صحيفة القدس العربي , السبت والأحد 08/09.02.2014

Page 1

‫‪10‬‬

‫مدارات‬

‫ثقافة‬

‫مل����اذا أح����رق إس��رائ��ي��ل��ي��ون أن��ف��س��ه��م؟ ‪18‬‬

‫عزمي بشارة يتتبع تاريخ سوريا في «درب اآلالم»‬ ‫منوعات‬

‫‪13‬‬

‫رأي‬

‫كيف سقط فيليب هوفمان في فخ اخمل��درات؟‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪www.alquds.co.uk‬‬

‫‪alquds@alquds.co.uk‬‬

‫ي���وم���ي���ة ـ س���ي���اس���ي���ة ـ م��س��ت��ق��ل��ة‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫اوالند أكد في احتفال بالدستور اجلديد أن «االسالم يتماشى مع الدميقراطية»‬

‫تونس‪ :‬انسحاب الوفد األمريكي بعد وصف االيراني اسرائيل بـ«السرطان»‬

‫ال حتلموا بإدخال األجيال الصاعدة «زريبة الطاعة» ‪19‬‬

‫‪Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫‪AL-Quds Al-Arabi‬‬

‫األمم املتحدة ترفض اإلفصاح عن وجهة النازحني من حمص‬

‫دمشق تعلن املشاركة في جولة جنيف املقبلة‬ ‫دعوى فساد جديدة ضد رفعت األسد في فرنسا‬

‫الرئيس الفرنسي فرانسوا اوالند يتحدث في البرملان التونسي خالل االحتفاالت باملصادقة على الدستور اجلديد‬ ‫■ تون�س – وكاالت‪ :‬انس�حب الوف�د األمريك�ي ال�ذي‬ ‫حضر املوكب الرس�مي لالحتفال بدس�تور تونس اجلديد‪،‬‬ ‫قاعة اجمللس التأسيسي اثر كلمة لرئيس البرملاني االيراني‬ ‫عل�ي الريجان�ي هاج�م فيها الوالي�ات املتحدة واس�رائيل‬ ‫والقوى الكبرى‪.‬‬ ‫وحضر الريجاني صحبة الوفد االيراني الى جانب أكثر‬ ‫من عش�رين من قادة وملوك ورؤس�اء البرملانات األجانب‬ ‫اجللس�ة العام�ة املمت�ازة باجمللس التأسيس�ي التونس�ي‬ ‫اجلمعة‪ ،‬للمش�اركة ف�ي االحتفال بدس�تور تونس اجلديد‬ ‫بعد الثورة‪.‬‬ ‫وق�ال الريجان�ي ف�ي كلم�ة ل�ه أمام ن�واب التأسيس�ي‬ ‫وضي�وف اجمللس «ال�دول الكبرى ل�م تتركنا بع�د الثورة‬ ‫بسلام وفرضت علينا حربا لثماني س�نوات»‪ ،‬في إش�ارة‬ ‫الى حرب الثمانينات مع نظام صدام حسني في العراق‪.‬‬

‫وأض�اف «قام�وا بخلق مغامرات ضد اي�ران مبا في ذلك‬ ‫املوضوع النووي‪ .‬وقاموا بعرقلة مسيرة الشعب االيراني‪.‬‬ ‫تلك الدول الكبرى بالذات التي فرضت الديكتاتوريني‪ .‬بعد‬ ‫الثورة لم تتركهم وشأنهم»‪.‬‬ ‫وح�ث الريجان�ي عل�ى التس�لح باملقاومة ف�ي مواجهة‬ ‫القوى الكبرى وعلى رأسها الواليات املتحدة واسرائيل‪.‬‬ ‫واته�م رئي�س البرمل�ان االيران�ي عل�ي الريجان�ي ف�ي‬ ‫اجلمعي�ة الوطنية اس�رائيل والواليات املتح�دة مبحاولة‬ ‫جع�ل ث�ورات الربي�ع العرب�ي «عقيم�ة»‪ .‬وغ�ادر الوف�د‬ ‫االمريكي قاعة اجمللس احتجاجا على كلمة الريجاني‪.‬‬ ‫وأض�اف «نح�ن دعمن�ا فلس�طني بع�د الث�ورة واإلمام‬ ‫اخلمين�ي ق�ال ان اس�رائيل غ�دة س�رطانية ف�ي املنطق�ة‪،‬‬ ‫وكالم�ه صائ�ب وصحي�ح ألنن�ا ما زلن�ا نالح�ظ ان خلف‬ ‫العديد من التيارات هناك أيادي امريكا واسرائيل»‪.‬‬

‫بعد حادثة مقتل السفير‪ :‬تشيكيا تبرئ‬ ‫السفارة الفلسطينية من قضية األسلحة‬

‫■ ب�راغ – رويت�رز‪ :‬قال�ت الش�رطة‬ ‫التش�يكية اجلمع�ة إن األس�لحة غي�ر‬ ‫املس�جلة الت�ي عثر عليها ف�ي مقر البعثة‬ ‫الفلس�طينية ف�ي ب�راغ الش�هر املاض�ي‬ ‫موجودة منذ عش�رات الس�نني ولم يجر‬ ‫تهريبه�ا الى البلاد مما ين�زع فتيل أزمة‬ ‫دبلوماسية حول مصدرها‪.‬‬ ‫وقالت الشرطة إن ‪ 12‬مسدسا وبندقية‬ ‫هجومية وكمي�ات صغيرة من املتفجرات‬ ‫عثر عليها بعد مقتل الس�فير الفلسطيني‬ ‫ف�ي أول يناي�ر كان�ون الثان�ي كان�ت‬ ‫موج�ودة منذ عهد النظام الش�يوعي في‬ ‫تشيكوس�لوفاكيا‪ .‬وقتل السفير بشحنة‬ ‫متفجرة بعد فتحه خزان�ة قدمية في مقر‬ ‫البعثة‪.‬‬ ‫وأث�ارت األنباء عن األس�لحة اخملبأة‬ ‫تكهن�ات ب�أن البعث�ة الفلس�طينية ق�د‬ ‫تكون متورطة في ش�حنات أس�لحة غير‬ ‫مش�روعة وطلب�ت وزارة اخلارجي�ة‬ ‫التش�يكية تفس�يرا‪ .‬لكن متحدثة باس�م‬ ‫وزارة اخلارجية قالت إن وزارتها مقتنعة‬

‫اآلن بأنه لم يحدث تهريب لألسلحة‪.‬‬ ‫وقال�ت املتحدثة جوان�ا جروهوفا «ال‬ ‫حاجة إلثارة ه�ذا املوضوع من جديد في‬ ‫ضوء النتائج الت�ي مت التوصل إليها إلى‬ ‫اآلن‪ ».‬وأضافت أن الوزارة قبلت اعتذارا‬ ‫قدمه مسؤولون فلسطينيون‪.‬‬ ‫وأيد تقرير الشرطة التشيكية التفسير‬ ‫الفلس�طيني األولي بأن األس�لحة هدايا‬ ‫قدمية من الزعماء الش�يوعيني السابقني‬ ‫الذي�ن كان�ت تربطه�م عالق�ات قوي�ة‬ ‫م�ع الزعي�م الفلس�طيني الراح�ل ياس�ر‬ ‫عرفات‪.‬‬ ‫وقال�ت أندري�ا زولفا املتحدثة باس�م‬ ‫الش�رطة «األس�لحة تع�ود ال�ى عه�د‬ ‫تشيكوسلوفاكيا السابقة‪ ».‬ومضت تقول‬ ‫«تثبت نتائج فحص األس�لحة وش�ظايا‬ ‫املتفج�رات‪ ...‬أنه�ا تع�ود للس�بعينات‬ ‫والثمانينات‪».‬‬ ‫وأضاف�ت أنه لم يعث�ر ألي أثر ألي من‬ ‫هذه األس�لحة في اجلرائ�م التي ارتكبت‬ ‫في جمهورية التشيك‪.‬‬

‫ميركل تنتقد «الشتيمة» األمريكية‬ ‫لالحتاد األوروبي ونوالند تعتذر‬

‫■ عواص�م ـ وكاالت‪ :‬انتق�دت‬ ‫املستش�ارة األملاني�ة أجنيلا مي�ركل‬ ‫بوض�وح التصريح�ات «غي�ر الالئق�ة»‬ ‫بحق االحت�اد األوروب�ي الت�ي أدلت بها‬ ‫مس�اعدة وزي�ر اخلارجي�ة األمريك�ي‬ ‫فيكتوري�ا نوالن�د‪ ،‬ف�ي اتص�ال هاتف�ي‬ ‫مس�رب مع س�فير الواليات املتحدة لدى‬ ‫أوكراني�ا‪ .‬واعت�ذرت نوالن�د بالفع�ل‬ ‫ملسؤولي االحتاد االوروبي عن التصريح‬

‫املس�يء‪ .‬وف�ي التعليق�ات املس�ربة التي‬ ‫أدل�ت به�ا نوالن�د‪ ،‬للس�فير االمريك�ي‬ ‫جيف�ري بيات والتي نش�رت عل�ى موقع‬ ‫«يوتي�وب» للفيديوهات الثالثاء املاضي‬ ‫لكنه�ا نش�رت عل�ى نطاق واس�ع مس�اء‬ ‫اخلميس س�مع صوت نوالن�د وهي تعبر‬ ‫عن ش�عورها باالحب�اط إزاء املظاهرات‬ ‫احلاش�دة ف�ي أوكراني�ا‪ ،‬قائل�ة «ليذهب‬ ‫االحتاد االوروبي الى اجلحيم»‪.‬‬

‫ودعا رئيس البرملان االيراني الى الوحدة بني دول األمة‬ ‫االسالمية التي متتلك مصادر النفط والغاز‪.‬‬ ‫وأوض�ح «على الدول االسلامية التصدي الى خطرين‪.‬‬ ‫األول ق�ادم م�ن اخل�ارج ويتمثل ف�ي القوى االس�تعمارية‬ ‫الكبرى‪ ،‬والثاني من الداخل يتمثل في خطر االرهاب»‪.‬‬ ‫ه�ذا وأعلن الرئيس الفرنس�ي فرانس�وا اوالند اجلمعة‬ ‫ف�ي تون�س خلال االحتف�االت الرس�مية باملصادق�ة على‬ ‫الدس�تور التونسي اجلديد ان الدس�تور التونسي اجلديد‬ ‫«يؤكد ان االسلام يتماش�ى متاما م�ع‏الدميقراطية»‪ ،‬وأنه‬ ‫«ميك�ن أن يكون مثاال ومرجعا لدول عديدة»‪.‬‏جاء ذلك عند‬ ‫التقائ�ه‪ ،‬ام�س‪ ،‬مهدي جمع�ة رئيس احلكومة التونس�ية‪،‬‬ ‫في اجمللس التأسيس�ي‪ ،‬عل�ى هامش االحتفال بالدس�تور‬ ‫التونسي اجلديد الذي حضره أكثر‏من ‪ 27‬وفدا من مختلف‬ ‫دول العالم‪.‬‏ (تفاصيل ص ‪)7‬‬

‫ليبيا‪ :‬اجليش يطوق البرملان‪ ...‬وطائرة رئيس الوزراء‬ ‫تهبط في مالطا بعد هجوم مسلحني على قيادة االركان‬

‫■ طرابلس ‪ -‬وكاالت ‪ :‬ناش�د رئيس الوزراء الليبي‬ ‫عل�ي زي�دان جمي�ع الليبيني جتن�ب العنف في تس�وية‬ ‫خلاف بش�أن البرمل�ان املؤقت ال�ذي كان م�ن املقرر أن‬ ‫تنتهي واليته اجلمعة في ظل مواجهة البالد انقس�امات‬ ‫عميقة بشأن مستقبل اجمللس‪ ،‬فيما ساد التوتر العاصمة‬ ‫طرابلس بعد محاولة القتحام مقر قيادة االركان من قبل‬ ‫مجموعة من املسلحني ‪.‬‬ ‫وحث زي�دان في بيان جميع املواطنين على االلتزام‬ ‫بالوس�ائل الس�لمية وقال إن كل املطالب ميكن تنفيذها‬ ‫س�لميا ومن خالل احل�وار‪ .‬وأض�اف أن احلكومة حتت‬ ‫أمر الشعب وانها ستنفذ إرادته مهما كانت‪.‬‬ ‫وانتخ�ب املؤمت�ر الوطني العام ع�ام ‪ 2012‬وكان من‬ ‫املفترض ان تنتهي واليته في السابع من شباط‪ /‬فبراير‪.‬‬ ‫لكن اعضاءه مدوا واليته إلتاحة مزيد من الوقت للجنة‬ ‫خاص�ة لوضع مس�ودة الدس�تور ال�ذي يعتب�ر خطوة‬ ‫أساسية في عملية االنتقال السياسي بليبيا‪.‬‬ ‫ومت تنظيم احتجاجات على مد والية املؤمتر الوطني‬ ‫العام في س�احة الشهداء في طرابلس ومبدينة بنغازي‬ ‫في ش�رق البلاد اجلمع�ة‪ .‬وطالب املتظاه�رون بإجراء‬ ‫انتخابات جديدة او أن حتل جلنة رئاسية محل البرملان‬ ‫وطوق جن�ود من اجليش مبن�ى املؤمت�ر الوطني العام‬ ‫ملنع دخوله وأغلقوا الطريق امل�ؤدي اليه‪ .‬واعلن اربعة‬ ‫نواب استقالتهم من البرملان بعد املظاهرات‪.‬‬ ‫وكان رئي�س ال�وزراء الليب�ي عل�ي زيدان ق�د غادر‬ ‫مالطا اجلمعة ‪ ،‬بعد‏ساعات من هبوط طائرته في البالد‬ ‫اثر إلغاء الهبوط في العاصمة الليبية طرابلس‪ ،‬بسبب‬ ‫التوتر‏الناجم عن قيام مس�لحني مبحاول�ة اقتحام مقر‬ ‫قيادة االركان الليبية‪ .‬‏‬ ‫وقال�ت حكومة مالط�ا إن طائرة زي�دان ‪ ،‬التي كانت‬ ‫ف�ي طريقه�ا م�ن زي�ورخ ‪ ،‬اضط�رت للهبوط ف�ي‏مالطا‬ ‫بس�بب «مش�كلة تقنية»‪ .‬ولك�ن تقارير اخ�رى قالت إن‬ ‫ق�رار حتويل مس�ار الطائرة اتخ�ذ لدواع‏أمني�ة‪ .‬وكان‬ ‫مسلحون مجهلون حاولوا في وقت متأخر من اخلميس‬

‫بينهم بائع خضار وتاجر يرفض اعالن برنامجه كي ال يسرقه املرشحون‪:‬‬

‫تهافت غير مسبوق على الترشح لرئاسة اجلزائر يثير السخرية‬ ‫اجلزائر ـ من‬

‫عبد الرزاق بن عبد الله‪:‬‬ ‫تش�هد اجلزائ�ر تهافت�ا غير مس�بوق‬ ‫عل�ى إعلان الترش�ح لرئاس�ة البلاد‬ ‫ف�ي االنتخاب�ات املق�ررة ي�وم ‪ 17‬أبريل‬ ‫‪ /‬نيس�ان‪ ‬القادم تع�دى الش�خصيات‬ ‫املعروفة في الساحة إلى أسماء لم يسبق‬ ‫للمواط�ن أن س�مع عنها أو عن مس�ارها‬ ‫السياس�ي‪ ،‬وه�و م�ا اعتب�ره متابع�ون‬ ‫للمش�هد السياس�ي ف�ي اجلزائ�ر «مثيرا‬ ‫للس�خرية»‪ .‬وتوال�ت إعالن�ات ترش�ح‬ ‫تنقلها يوميا وس�ائل اإلعلام احمللية من‬ ‫أشخاص س�مع الش�ارع اجلزائري ألول‬ ‫مرة أسماءهم بحكم أن املواطن لم يعرف‬ ‫عنهم حضورا في املشهد السياسي‪.‬‬ ‫وأضح�ت قائم�ة الراغبين ف�ي‬ ‫التناف�س على منصب رئيس اجلمهورية‬

‫سعـــر‬ ‫النسخــة‬

‫اجلزائري�ة‪ ‬مص�در تنكي�ت في الش�ارع‬ ‫كم�ا ان الصحف احمللية تتن�اول القضية‬ ‫م�ن زاوية «التهكم» عليها‪ .‬ويعود س�بب‬ ‫ذلك إل�ى أن إعالن�ات الترش�ح تضمنت‬ ‫أسماء أش�خاص بدون مستوى تعليمي‬ ‫وآخري�ن ميارس�ون مهنا ح�رة ال عالقة‬ ‫له�ا بامليدان السياس�ي مثل أح�د بائعي‬ ‫اخلض�ر بح�ي ش�عبي بالعاصم�ة أعل�ن‬ ‫تقدمه للس�باق وسائق س�يارة إسعاف‬ ‫يتح�دى اجلميع بالفوز على بوتفليقة لو‬ ‫نظمت انتخابات شفافة‪ .‬ومن بني هؤالء‬ ‫الراغبني في الترش�ح للرئاس�ة مس�عود‬ ‫غ�واط وه�و مس�تثمر ف�ي قط�اع البناء‬ ‫واستيراد األثاث املنزلي‪.‬‬ ‫وعن سبب ترش�حه يقول غواط «لقد‬ ‫رأيت حلما في منامي مند س�نوات بأنني‬ ‫ساكون رئيس�ا للجمهورية اجلزائرية»‪.‬‬ ‫وأض�اف «ل�و يعل�م اجلزائري�ون م�ا‬ ‫يحتوي�ه برنامج�ي م�ن مش�روع وطني‬

‫■ عواص�م ـ وكاالت‪ :‬نف�ى مس�ؤول أمم�ي قب�ول األمم‬ ‫املتح�دة أي�ة ش�روط حت�ول دون مغ�ادرة الش�باب ملدين�ة‬ ‫حمص‪ ،‬بوسط س�وريا‪ ،‬في سياق اتفاق «الهدنة اإلنسانية»‬ ‫خلروج املدنيني احملاصرين باملدينة‪.‬‬ ‫وق�ال نائ�ب املتحدث الرس�مي باس�م األمني الع�ام لألمم‬ ‫املتح�دة‪ ،‬فرح�ان حق‪ ،‬ف�ي مؤمت�ر صحافي‪ ‬عقده‪ ‬مبقر األمم‬ ‫املتح�دة بنيوي�ورك‪ ،‬أم�س‪ ،‬إن « ‪ 83‬ش�خصا‪ ،‬غالبيته�م من‬ ‫األطف�ال والنس�اء وبع�ض كبار الس�ن من الرج�ال‪ ،‬غادروا‬ ‫حم�ص‪ ،‬اجلمعة‪ ،‬مبوجب االتفاق ال�ذي مت التوصل إليه بني‬ ‫طرف�ي الن�زاع في س�وريا‪ ،‬خل�روج املدنيين احملاصرين في‬ ‫املدين�ة»‪ .‬ورفض املس�ؤول األممي اإلفصاح ع�ن اجلهة التي‬ ‫توجه إليها هؤالء األشخاص الذين غادروا مدينة حمص‪.‬‬ ‫وحتاصر قوات النظام السوري ‪ً 13‬‬ ‫حيا في‪ ‬حمص‪ ‬تسيطر‬ ‫عليها ق�وات املعارض�ة ويقطنها نحو ‪ 4‬آالف مدن�ي منذ أكثر‬ ‫من ع�ام ونصف‪ ،‬في ظل فقدان املواد الغذائية والطبية فيها‪،‬‬ ‫وفشل املناشدات الدولية املتكررة في فك احلصار عنها‪.‬‬ ‫وحذر ناش�طون س�وريون من عدم وج�ود ضامن لتنفيذ‬ ‫النظام السوري االتفاق‪ ،‬وأعرب الناشط ابو جعفر احلمصي‬ ‫لوكالة أنباء (إكي) اإليطالية عن قناعته بأن النظام سيش�ن‬ ‫حمل�ة عس�كرية تدميري�ة مل�ا تبق�ى م�ن املدين�ة بع�د إجالء‬ ‫املدنيين‪ .‬وق�د اكدت دمش�ق اجلمعة مش�اركتها ف�ي اجلولة‬ ‫الثانية من املفاوض�ات مع املعارضة في جنيف‪ ،‬واحملددة في‬ ‫العاشر من شباط‪/‬فبراير‪ ،‬الستكمال البحث في التوصل الى‬ ‫حل سياس�ي لألزمة‪ ،‬بحس�ب ما اعلن نائ�ب وزير اخلارجية‬ ‫فيصل املقداد‪.‬‬ ‫ونقل التلفزيون الرس�مي السوري في ش�ريط عاجل عن‬ ‫املقداد قوله «تقرر مشاركة وفد اجلمهورية العربية السورية‬ ‫الى مؤمت�ر جنيف في اجلول�ة الثانية م�ن املباحثات االثنني‬ ‫القادم»‪.‬‬ ‫م�ن جهة أخ�رى رفعت هيئة «ش�يربا» الفرنس�ية ملكافحة‬ ‫الفس�اد في منتصف االسبوع دعوى جديدة بشأن املمتلكات‬ ‫العقارية في فرنسا لعائلة رفعت االسد عم الرئيس السوري‪،‬‬ ‫كما اعلنت محاميته ماري دوزيه‪.‬‬ ‫وكانت شيربا التي تدافع عن ضحايا اجلرائم االقتصادية‪،‬‬ ‫رفع�ت في اخلريف ش�كوى عادية‪ .‬وقد رفعت لتوها ش�كوى‬ ‫جديدة مرفقة هذه املرة بتش�كيل فريق االدعاء باحلق املدني‬ ‫من اجل تعيني قضاة حتقيق‪( .‬تفاصيل ص ‪ 4‬و‪)5‬‬

‫ضخ�م لن يس�تطيع مرش�ح آخ�ر مبا في‬ ‫ذلك بوتفليقة من الفوز علي»‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج هذا املرشح احملتمل‬ ‫نظرية في احلكم لم يس�بق أن وردت في‬ ‫تص�ورات علم�اء السياس�ة كم�ا انها لم‬ ‫تطبق في أي دولة من قبل‪.‬‬ ‫ويروج غ�واط لنظري�ة إقامة مجلس‬ ‫أعل�ى للرئاس�ة يراق�ب عم�ل الرئي�س‬ ‫ومجل�س أعلى لرؤس�اء األحزاب يراقب‬ ‫عمل كل السلطات والهيئات‪.‬‬ ‫ام�ا ف�ي الش�ق االقتص�ادي يق�ول‬ ‫املتح�دث «اتعه�د بالقض�اء عل�ى أزم�ة‬ ‫الس�كن في البالد في س�نة واح�دة‪ ،‬كما‬ ‫أعد بتوفير ‪ 15‬مليون منصب شغل خالل‬ ‫واليتي الرئاسية»‪ .‬ويرفض هذا املترشح‬ ‫الكش�ف عن مشروعه بالقول «ال ميكنني‬ ‫إعطاء تفاصيل أكثر ألن هناك مرش�حني‬ ‫آخري�ن يترص�دون الفرص�ة لس�رقة‬ ‫برنامجي ونسخه»‪.‬‬

‫سوريون ينقلون احد اجلرحى من مدينة حمص اجلمعة‬

‫حكومة أردوغان تتجه‬ ‫إلغالق مدارس خصمه غولن‬

‫■ اس�طنبول ـ أ ف ب‪ :‬ذك�ر تقري�ر‬ ‫إخب�اري ان احلكوم�ة التركي�ة قدم�ت‬ ‫مش�روع قانون للبرمل�ان يقضي بتحويل‬ ‫مراك�ز التعلي�م اخلاص�ة إل�ى م�دارس‬ ‫تقليدي�ة بحل�ول أول ايلول‪/‬س�بتمبر‬ ‫عام‪ .2015‬وستحصل املراكز التي تتحول‬ ‫الى مدارس خاصة على دعم حكومي ‪.‬‬ ‫وذك�رت وكال�ة أنب�اء «االناض�ول»‬ ‫التركي�ة اجلمع�ة ان مش�روع القان�ون‬ ‫يهدف إلى املس�اعدة عل�ى حتويل مراكز‬ ‫التعلي�م اخلاص�ة إل�ى م�دارس خاص�ة‬ ‫تطب�ق اللوائ�ح القانوني�ة الضروري�ة‬ ‫اخلاص�ة بنظ�ام التعليم الترك�ي وتقدم‬ ‫خدمات تعليمية اكثر كفاءة ‪.‬‬ ‫وقد أثار قرار احلكومة التركية بش�أن‬ ‫حتوي�ل ه�ذه املراك�ز ج�دال واس�عا ف�ي‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫وتع�د مراك�ز التعلي�م منخفض�ة‬ ‫التكالي�ف وت�دار عل�ى نح�و خ�اص في‬

‫تركي�ا كتعلي�م تكميل�ي للطلب�ة الذي�ن‬ ‫يري�دون االلتح�اق بامل�دارس العلي�ا‬ ‫واجلامع�ات املرموق�ة‪ .‬ويرس�ل أولي�اء‬ ‫االم�ور أبناءه�م ال�ى هذه املراك�ز‪ ،‬حيث‬ ‫يتلق�ى الطلبة تدريب�ا مكثفا عل�ى املنهج‬ ‫الدراسي ويتعلمون اساليب االختبارات‬ ‫في محاولة ملس�اعدتهم على العثور على‬ ‫فرصة تعليم أفضل في املستقبل‪.‬‬ ‫ويتب�ع الكثير م�ن هذه املراك�ز حركة‬ ‫خدم�ة التابع�ة للداعي�ة االسلامي فتح‬ ‫الل�ه غولن املقي�م في الوالي�ات املتحدة‪،‬‬ ‫وتع�ارض احلرك�ة بش�دة اغلاق ه�ذه‬ ‫املراكز‪.‬‬ ‫وتس�عى احلكوم�ة التركي�ة الت�ي‬ ‫تش�هد فضيحة سياس�ية ومالي�ة للقيام‬ ‫بحملة لـ»تطهير» القضاء والش�رطة من‬ ‫العناص�ر املوالية حلرك�ة «خدمة» والتي‬ ‫اتهمه�ا اردوغ�ان بأنه�ا وراء فضيح�ة‬ ‫الفساد بهدف زعزعة حكومته‪.‬‬

