صحيفة القدس العربي , السبت والأحد 18/19.01.2014

Page 1

‫‪10‬‬

‫مدارات‬

‫ثقافة‬

‫شرعية االستفــتاء واختـــبار السيـــسي واإلخوان ‪18‬‬

‫أمجد رشيد‪ :‬شــعراء اليوم ابعـــدوا القراء عنهم‬ ‫منوعات‬

‫‪13‬‬

‫رأي‬

‫سوريا متنع ذكر «ثوار الغوطــــة» في املسلســـالت‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪www.alquds.co.uk‬‬

‫‪alquds@alquds.co.uk‬‬

‫ي���وم���ي���ة ـ س���ي���اس���ي���ة ـ م��س��ت��ق��ل��ة‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫‪Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫املعلم يعرض وقف النار وتبادل سجناء‪ ...‬وروسيا تكثف االمدادات العسكرية لدمشق‬

‫‪ 8‬قتلى بينهم ‪ 5‬اطفال بـ‪ 20‬صاروخا على عرسال‬ ‫و«داعش» تنسحب من مركزها الرئيسي في ادلب‬

‫عواصم ـ وكاالت ـ بيروت ـ «القدس العربي»‬ ‫ـ من سعد الياس‪:‬‬

‫تعرض�ت منطق�ة البق�اع الش�مالي اجلمعة لس�قوط عدد من‬ ‫ّ‬ ‫الصواري�خ اس�تهدف بعضه�ا بل�دة عرس�ال الس�نية‪ ،‬م�ا أدى‬ ‫ال�ى مقتل ثمانية أش�خاص بينهم خمس�ة أطفال م�ن أبناء زاهر‬ ‫احلجيري‪ ،‬وأعمارهم تتراوح بني س�نتني و‪ 11‬س�نة‪ ،‬إضافة الى‬ ‫قتيل آخر هو حسن عز الدين‪.‬‬ ‫وصدر عن قيادة اجليش اللبناني ‪ -‬مديرية التوجيه‪ ،‬البيان‬ ‫اآلتي «تعرضت مناطق س�هل رأس بعلبك‪ ،‬الكواخ والبويضة ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫صاروخا‬ ‫الهرمل‪ ،‬ومشاريع القاع‪ ،‬وبلدة عرسال‪ ،‬إلى سقوط ‪20‬‬ ‫وقذيفة‪ ،‬مصدرها اجلانب السوري»‪.‬‬ ‫وح�ذر الرئيس اللبناني العماد ميش�ال س�ليمان م�ن «مغبة‬ ‫التمادي في التورط في تداعيات األزمة الس�ورية ما بات يش�كل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫باهظا يدفعه اللبنانيون من عيش�هم املش�ترك ومن أمالكهم‬ ‫ثمنا‬ ‫وأرزاقهم»‪.‬‬ ‫الى ذلك س�لمت احلكومة الس�ورية روس�يا اجلمع�ة اقتراحا‬ ‫لوق�ف إطالق النار ف�ي حلب وتبادل الس�جناء مع اس�تعدادها‬ ‫حملادثات سلام مقررة مع املعارضة في االس�بوع القادم تشارك‬ ‫روسيا في رعايتها‪.‬‬ ‫وق�ال وزي�ر اخلارجي�ة الس�وري ولي�د املعل�م ال�ذي ي�زور‬ ‫موس�كو إنه سلم روس�يا خطة لوقف إطالق النار في حلب أكبر‬ ‫مدن البالد وإن حكومته مس�تعدة لتبادل قوائ�م من أجل تبادل‬ ‫محتمل للسجناء مع قوات املعارضة‪.‬‬ ‫وقالت مصادر مطلعة إن روس�يا في االسابيع القليلة املاضية‬ ‫كثف�ت إم�دادات العتاد العس�كري لس�وريا مبا في ذل�ك عربات‬ ‫مدرعة وطائرات دون طيار وقنابل موجهة‪.‬‬ ‫وق�ال مص�در أمني ف�ي الش�رق االوس�ط «تنقل عش�رات من‬ ‫طائرات انتونوف ‪( 124‬طائرات نقل روس�ية) مدرعات واجهزة‬ ‫مراقب�ة ورادار وانظم�ة ح�رب الكترونية وقطع غي�ار لطائرات‬ ‫الهليكوبتر واسلحة متنوعة منها قنابل موجهة‪».‬‬ ‫وأض�اف «يق�وم مستش�ارون روس وخب�راء م�ن اخملابرات‬ ‫بتش�غيل طائ�رات اس�تطالع م�ن ط�راز يو‪.‬ايه‪.‬ف�ي عل�ى م�دار‬ ‫الس�اعة ملس�اعدة القوات الس�ورية في رصد مواق�ع املعارضني‬ ‫وحتليل قدراتهم وشن هجمات دقيقة باملدفعية والقوات اجلوية‬ ‫ضدهم‪».‬‬ ‫وانس�حب عناصر الدولة االسلامية في العراق والش�ام من‬ ‫مدين�ة س�راقب‪ ،‬احد ابرز معاقله�م في محافظة ادلب في ش�مال‬ ‫غ�رب س�وريا‪ ،‬اثر مع�ارك مع تش�كيالت اخ�رى م�ن املعارضة‪،‬‬ ‫بحسب ما افاد املرصد السوري حلقوق االنسان اجلمعة‪.‬‬ ‫وقال املرصد «انس�حب عناصر الدولة االسلامية في العراق‬ ‫والش�ام فجر اليوم (اجلمعة) من مدينة سراقب‪ ،‬في اجتاه بلدة‬ ‫سرمني»‪ ،‬على بعد نحو ‪ 15‬كلم غربا‪.‬‬ ‫(تفاصيل ص ‪ 4‬و‪)5‬‬

‫مستشار للرئيس الفرنسي يلتقي‬ ‫مسؤوال عن حزب الله في بيروت‬ ‫■ بيروت ‪ -‬أ ف ب‪ :‬التقى مستشار الرئيس الفرنسي‬ ‫لشؤون الشرق االوسط اميانويل بون اجلمعة‪ ،‬مسؤوال‬ ‫ع�ن حزب الل�ه اللبناني‪ ،‬ف�ي زيارة هي االولى ملس�ؤول‬ ‫فرنس�ي منذ ادراج اجلناح العسكري للحزب على الئحة‬ ‫االحتاد االوروبي للمنظمات االرهابية‪.‬‬ ‫وقال�ت مس�ؤولة العالق�ات االعالمي�ة ف�ي احل�زب‬ ‫«اس�تقبل مس�ؤول العالقات الدولية في حزب الله عمار‬ ‫املوس�وي مبع�وث الرئيس الفرنس�ي لش�ؤون الش�رق‬ ‫االوسط‪ ،‬يرافقه السفير الفرنسي باتريس باولي»‪.‬‬

‫احلريري مستعد للمشاركة‬ ‫في حكومة ائتالفية مع حزب الله‬ ‫■ الهاي ـ رويترز‪ :‬أبدى رئيس وزراء لبنان السابق‬ ‫سعد احلريري استعداده للمشاركة في حكومة ائتالفية‬ ‫جديدة م�ع جماعة حزب الل�ه باعتبارها حزبا سياس�يا‬ ‫بع�د أكث�ر من تس�عــــة اش�ــــهر من اس�تقالة حكومة‬ ‫جني�ب ميقات�ي‪ .‬وقال ان�ه «متفائ�ل جدا» بتش�كيل هذه‬ ‫احلكومة‪.‬‬ ‫وق�ال احلري�ري ردا عل�ى س�ؤال ح�ول مش�اركته‬ ‫ف�ي حكوم�ة مع ح�زب الل�ه «فيما يخ�ص االتف�اق نحن‬ ‫ايجابي�ون ف�ي تش�كيل حكوم�ة‪ .‬هذا ش�يء جي�د للبلد‬ ‫ولالستقرار في البلد‪».‬‬

‫ام تبكي على جثامني اطفالها االربعة الذين قتلوا بالقصف الصاروخي على عرسال‬

‫ستقر السبت‬ ‫«االئتالف» يتحاور مع املنسحبني‪ ...‬واملشاركة في جنيف ‪2‬‬ ‫ّ‬

‫كيري‪ :‬ال مكان لألسد في سوريا املستقبل‬

‫■ واشنطن – وكاالت‪ :‬أكد وزير اخلارجية األمريكي جون كيري اجلمعة أن‬ ‫الرئيس السوري بشار االسد ليس له مكان في سوريا املستقبل ونفى ان تكون‬ ‫ب�لاده عاجزة عن ايجاد بدائل للضغط على االس��د‪ ،‬وتأت��ي تصريحات كيري‬ ‫ف��ي وقت جت��ري فيه فصائ��ل املعارضة تصويتا بش��أن املش��اركة أو مقاطعة‬ ‫احملادثات التي جترى برعاية االمم املتحدة‪.‬‬ ‫وق��ال كيري ف��ي مؤمت��ر صحاف��ي عق��ب اجتماعات م��ع نظيري��ه الكندي‬ ‫واملكسيكي «ونحن نستعد للذهاب الى جنيف والدخول في هذه العملية أعتقد‬ ‫انه أصبح واضحا انه لن يكون هناك حل سياس��ي ما لم يناقش االس��د انتقاال‬ ‫(سياسيا) واذا ظن انه سيكون جزءا من هذا املستقبل‪ .‬هذا لن يحدث» وأضاف‬ ‫«خياراتنا لم تنفد بش��أن ما ميكن أن نق��وم به لزيادة الضغط وتغيير املعادلة»‪.‬‬

‫هذا وتأخر بدء اجتماع املعارضة الس��ورية للتباحث في امكان مش��اركتها في‬ ‫مؤمتر جنيف ‪ 2‬للسالم بسبب خالفات بحسب مصادر من االئتالف املعارض‪.‬‬ ‫وحده��م ‪ 75‬ش��خصا من اصل ‪ 120‬عض��وا كانوا حاضرين عند املس��اء في‬ ‫الفن��دق بضاحية اس��طنبول حيث يفت��رض ان جترى املناقش��ات في اجتماع‬ ‫مغلق‪.‬‬ ‫وصرح فايز س��ارة‪ ،‬املستش��ار السياس��ي لرئيس «االئت�لاف» ان ً‬ ‫عددا من‬ ‫ً‬ ‫حوارا مع‬ ‫عب��روا عن رغبته��م العودة عن انس��حابهم «وقد فتحن��ا‬ ‫املنس��حبني ّ‬ ‫اجملموعة»‪ ،‬ورأى س��ارة ان «االجتاه هو أن تواف��ق الهيئة العامة لالئتالف على‬ ‫املش��اركة في جنيف وفق رؤية تس��تجيب ملصالح الشعب الس��وري في اقامة‬ ‫نظام مدني ودميقراطي»‪.‬‬

‫تقديرات تل أبيب‪ :‬سنصبح في وضع مشابه جلنوب إفريقيا زمن الفصل العنصري‬

‫الدول األوروبية الكبرى تستدعي سفراء إسرائيل احتجاجا‬ ‫على توسيع االستيطان ونتنياهو يصفهم بـ«املتلونني واملنافقني»‬ ‫الناصرة ـ «القدس العربي»‬

‫من زهير أندراوس‪:‬‬ ‫ق�ال وزي�ر اخلارجية االس�رائيلي افيغ�دور ليبرمان‬ ‫اجلمعة إن إسرائيل استدعت سفراء أربع دول أوروبية‬ ‫لالحتج�اج عل�ى موقفها «املنح�از» للفلس�طينيني األمر‬ ‫الذي يصعد خالفا حول املستوطنات االسرائيلية‪.‬‬ ‫وكان�ت بريطاني�ا وفرنس�ا وايطالي�ا واس�بانيا ق�د‬ ‫استدعت سفراء اسرائيل لديها اخلميس لالحتجاج على‬ ‫اعالن اسرائيل خطة لبناء منازل جديدة في مستوطنات‬ ‫في أراض محتل�ة يريدها الفلس�طينيون القامة دولتهم‬ ‫اإلس�رائيلي‪،‬‬ ‫ف�ي املس�تقبل‪ .‬وهاج�م رئي�س ال�وزراء‬ ‫ّ‬ ‫بنيامني نتنياهو‪ ،‬اجلمعة‪ ،‬االحتاد األوروبي على خلفية‬ ‫قيام الدول األوروبية اخلمس الكبرى باستدعاء سفراء‬ ‫الدول�ة العبريّ ة لديها إلى جلس�ات احتجاج على نش�ر‬ ‫مناقصات البناء األخيرة في املس�توطنات اإلس�رائيليّ ة‬ ‫ّ‬ ‫احملتلة‪.‬‬ ‫في الضفة الغربيّ ة‬ ‫وبحس�ب صحيفة «معاريف» العبريّ �ة‪ ،‬التي أوردت‬

‫«العالقة الغرامية» بني اوالند واملمثلة‬ ‫جولي غاييه قائمة منذ عامني‬

‫سعـــر‬ ‫النسخــة‬

‫‪AL-Quds Al-Arabi‬‬

‫اخلليجية‬ ‫تل أبيب تتفاخر برفع علمها في هذه الدولة‬ ‫ّ‬

‫وفد إسرائيلي برئاسة الوزير شالوم‬ ‫في زيارة رسمية إلى اإلمارات‬ ‫الناصرة ـ «القدس العربي»‬

‫من زهير أندراوس‪:‬‬ ‫اإلس�رائيلي‬ ‫وصل وزي�ر الطاقة والبنى التحتية‬ ‫ّ‬ ‫س�لفان ش�الوم‪ ،‬من حزب (ليك�ود) احلاك�م بقيادة‬ ‫رئي�س ال�وزراء‪ ،‬بنيامين نتنياهو‪،‬عل�ى رأس وف�د‬ ‫دبلوماس�ي اجلمع�ة ال�ى دول�ة اإلم�ارات العربي�ة‬ ‫ّ‬ ‫املتح�دة للمش�اركة ف�ي اجتماعات اللجن�ة اإلدارية‬ ‫للوكالة الدولية للطاقة املتجددة (إيرينا)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫العب�ري الذي أورد‬ ‫ووفقا ملوق�ع «مفزاك حداش»‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلمع�ة‪ ،‬إن ه�ذه الزيارة ه�ي الزي�ارة األولى لوفد‬ ‫وعلني من احلكومة اإلسرائيلية احلالية إلى‬ ‫رس�مي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دولة اإلمارات العربية‪.‬‬ ‫وذك�ر املوق�ع العب�ري‪ّ ،‬أن الوف�د ال�ذي يترأس�ه‬ ‫الوزير ش�الوم‪ ،‬يضم مستش�ارين رفيعي املس�توى‬ ‫م�ن وزارة اخلارجي�ة اإلس�رائيليّ ة وع�ددا م�ن‬ ‫ممثلي القط�اع اخلاص في مج�ال الطاقة‪ .‬وكان وفد‬ ‫إس�رائيلي سابق ش�ارك في اإلجتماع األول للوكالة‬ ‫ّ‬ ‫الدولي�ة للطاقة في أواخر عام ‪ 2009‬والتي تتخذ من‬

‫العاصمة اإلماراتية أبو ظبي ً‬ ‫مقرا لها‪.‬‬ ‫وكشفت وزارة اخلارجية اإلس�رائيليّ ة آنذاك في‬ ‫بيان له�ا‪ّ ،‬أن الدولة العبريّ ة ش�اركت بعضوين هما‬ ‫س�يمونا هلفرين‪ ،‬مديرة حقوق اإلنسان واملنظمات‬ ‫الدولي�ة ب�وزارة اخلارجي�ة‪ ،‬وإبراه�ام أرفي�ف‪،‬‬ ‫املسؤول في وزارة البنى التحتية‪.‬‬ ‫وتفاخ�ر بي�ان اخلارجيّ �ة اإلس�رائيليّ ة ّ‬ ‫ب�أن علم‬ ‫إسرائيل رفرف للمرة األولى في تلك الدولة‪ .‬وأضاف‬ ‫البي�ان ّأنه ج�رى اس�تقبال املندوبني اإلس�رائيليني‬ ‫على قدم املس�اواة كباقي األعض�اء‪ ،‬رغم عدم وجود‬ ‫عالق�ات دبلوماس�ية بين دول�ة اإلم�ارات العربي�ة‬ ‫املتح�دة وإس�رائيل‪ .‬وأضاف املوقع ّأن�ه على الرغم‬ ‫م�ن تكت�م حكوم�ة اإلم�ارات عل�ى اتصاالته�ا م�ع‬ ‫اإلس�رائيليني‪ ،‬فإنه�ا وصل�ت إلى ح�د التوقيع على‬ ‫اتفاقات مع شركات أمنيّ ة إسرائيليّ ة‪.‬‬ ‫اجلدي�ر بالذك�ر ّأن طياري�ن اثنين م�ن سلاح‬ ‫اجلو اإلماراتي ش�اركا م�ع طيارين إس�رائيليني في‬ ‫عس�كرية ف�ي مناورات العل�م األحمر التي‬ ‫تدريبات‬ ‫ّ‬ ‫أقيمت في الواليات املتحدة األمريكيّ ة في نهاية شهر‬ ‫أيلول‪/‬سبتمبر املاضي‪.‬‬

‫العراق‪ :‬اكتشاف جثث ‪ 14‬فردا من عائلة س ّنية‬ ‫اختطفتهم عناصر مبالبس وسيارات لقوات الشرطة‬

‫وج�ه نتنياه�و اتهام�ات ف�ي ٍ‬ ‫لق�اء‬ ‫اجلمع�ة النب�أ‪ ،‬فق�د ّ‬ ‫صحافيين أجان�ب‪ ،‬مس�اء اخلمي�س‪ ،‬وق�ال ّ‬ ‫إن االحتاد‬ ‫ه�و متل�ون ّ‬ ‫ألن�ه يدين البن�اء ف�ي املس�توطنات ولكنه‬ ‫ّ‬ ‫اإلرهابية الت�ي ينفذها‬ ‫ال يدي�ن م�ا أس�ماها بالعملي�ات‬ ‫الفلسطينيون‪ ،‬حسب أقواله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قائلا ّإن�ه م�ن‬ ‫اإلس�رائيلي‬ ‫وتاب�ع رئي�س ال�وزراء‬ ‫ّ‬ ‫السخرية القول ّ‬ ‫إن املستوطنات متثل عائقا أمام حتقيق‬ ‫السلام فاملزيد م�ن البيوت لن يغي�ر اخلريطة‪ ،‬وخلص‬ ‫ٍ‬ ‫األوروب�ي بالتوقف‬ ‫دع�وة لالحتاد‬ ‫إلى الق�ول بتوجيه‬ ‫ّ‬ ‫عن النفاق والتعامل أكثر مبنطقية‪ ،‬بحسب وصفه‪.‬‬ ‫ولفت�ت الصحيف�ة إل�ى ّأن هج�وم نتنياه�و يأت�ي‬ ‫عقب اس�تدعاء دول اإلحت�اد األوروبي الكبرى س�فراء‬ ‫إسرائيل في كل من روما ولندن وباريس ومدريد جللسة‬ ‫اس�تيضاح‪ ،‬حي�ث عبّ �رت تل�ك ال�دول ع�ن احتجاجها‬ ‫أمامهم عل�ى مناقصات البناء األخيرة في املس�توطنات‬ ‫اإلسرائيليّ ة بالضفة الغربيّ ة‪.‬‬ ‫وأش�ارت الصحيفة إلى ّأن دبلوماس�يا أوروبيا رفيع‬ ‫املس�توى كان قد قال ّ‬ ‫إن اخلطوة ّمت تنس�يقها بني الدول‬ ‫األوروبية اخلمس الكبرى في االحتاد‪ ،‬علما ّأن سفير تل‬

‫أصبحا «أصدقاء على الفور» وبدءا عالقة‬ ‫غرامي�ة متقطعة‪ .‬وخفتت القصة الغرامية‬ ‫املزعومة خالل حملته الرئاسية والشهور‬ ‫األول�ى في املنص�ب ع�ام ‪ 2012‬ولكن هذه‬ ‫العالقة جتددت في منتصف عام ‪.2013‬‬ ‫وق�د تع�ددت الرواي�ات بش�أن س�بب‬ ‫دخ�ول تريرفيل�ر املستش�فى فج�أة‪ .‬فق�د‬ ‫حتدث�ت صحيف�ة «لوب�وان» ع�ن اقدامها‬ ‫عل�ى ابتلاع حب�ة مه�دىء زائ�دة بع�د‬ ‫حديثه�ا م�ع اوالند ال�ذي لم ينك�ر عالقته‬ ‫بغايي�ه‪ ،‬وكذب احد املقربني منها ان تكون‬ ‫تريرفيلر قد حاولت االنتحار‪.‬‬ ‫وقال مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي‬ ‫فرانس�وا اولوند إنه زار صديقته فاليري‬ ‫تريرفيلر للمرة األولى في مستشفى نقلت‬ ‫إلي�ه حلاجتها إلى الراح�ة بعد تقارير عن‬ ‫وجود صديقة جديدة له‪.‬‬

‫أبيب في برلني لم يس�تدع بسبب زيارة وزير اخلارجية‬ ‫فرانك ولتش�طاينماير إلس�رائيل‪ ،‬هذا األس�بوع‪ ،‬حيث‬ ‫نقل هذه الرس�الة بش�كل مباش�ر خالل اجتماعه بوزير‬ ‫اخلارجية اإلسرائيلي افيغدور ليبرمان‪.‬‬ ‫وبحسب «معاريف» ّ‬ ‫فإن الدبلوماسيني اإلسرائيليني‬ ‫أع�دّ وا خطة لبيع ه�ذه املنتجات اإلس�رائيلية‪ ،‬مؤكدين‬ ‫أنه�م يعتقدون ويعلمون بوجود الكثي�ر من دول العالم‬ ‫الت�ي حتتاج له�ذه البضائع وميكن أن تش�تريها بالفعل‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا‪ .‬علاوة على‬ ‫ألنه�ا تقدر قيم�ة هذه املنتج�ات‬ ‫ذل�ك‪ ،‬لفتت الصحيفة إل�ى ّأن ّ‬ ‫صناع الق�رار في تل أبيب‬ ‫يُ درك�ون متام اإلدراك ّأنه في حال فش�ل املفاوضات ّ‬ ‫فإن‬ ‫العالقات مع االحتاد األوروبي ستبدأ بالتدهور فورا‪.‬‬ ‫وتابع�ت الصحيفة ً‬ ‫نقال عن هؤالء املس�ؤولني قولهم‬ ‫ّ‬ ‫ّإنه�م يعلمون ّأن�ه في غضون عامين أو ثالثة فإن وضع‬ ‫الدولة العبريّ ة س�يكون مش�ابها لوضع جن�وب إفريقيا‬ ‫العنصري‪ ،‬وبالتال�ي ّ‬ ‫فإنها ميكن أن تواجه‬ ‫إبّ �ان احلكم‬ ‫ّ‬ ‫صعوب�ات مالي�ة‪ ،‬وال مف�ر م�ن البحث ع�ن العبني جدد‬ ‫لش�راء منتج�ات إس�رائيل وس�د الفراغ ال�ذي ميكن أن‬ ‫يحدث نتيجة أي مقاطعة غربية أو أوروبية‪.‬‬

‫■ بغ�داد ـ رويت�رز‪ :‬قال�ت الش�رطة العراقي�ة‬ ‫ومس�عفون انه عثر على جثث ‪ 14‬من رجال العشائر‬ ‫الس�نية ف�ي بس�تان نخي�ل بش�مالي بغ�داد مس�اء‬ ‫اخلمي�س‪ ،‬بعد يوم من خطفهم على أيدي أش�خاص‬ ‫يرت�دون مالب�س رج�ال األم�ن ف�ي مركب�ات ق�وات‬ ‫األمن‪.‬‬ ‫وخط�ف الرج�ال وجميعه�م ينتم�ون إل�ى عائلة‬ ‫البورداس أثن�اء حضورهم جنازة ببل�دة الطارمية‬ ‫الت�ي تق�ع عل�ى بع�د ‪ 25‬كيلومت�را ال�ى الش�مال من‬ ‫العاصمة العراقية‪ .‬وعندما سأل أقاربهم قوات األمن‬ ‫عما حدث لهم نفت القوات أية صلة لها باختفائهم‪.‬‬ ‫ول�م يتض�ح بع�د داف�ع القتل لك�ن مت اس�تهداف‬ ‫العش�ائر الس�نية املناهضة لتنظي�م القاعدة بنفس‬ ‫الطريقة في الطارمية من قبل‪ .‬وكان رجال العش�ائر‬ ‫في ميليش�يا مجال�س الصحوة قد س�اعدوا القوات‬ ‫األمريكي�ة عل�ى التغل�ب عل�ى مقاتل�ي القاع�دة من‬

‫مصر‪ :‬قوات االمن تقتل متظاهرين مؤيدين ملرسي‬

‫■ القاهرة ‪ -‬العريش‪ -‬وكاالت ‪ :‬قال مصدر أمني‬ ‫فج�روا اجلمعة‪ ،‬أنبوب�ا للغاز‪ ،‬جنوبي‬ ‫إن مجهولني ّ‬ ‫مدينة العريش‪ ،‬مركز محافظة ش�مال سيناء (شمال‬ ‫شرق مصر)‪.‬‬ ‫وأوض�ح املص�در أن‪ ‬األنب�وب ال�ذي مت تفجي�ره‬ ‫«هو‪ ‬أنب�وب متف�رع م�ن خ�ط ينق�ل الغاز م�ن مصر‬ ‫لألردن ويغذي مصنعني لإلسمنت»‪.‬‬ ‫وتعرض�ت خط�وط نق�ل الغ�از ف�ي س�يناء إل�ى‬ ‫ّ‬ ‫‪ 18‬تفجي�را من�ذ ان�دالع ث�ورة ‪ 25‬يناي�ر ‪ /‬كان�ون‬ ‫الثاني‪.2011 ‬‬ ‫م�ن جهة اخرى س�قط قتيلان ف�ي مواجهات بني‬ ‫ق�وات االم�ن املصري�ة وانص�ار الرئيس االسلامي‬ ‫املعزول محمد مرس�ي اجلمعة عش�ية اعالن النتائج‬

‫الدوحة ـ «القدس العربي»‬ ‫من سليمان حاج إبراهيم‪:‬‬ ‫حتاش��ى الش��يخ محم��د العريفي خ�لال خطبة‬ ‫اجلمعة في مس��جد اإلمام محمد ب��ن عبد الوهاب‪،‬‬ ‫في العاصمة القطرية الدوحة اخلوض في أحاديث‬ ‫السياسة‪ ،‬أو التطرق لقضايا الساعة‪ ،‬واملواقف من‬ ‫التط��ورات احلاصلة ف��ي كل من مصر أو س��وريا‪،‬‬ ‫مثلم��ا كان يتلهف وينتظر الكثي��ر من محبيه‪ .‬وركز‬ ‫الداعية الس��عودي في اخلطبة التي اس��تمرت نحو‬ ‫نصف س��اعة وحضرها أزيد م��ن ‪ 3000‬مصل على‬ ‫فضل ب��ر الوالدي��ن‪ ،‬وح��ث املصلني عل��ى االقتداء‬ ‫بتوجيه��ات الرس��ول محمد صلى الله عليه وس��لم‬ ‫باإلحسان إلى الوالدين وعدم العقوق بهما‪.‬‬ ‫واختتم الش��يخ محمد العريف��ي خطبته بالدعاء‬

‫الرسمية لالستفتاء على الدستور اجلديد‪.‬‬ ‫وقتل شاب في الثالثة والعشرين خالل صدامات‬ ‫بين املتظاهرين وق�وات االمن في الفي�وم‪ ،‬على بعد‬ ‫‪ 100‬كلم جنوب القاهرة‪ ،‬واصيب ثالثة بطلقات‪ .‬كما‬ ‫توفي شخص في القاهرة حسب وزارة الصحة‪.‬‬ ‫عل�ى صعيد آخر وافق�ت اجلمعي�ة العمومية غير‬ ‫العادي�ة لنقاب�ة املهندسين ف�ي مص�ر عل�ى س�حب‬ ‫الثق�ة من النقي�ب ماج�د خلوصي ومجل�س النقابة‬ ‫احملس�وبني على جماعة اإلخوان املس�لمني ‪ ،‬حسبما‬ ‫ذكر موق�ع التلفزيون املصري‪ .‬وبل�غ عدد املصوتني‬ ‫لصال�ح الق�رار عل�ى س�حب الثق�ة ‪ 8887‬صوتا‪ ،‬في‬ ‫مقابل ‪ 6886‬صوتوا بـ»ال» لعدم سحب الثقة‪ ،‬وبلغت‬ ‫األصوات الباطلة ‪.70‬‬

‫اردوغان ينفي تورط جنله بالل في فضيحة الفساد بتركيا‬ ‫■ اس�طنبول ‪ -‬أ ف ب‪ :‬نف�ى رئي�س ال�وزراء‬ ‫الترك�ي رج�ب طي�ب اردوغ�ان اجلمعة نفي�ا قاطعا‬ ‫االتهامات التي وجهت الى جنله االكبر بالل في اطار‬ ‫فضيحة الفساد التي تهز احلكومة التركية‪.‬‬ ‫وق�ال اردوغان ف�ي خط�اب القاه في اس�طنبول‬ ‫«ش�نت املعارض�ة في االون�ة االخيرة حملة تش�هير‬ ‫ض�د ابنائي‪ .‬ولتك�ن االم�ور واضح�ة ‪ :‬اذا كان احد‬ ‫ابنائ�ي متورطا في مث�ل هذه القضي�ة‪ ،‬لكنت تبرأت‬ ‫منه على الفور»‪.‬‬ ‫وبحس�ب الصحاف�ة التركية فان جن�ل اردوغان‬ ‫االكب�ر بلال‪ ،‬ه�و ضمن الئح�ة م�ن ‪ 30‬رج�ل اعمال‬ ‫ونائبا اس�تهدفتهم مذك�رة توقيف اصدره�ا النائب‬ ‫العام في اس�طنبول لكن الش�رطة القضائية رفضت‬ ‫تنفيذها‪ .‬ويش�تبه في قيام بالل اردوغان (‪ 34‬عاما)‬ ‫باستغالل النفوذ من خالل مؤسسة للتربية يترأسها‬

‫الداعية السعودي محمد العريفي يخطب في الدوحة ويتحاشى حديث السياسة‬ ‫إلى الش��عوب العربية ً‬ ‫قائال‪« :‬الله��م انصر إخواننا‬ ‫اجملاهدي��ن في س��بيلك ف��ي كل مكان‪ ،‬في س��وريا‬ ‫وفلس��طني» ث��م أض��اف قائ�لا‪« :‬الله��م رحم��اك‬ ‫بإخواننا ف��ي مصر والعراق واليمن»‪ ،‬ودعا باخلير‬ ‫للبلد الذي اس��تضافه قطر م��ن دون أن يتحدث عن‬ ‫أي موقف من النصرة ملن يريدها وألي طرف‪.‬‬ ‫الش��يخ العريفي ال��ذي تواترت أنب��اء عن فرض‬ ‫اإلقامة اجلبرية عليه في بلده السعودية منذ متوز‪/‬‬ ‫يولي��و ‪ 2013‬بس��بب م��ا وص��ف مبواقف��ه املؤيدة‬ ‫جلماعة اإلخوان املس��لمني‪ ،‬كان مقررا أن يزور قطر‬ ‫ف��ي تلك الفت��رة حلض��ور خـــتام مهرجان نس��ائم‬ ‫اخلي��ر قبل أن يعت��ذر للمنظم�ين‪ ،‬م��ن دون حتديد‬ ‫لألس��باب‪ .‬وكان��ت الدوحة اجلمع��ة أول وجهة له‬ ‫منذ ذلك التاريخ ولم تدم زيارته لها س��وى ساعات‬ ‫معدودة‪.‬‬ ‫وأث��ار الش��يخ العريف��ي مؤخ��را ج��دال واس��عا‬

‫ع�ام ‪ .2006‬وفي حادث آخر اخلميس قالت الش�رطة‬ ‫ان مفج�را انتحاري�ا هاج�م حاجز تفتيش يحرس�ه‬ ‫رجال قبائل س�نة مؤيدون للحكومة على مس�افة ‪25‬‬ ‫كيلومترا إلى الغرب من مدينة الفلوجة التي يسيطر‬ ‫عليها مس�لحون مم�ا ادى ال�ى مقتل ثالث�ة واصابة‬ ‫اثنين‪ .‬وزرع مهاجم�ون ايض�ا قناب�ل ح�ول مكت�ب‬ ‫رئي�س البلدية في الفلوجة مم�ا ادى لتدميره متاما‪.‬‬ ‫وذكرت الشرطة انه لم تقع خسائر بشرية ألن املبنى‬ ‫كان خاليا في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫وس�يطر مس�لحون مرتبط�ون بتنظي�م القاع�دة‬ ‫ويدعمهم رجال قبائل س�نة مع�ادون للحكومة التي‬ ‫يقوده�ا الش�يعة عل�ى الفلوجــــ�ة الواقع�ة عل�ى‬ ‫مس�افة ‪ 50‬كيلومت�را ال�ى الغ�رب من بغ�داد في أول‬ ‫كان�ون الثان�ي‪ /‬يناي�ر ويخوضـــ�ون مواجه�ة مع‬ ‫القوات العراقي�ة وحتاصر الدبابات املدينة منذ ذلك‬ ‫احلني‪.‬‬

‫نقابة املهندسني تسحب الثقة من مجلسها «االخواني»‬

‫في أول زيارة خارجية له منذ متوز ‪2013‬‬

‫يزور «السيدة األولى» في املشفى بعد محاولة «انتحار»‬

‫■ باري�س ـ وكاالت‪ :‬ذك�رت اجلمع�ة‬ ‫اجمللة الفرنس�ية التي حتدث�ت عن وجود‬ ‫عالق�ة عاطفي�ة مزعوم�ة بين الرئي�س‬ ‫الفرنس�ي فرانس�وا اوالند واملمثلة جولي‬ ‫غايي�ه‪ ،‬ان هذه القصة الغرامية قائمة منذ‬ ‫عامين‪ .‬وقدم�ت اجملل�ة تفاصي�ل جديدة‬ ‫حول العالقة من بينها ان القصة الغرامية‬ ‫«ليس�ت حديث�ة‪ ...‬امن�ا يرج�ع تاريخه�ا‬ ‫لعامين»‪ .‬وقالت «كل�وزر» ف�ي تقرير إنه‬ ‫جرى تقدمي غايي�ه (‪ 41‬عاما) الوالند (‪59‬‬ ‫عاما) بوصفه�ا واحدة م�ن املمثلني الذين‬ ‫دعم�وا روي�ال خلال محاولتها الفاش�لة‬ ‫لشغل منصب الرئيس عام ‪. 2007‬‬ ‫وأض�اف التقري�ر أن اوالن�د وغايي�ه‬

‫ايران‪ :‬في صعـــود أم ورطة غطـــرسة القوة؟ ‪19‬‬

‫في مواق��ع التواص��ل االجتماعي بع��د توالي أنباء‬ ‫وأخبار عن إرس��اله هدايا ملذيعات عربيات وفنانني‬ ‫وفنانات‪.‬‬ ‫وكان من بني الشخصيات التي اختارها العريفي‬ ‫اإلعالمي��ة األردني��ة عال الفارس‪ ،‬كم��ا تلقت املذيعة‬ ‫العراقية سهير القيسي هدية مماثلة عبارة عن كتب‬ ‫وعط��ر مع محاض��رات‪ ،‬وكتبت عل��ى صفحتها في‬ ‫ً‬ ‫«ش��كرا س��عدت بهديتكم اجلميلة‪ ،‬وسأقوم‬ ‫تويتر‪:‬‬ ‫بق��راءة كتب��ك‪ ..‬وفق��ك الل��ه ف��ي طري��ق اخلي��ر»‪.‬‬ ‫اجل��دل ال��ذي أثارت��ه هداي��ا العريفي جع��ل مكتبه‬ ‫ينش��ر توضيحا في صفحت��ه في موق��ع التواصل‬ ‫االجتماعي جاء فيه‪« :‬مكتب محبكم العريفي ُيرسل‬ ‫هدايا ملمثل�ين وممثالت ومغنني ومغنيات ومذيعني‬ ‫ومذيعات‪(..‬مصح��ف‪ +‬كتب ‪ +‬عطر‪ +‬محاضرات)‬ ‫«‪ ،‬مضيفا ‪ »:‬أش��كرهم لقبولها (الهدايا) ‪ ..‬أرس��لنا‬ ‫لـ‪100‬شخص حتى اآلن»‪.‬‬

‫ه�ي املؤسس�ة التركي�ة خلدم�ة الش�باب والتربية‪،‬‬ ‫بحسب ما اوردت الصحف التركية‪.‬‬ ‫واك�د وزي�ر العدل الترك�ي بكير ب�وزداغ اجلمعة‬ ‫م�ن جانبه عدم ص�دور اي مذك�رة توقيف ضد جنل‬ ‫رئي�س الوزراء‪ .‬وق�ال الوزير «اري�د التأكيد بانه لم‬ ‫تص�در اي مذك�رة توقي�ف وال امر اعتق�ال ضد بالل‬ ‫اردوغ�ان»‪ ،‬مضيفا ان «املعلومات التي اش�ارت الى‬ ‫ان�ه قد يك�ون غادر البلاد او مختفيا ال مت�ت للواقع‬ ‫بأي صلة»‪.‬‬ ‫ومنذ ‪ 17‬كانون االول‪/‬ديسمبر ‪ 2013‬مت استجواب‬ ‫او س�جن عش�رات من ارباب العمل ورج�ال االعمال‬ ‫والنواب الذي�ن يعتبرون مقربني من رئيس الوزراء‬ ‫ال�ذي يحك�م تركي�ا من�ذ ‪ ،2002‬التهامه�م باالحتيال‬ ‫وتبييض االموال والفساد‪.‬‬ ‫(تفاصيل ص ‪)2‬‬

‫الكويت‪ :‬اعتصام للبدون في «اجلهراء»‬ ‫للمطالبة بـ«حقوق طال انتظارها»‬

‫■ الكوي�ت ـ األناض�ول‪ :‬نف�ذ‬ ‫العش�رات من» الـب�دون» ف�ي الكويت‬ ‫ً‬ ‫اعتصاما عقب صالة اجلمعة في ساحة‬ ‫املس�جد الش�عبي مبحافظ�ة اجله�راء‬ ‫ش�مالي غ�رب العاصم�ة‪ ،‬دون حصول‬ ‫صدام�ات مع ق�وات األم�ن الت�ي كانت‬ ‫قريبة من املكان‪.‬‬ ‫وووق�ف العش�رات م�ن «الب�دون»‪،‬‬ ‫املعتصمني في س�احة املس�جد الشعبي‬ ‫ف�ي منطقة تيماء باجله�راء‪ ،‬قبل ّ‬ ‫تدخل‬ ‫مدي�ر أم�ن اجله�راء الل�واء ابراهي�م‬ ‫الط�راح‪ ،‬وطلب�ه فض االعتص�ام‪ ،‬وهو‬ ‫ما ح�دث دون حص�ول أي صدامات مع‬ ‫ق�وات األمن التي احتش�دت أمام مخفر‬ ‫ً‬ ‫حتسبا لالعتصام‪.‬‬ ‫تيماء‬ ‫وسلم املشاركون في االعتصام‪ ،‬كتاباً‬ ‫ّ‬ ‫تضم�ن مطالبتهم‬ ‫إل�ى الل�واء الط�راح ّ‬ ‫بتلبي�ة «حقوق ط�ال انتظاره�ا»‪ ،‬على‬ ‫حد قول بعضهم‪.‬‬

‫ويعيش ف�ي الكويت نح�و ‪ 100‬ألف‬ ‫ش�خص من فئة غير محددي اجلنس�ية‬ ‫وتطلق عليهم تس�مية «البدون»‪ ،‬بينما‬ ‫تقول احلكومة الكويتية أن اجلزء األكبر‬ ‫منه�م أخف�ى جنس�يته األصلي�ة بهدف‬ ‫احلصول على اجلنسية الكويتية‪.‬‬ ‫ومنح�ت احلكومة الكويتية منذ أكثر‬ ‫من ع�ام‪ ،‬محف�زات مل�ن يقر بجنس�يته‬ ‫احلقيقي�ة مث�ل احلص�ول عل�ى اإلقامة‬ ‫الدائمة في الكويت‪.‬‬ ‫وأح�رق أح�د الناش�طني «الب�دون»‬ ‫هوي�ة «اللجن�ة املركزي�ة للب�دون» في‬ ‫س�احة االعتصام قب�ل إنهائه�ا‪ ،‬مطالبا‬ ‫بسرعة حل قضيتهم‪ .‬و«اللجنة املركزية‬ ‫ً‬ ‫موكال‬ ‫للب�دون»‪ ،‬ه�ي جهة رس�مية كان‬ ‫ً‬ ‫إثباتا للش�خصية‬ ‫إليها إعط�اء البدون‬ ‫وانتهى دورها بإنشاء «اجلهاز املركزي‬ ‫ملعاجل�ة اوض�اع املقيمين بص�ورة غير‬ ‫قانونية» منذ سنتني‪.‬‬

‫■ االردن ‪ 600‬فلس ■ االمارات ‪ 5‬دراهم ■ البحرين ‪ 300‬فلس ■ تونس ‪ 1.50‬مليم ■ اجلزائر ‪ 90‬دينارا ■ السعودية ‪ 3‬رياالت ■ السودان ‪ 10‬دنانير ■ سورية ‪ 12‬ليرة ■ ُعمان ‪ 200‬بيزة ■ العراق ‪ 500‬فلس ■ قطر ‪ 4.5‬رياالت ■ الكويت ‪ 150‬فلسا ■ لبنان ‪ 1500‬ليرة ■ ليبيا ‪ 500‬درهم ■ مصر ‪ 1‬جنيه ■ املغرب ‪ 6‬دراهم ■ اليمن ‪ 50‬رياال‬ ‫‪Australia 1.50 A.Dr • Austria € 2 • Belgium € 2.50 • Cyprus € 1.71 • Denmark 12DKK • France € 2.50 • Germany € 2.50 • Greece € 2 • Italy € 2 • Netherlands € 2.50 • Spain € 2 • Sweden SK 17 • Malta € 1.89 • Switzerland 3.50 SF • Turkey 1.60 YTL • UK £1 • USA $ 3.00 (New York $2.50) • Can $2.50‬‬

‫‪Price‬‬ ‫‪List‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫‪2‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫البيت االبيض يكثف حملته السياسية لتطبيق اتفاق جنيف‬

‫اتفاق على زيارة املفتشني الدوليني ملنجم يورانيوم في إيران‬ ‫■ أنق�رة ‪ -‬رويت�رز‪ :‬ق�ال التلفزيون‬ ‫احلكوم�ي اإليران�ي اجلمعة إن مفتش�ي‬ ‫األمم املتح�دة النويني س�يزورون قريبا‬ ‫منجما ايراني�ا لليورانيوم ألول مرة منذ‬ ‫عام ‪ 2005‬في إطار اتفاق طهران على فتح‬ ‫برنامجها النووي املثير للجدل أمام مزيد‬ ‫من التفتيش‪.‬‬ ‫ونقل ع�ن بهروز كمالون�دي املتحدث‬ ‫باسم وكالة الطاقة الذرية اإليرانية قوله‬ ‫«استنادا إلى اتفاقنا مع الوكالة (الدولية‬ ‫للطاقة الذرية) س�يزور مفتش�وها منجم‬ ‫جاتشني في جنوب البالد يوم ‪ 29‬كانون‬ ‫الثاني‪ /‬يناير‪».‬‬ ‫واعلن املتحدث باسم املنظمة االيرانية‬ ‫للطاق�ة الذري�ة به�روز كم�ال ون�دي في‬ ‫تصريح لوكال�ة االنباء االيرانية اجلمعة‬ ‫ان املفتشين الدوليني س�يزورون منجم‬ ‫غاش�ن لليوراني�وم (جن�وب) ف�ي ‪29‬‬ ‫كانون الثاني‪ /‬يناير اجلاري‪.‬‬ ‫وقال كمال وندي ان «مفتش�ي الوكالة‬ ‫الدولي�ة للطاق�ة الذري�ة س�يأتون ال�ى‬ ‫طه�ران ف�ي ‪ 29‬كان�ون الثان�ي‪ /‬يناي�ر‬ ‫لزيارة منجم غاشن»‪.‬‬ ‫وتأت�ي زيارة هذا املنج�م الذي توقف‬ ‫تفتيش�ه منذ ‪ ،2005‬في اط�ار اتفاق ابرم‬ ‫في ‪ 11‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر بني طهران‬ ‫والوكال�ة الدولي�ة للطاق�ة الذري�ة حتى‬ ‫تتأك�د الوكال�ة م�ن الطبيع�ة الس�لمية‬ ‫احلصري�ة للبرنام�ج الن�ووي االيران�ي‬ ‫املثير للخالف‪.‬‬ ‫اال ان كم�ال ون�دي ق�ال ان «ج�دول‬ ‫اعم�ال املفاوض�ات بين اي�ران والوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية التي س�تجري في‬ ‫الثام�ن من ش�باط‪ /‬فبراير ح�ول تطبيق‬ ‫املرحل�ة الثاني�ة م�ن االتفاق‪ ،‬ل�م يتضح‬ ‫بع�د»‪ .‬وف�ي اط�ار املرحل�ة االول�ى م�ن‬ ‫االتف�اق‪ ،‬زار اثن�ان من مفتش�ي الوكالة‬ ‫الدولي�ة للطاق�ة الذري�ة مصن�ع اراك‬ ‫(وسط) النتاج املاء الثقيل في الثامن من‬ ‫كان�ون االول‪/‬ديس�مبر في املوقع نفس�ه‬ ‫ال�ذي تنوي ايران تش�غيل مفاع�ل باملاء‬ ‫الثقيل فيه اواخر ‪.2014‬‬ ‫وتعرب القوى العظمى عن هواجسها‬ ‫حيال ه�ذا املفاعل‪ ،‬ألنه س�يؤمن اليران‪،‬‬ ‫عل�ى رغ�م نفيه�ا‪ ،‬امكاني�ة اس�تخراج‬ ‫البلوتوني�وم ال�ذي ميك�ن معاجلت�ه‬

‫واستخدامه لبناء قنبلة ذرية‪.‬‬ ‫وق�د اجري�ت ه�ذه املفاوض�ات م�ع‬ ‫الوكال�ة الدولية للطاق�ة الذرية مبوازاة‬ ‫املفاوض�ات م�ع الق�وى العظم�ى الت�ي‬ ‫افضت في نهاية تش�رين الثاني‪/‬نوفمبر‬ ‫في جنيف الى اتفاق جتمد ايران مبوجبه‬ ‫ستة اشهر انش�طتها النووية احلساسة‬ ‫في مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية‪.‬‬ ‫ولم تعل�ق الوكالة الدولية التي تتخذ‬ ‫من فيين�ا مقرا لها على الف�ور‪ .‬وكانت قد‬ ‫أعرب�ت م�ن قبل ع�ن رغبته�ا ف�ي زيارة‬ ‫منجم جاتشين لليوراني�وم لتكون فهما‬ ‫أفضل عن البرنامج النووي اليران‪.‬‬ ‫ويش�تبه الغرب في أن إي�ران حتاول‬ ‫س�را تطوي�ر ق�درات عل�ى صنع سلاح‬ ‫ن�ووي حت�ت غط�اء برنام�ج للطاق�ة‬ ‫النووية لالس�تخدامات املدني�ة‪ .‬وتنفي‬ ‫اجلمهورية اإلسالمية ذلك‪.‬‬ ‫ووقع�ت إي�ران والوكال�ة الدولي�ة‬ ‫للطاق�ة الذرية اتفاق تعاون في تش�رين‬ ‫الثان�ي‪ /‬نوفمب�ر املاض�ي يح�دد س�ت‬ ‫خط�وات يتعين على إي�ران اتخاذها في‬ ‫األش�هر الثالثة املقبلة منه�ا توفير حرية‬ ‫الدخول ملنش�أتني مرتبطتين ببرنامجها‬ ‫النووي وتقدمي املعلومات املتعلقة بهما‪.‬‬ ‫واتف�اق إي�ران م�ع الوكال�ة التابع�ة‬ ‫للأمم املتح�دة منفصل عن اتف�اق مؤقت‬ ‫وقعت�ه يوم ‪ 24‬تش�رين الثان�ي‪ /‬نوفمبر‬ ‫م�ع القوى العاملية في جني�ف لكنه مكمل‬ ‫ل�ه‪ .‬ويقض�ي اتفاقها م�ع الق�وى العاملية‬ ‫بأن تقلص انش�طتها النووي�ة في مقابل‬ ‫تخفي�ف بع�ض العقوب�ات االقتصادي�ة‬ ‫املفروضة عليها‪ .‬ويبدأ تنفيذ االتفاق هذا‬ ‫يوم ‪ 20‬كانون الثاني‪ /‬يناير اجلاري‪.‬‬ ‫وقالت الوكالة يوم الثالثاء إن موعدا‬ ‫مق�ررا ي�وم ‪ 21‬كان�ون الثان�ي‪ /‬يناي�ر‬ ‫لالجتم�اع م�ع إي�ران لبح�ث خط�وات‬ ‫املتابع�ة إلتفاق االط�ار املوق�ع بينهما قد‬ ‫تأجل إلى الثامن من شباط‪ /‬فبراير‪.‬‬ ‫وتري�د الوكال�ة م�ن إيران أيض�ا الرد‬ ‫عل�ى معلوم�ات مخاب�رات تفي�د بأنه�ا‬ ‫أج�رت جت�ارب على س�بل تطوي�ر قنبلة‬ ‫نووي�ة‪ .‬وتق�ول طه�ران إن برنامجه�ا‬ ‫للطاقة النووية اغراضه سلمية فقط وان‬ ‫افتراضات اخملابرات الغربية التي تشير‬ ‫إلى غير ذلك ملفقة‪.‬‬

‫إل�ى ذل�ك‪ ،‬انطل�ق ف�ي العاصم�ة‬ ‫االيرانية طه�ران اجلمعة املؤمتر الدولي‬ ‫ال�ـ ‪ 27‬للوح�دة االسلامية‪ ،‬مبش�اركة‬ ‫حشد من املفكرين والشخصيات الدينية‬ ‫من أنح�اء العال�م‪ .‬وذكرت وكال�ة أنباء‬ ‫اجلمهوري�ة االسلامية(إرنا) أن املؤمتر‬ ‫الذي يستمر ثالثة أيام‪ ،‬يعقد حتت شعار‬ ‫«الق�رآن الك�رمي ودوره في وح�دة االمة‬ ‫االسلامية» تزامنا مع االحتفاالت باملولد‬ ‫النبوي الشريف ‪.‬‬ ‫وس�يتطرق املش�اركون ف�ي املؤمت�ر‬ ‫ال�ى مواضي�ع مختلف�ة‪ ،‬بينه�ا ض�رورة‬ ‫ً‬ ‫منطلقا‬ ‫العمل بالق�رآن الكرمي باعتب�اره‬ ‫لالخوة والوحدة االسلامية والس�لوك‬ ‫الوح�دوي ف�ي تعالي�م الق�رآن الك�رمي‬ ‫ومناه�ج التفس�ير ودوره�ا ف�ي وح�دة‬ ‫االم�ة االسلامية والعوام�ل النفس�ية‬ ‫والتوجه�ات غير االخالقي�ة ودورها في‬ ‫تفريق االمة االسالمية‪.‬‬ ‫وألق�ى الرئي�س اإليران�ي حس�ن‬ ‫روحاني‪ ،‬كلمة ش�دد فيها على أن «اتفاق‬ ‫جني�ف الن�ووي (بين طه�ران والق�وى‬ ‫الدولي�ة) أوض�ح للعالم أن اي�ران ليس‬ ‫لديه�ا م�ا تخفيه ف�ي املوض�وع النووي‪،‬‬ ‫وأنها ال تس�عى المتالك السلاح النووي‬ ‫احملرم»‪.‬‬ ‫وف�ي الس�ياق ذات�ه‪ ،‬كث�ف البي�ت‬ ‫االبي�ض اخلمي�س جه�وده لتبدي�د‬ ‫املعارض�ة السياس�ية لالتف�اق الن�ووي‬ ‫املب�رم م�ع اي�ران‪ ،‬م�ع اقتراح ش�خصية‬ ‫جمهوري�ة ناف�ذة تأخي�ر التصويت على‬ ‫العقوبات اجلديدة حتى متوز‪/‬يوليو‪.‬‬ ‫ونش�رت ادارة اوبام�ا تفاصي�ل‬ ‫ع�ن تطبي�ق االتف�اق ال�ذي يدخ�ل حيز‬ ‫التنفيذ االس�بوع املقبل‪ ،‬لتبديد شائعات‬ ‫حتدثت عن التوصل الى اتفاق س�ري مع‬ ‫اجلمهورية االسالمية‪.‬‬ ‫وعق�دت املس�ؤولة االمريكي�ة ع�ن‬ ‫املفاوض�ات النووي�ة وين�دي ش�رمان‬ ‫اجتماعا مغلقا مع االعضاء املش�ككني في‬ ‫مجل�س الش�يوخ ف�ي محاول�ة القناعهم‬ ‫بالتري�ث ف�ي ف�رض عقوب�ات جدي�دة‬ ‫يخشى البيت االبيض في ان تدفع ايران‬ ‫الى التخلي عن الدبلوماسية‪.‬‬ ‫وه�ذا الن�ص التقن�ي الذي اب�رم بني‬ ‫اي�ران وال�دول العظم�ى يض�ع ش�روط‬

‫االتفاق ال�ذي مت التوصل اليه في جنيف‬ ‫العام املاضي وس�يطبقه مس�ؤولون في‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪.‬‬ ‫ويتضم�ن الن�ص الئح�ة باملنش�آت‬ ‫النووي�ة االيراني�ة الت�ي س�تخضع‬ ‫للتفتيش وجدوال زمنيا لدخول املفتشني‬ ‫الدوليني اليها واخر لتسليم ايران سبعة‬ ‫مليارات دوالر اي ودائعها اجملمدة وذلك‬ ‫ف�ي اطار تخفيف العقوبات مقابل جتميد‬ ‫بعض عناصر برنامجها النووي‪.‬‬ ‫وق�ال املتحدث باس�م البي�ت االبيض‬ ‫ج�اي كارني انه مت تس�ليم كام�ل النص‬ ‫ال�ذي يح�دد للوكال�ة الدولي�ة للطاق�ة‬ ‫الذري�ة كيفي�ة تطبي�ق ه�ذا االتف�اق‬ ‫التاريخ�ي ال�ذي يدخل حي�ز التنفيذ في‬ ‫‪ 20‬كانون الثاني‪/‬يناير‪ ،‬لعدد محدود من‬ ‫النواب واملستشارين في الكونغرس‪.‬‬ ‫وح�ذر املعارض�ون لالتف�اق النووي‬ ‫املوق�ت بين اي�ران ودول مجموع�ة‬ ‫‪ 1+5‬م�ن ان�ه مت تق�دمي تن�ازالت كبي�رة‬ ‫مقاب�ل التنازالت البس�يطة الت�ي قدمتها‬ ‫اجلمهورية االسالمية‪.‬‬ ‫وفش�لت ش�رمان في اقن�اع االعضاء‬ ‫املشككني‪.‬‬ ‫وقال الس�ناتور اجلمهوري ليندس�ي‬ ‫غراه�ام «ف�ي الواق�ع انني اكثر تش�كيكا‬ ‫االن مما كنت عليه قبل االجتماع»‪.‬‬ ‫واملعس�كر املش�كك ف�ي االتف�اق‬ ‫ويش�مل اس�رائيل والعديد من املشرعني‬ ‫االمريكيين يؤك�د ان�ه ال يج�ب الس�ماح‬ ‫بتات�ا الي�ران بتخصي�ب اليورانيوم في‬ ‫االتفاق النهائي‪.‬‬ ‫اال ان اوبام�ا اكد من جهته ان مثل هذا‬ ‫االتف�اق املثال�ي «صع�ب املن�ال»‪ .‬ويريد‬ ‫اوبام�ا التوص�ل ال�ى اتفاق يضم�ن منع‬ ‫اي�ران م�ن الوصول ال�ى مرحل�ة تتمكن‬ ‫فيها من انتاج السالح الذري بسرعة‪.‬‬ ‫واملؤي�دون لهذه النظري�ة يقولون ان‬ ‫تش�ديد العقوبات عل�ى القط�اع النفطي‬ ‫االيران�ي والقطاع�ات االخ�رى س�يعزز‬ ‫ق�درات اوبام�ا التفاوضي�ة لك�ن البي�ت‬ ‫االبي�ض حذر م�ن ان العقوب�ات قد تدفع‬ ‫بالواليات املتحدة الى حرب محتملة‪.‬‬ ‫واملعس�كر املؤي�د للعقوب�ات ي�رى ان‬ ‫لدي�ه ‪ 59‬صوت�ا عل�ى االق�ل ف�ي مجلس‬ ‫الش�يوخ وغالبي�ة ف�ي مجل�س الن�واب‬

‫وزير اخلارجية االيراني محمد جواد ظريف خالل لقائه نظيره الروسي في موسكو‬ ‫وان�ه يقترب م�ن اكثرية الثلثين الالزمة‬ ‫لتجاوز فيتو اوباما‪.‬‬ ‫لك�ن من غي�ر الواضح بعد م�ا اذا كان‬ ‫زعي�م االغلبي�ة الدميقراطي�ة في مجلس‬ ‫الش�يوخ االمريك�ي ه�اري ريد س�يطرح‬ ‫العقوب�ات ف�ي اجمللس للتصوي�ت عليها‬ ‫حرصا منه لعدم احراج اوباما‪.‬‬ ‫واقت�رح الس�ناتور اجلمه�وري بوب‬ ‫كوركر تس�وية مش�يرا الى ان املسؤولني‬ ‫االمريكيين وافق�وا عل�ى عدم ف�رض اي‬ ‫عقوبات جديدة خالل فترة االتفاق‪.‬‬ ‫وقال «ملاذا ال نح�دد موعدا للتصويت‬ ‫ف�ي ‪ 21‬متوز‪/‬يولي�و‪ .‬وف�ي ح�ال ل�م يتم‬ ‫التوص�ل الى اتفاق نعتبره مرضيا فليتم‬

‫التطبيق في ذلك اجلمعة»‪.‬‬ ‫وتض�م مجموعة ‪ 1+5‬ال�دول اخلمس‬ ‫الدائم�ة العضوي�ة ف�ي مجل�س االم�ن‬ ‫(الوالي�ات املتح�دة وبريطانيا وفرنس�ا‬ ‫وروسيا والصني) واملانيا‪.‬‬ ‫واالتف�اق املرحل�ي املب�رم م�ع اي�ران‬ ‫س�يدخل حي�ز التنفي�ذ ف�ي ‪ 20‬كان�ون‬ ‫الثاني‪/‬يناير‪.‬‬ ‫وق�ال البيت االبيض «م�ع تطبيق هذا‬ ‫االتفاق لقد احرزنا تقدما ملموسا»‪.‬‬ ‫واض�اف «س�نركز االن عل�ى العم�ل‬ ‫الصع�ب للتوص�ل ال�ى قرار ش�امل يبدد‬ ‫قلقنا بشأن برنامج ايران النووي»‪.‬‬ ‫ونش�ر النص وس�ط تكهنات عن لقاء‬

‫الصني‪ :‬اعتقال معارض مسلم‬ ‫من «تركستان الشرقية» وتنديد دولي‬

‫غل‪ :‬التعديالت الدستورية مفتاح احلل في البالد‬

‫تركيا‪ :‬حملة تطهير قضائي جديدة وأوروبا قلقة‬ ‫■ مدن – وكاالت‪ :‬أطاحت احلكومة التركية مبمثلي ادعاء اخلميس‬ ‫‪ 16‬كان�ون الثان�ي‪ /‬يناي�ر مطلقة حمل�ة تطهير للقضاء ال�ذي يعتبره‬ ‫رئيس الوزراء طيب اردوغان متورطا في مؤامرة لتقويض نفوذه‪.‬‬ ‫ونقل�ت الس�لطات التركي�ة ع�ددا م�ن كب�ار ممثل�ي االدع�اء ف�ي‬ ‫اسطنبول من مناصبهم اجلمعة استمرارا حلملة تشنها احلكومة على‬ ‫جهاز القضاء بهدف كبح ما تعتبره حتقيقا مريبا في شبهات فساد‪.‬‬ ‫وق�ال اجمللس األعل�ى للقضاة وممثل�و االدعاء الذي يرأس�ه وزير‬ ‫العدل في بيان إن مدعي عام اس�طنبول وخمسة من نوابه من بني ‪20‬‬ ‫شخصا نقلوا من مواقعهم في إطار التغيير‪.‬‬ ‫وبين من ش�ملهم ه�ذا اإلجراء أيضا نائ�ب كبير املدعين في مدينة‬ ‫ازمي�ر التي جرت فيها اعتقاالت في حتقيق الفس�اد االس�بوع املاضي‬ ‫وق�اض في مدينة فان التي ش�نت فيها الش�رطة غارات هذا األس�بوع‬ ‫ضد من يشتبه في أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫وال يزال اردوغان أكثر الساس�ة االتراك شعبية لكن لم يتضح بعد‬ ‫م�دى تأثير االزمة احلالية في وقت يس�تمر فيه الصراع على الس�لطة‬ ‫ومع اقتراب االنتخابات احمللية في اذار‪ /‬مارس‪.‬‬ ‫وطلب اردوغان يوم األربعاء من سفرائه إبالغ احللفاء «باحلقيقة»‬ ‫املتمثلة حس�بما قال في أن حتقيق الفس�اد الذي يعصف ببالده ما هو‬ ‫إال نتيج�ة مؤامرة «غادرة» مدعومة من اخلارج لتقويض مكانة تركيا‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫كما رفض اردوغان بسخرية تعبيرات االحتاد االوروبي عن القلق‬ ‫بش�أن حتركات�ه لتش�ديد الس�يطرة على القض�اء الذي ي�راه احملور‬ ‫االساس�ي للمؤامرة‪ .‬ومن املقرر أن يزور إردوغان بروكس�ل االسبوع‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫وفي ‪ 17‬كانون االول‪ /‬ديس�مبر اعتقل عش�رات بينهم رجال اعمال‬ ‫مقرب�ون من احلكومة وثالثة من ابناء الوزراء وأصبح االمر أحد أكبر‬ ‫التحدي�ات الت�ي تواجه حك�م اردوغان املس�تمر من�ذ ‪ 11‬عاما واضر‬ ‫بصورة تركيا في اخلارج‪.‬‬ ‫وق�ال اردوغ�ان ان ساس�ة ووس�ائل اعلام داخلي�ة وخارجي�ة‬ ‫وممولني يتآمرون على املصالح التركية‪.‬‬

‫ولم تعلن تفاصيل مزاعم الفساد لكن يعتقد انها تتعلق مبشروعات‬ ‫انشائية وعقارية وجتارة تركيا في الذهب مع ايران‪.‬‬ ‫ويعتب�ر أنصار اردوغان حتقيقات الفس�اد ه�ذه مؤامرة إلضعافه‬ ‫دبره�ا رجل الدين التركي املقيم في الوالي�ات املتحدة فتح الله غولن‬ ‫وهو حليف س�ابق الردوغان لديه شبكة من املريدين تتمتع بنفوذ في‬ ‫جهازي الشرطة والقضاء‪.‬‬ ‫إلى ذلك أوضح الرئيس التركي «عبد الله غل»‪ ،‬أنه واثق بأن ممثلي‬ ‫الش�رعية الدميقراطي�ة التركية‪ ،‬احل�زب احلاكم وأح�زاب املعارضة‪،‬‬ ‫قادرون على الوصول إلى حل ملش�كلة التعديلات القانونية اخلاصة‬ ‫بقان�ون اجمللس األعلى للقضاة واملدعين العامني‪ ،‬من خالل اجللوس‬ ‫على مائدة احلوار واالتفاق على التعديالت الدستورية‪.‬‬ ‫جاء ذلك في معرض رد «غل»‪ ،‬على أس�ئلة الصحافيني‪ ،‬عقب أدائه‬ ‫لصلاة اجلمعة‪ ،‬في جامع «قلندر أوس�تو» القريب من قصر «طرابيه»‬ ‫ً‬ ‫مضيف�ا‪ ،‬أن البرملان التركي‬ ‫الرئاس�ي‪ ،‬في مدينة اس�طنبول التركية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫استقالال‬ ‫أجرى بعض الدراس�ات من أجل جعل القضاء في تركيا أكثر‬ ‫وحيادية‪ ،‬بعد النقاش�ات التي شهدتها األوساط القضائية في اآلونة‬ ‫قوي�ة في أقرب‬ ‫األخي�رة‪ ،‬وأن هدف�ه من كل ذلك‪ ،‬ه�و أن تخرج تركيا ّ‬ ‫وقت‪ ،‬وأن تعود إلى جدول أعمالها املعتادة‪.‬‬ ‫واكتس�بت تلك اإلصالح�ات أهميتها‪ ،‬في أعقاب أح�داث ‪ 17‬كانون‬ ‫األول‪ /‬ديس�مبر‪ ،‬حي�ث ُأ ُّتهم�ت جماع�ة «فت�ح الل�ه غول�ن» الدينية‪،‬‬ ‫ببن�اء تكتلات ضم�ن مؤسس�ات الدولة‪ ،‬لتخ�دم مصاحله�ا البعيدة‬ ‫ع�ن مصالح الدولة‪ ،‬وإصدار تعليم�ات ألتباعها ممن يتولون مناصب‬ ‫في س�لك األمن والنياب�ة العامة‪ ،‬للقيام بعملية اعتق�االت طالت أبناء‬ ‫بعض ال�وزراء وموظفني حكوميين‪ ،‬ورجال أعم�ال‪ ،‬بذريعة التورط‬ ‫ف�ي قضاي�ا فس�اد مالي‪ ،‬لتس�تغل اجلماع�ة تبع�ات تل�ك القضية في‬ ‫تقوي�ض وزعزع�ة أركان حكوم�ة ح�زب العدال�ة والتنمية‪ ،‬بحس�ب‬ ‫اتهام�ات أوس�اط سياس�ية وإعالمي�ة‪ .‬وكان رئيس ال�وزراء التركي‬ ‫«رجب طيب اردوغان»‪ ،‬أعرب عن اس�تعداد حكومته لسحب مشروع‬ ‫التعدي�ل القانوني املذكور‪ ،‬مقابل تعاون املعارضة مع احلزب احلاكم‪،‬‬ ‫في صياغة دستور جديد للبالد‪.‬‬

‫وفي الس�ياق ذاته‪ ،‬ح�ذر مفوض مجلس اوروبا حلقوق االنس�ان‬ ‫نيل�س مويزنكس احلكومة التركية االسلامية احملافظ�ة من محاولة‬ ‫«تس�ييس» القض�اء ف�ي بالده�ا‪ ،‬ف�ي س�ياق فضيح�ة الفس�اد غي�ر‬ ‫املسبوقة التي تتخبط فيها‪.‬‬ ‫وق�ال نيلس مويزنكس في حديث مع وكالة فرانس برس ان «احلد‬ ‫من استقالل القضاء سيشكل خطرا على واقعه ويقلل من ثقة اجلمهور‬ ‫ليس في املؤسس�ة القضائية فحس�ب بل في الدولة برمتها»‪ .‬واضاف‬ ‫ان «اي ضغ�ط ميارس على القضاء س�يكون خط�را على الدميقراطية‬ ‫التركية اي�ا تكن مبرراته»‪ .‬وبادر رئيس احلكومة التركية رجب طيب‬ ‫اردوغ�ان ال�ذي يواج�ه حتقيقا يطال العش�رات من مقربي�ه‪ ،‬بعملية‬ ‫تطهير غير مس�بوقة في جهازي الش�رطة والقضاء واطلق اصالحات‬ ‫قضائية تهدف الى تشديد الرقابة السياسية على القضاء‪.‬‬ ‫واضاف املفوض االوروبي املكلف النهوض بالدميقراطية واحترام‬ ‫حقوق االنس�ان ودولة القانون «اظن انه كي تستمر تركيا في احترام‬ ‫املعايي�ر الدولية ف�ي مجال حقوق االنس�ان‪ ،‬من الض�روري ان تعزز‬ ‫استقالل القضاء وحياديته وليس احلد منهما»‪.‬‬ ‫واض�اف ان «اي ق�رار يتخذه قضاء مس�يس س�يكون بالضرورة‬ ‫مشبوها»‪.‬‬ ‫واندلع اجلدل الذي اثاره نص االصالح القضائي اجلارية مناقشته‬ ‫منذ اسبوع امام احدى جلان البرملان التركي‪ ،‬عشية زيارة سيقوم بها‬ ‫اردوغان الى مقر االحتاد االوروبي في بروكسل‪.‬‬ ‫وي�رى القادة االت�راك ان ه�ذه الزيارة ستس�مح بحلحلة مس�ألة‬ ‫ترشيح تركيا الى االنضمام الى االحتاد االوروبي املتعثرة مفاوضاته‬ ‫منذ ثالث س�نوات‪ .‬لكن بعض املسؤولني االوروبيني حذروا انقرة من‬ ‫انعكاس�ات االزمة السياسية احلالية على «هذا الدفع اجلديد»‪ .‬وعلى‬ ‫غ�رار اخرين ش�دد مويزنك�س على ض�رورة احترام دول�ة القانون‪،‬‬ ‫الركيزة االساسية في كل مجتمع دميقراطي‪.‬‬ ‫ويه�دف مش�روع قان�ون احلكوم�ة التركي�ة ال�ى اصلاح اجمللس‬ ‫االعل�ى للقض�اء والقضاة لتع�ود الكلمة االخيرة الى وزي�ر العدل في‬ ‫تعيني القضاة الذي كانت هذه املؤسسة مكلفة به‪.‬‬

‫■ ش�انغاي – األناض�ول‪ :‬ألقت الس�لطات الصينية‬ ‫القب�ض عل�ى األكادمي�ي األويغ�وري‪ ،‬بروفيس�ور‬ ‫االقتصاد‪« ،‬إلهام توهتي»‪ ،‬من منزله في بكني‪ ،‬لالشتباه‬ ‫ف�ي انتهاكه للقوانني‪ ،‬دون اإلعالن عن تفاصيل متعلقة‬ ‫بطبيعة اجلرم الذي ارتكبه‪.‬‬ ‫وقام�ت ق�وة م�ن حوال�ي ‪ 30‬رج�ل ش�رطة‪ ،‬بإلق�اء‬ ‫القب�ض عل�ى توهتي م�ن منزله ف�ي بكني اجلمع�ة‪ ،‬كما‬ ‫مت�ت مص�ادرة جه�از الكومبيوتر اخلاص ب�ه‪ ،‬وهاتفه‬ ‫احملم�ول وعدد م�ن مقاالته‪ .‬وال يعرف حت�ى اآلن مكان‬ ‫احتجاز توهتي‪.‬‬ ‫ومت اإلعالن عن أن السلطات اخملتصة تقوم بالتعامل‬ ‫مع املوضوع في إطار القانون‪.‬‬ ‫ويعرف ع�ن توهتي انتق�اده لسياس�ات بكني جتاه‬ ‫إقلي�م س�ينجان‪ -‬أويغ�ور للحك�م الذاتي (تركس�تان‬ ‫الش�رقية)‪ ،‬الت�ي يطل�ق عليه�ا سياس�ة «االس�تقرار‬ ‫االجتماعي والسلام اجملتمعي»‪ .‬وكانت قوات األمن قد‬ ‫ً‬ ‫عاما‬ ‫ألقت القبض على البروفيسور البالغ من العمر ‪45‬‬ ‫عدة مرات‪ ،‬ومن ثم ُأطلق سراحه‪.‬‬ ‫يذكر أن سكان إقليم تركستان الشرقية ذي الغالبية‬ ‫املس�لمة‪ ،‬والذي تطلق عليه الصني اس�م « س�ينجان»‪،‬‬ ‫يطالبون باالس�تقالل عن الصني‪ ،‬الت�ي احتلت بالدهم‬ ‫قب�ل ‪ 64‬عاما‪ .‬وش�هد اإلقلي�م‪ ،‬الذي تعتب�ره الصني ذو‬ ‫قيم�ة اس�تراتيجية هام�ة‪ ،‬أعم�ال عنف دامي�ة منذ عام‬ ‫‪ 2009‬ف�ي عاصمة اإلقليم «أورومجي»‪ ،‬قتل فيها حوالي‬ ‫‪ 200‬ش�خص‪ ،‬وذلك حس�ب األرقام الرسمية‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫التاري�خ قامت القوات الصينية بنش�ر قواتها املس�لحة‬ ‫في املنطقة‪ ،‬الت�ي ارتفعت فيها حدة التوتر بني قوميتي‬

‫مقتل ثالثة في اشتباكات بني مسلحني واجليش اليمني في اجلنوب‬ ‫■ مدن – وكاالت‪ :‬قال�ت وكالة االنباء اليمنية‬ ‫(سبأ) إن ثالثة أشخاص قتلوا وأصيب اثنان في‬ ‫اش�تباكات بني مس�لحني وأفراد اجلي�ش اليمني‬ ‫في مدينة الضالع بجنوب البالد اجلمعة‪.‬‬ ‫وقالت س�لطات محلية ف�ي املنطقة إن جنديني‬ ‫قتلا بالرص�اص وأصي�ب ثال�ث‪ .‬وذك�ر ش�هود‬ ‫للوكال�ة أن أحد املارة قت�ل أيضا في تبادل اطالق‬ ‫النار واصيب آخر‪.‬‬ ‫وأشارت الوكالة إلى أن االشتباكات وقعت في‬ ‫سوق محلي‪ .‬ولم تتوفر تفاصيل أخرى‪.‬‬ ‫وق�ال ش�هود العي�ان‪ ،‬إن «عناص�ر اجلي�ش‬ ‫باش�رت في قصف عدد من أحياء مدينة الضالع‪،‬‬ ‫بعد هجوم ش�نه مس�لحون على موقع عسكري‪،‬‬ ‫شمالي املدينة‪ ،‬ما أسفر عن إصابة ‪ 7‬مواطنني»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووفق�ا لش�هود العي�ان‪ ،‬ف�إن «الهج�وم الذي‬ ‫تع�رض ل�ه املوق�ع العس�كري‪ ،‬أوق�ع قتيلين في‬ ‫صف�وف اجلي�ش»‪ ،‬وهو ما ل�م يتس�ن التأكد من‬ ‫صحت�ه‪ ،‬كم�ا ل�م يتس�ن احلص�ول عل�ى تعقيب‬ ‫فوري من قبل اجليش بشأن القصف‪.‬‬ ‫في هذه األثناء‪ ،‬قالت مصادر عسكرية‪ ،‬رفضت‬ ‫الكش�ف ع�ن هويته�ا‪ ،‬إن» مس�لحني هاجم�وا‬ ‫س�يارة عس�كرية كان�ت تنقل امل�اء ألح�د املواقع‬ ‫التابع�ة للواء ‪ 33‬مدرع ش�مال ش�رق الضالع‪ ،‬ما‬ ‫أدى إلى وقوع اش�تباكات بني الطرفني‪ ،‬تواصلت‬ ‫ً‬ ‫ظه�را بالتوقي�ت احمللي‬ ‫حت�ى الس�اعة الواحدة‬ ‫(‪10.00‬ت‪.‬غ)‪ ،‬دون أن تبلغ عن وقوع إصابات‪.‬‬ ‫وتش�هد الضال�ع مواجه�ات متقطع�ة بني قوة‬ ‫عس�كرية تتبع اللواء ‪ 33‬مدرع ومسلحني تابعني‬ ‫للحراك اجلنوبي املطالب باالنفصال‪.‬‬ ‫وتبن�ت مجموع�ة تطلق عل�ى نفس�ها «كتائب‬ ‫ش�هداء اجلنوب»‪ ،‬اإلثنين املاضي‪ ،‬مس�ؤوليتها‬

‫عن مهاجم�ة ثالثة من املواقع العس�كرية القريبة‬ ‫من الضالع‪.‬‬ ‫إلى ذلك فجر مسلحون قبليون اجلمعة أنبوب‬ ‫نفط مبحافظة شبوة بجنوب شرق اليمن‪.‬‬ ‫وقال مصدر أمني ميني «فجر مسلحون قبليون‬ ‫اجلمعة انب�وب النفط ف�ي منطقة حب�ان التابعة‬ ‫حملافظة شبوة ما أدى الى اشتعال النيران فيه»‪.‬‬ ‫وأض�اف املصدر ان اش�تباكات بني املس�لحني‬ ‫وق�وات األم�ن في املنطق�ة حت�ول دون قيام فرق‬ ‫الصيانة اصالح األنبوب‪.‬‬ ‫وه�ذه ه�ي امل�رة الرابع�ة الت�ي يفج�ر فيه�ا‬ ‫مس�لحون قبلي�ون خط�وط أنابي�ب النف�ط ف�ي‬ ‫املنطقة منذ بداية الشهر احلالي‪.‬‬ ‫وحس�ب تقديرات وزارة النفط اليمنية خس�ر‬ ‫اليم�ن نح�و ‪ 5‬ملي�ار دوالر عل�ى م�دى العامين‬ ‫املاضيين جراء الهجمات التي اس�تهدفت أنابيب‬ ‫النفط في احملافظات الرئيسة لتصديره ‪.‬‬ ‫وف�ي الس�ياق األمن�ي‪ ،‬قال�ت وزارة خارجية‬ ‫جنوب افريقيا اجلمعة إنها سترس�ل دبلوماس�يا‬ ‫ب�ارزا إل�ى اليم�ن للتف�اوض عل�ى حتري�ر اح�د‬ ‫مواطنيها يحتجزه مس�لحون عل�ى صلة بتنظيم‬ ‫القاعدة ويهددون بقتله في وقت قريب‪.‬‬ ‫واختط�ف مس�لحون بيي�ر كورك�ي وزوجت�ه‬ ‫يوالند ف�ي منتصف ع�ام ‪ 2013‬واحتجزوهما في‬ ‫منطق�ة جبلي�ة حت�ت س�يطرة رج�ال مليش�يات‬ ‫إسالميني في محافظة أبني اجلنوبية‪.‬‬ ‫وفي األس�بوع املاضي أطلق املس�لحون سراح‬ ‫يوالن�د بع�د وس�اطة رج�ال قبائ�ل لكنه�م أبقوا‬ ‫عل�ى زوجها‪ .‬واخلميس ذكرت وس�ائل إعالم في‬ ‫جن�وب افريقيا أن املس�لحني س�يعدمون كوركي‬ ‫خالل ‪ 24‬س�اعة إذا لم يتلقوا فدية قيمتها حوالي‬

‫الرهينة اجلنوب افريقية يوالندا كوركي‬ ‫اندالع الثورة الشعبية مطلع العام ‪ ،2011‬املطالبة‬ ‫بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح‪.‬‬ ‫وقام فايرستاين بالضغط على جميع األطراف‬ ‫السياس�ية اليمنية للقبول بالتس�وية السياسية‬ ‫وانتقال السلطة س�لميا‪ ،‬وفق آلية مزمنة حظيت‬ ‫بتواف�ق محل�ي ودع�م إقليم�ي ودول�ي‪ ،‬عب�ر ما‬ ‫يع�رف باملب�ادرة اخلليجي�ة وه�ي «اتفاقي�ة نقل‬ ‫السلطة»‪.‬‬

‫«الهان» الصيني�ة و»األويغور» التركي�ة‪ ،‬على األخص‬ ‫في مدن «أورومجي» و»كاش�غر» و»خنت» و»طورفان»‬ ‫التي يشكل فيها األتراك غالبية السكان‪.‬‬ ‫إلى ذلك أنتقدت الواليات املتحدة واالحتاد األوروبي‬ ‫وجماعة حقوقية دولية اجلمعة اعتقال الصني لعالم من‬ ‫عرقية الويغور منتقد للحكومة‪.‬‬ ‫وقال ماركوس ادرر ‪ ،‬مبع�وث االحتاد االوروبي إلى‬ ‫الصني‪ ،‬إن االحتاد األوروب�ي «يطلب معرفة االتهامات‬ ‫املوجهة إلى ألهام توهتي واطالع عائلته على مكانه»‪.‬‬ ‫وأضاف ادرر للصحافيني عندما س�ئل بشأن اعتقال‬ ‫توهت�ي ووالدته في منزله ببكين أن االحتاد األوروبي‬ ‫يريد م�ن الصني ان «توض�ح االتهامات وف�ي حال عدم‬ ‫اثبات االتهامات ‪ ،‬تطلق سراحه»‪.‬‬ ‫وق�ال مؤمت�ر الويغ�ور ومق�ره ميوني�خ إن�ه «يدين‬ ‫بش�دة االحتجاز التعس�في «لتوهتي ودع�ا إلى اطالق‬ ‫سراحه على الفور‪.‬‬ ‫وقال�ت رابي�ة قدي�ر‪ ،‬رئيس�ة اجملموع�ة املوج�ودة‬ ‫بأمريكا‪»:‬باعتباره ناشطا سلميا اقتصاديا واجتماعيا‬ ‫وثقافيا على االنترنت‪ ،‬لم يكن يش�كل أي تهديد للدولة‬ ‫الصينية‪ ،‬إال انه وجد نفسه محتجزا بشكل تعسفي»‪.‬‬ ‫وقال�ت املتحدث�ة باس�م وزارة اخلارجي�ة األمريكية‬ ‫جني س�اكي إن واش�نطن «قلقة للغاية» جراء التقارير‬ ‫التي تفيد باحتجاز الش�رطة لتوهتي وس�تة على األقل‬ ‫من طالبه في بكني ‪.‬‬ ‫يش�ار إل�ى ان توهت�ي اس�تاذ اقتص�اد ف�ي جامع�ة‬ ‫القوميات املركزية في بكني‪ .‬كما يدير موقع «اويغوربيز‬ ‫كوم» االلكتروني ‪.‬‬

‫عشرات اجلرحى في انفجار خالل تظاهرة‬ ‫مناهضة للحكومة في تايالند‬

‫مسلحون قبليون يفجرون أنبوب نفط مبحافظة شبوة‬

‫ثالثة ماليني دوالر‪.‬‬ ‫وقال�ت وزارة اخلارجية في بي�ان إن ابراهيم‬ ‫ابراهيم نائب وزير اخلارجية سيسافر إلى اليمن‬ ‫الجراء محادثات مع احلكوم�ة اليمنية «وأطراف‬ ‫فاعلة أخ�رى» ف�ي محاولة لتأمني إطالق س�راح‬ ‫كوركي‪.‬‬ ‫وأض�اف البي�ان «م�ن املأمول أن تس�فر زيارة‬ ‫نائ�ب وزي�ر اخلارجي�ة ابراهي�م إل�ى اليمن عن‬ ‫إطالق الس�راح الس�يد كوركي س�املا وف�ي أقرب‬ ‫وقت ممكن»‪.‬‬ ‫وتق�ول منظم�ة غي�ر حكومية كان�ت تتفاوض‬ ‫كذل�ك م�ع رج�ال املليش�يات إن الزوجين قب�ل‬ ‫احتجازهم�ا كانا يعمالن في التدري�س ملدة اربع‬ ‫س�نوات‪ .‬وكان اخلاطف�ون ف�ي ب�ادىء األم�ر‬ ‫يعتقدون أن الزوجني أمريكيان‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬أعلن البيت األبيض‪ ،‬اجلمعة‬ ‫‪ ،‬ترش�يح «ماثيو اتش تولر» لشغل منصب سفير‬ ‫الواليات املتحدة لدى اليمن‪.‬‬ ‫وحسب بيان أصدره‪ ،‬فإن البيت األبيض أعلن‬ ‫ترشيح تولير لشغل منصب السفير األمريكي في‬ ‫اليمن‪ ،‬وم�ن املتوقع أن يحصل عل�ى تزكية جلنة‬ ‫العالق�ات اخلارجي�ة ف�ي مجل�س الش�يوخ قبل‬ ‫اعتماده رسميا‪.‬‬ ‫وأنه�ى تولير عمله مؤخرا كس�فير لبالده لدى‬ ‫الكوي�ت‪ ،‬وتول�ى قبله�ا ف�ي واش�نطن ع�ددا من‬ ‫املناصب‪ ،‬أبرزها مسؤول مكتب الشؤون املصرية‬ ‫في وزارة اخلارجية األمريكية‪.‬‬ ‫وكان الس�فير األمريك�ي جيرال�د فايرس�تاين‬ ‫أنه�ى فترة عمل�ه س�فيرا للواليات املتح�دة لدى‬ ‫اليم�ن أواخ�ر ايلول‪ /‬س�بتمبر املاض�ي‪ ،‬وكان له‬ ‫دور ب�ارز في احتواء األزم�ة اليمنية الناجمة عن‬

‫وزي�ر اخلارجي�ة االمريك�ي ج�ون كيري‬ ‫الرئي�س االيران�ي حس�ن روحاني على‬ ‫هام�ش املنت�دى العاملي االقتص�ادي في‬ ‫دافوس االسبوع املقبل‪.‬‬ ‫واعلنت املتحدثة باسم البيت االبيض‬ ‫ج�ن بس�اكي ان�ه ل�ن يعل�ن ف�ي الوقت‬ ‫الراه�ن ع�ن لق�اءات لكنه�ا اش�ارت الى‬ ‫ان كيري س�يكون ف�ي دافوس في الوقت‬ ‫نفسه مع «مسؤولني ايرانيني»‪.‬‬ ‫ومبوج�ب االتف�اق س�توقف اي�ران‬ ‫تخصيب اليورانيوم بنسبة ‪ ٪20‬وتبدأ‬ ‫التخلص من مخزونها من هذه املادة‪.‬‬ ‫كما تعهدت ايران بعدم التخصيب في‬ ‫نص�ف اجه�زة الط�رد املركزي ف�ي نطنز‬

‫وثالث�ة ارب�اع ه�ذه االجهزة في منش�أة‬ ‫فوردو‪.‬‬ ‫وس�يخضع موقع�ا نطن�ز وف�وردو‬ ‫لعملي�ات تفتيش يومية من قبل مفتش�ي‬ ‫الوكال�ة الدولي�ة للطاقة الذري�ة بدال من‬ ‫كل بضعة اسابيع كما كان في املاضي‪.‬‬ ‫وس�يخضع مفاع�ل اراك لعملي�ات‬ ‫تفتي�ش ش�هرية م�ن وكال�ة الطاق�ة‪.‬‬ ‫وس�ترفع بعض العقوبات ع�ن ايران في‬ ‫اجلمعة االول من بدء تطبيق االتفاق‪.‬‬ ‫وم�ع ب�دء عملي�ات التفتيش م�ن قبل‬ ‫الوكال�ة الدولي�ة للطاق�ة الذرية س�تبدأ‬ ‫مجموع�ة ‪ 1+5‬برفع تدريج�ي للعقوبات‬ ‫عن ايران‪.‬‬

‫■ بانك�وك – ا ف ب‪ :‬اصي�ب حوال�ي‬ ‫ثالثني ش�خصا اجلمع�ة في بانك�وك في‬ ‫انفج�ار قنبلة خلال مس�يرة ملتظاهرين‬ ‫يطالب�ون برحي�ل احلكوم�ة التايالندية‬ ‫في أحدث فصول ازمة سياس�ية تتخللها‬ ‫اعم�ال عن�ف اودت بحي�اة ثماني�ة‬ ‫اشخاص حتى اآلن‪.‬‬ ‫وقال مس�اعد املتحدث باسم الشرطة‬ ‫الوطني�ة الكولوني�ل انوش�ا روميان�ان‬ ‫ان «القنبل�ة انفج�رت بعي�د الس�اعة‬ ‫‪ 6,00( 13,00‬ت�غ)» في الصفوف االمامية‬ ‫م�ن تظاه�رة كان يش�ارك فيها ثوس�يب‬ ‫ثاوغس�وبان الذي يقود احلركة املطالبة‬ ‫منذ ش�هرين باس�تقالة رئيس�ة الوزراء‬ ‫ينغلوك شيناواترا‪.‬‬ ‫وق�ال ناط�ق باس�م احلرك�ة اكان�ات‬ ‫برومف�ان ان «القنبلة انفج�رت على بعد‬ ‫حوالي ثالثني مترا عن ثوسيب وحراسه‬ ‫رافق�وه ف�ي طري�ق عودت�ه ال�ى حديقة‬ ‫لومبيني» احد املواقع التي حتتلها حركة‬ ‫االحتجاج منذ ايام‪.‬‬ ‫وذك�رت مس�ؤولة ف�ي مركز اي�راوان‬ ‫لالغاث�ة ان «اخر حصيل�ة تلقيناها تفيد‬ ‫باصاب�ة ‪ 28‬ش�خصا بج�روح» دون ان‬ ‫يك�ون بوس�عها تق�دمي ايضاح�ات حول‬ ‫خطورة االصابات‪.‬‬ ‫واكدت شبكة بلوس�كاي التلفزيونية‬ ‫املؤيدة للمتظاهرين والتي بثت مش�اهد‬ ‫لبقع دماء وس�يارات اسعاف واشخاص‬ ‫ممددي�ن عل�ى االرض‪ ،‬ان عبوة متفجرة‬ ‫القيت على التظاهرة‪.‬‬ ‫ومن�ذ بداي�ة االزم�ة السياس�ية التي‬ ‫اس�فرت ع�ن ثمانية قتلى خالل ش�هرين‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫ونص�ف الش�هر‪ ،‬اس�تهدفت مجموع�ة‬ ‫م�ن الهجم�ات الت�ي ش�نها اش�خاص لم‬ ‫تعرف هوياته�م معارضي احلكومة‪ .‬لكن‬ ‫عمليات اطالق النار او االنفجارات غالبا‬ ‫ما حتصل في الليل في مخيمات للحركة‪.‬‬ ‫والقيت هذا االس�بوع عب�وة متفجرة‬ ‫على منزل ميلكه رئيس الوزراء الس�ابق‬ ‫ابهيس�يت فيجاجيف�ا زعي�م املعارض�ة‬ ‫واصيب ش�خصان خالل اطالق نار على‬ ‫مخيم للمتظاهرين في وسط املدينة‪.‬‬ ‫ودائما ما يتهم قادة التحرك السلطات‬ ‫بالوقوف وراء هذه احلوادث‪.‬‬ ‫وبعي�د انفج�ار اجلمع�ة‪ ،‬س�ارع احد‬ ‫ق�ادة املتظاهرين س�اتيت ونغنونتايي‪،‬‬ ‫الى الق�ول على احدى الشاش�ات املثبتة‬ ‫ف�ي انح�اء املدين�ة‪« ،‬ينغل�وك ه�ي التي‬ ‫تتحمل املسؤولية»‪.‬‬ ‫واض�اف ان «حكوم�ة وينغل�وك‬ ‫واوغ�اد القمصان احلمر يقومون بأعمال‬ ‫العنف»‪.‬‬ ‫م�ن جهته�ا‪ ،‬نف�ت حرك�ة «القمص�ان‬ ‫احلمر» املؤيدة لثاكسني وقوفها خلف هذا‬ ‫الهجوم‪ .‬وقال املتحدث باسمها ثانافوتي‬ ‫ويش�ايديت ان «عناصر القمصان احلمر‬ ‫لم يتأثروا بالش�لل احلاصل في بانكوك‪،‬‬ ‫ورمبا فعل ذلك سكان تضرروا منه»‪.‬‬ ‫وق�ام عش�رات ان لم يك�ن مئات االف‬ ‫املتظاهرين االثنني بعملية «لشل احلركة»‬ ‫في بانكوك واحتلوا عددا من التقاطعات‬ ‫االستراتيجية للعاصمة‪.‬‬ ‫وكان�ت احلكوم�ة التايالندي�ة دع�ت‬ ‫اخلمي�س الى توقي�ف ق�ادة املتظاهرين‬ ‫الذي�ن اغلق�وا قس�ما من وس�ط بانكوك‬

‫ف�ي اطار عملية «ش�ل» العاصمة وهددوا‬ ‫«باس�ر» ينغلوك ش�يناواترا التي اعلنت‬ ‫اللجن�ة الوطني�ة ملكافح�ة الفس�اد فت�ح‬ ‫حتقي�ق معه�ا‪ .‬ويق�وم ع�دد م�ن ق�ادة‬ ‫التح�رك احلال�ي بالتنق�ل بحري�ة عل�ى‬ ‫رأس حش�ود عل�ى الرغ�م م�ن مذك�رات‬ ‫توقي�ف صدرت بحقه�م لدورهم في هذه‬ ‫االزمة التي قتل خاللها ثمانية اش�خاص‬ ‫حتى اآلن وجرح عديدون آخرون‪.‬‬ ‫واه�م ه�ؤالء الق�ادة س�وثيب‬ ‫ثوغس�وبان ال�ذي ص�درت بحق�ه مطلع‬ ‫كان�ون االول‪/‬ديس�مبر مذك�رة توقي�ف‬ ‫بتهمة العصيان لدوره في قمع التظاهرات‬ ‫املؤيدة لثاكسين ربيع ‪ 2010‬حيث س�قط‬ ‫تس�عون قتيال‪ ،‬عندم�ا كان في احلكومة‪.‬‬ ‫م�ن جهته�ا‪ ،‬دع�ت ينغل�وك ش�يناواترا‬ ‫االربعاء املتظاهرين الى القبول بتسوية‬ ‫االزم�ة السياس�ية املس�تمرة ع�ن طريق‬ ‫صناديق االقتراع‪.‬‬ ‫وعملي�ا‪ ،‬يري�د املتظاه�رون الذي�ن‬ ‫يغلقون منذ االثنني مفارق الطرق الكبرى‬ ‫ف�ي العاصم�ة التايالندي�ة التخلص مما‬ ‫يس�مونه «نظ�ام تاكسين» ش�يناواترا‬ ‫رئيس الوزراء الس�ابق وش�قيق رئيسة‬ ‫الوزراء احلالية‪.‬‬ ‫وما زال رئيس الوزراء الس�ابق الذي‬ ‫طرد على اثر انقالب عس�كري في ‪،2006‬‬ ‫وعلى الرغم من اقامته في اخلارج‪ ،‬عامل‬ ‫انقس�ام ف�ي البلاد بين س�كان االرياف‬ ‫واملدن احملرومني في شمال وشمال شرق‬ ‫البلاد من جه�ة ونخب بانك�وك القريبة‬ ‫م�ن القصر امللكي الذين يرون فيه تهديدا‬ ‫للملكية من جهة اخرى‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫اجلماعة دعت الى «اسبوع التصعيد الثوري»‬

‫مصر‪ :‬مقتل شخصني وإصابة ‪ 3‬في اشتباكات‬ ‫بني قوات األمن ومؤيدين لإلخوان في الفيوم‬ ‫■ القاه�رة ـ رويت�رز‪ :‬ق�ال مس�ؤول‬ ‫ومص�در طب�ي ان ش�خصني قتلا ف�ي‬ ‫اش�تباك اجلمعة بني قوات األمن املصرية‬ ‫ومتظاهرين مبدينة الفيوم جنوب غربي‬ ‫العاصمة‪.‬‬ ‫وق�ال وكي�ل وزارة الصح�ة ف�ي‬ ‫املدينة مدحت ش�كري لرويت�رز إن ثالثة‬ ‫أشخاص آخرين أصيبوا خالل االشتباك‬ ‫ال�ذي وق�ع عندم�ا تدخل�ت ق�وات األمن‬ ‫لفض مسيرة مؤيدة لإلخوان‪.‬‬ ‫وق�ال مص�در ف�ي مستش�فى الزهراء‬ ‫ال�ذي تس�لم جث�ة القتي�ل إن�ه قت�ل‬ ‫بالرصاص‪.‬‬ ‫وتنظ�م جماع�ة اإلخ�وان املس�لمني‬ ‫مس�يرات تق�ول احلكوم�ة إنه�ا تخال�ف‬ ‫قانونا صدر في تش�رين الثاني‪ /‬نوفمبر‬ ‫مين�ع التظاه�ر دون موافق�ة وزارة‬ ‫الداخلية‪.‬‬ ‫وق�ال ش�كري إن املصابني نقل�وا إلى‬ ‫مستش�فى خ�اص بالفي�وم وكذل�ك جثة‬ ‫القتي�ل ال�ذي ق�ال إن�ه يدعى أحم�د عبد‬ ‫العزيز (‪ 23‬عاما)‪.‬‬ ‫وق�ال ش�اهد عي�ان إن ق�وات األم�ن‬ ‫أطلق�ت قناب�ل الغ�از املس�يل للدم�وع‬ ‫عل�ى املش�اركني ف�ي املس�يرة وإن دوي‬ ‫طلق�ات خرطوش ورصاص س�مع خالل‬ ‫االشتباكات‪.‬‬ ‫ودع�ت جماعة اإلخوان املس�لمني إلى‬ ‫مظاهرات اجلمع�ة وباقي أيام األس�بوع‬ ‫أطلقت عليها «أسبوع التصعيد الثوري»‪.‬‬ ‫وتس�بق املظاه�رات الت�ي دع�ت إليه�ا‬ ‫اجلماعة الذكرى الثالثة لالنتفاضة التي‬ ‫اندلع�ت ي�وم ‪ 25‬كان�ون الثان�ي‪ /‬يناي�ر‬ ‫‪ 2011‬وأطاحت بالرئيس األسبق حسني‬ ‫مبارك‪.‬‬ ‫وتأتي الدعوة اجلديدة لالحتجاجات‬ ‫بع�د يومين م�ن إج�راء اس�تفتاء عل�ى‬ ‫تعديالت دستورية أجرتها احلكومة التي‬ ‫شكلها اجليش بعد عزل الرئيس السابق‬ ‫محمد مرس�ي املنتم�ي جلماع�ة اإلخوان‬ ‫ف�ي متوز‪ /‬يوليو عق�ب مظاهرات مناوئة‬ ‫للجماعة شارك فيها ماليني املصريني‪.‬‬ ‫وقال�ت مصادر محلي�ة أن قوات األمن‬ ‫فرق�ت بالغاز املس�يل للدم�وع تظاهرات‬ ‫ّ‬ ‫لتنظي�م اإلخ�وان مبناط�ق «الس�يوف»‬ ‫و«املن�درة»‪ ،‬و«العجم�ي» مبحافظ�ة‬ ‫األس�كندرية الس�احلية‪ ،‬و«الوليدي�ة»‬ ‫وأم�ام ف�رع جامع�ة األزه�ر مبحافظ�ة‬ ‫أس�يوط‪ ،‬و«فيص�ل» بالس�ويس‪ ،‬و«أبو‬

‫جانب من املواجهات في منطقة الف مسكن بالقاهرة اجلمعة‬ ‫املطامي�ر» و«حوش عيس�ى» بالبحيرة‪،‬‬ ‫ومدينة املنيا‪.‬‬ ‫وكان املئ�ات م�ن أعض�اء تنظي�م‬ ‫«اإلخ�وان املس�لمني» بالقاه�رة وع�دد‬ ‫من احملافظ�ات بدأوا‪ ،‬بع�د ظهر اجلمعة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫رفضا لإلس�تفتاء على مشروع‬ ‫تظاهرات‬ ‫الدس�تور املع�دل ال�ذي ُأج�ري يوم�ي‬ ‫الثالث�اء واألربع�اء املاضيين‪ ،‬معتبرين‬ ‫إياه «دستور اإلنقالب»‪.‬‬ ‫وانطل�ق مئ�ات م�ن املنتمين لتنظي�م‬ ‫«اإلخ�وان ولتي�ارات متش�ددة‪ ،‬من أمام‬ ‫عدد من املس�اجد ف�ي القاه�رة وعدد من‬ ‫احملافظ�ات‪ ،‬وقط�ع عش�رات م�ن طلاب‬ ‫اإلخوان بجامعة األزهر ش�ارع مصطفى‬ ‫النحاس الرئيس�ي مقابل مبنى اجلامعة‬ ‫بضاحي�ة مدين�ة نص�ر (ش�مال ش�رق‬ ‫القاهرة)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رفض�ا ملش�روع‬ ‫كم�ا تظاه�ر املئ�ات‬ ‫الدستور مبحافظات الس�ويس‪ ،‬واملنيا‪،‬‬ ‫وكفر الشيخ‪ ،‬واألسكندرية‪.‬‬ ‫وردَّ د املتظاه�رون هتاف�ات «باط�ل‬ ‫باطل‪ ..‬دستور العسكر باطل»‪ ،‬و«يسقط‬

‫دس�تور ال�دم»‪ ،‬ووجه�وا ش�تائم لقادة‬ ‫اجلي�ش والش�رطة واحلكوم�ة‪ ،‬فيم�ا‬ ‫ً‬ ‫صورا ملرس�ي القي�ادي في تنظيم‬ ‫حملوا‬ ‫اإلخوان وشعار «األصابع األربع» املعبّ ر‬ ‫عن أنصاره‪.‬‬ ‫وانتش�رت مجموع�ات م�ن ق�وات‬ ‫اجليش والش�رطة املصري�ة منذ الصباح‬ ‫مبحي�ط القص�ور الرئاس�ية واملق�ار‬ ‫احلكومي�ة الرئيس�ية بالقاهرة‪ ،‬خش�ية‬ ‫وق�وع مصادمات م�ع املتظاهري�ن الذين‬ ‫خرج�وا اس�تجابة لدع�وة «التحال�ف‬ ‫الوطني لدعم الشرعية ورفض اإلنقالب»‬ ‫ً‬ ‫رفضا ملا يصفونه بـ «دستور‬ ‫الى التظاهر‬ ‫اإلنقالبيني»‪.‬‬ ‫وكان ماليين املصريين ش�اركوا‬ ‫باإلستفتاء على مشروع الدستور املعدَّ ل‬ ‫يومي الثالثاء واألربع�اء املاضيني‪ ،‬فيما‬ ‫قاطع اإلس�تفتاء‪ ،‬الذي تشير التقديرات‬ ‫األولي�ة إل�ى أن نس�بة املوافقين علي�ه‬ ‫جت�اوزت ‪ ٪97‬م�ن املقترعين‪ ،‬كل م�ن‬ ‫تنظي�م اإلخ�وان واجلماع�ة اإلسلامية‬ ‫واجلبهة السلفية‪.‬‬

‫املتحدث العسكري املصري ‪ :‬تدمير ‪8‬‬ ‫أنفاق مع غزة خالل يومي االستفتاء‬ ‫■ القاهرة ‪ -‬د ب أ‪ :‬قال املتحدث العس��كري للقوات املسلحة املصرية اجلمعة‬ ‫إن قوات حرس احلدود متكنت خالل االس��تفتاء على مشروع الدستور في مصر‬ ‫يومي ‪ 14‬و‪ 15‬كانون ثاني‪ /‬يناير اجلاري‪ ،‬من اكتشاف ثمانية أنفاق للتهريب مع‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬وتدميرها‪.‬‬ ‫وبذلك يصل إجمالي االنفاق املكتشفة منذ األول من كانون ثاني‪ /‬يناير ‪2013‬‬ ‫حتى اآلن حلوالي ‪ 1115‬نفقا عبر احلدود مع القطاع‪.‬‬ ‫وأوض��ح املتحدث العقيد أحم��د محمد علي في صفحته عل��ى موقع التواصل‬ ‫االجتماع��ي «فيس��بوك»‪ ‬أن ذل��ك جاء ف��ي إطار قي��ام «عناصر ح��رس احلدود‬ ‫بدورها الوطني في تأمني حدود الدولة على كافة اإلجتاهات اإلستراتيجية»‪.‬‬ ‫وأض��اف انه عثر على مواد كانت معدة للتهريب إلى قطاع غزة‪ ،‬تش��مل «عربة‬ ‫و‪ 61‬جهاز استقبال و‪ 3‬درجات بخارية وكميات من قطع الغيار»‪.‬‬ ‫وفي س��ياق متصل ‪ ،‬أوضح املتحدث العس��كري أنه في نطاق اجليش الثالث‬ ‫امليدان��ي مت ضبط حوال��ي ‪ 8‬أطنان من نبات الباجنو اخمل��در و ‪ 100‬كيلو غرام من‬ ‫جوهر احلشيش اخملدر‪.‬‬ ‫كم��ا جرى ضبط خمس عربات محملة مبالي�ين األقراص من عقار الترامادول‬ ‫اخملدر و‪ 32‬كرتونة سجائر مسرطنة‪ ،‬عبر احلدود الغربية للبالد‪.‬‬

‫العراق‪ :‬مقتل ‪ 3‬من «الصحوة» في الرمادي‬ ‫و‪ 3‬في الفلوجة و‪ 6‬بهجمات منفصلة في عقوبة‬ ‫■ الرم�ادي ‪-‬أ ف ب‪ :‬قت�ل ثالث�ة‬ ‫من عناص�ر الصحوة واصيب خمس�ة‬ ‫اخ�رون ف�ي هج�وم انتح�اري بحزام‬ ‫ناسف اس�تهدف مساء اخلميس قوات‬ ‫الصح�وة ف�ي مدين�ة الرم�ادي غ�رب‬ ‫بغداد‪ ،‬حيث تدور اش�تباكات منذ اكثر‬ ‫من اس�بوعني‪ ،‬حس�بما اف�ادت مصادر‬ ‫رسمية اجلمعة‪.‬‬ ‫كما قتل ثالثة اش�خاص بينهم طفل‬ ‫واصيب ‪ 16‬بجروح جراء قصف مدينة‬ ‫الفلوجة مساء اخلميس‪.‬‬ ‫فف�ي الرم�ادي‪ ،‬ق�ال ضاب�ط ف�ي‬ ‫الش�رطة برتب�ة رائ�د ان «ثالث�ة م�ن‬ ‫عناص�ر الصح�وة قتل�وا واصي�ب‬ ‫خمس�ة من رفاقهم بج�روح في هجوم‬ ‫انتحاري بحزام ناسف استهدف قوات‬ ‫الصح�وة»‪ .‬واض�اف ان «الهجوم وقع‬ ‫حوال�ي الثامن�ة والنص�ف (‪ 17,30‬تغ‬ ‫اخلميس) واس�تهدف جتمع�ا لعناصر‬ ‫الصحوة في منطقة جويبة‪ ،‬في ش�رق‬ ‫الرمادي (‪ 100‬كلم غرب بغداد)»‪.‬‬ ‫واك�د الطبي�ب فائ�ز فيص�ل ف�ي‬ ‫مستشفى الرمادي حصيلة الضحايا‪.‬‬ ‫كما اشار الطبيب الى تلقي اثنني من‬ ‫اجلرحى‪ ،‬هم امرأة وطفل‪ ،‬اصيبا جراء‬ ‫اشتباكات مس�لحة وقعت ليلة اجلمعة‬ ‫في منطقة امللعب‪ ،‬في وسط الرمادي‪.‬‬ ‫ويس�يطر مس�لحون م�ن «الدول�ة‬

‫■ واش�نطن‪ -‬ي�و بي اي‪ :‬ذك�رت الوالي�ات املتحدة انها‬ ‫تنتظ�ر نتيجة االس�تفتاء على مش�روع الدس�تور املصري‪،‬‬ ‫مش�يرة إلى ان تقدمي مس�اعدات إلى مصر مرتبط بالتحقق‬ ‫من القيام بخطوات لدعم عملية االنتقال الدميقراطي‪.‬‬ ‫وس�ئلت املتحدث�ة باس�م وزارة اخلارجي�ة األمريكي�ة‪،‬‬ ‫جني بس�اكي‪ ،‬عن تعليق بشأن نتائج االستفتاء الذي تظهر‬ ‫التقارير األولية ان نسبة التصويت بـ»نعم» فاقت الـ‪،٪95‬‬ ‫فأجابت ان احلكومة املصرية لم تعلن عن نتيجة رسمية بعد‬ ‫«ل�ذا نحن نراقب عن كث�ب فيما يتم جم�ع النتائج‪ ،‬وننتظر‬ ‫االس�تماع إلى املراقبني املصريني والدوليني املستقلني حول‬ ‫املسائل التقنية واإلجرائية املرتبطة باالستفتاء»‪.‬‬ ‫لكن بس�اكي قالت «نحن ما زلنا قلقني بشدة من التقارير‬ ‫عن التوقيفات بدوافع سياسية واعتقال ناشطني سياسيني‪،‬‬ ‫ومتظاهري�ن مس�املني وصحافيين ف�ي مصر‪ ،‬ونس�تمر في‬ ‫دع�وة احلكومة لضمان احترام حقوق االنس�ان والس�ماح‬ ‫بجو يعبر فيه كل املصريني عن حقوقهم وحرياتهم العاملية»‪.‬‬ ‫وأضاف�ت ان «لدى احلكومة املصري�ة فرصة مهمة‪ ..‬ونحثها‬

‫بغداد ‪ -‬من الكسندر جاديش‪:‬‬ ‫بعد عش�ر س�نوات من الغزو االمريكي للعراق عام‬ ‫‪ 2003‬وموج�ة نه�ب عمت بغ�داد بعده يس�تعد املتحف‬ ‫الوطن�ي العراقي لعرض مقتنيات�ه الثمينة حلضارة ما‬ ‫بني النهرين أمام اجلمهور حتى رغم فقد االالف منها‪.‬‬ ‫ويش�به البع�ض نه�ب املتحف حت�ت أعين القوات‬ ‫االمريكية في العراق بتدمير املغول للمكتبة الكبيرة في‬ ‫بغ�داد عام ‪ .1258‬ولم يأبه وزير الدفاع االمريكي آنذاك‬ ‫دونالد رامس�فيلد باالمر وعلق بقوله «مثل هذه االمور‬ ‫حتدث»‪.‬‬ ‫لك�ن إذا كان الكثي�ر م�ن العراقيين ال يزالون يرون‬ ‫ف�ي نهب املتحف رمزا لال مباالة واالس�تعالء من جانب‬ ‫األمريكيين ف�إن حالة املتح�ف احلالية تس�لط الضوء‬ ‫على سمات تش�وب العراق منذ الغزو مثل اراقة الدماء‬ ‫والنزاع السياسي واخللل البيروقراطي‪.‬‬ ‫ويأم�ل العامل�ون ف�ي املتح�ف أن يع�ود يوم�ا رمزا‬ ‫الجن�ازات الع�راق ال�ذي كان ف�ي قل�ب احلض�ارة‬ ‫االنسانية‪.‬‬ ‫وقالت ش�يماء عبد القادر وهي مرشدة سياسية في‬ ‫املتحف «يعرض املتحف االن بعض القطع االثرية التي‬ ‫مت اس�تعادتها وترميمه�ا‪ .‬من املنظ�ور التاريخي وفيما‬ ‫يتعلق بالترميم فإن األم�ر جيد جدا واملقتنيات جاهزة‬ ‫للعرض»‪.‬‬

‫وأضاف�ت أن املتح�ف مفت�وح اآلن أم�ام الزائري�ن‬ ‫الذين يحملون تراخيص خاصة ‪ -‬وأغلبهم من الطالب‬ ‫واملس�ؤولني والش�خصيات االجنبي�ة الب�ارزة‪ -‬لكنه‬ ‫ل�ن يفتح أبواب�ه للجمهور قبل ش�باط‪ /‬فبراير أو اذار‪/‬‬ ‫مارس حسب سير جهود الترميم‪.‬‬ ‫وكان نهب املتحف ال�ذي تضم مجموعته قطعا فنية‬ ‫تعود حلض�ارة ما بني النهرين أي قبل أكثر من خمس�ة‬ ‫آالف س�نة من أكث�ر املوضوعات املؤملة ف�ي الفترة التي‬ ‫تلت الغزو مباشرة‪.‬‬ ‫وقام الناهبون بتجريد قاعات وصناديق عرض من‬ ‫متاثيل ومتائم وعمالت وأقفال أثرية ال تقدر بثمن‪.‬‬ ‫والي�وم هناك س�بعة أجنح�ة فقط مفتوح�ة من بني‬ ‫أجنحة املتحف البالغ عددها ‪ 23‬جناحا‪ .‬وتنتشر رائحة‬ ‫العفن في بعض أجزائه وال تنيره سوى مصابيح معتمة‬ ‫قدمية‪ .‬وتقتصر معظم الالفتات في املعرض على أوراق‬ ‫مطبوعة حافلة باالخطاء االمالئية‪.‬‬ ‫وخ�ارج أس�وار املتح�ف تق�ع ح�وادث اطلاق ن�ار‬ ‫وتفجي�ر س�يارات ملغوم�ة وهجمات انتحاري�ة يوميا‬ ‫تقريب�ا وتكاف�ح احلكوم�ة مس�لحني مرتبطين بتنظيم‬ ‫القاعدة في محافظة االنبار بالغرب‪.‬‬ ‫وق�ال موظف�ون ل�م يثنه�م كل ه�ذا ع�ن العم�ل إن‬ ‫مس�ؤولي املتحف يعمل�ون على إضافة قاعة اس�تقبال‬ ‫وتركيب شاشات الكترونية وترميم آثار متضررة‪.‬‬ ‫وقال عامل كان يزيل التراب عن قطعة أثرية خشبية‬

‫بعد نبوءة بسقوطه أمام مظاهرات شعبية واسعة وأعمال عنف‬

‫مصير نظام البشير‪« ...‬مصيدة» املنجمني وأبراجهم في ‪2014‬‬ ‫اخلرطوم – األناضول‪:‬‬ ‫مبالمح غير مكترثة‪ ،‬وكلمات مقتضبة‪ ،‬قال‬ ‫الشاب الس�وداني أحمد املاحي‪ ،‬العاطل عن‬ ‫العم�ل من�ذ تخرجه قب�ل ‪ 4‬أعوام‪« :‬لألس�ف‬ ‫عن�د نهاي�ة الع�ام س�يتأكد لن�ا م�رة أخ�رى‬ ‫أن نظ�ام البش�ير ه�و مصي�دة املنجمين‬ ‫وأبراجه�م»‪ ،‬وهي العب�ارة التي ج�اءت ً‬ ‫ردا‬ ‫على توقع الفلكي املصري محمد فرعون خلع‬ ‫السودانيني‪ ‬للرئيس عمر البشير في ‪. 2014‬‬ ‫ومع إطالة س�نني حكمه الت�ي قاربت ربع‬ ‫قرن‪ ،‬وتصدر بالده لقائمة البلدان املرش�حة‬ ‫لاللتح�اق بالربي�ع العربي‪ ،‬مل�ا تواجه�ه من‬ ‫أزمات مس�تفحلة‪ ،‬بات موعد تنحي البش�ير‬ ‫أو إزاحته عن الس�لطة مادة خصبة للعرافني‬ ‫داخ�ل الس�ودان وخارج�ه ف�ي الس�نوات‬ ‫األخي�رة‪ ،‬كان آخره�ا نب�وءة م�ن يع�رف‬ ‫بـ»فرعون»‪.‬‬ ‫في منت توقعاته للعام اجلديد‪ ،‬قال فرعون‬ ‫الذي حتظ�ى تنبؤات�ه بتداول واسع‪ ‬وس�ط‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا في مواقع التواصل‬ ‫الس�ودانيني‪،‬‬ ‫االجتماعي‪ ،‬إن «السودان سيشهد مظاهرات‬ ‫حاش�دة تطيح بالبش�ير مع عمليات إرهابية‬ ‫وتفجيرات تأكل األخضر واليابس»‪.‬‬ ‫وتناول جل املدونني‪ ‬ف�ي مواقع التواصل‬ ‫اإلجتماع�ي توقع�ات فرعون بخلي�ط ما بني‬ ‫«الس�خرية»‪ ،‬و»األمنيات» حس�ب م�ا دونه‬ ‫عب�اس أحم�د الذي كت�ب عل�ى صفحته على‬ ‫موق�ع (فيس�بوك) «ك�ذب املنجم�ون ول�و‬ ‫صدقوا‪ ،‬وم�ع ذل�ك نحت�اج ألن نص�دق ه�ذا‬ ‫الفرعون فيما قاله عن‪(....‬البشير)»‪.‬‬

‫بينم�ا كت�ب نعم�ان غزال�ي عل�ى موق�ع‬ ‫(الفيس�وك)‪« ‬أمتنى ذل�ك دون تفجي�رات»‪،‬‬ ‫فيما‪ ‬كتب�ت ش�مائل النور‪ ،‬وه�ي صحافي�ة‬ ‫س�ودانية‪ ،‬على املوقع نفس�ه‪« ‬هذا تس�ييس‬ ‫لعلم الفلك»‪.‬‬ ‫ويب�دو أن البع�ض ذهب�ت ب�ه نظري�ة‬ ‫ً‬ ‫بعي�دا‪ ،‬حي�ث كت�ب ضي�اء بابك�ر‬ ‫املؤام�رة‬ ‫(أحد املعلقني على الفيس�بوك)‪« ‬هذه ليست‬ ‫توقعات بل تسريبات مخابراتية عظمى»‪.‬‬ ‫وق�ال أحم�د املاحي وه�و خري�ج جامعي‬ ‫عاطل ع�ن العم�ل‪« :‬الناس يعرف�ون أن هذه‬ ‫التوقع�ات مج�رد مس�خرة‪ ،‬لكنهم يتعاطون‬ ‫معه�ا حلاجتهم‪ ‬ألي ش�يء مينحه�م األمل في‬ ‫مس�تقبل أفضل بعدما فقدوا األمل في أحزاب‬ ‫املعارضة‪ ،‬أو إصالح داخلي للنظام»‪.‬‬ ‫وأضاف املاحي‪ « :‬لألسف عند نهاية العام‬ ‫س�يتأكد لنا مرة أخ�رى أن نظام البش�ير هو‬ ‫مصيدة املنجمني وأبراجهم ‪...‬إسقاط حكومة‬ ‫البش�ير يحت�اج لعم�ل ف�ي األرض‪ ‬ولي�س‬ ‫أمنيات متطايرة من زحل واملشتري»‪.‬‬ ‫ومن بين الفلكيين الذين تنب�أوا بإزاحة‬ ‫البش�ير الفلك�ي اللبنان�ي ميش�يل حاي�ك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫طبقا‪ ‬مل�ا ذك�ره ع�ن توقعاته للنص�ف الثاني‬ ‫م�ن ‪ . 2013‬وربطا للواقعة بالعرافني احملليني‬ ‫كتب ع�وض غف�ران «توقع�ات مثل‪ ‬توقعات‬ ‫بله الغائب»‪.‬‬ ‫وبل�ه الغائ�ب‪ ،‬م�ن أش�هر العرافين‬ ‫الس�ودانيني‪ ،‬يع�رف نفس�ه كش�يخ‬ ‫صوفي‪ ،‬بينما يرى كثي�رون أنه مجرد دجال‬ ‫ومش�عوذ لم تتحقق أي م�ن تنبؤاته‪ ،‬والتي‬ ‫ً‬ ‫غالب�ا م�ا تأت�ي ع�ن أح�داث سياس�ية‪ ،‬كان‬

‫آخره�ا تصريح�ه لصحيف�ة الس�وداني‬ ‫احمللية في تش�رين ثاني‪ /‬نوفمبر املاضي‪ ،‬أن‬ ‫«البشير سيحكم ‪ 31‬سنة و‪ 25‬يوما»‪ ‬ما يعني‬ ‫أنه سيحكم حتى متوز‪ /‬متوز ‪.2020‬‬ ‫وق�ال بل�ه‪ ،‬إن «البش�ير ال�ذي واج�ه في‬ ‫أيل�ول‪ /‬س�بتمبر املاض�ي أق�وى احتجاجات‬ ‫ش�عبية من�ذ وصول�ه للس�لطة بس�بب‬ ‫خط�ة تقش�ف حكومي�ة خلف�ت عش�رات‬ ‫القتلى‪ ،‬سيترش�ح لالنتخاب�ات املق�رر له�ا‬ ‫‪ 2015‬رغم إعالنه أنه لن يترشح مجددا»‪.‬‬ ‫ومنذ عامني أعلن البش�ير أكثر من مرة أنه‬ ‫ً‬ ‫مجددا‪ ،‬وهو ما اعتبره معارضوه‬ ‫لن يترشح‬ ‫محاول�ة لاللتف�اف عل�ى انتق�ال الربي�ع‬ ‫العرب�ي إلى بالده واحلد من تنامي الس�خط‬ ‫الشعبي‪.‬‬ ‫ومن أشهر رس�وم الكاركتير التي نشرتها‬ ‫الصح�ف الس�ودانية‪ ،‬كاركتير ملواط�ن‬ ‫عاط�ل يس�أل إم�رأة عراف�ة ع�ن س�نني حكم‬ ‫البش�ير‪ ،‬فأخبرته أن سنني حكمه تتكون من‬ ‫رقمين هما ‪ 1‬و ‪ ،6‬لكنها ال تعرف أيهما باليمني‬ ‫وأيهما باليس�ار ما يعني ضمنيا أنه س�يحكم‬ ‫‪ 61‬عاما‪.‬‬ ‫ووص�ل البش�ير للس�لطة ف�ي ‪ 1989‬عب�ر‬ ‫انقلاب عس�كري نفذت�ه احلركة اإلسلامية‬ ‫الت�ي ينظ�ر له�ا كامت�داد جلماع�ة اإلخ�وان‬ ‫املس�لمني ف�ي مصر‪ ،‬رغ�م متتعه�ا بق�در م�ن‬ ‫االس�تقاللية التنظيمي�ة‪ ،‬أس�س له�ا زعيمها‬ ‫حس�ن التراب�ي ال�ذي أطاح ب�ه البش�ير من‬ ‫الس�لطة في ‪ 1999‬مبعاونة قيادات إسلامية‬ ‫المعة‪ .‬ويعتقد على نطاق واس�ع أن البش�ير‬ ‫عم�ل منذ إطاحت�ه بالترابي ال�ذي كان ينظر‬

‫ل�ه كرئي�س فعل�ي للبالد م�ن خلف الس�تار‬ ‫إل�ى تكريس كل الس�لطات ف�ي يده‪ ،‬وإحكام‬ ‫س�يطرته عل�ى احلرك�ة اإلسلامية‪ ،‬وحزب‬ ‫املؤمتر الوطني احلاكم املنبثق عنها‪.‬‬ ‫ورغم التحاقه بتنظيم اإلسالميني السري‬ ‫في اجليش الس�وداني منذ وقت مبكر‪ ،‬إال‪ ‬أن‬ ‫البش�ير وه�و برتب�ة مش�ير ينظر ل�ه كزعيم‬ ‫لتحالف اإلسلاميني مع املؤسسة العسكرية‬ ‫أكثر من كونه كإسالمي‪.‬‬ ‫ويته�م إسلاميون قدام�ى البش�ير‪،‬‬ ‫بتدجين (محاول�ة الس�يطرة عل�ى) احلركة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬باس�تحداث هيئ�ة قيادي�ة علي�ا‬ ‫للحرك�ة برئاس�ته إلح�كام س�يطرته عليه�ا‬ ‫خلال املؤمت�ر الع�ام ال�ذي عقد في تش�رين‬ ‫الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ 2012‬وكان واحدا من أسباب‬ ‫انش�قاق قي�ادات ف�ي تش�رين أول‪ /‬اكتوب�ر‬ ‫املاضي بقيادة غازي صالح الدين‪.‬‬ ‫وف�ي كانون أول‪ /‬ديس�مبر املاضي أجرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وزاريا غير مسبوق أطاح فيه‬ ‫تعديال‬ ‫البشير‬ ‫بكبار معاونيه من اإلسالميني الذين انحازوا‬ ‫له في صراعه مع الترابي‪ ،‬أبرزهم نائبه علي‬ ‫عثمان‪ ،‬ومساعده نافع علي نافع‪ ،‬والرجالن‬ ‫ً‬ ‫نف�وذا ف�ي احلرك�ة اإلسلامية‬ ‫هم�ا األكث�ر‬ ‫وحزبها احلاكم والدولة‪.‬‬ ‫وأرجع خبراء اخلطوة إلى س�عي البشير‬ ‫إل�ى إبعاد الوجوه القوية املنافس�ة له‪ ،‬حتى‬ ‫يتس�نى ل�ه الترش�ح مج�ددا بإس�م احل�زب‬ ‫احلاك�م م�ن خلال املؤمت�ر الع�ام احمل�دد له‬ ‫تشرين ثاني‪ /‬نوفمبر‪ ‬املقبل‪.‬‬ ‫ويواج�ه نظ�ام البش�ير أزم�ة اقتصادية‬ ‫طاحن�ة من�ذ انفص�ال جن�وب الس�ودان في‬

