صحيفة القدس العربي , الأحد 15.06.2014

Page 1

‫‪12‬‬

‫‪www.alquds.co.uk‬‬

‫‪Weekly‬‬ ‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫شباب لندن العرب‪ :‬شعور‬ ‫بالذنب وحنين الى الوطن‬ ‫األمية الحزبية تضرب‬ ‫البرلمان األردني‬ ‫‪4‬‬

‫‪34‬‬

‫‪16‬‬ ‫زيد مطيع دماج‪ :‬المقيل‬ ‫و«الكاكوال» المسكرة‬ ‫صحافيو مصر في أسوأ‬ ‫احوالهم منذ عقود‬ ‫‪26‬‬

‫مؤتمر دولي‪ :‬من‬ ‫يحمي اآلثار السورية؟‬ ‫المغرب‪ :‬فن الكناوة‬ ‫في مهرجان الصويرة‬ ‫‪38‬‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫«داعش» تجتاح مدن العراق‬ ‫تأسيس إمارة أم بداية مؤامرة؟‬

‫■ االردن ‪ 600‬فلس ■ االمارات ‪ 5‬دراهم ■ البحرين ‪ 300‬فلس ■ تونس ‪ 1.50‬مليم ■ اجلزائر ‪ 90‬دينارا ■ السعودية ‪ 3‬رياالت ■ السودان‪ 10‬دنانير ■ سورية ‪12‬ليرة ■ ُعمان‪ 200‬بيزة ■ العراق ‪500‬فلس ■ قطر ‪ 4.5‬رياالت ■ الكويت ‪ 150‬فلسا ■ لبنان ‪ 1500‬ليرة ■ ليبيا ‪ 500‬درهم ■ مصر ‪ 1‬جنيه ■ املغرب ‪ 6‬دراهم ■ اليمن ‪ 50‬رياال‬ ‫‪Australia 1.50 A.Dr • Austria € 2 • Belgium € 2.50 • Cyprus € 1.71 • Denmark 12DKK • France € 2.50 • Germany € 2.50 • Greece € 2 • Italy € 2 • Netherlands € 2.50 • Spain € 2 • Sweden SK 17 • Malta € 1.89 • Switzerland 3.50 SF • Turkey 1.60 YTL • UK £1 • USA $ 3.00 (New York $2.50) • Can $2.50‬‬

‫‪Price‬‬ ‫‪List‬‬


‫‪2‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫تقارير اخبارية‬ ‫الفريق الرئاسي الجديد في مصر يدخل القصر‪:‬‬ ‫من هم رجال السيسي؟‬ ‫القاهرة ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫منار محمد‬ ‫بعــد فوز املشــير عبــد الفتاح السيســي مبنصب‬ ‫رئاســة اجلمهوريــة‪ ،‬اجتهــت األنظار صــوب الفريق‬ ‫احمليط به داخل قصر اإلحتادية‪.‬‬ ‫فما بني مجموعة أولى حتيط باملشــير من حملته‬ ‫االنتخابية‪ ،‬وثانيــة من بينهم رجال كان لهم دور بارز‬ ‫في رســم مالمح خريطة املســتقبل بعــد ‪ 30‬حزيران‪/‬‬ ‫يونيو‪ ،‬وثالثة وجدت نفسها ترفع شعار «مجبر أخاك‬ ‫ال بطل» وتتولــى مناصب اســتراتيجية بعد اإلطاحة‬ ‫باإلخــوان ومــن دائــرة اجملموعــات الثــاث ســيجد‬ ‫السيسي نفسه يشكل ً‬ ‫فريقا جديدً ا للعمل يدير األمور‬ ‫داخل االحتادية‪.‬‬ ‫فمــن هم رجــال الرئيس عبــد الفتاح السيســي؟‬ ‫السيسي من جانبه قال اكثر من مرة انه العودة لفلول‬ ‫مبارك ومن ثم فال مجال لإلعتماد على أي من حاشية‬ ‫مبارك‪.‬‬ ‫وكثرت التخمينات حول مجموعة املستشــارين‪،‬‬ ‫حيــث تردد أنه وقــع اختياره على عدد مــن الكفاءات‬ ‫اإلدارية والفنية للعمل ضمن فريقه الرئاسي‪.‬‬ ‫وذكــرت مصــادر مطلعــة أن مــن بــن األســماء‬ ‫املطروحــة للعمــل الســفير إيهــاب بــدوي‪ ،‬املتحدث‬ ‫إعالميــا‪،‬‬ ‫مستشــارا‬ ‫الرئاســي‪ ،‬وطــارق إســماعيل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والســفير محمــود كارم مستشــار الرئيس للشــؤون‬ ‫اخلارجيــة‪ ،‬وكان كارم أحــد أعضاء حملة السيســي‬ ‫ً‬ ‫وأيضا احملامي محمد بهاء الدين أبو شقة‬ ‫اإلنتخابية‪،‬‬ ‫كمستشــار قانوني للرئيس‪ ،‬وكان املتحدث الرسمي‬ ‫للحملة اإلنتخابية‪ ،‬أما املتحدث السابق باسم القوات‬ ‫املسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي فسيكون‬ ‫مدير مركز اإلعالم في رئاسة اجلمهورية‪.‬‬ ‫وأكدت املصادر أن فريق مستشــاري الرئاســة‪،‬‬ ‫ســيضم عددا من االلويــة ومنهم اللــواء عباس كامل‬ ‫وزيــرا للدفــاع‪،‬‬ ‫مديــر مكتــب السيســي‪ ،‬عندمــا كان‬ ‫ً‬ ‫مديرا ملكتب الرئيس أو رئيس ديوان رئاســة‬ ‫ليصبــح ً‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬وســتضم سكرتارية الرئاسة كال من عبد‬ ‫الله املغــازي والدكتــورة منى القويضي‪ ،‬وسيشــمل‬ ‫الفريــق االستشــاري عددا من األســماء البــارزة في‬ ‫مختلف اجملاالت منها الدكتور فاروق الباز‪ ،‬واملهندس‬ ‫هانــي عازر والدكتــور مجدي يعقوب لإلســتفادة من‬ ‫خبراتهم العلمية الواسعة‪.‬‬ ‫في حني نفت املصادر أن يضم فريق املستشارين‬ ‫أو الفريق الرئاســي أي شخصية حزبية أو سياسية‪،‬‬ ‫وســيكون ضمن الفريق عدد مــن التكنوقراط حتى ال‬ ‫يحسب على حزب أو ائتالف‪.‬‬ ‫فيمــا كشــفت مصــادر أخــرى عــن أن الفريــق‬ ‫الرئاســي ميكن أن يضم اللواء ســامح ســيف اليزل‬ ‫كمستشــار عســكري للرئيــس‪ ،‬والدكتــور كمــال‬ ‫اجلنزوري كمستشار اقتصادي‪ ،‬واللواء أحمد جمال‬ ‫الدين كمستشــار أمني‪ ،‬وعصمت امليرغني مستشارة‬ ‫للرئيس لشؤون املرأة‪.‬‬ ‫وذكــرت املصادر أن هنــاك مفاضلة بــن كل من‬ ‫محمود اخلطيب وحسن شــحاتة كمستشار الرئيس‬

‫الرياضي‪ ،‬كما ســتتم االســتعانة بخبــرات املهندس‬ ‫هاني عازر لتخطيط وتنظيم السكك احلديدية كاملة‪.‬‬ ‫ويذكر أن رئاســة اجلمهورية أصــدرت بيانا على‬ ‫لســان الســفير إيهاب بدوي املتحدث الرســمي أعلن‬ ‫فيــه قبــول الرئيس عبــد الفتاح السيســي اســتقالة‬ ‫مستشــاري الرئيس الســابق عدلي منصــور‪ ،‬محمد‬ ‫رأفت عبد الواحد شحاتة‪ ،‬مستشار رئيس اجلمهورية‬ ‫للشــؤون األمنية؛ والدكتور مصطفى سالم حجازي‪،‬‬ ‫مستشــار الشــؤون االســتراتيجية‪ ،‬واملستشار علي‬ ‫عوض محمد صالح‪ ،‬مستشار الشــؤون الدستورية‪،‬‬ ‫وأحمد محمد محمود املســلماني‪ ،‬املستشار اإلعالمي‬ ‫لرئيس اجلمهورية‪ ،‬وســكينة جمال فؤاد‪ ،‬مستشارة‬ ‫شــؤون املرأة‪ ،‬والدكتور عصام محمد إبراهيم حجي‪،‬‬ ‫مستشار الشؤون العلمية‪ ،‬لكن البيان لم يذكر استقالة‬ ‫الدكتــور كمــال اجلنزوري مستشــار عدلــي منصور‬ ‫للشــؤون االقتصادية‪ ،‬وكذلك الســفير إيهاب بدوي‪،‬‬ ‫املتحدث باسم الرئاســة‪ .‬لذا تردد بكثرة أن السيسي‬ ‫سيســتعني بخبرات اجلنزوري خالل املرحلة املقبلة‪،‬‬ ‫باعتباره قامة اقتصادية كبيرة كمستشار اقتصادي‪،‬‬ ‫اقتصاديا للرئيس عدلي‬ ‫وكان اجلنزوري مستشــارا‬ ‫ً‬ ‫منصور‪.‬‬ ‫وكثــف أحمــد املســلماني املستشــار اإلعالمــي‬ ‫مــن جهوده الفتــرة األخيرة ليعلن عــن تواجده داخل‬ ‫مؤسســة الرئاســة ولفت انتباه الرئيــس اجلديد عن‬ ‫طريــق عقد لقــاءات مــع نخبة من املصريــن خريجي‬ ‫اجلامعــات الكبــرى فــي العالــم فــي إطــار جتديــد‬ ‫النخبــة ليطلــق «الكتاب األبيــض للتنميــة في مصر»‬ ‫ً‬ ‫وعرضا‬ ‫الــذي يتضمــن رؤيــة عامــة غيــر تفصيليــة‬ ‫حملاضــر لقــاءات النخبة وتأســيس فريــق للتخطيط‬ ‫تعليما كما حدث في‬ ‫اإلســتراتيجي من النخبة األرفع‬ ‫ً‬ ‫الهند وماليزيا وكوريا اجلنوبية وتايوان‪.‬‬ ‫امــا الدكتور عصام حجي املستشــار العلمي فهو‬ ‫بالتأكيــد خــارج احلســابات عقــب هجومه الشــديد‬ ‫على اكتشــاف القوات املسلحة لعالج فيروس «سي»‬ ‫واأليدز ففضل البقاء فــي الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫حلني نسيان املوضوع‪.‬‬ ‫أمــا الكاتبة الصحافية ســكينة فؤاد مستشــارة‬ ‫املــرأة فتعيــش على أمــل تفعيل مؤسســة الرئاســة‬ ‫مشــروع قانون التحرش لتخرج مــن الفترة اإلنتقالية‬ ‫برصيــد مشــرف يضــاف إلــى تاريخها الشــخصي‬ ‫كمــا يراودهــا األمل فــي االســتعانة بها فــي الفريق‬ ‫الرئاســي القــادم لكن كل األمور تســير عكــس التيار‬ ‫لوجود شخصيات نسائية كبرى تنافس سكينة على‬ ‫املنصب‪.‬‬ ‫وكان العقيد أحمد محمد علي‪ ،‬املتحدث الرســمي‬ ‫واضحا في حملة‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫باســم القوات املســلحة لعــب ً‬ ‫السيسي الرســمية‪ ،‬رغم منصبه في اجليش‪ ،‬وترجح‬ ‫املصــادر أن يتولــى «علي» منصب املتحدث الرســمي‬ ‫باســم الرئاســة‪ ،‬أو ســكرتير الرئيــس للمعلومــات‬ ‫واإلتصال‪.‬‬ ‫ومــن املتوقــع أن يعيد السيســي النظــر في قائد‬ ‫احلرس اجلمهوري‪ ،‬ويســتعني باللــواء أركان حرب‬ ‫ســعيد عباس‪ ،‬قائد املنطقة الشــمالية‪ ،‬ليكــون قائدً ا‬ ‫جديدً ا للحرس اجلمهوري وعمل عباس مع السيســي‬

‫وزيرا للدفــاع‪ ،‬وجتمعهمــا عالقة وطيدة‬ ‫عندمــا كان ً‬ ‫منذ فترة طويلــة‪ ،‬باإلضافة إلى نزاهته واجتهاده في‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫وهناك إحتمال كبير أن يتولى اللواء أركان حرب‬ ‫عبــاس كامل‪ ،‬مديــر مكتب السيســي فــي اخملابرات‬ ‫رفيعا في رئاسة‬ ‫احلربية ثم في وزارة الدفاع‬ ‫ومنصبا ً‬ ‫ً‬ ‫اجلمهوريــة ومن املتوقع أن يكون الســكرتير اخلاص‬ ‫للرئيس‪.‬‬ ‫وتشــير التكهنات إلــى أن عمرو موســى‪ ،‬األمني‬ ‫دورا‬ ‫العام الســابق جلامعة الدول العربية‪ ،‬ســيلعب ً‬ ‫في الرئاســة خالل حكم السيســي‪ ،‬ومــن املتوقع أن‬ ‫مهما‪ ،‬وهو مستشار الرئيس للشؤون‬ ‫يشــغل‬ ‫ً‬ ‫منصبا ً‬ ‫اخلارجية‪ ،‬أو قد يدخره السيسي ملنصب أهم‪ ،‬غير أن‬ ‫ملف الشؤون اخلارجية هو األقرب ملوسى‪.‬‬ ‫وأثبت السفير محمود كارم‪ ،‬املنسق العام حلملة‬ ‫السيســي االنتخابيــة‪ ،‬واألمــن الســابق للمجلــس‬ ‫القومي حلقوق اإلنســان‪ ،‬قدرة كبيــرة على العمل في‬ ‫صمت‪ ،‬وحتقيق إجنازات ملموســة‪ ،‬وهذا ما يرشحه‬ ‫لشــغل منصب رفيع في الدبلوماســية املصرية‪ ،‬وقد‬ ‫وزيرا‬ ‫يصبــح منــدوب مصــر فــي األمم املتحــدة‪ ،‬أو ً‬ ‫للخارجية‪.‬‬ ‫وفيمــا يخص امللف األمني‪ ،‬من املتوقع إســتمرار‬ ‫وزيرا للداخلية‪ ،‬لكن‬ ‫اللواء محمــد ابراهيم في منصبه ً‬ ‫من املتوقع أن يشــغل اللواء أحمد جمــال الدين وزير‬ ‫الداخلية السابق‪ ،‬منصب مستشــار الرئيس لشؤون‬ ‫واضحــا في دعم السيســي‪،‬‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫األمــن‪ ،‬فقــد لعــب ً‬ ‫وشكل مع رموز سياسية ودينية جبهة «مصر بلدي»‪،‬‬ ‫التي وقفت بثقلها وراء الرئيس اجلديد‪.‬‬ ‫ومن أهم األسماء املطروحة على الساحة‪ ،‬لتكون‬ ‫ضمــن الفريق الرئاســي‪ ،‬املستشــار عدلــي منصور‪،‬‬ ‫وتتجــه األنظــار نحــو تكليفــه مبنصــب املستشــار‬ ‫القانوني لرئيس اجلمهورية‪.‬‬ ‫وتشــتعل املنافســة علــى منصــب املستشــار‬ ‫اإلعالمي لرئيــس اجلمهورية‪ ،‬بني العقيد أركان حرب‬ ‫أحمد علي‪ ،‬املتحدث العسكري باسم القوات املسلحة‬ ‫املصرية‪ ،‬احلاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية‬ ‫من األكادميية العسكرية امللكية البريطانية وماجستير‬ ‫العلــوم العســكرية من كليــة القــادة واألركان‪ ،‬إال أن‬ ‫مستقبله العسكري ميكن أن يحول دون توليه منصب‬ ‫املتحدث باسم رئاسة اجلمهورية‪.‬‬ ‫أما االســم الثاني فهو الدكتور عبــد الله املغازي‪،‬‬ ‫املتحــدث باســم حملــة السيســي االنتخابيــة‪ ،‬ومن‬ ‫ملموســا في قصر الرئاســة‬ ‫دورا‬ ‫املتوقــع أن يلعــب ً‬ ‫ً‬ ‫ورشحته دوائر مقربة من املشير لرئاسة ديوان رئيس‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬في إطار حرص السيسي على اإلستعانة‬ ‫بالشباب في مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫ويعــد فــاروق البــاز العالــم املصــري أحــد أهم‬ ‫الشــخصيات املؤهلــة كمستشــار علمــي لرئيــس‬ ‫خصوصــا عقــب إعــان املشــير تبنيــه‬ ‫اجلمهوريــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مشــروع الباز «ممر التنمية والتعميــر» املوازي لوادي‬ ‫النيــل‪ ،‬والذي يعتبــر ً‬ ‫ممرا يبدأ مــن منطقة‬ ‫طريقــا أو ً‬ ‫العلمني في الشمال حتى حدود السودان في اجلنوب‬ ‫يوازيــه خط مــاء يبدأ مــن بحيرة ناصر فــي اجلنوب‬ ‫حتــى مدينــة العلمني في الشــمال يحتــوي على خط‬

‫للسكة احلديد يربط شمال مصر بجنوبه‪.‬‬ ‫كمــا يأتــي الدكتور مجــدي يعقــوب‪ ،‬أحــد أبرز‬ ‫وأفضــل جراحــي القلب فــي العالــم‪ ،‬وامللقــب مبلك‬ ‫القلوب‪ ،‬من بني املرشــحني لدخول الفريق الرئاســي‬ ‫للسيسي مبنصب املستشار الطبي لرئيس اجلمهورية‬ ‫ليكن أول من ينال هذا املنصب‪.‬‬ ‫وفيمــا يخــص دور الشــباب داخــل الفريــق‬ ‫الرئاســي يظهــر وبقــوة محمد بــدران رئيــس احتاد‬ ‫طــاب مصر‪ ،‬على الرغــم من صغر ســنه‪ ،‬فإنه واجه‬ ‫منذ توليه منصب رئاســة االحتــاد مواقف صعبة من‬ ‫بينها محاوالت تســييس اجلامعات وجعلها ســاحة‬ ‫للمعــارك السياســية‪ ،‬األمر الذي رفضه بــدران باملرة‬ ‫موقعــا مميزً ا فــي صفوف‬ ‫وهنــاك توقعــات لتوليــه‬ ‫ً‬ ‫رجال اإلحتادية مع رئاسة السيسي‪.‬‬ ‫وتأتي املستشــارة تهاني اجلبالــي‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫ً‬ ‫ســابقا‪ ،‬على رأس مجموعة دعم‬ ‫احملكمة الدســتورية‬ ‫املشــير‪ ،‬وبحسب املصادر فإنها تســعى إلى عضوية‬ ‫هيئــة املستشــارين اخلاصة بالسيســي حــال فوزه‬ ‫بالرئاسة‪ ،‬وحتديدً ا لقب املستشار القانوني للمشير‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار قال د‪ .‬عبد العزيز حجازي‪ ،‬رئيس‬ ‫وزراء مصر ســابقا‪ ،‬إن مستشاري رئيس اجلمهورية‬ ‫هم عقله املفكر‪ ،‬ولذلك البــد أن يكونوا أصحاب خبرة‬ ‫علمية وقدرة على البحــث‪ ،‬بحيث يكون في مقدورهم‬ ‫أن يســبقوا تفكيــر الرئيــس بأبحاثهــم وحترياتهــم‬ ‫وابتكار احللول‪.‬‬ ‫وأضاف حجازي‪ ،‬أمتنى أن يحرص الرئيس عبد‬ ‫الفتاح السيسي في إنتقائه ملستشاريه على أن يختار‬ ‫من أيديهم في النار‪ ،‬الذين عايشــوا الشــعب املصري‬ ‫وعلى درايــة كاملة بأزماته‪ ،‬الفتا إلى أن مستشــاري‬ ‫الرئيس الســابق عدلــي منصور من بينهم أشــخاص‬ ‫لم نسمع عنهم شيئا إلى حلظة اختيارهم مستشارين‬ ‫وتقدمي اســتقاالتهم‪ ،‬ألنهم كانوا فــي األصل بعيدين‬ ‫عن الشعب املصري وال خبرة لهم بأزماته احلقيقية‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل قال الدكتور علي لطفي‪ ،‬رئيس‬ ‫وزراء مصر ســابقا‪ ،‬إن الكفاءة هي الشرط األساسي‬ ‫الذي يجب أن يعتمد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي‬ ‫في اختيار مستشاريه‪.‬‬ ‫وأضاف‪ ،‬أن اخلبرة مــن أهم الصفات التي يجب‬ ‫أن يتحلى بها مستشــارو «السيســي»‪ً ،‬‬ ‫الفتا إلى أن ‪5‬‬ ‫سنوات من العمل تختلف عن ‪ 10‬أو ‪ 15‬عاما‪.‬‬ ‫وشــدد علــى الصفــات الشــخصية مــن طهــارة‬ ‫اليد وعفة اللســان‪ ،‬والســمعة الطيبة لكل من يختاره‬ ‫ً‬ ‫مستشارا له‪.‬‬ ‫الرئيس ليكون‬ ‫وقال محمود عاشــور‪ ،‬وكيل األزهر ســابقا‪ ،‬إنه‬ ‫بحســب الشــريعة اإلسالمية فإن مستشــاري رئيس‬ ‫اجلمهوريــة البد و أن يتم انتقائهــم بدقة عالية بحيث‬ ‫يكونــوا متجرديــن من األهــواء اخلاصــة‪ ،‬خبراء في‬ ‫اجملال الذي سيسدون فيه املشورة لرئيس الدولة‪.‬‬ ‫وفي ســياق متصل قــال الدكتور حســن نافعة‪،‬‬ ‫أستاذ العلوم السياســية في جامعة القاهرة واحمللل‬ ‫السياســي‪ ،‬إنــه يفضل فــي مستشــاري الرئيس أن‬ ‫يكونــوا غير معروفني للعامة والرأي العام حتى ال يتم‬ ‫اســتغاللهم‪ ،‬خاصــة أن دورهم يقتصر علــى توجيه‬ ‫املشورة للحاكم‪.‬‬


‫تقارير اخبارية‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫روحاني‪ :‬ايران ال تستبعد‬ ‫تعاونا مع واشنطن في العراق‬ ‫أكد الرئيس االيراني حسن روحاني السبت ان طهران ال تستبعد تعاونا مع‬ ‫الواليات املتحدة اذا قررت واشنطن التدخل ضد اجلهاديني‪.‬‬ ‫وقال روحاني في مؤمتر صحافي «اذا رأينا ان الواليات املتحدة تتحرك ضد‬ ‫اجملموعات اإلرهابية‪ ،‬فعندئذ ميكننا التفكير» في تعاون‪ .‬واضاف «لكن حتى‬ ‫اآلن لم نر اي حترك من جانبهم» بينما استبعد الرئيس االمريكي باراك اوباما‬ ‫إرسال قوات لوقف تقدم اجلهاديني في العراق‪.‬‬

‫عمار الحكيم يحمل السالح لمواجهة‬ ‫«اإلرهابيين» و«الداعشيين»‬ ‫نشرت الصفحة الرسمية لعمار‪ ‬احلكيم‪ ،‬رئيس اجمللس األعلى اإلسالمي‬ ‫ً‬ ‫صورا له‬ ‫العراقي‪ ،‬على موقع التواصل االجتماعي «فيسبوك»‪ ،‬السبت‪،‬‬ ‫وهو يرتدي الزي العسكري‪ ،‬وعليها تعليق «نحن مشروع للدفاع عن الوطن‬ ‫واملواطن»‪ .‬وأظهرت الصفحة التي شهدت أكثر من ‪ 3.1‬مليون‪ ‬متابع حتى‬ ‫ً‬ ‫صورا للحكيم رئيس كتلة «املواطن» في البرملان العراقي‬ ‫صباح السبت‪،‬‬ ‫(شيعية متلك ‪ 31‬مقعد ًا من أصل ‪ ،)328‬وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل‬ ‫بيده بندقية «كالشنكوف» (روسية الصنع)‪ ،‬وأخرى تظهره بني حشد قليل‬ ‫من املواطنني اللذين يحيونه‪.‬‬

‫داعية كويتي يحذر من‬ ‫تمدد «داعش» إلى الكويت‬

‫أهالي أسرى في غزة يوزعون الحلوى على أمل مبادلة المخطوفين بمعتقلين‬

‫إسرائيل تحقق في عالقة محتملة بين مركبة‬ ‫محروقة وإختطاف ‪ 3‬مستوطنين في الضفة‬ ‫القدس المحتلة ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫نظير طه‬

‫تقوم قوات االحتالل اإلســرائيلي بفحــص ما إذا كانت هناك‬ ‫أية عالقة بني مركبة إســرائيلية محروقة‪ ،‬عثر عليها جنوب جبال‬ ‫اخلليــل بالضفــة الغربيــة‪ ،‬وبــن اختفــاء ثالثة مســتوطنني من‬ ‫مدرسة دينية في «غوش عتسيون» يوم أمس االول اجلمعة‪.‬‬ ‫وقالت مصادر أمنية إســرائيلية‪ ،‬مطلعــة على التحقيقات في‬ ‫القضية‪ ،‬إن اإلنطباع الســائد هو أن «مجموعة منظمة نفذت عملية‬ ‫االختطاف‪ ،‬وأنها أعدت بشكل جيد لتنفيذ العملية»‪.‬‬ ‫ويواصل جيش االحتالل و»الشــاباك» حملة تفتيش واسعة‬ ‫النطاق بحثا عن املســتوطنني الثالثة‪ ،‬ونفذت حملة اعتقاالت في‬ ‫منطقــة اخلليل‪ ،‬وذلك بذريعة الوصول إلــى طرف خيط يقود إلى‬ ‫معرفة مصير املستوطنني الثالثة‪.‬‬ ‫إلــى ذلك‪ ،‬وفي أعقــاب توجيه اتهامات إســرائيلية للســلطة‬ ‫الفلســطينية‪ ،‬قــال عضــو اللجنــة املركزية حلركة فتــح‪ ،‬ورئيس‬ ‫جلنــة التنســيق مــع إســرائيل‪ ،‬محمــد املدنــي‪ ،‬أن املســتوطنني‬ ‫الثالثة اختطفوا في املنطقة «ج»‪ ،‬التي تقع حتت الســيطرة األمنية‬ ‫اإلســرائيلية‪ ،‬وأن الســلطة الفلســطينية أعــادت فــي الســنوات‬ ‫األخيرة عشــرات املواطنني اإلســرائيليني الذين دخلوا عن طريق‬ ‫اخلطأ أو بشكل متعمد إلى مناطق السلطة‪ ،‬وذلك بهدف «التأكيد‬ ‫علــى مبدأ قدســية احليــاة»‪ ،‬على حــد تعبيــره‪ ،‬متمنيــا أن تظهر‬ ‫احلكومــة اإلســرائيلية مســؤولية والتزاما جتاه مبــادئ حقوق‬ ‫اإلنسان في قضية األسرى املضربني عن الطعام‪.‬‬ ‫وحــذر املدني حكومة إســرائيل من اســتخدام هــذا احلادث‬ ‫إلشــعال فتيل مواجهة دموية مع الفلســطينيني‪ ،‬مضيفا‪ :‬يبدو أن‬

‫بنيامــن نتنياهو يحتاج هذا األمر للصعود إلى القمة على أشــاء‬ ‫الضحايا الفلسطينيني منهم واإلسرائيليني‪.‬‬ ‫وفــي غــزة وزّ ع أهالــي أســرى فلســطينيني فــي الســجون‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬السبت‪ ،‬احللوى؛ ابتهاجا باختفاء ثالثة مستوطنني‪.‬‬ ‫وقالت فاطمة الزق‪ ،‬األســيرة الفلســطينية احملــررة إن أهالي‬ ‫األسرى وزعوا احللوى‪ ،‬ابتهاجا الختفاء املستوطنني‪.‬‬ ‫وأضافــت‪« :‬نتمنى أن يكــون اختفاء املســتوطنني هي عملية‬ ‫أسر أقدمت عليها املقاومة في اخلليل (جنوبي الضفة) ملبادلتهم‬ ‫بأسرى فلســطينيني وحتقيق صفقة تبادل جديدة كما حدث عام‬ ‫‪.»2011‬‬ ‫وعقدت حمــاس في ‪ 11‬أكتوبر‪ /‬تشــرين األول ‪ ،2011‬صفقة‬ ‫لتبــادل األســرى‪ ،‬حيــث أطلقــت إســرائيل ســراح ‪ 1027‬أســير ًا‬ ‫ً‬ ‫فلســطينيا‪ ،‬مقابل إطالق حماس ســراح اجلندي جلعاد شــاليط‬ ‫الذي أسرته حماس عام ‪.2006‬‬ ‫وأوضحت الزق أن األسرى وذويهم يعتبرون أسر واختطاف‬ ‫اإلسرائيليني الوسيلة الوحيدة إلخراج األسرى من السجون‪.‬‬ ‫وعلى صلة‪ ،‬قالت املتحدثة باســم اخلارجية األمريكية‪ ،‬ماري‬ ‫هــارف‪ ،‬إن الواليــات املتحــدة تعمل مع إســرائيل ومع الســلطة‬ ‫الفلسطينية من أجل حل قضية املستوطنني الثالثة اخملتطفني في‬ ‫الضفــة الغربيــة‪ .‬وكان وزير اخلارجية األمريكيــة جون كيري قد‬ ‫حتدث هاتفيا بهذا الشأن مع رئيس احلكومة اإلسرائيلية بنيامني‬ ‫نتنياهو‪ ،‬ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس‪.‬‬ ‫وكان نتنياهــو‪ ،‬فــي حديثه مع كيري‪ ،‬قــال إن عباس يتحمل‬ ‫املسؤولية عن سالمة املستوطنني الثالثة‪.‬‬ ‫واعتبر «ما يحصل على األرض منذ دخول حركة حماس إلى‬ ‫احلكومة الفلســطينية مدمــرا‪ ،‬وأن هذا هو نتيجــة إدخال منظمة‬ ‫إرهابية إلى احلكومة»‪ .‬على حد تعبيره‪.‬‬

‫حذر الداعية الكويتي الدكتور شافي سلطان العجمي من إمكانية متدد تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية في العراق والشام «داعش» الى الكويت وغيرها ‪.‬‬ ‫وقال العجمي «ال شك في ان نظام املالكي االيراني عندما تسلط على العراق‬ ‫وصل الينا الشر عن طريق التجار وعن طريق الزيارات والتحالفات‪ ،‬وال شك‬ ‫اآلن ان تنظيم داعش يعمل على جتنيد وافتعال حترشات في اخلليج وله‬ ‫اتباع‪ ،‬بعضهم ساذج وبعضهم اآلخر يعمل مع اإلستخبارات وآخرون عناصر‬ ‫أمنية‪ ،‬ولكن ميكرون وميكر الله والله خير املاكرين»‪.‬‬

‫‪ 30‬قتيال في انفجار‬ ‫مدينة الميادين السورية‬ ‫قتل ثالثون شخصا وجرح عشرات آخرون السبت في انفجار وقع في سوق‬ ‫للسالح في مدينة امليادين الواقعة في ريف دير الزور شرق سوريا والقريبة‬ ‫من احلدود العراقية‪ ،‬حسبما افاد التلفزيون السوري‪.‬‬ ‫وذكر التلفزيون في شريط اخباري عاجل «انفجار كبير في سوق لبيع‬ ‫السالح لإلرهابيني في امليادين ومقتل ‪ 30‬ارهابيا وجرح العشرات‪.‬‬

‫استقالة قادة في الجيش السوري الحر‬ ‫بسبب «نقص المساعدات العسكرية»‬ ‫اعلن عدد من قيادات اجليش السوري احلر السبت استقالتهم وردوا ذلك‬ ‫الى «النقص في املساعدات العسكرية» من قبل الدول املانحة الى املعارضة‬ ‫املسلحة‪ ،‬حسب بيان صادر عن هيئة اركان اجليش‪.‬‬ ‫وذكر البيان الذي وقع عليه تسعة قادة يعملون حتت مظلة اجليش احلر‬ ‫املعتدل «ايها االخوة الثوار (‪ )...‬نستميحكم عذرا اليوم بان نستقيل من‬ ‫املسؤولية امللقاة على عاتقنا كقادة جبهات ورؤساء مجالس عسكرية في‬ ‫هيئة اركان اجليش السوري احلر»‪ .‬واوضح املقدم محمد العبود‪ ،‬احد‬ ‫املوقعني على بيان االستقالة‪ ،‬ان سبب االستقالة يعود «لعدم وجود دور‬ ‫للمجلس العسكري األعلى‪ ،‬فالدول املانحة تتجاوزه بشكل تام»‪.‬‬

‫العثور على قنبلة قرب‬ ‫مكتب رئيس أوكرانيا‬ ‫قال مصدر أمني السبت إن احلرس الشخصي لرئيس أوكرانيا بترو‬ ‫بوروشينكو أبطل مفعول عبوة ناسفة قوية اكتشفت قرب مقر الرئيس‪.‬‬ ‫وذكر املصدر الذي طلب عدم نشر اسمه «عثر على العبوة خالل الليل قرب‬ ‫البوابة التي تدخل منها سيارات الرئاسة‪ .‬كانت حاوية تضم خمس قنابل‬ ‫وكيلوغراما من القطع املعدنية‪ ».‬وأحجم املصدر عن ذكر املزيد من التفاصيل‬ ‫ولم تصدر الرئاسة بيانا على الفور‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫‪4‬‬

‫تقارير اخبارية‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫«األمية الحزبية» تضرب في البرلمان األردني‪:‬‬

‫حنين لإلسالميين وإخفاق في تجربة الكتل وإكتشاف‬ ‫متأخر ‪ :‬قانون «األحزاب» ينبغي أن يسبق «اإلنتخاب»‬ ‫عمان‪«-‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫بسام البدارين‬ ‫إختصــر عضــو البرملــان والسياســي األردنــي‬ ‫اخملضــرم عبد الهــادي اجملالي املســافة الفاصلة بني‬ ‫الوهــم والواقع عندما بادر خملاطبة امللك عبدلله الثاني‬ ‫باإلشــارة إلــى ان «التكتالت» البرملانية مــا زالت دون‬ ‫مســتوى الطموح وال ميكــن الرهان عليهــا في الوقت‬ ‫احلالي‪.‬‬ ‫الالفــت جدا في مداخلة اجملالي أنها شــملت كما‬ ‫قــال لـ «القــدس العربي» كتلــة اجلبهــة الوطنية التي‬ ‫يترأســها هــو شــخصيا حيث تقــدم بهــذه املالحظة‬ ‫فــي اللقاء امللكــي احلواري مع كتلته مالمســا بخبرة‬ ‫وذكاء مشــروع القصر امللكي املعلن بتطور مؤسســية‬ ‫ومنهجية مجلس النواب على أساس التكتل‪.‬‬ ‫عضو الكتلة نفســها النائب محمد البرايسة وفي‬ ‫اللقاء ذاته أملح لتصــور مماثل موحيا بأن على القصر‬ ‫اال يتوقع الكثيــر من «كتل البرملان» ويقدم التوجيهات‬ ‫امللكيــة بــدون إرهــاق امللــك بخطابــات ال معنــى لها‬ ‫إلن»الواقع صعب ومعقد» كما شرح البرايسة‪.‬‬ ‫ليس ســرا فــي عمان أن مؤسســة القصــر تدعم‬ ‫وتســند جتربة التكتل من باب تنظيــم العمل البرملاني‬ ‫ومأسســته في خطوة يعتقد على نطاق واســع بانها‬ ‫ينبغي ان تســبق اخلطوة التالية للمشاورات البرملانية‬ ‫في تشــكيل احلكومة واملتمثلة في مشروع ملكي قدمي‬ ‫لم تتوفر الظــروف إلنفاذه بعدز وهو تشــكيل «وزارة‬ ‫أغلبيــة» وجتربــة تبادل ســلطة علــى النمــط الغربي‬

‫وحكومة ظل في البرملان‪.‬‬ ‫ذلك «صعــب جدا» بــدون عمل حزبــي وتعددية‬ ‫وتنميــة حزبيــة‪ -‬قال رئيس البرملان األســبق ســعد‬ ‫هايل الســرور لـ «القــدس العربي»‪ -‬وهو يشــير الى‬ ‫ان التطور في التعددية احلزبية البد له ان يســبق بقية‬ ‫اآلليات‪.‬‬ ‫هذه املفارقة إنتبه لها عضــو كتلة «وطن» النائب‬ ‫واحملامي محمــد حجــوج وأخرون خالل مناقشــات‬ ‫الكواليــس التي حتاول التوصل مع احلكومة والقصر‬ ‫ألفضل صيغة ممكنة لقانون «إنتخاب جديد»‪.‬‬ ‫تبني جلميع الفرقاء أن عملية التنمية السياســية‬ ‫بدأت بإجتاهات عكســية ألن تطويــر آليات اإلنتخاب‬ ‫أمر ليس منطقيا قبل تطوير قانون األحزاب واإلنتقال‬ ‫في التجربة احلزبية في البالد إلى آفاق مستجدة‪.‬‬ ‫لســبب أو آلخر بــدأت التجربة عكســية في إطار‬ ‫النخبة األردنية‪ ،‬األمر الذي أعاق ويعيق برأي حجوج‬ ‫إمكانات تطوير العملية الدميقراطية برمتها‪.‬‬ ‫في وقت متاخر إكتشــفت املؤسســة السياســية‬ ‫في البالد أن اإلنشــغال في قانــون اإلنتخاب مع بقاء‬ ‫قانون األحــزاب مرتهنا للهاجس األمني ســيقود إلى‬ ‫الفــراغ بصرف النظر عن أهميــة وحيوية وجدوى اي‬ ‫قانون عصري لإلنتخابات‪.‬‬ ‫هــذا اإلكتشــاف عرقــل نســبيا إجتــاه حكومــة‬ ‫النســور للعمل على ملف قانــون اإلنتخاب خصوصا‬ ‫وان املسار السياسي في البالد عموما متالزم بالعادة‬ ‫مع اإليقاعات اإلقليمية وان القناعة متكرسة في ذهنية‬ ‫النخــب البيروقراطيــة بــان اإلصالح السياســي غير‬ ‫ممكن قبل حســم الصراع اإلســرائيلي‪ -‬الفلســطيني‬

‫الــذي يثيــر عاصفة من جــدل «املكونات» في املشــهد‬ ‫الداخلي‪.‬‬ ‫مت جتريــب ذلك بتطويــر آلية «القائمــة الوطنية»‬ ‫فــي اإلنتخابات األخيــرة التي خصص لهــا ‪ 27‬مقعدا‬ ‫حصلــت أحــزاب مرخصة علــى أقل من ربعهــا عمليا‬ ‫وبدعم مباشر من عمليات التالعب خلف الستارة‪.‬‬ ‫وحصد أشــخاص ينتمــون إلى مدرســة «األمية‬ ‫احلزبية» والعالقة لهم إطالقــا باألحزاب غالبية بقية‬ ‫مقاعد القائمة «الوطنية» حتى تشــكل اجمللس من ‪150‬‬ ‫نائبــا يشــكل كل منهم مدرســة حزبية مســتقلة بحد‬ ‫ذاتها كما قال السرور‪.‬‬ ‫األميــة احلزبيــة تســيطر بشــكل واضــح علــى‬ ‫إيقــاع اجمللــس النيابي بالتحالــف مع النفــوذ القبلي‬ ‫والثقل العشــائري وهو وضع يرهق القرار السياسي‬ ‫ويحــول نظــام العالقــة بــن البرملــان واحلكومة إلى‬ ‫نظام غيــر مســيس ومهتم فقــط باملزايــا واخلدمات‬ ‫حتــى باتت احلكومة نفســها «تشــتاق» وتعزف على‬ ‫وتر احلنــن لنواب األحزاب املنهجيــن وفقا ملالحظة‬ ‫هادفة تقدم بها وزير املياه املســيس حازم الناصر في‬ ‫أحــد اإلجتماعات مــع رئيس الوزراء الدكتــور عبدالله‬ ‫النسور‪.‬‬ ‫إنحســار املوجــة احلزبيــة متامــا وعــدم وجود‬ ‫آفاق إلنضاج جتربة حزبية بســبب هواجس اخلوف‬ ‫من اإلخــوان املســلمني هو الــذي يعطــل ويعرقل كل‬ ‫ملفات اإلصالح والتنمية السياســية لدرجة أن وزراء‬ ‫في احلكومــة يواصلون إظهــار احلنني حتــى للنائب‬ ‫اإلسالمي اخملضرم الشيخ حمزة منصور‪.‬‬ ‫وعندمــا أبلغت «القدس العربي» الشــيخ منصور‬

‫بذلــك علــق قائال»‪...‬هذه خياراتهم» فــي الوقت الذي‬ ‫يؤكد فيه الرجل الثاني في تنظيم «اإلخوان املسلمني»‬ ‫الشــيخ زكي بني إرشــيد ان اإلصالح في البالد أقرب‬ ‫إلــى لعبــة حيــث ال توجد مؤشــرات علــى إصالحات‬ ‫حقيقية وجذرية‪.‬‬ ‫إســقاط هذه احلســابات املعقدة ممكن بالتوازي‬ ‫مع ملف «الكتل» البرملانية فهي بإعتراف اجملالي «غير‬ ‫ناضجة» وإنفعالية‪.‬‬ ‫وفــي رأي احلجــوج «كانــت وما زالــت هالمية»‬ ‫وبإقــرار غالبية النواب فردية الطابــع بدليل أن بعض‬ ‫النواب يتنقلون بني الكتل بني احلني واآلخر ألســباب‬ ‫شخصية أو غير سياسية‪.‬‬ ‫لــدى رئيــس اجمللس عاطــف طراونة طمــوح بان‬ ‫تتمأســس الكتل وفقا ملأسســة مجلس النواب نفسه‬ ‫والرجــل كمــا فهمــت «القــدس العربــي» يطمــح في‬ ‫اإلنتقال بالعمل التشــريعي والرقابي إلى مســتويات‬ ‫برامجية لم تعبــر عنها عمليا بعد إال مبادرة الشــراكة‬ ‫التي ينتـــــقد الســـــرور احلـــــكومة ألنهــا تتجاهلها‬ ‫رغم خلوها التــام من اإلعتــــبارات الفردية واملصالح‬ ‫الضيقة‪.‬‬ ‫لكن فــي كل األحــوال يخفق اإلطــار الكتلوي في‬ ‫البرملــان فــي فــرض إيقــاع منظم علــى عمله بســبب‬ ‫حسابات إنتخابات رئاسة النواب أيضا والتي ترتكز‬ ‫على الطموح الشــخصي واألهواء الفردية واملناكفات‬ ‫بدليل ان ثمانية نواب على األقل يعلنون بشــكل مبكر‬ ‫انهم بصدد ترشــيح أنفســهم لرئاســة اجمللس عشية‬ ‫التحضيــر للــدورة العاديــة املقبلــة قبل نهايــة العام‬ ‫احلالي‪.‬‬

‫ الصراع الغربي الروسي على أوكرانيا‬ ‫لندن ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫محمد جميح‬ ‫أوكرانيــا دولــة يتحدث فيها ســكان الغــرب باألوكرانية بينمــا تغلب اللغة‬ ‫الروســية على ســكان الشــرق‪ ،‬وهي دولة جتاذبات دولية وإقليمية‪ .‬فهي مهمة‬ ‫لروســيا من ناحية جيوستراتيجية ً‬ ‫نظرا ملوقعها املهم كعمق استراتيجي روسي‪،‬‬ ‫وفي الوقت ذاته فإنها دولة مهمة للغرب الذي يريد أن يطوق التمرد الروســي في‬ ‫آن‪ ،‬ويحتاجها ً‬ ‫ممرا إلمدادات الطاقة في آن آخر‪.‬‬ ‫وبعد فرار الرئيس فيكتور يانكوفيتش حتت جنح الظالم إلى روســيا في ‪22‬‬ ‫ً‬ ‫شباط‪/‬فبراير املاضي‪ ،‬تطورت األوضاع ً‬ ‫وسياسيا‪ ،‬فانسحبت قوات األمن‬ ‫أمنيا‬ ‫مــن معظم الدوائر احلكومية‪ ،‬وحدث ما يشــبه الفراغ الدســتوري قبل أن يتدخل‬ ‫البرملان ليكلف أوليكساندر توريتشــينوف‪ ،‬أحد احللفاء املقربني لرئيسة الوزراء‬ ‫رئيســا مؤقتً ا للبالد‪ ،‬مللء الفراغ الدستوري‪ ،‬ثم جرت‬ ‫الســابقة يوليا تيموشنكو‪ً ،‬‬ ‫اإلنتخابات الرئاســية في شــهر ايار‪/‬مايو املاضي‪ ،‬وهي التي فــاز فيها الرئيس‬ ‫اجلديد بيترو بوروشينكو‪.‬‬ ‫غير أن تطورات العملية السياســية لم ينتج عنها تقدم على مســار اســتعادة‬ ‫األمن واإلســتقرار‪ ،‬فإقليم القرم ضمته روســيا بعد اســتفتاء على مســتقبله‪ ،‬مت‬ ‫في شــباط‪/‬فبراير املاضي‪ ،‬وهو االســتفتاء الذي لم يعترف به أحد عدا روسيا‪،‬‬ ‫والشــرق األوكراني يلتهــب ً‬ ‫يوما بعد آخــر‪ ،‬واحلرب فيما يبدو هــي كر وفر بني‬ ‫قوات كييف واملتمردين الذين باتوا يســيطرون على عدد من املدن والبلدات املهمة‬ ‫ً‬ ‫هناك‪ ،‬ويقول قادة الغرب إنهم يتلقون ً‬ ‫روســيا‪ ،‬ونهاية األسبوع املاضي‬ ‫دعما من‬ ‫ً‬ ‫بريطانيا عن تلقي اإلنفصاليني في الشــرق ملنظومات جديدة‬ ‫حتدث رئيس وزراء‬ ‫من صواريخ أرض جو املضاة للطائرات والتي حتمل على الكتف‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫سيجعل مهمة سالح اجلو األوكراني صعبة في جبهات القتال‪.‬‬ ‫وعلــى الرغــم مــن انتخــاب بوروشــينكو‪ ،‬وعلــى الرغــم من أنه شــخصية‬ ‫اقتصادية مرموقة‪ ،‬وواحد من أقطــاب صناعة احللوى‪ ،‬وعلى الرغم من أنه وعد‬ ‫بوضع اســتراتيجية شاملة إلعادة التفاهم بني غرب البالد وشرقها‪ ،‬إال أن مهمته‬

‫ً‬ ‫تعقيدا من عمله السهل والناجح في صناعة احللوى‪.‬‬ ‫السياسية تبدو أكثر‬ ‫روسيا من جانبها بعثت برسائل متناقضة بعد فوز بوروشينكو‪ ،‬فمن ناحية‬ ‫لم يصدر عنها إعتراف رسمي باإلنتخابات الرئاسية التي جرت آواخر ايار‪/‬مايو‬ ‫املاضــي‪ ،‬وال أي موقــف واضح من النظام اجلديد احملســوب علــى الغرب‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية أخرى حضر ســفيرها حفل تنصيب الرئيس املنتخب في كييف‪ ،‬وحتادث‬ ‫معــه الرئيس الروســي فالدمييــر بوتني على هامــش حفل غداء أثنــاء احتفاالت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ناجحا‬ ‫إنزاال‬ ‫حلفــاء احلرب العاملية الثانية بـ «الدي داي» وهو اليوم الذي شــهد‬ ‫لقوات احللفاء على الشواطىء الفرنسية‪ ،‬وكان عالمة فارقة على انكسار األملان‪.‬‬ ‫غير أن موســكو عبرت أكثر من مــرة عن معارضتها للحملة التــي تقوم بها كييف‬ ‫الستعادة أجزاء من الشرق سيطر عليها االنفصاليون املدعومون من روسيا‪ ،‬وال‬ ‫تزال موســكو تناور حول ســحب بعض قواتها من احلدود مع أوكرانيا‪ ،‬وتراوغ‬ ‫ً‬ ‫نهائيــا‪ ،‬وإعادتها إلى‬ ‫فــي تلبية دعوات حلف األطلســي بســحب هــذه القــوات‬ ‫قواعدها قبل اندالع األزمة‪.‬‬ ‫وتختلط األوراق في أوكرانيا بشــكل مربك جلميع األطراف‪ ،‬فروســيا التي‬ ‫ابتلعــت القرم‪ ،‬وتعمل على إقالق مناطق الشــرق ملشــاغلة احلكومة في أوكرانيا‬ ‫وإجبارهــا على الرضــوخ لها‪ ،‬تخشــى من تواجد لقــوات األطلســي بالقرب من‬ ‫احلدود الروســية‪ ،‬وتخشــى كذلك من فقدانها لكييف كجبهة أمامية متقدمة في‬ ‫صراعها البارد والذي بدأ يزداد ســخونة مع الغرب‪ ،‬كما أن روسيا لم تعد تخفي‬ ‫طموحهــا لعالم جديد يخلف عالم القطــب الواحد‪ ،‬عالم ترى أنه ســيكون متعدد‬ ‫األقطــاب‪ ،‬وتكتيكهــا في ذلــك يقوم على التنســيق مع دول االحتاد الســوفييتي‬ ‫ً‬ ‫ومؤخــرا صرحــت موســكو برغبتهــا فــي إنشــاء «االحتاد‬ ‫الســابق والصــن‪.‬‬ ‫األوراســي»‪ ،‬وكشــف الرئيس الروســي‪ ،‬فالدميير بوتني‪ ،‬عن طموحــه لتحريك‬ ‫عملية التكامل في الســاحة الســوفييتية ســابقا باجتاه إنشــاء االحتاد اجلديد‬ ‫املسمى «االحتاد األوراســي» انطالقا من اإلحتاد اجلمركي ‪ -‬االقتصادي القائم‬ ‫ً‬ ‫حاليا الذي يضم ثالث دول هي روسيا وبيالروسيا وكازاخستان‪.‬‬ ‫وضــم املزيد من‬ ‫وتســعى موســكو إلى توســيع نطاق عضوية هذا اإلحتاد‬ ‫ّ‬ ‫الــدول إليه‪ ،‬وعلــى األخــص قرغيزيــا وطاجيكســتان‪ ،‬متهيدا لتكويــن االحتاد‬ ‫األوراسي‪.‬‬

‫كخطوة مهمة في سبيل «إعادة بناء االحتاد السوفييتي بصورة أو بأخرى»‪،‬‬ ‫وعلى أســس اقتصادية وسياســية مغايرة ملا كان عليه احلال إبان فترة االحتاد‬ ‫السوفييتي‪.‬‬ ‫يبدو أن األحداث األخيرة في أوكرانيا في الوقت الذي أعاقت فيه الطموحات‬ ‫التوسعية ملوسكو‪ ،‬إال انها بشكل آخر دفعت بهذه الطموحات خطوات إلى األمام‬ ‫بالســعي الروســي لبناء حتالفات مع دول االحتاد السوفييتي السابق من جهة‪،‬‬ ‫وتقويــة وتعميــق التعــاون اإلقتصادي مع الصــن‪ ،‬وقد وقعت موســكو وبكني‬ ‫ً‬ ‫مؤخــرا على اتفاقية إلمداد بكني بالغاز الروســي مبليــارات الدوالرات‪ ،‬وذلك في‬ ‫رســالة واضحة للدول الغربية التي ال تزال تعتمد بشكل كبير على إمدادات الغاز‬ ‫الروســي‪ .‬أما من جانب الغرب‪ ،‬فإنه يســعى إلى انتزاع أوكرانيا من روســيا كما‬ ‫انتــزع غيرها من جمهوريات االحتاد الســوفييتي الســابق‪ .‬كما يســعى بشــكل‬ ‫واضــح إلى تطويــق محاوالت التمدد الروســي جهــة دول االحتاد الســوفييتي‬ ‫الســابقة والصــن‪ ،‬وتأتي أنبــاء إرســال الواليات املتحــدة لبوارجهــا احلربية‬ ‫إلــى بحر الصني اجلنوبي في هذا الســياق‪ ،‬وكذا في ســياق القلــق األمريكي من‬ ‫تصاعــد اخلالفات في هذه املنطقة بني حلفاء الغرب من ناحية وروســيا والصني‬ ‫من ناحية ثانية‪ .‬كما تســعى الدول األوروبية إلى إيجاد مصادر أخرى للغاز ً‬ ‫بدال‬ ‫من اعتمادها على الغاز الروســي‪ ،‬وهناك تصورات عن استيراد الغاز اجلزائري‪،‬‬ ‫وأحملــت إيــران إلى إمكانية تصدير غازهــا إلى أوروبا‪ ،‬في ظل بــدء عودة الدفء‬ ‫إلى العالقات الغربية اإليرانيـة بعد مباشـــرة املبـــاحثات حول البرنامج النووي‬ ‫اإليراني بني اجلانبني‪.‬‬ ‫ومع كل ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من معارك الشرق األوكراني‪ ،‬ولعبة عض األصابع‬ ‫بني الغرب وروســيا فــي أوكرانيــا‪ ،‬إال أن اللقاءات على الصعيــد االقتصادي لم‬ ‫تتوقــف‪ ،‬واحملادثات بــن أوكرانيا والغرب من جهة‪ ،‬وروســيا مــن جهة أخرى‬ ‫حــول إمدادات الغاز الروســي لم تنقطع‪ ،‬وكان آخرها اجتمــاع اخلميس املاضي‬ ‫في بروكسل‪ ،‬والذي فشــل في التوصل إلى اتفاق‪ ،‬وتشبث اجملتمعون بضرورة‬ ‫الوصول إلى اتفاق في نهايــة املطاف‪ ،‬األمر الذي يعكس لعبة املصالح املتضاربة‬ ‫فــي أوكرانيا التي تشــكل نقطــة التقاء وافتــراق مصالح سياســية واقتصادية‬ ‫ً‬ ‫وأمنية لقوى تلتقي مصاحلها ً‬ ‫أحيانا كثيرة‪.‬‬ ‫حينا‪ ،‬وتتضارب‬


‫تقارير اخبارية‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ ...‬وينسحب ماركوس مفجر ثورات اليسار في أمريكا الالتينية‬

‫حسين مجدوبي‬ ‫مهد ألكبر التطورات السياســية واإلجتماعية التي ســاعدت اليســار‬ ‫على الوصول الى احلكم في مختلف دول أمريكا الالتينية‪ ،‬إذ ال ميكن فهم‬ ‫وصول قادة من طينة لوال دا ســيلفا إلى رئاســة البرازيل والراحل هوغو‬ ‫تشافيس إلى رئاسة فنزويال وآخرين في‬ ‫دول املنطقــة دون اســتحضار املنعطف السياســي الذي ســاهم فيه‬ ‫القائد ماركوس الذي انســحب هذه األيام من دون ضجيج وفي صمت من‬

‫احلياة السياسية‪ ،‬عكس الصخب السياسي واإلعالمي الذي رافق ظهوره‬ ‫يوم أول كانون الثاني‪/‬يناير من ســنة ‪ 1994‬عندما تزعم ثورة تشــياباس‬ ‫في املكسيك‪.‬‬ ‫في اليوم األول من سنة ‪ ،1994‬تفاجأ العالم بظهور «اجليش الزاباتي‬ ‫للتحرير الوطني» الذي استمد االسم من القائد املكسيكي التاريخي إميليو‬ ‫زاباتا‪.‬‬ ‫وإنبهــرت وســائل اإلعالم بصورة شــاب ميتطي فرســا فــي أدغال‬ ‫تشــياباس جنوب املكســيك ويخفي وجهــه بلثام على شــاكلة رعاة البقر‬ ‫الذين كانوا يهاجمون البنوك والقطارات‪.‬‬ ‫ولكــن هذه املرة األمــر مختلف‪ ،‬يتعلــق مبلثم ال يحمل «وينسســتير»‬ ‫التي كان يحملها اللص األســطوري جيســي جيمس في الغرب األمريكي‬ ‫املتوحش بل يحمل بندقية كالشــنكوف‪ ،‬السالح الرمزي لليسار‪ ،‬ويرغب‬ ‫في لعب دور روبني هود‪ ،‬يريد إعادة احلقوق التي‬ ‫سلبت تاريخيا من السكان األصليني في املكسيك‪.‬‬ ‫في ذلك اليوم هاجم ثوار التنظيم اجلديد بلديات في إقليم تشــياباس‬ ‫جنــوب البــاد رافعــن شــعارا مركزيــا «دميقراطيــة‪ ،‬حرية‪ ،‬اســتعادة‬ ‫األراضــي‪ ،‬اخلبــز والعدالة للســكان األصليني»‪ ،‬كانت صرخــة ضد ظلم‬ ‫شــبيه مبا كان يجري في العصور الوســطى‪ .‬وفي اليوم التالي‪ ،‬تصدرت‬ ‫صــورة ماركوس علــى الفرس وســائل اإلعــام العاملية وأصبــح أيقونة‬ ‫لليسار مثل تشي غيفارا‪.‬‬ ‫منح ماركوس‪ ،‬واسمه احلقيقي سيسباســتيان‪ ،‬احلركة بعدا عامليا‪،‬‬ ‫فثورته جاءت في بلد‪ ،‬رغم تعدده السياسي‪ ،‬كان يحكمه ومنذ سنة ‪1929‬‬ ‫حــزب واحد وهو «حزب العمل الوطني» أقرب منه إلى مافيا من تشــكيلة‬ ‫سياســية‪ .‬وســاهمت قــوة ماركوس فــي التواصــل مع وســائل االعالم‬ ‫في رســم صورة البطل املنقذ لليســار‪ ،‬وتزامنت هذه الثورة وبدء انتشــار‬ ‫«اإلنترنــت» والبريد االلكتروني‪ ،‬مما ســاعد على انتشــار إعالمي رهيب‪.‬‬ ‫وتعتبــر ثورة تشــاباس أول من اســتفادت من «اإلنترنت» سياســيا قبل‬ ‫إستفادة الربيع العربي من‬ ‫برامج مثل «الفيسبوك» و»يوتيوب»‪.‬‬ ‫وتقــول مارتا هونكير فــي كتابها «اليســار على مشــارف القرن ‪»21‬‬ ‫أن ثــورة تشــياباس التي قادهــا ماركوس جــاءت لتمنح اليســار توجها‬ ‫جديدا كان له أبلغ األثر في مســيرة يسار أمريكا الالتينية خالل السنوات‬ ‫الالحقــة‪ ،‬فقــد رفعت هذه الثورة شــعار تصحيــح األوضــاع اإلجتماعية‬ ‫والسياسية ونهاية الفساد السياســي‪ ،‬ورغم حملها السالح لم تستعمله‬

