اﻟﻮﺻﻔﺔ ً اﻟ ﺮﺔ أن ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺰ ﺪا ﻣﻦ ﻧﻀﺒﺎط ﻣ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎ ﻲ ،واﻟﺬي ﺳ ﺴﺎ ﻢ ﺸ ﻞ اﻟﻘﻨﻮات اﻟ ﻌﺘ آﻣﻨﺔ وﻣﻨﻊ ﺿﻤﺎن ﺳﺮﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺘﺪاوﻟﺔ ﺣ ﻛﺒ وﻗﻮع اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﺜﻐﺮات اﳌﺴ ﺒﺔ ﻟ ﺮوﻗﺎت ﻣﻨﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﳌﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻣﻦ ﻌﺰﺰ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺪاف اﳌﺸ ﻛﺔ ،وﻏ اﳌﺸ ﻛﺔ، 24
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ﺑﻄﺮ ﻘﺔ ﺗﺤﻔﻆ ﻟ ﻞ ﺟ ﺔ ﺧﺼﻮﺻﻴ ﺎ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ،ﻧﺎ ﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﺴ ﻮﻟﺔ اﻟ ﻛﺸﻒ أﻳﺔ ﻐﺮات ﻗﺪ ﻳﺘﻢ اﺧ اﻗ ﺎ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﺘﻮﻓﺮ ﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺻﻔﺔ ﺣ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﺗﺮﻣ ﻩ ﺑﻄﺮ ﻘﺔ ﻣﻤ ة ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ أن ﺴﺎﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋ ﻛﺸﻔ ﺎ.
25
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﺳﺲ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣ )(3 " اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺸ ك" ً ﻛﺜ ا ﻣﺎ ﺗ ﻮن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻧﺎ ﻌﺔ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ورؤ ﺔ ﻣﻌﻤﻘﺔ واﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﻌﻴﺪة اﳌﺪى ،ﺗﺤﻤﻞ ﻃﻴﺎ ﺎ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﳌﺰاﻳﺎ اﻟ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ أن ﺗﺆﺳﺲ ً و ﺴﺎ ﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺪاف واﻟﻐﺎﻳﺎت اﻟ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﻦ أﺟﻠ ﺎ ،ﻟﻜ ﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻔﺘﻘﺪ ،إذا ﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺬﻟﻚ ،ﳌﺎ ﺴ " ﻌﺪد زواﻳﺎ اﻟﺮؤ ﺔ" اﻟ أﻛ ﻣﺎ ﺗ ﻮن ا ﺎﺟﺔ ﻟ ﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺪاف اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﻋﺪة ﺷﺆون ﻣ اﺑﻄﺔ وﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ،و ﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﻮن ﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺆﺛﺮات ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺟ ﺔ ،واﻟﺘﺄﺛ اﳌﺘﺒﺎدل ﺑ ن ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺆون ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى، وأﻛ ﻣﺎ ﺗ ﻮن ا ﺎﺟﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﺎ ﺴ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺸ ك. وﻋﻨﺪ ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺸ ك ﺳﻴﺎق اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ً اﳌﺠﺎل ﻣ ﺗﺤﺪﻳﺪا ،ﻓﺈﻧﮫ ﺳﻴ ﻮن ﺘﻤﺎم ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ "ﺗﺮﺗ ﺐ وﻟﻮ ﺎت" أﻛ ﻣﻦ ﺘﻤﺎم ﺑﺄي ء آﺧﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳ ﻨﺎﺳﺐ ﺬا اﻟ ﺗ ﺐ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﺮؤى اﻟ ﺳﺘﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ ﺪاف ،ﻣﺮ اﻟﺬي ﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ "ﻣﻌﻀﻠﺔ" ﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﳌ ﺸﺎﺑﻚ واﳌﺘﻐ ،واﻟﺬي أﺳﺲ ﻟﻠﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﺧﻼت ﺑ ن ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺌﻮن ا ﻴﺎة وﻋﺰز ﻣﻦ ﻋﻼﻗ ﺎ اﳌﺒﺎﺷﺮة ،وﻏ اﳌﺒﺎﺷﺮة ،ﺑﺎﳌﺴﺄﻟﺔ ً ﻣﻨﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﺴﺘﻄﻴﻊ ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺧﻄﺔ أﻣﻨﻴﺔ ،ﻣﺜﻼ ،دون ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺔ وﺿﻊ اﻟﺘﺼﻮرات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻴﻊ ا ﺎت اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺈﻧﺠﺎﺣ ﺎ. ً ﺸﻮء اﻟﻜﺜ ﻣﻦ ا ﻼﻓﺎت ﺣﻮل ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ،أﺣﻴﺎﻧﺎ، وﻗﺪ ﺗﻔ أ ﺪاف وﻣﻘﻮﻣﺎت ور ﺎﺋﺰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺰﻣﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﮫ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﻮن ﻨﺎك 26
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ً ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ إﺣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺎﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ إﻋﺪاد ﺧﻄﺔ ﻳﻤﻜ ﺎ أن ﺗﺤﻘﻖ اﳌﺮﺟﻮة ،ﺑﺤﻴﺚ ُﻳﺼﺒﻎ ﻣﺜﻞ ﺬا ﺣﺴﺎس ﺗﻠﻚ ا ﻼﻓﺎت ﺑﺼﺒﻐﺔ " ً ً ً ﻟﺪرﺟﺔ أ ﺎ ﺗﺼﺒﺢ وﻛﺄ ﺎ ﻋﺎﻣﻼ ﻣ ﻤﺎ وﺿﺮور ﺎ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ اﻟ ﺎﻳﺔ إ ا ﻄﻂ اﻟ ﺗ ﻢ ﻣﻊ ﻞ اﻟﺮؤى ﻣﻦ اﳌﺨﺘﻠﻒ اﻟﺰواﻳﺎ واﻟ ﺸﺄ ً ﺣﻮﻟ ﺎ ،وﻷﺟﻠ ﺎ ،أﺻﻼ. ً وﻣﻦ أﻛ ﺧﻄﺎء ﺷﻴﻮﻋﺎ ،ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺸ ك ،اﻟﻮﻗﻮع ﻓﺦ اﻟﺼﺮاع ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺪاف ﻛ أ ﻤﻴﺔ ،ﺑﻞ و ﻛ ً ً ً ً ً ﻤﺎ وﺷﻤﻮﻻ أﺣﻴﺎﻧﺎ ،أوﻻ دوﻧﺎ ﻋﻦ ﻏ ﺎ ﻣﻦ ﺪاف ﻣﻦ وﺟ ﺔ ﻧﻈﺮ ﻞ ﺟ ﺔ ﻣﻦ ا ﺎت اﻟ ﺗﺨﻄﻂ ﺸ ﻞ ﻣﺸ ك ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗ ر ﺿﺮور ﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﻤ ﺎ ﻣﻦ ً ً ﻤﻴﺔ ،اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻗﺪ ﺗ ﻮن ﻓﻴﮫ أ ﺪاﻓﺎ أﺧﺮى ،ﺗﻘﻊ ﻣﺜﻼ ذﻳﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ و ﺑﺎﻟﺒﺪء ﺑﺘﺤﻘﻴﻘ ﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻤﻴﺔ ﻣﻦ وﺟ ﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻤﻴﻊ ا ﺎت، ُ ﺸ ﻞ ،ﺑﻮﺟﻮد ﺎ و ﻣﺤﻘﻘﺔ ،اﻟﺮﻛ ة ﺳﺎﺳﻴﺔ ،واﻟﻀﺮور ﺔ ،ﻹﻧﺠﺎح ﺗﺤﻘﻴﻖ ً ً ً ﺪاف ﻛ أ ﻤﻴﺔ وﺷﻤﻮﻻ ،ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺣﺒﺔ اﻟﺮﻣﻞ اﻟ ﺴﺘﺨﺪم إﻳﻘﺎف "اﻟﺒﻴﻀﺔ" ،ﺑﺎﺗﺰان ،ﻋ رأﺳ ﺎ. ﺪاف ﻴﺔ"، أﻓﻀﻞ ا ﻼف
و اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳ ﺒ أن ﺗ ﻮن ﻓﻴﮫ ا ﻄﺔ ﻣﻨﻴﺔ اﻟ ﺳﺘ ﺘﺞ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺸ ك ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ،وﺗﺮا ،ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘ ﺎ ﻓﻴﮫ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎت ﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟ ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺤﺘﻮي ﻋ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟ ﺗﺠﻌﻠ ﺎ ﻣ ﻤﺔ ﻣﻊ ﺎﻓﺔ اﻟﺮؤى اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺴﺎﺋﺮ اﻟﺸﺌﻮن ﺧﺮى ً ً اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻨﻴﺔ ،إﻻ أﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أﻳﻀﺎ ،و ﺸ ﻞ أﻛ أ ﻤﻴﺔ ،أن ﺗﻠ م ا ﺎت اﻟ ﺳﻮف ﺸﺎرك وﺿﻊ ﺗﻠﻚ ا ﻄﻂ ﺑﺎﳌﺴﺎ ﻤﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌﻌﺎﻳ اﻟ ﺳﻮف ﺴﺘﺨﺪم ﻗﻴﺎس ﻣﺪى ﻧﺠﺎح ا ﻄﺔ وﻓﺎﻋﻠﻴ ﺎ وﻣﺪى ً ﺗﺤﻘﻴﻘ ﺎ ﻟﻸ ﺪاف ،ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺷﺎرﻛﺖ ﺗﺮﺗ ﺐ ﻞ ﻣﻦ أ ﻤﻴﺔ وأوﻟﻮ ﺔ ﺗﻠﻚ ﺪاف ﻋﻨﺪ ﺑﺪء اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺸ ك. 27
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣ اﻟﺬ ﻲ!