‫‪ ،2011‬واس�تحواذه عل�ى ‪ 75‬م�ن حق�ول‬ ‫النف�ط الت�ي كانت متث�ل أكثر م�ن ‪ ٪ 50‬من‬ ‫اإليرادات العامة للس�ودان‪ .‬وما يفاقم األزمة‬ ‫االقتصادية الكلفة العسكرية الباهظة‪ ،‬حيث‬ ‫يح�ارب اجلي�ش حتالف�ا يض�م ‪ 4‬ح�ركات‬ ‫متم�ردة في ثالث جبهات قتالية أبرزها إقليم‬ ‫دارفور غربي البالد‪.‬‬ ‫وتسبب نزاع دارفور املندلع منذ ‪ 2003‬في‬ ‫إص�دار احملكمة اجلنائي�ة الدولية ف�ي العام‬ ‫‪ 2009‬مذك�رة اعتق�ال بح�ق البش�ير‪ ،‬بتهمة‬ ‫ارت�كاب جرائ�م حرب‪ ،‬وجرائ�م ض�د‬ ‫اإلنس�انية‪ ،‬قبل أن تضي�ف لها تهم�ة اإلبادة‬ ‫اجلماعية في العام التالي‪.‬‬ ‫ويرف�ض البش�ير االعت�راف باحملكم�ة‬ ‫ويق�ول إنه�ا «أداة اس�تعمارية موجه�ة ضد‬ ‫بالده واألفارقة»‪.‬‬ ‫ويواجه البشير عزلة دولية حيث تفرض‬ ‫علي�ه الواليات املتح�دة عقوب�ات اقتصادية‬ ‫من�ذ ‪ ،1997‬وتدرج بلاده في قائم�ة البلدان‬ ‫الراعي�ة لإلره�اب من�ذ ‪ 1993‬وال يتلق�ى‪ ‬أي‬ ‫من�ح أو متوي�ل م�ن البل�دان والصنادي�ق‬ ‫األوروبية التي تش�ترط لذلك حتسين سجل‬ ‫حق�وق اإلنس�ان وإنه�اء احل�روب وح�ل‬ ‫أزم�ة احلكم‪ ،‬لكنه�ا ال تفرض علي�ه عقوبات‬ ‫مباشرة‪.‬‬ ‫وف�ي اآلون�ة األخي�رة توت�رت العالق�ة‬ ‫بين نظ�ام البش�ير ودول اخللي�ج الت�ي‬ ‫تس�توعب مئ�ات اآلالف م�ن العمال�ة‬ ‫السودانية‪ ،‬وتس�تثمر ماليين الدوالرات في‬ ‫مش�اريع البنى التحتية‪ ،‬خالفا للمنح بسبب‬ ‫التقارب بني نظامه وإيران‪.‬‬

‫على االستفادة من أجل مصلحة اجلميع»‪.‬‬ ‫وأوضح�ت ان املوق�ف األمريكي ل�م يتغير في م�ا يتعلق‬ ‫مبن يترش�ح لرئاس�ة مصر‪ ،‬مش�ددة على ان ه�ذا أمر يعود‬ ‫للمصريني وهم من يختارون من يقود بالدهم‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بتقدمي املس�اعدات األمريكية ملصر‪ ،‬ذكرت‬ ‫بس�اكي ان قان�ون املوازن�ة األمريكي�ة للع�ام ‪ 2014‬أعط�ى‬ ‫مرونة لإلدارة األمريكية في توفير هذه املساعدات‪.‬‬ ‫وأش�ارت إلى ان املساعدات األمريكية مرتبطة مبجموعة‬ ‫خط�وات ال ب�د أن تقدم عليه�ا احلكومة االنتقالي�ة املصرية‬ ‫بغي�ة توفير بيئة إيجابية للمجتم�ع املدني وحماية حريات‬ ‫الناش�طني السياس�يني وآرائه�م ف�ي م�ا يتعل�ق مبس�تقبل‬ ‫البلاد‪ .‬ولفتت بس�اكي إلى ان حوال�ي ‪ 975‬مليون دوالر قد‬ ‫تتوفر ملصر إذا تأكد وزير اخلاريجة األمريكي جون كسري‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دس�توريا وتتخذ خط�وات تدعم‬ ‫ان مص�ر أجرت اس�تفتاء‬ ‫العملي�ة االنتقالية‪ ،‬وحوال�ي ‪ 576.8‬مليون دوالر س�تتوفر‬ ‫إذا تأك�د ان مص�ر أج�رت انتخابات برملانية ورئاس�ية وان‬ ‫ً‬ ‫دميقراطيا‪.‬‬ ‫حكومة جديدة منتخبة تتخذ خطوات للحكم‬

‫«اجلزيرة» القطرية ترفض‬ ‫االتهامات املوجهة لصحافييها في مصر‬

‫رغم النهب‪ ...‬املتحف الوطني العراقي يأمل في فتح أبوابه للجمهور‬ ‫تعود ألسرة قاجار «هذا هو حلمنا‪ ..‬أن نفتح من جديد»‪.‬‬ ‫وأضاف «إنه الوضع االمني‪ ..‬ال شيء آمن متاما في هذا‬ ‫العالم كما تعل�م‪ .‬هناك إرهابيون ف�ي كل مكان بالعالم‬ ‫وليس فقط في الشرق االوسط»‪.‬‬ ‫ويحف�ل املتح�ف مبجموع�ة رائع�ة م�ن التماثي�ل‬ ‫وقطع الفسيفس�اء الت�ي تعود المبراطوري�ات من عهد‬ ‫السومريني إلى العثمانيني‪.‬‬ ‫واطل�ق على الع�راق وص�ف «مهد احلض�ارة» ألنه‬ ‫شهد تأسيس بعض أوائل املدن وأنظمة الري في العالم‬ ‫وتطور أشكال الكتابة‪.‬‬ ‫ويتناق�ض مجد امبراطوريات املاض�ي مثل البابلية‬ ‫واالش�ورية مع واقع بغداد اليوم مببانيها اخلرس�انية‬ ‫املتداعي�ة وش�وارعها املزدحم�ة بالس�يارات ونق�اط‬ ‫التفتي�ش‪ .‬وتعود بعض املقتني�ات الرائعة في املتحف‬ ‫إلى العصر العباس�ي عندما كانت بغداد القلب اإلداري‬ ‫والثقافي في امبراطورية شاسعة متتد من اسبانيا إلى‬ ‫اوزبكستان‪.‬‬ ‫وي�كاد يكون عمر املتح�ف هو عمر الدول�ة العراقية‬ ‫احلديثة إذ أسسه امللك فيصل االول عام ‪.1923‬‬ ‫وقالت ش�يماء عبد الق�ادر إن نحو ‪ 15‬ألف قطعة من‬ ‫املتحف س�رقت أيام الغ�زو‪ .‬واعيد ما بين ثمانية آالف‬ ‫وتس�عة آالف من هذه املقتنيات من بينها قناع صخري‬ ‫يعود للحضارة السومرية‪.‬‬ ‫ونه�ب املقتني�ات االثري�ة العراقي�ة س�بق الغ�زو‬

‫االسلامية ف�ي الع�راق والش�ام»‬ ‫(داعش) على مناطق متفرقة في مدينة‬ ‫الرم�ادي‪ ،‬فيم�ا تواص�ل ق�وات االم�ن‬ ‫وعناصر الصحوة اشتباكات مستمرة‬ ‫منذ عدة ايام لطردهم منها‪.‬‬ ‫وم�ا زالت مدين�ة الفلوج�ة (‪ 60‬كلم‬ ‫غ�رب بغ�داد) خ�ارج س�يطرة القوات‬ ‫العراقية ويواصل مس�لحون االنتشار‬ ‫على محيط املدينة‪.‬‬ ‫وذكر شهود عيان ان املدينة تعرضت‬ ‫ط�وال ليلة اخلميس ال�ى قصف متكرر‬ ‫من قبل ق�وات اجلي�ش ادى الى وقوع‬ ‫عدد من القتلى واجلرحى‪ ،‬ولم يتس�ن‬ ‫احلصول على حصيلة للضحايا‪.‬‬ ‫واك�د الطبي�ب احم�د ش�امي ف�ي‬ ‫مستش�فى الفلوج�ة تلقي ثالث�ة قتلى‬ ‫بينهم طفل ومعاجل�ة ‪ 16‬جريحا بينهم‬ ‫امرأتان وطفل‪ ،‬اصيبوا جراء القصف‪.‬‬ ‫واس�تهدف القصف مناط�ق متفرقة‬ ‫بينه�ا احي�اء العس�كري واجل�والن‬ ‫والش�هداء والضب�اط‪ ،‬وه�ي تت�وزع‬ ‫ف�ي مناط�ق متفرقة ف�ي الفلوجة‪ ،‬وفقا‬ ‫لشهود العيان‪.‬‬ ‫وتواصل ق�وات اغلبه�ا من اجليش‬ ‫العراقي هجمات ض�د معاقل املتمردين‬ ‫ف�ي مناطق متفرقة اخ�رى من محافظة‬ ‫االنبار التي باتت بعض مناطقها حتت‬ ‫س�يطرة املس�لحني من�ذ مطل�ع كانون‬

‫الثاني‪/‬يناي�ر احلال�ي‪ .‬وتش�كل ه�ذه‬ ‫االح�داث اس�وأ اعم�ال عنف تش�هدها‬ ‫محافظة االنبار الس�نية التي تتش�ارك‬ ‫مع س�وريا بحدود متتد لنحو ‪ 300‬كلم‬ ‫منذ سنوات‪.‬‬ ‫وه�ي امل�رة االول�ى الت�ي يس�يطر‬ ‫فيه�ا مس�لحون عل�ى م�دن كب�رى منذ‬ ‫اندالع موجة العنف الدموية التي تلت‬ ‫االجتياح االمريكي عام ‪.2003‬‬ ‫وذك�رت مص�ادر الش�رطة العراقية‬ ‫اجلمع�ة أن س�تة أش�خاص قتل�وا‬ ‫وأصي�ب ‪ 12‬آخرون في ح�وادث عنف‬ ‫متفرقة شهدتها مناطق مبدينة بعقوبة‪/‬‬ ‫‪ 57‬كيلومترا شمال شرقي بغداد‪./‬‬ ‫وقال�ت املص�ادر‪ ،‬إن عب�وة ناس�فة‬ ‫موضوع�ة بجان�ب الطري�ق ف�ي ح�ي‬ ‫فلسطني وسط املقدادية شرقي بعقوبة‬ ‫انفجرت وادت الى مقتل مدني واصابة‬ ‫‪ 3‬اخرين بجروح‪.‬‬ ‫وأضاف�ت أن ش�رطيني اثنين قتلا‬ ‫وأصي�ب خمس�ة آخ�رون بس�قوط‬ ‫قذائ�ف هاون عل�ى مركز للش�رطة في‬ ‫مرك�ز ناحي�ة العب�ارة ش�مال بعقوبة‪.‬‬ ‫وأوضح�ت أن أرب�ع عب�وات ناس�فة‬ ‫موضوع�ة في محي�ط من�زل عائلة في‬ ‫حي الكاط�ون غربي بعقوب�ة انفجرت‬ ‫وادت ال�ى مقت�ل ‪ 3‬مدنيين واصاب�ة‬ ‫أربعة بينهم طفالن بجروح‪.‬‬

‫واشنطن تنتظر نتيجة االستفتاء في مصر‬ ‫وتعلن قلقها من اعتقال متظاهرين وصحافيني‬

‫بقيت سبعة فقط من ‪ 23‬جناحا بعد جتريدها من آثار ال تقدر بثمن‬

‫االمريكي بعقود واستمر بعد رحيل القوات االمريكية‪.‬‬ ‫وقالت جيرالدين تش�يتالرد وه�ي اخصائية برامج‬ ‫في القس�م الثقافي مبكتب منظمة االمم املتحدة للتربية‬ ‫والعل�وم والثقاف�ة (يونس�كو) في العراق إن املش�كلة‬ ‫ظه�رت أول مرة خلال احل�رب العراقي�ة االيرانية في‬ ‫الثمانيني�ات م�ن القرن املاض�ي عندما ب�دأت احلكومة‬ ‫حتول مواردها إلى متويل الصراع‪.‬‬ ‫وأضاف�ت «لم يك�ن الغ�زو االمريكي وانهي�ار االمن‬ ‫في العراق هو الس�بب في املش�كلة لكنه�ا تفاقمت قطعا‬ ‫بسببه»‪.‬‬ ‫وعرق�ل نق�ص اخلب�رات وامل�وارد جه�ود القض�اء‬ ‫على ش�بكات تهريب لها عالقة باملس�لحني تشكلت أيام‬ ‫الغزو وبدأت االن في االنتقال إلى س�وريا بعد أن نشب‬ ‫الصراع فيها‪.‬‬ ‫وقال�ت تش�يتالرد إن النزاع�ات السياس�ية متث�ل‬ ‫مشكلة أيضا كما أنه ال يوجد تنسيق بني سلطات اآلثار‬ ‫واالمن الداخلي في معظم األحوال‪.‬‬ ‫وما زال العراق يس�تعيد قطع�ا اثرية نقلت إلى دول‬ ‫في اس�يا واوروب�ا وامريكا الش�مالية وإن كان من غير‬ ‫املع�روف عدد القطع التي س�يتمكن من اس�تعادتها في‬ ‫نهاية املطاف‪.‬‬ ‫وقال�ت تش�يتالرد «م�ن الصع�ب أن يس�تعيدوا كل‬ ‫مقتنياته�م لك�ن جت�ري اس�تعادة أش�ياء م�ن خلال‬ ‫احلكومات»‪.‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪3‬‬

‫القاهرة ـ األناضول‪:‬‬ ‫انتق�دت قناة «اجلزي�رة» الفضائية‬ ‫القطري�ة‪ ،‬بي�ان النيابة‪ ‬املصري�ة‬ ‫بش�أن صحافي�ي القن�اة املعتقلين‬ ‫ل�دى الس�لطات املصري�ة‪ ،‬وقال�ت «إن‬ ‫االتهامات املوجهة لصحافيينا ال تصمد‬ ‫أمام الوقائع على األرض»‪.‬‬ ‫كان النائ�ب الع�ام املص�ري هش�ام‬ ‫ب�ركات‪ ،‬ق�د اته�م اخلمي�س‪ ،‬فري�ق‬ ‫اجلزي�رة اإلنكليزي�ة بـ«االنضم�ام‬ ‫جلماعة إرهابية جتمع املواد اإلعالمية‬ ‫وتتالعب فيها إلعادة بثها عبر اجلزيرة‬ ‫بهدف تشويه صورة مصر»‪.‬‬ ‫وقال املتحدث الرس�مي باسم شبكة‬

‫اجلزي�رة اإلعالمي�ة‪ ،‬إن «أف�راد طاق�م‬ ‫اجلزي�رة املعتقلين عملوا ف�ي القاهرة‬ ‫من�ذ زم�ن بأعل�ى املعايي�ر الصحافي�ة‬ ‫والنزاهة واملصداقية»‪.‬‬ ‫واعتب�ر‪ ‬أن إص�دار البي�ان م�ن قبل‬ ‫النائب العام «إجراء غير اعتيادي يبدو‬ ‫كحكم مس�بق على زمالئنا ويؤثر على‬ ‫حيادي�ة التحقيق�ات اجلاري�ة معهم»‪،‬‬ ‫بحس�ب م�ا‪ ‬أورد موق�ع لـ«اجلزي�رة‬ ‫نت»‪ .‬كانت الس�لطات املصرية قد ألقت‬ ‫القب�ض على ‪ 4‬من طاق�م قناة اجلزيرة‬ ‫إنكلي�زي القطرية أواخر كانون االول‪/‬‬ ‫ديس�مبر املاضي‪ ،‬داخل فندق بوس�ط‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫وقالت الهيئة العامة لالس�تعالمات‬

‫(جهة حكومية مصري�ة) في ‪ 30‬كانون‬ ‫األول‪ /‬ديس�مبر املاض�ي إن أس�باب‬ ‫إلقاء السلطات القبض على ‪ 4‬أفراد من‬ ‫طاق�م قناة اجلزيرة انكليزي‪ ،‬ال يتعلق‬ ‫بجنسياتهم أو املؤسسة اإلعالمية التي‬ ‫ينتم�ون إليها‪ ،‬ب�ل لكونهم‪ ‬ليس�وا من‬ ‫بني مراس�لي وس�ائل اإلعالم األجنبية‬ ‫املعتمدين لديها‪.‬‬ ‫وتتهم الس�لطات املصرية ووس�ائل‬ ‫اإلعالم‪ ‬احمللي�ة قناة اجلزي�رة بتغطية‬ ‫منح�ازة لألح�داث في مص�ر منذ‪ ‬عزل‬ ‫الرئي�س محم�د مرس�ي ف�ي ‪ 3‬مت�وز‪/‬‬ ‫يولي�و املاض�ي‪ ،‬والت�ي أعقبه�ا إغالق‬ ‫مكتب القناة في القاهرة‪ ،‬وهو ما تنفيه‬ ‫األخيرة‪.‬‬

‫مؤيدو مرسي ومعارضوه وجها لوجه‬ ‫في ثاني استحقاق انتخابي بنقابة املهندسني‬ ‫القاهرة – األناضول‪:‬‬ ‫بدأ أعضاء نقابة املهندسين ف�ي مصراجلمعة‪ ،‬جمعية‬ ‫عمومي�ة طارئة‪ ،‬لس�حب الثقة من اجمللس الذي حتس�ب‬ ‫غالبي�ة أعضائ�ه عل�ى جماعة االخ�وان املس�لمني‪ ،‬التي‬ ‫تعتبرها احلكومة «جماعة إرهابية»‪.‬‬ ‫ومتث�ل اجلمعي�ة الطارئ�ة للمهندسين املصريين‪،‬‬ ‫املواجه�ة الثاني�ة عب�ر الصندوق في أقل م�ن يومني‪ ،‬بني‬ ‫مؤيدي ومعارض�ي الرئيس املعزول محمد مرس�ي حيث‬ ‫انته�ى اخلمي�س‪ ،‬االس�تفتاء عل�ى مش�روع الدس�تور‪،‬‬ ‫وال�ذي أظه�رت نتائج ش�به نهائية غير رس�مية‪ ،‬ارتفاع‬ ‫نس�بة التصوي�ت بـ»نعم» إل�ى نحو ‪ ٪ 98‬م�ن إجمالي‬ ‫عدد األصوات الصحيحة‪ ،‬وس�ط نس�بة مش�اركة بلغت‬ ‫‪.٪35.77‬‬ ‫وكان محم�د عبد املطلب‪ ،‬وزي�ر الري وامل�وارد املائية‬ ‫في احلكومة احلالية‪ ،‬والعضو في نقابة املهندسين‪ ،‬رفع‬ ‫دعوى قضائية تطالب بإجراء جمعية عمومية غير عادية‬ ‫(طارئة)‪ ،‬اس�تجابة لتيار االستقالل املعارض لإلخوان‪،‬‬ ‫به�دف س�حب الثقة م�ن اجملل�س احلالي‪ ،‬وهو م�ا أيدته‬ ‫محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬يوم األحد املاضي‪.‬‬ ‫وفت�ح ب�اب التصويت عل�ى س�حب الثقة م�ن مجلس‬ ‫النقابة احلالي الس�اعة الـ ‪ 8‬من صباح اجلمعة‪ ‬بالتوقيت‬ ‫احملل�ي (‪ 6‬ت�غ) حيث‪ ‬تواف�د أعض�اء النقابة إل�ى الصالة‬ ‫املغط�اة ف�ي مدين�ة نص�ر ( ش�رقي العاصم�ة) للإدالء‬ ‫بأصواته�م‪ .‬واغلق�ت صنادي�ق االقت�راع ف�ي الس�اعة‬ ‫اخلامس�ة من مس�اء اخلمي�س (‪ 15‬تغ)‪ ،‬حيث يب�دأ الفرز‬ ‫مباشرة مع توقعات بإعالن النتيجة خالل ساعات‪.‬‬ ‫‪ ‬وفيم�ا ق�ام أفراد تي�ار االس�تقالل بتوزيع منش�ورات‬ ‫حتث على س�حب الثقة من اجمللس‪ ،‬هت�ف أنصار النقيب‬ ‫احلال�ي ماجد خلوص�ي‪« :‬االنقالب هو اإلره�اب» رافعني‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫الفتات‪ ،‬بحسب شهود عيان‪.‬‬ ‫وقال ماجد خلوصي‪ ،‬نقيب املهندسني املصريني‪« :‬هناك‬ ‫اجت�اه لفرض وصاية عل�ي إرادة املهندسين التي جاءت‬ ‫بهذا اجمللس من جانب تيار فش�ل في االنتخابات أمامنا «‬ ‫في إشارة إلى تيار االستقالل الذي يطالب بسحب الثقة‪.‬‬ ‫‪ ‬وكانت انتخابات نقابة املهندسين املصرية أجريت في‬ ‫‪ 25‬تش�رين ثان�ي‪ /‬نوفمبر ‪ ،2011‬وحظي تيار االس�تقالل‬ ‫على نسبة ‪ ٪ 30‬من بني عدد أعضاء مجلس النقابة‪ ‬البالغ‬ ‫‪ 64‬عض�وا‪ ،‬فيما حظي�ت قائمة جماعة االخوان املس�لمني‬ ‫على ‪ ٪ 70‬من األعضاء‪.‬‬ ‫وحذر خلوصي‪« :‬يبدو كما حدث مع مرس�ي من إطاحة‬ ‫به‪ ،‬يحدث معنا اآلن وسط دعم حكومي أيضا»‪ .‬في إشارة‬ ‫إلى اإلطاحة بالرئيس املعزول في ‪ 3‬متوز‪ /‬يوليو املاضي‪.‬‬ ‫وتابع خلوصي أنه عرض على مس�ؤول حكومي بازر (لم‬ ‫يسمه) حال لألزمة بالدعوة الى انتخابات مبكرة‪ ،‬خاصة‬ ‫أن التجدي�د النصفي للنقابة س�يكون في ش�باط‪ /‬فبراير‬ ‫املقبل‪ ،‬غير أن األمر مت جتاهله‪.‬‬ ‫وكان محم�د عب�د املطل�ب وزير امل�وارد املائي�ة والرى‬ ‫باحلكومة دعا في بيان رسمي إلى ضرورة استغالل حالة‬ ‫التفاعل اإليجابية التي أبداها املصريون أثناء‪ ‬االستفتاء‬ ‫على مسودة الدستور‪ ،‬يومي الثالثاء واألربعاء املاضيني‪،‬‬ ‫لزيادة نسبة املش�اركة في أعمال اجلمعية العمومية التي‬ ‫ً‬ ‫يتضمن جدول أعمالها ً‬ ‫واحدا هو االقتراع على سحب‬ ‫بندا‬ ‫الثقة من النقيب وأعضاء مجلس النقابة‪.‬‬ ‫وج�رت أول انتخاب�ات نقابي�ة‪ ،‬بع�د عزل مرس�ي في‬ ‫نقابة األطباء املصرية‪ ،‬وحازت فيها قائمة «أطباء من أجل‬ ‫مصر» احملس�وبة على اإلخوان مقع�دا واحدا‪ ،‬فيما حصل‬ ‫تي�ار االس�تقالل عل�ى ‪ 11‬مقعدا ف�ي انتخاب�ات التجديد‬ ‫النصفي‪ ،‬بحس�ب النتائج الرس�مية التي أعلنت منتصف‬ ‫الشهر املاضي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫قال في حديث خاص ل ـ «القدس العربي» ان القوى اخلارجية لم يعد يهمها سقوط بشار بل حتقيق مكاسبها وحتويل سوريا لساحة صراع‬

‫معاذ اخلطيب‪ :‬ال نتائج جدية متوقعة لـ«جنيف ‪ ...»2‬وحتقيق أهداف الثورة يتطلب استقاللية املعارضة‬

‫الدوحة ـ «القدس العربي»‬ ‫من سليمان حاج إبراهيم‪:‬‬

‫كش�ف الش�يخ معاذ اخلطيب الرئيس السابق‬ ‫لالئتلاف الوطن�ي لق�وى الث�ورة واملعارض�ة‬ ‫السورية في حوار خاص مع «القدس العربي» أنه‬ ‫س�يتم صباح الي�وم الفصل في موضوع مش�اركة‬ ‫املعارضة الس�ورية في مؤمت�ر جنيف ‪ 2‬املقرر يوم‬ ‫مرجح�ا أن متي�ل الكفة‬ ‫‪ 22‬كان�ون الثاني‪/‬يناي�ر‪ّ ،‬‬ ‫بش�كل كبي�ر ملش�اركة املعارض�ة ف�ي ه�ذا املؤمتر‬ ‫لوجود ضغوط دولية وإقليمية على اجملتمعني في‬ ‫اسطنبول حتى ال تتم مقاطعة املؤمتر‪.‬‬ ‫وقال إن رئاس�ة االئتالف هي من تريد الذهاب‬ ‫إل�ى جنيف‪ ،‬عكس قيادات وأعضاء الداخل الذين‬ ‫ال يطمئن�ون للق�رار ألن اجملتم�ع الدول�ي حت�ى‬ ‫اآلن ل�م يقدم ضمان�ات واضحة ع�ن نيته في حل‬ ‫القضية وفق تطلعات الش�عب السوري الذي قدم‬ ‫تضحيات جسام‪.‬‬ ‫وأض�اف قائال إن «اجملتمع الدول�ي حينما أراد‬ ‫أن يح�ل امللف الن�ووي (اإليراني) فعل ذلك خالل‬ ‫ثالثة أيام‪ ،‬لكن حينما تعلق األمر بامللف الس�وري‬ ‫وبنزيف دم أبنائه فإنه لم يحس�م األمر منذ ثالث‬ ‫سنوات»‪.‬‬ ‫واعتبر أن «أحد أس�باب ضع�ف أداء االئتالف‬ ‫واملعارض�ة عموم�ا‪ ،‬حتى في اجلانب العس�كري‪،‬‬ ‫كث�رة أي�دي الطباخين مم�ن يحاولون اكتس�اب‬ ‫مواق�ع للنفوذ على حس�اب الدم الس�وري»‪ .‬وأن‬

‫أطراف�ا إقليمي�ة تس�عى إلى حتقيق مكاس�ب على‬ ‫حس�اب تضحي�ات الش�عب الس�وري‪ ،‬وبعضه�ا‬ ‫يح�اول حتوي�ر القضي�ة إل�ى ص�راع مذهبي بني‬ ‫الس�نة والش�يعة وجع�ل س�وريا س�احة ه�ذه‬ ‫التصفيات‪.‬‬ ‫وق�ال اخلطي�ب ف�ي مقابلت�ه م�ع «الق�دس‬ ‫العرب�ي» التي التقته في الدوح�ة‪ ،‬إنه ال يتوقع‬ ‫جناح�ا ملؤمت�ر جني�ف‪ 2‬بس�بب أن الكثي�ر من‬ ‫الق�وى ال ترغب ف�ي حضوره ضمن املؤش�رات‬ ‫احلالي�ة‪ ،‬مؤك�دا أن «االئتالف وض�ع مجموعة‬ ‫محددات واضحة‪ ،‬وعليه أن يحترمها‪ ،‬فجنيف‬ ‫‪ 2‬هو امتداد جلنيف ‪ ،1‬والقفز على ما مت التوافق‬ ‫عليه لن يؤدي لنتيجة‪ ،‬فحتى األطراف الدولية‬ ‫املش�اركة ف�ي املؤمتر عليه�ا أن تتعه�د باحترام‬ ‫ذلك حت�ى يتم حتقيق تقدم ملم�وس‪ ،‬وبالتالي‬ ‫املؤمتر بالش�كل احلالي وفي الظرف الراهن مبا‬ ‫يتضمنه من مؤش�رات سيفش�ل ولن يحقق أية‬ ‫نتيجة»‪.‬‬ ‫ويعتب�ر معاذ اخلطي�ب أن الرهان ليس على‬ ‫جلب أشخاص للتوقيع وحضورهم وجلوسهم‬ ‫على طاولة املفاوضات ألن ذلك لن يؤدي لنتيجة‬ ‫مرجوة‪ ،‬فالرهان يجب أن ينبثق ـ بحسب رأيه‬ ‫ـ من واقع األمر‪ ،‬ويعب�ر عن مطالب الناس على‬ ‫أرض الواقع وإال فإنه سيفشل شعبيا‪.‬‬ ‫ويضي�ف اخلطي�ب ف�ي رده على س�ؤال حول‬ ‫مش�روعية الق�رارات املنبثق�ة ع�ن االئتلاف بعد‬ ‫انس�حاب أعضاء كث�ر‪ ،‬أن «مقاطع�ة أزيد من ثلث‬ ‫أعض�اء االئتالف مؤخرا‪ ،‬ال يجعل ألي قرار ينبثق‬ ‫عن هذا املكون شرعية من دون هذه الكتلة»‪.‬‬

‫وأض�اف أن االئتلاف إذا لم يتف�ق على صيغة‬ ‫تضم�ن مصال�ح وحق�وق الش�عب فسيس�قط هو‬ ‫واجلهات التي تقف وراءه أو حتاول استثماره أو‬ ‫الضغط عليه»‪ .‬ودعا إلى ضرورة إعادة املعارضة‬ ‫جتمي�ع نفس�ها م�ن جديد بع�د أن حرق�ت األيدي‬ ‫اإلقليمي�ة االئتالف‪ ،‬ألن املرحل�ة احلالية «تتطلب‬ ‫أن يت�م إع�ادة النظ�ر في املس�ار احلال�ي ملكونات‬ ‫املعارض�ة الس�ورية وصياغ�ة تص�ورات جديدة‬ ‫بإزالة األم�ور التي أدت إلى عطالته ووصوله إلى‬ ‫هذه احلالة»‪.‬‬ ‫وف�ي س�ؤال ع�ن توقعاته م�ن املؤمت�ر في ظل‬ ‫الظروف التي ينعق�د فيها‪ ،‬يؤكد اخلطيب‪« :‬ضمن‬ ‫الظ�روف احلالي�ة من الصع�ب أن يخ�رج املؤمتر‬ ‫بقرارات جدية مع وجود تهديدات بوقف الدعم»‪،‬‬ ‫معتب�را أن م�ا يحص�ل علي�ه الش�عب الس�وري‬ ‫ملواجه�ة النظ�ام م�ن اجله�ات الت�ي ته�دد بوقف‬ ‫الدع�م مج�رد نظ�ارات ليلي�ة وصدري�ات واقي�ة‬ ‫م�ن الرص�اص‪ ،‬وبالتال�ي «ل�ن يؤث�ر ذل�ك كثيرا‬ ‫ف�ي إصرار الث�وار عل�ى املضي قدما نح�و حتقيق‬ ‫هدفهم املنشود»‪ .‬وبخصوص البدائل واخليارات‬ ‫املطروح�ة أم�ام املعارضة في حال ل�م يتم حتقيق‬ ‫أية نتائج ملموس�ة من املؤمتر‪ ،‬ال يتفاءل الرئيس‬ ‫الس�ابق لالئتلاف الذي ق�دم اس�تقالته طواعية‬ ‫كثيرا‪ ،‬ويش�ير إل�ى أنه «حت�ى الوق�ت الراهن لم‬ ‫يظه�ر أي ح�ل واقع�ي للموضوع وهن�اك ضبابية‬ ‫تكتنف األمر»‪.‬‬ ‫وكش�ف أن هن�اك أطراف�ا دولي�ة‪ ،‬وحت�ى م�ن‬ ‫احملس�وبة على أنها من أصدقاء الشعب السوري‪،‬‬ ‫لم يعد يهمها س�قوط بش�ار بل كل ما يريدونه هو‬

‫نظام ودولة فاشلني‪ .‬ويتابع بالقول‪« :‬كل األطراف‬ ‫منهكة‪ ،‬وهم يستخدمون األسد ليبقى ويلم النظام‬ ‫وعندما يحققون ذلك‪ ،‬فال مانع من اس�تبداله‪ ،‬في‬ ‫حين يحاول ه�و إبقاء دور ل�ه في ه�ذه املعادلة‪،‬‬ ‫وبالتالي األمر في مد وجزر بني األطراف املتدخلة‬ ‫ف�ي املل�ف»‪ .‬واس�تدل عل�ى تأكي�د ه�ذه القناع�ة‬ ‫باإلرادة الدولية التي حتركت وبسرعة كبيرة في‬ ‫مالي وال�دول التي يهمها أمرها‪ ،‬بينما في س�وريا‬ ‫ال يتحركون بالش�كل املطلوب بالرغم من أن دماء‬ ‫الشعب السوري تسفك منذ ثالث سنوات‪.‬‬ ‫وق�ال إن أصدقاء النظ�ام كانوا أكث�ر وضوحا‬ ‫ف�ي دعمه م�ن أصدق�اء الث�ورة مع وج�ود بعض‬ ‫االس�تثناءات‪ ،‬مطالب�ا بض�رورة تق�دمي دع�م‬ ‫أق�وى للث�ورة خصوص�ا وأن النظ�ام تس�انده‬ ‫إمبراطوريت�ان لهما وزن وثق�ل والبد من مجابهة‬ ‫ه�ذه الكف�ة ب�إرادة خالص�ة م�ن قب�ل أصدق�اء‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫وحول النقط�ة املتعلقة بذهاب الرئيس بش�ار‬ ‫األس�د الت�ي كان�ت أح�د املطال�ب األساس�ية قبل‬ ‫الذه�اب جلنيف ‪ ،2‬يؤكد اخلطيب أن الش�عوب لم‬ ‫تعد تقتن�ع بتلك الوعود أمام النم�اذج التي تتأكد‬ ‫دمر العراق باألمس بحيل كاذبة‬ ‫لها يوميا «بعدما ّ‬ ‫والي�وم يت�م التالع�ب بالش�عب الس�وري‪ ،‬الذي‬ ‫وعد بأش�ياء كثيرة ولم يتم اإليفاء بها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫كالمه�م ال يعتد ب�ه كثيرا حت�ى يتم حتقق�ه ألنهم‬ ‫يزيح�ون ه�ذه األمور تدريجي�ا»‪ّ .‬‬ ‫وذك�ر بدعوته‬ ‫الس�ابقة بض�رورة وجود ح�ل سياس�ي للقضية‬ ‫لتس�وية املوض�وع‪ ،‬إال أن الق�وى الداعمة للنظام‬ ‫تس�تند إلى هذا املطلب لتقدمي جرعات إضافية له‬

‫ليبق�ى جاثما على ص�دور الس�وريني «لكن مقابل‬ ‫ذل�ك ف�إن احلقيق�ة املاثلة للعي�ان أن ه�ذا النظام‬ ‫انته�ى عل�ى جميع الصع�د»‪ .‬وأضاف أن املس�عى‬ ‫إلى احلل السياس�ي ال يس�ير بطريق�ة حيادية بل‬ ‫يس�تخدم كأداة لتحقيق مصالح دولية وإقليمية‪،‬‬ ‫أكث�ر من حتقيق مصلحة الش�عب الس�وري الذي‬ ‫انتفض ضد الظلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعل�ق اخلطي�ب عل�ى تصريحات ولي�د املعلم‬ ‫اجلمعة في موسكو‪ ،‬مؤكدا على وجود أزيد من ‪130‬‬ ‫ألف معتقل مدني في سجون النظام لم يدخلوا في‬ ‫صلب هذه التبادالت يجب أن يتم إطالق سراحهم‬ ‫أوال‪ .‬وطال�ب بض�رورة الكش�ف ع�ن مصيره�م‪،‬‬ ‫وحم�ل النظ�ام مس�ؤولية األم�ر‪ .‬وأش�ار إل�ى أن‬ ‫ّ‬ ‫النظ�ام مع�روف عنه حتايل�ه الدائم «فه�و يطلق‬ ‫س�راح بعض املعتقلني للتمويه‪ ،‬ويرس�ل الشعير‬ ‫ وهو غذاء الدواب ‪ -‬ثم يتحدث عن مس�اعدات‬‫إنسانية‪ ،‬وكلها مناورات اجلميع يعلم زيفها وهي‬ ‫محاولة للف�ت األنظار للتغطية على جزء كبير من‬ ‫جرائمه التي يعرفها اجلميع»‪.‬‬ ‫وق�ال «إن التش�رذم الداخل�ي ال�ذي تعان�ي‬ ‫من�ه املعارض�ة الس�ورية يش�كل خط�را عل�ى‬ ‫الث�ورة الس�ورية»‪ .‬ودعا كل األط�راف إلى حتمل‬ ‫مسؤوليتها إلنقاذ الثورة‪.‬‬ ‫وش�دد اخلطيب على أن حتقق أه�داف الثورة‬ ‫يتطلب أن يكون للمعارضة االستقاللية في اتخاذ‬ ‫قراراته�ا‪ ،‬بالتمح�ور ح�ول هم وطن�ي جامع‪ ،‬ألن‬ ‫«الث�ورة الس�ورية ف�وق عوام�ل الضع�ف الت�ي‬ ‫اعترتها»‪.‬‬ ‫وكش�ف ع�ن وج�ود «أط�راف كثي�رة ركب�ت‬

‫الشيخ معاذ اخلطيب‬ ‫بانتهازي�ة كبي�رة قط�ار الثورة‪ ،‬س�اعية لس�رقة‬ ‫جهود الش�عب الس�وري لتحويل الدفة ملس�ارات‬ ‫أخرى لم يكن الشعب السوري خرج ألجلها»‪.‬‬ ‫وقال مفس�را كالمه «هناك أط�راف لها أجندات‬ ‫خاص�ة بها قاف�زة على جوهر القضي�ة‪ ،‬كما توجد‬

‫أط�راف يهمها حتوي�ل القضية إلى ص�راع مذهبي‬ ‫بني الس�نة والش�يعة وجعل س�وريا س�احة هذه‬ ‫التصفيات‪ ،‬مما س�اهم في إضعاف الثورة بش�كل‬ ‫كبير»‪ .‬وأكد على أن الثورة لم تنطلق لتكون جزءا‬ ‫من معادلة أي طرف‪.‬‬

‫لم يبق شيء في مخيم اليرموك‪ ...‬فقط هياكل عظمية وصورة إسراء املصري‬

‫املقاتلون‪ :‬الهدنة مقدمة للتنازالت‪ :‬تسليم السالح واملطلوبني ومحاكم عسكرية‪ ...‬دمشق مثل روايات كافكا‪ :‬كابوس وقلعة محاطة بالعذاب‬ ‫لندن‪« -‬القدس العربي»‬ ‫إعداد إبراهيم درويش‪:‬‬ ‫قارن�ت صحيف�ة «كريس�تيان س�اينس‬ ‫مونتيور» بني صورتني في احلرب السورية‬ ‫الدائرة اليوم‪ ،‬في دمشق العاصمة ودمشق‬ ‫الضواح�ي الت�ي يس�يطر على أج�زاء منها‬ ‫املقاتل�ون التابعون للمعارض�ة التي تقاتل‬ ‫لإلطاحة بنظام بشار األسد‪.‬‬ ‫ويقول التقرير إنه وبعيدا ـ بأميال‪ -‬عن‬ ‫احلي�اة الصاخبة والبوتي�كات الالمعة في‬ ‫وسط العاصمة دمش�ق التي تستقبل أبناء‬ ‫النخب�ة‪ ،‬حتاصر الق�وات احلكومية أحياء‬ ‫يس�يطر عليه�ا املقاتل�ون حي�ث املتاري�س‬ ‫والقناص�ة والغب�ار والدخ�ان املتصاع�د‬ ‫والبيوت املتصدعة‪.‬‬ ‫وتنتش�ر ف�ي كل م�كان بقاي�ا الرصاص‬ ‫املس�تخدم ض�د ه�ذه املناط�ق‪ ،‬وهن�اك‬ ‫اخلن�ادق الت�ي حفرته�ا جراف�ات اجليش‬ ‫وامتلأت باملي�اه بحثا ع�ن أنف�اق حفرتها‬ ‫املعارضة‪ .‬وفي ش�قة مهجورة أقام اجليش‬ ‫نقطة مراقبة‪.‬‬ ‫قناصة التضامن‬ ‫وتنق�ل ع�ن أب�و عل�ي أح�د أعض�اء‬ ‫ميليش�يات النظ�ام «ش�اهدتهم وه�م‬ ‫يركض�ون ف�ي اجلان�ب األمي�ن»‪ ،‬و»رأين�ا‬ ‫رجلا يحمل لوح�ا وقمنا بقنص�ه‪ ،‬وعندما‬ ‫ح�اول آخ�ر إنق�اذه أطلقن�ا الن�ار عليه هو‬ ‫اآلخ�ر‪ ،‬ث�م قمن�ا بقت�ل الرجل ال�ذي حاول‬ ‫إنقاذ الرجل الثاني»‪.‬‬ ‫ويق�ول كاتب التقري�ر إن رحلة ملدة ربع‬ ‫س�اعة حول نق�اط التفتيش تظه�ر مقارنة‬ ‫حادة بني القلعة التي بناها الرئيس بش�ار‬ ‫األسد واملناطق احملاصرة حولها‪.‬‬ ‫فف�ي داخ�ل دمش�ق هن�اك احمللات‬ ‫التجارية التي يتوفر فيها كل شيء‪ ،‬وعمال‬ ‫البلدي�ة الذي�ن يقوم�ون بجم�ع النفاي�ات‬ ‫بش�كل منتظ�م‪ ،‬والعم�ال الذي�ن ينظف�ون‬ ‫الش�وارع‪ .‬والس�يارات الت�ي تتجم�ع عند‬ ‫نق�اط التفتيش مما يش�ير إل�ى أن البنزين‬ ‫والس�والر متوف�ران بش�كل كبي�ر بع�د‬ ‫انقطاع‪ .‬وتقول الصحيفة إن احلزام األمني‬ ‫الذي يفصل ح�ي التضامن وبقي�ة األحياء‬ ‫املضطربة عن مركز دمشق يسهم في إضفاء‬ ‫طابع من احلياة العادية على املدينة‪.‬‬ ‫وتضي�ف الصحيفة أن الهدوء النس�بي‬ ‫يعط�ي املوال�ون لألس�د ش�عورا باألم�ن‬ ‫ويؤك�د له�م أن تراجع الهجم�ات والقصف‬ ‫من مناطق املعارضة دليل على جناح قوات‬ ‫األس�د في دحر املقاتلني في بعض األحياء‪.‬‬ ‫ونقل عن بائ�ع متجول في دمش�ق القدمية‬ ‫«طاملا ظل بشار األسد في السلطة فنحن في‬ ‫آمان» وأضاف «بش�ار في عيوننا ومينحنا‬ ‫األمان»‪.‬‬ ‫هدوء مخادع‬ ‫لك�ن وبعي�دا ع�ن ه�ذه النظ�رة ي�رى‬ ‫آخ�رون أن خل�ف الهدوء النس�بي مش�كلة‬

‫للنظ�ام ق�د ت�زداد س�وءا إن ل�م يت�م وقف‬ ‫احلرب التي ترك�ت مناطق خارج العاصمة‬ ‫يبابا وكذا بقية املدن في سوريا‪ .‬وتنقل عن‬ ‫مخت�ار الماني مدير مكت�ب املبعوث األممي‬ ‫اخل�اص األخض�ر اإلبراهيمي في دمش�ق‪،‬‬ ‫«كما ف�ي روايات فرانز كاف�كا» فاحلياة في‬ ‫دمش�ق «مثل العي�ش في واحد م�ن كتبه»‪.‬‬ ‫فاجلن�ود املس�لحون ورجال األم�ن في كل‬ ‫م�كان‪ ،‬وفي الوق�ت الذي يخلو في�ه النهار‬ ‫من أص�وات الرصاص تن�ام العاصمة على‬ ‫وقع التفجيرات وصوت القصف‪.‬‬ ‫وأدى انتش�ار نق�اط التفتيش إلى حالة‬ ‫م�ن اإلزدح�ام‪ ،‬باإلضافة لإلنقط�اع املتكرر‬ ‫للكهرب�اء‪ .‬ويش�كو الس�كان م�ن ارتف�اع‬ ‫أس�عار املواد الغذائية‪ ،‬مبع�دالت عالية من‬ ‫التضخ�م تت�راوح م�ن ‪ ، 200-40‬وتنتش�ر‬ ‫اجلرمي�ة اخلطي�رة خاص�ة اإلختطاف‪ .‬في‬ ‫املقابل وض�ع النظام األحياء التي يس�يطر‬ ‫عليه�ا املقاتل�ون حت�ت احلص�ار‪ ،‬وأدى‬ ‫لتجويع النساء واألطفال وقد جنح النظام‬ ‫في أس�لوبه بعض امل�رات وأجب�ر املقاتلني‬ ‫على التفاوض‪.‬‬ ‫ويش�ير التقري�ر لوض�ع ح�ي التضامن‬ ‫الذي يقول موالون للنظ�ام أنهم يحاولون‬ ‫من�ع تق�دم ‪ 500‬م�ن املقاتلين اإلسلاميني‬ ‫نح�و العاصم�ة‪ ،‬لكن مش�كلة التضامن هي‬ ‫اجلمود الذي يطبع ساحة املعركة مثل بقية‬ ‫اجلبهات والتي يقطع صمتها أصوات تبادل‬ ‫إطالق النار أو هجمات الهاون‪.‬‬ ‫وينق�ل التقرير عن قادة ف�ي املنطقة من‬ ‫جي�ش النظام ي�رددون الرواية نفس�ها أن‬ ‫من يقود املقاتلني هم من املتطرفني األجانب‬ ‫خاصة السعوديني الذين يريدون التخلص‬ ‫من النظ�ام العلماني وبناء دولة إسلامية‬ ‫كما يقول النظام‪.‬‬ ‫وعل�ى العموم يق�ول التقري�ر إن الدمار‬ ‫الذي يش�اهد على اجلبه�ات يتراجع عندما‬ ‫يع�ود الواح�د لوس�ط العاصم�ة‪ ،‬حي�ث‬ ‫اإلحساس العادي اخملادع مع صور اجلنود‬ ‫الذي�ن قتل�وا في احلرب‪ ،‬ومتثال إلسلامي‬ ‫معلق من حبل املش�نقة عل�ى عمود كهرباء‪.‬‬ ‫وتبدو الصورة أكثر قتامة عندما نقترب من‬ ‫مخيم اليرموك احملاصر منذ عام‪.‬‬ ‫املوت في اليرموك‬ ‫وعلقت صحيفة «إندبندنت» البريطانية‬ ‫عل�ى الوض�ع اإلنس�اني ف�ي س�وريا ف�ي‬ ‫تقري�ر لها حت�ت عن�وان «أبري�اء‪ ،‬جوعى‪،‬‬ ‫عل�ى ش�فير امل�وت‪ :‬ضحي�ة واح�دة م�ن‬ ‫احلص�ار الذي يخج�ل س�وريا»‪ .‬وحتدثت‬ ‫في�ه الصحيف�ة ع�ن مصي�ر ‪ 18‬أل�ف الج�ئ‬ ‫فلس�طيني محاصري�ن من�ذ أش�هر ومن كل‬ ‫اجلهات في اخمليم الذي ال يبعد إال أمياال عن‬ ‫العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫وحت�دث التقري�ر ع�ن الطفل�ة إس�راء‬ ‫املصري التي فقدت معركتها للبقاء على قيد‬ ‫احلياة ولكنها خلفت وراءها صورتها التي‬ ‫التقط�ت لها قب�ل فراقها احلي�اة‪ ،‬وحتولت‬ ‫الص�ورة إل�ى رم�ز ع�ن «كاب�وس مرعب»‪،‬‬ ‫فصورة إس�راء بوجهه�ا الهزيل هي صورة‬ ‫ع�ن أالف الفلس�طينيني العالقين الذي�ن‬ ‫يتضورون جوعا في مخيم اليرموك‪.‬‬

‫وتقول الصحيف�ة إن اخمليم الذي يعتبر‬ ‫من أكبر اخمليمات الفلس�طينية في س�وريا‬ ‫يتعرض للحص�ار منذ عام تقريب�ا‪ ،‬بعد أن‬ ‫ف�ر من�ه معظ�م س�كانه الذي�ن كان عددهم‬ ‫يتجاوز ‪ 160‬ألفا مع بدء اإلنتفاضة‪.‬‬ ‫وبع�د دخول املس�لحني إليه ف�ي كانون‬ ‫األول ‪ /‬ديس�مبر ‪ 2012‬يتع�رض اخملي�م‬ ‫للحص�ار م�ن قبل اجلي�ش الس�وري الذي‬ ‫قط�ع عن�ه امل�واد اإلغاثي�ة ومن�ع قواف�ل‬ ‫املس�اعدات للدخ�ول إلي�ه وت�رك الس�كان‬ ‫يبحث�ون ع�ن الطعام من أي مص�در‪ ،‬حيث‬ ‫أصبح�وا يتناول�ون طع�ام احليوان�ات‬ ‫وماء بامللح واألعش�اب‪ .‬وتعرضت النساء‬ ‫لرص�اص القناصة وهن يجمعن األعش�اب‬ ‫وجذور النباتات إلطع�ام أبنائهن‪ .‬وتعتبر‬ ‫إسراء واحدة من ‪ 50‬شخصا ماتوا ألسباب‬ ‫تتعل�ق باحلص�ار وامل�رض واجل�وع من�ذ‬ ‫تشرين األول ‪ /‬أكتوبر العام املاضي‪.‬‬ ‫ونقلت عن قيس س�عيد الذي كانت آخر‬ ‫وجبة طعام تناولها قب�ل ثالثة أيام وكانت‬ ‫مكون�ة م�ن ماء وبع�ض البه�ارات «الناس‬ ‫يأكلون احلشائش وبدأوا يتناولون القطط‬ ‫والكالب كوجبات عادية»‪.‬‬ ‫وتق�ول الصحيف�ة إن اجلماع�ات‬ ‫الفلسطينية املوالية لألسد تلقي اللوم على‬ ‫‪ 2500‬مس�لح دخلوا اخملي�م‪ .‬وتقول إن إمام‬ ‫جام�ع فلس�طني الكبي�ر ف�ي اخمليم الش�يخ‬ ‫محمد أبو خير أصدر فتوى حلل فيها تناول‬ ‫القط�ط والكالب بعد وفاة أربعة اش�خاص‬ ‫بسبب س�وء التغذية وقد ارتفع العدد اآلن‬ ‫خلمسني حالة‪.‬‬ ‫موت يومي‬ ‫وتنقل عن نيل ساموند من منظمة العفو‬ ‫الدولية (أمنس�تي إنترناش�ونال) «حسب‬ ‫األرق�ام املتوف�رة لن�ا هناك ش�خص ميوت‬ ‫يوميا»‪.‬‬ ‫ونقل�ت املنظم�ة ع�ن ممرض�ة عاملة في‬ ‫املنطقة أن عدة نس�وة قتلن بس�ب رصاص‬ ‫القناصة الذي يطلقه اجلنود على الس�كان‬ ‫«كل ي�وم نس�تقبل أرب�ع ح�االت أصيب�ت‬ ‫ج�راء رصاص القناصة الذين يس�تهدفون‬ ‫النس�وة وهن يجمعن م�ا يتوفر في األرض‬ ‫من حش�ائش‪ ،‬وتقول النسوة أنهن يفضلن‬ ‫تعري�ض حياته�ن للخط�ر إلنق�اذ حي�اة‬ ‫أبنائهن»‪.‬‬ ‫وتقول «في مرة جاءت إلينا حالة أصيب‬ ‫فيه�ا صبي عم�ره ما بين ‪ 17-16‬برصاصة‬ ‫قتلته‪ ،‬وكان والده يصرخ «لقد مت من أجل‬ ‫أن جتمع أوراق ش�جرة اخلبازي ألخوانك‪،‬‬ ‫وكان مشهدا يقطع القلب»‪.‬‬ ‫وتق�ول الصحيفة إن س�كانا م�ن اخمليم‬ ‫وصفوا مش�اهد من الدم�ار واحلاجة داخل‬ ‫اخملي�م ال�ذي بني في عام ‪ 1957‬الس�تيعاب‬ ‫آالف الفلس�طينيني الذين ف�روا من بالدهم‬ ‫بع�د نكب�ة ع�ام ‪ ،1948‬وم�ع م�رور الوق�ت‬ ‫حت�ول اخمليم حل�ي ش�عبي للفلس�طينيني‬ ‫والس�وريني‪ ،‬ولكن�ه اليوم ف�ي حالة يرثى‬ ‫له�ا مقارن�ة مع املطاع�م املفتوح�ة واحلياة‬ ‫العادية في وسط دمشق‪.‬‬ ‫وتق�ول أم حس�ن «ل�م يعد هناك س�كان‬ ‫ف�ي مخي�م اليرم�وك‪ ،‬فق�ط هي�اكل عظمية‬

‫وجل�ود مصف�رة»‪ .‬وتظه�ر ص�ور الفيدي�و‬ ‫التي وضعت على اإلنترنت سكانا غاضبني‬ ‫ينفث�ون ن�ار غضبه�م ويقول�ون «نح�ن‬ ‫متعبون‪ ،‬ال يوجد هناك طعام»‪.‬‬ ‫ونقل�ت ما قاله املتحدث باس�م األونروا‬ ‫كي�س غاني�س إن الس�كان ف�ي اخمليم مبن‬ ‫فيه�م األطف�ال الصغ�ار يعيش�ون عل�ى‬ ‫طع�ام يتكون م�ن خضار قدمية وأعش�اب‪،‬‬ ‫وصلص�ة البن�دورة وطع�ام احليوان�ات‬ ‫وبهارات تذوب في املياه‪ .‬وتقول الصحيفة‬ ‫إن الوضع س�يء لدرجة قامت فيها عائالت‬ ‫بالتخلص من أبنائها لتخفيف العبء‪.‬‬ ‫ويق�ول ناش�ط «رم�ى أب ابنت�ه ف�ي‬ ‫الش�ارع»‪ .‬وبس�بب نق�ص امل�واد الغذائية‬ ‫انتش�رت الس�رقة بحثا عن الطعام بش�كل‬ ‫رئيسي‪.‬‬ ‫وم�ن الصع�ب اإلتص�ال باخملي�م نظ�را‬ ‫النقط�اع الكهرباء عنه منذ ‪ 9‬أش�هر ونقص‬ ‫املي�اه الت�ي تتوف�ر بش�كل متقط�ع‪ .‬ويقول‬ ‫التقري�ر إن ه�ذا الوض�ع أجب�ر الكثي�ر من‬ ‫العائلات حل�رق بع�ض أث�اث البي�وت‬ ‫للتدفئة‪.‬‬ ‫وأث�ر انقط�اع الكهرب�اء في اخملي�م على‬ ‫عم�ل املستش�فى الوحي�د ال�ذي ال ي�زال‬ ‫يس�تقبل املرضى‪ ،‬وق�د أدى غي�اب العناية‬ ‫الطبي�ة لوفاة نس�اء أثناء ال�والدة‪ .‬وأدى‬ ‫س�وء التغذية خاصة بني األطفال النتش�ار‬ ‫أم�راض مث�ل فق�ر ال�دم ونق�ص البروتين‬ ‫وكس�اح األطفال‪ ،‬ولم تس�تطع املؤسسات‬ ‫الدولية الدخول للمخيم وتقدمي احلقن ضد‬ ‫مرض ش�لل األطفال الذي عاد لسوريا بعد‬ ‫عقد من اختفائه عنها‪.‬‬ ‫ومت إجب�ار قافلة تابع�ة لألونروا حتمل‬ ‫‪ 10‬آالف حقن�ة لتطعي�م ‪ 6‬أالف طف�ل ي�وم‬ ‫اإلثنين على الرغ�م من محاولته�ا الدخول‬ ‫عبر اجلهة الش�مالية من اخمليم التي تعتبر‬ ‫آمن�ة‪ ،‬لك�ن احلكومة قالت إن هناك أس�بابا‬ ‫أمنية وراء املنع‪.‬‬ ‫وأش�ارت الصحيفة إلى شجب احلكومة‬ ‫البريطاني�ة موق�ف احلكوم�ة الس�ورية‬ ‫ومنعه�ا املتعمد لدخ�ول املواد اإلنس�انية‪.‬‬ ‫وكان اخملي�م ق�د تعرض لقص�ف بالبراميل‬ ‫في األيام املاضية مما دفع ألف ش�خص من‬ ‫السكان للهرب جتاه البوابة الشمالية لكن‬ ‫القناصة أوقفوهم ومنعوهم‪.‬‬ ‫وعلى الرغم م�ن حديث وزير اخلارجية‬ ‫ج�ون كي�ري ونظي�ره الروس�ي س�يرغي‬ ‫الفروف عن قرب وقف إطالق النار وتسهيل‬ ‫عبور املس�اعدات إال أنه ال توج�د أي بارقة‬ ‫عن قرب وصول املساعدة لليرموك‪ ،‬وتنقل‬ ‫عن أبو محمد وهو ناش�ط م�ن اخمليم «ملاذا‬ ‫ال يضربون�ا بالكيميائي‪ ،‬فل�ن يحتاجوا إال‬ ‫لدقائق أحسن من العيش بهذه الطريقة»‪.‬‬ ‫شك املعارضة‬ ‫وف�ي س�ياق متص�ل قال�ت صحيف�ة‬ ‫«نيويورك تامي�ز» إن املقاتلني ف�ي املناطق‬ ‫املتن�ازع عليه�ا بين النظ�ام واملعارض�ة‬ ‫املس�لحة والتي تعاني م�ن حصار وجتويع‬ ‫عب�روا ع�ن ش�كوكهم م�ن ع�روض النظام‬ ‫الهدنة مقابل رفع احلصار‪.‬‬ ‫وكش�فت املقابلات الت�ي أجرته�ا‬

‫مقاتلون من اجليش السوري احلر يستعدون الطالق صواريخ في منطقة الغوطة‬ ‫الصحيفة مع مواطنني وناش�طني ومقاتلني‬ ‫أن النظ�ام ع�ادة ما يس�تخدم ف�رص وقف‬ ‫إطلاق الن�ار كغط�اء لعمليات�ه وم�ن أجل‬ ‫تعزيز مكتسباته‪.‬‬ ‫وتنق�ل الصحيفة عن مدنيين ومقاتلني‬ ‫يقول�ون إن الص�ورة ه�ذه تتناق�ض م�ع‬ ‫اس�تمرار القصف وبالبرامي�ل الذي تنفذه‬ ‫طائرات النظام‪.‬‬ ‫ويخش�ى املواطن�ون ه�ذه األماك�ن من‬ ‫تق�دمي تن�ازالت أخ�رى ل�و قبل�وا ع�رض‬ ‫النظام‪ ،‬من مثل تس�ليم املطلوبني وتس�ليم‬ ‫أسلحتهم اخلفيفة والقبول بحاكم عسكري‬ ‫عل�ى مناطقه�م‪ ،‬ف�ي الوق�ت ال�ذي س�يتم‬ ‫في�ه توزيع الغ�ذاء بالقطارة حتى تس�تمر‬ ‫س�يطرة احلكومة‪ .‬ويرى قائد في املعارضة‬ ‫إن وق�ف القب�ول بع�رض كه�ذا «يعتب�ر‬ ‫استسالما» وليس اتفاقا متبادال‪.‬‬ ‫وتنق�ل ع�ن ماي�كل هان�ا الباح�ث ف�ي‬ ‫«سينتش�ري فاونديش�ن» إن وقف إطالق‬ ‫الن�ار حت�ى يك�ون فاعلا وبداي�ة لعملي�ة‬ ‫سلام يج�ب أن مين�ح املقاتلني اس�تقاللية‬ ‫ف�ي مناطقهم‪ ،‬ويج�ب على روس�يا تنفيذه‬ ‫بنف�س الطريق�ة الت�ي نف�ذت فيه�ا صفق�ة‬ ‫السالح الكيميائي‪.‬‬ ‫فاتفاقات وقف إطالق النار مت التفاوض‬ ‫عليه�ا بين ق�ادة محليني ووس�طاء وافقت‬

‫عليهم احلكومة بدون مشاركة دولية‪ .‬وفي‬ ‫ه�ذه الصفق�ات كان املدني�ون يتعرض�ون‬ ‫للقص�ف وه�م يهرب�ون م�ن مناطقه�م بعد‬ ‫إعط�اء احلكومة له�م وعدا بامل�رور بأمان‪.‬‬ ‫ف�ي الع�ادة م�ا يت�م تب�ادل اإلتهام�ات بني‬ ‫احلكوم�ة واملقاتلين‪ .‬وفي بع�ض األحيان‬ ‫تعطي احلكومة انطباعا أنها تس�مح مبرور‬ ‫القوافل اإلنسانية ثم توقفها تاركة املناطق‬ ‫احملاص�رة تعان�ي من اجلوع وقل�ة الدواء‪.‬‬ ‫ففي يوم اإلثنني أجبرت قافلة إنسانية على‬ ‫الرج�وع بعد تعرضه�ا إلطالق الن�ار وهي‬ ‫ف�ي طريقها خملي�م اليرموك‪ ،‬أكب�ر مخيمات‬ ‫الالجئني الفلسطينني في سوريا‪.‬‬ ‫وتقول مفوضية الالجئني التابعة لألمم‬ ‫املتح�دة «أون�روا» أن احلكوم�ة فرض�ت‬ ‫عل�ى القواف�ل الدخول للمخيم م�ن البوابة‬ ‫اجلنوبية بدال من الس�ماح له�ا باملرور عبر‬ ‫طريق آمن‪.‬‬ ‫ونقل�ت الصحيف�ة ع�ن عاملين ف�ي‬ ‫اإلغاثة قوله�م إن احلكومة لم تظهر التزاما‬ ‫باحليادي�ة فيما يتعلق بتوزيع املس�اعدات‬ ‫اإلنس�انية‪ ،‬ويواف�ق الكثي�رون عل�ى‬ ‫اس�تخدام احلكومة دائما التفاقيات الهدنة‬ ‫كأداة لإلستسلام‪ ،‬مث�ل التجوي�ع وفرض‬ ‫عل�ى املناطق حلا من طرف واح�د بدال من‬ ‫اتفاق يتنازل فيه الطرفان‪.‬‬

‫وتش�ير الصحيف�ة إن اتفاقي�ات الهدنة‬ ‫املش�روطة التي تفرضها احلكومة ساعدت‬ ‫ف�ي زرع ب�ذور اإلنقس�ام داخ�ل املناط�ق‬ ‫احملاص�رة‪ .‬فف�ي مخي�م اليرم�وك ح�ل‬ ‫اخللاف بين مؤي�دي الهدن�ة ومعارضيها‬ ‫محل اخللاف التقليدي بني حم�اس وفتح‬ ‫داخ�ل اخمليم‪ .‬وتنقل ع�ن عضو في مجلس‬ ‫ث�وار املعضمي�ة قوله «ه�ذه طريقة س�يئة‬ ‫ج�دا‪ ،‬لكنها لألس�ف فعالة»‪ ،‬فالرس�الة من‬ ‫بش�ار « ميكنن�ي منحك�م الطع�ام واألم�ن‬ ‫بدون القص�ف» مضيفا أن هناك قلة ال تزال‬ ‫تؤمن بإمكاني�ة اإلطاحة به «ال ألومهم على‬ ‫ه�ذا فقد م�رت عليهم ظ�روف ال ميكن ألحد‬ ‫حتمله�ا»‪ .‬ويق�ول إن م�ا يدعو لألس�ف هو‬ ‫انتصار األسد من خالل جتويع الشعب ولم‬ ‫يكن قادرا على النصر بقوة السالح‪.‬‬ ‫كذب وخداع‬ ‫وتش�ير الصحيف�ة إل�ى أن�ه بع�د قبول‬ ‫املعضمي�ة الهدن�ة ل�م تتل�ق خالل أس�بوع‬ ‫س�وى قافل�ة غذائي�ة ول�م تك�ن كافي�ة إال‬ ‫لوجبة في اليوم‪.‬‬ ‫ومت إجلاء اآلالف م�ن الس�كان لك�ن‬ ‫العملي�ة توقف�ت بع�د تعرضه�م للقصف‬ ‫والقب�ض عل�ى الكثيري�ن ممن ألق�وا في‬

‫السجون األمنية‪ .‬ويقول ناشط له عالقة‬ ‫باملفاوض�ات إن احلكوم�ة وافق�ت عل�ى‬ ‫السماح للمس�لحني اإلحتفاظ بأسلحتهم‬ ‫اخلفيف�ة وإدارة أموره�م لكنه�ا تراجعت‬ ‫ع�ن وعده�ا‪ .‬ويق�ول الناش�ط إن�ه تلقى‬ ‫رس�الة م�ن مس�ؤولي احلكوم�ة ردا على‬ ‫انتقاداته لهم «إما أن تخرس أو نخرس�ك‬ ‫لألب�د»‪ .‬وتش�ير الصحيف�ة لتصريح�ات‬ ‫للأم مري�ام أغني�س التي برز اس�مها في‬ ‫الهجوم الكيميائي على الغوطة الش�رقية‬ ‫العام املاضي كمدافعة عن النظام‪.‬‬ ‫وتق�ول إن األم أغني�س له�ا عالق�ة‬ ‫بالهدن�ة‪ ،‬حي�ث قال�ت إن اإلتف�اق ف�ي‬ ‫املعضمية كان يقضي بالسماح «للمعارضة‬ ‫الس�لمية البقاء» وزعمت أنها ال تستطيع‬ ‫السيطرة على تصرفات األجهزة األمنية‪،‬‬ ‫ويبدو أنها تلوم الطرفني‪.‬‬ ‫وتنق�ل الصحيف�ة ع�ن ناش�طني أن‬ ‫احلكوم�ة تتعام�ل م�ع اتفاق�ات الهدن�ة‬ ‫كاستسلام كما ح�دث في منطق�ة البرزة‬ ‫التي س�ارع إعالم النظ�ام باحلديث خطأ‬ ‫ع�ن استسلام املقاتلني وس�جن البعض‬ ‫منه�م‪ ،‬مم�ا قض�ى عل�ى ف�رض اتف�اق‪،‬‬ ‫ويعتق�د ناش�طون أن أي وق�ف إلطلاق‬ ‫الن�ار لن يس�تمر طامل�ا لم تغي�ر احلكومة‬ ‫«عقليتها»‪.‬‬

‫اشتروا الهواتف من طرابلس لترك خيط خاطئ‪ ...‬وأرسلوا شريط أبو عدس الى «اجلزيرة»‬

‫بيروت ـ «القدس العربي»‬ ‫من سعد الياس‪:‬‬ ‫كم�ا اليوم األول حف�ل اليوم الثان�ي من أعمال‬ ‫احملكم�ة الدولي�ة اخلاصة بلبن�ان باهتمام خاص‬ ‫ف�ي بيروت‪ ،‬وافتت�ح رئيس غرف�ة الدرجة األولى‬ ‫في احملكمة القاضي دايفيد راي اجللس�ة بحضور‬ ‫الرئي�س س�عد احلري�ري‪ ،‬نائ�ب رئي�س مجلس‬ ‫الن�واب فري�د م�كاري‪ ،‬النائبين س�امي اجلمي�ل‬ ‫ومروان حمادة‪ ،‬والنائبني الس�ابقني باسم السبع‬ ‫وغطاس خوري‪ ،‬ونادر احلريري‪.‬‬ ‫وحضر ع�ن عائالت الش�هداء كل م�ن‪ :‬توفيق‬ ‫أنطوان غامن‪ ،‬زاهر وليد عيدو‪ ،‬والد الرائد وس�ام‬ ‫عي�د‪ ،‬نبيل حاوي ش�قيق ج�ورج ح�اوي‪ ،‬زوجة‬ ‫اللواء وسام احلس�ن‪ ،‬زوجة سمير قصير جيزيل‬ ‫خوري ومي شدياق‪.‬‬ ‫وحتدث املدعي العام للمحكمة الدولية القاضي‬ ‫ً‬ ‫مستكمال موضوع شبكة اإلتصاالت‬ ‫غرامي كاميرون‬ ‫والهوات�ف املس�تخدمة للتحضير لعملي�ة اغتيال‬ ‫الرئي�س احلري�ري وكيفي�ة ش�راء س�يارة الفان‬ ‫امليتسوبيش�ي والتنس�يق بني املتهمين من حزب‬ ‫الل�ه مصطف�ى بدر الدين وس�ليم عياش وحس�ن‬ ‫مرعي وحسني عنيسي وأسد صبرا‪.‬‬ ‫ولف�ت ال�ى أن حركة مراقبة احلري�ري ازدادت‬ ‫بشكل كبير في كانون الثاني‪/‬يناير ‪ ،2005‬وأنه مت‬

‫احملكمة الدولية تعرض بدقة كيفية مراقبة احلريري وإستدعاء الشاحنة املفخخة من الضاحية‬

‫ش�راء هواتف الش�بكة احلمراء من طرابلس‪ .‬ألن‬ ‫معظم س�كان املدين�ة من الس�نة وكان هناك رغبة‬ ‫لترك خيط خاطئ في حال مت اكتشاف املؤامرة»‪.‬‬ ‫وحت�دث ع�ن فت�رة ما بين مس�اء ‪ 13‬ش�باط‪/‬‬ ‫وقسم مراحل حتركات‬ ‫فبراير وصباح ‪ 14‬ش�باط‪ّ ،‬‬ ‫احلري�ري إل�ى ‪ :5‬ف�ي البرمل�ان‪ ،‬عندم�ا خ�رج من‬ ‫مجل�س الن�واب وقص�د مقه�ى س�احة النجم�ة‪،‬‬ ‫دخوله مقهى س�احة النجم�ة‪ ،‬خروجه من املقهى‪،‬‬ ‫عودت�ه إل�ى املقه�ى‪ ،‬خروجه من املقه�ى وانطالق‬ ‫موكبه‪.‬‬ ‫وحت�دث ع�ن اإلتص�االت الت�ي تكثف�ت قب�ل‬ ‫ً‬ ‫معتبرا أن «حتركاتهم‬ ‫اإلعتداء وحتركات املتهمني‪،‬‬ ‫جرت في فترة قصيرة من الوقت وتبني التنسيق‬ ‫ً‬ ‫حتضي�را لإلعت�داء‪ .‬وعن�د الظهي�رة كان‬ ‫بينه�م‬ ‫الش�ركاء الس�تة يتنقل�ون بين مجل�س النواب‬ ‫وج�واره‪ ،‬بني اجمللس وموقع اجلرمية وفي موقع‬ ‫اجلرمية‪.‬في الدقيقة التي خرج فيها احلريري من‬ ‫مجلس النواب اتصل الش�خص ‪ 6‬بالش�خص ‪،9‬‬ ‫بعد ‪ 35‬ثانية اتصل الشخص ‪ 9‬بالشخص ‪ 8‬الذي‬ ‫كان ف�ي مجلس النواب وبع�د ‪ 17‬ثانية اتصل الـ‬ ‫‪ 6‬بال ‪ ،9‬وأجريت اإلتصاالت بينما كان احلريري‬ ‫خ�ارج املقهى‪.‬الس�اعة ‪ 11, 57‬اتص�ل الش�خص‬ ‫‪ 5‬بعي�اش وكان آخ�ر اتص�ال ل�ه‪ .‬وعندما اتصل‬ ‫بعياش كان على مقربة من نفق سليمان فرجنية‪.‬‬ ‫ثم مت تس�جيل مرور الش�احنة التي عبرت النفق‬ ‫املذكور التي حتدث عنها القاضي مني اخلميس‪.‬‬ ‫وق�ال كامي�رون «ف�ي الس�اعات الت�ي تل�ت‬

‫زيارت�ه س�احة اإلعتداء أج�رى عياش سلس�لة‬ ‫اتصاالت»‪ ،‬وقال‪« :‬في ‪ 14‬شباط يوم اإلغتيال‪9 ،‬‬ ‫هواتف زرقاء كانت ناشطة وهذه الهواتف كانت‬ ‫متورطة في املراقبة وتنسيق اإلعتداء»‪.‬‬ ‫وأض�اف «غ�ادر احلري�ري قريط�م ووص�ل‬ ‫إل�ى مجلس النواب ف�ي ‪ 14‬ش�باط‪/‬فبراير وبقي‬ ‫نحو س�اعة‪ ،‬ويعكس النش�اط الهاتف�ي أن ‪ 3‬من‬ ‫مس�تخدمي الهوات�ف احلم�راء كانوا ف�ي محيط‬ ‫قريطم»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اتصاال من محيط مجلس‬ ‫وتابع «أجرى عياش‬ ‫ً‬ ‫مجددا بالشخص‬ ‫النواب بالشخص ‪ ،6‬ثم اتصل‬ ‫‪ 5‬الذي كان قد انتقل ش�مال مدين�ة بيروت وكان‬ ‫عياش انتقل إلى شمال شرق مجلس النواب»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤك�دا «أن كل التح�ركات بين الش�ركاء ف�ي‬ ‫املؤامرة تشير الى توزيع املهام بتنظيم»‪.‬‬ ‫وق�ال «ف�ي الدقيق�ة نفس�ها الت�ي خ�رج فيها‬ ‫احلري�ري من مجل�س النواب حص�ل اتصال بني‬ ‫الشخص ‪ 8‬والشخص ‪ .6‬وحصلت إتصاالت بني‬ ‫الش�ركاء عندما كان احلريري خارج املقهى الذي‬ ‫ذهب اليه بعد مغادرته مجلس النواب»‪.‬‬ ‫ثم توقفت اجللس�ة لعش�ر دقائق لإلستراحة‪.‬‬ ‫واس�تأنف القاض�ي كامي�رون ش�رحه ع�ن‬ ‫اإلتص�االت بين املتهمين قب�ل جرمي�ة اغتي�ال‬ ‫الرئيس الش�هيد رفيق احلري�ري‪ ،‬وقال‪« :‬عندما‬ ‫اتصل عياش بالشخص ‪ 5‬كان يستدعي الشاحنة‬ ‫لتأت�ي من جن�وب بي�روت الى س�احة اجلرمية‪.‬‬ ‫وعن�د خروج احلريري من مجل�س النواب كانت‬

‫الش�احنة ف�ي موق�ع يس�مح له�ا بالتق�دم أم�ام‬ ‫املوك�ب‪ ،‬لك�ن احلري�ري خ�رج م�ن اجملل�س الى‬ ‫املقهى‪ ،‬واتصل الش�خص ‪ 9‬بالشخص ‪ 8‬وبعدها‬ ‫ً‬ ‫متواجدا بالقرب‬ ‫اتصل ‪ 5‬بالش�خص ‪ 6‬الذي كان‬ ‫من موقع اجلرمية»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وحي�دا في الش�احنة‬ ‫وأوض�ح أن ‪ 5‬ل�م ي�أت‬ ‫املفخخ�ة ب�ل أتى مع�ه ‪ .7‬اتصل ‪ 9‬م�رة ثانية بـ ‪8‬‬ ‫وكان موقعهما يس�مح برؤي�ة احلريري والتبليغ‬ ‫عن دخوله الى املقهى‪.‬‬ ‫وأض�اف اإلدع�اء الع�ام للمحكم�ة الدولي�ة‬ ‫كامي�رون «سلس�لة اإلتص�االت الت�ي كان�ت‬ ‫متس�ارعة توقف�ت مل�دة ‪ 17‬دقيق�ة بين الهواتف‬ ‫احلم�راء»‪ .‬وتاب�ع «الدقيق�ة الت�ي خ�رج فيه�ا‬ ‫احلريري م�ن املقهى اتصل ‪ 9‬الذي كان في محيط‬ ‫مجل�س الن�واب بالش�خص ‪ 8‬وبعده�ا ‪ 8‬أج�رى‬ ‫سلسلة من ‪ 3‬إتصاالت»‪.‬‬ ‫وق�ال «انته�ى اإلتص�ال األخي�ر بين ‪ 6‬و ‪9‬‬ ‫قب�ل وق�وع اإلنفج�ار وبعده�ا تقدمت الش�احنة‬ ‫باجتاه الغرب وكانت تتحرك ببطء‪ .‬واس�تمرت‬ ‫اإلتص�االت‪ ،‬وبع�د ‪ 30‬ثاني�ة عل�ى اإلتص�ال بني‬ ‫‪ 9‬و‪ ،8‬أجري�ت سلس�لة اتص�االت ف�ي غض�ون‬ ‫مهل�ة ‪ 58‬ثاني�ة بين ال�ـ‪ 7‬ال�ذي انتقل إل�ى موقع‬ ‫اجلرمي�ة وبعي�اش والش�خص ‪ .9‬ونس�تنتج أن‬ ‫ه�ذه اإلتصاالت إش�ارة إل�ى أن احلري�ري خرج‬ ‫م�ن مجلس الن�واب ليقترب من موق�ع اإلنفجار‪.‬‬ ‫وكانت املرة األخيرة التي استخدم عياش هاتفه‬ ‫األحمر»‪.‬‬

‫وتاب�ع «وفيم�ا كانت ش�احنة الف�ان البيضاء‬ ‫تقت�رب من موقع اجلرمية‪ ،‬ج�رت ‪ 3‬اتصاالت بني‬ ‫‪ 6‬و ‪ 7‬و ‪ 8‬و‪ 9‬الذي�ن كان�وا بالق�رب م�ن مجل�س‬ ‫الن�واب‪ .‬وكان اإلتص�ال األخير بين ‪ 9‬و‪ 6‬قبل ‪85‬‬ ‫ثاني�ة من ح�دوث اإلنفج�ار‪ .‬وتوفق�ت الهواتف‬ ‫احلم�راء‪ .‬تقدم�ت الش�احنة البيض�اء بب�طء‬ ‫باجت�اه الغرب على بعد أمتار من موقع اإلنفجار‪.‬‬ ‫وعند الساعة ‪ 12,55‬وقع اإلنفجار‪.‬‬ ‫وهن�ا‪ ،‬س�أل رئي�س غرف�ة الدرج�ة األول�ى‬ ‫القاض�ي دايفي�د راي‪ :‬هل هذه ص�ورة ثابتة‪ ،‬أو‬ ‫من كاميرا مراقبة؟‬ ‫فأج�اب كامي�رون‪ :‬ص�ورة ثابت�ة من ش�ريط‬ ‫كاميرا املراقبة‪.‬‬ ‫وعرض كامي�رون صورة املوك�ب الذي وصل‬ ‫إلى موقع اإلنفجار وحصوله‪.‬‬ ‫وق�ال «وصفت ‪ 5‬مج�االت من األدل�ة‪ :‬توقيت‬ ‫اس�تقالة احلري�ري‪ ،‬التح�ركات املادية‪ ،‬أنش�طة‬ ‫الهواتف األرجوانية الستدراج أبو عدس‪ ،‬شراء‬ ‫امليتسوبيشي‪ ،‬اخلطوات التي تلت اإلغتيال‪.‬‬ ‫وتاب�ع كامي�رون «عق�ب اإلنفج�ار نعتق�د أنه‬ ‫ج�رت ‪ 4‬اتص�االت مع رويت�رز وم�ع اجلزيرة من‬ ‫هوات�ف عمومي�ة عب�ر تل�كارت مت ش�راؤها ف�ي‬ ‫‪ 10‬ش�باط‪/‬فبراير‪ .‬وتظه�ر األدل�ة ف�ي اإلتص�ال‬ ‫برويت�رز أعل�ن املتصل تبني جماع�ة النصرة في‬ ‫بالد الشام للتفجير‪.‬اإلتصال الثاني الذي مت عند‬ ‫الس�اعة الثانية و‪ 19‬دقيقة تبنت التفجير جماعة‬ ‫ً‬ ‫تصريحا‬ ‫النص�رة‪ ،‬وبعد اإلتصال بث�ت اجلزيرة‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫ً‬ ‫قصي�را‪ ،‬أعل�ن «مس�ؤولية النص�رة ع�ن إع�دام‬ ‫احلريري باسم املقهورين»‪.‬‬ ‫وع�ن ش�ريط الفيدي�و والرس�الة أوض�ح‬ ‫كاميرون «أن البيان كان ينقصه بعض املعلومات‬ ‫الت�ي كان املتآمرون يريدون إضافته�ا فأتبعوها‬ ‫بالرس�الة التي تنص على أن اإلغتي�ال نفذه أبو‬ ‫ً‬ ‫ومرهقا»‪.‬مش�يرا‬ ‫عدس‪ ،‬وهو ب�دا أنحف من قبل‬ ‫إل�ى أن «الفيدي�و كان خياليا»‪.‬وق�ال‪« :‬قص�ة‬ ‫خيالية جبانة ابتدعت ملصلحة املتآمرين»‪.‬‬ ‫وتابع «عند الس�اعة اخلامس�ة من بعد الظهر‬ ‫جرى اتصال أخير بقناة اجلزيرة وس�أل املتصل‬ ‫بنبرة تهدي�د ملاذا لم يبث الش�ريط وبعدها بثته‬ ‫القناة‪.‬‬ ‫وأك�د أن «رس�الة الش�ريط كان�ت واضح�ة‬ ‫وتن�ص صراحة على أن العملي�ة نفذها أحمد أبو‬ ‫عدس‪ ،‬ويالحظ ف�ي الفيديو أن صوت أبو عدس‬ ‫ً‬ ‫منخفضا وكان وجهه أضعف»‪.‬‬ ‫كان‬ ‫وقال‪« :‬شاحنة الفان كانت مسطحة وسائقها‬ ‫ال�ى اليمين وتطل�ب نقلها ال�ى املوق�ع الكثير من‬ ‫الثقة وامله�ارة‪ ،‬وأبو عدس ال يعرف أن يقودها»‪،‬‬ ‫مش�يرا الى أن «ش�قيقة أبو عدس قال�ت عنه إنه‬ ‫كان بسيطا وكرميا وساذجا بعض الشيء»‪.‬‬ ‫وأكد «أن اغتيال احلريري عملية مخططة بدقة‬ ‫واس�تندت الى الفان احململ باملتفجرات لتسليمه‬ ‫ف�ي الوقت واملوق�ع احملددين مل�رور احلريري في‬ ‫موق�ع اإلتفجار‪.‬ولفت الى أن عياش بدأ تش�غيل‬ ‫الشبكة الصفراء ثم استخدم الزرقاء واخلضراء‬

‫واحلم�راء ‪.‬وف�ي املرحل�ة اخلامس�ة ملراقب�ة‬ ‫احلري�ري ظه�ر ‪ 6‬متآمري�ن حي�ث س�لم الفري�ق‬ ‫ً‬ ‫انضباطا في العملية وفي‬ ‫األخير الدفة‪ ،‬ما يظه�ر‬ ‫مراقبة التحركات»‪ ،‬وقال «متت مراقبة احلريري‬ ‫على مدى ‪ً 50‬‬ ‫يوما مبستوى عال من اإللتزام»‪.‬‬ ‫ثم حت�دث القاضي كاميرون عن املتهمني وعن‬ ‫ً‬ ‫مشيرا الى أن سامي عيسى هو‬ ‫س�يرتهم الذاتية‪،‬‬ ‫مصطفى بدر الدين واألدلة على ذلك دامغة‪ ،‬وهو‬ ‫وجه عياش ومرعي في العملية‪.‬ثم حتدث عن‬ ‫من ّ‬ ‫عدد اإلتصاالت بني املتهمني منذ عام ‪.2004‬‬ ‫وف�ي جلس�ة بع�د الظه�ر حت�دث محام�و‬ ‫املتضرري�ن باغتيال الرئي�س رفيق احلريري في‬ ‫احملكم�ة الدولية ف�ي الهاي وأدل�وا مبالحظاتهم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحافيا وأدلوا‬ ‫مؤمترا‬ ‫فيما محامو الدفاع عقدوا‬ ‫بوجهة نظرهم‪.‬‬ ‫وم�ن بي�روت‪ ،‬اعتبر س�فير النظام الس�وري‬ ‫في لبن�ان علي عبد الكرمي عل�ي أن «عمل احملكمة‬ ‫الدولي�ة يج�ب أن يكون ف�ي البحث ع�ن العدالة‬ ‫احلقيقية وليس اللعب بالعدالة واملتاجرة بها»‪.‬‬ ‫وق�ال بعد لق�اء رئيس مجلس الن�واب نبيه بري‬ ‫ً‬ ‫عبث�ا بأمنه�ا‪ ،‬أن اإلس�رائيلي‬ ‫«يكف�ي ه�ذه املنطق�ة‬ ‫وخلف�ه االطم�اع الغربية ه�ي التي كان�ت وراء هذه‬ ‫التفجي�رات املنتقل�ة والت�ي ذهب ضحيتها الش�هيد‬ ‫احلري�ري وبع�ده وقبله الكثي�رون‪ ،‬لذل�ك يجب أن‬ ‫تقرأ األمور قراءة منطقية عميقة مستندة الى حقائق‬ ‫والى مصالح من يفجر ومن يستثمر هذه التفجيرات‬ ‫ويفيد منها‪ ،‬ومن يخطط ملا بعدها»‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪5‬‬

‫«العفو الدولية» تدعو اجملتمعني في املؤمتر إلى إنهاء جتويع املدنيني احملاصرين‬

‫االئتالف السوري يجتمع التخاذ قرار حضور جنيف ‪ ...2‬وكيري يدعوه للمشاركة‬ ‫وم ّناع ينفي أن تكون هيئة التنسيق أبلغت الفروف موافقتها على احلضور‬ ‫■ عواص�م ـ وكاالت‪ :‬ب�دأت اجلمعة‬ ‫الهيئ�ة العامة لالئتلاف الوطني لقوى‬ ‫الث�ورة واملعارض�ة الس�ورية‪ ،‬ف�ي‬ ‫إس�طنبول‪ ،‬اجتماعات تس�تمر يومني‪،‬‬ ‫بغية اتخاذ موقف نهائي بشأن املشاركة‬ ‫مبؤمتر جني�ف ‪ ،2‬املزمع انعقاده في ‪22‬‬ ‫كان�ون الثاني‪/‬يناير اجلاري‪ ،‬حيث من‬ ‫املنتظر تس�مية الوفد املش�ارك في حال‬ ‫إقرار املشاركة‪.‬‬ ‫ومن املتوق�ع أن تش�هد االجتماعات‬ ‫مناقش�ات ح�ادة‪ ،‬ف�ي ظ�ل تهدي�د عدد‬ ‫من الكتل باالنسحاب من االئتالف‪ ،‬في‬ ‫ح�ال قرر املش�اركة في املؤمت�ر‪ ،‬أبرزها‬ ‫كتلة اجملل�س الوطني‪ ،‬الت�ي تعتبر من‬ ‫أكب�ر كتل االئتلاف‪ ،‬حيث أك�د اجمللس‬ ‫أن النظ�ام الس�وري ل�م يحقق ً‬ ‫أي�ا من‬ ‫املطال�ب اإلنس�انية املتعلق�ة بالش�عب‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫وكان االئتالف‪ ‬الوطن�ي ق�د أعل�ن‬ ‫في وقت س�ابق موافقته على املش�اركة‬ ‫بجني�ف ‪ 2‬بش�كل مش�روط‪ ،‬بحي�ث ال‬ ‫يك�ون للرئي�س بش�ار األس�د أي دور‬ ‫في املرحلة االنتقالية‪ ،‬وتش�كيل جس�م‬ ‫انتقال�ي ميتل�ك كاف�ة الصالحي�ات‬ ‫التنفيذي�ة‪ ،‬والس�يطرة عل�ى األجه�زة‬ ‫األمنية‪.‬‬ ‫م�ن جانب�ه أعل�ن النظ�ام موافقت�ه‬ ‫عل�ى املش�اركة مبؤمت�ر جني�ف ‪ ،2‬إال‬ ‫أن�ه ك�رر ع�دة م�رات بأن�ه ل�ن يذه�ب‬ ‫ً‬ ‫مشددا على موقفه أن‬ ‫لتس�ليم السلطة‪،‬‬ ‫الهدف من املؤمتر ه�و مكافحة اإلرهاب‬ ‫ف�ي س�وريا‪ .‬وكان وزي�را اخلارجي�ة‬ ‫األمريك�ي «ج�ون كي�ري»‪ ،‬ونظي�ره‬ ‫الروسي‪« ‬س�يرغي الف�روف»‪ ،‬أك�دا في‬ ‫مؤمتر صحافي قبل يومني‪ ،‬أن موس�كو‬ ‫ً‬ ‫وقف�ا إلطالق النار‬ ‫وواش�نطن تدعمان‬ ‫بين طرف�ي الن�زاع في‪ ‬س�وريا‪ ،‬قبيل‬ ‫ً‬ ‫وتب�ادال‬ ‫انطلاق مؤمت�ر جني�ف ‪،2‬‬ ‫لألسرى واملعتقلني فيما بينهما‪ ،‬وبحث‬ ‫اجلانب�ان س�بل إدخ�ال مس�اعدات‬ ‫إنسانية إلى املناطق احملاصرة‪.‬‬ ‫م�ن ناحي�ة أخ�رى تنتخ�ب الهيئ�ة‬ ‫العام�ة لالئتلاف هيأته�ا السياس�ية‪،‬‬ ‫كما يتم التصويت على مرشحني لشغل‬ ‫وزارة الصح�ة ووزارة التربي�ة‪ ،‬بع�د‬ ‫أن ق�دم رئيس احلكوم�ة املؤقتة «أحمد‬

‫طعمة» أسماء مرشحيه‪ ،‬وهما‪ ‬الدكتور‬ ‫«محم�د ش�يخ إبراهيم» لتول�ي منصب‬ ‫وزيرالصحة‪ ،‬و»عب�د العزيز اخلطيب»‬ ‫لتولي منصب وزير التربية‪ ،‬أما املنصب‬ ‫ً‬ ‫ش�اغرا؛‪ ‬فهو‪ ‬منصب‬ ‫الثالث ال�ذي بقي‬ ‫وزي�ر الداخلية‪ ،‬حيث لم‪ ‬يرش�ح‪ ‬طعمة‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫سيرش�ح من‪ ‬قبل‬ ‫أحدا‪ ‬لش�غله‪ ،‬وإمن�ا‬ ‫اجملالس العس�كرية خالل فترة أقصاها‬ ‫ش�هر‪ ،‬إذ س�يتم إس�ناد مه�ام‪ ‬وزارة‬ ‫الداخلي�ة إلى‪ ‬وزي�ر الدف�اع «أس�عد‬ ‫مصطفى» حلني انتهاء الفترة املذكورة‪.‬‬ ‫ودع�ا وزي�ر اخلارجي�ة األمريك�ي‬ ‫«ج�ون كي�ري»‪ ،‬املعارض�ة الس�ورية‬ ‫للمش�اركة ف�ي مؤمت�ر جني�ف‪ 2‬ال�ذي‬ ‫س�يقام في مدينة مونترو السويس�رية‬ ‫في ‪ 22‬كانون الثاني‪/‬يناير اجلاري‪.‬‬ ‫وف�ي تصري�ح ل�ه مبق�ر وزارة‬ ‫اخلارجي�ة‪ ،‬أش�ار كي�ري أن اجلمي�ع‬ ‫متوافق على أن الهدف من إجراء مؤمتر‬ ‫جني�ف‪ ،2‬تطبي�ق البي�ان الص�ادر عن‬ ‫مؤمتر جنيف‪ 1‬الذي عقد في عام ‪،2012‬‬ ‫وهذا م�ا تكرر في مختل�ف االجتماعات‬ ‫الدولية‪ ،‬وآخرها مؤمتر أصدقاء سوريا‬ ‫في باريس قبل عدة أيام‪.‬‬ ‫وأوضح الوزي�ر األمريكي أن املؤمتر‬ ‫يه�دف إل�ى إنش�اء مرحل�ة جدي�دة‬ ‫تش�كل إدارة انتقالي�ة مؤقت�ة يتف�ق‬ ‫عليه�ا اجلمي�ع‪ ،‬وه�ذه ه�ي الطريق�ة‬ ‫الوحي�دة إلنه�اء األزم�ة اإلنس�انية‬ ‫التي مير بها الس�وريون‪ ،‬وأن الش�عب‬ ‫الس�وري بحاجة إلى رسم معالم بالده‬ ‫ومس�تقبله‪ ،‬الفت�ا إل�ى أن الس�وريني‬ ‫بحاج�ة ملن يُ س�مع صوتهم إل�ى العالم‬ ‫كافة‪.‬‬ ‫وأوض�ح كي�ري أن املش�اركني‬ ‫ف�ي مؤمت�ر جني�ف‪ ،2‬األمم املتح�دة‬ ‫والوالي�ات املتحدة األمريكية وروس�يا‬ ‫وجمي�ع املش�اركني‪ ،‬يدرك�ون اله�دف‬ ‫الرئيسي من املؤمتر‪.‬‬ ‫وأع�رب كي�ري ع�ن قلق�ه الش�ديد‬ ‫مل�ا يجري عل�ى الس�احة الس�ورية من‬ ‫مجازر‪ ،‬وارتفاع وتيرة االش�تباكات مع‬ ‫اجلماعات املتطرفة‪ ،‬قائال‪« :‬من الصعب‬ ‫تخي�ل كي�ف س�يتمكن الس�وريون من‬ ‫التخل�ص من اجلماع�ات املتطرفة التي‬ ‫حولت املنطقة إلى مركز إرهابي كبير»‪.‬‬

‫م�ن جانب�ه نف�ى رئيس ف�رع املهجر‬ ‫بـ»هيئ�ة التنس�يق الوطني�ة لق�وى‬ ‫التغيي�ر الدميقراط�ي» الس�ورية‬ ‫املعارضة‪ ،‬هيثم ّ‬ ‫من�اع‪ ،‬أن تكون الهيئة‬ ‫أبلغ�ت وزي�ر اخلارجي�ة الروس�ي‬ ‫س�يرغي الفروف موافقتها على حضور‬ ‫ً‬ ‫مش�يرا ال�ى أنها لم‬ ‫مؤمت�ر «جنيف ‪،»2‬‬ ‫َ‬ ‫تتل�ق أي عرض لتغيير موقفها الرافض‬ ‫حلضور املؤمتر‪.‬‬ ‫وق�ال ّ‬ ‫مناع اجلمع�ة‪« ،‬ليس هناك أي‬ ‫تغيير ف�ي موقف الهيئة بش�أن حضور‬ ‫مؤمت�ر 'جني�ف ‪ '2‬بالش�روط واألوضاع‬ ‫والتحضي�رات الراهن�ة بش�كلها‬ ‫احلالي»‪.‬‬ ‫وأضاف أن الفروف «أعلن في املؤمتر‬ ‫الصحاف�ي مع نظي�ره الس�وري‪ ،‬وليد‬ ‫املنس�ق العام‬ ‫املعل�م‪ ،‬ف�ي موس�كو‪ ،‬ان ّ‬ ‫لهيئ�ة التنس�يق‪ ،‬حس�ن عب�د العظيم‪،‬‬ ‫أك�د ل�ه في اتص�ال هاتف�ي ب�أن الهيئة‬ ‫ستش�ارك في مؤمتر جنيف ‪ ،2‬لكن هذا‬ ‫االتص�ال ل�م يح�دث‪ ،‬وليس هن�اك أي‬ ‫تغيير في موقف الهيئة»‪.‬‬ ‫وأش�ار ّ‬ ‫من�اع إل�ى أن ق�رار هيئ�ة‬ ‫التنس�يق بعدم املشاركة في املؤمتر «مت‬ ‫بإجم�اع أعضاء مكتبه�ا التنفيذي وهو‬ ‫نهائ�ي وال يحق ألي عض�و فيه مخالفة‬ ‫هذا الق�رار‪ ،‬وحس�ن عبد العظي�م أكثر‬ ‫امللتزمني بهذا املوقف»‪.‬‬ ‫وق�ال «مهم�ا ُع�رض عل�ى هيئ�ة‬ ‫التنس�يق م�ن ُمقبّ الت حلض�ور جنيف‬ ‫‪ 2‬ف�ي الثان�ي والعش�رين م�ن الش�هر‬ ‫مص�رة على أن ش�روط‬ ‫احلال�ي‪ ،‬فه�ي‬ ‫ّ‬ ‫التحضي�ر األساس�ية للمؤمت�ر غي�ر‬ ‫موجودة وال ميكن توفيرها خالل األيام‬ ‫القليلة التي تسبق انعقاده»‪.‬‬ ‫وكان�ت هيئ�ة التنس�يق املعارض�ة‬ ‫أعلن�ت أنه�ا ل�ن تش�ارك ف�ي مؤمت�ر‬ ‫«جني�ف ‪ »2‬األربع�اء املقب�ل «ألن كل‬ ‫الش�روط املتعلق�ة بوج�ود ق�وي لوفد‬ ‫املعارضة الوطنية الس�ورية لم تتوفر‪،‬‬ ‫ولوضع كل فصائل املعارضة الس�ورية‬ ‫أمام سياس�ة األم�ر الواق�ع‪ ،‬ومطالبتها‬ ‫بب�ذل كل م�ا ف�ي وس�عها الجن�اح ه�ذا‬ ‫املؤمتر خالل أربعة أيام تفصل بني قرار‬ ‫االئتالف وافتتاح املؤمتر»‪.‬‬ ‫وق�ال ّ‬ ‫من�اع «ه�ذه الطريقة ف�ي عقد‬

‫مؤمتر يقرر مصير شعب ودولة ال ميكن‬ ‫وصفها بأنه�ا جدي�ة‪ ،‬إال إذا كان القرار‬ ‫الدولي وحده س�يد املوقف وميلي على‬ ‫الس�وريني االنصياح للإرادة الدولية‬ ‫ً‬ ‫سلفا لتقرير مصيرهم‪،‬‬ ‫في سيناريو ُأعد‬ ‫ولذلك نعتقد أن مؤمتر جنيف ‪ 2‬سيكون‬ ‫مج�رد احتفالي�ة بروتوكولي�ة ل�ن يتم‬ ‫ّ‬ ‫خاللها طرح املهمات األساس�ية املناطة‬ ‫به بصورة جدية»‪.‬‬ ‫وكان وزي�ر اخلارجي�ة الروس�ي‬ ‫ش�دد ف�ي مؤمت�ر‬ ‫س�يرغي الف�روف‪ّ ،‬‬ ‫صحافي مش�ترك م�ع نظيره الس�وري‬ ‫ولي�د املعلم‪ ،‬مبوس�كو في وقت س�ابق‬ ‫اجلمع�ة‪ ،‬عل�ى «ض�رورة مش�اركة‬ ‫هيئ�ة التنس�يق الوطني�ة واملنظم�ات‬ ‫ً‬ ‫معتبرا أن «ال‬ ‫الكردية ف�ي «جنيف‪،»2-‬‬ ‫مسوغات الستبعاد املعارضة الداخلية‬ ‫ّ‬ ‫من هذا املؤمتر»‪.‬‬ ‫الى ذلك دعت منظمة العفو الدولية‪،‬‬ ‫اجلمعة‪ ،‬مؤمتر «جنيف ‪ »2‬للسالم حول‬ ‫سوريا إلى انهاء احلصار الذي تفرضه‬ ‫حكوم�ة األخي�رة على امل�دن اخلاضعة‬ ‫لس�يطرة املعارض�ة املس�لحة‪ ،‬والت�ي‬ ‫ً‬ ‫جوعا‬ ‫قالت إن مدنيني فيه�ا يتضورون‬ ‫حتى املوت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحث�ت املنظمة‪ ،‬احلكومة الس�ورية‬ ‫وجماع�ات املعارض�ة املس�لحة عل�ى‬ ‫اإللت�زام بتوفي�ر مداخ�ل غي�ر مقي�دة‬ ‫للمنظم�ات اإلنس�انية العامل�ة بجميع‬ ‫أنح�اء البلاد‪ ،‬خلال احملادث�ات التي‬ ‫ترعاه�ا األمم املتح�دة مبؤمتر جنيف ‪2‬‬ ‫بسويس�را في ‪ 22‬كان�ون الثاني‪/‬يناير‬ ‫احلالي‪.‬‬ ‫وقال�ت إن احلكوم�ة الس�ورية‬ ‫«عرقلت تقدمي املس�اعدات احليوية إلى‬ ‫السكان احملليني في دمشق‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫مخيم اليرموك لالجئني الفلس�طينيني‪،‬‬ ‫حي�ث مت اإلبالغ عن وفاة م�ا ال يقل عن‬ ‫ً‬ ‫ش�خصا من بينهم ‪ 17‬إم�رأة أو فتاة‬ ‫‪49‬‬ ‫منذ متوز‪/‬يوليو املاض�ي‪ ،‬ومن ضمنهم‬ ‫ً‬ ‫جوعا»‪.‬‬ ‫أشخاص ماتوا‬ ‫واضاف�ت املنظم�ة أن حص�ار‬ ‫املعضمي�ة‪ ،‬والغوط�ة الش�رقية‪ ،‬ف�ي‬ ‫ري�ف دمش�ق‪ ،‬ومناط�ق أخ�رى «ت�رك‬ ‫ً‬ ‫أيضا املدنيين محاصرين ويُ عانون من‬ ‫نقص حاد في الغذاء والرعاية الطبية‪،‬‬

‫مقاتلون من اجليش السوري احلر خالل اشتباكات في درايا في ريف دمشق‬ ‫وقدرت مس�ؤولة الش�ؤون اإلنس�انية‬ ‫ّ‬ ‫ف�ي األمم املتحدة‪ ،‬فالي�ري إميوس‪ ،‬أن‬ ‫‪ 250‬ألف ش�خص في املناطق احملاصرة‬ ‫بعيدون عن متناول املساعدات»‪.‬‬ ‫ونقل�ت ع�ن مدن�ي محاص�ر ف�ي‬ ‫املعضمي�ة «أن املس�اعدات الت�ي‬ ‫ُس�مح بادخاله�ا إل�ى البل�دة مبوج�ب‬ ‫اتف�اق الهدن�ة بين احلكومة الس�ورية‬ ‫واملعارضة املس�لحة في كان�ون األول‪/‬‬ ‫ديس�مبر املاضي لم تكن كافي�ة وتفتقر‬ ‫إل�ى امل�واد املغذية مبا في ذل�ك الفواكه‬ ‫واخلضروات»‪.‬‬ ‫وطالبت املنظمة املشاركني في مؤمتر‬ ‫«جني�ف ‪ »2‬وعل�ى رأس�ها ال�دول التي‬ ‫ً‬ ‫تأثي�را عل�ى احلكومة الس�ورية‬ ‫متل�ك‬

‫وجماعات املعارضة املس�لحة بـ»تأمني‬ ‫اإلفراج عن جميع النش�طاء السلميني‪،‬‬ ‫مبن فيهم املدافعون عن حقوق اإلنسان‬ ‫والرهائ�ن املدني�ون احملتج�زون‪ ،‬إلى‬ ‫جان�ب ضم�ان وص�ول املس�اعدات‬ ‫اإلنسانية إلى احملتاجني»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحثت منظمة العف�و الدولية الدول‬ ‫على «وقف جميع عمليات نقل األسلحة‬ ‫إل�ى احلكوم�ة الس�ورية والدول�ة‬ ‫االسلامية في العراق والشام وإلى أي‬ ‫جماعة معارضة مس�لحة أخرى ترتكب‬ ‫جرائم ح�رب وغيره�ا م�ن االنتهاكات‬ ‫اخلطي�رة حلقوق اإلنس�ان»‪ ،‬كما دعت‬ ‫االط�راف املتقاتل�ة ف�ي س�وريا إل�ى‬ ‫«وضع ح�د للهجمات على األهداف غير‬

‫العس�كرية‪ ،‬وال س�يما من قبل احلكومة‬ ‫الس�ورية‪ ،‬ووق�ف انتش�ار ممارس�ة‬ ‫التصفيات والتعذيب»‪.‬‬ ‫وق�ال‪ ،‬فيلي�ب لوث�ر‪ ،‬مدي�ر برنامج‬ ‫الش�رق األوس�ط وش�مال افريقي�ا في‬ ‫منظمة العفو الدولي�ة «إن حجم األزمة‬ ‫اإلنس�انية في س�وريا آخذ في التوسع‬ ‫ّ‬ ‫ونحث جمي�ع الدول‬ ‫بوتي�رة س�احقة‪،‬‬ ‫املش�اركة ف�ي محادث�ات «جني�ف ‪»2‬‬ ‫واألمم املتح�دة واحلكوم�ة الس�ورية‬ ‫واإلئتالف الوطني املعارض على جعل‬ ‫تخفي�ف معان�اة الش�عب ف�ي س�وريا‬ ‫أولوية قصوى»‪.‬‬ ‫واش�ار إل�ى أن احلكوم�ة الس�ورية‬ ‫«تعاقب بقسوة املدنيني الذين يعيشون‬

‫باملناطق اخلاضعة لس�يطرة املعارضة‬ ‫املس�لحة‪ ،‬ويتعين عليها رف�ع احلصار‬ ‫ً‬ ‫ف�ورا ألن جتوي�ع املدنيين كأس�لوب‬ ‫م�ن أس�اليب احلرب ه�و جرمية حرب‪،‬‬ ‫وع�دم اس�تخدام مم�رات املس�اعدات‬ ‫اإلنس�انية لتسجيل مكاس�ب عسكرية‬ ‫أو سياسية»‪.‬‬ ‫واض�اف لوث�ر‪ ،‬إن محادثات مؤمتر‬ ‫جني�ف «متث�ل فرص�ة ن�ادرة لطرف�ي‬ ‫النزاع في س�وريا لتحقيق تقدم حيوي‬ ‫مبج�ال حق�وق اإلنس�ان‪ ،‬ويتعني على‬ ‫املش�اركني في�ه ضم�ان أن تظ�ل حقوق‬ ‫اإلنس�ان عل�ى رأس ج�دول األعم�ال‪،‬‬ ‫وجتن�ب التضحية بها من أجل تس�وية‬ ‫سياسية»‪.‬‬

‫املعلم‪ّ :‬‬ ‫سلمت الفروف خطة أمنية تخص حلب ومستعدون لتطبيقها فور ًا إذا التزم اجلانب اآلخر بها‬

‫«داعش» تنسحب من مدينة سراقب‪ ...‬والنظام السوري مستعد لتبادل السجناء مع املعارضة‬

‫■ عواص�م ـ وكاالت‪ :‬انس�حب عناص�ر‬ ‫الدولة االسلامية في العراق والشام من مدينة‬ ‫س�راقب‪ ،‬احد اب�رز معاقلهم ف�ي محافظة ادلب‬ ‫في شمال غرب سوريا‪ ،‬اثر معارك مع تشكيالت‬ ‫اخ�رى م�ن املعارض�ة‪ ،‬بحس�ب ما اف�اد املرصد‬ ‫السوري حلقوق االنسان اجلمعة‪.‬‬ ‫وق�ال مدي�ر املرص�د رام�ي عب�د الرحم�ن‬ ‫«انس�حب عناصر الدولة االسالمية في العراق‬ ‫والش�ام فج�ر اجلمعة م�ن مدينة س�راقب‪ ،‬في‬ ‫اجت�اه بل�دة س�رمني»‪ ،‬على بع�د نح�و ‪ 15‬كلم‬ ‫غربا‪.‬‬ ‫واض�اف ان عناص�ر هذا التنظي�م اجلهادي‬ ‫املرتب�ط بالقاع�دة «انس�حبوا بعدم�ا اصب�ح‬ ‫وضعه�م صعب�ا ف�ي املدين�ة‪ ،‬وحوص�روا م�ن‬ ‫قب�ل الكتائب االسلامية والكتائ�ب املقاتلة في‬ ‫الطرفني الغربي واجلنوبي لسراقب»‪.‬‬ ‫واوضح عبد الرحم�ن ان هذه املدينة «كانت‬ ‫م�ن اب�رز معاق�ل الدولة االسلامية ف�ي ادلب‪،‬‬ ‫وتواج�د فيه�ا اكث�ر م�ن ‪ 300‬مقات�ل قب�ل ب�دء‬ ‫املع�ارك»‪ ،‬مش�يرا الى ان العش�رات م�ن هؤالء‬ ‫«قتلوا او جرحوا خالل االيام املاضية»‪.‬‬ ‫وم�ن اب�رز هؤالء «امي�ر» الدولة االسلامية‬ ‫ف�ي املدينة «اب�و البراء البلجيك�ي» الذي قضى‬ ‫االربع�اء ف�ي اطلاق ن�ار علي�ه م�ن مقاتلين‬

‫معارضني‪ ،‬بحسب املرصد‪.‬‬ ‫وكان «أب�و الب�راء» توع�د باللج�وء ال�ى‬ ‫الس�يارات املفخخ�ة في ح�ال تواص�ل املعارك‬ ‫بين عناص�ر الدول�ة االسلامية ومقاتلين من‬ ‫املعارضة‪.‬‬ ‫وجل�ات «الدولة االسلامية» ف�ي ردها على‬ ‫اجملموع�ات الت�ي تقاتله�ا وابرزه�ا «اجلبه�ة‬ ‫االسلامية» و»جبه�ة ث�وار س�وريا» و»جيش‬ ‫اجملاهدي�ن»‪ ،‬ال�ى عملي�ات انتحاري�ة ع�دة‪،‬‬ ‫غالبيته�ا بس�يارات مفخخ�ة‪ ،‬تس�ببت مبقت�ل‬ ‫العشرات‪.‬‬ ‫وب�دأت املع�ارك بين الطرفين اللذي�ن كان�ا‬ ‫يقاتالن ف�ي خندق واحد ضد النظام الس�وري‬ ‫ف�ي الثال�ث م�ن كان�ون الثاني‪/‬يناي�ر‪ .‬ويته�م‬ ‫مقاتل�و الكتائ�ب الدول�ة االسلامية بعملي�ات‬ ‫خطف وقتل واعتقاالت عش�وائية والتشدد في‬ ‫تطبيق الشريعة االسالمية واستهداف املقاتلني‬ ‫والناشطني االعالميني‪.‬‬ ‫وادت ه�ذه املع�ارك ال�ى مقتل اكث�ر من الف‬ ‫شخص‪ ،‬بحسب احدث حصيلة اوردها املرصد‬ ‫السوري اخلميس‪.‬‬ ‫ج�اء ذل�ك فيم�ا كش�ف وزي�ر اخلارجي�ة‬ ‫املعلم‪ ،‬أنه ّ‬ ‫السوري‪ ،‬وليد ّ‬ ‫سلم نظيره الروسي‪،‬‬ ‫س�يرغي الفروف‪ ،‬خطة أمنية ستنفذها حكومة‬

‫بالده‪ ،‬مبدينة حلب‪ ،‬إذا توفرت ضمانات كافية‬ ‫بالت�زام اجلانب اآلخر به�ا‪ ،‬فيما أعلن الفروف‪،‬‬ ‫قلق موس�كو من مماطلة اإلئتالف الس�وري في‬ ‫اتخاذ قراره بش�أن املش�اركة في مؤمتر جنيف‬ ‫‪.2‬‬ ‫وق�ال املعل�م أن حكومت�ه مس�تعدة لتب�ادل‬ ‫الس�جناء مع املعارضة‪ ،‬وأعرب للصحافيني في‬ ‫موسكو عن استعداد احلكومة السورية لتبادل‬ ‫قوائ�م الس�جناء وصياغ�ة اآللي�ة الضروري�ة‬ ‫لتحقي�ق ه�ذا اله�دف‪ ،‬حس�ب تقري�ر اوردت�ه‬ ‫وكاالت انباء روسية‪.‬‬ ‫وق�ال ّ‬ ‫املعلم ف�ي مؤمتر صحافي مش�ترك مع‬ ‫الف�روف ف�ي موس�كو‪ ،‬اجلمع�ة‪ ،‬إن�ه «نتيج�ة‬ ‫ثقة س�وريا باملوقف الروس�ي وب�دور األخيرة‬ ‫ف�ي وقف نزف الدم الس�وري‪ّ ،‬‬ ‫س�لمت الفروف‬ ‫الي�وم (اجلمع�ة) خط�ة أمني�ة تخ�ص مدين�ة‬ ‫حلب‪ ،‬وطلبت منه أن يجري اإلتصاالت الالزمة‬ ‫لضم�ان تنفيذه�ا‪ ،‬وحتديد س�اعة الصفر التي‬ ‫يبدأ فيها وقف العمليات العسكرية»‪.‬‬ ‫وأكد استعداد دمشق «لتطبيق اخلطة ً‬ ‫ّ‬ ‫فورا‪،‬‬ ‫إذا توف�رت ضمان�ات كافي�ة بالت�زام اجلان�ب‬ ‫اآلخر به»‪.‬‬ ‫وأض�اف «أبلغ�ت الف�روف أنن�ا نواف�ق من‬ ‫حي�ث املب�دأ عل�ى تب�ادل معتقلين بالس�جون‬

‫سكان مخيم اليرموك‪ :‬فلتسقط هذه اإلنسانية وليذهب هذا العالم التافه للجحيم‬

‫تدمير األسلحة الكيميائية السورية‬ ‫قد ال يكتمل قبل نهاية حزيران القادم‬ ‫■ روم�ا ـ من س�تيف ش�يرر‪ :‬قال رئي�س منظمة حظر‬ ‫االس�لحة الكيميائي�ة أحم�د أوزومجو اخلمي�س إن إزالة‬ ‫وتدمي�ر أخط�ر امل�واد ف�ي ترس�انة األس�لحة الكيميائية‬ ‫الس�ورية سيتأخر على األرجح بس�بب مشاكل لوجستية‬ ‫وأمنية ولكن املوعد النهائي إلزالة كل األسلحة الكيميائية‬ ‫وهو نهاية حزيران‪/‬يونيو ما زال قائما‪.‬‬ ‫وف�ي ب�ادئ األم�ر كان املس�تهدف اكتمال تدمي�ر املواد‬ ‫الكيميائي�ة «الرئيس�ية» ‪-‬وه�ي غ�از اخل�ردل ومكونات‬ ‫تصنيع غاز الس�ارين وغاز األعص�اب في‪.‬إكس‪ -‬بحلول‬ ‫نهاية اذار‪/‬مارس‪.‬‬ ‫ولم تلتزم س�وريا من قبل مبوع�د نهائي حل في ‪ 31‬من‬ ‫كانون االول‪/‬ديس�مبر لنقل املواد األكثر س�مية إلى ميناء‬ ‫ولم حتمل حتى اآلن س�وى كمية صغيرة نسبيا من املواد‬ ‫الكيميائي�ة تبل�غ نحو ‪ 5‬في املائة وفقا لتقدير دبلوماس�ي‬ ‫رفي�ع ف�ي نيويورك عل�ى س�فينة الش�حن الدمنركية ارك‬ ‫فوتورا‪.‬‬ ‫وق�ال أوزومج�و للصحافيين في روم�ا إن�ه واثق من‬ ‫إمكاني�ة تدمير كل امل�واد الكيميائية بحل�ول نهاية يونيو‬ ‫حزي�ران وه�و موعد انته�اء مهل�ة للتخلص م�ن برنامج‬ ‫سوريا لألسلحة الكيميائية واملواد املرتبطة به بالكامل‪.‬‬ ‫وس�ئل هل س�يمكن االلتزام باملهلة التي تنتهي في آخر‬ ‫آذار‪/‬م�ارس لتدمير األس�لحة الكيميائية الرئيس�ية فقال‬ ‫«مب�ا انن�ا لم نس�تطع االلتزام مبهل�ة ‪ 31‬من ديس�مبر فإن‬ ‫املهم من وجهة نظري هو مهلة نهاية حزيران‪/‬يونيو ‪2014‬‬ ‫لذا سنبذل اقصى ما في وسعنا لاللتزام بها‪».‬‬ ‫ونش�رت منظم�ة حظ�ر االس�لحة الكيميائي�ة في وقت‬ ‫الح�ق بيان�ا يق�ول إن أوزموجو أك�د في حديث�ه في روما‬ ‫ان�ه «ال ي�زال واثقا من أن املوعد النهائ�ي ‪ 30‬من حزيران‪/‬‬ ‫يونيو ‪ 2014‬لتدمير ترسانة األسلحة الكيميائية السورية‬ ‫بالكامل ميكن االلتزام به‪».‬‬ ‫وأش�ار إل�ى أن أكثر م�ن ‪ 16‬طنا م�ن امل�واد الكيميائية‬ ‫«الرئيس�ية» ووزنه�ا اإلجمال�ي ‪ 560‬طنا نقل�ت حتى اآلن‬ ‫إلى السفينة الدمنركية‪.‬‬

‫الس�ورية مقابل مخطوفني م�ن قبل اجملموعات‬ ‫املس�لحة‪ ،‬على أن نتب�ادل اللوائ�ح لنحدد آلية‬ ‫تنفيذ ذلك»‪.‬‬ ‫وأع�رب‪ ،‬ع�ن اعتق�اد دمش�ق ب�أن مؤمت�ر‬ ‫جني�ف‪ 2-‬من ش�أنه «أن يؤس�س للح�وار بني‬ ‫السوريني من دون أي تدخل خارجي مع احترام‬ ‫ً‬ ‫مجددا تأكيد حضور دمش�ق‬ ‫س�يادة س�وريا»‪،‬‬ ‫للمؤمت�ر‪ ،‬رغم محاوالت عرقلته‪ ،‬وعدم وضوح‬ ‫موقف اإلئتالف الوطني السوري لقوى الثورة‬ ‫واملعارضة بشأن املشاركة به‪.‬‬ ‫وأك�د أن دمش�ق س�تواصل جهده�ا إلجناح‬ ‫املؤمت�ر لتأمني تطلعات الش�عب الس�وري‪ ،‬في‬ ‫ً‬ ‫معتبرا أن على‬ ‫م�ا يتعلق مبكافحة «اإلره�اب»‪،‬‬ ‫املؤمتر إطلاق حوار بني الس�وريني مبا يضمن‬ ‫سيادة بالدهم‪.‬‬ ‫واته�م املعل�م الوالي�ات املتح�دة بأنه�ا‬ ‫«أول م�ن ش�جع املتطرفين عل�ى الق�دوم ال�ى‬ ‫س�وريا»‪ ،‬واش�ار إلى أن «أولئك الذي�ن اتهموا‬ ‫احلكومة الس�ورية بقصف شعبها هم من ميول‬ ‫ً‬ ‫مضيفا «ال‬ ‫«اإلرهابيني» الذين يدمرون البالد»‪،‬‬ ‫أفهم موقف واش�نطن جتاه س�وريا‪ ،‬فهي تدعم‬ ‫احلكومة العراقية في قتالها ضد داعش»‪.‬‬ ‫وأع�رب ع�ن تصميم بلاده على «التنس�يق‬ ‫مع روس�يا ف�ي مج�ال التخل�ص من األس�لحة‬

‫الكيميائية»‪.‬‬ ‫وق�ال «أبلغ�ت الف�روف أن�ه مت ايص�ال‬ ‫املس�اعدات االنس�انية إل�ى الغزالنية وس�يتم‬ ‫ذلك إلى قرية أخرى بالتنسيق مع األمم املتحدة‬ ‫وتلبية لرغبة اجلانب الروسي»‪ ،‬واشار إلى أن‬ ‫مس�لحني أطلقوا الن�ار على قافل�ة كانت حتمل‬ ‫مس�اعدات إل�ى اليرم�وك م�ا أع�اق العملي�ة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤك�دا‪ ،‬ف�ي الوق�ت عين�ه‪ ،‬اس�تعداد دمش�ق‬ ‫إلدخال املس�اعدات الى اليرم�وك في أية حلظة‬ ‫ً‬ ‫وداعيا املس�لحني‬ ‫بش�رط ضمان أم�ن القوافل‪،‬‬ ‫للوف�اء بالتزاماته�م فيما يخص تأمين إيصال‬ ‫املساعدات اإلنسانية‪.‬‬ ‫وم�ن جهته‪ ،‬قال الوزير الروس�ي إن ما يثير‬ ‫«قلقنا هو أنه في حني أعلنت احلكومة السورية‬ ‫ّ‬ ‫وش�كلت‬ ‫موافقته�ا عل�ى املش�اركة ف�ي املؤمتر‬ ‫وفدها‪ ،‬ل�م ُتقدم املعارض�ة‪ ،‬وبخاصة االئتالف‬ ‫الوطني‪ ،‬على خطوات مماثلة بعد»‪.‬‬ ‫وش�دد على أن الوضع اإلنس�اني في سوريا‬ ‫موضوع حس�اس للغاية‪ ،‬غير أنه اعتبر أنه «ال‬ ‫يجوز اس�تغالله لتبري�ر التدخل في س�وريا‪..‬‬ ‫وكذريعة إلحباط «جنيف‪.»2-‬‬ ‫وأشار الفروف إلى أن «الدولة اإلسالمية في‬ ‫العراق والش�ام (داعش) تقوم بعمليات إعدام‬ ‫جماعي�ة ملدنيني وأس�رى في ش�مال س�وريا»‪،‬‬

‫في حني أك�د أن األنباء عن اس�تخدام احلكومة‬ ‫الس�ورية ألس�لحة الكيميائي�ة م�زورة‪ ،‬بدون‬ ‫ً‬ ‫معتب�را في الوق�ت عين�ه‪ ،‬أن اتهام‬ ‫أدنى ش�ك‪،‬‬ ‫احلكوم�ة الس�ورية بقصف املؤسس�ات املدنية‬ ‫ً‬ ‫عمدا يتطلب تقدمي أدلة مقنعة‪.‬‬ ‫وعن األس�لحة الكيميائية السورية التي من‬ ‫املق�رر أن يت�م تدميره�ا‪ّ ،‬أكد الف�روف أن عملية‬ ‫نقل هذه األسلحة خارج سوريا جتري بنجاح‪.‬‬ ‫وإذ دع�ا الف�روف إل�ى خط�وات عملي�ة‬ ‫لتخفي�ف املعان�اة ف�ي س�وريا‪ ،‬نقل ع�ن املعلم‬ ‫تأكيده على استعداد حكومته للقيام بخطوات‬ ‫لتخفي�ف معان�اة الش�عب الس�وري‪ ،‬من خالل‬ ‫إيصال املساعدات اإلنسانية إلى مناطق البالد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وح�ث بالتالي‬ ‫وبخاص�ة ريف دمش�ق وحلب‪،‬‬ ‫املعارض�ة الس�ورية املس�لحة عل�ى العمل على‬ ‫ضمان أمن القوافل اإلنسانية في البالد‪.‬‬ ‫كم�ا ّ‬ ‫ح�ث املانحين عل�ى التعامل بش�فافية‬ ‫لدى إرس�ال املس�اعدات املعلن عنه�ا في مؤمتر‬ ‫الكويت‪.‬‬ ‫وكان�ت وس�ائل إعلام روس�ية نقل�ت ع�ن‬ ‫الفروف‪ ،‬قوله اجلمعة‪ ،‬في مستهل احملادثات مع‬ ‫املعلم في موس�كو «هناك محاوالت الستحداث‬ ‫عراقي�ل مصطنعة وإحباط عقد املؤمتر»‪ ،‬وتابع‬ ‫«م�ن امله�م أن نتب�ادل اآلراء ف�ي ه�ذه املرحل�ة‬

‫املهم�ة وأن نعم�ل كل ما بوس�عنا‪ ،‬إلفش�ال هذه‬ ‫ً‬ ‫معتب�را ان «ذل�ك يتطل�ب إرادة‬ ‫احمل�اوالت»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وثباتا وقدرة على عدم االجنرار وراء‬ ‫سياسية‬ ‫االستفزازات»‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬أعرب وزير اخلارجية السوري على‬ ‫اس�تعداد بلاده العم�ل م�ع املعارض�ة ملكافحة‬ ‫«اإلره�اب»‪ ،‬وق�ال إن «التطلع�ات الت�ي حتتل‬ ‫أولوية بالنس�بة إلى الش�عب السوري ّ‬ ‫تلخص‬ ‫بتحقي�ق نص�ر عل�ى «اإلره�اب» ومكافحت�ه»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا «اس�تعداد بالده «التع�اون مع املعارضة‬ ‫لبلوغ هذا الهدف»‪.‬‬ ‫وأض�اف أن احلكوم�ة الس�ورية تس�تمر‬ ‫ف�ي اس�تخدام الق�وات املس�لحة ف�ي محارب�ة‬ ‫«اإلره�اب»‪ .‬وج�دد ّ‬ ‫املعل�م موافق�ة بلاده على‬ ‫املش�اركة ف�ي مؤمت�ر جني�ف‪ 2-‬املق�رر عق�ده‬ ‫ف�ي ‪ 22‬كان�ون الثاني‪/‬يناي�ر‪ ،‬وق�ال «نح�ن‬ ‫واثق�ون ونعمل بن�اء على أن احلواء الس�لمي‬ ‫هو الوس�يلة الوحيدة حلل األزمة الس�ورية»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫«ح�وارا بين الس�وريني أنفس�هم‬ ‫معتب�را أن‬ ‫سيفضي إلى مستقبل أفضل»‪.‬‬ ‫وف�ي رده عل�ى دع�وة موس�كو لتجن�ب‬ ‫ً‬ ‫ممازح�ا إن ال�ذي «ينج�ح‬ ‫االس�تفزازات‪ ،‬ق�ال‬ ‫باس�تفزاز وزي�ر س�وري يحص�ل عل�ى مليون‬ ‫دوالر»‪.‬‬