‫لغزو الســلطة وتقدمي نفسها بديال سياســيا بل لردع هذه السلطة عن أي‬ ‫اعتداء‪ .‬اســتراتيجية ماركوس جعلت الســاكنة األصلية حاضرة في قلب‬ ‫املعادلة اإلقتصادية والسياســية في املكسيك‪ ،‬والحقا في مجموع أمريكا‬ ‫الالتينية بعدما حدثت «انتفاضة السكان األصليني»‪.‬‬ ‫يعد ماركوس للسياســة رومانســيتها فقط بل أعاد األمل لليسار‪،‬‬ ‫لم ّ‬ ‫وتزامنــت الثورة التــي قادها مع فترة هزمية قاســية تعرض لها اليســار‬ ‫فــي أمريكا الالتينيــة بعد انهيار جدار برلني حيث تخلى عن الســاح دون‬ ‫حصوله على احلق في مشــاركة سياســية في تسيير شؤون دول املنطقة‬ ‫ووقــف عاجزا عن زحــف الليبرالية اجلديدة فــي القــارة‪ .‬وزاد من مرارة‬ ‫هزمية هذا اليســار خسارة اجلبهة الســندينية لإلنتخابات في نيكاراغوا‬ ‫سنة ‪ ،1990‬وهي الثورة التي كانت تعتبر مبثابة ثورة كوبا الثانية‪.‬‬ ‫في السنة التالية للثورة ‪ ،1995‬اجتمع الكثير من اليساريني من أوروبا‬ ‫ً‬ ‫وأيضا‬ ‫وأمريكا الالتينية في تشــاباس تكرميا للثورة وقائدها ماركوس‪،‬‬ ‫لبحث مســتقبل اليســار في أمريــكا الالتينيــة‪ .‬وانتهى املطــاف بأحزاب‬ ‫أمريكا الالتينية اليسارية الى جعل ثورة تشياباس منعطفا نحو الوصول‬ ‫إلى الســلطة بطرق ســلمية عبر إقامة يســار سياســي في ثوب اجتماعي‬ ‫يدافع عن «اخلبز والسكان األصليني والعدالة االجتماعية»‪.‬‬ ‫فرغــم أن بعض األحــزاب كانت موجودة قبل هــذه الثورة مثل حزب‬ ‫العمــال البرازيلي إال أن ثورة تشــياباس منحت هذه األحــزاب وقيادييها‬ ‫ً‬ ‫زخما جديدا وثقة في املســتقبل‪ .‬وكانت الثورة التي مهدت ألسماء الحقة‬ ‫مثــل الرئيــس البرازيلــي اخملضــرم دا ســيلفا والرئيس الثائر تشــابيس‬ ‫والرئيس من السكان األصليني إيفور موراليس في بوليفيا‪.‬‬ ‫وظــل ماركــوس طيلة العشــرين ســنة األخيــرة منكبا على مشــاكل‬ ‫الســكان األصليني ورفض دخــول معترك السياســة التقليدية كما رفض‬ ‫لقاء قادة أمريكا الالتينية ومنهم هوغو تشافيس‪ .‬في حوار من احلوارات‬ ‫النادرة التي أجريت معه‪ ،‬يقول للصحافية املكسيكية‬ ‫الورا كاستيانوس عندما سألته عما حققته ثورته «السكان األصليون‬ ‫في تشــياباس لم يعودوا يعانون من اجلوع‪ ،‬ويعيشون في كرامة‪ ،‬ويدرك‬ ‫اجلميع أنهم ســيحملون السالح للدفاع عن أراضيهم إذا تعرضوا إلعتداء‪،‬‬ ‫كل هذا لم يكن في املاضي»‪.‬‬ ‫منذ أسبوعني أعلن إنسحابه نهائيا من احلياة السياسية ومن اجليش‬ ‫الزاباتي للتحرير الوطني‪ ،‬ينسحب بعدما أشعل ثورة في منطقة جغرافية‬ ‫محدودة‪ ،‬جنوب املكسيك‪ ،‬حتولت الحقا إلى منعطف في أمريكا الالتينية‪،‬‬ ‫وكانت أول صرخة حقيقية في العالم ضد العوملة والليبرالية اجلديدة‪.‬‬

‫تشجيع الفلسطينيين في كأس العالم يتأثر بـ «وعد بلفور» ودعم واشنطن لإلحتالل‬

‫المشجعون يتمنون فوز ممثل العرب ومنتخبات السامبا‬

‫غزة ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫أشرف الهور‬

‫لــم متنع املشــاكل السياســية والهمــوم التي‬ ‫تعصــف بالفلســطينيني والتي ســببها اإلحتالل‬ ‫اإلســرائيلي‪ ،‬الســكان في الضفة الغربية وقطاع‬ ‫غزة‪ ،‬مــن االنشــغال هــذه األيــام كباقي ســكان‬ ‫املعمــورة مبتابعة مباريــات كأس العالم في «بالد‬ ‫الســامبا» البرازيل‪ ،‬والهروب لساعات من الواقع‬ ‫املرير‪ ،‬غيــر أن املواقف السياســية تظهر واضحة‬ ‫في اجتاهات تشجيع البطولة األهم عامليا‪.‬‬ ‫فالفلســطينيون يقفون دائما فــي صف تأييد‬ ‫الضعيف فــي املواقف السياســية‪ ،‬وهو أمر ناجت‬ ‫عــن كونهــم يقعون حتــت احتالل أذاقهــم ويالت‬ ‫العذاب‪ ،‬ولم يكن غريبا أن يختلط حابل كرة القدم‬ ‫بنابل السياسة‪ ،‬في التأثير على اجتاهات تشجيع‬ ‫الفلســطينيني الكروية‪ ،‬في هذه األيام التي تشهد‬ ‫منافســات حامية الوطيس بني أفضــل منتخبات‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وفــي املــدن وأزقة اخمليمــات والقــرى‪ ،‬يزداد‬ ‫اإلهتمــام الكروي هذه األيــام‪ ،‬لكن رغم االختالف‬ ‫في تشجيع الفرق‪ ،‬إال أن الغالبية من السكان تؤيد‬

‫منتخبــات تعــرف بالدهــا بعالقتهــا احلميمة مع‬ ‫الشــعب الفلسطيني‪ ،‬وســبق وأن اتخذت مواقف‬ ‫مناصــرة لــه ودعمته سياســيا‪ ،‬أبرزهــا املنتخب‬ ‫صاحــب األرض البرازيــل «الســامبا»‪ ،‬ومنتخــب‬ ‫فرنسا «الديكة»‪ ،‬واملنتخب األسباني «املاتادور»‪،‬‬ ‫واإليطالــي «األزوري»‪ ،‬وممثــل العــرب الوحيــد‬ ‫املنتخــب اجلزائري «محاربو الصحــراء»‪ ،‬إضافة‬ ‫إلــى املنتخــب األرجنتينــي «التانغو» الــذي يضم‬ ‫النجم ليونيل ميسي‪.‬‬ ‫فالنــاس هنــا ال يــرون بينهــم مثال مــن يؤيد‬ ‫املنتخــب األمريكــي‪ ،‬أو يتمنــى الفــوز للمنتخــب‬ ‫اإلنكليــزي خاصــة إذا مــا تقابــا مــع منتخبات‬ ‫كفرنســا أو البرازيــل‪ ،‬أو إيطاليــا التــي أهــدت‬ ‫الفلســطينيني كأس العام في العام ‪ ،1982‬ويزداد‬ ‫التشــجيع للفريق املنافس لألمريكــي واإلنكليزي‬ ‫إذا ما كان ممثال للعرب‪.‬‬ ‫ويشجع الصحافي إبراهيم قنن فريق البرازيل‬ ‫البلد املســتضيف‪ ،‬إلعجابه بأداء الفريق املتكامل‪،‬‬ ‫ولكون البلد من الداعمني سياسيا لفلسطني‪.‬‬ ‫ويقول أنه فريقه املفضل‪ ،‬ويشــير إلى إعجابه‬ ‫بتجربــة البرازيــل الدولــة التــي حتقــق قفــزات‬ ‫اقتصادية كبيرة‪ ،‬بعد أن كانت تعاني من الفقر‪.‬‬ ‫وقدمــت البرازيل مؤخرا منحــا لصالح تنفيذ‬

‫مشــاريع فــي املناطق الفلســطينية‪ ،‬منها تشــييد‬ ‫جســر يربــط مدينة غــزة بوســط القطــاع‪ ،‬كانت‬ ‫إسرائيل قد دمرته في أحد احلروب السابقة‪ ،‬كما‬ ‫قدمت دعما ملوازنة وكالة غوث وتشغيل الالجئني‬ ‫«األونروا»‪.‬‬ ‫ومن املهتمني بالبطولة الشاب سليم أبو راس‬ ‫ويقول‪ ،‬أنه سيشــجع املنتخــب اجلزائري في كل‬ ‫مبارياتــه‪ ،‬متمنيا أن يصعد للــدور الثاني‪ ،‬ويقدم‬ ‫أداء أفضل‪.‬‬ ‫وأوقعــت القرعــة ممثــل العــرب الوحيــد مع‬ ‫منتخبــات بلجيــكا وروســيا وكوريــا اجلنوبية‪،‬‬ ‫ويــرى املتابعــون للشــأن الكــروي أن «محاربــي‬ ‫الصحراء» قد يتمكنــون من حتقيق انتصارات في‬ ‫هذه اجملموعة‪.‬‬ ‫وفي الســياق ذاتــه يقول محمد البهنســاوي‬ ‫وهو رجــل في العقــد الرابــع‪ ،‬ويهتم فــي متابعة‬ ‫مباريــات كأس العالــم‪ ،‬أنه ال يتمنــى الفوز مطلقا‬ ‫للمنتخــب األمريكي‪ ،‬بســبب املواقف السياســية‬ ‫التــي تبديها واشــنطن دومــا في دعم إســرائيل‪،‬‬ ‫ويضيــف أنــه ال يشــجع مطلقا وفــي أي مواجهة‬ ‫كرويــة املنتخــب اإلنكليــزي‪ ،‬ويرجع الســبب في‬ ‫ذلــك إلى «نكبة» الفلســطينيني‪ ،‬من خالل تســليم‬ ‫بريطانيا أرض فلسطني لليهود في «وعد بلفور»‪.‬‬

‫ويعبــر محمــود بذلــك عــن موقــف غالبيــة‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬وتقول ســلمى وهي طالبة جامعية‬ ‫تهتم بالشــأن الكــروي «تأييــد منتخبــات الدول‬ ‫املناصرة للقضية الفلســطينية أمر بديهي خاصة‬ ‫املنتخب العربي اجلزائــري» وتضيف «من املؤكد‬ ‫أن نقــف في خانة من يؤيدنا ويقدم الدعم للقضية‬ ‫الفلسطينية»‪.‬‬ ‫وشــرعت املقاهــي التــي اعتــادت علــى بــث‬ ‫مباريــات الــدوري األوروبي وخاصة االســباني‬ ‫الــذي يحظــى باهتمــام فلســطيني كبيــر‪ ،‬فــي‬ ‫التحضير لكأس العالــم‪ ،‬وزينت واجهاتها بأعالم‬ ‫الدول املشــاركة‪ ،‬ووضعت أيضا ملصقات بصور‬ ‫جنوم املنتخبات‪.‬‬ ‫وبســبب عــرض البطولة على قنــوات خاصة‬ ‫حتتــاج إلى اشــتراك مســبق مرتفع الثمــن‪ ،‬يلجأ‬ ‫غالبية السكان إلى حضور املباريات في مقاه توفر‬ ‫املشاهدة على شاشات عرض كبيرة‪.‬‬ ‫وتوفــر الفنادق أيضا ميــزة املتابعة للعائالت‬ ‫ميســورة الدخــل‪ ،‬حيــث اعتاد عــدد من النســاء‬ ‫والفتيــات املهتمــات بالشــأن الكروي‪ ،‬مشــاهدة‬ ‫املباريــات املميــزة فــي أماكــن عامــة‪ ،‬خللــق جو‬ ‫يكون قريبا إلــى حد ما من أجواء امللعب‪ ،‬يكثر فيه‬ ‫الصراخ والتهليل‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫حدث األسبوع‬ ‫مدن عراقية تسقط في يد «داعش»‬

‫متطوعون انضموا للقتال الى جانب الجيش العراقي‬ ‫بغداد ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫مدن عراقية تتهاوى وتســقط فــي ملح البصر‬ ‫فــي مقابــل انهيار واضــح لبنية اجليــش العراقي‬ ‫وأجهزتــه األمنية وســط ذهول لعامــة العراقيني‬ ‫والعالم علــى ما يجري في موقــف املتفرج ألفعال‬ ‫عناصر داعش أو ما يســمى بالدولة اإلسالمية في‬ ‫العراق وبالد الشام‪ .‬هذه املرة يعود تنظيم القاعدة‬ ‫من جديــد في مواجهة فعليــة مفصلية مع اجليش‬ ‫العراقي ولكن بتســمية «داعش» في غياب اجليش‬ ‫االمريكــي الــذي انســحب مــن العراق فــي ‪ 31‬من‬ ‫كانون اول‪/‬ديســمبر ‪ 2011‬حيــث حصلت بينهما‬ ‫مواجهــة فــي عــام ‪ 2004‬وســقطت الفلوجــة ملدة‬ ‫ستة اشهر بيد تنظيم القاعدة خارج سيطرة قوات‬ ‫املارينز االمريكية‪ ،‬ويتكرر املشــهد نفســه للمدينة‬ ‫وهي تســقط ثانيــة وتخرج من ســيطرة احلكومة‬ ‫العراقية منــذ االول من كانون الثاني‪/‬يناير ‪،2014‬‬ ‫ولكــن ما يجعل طبيعة املواجهــة تختلف اليوم عن‬

‫ســابقتها فــي ‪ 2005‬هو رجحان قــوة داعش الذي‬ ‫يتسلح بارادة قتالية كبيرة وبقدرات سالح ليست‬ ‫هينــة أمام قدرات متواضعة للجيش العراقي الذي‬ ‫ميلــك الســاح ويفتقــر للعقيــدة فضال عــن كونه‬ ‫جيش القائد الواحد‪.‬‬ ‫ان اجليش العراقي بني عقب الغزو واإلحتالل‬ ‫األمريكي فــي ‪ 2003‬على أســس طائفيــة وأصبح‬ ‫ميثــل جيــش الطائفــة الشــيعية لكنه ســرعان ما‬ ‫متحــور ليكون جيش غالبية احلزب الواحد ونعني‬ ‫به حــزب الدعوة اإلســامية الــذي يتزعمه رئيس‬ ‫الــوزراء نــوري املالكي منــذ ثمان ســنوات وقبلها‬ ‫حكومــة انتقالية بزعامة ســلف املالكي في زعامة‬ ‫حزب الدعوة ابراهيم اجلعفري‪ .‬وما لبث ان حتول‬ ‫في غالبية قادته وعناصره الى جيش الكتلة ونعني‬ ‫كتلة دولة القانون بزعامة املالكي نفسه‪ .‬مثل هكذا‬ ‫بنــاء انفرادي للمؤسســة العســكرية أريــد لها ان‬ ‫تكون وظيفتها الدفاع عن كرسي احلاكم وحمايته‬ ‫مــن الداخل في اطار ثقافة ومســؤولية بوليســية‬

‫خــارج نطــاق املســؤولية احلقيقيــة وهــي الدفاع‬ ‫عن ســور الوطن من التهديــدات اخلارجية‪ ،‬واألمر‬ ‫نفســه ينســحب على تشكيلة الشــرطة اإلحتادية‬ ‫بنفس النموذج‪ .‬واإلشــكالية التي تطــرح أكثر من‬ ‫عالمة اســتفهام لــدى املتابعــن للشــأن العراقي‬ ‫أمــام حالــة انهيــار متناميــة لبنيــة الدولــة كأنها‬ ‫جبــل من الثلــج‪ ،‬فانهيار مــدن عراقيــة كبرى مثل‬ ‫نينوى وصالح الدين واجــزاء من كركوك وديالى‬ ‫والبيجي واخلالديــة وقبلها األنبــار والفلوجة‪ ،‬ال‬ ‫شــك هو انهيــار معنويات جليش يزيــد قوامه عن‬ ‫مليون ونصف املليون مقاتل وما يقرب من ذلك من‬ ‫الشــرطة لكنهم غير مدربني وغيــر مؤهلني ويطلق‬ ‫عليهم جيش وشــرطة «الرواتــب» وليس العقيدة‬ ‫العسكرية واألمنية‪ ،‬وتعود أسباب ذلك إلستفحال‬ ‫اإلنقســام العراقي السياســي‪ ،‬الذي يعتبر رئيس‬ ‫الوزراء نوري املالكي ســببا أساســيا في وجوده‬ ‫جــراء انحيازه األعمــى خليــارات وأدبيات حزب‬ ‫الدعــوة الذي يقــوده وضيــق افقه‪ ،‬لكــن ان يبقى‬

‫متمســكا بالعناد كما هي ســمة حكمه ونهجه عبر‬ ‫ســنوات حكمــه الثمــان فلن يطــول الوضــع على‬ ‫مــا هو عليــه مهما ســخر امكانيات الدولــة املادية‬ ‫والتسليحية‪ ،‬وواقع احلال افضى الى هذه النتائج‬ ‫الكارثية كما نحن عليه اليوم‪.‬‬ ‫اما «داعش» هذا االسم الذي حتطمت على يده‬ ‫قوة املالكي فانه غير مرغوب فيه مطلقا في العراق‬ ‫مبا في ذلك غالبية السنة الذين يعانون االمرين من‬ ‫إضطهاد حكومة املالكي‪ ،‬و»داعش» التي انسلخت‬ ‫من تنظيم القاعدة واختلفت اآلراء حولها فهي نظر‬ ‫الكثيرين مرض يتنامى ويســتفحل بضعف مناعة‬ ‫اجلســم؛ مرض ينتج عــن انهيار الفكــرة الوطنية‪،‬‬ ‫واملشــروع املشــترك الذي حتطم على يــد حكومة‬ ‫عراقيــة تشــكلت فــي أكثر مــن مرة فــي أحضان‬ ‫دول اقليميــة واجنبيــة تكون أليران اليــد الطولى‬ ‫فيها ومــن ثم الواليات املتحدة وســوريا ســابقا‪،‬‬ ‫ومبشــاركة متواضعة من تركيا والسعودية‪ .‬لكن‬ ‫رغم تعميم تسمية داعش في نينوى فأن املعلومات‬


‫حدث األسبوع‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫املؤكــدة تشــير الــى اشــتراك مجاميــع وفصائــل‬ ‫مســلحة في اإلنهيار األمني هنــاك ومن ذلك جيش‬ ‫الطريقــة النقشــبندية والبعــث وانصــار الســنة‬ ‫وجيــش اجملاهدين باالضافة الــى ضباط كبار في‬ ‫اجليش العراقي السابق‪.‬‬ ‫ان ســقوط املوصــل في غضون نصف ســاعة‬ ‫يوم الثالثاء على أيدي عناصر من داعش ال يتجاوز‬

‫عددهــم ‪ 800‬مســلح أمــام قيــادة عمليــات نينوى‬ ‫واجلزيــرة وقــوات اخــرى متجحفلة معهــا حتى‬ ‫يبلغ العــدد الكلي للجيش او ما يزيــد عن ‪ 500‬الف‬ ‫جندي وحوالي نفس هذا العدد من قوات الشــرطة‬ ‫االحتادية واحمللية‪ .‬امنا يعكــس حالة الضعف في‬ ‫قيادة وقواعد األجهزة العسكرية واألمنية العراقية‬ ‫واصطفــاف البعض من الســنة لدعــم داعش ضد‬ ‫جيش احلكومة ليس قناعة ومتسكا بنهج التطرف‬ ‫الذي تتســم بــه داعــش‪ ،‬وامنا تخلصا مــن جحيم‬ ‫ســلوكيات وتصرفــات دموية متارســها االجهزة‬ ‫األمنيــة بنهــج طائفي وهــذا يأتي جتســيدا للمثل‬ ‫القائل «عــدو عدوي صديقي»‪ ،‬فاملوصل والفلوجة‬ ‫والرمــادي وديالــى وبعقوبــة وســامراء وتكريت‬ ‫وبقيــة املدن العراقية الســنية عانت وشــكت طيلة‬ ‫الســنوات املاضية من النهج العصابــوي الطائفي‬ ‫حلكومــة املالكــي‪ ،‬وال مغيث وال ســميع‪ ،‬فضاعت‬ ‫قواها بني جاهلية داعش‪ ،‬وطائفية حزب الدعوة‪.‬‬ ‫وفــي جتربــة العراقيني وتعاملهــم مع عناصر‬ ‫داعش التي أخذت تسيطر على الفلوجة واجزاء من‬ ‫الرمادي واخلالدية منــذ بداية العام احلالي ‪،2014‬‬ ‫فان سلوكياتهم تختلف كثيرا عن سلوكيات تنظيم‬ ‫القاعدة في الســابق عقب معركــة الفلوجة االولى‬ ‫فــي نيســان‪/‬ابريل ‪ 2004‬عندمــا كانــت املقاومــة‬ ‫العراقية تتســم بالشراســة وتوغلت معها عناصر‬ ‫تنظيم القاعدة وافرزت تصرفات دموية وحترميية‬ ‫قاســية جعلت الناس تنفر منها بسبب التطرف في‬ ‫التعامــل‪ ،‬فداعش اليوم تبتعد عــن التحرمي والقتل‬ ‫واإلختطــاف ولكنهــا فــي املقابــل تطالــب باعإلن‬ ‫التوبة من عناصر اجليش والشــرطة الذين يقعون‬ ‫فــي قبضتها‪ ،‬ورغم ذلك فقد ســجل عليهــا قيامها‬

‫بتفجيــرات ملنازل عناصر اجليش والشــرطة الذين‬ ‫رفضوا تــرك وظائفهــم ومســؤولياتهم األمنية او‬ ‫الذين ســجلت عليهم مواقف متشددة ضد عناصر‬ ‫داعــش‪ .‬وأبــرز األمــور التي لــم تتنبه لهــا حكومة‬ ‫املالكــي او لرمبــا حصــل بســبب ســرعة اإلنهيار‬ ‫األمني وقوع الســجون العراقية فــي نينوى ومنها‬ ‫ســجن بادوش الكبيــر واملوصل‪ ،‬وكذلك ســجون‬ ‫صــاح الدين وبقية الســجون في مراكز الشــرطة‬ ‫حتت سيطرة داعش واطلقوا سراح عشرات االالف‬ ‫مــن الســجناء‪ ،‬وهو أمر دفــع عناصــر داعش الى‬ ‫التفاخر به على مواقــع التواصل االجتماعي‪ ،‬واثر‬ ‫ذلك اطلقــوا على أميرهــم ابو بكر البغــدادي‪ ،‬بأنه‬ ‫أول قائد بالتاريخ اإلسالمي حرر ثالثة سجون في‬ ‫يوم واحــد‪ .‬ففي املوصل وحدها ســجل فرار نحو‬ ‫‪ 2725‬سجينا‪.‬‬ ‫ان التســاؤل املطروح ما هــو الدافع الذي جعل‬ ‫داعــش فــي هــذا الوقــت بالتحديــد يهاجــم بهذه‬ ‫القــوة والزخــم املســلح‪ ،‬ويــزرع مشــاعر اخلوف‬ ‫والرعــب في نفــوس اجلنــود العراقيــن وقادتهم‬ ‫بوقــت قياســي ويســيطر علــى مــدن كبيــرة مثل‬ ‫نينوى وصــاح الدين فضال عــن الفلوجة واألنبار‬ ‫واجــزاء من كركوك الغنية بالنفط ويزحف باجتاه‬ ‫العاصمة بغداد ؟ وببســاطة فان املعلومات تشــير‬ ‫الى هنالك حتــوال في أســتراتيجية عناصر داعش‬ ‫تقضي بنقل معركته من ســوريا الى العراق خاصة‬ ‫عقب التمدد الذي أخذ ينشــط به اجليش الســوري‬ ‫هنــاك‪ ،‬مقابــل دراســة عســكرية ذكيــة داعشــية‬ ‫لواقــع اجليش العراقــي الذي أخــذ الضعف ينخر‬ ‫فــي هيكليتــه كلمــا تأزمت االمــور سياســيا جراء‬ ‫تســلط املالكي وانقالبه على الدســتور وحتى على‬

‫حلفائه في التحالــف الوطني‪ .‬واليوم وبعد احكام‬ ‫ســيطرة داعــش التي ال يرغبهــا الســنة كثيرا على‬ ‫هذه احملافظات الكبيرة ذات الطبيعة الســنية‪ ،‬فان‬ ‫املعركة املنتظرة ستكون عند اسوار بغداد في األيام‬ ‫املقبلة اذا ما بقيت حالة اإلنهيار تعشش على افكار‬ ‫اجلنــود العراقيــن وضباطهم‪ .‬ان هــذه الضربات‬ ‫املوجعــة اطلقــت رصاصة الرحمة على سياســات‬ ‫املالكي وعنــاده ضد خصومه من الســنة واألكراد‬ ‫وحلفاء األمس من أبناء مذهبه مثل التيار الصدري‬ ‫واجمللس اإلسالمي االعلى‪ .‬واذا كان منظر اإلنهيار‬ ‫ملؤسســات حكومية على يد داعش امر مفزع ومثير‬ ‫لنفســية العراقي وهو يلجأ كعادتــه للنزوح وترك‬ ‫منزله بحثا عن األمن واألمان‪ ،‬فأنه مشــهد يذكرنا‬ ‫مبــا حصل للعراق ابان الغزو األمريكي مطلع ‪2003‬‬ ‫عندما انهــار اجليــش العراقي دون قتال شــرس‪،‬‬ ‫وهــذا اإلنهيار التدريجــي لقدرات الدولــة العراقية‬ ‫واجليش العراقي منها امنا يتحمله رئيس احلكومة‬ ‫نوري املالكــي لكونه القائد العام للقوات املســلحة‬ ‫وحتت مســؤوليته ايضا وزارات الدفاع والداخلية‬ ‫واألمن الوطني وأجهزة اخملابرات واإلســتخبارات‬ ‫وقوات خاصة تدعى «ســوات»‪ .‬ان هذه التداعيات‬ ‫اخلطيــرة تخلــق ضبابيــة امــام املتابعني للشــأن‬ ‫العراقي هل ســيلجأ القادة العراقيون لإلســتعانة‬ ‫باجليــش األمريكــي وفقــا إلتفاقيــة اإلطــار‬ ‫االســتراتيجي؟ ام ســيكون لفيلق القدس االيراني‬ ‫رأي فــي التدخل فــي الشــأن العراقــي للدفاع عن‬ ‫بغــداد كما صرح أحد قــادة الفيلق املذكور؟ وكيف‬ ‫ســيكون التعامل العربي واإلقليمــي مع ذلك اذا ما‬ ‫حــدث؟ وعلى كل حــال فإن اوضــاع العراق حبلى‬ ‫مبتغيرات مستقبلية متسارعة في مقبل األيام‪.‬‬

‫تنظيم دولة العراق والشام‪:‬‬ ‫عوامل مساعدة على التمدد‬ ‫انطاكيا ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫محمد إقبال ب ّلو‬ ‫فــي أوائل نيســان‪/‬أبريل ‪ 2013‬أعلــن أبو بكر‬ ‫البغدادي في تســجيل صوتي نشر على «يوتيوب»‬ ‫عن اندماج جبهة النصرة بدولة العراق اإلسالمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متاما ليحل مصطلح‬ ‫وإلغاء مســمى جبهة النصرة‬ ‫الدولة اإلســامية في العراق والشــام كمعبر عن‬ ‫التنظيمني اجلهاديني‪ ،‬وهو ما أطلق عليه الناشطون‬ ‫ً‬ ‫اختصارا تنظيم (داعش)‪.‬‬ ‫فيما بعد‬ ‫إال أن أبو محمد اجلوالنــي قائد جبهة النصرة‬ ‫نفى علمه مبا تطرق إليه البغدادي ورفض االندماج‬ ‫مع دولــة العراق‪ .‬وفي تســجيل صوتــي له أعلن‬ ‫مبايعة تنظيــم القاعدة وزعيمــه الظواهري‪ ،‬رغم‬ ‫أن التنظيمــن بقيا في حالة ودية بل واشــتركا في‬ ‫العديد من العمليات العسكرية ضد النظام السوري‬ ‫في مواقع متعددة‪.‬‬ ‫وخالل فترة قصيرة ســيطر عناصــر التنظيم‬ ‫على مســاحات واســعة من املناطق التــي حررها‬

‫اجليش الســوري احلر وانتزعها من قوات النظام‬ ‫السوري‪ ،‬وامتد نفوذهم في ريف حلب وريف إدلب‬ ‫ودير الزور والرقة وبعض مناطق ريف حمص‪.‬‬ ‫ظهر الكثير من قادة التنظيم في ســورية‪ ،‬مثل‬ ‫عمر الشيشــاني القائد العسكري البارز والذي لقي‬ ‫ً‬ ‫واحترامــا في البدايات وقبل أن يبدأ التنظيم‬ ‫محبة‬ ‫بالتدخل بكافة مناحــي احلياة االجتماعية وفرض‬ ‫القوانني على املواطنني والتضييق عليهم‪ ،‬باإلضافة‬ ‫للتفرغ حملاربة فصائــل اجليش احلر وقتل وخطف‬ ‫قادته على أنهم مرتدون‪.‬‬ ‫كمــا ظهر منصــب الوالي وبرز مــن خالل ذلك‬ ‫ً‬ ‫واليا علــى حلب‪،‬‬ ‫املنصــب أبــو األثير الذي عــن‬ ‫وأســرف في ســن القوانــن واألمــر باالعتقاالت‬ ‫واإلعدامــات‪ ،‬حتى أصبــح تنظيــم داعش مصدر‬ ‫رعب وقلق للمواطنني وحتى قادة اجليش احلر بدأ‬ ‫الرعب يــدب في قلوبهم ووجدوا أنــه ال بد لهم من‬ ‫محاربة التنظيــم‪ ،‬خاصة بعد ابتعاده عن اجلبهات‬ ‫وعن قتال النظام السوري الذي جاء التنظيم ألجل‬ ‫قتاله حسب ما ادعى‪.‬‬ ‫واعتمــد التنظيم فــي قياداته علــى العنصر‬ ‫ً‬ ‫معــا‪ ،‬وذلك بغيــة اإلقالل من‬ ‫األجنبي والســوري‬ ‫اعتراضات السوريني التابعني للتنظيم فنجد قائداً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سوريا كأبي‬ ‫وواليا‬ ‫أجنبيا كالشيشــاني‪،‬‬ ‫عسكريا‬ ‫األثير‪.‬‬ ‫وحســب اخلبير باجلماعات املتطرفة الدكتور‬ ‫محمد الشــواف فإن تنظيم داعش في ســوريا كان‬ ‫عبارة عن «خلطة ســرية تبنتها إيــران في البداية‬ ‫لتحقيق التمدد باســم الســنة» ويقول الشــواف‬

‫لـ»القدس العربي»‪« :‬لقد دعمت إيران تنظيم داعش‬ ‫بشــكل غير مباشــر وكان هدفها قتل السني بسني‬ ‫متطرف وهذا مــا جنحت به‪ ،‬إن إيران تقوم ببلورة‬ ‫الهالل الشــيعي مــن خالل داعش وذلــك بصنعها‬ ‫لواجهة محسوبة على اإلسالم والسنة بالتحديد»‪.‬‬ ‫ويضيف الشــواف‪« :‬لقــد راقت هــذه الفكرة‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫لدول غربية وإقليمية فقاموا باختراق داعش‬ ‫وساهم املوساد اإلســرائيلي في هذه االختراقات‪،‬‬ ‫بأشــكال غير مباشــرة ومن وراء الكواليس وذلك‬ ‫إلــى درجة تقــدمي الدعــم خاصة فيمــا يتعلق مبا‬ ‫ســمته داعش محاربة «املرتدين»‪ ،‬السيما أن هؤالء‬ ‫ً‬ ‫خطرا على الصهاينة»‪.‬‬ ‫يشكلون‬ ‫وحصل تنظيــم دولــة العراق والشــام على‬ ‫التمويل بوســائل متعددة منها تقدمي الدعم له من‬ ‫مختلف داعمي التيارات اجلهادية في العالم‪ ،‬ومنهم‬ ‫شــخصيات ورجال أعمال وأغنياء‪ ،‬كما اســتطاع‬ ‫فرض الضرائــب على النشــاطات االقتصادية في‬ ‫املناطق التي ســيطر عليها بوصفــه دولة يحق لها‬ ‫جباية الضرائب‪ ،‬كالذي قام به في بعض املدن مثل‬ ‫ً‬ ‫مؤخــرا ومطالبة األهالي دفــع فواتير املياه‬ ‫الرقة‬ ‫والكهرباء وغير ذلك‪.‬‬ ‫من جانب آخر استطاع التنظيم السيطرة على‬ ‫العديد من حقول النفط في شمال شرق البالد‪ ،‬وبدأ‬ ‫باستثمارها بشكل فعلي ويؤمن من خالل بيع النفط‬ ‫ً‬ ‫يوميا‪ ،‬واســتطاع التنظيم‬ ‫مئات آالف الــدوالرات‬ ‫مبعــارك مركزة الســيطرة على املعابــر احلدودية‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا كمعبر تل أبيض وجرابلس‬ ‫التي فقد بعضها‬ ‫والســامة فــي معاركه مــع كتائــب اجليش احلر‬

‫‪7‬‬

‫واجلبهة اإلســامية في ريف حلب الشمالي‪ ،‬والتي‬ ‫أجبر خاللها على االنســحاب من الريف الشمالي‪،‬‬ ‫رغم زرعه لبعض اخلاليا التي قامت بأعمال نســف‬ ‫وتفجير متعددة حلواجز احلر بعد انســحاب قوات‬ ‫التنظيــم‪ ،‬وقــد أمنــت املعابر مصــدر متويل جيد‬ ‫بالنسبة للتنظيم‪ ،‬فامتالك النفط واملعابر احلدودية‬ ‫يعنــي امتالك اقتصــاد قوي أشــبه باقتصاد دولة‬ ‫حقيقية‪ .‬والغريب أن تنظيم داعش لم يشــتك ً‬ ‫يوما‬ ‫من نقــص التمويل أو التســليح كباقــي الفصائل‬ ‫العسكرية في ســوريا‪ ،‬ويعود ذلك إلى تلقيه مبالغ‬ ‫هائلــة من مصــادره اخملتلفــة‪ ،‬والــذي ميكنه من‬ ‫شراء السالح الذي يســتطيع بواسطة استخدامه‬ ‫احلصول على غنائم كثيرة من خالل معارك فرضت‬ ‫عليه أو اصطنعها‪.‬‬ ‫ومن اجلدير بالذكر إن التنظيم شارك في بعض‬ ‫املعــارك مع كتائــب احلر في بدايات تأسيســه في‬ ‫سوريا‪ ،‬وبالتحديد املعارك التي تنتج عن االنتصار‬ ‫فيهــا الكثير من الغنائم‪ ،‬إذ كان يهدف إلى احلصول‬ ‫على الســاح والذخائر ال حملاربة النظام السوري‬ ‫بل لتقوية تســليحه ومتكينه من إقامة الدولة التي‬ ‫ينشدها‪.‬‬ ‫وقد انطلت هــذه اللعبة على عــدد من فصائل‬ ‫احلر‪ ،‬إذ شهد العديد من الناشطني على صفقات بيع‬ ‫ســاح بني قادة من احلر وتنظيم الدولة خاصة ما‬ ‫يتم االستيالء عليه في املعارك‪ ،‬وكان التنظيم يدفع‬ ‫أسعارا مشــجعة ً‬ ‫ً‬ ‫جدا لقادة احلر ما يدفعهم لقبول‬ ‫الصفقة‪ ،‬إلى أن أعمل التنظيم ســاحهم نفســه في‬ ‫رقابهم‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫حدث األسبوع‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫مبادرات مطلوبة منعا لحرب أهلية او تقسيم البالد‬ ‫غسان العطية‬ ‫ان تصاعد وتيرة اإلضطرابات في احملافظات‬ ‫العربية املنتفضة كان متوقعا‪ ،‬ولكن انهيار القوات‬ ‫املســلحة العراقية فــي تلك احملافظــات بالطريقة‬ ‫والسرعة التي متت فيهما كانت املفاجأة‪.‬‬ ‫ورمبا نحتــاج ملزيد من الوقــت ملعرفة حقيقة‬ ‫هــذا اإلنهيار واســبابه‪ ،‬فهنــاك مــن يتحدث عن‬ ‫مؤامــرة وآخــر عــن خيانــة‪ ،‬اال ان هنــاك حقيقة‬ ‫واضحة هــي ان العــراق انتقل الــى حالة جديدة‬ ‫وليس من الســهل عودة االمــور الى ما كانت عليه‬ ‫سابقا‪ .‬فالسؤال‪ :‬أي مستقبل ينتظر العراق؟‬

‫مسؤولية المالكي‬ ‫ان النهــج الطائفي واحتكار الســلطة من قبل‬

‫املالكي كان وراء حالة اإلستياء الشعبي الواسعة‬ ‫بــن أبنــاء احملافظــات املنتفضة‪ ،‬فاملالكــي الذي‬ ‫تولى احلكــم مجددا عــام ‪ 2010‬كان يحظى بدعم‬ ‫شــيعي كما اســتجاب له الكثير من قــادة االكراد‬ ‫والعــرب الســنة‪ ،‬ولكــن خــال الســنوات االربع‬ ‫املاضية خســر ثقــة الكرد والعرب الســنة وحتى‬ ‫اطراف شــيعية تخلــت عنه كاجمللس اإلســامي‬ ‫االعلى والصدريني وآخرين‪.‬‬ ‫ان سياســة املالكــي فــي اإلنفــراد باحلكــم‬ ‫واســتخدامه للشــحن الطائفي واإلثنــي من اجل‬ ‫مكاســب انتخابية‪ ،‬واعتماد سياســة فرق تســد‬ ‫فــي التعامل مع شــركائه فــي احلكــم‪ ،‬واللجوء‬ ‫الــى االقصــاء والتهميــش واإلضطهــاد‪ ،‬اضافة‬ ‫للفشل االقتصادي واإلجتماعي وتفشي الفساد‪،‬‬

‫وأخيرا استخدام اآللة العســكرية‪ ،‬بصفته القائد‬ ‫العام للقوات املســلحة‪ ،‬بافراط لفرض ســيطرته‬ ‫على ابناء احملافظات العربية الســنية بينما حول‬ ‫جيشــه الى قــوات إحتالل فــي تلــك املناطق‪ .‬كل‬ ‫ذلك دفــع تلــك احملافظــات لإلنتفــاض فتحولت‬ ‫عمليا حاضنة ومساندة للعنف‪ .‬لقد كانت القوى‬ ‫العربية الســنية املعتدلة اول ضحايا نهج املالكي‪،‬‬ ‫علمــا بــان تقويتها هــو الضمان لوقــف التطرف‬ ‫املذهبي االسالمي‪.‬‬ ‫ان متتع إقليم كردستان بحالة من اإلستقالل‬ ‫وفــر لهــم احلماية‪ ،‬األمــر الــذي جعل مــن ابناء‬ ‫احملافظــات العربيــة الســنية ضحيــة املالكــي‬ ‫األساسية‪.‬‬ ‫يصــغ املالكي حتــى لنصائح واشــنطن‬ ‫ولــم‬ ‫ِ‬ ‫بضرورة تعديل سياســاته جتاه شركائه خاصة‬ ‫العرب الســنة والكــرد‪ ،‬وزاد الطني بلــة بان عزل‬ ‫العراق عربيا واقليميا ليصبح عمليا أســير القرار‬ ‫االيرانــي‪ ،‬الذي له الفضل فــي احليلولة دون نزع‬ ‫الثقة عنه برملانيا عام ‪.2012‬‬

‫المبادرة المطلوبة‪:‬‬ ‫تصحيح العملية السياسية‬ ‫لــن يكــون ســهال جتــاوز األزمــة عراقيــا اال‬ ‫بتضافر جهود اطراف لم حتسن التنسيق سابقا‪،‬‬ ‫بدء بالتحالف اإلسالمي الشيعي والقوى العربية‬ ‫السنية البرملانية واألكراد‪.‬‬ ‫لقد انطلقت العملية السياسية باعتماد حتالف‬ ‫األحزاب اإلسالمية الشيعية مع األحزاب الكردية‬ ‫وصاغت هذه القوى الدستور واإلنتخابات حسب‬ ‫مقاييسها ومت تغييب العرب السنة باجراءات حل‬ ‫اجليش واجتثاث البعث وغيرهما‪ ،‬ولكن ســرعان‬ ‫ما وجدت األحزاب االسالمية الشيعية والكردية‬ ‫نفسها تهمش لصالح انفراد املالكي بالسلطة‪.‬‬ ‫ان املطلــوب هــو مبــادرة لتصحيــح العمليــة‬ ‫السياســية ووضــع ميثــاق يكــرس املصاحلــة‬ ‫الوطنيــة مبشــاركة ممثلــي كافــة احملافظــات‬ ‫والقــوى السياســية تلك هي اخلطــوة االولى في‬ ‫هــذا االجتاه‪ ،‬خاصــة وان البرملــان انتهت واليته‬ ‫وبالتالــي تعتبــر احلكومة مســتقيلة‪ ،‬اذن الوقت‬ ‫مناســب حلكومــة انقاذ وطنــي يشــكلها اقطاب‬ ‫سياســيون لهــم حضورهــم واحترامهــم فــي‬ ‫مناطقهم الشعبية برئاسة شخصية معتدلة تعمل‬ ‫من اجل تسوية سياسية‪.‬‬ ‫من أهم مســؤوليات مثل هــذه احلكومة فتح‬ ‫باب احلوار مع قوى املعارضة املســلحة العراقية‬ ‫بعيدا عن القوى ذات األجندات اإلقليمية والدولية‬ ‫باسم اخلالفة اإلسالمية وغيرها‪.‬‬ ‫ثــم ان هناك شــخصيات عراقيــة من مختلف‬ ‫املشــارب األثنيــة والدينيــة التــي ميكــن ان متــد‬ ‫اجلسور مع ابناء احملافظات املنتفضة‪.‬‬ ‫املطلــوب إعطاء ابنــاء تلك احملافظــات خيارا‬ ‫حقيقيا في اإلصالح واملشــاركة بعيدا عن العنف‪،‬‬ ‫وهــذا ليس بالســهل بعد اتســاع شــقة اخلالف‬ ‫الطائفــي واألثنــي‪ .‬ومــن هنــا احلاجة ملســاعدة‬ ‫دوليــة وبالــذات مــن األمم املتحــدة والواليــات‬ ‫املتحدة ومســاعدة اقليمية مــن كافة دول اجلوار‬ ‫واعتقــد ان التعــاون التركي ـ االيرانــي قد يصب‬ ‫في هــذا االجتاه‪ ،‬كما على الدول العربية وخاصة‬ ‫اخلليجية ان ال تتــرك االمر لآلخرين في انتظار ما‬ ‫ســينجلي عليه‪ .‬ان دعوة البعض لتدخل عسكري‬ ‫أمريكــي او غيــره لم تعد مناســبة‪ ،‬فليــس هناك‬

‫طرف مســتعد للتورط باحتالل العراق مجددا او‬ ‫حتمل مســؤولية حســم اخلالفات الطائفية فيه‪،‬‬ ‫كما ان اي تدخل عســكري اجنبي منفرد (التاميز‬ ‫اللندنيــة ‪ 12‬حزيران‪/‬يونيــو ‪/2014‬دخــول ‪150‬‬ ‫عنصرا من قوات القدس واخرى من «الصابرين»‬ ‫االيرانيــة للعــراق لدعــم املالكــي)‪ ،‬لصالح طرف‬ ‫عراقي ضــد اخر يتحول الى دعــوة حلرب اهلية‪،‬‬ ‫كما ليس مــن مصلحة العراقيــن ان يتحولوا الى‬ ‫حطب في صراع طائفي اقليمي‪.‬‬ ‫ان املصاحلــة الوطنية العراقيــة ودرء العنف‬ ‫والتطرف لم تعد حاجة عراقية فحسب بل حاجة‬ ‫اقليميــة ودوليــة‪ ،‬وما خشــية العالم مــن انقطاع‬ ‫النفط العراقي اال أحد أوجه األزمة‪.‬‬ ‫وان اخلطــوات التي قد تضطر اليها االحزاب‬ ‫االسالمية الشيعية والتي سوف يعتبرها البعض‬ ‫تنــازالت‪ ،‬يقابلها جناح في احلفــاظ على العراق‬ ‫ووحدتــه‪ ،‬فاحلرب األهلية لم تعــد فزاعة بل هي‬ ‫حقيقة يجب جتنبها‪ ،‬كما ان التقسيم ميثل طريقا‬ ‫للهــروب لألمــام ال يتحقــق اال مبزيــد مــن القتل‬ ‫واخلــراب مبا يجعل من الكل خاســرا‪ ،‬فاملطلوب‬ ‫تســوية سياسية يشــعر كل طرف ان ربحه اكثر‬ ‫مــن خســارته ان كانت هناك خســارة بالنســبة‬ ‫للبعض‪.‬‬

‫مسؤولية القوى‬ ‫الشعبية المنتفضة‬ ‫ان حمــل الســاح ليس هدفــا بحــد ذاته‪ ،‬بل‬ ‫يجب ان يكون وســيلة لغرض سياســي‪ ،‬من هنا‬ ‫احلاجة لبلــورة اهداف واقعيــة وواضحة تخدم‬ ‫أبناء تلك املناطق التي ســبق ان نزفت دما وماال‪،‬‬ ‫مبــا يــؤدي في احملصلــة الــى اســترجاع العراق‬ ‫لعافيته واستقالله‪.‬‬ ‫فاحلكمــة السياســية ال تقل اليــوم أهمية عن‬ ‫شــجاعة حمــل الســاح‪ ،‬واخلــوف كل اخلوف‬ ‫ان تنقســم هــذه القوى املســلحة كمــا حصل في‬ ‫ســوريا وتتــرك اجملــال واســعا ملزيد مــن األذى‬ ‫البناء احملافظات املنتفضة لتصبح هدفا للبراميل‬ ‫املتفجــرة والعقوبات اجلماعيــة متاما كما حصل‬ ‫للفلوجــة ومــا النــزوح اجلماعي عــن املوصل اال‬ ‫خوفــا من هــذا االحتمــال‪ ،‬علما بان مــا صدر في‬ ‫املوصل عــن تنظيم الدولة االســامية في العراق‬ ‫والشــام من (وثيقة املدينة) التي تفرض اسلوب‬ ‫حياة متشــددة علــى املواطنني يثير رعــب الناس‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫لقــد حان الوقت الن تخرج قيــادات الفصائل‬ ‫املســلحة مــن الظل لتطــل علــى الناس باســماء‬ ‫وشخصيات وبرنامج عمل قادر على متثيل ابناء‬ ‫تلــك املناطق بعيدا عــن الغلو الطائفــي او الديني‬ ‫واالســتعداد ملد اجلســور مع القوى العراقية في‬ ‫الوسط واجلنوب وكردستان بهدف التوصل الى‬ ‫تسوية سياسية‪ .‬ان آخر سالح من املمكن ان يلجأ‬ ‫له احلاكم في بغداد هو اشعال احلرب الطــائفية‬ ‫مســتغال ســلوكا خاطئا من بعض القوى العربية‬ ‫الســنية حلشــد العرب الشيعة باســم الدفاع عن‬ ‫الطائفية كما يحصل في سوريا‪.‬‬ ‫ان الفرصــة مواتية إلعــادة حلمة وحدة عرب‬ ‫العــراق‪ ،‬وهــذه ليســت دعــوة ملواجهــة الكرد أو‬ ‫غيرهم‪ ،‬ولكن ما ميكــن ان يعيد للعراق عافيته هو‬ ‫تعافي العمود الفقري الذي يوحد العراق اال وهو‬ ‫عرب العراق‪ ،‬ألن إنقســام العــراق مذهبيا يؤدي‬ ‫الى سقوطه وإنتهاء دوره وطنيا وإقليميا‪.‬‬


‫حدث األسبوع‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫بغداد تعيش أجواء القلق‬ ‫والترقب لـ«المعركة الفاصلة»‬ ‫بغداد ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫مصطفى العبيدي‬ ‫أصبــح العراقيون يعيشــون أجواء‬ ‫القلــق واخلــوف والترقــب واحليرة بل‬ ‫والصدمــة مما حصــل ومن القــادم من‬ ‫األحداث‪ ،‬التي يبدو أنها ال تبشر باخلير‪،‬‬ ‫خاصة في ظل تضارب األخبار من املصادر‬ ‫اخملتلفة عن التطورات األخيرة وسيطرة‬ ‫تنظيــم داعش ومنظمات مســلحة أخرى‬ ‫على مناطق في احملافظات الشــمالية من‬ ‫العــراق‪ ،‬وبعــد اعالن احلكومــة النفير‬ ‫العام وبدء العشــائر واالحــزاب املوالية‬ ‫للحكومــة في تهيئــة مقاتلــن « ملواجهة‬ ‫داعش وحلفائها» فــي معركة بغداد التي‬ ‫يقول اجلميع انها ستكون «حاسمة»‪.‬‬ ‫وأينمــا تذهــب في هــذه األيــام في‬ ‫بغداد‪ ،‬ســواء في البيــوت أو احملالت أو‬ ‫الدوائر احلكومية‪ ،‬فإنــك جتد العراقيني‬ ‫يلتفون حول أجهــزة التلفــاز والراديو‬ ‫ملتابعــة التطورات الســريعة التي تركت‬ ‫آثارها العميقة علــى احلكومة واملواطنني‬ ‫وســلوكهم فــي العاصمة بغــداد وباقي‬ ‫احملافظات‪.‬‬ ‫فقد ازداد انتشــار ســيطرات اجليش‬

‫والشرطة في شــوارع العاصمة واملناطق‬ ‫والتقاطعات الرئيسية‪ ،‬مع زيادة ساعات‬ ‫حظر التجوال لتكون من الساعة العاشرة‬ ‫ليال وحتى الفجر‪ ،‬كما شــوهد العديد من‬ ‫اجملاميع املســلحة الداعمة للحكومة وهي‬ ‫تتنقل بسيارات حديثة في بعض املناطق‬ ‫من بغــداد‪ ،‬وهو مــا أدى الى مســارعة‬ ‫املواطنني الى العودة الى بيوتهم سريعا‪.‬‬ ‫وقد انعكس ذلك على احملــات التجارية‬ ‫والشــركات التي أغلق الكثير منها أبوابه‬ ‫أو عمد الى اغالق احملالت عند الظهر‪.‬‬ ‫ولوحــظ فــي األســواق وخاصة في‬ ‫«الشــورجة» املركــز الرئيســي واألكبر‬ ‫للتســوق في بغداد‪ ،‬وجود اقبال كبير من‬ ‫املواطنني والتجار وأصحاب احملالت على‬ ‫شراء وتخزين املواد الغذائية‪ ،‬مع حصول‬ ‫ارتفاع ملحوظ في أسعار تلك املواد نتيجة‬ ‫ازدياد الطلب عليها‪.‬‬ ‫كما عمد الكثير من املواطنني الى تخزين‬ ‫مواد الوقــود (البنزين والغاز )‪ ،‬وخاصة‬ ‫بعد األخبار عن وصــول املعارك الى قرب‬ ‫مصفى بيجي الذي يزود العاصمة بالكثير‬ ‫من مشتقات الوقود‪.‬‬ ‫وشــوهدت جتمعات مــن الناس أمام‬ ‫املصارف لسحب األموال منها‪ ،‬حيث عمد‬ ‫بعض البنوك الى ايقاف أو جتميد السحب‬

‫‪ ..‬وماذا عن كركوك؟‬ ‫صبحي حديدي‬

‫على األموال بسبب اخملاوف األمنية‪.‬‬ ‫وحصل اقبال كبير على اقتناء كارتات‬ ‫االتصــاالت وحفظها حتســبا للتطورات‬ ‫التي قــد تؤثر على توفرها‪ ،‬نظرا ألهميتها‬ ‫فــي التواصــل بــن األهــل واألقــارب‬ ‫واالصدقــاء لالطمئنان عليهم كوســيلة‬ ‫بديلة عن التنقل احملفوف باخملاطر‪.‬‬ ‫وبالنســبة لعمــل معظم الشــركات‬ ‫واملؤسسات اخلاصة فقد توقف عملها مثل‬ ‫شركات الســياحة والفنادق التي توقف‬ ‫عملها كليا وأعلنوا موت موســم الســفر‬ ‫والسياحة الى الشــمال الذي كان معتادا‬ ‫أن يبدأ في مثل هذه األوقات من كل عام‪.‬‬ ‫أما شركات النقل وحركة املواطنني بني‬ ‫بغداد واحملافظات الشــمالية‪ ،‬فهي شــبه‬ ‫متوقفة عــدا رحالت محــدودة للحاالت‬ ‫االضطرارية وبأجــور مرتفعة مع وجود‬ ‫مخاطرة جدية‪.‬‬ ‫ومع بــدء امتحانــات البكالوريا لهذا‬ ‫العام التي جتري هذه األيام‪ ،‬فإن األهالي‬ ‫فــي قلق من تأثيــر األحداث علــى اكمال‬ ‫أداء االمتحانات وتركيز ابنائهم وبناتهم‬ ‫فيها‪ ،‬اضافة الى قيام الكثير منهم مبرافقة‬ ‫أبنائهم الى املراكز االمتحانية وانتظارهم‬ ‫حلــن االنتهــاء إلعادتهم الــى البيوت‬ ‫بسرعة‪.‬‬

‫يجــوز للتقديــرات أن تتبايــن‪ ،‬فــي قليــل أو كثيــر‪،‬‬ ‫حــول خفايا ما يجــري في العــراق اليوم؛ ومــا إذا كان‬ ‫احلراك العســكري يقتصر على «داعــش»‪ ،‬أم هذه ضمن‬ ‫حتالفات أخرى محلية‪ ،‬عشــائرية ونقشــبندية‪ ،‬ســنّ ية‬ ‫ً‬ ‫غالبا؛ أم ّأن اجلوهر يشــير إلى انتفاضة شــعبية واسعة‬ ‫النطاق‪ ،‬متعــددة القوى واملطالب؛ أم‪ ،‬أخيــر ًا‪ ،‬أنها جزء‬ ‫من تخطيط خبيث يســتهدف‪ ،‬في نهايــة املطاف‪ ،‬خدمة‬ ‫نوري املالكي‪ ،‬وإلهاء العراقيني عن حتالفاته السياســية‬ ‫الهشة‪ ،‬وعن حكومته الغارقة في األزمات‪.‬‬ ‫ما ال يجــوز‪ ،‬وال يبيحه املنطق البســيط‪ ،‬هو جتاهل‬ ‫احلقائــق الصلبــة علــى األرض‪ ،‬وخاصــة تلــك التي ال‬ ‫تفحص‬ ‫تقتضي إبداء هذا التقدير أو ذاك‪ ،‬بقدر ما تفرض ّ‬ ‫املعطيات ذاتهــا‪ ،‬بأناة وتدقيق‪ ،‬وضمن حدود كافية من‬ ‫القراءة املوضوعية‪ .‬كركوك ـ في هذا الشــرط العسكري‬ ‫والسياســي املتفجر‪ ،‬واآلن ْإذ تقترب االعمال العسكرية‬ ‫من تخومها‪ ،‬بل تتوغل في ضواحيها وأطرافها ـ هي بني‬ ‫أبرز تلك احلقائق‪ .‬فهذه املدينة تعتبر «أورشليم األكراد»‪،‬‬ ‫ألنهم استوطنوها منذ آالف السنني‪ ،‬وشهدت الكثير من‬ ‫فصول تاريخهم القدمي والوسيط واحلديث‪ ،‬والعاصمة‬ ‫(شبه احلتمية‪ ،‬بحكم اجلغرافيا والتاريخ والثروات…)‬ ‫ألية دولة كردية مستقلة قادمة‪.‬‬ ‫إلــى هــذا أو ذاك مــن األســباب‪ ،‬تُ ضــاف حقيقــة‬ ‫اقتصاديــة كبــرى‪ّ :‬أن منطقــة كركوك هي أقــدم مواقع‬ ‫استخراج النفط العراقي‪ ،‬وأغزرها؛ ويعلم اجلميع اليوم‬ ‫ّأن احتياطيها يبلغ ‪ 10‬مليارات برميل‪ ،‬على األقل‪ .‬وليس‬ ‫مستبعد ًا‪ ،‬بالتالي‪ ،‬أن ينخرط األكراد أنفسهم في اقتتال‬ ‫داخلي من أجل الســيطرة على املدينــة وثرواتها النفطية‬ ‫أي طور من الوئام بني احلزبني‬ ‫الهائلة‪ .‬ومن املعروف ّأن ّ‬ ‫الكرديني الرئيسيني‪« ،‬احلزب الدميقراطي الكردستاني»‬ ‫حادة‬ ‫و»االحتاد الوطني الكردســتاني»‪ ،‬يخفي خالفات ّ‬ ‫وجوهريــة دفعتهما في املاضي إلى مواجهات مســلحة‬ ‫دامية‪ ،‬أسفرت عن الكثير من اخلسائر البشرية واخلراب‬ ‫املادي‪.‬‬ ‫غيــر ّأن ّ‬ ‫ألن‬ ‫ملف كركــوك ال ينتهي هنا فــي الواقع‪ّ ،‬‬ ‫تركيا طامعــة بدورها في ثروات املنطقــة‪ ،‬خاصة وأنها‬ ‫تعتبرهــا أبــرز اخلطــوط احلمر التــي ال تســمح لألكراد‬ ‫بتجاوزها‪ .‬واألتــراك لهم ذرائعهــم التاريخية والثقافية‬ ‫ألن كركوك‬ ‫التــي جتعلهم يبررون أطماعهم فــي املنطقة‪ّ ،‬‬ ‫تضــم أكثر مــن ‪ 350‬ألف تركمانــي (أنقــرة تتحدّ ث عن‬ ‫ّ‬ ‫مليــون!)‪ ،‬يعــودون فــي أصولهم إلــى األرومــة التركية‬ ‫ً‬ ‫أيضا!‬ ‫ذاتها‪ ،‬بل ويعتبرون كركوك عاصمتهم التاريخية‬ ‫وفي ّ‬ ‫كل حال‪ ،‬إذا كانت تركيا ال توافق أبد ًا على مبدأ قيام‬ ‫دولة كردية مستقلة في شمال العراق‪ ،‬فإنها بالتأكيد لن‬ ‫تسمح للكيان الكردي احلالي بحيازة أرض حتتوي على‬ ‫قوة اقتصادية عظمى‬ ‫ثروات خرافية جتعل من األكــراد ّ‬ ‫على صعيــد إقليمي‪ .‬كما أنها‪ ،‬من باب أولى‪ ،‬لن تســمح‬ ‫يضــم «داعش» أو‬ ‫بوقــوع املدينة حتت ســيطرة حتالف‬ ‫ّ‬ ‫سواها من التنظيمات اجلهادية املتشددة‪.‬‬ ‫يســجل أنــه‪ ،‬منذ ســنوات‪ ،‬وحتــى قبل‬ ‫والتاريــخ‬ ‫ّ‬ ‫ســقوط نظام صدّ ام حســن‪ ،‬لــم ّ‬ ‫يكف زملــاي خليل زاد‬ ‫(املنــدوب األمريكي إلى مؤمتــرات املعارضــة العراقية‪،‬‬ ‫والــذي ســيصبح ســفير ًا لواشــنطن فــي بغــداد‪ ،‬بعــد‬ ‫االحتالل) عن التشــديد‪ ،‬خاصة في حواراته مع األكراد‪،‬‬ ‫حترك‬ ‫للقوات الكردية ّ‬ ‫على ّأن واشــنطن لن تســمح ّ‬ ‫بأي ّ‬ ‫عســكري خارج مناطق الســيطرة احلاليــة‪ .‬ومن جانب‬ ‫ثان‪ ،‬متنى خليل زاد أال يعرقل األكراد اخلطط العسكرية‬ ‫ٍ‬ ‫تتــم بتنســيق أمريكــي ـ تركــي داخــل األراضــي‬ ‫التــي ّ‬ ‫العراقية‪.‬‬ ‫ونعــرف ـ من جتــارب احلروب ّ‬ ‫كافــة‪ ،‬ومن حروب‬ ‫ً‬ ‫خصوصا وحتديد ًا ـ ّأن كســب احلرب‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫ال يعني البتة كســب الســام‪ :‬الســام مبعنــاه األعرض‬ ‫ّ‬ ‫املركــب‪ ،‬الذي يتجاوز وقف إطالق النار وانتهاء األعمال‬ ‫العســكرية‪ ،‬والذي ال يعني ما هو ّ‬ ‫أقل من استثمار نتائج‬ ‫القــوة الظافــرة‪ ،‬في املســتويات اجليو‬ ‫احلــرب لصالح ّ‬ ‫ثم في املســتويات‬ ‫ـ سياســية واالقتصاديــة فــي البدء‪ّ ،‬‬ ‫األخــرى التالية‪ ،‬املباشــرة وغير املباشــرة‪ .‬وهكذا‪ ،‬على‬ ‫ً‬ ‫فضال‬ ‫صعيــد النفــط والدميوغرافيا واجليو ـ سياســة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫غريبا‬ ‫عن اعتبارات أخرى كثيــرة‪ ،‬محلية وإقليمية؛ ليس‬ ‫أن تبدو كركــوك‪ ،‬اليوم‪ ،‬مبثابة نقطة األوج‪ ،‬في تشــييع‬ ‫كامل مشــروع االحتالل األمريكي للعــراق‪ ،‬إلى… مزبلة‬ ‫التاريخ!‬