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ا ﻴﺪ ﻌﺘ ﻣﻦ أ ﻢ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟ ﺴﺎﻋﺪ ﻋ ّ ﻧﺠﺎح اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ أ ﺪاﻓ ﺎ ،ﺣﺎل ﺗﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ا ﻄﻂ ،إﻻ أﻧﮫ ً ً ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﻗﺪ ﻳ ﻮن أﻳﻀﺎ أ ﻢ ﺳﺒﺎب اﳌﺆدﻳﺔ ﻟﻠﻔﺸﻞ ﺣﺎل ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ وﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ ﺪاف اﳌ ﺸﻮدة ،و ﺼﺒﺢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺗﻠﻚ ا ﺎﻟﺔ ،وﻛﻤﺎ ﻮ ﻣﻌﺮوف، ً وﻛﺄﻧﮫ ﺎن ﺗﺨﻄﻴﻄﺎ ﻟﻠﻔﺸﻞ وﻟ ﺲ ﻟ ء آﺧﺮ .وﻗﺪ ﺗ ﻮن اﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻋ ﻣﻦ ﻗﺎم ﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟ أﻓﻀﺖ إ ﺗﻠﻚ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ ،ﻣﺮ اﻟﺬي ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﺆدي إ ﺸﻮء ﺿﻐﻮﻃﺎت ﻋ اﳌﺨﻄﻄ ن ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺠﻌﻠ ﻢ ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﻓﻀﻞ ا ﻄﻂ اﳌﺆدﻳﺔ ﻟﻠﻨﺠﺎح اﳌ ﺸﻮد. ً ﻃﻼق ،واﻟ ﻳﻘﻊ ﻓ ﺎ ﻋﻨﺪﺋﺬ ،وأﺧﻄﺮ ﺎ ﻋ وﻣﻦ أﻛ ﺧﻄﺎء ﺷﻴﻮﻋﺎ ٍ أوﻟﺌﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،ﻮ أن ﻳﺘﻢ ﺑﻨﺎء ا ﻄﺔ وﻓﻖ أﺳﺲ وﻣﻮاﺻﻔﺎت ً "ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ" و" ُﻣﺤﻜﻤﺔ" ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﺎ ﺎ وﻓﻖ أﺳﺲ وﻣﻮاﺻﻔﺎت "ذﻛﻴﺔ" .واﻟﻔﺮق ا ﻔﻲ ﺑ ن ﺳﻠﻮ ن ﻮ أن ا ﻄﺔ اﳌﺜﺎﻟﻴﺔ اﳌﺤﻜﻤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘ ﺎ وﻗﻄﻒ ﺛﻤﺎر ﻧﺠﺎﺣ ﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻗﺮب ﻷن ﻳ ﻮن ﻣﺜﺎ ،ﺣ ن ﺗﺒﻘﻰ ا ﻄﻂ ا ﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﺟﺐ اﺗﺒﺎﻋﮫ ﻟﻴ ﻮن اﻟﺬﻛﻴﺔ ،و ﺨﺎﺻﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﻣ ﺎ، ً ً ً ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻋ أرض اﻟﻮاﻗﻊ اﳌ ء ﺑﺎﻟﺘﻐ ات ،واﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت أﺣﻴﺎﻧﺎ ،وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻒ ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺮن ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟ ﺎ ،واﻟﻀﺮوري ،ﳌﺮاﻋﺎة ً ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺬا اﻟﻮاﻗﻊ و ﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﮫ ،واﻟﺬي ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜ ا ﻋﻦ اﻟﻮﺿﻊ ً ً ﺷﺒﮫ ﺑﺎﳌﺜﺎ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳ ﻮن ﺳﺎﺋﺪا ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت أﻛ اﺳﺘﻘﺮارا. ّ و ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﻄﻮر ا ﺎدث ن أﺛﺮ ﺸ ﻞ ﻣ ﻮظ اﺳﺘﻜﺸﺎف اﳌﺰ ﺪ ﻣﻦ ﺳﺎﻟﻴﺐ و دوات ا ﺪﻳﺜﺔ ﻟﻮﺿﻊ ا ﻄﻂ ﻣﻨﻴﺔ ا ﻴﺪة واﳌﺒ ﻴﺔ 28