‫سقط رجل من سيارة فقتلته احلشود وقطعت جثته‬

‫آالف املسلمني يفرون من افريقيا الوسطى‬

‫ليبيون يتظاهرون في طرابلس رفضا للتمديد للبرملان‬ ‫اقتح�ام مق�ر قي�ادة اجلي�ش الليب�ي ‏ف�ي طرابل�س ‪،‬‬ ‫واشتبكوا مع جنود قبل ان يسرقوا أسلحة وسيارات‪.‬‏‬ ‫وكان اجليش الليبي قد صد مس�اء اخلميس هجوما‬ ‫على مقر قيادت�ه العامة في جن�وب العاصمة‏طرابلس‪،‬‬ ‫بحس�ب ما اعلن‏متحدث باس�م اجلي�ش لوكالة فرانس‬ ‫ب�رس‪ .‬‏وق�ال العقي�د عل�ي الش�يخي «ان ‏مس�لحني‬

‫مجهولين حاول�وا دخ�ول مق�ر قي�ادة االركان‪ ،‬لك�ن‬ ‫احلراس صدوهم»‪.‬‏‬ ‫واض�اف املتح�دث «ان املهاجمين نهب�وا س�يارات‬ ‫وبعض االس�لحة قبل ان ينسحبوا»‪ ،‬مؤكدا ان‏الهجوم‬ ‫لم يؤد الى سقوط‏ضحايا‪ .‬وقال مصدر عسكري آخر ان‬ ‫املعارك نشبت بسبب عراك بني‏جنود‪.‬‏‬

‫ف�ر قراب�ة تس�عة‬ ‫■ بانغ�ي ـ أ ف ب‪ّ :‬‬ ‫االف ش�خص م�ن ع�دة جنس�يات افريقية‬ ‫وغالبيته�م م�ن املس�لمني‪ ،‬م�ن افريقي�ا‬ ‫الوس�طى ال�ى الكامي�رون خلال االي�ام‬ ‫العش�رة االخي�رة‪ ،‬كم�ا اعلن�ت املفوضي�ة‬ ‫العلي�ا لش�ؤون الالجئين التابع�ة للامم‬ ‫املتحدة اجلمعة في جنيف‪.‬‬ ‫وافاد ش�هود عي�ان ان قافلة ضخمة من‬ ‫شاحنات وس�يارات اجرة تنقل العديد من‬ ‫املدنيني املسلمني مع ما تيسر حمله‪ ،‬غادرت‬ ‫صب�اح اجلمع�ة بانغ�ي وس�ط صيح�ات‬ ‫احلش�ود الغاضبة التي ضربت رجال سقط‬

‫من سيارة حتى املوت‪.‬‬ ‫وس�لكت القــــافل�ة الطويل�ة صباح�ا‬ ‫احمل�ور امل�ؤدي ال�ى املدخـــ�ل الش�مالي‬ ‫للمدين�ة وس�ط ش�تائم الس�كان الذي�ن‬ ‫اصطف�وا على طول الطري�ق‪ .‬واكد بعضهم‬ ‫ان احد املغادرين س�قط من اعلى الشاحنة‬ ‫الت�ي كان�ت تقل�ه وتع�رض للض�رب حتى‬ ‫املوت‪.‬‬ ‫وافاد مص�ور لوكال�ة فران�س برس ان‬ ‫جثة الضحي�ة التي قطع�ت اوصالها كانت‬ ‫ال تزال ملقاة على حاف�ة الطريق حتى ظهر‬ ‫اجلمعة‪.‬‬

‫في يوم استثنائي من حياة االسبان‪:‬‬

‫القضاء يحقق مع األميرة كريستينا ابنة امللك خوان كارلوس بتهمة االختالس‬

‫مدريد‪« -‬القدس العربي»ـ من حسني مجدوبي‪:‬‬

‫يعيش اإلس�بان الس�بت يوما اس�تثنائيا بس�بب مث�ول األميرة‬ ‫كريس�تينا ابنة امللك خوان كارلوس أمام قاضي التحقيق في محكمة‬ ‫مايوركا في جزر الباليار‪،‬الواقعة ش�رق البالد في املتوسط‪ ،‬إذ ألول‬ ‫م�رة ميثل عضو من عائلة ملكية ومن أم�راء الصف األول في أوروبا‬ ‫أم�ام القض�اء‪ .‬وتش�هد مدينة ماي�وركا الس�ياحية إج�راءات أمنية‬ ‫استثنائية بسبب التظاهرات املعارضة للملكية‪.‬‬ ‫وسيس�تمر اإلس�بان أمام شاش�ات التلفزيون‪ ،‬لكن ه�ذه املرة ال‬ ‫يتعل�ق األم�ر مبباراة بين ريال مدريد وبرش�لونة أو لع�ب املنتخب‬ ‫اإلس�باني نهاية كأس العالم أو أوروبا بل مبثول األميرة كريس�تينا‬ ‫أم�ام القض�اء للخض�وع لالس�تنطاق بس�بب تورطها رفق�ة زوجها‬ ‫إنياك�ي أوندنغري�ن في اختالس�ات مالي�ة عمومية عبر قن�اة معهد‬ ‫يحمل يافطة اجملتمع املدني‪.‬‬ ‫واعتبرت جريدة «املوندو» في مقال في نسختها الرقمية أمس أن‬ ‫املؤسس�ة امللكية متر بأصعب فترة من فتراتها‪ ،‬إذ لم يكن أحد يعتقد‬ ‫في شجاعة القضاء للتحقيق مع األميرة‪.‬‬

‫وال يتعل�ق األم�ر بجهاز القضاء برمته بل فق�ط بقاضي التحقيق‬ ‫خوس�يه كاس�ترو الذي بدأ التحقي�ق في ملف اختلاس مالي كانت‬ ‫جري�دة «املون�دو» س�باقة لنش�ر بع�ض املعلوم�ات عن�ه‪ ،‬وليق�ود‬ ‫التحقي�ق الى اته�ام األمي�رة وخضوعها اليوم لالس�تنطاق‪ .‬ووجد‬ ‫القاض�ي عراقي�ل في ه�ذا امللف بعدم�ا انتصبت النياب�ة العامة ضد‬ ‫ق�راره م�رات عديدة ولكنه�ا اضطرت حتت إحل�اح القاضي وضغط‬ ‫الشارع العام الى قبول االستنطاق‪.‬‬ ‫واعترف�ت املؤسس�ة امللكية ه�ذا األس�بوع بالضرر ال�ذي يلحقه‬ ‫اس�تنطاق األميرة بصورة امللكي�ة في أعني الرأي الع�ام‪ .‬ولم تتردد‬ ‫ف�ي بيان مبطالب�ة إنهاء التحقي�ق في أقرب وقت ألن�ه حتول الى ما‬ ‫يشبه «الس�ياط» ضد القصر امللكي‪ .‬وكشفت وسائل االعالم احمللية‬ ‫عن اس�تطالع للرأي أجرته املؤسس�ة امللكية بتكليفها معهدا لدراسة‬ ‫الرأي‪ ،‬حيث وقفت على تراجع صورتها لدى اإلسبان بشكل مقلق‪.‬‬ ‫وعل�ى ش�اكلة املؤمت�رات الكب�رى الت�ي حتتضنها اس�بانيا‪ ،‬فقد‬ ‫منحت محكمة مايوركا االعتم�اد لـ ‪ 300‬صحافي بني وطني وأجنبي‬ ‫ولم تس�تطع تلبية باقي الطلبات‪ ،‬بينما تنافس�ت قنوات التلفزيون‬ ‫ف�ي تأدية مبال�غ مالية كبي�رة من أجل الفوز بش�رفات املن�ازل التي‬

‫تط�ل على احملكمة حيث ميكنهم تصوير األمي�رة وهي تدخل احملكمة‬ ‫لالستنطاق وكذلك وهي تغادرها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويؤمن احملكمة والشوارع احمليطة بها أكثر من ‪ 300‬من أفراد األمن‬ ‫خوفا من تظاه�رات بعدما أعلن معارضو امللكي�ة النزول الى املدينة‬ ‫لالحتج�اج واملطالب�ة بإلغاء النظ�ام امللكي‪ ،‬في بل�د يرتفع فيه عدد‬ ‫أنصار اجلمهورية بشكل مستمر‪.‬‬ ‫ويبق�ى املثير أن اإلس�بان اكتش�فوا فج�أة أن امللك وح�ده يتمتع‬ ‫باحلصان�ة وتتحم�ل احلكوم�ة مس�ؤولــية قرارات�ه‪ ،‬بينم�ا جميع‬ ‫األم�راء ميكنهم اخلض�وع للمحاكمة مب�ن في ذلك ول�ي العهد األمير‬ ‫فيليبي‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا اليوم استثنائيا في حياة اإلسبان ولكنه منعطف في‬ ‫حياة املؤسس�ة امللكية ألنه قد يكون بداي�ة النهاية في بلد مواطنوه‬ ‫يؤمنون باجلمهورية بينما نظامه ملكي‪.‬‬

‫■ االردن ‪ 600‬فلس ■ االمارات ‪ 5‬دراهم ■ البحرين ‪ 300‬فلس ■ تونس ‪ 1.50‬مليم ■ اجلزائر ‪ 90‬دينارا ■ السعودية ‪ 3‬رياالت ■ السودان ‪ 10‬دنانير ■ سورية ‪ 12‬ليرة ■ ُعمان ‪ 200‬بيزة ■ العراق ‪ 500‬فلس ■ قطر ‪ 4.5‬رياالت ■ الكويت ‪ 150‬فلسا ■ لبنان ‪ 1500‬ليرة ■ ليبيا ‪ 500‬درهم ■ مصر ‪ 1‬جنيه ■ املغرب ‪ 6‬دراهم ■ اليمن ‪ 50‬رياال‬ ‫‪Australia 1.50 A.Dr • Austria € 2 • Belgium € 2.50 • Cyprus € 1.71 • Denmark 12DKK • France € 2.50 • Germany € 2.50 • Greece € 2 • Italy € 2 • Netherlands € 2.50 • Spain € 2 • Sweden SK 17 • Malta € 1.89 • Switzerland 3.50 SF • Turkey 1.60 YTL • UK £1 • USA $ 3.00 (New York $2.50) • Can $2.50‬‬

‫‪Price‬‬ ‫‪List‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫‪2‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫أصابع االتهام تتجه نحو وزير الدفاع في إعادة صناعة النظام السابق والسماح للحوثيني بالتقدم العسكري‬

‫عشرات اآلالف يستعيدون وهج الثورة في صنعاء ونظام هادي يواجه خطر االنهيار‬ ‫صنعاء ـ «القدس العربي»‬ ‫من خالد احلمادي‪:‬‬ ‫تظاه�ر عش�رات اآلالف م�ن اليمنيني ظهر‬ ‫اجلمعة ف�ي العاصمة صنعاء ف�ي أول فعالية‬ ‫الحي�اء الذك�رى الثالث�ة للث�ورة الش�عبية‬ ‫اليمني�ة الت�ي أصبحت تتج�ه نح�و االنهيار‬ ‫ف�ي ظ�ل تراجع س�لطة الدولة وصع�ود قوى‬ ‫مس�لحة جديدة ومؤامرات محلية وخارجية‬ ‫إلعادة صناعة النظام السابق‪.‬‬ ‫وطالب املتظاه�رون بضروة قيام الرئيس‬ ‫عبدرب�ه منص�ور هادي بدور فاع�ل في وضع‬ ‫ح�د النهي�ار ق�وى الدول�ة وض�رورة بس�ط‬ ‫س�لطة الدولة على كل أرجاء املناطق اليمنية‬ ‫الت�ي أصبحت تتس�اقط واح�دة بعد األخرى‬ ‫على أيدي القوى املسلحة‪.‬‬ ‫وشهدت ساحات احلرية وميادين التغيير‬ ‫ف�ي العاصمة صنعاء والعدي�د من احملافظات‬ ‫اليمني�ة تظاه�رات حاش�دة تع�د األكب�ر منذ‬ ‫الع�ام ‪ 2011‬ف�ي محاول�ة م�ن ش�باب الثورة‬ ‫الس�تئناف الزخ�م الث�وري إث�ر ش�عورهم‬ ‫باخلط�ر الذي ب�دأ يح�دق مبنج�زات الثورة‬ ‫الش�عبية وتأكيد حضورهم للوقوف أمام كل‬ ‫املؤمرات التي حتاك ضد ثورتهم التي أطاحت‬ ‫بنظام الرئيس علي عبدالله صالح‪.‬‬ ‫وطال�ب املتظاهرون ف�ي العاصمة صنعاء‬ ‫بض�رورة بس�ط نفوذ الدول�ة وبن�اء الدولة‬ ‫املدني�ة احلديث�ة ومحاكم�ة القتلة م�ن أتباع‬ ‫النظ�ام الس�ابق واس�تعادة أم�وال الش�عب‬ ‫املنهوب�ة م�ن قبله�م‪ ،‬كم�ا تعه�دّ ت مبس�اندة‬ ‫تنفي�ذ مخرج�ات احل�وار وعدم الس�ماح ملن‬ ‫يريد إعادة عجلة التغيير الى اخللف‪.‬‬ ‫واعتب�ر ش�باب الث�ورة الش�عبية الذكرى‬ ‫الثالث�ة لثورته�م االنطالق�ة لتدشين ث�ورة‬ ‫جدي�دة ض�د الفس�اد وض�د املتآمري�ن عل�ى‬ ‫مس�تقبل البلاد ال�ذي يتج�ه نح�و االنهي�ار‬ ‫في ظ�ل تراج�ع نف�وذ الدولة وتصاع�د قوى‬ ‫مس�لحة جدي�دة مدعوم�ة ماديا ولوجس�تيا‬ ‫من قب�ل النظ�ام الس�ابق ومن ق�وى اقليمية‬ ‫لالطاح�ة بنظ�ام الرئي�س ه�ادي وتدمير كل‬ ‫منجزات الثورة الشعبية‪.‬‬

‫وأك�د خطي�ب الث�ورة ف�ي صنع�اء ف�ؤاد‬ ‫احلمي�ري‪ ،‬ان الذكرى الثالثة تعتبر تدش�ينا‬ ‫للمرحل�ة الثوري�ة الثالث�ة الجتثاث الفس�اد‬ ‫وحماية املؤسس�ات‪ .‬وخاطب الرئيس هادي‬ ‫بلغة قاس�ية «الش�عب يري�د دولة باس�طة ال‬ ‫واس�طة ‪ ..‬رادع�ة ال مفارع�ة ‪ ..‬محاس�بة ال‬ ‫محتس�بة»‪ .‬وانتق�د موقف هادي م�ن االبقاء‬ ‫عل�ى العديد من ش�باب الثورة في الس�جون‬ ‫واملعتقلات أكث�ر من س�نتني حت�ى اآلن رغم‬ ‫أنهم قضوا نحو سنة في السجون حتت نظام‬ ‫صالح‪.‬‬ ‫وطالب احلميري هادي بسرعة اإلفراج عن‬ ‫ش�باب الثورة وقال «الع�ار كل العار في بقاء‬ ‫ج�زء من ثورتنا خلف القضبان ونتحدث عن‬ ‫تغيير‪ ،‬وإطالق معتقلي الثورة هو ضمانة من‬ ‫ضمانات تنفيذ مخرجات احلوار»‪.‬‬ ‫في غضون ذلك تش�هد العدي�د من املناطق‬ ‫القريبة م�ن العاصمة صنعاء تقدما عس�كريا‬ ‫كبي�را للمجموعات املس�لحة التابعة جلماعة‬ ‫احلوثي والتي كسرت شوكة القبائل املسلحة‬ ‫وف�ي مقدم�ة قبائل حاش�د التي كان�ت تعتبر‬ ‫األق�وى نف�وذا ف�ي البلاد‪ .‬وتس�عى جماعة‬ ‫احلوثي على ما يبدو إلى بس�ط نفوذها بقوة‬ ‫السلاح وف�رض األم�ر الواق�ع عل�ى العديد‬ ‫م�ن املناط�ق الزيدي�ة لتك�ون ضم�ن حصتها‬ ‫ف�ي التقس�يم االداري اجلدي�د للبلاد‪ ،‬ضمن‬ ‫مخرج�ات احل�وار الوطن�ي‪ ،‬حيث تق�رر فيه‬ ‫تقس�يم اليم�ن ال�ى س�تة أقالي�م ‪ 4‬أقاليم في‬ ‫الش�مال واقليمين ف�ي اجلن�وب‪ ،‬وتس�عى‬ ‫جماع�ة احلوث�ي ال�ى الس�يطرة عل�ى أه�م‬ ‫األقاليم الشمالية فيه‪.‬‬ ‫إلى ذلك كشفت مصادر عسكرية لـ»القدس‬ ‫العرب�ي» عن تهديدات حقيقية يواجهها نظام‬ ‫الرئي�س ه�ادي إثر وج�ود خيانات واس�عة‬ ‫في مؤسس�ة اجليش لتقويض نظام الرئيس‬ ‫ه�ادي وإع�ادة صناع�ة النظام الس�ابق وإن‬ ‫بواجهات جديدة‪.‬‬ ‫وقال�ت «ان الرئي�س ه�ادي أصبح أس�ير‬ ‫الق�وى املؤث�رة في مؤسس�ة اجلي�ش والتي‬ ‫تلع�ب جميعه�ا ض�د توجه�ه السياس�ي‪،‬‬ ‫بدلي�ل أن حض�ور الدولة أصب�ح غائبا متاما‬ ‫ع�ن املش�هد العس�كري ف�ي مناط�ق الصراع‬

‫واملواجه�ات القبلية في أكثر م�ن منطقة وفي‬ ‫مقدمتها محافظات صع�ده وعمران وصنعاء‬ ‫وحجه واجلوف وغيرها»‪.‬‬ ‫وأش�ارت إلى أن وزي�ر الدفاع محمد ناصر‬ ‫أحمد الذي كان محس�وبا على الرئيس هادي‬ ‫أصبح أكبر خطر على نظام هادي من الناحية‬ ‫العسكرية ومن ناحية الفساد‪ ،‬والذي تسبب‬ ‫مؤخ�را في تأخير التعديل احلكومي ألكثر من‬ ‫عش�رة أيام‪ ،‬حي�ث هناك توجه ق�وي إلقالته‬ ‫ضمن التعديل احلكومي اجلديد املزمع تنفيذه‬ ‫خلال ايام‪ ،‬ولكن قوى ضغ�ط عديدة قاومت‬ ‫ذلك وتشددت في االبقاء عليه في احلكومة‪.‬‬ ‫وأوضح�ت أن وزي�ر الدفاع أصب�ح مواليا‬ ‫لصال�ح أكثر من والئه لهادي رغم أنه جنوبي‬ ‫ومن احملس�وبني عل�ى نظام ه�ادي‪ ،‬وأضحى‬ ‫يسهم بشكل رئيسي في إعادة صناعة النظام‬ ‫الس�ابق في املؤسسة العس�كرية‪ ،‬حيث عيّ ن‬ ‫حت�ى اآلن نحو ‪ 20‬قائدا عس�كريا ف�ي دوائر‬ ‫وزارة الدف�اع وف�ي الوح�دات العس�كرية‬ ‫اخملتلف�ة م�ن املوالني بش�دة للنظام الس�ابق‬ ‫وتس�بب ف�ي إبع�اد العدي�د م�ن القي�ادات‬ ‫العس�كرية املتعاطف�ة م�ع الث�ورة أو املوالية‬ ‫للرئيس هادي‪.‬‬ ‫وقالت املص�ادر ان «وزير الدفاع قام خالل‬ ‫الفت�رة املاضية بتش�تيت اللجنة العس�كرية‬ ‫العليا التي ش�كلت وفقا للمب�اردة اخلليجية‬ ‫مناصف�ة م�ن القي�ادات العس�كرية املوالي�ة‬ ‫للنظامني اجلديد والقدمي‪ ،‬من أجل االش�راف‬ ‫على كل اخلطوات العس�كرية بحيادية‪ ،‬حيث‬ ‫ق�ام بتوزيع أعضاء اللجنة العس�كرية العليا‬ ‫ف�ي مناصب عس�كرية بعيدة لينف�رد لوحده‬ ‫باتخاذ القرارات»‪.‬‬ ‫وكش�فت أن «ه�ذه اخلط�وة س�هلت ل�ه‬ ‫احلصول على الكثير من االمتيازات وارتكاب‬ ‫العدي�د م�ن قضاي�ا الفس�اد دون حس�يب أو‬ ‫رقي�ب‪ ،‬حت�ى وص�ل ب�ه األم�ر إل�ى أن يبل�غ‬ ‫فس�اده ف�ي املؤسس�ة العس�كرية‪ ،‬مق�دار ما‬ ‫كان يرتكبه آل األحمر مجتمعني في املؤسس�ة‬ ‫العسكرية»‪.‬‬ ‫وأوضح�ت أن محم�د ناص�ر أحم�د احتكر‬ ‫كاف�ة صفقات اجلي�ش واألمن عبر املؤسس�ة‬ ‫االقتصادي�ة والت�ي يحت�ل منص�ب رئي�س‬

‫متظاهرون يحيون الذكرى الثالثة لبداية االنتفاضة في اليمن عقب صالة اجلمعة في صنعاء‬ ‫مجل�س إدارته�ا وعبره�ا يق�وم بش�راء كل‬ ‫احتياج�ات اجلي�ش وق�وات األم�ن ويق�وم‬ ‫بإبرام هذه الصفقات شخصيا‪.‬‬ ‫وذك�رت املص�ادر أن�ه أصب�ح عل�ى عالقة‬ ‫وثيق�ة مع الرئيس الس�ابق عل�ي صالح ومع‬ ‫جماعة احلوثيني ومع دولة االمارات العربية‬ ‫املتحدة ومع الس�عودية كذك‪ ،‬ومدعوم بشدة‬ ‫من ه�ذه القوى‪ ،‬والتي رمبا تدفع به إلى لعب‬

‫دور السيس�ي في اليمن خالل الفترة القادمة‬ ‫إذا اس�تمر ف�ي وضع�ه احلالي‪ ،‬خاص�ة وأن‬ ‫هذه القوة أصبحت ّ‬ ‫تكن العداء بشكل واضح‬ ‫للرئيس ه�ادي ولنظامه‪ ،‬الذي رمبا مترد عن‬ ‫االمالءات اخلليجية وبالذات السعودية‪.‬‬ ‫وأك�دت أن وزي�ر الدف�اع التق�ى قي�ادات‬ ‫جماع�ة احلوثي ف�ي منزل محافظه�ا احلوثي‬ ‫ف�ارس مناع‪ ،‬ولم يظهر حت�ى اآلن أي مواقف‬

‫ّ‬ ‫املس�لح ف�ي‬ ‫مناهض�ة ض�د التق�دم احلوث�ي‬ ‫صع�دة وعم�ران ومحافظ�ة صنع�اء وال�ذي‬ ‫يقت�رب كل يوم نحو العاصم�ة صنعاء ويقال‬ ‫أن�ه كان وراء تش�تيت القوى العس�كرية في‬ ‫اجلي�ش الت�ي دعم�ت الث�ورة الش�عبية ف�ي‬ ‫معس�كرات وألوية عديدة‪ ،‬بينم�ا حافظ على‬ ‫قوات احل�رس اجلمه�وري في ألويته�ا وقام‬ ‫بنق�ل األلوية البعي�دة عن العاصم�ة صنعاء‬

‫واشنطن تفرض عقوبات جديدة بشأن نووي إيران وطهران تهدد‬ ‫■ عواص�م – وكاالت‪ :‬أعلن�ت الوالي�ات‬ ‫املتح�دة ف�رض عقوب�ات جديدة عل�ى عدد من‬ ‫الش�ركات واألف�راد م�ن مختلف بل�دان العالم‬ ‫بس�بب محاولة تطوير التعاون مع إيران‪ ،‬رغم‬ ‫العقوب�ات الت�ي فرضته�ا واش�نطن عل�ى هذا‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫وذكر بي�ان لوزارة اخلزان�ة األمريكية‪ ،‬أنها‬ ‫«تعل�ن ف�رض عقوبات على عدد من الش�ركات‬ ‫واألف�راد ف�ي أنح�اء مختلف�ة م�ن العال�م‪،‬‬ ‫للته�رب م�ن العقوب�ات األمريكي�ة ض�د إيران‬ ‫ّ‬ ‫وتق�دمي الدع�م لبرنامج إيران الن�ووي‪ ،‬ودعم‬ ‫«اإلرهاب»‪.‬‬ ‫وق�ال إن ه�ذه العقوب�ات تش�مل ش�ركات‬ ‫ً‬ ‫وأف�رادا ف�ي تركي�ا‪ ،‬وإس�بانيا‪ ،‬وأملاني�ا‪،‬‬ ‫وجورجي�ا‪ ،‬وأفغانس�تان‪ ،‬وليختنش�تاين‪،‬‬ ‫واإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬وإيران‪.‬‬ ‫ولف�ت إل�ى ف�رض عقوب�ات بوج�ه خاص‪،‬‬ ‫عل�ى ‪ 3‬رج�ال أعمال يش�رفون على ‪ 8‬ش�ركات‬ ‫ً‬ ‫مش�يرا إلى‬ ‫موج�ودة في األراضي اجلورجية‪،‬‬ ‫أنهم ّ‬ ‫ش�كلوا شركات ومؤسسات مالية في دول‬ ‫مختلفة ملساعدة ايران على جتاوز العقوبات‪.‬‬