‫وحني يكتمل حتميل كل املواد الرئيس�ية على الس�فينة‬ ‫الدمنركي�ة فإنه�ا س�تنقلها ال�ى مين�اء جيويا ت�اورو في‬ ‫جن�وب ايطاليا حيث س�تنقل الى س�فينة امريكية ثم يتم‬ ‫تدميرها في البحر فيما بعد‪.‬‬ ‫وقال اوزموجو إن نقل مواد كيميائية اثناء حرب اهلية‬ ‫ينطوي على «صعوبات كبي�رة» مجددا الدعوة جلماعات‬ ‫املعارضة السورية للتعاون‪.‬‬ ‫واض�اف «نق�ل ه�ذه األس�لحة وامل�واد الكيميائية من‬ ‫املواق�ع في س�وريا الى مين�اء الالذقي�ة هو مبع�ث القلق‬ ‫األكبر‪».‬‬ ‫وق�ال اوزموج�و ان الس�لطات الس�ورية ذك�رت أن‬ ‫جماعات معارضة هاجم�ت مخزنني للكيميائيات منذ اكثر‬ ‫من اسبوع مضيفا انه لم يتسن التحقق من هذا من مصدر‬ ‫مس�تقل وان�ه «ال يوج�د دليل» عل�ى ان امل�واد الكيميائية‬ ‫سقطت في ايدي جماعات معارضة‪.‬‬ ‫واض�اف أن�ه اجتمع مع وفد س�وري ي�وم األربعاء في‬ ‫الهاي حملاولة معاجلة اخملاوف األمنية‪.‬‬ ‫وق�ال «يج�ري اتخاذ بع�ض اإلج�راءات اإلضافية في‬ ‫الوق�ت احلالي لتقليل اخملاطر‪ .‬نأمل أن نتمكن من التحرك‬ ‫بسرعة نسبيا في األسابيع القادمة‪».‬‬ ‫واوزموج�و موجود حاليا في ايطالي�ا ليلقي كلمة امام‬ ‫البرملان عن نقل املواد الرئيسية‪.‬‬ ‫وقال إنه من املرجح أن تصل الس�فينة األمريكية ام‪.‬في‬ ‫كي�ب راي املزودة باجهزة للتخلص م�ن غازات األعصاب‬ ‫الى البحر املتوس�ط بحل�ول نهاية كان�ون الثاني‪/‬يناير‪.‬‬ ‫وأض�اف أن نق�ل امل�واد الكيميائي�ة لن يس�تغرق اكثر من‬ ‫‪ 48‬س�اعة‪ .‬وم�ع تواص�ل التنس�يق الدول�ي للتخلص من‬ ‫الترس�انة الس�ورية قال مصدران مطلع�ان يوم اخلميس‬ ‫ان بريطانيا س�تمنح عقدا لتدمير نح�و ‪ 150‬طنا من املواد‬ ‫الكيميائية لشركة فيوليا انفايرنومون الفرنسية‪.‬‬ ‫وأضاف املصدران أنه س�تتم معاجل�ة املواد الكيميائية‬ ‫ف�ي محرقته�ا مبين�اء ايلس�مير ف�ي تشيش�ر باجنلت�را‪.‬‬ ‫(رويترز)‬

‫■ بي�روت ـ من حمزة تكني‪ :‬يعيش س�كان‬ ‫مخي�م اليرم�وك لالجئين الفلس�طينيني ف�ي‬ ‫العاصمة الس�ورية دمش�ق «كارثة إنس�انية»‬ ‫مع تزايد صعوبات فك احلصار املفروض عليه‬ ‫من قب�ل النظام الس�وري منذ أيلول‪/‬س�بتمبر‬ ‫املاضي وس�ط دعوات إلخراج املس�لحني منه‪،‬‬ ‫فم�ن لم ميت من اجلوع يقتات مما يتوفر حتت‬ ‫يديه حتى األعشاب املضرة ‪.‬‬ ‫وق�ال س�امي احلل�و‪ ،‬أح�د س�كان اخمليم‬ ‫الذي الي�زال داخله‪ ،‬أن األوضاع التي يعاني‬ ‫منها الس�كان «تفوق تصور العقول البشرية‬ ‫بس�بب اجملاع�ة التي ته�دد حي�اة الكثير من‬ ‫الشيوخ واألطفال والنساء»‪.‬‬ ‫وأض�اف احلل�و ف�ي حدي�ث ملراس�ل‬ ‫األناضول عبر االنترنت أن ما تنشره وسائل‬ ‫اإلعلام ع�ن األوض�اع املأس�اوية للمخي�م‬ ‫«قلي�ل وضئي�ل» مقارنة م�ع الواق�ع املزري‪،‬‬ ‫مش�يرا الى تعرض مناطق مختلفة من اخمليم‬ ‫يوم أم�س اخلمي�س لقصف مدفع�ي «عنيف‬ ‫وهستيري» ‪.‬‬ ‫وحت�دث احلل�و ع�ن س�قوط أكث�ر من ‪10‬‬ ‫قتل�ى قضوا حتت أنقاض املباني التي س�قط‬ ‫عليه�ا البراميل املتفجرة خالل غارات ش�نها‬ ‫طائرات النظام السوري على اخمليم ‪.‬‬ ‫وقال «هرعنا الى املباني املستهدفة وبدأنا‬ ‫بانتش�ال جث�ث النس�اء واألطف�ال من حتت‬ ‫األنق�اض»‪ ،‬معتبرا أن هذه الغارات «ليس�ت‬ ‫إال عقاب�ا للمخي�م وأهل�ه ولي�س مل�ا يس�مى‬ ‫جماعات مس�لحة كما يدعي النظام السوري‬ ‫ومنظمة التحرير الفلسطينية» ‪.‬‬ ‫وأض�اف أن�ه بع�د االنته�اء م�ن انتش�ال‬ ‫اجلث�ث‪ ،‬س�ار العش�رات م�ن احملاصرين في‬ ‫شوارع اخمليم في مسيرة لم ترفع إال شعارات‬ ‫الصم�ود بوجه «ه�ؤالء الظلم�ة الذين فاقوا‬ ‫إسرائيل وحكامها بإجرامهم وحقدهم» ‪.‬‬ ‫وقال احللو أن «النظام الس�وري ال يكتفي‬ ‫بالقص�ف اجل�وي واملدفع�ي بل ينش�ر عددا‬ ‫من القناص�ة عند مداخل اخمليم يس�تهدفون‬ ‫املدنيني واألبرياء بكل دم بارد» ‪.‬‬ ‫ويأتي هذا القصف ليزيد من املأساة التي‬

‫يعيش�ها ما تبق�ى من أهال�ي اليرم�وك منذ ‪5‬‬ ‫أش�هر‪ ،‬فهم نس�وا اليوم «معنى كلمة كهرباء‬ ‫أو دواء صالح أو طعام وذلك بس�بب انقطاع‬ ‫الكهرب�اء املس�تمر وش�به انع�دام للطع�ام‬ ‫واألدوية»‪ ،‬بحسب احللو ‪.‬‬ ‫وختم قائال «فلتسقط هذه اإلنسانية كلها‬ ‫وليذهب ه�ذا العالم التاف�ه للجحيم»‪ .‬وكان‬ ‫التواصل مع احلل�و عبر االنترنت صعبا جدا‬ ‫وتطلب محاوالت حثيثة خالل يومني‪ ،‬بسبب‬ ‫انقط�اع الكهرباء عن اخملي�م وجلوء قليل من‬ ‫األهال�ي الس�تخدام املول�دات الكهربائي�ة‬ ‫الصغي�رة لـ»أوق�ات مح�دودة ج�دا وعن�د‬

‫الض�رورة القصوى»‪ ،‬وبس�بب رداءة خدمة‬ ‫االنترنت في اخمليم ‪.‬‬ ‫م�ن جانب�ه‪ ،‬ح�ذر س�امي حم�ود‪ ،‬مدي�ر‬ ‫«منظمة ثابت» حلق العودة الفلسطينية‪ ،‬من‬ ‫أن األوض�اع في مخيم اليرموك يزداد س�وءا‬ ‫بس�بب احلصار اخلانق الذي يفرضه النظام‬ ‫الس�وري على كافة املداخ�ل واخملارج بحجة‬ ‫وجود مسلحني معارضني‪.‬‬ ‫وأوض�ح حم�ود‪ ،‬الت�ي تتاب�ع منظمت�ه‬ ‫أوض�اع أهالي اليرم�وك من خلال التواصل‬ ‫املس�تمر مع عدد من النش�طاء في داخله‪ ،‬أن‬ ‫الوض�ع ف�ي اخملي�م «يزداد س�وءا يوم�ا بعد‬

‫ي�وم‪ ...‬امل�وت م�ن اجلوع ه�و اخلط�ر األكبر‬ ‫الذي يه�دد حياة أكثر من ‪ 30‬ألف فلس�طيني‬ ‫متواجدين حاليا داخل اخمليم»‪.‬‬ ‫وأش�ار حم�ود لوكال�ة األناض�ول الى أن‬ ‫‪ 48‬ش�خصا لق�وا حتفهم في اخمليم منذ ش�هر‬ ‫أيلول‪/‬س�بتمبر م�ن الع�ام املاض�ي بس�بب‬ ‫«موج�ة اجل�وع»‪ ،‬بينه�م ‪ 21‬ش�خصا قض�وا‬ ‫خالل شهر كانون الثاني‪/‬يناير اجلاري‪.‬‬ ‫ولف�ت ال�ى أن ‪ ٪80‬م�ن س�كان اخملي�م‬ ‫نزح�وا عن�ه م�ع انع�دام امل�واد الغذائي�ة‬ ‫والطبي�ة األساس�ية وم�واد التدفئ�ة في ظل‬ ‫انقطاع الكهرباء بش�كل دائم‪ .‬وأكد حمود أن‬

‫اطفال فلسطينيون في رفح يتظاهرون تضامنا مع اهالي مخيم اليرموك‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫احملاصري�ن ف�ي اخمليم يلج�أون حاليا «ألكل‬ ‫احلش�ائش الض�ارة»‪ ،‬متوقع�ا مزي�دا م�ن‬ ‫«ضحاي�ا اجل�وع» بس�بب اجملاع�ة املتفاقمة‬ ‫واستمرار احلصار ‪.‬‬ ‫وناش�د الس�ماح لقواف�ل املس�اعدات‬ ‫اإلنس�انية بالدخول للمخيم في أس�رع وقت‬ ‫ممك�ن وب�دون أي تأخير‪ ،‬مش�يرا الى فش�ل‬ ‫جميع محاوالت املنظمات اإلنسانية الدخول‬ ‫إليه حتى اليوم ‪.‬‬ ‫واس�تغرب حم�ود «الصم�ت العرب�ي‬ ‫واإلسالمي والدولي على اجلرمية االنسانية‬ ‫التي يش�هدها مخيم اليرموك ف�ي هذا القرن‬ ‫م�ن تاري�خ البش�رية» ‪.‬ولفت ال�ى أن منطقة‬ ‫قدس�يا في ريف دمش�ق‪ ،‬تعاني أزمة تضاف‬ ‫الى أزم�ة مخيم اليرموك‪ ،‬حي�ث توجد ‪3750‬‬ ‫عائل�ة فلس�طينية نازح�ة تعي�ش حاليا في‬ ‫«ظروف صعبة جدا»‪.‬‬ ‫وعن دور املنظمات واحلركات الفلسطينية‬ ‫ف�ي ه�ذه األزمة‪ ،‬اته�م حمود «قي�ادة منظمة‬ ‫التحرير الفلس�طينية بالتقاع�س عن القيام‬ ‫بواجباته�ا جت�اه األهال�ي احملاصري�ن‪،‬‬ ‫وتهربها من مسؤولياتها»‪.‬‬ ‫وأش�ار ال�ى أن «منظم�ة ثاب�ت» أحص�ت‬ ‫حت�ى الي�وم س�قوط ‪ 1925‬قتيل فلس�طيني‬ ‫جراء احلرب الدموية املندلعة في سوريا ‪.‬‬ ‫وحتاصر ق�وات النظ�ام الس�وري مخيم‬ ‫اليرم�وك‪ ،‬من�ذ أيلول‪/‬س�بتمبر املاض�ي‪،‬‬ ‫وت َ‬ ‫بذريعة وجود مس�لحني‪ُ ،‬‬ ‫منع وكالة غوث‬ ‫وتش�غيل الالجئين الفلس�طينيني (أونروا)‬ ‫م�ن دخول�ه إلدخ�ال امل�ؤن واملس�اعدات‬ ‫الغذائي�ة واألدوي�ة‪ ،‬وف�ق مص�ادر حقوقية‬ ‫معارضة للنظام‪.‬‬ ‫ويع�د مخيم اليرموك بدمش�ق أكبر جتمع‬ ‫لالجئني الفلس�طينيني في س�وريا حيث كان‬ ‫يض�م قب�ل ف�رض احلص�ار علي�ه نح�و ‪500‬‬ ‫ألف الج�ئ فلس�طيني‪ ،‬إضافة إلى س�وريني‬ ‫يقطنون هناك‪ ،‬وفق إحصاءات غير رسمية ‪.‬‬ ‫ون�زح ع�دد كبي�ر منه�م باجت�اه لبن�ان‬ ‫ً‬ ‫هرب�ا من قصف‬ ‫ومناطق س�ورية أكث�ر أمنا‪،‬‬ ‫قوات النظام املستمر عليه منذ أشهر‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫القصة احلقيقية لوالدة «مشروع كيري» ولبوادر «الصراع» بالكواليس مع الفلسطينيني على «التمثيل»‪:‬‬ ‫سؤال محدد للرئيس االمريكي باراك أوباما حول استعداد «األردن»‬ ‫عمان ـ «القدس العربي»‬ ‫من بسام البدارين‪:‬‬ ‫عندم�ا توجه العاه�ل األردني امللك‬ ‫عبدالل�ه الثاني إل�ى واش�نطن العام‬ ‫املاضي والتقى الرئي�س باراك أوباما‬ ‫ف�ي محاول�ة جدي�دة حل�ث البي�ت‬ ‫األبي�ض عل�ى اإلهتم�ام بالقضي�ة‬ ‫الفلس�طينية وحتريك عملية السلام‬ ‫نتجت مناقشة «حيوية»‪.‬‬ ‫ه�ذه املناقش�ة فيم�ا يب�دو بين‬ ‫الزعيمين ول�دت منه�ا فكرة مش�روع‬ ‫ج�ون كي�ري ال�ذي يثي�ر عاصف�ة من‬ ‫اجل�دل ف�ي املنطق�ة والعال�م وه�و ما‬ ‫زال مج�رد «كالم» وال ينط�وي عل�ى‬ ‫أي وثيق�ة مكتوب�ة أو موثقة على رأي‬ ‫القي�ادي الفلس�طيني الب�ارز ع�زام‬ ‫األحمد‪.‬‬ ‫العاه�ل األردن�ي ضغ�ط بش�دة‬ ‫معتم�دا عل�ى منهجي�ة األردن الثابتة‬ ‫الت�ي تعتب�ر القضي�ة الفلس�طيينة‬ ‫أساس السالم واإلستقرار في املنطقة‬ ‫والعالم‪.‬‬ ‫لألردن دوما مصلحة في السلام‪..‬‬ ‫قال رئيس ال�وزراء عبدالله النس�ور‬ ‫عندما اس�تقبل «الق�دس العربي» قبل‬ ‫أس�ابيع قليل�ة مؤك�دا أن امللك يش�عر‬ ‫مبسؤولية «شخصية» جتاه ضرورة‬ ‫قي�ام دولة فلس�طينية وإعادة حقوق‬ ‫الشعب الفلسطيني موضحا أن األردن‬ ‫يتعامل مع موازي�ن القوى ولن يكون‬ ‫الط�رف الضاغ�ط على الفلس�طينيني‬ ‫في أي وقت‪.‬‬

‫العب�ارة األخي�رة تعن�ي ب�أن‬ ‫اس�تراتيجية عم�ان م�ا زال�ت دف�ع‬ ‫السلطة الفلس�طينية وإسنادها لكنها‬ ‫اس�تراتيجية ثم�ة م�ا يوح�ي بأنه�ا‬ ‫تتغي�ر اآلن برأي الناش�ط السياس�ي‬ ‫الدكت�ور جهاد البرغوث�ي الذي ينتقد‬ ‫وجود اس�تعراضات شخصية لبعض‬ ‫النخ�ب األردني�ة حت�اول ممارس�ة‬ ‫دور الضاغ�ط عل�ى الفلس�طينيني أو‬ ‫الس�اعي ملش�اركتهم ف�ي املفاوض�ات‬ ‫حول حقوقهم‪.‬‬ ‫ق�د تك�ون إجته�ادات فردي�ة ـ‬ ‫يوض�ح البرغوث�ي ـ لكنه�ا ف�ي كل‬ ‫األح�وال تش�وش وتخل�ق مش�كالت‬ ‫نحن كأردنيني في غنى عنها والبد من‬ ‫مراجعتها‪.‬‬ ‫وبالنس�بة لعناص�ر أساس�ية ف�ي‬ ‫أوساط القرار األردنية فإن ما يحصل‬ ‫ليس ضغطا على الفلسطينيني بقدر ما‬ ‫هو استجابة منطقية إلصرار الرئيس‬ ‫محم�ود عب�اس «املري�ب» عل�ى قصة‬ ‫الغط�اء الس�عودي واألردن�ي لكل ما‬ ‫يقترح�ه كيري بالتلازم مع خوف من‬ ‫وجود قن�وات س�رية للتفاوض ميكن‬ ‫أن تعم�ل على ف�رض أو تغيير حقائق‬ ‫ووقائ�ع له�ا عالقة مبصالح أساس�ية‬ ‫لألردن‪.‬‬ ‫املنط�ق األخي�ر هو ال�ذي عبر عنه‬ ‫علن�ا وبج�رأة نائ�ب رئي�س مجل�س‬ ‫األعيان األردني معروف البخيت‪ ،‬لكن‬ ‫مبعوثين لعباس بينهم ع�زام األحمد‬ ‫وعباس زك�ي قابلوا البخي�ت وغيره‬ ‫ف�ي املؤسس�ة األردني�ة حت�ت عنوان‬ ‫واحد «إطمئنوا‪..‬عباس لن يوقع على‬

‫شيء بدونكم وخطة كيري بال وثائق‬ ‫حتى اآلن وال يوجد ما نخفيه عنكم»‪.‬‬ ‫بنف�س الس�ياق حضر عب�اس إلى‬ ‫األردن والتق�ى املل�ك وص�رح بع�د‬ ‫اللق�اء ب�أن ه�دف الزي�ارة وضع «كل‬ ‫ما س�معناه» على الطاولة أمام جاللة‬ ‫املل�ك‪ .‬الحق�ا حض�ر نتنياه�و لعم�ان‬ ‫والصيغ�ة الت�ي إعتمده�ا اإلعلام‬ ‫األردن�ي ف�ي تغطي�ة اخلب�ر رك�زت‬ ‫على عب�ارة ملكية واح�دة «مصاحلنا‬ ‫األردنية في القمة وأوال»‪.‬‬ ‫س�ر املعركة اخلفية التي جتري في‬ ‫الكواليس على هامش خطة كيري بني‬ ‫ع�دة أطراف يكمن عمليا بتلك القاعدة‬ ‫الت�ي رفعته�ا عم�ان مبك�را بعن�وان‬ ‫«مصالح األردن أوال»‪.‬‬ ‫وهو موقف ج�دي وحقيقي ال ميلك‬ ‫كثيرون اإلختالف معه لكنه ينبغي أن‬ ‫ال يدفع البع�ض كما يوضح البرغوثي‬ ‫لإلعتقاد بأن األردن س�يمثل الالجئني‬ ‫على الطاولة‪.‬‬ ‫بالنس�بة للناط�ق الرس�مي باس�م‬ ‫احلكوم�ة األردني�ة الدكت�ور محم�د‬ ‫مومن�ي املوق�ف األردن�ي ال ينتم�ي‬ ‫لعائلة الغموض كما أوضح لـ»القدس‬ ‫العربي» فعمان حريصة على أن تشمل‬ ‫أي حل�ول منصف�ة جمي�ع الالجئين‬ ‫الفلس�طينيني وم�ن بينه�م الالجئين‬ ‫الذي�ن يحمل�ون اجلنس�ية األردني�ة‬ ‫ومبوجب قرارات الشرعية الدولية‪.‬‬ ‫ه�ذه التوضيح�ات غي�ر كافي�ة‬ ‫لتبدي�د اإلس�تغراب خصوص�ا بعدما‬ ‫قدم رئي�س الوزراء عبدالله النس�ور‬ ‫«تعريفات» خاصة للجوء الفلسطيني‬

‫إعتم�دت فق�ط عل�ى مفاهي�م ولوائح‬ ‫وكال�ة الغ�وث وه�ي تعريف�ات ق�رر‬ ‫اجتم�اع مغلق جملل�س األعيان أنها «ال‬ ‫تكف�ي لتمثي�ل املصالح األردني�ة « كما‬ ‫ق�رر اخلبير البارز في القانون الدولي‬ ‫الدكت�ور أني�س القاس�م أنه�ا «غي�ر‬ ‫كافية»‪.‬‬ ‫ج�دل ه�ذه التعريفات يعي�د قصة‬ ‫والدة مش�روع كي�ري أصلا لتل�ك‬ ‫املناقشة احليوية التي جمعت العاهل‬ ‫األردني بالرئيس األمريكي أوباما‪.‬‬ ‫حلظته�ا وحس�ب مص�در أردن�ي‬ ‫مغرق ف�ي اإلطالع ضغ�ط ملك األردن‬ ‫بش�دة لكي يقن�ع أوبام�ا بالعمل على‬ ‫إنعاش عملية السالم وسط املتغيرات‬ ‫اإلقليمي�ة فطرح أوباما س�ؤاال محددا‬ ‫بالعنوان التالي‪ :‬هل أنتم مس�تعدون‬ ‫ف�ي األردن للقي�ام مبس�ؤولياتكم في‬ ‫هذا اإلجتاه؟‪.‬‬ ‫يعتقد وعلى نطاق سياس�ي ضيق‬ ‫أن سؤال أوباما األخير شكل احلاضنة‬ ‫الت�ي يفك�ر األمريكيون فيه�ا وولدت‬ ‫وسطها خطة كيري التي وصفها وزير‬ ‫اخلارجية األردني ناصر جودة عندما‬ ‫س�أله خ�ارج إجتم�اع رس�مي بع�ض‬ ‫أعض�اء مجلس الن�واب بأنه�ا «خطة‬ ‫أوباما» في الواق�ع وليس خطة كيري‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫عليه يصبح س�ؤال أوبام�ا لألردن‬ ‫حتدي�دا ه�و األس�اس ف�ي تفس�ير‬ ‫وقراءة مجمل عملية احلراك الس�لمي‬ ‫الت�ي بدأت مؤخرا إبتداء من تعليقات‬ ‫عب�اس ونش�اط مبعوثي�ه ف�ي عمان‬ ‫وإنتهاء باملسوغات التي تدفع الوزير‬

‫لبنان‪ 20 :‬صاروخا على عرسال والهرمل والبقاع توقع ‪ 8‬قتلى وعددا من اجلرحى‬

‫احلجيري إتهم حزب الله بقصف عرسال‬ ‫وسليمان دعا إلى حماية املناطق اللبنانية‬

‫بيروت ـ «القدس العربي»‬ ‫من سعد الياس‪:‬‬

‫تعرضت منطقة البقاع الش�مالي اجلمعة لسقوط‬ ‫ّ‬ ‫عدد م�ن الصواريخ اس�تهدف بعضها بلدة عرس�ال‬ ‫الس�نية م�ا أدى ال�ى مقت�ل ثماني�ة أش�خاص بينهم‬ ‫خمس�ة أطفال من أبن�اء زاهر احلجي�ري‪ ،‬وأعمارهم‬ ‫تت�راوح بين س�نتني و‪ 11‬س�نة‪ ،‬إضاف�ة ال�ى قتي�ل‬ ‫آخر هو حس�ن ع�ز الدين‪ .‬وصدر ع�ن قيادة اجليش‬ ‫ مديري�ة التوجي�ه‪ ،‬البي�ان اآلتي « ما بني الس�اعة‬‫‪ 10,45‬والس�اعة ‪ 12,00‬م�ن ظه�ر اجلمع�ة تعرض�ت‬ ‫مناط�ق س�هل رأس بعلب�ك‪ ،‬الك�واخ والبويض�ة ‪-‬‬ ‫الهرمل‪ ،‬ومش�اريع القاع‪ ،‬وبلدة عرسال‪ ،‬إلى سقوط‬ ‫ً‬ ‫صاروخ�ا وقذيف�ة‪ ،‬مصدره�ا اجلانب الس�وري‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫وق�د أدى بعضه�ا إل�ى س�قوط ع�دد م�ن اإلصاب�ات‬ ‫في صف�وف املواطنين في بل�دة عرس�ال‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إل�ى حصول أض�رار مادي�ة ف�ي املمتل�كات»‪ .‬غير أن‬ ‫رئيس بلدية عرس�ال علي احلجيري إتهم حزب الله‬ ‫بالوق�وف وراء قصف البلدة م�ن مواقعه في منطقة‬

‫اللبوة في اجلبل الغربي املواجه لبلدة عرسال‪.‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫حذر رئيس اجلمهورية العماد ميشال سليمان‬ ‫م�ن «مغبة التمادي ف�ي التورط ف�ي تداعيات األزمة‬ ‫ً‬ ‫السورية ما بات يشكل ً‬ ‫باهظا يدفعه اللبنانيون‬ ‫ثمنا‬ ‫من عيشهم املشترك ومن أمالكهم وأرزاقهم»‪.‬‬ ‫وطل�ب م�ن «املس�ؤولني العس�كريني واألمنيين‬ ‫اتخاذ كل الوسائل اآليلة الى حماية القرى والبلدات‬ ‫اللبناني�ة احملاذي�ة للح�دود م�ع س�وريا والت�ي‬ ‫تعرضت لقصف بالصواريخ س�قط بنتيجته ضحايا‬ ‫ً‬ ‫معتب�را أن «حماي�ة املناط�ق اللبناني�ة‬ ‫وجرح�ى»‪،‬‬ ‫وس�كانها أولوية حيال أي اعتداء تتعرض له من أي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومتمنيا‬ ‫معزيا بالضحايا الذين س�قطوا‬ ‫جه�ة كان»‪،‬‬ ‫الشفاء العاجل للجرحى‪.‬‬ ‫ودان رئي�س احلكوم�ة جني�ب ميقات�ي القص�ف‬ ‫الذي اس�تهدف بلدة عرس�ال وقرى وبلدات لبنانية‬ ‫أخرى من داخل األراضي السورية‪.‬‬ ‫وق�ال «إنن�ا ندين ه�ذا اإلعت�داء وكل اس�تهداف‬ ‫لألراض�ي اللبناني�ة‪ ،‬وقد طلبن�ا من قي�ادة اجليش‬ ‫إتخاذ اإلجراءات املناسبة حلماية األراضي اللبنانية‬ ‫ومنع التعدي عليها»‪.‬‬

‫في غض�ون ذل�ك‪ ،‬أكد قائ�د اجليش العم�اد جان‬ ‫قهوج�ي خلال اس�تقباله وف�د رابط�ة امللحقين‬ ‫العس�كريني الع�رب واألجان�ب‪ ،‬يتقدمه�م امللح�ق‬ ‫العس�كري الروس�ي اللواء رافيل كورماش�وف‪ ،‬إلى‬ ‫ممثل�ي هيئ�ة مراقب�ة الهدن�ة وق�وات األمم املتحدة‬ ‫املوقت�ة ف�ي لبن�ان ومس�اعديهم «أن اجلي�ش لي�س‬ ‫م�ع فري�ق م�ن دون آخ�ر‪ ،‬بل ه�و يعمل خلي�ر لبنان‬ ‫واس�تقالله وس�يادته وحريته‪ .‬وأن ضباط اجليش‬ ‫وعس�كرييه يلتزم�ون أوام�ر قيادته�م ويتمتع�ون‬ ‫بجهوزي�ة وانضباطي�ة عالي�ة‪ ،‬تؤهله�م للحف�اظ‬ ‫عل�ى الس�لم األهل�ي ومحارب�ة اإلره�اب مبختل�ف‬ ‫أش�كاله‪ ،‬ال�ذي يغت�ال ويتع�رض للمناط�ق اآلمنة‪،‬‬ ‫ودأب من�ذ م�دة على اس�تهداف اجليش ف�ي مخطط‬ ‫واضح لزعزع�ة اإلس�تقرار ووحدة لبن�ان‪ ،‬وضرب‬ ‫هذه املؤسس�ة الت�ي تقف ل�ه باملرصاد‪ ،‬وستس�تمر‬ ‫ف�ي التص�دي لإلرهاب مدعوم�ة من الدول الش�قيقة‬ ‫والصديقة»‪.‬‬ ‫وقال «فأنتم تعرفون حجم اخملاطر التي يواجهها‬ ‫اجليش‪ ،‬ك�ي مينع حتويل لبنان س�احة تترجم فيها‬ ‫الصراعات اإلقليمية»‪.‬‬

‫صورة ارشيفية للقاء الذي مت بني العاهل االردني امللك عبد الله الثاني والرئيس االمريكي باراك اوباما في سبتمبر ‪ 2013‬خالل الدورة ‪ 69‬لالمم املتحدة‬ ‫ج�ودة للصمت واإلقالل م�ن التحدث‬ ‫بالتفاصيل‪.‬‬

‫وختام�ا بعب�ارة «مصال�ح األردن‬ ‫أوال» وقبله�ا بالغط�اء العرب�ي ال�ذي‬

‫لبنان‪ :‬ال احد ميلك طائرات استطالع إال حزب الله وِإيران وإسرائيل‬

‫من يراقب حتركات جعجع في معراب بواسطة طائرة بال ط ّيار؟‬ ‫بيروت ـ «القدس العربي»‬ ‫من سعد الياس‪:‬‬ ‫كش�فت معلومات في بيروت قبل يومني عن‬ ‫املقر‬ ‫حتلي�ق طي�ران ليلي ف�وق معراب حي�ث ّ‬ ‫الرئيس�ي حلزب «القوات اللبنانية» ورئيسها‬ ‫سمير جعجع ‪.‬‬ ‫لك�ن ه�ذا الطي�ران بق�ي مجه�ول الهوي�ة‬ ‫واملصدر‪ ،‬وهو ّ‬ ‫حلق منذ أسبوعني فوق املنطقة‬ ‫املذكورة‪ ،‬وأن هدير الطائرات يؤش�ر إلى أنها‬ ‫م�ن دون طيّ ار‪ ،‬وتعم�ل األجه�زة األمنية على‬ ‫اس�تمر في األيام‬ ‫رصدها باألخص أن حتليقها‬ ‫ّ‬ ‫األخيرة ألكثر من ‪ 70‬دقيقة‪.‬‬ ‫وأعادت املعلومات عن حتليق هذا الطيران‬ ‫الليل�ي محاولة اغتي�ال رئيس ح�زب القوات‬ ‫اللبناني�ة إل�ى األذهان ف�ي نيس�ان ‪ 2012‬من‬ ‫خالل إطالق رصاصتني على سمير جعجع من‬ ‫عي�ار ‪ 12,7‬ملم م�ن دون أن تتمكن من إصابته‬ ‫وهو يتمشى في حديقة املقر العام للقوات‪.‬‬

‫وق�ال مصدر ف�ي «الق�وات اللبنانية»‪« ،‬إن‬ ‫احل�زب أخ�ذ املعلوم�ات ع�ن حتلي�ق طائ�رة‬ ‫بال طي�ار فوق مع�راب على محمل اجل�د‪ّ ،‬‬ ‫وأن‬ ‫تو ّلته�ا األجه�زة‬ ‫التحقيق�ات مس�تمرة وق�د َ‬ ‫ً‬ ‫علم�ا ّأن اإلس�تقصاءات لم‬ ‫األمني�ة اخملتصة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تصل حتى الس�اعة الى نتيجة في ش�أن هويّ ة‬ ‫الطائرة»‪ ،‬فيما ُنقل ع�ن مصدر في ‪ 14‬آذار أنه‬ ‫«بع�د محاول�ة اإلغتي�ال األخيرة‪ ،‬ل�م يعد من‬ ‫وس�يلة ّإلا اس�تخدام الصواريخ أو الطيران‪،‬‬ ‫وال شك في ّأن استخدام هذه الوسائل يتطلب‬ ‫معرف�ة اجله�ة املنف�ذة أماك�ن وج�ود جعج�ع‬ ‫مقره في مع�راب بالكامل‪،‬‬ ‫ألنه يصع�ب تدمير ّ‬ ‫ً‬ ‫فضلا عن ّأن ه�ذه احملاول�ة يجب ّال�ا تخطئ‬ ‫هدفها كم�ا حصل في امل�رة األول�ى‪ .‬ويبدو ّأن‬ ‫الهدف م�ن هذا التحليق‪ ،‬محاول�ة رصد مكان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأمنيا‬ ‫عسكريا‬ ‫جعجع بدقة‪ ،‬أو املكان األنسب‬ ‫الستهدافه»‪.‬‬ ‫وأض�اف املصدر «من املعل�وم ّأن هذا النوع‬ ‫م�ن الطائ�رات اإلس�تطالعية ميلكه�ا «ح�زب‬ ‫الله» وإيران وإس�رائيل‪ .‬كذل�ك‪ ،‬من الواضح‬ ‫ّأن تس�ريب األنب�اء ع�ن حتلي�ق اس�تطالعي‬

‫فوق مع�راب هدفه َوضع الدولة اللبنانية أمام‬ ‫أي محاولة من‬ ‫مس�ؤولياتها‬ ‫والتح�رك ل�ردع ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا النوع وإبالغ املنفذين ّأن الرسالة وصلت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن مع�راب عل�ى دراي�ة باخملطط�ات األمنية‬ ‫التي تستهدفها»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سياس�يا‪ ،‬فمن الثاب�ت ّ‬ ‫إن اجلهة‬ ‫«أما‬ ‫وقال ّ‬ ‫مصممة على‬ ‫التي تريد اغتيال جعجع ما زالت ّ‬ ‫هدفه�ا إلف�راغ الس�احة السياس�ية املعارضة‬ ‫ليس�تتِ ّب لها الوضع الداخلي‪ ،‬ف�ي ّ‬ ‫ظل وجود‬ ‫رئي�س احلكوم�ة الس�ابق الرئي�س س�عد‬ ‫ً‬ ‫فضلا ع�ن ّأن اغتيال‬ ‫احلري�ري في اخل�ارج‪،‬‬ ‫جعجع ّ‬ ‫يشكل ضربة فعلية ومعنوية ملسيحيي‬ ‫‪ 14‬آذار وجلس�م هذه القوى‪ ،‬وعملية ترهيبية‬ ‫ً‬ ‫خوفا من‬ ‫تدفع اآلخرين الى إعادة حس�اباتهم‬ ‫اآلتي»‪.‬‬ ‫وأوض�ح عض�و كتل�ة «الق�وات اللبنانية»‬ ‫النائ�ب أنط�وان زهرا أنه «أكثر م�ن مرة رصد‬ ‫صوت طائرة فوق معراب‪ .‬وقد تكون من جهة‬ ‫من الداخ�ل أو من أخرى من اخلارج‪ .‬ال ميكننا‬ ‫أن نؤكد ومجرد أن نطلق اإلتهام نصبح عندها‬ ‫مسؤولني عنه»‪.‬‬

‫واملصرية‬ ‫اإلسرائيلية‬ ‫العكسي على القطاع واملواجهة باتت وشيكة واحلركة غير مكترثة بالتحذيرات‬ ‫«هآرتس»‪ :‬بدء العد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫أجواء حرب على حدود غزة وإسرائيل يرافقها ضغط مصري على حماس‬

‫الناصرة ـ غزة ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫من زهير أندراوس واشرف الهور‪:‬‬ ‫تن�ذر األوضاع امليدانية عل�ى احلدود بني قطاع‬ ‫غ�زة وإس�رائيل بانفج�ار قري�ب‪ ،‬م�ن ش�أنه أن‬ ‫ينه�ي حال�ة التهدئ�ة‪ ،‬خاصة بع�د أن نقل اجليش‬ ‫اإلس�رائيلي «رس�الة ش�ديدة» حلرك�ة حم�اس‬ ‫التي تدير القطاع‪ ،‬تؤكد اس�تعداده لتش�ديد الرد‪،‬‬ ‫حال اس�تمرار إطلاق القذائ�ف الصاروخية‪ ،‬فيما‬ ‫حتدث�ت تقارير عن بدء العد التنازلي لش�ن عملية‬ ‫عس�كرية جدي�دة‪ ،‬وذلك ف�ي ظل رفض الوس�يط‬ ‫املص�ري الضغ�ط عل�ى حماس ف�ي ظ�ل العالقات‬ ‫املتردية بينهما‪.‬‬ ‫وتش�هد أجواء القطاع وجنوب إسرائيل توترا‬ ‫كبيرا‪ ،‬في أعقاب تب�ادل لهجمات صاروخية‪ ،‬تنذر‬ ‫بقرب اندالع مواجهات دامية‪.‬‬ ‫وعطل�ت مدين�ة عس�قالن جن�وب إس�رائيل‬ ‫اجلمع�ة الدراس�ة ف�ي امل�دارس وري�اض األطفال‬ ‫خش�ية من تس�اقط لصواريخ املقامة عل�ى املدينة‬ ‫القريبة نسبيا من احلدود الشمالية للقطاع‪.‬‬ ‫وأعط�ى رئيس بلدية عس�قالن أوام�ر بتعطيل‬ ‫الدراس�ة اجلمعة‪ ،‬ف�ي املدارس غي�ر احملصنة ضد‬ ‫الصواري�خ باملدين�ة‪ ،‬وذلك عقب تس�اقط عدد من‬ ‫الصواري�خ الت�ي أطلق�ت م�ن القطاع على س�احل‬ ‫املدينة‪ .‬وجاء القرار في ظل تصاعد وتيرة س�قوط‬ ‫الصواريخ على املدينة والتجمعات احمليطة‪.‬‬ ‫وأعلنت إس�رائيل عن سقوط صواريخ أطلقتها‬ ‫املقاومة الفلس�طينية على مناط�ق النقب الغربي‪،‬‬ ‫وذل�ك بعد ي�وم واح�د على قي�ام مقاتلات نفاذة‬ ‫بش�ن سلس�لة غ�ارات متزامن�ة على ع�دة مناطق‬ ‫متفرق�ة في القط�اع‪ ،‬أدت إلى إصاب�ة أربعة أطفال‬ ‫وسيدة بجراح متفاوتة‪.‬‬ ‫وقال�ت إس�رائيل إنه�ا اس�تهدفت منص�ات‬ ‫صواري�خ للمقاوم�ة ومخ�ازن أس�لحة ومواق�ع‬ ‫لتدريب النشطاء‪.‬‬ ‫وج�اءت الهجم�ات املتبادل�ة ف�ي ظ�ل ت�ردي‬ ‫األوض�اع امليداني�ة على احل�دود‪ ،‬وش�ن هجمات‬ ‫متبادلة بدأت منذ األسبوع املاضي‪.‬‬ ‫وفي غزة أصيب ثالثة ش�بان اجلمعة برصاص‬ ‫ق�وات اإلحتلال خلال مس�يرة نظمه�ا «ائتلاف‬ ‫ش�باب اإلنتفاض�ة» على احل�دود الش�رقية ملدينة‬ ‫غ�زة‪ ،‬رفضا للمنطق�ة العازل�ة التي تقيمه�ا قوات‬ ‫اإلحتالل بعمق ‪ 300‬متر داخل أراضي القطاع‪.‬‬ ‫وأطلق اجليش اإلس�رائيلي النار وقنابل الغاز‬ ‫املس�يل للدموع على املسيرة الس�لمية التي نظمها‬ ‫االئتلاف عند اقترابها من احلدود‪ ،‬وكان الش�بان‬

‫فلسطينيون يحملون احد اجلرحى بعد صدامات مع اجليش االسرائيلي بالقرب من قطاع غزة‬ ‫املشاركون يريدون أن يكسروا حاجز الـ ‪ 300‬متر‪،‬‬ ‫ومتكني املزارعني من الوصول ألراضيهم الزراعية‪.‬‬ ‫ومتك�ن الش�بان املش�اركون م�ن الوص�ول‬ ‫حت�ى س�ياج احل�دود احملص�ن‪ ،‬ورف�ع األعلام‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫حتذيرا ش�ديد‬ ‫ووجهّ ت الدولة العبريّ ة اجلمعة‬ ‫ً‬ ‫اللهج�ة حلرك�ة املقاومة اإلسلاميّ ة (حم�اس) من‬ ‫استمرار إطالق الصواريخ على جنوب البالد‪ ،‬كما‬ ‫أفادت اإلذاعة العبريّ ة الرسميّ ة «ريشيت بيت»‪.‬‬ ‫وق�ال الناط�ق بلس�ان جي�ش اإلحتلال‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬موتي أملوز‪ ،‬في تصريح نقلته اإلذاعة‬ ‫اإلس�رائيلية العام�ة‪ ،‬صب�اح اجلمع�ة‪ّ ،‬إن حماس‬ ‫بصفتها اجلهة املس�يطرة على قط�اع غزة‪ ،‬تتحمل‬ ‫املس�ؤولية ع�ن أي نش�اط أو هجم�ة تنطل�ق م�ن‬ ‫إسرائيلية‪ ،‬على حدّ تعبيره‪.‬‬ ‫القطاع على أهداف‬ ‫ّ‬ ‫العس�كري‬ ‫علاوة عل�ى ذل�ك‪ ،‬ش�دّ ّد الناط�ق‬ ‫ّ‬ ‫اإلسرائيلي على استعداد اجليش لتصعيد رده في‬ ‫ّ‬ ‫حال استمرار إطالق القذائف الصاورخية باجتاه‬

‫األراض�ي اإلس�رائيلية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أع�رب املتحدث‬ ‫اإلس�رائيلي عن اعتق�اده ّ‬ ‫بأن الهدوء النس�بي في‬ ‫محيط قطاع غزة سيستمر في الفترة املقبلة‪.‬‬ ‫وأوض�ح أن الغ�ارات اجلوي�ة الت�ي ق�ام به�ا‬ ‫سلاح اجلو اإلس�رائيلي في قطاع غزة‪ ،‬اخلميس‪،‬‬ ‫اس�تهدفت عناص�ر حرك�ة اجله�اد اإلسلامي‪،‬‬ ‫ومس�تودعات تابع�ة للحرك�ة‪ ،‬ألنه�ا تق�ف وراء‬ ‫الهجم�ات الصاورخية األخيرة‪ ،‬جدي�ر بالذكر ّأن‬ ‫اإلسرائيلي ّ‬ ‫ش�ن فجر اخلميس‪ ،‬ثالث‬ ‫سالح اجلو‬ ‫ّ‬ ‫غارات على قطاع غزة‪ ،‬أس�فرت عن إصابة خمسة‬ ‫فلس�طينيني بجراح طفيفة‪ ،‬بحس�ب مصادر طبية‬ ‫فلسطينية‪.‬‬ ‫وج�اء القص�ف اإلس�رائيلي بع�د س�اعات من‬ ‫إعلان إس�رائيل إس�قاط ‪ 5‬صواري�خ أطلق�ت من‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬في اليوم نفس�ه‪ ،‬على مدينة عسقالن‪،‬‬ ‫جنوبي إس�رائيل‪ ،‬عب�ر املنظوم�ة الدفاعية (القبة‬ ‫احلديدية)‪ ،‬دون البالغ عن إصابات أو أضرار‪.‬‬ ‫ويعتب�ر ه�ذا الع�دد م�ن الصواري�خ األكبر من‬

‫طال�ب عب�اس كي�ري بتوفي�ره قب�ل‬ ‫اإلنطالق نحو خط�ة ال زالت مالمحها‬

‫غامضة عدا عن أنها «غير مكتوبة» كما‬ ‫قال عزام األحمد‪.‬‬

‫نوعه خلال الش�هور املاضية‪ ،‬ولم تعل�ن أي جهة‬ ‫فلسطينية مسؤوليتها عن إطالق هذه الصواريخ‪،‬‬ ‫حتى امس اجلمعة‪.‬‬ ‫في السياق ذاته‪ ،‬قال محلل الشؤون العسكريّ ة‬ ‫في صحيفة «هآرتس» العبريّ �ة‪ ،‬عاموس هارئيل‪،‬‬ ‫اجلمع�ة ّإن كمي�ات الصواري�خ الت�ي ُتطل�ق م�ن‬ ‫القطاع باجتاه جن�وب الدولة العبريّ ة ُتعتبر كميّ ة‬ ‫كبي�رة‪ ،‬وال يُ مك�ن التغاضي ع�ن ّأن التصعيد على‬ ‫اجلبهة اجلنوبيّ ة في أوجه‪ً ،‬‬ ‫الفتا إلى ّأنه من بداية‬ ‫الش�هر اجلاري كانون الثاني‪/‬يناير قامت املقاومة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقذيفة من قطاع‬ ‫صاروخا‬ ‫الفلسطينيّ ة بإطالق ‪16‬‬ ‫أي مبعدل صاروخ ّ‬ ‫كل يوم‪ .‬وأوضح هارئيل‪،‬‬ ‫غزة‪ْ ،‬‬ ‫صاح�ب الب�اع الطوي�ل ف�ي املؤسس�ة األمنيّ ة في‬ ‫الدولة العبريّ ة‪ ،‬أوضح ّأن املس�ؤولني عن عمليات‬ ‫إطلاق الصواري�خ ه�م تنظيم�ات فلس�طينيّ ة‬ ‫اإلسلامي‬ ‫وخصوص�ا حرك�ة اجله�اد‬ ‫متطرف�ة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحت�ى التنظيم�ات الت�ي ّ‬ ‫تتبن�ى مب�ادئ وأف�كار‬ ‫اإلرهابي‪.‬‬ ‫تنظيم القاعدة‬ ‫ّ‬

‫وأشار إلى ّأنه منذ تنفيذ خطة اإلرتباط أحادي‬ ‫اجلان�ب عن قطاع غزة في آب‪/‬أغس�طس من العام‬ ‫س�ماها احمللل‬ ‫‪ُ 2005‬أوج�دت قاع�دة بين الطرفني ّ‬ ‫ً‬ ‫مس�بقا من تقدير‬ ‫(قاع�دة األصبع)‪ ،‬والتي تس�مح‬ ‫املواجه�ات بين إس�رائيل وحم�اس بحس�ب عدد‬ ‫الصواري�خ الت�ي ُتطل�ق م�ن قط�اع غ�زة باجت�اه‬ ‫مس�توطنات جن�وب الدول�ة العبريّ �ة‪ ،‬وزاد ً‬ ‫قائال‬ ‫ّإن�ه في الفت�رة التي وصل فيها إطلاق الصواريخ‬ ‫ص�اروخ ف�ي ّ‬ ‫ي�وم‪ّ ،‬‬ ‫العكس�ي‬ ‫ف�إن الع�د‬ ‫إل�ى‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫كل ٍ‬ ‫للمواجه�ة العس�كريّ ة القادم�ة بين الطرفين ق�د‬ ‫ب�دأ‪ ،‬ذل�ك ّأن إطلاق الصواري�خ به�ذه الكثاف�ة‬ ‫يقض مضاجع س�كان املس�توطنات في ما يُ س�مى‬ ‫بغلاف غ�زة‪ ،‬ويرف�ع م�ن س�قف املطالب�ات م�ن‬ ‫رؤس�اء مجالس ه�ذه القرى التعاونيّ �ة بضرورة‬ ‫ال�رد بعملي�ة عس�كريّ ة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬أض�اف احمللل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف�إن انته�اج الدول�ة العبريّ �ة سياس�ة ال�رد على‬ ‫ّ‬ ‫س�يؤدي بطبيع�ة احلال إلى‬ ‫كل إطلاق ص�اروخ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مقت�ل مواطنني فلس�طينيني ّ‬ ‫عزل‪ ،‬وم�ن هنا‪ ،‬يُ مكن‬ ‫التوص�ل إل�ى نتيجة ّ‬ ‫ب�أن احلملة العس�كريّ ة على‬ ‫ّ‬ ‫قطاع غزة باتت وشيكة جدً ا‪ ،‬على حدّ تعبيره‪.‬‬ ‫ولفت احمللل إلى ّأن حركة حماس ُتعاني األمرين‬ ‫املصري عليه�ا بهدف منعها من‬ ‫م�ن ضغط اجليش‬ ‫ّ‬ ‫مشيرا‬ ‫القيام بإطالق صواريخ باجتاه إس�رائيل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إل�ى ّأن الس�لطات املصريّ �ة صع�دّ ت في األس�بوع‬ ‫األخي�ر من لهج�ة التهديد املوجه�ة حلركة حماس‬ ‫ً‬ ‫تتورع ع�ن معاجل�ة احلرك�ة‪ ،‬كما‬ ‫قائل�ة ّإنه�ا ل�ن ّ‬ ‫ُتعال�ج حرك�ة اإلخوان املس�لمني في مص�ر‪ ،‬ولكن‬ ‫عل�ى الرغم من ذل�ك‪ ،‬نقل احمللل عن مص�ادر أمنيّ ة‬ ‫وعس�كريّ ة وصفه�ا ّ‬ ‫بأنه�ا رفيع�ة املس�توى في تل‬ ‫أبي�ب‪ ،‬قولها ّإن�ه على الرغم من ذل�ك‪ّ ،‬‬ ‫فإن حماس‬ ‫ال تب�ذل جهودً ا من أجل من�ع إطالق الصواريخ من‬ ‫القط�اع‪ ،‬وبالتال�ي‪ ،‬أضاف�ت املص�ادر عينه�ا‪ّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫األجه�زة األمنيّ �ة في الدول�ة العبريّ �ة ُتالحظ ّ‬ ‫بأن‬ ‫حماس معنية باملواجهة العس�كريّ ة مع إس�رائيل‪،‬‬ ‫التصرف من قبل حركة‬ ‫عل�ى حدّ قوله‪ ،‬ذلك ّأن هذا‬ ‫ّ‬ ‫حماس في ع�دم وقف إطالق الصواريخ س�يؤدي‬ ‫إل�ى وق�ف التهدئ�ة بين الطرفين والب�دء بعملية‬ ‫عسكريّ ة إسرائيليّ ة‪ ،‬على حدّ قول املصادر عينها‪.‬‬ ‫وكش�ف النق�اب ع�ن ّأن القياديتين املصريّ �ة‬ ‫ح�ادة اللهج�ة إل�ى‬ ‫واإلس�رائيليّ ة مررت�ا رس�ائل ّ‬ ‫حم�اس‪ّ ،‬‬ ‫بأنهم�ا ل�ن تتحملان بع�د اآلن مواصلة‬ ‫إطلاق الصواريخ من القط�اع‪ ،‬وخلص إلى القول‬ ‫ّأن إطلاق س�تة صواريخ باجتاه مدينة عس�قالن‬ ‫اجلنوبيّ �ة كان يُ مك�ن ْأن يس�بب ف�ي ب�دء العملية‬ ‫العس�كريّ ة‪ ،‬لوال جناح منظومة القبّ ة احلديديّ ة في‬ ‫إس�قاط الصواريخ ومنع وقوع الضحايا‪ ،‬على حدّ‬ ‫قوله‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫ولف�ت الى أن�ه «وضعن�ا األجه�زة األمنية‬ ‫ف�ي جو م�ا يج�ري وفي وق�ت الح�ق اجليش‬ ‫اللبناني وقد أجمعوا أن الصوت عائد لطائرة‬ ‫ً‬ ‫طيار»‪.‬وردا عن س�ؤال ق�ال « لم نوجه‬ ‫ب�دون‬ ‫اإلته�ام ألي جه�ة ولكن املطلوب م�ن األجهزة‬ ‫األمنية أن تطلعنا على ما يجري ولو إضطرت‬ ‫لإلستعانة باليونيفيل»‪.‬‬ ‫مقرب من فريق ‪ 8‬آذار‬ ‫في املقابل‪ ،‬نقل إعالم ّ‬ ‫س�ماها مصادر متابع�ة « أن في اإلتهام‬ ‫ع�ن ما ّ‬ ‫اجلدي�د الص�ادر عن الق�وات اللبناني�ة حملة‬ ‫جدي�دة تنتدرج حتت احلملات العديدة التي‬ ‫تق�وم به�ا الق�وات وإعالمه�ا على ح�زب الله‬ ‫بهدف تشويه صورته ولصق كل ما يجري في‬ ‫لبنان في ظهره»‪.‬‬ ‫واس�تغربت املص�ادر «تعمي�م ه�ذا اإلتهام‬ ‫الواضع النوايا حلزب الله يوم انعقاد احملكمة‬ ‫يعمم�ه يري�د الق�ول بأن‬ ‫الدولي�ة‪ ،‬وكأن م�ن ّ‬ ‫حت�ركات جعجع ويري�د تنفيذ‬ ‫احل�زب يرصد ّ‬ ‫ش�يء مـ�ا ض�دّ ه‪ ،‬وف�ي ح�ال ح�دوث ش�يء‬ ‫جلعج�ع تك�ون التهمة جاه�زة للصقه�ا بظهر‬ ‫حزب الله»‪.‬‬

‫فتح تنفي االنباء التي حتدثت‬ ‫عن حل قيادتها بغزة‬ ‫غزة ـ «القدس العربي» ـ من أشرف الهور‪:‬‬ ‫نف�ت حرك�ة فتح في قط�اع غزة األنب�اء التي حتدثت ع�ن صدور قرار م�ن الرئيس‬ ‫محمود عباس زعيم احلركة يقضي بإعفاء هيئتها القيادية‪.‬‬ ‫وقال الدكتور حسن أحمد الناطق باسم احلركة في تصريح صحافي تلقت «القدس‬ ‫العربي» نس�خة منه إنه لم يصدر أي قرار بإعفاء الهيئة القيادية من مهامها املكلفة بها‬ ‫أو إجراء أي تعديالت في هذه الهيئة‪.‬‬ ‫وأك�د أحم�د أن أمر إعف�اء الهيئة القيادي�ة في قطاع غ�زة من مهامها ال عل�م لهم به‪،‬‬ ‫وأضاف «ما نش�ر ف�ي هذا املوضوع غي�ر صحيح‪ ،‬وفي ح�ال مت اتخاذ ق�رار من القائد‬ ‫العام للحركة أبو مازن‪ ،‬بالتأكيد سوف يتم اإللتزام وتنفيذ القرار»‪.‬‬ ‫ووص�ف ما أش�يع ح�ول األم�ر بـ»الش�ائعات»‪ ،‬وأكد أنهم ف�ي الهيئ�ة ال يلقون باال‬ ‫له�ا‪ ،‬وق�ال «الهيئة القيادي�ة تعمل على قلب رج�ل واحد وتتحمل مس�ؤولياتها وتقوم‬ ‫بواجباتها امللقاة على عاتقها»‪.‬‬ ‫وكان�ت تقاري�ر ذكرت أن الرئيس عباس س�يصدر ق�رار بحل الهيئ�ة وتعيني هيئة‬ ‫قيادي�ة بدال منها‪ ،‬لإلش�راف على حركة فت�ح في قطاع غزة والهيئ�ة القيادية اجلديدة‬ ‫لفت�ح باش�رت عمله�ا قبل ع�ام بناء عل�ى تكليف من الرئي�س عباس‪ ،‬ويش�رف عليها‬ ‫الدكت�ور زكري�ا اآلغا عضو اللجن�ة املركزية‪ ،‬وكل�ف إبراهيم أبو النج�ا عضو اجمللس‬ ‫الثوري بأمانة السر‪.‬‬

‫اساقفة من أنحاء العالم يدعمون السالم‬ ‫في فلسطني ويتضامنون مع مسيحيي غزة‬ ‫عمان ـ من صدام اليحيى‪:‬‬ ‫أبدى وف�د من‪ ‬اجملالس األس�قفية من‬ ‫مختل�ف أنحاء العال�م‪ ،‬اخلميس‪ ،‬دعمه‬ ‫ملسيرة السلام في فلس�طني‪ ،‬وتضامنه‬ ‫مع الفقراء واألقليات املسيحية في قطاع‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫وفي بيان‪ ،‬أص�دره املركز‪ ‬الكاثوليكي‬ ‫للدراس�ات واإلعلام ف�ي األردن‪ ،‬ق�ال‬ ‫الوف�د املك�ون م�ن أس�اقفة‪ ‬أوروبا‪،‬‬ ‫وجن�وب أفريقي�ا‪ ،‬وأمري�كا الش�مالية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤخ�را إل�ى‬ ‫ف�ي خت�ام زي�ارة ق�ام به�ا‬ ‫فلس�طني‪ ،‬وش�ملت قط�اع غزة‪« :‬جئن�ا‬ ‫إلى األرض املقدس�ة لنصلي مع اجلماعة‬ ‫املس�يحية‪ ،‬ولنعبر له�ا ع�ن دعمنا‪ ،‬كم�ا‬ ‫لدعم مسيرة السالم في املنطقة»‪.‬‬ ‫وأض�اف الوف�د‪ ،‬ف�ي بيان�ه «ف�ي‬ ‫غزة‪ ‬ملس�نا الفقر املدقع للش�عب‪ ،‬وكذلك‬ ‫احلضور الش�جاع للجماعات املسيحية‬ ‫واملعرضة لألخطار»‪.‬‬ ‫الصغيرة‬ ‫ّ‬ ‫وتاب�ع‪« :‬غ�زة ه�ي كارث�ة م�ن صن�ع‬ ‫اإلنس�ان‪ ،‬وفضيح�ة صادم�ة‪ ،‬وظل�م‬

‫ً‬ ‫عالي�ا للمجتم�ع البش�ري طالبا‬ ‫يص�رخ‬ ‫احلل»‪.‬‬ ‫وف�ي ه�ذا الص�دد‪ ،‬دع�ا وف�د‬ ‫األس�اقفة‪ ،‬القادة السياس�يني للعم�ل‬ ‫إلى‪ ‬حتسني الوضع اإلنساني للشعب في‬ ‫غ�زة‪ ،‬وضمان الس�ماح لعبور احلاجات‬ ‫األساسية التي تؤمن حياة كرمية‪ ،‬وعلى‬ ‫إمكانية حتقيق تنمية اقتصادية‪ ،‬وتأمني‬ ‫حري�ة التنق�ل‪ .‬يش�ار إل�ى أن‪ ‬اجملال�س‬ ‫األس�قفية م�ن مختل�ف أنح�اء العال�م‪،‬‬ ‫وبتنظي�م م�ن البطريركي�ة الالتيني�ة‪،‬‬ ‫وبتكليف من الكرس�ي الرس�ولي‪ ،‬تقوم‬ ‫في كانون ثاني‪/‬يناير من كل عام‪ ،‬بزيارة‬ ‫األراض�ي املقدس�ة‪ ،‬وتركز عل�ى الصالة‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬تعبي�را ع�ن تضامنها مع‬ ‫واحل�ج فيه�ا‪،‬‬ ‫املسيحيني في هذه األراضي‪.‬‬ ‫كما تهدف هذه الزيارة إلى تبادل خبرة‬ ‫احلياة الرعوية مع الكنيسة احمللية التي‬ ‫ترزح‪ ‬مع كل الش�عب الفلس�طيني‪ ‬حتت‬ ‫وط�أة الضغ�ط السياس�ي واالجتماعي‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬بحس�ب ما ج�اء في بيان‬ ‫املركز الكاثوليكي‪(.‬االناضول)‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪7‬‬

‫افتتاح اعمال الدورة العشرين للجنة القدس مبراكش برئاسة العاهل املغربي‬

‫مراكش ـ «القدس العربي»‬

‫امللك محمد السادس‪ :‬حماية املدينة املقدسة من التهويد لن تتم بالشعارات‬

‫ـ‏ من محمود معروف‪:‬‬ ‫أكد العاهل املغربي امللك محمد السادس‪ ،‬رئيس جلنة القدس‪،‬‬ ‫اجلمع�ة مبراك�ش‪ ،‬أن‏حماي�ة املدين�ة املقدس�ة م�ن مخطط�ات‬ ‫التهوي�د‪ ،‬ودعم املرابطني بها‪ ،‬لن يتأتى بالش�عارات‏الفارغة‪ ،‬أو‬ ‫باستغالل هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة‪.‬‏‬ ‫وق�ال العاه�ل املغربي ف�ي خط�اب ألقاه ف�ي افتت�اح الدورة‬ ‫العش�رين للجنة القدس‪ ،‬ان حماية‏الق�دس أمر عظيم وجسيم‪،‬‬ ‫يتطلب الثقة واملصداقية‪ ،‬واحلضور الوازن في مجال الدفاع‏عن‬ ‫املقدسات اإلسالمي�ة ويقتضي بلورة مقترح�ات جدية وعملية‪،‬‬ ‫واإلق�دام عل�ى مب�ادرات‏واقعي�ة‪ ،‬مع ضم�ان وسائ�ل تنفيذها‪،‬‬ ‫وآليات متويله�ا «ذلك ان القضية الفلسطيني�ة‪ ،‬مبا فيها‏القدس‬ ‫الش�ريف‪ ،‬هي قضية األم�ة اإلسالمية جمعاء‪ ،‬مؤك�دا أن القدس‬ ‫ه�ي جوه�ر القضي�ة‏الفلسطيني�ة‪ ،‬وأن�ه ال سالم ب�دون حتديد‬ ‫الوض�ع النهائي للقدس الش�رقية كعاصمة للدول�ة‏الفلسطينية‬ ‫املستقلة‪.‬‏‬ ‫وق�ال ان حتقي�ق السالم رهين بتنفيذ إسرائي�ل اللتزاماتها‪،‬‬ ‫وال سيم�ا منها خريطة الطريق‪،‬‏التي اعتمده�ا الرباعي الدولي‪،‬‬ ‫وأقره�ا مجل�س األم�ن فضلا عن اآلف�اق الت�ي تفتحه�ا‏مبادرة‬

‫السالم العربية‪.‬‏‬ ‫واع�رب امللك املغرب�ي عن ارتياح�ه ملنح فلسطين صفة دولة‬ ‫مراق�ب غير عضو باألمم‏املتحدة»‪ ،‬داعيا لتفعيل جميع القرارات‬ ‫األممي�ة ذات الصل�ة بالقدس وبالقضي�ة الفلسطيني�ة‏عموما»‪،‬‬ ‫مش�ددا على أن حجر الزاوية في تقوية املوقف الفلسطيني يظل‬ ‫ه�و «حتقيق‏مصاحل�ة وطنية فلسطينية صادق�ة‪ ،‬قوامها وحدة‬ ‫الصف الفلسطيني‪.‬‏‬ ‫وأع�رب ع�ن األمل ف�ي أن تكون ه�ذه املصاحلة «بن�اءة تضع‬ ‫املصال�ح العلي�ا للش�عب ‏الفلسطين�ي ف�وق كل اعتب�ار؛ وف�ي‬ ‫طليعتها إقام�ة دولته املستقلة‪ ،‬على أرض�ه احملررة‪،‬‏وعاصمتها‬ ‫القدس الش�رقية‪ ،‬تعي�ش في أمن وسلام ووئام م�ع إسرائيل»‬ ‫قائلا ان‏القدس السليب�ة «ستظل في صدارة انش�غاالتنا‪ ،‬وفي‬ ‫صميم وجدان شعوبنا اإلسالمية»‪.‬‏‬ ‫وأش�ار امللك محد السادس الى االجم�اع الدولي على ضرورة‬ ‫توفي�ر املزي�د م�ن الدع�م‏لعملي�ة السلام‪ ،‬مش�يدا بـ»اجله�ود‬ ‫الدؤوب�ة الت�ي تبذله�ا االدارة االمريكية‪،‬رابط�ا جن�اح ه�ذه‬ ‫الدينامية باعتماد مقاربة‏ش�املة‪ ،‬ته�م كل قضايا احلل النهائي‪،‬‬ ‫وفق مرجعيات واضحة‪ ،‬وفي افق زمني محدد‪.‬‏‬ ‫ودع�ا إل�ى تعزي�ز جو الثق�ة بني االط�راف املعني�ة‪ ،‬من خالل‬ ‫االمتن�اع ع�ن كل املمارس�ات‏االستفزازية التي من ش�أنها نسف‬ ‫هذا املس�ار‪ ،‬والتحلي بالواقعية وروح التواف�ق‪ ،‬الكفيل‏بنجاح‬

‫العاهل املغربي محمد السادس‬ ‫املفاوض�ات‪ ،‬مضيف�ا‪ ،‬ف�ي نف�س السي�اق‪ ،‬أن�ه يتعين التحل�ي‬ ‫باليقظ�ة‪ ،‬وتضافر‏اجلهود‪ ،‬لقطع الطريق أمام جماعات التطرف‬

‫خبير دستوري يحذر من خطورة مادة الهوية اإلسالمية‬

‫قضاة تونس راضون عن باب السلطة القضائية في الدستور‬ ‫■ تونس ـ وكاالت ‪ :‬قرر قضاة تونس إنهاء‬ ‫اضراب ع�ام ب�دأوه االربعاء السب�وع‪ ،‬بعدما‬ ‫رأوا ان ب�اب السلط�ة القضائية ف�ي‏الدستور‬ ‫اصبح «يشكل اطارا عاما مالئما لبناء وتطوير‬ ‫سلطة قضائية مستقلة»‪ ،‬بعد مصادقة اجمللس‬ ‫التأسيس�ي علي�ه‪ ،‬فيم�ا حذر خبي�ر دستوري‬ ‫تونس�ي م�ن خطورة م�ادة الهوي�ة االسالمية‬ ‫على احلداثة في بالده‪.‬‏‬ ‫وك�ان القضاة ق�رروا القيام به�ذا االضراب‬ ‫احتجاج�ا عل�ى م�ا اعتب�روه غي�اب ضمانات‬ ‫استقاللي�ة القض�اء ف�ي مش�روع الدست�ور‬ ‫‏اجلديد للبالد‪.‬‏‬ ‫وجاء قرارهم اجلمعة غداة مصادقة اجمللس‬ ‫التأسيس�ي (البرمل�ان) عل�ى ب�اب السلط�ة‬ ‫القضائي�ة في الدست�ور بعد إدخ�ال تعديالت‬ ‫‏‏»توافقية» على الصي�غ االصلية لفصوله التي‬ ‫أثارت حفيظة القضاة‪.‬‏‬ ‫وقالت «جمعي�ة القض�اة التونسيني» التي‬ ‫دع�ت ال�ى االض�راب العام ف�ي بي�ان‪ ،‬ان باب‬

‫السلطة القضائية في الدستور اصبح‏‏»يش�كل‬ ‫(بعد مصادقة اجمللس عليه) إطارا عاما مالئما‬ ‫لبناء وتطوير سلطة قضائية مستقلة»‪.‬‏‬ ‫وقال�ت اجلمعية وهي الهيكل النقابي االكثر‬ ‫متثيلا للقضاة ف�ي تونس انها «ق�ررت إيقاف‬ ‫اإلضراب (الع�ام) الذي حدد بأسبوع‏منذ يوم‬ ‫‪ 15‬كانون الثاني‪/‬يناير اجلاري»‪.‬‏‬ ‫وأب�دت اجلمعية في املقاب�ل «حتفظات على‬ ‫مضم�ون بع�ض الفص�ول الت�ي لم ترت�ق إلى‬ ‫مستوى املعايير الدولية»‪.‬‏‬ ‫ومساء اخلميس‪ ،‬أنه�ى اجمللس التأسيسي‬ ‫ف�ي اجواء ساده�ا التوتر بني ن�واب املعارضة‬ ‫العلماني�ة وحركة النهض�ة االسالمية‏صاحبة‬ ‫أغلبي�ة املقاعد في اجمللس (‪ 90‬من إجمالي ‪217‬‬ ‫مقع�دا)‪ ،‬املصادق�ة عل�ى فصول ب�اب السلطة‬ ‫القضائي�ة في الدست�ور‏بعد إدخ�ال تعديالت‬ ‫«توافقية» على صيغها األصلية‪.‬‏‬ ‫واته�م قض�اة ون�واب املعارض�ة‪ ،‬حرك�ة‬ ‫النهضة بالسع�ي الى مترير صيغ في الدستور‬

‫تضم�ن «إخض�اع» احلكوم�ة للقض�اء‪ ،‬فيم�ا‬ ‫«التغول»‬ ‫‏اتهمت احلرك�ة القضاة بالرغبة ف�ي‬ ‫ّ‬ ‫واالنفالت من كل رقابة‪.‬‏‬ ‫وكان�ت اجللس�ات العام�ة للمجل�س‬ ‫التأسيس�ي اخملصصة للمصادق�ة على فصول‬ ‫الدستور توقفت من�ذ الثالثاء لتستأنف مساء‬ ‫‏اخلمي�س بسب�ب خالف�ات عميق�ة بين حركة‬ ‫النهض�ة واملعارضة ح�ول صياغ�ة فصول في‬ ‫باب السلطة القضائية‪.‬‏‬ ‫ب�دوره انتقد خبير ف�ي القانون الدستوري‬ ‫التونسي‪ ،‬تنصيص مشروع الدستور اجلديد‪،‬‬ ‫على هوية الدولة اإلسالمية‪ ،‬محذرا من‏تباعتها‬ ‫السلبية على احلداثة والتقدم في بالده‪.‬‏‬ ‫وتن�ص املادة ‪ 38‬والتي ص�ادق عليها نواب‬ ‫التأسيس�ي األسب�وع املاض�ي والت�ي ح�ازت‬ ‫على ‪ 141‬صوت�ا مؤيدا و‪ 4‬أصوات‏متحفظة و‪9‬‬ ‫أصوات معترضة عل�ى أن «التعليم الزامي إلى‬ ‫سن السادسة عشرة‪ ..‬تضمن الدولة احلق في‬ ‫التعليم اجملاني في‏كامل مراحله‪ ،‬وتسعى إلى‬

‫توفير اإلمكاني�ات الضروري�ة لتحقيق جودة‬ ‫التعلي�م والتربي�ة والتكوين‪ ..‬كم�ا تعمل على‬ ‫جتذير‏الناشئة في هويتها العربية اإلسالمية‪،‬‬ ‫وعلى ترسي�خ اللغة العربي�ة ودعمها وتعميم‬ ‫استخدامها»‪.‬‏‬ ‫وقال اخلبي�ر القانوني والدستوري عياض‬ ‫بن عاش�ور‪ ،‬اجلمعة‪ ،‬في تصريحات إعالمية‪:‬‬ ‫«لسنا في حاج�ة للتأكيد عل�ى‏ترسيخ الهوية‬ ‫اإلسالمي�ة ألن�ه لي�س عندنا مش�كل م�ع ذلك‪،‬‬ ‫نح�ن ف�ي حاج�ة للتنصي�ص عل�ى جتذير كل‬ ‫العلوم وعلى احلداثة»‪.‬‏‬ ‫وتاب�ع أن امل�ادة ‪ 38‬تعط�ي وزي�ر التربي�ة‬ ‫القادم احلق في فصل البنات عن األوالد داخل‬ ‫املؤسس�ات التربوي�ة‪ .‬مضيف�ا «ه�ذا ال‏نرغب‬ ‫فيه» على حد قوله‪.‬‏‬ ‫وذك�ر ف�ي مع�رض انتقادات�ه ملش�روع‬ ‫الدست�ور‪ ،‬أن�ه ك�ان م�ن األج�دى أن تستله�م‬ ‫املادة ‪ 38‬م�ن املواثيق الدولية وامليثاق العربي‬ ‫‏حلقوق اإلنسان‪.‬‬

‫والظالمي�ة‪ ،‬التي حت�اول استغلال القضية‏النبيل�ة للدفاع عن‬ ‫القدس‪ ،‬لنشر العنف واالرهاب باملنطقة‪.‬‏‬ ‫وك�ان العاهل املغرب�ي امللك محم�د السادس‪ ،‬بصفت�ه رئيسا‬ ‫جلن�ة الق�دس‪ ،‬ق�د ت�رأس اجلمع�ة‪ ،‬مبدين�ة مراك�ش‪ ،‬ال�دورة‬ ‫العش�رين للجنة القدس‪ ،‬بحضور الرئي�س الفلسطيني محمود‬ ‫عب�اس (اب�و م�ازن)‪ ،‬ومش�اركة وزراء خارجي�ة او ممثل�ي ‪16‬‬ ‫دول�ة األعضاء في ه�ذه اللجن�ة‪ ،‬واألمني العام ملنظم�ة التعاون‬ ‫اإلسالم�ي‪ ،‬إياد أمين مدني ومبعوثين ميثلون ال�دول األعضاء‬ ‫الدائمة مبجل�س األمن واالحتاد األوروبي وحاض�رة الفاتيكان‬ ‫واألمم املتحدة واجلامعة العربية‪.‬‬ ‫وم�ن املق�رر ان تبح�ث هذه ال�دورة وه�ي االولى الت�ي تعقد‬ ‫من�ذ عام ‪ 2002‬العديد من القضايا‪ ،‬م�ن بينها التطورات األخيرة‬ ‫ف�ي الق�دس‪ ،‬وكيفي�ة مواجه�ة املمارس�ات اإلسرائيلي�ة لطمس‬ ‫معال�م مدين�ة الق�دس وتراثه�ا العرب�ي واإلسالم�ي‪ ،‬م�ع بحث‬ ‫تفعي�ل توصيات مجلس وزراء منظم�ة التعاون اإلسالمي خالل‬ ‫اجتماعها األخير في كوناكري‪.‬‬ ‫وأنشئت جلنة القدس الشريف مبوجب قرار صادر عن املؤمتر‬ ‫اإلسالمي السادس لوزراء اخلارجية عقد بجدة في متوز‪ /‬يوليو‬ ‫سن�ة ‪ 1975‬وعقدت اجتماعها األول برئاسة امللك املغربي الراحل‬ ‫احلسن الثاني مبدينة فاس في متوز‪ /‬يوليو ‪.1979‬‬ ‫وتتك�ون اللجنة من اجلانب العربي فلسطني واملغرب ولبنان‬

‫ومص�ر واالردن والسعودي�ة والع�راق (احتلت مك�ان ليبيا منذ‬ ‫‪ )1982‬فيم�ا تتغي�ب سوريا بحك�م جتميد عضويته�ا في منظمة‬ ‫التع�اون االسالم�ي ام�ا ال�دول االفريقي�ة فتتمثل ف�ي السنغال‬ ‫والنيجر ومالي وغينيا كوناكري ومن اجلانب االسيوي تشارك‬ ‫كل م�ن اندونيس�ا وبنغلادش وباكست�ان وايران التي يش�كل‬ ‫حضوره�ا حدثا سياسيا نظرا لقط�ع العالقات الدبلوماسية بني‬ ‫املغرب وايران منذ اذار‪ /‬مارس ‪.2009‬‬ ‫ويواك�ب اجتم�اع جلن�ة الق�دس اجتم�اع لوكالة بي�ت املال‪،‬‬ ‫وه�ي ال�ذراع املالي�ة للجن�ة يج�ري خالل�ه استع�راض خط�ط‬ ‫متوي�ل مش�روعات الق�دس ف�ي الفت�رة م�ن ‪ 2014‬إل�ى ‪،2018‬‬ ‫خاصة املش�روعات التي تهدف إلى احلف�اظ على التراث العربي‬ ‫واإلسالم�ي للق�دس‪ ،‬إضاف�ة ملش�روعات دع�م امل�رأة والطف�ل‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫وأكد عبد الكبير العلوي املدغري‪ ،‬املدير العام لوكالة بيت مال‬ ‫القدس‪ ،‬أن املغرب يقف‪ ،‬من خالل جلنة القدس التي يرأسها امللك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬ضد مخططات االحتالل اإلسرائيلي الرامية إلى‬ ‫طم�س معالم املدينة اإلسالمية ‪.‬واش�ار ال�ى ان ما تقوم به جلنة‬ ‫القدس من أجل احملافظة على التنوع الثقافي والسكاني للمدينة‬ ‫املقدسة‪ ،‬وتأكيدها على أن مدينة القدس ال ميكن أن تكون مصدرا‬ ‫ألي صراع قائم عل�ى أسس دينية باعتبارها مدينة ترمز للمحبة‬ ‫والتعايش‪.‬‬

‫املعارضة ترفض اعادة تعيني بن جدو وزيرا للداخلية‬

‫مهدي جمعة يقترب من تشكيل حكومته بـ‪16‬وزيرا في تونس‬ ‫تونس ‪ -‬من رضا التمتام‪:‬‬ ‫أف�ادت مص�ادر سياسي�ة تونسية مطلع�ة‪ ،‬بأن رئي�س احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫املكل�ف مه�دي جمع�ة‪ ،‬أح�رز تقدّ م�ا كبي�را ف�ي حص�ر قائم�ة فريقه‬ ‫احلكومي‪ ،‬والتي قد ال تتجاوز ‪ 16‬وزيرا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكل�ف الرئي�س التونسي‪ ،‬املنص�ف املرزوقي‪ ،‬اجلمع�ة املاضية‪،‬‬ ‫رسمي�ا‪ ،‬مهدي جمعة‪ ،‬بتش�كيل حكوم�ة «كفاءات وطني�ة مستقلة»‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫بع�د التواف�ق عليه من قبل أعض�اء احلوار الوطني منتصف الش�هر‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫وبحس�ب تسريبات‪ ،‬نقلته�ا مصادر سياسية مطلع�ة‪ ،‬فإن مهدي‬ ‫جمعة جنح‪ ،‬منذ اختياره رسميا من قبل احلوار والوطني‪ ،‬في حصر‬ ‫قائم�ة فريق�ه احلكوم�ي التي ستك�ون منحصرة في ع�دد ّ‬ ‫مصغر من‬ ‫الوزراء قد ال يتجاوز ‪ 16‬وزيرا‪.‬‬ ‫فيم�ا ذكرت بع�ض وسائل اإلعلام احملليّ ة أن احلكوم�ة اجلديدة‬ ‫ستض�م عددا من األسماء م�ن الذين مت ترش�يحهم لرئاسة احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫ف�ي احلوار الوطني م�ن منافسي جمع�ة على غرار محم�د اجلويلي‪،‬‬ ‫ومحمد املؤدب‪ ،‬كما ستضم امرأتني‪.‬‬ ‫وق�ام جمع�ة منذ اختي�اره ف�ي احل�وار الوطني منتصف الش�هر‬ ‫املاض�ي‪ ،‬وقب�ل تكليف�ه الرسم�ي من قب�ل املرزوق�ي ( قب�ل اسبوع )‬ ‫بسلسل�ة م�ن اللق�اءات املاراثونية م�ع مختلف اجله�ات السياسية‬ ‫الفاعل�ة في البلاد واملنظمات الوطني�ة والش�خصيات الوطنية من‬ ‫أجل التشاور حول خيارات تشكيل احلكومة اجلديدة‬

‫وتناقل�ت وسائ�ل اإلعلام التونسي�ة أن حقيب�ة وزي�ر السياحة‬ ‫ستك�ون من نصيب اليهودي التونس�ي رونيه الطرابلسي ( صاحب‬ ‫مش�اريع سياحي�ة في جزي�رة جرب�ة جن�وب البلاد)‪ ،‬إال أن حركة‬ ‫النهضة أبدت ّ‬ ‫حتفظات ح�ول الطرابلسي «لعالقته القوية بالرئيس‬ ‫االول»‪،‬‬ ‫الف�ار زين العابدين ب�ن علي وحزب ن�داء تونس منافسه�ا ّ‬ ‫وهو مالم تؤكده حركة النهضة بشكل رسمي‪.‬‬ ‫وأف�ادت التسريب�ات ب�أن مه�دي جمعة يسع�ى إلقن�اع الرباعي‬ ‫الراع�ي للح�وار واح�زاب املعارض�ة باحملافظة على وزي�ر الداخلية‬ ‫احلال�ي لطف�ي بن ج�دّ و (مستقل) ف�ي منصب�ه‪ ،‬نظرا للخب�رة التي‬ ‫اكتسبه�ا في امللفات االمني�ة‪ ،‬وهو ما يلقى معارضة ش�ديدة من قبل‬ ‫اح�زاب املعارض�ة خاصة م�ن قب�ل ائتالف اجلبه�ة الش�عبية‪ ،‬التي‬ ‫تطالب بتغيير كامل طاقم حكومة علي لعريض‪.‬‬ ‫وكان راش�د الغنوش�ي رئيس حرك�ة النهضة ص�رح مساء‬ ‫اخلمي�س أن رئيس الوزراء املستقيل عل�ي العريض لن يخرج‬ ‫م�ن قص�ر احلكوم�ة ف�ي القصبة قب�ل التوقي�ع عل�ى الدستور‬ ‫اجلدي�د‪ ،‬داعي�ا املعارض�ة الى ع�دم تعطيل املس�ار الدستوري‬ ‫ومواصلة التزام بتطبيق خارطة الطريق ‪ ،‬بعد ان قام لعريض‬ ‫بتق�دمي استقالت�ه للرئي�س املرزوق�ي تنفي�ذا ملب�ادرة احلوار‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫يأت�ي ذل�ك في ّ‬ ‫ظ�ل ّ‬ ‫تأخ�ر املصادقة عل�ى الدستور ف�ي املوعد‬ ‫واملقرر ف�ي ‪ 14‬من الش�هر‬ ‫احمل�دد له�ا بحس�ب خريط�ة الطري�ق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلاري‪« .‬االناضول»‏‬

‫ظاهرة االختطاف أصبحت هاجسا مروعا يالحق املواطنني‬

‫بنغازي ـ «القدس العربي»‬

‫أسر اخملطوفني الليبيني سجلت وقفتها الثانية في بنغازي اعتراضا على الصمت املقيت للحكومة‬

‫ـ من جابر نور سلطان‪:‬‬ ‫لم يتبق لهم إال تلك الص�ور يحتضنونها ويبثونها‬ ‫أوجاعه�م وميش�ون به�ا في الطرق�ات ‪ .‬ف�ي كل وقفة‬ ‫ينض�م إلى املأساة مغدورون جدد ‪ ،‬رمبا كانوا ميرون‬ ‫م�ن أمام تلك األس�ر ومينحونهم دعواته�م وأمنياتهم‬ ‫وميض�ون ‪ .‬ها هم الي�وم جزء من الص�ورة ‪،‬الصورة‬ ‫الت�ي تنطق بص�ور و توجعات أمه�ات وأبناء وبنات‬ ‫ً‬ ‫غيل�ة أبناؤهم وغاب�ت أخبارهم‪،‬‬ ‫وأخ�وات ‪،‬اختطف‬ ‫لكنهم لم يغيبوا عنهم حلظة واحدة ‪..‬‬ ‫احتف�اء مبولد‬ ‫وبينم�ا الن�اس يوق�دون القنادي�ل‬ ‫ً‬ ‫النب�ي الكرمي ‪،‬سجلت أسر اخملطوفين وقفتها الثانية‬ ‫ً‬ ‫اعتراض�ا عل�ى الصم�ت املقيت‬ ‫ف�ي مدين�ة بنغ�ازي ‪،‬‬ ‫للحكوم�ة الت�ي ل�م تستط�ع أن حتمي نفسه�ا و ال أن‬ ‫حتم�ي نفطه�ا وال أن حتم�ي حدوده�ا و ال أن حتم�ي‬ ‫أبناءه�ا ‪ ..‬هذا ما قاله احلاج علي والد أحد اخملطوفني‬ ‫منذ ستة أشهر ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مروع�ا آخ�ر‬ ‫هاجس�ا‬ ‫ظاه�رة االختط�اف ص�ارت‬ ‫يالح�ق املواطنني ف�ي املدن الليبية ‪،‬فلا يكاد مير يوم‬ ‫إال ونسم�ع بخب�ر اختط�اف أحد املواطنين ‪ .‬و تتعدد‬ ‫األسب�اب واجل�رم واح�د‪ .‬فإم�ا أن يت�م العث�ور على‬ ‫اخملط�وف بعد فترة جثة مش�وهة أو يبقى في غياهب‬ ‫ً‬ ‫أصال‬ ‫اجملهول‪ ،‬ال أحد يعرف مكانه و ال جهات ش�رطية‬ ‫تستطيع أن تقوم بهذا العمل ‪.‬‬ ‫فق�د اختط�ف مدي�ر البح�ث اجلنائي ف�ي بنغازي‬ ‫من�ذ أش�هر وص�ورة أبنائ�ه و ه�م يتوسل�ون عودته‬ ‫تكاد تصادفك ف�ي كل مكان ‪ ،‬ليست صورة السيد عبد‬ ‫السالم املهدوي فحسب‪ ،‬بل ص�ور مخطوفني كثيرين‬ ‫يج�د ذووه�م عزاء و مواس�اة في صوره�م التي متأل‬ ‫املدينة ‪،‬و كأنهم يش�هرون حضورهم و لو بالصور في‬ ‫مواجه�ة الغياب املرير ‪.‬هذه صورة الش�اب الكش�في‬

‫اسر اخملطوفني الليبيني الثالثة‬ ‫« هيث�م العبي�دي» ومحبوه ينش�دون احلرية له كي‬ ‫يع�ود لطفلته ‪.‬وهذه أم ناصر حتم�ل صورته و تضج‬ ‫عيونه�ا احلائرة بالبكاء‪ ،‬تخ�رج مع اخلارجني وتقف‬ ‫م�ع الواقفين ‪.‬عل�ى قلبها تري�ح ص�ورة الغائب وهو‬ ‫يالعب طفلته ‪.‬رمبا تخفف قليال جذوة النار املشتعلة‬ ‫في الضلوع‪.‬‬ ‫م�ا أقس�ى املدن حين يتك�دس فيها احل�زن ‪،‬وحني‬

‫تنشب الفجيعة أظفارها في قلوب األمهات ‪.‬‬ ‫«رض�وان» اب�ن السادس�ة ك�ان آخ�ر اخملتطفين ‪،‬‬ ‫وللمرة األولى يتواصل اخملتطفون مع أسر ضحاياهم‬ ‫ويطلب�ون فدية‪.‬حادث�ة رض�وان هزت أرك�ان املدينة‬ ‫‪،‬كونه�ا تكش�ف عن وج�ه قبيح م�ن وج�وه الترويع‬ ‫للمواطنني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بداي�ة من رئيس احلكومة‬ ‫االختط�اف طال اجلميع‬

‫بوتفليقة يحدد السابع عشر من نيسان املقبل‬ ‫موعدا لالنتخابات الرئاسية‬ ‫اجلزائر ـ من عبد الرزاق بن عبد الله‪:‬‬ ‫أص�در الرئيس اجلزائري عبد العزي�ز بوتفليقة‪،‬اجلمعة‪ ،‬مرسوما‬ ‫حدّ د مبوجب�ه موعد انتخابات الرئاسة القادمة في ‪ 17‬نيسان‪ /‬أبريل‬ ‫القادم‪ ،‬لتكون خامس انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البالد‪.‬‬ ‫وف�ي بي�ان أصدرت�ه‪ ،‬أعلن�ت الرئاس�ة اجلزائري�ة أن بوتفليقة‬ ‫ّ‬ ‫«وق�ع اليوم على مرسوم رئاسي متعل�ق باستدعاء الهيئة الناخبة‬ ‫(الناخبني) لي�وم اخلميس ‪ 17‬نيسان ‪ /‬ابريل القادم بغرض إجراء‬ ‫االنتخابات لرئاسة اجلمهورية»‪.‬‬ ‫وين�ص قان�ون االنتخاب�ات اجلزائ�ري ف�ي مادت�ه ‪ 133‬على أن‬ ‫«تستدع�ى الهيئة االنتخابية مبوج�ب مرسوم رئاسي في ظرف ‪90‬‬ ‫يوما قبل تاريخ االقتراع»‪.‬‬ ‫وتع�د انتخاب�ات الرئاسة املق�ررة في ‪ 17‬نيس�ان القادم خامس‬ ‫اقتراع رئاسي تعددي في تاريخ البالد‪.‬‬ ‫ونظم�ت أول انتخاب�ات رئاسي�ة تعددي�ة الع�ام ‪ 1995‬وفاز بها‬

‫الرئيس السابق اليامني زروال بأغلبية مطلقة‪ ،‬قبل أن يقرر تقليص‬ ‫واليت�ه وينسحب ليجرى ثاني اقتراع رئاس�ي العام ‪ ،1999‬والذي‬ ‫فاز ب�ه الرئيس احلالي عبد العزيز بوتفليق�ة قبل أن يعاد التجديد‬ ‫له ملرتني عامي ‪ 2004‬و‪.2009‬‬ ‫ول�م يعل�ن بوتفليق�ة حت�ى الي�وم ترش�حه لوالية رابع�ة رغم‬ ‫ً‬ ‫رسميا م�ن قبل حزب «جبه�ة التحرير الوطن�ي» احلاكم‬ ‫ترش�يحه‬ ‫الذي يرأسه كرئيس شرفي منذ عام ‪ ،2005‬إلى جانب إعالن أحزاب‬ ‫ومنظمات أخرى دعمها الستمراره في السلطة‪.‬‬ ‫وأعلن�ت حلد اليوم قرابة ‪ 15‬ش�خصية سياسية نيتها الترش�ح‬ ‫النتخابات الرئاسة القادمة أبرزه�م رئيس احلكومة األسبق أحمد‬ ‫ب�ن بيتور‪ ،‬فيم�ا ينتظ�ر أن تعلن ش�خصيات أخرى ترش�حها بعد‬ ‫حتدي�د تاريخ االنتخابات أبرزها رئي�س احلكومة األسبق علي بن‬ ‫فلي�س ال�ذي يوصف محلي�ا بأهم مناف�س لبوتفليقة ف�ي حال قرر‬ ‫الترش�ح لوالية رابع�ة‪ ،‬حيث أكدت دائرت�ه االنتخابية أنه سيعلن‬ ‫رسميا ترشحه في التاسع عشر من الشهر اجلاري‪».‬االناضول»‬

‫ً‬ ‫م�رورا برئي�س املؤمت�ر – ال�ذي خ�رج وأنك�ر‪ -‬لكن‬ ‫ارته�ان عدد من ح�راس الرئاسة كش�ف حقيقة األمر‬ ‫‪ .‬اختط�ف نائب رئيس اخملاب�رات‪ ،‬اختطف ابن وزير‬ ‫الدفاع ‪.‬اختطفت محامية وناشطة حقوقية ثم وجدت‬ ‫بعد أش�هر جث�ة محروق�ة ‪.‬واختطفت «العن�ود» ابنة‬ ‫رئيس اخملاب�رات الليبية السابق عبد الله السنوسي‬ ‫احملتج�ز اآلن ‪،‬و بع�د ساعات أف�رج عنها بع�د تهديد‬

‫مقتل مسلحني اثنني‬ ‫وعسكري في اشتباك مبنطقة‬ ‫القبائل في اجلزائر‬ ‫■ اجلزائ�ر ‪ -‬د ب أ ‪ :‬لق�ي مسلح�ان وعسك�ري‬ ‫امس حتفهم في اشتباك بني قوات اجليش اجلزائري‬ ‫وجماعة مسلحة مبنطقة واصيف جنوب شرق والية‬ ‫تيزي وزو‪ 100/‬كيلومتر شرقي اجلزائر العاصمة‪.‬‬ ‫ونق�ل املوقع االلكتروني االخباري « كل ش�يء عن‬ ‫اجلزائ�ر» عن مص�ادر أمني�ة محلية القول إن�ه أثناء‬ ‫تب�ادل اطلاق النار ال�ذي أعق�ب الكمني ال�ذي اقامه‬ ‫اجلي�ش ألف�راد اجلماع�ة املسلحة تع�رض عسكري‬ ‫لرصاصات قاتلة»‪ .‬وأضافت املصادر انه مت استرجاع‬ ‫قطعتي سالح كالشنيكوف‪.‬‬ ‫وكان�ت وزارة الدفاع اجلزائري�ة أعلنت اخلميس‬ ‫أن وحدة من اجليش بالقط�اع العملياتي باملدينة في‬ ‫الناحية العسكري�ة األولى «متكنت م�ن القضاء على‬ ‫إرهابيين‪ ،‬مس�اء االربع�اء ف�ي كمني نص�ب بإحكام‬ ‫ببلدية بعطة بدائرة العمارية‪.‬‬

‫قبيلتها ذات النف�وذ بقفل مصادر املياه عن سائر مدن‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫واحلكوم�ة تلت�زم الصم�ت وال تستطي�ع أن حترك‬ ‫دع�وة قضائية واحدة ض�د أي جهة تق�وم باخلطف‪.‬‬ ‫م�ن خط�ف رئي�س احلكوم�ة خ�رج عل�ى الن�اس في‬ ‫التلفزي�ون الرسمي وقال أنا خطف�ت رئيس احلكومة‬ ‫وهن�ا إقامت�ي في العاصم�ة ولن يقدر أح�د أن يقبض‬ ‫علي ‪ .‬وم�ن قبل اختطف مدير مكت�ب رئيس احلكومة‬ ‫وخ�رج الرئيس عل�ى الناس يق�ول لقد سوين�ا األمر‬ ‫ً‬ ‫وديا مع اجلهة اخلاطفة‪.‬‬ ‫رجع قبل يومني من اخلطف و بعد احتجاز أشهر ابن‬ ‫وزير الدف�اع دون أن أي تعليق رسم�ي عن مالبسات‬ ‫اخلطف وإطالق الس�راح وعن اجلهة اخملتطفة سوى‬ ‫تقدمي الشكر للجهة اخلاطفة على حسن املعاملة‪..‬‬ ‫تق�ول الش�اعرة عائش�ة إدري�س املغرب�ي خال�ة‬ ‫ش�اب مخطوف ‪ :‬جرمية االختطاف أبش�ع وأقسى من‬ ‫القت�ل تظل مرارة معاناتها عالقة بذاكرة وقلوب أحبة‬ ‫الضحي�ة وتنح�ت ف�ي قل�ب اخملط�وف ً‬ ‫أث�را ال يزول‪.‬‬ ‫دعن�ي أخب�رك عن مش�اعر أخت�ي حليمة الت�ي فقدت‬ ‫ابنه�ا وفقدت ابنته�ا كالهما غيبه امل�وت‪ .‬لكن بغياب‬ ‫ناصر الذي اختطف منذ شهر حزيران ‪ /‬يونيو املاضي‬ ‫ً‬ ‫مختلفا إنه�ا تريد أن تعرف‬ ‫‪ 2013‬ك�ان وقع الفاجع�ة‬ ‫مصي�ره ‪،‬يقتله�ا ه�وس غياب�ه دون معن�ى متنحه�ا‬ ‫اخمليل�ة احملموم�ة باأللم صورا ومصائر بش�عة حلالة‬ ‫ناصر‪ .‬كل ليلة يأتيني صوتها مشروخا باأللم وتنازع‬ ‫روحها تلك الكوابيس التي تعيش�ها ويزداد األلم كلما‬ ‫رأت أوالده‪ ،‬مش�رعني االنتظار عل�ى األبواب النتظار‬ ‫ناص�ر‪ .‬لكنني أتعاطف دائما م�ع أهالي املفقودين ألن‬ ‫خبر املوت يأتيهم ألف مرة‪.‬‬ ‫دكت�ورة آم�ال العبي�دي ش�قيقة القائ�د الكش�في‬ ‫اخملطوف «هيثم العبيدي» تقول ‪:‬‬ ‫يا وطني الذي أحبك‪....‬أين أخي وصديقي هيثم؟‬ ‫هيث�م يا صديق�ي» القاتل طليق وأقالمن�ا حرة»‪...‬‬

‫هيث�م يا صديقي ه�ذا ما ح�دث في طرابل�س عروس‬ ‫بحرنا‪...‬ه�ذا ما يح�دث ف�ي ليبيا‪...‬سأمتاسك ألجلك‬ ‫وألج�ل من سق�ط ويسق�ط كل يوم من اج�ل الوطن‪..‬‬ ‫الليلة اخلامسة بعد الغياب‬ ‫ي�ا صديق�ي تبعث�رت مني األح�رف‪ ،‬غ�اب صوتي‬ ‫ول�م أعد ق�ادرة عل�ى الكالم‪..‬عد ً‬ ‫ساملا ألجم�ع أحرفي‬ ‫املتناثرة‪...‬‬ ‫ً‬ ‫مرحب�ا « رغم كل م�ا يعتريني‬ ‫هيثم ي�ا صديق�ي‪»،‬‬ ‫من قل�ق وخوف علي�ك متكنت اليوم م�ن رؤية بعض‬ ‫العصافي�ر الت�ي حتط على ش�جرة النخي�ل مبحاذاة‬ ‫ص�ور بيتن�ا‪ ،‬وحملته�ا ما حمل�ت في انتظ�ار عودتك‬ ‫ألعود أنا التي كنت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫طويال تتعل�ق عيناي‬ ‫هيث�م يا صديق�ي‪ ،‬مر يوم�ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مهلال ‪:‬‬ ‫داخلا‬ ‫بب�اب بيتن�ا لعل�ي أراك كم�ا عودتن�ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سويا لنتقاس�م بعض ما نعتقد أنه‬ ‫(مرحب�ا) ‪ ،‬جنلس‬ ‫أسرارن�ا‪ ،‬تقط�ع وشوش�اتنا رنات هاتف�ك «صمود يا‬ ‫ليبيا صم�ود» أعلق ألم تغير ه�ذه النغمة بعد تبتسم‬ ‫وبصخ�ب تق�ول ال ل�ن أتخلى عنه�ا‪ ،‬أح�اول أن أكمل‬ ‫حديثي املشحون بوجع يومي وبعض خيبات وطني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫(مرحب�ا يا‬ ‫رن�ة أخ�رى م�ن هاتف�ك‪ ،‬هذه امل�رة ت�رد ‪:‬‬ ‫عزي�زي‪ ،‬نهارنا مبارك) وتختم مكاملت�ك نعم سنلتقي‬ ‫ي�ا عزي�زي‪ ،‬أواص�ل حديثي ال�ذي يرح�ل لفضاءات‬ ‫أخ�رى‪ ،‬وقبل أن تغادر تقول لي (ي�ا عزيزتي‪..‬فوتي)‬ ‫وأع�رف أن ما تعني�ه هو أن أجتاهل م�ا ينغص يومي‬ ‫ويكدر صفوي‪.‬‬ ‫ي�ا صديق�ي‪ ،‬م�ر يوم�ي طويلأ‪ ،‬مزدح�م بأصوات‬ ‫األصدقاء عبر هاتفي الذي لم ينقطع ثانية عن الرنني‪،‬‬ ‫وج�وه قلق�ة زارت بيتن�ا لم نره�ا منذ ده�ر‪ ،‬اجلميع‬ ‫ً‬ ‫ساملا‪.‬‬ ‫يتضرع لله ويبتهل أن تعود‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ساملا‪ ،‬ل�دي الكثير‬ ‫ساملا‪ ،‬عد‬ ‫هيث�م يا صديقي‪ ،‬ع�د‬ ‫ألقوله‪ ،‬ال تقاطعني لتقول لي سأذهب الجتماع الفرقة‬ ‫العاش�رة وال أري�د أن أتأخ�ر‪ ،‬أدرك أن فتي�ان فرقت�ك‬ ‫ً‬ ‫ساملا‪.‬‬ ‫سينتظرون وسينتظرونك كما أنتظر‪..‬عد‬

‫مفاوضات «متقدمة» بني اجلزائر وحركة «التوحيد واجلهاد»‬ ‫حول ملف الرهائن الدبلوماسيني اجلزائريني‬ ‫اجلزائر ـ من سيدي ولد عبد املالك‪:‬‬ ‫جت�ري احلكوم�ة اجلزائري�ة مفاوض�ات «متقدم�ة» م�ع حرك�ة‬ ‫التوحيد واجلهاد في غرب إفريقيا حول ملف الرهائن الدبلوماسيني‬ ‫اجلزائريين‪ ،‬الذي�ن اختطفته�م احلركة ف�ي نيس�ان ‪ /‬ابريل ‪2012‬‬ ‫مبدين�ة غ�او ش�مال مال�ي‪ ،‬بحسب م�ا نقلته وكال�ة أنب�اء األخبار‬ ‫املستقلة املوريتانية (خاصة) عن مصادر وصفتها بالعليمة‪.‬‬ ‫وأضاف�ت الوكالة عل�ى موقعه�ا االكتروني مس�اء اخلميس‪ ،‬أن‬ ‫«املفاوض�ات الت�ي جت�ري عب�ر وسط�اء ينتم�ون إلح�دى القبائل‬ ‫العربي�ة املنتش�رة ف�ي أزوادو وصل�ت مراح�ل جدي�ة»‪ ،‬مضيف�ة‬ ‫أن «النق�اش بين الطرفين دخ�ل مراح�ل متط�ورة‪ ،‬وهن�اك توجه‬ ‫لالتفاق»‪.‬ولفتت املص�ادر إلى أن «املفاوضات تتم عبر وسيطني من‬ ‫قبيلة األمهار التي ينتمي إليها غالبية املؤسسني في حركة التوحيد‬ ‫واجلهاد في غرب إفريقيا»‪ ،‬وفق الوكالة‪.‬‬ ‫ول�م يتسن احلصول على تعقيب فوري من السلطات اجلزائرية‬ ‫وال م�ن حركة التوحيد واجلهاد حول ما ذكرته الوكالة املوريتانية‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫وف�ي اخلامس من نيس�ان ‪ ،2012‬تبنت حرك�ة «التوحيد واجلهاد»‬ ‫خطف سبعة دبلوماسيني جزائريني من قنصلية اجلزائر في مدينة‬ ‫غاو بش�مال مال�ي‪ ،‬قب�ل أن تطلق في ش�هر متوز ‪/‬يوليو م�ن العام‬ ‫نفس�ه‪ ،‬سراح ثالثة منهم‪ ،‬واحتفظت باألربعة الباقني لتعلن بعدها‬ ‫إع�دام أحد الرهائ�ن‪ ،‬لكن السلط�ات اجلزائرية لم تؤك�د ولم ِ‬ ‫تنف‬ ‫املعلومة‪.‬‬ ‫واختطف�ت حرك�ة التوحيد واجلهاد ف�ي غرب إفريقي�ا الرهائن‬ ‫اجلزائريين من مبنى القنصلية اجلزائرية في مدينة غاو بالش�مال‬ ‫املالي بعد سيطرتها على املدينة خالل شهر نيسان ‪.2012‬‬ ‫وق�ال وزي�ر اخلارجي�ة اجلزائ�ري رمط�ان لعمام�رة‪ ،‬قبل نحو‬ ‫أسب�وع إن الدبلوماسيني اجلزائريني اخملتطفين «مازالوا على قيد‬ ‫احلياة» ‪.‬‬ ‫وأع�رب في تصريحات صحفية‪،‬عن تضامن�ه مع عائالت وذوي‬ ‫الدبلوماسيين اخملتطفين‪ ،‬مش�يرا إل�ى أن الدول�ة اجلزائرية «لن‬ ‫تدخر جه�دا من أجل ضمان عودتهم ساملني وتظل مجندة في سبيل‬ ‫ذلك»‪».‬االناضول»‬


‫‪8‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬ ‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ال ـي ـ ــوم‬

‫صالح عبدالله‪« :‬بعد ما استفتيت‪ ..‬رجعت عالبيت‪ ..‬وفتحت آيبادي‪ ..‬وكتبت الله عليكي يا بالدي» الطيور اجلارحة قامت بحمالت لتشويه ثورة يناير‬

‫قوى مصرية اختصرت الدستور في «الزفة البلدي» إلعادة نفوذها‪ ...‬وقرارات عدلي منصور اغفلت عامل الوقت‬ ‫القاهرة ـ «القدس العربي» من حسام عبد البصير‪:‬‬ ‫واصلت صحف امس اقامة االفراح واملوالد مهنئة البالد والعباد بالنتيجة املبهرة لالس��تفتاء على الدس��تور‪ ،‬التي جتاوزت اخلمسة‬ ‫والتسعني في املئة على زعم بعض الصحف‪ ،‬فيما وصل التفاؤل بالبعض اآلخر منها الى أن اشار الى ان النتيجه تقترب من ‪ 99‬في املئة‪..‬‬ ‫واعتب��ر معظم الكتاب خاصة املوالني منهم للعس��كر تلك النتيجة مبثابة زوال لعرش االخوان املس��لمني م��ن الوجود‪ ،‬وتعبير عن رفض‬ ‫اجلماهير بقاءهم ضمن ألوان الطيف السياس��ي‪ .‬نفر قليل من الكتاب ال يتجاوزون اصابع اليد الواحدة هم من قالوا باس��تحالة زوال‬ ‫االخوان من الساحة‪ ،‬على اساس ان األفكار ال متوت‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي ان يكون لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي دور البطولة في تلك االفراح التي اقامتها الصحف‪ ،‬لذا حصل الرجل‬ ‫في صحف امس على العديد من قصائد الثناء والفخر من قبل العديد من حملة االقالم الذين مضوا في مطالبته بالترشح لسدة احلكم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من املعارك بني انصار الدولة والنظام اجلديد الذي بدأت مالمحه تتش��كل وبني االس�لاميني الذين لم يبق‬ ‫وش��هدت صحف امس‬ ‫ً‬ ‫امامهم س��وى العالم االفتراضي «النت» كي يواصلوا فيه معاركهم بعد ان توقف صدور صحفهم تباعا‪ ،‬ولم يبق منها س��وى عدد قليل‬ ‫للغاية‪ .‬واهتمت الصحف مبوضوعات اخرى ابرزها االزمة االقتصادية التي تش��هدها البالد وارتفاع اس��عار الس��لع‪ ،‬مما حدا بعدد من‬ ‫الكتاب ألن يحذروا من حرب جياع مقبلة وإلى التفاصيل‪:‬‬

‫اإلخوان خسروا‬ ‫مبقاطعتهم االستفتاء‬ ‫البداية مع عماد الدين حسين رئيس حترير جريدة «الش�روق» الذي يشعر‬ ‫بكثي�ر من الف�رح بس�بب نتيجة االس�تفتاء‪« :‬كنت أمتن�ى ان يش�ارك اإلخوان‬ ‫في االس�تفتاء وف�ي العملية السياس�ية لكنهم رفض�وا‪ ،‬وكنت أمتن�ى ان تكون‬ ‫اجهزة احلكومة أكثر حكمة وال تعتقل الذين حاولوا ممارسة حقوقهم الطبيعية‬ ‫وتعلي�ق ملصق�ات تدعو الى التصويت بلا‪ ،‬رمبا لو حدث ذل�ك لكانت النتيجة‬ ‫أق�رب إل�ى الطبيعية‪ ،‬حتت مس�توى التس�عني ف�ي املئ�ة لنقفز من النس�بة إلى‬ ‫الس�ؤال األهم وهو كيف س�تتصرف احلكومة مع هذه «النع�م الضخمة» وكيف‬ ‫س�تبني عليها؟ هل ستعتبر النتيجة قرارا شعبيا باالستمرار في عزل اإلخوان؟‬ ‫اإلجاب�ة هي نع�م بطبيعة احلال‪ ،‬وس�وف تترتب على هذا األم�ر نتيجة فورية‪،‬‬ ‫وهي توقف كل حديث عن املصاحلة‪ .‬الس�ؤال الثاني‪ :‬هل س�تدفع هذه النتيجة‬ ‫األجهزة األمنية إلى اس�تمرار املواجهة مع اجلماعة وأنصارها؟ اإلجابة هي نعم‬ ‫أيضا‪ ،‬وس�يقولون ألي منتقد ان لدينا تفويضا شعبيا دستوريا‪ ،‬وانه إذا كانت‬ ‫املواجهة بالقانون في املاضي أو حتى مبنطق األمر الواقع‪ .‬الس�ؤال الثالث‪ :‬هل‬ ‫هذه النسبة العالية لنعم تعني أن هناك تفويضا مفتوحا من اجلماهير والشعب‬ ‫للنظ�ام احلالي أو األجهزة األمني�ة بأن تفعل ما تريد؟ اإلجاب�ة هي كبيرة وهنا‬ ‫بالتحدي�د مربط الفرس‪ ،‬الش�عب خ�رج باملاليني وذهب إل�ى الصناديق ليقول‬ ‫انه زهق وطهق من االخوان والعنف واملصادمات واالش�تباكات والغاز املس�يل‬ ‫للدم�وع واجلثث اليومية‪ ،‬وان�ه يريد أن يعيش حياة طبيعية مس�تقرة‪ ،‬أمتنى‬ ‫ان يفه�م أه�ل احلك�م تفويض الش�عب األخير بالص�ورة الصحيح�ة‪ ،‬وهي أنه‬ ‫يريد ان يعيش في أمن واس�تقرار وكرامة‪ .‬اسوأ خيار ان يصاب النظام اجلديد‬ ‫بغ�رور القوة ويتخيل ان نعم الكبيرة هي تصريح ش�امل بالقتل لكل اخلصوم‪،‬‬ ‫أي بعد ان ينتهوا من قتل اإلخوان عليهم ان يس�تديروا لقتل السلفيني وبعدهم‬ ‫الناشطني الليبراليني»‪.‬‬

‫على اجلميع اآلن استرداد‬ ‫األنفاس من أجل بدء البناء‬ ‫ه�ذا املطلب يراه مصطفى النجار في جريدة «الش�روق» ه�و عني املنطق فقد‬ ‫ج�اءت اللحظ�ة الت�ي ينبغي فيه�ا ان نهت�م بالبن�اء‪« :‬بانتهاء االس�تفتاء على‬ ‫الدستور تدخل مصر مرحلة جديدة مبعطيات مختلفة جتبر كل األطراف الفاعلة‬ ‫فيه�ا على إعادة النظر في مواقفها‪ ،‬بناء على ما أقره الواقع اجلديد الذي رمبا ال‬ ‫ي�روق لبعضن�ا ورمبا يرفضه آخ�رون كلية‪ ،‬ولكنه في النهاية ه�و الواقع الذي‬ ‫يج�ب التعامل مع�ه بكل تفاصيله‪ ،‬س�واء التي نواف�ق عليها أو الت�ي نرفضها‪.‬‬ ‫بعي�دا عن الصخ�ب االعالمي واتهام�ات الس�قوط والتفريط وحال�ة التخوين‬ ‫املتصاع�دة واملتبادل�ة وعمليات تصفية احلس�ابات ومح�اوالت البعض تركيع‬ ‫اخلصوم وس�حقهم‪ ،‬تبقى حقيقة واحدة أنه لن يستطيع طرف إفناء طرف آخر‬ ‫م�ن الوجود‪ ،‬وأن تورط األطراف في حتويل الص�راع لصراع صفري‪ ،‬إما الفوز‬ ‫فيه بكل ش�يء أو خسارة كل ش�يء لم يعد مجديا‪ ،‬وصارت كلفته باهظة الثمن‬ ‫على كل طرف وعلى مستقبل الوطن‪ ..‬استمرار الصراع الصفري يضاعف أعداد‬ ‫اجملموعات الساخطة على هوامش املعادلة وخارج إطارها‪ ،‬وهذا لن يساعد أي‬ ‫نظام يحكم مصر على صناعة االس�تقرار وإنقاذ البلاد من حالة التردي العام‪،‬‬ ‫فكلم�ا ازداد الس�خط ازداد التطرف ونبذ املنهج الس�لمي‪ ،‬وكلما ترك من بيدهم‬ ‫األم�ور حالة االقتتال والنهش املتبادلة مس�تمرة معتقدي�ن أن هذا لصاحلهم أو‬ ‫على األقل لن يصيبه�م رذاذه‪ ،‬تضاءلت فرص جناحهم في إدارة البالد وإثبات‬ ‫جدارته�م ألن اجملتمع�ات املنقس�مة واملتصارعة ال تس�اعد أي نظ�ام حاكم على‬ ‫النج�اح‪ ،‬بل تكون س�ببا في هدمه وإفش�اله‪ ..‬مص�ر حتتاج الي�وم إلى تصفير‬ ‫للصراع�ات والب�دء من جديد‪ ،‬ه�ذا التصفير للصراعات لن يكون على حس�اب‬ ‫القان�ون وال أمن الوطن وال حق�وق الناس‪ ،‬وليس تصفي�را عاطفيا يبقي ما في‬ ‫الصدور من كراهية واحتقان مؤجل‪ ،‬لنصنع استقرارا هشا ينهار في مدى زمنى‬ ‫قصير»‪.‬‬

‫نتيجة االستفتاء‬ ‫تليق بعظمة املصريني‬ ‫ل�كل واحد رأيه الذي ال بد م�ن احترامه وهذا هو رأي محمد عبد الهادي عالم‬ ‫رئي�س حتري�ر صحيفة «االه�رام» في نتيجة االس�تفتاء ودالالته�ا‪« :‬مع إعالن‬ ‫نتيجة االس�تفتاء على مشروع الدس�تور تكون مصر قد عبرت من النفق املظلم‪،‬‬ ‫ال�ذي حفرت�ه جماعة اإلخوان ومن ل�ف لفها على جثث ش�هداء الثورة املصرية‬ ‫األب�رار‪ ،‬بع�د أن ق�دم أبناء هذا الش�عب درس�ا جدي�دا للبش�رية‪ ،‬ل�م تؤثر في‬ ‫خطواتهم الواثقة دعوات الترهيب والتكفير‪ ،‬وجنحوا في العبور إلى املس�تقبل‬ ‫بال�ورود وهم ف�ي طريقهم إلى بناء وط�ن يجمع وال يفرق وال يع�رف اإلقصاء‪.‬‬ ‫ودول�ة حديثة عصري�ة‪ ،‬تظللها العدال�ة واحلرية والكرامة‪ ،‬دول�ة ترد االعتبار‬ ‫للوطني�ة املصرية النقي�ة التي دفعت العجائز إلى تق�دم الصفوف أمام اللجان‪،‬‬ ‫وتعل�ي من ش�أن املرأة الت�ي كانت مفاجأة االس�تفتاء‪ ،‬دولة ال تفرق بني مس�لم‬ ‫ومس�يحي‪ ،‬وال بين مواطنيها على أس�اس جغرافي أو عرق�ي‪ .‬لقد جنحت مصر‬ ‫ألنها ش�عرت باخلطر على مصير األجيال املقبلة‪ ،‬وخرج ش�عبها في االس�تفتاء‬ ‫ليعطي إش�ارة البدء للعم�ل اجلاد‪ ،‬بعدما ضبط هذا الش�عب املبدع إيقاعه على‬ ‫نغم�ة االس�تقالل الوطني ال�ذي أضافته ث�ورة ‪ 30‬حزيران‪/‬يوني�و إلى مطالب‬ ‫ث�ورة ‪ 25‬كان�ون الثاني‪/‬يناير‪ ..‬ان هذا الدرس‪ ،‬املتمث�ل في قدرة املصريني على‬ ‫االنتف�اض م�ن أجل وطنه�م‪ ،‬ال بد أن تس�تتبعه خط�وات على طري�ق تصحيح‬ ‫مسارات أخرى أحدها بالقطع‪ ،‬هو مسار الصحافة اململوكة للشعب‪»..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ملهم�ا له‬ ‫درس�ا‬ ‫ويتخ�ذ علام م�ن خ�روج املصريين الكبير ف�ي االس�تفتاء‬ ‫ولزمالئ�ه في «االه�رام» وهم بصدد تطوي�ر صحيفتهم‪« :‬عقب اخل�روج الكبير‬ ‫للمصريين يوم�ي الثالث�اء واألربع�اء املاضيني لكتاب�ة فصل جديد ف�ي تاريخ‬ ‫وطنهم تأكدت البش�رى بأن موع�د التغيير احلقيقي البد أن يأت�ي‪ ،‬وأن البداية‬ ‫بإح�دى قالع التنوي�ر أمر ال مفر من�ه‪ ،‬وأن تكون البداية اجلديدة متناس�بة مع‬ ‫م�ا ينتظره ق�ارئ «األهرام» في عهد جديد يطل علينا‪ ،‬ومتناس�بة مع التحديات‬ ‫الهائلة التي تواجه صناعة الصحافة»‪.‬‬

‫الشعب وفى بعهده وعلى السيسي أن يلبي طلبه‬ ‫وم�ن غير املقبول اال تنطل�ق مواكب الثناء واحلب لوزير الدفاع بعدما لبى له‬ ‫الشعب طلبه على حد رأى حمدي رزق في «املصري اليوم»‪« :‬اخرجوا وخرجنا‪،‬‬ ‫وخرجن�ا وصوتن�ا‪ ،‬وصوتنا وزغردن�ا‪ ،‬وربك نصرنا‪ ،‬كما وع�دت‪ ،‬ووعد احلر‬

‫دين عليك‪ ،‬اعقلها وتوكل‪ ،‬رئيس�ا ملصر‪ ،‬ال لألهل والعشيرة‪ ،‬للوطن‪ ،‬ال للتنظيم‬ ‫العاملي لإلخوان‪ ،‬لش�اب مصري خرج فاحتا ذراعيه للحرية‪ ،‬فاستشهد في حب‬ ‫مصر‪ ،‬لعجوز ّ‬ ‫بكاء على فقيد غال‪ ،‬لشيخ مسن يتمنى الستر‪ ،‬لصبية‬ ‫كل بصرها ً‬ ‫صبوح تتمنى عرس�ا‪ ،‬لش�اب مقبل على احلي�اة ال يجد عملا‪ ،‬للفقير واحملتاج‪،‬‬ ‫للمري�ض والغلب�ان‪ ،‬كن لنا يا سيس�ي ال تكن علينا‪ ،‬وأثبت أن�ك ابن مصر البار‬ ‫بأهل�ه ووطنه وش�عبه‪ ،‬وال حتد عيناك عنهم تريد زين�ة احلياة الدنيا‪ ،‬وال تطع‬ ‫من أغفلنا قلبه عن ذكر الوطن واتبع هواه األمريكي وكان أمره فرطا‪ ..‬يا سيسي‬ ‫خ�ذ كتاب الوطن بقوة‪ ،‬وبر بقس�م الوالء للعلم‪ ،‬عل�م مصر‪ ،‬ضعه نصب عينيك‬ ‫وال حتد‪ ،‬واصبر نفس�ك مع الذي�ن يدعون وطنهم في الغداة والعش�ي يريدون‬ ‫حريته واستقالله‪ ،‬الشباب يهتفون‪ ،‬الشعب واجليش إيد واحدة‪ ،‬ال ترفض ً‬ ‫يدا‬ ‫امتدت تسلم‪ ،‬تس�لم األيادي‪ ،‬ال تتردد في االنحياز للشعب‪ ،‬كن خادما للشعب‪،‬‬ ‫بروك وأطاعوك‪ ،‬فلتبرهم وتقس�ط إليهم‪ ،‬وردوا التحية‬ ‫لس�ت قيمً ا عليه‪ ،‬وكما ّ‬ ‫بأحس�ن منها‪ ..‬إنه�م كانوا يقبّ لون يد املرش�د‪ ،‬ونحن نقبّ ل عل�م مصر‪ ،‬وينادي‬ ‫فيه�م املؤذن ح�ي على الصلاة‪ ،‬فتية آمن�وا بربه�م وزدناهم ه�دى‪ ،‬ال يراءون‬ ‫ومينع�ون املاعون‪ ،‬يصلون الرحم مع إخوتهم األقباط‪ ،‬ال يس�حلون من تش�يع‬ ‫وقال ال إله إال الله‪ ،‬نزع الله من قلوب ش�بابنا املهابة‪ ،‬وقذف في قلوب اإلخوان‬ ‫الرع�ب‪ ،‬فصاروا يتخبطون‪ ..‬إنهم كانوا ينكرون مصر التي أحببت‪ ،‬أغلى اس�م‬ ‫ف�ي الوجود‪ ،‬ويش�يحون بوجوهه�م عن علم مصر‪ ،‬خ�ذ على أيديه�م أخذ قائد‬ ‫منتصر‪ ،‬وال تتردد‪ ،‬واحسم أمرك واحم شعبا‪ ،‬اليوم يومك يا سيسي»‪.‬‬

‫التاريخ سيقول‬ ‫الكثير عن ابناء النيل‬ ‫ونبق�ى م�ع حال�ة الفرح الت�ي انتاب�ت معظ�م كت�اب الصحف بس�بب اقبال‬ ‫املصريين على اخلروج للتصويت‪ ،‬وها هو س�ليمان جودة في «املصري اليوم»‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا‪« :‬س�وف يأتي مؤرخو السياس�ة‪ ،‬في ما بعد‪ ،‬ليقولوا إن‬ ‫يعتبر احلدث‬ ‫ً‬ ‫خروجا غير مسبوق‪ ،‬منذ‬ ‫خروج املصريني في االستفتاء على دستور ‪ 2014‬كان‬ ‫عرف البلد االس�تفتاءات‪ ،‬وإن جماعة اإلخوان لم يسبق لها أن تلقت ضربة في‬ ‫تاريخها‪ ،‬على مدى ما يقرب من ‪ 90‬س�نة‪ ،‬منذ نش�أتها عام ‪ ،1928‬كما تلقتها في‬ ‫ه�ذا االس�تفتاء‪ ،‬وإذا كان األمر قد مت عل�ى تلك الصورة املش�رفة التي تابعناها‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪ ،‬فإنه من املهم اآلن أن نتكلم في ما بعد االستفتاء‪ ،‬وأن نقول إن املصريني‬ ‫ً‬ ‫قطعا في انتظار األحد‬ ‫إذا كانوا كما يقول املثل الش�عبي قد قدموا الس�بت فإنهم‬ ‫م�ن جانب احلكومة! وفي أول رد فعل‪ ،‬في هذا االجتاه‪ ،‬قال وزير املالية الدكتور‬ ‫أحم�د جلال عل�ى الصفح�ة األولى م�ن «املص�ري الي�وم»‪ ،‬أم�س‪ ،‬إن احلكومة‬ ‫جاهزة الس�تحقاقات الدستور عليها إزاء املواطنني‪ ،‬وإنها في ما يخص التعليم‬ ‫والصحة‪ً ،‬‬ ‫مثال‪ ،‬كانت قد خططت منذ وقت مبكر لزيادة اإلنفاق عليهما‪ ..‬التعليم‪،‬‬ ‫في النهاية‪ ،‬هو منهج‪ ،‬ومدرس‪ ،‬ومدرس�ة‪ ،‬ثم «غاي�ة» نرغب في أن نصل إليها‪،‬‬ ‫عب�ر هذه التركيبة الثالثية‪ ،‬وعبر مس�توى محدد يج�ب أن يتميز به كل عنصر‬ ‫م�ن هذه العناصر الثالثة‪ ،‬ونحن نس�عى في طريقنا إلى غايتن�ا ومع ذلك‪ ،‬فإذا‬ ‫افترضنا أن هذا كله قد متت مراعاته‪ ،‬فما نعرفه أن حصيلة تفكير من هذا النوع‬ ‫ل�ن تك�ون متاحة في حياتنا‪ ،‬ولن نراها متحققة‪ ،‬إال بع�د ‪ً 16‬‬ ‫عاما من اليوم‪ ،‬ألن‬ ‫املفترض أن الطفل الذي س�نبدأ به‪ ،‬في أولى ابتدائي‪ ،‬هذا العام‪ ،‬سوف يتخرج‬ ‫م�ع زمالئه‪ ،‬بعد ‪ 16‬عاما‪ ،‬وس�وف تكون دفعته ه�ي أول حصيلة لتفكير‪ ،‬وأداء‪،‬‬ ‫وحترك مختلف» ‪.‬‬

‫على املصريني أن يعضوا‬ ‫على الدستور بالنواجذ‬ ‫ومن فرح إلى فرح نبقى مع الدس�تور ومنجزاته وها هو ناصر عراق يحدثنا‬ ‫ع�ن املطلوب من املصريني في «اليوم الس�ابع»‪« :‬رمبا تكون أكبر عملية اصطياد‬ ‫ف�ي التاريخ‪ ..‬اصطياد علني‪ ..‬واضح‪ ..‬ش�ارك فيه املاليين من املصريني بحب‪..‬‬ ‫إنه اصطياد املس�تقبل‪ ..‬ذلك الطائر املراوغ املتخفي ف�ي أدغال الغيب! لقد أثبت‬ ‫املصريون أمس أننا ش�عب ميتلك حساس�ية مفرطة جتاه مستقبله‪ ،‬وأنه يدرك‬ ‫جي�دً ا كيف يدي�ر بوصلته في االجت�اه الصحيح‪ ،‬وأنه قرر االنحياز للمس�تقبل‬ ‫اجلدي�ر باحلف�اوة واالنتب�اه ف�ي الي�وم األول لالس�تفتاء‪ ،‬ان امل�رأة املصري�ة‬ ‫فروعت أهله بالتفجير‬ ‫خرجت بعد أن شاهدت كيف أهانت جماعة وطنا بأسره‪ّ ،‬‬ ‫والقتل‪ ...‬من حس�ن الطالع أن الظروف س�اعدتني أمس ألق�وم بجولة في عدد‬ ‫من اللج�ان في املعادي وزهرائها‪ ،‬وكم أدهش�ني حجم اإلقب�ال الكثيف من أول‬ ‫نقطة ضوء تهديها الش�مس إلى األرض‪ ،‬كما ثمنت االس�تعدادات التي اتخذتها‬ ‫القوات املس�لحة ورجال الشرطة‪ ،‬حتى يدلي أهالينا بأصواتهم في مناخ هادئ‬ ‫ومطمئن‪ ،‬وهو ما كان بشكل عام‪ ،‬رغم بعض املنغصات القليلة جدً ا هنا أو هناك‪.‬‬ ‫املثير بحق أن الذين يعترضون على الدس�تور سواء من اجلماعة وأشقائها‪ ،‬أو‬ ‫من بعض الش�باب الثائر‪ ،‬فاتهم أمر بال�غ األهمية‪ ،‬وهو القراءة الواعية للمزاج‬ ‫العام للش�عب املص�ري‪ ،‬فاملعترضون ال يدركون أن املاليني ف�ي حاجة إلى فترة‬ ‫هدوء بعد ثالث س�نوات قضوها في مظاه�رات واحتجاجات واعتصامات أدت‬ ‫كله�ا إلى طرد رئيسين بائسين من القصر الرئاس�ي‪ ،‬وهو إجن�از مدهش جدً ا‪،‬‬ ‫صحيح أن حلم العدالة االجتماعية لم يتحقق حتى اآلن‪ ،‬مبا يليق بالتضحيات‬ ‫الضخمة التي ُقدمت‪ ،‬إال أن األمل قائم في مستقبل أفضل ما دمنا نعض على هذا‬ ‫األمل بالنواجذ»‪.‬‬