‫‪9‬‬


‫‪10‬‬

‫حدث األسبوع‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫داعش مشروع إمارة وصراع مصالح وإرادات‬ ‫لندن ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫إبراهيم درويش‬

‫ينظــر لظاهــرة الدولــة اإلســامية فــي‬ ‫العــراق والشــام (داعش) التي جتتاح شــمال‬ ‫العراق اليوم وتســيطر على مناطق في سوريا‬ ‫باعتبارهــا التمظهر األعلى للجهاديــة العاملية‪،‬‬ ‫والنموذج األكثر جناحا في جتارب اجلماعات‬ ‫التي تســعى لفرض «منوذج» إسالمي خاضع‬ ‫لتفســيرها وتفســير منظريها بالعنف‪ .‬وعادة‬ ‫مــا يربط جنــاح داعش بالشــخصية الغامضة‬ ‫التــي تقف وراء جناحاته أي أبو بكر البغدادي‬ ‫الــذي صنفته مجلة «تــامي» األمريكية باعتباره‬ ‫واحــدا مــن ‪ 100‬شــخصية تؤثــر على مســار‬ ‫العالم‪ .‬وانتبهت اجمللة قبل أكثر من عام ألهمية‬ ‫البغــدادي امللقب أيضــا بأبو دعــاء وقالت إنه‬ ‫يقــوم بتأســيس معالــم دولــة إســامية متتد‬ ‫مــن شــواطيء البحر املتوســط إلــى صحاري‬ ‫العــراق‪ .‬وبنفس الســياق خصصــت صحيفة‬ ‫«إندبندنت» اإلسبوع املاضي افتتاحية لتحليل‬ ‫مبــاديء الدولة اإلســامية القادمــة – خالفة‬ ‫أبو بكــر البغدادي‪ -‬وأكدت فيها على مباديء‬ ‫العقوبــات وعدم التســامح مشــيرة أن حدود‬ ‫الدولة وعاصمتها لــم يتم حتديدهما لكنها في‬ ‫طور التشكل‪ .‬املشكلة في هذا التحليل أنه قائم‬ ‫على تقديــرات «مصادر» أمنيــة‪ ،‬وينزع أحيانا‬ ‫للمبالغة‪ ،‬فدولة البغدادي ليست أكبر من دولة‬ ‫حركة الشــباب اإلسالمي التي ســيطرت على‬ ‫مناطق واســعة فــي الصومال‪ ،‬ولكــن داعش‬ ‫بنت سمعتها وسلطتها في سوريا حيث برزت‬ ‫كبديــل وإن مؤقــت عــن بعض الفصائــل التي‬ ‫تعاملت مع احلرب كتجارة وصدمت الســكان‬ ‫الذيــن خرجوا على الطغيــان بتحولها جملموعة‬ ‫مــن التجــار واملتاجريــن‪ ،‬هذا قبل أن يكشــف‬ ‫داعش عن ممارســاته التي اصطدمت باإلميان‬ ‫واملباديء اجملتمعية الســورية املتســامحة في‬ ‫طبيعتها رغم ســنوات القمــع والطغيان‪ .‬وهذا‬ ‫يفســر احلملة عليه وخروجه بالقوة من مدينة‬ ‫حلب ليحتفظ مبديـــــنة الرقــة ومناطق أخرى‬ ‫في شــرق ســوريا‪ ،‬وليبدأ بعد ذلك حملته في‬ ‫األنبــار وســيطرتها علــى أجزاء مــن الرمادي‬ ‫والفلوجة‪.‬‬ ‫ثم بــدأ عمليــة اجتيــاح الشــمال العراقي‬ ‫ومحاولــة التقــدم نحــو العاصمة فــي معركة‬ ‫ســتحدد نتيجتها شــكل العراق واملنطقة اآلن‪،‬‬ ‫فانتصــار اجلماعــة اجلهاديــة كان حاســما‬ ‫وســريعا‪ ،‬ولكنــه لم يكــن مفاجئــا‪ ،‬ألن انهيار‬ ‫اجليــش العراقي في املوصــل كان حتميا بعد‬ ‫فشــل حكومة نــوري املالكي بإخــراج داعش‬ ‫وثوار العشائر من مدينة الفلوجة التي شهدت‬ ‫معارك حاســمة بعد الغزو األمريكــي للعراق‪.‬‬ ‫فمعنويــات اجليش وعبثية املعركــة وانفصام‬ ‫اجلنــود عــن واقعهــم وانقطاعهــم عــن املركز‬ ‫وفساد قادتهم واســتخدام جيش املالكي مثل‬ ‫نظام بشــار األسد أســلحة الترويع‪ -‬البراميل‬ ‫املتفجــرة والقصــف املدفعــي‪ -‬كان مقدمــة‬ ‫ونتيجــة ملا حــدث فــي املوصل وتكريــت وما‬ ‫بعدهمــا‪ .‬وال بــد في هــذا املشــهد أن نؤكد أن‬ ‫اجتيــاح امللثمون أصحــاب القمصان الســود‬

‫والرايــات اجلهاديــة كان نتاجا لفشــل الدولة‬ ‫العراقية التي بشــر بها جورج بــوش‪ ،‬الرئيس‬ ‫األمريكــي فــي العــراق‪ ،‬وطموحــه لتحويلهــا‬ ‫لواحــة الدميقراطيــة فــي املنطقة تتفــوق على‬ ‫مزاعــم إســرائيل فــي اللقــب‪ .‬وما حــدث في‬ ‫العراق األمريكي الذي ســلم إليــران أنه مهد ملا‬ ‫يحدث اليوم في شمال العراق‪ .‬ومن هنا نالحظ‬ ‫الطريقة التي حتللت فيهــا القوى العظمى التي‬ ‫هندست للغزو من مسؤوليتها عن اضطرابات‬ ‫العــراق‪ ،‬بــدءا مــن بــاراك أوباما الــذي رفض‬ ‫مطالب املالكي الشهر املاضي التدخل عسكريا‬ ‫وفي تصريحاته يوم اخلميس أملح إلى ضرورة‬ ‫تغييــر فــي بنيــة النظــام السياســي العراقي‪،‬‬ ‫وقبله حمــل ديفيد كاميــرون‪ ،‬رئيــس الوزراء‬ ‫العراقــي املالكي املســؤولية وانضمــت وزيرة‬ ‫اخلارجية األمريكية الســابقة هيالري كلينتون‬ ‫للجوقــة فــي لقــاء مــع «نيوزنايــت» – بي بي‬ ‫سي‪ -‬ورددت نفس الكالم حول تخلي املالكي‬ ‫عــن التعهــد مبشــاركة الســلطة مــع املكونات‬ ‫اآلخرى في العراق‪ ،‬السنة واألكراد والطوائف‬ ‫واألقليات الصغيرة‪ .‬مع أن الصحافة األمريكية‬ ‫حملت اوباما مسؤولية ما يجري ألنه أنسحب‬ ‫مــن العراق قبــل انتهاء احلــرب‪ .‬واحلقيقة أن‬ ‫السياسيني والدول حتب التحلل من اللوم لكن‬ ‫جرميــة غزو العراق هي التي فتحت الباب أمام‬ ‫ظهور داعش وقبلها القاعدة‪.‬‬ ‫املهــم في األمــر ان تفكيك الدولــة العراقية‬ ‫القائمة قبل الغزو والتي كانت محورية ولعبت‬ ‫دور احلاجــز للتمدد اإليرانــي‪ ،‬بنفس الطريقة‬ ‫التــي حــل فيهــا بــول برميــر‪ ،‬حاكــم العراق‬ ‫األمريكــي‪ ،‬في بيانــه األول اجليــش العراقي‬ ‫املؤسســة التــي ظلت تعبــر عن متاســك األمة‬ ‫العراقية والقوة التي ظلت قائمة رغم الضربات‬ ‫واحلروب التي خاضتها املؤسسة العراقية في‬ ‫عهــد صدام ضد إيران او االكراد في الشــمال‪.‬‬ ‫لم يفهــم األمريكيــون الذيــن لم يقــرأوا تاريخ‬ ‫بالد الرافدين بعمق أن هذا العراق ال ميكن ألي‬ ‫مكون التســيد فيه وحكمه وأن إجماع مكوناته‬ ‫وتوافقهــا هــو الســبيل لبنــاء حيــاة فضلى‪.‬‬ ‫ولكنهــم بطريقــة الغــرب األمريكــي جــاءوا‬ ‫وســلموا العراق جملموعات من املنفيني الشيعة‬ ‫العراقيني ال أســاس لهم جاءوا يسكنهم حس‬ ‫اإلنتقــام والغضــب وضيعوا فرصــة تاريخية‬ ‫لبنــاء عــراق يتجــاوز ســنوات الديكتاتوريــة‬ ‫فبنــوا باســم دميقراطيــة مزيفــة ديكتاتورية‬ ‫شيعية تابعة لطهران نزعت العراق عن امتداده‬ ‫العربي والعالم السني‪ ،‬واستعدى قادة العراق‬ ‫«اجلديد» الذين حكموا باســم مظلمة احلسني‬ ‫وأنهــم أمســكوا بالســلطة بعــد ألف عــام من‬ ‫احلرمــان ولــن يفرطوا فيهــا كما قــال املالكي‬ ‫اجلميع‪ .‬اســتفرد األخير في الســلطة وحتول‬ ‫لديكتاتور جديد ميسك بكل الوزارت من الدفاع‬ ‫لألمن القومي وغيرها‪.‬‬ ‫كان األمــر ســيتوقف عنــد هذا احلــد لكن‬ ‫املالكــي وزمرتــه من امليليشــيات صبــوا جام‬ ‫غضبهــم علــى الســنة فشــنوا حملــة اجتثاث‬ ‫وتطهير ألن صدام كان ســنيا‪ ،‬وأخذ كل سني‬ ‫بهذه اجلريرة‪ .‬مضت على السنة أكثر من عشر‬ ‫سنوات عجاف ذاقوا فيها التهميش واحلرمان‬

‫وصمــت بغداد آذانها ألصواتهــم‪ ،‬حتى عندما‬ ‫خرجوا وكلهــم أمل ببناء ربيــع عراقي جاءت‬ ‫دبابات املالكي وقتلــت املتظاهرين‪ ،‬وقبل ذلك‬ ‫عندما خرجوا فــي انتخابات عام ‪ 2010‬بأعداد‬ ‫كبيرة للمشــاركة في العملية السياسية بعدما‬ ‫قاطعوها عام ‪ 2005‬حتايل املالكي على النتائج‬ ‫واجهض انتصارهم‪.‬‬ ‫وعندمــا تعاونــت صحــوات الســنة مــع‬ ‫األمريكيني وأنهت خطر القاعدة كافأهم املالكي‬ ‫بقطع رواتبهــم ومالحقة بعضهــم واغتيالهم‪.‬‬ ‫هــذه السياســات وغيرهــا واإلمتحــان الــذي‬ ‫عاشــه الســنة في العراق تظل محفزا للغضب‬ ‫وفتحت اجملال لعودة القاعدة التي ثارت عليها‬ ‫القبائل الســنية قبل عدة ســنوات‪ .‬ولكن عودة‬ ‫القاعــدة مبســمى جديد لــم يكن ممكنــا بدون‬ ‫احلــرب األهلية في ســوريا‪ .‬فحالــة الفوضى‬ ‫وغياب الســلطة املركزية كانت التربة اخلصبة‬ ‫التي نبتت فيها داعش التي متردت على زعيمها‬ ‫القــدمي أميــن الظواهري‪ ،‬وســاعدها أيضا آلة‬ ‫إعالميــة ضخمة ومتويل من مصــادر متعددة‪،‬‬ ‫بيع النفط‪ ،‬اختطاف ودعم املتعاطفني معها في‬ ‫اخلارج لتكوين‪.‬‬ ‫ومثــل طالبــان األفغانيــة التي تقــوت من‬ ‫ضعف وتشــتت األعداء وفوضــى البالد حيث‬ ‫اجتاحت أفغانســتان في غضون عام‪ .‬صحيح‬ ‫كان لطالبــان داعم حقيقي لــه مصلحة بوجود‬ ‫قــوة اســتقرار في افغانســتان‪ ،‬أي باكســتان‬ ‫لكن اإلمارة اإلســامية وزعيمها مال محمد عمر‬ ‫ســرعان ما فتحــت الباب أمام اجلهــاد العاملي‬ ‫وانتهت للمصير الذي نعرفه‪ ،‬واقترن هذا ايضا‬ ‫بقلة خبرة في إدارة البالد ورؤية ضيقة‪.‬‬ ‫ولكــن املعنى يظل حاضرا في حالة داعش‬ ‫وعلينا أن ال نتعامل معها كعنصر واحد ووحيد‬

‫فــي معادلة اجتياح الشــمال العراقــي‪ ،‬فهناك‬ ‫مكونات غاضبة تعاونت معهــا تكيتيكيا‪ ،‬ثوار‬ ‫قبائل‪ ،‬ضباط ســابقون من اجليــش العراقي‬ ‫الســابق‪ ،‬وعناصر صوفية نقشــبندية ثورية‪،‬‬ ‫بل وفي بينة التنظيم وخبراته مالمح من خبرة‬ ‫الضباط العراقيني السابقني‪ ،‬فاحلالة العراقية‬ ‫علــى خالف الصومــال وأفغانســتان والدول‬ ‫الفاشــلة األخــرى هنــاك اشــتراك فــي هوية‬ ‫العدو وهي حكومة املالكــي‪ ،‬والتأثير اإليراني‬ ‫والتهميش واحلرمان‪ ،‬كل هذه املكونات دفعت‬ ‫لإلنفجــار‪ .‬وعلى خــاف طالبان أفغانســتان‪،‬‬ ‫فقد ازدهرت في ظل جتاهل دولي ألفغانستان‬ ‫التــي اســتخدمت أمريــكا مقاتليهــا واألفغان‬ ‫العــرب كجنود راجلة فــي احلرب ضد اإلحتاد‬ ‫الســوفييتي الســابق‪ .‬فالعراق في قلب منطقة‬ ‫تظــل محل صراع إرادات ومصالح‪ ،‬نفط ومياه‬ ‫ومطالب باإلنفصال والهوية‪ ،‬وقدرة داعش في‬ ‫النهاية مرتبطة بنجاحها في تأكيد كيانها‪ ،‬الن‬ ‫على احملك مصالح أمريكا وإسرائيل ومخاوف‬ ‫تركيــا ومطالــب األكــراد الذين اســتفادوا من‬ ‫املعمعة واحتلوا كركــوك «قدس األقداس» في‬ ‫اســطورة التكوين التي صنعوهــا كتتويج رمبا‬ ‫لعمليــة انفصالهم عــن اجلســد العراقي الذي‬ ‫اثخنوه ضربا منــذ والدة فكرة الدولة احلديثة‬ ‫فيه بدايات العشــرين من القرن املاضي‪ .‬متاما‬ ‫كمــا اســتفادوا من غــزو الكويــت واإلحتالل‬ ‫األمريكــي من قبل‪ .‬وأكثر مــن هذا ميثل داعش‬ ‫تهديدا للمشروع اإليراني في العراق وسوريا‪،‬‬ ‫ورد طهران مهم في حتديد نتيجة املعركة‪.‬‬ ‫أمام داعــش إذن خيــارات ومعركة طويلة‬ ‫لبناء إمــارة تبدو مســتحيلة اليــوم ألن الدول‬ ‫الكبرى ال تريد التسامح معها وال مع أفغانستان‬ ‫جديدة على ضـفاف دجلة والفرات‪.‬‬


‫حدث األسبوع‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪11‬‬

‫أكثر من ‪« 850‬مجاهدا» فرنسيا يقاتلون في سوريا والعراق‬

‫فرنسا تتحسس معالمها السياحية خوفا من إنتقام‬ ‫«جهاديين» فرنسيين قاتلوا في صفوف «داعش»‬ ‫باريس ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫محمد واموسي‬ ‫زادت فرنســا من إســتنفار أجهزتها األمنية بعد أن‬ ‫تبــن حلكومتها عدم جناعة سلســلة اإلجــراءات التي‬ ‫اتخذتها العتقال «جهاديني» من أصول فرنســية عادوا‬ ‫من ســوريا والعــراق بعد قتالهــم إلى جانــب تنظيم‬ ‫دولة العراق والشــام اإلســامية «داعش» وغيره من‬ ‫التنظيمات املتشددة‪.‬‬ ‫ويقول مصدر أمني فرنســي لـ «القدس العربي» إن‬ ‫«جل املقاتلني الذين غادروا فرنســا للقتــال إلى جانب‬ ‫تنظيم «داعش» في العراق وســوريا‪ ،‬كانوا حتت عيون‬ ‫األجهزة األمنية الفرنسية‪ ،‬لكن كثيرين منهم فقدت هذه‬ ‫األجهزة أثرهم ولم تعد تعرف أي شيء عن مصيرهم»‪.‬‬ ‫ويضيف‪»:‬هناك أيضا كثيرون جنحوا في الوصول‬ ‫إلى سوريا عبر تركيا ال تعلم عنهم أجهزة األمن الفرنسية‬ ‫أي شــيء‪ ،‬أغلبهم من القاصرين الذين تعرضوا لعملية‬ ‫غسل دماغ عبر األنترنت أو مباشرة»‪.‬‬ ‫وأشــعلت لطيفة بن زياتن والدة اجلندي الفرنسي‬ ‫من أصل مغربي الذي كان قد ســقط برصاص املتشــدد‬ ‫الفرنســي من أصل جزائري محمد مــراح قبل أن تقتله‬ ‫الشــرطة الفرنســية في إطالق نار معه في تولوز قبل‬ ‫عامني‪ ،‬جدال واســعا في فرنسا حني شــككت جناح في‬ ‫اإلجراءات األمنية املتخذة من قبل احلكومة لوقف نزيف‬ ‫هجرة قاصرين فرنســيني إلى سوريا للتطوع في القتال‬ ‫إلى جانب تنظيم داعش وتنظيمات أخرى متشددة‪.‬‬ ‫وقالت لطيفة التي ترأس جمعية باسم ابنها وتعمل‬ ‫في الضواحي الفرنســية من أجل حث الشباب املسلمني‬ ‫على نبذ العنف وتعريفهم بالصورة الصحيحة لإلسالم‬ ‫كدين ســلم وســام‪ ،‬إن «الرقم األخضر الذي وضعته‬ ‫السلطات الفرنسية رهن إشــارة العائالت التي عجزت‬ ‫عن منع أبنائها من الســفر إلى ســوريا من أجل التبليغ‬

‫عنهم غير فعال وغير ذي جدوى‪ ،‬مســتندة في ذلك الى‬ ‫عدم إملام الكثير من األمهات وعدم معرفتهن باســتخدام‬ ‫الهاتــف‪ ،‬وكذلك رفــض كثير منهن التبليــغ عن فلذات‬ ‫أكبادهن خوفا عليهم من مصير غامض»‪.‬‬ ‫وهي تطالب باســتمرار عبر عدة قنوات تلفزيونية‬ ‫فرنســية بحماية الشــباب من ذوي األصــول العربية‬ ‫واإلســامية في فرنســا من تأثير املنظمات اإلسالمية‬ ‫املتشددة التي تســتفيد من حالة اإلضطراب اإلجتماعي‬ ‫التي يعيشــونها في الضواحي املهمشــة لتســتقطبهم‬ ‫وقودا ملعاركها‪.‬‬ ‫وحتدد السلطات الفرنسية عدد الشبان الفرنسيني‬ ‫الذين يقاتلون في صفوف تنظيمات متشددة في سوريا‬ ‫أغلبهم ضمن تنظيم دولة العراق والشــام اإلســامية‬ ‫«داعش» املتشــدد بنحو ‪ 780‬فرنسيا‪ ،‬وهناك احتماالت‬ ‫كبيرة بان يكون الرقم أكبر بكثير‪.‬‬ ‫وتعمد الســلطات األمنية الفرنسية حتى اآلن على‬ ‫اعتقال الفرنســيني العائديــن من القتــال في صفوف‬ ‫اجلماعــات املتشــددة في ســوريا والعــراق من أجل‬ ‫اســتجوابهم وإبالغهم بأنهم باتوا حتت عيونها قبل أن‬ ‫تخلي سبيلهم لوجود فراغ تشــريعي في هذا اجملال‪ ،‬أو‬ ‫قانون يعاقب على االنضمام جلماعة متشددة في اخلارج‬ ‫او غياب أدلة على االنضمام إلى تنظيم إرهابي ملكافحته‬ ‫حتت مظلة قانون اإلرهاب‪.‬‬ ‫وجاءت قضية مهــدي منوش الفرنســي من أصل‬ ‫جزائري الذي عاد من القتال في ســوريا لتزيد من ذعر‬ ‫الفرنســيني‪ ،‬حني تســلل الى بهو املتحف اليهودي في‬ ‫بروكســل‪ ،‬وأطلق النار مرات عدة من رشاشه‪ ،‬مما ادى‬ ‫الى مقتل اسرائيلي وزوجته وموظفة فرنسية متقاعدة‪.‬‬ ‫وأصيب موظــف بلجيكي بجروح خطيــرة ما زال على‬ ‫إثرها بني احلياة واملوت‪.‬‬ ‫وكشــف الهجوم الدموي الذي نفذه املشــتبه فيه‬ ‫الرئيســي منوش (‪29‬عاما) عن اخلطر الذي بات يشكله‬ ‫علــى أوروبــا آالف «اجلهاديــن» الذيــن توجهوا الى‬

‫ســوريا بعد عودتهم‪ ،‬حيث كان قد ســافر الى ســوريا‬ ‫عن طريق بروكســل‪ ،‬وتطوع للقتال في صفوف تنظيم‬ ‫الدولة االســامية في العراق والشام ألكثر من عام قبل‬ ‫أن يعود إلى أوروبا عن طريق آسيا وحتديدا إلى مدينة‬ ‫فرانكفــورت األملانية التــي ابلغت ســلطاتها نظيرتها‬ ‫الفرنسية بشأنه في منتصف شهر اذار‪/‬مارس املاضي‪.‬‬ ‫وقد باتت احلكومة الفرنســية تشــعر بجدية خطر‬ ‫الظاهرة على أمنها حني أعلن رئيس الوزراء الفرنســي‬ ‫مانويل فالس ان عدد الفرنسيني او املواطنني املقيمني في‬ ‫فرنسا املتورطني بالنزاع في سوريا بلغ نحو ‪ 800‬مؤكدا‬ ‫ان فرنسا «لم تواجه يوما مثل هذا التحدي»‪.‬‬ ‫وأضاف فالس «هناك بالتأكيد في فرنسا إرهابيني‬ ‫محتملــن ميكن مقارنتهم مبحمد مــراح منفذ اعمال قتل‬ ‫في ‪ 2012‬في جنوب غرب فرنســا او مهدي منوش الذي‬ ‫امضى فترة في سوريا‪ ،‬في فرنســا جتاوز عدد املقيمني‬ ‫واملعنيني بسوريا الـ‪ 800‬فرنسي إما ألنهم يقاتلون فيها‬ ‫او ألنهم قتلــوا فيها وإما ألنهم عــادوا أو ألنهم يريدون‬ ‫التوجه الى سوريا»‪.‬‬ ‫وتذكر قضيــة مهدي منوش بالشــاب محمد مراح‬ ‫الذي اعتنق فكرا متطرفا باســم اإلسالم قاده إلى كل من‬ ‫باكستان و أفغانستان قبل أن يقتل ثالثة مظليني و ثالثة‬ ‫أطفال ومدرسا يهودا في مدينتي «تولوز» و»مونتوبان»‬ ‫جنوب فرنسا عام ‪.2012‬‬ ‫ودخــل الرئيس الفرنســي فرانســوا اوالند على‬ ‫خط األزمة حني ســارع إلى تهنئة األجهــزة األمنية في‬ ‫بالده على سرعة اعتقالها للمتشــدد مهدي منوش بعد‬ ‫دخوله األراضي الفرنسية هاربا من بلجيكا التي نفذ في‬ ‫عاصمتها هجوما مسلحا على متحف يهودي‪.‬‬ ‫وأشاد اوالند بجهود أجهزته في إلقاء القبض على‬ ‫مهدي منوش مبجرد وصوله فرنسا‪ ،‬مشددا على اعتزام‬ ‫بــاده التصدي للـ»جهاديــن»‪ ،‬مذكرا بــأن نحو ‪700‬‬ ‫فرنسي توجهوا إلى ســوريا بدعوى اجلهاد في صفوف‬ ‫مقاتلي املعارضة السورية‪.‬‬

‫غير أن قضية منفــذ هجوم بروكســل اعتبرت في‬ ‫باريس فشــا ذريعا ألجهزة اإلســتخبارات الفرنسية‬ ‫التي تراقب بشــكل وثيق مئات الفرنسيني الذين عادوا‬ ‫من ســوريا بعد قتالهم في صفوف جماعات متشددة في‬ ‫مقدمتها «داعــش»‪ ،‬فرغم أن الســلطات األملانية أبلغت‬ ‫نظيرتها الفرنسية بوصول مهدي منوش إلى فرانكفورت‬ ‫قادما من ســوريا عبر دولة آسيوية‪ ،‬إال أن هذه األخيرة‬ ‫تركته حرا طليقــا وزاغت عيونها عنه قبــل أن تعتقله‬ ‫قوات اجلمارك عن طريق الصدفة في مدينة مارســيليا‬ ‫الفرنســية بعد عثورها على أسلحة في سيارة مقطورة‬ ‫سياحية كان يقودها مرتديا املالبس نفسها التي ظهر بها‬ ‫متخفيا على شاشات القنوات األوروبية بعد أن التقطت‬ ‫كاميرات املراقبة في املتحف اليهودي في بروكسل صورا‬ ‫له و هو ينفذ هجومه املسلح‪.‬‬ ‫ويقول لويك غارنييه رئيس وحدة تنسيق مكافحة‬ ‫اإلرهاب الفرنسية‪ « :‬فرنســا تظل هدفا رئيسيا لتنظيم‬ ‫القاعــدة لعدة أســباب منهــا أنها بلــد علماني يرفض‬ ‫بشكل صارم أي شكل من أشكال التباهي الديني وكذلك‬ ‫ألن جنودنــا منخرطــون في احلرب علــى اإلرهاب في‬ ‫كل من مالي وأفغانســتان وأفريقيا الوســطى لذلك فإن‬ ‫التنظيمات املتشــددة ترى في تدخلنا ما تسميها بحملة‬ ‫صليبية من الغرب املسيحي ضد العالم اإلسالمي»‪.‬‬ ‫وفــي رده على ســؤال حــول ما إذا كانت فرنســا‬ ‫تستشعر خطرا وشيكا يقول املسؤول األمني الفرنسي‪»:‬‬ ‫في الظرف الراهن يبدو التهديد غير وشيك‪ ،‬لكن مع ذلك‬ ‫تبقى التقديرات في هذا اجملال غير مؤكدة‪ ،‬ونحن نعتبر‬ ‫بعض الشبان الفرنســيني الذين انخرطوا في تنظيمات‬ ‫متشــددة كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من‬ ‫التنظيمات نعتبرهم مــن كبار القادة في هذه اجلماعات‬ ‫ألنهم يتدربون باستمرار على تنفيذ هجمات في أوروبا‪،‬‬ ‫لذلك تعمل التنظيمات املتشــددة باســتمرار على جلب‬ ‫شــبان جدد من خالل غســل دماغهــم وإغرائهم ألنها‬ ‫تعتبرهم األنســب لضرب الدول الغربية ألنهم ينتمون‬ ‫إليهــا وولدوا على أراضيها وتربوا فــي حضنها وتلقوا‬ ‫تعليمهم فيها ويتحدثون لغاتها»‪.‬‬ ‫وتخشى الســلطات الفرنسية باستمرار خطرا أكبر‬ ‫من «جهاديني» عادوا من ســوريا وقاتلــوا في صفوف‬ ‫تنظيمات متشــددة لم تصلهم عيون األجهزة األمنية وال‬ ‫تعلم عنهم شــيئا‪ ،‬ويكون هدفهم انتظار إشــارة تنفيذ‬ ‫هجمات إرهابية على أراضيها أو في أوروبا‪ ،‬وهو ما جعل‬ ‫احلكومة الفرنســية توجه نداء إلى عائالتهم بضرورة‬ ‫التعاون مع الســلطات عبر اإلبالغ عنهم‪ ،‬ووضعت رقما‬ ‫هاتفيا أخضر مجانيا رهن إشارتهم‪.‬‬ ‫غير أن لويك غارنييه يقر بصعوبة املهمة حني يقول‬ ‫إن ‪ »:‬مراقبة هؤالء األشــخاص ومتابعة حتركاتهم على‬ ‫مدار أربع وعشــرين ســاعة حتتاج إمكانيات كبيرة‪ ،‬ما‬ ‫سيتطلب من السلطات مضاعفة عدد املوظفني والضباط‬ ‫والعاملــن من أجل رصــد حركاتهم بكاملهــا وهذا من‬ ‫املســتحيل‪ ،‬لذلك من الضروري بالنســبة للحكومة أن‬ ‫تعمل وبشــكل عاجل على حتديد األولويات وتخصيص‬ ‫املوارد الكافية لوضع األشــخاص األكثر خطورة حتت‬ ‫املراقبة»‪.‬‬ ‫ويعتقد املسؤول األمني الفرنسي ان عدد الفرنسيني‬ ‫الذين انتقلوا إلى ســوريا والعراق عبر تركيا للقتال في‬ ‫صفوف اجلماعات املتشــددة يرتفع باستمرار وهو اآلن‬ ‫يتجاوز الـ‪ 850‬شخصا وقد يالمس الـ‪ 900‬شخص خالل‬ ‫بضعة أيام دون احتســاب من عجــزت عيون األجهزة‬ ‫املعنية عن حتديدهم والوصول إليهم‪.‬‬ ‫وتقر الســلطات الفرنســية بوجود فــراغ قانوني‬ ‫ملعاقبة مــن تصفهــم بـ»اجلهاديني» الذيــن قاتلوا في‬ ‫صفوف تنظيمات متشــددة في ســوريا‪ ،‬حيــث أنها ال‬ ‫تستطيع طرد الشــبان احلاملني للجنسية الفرنسية كما‬ ‫تفعل مع األجانــب الذين يحملون بطائــق إقامة فقط‪،‬‬ ‫لكنها تطالب البرملان باســتمرار بسن قوانني متكنها من‬ ‫جتريد من يحمل جنسيات متعددة منها‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫تحقيقات‬ ‫شعور بالذنب بسبب اإلنتماء لبلد قدم لهم حياة أفضل وسقفا أعلى من الحرية‬

‫الشباب العربي في لندن بين اإلندماج‬ ‫اإليجابي والحنين الدائم إلى الوطن‬

‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫ريما شري‬ ‫فــي لنــدن‪ ،‬العاصمــة املزدحمــة بالوجوه التــي يلفها‬ ‫جــزءا ً‬ ‫مهما من‬ ‫الضباب‪ ،‬تشــكل املالمــح العربية الشــابة‬ ‫ً‬ ‫الوجــه الثقافــي والعرقــي لهذه املدينــة‪ .‬وجــوه انخرطت‬ ‫في ثقافة اجملتمــع البريطاني الذي يختلــف في تكوينه عن‬ ‫اجملتمعات العربية ورحلت عن خريطة الوطن ً‬ ‫بحثا عن شيء‬ ‫مــا لم جتده في بلدها األم‪ .‬البعض أتى ً‬ ‫بحثا عن فرص عمل‬ ‫ً‬ ‫ســعيا للحصول على تعليم أفضل ومساحة‬ ‫ودخل أعلى أو‬ ‫أكبــر من احلريــات‪ ،‬وهناك من يبحث في ضبــاب هذا البلد‬

‫عــن املالذ اآلمــن والدافــئ بعــد أن تأثــر بســلبيات عديدة‬ ‫سياســية وأمنية واجتماعية واقتصاديــة وثقافية تفاعلت‬ ‫فى أوســاط بــاده‪ .‬تعــددت األســباب والنتيجــة واحدة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫بحثــا عن شــيء ما‪ ،‬واجلميــع يحمل‬ ‫اجلميــع هنــا مغترب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مصغــرا من العالم الــذي أتى منه‪.‬‬ ‫منوذجا‬ ‫في غربته هــذه‬ ‫وعندما جتتمع هذه النماذج املصغرة في املقاهي واملنتديات‬ ‫واجلامعات وأماكن العمل‪ ،‬تتشــكل خريطة الوطن العربي‬ ‫ً‬ ‫حــدودا كثيــرة تفصلها عن‬ ‫في نســختها املغتربة وترســم‬ ‫الوطــن وتردها إليه‪« .‬في غربة لنــدن‪ ،‬يصبح األردن أجمل‪،‬‬ ‫ببعده الرومانســي والنوســتاجلي»‪ ،‬تقــول رنيم حنوش‪.‬‬ ‫وهنا متكنت الســعودية مــي عزام من حتقيــق حلمها الذي‬ ‫مــا كان ليتحقق فــي مجتمعها احملافــظ‪ :‬أن تصبح عارضة‬

‫أزياء! يكتب بشــار زيدان عن فلسطني بحرية ويتظاهر ضد‬ ‫املواقف السياســية التي تتخذها احلكومــة البريطانية في‬ ‫قلــب العاصمة وامــام البرملــان دون اخلوف مــن العواقب‬ ‫واخملابرات والســلطات‪ .‬وفي هذه العاصمــة الباردة يحلم‬ ‫محمد اجلبــان بلبنان أجمل عبر صوت فيــروز وهي تغني‪:‬‬ ‫«من يــوم تغربنــا وقلبي عــم بيلم جــراح يا ريتــا بتخلص‬ ‫هالغربــة تا قلبي يرتــاح»‪ .‬هو الذي يعيش بــن صراع حلم‬ ‫العودة احملفوف بالعوائق ورغبته في بناء شركته اخلاصة‬ ‫هنا بعد أن حصل على املاجستر في علوم اإلدارة من جامعة‬ ‫كامبــردج‪ .‬وهنا في معارض هذه املدينة وشــوارعها يحقق‬ ‫بهاء عزالدين رغبته فى اإلتصال بعالم اإلبتكارات والفنون‬ ‫املعاصــرة‪ ،‬الفرصة التــي لم تتوفر فى بلــده مصر لظروف‬

‫اقتصاديــة وثقافية عديدة‪ .‬أما زينة‪ ،‬فال حتلم بشــيء اآلن‪،‬‬ ‫سوى سوريا‪ .‬منذ أن جلأت إلى هذه املدينة ً‬ ‫هربا من احلرب‬ ‫والقصــف‪ ،‬أصبحت لنــدن مصدر األمان بالنســبة لها‪.‬وها‬ ‫هي حتاول أن تخطط للطريق الذي تسلكه في عاملها اجلديد‬ ‫ولكن دون أن تغيب عنها نشرة أخبار واحدة تنقل لها ً‬ ‫خبرا‬ ‫عن سوريا‪.‬‬ ‫تبدو احلياة هنا مثمرة وآمنة بالنســبة لهؤالء الشباب‬ ‫ً‬ ‫دائما كذلــك‪ .‬يواجه هؤالء الشــباب العديد‬ ‫إال أنها ليســت‬ ‫من اإلشــكاليات املتعلقــة بتحديات االســتيعاب واالندماج‬ ‫واملواطنة ومنو املشاعر العنصرية وتواجه عملية اندماجهم‬ ‫في اجملتمــع البريطاني مجموعــة من املشــكالت‪ ،‬من بينها‬ ‫حاجز اللغة واختالف انظمة التعليم والتوظيف‪ ،‬واختالف‬


‫تحقيقات‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫األنظمة السياسية‪ ،‬واختالف املفاهيم الثقافية‪ .‬لكن حـــدة‬ ‫هــذه الصعوبــات تخـــــتلف حســب اجلنســية واللغة كما‬ ‫تختلف حسب وضــعيـــــتهم الــقــــانونية وثقافة اجملتمع‬ ‫الذي أتــوا منه‪ .‬في هــذا التحقيق امليدانــي‪ ،‬تدرس»القدس‬ ‫العربي» جوانب من حياة شــباب املهجر فــي لندن للحديث‬ ‫عــن دوافــع اغترابهــم‪ ،‬واملشــكالت التــي يواجهونهــا في‬ ‫رحلتهــم وأحالمهــم‪ ،‬وجتاربهــم‪ ،‬وآمالهم في العــودة إلى‬ ‫الوطن‪.‬‬

‫مي عزام‪ :‬عارضة أزياء سعودية مقيمة‬ ‫فــي لنــدن «التعامل مع ذكــر من خارج‬ ‫العائلة كان يســبب لي بعــض اإلحراج»‬ ‫اول مــا دفعني للهجرة شــعوري لفترة مــا في حياتي‬ ‫اني ال انتمي الى الســطحية املوجودة في مجتمعي‪ .‬السبب‬ ‫اآلخر هو تأثري باإلعالم والســينما الغربية وكان حلمي ان‬ ‫اعيــش في بلد يقــدر هذا النــوع من الفــن‪ .‬وأردت أن أعيش‬ ‫فــي بريطانيــا العادة اكتشــاف نفســي بعيدا عــن ضغوط‬

‫كل ما يهــم العرب فــي بريطانيــا‪ .‬وتعرضت فــي اجلامعه‬ ‫ملوقف عنصري‪ ،‬كان ســببه تفرقة فــي التعامل بني العربي‬ ‫والبريطانــي او االوروبــي من قبل أســاتذة اجلامعة‪ .‬هناك‬ ‫حنني للوطن ولكن العوده مؤجلة بعض الشيء الى ان اثبت‬ ‫نفســي في اجملــال الذي ابدع فيــه لكي أعــود وأخدم بلدي‬ ‫وشعبي‪.‬‬

‫محمــد الجبان‪ :‬لبناني مقيــم في لندن‬ ‫(إدارة أعمــال) «أعانــي دومــا مــن عقدة‬ ‫الذنــب تجــاه هــذا المجتمع الــذي فتح‬ ‫لي أبوابــه المهنيــة والخدماتيــة بينما‬ ‫أنا ناشط في أمور وهموم مجتمع آخر»‬ ‫جئــت إلى بريطانيــا بهدف الدراســة ولــم يكن هدفي‬ ‫الهجــرة‪ ،‬إال أن اطالعــي على ســوق العمــل البريطاني وما‬ ‫ميكن أن يقدمه لي وخاصة في مجال إدارة األعمال الناشئة‬ ‫(تخصصــي في املاجســتير) دفعني إلى البحــث عن العمل‬ ‫هنا ومن ثم االســتقرار لبعض الوقت بهدف كســب اخلبرة‪.‬‬ ‫إن ســوق األعمــال الناشــئة فــي البــاد العربيــة وخاصة‬ ‫لبنــان ال يزال ضعيفــا وتنقصه بيئة حاضنــة ودعم بحثي‬ ‫وتكنولوجي ولوجســتي‪ .‬بحكم دراســتي أعرف ما يقارب‬ ‫األربعني جنســية هنا‪ ،‬وهذا يســاعدني أكثــر على اإلندماج‬ ‫حيث نتشــارك الكثير من هواجس حيــاة الغربة ومتطلبات‬ ‫اإلنخراط في مجتمع جديــد‪ .‬ولكن عقلي وفكري ووجداني‬ ‫فــي لبنــان والوطــن العربي طــوال الوقــت‪ .‬اقــرأ اجلرائد‬ ‫العربيــة كل صبــاح وأتابــع خــال النهــار كل جديــد على‬ ‫صفحــات التواصل اإلجتماعي واشــارك فــي اآلراء وحتى‬ ‫فــي الفعاليات وكأننــي في لبنان‪ .‬أربع ســنوات في اململكة‬ ‫املتحــدة وما زلــت ال أفقــه النظام السياســي هنــا وال أقرأ‬ ‫األخبــار احملليــة إال في مــا يتعلق مبجال عملي‪ ،‬وأنا لســت‬ ‫ســعيدا بهذا وأعاني دوما من عقدة الذنب جتاه هذا اجملتمع‬ ‫الذي فتح لي ابوابه املهنية واخلدماتية بينما أنا ناشــط في‬ ‫أمور وهمــوم مجتمع آخر‪ .‬اذهب الى الكثير من النشــاطات‬ ‫املتعلقة بالتكنولوجيا وأهدف إلى إنشــاء شركتي اخلاصة‬ ‫قريبا التي ستســاعد علــى اعانة شــركات البرمجة احمللية‬ ‫مبوارد بشرية عربية ولكن عن بعد‪ ..‬أنا ال أحلم بالعودة إلى‬ ‫لبنان‪ ،‬مع أنني متأكد مــن العودة‪ ،‬مرحلتي هنا مؤقتة لبناء‬ ‫اخلبــرة املهنية واإلجتماعية‪ .‬أضم يدي لكل من يريد العودة‬ ‫معي ليبني وطنا أفضل واطمئنهم‪ :‬سنرجع‪.‬‬

‫رنيــم حنــوش‪ :‬صحـــــــافية اردنيــــــة‬ ‫مقيمــة في لنــدن «بعــض البريطانيين‬ ‫يرتاحــون لي أكثر إذا عرفــوا أنني عربية‬ ‫مســيحية وهــذا أمــر محــزن‪ ،‬انتمائــي‬ ‫إلــى بريطانيــا يشعـــــــرني بالذنــب»‬

‫اجملتمع وتقاليده التي في فتــرة ما كانت عائقا لطموحاتي‪.‬‬ ‫في بدايــة انتقالي الى بريطانيا وجدت صعوبة في التعامل‬ ‫مع العـــنصر الـــــذكوري بالـــذات بالرغم من اني من عائلة‬ ‫غيــر محافظة وكنت أمضي معـــــظم وقــــتي مــع اقربائي‬ ‫من الذكــور ولكــن التعامل مع ذكــر من خــارج العائلة كان‬ ‫يســبب لي بعض األحراج في بداية األمر‪ ،‬وهنا تخطيت هذه‬ ‫املشكلة‪.‬‬ ‫وجدت ســهولة في اإلندماج مع أجانب من جنســيات‬ ‫أخرى أكثر من البريطانيني نظرا إلنغالقهم‪.‬‬ ‫كنت أتفــادى االختــاط بالعرب بعض الشــيء الني‬ ‫كنــت أريــد أن أعيــش جتربــة الغربة مــن جميــع النواحي‬ ‫ولكــن بــدأ حنيني الــى العرب يعــود فأصبحــت ابحث عن‬

‫تقــول رنيــم حنــوش أنهــا هاجــرت إلــى بريطانيــا‬ ‫إلكمال دراســتها اجلامعية في مجــال الصحافة في مدينة‬ ‫بريســتول‪« .‬اجلامعــات األردنيــة ال توفــر تخصصات في‬ ‫السياســة والصحافة بالقــدر الكافي وينظــر إليها البعض‬ ‫على أنها شــهادة ثانوية‪ .‬إضافة إلى ذلــك‪ ،‬فإن اإلعالم في‬ ‫األردن ضعيف وفــرص العمل فيه محدودة بأجور ورواتب‬ ‫متواضعــة جــدا»‪ .‬وتضيف عــن عالقــة اإلندمــاج بالهوية‬ ‫العربيــة‪’‘ :‬إن التمســك بالعروبــة واإلنخــراط في اجملتمع‬ ‫البريطاني ال يشــكالن عائقا حقيقيا فيمكن للفرد التمســك‬ ‫بعروبتــه باملواظبة علــى القــراءة باللغة األم وبــذل جهود‬ ‫لإلنخــراط في اجلاليــة العربية في بريطانيــا»‪ .‬لم تتعرض‬ ‫حنــوش ملضايقات عنصرية إال أنها تســمع عن الكثير منها‪.‬‬ ‫وتضيف‪’‘ :‬هناك شــيء تكرر معي اكثــر من مرة‪ ..‬أنا عادة‬ ‫ال احب التكلم عن الدين وقلما أصرح بأنني مسيحية‪ ..‬ولكن‬ ‫الحظــت أن بعــض البريطانيني مــن معارفــي يرتاحون لي‬ ‫أكثر أو تتغير معاملتهم معــي كليا إذا عرفوا بالصدفة أنني‬ ‫عربية مســيحية‪ .‬وذلــك يحزنني جدا النه يؤكــد املعتقدات‬ ‫واالحكام املســبقة‪ .‬باعتقادي أكبر جناح لي في هذه البالد‬ ‫انني أمشــي في شوارع بريطانيا وأشــعر أني أنتمي إليها‪..‬‬ ‫هي منزلي وال أشــعر أنني زائرة او غريبة‪ .‬لندن بحســناتها‬ ‫وســيئاتها عاصمــة للجميع‪ .‬ولكــن اكبر حتــد اواجهه هو‬ ‫الشــعور بالذنب كوني أشــعر أنني أنتمي إلــى بريطانيا»‪..‬‬ ‫‘’عندي تخوف من العودة وصعوبة في التأقلم في اجملتمع‬ ‫الشــرقي بعدما عشــت هنا الكثــر من ‪ 5‬ســنوات‪ .‬ال أريد ان‬

‫أخســر اســتقالليتي‪ .‬بريطانيا توفر لي فرصة اســتقاللية‬ ‫أكبــر كوني امرأة‪ .‬من ناحية احلريــة تختلف رؤيتي لألمور‬ ‫باختــإف تعريف املصطلح‪ .‬فإن كانــت احلرية هي احلرية‬ ‫الشــخصية فإن بريطانيا توفرها لي‪ .‬ولكن احلرية الفكرية‬ ‫مقيــدة في أي مــكان في العالــم ومرتبطــة بالضغوط التي‬ ‫يتعرض لها الشــخص من شــتى اجلهات يوميــا وان كانت‬ ‫ضمــن عمله أو مجتمعه أو محيطــه‪ .‬احلرية التي يوفرها لي‬ ‫االردن ولم توفرها لي بريطانيا إلى اآلن هي حرية املواطنة‪.‬‬ ‫فمهما شــعرت أننــي أنتمي إلى لنــدن‪ ،‬لن اشــعر باإلنتماء‬ ‫الكامــل لبريطانيــا‪ .‬أمتنــى ان يتغيــر منظــوري لألمور في‬ ‫املستقبل وان أشــعر بضرورة العودة ألفيد االردن بخبرتي‬ ‫التي اكتسبها في بريطانيا»‪.‬‬

‫بشــار زيدان‪ :‬ناشــط وكاتب فلسطيني‬ ‫مقيم في لندن «اإلنقســام السياســي‬ ‫والطائفية والحزبية تغلب على معظم‬ ‫الفعاليات الثقافيــة العربية في لندن»‬ ‫كفلســطيني‪ ،‬أي مــكان خــارج فلســطني هــو هجــرة‪،‬‬ ‫ســواء كانــت قســرية أو طوعيــة‪ .‬لكــن أســباب الهجــرة‬ ‫األساســية كانت إنعدام الفرص وضعف التحصيل املادي‬ ‫في األردن حيث تقطن أســرتي‪ ،‬وفي الوقت نفســه‪ ،‬الغربة‬ ‫ليســت بجديدة في العائلة كــون معظم األعمــام واألخوال‬ ‫والوالــد وأخي وزوج أختــي مغتربني أو اغتربــوا في فترة‬ ‫جدا وســهال ً‬ ‫مــا من حياتهــم‪ .‬اندماجــي كان ســريعا ً‬ ‫جدا‬ ‫ً‬ ‫ألســباب عدة‪ ،‬منها أنني قدمت في عمر صغير نســبيا (‪٢٢‬‬ ‫ً‬ ‫عامــا)‪ ،‬وكوني أحتدث اإلنكليزيــة بطالقة قبل اجمليء هنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫باإلضافــة لظروف عملــي التي وفــرت لي فــرص التعرف‬ ‫علــى إنــاس وأماكن كثيــرة فــي بريطانيا‪ .‬ال توجــد عوائق‬ ‫ً‬ ‫منفتحــا علــى احلضارات‬ ‫فــي احلقيقــة إذا كان اإلنســان‬ ‫والثقافــات األخرى‪ ،‬مع احترام خصوصيات وممارســات‬ ‫الفعال يتم من خالل محاولة‬ ‫معينة في كل مجتمع‪ .‬اإلندماج ّ‬ ‫اســتغالل مهارات وخبرات سابقة حملناها معنا من بالدنا‬ ‫بطريقة تثري أعمالنا ونشاطاتنا هنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫صعبا فــي بريطانيا‪،‬‬ ‫أمــا الهوية فاحلفــاظ عليها ليس‬ ‫حيــث تعيش أعــداد كبيرة مــن معظم اجلاليــات‪ ،‬ومتارس‬ ‫وتقيم النشــاطات الثقافية والفنية والشــعبية بحرية تامة‪،‬‬ ‫باإلضافــة للمحــات واألســواق املفتوحــة التــي توفر كل‬ ‫البضائع واحلاجيــات التي تتميز بهــا الثقافات والهويات‬ ‫ً‬ ‫شــخصيا منخرط ً‬ ‫جدا فــي الفعاليات العربية‬ ‫اخملتلفــة‪ .‬أنا‬ ‫التــي حتصل في بريطانيــا‪ ،‬ولكن هناك تقصيــرا كبيرا من‬ ‫اجلمعيــات املعنيــة بالتنظيم والتســويق لهــذه الفعاليات‪،‬‬ ‫باإلضافــة للتقصير الكبير ً‬ ‫جدا من ســفارات الدول العربية‬ ‫في دعم وتنظيــم الفعاليات والنشــاطات‪ ،‬باإلضافة حلمل‬ ‫جميع ُعقد الوطن معهم للخارج‪ ،‬فتجد اإلنقســام السياسي‬ ‫والطائفيــة واحلزبية تغلب على معظم هذه النشــاطات‪ .‬لم‬ ‫يحدث أن شعرت بعنصرية موجهة لشخصي هنا‪ ،‬والفضل‬ ‫يعــود للقانــون البريطانــي الصــارم الــذي يتعامــل بحزم‬ ‫وجديــة مع موضــوع العنصريــة‪ .‬حصلت على املاجســتير‬ ‫مــن جامعة غرب لندن‪ ،‬وحصلت على اجلنســية البريطانية‬ ‫بعــد عدة ســنني مــن اإلقامــة والعمــل‪ ،‬باإلضافــة لفرص‬ ‫الســفر والتنقــل بحرية التي اســتغليتها لزيــارة العديد من‬ ‫البلدان األوروبية والتعرف على ثقافات مختلفة‪ .‬التحديات‬ ‫والصعوبــات التــي أواجههــا هــي نفــس التحديــات التي‬ ‫يواجههــا الشــعب البريطاني‪ ،‬من غالء أســعار وبطالة وما‬ ‫إلى ذلك‪ .‬كفلسطيني‪ ،‬الوضع السياسي واألمني هو السبب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فعــلـــــيا فكرة العودة‬ ‫مغتربا‪ ،‬مما يلـــــغي‬ ‫الرئيسي لكوني‬ ‫املمنوعــة من قبــل اإلحتــال الصهيونــي لوطنــي‪ ،‬احلنني‬ ‫للوطــن غيــر منقطــع‪ ،‬والتفكير به نشــاط يومــي‪ ،‬والعودة‬ ‫ً‬ ‫جيــا بعد جيل‪ ..‬ال‬ ‫أكيــدة‪ ..‬كفلســطيني يحلم بحق العودة‬ ‫بديل عن الوطن‪( ..‬وطني لو ُشــغلت باخللد عنه‪ ....‬نازعتني‬ ‫إليه في اخللد نفسي)‪.‬‬

‫معتز بهاء الدين بنصر‪ :‬فنان تشــكيلي‬ ‫مصــري مقيــم فــي لنــدن «أنــا مندمج‬ ‫لحــد كبيــر وأحــارب العوائــق بالثقــة‬ ‫بالنفــس وال أؤمــن باالندمــاج الكامــل‬ ‫فــي أي مجتمـــــــع حتــــى المصــــــري»‬ ‫من األســباب التي دفعتني للهجرة رغبتي في األتصال‬ ‫بعالــم اإلبتكارات والفنــون املعاصرة‪ .‬لــم تتوافر في بلدي‬

‫‪13‬‬

‫لظروف اقتصادية وكذلك تأخر اجملتمع عن مفهوم احلداثة‬ ‫وما بعــد احلداثة فتجــد ان كثيرا من التطبيقــات اجملتمعية‬ ‫محـــصــــورة على فـــتــــرة الســتينيات وما بعــد ذلك‪ ،‬هي‬ ‫ماديــة إستــــهالكية مفرطــة أودت باألبتــكار والفنون في‬ ‫بلدي‪.‬‬ ‫أنــا أعتبر نفســي مندمجا في اجملتمــع البريطاني حلد‬ ‫كبيــر وان كانت هناك عوائق فقد حاربتها بالثقة في النفس‬ ‫ومخاطبة اآلخر بعقلية مشــتركة‪ ،‬ال أؤمن باإلندماج الكامل‬ ‫ً‬ ‫أيضا ثقة‬ ‫فــي أي مجتمــع حتى املصــري‪ .‬اإلندماج يتطلــب‬ ‫في الهوية وقرءاة مســتنيرة للتاريــخ واحلضارات لتجد أن‬ ‫املشترك أكثر من االختالفات‪.‬‬

‫زينــة‪ :‬الجئـــــــة ســــــورية «جســــــــدي‬ ‫هنــا وقلبــي وروحــي فــي ســوريا»‬ ‫ال أســتطيع أن أقيــم إندماجي في اجملتمــع البريطاني‬ ‫ً‬ ‫حاليا أواجه صعوبة في تخطي املآســي واملشاهد‬ ‫اآلن‪ .‬أنا‬ ‫الدمويــة التــي رأيتها في ســوريا‪ .‬هذا البلد قــدم لي األمان‬ ‫إال أنــه ال ميكنــه مهما فعــل أن يقدم لي الراحــة أو أن ميحو‬ ‫ما ســجلته ذاكرتي عن أحداث ســوريا‪ .‬هذه الصور سوف‬ ‫تعيــش معــي لألبــد وســوف تنعكــس علــى املســار الذي‬ ‫سأتخذه في هذه املدينة‪ .‬أتابع األخبار بشكل دائم وأحاول‬ ‫في الوقت نفســه التخطيط حلياة أفضــل هنا‪ .‬ال ميكنني أن‬ ‫أقيــم ما يقدمه أو ســوف يقدمه لي اجملتمــع البريطاني قبل‬ ‫أن انخــرط في تفاصيل احلياة اليومية لهذه العاصمة وهذا‬ ‫مــا أجد صعوبــة فيه ألن جســدي هنا وقلبــي وروحي في‬ ‫ســوريا‪ .‬يجب أن التفت إلى حياتي ومســتقبلي القريب هنا‬ ‫وهذا ال يعني انني ســوف انعزل عن ما يجري في ســوريا‪،‬‬ ‫هــو أمر صعــب ولكني أحــاول‪ .‬مــا يزعجني هنــا هو فقط‬ ‫نظرة الــــشفقة في عيون البريطانيــن وحتى العرب بعض‬ ‫األحيان‪.‬‬ ‫أرى النــاس هنا متعاطفون معنــا ولكنهم غير متابعني‬ ‫ً‬ ‫كثيرا‪ .‬ما يســعدني‬ ‫للتطــورات في ســوريا وهذا يزعجنــي‬ ‫أني وجدت فعاليــات ومنتديات ونشــاطات كثيرة تنظمها‬ ‫مؤسســات خاصة لعــرض أعمال فنية عن ســوريا وتنظيم‬ ‫اجتماعــات ملناقشــة تداعيات األزمة‪ .‬يشــعرني هذا بفرحة‬ ‫كبيرة وأمل أكبر‪.‬‬