‫وذك�ر البي�ان أن ه�ذه العقوب�ات تعك�س‬ ‫الت�زام واش�نطن الدائ�م مبواصل�ة العقوبات‬ ‫املفروض�ة على طه�ران‪ ،‬في الوق�ت التي تعمل‬ ‫فيه مجموعة دول (‪ )1+5‬وإيران باجتاه اتفاق‬ ‫ش�امل ملعاجل�ة مخ�اوف اجملتمع الدول�ي إزاء‬ ‫البرنامج النووي اإليراني‪.‬‬ ‫وم�ن جهت�ه‪ ،‬ق�ال وكي�ل وزي�ر اخلزان�ة‬ ‫األمريك�ي لش�ؤون «اإلره�اب «‪ ،‬ديفيد كوهني‪،‬‬ ‫إن الش�ركات واألف�راد الذي�ن تف�رض عليه�م‬ ‫ً‬ ‫أدوارا أساس�ية ف�ي دعم‬ ‫العقوب�ات «ي�ؤدون‬ ‫البرنام�ج الن�ووي اإليران�ي والدع�م النش�ط‬ ‫للـ»إرهاب»»‪.‬‬ ‫وأض�اف أن «الوالي�ات املتح�دة أوضح�ت‬ ‫أن�ه واثن�اء تطبيقه�ا خط�ة العم�ل املش�تركة‪،‬‬ ‫املش�روطة بوفاء إي�ران بالتزاماته�ا اخلاصة‪،‬‬ ‫تبق�ى معظم العقوب�ات املفروض�ة على طهران‬ ‫سارية املفعول»‪.‬‬ ‫وه�ذه امل�رة الثاني�ة الت�ى تس�تهدف فيه�ا‬ ‫الوالي�ات املتح�دة اخملالفين للعقوب�ات من�ذ‬ ‫التوصل إلى اتفاق مرحلي مع إيران في تشرين‬ ‫الثاني‪/‬نوفمب�ر‪ ،‬بع�د أن فرض�ت حزمة مماثلة‬

‫كاميرون‪ :‬على باقي بريطانيا أن تدعو‬ ‫سكان سكوتلندا الى البقاء جزءا من البالد‬ ‫■ لن�دن ـ د ب ا‪ :‬دع�ا رئي�س ال�وزراء البريطان�ي ديفيد كامي�رون في خطبة‬ ‫ألقاها امس اجلمعة مواطني انكلترا وويلز وايرلندا الش�مالية أن يقولوا لس�كان‬ ‫اسكتلندا «نحن نريدكم أن تبقوا» جزءا من اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫وخلال اهم خط�اب له حت�ى االن ح�ول اس�تقالل س�كوتلندا‪ ،‬ق�ال كاميرون‬ ‫«ال اس�تطيع أن احتم�ل» رؤي�ة بريطاني�ا ممزق�ة في ح�ال اختار االس�كتلنديون‬ ‫االستقالل خالل االستفتاء املقرر في أيلول‪ /‬سبتمبر املقبل‪.‬‬ ‫وق�ال جلمه�ور باحلديقة األوملبية ف�ي العاصمة لن�دن التي اس�تضافت دورة‬ ‫االلع�اب االوملبي�ة الصيفية ع�ام ‪ « ،2012‬ال يجب أن يكون هن�اك أي تهاون حيال‬ ‫نتيجة هذا االستفتاء ‪ ...‬النتيجة التزال معلقة»‪.‬‬

‫معهد أمريكي يعلن قرب انتهاء‬ ‫بيونغ يانغ من توسيع منصة‬ ‫إلطالق الصواريخ البالستية‬ ‫■ بالتيم�ور – ي�و بي اي‪ :‬أعلن معهد أمريكي أن كوريا الش�مالية أش�رفت على‬ ‫االنته�اء من أعمال توس�يع منصة إلطلاق الصواريخ البالس�تية بغ�رب البالد‪،‬‬ ‫التي قد تس�تخدمها إلطالق صواريخ إس�تراتيجية قادرة عل�ى إصابة أهداف في‬ ‫الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وق�ال املعه�د األمريكي‪-‬الك�وري ف�ي جامع�ة جونز‪-‬هوبكين�ز عل�ى موقع�ه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا أقمار صناعية تظهر أن كوريا‬ ‫«صورا التقطتها‬ ‫االلكترون�ي (نورث ‪ )38‬إن‬ ‫الش�مالية أش�رفت على االنتهاء م�ن التعديالت التي جتريها عل�ى منصة إطالقها‬ ‫في س�وهاي»‪ .‬وأوضح أنه «متت إضافة مس�توى حادي عش�ر‪ ،‬ما يتيح للمنشأة‬ ‫إطلاق صواريخ يصل طولها إل�ى ‪ً 50‬‬ ‫مترا‪ ،‬أي أطول بنس�بة ‪ ٪70‬من الصاروخ‬ ‫«أونها‪ »3-‬الذي مت اختباره مرتني في العام ‪.»2012‬‬ ‫وأضاف أن «التعديالت على منصة اإلطالق من املفترض أن تنجز بحلول آذار‪/‬‬ ‫مارس أو نيسان‪/‬أبريل املقبلني‪ً ،‬‬ ‫الفتا إلى أن املنصة ستكون جاهزة عندئذٍ إلجراء‬ ‫ومحسنة منه كشف‬ ‫عمليات إطالق جديدة لصاروخ «أونها‪ ،»3-‬او نسخة أطول‬ ‫ّ‬ ‫عنها في العام ‪ ،2012‬وأطلق عليها اسم «أونها‪.»9-‬‬ ‫ولفت إل�ى أن التحضي�رات آلخر عملية إطالق لـ»أونها‪ »3-‬اس�تغرقت س�تة‬ ‫أس�ابيع‪ ،‬مؤك�دا أنه ل�م يتم حت�ى أواخ�ر كان�ون الثاني‪/‬يناير املاض�ي رصد أي‬ ‫حتركات مشابهة تشير إلى البدء باستعدادت مماثلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واصفا‬ ‫وكان اجملتم�ع الدول�ي أدان إطلاق بيونغ يانغ ص�اروخ «أونه�ا‪،»3-‬‬ ‫العملي�ة بأنها جترب�ة إلطالق صاروخ بالس�تي‪ ،‬وأرفق إدانته بق�رار من مجلس‬ ‫األم�ن ش�دد العقوبات الدولية املفروض�ة على بيونغ يانغ‪ ،‬غي�ر أن‪ ،‬ذلك لم مينع‬ ‫بيونغ يانغ من إجراء جتربتها النووية الثالثة بعد مضي شهرين‪.‬‬

‫من العقوبات في كانون األول‪/‬ديسمبر‪.‬‬ ‫ومبوجب االتفاق ال�ذي توصلت إليه إيران‬ ‫والقوى العاملية الست ومنها الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫في تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪ ،‬وافقت األولى على‬ ‫احل�د م�ن أنش�طتها النووية احلساس�ة مقابل‬ ‫تخفي�ف بع�ض العقوب�ات املفروض�ة عليه�ا‪،‬‬ ‫بينه�ا اإلفراج ع�ن ‪ 4.2‬ملي�ار دوالر م�ن أموال‬ ‫مبيعات النفط املودعة في اخلارج‪.‬‬ ‫وفي الس�ياق ذات�ه‪ ،‬هددت املتحدثة باس�م‬ ‫اخلارجي�ة االيراني�ة مرضية أفخ�م بالرد على‬ ‫تصريح�ات وزي�ر اخلارجي�ة االمريك�ي جون‬ ‫كي�ري‪ .‬وقال�ت افخ�م ف�ي تصريح�ات ام�س‬ ‫اجلمعة إن الواليات املتحدة تس�عى إلى فرض‬ ‫أجواء س�لبية جديدة علي املفاوضات وان هذا‬ ‫االمر س�يتبعه ردة فعل من جان�ب اجلمهورية‬ ‫االسلامية‪ ،‬وأضاف�ت أن الس�لطات االمريكية‬ ‫«ب�دال من س�عيها وراء كس�ب ثقة ال�رأي العام‬ ‫االيراني اثر توجهها العدائي الذي استمر عدة‬ ‫عق�ود ‪،‬يبدو انها مازالت تصر على نظرتها غير‬ ‫الواقعية والوهمية إزاء اجلمهورية االسلامية‬ ‫االيرانية»‪.‬‬

‫وف�ي إش�ارة إلي ب�دء اجلول�ة اجلديدة من‬ ‫املفاوضات خلال االيام املقبل�ة قالت‪« :‬االدالء‬ ‫مبثل ه�ذه التصريحات س�يعكر صفو االجواء‬ ‫االيجابي�ة التي تس�ود بين اي�ران و مجموعة‬ ‫‪ .1+5‬وتابعت املتحدثة باسم وزارة اخلارجية‬ ‫االيراني�ة ال�ى صم�ود اجلمهوري�ة االسلامية‬ ‫بش�أن حقوقه�ا البديهي�ة ومواقفه�ا املبدئي�ة‬ ‫وع�دم التراج�ع عنه�ا ‪،‬ونصح�ت اجلان�ب‬ ‫االمريك�ي بالتخل�ي عن وهم ممارس�ة الضغط‬ ‫عل�ى اجلمهوري�ة االسلامية االيراني�ة لتغيير‬ ‫مواقفه�ا النووي�ة وع�دم اختبار املس�ار للمرة‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫وتطرق�ت املتحدث�ة إلي برامج س�فر الوفود‬ ‫السياس�ية واالقتصادية الى طه�ران‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫«يج�ب عل�ى املس�ؤولني االمريكيين وبعي�دا‬ ‫ع�ن االنحي�از والنظ�رة م�ن جانب واح�د‪ ،‬ان‬ ‫يلقوا نظ�رة جادة للبيئة الدولي�ة والتطورات‬ ‫املتبل�ورة فيه�ا وان يتأقلموا م�ع حقائق القرن‬ ‫ال�ـ‪ 21‬والتخل�ي ع�ن املس�اعي العدائي�ة ض�د‬ ‫الشعب االيراني»‪.‬‬ ‫وح�ول العقوب�ات االخي�رة الت�ي فرضته�ا‬

‫واش�نطن عل�ى الش�خصيات والش�ركات‬ ‫االيراني�ة والش�ركات التي تتعامل م�ع ايران ‪،‬‬ ‫قالت املتحدث�ة «ان اجراء احلكوم�ة االمريكية‬ ‫يع�د منوذجا اخر م�ن انعدام النوايا احلس�نة‬ ‫لهذا البلد وذلك على اعت�اب املفاوضات املقبلة‬ ‫ويدل عل�ى هذا الواق�ع بان امريكا تس�عى الى‬ ‫فرض اج�واء س�لبية جديدة عل�ى املفاوضات‬ ‫قبيل بدء اجلولة اجلديدة من املفاوضات»‪.‬‬ ‫واوضح�ت ان االج�راء لن يواجه بالفش�ل‬ ‫فحس�ب‪ ،‬ب�ل س�يتبعه ردة فع�ل اجلمهوري�ة‬ ‫االسالمية االيرانية‪.‬‬ ‫وكان كي�ري ص�رح‪ ،‬أن نظ�ام العقوب�ات‬ ‫املفروض على إيران قائم وأن الواليات املتحدة‬ ‫قد أبلغت إيران باستمرار تطبيق العقوبات‪.‬‬ ‫وح�ذر كي�ري فرنس�ا م�ن أنه�ا س�تواجه‬ ‫عقوبات إذا س�عت لتنش�يط األعمال في إيران‬ ‫‪ ،‬كم�ا أعلن�ت الوالي�ات املتح�دة ع�ن خطوات‬ ‫س�تتخذها بش�أن الش�ركاء التجاريني إليران‬ ‫ف�ي كل م�ن أملاني�ا ودول أوروبي�ة أخ�رى قيل‬ ‫إنها تنته�ك العقوبات املفروض�ة على من يبرم‬ ‫صفقات مع إيران‪.‬‬

‫تركيا تطرد صحافيا «غير مرغوب فيه»‬ ‫■ اس�طنبول ـ ا ف ب‪ :‬ط�ردت‬ ‫السلطات التركية اجلمعة صحافيا آذريا‬ ‫يعمل حلساب صحيفة «زمان» املقربة من‬ ‫حركة الداعية االسلامي فتح الله غولن‪،‬‬ ‫اثر اتهامه بانتق�اد احلكومة على تويتر‪،‬‬ ‫كما ذكرت الصحيفة‪.‬‬ ‫ويأتي طرد ماهر زيالنوف بينما تبنى‬ ‫البرملان التركي مس�اء االربعاء سلس�لة‬ ‫تعديلات تعزز مراقب�ة الدولة لالنترنت‬ ‫ووصفته�ا منظم�ات غي�ر حكومي�ة عدة‬ ‫واالحت�اد االوروبي والوالي�ات املتحدة‬ ‫بانها تقيد احلريات‪.‬‬ ‫وبحس�ب صحيفة «زم�ان»‪ ،‬فقد ادرج‬ ‫اس�م زيالن�وف عل�ى الئح�ة املواطنين‬ ‫االجان�ب غي�ر املرغ�وب فيهم م�ن جانب‬ ‫انق�رة النه�م «نش�روا تغري�دات عل�ى‬ ‫تويت�ر ضد مس�ؤولني كبار ف�ي الدولة»‪،‬‬ ‫وذلك مبوجب قانون يس�مح بطرد الذين‬ ‫«تسيء اقامتهم في تركيا الى االمن العام‬ ‫واملقتضيات السياسية واالدارية»‪.‬‬ ‫وش�كا رئي�س ال�وزراء التركي رجب‬

‫طي�ب اردوغ�ان نفس�ه م�ن الصحاف�ي‬ ‫العام�ل في صحيف�ة «زم�ان»‪ ،‬معتبرا ان‬ ‫تغريداته تش�كل «ش�تائم حت�رض على‬ ‫احلقد والعدوانية»‪.‬‬ ‫ويواج�ه اردوغ�ان وحكومت�ه ازم�ة‬ ‫حادة منذ منتصف كانون االول‪/‬ديسمبر‬ ‫على خلفية قضية فس�اد سياس�ية مالية‬ ‫غير مسبوقة ويقول ان حلفاءه السابقني‬ ‫في حركة الداعية االسالمي غولن يقفون‬ ‫وراءها‪.‬‬ ‫وبحس�ب اردوغان‪ ،‬فان انصار حركة‬ ‫غول�ن الت�ي لطامل�ا كان�ت الداع�م االول‬ ‫حلكومت�ه‪ ،‬تس�للوا ال�ى داخ�ل جه�ازي‬ ‫الش�رطة والقضاء من اجل تكوين «دولة‬ ‫ضم�ن الدول�ة»‪ ،‬مؤكدا ان ه�ؤالء هم من‬ ‫يقف خلف حتقيقات قضائية بتهم فس�اد‬ ‫موجهة ال�ى رموز في النظ�ام احلاكم في‬ ‫تركي�ا من�ذ ‪ 2002‬بقي�ادة ح�زب العدالة‬ ‫والتنمية الذي يتزعمه اردوغان‪.‬‬ ‫وردا عل�ى ذل�ك‪ ،‬عمد رئي�س الوزراء‬ ‫ال�ى عملي�ات تطهي�ر واس�عة ف�ي هذين‬

‫اجلهازي�ن‪ .‬وبحس�ب تع�داد للصحاف�ة‬ ‫التركي�ة‪ ،‬ف�ان حوالى س�تة االف موظف‬ ‫في الشرطة واملئات من القضاة واملدعني‬ ‫اقيلوا او نقلوا من مواقعهم‪.‬‬ ‫ومنذ منتصف كانون االول‪/‬ديسمبر‪،‬‬ ‫اصبح�ت صحيف�ة «زم�ان» اح�د اب�رز‬ ‫مؤي�دي حرك�ة االحتج�اج ضد الس�لطة‬ ‫االسالمية احملافظة‪.‬‬ ‫وتعتب�ر املنظم�ات غي�ر احلكومية ان‬ ‫تركيا بقيادة اردوغ�ان هي احدى الدول‬ ‫االكث�ر قمعا في مج�ال حري�ة الصحافة‪.‬‬ ‫حتى ان جلنة حماية الصحافيني صنفتها‬ ‫امام الصني وايران على املستوى العاملي‬ ‫جلهة عدد الصحافيني املسجونني‪.‬‬ ‫وف�ي غم�رة حرك�ة االحتج�اج ض�د‬ ‫احلكوم�ة التي هزت البلاد في حزيران‪/‬‬ ‫يونيو‪ ،‬مت تس�ريح عش�رات الصحافيني‬ ‫في ‪.2013‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬غادر رئيس الوزراء التركي‪،‬‬ ‫رج�ب طيب أردوغ�ان‪ ،‬العاصم�ة أنقرة‪،‬‬ ‫متوجه�ا إلى مدينة سوتش�ي الروس�ية‪،‬‬

‫حلضور حف�ل افتتاح الدورة ‪ 22‬لأللعاب‬ ‫األوملبية الشتوية‪ ،‬التي انطلقت اجلمعة‪،‬‬ ‫وتستمر حتى ‪ 23‬شباط‪/‬فبراير اجلاري‪.‬‬ ‫ويراف�ق «أردوغ�ان» عقيلت�ه أمين�ة‬ ‫أردوغان‪ ،‬ووزي�ر اخلارجية‪ ،‬أحمد داود‬ ‫أوغلو‪ ،‬ووزير الطاقة واملوارد الطبيعية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تان�ر يل�دز‪ ،‬ووزي�ر الش�باب والرياضة‬ ‫جغتاي قليج‪.‬‬ ‫وتش�ارك تركيا في األلع�اب األوملبية‬ ‫الش�توية للم�رة السادس�ة عش�ر ف�ي‬ ‫تاريخه�ا‪ ،‬وم�ن املنتظ�ر مش�اركة نحو ‪3‬‬ ‫آالف رياض�ي م�ن الرج�ال والنس�اء في‬ ‫«أوملبياد سوتش�ي ‪ ،»2014‬الذي سيشهد‬ ‫منافس�ات في ‪ 15‬رياضة ش�توية ضمن ‪7‬‬ ‫مجاالت‪.‬‬ ‫وميثل تركي�ا في األوملبياد ثالث فئات‬ ‫رياضية‪ ،‬ه�ي التزلج الفن�ي على اجلليد‬ ‫(ألبي�ر أوج�ار – أليس�ا آغافونوف�ا)‪،‬‬ ‫والتزل�ج الريف�ي (كليم�ة جتين قاي�ا –‬ ‫صب�اح الدي�ن أوغالغ�و)‪ ،‬والتزلج على‬ ‫املنحدرات اجلبلية (طوغبا قوجه آغا)‪.‬‬

‫عائلة طالبة سعودية حتمل نظام الفصل بني اجلنسني مسؤولية وفاتها‬ ‫■ الري�اض – رويترز‪ :‬نقلت وس�ائل إعلام محلية‬ ‫عن عائل�ة طالبة س�عودية توفيت إث�ر اصابتها بأزمة‬ ‫قلبي�ة ح�ادة قولها إن اجلامعة الت�ي كانت تدرس فيها‬ ‫منعت دخول املسعفني مما حال دون وصولهم اليها في‬ ‫الوقت املناسب بسبب القواعد التي حتظر على الرجال‬ ‫دخول اجلزء اخملصص للفتيات من احلرم اجلامعي‪.‬‬ ‫ونفت جامعة امللك سعود في الرياض االتهام وقالت‬ ‫إن آمن�ة باوزير تعاني من مش�اكل ف�ي القلب منذ فترة‬ ‫طويل�ة وإنها تلقت رعاية طبية س�ريعة بع�د إصابتها‬ ‫بازمة قلبية حادة يوم األحد املاضي مما أدى إلى توقف‬ ‫القلب والرئتني عن العمل‪.‬‬ ‫وقال�ت فهدة باوزير ش�قيقة الطالب�ة املتوفاة امس‬ ‫االول اخلميس إن اإلس�عاف وص�ل إلى بوابة اجلامعة‬ ‫«ف�ي غض�ون دقائ�ق» بع�د تع�رض ش�قيقتها لوعك�ة‬ ‫مفاجئة في متام الساعة احلادية عشرة صباحا‪.‬‬ ‫وتابعت قائلة إن «املس�عفني لم يتمكنوا من الدخول‬

‫إلى اجلامعة إال في متام الواحدة ظهرا‪».‬‬ ‫وأضافت باوزير أن اجلامعة منعت دخول اإلسعاف‬ ‫إل�ى حني إيجاد «بوابة س�الكة» للحيلولة دون حدوث‬ ‫اختالط بني املسعفني واملتواجدات في املبنى‪.‬‬ ‫ونقل موقع سبق اإللكتروني اإلخباري نفى متحدث‬ ‫باس�م جامعة امللك سعود حدوث أي تأخير في إسعاف‬ ‫الطالب�ة وق�ال إن ممرضتين وطبيب�ة م�ن العي�ادة‬ ‫الداخلية في مدينة الطالب�ات حضرن إلى الطالبة بعد‬ ‫خم�س دقائق من االتصال بالعيادة وعندما فش�لن في‬ ‫إنعاشها اتصلن باإلسعاف في املستشفى اجلامعي‪.‬‬ ‫ونق�ل املوقع ع�ن املتحدث أحم�د التميم�ي قوله في‬ ‫بي�ان ردا عل�ى م�ا أثي�ر ع�ن تأخي�ر إس�عاف الطالب�ة‬ ‫«تعرض�ت الطالبة (يرحمها الله) ف�ي ذلك اليوم ألزمة‬ ‫قلبية حادة فبادرت املش�رفة عل�ى الطالبات في املوقع‬ ‫باالتص�ال بالعي�ادة الداخلية في مدين�ة الطالبات في‬ ‫الساعة ‪ 12:15‬وعند الساعة ‪ 12:20‬حضرت ممرضتان‬

‫ث�م تلتهم�ا الطبيبة الت�ي كانت تباش�ر حالة ف�ي كلية‬ ‫أخرى‪ .‬وبعد الفحص اكتش�فن توقف اجلهازين القلبي‬ ‫والرئوي لديها ثم جرت محاوالت اإلنعاش وفي احلال‬ ‫اتصلت املشرفة باإلسعاف عند الساعة ‪ 12:35‬فكان في‬ ‫املوقع عند الس�اعة ‪ 12:45‬فقام الطاقم مبباشرة احلالة‬ ‫وإكمال عملية اإلنعاش القلبي والرئوي‪».‬‬ ‫وأضاف أن الطالبة نقلت في س�يارة اإلس�عاف إلى‬ ‫ط�وارئ املستش�فى اجلامع�ي عن�د الس�اعة الواحدة‬ ‫ظهرا بعد فش�ل محاوالت إنعاش�ها في مبنى الطالبات‬ ‫واس�تمرت محاوالت اإلنعاش بالوسائل املتقدمة حتى‬ ‫الساعة ‪ 1:39‬دون أي استجابة منها فتقرر التوقف عن‬ ‫مواصلة اإلنعاش وإعالن وفاتها‪.‬‬ ‫وأض�اف التميم�ي أن «اجلامع�ة إذ تنش�ر ه�ذا‬ ‫التصحيح تؤكد التزامها مبس�ؤوليتها جتاه كل طالبها‬ ‫وطالباته�ا وعملها اجل�اد على حف�ظ أرواحهم وتأمني‬ ‫سالمتهم‪».‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫فقط‪ ،‬وتس�بب ذلك في انف�راد ألوية احلرس‬ ‫اجلمهوري باحلزام األمن�ي للعاصمة صنعاء‬ ‫وه�و م�ا جع�ل الرئي�س ه�ادي يش�عر بعدم‬ ‫األم�ان في دار الرئاس�ة ووقوعه حتت رحمة‬ ‫هذه القوات املوالية لصالح التي اجبرته على‬ ‫البقاء في منزله بشارع الستني بصنعاء حتى‬ ‫اللحظ�ة رغم م�رور قرابة س�نتني على توليه‬ ‫مقاليد األمور في البالد‪.‬‬

‫إيران حريصة على توطيد‬ ‫عالقاتها مع تونس‬ ‫■ تون�س – األناضول‪ :‬بحث كل من الرئيس التونس�ي‪ ،‬محم�د املنصف املرزوقي‪،‬‬ ‫ورئي�س مجلس الش�ورى اإلسلامي اإليراني‪ ،‬علي الريجاني‪ ،‬س�بل دع�م العالقات‬ ‫الثنائية بني البلدين‪ ،‬واالرتقاء بها‪.‬‬ ‫وفي بيان صادر عن الرئاس�ة التونس�ية‪ ،‬ذكر أن احملادثات الت�ي جمعت املرزوقي‬ ‫والريجان�ي في قص�ر قرطاج الرئاس�ي‪ ،‬بالعاصمة تونس‪ ،‬متحورت حول س�بل دعم‬ ‫العالق�ات التونس�ية‪-‬اإليرانية‪ ،‬واالرتق�اء به�ا إل�ى مس�توى العالقات السياس�ية‪،‬‬ ‫واالقتصادية القائمة بني البلدين‪.‬‬ ‫م�ن جانبه‪ ،‬نق�ل الريجاني‪ ،‬للرئيس التونس�ي‪ ،‬تهان�ي الرئيس اإليراني‪ ،‬حس�ن‬ ‫ً‬ ‫مجددا في الوقت ذاته‪،‬‬ ‫روحان�ي‪ ،‬بنجاح تونس في املصادقة على دس�تورها اجلديد‪،‬‬ ‫دعم بالده لتونس في إمتام مس�ار انتقالها الدميقراطي‪ ،‬وحتقيق أهداف ثورتها‪ً ،‬‬ ‫وفقا‬ ‫للبيان‪.‬‬ ‫وأضاف البيان‪ ،‬أن «الريجاني نقل دعوة رئيس بالده‪ ،‬للرئيس التونس�ي‪ ،‬لزيارة‬ ‫إيران»‪.‬‬ ‫ويأتي لقاء املرزوقي‪-‬الريجاني‪ ،‬على هامش زيارة األخير‪ ،‬لتونس‪ ،‬للمشاركة في‬ ‫االحتفاالت بالدستور التونسي اجلديد‪.‬‬ ‫وتنظم تونس احتفاال رسميا‪ ،‬مبقر اجمللس الوطني التأسيسي‪ ،‬مبناسبة املصادقة‬ ‫على الدستور األخير‪ ،‬وذلك مبشاركة قادة دول عربية‪ ،‬وأفريقية‪ ،‬وأوروبية‪.‬‬ ‫وف�ي ‪ 27‬كان�ون الثاني‪ /‬يناير املاض�ي‪ ،‬أقرت تونس وثيقة الدس�تور اجلديد الذي‬ ‫وصف�ه مس�ؤولون تونس�يون بأن�ه أول «دس�تور دميقراط�ي توافق�ي» ف�ي املنطق�ة‬ ‫العربية‪.‬‬