‫«لو صباعك مببي‬ ‫تعال اقعد جنبي»‬ ‫ونتح�ول جلري�دة «الوط�ن» واح�دث الس�عداء بإجن�از الدس�تور‪ ..‬عم�اد‬ ‫الدي�ن ادي�ب يهنئ املصريين الذين ل�م يقاطعوا االس�تفتاء وس�ارعوا للجان‪،‬‬ ‫حي�ث غمس�وا اصابعهم ف�ي احلبر الفس�فوري ذي الل�ون البمب�ي وقالو نعم‪:‬‬ ‫«أه�م مالحظة حركت مش�اعري عن�د متابعة الدس�تور كصحافي‪ ،‬ومش�اركتي‬ ‫ف�ي التصوي�ت كمواطن‪ ،‬ه�ي إدراك حجم «عظم�ة إرادة الش�عب املصري» إنها‬ ‫تلك احلالة االس�تثنائية املوس�مية الت�ي تأتي في اللحظ�ات التاريخية النادرة‬ ‫بالتحرك اإليجابي إلنقاذ الوطن من سلطة االستبداد أو االنفراد بالسلطة‪ ..‬إنه‬ ‫قانون الفعل ورد الفعل‪ ،‬الذي يتميز به ش�عب مصر الرائع‪ ،‬دون أي ش�عب على‬ ‫ظه�ر كوكب األرض‪ ..‬إنه ش�عب يعرف متى يقول نعم‪ ،‬وكي�ف يقول ال‪ ،‬ويعرف‬ ‫مت�ى يؤي�د ومتى يع�ارض‪ ،‬ومتى يتظاه�ر مع احلاكم م�ن أجل نصرت�ه‪ ،‬ومتى‬ ‫يتظاهر ضده من أجل خلعه‪.»..‬‬ ‫ويبق�ى الس�ؤال الصعب على ح�د رأي اديب الذي يجب أن يواجه به ش�عب‬ ‫ً‬ ‫عظيما إلى هذا احلد‪ ،‬وإذا كان الش�عب الوحيد الذي‬ ‫مصر نفس�ه‪ ،‬وهو إذا كان‬ ‫ق�ام بثلاث ث�ورات وعزل رئيسين واحتج على ‪ 3‬أنظم�ة في ‪ 3‬س�نوات‪ ،‬فلماذا‬

‫تتأخ�ر أحوال البالد وال تتحس�ن أح�وال العباد؟ «أزمة حركة الش�عب املصري‬ ‫العظي�م أنه�ا صاحبة وع�ي عظيم ف�ي االحتجاج‪ ،‬لكنه�ا ال متتل�ك ذات الوعي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جيدا ال�ذي ال نريده‪ ،‬لكنن�ا ال منتلك‬ ‫ف�ي وعي البن�اء واإلصالح‪ ..‬نح�ن نعرف‬ ‫مواصفات محددة ملا نريده ومنتلك وبقوة سلطة اإلسقاط‪ ،‬لكننا ال منتلك سلطة‬ ‫بناء النظام اجلديد»‪.‬‬

‫مصر فرحانة‪..‬‬ ‫بأصابع ابنائها‬ ‫ونبقى مع س�عيد آخر بإصبعه الفسفوري‪ ..‬املمثل صالح عبد الله في جريدة‬ ‫«الوطن»‪ :‬في حلظة استرخاء قلت لنفسي بدهاء «ليس من الذكاء أن تكتب عن‬ ‫االستفتاء‪ ،‬فالكل سيكتب عنه صغيرا وكبيرا‪ ..‬وأي حد حيكتب أحسن منك بكتير‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وفعال‬ ‫فالدخول في منافسة مع احملترفني املتفرغني واملتمرسني هو عني الغباء»‪..‬‬ ‫ً‬ ‫موضوع�ا بعنوان «فوازير زير زير»‪ ..‬لكن ظهي�رة يوم الثالثاء حلمت‪،‬‬ ‫أجنزت‬ ‫خي�ر اللهم أجعله خير‪ ،‬حلمت بإيه؟!‪ ..‬باالس�تفتاء‪ ..‬آل إي�ه؟!‪ ..‬اللجان فاضية‬ ‫خالص‪ ..‬ما فيهاش حد خالص‪ ..‬والش�وارع ماش�ي فيه�ا ملثمني‪ ..‬مش معروف‬ ‫همه مني‪ ..‬بس باآللي مس�لحني‪ ..‬والش�وارع فاضية خالص‪ ..‬والبيوت مقفلة‪..‬‬ ‫واحمللات متقفل�ة‪ ..‬والدني�ا ُهس ُه�س‪ ..‬ماله�اش أي ِحس‪ ..‬واللج�ان فاضية‬ ‫خال�ص‪ ..‬صحيت مالنوم كما اجملنون‪ ..‬جري�ت عالرميوت وفتحت التلفزيون‪..‬‬ ‫ش�فت اللجان عمرانة بالطوابير‪ ..‬دموع الفرحة فوق البس�مة سالت‪ ..‬وقالت‪..‬‬ ‫احلمد لله مصر لسه بخير‪ ..‬شفت الفرحة بتنط مالعيون‪َّ ..‬‬ ‫بترقص التلفزيون‪..‬‬ ‫وافتكرت جملة شكسبير «أكون أو ال أكون»‪ ..‬وفجأه دمي فار‪ ..‬وقلبي ولع نار‪..‬‬ ‫وأش�رف‬ ‫قلتلهم صح الزم آخد القرار‪ ..‬أقوم من خمولي‪ ..‬وأنزل وأقوم بدوري‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫صباع�ي الصغير باحلبر الفوس�فوري‪ ..‬وبعد ما اس�تفتيت‪ ..‬رجع�ت عالبيت‪..‬‬ ‫وفتحت آيبادي‪ ..‬وكتبت‪ ..‬الله عليكي يا بالدي»‪.‬‬

‫اخلطوة املقبلة‬ ‫تغيير احلكومة‬ ‫لك�ن ما ال�ذي ينبغي عمله بعد انتهاء معركة الدس�تور‪ ..‬ابراهيم عيس�ى في‬ ‫طبعا أن‬ ‫جري�دة «التحري�ر» ي�رى ان تغيير احلكوم�ة امر ال مف�ر منه‪« :‬مفه�وم ً‬ ‫الرئي�س عدلي منص�ور ال يتخذ ق�رارات إال مبنهج القاضي اجللي�ل الذي ّ‬ ‫يحتم‬ ‫على نفس�ه التمه�ل الذي هو بطء في عالم السياس�ة واحلكم‪ .‬نعرف كما يعرف‬ ‫املستش�ار منص�ور أن العدال�ة بطيئة ف�ي مصر‪ ،‬وبينم�ا نطمح جميع�ا للعدالة‬ ‫الناجزة َ‬ ‫ومحتوما‪ ،‬ملاذا أقول‬ ‫ملح�ا‬ ‫ً‬ ‫فاأل ْولى أن نطلب السياس�ة الناجزة مطلبً ا ًّ‬ ‫َ‬ ‫ه�ذا ال�كالم؟ ألننا مطالب�ون بالتفكير ف�ي ما بعد االس�تفتاء على الدس�تور‪ .‬ما‬ ‫ميلك�ه الرئيس منصور له�ذه املرحلة التي تبدأ األس�بوع القادم هو اإلعالن عن‬ ‫أن االنتخابات الرئاس�ية أوال‪ ،‬وس�يعتبر الرئيس هذا القرار كافيً ا كي يرفع يده‬ ‫ّ‬ ‫فيس�لمه األمانة ويعود إلى‬ ‫ع�ن أي خط�وات تالية حتى يأتيه الرئيس املنتخب‬ ‫محكمت�ه العليا‪ ،‬لكن هن�ا يكمن اخلطر‪ ،‬االنتخابات الرئاس�ية تس�تغرق ثالثة‬ ‫أشهر‪ ،‬فاملستش�ار منصور لن ّ‬ ‫يكثف مراحلها ولن يختصر أوقاتها للحد األدنى‪،‬‬ ‫وال يب�دو علي�ه اس�تعجاله ألي خط�وة‪ ،‬فقراراته مش�وبة دائما بإغف�ال مذهل‬ ‫لعام�ل الوقت‪ ،‬كأنن�ا بلد ال يعاني ًّ‬ ‫مطا وتطويال تخ�رب مرحلتها االنتقالية هذه‬ ‫األش�هر الثالثة‪ ،‬خالل حملة رئاسية تستدعي حكومة جديدة غير تلك احلكومة‬ ‫مياري‬ ‫املرتبك�ة العش�وائية التي متثل عبئ�ا إضافيا على مصر‪ .‬ال أظ�ن أن أحدً ا ِ‬ ‫في هذه احلقيقة‪ ..‬ان البلد يحتاج إلى حكومة جديدة تبدد هذه الروح الفاش�لة‬ ‫التي س�يطرت على حكومة الببالوي التي جاءتنا بوزراء ُصدفة ووزراء َف َش َلة‪،‬‬ ‫وفرضته�ا ظروف مختلط�ة متوترة وتوقيت ضيق ومتعجل لكن الس�ؤال‪ :‬متى‬ ‫تتشكل هذه احلكومة اجلديدة؟»‪.‬‬

‫رجال مبارك وراء دفع‬ ‫املواطنني للتصويت بنعم‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا يطرحها وائل‬ ‫وإلى وجهة نظر مختلفه ملعركة االس�تفتاء ال�ذي جرى‬ ‫عبد الفتاح في جريدة «التحرير»‪« :‬االستفتاء لم يكن فقط مسارح استعراضية‬ ‫في الش�وارع‪ ..‬لكنه‪ ،‬وعكس م�ا توقع املتحمس ضده أو معه‪ ،‬كان ً‬ ‫ً‬ ‫كاش�فا‬ ‫حدثا‬ ‫مجموع�ة رس�ائل ومفارق�ات وإش�ارات‪ ..‬أق�وى ألف م�رة م�ن كل البروباغندا‬ ‫املصاحبة ملوافقة األغلبية على الدستور‪ ..‬املفارقة األولى ان القوى التي صنعت‬ ‫البروباغن�دا‪ /‬وأغلبه�ا ينتمي إلى الدول�ة القدمية كانت تدفع اجلم�وع الكبيرة‬ ‫أساسا على سقوط النظام‬ ‫للتصويت باملوافقة على دستور يبني شرعية الدولة‬ ‫ً‬ ‫القدمي‪ ،‬أي أن هذه القوى دفعت أموال الدعاية لدستور ضدها‪ /‬بداية من ديباجة‬ ‫التأس�يس‪ /‬وحتى مواد أس�اس احلكم (قلصت صالحيات الرئيس مركز الكون‬ ‫في دولة الرأس�مالية املتوحشة أو رأس�مالية احلبايب واحملاسيب) أو املقومات‬ ‫االقتصادية واالجتماعية (دس�ترة الضرائب التصاعدية‪ ..‬مما يعني أن محافظ‬ ‫األثري�اء لن تك�ون حتت احلماية املطلقة‪ ،‬أو س�تظل ف�ي مأمنها ما دام الس�ادة‬ ‫ف�ي األعالي راضين عنهم) أو احلق�وق واحلريات «مب�ا يفقد األجه�زة قبضتها‬ ‫الدامية‪ ..»...‬هذه القوى القادمة من الكهوف بش�يخوختها اختصرت الدس�تور‬ ‫في الزفة البلدي وتصورت أنها ستعيد به دولتها العجوز ولهذا صاحب حمالت‬ ‫الدس�تور ك�ورس الطي�ور اجلارحة لتش�ويه ث�ورة يناير وحتويله�ا إلى صيد‬ ‫للضب�اع املنحطة‪ ،‬هذا االختصار لم يكن سياس�يا‪ ..‬لكنه خبرة تقدمي «النقوط»‬ ‫ف�ي األفراح كعربون محب�ة‪ ..‬ومقدمة صفقات كبرى ف�ي البيزنس‪ ..‬هذه القوى‬

‫‪Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi‬‬

‫خاضت معركة الدستور مبنطق «البيزنس» ال السياسة ألنهم تصوروا أن إقرار‬ ‫الدس�تور س�يكون مقدمة إللغاء السياس�ة أو إغلاق مجالها من جدي�د‪ ..‬وهذا‬ ‫ما يجعل غياب الش�باب عن االس�تفتاء أقوى رس�الة من�ذ ‪ 30‬حزيران‪/‬يونيو‪..‬‬ ‫فاجملتمع الذي ميثل الشباب فيه أكثر من ‪ ٪60‬يدخل معركة املستقبل على أكثر‬ ‫وتصور‪ ،‬وال ميكن اختصار املعركة في ثنائية‪ :‬إنه شعب عبيد يغنى‬ ‫من مستوى‬ ‫ُّ‬ ‫جلالده أو إنه الشعب املعلم‪ ..‬يلهم حكامه»‪.‬‬

‫ملاذا اختفى السلفيون في معركة االستفتاء‬ ‫الس�ؤال يطرح�ه ويجي�ب علي�ه علاء عريب�ي ف�ي جري�دة «الوف�د»‪« :‬ملاذا‬ ‫اختفى الس�لفيون من طوابير االستفتاء؟ ملاذا لم يش�اركوا الشعب املصري في‬ ‫ط�ي صفحة جماعة املتأس�لمني؟ هل قي�ادات حزب النور خدع�ت املصريني؟ هل‬ ‫حزب النور سوف يكون أداة املتأسلمني لتعطيل وتدمير خريطة الطريق؟ الذي‬ ‫تابع جلان االس�تفتاء على الدس�تور في اللجان اخملتلفة عل�ى مدار اليومني من‬ ‫خالل الفضائيات‪ ،‬أو عن�د وقوفه في الطابور بلجنته انتظارا لدوره في اإلدالء‬ ‫بصوته‪ ،‬يكتش�ف غياب أصح�اب اللحى الطويل�ة واجللباب األبي�ض القصير‬ ‫من املش�هد متاما‪ ،‬حتى زوجاته�م وأوالدهم فص ملح وداب كم�ا يقولون‪ ،‬ملاذا؟‬ ‫وأي�ن ذهبوا؟ حتى في املدن واحملافظ�ات التي عرف عنها أنها مراكز للس�لفيني‬ ‫واملتأس�لمني‪ ،‬مثل محافظة ومدينة اإلس�كندرية فقد غابوا ع�ن الطوابير متاما‪،‬‬ ‫حتى الش�وارع احمليطة باللجان خلت منهم‪ ..‬حاولت في اليوم األول لالستفتاء‬ ‫أن اجتاه�ل غيابه�م‪ ،‬وكلما مرت س�اعات النه�ار بحثت عن مبرر له�ذا الغياب‪،‬‬ ‫ف�ي اليوم الثان�ي أخذت اتنقل م�ن قناة إلى اخ�رى وأدقق النظر ف�ي الطوابير‬ ‫املتراص�ة أمام اللجان‪ ،‬جميعها من رجال ونس�اء الش�عب املصري الطيب الذي‬ ‫ال يتلون وال يتشدد‪ ..‬لكي «أقطع عرق وأسيح دم»‪.‬‬ ‫وق�د اتصل عريب�ي ببعض األصدقاء في جلان مختلف�ة لكنه لم يصل جلواب‬ ‫ش�اف والح�ظ انه عل�ى الفيس�بوك تداول الناش�طون ص�ورة للطبيب ياس�ر‬ ‫برهامي ال�ذي يدعون أنه أح�د مرجعيتهم الفقهية‪ ،‬يرفع اصبع�ه ملوثا باحلبر‬ ‫الفسفوري‪ ،‬وبجواره الفنانة إلهام شاهني سبحان الله ترفع أمام الكاميرا نفس‬ ‫الصباع‪ ،‬تقول توارد خواطر‪.‬‬

‫املعركة مع إثيوبيا موعدها اآلن‬ ‫لك�ن اي املعارك على املصريني ان يخوضوها على الف�ور‪ ..‬عباس الطرابيلي‬ ‫في جريدة «الوفد» يحدد الوجهة املطلوبة‪« :‬بعد أن جنح شعب مصر بامتياز في‬ ‫معركة الدس�تور‪ ..‬أرى أن النيل يجب أن يكون معركة مصر األولى واألساس�ية‬ ‫اآلن‪ ..‬مهما كان الثمن‪ ،‬ومهما كانت التضحيات‪.‬‬ ‫حقيق�ة‪ ،‬مص�ر اآلن تبني مس�تقبلها اجلديد على أس�اس س�ليم يب�دأ بإقرار‬ ‫الدس�تور وتعقبه انتخابات الرئاس�ة ثم البرملان‪ ..‬ولكنني أرى أن هناك معركة‬ ‫كبرى بناها عدو خس�يس ال أخالق له‪ ،‬اس�تغل انشغال مصر مبعاركه الداخلية‬ ‫ويعم�ل ‪ -‬اآلن‪ -‬عل�ى حرم�ان مصر من مي�اه النيل‪ ،‬التي صنع�ت احلياة هنا‪..‬‬ ‫ولك�ن الله س�بحانه وتعال�ى الذي أج�رى هذا النهر وش�ق له اجلب�ال وجعله‬ ‫ينطل�ق في أعماق صحراء قاحلة ليروى ً‬ ‫أرضا وش�عبً ا ‪ -‬ه�و أول من وحد الله‬ ‫س�بحانه‪ ،‬لن ينس�انا خالق األرض والس�ماء مفج�ر األنهار‪ ..‬أق�ول إن إثيوبيا‬ ‫تؤكد من جديد عداءها التقليدي والتاريخي ملصر ولشعب مصر‪ ..‬وإذا كان ملك‬ ‫احلبش�ة قدميً ا قد ه�دد بتحويل مجرى الني�ل ليصب في البح�ر األحمر حتى ال‬ ‫يصل إلينا‪ ..‬فإن ملوك احلبش�ة اآلن يحاول�ون مرة أخرى حرمان مصر من هذا‬ ‫النه�ر العظيم‪ ..‬وما س�د النهضة الذي تبنيه إثيوبيا اآلن إال واحدً ا من سلس�لة‬ ‫س�دود عمالق�ة هدفها واحد‪ ..‬هو قتل مص�ر وحتويلها إلى صح�راء من جديد‪..‬‬ ‫ولكنه�م أبدً ا لن ينجحوا‪ ..‬ولكن ماذا نفعل في هذا العداء التاريخي بني إثيوبيا‬ ‫ومصر‪ ..‬ال شيء إال الدفاع عن حقوق مصر في هذا النيل‪ ،‬الذي لم يعرفوا قيمته‬ ‫ً‬ ‫حديثا‪ ..‬بينما مصر وش�عبها يحترم ويحب هذا النهر كما لم يحب أي ش�عب‬ ‫إال‬ ‫آخ�ر أي نه�ر يجري ف�ي أراضي�ه‪ ،‬وإذا كانت املش�اكل الكبرى ه�ي التي تتجمع‬ ‫حوله�ا إرادة وكلمة كل الش�عب‪ ،‬فان هناك من القادة من يلجأ ويختلق مش�كلة‬ ‫كبرى ليلتف الشعب حولهم»‪.‬‬

‫جاء احلق وزهق الباطل‬ ‫ونبل�غ قمة الفرح مبعركة االس�تفتاء التي يراها جالل دوي�دار في «االخبار»‬ ‫ً‬ ‫زهوقا» هذا القول‬ ‫انها ام املعارك‪« :‬قل جاء احلق وزهق الباطل‪ ..‬إن الباطل كان‬ ‫الك�رمي هو م�ا ينطبق على جنوح الش�عب املص�ري إلى قول « نعم» لدس�تورنا‬ ‫اجلدي�د‪ ..‬ج�اء املوق�ف بع�د وض�وح الـــرؤي�ة واكتش�اف اجلماهي�ر حلقيقة‬ ‫م�ا دب�ره التنظي�م اإلرهابي اإلخوان�ي ملصر من مكائ�د جوهــــره�ا التضحية‬ ‫باحلق�وق الوطنية والقومــية‪ ،‬خدمة ملصاحله�ا ولصالح قوى أجنبية تتربص‬ ‫مبص�ر وأمتنا العربية واإلسلامية‪ ..‬إن نعم للدس�تور ما هي إال بداية املس�يرة‬ ‫الوطني�ة نح�و هدف إقام�ة الدول�ة املصري�ة احلديث�ة القائـــمة عل�ى احلرية‬ ‫ً‬ ‫متــــاما عن‬ ‫والكرامة والعدالة االجتماعي�ة‪ ..‬هذه الدولة ال بد أن تكون منزهة‬ ‫كل توجه�ات العمالة واالنتهازية التي كانت احللي�ف اخمللص جلماعة اإلرهاب‬ ‫اإلخواني‪.‬‬ ‫الش�يء املؤكد أنه لم يعد لدينا وقت نضيعه بعد كل ما ضاع‪ ..‬هذا األمر الذي‬ ‫يتطل�ب منا التف�رغ إلنهاء اس�تحقاقات بناء دولتن�ا على األس�اس املتني الذي‬ ‫وفره لنا دس�تورنا‪ ..‬علينا أن نس�رع في جتهيزات االنتخابات الرئاس�ية التي‬ ‫ّ‬ ‫س�تأتي لنا بالش�خصية الوطنية التي س�يختارها الش�عب بكل احلرية والدقة‬ ‫لقي�ادة املرحل�ة الصعبة من إع�ادة البن�اء والتعافي من تداعي�ات حقبة احلكم‬ ‫اإلخواني»‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫صحف عبرية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪9‬‬

‫اإلدارة االمريكية شعرت بإهانة شديدة من تصريحات وزير الدفاع وال بد من خطوات لعدم تكرارها‬

‫جردة حساب «يعلون»‬

‫ناحوم برنياع‬ ‫■ «ا ُملهانة على التوالي»‪ ،‬هكذا يسمي بوغي يعلون واحد من شركائه‬ ‫ف�ي مائدة احلكومة‪ .‬إن اس�تعمال لغة التأنيث غي�ر عرضي‪ :‬فهو لم يتم‬ ‫صدورا عن احتس�اب لذوق عضو الكنيس�ت ميراف ميخائيلي اللغوي‬ ‫بل بالعكس – لالشارة الى حساسية زائدة في تصريحات وزير الدفاع‪،‬‬ ‫وهذه صفة ينسبها الوزير دنان الى النساء لسبب ما‪.‬‬ ‫يُ هان يعلون ويُ هني‪ .‬إن الكالم الذي ذكره شمعون شيفر هذا االسبوع‬ ‫على لسانه لم يكن نتيجة غضب حلظي أو حيلة سياسية بل عبر تعبيرا‬ ‫دقيق�ا عم�ا يفكر فيه ويش�عر به‪ .‬هذا ه�و بوغي‪ :‬فاذا كان املس�تقيم هو‬ ‫عك�س الوغد ف�ان بوغي هو أكث�ر الناس اس�تقامة‪ ،‬واذا كان املس�تقيم‬ ‫عكس املعوج فعندنا مشكلة‪.‬‬ ‫تغي�رت نظرت�ه الى حل الص�راع االس�رائيلي الفلس�طيني في اثناء‬ ‫تس�عينيات الق�رن املاض�ي‪ .‬وف�ي ‪ُ 1995‬عين رئيس�ا ل�ـ «أم�ان»‪ .‬وق�د‬ ‫اجتمع�ت عل�ى طاولت�ه في كل ي�وم أدل�ة على املس�اعدة الس�رية التي‬ ‫بذله�ا عرفات خلاليا االره�اب‪ .‬وكان عرفات كعادته من�ذ كان يلعب في‬ ‫جميع املالعب بصورة متوازية ويرقص في جميع العمليات التفجيرية‪.‬‬ ‫واعتق�د يعلون أنه يجب على اس�رائيل أن توجه الى عرفات انذارا فاما‬ ‫أن تفص�ل نفس�ك عن االرهاب وإم�ا أن تطير‪ .‬وقال ل�ه رابني ليس اآلن‪.‬‬ ‫فلينتخ�ب عرف�ات أوال مبقتض�ى القان�ون ف�ي انتخابات عامة رئيس�ا‬ ‫للس�لطة الفلس�طينية وحينها نعزله عن االرهاب‪ .‬وبعد قتل رابني جاء‬ ‫بيرس بطلب مشابه ففضل بيرس االنتظار‪ .‬وعرض بيرس االنذار على‬ ‫عرف�ات في ربيع ‪ 1996‬فقط بعد أن أغرقت موج�ة ارهاب حماس البالد‪.‬‬ ‫فأم�ر عرفات باصطياد رجال حماس والقض�اء عليهم لكن ذلك كان عند‬ ‫بيرس متأخرا جدا فخسر في االنتخابات‪.‬‬ ‫كان ذلك متأخرا جدا ايضا بالنسبة ليعلون‪ ،‬فقد فقد ثقته باتفاق مع‬ ‫الفلس�طينيني‪ .‬وفقد ثقته ايضا باملس�ؤولني عنه‪ .‬إن كالمه املقتبس عن‬ ‫ج�ون كيري هو اطراء اذا ما قيس مبا اعتاد أن يقوله في تلك الفترة عن‬ ‫شمعون بيرس‪.‬‬ ‫وهك�ذا غرق مرش�د حرك�ة الش�باب العاملين والدارس م�ن كريات‬ ‫حايي�م واالس�طبلي م�ن كيبوتس غروفي�ت‪ ،‬والضابط ال�ذي تظاهرت‬ ‫زوجته وابنته من اجل «سالم اآلن»‪ ،‬غرق في نواة اليمني الصلبة‪ .‬ليس‬ ‫يعلون ش�ارون‪ ،‬فان عدم ثقته بالعرب لم يأت من أس�فل‪ ،‬من شجارات‬ ‫م�ع فتيان القرية اجملاورة‪ ،‬بل من أعلى‪ ،‬من تقارير االس�تخبارات‪ .‬وهو‬ ‫مثل كثير من التائبني أكثر متسكا بدينه من اولئك الذين رضعوا العداوة‬ ‫من حليب أمهاتهم‪.‬‬ ‫حينم�ا كان رئي�س «أم�ان» ونائ�ب رئي�س هيئ�ة االركان ورئي�س‬ ‫هيئ�ة االركان عرف أن يتلو عن ظهر قلب اس�ماء جمي�ع اصحاب الكنى‬ ‫الذين كانوا مش�اركني يوما ما في االرهاب‪ ،‬واسماء املستعملني والقادة‬ ‫واملس�اعدين واملنتحري�ن‪ .‬إن ما تش�تمل علي�ه ذاكرته مده�ش‪ .‬لكن ال‬

‫يج�وز أن ُنبلبل فالذاكرة املمتازة ال تضمن مرونة فكرية ورؤية ش�املة‪.‬‬ ‫ال يوج�د مث�ل يعل�ون في فهم مس�اويء الفلس�طينيني ورمب�ا ايضا في‬ ‫وص�ف نقاط ضعف االمريكيني الذين يؤمن�ون بحلول عجيبة للصراع‪.‬‬ ‫فيعل�ون يعلم ما الذي يفعله الصراع بهم‪ .‬لكنه ال يعلم ويرفض أن يعلم‬ ‫ماذا يفعل اس�تمرار الصراع وس�يفعل بدولة اس�رائيل‪ .‬فهو يكشف عن‬ ‫عوراتهم لكنه يغمض عينيه عن رؤية عورتنا‪.‬‬ ‫«ما الذي حدث لبوغي؟»‪ ،‬س�ألني هذا االس�بوع واحد من زمالئه في‬ ‫املاض�ي في هيئة القي�ادة العامة‪« .‬ما الذي حدث لبوغي؟» كرر س�ؤالي‬ ‫واحد من معارفه االمريكيني‪ .‬ال أعتقد أنه حدث له ش�يء‪ ،‬فوزير دفاعنا‬ ‫يكثر من الشكوى‪ ،‬وقد شكا وسيشكو الى أن ينبعث دخان‪.‬‬ ‫إفساد شديد‬ ‫تلق�ت االدارة االمريكي�ة كالم يعلون بصورة ش�ديدة‪ .‬فطلب س�فير‬ ‫الوالي�ات املتحدة دان ش�بيرو ف�ي صباح يوم االثنين أن يعتذر يعلون‬ ‫ويتراج�ع عما ق�ال ايض�ا‪ .‬ويتص�ل االعتذار باالس�لوب ألن�ه ليس من‬ ‫املقب�ول أن يوص�ف وزي�ر خارجي�ة دول�ة حليف�ة بأن�ه «مس�يحاني»‬ ‫و»موسوس» وارس�اله للحصول على جائزة نوبل وأن يدعنا وشأننا‪.‬‬ ‫ويتص�ل الندم باجلوهر‪ :‬فق�د دفن يعلون التفاوض كل�ه وفيه االقتراح‬ ‫االمني الذي عرضه االمريكيون‪ .‬وتوقعوا أن ينكر كالمه‪.‬‬ ‫ورف�ض يعل�ون التكمش‪ .‬فقد نش�ر بعد الظهر اعالن�ا قصيرا جدا لم‬ ‫يوجد في�ه ال اعتذار وال ن�دم فغضب االمريكيون غضبا ش�ديدا‪ ،‬فقرأت‬ ‫متحدثة وزارة اخلارجية اعالن توبيخ شديد اللهجة جدا‪ ،‬وتابعها على‬ ‫ذل�ك متحدث البي�ت االبيض‪ .‬وانض�م نتنياهو الى الضغ�ط وفي الليل‬ ‫أصدر يعلون اعالنا آخر اش�تمل على اعت�ذار‪ .‬أو على نصف اعتذار كما‬ ‫ق�ال االمريكي�ون‪ ،‬وه�ذا غير كاف‪ .‬وعلى حس�ب جترب�ة املاضي تنتظر‬ ‫يعل�ون في واش�نطن فت�رة غير س�هلة ألنه توج�د مئة طريق�ة للتنكيل‬ ‫بوزي�ر دف�اع ال تريد ادارة امريكي�ة اخلير له‪ .‬ويتص�ل بعضها بالعناية‬ ‫بالطلب�ات الت�ي يضعه�ا جهاز االم�ن في اس�رائيل كل يوم عل�ى طاولة‬ ‫االمريكيني‪.‬‬ ‫توقع االمريكيون أن يفعل نتنياهو ش�يئا ما وبينوا لنتنياهو قائلني‪:‬‬ ‫«يوج�د هن�ا مع االهانة إفس�اد ش�ديد للتف�اوض‪ .‬إن يعل�ون عضو في‬ ‫حزبك ونتوقع أن ُتخضعه للطاعة»‪.‬‬ ‫واكتف�ى نتنياه�و بتحف�ظ باش�ارة خفية من اس�لوب يعل�ون ال من‬ ‫مضمونه‪ .‬فهو لم يشأ أن يبدو في نظر اعضاء حزبه أنه استسلم المالء‬ ‫امريكي‪.‬‬ ‫وه�م ف�ي واش�نطن يدرك�ون أن للقضي�ة جانب�ا سياس�يا‪« .‬ه�ذه‬ ‫حيل�ة سياس�ية المعة»‪ ،‬بني وزير م�ن الليكود ألحد معارف�ه من االدارة‬ ‫االمريكية‪« .‬ظهر يعلون مثل بطل مس�تعد أن يواجه امريكا من اجل امن‬ ‫اسرائيل‪ ،‬وسيكون ذلك في مصلحته في االنتخابات التمهيدية»‪.‬‬ ‫إن من يفكر بهذه الطريقة غير قادر على التفريق بني وزير دفاع دولة‬

‫اس�رائيل ومي�ري ريغف‪ ،‬فق�د أصبحت اللعبة السياس�ية ف�ي الليكود‬ ‫هزلية بهذا القدر‪.‬‬ ‫وح�ذر وزي�ر آخر من ح�زب آخ�ر م�ن أن كالم يعلون نب�وءة حتقق‬ ‫نفس�ها‪ ،‬فيعلون يقنع الرأي العام بأنه ال فائدة من اتفاق ويعارض بعد‬ ‫ذل�ك االتفاق بحجة أن ال�رأي العام ال يقبله‪ .‬وس�أله وزير قائال اذا كان‬ ‫التفاوض ال فائدة منه وهو من الفضول ومضر فلماذا يستمر يعلون في‬ ‫اجللوس في جميع النقاشات؟ فليقم ولينصرف‪.‬‬ ‫وقال نفس الوزير ايضا‪ :‬من حس�ن احلظ أن الكالم نشر بعد أن أقلع‬ ‫نائ�ب الرئيس بايدن من هنا‪ ،‬ففي كل مرة يزور البالد فيها توجه ضربة‬ ‫اليه بخطة بناء أو باهانات‪ .‬ولو وجد هذه املرة ملا ضبط نفس�ه بل كان‬ ‫سيسدد الينا ضربة‪.‬‬

‫االس�تيطان في كل مكان كي ال يوجد فصل‪ ،‬ولهذا تبنى اريك االستيطان‬ ‫في املناطق‪ ،‬وكان هنا ايضا تقدير سياسي‪.‬‬ ‫«صنعت حرب لبنان التغيير عندي‪ ،‬وصنعته عنده رويدا رويدا‪ .‬فقد‬ ‫بدأنا بعدها ندرك أنه يجب احداث فصل في يهودا والسامرة ايضا‪.‬‬ ‫«في آب ‪ 1988‬اعلن امللك حسين أنه يتخلى عن املسؤولية عن الضفة‬ ‫الغربية‪ .‬ونش�أ فراغ‪ .‬كان رئيس الوزراء هو اس�حق شمير‪ .‬وقد عرفته‬ ‫معرفة حميمة بس�بب العمل املش�ترك في املوس�اد‪ ،‬فهاتفته في بيته في‬ ‫ذلك املس�اء وقلت لزوجته ش�والميت‪ ،‬أنا قادم‪ .‬وأتذك�ر الى اليوم طعم‬ ‫العجة التي قدمتها لنا»‪.‬‬ ‫وغضن وجهه‪ ،‬فهو ال يتذكر طعم العجة ذكرا حسنا‪.‬‬ ‫لك�ن اللقاء كان ناجحا‪« .‬قلت انه توجد هنا فرصة غير عادية للجمع‬ ‫بين خطت�ي يغئ�ال الون ويس�رائيل غليل�ي‪ .‬تبق�ى لنا صح�راء يهودا‬ ‫وغ�ور االردن وس�يطرة عل�ى س�فح اجلبل ونخ�رج من جمي�ع املناطق‬ ‫الفلسطينية املأهولة‪.‬‬ ‫«وحينها قال ش�مير‪ :‬يجب الفحص عما يعتقده االمريكيون‪ .‬إن سام‬ ‫لوي�س (س�فير الوالي�ات املتحدة آن�ذاك) س�يزورنا هنا‪ ،‬وه�و صديق‬ ‫شارون فليتحدث شارون اليه‪.‬‬ ‫«ويجب أن نسأل رابني عن رأيه»‪.‬‬ ‫كان�ت احلكوم�ة حكومة وح�دة وكان رابني وزير دف�اع وكان حليف‬ ‫شمير على وزير اخلارجية بيرس‪.‬‬ ‫«هاتفت ش�ارون مباش�رة فأخذ عل�ى عاتقه أن يتح�دث الى لويس‪،‬‬ ‫وأن أحت�دث أن�ا الى رابني‪ .‬وف�ي الصباح كمنت لرابني عن�د درج وزارة‬ ‫الدفاع فوعدني رابني بالتأييد»‪.‬‬ ‫عاد ش�ارون مع انباء طيبة من لويس‪ ،‬فاالمريكيون ستصعب عليهم‬ ‫املعارضة ألن في الضفة فراغا‪ .‬وقال شمير إنه سيفكر في ذلك‪.‬‬ ‫«بع�د بضعة اي�ام عدنا الى ش�مير فقال فكرت في ذل�ك وخلصت الى‬ ‫اس�تنتاج وه�و ملاذا يكون لنا ج�زء من الضفة فقط؟ مل�اذا ال تكون كلها؟‬ ‫فقلت له اذا أردت كل شيء فستنتهي الى ال شيء»‪.‬‬

‫رأس املابايي‬

‫االنفصال ‪2‬‬

‫يقول رافي ايتان‪« :‬يس�أل كثيرون ماذا كان س�يفعل اريك شارون لو‬ ‫كان حيا اليوم‪ .‬وأنا أعلم ماذا كان سيفعل»‪.‬‬ ‫إن ايتان ابن الس�ابعة والثمانني‪ ،‬وهو من كبار مسؤولي املوساد في‬ ‫املاضي ومستش�ار ش�ؤون االرهاب في املاضي ووزير ف�ي املاضي‪ ،‬كان‬ ‫أحد أقرب االش�خاص الى شارون‪ .‬فليس هو صديقا بأثر رجعي وليس‬ ‫هو ُمجال أعمى بل هو شريك ورجل سر‪ .‬كان ايتان معه في أكثر مناصبه‬ ‫إم�ا بالقرب من�ه وإما حتت إمرت�ه‪ .‬ويقول‪« :‬كنا ش�خصني نهج تفكيرنا‬ ‫متشابه»‪ .‬وسألته‪ :‬أي نهج‪ ،‬فقال ايتان‪« :‬كالنا مابايي»‪.‬‬ ‫«في سبعينيات القرن املاضي كان االعتقاد أن ارض اسرائيل كلها لنا‬ ‫وأن س�كانها الفلسطينيني سيكتفون بحكم ذاتي‪ .‬وفي هذه احلال يجب‬

‫يزع�م ايت�ان أن االج�راء من ط�رف واحد ف�ي الضف�ة كان هو احلل‬ ‫ال�ذي س�عى الي�ه ش�ارون حينم�ا كان رئي�س وزراء‪ .‬وأطلعن�ي عل�ى‬ ‫مذكرتين كتبهم�ا إثر لقاءين مع ش�ارون في كانون الثان�ي وأيار ‪.2004‬‬ ‫حتدث ش�ارون ف�ي اللقاء االول في جمل�ة ما حتدث عنه ع�ن عدم ثقته‬ ‫بالفلس�طينيني‪« .‬اس�تغرقت ادارة ب�وش زمن�ا لت�درك أن�ه ال أم�ل ف�ي‬ ‫اتفاق�ات مس�تقرة مع الفلس�طينيني»‪ ،‬قال ش�ارون‪« .‬فانهم ل�ن يعرفوا‬ ‫ضبط أنفسهم»‪.‬‬ ‫اشتملت خطة انفصال شارون على كل قطاع غزة وأجزاء واسعة من‬ ‫يهودا والسامرة‪.‬‬ ‫قال شارون‪« :‬إن الش�ارع عابر السامرة‪ ،‬مثال من اريئيل الى الشرق‬

‫باعث قوي فوق هاوية‬ ‫إن املشكلة هي أن كالم يعلون كان فيه قدر كبير من الصدق‪ ،‬وهم في‬ ‫واشنطن وفي القدس ورام الله يدركون ذلك ألنه ال يوجد تفاوض‪ .‬كان‬ ‫واضحا من البداية أن هاوية تفغر فاها بني الطرفني وال ميكن عقد جسر‬ ‫فوقه�ا بباعث قوي من وزير خارجية امريكي‪ .‬فال يوجد حافز وال توجد‬ ‫مصلحة وال توجد ثقة وال يوجد ضغط‪ .‬واالمر لن مير باللني‪.‬‬ ‫أعلن كيري في مؤمتر صحفي في الكويت بأنه سيستمر على جهوده‬ ‫بلا كلل‪ .‬وهو سيس�تغل الكالم الذي قاله يعلون عن�ه كي يزيد الثقة به‬ ‫في ال�دول العربية‪ .‬وف�ي هذه االثناء يعم�ل فريقه ف�ي تفاصيل الورقة‬ ‫التي س�تعرض على أنها اتفاق اطار‪ .‬ويتضاءل محتوى الورقة من يوم‬ ‫ال�ى آخر ويؤجل األجل املس�مى من اس�بوع الى آخر‪ .‬وال�روح املعنوية‬ ‫غير عالية‪ .‬ويوجد في داخل الفريق اصوات تقول حس�بُ نا‪ .‬فقد ُأهنا مبا‬ ‫في�ه الكفاية وحان الوقت الغالق «البس�طة»‪ .‬فليتفضل الفلس�طينيون‬ ‫وليتجهوا الى مؤسس�ات االمم املتحدة فس�تعطيهم االمم املتحدة دولة‬ ‫في الورق وتعطي اسرائيل احملاكمات واملقاطعات ورمبا‬

‫ّ‬ ‫السنة العراقيني مرتبط بإقصائهم عن مراكز القوة وتأثرهم باألحداث في سوريا‬ ‫التوتر في مناطق‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫البعد الطائفي ملعركة األنبار‬ ‫ايرز شترمي ويوئيل جوجنسكي‬ ‫■ العام ‪ 2013‬كان الع�ام االكثر عنفا في العراق‬ ‫من�ذ ‪ – 2008‬مم�ا يذك�ر ب�ان احل�رب عل�ى العراق‬ ‫بعي�دة ع�ن النهاي�ة‪ .‬وان�دالع العن�ف االخي�ر في‬ ‫محافظ�ة االنب�ار يرتب�ط باخلاء خيم�ة احتجاج‬ ‫س�نية واعتقال نائب برملان س�ني على ايدي قوات‬ ‫االم�ن‪ ،‬في اثنائه قتل اخوه وخمس�ة من حراس�ه‪.‬‬ ‫فاس�تقال ‪ 40‬عض�و برمل�ان س�ني احتج�اج عل�ى‬ ‫االعتقال العنيف‪ ،‬فيما تضمنت املواجهات املسلحة‬ ‫الت�ي اندلعت في ارج�اء احملافظة س�يطرة منظمة‬ ‫«الدولة االسلامية ف�ي الع�راق والش�ام» وقبائل‬ ‫س�نية مس�لحة عل�ى اج�زاء واس�عة م�ن عاصم�ة‬ ‫احملافظة الرمادي وعلى مدينة الفالوجة‪ .‬وس�يطر‬ ‫املس�لحون‪ ،‬ضمن امور اخرى عل�ى مواقع للجيش‬ ‫ومحطات الش�رطة وحرروا السجناء؛ وبالتوازي‬ ‫ردت قوات االمن بقصف املواقع من اجلو‪.‬‬ ‫االنفج�ار االخي�ر ف�ي محافظ�ة االنب�ار خطي�ر‬ ‫ولكنه واحدا من أعراض بعض من امراض العراق‪.‬‬ ‫فاالحتج�اج الس�ني ضد حك�م املالكي ب�دأ كموجة‬ ‫عفوي�ة م�ن املظاه�رات غي�ر العنيف�ة والعصي�ان‬ ‫املدن�ي وتده�ور الى مت�رد عني�ف يه�دد باجتراث‬ ‫الدول�ة مرة اخ�رى الى حافة حرب اهلية‪ .‬فالس�نة‬ ‫يتهم�ون املالك�ي باس�تخدام االعتق�االت العابث�ة‬ ‫والقمع الوحشي لالحتجاج مما يضاف الى التمييز‬ ‫املنهاج�ي ضده�م في كل مج�االت احلي�اة‪ .‬ويعمل‬ ‫املالكي على حد زعمهم على أن يجمع في يديه املزيد‬ ‫فاملزيد من صالحيات احلكم واخضاع اجهزة االمن‬ ‫له واستبعاد محافل السنة عن الساحة السياسية‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫وقد اس�تغلت هذا االحباط املنظمات االسلامية‬ ‫الت�ي ترى في املعركة على س�وريا والعراق صراعا‬ ‫واحدا‪ .‬وتعمل منظمة الدولة االسالمية في العراق‬ ‫والشام على جانبي احلدود بالتوازي وتتطلع الى‬

‫اقامة امارة اسالمية موحدة في املناطق التي حتت‬ ‫سيطرتها‪ .‬وساعد تفكك اجليش السوري وسقوط‬ ‫العديد من مخازن السالح لديه في ايدي املعارضة‪،‬‬ ‫وك�ذا التبرع�ات الس�خية‪ ،‬الت�ي تصل اساس�ا من‬ ‫جهات خاصة ومنظمات «خيرية» في دول اخلليج‪،‬‬ ‫ه�ذه املنظم�ات‪ ،‬املتماثلة مع القاع�دة‪ ،‬لرفع الرأس‬ ‫في العراق بعد الضربة التي تعرضت لها‪ ‬في عامي‬ ‫‪.2008 – 2007‬‬ ‫في تلك الس�نني‪ ،‬بالت�وازي مع التعزي�ز املكثف‬ ‫للجي�ش االمريك�ي ف�ي الع�راق‪ ،‬ب�دأت الق�وات‬ ‫االمريكي�ة بالتع�اون م�ع احلكوم�ة العراقي�ة ف�ي‬ ‫رب�ط القبائ�ل الس�نية ف�ي محافظ�ة االنب�ار‪ ،‬ممن‬ ‫مل�وا تواجد القاع�دة ونفروا من طريقه�ا العنيف‪،‬‬ ‫بالص�راع ض�د املنظم�ة‪ .‬وكان التع�اون م�ع حركة‬ ‫«الصح�وة»‪ ،‬امليليش�يا الت�ي تش�كلت م�ن رج�ال‬ ‫القبائل الس�نية وتلقت الدعم بالتمويل والسلاح‬ ‫م�ن الق�وات االمريكي�ة العام�ل احلاس�م في جناح‬ ‫الع�راق ف�ي تقلي�ص ع�دد القتل�ى ف�ي العملي�ات‬ ‫االرهابية وفي املواجهات املس�لحة‪ .‬غير أنه منذئذ‬ ‫اهملت احلكوم�ة حركة «الصح�وة»‪ .‬فبعد مغادرة‬ ‫الق�وات االمريكي�ة‪ ،‬رفض�ت احلكوم�ة ف�ي بغ�داد‬ ‫مواصل�ة دفع الرواتب ملعظم رجاله�ا‪ ،‬بل واعتقلت‬ ‫العدي�د م�ن اعضائه�ا خش�ية أن تش�كل احلرك�ة‬ ‫بنفسها تهديدا على احلكومة‪.‬‬ ‫التق�ى املالك�ي بق�ادة القبائ�ل ف�ي احملافظة في‬ ‫محاول�ة الع�ادة تنظي�م حرك�ة «الصح�وة» ب�ل‬ ‫وأعلن�ت عن التق�دم بعدة مش�اريع كاقام�ة مدينة‬ ‫صناعي�ة‪ ،‬مط�ار جدي�د ومنش�أة لتكري�ر النف�ط‪،‬‬ ‫بهدف اس�تعادة ثقة السكان واالظهار بانها تنصت‬ ‫ملطال�ب االحتج�اج‪ .‬كم�ا أن�ه ف�ي اعق�اب االحداث‬ ‫االخي�رة‪ ،‬جنحت احلكوم�ة العراقية ف�ي الوصول‬ ‫مع بعض القبائل املس�لحة في احملافظ�ة الى اتفاق‬ ‫مؤقت يس�مح له�ا بالتعاون معها ضد االسلاميني‪.‬‬ ‫وتنف�ر العديد من القبائل في احملافظة من املنظمات‬ ‫املتطرف�ة ولكنها في نفس الوق�ت ال تثق باحلكومة‬

‫وبقوات االم�ن العراقية ذات الطابع الش�يعي‪ .‬كما‬ ‫أن حقيق�ة أن منظم�ة الدولة االسلامية في العراق‬ ‫والش�ام ق�ادرة على أن تدف�ع الروات�ب‪ ،‬حتى وان‬ ‫كانت قليلة‪ ،‬للسكان احملليني تدفع الكثير منهم الى‬ ‫االنضمام الى صفوفها‪ .‬كما ان العمق االستراتيجي‬ ‫للمنظم�ة‪ ،‬الت�ي وس�عت س�يطرتها ال�ى مناط�ق‬ ‫واس�عة في س�وريا‪ ،‬والتي توجد خارج متناول يد‬ ‫قوات االمن العراقية‪ ،‬او قوات االسد‪ ،‬مينح املنظمة‬ ‫فضال هاما‪.‬‬ ‫كلم�ا تعاظ�م العن�ف‪ ،‬تآكل�ت ش�رعية املالك�ي‬ ‫وحكومت�ه‪ ،‬حت�ى ف�ي نظ�ر الس�كان الش�يعة ف�ي‬ ‫الدول�ة‪ ،‬الذين يش�كلون‪ ،‬ال�ى جانب ق�وات االمن‬ ‫الهدف االس�اس للعمليات االرهابي�ة من املنظمات‬ ‫الس�نية املتطرف�ة‪ .‬وم�ع ذل�ك‪ ،‬كلم�ا اس�تخدمت‬ ‫احلكومة ق�وة اكبر لقمع مراك�ز االحتجاج فانها قد‬ ‫تفقد ثقة الس�نة الذين يرون ف�ي ا عمالها – هجوم‬ ‫اجلي�ش الش�يعي عل�ى الس�كان الس�نة‪ ،‬محاول�ة‬ ‫للقمع والسيطرة‪.‬‬ ‫ويأت�ي االضط�راب عل�ى خلفي�ة اخمل�اوف على‬ ‫الوح�دة االقليمية للدولة العراقية‪ .‬فقد أعلنت عدة‬ ‫محافظات حتى االن عن تطلعها الى احلكم الذاتي‪،‬‬ ‫وهو احلق احملفوظ لها حس�ب الدس�تور العراقي‪.‬‬ ‫ومنذ اليوم تتصدى احلكومة في بغداد لالس�تقالل‬ ‫املتصاع�د حملافظ�ة احلك�م الذات�ي الك�ردي‪ ،‬الذي‬ ‫يتمتع بوضع اقتصادي وامني جيد اكثر من العديد‬ ‫م�ن املناط�ق االخ�رى ف�ي الدول�ة‪ .‬وبينم�ا يثب�ت‬ ‫االكراد اس�تقاللهم في ش�مالي الدولة‪ ،‬بقي جنوب‬ ‫الع�راق منطقة حتت النف�وذ االيراني‪ .‬فايران ترى‬ ‫ف�ي الع�راق‪ ،‬ذي االغلبية الش�يعية‪ ،‬منطق�ة نفوذ‬ ‫طبيع�ي لها وج�زء هام م�ن التواصل ال�ذي يربط‬ ‫بين اجلمهوري�ة االسلامية وحلفائه�ا ف�ي الهالل‬ ‫اخلصيب – نظام االسد وحزب الله‪.‬‬ ‫ال ترت�اح الوالي�ات املتح�دة لسياس�ة احلكومة‬ ‫العراقية التي تساعد ايران على توسيع نفوذها في‬ ‫املنطقة‪ ،‬ضمن امور اخرى في انها تس�مح لالخيرة‬

‫بنقل العتاد واملقاتلني الى س�وريا من اراضيها‪ .‬كما‬ ‫ان الواليات املتحدة ال ترى بعني االيجاب محاوالت‬ ‫املالكي تركيز املزيد فاملزيد من صالحيات احلكم في‬ ‫يده‪ ،‬واس�تبعاد السنة عن املس�يرة السياسية في‬ ‫الع�راق ومنع امليزاني�ات التي يس�تحقونها عنهم‪.‬‬ ‫ورغ�م املصلح�ة املش�تركة بين الوالي�ات املتحدة‬ ‫والع�راق (واي�ران) في ص�د املنظمات االسلامية‬ ‫السنية‪ ،‬فقد ردت االدارة االمريكية حتى االن بشك‬ ‫وتردد عل�ى طلبات احلكومة العراقي�ة زيادة كمية‬ ‫ونوعية السلاح املنقول اليه�ا‪ .‬فثمة تخوف من أن‬ ‫يس�تخدم املالي صراعه ضد االسلاميني كوس�يلة‬ ‫لنيل املساعدات االمريكية‪ ،‬السياسية والعسكرية‪،‬‬ ‫مما سيساعده عمليا في تثبيت قوته‪.‬‬ ‫م�ن املتوق�ع للوالي�ات املتح�دة أن تنتظ�ر حتى‬ ‫تتيقن اذا كان املالكي س�يتمكن من استغالل االزمة‬ ‫احلالية كي يحقق املصاحلة بني احلكومة الش�يعية‬ ‫والسكان الس�نة قبل أن تتخذ بادرات طيبة اخرى‬ ‫جت�اه العراق‪ .‬ف�االدارة االمريكية‪ ،‬التي تش�دد كل‬ ‫الوق�ت عل�ى ان هذا ص�راع عراقي داخلي‪ ،‬تس�عى‬ ‫االن ال�ى تزوي�د اجلي�ش العراقي بوس�ائل قتالية‬ ‫(صواري�خ ج�و – ارض‪ ،‬طائ�رات بلا طي�ار واذا‬ ‫م�ا رفع�ت املعارض�ة ف�ي الكونغ�رس‪ ،‬فمروحيات‬ ‫اباتش�ي ايض�ا) وذلك ملس�اعدته ف�ي صراعه ضد‬ ‫االسلاميني‪ .‬وس�يكون ه�ذا التزوي�د بالسلام‬ ‫اختبارا مل�دى نفوذ الواليات املتحدة على احلكومة‬ ‫العراقي�ة وكفيل ب�ان تس�تخدمه االدارة االمريكية‬ ‫خلل�ق رافعة ضغ�ط لتغيي�ر سياس�ة املالكي جتاه‬ ‫الس�كان الس�نة وتقليص املس�اعدة الت�ي مينحها‬ ‫الي�ران وس�وريا‪ .‬وبالتال�ي ف�ان توريد الوس�ائل‬ ‫القتالية االمريكية ينبغي أن يأتي تبعا للمطالبة من‬ ‫احلكوم�ة العراقية للتوافق مع الس�نة‪ .‬فاملس�اعدة‬ ‫العس�كرية‪ ،‬حت�ى وان كانت غير مباش�رة‪ ،‬ميكنها‬ ‫أن تس�اعد االدارة االمريكي�ة لالثب�ات بانه�ا ل�م‬ ‫تهجر العراق متاما‪ ،‬حتى وان لم تكن مس�تعدة الن‬ ‫تتدخل في ما يجري فيه بشكل مباشر‪.‬‬

‫ال�ى جان�ب املالك�ي‪ ،‬هن�اك االيراني�ون‪ ،‬الذين‬ ‫عرض�وا مس�اعدتهم ف�ي قم�ع التم�رد بينم�ا يقف‬ ‫ف�ي املقاب�ل الس�عوديون الذين اتهمه�م املالكي من‬ ‫قب�ل مبس�اعدة اجلماع�ات الس�نية املتطرف�ة ف�ي‬ ‫الع�راق لضعضع�ة اس�تقرار حكم�ه‪ .‬وم�ع أن�ه ال‬ ‫توجد ادل�ة حقيقية عل�ى أن الس�عوديني يدعمون‬ ‫هذه اجملموعات مباش�رة‪ ،‬اال ان الس�نة بشكل عام‬ ‫ينظرون نحو الرياض ويأملون مبساعدتها‪.‬‬ ‫عل�ى الرغم م�ن عدم الثق�ة بني القبائل الس�نية‬ ‫واحلكومة‪ ،‬ف�ان محاولة منظمة الدولة االسلامية‬ ‫ف�ي الع�راق والش�ام الس�يطرة على م�دن مركزية‬ ‫والرغب�ة في ف�رض صيغة متش�ددة من الش�ريعة‬ ‫االسلامية ف�ي املناط�ق الت�ي حت�ت س�يطرتها‬ ‫كفي�ل بان يدف�ع بع�ض زعم�اء القبائ�ل بالتعاون‬ ‫م�ع احلكوم�ة ب�ل ويس�رع مس�اعي احل�وار بين‬ ‫الطرفين‪ .‬الكثي�ر من الس�كان‪ ،‬الذي�ن يعملون في‬ ‫اطار امليليش�يات احمللية‪ ،‬يقاتلون ضد االسالميني‬ ‫بس�بب النفور من ايديولوجيتهم ومن الرؤيا التي‬ ‫ميثلونها والن الكثيرين منهم غرباء («متطوعون»‬ ‫من خارج العراق)‪.‬‬ ‫ان التوت�ر ف�ي محافظ�ة االنبار‪ -‬الذي يش�كل‬ ‫ثلث االراضي العراقية تقريبا – يرتبط في اساس�ه‬ ‫بغضب الس�نة بس�بب اقصائه�م عن مراك�ز القوة‬ ‫ومنع االموال التي يس�تحقونها برأيه�م عنهم‪ .‬كما‬ ‫يرتبط هذا التوتر بتسلل احلرب االهلية في سوريا‬ ‫الى جارتها والغضب احمللي الناشيء عن املساعدة‬ ‫التي متنحها احلكومة في بغداد لنظام االسد – االمر‬ ‫الذي يخدم االسالميني‪ .‬ان قدرة املالكي على احالل‬ ‫اله�دوء ورفع فرصه الن يحظ�ى بذلك بوالية ثالثة‬ ‫في االنتخاب�ات القريب�ة القادمة منوط�ة بقدر اقل‬ ‫باملعركة العس�كرية الت�ي يديرها ضد االسلاميني‬ ‫وبق�در اكبر بقدرت�ه عل�ى رأب الص�دوع الطائفية‬ ‫العميقة في دولته‪.‬‬

‫■ كالس�ترة الت�ي فصل�ت بخي�وط‬ ‫مؤقت�ة قبي�ل القي�اس النهائ�ي هك�ذا‬ ‫تب�دو اليوم تونس الت�ي حتتفل بثالث‬ ‫سنوات على الثورة‪ .‬الرئيس‪ ،‬املنصف‬ ‫املرزوق�ي ه�و رئي�س مؤق�ت‪ ،‬رئي�س‬ ‫الوزراء اجلدي�د مهدي جمعة هو االخر‬ ‫مؤقت واحلكومة اجلديدة حتى ليس�ت‬ ‫مؤقت�ة – فه�ي ل�م تتش�كل بع�د‪ .‬ورغم‬ ‫ذل�ك‪ ،‬يب�دو أن للتركيب�ة السياس�ية‬ ‫الت�ي تق�ود الدول�ة لديها ف�رص طيبة‬ ‫ملواصل�ة ادارة االم�ور عل�ى االقل حتى‬ ‫االنتخابات التي س�تجرى على اساس‬ ‫الدستور‪ ،‬الذي س�يقر على ما يبدو في‬ ‫نهاي�ة االس�بوع‪ .‬فهذه احلكوم�ة قامت‬ ‫على اس�اس اجماع واسع بني التيارات‬ ‫الدينية وال سيما حزب النهضة الديني‬ ‫املعت�دل ال�ذي انتصر ف�ي االنتخابات‪،‬‬ ‫وبين التي�ارات العلماني�ة‪ ،‬الليبرالية‬ ‫التي تتمتع بتأييد شعبي واسع‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬يأمل التونس�يون بالوصول‬ ‫ال�ى نهاي�ة اش�هر م�ن اخلالف�ات‬ ‫السياس�ية واملواجه�ات العنيف�ة ف�ي‬ ‫الشوارع التي حتولت الى ميدان الغام‬ ‫متفج�ر يهدد اس�تقرار الدول�ة واعادة‬ ‫بنائه�ا االقتص�ادي‪ .‬واذا م�ا حتقق�ت‬ ‫التوقعات فس�تقدم ه�ذه احلكومة امرا‬ ‫تاريخي�ا جدي�دا آخ�ر‪ .‬فالول م�رة منذ‬ ‫‪ ،1956‬س�نة االس�تقالل التونس�ي‪،‬‬ ‫الت�ي كان ف�ي حكومته�ا االول�ى عل�ى‬ ‫م�دى س�نتني وزي�ر يه�ودي‪ ،‬ان�دري‬ ‫ب�اروخ‪ ،‬س�يكون ف�ي احلكوم�ة وزي�ر‬ ‫يهودي مرش�ح ليكون وزيرا للسياحة‪.‬‬ ‫الرجل‪ ،‬ريني�ه طرابلس�ي‪ ،‬ذو «جتربة‬ ‫غنية ف�ي مجال الس�ياحة»‪ ،‬هك�ذا قال‬ ‫عن�ه الناطق�ون الرس�ميون لصحيف�ة‬

‫جندي يقوم بتأمني االنتخابات في االستفتاء على الدستور املصري‬ ‫«التونس�ية» والذي�ن اضاف�وا مع ذلك‬ ‫ب�ان تعيينه «يأت�ي ايضا لنقل رس�الة‬ ‫اعتدال وتصالح جتاه ابناء كل االديان‬ ‫الى العالم»‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فان مركزية الدين ومكانته‬ ‫كمص�در ميل�ي من�ط احلي�اة اخلاص�ة‬ ‫والعام�ة كانت من بؤر اخلالف املتلظية‬ ‫منذ االنتخابات التي عقدت في تشرين‬ ‫االول ‪ ،2011‬وف�از فيه�ا ح�زب النهضة‬ ‫بتأيي�د نح�و ‪ 37‬في املئة م�ن الناخبني‪.‬‬ ‫ومع ان احلكم ما بعد الثورة في تونس‬

‫يعتمد عل�ى حتالف احل�زب الديني مع‬ ‫احزاب علمانية‪ ،‬كان التخوف ان ميلي‬ ‫النهض�ة جدول االعم�ال ويق�رر الدين‬ ‫كمص�در رئيس للتش�ريع‪ ،‬مثلما حصل‬ ‫في مصر أو في دول اسالمية اخرى‪.‬‬ ‫هن�ا يصط�دم النهض�ة بس�ور واق‬ ‫ليبرال�ي يعتمد على التاري�خ العلماني‬ ‫للدول�ة ال�ذي جت�ذر ف�ي فت�رة والي�ة‬ ‫بورقيب�ة وزي�ن العابدي�ن ب�ن عل�ي‪،‬‬ ‫الرئي�س ال�ذي اطاح�ت ب�ه الث�ورة‪.‬‬ ‫ولكن خالفا لس�لوك االخوان املس�لمني‬

‫ف�ي مص�ر‪ ،‬ورمب�ا بس�بب االحتج�اج‬ ‫اجلماهيري الذي نش�أ ف�ي مصر وادى‬ ‫ال�ى ع�زل نظامه�م‪ ،‬اتخ�ذ النهض�ة في‬ ‫تون�س سياس�ة اس�تثنائية‪ .‬فقد وافق‬ ‫قادته على أن يتخلوا عن احلكم‪ ،‬وترك‬ ‫حكومة خبراء تنشأ بل وحتى اخضعوا‬ ‫مبادئه�م الديني�ة ف�ي صال�ح دس�تور‬ ‫ليبرالي اكثر ليبرالية وعلمانية‪.‬‬ ‫وهك�ذا‪ ،‬مقارن�ة بالدس�تور املصري‬ ‫اجلدي�د ال�ذي يق�رر ب�ان الش�ريعة‬ ‫االسلامية هي مصدر رئيس للتشريع‪،‬‬

‫«بينتو» الى احملاكمة‬

‫■ ُس��مح امس بالنشر بان قس��م التحقيقات مع الش��رطة يفحص معلومة‬ ‫وصلت اليه من محامي احلاخام اش��ياهو بينتو تقول ان قائد وحدة لهف ‪433‬‬ ‫اللواء منش��ه ارفيف تلقى عطايا من رجال احلاخام‪ .‬وف��ي اعقاب املواد التي‪ ‬‬ ‫نقلت الى قس��م التحقيقات قرر املستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين‬ ‫تأخير رفع الئحة االتهام‪ ،‬تبعا لالستماع‪ ،‬ضد بينتو على محاولة اعطاء رشوة‬ ‫لقائد وح��دة التحقيق‪ ،‬العميد اف��رامي براخا‪ ،‬حتى نهاي��ة التحقيق في قضية‬ ‫ارفيف‪.‬‬ ‫فينش��تاين ملزم باخلروج ع��ن التقاليد املت��رددة التي انتهجها منذ تس��لم‬ ‫كم��دع عام‪ .‬علي��ه ان يعالج تفرع��ات قضية بينتو بس��رعة وبنجاعة‪.‬‬ ‫منصب��ه‬ ‫ٍ‬ ‫فموض��وع الش��بهات التي عرضت علي��ه‪ ،‬والتي تعزي تق��دمي عطايا الرفيف‪،‬‬ ‫ليس معقدا‪ ،‬وبالتأكيد ليس بالنس��بة لقضايا معقدة كملفي ليبرمان وهرباز‪.‬‬ ‫من حق اجلمهور ان يعرف باقرب وقت ممكن اذا كان احد املناصب احلساسة‬ ‫في قسم التحقيقات مع الشرطة‪ ‬يتواله شخص فاسد‪.‬‬ ‫لقد أوش��ك فينش��تاين على أن يعلن قبل نحو ش��هر بانه يعتزم رفع الئحة‬ ‫اتهام ضد بينتو‪ ،‬تبعا لالس��تماع‪ ،‬على محاولة رش��وة العميد براخا‪ .‬واعالنه‬ ‫ع��ن تأخير رفع الئحة االتهام هو خطأ‪ ،‬وذلك الن بتلبثه يس��ح للمجموعة التي‬ ‫حتيط ببينتو بالقيام بالتالعب – مثل طرح التقدير بان بينتو س��يحظى مبكانة‬ ‫شاهد ملكي وينجي نفسه من طائلة القانون‪.‬‬ ‫ان كل اجله��ات التي حققت بالش��بهات ض��د بينتو تعتقد ب��ان مادة االدلة‬ ‫متماس��كة وهي تتضمن اش��رطة س��جلها العميد براخا وزوجته وفيها توثق‬ ‫صفقة الرش��وة املزعومة‪ .‬على بينتو بالتالي الواجب العام للمس��ارعة الجراء‬ ‫االس��تماع لبينت��و‪ .‬وبعد ذل��ك‪ ،‬اذا ما اخذ االنطب��اع بان بنية االدل��ة تبرر ذلك‬ ‫بالفعل‪ ،‬فان عليه أن يرفع الئحة االتهام‪.‬‬ ‫لقد اقام احلاخام بينتو شبكة عالقات معقدة‪ ،‬تضم سياسيني كبار‪ ،‬ارباب‬ ‫مال‪ ،‬صحفيني‪ ،‬افراد ش��رطة ومجرمني في قمة اجلرمية‪ .‬في س��ن ‪ 40‬اصبح‬ ‫احد االش��خاص االقوياء في اس��رائيل؛ من حقه أن يكافح في س��بيل براءته‬ ‫بكل الوس��ائل الت��ي حتت تصرفه‪ .‬ومع ذلك واضح بان واجب فينش��تاين ان‬ ‫يوض��ح بص��وت جلي بانه ال يوجد ش��خص يقف فوق القان��ون حتى لو كان‬ ‫محوطا باحملامني‪ ،‬رجال العالقات العامة‪ ،‬االلوية املتقاعدين واملؤيدين‪.‬‬ ‫أسرة التحرير‬ ‫هآرتس ‪2014/1/17‬‬

‫نظرة عليا ‪2014/1/17‬‬

‫الدستور التونسي يفضح الفشل املصري‬ ‫تسفي بارئيل‬

‫سننقله الى اجتاه معاليه لبونه وعاليه وشيال وعوفرا‪ .‬وسيمكننا ذلك‬ ‫من التمسك بسفح اجلبل»‪.‬‬ ‫فالح�ظ ايت�ان قائال‪« :‬لكن ه�ذا يعني أن تفوح ورمب�ا مغداليم ايضا‬ ‫ستنقالن الى اماكن اخرى»‪.‬‬ ‫فقال شارون‪« :‬يبدو أنك على حق‪ .‬لكنني لن أتخلى عن الغور»‪.‬‬ ‫ومت اللقاء الثاني في ذروة النضال عن االنفصال من غزة‪« .‬أنا مصمم‬ ‫على تنفيذ اخلطة»‪ ،‬قال ش�ارون‪« .‬اذا لم يكن مناص فس�آخذ حزب الله‬ ‫أو ش�اس أو كليهما‪ .‬وحتدثت الى تومي لبيد عن ش�اس فقال لبيد كيف‬ ‫س�أظهر في التلفاز؟ فقلت له إن�ه يجب ألجل هدف قومي أن تعرف كيف‬ ‫تتنازل عن اشياء حتى عن فصل الدين عن الدولة»‪.‬‬ ‫حتدث�ا بعد ذلك عن مواصل�ة االنفصال في الضف�ة‪« .‬ذكر اريك ثالثة‬ ‫امكان�ات»‪ ،‬كت�ب ايت�ان‪« .‬االول تنفيذ القانون االس�رائيلي ف�ي املنطقة‬ ‫التي س�تحدد كم�ا هي احلال ف�ي هضبة اجل�والن؛ والثان�ي الضم‪ .‬وال‬ ‫ميك�ن فعل هذا دون موافق�ة امريكية لن تعطى كما يبدو؛ والثالث اعالن‬ ‫مناط�ق امنية‪ .‬وقال انه لن يقوم بأي اجراء رس�مي قبل االنتخابات في‬ ‫امريكا»‪.‬‬ ‫من الس�هل أن نتخيل هذين الرأسين األش�يبني وهم�ا خريجا حرب‬ ‫االس�تقالل ينحنيان معا فوق خريطة يبحثان عن مس�ار لش�ارع عيلي‬ ‫الى عاليه‪ ،‬وعن جس�ر الى ش�يال وعن نفق يربط كري�ات اربع باجليب‬ ‫اليه�ودي في اخللي�ل‪ .‬فالذي ال يج�وز عرضا يجوز الى أعل�ى والذي ال‬ ‫يجوز باملوافقة يجوز بالقوة‪.‬‬ ‫وصعب عليهما أن يُ س�لما بحقيقة أن العص�ر الذي كان يقدس إقرار‬ ‫احلقائق على االرض قد زال ولن يعود‪.‬‬ ‫إن ايتان على يقني من أنه لوال أن ش�ارون دخل املستشفى في كانون‬ ‫الثان�ي ‪ 2006‬لنف�ذ ف�ي بضعة اش�هر مس�ار تف�اوض عابثا يعل�ن بعده‬ ‫انفص�اال كبيرا ف�ي الضفة‪« .‬حتدثنا عن بيت إيل ه�ل نخليها أم ال‪ ،‬وقال‬ ‫اري�ك انها عظم في حنجرة رام الله فس�نخليها‪ .‬وحتدثنا عن بس�غوت‬ ‫وبي�ت حغ�اي‪ .‬فقال ش�ارون يج�ب اخالؤهما كم�ا أخلين�ا غنيم وكدمي‬ ‫وحومش»‪.‬‬ ‫قل�ت لرافي ايت�ان‪ :‬نتنياهو ايضا ال يقدس املس�توطنات جميعا‪ .‬فما‬ ‫الفرق بينه وبني شارون؟‬ ‫«كان اري�ك مس�تعدا للس�ير على ش�فا الهاوي�ة»‪ ،‬قال‪« .‬أم�ا نتنياهو‬ ‫فال‪ .‬انه يدرك أننا ال نس�تطيع الس�يطرة على رام الله أو جنني لكنه غير‬ ‫مستعد للمخاطرة»‪.‬‬ ‫وسألته‪ :‬ما الفرق بني نتنياهو وشمير‪.‬‬ ‫فابتس�م ايتان وقال‪« :‬حينما كانوا يحذرون ش�مير قائلني اذا فعلت‬ ‫ك�ذا وك�ذا فلن تك�ون رئيس وزراء‪ ،‬ل�م يكن يخ�اف بل كان يق�ول‪ :‬لقد‬ ‫أصبحت رئيس وزراء»‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫يديعوت ‪2014/1/17‬‬

‫عن كيري املهووس بـ«نوبل»‬ ‫سيقرر الدستور التونسي بان «تونس‬ ‫ه�ي دول�ة ح�رة‪ ،‬مس�تقلة وس�يادية‪.‬‬ ‫االسلام هو دينه�ا‪ ،‬العربية ه�ي لغتها‬ ‫وه�ي جمهوري�ة‪ .‬ال توج�د أي امكاني�ة‬ ‫لتغيي�ر ه�ذا البن�د»‪ .‬طل�ب احل�ركات‬ ‫الديني�ة بان يك�ون االسلام او القرآن‬ ‫كاساس للتش�ريع رفض‪ ،‬مثلما رفضت‬ ‫مطالبه�ا بتقيي�د مس�اواة املكان�ة بين‬ ‫النساء والرجال‪.‬‬ ‫والنتيج�ة ه�ي لي�س فقط دس�تور‬ ‫ق�د يك�ون االكث�ر ليبرالي�ة ف�ي دول‬ ‫الش�رق االوس�ط ب�ل وايض�ا منوذجا‬ ‫جديدا للس�لوك السياس�ي الذي ال يعد‬ ‫في�ه االنتص�ار ف�ي االنتخاب�ات‪ ،‬فم�ا‬ ‫بال�ك انتص�ار االحزاب الدينية ش�رطا‬ ‫ضروري�ا للحص�ول عل�ى احلك�م وان‬ ‫مصلحة اجلمهور واستقرار الدولة أهم‬ ‫بكثير من القوة السياس�ية‪ .‬ان التغيير‬ ‫ال�ذي حقق�ه املصري�ون بق�وة اجليش‬ ‫حين عزل�وا نظ�ام االخ�وان وصاغوا‬ ‫دس�تورا جدي�دا‪ ،‬حقق�ه التونس�يون‬ ‫بالتواف�ق وان كان تراف�ق ومواجهات‬ ‫شديدة‪.‬‬ ‫تون�س الت�ي احتفلت هذا االس�بوع‬ ‫باملس�يرات وباحلفلات اخلاص�ة ف�ي‬ ‫الذك�رى الس�نوية الثالث�ة للث�ورة‬ ‫كفيل�ة‪ ،‬م�ع اقرار الدس�تور بان تش�كل‬ ‫دولة من�وذج للنجاح‪ .‬ولكن املظاهرات‬ ‫الت�ي عصف�ت ف�ي نهاية االس�بوع ضد‬ ‫السياس�ة االقتصادي�ة للحكوم�ة‪،‬‬ ‫ومطل�ب ايج�اد اماك�ن عم�ل لتقلي�ص‬ ‫مع�دل البطالة ال�ذي يبلغ نح�و ‪ 17‬في‬ ‫املئ�ة (‪ 24‬في املئ�ة في احملي�ط) والنمو‬ ‫الهزي�ل‪ 2.7 ،‬في املئة ف�ي ‪ ،2013‬توضح‬ ‫جيدا بان دستورا فاخرا وحده ال يكفي‬ ‫لتحقيق احالم الثورة‪.‬‬ ‫هآرتس ‪2014/1/17‬‬

‫يوئيل ماركوس‬ ‫■ م�ع وف�اة ارئي�ل ش�ارون فق�دت‬ ‫اس�رائيل وزي�ر الدف�اع ورئي�س‬ ‫ال�وزراء الثان�ي الذي غي�ر رأيه وفضل‬ ‫التسويات السلمية على احلرب‪ .‬كالهما‬ ‫كان�ا مش�اركان ف�ي ح�روب قاس�ية مع‬ ‫الفلس�طينيني‪ ،‬وكالهما غيرا في مرحلة‬ ‫معين�ة م�ن حياتهما السياس�ية نهجهما‬ ‫االساس�ي‪ .‬ومع أن اصل رابني وشارون‬ ‫كان ف�ي حرك�ة العم�ل وذات اخللفي�ة‬ ‫الفاعل�ة جت�اه الفلس�طينيني‪ ،‬توصلا‬ ‫الواح�د تلو االخ�ر الى االس�تنتاج بان‬ ‫العرب هم هنا الى جانبنا ومعهم ينبغي‬ ‫ان نتدبر امرنا‪ .‬رئيس�ا الوزراء ووزيرا‬ ‫الدف�اع ه�ذان فهم�ا ايض�ا ب�ان هن�اك‬ ‫حاج�ة ال�ى االمريكيني في ه�ذه اللعبة‪.‬‬ ‫وكان لكليهم�ا املي�زة‪ ،‬خالف�ا لزعم�اء‬ ‫آخري�ن رأى فيهما اجلمه�ور رجلي أمن‪،‬‬ ‫تق�ف اعتباراته ف�وق املصالح احلزبية‪.‬‬ ‫وف�ي احالم ه�ذا الثنائ�ي الوردي�ة (او‬ ‫الس�وداء) ل�م يؤم�ن احدهم�ا بان�ه‬ ‫س�يصافح عرف�ات والثان�ي‪ ،‬اال وه�و‬ ‫شارون‪ ،‬س�يعيد لهم املناطق ويقتلع ‪17‬‬ ‫مستوطنة دون تسوية‪.‬‬ ‫ف�ي حدي�ث م�ع املوق�ع أدن�اه ش�رح‬ ‫ش�ارون ب�ان م�ا يحرك�ه ه�و حتري�ر‬ ‫شعب اس�رائيل من «حلم بالد اسرائيل‬ ‫الكاملة»‪ .‬رابني اغتيل‪ ،‬شارون غرق في‬ ‫غيبوب�ة قب�ل ان ينهي خطوات السلام‬ ‫الت�ي خط�ط له�ا‪ .‬ام�ا احللم فبق�ي على‬ ‫حاله‪.‬‬ ‫ي�رى الكثي�رون ف�ي م�وت املقاتلني‪،‬‬ ‫اللذي�ن حتوال ف�ي الطريق م�ن صقرين‬ ‫ال�ى متطلعني للسلام‪ ،‬خس�ارة كبرى‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫ايهود باراك غرق في االعيبه ومباهجه‪.‬‬ ‫وبيب�ي اليوم ميتطي الفرس الش�موس‬ ‫لليمين القوم�ي املتط�رف‪ .‬واملوض�وع‬ ‫االه�م ال�ذي كان مش�تركا بني ش�ارون‬ ‫ورابين هو التع�اون االس�تراتيجي مع‬ ‫االدارة االمريكي�ة – حت�ى عندم�ا كان‬ ‫االمر يتعلق باقامة تسوية سلمية‪ .‬إذ أي‬ ‫منهم�ا لم يصدق حقا بان الفلس�طينيني‬ ‫ق�ادرون عل�ى املس�اومة عل�ى االراضي‬ ‫بينما ف�ي اس�رائيل قطاع�ات عامة غير‬ ‫قليل�ة م�ن اجلمه�ور مس�تعدون الن‬ ‫يدفع�وا بثم�ن‪ ‬اع�ادة االرض‪ ،‬مقاب�ل‬ ‫التس�وية‪ .‬لقد اخطأ شارون حني سحب‬ ‫‪ 21‬مس�توطنة دون تس�وية‪ .‬فلا يوجد‬ ‫في أي مرة من امل�رات «توقيت صحيح»‬ ‫للموت‪ ،‬ولكن شارون رحل عن الساحة‬ ‫رغ�م أنه واصل العيش لثماني س�نوات‬ ‫اخ�رى‪« .‬ي�ا ل�ه م�ن نح�س»‪ ،‬ق�ال هذا‬ ‫االسبوع سياسي قدمي‪« :‬فقدنا الزعيمني‬ ‫االقوى اللذين ارادا واستطاعا ان يقودا‬ ‫نحو تسوية وتنازالت»‪.‬‬ ‫في هذه املس�رحية التي تسمى ادارة‬ ‫دول�ة‪ ،‬املس�دس ال�ذي كان ف�ي املعركة‬ ‫االول�ى‪ ،‬اال وهو موش�يه يعل�ون‪ ،‬صعد‬ ‫ال�ى املنصة ف�ي املعرك�ة الثاني�ة‪ ،‬وذلك‬ ‫كتصفية حس�ابات على ان�ه لم يعني في‬ ‫حين�ه كرئي�س للاركان لس�نة رابع�ة‪.‬‬ ‫ش�ارون اراد قائد سلاح اجلو الشعبي‬ ‫دان حلوت�س قبل فك االرتب�اط انطالقا‬ ‫م�ن االفت�راض ب�ان بوس�عه ان يخل�ي‬ ‫املس�توطنات «بتصمي�م وحساس�ية»‬ ‫– امليزتين اللتني ال يتمت�ع بهما يعلون‬ ‫بالضبط‪.‬‬ ‫وق�د ش�عر يعل�ون باالهان�ة حت�ى‬ ‫اعماقه وش�رح في حفلة وداعه لرئاسة‬ ‫االركان االم�ر عل�ى النح�و التال�ي‪:‬‬

‫«أتعرف�ون مل�اذا احتذي ح�ذاء عاليا في‬ ‫س�احة هيئ�ة االركان؟ الن�ه يوجد هناك‬ ‫عق�ارب وافاع�ي خطي�رة»‪ .‬ول�م يتأخر‬ ‫ال�رد من دوائر املس�ؤولني عنه‪« :‬هو من‬ ‫ن�وع الناس الذين ليس فق�ط اغبياء بل‬ ‫ويب�دون كاغبياء»‪ .‬يعل�ون كوزير دفاع‬ ‫مغ�رور وممتل�ىء بنفس�ه متت�رس على‬ ‫نح�و جي�د ل�دى رج�ال بلاد اس�رائيل‬ ‫الكامل�ة ف�ي الليكود‪ .‬ومس�اهمته في ان‬ ‫اس�رائيل توج�د اليوم في امل�كان الرابع‬ ‫ف�ي قائمة ال�دول املكروهة ف�ي العالم‪ ،‬ال‬ ‫ب�أس به�ا‪ .‬اما ش�ارون‪ ،‬ال�ذي عمق بعد‬ ‫رابني احللف االستراتيجي مع الواليات‬ ‫املتح�دة بالثمانيني�ات ح�رص ج�دا‬ ‫بال�ذات عل�ى كبري�اء وزراء اخلارجي�ة‬ ‫االمريكيني‪ .‬واخلطأ الوحيد الذي ارتكبه‬ ‫هو عندما ق�ال لكوندالي�زا رايس ان لها‬ ‫ساقني جميلتني‪.‬‬ ‫يعل�ون – ال�ذي ق�ال ع�ن كي�ري‬ ‫ان�ه مه�ووس ومس�يحاني و»اقت�رح»‬ ‫التخل�ص من�ه وم�ن خطت�ه م�ن خلال‬ ‫منح�ه جائزة نوب�ل – ينبغ�ي ان يكون‬ ‫مجنون�ا كي يتحدث هكذا كوزير للدفاع‪،‬‬ ‫يحص�ل عل�ى مئ�ات ماليين ال�دوالرات‬ ‫بتعزي�ز ق�وة اس�رائيل‪ .‬السياس�ة ال‬ ‫تتش�كل من اعتبارات باردة فقط‪ .‬خلفها‬ ‫يوجد اناس‪ .‬وحتى ليبرمان وقف دفاعا‬ ‫عن كيري‪ ،‬بقول�ه ان اقتراحه هو افضل‬ ‫ما حصلنا عليه في أي وقت من االوقات‪.‬‬ ‫ان اجلمهور ليس واع للخطر الذي يكمن‬ ‫ل�ه ف�ي غي�اب اتف�اق‪ .‬امري�كا ل�ن تبقى‬ ‫بالض�رورة صديق�ة حميم�ة ال�ى االبد‪.‬‬ ‫كيف يق�ال بالعبري�ة غي�ر الطليقة؟ هي‬ ‫ايضا قد تتلقى ذات يوم نوبة جنون‪.‬‬ ‫هآرتس ‪2014/1/17‬‬


‫‪10‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫ثقافة‬

‫«زمن العشق واجلنون»‪ ...‬أو استعارة القوة التشكيلية للحياة‬ ‫أسامة عرابي ٭‬ ‫■ يق�دم لنا الكاتب املصري املتع�دد املواهب عاطف عبد الرحمن‬ ‫ف�ي روايته الثانية «زمن العش�ق واجلنون»الصادرة عن دار إبداع‬ ‫للنش�ر والتوزي�ع (‪ ،)2013‬بع�د «أي�ام اإلم�ام»(‪ ،)2010‬وثمان�ي‬ ‫مسرحيات‪ ،‬واثني عش�ر كتابا ملسرح الطفل‪ ،‬وستة أعمال لإلذاعة‪،‬‬ ‫باإلضاف�ة إلى كتاب للتلفزيون دع�اه باسم»بالد احلواديت»‪ ،‬يقدم‬ ‫عمال روائيا ممتعا وعذبا‪..‬طاعت له احلرفة‪ ،‬ورهفت لغته الشعرية‪،‬‬ ‫عبر مقابلة تش�ف عن ج�دل املعيش واحمللوم ب�ه‪ ،‬وأن الناس أفراد‬ ‫يُ كمل�ون سردهم الفري�د حليواتهم‪ ،‬ب�ل إن تكوين ال�ذات يكمن في‬ ‫احتف�اظ الفرد بحكاية عن نفسه أو نفسه�ا‪ ،‬عامال على صون هوية‬ ‫االستقلال‪ ،‬والبحث في إمكاناتها اخلصبة التي ِّ‬ ‫متكنه من الوصول‬ ‫إلى صيغة فنية حتقق له فعاليته التاريخية‪.‬‬ ‫فما الذي يشير إليه عنوان روايته هذه»زمن العشق واجلنون»؛‬ ‫بوصف�ه األف�ق املش�رع عل�ى التجرب�ة األدبي�ة‪ ،‬واملف�رد اجلماع�ي‬ ‫لتجاذبات الداللة وخياراتها الفنية؟‬ ‫يق�ول «لس�ان العرب»‪ :‬العش�ق إفراط ف�ي احلب‪ ..‬سئ�ل اإلمام‬ ‫الفقي�ه حافظ املذه�ب املالكي»أبوالعباس بن أحمد ب�ن يحيى» عن‬ ‫احل�ب والعش�ق‪:‬أيهما أحمد؟ فقال‪ :‬احلب ألن العش�ق في�ه إفراط‪،‬‬ ‫ويسم�ى العاش�ق عاش�قا؛ ألن�ه يذبل م�ن ش�دة الهوى‪ ،‬كم�ا تذبل‬ ‫تخض�ر ث�م َت�دِ ُق وتصفر‪»..‬له�ذا ق�د يُ فني‬ ‫العش�قة‪ :‬وه�ي ش�جرة‬ ‫ُّ‬ ‫العش�ق آجالنا‪َّ ،‬‬ ‫ترونه�ا» كما قالت امرأة من بني‬ ‫وإنا نرى عيونا ال ْ‬ ‫عذرة الذين ُتنسب إليهم األسطورة العذرية أو أسطورة العذريني‪..‬‬ ‫أوقد يصيب العش�ق صاحبه باجلن�ون‪ ،‬على نحو ما حدث ل»قيس‬ ‫امللوح»مجنون ليلى العامرية الذي قتله العش�ق‪ ،‬وذهب بعقله‬ ‫ب�ن َّ‬ ‫الهُ يام‪.‬‬ ‫وق�د قال «سانش�و دي بنثا» مخاطبا «دون كيش�وت» وهو على‬ ‫ف�راش امل�رض‪« :‬إن أكبر جن�ون ميك�ن أن يرتكبه اإلنس�ان‪ ،‬هو أن‬ ‫ي�دع نفسه مت�وت دون أن يقتله أح�د‪ ،‬ودون أن يُ جهز عليه ش�يء‬ ‫م�ن احل�زن»‪ ..‬وهو ما عبرت عن�ه رواية «زمن العش�ق واجلنون»؛‬ ‫حين رمت م�ن وراء مجازها ه�ذا‪ ،‬إلى طرح أسئل�ة احلب والغضب‬ ‫والف�رح والرفض واحلرية والبحث عن الوجود احلقيقي‪ ،‬وكش�ف‬ ‫زي�ف احلي�اد واجلبن والالمب�االة‪ ..‬وبذل�ك ين�درج اإلنس�ان ف�ي‬ ‫سياق مش�روع بديل يغيِّ ر نظرته إل�ى العالم‪ ،‬ويعمِّ ق وعيه بدوره‪،‬‬ ‫املق�اوم‪ ،‬ب�دال م�ن تبرئ�ة الذمة باإلش�فاق‬ ‫ويحرض�ه عل�ى الفع�ل‬ ‫ِ‬ ‫والبكاء‪.‬‬ ‫وهن�ا نتوق�ف عند التوطئ�ة التي صدَّ ر بها عاط�ف عبد الرحمن‬ ‫روايت�ه قائلا‪ ...:‬في عالم تكثر فيه البش�اعة‪ ..‬ال أمل�ك َّإلا أن أمسك‬ ‫بالقل�م ألكت�ب‪ ،»..‬أي إن الكتاب�ة جغرافيت�ه األنطولوجي�ة الت�ي‬ ‫يستعي�د م�ن خالله�ا حريت�ه املفتق�دة‪ ،‬وتعين�ه عل�ى فه�م ال�ذات‬ ‫والعال�م؛ وجتريب أش�كال تعبيرية جدي�دة‪ ،‬وتأسيس قيم جمالية‬ ‫مغايرة‪ ،‬محتفيا باحلاضر في جتدده الدائم‪.‬‬ ‫له�ذا أهدى روايته لثالثة من الرج�ال الذين»تقاطعت خطواتهم‬ ‫م�ع درب حياتي‪ ..‬فأحدثوا فيها فارقا‪ ..‬لكنني لم أنتبه لهذا الفارق‪..‬‬ ‫كرس‬ ‫َّإل�ا بعد رحيلهم»‪ .‬د‪ .‬محمد السيد سعيد‪..‬املثقف النقدي الذي َّ‬ ‫حيات�ه للدف�اع عن حق�وق اإلنسان‪ ،‬وتطوي�ر إطار جدي�د للمعرفة‬ ‫قادر على نق�ض احلدود التي يقيمها احلاض�ر وجتاوزها نحو آماد‬ ‫مستقبلية جتعل التنوير جزءا من مصيرنا التاريخي‪ ..‬األستاذ عبد‬ ‫ضحى بحياته؛ من‬ ‫املنعم كراوية‪..‬املناضل النقابي اليس�اري الذي َّ‬ ‫أج�ل متكني مجتمعه م�ن العبور من ملك�وت الض�رورة إلى ملكوت‬ ‫احلرية‪ ..‬األست�اذ محمد عبد اللطيف سعيد‪ ..‬املثقف وكاتب املسرح‬ ‫اليس�اري ال�ذي آم�ن أن املس�رح ح�وار وص�راع نابعان م�ن رؤية‬ ‫واضحة للظروف احمليطة باإلنسان‪ ،‬ودفعه إلى رفض التصالح مع‬ ‫واقعه السائد‪ ،‬واالصطدام بالقوى املستفيدة من تكريسه وتأبيده‪.‬‬ ‫وبذل�ك تضع رواية «زمن العش�ق واجلنون» ال�ذات موضع تساؤل‬ ‫تكش�ف فيه عن نفسها في اختالفها وتوتره�ا وحركتها احلرة‪ ،‬عبر‬ ‫حواري�ة متع�ددة األبعاد‪ ،‬تتقاس�م فيها ش�خصيات الرواية وقائع‬ ‫حكاياته�ا‪ ،‬م�ن خالل «ص�ور»أو «مش�اهد» أو وجه�ات نظر تصبح‬ ‫مرايا لبعضه�ا بعضا؛ فتمسي بنية احلكاية مث�ل بنية الذاكرة التي‬ ‫ينفتح فيها املاضي على احلاض�ر‪ ،‬وتبزغ فيها «املقاومة التي تبديها‬ ‫التواريخ اخلاصة نحو العوملة الشاملة»بتعبير بول ريكور‪ ،‬ينهض‬ ‫بروايتها سارد عليم «مؤلف ضمن�ي»‪ ،‬يتبنى خطابا روائيا تتقاطع‬ ‫مستويات�ه اللغوية والرمزية والنفسي�ة ؛ ليدفعنا إلى إعادة قراءة‬ ‫الواق�ع بش�روطه املادي�ة والتاريخي�ة‪ .‬وهن�ا نلتق�ي ب»يوس�ف»‬ ‫الش�خصية املركزية التي تتناس�ل منها حكايات كثيرة َ‬ ‫تنش�دّ إليها‬ ‫مبالط خفي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وه�و مناضل نقاب�ي يساري يعمل عل�ى تنظيم الطبق�ة العاملة‬ ‫وتوحي�د صفوفها واالرتقاء بوعيها وب�أدوات نضالها‪ ،‬في مواجهة‬ ‫اإلدارة املتعنت�ة املستقوي�ة باألجه�زة األمنية»يقت�رح يوس�ف أن‬ ‫يقوم اجلميع باإلضراب عن العمل‪ ،‬يرى أن ذلك هو السبيل الوحيد‬ ‫للحص�ول على احلق�وق املنهوب�ة‪ ..‬الوجوه من حول�ه تنكر قوله‪..‬‬ ‫يتعج�ب يوس�ف‪ ،‬ينظ�ر إل�ى الوج�وه احمليط�ة ب�ه؛ وج�وه عمال‬ ‫سرق�ت حقوقهم‪ ،‬وال يطالبون س�وى مبطالب عادل�ة‪ ،‬تعينهم على‬ ‫مواجه�ة أعباء احلي�اة‪ .‬أدرك من نظراتهم املكس�ورة أنهم لن يقفوا‬ ‫إل�ى ج�واره‪ ..‬يؤمن أن ق�وة العم�ال في وحدته�م‪ ،‬لكنه�م مكبلون‬ ‫بقيود حياتية وعائلية‪ ،‬متنعهم من املغامرة والدخول في هذا الدرك‬ ‫الصعب»‪.‬‬ ‫ق�رر «خوض التجرب�ة منف�ردا؛ دفاعا عن حق�وق هؤالء‪..‬‬ ‫له�ذا َّ‬ ‫ودخ�ل إضرابا مفتوحا عن الطعام ‪،‬معتصم�ا في ذات الوقت مبكان‬ ‫العم�ل»‪ ..‬وجنح إضرابه جزئيا في إرغ�ام اإلدارة على «االستجابة‬ ‫إل�ى بع�ض املطال�ب العمالي�ة»‪ ..‬لك�ن أجهزة األم�ن املتربص�ة به‪،‬‬ ‫أبعدت�ه إل�ى «عم�ل إداري‪ ،‬بعي�دا ع�ن ال�ورش»‪ ،‬وع�ن االلتصاق‬ ‫املباش�ر بالعم�ال وقضاياه�م‪ .‬غير أنه ل�م ينقطع عنه�م‪ ،‬وظل على‬ ‫عالق�ة وثيق�ة بهم؛ محاوال جتذي�ر وعيهم‪ .‬فأحس�وا باخلجل ألنهم‬ ‫«خذل�وه حين ترك�وه وحي�دا يواج�ه ه�ذه اآلل�ة الرهيب�ة للقم�ع‬ ‫واالستب�داد»‪ ..‬وأدرك�وا ْأن ال ش�يء يتحق�ق أو مكس�ب ينت�زع من‬

‫دون ثمن ومواجهة‪ ..‬األمر الذي جعل «يوسف»عرضة لرقابة أمنية‬ ‫صارمة»فرضت على منزله»‪ ،‬وعلى حتركاته «فش�عر باالنقباض‪..‬‬ ‫واقترب�ت حلظة االعتقال»‪ ..‬يخبره صديقه «بأنه يجب أن يختفي؛‬ ‫حت�ى ته�دأ األمور‪ ..‬يحت�ار يوس�ف‪ ،‬أين يختب�ئ في ه�ذه املدينة‬ ‫الصغي�رة‪ ..‬وت�دور بذهنه ص�ورة الندمي الذي اختف�ى ألعوام في‬ ‫أحض�ان مصر‪ ..‬لك�ن بورسعيد صغيرة ومحاص�رة‪ ،‬ترصد عيون‬ ‫الش�رطة كل األماك�ن»‪ ..‬وأخيرا»يخبره الصديق ب�أن لديه احلل؛‬ ‫حجرة على أحد األسطح‪ ،‬تسكنها امرأة وحيدة‪.»..‬‬ ‫وف�ي حجرة «زينب»أرملة عبد اجلبار تاجر احلش�يش وبائعة‬ ‫املنادي�ل الورقي�ة‪ ،‬يلمح قميصه�ا الداخلي الرخي�ص إلى جواره‬ ‫«ميسك�ه في يده‪ ،‬يرفعه إل�ى أنفه‪ ..‬رائحته جذاب�ة‪ ،‬عكس مظهر‬ ‫الغرف�ة» فيعي»أن هذه املرأة برغم فقره�ا وبساطتها‪ ،‬فإنها تقدِّ ر‬ ‫أنوثته�ا‪ ..‬ث�م راح رأسه ي�دور ويض�ج بهواجس وأفكار ش�تى‪،‬‬ ‫منصت�ا مل�ا يأتيه م�ن أصوات خ�ارج الغرف�ة‪ ،‬حتى ع�اد صديقه‬ ‫ليخب�ره بأنه «سيمكث في غرفة بش�قته ال يغادرها َّإلا بحساب‪،‬‬ ‫ووق�ت تواجد األهل خارجها»‪ ..‬لكن رائح�ة قميص زينب ال تفتأ‬ ‫تعاوده وتلح عليه‪.‬‬ ‫وهن�ا نلم�ح براع�ة الكاتب ف�ي استقط�ار الوجه الش�عوري‬ ‫األوف�ى تعبي�را ع�ن طبيع�ة اإلنس�ان‪ ،‬وم�ا يحايثه م�ن غواية‬ ‫الرغب�ة؛ فيكتش�ف معنى احلياة حين يُ مسي الوج�دان مصدرا‬ ‫حب من َ‬ ‫الكالل؛ فيستعيد قدرته على احلركة‬ ‫لطاقة يشفى بها ا ُمل ّ‬ ‫كلما أدركته العوائق والكوابح‪.‬‬ ‫بَ ْي�دَ أن زين�ب األمي�ة البريئ�ة‪ ..‬اليافع�ة‪ ..‬املتم�ردة‪ ،‬تب�دو‬ ‫جتسيدا حلقيقة ما‪ ،‬أو اكتشافا لها‪ ..‬وهو ما يجعل بنية احلكاية‬ ‫في رواية «زمن العش�ق واجلن�ون» بنية مفتوحة ال تنتهي‪ ،‬بل‬ ‫عندما تنتهي تبدأ‪..‬إذ في حلظة نهايتها‪ ،‬حكاية أخرى جديدة‪..‬‬ ‫يعتمد فيها الراوي على التداعيات الدائرية التي تتداخل فيها‬ ‫املسارات وامل�آالت واملصائ�ر ببعضها البع�ض‪ ..‬وبذلك يزيل‬ ‫لق�اء يوس�ف بزين�ب العالق�ة امللتبس�ة بين ال�ذات واآلخر‪،‬‬ ‫وامح�اء الف�ارق بين احلقيق�ي واملتخيل‪»..‬تع�ددت لق�اءات‬ ‫يوس�ف وأصدقائ�ه على السط�وح‪ .‬تعرف زين�ب أن هناك ما‬ ‫يش�غل يوس�ف وأصدق�اءه‪ ،‬لكنها أب�دا ال تتدخ�ل بالسؤال‪.‬‬ ‫تكتف�ي بتقدمي الش�اي‪ ،‬واجلل�وس على مبع�دة منه�م‪ ،‬تستمع إلى‬ ‫احل�وار؛ َّ‬ ‫عله�ا تفهم منه ما ميك�ن لها به أن تخفف ع�ن يوسف قلقه‬ ‫يقربها من يوسف‪ ..‬لكنها ال تتمكن»‪.‬‬ ‫وانش�غالها‪ ،‬وفي نفس الوقت ِّ‬ ‫وب�دا كالهما «يوسف وزين�ب» وكأنه يبحث عن اآلخ�ر في امتالئه‬ ‫الوج�ودي‪ ،‬وامتداده الكياني في جغرافي�ا ذاته وتاريخها‪ .‬يوسف‬ ‫املناضل الش�يوعي الذي ميلك مشروعا سياسيا اجتماعيا ينزع إلى‬ ‫تغيي�ر الراهن وجت�اوزه نحو فسح�ة مستقبلي�ة إنسانية‪ ..‬ضيف‬ ‫السج�ون الدائم‪ ..‬ال�ذي يرى ف�ي الثقافة جوهره�ا اإلنساني‪ ،‬وما‬ ‫ترم�ي إليه من تعميق وعي جماعي مبصيرنا التاريخي‪ ..‬حتى عجز‬ ‫احملقق عن تكييف تهمة محددة له «فهو في إحدى اجللسات شيوعي‬ ‫م�ول من اخلارج؛ لنش�ر الفك�ر املتطرف داخل البلاد‪ ،‬وفي أخرى‬ ‫يُ َّ‬ ‫إرهابي إسالمي يدعم التيارات اإلرهابية التي حتاول إسقاط نظام‬ ‫احلك�م»؛ إذ ما ال�ذي يبرر– من وجهة نظر احملق�ق‪ -‬وجود «دراسة‬ ‫ع�ن االستبداد ف�ي النظم الش�مولية‪ ،‬إلى جانب دراس�ة أخرى عن‬ ‫أب�ي ذر الغفاري»‪ ،‬ضمن املضبوطات لديه‪ ،‬فضال عن هذه األمش�اج‬ ‫املتباين�ة م�ن الكتب الت�ي وجدها ف�ي مكتبته وتضرب ف�ي كل وادٍ‬ ‫وحقل معرفي‪.‬‬ ‫يع احملق�ق مغ�زى اهتمام املثق�ف النق�دي بالوعي‬ ‫وم�ن ثم؛ ل�م ِ‬ ‫التاريخي‪ ،‬وال معنى حرمان اجملتمع من تاريخه‪ ،‬وال أهمية التنقيب‬ ‫واكتشاف تراثنا املصادَ ر واملطمور‪ ،‬وإعادة قراءة التاريخ الرسمي‬ ‫في ضوء جديد يجلو أبعاده‪ ،‬مبنأى عن التقديس‪ ،‬وخلط اإلنساني‬ ‫بالالهوت�ي‪ ..‬عندئ�ذ ج�رى توصي�ف تهمت�ه عل�ى النح�و التالي‪:‬‬ ‫«االنتم�اء إلى تنظيم محظور يسعى لقلب نظ�ام احلكم بالقوة‪ ،‬عن‬ ‫طريق نش�ر أفك�ار غريبة ع�ن اجملتمع بواسط�ة الق�وة املسلحة»‪..‬‬ ‫ومت اقتياد يوس�ف ومجموعة كبيرة إلى السج�ن؛ لينالوا حصتهم‬ ‫م�ن التعذي�ب واإليذاء البدن�ي والنفسي‪ .‬لكنه ميل�ك حس سخرية‬ ‫ن�ادرا وراقيا َّ‬ ‫النيل منه‪،‬‬ ‫مكنه م�ن تفويت الفرصة على جالديه ف�ي ْ‬ ‫وتوهين�ه‪ ،‬عل�ى نحو ما تبدى ف�ي نهيه»أحد الوافدي�ن اجلدد ممن‬ ‫يطلقون حليته�م طويلة‪ ،‬عن قتل صرصار دخل إلى جوار فرش�ته‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وح�ذره م�ن أن يقت�ل نفس�ا بغي�ر نف�س‪ ..‬ومتث�ل يوس�ف اجلدية‬ ‫ح�رم قتل‬ ‫واحل�زم‪ ،‬وحتول�ت الزنزان�ة إل�ى حلقة نقاش بين من يُ ِّ‬ ‫الصرص�ار إال باحلق‪ ،‬وبني م�ن يُ بيح قتله»‪ ،‬حتى اكتش�ف اجلميع‬ ‫ـ ف�ي النهاي�ة ـ أنه «ك�ان يسخر منه�م»؛ ومن ث�م؛ استدراجهم إلى‬ ‫َش�رك النقاش�ات التافهة والقضايا البائدة‪ ،‬غير أنه َهدَ َف من وراء‬ ‫ذل�ك إلى إش�اعة مناخ من امل�رح واحليوية يُ عني رفاق�ه على جتديد‬ ‫طاقتهم‪ ،‬واستعادة إنسانيتهم في مواجهة َتبدي أي ميول لإلحباط‬ ‫أو الضع�ف أو القنوط‪ .‬لهذا حرصوا عق�ب عودتهم من التحقيق في‬ ‫النياب�ة نهارا‪ ،‬وحفل استقبالهم «أي تعذيبهم» على مدخل السجن‪،‬‬ ‫أن يجتمعوا في الليل ملتابعة األخبار والغناء وتالوة األشعار‪.‬‬ ‫مرت فترة السجن بأشهرها الثالثة بسالم‪ ،‬وعاد يوسف‬ ‫وبذلك َّ‬ ‫إل�ى حيات�ه الطبيعي�ة بروتينها اليوم�ي املعت�اد‪ ،‬وإن أضحى أكثر‬ ‫ح�ذرا لفت�رة من الزم�ن‪ ،‬ولكن «بش�كل عفوي محس�وب» ال مبالغة‬ ‫في�ه وال تضخي�م؛ هربا م�ن الرقاب�ة البوليسية الت�ي ُتحصي عليه‬ ‫حركات�ه وسكنات�ه‪ .‬لك�ن حل�م يوس�ف مبجتم�ع يس�وده اخلي�ر‬ ‫واجلم�ال واملس�اواة والعدال�ة‪ ،‬ويختف�ي من�ه الفق�ر‪ ،‬ظ�ل يكب�ر‪،‬‬ ‫وازدادت حماست�ه وحرارة حواراته اش�تعاال‪ ،‬متمثلا دوما أبيات‬ ‫مرة‪/‬‬ ‫ش�اعر العامي�ة محمد سيف‪:‬هنغن�ي‪ ..‬كما لو كنا بنغن�ي ألول َّ‬ ‫باملرة‪ /‬يتقابل�وا االصحاب بعد غيبة‬ ‫ونح�ب‪ ..‬كما لو كنا ما حبين�ا َّ‬ ‫طويل�ة‪ /‬نف�س اإليدي�ن املعروقين‪ /‬نفس العي�دان النحيل�ة‪ /‬اللي‬ ‫هترس�م م�ن جديد‪ /‬سكة حي�اة للوط�ن»‪ ..‬ومن توق�د حلم يوسف‬ ‫وتوهج�ه‪ ،‬تبزغ زينب كمثل زهرة يتضوع ضوؤها حني يحط فوقها‬ ‫يعس�وب؛ فيتداخل احللم مع الواقع‪ ،‬وتتواش�ج احلياة مع نداءات‬ ‫الروح‪ِّ ،‬‬ ‫فتذكرنا بلقاء شاعر الشعب»سليمان الريس»بـ «آمال» في‬ ‫رواي�ة عاطف عبد الرحم�ن الفاتنة»أيام اإلمام»‪ ،‬ودور الش�خصية‬ ‫الش�عبية في التعرف على احلياة ف�ي تعددها املفعم بالوعود‪ .‬لذلك‬ ‫رفض�ت «زينب» الفتاة الالهية كنظيراتها من البنات الالئي يدرجن‬

‫في مالعب الصبا‪ ،‬بعد مصرع زوجها عبد اجلبار‬ ‫تاجر احلش�يش على ي�د سكان اجلب�ل الغربي‪ ،‬أن يضمه�ا «مللوم»‬ ‫السي�د اجلدي�د للبي�ت والقرية والزراع�ات وكل ش�يء إلى حرميه‬ ‫وممتلكات�ه‪ ،‬مث�ل بندقية عبد اجلب�ار التي ورثها ضم�ن ما ورث من‬ ‫جتر إلى احلظيرة مرة أخرى‪ ،‬مثلما ُج َّرت إلى دَ َّوار‬ ‫َت ِر َكتِ ِه‪..‬وأبت أن َّ‬ ‫عب�د اجلبار لوضع أوراق النب�ات ا ُمل َخدِّ ر اجلافة ف�ي ا ُمل ْن َخل الكبير‪،‬‬ ‫وحتريكه لتتساقط البودرة على األرض‪ ،‬ثم يأتي عبد اجلبار ليزيل‬ ‫العاريين‬ ‫بفرش�اة صغيرة ما علق على جسدي زينب وفت�اة أخرى‬ ‫ْ‬ ‫م�ن غب�ار اختل�ط بعرقهن‪ ،‬ويجم�ع ذلك ف�ي وعاء صغير ف�ي يده‪،‬‬ ‫يطلق عليه»حش�يش ع�رق الصباي�ا»‪ ..‬ثم تزوجها عل�ى الرغم من‬ ‫ف�ارق السن الكبي�ر بينهما مباله ونف�وذه وسطوته‪ .‬بَ ْي�دَ أن زينب‬ ‫ف�رت بجنينها من ه�ذا املناخ البطريرك�ي القائم‬ ‫إث�ر مقت�ل زوجها‪َّ ،‬‬ ‫على تكريس إقصائها وتهميش�ها‪ ،‬ومضت ف�ي طريقها ال تلوي على‬ ‫ش�يء «ال تعل�م إلى أي�ن‪ ،‬ولكنها ل�ن تتوقف حتى يتوق�ف القطار‪..‬‬ ‫وم�ع توق�ف القطار ف�ي محطته األخي�رة‪ ،‬غادرت زين�ب القطار مع‬ ‫املغادري�ن»‪ ،‬لتحط َر ْح َلها في بلد يُ قال له «بورسعيد» لم تسمع عنه‬ ‫من قبل‪ ..‬وفي بورسعيد‪ ،‬بدأت مغامرتها احلياتية‪ِ ،‬‬ ‫مؤس َسة لها على‬ ‫قيم احلرية والرفض للبنية العائلية التي تقوم عليها أسس اجملتمع‬ ‫الفعالة‪،‬‬ ‫التقلي�دي‪ ،‬وانتقص من إمكاناته�ا وقدرتها على املش�اركة َّ‬ ‫فاستأج�رت حج�رة على سط�ح إح�دى البناي�ات‪ ،‬وعمل�ت بائعة‬ ‫للمنادي�ل الورقية‪ ،‬متطلع�ة إلى فجر جديد يُ طل من�ه اجملهول‪ .‬لهذا‬ ‫تعلقت بيوس�ف من حلظة التوتر والقلق الت�ي ينفذ منها املستقبل‪،‬‬ ‫ويش�كل جس�د مصيرنا‪ ..‬حتى إن�ه ما إن «يأخ�ذ ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫كل منهم في ترديد‬ ‫أبيات من الش�عر لش�اعر يفضل�ه»‪ ،‬حت�ى تكون»زينب قد ش�ردت‬ ‫خل�ف أفكارها‪ ،‬ترس�م بالدا بعي�دة وأفقا ال يغيب‪ ،‬وحي�اة لـ«قمر»‬ ‫ـ ابنته�ا ـ ممل�وءة بالبهج�ة وضحك�ات ال تنقط�ع‪ ،‬وحبيب�ا تنتظر‬ ‫أن يع�ود من عمله‪ ،‬تنفض عن�ه عناء التعب‪ ،‬وتأخ�ذه في صدرها‪،‬‬ ‫جياشة‪ ..‬مشاعر لم‬ ‫وحتنو عليه برقتها‪ ،‬وتداعبه مبش�اعر نسائية َّ‬ ‫يسبق لها أن عبرت عنها‪..‬‬ ‫مش�اعر مدفون�ة حتت اجللباب األس�ود الذي تتسرب�ل به أثناء‬ ‫َتجواله�ا ف�ي الش�وارع لبي�ع املنادي�ل الورقي�ة»‪ ..‬وبذل�ك عاش�ت‬ ‫زين�ب عالقته�ا اإلنسانية بيوس�ف‪ ،‬بوصفها حياة ف�ي طريقها إلى‬ ‫التح�ول‪ ،‬تعينها على العثور على موط�ئ قدم في احلياة‪ ..‬وتضعها‬ ‫وجها لوجه أمام أشياء عظيمة فيها تدعوها إلى أن تعيشها بطريقة‬ ‫مختلفة‪ ،‬وبتفكير جديد‪.‬‬ ‫عرفها ال إلى يوسف وحده‪ ،‬ب�ل إلى آخرين تراسلت‬ ‫األمر ال�ذي َّ‬ ‫حياتهم مع جتاربه السياسية‪ ،‬وقاسموه احللم واخليارات ذاتهما‪.‬‬ ‫فالتق�ت ب»حمي�دة» أرملة»صالح» التي ش�اطرته «أفك�اره ا ُمل ِح َّبة‬ ‫للحي�اة‪ ،‬والتواقة إل�ى احلرية واإلصلاح‪ ،‬وبدأت تسمع أش�عاره‬ ‫وأش�عار آخرين‪ ،‬تش�اركه وتش�اركهم حلما مجهوال‪ ،‬ال تعرف كيف‬ ‫يتحقق»‪..‬‬ ‫وظل�ت محتفظ�ة بالعلب�ة الصغي�رة الت�ي حت�وي ذكرياته�ا‪،‬‬ ‫وبداخله�ا منديل حرميي صغي�ر مكتوب بداخل�ه‪« :‬هنغني‪..‬كما لو‬ ‫بامل�رة»‪ ،‬وهما‬ ‫كن�ا بنغن�ي ألول مرة‪ /‬ونحب‪ ..‬كم�ا لو كنا ما حبينا َّ‬ ‫البيتان الش�عريان نفسهما اللذان سمعتهما زينب من يوسف أثناء‬ ‫ش�روده وهو يجلس عل�ى سطح العم�ارة باجتاه البح�ر؛ فأدركت‬ ‫الع�روة الوثق�ى الت�ي ترب�ط بينهم�ا‪ ،‬وأحبت حمي�دة أكث�ر عندما‬ ‫أنبأته�ا بقصة حبه�ا لصالح‪ ،‬متحدي�ة أباها الرافض ل�ه‪ ،‬والراغب‬ ‫ف�ي تزويجه�ا م�ن رج�ل ينتمي إل�ى طبق�ة «له�ا أص�ول اجتماعية‬ ‫معين�ة»‪ ..‬وم�ن ثم؛ انحازت إل�ى صالح وما ميثله م�ن توجه فكري‬ ‫وسياس�ي‪ ،‬فتزوجته في غرفة ضيقة على سطح عمارة بحي العرب‬ ‫في بورسعيد‪ ،‬وراحت ِّ‬ ‫متن�ي نفسها «باحلياة التي حلمت بها ليالي‬ ‫طويل�ة»‪ ،‬بعد أن رف�ض والدها اإلسهام بأي نفق�ات في هذا الزواج‬ ‫نتيجة متسكها به‪ ،‬ودفعه إلى الرضوخ إلرادتها‪..‬‬ ‫غي�ر أن حمي�دة ع�ادت ـ ف�ي نهاي�ة املطاف ـ إل�ى من�زل العائلة‬ ‫ُمرغم�ة إثر وف�اة والدها في حادث سيارة عل�ى الطريق املؤدي إلى‬

‫دمي�اط‪ ،‬واضطرارها إلى تسديد ديون�ه املتراكمة عليه‬ ‫بع�د أن تأث�رت جتارته» باحل�رب الدائرة ف�ي منزله‪،‬‬ ‫حت�ى ق�ارب عل�ى اإلفلاس»‪ ،‬وبي�ع بع�ض املقتنيات؛‬ ‫وتوفي�را للنفقات»‪ ..‬لكن «صالحا ي�زداد كل يوم محبة‬ ‫في عيني حميدة‪ ،‬وهو يقوم برعاية ش�ؤونها وحياتها‪،‬‬ ‫ويحبه�ا ويُ ِّ‬ ‫علمها الكثير والكثي�ر»‪ ..‬غيرأنه يلقى حتفه‬ ‫على يد جلاوزة النظام ودولته القمعي�ة الذين أعادوه‬ ‫إلى زوجته ملفوفا في كفن‪ ..‬وهو املآل عينه الذي انتهى‬ ‫إلي�ه حمدي تلمي�ذ صالح الذي كان «يعامل�ه كابن له أو‬ ‫أخ أصغ�ر‪ ،‬وه�و الذي ق�دَّ م له الكثي�ر من الكت�ب‪ ،‬وكان‬ ‫يهدي�ه األش�عار»‪ ،‬لكن�ه م�ات نتيج�ة التعذيب‪،‬بع�د أن‬ ‫متكنت األجهزة األمنية من «كش�ف ما بحوزته من وثائق‬ ‫خاص�ة بتورط رموز سياسية في فضائح فساد ورش�وة‬ ‫جنسي�ة‪ ..‬بعد أن ألق�وا به على مدخل ب�اب العمارة وهو‬ ‫ين�ازع املوت»‪..‬أم�ا يوسف فق�د قتله أمني الش�رطة الذي‬ ‫اغتص�ب زينب وأه�ان أنوثتها‪ ،‬أوعلى ح�د تعبير الراوي‬ ‫الش�اعري ‪ :‬قتل�ه م�ن سبق ل�ه أن قتلها ذات ليل�ة باردة‪،‬‬ ‫وبنفس البرودة قتل حلمها» في االرتباط بيوسف‪ ،‬وبناء‬ ‫حياة ملؤها احلب واجلمال اإلنساني اآلسر‪ .‬ونزل يوسف‬ ‫وأصدق�اؤه إلى الش�ارع يقودون اجلماهير الش�عبية ضد‬ ‫يدوي بالش�عارات‬ ‫مستغليهم وغاصبي حقوقهم‪ ،‬وصوته ِّ‬ ‫وهو محمول على أكتافها‪ ،‬مناديا بالعدل واحلرية والكرامة‬ ‫ِّ‬ ‫يش�كل العقبة‬ ‫اإلنساني�ة‪ ،‬فقتله نظ�ام النيوليبرالية الذي‬ ‫الرئيسة أمام قيام دميقراطية حقيقية‪ ..‬وبقدر ما يشير إليه‬ ‫قت�ل يوسف وزمالئه من إدانة للدولة البوليسية الغش�وم‪،‬‬ ‫عبر عنه في‬ ‫َّإل�ا أن املوت عند عاطف عبد الرحمن يعبِّ ر ـ كما َّ‬ ‫روايت�ه األولى «أيام اإلم�ام» موت سليم�ان الريس وآمال ـ‬ ‫ع�ن وعي مبا بني املعرف�ة احلقة واملوت من مت�اس وتعالق؛‬ ‫على نحو ما أخبرتنا به مح�اورة «فيدون» ألفالطون؛ حيث‬ ‫املوت حياة في عالم آخر يستطيع فيه املرء أن يتحدث بحرية‬ ‫مع أورفيوس وموزايوس وهزيود وهوميروس؛ وفي ذلك ال‬ ‫يك�ون جزاء من يطرح األسئلة القتل!ألم ْ‬ ‫يقل لنا «سبينوزا»‪:‬‬ ‫إن آخر ما يفك�ر فيه الرجل احلر هو املوت‪ ،‬ألن حكمته ليست‬ ‫تأملا للموت‪ ،‬بل تأمل للحياة‪ .‬لكن رواية «زمن العش�ق واجلنون»‬ ‫ال تك�ف عن م�راودة الرؤي�ا‪ ،‬واستبط�ان ذات اإلنس�ان وال وعيه؛‬ ‫بعني كاميرا تبدو شاهدا موضوعيا مستقال‪ ،‬وعبر مشاهد متوفزة‪..‬‬ ‫الهث�ة‪ ..‬متوت�رة‪ ..‬وحتري�ك للمجموعات‪ ،‬وتش�كيل داخ�ل الكادر‪،‬‬ ‫نلمح م�ن خالله زينب وهي تصرخ»بأعل�ى صوتها منادية يوسف‪،‬‬ ‫لك�ن صوته�ا ض�اع وس�ط هتاف�ات املرددي�ن‪ ..‬حملت يوس�ف ينزل‬ ‫م�ن على األكت�اف‪ ،‬ويقترب من ق�وات األمن املوجودة ف�ي مواجهة‬ ‫املتظاهرين في املي�دان‪ ..‬اقترب يوسف من أحد أفراد األمن‪ ،‬وكادت‬ ‫أن ُت َج َّ‬ ‫�ن‪ ..‬إن�ه نف�س أمين الش�رطة الذي كان�ت تبحث عن�ه أليام‬ ‫ط�وال‪ ..‬ذلك ال�ذي ألقاها كوم�ة ممزقة من املش�اعر ف�وق كومة من‬ ‫ُ‬ ‫القمامة في أرض الدريسة ذات مساء‪.‬‬ ‫صرخ�ت بأعلى صوته�ا َّ‬ ‫عله يُ مسك لها برجل الش�رطة‪ ..‬ضاعت‬ ‫صرخاته�ا وس�ط الهتافات املدوي�ة واحلناجر الغاضب�ة»‪ .‬وراحت‬ ‫زينب تواصل نداءاتها وسط االشتباكات الدائرة باأليدي والعصي‬ ‫واحلج�ارة‪ ،‬بين اجلماهير املتدافعة والش�رطة‪ ،‬محذرة يوسف من‬ ‫وصوب�ه باجتاهه ليُ رديَ �ه قتيال‪.‬‬ ‫أمين الش�رطة الذي رفع سالح�ه‬ ‫َّ‬ ‫غير أنها «حملت من اخللف وجه أمني الشرطة‪ ،‬وعلى وجهه ابتسامة‬ ‫باردة‪ .‬كان زمالء أمني الش�رطة يسحبون�ه إلى اخللف‪ ،‬ويحملونه‬ ‫بعيدا عن اجلماهير الغاضبة‪.‬‬ ‫متن�ت لو وصل�ت إليه؛ ذل�ك ال�ذي قتل يوم�ا حلمها ب�أن تكون‬ ‫مستو‬ ‫إنسان�ة سوي�ة ـ وصحتها؛إنسان�ا سويا ألن «إنس�ان» لفظ‬ ‫ٍ‬ ‫يش�ترك في�ه املذك�ر واملؤنث‪ -‬ثم قت�ل اآلن حلمها بيوس�ف»‪ .‬وهنا‬ ‫يفتح موت يوسف على زمن غائم ملتبس‪ ،‬مجهوله أكبر من معلومه؛‬ ‫فيفضي بنا إلى االرتياب والتس�اؤل والالمفكر فيه والقلق والتمرد‬ ‫والغض�ب‪ .‬ف»سارت زينب مدفوع�ة بقوة غير مرئي�ة‪ ،‬ال تعلم إلى‬ ‫أين هي ذاهبة‪ ..‬وتاهت وسط اجلموع الغاضبة‪ ..‬املتطاحنة‪.‬‬ ‫ول�م يسم�ع عنها أحد بع�د ذلك ش�يئا»‪ .‬وكأمنا ُحك�م على زينب‬ ‫أن تظ�ل منفية ف�ي أحالمه�ا املقتولة‪ ،‬م�ع طفلتها «قم�ر» التي رجت‬ ‫له�ا حي�اة مغايرة‪ ،‬لك�ن األق�دار ألقت بها ف�ي سدمي اجمله�ول الذي‬ ‫يحثه�ا على خ�وض مغامرة جدي�دة؛ َّ‬ ‫عله�ا تستعيد فيها ش�يئا من‬ ‫ُنث�ار صبواته�ا امل�وءودة! فهل نح�ن أمام مج�رى يسير ه�ادرا من‬ ‫الصيرورة‪ ،‬إلى احملايثة‪ ،‬إلى االختفاء بلغة الفلسفة؟‬ ‫وبذل�ك تغ�دو ع�ودة صلاح إل�ى حمي�دة ف�ي منتص�ف اللي�ل‪،‬‬ ‫ومغادرت�ه قب�ل الش�روق‪ ،‬متجس�دا ف�ي ص�ورة رجل يلتص�ق بها‬ ‫ويداعبه�ا‪ ،‬واعتيادها وجوده إل�ى جوارها ليلة إث�ر ليلة؛ لترتدي‬ ‫ل�ه املالبس التي ميكن نزعها بسرعة‪ ،‬وت�رش جسمها بالعطر الذي‬ ‫ً‬ ‫مداعبة للطي�ف امليتافيزيقي‪ ،‬وإحي�اء للجدل العميق‬ ‫يحب�ه‪ ،‬تغدو‬ ‫واألصي�ل بني الش�ك واليقين‪ ،‬وحض�ورا للذات أم�ام ذاته�ا وإزاء‬ ‫األعي�ان املتخارجة عن الذات بلغة الفلسف�ة‪ ،‬أو ضربا من الواقعية‬ ‫السحرية بلغة النق�د األدبي‪»..‬ومن املثير أن فعله اجلنسي معها قد‬ ‫عما قبل وفاته؛ إذ أصبح مدركا لكيفية مداعبتها واستثارتها‬ ‫حتسن َّ‬ ‫َّ‬ ‫وجعلها تشعر باملتعة في كل مرة»‪.‬‬ ‫لهذا ّ‬ ‫تسلط رواية«زمن العشق واجلنون» ضوءها الساطع على‬ ‫حاضر مأزوم‪ ..‬مثق�ل بهمومه وحتدياته‪ ..‬وماأفضى إليه من انهيار‬ ‫على مختلف األصعدة ؛ األمر الذي جعل الطبيب يخيِّ ر زينب «مابني‬ ‫وفاة طفلها في املستشفى احلكومي‪ ،‬وحياته في العيادة اخلاصة»‪،‬‬ ‫دون أن يعب�أ بظروفه�ا وإمكاناته�ا املادي�ة الرث�ة «ساخ�را من قلة‬ ‫اإلمكانات باملستش�فى احلكومي‪ ،‬وعدم الرعاية‪ ،‬واجملازفة بإجراء‬ ‫العملي�ة في هذا املستش�فى»‪ ..‬فلجأت إلى «عمي عب�د احلميد» بناء‬ ‫عل�ى نصيحة حميدة؛ بوصف�ه رجال مبروكا‪ ،‬يق�وم بإجراء أصعب‬ ‫اجلراحات داخل منزله‪ِّ ..‬‬ ‫يحضر أرواح كبار األطباء من شتى أنحاء‬ ‫العال�م؛ ليجروا اجلراح�ات أمامه‪ ،‬والكثيرون م�ن أهل احلي قد مت‬ ‫يديه»‪.‬‬ ‫شفاؤهم على ْ‬ ‫٭ ناقد مصري‬