اﻹدارة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑﯾد
ّ وﻓﻖ أﺳﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ،إﻻ أﻧﮫ ﺳﺎ ﻢ ،و ﺸ ﻞ أﻛ ،ﺸﻮء ﺳﺒﺎب اﻟ ﺗﺆد ي ﻟﻔﺸﻞ ﺗﻠﻚ ا ﻄﻂ ﻋﻨﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘ ﺎ ،ﻓﺎﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻌ ﺸﮫ اﻟﻴﻮم ﻳﺘﺼﻒ ﺸ ﻞ دﻗﻴﻖ ،ﺑﺎﻋﺘﻘﺎدي ،ﺑ ﻞ ﻣﻦ "اﻟ ﺸﺎﺑﻚ واﻟﺘﻐ " ،ﺑﺤﻜﻢ أن ﻞ ً ً ء ﻓﻴﮫ أﺻﺒﺢ ﻣ ﺸﺎﺑ ﺎ و ﺘﻐ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار أﻳﻀﺎ و ﺸ ﻞ ﺳﺮ ﻊ و ﺪون ﺗﻮﻗﻒ، ﺣ أﻧﮫ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل و ﺪون ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﺄن ﻣﺎ ﻳﺼ ﺗﻄﺒﻴﻘﮫ اﻟﻴﻮم ﻗﺪ ﻻ ﻳﺼ ً ﻏﺪا. و ﻇﻞ ﻣﻮاﺻﻔﺎت ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ا ﺪﻳﺚ ،ﻓﺈن ﻣﻦ أ ﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻤ ّ ا ﻄﺔ ﻣﻨﻴﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ ﺣ ﺗ ﻮن ّ ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻧﺎ ﺔ وﺗﺤﻘﻖ أ ﺪاﻓ ﺎ ﻮ ﺗﻀﻤ ﺎ،
ﻛﺨﻄﺔ ﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ أﻋ ﻣﺴﺘﻮى وﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا ﻄﻂ اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻟ ﺎﻓﺔ اﳌﺴﺘﻮ ﺎت ﺧﺮى ،ﳌﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﮫ "اﻟ ﻣﺠﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ" اﻟ ﻗﺪ ﻳﻠﺰم ﺎم ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ "اﻟﺘﻐ " اﻟ ﻳﺘﺼﻒ ﺎ وﺟﻮد ﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺣﺘﻴﺎج ﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ ا ﺎ و ﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ُ ﺴﺘﺠﺪ ﻣﻦ أوﺿﺎع وﺗﻘﻠﺒﺎت و ﻐ ات ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ أو ﺣ ﻣﺠ ﻮﻟﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘ ﺒﺆ ﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻛﺬﻟﻚ ﻳ ﺒ أن ﺗ ﻮن ا ﻄﺔ ﻣﻨﻴﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ ﻣ ﻤﺔ وﺗﺤﻘﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘ ﺎﻣﻞ ا ﻘﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﺎﺳﺐ ،و ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ،ﺳﺎﺋﺮ ا ﻄﻂ اﳌﺠﺎﻻت ﺧﺮى ﻏ ﻣﻨﻴﺔ ،واﻟ ﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أ ﺎ ﺳﺘ ﻮن ﻣﺆﺛﺮة ،وﻣﺘﺄﺛﺮة ،ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﻣ ﺸ ﻞ ﻋﺎم ﺑﺤﻜﻢ ﺣﺎﻟﺔ "اﻟ ﺸﺎﺑﻚ" اﻟ وﻓﺮ ﺎ اﻟﻌﺼﺮ ا ﺪﻳﺚ ﺑ ن ﻞ اﳌﺠﺎﻻت ﺑﻼ اﺳﺘ ﻨﺎء ،و ﺘﻄﻠﺐ ﻣﺮ ﺸ ﻞ أﺳﺎ وﺟﻮد ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون اﻟﻼزم واﻟﻀﺮوري ﺑ ن ﺎﻓﺔ ا ﺎت ﻣﻨﻴﺔ وﻏ ﻣﻨﻴﺔ واﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺈﻧﺠﺎح ﺗﻨﻔﻴﺬ ا ﻄﺔ وﺗﺤﻘﻴﻖ أ ﺪاﻓ ﺎ.
29