‫الرئيس الباكستاني السابق مشرف‬ ‫يتغيب عن املثول امام احملكمة‬ ‫■ إسالم اباد د ب ا‪ :‬حددت محكمة باكستانية موعدا نهائيا اخر للحاكم العسكري‬ ‫الس�ابق بروي�ز مش�رف للمثول أم�ام احملكم�ة بعدما غ�اب اجلمعة عن جلس�ة ادانته‬ ‫باخليانة ‪.‬‬ ‫وكانت هذه املرة الرابعة التي لم ميثل فيها مشرف أمام احملكمة منذ بدء احملاكمة في‬ ‫كانون أول‪/‬ديس�مبر من العام املاضي‪ . .‬وقال القاضي فيصل عرب إن احملكمة اخلاصة‬ ‫س�وف تصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس السابق في حال لم يحضر جلسة االستماع‬ ‫املقبلة في ‪ 18‬شباط‪/‬فبراير اجلاري ‪.‬‬ ‫ويتلقى مشرف ‪ ،‬الذي يواجه اتهامات باخليانة لتعطيل العمل بالدستور عام ‪2007‬‬ ‫‪ ،‬العالج في مستش�فى عس�كري في باكس�تان بعدما اش�تكى من آالم في الصدر خالل‬ ‫نقل�ه إلى احملكمة ف�ي الثاني من كان�ون ثان‪/‬يناير املاضي ‪ . .‬ورفضت احملكمة الش�هر‬ ‫املاضي طلبه بالسماح بنقله إلى اخلارج لتلقي العالج‪.‬‬ ‫يش�ار إلى ان مش�رف هو الوحي�د من أربعة ديكتاتوريني عس�كريني في باكس�تان‬ ‫يحاكمون بتهمة اخليانة التي تصل عقوبتها إلى االعدام ‪.‬‬ ‫واث�ارت اخلطوة اخمل�اوف من اندالع اش�تباك بني االدارة املدنية الهش�ة واجليش‬ ‫القوي الذي حكم باكستان نصف فترة استقاللها منذ عام ‪. 1947‬‬

‫قادة شطري قبرص يقتربون‬ ‫من استئناف محادثات السالم‬ ‫■ اثين�ا د ب ا‪ :‬ص�رح رئي�س قب�رص اليوناني�ة نيكوس اناستاس�ياديس امس‬ ‫اجلمع�ة ب�ان قادة الش�طرين اليونان�ي والتركي م�ن اجلزيرة اقتربوا من اس�تئناف‬ ‫محادث�ات السلام التي جتري بينهم بوس�اطة من األمم املتحدة بش�أن اعادة توحيد‬ ‫شطري اجلزيرة املقسمة ‪.‬‬ ‫وقال اناستاسياديس إن اجلانبني قريبان من وضع مسودة بيان جوهري مشترك‬ ‫«ميك�ن ان يرس�ي القواع�د الطلاق جولة جديدة م�ن احملادث�ات ترمي إل�ى التوصل‬ ‫إلى تس�وية قابل�ة للتطبيق ودائمة وفعالة « بش�أن اجلزيرة حتترم حقوق اإلنس�ان‬ ‫والقانون األوروبي ‪ .‬وأضاف رئيس قبرص اليونانية في مؤمتر صحافي مش�ترك مع‬ ‫رئي�س ال�وزراء اليوناني انتونيس س�اماراس في اثينا ‪»:‬من احملتم�ل ان نضع بيانا‬ ‫مش�تركا قريبا «‪ .‬وقال مكتب رئيس قبرص التركية درويش اروغلو اخلميس ‪ »:‬يبدو‬ ‫انن�ا في املرحل�ة النهائية من اجلهود التي بدأت قبل فت�رة ملواصلة املفاوضات ووضع‬ ‫مسودة بيان مشترك «‪.‬‬ ‫وأفادت تقارير اخبارية في الصحافة اليونانية والتركية إن الهدف هو عقد اجتماع‬ ‫بني اروغلو واناستاس�ياديس األس�بوع املقب�ل‪ .‬وتوقفت محادثات السلام املدعومة‬ ‫م�ن األمم املتح�دة في اذار‪/‬مارس عام ‪ ، 2012‬بعدما أخفق اجلانبان في جس�ر الفجوة‬ ‫بشأن سلسلة من القضايا من بينها تقاسم السلطة واملمتلكات واحلقوق اإلقليمية ‪.‬‬ ‫جدير بالذكر ان قبرص انقسمت عام ‪ 1974‬عندما قامت القوات التركية بغزو الثلث‬ ‫الش�مالي م�ن اجلزيرة ردا على انقالب مس�تلهم م�ن اليونان يرمي إل�ى ضم اجلزيرة‬ ‫إلى اليونان ‪ .‬ودخلت قبرص منطقة اليورو عام ‪ . 2004‬وال يعترف بالش�طر الش�مالي‬ ‫اخلاضع للسيطرة التركية من قبرص ككيان منفصل سوى تركيا‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪3‬‬

‫حركة َّ‬ ‫«ولع» اعلنت مسؤوليتها‬

‫‪ 6‬مصابني بينهم ضابط في هجوم‬ ‫على سيارات للشرطة في القاهرة‬ ‫■ القاه��رة‪ -‬األناض��ول‪ :‬قال��ت وزارة الصحة‬ ‫املصرية‪ ،‬إن ‪ 6‬من أفراد الش��رطة املصرية‪ ،‬أصيبوا‬ ‫صباح اجلمع��ة‪ ،‬ج��راء تفجير عبوتني ناس��فتني‪،‬‬ ‫اس��تهدفتا جتمعا لسيارات األمن املركزي (شرطة‬ ‫مكافح��ة الش��غب)‪ ،‬أعل��ى جس��ر اجلي��زة‪ ،‬غرب‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫كان مصدر أمن��ي ف��ي وزارة الداخلية‪ ،‬قال‪ ‬في‬ ‫وقت س��ابق إن أربع��ة من أفراد الش��رطة‪ ،‬ضابط‬ ‫وأم�ين ش��رطة ومجندين اثن�ين من ق��وة اخلدمة‬ ‫األمني��ة املرتكزة أعلى اجلس��ر املعدن��ي باجليزة‪،‬‬ ‫أصيبوا جراء انفجار عبوتني بدائيتي‪ ‬الصنع‪.‬‬ ‫وأضاف أن خبراء املفرقع��ات واحلماية املدنية‬ ‫انتقل��وا إلى مقر الهجوم‪ ،‬فيما مت نقل املصابني إلى‬ ‫املستشفى لتلقي العالج‪.‬‬ ‫وتبن��ت حرك��ة تُ طلق على نفس��ها إس��م َّ‬ ‫َّ‬ ‫«ولع»‬ ‫اجلمعة‪ ،‬املس��ؤولية عن عملية استهداف سيارات‬ ‫أمن مركزي التي أدت الى اصابة س��تة أش��خاص‬

‫بجروح‪.‬‬ ‫وأعلنت احلركة في صفحة على موقع التواصل‬ ‫االجتماعي (فيسبوك ) مسؤوليتها عن» تفجيرات‬ ‫كوب��ري اجلي��زة صب��اح اجلمع��ة»‪ ،‬موضح��ة أن‬ ‫احلادث نتج عنه إصابة ‪ 7‬جنود وضابط شرطة‪.‬‬ ‫وتوع��دت احلرك��ة باملزي��د م��ن العملي��ات ضد‬ ‫َّ‬ ‫عناصر الش��رطة‪ ،‬قائل��ة إن «هذه البداية وليس��ت‬ ‫النهاية»‪.‬‬ ‫ويش��ار إلى أن ً‬ ‫عددا من احلركات ظهرت مؤخر ًا‬ ‫ُ‬ ‫على الساحة املصرية‪ ،‬دعت إلى استهداف عناصر‬ ‫األمن‪ ،‬من بينها «حركة مولوتوف»‪.‬‬ ‫وق��د أدان رئي��س احلكوم��ة املصري��ة ح��ازم‬ ‫البب�لاوي‪ ،‬في تصري��ح‪ ،‬التفجير الذي اس��تهدف‬ ‫ً‬ ‫جتمعا لس��يارات األمن املركزي على جسر اجليزة‬ ‫وأدى الى وقوع ستة جرحى‪.‬‬ ‫وقال الببالوي إن «مثل هذه العمليات اإلرهابية‬ ‫ل��ن تنجح في العب��ث بأمن وأمان ه��ذا الوطن‪ ،‬كما‬

‫أنه��ا لن تثن��ي املصريني ع��ن اس��تكمال خطواتهم‬ ‫الثابتة نحو املس��تقبل الذي رس��موه وطاملا حلموا‬ ‫به»‪.‬‬ ‫وأضاف « أن مصر ستبقى أما اإلرهاب فمصيره‬ ‫إلى زوال»‪.‬‬ ‫كما قت��ل ضابط ش��رطة مصري بإط�لاق النار‬ ‫عليه من قبل مس��لحني مجهولني أثناء خروجه من‬ ‫مكان عمله مبحافظة الشرقية‪.‬‬ ‫وق��ال موق��ع «الدس��تور األصل��ي» اجلمعة‪ ،‬إن‬ ‫مس��لحني مجهولني أطلقوا النار على أمني ش��رطة‬ ‫(ضابط) أمام مرك��ز عمله في كفر صقر مبحافظة‬ ‫الش��رقية ما أدى الى مقتله على الفور بعد إصابته‬ ‫برأسه‪.‬‬ ‫وكان��ت محافظة الش��رقية ش��هدت عل��ى مدار‬ ‫األس��بوع املاضي ح��وادث عنف اس��تهدفت ً‬ ‫عددا‬ ‫من أفراد الش��رطة واجليش أس��فرت ع��ن مقتل ‪4‬‬ ‫شرطيني وإصابة عدد من العسكريني بجروح‪.‬‬ ‫عراقي يهتف اثناء صالة اجلمعة في مدينة الصدر ببغداد‬

‫‪11‬قتيال بينهم مرشح لالنتخابات‬ ‫في هجمات متفرقة في العراق‬ ‫■ بغداد ـ أ ف ب‪ :‬قتل ‪ 11‬ش��خصا في هجمات‬ ‫متفرقة اجلمعة في بغداد وش��مالها‪ ،‬بينهم مرشح‬ ‫للتي��ار الص��دري ال��ذي يتزعم��ه مقت��دى الص��در‬ ‫لالنتخابات البرملانية املقررة نهاية نيس��ان‪/‬ابريل‬ ‫القادم‪ ،‬وفقا ملصادر امنية وطبية‪.‬‬ ‫ففي بغ��داد‪ ،‬اغتال مس��لحون مجهولون حمزة‬ ‫الش��مري‪ ،‬احد مرش��حي قائمة «االح��رار» املمثل‬ ‫الرئيسي للتيار الصدري في االنتخابات البرملانية‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫وق��ال ضاب��ط برتب��ة عقي��د ف��ي الش��رطة ان‬ ‫«مس��لحني مجهول�ين اغتال��وا باس��لحة م��زودة‬ ‫بكامت للصوت حمزة الش��مري‪ ،‬رئيس قبيلة ش��مر‬ ‫ف��ي جانب الك��رخ في بغداد واملرش��ح ع��ن قائمة‬ ‫االحرار»‪.‬‬ ‫واضاف ان الهجوم وقع في الش��ارع الرئيسي‬ ‫في منطق��ة الغزالية‪ ،‬في غرب بغداد»‪ .‬واكد مصدر‬ ‫في وزارة الداخلية مقتل الشمري‪.‬‬ ‫و قائم��ة «االح��رار» املمث��ل الرئيس��ي للتي��ار‬ ‫الصدري الذي يتزعم��ه رجل الدين مقتدى الصدر‪.‬‬

‫أحد املصابني في الهجوم على سيارات الشرطة بالقاهرة اجلمعة‬

‫اشتباكات عنيفة بني أنصار مرسي وعناصر األمن في القاهرة‬ ‫■ القاه��رة‪ -‬ي��و ب��ي اي‪ :‬وقعت اش��تباكات عنيف��ة‪ ،‬مس��اء اجلمعة‪ ،‬بني‬ ‫مناصري��ن للرئيس املعزول محمد مرس��ي وبني قوات األم��ن بعدة مناطق في‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫وتدور اش��تباكات عنيفة بني عش��رات م��ن أنصار الرئيس املع��زول الذين‬ ‫يرش��قون بزجاج��ات املولوت��وف احلارق��ة واحلج��ارة عناص��ر األم��ن التي‬ ‫ترد بإط�لاق الغاز املس��يل للدموع في منطق��ة «األلف مس��كن»‪ ،‬و»املعادي»‪،‬‬ ‫و»البساتني»‪ ،‬وشارع «الهرم» الرئيسي جنوب القاهرة‪.‬‬ ‫كما أغلق أنصار مرس��ي‪ ،‬باحلجارة «ميدان النعام» في حي «عني ش��مس»‬ ‫وأضرم��وا النار في إطارات س��يارات عل��ى مداخل ومخارج املي��دان للحيلولة‬ ‫دون تقدم قوات األمن املركزي لتفريق جتمعهم‪.‬‬ ‫ويخشى أهالي منطقة «النعام» من إمكانية محاولة أنصار مرسي االعتصام‬ ‫في امليدان على نحو محاولتهم يوم اجلمعة املاضي‪.‬‬ ‫وكان��ت قوات األمن املركزي أطلقت‪ ،‬الغاز املس��يل للدم��وع‪ ،‬على مئات من‬ ‫أنصار الرئيس املعزول ومتشددين بضاحية مدينة نصر‪ ،‬وقامت مبطاردتهم‬

‫إلى الش��وارع اجلانبية‪ .‬واحتش��د مئات من املنتمني لتنظيم اإلخوان وتيارات‬ ‫متش��ددة يناصرون مرسي‪ ،‬أمام مس��جد بالل بن رباح بضاحية مدينة نصر‬ ‫(شمال ش��رق القاهرة)‪ ،‬في بداية تظاهرة تطالب «بإسقاط النظام اإلنقالبي‬ ‫وحكم العس��كر»‪ ،‬فقامت عناصر األمن بإطالق الغاز املسيل للدموع لتفريقهم‬ ‫وطاردتهم إلى الشوارع الفرعية‪.‬‬ ‫كما تظاهر مئات من أنصار مرس��ي في مدين��ة ‪ 6‬أكتوبر (جنوب القاهرة)‪،‬‬ ‫واملعادي‪ ،‬وحلوان‪ ،‬والزيتون‪ ،‬واملطرية بالقاهرة‪ ،‬وفي عدد من املدن الرئيسية‬ ‫مبحافظات القليوبية‪ ،‬وكفر الشيخ‪ ،‬واإلسماعيلية‪ ،‬واملنيا‪.‬‬ ‫وانتشرت وحدات من قوات اجليش والشرطة املدنية مبحيط ميدان التحرير‬ ‫في وسط القاهرة‪ ،‬وعلى مداخل امليادين الرئيسية باحملافظات‪.‬‬ ‫وتأت��ي التظاه��رات ف��ي س��ياق حال��ة متواصلة م��ن اإلحتجاج��ات يقوم‬ ‫ً‬ ‫رفض��ا لعزله‪ ،‬وقد أس��فرت تلك‬ ‫به��ا أنصار الرئيس الس��ابق محمد مرس��ي‪،‬‬ ‫االحتجاج��ات منذ انطالقها مطلع متوز‪/‬يوليو ‪ 2013‬إلى س��قوط مئات القتلى‬ ‫وأكثر من ‪ 5‬آالف مصاب بينهم عناصر أمن‪.‬‬

‫اخلارجية اإلثيوبية‪ :‬على مصر التخلي‬ ‫عن التهديدات ومحاوالتها «الهدامة»‬ ‫أديس أبابا ـ من محمد توكل‪:‬‬ ‫دعا املتحدث باس�م اخلارجية األثيوبي�ة‪ ،‬دينا مفتي‪،‬‬ ‫مص�ر إل�ى التخلي ع�ن «محاوالتها الهدام�ة والتهديدات‬ ‫السياس�ية واالقتصادية»‪ ،‬مطالبا في الوقت نفس�ه دول‬ ‫املنب�ع واملصب بنه�ر النيل إل�ى التعاون لالس�تفادة من‬ ‫املوارد الطبيعية «بصورة عادلة»‪.‬‬ ‫جاء ذلك ف�ي تصريحات لـ»مفتي» نقله�ا التليفزيون‬ ‫اإلثيوبي الرسمي‪ ،‬اجلمعة‪ ،‬على خلفية أزمة سد النهضة‪،‬‬ ‫الذي تشيده إثيوبيا حاليا‪ ،‬وتسبب في أزمة مع مصر‪.‬‬ ‫وفيم�ا ل�م يوض�ح املتح�دث اإلثيوب�ي م�ا قص�ده‬ ‫بـ»التهدي�دات السياس�ية واالقتصادي�ة» و»احمل�اوالت‬ ‫الهدام�ة»‪ ،‬ق�ال إن وس�ائل الدعاية التي متارس�ها بعض‬ ‫األجه�زة في مصر (ل�م يحدده�ا) «قدمي�ة وال ترتقي إلى‬ ‫املس�توى العالق�ات بين ال�دول والش�عوب»‪ ،‬معربا عن‬ ‫دهشته إزاء «حملة التشويه املنظمة»‪.‬‬ ‫وأض�اف املتح�دث اإلثيوبي أنه «يتعين على مصر أن‬ ‫تك�ون إيجابي�ة وتعمل عل�ى تعزي�ز عالق�ات البلدين»‪،‬‬ ‫معتب�را أن تصريح�ات الساس�ة املصريين «ال تخ�دم‬ ‫مصلحة شعبي البلدين وال العالقات الثنائية»‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن بالده «ال تريد االجنرار وراء التهديدات‬ ‫الص�ادرة م�ن بع�ض اجله�ات املصري�ة»‪ ،‬واصف�ا إياها‬ ‫بـ»غير اجملدية» وتبعد املسافات بني دول املصب واملنبع‪.‬‬ ‫ورأى أن بالده تس�عى جاهدة من أجل املصلحة املشتركة‬ ‫بين البلدين لالس�تفادة من مياه الني�ل بطريقة «عادلة»‬ ‫حت�ى تع�م الفائ�دة جلمي�ع دول املنب�ع واملص�ب (مص�ر‬ ‫والس�ودان)‪ ،‬كم�ا دع�ا دول املنبع واملصب إل�ى التعاون‬

‫فيم�ا بينهم من أجل مصلحة ش�عوبهم في االس�تفادة من‬ ‫املوارد الطبيعية «بصورة عادلة»‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن نهر النيل «ليس ملكا لدولة واحدة بقدر‬ ‫ما هو ملك جلميع دول حوض النيل»‪.‬‬ ‫واعتب�ر أن احلمل�ة اإلعالمي�ة الت�ي ت�روج لها بعض‬ ‫وسائل اإلعالم املصرية «مبلكية املياه وقدسية االتفاقيات‬ ‫املورثة من عهد االستعمار» لن تخدم مصلحة دول حوض‬ ‫النيل ولن جتد قبوال لها من إثيوبيا‪ ،‬في إشارة إلى إعالن‬ ‫مصر متسكها مبا تصفه حقوقها التاريخية في مياه النيل‬ ‫وف�ق اتفاقي�ات موقع�ة إب�ان حقب�ة االس�تعمار متنحها‬ ‫النصيب األكبر من مياه النيل‪.‬‬ ‫وأوضح «مفتي» أن اتفاقي�ة «عنتيبي» اإلطارية لدول‬ ‫ح�وض الني�ل‪ ،‬الت�ي رفض�ت مص�ر التوقيع عليه�ا‪ ،‬هي‬ ‫الت�ي ميك�ن أن حتف�ظ للمصريين حقه�م في مي�اه النيل‬ ‫وليس�ت االتفاقيات القدمي�ة وال إضافة مل�ف مياه النيل‬ ‫ف�ي الدس�تور‪ ،‬في إش�ارة إل�ى امل�ادة رق�م «‪ »44‬من باب‬ ‫«املقوم�ات االقتصادي�ة» بالدس�تور‪ ،‬ال�ذي أق�ر الش�هر‬ ‫املاض�ي‪ ،‬ونص عل�ى «تلتزم الدول�ة بحماية نه�ر النيل‪،‬‬ ‫واحلفاظ على حقوق مصر التاريخية املتعلقة به»‪.‬‬ ‫وش�هدت األش�هر األخيرة‪ ،‬توترا للعالق�ات بني مصر‬ ‫وع�دد م�ن دول ح�وض الني�ل‪ ،‬وال س�يما إثيوبي�ا‪ ،‬م�ع‬ ‫إعالن األخيرة بدء بناء مش�روع سد النهضة‪ ،‬الذي تثور‬ ‫مخ�اوف داخل مصر بش�أن احتمال تأثي�ره على حصتها‬ ‫م�ن مي�اه الني�ل‪ ،‬وتأثيره عل�ى أمنه�ا القومي ف�ي حالة‬ ‫انهياره‪.‬‬ ‫وعق�ب قيام أديس أبابا بتحويل مجرى النيل األزرق‪،‬‬ ‫أح�د رواف�د نهر الني�ل‪ ،‬في أي�ار‪ /‬مايو املاض�ي‪ ،‬في إطار‬

‫خطواته�ا لتنفي�ذ مش�روع س�د النهضة‪ ،‬أص�درت جلنة‬ ‫خب�راء دولية تقري�را أفاد بأن هناك حاج�ة إلجراء مزيد‬ ‫من الدراس�ات بش�أن آلية بناء الس�د‪ ،‬حتى ميكن تقدير‬ ‫اآلث�ار املترتبة على بنائه ثم حتدي�د كيفية التعامل معها‪،‬‬ ‫وفقا للحكومة املصرية‪.‬‬ ‫وتكونت اللجنة من ‪ 6‬أعضاء محليني (اثنني من كل من‬ ‫مصر والسودان وإثيوبيا)‪ ،‬و‪ 4‬خبراء دوليني في مجاالت‬ ‫هندس�ة الس�دود وتخطي�ط امل�وارد املائي�ة‪ ،‬واألعم�ال‬ ‫الهيدرولوجي�ة‪ ،‬والبيئ�ة‪ ،‬والتأثي�رات االجتماعي�ة‬ ‫واالقتصادي�ة للس�دود‪ .‬ومت عقد عدة لق�اءات تفاوضية‬ ‫باخلرطوم بني اجلانبني اإلثيوبي واملصري ش�اركت فيها‬ ‫السودان‪ ،‬ولم تس�فر عن حل للنقاط اخلالفية والتي من‬ ‫أبرزه�ا اخللاف حول تش�كيل جلنة ثالثي�ة تتولى مهمة‬ ‫دراس�ة توصيات جلنة اخلبراء الدولية املعنية بدراس�ة‬ ‫آثار سد النهضة على دول املصب‪.‬‬ ‫لك�ن لم يت�م التوصل إل�ى اتفاق حول مقترح تش�كيل‬ ‫جلنة ثالثية تتولى تنفيذ توصيات جلنة اخلبراء الدولية‬ ‫اخلاصة بس�د النهضة‪ ،‬وورقة مبادئ بش�أن تعزيز بناء‬ ‫الثقة بني الدول الثالث بشأن بناء السد‪.‬‬ ‫وذكرت صحيف�ة «مونيت�ور» األمريكي�ة‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬أنه‬ ‫«ي�دور اآلن حدي�ث عل�ى املس�توى احلكوم�ي ف�ي مصر‬ ‫حول تدويل القضية‪ ،‬في الوقت الذي تش�هد مصر ارتفاع‬ ‫املطالب الش�عبية إل�ى اللجوء إلى مجل�س األمن الدولي‬ ‫إلقامة حق مصر في االعتراض على إنش�اء س�د النهضة‪،‬‬ ‫وبالنظ�ر إل�ى اخلط�ر احملتم�ل ال�ذي ميثل�ه ألم�ن املياه‬ ‫املصرية»‪ ،‬وهو ما نفت�ه وزارة املياه والري مبصر الحقا‪،‬‬ ‫مؤكدة متسكها باحلوار حلل األزمة‪( .‬األناضول)‬

‫وم��ن املق��رر ان جت��رى االنتخاب��ات البرملانية في‬ ‫الثالثني من نيسان‪/‬ابريل القادم‪.‬‬ ‫وغالب��ا ما يتع��رض مرش��حو االنتخاب��ات الى‬ ‫هجم��ات واعمال عن��ف بالتزامن خ�لال احلمالت‬ ‫االنتخابي��ة‪ ،‬وقت��ل نحو عش��رين مرش��حا خالل‬ ‫انتخاب��ات مجالس احملافظ��ات التي ج��رت العام‬ ‫املاضي في العراق‪ ،‬وفقا ملصادر رسمية‪.‬‬ ‫وف��ي مدين��ة الص��در‪ ،‬في ش��رق بغ��داد‪ ،‬قالت‬ ‫مص��ادر ف��ي وزارة الداخلي��ة ان «ش��خصني قتال‬ ‫واصي��ب س��بعة عل��ى االقل بج��روح ف��ي انفجار‬ ‫سيارة مفخخة اس��تهدف دورية للش��رطة»‪ .‬وفي‬ ‫قض��اء طوزخورمات��و (‪ 175‬كل��م ش��مال بغداد)‪،‬‬ ‫وقال قائمقام قضاء طوزخورماتو ش�لال عبدول‬ ‫ان «خمسة اشخاص قتلوا واصيب ‪ 27‬بجروح في‬ ‫انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري»‪.‬‬ ‫واض��اف ان «االنفج��ار وق��ع حوال��ى الس��اعة‬ ‫العاش��رة والنصف (‪ 06,30‬تغ) في طريق رئيسي‬ ‫عن��د جام��ع الوهاب وس��ط قض��اء طوزخورماتو‬ ‫(‪ 175‬كلم شمال بغداد)»‪.‬‬