‫الشاعر املغربي أمجد مجدوب رشيد‪:‬‬

‫شعراء اليوم هم من أبعد القراء عنهم حني بالغوا في حدوسهم وهواجسهم‬ ‫الرباط ـ «القدس العربي»‬ ‫ـ من الطاهر الطويل‪:‬‬ ‫منذ أن أصدر ديوانه األول «وأظهرك على العشق‬ ‫كله»عام ‪ ،2004‬والشاعر املغربي أمجد مجدوب‬ ‫رشيد يسعى إلى تخصيب جتربته الشعرية‬ ‫جتمع لديه عدد‬ ‫وإثراء أدواته الفنية‪ .‬وحني ّ‬ ‫كبير من النصوص الشعرية على امتداد عقد‬ ‫من الزمان‪ ،‬اختار منها الديوان الثاني املوسوم‬ ‫ً‬ ‫قريبا‪ ،‬حيث‬ ‫بـ»نايات لعشق» والذي سيصدر‬ ‫يلتفت الشاعر إلى اليومي والتفاصيل‪ ،‬إلى‬ ‫اإلنساني واالجتماعي‪ ،‬ويتوسع في موضوعة‬ ‫ً‬ ‫مضيفا نصوصا شذرية إلى أخرى طويلة‬ ‫العشق‪،‬‬ ‫وتفعيلية‪ .‬وبذلك‪ ،‬تترسخ لديه مركزية الصورة‬ ‫الشعرية والعناية باجلانب اإليقاعي‪ .‬التقته‬ ‫«القدس العربي» فأجرت معه احلوار التالي‪:‬‬ ‫■ ما الذي قادك الى غواية الشعر؟‬ ‫■ املعم�ار الفاس�ي األندلس�ي األصي�ل‪ ،‬وثراء‬ ‫النق�وش وعب�د احلليم حافظ وال�دم! كان للمكان‬ ‫سح�ره وتأثي�ره العجيب في غضاض�ة الطفولة‪،‬‬ ‫في تفتح أف�واف الروح‪ ،‬وتبس�م العيون لأللوان‬ ‫واألش�كال‪ ،‬وفي أول واردات اجلم�ال والبهاء‪ .‬لم‬ ‫يك�ن املنزل الذي نش�أت فيه عاديا‪ ،‬ك�ان استثناء‬ ‫جماليا‪ ،‬بالسقاية والبئر والسواري والفسيفساء‬ ‫واجلبس املنقوش امللون وفتح�ة السماء الزرقاء‬ ‫وش�جيرة التين الت�ي خرج�ت م�ن أص�ل سياج‬ ‫خش�بي كالدهش�ة كاجمل�از معلقة ف�ي احلدوس‪..‬‬ ‫واألدعي�ة الت�ي حتي�ط نقوش�ها بك�ل اجل�دران‪،‬‬ ‫وبإمي�اءات العاش�قات والعاش�قني‪ ...‬وبرسال�ة‬ ‫عب�د احللي�م حاف�ظ الت�ي َّ‬ ‫توله�ت به�ا فجعلته�ا‬ ‫بطاقة هوية وغلفتها مبش�مع‪ ،‬فلما اكتش�فها العم‬ ‫ثق�ب ِّ‬ ‫كفي مبسم�ار حزامه‪ ،‬وانبث�ق دمها‪ ،‬وصرت‬

‫أمجد مجدوب رشيد‬ ‫الغاوي واملغوي‪.‬‬ ‫■ بني الدي��وان األول والثاني قيد الصدور‪ ،‬ماذا‬ ‫تغير؟ وماذا انضاف؟‬ ‫■ ه�ي مسي�رة تط�ور ف�ي الرؤي�ا واألسلوب‪،‬‬ ‫فقصي�دة النثر إبداع في الرؤي�ا والصورة واللغة‬ ‫واإليقاع‪...‬‬ ‫■ ه��ل مازال��ت هناك حاج��ة الى الش��عر اليوم‪،‬‬ ‫خاص��ة ح�ين يتح�دث البع�ض ع�ن ك�ون الزمن‬ ‫احلالي زمن السرد؟‬ ‫■ يهيم�ن الس�رد عل�ى الت�داول‪ ،‬وم�رد ذل�ك‬ ‫ف�ي نظ�ري إل�ى اللغ�ة واألسل�وب‪ ،‬الش�عراء هم‬ ‫من أبع�د القراء عنه�م‪ ،‬حني بالغوا ف�ي حدوسهم‬ ‫وهواجسه�م‪ ،‬ول�م يكتب�وا نصوص�ا يش�عر به�ا‬ ‫الن�اس‪ ،‬السرد يقوم بهذا‪ ...‬على الش�عراء إعادة‬

‫عش�اق الشعر إلى ساحة الش�عر‪ ،‬ملا وضعت نصا‬ ‫ش�عريا عن «اخل�ذروف « على صفحت�ي في موقع‬ ‫تواص�ل اجتماع�ي‪ ،‬فوجئ�ت مبدى تفاع�ل القراء‬ ‫معه‪ ،‬وإعجابهم به‪« :‬أربع شجيرات ُ‬ ‫نقف ‪ /‬منسك‬ ‫األه�رام اخلش�بية ذوات الس�ن الفض�ي‪ /‬تسي�ل‬ ‫خي�وط من راحاتنا‪ /‬وعيوننا أنهار لهفة وش�وق‪/‬‬ ‫نل�وي خي�وط الريح ‪ /‬خي�وط العم�ر‪ /،‬على عري‬ ‫أهرامن�ا‪ ،‬ونترق�ب تغري�دا‪ /‬ورقص�ا فلكي�ا يلق�ي‬ ‫أهرامن�ا ‪/‬أقمارنا ‪ /‬في غفوات السم�اء‪ /‬نكسوها‪/‬‬ ‫ُن ْرقِ ُصه�ا‪ُ /‬ن َع ِّريه�ا‪ /‬نقص�ف به�ا‪ /‬ونحبه�ا‪ ،‬نحب‬ ‫حتى سنها الفضي»‪.‬‬ ‫وستظ�ل احلاجة على الش�عر‪ ،‬ألنن�ا في حاجة‬ ‫إل�ى إمن�اء اإلنسان�ي والروح�ي فين�ا‪ ،‬وإن ك�ان‬ ‫الس�رد ق�د احتف�ل ب�ه‪ ،‬فللش�عر أدواره اجلمالية‬

‫املمي�زة والتخييلي�ة اخلاص�ة‪ ،‬ول�ه تل�ك امله�ام‬ ‫النفسي�ة الت�ي يتف�وق حين يحس�ن الع�زف في‬ ‫القيام بها‪.‬‬ ‫■ وماذا عن جمهور الشعر في املغرب؟‬ ‫■ الكت�اب املدرس�ي ورؤيت�ه واختيارات�ه‬ ‫اخلاطئة يفقد الشعر أهم رصيد من جمهور القراء‪،‬‬ ‫لي�س لن�ا اهتمام ف�ي املغ�رب‪ ،‬بتش�كيل وتكوين‬ ‫اجلمهور القارئ‪ ،‬كل األنش�طة التي تقيمها وزارة‬ ‫الثقاف�ة واجلمعي�ات ذات االهتم�ام‪ ،‬هي أنش�طة‬ ‫موسمي�ة ال تن�درج ضم�ن تصور ش�مولي ملش�كل‬ ‫الق�راءة‪ ،‬وبني�ة ت�داول الكت�اب غي�ر مضبوطة‪،‬‬ ‫تعتمد على اجله�ود والنفقات الش�خصية‪ ،‬وعلى‬ ‫احل�ظ‪ ،‬م�ن يقي�س مؤش�ر الق�راءة؟ م�ن يخبرنا‬ ‫بأكث�ر الفئ�ات اقتن�اء وت�داوال للكتاب؟ م�ا ميول‬ ‫القارئ املغربي؟‬ ‫بناء جمهور قارئ يحتاج إلى خطة عمل وتصور‬ ‫وبرمجة أهداف وإجراءات‪ ،‬وبناء جمهور الش�عر‬ ‫يحتاج إلى مناضلني‪ ،‬يعيدون للنص الشعري في‬ ‫الكتب املدرسية ألقه وإغراءه اجلمالي‪ ،‬ويعيدون‬ ‫ل�ه حظه م�ن اإلعلام الرسمي والتلف�زي خاصة‪،‬‬ ‫وأن يتم السعي إلى توسيع ش�ريحة قراء الش�عر‬ ‫بطبع مختارات ش�عرية‪ ،‬وإعادة سحر الشعر إلى‬ ‫نفوس الن�اس ووجدانهم ‪ ...‬اآلن جمهور الش�عر‬ ‫باملغرب جمهور نخبوي‪.‬‬ ‫■ هل أنصف النقد جتربتك الشعرية؟‬ ‫■ لقد كتب الدكتور الشاعر محمد علي الرباوي‬ ‫تقدميا لديوان‪« :‬وأظهرك على العشق كله» تناول‬ ‫في�ه موضوعة املدينة في الديوان‪ ،‬وتنوع األمناط‬ ‫الش�عرية فيه (هناك أمر آخر ميي�ز هذه اجملموعة‬ ‫الش�عرية‪ ،‬إن�ه اإليق�اع‪ .‬فق�د آث�ر الش�اعر أمج�د‬ ‫استعمال األمناط الش�عرية التالية‪:‬ـ�ـ القصيدة‪.‬‬ ‫القصيدة احلرة‪ ،‬قصيدة النثر)‪ .‬واللغة الشعرية‪.‬‬ ‫وخصص له الش�اعر املرحوم محمد بن عمارة في‬ ‫حلقة من البرنامج املتيز «حدائق الش�عر»‪ ،‬واألمر‬ ‫نفسه قامت به الش�اعرة املبدعة أمينة املريني من‬ ‫خالل البرنامج اإلذاعي «واحات ش�عرية» بإذاعة‬

‫فاس‪ ،‬وأش�ار الش�اعر ياسني عدنان ف�ي برنامج‬ ‫«مشارف» التلفزيوني إلى صدور الديوان‪ ،‬ولرمبا‬ ‫تقدمي الرباوي جع�ل النقد يراه كافيا!! وعلمت أن‬ ‫األست�اذ الناق�د جنيب العوف�ي تناوله ف�ي ورقة‬ ‫نقدي�ة خالل ندوة بتازة‪،‬لم تنش�ر‪ .‬وأقول لم يقرأ‬ ‫الدي�وان قراءة نقدية منش�ورة‪ ،‬ولس�ت منزعجا‬ ‫لذلك‪ ،‬مهمتي أن أكتب وأبدع ‪....‬‬ ‫■ ه��ل لك أن تتحدث لنا ع��ن طقوس كتاباتك؟ و‬ ‫كيف تتم حلظة اخللق الشعري؟‬ ‫■ كتفت�ق الزه�ر‪ ،‬اجل�ذور والس�اق حتب�ل‬ ‫بالنس�غ‪ ،‬ميأله�ا الش�وق‪ ،‬ت�ود لو تب�وح بسرها‬ ‫اجلميل‪ ،‬وفي حلظة ه�دأة‪ ،‬تسكن العناصر‪ ،‬كأنها‬ ‫تنص�ت لنداء الرب‪ ،‬يصاع�د العبق املنثور جنوما‬ ‫وجالال‪ ،‬وتخطر سيدتي على املرمر كبلقيس‪.‬‬ ‫الكتاب�ة طق�س يف�رض ش�روطه النفسي�ة‬ ‫اخلاصة‪ ،‬بالنسبة لي الشرط األول املهيىء لورود‬ ‫في�وض الن�ص ه�و حالة م�ن االمتلاء والفيض‪،‬‬ ‫تسندها حالة ح�دوس متخلقة‪ ،‬والش�رط الثاني‬ ‫سك�ون روح�ي أو عواص�ف وج�ع‪ ،‬أكت�ب في أي‬ ‫مكان‪ ،‬وفي أي حلظة حان فيها اإليراق‪ ،‬أختار وأنا‬ ‫مع اآلخرين عزلتي اللذيذة فتمارسني الكتابة‪.‬‬ ‫يلعب الطقس احل�رارة أو البرد القارس‪ ،‬فصل‬ ‫الربي�ع‪ ،‬وانش�غاالت األس�رة‪ ،‬وضغ�وط العم�ل‬ ‫واملهن�ة أدوارا ف�ي إبع�ادي أو تقريب�ي لبي�اض‬ ‫الورق�ة‪ .‬هن�اك كثير م�ن نصوصي مؤرخة بش�هر‬ ‫أيار (مايو) أو حزيران (يونيو) لهذه العوامل‪ .‬أما‬ ‫بخص�وص املواضيع الت�ي تراودني عن�د الكتابة‬ ‫فه�ي كثي�رة أهمه�ا اإلنسان ف�ي صراع�ه من أجل‬ ‫احلري�ة‪ ،‬واحلب واملرأة والذات وتفاصيل اليومي‬ ‫والطفولة والوطن الكبير‪...‬‬ ‫أسمعنا ً‬ ‫«نايا» من نايات عشقك؟‬ ‫■ ْ‬ ‫■ أعزف لك من الناي الثالث ناي بعنوان‪»:‬نغم‬ ‫نغم َ‬ ‫مت َّطى ‪/‬‬ ‫نغم مشى عطرا‪ /‬في ذاكرة الغمام‪ٌ /‬‬ ‫«‪ٌ /‬‬ ‫نغ�م َّ‬ ‫اليمام‪/‬‬ ‫�ح كزه�ر الل�وز‪ /‬وغ�ازل‬ ‫تفت َ‬ ‫وه�ام‪ٌ /‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫نغ�م َّ‬ ‫تزي َن‪ /‬وعل�ى زندِ ‪/‬‬ ‫تأر َج َ‬ ‫ترن َ‬ ‫ٌ‬ ‫تل�و َن‪َّ /‬‬ ‫�ح‪َّ /‬‬ ‫�ح‪ْ /‬‬ ‫ِ‬ ‫احلسناء‪ /‬نام‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫ش‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫اليهودي الاليهودي في‬ ‫و«األسرلة» القسرية‬ ‫َ‬ ‫خيري منصور‬

‫■ ق��د يبدو ه��ذا العن��وان منطوي��ا على تناق��ض ظاه��ري‪ ،‬لكنه في‬ ‫العم��ق يختصر االطروحة املضادة التي قدمها املفكر اس��حق دويتش��ر‬ ‫ف��ي محاولت��ه االجاب��ة عن س��ؤال الهوي��ة‪ ،‬هذا الس��ؤال ال��ذي يهجع‬ ‫زمنا ف��ي ادراج الدول��ة العبرية‪ ،‬ثم يث��ار مجددا في اوس��اط اللوبيات‬ ‫اليهودي��ة خصوصا في امري��كا‪ ،‬وألن اطروحة دويتش��ر لم ترق لدعاة‬ ‫عبر بن غوري��ون عن ذلك عندما التقى‬ ‫أس��رلة وصهينة يهود العالم فقد ّ‬ ‫دويتش��ر‪ ،‬ورف��ض مصافحته ليس فق��ط ألنه جازف به��ذا املقترب غير‬ ‫الصهيوني للهوية‪ ،‬بل ألنه ايضا ال يكتب باللغة اليديش��ية التي حتاول‬ ‫اسرائيل احياءها خصوصا بعد ان نال احد كتّ ابها جائزة نوبل وكانت‬ ‫اليديش��ية لغته ‪ .‬وفي اآلونة االخيرة صدر كتابان لعلها مناسبة العادة‬ ‫فتح هذا امللف‪ ،‬احدهما عن الشاعر االملاني هاينة واالخر عن الفيلسوف‬ ‫س��بينوزا‪ ،‬لكن قبل التوقف عند الكتابني وما يطرحانه في هذا السياق‪،‬‬ ‫علين��ا ان نتذكر م��ا حدث لكتاب اصدرت��ه الكاتبة العراقي��ة بديعة امني‬ ‫قبل عقود بعنوان «هل ينبغي احراق كافكا؟» فقد اختفت نس��خ الكتاب‬ ‫ف��ي ظروف غامضة‪ ،‬وما ضاعف الش��كوك حول مصي��ر الكتاب هو ما‬ ‫حاولته الكاتبة من استعادة فرانز كافكا وحتريره من األسرلة القسرية‬ ‫التي س��عت الى أدجلته بأثر رجعي‪ ،‬خصوصا من خالل احدى قصصه‬ ‫بعنوان ابن آوى وعرب ‪.‬‬ ‫ان خطورة هذه االس��رلة تكمن اوال ف��ي تقويل نصوص كافكا كبديل‬ ‫لتأويله��ا فهو ف��ي معظم نصوص��ه كان يثير اش��كالية وجودية تخص‬ ‫االنسان في كل زمان ومكان‪ ،‬هكذا نقرأ كتاب املسخ مثال‪ ،‬وكذلك القلعة‬ ‫حيث يعاقب البش��ر على جرائم لم يقترفوها‪ ،‬ففي املسخ يصحو ساسا‬ ‫م��ن النوم ليجد نفس��ه خنفس��اء مغطاة بالش��عر الكثيف‪ ،‬وف��ي القلعة‬ ‫يذبح البطل ككلب على صخرة‪ ،‬ولس��وء ح��ظ من حاولوا صهينة كافكا‬ ‫قي��ض لهذا الكات��ب وريث ادبي ه��و كونديرا الذي بح��ث عن وقائع‬ ‫ان ّ‬ ‫حدثت بالفعل لس��لفه‪ ،‬وبذلك بدت للمرة الثانية سوريالية كافكا كما لو‬ ‫انه��ا واقعية‪ ،‬لكن بتعريف آخر يوس��ع املصطلح واملرة االولى كانت من‬ ‫خالل قراءة جارودي لكافكا في كتابه الذي اثار س��جاال واسعا بعنوان‬ ‫«واقعي��ة بال ضفاف»‪ .‬فالواقعية بهذا املعنى واقعيات وليس��ت واحدة‬ ‫متاما كما هو احلال مع البنيويات التي ال ميكن اختزالها في واحدة‪ ،‬ألن‬ ‫بنيوية غولدمان التكوينية وذات املرجعية املاركس��ية ليس��ت بأي حال‬ ‫البنيوية الش��كالنية آلخرين‪ ،‬وهناك واقعية فائقة تتحدث عما س��وف‬ ‫يقع وليس عما وقع بالفعل‪ ،‬مثالها قصة شهيرة لتشيكوف الروسي عن‬ ‫خادمة خنقت طف��ل مخدومها بتأثير النعاس وحاجته��ا الى النوم بعد‬ ‫سهر دام يومني وكان الطفل بصراخه يحول دون استغراقها في النوم‪،‬‬ ‫وبعد رحيل تش��يكوف بزمن نش��رت البرافدا الروس��ية حادثة مطابقة‬ ‫متاما لقصة تشيكوف‪.‬‬ ‫*******‬ ‫هاينريش هاينه كما وصفه بودلير نادر ال متلك فرنس��ا شاعرا ميكن‬ ‫ان يقارن به‪ ،‬وقال عنه الفيلس��وف نيتشة انه اول فناني اللغة االملانية‪،‬‬ ‫واعتبره ماركس اهم شاعر املاني بعد غوته‪ ،‬لكن يهودية هاينه اجتذبت‬ ‫بق��وة تلك الدوائر الثقافية واالعالمي��ة الصهيونية التي حاولت جتييره‬ ‫وأدجلت��ه وبالتال��ي اختزاله‪ ،‬لكن عل��ى طريقه قاطع الطري��ق اليوناني‬ ‫بروكوس��ت في االسطورة التي كان ميط سيقان ضحاياه او يبترها كي‬ ‫تناسب مساحة سريره‪.‬‬ ‫تع��رف هاينه عن كثب عل��ى غوته املولع باآلداب الش��رقية وصاحب‬ ‫الدي��وان الش��رقي الذي فنت بحكمة الش��رق يقول كم��ا ورد في ترجمة‬ ‫ماجد اخلطيب مؤلف الكتاب لقصائده ‪:‬‬ ‫اه ايها الفردوسي‬ ‫آه يا حافظ آه يا سعدي‬ ‫ما أقسى عذاب زميلكم‬ ‫آه ما اشد شوقي الى ازهار شيراز‬ ‫ول��د هاين��ه في نهاي��ة الق��رن الثامن عش��ر واطلق عليه والداه اس��م‬ ‫هاري ألن املؤسس��ات االملانية كانت حتظر على اليهود تس��مية ابنائهم‬ ‫بأسماء املانية‪ ،‬وحتول الى املس��يحية وهو في السابعة والعشرين من‬ ‫وغير اسمه الى كريس��تيان وحني التقى كارل ماركس في باريس‬ ‫عمره ّ‬ ‫نشأت بينهما صداقة رغم فارق السن وتسللت الى كتاباته مصطلحات‬ ‫مارك��س كرأس امل��ال وفائ��ض القيم��ة والبروليتاريا‪ ،‬لكن هذا االس��م‬ ‫اجلديد والتحول الى املس��يحية لم مينع الس��لطات االملانية من مصادرة‬ ‫اعماله وأحرق الفاتيكان كتبه ثم عاد النازيون الحراق كتبه ايضا وحظر‬ ‫تداولها‪ ،‬لكن هذه الس��يرة تبقى اطارا وليس��ت جوهرا في نتاج الشاعر‬ ‫ألن ش��جونه ميتافيزيقية بامتياز واقرانه بدءا من هيغل الى املوس��يقار‬ ‫فاغنر وليس انتهاء بنيتش��ة وماركس‪ ،‬لم يكن القاس��م املش��ترك الذي‬ ‫يجمعه��م ايديولوجيا او عقيدة او طائف��ة‪ ،‬ومحاوالت تقويل هاينه على‬ ‫طريقة بروكوس��ت وه��ي ان تعت��رف النصوص مبا تقت��رف ال يوازيها‬ ‫س��وى ش��يطنة فاغنر ذاته او كازانتزاكي الذي كتب عن فلس��طني بعد‬ ‫زيارتها في اربعينيات القرن املاضي او حتى شكسبير بسبب مسرحيته‬ ‫تاجر البندقية‪.‬‬ ‫*********‬ ‫رمبا كان الفيلسوف سبينوزا النموذج االقرب الى التقويل املتعسف‪،‬‬ ‫والكتاب الص��ادر عنه للدكتور عبد القادرجموس��ي بعنوان «س��بينوزا‬ ‫م��ن الطائفة ال��ى الدولة» يق��دم بانوراما عن هذا الفيلس��وف‪ ،‬فس��يرة‬ ‫حيات��ه مش��حونة بتراجيدي��ا حتى النهاي��ة‪ ،‬ولد من عائل��ة يهودية في‬ ‫النصف اآلول من القرن الس��ابع عشر‪ ،‬وش��أن كل اليهود الذين عاشوا‬ ‫ف��ي اس��بانيا حتى س��قوط غرناط��ة كان التعاي��ش ممكنا‪ ،‬لك��ن ملوك‬ ‫قش��تالة اصدروا مرس��وم احلمراء بعد س��قوط غرناط��ة‪ ،‬الذي يطالب‬ ‫اليهود باعتناق املس��يحية او مغادرة البالد‪ ،‬وعلى خلفية هذه االحداث‬ ‫هاجرت عائلة س��بينوزا الى هولندا ثم الى فرنسا‪ ،‬ورغم ان الفيلسوف‬ ‫دخل مدرس��ة يهودية في امس��تردام ودرس كتب الالهوت وتعلم اللغة‬ ‫العبرية اال ان هذه املكونات االولية في حياته لم تصمد امام االفاق التي‬ ‫استجدت عليه‪ ،‬وحاكمته الطائفة اليهودية بقرار بالنّ بذ والتكفير وجاء‬ ‫في القرار ان س��بينوزا ملعون في الدنيا واالخرة والليل والنهار‪ ،‬ويجب‬ ‫عل��ى اجلمي��ع اال يتحدثوا اليه او يقدمو له اية معون��ة او يقرأوا له حرفا‬ ‫واح��دا‪ ،‬وحرض��ت الطائفة اليهودية املس��يحيني عليه‪ ،‬ذل��ك باختصار‬ ‫ألن��ه كما يرى مؤلف الكتاب وضع اللبنات االولى لفكرة الدولة احلديثة‬ ‫احلاضنة للتعدد واحلرية والتسامح كبديل ملنطق الطائفة ودوغمائيتها‬ ‫النابذة لكل اختالف او اجتهاد‪.‬‬ ‫وانتهى س��بينوزا الذي مارس ف��ي حياته مهنة صق��ل الزجاج الذي‬ ‫اصاب��ه مبرض رئوي مزمن اضافة الى صقل مفهوم الدولة الذي عوقب‬ ‫عليه حتى املوت ‪.‬‬ ‫*********‬ ‫نفهم من هذا كله ان العرب املس��لمني في االندلس كانوا مالذا لليهود‬ ‫من محاكم التفتيش‪ ،‬لكن الكنيس اليهودي حتول هو نفس��ه الى محكمة‬ ‫تفتيش ضد اليهود انفسهم‪ ،‬وال ميكن ألي باحث ان يتوصل الى استقراء‬ ‫س��ليم ملا ميارس��ه اليه��ود االش��كيناز‪ ،‬او الغربيون ضد يهود الش��رق‬ ‫(الس��فردمي) ويه��ود الفالش��ا االفارقة‪ ،‬اذا ل��م يعد الى ال��وراء‪ ،‬وحني‬ ‫يرف��ض طلب امرأة يهودية س��وداء حتى لو كانت عضوا في الكنيس��ت‬ ‫م��ن التبرع بالدم ألن دمها ليس نقيا‪ ،‬فمعنى ذلك ان س��ؤال الهوية الذي‬ ‫طرحه دويتش��ر يحتاج الى اعادة نظر‪ ،‬فيهود الفالش��ا السود يطلقون‬ ‫على انفسهم اليوم صفة يهود اليهود!‬ ‫واذا كان ال ب��د م��ن امثل��ة اخ��رى تتخط��ى الثقافي والفلس��في الى‬ ‫السياس��ي ف��إن اغتيال املفك��ر ابراهام لي��ون وهو يهودي بي��د يهودية‬ ‫الساعية الى أسرلة كل املثقفني والفنانني‬ ‫يدحض االطروحة الصهيونية‬ ‫ّ‬ ‫والش��عراء اليهود في التاريخ‪ ،‬ان شيطنة وهتلرة كل مثقف او فنان في‬ ‫العالم يخرج عن بيت الطاعة الصهيونية كما حدث ليهود منهم ش��احاك‬ ‫وتشومس��كي ورايخ وآخرون يقابلها التقويل القسري والبروكوستي‬ ‫لفالس��فة وش��عراء يهود من طراز س��بينوزا وهاينة من اجل اس��رلتهم‬ ‫رغما عنهم وعن كل منجزاتهم الفكرية‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫ثقافة‬

‫قضية الكوميدي «ديودونيه» في فرنسا‬

‫تداعيات‬

‫انتصار الشعبوية وهزمية العقالنية‬

‫مفتتح كتاب الطني‪َ ...‬م َطالِع لل َغ ِريب‬

‫صادق أبو حامد ٭‬

‫سعيف علي ٭‬

‫■ م�رة أخ�رى يتص�در املسرح�ي الساخ�ر ديودوني�ه‬ ‫‪ Dieudonné‬عناوين األخبار‪ ،‬ويغدو املوضوع األول في‬ ‫ً‬ ‫متحوال إلى قضية رأي‬ ‫احلوارات املتلفزة وأعم�دة الصحف‪،‬‬ ‫ع�ام في فرنس�ا‪ .‬املمثل ال�ذي تالح�ق تهمة مع�اداة السامية‬ ‫َ‬ ‫أعماله وتصريحاته منذ تشخيصه لدور مستوطن إسرائيلي‬ ‫في أحد عروضه قبل أكثر من عشر سنوات‪ ،‬يواجه من جديد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثقافيا‪.‬‬ ‫وإعالميا‬ ‫سياسيا‬ ‫غضبا‬ ‫الصخ�ب الذي خلفته قضية ديودوني�ه في جميع وسائل‬ ‫اإلعلام الفرنس�ي ف�ي األسابي�ع األخي�رة‪ ،‬ومش�اهد املئات‬ ‫ً‬ ‫وأحيان�ا اآلالف من معجبيه يهتفون في وجه الش�رطة التي‬ ‫منعته�م من دخ�ول ص�االت العرض بع�د حظ�ر مسرحيته‪،‬‬ ‫ُتظهر قدرة هذا الفن�ان املسرحي املستمرة على إثارة مواقف‬ ‫متناقضة بني اإلعجاب واالستياء‪ .‬استياء بلغ حد الهلع لدى‬ ‫الطبقة السياسية بأعلى مستوياتها‪ ،‬ما جعل وزير الداخلية‬ ‫مانوي�ل فالس يبذل املستحيل إليقاف ع�رض «اجلدار» (‪Le‬‬ ‫‪ )Mur‬ف�ي اللحظ�ات األخي�رة بق�رار م�ن محكم�ة مجلس‬ ‫ً‬ ‫مسبقا‪،‬‬ ‫الدول�ة اإلدارية‪ ،‬في سابقة نادرة جلهة منع عمل فني‬ ‫وه�و ما ي�وازي دور الرقابة التي ألغيت ف�ي فرنسا قبل أكثر‬ ‫م�ن قرن‪ ،‬وجله�ة دراس�ة وإصدار احملكم�ة لقراره�ا بسرعة‬ ‫قياسي�ة ال تتج�اوز الساعتني‪ ،‬وكأننا أم�ام حلظات إثارة في‬ ‫فيلم بوليسي إليقاف انفجار قنبلة في اللحظات األخيرة!‬ ‫معاداة السامية أم معاداة العقالنية‬

‫ال شك أن املمثل الفرنسي ـ الكاميروني أطلق في عروضه‪،‬‬ ‫ب�ل وفي بعض تصريحاته‪ ،‬عب�ارات معادية لليهود‪ ،‬وساهم‬ ‫ف�ي تعزيز الص�ورة النمطية ع�ن مؤامرة حتك�م العالم ً‬ ‫ماليا‬ ‫ً‬ ‫وسياسي�ا ب�إرادة يهودية‪ ،‬وه�ي األفكار األساسي�ة ملعاداة‬ ‫ً‬ ‫السامي�ة تاريخي�ا‪ ،‬إال أن متري�ر ه�ذه املق�والت ف�ي فق�رات‬ ‫ً‬ ‫ج�زءا من سياق‬ ‫ساخ�رة ينزع عنه�ا صفة املوق�ف ويجعلها‬ ‫إبداع�ي فني‪ ،‬م�ا يت�رك لديودونيه هامش من�اورة‪ ،‬ويجعل‬ ‫أي مطالب�ة مبن�ع أعماله تدخال في مواجه�ة صريحة مع حق‬ ‫حري�ة التعبير‪ .‬لذلك بدا أن وزي�ر الداخلية الفرنسي استبق‬ ‫القض�اء‪ ،‬أو أملى عليه‪ ،‬التخاذ موقف صارم‪ ،‬لتتجاوز األزمة‬ ‫قضي�ة املساس بحري�ة التعبير إل�ى أزم�ة مؤسساتية تطال‬ ‫مبدأ فصل السلطات‪.‬‬ ‫ف�ي ه�ذه الهوام�ش القلق�ة يصن�ع ديودوني�ه مملكت�ه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا‬ ‫معتم�دا في األس�اس على جرأته في جت�اوز املقبول‬ ‫(‪ ،)politically correct‬واستثم�ار املسك�وت عن�ه إل�ى‬ ‫احل�د األقص�ى‪ ،‬دون االنصي�اع إل�ى معايي�ر العقالني�ة‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫متاما كحال األحزاب الش�عبوية بشقيها‬ ‫االلتزام باملصداقية‪،‬‬ ‫اليميني واليساري‪.‬‬ ‫يغازل ديودونيه الغضب الش�عبي ضد املتنفذين والنظام‬ ‫املصرف�ي والطبق�ة السياسي�ة‪ ،‬ويق�دم نفس�ه باعتب�اره‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واقتصادي�ا‪.‬‬ ‫ثقافي�ا‬ ‫الص�وت املكت�وم للش�رائح املهمش�ة‬ ‫يض�رب ديودوني�ه إذن ف�ي نقاط ضع�ف النظ�ام السياسي‬ ‫واالقتص�ادي واإلعالم�ي‪ ،‬يساعده ف�ي ذلك ه�روب النخبة‬ ‫املستم�ر م�ن مواجهة تصاع�د ح�س املظلومية لدى ش�رائح‬ ‫واسعة في اجملتمع‪.‬‬ ‫لك�ن ديودوني�ه ال�ذي ك�ان يسخ�ر وينتقد التط�رف في‬ ‫جمي�ع الديان�ات كم�ا في عمل�ه «طلاق باتري�ك» ‪Le( 2003‬‬ ‫‪ ،)Divorce de Patrick‬والذي كان قد ش�ارك في ندوة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فش�يئا إلى‬ ‫ش�يئا‬ ‫بحث ع�ن «كنيسة للملحدين»‪ ،‬كان يتجه‬ ‫ً‬ ‫االنغلاق عل�ى موضوع «حتك�م اليهود بالعال�م»‪ ،‬جاعال من‬ ‫ً‬ ‫جامع�ا لطروحات�ه السابق�ة‪ ،‬دون أن يكترث‬ ‫ه�ذا العن�وان‬ ‫باختزال�ه الالعقالن�ي لقضاي�ا العال�م بخراف�ة (سيط�رة‬ ‫العنص�ر اليهودي)‪ .‬فالفساد وطغي�ان االستهالك والسطوة‬ ‫األمريكي�ة اإلمبريالية الصهيونية‪ ،‬ليس�ت محصلة لسلسلة‬ ‫عوام�ل وعالق�ات اقتصادية وسياسية وجغرافي�ة وثقافية‪،‬‬ ‫بل تعود جميعها إلى سبب وحيد هو اللوبيات اليهودية التي‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا ومن‬ ‫تق�رر وحتكم وتأمر جاعلة من البش�ر عبيدها‬ ‫السياسيني دمى طيعة تنفذ مآربها‪ .‬هذا االنزياح في توجهات‬ ‫ديودوني�ه حقق له من جهة استنفار النخبة الفرنسية‪ ،‬وهو‬ ‫ما ب�ات ميث�ل دعاية صارخ�ة للكومي�دي‪ ،‬ومن جه�ة أخرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا في الش�عبية مع دخول اليمين املتطرف في‬ ‫اتساع�ا‬ ‫صف مؤيديه‪ ،‬خاصة بعد لق�اءات ديودونيه الودية العلنية‬ ‫مع رم�وز «اجلبهة الوطني�ة» ‪ ،FN‬هذا اليمني ال�ذي عادة ما‬ ‫يرت�اح لتبري�ر مش�اكل «الوطن» بدخ�ول وتدخ�ل الغريب‪،‬‬ ‫بينما مازالت العنصري�ة‪ ،‬ومعاداة السامية‪ ،‬متثل مرجعيات‬ ‫محفزة في خطابه‪.‬‬ ‫استثمار التهميش‪ ..‬استغالل الذاكرة‬

‫ل�م يكن م�ن الصعب على ش�خصية باتت متث�ل أحد رموز‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪11‬‬

‫ديودونيه‬ ‫«مع�اداة النظ�ام» ‪ anti system‬أن تثي�ر غض�ب النخب�ة‪،‬‬ ‫وإعجاب املهمشين‪ ،‬في بلد تتسع فيه رقع�ة الفقر والبطالة‪،‬‬ ‫وتهت�ز فيه ثقة الطبقة الوسط�ى بنفسها ومبستقبلها‪ ،‬وسط‬ ‫انهي�ار ف�ي ثق�ة املواط�ن بالطبق�ة السياسية الت�ي تضمحل‬ ‫الفوارق بني ميينها ويسارها‪ ،‬بينما تتسم األوساط اإلعالمية‬ ‫والثقافي�ة بالنمطي�ة واملهادن�ة واحملسوبي�ة‪ ،‬م�ع تصاع�د‬ ‫مش�اعر احلنق لدى املهمشين من أبناء املهاجرين من ش�مال‬ ‫إفريقي�ا وإفريقيا السوداء‪ ،‬خاصة وأن األخيرين يش�عرون‬ ‫بنق�ص الع�دل وازدواجي�ة املعايي�ر (وه�ي التعابي�ر األكثر‬ ‫ً‬ ‫استخدام�ا م�ن قب�ل ديودونيه) طامل�ا أن التاري�خ املأساوي‬ ‫ً‬ ‫لالستعباد واالستعمار يبقى مهمش�ا ف�ي الذاكرة الفرنسية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قانونيا‬ ‫جرم نقاش احملرقة اليهودية (الهولوكوست)‬ ‫بينما يُ ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا غير قابل للمراجع�ة‪ .‬ما يجعل هذه‬ ‫حدث�ا‬ ‫باعتب�اره‬ ‫الش�رائح تش�عر مبظلومية مضاعفة أمام م�ا تعتبره احتكار‬ ‫«اليهود» للمظلومية التاريخية‪ ،‬رغم أن مظلوميتهم تاريخية‬ ‫ومعاصرة في آن ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ص�راع الذاك�رة ه�ذا‪ ،‬ميث�ل واح�دا م�ن أعم�دة خط�اب‬ ‫ديودونيه‪ ،‬فاملنتصر في احلرب العاملية الثانية هو من قرر أي‬ ‫ً‬ ‫جماهيريا‪،‬‬ ‫ذاكرة يجب االحتفاظ بها‪ ،‬والعمل على تنشيطها‬ ‫بينم�ا ُتت�رك ذاك�رة االستعب�اد والعنصري�ة واالستعم�ار‬ ‫مهمشة كحال أبناء ضحاياها‪ .‬هذه الفكرة التي تبدو رصينة‬ ‫ً‬ ‫مقدما‬ ‫للنق�اش‪ ،‬يسقطها ديودونيه في استثماره الش�عبوي‬ ‫ص�ورة مزورة تخل�ط بني معطي�ات التاريخ لتجعل مش�كلة‬ ‫الضحايا وأبنائه�م واحدة من املسؤوليات التاريخية للوبي‬ ‫اليهودي!‬ ‫رمب�ا كان من املمكن تقليص االحتق�ان ببحث الفوارق بني‬ ‫ذاك�رة احملرقة وذاكرتي االستعباد واالستعمار لو أن النخبة‬ ‫الفرنسي�ة لديها ما يكفي من املسؤولي�ة‪ ،‬والوضوح‪ ،‬لنقاش‬ ‫التاري�خ الفرنس�ي‪ ،‬وعل�ى األق�ل تل�ك املراحل الت�ي مازالت‬ ‫تت�رك أزمات في اجملتم�ع الفرنسي املعاص�ر‪ ،‬فذاكرة احملرقة‬ ‫ه�ي ذاكرة داخلية ف�ي فرنسا من حيث املش�اركة واملساهمة‬ ‫ف�ي جرمية اعتق�ال ونق�ل وإبادة يه�ود فرنسيين وأجانب‪،‬‬ ‫وم�ن حيث تعلقها باليهود الفرنسيني أنفسهم‪ ،‬وهي إلى ذلك‬ ‫ترتب�ط مبرحل�ة «إذالل فرنسا» من قبل أملاني�ا النازية‪ .‬بينما‬ ‫ً‬ ‫جغرافيا‪،‬‬ ‫تبدو ذاكرت�ا االستعب�اد واالستعم�ار خارجيتين‬ ‫وأبناؤهم�ا مازال�وا في مساحة س�ؤال االنتماء إل�ى فرنسا‪،‬‬ ‫ناهي�ك عن أن الذاكرتين ترتبطان مبا ال ي�زال يعتبر من قبل‬ ‫أغلب الفرنسيني «أمجاد فرنسا»‪.‬‬ ‫ال يعن�ي ذل�ك إنك�ار دور مجموع�ات الضغ�ط اليهودي�ة‬ ‫القوية‪ ،‬كما ك�ان دور مجموعات الضغط األرمنية بخصوص‬ ‫جترمي إنك�ار اإلبادة بح�ق األرمن من قبل األت�راك‪ ،‬لكن هذا‬ ‫الواقع يستدعي باألحرى أن يسعى أبناء ضحايا الذاكرتني‪،‬‬ ‫ضم�ن عم�ل جمعيات�ي مؤسسات�ي‪ ،‬إل�ى تش�كيل مجموع�ة‬ ‫ضغ�ط في هذا اإلطار لدفع النخبة إلى مراجعة تاريخ الدولة‬ ‫الفرنسي�ة‪ ،‬وش�رح أهمي�ة ذل�ك بالنسب�ة إل�ى الفرنسيين‬

‫ً‬ ‫عموما‪ ،‬وصورة فرنسا ومستقبلها‪ ،‬وليس فقط بالنسبة إلى‬ ‫ً‬ ‫الفرنسيين من أبن�اء الضحايا‪ .‬غير أن ما يح�دث واقعيا هو‬ ‫ً‬ ‫غالبا م�ا مينعها الغضب‪ ،‬والش�عور احلاد‬ ‫أن هذه الش�رائح‬ ‫بالتهمي�ش واإلهم�ال‪ ،‬م�ن بن�اء استراتيجية عم�ل‪ ،‬وغالباً‬ ‫ما تك�ون سهلة االصطي�اد واالستثم�ار من قب�ل الطروحات‬ ‫الالعقالني�ة سواء ارتبط�ت بالتطرف اإلسالم�ي أو بالعداء‬ ‫للسامية‪ ،‬وكالهم�ا يصبان في غير مصلحته�م‪ .‬ولعل موقف‬ ‫إنك�ار احملرق�ة‪ ،‬والذي يتمتع بش�عبية واسعة ف�ي األوساط‬ ‫ً‬ ‫العربي�ة واإلسالمية‪ ،‬يبدو ً‬ ‫صارخ�ا على العبثية وهدر‬ ‫مثاال‬ ‫الطاقات في غي�ر مكانها‪ .‬فاحملرقة التي اعترف بها مرتكبوها‬ ‫وضحاياه�ا ومعاصروه�ا‪ ،‬مازال ينكرها الب�ريء من دمائها‬ ‫ً‬ ‫متام�ا‪ ،‬ليض�ع نفس�ه في موق�ف الدفاع ع�ن هتلر ال�ذي كان‬ ‫جلرائم�ه دور هائ�ل ف�ي نص�رة الصهيوني�ة‪ ،‬ومتكينه�ا من‬ ‫التسل�ط عل�ى الص�وت اليهودي‪ .‬ناهي�ك ع�ن أن العنصرية‬ ‫التي وفرت الغطاء النظري للمحرقة وملعاداة السامية‪ ،‬كانت‬ ‫قد وفرت قب�ل ذلك غطاء لتبرير االستعب�اد واالستعمار‪ ،‬لذا‬ ‫يج�در بضحايا تلك املمارس�ات أن يكونوا أول املناضلني ضد‬ ‫الفك�ر العنصري في جميع جتليات�ه‪ .‬لكن ديودونيه ال يعنيه‬ ‫من نقاش العنصرية إال مقدار ما مينحه من شعبية وضجيج‪،‬‬ ‫ويوفر له فرصة للدخول إلى ساحته املفضلة املعادية لليهود‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أساسا بني اليهودية والصهيونية‪.‬‬ ‫واخلالطة‬ ‫ه�ذا اخللط بين املعتق�د الديني وبين اجلهة الت�ي تدعي‬ ‫ً‬ ‫كثي�را م�ا يش�كل ً‬ ‫فخ�ا للط�رف اخلص�م‪.‬‬ ‫متثيل�ه السياس�ي‬ ‫األكي�د أن مدع�ي التمثي�ل مي�ارس اخلل�ط بوع�ي الحتك�ار‬ ‫صوت اجلماع�ة واستثمارها في مش�روعه‪ ،‬لكن املفارقة هي‬ ‫أن اخلل�ط نفسه ميارسه بجهل الط�رف اخلصم! الصهيونية‬ ‫وفق ه�ذا املثال صاحبة مصلحة في تق�دمي نفسها باعتبارها‬ ‫الص�وت السياس�ي لليهود ف�ي العال�م‪ ،‬لكن الكارث�ة هي أن‬ ‫ضحاي�ا الصهيوني�ة م�ن فلسطينيين وعرب وم�ن يتضامن‬ ‫ً‬ ‫كثيرا ما يعملون في االجتاه ذاته برفضهم التمييز بني‬ ‫معهم‪،‬‬ ‫اليهودية والصهيونية‪ ،‬رغم أن مصلحتهم تقتضي أن يعملوا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واح�دا في العالم‬ ‫يهوديا‬ ‫متام�ا‪ .‬فلو أن‬ ‫ف�ي االجتاه املعاكس‬ ‫ضد الصهيوني�ة فمن الواجب أال يُ حارب ف�ي يهوديته باسم‬ ‫محارب�ة صهيوني�ةٍ هو رافض لها في األس�اس‪ .‬من هنا يبدو‬ ‫اخلل�ط ال�ذي يطيب لديودوني�ه أن يتالعب ب�ه ميثل إهانة‪،‬‬ ‫ليس فقط لليهود غي�ر الصهاينة‪ ،‬بل للقضايا التي يدعي أنه‬ ‫يع�ادي الصهيونية من أجلها‪ .‬لكن م�ا يسعى إليه ديودونيه‬ ‫كم�ا يبدو يبقى خارج تلك احلسابات‪ ،‬لذلك يفضل االستمرار‬ ‫في اللعب على وتر األحقاد اجملانية‪ ،‬والتي متثل في احملصلة‬ ‫نبع شعبيته‪ ،‬ومصدر دخله (وهو مباليني اليوروهات)‪.‬‬ ‫غي�ر أن اإلش�كالية ال تتوقف هن�ا‪ ،‬فما يساع�د ديودونيه‬ ‫وأمثال�ه على تثبيت هذه الفكرة اخلاطئة في ذهن الكثيرين‪،‬‬ ‫هو ت�ردد‪ ،‬ورمبا خوف‪ ،‬غالبية اإلعالميين واملثقفني (ناهيك‬ ‫ع�ن السياسيني الذي�ن يتجنب�ون أي قضايا جدي�ة قد تؤثر‬ ‫ً‬ ‫سلبا عل�ى مستقبلهم السياسي) من ط�رح هذه املوضوعات‬

‫عبدالله إبراهيم يفوز بجائزة امللك فيصل العاملية‬ ‫الدوحة ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫فاز الناقد العراقي عبدالله ابراهيم بجائزة امللك‬ ‫فيصل العاملية في حقل «اللغة العربية واألدب» لعام‬ ‫‪ 2014‬ف�ي مجال الدراس�ات النقدية‪ ،‬تقديرا لبحوثه‬ ‫املعمقة في حتليل الرواية العربية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وج�اء ف�ي حيثي�ات الف�وز أن الدكت�ور عبدالله‬ ‫ابراهي�م «من�ح اجلائ�زة تقدي�را ألعمال�ه العلمي�ة‬ ‫واسهاماته في دراس�ة الرواية العربية احلديثة في‬ ‫املدونة‬ ‫عدد م�ن مؤلفاته‪ ،‬وكان ذا اطالع واسع على ّ‬ ‫السردي�ة العربي�ة ّ‬ ‫التخصص‬ ‫مكنه م�ن ضبط ه�ذا‬ ‫ّ‬ ‫املتعدد املوضوعات واالشكاالت‪.‬‬ ‫وكان�ت حتليالت�ه ّ‬ ‫موفقة إل�ى حدّ بعي�د‪ ،‬وقائمة‬ ‫على قدر من احملاججة واالقناع‪ ،‬وقد أخضع ذلك كله‬ ‫للعناص�ر األصيلة والوافدة م�ن اآلداب والثقافات‪،‬‬ ‫رابط�ا اخلط�اب الس�ردي بغي�ره م�ن اخلطاب�ات‬ ‫عبدالله إبراهيم‬ ‫األخرى»‪.‬‬ ‫يش�ار الى أن عب�د الل�ه ابراهيم أكادمي�ي وناقد‬ ‫متخصص في الدراسات السردية والثقافية‪،‬‬ ‫عراقي‬ ‫ّ‬ ‫وه�و من موالي�د مدينة كرك�وك في ع�ام ‪ .1957‬وقد‬ ‫أصدر ‪ 23‬كتابا وأكث�ر من ‪ 40‬بحثا علميا في كبريات‬ ‫اجملالت العربية‪.‬‬ ‫ن�ال درج�ة الدكت�وراه ف�ي اآلداب العربي�ة ف�ي‬ ‫ع�ام ‪ 1991‬من كلية اآلداب ف�ي جامعة بغداد‪ .‬وعمل‬ ‫أست�اذا للدراسات األدبية والنقدي�ة في اجلامعات‬ ‫العراقي�ة‪ ،‬والليبية‪ ،‬والقطرية منذ عام ‪ 1991‬لغاية‬ ‫ع�ام ‪ ،2003‬ث�م منسق�ا جلائ�زة قط�ر العاملي�ة من‬ ‫‪.2010-2003‬‬ ‫ويعمل حالي�ا خبيرا ثقافيا بالدي�وان األميري‬ ‫ف�ي الدوح�ة‪ ،‬وه�و باحث مش�ارك ف�ي املوسوعة‬ ‫العاملي�ة (‪Cambridge History of Arabic‬‬ ‫‪ .)Literature‬نال في عام ‪ 2013‬جائزة الشيخ‬ ‫زاي�د للدراس�ات النقدي�ة‪ .‬وك�ان حصل ف�ي عام‬ ‫‪ 1997‬على جائزة «شومان» للعلماء العرب‪.‬‬

‫عل�ى طاول�ة النق�اش‪ .‬الواق�ع هو أنه�م يتجنب�ون اخلوض‬ ‫ف�ي التمييز بين الصهيوني�ة واليهودي�ة باستثن�اء التلفظ‬ ‫به�ذا العنوان عن�د الض�رورة دون تعمق‪ ،‬ورمب�ا يعود ذلك‬ ‫إل�ى التهرب من ربط م�ا يبدو السامية لدى أبن�اء املهاجرين‬ ‫بجرائم إسرائيل وأوجاع القضية الفلسطينية‪ ،‬وهو ما يقود‬ ‫م�ن جانب آخر إل�ى جدارة البحث عن الف�وارق النوعية بني‬ ‫السامي�ة غربي�ة والسامي�ة ش�رقية باملستوي�ات التاريخية‬ ‫والثقافية والسياسية‪.‬‬ ‫انتصار ًا للحرية‪ ..‬ال لعاشق االستبداد‬

‫ال تتوق�ف التباسات خطاب ديودوني�ه عند هذا احلد‪ ،‬بل‬ ‫تتج�اوز ذلك باجتاه الغرق في التناقضات‪ .‬فـاملناضل الناقد‬ ‫لفس�اد الطبقة السياسية في فرنس�ا ال يتردد في زيارة معمر‬ ‫القذافي في مملكته كلية الفساد بعيد انطالق الثورة الليبية‪،‬‬ ‫وهو إذ يشتكي تهميش اإلعالم له‪ ،‬ال يجد ما مينعه من زيارة‬ ‫أحم�دي جناد الذي كت�م ونظامه أنف�اس اإليرانيني باحلديد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ورافضا للحرب‬ ‫سلميا‬ ‫والنار‪ ،‬بل إن الفنان الذي يقدم نفسه‬ ‫يص�رح بتأييده ملستب�د استثنائ�ي في إجرام�ه وحربه ضد‬ ‫ش�عبه كبش�ار األسد‪ ،‬وال غرابة ف�ي نهاية املط�اف أن يهتف‬ ‫ه�ذا الباحث ع�ن كنيس�ة للملحدين باس�م حزب الل�ه‪ ،‬وأن‬ ‫ً‬ ‫قمصانا حتمل ش�عارات احلزب‪ .‬فديودونيه‬ ‫يرتدي مرافقوه‬ ‫ال يزعجه أن يبلغ من التناقض حد البكاء على تعثرات حرية‬ ‫التعبي�ر ف�ي فرنس�ا‪ ،‬في الوق�ت الذي يهل�ل للنم�اذج االكثر‬ ‫ً‬ ‫استبدادا في العالم!‬ ‫غي�ر أن فساد خط�اب ديودونيه ال يعني ب�أي حال تبرير‬ ‫السقط�ة احلقوقي�ة الت�ي وقع فيه�ا القض�اء الفرنسي بدعم‬ ‫سياس�ي وحمل�ة إعالمي�ة غي�ر مسبوقة‪ ،‬ف�أن يُ من�ع عرض‬ ‫بش�كل مسب�ق ميثل ممارس�ة صريح�ة لرقابة كامت�ة حلرية‬ ‫التعبي�ر‪ .‬وإذا ك�ان البع�ض يجد ف�ي الهجمة الش�رسة التي‬ ‫توافقت عليها أغلب وسائل اإلعالم الفرنسية ضد ديودونيه‬ ‫ً‬ ‫مسوغ�ا لوقف عمل يثير هذا القدر م�ن االستفزاز‪ ،‬فإننا نرى‬ ‫ف�ي ه�ذا التوافق‪ ،‬وم�ا تاله م�ن أحك�ام استثنائي�ة‪ ،‬صورة‬ ‫معبرة عن اخللل الذي يعيش�ه اجملتم�ع والدولة الفرنسيان‬ ‫حي�ث تنتص�ر الكث�رة والضوض�اء عل�ى قواع�د العقالنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫صحيحا وفق هذه الرؤية أن الدولة انتصرت في هذه‬ ‫وليس‬ ‫اجلول�ة كما عبّ �ر كل من الرئيس الفرنس�ي ووزير الداخلية‪،‬‬ ‫سجل نقط�ة لصاحله حين متكن‬ ‫ب�ل إن ديودوني�ه ه�و م�ن ّ‬ ‫من جر الدول�ة والنخبة إلى ساحة خطاب�ه الالعقالني‪ ،‬قبل‬ ‫ً‬ ‫منتقال إلى عرضه‬ ‫أن يتخل�ى ببساط�ة عن عرض «اجل�دار»‪،‬‬ ‫اجلدي�د «وج�ه الفي�ل» (‪ ،)Asu zoa‬طاملا أن امله�م بالنسبة‬ ‫إلي�ه ه�و تأمني سي�اق فني م�ا‪ ،‬ليدس في�ه خطاب�ه الثابت‪،‬‬ ‫بعد أن ضم�ن اتساع جمهوره‪ ،‬وإضافة حكايات جديدة على‬ ‫خطابه الشعبوي‪.‬‬

‫على ِصفة َ‬ ‫تكون َ‬ ‫الغريب‪ُ .‬معتقدا في ْ‬ ‫ياء َع ِاريةٍ َ‬ ‫اليوم ُ‬ ‫مرج ًحا إقدامك‬ ‫■‬ ‫أش َ‬ ‫َ‬ ‫مت ًاما‪ِّ .‬‬ ‫َ‬ ‫ريرك كلّ‬ ‫َّ‬ ‫تفرغا ُ‬ ‫يسكن َس َ‬ ‫على َسفر َطويل ي ْأتي فِ ي َح ِّب الز ْيتون‪ْ ،‬أو ُم ِّ‬ ‫لصداع َس ْ‬ ‫جدل َصامت عن مقولة أثيرة لديك؛‬ ‫متردد فِ ي‬ ‫قلق‪ّ .‬‬ ‫خوض ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ​َمنام ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ك‪........‬الرائي‪......‬إذا‪)...‬‬ ‫(‪......‬ان‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫كفِ‬ ‫ٍ‬ ‫قهوة‬ ‫ان‬ ‫نج‬ ‫ون‬ ‫تك‬ ‫أو‬ ‫يض‪،‬‬ ‫أب‬ ‫تاء‬ ‫الش‬ ‫كون‬ ‫ى‬ ‫حت‬ ‫ابرة‬ ‫ع‬ ‫ات‬ ‫سح‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫يَ‬ ‫ابَ‬ ‫اليَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫تورق ْ‬ ‫لن َتكون أبَ دا َما َس َّ‬ ‫رسم ُّ‬ ‫ْ‬ ‫يتبقى على ُسور قدِ مي‬ ‫ربما ْ‬ ‫النعاس‪َّ .‬‬ ‫يغدق َّ‬ ‫الص ْحو على ْ‬ ‫من ْ‬ ‫رشق َ‬ ‫ٍ‬ ‫لم‬ ‫لن َتكون ْأي ًضا ِمن ِح‬ ‫ربما ْ‬ ‫الكالم‪َّ .‬‬ ‫اسم ا َملدينة‪ ،‬و ْ‬ ‫كايات ْ‬ ‫لم تكْ تمل في ْ‬ ‫جل‪.‬‬ ‫ورد َكلون َخ ٍ‬ ‫َت َت َّ‬ ‫لن حتدِّ ق فِ ي َ‬ ‫الفراغ ً‬ ‫الصراخ َط ً‬ ‫لالم َ‬ ‫الذاكرة َع ً‬ ‫تكون َّ‬ ‫أبدا‪َ .‬س ُ‬ ‫ويال فِ ي‬ ‫ْ‬ ‫تالء و ُّ‬ ‫ودة ْ‬ ‫مختوما َ‬ ‫شيء َو ًت ْدرك فِ ي ِّ‬ ‫متام ّ‬ ‫السوق‪َ .‬أ َ‬ ‫شار ٍع َواسع‪ْ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫كل‬ ‫نت َتعرف َ‬ ‫باجللبَ ة و ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫خبيئة ا ُمل َتحدِّ ث‪.‬‬ ‫عطفة َك َال ٍم‬ ‫ُ‬ ‫(الغول ال يخيف األصابع‪)......‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫لتب َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫فِ‬ ‫فِ‬ ‫لكْ‬ ‫يدِ‬ ‫حث‬ ‫ن‬ ‫موع‬ ‫الش‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫رى‬ ‫لت‬ ‫اء‪،‬‬ ‫س‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫وغل‬ ‫ت‬ ‫لم‬ ‫ك‬ ‫أن‬ ‫ت‬ ‫قل‬ ‫ة؛‬ ‫مر‬ ‫ناك‬ ‫مع‬ ‫َ‬ ‫َس ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫الغول ّ‬ ‫عن ُ‬ ‫فِ ي ُّ‬ ‫الركن يَ بني َ‬ ‫بيت‬ ‫الطفولة ْ‬ ‫الذي ّأرقك َصغيرا و َما زال ُهناك في ُّ‬ ‫عل َ‬ ‫ويرقص َ‬ ‫لم تتبيّ نه لكِ ن ّ‬ ‫سمع و إصغاء‬ ‫العنكبُ وت‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الرؤية ٌ‬ ‫ُ‬ ‫مك ّأن ّ‬ ‫على َنغم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫المك‪ ،‬وهو يُ َس ِاك ُنك ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أح ِ‬ ‫حتى‬ ‫ف‬ ‫ط‬ ‫بل‬ ‫غول‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫لكن‬ ‫مرعب‬ ‫لشيء ما‪ .‬مخيف و‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫االكْ َ‬ ‫اس ُتنا أنه بدأ يظهر على وجهك‪.‬‬ ‫فر َ‬ ‫تهال‪ .‬يحرس َّ‬ ‫ربما أمرا َّاتفقت َ‬ ‫حلذقك َّ‬ ‫نح ُسدك ِ‬ ‫كسرة(‬ ‫اللعب با َملرايا ا ُمل َّ‬ ‫)كم‪ ...‬كنا ْ‬ ‫هناك فِ ي َ‬ ‫َ‬ ‫مازال َ‬ ‫بائح َكي َال ُ‬ ‫يكون‬ ‫لم يَ صنع ُله أحدٌ وليمة و َذ َ‬ ‫الغسق ْ‬ ‫لم َتره‪ْ .‬‬ ‫لون ْ‬ ‫ُقربانا جديدا أو يَ ُكون َصالة ً َ‬ ‫للغائِ بني فِ ي َعنت ّ‬ ‫الظ ِ‬ ‫ميعا ْأن‬ ‫نص ْح َناك َج ً‬ ‫هيرة‪ .‬قد َ َ‬ ‫حتى َال ُيأ َ‬ ‫كلك ِّ‬ ‫َال تفِ ي ِب ُو ُعودِ ك‪َّ ،‬‬ ‫الذئب َو َ‬ ‫عن‬ ‫يص َو َال دَ ليل ِج َنائِ ّي ْ‬ ‫عار ِبال َ ّ قمِ ٍ‬ ‫أنت ٍ‬ ‫منك فِ ي ْأنهار َ‬ ‫الدّ م ا ُملراق ْ‬ ‫الكلِ مة ا ُمل َّرة‪.‬‬ ‫(لن ْ‬ ‫تخ َس َر أبدً ا رحلتك‪ّ ....‬إنها َو ْجهٌ )‬ ‫ْ‬ ‫النار فكْ َ‬ ‫ّ‬ ‫فقط‪...‬قلب على َّ‬ ‫رس َك ِ‬ ‫الصباحات ّإننا‬ ‫العيد و االنتِ صار‬ ‫رتك َعن َّ‬ ‫َسيُ ْخ ُ‬ ‫طرية جدِّ ا و َخ ُمولة‪ّ .‬‬ ‫لعلها ْ‬ ‫عصي‬ ‫إعالنا َص ِغيرا عن‬ ‫تغدُ و يَ بَ ًسا و ربّ ما َت ْغدو ْ‬ ‫َن َر َاها ِّ‬ ‫ّ‬ ‫الزحف َ‬ ‫على البَ طن و َّ‬ ‫قلع َّ‬ ‫ولم َّ‬ ‫تتوج فِ ي ِسباق َّ‬ ‫لم ُتفلح فِ ي ْ‬ ‫الظهر في‬ ‫الذاكرة‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يش ُ‬ ‫اجتاه َ‬ ‫الرائحة‪َّ .‬‬ ‫ماء آسن‪ْ ،‬‬ ‫قوة ْ‬ ‫عند ٍ‬ ‫لعلك بعدُ‬ ‫تغل ِب ُصنع َ‬ ‫يتحدَّ ر ِب َّ‬ ‫البعوض و َّ‬ ‫قررت بعدها َّأن ُ‬ ‫ْ‬ ‫أصل في املوت‪.‬‬ ‫تذ ُكر ْأوبَ تك َإلى اليقني بعد طول ريبة ّ‬ ‫الطمأنينة ْ‬ ‫َ‬ ‫خلة َ‬ ‫ُ‬ ‫ّأنها ّ‬ ‫األف َكار َّ‬ ‫رية َّ‬ ‫تصن ُع ْ‬ ‫فِ‬ ‫للصيف‪.‬‬ ‫امه‬ ‫أي‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫نح‬ ‫فر‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫ريف‬ ‫كل َخ‬ ‫ْ يَ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫الط َّ‬ ‫كيف َت ُ‬ ‫سقط فِ ي َ‬ ‫تعد‪...........‬قرر َس ً‬ ‫اجلناح)‬ ‫(ال‬ ‫ِّ‬ ‫ريعا ْ‬ ‫لن جتد اشتهاءك‪ .‬ستخوض ّ‬ ‫االنتهاء ِعراك‬ ‫عن البَ ياض‪.‬‬ ‫كل ألوانك بعيدً ا ْ‬ ‫ُ‬ ‫اصلة َ‬ ‫ُ‬ ‫الغرق‪َ .‬‬ ‫فت ّ‬ ‫ذكر ًإذا ْأن ال َت ِصل‪ْ .‬أن ال ْ‬ ‫اخل ُطوط و َف ِ‬ ‫تنهي الدَّ وام‪ْ .‬أن ال تفِ ي‬ ‫ينتهي َ‬ ‫وعودك فال َش ْيء َ‬ ‫منصة‬ ‫ِب ُ‬ ‫الصوت و االعتدال في ّ‬ ‫غير ّ‬ ‫وجه ُّ‬ ‫السرعة َ‬ ‫على ْ‬ ‫على ِّ‬ ‫تص َنع ارتفاعها َ‬ ‫الرقاب‪.......‬‬ ‫خط ِّ‬ ‫من الغريب َّأنها ْ‬ ‫الرأس َ‬ ‫على ُل َّجة البَ ْحر…)‬ ‫( يَ دُ ُ‬ ‫ور َّ‬ ‫يبقى ُهناك َمع َص َ‬ ‫الذي َس َ‬ ‫األف َكار دَ ائِ مً ا َ‬ ‫ما ّ‬ ‫الع ْقل‪ُ .‬ت َ‬ ‫نتخب ْ‬ ‫على َسبيل‬ ‫فاقة َ‬ ‫املسدُ ودَ ة أن َت َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫لِ‬ ‫حفظ َ الفوانيس في‬ ‫األزقة‬ ‫على‬ ‫قى‬ ‫ب‬ ‫لك‬ ‫ذ‬ ‫االقتصادية‬ ‫رورة‬ ‫الض‬ ‫يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫لكنه َ‬ ‫طا ِرئ َ‬ ‫وف َ‬ ‫وابها َ‬ ‫بيل ً‬ ‫أيضا َّ‬ ‫وث ُخ ُس ٍ‬ ‫األ َم ُل فِ ي ُحدُ ِ‬ ‫شياء‬ ‫على َس ٍ‬ ‫ْأب ِ‬ ‫ٍلأل ْ‬ ‫ربما إلسعاف ّأولِ ٍّي‪.‬‬ ‫اج َّ‬ ‫ْ‬ ‫واالحتيَ ِ‬ ‫(ما أكثر َ‬ ‫احلمَ َاقات‪)..............‬‬ ‫مسر َ‬ ‫أج ِل َ‬ ‫دن ميِّ ٍت فِ ي‬ ‫شيء فِ ي ِّ‬ ‫شي ٍء ْ‬ ‫وقةٍ ِم ْن َم ْع ٍ‬ ‫فق ْط ْمل َعة ُ‬ ‫من ْ‬ ‫أي ْ‬ ‫يَ تدَ َّر ُج ُّأي ْ‬ ‫وم ْن َض َ‬ ‫ُّ‬ ‫اب ِ‬ ‫قاس‪ .‬لذلك تبدأ األشياء فِ ي‬ ‫يب أدمي‬ ‫يابس َو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ربا ٍت يَ ائِ َسة َلتقلِ ِ‬ ‫الت َر ِ‬ ‫ألن َ‬ ‫اصفة و َت ْن َتهي كذلك ُهناك َّ‬ ‫والع ِ‬ ‫معدنِ يا‬ ‫األ ْغ ِطيَ َة‬ ‫َع َطش ا َمل َطر َ‬ ‫ْ‬ ‫ليست ِغ َال ًفا ْ‬ ‫يفتحه َ‬ ‫ات َّ‬ ‫الغ ْلق‪َّ .‬‬ ‫الفيزيَ اء َّ‬ ‫تعلق على انسياب َنبَ ِ‬ ‫الل ْب َال ِب‬ ‫وس ٌع ُ‬ ‫تشر ُحهُ ِ‬ ‫َ‬ ‫لكنها ْ‬ ‫َ‬ ‫للدور البَ ِاردَ ة‪.........‬‬ ‫واصنع ِغ َط ًاء ُّ‬ ‫نسى َ‬ ‫احلب َ‬ ‫األولى)‬ ‫رعش ُة‬ ‫ِّ‬ ‫(هل ُت َ‬ ‫أحيَ ًانا َّ‬ ‫الشجرة ِم ْن َو ْجه َّ‬ ‫وجه البَ ِار َحة‬ ‫الن ْجمَ ة ْ‬ ‫حيث يدٌ َم ْمدُ ودَ ة إلى ْ‬ ‫تقترب ْ‬ ‫حتى ّأن َ‬ ‫احل ّب َ‬ ‫رعش َة ُ‬ ‫لط ٍف و ِريبَ ةٍ ‪َّ ،‬‬ ‫ِب ْ‬ ‫ليس‬ ‫ما ْ‬ ‫زالت ُممَ ّر َغة ً بكتابة غريبة‪ .‬قد قلت َ‬ ‫عناد ِّ‬ ‫وثة‪.‬أن َت ُهنا ُم ّ‬ ‫الش ْعر فِ ي احتِ دَ ِام َّ‬ ‫ْ‬ ‫األمر َغير ِ‬ ‫وجد قدمي و ُم َح َاولة‬ ‫الل‬ ‫علق في ْ‬ ‫ْ‬ ‫لم َت ُعد ُت َّ‬ ‫فكر فِ ي فِ ْقدَ انها ِ‬ ‫املترجلني على َخ ّط‬ ‫لصفة‬ ‫يائسة ُ‬ ‫ّ‬ ‫الو ُلوج فِ ي قدَ م َع ْر َجاء ْ‬ ‫املستقيم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلط رديء‪)..........‬‬ ‫(كأن‬ ‫تكون َ‬ ‫إمكان َ‬ ‫احليَ اة ْأن ُ‬ ‫كذلِ ك ِ‬ ‫لعبا‬ ‫ال يبدو ذلك كافيا‪ .‬لن يبدو لك ذلك َكافِ يً ا‪ِ .‬ب‬ ‫ِ‬ ‫ترف‪َ ،‬‬ ‫بت ْو ِضيح فِ ي ُص ْندُ وق ُّ‬ ‫حتى َ‬ ‫وغ ْير ُم ْر َف ٍق َ‬ ‫الل ْعبة‪َّ .‬‬ ‫غي َر ُم ِ‬ ‫كتابتِ ك على الورقة‬ ‫ْ‬ ‫علقني ُهمَ ا َح َ‬ ‫مت ِّ‬ ‫الستِ َعادة ُن َواسها بني َ‬ ‫رفان لم َن ْعرف‬ ‫األر ُج َ‬ ‫وحة ْ‬ ‫البيضاء لم تكف ْ‬ ‫حتى َ‬ ‫كيَ ف ُ‬ ‫نف ُّك فيهما ُ‬ ‫لم َنعرف َّ‬ ‫املسلة‪.‬‬ ‫كيف ُ‬ ‫نعيد ترتيبهما في َع ُمود َّ‬ ‫الطلسم‪ْ .‬‬ ‫( ّأيها الغريب‪)......‬‬ ‫املكا ُن َ‬ ‫على َشكْ ِل َ‬ ‫بالرائِ حة‪َ .‬تمَ دَّ دَ َ‬ ‫َ‬ ‫حيث‬ ‫الغابَ ة‪ْ .‬‬ ‫داع َط ِارئ ْ‬ ‫مم ُلوء َّ‬ ‫األ ِخير لِ َو ٍ‬ ‫إن َ‬ ‫ُ‬ ‫عند ْ‬ ‫واحدة ْ‬ ‫ليس َو ِ‬ ‫اخلالصة َش َج َر ٌة ِ‬ ‫تصعد أو َّأنهَ ا َك َانت‬ ‫اض ًحا ْ‬ ‫كا ْ‬ ‫املن َحدَ ر‪َ ،‬‬ ‫نت ْ‬ ‫تهب ُط َّ‬ ‫سجلت جلبَ ًة َق ِّويّ ة‪َّ .‬انه ا َمل َطر يَ ْح َتفِ ل بغزل‬ ‫ِ‬ ‫لكنها ْأي ًضا َّ‬ ‫الضفيرة ُ‬ ‫ظل َ‬ ‫األ َ‬ ‫ست ُّ‬ ‫لطفلة َ‬ ‫َّ‬ ‫ولى ِ‬ ‫حالِ مَ ة‪....‬‬ ‫احلجر َ‬ ‫القدمي‪).........‬‬ ‫(جسد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لس ّي ُ‬ ‫األص َفر الكِ ِ‬ ‫حيث يَ ْنبُ ُت ُم ْن ُذ ِ‬ ‫ألف َعام‬ ‫العائِ دُ ون َ ؛ َج َسدٌ َقدميٌ َ‬ ‫للح َجر ْ‬ ‫احلوادث‪َ .‬ك ّأنهم ُج ٌ‬ ‫االرتِ ُ‬ ‫الك َالم‪ ،‬و فِ ي َص ْف َحة َ‬ ‫جاف في ِح ْب ِر َ‬ ‫ذذ َت ْستوعبهم اآلن‬ ‫صورة واحدة – محزنة‪َّ -‬‬ ‫جوال لتكون‬ ‫خز َنهَ ا َ‬ ‫أحدُ ُهم فِ ي ُر َق َاقة َص ِغ َيرة لهَ اتف َّ‬ ‫احلكْ مَ ة أن َت ُقول ما أشدّ َف ِض َ‬ ‫قد يَ ُكون ِم َن ِ‬ ‫سلسلة‬ ‫مس ُرودة باِ ّ‬ ‫يحة ُم َ‬ ‫لصور‪ْ .‬‬ ‫قصة ْ‬ ‫َعدِ ميَ ة َ‬ ‫احلب و َّ‬ ‫الشغف‪َ .‬‬ ‫ربما َسعيد ِجدَّ ا و ُمستمتِ ع َح ْول‬ ‫اجل ْدوى َعن كالم‬ ‫ِّ‬ ‫أنت َّ‬ ‫برؤيَ ة َ‬ ‫األ ْب َطال ِم ْث َلما َّأنك َغير ُم َتأ ّكد من ْ‬ ‫تصار‪َّ .‬إنهَ ا ِ‬ ‫احلكايَ ة كمَ ا ُت َّلقن‬ ‫االن َ‬ ‫املائِ دَ ة ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في َّ‬ ‫تش َت ِعل َج ْذوة َّ‬ ‫الو َطنية َلذلك ْ‬ ‫فِ‬ ‫دائِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النار‬ ‫م‬ ‫الح‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫طا‬ ‫األب‬ ‫ما‬ ‫ر‬ ‫تص‬ ‫الشارع‪ .‬يَ ْن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫كل َ‬ ‫وت َّ‬ ‫عن ّ‬ ‫َّ‬ ‫الطهارة و ا َمل ِ‬ ‫الش ِريف‪.‬‬ ‫لإلع َالن ْ‬ ‫سنة ْ‬ ‫(خلِ ُ‬ ‫يط َّ‬ ‫الضمائر‪...‬لِ مَ اذا َت ْص َن ُع ا ُمل ْر ِب َكة)‬ ‫القندِ يل‪َ .‬ضمير ا ُمل َ‬ ‫الرائي‪َ ...‬‬ ‫اجل َسد ْامتِ حان َ‬ ‫رها ْ‬ ‫لم يَ َ‬ ‫فت َّلفت َإلى َج ْذ ٍ‬ ‫خاطبَ ة‬ ‫وة ْ‬ ‫ُّأيّ ها َّ‬ ‫حذ َ‬ ‫انفصام ّ‬ ‫املفرد َع ْودة سيِّ ئة َإلى ُكتب َ‬ ‫ْ‬ ‫رك ِم ْنه‬ ‫الت ْو ِرية ا َملقِ يتة‪ .‬ال َتتمَ دّ د فِ ي َ‬ ‫احل َجر َ‬ ‫أخ َفى َ‬ ‫الطبيب و َ‬ ‫القمَ ر فِ ي َ‬ ‫َّ‬ ‫القدِ مي‪ .‬ال َت َت َص َّنع َّ‬ ‫اكتئاب ْ‬ ‫ربكة كل‬ ‫اللعب ِبا ُمل ِ‬ ‫أخ َ‬ ‫أخ َ‬ ‫برناك ّأن َك َت ْم ِشي فِ ي َّ‬ ‫الصور ُّ‬ ‫النوم ؟ ْ‬ ‫مركبة ُلت َخاتِ َلك‪ْ .‬‬ ‫هل ْ‬ ‫هل ْ‬ ‫عن‬ ‫برناك ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َش َامة َ‬ ‫طلعت فِ ي َو ْج ِهك؟‬ ‫الرائي‪....‬غربتك مسافة‪....‬كن سعيدا بفاء الفناء‬ ‫ّأيها َّ‬ ‫‪...................‬‬ ‫‪.................‬؛‬

‫٭ ناقد فلسطيني‬

‫العرض التونسي «ريتشارد الثالث» يحوز جائزة املسرح العربي‬ ‫الشارقة ـ «القدس العربي»‬

‫ـ من محمد جميل خضر‪:‬‬ ‫وس�ط منافسة ش�ديدة وصل�ت ذروتها في‬ ‫اللحظات األخيرة‪ ،‬ف�ازت املسرحية التونسية‬ ‫«ريتشارد الثالث» دراماتورجيا وإخراج جعفر‬ ‫القاسم�ي عن نص حملفوظ غزال بجائزة أفضل‬ ‫ع�رض مسرح�ي متكام�ل معلن�ة بفوزه�ا على‬ ‫لسان رئيس جلنة التحكي�م الناقد واألكادميي‬ ‫املغربي خالد قاسم أمين‪ ،‬إسدال الستارة على‬ ‫فعالي�ات الدورة السادسة من مهرجان املسرح‬ ‫العربي التي أقيمت في الش�ارقة بتنظيم الهيئة‬ ‫العربية للمسرح‪ ‬ورعاية حاكم الشارقة الشيخ‬ ‫د‪ .‬سلط�ان بن محم�د القاسمي‪ ،‬م�ا بني ‪ 10‬و‪16‬‬ ‫الشهر احلالي‪.‬‬ ‫أمين عام الهيئ�ة العربي�ة للمس�رح الكاتب‬ ‫إسماعيل عبد الله أعلن ف�ي نهاية حفل اخلتام‬ ‫أن ال�دورة السابع�ة م�ن املهرج�ان ستقام في‬ ‫املغرب‪.‬‬ ‫«ريتش�ارد الثال�ث» املنتج�ة م�ن قب�ل فرقة‬ ‫إنتراك�ت برودكش�ن التونسي�ة تنافس�ت قبل‬ ‫حصولها على اللقب م�ع ثمانية عروض عربية‬ ‫م�ن األردن «ع اخلش�ب» ولبن�ان «‪ 80‬درج�ة»‬ ‫والع�راق «عربان�ة» والبحري�ن «عندما صمت‬ ‫عب�د الل�ه احلكوات�ي» واجلزائ�ر «اجلميالت»‬ ‫ومص�ر «حل�م بالستيك»‪ ‬واإلم�ارات بعرضين‬ ‫«نهارات عل�ول» و»دومينو»‪ .‬فيما تنافست في‬ ‫احللقة الضيقة للترشيح من قبل جلنة التحكيم‬ ‫بع�د مش�اهدة العروض م�ع الع�رض العراقي‬ ‫«عربان�ة» إخ�راج عم�اد محمد عن ن�ص حامد‬ ‫املالك�ي‪ ،‬والع�رض اإلماراتي «نه�ارات علول»‬ ‫إخ�راج حسن رجب ع�ن نص ملرع�ي احلليان‪،‬‬ ‫لتخلص جلنة التحكيم وع�ن طريق التصويت‬ ‫إل�ى تفويز الع�رض التونس�ي ال�ذي أبهر عند‬ ‫عرضه جمهور مهرجان املسرح العربي‪ ،‬وحقق‬

‫دهشة الفتة مبقترحاته السينوغرافية وتفوقه‬ ‫الداللي‪.‬‬ ‫النصي‬ ‫األدائي وعمقه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫متثيال وتقني�ات ّ‬ ‫ش�كل مداميك‬ ‫فري�ق كبي�ر‬ ‫جن�اح في العرض ال�ذي نال اجلائ�زة العربية‬ ‫الت�ي حتمل اس�م سلطان ب�ن محم�د القاسمي‬ ‫ً‬ ‫متثيال‪:‬‬ ‫وتبل�غ قيمتها ‪ 100‬ألف دره�م إماراتي‪،‬‬ ‫فاطمة الفاحلي‪ ،‬صبحي عمر‪ ،‬عاصم بالتوهامي‪،‬‬ ‫من�ال الفرشيش�ي‪ ،‬سم�اح التوكاب�ري‪ ،‬ربي�ع‬ ‫إبراهي�م‪ ،‬خال�د الفرجان�ي ويوس�ف م�ارس‪.‬‬ ‫تقني�ات‪ :‬سعدي الزيدان�ي مساعد مخرج‪ ،‬معز‬ ‫لعبيدي إضاءة‪ ،‬صاب�ر القاسمي صوت‪ ،‬نبيلة‬ ‫نصر الله مالبس‪ ،‬زينب العباسي مكياج‪ ،‬بالل‬ ‫سالطنية توظيب عام‪ ،‬هيف�ل بن يوسف صور‬ ‫وإميان حمدي إدارة إنتاج‪.‬‬ ‫حت�رك العرض على امل�دى الزماني واملكاني‬ ‫مبستويي تعبير واح�د باللغة الفصحى تقاطع‬ ‫م�ع مسرحي�ة «ريتش�ارد الثالث» لش�كسبير‪،‬‬ ‫وآخر باللهج�ة التونسية متدد ً‬ ‫أفقيا حول تأزم‬ ‫عائل�ي‪ ،‬دون قطع خي�ط عمودي م�ع احلدوتة‬ ‫املتعلق�ة بطغي�ان ريتش�ارد الثال�ث وأطماع�ه‬ ‫بالسلط�ة التي قتل من أجله�ا وتآمر على أقرب‬ ‫الن�اس إلي�ه أش�قائه وأوالده�م ومريديه وكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحيدا صريع ش�كوكه‬ ‫أخيرا‬ ‫من حوله ليسقط‬ ‫وتش�هيات السلط�ة لديه وع�دم ثقته مبحيطه‬ ‫ّ‬ ‫كله‪.‬‬ ‫وعل�ى م�دى سبعة أي�ام تواصل�ت فعاليات‬ ‫ال�دورة السادسة ملهرجان املس�رح العربي في‬ ‫الشارقة التي اختيرت هذا العام عاصمة للثقافة‬ ‫اإلسالمية‪ .‬ولم تقتصر فعاليات املهرجان الذي‬ ‫تنظم�ه الهيئة العربية للمس�رح على العروض‬ ‫املسرحية بل امتدت لتش�مل عق�د مؤمتر فكري‬ ‫ح�ول «املس�رح والهوي�ات الثقافي�ة»‪ ،‬وإقامة‬ ‫ورش عم�ل عدي�دة حول الدمى وف�ن األراجوز‬ ‫ً‬ ‫كاتبا‬ ‫وغير ذلك‪ .‬كم�ا تضمن املهرجان تكرمي ‪21‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عربيا‪ .‬وكذا تكرمي الفائزين مبسابقات‬ ‫مسرحيا‬ ‫كتابة النصوص املسرحية للكبار والصغار‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫مشهد من العرض التونسي «ريتشارد الثالث»‬

‫٭ شاعر تونسي‬


‫‪12‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫منوعات‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫ً‬ ‫تلفزيونيا‬ ‫فنان وإعالمي يساهم في توثيق أعالم الفن املغربي‬

‫سعيد اإلمام‪ :‬على وزارة الثقافة احتضان‬ ‫التجارب الفنية الشابة ال اغتيالها!‬ ‫الرباط ـ «القدس العربي»‬

‫ـ من الطاهر الطويل‪:‬‬

‫جلنة حتكيم «احلى صوت»‬

‫«أحلى صوت» البرنامج اجلماهيري الكتشاف املواهب‬ ‫يستحق أحلى جلنة حتكيم في البرامج العربية‬ ‫بيروت ـ «القدس العربي» ـ من ناديا الياس‪:‬‬ ‫يحظ�ى برنام�ج «احل�ى ص�وت» في موسم�ه الثان�ي وف�ي حلقاته‬ ‫االول�ى‪ ،‬وال�ذي يب�ث عب�ر محط�ة ‪ MBC‬و‪ LBC‬مس�اء السبت بعد‬ ‫نش�رة االخب�ار بنس�ب عالية م�ن املتابع�ة واالهتم�ام‪ ،‬هذا م�ا اثبتته‬ ‫االحصائيات وارقام «‪ »Rating‬املرتفعة‪.‬‬ ‫وم�ا زال البرنام�ج في مرحل�ة االستم�اع الختيار املواه�ب الغنائيّ ة‬ ‫املميّ �زة من مختلف انحاء العالم العرب�ي‪ ،‬من قبل جلنة التحكيم‪ ،‬التي‬ ‫بقي�ت هي نفسه�ا كما كانت عليه ف�ي املوسم السابق‪ ،‬وه�ي ّ‬ ‫تضم كبار‬ ‫جنوم ّ‬ ‫الفن العربي‪ :‬الفنانة ش�يرين من مصر‪ ،‬والفنانون كاظم الساهر‬ ‫ّ‬ ‫احلالني من لبنان‪.‬‬ ‫من العراق‪ ،‬وصابر الرباعي من تونس‪ ،‬وعاصي‬ ‫وأجمع�ت االراء م�ن قب�ل املتابعني واه�ل االختصاص عل�ى ّأن هذه‬ ‫ً‬ ‫وانسجاما بني‬ ‫اللجنة تعتبر االكفأ واالجمل واالحلى‪ ،‬ال بل االكثر ثقافة‬ ‫بعضها البعض‪ ،‬في الوقت الذي شهدنا خالفات ومشاكل من قبل جلان‬ ‫حتكيم أخرى في برامج هواة مش�ابهة انعكست سلبا على املشاهدين‪،‬‬ ‫واعطت صورة سيئة جدا عن عالقة الفنانني في ما بينهم‪.‬‬ ‫ّام�ا احللقات االولى م�ن برنام�ج ‪ THE VOICE‬وبالعكس‪ ،‬فقد‬ ‫اجلدي بين اعضاء اللجن�ة التي جتمعهم‬ ‫اظه�رت الكثير م�ن التعاون‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فضال عن الهضام�ة والعفويّ ة‪ ،‬التي‬ ‫محبة الفتة وغي�ر مصطنعة‬ ‫ايض�ا ّ‬

‫اخبار فنية‬ ‫النجم روبرت ريدفورد يفتتح مهرجان‬ ‫«صن دانس» لألفالم املستقلة‬

‫روبرت ريدفورد‬

‫■ بارك سيتي (أمريكا) ‪ -‬د ب أ‪ :‬افتتح جنم هوليوود روبرت‬ ‫ريدفورد مهرجان «صن دانس» لألفالم املس��تقلة في والية يوتا‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا املهرجان الذي يقيمه ريدفورد سنويا منذ ‪ 30‬عاما‬ ‫من أكبر مهرجانات األفالم املس��تقلة‪،‬‬ ‫التي تنتج خارج هوليوود‪.‬‬ ‫ومت افتت��اح املهرج��ان ف��ي مدينة‬ ‫بارك س��يتي بعرض فيلم «ويبالش»‬ ‫للمخرج دامني تش��ازيل‪ ،‬والذي يدور‬ ‫حول العب درامز يتعرض لضغط من‬ ‫معلم موسيقى شديد الصرامة‪.‬‬ ‫وق��ال ريدف��ورد ف��ي كلمت��ه‬ ‫االفتتاحي��ة إن األف�لام املس��تقلة ما‬ ‫زالت تواجه صعوبات في احلصول‬ ‫على جوائز أو ج��ذب جمهور كبير‪،‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬مهمتن��ا أن نعرض هذه‬ ‫األفالم هنا»‪.‬‬ ‫وسيعرض خالل املهرجان الذي‬ ‫ستس��تمر فعالياته حتى السادس‬ ‫والعشرين من الشهر اجلاري‪117 ،‬‬ ‫فيلما من ‪ 37‬دولة‪ ،‬بعضها يعرض‬ ‫ألول مرة‪.‬‬

‫■ ل��وس أجنليس ‪ -‬د ب أ‪ :‬حصد فيلم «غرافيتي» (جاذبية)‪،‬‬ ‫املرشح جلائزة أوسكار أفضل فيلم‪ ،‬جوائز اختيار النقاد مساء‪،‬‬ ‫حيث حصد سبع جوائز‪ ،‬بينها أفضل مخرج أللفونسو كوارون‬ ‫وأفضل ممثلة في فيلم حركة (أكشن) لساندرا بولوك‪.‬‬ ‫وحصل فيلم «أمريكان هاس��ل» (احتيال أمريكي) ‪ ،‬الذي نال‬ ‫أيضا ‪ 10‬ترش��يحات لألوس��كار على غرار غرافيتي‪ ،‬على خمس‬ ‫جوائز‪.‬‬ ‫كم��ا ن��ال فيل��م «‪ 12‬عام��ا م��ن العبودي��ة» ‪ ،‬املرش��ح أيض��ا‬ ‫لالوس��كار‪ ،‬جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل ممثلة مس��اعدة‬ ‫للوبيتا نيوجنو‪.‬‬ ‫وذهبت جوائ��ز التمثيل األخرى ملاثيو ماكونهي وجاريد ليتو‬

‫ع��ن فيل��م «داالس بايرز كلب»‪ ،‬وكيت بالنش��يت ع��ن فيلم «بلو‬ ‫جاسمني» (الياسمني األزرق)‪.‬‬

‫مهرجان برلني السينمائي يركز على‬ ‫احلياة األسرية من طوكيو الى تكساس‬ ‫■ برل�ين – رويت��رز‪ :‬تصوير مصاع��ب احلياة األس��رية في‬ ‫طوكي��و وقت احل��رب العاملي��ة الثانية وفي تكس��اس في القرن‬ ‫احلادي والعشرين أكسب مهرجان برلني السينمائي هذا العام‬ ‫نغمة ألفة‪.‬‬ ‫ويتوقع احملللون ان تسلط أضواء املهرجان على فيلم (شبق)‬ ‫للدمنرك��ي الرس فون ترير وفيلم جورج كلون��ي (رجال االثار)‬ ‫ال��ذي يدور حول عمليات النهب التي ق��ام بها النازيون لالعمال‬ ‫الفني��ة وان كان الفيلم��ان يعرض��ان خارج املس��ابقة الرس��مية‬ ‫للمهرجان‪.‬‬ ‫وقائمة االفالم املتنافس��ة على جائزة الدب الذهبي ال حتوي‬ ‫الكثير من جنوم هوليوود لكنها ثرية بالتنوع العاملي‪ .‬ويش��ارك‬ ‫ف��ي املهرجان ‪ 23‬فيما من ‪ 20‬دول��ة من أماكن في أقاصي طرفي‬ ‫العالم مثل الصني واألرجنتني‪.‬‬ ‫وتتناف��س عش��رة أفالم م��ن مجم��وع االفالم املش��اركة في‬ ‫مهرج��ان برلني على جائزة «الدب الذهب��ي»‪ ،‬التي تعلن نتيجتها‬ ‫ف��ي ‪ 15‬فبراي��ر‪ /‬ش��باط وهناك ‪ 18‬فيلم��ا من االفالم املش��اركة‬ ‫تعرض الول مرة‪.‬‬ ‫ويش��ارك االن ريني��ه مخ��رج الكالس��يكيات الش��هير ومنها‬ ‫(هيروش��يما حبي) ع��ام ‪ 1959‬و(العام‬ ‫املاض��ي ف��ي مارينب��اد) ع��ام ‪ 1961‬في‬ ‫املس��ابقة برؤي��ة س��ينمائية ملس��رحية‬ ‫الكاتب االن ايكبورن (حياة رايلي)‪ ،‬التي‬ ‫تدور حول رجل مريض مبرض ال ش��فاء‬ ‫منه‪.‬‬ ‫اما اخملرج اليابان��ي اخملضرم ميوجي‬ ‫يام��ادا‪ ،‬الذي ال يقل مش��واره الفني طوال‬ ‫ع��ن مش��وار اخمل��رج الفرنس��ي‪ ،‬وال��ذي‬ ‫قدم خالله سلس��لة أفالم (الس��اموراي)‬ ‫فيش��ارك ف��ي املهرج��ان بفيل��م (البي��ت‬ ‫الصغي��ر) ال��ذي يص��ور حياة أس��رة في‬ ‫طوكيو قبل اندالع احلرب وخاللها‪.‬‬ ‫وينق��ل اخمل��رج ريتش��ارد لينكليت��ر‬ ‫املش��اهدين أكثر من س��تة عق��ود من حقبة‬ ‫احلرب بفيلمه (فترة الصبا) الذي يدور في‬ ‫تكساس‪ ،‬حيث نش��أ وصوره على مدى ‪12‬‬ ‫عاما عن الطفل الذي يقوم بدوره االرسيمون‬ ‫وأبويه املطلقني ويقوم بدوريهما ايثان هوك‬ ‫وباتريشيا اركيت‪.‬‬

‫جنم سلسلة أفالم «وحدي في املنزل»‬ ‫يتحول للموسيقى‬ ‫■ نيوي��ورك ‪ -‬د ب أ‪ :‬حت��ول ماكول��ي كولكني‪ ،‬الذي س��طع‬ ‫جنمه في مجال التمثيل في صغره‪ ،‬إلى العمل املوسيقي‪.‬‬ ‫ومن املقرر أن يؤدي كولكن‪ ،‬الذي اش��تهر بدوره في سلس��لة‬ ‫أف�لام «وحدي ف��ي املنزل»‪ ،‬م��ع فرقت��ه املوس��يقية «ذي بيتزا‬ ‫اندرجراوند» بنيوي��ورك في الثامن من ش��باط‪/‬فبراير‪ .‬وجرى‬ ‫تكوين الفرقة املكونة من كولكن ‪ 33 /‬عاما‪ /‬وأربعة أفراد آخرين‬ ‫في اآلونة األخيرة تكرميا لفرقة «فالفت اندرجراوند»‪.‬‬ ‫وس��يكون العرض الذي تس��تضيفه قرية غرينت��ش في مانهاتن‪،‬‬ ‫األول في سلسلة حفالت موسيقية مخصصة لألطفال وآبائهم‪.‬‬

‫■ بداية‪ ،‬ما هو جديدك الفني؟‬ ‫■ ه�ذا املوس�م ـ واحلمد لل�ه ‪ -‬كان حافلا بتسجيل أعمال‬ ‫غنائي�ة جديدة من أحلاني؛ فقد انتهي�ت من تسجيل أربع أغان‬ ‫جدي�دة في إطار ف�وزي باستحق�اق مسابق�ة الدعم اخملصص‬ ‫لألغني�ة املغربي�ة م�ن ط�رف وزارة الثقاف�ة‪ ،‬باإلضاف�ة طبع�ا‬ ‫لالغاني التي سجلتها مؤخرا بالقاهرة‪.‬‬ ‫■ وم��اذا ع��ن مش��روعك الغنائ��ي‪ ،‬ال��ذي مت قبول��ه بامتي��از‬ ‫وحص��ل على أكب��ر مبلغ م��ن الدعم ال��ذي التزم��ت وزارة الثقافة‬ ‫بتقدميه للمبدعني بع��د تقييم اللجنة املكلفة باختيار أجود األغاني‬ ‫املرشحة؟‬ ‫■ فعلا‪ ،‬مت إبالغي بواسطة مراسلة م�ن وزارة الثقافة بأن‬ ‫مش�روع األربع أغان�ي الذي تقدمت به في إط�ار الدعم املمنوح‬ ‫من طرف الدولة قد مت قبوله‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬علمت أن املشروع الذي‬ ‫تقدمت به كان من أحسن املش�اريع املقبولة للسنة الثانية على‬ ‫التوال�ي‪ ،‬ومتت دعوتي رسميا لل�وزرة حيث وقعت على العقد‬ ‫م�ن اجل اجناز املش�روع‪ .‬وكم كانت خيبتي كبي�رة حني علمت‬ ‫أن املش�روع حصل فقط على ‪ 22‬ملي�ون سنتيم (حوالي ‪26690‬‬ ‫دوالر أمريك�ي) ب�دل ‪ 30‬ملي�ون سنتي�م (‪ 39536‬دوالر) الت�ي‬ ‫خصصتها الدولة لكل مشروع‪.‬‬ ‫■ علمنا أن وزارة الثقافة اكتفت بقبول ثمانية مش��اريع غنائية‬ ‫وموسيقية‪ ،‬عوض ‪ 15‬مشروعا الذي رصدت له وزارة املالية دعما‬ ‫ماليا‪ .‬كيف حصل ذلك؟‬ ‫■ أكث�ر م�ن ذل�ك أن�ه حت�ى املش�اريع الت�ي ُقبلت ل�م متنح‬ ‫له�ا املبال�غ اخلاص�ة بها‪ ،‬حي�ث مت خص�م مبالغ هام�ة من تلك‬ ‫الت�ي قدمته�ا الدول�ة للمبدعني بعد نض�ال طويل‪ .‬أن�ا بدوري‬ ‫أتساءل‪ :‬من سيستفيد من املبالغ التي قيل لنا إن وزارة الثقافة‬

‫سعيد اإلمام‬ ‫«أودعتها» في «الصندوق األسود‪ ،‬وهي مبالغ تفوق ‪ 800‬مليون‬ ‫سنتيم (حوال�ي ‪ 970 556‬دوالر أمريكي)؟ مع العلم أنني قدمت‬ ‫مع املش�روع «دفت�ر حتمالت» (كتاب التزام�ات) يتضمن جردا‬ ‫دقيقا لكل املصاريف املرتقبة التي تخص املشاريع الغنائية‪.‬‬ ‫■ هل صحي��ح أن األعمال الت��ي قدمت والتي ف��اق عددها ‪80‬‬ ‫مشروعا لم تكن كلها في املستوى املطلوب‪ ،‬لذلك مت االقتصار على‬ ‫قبول ثمانية مشاريع؟‬ ‫■ هذا ليس هو املشكل بالنسبة لي‪ .‬قد تكون اللجنة مصيبة‬ ‫ف�ي أحكامها عل�ى بقية املش�اريع‪ ،‬ولكن املش�كل ه�و أن املبالغ‬ ‫الت�ي صرفته�ا وزارة املالية ل�وزارة الثقافة كان�ت على أساس‬ ‫متوي�ل ودعم املش�اريع الغنائية‪ ،‬وليس م�ن املنطقي واملعقول‬ ‫أن تظل هذه املبالغ في صناديق مغلقة ‪ -‬دون حسيب أو رقيب‬ ‫ دون أن يستفي�د منها بقية املبدعني الذين قدموا مش�اريع قد‬‫تك�ون متوسطة أو ضعيفة ش�يئا ما في نظ�ر اللجنة‪ .‬وبصيغة‬ ‫أخرى‪ ،‬ك�ان على «حكماء» الوزارة أن يتعاملوا مبرونة مع أول‬ ‫التجارب اخلاصة بالدعم‪ ،‬ال أن يغتالوها في املهد‪.‬‬ ‫■ طي��ب‪ ،‬وم��ا ه��ي األص��وات الت��ي تعامل��ت معه��ا ف��ي هذا‬ ‫املشروع؟‬ ‫■ كله�ا أصوات ش�ابة م�ن بينها‪ :‬م�رمي بلمير ودني�ا بطمة‬ ‫ومحسن صالح الدين وسميرة‪.‬‬

‫■ ملاذا الرهان على األصوات الشابة؟‬ ‫■ إن�ه اختيار راهن�ت عليه مند فترة طويل�ة‪ ،‬فكما تعلمون‬ ‫تعامل�ت م�ع املطربة جن�ات مهي�د وعمرها ال يتج�اوز ‪ 12‬سنة‪،‬‬ ‫أي أن أول أغني�ة سجلتها في مساره�ا الفني كانت من أحلاني‪،‬‬ ‫وهاه�ي الي�وم أصبح�ت بحم�د الله م�ن أكب�ر جن�وم األغنية‬ ‫العربية‪ ،‬كما تعاملت مع العديد من األصوات التي كانت ش�ابة‬ ‫كما هو األمر بالنسبة لنادية أيوب ولغيرها‪ ...‬كما أنني تعاملت‬ ‫م�ع كب�ار األصوات من أمث�ال عبد اله�ادي بلخي�اط الذي غنى‬ ‫آخ�ر قطعة قبل اعتزاله لألغني�ة العاطفية من أحلاني‪ ،‬ونعيمة‬ ‫سميح وفؤاد الزبادي ونزهة الش�عباوي ومحمد وعبد العالي‬ ‫الغاوي وغيرهم‪.‬‬ ‫■ تعمل حاليا على إعداد برنامج «توحشناك»‪ ،‬ما الهدف منه؟‬ ‫■ لك�ل برنام�ج تلفزيون�ي خصوصيات�ه وظ�روف بث�ه‬ ‫اخلاص�ة‪ ،‬وبالنسبة لـ»توحش�ناك» فالفكرة تنب�ع من الرغبة‬ ‫في استرجاع ذاكرتنا املفقودة وإعادة االعتبار للرواد املنسيني‬ ‫الذي�ن أن�اروا الطري�ق لألجيال احلالي�ة‪ .‬فنحن نح�اول كسر‬ ‫اجلم�ود عن طري�ق عمل وفكر جماع�ي حداثي ف�ي إطار حركة‬ ‫إعالمية وفنية مغربية ج�ادة ومتفاعلة مع الوجدان الفرجوي‬ ‫املغرب�ي دون السق�وط ف�ي االبت�ذال واالقتص�ار عل�ى التقليد‬ ‫األعمى‪.‬‬

‫مجد القاسم يصور كليب «اديتني أيه» من ألبومه اجلديد‬ ‫القاهرة – «القدس العربي»‪:‬‬ ‫يستع�د الفنان مج�د القاس�م لتصوير ثالث‬ ‫أغنياته املص�ورة‪ ،‬وهي أغنية «اديتني أيه» من‬ ‫البوم «حب وال غل�ب» الذي سيصدر في موسم‬ ‫إج�ازة نص�ف الع�ام‪ ،‬واألغني�ة يغل�ب عليه�ا‬ ‫الطاب�ع الدرامي الذي اش�تهر به مجد في معظم‬ ‫أغنيات�ه مثل «اسمع بق�ى» و»لعبتك» و»قسوة‬ ‫قلبك»‪.‬‬ ‫وتق�ول نش�وى ط�ارق املسؤول�ة اإلعالمية‬ ‫للفن�ان مج�د القاس�م‪ ،‬إن أغنية «اديتن�ي أية»‬ ‫م�ن كلم�ات وأحل�ان الش�اعر وامللحن الش�اب‬ ‫كرمي عيس�ى وتوزي�ع امل�وزع املوسيق�ي ياسر‬ ‫ماجد ومن إخ�راج تامر حربي‪ ،‬ويع�د التعاون‬

‫الثال�ث بني مج�د القاسم واخمل�رج تامر حربي‪،‬‬ ‫حي�ث أخ�رج ل�ه أغني�ة «ح�ب وال غل�ب» وهي‬ ‫أغنية حتمل عنوان األلب�وم‪ ،‬وثاني تعاون بني‬ ‫مجد وتامر حربي هو كليب لديو «يوم جوازنا»‬ ‫م�ع املطربة ف�رح األلفي وهو م�ن كلمات صالح‬ ‫عطية وأحلان مجد القاسم وتوزيع ياسر ماجد‬ ‫وسيتم عرض�ه قريبا ومت تصوي�ره في محمية‬ ‫رأس محمد بشرم الشيخ‪.‬‬ ‫ألب�وم مج�د القاس�م اجلديد يض�م ‪ 14‬أغنية‬ ‫وه�ي «ح�ب وﻻ غل�ب» و»ن�ص قل�ب» و»قرب‬ ‫فحضن�ي» و»مهضوم» و»عربي�ة ‪ »28‬و»حالة»‬ ‫و»اش�تقت إلي�ك» و»كالم�ك وصلن�ي» و»ي�وم‬ ‫جوازن�ا» و»اديتني أيه» و»الوح�دة الصعبة»‬ ‫و»أخيرا» و»كله يخلى بالو»‪.‬‬ ‫مجد القاسم‬

‫سودوكو‬

‫سودوكو لعبة يابانية يقوم الالعب فيها مبلء املربعات الفارغة‬ ‫بحيث ان كل عمود او سطر يجب ان يكتمل بارقام من ‪ 1‬الى ‪9‬‬ ‫شرط استخدام كل رقم مرة واحدة في كل خط افقي وعمودي‬ ‫وكل مربع من املربعات التسعة‪.‬‬

‫احلل السابق‬

‫فيلم «غرافيتي»‪ ..‬الفائز األكبر‬ ‫بجوائز النقاد‬

‫ّ‬ ‫الظ�ل الت�ي يبديه�ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل فنان‬ ‫جتل�ت بوض�وح بينه�م‪ ،‬وال سيّ م�ا خف�ة‬ ‫منهم القناع املش�ترك لالنضم�ام الى فريقه‪ ،‬وهذه االم�ور تبدو محبّ بة‬ ‫ً‬ ‫ايجابا على املشتركني واملشاهدين على‬ ‫وظاهرة للعيان‪ ،‬وهذا ينعكس‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ح�دّ سواء‪ ،‬ويساهم في جناح البرنام�ج اكثر فاكثر فضال عن انه يظهر‬ ‫جتسدها‬ ‫أجمل صورة عن الفنانيّ ن العرب ف�ي تعاملهم ومحبتهم التي ّ‬ ‫جلنة التحكيم هذه‪.‬‬ ‫واش�ادت التعليقات التي نش�طت على مواق�ع التواصل االجتماعي‬ ‫باحملب�ة الصادق�ة واالنسجام الواض�ح بني اعضاء جلن�ة التحكيم في‬ ‫تت ّ‬ ‫ً‬ ‫آمل�ة ان ّ‬ ‫مث�ل فيها جلان التحكي�م في برامج‬ ‫برنام�ج «أحلى صوت»‬ ‫ّ‬ ‫مماثل�ة اخ�رى لتكون ص�ورة مش�رفة وحلوة ع�ن الفنانين وال سيّ ما‬ ‫ام�ام فنانني صاعدين‪ .‬الكل ً‬ ‫اذا ّ‬ ‫يتوقع النج�اح الباهر لبرنامج «‪THE‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ « VOICE‬في موسمه الثاني‪ ،‬ويقولون انه «سيكون كثير حلو» وفقا‬ ‫املتوفرة من احللقات االولى‪ ،‬وال سيّ ما أن جلنة التحكيم هي‬ ‫للمعطيات ّ‬ ‫قيم�ة مضاف�ة على الرغم م�ن ّ‬ ‫التح�دي الواضح النضمام املش�ترك الى‬ ‫اي من الفنانني‪.‬‬ ‫فريق ّ‬ ‫وال يسعن�ا في اخلتام ّ‬ ‫اال متني النجاح لهذا البرنامج‪ ،‬الذي يكش�ف‬ ‫ع�ن غنى عاملنا العربي باالصوات اجلميل�ة واملواهب الفنيّ ة الصاعدة‪،‬‬ ‫فضال ع�ن ابراز صورة حلوة ّ‬ ‫ً‬ ‫ومش�رفة للفنانني الع�رب من خالل أداء‬ ‫جلنة التحكيم في هذا البرنامج‪.‬‬

‫سعيد اإلمام إعالمي وفنان وأحد أبرز مهندسي الفن‬ ‫املوسيقي والغنائي املعاصر باملغرب‪ ،‬أثرى اخلزانة الغنائية‬ ‫املغربية بالعديد من األحلان واألشعار منذ فوزه باملرتبة‬ ‫األولى ملهرجان «أضواء املدينة» في دورته الثانية‪ ،‬مما جعله‬ ‫يتبوأ مكانة مرموقة على امتداد سنوات كثيرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اختط لنفسه مسارا فنيا وإعالميا متميزا ظل يتجدد منذ‬ ‫لقد‬ ‫التحاقه بالقناة الثانية املغربية عام ‪ ،2005‬حيث عمل على‬ ‫إعداد مجموعة من البرامج الترفيهية األسبوعية والسهرات‬ ‫الفنية‪ .‬ويتولى حاليا إعداد برنامج «توحشناك» الذي يشهد‬ ‫إقباال معتبرا ونسبة مشاهدة مهمة من طرف اجلمهور‪ ،‬كما‬ ‫يحظى بتقدير عشاق الفن الغنائي األصيل‪.‬‬ ‫التقته «القدس العربي»‪ ،‬فكان معه احلوار التالي‪:‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫ابـــــراج‬ ‫احلمل‪:‬‬ ‫أحوالك احلاضرة تشهد فترة أفضل بكثير من االيام السابقة‪ .‬رغم‬ ‫بعض الصعوبات الصغيرة لكن حياتك االجتماعية تتكلل بالنجاح‪.‬‬ ‫الثور‪:‬‬ ‫إذا لم يكن اجلميع من رأيك فهذا اليعني ان سوء التفاهم سوف‬ ‫ً‬ ‫دبلوماسيا كعهدنا بك ومرر مقترحاتك على طبق‬ ‫يقع المحالة‪ .‬كن‬ ‫مزخرف‪.‬‏‬ ‫اجلوزاء‪:‬‬ ‫مبادرات طيبة تتعلق مبستقبلك‪ ،‬ستحل مشكلة قدمية عن طريق‬ ‫جهودك الشخصية‪ ،‬تنعم بجو ايجابي على الصعيد العاطفي ‪.‬‏‬ ‫السرطان‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أخيرا على‬ ‫إنك تبتعد عن الثرثرة والتقبل باألفكار املزورة‪ ،‬حتصل‬ ‫ماكنت تنتظره منذ وقت طويل بفضل جهودك ومثابرتك على أعمالك‪.‬‏‬ ‫االسد‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ستجد نفسك مجبرا على التقدم خطوة جديدة في عالقاتك العملية‬ ‫‪،‬كن ً‬ ‫مرنا ما أمكن والظروف احلالية تعمل لصاحلك ‪.‬‏‬ ‫العذراء‪:‬‬ ‫قم باخلطوات الالزمة لزيادة ارباحك‪ ،‬يجب أن تدخل تعديالت‬ ‫جذرية على طريقة تعاملك مع االخرين‪ ،‬وفاق مع برج احلمل‏‬ ‫امليزان‪:‬‬ ‫لن يطول بك األمر لكي تكتشف احلقيقة التي تنتظرها‪ .‬ميكنك ان‬ ‫تسمع نصائح ولكن في النهاية أنت الذي تقرر ماذا تصنعه بحياتك‪.‬‏‬ ‫العقرب‪:‬‬ ‫التترك الذكريات تسيطر على تفكيرك فالوقوف على االطالل لن يعيد‬ ‫ً‬ ‫عاطفيا وجهك يفضح مشاعرك التي حتاول اخفاءها‏‬ ‫عجلة الزمن‬ ‫القوس‪:‬‬ ‫ً‬ ‫قلقك املتواصل المبرر له خصوصا أن رغباتك تتحقق‪ ،‬تأتيك فرصة‬ ‫طيبة هذه الفترة فتقوم بعمل مهم حتصد منه النجاح‪.‬‏‬ ‫اجلدي‪:‬‬ ‫اعتمد على حدسك في مواجهة املواقف وحل بعض املشاكل استقرار‬ ‫وسعادة في احلياة العاطفية ولكن عليك ببعض التنازالت‪.‬‏‬ ‫الدلو‪:‬‬ ‫التظهر الكثير من الكرم ألنه يخشى ان تهتز ميزانيتك‪ ،‬بإمكانك وضع‬ ‫ً‬ ‫جيدا‪.‬‏‬ ‫مخططات ولكن دعها تنضج‬ ‫احلوت‪:‬‬ ‫تقبل جميع االقتراحات بطيبة خاطر‪ .‬اعتمد على مقدرتك اخلاصة‬ ‫وانزع من رأسك فكرة فشلك باملهمة‪ .‬لقاء جديد قد يتطور‪.‬‏‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫منوعات‬

‫النظام يستجير من رمضاء الواقع بإطفاء نار املسلسالت‬

‫وزارة اإلعالم السورية متنع ذكر «ثوار الغوطة» في مسلسالت البيئة الشامية!‬

‫فضائيات‬ ‫حتالف قوى الشعب الراقص في ليلة زواج الدستور!‬

‫دبي ـ «القدس العربي»‬

‫سليم عزوز ٭‬

‫ـ من محمد منصور‪:‬‬

‫■ ذاب احلد الفاصل‪ ،‬بني اللجنة االنتخابية‪ ،‬والـ « نايت كلوب»‪ ،‬فلم نعد منيز بني كون ما‬ ‫نشهده‪ ،‬يحدث أمام جلان االستفتاء أم داخل «ملهي ليلي»‪ ،‬ولم يعد املشاهد يفهم ما إذا كان‬ ‫القوم قد دعوا للتصويت على مشروع الدستور‪ ،‬أم أن الدعوة موجهة لهم حلضور «طهور»‬ ‫األجنال‪ .‬وعلى أيامنا كان «طهور» األبناء مما تقام له األفراح والليالي املالح‪ .‬أقصد بذلك األوالد‪،‬‬ ‫ألنه فال أحد يحتفل بختان البنات!‬ ‫ال أخفيكم سر ًا‪ ،‬أنه عندما نقل لنا التلفزيون املصري الرائد‪ ،‬اللحظة التاريخية التي دخل فيها‬ ‫الفريق أول عبد الفتاح السيسي‪ ،‬جلنة االستفتاء حتت «قصف» من الزغاريد‪ ،‬أنني ظننت أننا‬ ‫أمام حفل «طهور»‪ ،‬لكن عندما نُ قلت لنا «عمليات» الرقص اجلماعي‪ ،‬أيقنت أننا في حفل زواج‪،‬‬ ‫حيث سيعقد قران صاحبة احلسب والنسب «وثيقة الدستور»‪ ،‬على صاحب احلظ والنصيب‪،‬‬ ‫وأن اليوم األول لالستفتاء كان هو يوم «احلنة»‪ ،‬أو احلناء‪ ،‬وأن اليوم الثاني هو «الدخلة»‪،‬‬ ‫وكتب الكتاب ً‬ ‫معا‪ ،‬وبدا لي قادة حزب النور بلحاهم الطويلة كأنهم «حضرة املأذون»‪ ،‬الذي مت‬ ‫استدعاؤه على عجل‪ ،‬لعقد القران‪ ،‬قبل الفضيحة‪ ،‬فالدستور حامل‪ ،‬واملراد هو إصالح خطأ‬ ‫ملوتور‪ ،‬فعل فعلته في حلظة طيش‪ ،‬وكان ال بد من عقد القران في قسم الشرطة‪ ،‬وفي وجود‬ ‫حضرة الضابط « النابتشي»!‬ ‫في السابق‪ ،‬كانت الصحف تصدر في اليوم التالي للعملية االنتخابية‪ ،‬واصفة ما جرى من‬ ‫تصويت وانتخابات بأنه «عرس الدميقراطية»‪ ،‬حتى تلك االنتخابات التي كان التزوير فيها‬ ‫ً‬ ‫معلوما للكافة‪ ،‬لكن اآلن لم يكن «العرس» مجاز ًا بل كان حقيقة!‬ ‫وإذا كان هناك من يحلو له أن يطلق على الفريق أول عبد الفتاح السيسي أنه عبد الناصر اجلديد‪،‬‬ ‫فاجلديد قد حدث بسبب فروق التوقيت بني القرن العشرين‪ ،‬الذي جاء فيه عبد الناصر والقرن‬ ‫الواحد والعشرين الذي شهد بزوغ جنم السيسي‪.‬‬ ‫ففي القرن املاضي كان شعار املرحلة «حتالف قوى الشعب العامل»‪ ،‬اآلن صار الشعار هو‬ ‫«حتالف قوى الشعب الراقص»‪ .‬فالراقصات محجبات وسافرات ومنتقبات‪ ،‬فتيات ونساء من‬ ‫جيل ما قبل «فحت البحر»‪ُ « ،‬ع ً‬ ‫العرب» فقال‪ :‬عاشقات‬ ‫ربا وابكار ًا»‪ ،‬وقد سئل ابن عزوز عن « ُ‬ ‫البيادة‪.‬‬

‫اعت�ادت مسلسلات البيئ�ة الش�امية أن تبح�ث ف�ي‬ ‫تركيبتها الدرامية‪ ،‬عن قص�ص البطولة الوطنية‪ ،‬لتغليف‬ ‫ثرثرتها احلكائية واستعراضه�ا الفلوكلوري بقيم النضال‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫كان�ت تع�ود تارة إل�ى زم�ن العثمانيني‪ ،‬لتص�ور الوالة‬ ‫املتسلطين بتعابيره�م احل�ادة الصارم�ة وه�م يتحدثون‬ ‫العربية املكس�رة‪ ،‬ويرددون مبناسبة وبلا مناسبة‪( :‬أدب‬ ‫سيس) و(ي�وك أفندك) و(متام أفن�دم)‪ ...‬وأخرى إلى زمن‬ ‫الفرنسيني لتتح�دث عن بطوالت من ن�وع آخر ضد ضباط‬ ‫فرنسيني متعجرفني يتحدث�ون العربية املكسرة إمنا بلكنة‬ ‫فرنسية‪ ،‬ويدخنون البايب أو يشربون النبيذ والويسكي!‬ ‫ف�ي كلا احلالتين كان�ت أحي�اء دمش�ق الش�عبية ث�م‬ ‫ق�رى وبساتين غوطته�ا ه�ي خ�زان العملي�ات البطولي�ة‬ ‫االفتراضي‪ ...‬وأق�ول (االفتراضي) ال ألنف�ي صفة البطولة‬ ‫ع�ن ثوار غوطة دمش�ق‪ ،‬بل ألش�ير إلى أن ه�ذه األعمال لم‬ ‫تكن تعن�ى بالتوثيق التاريخ�ي لتلك املع�ارك‪ ،‬وفي تاريخ‬ ‫الثورة ض�د الفرنسيني عش�رات الكتب واملراجع�ة الهامة‪،‬‬ ‫ب�ل كانت تذهب إلى اخليار السهل‪ ،‬وهو اختراع أي قصص‬ ‫أو خط�وط ميك�ن أن تسع�ف خي�ال مؤلف�ي تل�ك األعم�ال‬ ‫الكسالى!‬ ‫محو ذكر ثوار الغوطة!‬

‫املفارق�ة الطريف�ة اآلن أن جلن�ة صناع�ة السينم�ا‬ ‫والتلفزي�ون ف�ي سوري�ا‪ ،‬أرادت ان تلغى (ث�وار الغوطة)‬ ‫من قاموس دراما البيئة الش�امية املتداول‪ .‬فبعد أن صارت‬ ‫غوط�ة دمش�ق خزان الث�ورة ضد نظام بش�ار األس�د‪ ،‬منذ‬ ‫اش�تعال املظاه�رات األول�ى ف�ي آذار من ع�ام ‪ ،2011‬قررت‬ ‫العقلي�ة الرقابية البله�اء والساذجة أن تلغي أي ذكر لثوار‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحاضرا‪ ..‬بل وألي ثوار في كل مكان!‬ ‫ماضيا‬ ‫غوطة دمشق‬ ‫يقول ن�ص كتاب (جلن�ة صناعة السينم�ا والتلفزيون)‬ ‫ال�ذي مت تسريبة ونش�ر على مواقع التواص�ل االجتماعي‪،‬‬ ‫وال�ذي يحم�ل الرق�م (‪/909‬ص) بتاري�خ‪،2013/12/22 :‬‬ ‫واملوجه لشركات اإلنتاج التلفزيوني‪:‬‬ ‫السيد الزميل املنتج احملترم‪ ...‬حتية طيبة وبعد‪:‬‬ ‫حرص�ا م�ن جلن�ة صناع�ة السينم�ا والتلفزي�ون عل�ى‬ ‫ع�دم تورطكم ف�ي ش�راء النصوص ودف�ع ثمنه�ا‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ع�دم املوافقة عليه�ا أو طلب تعديلها من قب�ل الهيئة العامة‬ ‫لإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬نورد لكم فيما يلي املالحظات الواردة‬ ‫م�ن وزارة اإلعالم في كتابه�ا املقدم للهيئ�ة العامة لإلذاعة‬ ‫والتلفزيون برقم ‪ /12411‬وتاري�خ‪ ،2013/12/11 :‬بالنسبة‬ ‫لتصوير األعمال التلفزيونية (البيئة الشامية) حيث يتعهد‬ ‫اخملرج واملنتج بالتأكيد على مايلي‪:‬‬ ‫ ال صور لعلم االنتداب (العلم السوري السابق)‪.‬‬‫ ال ذكر لعبارات (ثوار الغوطة أو ثوار أي مكان آخر)‪.‬‬‫ الشيخ ليس املرجعية مبفرده‪.‬‬‫ دور املرأة احلضاري‪.‬‬‫ دور العلم والتعليم واملثقفني‪.‬‬‫ تظهير اجلانب احلضاري وليس املتخلف لدمشق‪.‬‬‫كم�ا نؤك�د على البن�د اخلامس م�ن كتاب الهيئ�ة العامة‬ ‫لإلذاع�ة والتلفزي�ون ال�وارد إلين�ا برق�م ‪ /907‬وتاري�خ‪:‬‬ ‫‪ 2013/12/18‬مبراع�اة حساسي�ة الظ�روف الت�ي مت�ر به�ا‬ ‫البالد‪ ،‬ونأم�ل كل التأثير جلهة عدم جتاوز الدولة باإلنتاج‬ ‫والتصدي�ر داخ�ل أو خ�ارج اجلمهورية العربي�ة السورية‬ ‫ب�دون املوافقة الرسمية‪ .‬نرج�و التفضل باإلطالع والتقيد‪،‬‬ ‫مع ع�دم التذكير بع�دم البدء بتصوير أي عم�ل قبل عرضه‬ ‫عل�ى دائ�رة التق�ومي الفك�ري ف�ي الهيئ�ة العام�ة لإلذاعة‬ ‫ً‬ ‫أصوال‪ ،‬وعدم عرضه أو تصديره‬ ‫والتلفزيون ألخذ املوافقة‬ ‫ً‬ ‫أصوال‬ ‫خارج القطر إال بعد احلصول عل�ى موافقة التصدير‬ ‫من الهيئة العامة لإلذاعة والتلفزيون‪.‬‬ ‫رئيس جلنة صناعة السينم�ا والتلفزيون‪ /‬نائب رئيس‬ ‫احتاد املنتجني العرب بسام املصري‪.‬‬ ‫انتهى نص الكتاب بفقراته الست‪ ،‬وحتذيراته الصارمة‬

‫لقطة من مسلسل «باب احلارة»‬ ‫م�ن مغب�ة جت�اوز موافق�ة رقاب�ة وزارة اإلعلام والهيئ�ة‬ ‫العام�ة لإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬من أج�ل الرقابة على املاضي‪،‬‬ ‫ف�ي وق�ت تعيش في�ه البالد ث�ورة عارم�ة دمرت عش�رات‬ ‫ً‬ ‫داخال‬ ‫امل�دن والق�رى والبلدات وهجرت وش�ردت املاليين‬ ‫ً‬ ‫وخارج�ا‪ ،‬وصارت ثالثة أرب�اع البلد ومنافذه�ا احلدودية‬ ‫خارج سيطرته!‬ ‫ً‬ ‫محرما!‬ ‫علم (االنتداب) الذي لم يكن‬

‫والواق�ع أن البن�ود الس�ت الت�ي تدع�و وزارة اإلعلام‬ ‫لتحاش�يها‪ ،‬كانت حاضرة بق�وة ومباحة قب�ل الثورة‪ .‬فما‬ ‫يدعون�ه (عل�م االنت�داب) ك�ان يظه�ر ف�ي معظ�م الطوابع‬ ‫البريدي�ة التي كانت تصدره�ا املؤسسة العام�ة للبريد في‬ ‫مناسب�ات أعي�اد اجلالء‪ ،‬باعتب�اره (علم االستقلال) وقد‬ ‫ظه�ر بقوة – هو وث�وار الغوطة‪ -‬في األغني�ة التلفزيونية‬ ‫املص�ورة (انا سوري يا نيالي) التي أخرجها بسام املال عام‬ ‫‪ 1996‬وأنتجتها الهيئة العام�ة لإلذاعة والتلفزيون نفسها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نهائيا‪ ،‬وقد ص�ار اسمه‬ ‫الت�ي ق�ررت اآلن حظر ه�ذا العل�م‬ ‫بقدرة قادرة (علم االنتداب) لكنه ممنوع من الظهور‪ ..‬حتى‬ ‫في األعمال التي تتحدث عن زمن كان يرفع رسميا فيه‪ ،‬ألنه‬ ‫صار علم الثورة السورية ضد حكم األسد!‬ ‫وال غرابة في ذلك فقد اعتاد هذا النظام أن يغير كل شيء‬ ‫على هواه‪ ،‬ودون أي ذرة خجل من ذاكرة أو تاريخ!‬ ‫أم�ا (ث�وار الغوطة) فقد كان يت�م التغني به�م وببطوالتهم‬ ‫ف�ي السه�رات التلفزيونية والبرام�ج التي تتح�دث عن قصة‬ ‫اجللاء‪ ،‬قبل أن يصبحوا من املغض�وب عليهم‪ ،‬بعد أن جترأوا‬ ‫على الثورة ضد حكم األسد لألب�د‪ ...‬وضد حتويل اجلمهورية‬ ‫إلى ملكية يورثها حافظ األسد لبش�ار‪ ،‬وبش�ار حلافظ الثاني‪،‬‬ ‫ويعي�ش السوريون أجياال واجياال محرومني من حق انتخاب‬ ‫رئيس جمهورية كما في كل النظم اجلمهورية!‬ ‫مظالم الريف الشامي!‬

‫ً‬ ‫غريبا على نظام األسد أن يكن كل هذا احلقد على‬ ‫وليس‬ ‫ث�وار الغوطة‪ ،‬وان تطاردهم رقاب�ة وزارة إعالمه حتى في‬ ‫املسلسلات التلفزيوني�ة وف�ي مش�اهد متثيلي�ة‪ ،‬فالنظام‬ ‫الطائف�ي الذي اختبأ وراء حلف الري�ف ضد املدن‪ ،‬وحاول‬ ‫على م�ر عقود أن يذك�ي احلساسيات بني الري�ف واملدينة‪،‬‬ ‫وأن يهم�ش أبناء املدن ونخبه�ا‪ ،‬ويوهم أهالي األرياف أنه‬