‫اإلندماج دور‬

‫المهاجر والحكومة‬ ‫أن عمليــة االندماج تتم عندما يجري اإلحتفاظ بالهوية‬ ‫الثقافية للبلد األصلي‪ .‬وفي الوقت نفســه يتم تبني املعايير‬ ‫الثقافيــة لبلد اإلقامة وهذا الدمج ما بــن مكونات الهويتني‬ ‫ال يعني أن املغترب قد اندمج بشــكل كامل فاإلندماج ميكن‬ ‫أن يحمــل دالالت عدة؛ فهناك الثقافي‪ ،‬واإلندماج مع احمليط‬ ‫التشريعي أي اإلستفادة من سوق العمل ومــــن فضـــاءات‬ ‫العالقــات اإلجتماعية والتعليمية والصحة والســكن‪ .‬وفي‬ ‫هذا الصــدد يقر الكل بأن هذه املســألة ال تخص املهاجرين‬ ‫واألقليات فحسب بل وتشــمل أيضا مجتمعات وحكومات‬ ‫دول االســتقبال بأكملها والتي عليها أن تلعب دورا رئيسيا‬ ‫وفعــاال في مجــال إندمــاج املهاجريــن وكذا ربــط وتوطيد‬ ‫العالقات ما بني مختلف اجملموعات البشــرية املتواجدة في‬ ‫دولة ما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خاص ًــا‬ ‫ــا‬ ‫هم‬ ‫ليســت‬ ‫االندمــاج‬ ‫ة‬ ‫إشــكالي‬ ‫فــإن‬ ‫ولــذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يــؤرق احلكومة‬ ‫هم ًا‬ ‫ّ‬ ‫باملهاجريــن‪ ،‬بــل أصبحــت ّ‬ ‫سياســي ًا ّ‬ ‫البريطانيــة التــي يوجــد علــى أراضيهــا عــدة ماليــن من‬ ‫األجـــــانب‪ .‬ولكــــنها يجـــــب أن تتفاعل بطريقــة إيجابية‬ ‫وبذل اجلهــود من أجل التكيــف والتواصل مــع املهاجرين‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫ويقــول عمــر احلمــدون‪ ،‬مســاعد رئيــس اجمللــس‬ ‫اإلســامي البريطانــي لـ «القــدس العربــي» أن من الصعب‬ ‫تقييم مستوى اإلندماج للشــباب العربي في بريطانيا دون‬ ‫دراســات وإحصــاءات‪ .‬ولكن‪ ،‬ميكــن للمــرء أن يالحظ أن‬ ‫الشــباب العربي يبــذل جهدا كبيــرا في ذلــك‪ ،‬وكلما تأتي‬ ‫األجيال اجلديــدة‪ ،‬يصبح هناك املزيد من اإلندماج بســبب‬ ‫التغلب علــى احلواجز اللغوية والعرف والتعرف إلى جالية‬ ‫أوســع‪ .‬ويعتقد حمدون أن اإلندماج هــو عملية ديناميكية‪،‬‬ ‫وجوهر هذه العملية هو الفرد‪« .‬من الســهل إلقاء اللوم على‬ ‫السلطات‪ ،‬ولكن ينبغي للمرء أن يستفيد من ما هو حوله››‪.‬‬ ‫ويضيــف‪« :‬اململكــة املتحــدة تســتمر فــي اإلســتفادة من‬ ‫الهجرة‪ .‬العرب ليســوا مجموعة متجانســة‪ .‬ميكن أن تكون‬ ‫بعض التجارب ســلبية‪ ،‬ولكــن الغالبية العظمــى منهم على‬ ‫اســتعداد أن تكون في خدمة اململكة املتحدة مع االســتثمار‬ ‫اجليد والدعم»‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫حوار‬ ‫خبير دولي‪ :‬نظاما الجزائر والمغرب يشتريان السلم بالوقت وشعوبهما تخشى الفوضى‬

‫أساندر العمراني‪ :‬السيسي يجب أن يفتح الباب أمام‬ ‫مصالحة حقيقية وتيار من اإلخوان يرغب في التفاوض‬ ‫الدوحة ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫سليمان حاج إبراهيم‬ ‫منهمــكا كان في حترير ملخص جديد عن تطور األحداث في مصر حيث يعمل ويقيم منذ ‪ 15‬ســنة‪ ،‬التقنيا أســاندر‬ ‫العمراني رئيس قســم شــمال أفريقيا في «مجموعة األزمات الدولية»‪ ،‬خالل زيارة عمل قادته إلى الدوحة‪ ،‬لنحاول أن‬ ‫نفكك معه مشــاهد ما بعد الربيع العربي‪ ،‬خصوصا في مصر التي تشهد وضعا سياسيا جديدا بوصول املشير السيسي‬ ‫إلى احلكم‪ .‬وبلغة اخلبير واحمللل احملايد يؤكد أن السيســي في إمكانه أن يســاهم في حتقيق استقرار بالده لو جتاوز‬ ‫«طرفيته» وفتح أبوابــه للجميع‪ ،‬خصوصا مع وجود تيار من اإلخوان لديه رغبة فــي جتاوز صفحة املاضي والتفكير‬ ‫في املســتقبل‪ .‬وانتقل احلديث مع اخلبيــر الدولي الذي يكمن عمله في التقصي والتحقيــق واملتابعة اليومية جملريات‬ ‫األحداث في املنطقة‪ ،‬من مصر إلى ليبيا التي يخشــى على انهيار الدولــة فيها‪ ،‬في ظل الصراع احلالي بني طرفي النزاع‬ ‫وهشاشة املؤسسات‪ .‬بينما يؤكد أن النظام اجلزائري يشتري الســلم االجتماعي بتوزيع ريع مداخيل النفط‪ ،‬بصورة‬ ‫مأســاوية ومنطية جتاوزها الزمن‪ .‬ويرى أن حكام اجلزائر ضيعوا فرصة ذهبية لتحقيق نقلة في البالد وهم يسيرون‬ ‫عكس التيار‪ .‬ويؤكد أن النظام امللكي في املغرب يجابه رياح التغيير بعامل الزمن‪ ،‬لكن هذا العامل ســيظل مجرد مهدئ‬ ‫ينتهي مفعوله ســريعا‪ .‬ويعتبر اخلبير أن مجموعة األزمات الدولية التي يعمل فيها تعد املصدر العاملي األول‪ ،‬املستقل‬ ‫واحليادي للتحليالت واملشورة التي تقدمها للحكومات‪ ،‬واملنظمات الدولية‪.‬‬

‫○ بدأنــا بســؤال محوري يفرض نفســه‬ ‫عند احلديث عن مصر بعد إنتخاب السيســي‬ ‫رئيسا إن كانت األوضاع سوف تشهد بعض‬ ‫الهدوء أم أن التوتر سيظل سيد املوقف؟‬ ‫• ال أظن ولألسف أننا في وضعية تسمح‬ ‫بتأســيس مثل هذا الظرف في مصر‪ ،‬ألنه أوال‬ ‫هناك حالة من االستقطاب بني طرفي الصراع‬ ‫وهي فــي أوجها‪ ،‬وال يوجد طــرف يرغب في‬ ‫التفــاوض مع اآلخــر‪ ،‬وكل يصــر على رفض‬ ‫أي مبــادرة للصلح‪ ،‬والرئيس السيســي قال‬ ‫بصريح العبارة أن‪« :‬ال مســتقبل لإلخوان في‬ ‫مصر»‪ .‬هنــاك رفض لإلعتراف بأحقية وجود‬ ‫كل مــن ســاند مرســي ضــد اإلنقالبيــن في‬ ‫التواجد في مستقبل مصر‪.‬‬ ‫○ هناك من يراهم أقلية أي تيار مســاندة‬ ‫ما يسمى بالشرعية؟‬ ‫• رمبــا هم كذلــك‪ ،‬ولكنهم ميثلــون نحو‬ ‫‪ 20‬فــي املئــة من ســكان مصر‪ ،‬ومــن اجلانب‬ ‫اآلخــر نرى كيــف يتموقع اإلخوان املســلمني‬ ‫بإصــرار بالــغ وفق مبــادئ معينة قــد تكون‬ ‫جديــرة باإلحتــرام لكنهــا غيــر مقبولــة لدى‬ ‫الطــرف اآلخر‪ ،‬ألن هــذه األقلية التــي تطالب‬ ‫بإعادة مرســي كرئيس شــرعي تتجاهل في‬ ‫الوقــت نفســه رغبة فئة واســعة مــن اجملتمع‬ ‫الرافضة لعودته‪ ،‬رمبا ليســت أغلبية لكن تظل‬ ‫متثل فئة واسعة من الشــعب‪ .‬ثم إن اإلخوان‬ ‫ال يعترفــون بأخطائهم الفعلية ويصرون على‬

‫التموقــع كقــوى إلربــاك ومناهضــة احلكام‬ ‫اجلــدد في مصر‪ .‬وهــذا الوضع تســبب في‬ ‫دمار حياة الكثير من الناس‪ ،‬فآالف الشــباب‬ ‫قتلــوا واملئات مــن عناصر الشــرطة اغتيلوا‪،‬‬ ‫وقوات اجليش تعرضــت للهجوم‪ ،‬اضف إلى‬ ‫هــذا التأثير الســلبي على اقتصــاد بلد وصل‬ ‫حافة الهاوية ما أضر كثيرا بالطبقة الوسطى‬ ‫ومصاحلها‪.‬‬ ‫○ ملاذا ال تتقبل األطراف التي تتمسك مبا‬ ‫تسميه «الشرعية» باحلقيقة الواقعية وهي أن‬ ‫السيسي اآلن هو رئيس مصر وال ميكن إعادة‬ ‫عجلة الزمن إلى الوراء؟‬ ‫• هــذه الوضعيــة هــي نتيجــة حالــة‬ ‫االستقطاب السائدة واملستمرة بني السيسي‬ ‫واإلخوان‪ ،‬الذين يعتبرون السيسي املسؤول‬ ‫األول عــن قتــل ألفــي شــخص في ســاحات‬ ‫رابعة وغيرها خالل التســعة أشــهر املاضية‪،‬‬ ‫ويعتبرونــه كذلــك اخملطط الفعلــي لإلنقالب‬ ‫الــذي تعرض له مرســي وهــم متأكــدون أن‬ ‫اإلنتخابات غير شرعية ومزورة‪.‬‬ ‫○ هل ترى إمكانيــة وجود تنازالت ميكن‬ ‫أن يتم من خاللها جتاوز حالة االحتقان؟‬ ‫• فــي احلقيقــة عاجــا أم آجــا إذا مــا‬ ‫أراد الطرفــان التقدم إلى حــل‪ ،‬عليهما القبول‬ ‫مبنطق التنازل عن بعض مواقفهم ومبادئهم‪.‬‬ ‫من بني التنازالت احلالية إعتراف اإلخوان أن‬ ‫السيسي اســتطاع التحكم في استقرار البلد‪،‬‬

‫وأنــه ميتلك الكثير مــن األوراق الرابحة‪ ،‬ومن‬ ‫اجلانــب اآلخــر دعنا نقــول أنه توجــد حالة‬ ‫صدمــة لدى فئة كبيــرة من الشــعب املصري‬ ‫التي تساند السيسي ويتصورون أنهم كانوا‬ ‫في طريقهم إلى التحول مــن دولة دميقراطية‬ ‫إلى نظام متطرف‪ .‬وبالتالي املسألة املطروحة‬ ‫ليســت عن ضــرورة الوصول إلى حــل أم ال؟‬ ‫إمنا السؤال هو كيف سيتم الوصول إلى حل‬ ‫هذا املوضوع الذي يســبب االحتقان الشديد‬ ‫بني طرفي الصراع في مصر‪.‬‬ ‫○ ما الذي يجعــل اإلخوان الذين حتالفوا‬ ‫في وقت ســابق مع مبارك يرفضون التعامل‬ ‫مع النظام احلالي؟‬ ‫• لــدي احســاس أن مصر حتولــت إلى‬ ‫حالــة مــن العقــم السياســي رغــم أن البلــد‬ ‫معروف بتقاليده العريقة في التعايش وتقبل‬ ‫اآلخر‪ ،‬ففــي املاضي القريب وحتــى في فترة‬ ‫مبارك كان هنــاك توافق وتفاهم بني اإلخوان‬ ‫والنظام وقد اســتطاع هؤال خاصــة في فترة‬

‫الســتينيات النجاة من عدة محاوالت للقضاء‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫○ ملــاذا ال يفتح السيســي أبوابه للجميع‬ ‫ليبدأ صفحة جديدة؟‬ ‫• املالحظـــة التــي ميكــن اســتخالصها‬ ‫هــي أن هناك مجموعــة من أنصار السيســي‬ ‫يحاولــون تــرك البــاب شــبه مــوارب أمــام‬ ‫اإلخــوان‪ ،‬لكــن ال نعــرف إن كانت هــذه رغبة‬ ‫السيســي أم ال؟ فعــودة هــذا التيار ومرســي‬ ‫بالتحديــد باتت أمرا شــبه مســتحيل لرفض‬ ‫النخبة احلالية لهم‪.‬‬ ‫○ هــل تعتقــد أن الظرف اجلديد ســوف‬ ‫يجعل نواة تيار اإلخوان تنقســم ليتجه طرف‬ ‫نحو التفاوض؟‬ ‫• اإلخــوان غيــر متفقــن فيمــا بينهــم‪،‬‬ ‫فــا يوجد توافــق عام حــول اإلســتراتيجية‬ ‫التــي يجــب أتباعهــا فــي هــذا الظــرف‪ ،‬وال‬ ‫يســعون جميعا للمواجهــة‪ ،‬ألنها تكلف كثيرا‬ ‫وســيكونون أول ضحاياهــا إن حدثــت‪ ،‬لكن‬ ‫من الصعب عليهم في الوقت نفسه أن يتقبلوا‬ ‫الهزمية‪ ،‬وهم لم يصلهم أي مقابل للتنازل‪.‬‬ ‫○ مــا هي الكتل التي ميكــن احلديث عنها‬ ‫داخــل التنظيم مــع اإلتهامــات املوجهــة لهم‬ ‫بالتطرف؟‬ ‫• توجــد عــدة توجهــات داخــل حركــة‬ ‫اإلخــوان‪ ،‬أحدهــا يريد التحالــف مع حركات‬ ‫إســامية أخــرى علــى أرضيــة دميقراطيــة‪،‬‬ ‫وآخر يســعى للمحافظة على «التنظيم» الذي‬ ‫كان علــى مر العصــور مصدر قــوة اإلخوان‪،‬‬ ‫وهناك رمبــا توجه ثالث مييل إلــى التعصب‪،‬‬ ‫واســتعمال القــوة لإلطاحة بالنطــام أيا كان‬ ‫الثمن‪ ،‬وبكل الوسائل املتاحة‪.‬‬ ‫○ وأي التيــارات يجمــع حولــه تأييــد‬ ‫الفاعلني في تنظيم اإلخوان املسلمني؟‬ ‫• أظــن أن التوجه األكثر انتشــارا بينهم‬ ‫هو الذي يســعى إلــى التأقلــم والتفاوض مع‬

‫«الــــنــــظــــام ال ــم ــل ــك ــي فــــي الـــمـــغـــرب يــجــابــه‬ ‫ريـــــاح الــتــغــيــيــر بــعــامــل الـــزمـــن‪ ،‬لــكــنــه سيظل‬ ‫مـــجـــرد مـــهـــدئ يــنــتــهــي مــفــعــولــه ســريــعــا»‬


‫حوار‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫النظام املفروض‪ ،‬فهناك جيل جديد من شباب‬ ‫اإلخوان يسعى للحوار واحلصول على موقع‬ ‫جديد في الساحة السياسية وحتى الدينية‪.‬‬ ‫○ أال ترى أن السيســي كسب دعما قويا‬ ‫من دول اخلليج يســمح له بإخــراج البالد من‬ ‫دائــرة اإلنهيــار اإلقتصــادي وبالتالي فرض‬ ‫نفسه منقذا ملصر؟‬ ‫• نعــم هنــاك دعــم قــوي يتلقــاه مــن‬ ‫دول اخلليــج التــي قدمــت ‪ 20‬مليــار دوالر‬ ‫هذا العــام‪ ،‬لكن الســؤال إلى متى سيســتمر‬ ‫دعم هــذه الــدول لالقتصاد املصــري؟ وهل‬ ‫ســينجح النظام اجلديد في معاجلة املشــاكل‬ ‫األساســية؟ ومــاذا عــن الوضــع األمني فهل‬ ‫سيتحســن ليعــود الســياح؟ مــن املؤكــد أن‬ ‫االقتصاد املصــري ليس في طريقــه للخروج‬ ‫مــن حالــة الركــود التي أوصلــه إليهــا نظام‬ ‫مبارك‪ ،‬ثم إن األزمة السياسية إذا ما استمرت‬ ‫فستشــكل عائقا كبيرا أمام تعافي االقتصاد‬ ‫املصــري وبعــث ديناميكيــة حقيقية تســمح‬ ‫بخلق فرص عمل‪.‬‬ ‫○ أال يتضح اآلن بشــكل جلــي أن الثورة‬ ‫املصريــة لم تكن ســوى أداة وظفها العســكر‬ ‫لإلطاحة مببــارك ووقف مســعاه في توريث‬ ‫احلكم لنجله؟‬ ‫• أظن أن املؤسســة العســكرية استغلت‬ ‫الوضــع جيدا لوضــع حد لنفوذ مبــارك الذي‬ ‫كان يســعى لتوريــث احلكــم إلبنــه‪ ،‬لكــن لم‬ ‫يكونــوا هم مــن يقــف حقيقة خلــف احلركة‬ ‫الثوريــة التــي قامــت في مصــر‪ ،‬فــي الواقع‬ ‫الثورة املصرية تعبر عن أزمة يعيشها اجملتمع‬ ‫املصري‪ ،‬أزمة شرعية نظام احلكم وال يقتصر‬ ‫هذا على شخص مبارك بل على النظام بأسره‪.‬‬ ‫○ هل الروح الثورية التي عايشها الشعب‬ ‫املصري سوف تظل مشتعلة أم أنها ستخفت‬ ‫في ظل حكم السيسي؟‬ ‫• يجــب االعتراف بأن مجموعة واســعة‬ ‫من الشعب تشــعر بامللل من الثورة فقد عانى‬ ‫املصريون مدة ثالث ســنوات من غياب األمن‪،‬‬ ‫وعــدم اإلســتقرار السياســي واالقتصادي‪،‬‬ ‫طبعــا إلى جانب وجود مجموعــة ال بأس بها‬ ‫من الشــباب الراغب في استمرار الثورة حتى‬ ‫ال يشــعروا أن كل الــذي مت كان فــي النهايــة‬ ‫مــن أجــل ال شــيء‪ ،‬ولهذا علــى النظــام أن ال‬ ‫يضمــن مطوال ســكوت الشــارع بــل عليه أن‬ ‫يســعى لتحقيــق توازن بــن رغبته فــي إدارة‬ ‫البالد‪ ،‬وإعطاء فرصة لبقية القوى السياسية‬ ‫وخاصة للشباب الثائر‪.‬‬ ‫○ ليبيــا على حافة اإلنهيار واملؤسســات‬ ‫في حالة ضعف ووهن‬ ‫• إذا انتقلنــا مــن املشــهد املصــري نحو‬ ‫البلد اجملاور الذي تتطور فيه األحداث بسرعة‬ ‫شــديدة قد تقلــب كل األوراق فــي املنطقة أال‬ ‫ترون أن الدولة الليبية فعال إنهارت؟‬ ‫*ليبيا تعيش حالة جد صعبة‪ ،‬وتعاني في‬ ‫الوقت نفسه بسبب ما يحدث في مصر‪ ،‬وهي‬ ‫تشــهد حالة مــن االســتقطاب بــن األطياف‬ ‫السياسية‪ ،‬وهي فعال تبدو على حافة احلرب‬ ‫األهليــة‪ ،‬وقد بالغ املراقبــون في فرض رؤية‬ ‫للوضع الليبــي في االعتماد علــى النموذج‬ ‫املصــري فظهرت نفس حالة اإلســتقطاب‬ ‫املوجــودة فــي مصــر بــن اإلســاميني‬ ‫وغيرهــم‪ .‬الشــيء اخملتلف فــي ليبيا ان‬

‫الصراع لــم يأخذ بعدا دوليــا حقيقيا كما في‬ ‫بلدان أخرى‪ ،‬فهــو يظل صراعا داخليا يحدث‬ ‫بني مختلف القبائل والعشــائر الليبية‪ ،‬ولكل‬ ‫واحــدة مصاحلهــا ومليشــياتها املســلحة‪.‬‬ ‫اخلطر يكمن في وصول األمر إلى استنســاخ‬ ‫التجربة الســورية نفسها‪ ،‬التي تشهد صراعا‬ ‫إقليميا أكبر منها‪.‬‬ ‫○ أال تعتقــد أن الوضــع احلالــي يجعــل‬ ‫الشــعب الليبي يتمنى أيــام القذافي على هذه‬ ‫احلرب األهلية؟‬ ‫• مــن الطبيعي أن يعيش الشــعب الليبي‬ ‫حالــة مــن اإلحبــاط الشــديد بســبب تراجع‬ ‫األمن‪ ،‬وعدم قدرة القوى السياســية املنتخبة‬ ‫على تسيير البالد‪ ،‬وفشل احلكومة االنتقالية‬ ‫في حتسني مستوى احلياة اليومية للمواطن‪،‬‬ ‫لكن في الوقت نفســه نشــاهد إصرار الشعب‬ ‫الليبــي على عدم ترك األمور تتدهور إلى حرب‬ ‫أهليــة حقيقية‪ ،‬لهذا هم يريــدون فقط حكومة‬ ‫تكون في خدمتهم وال تتورط في الفساد‪.‬‬ ‫○ لكن احلالة احلالية يراها البعض أسوأ‬ ‫من أيام نظام القذافي؟‬ ‫• أنا شــخصيا لــم يحدث لــي أن التقيت‬ ‫بليبيني كثــر يرغبون حقا في عــودة القذافي‪،‬‬ ‫أو هم نادمون على ذهابه‪ ،‬لكن ميكن أن تكون‬ ‫هنــاك رغبــة فــي رؤية صــورة لقائد شــجاع‬ ‫وقــوي يقــود البلــد‪ ،‬رمبا هــم يريــدون رجال‬ ‫مثل «السيســي» الذي ميلك القدرة على إعادة‬ ‫اإلستقرار‪.‬‬ ‫○ هــل الوضــع فــي اجلــارة ليبيــا أحد‬ ‫األســباب التي أوقفت قطــار الثورة على‬ ‫احلدود اجلزائرية؟‬ ‫• أغلب اجلزائريني يظنون أنهم‬ ‫ســبقوا اآلخرين وقد قاموا بثورتهم‬ ‫عــام ‪ 1988‬بالرغــم مــن أنــه أمــر‬ ‫مؤســف أن مت إجهاض احلركة‬ ‫الثورية نهاية ســنة‪ 1992‬اضف‬ ‫إلى هذا تعقد مأســاة اجلزائر مع‬ ‫اندالع احلرب األهلية التي ال تزال‬ ‫ذكراها عالقة في األذهان‪ ،‬اضافة‬ ‫إلــى هذا هنــاك نوع مــن اإلرتياح‬ ‫والرضــى لــدى فئــات الشــعب‬ ‫اجلزائــري رغــم كل الهواجــس‬ ‫املطروحــة بخصــوص مســتقبل‬ ‫الرئيــس بوتفليقيــة‪ ،‬والســؤال‬ ‫من الذي ســيتولى أمــر قيادة‬ ‫البــاد بعده؟ هناك‬ ‫مخا طــر ة‬ ‫كبير ة‬

‫‪15‬‬

‫«حــكــام الــجــزائــر ضيعوا فــرصــة ذهبية لتحقيق‬ ‫نقلة فــي الــبــاد وهـــم يــســيــرون عــكــس الــتــيــار»‬ ‫بالنســبة للجزائر فهذا النوع من عدم وضوح‬ ‫الرؤيــة رأينــاه أيضا فــي مصر قبل ســقوط‬ ‫مبــارك‪ .‬وميكن القــول أن الوضع في اجلزائر‬ ‫مختلف بعض الشــيء فمــا زال هذا الهاجس‬ ‫األمنــي الــذي منــح لبوتفليقة فرصــة البقاء‬ ‫قائمــا‪ ،‬فهو رئيــس املصاحلة الذي اســتطاع‬ ‫إخراج البــاد من احلرب األهليــة‪ ،‬لكن هذا ال‬ ‫مينع أن اجلزائر تعيش في وضع خطير جدا‪،‬‬ ‫فاحلالة اإلجتماعية متدهورة‪ ،‬واإلســتقطاب‬ ‫السياســي في البلد ال يختلف عما هو موجود‬ ‫فــي الــدول العربيــة األخــرى‪ ،‬واملشــاكل‬ ‫االجتماعية موجودة فيها‪ ،‬والفرق يكمن رمبا‬ ‫في أن اجلزائر في الوقت احلالي تعيش حالة‬ ‫انتظار لترى كيف ســيتم حل مشكل اإلنتقال‬ ‫السياســي في البلــد الذي من حظــه أنه غني‬ ‫جدا فهو يتمكن من شــراء الســلم االجتماعي‬ ‫إلى حد ما‪.‬‬ ‫○ مــاذا عــن املغــرب البلد اجلــار أال ترى‬ ‫أن النظــام جتــاوز ظاهريا حالة الثــورة التي‬ ‫تشــهد ها‬ ‫املنطقة؟‬

‫• وضــع املغــرب يبــدو مختلفــا بعــض‬ ‫الشــيء فمنذ اعتالء محمد السادس العرش‪،‬‬ ‫وصل معــه جيل مــن الشــباب الــذي أصبح‬ ‫يشــارك فــي قيــادة البــاد‪ ،‬وهذا مــا يجعل‬ ‫املغــرب مختلفا عــن مصر وحتى عــن تونس‬ ‫بــن علي‪ ،‬فلســنا بصــدد رؤيــة نظــام عجوز‬ ‫وتقليدي‪ .‬وهناك أيضا الشرعية امللكية التي ال‬ ‫تتعرض للنقد‪ ،‬والكثير من املغاربة ال يطالبون‬ ‫مثــا برحيل امللــك‪ ،‬فحتى حركة ‪ 20‬شــباط‪/‬‬ ‫فبرايــر اكتفــت باملطالبــة برحيــل مستشــار‬ ‫امللــك الــذي هو معــروف بتورطه فــي قضايا‬ ‫فســاد‪ ،‬وقد حتــرك النظــام احلاكم بســرعة‬ ‫وبكثيــر من املهــارة لتطويق نشــاط احلركة‪.‬‬ ‫أظن كذلك مثلما في احلاالت الســابقة أن ربح‬ ‫الوقــت قــد لعــب دورا مهما في هــذه املعادلة‬ ‫فقــد فقدت احلركــة جاذبيتها ولــم تعد متثل‬ ‫الكثيــر للمغاربة خصوصا عندما يشــاهدون‬ ‫مــا حدث في مصــر وليبيا وســوريا وغيرها‪.‬‬ ‫واملغاربــة كانــوا دائمــا يعتبــرون أنفســهم‬ ‫أحســن من جيرانهم‪ ،‬هم يتســاءلون عن ثمن‬ ‫املغامرة وكم يلزم من الوقت إلعادة االستقرار‬ ‫واألمــن؟ والوضــع نفســه املوجــود في دول‬ ‫الربيــع العربــي األخرى موجود فــي املغرب‪،‬‬ ‫انعــدام العدالة االجتماعية‪ ،‬انتشــار الفســاد‬ ‫على مستويات رفيعة في الدولة‪ ،‬ثم إن إعالن‬ ‫دستور جديد للبالد سمح بشراء الوقت لكننا‬ ‫ما زلنا ننتظر ظهــور النتائج فتوجد فئات من‬ ‫الشعب تعيش حالة من اإلحباط واخليبة‪.‬‬ ‫○ إلى أي مدى ميكن أن يتطور الوضع؟‬ ‫• األكيــد أن النــاس تــرى مــا يحدث في‬ ‫ســوريا وفي ليبيا ومصر وهشاشــة الوضع‬ ‫رغم ما فيــه من إجنازات في بعــض الدول ما‬ ‫زال يخيفهم األمر‪ ،‬وهم يتساءلون إن كان ذلك‬ ‫يستأهل مغامرة‪ .‬لألســف الشديد احلركات‬ ‫اإلصالحيــة ميكــن أن تناور القــوى الرافضة‬ ‫لهــا‪ ،‬لربــح الوقت‪ ،‬كورقــة لعب إمــا أن تقبل‬ ‫بالوضع كما هو أو ترضى باألسوأ‪.‬‬

‫أساندر العمراني‬


‫‪16‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫كتب‬ ‫مقيل تعز و«الكاكوال» المسكرة‬

‫زيد مطيع دماج‬ ‫يعــدّ دار عامل تعــز‪ ،‬املرحوم محمد الباشــا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫أشــهر مقيــل أدبــي وسياســي وثقافــي‬ ‫وكان والــدي مــع صديقــه الدائم الشــيخ يحيى‬ ‫منصور بن نصــر احلاج‪ ،‬والقاضــي العالمة عبد‬ ‫الرحمن احلــداد‪ ،‬واملناضل العالمــة عقيل عثمان‬ ‫ً‬ ‫دائما للمقيــل في دار‬ ‫عقيــل وغيرهــم يتوجهــون‬ ‫أدبيا وسياسياً‬ ‫فعال ملتقى ً‬ ‫محمد الباشــا‪ .‬وكان ً‬ ‫يجتمع فيه بعض من استطاعوا اإلفالت من سيف‬ ‫اإلمام أحمد وجبروته الذي جزر بسيافيه رؤوس‬ ‫شــهداء من أبرز رجــاالت اليمــن‪ ،‬علمــاء وأدباء‬ ‫ورجال قبائل‪ ،‬بعد فشــل ثــورة ‪ .1948‬وكان جنل‬ ‫عامل تعز‪ ،‬أحمد محمد الباشا‪ ،‬أحد األوائل الذين‬ ‫فروا إلى عدن وكونوا «حزب األحرار» عام ‪.1944‬‬

‫كانت أسرة «بيت الباشا» من أعرق األسر في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وماال ولها شعبية على مستوى‬ ‫جاها‬ ‫تعز وأكثرها‬ ‫املدينة ونواحيها (…) وزاد احلقد عليهم إثر فشل‬ ‫ثــورة ‪ 1948‬وعودته [اإلمام أحمــد] من َح َّجة بعد‬ ‫أن أبــاح مدينــة صنعــاء وجميــع املــدن والقرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وملكا على‬ ‫إماما‬ ‫اليمنية للنهب والســلب وأصبح‬ ‫اليمن ونقــل عاصمة مملكته مــن صنعاء إلى تعز‬ ‫حيث اســتقر في قصره اجلديد في قرية «صالة»؛‬ ‫لكــن األحرار واألدباء والسياســيني املثقفني ممن‬ ‫جنوا من ســيفه وســطوته ما زالوا يتواردون ولو‬ ‫خفية إلى دار عامل تعز‪ ،‬جتذبهم الكتب واجملالت‬ ‫ً‬ ‫مشــتركا بهــا أو التي‬ ‫املصريــة التــي كان العامل‬ ‫كانت تصله بوساطة العالمة حيدرة‪ ،‬من عدن‪.‬‬

‫ً‬ ‫جاهــدا جــذب األدباء‬ ‫حــاول اإلمــام أحمــد‬ ‫ً‬ ‫مغدقا عليهم‬ ‫والشــعراء إلى قصره في «صالــة»‪،‬‬ ‫املوائد العامرة واملساجالت الشعرية لكي مينعهم‬ ‫مــن التوجــه إلى بيــت العامــل؛ لكنهم ظلــوا على‬ ‫صلــة حميمة بــدار عامل تعز‪ ،‬وعندمــا صرخ في‬ ‫وجوههم بأنه ســيجز رؤوس العصريني بســيفه‬ ‫غادروا مرة أخرى فرار ًا إلى عدن‪.‬‬ ‫فــي غفــوة مــن اإلمــام أحمــد اســتطاع أحد‬ ‫املغامريــن فتح مقهــى خارج «البــاب الكبير» على‬ ‫منــط مقاهي عدن‪ ،‬وأســماه «قهوة اخملــاء»‪ ،‬كان‬ ‫يقــدم فيه بعــض املشــروبات الغازية وأشــهرها‬ ‫«الكوثــر» و»الكاكــوال» التي يســتوردها من عدن‬ ‫والشــاي باللــن‪ ،‬وفيــه ثالجــة تعمــل بلمبة كاز‬ ‫للماء البارد وحبات الثلج لـ»مخزّ ني» القات! كان‬ ‫هذا املقهى ملتقى «الدراولة» ســائقي الشاحنات‬ ‫وبعــض من وجهاء املدينــة‪ ،‬وأكثرهم من املثقفني‬ ‫الناقمني على الوضع‪.‬‬ ‫كنت وصديقي نهرب من «املدرسة األحمدية»‬ ‫لكــي نعرف هــذا املقهى اجلديد الــذي ذاع صيته‪.‬‬ ‫نقف أمام شرفته اخلارجية نتفرج على «النجوم»‬ ‫وهم جالســون علــى كراســي خشــبية وأمامهم‬ ‫على املناضد قوارير العصائر وكؤوس «الشــاهي‬ ‫باللنب» ويدخنون السجائر‪ ،‬بأحاديثهم الصاخبة‬ ‫ونقاشــهم املســتفيض كأنهم في إحــدى حانات‬ ‫أوروبا‪ ،‬والسائق «الرصابي» مهموم في وسطهم‬ ‫يواسونه بتقدمي احللول واألمل بإصالح حافلته‪.‬‬ ‫كان بــودي أنا وصاحبي أن نتــذوق ولو ملرة‬ ‫واحدة فــي حياتنا شــراب «الكاكــوال» الذي ذاع‬ ‫صيته بأنه شــراب ُمســكر‪ ،‬أو على األقل نحتسي‬

‫«الرهينة»‪ :‬حكاية نجاح عالمي باهر‬ ‫ليس زيد مطيع دماج (‪1943‬ـ‪ )2000‬الروائي‬ ‫اليمنــي األبرز‪ ،‬واألمهر في الواقع‪ ،‬فحســب؛ بل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪ ،‬وال مبالغة في‬ ‫عامليا‬ ‫هو‪ ،‬كذلك‪ ،‬األشــهر‬ ‫القــول إن ترجمــة روايتــه «الرهينة» إلى عشــر‬ ‫لغات عاملية حتى الســاعة‪ ،‬مبا في ذلك ترجمتني‬ ‫مختلفتني إلى الفرنســية‪ ،‬هي قصة جناح كبرى‬ ‫لألدب اليمني على الصعيد العاملي‪.‬‬ ‫ولــد دمــاج فــي عزلــة النقيلــن‪ ،‬لــواء إب‪،‬‬ ‫وسرعان ما غادرها إلى عدن مع والده‪ ،‬املناضل‬ ‫ضدّ حكم اإلمام يحيى‪ ،‬والذي أفلح في الفرار من‬ ‫الســجن في تعز‪ .‬وشاءت أقدار الفتى أن يرسله‬ ‫والده إلى مصر‪ ،‬فحصل على الشهادة اإلعدادية‬ ‫ثم احلقوق‬ ‫من بني سويف‪ ،‬والثانوية من طنطا‪ّ ،‬‬ ‫والصحافة من جامعة القاهرة‪ ،‬قبل أن يعود إلى‬

‫اليمن سنة ‪.1968‬‬ ‫ثــم توالت‬ ‫صــدرت «الرهينــة» ســنة ‪ّ ،1984‬‬ ‫طبعاتهــا حتى تردد أنها باعت أكثر من ‪ 100‬ألف‬ ‫نســخة‪ ،‬فأثــارت فضول املترجمني فــي الغرب‪،‬‬ ‫فنُ قلــت إلــى الفرنســية واإلنكليزيــة واألملانيــة‬ ‫والروسية‪ ،‬وكذلك الهندية‪ ،‬واستُ قبلت بترحيب‬ ‫ّ‬ ‫ولعــل الدرس‬ ‫حــار مــن النقــاد حيثما نُ شــرت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األول‪ ،‬وراء قصة النجــاح البهيجة هذه‪،‬‬ ‫البليــغ‬ ‫ّ‬ ‫ســمى بـ»العامليــة» ال يعتمــد‪ّ ،‬أو ًال‪ ،‬على‬ ‫ّأن مــا ُي ّ‬ ‫شبكات الترويج والتسويق‪ ،‬بل ينبثق من أصالة‬ ‫اخلصائــص احمللية في العمــل ذاتــه؛ بدليل ّأن‬ ‫«الرهينة» كانــت رواية دماج األولى‪ ،‬والوحيدة‪،‬‬ ‫شاب لم يكن البتة مشهور ًا في بلده‪.‬‬ ‫لروائي ّ‬ ‫يكتــب الدكتــور عبــد العزيــز املقالــح‪ « :‬لقد‬

‫القص‬ ‫اهتــدى زيد مطيــع دماج إلى أســلوب من ّ‬ ‫فريــد فــي نظامــه يجمــع فــي براعــة فائقة بني‬ ‫احلكايــة ذات الــدالالت الشــعبية القريبــة مــن‬ ‫وعــي القارئ وتلهفــه إلى معرفــة معنى احلدث‬ ‫وبــن القص الناضــج الذي تنمو معــه األحداث‬ ‫ً‬ ‫متوسال إلى ذلك‬ ‫في إطار غرائبي مثير للدهشــة‬ ‫بــأدوات تعبير حتقق املكونات الداللية بأقل قدر‬ ‫من الكلمــات (…)‪ .‬يغترف من نهــر الواقع ومن‬ ‫ً‬ ‫قــادرا على‬ ‫صفحــات املاضــي القريب ما يجعله‬ ‫أن يقــدم لقارئه العربي والعاملي مناذج مدهشــة‬ ‫من احليــاة والنــاس مت اختيارهــا بعناية فائقة‬ ‫مصحوبــة بظروفهــا االجتماعية وفــي إطار من‬ ‫التقاليد واألعراف التي أجاد رسمها بلغة مكثفة‬ ‫توجز معنى السهل املمتنع في الفن األدبي»‪.‬‬

‫نص‬ ‫ّ‬ ‫زيد مطيع دماج‬ ‫الشــاي باللــن إذا أمكن‪ .‬وكانت معجــزة أن هذه‬ ‫الب َرد الذي كنا نتسابق على التقاطه‬ ‫الثالجة تفرز َ‬ ‫عند هطول األمطار في قرانا‪.‬‬ ‫ال أدري كيف اســتطعنا‪ ،‬أنا وصديقي‪ ،‬إقناع‬ ‫ذوينا مبضاعفة «اجلعالة» اليومية من «بقشة» إلى‬ ‫ربع ريال ملرة واحدة فقط! جلســنا على كرســيني‬ ‫بجــوار الثالجة‪ ،‬متعمدين ذلــك‪ ،‬نكاد نضحك من‬ ‫الفرحــة‪ .‬طلبنــا قارورتني من «الكاكــوال» ودفعنا‬ ‫ً‬ ‫مقدما بعد أن شــك صاحــب املقهى بقدرتنا‬ ‫الثمن‬ ‫على دفع الثمن وأوشك على رمينا خارج املقهى!‬ ‫وضع النــادل «القارورتــن» أمامنا وفتحهما‬ ‫فتصاعــدت منهمــا رغــوة عجيبة‪ .‬نظرنــا بعضنا‬ ‫إلــى بعض‪ .‬وبعد تــردد توكلنا على الله وشــربنا‬ ‫منها‪ .‬شــعرت بلذعة فــي حلقــي‪ .‬وكان بحوزتنا‬ ‫ُ‬ ‫«ك ْدمتان» من اخلبز اســتعنا على ابتالعهما بذلك‬ ‫املشروب اللذيذ‪ .‬فتحت الثالجة‪ ،‬ألن أحدهم يريد‬ ‫ثلجا على مشروبه‪ .‬كم كانت الدهشة ً‬ ‫ً‬ ‫حقا أن نرى‬ ‫«املعجزة» حقيقة!‬ ‫عــدت مع زميلــي إلى املدرســة ونحــن نترنح‬ ‫كالســكارى ونضحــك ونتحدث بصــوت مزعج‪،‬‬ ‫ممــا دفع بحــارس بوابة املدرســة إلــى أن مياطل‬ ‫بفتح الباب بعد أخذ ورد و»ســن وجيم»… حتى‬ ‫زمالؤنــا في املــكان الكبير فتحوا أكيــاس نومهم‬ ‫لنحكي لهم العجاب!‬ ‫(*) فقرات من كتاب «االنبهار والدهشة»‪،‬‬ ‫مشاهدات من السيرة الذاتية للروائي اليمني‬ ‫الكبير‪ ،‬منشورات رياض الريس‪.2000 ،‬‬


‫كتب‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪17‬‬

‫المتحف المعاصر بوصفه دار نشر أيضًا‬ ‫اعتادت املتاحف الكبرى إصدار كتيبات مرافقة للمعارض التي تقيمها‪ ،‬ولكن يحدث ـ في حالة املعارض النوعية واملتميزة‪ ،‬بصفة خاصة‬ ‫ّ‬ ‫مســتقل‪ ،‬أقرب إلى مرجع متكامل‪ ،‬نقــدي وتاريخي‪ ،‬حول موضوع املعرض‪ .‬و»متحــف الفنون اجلميلة» في‬ ‫ـ أن ينقلــب اإلصدار إلى كتاب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وحتولت‬ ‫للمعرض‪،‬‬ ‫مرافقا‬ ‫دليال‬ ‫كونها‬ ‫عن‬ ‫ت‬ ‫كف‬ ‫التي‬ ‫املؤلفات‬ ‫عشرات‬ ‫أصدر‬ ‫وقد‬ ‫احلميد‪،‬‬ ‫العرف‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫يشذ‬ ‫بوسطن‪ ،‬الواليات املتحدة‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫بالفعل إلى مصادر معرفية ال غنى عنها‪ ،‬حول الفنون وشعوبها وتواريخها‪.‬‬

‫عدسات نسائية من العالم العربي وإيران‬ ‫مصورة فوتوغرافية رائدة‪ ،‬من إيران والعالم العربي‪ :‬جنان العاني‪،‬‬ ‫كتاب «هي التي تروي احلكاية» يقدّ م‪ ،‬ويعهد بالسرد البصري إلى‪12 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫بشرى املتوكل‪ ،‬جوهر دشتي‪ ،‬رنا النمر‪ ،‬لال السعيدي‪ ،‬شدي غادريان‪ ،‬تانيا حبجوقة‪ ،‬روال حلواني‪ ،‬نرمني همام‪ ،‬رانيا مطر‪ ،‬شيرين نشأت‪،‬‬ ‫ونيوشا تافاكوليان‪.‬‬ ‫هــؤالء النســاء الفنانات انخرطن في معاجلة مفهوم التمثيــل‪ ،‬للذات الفردية وللهوية َ‬ ‫اجل ْمعية‪ ،‬على نحو بالغ احلماس لرســالة الصورة‬ ‫لقوة تأثيرها فــي آن‪ .‬والصور‪ ،‬التي يحتويها الكتاب‪ ،‬تتباين في األســاليب من اللقطة الصحافية احملضة إلى‬ ‫الفوتوغرافيــة‪ ،‬وعالي اإلدراك ّ‬ ‫ً‬ ‫الرؤى املركبة عن ســابق قصد‪ ،‬كما ّأن موضوعاتها تتراوح بني تنميطات اجلنس واملرأة عموما‪ ،‬إلى احلرب والســام‪ ،‬واحلياة الشــخصية‪.‬‬ ‫واألهم من هذا ّ‬ ‫واحلس النقدي الالذع‪ ،‬لسلسلة التنميطات الغربية واالستشراقية حول‬ ‫كله هو ّأن األعمال تتصدى‪ ،‬مبزيج من الذكاء الثاقب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املصورات‪.‬‬ ‫نساء اإلسالم؛ وفي اآلن ذاته تستكشف املشهديات السياسية واالجتماعية املعقدة للبلدان التي تنتمي إليها الفنانات‬ ‫ّ‬ ‫مواد تعريفية ونقدية كافية حول الفنانات املشــاركات‪،‬‬ ‫جدير بالذكر ّان مؤلفة الكتاب‪ ،‬كريســن غريش‪ ،‬حرصت على أن يتضمن الكتاب ّ‬ ‫وأكثر من ‪ 100‬صورة من أعمالهن‪.‬‬ ‫‪She Who Tells a Story‬‬ ‫‪Women Photographers from Iran and the Arab World‬‬ ‫‪By Kristen Gresh with a foreword by Michket Krifa‬‬ ‫‪164 pages. 110 color illustrations‬‬

‫البطاقة البريدية‪:‬‬ ‫«تويتر» و«فيسبوك» الزمن الجميل!‬ ‫خالل الســنوات األولى من القرن العشــرين‪ ،‬املنصرم‪،‬‬ ‫كانــت البطاقــات البريدية هــي «تويتر» و»فيســبوك» تلك‬ ‫األيــام‪ ،‬في املاضي الــذي يحلــو للكثيرين اســترجاعه من‬ ‫بــاب النوســتاجليا‪ ،‬حتت تســمية «الزمن اجلميــل»‪ .‬ولقد‬ ‫اجتاح العالم جنون‪ ،‬أشــبه بالهوس املعاصر حول وسائل‬ ‫التواصل االجتماعية‪ ،‬كانت البطاقة البريدية هي وســيلته‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فطبعت ماليني منها‪ ،‬وجرى تبادلها بني الناس عبر القارات‬ ‫واحمليطات والبحار‪ ،‬وتبارى الفنانون في ابتكارها وتطوير‬ ‫تصميماتهــا لكي تناســب ّ‬ ‫كل األذواق‪ ،‬كمــا تنافس الهواة‬ ‫في جتميع النادر منها‪ ،‬وأصدرتها املطابع ودور النشــر في‬ ‫ألبومات خاصة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وهذا الكتــاب ينقب في «مجموعة بطاقات الودر»‪ ،‬التي‬ ‫التنوع والندرة‪،‬‬ ‫قد تكون األصفى واألكثر شمولية من حيث ّ‬ ‫ثم يســتخلص هذه التشــكيلة البديعة‪ ،‬شــاملة موضوعات سياســية وتاريخية وثقافية شتى‪ ،‬بعضها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نقــات كبرى ّ‬ ‫األول الذي‬ ‫متثل روح العصر وتلتقط أبرز األحداث في أحقــاب متعاقبة‪ .‬ولعل هذا العمل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫كفن مستقل وأداة للتواصل االجتماعي‪ ،‬مرتّ ب حسب املوضوعات‪ ،‬وهنالك‬ ‫يتعامل مع البطاقة البريدية ّ‬ ‫فصول خاصة باحلياة االجتماعية‪ ،‬والدور املتبدل للمرأة‪ ،‬والرياضة‪ ،‬والتكنولوجيا اجلديدة‪ ،‬وأصناف‬ ‫حية الهتمامات ومشــاغل‬ ‫بطاقــات الـ‪ ،Art Nouveau‬واحلــرب العاملية األولى‪ .‬والنتيجة هي صورة ّ‬ ‫وهواجــس وأحــداث ومتغيرات العقود األولــى من القرن العشــرين‪ ،‬ومناذج مثيرة عــن األمزجة الفنية‬ ‫ً‬ ‫فضال عن كونها زبدة التنقيب في قرابــة ‪ 100,000‬بطاقة بريدية‬ ‫والتاريخيــة والثقافية في تلك احلقبــة؛‬ ‫ّ‬ ‫تشكل مجموعة الودر‪.‬‬ ‫‪The Postcard Age‬‬ ‫‪Selections from the Leonard A. Lauder Collection‬‬ ‫‪Benjamin Weiss, and Lynda Klich‬‬ ‫‪296 pages. 420 color illustrations‬‬

‫مجوهرات النوبة وسحر اإلمبراطورية العظمى‬ ‫ألنهــا واقعة عنــد تقاطــع الطــرق التجارية‬ ‫من أفريقيا الوســطى‪ ،‬والشــرق األدنى القدمي‪،‬‬ ‫فإن النوبة العريقة حكمت‬ ‫والعالم الكالســيكي؛ ّ‬ ‫قوتها في القرن‬ ‫كامل وادي النيل‪ ،‬وبلغــت اوج ّ‬ ‫الثامن قبل امليــاد‪ .‬مصر‪ ،‬جارتها ومنافســتها‬ ‫الدائمــة‪ ،‬اطلقت على النوبة اســم «بالد الذهب»‬ ‫ألن أراضيهــا احتوت على وفــرة فريدة من ذلك‬ ‫ّ‬ ‫وألن أهل النوبــة صنعوا بعض‬ ‫املعــدن الثمــن‪ّ ،‬‬ ‫أجمل اجملوهرات واحللي في العالم القدمي‪.‬‬ ‫يصــور أكثــر مــن ‪ 100‬حلية‬ ‫وهــذا الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫وزينــة‪ ،‬يختزنهــا متحــف الفنــون اجلميلة في‬ ‫بوســطن‪ ،‬الذي يعدّ ـ بعد العاصمة الســودانية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اشــتماال على هذا‬ ‫اخلرطــوم ـ اخملــزن األوســع‬ ‫األولــي على هذه‬ ‫ف‬ ‫والتعر‬ ‫الطــراز من التحــف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حلي‬ ‫اجملموعة ُيظهر األنساق الفنية املتطورة التي استخدمها الفنان النوبي في صناعة ّ‬ ‫تلــك اإلمبراطورية العظمــى‪ ،‬وهي التقنيات التي لن تتوصل إليهــا أوروبا إال بعد مرور‬ ‫ألف ســنة على األقل‪ .‬وقيمــة هذه التحف ال تنحصــر في جمالها األخــاذ‪ ،‬وصناعتها‬ ‫املتطورة‪ ،‬وذوق ّ‬ ‫صناعها الرفيع؛ بل‪ ،‬كذلك‪ ،‬ألنها كانت حتمل معان ســحرية وطقسية‬ ‫ودينية‪.‬‬ ‫والتصويــر الفوتوغرافــي الرفيع الذي يرافــق الكتاب‪ ،‬وكذلك نصــوص التعريف‬ ‫التاريخيــة والنقديــة التي كتبها عدد من كبار األخصائيني فــي فنون النوبة‪ ،‬جتعل من‬ ‫ً‬ ‫مرجعا ال غنى عنه؛ ســواء في مضمــار اجلواهر واحللي‪ ،‬كصناعة وتقاليد‬ ‫هذا الكتاب‬ ‫اجتماعية‪ ،‬أو في مضمار تاريخ اإلمبراطورية النوبية على نطاق أعرض‪.‬‬ ‫‪Nubia Jewels of Ancient‬‬ ‫‪Yvonne J. Markowitz and Denise M. Doxey‬‬ ‫‪188 pages. 180 color illustrations‬‬


‫‪18‬‬

‫كتب‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫أيمن جابر حمودة واستعادة الذاكرة الفلسطينية‬

‫بيت دجن‪:‬‬ ‫من كنعان وحتى التهويد‬ ‫صبحي حديدي‬

‫يســعى هذا الكتاب إلــى إحياء ذكرى بلدة‬ ‫بيت دجن الفلسطينية‪ ،‬التي تضرب بجذورها‬ ‫مثــاال ً‬ ‫ً‬ ‫حيا على‬ ‫في التاريــخ القدمي‪ ،‬لكي تبقى‬ ‫عشرات القرى والبلدات التي سعى الصهاينة‬ ‫إلى محوها مــن الوجود قبل النكبــة وبعدها‪.‬‬ ‫وفصــول العمــل تتنــاول جــذور البلــدة فــي‬ ‫التاريــخ (من الكنعانيني‪ ،‬إلــى التاريخ القدمي‪،‬‬ ‫فالعهــود اإلســامية‪ ،‬واحلــروب الصليبيــة‪،‬‬ ‫والعهــد العثمانــي‪ ،‬واالنتــداب البريطانــي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ثم يبحث الكتاب‬ ‫وصوال إلى تهويد فلسطني)‪ّ .‬‬ ‫في جغرافيــة البلدة‪ ،‬والســكان‪ ،‬واالقتصاد‪،‬‬ ‫والصناعــة‪ ،‬والتعليــم والثقافــة‪ ،‬واملــرأة‪،‬‬ ‫واألزيــاء الشــعبية‪ ،‬والعــادات والطقــوس‪،‬‬ ‫ومقاومة االحتالل‪ ،‬ومناذج من رجاالت البلدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤرخا‬ ‫واملؤلــف‪ ،‬أمين جابر حمودة‪ ،‬ليس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أنثروبولوجيا‪ ،‬بل هو طبيب‬ ‫جغرافيــا وال‬ ‫وال‬ ‫أخصائــي بأمــراض القلب والشــرايني‪ .‬ومع‬ ‫ينم عن ســيطرة الفتة‬ ‫ذلــك‪ّ ،‬‬ ‫فإن جهــده املميز ّ‬ ‫على عدد مــن مناهج البحــث والتأليف‪ ،‬بينها‬

‫اعتمــاد الوصــف‪ ،‬وحتليل الوثيقــة‪ ،‬وتدوين‬ ‫املرويات‪ ،‬واســتقراء الصورة‪ ،‬وربط العادات‬ ‫والتقاليد بوقائع تاريخية وسياســية نظيرة‪،‬‬ ‫وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫فإن العمــل ال ينطلق من اختصاص‬ ‫وبهذا ّ‬ ‫محدد‪ ،‬وهــذا بعض أبرز فضائلــه في الواقع‪،‬‬ ‫ألنه يشــمل أنظمة بحثيــة متعــددة‪ .‬وأهميته‬ ‫األبــرز تكمــن فــي اســتعادة تاريخ فلســطني‬ ‫املعاصــرة‪ ،‬عبــر التفحــص الدقيــق واملتأنــي‬ ‫لتاريــخ بلدة بيت دجن‪ ،‬من أعمال يافا احملتلة‪،‬‬ ‫منــذ الكنعانيني وحتــى الســاعة‪ .‬ومن جانب‬ ‫آخر‪ ،‬لغة العرض مبسطة دون ركاكة‪ ،‬تتوخى‬ ‫إيصــال املعنــى وليــس التفخيــم والزخرف؛‬ ‫ميســر‪ ،‬يســاعد في سالسته حسن‬ ‫والعرض ّ‬ ‫التبويــب وتقســيم املوضوعــات؛ واملصطلح‬ ‫يتحلــى بدرجــة عالية مــن الدقة ألنه مبســط‬ ‫بدوره وغير متكلف‪.‬‬ ‫ومن الواضح ّأن املؤلــف يصدر عن طموح‬ ‫علمــي متعــدد األغــراض‪ ،‬وطنــي وتاريخــي‬

‫وجغرافــي وأنثروبولوجــي وإثنولوجــي‪،‬‬ ‫يســعى إلى إعادة تدوين التاريخ الفلســطيني‬ ‫الذي هدف الصهاينة إلى طمســه أو تشويهه‬ ‫ً‬ ‫كثيــرا‪ ،‬في‬ ‫أو اختزالــه‪ .‬وهــو طموح يســهم‪،‬‬ ‫تنمية إحســاس املواطن الفلسطيني بتاريخه‪،‬‬ ‫القــدمي واحلاضــر‪ .‬واألرجــح ّأن هــذا العمل‬ ‫الفريد ســوف يفســح للمؤلف مجاالت أرحب‬ ‫إلجناز املزيد‪ ،‬وتشجيع سواه على االقتداء به‬ ‫في حتقيق هذا الطراز الضــروري من التأليف‬ ‫متعدد األغراض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يصرح حمــودة‪ ،‬في‬ ‫ولــم يكن‬ ‫مفاجئــا أن ّ‬ ‫ضوء الترحيب الواســع الذي قوبــل به كتابه‬ ‫مواد جديدة حول‬ ‫هذا‪ ،‬أنه يعكــف على ترتيب ّ‬ ‫البلــدة‪ ،‬تتضمن التالي‪ :‬املزيد من الوثائق‪ ،‬منذ‬ ‫أيــام الكنعانيني وحتــى النكبــة؛ حاضر بيت‬ ‫دجن‪ ،‬مــن النكبة إلى أيامنــا احلالية؛ عائالت‬ ‫البلــدة‪ ،‬وصــور الهويــات وشــهادات امليالد؛‬ ‫صــور وخرائط لبيــت دجن وما حولهــا‪ ،‬أيام‬ ‫احلربــن العامليتــن األولــى والثانيــة وفــي‬ ‫العصر الراهن؛ تراث أثواب البلدة‪ ،‬ومحاوالت‬ ‫ً‬ ‫زورا إلــى انفســهم؛‬ ‫اإلســرائيليني نســبه‬ ‫انطباعات فلسطينيني‪ ،‬من غير أهل بيت دجن‪،‬‬ ‫عنها؛ معالم تاريخية وحضارية مجاورة‪ ،‬مثل‬ ‫مطار اللد وموسم روبني؛ الطرق الصوفية في‬ ‫بيت دجن…‬ ‫جديــر بالذكــر ّأن مصادر الكتــاب وافرة‪،‬‬ ‫ال تقتصــر علــى املراجــع باللغتــن العربيــة‬ ‫واإلنكليزيــة‪ ،‬بــل تقــرأ الصــورة واخلارطــة‬ ‫والوثيقــة واملرويــات الشــفهية واألشــعار‬ ‫الشــعبية واألغاني واألهازيــج‪ .‬وثمة توظيف‬ ‫مــدروس للمراجع االجنبيــة‪ ،‬دون إفراط‪ .‬لكن‬ ‫أصالــة العمــل تنبثق مــن تنقيبــه العميق في‬ ‫باطن تاريــخ البلدة‪ ،‬وربط مختلــف اجلوانب‬ ‫التــي اكتنفت ذلك التاريــخ‪ ،‬وحتليل ما ينتهي‬ ‫منها إلى تشــكيل ظواهر عامة ميكن أن تنطبق‬ ‫على تاريخ فلســطني الشــامل‪ .‬وبهــذا املعنى‬ ‫فــإن مقدار اإلبداع في الدراســة كبير ومتميز‪،‬‬ ‫واالقتباس أمني‪ ،‬والتوثيق جيد التوظيف‪.‬‬ ‫هذه‪ً ،‬‬ ‫إذا‪ ،‬خطوة رائدة تشــق الطريق أمام‬ ‫دراســات اخرى متعددة األنظمة‪ ،‬حول تاريخ‬ ‫ً‬ ‫عمومــا‪ ،‬وتاريــخ البلــدات والقرى‬ ‫فلســطني‬ ‫الكثيــرة التــي حــاول املشــروع الصهيونــي‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‪ .‬وهي‬ ‫محوها من الذاكرة املعاصرة‪،‬‬ ‫مســاهمة جدية في إضاءة التراث الفلسطيني‬ ‫بجميــع مكوناتــه‪ ،‬وجهــد متميز فــي البحث‪،‬‬ ‫وأمانة في استخدام الوثيقة واملرجع‪ ،‬وبراعة‬ ‫في توظيــف املصادر‪ ،‬وإخــاص في مخاطبة‬ ‫القــارىء‪ ،‬واحتــرام للتاريــخ دون تغليــب‬ ‫العاطفة‪.‬‬