‫واكد الطبيب بهاء البياتي في مستش��فى الطوز‬ ‫حصيلة الضحايا‪.‬‬ ‫ويعد قض��اء طوزخورماتو ال��ذي تقطنه غالبية‬ ‫تركمانية من املناطق املتوترة ويش��هد اعمال عنف‬ ‫ش��به يومية‪ .‬وفي بيجي (‪ 200‬كلم ش��مال بغداد)‬ ‫ق��ال مقدم في الش��رطة ان «ثالثة جن��ود قتلوا في‬ ‫انفج��ار س��يارة مفخخة اس��تهدف دورية للجيش‬ ‫عل��ى طريق رئيس��ي وس��ط املدينة‪ .‬واك��د ضابط‬ ‫برتبة رائد في الش��رطة مقتل الضحايا مشيرا الى‬ ‫تدمير احدى عجالت الدورية جراء االنفجار‪.‬‬ ‫وتتزام��ن اعمال العنف مع تواصل اش��تباكات‬ ‫ق��وات عراقي��ة مع مس��لحني م��ن تنظي��م «الدولة‬ ‫االس�لامية ف��ي الع��راق والش��ام» او (داع��ش)‬ ‫واخري��ن مناهضني للحكومة منذ اكثر من خمس��ة‬ ‫اسابيع في محافظة االنبار‪ ،‬غرب بغداد‪.‬‬ ‫وتتواص��ل اعمال العنف في الع��راق حيث قتل‬ ‫اكث��ر من ال��ف ش��خص اثر اعم��ال عن��ف متفرقة‬ ‫في عموم البالد خالل ش��هر كان��ون الثاني‪/‬يناير‬ ‫املاضي‪ ،‬وفقا ملصادر رسمية‪.‬‬

‫الداخلية العراقية تعلن عفوا‬ ‫مؤقتا عن املسلحني في األنبار‬ ‫■ بغ�داد – األناض�ول‪ :‬أص�درت‬ ‫الس�لطات العراقي�ة‪ ،‬عف�وا مؤقت�ا عن‬ ‫اجلماعات املسلحة التي واجهت قوات‬ ‫اجلي�ش ف�ي محافظ�ة االنب�ار‪ ،‬غرب�ي‬ ‫البالد‪ ،‬خالل األسابيع املاضية‪.‬‬ ‫ج�اء إعلان احلكوم�ة العراقي�ة‪،‬‬ ‫على خلفية زيارة ق�ام بها وكيل وزارة‬ ‫الداخلي�ة عدن�ان االس�دي‪ ،‬ووزي�ر‬ ‫الدفاع سعدون الدليمي إلى االنبار‪.‬‬ ‫وقالت وزارة الداخلية‪ ،‬إن االسدي‬ ‫والدليم�ي اجتمع�ا مع محاف�ظ االنبار‬ ‫ورئي�س مجلس�ها والق�ادة االمنيين‬ ‫وش�يوخ العش�ائر ومجل�س اإلس�ناد‬ ‫ومت�ت املطالب�ة ببق�اء اجلي�ش ف�ي‬ ‫محافظة االنبار‪.‬‬ ‫وقال الناطق باس�م وزارة الداخلية‬

‫س�عد مع�ن ان�ه «خلال االجتم�اع مت‬ ‫إعلان عن عفو ملدة س�بعة أيام للمغرر‬ ‫بهم من أبناء احملافظة لتس�ليم أنفسهم‬ ‫إلى القوات األمنية»‪.‬‬ ‫ول�م يوض�ح بي�ان الداخلي�ة فيم�ا‬ ‫إذا كان اإلعلان يش�مل مقاتلي الدولة‬ ‫اإلسالمية في العراق والشام (داعش)‬ ‫في االنبار‪.‬‬ ‫وتعد األوضاع ف�ي االنبار أكبر حتد‬ ‫يواج�ه احلكوم�ة العراقية‪ ،‬قب�ل نحو‬ ‫شهرين على إجراء االنتخابات العامة‬ ‫املقررة في نيسان ‪/‬أبريل املقبل‪.‬‬ ‫وتش�هد محافظ�ة األنب�ار‪ ،‬ذات‬ ‫األغلبي�ة الس�نية‪ ،‬من�ذ حوال�ي‬ ‫شهر‪ ‬اش�تباكات متقطع�ة بين ق�وات‬ ‫اجلي�ش وبين م�ا يع�رف ب�ـ «ث�وار‬

‫جناة قائد فرقة باجليش‬ ‫العراقي من محاولة‬ ‫اغتيال بشمال تكريت‬

‫العشائر»‪ ،‬وهم مسلحون من العشائر‬ ‫يص�دون ق�وات اجليش‪ ،‬الت�ي حتاول‬ ‫دخول مدينتي الرمادي والفلوجة‪.‬‬ ‫جاءت تلك االش�تباكات على خلفية‬ ‫اعتقال القوات األمنية النائب البرملاني‬ ‫ع�ن قائمة «متح�دون» الس�نية‪ ،‬أحمد‬ ‫العلوان�ي‪ ،‬ومقت�ل ش�قيقه‪ ،‬ي�وم ‪28‬‬ ‫كانون األول‪ /‬ديسمبر املاضي‪.‬‬ ‫كم�ا تش�هد األنب�ار‪ ،‬ومن�ذ ‪21‬‬ ‫كان�ون األول‪ /‬ديس�مبر املاض�ي‪،‬‬ ‫عملي�ة عس�كرية واس�عة النط�اق‬ ‫ينفذه�ا اجلي�ش العراق�ي‪ ،‬متت�د حتى‬ ‫احل�دود األردنية والس�ورية؛‪ ‬ملالحقة‬ ‫مقاتل�ي تنظي�م داع�ش‪ ،‬وال�ذي تقول‬ ‫حكوم�ة بغ�داد إن عناص�ر تابع�ة ل�ه‬ ‫متواجدة‪ ‬داخل‪ ‬األنبار‪.‬‬

‫■ بغداد ‪ -‬يو بي اي‪ :‬جنا قائد الفرقة‬ ‫الرابع�ة باجلي�ش العراق�ي اجلمعة‪ ،‬من‬ ‫محاولة اغتيال بتفجير انتحاري ش�مال‬ ‫تكريت‪ ،‬أدى الى اصابة ثالثة جنود‪.‬‬ ‫ونق�ل موق�ع (الس�ومرية نيوز)ع�ن‬ ‫مصدر في ش�رطة محافظ�ة صالح الدين‬ ‫قول�ه إن «س�يارة مفخخ�ة كان يقوده�ا‬ ‫انتحاري انفجرت‪ ،‬ظهر اجلمعة‪ ،‬بالقرب‬ ‫م�ن عمارة وطبان وس�ط قض�اء بيجي‪،‬‬ ‫(‪ 40‬كم ش�مال تكري�ت)‪ ،‬مس�تهدفة قائد‬ ‫الفرقة الرابعة الل�واء نذير كوران اثناء‬ ‫تواجده ضمن رتل عسكري‪ ،‬ما أسفر عن‬ ‫اصابة ثالثة جن�ود»‪ ،‬مضيفا ان «كوران‬ ‫لم يصب بأي أذى»‪.‬‬ ‫وأضاف املصدر أن «قوة أمنية وصلت‬ ‫ال�ى مكان احل�ادث وفرضت طوق�ا أمنيا‬ ‫حول�ه‪ ،‬فيم�ا ب�دأت بنق�ل املصابين الى‬ ‫مستشفى قريب»‪.‬‬

‫عدد من ساسة جنوب السودان املفرج‬ ‫عنهم يحضرون محادثات السالم في إثيوبيا‬ ‫■ نيروبي – األناضول‪ :‬يش�ارك عدد من السياسيني‬ ‫السبعة الذين أفرجت عنهم جنوب السودان‪ ،‬في اجلولة‬ ‫الثانية من محادثات السالم بني طرفي الصراع في جوبا‬ ‫التي تستضيفها العاصمة اإلثيوبية أديس أبابا‪ ،‬بحسب‬ ‫مصدر دبلوماسي أفريقي بارز في نيروبي‪.‬‬ ‫وق�ال الدبلوماس�ي‪ ،‬ال�ذي طل�ب ع�دم نش�ر اس�مه‬ ‫ألن�ه غير مصرح ل�ه بالتح�دث نيابة عن هيئ�ة التنمية‬ ‫احلكومي�ة ل�دول ش�رق أفريقي�ا (إيغ�اد)‪ ،‬إن «ه�ؤالء‬ ‫السياسيني ال تزال أس�ماؤهم غير معروفة‪ ،‬ولكني أؤكد‬ ‫أن بع�ض ه�ؤالء السياس�يني س�يكون في أدي�س أبابا‬ ‫حلضور احملادثات»‪.‬‬ ‫ومن املقرر استئناف احملادثات بني مفاوضني ميثلون‬ ‫جن�وب الس�ودان م�ن جان�ب‪ ،‬وآخرين ميثل�ون فريق‬ ‫ريك مش�ار النائب املقال للرئيس س�لفاكير ميارديت في‬ ‫العاش�ر من ش�هر ش�باط‪ /‬فبراير اجلاري في العاصمة‬ ‫اإلثيوبية أديس أبابا‪ ،‬برعاية (إيغاد)‪.‬‬ ‫وأفرجت حكومة جنوب الس�ودان األس�بوع املاضي‬ ‫عن ‪ 7‬م�ن إجمال�ي ‪ 11‬معتقال سياس�يا محس�وبني على‬ ‫فريق مش�ار‪ ‬كانت حتتجزه�م منذ إعالنها ع�ن محاولة‬ ‫انقالبية منتصف كانون األول‪ /‬ديسمبر املاضي‪.‬‬ ‫وهؤالء السياس�يون الذين منحوا ح�ق اللجوء إلى‬ ‫كينيا هم‪ :‬دينق ألور كول وزير ش�ؤون مجلس الوزراء‬ ‫الس�ابق‪ ،‬وقير تش�وانغ وزير األمن السابق‪ ،‬وسيرينو‬ ‫هيت�غ وزي�ر الش�باب والرياض�ة الس�ابق‪ ،‬وكوس�تي‬ ‫مانيب�ي وزي�ر املالية الس�ابق‪ ،‬وجون لوك ج�وك وزير‬ ‫الش�ؤون القانونية الس�ابق‪ ،‬وم�ادوت بي�ار ييل وزير‬ ‫االتصاالت واخلدمات البريدية الس�ابق‪ ،‬وش�ول تونغ‬ ‫ماياي حاكم والية البحيرات سابقا‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫ريك مشار‬

‫سلفاكير ميارديت‬

‫وف�ي الوقت الذي يبقى مقر إقامة هؤالء السياس�يني‬ ‫مجه�وال‪ ،‬لم يتس�ن االتصال بالس�لطات الكيني�ة للقاء‬ ‫أيا منهم‪ .‬ومنذ منتصف كانون األول‪ /‬ديس�مبر املاضي‪،‬‬ ‫دارت في جنوب الس�ودان مواجهات دموية بني القوات‬ ‫احلكومي�ة ومس�لحني مناوئين لها تابعني ملش�ار‪ ،‬الذي‬

‫يتهمه س�لفاكير مبحاولة االنقالب عليه عس�كريا‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي ينفيه مشار‪.‬‬ ‫ووقعت حكومة جنوب الس�ودان‪ ،‬ومجموعة مشار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اتفاق�ا لوقف إطالق الن�ار‪ ،‬بعد‬ ‫األس�بوع قبل املاض�ي‪،‬‬ ‫محادثات سالم رعتها «إيغاد»‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫في حمص واليرموك ميوت الناس ويأكلون األعشاب‪ ...‬بدون حملة عاملية وال دعوات للتدخل اإلنساني النقاذهم‬

‫األسد يستخدم سالح التجويع كما استخدمته أوروبا في القرون املظلمة وطغاة القرن العشرين‬ ‫لندن ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫إعداد إبراهيم درويش‬ ‫ف�ي تقري�ر ملراس�لة مجل�ة «نيوزوي�ك»‬ ‫جانين دي جيوفاني بعن�وان «لعبة اجلوع»‬ ‫علقت على االتفاق املؤقت بني قوات احلكومة‬ ‫وقوات املعارضة في البلدة القدمية في حمص‬ ‫واحملاص�رة من�ذ عدة أش�هر‪ ،‬ويس�مح لفرق‬ ‫األمم املتح�دة بإجلاء النس�اء واألطفال من‬ ‫البل�دة إن رغبوا في أقرب فرصة‪ .‬ونقلت عن‬ ‫مصادر في املعارضة الس�ورية في اسطنبول‬ ‫ش�كها ف�ي إمكانية حدوث وقف إطلاق النار‬ ‫«فقد كان�ت هناك الكثير م�ن الوعود إليصال‬ ‫امل�واد الغذائي�ة بحلول الس�بت لك�ن الناس‬ ‫ميوت�ون م�ن اجل�وع» حس�ب دميا موس�ى‪،‬‬ ‫املتحدثة باس�م «احتاد أحي�اء حمص» وهي‬ ‫جماعة ناش�طة ف�ي املدينة‪ ،‬وقال�ت إن املواد‬ ‫الغذائي�ة ل�م تصل للبل�دة القدمية منذ ش�هر‬ ‫كان�ون األول (ديس�مبر)‪ ،‬وقالت ان احلصار‬ ‫مضى عليه ‪ 600‬يوم‪« ،‬ومت إدخال بعض املواد‬ ‫الغذائية للبلدة بعد مفاوضات مضنية ولكن‬ ‫لم يحص�ل احملاص�رون على ش�يء منذئذ»‪.‬‬ ‫وقال�ت إن البل�دة تعان�ي من وضع إنس�اني‬ ‫مرع�ب «حيث ال يوج�د لدى الن�اس ما يكفي‬ ‫من الطعام بعد اس�تخدامهم كل ما كان لديهم‬ ‫ويأكلون اآلن أوراق العشب واألشجار»‪ ،‬مما‬ ‫ادى ملوت س�بعة أشخاص في البلدة القدمية‬ ‫في االس�ابيع القليلة املاضية بسبب اجلوع «‬ ‫ولألسف‪ ،‬نتوقع املزيد» كما تقول موسى‪.‬‬ ‫لعبة قدمية‬ ‫وتش�ير جيوفاني إلى أن لعبة التجويع‬ ‫لتركي�ع األع�داء ليس�ت جدي�دة ولكنها لم‬ ‫تس�تخدم في اآلونة األخي�رة إال قليال‪ .‬فقد‬ ‫م�ات عش�رات األالف م�ن املدنيين األمل�ان‬ ‫بس�بب اجل�وع واألم�راض الت�ي يس�ببها‬ ‫احلص�ار اإلقتص�ادي ال�ذي مارس�ته دول‬ ‫احللف�اء عل�ى أملانيا م�ا بين ‪.1919-1914‬‬ ‫كم�ا ح�اول هتل�ر‪ ،‬حص�ار لينينغ�راد م�ن‬ ‫خلال جتوي�ع س�كانها‪ ،‬وفعل األمر نفس�ه‬ ‫م�ع اليه�ود‪ .‬ومارس ه�ذه السياس�ة أيضا‬ ‫ستالني مع الفالحني األوكرانيني‪.‬‬ ‫وتق�ول جيوفاني إن مدين�ة حمص هي‬ ‫ثالث كب�رى امل�دن الس�ورية وحتولت إلى‬ ‫رم�ز ملعاناة الش�عب الس�وري ‪،‬ف�ي الوقت‬ ‫ال�ذي كان فيه برنامج الغذاء العاملي املوزع‬ ‫الرئيسي للطعام في منطقة حمص‪ .‬وتنقل‬ ‫الكاتب�ة هن�ا ع�ن عبي�ر عطف�ة‪ ،‬املس�ؤولة‬ ‫البارزة ف�ي مكتب اإلعلام لبرنامج الغذاء‬ ‫«هن�اك أج�زاء م�ن حمص مب�ا فيه�ا البلدة‬ ‫القدمي�ة‪ ،‬ل�م نك�ن قادري�ن عل�ى الوصول‬ ‫إليه�ا»‪ ،‬مضيف�ة أن�ه ل�و وصل�ت القواف�ل‬ ‫الغذائي�ة فهي تكفي إلطعام ‪ 2500‬ش�خص‬ ‫«ولدين�ا كمي�ات كبي�رة م�ن األغذي�ة ف�ي‬

‫مخازنن�ا والت�ي ال تبع�د إال أمي�اال ع�ن‬ ‫مدين�ة حم�ص احملاص�رة»‪ .‬ويق�در ع�دد‬ ‫احملاصري�ن ف�ي داخ�ل البل�دة القدمية مبا‬ ‫بين ‪ 5-3‬آالف ش�خص‪ ،‬م�ع ان�ه ال تع�رف‬ ‫نس�بة املقاتلني للمدنيني‪ .‬وقبل احلرب كان‬ ‫يس�كن األحياء احملاصرة ف�ي حمص مزيج‬ ‫من املسلمني الس�نة واملسيحيني‪ .‬وبحسب‬ ‫جولييت طعمة من منظمة الطفولة العاملية‬ ‫(اليونيس�يف) « م�ا نعرف�ه ه�و أن هن�اك‬ ‫‪ 1100‬طف�ل محاص�رون في البل�دة القدمية‬ ‫بحم�ص»‪ .‬وأعلن�ت اليونس�يف أنها قدمت‬ ‫للحكوم�ة الس�ورية ف�ي اإلس�بوع املاضي‬ ‫قائم�ة باالحتياج�ات الطارئ�ة الت�ي يجب‬ ‫توزيعها وتضم حقنا ملرض الشلل (بوليو)‬ ‫ومالب�س ش�توية وم�واد لتصفي�ة املي�اه‬ ‫وتعقيمها»‪.‬‬ ‫احلكومة تتهم‬ ‫وتعب�ر احلكوم�ة الس�ورية ع�ن قلقه�ا‬ ‫من إمكانية وصول املس�اعدات اإلنس�انية‬ ‫للمقاتلني الذين تقوم بتحميلهم مس�ؤولية‬ ‫اجل�وع ونق�ص األغذي�ة التي يعان�ي منها‬ ‫س�كان البل�دة القدمي�ة‪ .‬وتنق�ل ف�ي ه�ذا‬ ‫الس�ياق ع�ن رمي ح�داد‪ ،‬املتحدث�ة باس�م‬ ‫وزارة اإلعالم الس�ورية في دمش�ق «كانت‬ ‫س�ورية دائم�ا دول�ة منتجة للقم�ح ولديها‬ ‫كمي�ات زائدة منه‪ ،‬ولألس�ف فف�ي املناطق‬ ‫الت�ي يوج�د فيه�ا املقاتل�ون ال يس�تطيع‬ ‫املزارعون زراعة أو حص�اد محاصيلهم من‬ ‫القم�ح»‪ ،‬مضيف�ة أن القمح «يس�رق ويباع‬ ‫عب�ر احل�دود»‪ ،‬وتقول أيض�ا إن املقاتلني ال‬ ‫يس�محون للمدنيني باخلروج من مناطقهم‬ ‫«ألنه�م بحاج�ة إلى دروع بش�رية‪ ،‬وعندما‬ ‫تص�ل امل�واد الغذائي�ة يأخذه�ا املقاتل�ون‬ ‫وال يوزعونه�ا على الن�اس»‪ .‬وتقول حداد‬ ‫«ف�ي الصور الت�ي يظهر املقاتل�ون عادة ما‬ ‫يكون�وا بصح�ة جي�دة‪ ،‬فقط املدني�ون هم‬ ‫الذي�ن يعان�ون وال يس�مح له�م باحلصول‬ ‫عل�ى الطع�ام»‪ ،‬وه�و م�ا ينفي�ه املقاتل�ون‬ ‫جمل�ة وتفصيلا‪ .‬وتعل�ق جيوفان�ي قائلة‬ ‫«مهم�ا كان�ت األس�باب ع�ن ع�دم وص�ول‬ ‫الطع�ام وامل�واد األخ�رى‪ ،‬فاحلي�اة صعبة‬ ‫بالنس�بة للمدنيين الذي�ن يعان�ون م�ن‬ ‫القصف املتواص�ل‪ ،‬نقص الكهرباء وغياب‬ ‫االتص�االت م�ع العال�م اخلارج�ي وأحيانا‬ ‫مع الن�اس في نفس الش�ارع أو الذي يليه‪،‬‬ ‫وال يق�دم وق�ف إطلاق الن�ار أي ن�وع م�ن‬ ‫الطمانين�ة اوأن�ه س�يتم احترامها‪ ،‬وهناك‬ ‫ش�عور دائ�م بالعزل�ة والصدمة»‪ .‬وتش�ير‬ ‫إلى ان األنفاق استخدمت في بداية احلرب‬ ‫لتهري�ب امل�واد الغذائي�ة‪ ،‬ولكن م�ع تطور‬ ‫املعارك والقصف املكثف على البلدة القدمية‬ ‫«تناقص عدد األنفاق بسبب تراجع املناطق‬ ‫الواقعة حتت س�يطرة املعارضة»‪ .‬ومن هنا‬ ‫ي�رى الناش�طون أن محادث�ات جني�ف‪2-‬‬ ‫محاول�ة مثيرة للس�خرية من السياس�يني‬

‫أنهم يريدون عمل شيء ما لرفع املعاناة عن‬ ‫الس�وريني ف�ي الوقت الذي ل�م يتحقق فيه‬ ‫شيء على األرض حتى اطعام اجلياع‪.‬‬ ‫البحث في القمامة‬ ‫وتنقل عن رامي الذي يعيش في البلدة‬ ‫القدمي�ة «عندم�ا أش�عر باجل�وع‪ ،‬أخ�رج‬ ‫وأح�اول البح�ث عن بي�ت مهج�ور فرمبا‬ ‫تكون عائلة هربت منه خلفت موادغذائية‪،‬‬ ‫وأبح�ث عن م�واد غذائية معلب�ة وقدمية‪،‬‬ ‫مثل الزبال ولكني أقوم بهذا»‪ ،‬وفي احلقيقة‬ ‫ال يعث�ر على كنزه من املواد املعلبة بل على‬ ‫حش�ائش يس�تخدمها حلس�اء املس�اء‪.‬‬ ‫ويضي�ف أن «تن�اول األعش�اب ال يش�بع‪،‬‬ ‫نح�ن جن�وع وحتى امل�وت»‪ .‬وي�رى رامي‬ ‫أن من�ع وص�ول الطع�ام للمدين�ة القدمية‬ ‫عملية محس�وبة من النظ�ام «فالطعام هو‬ ‫احلرب»‪ ،‬و «هو طريقة أخرى للقتال‪ ،‬إنهم‬ ‫يحاول�ون تركيعن�ا ودفعنا لالستسلام»‬ ‫‪ ،‬و «ال يوج�د الكثير من ال�كالب أو القطط‬ ‫في حمص وإال لكان�ت ذبحت وطبخت من‬ ‫زمن بعيد»‪.‬‬ ‫سالح الدمار الشامل‬ ‫وعلق�ت الكاتبة في صحيفة «واش�نطن‬ ‫بوس�ت» آن أبيلب�اوم في مقال لل�رأي على‬ ‫م�ا س�مته «سلاح األس�د للدمار الش�امل‪:‬‬ ‫التجوي�ع»‪ .‬وقال�ت في�ه إن اخلي�ال الع�ام‬ ‫ف�ي أفلام الرعب ي�دور حول الفيروس�ات‬ ‫املبرمج�ة والطائرات املتحطمة ف�ي الهواء‬ ‫واجه�زة الكمبيوت�ر الغريبة‪ ،‬فيما تخش�ى‬ ‫فيه احلكومات من خطر األس�لحة النووية‬ ‫والبيولوجي�ة وغيره�ا‪ ،‬لك�ن هناك سلاح‬ ‫اخ�ر فعال وله أثر أس�لحة الدمار الش�امل‪،‬‬ ‫وهو سلاح ق�دمي وال يحتاج لتقني�ة عالية‬ ‫أو ذخيرة حية‪ .‬في احلقيقة سالح التجويع‬ ‫هو سلاح ق�دمي يع�ود للق�رون املظلمة في‬ ‫أوروبا عندما كانت اجليوش حتاصر املدن‬ ‫املس�ورة ومتنع دخول الطعام لها‪ ،‬وتنتظر‬ ‫فيما يصاب قاطنو املدينة بالهزال والضعف‪،‬‬ ‫وتتساقط أس�نانهم ويفقدون شعرهم‪ ،‬وال‬ ‫يكون أمامه�م مفر إال اإلستسلام أو املوت‪.‬‬ ‫وتذك�ر الكاتبة بأس�اليب النازي�ة التي قام‬ ‫جنوده�ا بإغلاق الغيتوه�ات اليهودي�ة‪،‬‬ ‫وما فعله س�تالني والذي قتل املاليني بدون‬ ‫اس�تخدام حتى اي سالح دمار شامل‪ .‬وفي‬ ‫ه�ذه األي�ام تق�ول الكاتب�ة إن «امل�وت عبر‬ ‫التجويع» يبدو مثل ش�ريط إخباري قدمي‪،‬‬ ‫لك�ن األمر لي�س كذل�ك «اليوم وف�ي القرن‬ ‫احلادي والعشرين‪ ،‬يقوم ديكتاتور سوريا‬ ‫بشار األس�د باس�تخدامه‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يتس�اوم اجملتم�ع الدول�ي ح�ول اس�لحته‬ ‫الكيميائية»‪ .‬وتضيف أن األس�د يتبع مثال‬ ‫الق�رون الوس�طى ومن س�بقوه ف�ي القرن‬ ‫العشرين بتجويع السكان عن قصد وحتى‬