‫يحك�م باسم العم�ال والفالحني ض�د التج�ار والصناعيني‬ ‫املستغلني‪ ،‬حتالف مع معظم تل�ك األرياف‪ ،‬لكنه لم يستطع‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا!‬ ‫التحالف والتصالح مع ريف دمشق‬ ‫ظل يضم�ر العداء للغوطة وأهلها‪ ،‬الت�ي أخذت بجريرة‬ ‫كره�ه لدمش�ق والدمش�قيني‪ .‬فاستملك األراض�ي‪ ،‬وصادر‬ ‫البساتين‪ ،‬وبن�ى املستوطن�ات الطائفي�ة ف�ي (معضمي�ة‬ ‫الش�ام) بع�د أن نهب أج�ود أراض�ي الزيت�ون املعضماني‪،‬‬ ‫الذي كانت تش�تهر به على مر قرون‪ ،‬وبنى الضواحي التي‬ ‫سماها باسم (األسد) إلسكان ضباطه في حرستا وغيرها‪..‬‬ ‫وعندما الحت نذر الربيع العربي‪ ،‬كانت تقارير مكتب األمن‬ ‫القوم�ي لديه‪ ،‬ترجح أن تك�ون الث�ورة ‪ -‬إن اندلعت‪ -‬في‬ ‫ريف دمش�ق وغوطته�ا‪ ،‬بسبب املظال�م الكثيرة التي خص‬ ‫به�ا النظام أهال�ي الريف الش�امي‪ ..‬لك�ن الث�ورة انطلقت‬ ‫من درعا بسب�ب حماقة مدير اخملاب�رات واحملافظ فيها‪ ،‬مع‬ ‫أن تقري�ر مكتب األمن القومي لم يك�ذب توقعاته‪ ،‬فسرعان‬ ‫م�ا اش�تعل الري�ف الش�امي باملظاه�رات واالحتجاج�ات‬ ‫لتستيق�ظ جراح املاضي‪ ،‬وكل ذكري�ات عهود القهر والظلم‬ ‫ومصادرة األراضي واالعتداء على البشر والشجر!‬ ‫ويب�دو أن عبقري�ة الرقي�ب األس�دي‪ ،‬املستجي�ر م�ن‬ ‫رمض�اء الواق�ع بإطف�اء ن�ار املسلسلات‪ ،‬دفعت�ه ودفعت‬ ‫وزارة اإلعلام مع�ه‪ ،‬إليراد تعبي�رات مضحك�ة ذات نفس‬ ‫علمان�ي بأث�ر رجعي‪ ..‬فالقول بأن (الش�يخ لي�س مرجعية‬ ‫مبف�رده) يستدع�ي مرجعيات أخ�رى‪ .‬وبالطب�ع كانت تلك‬ ‫املسلسالت تش�رك وجهاء وأعيان احلارات في صياغة تلك‬ ‫املرجعيات‪ ،‬إال إذا تعلق األمر بحكم شرعي‪ ...‬عندها الشيخ‬ ‫هو مرجعية مبفرده ش�اءوا أم أبوا‪ ...‬تلك هي دمشق وهذه‬ ‫ه�ي مرجعياتها قبل ميالد حزب البعث العربي االش�تراكي‬ ‫وقي�ام احلرك�ة التصحيحي�ة‪ ..‬فكي�ف لن�ا ً‬ ‫مثال أن نش�رك‬ ‫(أمين فرع احل�زب) أو (رئيس فرع مخاب�رات) كي ال نترك‬ ‫املرجعية للشيوخ؟!‬ ‫تس�اؤل ال معن�ى للبحث عن�ه‪ ،‬في ظل إص�رار نظام آيل‬ ‫للسقوط على حش�ر أنفه ف�ي مسلسالت‪ ،‬لم تع�د تقدم وال‬ ‫ً‬ ‫أساسا عن‬ ‫تؤخر بالنسبة للمش�اهد السوري ال�ذي انفض‬ ‫متابعة تلك الدراما الكارتونية التي اكتش�ف زيف بطوالت‬ ‫ً‬ ‫وسلوكا‪ ،‬عندما وقفوا في صف القاتل!‬ ‫صناعها قوال وفعال‬ ‫قصة (اخلوالي) والشيء بالشىء يذكر!‬

‫لك�ن يجدر بن�ا التنويه‪ ،‬أن ه�ذه العقلي�ة الرقابية التي‬

‫(تنف�خ عل�ى اللنب بع�د أن أحرق ش�فاها احللي�ب)‪ ،‬ليست‬ ‫وليدة (الظروف التي متر بها البالد) كما يشير كتاب وزارة‬ ‫اإلعلام وجلن�ة صناعة السينم�ا‪ ..‬فقد سبق ل�ي أن تابعت‬ ‫ع�ام ‪ .2000‬ومن داخل أروق�ة التلفزيون الس�وري‪ ،‬معركة‬ ‫مماثل�ة أثناء ع�رض مسلسل البيئ�ة الش�امية (اخلوالي)‬ ‫للمخرج بسام املال‪.‬‬ ‫فم�ا إن ب�دأ ع�رض املسلس�ل ال�ذي ت�دور احداث�ه ف�ي‬ ‫حي الش�اغور الدمش�قيني‪ ،‬وال�ذي حقق في أول�ى حلقاته‬ ‫جماهيري�ة ش�عبية كاسحة‪ ،‬حت�ى ثارت ضجة ف�ي اروقة‬ ‫وزارة اإلعالم‪ ،‬فقد أش�يع ان السفارة التركية احتجت لدى‬ ‫ال�وزارة بسبب املبالغة في (إظهار ظلم األتراك) وأنه يجب‬ ‫تدارك األمر على الفور‪.‬‬ ‫وأذك�ر حينه�ا ان الفن�ان سلي�م صب�ري (وك�ان أحد‬ ‫أبط�ال املسلس�ل) ق�ال ل�ي‪( :‬ي�ا أخ�ي أن�ا ش�فت ن�اس‬ ‫بيش�تغلوا بالسفارة التركية‪ ،‬وقالولي ما احتجينا على‬ ‫شي‪ ...‬من وين طلعولنا بهالقصة؟) كانت املشكلة حينها‬ ‫ان مخ�رج املسلسل الذي له صالت أمنية ميكن أن يحمي‬ ‫مسلسله من خالله�ا‪ ،‬يعيش ‪ -‬أثناء العرض الرمضاني‬ ‫للمسلس�ل‪ -‬حالة فقدان وعي بع�د وعكة صحية أملت به‬ ‫وادخ�ل على إثرها إلى (مش�فى هش�ام سن�ان) في حي‬ ‫ركن الدين الدمش�قي‪ .‬بقليل م�ن البحث والتقصي‪ ،‬تبني‬ ‫أن مدير القناة األولى ف�ي التلفزيون السوري آنذاك‪ ،‬د‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رقابيا جاء فيه‪« :‬ان املسلسل‬ ‫تقريرا‬ ‫فؤاد ش�ربجي كتب‬ ‫صور ثورة ش�عبية‪ ،‬وفيه مش�اهد ميكن ان حترض على‬ ‫أي سلط�ة قائم�ة»‪ ،‬ودرءا للفتن�ة النائم�ة الت�ي يلع�ن‬ ‫ً‬ ‫دائما من ميكن أن يوقظها‪ ،‬حتى في أحالم الناس‬ ‫النظام‬ ‫ً‬ ‫والوعيهم‪ ،‬مت حذف الكثير من املش�اهد‪ ،‬وخصوصا تلك‬ ‫الت�ي ميك�ن أن ت�ؤدي إل�ى أي نوع م�ن أن�واع (الهياج)‬ ‫الشعبي ألتفه األسباب!‬ ‫بع�د مج�رزة الكيميائ�ي في غوطتي دمش�ق ف�ي الثالث‬ ‫والعش�رين من آب؟ اغسطس م�ن ع�ام ‪ ...2013‬وبعد أكثر‬ ‫ً‬ ‫خنقا بكيميائ�ي نظام‪ ،‬لم يرع في‬ ‫من (‪ )1400‬ش�هيد‪ ،‬ماتوا‬ ‫ش�عبه حرم�ة أو عهدا‪ ...‬وبع�د مئات الصور ألطف�ال كانوا‬ ‫ً‬ ‫مؤمل�ا لثوار‬ ‫يلفظ�ون انفاسهم بين أيدي آبائه�م‪ ،‬لن يكون‬ ‫الغوطة أو ألحفادهم‪ ،‬أن مينع ذكرهم في مسلسالت من هذا‬ ‫الن�وع‪ ..‬لكن األمر ‪ -‬عل�ى صغره ‪ -‬يكش�ف أن هذا النظام‬ ‫ال ولن يتغير‪ ..‬فقد عاش واش�تد عوده ف�ي ظل قيم الرقابة‬ ‫واملن�ع واملص�ادرة والتدخ�ل ف�ي أتف�ه األم�ور‪ ،‬وسيلف�ظ‬ ‫أنفاسه وهو كذلك!‬

‫ميسون أبو أسعد ضرة صباح اجلزائري في «باب احلارة»‬ ‫دمشق ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫من الوجوه اجلديدة والكثيرة التي ستدخل‬ ‫مسلس�ل «باب احلارة» االثي�ر الفنانة ميسون‬ ‫أبو أسع�د‪ ،‬التي ستعلغ�ب دور البطولة مقابل‬ ‫ضرتها‬ ‫«أم عص�ام»‪ ،‬الت�ي تواج�ه حتديً �ا م�ن ّ‬ ‫الفرنسي�ة‪ ،‬بعد أن يع�ود لها «أب�و عصام» من‬ ‫سجنه‪ ،‬لتشعتل احلرب بني الضراير‪ ،‬وتغضب‬ ‫«أم عصام» عند علمها ب�زواج «أبو عصام» من‬ ‫خصوصا ّأن ّ‬ ‫الض ّرتني ستعيشان‬ ‫امرأة أخرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫معا في املنزل نفسه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫جسد الفنانة ميسون أبو أسعد دور فتاة‬ ‫وت ّ‬ ‫ممرض�ة في مستش�فى‬ ‫فرنسيّ �ة كان�ت تعم�ل ّ‬ ‫ويتعرف‬ ‫دمش�قي في فترة االحتالل الفرنسي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إليه�ا «أبو عص�ام» خالل فترة مرض�ه وتكون‬ ‫املمرض�ة املش�رفة عل�ى عالج�ه فيق�ع في‬ ‫ه�ي ّ‬ ‫ويتزوجها‪.‬‬ ‫غرامها‬ ‫ّ‬ ‫وق�د رضخ�ت أس�رة العمل في وق�ت سابق‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪13‬‬

‫ملطالب�ات جماهيري�ة إلع�ادة النج�م السوري‬ ‫عب�اس الن�وري ألداء ش�خصية «أب�و عصام»‬ ‫الغائ�ب عن األج�زاء الثالثة السابق�ة‪ ،‬والذي‬ ‫ت�رك غياب�ه تس�اؤالت كبي�رة وغضب�ا عل�ى‬ ‫اخملرج والكاتب‪.‬‬ ‫وسيك�ون اجلزء الس�ادس من ه�ذا العمل‬ ‫حتت إدارة اخملرجني ّ‬ ‫وبسام‬ ‫عزام فوق العادة ّ‬ ‫املال‪ ،‬عن نص للكاتبني عثمان جحى وسليمان‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬مبش�اركة جنوم الدراما السورية‬ ‫منه�م عباس الن�وري‪ ،‬أمين زي�دان‪ ،‬مصطفى‬ ‫اخلان�ي‪ ،‬صب�اح اجلزائري‪ ،‬مرح جب�ر‪ ،‬وفاء‬ ‫موصلل�ي‪ ،‬وائل ش�رف‪ ،‬ميالد يوس�ف‪ ،‬زهير‬ ‫رمضان‪ ،‬محمد خير اجلراح‪ ،‬شكران مرجتى‪،‬‬ ‫ليلي�ا األط�رش‪ ،‬ميس�ون أب�و أسع�د‪ ،‬سلي�م‬ ‫صبري‪ ،‬عبد الهادي الصباغ‪ ،‬علي كرمي‪ ،‬هدى‬ ‫ش�عراوي‪ ،‬سح�ر ف�وزي‪ ،‬جرج�س جب�ارة‪،‬‬ ‫أناهيد فياض‪ ،‬هيثم جبر‪ ،‬جمال العلي‪ ،‬شادي‬ ‫مقرش‪ ،‬معتصم النهار‪.‬‬

‫جنم «هاري بوتر» يعود إلى مسرح برودواي‬ ‫في نيويورك‬

‫رحيل املمثلة اللبنانية القديرة أماليا أبي صالح عن عمر ‪ 68‬عام ًا‬ ‫■ بيروت ـ لبنان ـ يو بي اي‪ :‬رحلت املمثلة اللبنانية القديرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عام�ا‪ ،‬بعدما‬ ‫أمالي�ا أبي صالح‪ ،‬فج�ر اجلمعة‪ ،‬عن عم�ر يناهز ‪68‬‬ ‫كان�ت ترقد ف�ي غيبوب�ة منذ نح�و األسبوع ف�ي العناي�ة الفائقة‬ ‫باملستش�فى‪ .‬وذكرت الوكال�ة الوطنية اللبناني�ة لإلعالم أن أبي‬ ‫صالح توفيت عن عمر يناهز ‪ً 68‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫وكان�ت أبي صالح ترقد في غيبوبة منذ نحو األسبوع بالعناية‬

‫الفائقة في مستشفى «بهمن» بالضاحية اجلنوبية في بيروت‪.‬‬ ‫ويذك�ر أن أبي صالح ظهرت في ع�دة مسلسالت وأفالم‪ ،‬أهمها‬ ‫مسلسل «املعلمة واألستاذ» إلى جانب املمثلني القديرين الراحلني‪،‬‬ ‫ابراهيم مرعشلي‪ ،‬وهند أبي اللمع‪ ،‬وأفالم‪،amour d'enfants‬‬ ‫و»تالميذ آخر زم�ن»‪ ،‬و»احلب والفلوس»‪ ،‬و»الفجر»‪ ،‬و»زمان يا‬ ‫حب»‪.‬‬

‫ً‬ ‫مبالغا فيها‪ ،‬على نحو انتقل بها من العفوية‪ ،‬الى التخطيط السياسي‪ ،‬وأول‬ ‫■ بدت الصورة‬ ‫«طلة» في هذا اليوم هو قيام كائن بشري بني الفتاة والسيدة‪ ،‬بنزع غطاء رأسها‪ ،‬وربطت به‬ ‫وسطها الذي لم أتبني حدوده اجلغرافية‪ ،‬إذ كانت في حجم ليلي علوي في فيلم «بحب السيما»‪،‬‬ ‫وكان الالفت هو تخلي ضباط في اجليش عن أسلحتهم‪ ،‬للفتيات ليتصورن بها‪ ،‬وال أظن أن هذا‬ ‫التساهل له عالقة بتقاليد اجلندية من قريب أو بعيد‪ ،‬وتكررت صور لضباط يحملون «أطفال‬ ‫الشعب»‪ ..‬منكم وبكم‪.‬‬ ‫بدا لي أن اخلطة استهدفت إشعار القوات مبدى القبول الشعبي‪ ،‬على نحو صار فيه التعامل من‬ ‫قبل اجلماهير لرجال اجليش كما لو كانوا قدموا تو ًا من اجلبهة‪ ،‬بعد حتقيق انتصار كاسح على‬ ‫العدو الذي كان يحتل البالد!‬ ‫تشاهد جنود ًا يحملون مواطنني‪ ،‬في مزاح متجاوز لسقف املزاح الوقور‪ ،‬فتدهش‪ ،‬وتدهشك‬ ‫فتاة متسك بيدي اثنني من اجلنود وتقوم بتقبيل «األيادي» وهي في الوضع منحنية‪ ،‬فتقف على‬ ‫طبيعة اخلطة‪ ،‬وقد شاهدنا عجائز يتعاملن مع اجلنود معاملة عودة االبن الضال‪.‬‬ ‫وتسأل عن حالة «الشحتفة» هذه املتجاوزة للسقف املسموح به ً‬ ‫عامليا‪ ،‬فيقال ألن اجليش خلص‬ ‫الشعب من اإلخوان‪ ،‬وبحسب املعلومات التي يرددها االنقالبيون عبر الفضائيات اخملتلفة‪ ،‬فان‬ ‫الذي خلص البالد من اإلخوان‪ ،‬هو الشعب الثائر‪ ،‬وما الفريق السيسي إال وزير قد خلى من قبله‬ ‫الوزراء!‬ ‫وفي أجواء «الشحتفة» سقطت نظرية الشعب الذي أسقط اإلخوان‪ ،‬فتبني ان الذي أراح القلوب‬ ‫املوجوعة هو اجليش‪ ،‬الذي جرى االحتفاء بجنوده‪ ،‬كما لو كانوا قدموا تو ًا من على «خط النار»‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬أن األجواء االحتفالية أسقطت ما كان يروج له ضيوف الفضائيات املمثلني لالنقالب‬ ‫من أن القوى املوالية للشرعية تبالغ في احلديث عن دور السيسي في السلطة‪ ،‬وأحدهم ال ميل من‬ ‫أن يردد عبر قناة «اجلزيرة» أن من يحكم مصر هو املستشار عدلي منصور‪« ،‬الرئيس املؤقت»‪ ،‬وفي‬ ‫البداية كنت عندما أستمع لهذه االسطوانة أضحك‪ ،‬اآلن فقدت النكتة عنصر البهجة فيها من التكرار‪.‬‬ ‫بدا لي عدلي منصور في يومي االستفتاء‪ ،‬وفي االحتفاالت الصاخبة‪ ،‬كيتيم القرية‪ ،‬فالصور‬ ‫املرفوعة هي للفريق السيسي‪ ،‬وال احد رفع صورة لهذا اليتيم!‬

‫كرسي في الكلوب‬ ‫■ وعلى ذكر «اجلزيرة»‪ ،‬فقد كان لها دور في هذه األجواء االحتفالية متثل في دور «العزول»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سلبيا فقد ضرب‬ ‫الوارد ذكرهم في األغنية الشهيرة «يا عوازل فلفلوا» لكن «العزول» هنا لم يكن‬ ‫ً‬ ‫كرسيا في «الكلوب»‪ ،‬فقلب الفرح إلى مآمت‪.‬‬ ‫فضائيات الثورة املضادة‪ ،‬لكثرتها‪ ،‬هي أكثر من الهم على القلب‪ ،‬وهي وان كانت قد جنحت في‬ ‫تشويه صورة محمد مرسي‪ ،‬ومن ثم مهدت لعملية إسقاطه‪ ،‬إال أنها فشلت في أن تروج لالنقالب‪،‬‬ ‫صحيح أنها جنحت في البداية في أن ترتقي بالفريق السيسي الى مرتبة األسطورة‪ ،‬لكنها لم‬ ‫تنجح في ان حتافظ على هذه الصورة الذهنية التي بعثتها في النفوس‪ ،‬وهي تقدمه على انه عبد‬ ‫الناصر وديغول وايزنهاور‪ ،‬وجنحت التسريبات في أن تقدمه على أنه ليس أكثر من قائد جند‬ ‫متمرد وطامع في السلطة‪ ،‬وليست له أي مرجعية سياسية أو فكرية‪ ،‬وليس صاحب وجهة نظر‪،‬‬ ‫إال فيما ال ينفع الناس وال ميكث في األرض عندما قال في هذه التسريبات ان السلعة بثمنها‪.‬‬ ‫برامج « التوك شو»‪ ،‬التي هي جزء من «الزفة املنصوبة»‪ ،‬و «فرح العمدة» املقام‪ ،‬ال شيء تفعله‬ ‫إال أنها تهاجم «اجلزيرة»‪ ،‬على نحو كاشف عن مدى تأثير هذه القناة‪ ،‬التي تقدم الرأي والرأي‬ ‫ً‬ ‫وتقريبا هي الفضائية الوحيدة التي تفعل هذا‪ ،‬لكن هذا «الرأي اآلخر» مع وجود «الرأي»‪،‬‬ ‫اآلخر‪،‬‬ ‫وهذه «الصورة األخرى» مع وجود «الصورة»‪ ،‬جتعل كل ما تبثه ‪ 34‬فضائية تابعة لالنقالب‪ ،‬على‬ ‫مدار الساعة‪ ،‬كهشيم تذروه الرياح!‬ ‫وهذا ما يفسر كيف أن القوم أصابهم عفريت اسمه «اجلزيرة»‪ ،‬فعندما يفتح احدهم فمه يقول‪:‬‬ ‫«اجلزيرة»‪ ،‬وعندما يغلقه ال ينسى قبل اإلغالق أن يقول «اجلزيرة»‪ ،‬ولو كنت منهم لتعاملت‬ ‫على طريقة «يا جبل ما يهزك ريح»‪ ،‬ولو من باب االدعاء‪ ،‬بيد أننا نعلم أن االنقالب في مصر‬ ‫كالعنكبوت‪ ،‬اتخذت لها ً‬ ‫بيتا‪ ،‬وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت!‬ ‫مليس احلديدي تعرضت ملقلب بالغ احلرج‪ ،‬عندما تصرفت على طريقة محمد صبحي‪ ،‬أو «سنبل»‬ ‫في املسلسل التلفزيوني «رحلة املليون»‪ ،‬الذي اتفق مع تابعه «فرج» أن يجلب مجموعة من‬ ‫الشبيحة (املواطنني الشرفاء) ودخل على املستهدف وكله قوة‪ ،‬فهدده ثم نادى‪ :‬ادخل بالرجال‬ ‫يا فرج‪ ،‬فدخل فرج بطوله‪ ،‬فلم يكن معه أحد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كرسيا في الكلوب»‪ ،‬و»الكلوب» ملن ال‬ ‫مليس قررت أن ترد على قناة «اجلزيرة»‪ ،‬التي «ضربت‬ ‫ً‬ ‫قدميا‪ ،‬قبل الكهرباء‪.‬‬ ‫يعرف هو مصدر اإلضاءة في األفراح‬ ‫نادت مليس على اخملرج بصوتها الطارد للكائنات احلية‪ ،‬فإذا بالصورة من الشارع ومن خارج‬ ‫اللجنة‪ ،‬تغزلت لبعض الوقت في هذا احلضور اجلماهيري الكاسح‪ ،‬الذي يرد على دعاية قناة‬ ‫اجلزيرة السوداء‪ ،‬قبل ان تنتبه الى أنها ليست صورة من داخل جلنة من جلان االستفتاء‪.‬‬ ‫نادت مرة ثانية وثالثة «ادخل يا فرج» ودخل فرج‪ ،‬فإذا بصورتني كاشفتني عن العزوف الشعبي‪،‬‬ ‫وهو أمر كاشف عن أسلوب الفهلوة الذي تدار به برامج «التوك شو» في اإلعالم اجلديد‪ ،‬حيث‬ ‫يدخل املذيع على األستوديو دون أن يطلع على األدوات املساعدة له‪ ،‬فجاءت مليس لتكشف كذب‬ ‫«اجلزيرة»‪ ،‬فأكدت على مصداقيتها‪.‬‬

‫بال حدود‬

‫ميسون أبو أسعد في «باب احلارة»‬

‫أماليا أبي صالح‬

‫أطفال الشعب‬

‫■ نيوي�ورك ‪ -‬د ب أ‪ :‬يع�ود‬ ‫املمث�ل البريطان�ي الش�اب بط�ل‬ ‫سلسلة أفالم «ه�اري بوتر»‪ ،‬دانيال‬ ‫رادكلي�ف‪ ،‬إلى التمثي�ل على مسرح‬ ‫«برودواي»‪ ‬الش�هير ف�ي مدين�ة‬ ‫نيويورك األمريكية‪.‬‬ ‫وسيلع�ب رادكلي�ف ‪ 24/‬عام�ا‪/‬‬ ‫عل�ى املس�رح دور البطول�ة ف�ي‬ ‫مسرحية «ذا كريبل أوف إنش�مان»‪،‬‬ ‫الت�ي قدمه�ا م�ن قب�ل ف�ي العاصمة‬ ‫البريطانية لندن‪.‬‬ ‫وم�ن املقرر أن تع�رض املسرحية‬ ‫الكوميدي�ة ف�ي ‪ 12‬نيسان‪/‬أبري�ل‬ ‫املقبل على برودواي‪.‬‬ ‫وك�ان رادكلي�ف ق�دم م�ن قب�ل‬ ‫مسرحيتين على ب�رودواي‪ ،‬األولى‬ ‫ف�ي ع�ام ‪ 2008‬بعن�وان «إكي�وس»‪،‬‬ ‫والثاني�ة ف�ي ع�ام ‪ 2011‬بعن�وان‬ ‫«كي�ف تنج�ح ف�ي التج�ارة ب�دون‬ ‫محاولة حقيقية»‪.‬‬ ‫جوليان مور‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫■ املقابالت األهم ألحمد منصور مؤخر ًا هي التي أجراها مع يحيى حامد الوزير في حكم الرئيس‬ ‫محمد مرسي‪ ،‬واملستشار وليد شرابي أحد قضاة «من اجل مصر»‪ ،‬الذين قطعوا الطريق على‬ ‫نية اجمللس العسكري في تزوير االنتخابات الرئاسية‪ ،‬وإسقاط الرئيس محمد مرسي‪ ،‬إذ أعلن‬ ‫النتائج مبكر ًا من خالل فرز اللجان الفرعية‪ .‬واستبقوا بذلك قرار اللجنة العليا لالنتخابات‪.‬‬ ‫األهمية هنا مردها أن لقاءات حامد وشرابي تقدم للمشاهد معلومات ال ميكن أن يقف عليها إال من‬ ‫خالل من كانوا يعملون في املطبخ‪ ،‬وكنت أتخوف من أن يحدث التوريث في مصر‪ ،‬فتضيع معالم‬ ‫حقبة كاملة هي اخلاصة بفترة تولي مبارك احلكم‪ ،‬نظر ًا حلرص األطراف اخملتلفة على الصمت‪،‬‬ ‫وبدأ أطراف هذه املرحلة يغادرون احلياة الدنيا دون ان نقف على املسكوت عنه‪ ،‬بسبب ضجيج‬ ‫الثورة املضادة وحرصها على إشغالنا باالستغراق في اللحظة اآلنية‪.‬‬ ‫القاضي وليد شرابي حتدث في ملف غير مطروق‪ ،‬فأفزعنا مبا ذكر‪ ،‬وكيف أن ست دوائر هي‬ ‫التي قررت أن تتولى احلكم على اإلخوان‪ ،‬بعد تخيير رئيس احملكمة اخملتص ملرؤسيه‪ :‬من يحاكم‬ ‫االخوان؟!‬ ‫صاحبنا كان ضيف «بال حدود» حللقتني‪ ،‬في األولى حتدث أحمد منصور عشرين دقيقة‪ ،‬بينما‬ ‫زاد عليه الضيف خمس دقائق فقط لم تخل من املقاطعة‪ .‬تشعر أن منصور كانت أمنيته أن يعمل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مذيعا‪ .‬وان كان في احللقة الثانية ترك شرابي يتحدث ولم‬ ‫«ضيفا»‪ ،‬لكن حظه البائس جعله‬ ‫يقاطعه إال للضرورة‪.‬‬ ‫وقد لفت انتباهي أمران‪ ،‬األول‪ :‬أن الفريق السيسي جزع من اللجوء للمحاكم الدولية‪ ،‬وأنا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دوليا ليترافع عنه هو‬ ‫محاميا‬ ‫من كنت اظن انه ليس مستشعر ًا خلطورة ما يفعل‪ ،‬وقد استأجر‬ ‫صاحب فكرة وضع اإلخوان على قوائم اإلرهاب ليكون السيسي في حكم بوش ومعركته مع بن‬ ‫الدن‪ ،‬وأن ً‬ ‫دوال غربية جزء من املؤامرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مجاال أخر ًا تفوق فيه االنقالبيون غير ميدان التسول‪ ،‬والذي جنحوا‬ ‫األمر الثاني‪ :‬ان هناك‬ ‫ً‬ ‫تشويشا لعدة‬ ‫فيه جناحا مبهر ًا‪ ،‬هذا اجملال هو اخلاص بالتشويش على اللقاء‪ ،‬لدرجة أن‬ ‫دقائق تعرضت له احللقة الثانية‪ ،‬وصل الى خارج القطر املصري‪ ،‬متجاوز ًا احلدود اجلغرافية‬ ‫لالنقالبيني‪.‬‬ ‫في انتظار املزيد من اجنازات االنقالبيني املبهجة‪.‬‬

‫٭ صحافي من مصر‬ ‫‪selimazouz@gmail.com‬‬

‫وارضيات‬


‫‪14‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫اقتصاد ومال‬

‫العراق يستعد لرفع دعوى قضائية‬ ‫ضد تركيا لسماحها بتصدير نفط كردستان‬

‫تونس تعلق رفع أسعار الوقود‬

‫‪ ‬‬ ‫■ تون�س ‪ -‬رويت�رز‪ :‬قال وزي�ر املالية التونس�ي يوم اخلمي�س املاضي‬ ‫ان حكوم�ة بلاده علقت زيادات في أس�عار الوقود كانت مقررة هذا الش�هر‪،‬‬ ‫في ثاني خط�وة لتفادي إحتجاجات فيما يبدو بع�د إحتجاجات عنيفة على‬ ‫إجراءات ضريبية قبل عدة ايام‪.‬‬ ‫ونقل�ت وكالة تونس أفريقيا لالنباء الرس�مية عن إلي�اس الفخفاخ وزير‬ ‫املالي�ة قول�ه ان�ه مت تعليق الزي�ادة في أس�عار الوقود والت�ي كان من املقرر‬ ‫تطبيقه�ا بداية من ش�هر يناير‪/‬كان�ون الثاني احلالي مبوج�ب قانون املالية‬ ‫لعام ‪.2014‬‬ ‫كان�ت احلكوم�ة جم�دت ه�ذا الش�هر ق�رارا بف�رض ضرائب جدي�دة بعد‬ ‫إحتجاجات عنيفة في عدة مدن‪.‬‬ ‫ومن شأن تعليق الزيادات في أسعار الوقود وجتميد الزيادات الضريبية‬ ‫أن يعم�ق العجز ف�ي امليزانية املتوقع أن يبلغ ‪ 6.8‬باملئ�ة في ‪ ،2014‬ويزيد من‬ ‫قل�ق املقرضين الدوليني الذي�ن يطالبون تون�س بإصالح�ات جريئة لضخ‬ ‫قروض‪.‬‬ ‫ورغ�م أن تعلي�ق االجراءات قد يه�ئ األجواء أمام رئيس ال�وزراء املكلف‬ ‫مه�دي جمعة ويقل�ص اإلحتجاج�ات اإلجتماعي�ة‪ ،‬فإنه قد يجع�ل حكومته‬ ‫تعاني من إستمرار الضعف اإلقتصادي في ظل تقلص املوارد املالية‪.‬‬ ‫وكان م�ن املتوقع أن توفر الزيادات في أس�عار الوق�ود ‪ 220‬مليون دينار‪،‬‬ ‫إضافة إلى ‪ 70‬مليون دينار من الضرائب اجلديدة‪.‬‬

‫أبو ظبي تشارك في شراء مقر‬ ‫«تامي وارنر» اإلعالمية في نيويورك‬ ‫بـ ‪ 1.3‬مليار دوالر‬ ‫■ نيوي�ورك ‪ -‬د ب ا‪ :‬ذكرت تقارير إخبارية أمس األول أن جهاز أبو ظبي‬ ‫لإلستثمار‪ ،‬وهو الذراع اإلس�تثمارية حلكومة أبوظبي‪ ،‬يشترك مع مجموعة‬ ‫ش�ركات منها «ريليتد كوز» و»جي‪.‬آي‪.‬س�ي» الس�نغافورية لإلس�تثمار في‬ ‫ش�راء مقر مجموعة «تامي وارنر» األمريكي�ة العمالقة لإلعالم في مركز «تامي‬ ‫وارنر سنتر» في مدينة نيويورك مقابل ‪ 1.3‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وتض�م الصفق�ة مس�طحات إداري�ة مبس�احة ‪ 1.1‬مليون ق�دم مربع (‪102‬‬ ‫أل�ف متر مرب�ع) في اجملمع الذي يحت�ل اجلانب اجلنوبي الغرب�ي من متنزه‬ ‫«سنترال بارك» وتصل مساحته اإلجمالية إلى ‪ 2.8‬مليون قدم مربع‪.‬‬ ‫تس�عى مجموع�ة «تامي وارن�ر» إلى جتميع أنش�طتها في ناطحة س�حاب‬ ‫جدي�دة في مش�روع «هودس�ون ياردس» ال�ذي تقيمه ش�ركة «ريليتد كوز»‬ ‫وهو أكبر مشروع تطوير عقاري في تاريخ الواليات املتحدة‪ .‬ويقام املشروع‬ ‫على مساحة تزيد على ‪ 26‬فدان (‪ 11‬هكتار)‪.‬‬

‫وزير اإلقتصاد األملاني‪:‬‬ ‫ال داعي للقلق من دخول‬ ‫مستثمرين صينيني إلى سوقنا‬ ‫■ برلين ‪ -‬د ب أ‪ :‬أعلن زيغمار غابرييل‪ ،‬وزي�ر اإلقتصاد األملاني‪ ،‬أن قلق‬ ‫الش�ركات األملانية م�ن املس�تثمرين الصينيني غير مبرر‪ .‬وق�ال اخلميس في‬ ‫برلين أثن�اء افتتاح أول غرفة جتاري�ة صينية في أوروبا "أن�ا متأكد أن هذه‬ ‫اخملاوف ال أساس لها"‪.‬‬ ‫وأضاف أن قرار املستثمرين الصينيني الدخول إلى السوق األملانية يعطي‬ ‫إشارة واضحة بأن الشركات الصينية تريد العمل على مدى فترات طويلة‪،‬‬ ‫مضيف�ا أن اإلس�تثمارات األجنبي�ة موض�ع ترحي�ب من جان�ب احلكومة‬ ‫األملانية‪.‬‬ ‫وف�ي رد عل�ى الن�زاع ال�ذي تفج�ر الع�ام املاضي بين الصين واملفوضية‬ ‫األوروبية بعد عرض الصني أسعار إغراق فيما يخص ألواح جتميع وحتويل‬ ‫الطاق�ة الشمس�ية قال غابرييل ان�ه ينبغي التغلب على ص�راع املصالح عبر‬ ‫املفاوضات‪ ،‬وليس من خالل تقليص حجم التجارة‪.‬‬ ‫وأعل�ن الوزير‪ ،‬الذي يتولى أيضا منصب نائب املستش�ارة أنغيال ميركل‪،‬‬ ‫أن�ه س�يتوجه في نهاي�ة ش�باط‪/‬فبراير املقبل إل�ى الصني بصحب�ة وفد من‬ ‫املستثمرين األملان‪.‬‬

‫السعودية تتجه لإلستعانة بشركات عاملية‬ ‫بعد فشل احمللية في بناء وصيانة اجلسور‬ ‫■ الرياض ‪ -‬د ب أ‪ :‬قالت وزارة النقل السعودية انها تعتزم اإلستعانة‬ ‫بش�ركات عاملي�ة متخصصة ف�ي مجال بناء وصيانة اجلس�ور ومنش�آت‬ ‫الطرق بعد إنهيار عدد من اجلسور التي أنشأتها شركات محلية‪.‬‬ ‫وقال�ت ال�وزارة النقل في بيان نش�رته على موقعه�ا االلكتروني أمس‬ ‫األول انه�ا "إبتعثت عددا من املهندسين للدراس�ة والتدريب في الواليات‬ ‫املتحدة ُ‬ ‫واس�تراليا وكندا‪ ،‬بهدف بناء كوادر سعودية متخصصة في بناء‬ ‫الطرق وصيانتها مع التركيز" على األمان واإلستدامة"‪.‬‬ ‫وجاء ف�ي البيان أن هذه اخلطوة "تأتي لضخامة عدد اجلس�ور البالغ‬ ‫‪ 5742‬جسرا موزعة على شبكة الطرق في اململكة‪ ،‬حيث مت تنفيذ عدد منها‬ ‫منذ س�نوات طويلة جدا‪ ،‬باإلضافة إلى منو ش�بكة الطرق وإنتشارها في‬ ‫كافة أنحاء اململكة‪ ،‬ومن ثم توسع عمليات التشغيل والصيانة"‪.‬‬ ‫وش�هدت الس�عودية مؤخ�را إنهيار ع�دد من اجلس�ور‪ ،‬خاص�ة اثناء‬ ‫س�قوط األمطار بغزارة الش�هر املاضي في مكة املكرم�ة والرياض وحائل‪،‬‬ ‫فضلا ع�ن إنهيار ج�زء ألحد معاب�ر اإلبل عل�ى طريق الري�اض ‪ -‬الدمام‬ ‫السريع‪.‬‬

‫البنك املركزي املصري ُيبقي‬ ‫أسعار الفائدة ألجل ليلة بال تغيير‬ ‫■ القاهرة ‪ -‬رويترز‪ :‬أبقى البنك املركزي املصري أسعار الفائدة الرسمية‬ ‫بلا تغيير كما كان متوقعا خالل إجتماع جلنة السياس�ة النقدية بالبنك يوم‬ ‫اخلميس املاضي‪.‬‬ ‫وكان خمس�ة من بني سبعة محللني إس�تطلعت رويترز آراءهم توقعوا أن‬ ‫يترك البنك أسعار الفائدة ألجل ليلة دون تغيير في حني توقع إثنان خفضها‬ ‫بواقع ‪ 50‬نقطة أساس (نصف نقطة مئوية)‪.‬‬ ‫وق�ال البنك املركزي في بيان على موقعه اإللكتروني انه أبقى س�عر عائد‬ ‫االيداع عند ‪ 8.25‬باملئة‪ ،‬وسعر عائد االقراض عند ‪ 9.25‬باملئة‪ .‬كما أبقى سعر‬ ‫اخلصم وسعر "العملية الرئيسية" ‪ -‬الذي يستخدمه لتسعير عمليات إعادة‬ ‫الشراء وااليداع ألجل ُاسبوع‪ -‬بال تغيير عند ‪ 8.75‬باملئة‪.‬‬

‫«سوخوي» الروسية ستطرح طائرة‬ ‫ر ّكاب جديدة في األسواق خالل ‪ 4‬سنوات‬ ‫■ موس�كو ‪ -‬ي�و ب�ي اي‪ :‬أعلن�ت ش�ركة "س�وخوي" الروس�ية لصناعة‬ ‫الطائ�رات أنه�ا س�تطرح ف�ي األس�واق طائ�رات مدني�ة جدي�دة م�ن ط�راز‬ ‫"سوخوي سوبرجيت ستريتش" خالل مدة تتراوح ما بني ‪ 3‬إلى ‪ 4‬سنوات‪.‬‬ ‫ونقل�ت قناة (روس�يا الي�وم) أمس اجلمع�ة‪ ،‬عن رئيس الش�ركة‪ ،‬أندريه‬ ‫ً‬ ‫حاليا قيد‬ ‫كالينوفس�كي‪ ،‬أن مش�روع إنتاج ه�ذه الطائ�رة اجلديدة ال ي�زال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديا للتنمية اإلنتاجية‪ ،‬من‬ ‫برنامجا‬ ‫مش�يرا إلى أن الش�ركة متلك‬ ‫التطوير‪،‬‬ ‫الصعب تنفيذه من دون طرح منتج جديد في سوق الطيران‪.‬‬

‫■ بغ��داد ‪ -‬وكاالت األنب��اء‪ :‬أعلن وزير‬ ‫النف��ط العراق��ي‪ ،‬عب��د الك��رمي ُ‬ ‫الل َعيب��ي‪،‬‬ ‫أم��س اجلمعة أن ب�لاده اتخ��ذت اجراءات‬ ‫قانونية لرفع دعوى قضائية ضد احلكومة‬ ‫التركية لس��ماحها إلقليم كردستان العراق‬ ‫بتصدير النفط اخلام دون موافقة احلكومة‬ ‫املركزية‪.‬‬ ‫وقال وزي��ر النفط العراق��ي في تصريح‬ ‫صحافي ان "وزارة النفط إتخذت اإلجراءات‬ ‫الالزمة بتكليف اجلهات القانونية في بغداد‬ ‫وأنق��رة لب��دء االج��راءات القانونية إلقامة‬ ‫الدعاوى القضائية عل��ى احلكومة التركية‬ ‫وذلك لس��ماحها لإلقليم بض��خ النفط عبر‬ ‫أنب��وب التصدي��ر ودون موافقة احلكومية‬ ‫املركزية"‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن ذل��ك "ميثل خل�لا ومخالفة‬

‫صريح��ة إلتفاقي��ة قانوني��ة تنظ��م عملي��ة‬ ‫تصدي��ر النف��ط العراقي عبر تركي��ا‪ ،‬والتي‬ ‫مت متديدها ع��ام ‪ ،2010‬تتضمن في بنودها‬ ‫أن احلكومة العراقية وعبر ش��ركة تسويق‬ ‫النفط العراقية (سومو) هي اجلهة الوحيدة‬ ‫املس��ؤولة ع��ن تصدير النف��ط العراقي عبر‬ ‫تركي��ا"‪ .‬وأض��اف أنه مت إخط��ار احلكومة‬ ‫التركية بتلك اخلطوة عبر وزارة اخلارجية‪.‬‬ ‫وأشار إلى أنه "مت تبليغ جميع الشركات‬ ‫واجلهات بعدم التعامل مع اإلقليم لش��راء‬ ‫أي كمي��ات م��ن النف��ط ال��ذي يع��د مهربا‪،‬‬ ‫وأنها ستتعرض للمالحقة القانونية‪ .‬وكل‬ ‫الش��ركات الت��ي س��وف تتعام��ل م��ع هذا‬ ‫الش��حنات املهربة سوف تتعرض ملقاطعه‪،‬‬ ‫ولن تتعامل معها وزارة النفط مطلقا"‪.‬‬ ‫وق��ال الوزي��ر العراق��ي إن "احلكوم��ة‬

‫العراقي��ة اآلن لديها العديد م��ن االجراءات‬ ‫بصدد إتخاذها لل��رد على اجلانب التركي‪،‬‬ ‫ومنها مقاطع��ة جميع الش��ركات التركية‪،‬‬ ‫وإلغاء كافة العقود مع الشركات التركية"‪.‬‬ ‫ووفق��ا للوزير ُ‬ ‫الل َعيبي ف��إن وزير الطاقة‬ ‫الترك��ي س��بق و"أك��د إلت��زام تركي��ا بهذا‬ ‫اإلتف��اق الذي ينص أيضا على عدم س��ماح‬ ‫تركيا بإس��تخدام منظومة الصادرات دون‬ ‫موافقة احلكومة العراقية‘ وإن ما حدث من‬ ‫السماح إلقليم كردس��تان بضخ النفط عبر‬ ‫منظوم��ة التصدير بغي��ة تصديره هو خرق‬ ‫صريح لهذه اإلتفاقية"‪.‬‬ ‫وذك��ر أن "عل��ى تركي��ا أن تنظر بش��كل‬ ‫واضح ملصاحله��ا ولعالقاتها التجارية مع‬ ‫العراق حي��ث وصل التب��ادل التجاري الى‬ ‫‪ 12‬مليار دوالر وليس من مصلحة تركيا أن‬

‫تتأثر هذه العالقة"‪.‬‬ ‫وأض��اف "إن إصرارن��ا عل��ى توحي��د‬ ‫الصادرات وتوحيد اإلي��رادات هو لضمان‬ ‫إس��تقرار البلد‪ ،‬وأي خلل في هذه املنظومة‬ ‫سوف يترتب عليه تداعيات خطيرة‪ .‬ونحن‬ ‫كحكوم��ة فوجئن��ا بالبدء بتصدي��ر النفط‬ ‫من قبل اإلقلي��م وذلك عبر اإلعالن عن طرح‬ ‫كميات من النفط اخلام للبيع وهذا مخالف‬ ‫للدستور"‪.‬‬ ‫وردا على هذه اخلطوة‪ ،‬طالبت احلكومة‬ ‫وزارة املالي��ة بالب��دء ف��ي إحتس��اب مقدار‬ ‫الض��رر الن��اجت عن ع��دم تس��ليم ‪ 400‬ألف‬ ‫برميل متف��ق عليها مع اإلقلي��م في املوازنة‬ ‫العامة اإلحتادي��ة لعام ‪ 2014‬ابتداء من هذا‬ ‫الشهر"‪.‬‬ ‫وكان��ت حكوم��ة إقلي��م كردس��تان ق��د‬

‫مشروع إسكاني في لبنان ألصحاب الدخل املنخفض‬ ‫■ بي�روت ‪ -‬رويت�رز‪ :‬أطلق�ت‬ ‫جمعيت�ان خيريتان في لبن�ان مبادرة‬ ‫حل�ث احلكوم�ة عل�ى توفي�ر مس�اكن‬ ‫ألصح�اب الدخ�ل املنخف�ض ف�ي ظ�ل‬ ‫الوضع اإلقتصادي الس�يئ الناجم عن‬ ‫احل�رب األهلي�ة ف�ي س�وريا والتوت�ر‬ ‫الطائفي احمللي‪.‬‬ ‫وأج�رت «جمعي�ة دع�م الش�باب‬ ‫اللبنان�ي» بالتع�اون م�ع «س�ي‪.‬آر‪.‬‬ ‫غروب» دراس�ة عن وضع اإلسكان في‬ ‫لبن�ان قب�ل أن تطلق�ا مب�ادرة بعنوان‬ ‫«بدك بيت بأربعني ألف دوالر؟»‪.‬‬ ‫وذكر احملامي ش�ربل شويح‪ ،‬رئيس‬ ‫جمعية دعم الشباب اللبناني‪ ،‬أن معظم‬ ‫الش�بان اللبنانيين في مقتب�ل حياتهم‬ ‫العملية لم يعد بإمكانهم ش�راء مساكن‬ ‫بسبب تدهور الوضع اإلقتصادي‪.‬‬ ‫وق�ال ان أول ما يج�ب عمله‪ ‬في ظل‬ ‫الوض�ع اإلقتصادي الصع�ب الذي مير‬ ‫في�ه لبنان ه�و التفكير في حل مش�كلة‬ ‫الس�كن‪ ،‬ألن ثالث�ة أرب�اع الش�باب‬ ‫اللبنان�ي ‪ -‬بحس�ب دراس�ة حديثة ‪-‬‬ ‫يعان�ون من مش�كلة ع�دم قدرتهم على‬ ‫ش�راء بيوت‪ ‬ف�ي لبنان بس�بب الغالء‬

‫الفاحش‪.‬‬ ‫املش�روع ال�ذي اقترحت�ه اجلمعي�ة‬ ‫يتلخ�ص في إنش�اء مجمعات س�كنية‬ ‫في كافة اناء لبنان في املناطق البعيدة‬ ‫نسبيا عن الساحل ألن اسعار األراضي‬ ‫هن�اك أق�ل‪ .‬وه�ذه اجملمعات س�تكون‬ ‫مكون�ة م�ن ‪ 1000‬وحدة‪ ‬س�كنية أو‬ ‫‪ 500‬حس�ب األماكن‪ .‬وتش�مل املب�ادرة‬ ‫تصمي�م وبن�اء مجمعات س�كنية تباع‬ ‫وحداته�ا بأس�عار ف�ي متن�اول اجليل‬ ‫اجلديد‪.‬‬ ‫وأش�ارت املس�ؤولة اإلعالمي�ة رمي‬ ‫ح�رب إل�ى أن «املش�روع يق�وم عل�ى‬ ‫إنش�اء مجمع�ات س�كنية ف�ي مناطف‬ ‫ريفي�ة مختلف�ة‪ ،‬خ�ارج امل�دن الكبرى‬ ‫ف�ي محاول�ة لتخفي�ف اإلكتظ�اظ‬ ‫الس�كاني الكبي�ر فيها‪ ،‬وكون�ه ال يزال‬ ‫يوجد العديد من املش�اعات واألراضي‬ ‫األميرية‪ ،‬في تلك املناطق الريفية»‪.‬‬ ‫‪ ‬وقالت «إن كل مجمع سكني سيتألف‬ ‫م�ن ‪ 500‬وح�دة س�كنية‪ ،‬ومن أس�واق‬ ‫جتارية‪ ،‬مما سيش�كل قري�ة منوذجية‪.‬‬ ‫وان ه�ذه ال�ـ‪ 500‬عائلة ستش�كل قوة‬ ‫إقتصادية كبيرة س�تجذب املستثمرين‬

‫لشراء احملال التجارية بشكل حصري‪،‬‬ ‫فيتم تعويض اخلسارة في سعر الشقق‬ ‫م�ن الرب�ح احملص�ل م�ن بي�ع احمل�ال‪،‬‬ ‫فنك�ون بذلك ق�د لبينا حاجة الش�باب‬ ‫ً‬ ‫وأمنا فرص عمل وإستثمارات‬ ‫للس�كن‬ ‫جديدة آمنة‪».‬‬ ‫وتطرق احملامي ش�واح إلى القانون‬ ‫اخل�اص الذي س�يخضع له املش�روع‪،‬‬ ‫وق�ال «يجب عل�ى من يريد الش�راء أال‬ ‫ً‬ ‫مالكا لشقة أخرى في لبنان‪ ،‬وأن‬ ‫يكون‬ ‫يتعه�د بأن ال يؤج�ر أو يبي�ع العقار أو‬ ‫يستعمله ألية غاية جتارية»‪.‬‬ ‫كم�ا ان القان�ون يخص�ص ‪٪60‬‬ ‫م�ن اجملمع للش�باب املس�جلني في هذا‬ ‫القض�اء‪ ،‬وال�ـ ‪ ٪40‬للش�باب الذي�ن‬ ‫كانوا من املقيمني ف�ي القضاء ألكثر من‬ ‫ً‬ ‫حفاظا على‬ ‫‪ 10‬سنوات وما فوق‪ ،‬وذلك‬ ‫الدميوغرافيا اللبنانية»‪.‬‬ ‫وتنتظ�ر املب�ادرة موافق�ة احلكومة‬ ‫عل�ى دعم املش�روع ماليا‪ ،‬لكن ش�ويح‬ ‫ذك�ر أن ثم�ة دراس�ة لإلس�تعانة‬ ‫بالبن�وك ف�ي التموي�ل إذا ل�م تواف�ق‬ ‫احلكومة‪ .‬وس�تضم اجملمعات السكنية‬ ‫أس�واقا جتاري�ة‪ ،‬وس�تباع الوح�دات‬

‫فيها بسعر التكلفة‪.‬‬ ‫وحت�دد اجلمعي�ة املش�رفة عل�ى‬ ‫ه�ذه املب�ادرة س�عر البي�ت البالغ�ة‬ ‫مس�احته ‪ 80‬مت�را مربع�ا بأربعني ألف‬ ‫دوالر (أي ‪ 500‬دوالر للمت�ر املرب�ع‬ ‫الواح�د)‪ .‬وق�د مت حتدي�د هذا الس�عر‬ ‫على أس�اس تقديرات‪ ‬نقابة املهندسني‬ ‫لس�عر تكلفة املتر املربع في بناء يتمتع‬ ‫بكافة املواصفات العاملي�ة وتراعى فيه‬ ‫القوانني التي تفرضها النقابة املهندسني‬ ‫وهيئة تنظيم املدن والبلديات‪.‬‬ ‫وقال‪ ‬املهن�دس س�امر واكي�م أن‬ ‫«مس�احات الش�قق س�تتراوح م�ا‬ ‫بين ‪ 80‬مت�را مربعا‪ ‬س�عرها ‪ 40‬أل�ف‬ ‫مربعا‪ ‬س�عرها‬ ‫دوالر‪ ،‬و‪ 140‬مت�را‬ ‫‪ 110‬آالف دوالر‪ .‬وس�تكون موزع�ة‬ ‫على أبنية من أربعة أو خمس�ة طوابق‪،‬‬ ‫منتش�رة ح�ول الس�وق واملالع�ب‬ ‫واحلدائق‪ .‬وأضاف واكيم أن ثمة ميزة‬ ‫أضافية للمشروع هي أنه سيهيئ عددا‬ ‫كبيرا من فرص العمل للشباب وسيقلل‬ ‫من الهج�رة إلى اخل�ارج‪ ،‬التي من بني‬ ‫أس�بابها‪ ‬عدم الق�درة عل�ى احلص�ول‬ ‫على مسكن‪.‬‬

‫االسهم االوروبية تغلق عند اعلى مستوى‬ ‫خالل خمسة أعوام ونصف العام‬

‫■ باريس ‪ -‬رويترز‪ :‬إرتفعت األسهم األوروبية‬ ‫أمساجلمعة في تعامالت نشطة مواصلة إجتاها‬ ‫صعوديا بدأ مع العام اجلديد مدعومة مبكاس��ب‬ ‫ألس��هم ش��ركات التعدين التي أقبل املستثمرون‬ ‫عل��ى ش��رائها وس��ط توقع��ات بإنتع��اش النمو‬ ‫العاملي‪.‬‬ ‫وكان قط��اع املوارد األساس��ية الداع��م األكبر‬ ‫لس��وق األس��هم األوروبية في صعودها اجلمعة‬ ‫مع تسجيل سهم «غلينكور إكستراتا» قفزة بلغت‬ ‫‪ 3.3‬باملئ��ة‪ ،‬وصع��ود س��هم «لوم�ين» ‪ 2.5‬باملئة‪،‬‬ ‫ف��ي حني إرتفع س��هم «ري��و تينتو»‪ ،‬الت��ي اعلنت‬ ‫يوم اخلميس املاضي زي��ادات كبيرة في االنتاج‪،‬‬ ‫بنسبة ‪ 0.9‬باملئة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقفز القط��اع ‪ 6.7‬باملئ��ة هذا االس��بوع‪ ،‬وهي‬ ‫أفض��ل مكاس��ب ُاس��بوعية في عام�ين‪ ،‬مدعوما‬ ‫بآمال تس��ارع منو اإلقتصاد العامل��ي بعد ان كان‬ ‫أظهر أداء ضعيفا في ‪ 2013‬عندما هبط ‪ 14‬باملئة‪.‬‬ ‫وأنه��ى مؤش��ر يوروفرس��ت‪ 300‬ألس��هم‬

‫الش��ركات األوروبي��ة الكب��رى جلس��ة الت��داول‬ ‫مرتفعا ‪ 0.54‬باملئة إلى ‪ 1345.02‬نقطة‪ ،‬وهو أعلى‬ ‫مستوى له في خمسة أعوام ونصف والعام‪.‬‬ ‫وق��ال فرانكل�ين بيش��ار مدي��ر بن��ك «باركليز‬ ‫فرنسا» ان لديه ما يؤكد ان اإلقتصادات املتقدمة‬ ‫تتغل��ب عل��ى عثرته��ا «وهو ش��يء م��ن املنطقي‬ ‫ان يترج��م إل��ى إنتع��اش ألرب��اح الش��ركات هذا‬ ‫العاموأضاف «مع تطلعهم لألمام فإن املستثمرين‬ ‫س��يعتبرون أي تراجع للس��وق عل��ى انه فرصة‬ ‫للشراء‪».‬‬ ‫وخالف س��هم العمالق النفطي «رويال داتش‬ ‫شل» اإلجتاه الصعودي للس��وق اجلمعة وأغلق‬ ‫منخفضا ‪ 1.9‬باملئة‪ ،‬بعد ان حذر رئيس الشركة من‬ ‫ان أرقام الربع األخير من ‪ 2013‬ستكون منخفضة‬ ‫بشكل كبير عن توقعاته السابقة للربحية‪.‬‬ ‫وب�ين املؤش��رات الرئيس��ية في أوروب��ا أغلق‬ ‫مؤشر «داكس» األملاني مرتفعا ‪ 0.26‬باملئة‪ ،‬بينما‬ ‫صعد مؤش��ر «فايننش��ال تاميز» البريطاني ‪0.2‬‬

‫ارتفاع صادرات النفط من جنوب العراق‬ ‫واملشترون ما زالوا يتوقعون تأجيالت أخرى‬ ‫■ لن�دن ‪ -‬رويترز‪ :‬قفزت صادرات‬ ‫العراق النفطية م�ن موانئه اجلنوبية‬ ‫حوال�ي ‪ 300‬أل�ف برمي�ل يومي�ا ف�ي‬ ‫ُ‬ ‫االس�بوعني األولني من كانون الثاني‪/‬‬ ‫يناي�ر اجلاري‪ ،‬مقارنة مع مس�توياتها‬ ‫ف�ي ديس�مبر‪/‬كانون األول ف�ي عالمة‬ ‫عل�ى تقدم ف�ي تنفيد خطة ته�دف إلى‬ ‫حتقيق منو كبير في اإلمدادات‪.‬‬ ‫لكن مش�ترين للخ�ام العراقي قالوا‬ ‫ان�ه عل�ى الرغم من ه�ذه الزي�ادة في‬ ‫الص�ادرات فإن العراق م�ازال يحاول‬ ‫اللحاق بتأجيالت في الش�حن‘ ترجع‬ ‫جزئي�ا إلى أحوال جوية س�يئة‪ .‬وقال‬ ‫بعض املش�ترين ان مؤسس�ة تسويق‬

‫النف�ط العراقي�ة (س�ومو) خفض�ت‬ ‫الكميات اخملصصة لهم من اخلام لشهر‬ ‫فبراير‪/‬شباط املقبل‪.‬‬ ‫وبلغ متوس�ط ص�ادرات النفط من‬ ‫موان�ئ جن�وب الع�راق ‪ 2.35‬ملي�ون‬ ‫برميل يوميا في األيام اخلمس�ة عش�ر‬ ‫األول�ى م�ن ه�ذا الش�هر‪ ،‬وذل�ك وفق�ا‬ ‫لبيانات للش�حن وتقديرات من شركة‬ ‫ترصد حتركات الناقالت‪.‬‬ ‫وإذا إس�تمر التصدي�ر به�ذا املعدل‬ ‫في األيام الباقية من الش�هر فإن حجم‬ ‫الصادرات س�يصل إلى أعلى مس�توى‬ ‫له ‪ -‬على األق�ل ‪ -‬منذ ‪ . 2003‬وإجماال‬ ‫ف�إن املوان�ي اجلنوبي�ة تت�داول كل‬

‫مجموعة الراجحي السعودية تستثمر‬ ‫مليار دوالر في قطاع الزراعة املوريتاني‬ ‫■ نواكش�وط ‪ -‬دب أ‪ :‬أق�ر مجلس ال�وزراء املوريتاني أم�س األول عقد إيجار‬ ‫حص�ري ألراض زراعي�ة لصال�ح مجموع�ة الراجح�ي اإلس�تثمارية الس�عودية‬ ‫اخلاصة‪. ‬‬ ‫وق�ال س�يدى ولد التاه‪ ،‬وزي�ر الش�ؤون اإلقتصادية والتنمي�ة املوريتاني‪ ،‬ان‬ ‫اجملل�س صادق على إبرام إيج�ار حصري لقطعتي أرض فى واليت�ي «اترارزه» و‬ ‫«لبراكن�ه» في جنوبي البالد لـ»حتالف الراجحي» الذي كان قد وقع مذكرة تفاهم‬ ‫مع احلكومة املوريتانية س�يقوم مبوجبها بإس�تثمار مليار دوالر إلجناز مش�روع‬ ‫زراعي ورعوي‪ ،‬وآخر إلستزراع األسماك وحتويلها‪.‬‬ ‫وأوضح في مؤمت�ر صحافي عقب إجتماع مجلس الوزراء ان األراضي املؤجرة‬ ‫بعيدة عن النهر‪ ،‬وال توجد بها جتمعات سكانية كبيرة‪ ،‬مشيرا إلى ان هذا التحالف‬ ‫سيقوم مبشروع خيري ملساعدة سكان املنطقة‪.‬‬ ‫وأض�اف الوزي�ر ان هذا املش�روع الزراعي س�يوفر محاصيل مهم�ة مثل القمح‬ ‫وال�ذرة الش�امية وبع�ض عين�ات احلب�وب ُ‬ ‫االخرى واخلض�روات لس�د النقص‬ ‫الغذائي‪.‬‬ ‫وأش�ار إلى ان ري هذه األراضي س�يتم من خالل قنوات لسحب املياه من النهر‬ ‫وإستخدام أساليب متطورة كالرش احملوري‪.‬‬ ‫كما س�يطور املشروع الثروة احليوانية من خالل املس�اهمة في توفير األعالف‬ ‫وامل�واد البيطري�ة‪ ،‬مؤكدا ان هذا املش�روع إس�تراتيجي بالنس�بة لتحقيق األمن‬ ‫الغذائي في موريتانيا‪.‬‬ ‫وأوض�ح الوزي�ر أن ه�ذه اإلس�تثمارات ال ميك�ن ان تتحق�ق إال بوج�ود األمن‬ ‫والشفافية وإستثمارات جاذبة مما يؤكد صحة نهج موريتانيا‪.‬‬ ‫وكان تأجير أراض زراعية في جنوب موريتانيا قبل عامني قد أثار موجة رفض‬ ‫وإستنكار من ممثلني ملنظمات حقوقية زجنية موريتانية‪.‬‬

‫شركة طيران اخلليج البحرينية‬ ‫تنتهي من عملية إعادة هيكلتها‬

‫باملئة ومؤشر «كاك‪ »40‬الفرنسي‪ 0.19‬باملئة‪.‬‬ ‫وس��جلت االس��واق في جنوب اوروب��ا ايضا‬ ‫مكاسب مواصلة إجتاها صعوديا قويا منذ بداية‬ ‫الع��ام‪ .‬وإرتف��ع مؤش��ر بورصة ميالنو لألس��هم‬ ‫اإليطالية ‪ 0.5‬باملئة‪ ،‬ومؤش��ر األسهم البرتغاالية‬ ‫‪ 0.4‬باملئة‪ ،‬ومؤشر األسهم اإلسبانية ‪ 0.1‬باملئة‪.‬‬ ‫وق��ال جي��رار س��انييه احملل��ل في مؤسس��ة‬ ‫«أوريل ب��ي جي س��ي» ان املؤش��رات االوروبية‬ ‫دخل��ت مرحة جديدة لس��وق صعودي��ة حيث ان‬ ‫«ضغوط الش��راء قوية في حني ان ضغوط البيع‬ ‫ضحل��ة‪ .‬هناك إحتماالت جي��دة إلجتاه صعودي‬ ‫في ‪». 2014‬‬ ‫وتش��ير بيانات من «تومس��ون رويت��رز ليبر»‬ ‫إاى ان التدفق��ات اإلس��تثمارية من املس��تثمرين‬ ‫االمريكيني إلى األس��هم األوروبية تس��ارعت في‬ ‫ُ‬ ‫االس��بوع الثان��ي م��ن ‪ 2014‬مما يش��ير إلى مزيد‬ ‫م��ن اإلنفتاح في ش��هيتهم ألوروبا بع��د تدفقات‬ ‫قياسية إلى املنطقة العام املاضي‪.‬‬

‫صادرات العراق النفطية‪.‬‬ ‫وع�ودة الع�راق إل�ى حتقي�ق من�و‬ ‫كبي�ر للص�ادرات‪ ،‬بع�د تباط�ؤ ف�ي‬ ‫‪ ،2013‬ممكن�ة ف�ي أعقاب أعم�ال قامت‬ ‫به�ا احلكوم�ة لتوس�يع طاق�ة املوانئ‬ ‫اجلنوبية‪.‬‬ ‫إال ان بعض املشترين خلام البصرة‬ ‫اخلفي�ف‪ ،‬ال�ذي يج�ري تصدي�ره من‬ ‫جن�وب الع�راق‪ ،‬قال�وا هذا ُ‬ ‫االس�بوع‬ ‫انه�م يتوقع�ون خفض�ا ف�ي األحجام‬ ‫اخملصصة لهم في فبراير‪/‬شباط‪ .‬وقال‬ ‫أحدهم «لديهم تأجيالت ضخمة‪ ...‬وهم‬ ‫إضطروا إلى خفض عدد الشحنات بني‬ ‫‪ 8‬و‪ 10‬ألول شهرين من العام‪».‬‬

‫قال��ت ُ‬ ‫االس��بوع املاض��ي ان النف��ط ب��دأ‬ ‫يتدفق ف��ي خ��ط االنابيب وان م��ن املنتظر‬ ‫ان تبدأ الصادرات ف��ي نهاية يناير‪/‬كانون‬ ‫الثاني ودعت مقدمي العروضإلى تسجيل‬ ‫أنفسهم لدى مؤسسة تسويق البترول في‬ ‫كردستان‪.‬‬ ‫من جهته ق��ال وزير الطاقة التركي أمس‬ ‫ان تعليق��ات الوزير العراقي بش��أن إتخاذ‬ ‫اجراء قانوني محتمل ضد تركيا ال بد وأنها‬ ‫«جرى التعبير عنها بطريقة غير دقيقة‪».‬‬ ‫وأبل��غ تان��ز يل��دز قن��اة (س��كاي‪)360‬‬ ‫التلفزيوني��ة «هم يدل��ون بتصريح مختلف‬ ‫كل ُاس��بوع» ف��ي إش��ارة ال��ي احلكوم��ة‬ ‫املركزي��ة في بغداد‪ .‬وأض��اف قائال «أعتبر‬ ‫ه��ذا التصري��ح جملة ج��رى التعبي��ر عنها‬ ‫بطريقة غير دقيقة‪».‬‬

‫■ املنام�ة ‪ -‬رويت�رز‪ :‬ق�ال مس�ؤول‬ ‫كبي�ر ف�ي ش�ركة طي�ران اخللي�ج‪،‬‬ ‫الناقل�ة الوطنية للبحرين‪ ،‬ان الش�ركة‬ ‫إس�تكملت عملية إعادة الهيكلة وتتطلع‬ ‫إلى تقليص خسائرها بنسبة ‪ 55‬باملئة‪.‬‬ ‫وق�ال ماه�ر املس�لم‪ ،‬القائ�م بأعمال‬ ‫الرئي�س التنفيذي‪ ،‬ان طي�ران اخلليج‬ ‫ التي ش�رعت في خطط إعادة الهيكلة‬‫ع�ام ‪ - 2009‬قلص�ت العمال�ة بنس�بة‬ ‫‪ 27‬باملئ�ة وتخل�ت عن وجهات خاس�رة‬ ‫وعدل�ت بع�ض طلبي�ات الطائ�رات‬ ‫خلفض التكاليف‪.‬‬ ‫وأبل�غ الصحافيين خلال مع�رض‬ ‫البحري�ن للطي�ران أن الش�ركة تخل�ت‬ ‫عن ثماني وجهات س�فر الع�ام املاضي‪،‬‬ ‫وتراجعت عن شراء ‪ 12‬طائرة‪ ،‬وقلصت‬ ‫العمالة إلى نحو أل�ف موظف‪ .‬وأضاف‬ ‫أن الشركة تتطلع إلى تقليص خسائرها‬ ‫بنس�بة تقارب ‪ 55‬باملئة‪ ،‬مش�يرا إلى أن‬ ‫احلكوم�ة البحرينية ‪ -‬التي تدخلت في‬ ‫الس�نوات املاضي�ة لدعم الش�ركة ‪ -‬لن‬ ‫تضخ مزيدا من السيولة في ‪.2014‬‬ ‫ويتألف أسطول طيران اخلليج حاليا‬

‫م�ن ‪ 26‬طائرة‪ .‬وقالت الش�ركة في بيان‬ ‫إنها وقعت ي�وم اخلميس املاضي إتفاقا‬ ‫ملدة خمس س�نوات مع «رول�ز رويس»‬ ‫لصيانة س�ت طائرات ايه‪ .330-‬وتبلغ‬ ‫قيم�ة اإلتفاق نح�و ‪ 100‬ملي�ون دوالر‪،‬‬ ‫وه�و ميث�ل جتدي�دا إلتفاق س�ابق ملدة‬ ‫خم�س س�نوات وقعته الش�ركتان عام‬ ‫‪.2008‬‬ ‫وق�د انخفض�ت أع�داد ال�ركاب لدى‬ ‫ش�ركات الطي�ران في البحرين بس�بب‬ ‫منافس�ة ش�ركات أخ�رى ف�ي الش�رق‬ ‫األوس�ط‪ ،‬مث�ل اإلحت�اد للطي�ران ف�ي‬ ‫أبوظب�ي واخلط�وط القطري�ة وطيران‬ ‫اإلم�ارات ف�ي دب�ي‪ ،‬إل�ى جان�ب تأث�ر‬ ‫الس�ياحة في البحري�ن باإلحتجاجات‬ ‫املناهضة للحكومة على مدى الس�نوات‬ ‫الثالث األخيرة‪.‬‬ ‫وأخ�ذت ش�ركة طي�ران البحري�ن‪،‬‬ ‫األصغ�ر حجم�ا م�ن ش�رطة طي�ران‬ ‫اخللي�ج‪ ،‬ق�رارا باإلغالق الع�ام املاضي‬ ‫وأرجع�ت ذل�ك إل�ى االضطراب�ات‬ ‫السياس�ية ورف�ض احلكوم�ة دف�ع‬ ‫تعويض لها‪.‬‬

‫شل حتذر من انخفاض‬ ‫كبير في األرباح‬

‫ويص�در الع�راق أيض�ا حوالي ‪300‬‬ ‫ألف برميل يوميا من حقول كركوك في‬ ‫شمال البالد إلى ميناء جيهان التركي‪.‬‬ ‫وقد تواص�ل تلك الص�ادرات اإلرتفاع‬ ‫إذا بدأ اقليم كردس�تان العراقي ش�به‬ ‫املس�تقل بيع النف�ط عبر خ�ط أنابيب‬ ‫إلى تركيا‪.‬‬ ‫واث�ارت اخلط�ة الكردي�ة غض�ب‬ ‫بغ�داد‪ .‬وهدد رئيس ال�وزراء العراقي‬ ‫ن�وري املالك�ي يوم االح�د املاضي بأن‬ ‫تقط�ع احلكوم�ة املركزي�ة التمويل عن‬ ‫كردس�تان إذا مض�ى االك�راد قدما في‬ ‫صادرات للنفط بدون موافقة احلكومة‬ ‫املركزية في بغداد‪.‬‬

‫■ لن�دن ‪ -‬رويترز‪:‬أص�درت ش�ركة روي�ال دات�ش ش�ل األنكليزي�ة الهولندية‬ ‫للطاقة يوم اجلمعة حتذيرا مهما من تراجع أرباحها‪ ،‬حتدثت فيه عن مش�كالت في‬ ‫ش�تى القطاعات وحتديات يواجهها الرئيس التنفي�ذي اجلديد‪ ،‬بن فان بيوردن‪،‬‬ ‫الذي تسلم قيادة الشركة قبل أسبوعني‪.‬‬ ‫ويأتي التحذير بعد نحو عشر سنوات مما عرف بـ"فضيحة اإلحتياطيات" حني‬ ‫خفضت شل ‪ -‬ثالث أكبر شركة نفطية في الغرب ‪ -‬إحتياطياتها التقديرية بنسبة‬ ‫كبي�رة‪ .‬ويأتي أيضا عقب حتذير مماثل من "ش�يفرون كورب" ‪ -‬ثاني أكبر ش�ركة‬ ‫نفطية أمريكية ‪ -‬األس�بوع املاضي‪ ،‬ويعكس حتديات يواجهها القطاع النفطي من‬ ‫حيث تغير اإلحتياطيات وإنخفاض أسعار النفط وإرتفاع التكاليف‪.‬‬ ‫وقال الرئيس التنفيذي "لم يكن أداؤنا في ‪ 2013‬كما كنت أتوقع"‪ .‬وأعلن خفض‬ ‫توقع�ات الش�ركة ألرب�اح الربع الراب�ع من العام املاض�ي إلى ‪ 2.9‬ملي�ار دوالر من‬ ‫مستوى توقعات السوق الذي بلغ نحو أربعة مليارات دوالر‪.‬‬ ‫ول�م تبلغ أرباح ش�ل ذلك املس�توى املنخفض من�ذ الربع الرابع م�ن عام ‪.2009‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت كان متوسط األرباح ‪ 5.6‬مليار دوالر في ربع السنة‪.‬‬

‫احلكومة املغربية تصادق على مشروع قانون يرخص للبنوك اإلسالمية‬ ‫■ الرب��اط ‪ -‬م��ن محم��د الطاه��ري‪:‬‬ ‫صادقت احلكوم��ة املغربية في إجتماعها‬ ‫ُ‬ ‫االسبوعي أمس األول على مشروع قانون‬ ‫يس��مح بالترخي��ص للبن��وك اإلس�لامية‬ ‫بالعمل في البالد‪.‬‬ ‫وق��ال بي��ان للحكوم��ة املغربي��ة‪ ،‬تاله‬ ‫مصطفى اخللفي‪ ،‬وزي��ر االتصال الناطق‬ ‫الرس��مي باس��م احلكوم��ة‪ ،‬ان مش��روع‬ ‫القانون يتضمن اإلجراءات اخلاصة‪ ‬بعمل‬ ‫البنوك اإلس�لامية‪ ،‬التي يطل��ق عليها في‬ ‫املشروع "البنوك التشاركية"‪.‬‬ ‫وتقدم البنوك اإلسالمية خدمات مالية‬ ‫تتوافق مع أحكام الش��ريعة اإلس�لامية‪،‬‬

‫ومنها ما يعرف باملرابحة‪.‬‬ ‫واملرابحة هي‪ ‬عملية بيع من نوع خاص‪،‬‬ ‫يحدد مبوجبها البائع بشكل صريح كلفة‬ ‫الس��لعة املباع��ة املترتبة عليه‪ ،‬ث��م يبيعها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هامشا من‬ ‫مضيفا إليها‬ ‫إلى ش��خص اخر‬ ‫الربح‪.‬‬ ‫ونص مش��روع القانون‪ ،‬حسب البيان‪،‬‬ ‫عل��ى أن "البن��وك التش��اركية" ت��زاول‬ ‫أنش��طتها طبق��ا لألح��كام الص��ادرة عن‬ ‫اجملل��س العلم��ي األعل��ى (هيئ��ة ديني��ة‬ ‫رسمية يرأس��ها العاهل املغربي باعتباره‬ ‫أمير املومنني)‪.‬‬ ‫ويس��ند مش��روع القان��ون مس��ؤولية‬ ‫ُ‬

‫تدبي��ر صن��دوق ضم��ان ودائ��ع البن��وك‬ ‫التش��اركية إل��ى ش��ركة مس��اهمة حتت‬ ‫مراقب��ة بن��ك املغ��رب (البن��ك املرك��زي)‬ ‫ون��ص مش��روع القانون أيض��ا على عدد‬ ‫م��ن اإلجراءات اإلحترازي��ة اجلديدة‪ ،‬مثل‬ ‫اإللتزام بتش��كيل جلان التدقيق واخملاطر‬ ‫من طرف مؤسسات االئتمان‪.‬‬ ‫وق��ال وزير االتص��ال‪ ‬ان ه��ذا القانون‬ ‫يأتي في إط��ار برنامج‪ ‬اإلصالح املصرفي‬ ‫باملغرب‪.‬‬ ‫وكان م��ن املق��رر‪ ،‬وفق ما أعلن��ه البنك‬ ‫املركزي املغربي في مارس‪/‬آذار املاضي‪،‬‬ ‫إطالق التراخيص األولى إلنش��اء البنوك‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫اإلس�لامية مع بداية أكتوبر‪/‬تشرين أول‬ ‫من عام ‪.2013‬‬ ‫وأرج��ع عب��د الس�لام بالج��ي‪ ،‬رئيس‬ ‫اجلمعي��ة املغربية لإلقتصاد اإلس�لامي‪،‬‬ ‫تأخ��ر الترخي��ص للبنوك اإلس�لامية إلى‬ ‫وج��ود تخوف��ات ل��دى الدول��ة والبنوك‬ ‫املغربية‪ .‬وكان بالجي قد أوضح في وقت‬ ‫س��ابق أن البنوك تتخوف م��ن تأثر عملها‬ ‫بالنظام اإلس�لامي اجلديد‪ ،‬الذي ال تزال‬ ‫جتهله‪ ،‬فيما تعبر الدولة عن مخاوفها من‬ ‫هذا النظام لتعلقه بالقطاع اخلاص كممول‬ ‫رئيسي ال متلك عليه سلطة‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن البن��وك اإلس�لامية‬

‫ستساهم في جذب مزيد من اإلستثمارات‬ ‫األجنبية في قطاع الصرف‪ ،‬كما س��ترفع‬ ‫م��ن حج��م الودائ��ع‪ ،‬وبالتال��ي س��تتيح‬ ‫فرصة أكبر لضخ متوي��ل للقطاع اخلاص‬ ‫املغربي‪.‬‬ ‫وحس��ب بالجي فإن ‪ ٪48‬م��ن املغاربة‬ ‫يرفض��ون التعامل م��ع البن��وك التقليدية‬ ‫(غير اإلس�لامية)‪ .‬كما أن البقية املتعاملة‬ ‫م��ع ه��ذه البنوك تض��م‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬نس��بة‬ ‫مقبول��ة تتعام��ل م��ع البن��وك التقليدي��ة‬ ‫اضط��رارا‪ ،‬ما يعن��ي أن س��وق املصارف‬ ‫اإلس�لامية ف��ي املغ��رب س��يلقى رواج��ا‬ ‫واسعا‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫اقتصاد ومال‬

‫مجلس الشيوخ األمريكي يصادق على مشروع‬ ‫موازنة للنفقات جتنب حدوث شلل حكومي جديد‬ ‫■ واش�نطن ‪ -‬أ ف ب‪ :‬ف�ي ب�ادرة‬ ‫تهدئ�ة‪ ،‬بع�د س�نوات م�ن اخلالف�ات‬ ‫ح�ول املوازن�ة ف�ي واش�نطن‪ ،‬صادق‬ ‫الكونغ�رس االمريك�ي لي�ل اخلميس‪/‬‬ ‫اجلمعة على مشروع موازنة بقيمة ‪1.1‬‬ ‫تريليون دوالر ما ساهم في جتنب شلل‬ ‫جديد في اإلدارات احلومية الفدرالية‪.‬‬ ‫وص�ادق مجل�س الش�يوخ‪ ،‬بتأييد‬ ‫‪ 72‬صوت�ا ومعارضة ‪ ،26‬على مش�روع‬ ‫املوازن�ة لتموي�ل احلكوم�ة الفدرالي�ة‬ ‫حت�ى أيلول‪/‬س�بتمبر بع�د ان ص�وت‬ ‫علي�ه مجلس الن�واب بغالبي�ة عظمى‬ ‫االربعاء املاضي‪.‬‬ ‫وس�يرفع مش�روع املوازن�ة إل�ى‬ ‫الرئيس باراك أوباما الذي يفترض ان‬ ‫يوقعه‪.‬‬ ‫وقالت باربارا ميكالس�كي املسؤولة‬ ‫ع�ن جلن�ة اخملصص�ات ف�ي مجل�س‬ ‫الشيوخ "لقد تأخرنا قليال لكننا اجنزنا‬ ‫مهمتنا‪ ".‬وأيد االعضاء الدميوقراطيون‬ ‫في مجلس الشيوخ مشروع املوازنة في‬ ‫حني ايده ‪ 17‬جمهوريا من املعارضة‪.‬‬ ‫واضافة إلى مبلغ الـ‪ 1.012‬تريليون‬ ‫دوالر تش�مل املوازن�ة ‪ 92‬ملي�ار دوالر‬ ‫للعملي�ات العس�كرية ف�ي اخل�ارج‪،‬‬ ‫خصوصا احلرب في أفغانستان‪ ،‬و‪6.5‬‬ ‫مليار للمس�اعدات في أعقاب الكوارث‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫وقال�ت س�يلفيا بارويل‪ ،‬املس�ؤولة‬

‫ع�ن ش�ؤون املوازن�ة واالدارة ف�ي‬ ‫البي�ت االبي�ض‪ ،‬ف�ي بي�ان ان متري�ر‬ ‫مشروع املوازنة "خطوة ايجابية ُ‬ ‫لالمة‬ ‫واإلقتصاد"‪.‬‬ ‫م�ن جهتهم أك�د اجلمهوري�ون انهم‬ ‫كبحوا النفقات الفدرالية للسنة الرابعة‬ ‫عل�ى التوالي‪ ،‬من خالل جتميد األموال‬ ‫اجلديدة لبرنامج أوباما إلصالح نظام‬ ‫الضم�ان الصح�ي‪ ،‬وخفض املس�اعدة‬ ‫اخلارجي�ة‪ ،‬واقتط�اع أم�وال دائ�رة‬ ‫الضرائب واملواصالت‪.‬‬ ‫وق�ال الس�ناتور الدميوقراطي توم‬ ‫كارب�ر ان التصوي�ت س�جل "خط�وة‬ ‫جدي�دة صغي�رة إل�ى األم�ام" بع�د‬ ‫التس�وية التي توصل إليه�ا اجلانبان‬ ‫الشهر املاضي عندما إتفقا على موازنة‬ ‫لعامني‪.‬‬ ‫وأضاف "آمل في ان يثبت التصويت‬ ‫بأن االزمات املفتعلة مثل شلل اإلدارات‬ ‫الفدرالية كما حصل في تش�رين االول‪/‬‬ ‫اكتوبر وكلف إقتصادنا ‪ 20‬مليار دوالر‬ ‫اصبحت من املاضي"‪.‬‬ ‫والش�لل ال�ذي اس�تمر ‪ 16‬يوم�ا في‬ ‫تش�رين االول كان نتيج�ة اخللاف‬ ‫بين اجلمهوريين والدميوقراطيين‪.‬‬ ‫وف�ي حينه ل�م يتمك�ن الكونغرس من‬ ‫التصوي�ت عل�ى املوازن�ة ف�ي الوق�ت‬ ‫احملدد‪ ،‬بعدما شدد اجلمهوريون بدون‬ ‫جدوى على ان يشمل اإلتفاق إجراءات‬

‫تلغي قس�ما من إصالح نظ�ام الضمان‬ ‫الصحي الذي اقره أوباما‪.‬‬ ‫ومع إظهار إستطالعات الرأي حتميل‬ ‫املواطنني األمريكيني اجلمهوريني‪ ،‬أكثر‬ ‫م�ن الدميوقراطيين‪ ،‬مس�ؤولية ش�لل‬ ‫اإلدارات الفدرالي�ة ذاك‪ ،‬من املس�تبعد‬ ‫ان يتك�رر هذا الس�يناريو في تش�رين‬ ‫االول املقبل قبل ش�هر م�ن االنتخابات‬ ‫النصفية في الكونغرس‪.‬‬ ‫ورغ�م احل�د م�ن النفق�ات بحس�ب‬ ‫املوازن�ة ا ُمل َق ّ�رة‪ ،‬يتوق�ع ان يرتف�ع‬ ‫إجمال�ي النفق�ات الفدرالي�ة بش�كل‬ ‫طفي�ف ف�ي ‪ ،2014‬إذ ان اإلتف�اق يلغي‬ ‫االقتط�اع التلقائ�ي في النفق�ات الذي‬ ‫يبدأ في االول م�ن كانون الثاني‪/‬يناير‬ ‫للعامني املقبلني‪.‬‬ ‫وص�وت العدي�د م�ن اعض�اء حزب‬ ‫الش�اي اليميني‪ ،‬بينهم أعضاء مجلس‬ ‫الش�يوخ مارك�و روبي�و وران�د ب�ول‬ ‫وتي�د كروز‪ ،‬ضد مش�روع املوازنة النه‬ ‫ال يخف�ض مبلغ�ا كافي�ا م�ن الدي�ون‬ ‫االمريكية‪.‬‬ ‫وقال روبيو ان "هذا اإلتفاق يس�مح‬ ‫لواشنطن بأن توسع نشاطاتها وتزيد‬ ‫ديونه�ا وخلله�ا لس�نة ُاخ�رى لكن�ه‬ ‫اس�لوب س�يء جلعل احلل�م االميركي‬ ‫حقيقة لعدد أكبر من االميركيني"‪.‬‬ ‫لك�ن ه�ذا التصوي�ت ف�ي مجلس�ي‬ ‫الكونغ�رس وج�ه ضرب�ة إل�ى ح�زب‬

‫الش�اي‪ ،‬الذي عارض بش�دة مش�روع‬ ‫املوازن�ة‪ .‬فق�د جن�ح اجلمهوري�ون في‬ ‫مجل�س الش�يوخ ف�ي إبع�اد تهدي�د‬ ‫السناتور كروز بإحداث شلل جديد من‬ ‫خالل وقف األموال ع�ن إصالح أوباما‬ ‫لنظام الضمان الصحي‪.‬‬ ‫وقال السناتور اجلمهوري ريتشارد‬ ‫ش�يلبي لزمالئ�ه "إن مش�روع املوازنة‬ ‫أفض�ل بكثي�ر م�ن اخلي�ار اآلخ�ر وهو‬ ‫مواجهة جديدة وش�لل جديد للحكومة‬ ‫الفدرالي�ة وخطوة كب�رى تبعدنا أكثر‬ ‫عن سير االمور ضمن نظام محدد"‪.‬‬ ‫وش�كا ك�روز م�ن انه ل�م يك�ن امام‬ ‫املشرعني الوقت الكافي لقراءة مشروع‬ ‫املوازنة الذي نشر مساء االثنني املاضي‬ ‫فقط‪ .‬وقال ان أي عضو في الكونغرس‬ ‫لم يقرأ مشروع املوازنة بالكامل‪.‬‬ ‫وبع�د االنته�اء م�ن ه�ذه املرحل�ة‪،‬‬ ‫س�يواجه اعضاء الكونغ�رس معضلة‬ ‫جدي�دة هي احلاجة لرفع س�قف الدين‬ ‫االمريكي‪.‬‬ ‫و ح�ث جاك�وب ل�و‪ ،‬وزي�ر اخلزانة‬ ‫االمريك�ي‪ ،‬الكونغرس على رفع س�قف‬ ‫الدي�ن بأس�رع وق�ت لتف�ادي حصول‬ ‫أزمة سياسية جديدة‪.‬‬ ‫وقال لو أمام مجموعة "كاونسل ُاف‬ ‫فوري�ن أفيرز" محذرا م�ن التأخير "كما‬ ‫تعلم�ون فاملوع�د يدن�و‪ .‬وفي الس�ابع‬ ‫من ش�باط‪/‬فبراير ل�ن يع�ود بإمكاننا‬

‫اإلقت�راض‪ .‬إن َ‬ ‫األول�ى للكونغ�رس ان‬ ‫يتحرك"‪ .‬وش�دد عل�ى انه "م�ن اخلطأ‬ ‫اإلنتظار حتى اللحظة األخيرة"‪.‬‬ ‫وحت�ى الس�ابع م�ن ش�باط يح�ق‬ ‫ل�وزارة اخلزان�ة اإلقت�راض لتغطي�ة‬ ‫العج�ز ف�ي املوازن�ة االمريكي�ة‪ .‬لك�ن‬ ‫بع�ده س�يتم تطبي�ق اج�راءات مالية‬ ‫اس�تثنائية لبضع�ة اس�ابيع م�ن اجل‬ ‫جتاوز إستحالة االقتراض‪.‬‬ ‫وف�ي ح�ال ل�م يك�ن الن�واب ق�د‬ ‫توصلوا بعد إلتفاق بحلول مطلع اذار‪/‬‬ ‫م�ارس فإن الوالي�ات املتحدة ميكن ان‬ ‫جت�د نفس�ها عاج�زة عن س�داد بعض‬ ‫إلتزاماته�ا املالي�ة للم�رة ُ‬ ‫االول�ى ف�ي‬ ‫تاريخها‪.‬‬ ‫لكن وحتى في حال رفع سقف الدين‬ ‫فقد حذر لو من ان اخلالفات السياسية‬ ‫ح�ول الدين س�يكون لها تاثير س�لبي‬ ‫على اإلقتصاد‪ .‬وتواج�ه اجلمهوريون‬ ‫والدميوقراطيون في الكونغرس ثالث‬ ‫مرات ف�ي األش�هر ال�ـ‪ 16‬املاضي حول‬ ‫رفع سقف الدين الذي يبلغ حاليا ‪17.3‬‬ ‫ترليون دوالر تقريبا‪.‬‬ ‫م�ن جانب�ه ص�رح رئي�س مجل�س‬ ‫النواب اجلمهوري جون باينر انه غير‬ ‫مس�تعد ملعرك�ة ُاخرى في فت�رة زمنية‬ ‫قصي�رة‪ ،‬وقال "ما أعرفه ه�و انه علينا‬ ‫ع�دم التخلف عن الس�داد وال حتى ان‬ ‫نقترب من هذا األمر"‪.‬‬

‫املنتدى اإلقتصادي العاملي يحذر من مخاطر‬ ‫الفجوة «املزمنة واملتوسعة» بني األغنياء والفقراء‬ ‫‪ ■ ‬لندن ‪ -‬رويترز‪ :‬قال املنتدى اإلقتصادي‬ ‫العاملي يوم اخلميس املاضي ان الفجوة املزمنة‬ ‫بني األغنياء والفقراء آخذة في اإلتس��اع‪ ،‬وهو‬ ‫ما يشكل أكبر تهديد للعالم في ‪ ،2014‬حتى مع‬ ‫بدء تعافي اإلقتصادات في دول كثيرة‪.‬‬ ‫وخل��ص املنت��دى اإلقتص��ادي العامل��ي في‬ ‫تقييمه السنوي للمخاطر العاملية‪ ،‬والذي ميهد‬ ‫إلجتماعه في دافوس ُ‬ ‫االس��بوع املقبل‪ ،‬إلى أن‬ ‫التفاوت في الدخل واإلضطرابات اإلجتماعية‬ ‫املصاحبة له هي املشكلة التي سيكون لها على‬ ‫األرج��ح تأثير كبير على اإلقتص��اد العاملي في‬ ‫السنوات العشر القادمة‪.‬‬ ‫‪ ‬وح��ذر املنتدى من أن هن��اك جيال «ضائعا»‬ ‫م��ن الش��باب يبدأ مش��وار احلي��اة العملية في‬ ‫العق��د احلال��ي ويفتقر للوظائ��ف‪ ،‬وفي بعض‬ ‫األحيان إل��ى املهارات املالئم��ة للعمل‪ ،‬وهو ما‬ ‫يؤجج إحباطا مكبوتا‪.‬‬ ‫وق��د يتحول ه��ذا اإلحباط إل��ى إضطرابات‬ ‫إجتماعي��ة كم��ا ش��وهد بالفع��ل ف��ي موج��ة‬ ‫اإلحتجاجات على التفاوت في الدخل والفساد‬

‫في دول من تايالند إلى البرازيل‪.‬‬ ‫وقال��ت جنيف��ر بالن��ك‪ ،‬كبي��رة اخلب��راء‬ ‫اإلقتصادي�ين في املنت��دى اإلقتصادي العاملي‬ ‫«الس��خط ميكن أن ي��ؤدي إلى تفكك النس��يج‬ ‫اإلجتماعي السيما إذا شعر الشبان بأنهم ليس‬ ‫لهم مستقبل‪ ».‬وأضافت قائلة «هذا شيء يؤثر‬ ‫على اجلميع‪».‬‬ ‫وفي مس��ح ش��ارك فيه أكثر م��ن ‪ 700‬خبير‬ ‫عاملي جاء الطقس شديد السوء كثاني العوامل‬ ‫التي من املرجح أن تس��بب صدم��ات لألنظمة‪،‬‬ ‫فيما يعكس زيادة متوقعة في الظروف اجلوية‬ ‫الس��يئة مثل موجة البرد القارس في الواليات‬ ‫املتحدة هذا الشتاء‪.‬‬ ‫وأظه��ر التقري��ر الص��ادر ع��ن املنت��دى أن‬ ‫مخاط��ر حدوث أزمات مالية بس��بب األوضاع‬ ‫املالية العامة املضطرب��ة ال تزال التهديد القادر‬ ‫على إحداث أكبر تأثير إقتصادي‪ ،‬لكن إحتمال‬ ‫حدوث مثل تلك األزمات بات اآلن أقل مما كان‬ ‫عليه في السنوات السابقة‪.‬‬ ‫وق��ال ديفي��د ك��ول‪ ،‬مدي��ر اخملاط��ر ل��دى‬

‫«سويس ري» إلعادة التأمني والذي ساهم في‬ ‫إع��داد التقرير‪ ،‬أن أوروبا بش��كل خاص خارج‬ ‫منطق��ة اخلط��ر املال��ي الف��وري‪ ،‬وه��ي حقيقة‬ ‫س��اهمت في رف��ع قضية التفاوت ف��ي الدخل‬ ‫إلى قمة جدول األولويات‪.‬‬ ‫وأضاف أن زي��ادة اإلهتمام العام بالتفاوت‬ ‫ف��ي الدخ��ل ‪ -‬اآلخ��ذ ف��ي االتس��اع من��ذ‬ ‫الثمانين��ات‪ -‬س��يتطلب من صناع السياس��ة‬ ‫والنخبة العاملية أن يتحركوا بحذر‪.‬‬ ‫وقال ك��ول «أن��ا مؤيد ق��وي للرأس��مالية‪،‬‬ ‫لك��ن هن��اك حلظ��ات ميك��ن أن تتج��اوز فيه��ا‬ ‫الرأس��مالية احلدود املقبول��ة‪ ،‬ومن الضروري‬ ‫وجود إجراءات ‪ -‬س��واء تنظيمية أو حكومية‬ ‫أو ضريبية ‪ -‬تضمن أن نتجنب زيادات مفرطة‬ ‫فيما يتعلق بالدخل وتوزيع الثروات‪».‬‬ ‫وحت��ى اآلن لم يك��ن حلزمة التحفي��ز املالي‬ ‫والنقدي الضخمة التي س��اعدت في إس��تقرار‬ ‫وإنع��اش اإلقتص��ادات أثر يذكر عل��ى الفقراء‬ ‫والعاطلني عن العمل وجيل الشباب‪.‬‬ ‫وقال املنتدى اإلقتصادي العاملي ان الشبان‬

‫ف��ي الغ��رب يتخرج��ون م��ن م��دارس وكليات‬ ‫«باهظة التكلفة وعتيقة» بديون كبيرة ومهارات‬ ‫غير مناسبة‪ ،‬في حني أن نحو ُث ُلثي الشباب في‬ ‫البلدان النامية ال يصلون إلى مرحلة إس��تغالل‬ ‫إمكانياتهم اإلقتصادية‪.‬‬ ‫ويتن��اول تقري��ر «اخملاط��ر العاملي��ة ف��ي‬ ‫‪ »2014‬ال��ذي يأت��ي ف��ي ‪ 60‬صفح��ة بالتحليل‬ ‫‪ 31‬خط��را عاملي��ا على مدى الس��نوات العش��ر‬ ‫القادم��ة‪ .‬ويأت��ي قب��ل اإلجتم��اع الس��نوي‬ ‫للمنتدى اإلقتصادي العاملي في منتج دافوس‬ ‫السويس��ري ف��ي الفترة من ‪ 22‬إل��ي ‪ 25‬يناير‪/‬‬ ‫كانون الثاني احلالي‪ ،‬حيث س��يبحث األثرياء‬ ‫واألقوياء مستقبل العالم‪.‬‬ ‫واصب��ح املنتدى الذي يش��ارك في��ه زعماء‬ ‫أعمال وسياس��يون ومس��ؤولو بنوك مركزية‬ ‫رم��زا للعال��م احلدي��ث ال��ذي تهيم��ن علي��ه‬ ‫املؤسسات متعددة اجلنسيات الناجحة‪.‬‬ ‫وشعار إجتماع هذا العام هو «إعادة تشكيل‬ ‫العالم‪ :‬العواقب على اجملتمع وعالم السياس��ة‬ ‫واألعمال»‪.‬‬

‫مسؤول أمريكي‪ :‬إيران متلك ‪100‬مليار دوالر‬ ‫أرصدة أجنبية في اخلارج وميكنها سحب ‪ 4.2‬مليار‬ ‫■ فيين�ا ‪ -‬رويت�رز‪ :‬ق�ال مس�ؤول‬ ‫كبي�ر ف�ي اإلدارة األمريكي�ة اجلمعة ان‬ ‫إي�ران له�ا أرص�دة أجنبي�ة قيمتها ‪100‬‬ ‫ملي�ار دوالر ف�ي أنحاء العالم س�تتمكن‬ ‫من س�حب ‪ 4.2‬مليار دوالر منها مبوجب‬ ‫إتف�اق ن�ووي توصل�ت إليه م�ع القوى‬ ‫العاملية الست العام املاضي‪.‬‬ ‫ويق�ل الرق�م ال�ذي طرحه املس�ؤول‬ ‫األمريكي عن الرقم الذي تطرحه إليران‪.‬‬ ‫فف�ي منتص�ف ع�ام ‪ 2012‬ق�ال محاف�ظ‬ ‫البنك املرك�زي اإليران�ي ان اجلمهورية‬ ‫اإلسلامية راكمت إحتياطي�ات أجنبية‬ ‫قيمته�ا ‪ 150‬مليار دوالر حلماية نفس�ها‬ ‫من تشديد العقوبات الغربية‪.‬‬ ‫وق�ال املس�ؤول األمريك�ي‪ ،‬ال�ذي‬ ‫طلب عدم نش�ر إس�مه‪ ،‬ان هذه األصول‬

‫موجودة في بلدان ش�تى‪ ،‬وان إيرادات‬ ‫النف�ط اإليرانية متثل ج�زءا كبيرا منها‪.‬‬ ‫وبس�بب العقوب�ات املالي�ة وغيره�ا‬ ‫م�ن اإلج�راءات ل�م تتمك�ن طه�ران من‬ ‫أستخدام تلك األصول‪.‬‬ ‫وين�ص اإلتف�اق الذي توصل�ت إليه‬ ‫إي�ران والق�وى العاملي�ة ف�ي جنيف في‬ ‫نوفمبر‪/‬تش�رين الثان�ي‪ ،‬وال�ذي تبل�غ‬ ‫مدته ستة أشهر‪ ،‬على تخفيف العقوبات‬ ‫عن طهران بشكل محدود ‪ -‬وهو ما ُت َقدّ ر‬ ‫واش�نطن نتائجه بنحو سبعة مليارات‬ ‫دوالر ‪ -‬مقابل تقييد األنش�طة النووية‬ ‫اإليرانية‪.‬‬ ‫وس�يأتي ‪ 4.2‬ملي�ار دوالر م�ن ذل�ك‬ ‫املبل�غ اإلجمال�ي من خالل متكين إيران‬ ‫من إس�تخدام قس�م من إي�رادات النفط‬

‫املوجودة في اخلارج‪.‬‬ ‫وق�ال املس�ؤول األمريك�ي ان إي�ران‬ ‫ستحدد من أين ستسحب املبلغ‪ ،‬مضيفا‬ ‫أن الس�لطات الغربية ستس�هل حتويله‬ ‫على عدة دفعات خالل س�تة أش�هر على‬ ‫أن تنفذ إيران ما التزمت به في اإلتفاق‪.‬‬ ‫وين�ص اإلتف�اق أيض�ا عل�ى جتميد‬ ‫اجلهود الغربية الرامية خلفض صادرات‬ ‫النف�ط اإليراني�ة‪ ،‬التي تقول واش�نطن‬ ‫إنه�ا تراجعت نح�و ‪ 60‬باملئة إلى مليون‬ ‫برميل يوميا منذ أوائل ‪.2012‬‬ ‫وأوضح أن حجم الصادرات لن يزيد‬ ‫إذا تراجع سعر النفط خالل مدة اإلتفاق‬ ‫ال�ذي م�ن املق�رر أن يب�دأ تنفي�ذه ي�وم‬ ‫اإلثنني املقبل‪.‬‬ ‫وال ت�زال الياب�ان وكوري�ا اجلنوبية‬

‫والصين والهن�د وتاي�وان وتركي�ا‬ ‫تستورد النفط اإليراني‪ .‬وقال املسؤول‬ ‫إن أي دول�ة أخرى تبدأ في ش�راء اخلام‬ ‫م�ن طه�ران س�تنتهك بذل�ك القان�ون‬ ‫األمريكي‪.‬‬ ‫وجدد املس�ؤول التعبير عن مخاوف‬ ‫أمريكي�ة من تقري�ر نش�رته رويترز في‬ ‫اآلونة األخيرة وأفاد أن إيران وروس�يا‬ ‫تتفاوض�ان عل�ى إتفاق ملقايض�ة النفط‬ ‫بالس�لع بقيم�ة ‪ 1.5‬مليار دوالر ش�هريا‪.‬‬ ‫وإذا جنح�ت تل�ك الصفق�ة فس�تعزز‬ ‫صادرات النفط اإليرانية كثيرا‪.‬‬ ‫وأكد املس�ؤول على موقف إدارته في‬ ‫حتذير الش�ركات من املسارعة بالعودة‬ ‫إلى إي�ران‪ ،‬قائال إن تخفي�ف العقوبات‬ ‫مبوج�ب اإلتف�اق الن�ووي س�يكون‬

‫محدودا وميكن العدول عنه‪.‬‬ ‫وتدرس الشركات األوروبية الفرص‬ ‫الت�ي قد تأت�ي م�ن وراء إنته�اء العزلة‬ ‫اإلقتصادي�ة إلي�ران وجتذبه�ا حاج�ة‬ ‫البلاد إل�ى تطوي�ر البني�ة التحتي�ة‬ ‫املتهالكة والنس�بة الكبيرة للش�بان من‬ ‫إجمال�ي س�كان البلاد البال�غ عدده�م‬ ‫‪ 76‬ملي�ون نس�مة وإحتياطي�ات النف�ط‬ ‫والغاز الضخمة‪.‬‬ ‫وأوردت رويت�رز ف�ي وق�ت س�ابق‬ ‫من هذا األس�بوع أن ش�ركة الكيماويات‬ ‫البلجيكية «تس�ندرلو» سترسل شحنة‬ ‫من األس�مدة إل�ى إيران خالل أس�ابيع‪،‬‬ ‫بعد أن س�اعد تخفي�ف العقوبات املالية‬ ‫الغربية على إجناز أول مناقصة إيرانية‬ ‫لشراء البوتاس منذ عامني‪.‬‬

‫رجل أعمال اردني‪ :‬إقتصاد البالد بدأ يخرج من عنق الزجاجة‬

‫■ عم�ان ‪ -‬األناض�ول‪ :‬ق�ال إي�اد أب�و حلت�م‪،‬‬ ‫رئيس جمعية مستثمري ش�رق عمان الصناعية‪،‬‬ ‫ان إقتص�اد بالده بدأ يخرج م�ن «عنق الزجاجة»‬ ‫التي كانت حتكم عليه منذ عام ‪.2012‬‬ ‫وأوض�ح أب�و حلت�م ‪ ‬أن اخل�روج م�ن عن�ق‬ ‫الزجاجة يتمثل ف�ي إرتفاع إحتياطيات البالد من‬ ‫النق�د األجنب�ي إل�ى ‪ 11 ‬ملي�ار دوالر‪ ،‬وإنخفاض‬ ‫العج�ز ا ُمل َقدّ ر في موازنة الع�ام احلالي إلى ‪1.114‬‬ ‫مليار دينار‪ ،‬مقارنة بعج�ز بلغ ‪ 1.310‬مليار دينار‬ ‫في العام املاضي‪.‬‬ ‫وق�ال إن حج�م اإلس�تثمارات املس�تفيدة م�ن‬ ‫قان�ون تش�جيع اإلس�تثمار خلال الع�ام املاضي‬ ‫زاد ‪ ٪19‬ووص�ل إلى حوالي ملي�اري دينار كان‬ ‫نصي�ب القط�اع الصناع�ي منه�ا أكث�ر م�ن ملي�ار‬ ‫دينار‪.‬‬ ‫وذك�ر أن اس�تدامة النم�و باإلقتص�اد الوطني‬ ‫خالل الع�ام احلالي تتطلب العديد من اإلجراءات‬ ‫الت�ي يج�ب ان تترك�ز ف�ي السياس�ات النقدي�ة‪،‬‬ ‫مطالبا البنك املركزي بوضع سقوف على معدالت‬ ‫الفائ�دة‪ ،‬والتدخ�ل ل�دى البن�وك التجارية لدعم‬ ‫اإلس�تثمار وتش�جيع دورة رأس امل�ال‪ ،‬وحتفي�ز‬ ‫املس�تثمر احمللي للتوسع في إس�تثماراته لتوفير‬ ‫فرص العمل وخفض معدالت البطالة‪.‬‬ ‫‪ ‬وش�دد أبو حلتم ‪ ‬ف�ي مقابلة م�ع وكالة االنباء‬ ‫األردني�ة (بت�را) عل�ى ض�رورة زي�ادة اإلنف�اق‬ ‫احلكوم�ي الرأس�مالي واملق�در بحوال�ي ‪1.268‬‬

‫ملي�ار دين�ار ف�ي موازن�ة الع�ام احلال�ي البالغة‬ ‫‪ 8‬ملي�ارات دين�ار‪ ،‬موضح�ا ان زي�ادة اإلنف�اق‬ ‫احلكومي الرأسمالي يس�هم في تنشيط اإلقتصاد‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا في مش�اريع البنية التحتية الرئيسة‪،‬‬ ‫وتطوي�ر منظومة املواصالت والس�كك احلديدية‬ ‫ومش�اريع الطاق�ة ومش�اريع املي�اه والس�ياحة‬ ‫والبنى التحتية‪.‬‬ ‫‪ ‬وطال�ب بض�رورة التريث ف�ي إقرار مش�روع‬ ‫قان�ون ضريب�ة الدخ�ل املقت�رح لع�ام ‪،2014‬‬ ‫وال�ذي يرف�ع نس�بة الضريب�ة عل�ى الش�ركات‬ ‫م�ن ‪ ٪14‬حالي�ا إل�ى ‪ ٪20‬باملس�ودة اجلديدة‬ ‫للقان�ون‪ ،‬مبينا ان ذلك س�يؤثر على التوس�ع في‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في القطاع الصناعي‪.‬‬ ‫اإلستثمارات‬ ‫ودع�ا إل�ى ض�رورة تطوي�ر سياس�ة صناعية‬ ‫ترك�ز على تطوي�ر خطط دعم لقطاع�ات صناعية‬ ‫معينة‪ ،‬متلك ميزة تنافسية ميكن تطويرها وقابلة‬ ‫للنمو واإلستدامة وقابلة للتوسع‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫وضع خطط واضح�ة لتطوير تكنولوجيا اإلنتاج‬ ‫واملنت�ج‪ ،‬وتوفير دع�م للصناعيين األردنيني في‬ ‫مجالي التسويق والتصدير‪.‬‬ ‫كم�ا ح�ث عل�ى ض�رورة انش�اء بن�ك صناعي‬ ‫يقدو قروضا ميس�ره لتس�هيل حصول الشركات‬ ‫الصناعية على التمويل املناسب واجملدي لتطوير‬ ‫العملي�ات اإلنتاجية والتوس�ع في اإلس�تثمارات‬ ‫الصناعية‪.‬‬ ‫كم�ا طال�ب بإنش�اء صن�دوق دع�م للقطاعات‬

‫الصناعية املتضررة بش�كل أساس�ي من رفع كلفة‬ ‫الطاق�ة والكهرب�اء للمحافظ�ة عل�ى اس�تدامتها‬ ‫ومواجه�ة املنافس�ة غي�ر العادلة م�ن الصناعات‬ ‫العربية واالقليمية‪ ،‬والتي تكون كلفة الطاقة فيها‬ ‫أقل بكثير من مثيالتها في الصناعة األردنية‪.‬‬ ‫وذك�ر أن البالد بحاجة إل�ى توفير ‪ ‬أكثر من ‪80‬‬ ‫ً‬ ‫سنويا‪.‬‬ ‫ألف فرصة عمل‬ ‫وتوص�ف منطق�ة م�اركا الصناعي�ة (ش�رق‬ ‫عم�ان) بأنه�ا أق�دم وأع�رق منطق�ة صناعية في‬ ‫األردن‪ ،‬نظرا لتنوع قطاعاتها الصناعية وموقعها‬

‫االس�تراتيجي وقربه�ا م�ن ط�رق النق�ل وترك�ز‬ ‫األي�دي العامل�ة في الزرق�اء والرصيفة ووس�ط‬ ‫العاصمة‪.‬‬ ‫وتض�م املنطق�ة‪ ،‬الت�ي ش�يد أول مصن�ع على‬ ‫أرضه�ا الع�ام ‪ ،1961‬مناط�ق «م�اركا» ُ‬ ‫و»ا ُح�د»‬ ‫و»ط�ارق» و»أب�و علن�دا» و»احل�زام الدائ�ري»‬ ‫و»النص�ر» و»بس�مان»‪ .‬ويتواج�د فيه�ا حوالي‬ ‫ألف منش�أة معظمها صناعات صغيرة ومتوسطة‬ ‫توفر نحو ‪ 30‬ألف فرصة تش�غل غالبيتها العمالة‬ ‫احمللية‪.‬‬

‫إرتفاع إحتياطيات األردن‬ ‫األجنبية إلى ‪ 12‬مليار دوالر‬ ‫‪ ■ ‬عمان ‪ -‬األناضول‪ :‬س��جل إحتياطي النقد‬ ‫األجنبي لدى األردن إرتفاعا بنسبة ‪ ،٪81.7‬خالل‬ ‫األشهر الـ‪ 11‬األولى من العام املاضي‪ ،‬ليصل إلى‬ ‫‪ 12.05‬ملي��ار دوالر‪ ،‬مقاب��ل ‪ 6.63‬في‪ ‬ع��ام ‪2012‬‬ ‫كامال‪.‬‬ ‫وق��ال البن��ك املرك��زي األردن��ي ف��ي تقرير له‬ ‫اخلميس ان "هذا املستوى من اإلحتياطيات يكفي‬ ‫لتغطي��ة واردات األردن م��ن الس��لع واخلدم��ات‬

‫لفترة ‪ 6.3‬شهر"‪.‬‬ ‫وكان عبدالله النسور‪ ،‬رئيس الوزراء األردني‪،‬‬ ‫قد قال خالل جلس��ة مجلس النواب األردني يوم‬ ‫األربعاء املاضي ان إحتياطيات بالده من العمالت‬ ‫االجنبية عاودت اإلرتفاع خالل العام ‪ ،2013‬فيما‬ ‫أش��ار إلى‪ ‬جتاوز حكومته الظ��روف اإلقتصادية‬ ‫الصعبة التي مرت بها البالد‪.‬‬ ‫(الدينار األردني يساوي ‪ 1.41‬دوالر أمريكي)‪.‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪15‬‬

‫مجموعة دبي توقع إتفاق إعادة هيكلة الديون‬ ‫■ دب�ي ‪ -‬رويت�رز‪ :‬ق�ال مص�دران مطلع�ان اخلميس ان‬ ‫مجموعة دبي وقعت إتفاقا إلعادة هيكلة ديون بقيمة عشرة‬ ‫ملي�ارات دوالر‪ ،‬لتغل�ق بذل�ك اخ�ر ملف رئيس�ي ف�ي اآلثار‬ ‫املترتب�ة عل�ى األزمة املالي�ة التي تعرض�ت لها اإلم�ارة عام‬ ‫‪.2009‬‬ ‫وإقترض�ت ش�ركات ش�به حكومي�ة ف�ي دب�ي بكثافة من‬ ‫البن�وك لتموي�ل سلس�لة م�ن عملي�ات اإلس�تحواذ خلال‬ ‫سنوات اإلزدهار من ‪ 2006‬إلى ‪.2008‬‬ ‫لك�ن مع ش�ح اإلقراض ف�ي أعقاب األزم�ة املالي�ة العاملية‬ ‫وإنفجار فقاعة عقارية محلية وجدت تلك الش�ركات نفس�ها‬ ‫غير قادرة على إدارة إلتزاماتها وإضطرت إلعادة التفاوض‬ ‫حول ديون مبليارت الدوالرات‪.‬‬ ‫وقال املصدران اللذان طلبا عدم الكش�ف عن إسميهما ألن‬ ‫املعلوم�ات لم تعل�ن ان مجموعة دبي‪ ،‬وهي وحدة إس�تثمار‬ ‫مملوك�ة حلاك�م اإلمارة‪ ،‬وقع�ت إتفاق إعادة هيكل�ة الديون‬ ‫يوم األربعاء املاضي‪.‬‬ ‫وأضاف أن اإلتفاق ال يزال بإنتظار توقيع دائني مجموعة‬ ‫دبي ‪ -‬التابعة لدبي القابضة ‪ -‬ومن بينهم بنك ناتيكس�يس‬ ‫الفرنس�ي وبنك اإلمارات دبي الوطني على اخر وثيقة‪ ،‬ومن‬ ‫املتوقع أن يحدث ذلك خالل األيام القليلة القادمة‪.‬‬ ‫وقال مص�در في أحد البن�وك الدائنة «إنه لي�س (إتفاقا)‬ ‫مثالي�ا لكن�ه حدث مهم لكل م�ن اإلمارة والبن�وك التي كانت‬

‫متعرضة لشركات مرتبطة بحكومة دبي‪».‬‬ ‫وامتنعت مجموعة دبي عن التعليق‪.‬‬ ‫وجت�ري مجموعة دبي مفاوضات م�ع الدائنني منذ أواخر‬ ‫ع�ام ‪ 2010‬بع�د أن تخلف�ت ع�ن س�داد مدفوع�ات خاص�ة‬ ‫بتسهيلني إئتمانيني‪.‬‬ ‫ويتضم�ن اإلتف�اق النهائي متدي�د إس�تحقاقات ديون ملا‬ ‫يصل إلى ‪ 12‬عاما‪ .‬ويعتمد طول املدة على مس�توى الضمان‬ ‫للديون حتى يتس�نى تعافي قيمة أص�ول مجموعة دبي قبل‬ ‫بيعها للوفاء باإللتزامات‪.‬‬ ‫وق�ال املص�دران ان مجموعة دبي وقعت وثيق�ة اإلتفاق‪،‬‬ ‫لكن إس�تكمالها رس�ميا لن يتم قبل بضع�ة أيام‪ ،‬حيث يتعني‬ ‫أن يوق�ع الدائن�ون عل�ى إتفاق مع�دل بينهم يتضم�ن إلغاء‬ ‫اإلشارة إلى تس�هيل ائتماني مضمون بحصة مجموعة دبي‬ ‫في بنك اإلسالم املاليزي البالغة ‪ 30.5‬في املئة‪.‬‬ ‫ومت بي�ع احلص�ة ف�ي نهاي�ة العام املاض�ي لش�ركة «بي‪.‬‬ ‫آي‪.‬إم‪.‬ب�ي هولدنغ�ز» وق�ال املص�دران ان إي�رادات عملي�ة‬ ‫التخ�ارج س�لمت إلى البن�وك التي كانت متل�ك ضمانات في‬ ‫ه�ذا األص�ل‪ .‬وكان بعض تل�ك البن�وك رفض توقي�ع إتفاق‬ ‫إعادة الهيكلة قبل تسلم األموال‪.‬‬ ‫وتنقس�م العش�رة مليارات دوالر إلى ستة مليارات دوالر‬ ‫مس�تحقة لبن�وك‪ ،‬وأربع�ة ملي�ارات مصنف�ة كق�روض م�ن‬ ‫شركات‪.‬‬

‫وكالة «فيتش» تتوقع إصدار قطر صكوكا‬ ‫إسالمية بقيمة ‪137‬مليار دوالر في ‪2014‬‬ ‫■ القاه�رة ‪ -‬م�ن حسين عب�اس‪:‬‬ ‫ذك�رت وكال�ة ‪" ‬فيت�ش" للتصني�ف‬ ‫اإلئتمان�ي أن إص�دار قط�ر صك�وكا‬ ‫تقدر بنح�و ‪ 3‬مليارات دوالر س�يجعل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قياس�يا لس�وق الديون‬ ‫‪2014‬عاما‬ ‫م�ن‬ ‫املتوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وأضاف�ت الوكالة العاملي�ة في بيان‬ ‫أن النم�و اإلقليمي واإلنف�اق احلكومي‬ ‫الق�وي م�ن املرج�ح أن يت�م متويلهم�ا‬ ‫جزئي�ا م�ن خلال برام�ج الصك�وك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وحتدي�دا ف�ي أس�واق الصك�وك ف�ي‬ ‫مجلس التعاون اخلليجي‪.‬‬ ‫والصك�وك هي أوراق مالية ش�بيهة‬ ‫بالس�ندات تص�در وف�ق الضواب�ط‬ ‫اإلسلامية‪ ،‬وبضم�ان مش�اريع‬ ‫إس�تثمارية ُت�دِ ّر دخلا‪ ،‬وتك�ون ذات‬ ‫أص�ول ثابت�ة‪ .‬وتك�ون بالتال�ي إقرارا‬ ‫بإمتلاك حص�ص ف�ي‪ ،‬أو إس�تئجار‬ ‫بعض من‪ ،‬أصول هذه املشروع‪.‬‬ ‫وذك�رت الوكالة في بيانه�ا الصادر‬ ‫اخلمي�س أن التقدي�رات تش�ير إلى أن‬ ‫إصدار الصكوك إنخفض حوالي ‪٪12‬‬

‫ف�ي ع�ام ‪ 2013‬إل�ى ‪ 120‬ملي�ار دوالر‪.‬‬ ‫ويرج�ع ذل�ك جزئي�ا إل�ى التوت�ر ف�ي‬ ‫الس�وق والناجم عن إنخفاض‪ ‬ش�راء‬ ‫السندات في الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وأض�اف البي�ان أن الطل�ب عل�ى‬ ‫الصكوك ال يزال قوي�ا‪ ،‬ومن املرجح أن‬ ‫يكون إصدارها في عام ‪ 2014‬متماش�يا‬ ‫م�ع إص�دارات ع�ام ‪ 2012‬الذييس�جل‬ ‫رقما قياسيا هو ‪ 137‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وذكر أنه من احملتمل أن تدخل جهات‬ ‫إصدار مختلفة الس�وق ف�ي عام ‪،2014‬‬ ‫مب�ا ف�ي ذل�ك ‪ ‬بريطاني�ا الت�ي تخطط‪ ‬‬ ‫إلص�دار صك�وك ألول م�رة ‪ ‬بقيمة ‪200‬‬ ‫مليون جنيه استرليني‪.‬‬ ‫كم�ا ان لوكس�مبورغ وهون�غ كونغ‬ ‫إتخذت�ا مؤخ�را خط�وات إلدخ�ال‬ ‫تش�ريعات جديدة من شأنها أن تسمح‬ ‫بإص�دار الصك�وك‪ ،‬بدع�م م�ن الطلب‬ ‫الق�وي م�ن املس�تثمرين الذين س�وف‬ ‫يش�ترون األوراق املالي�ة املتوافقة مع‬ ‫الش�ريعة اإلسلامية‪ ،‬وزي�ادة كف�اءة‬ ‫السوق‪.‬‬

‫وأش�ار التقرير إل�ى وجود حتديات‬ ‫من شأنها أن حتد من جاذبية الصكوك‬ ‫للعدي�د من املس�تثمرين‪ ،‬وم�ن تطوير‬ ‫س�وق ثانوي�ة تتمتع بنس�بة س�يولة‬ ‫مرتفع�ة‪ .‬ويق�ول التقري�ر ان النم�و‬ ‫اإلقتصادي وإلتزام�ات اإلنفاق الكبير‬ ‫ستس�اعد على تعزيز إص�دار الصكوك‬ ‫في األس�واق الراسخة‪ ،‬مش�يرا بشكل‬ ‫خاص إلى خطط اإلنفاق في السعودية‬ ‫وأب�و ظب�ي‪ .‬كم�ا ان�ه م�ن املرج�ح أن‬ ‫تدف�ع إس�تعدادات دب�ي إلس�تضافة‬ ‫معرض"إكس�بو" العاملي في عام ‪،2020‬‬ ‫وخطط قطر إلس�تضافة مباريات كأس‬ ‫العال�م لكرة الق�دم في ع�ام ‪ ،2022‬إلى‬ ‫تعزيز إصدارات الصكوك إما مباش�رة‬ ‫م�ن قب�ل الصنادي�ق الس�يادية أو‬ ‫الكيانات ذات الصلة‪.‬‬ ‫وقد أش�ارت س�لطنة عم�ان ‪ -‬وهي‬ ‫ليس�ت جه�ة إص�دار كبيرة حت�ى اآلن‬ ‫ إل�ى أنها س�وف تس�تخدم الصكوك‬‫لتموي�ل مش�اريع البني�ة التحتي�ة في‬ ‫السنوات القليلة املقبلة‪. ‬‬

‫البنك املركزي اليوناني يتوقع حاجة‬ ‫مصارف البالد إلى مزيد من األموال‬

‫‪ ■ ‬أثين�ا ‪ -‬د ب ا‪ :‬توق�ع ج�ورج بروفوبول�وس‪ ،‬محافظ‬ ‫البنك املركزي اليوناني‪ ،‬اخلميس ان تكون البنوك اليونانية‬ ‫ف�ى حاجة إلى املزيد من األم�وال بعد ظهور نتائج إختبارات‬ ‫حتمله�ا للضغوط املالي�ة في وقت الحق من الش�هر احلالي‪.‬‬ ‫يذك�ر أن أكب�ر أربع�ة بنوك ف�ي اليونان تخض�ع إلختبارات‬ ‫حتم�ل الضغ�وط املالي�ة‪ ،‬وه�ي البن�ك األهل�ي اليونان�ي‬ ‫و»بريوس» و»ألفا بانك» و»يوروبانك» لتحديد ما إذا كانت‬ ‫األم�وال التي مت ضخها إلى رس�اميل هذه البن�وك‪ ،‬والبالغة‬ ‫‪ 28‬ملي�ار يورو (‪ 38‬ملي�ار دوالر) ‪ ،‬كافية لك�ي تصبح قادرة‬ ‫على مواجهة أي صدمات مالية مستقبلية‪.‬‬ ‫يذكر أن صندوق اإلس�تقرار املالي اليوناني مازال لديه ‪8‬‬ ‫مليارات يورو ميكن إس�تخدامها لتغطية أي عجز في رسملة‬ ‫البنوك وفقا لنتائج إختبارات حتمل الضغوط‪.‬‬ ‫ف�ي الوقت نفس�ه قال بروفوبولوس أمام جلنة الش�ؤون‬ ‫املالية ف�ي البرملان اليوناني ان اليونان في طريقها للخروج‬ ‫خالل الع�ام احلالي من حال�ة الركود اإلقتصادي املس�تمرة‬ ‫منذ س�ت س�نوات‪ ،‬وذلك بع�د حتقيقه�ا فائضا ف�ي ميزانية‬ ‫العام املاضي‪ ،‬وهو أحد الش�روط األساس�ية للحصول على‬ ‫مزيد من القروض من الدائنني الدوليني‪.‬‬ ‫وكان�ت وزارة املالية اليونانية قد ذكرت في وقت س�ابق‬ ‫من ُ‬ ‫االس�بوع احلالي إن امليزانية حقق�ت خالل العام املاضي‬

‫فائض�ا ق�دره ‪ 961‬ملي�ون ي�ورو‪ ،‬قب�ل وض�ع قيمة أقس�اط‬ ‫الديون املس�تحقة في احلس�اب‪ .‬وكانت امليزانية قد سجلت‬ ‫في ‪ 2012‬عجزا قدره ‪ 3.46‬مليار يورو‪.‬‬ ‫وتلقت اليونان وعودا بالس�ماح لها بتقدمي طلب تخفيف‬ ‫ديونها املس�تحقة ملنطقة اليورو وصن�دوق النقد الدولي إذا‬ ‫سجلت فائضا أوليا خالل العام املاضي‪.‬‬ ‫وم�ن املتوقع ع�ودة املفتشين املاليين التابعين لإلحتاد‬ ‫األوروب�ي والبنك املركزي األوروبي وصندوق النقد الدولي‬ ‫(الترويكا املمثلة للدائنني الدوليني) إلى أثينا في وقت الحق‬ ‫م�ن الش�هر احلالي ملراجع�ة التقدم الذي حققت�ه البالد على‬ ‫طريق اإلصالحات اإلقتصادية واملالية‪.‬‬ ‫يأت�ي ذلك فيما تتعارض وجهات نظ�ر اليونان والدائنني‬ ‫الدوليني بشأن حجم العجز املتوقع في ميزانية العام احلالي‬ ‫وحجم التخفيضات املطلوبة في اإلنفاق‪.‬‬ ‫يذك�ر أن اليون�ان تعتم�د من�ذ ‪ 2010‬على ق�روض اإلنقاذ‬ ‫الدولية من الدائنني الدوليين‪ .‬وتطبق أثينا منذ ذلك الوقت‬ ‫إجراءات تقشف صارمة للحصول على هذه القروض‪.‬‬ ‫وتعان�ي اليون�ان م�ن الرك�ود واإلنكم�اش اإلقتص�ادي‬ ‫والبطالة العالية للعام السادس على التوالي‪.‬‬ ‫وتق�ول أح�زاب املعارض�ة الرئيس�ية ف�ي اليون�ان إن‬ ‫إجراءات اإلنقاذ املالي فشلت في حتسني حالة اإلقتصاد‪.‬‬

‫جتار‪ 250 :‬ألف طن من القمح‬ ‫االملاني ستشحن إلى إيران هذا الشهر‬ ‫■ هامب�ورغ ‪ -‬رويترز)‪:‬ق�ال جت�ار‬ ‫أوروبي�ون أم�س اجلمع�ة ان ش�حنات‬ ‫م�ن القمح األملان�ي تبلغ حوال�ي ‪ 250‬ألف‬ ‫طن سترس�ل الي إيران ف�ي يناير‪/‬كانون‬ ‫الثان�ي في عالم�ة ُاخرى على مش�تريات‬ ‫غذائية كبي�رة من اجلمهورية اإلسلامية‬ ‫بع�د إتف�اق الع�ام املاض�ي لتخفي�ف‬ ‫العقوبات الغربية‪.‬‬ ‫وقال أحد التجار "الش�حنات تظهر ان‬ ‫كمية كبيرة من القمح الذي اشترته إيران‬ ‫في اوائل ديس�مبر‪/‬كانون االول س�يكون‬ ‫مصدره�ا أملاني�ا‪ ...‬املش�تريات أيضا أكبر‬ ‫حجما مما كان معتقدا في السابق‪".‬‬ ‫وق�ال جت�ار ف�ي اخلام�س من الش�هر‬ ‫املاض�ي ان مؤسس�ة ش�راء احلب�وب‬