‫(٭) د‪ .‬أمين جابر حمودة‪« :‬لكي ال ننسى بيت دجن»‪ .‬دار‬ ‫عمان ‪ 348 ،2011‬صفحة‪.‬‬ ‫ورد األردنية للنشر والتوزيع‪ّ ،‬‬


‫‪19‬‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫ذاكرة‬

‫مانيفستو البلكون‬ ‫رنا قباني‬

‫إغـتصـاب سوريا‬

‫فــي عام ‪ ،1965‬وأنا في الســابعة من عمــري‪ ،‬انتقلت عائلة الى‬ ‫البناية املواجهة لبنايتنا واستأجرت الطابق األرضي فيها وسكنته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شــيئا عن جيرانهم اجلدد‪ ،‬ســوى أنهم كانوا‬ ‫أهــل احلي لم يعرفوا‬ ‫من خارج دمشق ومن البعثيني ـ تلك الفئة السوسيولوجية اجلديدة‬ ‫على أذهاننا وقتها‪ ،‬والتي لم تقنعنا آنذاك‪ ،‬وال الى يومنا هذا‪ ،‬وبعد‬ ‫مرور ‪ 51‬ســنة الستيالئها على احلكم عبر الدبابة ـ انه كان لها منهج‬ ‫سياسي سوى االنتقام الغبي البشع‪.‬‬ ‫ســرعان ما الحظ احلي ان شــقتهم‪ ،‬رغم صغرها‪ ،‬كان يسكنها‬ ‫عدد من الرجال جتاوز العشــرين نفرا‪ ،‬وامرأة وحيدة كانت األخت‬ ‫والعمــة العانس‪ ،‬تقضي وقتها وهي تراقب الشــارع من شــباكها‪،‬‬ ‫مرتديــة قميص نوم ذي لون «بيج»‪ ،‬يشــبه ذاك الذي ارتدته مارلني‬ ‫مونرو في فيلم «بترفيلد ‪ ،»8‬ويا للفرق بني املنظرين!‬ ‫شــارع ابو ذر الغفاري وقتها كان يســكنه مواطنــون جاؤا من‬ ‫كل احياء دمشــق القدمية‪ ،‬ومــن كل مناطق ســوريا‪ ،‬والكثير منهم‬ ‫ً‬ ‫أيضا أتوا من بالد التراجيديات التاريخية‪ :‬من فلســطني‪ ،‬وأنطاكيا‪،‬‬ ‫وأرمينيــا‪ ،‬وكردســتان‪ ،‬وألبانيــا‪ ،‬والشيشــان‪ ،‬وداغســتان؛ ومن‬ ‫اليونــان‪ ،‬والقــرم‪ ،‬وبلدات صغيــرة نائية فــي أعالي جبــال البحر‬ ‫األســود‪ ،‬محتها بالكامل ســيوف الروس‪ ،‬بعد انتفاضات املسلمني‬ ‫واليهود ضدّ جبروت موسكو‪ ،‬وسبحان مبدل األحوال!‬ ‫كانــت اللغــة املشــتركة بــن كل هــؤالء (ان لم يجيــدوا مبادئ‬ ‫العربية أو لغتنا الدارجة العجيبة بعض الشيء) هي اللغة العثمانية‬ ‫التــي أصبحت‪ ،‬وبســرعة البرق‪ ،‬لغة منقرضــة اال عند الالجئني من‬ ‫جيراننا‪ ،‬مسيحيني كانوا ام مسلمني ام يهودا‪.‬‬ ‫كان احلي يستقبل السكان اجلدد ببراغماتية ال ميكن نسيانها‪،‬‬ ‫ليســاعدهم على اإلندماج الســريع فــي حياة جديــدة وصلوا اليها‬ ‫بعد املشــقات واملتاعب الهائلة‪ .‬فالنجار ابو عصام مثال‪ ،‬رحمه الله‪،‬‬ ‫أصــر ان يعلــم زوج اجلــارة األرناؤوطية فن حفر اخلشــب‪ ،‬وابنها‬ ‫كيــف يخلط الـ»برداخ»‪ ،‬لكي يتقاســموا لقمة عيشــه املتواضعة‪ ،‬اذ‬ ‫انهم وصلوا الى شــارعنا وشــامنا الشــريف وهم معدومو احلال‪.‬‬ ‫الســيدات البورجوازيات سرعان ما قررن مساعدة األرملة الرشيقة‬ ‫مــن بنــات أنطاكيا املســيحيات‪ ،‬فتشــاركن في شــراء آلــة خياطة‬ ‫ومجــات «بوردا» لهــا‪ ،‬لكي تبتكر لهن فســاتني املوضة التي كانت‬ ‫تتغير في دمشق أسرع من تغيرها في باريس‪ ،‬مربط خيلنا وخيالنا‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ .‬الشاب األرمني الذي عرف بإتقانه الرياضيات‪ ،‬رغم‬ ‫اجلمالي‬ ‫تأنيثــه للمذكر وتذكيــره للمؤنث‪ ،‬جاء الى بيــت جدتي لكي يحاول‬ ‫تعليمي أســرار اجلبــر‪ ،‬التي بقيت الــى هذا اليوم مجرد أســرار في‬ ‫ذهنــي‪ ،‬رمبا من كثرة خوفي من ان يكــون فعال على صواب‪ ،‬فأكون‬ ‫أنــا الصبي‪ ،‬وابن خالتي البنت! وكان فشــله في تعليم تلميذته غير‬ ‫النجيبة أحد األسباب التي جعلته يغير مجرى حياته‪ ،‬ليصبح أجنح‬ ‫صائغ في شارع البرملان‪.‬‬ ‫اما العائلة البعثية تلك‪ ،‬فكانت مترفعة عن جيرانها‪ ،‬ال تشاركهم‬ ‫همومهم اليومية أبدا‪ ،‬النها كانت تبيض الوزراء بني أســبوع وآخر‪،‬‬ ‫مثلمــا كانت مدجنــة ابو متيم تبيض الدجاج‪ ،‬رغــم الفرق في جودة‬ ‫اإلنتاج بني املؤسســتني‪ .‬وذات يوم‪ ،‬كنت ذاهبة الى بيت خالة أمي‪،‬‬ ‫احســان الغزي‪ ،‬فرأيــت ان جارنــا البعثي كان يقطع شــارع بغداد‬ ‫بســرعة متهورة‪ ،‬وهو ابــن األربعني‪ .‬ثم الحظت‪ ،‬رغم صغر ســني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مفتوحا‪ .‬وبعد‬ ‫أن وجهه كان أحمر مثل الدم‪ ،‬وســحاب بنطاله كان‬ ‫دقائــق‪ ،‬حني وصلــت الى الرصيف املقابل‪ ،‬حاول أن ميســك بيدي‬ ‫ليجرني الــى منطقة معزولة وراء مدرســة الـ»الييك»‪ ،‬وهو يدفعني‬ ‫أمامه بجنون اجملرم‪.‬‬ ‫وبقــوة قــادر‪ ،‬اســتطعت ان أفلت منــه وصراخي ســبقني الى‬ ‫داري‪ ،‬وعدت بسرعة الى بيت جدتي وأنا ألهث من اخلوف‪ .‬هل كان‬ ‫لديها عصا سحرية‪ ،‬سمحت لها ان تلم رجال حارتنا خالل ثوان؟ ال‬

‫أدري أبدا‪ .‬ولكنني وقفــت على البلكون‪ ،‬كما أمرتني ان أفعل‪ ،‬وكما‬ ‫أصرت بلهجة غير لهجتها املعتادة‪ ،‬لكي أرى بأم عيني كيف أمسكوا‬ ‫بذلــك البعثي احلقير واملريض‪ ،‬الذي تصور انــه ملك الكون وكل ما‬ ‫تعرض لضرب من الكهربائي وبائع الذرة‬ ‫فيه‪ ،‬ولكنه رغم الغطرسة ّ‬ ‫واملنجد واخلباز واحلالق‪ .‬ضرب لن ينســاه فــي حياته‪ ،‬رغم أخيه‬ ‫الوزير ورغم اخته اآلنسة مارلني مونرو‪ ،‬التي لم تعد جترؤ ان تراقبنا‬ ‫من النافــذة‪ ،‬فأغلقتها فور ًا بعد ان دخل األخ البطل مكســراألضالع‬ ‫الى بيتهم املشــؤوم‪ ،‬ولم يرض طبيب او مجبــر ان يزوره‪ ،‬فعاد الى‬ ‫بلدته بسيارة تابعة للحزب‪ ،‬ولم يدنس حينا بعدها‪.‬‬ ‫حني أســمع اليوم قصــص اإلغتصاب املتعمد مــن قبل وحوش‬ ‫مخابــرات بشــار األســد لســجيناتنا احلرائــر‪ ،‬وكيــف يقتلن بعد‬ ‫إغتصابهن اجلماعي أمام رجالهن او آبائهن او أوالدهن في سجون‬

‫اجلحيم‪ ،‬بإدخال اجلرذان الى ارحامهن الدامية‪ .‬حني اقرأ ان أعداد‬ ‫املغتصبات الســوريات فاقت بكثير ‪ 38‬ألف فتاة وامرأة‪ ،‬وان نصف‬ ‫ســكان ســوريا هجروا بيوتهم ال خوفا على ديارهم املســتورة التي‬ ‫دمرهــا الطيران احلربي األســدي أصال‪ ،‬بل علــى أعراضهم‪ ،‬أتذكر‬ ‫مجــزرة حماة‪ .‬أتذكر كيف اســتمعنا لســيرة الرعــب املمنهج‪ ،‬حني‬ ‫بلغتنــا تفاصيــل قيام وحوش ســرايا الدفــاع بإغتصــاب الفتيات‬ ‫باملئــات‪ ،‬في اجلوامــع والبيــوت واملصانع والســجون‪ ،‬لكي تركع‬ ‫املدينة كليا‪.‬‬ ‫وأتذكــر جتربتي البســيطة أنا‪ ،‬وســوريتي التــي كانت‪ ،‬والتي‬ ‫ً‬ ‫دفاعــا عن ابنتهــا البريئة‪ ،‬قبل ان متحــى البراءة‬ ‫شــاهدت نخوتها‬ ‫من ضمائر املنحبكجية والشــبيحة‪ ،‬ويتعرض شعبي‪ ،‬رجاال ونساء‬ ‫وأطفاال‪ ،‬لكل هذا الذل‪ ،‬وملدة جتاوزت اخلمسني سنة اآلن‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫جانب من حفل إفتتاح كأس العالم‬ ‫لكرة القدم في ساو باولو في البرازيل‬

‫‪21‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫آداب وفنون‬ ‫الكندي الشاب‬ ‫زافييه دوالن‪ :‬انتصار‬ ‫جيل سينمائي جديد‬ ‫مالك نجار‬

‫زافييه دوالن‬

‫حمــل مهرجــان كان الســينمائي فــي‬ ‫دورته الســابعة والستني الكثير من املفاجآت‬ ‫واملفارقات‪ ،‬كعودة جان لوك غودار للمنافسة‬ ‫على السعفة الذهبية‪ ،‬بعد غيابه عن املهرجان‬ ‫طوال ‪ 13‬ســنة‪ ،‬من خالل فيلم «وداعا للغة»‪،‬‬ ‫الــذي ُأعتُ بــر حتفــة فنيــة وفكريــة‪ ،‬حتى أن‬ ‫ً‬ ‫بجائــزة مالية ملن‬ ‫صحيفة فرنســية وعــدت‬ ‫يستطيع حتليل الفيلم ونقده‪.‬‬ ‫لكــن أهم تلــك املفاجــآت كانــت حصول‬ ‫الفيلم على جائزة جلنة التحكيم‪ ،‬مناصفة مع‬ ‫فيلم «األم» اخــراج زافييه دوالن‪ ،‬وهو أصغر‬ ‫مخرج شارك في املهرجان هذه السنة‪ ،‬إذ يبلغ‬ ‫عاما‪ ،‬بينما غودار هو األكبر ً‬ ‫عمره ‪ً 25‬‬ ‫سنا في‬ ‫ً‬ ‫املهرجان‪ 85 :‬عاما‪ .‬تكرمي دوالن في مهرجان‬ ‫ً‬ ‫نصرا له‪،‬‬ ‫كان السينمائي‪ ،‬للمرة الثالثة‪ ،‬ليس‬ ‫أو ملوطنه كيبيك‪ ،‬أو لبلده كندا فقط‪ ،‬بل أيضاً‬ ‫جليله السينمائي‪.‬‬ ‫خطــاب دوالن‪ ،‬الذي ألقــاه بعد حصوله‬ ‫ً‬ ‫مفعمــا باملشــاعر‬ ‫علــى اجلائــزة‪ ،‬كان‬ ‫والعواطف‪ ،‬حيث قطعه عدة مرات ليســتعيد‬ ‫رباطة جأشه‪ ،‬شاكر ًا جلنة التحكيم‪ ،‬وخاصا‬ ‫بالشكر رئيسة اللجنة اخملرجة جني كامبيون‪،‬‬ ‫صاحبــة فيلم «بيانو»‪ ،‬الــذي اعتبرها ملهمته‬ ‫السينمائية‪.‬‬ ‫فيلــم دوالن األخيــر‪« ،‬األم»‪ ،‬مبثابة عودة‬ ‫الى فيلمه األول «أنــا قتلت أمي» الذي وفر له‬ ‫ّ‬ ‫سلم النجاح فاســتطاع الصعود عليه بسرعة‬ ‫ً‬ ‫الــى القمة‪ ،‬مجســدا حالــة فريدة مــن التألق‬ ‫والوعي الفني املبكر‪ .‬خطه السينمائي ينصب‬ ‫علــى مرحلــة املراهقة وغريــزة األم وتعاملها‬ ‫مــع أطفالها‪ ،‬وحالــة اإلضطــراب واإلنفجار‬ ‫املفاجىء واإلرتباك النفســي والتغيرات عند‬ ‫مرحلة البلوغ‪ .‬ســيكولوجية املراهق هاجسه‬ ‫الدائم في جميع أفالمه‪ ،‬فســينما دوالن متثل‬ ‫مرآة محيطه‪ ،‬عاكسة رؤية املراهقني والشباب‬ ‫اخملتلفة عن نظرة الناضجني للحياة‪.‬‬ ‫ودوالن كنــدي اجلنســية‪ ،‬والــده املغني‬ ‫واملمثــل الكنــدي من أصــل مصــري مانويل‬ ‫تادرس‪ ،‬الذي اكتشــف موهبة ابنه في الغناء‬ ‫ً‬ ‫مبكــرا‪ ،‬فأخذ يعكف علــى رعايتها‬ ‫والتمثيــل‬ ‫وتســويقها‪ .‬وكانــت مشــاركة دوالن األولى‬ ‫على صعيد الســينما في ســن اخلامسة‪ ،‬من‬ ‫خــال فيلم «الرحمــة» انتــاج ‪ ،1994‬للمخرج‬

‫جــان بوديــن‪ .‬وبعــد مســاهمات فــي الكثير‬ ‫مــن اإلعالنــات التجاريــة‪ ،‬ســجل دوالن‬ ‫حضورا ً‬ ‫ً‬ ‫قويا مبشــاركته األولــى على صعيد‬ ‫املسلســات الدراميــة‪ ،‬مــن خــال « قانــون‬ ‫الصمت»‪ ،‬سنة ‪.1996‬‬ ‫اســتطاع وهــو في التاســعة عشــرة من‬ ‫عمــره‪ ،‬لفت األنظار إلى فيلمه األول «انا قتلت‬ ‫أمــي» ســنة ‪ ،2009‬الــذي اســتوحى حكايته‬ ‫ً‬ ‫مجســدا كل تلــك‬ ‫مــن خــال عالقتــه بأمــه‪،‬‬ ‫اإلشــكاليات الزمنية والظرفية واإلرهاصات‬ ‫واألســئلة التــي تطفو علــى الســطح في كل‬ ‫مرحلة مــن الزمن‪ ،‬ليكون مثل أفالم الســيرة‬ ‫الذاتيــة بالنســبة إليــه‪ .‬تلــك احلالــة خلقت‬ ‫املوضوع األساســي‪ ،‬واللبنــة الدرامية‪ ،‬لدى‬ ‫دوالن في كل أفالمه وفكره السينمائي‪.‬‬ ‫فــرغ كل مواهبــه وإمكانياتــه في‬ ‫ولقــد ّ‬ ‫خضــم هــذا العمــل‪ ،‬الــذي كان مــن كتابتــه‬ ‫وإنتاجــه وإخراجــه ومونتاجــه وبطولتــه‬ ‫وتصميــم أزيائــه وهندســة الصــوت وإدارة‬ ‫اإلنتــاج‪ .‬وقــد حصــل الفيلم علــى ‪ 28‬جائزة‬ ‫عاملية‪ ،‬منهــا ثالث جوائز مــن مهرجان كان‪.‬‬ ‫وبرهــن على اســتحقاقه لنجاحــه األول في‬ ‫فيلمه الثاني «دقات القلب» ســنة ‪ ،2010‬الذي‬ ‫حصل على جائزة جلنة التحكيم في مهرجان‬ ‫كان الســينمائي وفــاز بخمــس جوائــز مــن‬ ‫مهرجانات عاملية‪ .‬وعلى غرار فيلمه الســابق‪،‬‬ ‫قام دوالن بتنفيذ الكثير من األدوار الفنية‪.‬‬ ‫أعقبــت هــذا النجــاح سلســلة جناحات‬ ‫مســتمرة‪ ،‬اســتطاع دوالن اجنــاز خمســة‬ ‫أفــام من كتابته واخراجــه وانتاجه ومتثيله‬ ‫ومونتاجــه‪ ،‬بينهــا «ضربــات القلــب» ‪2010‬‬ ‫و»لورنــس فــي كل األحــوال»‪ ،2012 ،‬و»توم‬ ‫فــي املزرعــة» ‪ .2013‬كذلــك قــام بتمثيــل ‪17‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دراميا‪ ،‬كما برع في التعليق‬ ‫ومسلســا‬ ‫فيلما‬ ‫الصوتي والدوبالج وجتســيد الشــخصيات‬ ‫الكرتونية في أهم مسلســل كرتوني أمريكي‬ ‫«احلديقة اجلنوبية»‪.‬‬ ‫سينما دوالن مؤطرة بالشغف واحليوية‪،‬‬ ‫مفعمة بزخم العاطفة والكوميديا الســوداء‪.‬‬ ‫وهــو يعتبر هــذا اخلــط الســينمائي موجته‬ ‫ً‬ ‫جيــدا‪ ،‬على‬ ‫اخلاصــة التــي أحبهــا وأتقنهــا‬ ‫مدار مشــواره الفني الزاخر باألعمال‪ ،‬مقارنة‬ ‫بسنه‪.‬‬ ‫٭ مخرج سينمائي سوري‬


‫آداب وفنون‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪23‬‬

‫رحيل باحث المستقبليات ومفكر اإلختالف‪ ...‬المغربي المهدي المنجرة‬ ‫الرباط ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫لحسن العسبي‬ ‫هــو هــرم معرفي وفكــري كبير‪ ،‬مــا في ذلك‬ ‫شــك‪ .‬وكل من احتك به‪ ،‬مثلما ســعدت بذلك منذ‬ ‫نهايــة الثمانينات‪ ،‬يدرك أنه أمــام طاقة فعل غير‬ ‫معهــودة‪ .‬وهــي الطاقــة التي جتعلــك تقف على‬ ‫تفاصيلها‪ ،‬مع تواتر األيام والسنوات‪ ،‬تستشعر‬ ‫أنك أمام «مؤسســة قائمة الذات»‪ ،‬بالشكل الذي‬ ‫جعل الكثيرين لم يستسيغوا في الرجل صرامته‬ ‫في الكثيــر من عالقاتــه العموميــة‪ ،‬معتبرين أنه‬ ‫حــن كان يصر علــى القــول دوما‪« :‬أنــا املهدي‬ ‫املنجــرة»‪ ،‬تعاليا غير مقبول مــن عالم كبير مثله‪.‬‬ ‫بينمــا‪ ،‬احلقيقة‪ ،‬أن الرجل لم يكــن يقبل أن يهدر‬ ‫وقته فــي ما يعتبــره «خروجــا عن جــادة العلم‬ ‫الدقيق»‪ ،‬هو الذي شغل الدنيا والناس على مدى‬ ‫عمر كامل بأطروحته حول «علم املســتقبليات»‪،‬‬ ‫الذي هــو علم توقعــي‪ ،‬دقيق بحســاباته‪ ،‬عميق‬ ‫بدراســاته اإلقتصادية وأرقامه املرتبطة بسؤال‬ ‫التنميــة‪ .‬فمــع املنجــرة‪ ،‬تصبــح نتائــج األلعاب‬ ‫األوملبيــة‪ ،‬مثال‪ ،‬مفتاحــا إلدراك أعطــاب التنمية‬ ‫والتقدم في بالد العرب‪.‬‬ ‫إن املفكــر املغربي‪ ،‬املهدي املنجرة‪ ،‬الذي غادر‬ ‫دنيا األحيــاء اجلمعــة املاضية‪ ،‬هو الــذي جعله‬ ‫القــدر يتوفى في ذات رقم يوم مولده (‪ ،)13‬كونه‬ ‫ولــد يوم ‪ 13‬اذار‪/‬مــارس ‪ ،1933‬وتوفــي يوم ‪13‬‬ ‫حزيران‪/‬يونيــو ‪ ،2014‬هو قصــة مغربية فريدة‪،‬‬ ‫ضمن املشــهد الفكــري والثقافــي واإلقتصادي‬ ‫املغربــي‪ ،‬لعــل أكبــر عناوينها هــو «اإلختالف»‪.‬‬ ‫اإلختالف الــذي يقود فعليا إلى التميز‪ ،‬ما يجعل‬ ‫الواحد منا يجزم‪ ،‬أن تكرار منوذجه شبه مستحيل‬ ‫مغربيــا ومغاربيــا وعربيــا‪ .‬اإلختــاف‪ ،‬الــذي‬ ‫يجعــل منه‪ ،‬ضمن النخبة املغربيــة األولى ملا بعد‬ ‫اإلستقالل سنة ‪ ،1956‬من املغاربة القالئل‪ ،‬الذين‬ ‫كان تكوينهــم باللغة اإلنكليزيــة‪ ،‬وفي جامعات‬ ‫أمريكية وبريطانية (يشــبهه في هذا الباب املفكر‬ ‫والباحث السوســيولوجي املغربــي الذي توفي‬ ‫منــذ أســابيع قليلة‪ ،‬محمــد جســوس)‪ ،‬وأنه لم‬ ‫يكن منخرطــا ضمن منظومة التكوين الفرنســي‬ ‫املوروثــة عن اإلســتعمار الفرنســي‪ .‬وهنا يكمن‬ ‫بعض من خصومته الدائمــة مع النخبة احلاكمة‬ ‫في املغرب‪ ،‬التــي غالبيتها الكبــرى‪ ،‬خريجة تلك‬ ‫املدرســة التكوينيــة الفرنســية‪ .‬أي أن تكوينــه‬ ‫األنغلوساكســوني‪ ،‬قد جعل منه‪ ،‬باحثا مختلفا‬ ‫على مستوى أدوات اشتغاله‪ ،‬وكذا على مستوى‬ ‫طروحاته اإلقتصادية والسوســيولوجية وعلى‬ ‫مستوى العلوم السياسية‪.‬‬ ‫اإلختالف‪ ،‬أيضــا‪ ،‬في أصولــه اإلجتماعية‪،‬‬ ‫فهــو مثله مثــل املهــدي بنبركة‪ ،‬من أبنــاء مدينة‬ ‫الربــاط‪ ،‬الذين بــرزوا كقــادة فكــر‪ ،‬وليس فقط‬ ‫كقــادة سياســيني (ألن للمهــدي املنجرة ســيرة‬ ‫ممتــدة من الفعــل اجلمعــوي في مجــال حقوق‬ ‫اإلنســان‪ .‬فهــو أول من اقتــرح رئيســا للمنظمة‬ ‫املغربية حلقوق اإلنســان‪ ،‬التي نزل امللك الراحل‬ ‫احلســن الثاني بكل ثقله كي مينع ذلك في نهاية‬ ‫الثمانينــات من القــرن املاضي)‪ .‬وأنــه ليس من‬ ‫النخبة املغربية التي بــرزت في فاس أو مراكش‪،‬‬

‫أو الدارالبيضــاء بعــد احلــرب العامليــة الثانية‪.‬‬ ‫وأنه ضمن أصوله اإلجتماعية تلك‪ ،‬يســتمد قوة‬ ‫رمزية أخرى‪ ،‬مــن أصول عائلته‪ ،‬التي تنحدر من‬ ‫الســالة امللكية التي حكمت املغرب بني ســنوات‬ ‫‪ 1554‬و ‪ ،1659‬أي هــم الشــرفاء الســعديون‪،‬‬ ‫املنحــدرون مــن إقليم درعــة باجلنــوب املغربي‪،‬‬ ‫جنوب األطلس الكبير‪ ،‬وأنهم شــرفاء ينتســبون‬ ‫إلى القاســم بن النفــس الزكية‪ .‬وأن ذلك ســمح‬ ‫له أن يفتــح عينيه‪ ،‬تربويا‪ ،‬في فضــاء عائلي من‬ ‫العلمــاء والفقهاء والوطنيني‪ ،‬مــا جعل أثر والده‬ ‫عليه كبيرا‪ ،‬ألنه هو الذي وجهه صوب الدراســة‬ ‫بالواليــات املتحــدة األمريكيــة (جامعــة كورنل‬ ‫بوالية نيويورك ســنة ‪ ،)1953‬بــل أكثر من ذلك‪،‬‬ ‫فإن والــده يعتبر من أول من أســس ناديا لتعلم‬ ‫الطيــران بالعالــم العربــي ســنة ‪ ،1924‬كما كان‬ ‫يصر دوما على تذكيري بذلك‪ ،‬خاصة حني كتبت‬ ‫عن مؤلف ملؤرخ اململكة املغربية احلالي‪ ،‬األستاذ‬ ‫عبــد احلق املريني‪ ،‬هو ســيرة الشــهيدة املغربية‬ ‫ثريا الشــاوي‪ ،‬أول ربانة طائرة مدنية في العالم‬ ‫العربي واإلسالمي وإفريقيا‪ ،‬التي اغتيلت ســنة‬ ‫‪ 1955‬بالدارالبيضاء‪.‬‬ ‫اإلختالف‪ ،‬في مجــاالت بحثه العلمية‪ ،‬حيث‬ ‫إنه ســعى دومــا إلــى أن ينحث لصوتــه متايزا‪،‬‬ ‫ضمن كوكبة وازنة من األسماء الفاعلة ضمن تلك‬ ‫النخبة املغربية غير املسبوقة التي صنعتها صدمة‬ ‫اإلســتعمارين الفرنســي واإلســباني للمغــرب‪،‬‬ ‫في ســنوات ‪ 1950‬و ‪ .1970‬فهو لم يســع قط إلى‬ ‫حتمل مســؤوليات في الدولــة‪ ،‬رغم أنها عرضت‬ ‫عليه مرارا‪ ،‬كونه كان زميل دراســة للملك الراحل‬ ‫احلسن الثاني‪ ،‬وواحدا من معارضيه أيضا‪ .‬ولم‬ ‫تتجاوز فترة مســؤولياته ضمن مناصب الدولة‬ ‫املغربيــة احلديثــة العهــد باإلســتقالل‪ ،‬منصب‬ ‫مديــر اإلذاعة الوطنيــة‪ ،‬بقرار تعيني مباشــر من‬ ‫امللــك الوطنــي الراحــل محمــد اخلامــس‪ ،‬وهي‬ ‫الفتــرة التي وضع فيها األســس جلعــل اإلذاعة‬ ‫وســيلة إعالم عمومية في خدمة املغاربة اجملتمع‬ ‫وليــس الدولة‪ ،‬مما جلب عليه الكثير من احلروب‬ ‫الصغيرة‪ ،‬التي انتهت بتقدميه اســتقالته من ذلك‬ ‫املنصــب ومغادرة املغــرب‪ ،‬لتحمل مســؤوليات‬ ‫دوليــة وازنة منــذ ‪ ،1962‬حني عينــه املدير العام‬ ‫لليونيســكو حينها‪« ،‬روني ماهو»‪ ،‬مديرا لديوانه‬ ‫اخلاص‪ .‬لهذا الســبب جنده يذهب صوب مبحث‬ ‫علمــي مختلف منــذ بداية الســتينات‪ ،‬هو مبحث‬ ‫املستقبليات‪ ،‬الذي هو مزاوجة بني علم اإلقتصاد‬ ‫وعلم اإلجتماع‪ .‬ما جعله ينجح رفقة عدد محدود‬ ‫من كبار الباحثني العامليني‪ ،‬في تأسيس «اإلحتاد‬ ‫العاملــي للدراســات املســتقبلية» وينتخــب أول‬ ‫رئيس له ما بني ‪ 1977‬و ‪.1981‬‬ ‫اإلختــاف‪ ،‬فــي مســاره التكوينــي‪ ،‬حيــث‬ ‫درس أوال البيولوجيا والكيمياء بأمريكا‪ ،‬قبل أن‬ ‫يغير دراســاته العليا ويهيــئ أطروحة الدكتوراه‬ ‫بجامعــة لنــدن لإلقتصــاد وعلم اإلجتمــاع‪ ،‬في‬ ‫مجال علمي آخر هو مجال العلوم السياسية حول‬ ‫موضوع «اجلامعة العربيــة‪ ،‬البنية والتحديات»‪.‬‬ ‫وأذكــر أنني ســألته مرة مبقــر يوميــة «اإلحتاد‬ ‫اإلشــتراكي» املغربيــة‪ ،‬التي زارها أكثــر من مرة‬ ‫في أواســط التســعينات‪ ،‬قبــل أن تنقطع عالقته‬

‫بالصحافــة املغربية عموما‪ ،‬عن ذلــك التعدد في‬ ‫مرجعياته األكادميية‪ ،‬وعن اخليط الناظم بينها‪،‬‬ ‫فكان جوابه بليغا‪« :‬نحن جيل كان قدرنا أن نكون‬ ‫موســوعيني‪ ،‬ألنه كان علينا متثل كل العلوم‪ ،‬من‬ ‫أجــل ربح الزمــن الضائــع في التخلــف»‪ .‬ورغم‬ ‫مزاجــه الصعب قليــا‪ ،‬ألنه لم يكــن يتقبل دوما‬ ‫اإلستسهال في املواقف وفي السعي األكادميي‬ ‫الكتســاب املعــارف‪ ،‬وال أنصاف احللــول‪ ،‬فإنه‬ ‫رجل يفرض عليك اإلحترام بشــدة اتساق بنيته‬ ‫املعرفيــة التحليليــة‪ .‬وبقوة حججــه األكادميية‪.‬‬ ‫وليس مســتغربا أنه لقي اإلعتراف خارج املغرب‬ ‫بقيمتــه وكفاءتــه أكثر مــن الذي حــازه في بلده‬ ‫املغــرب أو بالعالــم العربي‪ .‬لقــد اختير للتدريس‬ ‫في كبريات اجلامعات الدولية (فرنسا‪ ،‬إنكلترا‪،‬‬ ‫هولندا‪ ،‬إيطاليــا واليابان)‪ ،‬مثلما أنه منح جائزة‬ ‫إمبراطــور اليابان بفضل بحوثــه التي ظلت ترى‬ ‫إلــى التجربة احلضارية اليابانيــة كتجربة رائدة‬ ‫في التصالــح مع احلداثة من داخل اخلصوصية‬ ‫احلضاريــة وعبــر اللســان احمللي‪ .‬مــن هنا تلك‬ ‫املعــارك احلاميــة الوطيس التــي دخلها من أجل‬ ‫اللغــة العربيــة وحمايتهــا وتطويرهــا‪ ،‬وكــذا‬ ‫معاركه من أجل جتنب مخاطر ما أسماه «صراع‬ ‫احلضــارات» (الباحــث األمريكــي هنتنغتــون‪،‬‬ ‫صاحب نظرية «صــراع احلضارات» يعترف في‬ ‫كتابــه أن أول من ابتكر ذلــك املصطلح هو املفكر‬ ‫املغربي املهدي املنجرة)‪.‬‬ ‫اإلختــاف‪ ،‬أخيرا‪ ،‬في أنه بقي على مســافة‬ ‫نقدية من كل النخبة املغربية‪ ،‬سياســية وثقافية‬ ‫وفكريــة‪ ،‬وأن كتبه الرائدة‪ ،‬كانت ترجمانا لذلك‪،‬‬ ‫هي التــي حققــت أرقام مبيعــات غير مســبوقة‬ ‫مغربيــا وفرنســيا‪ ،‬خاصــة كتابــه «احلــرب‬

‫احلضاريــة األولــى» حــول حــرب اخلليــج ضد‬ ‫العــراق‪ ،‬التــي قادها جــورج بــوش األب‪ .‬وكذا‬ ‫كتابــه اجلدالي األطروحة «اإلهانة في عهد امليغا‬ ‫إمبرياليــة»‪ ،‬وكتابه الصادر ضمن سلســلة كتب‬ ‫اجليب املغربية (شــراع) حول «حوار التواصل»‬ ‫الــذي صــدرت منه عشــر طبعــات‪ ،‬وجتــاوزت‬ ‫مبيعاتــه اخلمســن ألــف نســخة‪ .‬وأنــه ضمن‬ ‫حرصــه علــى تســجيل اختالفيــة صوته أنشــأ‬ ‫جائزة ســنوية‪ ،‬مــن مداخيل كتبــه‪ ،‬أطلق عليها‬ ‫إسم «جائزة التواصل شمال جنوب»‪ ،‬التي كان‬ ‫مينحها دوما الســمني من مبدعي املغرب والعالم‬ ‫في مجــاالت الفنــون والكاريكاتور والســخرية‬ ‫والفكــر النقــدي‪ ،‬حيــث منحــت لــكل مــن وزير‬ ‫العدل األمريكي رامــزي كالرك والفنان العراقي‬ ‫منير بشــير‪ ،‬وكذا الفنان املغربي الســاخر أحمد‬ ‫السنوســي وفنــان الكاريكاتير املغربــي العربي‬ ‫الصبــان‪ ،‬وأيضــا للمســرحي املغربــي الطيــب‬ ‫الصديقي واملسرحي البوسني إبراهيم سابهيك‪،‬‬ ‫وفي ســنة ‪ 2000‬منحت ألول طفلة مغربية ولدت‬ ‫في القرن ‪ 21‬هي آمــال بوجمعة وأيضا للياباني‬ ‫فوجيــوارا عــن أعمالــه العلمية الدقيقــة لصالح‬ ‫البيئــة‪ .‬وأنه ظل صوتــا عاليا مناهضــا للتطبيع‬ ‫مــع الكيــان الصهيونــي‪ ،‬ومحاورا منذ أواســط‬ ‫التســعينات للحــركات األصوليــة مــن موقعــه‬ ‫النقدي العلمي اخملتلف‪.‬‬ ‫بهذا املعنى‪ ،‬فإن برحيله‪ ،‬يفقد املغرب والعالم‬ ‫العربي واإلسالمي مفكر اإلختالف بامتياز‪ .‬لكنه‬ ‫اإلختالف الذي يتأســس على التنبؤ باملســتقبل‬ ‫مــن موقع احلقيقــة العلمية‪ ،‬وبذلــك جنح في أن‬ ‫يفرض اســمه كصوت علمي متمايز‪ ،‬ال نظائر له‬ ‫في كل خريطة العرب‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫حريات‬

‫من التشرد الى العنف الجنسي الى القتل قصفا أو تعذيبا‬

‫أطفال سوريا‪ ..‬بال حقوق‪ ..‬بال مستقبل‪ ..‬بال بهجة‪ ..‬وبال حياة‬ ‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫وجدان الربيعي‬ ‫ســقطوا مــن ذاكــرة اجملتمــع اإلنســاني‪ ،‬بعد ان‬ ‫ســقطوا من ضميره‪ .‬انهم أطفال سوريا الذين تتفاقم‬ ‫معاناتهــم يوميــا دون ان يفهم أغلبهــم «الذنب» الذي‬ ‫اقترفوه ليســتحقوا ان يكونوا وقودا في هذه املأساة‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫فــي حــوار خاص مــع «القــدس العربي» كشــف‬ ‫مختصون عن أبعاد جديدة ملأســاة األطفال السوريني‬ ‫ســواء داخل الوطن أو املنافي‪ ،‬وشــددوا على حاجة‬ ‫ماســة الى اعادة النظر في التعامل مع مأساتهم‪ ،‬بدءا‬ ‫من االهتمام بالدعم املباشــر للمنظمات احمللية العاملة‬ ‫علــى األرض بإعتبار انها األقدر على تقدمي املســاعدة‪،‬‬ ‫مــرورا بفتح مــدارس ومراكــز للعب ومراكــز تأهيل‬ ‫نفســي وجســدي لألطفال مــن ضحايــا اإلنتهاكات‬ ‫مثل العنف اجلنســي والتعذيب او الصدمات النفسية‬ ‫والعصبيــة الناجتــة عن مشــاهدة أهــوال احلرب أو‬ ‫فقدان األب أو األم او كليهما حتت القصف‪.‬‬

‫جرائم ضد اإلنسانية بحق أطفال‬ ‫فضل عبدالغني رئيس الشــبكة السورية حلقوق‬ ‫اإلنسان املتخصصة أجرى دراسة حديثة عن أوضاع‬ ‫األطفــال الســوريني واإلنتهاكات الصارخــة واملوثقة‬ ‫التي تعرضوا لها‪ ،‬قال لـ»القدس العربي»‪:‬‬ ‫أعلــى اإلنتهاكات هو القتل خــارج نطاق القانون‪،‬‬

‫وهــذا يعتبــر جرميــة ضــد اإلنســانية النــه منهجــي‬ ‫وواســع النطــاق‪ .‬النظــام الســوري متهم عنــد األمم‬ ‫املتحدة وعندنا نحن كحقوقيــن بإرتكاب جرائم ضد‬ ‫اإلنسانية بحق األطفال‪.‬‬ ‫حوالــي ‪ 15‬الف طفــل قتلتهم القــوات احلكومية‬ ‫وهنــاك مجموعــات اخرى داخل ســوريا مثــل تنظيم‬ ‫الدولة اإلســامية في العراق والشــام»داعش» قتلت‬ ‫نحــو ‪ 44‬طفال‪ ،‬والفصائل املســلحة االخــرى قصفت‬ ‫مواقع تابعة للنظام فقتلت حوالي ‪ 35‬طفال‪.‬‬ ‫وبالنســبة جلرائــم التعذيــب‪ ،‬يقــول‪ :‬قتل حتت‬ ‫التعذيــب ‪ 93‬طفــا داخــل مراكــز اإلحتجــاز ســواء‬ ‫النظامية او غير النظامية وآخر حالة سجلناها الشهر‬ ‫املاضي كانت ســقوط صبية ماتت من التعذيب وتبلغ‬ ‫من العمر ‪ 17‬سنة اسمها نعمة حميد القادري من درعا‪،‬‬ ‫مت اعتقالهــا فــي ‪ 2014-5-13‬وماتــت داخــل مركــز‬ ‫لإلحتجاز‪.‬‬ ‫هذه كلها جرائم ضد اإلنسانية والتعذيب محرمة‬ ‫في القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬ ‫ويضيف ‪ :‬ان سوريا موقعة على اتفاقية مناهضة‬ ‫التعذيــب وحقوق الطفل واتفاقيــات اخرى ولم تلتزم‬ ‫بها‪ .‬النظام السوري انتهك قرارات مجلس األمن ‪2118‬‬ ‫حتت الفصل الســابع الصادر في ‪ ،2013-9-27‬وهو‬ ‫يحظر اســتخدام األســلحة الكيميائيــة حيث قتل عدد‬ ‫كبير من األطفال بسبب األســلحة الكيمياوية وانتهك‬ ‫القرار ‪ 2139‬الذي صدر حديثا‪.‬‬ ‫ويشــير الى تقارير أصدرتها الشبكة عن األطفال‬ ‫اليتامــى الذين فقــدو أبا أو أما أو االثنــن معا‪ :‬الذين‬ ‫فقــدوا اباءهم يبلغون حوالي ‪ 41‬الــف طفل‪ .‬األب اما‬

‫مقتــول أو مفقــود او معتقل‪ ،‬ومن ناحيــة األم حوالي‬ ‫‪ 7400‬طفل يتيم فقدوا أمهاتهم‪.‬‬

‫دعم المؤسسات المحلية‬ ‫وينقل عن نائبة منســقة اإلغاثة بحاالت الطوارئ‬ ‫فيقــول‪ :‬لقــد أثارت فضيحــة فــي األمم املتحدة حيث‬ ‫قالــت ان حوالــي ‪ 90‬فــي املئة مــن املســاعدات تذهب‬ ‫للمنظمــات اخلاضعــة للنظــام الســوري ومناطــق‬ ‫خاضعة لسيطرة النظام وحرمت منها مناطق خارجة‬ ‫عن سيطرة النظام‪.‬‬ ‫امــا عن الدعم واملســاعدات التي تقــدم من الدول‬ ‫املانحــة فيؤكــد عبدالغنــي انــه يجب ان تتم مســاءلة‬ ‫حقيقيــة‪ ،‬ويجــب ان يتــم دعــم املؤسســات احملليــة‬ ‫الســورية ليس فقــط االعتماد على املنظمــات األممية‪،‬‬ ‫الن املنظمات احمللية الســورية هي التي ستســتمر بعد‬ ‫األزمــة‪ ،‬ومنهم شــرفاء وأنقيــاء وعندهم خبــرة أكبر‬ ‫وإطــاع أكثر مــن املنظمات الدوليــة ودعمهم يجب ان‬ ‫يكون ماديا‪.‬‬ ‫ويضيف‪ :‬نطالب بفتح مدارس إلحتواء هذا اجليل‬ ‫وتعليمه‪ ،‬هذا أهم شــيء‪ .‬املدرسة تساعد على اشغال‬ ‫الطفل وتأهيله النفسي وتنسيه أهوال املعارك والقتل‬ ‫التي علقت في ذاكرته‪ ،‬وتوفيــر مراكز للعلب األطفال‬ ‫داخل اخمليمات وارســال فرق للدعم النفسي حملاورة‬ ‫األطفال والوقوف عند احتياجاتهم النفسية وعالجها‬ ‫ان تطلب األمــر خاصة من تعرض لصدمة خاصة مثل‬ ‫التبــول الال إرادي بســبب فقدان الصديــق الذي كان‬ ‫يــدرس معه في نفــس الفصل ومات مثال أو ألســباب‬

‫أخرى مؤملة‪.‬‬

‫إغتصاب القاصرات‬ ‫ويتحدث رئيس الشــبكة الســورية عــن إغتصاب‬ ‫القاصرات‪ :‬هــن الفئة األضعف فــي اجملتمع‪ ،‬ال يوجد‬ ‫إهتمام بهذه الفئة‪ ،‬قابلت معنفات جنســيا في االردن‪،‬‬ ‫اجملتمــع ال يصرح عن هذه احلــاالت وتقاليده ال تتقبل‬ ‫ذلك‪ ،‬ونحن نراعي اجملتمع احملافظ لكن من الضروري‬ ‫ان يتم انشاء مراكز للتأهيل والعالج‪.‬‬ ‫امــا بالنســبة الــى زواج القاصــرات‪ ،‬فقــال‪ :‬انه‬ ‫موجود لكنــه محدود‪ ،‬بعض العائــات عاملت بناتها‬ ‫بشكل سيىء فأدى ذلك الى هروب البنات‪ ،‬وبعضهن‬ ‫حاولن اإلنتحار‪.‬‬

‫اآلثار النفسية‬ ‫أمــا الدكتورة ماســا الكــردي الطبيبــة واملعاجلة‬ ‫النفـــــسية واحــدى مؤسســي جمعية ســوريا تعنى‬ ‫بعــاج األمــراض النفســية للســوريني بالتعــاون مع‬ ‫منظمــات اجملتمــع املدنــي (‪ ،) samh‬وعضــو منظمة‬ ‫‪ children and war foundation‬زارت مخيــم‬ ‫الزعتــري لالجئــن الســوريني فــي االردن‪ ،‬وعملــت‬ ‫كمتطوعــة فــي العــاج النفســي فقالــت لـ»القــدس‬ ‫العربــي»‪ :‬عنــد زيارتــي خمليــم الزعتري ضمــن فريق‬ ‫طبي نفســي وثقنا العديد من املشــكالت الصحية عند‬ ‫األطفــال بســبب احلرب واخلــوف أو فقــدان العائلة‬ ‫أو التعــرض لإلغتصاب‪ .‬وتتراوح بــن الكآبة والذعر‬


‫حريات‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫ومشــاكل ما بعد الصدمة‪ .‬ووجدنا ايضــا ان األطفال‬ ‫كانــوا األكثــر عرضــة لإلضطرابــات النفســية وتأثرا‬ ‫بصــور القصف والقتل والتهجيــر‪ .‬وتؤكد انه الى اآلن‬ ‫لــم يتم اإلهتمــام بخدمــات الصحة النفســية لالجئني‬ ‫الســوريني بالشــكل املطلوب‪ ،‬وفي حال لــم يتم عالج‬ ‫هــذه احلاالت بشــكل فوري فســوف يــؤدي ذلك الى‬ ‫تفاقم املشكلة وعدم إندماج هؤالء األطفال في اجملتمع‬ ‫بشــكل طبيعي وســيؤدي أيضا الى تأثيــرات صحية‬ ‫على املدى البعيد وهذا ســيخلق ولألســف جيال كامال‬ ‫ضائعا ومدمرا ال يســتطيع ان يســاهم في بناء سوريا‬ ‫املستقبل‪.‬‬

‫ثالث سنوات من الصراع‬ ‫في سوريا دمرت حياة‬ ‫الماليين من األطفال‬

‫قال املدير التنفيذي لليونيســف‪ ،‬انتوني‬ ‫ليك‪ ،‬خالل زيارتــه مؤخرا مخيمات الالجئني‬ ‫الســوريني في لبنان « ثالث ســنوات مروعة‬ ‫عــاش املاليني من األطفــال األبرياء طفولة ال‬ ‫يجب أن يعيشــها أحد‪ .‬ال ميكن ألطفال سوريا‬ ‫مواجهة عــام آخر مــن هذا الرعــب‪ .‬العنف‬ ‫والقســوة التي شــوهت حياتهــم يجب أن‬ ‫تنتهي»‪.‬‬ ‫وأضاف «لو كان في مقدور العالم إرجاع‬ ‫عقارب الساعة الى الوراء عامني أو أكثر‪ ،‬ومع‬ ‫األخذ بنظر االعتبار ما نعرفه عن الدمار الناجت‬ ‫اليوم فمن املؤكد أن العالم كان ســيفعل املزيد‬ ‫لوضع حد لهــذه األزمة‪ .‬تخيلوا ما ســيكون‬ ‫احلال بعد عام من اآلن‪ .‬ومع اســتمرار ارتفاع‬ ‫اخلسائر البشرية حان الوقت لنقول كفى»‪.‬‬ ‫ومــن اجلديــر بالذكــر أن ‪ 1,2‬مليــون‬ ‫يعيشون اليوم كالجئني في البلدان املضيفة‪،‬‬ ‫وما يقرب مــن نصف مليون منهــم في لبنان‬ ‫وحده‪ .‬كمــا ولد ‪ 37,000‬طفــل الجئ منذ بدء‬ ‫الصراع‪.‬‬ ‫وفــي هــذا الصــدد صــرح أنطونيــو‬ ‫جوتيريس‪ ،‬املفوض الســامي لألمم املتحدة‬ ‫لشؤون الالجئني «أن السوريني اليوم ميثلون‬ ‫أكبر عدد من السكان النازحني قسرا في العالم‬ ‫وعدد األطفال املشردين من سوريا أكثر من أي‬ ‫بلد آخر‪ .‬انهم يحتاجون ويستحقون أن تقدم‬ ‫لهم احلماية والعالج والتعليم»‪.‬‬ ‫وقد دمر النزاع البنى التحتية التي يعتمد‬ ‫عليها األطفال للحصول على الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫فقد مت تدمير ستني في املئة من املراكز الصحية‬ ‫داخل سوريا‪ ،‬وانهارت ثلث محطات معاجلة‬ ‫املاء‪ ،‬بينما انخفضــت معدالت التطعيم الذي‬ ‫أدى الى ظهور األمراض الفتاكة من جديد مبا‬ ‫في ذلك شلل األطفال‪.‬‬ ‫وقال جاســن فورسيث‪ ،‬املدير التنفيذي‬ ‫ملنظمة إنقــاذ الطفولــة «إن وضــع األطفال‬ ‫وأسرهم داخل سوريا ال ميكن تصوره‪ .‬حتدث‬ ‫لنا األطباء عن أطفال مرضى ال يســتطيعون‬ ‫احلصول على العالج بسبب انهيار اخلدمات‬ ‫الصحيــة‪ .‬كما نعلم بوجــود أطفال تعرضوا‬ ‫للتعذيــب والتجويــع أو مت اســتهدافهم في‬ ‫الهجمــات‪ .‬وفر أكثر من ‪ 2.5‬مليون شــخص‬ ‫إلى البلدان اجملاورة‪ .‬ففي لبنان وحده هناك‬ ‫ما يقرب إلى مليون الجئ مســجل – ما يقرب‬ ‫على ‪ 200.000‬من هؤالء هم من األطفال الذين‬ ‫هم بعمر أقل من أربع سنوات من العمر‪ .‬ويكبر‬ ‫مئــات اآلالف من األطفال من غيــر أن يعرفوا‬ ‫شيئا غير أهوال هذه احلرب والفوضى وعدم‬ ‫اليقني الذي أدخله احلرب الى حياتهم‪ .‬يجب‬ ‫أن تتوقف هذه احلرب»‪.‬‬

‫حاالت اإلغتصاب أكثر من المعلنة‬ ‫تقــول دكتورة ماســا‪ :‬مت توثيق حــاالت إغتصاب‬ ‫عديدة لنســاء ورجال وأطفال‪ ،‬لكن املشــكلة األكبر ان‬ ‫األرقــام املعلنة عن حــاالت اإلغتصاب تبقــى محدودة‬ ‫وذلك بســبب اخلــوف من إعــان الضحايــا وخاصة‬ ‫النســاء بسبب الوصمة وما يترتب على ذلك من تعامل‬ ‫اجملتمع مع املغتصبة فيما بعد‪.‬‬ ‫وتروي انهــا التقت بطفلة تبلغ من العمر ‪ 13‬ســنة‬ ‫كانــت في ســجن ادلــب عندمــا تعرضــت لإلغتصاب‬ ‫املتكرر وملدة عشــرة أيام‪ .‬فــي البداية كانت ترفض اي‬

‫‪25‬‬

‫عالج يقدم لها وترفض ان يقترب منها اي أحد‪ ،‬وكانت‬ ‫حتتاج لعالج نفســي كلينيكــي وإعــادة تأهيل اجلهاز‬ ‫التناســلي‪ .‬واخيرا قبلــت ان تعالج من خــال جمعية‬ ‫خيرية تركية تســاعد الالجئني املوجودين بني احلدود‬ ‫الســورية التركيــة وقاموا بتســفيرها الى اســطنبول‬ ‫لتلقي العالج‪.‬‬ ‫وفي النهاية فان إستمرار الصمت املريب للمجتمع‬ ‫الدولــي جتــاه هــذه اجلرائــم املســتمرة بحــق أطفال‬ ‫ســوريا‪ ،‬ال ميكن ان يكون اال مشــاركة فيها‪ .‬ويتساءل‬ ‫املراقــب مــاذا يجــب ان يحصــل لتتحــرك الضمائر أو‬ ‫تبصر القلوب؟‬

‫بعض من سيرة الذعر ألطفال الحرب في ليبيا‬ ‫بنغازي ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫جابر نور سلطان‬ ‫أطفال احلرب في ليبيــا يدفعون ضريبة اخلوف‪،‬‬ ‫يصبحون على قذائف وميسون على تفجيرات‪ .‬حروب‬ ‫شــوارع تدور في أحيائهم الســكنية‪ ،‬تفجيرات تلتهم‬ ‫أجسادهم في ســيارات آبائهم‪ .‬قنوات تلفزيونية على‬ ‫مدى أربع وعشــرين ســاعة يتســمر أمامهــا آباؤهم‪،‬‬ ‫قنوات تفوح منها رائحة الدم و تتناثر منها األشالء‪.‬‬

‫إشهار السالح في وجه المالئكة‬ ‫فــي خروج أطفــال ليبيا وعودتهم إلــى منازلهم‪،‬‬ ‫يســتوقفهم املســلحون واملتمترســون خلف األسلحة‬ ‫الثقيلــة‪ ،‬ملثمون يدســون وجوههم داخل الســيارات‬ ‫وآخــرون يشــهرون أســلحتهم فــي وجــوه املالئكــة‬ ‫الصغار‪.‬‬

‫صاروخ يدك غرفة «حمادي»‬ ‫محمــد أو «حمادي» كما يحب أن يناديه والداه هو‬ ‫أحد سكان حي قاريونس في قلب مدينة بنغازي‪.‬‬ ‫هذا احلي الذي يعتبر من األحياء السكنية املكتظة‪،‬‬

‫حيث تتــوزع العائالت علــى مئات العمــارات املصممة‬ ‫بشكل أنيق واحملاطة باألشجار واخلدمات األساسية‪.‬‬ ‫غرفة حمادي تطل على الشــارع‪ ،‬غرفة أنيقة فيها‬ ‫ألعابــه وكرته وحاجياته التــي يحبها‪ ،‬وجهاز «البالي‬ ‫ستيشــن»‪ ،‬حمــادي اســتيقظ فجر الســبت على وقع‬ ‫إنفجارات عنيفة رمى بنفســه بني أحضان أبيه‪ ،‬وبكى‬ ‫ً‬ ‫حــارا تقطع لــه قلــب والديــه اللذيــن احتضناه‬ ‫بــكاء‬ ‫وأســرعا به إلى ركن ظنــا أنه مأمن لهــم من «احلرب»‬ ‫التي تدور خارج بنايتهم‪.‬‬

‫حين ارتعبت الفراشة‬ ‫فاطمة آخر العنقود فراشــة البيت‪ ،‬تلك الليلة كان‬ ‫عيــد ميالدها‪ ،‬أحضر لها شــقيقها أحمــد هدية رائعة‬ ‫ً‬ ‫وأيضــا خصها محمد بدميــة جميلة‪ .‬بعــد ليلة جميلة‬ ‫ذهبت فاطمة إلى غرفتها وخلدت للنوم‪ ،‬بعد ســاعات‬ ‫انتفضــت علــى صــوت مــروع نتيجــة قذيفــة ضربت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صراخا‬ ‫وحتديدا غرفة شــقيقيها‪ ،‬اندلع الليل‬ ‫منزلهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وبكاء‪ ،‬دماء وأشــاء انتشــرت فــي الغرفة‪،‬‬ ‫وعويــا‬ ‫ً‬ ‫فاطمــة تصــرخ وتنــادي باســم شــقيقيها وتضــرب‬ ‫وجهها‪ ،‬شــقيقها محمد حتول إلى أشالء أما خالد فقد‬ ‫نالته إصابة خطيرة في بطنــه‪ .‬حالة من الذعر ضربت‬ ‫كل من فــي البيــت‪ .‬أحتضنت إحدى اجلــارات فاطمة‬ ‫«ابنة اخلامسة» وأسرعت بها إلى بيتها‪.‬‬

‫األسلحة القاتلة‪...‬‬ ‫لعبة يلهو بها أطفال ليبيا‬ ‫حذرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية من مخاطر انتشار األسلحة القاتلة‬ ‫في ليبيا‪ ،‬وسهولة حيازة المواطنين لها‪ ،‬السيما األطفال الذين أصبحوا‬ ‫يشاركون زمالءهم اللعب بالرشاشات واألسلحة الحقيقية مثلها مثل ألعاب‬ ‫األطفال األخرى‪ .‬وكانت الصحيفة كتبت تحت عنوان «أطفال ليبيا معرضون‬ ‫لخطر اللعب القاتلة»‪ ،‬تقول إن الذخيرة الحية المنتشرة في البالد‪ ،‬تعرض األطفال‬ ‫ألخطار جمة‪ ،‬ذلك أنها تشكل بالنسبة لهم «لعبا جديدة»‪.‬‬

‫مطار مصراتة يُحارب العنف بـ«لعب أطفال»‬ ‫مجسم زجاجي في مطار مصراتة الدولي‪ ،‬في نيسان‪/‬ابريل‬ ‫وض َع‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫هذا العام‪ ،‬يحتوي ألعاب أطفال ت ّتخذ من األسلحة أشكاالً لها‬ ‫مثل المسدسات والسيوف وغيرها‪.‬‬ ‫المجسم الذي يحمل عنوان «ال للعنف» منضمة‬ ‫ووضع‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫«‪ »ACD‬لألعمال اإلنسانية‪ ،‬في حفل حضره بعض األدباء‬ ‫واإلعالميين والمسؤولين بمجلس المدينة المحلي‪.‬‬ ‫وقالت مديرة مشروع «الحد من العنف المسلح» سارا‬ ‫أن مصراتة‬ ‫نؤكد ّ‬ ‫ريافتش لـ»بوابة الوسط»‪« :‬لكي ّ‬ ‫وأن سكان المدينة يرفضون إستخدام‬ ‫آمنة‪ّ ،‬‬ ‫األسلحة‪ ،‬ويقفون ضد العنف»‪.‬‬

‫ســالم ابن التاســعة نهض باكر ًا كعادته وجهزته‬ ‫أمه للذهاب إلى املدرســة‪ ،‬رتب حقيبته استعد ليوصله‬ ‫والــده إلى مدرســته‪ .‬شــقت الســيارة شــوارع مدينة‬ ‫ً‬ ‫قريبا من‬ ‫بنغازي وما أن جاورت جامعة العرب الطبية‪،‬‬ ‫مدرسة ســالم‪ ،‬حتى انفجرت واشــتعلت فيها النيران‬ ‫لتلتهــم جســد والد ســالم وهــو ضابط فــي اجليش‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا لتحيل جسد الصغير سالم إلى كومة متفحمة‪.‬‬