‫من رائد صاحلة‪:‬‬ ‫كش�ف تقرير امني سري ش�اركت في صياغته‬ ‫االجه�زة االمني�ة االمريكي�ة اضاف�ة ل�وزارة‬ ‫اخلارجي�ة التفاصي�ل الكامل�ة للمعلوم�ات‬ ‫االس�تخبارية التى حصلت عليها واش�نطن حول‬ ‫الوض�ع االمن�ي ف�ي الع�راق‪ ،‬وخصوصا نش�اط‬ ‫ذراع تنظيم القاعدة حركة « الدولة االسلامية في‬ ‫العراق وبالد الشام»‬ ‫وقد تضم�ن التقرير الذي حصلت علي نس�خة‬ ‫من�ه « الق�دس العربي» توصي�ات واضحة املعالم‬ ‫بض�رورة ع�دم االت�كاء عل�ى خل�ق اصالح�ات‬ ‫سياس�ية واقتصادي�ة لهزم تنظي�م القاعدة الذي‬ ‫برهن التقرير على نفوذه القوي في العراق وعجز‬ ‫الق�وات العراقية عن مواجهة اف�راده في الرمادي‬ ‫والفلوج�ة وعدم قدرته�ا على محاربة العش�رات‬ ‫من املعس�كرات املس�لحة ف�ي غرب الع�راق وعلى‬ ‫احلدود مع سوريا‬ ‫وف�ي بداي�ة التقري�ر تناول�ت االجه�زة‬ ‫االس�تخبارية االوض�اع ف�ي الع�راق ف�ي عام�ي‬ ‫‪ 2011‬و‪ 2012‬للوص�ول ال�ى فه�م اوض�ح للوضح‬ ‫احلالي جاء فيه ‪ »:‬ان دولة العراق كانت مش�بعة‬ ‫بالعنف في هذه الس�نوات‪ ،‬وحسب ارقام التقرير‬ ‫االمريكي فق�د قتل اكثر م�ن ‪ 4400‬عراقي في العام‬ ‫االول‪ ،‬معظمه�م ج�راء هجم�ات تقوده�ا جماع�ة‬ ‫القاعدة في العراق‪ ،‬ولكن ذلك لم يكن يهدد وجود‬ ‫الدولة او يذكي حربا أهلية ‪،‬ومع حلول ‪ 2012‬دخل‬ ‫الع�راق مرحلة « الغليان املنخف�ض» وهي مرحلة‬ ‫س�متها اس�تمرار وتيرة هجمات املقاومة وارتفاع‬ ‫مع�دل العن�ف الى مس�توى اكث�ر ال يش�كل خطرا‬ ‫عل�ى انهيار الدولة او اللج�وء الى أعمال انتقامية‬ ‫على مستوى واسع وهي حسب الرؤية االمريكية‬ ‫لل�دروس التاريخية ميكن ان تتالش�ى خالل عقد‬

‫أف�ادت مص�ادر خاص�ة لـ»الق�دس‬ ‫العرب�ي» من داخل العاصمة دمش�ق‪ ،‬أن‬ ‫األجهزة األمنية التابعة للنظام السوري‬ ‫ً‬ ‫حاليا بإجراءات مشددة في محيط‬ ‫تقوم‬ ‫كل املق�رات األمنية في العاصم�ة‪ ،‬تتمثل‬ ‫في ط�رد املس�تأجرين من س�كان الريف‬ ‫الدمش�قي من املنازل التي اس�تأجروها‪،‬‬ ‫والواقع�ة بالق�رب م�ن تلك املق�رات‪ .‬كما‬ ‫تق�وم بطرد كل من يقط�ن في منزل قريب‬ ‫أو صديق مسافر‪.‬‬ ‫وأفادت تل�ك املصادر أن كل مس�تأجر‬ ‫ينتم�ي للريف الدمش�قي الثائر لم ميض‬ ‫على س�كنه في املنزل أقل م�ن عام‪ ،‬تقوم‬ ‫األجه�زة األمني�ة بإخالئ�ه‪ ،‬كم�ا يجري‬ ‫تقييد حركة املستأجرين وحتى أصحاب‬ ‫املن�ازل األصليني‪ ،‬إذ يحظ�ر على اجلميع‬ ‫اس�تقدام أي عامل أو ورش�ة إلصالح أي‬ ‫ش�يء ف�ي املن�زل‪ ،‬دون أخ�ذ موافقة من‬ ‫املقر األمني املوجود في املنطقة‪.‬‬ ‫ويتولى اخملب�رون والعناصر األمنية‬ ‫املوكل�ة بالتجس�س ومراقب�ة حرك�ة‬

‫ويق�ول في مقاله الذي نش�رته صحيفه‬ ‫«الغاردي�ان» مض�ت س�تة ش�هور عل�ى‬ ‫تصوي�ت مجل�س العم�وم البريطان�ي ضد‬ ‫مش�روع ق�رار تق�دم ب�ه رئي�س ال�وزراء‬ ‫ديفيد كاميرون من أجل املش�اركة في حملة‬ ‫عس�كرية لضرب نظ�ام الرئيس الس�وري‬ ‫بش�ار األس�د‪ .‬والق�رار وإن كان مدفوع�ا‬ ‫بالتجربة املرة في العراق وأفغانس�تان إال‬ ‫أن بي�رت‪ ،‬وزير الدولة لش�ؤون اخلارجية‬ ‫ف�ي الفت�رة م�ا بين ‪ 2013-2010‬يعتقد أن‬ ‫التصويت كان خطأ وال تزال أثاره واضحة‬ ‫على املش�هد السوري‪ .‬وبدأ بيرت باإلشارة‬ ‫إل�ى الهج�وم الكيميائي�ة عل�ى الغوط�ة‬ ‫الش�رقية قرب دمش�ق ف�ي آب ‪ /‬أغس�طس‬ ‫وال�ذي كان مدعاة للتصوي�ت على التدخل‬

‫من الزمن‪.‬‬ ‫ولك�ن تصاع�د العنف في س�وريا غير مس�ار‬ ‫االح�داث الى أجت�اه خطر حيث يضي�ف التقرير‬ ‫ان العن�ف ف�ي س�وريا تصاع�د بتحري�ض م�ن‬ ‫ق�وى التناف�س االقليم�ي وتدخل م�ن اجلماعات‬ ‫االرهابي�ة وع�دم رغبة االس�د في االنخ�راط مع‬ ‫املعارضة في حوار سياسي له مغزى‪ ،‬اضافة الى‬ ‫القمع الش�ديد لالحتجاجات السلمية ما ادى الى‬ ‫صراع مسلح‬ ‫ووفقا ملا اورده التقرير «‪ :‬االكثر تنظيما وفتكا‬ ‫م�ن بني ه�ذه اجلماع�ات كانت» جبه�ة النصرة»‬ ‫و»تنظي�م الدول�ة االسلامية ف�ي الع�راق وبالد‬ ‫الش�ام «م�ع اختلاف ف�ي االولي�ات حي�ث تضع‬ ‫جبهة النصرة مهمة اس�قاط حكم االسد في رأس‬ ‫جدول اهتماماتها والعم�ل مع جماعات املعارضة‬ ‫الس�ورية األخ�رى لتحقي�ق ه�ذا اله�دف‪ ،‬فيم�ا‬ ‫رك�زت القاع�دة على ج�دول اعمال اكث�ر اقليمية‬ ‫به�دف اقامة خالفة اسلامية متتد م�ن بغداد الى‬ ‫لبن�ان وهي املهم�ة التي رس�مها املس�ؤول االول‬ ‫في التنظي�م الدولي امين الظواه�ري بعد نقاش‬ ‫مركزي بني الش�بكات اجلهادي�ة العاملية ادى الى‬ ‫تفوي�ض « الدول�ة االسلامية في الع�راق وبالد‬ ‫الش�ام « لتنفيذ ج�دول االعم�ال واحلصول على‬ ‫املزيد من االتباع ‪.‬‬ ‫وكش�ف التقرير أن امل�وارد البش�رية واملالية‬ ‫ب�دأت بالتدف�ق عل�ى تنظي�م الدول�ة االسلامية‬ ‫عب�ر احلصول عل�ى مزيد م�ن الذخائ�ر واالتباع‬ ‫والتدريبات عام ‪ 2012‬عبر احلدود الس�ورية مع‬ ‫الع�راق ومع حل�ول عام ‪ 2013‬لوح�ظ على الفور‬ ‫ارتف�اع ف�ي الهجم�ات االنتحاري�ة م�ن مقاتلين‬ ‫اجان�ب مت جذبهم عبر الدعاي�ة املتطرفة للتنظيم‬ ‫من ‪ 52‬دولة‬ ‫ويفيد التقرير ب�ان االجهزة االمنية االمريكية‬ ‫تتعامل م�ع املقاتلني االجانب على اس�اس انهم «‬ ‫مفت�اح « البيانات ال�ى تريد واش�نطن احلصول‬ ‫عليه�ا ملالحق�ة الش�بكة اجلهادي�ة العاملي�ة التى‬

‫برهنت على قدرتها على التجنيد والتدريب‪.‬‬ ‫وحس�ب م�ا اورده التقري�ر فقد ح�ول تنظيم‬ ‫الدول�ة االسلامية م�وارده البش�رية واملالي�ة‬ ‫ال�ى الع�راق مع اوائ�ل ع�ام ‪ 2013‬بحيث وصلت‬ ‫الهجم�ات االنتحاري�ة ال�ى ‪ 40-30‬في املتوس�ط‬ ‫بالشهر الواحد على شكل هجمات منسقة وفعالة‬ ‫عل�ى نح�و متزايد تدل عل�ى ق�درة التنظيم على‬ ‫القيام بعمليات عس�كرية عالية املس�توى بدليل‬ ‫هج�وم ‪ 5‬م�ن االنتحاريني على مق�ر وزارة العدل‬ ‫العراقي�ة ف�ي ‪ 14‬اذار‪/‬م�ارس م�ن ع�ام ‪2013‬‬ ‫متكن�وا خالله م�ن احتجاز رهائن لعدة س�اعات‬ ‫والسيطرة على املبنى قبل ان يفجروا انفسهم‬ ‫وهاج�م االنتحاري�ون بشراس�ة وانتظ�ام‬ ‫ف�ي صي�ف ‪ 2013‬اهداف�ا ش�يعية ف�ي املالع�ب‬ ‫واجلنازات واالس�واق واس�تهدفوا ايضا مناطق‬ ‫س�نية للس�يطرة على مزيد من االراض�ي اضافة‬ ‫الى مناطق كردية بهدف اش�عال الصراع العرقي‬ ‫بحيث ش�هد العراق في تش�رين الثاني ‪ /‬نوفمبر‬ ‫من عام ‪ 2013‬اكثر من ‪ 50‬هجوما انتحاريا مقارنة‬ ‫م�ع ‪ 3‬هجم�ات فقط في ذات الوقت م�ن عام ‪2012‬‬ ‫مما ادى الى تأثير مدمر على اخلطاب السياس�ي‬ ‫ف�ي البلاد ون�زع الثق�ة بني الق�ادة السياس�يني‬ ‫واملواطنني اضاف�ة الى صعوبة اجراء اصالحات‬ ‫مطلوبة تهدف الى وفاق وطني مشترك‬ ‫وتن�وه االجه�زة االمني�ة االمريكي�ة ال�ى ان‬ ‫العن�ف ف�ي الع�راق يب�دو‪ ،‬للوهلة االول�ى‪ ،‬على‬ ‫ش�كل عش�وائي ولكنه لي�س كذلك‪ ،‬حي�ث تؤكد‬ ‫االجه�زة االمني�ة االمريكي�ة بان هجم�ات تنظيم‬ ‫الدول�ة االسلامية منس�قة ودقيق�ة ضم�ن حملة‬ ‫اس�ترتيجية يقوده�ا زعي�م التنظي�م اب�و بك�ر‬ ‫البغدادي املقيم حاليا في سوريا ‪.‬‬ ‫وتهدف هذه احلملة الى انهيار النظام العراقي‬ ‫واقام�ة منطق�ة حك�م ف�ي املناط�ق الغربي�ة م�ن‬ ‫العراق وشرق سوريا او ما يعرف باسم اجلزيرة‬ ‫وق�د جلأ التنظي�م حس�ب اس�تنتاجات االجهزة‬ ‫االمريكية الى ‪ 3‬وس�ائل لتحقيق هذا الغرض هي‬

‫اخملابرات السورية تطرد سكان الريف الدمشقي‬ ‫مقراتها ومتأل املدينة باملربعات األمنية‬ ‫من محيط ّ‬ ‫من محمد منصور‪:‬‬

‫آثار عدم التدخل‬

‫مقاتلون من اجليش السوري احلر خالل اشتباكات في حلب‬ ‫العسكري‪ .‬ويقول بيرت إن الصور املروعة‬ ‫الت�ي ظه�رت م�ن احل�ادث كان�ت مدع�اة‬ ‫للتفكي�ر «ول�و للحظ�ة أن عملا عس�كريا‪،‬‬ ‫بدون وض�ع جنود عل�ى األرض كان ميكن‬ ‫اتخ�اذه إلظه�ار أن هن�اك خطوط�ا حمراء‬ ‫ل�ن يس�مح العال�م املتحض�ر بتجاوزه�ا»‪.‬‬ ‫وضمن هذه الرؤية قدم كاميرون مشروعه‬ ‫للبرمل�ان ال�ذي طالب فيه برد إنس�اني «قد‬ ‫يقتض�ي عملا عس�كريا قانونيا ومناس�با‬ ‫ومركزا على حماية األرواح ومنع استخدام‬ ‫جديد للسالح الكيميائية»‪.‬‬ ‫حيلة‬ ‫ويعلق بي�رت أن البرملان قرر التصويت‬ ‫ض�د املش�روع‪ ،‬وكان ج�زءا م�ن سلس�لة‬ ‫أح�داث انته�ت بقبول س�ورية التخلي عن‬ ‫سلاحها الكيميائي�ة‪ .‬وب�دا اإلتف�اق ف�ي‬ ‫حين�ه وكأن�ه انتص�ار دبلوماس�ي خاصة‬ ‫عندم�ا اعقبت�ه جول�ة ثانية م�ن احملادثات‬ ‫الت�ي اطلق عليه�ا جني�ف‪ . 2-‬وبعيدا عن‬

‫هذا ي�رى بيرت أن االتف�اق الكيميائية كان‬ ‫«حيل�ة»‪ .‬وفي الوقت الذي «ال أش�ك فيه أن‬ ‫سورية بدون أس�لحة كيميائية أفضل منها‬ ‫بوجوده�ا‪ ،‬وال اش�ك أن محادث�ات جنيف‬ ‫تعتبر تقدم�ا بطريقة ما‪ ،‬ولك�ن ماذا حتقق‬ ‫نتيج�ة له�ذا اإلتف�اق؟» يتس�اءل بي�رت‪.‬‬ ‫ويجيب أن�ه لم يكن في صالح الس�ورييني‬ ‫او اإلنتفاض�ة‪ ،‬فق�د انتقلت روس�يا للمقعد‬ ‫األمام�ي وهي الت�ي أقنع�ت األس�د لتدمير‬ ‫أس�لحته‪ ،‬فيما اس�تمر في لعبته وهجماته‬ ‫الشرس�ة‪ ،‬قص�ف وتعذي�ب واغتي�ال‬ ‫للمعارض�ة‪ ،‬فيم�ا نال�ت رواي�ة النظ�ام‬ ‫باعتب�اره حصن�ا ض�د اجلهاديين عل�ى‬ ‫اعت�راف م�ا‪ ،‬وال تزال األس�لحة الكيميائية‬ ‫ف�ي س�وريا ول�م تخ�رج منه�ا‪ .‬أي أن�ه ل�م‬ ‫يتحقق أي ش�يء من االتف�اق‪ .‬وكل هذا كما‬ ‫ي�رى الكاتب من آثار التصويت في البرملان‬ ‫البريطان�ي ال�ذي يعتب�ر األول ضد رئيس‬ ‫وزراء بريطان�ي منذ ع�ام ‪ .1782‬ومن آثار‬ ‫التصوي�ت أن�ه وضع قي�ودا على م�ا ميكن‬ ‫لبريطاني�ا فعل�ه في اخلارج ب�دون موافقة‬

‫من البرمل�ان‪ .‬فمنذ غ�زو العراق ع�ام ‪2003‬‬ ‫عمل�ت احلكومة والبرملان بن�اء على اتفاق‬ ‫يق�وم من خالله البرملان بالتصويت لنش�ر‬ ‫الق�وات‪ .‬ومت التصوي�ت عل�ى ليبي�ا ولكن‬ ‫ليس على دعم القوات الفرنس�ية في مالي‪.‬‬ ‫ويرى بي�رت أن احلالة الس�ورية مختلفة‪.‬‬ ‫فالتصويت كان مبدئيا بوعد بتصويت آخر‬ ‫ول�م يكن هناك أي حديث عن نش�ر للقوات‬ ‫عل�ى األرض‪ ،‬وم�ع ذلك ق�رر البرملان رفض‬ ‫املشروع‪ .‬ووجه حديث بيرت عن املوضوع‬ ‫وعالقت�ه بس�ورية ه�ي ق�راءة آث�اره على‬ ‫مس�تقبل أي تدخ�ل بريطاني ف�ي اخلارج‪،‬‬ ‫فه�ل منع ق�رار البرملان احلكوم�ة من تقدمي‬ ‫الدع�م اللوجيس�تي واألمن�ي للمعارض�ة‬ ‫وهل هو خاص بسورية؟‪.‬‬ ‫إعادة النظر‬ ‫ويش�ير هن�ا إل�ى أن بع�ض زمالئه في‬ ‫البرمل�ان ي�رون ض�رورة التصوي�ت عل�ى‬ ‫محاول�ة املعارض�ة‪ ،‬إن حدث�ت‪ ،‬ش�راء‬

‫تقارير أمنية أمريكية‪« :‬النصرة» تركز على إسقاط األسد و«القاعدة» تسعى إلقامة اخلالفة‬

‫واشنطن ـ «القدس العربي»‬

‫دبي – «القدس العربي»‬

‫املوت‪.‬‬ ‫وتق�ول «ألن األس�د يق�ول إن�ه ال يري�د‬ ‫إطعام املقاتلين تقف قواف�ل الطعام خارج‬ ‫مدينة حمص اآلن التي يعيش فيها عدد غير‬ ‫معروف من الس�كان لم تصلهم منذ أسابيع‬ ‫م�وادا غذائي�ة»‪ ،‬واألث�ر كان مث�ل ما حدث‬ ‫للغيتوهات اليهودية وما فعله س�تالني في‬ ‫أوكراني�ا‪ .‬وفي الوقت نفس�ه ال�ذي تعاني‬ ‫في�ه حمص احملاص�رة من اجل�وع هناك ‪20‬‬ ‫ألف ش�خص يعيش�ون في مخي�م اليرموك‬ ‫قرب دمش�ق ويعانون من الضعف بس�بب‬ ‫اجل�وع ويفق�دون أس�نانهم وش�عورهم‪.‬‬ ‫وتذك�ر أن�ه أثن�اء اجملاعة ف�ي أوكرانيا في‬ ‫الثالثين�ات م�ن القرن املاض�ي»أكل الناس‬ ‫احلش�رات وأوراق العش�ب للبق�اء أحياء‪،‬‬ ‫وف�ي مخيم اليرم�وك‪ ،‬يأكل الن�اس القطط‬ ‫وال�كالب وأوراق العش�ب»‪ .‬ويقول ش�اهد‬ ‫أن بع�ض الن�اس يعيش�ون على امل�اء «في‬ ‫بع�ض األحيان نفعل هكذا‪ ،‬نش�رب املاء مع‬ ‫الس�كر أو املل�ح ث�م نذهب للن�وم»‪ .‬وحتذر‬ ‫من األس�وأ ف�ي حال اس�تمرت احل�رب ألن‬ ‫سياسة التجويع س�تتواصل وتصبح أكثر‬ ‫تعقي�دا‪ ،‬فانتقاما وردا عل�ى حصار حمص‬ ‫ق�ام املقاتل�ون بف�رض احلص�ار عل�ى عدد‬ ‫من القرى الش�يعية حول حل�ب‪ .‬وتقول إن‬ ‫سلاح التجويع مفيد للطرفين ألنه ال يثير‬ ‫قلقا دوليا‪.‬فق�ط عدد من ال�وزراء األجانب‬ ‫ش�جبوا هذا اإلس�لوب لكن ال يوج�د هناك‬ ‫أي حملة دولية أو تغطية إعالمية واس�عة‪،‬‬ ‫ولم تؤد إلى نقاش حول التدخل اإلنساني‪،‬‬ ‫ولهذا السبب يس�تمر النظام في سياسته‪،‬‬ ‫ولك�ن ال يعن�ي أنه�ا اقل فت�كا من السلاح‬ ‫العادي‪ .‬ولم يتدخل العالم عندما استخدم‬ ‫األس�د السلاح الكيميائي�ة ف�ي الغوط�ة‬ ‫الش�رقية فهل س�يتدخل مع انتش�ار سالح‬ ‫التجوي�ع‪ .‬وف�ي هذا اإلط�ار ينتقد أليس�تر‬ ‫بيرت املسؤول الس�ابق في اخلارجية قرار‬ ‫البرمل�ان البريطان�ي عدم تش�ريع الضربة‬ ‫العسكرية ضد نظام األسد‪.‬‬

‫السكان في تلك املناطق‪ ،‬إبالغ السلطات‬ ‫األمني�ة ع�ن العائلات الت�ي تقط�ن ف�ي‬ ‫من�ازل أقاربه�ا وأصدقائه�ا املس�افرين‬ ‫ً‬ ‫الحقا إلى طرد‬ ‫بدون عقود إيجار‪ ،‬ليصار‬ ‫تل�ك العائالت من املنازل احمليطة القريب‬ ‫م�ن املق�رات األمني�ة أو حت�ى الش�وارع‬ ‫املؤدية إليها‪.‬‬ ‫وتتواج�د املق�رات األمنية في دمش�ق‬ ‫ف�ي العديد من املناطق الس�كنية كمنطقة‬ ‫املزة ومنطقة املهاجرين والس�بع بحرات‬ ‫واخلطيب قرب شارع بغداد وسواها‪.‬‬ ‫ويع�رف الدمش�قيون أن ه�ذه‬ ‫اإلجراءات كانت مطبقة منذ سنوات في‬ ‫منطقة القصر اجلمهوري في املهاجرين‪،‬‬ ‫وبيت بش�ار األس�د ف�ي املالك�ي‪ ،‬حيث‬ ‫يحظ�ر عل�ى س�كان األحي�اء القريب�ة‬ ‫حت�ى اس�تضافة أق�ارب له�م أو الن�وم‬ ‫لديه�م‪ ،‬دون إخطار الس�لطات األمنية‪،‬‬ ‫فيما كان يُ س�أل الزوار القادمون لزيارة‬ ‫أصدقائهم في تل�ك املناطق عن وجهتهم‬ ‫واس�م صاحب البيت ال�ذي يقصدونه‪،‬‬ ‫كم�ا يحظ�ر نق�ل أث�اث م�ن وإل�ى تل�ك‬ ‫البي�وت‪ ،‬أو اس�تقدام ورش�ات إصالح‬ ‫للمنازل أو طالء جلدرانها‪ ،‬من دون أخذ‬ ‫موافقات أمنية تتضمن تس�جيل أسماء‬

‫عم�ال تلك ال�ورش وص�ور هوياتهم‪...‬‬ ‫األم�ر ال�ذي أدى إل�ى انخفاض أس�عار‬ ‫تل�ك البيوت رغ�م وجودها ف�ي مناطق‬ ‫راقية ً‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫لك�ن دمش�قيني قال�وا ل�ـ «الق�دس‬ ‫العرب�ي» إن ه�ذه اإلج�راءات‪ ،‬ب�دأت‬ ‫ً‬ ‫مؤخ�را عل�ى محي�ط املق�رات‬ ‫تطب�ق‬ ‫األمني�ة‪ ،‬لتصب�ح كل منطق�ة قريب�ة‬ ‫م�ن ف�رع أمن ه�ي (مرب�ع أمني) تش�دد‬ ‫في�ه اإلج�راءات‪ ،‬وتراق�ب في�ه حرك�ة‬ ‫الس�كان بشكل هيس�تيري يعكس مدى‬ ‫رع�ب النظ�ام م�ن أي حت�رك مفاجئ قد‬ ‫يستهدف مقراته األمنية‪.‬‬ ‫وتأتي ه�ذه اإلج�راءات الت�ي تضع‬ ‫دمش�ق حتت اإلقامة اجلبري�ة‪ ،‬لتتكامل‬ ‫م�ع احلواج�ز العس�كرية الت�ي تقط�ع‬ ‫أوص�ال املدين�ة م�ن قل�ب املدين�ة حتى‬ ‫نق�اط التم�اس م�ع ريفه�ا وضواحيها‪،‬‬ ‫حي�ث يتفنن عناص�ر احلواج�ز ف�ي‬ ‫تفتيش السيارات‪ ،‬وإحداث أزمات سير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بش�ريا) مينع‬ ‫(حاجزا‬ ‫متعمدة‪ ،‬تش�كل‬ ‫اس�تهداف أي حاجز‪ ...‬كم�ا يجري تفقد‬ ‫هوي�ات ركاب امليكروباص�ات‪ ،‬وإذالل‬ ‫م�ن ينتم�ون منهم إلى مناط�ق ثائرة أو‬ ‫إهانتهم او حتى اعتقالهم‪.‬‬