‫احلكومي�ة ف�ي إي�ران إش�ترت حوال�ي‬ ‫‪ 180‬أل�ف ط�ن من القم�ح م�ن منطقة بحر‬ ‫البلطيق في جولة مش�تريات غذائية بعد‬ ‫تخفيف العقوبات‪.‬‬ ‫ول�م تك�ن إي�ران ممنوع�ة م�ن ش�راء‬ ‫الغ�ذاء في ظ�ل العقوب�ات الغربي�ة التي‬ ‫فرضت عليها‪ ،‬لكن اجراءات مالية إتخذها‬ ‫اإلحت�اد األوروب�ي والوالي�ات املتح�دة‬ ‫جعلت التجارة صعب�ة على مدى العامني‬ ‫املاضيني بعرقلتها املدفوعات والشحن‪.‬‬ ‫لك�ن اإلتفاق امله�م ال�ذي توصلت إليه‬ ‫الق�وى العاملي�ة م�ع إي�ران ف�ي نوفمب�ر‪/‬‬ ‫تشرين الثاني خفف العقوبات األمريكية‬ ‫واألوروبي�ة عل�ى بع�ض القطاع�ات‬ ‫باإلقتص�اد اإليراني لفت�رة مبدئية مدتها‬

‫ستة اشهر‪.‬‬ ‫وق�ال جت�ار ان اربع ناقلات للحبوب‬ ‫عل�ى االق�ل س�يجري تعبئها ف�ي موانيء‬ ‫املانية بقمح مرس�ل الي إي�ران في يناير‪/‬‬ ‫كانون الثاني احلالي‪.‬‬ ‫وق�ال تاج�ر "إي�ران كان�ت مش�تريا‬ ‫رئيس�يا للقمح األملاني املوس�م املاضي مع‬ ‫بيعه�ا أكثر من مليون طن ويبدو ان أملانيا‬ ‫ستأخذ حصة كبيرة من املبيعات اجلديدة‬ ‫التي من املتوقع ان حتدث هذا املوس�م مع‬ ‫تخفي�ف العقوب�ات ‪ ...‬أتوق�ع مزي�دا م�ن‬ ‫املشتريات اإليرانية من القمح األملاني‪".‬‬ ‫واشترت شركات إيرانية أيضا حوالي‬ ‫‪ 50‬ألف طن من القمح من قازاخس�تان في‬ ‫العاشر من يناير‪.‬‬

‫الليرة التركية تواصل الهبوط وتصل‬ ‫إلى مستوى قياسي جديد أمام الدوالر‬ ‫■ اس�طنبول ‪ -‬رويت�رز‪ :‬واصل�ت اللي�رة التركية تس�جيل‬ ‫مس�تويات قياس�ية منخفض�ة أمام العمل�ة االمريكي�ة اجلمعة‪،‬‬ ‫م�ع إس�تمرار التأثير الس�لبي لفضيحة فس�اد حتي�ط احلكومة‬ ‫التركية على األس�واق‪ ،‬وتض�اؤل التوقعات لزيادة في أس�عار‬ ‫الفائ�دة م�ن البن�ك املرك�زي لوق�ف خس�ائر اللي�رة وتخفيف‬ ‫الضغوط التضخمية‪.‬‬ ‫وهب�ط س�عر الليرة أم�ام ال�دوالر إل�ى ‪ ،2.2230‬وه�و أدنى‬ ‫مس�توى عل�ى اإلطلاق قب�ل ان يتعافى قليلا إل�ى ‪ 2.2185‬في‬ ‫أواخر التعامالت‪.‬‬ ‫وبلغت خس�ائر العملة التركية اكثر من ‪ 8‬باملئة منذ منتصف‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫ديسمبر‪/‬كانون األول عندما أدت حملة مداهمات وإعتقاالت إاى‬ ‫إس�تقالة ثالثة وزراء وإقالة مئات من ضباط الش�رطة وإهتزاز‬ ‫املؤسسة السياسية‪.‬‬ ‫وتراج�ع عائد س�ند اخلزان�ة القياس�ي ألجل ‪ 10‬أع�وام إلى‬ ‫‪ 10.22‬باملئ�ة في تعامالت ضعيفة م�ن ‪ 10.27‬باملئة عند االغالق‬ ‫أمس األول‪.‬‬ ‫وف�ي بورص�ة إس�طنبول أغل�ق املؤش�ر الرئيس�ي لألس�هم‬ ‫ً‬ ‫أداءا‬ ‫التركية منخفضا ‪ 1.81‬باملئة عن�د ‪ 65635.03‬نقطة‪ ،‬مظهرا‬ ‫أضعف من املؤش�ر الرئيس�ي العاملي لألس�واق الناش�ئة الذي‬ ‫تراجع ‪ 0.25‬باملئة‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫رياضة‬

‫الدوري االسباني‬

‫رادار املالعــــب‬

‫رونالدو يواصل االحتفال بالكرة الذهبية‬ ‫وبرشلونة يفتقد نيمار املصاب‬

‫■ مدري��د ‪ -‬د ب أ‪ :‬يعت��زم املهاج��م البرتغال��ي‬ ‫كريس��تيانو رونال��دو مواصل��ة احتفاالت��ه بالك��رة‬ ‫الذهبي��ة الت��ي أحرزها قب��ل أيام‪ ،‬كأفض��ل العب في‬ ‫العال��م ‪ ،2013‬من خ�لال الفوز اليوم م��ع ريال مدريد‬ ‫عل��ى مضيفه ري��ال بيتيس في املرحلة العش��رين من‬ ‫الدوري األسباني‪.‬‬ ‫وتوج رونالدو مهاجم الريال بجائزة الكرة الذهبية‬ ‫ي��وم االثنني املاضي متفوقا عل��ى األرجنتيني ليونيل‬ ‫ميسي مهاجم برش��لونة األسباني والفرنسي فرانك‬ ‫ريبيري جنم بايرن ميونيخ األملاني‪.‬‬ ‫وبدأ الالعب االحتف��ال باجلائزة من خالل الهدف‬ ‫الذي س��جله مس��اء األربعاء ليقود الري��ال للفوز ‪/2‬‬ ‫صف��ر على مضيف��ه أوساس��ونا في كأس أس��بانيا‬ ‫ليحجز مكانه في دور الثمانية للبطولة‪ .‬لكن رونالدو‬ ‫يحل��م باحتفال أكبر مع فريق��ه باجلائزة عندما يحل‬ ‫ضيف��ا عل��ى بيتي��س متذيل ج��دول ال��دوري‪ .‬وقال‬ ‫رونالدو‪« :‬كان أس��بوعا رائعا لي‪ .‬كل شيء يبدو أنه‬ ‫يسير لألفضل»‪.‬‬ ‫وف��ي املقابل‪ ،‬يخ��وض بيتيس املب��اراة مبعنويات‬ ‫س��يئة بعدما خسر صفر‪ 2/‬أمام مضيفه أتلتيك بلباو‬ ‫في مس��ابقة الكأس وودع بالهزمية ‪ 2/1‬في مجموع‬ ‫املبارات�ين‪ .‬وق��ال خافيي��ر ماتي��ا العب خط وس��ط‬ ‫بيتي��س‪« :‬اآلن‪ ،‬بعدم��ا ضاع من��ا األمل ف��ي الكأس‪،‬‬ ‫نرك��ز كل جهودنا في الدوري‪ ...‬موقفنا معقد ويجب‬ ‫أن تتغير األمور سريعا بداية من مباراة ريال مدريد‪...‬‬ ‫نعلم أنها س��تكون مباراة صعبة لك��ن يتعني علينا أن‬ ‫نخوضها بتفكير إيجابي»‪.‬‬ ‫ويفتق��د الري��ال في ه��ذه املب��اراة جه��ود مدافعه‬ ‫الفرنسي رافاييل فاران لالصابة بينما تعافى زمياله‬ ‫تش��ابي ألونس��و والويلزي غاريث بيل ويستطيعان‬ ‫املش��اركة م��ع الفريق‪ .‬ويحت��ل الريال املرك��ز الثالث‬ ‫برصي��د ‪ 47‬نقط��ة وبف��ارق ث�لاث نقاط فق��ط خلف‬ ‫فرس��ي القم��ة برش��لونة وأتلتيك��و مدري��د وميكن��ه‬ ‫اقتسام الصدارة مؤقتا معهما إذا فاز انتظارا النتهاء‬ ‫باقي مباري��ات املرحل��ة حيث يحل برش��لونة ضيفا‬

‫أنشيلوتي ّ‬ ‫يكذب تصريحات الندم‬ ‫على رحيل أوزيل‬ ‫■ مدري�د ‪ -‬إف�ي‪ :‬نف�ى اإليطالي كارلو أنش�يلوتي م�درب ريال‬ ‫مدريد تصريحات نسبت اليه بشأن ندمه على رحيل النجم األملاني‬ ‫مسعود أوزيل الى أرس�نال مطلع املوسم اجلاري‪ .‬وقال أنشيلوتي‪:‬‬ ‫«ليس�ت املرة األول�ى التي يخترعون فيها تصريحات على لس�اني‪،‬‬ ‫لقد ش�رحت قضية أوزيل أكثر م�ن مرة‪ ،‬واألمور كله�ا واضحة‪ ،‬لقد‬ ‫فاجأتني الصحيفة التي فبركت التصريحات ونشرتها»‪.‬‬ ‫وتداولت وس�ائل االعلام اإلس�بانية تصريح أنش�يلوتي الذي‬ ‫أكد فيه ندمه على التفريط في أوزيل‪ ،‬معتبرا القرار خاطئا‪ .‬وس�بق‬ ‫لكارل�و أن أكد في أكثر من مناس�بة أن أوزيل الع�ب مهم‪ ،‬لكن الريال‬ ‫ل�م يتأثر برحيله في ظل وج�ود عناصر هجومي�ة متميزة‪ ،‬في حني‬ ‫اعت�رف جن�م «املدفعجية» احلالي بأن قرار انتقال�ه للندن كان بناء‬ ‫عن رغبته الشخصية‪ ،‬وأنه هو الذي طلب الرحيل‪.‬‬

‫على ليفانتي االحد املقبل ويس��تضيف أتلتيكو فريق‬ ‫أشبيلية في اليوم نفسه‪.‬‬ ‫وقد يض��ع األرجنتين��ي خي��راردو مارتينو مدرب‬ ‫برش��لونة العبيه ميس��ي مجددا على مقاع��د البدالء‬ ‫ف��ي بداية املباراة حي��ث يرفض مارتين��و أي مجازفة‬ ‫مبيس��ي العائ��د من اإلصاب��ة منذ أيام‪ .‬ف��ي حني أكد‬ ‫برش��لونة أن جنم��ه البرازيلي نيم��ار تعرض إلصابة‬ ‫بإلت��واء في كاحل القدم اليمنى خالل مباراة خيتافي‬ ‫بإياب ثمن نهائي كأس اس��بانيا‪ .‬وتش��ير التكهنات‬ ‫الى أنه سيغيب لفترة لن تقل عن ثالثة أسابيع‪.‬‬ ‫وأث��ار نيم��ار ذع��ر جماهير البرس��ا بع��د تعرضه‬ ‫لاللتواء اثن��اء القيام بعملية مراوغ��ة دون تدخل من‬ ‫اخلصم‪ ،‬وب��دا للوهلة األول��ى أن اإلصابة في الركبة‬ ‫وقد تكون قط��ع في الرباط الصليب��ي‪ ،‬لكن مت التأكد‬ ‫من أنها بالكاحل‪.‬‬ ‫وفي باقي مباريات املرحلة‪ ،‬يلتقي اليوم إلتشي مع‬ ‫رايو فاليكانو وغرناطة مع أوساس��ونا واس��بانيول‬ ‫مع س��لتا فيجو‪ ،‬ويلتقي ً‬ ‫غدا االح��د خيتافي مع ريال‬ ‫سوس��ييداد وفياري��ال م��ع أمليري��ا‪ ،‬في ح�ين يلتقي‬ ‫أتلتيك بلباو مع بلد الوليد مساء االثنني‪.‬‬

‫بايرن ميونيخ مهتم‬ ‫بضم بيكيه وسيلفا ولويز‬ ‫ميسي عاد وتألق وسجل هدفني رائعيني‬

‫كأس اسبانيا‬

‫■ مدري�د – رويت�رز‪ :‬تأه�ل برش�لونة إلى ربع‬ ‫نهائ�ي كأس مل�ك إس�بانيا بعد فوزه مج�ددا على‬ ‫خيتافي‪ ‬بهدفين دون رد ف�ي إي�اب دور الـ‪ ،16‬في‬ ‫مب�اراة ش�هدت تأل�ق ليونيل ميس�ي‪ ،‬و كانت رقم‬ ‫‪ 700‬لتشافي هرنانديز‪ً 33( ‬‬ ‫عاما)‪ ‬مع الفريق‪.‬‬ ‫وكان برش�لونة ف�از على‪ ‬خيتاف�ي ذهاب�ا ف�ي‬ ‫كام�ب نو برباعية نظيفة‪ ،‬ليحس�م تأهله مبجموع‬ ‫املباراتني بنتيجة ‪.0-6‬‬

‫املباراة ش�هدت تألق ميس�ي‪ ‬الذي أحرز ثنائية‬ ‫الف�وز‪ ،‬بجان�ب مش�اركة اخملض�رم تش�افي ‪ ‬ف�ي‬ ‫مبارات�ه رق�م ‪ 700‬مع الفريق‪ .‬وكان تش�افي‪ ‬ضمن‬ ‫الالعبين الصاعدي�ن م�ن أكادميي�ة الناش�ئني‬ ‫ببرش�لونة وش�ارك للمرة‪ ‬االولى مع الفريق االول‬ ‫حتت قيادة املدرب الهولن�دي لويس فان غال عام‬ ‫‪.1998‬‬ ‫ول�م تكتم�ل فرح�ة العب�ي البارس�ا بالف�وز‬

‫والتأهل‪ ،‬لتعرض‪ ‬النج�م البرازيلي نيمار إلصابة‬ ‫قوي�ة بالكاح�ل ق�د تبع�ده ع�ن املالع�ب لثالث�ة‬ ‫أس�ابيع‪ .‬وس�جل ميس�ي الهدف األول في الدقيقة‬ ‫‪ ،44‬واله�دف الثاني ف�ي الدقيقة ‪ ،63‬بينما ش�ارك‬ ‫تشافي في الدقيقة ‪.70‬‬ ‫وحلق ري�ال سوس�ييداد برك�ب املتأهلني عقب‬ ‫ف�وزه الثمني ‪ /1‬صفر على مضيف�ه فياريال‪ .‬وجاء‬ ‫اله�دف ع�ن طريق خاف�ي روس ف�ي الدقيق�ة ‪.32‬‬

‫مواجهة ملتهبة بني مانشستر يونايتد وتشلسي‬

‫■ الدارالبيضاء – األناضول‪ :‬عندما‬ ‫يصاب ناديا ال�وداد والرجاء املغربيان‬ ‫بال�زكام‪ ،‬تعط�س الك�رة املغربي�ة كلها‪،‬‬ ‫هك�ذا ي�رى محلل�ون أهمي�ة الناديين‬ ‫بالنس�بة للكرة املغربية‪ ،‬واليوم يعيش‬ ‫املغ�رب الرياض�ي عل�ى وق�ع أزمتين‬ ‫كبيرتين متس�ان الناديين االكب�ر على‬ ‫اإلطلاق بالبالد‪ ،‬وتثي�ران مخ�اوف‬ ‫كبيرة لدى املعنيني بخصوص املستقبل‬ ‫القري�ب للك�رة املغربي�ة‪ ،‬س�واء عل�ى‬ ‫الصعي�د احملل�ي أو الق�اري‪ ،‬ب�ل وحتى‬ ‫العاملي‪.‬‬ ‫ه�ذه اخمل�اوف تأت�ي م�ن أن‪ ‬املغ�رب‬ ‫مقب�ل عل�ى املش�اركة ف�ي كأس العال�م‬ ‫لألندي�ة الت�ي س�تنظم عل�ى أرضه آخر‬ ‫الس�نة احلالي�ة (‪ ،)2014‬واالزمت�ان‬ ‫اللتان مس�تا الوداد والرج�اء تختلفان‬ ‫ف�ي موضوعهم�ا‪ ،‬لك�ن تتش�ابهان ف�ي‬ ‫التداعيات‪.‬‬ ‫‪ ‬فلئ�ن كان ال�وداد يعي�ش عل�ى وقع‬ ‫مش�كلة بني جماهيره ورئيس مجلس�ه‬ ‫اإلداري عب�د اإلل�ه أك�رم‪ ،‬ال�ذي هو في‬

‫عش�ر برصي�د ‪ 18‬نقط�ة‪ ،‬والذي يأم�ل في احلص�ول على‬ ‫نقطة التع�ادل على أقل تقدير من أج�ل االبتعاد عن مراكز‬ ‫الهبوط‪.‬‬ ‫ويتطل�ع إيفرتون صاح�ب املركز اخلام�س برصيد ‪41‬‬ ‫نقطة ملواصل�ة كفاحه من أجل التأهل إل�ى دوري األبطال‬ ‫عندم�ا يالق�ي وس�ت بروميت�ش ألبي�ون صاح�ب املركز‬ ‫الرابع عشر‪ ،‬والذي يخوض لقاءه األول على ملعبه حتت‬ ‫قيادة مدربه اجلديد بيبي ميل‪.‬‬ ‫ويلتق�ي توتنه�ام صاح�ب املركز الس�ادس برصيد ‪40‬‬ ‫نقط�ة مع مضيف�ه س�وانزي‪ ،‬بينم�ا يس�تضيف ليفربول‬ ‫صاح�ب املركز الرابع برصيد ‪ 42‬نقطة فريق أس�تون فيال‪.‬‬ ‫ويخشى ساوثهامبتون صاحب املركز التاسع من أن تؤثر‬ ‫استقالة رئيسه نيكوال كورتيزي بالسلب على أداء العبيه‬ ‫حني يحل ضيفا على س�ندرالند الذي ابتعد أخيرا عن قاع‬ ‫الترتي�ب عقب فوزه على فوله�ام ‪ 1/4‬في املرحلة املاضية‪.‬‬ ‫ويواجه كريس�تال باالس القابع في ذي�ل الترتيب ضيفه‬ ‫س�توك‪ ،‬فيما يلتقى نوريتش الذي تلقى خس�ارة قاس�ية‬ ‫صفر‪ 3/‬أمام فولهام ف�ي كأس انكلترا الثالثاء املاضي‪ ،‬مع‬ ‫ضيفه هال‪ ،‬فيما يستضيف وستهام صاحب املركز السابع‬ ‫عشر فريق نيوكاسل الذي يحتل املركز الثامن‪.‬‬

‫نحن في املسابقة»‪ ،‬وتابع‪« :‬وبعد ذلك‪ ،‬ستستأنف بطولة‬ ‫دوري األبط�ال فعالياتها مجددا‪ .‬هذا وقت مهم لنا‪ ،‬ونحن‬ ‫جميعا نرغب أن نحقق خالل�ه نتائج جيدة»‪ .‬ورمبا يدفع‬ ‫تشلس�ي في اللقاء بالعبه اجلديد نيمانيا ماتيتش‪ ،‬الذي‬ ‫فش�ل يونايت�د ف�ي التعاقد مع�ه خلال فت�رة االنتقاالت‬ ‫الصيفية املاضية‪.‬‬ ‫ويواج�ه أرس�نال متص�در املس�ابقة برصي�د ‪ 48‬نقطة‬ ‫ضيف�ه فولهام مبعنويات مرتفع�ة عقب فوزه الصعب ‪1/2‬‬ ‫على مضيفه أستون فيال يوم االثنني املاضي‪ ،‬ليظل محتفظا‬ ‫بفارق النقطة التي تفصله عن مالحقه املباش�ر مانشستر‬ ‫س�يتي صاحب املركز الثاني‪ .‬وقال املدافع بير ميرتساكر‪:‬‬ ‫«كان هن�اك القليل من الضغط علينا‪ ،‬من املمكن أن يش�عر‬ ‫الفري�ق بذل�ك‪ ،‬لكننا متكنا م�ن الرد في النهاي�ة‪ .‬أعتقد أن‬ ‫اجلمي�ع كان يتوقع عدم قدرتنا على احلصول على النقاط‬ ‫الثلاث»‪ .‬وأض�اف‪« :‬كان هذا أم�را بالغ األهمي�ة‪ ،‬أن تدع‬ ‫الفرق األخرى ترى أن ارسنال ما زال على قيد احلياة وأن‬ ‫بإمكانه الرد‪ .‬ننظر إلى أنفس�نا ونعتقد بأننا قادرون على‬ ‫مواجهة أي حتد يعترض طريقنا»‪.‬‬ ‫ويع�ود النج�م األرجنتيني س�يرخيو أغوي�رو لقيادة‬ ‫مانشس�تر س�يتي ض�د كاردي�ف صاح�ب املرك�ز الثام�ن‬

‫الكرة املغربية تعاني‬

‫الرجاء والوداد في أزمة‬ ‫الوق�ت نفس�ه نائ�ب رئي�س االحت�اد‬ ‫املغرب�ي لك�رة الق�دم‪ ،‬فإن الرج�اء على‬ ‫العك�س م�ن ذل�ك يعي�ش ف�ي تناغم مع‬ ‫جماهيره بفعل احلضور اجليد في كأس‬ ‫العالم لألندية االخيرة‪ ،‬غير أن مش�اكله‬ ‫الداخلية تؤذن مبس�تقبل صعب للنادي‬ ‫ككل‪.‬‬ ‫‪ ‬ورغ�م أن هن�اك حديث�ا ع�ن انفراج‬ ‫ف�ي أزمة ن�ادي ال�وداد‪ ،‬بعد أن توس�ط‬ ‫البع�ض بني ألت�راس (رابط�ة جماهير)‬ ‫ال�وداد ورئي�س مجلس�ه اإلداري أكرم‪،‬‬ ‫ال�ذي تعه�د بالرحي�ل ف�ي آخر املوس�م‬ ‫احلالي‪ ،‬ف�إن مطلعني على خبايا النادي‬

‫العري�ق يظنون أن االنفراج ليس قريبا‪،‬‬ ‫بفع�ل غي�اب الثقة بين أط�راف األزمة‪،‬‬ ‫بخاصة أن رئيس نادي الوداد س�بق له‬ ‫أن تعه�د بجملة من االش�ياء‪ ،‬غير أنه لم‬ ‫يحققه�ا على أرض الواق�ع‪ ،‬ومن ضمنها‬ ‫الف�وز بااللقاب الكثيرة‪ ،‬مع أنه لم يحرز‬ ‫للفريق إال لقبا واحدا في ست سنوات‪.‬‬ ‫الش�يء نفس�ه ميكن قوله ع�ن غرمي‬ ‫ال�وداد‪ ،‬الرجاء البيضاوي‪ ،‬فهذا االخير‬ ‫يعي�ش عل�ى وق�ع أزم�ة بين مكونات�ه‬ ‫الداخلي�ة‪ ،‬ل�م تظه�ر إل�ى االن جمي�ع‬ ‫أركانها‪ ،‬غير أن تداعياتها وصلت مداها‪،‬‬ ‫وكان من نتائجها جتميد عضوية رئيس‬

‫اللجن�ة الفنية‪ ‬صلاح الدي�ن بصي�ر‪،‬‬ ‫واس�تقالة الناط�ق الرس�مي باس�مه‪،‬‬ ‫سمير شوقي‪ ،‬وقيل إن السبب الرئيسي‬ ‫ه�و طلب تقدم به بصي�ر إلى امللك محمد‬ ‫الس�ادس‪ ،‬أثن�اء اس�تقباله الن�ادي في‬ ‫قص�ره مبدينة ال�دار البيض�اء‪ ،‬يوم ‪24‬‬ ‫ديس�مبر‪/‬كانون أول املاض�ي‪ ،‬احتف�اء‬ ‫ب�ه‪ ،‬يقضي بحصوله عل�ى قطعة أرض‪،‬‬ ‫م�ا أج�ج غض�ب املس�ؤولني علي�ه‪ ،‬ف�ي‬ ‫وقت نفى بصير ذلك‪ ،‬واتهم من س�ماهم‬ ‫«املصط�ادون في املاء العك�ر» بالترتيب‬ ‫إلقصائه حتى يخلو لهم اجلو‪.‬‬ ‫أي�ا كان احلال‪ ،‬ف�إن االزمتني ال ش�ك‬ ‫س�تكون لهم�ا تداعياتهم�ا عل�ى الك�رة‬ ‫املغربي�ة برمته�ا‪ ،‬وه�ي التي ل�م تخرج‬ ‫بع�د م�ن أزم�ة الش�رعية بع�د أن قضت‬ ‫دوائ�ر االحتاد الدول�ي (فيف�ا) ببطالن‬ ‫انتخاب�ات االحت�اد املغربي لك�رة القدم‬ ‫في‪ ‬نوفمب�ر‪ /‬تش�رين الثان�ي املاض�ي‪،‬‬ ‫وهو ما من ش�أنه أن يؤدي إلى املزيد من‬ ‫التعث�ر في تطبيق نظ�ام االحتراف على‬ ‫الوجه االكمل‪.‬‬

‫بطولة استراليا للتنس‬

‫املفتوحة عبر مسيرتها الرياضية‪.‬‬ ‫وقلب�ت الصينية لي نا املصنف�ة الرابعة للبطولة‪،‬‬ ‫الت�ي وصل�ت لنهائ�ي البطول�ة ف�ي الع�ام املاض�ي‪،‬‬ ‫تأخره�ا باجملموع�ة األول�ى أم�ام التش�يكية لوس�ي‬ ‫سافاروفا إلى فوز ثمني ‪ 6/1‬و‪ )2/7( 6/7‬و‪ 3/6‬لتتأهل‬ ‫إلى دور الستة عشر أيضا‪.‬‬ ‫وف�ي باق�ي املباري�ات‪ ،‬ف�ازت األملاني�ة أجنيلي�كا‬ ‫كيربي�ر املصنف�ة التاس�عة للبطول�ة عل�ى األمريكية‬ ‫أليس�ون ريس�ك ‪ 3/6‬و‪ 4/6‬والكندي�ة الش�ابة أوجني‬ ‫بوش�ار عل�ى األمريكي�ة لوري�ن ديفي�ز ‪ 2/6‬و‪2/6‬‬ ‫والروس�ية إيكاترين�ا ماكاروفا املصنف�ة ‪ 22‬للبطولة‬ ‫عل�ى الروماني�ة موني�كا نيكوليس�كو ‪ 4/6‬و‪4/6‬‬ ‫واإليطالي�ة فالفي�ا بينيت�ا املصنف�ة ‪ 28‬للبطولة على‬ ‫األملانية مونا بارثيل ‪ 1/6‬و‪.5/7‬‬ ‫وف�ي منافس�ات الرج�ال‪ ،‬تغلب األس�باني ديفيد‬ ‫فيرير املصنف الثالث للبطولة على الفرنسي جيرمي‬ ‫ش�اردي املصنف ‪ 29‬للبطول�ة ‪ 2/6‬و‪ )1/7( 6/7‬و‪2/6‬‬ ‫واكتش�ف البولن�دي جي�رزي يانوفيت�ش مخاط�ر‬ ‫اللع�ب عل�ى عك�س نصائ�ح األطب�اء حي�ث خ�اض‬ ‫املب�اراة وهو يعاني من كس�ر في إح�دى عظام القدم‬ ‫وخس�ر أم�ام األملاني فلوري�ان ماي�ر ‪ 7/5‬و‪ 6/2‬و‪6/2‬‬ ‫لي�ودع البطول�ة م�ن ال�دور الثال�ث‪ .‬وف�از اجلنوب‬ ‫أفريق�ي كيف�ن أندرس�ون املصن�ف التاس�ع عش�ر‬ ‫للبطولة على الفرنسي إدوار فاسلني ‪ 6/3‬و‪ 6/4‬و‪3/6‬‬ ‫و‪ 6/7‬و‪ 5/7‬والتش�يكي توماس بيرداييتش املصنف‬ ‫الس�ابع للبطول�ة عل�ى البوس�ني جومي�ر دامر ‪4/6‬‬ ‫و‪ 2/6‬و‪. 2/6‬‬

‫وكان لق�اء الذهاب انتهى بالتعادل الس�لبي‪ .‬وثأر‬ ‫سوس�ييداد به�ذا الف�وز من اخلس�ارة املذل�ة ‪5 /1‬‬ ‫الت�ي حلقت به أم�ام فياري�ال في ال�دوري االثنني‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫وكانت فرق أتلتيكو مدريد (حامل اللقب) وريال‬ ‫مدريد وراس�ينغ س�انتاندر وليفانتي وإسبانيول‬ ‫وأتلتي�ك بلباو صع�دت في وقت الس�ابق إلى دور‬ ‫الثمانية‪.‬‬

‫الدوري االيطالي‬

‫سيدورف يبدأ املشوار الصعب‬ ‫مع ميالن مبواجهة فيرونا‬ ‫■ روم��ا ‪ -‬د ب أ‪ :‬بعد م��رور عامني على رحيله‬ ‫عن الفريق كالعب‪ ،‬يعود كالرينس س��يدورف إلى‬ ‫ً‬ ‫مدربا من أجل مس��اعدته على‬ ‫ميالن مج��ددا لكن‬ ‫اجتياز أحد أس��وأ املواسم التي مير بها الفريق في‬ ‫ال��دوري اإليطالي‪ ،‬حس��بما أكد النج��م الهولندي‬ ‫الدولي السابق‪.‬‬ ‫وأنه��ى س��يدورف مس��يرته الطويل��ة مع كرة‬ ‫الق��دم والتي امت��دت قرابة ‪ 22‬عام��ا عقب رحيله‬ ‫عن صف��وف بوتافوغو البرازيلي مطلع األس��بوع‬ ‫احلال��ي م��ن أج��ل تدريب مي�لان‪ .‬وعقب عش��رة‬ ‫مواس��م قضاها مع ميالن‪ ،‬وعام�ين في البرازيل‪،‬‬ ‫ب��دأ س��يدورف (‪ 37‬عام��ا) مس��يرته التدريبي��ة‪،‬‬ ‫بعدما وقع عقدا لتدريب ناديه الس��ابق حتى عام‬ ‫‪.2016‬‬ ‫وبعد دقائق من وصوله‪ ،‬انتقل س��يدورف إلى‬ ‫ملعب جوزيبي مياتزا ملتابعة تأهل ميالن إلى دور‬ ‫الثمانية لكأس إيطاليا عقب فوزه السهل ‪ 1/3‬على‬ ‫س��يبزيا الذي ينافس في الدرجة الثانية‪ ،‬في دور‬ ‫الستة عشر للبطولة‪ .‬وتولى املدرب املساعد ماورو‬ ‫تاسوتي قيادة الفريق بشكل مؤقت خالل املباراة‪،‬‬ ‫عق��ب إقال��ة ماس��يميليانو أليغ��ري ي��وم االثنني‬ ‫املاض��ي‪ .‬وقامت اجلماهير التي ش��اهدت املباراة‬ ‫بتحي��ة س��يدورف ف��ي امللعب‪ ،‬م��ا جعله يش��عر‬ ‫بالعاطفة واإلحس��اس بالواجب‪ .‬وأكد سيدورف‬ ‫بقوله‪« :‬رحلت عن مي�لان في أيار‪/‬مايو ‪ 2012‬بعد‬ ‫مش��وار ناجح م��ع الفريق‪ .‬وواجب��ي اآلن هو بدء‬ ‫مشوار جديد من النجاح»‪.‬‬ ‫لك��ن يب��دو أن النج��م الهولندي والع��ب ميالن‬ ‫الس��ابق مارك��و فان باس�تن‪ ،‬ال��ذي ق��اد الفريق‬ ‫للتتوي��ج بلق��ب دوري أبطال أوروب��ا ثالث مرات‬ ‫خ�لال عام��ي ‪ 1987‬و‪ ،1995‬غي��ر مرح��ب بق��رار‬ ‫مي�لان بالتعاقد مع س��يدورف‪ .‬ونقل��ت صحيفة‬ ‫«الريبوبليكا» عن فان باس�تن‪ ،‬الذي يتولى تدريب‬ ‫هيرنف�ين الهولن��دي حاليا‪ ،‬قوله‪« :‬إنه��ا مجازفة‪،‬‬

‫ينبغي علينا أن ننتظر ونرى ما سيقدمه للفريق‪ .‬ال‬ ‫أعتقد أنه كان قرارا حكيما من النادي»‪.‬‬ ‫وتعتبر بطولة دوري أبطال أوروبا‪ ،‬التي س��بق‬ ‫مليالن الفوز بها س��بع مرات‪ ،‬أح��د التحديات التي‬ ‫تواجه س��يدورف مع الفريق هذا املوسم‪ ،‬ال سيما‬ ‫أن الفري��ق مقب��ل عل��ى مواجهة من العي��ار الثقيل‬ ‫أمام أتلتيكو مدريد األسباني في دور الستة عشر‬ ‫للبطول��ة الش��هر املقبل‪ .‬ويعاني ميالن بش��دة في‬ ‫الدوري اإليطالي هذا املوس��م حي��ث يحتل املركز‬ ‫احل��ادي عش��ر برصي��د ‪ 22‬نقط��ة بع��د انتهاء ‪19‬‬ ‫مرحل��ة‪ ،‬متأخرا بفارق ‪ 20‬نقط��ة عن املركز الثالث‬ ‫املؤهل ل��دوري األبطال املوس��م املقب��ل‪ ،‬ومتخلفا‬ ‫بف��ارق ثماني نقاط ع��ن عدد النق��اط التي حققها‬ ‫الفريق في هذا الوقت من املوسم املاضي‪.‬‬ ‫وسيش��هد لقاء ميالن مع ضيف��ه فيرونا األحد‬ ‫الظه��ور األول لس��يدورف م��ع الفريق‪ ،‬ويس��عى‬ ‫ميالن للثأر من فيرونا (احلصان األسود للبطولة)‬ ‫الذي تغلب عليه ‪ 1-2‬في افتتاح املسابقة‪ .‬ويحتل‬ ‫فيرونا‪ ،‬الصاعد هذا املوسم للدرجة األولى‪ ،‬املركز‬ ‫الس��ادس برصيد ‪ 32‬نقط��ة متفوقا بفارق عش��ر‬ ‫نقاط على ميالن‪.‬‬ ‫وتفتتح مباريات املرحلة العش��رين اليوم حيث‬ ‫يس��تضيف روم��ا صاح��ب املرك��ز الثان��ي فريق‬ ‫ليفورنو صاحب املركز قبل األخير الذي تعاقد مع‬ ‫املدرب اجلديد أتيلي��و بيروتي خلفا للمدرب املقال‬ ‫ديفيدي نيك��وال‪ .‬ويتطلع حام��ل اللقب يوفنتوس‬ ‫ملواصل��ة انتصارات��ه وحتقيق فوزه الثاني عش��ر‬ ‫على التوالي حني يستضيف سامبدوريا‪ .‬ويتصدر‬ ‫يوفنتوس املسابقة برصيد ‪ 52‬نقطة متقدما بفارق‬ ‫ثماني نقاط عن مالحقه املباشر روما‪.‬‬ ‫ويلتقي األحد أودينيزي مع التسيو‪ ،‬وبولونيا‬ ‫م��ع نابول��ي‪ ،‬وكاتاني��ا م��ع فيورنتين��ا‪ ،‬وجنوى‬ ‫مع اإلنتر‪ ،‬وساس��ولو م��ع تورين��و‪ ،‬وأتاالنتا مع‬ ‫كالياري‪ ،‬وكييفو مع بارما‪.‬‬

‫الدوري املصري‬

‫تأهل سيرينا ولي وفيرير وبيرداييتش‬ ‫الى الدور الرابع‬ ‫■ ملب�ورن ‪ -‬د ب أ‪ :‬حافظ�ت العب�ة التن�س‬ ‫األمريكي�ة س�يرينا وليامز عل�ى هدوئها مع انكس�ار‬ ‫موج�ة احل�رارة املرتفعة التي س�يطرت عل�ى بطولة‬ ‫أس�تراليا املفتوحة في األيام املاضي�ة وتأهلت للدور‬ ‫الراب�ع (دور الس�تة عش�ر) بالفوز الثمين ‪ 3/6‬و‪3/6‬‬ ‫عل�ى الس�لوفاكية دانييلا هانتوتش�وفا املصنفة ‪31‬‬ ‫للبطولة في الدور الثالث‪.‬‬ ‫وفي املقابل‪ ،‬س�كبت الصينية جي تش�ينغ الثلوج‬ ‫على جس�دها بينم�ا تلقت العلاج من ارتف�اع ضغط‬ ‫ال�دم ولك�ن هذا لم ينقذه�ا من اخلروج صف�ر اليدين‬ ‫من الدور الثال�ث للبطولة باخلس�ارة ‪ 6/2‬و‪ 6/4‬أمام‬ ‫األس�ترالية كاس�ي ديالك�وا‪ .‬وب�دأ ش�عور الالعبين‬ ‫بانكس�ار املوج�ة احل�ارة م�ع الس�اعات األخيرة من‬ ‫النه�ار بعدم�ا جت�اوزت درج�ة احل�رارة ‪ 40‬درج�ة‬ ‫سيليزية في األيام األربعة املاضية‪ .‬وصدقت توقعات‬ ‫انكس�ار هذه املوجة احل�ارة من خلال تراجع درجة‬ ‫احل�رارة م�ن ‪ 42‬إل�ى ‪ 32‬درج�ة ف�ي غض�ون س�اعة‬ ‫واح�دة‪ .‬وقبل انكس�ار ه�ذه املوجة احل�ارة‪ ،‬تغلبت‬ ‫س�يرينا املصنف�ة األول�ى عاملي�ا واملصنف�ة األول�ى‬ ‫للبطول�ة عل�ى درج�ات احل�رارة املرتفع�ة واطاحت‬ ‫مبنافس�تها هانتوتش�وفا لتصل إلى دور الستة عشر‬ ‫للبطولة‪ .‬وقالت س�يرينا «ينتابني شعور جيد ألنني‬ ‫اس�تطعت عب�ور هذه املب�اراة رغم الظ�روف اجلوية‬ ‫الصعب�ة‪ .‬كن�ت س�عيدة لتحقي�ق الف�وز»‪ .‬وحقق�ت‬ ‫سيرينا فوزها التاسع في عشر مواجهات جمعتها مع‬ ‫هانتوتش�وفا كما أصبحت أول سيدة حتقق الفوز في‬ ‫‪ 61‬مب�اراة على مدار مش�اركاتها في بطولة أس�تراليا‬

‫رفض دعوى ضد فابريغاس‬ ‫رفعها زوج صديقته اللبنانية‬

‫ميسي يتألق وتشافي يدخل نادي الـ‪700‬‬

‫الدوري االنكليزي‬

‫■ لندن ‪ -‬د ب أ‪ :‬يس�عى مانشس�تر يونايت�د للحفاظ‬ ‫عل�ى آمال�ه ف�ي اقتناص أح�د املراك�ز األربع�ة األولى في‬ ‫ال�دوري االنكلي�زي املؤهلة لدوري أبطال أوروبا املوس�م‬ ‫ً‬ ‫ضيفا على تشلس�ي صاحب املركز الثالث‬ ‫املقبل حني يحل‬ ‫عل�ى ملع�ب «س�تامفورد بريدج» ف�ي العاصم�ة لندن في‬ ‫إطار املرحلة الثانية والعشرين من املسابقة‪.‬‬ ‫ويفتق�د مانشس�تر‪ ،‬الذي يحتل املركز الس�ابع برصيد‬ ‫‪ 37‬نقط�ة‪ ،‬خدمات مهاجم�ه الهولندي روبن فان بيرس�ي‬ ‫بس�بب اإلصابة‪ ،‬كما س�يغيب عن اللقاء أيضا جنمه وين‬ ‫رون�ي بس�بب اس�تمرار معاناته م�ن اإلصابة ف�ي عضلة‬ ‫الفخ�ذ والت�ي رمبا س�تبعده ع�ن الفري�ق ثالثة أس�ابيع‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وي�رى نيمانيا فيديتش قائ�د الفريق أن الش�هر املقبل‬ ‫سيحس�م بش�كل كبير موقف مانشس�تر في املسابقة‪ ،‬من‬ ‫خلال املباري�ات اخلم�س املقبل�ة للفري�ق والت�ي س�تبدأ‬ ‫مبواجه�ة تشلس�ي وتنته�ي مبالقاة أرس�نال عل�ى ملعب‬ ‫اإلمارات‪ ،‬حيث يعتقد أنها س�تقرب مانشس�تر بش�دة من‬ ‫احلصول على املركز الرابع الذي يبتعد عنه الفريق بفارق‬ ‫خم�س نقاط حاليا‪ .‬وقال فيديتش‪« :‬يتعني علينا أن نفوز‬ ‫بانتظام وفي الش�هر املقبل س�نعرف على وج�ه الدقة أين‬

‫■ برلين ‪ -‬إف�ي‪ :‬ذك�ر تقري�ر إخب�اري أن جي�رارد بيكي�ه مداف�ع‬ ‫برش�لونة اإلس�باني‪ ،‬دخل دائرة اهتمام نادي بايرن ميونيخ األملاني‪.‬‬ ‫وأوضحت صحيفة «بيلد» األملانية أن البايرن يرغب في تدعيم صفوفه‬ ‫مبداف�ع جديد‪ ،‬ويبرز من بني الالعبني الذين يفك�ر بهم‪ :‬بيكيه‪ ،‬وتياغو‬ ‫سيلفا (باريس سان جيرمان الفرنسي)‪ ،‬وديفيد لويز (تشلسي)‪ .‬ومن‬ ‫املعروف أن بيكيه (‪ 26‬عاما) مرتبط بعقد مع النادي الكتالوني سينتهي‬ ‫في ‪ ،2015‬ولم يتم احلديث عن إمكانية متديده حتى اآلن‪.‬‬

‫األهلي بشبانه يأمل مواصلة بدايته املثالية‬

‫سيرينا ويليامز واصلت التقدم والفوز‬

‫■ القاه�رة – رويت�رز‪ :‬يتطل�ع االهل�ي حامل‬ ‫اللق�ب ملواصل�ة بدايت�ه املثالي�ة ف�ي ال�دوري‬ ‫املص�ري املمت�از مع العبيه الش�بان هذا املوس�م‬ ‫عندم�ا يواجه الرج�اء الوافد اجلدي�د لالضواء‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫وعان�ى االهل�ي بط�ل افريقي�ا م�ن تفش�ي‬ ‫االصاب�ات بين صفوف�ه بع�د عودت�ه م�ن كأس‬ ‫العال�م لألندي�ة ف�ي املغرب الش�هر املاض�ي لكن‬ ‫الفري�ق حق�ق ثالث�ة انتص�ارات متتالي�ة ف�ي‬ ‫ال�دوري احمللي دون ان تهتز ش�باكه بفضل اداء‬ ‫جيد من العبني شبان‪.‬‬ ‫وكان م�ن املفت�رض اقام�ة ه�ذه اجلول�ة قبل‬ ‫أس�بوع لكنه�ا تأجل�ت بس�بب االس�تفتاء عل�ى‬ ‫التعديالت الدس�تورية في مص�ر يومي الثالثاء‬ ‫واالربع�اء املاضيني ويرى محمد يوس�ف مدرب‬ ‫االهل�ي ان هذا منح راحة للفريق‪ .‬لكن سيس�تمر‬ ‫غي�اب الع�ب الوس�ط حس�ام عاش�ور بعدم�ا‬ ‫أك�د ايه�اب عل�ي طبي�ب االهل�ي ان جاهزيت�ه‬ ‫البدني�ة لم تكتم�ل كما لن يش�ارك املداف�ع رامي‬ ‫ربيع�ة واحل�ارس أحمد عادل بعد املنعم بس�بب‬ ‫االصابة‪.‬‬ ‫وال ي�زال االهل�ي يفتق�د جه�ود املهاج�م عماد‬ ‫متعب ملدة اسبوعني وصانع اللعب وليد سليمان‬ ‫املوج�ود في املانيا م�ن أجل اخلض�وع لفحوص‬ ‫طبية‪ .‬وقال يوس�ف‪« :‬سأواصل الدفع بالالعبني‬ ‫الش�بان ام�ام الرجاء‪ .‬اعتق�د انهم يؤك�دون كل‬ ‫يوم جدارتهم باللعب مع الكبار»‪ .‬وأضاف املدافع‬ ‫الس�ابق لالهلي‪« :‬أث�ق ان لديهم الكثير الذي من‬ ‫املمك�ن ان يقدم�وه لالهل�ي في املرحل�ة املقبلة»‪.‬‬

‫ويعل�ق يوس�ف آم�اال عل�ى ثنائي خط الوس�ط‬ ‫املك�ون من أحم�د نبي�ل «ماجنا» وش�هاب الدين‬ ‫أحمد اضاف�ة الى املهاجم عم�رو جمال لتعويض‬ ‫الغيابات التي ضربت صفوف الفريق‪.‬‬ ‫ويتصدر االهلي اجملموعة األولى برصيد تسع‬ ‫نقاط م�ن ثلاث مباريات وه�و الفري�ق الوحيد‬ ‫الذي لم يفقد اي نقطة في املس�ابقة هذا املوس�م‪.‬‬ ‫لك�ن الرجاء جم�ع نقط�ة واحدة فق�ط من ثالث‬ ‫مباريات ويقبع في قاع اجملموعة بالتس�اوي في‬ ‫الرصي�د م�ع االنت�اج احلرب�ي بعدما خس�ر اخر‬ ‫مباراتني‪ .‬وس�تكون هذه أول مب�اراة خلالد عيد‬ ‫امل�درب اجلدي�د للرجاء والذي تولى املس�ؤولية‬ ‫االس�بوع املاض�ي بع�د اعف�اء أمي�ن املزي�د م�ن‬ ‫منصبه بسبب سوء النتائج‪.‬‬ ‫وتنطل�ق اجلولة اليوم عندما يلعب انبي على‬ ‫أرض�ه مع اجلون�ة واملقاولون الع�رب مع ضيفه‬ ‫غ�زل احملل�ة والداخلية م�ع االنت�اج احلربي في‬ ‫اجملموع�ة األول�ى‪ .‬وتختت�م مباري�ات اجملموعة‬ ‫األول�ى االح�د عند يلع�ب مص�ر املقاصة صاحب‬ ‫املرك�ز الثان�ي برصي�د ثماني نقاط مع س�موحة‬ ‫الذي يحتل املركز الثالث وله ست نقاط‪.‬‬ ‫وفي اجملموعة الثانية سيلعب الزمالك مع حرس‬ ‫احل�دود والقن�اة م�ع بتروجي�ت واحتاد الش�رطة‬ ‫م�ع طالئ�ع اجلي�ش وتليفون�ات بن�ي س�ويف مع‬ ‫املنيا‪ .‬وس�يلعب املصري البورسعيدي يوم االثنني‬ ‫عل�ى أرضه مع االس�ماعيلي الذي يتقاس�م صدارة‬ ‫اجملموعة الثانية مع بتروجيت برصيد عش�ر نقاط‬ ‫من ارب�ع مباريات ل�كل منهما بينما يحت�ل الزمالك‬ ‫املركز الثالث وله ست نقاط‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫■ لندن ‪ -‬إف�ي‪ :‬رفضت محكمة لندن العليا دعوى قضائية تقدم‬ ‫به�ا امللياردي�ر اللبنان�ي إيلي تكتوك ضد النجم اإلس�باني سيس�ك‬ ‫فابريغ�اس‪ ،‬باالحتيال لالس�تيالء على عقار س�كني‪ .‬ورأت احملكمة‬ ‫أن القضية‪ ،‬املرفوعة منذ نيس�ان‪/‬ابريل املاض�ي‪ ،‬تفتقد للمصداقية‬ ‫ولألدلة‪ .‬ودخل تكتوك في نزاع قضائي مع زوجته الس�ابقة دانييال‬ ‫س�معان‪ ،‬صديق�ة فابريغ�اس‪ ،‬حي�ث يتهمه�ا بانتهاك بن�ود اتفاق‬ ‫الطلاق املوقع في ‪ .2012‬وبحس�ب اته�ام تكتوك‪ ،‬ف�إن دانييال (‪38‬‬ ‫عام�ا) باعت ش�قة الزوجي�ة في لن�دن ذات امللكية املش�تركة بينهما‬ ‫والتي يقدر ثمنها بسبعة ماليني جنيه استرليني إلى شركة مملوكة‬ ‫لفابريغ�اس (‪ 26‬عام�ا) بس�عر زهي�د‪ .‬وأجنب�ت دانييلا طفلني من‬ ‫تكتوك‪ ،‬فيما أجنبت طفلة أخرى من فابريغاس في أبريل املاضي‪.‬‬

‫زيدان يحصل‬ ‫على دبلوم التدريب الرياضي‬ ‫■ باريس ‪ -‬إفي‪ :‬حصل األس�طورة الفرنس�ي زين الدين زيدان‬ ‫عل�ى دبلوم التدريب الرياضي‪ ،‬مع مواطنه أوليفر داكور‪ ،‬الذي رفع‬ ‫صورة له مع املدرب املس�اعد احلالي لفريق ريال مدريد اإلس�باني‪.‬‬ ‫وكت�ب داك�ور ف�ي حس�ابه عل�ى «تويت�ر»‪« :‬أخي�را تخرجن�ا»‪ ،‬في‬ ‫ص�ورة ظهر فيها مع زي�دان وهما يرفعان ش�هادة الدبلوم‪ .‬وحصل‬ ‫زي�دان على الش�هادة من مرك�ز احلقوق واالقتص�اد الرياضي‪ ،‬أحد‬ ‫أهم املراكز في فرنس�ا‪ ،‬بعد عامني من الدراس�ة في مختلف اجملاالت‬ ‫املتعلقة بالرياضة‪ .‬وقد تكون تلك اخلطوة متهيدا لدخول األسطورة‬ ‫الفرنسي عالم التدريب بشكل أكثر احترافية‪.‬‬

‫لوف‪ :‬أفضل مركز مليركل‪ ...‬خط الوسط‬

‫■ برلين ‪ -‬إف�ي‪ :‬أجاب م�درب املنتخ�ب األملان�ي يواخيم لوف‪،‬‬ ‫على سؤال بشأن املركز الذي ميكن أن تلعب فيه املستشارة األملانية‬ ‫أجنيلا ميركل مبا مييزه�ا من قدرات اس�تراتيجية‪ ،‬بالق�ول إنه قد‬ ‫يدفع بها في خط الوس�ط وباألخص قرب باس�تيان شفاينشتايغر‪.‬‬ ‫وص�رح لوف‪« :‬نظ�را لرؤيتها البانورامية قد تك�ون مبوقع جيد في‬ ‫وس�ط امللعب‪ ،‬وال س�يما ق�رب باس�تيان شفاينش�تايغر»‪ ،‬ردا على‬ ‫س�ؤال طرحت�ه علي�ه الكاتب�ة األملانية جول�ي زيه في إط�ار مقابلة‬ ‫جماعي�ة أجراها ملحق صحيفة «زودويتش�ه تس�ايتونغ» احمللية‪،‬‬ ‫حيث أجاب على أس�ئلة مش�اهير أملان‪ .‬وردا على س�ؤال آخر‪ ،‬وزع‬ ‫لوف بعض أبرز الساس�ة األملان على املواقع في امللعب‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫املث�ال اختار لوزير املالي�ة‪ ،‬فولفغانغ ش�ويبله‪ ،‬القعيد منذ تعرضه‬ ‫لهجوم عام ‪ ،1990‬موقع الظهير احلر خلف ميركل‪.‬‬

‫الريال يفكر في ضم مورينو من إشبيلية‬ ‫■ مدريد ‪ -‬إفي‪ :‬كش�فت تقارير إخبارية أن ريال مدريد اإلسباني‬ ‫يفكر في التعاقد مع ألبرتو مورينو‪ ،‬اجلناح األيس�ر إلش�بيلية‪ ،‬خالل‬ ‫موسم االنتقاالت الصيفية املقبل‪ .‬وأوضحت صحيفة «أس» اإلسبانية‬ ‫أن الري�ال يرغب في ض�م مورينو الصيف املقبل ك�ي يعوض النقص‬ ‫الذي قد يعاني منه إذا رحل جناحه البرتغالي فابيو كوينتراو‪ ،‬الذي‬ ‫تلقى عرضا رسميا لالنتقال إلى مانشستر يونايتد‪.‬‬ ‫وأضافت الصحيفة أن مورينو مرتبط بعقد مع إش�بيلية حتى عام‬ ‫‪ ،2018‬لكن�ه يتضمن ش�رطا جزائيا تبلغ قيمت�ه ‪ 30‬مليون يورو‪ ،‬لكن‬ ‫النادي األندلس�ي على استعداد للتفاوض حول بيعه مبقابل يقل عن‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫برشلونة يؤجل مباراته الودية في الدوحة‬ ‫■ برش�لونة ‪ -‬إفي‪ :‬أعلن نادي برشلونة تأجيل مباراته الودية‬ ‫الت�ي كان مخط�ط إقامته�ا الش�هر املقب�ل‪ ،‬أم�ام أح�د ف�رق الدوري‬ ‫اإلنكلي�زي‪ ،‬وكانت س�تقام في العاصم�ة القطرية الدوح�ة‪ّ .‬‬ ‫وفضل‬ ‫الفريق تأجيل املباراة‪ ،‬واستغالل فترة التوقف في إراحة الالعبني‪،‬‬ ‫على أن تقام املباراة في نهاية املوسم احلالي أو بداية املوسم املقبل‪.‬‬ ‫وكان برشلونة قد أبرم اتفاقا بإقامة مباراة ودية في الدوحة‪ ،‬ضمن‬ ‫بنود عقد الرعاية بينه و»مؤسسة قطر» واملستمر حتى ‪.2016‬‬

‫تشلسي يعير برتراند الى استون فيال‬ ‫■ لن�دن – رويت�رز‪ :‬أع�ار نادي تشلس�ي مدافعه االيس�ر رايان‬ ‫برتران�د ال�ى اس�تون فيلا حت�ى نهاي�ة املوس�م احلالي‪ ،‬م�ن اجل‬ ‫احلص�ول عل�ى فرص�ة اكب�ر للع�ب بع�د اس�تبعاده من التش�كيلة‬ ‫االساس�ية كثيرا‪ .‬وقال بول المبرت مدرب فيلا‪« :‬رايان يجلب معه‬ ‫الكثي�ر من اخلبرة وس�يكون مفيدا لن�ا بكل تأكيد»‪ .‬وق�ال برتراند‪:‬‬ ‫«انه�ا فرص�ة رائعة ل�ي الن فيلا فريق رائ�ع يتمتع بش�عبية هائلة‬ ‫وه�و صاحب تاريخ كبير»‪ .‬ويحتل فيلا حاليا املركز ‪ 11‬في الدوري‬ ‫برصيد ‪ 23‬نقطة وسيلتقي ليفربول على ارض االخير اليوم‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬ ‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫معركة الدستور‬

‫■ تس�تغرب كثيرا عندما تس�مع عن اس�تعدادت حكوم�ة اإلنقالب لتأمني‬ ‫اإلس�تفتاء على الدس�تور املصري‪ ،‬من خلال الزج ب�ـ (‪ )160‬ألف جندي من‬ ‫تع�داد(‪ )468‬أل�ف جن�دي هو تع�داد اجلي�ش املصري أي س�يتم اس�تخدام‬ ‫م�ا نس�بته (‪ )٪34‬من ق�وات اجليش من أفض�ل جنوده تدريبا م�ن القوات‬ ‫اخلاص�ة وق�وات الصاعق�ة واملظليني‪ ،‬عدا عن ق�وات األمن املرك�زي التابعة‬ ‫للداخلية التي تس�تخدم كامل قواتها والت�ي تعدادها (‪ )300‬ألف فرد‪ ،‬وكذلك‬ ‫دوري�ات الطوارئ بواق�ع (‪ )4576‬دورية‪ ،‬و اس�تجالب قوات حرس احلدود‬ ‫والقوات اجلوية والقوات البحرية‪.‬‬ ‫هذا الكالم يشعرك أنك على جبهة حرب في إشارة الى أن معركة اإلنقالبيني‬ ‫هي معركة حياة أو موت‪ ،‬لذلك هم يتركون مهامهم في تأمني البالد وحدودها‬ ‫لإلنتقال لتأمني أنفس�هم خوفا من الس�قوط املدوي أمام شعبهم وحتى ال يتم‬ ‫وضعهم ف�ي موقف حرج أم�ام العالم‪ .‬كل ذلك ليس ألجل احلش�د للتصويت‬ ‫بنع�م وإمنا إلج�راء التصويت فق�ط ألن النتائج معروفة مس�بقا‪ .‬ليكون هذا‬ ‫التفوي�ض مزخرف�ا بإط�ار دميقراط�ي كم�ا يدعون بع�د أن فش�ل تفويضهم‬ ‫السابق املعتمد على عد الرؤوس في الشوارع‪.‬‬ ‫ح�اول اإلنقالبي�ون التروي�ج لدس�تور الدم باخل�ارج وبذل�وا لذلك كافة‬ ‫إمكانياته�م م�ن توفير وس�ائل املواصالت وتوفي�ر البطاقات عب�ر اإلنترنت‬ ‫ومع ذلك صوت (‪ )86‬ألف مواطن حس�ب التصريحات الرسمية الصادرة عن‬ ‫وزارة اخلارجية من أصل (‪ )681‬ألف صوت إنتخابي أي ما نسبته (‪)٪12.6‬‬ ‫فق�ط م�ن أص�وات الناخبين وهذا الرق�م هو أق�ل بكثير ممن ص�وت بال على‬ ‫دستور (‪ )2012‬هذا املؤشر يشير الى األتي ‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬أن ع�دد املصوتين (‪ )86‬أل�ف مواط�ن هو مقارب لع�دد من صوت بال‬

‫في دس�تور (‪ )2012‬حيث ص�وت ما يقارب(‪ )84‬ألف ص�وت في اخلارج على‬ ‫الدستور مع األخذ بعني اإلعتبار الزيادة السنوية في أعداد املصوتني بنسبة‬ ‫تق�ارب (‪ )٪14‬حي�ث لم تزد نس�بة التصويت على الدس�تور بهذه النس�بة‬ ‫وإمنا زادت بنسبة (‪. ٪(2.3‬‬ ‫ثاني�ا‪ :‬بالقي�اس عل�ى املؤش�رات الس�ابقة‪ ،‬كان�ت نس�بة من ص�وت بال‬ ‫عل�ى دس�تور (‪ )2012‬بالداخ�ل (‪ )6060101‬م�ن كام�ل حج�م األص�وات‬ ‫البال�غ(‪ )5919067‬أي م�ا نس�بته (‪، )٪11.6‬وإذا أخذن�ا الزيادة في نس�بة‬ ‫تصويت اخلارج(‪ )٪2.3‬س�يكون عدد املصوتني (‪ )7.256101‬أي ما نس�بته‬ ‫(‪ )٪13.9‬م�ن أص�وات الناخبين‪ ،‬مم�ا يؤك�د أن نس�بة التصويت س�تكون‬ ‫منخفضة جدا‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الرقم الس�ابق املتوق�ع قيامهم بالتصوي�ت (‪ )٪13.9‬هم ما يقارب‬ ‫تعداد األقباط في مصر والتي حتش�د كافة كنائسهم للتصويت بنعم على هذا‬ ‫الدس�تور‪ ،‬هذه األرقام ستكش�ف عوار ادعاءاتهم بأن من خرج على مرس�ي‬ ‫في ‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيو هم (‪ )35‬مليون مصري‪ ،‬لذلك س�يكون هذا اإلس�تفاء‬ ‫عنوانا رئيس�يا لكس�ر أنقالبهم بعد أن إعتقدوا أنه سيكون طوق النجاة لهم‬ ‫بالنظر لألعداد املتوقع نزولها للتصويت على دستورهم ‪ .‬هذه النتائج تشير‬ ‫الى لفظ الش�عب املص�ري كل ما يصدر عن األنقالب ويؤش�ر ال�ى أن النخبة‬ ‫املصرية في واد والشعب في واد آخر‪ .‬ويشير الى أن هذا اإلنقالب هو إنقالب‬ ‫من تس�مي نفس�ها نخب متلك املال ووس�ائل اإلعالم بحماي�ة مجموعات من‬ ‫اجليش ضد شعب ما زال يلفظهم يوما بعد يوم ‪.‬‬ ‫سائد أبو بهاء‬ ‫فلسطني ـ رام الله‬

‫اذا صدقت التسريبات بشأن أعضاء احلكومة اجلديدة في تونس‬

‫حسب توقيت األنبار‬ ‫■ التاريخ تصنعه املدن‪ ،‬وليس األشخاص‪.‬‬ ‫والزم��ن بهذا املعن��ى هو فعل ث��وري‪ .‬وحلظة‬ ‫إس��تعادة العراق‪ ،‬بل والوط��ن العربي للمجد‬ ‫ستكون حسب توقيت األنبار‪.‬‬ ‫وبقدر ما يعتبر تأسيس اجمللس العسكري‬ ‫لث��وار العراق خطوة باالجت��اه الصحيح‪ ،‬لكنه‬ ‫خطوة أيضا في طري��ق تصعيد املواجهة ضد‬ ‫اإلمبريالي��ة االمريكية وإي��ران وأدواتهما من‬ ‫حكومة نوري املالكي واملليش��يات الش��يعية‪.‬‬ ‫وهو ما يجب خوضه بحكمة وانضباط‪.‬‬ ‫لكن يجب أن ال ننس��ى أن مواجهة عسكرية‬ ‫وحده��ا ل��ن تك��ون كافي��ة‪ ،‬ويج��ب االنتقال‬ ‫للمواجه��ة الش��عبية خصوص��ا ف��ي بغ��داد‬ ‫وصالح الدي��ن واملوص��ل والـتأمي��م وديالى‬ ‫واالنب��ار لالس��تيالء الش��عبي عل��ى املواق��ع‬ ‫واملقرات احلكومية والعسكرية‪.‬‬ ‫التعوي��ل عل��ى محافظ��ات اجلن��وب غي��ر‬ ‫واقع��ي‪ ،‬لي��س فقط بس��بب م��ا تعاني��ه هذه‬ ‫احملافظ��ات من إره��اب مليش��ياوي وإيراني‪،‬‬ ‫بل أيض��ا لعدم حترر عق��ول البعض هناك من‬ ‫املرجعي��ة الش��يعية املتواطئ��ة م��ع واش��نطن‬ ‫وطهران على تدمير وحتطيم العراق‪.‬‬ ‫ينطلق نوري املالكي الذي نصبته واشنطن‬ ‫بالتواف��ق م��ع طه��ران عل��ى رأس احلك��م في‬ ‫العراق من إعتبار إن احلرب ضد الشعب مهمة‬ ‫مقدسة‪.‬‬ ‫وهو أمر يريد أن يقول به للشيعة ان حربكم‬ ‫ضد العرب السنة هي املقدسة مستعيدا فتوى‬ ‫أطلق��ت ف��ي زم��ن الدول��ة الفاطمي��ة مفادها‬ ‫«احل��رب ضد الس��نة أوجب م��ن احلرب ضد‬ ‫الكف��ار»‪ .‬وما حتتاجه الثورة أن يكون خطابها‬ ‫عراقي��ا وه��و كذل��ك دون الوق��وع ف��ي فخ ما‬ ‫يريده ن��وري املالك��ي من جر الع��راق إلقتتال‬ ‫طائف��ي متوقع��ا أن يكون زعيم��ا بدعم إيراني‬ ‫وأمريكي لطائفته‪.‬‬ ‫إس��تراجتية واش��نطن منذ ع��ام ‪1989‬هي‬ ‫ش��طب دور العرب وهذا ال يأت��ي إال من خالل‬ ‫دع��م النف��وذ اإليران��ي ف��ي املنطق��ة وتدمي��ر‬ ‫العراق أول خطوات هذه اإلس��تراجتية‪ .‬ولهذا‬ ‫فاملوق��ف األردن��ي الذي هو خاض��ع بالفطرة‬ ‫لواش��نطن جنده مؤيدا جلرمي��ة نوري املالكي‬ ‫في حربه على الشعب‪ ،‬فضال عن موقف أيران‬ ‫وس��وريا والكويت ودول خليجية ال تستطيع‬ ‫مغادرة كونها تابعة لواشنطن‪.‬‬ ‫اإلس��تراجتية األمريكية تريد عراقا إيرانيا‬ ‫مج��اورا لس��وريا ليك��ون بداية لش��طب دول‬ ‫اخللي��ج العرب��ي‪ ،‬والعقب��ة الوحي��دة هنا هم‬ ‫الع��رب الس��نة ف��ي احملافظ��ات الثوري��ة في‬ ‫املوص��ل واألنب��ار وص�لاح الدي��ن وديال��ى‬ ‫وبغداد والتأميم‪.‬‬ ‫إن نق��ل املعرك��ة من عس��كرية إلى ش��عبية‬ ‫سيسحب من النظام الطائفي البساط إعالميا‬ ‫وسياس��يا‪ .‬ويج��ب ع��دم الته��اون م��ع دور‬ ‫اإلعالم إذ يشكل ضاغطا كبيرا على حكومات‬ ‫ومنظمات تصدق باآللة االعالمية االمريكية‪.‬‬ ‫هن��اك محط��ات فضائي��ة عراقي��ة داعم��ة‬ ‫للث��ورة‪ ،‬ولكن اإلداء اإلعالمي لها ال يتناس��ب‬ ‫مع الهدف الكبير املتعلق بإستعادة العراق من‬ ‫الطغمة احلكومية وإيران وواشنطن‪.‬‬ ‫إن اخلب��رات اإلعالمي��ة العراقي��ة ممت��ازة‬ ‫وبق��ت دوم��ا حتافظ عل��ى مس��توى ثقافي‪،‬‬ ‫لكنه��ا لم تنقل هذه اخلبرات إلداء في القنوات‬ ‫الدعامة للثورة‪.‬‬ ‫ليس املطلوب استقبال االتصاالت وحتويل‬ ‫املادة التلفزيونية لتعليق��ات من هنا او هناك‪،‬‬ ‫بل املطلوب ان يساهم الشعب في هذه الثورة‪،‬‬ ‫او ان يظه��ر مق��دم البرنام��ج للتعلي��ق بلهجة‬ ‫محلي��ة يعرفه��ا العراقي��ون‪ .‬املطل��وب نزول‬ ‫الكاميرا للشارع وصناعة رأي داعم للثورة‪.‬‬ ‫هناك اخلطاب اإلعالم��ي املوجه ملن هم في‬ ‫داخل الع��راق‪ ،‬ومن هم خارج العراق ومن هم‬ ‫غي��ر عراقي�ين‪ .‬اضاف��ة الى تأس��يس خطاب‬ ‫إعالم��ي موجه لكل هؤالء هو ما يجب أن تقوم‬ ‫به اخلب��رة اإلعالمية املتأسس��ة على دراس��ة‬ ‫علمية لإلعالم‪.‬‬ ‫ومخاطبة غير العرب يجب ان تتم من خالل‬ ‫محط��ات لها مثل الدور س��واء كانت عربية أو‬ ‫غير عربية ‪.‬‬ ‫حان الوقت لتصحيح مسار العراق والعرب‬ ‫بل واإلنسانية حسب توقيت االنبار‪.‬‬

‫د‪.‬مصطفى سالم‬

‫املهدي جمعة يضع البالد على السكة الصحيحة‬

‫■ بع�د تقدمي «علي العريض» الس�تقالة حكومته إل�ى الرئيس املنصف‬ ‫املرزوق�ي يعي�ش التونس�يون بترق�ب مش�وب باحل�ذر انتظ�ارا إلعلان‬ ‫احلكومة اجلدي�دة التي كلف «املهدي جمعة» بتش�كيلها‪ .‬وفي انتظار مهلة‬ ‫األس�بوعني الت�ي منحه�ا رئي�س اجلمهوري�ة لرئي�س احلكوم�ة اجلديدة‬ ‫لتق�دمي أعض�اء فريق�ه الوزاري تخ�رج علينا التس�ريبات من هن�ا وهناك‬ ‫لترشيح بعض األسماء واستبعاد أسماء أخرى‪ .‬ولئن تظل التسريبات في‬ ‫إطار املتوقع أو احملتمل فإن بعض وسائل اإلعالم احمللية ومواقع التواصل‬ ‫االجتماعي تعتبر بعض هذه التسريبات مبرتبة حتصيل حاصل‪.‬‬ ‫و لع�ل م�ن األس�ماء املطروحة ف�ي هذا اجملال م�ا يتعلق بتعيين املهدي‬ ‫جمعة لقيس الدالي خليفة له على رأس وزارة الصناعة‪ .‬هذه الوزارة ذات‬ ‫األهمية البالغة الرتباطها الوثيق باالقتصاد التونس�ي املتراجع إلى درجة‬ ‫تثير مخاوف التونسيني وهواجسهم بشأن مستقبل البالد‪.‬‬

‫ولئ�ن كان الس�يد قي�س الدال�ي اس�ما جديدا ف�ي عالم السياس�ة فإنه‬ ‫ش�خصية معروفة إلى حد كبير في عالم االقتصاد واألعمال‪ .‬فالرجل تولى‬ ‫لسنوات طويلة رئاس�ة كبرى الشركات االقتصادية التونسية ونعني هنا‬ ‫دون ريب ش�ركة فوسفات قفصة‪ .‬فهذه الشركة تعد بحق محرارا ومحركا‬ ‫لالقتصاد التونسي‪ .‬إن تعيني قيس الدالي إن مت فعال يؤكد مبا ال يدع مجاال‬ ‫للش�ك دهاء رئيس احلكومة اجلديد ألنه يكون قد ضرب عصفورين بحجر‬ ‫واحد‪ .‬فهو من جانب قد أمن شر املعارضة املطالبة أساسا بحكومة شعارها‬ ‫الكفاءة و احليادية‪ .‬وهو من جانب آخر قد وضع الرجل املناسب في املكان‬ ‫املناس�ب‪ .‬فقي�س الدال�ي هو ابن اجله�ة التي تتركز فيها ش�ركة فوس�فات‬ ‫قفص�ة «وأه�ل مك�ة أدرى بش�عابها» فه�و الوحيد الق�ادر عل�ى امتصاص‬ ‫الغضب الشعبي واحلد من اإلعتصامات التي أصابت الشركة بشلل كبير‪.‬‬ ‫أما ثاني األس�ماء املرش�حة لتقلد إحدى املناصب الوزاري�ة فهو «رينيه‬

‫ثورة مستعرة‪ ...‬وشرر يتطاير‬ ‫■ تعي�ش املنطق�ة العربية في ه�ذا الوقت حالة من الص�راع احملتدم‬ ‫ً‬ ‫قصورا‬ ‫غي�ر املس�بوق منذ عقود خل�ت‪ ،‬فنحن بواق�ع احلال كمن يبن�ي‬ ‫شاهقة على فوهة بركان‪.‬‬ ‫يأت�ي عل�ى رأس تلك االوض�اع امللتهب�ة‪ ،‬الوضع في س�وريا‪ ،‬والذي‬ ‫يبرز فيه بش�اعة االجرام لبش�ار االسد وحزبه وش�بيحته‪ ،‬في اجلانب‬ ‫اآلخ�ر له�ذا النظام الدموي يق�ف اكثر من طرف وامنا أط�راف كل واحد‬ ‫من�ه يحاول جر الثورة باالجتاه الذي يري�د‪ .‬فمن اجليش احلر بألويته‬ ‫اخملتلفة ال�ى جبهة النصرة الى قوات دولة العراق والش�ام االسلامية‬ ‫ً‬ ‫جميعا‬ ‫وابنتها داعش‪ .‬ويا ليتهم يس�يرون باجتاه الهدف املش�ترك لهم‬ ‫وهو اس�قاط النظام الدموي القابع في دمش�ق لكنهم ولألس�ف ً‬ ‫بدال من‬ ‫ذلك وثب كل طرف على اآلخر حملاربة بعضهم البعض ‪.‬‬ ‫ه�ذا التش�ظي بالط�رف املقاوم للنظ�ام الدم�وي يدل بش�كل واضح‬ ‫أن الث�ورة الس�ورية تعرض�ت ملؤامرة كب�رى ُجيرت فيه�ا القوى داخل‬ ‫س�احتها كل في اجتاه مختلف عن اآلخر‪ .‬فاختالف االفعال يؤش�ر على‬ ‫اختالف االهداف‪ ،‬واختالف االهداف يؤشر على اختالف اجلهة واضعة‬ ‫االهداف التي تريد‪.‬‬

‫من الثورة الس�ورية تطاير الش�رر ال�ى من حولها‪ ،‬م�ن لبنان ّ‬ ‫تدخل‬ ‫ح�زب الله احلليف األعمى لنظام االس�د على الفور‪ ،‬وضحى بش�عبيته‬ ‫وتاري�خ نضاله الذي كان محط احت�رام الكثيرين الى تلك اللحظة التي‬ ‫أس�فر فيها عن وجهه الطائفي البش�ع‪ ،‬فهو يرس�ل مقاتليه الى س�وريا‬ ‫ليع�ودوا إليه جث�ة هامدة‪ ،‬ولم تقف األمور عند هذا احلد‪ ،‬بل اس�تدعى‬ ‫بفعله غير املت�زن النار الى ضاحيته اجلنوبية ذاتها‪ ،‬فكانت ردات فعله‬ ‫في الداخل اللبناني غير متزنة وال محس�وبة‪ ،‬فأضحى املشهد اللبناني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫احتقانا وقابال للتطور نحو االسوأ‪.‬‬ ‫تعقيدا وأكثر‬ ‫أصال ‪ ،‬أكثر‬ ‫املعقد‬ ‫وم�ن الع�راق يأت�ي الدعم اللا مح�دود لنظ�ام بش�ار االجرامي من‬ ‫قب�ل املالكي وجمي�ع طوائف الش�يعة‪ ،‬لقناع�ة املالكي أن س�قوط نظام‬ ‫بش�ار س�يؤدي به ال�ى نفس املصي�ر‪ .‬فهو يداف�ع عن اس�تمرار وجوده‬ ‫قبل اس�تمرار وجود االس�د ونظام�ه البائس‪ .‬لذلك وبنفس الش�عارات‬ ‫الطائفية التي يدار فيها النزاع في س�وريا‪ ،‬تدار االمور في العراق جتاه‬ ‫مطالب أهل الس�نة الذين يعانون التهميش واالبعاد حتى باتوا وكأنهم‬ ‫الجئ�ون ف�ي وطنه�م‪ ،‬واآلن ب�دأت س�لطات املالك�ي باس�تخدام القوة‬ ‫العسكرية لفض االحتجاجات املطالبة بحقوق مشروعة وعادلة لتتسع‬

‫الطرابلس�ي» املرش�ح بقوة العتالء سدة الس�ياحة‪ .‬فالرجل رجل اقتصاد‬ ‫وس�ياحة بامتياز ويس�تطيع بفضل ش�بكة عالقاته املتع�ددة وخاصة في‬ ‫فرنس�ا من إعادة الروح للسياحة والترويج للوجهة التونسية كأحسن ما‬ ‫يكون‪ .‬أضف إلى ذلك أن تعيني هذا التونسي من األصول اليهودية سيبعث‬ ‫برس�الة إلى اجملتمع الدولي مفاده�ا أن تونس ما بعد الثورة رمز التعددية‬ ‫والدميقراطية وال مكان فيها لإلقصاء والتمييز‪.‬‬ ‫و يبق�ى الس�ؤال ف�ي األخي�ر ه�ل يتمك�ن امله�دي جمع�ة وجماعته من‬ ‫اخلروج باالقتصاد التونس�ي من عنق الزجاجة وإع�ادة بناء ثقة مفقودة‬ ‫بني الشعب والساسة؟‬ ‫محمد الطاهر امليساوي‬ ‫تونس‬ ‫دائرة الصراع املسلح من سوريا الى لبنان الى العراق‪.‬‬ ‫من فوق جمر الثورة الس�ورية امللتهب يُ طبخ مؤمتر جنيف «‪ ، »2‬هذا‬ ‫املؤمت�ر ‪ -‬الذي يق�وده ميزان القوى للدول الكب�رى املهيمنة على القرار‬ ‫الدول�ي‪ -‬غي�ر واضح املعال�م واحملددات‪ ،‬ويب�دو أنه يس�تخدم كعصا‬ ‫غليظ�ة فوق رأس الثورة الس�ورية‪ ،‬ليكون االط�ار اجلاهز الحتواء أي‬ ‫جس�م أو تطور ال يحمد عقباه بالنسبة لتلك القوى ذات االنانية املفرطة‬ ‫التي ال تنظر وال تلتفت إال ملصاحلها الذاتية ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫علم�ا بأن ه�ذه الدول عل�ى وجه اخلص�وص واجملتم�ع الدولي على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وج�ه العموم فش�لوا فشلا ذريع�ا من الناحي�ة االخالقية جت�اه قضية‬ ‫ش�عب يذبح بدم بارد‪ ،‬ويش�رد أهله وتهدم بيوت�ه بالبراميل املتفجرة‪،‬‬ ‫من قبل عصابات دموية حاقدة‪ ،‬تفتقر ألدنى درجات االنس�انية‪ .‬وهكذا‬ ‫ً‬ ‫شيئا ثم هو يسكت ويستكني‪.‬‬ ‫يقال على كل َمن ميلك جتاههم‬ ‫باحملصلة املنطقة قابلة جلميع االحتماالت املعقول منها وغير املعقول‪،‬‬ ‫أي كان أن يتنبأ مبا س�تؤول إلي�ه االوضاع وما ميكن أن‬ ‫ويصع�ب على ّ‬ ‫يترتب عليها من آثار ونتائج‪.‬‬ ‫لكن ما اس�تطيع اجلزم به أن رياح التغيير لن تبقي شيئا على حاله‪،‬‬ ‫وأن س�نة التغيي�ر حتمي�ة واقع�ة‪ ،‬والت�ي حت�دده هي ارادة الش�عوب‬ ‫وحدها‪.‬‬ ‫د‪ .‬رامي ناصر عياصرة‬ ‫باحث اردني‬

‫ذكرى نساء واطفال استشهدوا في مصر على مدى التاريخ‬ ‫شفيقة‪ ...‬وابن القباقيبي‪ ...‬أم صابر ونبيل منصور‬ ‫■ أحيان�ا يتوق�ف اإلنس�ان عند بعض الش�خصيات التي رمبا يس�جل‬ ‫له�ا التاريخ موقفا واحدا‪ ،‬ويتناولها في س�طور قليلة‪ ،‬وقد يدفعه فضوله‬ ‫العلم�ي للبحث عن املزي�د من املعلومات في املص�ادر واملراجع اخملتلفة فال‬ ‫يجد ما يروي عطش�ه وال مايشفي غليله‪ ،‬وأحيانا مير ببعض الشخصيات‬ ‫األخ�رى م�رورا عاب�را ال يلقي لها باال ولك�ن تبقى هذه الش�خصيات وتلك‬ ‫عالق�ة في الذه�ن حتى تدفع بع�ض األحداث الى اس�تدعائها م�ن الذاكرة‬ ‫والتوقف عندها مليا‪.‬‬ ‫وق�د أدت املواقف البطولية التي س�طرتها – وال تزال ‪ -‬الفئات اخملتلفة‬ ‫املناهضة لالنقالب وبصفة خاصة النس�اء واألطفال الذين يس�طرون اآلن‬ ‫بدمائه�م الذكي�ة ملحم�ة بطولي�ة س�يخلدها التاريخ بأحرف م�ن نور الى‬ ‫اس�تدعاء الذاك�رة لبع�ض النماذج من النس�اء واألطفال الت�ي لم يتوقف‬ ‫عنده�ا التاريخ كثيرا ومر عليها مرور الكرام‪ ،‬والذين ضحوا بأرواحهم من‬ ‫أجل حرية واس�تقالل هذا البلد‪ ،‬والذي يس�تكمل أحفادهم اليوم مسيرتهم‬ ‫من أجل التحرر من القمع واالستبداد‪.‬‬ ‫ومن هذه الش�خصيات ش�فيقة محمد‪ :‬يش�ار إليها على أنها أول شهيدة‬ ‫مصرية في ثورة ‪ 1919‬ولكن يبدو من استقصاء شهداء ثورة ‪ 1919‬أن هناك‬ ‫عددا من الس�يدات قد س�بقوها في مضمار الشهادة‪ ،‬وفي مرحلة مبكرة من‬ ‫الثورة التي اندلعت يوم ‪ 9‬اذار‪ /‬مارس ‪ 1919‬مثل حميدة خليل من القاهرة‬ ‫التي استش�هدت في ‪ 14‬اذار‪ /‬مارس ‪ ،1919‬وأم محمد بنت جاد‪ ،‬ويُ من بنت‬ ‫صبيح من منيا القمح حيث استش�هدتا يوم ‪ 16‬اذار‪ /‬مارس ‪ ،1919‬ونعمات‬ ‫محمد‪ ،‬وفاطمة محمود من الفيوم استشهدتا يوم ‪ 19‬اذار‪ /‬مارس ‪.1919‬‬ ‫أم�ا ش�فيقة محمد فقد استش�هدت ي�وم ‪ 10‬نيس�ان‪ /‬أبريل‪ ،‬وه�ي أرملة‬ ‫كانت تبلغ من العمر ‪ 28‬عاما من سكان اخلرطة القدمية بقسم اخلليفة‪ ،‬وقد‬ ‫ش�اركت في أول مظاهرة نس�ائية في الثورة بتاريخ ‪ 16‬اذار‪ /‬مارس‪ ،‬وهي‬ ‫من األحداث الهامة في تاريخ الثورة وتاريخ مصر احلديث‪ ،‬ثم شاركت في‬

‫تعليقا على‪:‬‬ ‫املعارضة‬ ‫أعربت عن‬ ‫قلقها‬ ‫من إمكانية‬ ‫تقبل الغرب‬ ‫فكرة بقاء‬ ‫األسد‬ ‫في السلطة‬

‫ما هو رأيك؟‬

‫مظاه�رة يوم ‪ 10‬نيس�ان‪ /‬أبريل والت�ي انطلقت في ش�وارع القاهرة حتى‬ ‫وصل�ت الى مقر املعتمد البريطاني لتقدمي احتج�اج له‪ ،‬وبالرغم من رفض‬ ‫القائ�م بأعمال املندوب الس�امي البريطاني مقابلة ش�فيقة فقد اس�تطاعت‬ ‫اختراق احلصار املفروض عليهن من جانب اجلنود اإلنكليز ومقابلة القائم‬ ‫بأعم�ال املن�دوب الس�امي البريطان�ي وتس�ليمه االحتجاج عل�ى األعمال‬ ‫الوحشية التي يقوم بها اإلنكليز ونفي زعماء الوفد الى مالطا‪ ،‬وبعد نقاش‬ ‫ح�اد معه غادرت ش�فيقة دار املعتمد البريطاني بعد تهدي�ده لها باالعتقال‬ ‫وبع�د خروجه�ا اطلق عليها أح�د اجلنود الن�ار فارداها قتيلة ومت تش�ييع‬ ‫جنازتها في جنازة مهيبة شاركت فيها كل طبقات األمة‪.‬‬ ‫ ابن القباقيبي ‪ :‬اسمه احلقيقي محمد إسماعيل من شارع الركبية بقسم‬‫اخلليفة شارك في ثورة ‪ ،1919‬وكان الثوار قد قرروا عقد اجتماع في األزهر‬ ‫يوم ‪ 5‬نيس�ان‪ /‬إبريل ‪ 1919‬لتدارس الوضع في البالد ولكن حالت سلطات‬ ‫اإلحتالل البريطاني دون عقده في األزهر بعد أن نش�رت قواتها حوله ملنع‬ ‫الوص�ول اليه‪ ،‬فقرر الثوارعقد اللق�اء في جامع بن طولون‪ ،‬وقاموا بوضع‬ ‫املتاريس وحفر اخلنادق في الش�وارع والطرق املؤدية للجامع ملنع القوات‬ ‫البريطاني�ة من الوص�ول اليهم‪ .‬ومن ضمن املتاريس الت�ي أقامها الثوارما‬ ‫يش�به احلص�ن من احلج�ارة عند س�بيل أم عباس ووضعوا على س�طحه‬ ‫مدخن�ة وجلس خلفها ب�ن القباقيبي والذي أخذ يش�عل اخل�رق واألوراق‬ ‫ويضعها فيها‪.‬‬ ‫وعندما وصلت القوات البريطانية اعترضها األهالي من خلف املتاريس‬ ‫وتصدوا لها باحلجارة فقامت قوات االحتالل بإطالق الرصاص عليهم مما‬ ‫أدى الى س�قوط عدد من القتلى واجلرحى منهم بن القباقبيي الذي كان في‬ ‫الثانية عشرة من عمره وكان قد أصيب بطلق ناري من بندقية‪ .‬وقد احتفل‬ ‫بتش�ييع جنازته يوم ‪ 6‬نيس�ان‪ /‬إبريل في مش�هد مهيب وقد أشارت قوات‬ ‫االحتلال الي�ه في بلاغ أصدرته ف�ي نفس الي�وم ذكرت في�ه «إن جمهورا‬

‫كم قتلوا منا خدمة إلسرائيل؟‬ ‫■ «القاعدة» و»النصرة» اشد خطرا على املسلمني واختصاصهم فقط في قتل‬ ‫املس�لمني‪ .‬انظروا كم قتلوا من العراقيني‪ ،‬اكثر م�ن مليون عراقي‪ .‬لو هذا املليون‬ ‫العراق�ي م�ن الذين قتلوا عل�ى اي�دي ارهابيني كان�وا صهاينة هل كان س�يبقي‬ ‫صهيوني في فلسطني؟‬ ‫كم قتلوا من الس�وريني؟ مئات االالف‪ .‬كم قتلوا من اجلزائرين؟ مئات االالف‪.‬‬ ‫كم قتلوا من اليمنيني؟ عش�رات االالف‪ .‬كم قتل�وا من الصوماليني؟ مئات االالف‪.‬‬ ‫ملاذا لم يقتلوا حتى ذبابة اسرائيلية وهم على حدود فلسطني؟‬ ‫واألدهى من ذلك انهم يجتمعون على مدار الس�اعة مع الصهاينة في تل ابيب‬ ‫لبحث كيفية القضاء على العرب واملسلمني‪.‬‬ ‫هؤالء يجب التخلص منهم باية طريقة كانت‪ ،‬وحرام ان نتركهم يستنش�قون‬ ‫اله�واء ولو لثانية واحدة‪ .‬مكانهم االفضل هو ان نضعهم حتت االرض لنريحهم‬ ‫ونريح املسلمني من دنسهم‪.‬‬ ‫وداد سميح‬

‫معادي�ا هجم صباح أمس على دورية في حي الس�يدة زينب فاضطرت إلى‬ ‫إطالق النيران وقد قتل لس�وء احلظ ولد في العاشرة أو الثانية عشرة من‬ ‫عمره كان بني اجلماهير»‪.‬‬ ‫ أم صابر‪ :‬أول ش�هيدة من النس�اء ف�ي معارك القناة ع�ام ‪ 1951‬التي‬‫اندلع�ت عق�ب إلغ�اء معاه�دة ‪ ،1936‬وه�ي س�يدة ريفية بس�يطة وزوجة‬ ‫ألح�د املزارعني كانت تقيم مبدينة أبوحماد التابعة حملافظة الش�رقية‪ ،‬وقد‬ ‫توجه�ت ال�ى مدين�ة الت�ل الكبير وف�ي الطريق اس�توقفتها نقط�ة تفتيش‬ ‫بريطاني�ة قبل الت�ل الكبيرعند منطقة تعرف باحملج�ر‪ ،‬وقد اعترضت هذه‬ ‫الس�يدة على الطريقة املهينة التي يقوم به�ا اإلنكليز بتفتيش املارين بهذه‬ ‫النقطة وأبت بكل إباء وش�مم أن متتد إليه�ا يد اإلنكليز الذين أطلقوا عليها‬ ‫الن�ار فأردوها قتيلة وقد كرمتها ثورة يوليو فأطلقت اس�مها على أول قرية‬ ‫أنش�ئت مبديري�ة التحرير(قري�ة أم صاب�ر تتب�ع اآلن مركز ب�در مبحافظة‬ ‫البحيرة)‪ ،‬وكذلك على مسجد القرية وذلك عام ‪.1954‬‬ ‫نبي�ل منص�ور‪ :‬تلميذ في املدرس�ة االبتدائية من بورس�عيد ل�م يتجاوز‬ ‫س�نه احلادية عش�رة‪ ،‬هالته الفظائ�ع الت�ي ارتكبتها الق�وات البريطانية‬ ‫في بورس�عيد عندما تصدت مصفحاتها للمظاهرات الت�ي اندلعت باملدينة‬ ‫يوم ‪ 16‬تش�رين االول‪ /‬اكتوب�ر وأطلقت عليها النارحيث س�قط العديد من‬ ‫الش�هداء واجلرحى‪ ،‬فصمم على االنتقام منهم فتس�لل في جنح الليل الى‬ ‫معسكر القوات البريطانية في الغولف‪ ،‬وقام بإلقاء اخلرق املشتعلة املبللة‬ ‫بالبنزين على خيام اإلنكليز مما أدى الى اشتعال النار بالعديد منها والتي‬ ‫تصاعد منها ألس�نة النار والدخ�ان وقد أطلق عليه اإلنكلي�ز النار فأردوه‬ ‫قتيال‪.‬‬ ‫د صفوت حسني‬ ‫كاتب ومحلل سياسي‬ ‫‪dsafouthousin20020@gmail.com‬‬

‫عودوا الى حضن نظام بشار‬

‫■ ي�ا دول�ة الرئيس اردوغان نناش�دك الله ان تعيد النظر في سياس�ة تركيا‬ ‫نحو س�وريا‪ .‬نناشدك الله ان تس�مع من فخامة الرئيس عبدالله غول‪ .‬املوضوع‬ ‫لم يعد يحتمل التأجيل يا دولة الرئيس فلقد خدعوك االمريكان في مصر وخذلك‬ ‫السعوديون‪ .‬بعد انقالب السيسي املشؤوم تبني للجميع ان «الربيع العربي» لم‬ ‫يكن اال خدعة صهيوامريكية‪ .‬كذلك نناش�د فخامة الرئيس الدكتور بش�ار االسد‬ ‫أن يفتح قنوات االتصال مع تركيا حتى تعود العالقات السورية التركية ملا كانت‬ ‫عليه عام ‪.2009‬‬ ‫احمد عمر‬

‫كلهم ارهابيون‬ ‫■ جمي�ع املنظم�ات والتيارات التي تعم�ل حتت مظالت إسلامية أو جهادية‬ ‫كله�ا ارهابية واإلسلام بريء منهم‪ .‬جمي�ع الدول العربية انك�وت منها والدعم‬ ‫ال�ذي تتلقاه ش�به س�ري م�ن دول خصوص�ا الدول التي تتبع سياس�ات ش�به‬

‫«منبر القدس» مخصص ملناقشة قضايا او آراء او اخبار نشرت في «القدس العربي»‪،‬‬ ‫وكذلك للرد والتعقيب على ما يرد في هذه الصفحة والتعليق كذلك على مختلف املواضيع الفنية والثقافية والفضائيات‬ ‫للمشاركة‪ ،‬نرجو ارسال رسائلكم البريدية على عنوان اجلريدة‬

‫ورسائلكم االلكترونية الى العنوان االلكتروني‪menbar@alquds.co.uk :‬‬

‫‪Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫تعليقا على تقرير‪:‬‬ ‫مصر توجه اهتمامها‬ ‫الى «حماس» بعد سحق‬ ‫جماعة «االخوان»‬ ‫من هو العدو احلقيقي؟‬ ‫■ م�ن الواض�ح أن غطرس�ة الق�وة ق�د‬ ‫أعم�ت عي�ون وعق�ول الس�لطات املصرية‬ ‫ع�ن حتديد من ه�و الع�دو احلقيق�ي‪ .‬غزة‬ ‫بص�رف النظر عم�ن يحكمها‪ ،‬ل�م تكن ولن‬ ‫تكون عدوة ملصر وال لش�عبها‪ ،‬بل بالعكس‬ ‫كانت وس�تبقى أقرب الن�اس ملصر‪ .‬الداللة‬ ‫عل�ى ذل�ك‪ ،‬العالقات األس�رية الت�ي قامت‬ ‫بين عائلات غ�زة ومص�ر‪ .‬هن�اك الكثي�ر‬ ‫م�ن الغزيين م�ن أمه�ات مصري�ة‪ .‬حماس‬ ‫مبرجعيته�ا الديني�ة املعروف�ة‪ ،‬ل�ن تفك�ر‬ ‫ول�ن تقامر ب�أن تناصب مص�ر العداء ألنها‬ ‫س�تكون اخلاس�رة قطعا‪ .‬أعتق�د أن العدو‬ ‫احلقيق�ي للنظ�ام املص�ري‪ ،‬ه�و الوض�ع‬ ‫اإلقتصادي املت�ردي والذى يجب أن يوليه‬ ‫النظ�ام كل إهتمام�ه حتى تنه�ض مصر من‬ ‫كبوتها وتلحق باألمم املتحضرة‪.‬‬ ‫محمد يعقوب‬

‫هذا لعب بالنار‬ ‫■ اذا استمرت القيادة احلالية في مصر‬ ‫ف�ي سياس�تها املعادي�ة حل�ركات املقاوم�ة‬ ‫الفلس�طينية وعل�ى رأس�ها حم�اس‪ ،‬فانها‬ ‫بذلك تلعب بنار س�تحرق أياديه�ا الظاملة‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فان ثقتنا في الشعب املصري‬ ‫عالية جدا ولن يس�مح هذا الشعب األصيل‬ ‫لتلك القي�ادة االس�تبدادية بالوقوف جنبا‬ ‫ال�ى جنب م�ع الع�دو الصهيون�ي لتحقيق‬ ‫اهدافه‪ .‬كما ان العالم العربي بل وش�عوب‬ ‫العال�م احلر معنا في مواجهة احلصار وأية‬ ‫اعت�داءات ممكن�ة‪ .‬ام�ا بالنس�بة لش�عبنا‬ ‫ف�ي القط�اع الصام�د وكل ابناء ش�عبنا في‬ ‫كل مكان س�يتصدّ ى بكل ح�زم وقوة دفاعا‬ ‫عن وج�وده س�واء كان املعت�دي عربيا او‬ ‫صهيونيا‪.‬‬ ‫عبد ربه خطاب‬

‫حماس تزداد قوة واصرارا‬ ‫■ أعجبتن�ي عب�ارة «وق�ال املس�ؤول‬ ‫األمن�ي املص�ري ‪ -‬م�ن املؤك�د أن العال�م‬ ‫ل�ن يق�ف س�اكنا ويس�مح حلم�اس بقت�ل‬ ‫الفلس�طينيني « … يب�دو أن (العب�ط)‬ ‫واالس�تخفاف بالعقول ليس مقتصرا على‬ ‫بع�ض القنوات املوتورة ف�ي مصر بل ميتد‬ ‫ليشمل كل ما له عالقة باالنقالب الدموي‪.‬‬ ‫يتس�ابق بعض العرب لتقدمي ش�هادات‬ ‫حس�ن الس�لوك كي َ‬ ‫يرضى عنهم أسيادهم‬ ‫في(ت�ل أبيب) مبهاجمة واس�تهداف حركة‬ ‫حماس ظنا منهم انها الطرف االضعف‪.‬‬ ‫ويتناسى صعاليك االنقالب في مصر أن‬ ‫العال�م كل�ه كان وما زال يدعم (اس�رائيل)‬ ‫للقض�اء عل�ى حم�اس وتصفي�ة القضي�ة‬ ‫الفلسطينية على كافة االصعدة وتشاركهم‬ ‫فيه�ا أط�راف فلس�طينية تدع�ي الوطني�ة‬ ‫انبثق عنه�ا اكثر االنظم�ة عمالة على وجه‬ ‫االرض متمثلة بسلطة أوسلو‪.‬‬ ‫اال ي�رى االنقالب�ي االعم�ى ان ذل�ك كله‬ ‫ال يزي�د حم�اس اال ق�وة اص�رارا‪ ،‬وال يزيد‬ ‫الشعب اال حبا وتأييدا لها؟ ستبقى حماس‬ ‫رغم انوف الصهاينة عربا كانوا ام عجما‪.‬‬ ‫أحمد حسني ـ فلسطني‬

‫متطرفة أو دول غربية لها مقاصد ومصالح في إش�غال الش�عوب العربية وش�ق‬ ‫صفوفها وهذا ما يحصل اآلن‪.‬‬ ‫فيصل ماهر‬

‫اردوغان سيغير موقفه‬ ‫■ اردوغان ال يريد ان يزج نفسه في ورطة سياسية‪ .‬هو يعلم جيدا بأنه ليس‬ ‫ق�ادرا على جتاوزه�ا لذلك ليس من مصلحت�ه بأن يكون مع اإلخ�وان النه يعلم‬ ‫جي�دا بأن مس�ألة اإلخوان هي رهان خاس�ر ولن يزج نفس�ه ب�ان تصبح دولته‬ ‫النم�وذج االفغاني والعراقي لذا ليس امامه س�وى ان يقف مع الروس والصني‪.‬‬ ‫لذلك على العالم ان يعلم بان اردوغان يس�مع كالم الليل ويخالفه في النهار‪ .‬هو‬ ‫لن يقف اال مع التيار العلوي املوجود بنسبة ال بأس بها في تركيا وليطمئن جيدا‬ ‫مرك�زه على املس�توى السياس�ي ويبقي على القاع�دة االس�تراتيجية املهمة في‬ ‫بالده فليس امامه سوى ان يكون مع االسد ومن بعدهما الطوفان‪.‬‬ ‫اسماعيل ماضي ـ االردن‬

‫أو على الفاكس رقم ‪( +442087418902‬على ان ال تتجاوز الرسالة ‪ 150‬كلمة)‬ ‫وسيكون امام الرسائل القصيرة كل الفرص للنشر اما الطويلة فنعتذر عن نشرها‬

‫«اآلراء الواردة في هذه الصفحة ال تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة»‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi‬‬

‫‪17‬‬


‫‪18‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫مدارات‬

‫د‪ .‬كمال الهلباوي٭‬ ‫■ نظ�را للظ�روف الصعب�ة الت�ي مت�ر به�ا مص�ر ف�ي مرحلته�ا‬ ‫االنتقالي�ة‪ ،‬وف�ي مقدمته�ا التناف�س السياس�ي ال�ذي انقل�ب عن�د‬ ‫بعضه�م الى صراع مدمر‪ ،‬واس�تحالل للدم وامل�ال والتخريب‪ ،‬وفي‬ ‫حتملها الش�عب املصري‬ ‫ظ�ل الظ�روف االقتصادي�ة الصعب�ة الت�ي َّ‬ ‫طويال‪ ،‬بس�بب الفساد واالفساد والتخلف‪ ،‬الذي ال يليق أبدا بوطن‬ ‫مث�ل مص�ر‪ ،‬وال يلي�ق مبجتمع م�ر بحض�ارات عديدة‪ ،‬ف�ي مقدمتها‬ ‫احلض�ارة الفرعوني�ة‪ ،‬التي تظل بعض أس�رارها مس�تعصية على‬ ‫العالم الغربي حتى اليوم مث�ل التحنيط‪ ،‬وكذلك احلضارة القبطية‬ ‫واحلضارة االسلامية‪ ،‬التي نش�رت العدل واملساواة واحلرية على‬ ‫أوسع مدى‪ ،‬فلم ُتظلم أقلية ولم تتسلط فيها األكثرية‪ ،‬وقاد رجاالتها‬ ‫وفرس�انها ونساؤها ركب التقدم العلمي التقني والطبي والهندسي‬ ‫والصيدلة والفنون وغيرها‪ ،‬عندما كانت أوروبا تغط في نوم عميق‬ ‫ومتر بالعصور املظلمة‪.‬‬ ‫لقد حافظت احلضارة االسلامية التي قامت على الفهم الوسطي‬ ‫لالسلام‪ ،‬وس�لمية نظرته�ا للحي�اة ‪ -‬حافظ�ت ـ عل�ى احلضارات‬ ‫القدمي�ة ومنتجاتها‪ ،‬فلم تهدم هرما بناه الفراعنة‪ ،‬ولم تش�وة وجه‬ ‫متث�ال أو تأم�ر بتغطيته ألنه ع�ورة‪ ،‬أو ألنه يغري البش�ر بعبادته‬ ‫دون الل�ه تعال�ى‪ ،‬بع�د أن انتش�ر التوحي�د وخرج�ت الع�رب م�ن‬ ‫جاهليتها األولى‪ ،‬التي متثلت أساس�ا في عب�ادة األوثان والعدوان‬ ‫على اآلخر وتس�لط القوي عل�ى الضعيف واألنانية الش�ديدة التي‬ ‫متثلت في قول الشاعر ‪:‬‬ ‫ونشرب إن وردنا املاء صفوا * * ويشرب غيرنا كدرا وطينا‬ ‫تخر له اجلبابر ساجدينا‬ ‫رضيع * *‬ ‫الفطام لنا‬ ‫إذا بلغ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫كل هذه اآلث�ام الفظيعة كانت من معال�م اجلاهلية وال تزال‪ ،‬رغم‬ ‫الكرم احلامتي في مختلف العصور اجلاهلية وأعراف نصرة املظلوم‬ ‫احيان�ا‪ ،‬وإض�رام النيران ليلا ليهتدي بها الضال ف�ي الصحراء أو‬ ‫حماية املستغيث أو إضرامها للسرقة كذلك‪.‬‬

‫خالد الشامي٭‬ ‫■ الش�رعية ليس�ت مجرد صناديق‪ ،‬والدميقراطية ليست مجرد‬ ‫انتخاب�ات‪ ،‬وليس�ت ديكتاتوري�ة االغلبي�ة او جتاه�ل االقلية‪ .‬هذا‬ ‫الكالم الذي قلناه لالخوان عندما كانوا في احلكم‪ ،‬حان ان نس�معه‬ ‫نفس�ه من النظام اجلديد الذي يتأس�س حاليا مع اعتماد الدس�تور‬ ‫بع�د نتائ�ج االس�تفتاء الت�ي تس�تحق ق�راءة متعمق�ة ومنصف�ة‬ ‫تتجاوز حالة «اليوفوريا» الش�عبوية التي تروج لها بعض االبواق‬ ‫االعالمي�ة‪ .‬وال نبال�غ اذا قلنا ان مصر اليوم تواج�ه حلظة فارقة قد‬ ‫حت�دد مصيرها في املس�تقبل املنظور الذي يعتم�د الى حد كبير على‬ ‫اسلوب ترجمة النظام اجلديد لنتائج هذا االستفتاء‪.‬‬ ‫وهذه محاولة لتلخيص مالمح هذه اللحظة التاريخية‪:‬‬ ‫اوال‪ -‬ان حدوث انتهاكات‪ ،‬كما اشارت ‪ 68‬منظمة دولية ومحلية‬ ‫و‪ 17‬ال�ف مراق�ب لالس�تفتاء‪ ،‬متثل�ت اساس�ا ف�ي حملات توجيه‬ ‫الناخبين (وهو ما اش�رنا اليه االس�بوع املاض�ي) ال ميكن ان تكون‬ ‫مب�ررا للطع�ن في صدقي�ة نتائج االس�تفتاء‪ ،‬التي تش�ير الى رغبة‬ ‫ش�عبية جامح�ة في ع�ودة االس�تقرار‪ ،‬وهو ما يفس�ر االقب�ال غير‬ ‫املس�بوق من الش�رائح االضعف في اجملتمع‪ ،‬النس�اء وكبار الس�ن‬ ‫واملعوقين‪ ،‬حي�ث ان ه�ؤالء ه�م االكث�ر معان�اة ف�ي ظ�ل التده�ور‬ ‫االمني واالقتصادي خالل الس�نوات الثالث املاضية‪ .‬وبالعودة الى‬ ‫االس�تفتاء الش�هير في اذار‪ /‬مارس ‪ ،2011‬وهو اول اس�تفتاء نزيه‬ ‫عرفت�ه مص�ر منذ عق�ود‪ ،‬واجري بعد اس�ابيع قليلة م�ن خلع نظام‬ ‫مب�ارك‪ ،‬جند ان احدا لم يش�كك ف�ي صدقية نتائجه‪ ،‬رغم انه ش�هد‬ ‫حملات شرس�ة من كاف�ة االحزاب االسلامية والعلماني�ة لتوجيه‬ ‫الناخبين‪ ،‬اش�هرها (ق�ل نعم تدخل اجلن�ة)‪ ،‬و(قل ال الح�زاب تورا‬ ‫بورا)‪ ،‬ورغم ان اغلبية (نعم) في ذلك الدس�تور تقل بنحو عشرين‬ ‫في املئة عن االغلبية املتوقعة لنعم في هذا االستفتاء‪ .‬وبالتأكيد انه‬ ‫م�ن الصعب ان تكون «حمالت التوجيه» س�ببا للمظاهراحلماس�ية‬ ‫التلقائي�ة للتصوي�ت في الي�وم االول‪ ،‬او ظاه�رة الناخبات الالتي‬ ‫توجهن الى اللجان قبل موعد التصويت بساعتني‪ ،‬ثم حول بعضهن‬ ‫االستفتاء الى مناسبة احتفالية لم يغب عنها الرقص والزغاريد‪.‬‬

‫لم أكن وطنيا‬ ‫محمد عا ِلم٭‬ ‫ً‬ ‫وطنيا‪ ..‬ولم أدع الوطنية‬ ‫■ أعترف لكم بأنني لم أكن‬ ‫ً‬ ‫يوما ولم أخض في احلديث عنها إال في مناسبات نادرة‬ ‫رجاء‪ ..‬ال‬ ‫عل��ي ذلك‪ ،‬فتحدثت بها ول��م أدركها!‬ ‫ً‬ ‫فرضت ّ‬ ‫علي وعلى كثير من الس��وريني أمثالي‬ ‫أحكامكم‬ ‫تطلقوا‬ ‫ّ‬ ‫قبل أن تتعرفوا على أسباب ذلك‪.‬‬ ‫نحن لم نشعر بالوطنية باملعنى الكامل؛ بل كنا نشعر‬ ‫فق��ط بكيمي��اء االرتباط الق��دري بالوط��ن‪ ،‬وبجغرافيا‬ ‫االنتم��اء الثقاف��ي ل��ه وبفيزي��اء الس��قوط احل��ر على‬ ‫ً‬ ‫وطنيا ووطنه مس��لوب‬ ‫أطرافه‪ .‬فكي��ف للمرء أن يكون‬ ‫من��ه من��ذ َ‬ ‫النفس األول ف��ي احلياةن وهو مس��لوب في‬ ‫ً‬ ‫دائما باس��م الوطن؟ لم نستطع أن نكون وطنيني‬ ‫وطنه‬ ‫من خالل االبتهاج باألعياد الوطنية فقط‪ ،‬وما كنا نؤمن‬ ‫باختزال الوطنية في صورة احلماسة للدفاع عن الوطن‬ ‫عند تعرضه خلطر خارجي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كن��ا نريد أن نالم��س الوطن‪ ،‬أن نضع رؤوس��نا على‬ ‫ص��دره‪ ،‬أن يكفك��ف دمعنـــــ��ا‪ ،‬أن نتحس��س مالمحه‪،‬‬ ‫نري��د معانقته م��ن دون أن متت��د أيدينا إل��ى جيــــوبه‪،‬‬ ‫نري��ده أن يكبر فين��ا وأن نكــبر في��ه‪ ..‬ال أن نكبر بدونه‬ ‫ونح��ن مقصي��ون أو بعي��دون عن��ه‪ ،‬نري��ده أن يحتفل‬ ‫بن��ا كما نحـــتف��ل نحن به‪ ،‬لكنه��م س��ـــرقوا الـــــوطن‬ ‫وتركــــوا لنا حتية العلم‪ ..‬س��رقوا الوطن وتركوا لـــنا‬ ‫النش��يد الوطني‪ ..‬س��رقوا الوط��ن وتركوا لن��ا مــــادة‬ ‫الـــتربــــي��ة الوطني��ة في امل��دارس‪ ..‬س��رقــــوا الوطن‬ ‫وترك��وا لن��ا األغان��ي الوطنــــي��ة‪ ..‬س��رقوا الوطــــ��ن‬ ‫ً‬ ‫أقــــالما لنكتب عنه‪ ..‬سرقوا الوطن وتركوا‬ ‫وتركوا لنا‬ ‫لنا الشعارات!‬ ‫قي��دوا الوطن ضم��ن دائ��رة مصاحلهم أن‬ ‫كي��ف ملن ّ‬ ‫يجعلونا نعتدّ به وهم مينعونه عنا ومينعون عنه العقول‬ ‫ويعانقون له الذيول؟‬ ‫كي��ف لنا أن نفاخ��ر بالوطن وه��م لم يترك��وا لنا ما‬ ‫نفاخر به س��وى ما حتققه األقدام في املالعب واحلبال‬ ‫الصوتية على املنصات الفنية؟ كيف عس��اني أن أفتخر‬ ‫بجنس��يتي وس��فارات ب�لادي ال تبتس��م ل��ي إال أي��ام‬ ‫االس��تفتاءات الرئاس��ية؟ كي��ف للوط��ن أن يكب��ر وهم‬ ‫يكبرون على حس��ابه كل يوم؟ كيف لوطنيتنا أن تخرج‬ ‫من تراب الوطن والوطن تقتات عليه قوارض بش��رية لم‬ ‫تترك لنا منه سوى اسمه؟‬ ‫ً‬ ‫ش��وقا‬ ‫عندم��ا ن��رى الوط��ن م��ن الداخل جت��د فينا‬ ‫يتأج��ج لإلحس��اس بالوطني��ة‪ ،‬وعندما نك��ون خارجه‬ ‫بغصة كلم��ا رأينا أبناء‬ ‫فإننا نستش��عر معن��ى الوطنية ّ‬ ‫ه��ذا البل��د أو ذاك وأوطانه��م حتتضنه��م بق��وة وه��م‬ ‫ً‬ ‫متام��ا كما تستش��عر امل��رأة احملرومة من‬ ‫يحتضنوه��ا‪،‬‬ ‫النس��ل معنى األمومة وهي تراق��ب األطفال بحرقة في‬ ‫أحضان أمهاتهم‪.‬‬ ‫أري��د أن ّ‬ ‫حس ومس��ؤولية وطنية كباقي‬ ‫لدي‬ ‫ون‬ ‫يتك‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً‬ ‫البش��ر‪ ..‬أريد أن أك��ون وطنيا‪ ..‬امنحوني هذا الش��عور‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫أريد أن أسترد وطني‪.‬‬ ‫٭ أكادميي وكاتب سوري‬

‫نعم أكبر مما توقعت واملشاركة أقل مما متنيت‬ ‫وض�ع النب�ي املصطف�ى (صل�ى الل�ه علي�ه وس�لم)‪ ،‬كل معال�م‬ ‫اجلاهلي�ة حت�ت قدميه في حجة ال�وداع‪ ،‬واكتمل الدي�ن متاما وفق‬ ‫�ت َل ُك ْم ِد َ‬ ‫م�ا جاء في القرآن الك�رمي ْ‬ ‫«اليَ ْو َم َأكْ مَ ْل ُ‬ ‫ين ُك ْ�م َو َأتْ مَ ْم ُت َع َل ْي ُك ْم‬ ‫لام ِد ً‬ ‫نِ ْعمَ تِ ي َو َر ِض ُ‬ ‫ينا» وسيظل املصطفى (عليه الصالة‬ ‫اإلس َ‬ ‫يت َل ُك ُم ْ‬ ‫والسلام) األس�وة احلس�نة والق�دوة العظيم�ة‪ ،‬أم�ام الدني�ا كلها‬ ‫وليس أمام املس�لمني وحدهم‪ .‬هذا القرآن الكرمي يؤكد للبشرية هذا‬ ‫الل ِه ُأ ْس َو ٌة َح َس َن ٌة ِّلمَ ن َك َان يَ ْر ُجو َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫اللهَ‬ ‫املعنى َ«ل َق ْد َك َان َل ُك ْم فِ ي َر ُس ِ‬ ‫اللهَ َكثِ ً‬ ‫اآلخ َر َو َذ َك َر َّ‬ ‫َو ْاليَ ْو َم ِ‬ ‫يرا»‪.‬‬ ‫كان�ت وس�تظل ه�ذه األس�وة احلس�نة ليهت�دي بها الن�اس في‬ ‫عبادتهم وأخالقهم وسلوكهم وتعامالتهم ونظرتهم الى اآلخر‪ ،‬التي‬ ‫َّ‬ ‫خلصه�ا النبي محم�د صلى الله عليه وس�لم ف�ي قوله « ِ‏إ َّنمَ �ا بُ ِع ْث ُت‬ ‫ُأل َتم َِّ�م َم َك ِار َم َ‬ ‫الق»‪ .‬وقال عن�د هجرته في حق مكة ومعظم أهلها‬ ‫األ ْخ ِ‬ ‫ً‬ ‫الي‪ ،‬ول�وال أن أهلك‬ ‫كان�وا‬ ‫كف�ارا آن�ذاك «والله إنك ألحب بلاد الله َّ‬ ‫أخرجوني ما خرجت»‪ .‬كان املصطفى عليه الصالة والسلام أس�وة‬ ‫حس�نة في حب الوطن‪ ،‬وفي كل شيء ميكن أن يخطر على البال من‬ ‫احملاسن‪ ،‬وجاء من بعده‪ ،‬أمير الشعراء ليقول‪:‬‬ ‫إمنا األمم األخالق ما بقيت ** فإن هموا ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫وال�ذي ن�راه الي�وم م�ن التخري�ب والدم�ار والعن�ف املصاحب‬ ‫ألنشطة بعض االسالميني‪ ،‬يخالف ما قاله األسوة احلسنة‪ ،‬ويخالف‬ ‫ما قال�ه االصالحيون واملصلحون‪ ،‬ومنه�م الوطنيون والعروبيون‬ ‫واالسالميون‪ ،‬ويخالف كل ما يدعو الى التقدم واخلروج من املأزق‪،‬‬ ‫بل إنه يضيف الى املأزق مآزق جديدة‪.‬‬ ‫م�رت مصر من عنق الزجاجة في املرحلة االنتقالية بنجاح وثيقة‬ ‫الدس�تور التي ش�رفت بالعمل في جلنة اخلمسين التي أعدته‪ .‬جاء‬ ‫التصوي�ت بـ»نع�م» أكثر مم�ا توقعت‪ ،‬حيث كن�ت أتوقع أن حتصل‬ ‫«نع�م» عل�ى ‪ 70‬أو ‪ ،٪75‬ولك�ن ه�ذا التصوي�ت ال�ذي ف�اق معظم‬

‫التوقع�ات‪ ،‬وه�ذا اليوم املش�هود َّأكد لن�ا َّ‬ ‫وأكد للدنيا الت�ي تريد أن‬ ‫تفه�م وتس�توعب أن الش�عب املص�ري ش�عب عظي�م يح�ب وطنه‪،‬‬ ‫ويف�رض إرادته‪ ،‬خاصة ف�ي األوقات احلرجة الت�ي ميكن أن تؤدي‬ ‫الى كوارث على الوطن أو تفتيت أو تقسيم أو تهديد لسالمته‪.‬‬ ‫يكف�ي إلب�راز ه�ذه احلقيق�ة أن نرى ف�ي يومي االس�تفتاء رجال‬ ‫مس�نا وامرأة مقع�دة «أي أنهما م�ن املعذوري�ن» بظروفهم الصحية‬ ‫ش�رعا وعرفا وذلك في ضوء «ال يكلف الله نفس�ا إال وس�عها» رأينا‬ ‫الرجل يخرج الى االس�تفتاء وه�و يحمل أنبوبة األوكس�جني معه‪.‬‬ ‫هذا املنظر أبكاني وأنا أرى بعض املعارضني باس�م السياس�ة‪ ،‬وهم‬ ‫يحاولون إفس�اد ه�ذا الفرح العظي�م‪ .‬ونرى أيضا بعض الكس�الى‬ ‫الذين يجلس�ون على املقاهي‪ ،‬يستمتعون بشرب الشيشة أو شرب‬ ‫الش�اي والقه�وة‪ ،‬وال يحـــــركه�م ه�ذا الــــي�وم املش�هود وهذا‬ ‫االس�تفتاء عل�ى املس�تقبل‪ ،‬ومنظ�ر الرج�ل أو املرأة وهم�ا يحمالن‬ ‫أنبوبة األوكسجني‪.‬‬ ‫كانت نس�بة املش�اركة في االس�تفتاء أفع�ل مما توقع�ت في قول‬ ‫«نع�م»‪ ،‬وأقل مما متنيت في اخلروج الى االس�تفتاء‪ ،‬رغم أن نس�بة‬ ‫املش�اركة كما أتوقع عند كتابة هذا املقال فاقت كل اخلروج الس�ابق‪،‬‬ ‫س�واء ي�وم ‪ 30‬اذار‪/‬م�ارس ‪ ،2011‬أو االنتخاب�ات البرملاني�ة‪ ،‬أو‬ ‫الرئاسية في سنتي ‪. 2012 ،2011‬‬ ‫كان خ�روج النس�اء والفتي�ات أكبر مم�ا توقع اجلميع‪ .‬ش�اركت‬ ‫املرأة بعد أن أنصفها الدستور في املادة (‪ ،)11‬وأكمل لها املساواة مع‬ ‫الرجل في امليادين واحلقوق االقتصادية والسياس�ية واالجتماعية‬ ‫والثقافي�ة‪ ،‬م�ن دون االخالل مببادئ الش�ريعة واحللال واحلرام‪،‬‬ ‫فليس هناك في الدين ما يقف في وجه هذه املس�اواة على االطالق‪.‬‬ ‫خ�رج العام�ل والفلاح‪ ،‬رغ�م إلغ�اء كوت�ة التمثي�ل البرملان�ي ف�ي‬ ‫الدس�تور‪ ،‬أي نس�بة الـ‪ ٪50‬التي اس�تمرت لعدة عق�ود‪ ،‬وبعد أن‬

‫شرعية االستفتاء واختبار السيسي واإلخوان‬ ‫ثانيا ـ تبدو نسبة التأييد الواسعة للدستور متسقة مع حقيقة ان‬ ‫الذين قرروا حتمل مشقة التصويت‪ ،‬هم في الغالب من يدركون اصال‬ ‫ان مجرد املشاركة فيه متثل دعما خلارطة الطريق‪ ،‬وتأكيدا لشرعية‬ ‫النظام السياسي الذي انتجته‪ .‬اما نسبة املشاركة التي حتوم حول‬ ‫اخلمسين في املئة (كما تبدو حت�ى كتابة هذا املقال) فتبدو متس�قة‬ ‫ايض�ا مع واقع (اخلريط�ة االنتخابية) التي ال يكلف البعض نفس�ه‬ ‫عناء دراس�تها قبل ان (يفتي) في ما ال يعلم‪ ،‬حيث اننا امام دس�تور‬ ‫اجتمعت قوى سياس�ية وديني�ة ومجتمعية على الس�عي الجناحه‬ ‫باس�تنفار قواعدها‪ ،‬بدءا من الس�لفيني واالقباط والنس�اء وصوال‬ ‫ال�ى اليس�اريني والليبراليين وغيره�م‪ ،‬ناهيك عن النظ�ام احلاكم‬ ‫نفس�ه‪ .‬وهي لم تكتف بالدعوة للمش�اركة بل نشر بعضها اعالنات‬ ‫جتاري�ة للتروي�ج لنعم‪ ،‬ب�ل ووفر وس�ائل نقل جماع�ي للناخبني‪.‬‬ ‫كما ان نس�بة املش�اركة في اس�تفتاء مارس ‪ 2011‬لم ت�زد عن واحد‬ ‫واربعين باملئ�ة‪ ،‬رغم عدم وج�ود اي دعوات للمقاطع�ة او اتهامات‬ ‫بالتزوير‪ .‬وتبدو هذه النسبة طبيعية مقارنة مع نسب املشاركة في‬ ‫االس�تفتاءات في اغلب بالد العالم‪ .‬وهي ترجع في مصر خاصة الى‬ ‫املشاكل التقنية واللوجستية التي مازالت تعوق العملية االنتخابية‬ ‫حت�ى اليوم‪ ،‬وابرزها عدم تنقية جداول الناخبني من اس�ماء املوتى‬ ‫واملهاجرين‪ ،‬وصعوبة العثورعلى اللجان االنتخابية والوقوف في‬ ‫الطوابير الطويلة بالنس�بة للكثيرين (خاصة مع عدم وجود اجازة‬ ‫رس�مية في يومي التصويت)‪ ،‬وغياب وس�يلة آمن�ة للتصويت عبر‬ ‫البري�د او االنترن�ت‪ .‬ثالثا‪ -‬ال يلغي كل ما س�بق حقيق�ة وجود اثر‬ ‫لق�رار املقاطعة الذي اتخذته جماعة االخ�وان وبعض حلفائها‪ ،‬الى‬ ‫جانب ش�ريحة ش�اركت في مظاه�رات ‪ 30‬حزيران‪/‬يونيو(اش�رنا‬ ‫اليه�ا ف�ي املق�ال الس�ابق) اغلبها م�ن الش�باب احملبطين والقلقني‬ ‫الس�باب عدي�دة‪ ،‬تب�دأ من فش�ل النظ�ام في تق�دمي رؤي�ة واضحة‬ ‫خالل الش�هور املاضية عل�ى جبهتي التنمي�ة االقتصادية والتحول‬ ‫الدميقراطي‪ ،‬واكتفائه باخليار االمني في مواجهة تعقيدات املش�هد‬ ‫السياس�ي‪ ،‬م�ا جعلهم يتحفظون عن مش�اركة ق�د يعتبرها البعض‬

‫د‪ .‬فاضل البدراني٭‬

‫«ش�يكا على بياض» للنظام اجلديد‪ .‬وهنا يتعني على النــــظام ان‬ ‫يعي�د النظر في حس�اباته‪ ،‬بأن يدرس الوس�ــــائل الكفيلة باقناع‬ ‫ه�ؤالء جميعا ومن دون اس�تــــثناء (طاملا ل�م يتورطوا في اعمال‬ ‫عنف) بدخول العملية السياس�ية كمعارض�ة وطنية دميقراطية هو‬ ‫ف�ي امس احلاج�ة اليها االن‪ ،‬رغ�م ضجيج االب�واق االعالمية الذي‬ ‫يزين له اسكات معارضيه او استئصالهم او اغتيالهم معنويا‪ ،‬وكأن‬ ‫هذا سيجعلهم يختفون من الوجود‪.‬‬ ‫فهل س�ينجح النظام اجلديد في هذا االختبار؟ أم س�يعيد اخطاء‬ ‫من س�بقوه باعتبار ان الش�رعية املتمثلة في (صناديق االستفتاء)‬ ‫تغني�ه ع�ن الوص�ول ال�ى حال�ة م�ن «التواف�ق اجملتمع�ي» هي في‬ ‫حقيقتها جوهر الدميقراطية ومغزاها‪.‬‬ ‫رابع�ا ـ م�ن اخلط�أ ان يجير النظ�ام احلال�ي (ش�عبية نعم) في‬ ‫االس�تفتاء الى ش�عبية ش�خص واحد‪ ،‬هو الفري�ق اول عبد الفتاح‬ ‫السيس�ي‪ ،‬رغ�م ان الكثيرين كان�وا يرفعون صورته ام�ام اللجان‪،‬‬ ‫حيث ان هذه القراءة تتجاهل ابعادا نفسية وتاريخية‪ ،‬وليس فقط‬ ‫سياس�ية‪ ،‬لعبت دورا حاس�ما ف�ي التصويت‪ .‬فاملصري�ون توجهوا‬ ‫ال�ى صناديق االقت�راع هذه املرة حتت وطأة تهدي�دات وتفجيرات‪،‬‬ ‫بل وفتاوى حرمت االس�تفتاء‪ ،‬ما جعلهم يصوتون لعودة الش�عور‬ ‫باالم�ن‪ ،‬ال�ذي طامل�ا كان ج�زءا اصيلا ومس�تقرا م�ن «الوج�دان‬ ‫اجملتمع�ي املص�ري» حتى ف�ي احل�ك االوق�ات‪ ،‬كما انهم يش�عرون‬ ‫باحلنين ال�ى الدول�ة التي هي ج�زء من هويته�م‪ ،‬واثقني م�ن انهم‬ ‫ق�ادرون عل�ى التعامل مع مس�اوئها (وم�ا اكثره�ا)‪ ،‬وان الزمن لن‬ ‫يع�ود الى ال�وراء‪ ،‬حتى مع عودة وجوه وسياس�ات قميئة من عهد‬ ‫مبارك الى احلياة مؤخرا‪.‬‬ ‫خامس�ا ـ اما وق�د اصبح ترش�ح الفريق السيس�ي متوقعا خالل‬ ‫ايام او اس�ابيع قليلة‪ ،‬فقد حان الوقت لينضبط اخلطاب السياسي‬ ‫واالعالم�ي بش�أن هذا املوض�وع‪ ،‬خاصة في ظل وج�ود انفالت من‬ ‫ابواق عديدة يدعو بعضها الى «تنصيبه» من دون انتخابات‪ ،‬بينما‬ ‫تعتبره جبهة فلولية مكونة من وجوه اغلبها يذكر الش�عب املصري‬