‫ليلة العيد ليلة الذعر‬ ‫إنها ليلة العيد واألســر الليبية حتب هذه املناسبة‪،‬‬ ‫وتعد لهــا العدة وأســرة اجملنــد في القــوات اخلاصة‬ ‫عبد الله اســتعدت إلســتقبال هذه املناســبة وتوجهوا‬ ‫بســيارتهم‪ :‬األب واألم والصغيــرة «آيــة»‪ .‬فــرح عارم‬ ‫يغمر القلــوب‪ ،‬وأمنيات بأيام ســعيدة مقبلة‪ ،‬وإبتهاج‬ ‫ً‬ ‫مســافة‬ ‫بإقبــال العيد‪ .‬حتركت الســيارة وما ان بلغت‬ ‫ً‬ ‫انفجارا‬ ‫ليســت ببعيــدة عــن منزلهم‪ ،‬حتــى انفجــرت‬ ‫هائال‪ ،‬اشــتعلت النيران في مقدمة السيارة‪ ،‬قتل األب‪،‬‬ ‫انبترت ساق األم‪ ،‬وجنت «آية» بأعجوبة لتعيش يتيمة‬ ‫مــن دون أب‪ ،‬وبأم معاقة‪ ،‬ومبشــهد مرعب ال ميكن أن‬ ‫يفارق ذاكرتها‪ ،‬ما عاشت على هذه األرض‪.‬‬ ‫هذا بعــض من ســيرة الذعــر ألطفال وطــن‪ ،‬حلم‬ ‫كباره باحلرية والسعادة فحصدوا وأبناؤهم التعاسة‬ ‫واإلبادة‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫ميديا‬ ‫خالل عشرين عامًا سبقت الثورة قتل صحافي واحد‪ ..‬ومنذ عزل مرسي ُقتل ‪6‬‬

‫صحافيو مصر في أسوأ أحوالهم منذ عقود‪ ..‬والمعتقلون ‪ 48‬وليس ‪17‬‬ ‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوضاعــا‬ ‫يواجــه الصحافيــون فــي مصــر‬ ‫صعبة منذ عدة شــهور بســبب حالة اإلستقطاب‬ ‫السياســي احلادة التي تســود البــاد‪ ،‬مع رغبة‬ ‫كل طرف سياســي في دفع وســائل االعالم الى‬ ‫تبني وجهة نظــره‪ ،‬حيث انتهى األمــر بعدد كبير‬ ‫من الصحافيني في مصر الى الســجون ومواجهة‬ ‫أوضاع مزريــة دون إكتراث بالنصوص والعهود‬ ‫الدوليــة التــي ُيفترض أنهــا حتميهم خــال أداء‬ ‫أعمالهم‪.‬‬ ‫ويقــول الكثيــر مــن الصحافيــن فــي مصر‬ ‫إنهم يتعرضــون ملضايقات أمنية وإن الســلطات‬ ‫احلكوميــة عــادت للتدخل فــي عملهــم واإلمالء‬ ‫عليهــم‪ ،‬كمــا كان عليــه احلــال خالل فتــرة حكم‬ ‫الرئيس اخمللوع محمد حســني مبــارك‪ ،‬بل ازداد‬ ‫األمــر ســوء ًا مع وصول أعــداد كبيــرة من هؤالء‬ ‫الصحافيــن الى الســجون واملعتقــات ودخول‬ ‫ً‬ ‫احتجاجا على‬ ‫بعضهم في اضرابات عــن الطعام‬ ‫أوضاعهم السيئة‪.‬‬ ‫وأكــد املرصد العربي حلرية اإلعالم والتعبير‬

‫ً‬ ‫صحافيــا‬ ‫فــي مصــر أن الســلطات تعتقــل ‪48‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ســابقا‪ ،‬فضالً‬ ‫وإعالميا‪ ،‬وليس ‪ 17‬كما كان يقال‬ ‫عــن أعداد كبيرة من النشــطاء الذيــن مت توقيفهم‬ ‫بســبب أنشــطة إعالميــة أو مقــاالت وتعليقــات‬ ‫نشروها على االنترنت‪.‬‬ ‫وقــال املرصــد فــي بيــان حصلــت «القدس‬ ‫ً‬ ‫بعضا مــن الــ‪48‬‬ ‫العربــي» علــى نســخة منــه إن‬ ‫ً‬ ‫صحافيا مــن املعتقلني في مصــر صدرت ضدهم‬ ‫أحــكام مــن محاكــم عســكرية أو مدنيــة‪ ،‬إال أن‬ ‫«أغلبهــم يقبعــون فــي اإلحتجــاز دون أي أحكام‬ ‫قضائية»‪.‬‬ ‫وجاء البيــان الصادر عن املرصــد في ذكرى‬ ‫«يوم الصحافي» في مصر‪ ،‬وهو اليوم الذي جنح‬ ‫فيــه الصحافيون املصريــون في إســقاط قانون‬ ‫مكمــم حلريــة الصحافة وهــو القانون ‪ 93‬لســنة‬ ‫‪ ،1995‬الــذي انتفضــوا ضــده من خــال جمعية‬ ‫عموميــة طارئة عقدت في العاشــر مــن حزيران‪/‬‬ ‫يونيو واستمرت حتى سقوط القانون‪.‬‬ ‫وكانت جلنــة «حماية الصحافيــن الدولية»‬ ‫ومقرهــا في نيويورك قد قالت إنه منذ تأسيســها‬ ‫في عام ‪ 1981‬لم يتعــرض الصحافيون املصريون‬

‫ً‬ ‫أبدا لهذا القدر من التهديد واالعتداءات والسجن‪،‬‬ ‫وصوال الى حد املوت‪.‬‬ ‫وتابعــت‪« :‬لقد ُقتل ‪ 10‬صحافيــن على األقل‬ ‫أثنــاء قيامهم بواجبهم منذ عــام ‪ ،2011‬مبن فيهم‬ ‫ســتة ُقتلــوا منــذ عــزل الرئيــس الســابق محمد‬ ‫مرســي في العام املاضي‪ ،‬ومما يزيــد من فداحة‬ ‫ً‬ ‫صحافيا واحد ًا فقــط لقي حتفه‬ ‫هــذه األرقــام أن‬ ‫خالل األعوام العشرين التي سبقت عام ‪.»2011‬‬ ‫وأكدت اللجنــة أن تصاعد عــدد الصحافيني‬ ‫الســجناء في مصر بســبب عملهــم‪ ،‬يضعها بني‬ ‫أســوأ خمســة بلدان فــي العالــم من حيــث عدد‬ ‫الصحافيني الســجناء‪ ،‬الفتة إلــى أن العديد منهم‬ ‫يقبع في الســجون دون توجيــه اتهامات ضدهم‬ ‫ودون اإللتزام باإلجراءات القضائية السليمة‪.‬‬

‫الحملة األسوأ‬ ‫وقال األمني العام املســاعد السابق للمجلس‬ ‫األعلــى للصحافــة قطــب العربــي «إن الســلطة‬ ‫العســكرية احلاكمــة فــي مصــر ال تطيــق الرأي‬ ‫ً‬ ‫متوقعــا أن تكون املرحلــة املقبلة من بني‬ ‫اآلخــر»‪،‬‬

‫األسوأ في تاريخ مصر على الصحافيني‪.‬‬ ‫وأضاف فــي تصريحات خاصــة لــ»القدس‬ ‫العربي» إن الرئيس عبد الفتاح السيسي «ال يؤمن‬ ‫بحريــة اإلعــام والتعبيــر‪ ،‬وقــد عبر عــن قناعته‬ ‫تلك فــي لقائه مع االعالميــن والصحافيني قبيل‬ ‫اإلنتخابات»‪.‬‬ ‫ويشــير العربــي الــى أن مصــر تشــهد أكبر‬ ‫حملــة اســتهداف للصحافيني ووســائل االعالم‬ ‫منذ عقود طويلة‪ ،‬وأن الســلطات أغلقت منذ العام‬ ‫املاضــي عدة قنوات تلفزيونية وصحيفتني وأكثر‬ ‫من ‪ 250‬صفحة على شــبكة التواصل االجتماعي‬ ‫«فيســبوك»‪ ،‬فيمــا تواصــل اعتقــال عشــرات‬ ‫االعالميني دون توجيه تهمة وال صدور أي أحكام‬ ‫بحقهم‪.‬‬ ‫يشــار الــى أن صحافيني ومراســلني أجانب‬ ‫يعملــون حلســاب قنــوات عامليــة كبــرى من بني‬ ‫ً‬ ‫حاليا في الســجون املصرية‪ ،‬في الوقت‬ ‫املعتقلني‬ ‫الذي ال تلوح في األفق أي بوادر إلطالق سراحهم‬ ‫بعــد مضــي عــدة أيــام علــى إنتهــاء اإلنتخابات‬ ‫الرئاســية ووصول املشــير عبد الفتاح السيسي‬ ‫الى سدة احلكم‪.‬‬


‫ميديا‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫الحمالت اإلعالمية‬ ‫تجبر شركة عالمية‬ ‫على اإلنسحاب من اسرائيل‬ ‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬

‫‪27‬‬

‫رضخــت أشــهر شــركة أمنيــة فــي العالــم لضغــوط‬ ‫احلمالت االعالمية التي ينظمها نشطاء داعمون للقضية‬ ‫الفلسطينية منذ سنوات‪ ،‬حيث قررت شركة «جي فور‬ ‫أس» البريطانية العاملــة في مجال تقدمي اخلدمات‬ ‫األمنيــة أن توقــف عقودها مــع اســرائيل اعتبار ًا‬ ‫مــن العــام ‪ ،2017‬أي مبجرد إنتهاء مــدة العقود‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫السارية‬ ‫وكانــت شــركة «جــي فــور أس» متهمــة‬ ‫بإرتــكاب انتهــاكات واســعة ضــد حقــوق‬ ‫اإلنســان في األراضــي الفلســطينية‪ ،‬حيث‬ ‫تقوم بتأمني الســجون اإلسرائيلية وتزويد‬ ‫ســلطات االحتــال فــي الضفــة الغربيــة‬ ‫بأدوات ومعدات متكن القوات اإلســرائيلية‬ ‫من انتهاك حقوق الفلسطينيني‪.‬‬ ‫وينظــم نشــطاء أوروبيــون حمــات‬ ‫متواصلة منذ ســنوات من أجــل إجبار هذه‬ ‫الشــركة على وقف دعمها لقــوات اإلحتالل‬ ‫اإلسرائيلي في األراضي الفلسطينية‪ ،‬ووقف‬ ‫خدماتهــا لإلســرائيليني‪ ،‬فيمــا أثمــرت هــذه‬ ‫احلمالت مؤخر ًا في أن دفعت احلكومة البريطانية‬ ‫للبدء بتحقيق في أنشــطة الشــركة داخــل األراضي‬ ‫الفلسطينية واخلدمات التي تقدمها لالسرائيليني‪.‬‬ ‫ورغم أن التحقيق البريطاني لم مير عليه أكثر من أســبوعني‪،‬‬ ‫إال أن وســائل إعالم غربية قالت إن الشــركة اتخــذت ً‬ ‫قرارا بعدم‬ ‫جتديد العقود التي تنتهي في ‪ 2017‬مع اإلسرائيليني‪.‬‬ ‫وكان بيل غيتس مؤسس شــركة مايكروسوفت وأحد أغنى‬ ‫ً‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫أغنيــاء العالــم قد بــاع حصته فــي الشــركة‬ ‫اجبــاره على‬ ‫حملــة عاملية طالتــه هو اآلخــر وجنحت في‬ ‫في توريد‬ ‫اإلنســحاب من الشــركة املتهمــة بالتورط‬ ‫أجهزة ملعتقالت يتم فيهــا إحتجاز أطفال‬ ‫فلسطينيني‪.‬‬

‫‪ 52‬إذاعة في األردن لم تغير شيئًا ودول «الربيع» استفادت من الظاهرة‬

‫طفرة إذاعات الــ«‪ ...»FM‬هل أفادت االعالم العربي؟‬ ‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫يزدحم الهواء في العالم العربي مبئات اإلذاعات‬ ‫احمللية التي تالحق املســتمعني على موجات «أف أم»‬ ‫أينما كانوا‪ ،‬في طفرة غير مســبوقة لهــذا النوع من‬ ‫اإلعالم الذي كان البعض يتوقــع اختفاءه مع ظهور‬ ‫االنترنت والقنوات الفضائية‪ ،‬إال أن السنوات القليلة‬ ‫الســابقة أثبتت بــأن اإلذاعات املســموعة ما زال لها‬ ‫جمهورها الذي ال يتخلى عنها‪.‬‬ ‫وشــهدت العديد من الدول العربية تسهيالت في‬ ‫منح التراخيــص لإلذاعات املســموعة‪ ،‬وهو ما مكن‬ ‫الكثير من اإلذاعات الكبرى الدخول الى بعض الدول‬ ‫ً‬ ‫محليا‪ ،‬كمــا تفعل اذاعة «بي بي ســي»‬ ‫والبــث فيها‬ ‫البريطانية التي أصبحت مســموعة عبر موجات «أف‬ ‫أم» في الكثيــر من الدول العربيــة‪ ،‬وكذلك إذاعة «أم‬ ‫ً‬ ‫عربيا مع‬ ‫بي سي» الســعودية التي حتاول االنتشار‬ ‫التركيز على منطقة اخلليج بصورة خاصة‪.‬‬ ‫وظهرت فــي غالبية الدول العربيــة التي منحت‬ ‫أنظمتها تســهيالت للمســتثمرين في قطــاع االعالم‬

‫وللصحافيني‪ ،‬عشــرات اإلذاعات احمللية التي متكنت‬ ‫من حتقيق انتشار واســع‪ ،‬إال أن الكثير منها حتولت‬ ‫الى «بزنس» أكثر منها عمــل إعالمي مهني‪ ،‬وبعضها‬ ‫ميارس أعمال قرصنة على املنتجات الفنية اإلبداعية‬ ‫دون حسيب وال رقيب‪.‬‬ ‫وقــال أحد العاملــن في قطاع اإلعالم املســموع‬ ‫بالعالم العربي إن هذا النوع من اإلســتثمارات أصبح‬ ‫ً‬ ‫مدرا لألربــاح املغرية على أصحابــه نتيجة كونه ال‬ ‫يحتاج الــى امكانات ضخمة في الوقــت الذي تنجح‬ ‫اإلذاعات في اســتقطاب اإلعالنات أكثر من أي وسيلة‬ ‫إعالم مكتوبة‪.‬‬ ‫وأضــاف املصدر الــذي يعمل فــي إدارة إحدى‬ ‫ً‬ ‫متحدثا لــ»القدس العربي» إن املردود املالي‬ ‫اإلذاعات‬ ‫ً‬ ‫مغريا‬ ‫الذي جتنيــه الكثير من اإلذاعات احمللية أصبح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشيرا‬ ‫جدا مقارنة مع التكاليف التي تنفقها على البث‪،‬‬ ‫الى أن ساعات طويلة من البث يتم برمجتها على جهاز‬ ‫الكمبيوتر وال حتتاج حتى الى شخص واحد من أجل‬ ‫التشغيل‪ ،‬في الوقت الذي ال تزال أسعار االعالنات في‬ ‫ً‬ ‫نسبيا‪.‬‬ ‫محطات اإلذاعة والتلفزيون مرتفعة‬ ‫ماذا أضافت؟‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومفتوحا يتعلق‬ ‫مطروحا‬ ‫لكن التساؤل الذي يظل‬ ‫مبضامني اإلذاعــات احمللية التي تغزو العالم العربي‪،‬‬ ‫وتالحــق مســتمعيها من املنــزل الى الســيارة الى‬ ‫ً‬ ‫وصوال الــى الهاتف النقال‪ ،‬حيث‬ ‫املواصالت العامة‪،‬‬ ‫يتذمر الكثير من اإلعالميني والصحافيني املتخصصني‬ ‫من املســتوى غير املالئم ملضمون ما يتم بثه عبر أثير‬ ‫إذاعات «األف أم»‪ ،‬إال أنهم يســجلون لهذه اإلذاعات‬ ‫تقــدمي خدمات غير مســبوقة ورفع ســقف احلريات‬ ‫خاصة في الدول التي كانــت أنظمتها ولعقود طويلة‬ ‫حتتكر عمليات البث اإلذاعي والتلفزيوني‪.‬‬ ‫وقــال الصحافــي األردنــي طــارق ديلوانــي‬ ‫ً‬ ‫حتديدا حيث‬ ‫لــ»القدس العربي»‪« :‬في سوريا وليبيا‬ ‫كان اإلعالم مقتصرا على الرســمي انتشرت اإلذاعات‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا لتشكل عالمة فارقة في االثير»‪.‬‬ ‫اخلاصة‬ ‫وأضــاف‪« :‬على املســتوى العربــي كانت هناك‬ ‫اضافة نوعيــة في بلدان الربيــع العربي» متثلت في‬ ‫ظهور عشــرات اإلذاعات املسموعة على موجات «أف‬ ‫أم»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مثاال على‬ ‫ويرى ديلواني فــي احلالة األردنيــة‬ ‫ً‬ ‫مشــيرا الى أنــه «يوجد في األردن‬ ‫اإلذاعات احمللية‪،‬‬

‫اليوم نحــو ‪ ٢٥‬اذاعــة معظمها ترفيهيــة واثنتان‬ ‫منها اســاميتان‪ ،‬وهناك ‪ ٣‬محطات رســمية وشبه‬ ‫ً‬ ‫معتبرا أن هذه اإلذاعات كثيرة العدد مقارنة‬ ‫رسمية»‪،‬‬ ‫ببلد تعداد سكانه ال يتجاوز الستة ماليني نسمة ومع‬ ‫ذلك فان «اإلعالم اإلذاعي لم يســاهم في رفع مستوى‬ ‫احلريات اطالقا»‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬ ‫ويقــول إن «معظم اإلذاعات احملليــة في األردن‬ ‫ظلت أســيرة االســلوب االردني التقليدي من خالل‬ ‫املنوعات الغنائية وبرامج البث املباشر»‪.‬‬ ‫ويضيــف ديلوانــي إن «املتغيــر الوحيــد في‬ ‫اإلذاعــات االردنية هو رفع مســتوى رواتب املذيعني‬ ‫واملقدمني دون رفع ســوية ما يتم تقدميه من برامج»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مشيرا الى أنه‬ ‫«ثمة ظاهــرة اردنية اخــرى وهي اإلســتعانة‬ ‫مبذيعــن ومذيعيــات من لبنــان وطغيــان اللهجة‬ ‫اللبنانية على الهواء»‪.‬‬ ‫ويخلــص الى التأكيــد بأن هــذه االذاعات وإن‬ ‫تســببت في رفع الدخول املاليــة لإلعالميني لكنها لم‬ ‫تنجح في حتسني نوعية اإلعالم ومستوى املادة التي‬ ‫تقدمها للمستمع أو املشاهد أو القارئ‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫اقتصاد‬ ‫االقتصاد المصري يعاني خلال في التوازن بسبب شح الموارد الداخلية‬

‫‪ 25‬مليار دوالر المساعدات اإلضافية‬ ‫المتوقعة من دول الخليج الى القاهرة‬

‫د‪ .‬مصطفى النشرتي‬

‫تعتبر دعوة العاهل الســعودي إلــى مؤمتر الدول‬ ‫املانحة لتقــدمي الدعم إلــى اإلقتصاد املصري رســالة‬ ‫إلــى العالم بالثقة في اإلقتصاد املصري في بداية عهد‬ ‫الرئيس عبد الفتاح السيســي حيــث يعتبر إنقاذ مصر‬ ‫من أزمتها الراهنــة من أهم أولويات األمن القومي لكل‬ ‫من مصــر ودول اخلليــج العربي‪ ،‬والســؤال املطروح‬ ‫اآلن في مصر‪ ،‬ما هو حجم املســاعدات التي ستقدمها‬ ‫الــدول املانحــة لدعــم اإلقتصــاد املصــري لتوفيــر‬ ‫اإلحتياجات التمويلية من النقد األجنبي في ظل حجم‬ ‫الدين اخلارجي احلالي (‪ 14‬مليار دوالر)؟‪.‬‬ ‫هل ســتقدم الــدول املانحة مســاعدات إلى مصر‬ ‫من خالل متويل املشــروعات التــي تطرحها احلكومة‬ ‫املصرية على املؤمتر ً‬ ‫بدال من تقدمي مساعدات مالية؟ ما‬ ‫هي املشروعات ذات األولوية التي ستطرحها احلكومة‬ ‫على مؤمتر الدول املانحــة وما هو التأثير املتوقع لهذه‬ ‫املشــروعات على حتســن الوضع االقتصادي للبالد‬ ‫وتوفير فــرص العمل وتخفيض حجــم البطالة وعجز‬ ‫امليزان التجاري وزيادة الدخل القومي؟‬

‫حجم المساعدات التي‬

‫ستقدمها الدول المانحة إلى مصر‬ ‫يعانــي االقتصاد املصري في وضعــه الراهن من‬ ‫اختــال التوازن اإلقتصادي اخلارجــي نتيجة تراجع‬ ‫حجــم املوارد املتاحــة ً‬ ‫ذاتيا مــن النقــد األجنبي حيث‬ ‫يســتخدم موارد النقــد األجنبي أكثر ممــا ميتلك وهو‬ ‫الذي تبلور في النهاية في زيادة عجز امليزان التجاري‬ ‫وميــزان املدفوعات وتراكــم الدين الداخلــي‪ ،‬ويرجع‬ ‫العجز التجــاري إلى ضعف القــدرة التصديرية وعدم‬ ‫ترشيد الواردات وسوء تخصيص املوارد ويؤكد عجز‬ ‫امليزان التجاري أن طلبنا على منتجات العالم اخلارجي‬ ‫أكثر من طلــب العالــم اخلارجي علــى منتجاتنا‪ ،‬ومع‬ ‫تزايــد العجز في عجــز امليزان التجــاري جلأت مصر‬ ‫إلــى مواجهته عــن طريق التوســع فــي اإلقتراض من‬ ‫العالم اخلارجي بكافــة أنواعه ومع زيادة حجم الدين‬ ‫اخلارجــي أصبــح االقتصاد أمــام إختيــار صعب إذا‬ ‫قررنــا دفع مســتحقات الديــن اخلارجي مــن (فوائد‬ ‫وأقساط) وما تبقى من حصيلة النقد األجنبي ال يكفي‬ ‫ً‬ ‫(حاليــا يتم تغطية الواردات‬ ‫لتمويــل فاتورة الواردات‬ ‫ملدة ‪ 3‬شهور فقط)‪.‬‬ ‫وقد ســاهمت املنح واملساعدات التي قدمتها دول‬ ‫اخلليــج العربي إلى مصر بعد ثورة ‪ 30‬حزيران‪/‬يونيو‬ ‫إلى زيادة االحتياطي من النقد األجنبي األمر الذي أدى‬ ‫إلى اســتقرار ســعر صرف اجلنيــه‪ .‬واآلن بعد أن دعا‬ ‫العاهل السعودي إلى مؤمتر الدول املانحة من املتوقع‬ ‫أن حتصل مصر على ‪ 25‬مليار دوالر مساعدات مقدمة‬ ‫من الســعودية واإلمــارات والكويت في شــكل متويل‬ ‫املشروعات التي تطرحها احلكومة على املؤمتر‪.‬‬

‫تعتبــر القــرارات املتوقــع إتخاذهــا فــي املؤمتــر‬ ‫اســتراتيجية مرتبطة بأولويات األمن القومي لكل من‬ ‫الســعودية واإلمــارات والكويت حيث تســعى الدول‬ ‫املانحة إلى إخراج مصر من أزمتها االقتصادية الراهنة‬ ‫وتخفيف الضغوط التمويلية التي ميارســها صندوق‬ ‫النقــد الدولــي ومؤسســات التمويــل الدولــي علــى‬ ‫مصــر من جهة وجــذب االســتثمارات العربية لتمويل‬ ‫املشروعات االســتثمارية التي تطرحها احلكومة على‬ ‫املؤمتر‪.‬‬

‫شكل المساعدات التي‬

‫ستقدمها دول الخليج العربي‬ ‫عقب احلــرب العامليــة الثانيــة تدهــور االقتصاد‬ ‫األوروبي وشهدت دول أوروبا كسادا اقتصاديا أدى‬ ‫إلى انتشار الفقر والبطالة بشكل واسع مما خلق تربة‬ ‫خصبة إلنتشار األفكار الشيوعية وكان البد من تدخل‬ ‫احلكومة األمريكية إلنقاذ االقتصاد األوروبي وإعادة‬ ‫تأهيله‪ ،‬فقــدم اجلنرال األمريكي جورج مارشــال عام‬ ‫‪ 1947‬مشــروعا إقتصاديا إلعادة تعمير أوروبا بتكلفة‬ ‫‪ 13‬مليار دوالر ومت إنفاق هذه األموال في إعادة تعمير‬ ‫أوروبا وتشغيل املصانع حتت إشراف منظمة التعاون‬ ‫االقتصادي األوروبي التي أنشأت لهذا الغرض‪.‬‬ ‫في بدايــة عهد الرئيس عبد الفتاح السيســي كان‬ ‫البد مــن تنفيذ املشــروعات التي طرحهــا الرئيس في‬ ‫برنامجــه االنتخابــي إلنقــاذ االقتصــاد املصــري من‬ ‫أزمتــه الراهنة وتقدم العاهل الســعودي امللك عبد الله‬ ‫بدعــوة دول اخلليج العربي إلى مؤمتر لدعم االقتصاد‬ ‫املصري في شــكل متويل املشــروعات التــي طرحتها‬ ‫احلكومــة علــى املؤمتــر وليــس فــي شــكل منــح ألن‬ ‫االقتصــاد املصري جتاوز مرحلة املنح ومن املتوقع أن‬ ‫تقدم احلكومة إلى املؤمتر خريطة اســتثمارية تتضمن‬ ‫‪ 80‬مشــروعا ذات أولوية بتكلفــة مبدئية تصل إلى ‪45‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫وتتضمــن اخلريطة االســتثمارية التــي تطرحها‬ ‫مصر إنشــاء محطــات لتحلية امليــاه ولتوليــد الطاقة‬ ‫الكهربائيــة وإنشــاء البنيــة األساســية للمجتمعــات‬ ‫العمرانيــة اجلديدة مبمر التنميــة والتعمير املقترح من‬ ‫الدكتــور فــاروق الباز باإلضافــة إلى مشــروع تنمية‬ ‫محــور قنــاة الســويس الــذي يتضمــن مشــروعات‬ ‫صناعية وخدمية وسياحية (شرق بورسعيد) ووادي‬ ‫التكنولوجيا (شرق االسماعيلية) وشمال غرب خليج‬ ‫الســويس باإلضافــة إلى تنميــة مناطــق التعدين في‬ ‫مثلث قنا سفاجة القصير‪.‬‬

‫مشروعات استصالح األراضي ذات‬ ‫األولوية مع تزايد السكان‬

‫فــي ظل وجــود فجوة كبيــرة بني اإلنتــاج احمللي‬ ‫واالســتهالك فــي احملاصيــل الزيتية والقمــح والذرة‬

‫والســكرية وفــي ظل ارتفــاع الكثافــة الســكانية في‬ ‫محيــط األراضي الزاعيــة القدمية في الــوادي والدلتا‬ ‫أصبـــح التوســـع الزراعـــــي باألراضي الصحراوية‬ ‫لــه األولويــة فــي خــطـــــة التنمية بغرض اســتيطان‬ ‫الصحــراء وزيــادة الرقعــة الزراعيــة وزيــادة اإلنتاج‬ ‫الزراعي‪.‬‬ ‫تستهدف احلكومة املصرية إستصالح مساحات‬ ‫كبيــرة من األراضي الصحراوية لتعويض املســاحات‬ ‫التــي مت التعــدي عليها فــي الــوادي والدلتــا على أن‬ ‫يتــم طرح هــذه األراضي على املســتثمرين والشــباب‬ ‫اخلريجــن بنظام حق االنتفاع ملــدة ‪ 49‬عاما وتتضمن‬ ‫تلك املشروعات ما يلي‪:‬‬ ‫اســتصالح ‪ 400‬ألف فدان على مياه ترعة السالم‬ ‫فــي شــمال ســيناء و‪ 30‬ألــف فــدان أخــرى شــرق‬ ‫البحيرات املرة‪.‬‬ ‫اســتصالح ‪ 148‬ألف فدان في الســاحل الشمالي‬ ‫الغربــي على مياه ترعة احلمام وميــاه األمطال واملياه‬ ‫اجلوفية‪.‬‬ ‫اســتصالح ‪ 100‬ألف فدان في توشــكى على مياه‬ ‫فروع ترعة توشكى‪.‬‬ ‫اســتصالح ‪ 275‬ألف فدان حول منخفض القطاره‬ ‫على املياه اجلوفية‪.‬‬ ‫استصالح ‪ 500‬ألف فدان في شرق العوينات على‬ ‫املياه اجلوفية‪.‬‬

‫اخلــام املوجودة في الرمــال البيضــاء وخاصة مادة‬ ‫الســيليكون عاليــة النقــاء إلنتــاج اخلاليا الشمســية‬ ‫وكابالت األلياف الضوئية لإلســتفادة من ميزة مصر‬ ‫التنافســية في توافر الرمال البيضاء وميكن استيراد‬ ‫تكنولوجيــا تصنيع الســيليكون من الصــن واليابان‬ ‫وأملانيا وهذا املشــروع على غرار وادي السيليكون في‬ ‫كاليفورنيا وتنفيذ هذا املشــروع الــذي تبلغ تكلفته ‪12‬‬ ‫مليار جنيه يؤدي إلى حتقيق قيمة مضافة عالية حيث‬ ‫يتم تصدير طن الرمال البيضاء بعشــرين دوالرا وإذا‬ ‫مت حتويلها إلى سيليكون نقي تصبح قيمة الطن عشرة‬ ‫آالف دوالر وإذا مت تصنيعهــا إلــى رقائــق إلكترونيــة‬ ‫تصبح قيمة الطن مئة ألف دوالر‪.‬‬ ‫مشروع شرق بورســعيد ويتضمن ميناء محوريا‬ ‫ومنطقــة حــرة ومحطــات حاويــات ومحطــات صب‬ ‫سائل ومحطات حبوب وتخدم امليناء منطقة صناعية‬ ‫إلنشــاء العديد من الصناعــات التصديرية وتلك التي‬ ‫تعتمد علــى اســتيراد اخلامــات مثل صناعــة األثاث‬ ‫وصناعة الزيوت‪.‬‬ ‫مشــروع شــمال غرب خليج الســويس ويتضمن‬ ‫مينــاء العــن الســخنة ومنطقــة حــرة ومحطــات‬ ‫للحاويــات ومركــزا للخدمــات اللوجســتية ومنطقة‬ ‫للصناعات الثقـيلة وتشمل صناعة األسمنت وصناعة‬ ‫السيراميك‪.‬‬

‫نحو إتفاقية شراكه‬

‫المشروعات الصناعية‬

‫بين مصر ودول الخليج العربي‬

‫تعتبــر املــوارد التعدينية أحــدى الركائــز الهامة‬ ‫التــي تعتمــد عليهــا التنمية حيــث حتتــوي الصحراء‬ ‫الغربية على خامات تعدينية مثل احلديد والفوسفات‬ ‫واليورانيــوم والشــرقية علــى الذهــب والفوســفات‬ ‫واحلديــد واملنغنيز وتدخل هذه اخلامــات في العديد‬ ‫من الصناعات‪.‬‬ ‫كما تعتبر اخلامــات الزراعية أحدى الركائز التي‬ ‫تعتمــد عليها التنمية الصناعية حيث يســتخدم القطن‬ ‫والكتــان فــي صناعــة الغــزل والنســيج وتســتخدم‬ ‫احملاصيــل الزيتيــة فــي إنتــاج الزيــوت واألعــاف‬ ‫وتستخدم احملاصيل السكرية في صناعة السكر‪.‬‬ ‫وتعتبــر املناطــق الصناعية املنتشــرة فــي جميع‬ ‫احملافظــات أحدى ركائــز التنميــة الصناعية حيث مت‬ ‫دعم البنية األساســية بهذه املناطــق لتوفير األراضي‬ ‫للمســتثمرين بأســعار رمزية مع توفير كافــة املرافق‬ ‫واخلدمات‪.‬‬ ‫ومن أهــم املشــروعات الصناعيــة ذات األولوية‪،‬‬ ‫املطروحة على مؤمتر الدول املانحة ما يلي‪:‬‬ ‫مشــروع وادي التكنولوجيــا الــذي يقــع علــى‬ ‫طريــق االســماعيلية على مســاحة ‪ 200‬فدان (شــرق‬ ‫االسماعيلية) إلنشــاء منطقة صناعية متخصصة في‬ ‫تصنيع الســيليكون ومشــتقاته باالعتمــاد على املواد‬

‫واقترح على األطراف املشــاركة في مؤمتر الدول‬ ‫املانحــة التفاوض مــن اآلن لتوفير إطــار مالئم لتنمية‬ ‫العالقــات االقتصاديــة بــن مصــر ودول اخلليج من‬ ‫خــال حترير التجــارة الدولية في الســلع واخلدمات‬ ‫ورؤوس األمــوال واملســاهمة في متويل مشــروعات‬ ‫التنميــة فــي مصــر وحتقيــق التعــاون اإلقليمــي في‬ ‫مجاالت األمن القومي لتحقيق االســتقرار السياســي‬ ‫واالقتصــادي لكل من مصــر والســعودية واإلمارات‬ ‫والكويــت وأن يتــرك البــاب مفتوحــا إلنضمــام دول‬ ‫خليجية أخرى‪.‬‬ ‫إن شعوبنا العربية تتوقع من مؤمتر الدول املانحة‬ ‫اإلســتمرار في اإلنعقاد للتفاوض بــن أطرافه لتوقيع‬ ‫اتفاقية شــراكة بني مصر ودول اخلليــج العربي على‬ ‫غرار اتفاقية الشراكة املصرية األوروبية‪.‬‬ ‫إن حتقيق األمن االقتصادي العربي يتطلب إعادة‬ ‫صياغة الهدف الرئيســي ملؤمتر الــدول املانحة ليكون‬ ‫وقايــة لإلقتصاد املصري من التهديــدات والصدمات‬ ‫اإلقتصاديــة اخلارجيــة ومواجهــة التحديــات التــي‬ ‫تعترض السياسة اإلقتصادية الوطنية وحتقيق األمن‬ ‫الغذائي يتقليص الفجوة بني اإلســتهالك واإلنتاج في‬ ‫السلع الغذائية‪.‬‬ ‫٭ أستاذ االقتصاد‬ ‫جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا‬

‫ذات األولوية‬


‫اقتصاد‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪29‬‬

‫مع زيادة نسب تداول األسهم وارتفاع اإلدخارات المالية‬

‫قطر تحتضن أكبر عدد من األغنياء في العالم‬

‫الدوحة ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫سليمان حاج ابراهيم‬

‫ً‬ ‫عامليــا من حيث عدد أصحاب الثروات‬ ‫احتلت قطر املركز األول‬ ‫التي تفــوق قيمتها ‪ 100‬مليون دوالر مقارنة بإجمالي عدد الســكان‬ ‫بنســبة بلغت ‪ ،٪ 17.5‬تليها سويســرا ثم ســنغافورة‪ ،‬وهذا على إثر‬ ‫اإلرتفاع الذي تســجله نســب اإلدخــار‪ ،‬وزيادة قيم تداول األســهم‬ ‫فــي البورصــة‪ ،‬مما ســاهم فــي حتقيــق ســيولة نقدية لدى أســر‬ ‫كثيرة‪ .‬وتســجل قطر أعلى نســبة دخل فردي على املستوى العاملي‬ ‫بنصيــب ناهــز ‪ 100‬ألــف دوالر ســنويا للشــخص‪ ،‬وهــذا لزيــادة‬ ‫النشــاط اإلســتثماري فــي الدولــة مع ارتفــاع أســعار احملروقات‪،‬‬ ‫وتنــوع اإلســتثمارات التــي تقوم بهــا احلكومة القطريــة وجهازها‬ ‫اإلســتثماري‪ ،‬بدء ًا من امتالك حصص في مؤسســات مالية عاملية‪،‬‬ ‫ومصانع‪ ،‬وشركات متعددة اجلنسيات‪.‬‬ ‫وبحســب تقريــر أعدتــه مجموعــة «بوســطن االستشــارية»‬ ‫األمريكية‪ ،‬فقد ســجلت قطر أعلى كثافة من األســر املليونيرة بواقع‬ ‫‪ 175‬من كل ألف أســرة‪ ،‬تليها سويســرا بـ‪ 127‬من كل ألف أسرة‪ ،‬ثم‬ ‫ســنغافورة مبئة أسرة من كل ألف في البالد‪ ،‬وهذا من إجمالي عدد‬ ‫السكان القطريني الذين يتراوح عددهم في حدود ‪ 300‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫وشــهدت الدولــة اخلليجية التي تتمتع بنســب النمــو املرتفعة‬ ‫سنويا حركة واسعة في نشاطها املالي واالستثماري على املستوى‬ ‫الدولي وعلى مســتوى القطاع اخلاص الذي شهد طفرة واسعة عند‬ ‫بداية األلفية اجلديدة مع توســع حركة رؤوس األموال للمليونيرات‬ ‫واألسر الكبيرة التي متلك توكيالت عالمات جتارية دولية وتساهم‬ ‫في تدويــر رؤوس أموالها‪ .‬وأشــارت أحدث دراســة أجراها معهد‬

‫البحوث االجتماعية واالقتصادية باســم «املسح الفصلي القطري»‬ ‫إلــى أن التفــاؤل االقتصــادي واالجتماعــي شــائع بــن القطريني‬ ‫والوافدين ذوي الدخل املرتفع واحملدود‪.‬‬ ‫ووجــدت الدراســة أن ثقــة املســتهلك (املتمثلة في مؤشــر ثقة‬ ‫املســتهلك القطــري) مرتفعة بني ســكان قطر‪ .‬وكان عــدد من تزيد‬ ‫ثروتهــم عــن ‪ 100‬مليون دوالر ارتفع بنســبة نحــو ‪ ٪20‬في مختلف‬ ‫دول العالــم عــام ‪ 2013‬مقارنــة بالعــام ‪ .2012‬وأضــاف التقرير أن‬ ‫الدوافع الرئيســية لهذا اإلرتفاع تعود الى صعــود معدالت اإلدخار‬ ‫بشــكل عام واســتمرار منو الناجت احمللي االجمالي اإلســمي القوي‬ ‫في البلدان الغنية بالنفط‪ ،‬مثل الســعودية التي ارتفعت فيها نســبة‬ ‫األثريــاء األفراد مبعــدل ‪ 13.4‬في املئة‪ ،‬وفي الكويــت ‪ 13.6‬في املئة‪،‬‬ ‫واإلمارات ‪ 12.8‬في املئة‪.‬‬ ‫وأشــار املصدر الــى أنه كما في ســائر املناطق األخــرى‪ ،‬كانت‬ ‫األســهم املســاهم األكبر في هذه الثروات‪ ،‬إذ ارتفــع حجم الثروات‬ ‫على شكل أســهم ‪ 30.5‬في املئة في األســواق الرئيسية في املنطقة‪،‬‬ ‫مقارنــة مــع ‪ 6.4‬فــي املئة مــن الســندات‪ ،‬و‪ 5.7‬في املئة فــي العملة‬ ‫السائلة والودائع‪ .‬ووفق معدل النمو السنوي املركب البالغ ‪ 6.5‬في‬ ‫املئــة‪ ،‬يتوقع التقرير أن تصل الثروات اخلاصــة في املنطقة الى ‪7.2‬‬ ‫تريليونات دوالر في نهاية ‪.2018‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عامليا في‬ ‫خليجيــا واخلامس‬ ‫وقد شــغلت الكويت املركز الثاني‬ ‫قائمــة أكبر ‪ 15‬دولة من حيــث الثروات العائلية ممــن تبلغ ثرواتهم‬ ‫مليــون دوالر فأكثــر‪ ،‬وذلك بالنســبة إلى عــدد الســكان‪ ،‬اذ بلغت‪،‬‬ ‫وفق التقرير‪ ،‬نســبة العائالت املليونيرة فــي الكويت ‪ 9‬في املئة‪ ،‬أي‬ ‫ً‬ ‫عامليا في نسبة‬ ‫‪ 99‬ألف عائلة‪ .‬بينما حلت الكويت في املركز الســابع‬ ‫العائــات التي متلك صافــي ثروات تزيــد على ‪ 100‬مليــون دوالر‪،‬‬ ‫وبلغت نسبتها ‪ 4.5‬كل ألف عائلة‪ ،‬اي نحو ‪ 990‬ألف عائلة متلك ‪100‬‬

‫مليون وما فوق‪.‬‬ ‫وال تــزال الواليات املتحدة البلد الذي يســتضيف أكبر عدد من‬ ‫أصحــاب املاليني‪ ،‬مع ‪ 7.1‬مليون أســرة‪ ،‬أو ‪ ٪43‬من اجملموع العاملي‪،‬‬ ‫مقابــل ‪ 5.8‬مليــون في عــام ‪ .2012‬هــذا وكان تقريــر اقتصادي قد‬ ‫كشــف النقاب عن قائمــة أغنى دول العالم بنهاية عــام ‪ً ،2013‬‬ ‫وفقا‬ ‫لنصيــب الفرد من الناجت القومي اإلجمالــي‪ ،‬اعتمدته مجلة «غلوبال‬ ‫ً‬ ‫وفقــا لنصيــب الفــرد فــي النــاجت القومي‬ ‫فاينانــاس» األمريكيــة‬ ‫اإلجمالي السنوي بتحديد أغنى دول العالم خالل عام ‪.2013‬‬ ‫يشــار إلى أن قطر تصدرت قائمة أغنــى دول العالم بنهاية عام‬ ‫‪ ،2013‬حيث بلغ نصيــب الفرد من الناجت القومي اإلجمالي نحو ‪105‬‬ ‫ســنويا‪ ،‬تليها لوكســمبورغ بنحو ‪ 79.5‬ألــف دوالر‪ ،‬ثم‬ ‫آالف دوالر‬ ‫ً‬ ‫سنغافورة بنحو ‪ 61.5‬ألف دوالر‪ .‬وشهد العالم العام املاضي دخول‬ ‫‪ 2.6‬مليون أسرة جديدة إلى عالم املليونيرات‪ ،‬في مؤشر على ازدياد‬ ‫األغنياء غنى‪ ،‬بحســب تقرير الثروة العاملية الذي تنشــره «بوسطن‬ ‫كونسلتينغ غروب»‪.‬‬ ‫وتقــول الدراســة إن إجمالي عدد األســر املليونيرة فــي العالم‬ ‫ارتفــع بواقع ‪ 19‬في املئة العام املاضي ليســجل ‪ 16.3‬مليون أســرة‬ ‫متثــل ‪ 1.1‬في املئة فقط من جميع األســر عامليا‪ .‬وأشــار التقرير إلى‬ ‫أن الثــروات اخلاصة في منطقة آســيا واحمليط الهــادئ قفزت‪ ،‬مع‬ ‫اســتبعاد اليابان‪ ،‬بواقع ‪ 31‬في املئة لتســجل ‪ 37‬تريليون دوالر في‬ ‫‪ ،2013‬حيث يعود الفضل في ذلك إلى الصني التي ارتفع عدد األســر‬ ‫املليونيــرة فيها إلــى ‪ 2.4‬مليون أســرة مقابل ‪ 1.5‬مليون أســرة في‬ ‫‪.2012‬وتعرف «بوسطن كونسلتينغ غروب» ثروة األسرة املليونيرة‬ ‫بأنها األصول القابلة لإلستثمار التي متتلكها تلك األسرة‪ -‬األموال‬ ‫الســائلة والودائع واألوراق املالية‪ ،‬وتستبعد األصول األقل سيولة‬ ‫مثل العقارات واملقتنيات والسلع الفاخرة‪.‬‬

‫‪ 133‬مليون دينار قيمة اإللتزامات‬

‫الحكومة االردنية تبحث عن ممول لمشروع شبكة الحديد الوطنية‬ ‫وزارة النقل غير قادرة على تسديد ذممها المترتبة على «االستمالكات»‬ ‫عمان ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫أحمد نعيمات‬ ‫تبحث احلكومة االردنية عن ممول إلمتام مشــروع ســكة‬ ‫احلديد الوطنية‪ ،‬وذلك اما من خالل مشــاركة القطاع اخلاص‬ ‫في عملية البناء والتشغيل وإعادة امللكية «‪ »BOT‬للمشروع‪،‬‬ ‫أو مــن خالل مشــاركة احلكومة فــي البنية التحتية للشــبكة‪،‬‬ ‫ومن ثم قيام املســتثمر بتولي عمليات التشغيل والتواصل مع‬ ‫ممولني من القطاع اخلاص لتغطية الكلف‪.‬‬ ‫وكانــت احلكومة قد حددت املعالم الرئيســة للمشــروع‬ ‫وفق دراسة متمحصة للمخطط السككي بحيث تتألف الشبكة‬ ‫املقترحة من محورين رئيسيني األول محور شمال‪ /‬جنوب من‬ ‫احلدود الســورية «جابر» املفرق الزرقاء عمــان معان العقبة‪،‬‬ ‫واحملور الثاني شرق‪/‬غرب من احلدود العراقية مرورا باملفرق‬ ‫واربــد حتــى وادي األردن‪ ،‬مــع فرع مــن األزرق إلــى احلدود‬ ‫السعودية في منطقة العمري‪.‬‬ ‫بيد ان وزارة النقل «اجلهة املسؤولة عن املشروع» حتاول‬ ‫تخفيــض الكلفة املقدرة للمشــروع بحوالــي ‪ 200‬مليون دينار‪،‬‬ ‫مؤكدة انه قــد حظي باهتمام دولي لتمويلــه‪ ،‬ومن املتوقع ان‬ ‫اجلــدوى اإلقتصاديــة منه بحســب «دراســات وزارة النقل»‪،‬‬ ‫تصل الى حوالي ‪ 507‬ماليني دوالر بحلول عام ‪ ،2020‬على ان‬ ‫تتضاعف عام ‪ 2040‬لتصل الى نحو ‪ 1.04‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫فــي حني ان قيمــة اإللتزامــات املترتبة علــى وزارة النقل‬ ‫وغيــر املدفوعة لغاية نهاية الثلث االول من العام احلالي بلغت‬ ‫نحو ‪ 107‬مليــون دينار باإلضافة الى حوالــي ‪ 26‬مليون دينار‬ ‫«فوائــد قانونية» أي مبا مجموعه ‪ 133‬مليون دينار‪ ،‬وتســعى‬ ‫الــوزارة الى ايجاد آلية لتعويــض املواطنني والعمل على إدراج‬ ‫املبلغ املطلوب ضمن موازنة ‪.2015‬‬ ‫ويشــار الــى ان احلكومــة رصــدت لـــ» تعويضــات بدل‬

‫االســتمالكات» مبلــغ ‪ 26‬مليــون دينــار فــي موازنة الــوزارة‬ ‫عــام ‪ 2012‬ولــم يتــم صــرف التعويضــات‪ ،‬بســبب الظروف‬ ‫اإلقتصادية واملالية للدولة‪ ،‬وانسجاما مع متطلبات اإلصالح‬ ‫املالي الهادف الى ترشيد اإلنفاق العام واحتواء عجز املوازنة‪.‬‬ ‫ورصــدت احلكومــة فــي موازنــة عــام ‪ 2013‬مــا مقداره‬ ‫‪ 25‬مليــون دينار‪ ،‬صــرف منها ‪ 15‬مليــون دينار‪ ،‬لعــدم توفير‬ ‫السقوف املالية لدى وزارة املالية‪ ،‬اما في موازنة العام احلالي‪،‬‬ ‫فلم يتم رصــد اي مخصصات لغايات االســتمالك على الرغم‬ ‫من تضمينها في مشروع اعداد املوازنة‪ ،‬وبلغت قيمة تعويض‬ ‫االســتمالكات املصروفــة حتى نهايــة العام املاضــي نحو ‪81‬‬ ‫مليون دينار «مع الفوائد «‪.‬‬ ‫وقــال مصــدر ان املشــروع في طــور البحث عــن متويل‬ ‫وســتتضح الرؤيــة للحكومــة األردنيــة بخصــوص الشــركة‬ ‫الصينيــة «‪ »CCECC‬التــي أبدت اهتمامها باملشــروع‪ ،‬بعد‬ ‫ان تقوم هذه الشــركة بتقــدمي تقريرها الفنــي «‪Technical‬‬ ‫‪ »Report‬حولــه‪ ،‬وقــد قــام وفد هندســي من هذه الشــركة‬ ‫بزيارة ميدانية جلميع مواقع املشــروع في شهر أيار‪/‬مايو من‬ ‫العام احلالي ‪.2014‬‬ ‫وأشــار الى ان املشروع لم يســجل أي نسبة اجناز وذلك‬ ‫لعــدم وجود حلــول فعليــة ملشــكلة التمويل حيــث أن جميع‬ ‫البنــوك والصناديق التنموية تشــترط أخذ ضمانات حكومية‬ ‫بينما مينع قانون الدين العام إصدار هكذا ضمانات‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى وجود قيود على االقتراض احلكومي بسبب جتاوز الدين‬ ‫العام في اململكة سقف ‪.٪60‬‬ ‫واجلديــر بالذكــر ان اإلرتفــاع فــي فاتــورة الديــن العام‬ ‫للمملكة ادى الى تعثر التمويل الالزم ملشــروع الربط الســككي‬ ‫الوطنــي‪ ،‬فــي حــن حتــاول احلكومة جاهــدة تأمــن املوارد‬ ‫الالزمــة لتنفيــذ املشــروع‪ ،‬بعد تســجيل نســبة إجنــاز صفر‬ ‫‪ ٪‬حســب بيانات املوازنــة للعام ‪ ،2014‬وعجزهــا عن حتقيق‬ ‫النسبة املتوقعة‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫رياضة‬ ‫كيف يشاهد اللبنانيون المونديال؟‬

‫أرق حقوق‬ ‫بث مباريات‬ ‫المونديال في‬ ‫الشرق األوسط!‬ ‫بيروت ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫رياض نجيب‬ ‫هل أصبح مبقدور اللبنانيني مشاهدة أحداث‬ ‫مباريــات املونديال مباشــرة وبــدون أي تكاليف‬ ‫اضافية؟ تبقــى االجابة على هذا الســؤال مبهمة‬ ‫حتى كتابة هذه الســطور‪ .‬إذ ال ميكــن التكهن الى‬ ‫اآلن معرفــة الطريقــة واآللية التي ســتتم خاللها‬ ‫مشــاهدة هــذا احلــدث الرياضي الكبيــر من قبل‬ ‫شريحة واسعة‪.‬‬ ‫فاألجــواء الضبابية املصاحبــة للتصريحات‬ ‫والتلميحات والتسريبات واإلطالالت واملؤمترات‬ ‫االعالميــة مــن هنــا وهنــاك‪ ،‬املقصــود بهــا بني‬ ‫بيروت والدوحــة الناقل الرســمي احلصري في‬ ‫منطقــة الشــرق االوســط وشــمال افريقيــا عبر‬ ‫قنــوات «بي ان ســبورت « أو اجلزيــرة الرياضية‬ ‫ســابقا‪ ،‬ال حتمل في االفق صورة واضحة ونقية‬

‫كنقاوة الصور في البث الفضائي‪ .‬والسؤال الذي‬ ‫ً‬ ‫ملحــا ً‬ ‫جدا‪ :‬هل ينتظــر اللبنانيون وباألخص‬ ‫بات‬ ‫متابعــي هــذه اللعبة الدقائــق االخيــرة‪ ،‬كما هي‬ ‫العــادة في املباريات احلاســمة الهــدف الصاعق‬ ‫وغير املتوقع في اللحظات االخيرة واحلاسمة‪.‬‬ ‫فمــا هــي قصــة لبنــان فــي مشــاهدة ونقل‬ ‫املباريــات وحصريــة البــث الفضائــي؟ ففــي‬ ‫مونديــال ‪ 1998‬كان تلفزيون لبنــان بث املباريات‬ ‫وعلق عليها حينها املعلق املصري مدحت شــلبي‪.‬‬ ‫ففي املونديال الســابق ‪ 2010‬كانت قناة اجلزيرة‬ ‫الرياضيــة صاحبة احلــق احلصــري لنقل كأس‬ ‫العالــم في جنــوب افريقيــا‪ .‬ومت حينهــا االتفاق‬ ‫مع اصحــاب محطات توزيع البــث الفضائي غير‬ ‫الشرعي‪ ،‬على دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم‬ ‫بتوزيــع البث الــى املنازل و املشــتركني‪ .‬إال ان من‬ ‫الواضح ان شــركة «سما» الوكيل املعتمد من قبل‬ ‫قنوات «بي ان سبورت» استبقت مثل هذا االتفاق‬

‫وأعلنت انهــا بصفتها الوكيــل احلصري لقنوات‬ ‫«بي ان سبورت» ستنظم عملية وآلية التقاط البث‬ ‫عبر بطاقات خاصة من الشركة في هذا املونديال‪،‬‬ ‫ولتوضيــح هــذه الغايــة قامــت بحملــة اعالنات‬ ‫كبيــرة للترويج‪ .‬وأكدت ان أســعار البطاقات هي‬ ‫االرخص مقارنة بالدول األخــرى حيث ال يتعدى‬ ‫ســعر البطاقة ‪ 100‬دوالر ويزيد عليه ســعر جهاز‬ ‫االســتقبال (الريســيفر) ‪ 200‬دوالر في حال عدم‬ ‫وجوده‪ ،‬حيث ان البطاقات ستعمل بشكل طبيعي‬ ‫على أي جهاز استقبال‪ .‬وعكس ذلك سيؤدي الى‬ ‫خسائر فادحة للشركة‪ .‬االمر الذي جنم عنه حالة‬ ‫من التذمر والعتب من الدولة‪.‬‬ ‫ومــن جهــة ثانيــة تابعــت وزارة االعــام‬ ‫اللبنانيــة هذا املوضوع املهــم‪ ،‬ودخلت على اخلط‬ ‫فــي محاولة منها الجنــاز اتفاق يســمح مبوجبه‬ ‫نقل اشــارة القنــاة القطرية عبر احملطــة االرضية‬ ‫لتلفزيون لبنان‪.‬‬

‫ففــي ظل حالــة الترقب هــذه نشــطت الكثير‬ ‫مــن اللقــاءات واملشــاورات وحتــى املفاوضات‬ ‫للوصــول الــى اتفــاق ميكــن املشــاهد اللبنانــي‬ ‫لفرصة التقــاط البث بدون تكلفــة وأعباء مادية‪.‬‬ ‫ففــي حــن أكــدت معلومــات مــن داخــل وزارة‬ ‫االعالم الوصول الى مثل هذا االتفاق‪ ،‬وســارعت‬ ‫أوســاط اخرى باحلديث عن اكتمــال التجهيزات‬ ‫التقنية واللوجســتية املطلوبة في تلفزيون لبنان‬ ‫الســتقبال االشــارة والبــث‪ .‬فــي حــن تتــداول‬ ‫اوساط واســعة وتتبنى فكرة جلوء قطر الى منح‬ ‫لبنــان هدية التقــاط البث باجملان‪ ،‬وانها ســتقوم‬ ‫عبر قنوات «بي ان ســبورت» بالتعويض لشــركة‬ ‫«سما» مالكة احلق احلصري في لبنان‪.‬‬ ‫وســارع رئيس مجلس ادارة شــركة «ســما»‬ ‫حســن الزين في مؤمتر صحفي عقد في دار نقابة‬ ‫الصحافــة اللبنانيــة باحلديث عن عــدم الوصول‬ ‫الــى اتفــاق قنــاة «بــي ان ســبورت» مع شــركة‬


‫رياضة‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪31‬‬

‫اعداد‬ ‫خلدون الشيخ‬ ‫‪@KhaldounElcheik‬‬

‫ماذا لو أخفقت البرازيل‬ ‫في احراز اللقب؟‬ ‫عندمــا أعلن عــن اختيار جنــوب افريقيــا لتنظيم‬ ‫مونديال ‪ ،2010‬فان كثيرين انتابهم اخلوف والرهبة‪،‬‬ ‫ليس من منتخب «بافانا بافانا» وقدرتهم على ســحق‬ ‫منافســيه واســتغال عامل اجلمهور الحراز اللقب‪ ،‬بل‬ ‫علــى النقيض‪ ،‬الن اخلوف احلقيقــي كان من معدالت‬ ‫اجلرميــة فــي البالد التــي اعتبرت األعلى فــي العالم‪،‬‬ ‫ومع ذلــك أقيمت بطولة ناجحــة وجميلة‪ ،‬مع حوادث‬ ‫جرائم متفرقة لكنها قليلة‪.‬‬ ‫اليــوم هنــاك هاجــس آخــر فــي البرازيــل‪ ،‬ليس‬ ‫فقــط من اجلرائم‪ ،‬بــل اخلوف على البــاد من دخول‬ ‫صراعــات أهلية ال تنتهي‪ ،‬فاملؤشــرات كلهــا تدل الى‬ ‫غليــان غير عــادي بــن العمــوم‪ ،‬عكســتها تظاهرات‬ ‫ً‬ ‫وحتديــدا منــذ اقامة كأس‬ ‫صاخبــة علــى مدار عــام‪،‬‬ ‫القــارات الصيــف املاضي‪ ،‬واضطرابــات واضرابات‬ ‫ووعود بتنفيذ املزيد منها‪ ،‬والســبب احلياة البائســة‬ ‫واملعيشــة الباهظة وفقدان للبنــى التحتية في التعليم‬ ‫والصحــة واملواصالت‪ ،‬والتــي اعتبرهــا كثيرون من‬ ‫املتظاهريــن أكثر أهميــة من دفع تكاليــف باهظة على‬ ‫مالعــب واســتادات كلف بناؤهــا مئــات املاليني من‬ ‫الدوالرات‪.‬‬ ‫الرئيســة روســيف اعتبــرت ان هنــاك ناقمــن‬ ‫وحاســدين‪ ،‬بل وراهنــت على املنتخــب البرازيلي في‬ ‫حتقيق نتائج ايجابية والفوز باللقب للمرة السادســة‬ ‫الخمــاد حرائــق املتظاهرين وثــورات الغاضبني‪ ،‬لكن‬ ‫ماذا لو أخفق راقصو الســامبا وفشل نيمار وزمالؤه‬ ‫وتكــرر اخفاق ‪ 1950‬عندما خســرت البرازيــل املباراة‬ ‫النهائيــة على أرضها امــام أوروغواي‪ ،‬التي شــهدت‬ ‫عقبها حاالت اغماء وانهيارات وغضب عارم‪.‬‬ ‫ماذا لو صب الزيت على النار في مغامرة حكومية‬ ‫غيــر محســوبة‪ ،‬فأســاليب التهدئــة التــي تنتهجهــا‬ ‫احلكومــة ال تعتمــد علــى ديبلوماســية ومفاوضات‪،‬‬