‫‪:‬الهجوم على املدنيني الشيعة وذلك بهدف اشعال‬ ‫حرب اهلية يضطر فيها املواطن العادي الى طلب‬ ‫احلماية من التنظيمات وليس الدولة والسيطرة‬ ‫على االراضي في املناطق الس�نية لتأكيد الهيمنة‬ ‫على املسؤولني السنة والقبائل احمللية والهجوم‬ ‫على كردس�تان الع�راق واملناطق املتن�ازع عليها‬ ‫في الشمال الذكاء التوترات العرقية ومن االمثلة‬ ‫عل�ى ذلك الهجوم على اربيل في ايلول‪/‬س�بتمبر‬ ‫من عام ‪. 2013‬‬ ‫وحت�ذر االجهزة االمني�ة االمريكية من قدرات‬ ‫اجلماع�ات اجلهادي�ة ف�ي الع�راق بالق�ول ان‬ ‫اس�اليب « الدول�ة االسلامية في الع�راق وبالد‬ ‫الش�ام»متطورة ومركزة للغاية وهي بحاجة الى‬ ‫وصف�ة امنية وسياس�ية ذكي�ة من اج�ل القضاء‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫وال تس�تبعد الرؤية االمريكية س�ؤء االوضاع‬ ‫السياس�ية للع�راق اثن�اء تناوله�ا ملش�كلة‬ ‫التده�ور االمن�ي‪ ،‬فه�ي كم�ا ج�اء ف�ي التقرير قد‬ ‫ب�دأت بع�د اعتق�ال الق�وات العراقي�ة ع�ددا من‬ ‫احلراس الش�خصيني لوزير العدل السابق رافع‬ ‫العيس�اوي في اواخر كانون االول‪ /‬ديس�مبر من‬ ‫عام ‪ 2012‬مما ادى الستقالته ‪.‬‬ ‫ويضيف التقرير ب�ان قضية االعتقال حتولت‬ ‫الى قضية جنائية مما اثار حنق الطائفة الس�نية‬ ‫التي من�ت مطالبها ال�ى كتالوغ كامل م�ن املظالم‬ ‫التي اس�تمرت عش�ر س�نوات بني أبن�اء الطائفة‬ ‫الس�نية‪ ،‬وقد ش�ملت هذه املظالم ن�داءات النهاء‬ ‫عملي�ة اجتث�اث ابن�اء الطائفة واصلاح قانون‬ ‫االج�راءات اجلنائي�ة لضم�ان محاكم�ة عادل�ة‬ ‫وزي�ادة تقاس�م الس�لطات ف�ي صن�ع الق�رار‬ ‫ومؤسسات االدارة الوطنية‬ ‫احملتج�ون بدوره�م انقس�موا ال�ى فئ�ات‬ ‫مختلف�ة‪ ،‬معظمه�م اراد احلص�ول عل�ى مطال�ب‬ ‫سياس�ية فق�ط مث�ل املذك�ورة س�ابقا‪ ،‬ورف�ض‬ ‫البع�ض االخ�ر النظ�ام السياس�ي برمت�ه ف�ي‬ ‫حين نش�طت أقلية صغي�رة للدعوة ال�ى العنف‬

‫ض�د احلكوم�ة املركزي�ة‪ ،‬ولكن مع رف�ض النظام‬ ‫العراقي ملعاجلة تلك املظالم واحلوار مع احملتجني‬ ‫انفجرت « طنجرة الضغط» مع عدم وجود صمام‬ ‫ام�ان وب�دأت االعلام الس�وداء بالظه�ور ف�ي‬ ‫س�احات الفلوجة وش�عر ابناء الطائفة الشيعية‬ ‫بالنفور وتأججت مش�اعر الطائفة الس�نية وفي‬ ‫النهاية توغلت القوات االمنية العراقية لساحات‬ ‫االحتجاج ومت اطالق النيران مما اسفر عن مقتل‬ ‫‪ 50‬محتجا في ساحة واحدة فقط‪.‬‬ ‫بع�د تل�ك احلادث�ة‪ ،‬تعه�دت اجلماع�ات‬ ‫الس�نية القومية علن�ا مبا في ذل�ك جماعة طارق‬ ‫النقش�بيدي مبحارب�ة اجليش العراق�ي واعلنوا‬ ‫هجوم�ا على بغ�داد‪ ،‬وتعتب�ر الوالي�ات املتحدة‬ ‫جماعة النقش�بيدي منظمة ارهابية اجنبية وهي‬ ‫مول�ودة م�ن رح�م اح�دى كتائ�ب ح�زب البعث‬ ‫العراقي وتتهمها واشنطن بالقيام بدور في حالة‬ ‫ع�دم االس�تقرار باملناط�ق الس�نية وتعزيز عدم‬ ‫الثقة في املناطق الش�يعية‪ ،‬وقد س�اهمت حسب‬ ‫التقاري�ر االمنية االمريكية بصع�ود ومنو تنظيم‬ ‫الدولة االسلامية في املناطق احلدودية حملافظة‬ ‫نين�وى‪ .‬وتعتق�د االجهزة االمني�ة االمريكية بان‬ ‫اجن�دة ه�ذا التنظي�م مختلف�ة ال�ى ح�د كبير مع‬ ‫القاع�دة وم�ن املرج�ح ان تك�ون ه�ذه الش�راكة‬ ‫قصيرة االجل‪.‬‬ ‫ويؤك�د التقري�ر أن عل�ى ان اخلط�ر ف�ي هذه‬ ‫اللحظة‪ ،‬هو ان الصالبة في التش�دد قد انصهرت‬ ‫متام�ا م�ع الش�عور بالي�أس والظلم ف�ي املناطق‬ ‫الس�نية ول�ذا يجب ان تق�وم احلكوم�ة العراقية‬ ‫في التعبئة ض�د القاعدة والقيام بعلمليات امنية‬ ‫اس�تخبارية‪ .‬ويحم�ل التقري�ر رئي�س ال�وزراء‬ ‫العراقي ن�وري املالكي مس�ؤولية القي�ام بحملة‬ ‫« توعي�ة سياس�ية» والقيام بالتص�رف كرئيس‬ ‫دول�ة لضم�ان حال�ة م�ن االس�تقرار ف�ي الدولة‬ ‫والعمل مع قادة الطائفة السنية حملاربة االرهاب‪.‬‬ ‫ويش�ير التقرير هنا الى ان جمي�ع االتفاقيات مع‬ ‫املالكي قد نصت على ذلك اضافة الى تأكيده اثناء‬

‫لقاء الرئيس االمريكي باراك اوباما مع املالكي في‬ ‫تشرين الثاني املاضي واثناء املكاملات االعتيادية‬ ‫التى يجريها نائب الرئيس االمريكي مع بغداد‪.‬‬ ‫ويلخ�ص التقري�ر الوض�ع ف�ي الفلوج�ة‬ ‫والرم�ادي بالقول ان اكثر من ‪ 100‬ش�احنة ترفع‬ ‫االعلام الس�وداء قد دخل�ت املدينتني ف�ي اليوم‬ ‫االول من العام احلالي‪ ،‬وهي محملة بأسلحة ثقيلة‬ ‫ومدافع مضادة للطائرات مت على اثرها السيطرة‬ ‫على املدينتني متاما تتويجا الس�تراتيجية احلكم‬ ‫على االراضي‪ ،‬وعلى الفور تدخلت واشنطن عبر‬ ‫زيارات امنية عالية املس�توى الى بغداد اس�فرت‬ ‫ع�ن ارس�ال الوالي�ات املتح�دة مل�وارد اضافي�ة‬ ‫واسلحة الس�تعادة الشوارع من مقاتلي القاعدة‬ ‫ووضع اللمسات االخيرة خلطة سياسية وامنية‬ ‫لالطاح�ة بالتنظي�م‪ .‬ويفي�د التقرير ب�ان القتال‬ ‫ما زال مس�تمرا ف�ي الرمادي وق�د حققت اجلهود‬ ‫االمريكي�ة نتائ�ج س�ريعة ولكنه�ا هش�ة‪ ،‬اما في‬ ‫الفلوج�ة فقد ح�اول اجليش العراق�ي عمل طوق‬ ‫عل�ى املدين�ة اال ان�ه واج�ه مقاوم�ة شرس�ة من‬ ‫قناصني مهرة يستخدمون بنادق عيار ‪.50‬‬ ‫واعت�رف التقري�ر ب�ان الكثير م�ن القبائل قد‬ ‫رفضت التعاون مع املس�اعي االمريكية للتحالف‬ ‫ض�د القاعدة ووقفت معظمها على احلياد‪ .‬ويؤكد‬ ‫التقري�ر عل�ى ان ه�دف القاع�دة واض�ح وه�و‬ ‫التحرك باجتاه بغداد‪.‬‬ ‫االستراتيجية االمريكية لعزل وهزمية تنظيم‬ ‫القاع�دة تق�وم عل�ى تطوي�ر املكون�ات االمني�ة‬ ‫والسياس�ية واالقتصادي�ة للع�راق م�ع التركيز‬ ‫املباش�ر على دمج « مقاتلي العش�ائر» مع القوات‬ ‫االمنية العراقية حلماية السكان من نفوذ القاعدة‬ ‫ومنحه�م امتيازات اجلنود والتعه�د بدمجهم في‬ ‫هي�اكل الدولة وتقدمي مزيد من الدعم االقتصادي‬ ‫في هذه املناطق‪.‬‬ ‫وقد كشف التقرير االمني االمريكي أن الواليات‬ ‫املتح�دة ال تتك�ئ عل�ى االصالح�ات السياس�ية‬ ‫واالقتصادي�ة ف�ي الع�راق ملواجه�ة املنظم�ات‬

‫أس�لحة م�ن بريطاني�ا‪ .‬مم�ا يعن�ي أن‬ ‫بريطاني�ا وضع�ت نفس�ها م�ن دون قص�د‬ ‫ف�ي ورطة‪ ،‬ألن تدخل البرملان في الش�ؤون‬ ‫اخلارجية يضع قيودا عل�ى قدرة احلكومة‬ ‫على عقد تفاهمات أو معاهدات مع احللفاء‪.‬‬ ‫ف�إن كان كل ق�رار يقتض�ي موافق�ة نصف‬ ‫البرمل�ان زائ�د واحد فه�ذا يعني اس�تحالة‬ ‫التحضير للعمليات االس�تراتيجية مقدما‪.‬‬ ‫ويض�رب مثلا بالق�ول إنه في حال�ة قامت‬ ‫إيران بتهديد مصال�ح بريطانيا عبر ضرب‬ ‫الدول احلليفة لها في اخلليج‪ ،‬فهل س�تقرر‬ ‫احلكوم�ة ووزارة اخلارجي�ة التدخ�ل أم‬ ‫النواب في املقاعد اخللفية؟‬ ‫وم�ع اعت�راف الكات�ب ب�أن العملي�ة‬ ‫الدميقراطية تقتضي االستشارة واحملاسبة‬ ‫لك�ن الس�لطات التنفيذية بحاجة ملس�احة‬ ‫تكون قادرة م�ن خاللها على اتخاذ قرارات‬ ‫غير ش�عبية تعتقد أنها تص�ب في املصلحة‬ ‫العامة‪ .‬وعاجال أم آجال س�تواجه احلكومة‬ ‫والبرمل�ان بفح�ص جدي�د ح�ول التع�اون‬ ‫والسياسة اخلارجية‪.‬‬

‫املتطرف�ة حيث جاء ف�ي التقرير بان�ه يجب عدم‬ ‫املبالغ�ة في أهمية االنتخاب�ات الوطنية العراقية‬ ‫رغ�م تأكي�د التقرير عل�ى حرص واش�نطن على‬ ‫ضمان ان تس�ير العملية السياسية واالنتخابية‬ ‫في االجتاه الصحيح‪ ،‬مبا في ذلك اختيار حكومة‬ ‫جديدة عام ‪ 2018‬وتؤمن واشنطن بان املبادرات‬ ‫السياس�ية واالقتصادية ضرورية له�ذه املعركة‬ ‫ولكنها ليست كافية بدون تعبئة السكان‪.‬‬ ‫واك�د التقري�ر أن افتق�ار بغ�داد لطائ�رات‬ ‫هليكوبت�ر مدرع�ة ادى ال�ى عج�ز ف�ي ق�درة‬ ‫الق�وات العراقية على الهجوم على سلس�لة من‬ ‫املعس�كرات املس�لحة لتنظيم القاعدة ش�وهدت‬ ‫بوض�وح ف�ي غ�رب الع�راق‪ ،‬ولك�ن طائ�رات‬ ‫االباتش�ي التي وافق الكونغ�رس على تأجيرها‬ ‫وبيعه�ا للق�وات العراقي�ة س�توفر ق�درة اكث�ر‬ ‫فاعلي�ة حلرم�ان القاع�دة م�ن احلص�ول عل�ى‬ ‫مالذ في الصحارى‪ ،‬وس�توفر الواليات املتحدة‬ ‫اش�رافا نهائي�ا عل�ى اس�تخدام ه�ذه الطائرات‬ ‫والتخطيط للعمليات‪.‬‬ ‫ومب�ا يتفق م�ع ه�ذه االس�تراتيجية‪ ،‬س�وف‬ ‫تسلم االدارة االمريكية ‪ 10‬طائرات بدون طيارفي‬ ‫ربي�ع هذا الع�ام للع�راق‪ ،‬و‪ 48‬طائ�رة اخرى في‬ ‫وق�ت الحق للمس�اعدة في توفي�ر املراقبة ملنطقة‬ ‫اجلزي�رة واحل�دود العراقي�ة م�ع س�وريا‪ ،‬كم�ا‬ ‫س�تعمل واش�نطن عل�ى زي�ادة ف�رص تدري�ب‬ ‫وح�دات مكافح�ة االره�اب العراقية وستس�ارع‬ ‫وتيرة تس�ليم معدات عالية التقنية‪ ،‬كما نوقشت‬ ‫امكانية تدريب املزيد من الق�وات العراقية عالية‬ ‫اخلبرة في االردن‬ ‫م�ن جهة اخرى اوص�ى التقرير بأع�ادة وزير‬ ‫الع�دل العراق�ي الس�ابق العيس�اوي لوضع�ه‬ ‫السابق في اقرب وقت ممكن بعد ان اظهر التزاما‬ ‫واس�تعدادا لهزمي�ة تنظيم القاعدة ف�ي محافظة‬ ‫االنب�ار وضرورة ح�ث احلكوم�ة العراقي�ة على‬ ‫معاجة مظالم الس�نة ووضع حد للقوانني التي ال‬ ‫جتيب على ضرورة املصاحلة الوطنية‪.‬‬

‫اجلنرال عميدرور‪ :‬سور ّيا حتت هيمنة إيران ومساعدة «حزب الله»‬ ‫املسلحة التابعة لـ«القاعدة»‬ ‫أخطر بكثير على إسرائيل من سيطرة اجملموعات ّ‬

‫الناصرة‪« -‬القدس العربي»‬ ‫من زهير أندراوس‪:‬‬

‫نقل�ت صحيف�ة «يس�رائيل هايوم»‬ ‫املقربة ً‬ ‫جدا من رئيس الوزراء‬ ‫العبرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلس�رائيلي‪ ،‬بنيامين نتنياهو‪،‬ف�ي‬ ‫ّ‬ ‫عدده�ا الص�ادر اجلمعة عن مستش�ار‬ ‫األم�ن القوم�ي ّ الس�ابق‪ ،‬اجلن�رال في‬ ‫االحتي�اط يعق�وب عمي�درور قول�ه‬ ‫ّ‬ ‫إن اجل�زء اخملص�ص م�ن منظوم�ات‬ ‫الصوراي�خ الت�ي نقلته�ا روس�يا إل�ى‬ ‫س�وريا‪ ،‬والتي من املتوقع أن تصل إلى‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الفتا إلى‬ ‫حزب الله اللبناني ل�م تصل‪،‬‬ ‫ّأن عدم وصول تل�ك املنظومات لم يكن‬ ‫بس�بب خطأ ما أو صدفة ب�ل هذه بناء‬ ‫العبري�ة‪ ،‬على‬ ‫على سياس�ات الدول�ة‬ ‫ّ‬ ‫حد تعبيره‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫قائال ّ‬ ‫س�وريا‬ ‫إن‬ ‫وأضاف عمي�درور‬ ‫ّ‬ ‫اإليران�ي أخطر بكثير من‬ ‫حتت التأثير‬ ‫ّ‬ ‫سوريا في حال ّ‬ ‫متت السيطرة عليها من‬ ‫ّ‬ ‫قبل مجموعات إرهابي�ة تابعة لتنظيم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتفصيال‪ ،‬املزاعم‬ ‫جملة‬ ‫نافيا‪،‬‬ ‫القاعدة‪،‬‬ ‫التي تتح�دث عن وجود أي تعاون بني‬ ‫النظام السوري وإسرائيل‪.‬‬

‫وشدد عميدرور على ّأن نظام األسد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثيق�ا للغاية بح�زب الله‬ ‫تعلق�ا‬ ‫ط�ور‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الفت�ا إلى‬ ‫في إط�ار حربه ض�د الثوار‪،‬‬ ‫ّأن ه�ذا التعلق يدفع الس�وريني إلى إن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفت�كا إلى‬ ‫تطورا‬ ‫سلاحا أكث�ر‬ ‫ينقلوا‬ ‫ح�زب الله‪ .‬ولف�ت إلى ّأنه وف�ي نهاية‬ ‫املط�اف ّ‬ ‫س�ورية‬ ‫فإن طرف�ي النزاع في‬ ‫ّ‬ ‫الس�وري مع‬ ‫اإليران�ي‬ ‫هم�ا التحال�ف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللبنان�ي‪ ،‬ف�ي مواجه�ة‬ ‫ح�زب الل�ه‬ ‫ّ‬ ‫التنظيم�ات الصغيرة األخ�رى التابعة‬ ‫معظمه�ا لتنظي�م القاع�دة‪ .‬وح�ول‬ ‫تفس�ير تفضيل�ه اجلماع�ات املس�لحة‬ ‫الس�وري مع‬ ‫اإليران�ي‬ ‫عل�ى التحال�ف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�زب الل�ه ق�ال ّ‬ ‫إن ح�زب الل�ه بدع�م‬ ‫إيران أخطر بكثير من القاعدة التي في‬ ‫النهاية تبقى جماعات مسلحة صغيرة‬ ‫لي�س لها أي دع�م من أي دول�ة عظمى‬ ‫حد تعبيره‪.‬‬ ‫كإيران‪ ،‬على ّ‬ ‫وكان عمي�درور أعل�ن ّأن بلاده‬ ‫متل�ك قدرات أكث�ر بكثير م�ن الواليات‬ ‫املتح�دة‪ ،‬ومس�تعدة لض�رب إي�ران‬ ‫مبفرده�ا ومنعها من تنفي�ذ طموحاتها‬ ‫ً‬ ‫ج�دا‪ .‬وأضاف‬ ‫النووي�ة لفت�رة طويلة‬ ‫عميدرور‪ّ ،‬‬ ‫أن توقف‬ ‫إن إس�رائيل ميكن ْ‬ ‫ق�درة إيران على إنتاج أس�لحة نووية‬

‫لفترة طويلة ً‬ ‫حد تعبيره‪.‬‬ ‫جدا‪ ،‬على ّ‬ ‫وكش�ف النق�اب ف�ي مقابل�ة‬ ‫صحافيّ ة عن ّأن مقاتالت سلاح اجلو‬ ‫اإلس�رائيلي أج�رت من�اورات عل�ى‬ ‫العملي�ات البعي�دة امل�دى ف�ي جمي�ع‬ ‫أنحاء العالم كجزء من االس�تعدادات‬ ‫ملواجهة عس�كرية محتملة م�ع إيران‪.‬‬ ‫وأضاف عميدرور‪:‬نحن لسنا الواليات‬ ‫وصدقوا أو ال تصدقوا منتلك‬ ‫املتحدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ق�درات أكث�ر منه�ا بكثي�ر‪ ،‬ولدين�ا ما‬ ‫يكف�ي لوق�ف اإليرانيين م�ن تنفي�ذ‬ ‫طموحاته�م النووي�ة لفت�رة طويل�ة‬ ‫ً‬ ‫وس�ئل م�ا إذا كان�ت‬ ‫ج�دا‪ ،‬كم�ا ق�ال‪ُ .‬‬ ‫بلاده متل�ك الق�درة العس�كرية على‬ ‫ض�رب املنش�آت النووي�ة الت�ي بنتها‬ ‫إيران حتت األرض‪ ،‬فأجاب مستش�ار‬ ‫األم�ن القوم�ي اإلس�رائيلي الس�ابق‬ ‫أنه�ا متل�ك كل ش�يء مبا ف�ي ذلك هذه‬ ‫الق�درة‪ ،‬غير أن�ه امتنع ع�ن اخلوض‬ ‫في التفاصي�ل‪ .‬وقال عمي�درور‪ :‬نحن‬ ‫ال نخادع وجادون ًج ً‬ ‫دا‪ ،‬ونعد أنفس�نا‬ ‫الحتم�ال أن نضطر للدفاع عن نفس�نا‬ ‫بنفسنا‪ ،‬وتشمل االستعدادات لصراع‬ ‫محتمل القيام مبناورات على العمليات‬ ‫البعيدة املدى للطيارين اإلسرائيليني‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫وفي مهمات محتملة إلى إيران‪ ،‬لكونها‬ ‫تبعد عن إسرائيل زهاء ‪ 2000‬كيلومتر‬ ‫وعلين�ا أن نك�ون عل�ى دراي�ة به�ذه‬ ‫الوجه�ات‪ .‬وأض�اف ّأن كل م�ن ميل�ك‬ ‫تغطي�ة رادارية في الش�رق األوس�ط‬ ‫يع�رف م�ا نقوم ب�ه‪ ،‬كم�ا أن مقاتالتنا‬ ‫جتري من�اورات على العمليات بعيدة‬ ‫املدى منذ عدة سنوات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قائال‬ ‫اإلس�رائيلي‬ ‫وأردف اجلن�رال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن امتلاك إيران ق�درات نووية يُ مثل‬ ‫ً‬ ‫تهديدا ال يقتصر على إسرائيل وحدها‬ ‫ويش�مل منطق�ة الش�رق األوس�ط‬ ‫برمته�ا والعال�م بأس�ره م�ع اقت�راب‬ ‫نهاية العقد احلالي‪ ،‬لكننا ال نس�تطيع‬ ‫االعتم�اد عل�ى اآلخري�ن للقي�ام بهذه‬ ‫املهم�ة إذا كان�وا ال يري�دون القي�ام‬ ‫أن تك�ون‬ ‫به�ا‪ .‬وش�دد عل�ى ض�رورة ْ‬ ‫إس�رائيل مستعدة للقيام بعملية برية‬ ‫في لبنان الس�تئصال الذي�ن يُ طلقون‬ ‫الصواريخ عل�ى أراضيها‪ ،‬في حال رد‬ ‫ح�زب الله عل�ى أي هجوم إس�رائيلي‬ ‫ض�د إي�ران بإطلاق الصواري�خ على‬ ‫إس�رائيل‪ .‬وأض�اف عمي�درور‪ :‬علينا‬ ‫أن نكون مستعدين الستخدام القوات‬ ‫ْ‬ ‫البرية للذهاب إل�ى املناطق احلضرية‬

‫والتعام�ل مع الن�اس الذي�ن يُ طلقون‬ ‫الصواري�خ‪ ،‬وتدمي�ر صواريخه�م‬ ‫ح�د قول�ه‪.‬‬ ‫ومنص�ات إطالقه�ا‪ ،‬عل�ى ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبحسبه طرأ في إيران تغيير في ّ‬ ‫كل ما‬ ‫يتعلق باالستعداد خلوض املفاوضات‬ ‫م�ع الغ�رب‪ .‬ولكن ه�ذا التغيي�ر ينبع‬ ‫ً‬ ‫أوال وقبل كل ش�يء م�ن الضغط الذي‬ ‫يعيش�ه النظ�ام ج�راء العقوب�ات‬ ‫الدولي�ة الش�ديدة‪ ،‬وم�ن اجله�ة‬ ‫األخ�رى‪ّ ،‬‬ ‫ف�إن اإليرانيين ل�م يغيروا‬ ‫بع�د سياس�تهم بالنس�بة لتخصي�ب‬ ‫اليورانيوم‪ ،‬بالضبط لهذا الس�بب من‬ ‫املهم اإلبقاء على العقوبات‪.‬‬ ‫ولفت إل�ى ّأنه محظور إزالة اخليار‬ ‫مؤك ً‬ ‫العسكري عن الطاولة‪ّ ،‬‬ ‫دا ّأنه فقط‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫واضح�ا للعال�م ّأن لدينا قدرة‬ ‫إذا كان‬ ‫حقيقي�ة عل�ى تنفي�ذ عملية عس�كرية‬ ‫ف�ي إيران فلن تتمكن األس�رة الدولية‬ ‫من جتاهل مطالب إس�رائيل‪ .‬وخلص‬ ‫إلى الق�ول ّ‬ ‫العبرية ُتواجه‬ ‫إن الدول�ة‬ ‫ّ‬ ‫تهديدا وجوديا واحدا واضحا ويجب‬ ‫عم�ل كل ش�يء إلزالت�ه‪ ،‬إذا كان ذل�ك‬ ‫ً‬ ‫ممكن�ا باملفاوض�ات فليك�ن‪ ،‬وإذا ل�م‬ ‫ً‬ ‫ممكن�ا ّ‬ ‫فإن هناك وس�ائل أخرى‪،‬‬ ‫يكن‬ ‫كما قال‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪5‬‬

‫املرصد يعلن مقتل ‪ 157‬شخصا اخلميس‪ ...‬والقوات النظامية تستعيد السيطرة على غالبية مباني سجن حلب املركزي‬