‫كان ال يستفيد منها العامل او الفالح احلقيقي أو األصيل على الوجه‬ ‫الصحي�ح في العق�ود الثالثة األخي�رة‪ ،‬خرجوا وقد أدرك�وا أن هذا‬ ‫الدس�تور قد أبدلهم خيرا بأكثر من عش�ر مواد تصب في مصلحتهم‪،‬‬ ‫وكل منها فيها مزايا عديدة للعمال والفالحني‪ ،‬على مستوى الوحدة‬ ‫الريفي�ة واالجتماعية‪ ،‬وعلى املس�توى األفقي والرأس�ي والزراعي‬ ‫واالقتص�ادي والتنم�وي وحت�ى تس�ويق احملاصي�ل‪ ،‬وتخصيص‬ ‫نس�ب لهم من األراضى املس�تصلحة م�ع هامش من الرب�ح عند بيع‬ ‫َّ‬ ‫املس�نون واملهمش�ون لالس�تفتاء‪ ،‬وه�م يدركون‬ ‫احملاصي�ل‪ .‬خرج‬ ‫أن ه�ذا الدس�تور قد أنصفهم‪ ،‬ووض�ع لهم وأمامهم األس�اس املتني‪،‬‬ ‫لالهتمام بهم صحيا وتأمينيا وتكافليا وتضامنا اجتماعيا‪.‬‬ ‫م�اذا يتبقى بعد هذا م�ن خارطة الطريق التي ُ‬ ‫وضعت اس�تجابة‬ ‫لث�ورة ‪ 30‬يوني�و العظيم�ة؟ يبق�ى الكثير حتى نس�ير ال�ى األمام‪،‬‬ ‫وينطلق الوطن كل في ميدان�ه‪ ،‬بعد املرور من عنق الزجاجة‪ ،‬ولكن‬ ‫من بني أهم ما يتبقى يأتى في املقدمة‪ ،‬إكمال االس�تعداد لالنتخابات‬ ‫الرئاس�ية والبرملانية أيهما يأتى أوال‪ ،‬وقد فتح الدستور الباب أمام‬ ‫املش�رع أن يق�ر أيهم�ا أوال‪ ،‬امل�ادة (‪ )230‬من الدس�تور‪ .‬وفي الغالب‬ ‫تأتي االنتخابات الرئاسية أوال‪.‬‬ ‫ومن االستعداد لهذا العبء الكبير والواجب أوال ومن االستحقاق‬ ‫الدس�توري يأت�ي إص�دار التش�ريعات والقوانين الضروري�ة‬ ‫لتنظيم العمل بالدس�تور‪ .‬هناك اكثر من خمسين مادة أش�ارت الى‬ ‫مس�ؤوليات واس�تحقاقات من الضروري أن ينظمه�ا أو يحددها أو‬ ‫يبينه�ا القانون‪ ،‬قد ينتظر بعضها حت�ى تتحقق في مجلس النواب‪،‬‬ ‫ولكن بعضها م�ن الضروري أن يتم قبل االس�تحقاقات االنتخابية‪،‬‬ ‫سواء كانت الرئاسية أو البرملانية أوال‪.‬‬ ‫يبق�ى التطبي�ق والتنفي�ذ الداع�م مل�واد الدس�تور واملفس�ر لها‪،‬‬ ‫واحملق�ق ل�روح هذا الدس�تور‪ ،‬وه�ذه قضية كبيرة حتت�اج وحدها‬ ‫ال�ى عدة مقاالت‪ ،‬ألنها هي األهم ف�ي املرحلة القادمة‪ ،‬وحتى ال تبقى‬ ‫ً‬ ‫حبرا على ورق أو حتفظ في األدراج‪ ،‬كما حدث س�ابقا عدة‬ ‫الوثيقة‬ ‫مرات‪ ،‬وال تظل نورا محصورا غير قابل لالنتشار‪.‬‬ ‫٭ كاتب مصري‬ ‫بعهد مبارك‪ ،‬مرش�حا لها‪ .‬ولعل السيس�ي نفس�ه بدأ يشعر باخلطر‬ ‫الذي ميثله هؤالء عليه‪ ،‬وهو ما بدا واضحا عندما ش�دد في خطابه‬ ‫االخي�ر على ان «ما حدث في ‪ 25‬يناير ثورة ش�عبية مجيدة»‪ ،‬اال ان‬ ‫هذا ال يبدو كافيا للجم ه�ؤالء ومنعهم من حمالت االغتيال املعنوي‬ ‫ض�د من ش�ارك او دع�م تلك الث�ورة‪ ،‬ناهي�ك عن االض�رار بصورة‬ ‫السيسي نفسه‪.‬‬ ‫وااله�م ان يراج�ع الفري�ق السيس�ي م�ا قال�ه م�ن ان�ه يريد ان‬ ‫يترش�ح بـ»تفويض من اجليش»‪ ،‬حيث ان املؤسس�ة العس�كرية ال‬ ‫ميك�ن ان تقول انها س�تبقى بعيدة عن العمل السياس�ي‪ ،‬في الوقت‬ ‫ال�ذي تف�وض في�ه قائدها خل�وض االنتخاب�ات‪ ،‬بل ان السيس�ي‪،‬‬ ‫ورغم ش�عبيته الواسعة ال يستطيع ان يقول انه يدخل االنتخابات‬ ‫مفوض�ا م�ن الش�عب‪ .‬فاالص�ل ان يدخل املرش�ح االنتخاب�ات طلبا‬ ‫لتأييد الش�عب لبرنامجه وليس العكس‪ .‬وليكن واضحا من البداية‬ ‫ان كان يترش�ح باسم الثورة واهدافها كاي مرشح مدني اخر يلتزم‬ ‫بالدس�تور حت�ت اي ظرف‪ ،‬أم باس�م الث�ورة املض�ادة التي حتاول‬ ‫جتيير ‪ 30‬يونيو ملصلحة ما قبل ‪ 25‬يناير‪.‬‬ ‫سادس�ا ‪ -‬ان جـــــماع�ة االخوان بدوره�ا اصبـــحت تواجه‬ ‫اس�ئلة ال تق�ل صعوبة ومنه�ا‪ ،‬هل تبع�ث املظاهرات واالش�تباكات‬ ‫احلالي�ة وم�ا تخلف�ه م�ن دم�اء (مهمــــ�ا كان انتم�اء صاحبه�ا)‬ ‫بالرس�الة الصحيح�ة ع�ن رؤي�ة اجلماع�ة وبرنامجه�ا او تخ�دم‬ ‫صورتها في هذا املفترق احلاس�م؟ وهل ستنجح هذه االستراتيجية‬ ‫املرهقة في اسقاط الشرطة والنظام؟‬ ‫وهل ميك�ن ان تواصل اجلماعة احلديث عن الش�رعية كمبرر لها‬ ‫بعد الش�رعية التي أس�س لها االس�تفتاء‪ ،‬ومن املتوق�ع ان تؤكدها‬ ‫ش�رعية انتخابات رئاس�ية ث�م برملاني�ة؟ أم ان االجدى ه�و اتخاذ‬ ‫قرار ش�جاع مبواجهة هذا النظ�ام دميقراطيا ومن داخله بالتحالف‬ ‫م�ع ق�وى ش�عبية وسياس�ية حقيقي�ة‪ ،‬رغ�م اخلالف�ات ح�ول ‪30‬‬ ‫يوني�و‪ ،‬تصر على ان يكون الدس�تور اجلديد درع�ا حلماية الثورة‬ ‫ومكتسباتها وليس سيفا للقضاء عليها؟‬ ‫ف�ي الليل�ة الظلما يفتق�د البدر‪ ،‬وفي حلظ�ات فارقة كه�ذه يفتقد‬ ‫الزعماء‪ ،‬وتتحدد املصائر‪ ،‬ويصنع التاريخ في مصر‪.‬‬ ‫٭ كاتب مصري من أسرة «القدس العربي»‬

‫أزمة األنبار‪ ...‬من الطرف الرابح؟‬

‫■ قضية االنبار التي تش�كل منعطفا جديدا لواقع العراق الراهن‬ ‫تع�د واح�دة م�ن احملط�ات التي س�تفرز مفاج�آت جدي�دة ال تصب‬ ‫ف�ي مصلحة العراقيين‪ ،‬فان لم تكن االط�راف السياس�ية العراقية‬ ‫خطط�ت لها او تعث�رت في ايصال االمور الى ما ه�ي عليه‪ ،‬فانها من‬ ‫املؤك�د نتاج املش�روع الغربي الذي خطط الدخ�ال البالد في منزلق‬ ‫خطي�ر ال حتم�د عقب�اه‪ ،‬وهو الط�رف الوحي�د الذي ي�درك الى أين‬ ‫يتجه املستقبل اجملهول‪.‬‬ ‫ومعلوم ان بداية االزم�ة تظاهرات واعتصامات بدأت في كانون‬ ‫األول‪/‬ديس�مبر ‪ 2012‬اس�تمرت ألكـــثر من س�ـــنة‪ ،‬ش�هدتها ست‬ ‫مدن رئيس�ة‪ ،‬ابرزها االنـــــبار‪ ،‬وس�اد تلك الفـــت�رة الطـــويلة‬ ‫حال�ة مد وج�زر ومناكفات واتهام�ات طائفــــية‪ ،‬االم�ر الذي خيل‬ ‫ل�كل مراق�ب ومتابع ان بوصلة االمور تس�ير نح�و مواجهة وصدام‬ ‫مس�لح يرسم مسار دمـــاء العراقييـــن‪ ،‬أيا كان من املتظـــاهرين‬ ‫او العس�ــكريني م�ن اجليــــش واألجهـــ�زة األمنــــية اخلاصة‬ ‫الضارب�ة‪ ،‬وكان املعــــ�ول عل�ى احلكوم�ة ان تتحل�ى باحلكم�ة‬ ‫واملسؤولية الالزمة لتفكــــيك عقــــد االزمة التي تنبــــعث منها‬ ‫رائحة ليس�ت طيــــبة وتنذر بتش�رذم عراقي اقـــل ما يتلفــــظ‬ ‫ب�ه املتصارع�ون ه�و الطائفي�ة واحلزبــــي�ة واالره�اب والدع�م‬ ‫اخلارجي‪ ،‬وان غياب احلكـــــمة لدى احلكومة سيؤدي الى ضعف‬ ‫هيبة الدولة‪ ،‬وهذا ما ال يقبله أي طرف‪ ،‬إن كان فردا او جماعة‪.‬‬ ‫على اية حال وصول األزمة الى خط التماس في املعركة الفاصلة‬ ‫كان عندم�ا اقدمت احلكومة على اقتحام منزل عضو مجلس النواب‬ ‫وش�يخ عش�يرة كبرى من قبائل الدليم‪ ،‬هو الدكتور احمد العلواني‬ ‫واغتي�ال ش�قيقه واصاب�ة ع�دد م�ن أف�راد عائلت�ه ف�ي منظ�ر غير‬ ‫مقب�ول‪ ،‬اعتب�ر ف�ي نظر البع�ض تصرفا مهين�ا ملكون عراق�ي كبير‪،‬‬

‫د‪ .‬ناصر عبدالرحمن الفرا٭‬ ‫ً‬ ‫حاليا‬ ‫■ يصعب معرفة نس�بة العرب واملس�لمني الذين يعيشون‬ ‫ضم�ن إطار اجملتمعات الغربية ألس�باب عدة‪ ،‬منها التدفق املس�تمر‬ ‫للنازحين نحو ه�ذه اجملتمع�ات‪ ،‬عدم وج�ود احصاء مؤك�د‪ ،‬بقاء‬ ‫نس�بة هائلة من املهاجرين على هامش احلياة العامة ولعدم وجود‬ ‫تسجيل قنصلي شامل أو ما شابه ذلك في مؤسسات أخرى‪ .‬بالتالي‬ ‫عدد املس�جلني مبراكز االحصاء الرس�مية ال ميثلون سوى جزء من‬ ‫اجمال�ي األجان�ب املقيمني بني أكناف ال�دول األوروبية‪ .‬عدم وجود‬ ‫مث�ل هذا االحصاء ال يعني أن ال�دول الغربية جتهل ظاهرة الوجود‬ ‫العرب�ي ‪ -‬اإلسلامي داخ�ل محيطه�ا‪ .‬بالعك�س‪ ،‬ه�ي عل�ى دراية‬ ‫تام�ة مبختلف جوانب ه�ذا الوجود‪ ،‬بل ان هنالك مؤسس�ات تقوم‬ ‫بش�كل دائ�م على دراس�ة وحتلي�ل واقع ه�ذه اجلالي�ات‪ ،‬من حيث‬ ‫الكمية والنوعية‪ .‬نتائج هذه الدراس�ات تنش�ر في مختلف وسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬ما يوحي بأن هنالك اهتماما وتتبعا رسميني مستمرين لهذا‬ ‫الوجود‪.‬‬ ‫م�ا ال يُ خفى على أحد ه�و أن الوجود العربي‪ -‬اإلسلامي أصبح‬ ‫جزءا من مالمح احلضارة الغربية في دول مثل‪ ،‬فرنس�ا‪ ،‬بريطانيا‪،‬‬ ‫املانيا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬النرويج‪ ،‬الدمنارك وهولندا‪ ،‬التي‬ ‫ً‬ ‫حاليا النواة الصلبة للغرب‪ .‬املواطن ذو األصول العربية ‪-‬‬ ‫تش�كل‬ ‫اإلسلامية أصبح يش�كل س�مة واضحة داخل النس�يج االجتماعي‬ ‫واالقتص�ادي الغرب�ي‪ .‬كل املؤش�رات توح�ي ب�أن ه�ذا الوج�ود‪،‬‬ ‫القانون�ي وغي�ر القانون�ي‪ ،‬س�وف يس�تمر ف�ي التزايد وس�يكون‬ ‫موازيا لظاهرة ما يسمى بنشأة جيل املواطن األوروبي ذي األصول‬ ‫ً‬ ‫متاما وحتولها‬ ‫العربية ‪-‬اإلسالمية‪ .‬حال مت استتباب هذه الظاهرة‬ ‫لظاهرة طبيعية لن يبقى امام دول الغرب سوى إعادة صياغة كثير‬ ‫من املفاهيم والقوانني الوطنية‪ ،‬لتتناس�ب قدر املستطاع مع الوضع‬ ‫اجلدي�د‪ .‬في كل األحوال‪ ،‬على دول الغرب التعامل مع هذه الظاهرة‬ ‫بشكل إيجابي وعدم النظر اليها كونها أزمة او تهديدا أو حتديا‪ ،‬كما‬ ‫يلم�ح البعض بني احلني واآلخر‪ ،‬خاص�ة أن من ترعرع بني أحضانة‬ ‫م�ن جي�ل ذي أصول عربية ‪ -‬إسلامية يش�عر بانتماء ت�ام للوطن‬

‫م�ا اس�تفز املش�اعر العش�ائرية والدينية الت�ي كانت موج�ودة في‬ ‫س�احة اعتصام االنبار‪ ،‬وارتفعت لغة التهديد واالتهام بني الطرفني‬ ‫األنباري واحلكومي‪ ،‬وكأننا بتنا أمام خالف ما بني دولتني‪ ،‬ووسط‬ ‫هذه األجواء احملتدمة غابت أصوات العقالء من السياسيني ورجال‬ ‫الدي�ن م�ن االط�راف املع�ول عليه�ا القي�ام مبب�ادرة حتق�ن الدماء‬ ‫وتخف�ف االحتق�ان احلاص�ل‪ ،‬فيم�ا لعب طاق�م املقربني م�ن رئيس‬ ‫احلكومة دورا س�لبيا باجتاه التصعي�د‪ ،‬بدال من االلتفات الى حجم‬ ‫مسؤولية احلكومة‪.‬‬ ‫واذكر من ذلك بالتحديد الطاقم العس�كري واألمني‪ ،‬وحتى قائد‬ ‫ش�رطة االنبار املقال وبعضا م�ن البرملانيني املقربين‪ ،‬كل هذا الدفع‬ ‫احملت�دم ت�وج بجهود عس�كرية باقتحام س�احة اعتص�ام الرمادي‬ ‫ورف�ع اخلي�م التي حتم�ل الفتات بأس�ماء عش�ائر الدلي�م املعروفة‬ ‫بتزمته�ا حيال مس�ألة كرامتها وهيبتها‪ ،‬فاش�تعلت الني�ران عندما‬ ‫هلل�ت أصوات املدافع ما بني الطرفني‪ ،‬وس�ط عويل وصياح االطفال‬ ‫وني�اح العراقي�ات‪ ،‬وارتف�ع ص�وت بع�ض الفضائيات وه�ي ترفع‬ ‫القصائ�د التي تزي�د من همم رجال العش�ائر «طكن جيلات البرنو‬ ‫واله�اون طك» فيما قابلتها فضائيات أخرى متجد انتصارات كبيرة‬ ‫للجيش «مـــــبروك هذا النصــــر يا جيشنا الغالي» متناسني ان‬ ‫املنتصر هو خاس�ر في هــــذه احل�رب لكونها (أهلية) فرضت على‬ ‫العراقيــــين وال ندري ان كان س�بب ذلك غياب حكمة املس�ؤولني‬ ‫احلكوميين‪ ،‬أم بدفع وتخطيط خارجي‪ ،‬كم�ا ذكرنا انفا‪ ،‬لكن املتفق‬ ‫علي�ه ان ه�ذه املواجه�ات ه�ي ما بين اجلي�ش والعش�ائر التي مت‬ ‫التغاض�ي وحتوي�ل االنظار عنه�ا سياس�يا‪ ،‬نحو موض�وع مقاتلة‬ ‫تنظي�م «القاع�دة»‪ ،‬ألن أص�ل االش�كالية مظاه�رات واعتصام�ات‬ ‫للمطالبة بحقوق شعبية مضى عليها وقت طويل‪.‬‬ ‫ان األي�ام متضي واحلكمة تغيب عن عقول املس�ؤولني عن ارواح‬ ‫العراقيني‪ ،‬والصمت يخيم على مكاتــب االحزاب السياسية والكتل‬ ‫البرملاني�ة‪ ،‬وكأنن�ا أم�ام اس�تنتاج ال مناف�س ل�ه‪ ،‬ه�و ان األطراف‬

‫الصامت�ة تبغ�ي م�ن ذل�ك رغب�ة مركب�ة‪ ،‬االول�ى اضع�اف الط�رف‬ ‫احلكوم�ي واخراج�ه من حلب�ة التنافس على مس�تقبل االنتخابات‬ ‫البرملانـــــي�ة الت�ي س�ـــــتجري ف�ي ‪ 30‬نيس�ان‪/‬ابريل املقب�ل‪،‬‬ ‫والرغبة الثانية كس�ر ش�وكة الطرف الش�عبي ال�ذي يـــــعارض‬ ‫دوم�ا ويقف مطالبا بحقوقه‪ ،‬س�واء أمام األمريكيين او احلكومات‬ ‫املتعاقبة‪.‬‬ ‫والواق�ع ان ه�ذه االف�رازات وضع�ت ابن�اء األنب�ار أم�ام حت�د‬ ‫حقيق�ي‪ ،‬وأم�ام مس�تقبل مظلم بع�د غياب س�لطة الدول�ة وضعف‬ ‫هيبته�ا‪ ،‬خاصة ف�ي مدينت�ي الفلوجة والرم�ادي وضعفه�ا فــــي‬ ‫املدن االخ�رى‪ ،‬وبروز قوى جديــــــدة ذات نفوذ ال يس�تهان بها‪،‬‬ ‫ف�ي وقت ان أبناء االنبار لن يلجأوا لطلب املس�اندة من اجليش لهم‬ ‫عن�د ف�رض االمن في محافظتهم بس�بب سياس�ة كس�ر العظم التي‬ ‫حصل�ت مؤخرا جراء التعثر السياس�ي احلكوم�ي‪ ،‬واجلميع اليوم‬ ‫يق�ف أمام مبادرة جاءت متأخرة من قبل عمار احلكيم زعيم اجمللس‬ ‫االعلى االسلامي‪ ،‬بتشكيل جيش من االنبار حلماية مناطقهم ومنح‬ ‫احملافظة مبلغ اربعة مليارات دوالر تصرف على مدى أربع س�نوات‬ ‫العم�ار م�دن االنب�ار‪ ،‬بينما ي�رى األنباري�ون أنها مب�ادرة فيها قفز‬ ‫وتناس حلقوقهم التي اعتصموا من اجلها ألكثر من عام وسالت من‬ ‫جرائها دماء‪.‬‬ ‫البع�ض رحب بها واعتبرها خطوة باجتاه نهاية الصراع الدائر‬ ‫وحالة التظلم الس�ائدة‪ .‬ونختزل من بني ثنايا هذه األزمة ان أعداء‬ ‫الع�راق هم الط�رف الرابح من ذلك اخلالف‪ ،‬فاالم�ور تنذر باوضاع‬ ‫مأس�اوية على العراقيني وال احد يوقف هذه املآس�ي س�وى اقتراب‬ ‫احلكوم�ة من ش�عبها‪ ،‬وكذلك وحدة العراقيين وتالحمهم ولكن هل‬ ‫سيتحقق ذلك؟‬ ‫٭ كاتب عراقي‬ ‫‪faidel.albadrani@gmail.com‬‬

‫شرخ الرجعية ينتصر‪...‬‬

‫ما هو موقف املثقف العربي‬ ‫من الثورات العربية؟‬ ‫عبده خال٭‬ ‫هو س�ؤال ممتد ويبدو سخيفا في ظل التعقيدات احلادثة في‬ ‫كل دول الربيع العرب�ي‪ ،‬فمنتج تلك الثورات كان مخيبا لآلمال‪،‬‬ ‫ه�ذه اخليب�ة ظهرت في محارب�ة املثقف‪ ،‬كما يبدو ل�ي‪ ،‬ووقوفه‬ ‫ض�د خطوات الس�ير الى اخلل�ف التي جاءت مع تل�ك الثورات‪،‬‬ ‫ف�إن كان املثق�ف قد حترق ش�وقا حلدوث ث�ورة هن�ا او هناك ـ‬ ‫س�ابقا‪ -‬فإن ش�وقه هذا خمدت جذوته كثيرا الستش�عاره بأن‬ ‫واقع الثورات مثل اجتثاثا ملنجزاته التنويرية البسيطة‪ ،‬وحمل‬ ‫ش�ارة وأد لكل أحالمه الكبيرة‪ ،‬ولم ي�رض بقبول مقولة ان لكل‬ ‫ثورة تعقيداتها وأنها بحاجة لفترة زمنية لكي تصفو‪.‬‬ ‫ان مث�ل هذه التعليالت ميكن قبولها لو أن بذرة تلك الثورات‬ ‫حملت بشارة السير للغد‪ ،‬في حني أن كل بشائرها كانت التلويح‬ ‫بالعودة للماضي‪ ،‬فالثورات االوروبية التي احتاجت لزمن لكي‬ ‫تصفو حملت ش�عار الس�ير للغد مبك�را‪ ،‬بينما ثوراتن�ا العربية‬ ‫كان�ت تراهن على جذب مجتمعاته�ا إلعادتهم إلى الرفوف وإلى‬ ‫مواق�ع الكتب الصفراء‪ ،‬ورفض كل املنجزات اجملتمعية بوصمها‬ ‫منتجا ال يستقيم مع تعاليم الدين‪ ،‬أكان ذلك تصريحا أو تلميحا‪،‬‬ ‫وهي املكتس�بات التي ناضل�ت من أجلها الش�عوب العربية منذ‬ ‫حروب االستقالل وصوال إلى زمن الربيع العربي‪.‬‬ ‫وبالنس�بة لي‪ ،‬هذا لو س�محت لنفس�ي باالنتماء إلى طابور‬ ‫املثقفني‪ ،‬لم أكن أظن أنني س�أقف ضد أي ثورة تنهض في العالم‬ ‫العرب�ي‪ ،‬وه�ذا الظ�ن حملته من�ذ أن دخل�ت إلى عال�م القراءة‬ ‫وبدأت أتهجى أس�باب تخثر الفكر العربي وس�طوة السياس�ي‬ ‫بتنحية األفكار احلديثة وإماتتها باس�تهالكها اس�تهالكا شكليا‬ ‫يؤدي إلى إس�قاطها عل�ى أرض الواقع‪ ..‬ومع م�رارة احلكومات‬ ‫الش�مولية الت�ي عم�ت العال�م العرب�ي بجمي�ع أش�كال أنظم�ة‬ ‫احلك�م في�ه‪ ،‬جمهوري�ا‪ -‬ملكيا ـ أميري�ا‪ ،‬كان ثمة حت�رك بطيء‬ ‫نح�و املس�تقبل إن ل�م يتق�دم فان�ه لم مي�ت‪ .‬ولم تك�ن أي دولة‬ ‫مهم�ا حتجرت‪ ،‬ق�ادرة على إعلان محاربته�ا للتنوي�ر عالنية‪،‬‬ ‫ف�كل منه�ا يدعي وصلا بليل�ى‪ ،‬فاختلف�ت الش�عارات املرفوعة‬ ‫للحكوم�ات وتنوعت من أقصى اليس�ار إلى أقص�ى اليمني‪ ،‬وكل‬ ‫منها تدعي أنها تس�ير حثيثا نحو املستقبل‪ ..‬وكان املثقف يتابع‬ ‫او يعتنق تلك الش�عارات وفق صيغته الثقافية أو وضعية نظام‬ ‫حك�م بلاده‪ ،‬ومن لم يش�أ اعتن�اق تلك الش�عارات يظ�ل يعمل‬ ‫عل�ى الهامش م�ن أجل حتقي�ق رؤيت�ه الفكرية‪ .‬في ذل�ك الزمن‬ ‫كان�ت الدول‪ ،‬التي يطلق عليه�ا دول املراكز الثقافية التنويرية‪،‬‬ ‫ومثقفوها يقودون قاطرة املس�تقبل‪ ،‬ادعاء او حقيقة‪ ،‬باالنتماء‬ ‫واعتن�اق األفكار احلديث�ة‪ ،‬متصدرين الوع�ي احلضاري لألمة‬ ‫م�ع انتقاصها لل�دول األطراف واته�ام تلك األط�راف بالرجعية‬ ‫والتخلف‪ ،‬بسبب اعتناق دول األطراف ألفكار ماضوية‪.‬‬ ‫ه�ذا التصني�ف أح�دث ش�رخا بين ال�دول ومثقفيه�ا م�ن‬ ‫التقدميين والرجعيين‪ ،‬فتم�ت االس�تهانة بأث�ره ف�ي صياغ�ة‬ ‫اخلط�اب التنوي�ري العام لألم�ة‪ ،‬ومتث�ل ذلك الش�رخ الذي لم‬ ‫يت�م التنب�ه له جيدا‪ ،‬س�واء م�ن املثق�ف او من النظ�ام احلامل‬ ‫لل�واء التقدمي�ة‪ ،‬في البع�د االقتص�ادي‪ ،‬فال�دول التقدمية كان‬ ‫أغلبها فقيرا‪ ،‬بينم�ا الدول املوصومة بالتخلف كانت دوال غنية‪،‬‬ ‫فاستشعرت بالهجوم الضاري املركز على سياساتها ووجودها‬ ‫فتبنت املقاوم�ة الثقافية املغاي�رة للمس�تقبل‪ ،‬باحتضان ودعم‬ ‫األفكار املاضوية وتصديرها‪ ،‬ومع شراسة احلكومات الشمولية‬ ‫في دول املركز وشنها حربا شعواء على املثقفني الذين يجابهون‬ ‫سياس�ات أنظمتهم الش�مولية‪ ،‬حدثت في هذه الفاصلة الزمنية‬ ‫هجرتان متعاكس�تان متضادتان‪ :‬هجرة مثقف املركز إلى الدول‬ ‫الرجعية او إل�ى أوروبا‪ ،‬وهجرة ثقافة الدول الرجعية إلى دول‬ ‫املرك�ز‪ ،‬فاملثقف الطليعي صم�ت داخل الثقاف�ة الرجعية‪ ،‬أو ظل‬ ‫يتغن�ى بالتقدمية من دول اوروبا ويحفز مثقف الداخل إلحداث‬ ‫التغيي�ر‪ ،‬ونذك�ر ف�ي ه�ذا الس�ياق صرخ�ة الش�اعر الس�وري‬ ‫ممدوح ع�دوان فلقتون�ا حرية‪ ،‬فغ�دا أثر املثق�ف الطليعي على‬ ‫أرض الواق�ع‪ ،‬كمحاول�ة أبك�م ألن ينط�ق بجمل�ة مفي�دة‪ ،‬بينما‬ ‫كانت رحلة تصدير ثقافة الرجعية مدعومة باملال الوفير تتغلغل‬ ‫وتتثبت في نفوس العامة‪ ،‬وحتدث انعكاساتها الفعلية وكسبت‬ ‫مواق�ع بني فئات اجملتمعات فاس�تطاعت إحداث تغيير جوهري‬ ‫ف�ي النمط الثقافي لتلك الدول حت�ى إطمأنت للتغير الوجداني‪،‬‬ ‫تل�ت ذل�ك خط�وة تهش�يم كل املنج�زات الفكري�ة التنويري�ة‬ ‫املكتسبة‪ ،‬وضربها في العمق بتشويهها وتصويرها بأنها ادوات‬ ‫ه�دم للدين‪ ،‬وكانت الثقافة الرجعية‪ ،‬كما يطلق عليها‪ ،‬تكتس�ب‬ ‫يوميا مساحة من تأييد الشارع الذي يعاني من حكومة شمولية‬ ‫أضافت الس�تبدادها ش�ح امل�وارد االقتصادية ول�م حتقق ادنى‬ ‫مطال�ب احلي�اة الكرمية لش�عوبها‪ ،‬بينم�ا كان الفرد ف�ي الدول‬ ‫الرجعية ينع�م برفاهية العيش‪ ،‬وهي الرس�الة التي مت تثبيتها‬ ‫ب�أن ه�ذه الرفاهية ه�ي نتاج الس�ير على ش�رائع الدي�ن‪ ،‬فزاد‬ ‫حنق الفرد في الدول التقدمية على السياس�ي والثقافي‪ ،‬وبدأت‬ ‫موجات محاربة ثقافة املراكز باسقاط كل رموز التنوير واتهامهم‬ ‫على مس�تويات متعددة‪ ،‬كتهمة موال للس�لطة ‪ -‬محاربة الدين‬ ‫ـ تصدي�ر األيديولوجي�ات الكاف�رة واملش�ركة‪ ،‬وفي ظ�ل الدعم‬ ‫املهول للثقافة الرجعية وصل األمر إلى مواجهة التراث املنحرف‬ ‫ومحاول�ة تصفيت�ه وإزالته م�ن الوجود‪ ،‬فتم إحراق س�فر ألف‬ ‫ليلة وليل�ة‪ ،‬ثم تقدمي الكتاب واملثقفني للحس�اب (حيدر حيدر)‬ ‫والقت�ل (ف�رج ف�ودة ومحاولة اغتي�ال جنيب محف�وظ) وجاء‬ ‫التسارع املهول السقاط اخلطاب العربي التنويري بتبني امريكا‬ ‫لفك�ر القاعدة ف�ي محاربة االحتاد الس�وفييتي‪ ،‬عندها انفتحت‬ ‫خزائن العال�م لتغذية هذا التوجه‪ ..‬وكانت االش�ارات واضحة‬ ‫متاما بتغلب الثقافة الرجعية واقترابها من تسيد املشهد العربي‬ ‫حتى إذا جاءت الثورات العربية كانت من نفس النسيج‪ ،‬حكاما‬ ‫يبحثون عن وسيلة نقل تقلهم للماضي‪.‬‬ ‫٭ كاتب سعودي‬

‫أزمة املواطن واملؤسسات العربية ‪ -‬اإلسالمية بالغرب‬

‫الذي ُخلق فيه يوازي انتماء ابائهم لوطنهم األصلي واحلاضن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أساس�ا في‬ ‫في الواقع أزمة الوجود العربي ‪ -‬اإلسلامي ال تكمن‬ ‫كونه تهديدا أو حتديا أو ما شابه ذلك‪ ،‬بقدر ما تكمن في املقام األول‬ ‫في عدم وجود شخصيات عربية ‪ -‬إسالمية بارزة ضمن املؤسسات‬ ‫الغربية‪ ،‬وبالتحديد السياس�ية‪ .‬شخصيات قادرة على ترجمة هذا‬ ‫الوج�ود إلى قوة فاعلة ف�ي اجملتمعات الغربية‪ .‬ه�ذا الوجود نادر‪،‬‬ ‫غي�ر مؤطر وال يحصل على الدعم والتش�جيع رغ�م أهميته الفائقة‪،‬‬ ‫م�ا يعن�ي أن لي�س له�ذا الوج�ود مرجعيات متثل�ه وترمز ل�ه‪ .‬هذا‬ ‫ً‬ ‫حاليا‬ ‫الغي�اب يجعل من هذا الوجود وجودا نس�بيا ولي�س فعليا‪.‬‬ ‫معظم الشخصيات العربية ‪ -‬اإلسالمية املعروفة مازالت بعيدة عن‬ ‫امكاني�ة التأثير على دوائر الق�رار الغربي‪ .‬ومن هم موجدون ضمن‬ ‫البنية املؤسس�ية الغربية مازالوا‪ ،‬رغم م�ا ينجزون من جهد جبار‪،‬‬ ‫محدودي االمكانيات ودورهم ش�به معدوم على أعلى املس�تويات‪،‬‬ ‫إضاف�ة لع�دم تلقيه�م الدعم الكاف�ي من قب�ل جالياته�م‪ ،‬او من قبل‬ ‫املؤسسات العربية الرسمية‪ ،‬ونقصد بالتحديد السلك الدبلوماسي‪،‬‬ ‫ومن قبل املؤسس�ات العربية ‪ -‬الغربية املشتركة‪ ،‬رغم علم اجلميع‬ ‫بال�دور التوافقي الذي ميكن أن يلعبه هؤالء في عملية االنس�جام‪،‬‬ ‫التوازن والتوافق بني ما هو شرقي وما هو غربي‪.‬‬ ‫ف�ي املقام الثان�ي األزمة تتجلى ف�ي عجز املؤسس�ات العربية ‪-‬‬ ‫اإلسلامية عن القيام بالدور املناط بها‪ ،‬رغم كثرة عددها ووجودها‬ ‫في معظم املدن الغربية‪ ،‬إال أنها وإدارتها مازالت بعيدة كل البعد عن‬ ‫فهم وتقبل اس�اليب العمل والتحديث التي متيز املؤسسات الغربية‬ ‫املقابل�ة له�ا‪ ،‬إضافة لع�دم قدرتها على اس�تيعاب كاف�ة املنتمني لها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ودينيا‪ ،‬وهي غير ق�ادرة على لفت انتباه املواطن‬ ‫اجتماعيا‬ ‫ثقافي�ا‪،‬‬ ‫الغربي بش�كل واسع وإيجابي‪ .‬بش�كل ما‪ ،‬ذلك ناجت عن عمل معظم‬ ‫ه�ذه املؤسس�ات والقائمين عليها حس�ب االس�اليب الكالس�يكية‬ ‫البالي�ة‪ ،‬الت�ي تتبعه�ا املؤسس�ات بعاملن�ا العربي اإلسلامي‪ .‬بدل‬ ‫ً‬ ‫كثي�را منها تفضل‬ ‫استنس�اخ املهني�ة وأس�اليب العمل الراقي�ة فان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثقافيا وتهميش نفسها قدر اإلمكان لندرة‬ ‫اجتماعيا‬ ‫عدم االنخراط‬

‫‪Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫تن�وع املقدرات التي تؤهل القائمين عليها على العمل بفاعلية عالية‬ ‫ومتنوعة ولالحتكار الدائم جملموع�ة مصغرة ومغلقة ملراكز القرار‪،‬‬ ‫ولعدم رغبتها في ضخ دم جديد مس�تنير من الشباب‪ .‬هذا ما يجعل‬ ‫الكثير من املؤسس�ات العربية ‪ -‬اإلسالمية أشبه باملراكز التجارية‬ ‫التي م�ن خاللها يروج البعض ألنفس�هم أمام املؤسس�ات الغربية‪،‬‬ ‫بهدف احلصول على مزايا شخصية أو فوائد فئوية‪.‬‬ ‫م�ن تعامل م�ع بعض املؤسس�ات العربي�ة ‪ -‬اإلسلامية القائمة‬ ‫في الغرب يعلم أن التش�ابه بينها وبني مؤسس�ات الشرق من حيث‬ ‫اس�اليب االدارة والعم�ل يجع�ل م�ن بعضه�ا نس�خا طب�ق األصل‪،‬‬ ‫ب�ل هنال�ك من يعتق�د بأن هنالك مؤسس�ات ش�رقية أكثر ش�فافية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وانفتاح�ا من املؤسس�ات العربية‪-‬اإلسلامية القائمة‬ ‫دميقراطي�ة‬ ‫ً‬ ‫غريبا‪ ،‬لكن لألس�ف‬ ‫ضم�ن املنظومة الغربية‪ .‬هذا أمر ميكن أن يبدو‬ ‫ه�ذا هو الواقع‪ .‬من تعامل ع�ن قرب مع بعضها وم�ع القائمني عليها‬ ‫ميكن�ه أن يؤك�د أنه�ا بعيدة ع�ن أدن�ى معايي�ر العصر وع�ن واقع‬ ‫ومتطلب�ات اجلاليات العربية ‪ -‬اإلسلامية املنتش�رة عل�ى امتداد‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من هذه املؤسسات ومن القائمني عليها‬ ‫القارة األوروبية‪ ،‬وأن‬ ‫ال يريدون أن يعرفوا شيئا عن التجديد والتفعيل الدائم‪ .‬فقط كل ما‬ ‫يصب�ون إليه هو أن يبقي احلال كما هو عليه حتى يرث الله األرض‬ ‫ً‬ ‫خوفا من أن يؤث�ر ذلك على املكاس�ب واملصالح‬ ‫وم�ن عليها‪ ،‬وذل�ك‬ ‫الذاتية‪ .‬بصراحة مثل هذه املؤسسات حتتاج أكثر من غيرها لثورة‬ ‫تنفضه�ا م�ن العم�ق‪ ،‬لتدخله�ا ح�رارة الش�مس ولتراودها نس�مة‬ ‫الربيع‪.‬‬ ‫كاف�ة حكوم�ات ال�دول الغربي�ة على دراي�ة بوضع املؤسس�ات‬ ‫العربي�ة ‪ -‬اإلسلامية املزري‪ .‬لكنها ال تفعل ش�يئا‪ ،‬بحك�م رغبتها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫علني�ا‪ ،‬في ع�دم التدخل فى ش�ؤون مؤسس�ات‬ ‫حس�ب م�ا تص�رح‬ ‫تتمت�ع بخصوصيات معينة‪ .‬هذا الس�لوك مصلحي ولن يتغير رغم‬ ‫علمه�ا بوج�ود جي�ل أوروبي عرب�ي ‪ -‬إسلامي يطمح ال�ى وجود‬ ‫مؤسس�ات متثل�ه وتعمل حس�ب قوانين وأس�اليب حديث�ة‪ .‬وهي‬ ‫على معرفة بأن املؤسس�ات القائمة مغلقة‪ ،‬غير منسجمة وليس لها‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi‬‬

‫عالق�ة مبفه�وم الدميقراطية أو الش�فافية‪ ،‬بل في كثي�ر من االحيان‬ ‫تعي�ش على هام�ش الواقع واجملتمع املنضوية ضم�ن إطاره‪ .‬يعتقد‬ ‫أن احلكوم�ات تغض النظر عن ه�ذا الواقع ألنه يصب في مصلحتها‬ ‫العلي�ا‪ ،‬وبالتالي ال يهمها وضع فكر ومس�تقبل ه�ذا اجليل‪ ،‬طاملا أن‬ ‫هنال�ك عالق�ة تفاهم ومصال�ح ضمنية م�ع كثير منه�ا‪ .‬والغريب أن‬ ‫وس�ائل االعلام تتجنب اخل�وض في وضعيته�ا‪ ،‬في الوق�ت الذي‬ ‫تناقش حال مؤسس�ات أخرى أقل أهمية‪ .‬ال يعرف أحد هل تتصرف‬ ‫بهذا الش�كل بأوامر‪ ،‬أم أنها فاقدة األمل ف�ي أمكانية إحداث نوع من‬ ‫التأثير اإليجابي في داخلها‪.‬‬ ‫لتثب�ت وجوده�ا ولتحص�ل عل�ى ش�يء م�ن الش�رعية‪ ،‬معظ�م‬ ‫املؤسس�ات العربية‪-‬اإلسلامية تق�وم بأعم�ال تدخل ضم�ن عالم‬ ‫الش�كليات‪ ،‬به�دف تقلي�ص حج�م النق�د والس�خط املتزاي�د جتاه‬ ‫القائمين عليه�ا‪ .‬الكل على علم ب�أن الناجت العام له�ذه االعمال غير‬ ‫ً‬ ‫بتاتا‪ ،‬خاصة في ما يتعلق بتنظي�م‪ ،‬تقنني‪ ،‬تأطير وحتفيز‬ ‫ملم�وس‬ ‫أبن�اء جالياته�ا‪ ،‬وفي كون ثقاف�ة‪ ،‬عادات‪ ،‬رم�وز ومعتقدات هؤالء‬ ‫مازالت محل اس�تهتار واس�تهزاء داخ�ل اجملتمع�ات الغربية‪ ،‬وفي‬ ‫وس�ائل اعالمه�ا اخملتلف�ة‪ ،‬إضاف�ة لع�دم تفكيره�ا ومقدرته�ا على‬ ‫الدفع بش�خصيات من ضمن محيطها لترتقي ملناصب مرموقة داخل‬ ‫املؤسس�ات الغربي�ة املهم�ة‪ ،‬ابت�داء باألح�زاب السياس�ة وانتهاء‬ ‫باجملالس البرملانية‪ ،‬لتس�اهم هذه في الدف�اع وتثبيت حقوق أبناء‬ ‫اجلاليات العربية ‪ -‬اإلسالمية القائمة بالغرب‪.‬‬ ‫ال�كل على معرفة بأن مثل هذا العمل يص�ب في الصالح املزدوج‪،‬‬ ‫الغربي والشرقي‪ ،‬وفي صالح كل بلد نزح منه أو متت الهجرة إليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا وفي املستقبل من يواجه تهديدا‬ ‫كل هذا يحملنا إلى القول بأنه‬ ‫وحتدي�ا حقيقي�ا ه�و املواط�ن واملؤسس�ات العربية ‪ -‬اإلسلامية‬ ‫املنتش�رة في الغ�رب وليس دول الغ�رب في حد ذاته�ا‪ ،‬كما يحاول‬ ‫البعض الترويج لإلقناع به‪.‬‬ ‫٭ كاتب فلسطيني‪ -‬إسبانيا‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫رأي القدس‬

‫رأي‬

‫«أبعد من اخلير والشر»‬ ‫في طبعته الشارونية‬

‫غياب الشفافية عن املفاوضات الفلسطينية ـ االسرائيلية‬

‫■ تكثيف التحركات واملشاورات االقليمية اخلاصة باحملادثات‬ ‫الفلس��طينية ـ االس��رائيلية‪ ،‬يوحي ب��أن قط��ار املفاوضات‪ ،‬قطع‬ ‫ش��وطا طوي�لا‪ ،‬وان املش��اورات والترتيبات تتم بني املس��ؤولني‬ ‫في تل ابيب ورام الله وواش��نطن وعمان والرياض‪ ،‬فيما الشعب‬ ‫املعني بالقضية‪ ،‬هو الغائب االكبر عن ما يدور في الكواليس‪.‬‬ ‫آخ��ر هذه املؤش��رات كان بيان��ا اردنيا يؤكد ان االردن يس��عى‬ ‫لضم��ان مصاحل��ه باملفاوض��ات‪ ،‬والزي��ارة املفاجئ��ة الت��ي قام‬ ‫بها رئي��س الوزراء االس��رائيلي بنيام�ين نتنياهو ي��وم اخلميس‬ ‫للعاصم��ة االردنية عم��ان ولقاؤه املل��ك عبدالله الثاني للتش��اور‬ ‫في تطورات املفاوضات‪ ،‬واملصال��ح االردنية والترتيبات االمنية‪.‬‬ ‫ومن املؤش��رات على س��ير قطار املفاوضات‪ ،‬زيارة التنسيق التي‬ ‫اجراه��ا وزير اخلارجية االمريكي جون كيري لكل من الس��عودية‬ ‫واالردن لتأم�ين الغطاء العربي الي اتفاق س�لام‪ ،‬وم��ا تردد عن‬ ‫ادارة س��عودية ـ اردنية ـ فلس��طينية مشتركة على جزء من مدينة‬ ‫القدس‪.‬‬ ‫الغائ��ب ع��ن تفاصيل ما ي��دور‪ ،‬ويت��م التوصل اليه ه��و ابناء‬ ‫الش��عب الفلس��طيني الذين ال يعلمون س��وى ما يعلن املسؤولون‬ ‫الفلس��طينيون رفضه أو ما تنش��ره الصحافة العبرية سواء كان‬ ‫حقائ��ق أو بالون��ات اختبار‪ .‬وخ�لال اليومني املاضي�ين تركزت‬ ‫التصريح��ات عل��ى نقطتني‪ :‬االولى رفض اس��رائيل االنس��حاب‬ ‫من غور االردن‪ ،‬والثانية التش��ديد على مطل��ب نتنياهو االعتراف‬ ‫الفلسطيني بـ»يهودية» دولة اسرائيل‪ .‬تكرار وتركيز التصريحات‬ ‫الفلس��طينية برف��ض هذين البندين يثير تس��اؤالت فيم��ا اذا كان‬ ‫مت االتف��اق عل��ى القضاي��ا االخرى‪ ،‬مب��ا في ذلك قضاي��ا القدس‬ ‫والالجئ�ين واالس��تيطان واملياه والس��يادة‪ .‬ويب��دو ان اجلانب‬ ‫االس��رائيلي‪ ،‬وفي حال مت االقتراب من التوصل التفاق على هذه‬ ‫البنود‪ ،‬بدأ بطرح قضايا ومطالب جديدة‪ ،‬وهو اسلوب اسرائيلي‬ ‫ب��ات معروف��ا‪ ،‬وعندم��ا ال يحص��ل على مطالب��ه يب��دو كمن قدم‬ ‫■ كان م�ن الطبيع�ي أن أتن�اول االس�تفتاء عل�ى‬ ‫الدس�تور الذي ج�رى وظروف�ه ودالالته‪ ،‬لك�ن احلدة‬ ‫املسيطرة على وجدان امللتزمني مبا تبثه مواقع الكتائب‬ ‫األلكترونية ألغلب جماعات اإلسلام السياس�ي‪ ،‬وأثر‬ ‫ما ينق�ل مترجما عن أغل�ب أجهزة اإلعلام والصحافة‬ ‫الغربي�ة واألمريكي�ة ف�ي تناوله�ا لألح�داث املصري�ة‬ ‫يع�وق أية محاولة ولو كانت نصف موضوعية ملعاجلة‬ ‫م�ا يج�ري هن�اك‪ .‬ه�ذا عل�ى الرغم م�ن أن االس�تفتاء‬ ‫عل�ى تعديل دس�تور ‪ ،1971‬وال�ذي انتهى إل�ى إلغائه‬ ‫واستبداله بإعالن دس�توري صدر في ‪ 30‬اذار‪ /‬مارس‬ ‫‪ 2011‬وجد من يضفي عليه قدس�ية غي�ر مبررة رغم ما‬ ‫به من مخالفات وجتاوزات؛ وكان أخطرها «التصويت‬ ‫عل�ى الهوية» بنف�س طريقة «القتل عل�ى الهوية»‪ ،‬وقد‬ ‫تعرض�ت ش�خصيا ملضايقات مؤس�فة كتب�ت عنها في‬ ‫حينه�ا‪ ،‬جمل�رد أن هن�اك م�ن املنظمني احملس�وبني على‬ ‫اإلخ�وان م�ن استش�عر أنني س�أصوت ب�ـ»ال»‪ ،‬ولوال‬ ‫وجود ش�اب يعرفني‪ ،‬وتقدم مب�ادرا بحمايتي ببنيته‬ ‫القوية ما كنت قد خرجت سليما‪ ،‬وارتبط السبب يومها‬ ‫بتصني�ف التصويت بـ»نعم» بأن�ه مع اإلميان وطريق‬ ‫املؤمنني إلى اجلنة‪ ،‬أما إذا كان التصويت بـ»ال» فهو مع‬ ‫الكفر ومصير مقترفه إلى جهنم وبئس املصير!!‬ ‫كان ذل�ك نقطة حتول نوعي في موقفي جتاه جماعة‬ ‫اإلخ�وان‪ ،‬وترتب على ذل�ك تقدمي اعت�ذار لقرائي عما‬ ‫قمت به من دفاع عن حقها في ممارسة العمل السياسي‬ ‫عل�ى مدى س�نوات؛ مبا فيه ح�ق الوصول إل�ى مقاعد‬ ‫احلكم‪.‬‬ ‫وتتابع�ت موجات العنف وس�الت الدم�اء في وقت‬ ‫كانت هذه اجلماعة «س�من على عس�ل» ه�ي واجمللس‬ ‫األعلى للقوات املس�لحة الس�ابق‪ ،‬وبالنس�بة ملا حدث‬ ‫مع�ي‪ ،‬جاء في وقت ل�م تكن بيني وبينه�ا أية خصومة‬ ‫وكنت ُأحسن الظن بها بس�بب صداقات ربطتني بعدد‬ ‫م�ن رموزها‪ ،‬وجاء ما حدث باعثا على القلق بالنس�بة‬ ‫ملس�تقبل البالد‪ ،‬وأثر ذلك على العالقات بني املواطنني‪،‬‬ ‫بل وانعكاس�اته على اإلسلام السياس�ي الذي كس�ب‬ ‫تعاطف كثيرين‪.‬‬ ‫وم�ع كل املؤش�رات الت�ي بدت مقلق�ة وقته�ا انتهى‬ ‫األم�ر باتف�اق «جنتلم�ان» غي�ر مكت�وب بني م�ن قالوا‬ ‫«ال» معلنين قبولهم بذلك اإلعالن الدس�توري؛ أمال في‬ ‫نقلة دميقراطية حقيقية‪ ،‬وتس�ليمهم بالعمل حتت راية‬ ‫اجلماعة وحلفائها‪ ،‬ومنهم من وصف جناح االس�تفتاء‬

‫تن��ازال مهما عن قضية غير موج��ودة اصال‪ ،‬او يتهم الطرف اآلخر‬ ‫بعرقل��ة املفاوضات وهو ما عبر عنه عضو اللجنة املركزية حلركة‬ ‫فتح نبيل ش��عث بتس��اؤله «ه��ل تعتقدون ان هناك اي مس��ؤول‬ ‫فلس��طيني بكامل قواه العقلية يس��تطيع قبول ذلك؟ أم ان الهدف‬ ‫هو أن يجعل من املستحيل ان يقوم اي مسؤول فلسطيني باتفاق‬ ‫سالم مع اسرائيل؟»‪.‬‬ ‫فاضاف��ة لقضيت��ي التواج��د العس��كري ف��ي غ��ور االردن‪،‬‬ ‫و»يهودية» اسرائيل‪ ،‬نسمع كل فترة مطلبا مستحيال جديدا‪ ،‬بينها‬ ‫ما طرحه وزير اخلارجية االس��رائيلي افيغدور ليبرمان من تبادل‬ ‫للس��كان واالراضي‪ ،‬بحي��ث يتم نقل منطقة املثلث وس��كانها الى‬ ‫س��يادة الدولة الفلسطينية مقابل ضم كتل استيطانية السرائيل‪،‬‬ ‫وآخ��ر مطالب نتنياه��و اجلديدة (حتى كتابة هذه الس��طور) كان‬ ‫االعتراف بكتلة مس��توطنات رابعة (بيت اي��ل) اضافة الى الكتل‬ ‫الث�لاث‪ ،‬ارئيل وغ��وش عتصيون ومعاليه ادوميم‪ ،‬مما س��يجعل‬ ‫حجم االراضي التي س��تطلب اسرائيل االحتفاظ بها ‪ 13‬باملئة من‬ ‫حج��م الضفة الغربية‪ ،‬وهو ما يرفض تعويضه باراض من منطقة‬ ‫‪ ،48‬ويعرض شراء منطقة بيت ايل‪.‬‬ ‫الرد على نتنياهو ومحاوالته اضاعة الوقت وحتميل املسؤولية‬ ‫للفلس��طينيني‪ ،‬يتطلب شفافية ملا يدور خلف الكواليس‪ ،‬وتنسيقا‬ ‫عربيا مباش��را‪ ،‬خاصة مع ظهور بوادر تض��ارب مصالح اردنية ـ‬ ‫فلس��طينية بقضايا ته��م اجلانبني في احلل النهائ��ي‪ ،‬ومنها اوال‬ ‫تواجد عس��كري اس��رائيلي في غ��ور االردن‪ ،‬حيث يق��ول االردن‬ ‫انه يري��د قوة فاعلة على احلدود مع الدولة الفلس��طينية‪ ،‬وهو ما‬ ‫فس��ره الفلس��طينيون قبوال بتواجد القوات االس��رائيلية‪ ،‬وثانيا‬ ‫طلب االردن مواصلة رعايته لالماكن املقدس��ة في القدس‪ ،‬واالهم‬ ‫هو قضية الالجئني والتعويضات التي ترى عمان انها تستحقها‪.‬‬ ‫ه��ذه القضايا من امله��م ان يتم حلها عربيا بعي��دا عن اي تدخل‬ ‫اسرائيلي لن يكون الهدف منه سوى التحريض‪.‬‬

‫بـ«غ�زوة الصنادي�ق»‪ ،‬وق�د كان الرج�اء معق�ودا‬ ‫لتك�ون هذه بدايته�م لالندماج في اجلماع�ة الوطنية‪،‬‬ ‫خاصة أن املواطن لم يبخ�ل عليهم بالتأييد والنصرة‪،‬‬ ‫لكنه�م تقمص�وا دور الغ�زاة‪ ،‬الذين لم يفرق�وا بني من‬ ‫أحس�ن الظن بهم أو م�ن عاداهم‪ ،‬وق�د تواتيني فرصة‬ ‫للكتابة عن «الغ�زو بالصناديق» في «دميقراطية مصر‬ ‫اجلديدة»!‪.‬‬ ‫وبن�اء على ما تقدم وجدت أن األفضل هو اس�تكمال‬ ‫موضوع األس�بوع املاضي عن الرافضني حلقبة الستني‬ ‫عام�ا املاضي�ة‪ ،‬وتض�م عناص�ر وجماعات م�ن أقصى‬ ‫اليمني إلى أقصى اليس�ار‪ ،‬وناقشت إمكانية اندراجهم‬ ‫في حزب واحد؛ يعمل في النور ويظهر للعلن‪ .‬وحسب‬ ‫نظ�رة تل�ك التي�ارات لتل�ك احلقب�ة باعتباره�ا الش�ر‬ ‫املطلق‪ ،‬صارت أقرب للطاب�ور اخلامس؛ املعني بالهدم‬ ‫وغي�ر املكترث بالبناء‪ ،‬وكل م�ا يهمه هو طمس الذاكرة‬ ‫الوطني�ة؛ وذلك اس�تجابة واضحة ملقتضي�ات العوملة‬ ‫وم�ا بعده�ا؛ ف�ي تركيزها عل�ى التش�كيك ف�ي الهوية‬ ‫وتش�ويه الثقاف�ة الوطنية‪ ،‬واإلق�رار بنهاي�ة التاريخ‬ ‫ليبقى تاري�خ الغرب وحده أس�اس التحضر واملدنية‪،‬‬ ‫وكأن غير الغربيني ليس�ت لديهم قابلية لذلك‪ ،‬وتناول‬ ‫كثيرون عق�د املتخلفني من تقدم الغرب‪ ،‬إلى أن انقلبت‬ ‫اآلي�ة وصارت عقد الغ�رب من أعب�اء املتخلفني‪ ،‬مع أن‬ ‫التخل�ف يتخذ مب�ررا لتجري�د أصحابه م�ن تاريخهم‬ ‫وثقافته�م ومب�ررا إلبادته�م وإنه�اء جوده�م ذات�ه‪،‬‬ ‫وكأن الغ�رب ال يتحم�ل نصيب�ه من املس�ؤولية املادية‬ ‫والتاريخية في ترسيخ ونشر هذا التخلف‪.‬‬ ‫واملوقف الرافض للستني عاما املاضية يعبر عن حالة‬ ‫نفاق من الطبقة السياسية املسيطرة على املشهد العام‬ ‫وصاحبة الوزن والكلمة في احلكم واملعارضة على حد‬ ‫س�واء؛ نفاقها ملراكز الهيمنة والتوجيه الغربي‪ ،‬وامتد‬ ‫هذا إلى ثورت�ي يناير ويونيو‪ ،‬فاألولى صارت مؤامرة‬ ‫وصناعة أمريكية‪ ،‬والثانية قامت بها فلول حكم مبارك‪،‬‬ ‫وجتري عملية ش�يطنتهما على قدم وس�اق‪ ،‬ويس�تغل‬ ‫ذلك النفاق غطاء للتطلعات غير املش�روعة واس�تمرار‬ ‫التبعية وتقدمي أوراق االعتماد إلى الغرب وطلب دعمه‬ ‫وتزكيته‪.‬‬

‫■ ال أحد يس�تطيع أن ينكر أن إيران‪ ،‬وعلى عكس الكثير من الدول‬ ‫العربية‪ ،‬تعمل جاهدة منذ عقود لتكريس نفس�ها‪ ،‬ليس كقوة بش�رية‬ ‫ً‬ ‫أيض�ا كقوة عس�كرية واقتصادية‬ ‫له�ا وزنها ف�ي املنطقة فحس�ب‪ ،‬بل‬ ‫وتكنولوجية صاعدة‪.‬‬ ‫وال ميك�ن لعاق�ل إال أن يحترم ه�ذه العزمية اإليراني�ة‪ ،‬التي تعمل‬ ‫على طريقة حائك الس�جاد العجم�ي البارع‪ ،‬الذي ال يكل وال ميل حتى‬ ‫ً‬ ‫سجادا غاية في الروعة ودقة التفاصيل‪ ،‬حتى لو استغرق ذلك‬ ‫يحيك‬ ‫منه سنوات وسنوات‪.‬‬ ‫عل�ى العكس من ذلك‪ ،‬جند أن النفس العربي قصير ً‬ ‫جدا‪ ،‬وال ميكن‬ ‫أن يناف�س اإليران�ي‪ ،‬م�ن حي�ث اجلدية والثب�ات واملثاب�رة‪ .‬ال ميكن‬ ‫لعاقل إال أن يغبط إيران على صراعها مع الغرب للحصول على الطاقة‬ ‫النووية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أخيرا أن تقدم نفس�ها للعالم على أنها قوة نووية‪.‬‬ ‫وقد اس�تطاعت‬ ‫وبفضل سياس�اتها الطموحة‪ ،‬التي ال تخطئها عني‪ ،‬راحت إيران متتد‬ ‫ً‬ ‫أحيانا‬ ‫في ط�ول املنطقة وعرضها‪ ،‬ال ب�ل إنها جتاوزت ح�دود املنطقة‬ ‫بالتوجه إلى أفريقيا وأمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫لك�ن عي�ب السياس�ة اإليراني�ة األكب�ر أن إي�ران دخل�ت مرحل�ة‬ ‫ً‬ ‫سريعا‪،‬‬ ‫الغطرس�ة والعنجهية‪ ،‬ويبدو أن الغرور قد بدأ يدخل رأس�ها‬ ‫لهذا بدأنا نراها تتصرف كمصارع ثيران‪ ،‬ال كالعب شطرجن‪.‬‬ ‫لك�ن نش�وة الق�وة الت�ي أصاب�ت إيران ب�دأت تن�ال منه�ا‪ ،‬وتدفع‬ ‫به�ا إل�ى متاهات خطيرة ف�ي أكثر من م�كان‪ .‬وبدل أن تعزز مكاس�بها‬ ‫اجليوسياس�ية في املنطقة بدأت تعاني اهتزازات كبيرة في محمياتها‬ ‫ً‬ ‫وقريبا في أفغانستان‪.‬‬ ‫كالعراق وسوريا ولبنان وفلسطني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كثي�را من�ذ بدء الث�ورة الس�ورية‪ ،‬فمن‬ ‫ف�ي لبن�ان خس�رت إيران‬ ‫املعل�وم أن ذراعه�ا املتمثل بحزب الل�ه كان أقوى أوراقها في الش�رق‬ ‫ً‬ ‫مكانة‬ ‫األوس�ط‪ ،‬فبفضل تصديه إلسرائيل‪ ،‬اس�تطاع احلزب أن يتبوأ‬ ‫عظيمة في الشارعني العربي واإلسالمي‪ ،‬بدليل أن صور السيد حسن‬ ‫نصرالل�ه كانت ترف�ع في معظ�م البل�دان العربية واإلسلامية كقائد‬ ‫مقاومة ال يشق له غبار‪ .‬وال ينكر ذلك إال مكابر‪.‬‬

‫يومية سياسية مستقلة‬

‫وكل تل�ك صخ�ور تعي�ق احلراك الش�عبي وتش�وه‬ ‫إمكانية العطاء املطلوبة والتضحيات الواجبة لتثبيت‬ ‫دعائ�م الثورة‪ ،‬وصار التكالب على الغنائم واملناصب‪،‬‬ ‫والعم�ل على أال تك�ون الثورة معي�ارا لصياغة احلياة‬ ‫اجلديدة؛ سياس�يا واجتماعي�ا وثقافيا وعلميا‪ ،‬والتي‬ ‫ال ميك�ن له�ا أن تتم دون االلتزام بأه�داف ثورة يناير؛‬ ‫«العي�ش واحلري�ة والعدال�ة االجتماعي�ة والكرام�ة‬ ‫اإلنس�انية»‪ ،‬أو بتجاه�ل م�ا أضافت�ه ث�ورة يونيو في‬ ‫مجالي االستقالل الوطني واالنتماء العربي‪ ،‬وأضافت‬ ‫هدفين غائبني إلى أه�داف ثورة يناي�ر األربعة األولى‬ ‫فص�ارت س�تة أه�داف؛ «العي�ش واحلري�ة والعدال�ة‬ ‫االجتماعية والكرامة اإلنس�انية واالس�تقالل الوطني‬ ‫واالنتماء العربي»‪.‬‬ ‫وما لم ُتترجم هذه األهداف الس�تة إلى برنامج عمل‬ ‫وطن�ي يخرج من رحمه مش�روع سياس�ي يحول هذه‬ ‫األه�داف إلى خطط عم�ل وواجبات تنفيذية ملموس�ة‬ ‫عل�ى األرض‪ ،‬ودون ذلك فس�وف يُ عاد إنتاج ما س�بق‬ ‫من نظم وسياس�ات‪ ،‬ويس�تمر بتس�ليم الزم�ام للكتلة‬ ‫االجتماعية القدمية‪ ،‬ويسمح لها بإعادة صياغة رؤاها‬ ‫لتلبية مصاحلها ومصال�ح أحزابها ألضيقة‪ ،‬وتغطيتها‬ ‫بغاللة ثوري�ة لزوم اخلداع املطل�وب؛ إلجهاض أحالم‬ ‫الث�وار وتش�ويه غاي�ات الث�ورة‪ ،‬فيتف�رق دمه�ا بين‬ ‫اجلماع�ات والقبائ�ل السياس�ية‪ ،‬فتتفاق�م املش�اكل‬ ‫وتنفجر الصراعات لتبقى في حالتها الدموية الراهنة‪.‬‬ ‫وإذا ما أضفنا إلى ما س�بق ق�درة الكتلة االجتماعية‬ ‫القدمية على «تس�ليع» (من س�لعة) الثورة؛ لزوم عقد‬ ‫الصفقات السياسية واحلصول على االمتيازات‪ ،‬فهذه‬ ‫الق�درة تتس�بب ف�ي من�ع إلتئ�ام «الكتل�ة االجتماعية‬ ‫اجلدي�دة»؛ اجلامع�ة واملعب�رة عن مصال�ح وتطلعات‬ ‫قوى الثورة‪ ،‬وفي تعويق املعاجلات الس�ليمة‪ ،‬خاصة‬ ‫في مجال التنمية الشاملة‪ ،‬فالكتلة االجتماعية القدمية‬ ‫ما زالت مس�يطرة عل�ى امللف االقتصادي منذ ش�باط‪/‬‬ ‫فبراي�ر ‪ 2011‬وحتى اآلن‪ ،‬ووجدت في املراوغة س�بيال‬

‫لعدم تلبية متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫امللح�ة‪ ،‬واملراهن�ة الدائم�ة على اس�تمرار االندماج في‬ ‫النظام الرأس�مالي‪ ،‬وهي ال متلك مقوماته وال تقدر على‬ ‫ضبطه‪ ،‬وال متلك إال القبول بفساده واستعارة قوانينه‬ ‫وآلياته؛ قانون السوق وآليات اخلصخصة واملضاربة‬ ‫واالقت�راض وطل�ب املعون�ات‪ ،‬والتعايش مع الفس�اد‬ ‫واالستبداد والتبعية والفقر!‪.‬‬ ‫وعلي�ه ما زالت حكومات «الث�ورة» مجازا تنظر إلى‬ ‫املس�تثمرين كأنبياء؛ يحق لهم م�ا ال يحق لغيرهم؛ من‬ ‫قوت وع�رق املصريني‪ ،‬وكما اتفقت الطبقة السياس�ية‬ ‫بليبرالييها ويس�ارييها وإسلامييها عل�ى إدانة حقبة‬ ‫الس�تني عام�ا املاضي�ة؛ أجمع�ت ايض�ا عل�ى تقديس‬ ‫املستثمرين وعبادة االستثمار الفردي‪ ،‬وخال اخلطاب‬ ‫االقتص�ادي واالجتماع�ي «الث�وري» م�ن مصطلحات‬ ‫التنمية أو أدبي�ات الكفاية أو مف�ردات االكتفاء الذاتي‬ ‫أو لغ�ة التوزي�ع العادل للثروة‪ ،‬وه�ذا بعد جتربة مرة‬ ‫عاش�تها مص�ر حت�ت حك�م املس�تثمرين ورج�ال املال‬ ‫واألعمال‪ ،‬وم�ن املفارقات أن تلصق كل املوبقات إلى ما‬ ‫يس�مى «حكم العسكر»‪ ،‬مبا فيها عش�رينية ثورة ‪1952‬‬ ‫األولى‪ ،‬املتناقضة متاما مع عشرية السادات‪ ،‬وثالثينية‬ ‫مب�ارك‪ ،‬ويت�م غ�ض الط�رف عم�دا ع�ن حك�م الدول�ة‬ ‫البوليس�ية‪ ،‬وبداياته�ا كانت مع وزارة ممدوح س�الم‬ ‫في س�بعينات القرن املاض�ي‪ ،‬وانتهت بحبيب العادلي‬ ‫حاك�م مص�ر الفعل�ي م�ع مب�ارك‪ ،‬والدولة البوليس�ية‬ ‫ه�ي التي أذل�ت املصريني ومكنت رجال امل�ال واألعمال‬ ‫واملضاربني والسماس�رة من احلكم والسلطة والنفوذ‪،‬‬ ‫وال جت�د م�ن الرافضين حلقب�ة الس�تني عام�ا املاضية‬ ‫م�ن ينتق�د الدول�ة البوليس�ية أو نهب «املس�تثمرين»‬ ‫مل�وارد البالد وخيراتها؛ عقدته�م هي اجليش املصري‪،‬‬ ‫والس�بب تاريخ�ه وانحي�ازه املع�روف للش�عب‪ ،‬ولو‬ ‫أن اجلي�ش انحاز حلك�م اجلماعة وحلفائه�ا‪ ،‬علينا أن‬ ‫نتص�ور م�ا ميك�ن أن يك�ون عليه ح�ال مص�ر‪ ،‬وحجم‬ ‫الدماء التي كانت ستسيل أنهارا في تصفية احلسابات‬ ‫وعمليات االنتقام من مجتمع «جاهلي وكافر» حسب ما‬ ‫تنص عليه أدبياتها‪.‬‬ ‫وتقدي�س املس�تثمرين وش�يطنة الدول�ة بجهازه�ا‬

‫إيران‪ :‬في صعود أم في ورطة بسبب غطرسة القوة؟!‬ ‫وق�د كان ينظ�ر اجلميع بإعج�اب إلى حزب‬ ‫الل�ه عل�ى أنه إجن�از إيراني جدي�ر باالحترام‬ ‫ً‬ ‫أيضا في‬ ‫والتقدي�ر‪ ،‬خاصة وأن إي�ران جنحت‬ ‫احتضان حركات مقاومة فلسطينية أخرى لها‬ ‫ش�عبيتها في الش�ارعني العربي واإلسلامي‪ ،‬وهما حركت�ا «حماس»‬ ‫و»اجله�اد»‪ .‬أم�ا اآلن فقد ب�دأت إيران تخس�ر نقاط قوته�ا في لبنان‬ ‫والشارع العربي‪.‬‬ ‫ل�م يعد حزب الله ذل�ك احلزب ال�ذي يصفق لقائ�ده الكثيرون من‬ ‫احمليط إلى اخلليج‪ ،‬بل حتول إلى ش�ريك في س�حق الثورة الش�عبية‬ ‫الس�ورية املش�روعة‪ .‬وقد بدت إيران وهي تدفع بحزب الله إلى أتون‬ ‫احملرقة السورية وكأنها تطلق النار على قدميها‪.‬‬ ‫هل يعق�ل أن تقوم بالتضحي�ة بحركة املقاومة األش�هر في التاريخ‬ ‫العربي واإلسلامي احلديث؟ أال ترى طهران كيف حتول احلزب الذي‬ ‫كان يحظى بش�عبية كبرى إلى قاتل مأج�ور في عيون الكثيرين؟ وقد‬ ‫ج�اء التورط العس�كري للحزب في س�وريا كمس�مار أخي�ر في نعش‬ ‫تل�ك احلركة‪ ،‬التي كان يعلق عليه�ا الكثيرون ً‬ ‫آماال كبرى‪ ،‬لكن كل تلك‬ ‫اآلمال تبخرت‪.‬‬ ‫حسب إيران وحزب الله اآلن أن ينجوا من سياط الشعوب ووسائل‬ ‫اإلعلام العربية‪ ،‬الت�ي باتت ترى ف�ي حزب الله مج�رد بيدق طائفي‬ ‫مفضوح في أيدي من بات يسميه البعض بـ»العدو الصفيوني»‪.‬‬ ‫واألس�وأ من ذلك‪ ،‬أن الكثير من القوى في املنطقة راحت تعمل على‬ ‫انت�اج جماع�ات ملواجهة ح�زب الله بالق�وة‪ .‬وقد بدأت تباش�ير ذلك‬ ‫بالتفجي�رات التي تدك ضاحية حزب الله ومناطقه بش�كل منظم‪ .‬من‬ ‫كان يتوقع أن تتعرض مناطق احلزب إلى اهتزازات أمنية مرعبة؟‬ ‫م�ن الواضح أن «أول الرقص حنجلة»‪ ،‬كما يرى العارفون‪ ،‬فالقادم‬

‫النــاشـ ـ ــر‪:‬‬ ‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫مالك التريكي‬

‫حاجة مصر إلحالل كتلة اجتماعية جديدة بدال من القدمية!‬ ‫محمد عبد احلكم دياب٭‬

‫مؤسسة «القدس العربي»‬ ‫للنش ــر واالع ـ ــالن‬

‫رئيسة التحرير‪ :‬سناء العالول‬ ‫االشتراكات‪ :‬االشتراك السنوي ‪ 450‬جنيها استرلينيا في عموم بريطانيا‬ ‫و ‪ 750‬دوالرا امريكيا للوطن العربي وخارج بريطانيا مبا في ذلك اجور البريد‬

‫تطبع في لندن ونيويورك وفرانكفورت وتوزع في جميع انحاء العالم‬

‫د‪ .‬فيصل‬

‫أعظم‪ ،‬حيث سيشهد بروز جماعات سنية تقض‬ ‫القاسم٭‬ ‫مضاج�ع إي�ران ف�ي لبن�ان‪ .‬ولن يك�ون وقتها‬ ‫خص�وم ح�زب الله م�ن نوعي�ة «الس�نيورة»‬ ‫و»احلريري»‪ ،‬بل رمبا من نوعيات صادمة ً‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫وقد أدى تدهور سياسة إيران اللبنانية بدوره إلى تعميق الشرخ بني‬ ‫إيران والش�عب الس�وري من جهة أخرى‪ ،‬حيث بات غالبية املسلمني‬ ‫الس�وريني ينظرون إلى إيران وحزب الله على أنه عدو طائفي مقيت‪،‬‬ ‫بعد اشتراكه في ما بدا على أنها معركة مذهبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫صحيحا أن إيران تغلغلت في سوريا بعد اندالع الثورة‪ ،‬على‬ ‫ليس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إيرانيا‬ ‫حيوي�ا‬ ‫مجاال‬ ‫العك�س من ذلك‪ ،‬فقد كانت س�وريا قب�ل الثورة‬ ‫بامتي�از‪ ،‬إن ل�م نق�ل محمية إيرانية‪ .‬لك�ن قبضة إيران في س�وريا قد‬ ‫ً‬ ‫كثيرا بعد الثورة بسبب الغطرسة اإليرانية ووهم القوة‪.‬‬ ‫اهتزت‬ ‫لق�د كان هناك موقفان داخ�ل القيادة اإليرانية بع�د اندالع الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬موقف كان يقوده الرئيس اإليراني السابق محمود أحمدي‬ ‫جناد‪ ،‬وموقف يقوده املرشد األعلى‪ .‬لقد صرح جناد في لقاءات كثيرة‬ ‫أنه يعتبر ما يحدث في س�وريا ثورة شعبية حقيقية مشروعة‪ ،‬وعلى‬ ‫القيادة السورية أن تتعامل معها كثورة بإجراءات إصالحية حقيقية‪،‬‬ ‫بدل مواجهتها باحلديد والنار‪.‬‬ ‫لك�ن املرش�د األعل�ى كان يص�ر عل�ى مواجه�ة الث�ورة الس�ورية‬ ‫بنف�س الطريقة التي واجهت فيه�ا إيران «الثورة اخلض�راء» بالقوة‬ ‫الوحش�ية‪ .‬ومب�ا أن الرئيس ف�ي إيران بال حول وال ق�وة‪ ،‬فقد انصاع‬ ‫للول�ي الفقيه‪ ،‬ال�ذي راح يدعم حليفه الس�وري بالغال�ي والرخيص‬ ‫للقضاء على الثورة‪.‬‬ ‫وق�د تس�ببت سياس�ة العنجهية ه�ذه بأض�رار فادحة إلي�ران في‬ ‫س�وريا‪ ،‬فمن الواضح أن طهران تورطت في املس�تنقع الس�وري ش�ر‬

‫املقر الرئيسي (لندن)‪ 166/164 :‬كنج ستريت‪ ،‬همرسميث‪ ،‬لندن دبليو ‪ 6‬او كيو يو‬

‫اإلداري وجيش�ها وش�رطتها وقضائه�ا ومؤسس�اتها‬ ‫الدينية (األزهر والكنيسة) فكل هذا من أجل أن يقتسم‬ ‫اليمين الطائف�ي واملذهبي والليبرالي�ون اجلدد غنائم‬ ‫السياس�ة‪ ،‬وأن يوجه�وا االقتص�اد ويس�يطروا عل�ى‬ ‫اإلعلام ويتحكم�وا ف�ي الرأي الع�ام‪ .‬وه�م ال ميلكون‬ ‫حل�وال حقيقي�ة للمش�اكل عل�ى أي مس�توى داخلي أو‬ ‫عرب�ي أو دول�ي‪ ،‬وما أس�هل اللج�وء إل�ى «التدويل»‪،‬‬ ‫الذي ينتهي بتفويض أإلدارة األمريكية لوضع احللول‬ ‫وتنفيذه�ا‪ ،‬وكان�ت آخ�ر مح�اوالت احلل�ول الوطنية‬ ‫والعربية‪ ،‬هو ما بدأ بعد نكسة ‪ 1967‬حتى حرب ‪،1973‬‬ ‫وبعدها س�لمت مصر الرسمية بالوصاية األمريكية في‬ ‫ح�ل مش�اكلها ومش�اكل غيرها م�ن العرب حت�ى اآلن‪.‬‬ ‫ولنتأم�ل القضية الفلس�طينية في ظل ه�ذه الوصاية‪،‬‬ ‫وه�ي تتعرض آلخر مراح�ل التصفي�ة والقضم األخير‬ ‫ألرض فلس�طني التاريخية؛ لينتهي كل حق في األرض‬ ‫والتحرير والعودة‪.‬‬ ‫وب�دال م�ن إيج�اد احلل�ول الناجع�ة يغ�رق العرب‬ ‫ف�ي الفنت ب�كل أنواعه�ا وصورها‪ ،‬ويندفعون بس�رعة‬ ‫فائق�ة نح�و الهلاك‪ ،‬والغ�رق ف�ي بح�ر التقس�يم‬ ‫والتفتي�ت والتفري�ط املتالط�م‪ ،‬وه�ذا مطلوب لرس�م‬ ‫خرائ�ط املنطقة‪ ،‬مع زي�ادة قابليتها للضعف والتراجع‬ ‫واله�وان‪ ،‬وما زالت الكتل�ة االجتماعية القدمية تعيش‬ ‫األبهة واإلس�راف ومتارس�ه باس�م احلفاظ على هيبة‬ ‫الدول�ة؛ احملصورة ف�ي املظاه�ر والتس�لط‪ ،‬وتتعامى‬ ‫عن أن الهيبة احلقة تتحق�ق في أجواء احلرية والعدل‬ ‫واملساواة اإلنسانية والقانونية للمواطنني‪.‬‬ ‫وما زالت كل موجة ثورية تس�لم زم�ام أمرها للكتلة‬ ‫القدمية فتلجأ للسياسة على حساب الثورة‪ ،‬والسياسة‬ ‫وحدها بعيدا عن الثورة تطرح وال جتمع‪ ،‬وتسحب وال‬ ‫تضي�ف‪ ،‬وتأخذ وال تعطي‪ ،‬والبحث عن مخرج يتحقق‬ ‫بجمع قوى الثورة ولم شتاتها‪ ،‬وليكن مببادرة متكنها‬ ‫م�ن ذلك‪ ،‬وبل�ورة برنامج ث�وري؛ منطلقات�ه األهداف‬ ‫الس�تة لثورتي يناي�ر ويونيو‪ ،‬وهن�اك حاجة لوجود‬ ‫ق�وة أو جماعة أو فرد يبادر بهذا‪ ،‬وهذا ما يجب أن يتم‬ ‫بعد االس�تفتاء على الدس�تور‪ ،‬الذي ال يجب أن يسمح‬ ‫باس�تمرار تس�ليم الزمام للكتل�ة االجتماعي�ة القدمية‬ ‫لتعيد إنت�اج النظم والسياس�ات الفاس�دة الس�ابقة‪،‬‬ ‫وهذا متوقع إذا ما غابت مثل هذه املبادرة‪.‬‬ ‫٭ كاتب من مصر‬

‫ورطة‪ ،‬بدليل أنها راحت تس�تجلب املليش�يات الش�يعية من كل حدب‬ ‫وصوب إلنقاذ وضعها املتدهور هناك‪.‬‬ ‫أضف إلى ذلك أنها باتت تس�تجدي اآلن الكثي�ر من القوى والدول‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‬ ‫ف�ي املنطقة إليجاد ح�ل لورطتها الس�ورية‪ ،‬وقد ب�دأت تنفتح‬ ‫على اإلخوان املس�لمني‪ ،‬واحلركات الس�لفية‪ ،‬وبعض الدول على أمل‬ ‫ً‬ ‫كثي�را بوضعها في‬ ‫إيج�اد مخرج م�ن املهلكة الس�ورية‪ ،‬التي أض�رت‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫س�وءا بالنس�بة إلي�ران في فلس�طني‪ ،‬حيث كانت‬ ‫وال يق�ل الوضع‬ ‫حرك�ة حم�اس وإيران عل�ى طرفي نقيض‪ ،‬ف�ي ما يخ�ص املوقف من‬ ‫الوضع الس�وري‪ .‬صحي�ح أن حماس بدأت تعيد عالقاته�ا مع إيران‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كثيرا بالنسبة إليران‪ ،‬وال ميكن أن تعود حماس‬ ‫لكن اخلسارة تعمقت‬ ‫عن رأيها في ما يخص األزمة السورية‪ .‬وهذا بحد ذاته ضربة إليران‪.‬‬ ‫وح�دث وال حرج عن وضعها في العراق‪ ،‬حيث فش�لت سياس�اتها‬ ‫الطائفي�ة في الس�يطرة على العراق‪ ،‬ناهيك عن أن املكون الس�ني في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مبينا‪ .‬وال ش�ك أن انتفاضة األنبار‬ ‫ع�دوا‬ ‫الع�راق بات ي�رى في إيران‬ ‫تأتي في سياق الرد على املشروع اإليراني في العراق‪ .‬لقد أصبح أزالم‬ ‫إي�ران في العراق في وضع ال يحس�دون عليه‪ ،‬بع�د أن حتول العراق‬ ‫ً‬ ‫كثيرا على وضعها هناك‪،‬‬ ‫إلى س�احة يومية للتفجيرات‪ .‬وهذا سيؤثر‬ ‫فمن األفضل لها‪ ،‬لو اس�تطاعت أذرعه�ا أن حتكم العراق بهدوء ودون‬ ‫ً‬ ‫حلما بعي�د املنال بعد أن حت�ول العراق إلى‬ ‫مش�اكل‪ ،‬لكن ذل�ك أصبح‬ ‫مرج�ل يغل�ي وأرض متور حتت أقدام م�ن بات العراقيون يس�مونهم‬ ‫بـ»العدو الفارسي»‪.‬‬ ‫وبع�ودة حركة طالبان إلى الس�يطرة على أفغانس�تان‪ ،‬فإن إيران‬ ‫ً‬ ‫ايضا مقبلة على مشاكل كثيرة في جوارها‪.‬‬ ‫هل ميكن أن نقول بعد كل ما سبق إن إيران في صعود‪ ،‬أم في ورطة‬ ‫حقيقية بسبب عنجهيتها وغرور القوة؟‬ ‫٭ كاتب واعالمي من سوريا‬ ‫‪falkasim@gmail.com‬‬

‫■ ش��اءت الص��دف أن يأتي خبر‬ ‫موت ش��ارون بينما كنت ف��ي زيارة‬ ‫لواش��نطن‪ .‬ورغم عدم وجود أوهام‬ ‫ل��دي بش��أن إمكانية تن��اول اإلعالم‬ ‫األمريك��ي ملثل هذا احل��دث على غير‬ ‫النح��و املتوق��ع ‪ -‬حي��ث أن اإلجماع‬ ‫منعق��د ل��دى الق��وم بأن��ه كان عل��ى‬ ‫وشك إحالل س�لام شامل دائم لوال‬ ‫أن عاجل��ت اجللطة «رجل الس�لام»‬ ‫ فق��د لف��ت انتباهي مبلغ التش��ابه‬‫بني «واشنطن بوس��ت» و»نيويورك‬ ‫تاميز» ف��ي محدودية أف��ق التحليل‬ ‫رغ��م ط��ول التقاري��ر‪ .‬والواق��ع أن‬ ‫ض�لاالت الليبرالي�ين الغربي�ين‬ ‫واليسار اإلس��رائيلي بشأن شارون‬ ‫إمن��ا تعود إلى بداي��ات ‪ ،2001‬عندما‬ ‫أخ��ذوا يقولون مل��ن يريد س��ماعهم‪:‬‬ ‫إن الرج��ل تغير‪ .‬لقد صار سياس��يا‬ ‫جادا يتحلى باملس��ؤولية ويرغب في‬ ‫حتقي��ق س�لام ال ميك��ن ألح��د غيره‬ ‫حتقيقه‪.‬‬ ‫ول��كأن ش��ارون أراد التعجي��ل‬ ‫بإثب��ات صح��ة كالمه��م فم��ا لب��ث‬ ‫أن أعل��ن‪ ،‬بع��د يوم�ين فق��ط م��ن ‪11‬‬ ‫ايل��ول‪ /‬س��بتمبر ‪ ،2001‬أن «عرفات‬ ‫ه��و ب��ن الدن إس��رائيل»! وأن م��ا‬ ‫تكبدته أمريكا أخيرا هو ما تقاس��يه‬ ‫إس��رائيل املظلوم��ة املكلوم��ة من��ذ‬ ‫عش��رات الس��نني‪ .‬بدائية في خياطة‬ ‫البروباغان��دا؟ أي نع��م‪ .‬ولكنه��ا‬ ‫أس��تاذية في انتهازية التوقيت‪ .‬هذا‬ ‫فض�لا ع��ن التماس��ك ف��ي املواقف‪.‬‬ ‫ألنه إذا كان الساس��ة الفلسطينيون‬ ‫قد احتاج��وا أعوام��ا ليكتش��فوا أن‬ ‫اتفاقي��ات أوس��لو نكبة ثاني��ة‪ ،‬فإن‬ ‫شارون قرر‪ ،‬فور إعالنها‪ ،‬أن أوسلو‬ ‫هي «أكب��ر كارثة حلت بإس��رائيل»!‬ ‫ولهذا ناهض جميع اتفاقيات السالم‬ ‫م��ن أوس��لو (‪ ،)1993‬فواش��نطن‬ ‫وكام��ب ديفيد‪ ،‬إل��ى مقترحات طابا‬ ‫(بداي��ة ‪ .)2001‬ذل��ك أن��ه كان يعتقد‬ ‫دوما أن للفلس��طينيني بالدا اس��مها‬ ‫األردن‪ .‬فلم��اذا ال يقيم��ون «دولتهم»‬ ‫هناك؟‬ ‫عل��ى أن ثم��ة جانب��ا هام��ا يجدر‬ ‫بالعرب االعتبار به‪ .‬وهو أن ش��ارون‬ ‫ق��د غير مج��رى حرب أكتوب��ر ‪1973‬‬ ‫مبفرده تقريبا بس��بب عن��اده وعدم‬ ‫تهيب��ه من رك��وب اخملاط��ر‪ .‬وتندرج‬ ‫ه��ذه احلقيقة في س��ياق حقيقة أعم‬ ‫وأه��م‪ ،‬هي انقالب ص��ورة اليهودي‬ ‫عن نفسه‪ .‬فقد كانت لدى األوروبيني‬ ‫على م��دى القرون نظرة عنصرية عن‬ ‫اليه��ود باعتباره��م عاجزي��ن فطريا‬ ‫ع��ن القت��ال ومجابهة امل��وت‪ .‬ولكن‬ ‫ما وقع أن إنش��اء دولة إس��رائيل قد‬ ‫ح��رر اليهودي من إس��ار هذه النظرة‬ ‫العنصري��ة‪ .‬وهذا ما يفس��ر التواطؤ‬ ‫العمي��ق ال��ذي ال ينفص��م ب�ين يهود‬ ‫إس��رائيل ويه��ود العال��م‪ ،‬رغ��م أن‬ ‫كثيرا من هؤالء ال يراودهم أي حنني‬ ‫صوفي إلى «أرض امليعاد»‪ .‬أما الذي‬ ‫ال مراء فيه فهو أنه قد كان لش��ارون‬ ‫دور بارز في هذا االنقالب الكبير على‬ ‫صعيد السيكولوجيا اليهودية‪.‬‬ ‫وإذا كان ديفيد غروسمان يرى أن‬ ‫شارون «ش��خصية روائية»‪ ،‬باملعنى‬ ‫ال��ذي فصلن��اه األس��بوع املاض��ي‪،‬‬ ‫ف��إن الصحيح أيضا أن��ه كان روائي‬ ‫الس��يرة وروائي املصير مبعنى آخر‪.‬‬ ‫إنه املعنى الذي أش��ار إليه روجر آلفر‬ ‫عندم��ا كتب أخي��را أن ش��ارون كان‬ ‫يحظى مدة رئاسته للحكومة مبكانة‬ ‫فريدة لدى الرأي العام اإلس��رائيلي‬ ‫ل��م يح��ظ به��ا س��واه‪ .‬حيث أن��ه لم‬ ‫يك��ن «ف��وق االنتق��اد» فحس��ب‪ ،‬بل‬ ‫كان يع��دّ ف��وق اليمني واليس��ار‪ .‬بل‬ ‫حتى فوق اخلير والش��ر! واستخدم‬ ‫آلف��ر حرفيا تعبي��ر «أبعد م��ن اخلير‬ ‫والشر»‪ ،‬في استرجاع لعنوان كتاب‬ ‫نيتشه الشهير‪ .‬لقد كان شارون «أقل‬ ‫رؤس��اء حكوم��ات إس��رائيل تدين��ا‬ ‫وأكثره��م نيتش��وية‪ ،‬حيث ل��م يكن‬ ‫لديه أي مقدسات أو مبادىء ممتنعة‬ ‫عل��ى إع��ادة التفكي��ر أو التعدي��ل»‪.‬‬ ‫نظرة سياس��ية‪ ،‬بل وجودية‪ ،‬أحدث‬ ‫بها ش��ارون ثورة (ثانية) في الوعي‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪Head Office (London): 164-166 King Street, Hammersmith, London W6 0QU England‬‬

‫‪Al-Quds Al-Arabi‬‬

‫‪Tel: 0208-741 8008 (6 Lines) Fax: 0208-741 8902‬‬

‫‪Daily Independent‬‬ ‫‪Newspaper‬‬

‫هاتف‪ 6( 0208 741 8008 :‬خطوط) ـ‬ ‫فاكس‪0208 741 8902 :‬‬

‫‪email: alquds@alquds.co.uk * Internet: www.alquds.co.uk‬‬ ‫‪Cairo Office: 43 a Kasser Al Neel St, First Floor, Flat No (2).‬‬

‫مكتب القاهرة‪ 43 :‬أ شارع قصر النيل ـ الطابق األول ـ شقة رقم (‪ .)2‬هاتف‪/‬فاكس‪)202( 25282918 :‬‬ ‫مكتب الرباط‪ 8 :‬زنقة املرج شقة ‪ 6‬حسان ـ الرباط‪ .‬هاتف‪ /‬فاكس‪00212 5377 23152 :‬‬ ‫مكتب عمان‪ :‬شارع امللكة رانيا مجمع عكاوي الطابق الرابع رقم ‪.408‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪19‬‬

‫‪Tel/Fax: (202) 25282918‬‬ ‫‪Rabat Office: 8 Elmerj Street Flat No.6 Hassam - Rabat - Morocco‬‬ ‫‪Tel/Fax: 00212 5377 23152‬‬ ‫‪Amman Office: Queen Rania St. Akkawi Complex/ 4th Floor/ No 408‬‬

‫هاتف‪/‬فاكس‪)009626( 5066089 :‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫‪Tel/Fax: (009626) 5066089‬‬

‫‪Published In London,‬‬ ‫‪New York and Frankfurt‬‬ ‫‪by Al Quds Al- Arabi‬‬ ‫‪Publishing LTD‬‬

‫‪Circulated in Europe, Middle East,‬‬ ‫‪North Africa and North America.‬‬

‫‪Editor In Chief‬‬

‫‪SANA ALOUL‬‬


‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪Volume 25 - Issue 7643 Saturday/Sunday 18/19 January 2014‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7643‬السبت‪/‬االحد ‪ 19/18‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬ـ ‪ 18/17‬ربيع األول ‪1435‬هـ‬

‫بيشاور الباكستانية‬ ‫أكبر مصدر لفيروس شلل األطفال‬

‫■ إسلام آب�اد ـ د ب أ‪ :‬قال�ت منظم�ة الصح�ة العاملي�ة‬ ‫اجلمعــــة‪ ،‬إن مدينة بيشاور الواقعة في شمـــــال غــــرب‬ ‫باكستان تعد أكبر مصدر للفيروس املسبب لوباء شلل األطفال‬ ‫في العالم‪.‬‬ ‫وذك�رت املنظمة التابعة للأمم املتحدة في بي�ان أن ما يزيد‬ ‫على نس�بة ‪ ٪90‬من حاالت شلل األطفال احلالية في باكستان‬ ‫يرتبط باملدينة‪.‬‬ ‫وأضاف�ت املنظم�ة «وفق�ا ألحدث نتائ�ج التسلس�ل اجليني‬ ‫الصادرة عن املعمل املرجعي اإلقليمي لفيروس ش�لل األطفال ‪،‬‬ ‫فإن ‪ 83‬حالة إصابة مبرض ش�لل األطفال من أصل ‪ 91‬في البالد‬ ‫خالل العام املاضي مرتبطة جينيا بانتش�ار الفيروس بنش�اط‬

‫أمراض التدخني تزداد‬ ‫وبينها سرطان الكبد والقولون واملستقيم‬ ‫■ ش�يكاجو ـ رويت�رز‪ :‬كش�ف تقري�ر نش�رت نتائج�ه اجلمع�ة أن اآلثار‬ ‫املرتبط�ة بالتدخين في تزايد مس�تمر وم�ن بينها س�رطان الكبد وس�رطان‬ ‫القولون واملس�تقيم والس�كري والتهاب املفاص�ل الروماتويدي بل وضعف‬ ‫االنتصاب‪.‬‬ ‫وج�اء التقري�ر بعد مرور ‪ 50‬عاما على ص�دور أول تقرير من كبير األطباء‬ ‫في الواليات املتحدة يعلن خطورة التدخني على صحة اإلنسان‪.‬‬ ‫وأظه�ر التقرير اجلديد واألول من نوعه خالل أكثر من عش�ر س�نوات أن‬ ‫التدخني أودى بحياة ما يربو على ‪ 20‬مليون أمريكي في سن مبكرة على مدى‬ ‫اخلمسين عاما املاضية ويحذر من أنه في حال استمرار هذا االجتاه فإن ‪5.6‬‬ ‫مليون طفل معرضون خلطر الوفاة في سن مبكرة‪.‬‬ ‫ورغ�م أن معدالت التدخني بني البالغين األمريكيني تراجعت إلى ‪ 18‬باملئة‬ ‫م�ن ‪ 43‬باملئ�ة في عام ‪ 1956‬أش�ار التقرير إلى أن أكثر من ‪ 3200‬ش�خص دون‬ ‫الثامنة عشرة يبدأون التدخني كل يوم‪.‬‬ ‫وق�ال القائ�م بأعمال كبير األطب�اء الدكتور بوريس لوش�نياك في مقابلة‬ ‫هاتفي�ة «األمر بلغ مداه ‪ ...‬نحتاج إلى القضاء عل�ى التدخني والتمهيد جليل‬ ‫خال من التبغ‪».‬‬ ‫ويحم�ل التقري�ر اس�م «تداعي�ات التدخين عل�ى الصح�ة ‪ 50 -‬عاما من‬ ‫التقدم»‪.‬‬

‫في بيشاور»‪.‬‬ ‫وأوضح�ت منظمة الصح�ة العاملية أن ‪ 12‬حال�ة من إجمالي‬ ‫‪ ،13‬وردت به�ا تقاري�ر خلال الع�ام املاض�ي ف�ي أفغانس�تان‬ ‫اجملاورة‪ ،‬ترتبط أيضا ببيشاور‪.‬‬ ‫وتع�د باكس�تان م�ن بين ثلاث دول إل�ى جان�ب نيجيري�ا‬ ‫وأفغانستان حيث يستوطن املرض‪.‬‬ ‫ونوه�ت املنظم�ة أيضا إل�ى أن الوضع األمني ف�ي البالد أثر‬ ‫بشكل خطير على احلملة ضد مرض شلل األطفال‪.‬‬ ‫وش�دد على ضرورة حتسين احلالة القائمة جلهود القضاء‬ ‫على ش�لل األطفال في بيشاور من جانب احلكومة اإلقليمية من‬ ‫أجل منع انتقال الفيروس‪.‬‬

‫بني من قالوا نعم‬ ‫ومن قالوا «آه»!‬ ‫عزت القمحاوي‬ ‫تعلن جلنة اإلنتخابات املصرية مس��اء اليوم «السبت» النتيجة‬ ‫النهائي��ة لإلس��تفتاء على الدس��تور‪ ،‬لك��ن النتائج قب��ل النهائية‬ ‫أس��فرت عن نسبة مش��اركة قدرها أربــــــعون باملــــئة ممن يحق‬ ‫له��م التصوي��ت‪ ،‬واف��ق منهم نح��و خمس��ة وتس��عني باملئة على‬ ‫الوثيقة‪.‬‬ ‫نس��بة املش��اركة معقولة‪ ،‬ليس��ت باملتدني��ة وال باخلارقة‪ ،‬لكن‬ ‫نس��بة املوافقة املذهلة أصابت الفس��طاطني املتحاربني بالذهول‪،‬‬ ‫ألنها وضعتهما حتت سكرة النصر وحسرة الهزمية‪.‬‬ ‫اجلماعة العائدة احتفل��ت بالعودة املظفرة‪ ،‬واجلماعة اخمللوعة‬ ‫أقام��ت املزيد من املآمت‪ ،‬وانطلق��ت املكامل��ات التليفزيونية «التوك‬ ‫ش��و» تس��تخدم هذه النتيجة للتدليل على وجه��ات نظر ثابتة في‬ ‫الرؤوس وليس لقراءة الواقع بتعقل‪.‬‬ ‫اإلخ��وان ومناصروهم يرون ف��ي غياب الـ «ال» ع��ودة إلرهاب‬ ‫الدولة األمنية وإحلاح إعالمه��ا‪ ،‬الذي جعل من املصوت بالرفض‬ ‫متاما‪ ،‬يرى أنصار الدولة األمنية‬ ‫للدس��تور‬ ‫مجرما‪ .‬وعلى العكس ً‬ ‫ً‬ ‫أن غي��اب ال��ـ «ال» هو غي��اب لإلره��اب املناهض خلارط��ة الطريق‬ ‫والتفاف الشعب حول شخص وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح‬ ‫السيس��ي‪ ،‬ولم يعد أمام الرجل إال أن يفرح بهذه البشارة ويطمئن‬ ‫إلى التفاف الشعب حوله ويعلن ترشحه للرئاسة‪.‬‬ ‫لم يتوقف التحليل عند فرز الس��لمي من اإلرهابي والوطني من‬ ‫اخلائ��ن‪ ،‬بل امتد لفرز األجيال‪ ،‬واتخذ املتبارون الليليون الطوابير‬ ‫طاب��ورا ليدل��ل على أن‬ ‫وس��يلة لدعم حججه��م؛ يع��رض أحدهم‬ ‫ً‬ ‫املصوتني ينتمون إلى الفئات العمرية األعلى‪ ،‬وهي فئات مرجتفة‬ ‫متي��ل إلى اخلن��وع وال تنتم��ي لتيار الث��ورة‪ ،‬ويرد اآلخ��ر بطابور‬ ‫يصطف فيه الشباب ليرد على املشككني!‬ ‫إعالن النتيجة هذا املس��اء س��يقدم تفاصيل أخرى‪ ،‬مثل نسب‬ ‫التصوي��ت واملوافق��ة ف��ي كل محافظ��ة ومدينة على ح��دة؛ فيمد‬ ‫ف��ي عم��ر السفس��طة التليفزيونية لي��ال أخ��رى‪ ،‬دون أن يحاول‬ ‫املتنابذون قراءة نس��بة من قالوا «نعم» بانش��راح ومن قالوا «آه»‬ ‫الت��ي تعني املوافقة في العامية املصرية بقدر ما تعني تنهيدة األلم‬ ‫في كل اللغات‪.‬‬ ‫٭٭٭‬ ‫املوافق��ة بـ «آه» هي التي تفس��ر حالة اإلجماع‪ ،‬وكان من املمكن‬ ‫أن تزيد نس��بة اآله فترفع من حجم املش��اركة وحجم املوافقة‪ ،‬لو‬ ‫كبيرا من ش��باب الثورة ويدفعه‬ ‫لم يس��تفز إحلاح اإلعالم ً‬ ‫قطاعا ً‬ ‫للمقاطعة‪ ،‬أي أن ما فعله اإلحلاح الدعائي هو الذي خفض نسبتي‬ ‫التصويت واملوافقة وليس العكس كم��ا يتوهم أنصار اجلماعتني‬ ‫الغاربتني‪.‬‬ ‫عل��ى أن وقت التأمل ل��م يفت بعد‪ .‬ولو أعط��ت جماعة اإلخوان‬ ‫نفس��ها فس��حة م��ن الوق��ت لتص��ور معن��ى «اآله» لغي��رت م��ن‬ ‫اس��تراتيجيتها احلركي��ة والفكري��ة‪ ،‬ول��و عرفت جماع��ة مبارك‬ ‫معناها الستحت ً‬ ‫قليال وقللت من غرورها‪.‬‬ ‫أص��ل املوافق��ة ب��ـ «آه» ال يكم��ن ف��ي اإلنحي��از ألداء الس��لطة‬ ‫اإلنتقالي��ة بع��د ‪ 30‬يونيو‪ ،‬وال س��ببه ذك��رى أداء اإلخوان خالل‬ ‫سنة فحسب‪ ،‬بل يقبع هناك في عمق الزمان‪ ،‬حيث يتبدل التاريخ‬ ‫ويترك محدداته األساسية في ال وعي الشعوب‪.‬‬ ‫ومص��ر التي قد يفر منها الش��باب ً‬ ‫بحثا عن عم��ل فيموتون في‬ ‫ع��رض البحر‪ ،‬لم تزل الفردوس بالنس��بة ألهلها‪ ،‬يتمس��ك به من‬ ‫يقدر على البقاء ويعود إليه من يفر في أقرب فرصة عودة سانحة‪.‬‬ ‫وبهذه العقي��دة التاريخية يتصرف املصريون عندما يتهدد اخلطر‬ ‫وجود الدولة‪ ،‬حتى لو كانت دولة ظاملة‪ ،‬فيختارون الدولة الظاملة‬ ‫على أم��ل إصالحها في احملاول��ة التالية‪ ،‬لكنهم ال ينح��ازون أبدً ا‬ ‫لتبددها أو ضياعها أو حتى ذوبانها في كيان أوسع‪.‬‬ ‫٭٭٭‬ ‫لم يخص املصريون فكرة األممية اإلسالمية بالتشكك‪ ،‬فالفكرة‬ ‫القومي��ة لم جتد ف��ي الصفوة املصري��ة اإلميان ال��ذي وجدته في‬ ‫ً‬ ‫مش��روطا بوجود عبد‬ ‫العراق والش��ام‪ ،‬والن��ذر الذي وجدته كان‬ ‫الناصر؛ أي مبنظومة عربية تقودها مصر‪ ،‬ال تقف في ذيلها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقبوال إلى‬ ‫كي��ان مصر دي��ن بحد ذاته‪ ،‬م��ن يتوافق معه يك��ون‬ ‫أن يثب��ت العكس‪ ،‬له��ذا فإن جملة واحدة قالها السيس��ي كان لها‬ ‫مفعول الس��حر‪« :‬مصر أم الدنيا وهتبقى ق��د الدنيا»‪ .‬هذه العبارة‬ ‫احليات‪ .‬وهي‬ ‫لغوا ابتلع��ت كل ّ‬ ‫الت��ي قد تعتبره��ا الصفوة املثقفة ً‬ ‫التي ضمنت التصويت بنعم والتصويت بآه على الدستور‪.‬‬ ‫ورمب��ا يك��ون م��ن اخلي��ر كذل��ك أن يتأم��ل الفرح��ون بالنصر‬ ‫واملم��رورون م��ن الهزمية ما يتبق��ى في ضمير التاري��خ من عالقة‬ ‫املصري بالفرعون‪.‬‬ ‫ل��م تعرف مصر الفرعوني��ة العبودية كما عرفته��ا اليونان‪ ،‬ألن‬ ‫اإلمي��ان املبك��ر بإله أس��قط احلاجة إلى اس��ترقاق البش��ر بعض‬ ‫البش��ر لبعضهم‪ .‬الكل يعمل خلدمة اإلله املتجس��د ف��ي الفرعون‪،‬‬ ‫والذين رفع��وا أحجار الهرم لم يكونوا عبي��دً ا‪ ،‬بل أحرار ًا يخلدون‬ ‫الفرعون ـ صلتهم مع الله ـ فيضمن كل منهم خلوده الشخصي من‬ ‫خالل خلود الفرعون‪.‬‬ ‫وكان املصري��ون على وع��ي بالفرق بني البش��ري واإللهي في‬ ‫ش��خص الفرع��ون‪ ،‬لذلك كان��وا يتفانون ف��ي العمل لرف��ع قواعد‬ ‫نهارا بالتبتل الواجب‪ ،‬بينما يس��لون أنفسهم في‬ ‫املعبد أو املقبرة ً‬ ‫الليل بالس��خرية من الفرعون اإلنسان‪ ،‬في رسوم خلدتها جدران‬ ‫غرفهم‪.‬‬ ‫املس��افة بني تبجيل النهار وس��خرية الليل تؤكد أن العالقة بني‬ ‫الفرع��ون والعام��ل عالقة تعاق��د ال امتالك‪ .‬وبصدى ه��ذا «العقد‬ ‫اإللهي» املبكر تظل العالقة التعاقدية واجبة وبحكم الزمن يجب أن‬ ‫يتحول العقد اإللهي إلى عقد اجتماعي‪ .‬ولألسف فإن هذه احلقيقة‬ ‫هي األصعب على أفهام الفرحني واملمرورين على السواء‪.‬‬

‫‪AL-Quds Al-Arabi‬‬

‫رجل يربي فرخ‬ ‫بط في‪ ..‬حليته!‬ ‫■ لن�دن ـ يو ب�ي اي‪ :‬متك�ن رجل في‬ ‫الثالث�ة والثالثين م�ن العمر م�ن تربية‬ ‫ف�رخ ب�ط يتي�م ف�ي حليت�ه الطويل�ة‪،‬‬ ‫وأصبح مبثابة والدته‪.‬‬ ‫وقالت صحيف�ة «دايلي اكس�بريس»‬ ‫اجلمعة إن‪ ،‬براين دوس‪ ،‬اش�ترى حفنه‬ ‫م�ن بيض الب�ط م�ن مزرعة بالق�رب من‬ ‫منزل�ه ف�ي مدين�ة أثين�ا بوالي�ة أوهايو‬ ‫االمريكي�ة بقص�د تربيته�ا‪ ،‬لك�ن واحدة‬ ‫منها فقط فقس�ت وخرج منه�ا فرخ انثى‬ ‫اس�ماه (بيب�س) تعلق�ت عل�ى الف�ور‬ ‫بـ»والدتها»اجلديدة‪.‬‬ ‫كرس كتفه وحليته‬ ‫وأضافت أن براين ّ‬ ‫ً‬ ‫دافئ�ا‪ ،‬حي�ث‬ ‫إلبق�اء الف�رخ (بيب�س)‬ ‫اعت�ادت عل�ى النوم اثن�اء مش�اهدتهما‬ ‫التلفزيون‪.‬‬ ‫وأش�ارت الصحيفة إل�ى أن (بيبس)‬ ‫أصب�ح عمرها اآلن نحو عش�رة أس�ابيع‬ ‫وكب�ر حجمه�ا ول�م تع�د ذق�ن براي�ن‬ ‫تناسبها كعشها ّ‬ ‫املفضل‪.‬‬

‫■ واش�نطن ـ رويترز‪ :‬اظهرت دراسة حديثة ان االمريكيني زائدي الوزن‬ ‫الذين يتناولون مش�روبات خالية من السكر يأكلون على ما يبدو كميات من‬ ‫الطعام أكبر من أولئك الذين يفضلون املش�روبات الس�كرية مما يثير شكوكا‬ ‫حول دور املش�روبات منخفضة السعرات احلرارية في مساعدة الناس على‬ ‫خسارة الوزن‪.‬‬ ‫وحلل باحثون بجامعة جونز هوبكنز بيانات مسح أمريكي أجري على ‪24‬‬ ‫ألف س�خص على مدار عش�ر س�نوات حيث وجدوا ان من يعانون من زيادة‬ ‫ال�وزن أو الس�منة عموما يتناول�ون الكمية نفس�ها من الس�عرات احلرارية‬ ‫يوميا بصرف النظر عما يشربون‪ .‬غير ان من يختارون مشروبات منخفضة‬ ‫السعرات بحصلون على سعرات اكثر من الطعام‪.‬‬ ‫واظه�رت الدراس�ة ‪-‬التي نش�رت نتائجها في دورية «أمري�كان جورنال‬ ‫أوف بابل�ك هيل�ث» أن زائ�دي ال�وزن الذين تناول�وا مش�روبات منخفضة‬ ‫السعرات احلرارية اكلوا طعاما به ‪ 1965‬سعرا حراريا يوميا مقارنة مع ‪1874‬‬ ‫سعرا حراريا ملن شربوا مشروبات عادية‪.‬‬

‫مادونا متارس متارينها‬ ‫الرياضية على عكاز‬

‫رفض دعوى ضد امرأة كانت ترتدي نظارة‬ ‫غوغل الذكية أثناء القيادة‬

‫■ ل�وس أجنلي�س ـ د ب أ‪ :‬رغ�م‬ ‫االصاب�ة‪ ،‬تص�ر ملك�ة الب�وب األمريكية‬ ‫مادونا على ممارس�ة متارينها الرياضية‬ ‫‪ ،‬حتى لو اضطرت إلى االستعانة بعكاز‪.‬‬ ‫وكتب�ت مادونا ‪ 55/‬عام�ا‪ /‬على موقع‬ ‫التواص�ل االجتماع�ي «فيس�بوك» أنه�ا‬ ‫ابتكرت مترينا جديدا بالعكاز ‪ ،‬وأضافت‪:‬‬ ‫«إيقاظ نواقل عصبية جديدة أمر ممتع»‪.‬‬ ‫ونش�رت مادون�ا ص�ورة عل�ى صفحتها‬ ‫وهي تتمرن على عكاز ف�ي قاعتها للياقة‬ ‫البدنية‪.‬‬ ‫ونقل�ت وس�ائل إعلام أمريكي�ة ع�ن‬ ‫متحدث�ة باس�م مادونا قوله�ا إن مادونا‬ ‫أصيب�ت مؤخرا خالل الرقص بكعب عال‬ ‫‪ ،‬مضيفة أنها في حالة جيدة اآلن وميكنها‬ ‫العودة للمشي بدون عكاز خالل أسبوع‪.‬‬ ‫جت�در اإلش�ارة إل�ى أن مادونا أسس�ت‬ ‫سلسلة نوادي للياقة البدنية عام ‪.2010‬‬

‫■ ل�وس أجنلي�س ـ د ب أ‪ :‬ذكر تقرير إخباري أن�ه متت تبرئة امرأة كانت‬ ‫ترت�دي نظ�ارة غوغل الذكي�ة أثناء القيادة م�ن اتهامات بارت�كاب مخالفات‬ ‫مرورية من جانب محكمة في كاليفورنيا‪ ،‬بعد أن فشل االدعاء في إثبات أنها‬ ‫كانت تستخدمها‪.‬‬ ‫وكانت سيسيل أبادي ترتدي النظارة (التي تقوم بوظيفة جهاز كمبيوتر)‬ ‫عندما أوقفتها الش�رطة في تشرين أول‪/‬أكتوبر واتهمت بانتهاك قانون مينع‬ ‫تش�غيل الفيديو أو شاش�ة التلفزيون أثناء القيادة‪ .‬وق�ال محامي أبادي ان‬ ‫النظارة لم تكن في وضع التشغيل في ذلك الوقت‪ ،‬وقضت احملكمة باستحالة‬ ‫إثبات أن أبادي كانت تشغل النظارة أثناء القيادة‪.‬‬ ‫كم�ا أوضح�ت احملكمة أن نظارة غوغ�ل الذكية ال ترقى إلى شاش�ة فيديو‬ ‫مبقتض�ى قان�ون الوالي�ة‪ ،‬الذي يحظر تش�غيل شاش�ة فيديو أمام الس�ائق‬ ‫باستثناء شاشة نظام حتديد املواقع (جي بي اس)‪.‬‬ ‫وهذه ه�ي أول قضية من نوعه�ا في الواليات املتحدة حيث اش�ترى أكثر‬ ‫من ‪ 30‬ألف ش�خص بالفعل هذه النظارة الت�ي يتوقع أن تطرح للبيع جتاريا‬ ‫العام اجلاري‪.‬‬

‫السجن ‪ 9‬أشهر المرأة‬ ‫سرقت‪ ..‬دوالرين‬ ‫■ هيلزدي�ل ـ ي�و ب�ي اي‪:‬أص�درت‬ ‫ً‬ ‫حكم�ا بالس�جن ملدة ‪9‬‬ ‫محكم�ة أميركي�ة‬ ‫ّ‬ ‫تس�للت إلى منزل ولم‬ ‫أش�هر بحق امرأة‬ ‫تسرق منه إال دوالرين‪.‬‬ ‫وذك�رت صحيف�ة (هيلزدي�ل دايل�ي‬ ‫ني�وز) أن كارليس�ا ليلي�ان هوكين�ز‬ ‫ً‬ ‫عام�ا) اعترف�ت باقتح�ام من�زل في‬ ‫(‪20‬‬ ‫ً‬ ‫حكما عليها‬ ‫ميتش�يغان‪ ،‬وأصدر القاضي‬ ‫بالسجن ‪ 8‬أشهر باإلضافة إلى ‪ 3‬سنوات‬ ‫م�ن الرقاب�ة‪ ،‬وأمره�ا بدف�ع تعويض�ات‬ ‫ألفي دوالر‪.‬‬ ‫بحوالي ّ‬ ‫وقد ّ‬ ‫تسللت هوكينز مع صديقة لها إلى‬ ‫ً‬ ‫منزل لم يكن س�اكنه موجودا في داخله‪،‬‬ ‫بهدف س�رقة امل�ال لدفع بع�ض الديون‪،‬‬ ‫ولكنهما لم جتدا إال دوالرين‪.‬‬ ‫وقال�ت هوكين�ز إنه�ا اس�تخدمت‬ ‫الدوالرين لتعبئة الوقود في السيارة‪.‬‬ ‫وكانت هوكينز تواجه عقوبة السجن‬ ‫‪ 5‬سنوات‪ ،‬ولكن احلكم ُخ ّفف إلى ‪ 9‬أشهر‬ ‫االدعاء‪.‬‬ ‫مبوجب اتفاق تسوية مع ّ‬

‫تناول املشروبات اخلالية من السكر‪ ..‬يزيد‬ ‫من تناول أطعمة غنية بالسعرات احلرارية‬

‫أصحاب أحالم اليقظة يشعرون أكثر باأللم‬

‫أزياء املانية‪ ..‬من «ألف ليلة»!‬

‫وكأنه��ا خارجة لتوها م��ن «ألف ليلة وليلة» بدت هذه العارضة األملانية بثوبها املثي��ر للخيال ونظاراتها الغامضة‪.‬‬ ‫خالل عرض أقيم ضمن اسبوع األزياء في العاصمة برلني ومن مبتكرات املصممة «ميراندا كونتستانيندو»‪.‬‬ ‫• جلنة ترشيحات جوائز األوسكار‬ ‫لألفالم األجنبية‪ ،‬وصفت الفيلم املرشح‬ ‫«عم��ر» باعتباره من «فلس��طني»‪ ،‬وبهذا‬ ‫تكون األكادميية األمريكية لعلوم وفنون‬ ‫الس��ينما قد جتنب��ت تس��مية «الراضي‬ ‫الفلس��طينية» الت��ي كان��ت س��ائدة فى‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫والفيلم يجس��د الصراع الفلس��طيني‬ ‫اإلس��رائيلي للمخرج الفلسطيني هاني‬ ‫أبو أس�عد‪ ،‬الذي ترش��ح فيلم��ه «اجلنة‬ ‫اآلن» جلوائز أوسكار في فئة األفالم األجنبية عام ‪.2005‬‬

‫احوال الناس‬

‫• الفنان��ة اللبناني��ة جاهدة وهبة كان��ت جنمة ثاني‬ ‫أيام مهرجان الش��ارقة للموس��يقى العاملي��ة الذي تنظمه‬ ‫«القصب��اء» الوجه��ة الترفيهي��ة والعائلية في الش��ارقة‪،‬‬ ‫بالتعاون مع مركز فرات قدورى للموسيقى‪.‬‬

‫• اإلعالم��ي املصـــــ��ري باس�م‬ ‫يوس�ف س��افر مؤخ��را إل��ى أب��و ظبي‬ ‫لتصوي��ر إحــــ��دى حلقـــ��ات املوس��م‬ ‫الثال��ث م��ن برنامـــ��ج «صــــ��وال» م��ع‬ ‫الفنان��ة الس��ورية أصال�ة‪ ،‬وال��ذي يتم‬ ‫تصــــوي��ره حت��ت إدارة زوجها اخملرج‬ ‫طارق العريان‪.‬‬ ‫• جائ��زة «العنق��اء» الدولية اعلنت‬ ‫أس��ماء الفائزين لعام ‪ ،2013‬وتصدرها‬ ‫اس��م الكات��ب الراحل الدكتور ث�روت عكاش�ة عن كتابه‬ ‫«مارك ش��اجال» الذي ش��اركت به الهيئة املصرية العامة‬ ‫للكتاب في املسابقة‬ ‫• الفنان��ة اللبناني��ة ديان�ا حداد أحيت حف�لا غنائيا‬ ‫كبيرا ضم��ن ليالي مهرجان دبي للتس��وق بس��احة برج‬ ‫خليفة‪ ،‬حضره ‪ 4‬آالف شخص‪.‬‬

‫■ لن�دن ـ ي�و ب�ي اي‪:‬وجدت دراس�ة جدي�دة أن أصحاب أحلام اليقظة‬ ‫يشعرون أكثر باأللم‪.‬‬ ‫وذك�رت صحيف�ة «دايلي ماي�ل» البريطانية أن الباحثني ف�ي مركز «وايك‬ ‫فورست بابتيست» الطبي في كارولينا وجدوا أن عتبة األلم تكون أعلى عند‬ ‫الذين يستغرقون في أحالم اليقظة‪.‬‬ ‫وألول م�رة فق�د أظهر الباحثون كيف أن حساس�ية الش�خص جتاه األلم‬ ‫مك�ون الدم�اغ‪ ،‬ووج�دوا أن عتب�ات األل�م تتغيّ �ر بش�كل كبير بني‬ ‫يحدده�ا َّ‬ ‫األش�خاص‪ .‬وقال الباحث املس�ؤول عن الدراس�ة روب�رت كوغهيل «وجدنا‬ ‫أن اإلختالف�ات في كمية املادة الرمادية في بعض مناطق الدماغ عند مختلف‬ ‫األشخاص ترتبط بكيفية حتسس هؤالء األشخاص جتاه األلم»‪.‬‬ ‫ويتأل�ف الدم�اغ من املادتين البيض�اء والرمادية‪ ،‬فاألولى مس�ؤولة عن‬ ‫تنس�يق عمليات التواصل بني مناطق الدماغ‪ ،‬والثانية مسؤولة عن عمليات‬ ‫معاجلة املعلومات‪.‬‬ ‫وحل�ل الباحثون العالق�ة بني كمية امل�ادة الرمادية واختالف حساس�ية‬ ‫ً‬ ‫متطوعا‪.‬‬ ‫األشخاص جتاه األلم لدى ‪116‬‬

‫هل احلاسة السادسة‪ ...‬سراب؟‬ ‫■ كانبي�را ـ ي�و ب�ي اي‪ :‬وج�دت دراس�ة جدي�دة أن األش�خاص الذي�ن‬ ‫يقولون إنهم يتمتعون بحاس�ة سادس�ة‪ ،‬هم في الواقع يكتش�فون تغييرات‬ ‫في حواسهم العاديّ ة ويصعب عليهم حتديدها أو التكلم عنها بوضوح‪.‬‬ ‫ووجد العلماء في جامعة «ملبورن» األس�ترالية أن األش�خاص يحس�ون‬ ‫ً‬ ‫بصريا‪.‬‬ ‫باحلاسة السادسة عندما يشعرون بتغييرات ال ميكنهم تفسيرها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تغييرا في مظهر صديق‬ ‫متاما عندما نلحظ‬ ‫وقال الباحثون ان األمر يشبه‬ ‫لكن ال نقدر على حتديد أن السبب هو قصة شعره اجلديدة‪.‬‬ ‫وق�ال الباحث املس�ؤول ع�ن الدراس�ة بيير ه�وي «متكننا م�ن إظهار أنه‬ ‫ً‬ ‫بصريا‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫عندم�ا يح�س املراقب�ون بتغيي�رات ال ميكنه�م حتديده�ا‬ ‫القدرة ليست بسبب حاسة سادسة»‪.‬‬ ‫وطل�ب من املش�اركني النظر في صورتني للش�خص نفس�ه‪ ،‬لك�ن واحدة‬ ‫منهما بها تغيير في املظهر‪.‬‬ ‫عرض�ت كل ص�ورة مدة ‪ 1.5‬ث�وان‪ ،‬وفصلت بني العرضين ثانية واحدة‪،‬‬ ‫ليُ سأل بعدها األشخاص عن إمكانية حتديدهم ألي تغييرات‪.‬‬ ‫وظهر أنه في الوقت الذي ّ‬ ‫متكن املشاركون فيه من مالحظة تغيير عام‪ ،‬لم‬ ‫يتمكنوا في املقابل من حتديد ما هو التغيير بالضبط‪.‬‬

‫حفيدة ملكة بريطانيا تضع مولودا أنثى‬

‫مجوهرات‪ ..‬أم خبز؟!‬

‫ه��ل تصدق أن ما تراه في الصورة هو مناذج مختلف��ة من اخلبز؟!‪ ..‬هكذا تبدو كما لو كانت مجوهرات! في اجلناح‬ ‫الروسي باملعرض الزراعي الدولي في العاصمة األملانية برلني‪.‬‬

‫■ لن�دن ـ ي�و ب�ي اي‪ :‬أعل�ن قص�ر باكنغه�ام‪ ،‬املق�ر الرس�مي للعاهل�ة‬ ‫البريطاني�ة امللك�ة اليزابيث الثانية ف�ي لندن اجلمعة أن حفي�دة امللكة‪ ،‬زارا‬ ‫تين�دال‪ ،‬وضعت مولودا أنثى‪ .‬وقال القصر في بي�ان إن زارا وضعت الطفلة‬ ‫في املستش�فى امللكي مبقاطعة غلوسترشاير‪ ،‬وكان إلى جانبها زوجها مايك‪،‬‬ ‫العب منتخب انكلترا السابق في كرة الرغبي‪.‬‬ ‫وأش�ار إل�ى «أن امللك�ة وزوجه�ا دوق أدنب�ره ووال�دة زارا األمي�رة آن‬ ‫وزوجه�ا النقيب مارك فيليبس ووالدي زوج زارا‪ ،‬فيليب وليندا‪ ،‬مت ابالغهم‬ ‫بالنبأ السعيد»‪.‬‬ ‫وأض�اف قصر باكنغهام «أن املولودة ه�ي أول طفل لزارا ومايك‪ ،‬واحلفيد‬ ‫الرابع للملكة ودوق أدنبره‪ ،‬وسيتم اختيار اسم لها في الوقت املناسب»‪.‬‬ ‫وتأت�ي املولودة اجلديدة بعد نحو س�تة أش�هر عل�ى والدة األمير جورج‬ ‫ل�دوق ودوقة كيمبريدج‪ ،‬والذي أصبح يحتل املرتبة الثالثة في ترتيب والية‬ ‫عرش بريطانيا‪.‬‬ ‫وكان قص�ر باكنغهام أعلن ف�ي متوز‪/‬يوليو املاضي أن حفي�دة امللكة زارا‬ ‫حامل‪ ،‬وتنتظر مولودها األول في العام اجلديد‪.‬‬ ‫وكان العب منتخب انكلترا الس�ابق في كرة الرغب�ي‪ ،‬البالغ من العمر ‪34‬‬ ‫ً‬ ‫عام�ا‪ ،‬ت�زوج زارا (‪ 32‬عاما) في حفل خاص ع�ام ‪، 2011‬و هي رياضية بارزة‬ ‫ً‬ ‫أيض�ا وف�ازت العام املاض�ي بامليدالية الفضية في منافس�ات الفروس�ية في‬ ‫أوملبياد لندن ‪.2012‬‬ ‫وحتت�ل زارا‪ ،‬الت�ي ال حتم�ل أي لق�ب ملكي‪ ،‬املرتب�ة ‪ 15‬ف�ي ترتيب والية‬ ‫العرش‪ ،‬وستحتل طفلتها املرتبة ‪ 16‬في الترتيب‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.