‫بل على أقدام نيمار وهالــك وفريد‪ .‬وفي حال الوقوع‬ ‫فــي احملظور وبعــد أول اخفاق او نتيجة ســلبية‪ ،‬فان‬ ‫التظاهرات ســتعود أشرس من الســابق‪ ،‬وقد تدخل‬ ‫البرازيل حالة فوضى عارمة‪ ،‬تســقط بعدها احلكومة‬ ‫وتنهار أسس وخطوط حمر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مبالغا به بعض الشــيء‪،‬‬ ‫قد يكون هذا ســيناريو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا انها املــرة االولى‬ ‫واقعيا‪،‬‬ ‫لكــن قد يصبــح‬ ‫التي تشــارك فيها البرازيل فــي مونديال ويكون خط‬ ‫دفاعها أقوى مــن هجومها‪ ،‬أو مبعنى آخر‪ ،‬انها تفتقد‬ ‫الى املواهــب الهجومية املعتادة‪ ،‬فعدا عن وجود نيمار‬ ‫فان هالك وفريد وجو ليســت من االسماء الرنانة في‬ ‫عالم اللعبة‪ ،‬على غرار رباعي الدفع رونالدو وريفالدو‬ ‫ورونالدينيــو وروبرتو كارلوس في ‪ ،2002‬والســؤال‬ ‫األكبــر ســيكون هل تســتطيع هــذه اجملموعــة حتمل‬ ‫الضغوطات اجلماهيرية الهائلة‪ ،‬ويكرروا اجناز كأس‬ ‫ًَ‬ ‫خصوصا اننا استشــفينا‬ ‫القارات الســنة املاضيــة؟‬ ‫مــن الفوز علــى كرواتيا في االفتتــاح العديد من نقاط‬ ‫الضعف‪.‬‬ ‫الصــراع البرازيلــي احلقيقــي يتفــرع الــى ثالث‬ ‫أزمات حقيقية‪ ،‬االولى هي املشاكل في البنى التحتية‪،‬‬ ‫من عدم جهوزية استادات‪ ،‬وعدم اجناز البنى التحتية‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬واخلوف من مواجهة مصاعب في األيام‬ ‫ً‬ ‫خصوصا اذا كانت هناك مشــكلة في اســتاد‬ ‫االولى‪،‬‬ ‫كلف بناؤه مئــات املاليني فان املناهضــن للمونديال‬ ‫سيســتخدون ذلك ً‬ ‫عذرا على اضاعة أموال كان ميكن‬ ‫استغاللها في الصحة او التعليم‪.‬‬ ‫األزمــة الثانية هــي االضرابــات واالحتجاجات‪،‬‬ ‫ان كانــت ســتزداد وتيرتها‪ ،‬وتعكر املــزاج االحتفالي‬ ‫العام‪ ،‬وتعكس للعالم صورة سلبية عن املونديال‪.‬‬ ‫واالزمة الثالثة‪ ،‬هي القدرة على استيعاب املطارات‬ ‫والفنــادق واملواصــات ماليني الــزوار احملتملني في‬ ‫االيام املقبلة‪ ،‬وضمان أمنهم وسالمتهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأمال‬ ‫حرصا‬ ‫الرئيســة روســيف ســتكون االكثر‬ ‫في تتويج البرازيل‪ ...‬أكثر حتى من املدرب ســكوالري‬ ‫ً‬ ‫باهظــا في حال‬ ‫والنجــم نيمــار‪ ،‬الن الثمن قــد يكون‬ ‫االخفاق‪.‬‬

‫ماذا لو فاز كريستيانو‬ ‫رونالدو بالمونديال؟‬ ‫تلفزيون لبنــان بخصوص مجانية نقل املباريات‪.‬‬ ‫وقال بان الشــركة ســتدعم أي اتفاق ال يتســبب‬ ‫بوقوع خسائر مادية فادحة‪.‬‬ ‫وبانتظــار النتائج وما ســتحمله املفاوضات‬ ‫واملناقشــات‪ ،‬فان املواطنني في املدن مثل بيروت‬ ‫وجونيــة وجبيــل وطرابلــس يعيشــون أجــواء‬ ‫املونديال داخل التجمعات التي انتشــرت بشــكل‬ ‫الفت فــي كثير مــن االماكــن واملطاعــم واملقاهى‬ ‫والفنــادق عبر شاشــات ضخمــة خصيصا لهذه‬ ‫الغاية‪ .‬ويتحدث مرعي صاحــب مقهى في مدينة‬ ‫طرابلس‪ :‬ان ايام املونديال ستدر له ارباحا كثيرة‬ ‫تفوق ما جناه املرة املاضية كون التوقيت مناسبا‬ ‫وأن النــاس يهربون من الطقــس احلار‪ ،‬حيث قام‬ ‫بتجهيــز املقهــى بأجهزة تبريــد حديثــة وكبيرة‬ ‫ً‬ ‫شــخصا وانــه في االيام‬ ‫تســتوعب اكثر من ‪300‬‬ ‫العادية لديه الكثير من الزبائن‪.‬‬ ‫امــا في بيروت فال تخلو منطقة من االعالنات‬

‫والترويج عن أماكن الســهر والتســلية وحماسة‬ ‫التشجيع بكل حرية الى جانب النرجلية‪ .‬وتشمل‬ ‫هذه االعالنات على تســهيالت وطلبــات مجانية‬ ‫وأخرى اضافية وواجبات اســتثنائية من أكالت‬ ‫خاصة بالبلدان املشاركة باملونديال‪ .‬هذا ما يقوله‬ ‫ســمور‪ ،‬الذي يؤكــد ان التجهيزات اكتملت‬ ‫جواد ّ‬ ‫في مطعمــه مع مفاجــآت للمشــجعني‪ ،‬والتي قد‬ ‫تصــل الــى االعفاء من تكلفة الســهرة عنــده بناء‬ ‫على آلية خاصة به‪ .‬وإن كان بعضهم قد آثر شراء‬ ‫بطاقة االشــتراك ومتابعة املونديال في البيت كي‬ ‫ال ينتظــر اجملهــول وحتمــل متاعب االنتقــال الى‬ ‫اماكن مزدحمة وسماع تعليقات ال تعجبه‪.‬‬ ‫ومــع انتشــار محطــات البــث الفضائــي‬ ‫واملوسومة بالالشرعية‪ ،‬والتي هي االكثر اعتمادا‬ ‫من قبل املواطنــن في مناطق محكومــة جغرافيا‬ ‫وخاصــة فــي القــرى واالماكــن والتجمعــات‬ ‫الشــعبية ال مجــال للخــوف‬

‫محمد عواد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مجنونا‪ ،‬رمبا يــراه البعض مبالغة‪،‬‬ ‫ســؤاال‬ ‫رمبــا يبدو‬ ‫ً‬ ‫لكنه في النهاية يبقى ممكنا‪ ،‬فالبرتغال لعبت نصف نهائي‬ ‫‪ ،2006‬ولــم تخرج في يورو ‪ 2012‬أو مونديال ‪ 2010‬إال أمام‬ ‫البطل اإلسباني‪.‬‬ ‫بالتأكيد البرتغال ليست مرشحة للفوز بكأس العالم‪،‬‬ ‫وهنــاك عدة منتخبات أقوى منها‪ ،‬وقادرة على التعامل مع‬ ‫كل الظــروف أكثر منها‪ ،‬ولوال وجود كريســتيانو رونالدو‬ ‫فيها ملا كانت تشارك في هذه البطولة على األغلب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مشــروعا‪ :‬ماذا لو فاز كريستيانو‬ ‫لكن يبقى الســؤال‬ ‫رونالدو باملونديال؟‬ ‫مــاذا لــو وقف النجــم البرتغالــي في البرازيــل ورفع‬ ‫الــكأس وقبله وأعلن قيادتــه للمرة األولــى برازيل أوروبا‬ ‫للفوز بكأس العالم في البرازيل؟‬ ‫هل يتوجب عندها وصفه بأفضــل العب في التاريخ‪،‬‬ ‫أم أن األمــر متاح فقط لليونيل ميســي؟ هل ســيكون هناك‬ ‫نقاش باســتحقاقه كرة ذهبية ثالثة؟ وهل سيكون أفضل‬ ‫صفقة في تاريخ ريال مدريد بعد أن كان أغالها؟‬ ‫كلها تســاؤالت‪ ،‬تدور حول مســألة لم يناقشها أحد‪،‬‬ ‫فاجلميــع يركز على مســألة فوز األرجنتني بــكأس العالم‪،‬‬

‫وتتويــج ليونيل ميســي كأفضل العب فــي التاريخ‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر يدفعنا للســؤال عن منافســه األبدي رونالدو‪ ،‬ماذا لو‬ ‫فعلها؟‬ ‫ً‬ ‫مســتحيال‪ ،‬لكنه لو‬ ‫األمر صعــب للغاية ويــكاد يكون‬ ‫حدث ســيحدث ثورة في مفاهيم كرة القدم‪ ،‬سيجعل ً‬ ‫العبا‬ ‫ً‬ ‫أوروبيــا يصنف ألول مــرة أفضل العب فــي التاريخ‪ ،‬بعد‬ ‫أن كان الصــراع الدائم بــن البرازيلي بيليــه واألرجنتيني‬ ‫مارادونا‪ ،‬قبل أن ينضم لهما ليونيل ميسي‪.‬‬ ‫ولن يجــد فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد أي مانع‬ ‫مــن أن يواصل الدفــع وجلــب الالعبني‪ ،‬فكوكبــة النجوم‬ ‫اجلديــدة أفضل بكثير من القدمية‪ ،‬فكلما دفع أكثر ســجل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مفاجئــا جعل‬ ‫أهدافــا حاســمة أكثر‪ ،‬ولــن يكون‬ ‫الالعــب‬ ‫ســواريز أغلــى من غاريــث بيل‪ ،‬ولــن يكون قانــون نزاهة‬ ‫ً‬ ‫مبررا‪.‬‬ ‫بالتيني املالية‬ ‫فــوز رونالدو املســتبعد بكأس العالم‪ ،‬ســيخلق ثورة‬ ‫فــي مفاهيــم كــرة القــدم‪ ،‬ســيغير عناوين ســيطرت على‬ ‫الصحافة ما بني ‪ 2009‬إلى يومنا هذا‪ ،‬وسيكون ً‬ ‫جيدا مسح‬ ‫التصريحات املاضية للعديد ممن قالوا إن مشــكلة رونالدو‬ ‫هي وجود ليونيل ميسي‪ ،‬وستبدأ التصريحات املعاكسة‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫رياضة‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫والقلــق مــن عــدم أملشــاهدة‪،‬‬ ‫فاملشــتركون يعتقدون ان اصحاب هذه احملطات‬ ‫لديهم اكثر من طريقة ووســيلة إلرضــاء زبائنهم‬ ‫واملشــتركني‪ ،‬حتى وان اعلنت الشــركة عن مدى‬ ‫صعوبــة القرصنة وفك التشــفير‪ .‬علــى الرغم ان‬ ‫الشركة صرحت بأنها ســتتخذ جميع االجراءات‬ ‫القانونية ملعاقبة وتغرمي املوزعني غير الشــرعيني‬ ‫ومحاكمتهــم بجــرم خرق قانــون حمايــة امللكية‬ ‫الفكرية‪.‬‬ ‫وإذا كان العالــم انتظــر صفــارة ألبداية‪ ،‬فما‬ ‫كان على املواطن اللبناني البســيط ســوى انتظار‬ ‫مفاجآت اما سعيدة او منغصة‪.‬‬

‫دون حتقيــق هدفــي»‪ .‬ولــم ييــأس إبراهيــم مــن‬ ‫محاولتــه ملتابعــة كأس العالم الذي كان ســيبدأ‬ ‫خــال دقائق‪ ،‬قائــا‪« :‬ســأتابع مباريــات كأس‬ ‫العالم بطرق أخرى»‪ ،‬لم يكشف عنها‪.‬‬ ‫مصريون آخرون لم ييأســوا مــن متابعة هذه‬ ‫االحتفاليــة الكرويــة العامليــة وفي ظل مشــاركة‬ ‫وحيدة ملنتخب عربي هو منتخب اجلزائر‪ ،‬خاصة‬ ‫أن الســلطات املصريــة أعلنــت قبيــل الســاعات‬ ‫األخيرة من بدء مباريات كأس العالم الفشــل في‬ ‫احلصول علي حق إذاعة مباريات كأس العالم‪.‬‬ ‫ورصــد مراســل األناضول ‪ 6‬طرق كســر بها‬ ‫مصريــون احتكار بث املباريــات الذي حتتكر بثها‬ ‫للشــرق األوسط قناة «بي إن ســبورت» القطرية‪،‬‬ ‫وكانت كما يأتي‪:‬‬

‫«وجــدت طابورا طويــا من املصريــن‪ ،‬أمام‬ ‫مقر الشــركة املــزودة خلدمة مشــاهدة مباريات‬ ‫كأس العالــم احلصرية مبصر‪ ،‬كلهــم يرغبون في‬ ‫االشتراك»‪.‬‬ ‫بهــذه الكلمــات حتــدث محمــد إبراهيــم عن‬ ‫معاناته فــي مشــاهدة «املونديال» قائــا‪« :‬كنت‬ ‫أريد دفع رســوم احلصــول على جهاز اســتقبال‬ ‫مشــاهدة مباريــات كأس العالم املشــفرة والذي‬ ‫يقدر بنحو ‪ 1400‬جنيه (‪ 195‬دوالرا)‬ ‫لكنــي فوجئت بطابــور طويل‬ ‫فقدت ســيارتي تاركا املكان‬

‫‪ -1‬أقمار اصطناعية بديلة‪:‬‬ ‫يقــول عبد احلميــد محمد إنه جلــأ إلي أطباق‬ ‫استقبال فضائية على القمر األوروبي ‪Hot bird‬‬ ‫مع تنزيــل باقة تضم قنوات تبــث مباريات كأس‬ ‫العالــم‪ .‬ويضيف محمــد «صحيــح أن التعليق لن‬ ‫يكون بالعربية فهذا ليس مهما أنا معي لغة وحتي‬ ‫الــذي ال ميلك لغــة فهو يعــرف العبــي املنتخبات‬ ‫الكبــري التي يشــجعها» وتابع‪« :‬هذه‬ ‫أوفر من صرف أموال‬ ‫على االشــتراك‬ ‫الــذي ينتهــي‬

‫مصريون يكسرون التشفير بـ‪ 6‬طرق‬

‫خالل أشــهر وتكلفة هذا األمر ال تتعدي ‪ 200‬جنيه‬ ‫‪ 28‬دوالرا»‪.‬‬ ‫‪ -2‬املقاهي والنوادي اخلاصة‪:‬‬ ‫يتجه قطــاع كبير مــن املصريني إلــي املقاهي‬ ‫املنتشــرة في الشــوارع‪ ،‬ملتابعة املباراة‪ ،‬أو داخل‬ ‫النــوادي التــي متلك حــق البــث‪ .‬وإذا كان دخول‬ ‫النــوادي مقصــورا علــى األعضــاء فــإن دخــول‬ ‫املقاهــي لــم يعــد بالبســاطة نفســها التــي كان‬ ‫عليها قبــل انطالق منافســات كأس العالم‪ ،‬حيث‬ ‫تضاعفــت أســعار املشــروبات‪ ،‬وبعــض املقاهي‬ ‫تفــرض أثناء فتــرة املونديال «رســم دخول»› أو‬ ‫«حدا أدنى لقيمة الطلبات»‪.‬‬ ‫‪ -3‬عبر االنترنت‪:‬‬ ‫بــدأ شــباب مصــري علــي صفحــات موقــع‬ ‫التواصــل االجتماعي فيســبوك بتبــادل عناوين‬ ‫مواقــع الكترونية تبث مباريــات كاس العالم عبر‬ ‫اإلنترنت مجانا‪.‬‬ ‫‪ -4‬عبر الهواتف اخلليوية احلديثة‪:‬‬ ‫أعلنــت شــركات مــزودة اخلدمــة للهواتــف‬ ‫احملمولة احلديثة عن وجود مئات التطبيقات‬ ‫اجلديــدة التــي حتقــق متابعــة املباريــات‬ ‫والنتائــج والتحليالت واألخبار املتعلقة‪.‬‬ ‫وتتيح تطبيقات الهواتف الذكية تعريف‬

‫املتابع األخبار العاجلة والصور ومقاطع الفيديو‪،‬‬ ‫ناهيــك بالطبــع عن نتائــج املباريــات واملعلومات‬ ‫املتعلقة باملباريات القادمة واجملموعات‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى معلومات حول البلد ُاملضيف البرازيل ومدنها‬ ‫ومالعب كرة القدم التي ستســتضيف ُاملنافســة‪،‬‬ ‫وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -5‬وصالت التلفاز‪:‬‬ ‫وهي عبارة عن وصالت من أجهزة االستقبال‬ ‫التــي تبــث املباريــات ألجهــزة اســتقبال أخــرى‬ ‫دون دفــع رســوم‪ .‬وتعتبر هذه احليلــة من الطرق‬ ‫املعروفــة بشــكل شــائع لــدى املصريــن ممن ال‬ ‫ميكنهم اســتقبال هذا البث عن طريــق وصلة غير‬ ‫رسمية‪.‬‬ ‫‪ -6‬فك شفرات جهاز االستقبال‪:‬‬ ‫يقوم البعض بشــراء أجهزة استقبال مرتبطة‬ ‫باإلنترنت للعمل على فك شفرة القنوات التي تبث‬ ‫املباريات‪.‬‬ ‫ويأتي هذا مع خطوة تدخل احلكومة املصرية‬ ‫لبث كأس العالم في امليادين العامة عبر شاشــات‬ ‫عامة حيث قال الســفير ناصر حمدى رئيس هيئة‬ ‫تنشــيط السياحة (هيئة حكومية) في تصريحات‬ ‫صحفية إن وزارة الســياحة حرصــت على وضع‬ ‫شاشات كبيرة ملتابعة جميع مباريات كأس العالم‬ ‫فى احملافظات السياحية الكبرى‪.‬‬

‫ذكريات مفعمة من عالم المونديال السحري‬

‫ليست مجرد كأس العالم!‬ ‫أفتــح حصالتي علــى ثروة مــن الصور التــي جمعتها من‬ ‫ســت كؤوس للعالــم‪ ،‬بني أولهــا و آخرها متتد أيــام الطفولة‬ ‫جمعت بينها الكــرة‪ ،‬وفرقت بينهــا األمكنة‪،‬‬ ‫والشــباب‪ ،‬أيــام ّ‬ ‫العالم مجــرد كرة فحســب‪ ،‬بل‬ ‫لــم تكــن كأس‬ ‫ذكريــات األلفــة وأرخبيــل‬ ‫الصداقــات املتناثــر‪ ،‬و‬ ‫الوجوه التي غادرت‪،‬‬ ‫والوجــوه اجلديــدة‬ ‫لم تكــن مجــرد كأس‬ ‫التــي طــرأت‪.‬‬ ‫تكــر حباتهــا بــن املدن‬ ‫عالم‪ ،‬بل مســبحة طويلة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والوجوه و األسماء‪.‬‬ ‫بيونس آيرس ‪1978‬‬ ‫صار الراديو الصغير من ممتلكاتي الشخصية‪ ،‬ال أدري‬ ‫بت أســتأثر باجلهــاز الصغير‪ ،‬آخــذه معي إلى‬ ‫إلــى اآلن َلم ّ‬ ‫املرعى في األمســيات مع خالي األصغر الذي يكبرني بعامني‪،‬‬ ‫نفرك أذن املؤشــر‪ ،‬لتطلع علينا أصوات وأنغام من الشــرق و‬ ‫الغــرب‪ ،‬مونت كارلو ـ لندن ـ صوت أمريكا ـ ســورية ـ العراق ـ‬ ‫وفي املساء صوت العرب ـ إذاعة الكويت‪.‬‬ ‫فــي الثالثة عشــرة تخطيت املرحلــة االبتدائية‪ ،‬وأســتعد‬ ‫للذهــاب إلى املدينة‪ ،‬ال أعرف من كرة القدم ســوى الكرة التي‬ ‫في املدرســة‪ ،‬التي تعطينا إياها اآلنسة (املعلمة) فننقسم إلى‬ ‫فريقني‪ ،‬ال يجيدان ســوى اجلــري وراء الكرة مــن املرمى إلى‬ ‫ً‬ ‫املرمى‪ .‬كنت األقل ً‬ ‫شــيئا ما‬ ‫لكن‬ ‫حظا بني الفريقني الســيئني‪ّ ،‬‬ ‫كان يأخذني إلى عالم الكرة‪.‬‬ ‫صوت عدنــان بوظو املريــح يأتي في اخلامســة إال ربعا‪ً،‬‬ ‫ً‬ ‫مســبوقا مبوســيقى عســكرية صاخبــة‪ ،‬يتحدث عن شــيء‬ ‫اســمه كأس العالم‪ ،‬وعن فريق عربي اســمه تونس قد تعادل‬ ‫مــع أملانيا‪ ،‬وهكــذا حضر أبطال جــدد إلى ســاحة املعركة لم‬ ‫أقرأ عنهم في ســيرة بني هالل (قراتها في الصف اخلامس)‪،‬‬ ‫حضرت أســماء الشــتالي والنايلي والعقربــي ومتيم وطارق‬

‫ذيــاب وجنيب اإلمام‪ .‬هكــذا فجأة حضر أبطــال حتدث عنهم‬ ‫مذيع رخيم الصوت في أماســي اخلامسة إال ً‬ ‫ربعا‪ ،‬بينما ّ‬ ‫الظل‬ ‫ينكسر ومتيل الشمس لالختباء وراء البيوت مؤذنة بالغروب‪،‬‬ ‫وأصدقاء أبي يجلســون على بساط أعد على عجل فوق أرض‬ ‫مرشوشــة باملاء‪ .‬فيما يجــب علينا ـ نحن األبنــاء ـ أن نحضر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خرافا‬ ‫ســائقا‬ ‫الشــاي واملاء‪ ،‬وقد أصحب الراديو إلى املرعي‬ ‫صغيرة إلى األراضي احملصودة‪.‬‬ ‫قبل أن أذهب إلى املدينة‪ ،‬و أتالءم مع أترابي الذين ال ينجو‬ ‫ً‬ ‫مستمعا إلى أحاديثهم‬ ‫أبناء القرى من سخرياتهم وشرورهم‬ ‫عن متيم وطــارق ذياب‪ ،‬وعن أبطال العالــم اجلدد األرجنتني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وباســاريال‪ ،‬وأســتمتع بصداقــة أحــد املهووســن‬ ‫كيمبــس‬ ‫بالكرة‪.‬‬ ‫(ششة ّ‬ ‫ّ‬ ‫بشة) يتيم ااألب ألسرة مكونة من‬ ‫كان فريد ولقبه‬ ‫ولدين وبنت‪ ،‬تكســب أسرته قوتها من تأجير غرفة في البيت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بائعا للكاتو والصحف‪ ،‬وكانت قراءته‬ ‫ومن عمله في الصيف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املبكــرة قد أخذته إلى عالم الكرة‪ ،‬ليؤلف فريقا صغيرا يلعبون‬ ‫في شوارع القامشلي الضيقة وساحاتها أيام العطل‪.‬‬ ‫فريد كان يخبرنا عن مشــاهداته فــي التلفزيون ـ الذي لم‬ ‫أشاهده حتى اآلن ـ عن البرازيل واألرجنتني وتونس‪ ،‬ومحمد‬ ‫علي كالي وجــورج فورمان‪ ،‬وعــن بيليه الالعب األســطورة‪،‬‬ ‫الذي رأيت صورته في جريدة‪.‬‬ ‫إلي فريد‪ ،‬ألتابــع الرياضة بقراءة‬ ‫ذلك الهــوس الذي نقله ّ‬ ‫جريدة املوقــف الرياضي التي أشــتريها بعد ظهــر كل اثنني‪،‬‬ ‫وأنا عائد من املدرســة‪ ،‬ألقــرأ عن الدوري الســوري‪ ،‬وفريقنا‬ ‫الوطنــي الــذي هــزم التونســيني في دمشــق بهدفــن‪ ،‬أثنت‬ ‫الصحافــة علــى أحدهما الذي جاء من تســديدة بعيدة لالعب‬ ‫غريب االســم‪« :‬كيفــورك ماردكيان»‪ ،‬وقبل أن تنخر سوســة‬ ‫القراءة والرياضة ً‬ ‫معا‪ ،‬فتأخذ منا الكتب والتفوق الدراســي‪،‬‬ ‫نحن أسرى التلفزيون الذي صار يغزو بيوت القرية‪.‬‬

‫عيسى الشيخ محمد‬


‫رياضة‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫المجموعة االولى‬

‫‪ 13‬يونيو‬

‫المكسيك‬

‫‪X‬‬

‫الكاميرون‬

‫‪0-1‬‬

‫‪ 17‬يونيو‬

‫البرازيل‬

‫‪X‬‬

‫المكسيك‬

‫‪20:00‬‬

‫‪ 18‬يونيو‬

‫الكاميرون‬

‫‪X‬‬

‫كرواتيا‬

‫‪22:00‬‬

‫‪ 23‬يونيو‬

‫الكاميرون‬

‫‪X‬‬

‫البرازيل‬

‫‪20:00‬‬

‫‪ 23‬يونيو‬

‫كرواتيا‬

‫‪X‬‬

‫المكسيك‬

‫‪20:00‬‬

‫البرازيل‬ ‫المكسيك‬ ‫الكاميرون‬ ‫كرواتيا‬

‫فاز‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫خسر‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫له‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬

‫عليه‬

‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫نقاط‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫المجموعة الثالثة‬

‫‪ 15‬يونيو‬

‫كوت ديفوار‬

‫‪X‬‬

‫اليابان‬

‫‪1:00‬‬

‫‪ 19‬يونيو‬

‫كولومبيا‬

‫‪X‬‬

‫كوت ديفوار‬

‫‪16:00‬‬

‫‪ 19‬يونيو‬

‫‪1‬ليابان‬

‫‪X‬‬

‫اليونان‬

‫‪22:00‬‬

‫‪ 24‬يونيو‬

‫اليابان‬

‫‪X‬‬

‫كولومبيا‬

‫‪20:00‬‬

‫‪ 24‬يونيو‬

‫اليونان‬

‫‪X‬‬

‫كوت ديفوار‬

‫‪20:00‬‬

‫كولومبيا‬ ‫اليونان‬ ‫كوت ديفوار‬ ‫‪1‬ليابان‬

‫تعادل‬

‫فاز‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫خسر‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫له‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫المجموعة الخامسة‬

‫‪ 15‬يونيو‬

‫فرنسا‬

‫‪X‬‬

‫هندوراس‬

‫‪19:00‬‬

‫‪ 20‬يونيو‬

‫سويسرا‬

‫‪X‬‬

‫فرنسا‬

‫‪19:00‬‬

‫‪ 20‬يونيو‬

‫هندوراس‬

‫‪X‬‬

‫االكوادور‬

‫‪22:00‬‬

‫‪ 25‬يونيو‬

‫هندوراس‬

‫‪X‬‬

‫سويسرا‬

‫‪20:00‬‬

‫‪ 25‬يونيو‬

‫االكوادور‬

‫‪X‬‬

‫فرنسا‬

‫‪20:00‬‬

‫خسر‬

‫له‬

‫سويسرا‬ ‫االكوادور‬ ‫فرنسا‬ ‫هندوراس‬

‫تعادل‬

‫فاز‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫عليه‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫نقاط‬

‫المجموعة السابعة‬

‫‪ 16‬يونيو‬

‫غانا‬

‫‪X‬‬

‫الواليات المتحدة‬

‫‪ 21‬يونيو‬

‫المانيا‬

‫‪X‬‬

‫غانا‬

‫‪19:00‬‬

‫‪ 22‬يونيو‬

‫الواليات المتحدة‬

‫‪X‬‬

‫البرتغال‬

‫‪22:00‬‬

‫‪ 26‬يونيو‬

‫الواليات المتحدة‬

‫‪X‬‬

‫المانيا‬

‫‪16:00‬‬

‫‪ 26‬يونيو‬

‫البرتغال‬

‫‪X‬‬

‫غانا‬

‫‪16:00‬‬

‫خسر‬

‫له‬

‫المانيا‬ ‫البرتغال‬ ‫غانا‬ ‫الواليات المتحدة‬

‫فاز‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫تعادل‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫عليه‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫نقاط‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 23‬يونيو‬

‫استراليا‬

‫‪X‬‬

‫اسبانيا‬

‫‪16:00‬‬

‫‪ 23‬يونيو‬

‫هولندا‬

‫‪X‬‬

‫تشيلي‬

‫‪16:00‬‬

‫خسر‬

‫له‬

‫فاز‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫تعادل‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫عليه‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬

‫نقاط‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 14‬يونيو‬

‫اوروجواي‬

‫‪X‬‬

‫كوستاريكا‬

‫‪19:00‬‬

‫‪ 14‬يونيو‬

‫انجلترا‬

‫‪X‬‬

‫ايطاليا‬

‫‪22:00‬‬

‫‪ 19‬يونيو‬

‫اوروجواي‬

‫‪X‬‬

‫انجلترا‬

‫‪19:00‬‬

‫‪ 20‬يونيو‬

‫ايطاليا‬

‫‪X‬‬

‫كوستاريكا‬

‫‪16:00‬‬

‫‪X‬‬

‫اوروجواي‬

‫‪ 24‬يونيو‬ ‫‪ 24‬يونيو‬ ‫اوروجواي‬

‫كوستاريكا‬ ‫انجلترا‬ ‫ايطاليا‬

‫ايطاليا‬ ‫كوستاريكا‬

‫فاز‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫تعادل‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪X‬‬

‫انجلترا‬

‫خسر‬

‫له‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪16:00‬‬ ‫‪16:00‬‬

‫عليه‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫نقاط‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 15‬يونيو‬

‫االرجنتين‬

‫‪X‬‬

‫البوسنة‬

‫‪22:00‬‬

‫‪ 16‬يونيو‬

‫ايران‬

‫‪X‬‬

‫نيجيريا‬

‫‪19:00‬‬

‫‪ 21‬يونيو‬

‫االرجنتين‬

‫‪X‬‬

‫ايران‬

‫‪16:00‬‬

‫‪ 21‬يونيو‬

‫نيجيريا‬

‫‪X‬‬

‫البوسنة‬

‫‪22:00‬‬

‫‪ 25‬يونيو‬

‫نيجيريا‬

‫‪X‬‬

‫االرجنتين‬

‫‪16:00‬‬

‫‪ 25‬يونيو‬

‫البوسنة‬

‫‪X‬‬

‫ايران‬

‫‪16:00‬‬

‫خسر‬

‫له‬

‫االرجنتين‬ ‫البوسنة‬ ‫ايران‬ ‫نيجيريا‬

‫المجموعة الثامنة‬

‫‪ 16‬يونيو‬

‫المانيا‬

‫‪X‬‬

‫البرتغال‬

‫‪22:00‬‬

‫‪ 18‬يونيو‬

‫استراليا‬

‫‪X‬‬

‫هولندا‬

‫‪19:00‬‬

‫اسبانيا‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪16:00‬‬

‫‪ 18‬يونيو‬

‫اسبانيا‬

‫‪X‬‬

‫تشيلي‬

‫‪16:00‬‬

‫استراليا‬

‫المجموعة السادسة‬

‫‪ 15‬يونيو‬

‫سويسرا‬

‫‪X‬‬

‫االكوادور‬

‫‪16:00‬‬

‫‪ 13‬يونيو‬

‫تشيلي‬

‫‪X‬‬

‫استراليا‬

‫‪1-3‬‬

‫تشيلي‬

‫نقاط‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 13‬يونيو‬

‫اسبانيا‬

‫‪X‬‬

‫هولندا‬

‫‪5-1‬‬

‫هولندا‬

‫المجموعة الرابعة‬

‫‪ 14‬يونيو‬

‫كولومبيا‬

‫‪X‬‬

‫اليونان‬

‫‪16:00‬‬

‫عليه‬

‫المجموعة الثانية‬

‫‪ 12‬يونيو‬

‫البرازيل‬

‫‪X‬‬

‫كرواتيا‬

‫‪1-3‬‬

‫تعادل‬

‫‪33‬‬

‫فاز‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 17‬يونيو‬

‫تعادل‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪X‬‬

‫بلجيكا‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫عليه‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫نقاط‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪16:00‬‬

‫الجزائر‬

‫‪ 17‬يونيو‬

‫روسيا‬

‫‪X‬‬

‫كوريا الجنوبية‬

‫‪23:00‬‬

‫‪ 22‬يونيو‬

‫بلجيكا‬

‫‪X‬‬

‫روسيا‬

‫‪17:00‬‬

‫‪ 22‬يونيو‬

‫كوريا الجنوبية‬

‫‪X‬‬

‫الجزائر‬

‫‪19:00‬‬

‫‪ 26‬يونيو‬

‫كوريا الجنوبية‬

‫‪X‬‬

‫بلجيكا‬

‫‪20:00‬‬

‫‪ 26‬يونيو‬

‫الجزائر‬

‫‪X‬‬

‫روسيا‬

‫‪20:00‬‬

‫خسر‬

‫له‬

‫بلجيكا‬ ‫الجزائر‬ ‫روسيا‬ ‫كوريا الجنوبية‬

‫فاز‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫تعادل‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫عليه‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫نقاط‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫كل مواعيد المباريات بتوقيت غرينتش‬


‫‪34‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫آثـــار‬ ‫من يحمي اآلثار السورية ويحفظ التراث التاريخي؟‬

‫إعداد إبراهيم درويش‬ ‫عندما كتب الشــاعر سعيد عقل‬ ‫ما غنته فيروز «شــام يا ذا الســيف‬ ‫لــم يغب‪ ،‬يا كالم اجملد فــي الكتب»‪،‬‬ ‫«قبلــك التاريــخ فــي ظلمــة بعــدك‬ ‫اســتولى على الشــهب»‪ ،‬كان يشير‬ ‫حملورية سوريا في التاريخ‪ ،‬فدمشق‬ ‫هي أقدم مدينة في العالم‪ ،‬وسوريا‬ ‫عاشــت علــى أرضهــا حضــارات‬ ‫ســادت ثم بــادت‪ ،‬وتركــت خلفها‬ ‫معالــم ورمــوز‪ h‬جعلــت هــذا البلد‬ ‫مبثابة املتحــف املفتوح للعالم‪ ،‬فهي‬ ‫ليست غنية بتراثها الثقافي واألدبي‬

‫وال متاحفهــا التــي تقــدم بانوراما‬ ‫عــن تاريــخ ســوريا عبــر العصــور‬ ‫بــل ومبواقعهــا األثريــة التاريخية‬ ‫التــي يبلــغ عددهــا أكثر مــن ‪7000‬‬ ‫موقــع ترجع إلى احلقــب الرومانية‬ ‫واإلســامية بعهــوده املتعــددة من‬ ‫أمويــة وعباســية وعثمانيــة‪ ،‬ومــا‬ ‫تركــه الغــزاة الصليبيــون من قالع‬ ‫مهمة ال تــزال قبلة للســياح من كل‬ ‫أنحــاء العالــم‪ .‬وحتتــوي متاحف‬ ‫ســوريا علــى مقتنيــات مهمــة مثل‬ ‫أبجديــة أوغاريــت والتــي تعــد‬ ‫اكتشــافا أثريــا عامليــا فريــدا مــن‬ ‫نوعه‪ .‬وإذا ذكرت آثار سوريا فيذكر‬

‫معها اجلامــع األموي‪ ،‬وقلعة حلب‪،‬‬ ‫قصــر العظــم‪ ،‬معلوال‪ ،‬تدمــر‪ ،‬قلعة‬ ‫احلصن‪ ،‬أسواق حلب‪ ،‬قلعة صالح‬ ‫الدين التي وصفهــا لورانس العرب‬ ‫في شــهادة الدكتوراه التــي قدمها‬ ‫فــي جامعــة كامبريــدج عــن القالع‬ ‫الصليبية من أجملها وأكثرها فرادة‬ ‫وضمــن صورتهــا وتصميمهــا في‬ ‫الرســالة األكادمييــة هــذه‪ ،‬إضافة‬ ‫للرصافــة‪ ،‬عمريــت‪ ،‬مــدن املوتــى‪،‬‬ ‫الصهاريــج والقائمة طويلــة‪ .‬ومنذ‬ ‫بداية اإلنتفاضة السورية عام ‪2011‬‬ ‫التي اندلعت كثورة مطلبية ســلمية‬ ‫تطالب باإلصالح واحلرية والعدالة‬

‫وانقلبــت إلــى مواجهات عســكرية‬ ‫طاحنــة بــن النظــام واملعارضــة‪،‬‬ ‫شردت املاليني وقتلت مئات األلوف‬ ‫ودمــرت الكثيــر من معالــم ماضي‬ ‫ســوريا‪ .‬وحظــي موضــوع اآلثــار‬ ‫باهتمــام من الكتاب فــي الصحافة‬ ‫العاملية بعد تســرب أخبار عن زيادة‬ ‫جتــارة التهريــب باآلثار الســورية‪.‬‬ ‫ونشرت صحيفة «واشنطن بوست»‬ ‫العام املاضي تقريرا عن قيام بعض‬ ‫فصائل املقاومة الســورية بعمليات‬ ‫حفــر لآلثار وبيع مــا مت العثور عليه‬ ‫في أســواق التهريب‪ ،‬حيث يتم نقل‬ ‫املــواد عبــر األردن أو تركيــا ومنها‬

‫لألســواق الســوداء التي تســتقبل‬ ‫القطــع األثريــة‪ .‬وبــرر مــن التقتهم‬ ‫الصحيفــة عمليــة احلفــر بأنهــا‬ ‫محاولــة للحصــول علــى مصــادر‬ ‫مالية لتمويل العمليات العسكرية‪.‬‬

‫التراث واإلنسان‬ ‫وفي محاولــة كل طرف هزمية‬ ‫الطرف اآلخــر لم يعــد ال النظام وال‬ ‫بعض فصائــل املعارضة تلتفت إلى‬ ‫أهمية التاريخ احلضاري الســوري‪،‬‬ ‫فيما اضطر النظــام الناس للهروب‬ ‫والعيــش فــي املغــاور واملناطــق‬


‫آثــار‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫األثريــة هربــا من القصــف اجلوي‬ ‫علــى املناطق الســكنية‪ .‬وبرزت في‬ ‫اآلونــة األخيــرة ظاهــرة «معــارك‬ ‫األنفــاق» التي جتري بــن املقاتلني‬ ‫والنظام‪ ،‬حيــث قام مقاتلو اجليش‬ ‫احلر‪ ،‬أو ما تسمى «وحدة األنفاق»‬

‫وأقدمها «ســوق حلــب القدمي» في‬ ‫شــتاء ‪ 2012‬وال ضــرب املســجد‬ ‫األمــوي في حلــب وتدميــر منارته‪،‬‬ ‫وال احلصون والقالع التاريخية وال‬ ‫حتى املقامات واملزارات الدينية مثل‬ ‫مقام القائد العظيــم خالد بن الوليد‬

‫بحفــر نفــق طويــل حتــت فنــدق‬ ‫كــــارلتـــون التاريخــي وفجرتــه‬ ‫في الشــهر املاضي بــعــــد أن قالت‬ ‫أنه مركز لقوات الــــدفاع الشــعبي‬ ‫التابعة للنظام‪ .‬وال بد من اإلشـــارة‬ ‫هنــا أن فــي قـــــلب الــــمعركة على‬ ‫مســتقبل ســوريا هنــاك معركــة‬ ‫دعاية ميارســها النظام ويتهم فيها‬ ‫اجلماعــات اإلســامية املتطرفــة‬ ‫باســتهداف اآلثار التاريخية‪ .‬مع أن‬ ‫النظام نفسه لم يتـــــورع عن قصف‬ ‫املناطــق التاريخـــــية بصواريــخ‬ ‫«ســكود» وال عـــــن حرق واحد من‬ ‫أهم أســواق الـــشـــــرق العـــــربي‬

‫في مدينة حمص‪.‬‬

‫‪ 3‬أعــوام‪ .‬وحضــر املؤمتر عــدد من‬ ‫الباحثني األركيولوجيني وحاضروا‬ ‫فيه ومنهم باولو ماتثاي من جامعة‬ ‫إســبينوزا فــي إيطاليا والــذي منح‬ ‫أســماء األســد شــهادة الدكتــوراه‬ ‫الفخريــة فــي عــام ‪ .2004‬والباحث‬ ‫الشــهير ومديــر موقــع التنقيب في‬ ‫إيبال الذي يعــود لأللفية الثالثة قبل‬ ‫العصــر احلديــث منــذ عــام ‪.1965‬‬ ‫وناقــش املؤمتــر مالمــح التــراث‬ ‫األثــري الســوري‪ :‬املتحــرك منه –‬ ‫قطــع ومقتنيات في املتاحف‪ ،‬املبني‬ ‫(معالم أثريــة وتالل)‪ ،‬والتراث غير‬ ‫امللموس مثــل احلفاظ على احلرف‬ ‫اليدويــة والفنون واملوســيقى مثل‬ ‫الشعر احمللي واملوشحات‪ .‬وتخطط‬ ‫«اليونسكو» توزيع مئات اآلالف من‬ ‫امللصقات على الالجئني في سوريا‬ ‫ولبنان لتوعيتهم حول أهمية اآلثار‪.‬‬ ‫مــع أن معظــم القطع األثريــة املهمة‬ ‫تخرج من سوريا على أيدي املهربني‬ ‫األوروبيني واألتراك واللبنانيني‪.‬‬

‫تدمير المواقع‬

‫مؤتمر‬ ‫ومع كل هذا يقدم النظام نفسه‬ ‫كحــام للتــراث الســوري‪ ،‬وأرســل‬ ‫وفدا من مــدراء املتاحف والباحثني‬ ‫األركيولوجيــن حلضــور مؤمتــر‬ ‫عقــد على مدار ‪ 3‬أيام فــي العاصمة‬ ‫الفرنســية باريــس‪ ،‬وبرعايــة مــن‬ ‫منظمــة الثقافــة والفنــون والعلوم‬ ‫«يونســكو»‪ ،‬ومت تخصيص مليوني‬ ‫ونصف املليون دوالر لترميم القالع‬ ‫التاريخيــة في مشــروع علــى مدار‬

‫انتهــى املؤمتــر لكن مــا يهم هو‬ ‫حجــم الدمــار الذي أصــاب التراث‬ ‫احلضــاري الســوري وقــدم مارتن‬ ‫ماكينســون بانورامــا مفصلــة عن‬ ‫أثر احلرب وسياســات النظام على‬ ‫تراث سوريا متسائال إن كان مأمون‬ ‫عبدالكــرمي وزير اآلثار الســوري قد‬ ‫حتدث فــي املؤمتر عــن دور النظام‬ ‫الســوري في نهــب وتخريب أفاميا‬ ‫أو اســتهداف النظام لقلعة املضيق‪،‬‬ ‫وهــي املكان الــذي واجــه فيه دوق‬ ‫أنطاكيــة بوهمنــد قــوات صــاح‬ ‫الدين فــي ثمانينات القــرن الثاني‬ ‫عشــر‪ ،‬وهي حادثة ذكرها سكرتير‬ ‫صــاح الديــن‪ ،‬الفارس أســامة بن‬ ‫منقذ أمير قلعة شيزر‪ .‬مع أن املؤمتر‬ ‫هو عن ترميــم قلعة احلصن‪ ،‬وقلعة‬ ‫صــاح الديــن أو صهيــون نســبة‬ ‫إلى عائلــة ســيون الفرنســية التي‬ ‫كانت مســؤولة عنها‪ ،‬وقد تعرضت‬ ‫القلعــة لقصــف فــي منتصــف‬ ‫حزيران‪/‬يونيــو عندمــا ســيطرت‬ ‫عليها قوات اجليش الســوري احلر‬ ‫لفترة قصيرة‪ ،‬وفي الســياق نفسه‬ ‫تعرضت قلعــة احلصن التي احتلها‬ ‫الفرسان اإلسيبتالية وأخذها منهم‬ ‫السلطان ركن الدين بيبرس في عام‬ ‫‪ 1271‬لدمــار فادح‪ ،‬فقــد هدم «برج‬ ‫بيبرس» وكذا حمام أرضي‪.‬‬

‫من هم أحرى بالتوعية؟‬ ‫ويناقــش ماكينســون فكــرة‬ ‫توعيــة الالجئــن الســوريني وإن‬ ‫كانت منظمــة «اليونســكو» تخطط‬ ‫إلعــادة إســكان مــن فر وأقــام في‬ ‫القبــور والصهاريــج التــي تعــود‬ ‫للعصر الروماني األخير والبيزنطي‬

‫مــا بــن القرنــن ‪ 5-4‬ميــادي في‬ ‫البــرة والرويحــة ومــدن املوتــى‬ ‫فــي جبــل الزاوية‪ ،‬حيــث اضطروا‬ ‫للهــروب إليهــا مــن مناطقهــم فــي‬ ‫إدلــب وســراقب ومعــرة النعمــان‬ ‫والغــاب بســبب اســتهداف النظام‬ ‫لبيوتهــم ومخابزهــم والعيــادات‬ ‫الطبية واملــدارس‪ .‬فحماية اآلثار ما‬ ‫هــي إال جزء مــن قائمة مــن املظالم‬ ‫التي يتعرض لها الشــعب الســوري‬ ‫وأهمهــا النجــاة والبقــاء علــى قيد‬ ‫احليــاة في ظــل حرب بشــعة‪ .‬ولم‬ ‫تسلم األديرة من قمع النظام مثل دير‬ ‫الشــيروبيم في صديانا املقام على‬ ‫إرتفــاع ‪ 2000‬متــر عن ســطح البحر‬ ‫والــذي اســتخدمه النظــام كموقع‬ ‫للدبابــات‪ ،‬وحتــول لســاحة حرب‬ ‫بني النظام واجلبهة اإلسالمية أثناء‬ ‫احلملــة على جبــال القلمــون العام‬ ‫املاضــي حيــث مت إخــراج املقاتلني‬ ‫بدعــم مــن حــزب اللــه مــن بلدات‬ ‫مثل يبــرود ودير عطيــة ورنكوس‪.‬‬ ‫ويرى ماكينســون أن امليزانية التي‬ ‫خصصتهــا «اليونســكو» لترميــم‬ ‫القــاع ال تكفــي حتــى لترميــم هذا‬ ‫الديــر والــذي كان قبــل انتفاضــة‬ ‫‪ 2011‬مقصد الســوريني من دمشق‪.‬‬ ‫ويعتبــر دير الشــيروبيم واحدا من‬ ‫األديرة املقامة علــى رؤوس اجلبال‬ ‫التي تفصل لبنان عن ســوريا‪ .‬وفي‬ ‫الســياق نفسه تتعرض قلعة برقش‬ ‫في جبل الشــيخ‪ ،‬وهي املكان الذي‬ ‫أصبــح غيــر متاح للســياح بســبب‬ ‫حرب متــوز ‪ 2006‬ويتعرض خملاطر‬ ‫بســبب وجود معســكرات اجليش‪.‬‬ ‫وهنــاك التالل األثرية املنتشــرة من‬ ‫اجلزيرة إلى القامشلي وحوران إلى‬ ‫البوكمال الى قرية تل قرامل شمال‬ ‫مدينــة حلــب‪ ،‬وتعــود هــذه القرى‬ ‫إلــى العصور الســحيقة‪ ،‬وبالتأكيد‬ ‫فمعركة القصير أثرت على تل النبي‬ ‫حيث شــهت املنطقة معارك شديدة‬ ‫منــذ عــام ‪ 2012‬وحــول هــذا التــل‬ ‫املكــون مــن الطني والطــوب حدثت‬ ‫معــارك كبيرة بــن اإلمبراطوريات‪.‬‬ ‫وعند هذه التــال وقعت معركة بني‬ ‫قوات رمسيس الثاني واحلثيني‪.‬‬

‫نقطة في بحر‬ ‫ورغــم القائمــة التفصيلية التي‬ ‫يتحدث عنها الكاتب إال أن الوسائل‬ ‫التي استخدمها النظام حملو وتدمير‬ ‫أحياء كاملة من دون احترام للحياة‬ ‫اإلنســانية وتســوية بيــوت بنتهــا‬ ‫وعاشــت فيهــا أجيــال متالحقــة‪،‬‬ ‫وحرق وقصف املساجد والكنائس‬ ‫والقصــور التاريخيــة جتعل من أي‬ ‫مؤسســة دولية تتأنى قبل دعوتها‬ ‫ملســؤولي النظام ملناقشــة مستقبل‬ ‫اآلثــار والتــراث احلضــاري فــي‬ ‫ســوريا‪ .‬ويتهــم الكاتب مســؤولي‬

‫‪35‬‬

‫املتاحــف واآلثــار فــي احلكومــة‬ ‫الســورية باإلنتقائيــة في الشــجب‬ ‫ولــم يقولــوا إال القليــل الــذي يدين‬ ‫أفعــال قــوات احلكومــة ومنحــوا‬ ‫فــي مواقفهــم مصداقيــة لروايــة‬ ‫النظــام حول مســؤولية اجلماعات‬ ‫املعارضــة عن الضرر الــذي أصاب‬ ‫معالــم ســوريا احلضاريــة‪ .‬وهــم‬ ‫ليســوا قادريــن علــى احلديــث في‬ ‫املوضوع‪ ،‬ومن يقــوم اليوم بتوثيق‬ ‫اجملــازر ضد التــراث اإلنســاني هم‬ ‫مجموعــة مــن اجلنــود اجملهولــن‬ ‫الذيــن قاموا بتعريــة بربرية النظام‬ ‫وتصرفاتــه اإلجراميــة‪ ،‬وقامــوا‬ ‫بتوثيــق مــواد ومعلومات يشــترك‬ ‫بها كل الســوريون وتشكل عناصر‬ ‫مهمــة للمســتقبل الــذي يســوده‬ ‫الســام واإلنســجام‪ .‬وقامت هذه‬ ‫احلفنــة مــن املهتمــن بتعريــض‬ ‫حيواتهم للخطر وسجلوا وصوروا‬ ‫بــل وجمعوا مواد مــن األماكن التي‬ ‫تعرضت للتدمير والتخريب‪.‬‬ ‫ويضم هــؤالء طالبــا متطوعني‬ ‫يدرســون علــم اآلثــار مــن حلــب‬ ‫واجلزيــرة وحــوران ووادي‬ ‫النصــارى حيــث يقومــون بتوثيق‬ ‫وجمع معلومات عــن املعالم األثرية‬ ‫وما حصــل عليها‪ .‬فيمــا قام طالب‬ ‫قســم اآلثار في جامعة حلب بأنقاذ‬ ‫منبر صالح الديــن وجمعوا حجارة‬ ‫الصوان التي اســتخدمت في معمار‬ ‫منارة اجلامع األمــوي التي قصفها‬ ‫النظــام‪ .‬وتعتبــر املعلومــات ثمينة‬ ‫ومهمــة فــي بنــاء الصــورة األعــم‬ ‫حول مــا أصاب ســوريا بعد رحيل‬ ‫النظــام وتنظيــم الدولة اإلســامية‬ ‫فــي العــراق والشــام يغيبــان فــي‬ ‫العدم والنســيان‪ .‬ومــا يدفع هؤالء‬ ‫الشبان هو الرغبة في العمل واحلب‬ ‫وحســن النيــة بــدون دعــم ســوى‬ ‫من مؤسســات غيــر حكوميــة مثل‬ ‫«جمعيــة حماية التراث الســوري»‪،‬‬ ‫ومــع ذلــك يواجهــون ضغوطا من‬ ‫النظــام الســوري وممثليــه حيــث‬ ‫منعــوا من فضح ممارســات النظام‬ ‫في «اليونســكو»‪ ،‬ولهذا الســبب لم‬ ‫حتضــر اجلمعية املؤمتــر وال املركز‬ ‫اآلخر «إلى ســوريا» الذي يعمل في‬ ‫اجملــال نفســه‪ .‬وال ينســى الكاتــب‬ ‫هنــا احلديث عن ممارســات داعش‬ ‫التــي اســتهدفت اآلثــار القدميــة‪،‬‬ ‫فقــد دمــرت متاثيــل تعــود حلقب‬ ‫مختلفــة‪ ،‬وال يعــرف مصير متحف‬ ‫دير الزور‪ ،‬ودمرت متاثيل عامة في‬ ‫الرقة ومقامــات للصوفية ومزارات‬ ‫للشــيعة وغيرهــا‪ .‬قــد يجــادل‬ ‫الكثيرون وهم محقون أن البشر أهم‬ ‫مــن احلجر ولكن احلجــر هو تاريخ‬ ‫البشــر وملــك األجيــال املقبلة ومن‬ ‫يقتل بشرا ويكسر حجرا يحرم أمة‬ ‫من مقومات جناتهــا ووجودها أي‬ ‫تاريخها‪.‬‬


‫‪36‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫خبراء تكنولوجيا يؤكدون أن بعض قنوات اإلتصال تظل مفتوحة حتى عند إغالق الـ«آيفون»‬ ‫األمريكيون يمكنهم التجسس عليك‬ ‫من خالل هاتفك حتى لو كان مغلقا‬ ‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫محمد عايش‬ ‫ً‬ ‫يومــا أن هواتف «آيفون»‬ ‫قد يكتشــف العالم‬ ‫التي تنتجها شركة «أبل» األمريكية لم تكن سوى‬ ‫واحــد من أكبر مشــاريع التجســس فــي التاريخ‬ ‫األمريكــي‪ ،‬حيث كشــف خبــراء فــي تكنولوجيا‬ ‫املعلومــات واالتصــال ألول مــرة أن لــدى وكالة‬ ‫األمــن القومــي األمريكــي (‪ )NSA‬تقنيــات‬ ‫متكنها من التجسس على الناس من خالل هواتف‬ ‫اآليفون التي يحملونها حتى في حال كانت مغلقة‬ ‫بشكل كامل‪.‬‬ ‫وبحســب الكشــف اجلديــد فان ثمــة قنوات‬ ‫اتصــال وأجزاء دقيقة في هواتــف «آيفون» تظل‬ ‫ً‬ ‫مغلقا بشــكل‬ ‫عاملــة حتــى عندما يكــون الهاتف‬ ‫ً‬ ‫فضال عــن توافر التقنيــات بطبيعة احلال‬ ‫كامــل‪،‬‬ ‫التــي متكــن وكاالت التجســس مــن التنصت من‬ ‫خالله دون أن يكون قيد االستخدام‪ ،‬أي التجسس‬ ‫على حاملــه خالل حياته اليومية وليس فقط على‬ ‫املكاملات الصوتية التي يجريها من خالله‪.‬‬ ‫وكان جدل واسع قد هز العالم طوال الشهور‬

‫املاضيــة بعــد أن تبــن أن وكالــة األمــن القومي‬ ‫األمريكــي تقــوم بعمليات جتســس واســعة في‬ ‫مختلف أنحاء العالم‪ ،‬مبا فــي ذلك أعمال تنصت‬ ‫اســتهدفت هواتــف ملســؤولني وحــكام في دول‬ ‫أخرى‪ ،‬وهو ما أثار ً‬ ‫جدال كبير ًا على اعتبار أن هذه‬ ‫العمليات ليســت مشــروعة ال في القوانني احمللية‬ ‫األمريكيــة وال في القوانني التــي حتكم العالقات‬ ‫الدوليــة‪ .‬ونقلت جريدة «دايلي ميــل» البريطانية‬ ‫عن خبراء في تكنولوجيا االتصاالت تأكيدهم أنه‬ ‫مبقــدور وكاالت األمن األمريكية التجســس على‬ ‫البشــر من خالل هواتف «آيفون» التي يحملونها‬ ‫حتى وإن كانت مغلقة‪.‬‬ ‫وقــال إدوارد ســنودن‪ ،‬وهو صاحب أشــهر‬ ‫تســريبات في التاريــخ األمريكي‪ ،‬خــال مقابلة‬ ‫ً‬ ‫مؤخــرا إن «مبقــدور‬ ‫تلفزيونيــة أجريــت معــه‬ ‫اخلبراء في وكالة األمن القومي األمريكي التحكم‬ ‫فــي هاتفــك اآليفون عــن بعــد‪ ،‬وتشــغيل بعض‬ ‫التطبيقات املثبتة عليه واالطــاع على محتوياتها‬ ‫حتى إن كان اجلهاز مغلقا»‪.‬‬ ‫وأكــد باحثــون هــذه املعلومــات بقولهــم إن‬ ‫الهاتــف قــد يظهــر وكأنــه «مغلــق» لكــن بعض‬ ‫شــرائح االتصــال في الهاتــف قد تكــون ال تزال‬

‫سامسونغ تعتزم منافسة‬

‫«آيفون ‪ »6‬بهاتف جديد‬ ‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬

‫تعتزم شــركة سامسونغ الكورية منافسة هاتف «آيفون ‪ »6‬الذي ســتطرحه شركة «أبل» األمريكية في‬ ‫شــهر أيلول‪ /‬ســبتمبر املقبل‪ ،‬وذلك في وقت مبكر‪ ،‬حيث تقول مصادر متطابقة إن الشركة الكورية ستطرح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا باسم (‪.)Galaxy F‬‬ ‫هاتفا‬ ‫ومن املتوقع أن يأتي هاتف سامســونغ اجلديد بهيكل معدني كما هو حال هاتف شــركة إتش تي سي؛‬ ‫‪ ،HTC One M8‬باإلضافــة إلــى مواصفات مــن الدرجة األولى‪ ،‬مبا في ذلك معالــج ‪805 Snapdragon‬‬ ‫محسنة من‬ ‫وشاشــة بدقة عرض (‪ .)QHD‬ومنذ فترة والشــائعات تدور حول عمل سامسونغ على نسخة ّ‬ ‫هاتف ‪ Galaxy S5‬مع تصميم أكثر رقيا‪ ،‬فيما تشــير التقارير إلى أن ‪ Galaxy F‬ســيجلب كاميرا بدقة ‪16‬‬ ‫ميغابيكســل كما هو حال ‪ ،S5‬ولكن مع شاشــة بدقة عرض أعلى تصل إلى ‪ 1440×2560‬بيكســل‪ ،‬بينما دقة‬ ‫شاشة ‪ S5‬هي ‪ 1080×1920‬بيكسل‪.‬‬ ‫وتأمل سامسونغ أن تسيطر على املبيعات عندما تعلن منافسها آبل عن هاتف آيفون ‪ ،6‬املتوقع الكشف‬ ‫عنــه أواخر هــذا العام‪ ،‬والذي يفتــرض أن يقدم شاشــة بقياس ‪ 4.7‬إنــش بدقة عرض ‪ 960×1704‬بيكســل‬ ‫مصنوعة من كريستال الياقوت‪ ،‬مع معالج أسرع‪.‬‬ ‫وتشــير تقارير أخرى إلى أن آيفون ‪ 6‬ســيقدم كاميرا بدقة ‪ 10‬ميغابيكســل مع فتحة عدسة ‪ ،1.8/f‬كما‬ ‫ســتأتي الكاميــرا مــع مستشــعرين‪ ،‬األول للضوء والثانــي للون‪ ،‬وذلك سيســمح آلبل بإنتــاج كاميرا أرق‪،‬‬ ‫وبالتالي هاتف أرق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا عن نســخة أكبر من هاتف آيفون بشاشة ‪ 5.5‬إنش‪ ،‬وذلك بالتزامن‬ ‫ومن املتوقع أن تكشــف «أبل»‬ ‫مع إطالق ساعتها الذكية ‪ iWatch‬في تشرين االول‪/‬أكتوبر القادم‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن سامســونغ ّ‬ ‫تترقب بحذر منافستها آبل‪ ،‬وتنتظرها لتعلن عن اجليل اجلديد من آيفون‪،‬‬ ‫لتقــوم بطرح هاتف بهيــكل معدني ومبواصفات رائدة‪ ،‬وهو ما انتظره العديد من محبي أجهزة سامســونغ‪،‬‬ ‫لتحاول بذلك خطف األضواء من هاتف آيفون ‪.6‬‬

‫عاملــة ومبســتوى متدني من الطاقة ال يشــعر به‬ ‫املســتخدم‪ ،‬ووصف الباحثون هــذه احلالة بأنها‬ ‫«تشــغيل ميت» للجهاز‪ ،‬مشــيرين الــى أنها ميكن‬ ‫أن تتيح للهاتف اســتقبال األوامــر‪ ،‬مبا فيها «أمر‬ ‫تفعيــل املايكروفون» مبا يجعــل الهاتف يلتقط ما‬ ‫يدور حوله من أصوات ويعيد بثها‪.‬‬ ‫وأكــد خبير االتصــاالت األمريكــي املقيم في‬ ‫لوس أجنليس إيريك ماكدونالــد هذه املعلومات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مضيفا‪« :‬في هذه احلالة تكون الشاشــة سوداء‪،‬‬ ‫واجلهاز يبــدو مغلقــا‪ ،‬ولو ضغطت علــى أي من‬ ‫األزرار فان الهاتف لن يستجيب ألي شيء»‪.‬‬ ‫وأكد ماكدونالــد إنه «من الصعب جد ًا معرفة‬ ‫ما اذا كان جهاز اآليفون يتم استخدامه في عملية‬ ‫التجسس أم ال»‪.‬‬ ‫من جهتــه‪ ،‬قال املستشــار فــي قضايا األمن‬ ‫االلكتروني روبرت ديفيــد غراهام إن هذه التقنية‬ ‫تسمى «الزرع»‪ ،‬ومبوجب هذه التكنولوجيا تقوم‬ ‫وكالة األمــن القومي األمريكــي باعتراض هاتفك‬ ‫احملمول‪ ،‬ومن ثم تقوم بزراعــة برنامج أو تطبيق‬ ‫عليــه‪ ،‬أو رمبا يتم زراعة قطعة اضافية في اجلهاز‬ ‫(‪ )Hardware‬من أجل تسهيل عملية التجسس‬ ‫ً‬ ‫سلفا في هاتف «آيفون»‪.‬‬ ‫عبر املايكروفون املتوفر‬

‫وأضاف‪« :‬عادة تتم عملية «الزرع» باعتراض‬ ‫الهاتف املســتهدف وهو في طريقــه الى صاحبه‬ ‫بالشــحن‪ ،‬أو من خالل الغرفة الفندقية التي يقيم‬ ‫فيهــا الضحية‪ ،‬أو يتم تشــغيل موجــات من أجل‬ ‫التحكم بالهاتف عن بعد»‪.‬‬ ‫وانتهى غراهام الى القول‪« :‬نعم‪ ،‬عملية الزرع‬ ‫تعطــي وكالة األمــن القومي األمريكــي قدرة على‬ ‫التحكم الكامل في جهاز الهاتف اخلاص بك»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هاجسا يالحق‬ ‫يشار الى أن التجسس أصبح‬ ‫الكثير من املسؤولني في العالم‪ ،‬وحتى األشخاص‬ ‫العاديــن الذيــن يشــعرون بــأن وكاالت األمــن‬ ‫األمريكيــة تقوم باالعتداء علــى خصوصيتهم من‬ ‫خــال إمتالكها القدرة على التجســس والدخول‬ ‫الى هواتفهم ومراسالتهم‪.‬‬ ‫ويقول خبــراء االتصــاالت أن غالبية أجهزة‬ ‫األمن فــي العالــم العربي تقوم بأعمال جتســس‬ ‫هــي األخرى على مواطنيها‪ ،‬من خالل التجســس‬ ‫علــى الهواتــف احملمولة وعلــى االنترنــت‪ ،‬وعبر‬ ‫حسابات األفراد النشطاء على شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬إال أن عمليات التجســس هذه ليست‬ ‫معروفــة وال معلنــة كمــا هو احلال فــي الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪37‬‬

‫كمبيوتر لوحي ثالثي األبعاد من «غوغل»‬

‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬

‫كشفت شــركة «غوغل» األمريكية عن كمبيوتر لوحي قادر‬ ‫على استشــعار البيئة احمليطة بشــكل ثالثي األبعاد ويأتي في‬ ‫إطار مشــروع «بروجكت تانغو» التابع لها‪ ،‬والذي كشفت عنه‬ ‫في شهر شباط‪/‬فبراير املاضي‪.‬‬ ‫ويأتــي الكمبيوتر اللوحي اجلديد مبواصفات قوية مقارنة‬ ‫حاليا‪ ،‬وهو مخصص‬ ‫بالكمبيوتــرات اللوحية األخرى املتوفرة ً‬ ‫للمطورين فقط‪.‬‬ ‫ويقــدم اجلهــاز الــذي يأتــي بشاشــة قيــاس ‪ 7‬بوصة‪4 ،‬‬ ‫غيغابايت من ذاكرة الوصول العشــوائي‪ ،‬و ‪ 128‬غيغابايت من‬

‫«سكايب»‬ ‫جديد على أجهزة‬ ‫«آيفون»‪ ..‬قريبًا‬ ‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫أعلنــت شــركة مايكروســوفت‬ ‫األمريكيــة عن اقتــراب موعد طرح‬ ‫تصميم جديد ً‬ ‫كليا لتطبيق احملادثات‬ ‫الشهير «ســكايب» ألجهزة «آيفون»‬ ‫يحمل اإلصــدار رقــم ‪ ،5.0‬ليصبح‬ ‫ً‬ ‫تناســقا مع شــكله‬ ‫التطبيــق أكثر‬ ‫احلالي علــى أجهزة وينــدوز فون‬ ‫وأندرويد‪.‬‬ ‫وقالــت الشــركة فــي مدونــة‬ ‫«سكايب» الرســمية أنها عملت على‬ ‫حتســن التطبيــق ليصبح أســرع‬ ‫مما هــو عليه حاليً ا مبقدار خمســة‬ ‫اضعاف‪ ،‬وســيصبح أكثر سالســة‬ ‫في التمرير واالنتقال‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫حتسني املزامنة عبر مختلف منصات‬ ‫التشــغيل‪ ،‬ففي حال كان املستخدم‬ ‫يقرأ الرســائل على جهاز احلاسب‪،‬‬ ‫فإن نســخة «ســكايب» على آيفون‬ ‫ســتعلم بذلك ولــن تظهــر التنبيه‬ ‫ً‬ ‫مجددا‪.‬‬ ‫وســيصبح بإمكان مســتخدمي‬ ‫أجهزة آيفون البدء بإنشاء دردشات‬ ‫جماعية من رئيسية التطبيق‪ ،‬كما أن‬ ‫الرسائل والصور التي يتم إرسالها‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪ ،‬سيتم‬ ‫لشــخص غير موجود‬ ‫ً‬ ‫تلقائيــا عندمــا يصبــح‬ ‫إرســالها‬ ‫موجودا على اخلدمة‪.‬‬ ‫وأشــارت الشــركة إلى أن هذا‬ ‫التحديــث هــو األكبر مــن أي ٍ‬ ‫وقت‬ ‫مضى بالنسبة ملســتخدمي آيفون‪،‬‬ ‫محسنة‬ ‫كما أوضحت أن هناك نسخة ّ‬ ‫خاصة بأجهزة آيباد ستطلق قريبا‪ً.‬‬ ‫وحتــى اآلن لم يتم وضع النســخة‬ ‫اجلديدة على متجر آبل للتطبيقات‪،‬‬ ‫ومن املتوقــع أن يصل التحديث إلى‬ ‫املتجر بعد حوالي أسبوع من اآلن‪.‬‬

‫سعة التخزين الداخلية‪ ،‬وكاميرا خلفية بدقة ‪ 4‬ميغابايت تعمل‬ ‫بتقنية مشــابهة لتقنية «ألترابكســل» ‪ UltraPixel‬اخلاصة‬ ‫بشركة «إتش تي سي»‪.‬‬ ‫وقالــت «غوغــل» إن عتــاد كمبيوترهــا الــذي ســيتوفر‬ ‫للمطورين بســعر ‪ 1024‬دوالرا‪ ،‬قد جرى إنتاجــه بالتعاون مع‬ ‫شــركة «إنفيديا»‪ ،‬لذا فهو يعمــل مبعالج «تيغــرا كيه» اجلديد‬ ‫الذي يقدم جتربة رسوميات قوية‪.‬‬ ‫ويدعــم اجلهاز‪ ،‬الذي ميلك كاميرا أمامية بزاوية رؤية تبلغ‬ ‫‪ 120‬درجــة‪ ،‬وأخرى خلفية مخصصة لتتبع احلركة‪ ،‬شــبكات‬ ‫االتصال الالســلكية «واي فاي»‪ ،‬باإلضافة إلى تقنية بلوتوث‬ ‫منخفض الطاقة(‪.)BTLE‬‬

‫ويعــد «بروجكت تانغــو» الــذي يعمل على تطويره قســم‬ ‫«التقنيات واملشــاريع املتطورة» لدى «غوغل»‪ ،‬منصة للهواتف‬ ‫الذكيــة والكمبيوتــرات اللوحيــة العاملــة بنظــام التشــغيل‬ ‫«أندرويد» مصممة الســتخدام املستشــعرات في تتبع احلركة‬ ‫ثم بناء خريطــة بصرية للبيئة احمليطة عن طريق مســح ثالثي‬ ‫األبعــاد‪ .‬وتعتزم شــركة «غوغــل» توفير كمبيوترهــا اللوحي‬ ‫الــذي يعمــل باإلصــدار ‪« 4.4‬كيــت كات» من نظام التشــغيل‬ ‫التابع لهــا «أندرويد»‪ ،‬أوال جملموعة مختارة من املطورين الذين‬ ‫سيحضرون مؤمتر املطورين السنوي اخلاص بها «غوغل آي‪/‬‬ ‫أو» املقــرر عقــده نهاية شــهر حزيران‪/‬يونيو اجلــاري مبدينة‬ ‫سان فرانسيسكو األمريكية‪.‬‬

‫«اإلنقطاع االجتماعي» آخر صرعات اإلنفصال‬ ‫عن شبكات التواصل اإلجتماعي‬ ‫إياد بركات ٭‬

‫ان كان أي منهم متواجــد في املكان الذي تنوي الذهاب‬ ‫اليه‪.‬‬

‫إنتشــار عمليات الرقابة ســواء من جهــات حكومية أو‬ ‫أرباب العمل واألسرة‪.‬‬

‫بعــد مــرور عدة أعــوام مــن اإلســتعمال املتواصل‬ ‫لشــبكات التواصــل اإلجتماعــي واإلنخــراط املكثــف‬ ‫في شــبكات مثل‪« :‬فيســبوك»‪« ،‬تويتر»‪« ،‬انســتغرام»‪،‬‬ ‫«فورســكوير»‪ ..‬أصبــح البعض يســتثقل هــذا الضغط‬ ‫والزخــم التواصلــي‪ ،‬بــل ويعانــي أحيانا مــن تبعاته‬ ‫الصحية والنفســية واإلجتماعية‪ ،‬خصوصا في مجال‬ ‫العمــل واألســرة‪ ،‬حلل هــذه املشــكله بــدأت تطبيقات‬ ‫جديدة بالظهور للمساعدة في تخفيف أعراض اإلتصال‬ ‫والتواصل الكثيف واملستمر‪.‬‬ ‫من هذه التطبيقات ‪:‬‬

‫•«كلــوك» ‪« Cloak‬مضــاد شــبكات التواصل»‬ ‫وهــو عبــارة عن تطبيــق لـــ «اآليفــون» يســاعدك على‬ ‫جتنــب اإللتقاء في مكان مــا مع االصدقــاء أو املعارف‬ ‫علــى شــبكات التواصــل اإلجتماعي اخلاصــة بك مثل‬ ‫«فيســبوك» و»فورســكوير» وغيرهــا‪ .‬يســتعمل هــذا‬ ‫التطبيق معلومات املكان و»اجلي بي‬ ‫إس» التــي يبثها أصدقــاؤك وزمالء‬ ‫العمل عبــر حســاباتهم على شــبكة‬ ‫التواصل‪ ،‬ويقوم بتحذيرك إن اقترب‬ ‫أحدهم من مكان تواجدك‪ ،‬او لفحص‬

‫•«أنومــو» ‪ anomo‬تطبيــق متوفر لـــ «اآليفون»‬ ‫وانظمــة «اآلندرويد» وهــو عبارة عن‬ ‫شــبكة تواصــل اجتماعــي خاصــة‬ ‫حتــاول تخفيــف عمــق التواصــل‬ ‫وتنظمه على مراحل‪ .‬وميكن «أنومو»‬ ‫املشــاركني مــن إظهــار شــخصيتهم‬ ‫احلقيقيــة علــى مراحــل ومــع كل‬ ‫مشــارك آخر على حدة‪ ،‬وهذا يشــبه الــى حد كبير منط‬ ‫الســلوك الطبيعي في احليــاة اليومية حيــث أننا نقوم‬ ‫بتعريف اآلخرين بنا حسب درجة القرب والثقة‪.‬‬ ‫• «سيكرت» ‪ Secret‬تطبيق متوفر على «اآليفون»‬ ‫و»اآلندرويد»‪ ،‬ميكن الشــخص من النشــر بشكل سري‬ ‫بدون إســم أو بروفايل خاص! حتــى ال يتمكن أحد من‬ ‫التوصــل الــى الشــخصية احلقيقية‬ ‫التــي نشــرت اخلبــر او اإلشــاعة‪.‬‬ ‫املســتخدم يســتطيع الــكالم بحرية‪،‬‬ ‫دون اخلوف من التبعات اإلجتماعية‬ ‫أو السياسية ملا يكتب‪ ،‬خصوصا بعد‬

‫•تطبيق «النوم» وهو قدمي قدم اإلنسان وال يحتاج‬ ‫لهواتف أو أجهــزة‪ ،‬هو فقط بحاجة الــى تنظيم الوقت‬ ‫واالعتدال في اســتخدام شــبكات التواصل والهواتف‬ ‫النقالــة واألجهــزة األخرى للحصول على قســط كاف‬ ‫من النــوم يحقق الصحة والســعادة‪ ،‬بالتالــي الفرصة‬ ‫األفضل للنجاح في احلياة والعمــل‪ .‬أريانا هافنغتون‪،‬‬ ‫مؤسســة صحيفــة «هافنغتــون بوســت» اإللكترونية‪،‬‬ ‫وهي واحدة من أشــهر ســيدات األعمال قالت‪« :‬ال شك‬ ‫أن املــال والنفوذ هما شــيئان جيدان‪ ،‬لكــن إذا أردت أن‬ ‫تعيش حياة ناجحة ال بد أن حتصل على قســط أكبر من‬ ‫النوم وأن تغلق الهاتف»‪ .‬فقبل سبعة أعوام انهارت من‬ ‫أثر اإلجهاد والعمل فوق طاقتها‪ ،‬وارتطم رأسها بشيء‬ ‫وهي تســقط‪ ،‬واضافت في مهرجــان الكتاب في ويلز‬ ‫«وفقــا ألي تعريف عاقل‪ ..‬حينما تســقط فــي بركة من‬ ‫دمك‪ ..‬فأنت لســت ناجحا»‪ .‬وكانت نتيجة أول رســالة‬ ‫تنبيــه وصلتهــا علــى حــد تعبيرها هي احلصــول على‬ ‫قسط أكبر من النوم‪.‬‬ ‫٭ خبير في اإلنترنت واإلعالم اجلديد‬


‫‪38‬‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫منوعات‬ ‫مهرجان الصويرة لفن «الكناوة»‬ ‫قبلة تَ ْجمع فناني العالم بلغة مشتركة‬

‫الرباط ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫سعد ناصر‬ ‫تشــهد مدينــة الصويــرة الســاحلية الواقعة‬ ‫غربي املغرب‪ ،‬منــذ اخلميس ‪ 12‬حزبــران‪ /‬يونيو‬ ‫إلــى غاية األحد مهرجانها الفني الشــهير «كناوة‬ ‫وموســيقى العالــم»‪ ،‬وذلك فــي دورته الســابعة‬ ‫عشرة‪.‬‬ ‫وهذا املهرجان الصويري‪ ،‬الذي يستمر أربعة‬ ‫أيام يتميز بالتالقح والتفاعل الثقافي‪ ،‬باعتبار فن‬ ‫الكناوة يختلف عن باقي األلوان الفنية األخرى‪ ،‬اذ‬ ‫هو ليس مقتصرا على وطن واحد‪ ،‬فهذا الفن شكل‬ ‫مزيجا ثقافيا مشــتركا لتاريخ مشــترك جملتمعات‬ ‫أفريقيــة في مختلــف أصقاع املعمورة ســواء في‬ ‫املغــرب أو فــي أمريــكا الشــمالية أو الالتينية أو‬ ‫في بلدان أفريقيــة (باعتبار معاناة األمريكيني من‬ ‫أصل أفريقــي مع االســتعباد والعنصريــة‪ ،‬لذلك‬ ‫ميكن تسجيل التشــابه الكبير بني اجلاز والسول‬ ‫والكناوة)‪ ،‬ما أضفى على الصويرة املغربية طابع‬ ‫املدينــة التي يحج إليها الســياح بحثا عــن التملي‬ ‫واالســتمتاع في وقفات تأمل مشــتركة‪ ،‬فال فرق‬ ‫في تلك اللحظة بني هذا وذاك مهما كان موطنه‪.‬‬ ‫ولــم ِ‬ ‫يــأت اختيــار الصويرة بني مــدن املغرب‬ ‫علــى عواهنــه لتكــون محجا يأتــي إليهــا من كل‬

‫حدب وصوب‪ ،‬ويقام مهرجان غناوة على أرضها‬ ‫إال النهــا راكمــت بدورهــا تاريخــا عريقا شــكلت‬ ‫علــى مدى قرون ســحيقة املعقــل الروحي لكناوة‬ ‫فــي املغــرب‪ ،‬الذين اعتنقوا اإلســام فــي ديارهم‬ ‫اجلديــدة‪ ،‬وأبدعوا موســيقى صوفيــة متزج بني‬ ‫املوروث املغربي األمازيغي والعربي واألفريقي‪.‬‬ ‫وعن دورة هذه السنة من املهرجان «الكناوي»‬ ‫فقــد متيــزت بتقــدمي جتربــة موســيقية فريــدة‪،‬‬ ‫وتنظيــم أكثر من ‪ 30‬حفــا فنيا تتوزع على ســتة‬ ‫فضاءات مختلفة باملدينة‪.‬‬ ‫ومتيــز افتتــاح مهرجــان كنــاوة وموســيقى‬ ‫العالــم تنظيــم اســتعراض مــزج بني ألــوان فنية‬ ‫متعــددة‪ ،‬جــاب مختلف أرجــاء املدينــة العتيقة‪،‬‬ ‫واملوكب االســتعراضي‪ ،‬انطلق مــن «باب دكالة»‬ ‫وصــوال إلــى «ســاحة املنــزه»‪ ،‬شــهد حضــورا‬ ‫جماهيريــا مــن كل الفئــات واألعمار من ســاكنة‬ ‫املدينة وزوارهــا املغاربة واألجانــب الذين حجوا‬ ‫لالســتمتاع بلوحات من الفن الكنــاوي وعروض‬ ‫فلكورية وبهلوانية‪.‬‬ ‫وأبــى منظمو املهرجان إال أن يختاروا األماكن‬ ‫املصنفــة ضمن التــراث اإلنســاني العاملي مبدينة‬ ‫الصويرة لتكون مســرحا للعــروض الفنية‪ ،‬وذلك‬ ‫لكي يتم اســتحضار عاملي املــكان وربطه بطبيعة‬ ‫الفن الكناوي العريق‪ ،‬فبعد «باب دكالة» و»ساحة‬ ‫املنــزه»‪ ،‬مت اختيار منصة «موالي احلســن»‪ ،‬ذات‬

‫الطابع املغربــي البرتغالي‪ ،‬والشــاهدة على املزج‬ ‫املوســيقي احلاصــل بــن العديــد مــن «املعلمني‬ ‫الكناويني» وأســماء المعة في اجلاز وموســيقى‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وعرف احلفل االفتتاحي‪ ،‬إقامة أمســية فنية‬ ‫املغربي ْين املعلم حســن بوســو‪ ،‬الذي‬ ‫جمعــت بني‬ ‫َ‬ ‫اشتهر بخبرته في املزج‪ ،‬والفنان األمازيغي فوالن‬ ‫وعازف الكمان الفرنسي الشهير ديدييه لوكوود‪.‬‬ ‫وجنــح الفنانون الثالثــة‪ ،‬املنحدرون من آفاق‬ ‫مختلفة‪ ،‬في تقــدمي مقطوعات مــن ريبرتوار الفن‬ ‫الكنــاوي العريــق بإدمــاج آالت موســيقية غريبة‬ ‫متاما عن هذا الفن‪ ،‬وهي الرباب والكمان‪.‬‬ ‫وينتظر عشــاق املوســيقى أيضا تلك السهرة‬ ‫اخلتاميــة‪ ،‬التي ســتنتظم على إيقاعــات العازف‬ ‫اللبناني إبراهيم معلوف‪ ،‬واملغنية آيو‪ ،‬التي ولدت‬ ‫في أملانيا‪ ،‬هذا إضافة إلى املالي باســكو كوياتي‪،‬‬ ‫وهو فنــان من نغونــي (صاحب آالت موســيقية‬ ‫وريث التقاليد األصلية‬ ‫أفريقية تقليدية)‬ ‫ســيكون حاضــرا‬ ‫ملاندينــغ‪ ،‬الذي‬ ‫با ملهر جــا ن‬ ‫مر فو قــا‬ ‫بفر قته‬ ‫«نغوني‬ ‫با»‪.‬‬

‫وإمعانا في البعد األفريقي الذي ينحو إليه الفن‬ ‫الكناوي‪ ،‬ارتأى منظمو املهرجان أن يقيموا منتدى‬ ‫موازٍ له‪ ،‬هــذا املنتدى الذي يحمل شــعار «إفريقيا‬ ‫قادمــة»‪ ،‬يجمــع أكادمييني وسياســيني وفنانني‬ ‫وصحافيــن مغاربــة وأجانب‪ ،‬من أجل مناقشــة‬ ‫أربعة محاور تهم «نظرات تاريخية» و»الديناميات‬ ‫املعاصــرة‪ :‬الدول والتعبئــة واألزمات» و»ثقافات‬ ‫وهويات‪ ،‬ديناميات وإعادة تشــكيل›› و»أفريقيا‬ ‫املستقبل»‪ .‬وستتناول الدورة العديد من املواضيع‬ ‫كـ»أفريقيــا والعوملــة‪ ،‬تاريخ طويــل»‪ ،‬و»من أجل‬ ‫تعليــم التاريــخ األفريقــي باملغــرب»‪ ،‬و»إعــادة‬ ‫التأمل في العالقات التاريخية بني شــمال أفريقيا‬ ‫والدول الواقعة جنوب الصحراء من خالل دراسة‬ ‫األقليات الدينيــة واإلثنية‪ :‬حالة يهود الصحراء»‪،‬‬ ‫و»الهويــات واملناطــق والدولــة فــي إفريقيــا»‪،‬‬ ‫و»املغــرب وسياســة الهجرة وكيفيــة التفكير في‬ ‫التعددية الدينية»‪ ،‬فضال عن مناقشة مواضيع من‬ ‫قبيل «حرية تنقل األشــخاص فــي إفريقيا الواقع‬ ‫والتحديات»‪.‬‬


‫منوعات‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪39‬‬

‫وزيرة الثقافة‪ :‬الفعاليات حالة فرح أردنية دون استفزاز لمشاعر الدول المجاورة‬

‫استياء في االردن من إقامة مهرجان جرش للثقافة والفنون خالل شهر رمضان‬ ‫عمان ‪« -‬القدس العربي»‪:‬‬ ‫اثارت إقامــة مهرجان «جــرش الغنائي»‬ ‫اســتياء بــن النخب فــي االردن ففــي الوقت‬ ‫ً‬ ‫الذي تســتقبل فيه مدينة جرش األثرية شهر‬ ‫رمضــان الكــرمي‪ ،‬تعتــزم احلكومــة األردنية‬ ‫إقامــة «مهرجــان جــرش للثقافــة والفنون»‬ ‫في التاســع عشــر من شــهر حزيران‪ /‬يونيو‬ ‫احلالي‪ ،‬وياتي ذلك فيما تشهد اجلارة سوريا‬ ‫اوضاعــا مأســاوية نتيجــة احلــرب الدائرة‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫وطالبــت شــخصيات وطنيــة أردنية من‬ ‫مفتــي اململكــة إصــدار فتوى شــرعية جريئة‬ ‫ً‬ ‫مجــاال للشــك احلرمــة‬ ‫توضــح مبــا ال يــدع‬ ‫الشــرعية القطعيــة ملهرجان جــرش الغنائي‪،‬‬ ‫مهددين في حال رفضه بنشر موقفهم في كل‬ ‫احملافل الشعبية واإلعالمية‪.‬‬ ‫ُيشــار إلــى ّأن امللتقــى الوطنــي إلنــكار‬ ‫مهرجان جرش الغنائي‪ ،‬بالتعاون والتنسيق‬ ‫مــع احلركة اإلســامية فــي محافظة جرش‪،‬‬ ‫سينظم وقفة شــرعية احتجاجية غدا االثنني‬ ‫إلنكار املهرجان وقبل افتتاح مهرجان جرش‬ ‫بيوم واحد في مدينة جرش‪ ،‬ودعا الفعاليات‬ ‫الشعبية واحلراك اإلصالحي وأئمة املساجد‬ ‫ومؤذنيها إلى املشاركة في الوقفة الشرعية‪.‬‬ ‫وقــال رئيــس حــزب جبهــة العمــل‬ ‫اإلســامي‪ /‬فــرع جــرش عيســى رواشــدة‬ ‫فــي تصريحــات صحافية اوردتهــا صحيفة‬ ‫«الســبيل» االردنيــة إن جــرش «هــي أرض‬ ‫شرحبيل بن حسنة وليست أرض الفاسدين‪،‬‬ ‫ومهرجان جرش ملف فســاد بإمتياز ويعمل‬ ‫حلفنة من الفاســدين‪ ،‬ومهرجان جرش ليس‬ ‫مــن ثقافة الشــعب األردنــي العربي املســلم‪،‬‬ ‫ميثــل أهــل جرش وال ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫ميثل أهــل األردن»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مضيفــا «هــذا املهرجان وما يحصــل فيه من‬ ‫غنــاء ورقــص وســفور واختــاط يخالــف‬ ‫يحرم‬ ‫ثوابت الدين اإلســامي احلنيــف الذي ّ‬ ‫وبيــن رواشــدة ّأن «املهرجان‬ ‫هــذه األمــور»‪ّ .‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مخالفة دســتورية صريحة؛ حيث ّإن‬ ‫يشــكل‬ ‫املــادة الثانيــة فــي الدســتور األردنــي تنص‬ ‫علــى ّأن ديــن الدولة الرســمي هو اإلســام ‪،‬‬

‫والكثيــر ممــا يجري فــي املهرجــان مخالف‬ ‫لتعاليــم اإلســام»‪ ،‬مؤكــد ًا أنــه «كان أحرى‬ ‫باحلكومة أن تنفق هذه األموال في سد عجز‬ ‫املوازنة‪ ،‬بدال مــن ذهابها إلى جيوب املطربني‬ ‫واملطربات»‪.‬‬ ‫الناطق اإلعالمــي للملتقى الوطني إلنكار‬ ‫مهرجــان جــرش الغنائــي الدكتــور ماجــد‬ ‫العمري طالــب بإلغاء مهرجــان جرش وقال‬ ‫«ســنقوم بحملــة شــعبية وإعالمية واســعة‬ ‫إلنــكار مهرجــان جــرش الغنائــي للخالعــة‬ ‫واجملــون‪ ،‬ونطالــب بإلغــاء مهرجــان جرش‬ ‫بصيغتــه وشــكله احلاليــن‪ ،‬وحتويلــه إلى‬ ‫مهرجان وطني إسالمي يلتزم بالقيم العربية‬ ‫واإلســامية املؤدية لنهضة حضارية وطنية‬

‫شاملة»‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬قالــت وزيــر الثقافــة‬ ‫االردنيــة الدكتــور النــا مامكغ خــال لقائها‬ ‫الهيئــات الثقافيــة والفعاليات الشــعبية في‬ ‫جرش في اليوم الثاني والعشــرين من شــهر‬ ‫نيســان‪/‬ابريل املاضــي‪ ،‬الذي ُعقــد في قاعة‬ ‫بلدية جرش الكبرى «قلت في خطابي لرئيس‬ ‫يعبــر مهرجــان جرش عن‬ ‫الــوزراء يجــب أن ّ‬ ‫حالــة فــرح أردنيــة‪ ،‬دون اســتفزاز ملشــاعر‬ ‫الدول اجملاورة التي تشــهد حاالت هستيرية‬ ‫مــن القتل ّ‬ ‫اجملانــي»‪ .‬متابعــة‪« :‬وقلت لرئيس‬ ‫الوزراء يجب أن حتمل برامج مهرجان جرش‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ســاميا ً‬ ‫نبيال يخلــق حالة من‬ ‫وإبداعــا‬ ‫رقي ًــا‬ ‫ّ‬ ‫الفرح دون استفزاز للعربي اجملاور»‪.‬‬ ‫‪Al-Quds Al-Arabi‬‬

‫‪Al-Quds Al-Arabi‬‬ ‫‪Al-Quds Al-Arabi Al-Quds Al-Arabi‬‬

‫مرض روماتزمي يزيد من خطر اإلصابة بالنوبات القلبية‬ ‫لندن ‪« -‬القدس العربي»‪ :‬‬

‫كشــفت دراســة كندية نشــرت نتائجها مؤخرا أن من يعانون من‬ ‫متالزمة «جوغرن» هم األكثر عرضة من غيرهم خلطر اإلصابة بالنوبات‬ ‫القلبيــة والســكتة الدماغية‪ ،‬ويــزداد احتمال اإلصابــة خاصة خالل‬ ‫الســنة االولى من املرض اذ تكون اآلثار الســلبية الناجمة عن متالزمة‬ ‫«جوغرن»‪ ،‬احملرك الرئيســي لإلصابة باألزمات القلبية‪ .‬وكان باحثون‬ ‫في مركز أبحاث التهاب املفــــــاصل بجامعة كـــولومبيا البريطــــانية‬ ‫في كندا‪ ،‬قد توصــــــلوا الى هــــذه النتائج من خالل معايــــنة بيانات‬ ‫‪ 1176‬شــخصا مصابــا مبتالزمــة «جــــــوغرن» ووجـــــدوا أنهم أكثر‬ ‫عرضــة من غيرهــم مبعــدل ‪ ٪7,7‬للنوبــات القلبية‪ ،‬و‪ ٪5,1‬والســكتة‬ ‫الدماغية ‪.‬‬ ‫ومتالزمــة «جوغرن» مــرض روماتزمي مزمن‪ ،‬ينتــج عن خلل في‬ ‫اجلهاز املناعي يؤثر على معظم أجهزة اجلسم‪ ،‬فيصيب الغدد اللعابية‬ ‫والدمعية واخملاطية‪ ،‬ويسبب جفافا في الفم والعيون‪ ،‬وميكن أن يؤثر‬

‫على املفاصــل والعضالت واألعصــاب وغيرها من األجهــزة احليوية‬ ‫باجلسم‪.‬‬ ‫وأشــارت األبحاث إلى أن اجلهاز املناعــي يعمل عادة على مقاومة‬ ‫اجلراثيــم واملــرض‪ ،‬ولكن عنــد اإلصابــة مبتالزمة «جوغــرن» يهاجم‬ ‫اجلهاز املناعي األنســجة الســليمة اخملتلفة باجلسم والغدد التي تنتج‬ ‫اللعاب في الفم والغدد الدمعية في العيون والغدد اخملاطية في اجلهاز‬ ‫الهضمي‪ ،‬واجلهاز التنفسي والتناسلي عند النساء‪ ،‬بدال من أن يهاجم‬ ‫امليكروبــات‪ ،‬ونتيجــة لهــذا اخللل في اجلهــاز املناعي يشــعر املريض‬ ‫بجفاف في الفم‪ ،‬بســبب تأثر الغدد اللعابية واحمرار في العني نتيجة‬ ‫معية‪ ،‬وهكذا في باقي أجزاء اجلســم األخرى حســب‬ ‫تأثــر الغــدد الدّ ّ‬ ‫املكان املتأثر باملرض‪.‬‬ ‫وأطلق على املرض هذا االســم‪ ،‬نسبة إلى طبيب العيون السويدي‪،‬‬ ‫الدكتــور «هنريك جوغرن»‪ ،‬الذي كان أول من اكتشــف هذه احلالة في‬ ‫عــام ‪ ،1933‬عندمــا كان يعالج مجموعة نســاء كن يشــتكني من ألم في‬ ‫املفاصل مصحوبا بجفاف في العيون والفم‪.‬‬

‫رئيسة التحرير‪:‬‬

‫تأسست عام ‪9891‬‬ ‫‪1989‬‬

‫النــاشـ ـ ــر‪:‬‬ ‫مؤسسة «القدس العربي»‬ ‫للنش ــر واالع ـ ــالن‬

‫سناء العالول‬ ‫‪Editor In Chief‬‬

‫‪luolA‬‬ ‫‪SANA AanaS‬‬ ‫‪LOUL‬‬

‫‪Al-Quds‬‬ ‫‪repapsweN‬‬ ‫‪Al-Arabi‬‬ ‫‪tnednepednI‬‬ ‫‪Weekly ylkeeW‬‬ ‫‪Independent‬‬ ‫‪ibarA-lA Newspaper‬‬ ‫‪sduQ-lA‬‬

‫تطبع في لندن ونيويورك وفرانكفورت وتوزع في جميع انحاء العالم‬ ‫‪Published In London, New York and Frankfurt‬‬ ‫‪by Al Quds Al- Arabi Publishing LTD‬‬ ‫‪Circulated in Europe, Middle East,‬‬ ‫‪North Africa and North America.‬‬

‫همرسميث‪،‬‬ ‫‪ 166/164‬كنج‬ ‫الرئيسي (لندن)‪:‬‬ ‫ستريت‪،‬‬ ‫ستريت‪،‬كنج‬ ‫‪661/461‬‬ ‫الرئيسي (لندن)‪:‬‬ ‫املقر المقر‬ ‫همرسميث‪ 6( +44،‬خطوط)‬ ‫لندن ‪ W6 0QU‬هاتف‪0208-741 8008 :‬‬ ‫يو هاتف‪6( 0208 741 8008 :‬‬ ‫كيو‬ ‫دبليو ‪ 6‬او‬ ‫‪+ 44‬‬ ‫‪0208-741‬‬ ‫لندن‪8902‬‬ ‫فاكس‪:‬‬ ‫‪0208‬‬ ‫الطابق‪741‬‬ ‫النيل ـ‪8902‬‬ ‫فاكس‪:‬‬ ‫خطوط) ـ‬ ‫شقة رقم (‪)2‬‬ ‫األول ـ‬ ‫شارع قصر‬ ‫مكتب القاهرة‪ 43 :‬أ‬ ‫)‪(202‬قصر النيل ـ الطابق‬ ‫شارع‬ ‫القاهرة‪ 34 :‬أ‬ ‫٭ مكتب‬ ‫‪25282918‬‬ ‫هاتف‪/‬فاكس‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫رقم‬ ‫شقة‬ ‫ـ‬ ‫األول‬ ‫مكتب املغرب‪ 8 :‬زنقة املرج شقة ‪ 6‬حسان ـ الرباط‬ ‫‪)202( 25282918‬‬ ‫هاتف‪/‬فاكس‪:‬‬ ‫٭‬ ‫‪00212 5377‬‬ ‫هاتف‪ /‬فاكس‪23152 :‬‬ ‫٭‬ ‫مكتب المغرب‪ 8 :‬زنقة المرج شقة ‪ 6‬حسان ـ‬ ‫مكتب عمان‪ :‬شارع امللكة رانيا مجمع عكاوي‬ ‫الرباط‬ ‫الطابق الرابع رقم ‪ 408‬٭ هاتف‪/‬فاكس‪(009626) 5066089 :‬‬ ‫٭ هاتف‪ /‬فاكس‪00212 5377 23152 :‬‬ ‫‪Head Office (London): 164-166 King Street, Hammersmith,‬‬ ‫‪London W6 0QU England‬‬ ‫‪Tel: +44 0208-741 8008 (6 Lines) Fax: + 44 0208-741 8902‬‬ ‫‪ www.alquds.co.uk‬٭ ‪Email: alquds@alquds.co.uk‬‬ ‫‪Cairo Office: 43 a Kasser Al Neel St, First Floor,‬‬ ‫‪ Tel/Fax: (202) 25282918‬٭ )‪Flat No (2‬‬ ‫‪Morocco Office: 8 Elmerj Street Flat No.6‬‬ ‫‪ Tel/Fax: 00212 5377 23152‬٭ ‪Hassam - Rabat - Morocco‬‬ ‫‪Amman Office: Queen Rania St. Akkawi Complex‬‬ ‫‪ Tel/Fax: (009626) 5066089‬٭ ‪4th Floor/ No 408‬‬

‫االشتراكات‪:‬‬ ‫االشتراكات‪:‬‬

‫و‪750‬امريكيا‬ ‫بريطانيادوالرا‬ ‫بريطانيا و‪750‬‬ ‫عموم‬ ‫استرلينيا في‬ ‫‪450‬جنيها‬ ‫السنوي‪450‬‬ ‫االشتراك السنوي‬ ‫االشتراك‬ ‫دوالرا‬ ‫عموم‬ ‫استرلينيا في‬ ‫جنيها‬ ‫ذلكالبريد‬ ‫في اجور‬ ‫بماذلك‬ ‫بريطانيافي‬ ‫بريطانيا بما‬ ‫وخارج‬ ‫للوطنالعربي‬ ‫امريكياللوطن‬ ‫اجور البريد‬ ‫وخارج‬ ‫العربي‬


‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7777‬االحد ‪ 15‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 17‬شعبان‬

‫رأي‬

‫‪Volume 26 - Issue 7777 Sunday 15 June 2014‬‬

‫‪www.alquds.co.uk‬‬

‫‪Weekly‬‬

‫أحمد بيضون‬

‫دات ألَ ْعمار‬ ‫ُم َس ّو ٌ‬

‫بني األعمال الكثيرة التي تقدّ مها منيرة الصلح في‬ ‫معرض كبير لها ال تزال تستضيفه صفير زملر غاليري‬ ‫ملي ًا رســوم كثيرة لالجئني‬ ‫في بيــروت‪ ،‬اســتوقفتني ّ‬ ‫ســوريني إلى لبنان معروضة ً‬ ‫جنبا إلى جنب في ّ‬ ‫صف‬ ‫واحد على جدار واحد‪...‬‬ ‫يبلــغ عدد الرســوم املذكورة نحو خمســن ولكن‬ ‫الفنّ انــة قالت إنها ســتواصل عملها هــذا حتى يجتمع‬ ‫عندها آالف من هذه الرسوم‪.‬‬ ‫حامــا لرســومها هــذه أوراقاً‬ ‫ً‬ ‫اختــارت الصلــح‬ ‫كراسةٍ من تلك التي تستخدم‬ ‫صفراء اللون منتزعة من ّ‬ ‫ً‬ ‫واحدة تلــو األخرى‬ ‫للمســودات‪ ،‬وقــد ننــزع أوراقها‬ ‫ّ‬ ‫بحركــةٍ واحــدة جتعل الورقــة تنفك عــن مثيالتها من‬ ‫الكراســة‪ .‬وقــد نلقي هــذه األوراق‬ ‫اجلهــة العليــا من ّ‬ ‫مما وجد ُليحتفظ به‬ ‫املنتزعة في القمامة إذ هي ليست ّ‬ ‫قي ً‬ ‫يــدون أو ُي ّ‬ ‫نهائي ًا‪ ،‬في‬ ‫مــا أو‬ ‫ّ‬ ‫خط عليها يعتبر ّ‬ ‫وال ما ّ‬ ‫العادة‪ ،‬بحيث يســوغ احلرص عليه‪ .‬من بني الرســوم‬ ‫اخلمســن‪ ،‬ثالثة أو أربعة استخدمت لها الفنّ انة ً‬ ‫ورقا‬ ‫أبيض ال يفترق في شــيء عن األصفر سوى باللون أو‬ ‫ً‬ ‫مقصودا خلرق الرتابة أو‬ ‫بغيابه‪ .‬فيبدو هذا االستثناء‬ ‫الكراســة الصفراء في‬ ‫وجود‬ ‫يبــدو غير مقصودٍ أماله‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خارج املتناول‪ ،‬ال أكثر وال أقل‪ .‬هذا والداعي إلى كســر‬ ‫الرتابة وجيــه‪ :‬فإن هذه الرســوم‪ ،‬وإن تكن معروضة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضا لتشــاهد‬ ‫واحدا‪ ،‬معدّ ة‬ ‫لينظــر إليها وفيها واحد ًا‬ ‫«حالة» ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وعمل واحد‪.‬‬ ‫مركبة‬ ‫عن بعد خطوات على أنها‬ ‫املــادة املســتخدمة في الرســم فهــي احلبر‬ ‫وأمــا ّ‬ ‫ّ‬ ‫األســود وحــده ً‬ ‫غالبا أو هــي الفحم أو احلبــر األزرق‬ ‫ً‬ ‫أحيانا‪ .‬ويداخل الســوادَ شــيء من احلبر األحمر في‬ ‫حاالت قليلة‪ ،‬فنقع عليه حيث ينتظر‪ :‬أي لون للشفتني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مثال‪ ،‬أو نقع عليه حيث ال ينتظر أي عنصر في التشكيل‬ ‫خارجي‪ .‬وال يذهب الفكر‬ ‫داخلي أو‬ ‫بجرح ما‪،‬‬ ‫قد يشي‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلى احلبر الصيني الذي ال يحول بل إلى نوع من احلبر‬ ‫أو الفحــم يجــاري الورق املســتعمل في تدنّ ــي القيمة‬ ‫فيبــدو وكأنــه فقد رونــق اجلــدّ ة على عجــل وأدخل‬

‫أمير تاج السر‬

‫اكتشاف الغامض‬ ‫منذ سنوات وأثناء قراءاتي املكثفة‪ ،‬التي تقلصت‬ ‫اآلن مــع األســف‪ ،‬بفعل االنشــغال الشــديد‪ ،‬تعلقت‬ ‫بكتابات اجملتمعات البدائيــة أو لنقل اجملتمعات التي‬ ‫كانــت حتتفظ بنقائها إلى عهد قريب‪ ،‬ولم تســتفزها‬ ‫املدنيــة‪ ،‬وتعــدل حيواتهــا وأمزجتهــا بعــد‪ .‬قــرأت‬ ‫روايات عــن الطوارق‪ ،‬لكاتب أمريكــي يبدو أنه مغرم‬ ‫بتلــك األجواء‪ ،‬لكني لــم أحس بأنه أجــاد كثيرا‪ ،‬هي‬ ‫محــاوالت إلقحام البــداوة‪ ‬وتقاليدهــا في نصوص‬ ‫ليســت عفوية فــي اعتقادي اخلــاص ولكن قد خطط‬ ‫لهــا بصبر‪ .‬وألن الكاتب الليبــي ‪ ‬إبراهيم الكوني‪ ،‬من‬ ‫الذين كتبوا الصحراء بحرفية‪ ،‬وفهم حقيقي وعميق‪،‬‬

‫تعب باهتة ال إلى مالمح الوجوه وحســب بل إلى‬ ‫نكهة ٍ‬ ‫مادتهــا نفســها‪ .‬وذاك أننا هنا حيال وجــوه تتفاوت‬ ‫ّ‬ ‫درجــة االكتمــال في بيــان مالمحهــا فيبــدو بعضها‬ ‫ً‬ ‫ملتحيا كثيف القســمات ويكتفي من بعضها بتخطيط‬ ‫ناقــص حمليط الوجه يفترض أن يشــي مبــا ّ‬ ‫تبقى وأن‬ ‫يعــرض بداية لتعبير ما‪ .‬علــى أن الوجه ال يظهر وحده‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محموال علــى كتفني وجذع على‬ ‫غالبا بــل يبدو الرأس‬ ‫منــوال الصــورة النصفية التــي تؤخذ لبطاقــة الهوية‬ ‫بأوضاع‬ ‫أو جلواز الســفر‪ .‬وتنفع الثياب فــي اإليحاء‬ ‫ٍ‬ ‫وهن ّ‬ ‫قل ٌة‬ ‫البســيها‪ ،‬وعلى‬ ‫األخص منها ثياب النســاء ّ‬ ‫ّ‬ ‫في اجملموع املعروض‪.‬‬ ‫هذا ّ‬ ‫وقلما نقع على خلفية ذات أهمية في التشكيل‬ ‫ملمح ما من مالمح‬ ‫أو على شيء آخر يسعف في تعيني ٍ‬ ‫الشــخصية‪ .‬نقع على دفتر هنا ونقع هناك على قناني‬ ‫خمارةٍ أو مطعم‬ ‫تشــي بأن صاحب الوجه مضيف في ّ‬ ‫ٍ‬ ‫حاالت ثالثة على ازدواج للوجه نفســه‪ :‬على‬ ‫ونقع في‬ ‫وجهني يســعف أحدهما اآلخر في جهده لقول نفسه‪.‬‬ ‫ولكن نقــع في كثير من هذه الرســوم علــى كالم كثير‬ ‫ً‬ ‫متعل ً‬ ‫ً‬ ‫شــيئا ّ‬ ‫شــيئا‬ ‫قــا بصاحب الوجه‪:‬‬ ‫أو قليــل يعلــن‬ ‫مهم ًــا جدّ ًا‪ .‬هــذا الكالم مكتوب‪ ،‬علــى اإلجمال‪ ،‬بالقلم‬ ‫ّ‬ ‫باملادة الرخيصة نفســها التــي ّ‬ ‫خطت بها‬ ‫الرصــاص‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫بخــط رديء‬ ‫مالمــح الوجــه‪ .‬وهو مكتــوب إلــى ذلك‬

‫وملقى على الصفحة بال عناية ظاهرةٍ باإلخراج بحيث‬ ‫يضاعف الشعور باالســتعجال ويزيد ظاهر الصفحة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫إهماال على إهمال‪...‬‬ ‫كلها‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مهم جدّ ا‪ ،‬قل أم كثر‪ .‬بل‬ ‫ّ‬ ‫ولكن الكالم املقروء ههنا ّ‬ ‫ً‬ ‫عرضة‬ ‫كالم البتّ ــة تبدو‬ ‫إن الرســوم التــي ال يصحبها ٌ‬ ‫لنــوع من العدوى بفحوى الكالم املرافق لوجوهٍ أخرى‬ ‫ماثلــة على اجلــدار نفســه‪ .‬فهذا الــكالم ينشــئ ً‬ ‫بيئة‬ ‫الشــخصيات‪ .‬هو ال يبطل مــا ّ‬ ‫لكل من‬ ‫تُ ســتغرق فيها‬ ‫ّ‬ ‫هذه الشــخصيات من فــرادة‪ .‬هو يقول هــذه الفرادة‪،‬‬ ‫عامة‪ .‬نقرأ على‬ ‫على وجه التحديــد‪ ،‬فيحيلها إلى حالةٍ ّ‬ ‫إحــدى الصفحــات‪« :‬أبو غابــي» ونقرأ‪« :‬مــن ماليزيا‬ ‫متفرقة كتبت‬ ‫على تركيــا»‪ .‬ونقرأ على أخرى عبــارات ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مشكل أو ملتبس‬ ‫بخطوط وأقالم عدّ ة وكأن الشخص‬ ‫جذ ً‬ ‫ً‬ ‫موضوعــا ّ‬ ‫ابا لتعليقات ســائبة‪.‬‬ ‫نحــو يجعله‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املتنبي‪:‬‬ ‫من‬ ‫مســتعارة‬ ‫واحدة‬ ‫عبارة‬ ‫نقرأ‬ ‫ثالثــة‪،‬‬ ‫وعلى‬ ‫ّ‬ ‫الريــح حتتــي»! وتقــول املرأة التــي على صفحة‬ ‫«كأن‬ ‫َ‬ ‫رابعــة أنهــا «من قلــب حلــب»‪ .‬وتضيف أنها «خشــم‬ ‫عالــي» وأن عمرهــا أربعــون وتذكــر أســماء أوالدها‬ ‫األربعــة‪ :‬إحســان ومحمــد جنــم ويوســف وفاطمــة‬ ‫ً‬ ‫شــيئا غير واضــح ّ‬ ‫يتعلق ببلدة‬ ‫الزهــراء! إلى أن تذكر‬ ‫الناعمــة إلــى اجلنوب من بيــروت وتختــم بالقول أن‬ ‫عليها أن تبدأ مجدّ ً‬ ‫دا من الصفر‪...‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫حاليا في‬ ‫أيضــا «طبيب أعشــاب» يعمــل‬ ‫نلتقــي‬ ‫ً‬ ‫أيضا) في ّ‬ ‫محل‬ ‫الشــويفات (إلى اجلنوب من بيــروت‬ ‫لأللبسة املستعملة‪ .‬ثم نصل إلى ولد في نحو العاشرة‬ ‫يقول أنه بال مدرسة من سنتني قبل أن يتطوع إلطالعنا‬ ‫على قول يبــدو ماثور ًا‪« :‬بدّ ك تعرف احلوراني من ّزرو‬ ‫درة التاج فــي اجملموعة فهو مضيف‬ ‫الفوقانــي»! وأما ّ‬ ‫اخلمارة الذي يقول‪« :‬أنا أردني‪ ،‬أمي من تايلند‪ ،‬ولدت‬ ‫ّ‬ ‫في بيــروت وكبرت فــي حلب‪ .‬مرتي أجــت مبارح من‬ ‫ً‬ ‫وحاليا‬ ‫طرطوس بعدما انتقلت من حلب على طرطوس‬ ‫في ّ‬ ‫ازدحام لألخطار‪.‬‬ ‫جل الديب»‪ ...‬في تالحق األمكنة‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫أيضــا قدرةٌ على ارجتــال اخملارج ال‬ ‫ولكن تلــوح عبره‬ ‫ينضب معينها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شــيئا ال ميكن‬ ‫ُي ْظهــر الــكالم إذن وتُ ْظهر املالمح‪،‬‬ ‫موضوعي‪ ،‬في هذه احليوات‪،‬‬ ‫ظاهر أو‬ ‫كسره‪ ...‬ما هو‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كلــه ّ‬ ‫هش ورخيــص قيمته قيمة احلبر والــورق اللذين‬ ‫ٌ‬ ‫اســتعمال في رســمه وهو قابل‪ ،‬على غرارهما‪ ،‬لإللقاء‬ ‫في ّ‬ ‫ســلة القمامة‪ .‬وأمــا الروح فهي فــي أغلظ املالمح‬ ‫ً‬ ‫وفــي ّ‬ ‫أيضا في الــكالم‪ ،‬ال يحتاج ظهورها‬ ‫أدقها‪ .‬وهي‬ ‫إلى كلمات كثيرة‪ .‬هي‪ً ،‬‬ ‫ألم‬ ‫مثال‪ ،‬في «اخلشــم العالي» ّ‬ ‫األوالد األربعة وفي الريح التي حتت صاحبنا اآلخر‪.‬‬ ‫املزيد يا منيرة!‬ ‫كاتب لبناني‬

‫فقــد تعلقت بكتاباته تلك األيام‪ ،‬تعلقا شــديدا‪ .‬قرأت‬ ‫«خريــف الدرويش»‪ ،‬و»اجملوس»‪ ،‬و»التبر»‪ ،‬و»نزيف‬ ‫احلجر»‪ ،‬وعشــرات غيرهــا من الروايــات التي كتبها‬ ‫إبراهيــم بانتظــام‪ ،‬وخرجت أشــبه بأخــوات يحملن‬ ‫نفس اجلينات واملالمــح لكن يختلفن في زمن الوالدة‬ ‫فقط‪ .‬كنت كما يبدو شــغوفا باكتشاف صحراء غير‬ ‫التــي أعرفها‪ ،‬وتركد فــي خيالي‪ ،‬اكتشــاف ما وراء‬ ‫تلك التــال والكثبان‪ ،‬وذلــك القحط الــذي كنت أراه‬ ‫جليا فــي كل رحلة أعبر بها صحراء مــا‪ ،‬راكبا قطارا‬ ‫أو عربــة‪ ،‬وكنــت من ســكان شــرق الســودان حيث‬ ‫الصحراء ممتدة وقاحلة‪ ،‬ال تبدو لي فيها رائحة بشر‬ ‫أو حتى شجرة تتنفس‪.‬‬ ‫الكوني قدم لــي الصحراء التي ال أعرفها حقيقة‪،‬‬ ‫واكتشــفت أن وراء ذلــك القحط الذي يبــدو للعيون‪،‬‬ ‫حيوات كاملة تتشكل وتنمو‪ ،‬وأيضا تستقر في بقعة‬ ‫ما‪ ،‬برغــم الرحيل الظاهري‪ .‬توجد ميثولوجيا فريدة‪،‬‬ ‫سحرة ومتنبئون‪ ،‬وقراء بخت‪ ،‬وزعماء وتوابع وذلك‬ ‫اجملتمع الذي حتكمه قوة التحمل‪ ،‬وال يوجد فيه سكن‬ ‫لضعيــف أو مســتهلك‪ ،‬وألنني لم أكــن أتوقع أن أرى‬ ‫حبا جارفــا أو عواطــف تندلق عبر تلــك الرمال‪ ،‬فقد‬

‫فوجئــت بوجود نســاء رقيقــات‪ ،‬يعشــقن ويتغزلن‬ ‫ويترمنن شــعرا‪ ،‬ورجال لهم مالمح أســطورية تتمدد‬ ‫في خياالت النساء‪ .‬املاء له طعم آخر‪ ،‬اخلبز اململح له‬ ‫طعم أسطوري‪ ،‬ومتابعة السحرة وهم يقرأون البخت‬ ‫ويستنفرون طاقتهم ليتوقعوا املطر والرياح‪ ،‬وفساد‬ ‫األمزجــة‪ ،‬تتبعهــا الكثير مــن الهواجــس واألحالم‪،‬‬ ‫وحــن ميرض أحد أو ميوت ال جتد دعوعا تبكيه أكثر‬ ‫مــن الالزم‪ ،‬فقــط نظرات‪ ‬إلــى البطون املتكــورة التي‬ ‫رمبــا تأتي بحياة أخرى تعوض الفقد‪ ،‬لتســتمر رحلة‬ ‫الالمكان ‪ ..‬إلى األبد‪.‬‬ ‫مؤخــرا قــرأت «ســلطانات الرمــل»‪ ،‬للســورية‬ ‫لينــا هويان احلســن‪ ،‬وهــي أيضا تنــدرج حتت أدب‬ ‫الصحــراء غيــر املكتشــف‪ ،‬وأدهشــني ذلــك الكــم‬ ‫الكبيــر من املعلومات الذي حتملــه الرواية‪ .‬هنا‪ ‬رصد‬ ‫لصحــراء أخرى‪ ،‬بعيــدة عن صحراء الكونــي‪ ،‬لكنها‬ ‫تشــبهها فــي كثير مــن الطقوس‪ ،‬ورمبا لو اســتمرت‬ ‫الكاتبــة في نبشــها لنفــس املكان‪ ،‬خلرجت بأشــياء‬ ‫أخــرى‪ ،‬ال تقل أهمية عن تلك التــي كتبتها‪ .‬وفي عمل‬ ‫ثالــث‪ ،‬قرأت منه‪ ،‬جتد صحراء اجلزائر عند الزيواني‬ ‫حاج الصديق‪ ،‬وهذا رجل من الصحراء وعاشــق لها‪،‬‬

‫وأظنه كتب ما حتمله الرمال‪ ،‬وتضمه األرض اليابسة‬ ‫بكثير من الفن‪.‬‬ ‫‪ ‬ســؤالي هنــا‪ :‬هل مــا تزال تلــك احليــوات التي‬ ‫قرأتهــا عن الكونــي وغيره من كتــاب اجليل اجلديد‪،‬‬ ‫قائمة إلى اآلن أم اندثرت بعد أن متدن الناس‪ ،‬وحتى‬ ‫أولئــك الذيــن يقطنــون أطــراف املــدن‪ ،‬ومشــارف‬ ‫الصحــراء‪ ،‬صــاروا يعرفــون لغــة احليــاة املتمدنة‪،‬‬ ‫يركبون الســيارات بأحدث طرازاتها ويتسوقون من‬ ‫اجملمعات والسوبرماركت ورمبا عثرت بينهم على من‬ ‫تعلم وسافر وعاد؟‬ ‫أعتقد أن تلك الســحرية التي قرأتها في مثل تلك‬ ‫الروايــات‪ ،‬هي ســحرية إبداعيــة‪ ،‬اســتدعاء التراث‬ ‫الذي ال نعرفــه‪ ،‬وال يعرفه كما أظــن‪ ،‬حتى أحفاد من‬ ‫اخترعوه وعاشــوه‪ ،‬إنها محاوالت إبداعية لوضعنا‬ ‫في لوحة املاضي ولكن بريشــة جديدة‪ ،‬النسق الذي‬ ‫يغــص بالــدالالت ويحمل في طيــه إشــارات ماكرة‪.‬‬ ‫حقيقــة ال توجــد اليــوم حكايــات ســحرية‪ ،‬ال يوجد‬ ‫غموض في احلياة اليومية‪ ،‬بحاجة إلى من يفسره‪.‬‬

‫روائي سوداني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.