‫■ حمص ـ حلب ـ بيروت ـ «القدس العربي‪:‬‬ ‫وكاالت‪ :‬خرج�ت حافلتان عل�ى االقل اجلمعة‬ ‫تنقالن مدنيني من أحياء حمص القدمية وسط‬ ‫س�وريا‪ ،‬واحملاصرة منذ اكثر م�ن عام ونصف‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ورأى الصحافي�ون قراب�ة ‪ 12‬ش�خصا على‬ ‫متن حافل�ة بيضاء الل�ون خرج�ت من حمص‬ ‫القدمي�ة‪ ،‬احاط به�ا جنود س�وريون‪ ،‬وحالوا‬ ‫دون اقتراب الصحافيني واملصورين منها‪.‬‬ ‫واف�اد التلفزي�ون الرس�مي الس�وري ع�ن‬ ‫«إخ�راج ‪ 35‬مدنيا م�ن حمص القدمي�ة اغلبهم‬ ‫اطفال ونساء وكبار السن» على منت حافلتني‪،‬‬ ‫مش�يرا ال�ى ان ه�ؤالء «كان يس�تخدمهم‬ ‫االرهابيون (في اش�ارة الى مقاتلي املعارضة)‬ ‫دروعا بشرية»‪.‬‬ ‫وتف�رض الق�وات النظامي�ة حص�ارا من�ذ‬ ‫حزيران‪/‬يوني�و ‪ 2012‬عل�ى احي�اء حم�ص‬ ‫القدمي�ة الواقع�ة حت�ت س�يطرة املقاتلين‬ ‫املعارضين‪ .‬وعرض�ت قن�وات تلفزيوني�ة في‬ ‫امل�كان‪ ،‬من بينه�ا التلفزيون الرس�مي‪ ،‬لقطات‬ ‫خل�روج املدنيين عل�ى متن احلافلتني‪ ،‬وس�ط‬ ‫تواج�د كبي�ر جلن�ود س�وريني وعناص�ر م�ن‬ ‫الهالل االحمر وافراد من االمم املتحدة‪.‬‬ ‫واظه�رت الص�ور عم�ال اغاث�ة يس�اعدون‬ ‫مس�نني على املش�ي‪ ،‬وقد وضعوا على اكتافهم‬ ‫اغطي�ة من الصوف‪ .‬وب�دا التعب والوهن على‬ ‫وجوه املسنني‪.‬‬ ‫كما اظه�رت اللقطات امرأة مس�نة ممدة في‬ ‫داخل سيارة اس�عاف‪ ،‬في حني يقوم متطوعو‬ ‫الهالل االحمر مبساعدتها‪.‬‬ ‫وظه�رت على االقل ثالث نس�اء ينظرن عبر‬ ‫نوافذ حافل�ة حتمل الرقم ‪ .2‬كما ب�دا في املكان‬ ‫عامل�ون ف�ي برنام�ج االمم املتح�دة لألغذي�ة‬ ‫يرت�دون س�ترات واقية م�ن الرص�اص زرقاء‬ ‫اللون‪ ،‬اضافة الى سيارة بيضاء رباعية الدفع‬ ‫عليها ش�عار املفوضية العلي�ا لالجئني التابعة‬ ‫لالمم املتحدة‪.‬‬ ‫ودخل�ت حافلات نقل وس�يارات اس�عاف‬

‫بدء خروج املدنيني من حمص القدمية قبل دخول املساعدات‬

‫تابع�ة للهلال االحم�ر صباح�ا ال�ى احي�اء‬ ‫حم�ص القدمي�ة التي يس�يطر عليه�ا مقاتلون‬ ‫معارضون‪.‬‬ ‫وتأت�ي ه�ذه العملية ف�ي اطار اتف�اق اعلن‬ ‫عنه اخلميس باش�راف االمم املتحدة‪ ،‬الخراج‬ ‫املدنيين الراغبين بذل�ك وادخ�ال مس�اعدات‬ ‫انسانية الى من يبقون في الداخل‪.‬‬ ‫واعلن محافظ حمص طالل البرازي صباحا‬ ‫ان املدنيني س�يبدأون باخل�روج اجلمعة‪ ،‬على‬ ‫ان يتم ادخال املساعدات بدءا من غد السبت‪.‬‬ ‫واش�ار ال�ى انه بحس�ب «م�ا نق�ل الينا من‬ ‫االمم املتح�دة‪ ،‬فان الع�دد املتوقع كان باالمس‬ ‫‪ 200‬او اكث�ر بقليل»‪ ،‬مش�يرا الى ان الس�لطات‬ ‫مس�تعدة «الس�تقبال اي ع�دد‪ ،‬واذا رغ�ب‬ ‫املدنيون املوج�ودون في الداخ�ل ان يخرجوا‬ ‫جميعا‪ ،‬فأهال وسهال»‪.‬‬ ‫واوضح ان االش�خاص الذين سيسمح لهم‬ ‫باخلروج هم االطفال دون اخلامس�ة عش�ر من‬ ‫العم�ر‪ ،‬والرج�ال الذي�ن جت�اوزوا اخلامس�ة‬ ‫واخلمسني‪ ،‬اضافة الى النساء‪.‬‬ ‫وتع�د حم�ص‪ ،‬وه�ي ثال�ث كب�رى امل�دن‬ ‫السورية‪« ،‬عاصمة الثورة» ضد نظام الرئيس‬ ‫بش�ار االسد‪ .‬ويقول ناش�طون ان قرابة ثالثة‬ ‫آالف ش�خص ما زالوا يتواج�دون في احيائها‬ ‫احملاصرة منذ حزيران‪/‬يونيو ‪.2012‬‬ ‫ومت�ت العملية بعد اتف�اق بني االمم املتحدة‬ ‫ودمش�ق الت�ي اك�دت مش�اركتها ف�ي اجلول�ة‬ ‫الثانية م�ن املفاوضات مع املعارضة في جنيف‬ ‫في العاشر من شباط‪/‬فبراير‪.‬‬ ‫وكانت دمشق اعلنت اخلميس توصلها الى‬ ‫اتف�اق م�ع االمم املتحدة حول خ�روج املدنيني‬ ‫من احياء حم�ص القدمية وادخال مس�اعدات‬ ‫انس�انية ملن يختار البقاء ف�ي الداخل‪ .‬وقالت‬ ‫املنظم�ة الدولي�ة ان االتفاق «سيس�مح بتقدمي‬ ‫مس�اعدة حيوي�ة حلوال�ى ‪ 2500‬مدن�ي» ف�ي‬ ‫حمص القدمية‪.‬‬ ‫وف�ي وق�ت س�ابق اف�اد ناش�طون فرانس‬ ‫برس عبر االنترن�ت ان وقفا غير معلن الطالق‬

‫النار سيمتد اربعة ايام افساحا في اجملال امام‬ ‫اخراج املدنيني وادخال املساعدات‪.‬‬ ‫وقال املرصد الس�وري حلقوق االنسان انه‬ ‫لم يس�جل اي قصف او اطالق للنار في حمص‬ ‫القدمية منذ منتصف ليل االربعاء اخلميس‪.‬‬ ‫وقال البرازي «توجه فريق احملافظة واالمم‬ ‫املتح�دة والهلال االحم�ر الى النقط�ة احملددة‬ ‫لتأمني خ�روج املدنيني (‪ )...‬وث�م انتقالهم الى‬ ‫حيث يرغبون»‪.‬‬ ‫واوض�ح ان «املس�اعدات مت االتف�اق عل�ى‬ ‫تقييم احلاجة لها اليوم مس�اء‪ ،‬وغدا س�تكون‬ ‫اول دفع�ة من املس�اعدات االغاثي�ة والغذائية‬ ‫التي س�يتم حتديدها‪ ،‬س�تدخل الى احملتاجني‬ ‫اليها في بعض احياء املدينة القدمية»‪.‬‬ ‫ميداني�ا‪ ،‬اس�تعادت الق�وات النظامي�ة‬ ‫الس�ورية اجلمعة السيطرة على غالبية مباني‬ ‫س�جن حل�ب املرك�زي ال�ذي س�يطر مقاتلون‬ ‫معارض�ون اخلميس على اجزاء واس�عة منه‪،‬‬ ‫م�ع تواص�ل االش�تباكات داخل اس�واره وفي‬ ‫محيط�ه‪ ،‬بحس�ب املرص�د الس�وري حلق�وق‬ ‫االنسان‪.‬‬ ‫وق�ال املرص�د في بري�د الكترون�ي «متكنت‬ ‫القوات النظامية من اس�تعادة الس�يطرة على‬ ‫املباني القدمية لس�جن حل�ب املركزي (‪ )...‬في‬ ‫حني تس�يطر جبهة النصرة (الذراع الرس�مية‬ ‫للقاعدة في س�وريا) عل�ى املبنى اجلديد داخل‬ ‫اس�وار الس�جن»‪ ،‬وهو مبنى قيد االنشاء يقع‬ ‫على اطراف السجن‪.‬‬ ‫واش�ار املرصد ال�ى ان االش�تباكات ال تزال‬ ‫مس�تمرة داخل اس�وار الس�جن وفي محيطه‪،‬‬ ‫بني القوات النظامية من جهة‪ ،‬وجبهة النصرة‬ ‫وحرك�ة اح�رار الش�ام (املنتمية ال�ى «اجلبهة‬ ‫االسالمية») من جهة اخرى»‪.‬‬ ‫وأفاد املرصد السوري حلقوق اإلنسان بأن‬ ‫‪ 157‬ش�خصا قتلوا في أنحاء متفرقة من البالد‬ ‫اخلمي�س‪ .‬وذك�ر املرص�د ف�ي بي�ان اجلمع�ة‪:‬‬ ‫«ارتف�ع إل�ى ‪ 78‬ع�دد الش�هداء املدنيين الذين‬ ‫انضموا أمس (االول) إلى قافلة شهداء الثورة‬

‫سوريون يغادرون مدينة حمص مع اشتداد القتال‬ ‫السورية»‪.‬‬ ‫وق�ال ‪« :‬قت�ل ‪ 20‬م�ن ق�وات جي�ش الدف�اع‬ ‫الوطني وذلك في كمني استهدف سيارات تقلهم‬ ‫وتفجي�ر عب�وات ناس�فة بآليات واش�تباكات‬ ‫واس�تهداف حواجزه�م في عدة م�دن وبلدات‬

‫الروس يفاوضون سرا على مصاحلهم في سوريا‬

‫األمم املتحدة تطلب من سوريا‬ ‫تسريع نقل األسلحة الكيميائية إلى خارج أراضيها‬

‫■ االمم املتح�دة (الوالي�ات املتح�دة) ـ أ ف‬ ‫ب‪ :‬طل�ب مجل�س االم�ن الدول�ي اخلميس من‬ ‫دمش�ق تس�ريع نق�ل اس�لحتها الكيميائية الى‬ ‫خ�ارج اراضيها واع�رب عن متس�كه باحترام‬ ‫املوعد النهائي احملدد في الثالثني من حزيران‪/‬‬ ‫يونيو لتدمير هذه الترسانة‪.‬‬ ‫وقال�ت س�فيرة ليتواني�ا رميون�دا‬ ‫مورموكايتي التي تتولى رئاس�ة مجلس االمن‬ ‫الدول�ي ف�ي ش�هر ش�باط‪/‬فبراير ان ال�دول‬ ‫اخلمس عشرة االعضاء في اجمللس «تطلب من‬ ‫احلكومة الس�ورية ان تتخذ س�ريعا اجراءات‬ ‫لتنفيذ التزاماتها»‪.‬‬ ‫واضافت ان االس�لحة الكيميائية الس�ورية‬ ‫يج�ب ان تنق�ل ال�ى مرف�أ الالذقي�ة الس�وري‬ ‫«بطريقة منهجية ومتسارعة»‪.‬‬ ‫وكان�ت س�فيرة ليتواني�ا تتح�دث ال�ى‬ ‫الصحافيين بعد مش�اورات في مجل�س االمن‬ ‫في جلس�ة مغلقة حول هذا املوضوع اخلميس‪،‬‬ ‫بحض�ور س�يغريد كاغ الت�ي تتول�ى تنس�يق‬ ‫عملية نزع االسلحة الكيميائية السورية‪.‬‬ ‫وتعهد الرئيس السوري بشار االسد بتدمير‬ ‫كل ترس�انة بلاده الكيميائي�ة بحل�ول نهاي�ة‬ ‫حزيران‪/‬يونيو حتت طائلة التعرض لعقوبات‬ ‫وحتى اللجوء الى القوة‪.‬‬ ‫وتقول واش�نطن ان اقل من ‪ 5‬باملئة من هذه‬

‫االسلحة نقلت حتى االن من سوريا التي فوتت‬ ‫استحقاقا آخر في هذا اجلدول الزمني‪.‬‬ ‫ويتهم الغربيون داخل مجلس االمن الدولي‬ ‫دمشق باملماطلة‪ ،‬لكن روسيا تعتبر ان العملية‬ ‫تتقدم على الرغم من كل ش�يء وان اس�تحقاق‬ ‫الثالثني من حزيران‪/‬يونيو سيتم احترامه‪.‬‬ ‫ورفض مجل�س االمن جزئي�ا التوضيحات‬ ‫الت�ي قدمته�ا دمش�ق‪ ،‬مؤك�دا ان احلكوم�ة‬ ‫الس�ورية «متل�ك املع�دات واملس�اعدة الدولية‬ ‫الالزمة لتسريع حركة نقل اسلحتها الكيميائية‬ ‫الى خارج اراضيها» في املهل احملددة‪.‬‬ ‫لك�ن الس�فيرة الليتواني�ة «رحب�ت ايض�ا‬ ‫بالتع�اون» القائ�م بين احلكوم�ة الس�ورية‬ ‫وبعث�ة االمم املتح�دة ومنظمة حظر االس�لحة‬ ‫الكيميائية بقيادة كاغ‪.‬‬ ‫واكدت مورموكايت�ي ان الدول االعضاء في‬ ‫مجلس االمن الدولي «تبقى متمس�كة باحترام‬ ‫املوع�د النهائ�ي ف�ي الثالثين م�ن حزي�ران‪/‬‬ ‫يونيو» للقضاء التام على الترسانة الكيميائية‬ ‫الس�ورية‪ .‬وكررت كاغ القول امام الصحافيني‬ ‫كم�ا فعلت امام مجل�س االمن الدول�ي «انه من‬ ‫املمك�ن احترام هذا املوع�د النهائي في الثالثني‬ ‫من حزيران‪/‬يونيو»‪.‬‬ ‫وكان دبلوماس�يون ذكروا اخلميس ان كاغ‬ ‫ابلغ�ت مجلس االمن الدولي بان تأخر س�وريا‬

‫ف�ي تدمي�ر ترس�انتها النووي�ة «لي�س ام�را ال‬ ‫ميك�ن جتاوزه»‪ .‬اال انها اكدت ان دمش�ق يجب‬ ‫ان تعمل لتحقيق ذلك في املهل املطلوبة‪.‬‬ ‫ونقل دبلوماسيون عن كاغ حتذيرها من ان‬ ‫«االهداف املتوس�طة االمد في البرنامج الزمني‬ ‫لم تتحقق وسوريا في وضع حرج»‪.‬‬ ‫وعب�رت دول غربي�ة ع�ن قلقه�ا م�ن البطء‬ ‫ف�ي نق�ل االس�لحة الكيميائية الس�ورية وعن‬ ‫خشيتها من ان يكون االسد يراهن على الوقت‪.‬‬ ‫لكن روسيا‪ ،‬حليفة دمشق‪ ،‬دعت الى الهدوء‪.‬‬ ‫ف�ردا عل�ى س�ؤال ع�ن التأخ�ر ف�ي مس�ألة‬ ‫تس�ليم الترس�انة الكيميائي�ة الس�ورية‪ ،‬ق�ال‬ ‫الس�فير الروسي فيتالي تش�وركني ان «االمور‬ ‫تتحرك والعمليات املشتركة (بني االمم املتحدة‬ ‫ومنظم�ة حظ�ر االس�لحة الكيميائي�ة) تعم�ل‬ ‫بشكل جيد»‪.‬‬ ‫واض�اف «نح�ن واثق�ون م�ن ان املش�روع‬ ‫س�ينجز خلال الوقت احمل�دد وهذه االس�لحة‬ ‫س�تدمر»‪ .‬لك�ن‪ ،‬حتى قب�ل ان تب�دأ كاغ عرض‬ ‫تقريره�ا‪ ،‬عبر عدد من س�فراء ال�دول الغربية‬ ‫عن تشكيكهم في الوضع‪.‬‬ ‫وقال الس�فير البريطاني م�ارك ليال غرانت‬ ‫«نعتق�د ان وق�ت االع�ذار انته�ى»‪ ،‬مؤك�دا‬ ‫«احلاج�ة الى ترتيبات محددة لتس�ريع عملية‬ ‫نقل االسلحة الكيميائية من سوريا»‪.‬‬

‫وقرى سورية»‪.‬‬ ‫كم�ا قت�ل «م�ا ال يق�ل ع�ن ‪ 45‬م�ن الق�وات‬ ‫النظامي�ة إث�ر كمين واش�تباكات م�ع الدول�ة‬ ‫االسالمية وجبهة النصرة والكتائب االسالمية‬ ‫املقاتل�ة والكتائ�ب املقاتل�ة واس�تهداف مراكز‬

‫وحواج�ز وآلي�ات ثقيل�ة بقذائ�ف صاروخي�ة‬ ‫وعب�وات ناس�فة ورص�اص قناص�ة ف�ي ع�دة‬ ‫محافظات منها حلب وحمص ودمش�ق وريفها‬ ‫ودرعا وحماة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقاتلا من‬ ‫وتاب�ع ‪ »:‬لق�ي م�ا ال يقل ع�ن ‪14‬‬

‫الدولة اإلسلامية في العراق والش�ام‪/‬داعش‪/‬‬ ‫وجبه�ة النص�رة والكتائب االسلامية املقاتلة‬ ‫م�ن جنس�يات عربي�ة وأجنبي�ة حتفه�م ف�ي‬ ‫اش�تباكات وكمني وقصف بالطائرات احلربية‬ ‫واملروحية»‪.‬‬

‫وتنص خط�ة اتلاف الترس�انة الكيميائية‬ ‫الس�ورية الت�ي اقرته�ا االمم املتح�دة عل�ى‬ ‫تدميره�ا بالكام�ل بحل�ول ‪ 30‬حزيران‪/‬يونيو‬ ‫‪ 2014‬حتت طائلة فرض عقوبات على البالد او‬ ‫حتى اللجوء الى القوة‪.‬‬ ‫واق�رت اخلط�ة بعد اتف�اق روس�ي امريكي‬ ‫اجاز جتنب توجيه ضربات عس�كرية امريكية‬ ‫على سوريا‪.‬‬ ‫لكن بس�بب اس�تمرار احلرب فق�د ال حتترم‬ ‫سوريا املهلة احملددة‪.‬‬ ‫وال�ى جانب ‪ 700‬ط�ن من امل�واد الكيميائية‬ ‫االكث�ر خط�ورة كان يفت�رض اخراجه�ا م�ن‬ ‫االراض�ي الس�ورية ف�ي ‪ 31‬كان�ون االول‪/‬‬ ‫ديس�مبر‪ ،‬كان يفترض اخراج ‪ 500‬طن اضافي‬ ‫م�ن امل�واد الكيميائي�ة م�ن «الفئ�ة الثاني�ة»‬ ‫االربعاء‪.‬‬ ‫ويفترض نقل املواد على منت سفن عسكرية‬ ‫دمناركي�ة ونروجي�ة تنقله�ا ال�ى مين�اء جويا‬ ‫تورو حيث ستحمل على سفينة تابعة للبحرية‬ ‫االمريكية مجهزة خصيصا التالفها‪.‬‬ ‫وف�ي الواق�ع ل�م تخ�رج م�ن مرف�أ الالذقية‬ ‫سوى شحنتني صغيرتني في السابع من كانون‬ ‫الثاني‪/‬يناير و‪ 27‬من الش�هر نفسه‪ .‬ويفترض‬ ‫ان يتم ش�حن ‪ 120‬طنا من م�ادة االيزوبرانول‬ ‫في االول من آذار‪/‬مارس‪.‬‬

‫■ اس��طنبول ـ م��ن عم��ر ك��وش‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فش��يئا وقائع بعض ما‬ ‫ش��يئا‬ ‫تتكش��ف‬ ‫دار في املفاوضات الس��رية‪ ،‬التي جرت‬ ‫ف��ي العاصمة السويس��رية‪ ،‬بي��رن‪ ،‬بني‬ ‫ممثل�ين ع��ن أط��راف س��ورية وإيرانية‬ ‫وروس��ية وأمريكية‪ ،‬وذلك بالتزامن مع‬ ‫مفاوضات مؤمتر جنيف ‪ ،2-‬التي بدأت‬ ‫في الرابع والعش��رين من ش��هر يناير‪/‬‬ ‫كانون الثاني املاضي‪ ،‬بوساطة األخضر‬ ‫اإلبراهيم��ي املبع��وث املش��ترك‪ ،‬األممي‬ ‫والعربي‪ ،‬إلى سوريا‪.‬‬ ‫فقد كشفت بعض املصادر الفرنسية‬ ‫ً‬ ‫س��را‬ ‫واألمريكية‪ ،‬أن الروس يفاوضون‬ ‫على مصالح بالدهم في س��وريا‪ ،‬فيما ال‬ ‫يبذلون أي جهد لوقع حالة االس��تعصاء‬ ‫الت��ي أصاب��ت اجلول��ة األول��ى م��ن‬ ‫املفاوضات بني وفدي النظام الس��وري‬ ‫واملعارض��ة الس��ورية‪ ،‬وبات��ت ته��دد‬ ‫بالفشل مفاوضات اجلولة الثانية‪ ،‬التي‬ ‫س��تبدأ االثنني املقبل ف��ي مدينة جنيف‪،‬‬ ‫حسبما مقرر لها‪.‬‬ ‫سرب بعض الساسة الروس في‬ ‫وقد ّ‬ ‫اجتماع بيرن‪ ،‬بعض املطالب‪ ،‬التي تخص‬ ‫مصالح روسيا في سوريا‪ً ،‬‬ ‫ثمنا للضغط‬

‫باجتاه تنفيذ بنود اتفاق جنيف‪ .1-‬وأهم‬ ‫املطالب الروسية من التي ُسربت‪ ،‬تخص‬ ‫االلتزام باالبقاء على القاعدة الروس��ية‬ ‫في مين��اء طرطوس الس��وري‪ ،‬وبعقود‬ ‫النفط‪ ،‬والعقود العس��كرية‪ ،‬واالتفاقات‬ ‫واملعاه��دات السياس��ية ب�ين البلدي��ن‪،‬‬ ‫إضافة إل��ى االلتزام بالديون الروس��ية‬ ‫على النظ��ام‪ ،‬مبا في ذلك ثمن االس��لحة‬ ‫ً‬ ‫التي ّ‬ ‫أخيرا‪ ،‬وإعطاء الروس‬ ‫س��لمت اليه‬ ‫حص��ة النصف زائ��د واحد م��ن أعضاء‬ ‫مجل��س االمن القوم��ي الس��وري‪ ،‬الذي‬ ‫سيتش��كل في إطار احلل السياسي‪ ،‬أي‬ ‫أن يسهموا في تعيني أكثر من نصفه‪.‬‬ ‫ويقدر اخلبراء قيمة الديون الروسية‬ ‫على س��وريا‪ ،‬بأكثر من عش��رة مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬ما بني ديون جتارية وثمن صفقات‬ ‫قدمي��ة ألس��لحة روس��ية‪ ،‬وال يدخل في‬ ‫ذلك قيمة األس��لحة التي سلمتها روسيا‬ ‫ً‬ ‫حديثا إلى النظام خالل الثورة السورية‪،‬‬ ‫وعلى مدى ثالث سنوات خلت‪.‬‬ ‫م��ن جهة أخرى‪ ،‬س��مع وفد االئتالف‬ ‫املعارض‪ ،‬الذي زار موس��كو ف��ي الرابع‬ ‫ً‬ ‫كالما م��ن الروس‪،‬‬ ‫من الش��هر اجلاري‪،‬‬ ‫ح��ول املراهنة على املفاوضات‪ ،‬وأنهم ال‬

‫يريدون ممارس��ة ضغوطهم على النظام‬ ‫الس��وري ليع��دّ ل ف��ي مواقف��ه‪ ،‬ويقب��ل‬ ‫بتش��كيل هيئة حك��م إنتقالية‪ ،‬حس��بما‬ ‫صرح برهان غليون‪.‬‬ ‫ولم يصرح الساس��ة ال��روس‪ ،‬وعلى‬ ‫رأس��هم وزي��ر اخلارجي��ة‪ ،‬س��يرغي‬ ‫الف��روف‪ ،‬ب��أي ش��يء ح��ول املطال��ب‬ ‫الروسية أمام وفد االئتالف‪ .‬فيما طالب‬ ‫وف��د االئت�لاف بأولويةه تش��كيل هيئة‬ ‫حك��م إنتقالية‪ ،‬وأن يكون موقف الروس‬ ‫ً‬ ‫عادال‪ ،‬وركز على ضرورة وقف القصف‬ ‫بالبرامي��ل املتفجرة واملداف��ع على حلب‬ ‫وسائر املدن السورية‪ ،‬ألن ذلك من شأنه‬ ‫“تهديد املفاوضات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الفت��ا أن اجتم��اع اجلان��ب‬ ‫وكان‬ ‫الروس��ي بوف��د االئت�لاف الس��وري‬ ‫املع��ارض في موس��كو‪ ،‬إس��تغرق أربع‬ ‫ً‬ ‫حش��دا من كبار‬ ‫س��اعات كاملة‪ ،‬وجمع‬ ‫املس��ؤولني ال��روس‪ ،‬وعل��ى رأس��هم‬ ‫س��يرغي الف��روف‪ ،‬األمر ال��ذي اعتبره‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إس��تثنائيا ف��ي اخلارجية‬ ‫«أمرا‬ ‫غليون‬ ‫الروس��ية‪ ،‬ول��م يحص��ل من��ذ أكثر من‬ ‫عشرة سنوات»‪.‬‬ ‫(األناضول)‬

‫«شباب مخيم اليرموك» يعزفون املوسيقى وسط الدمار واحلصار املتواصل‬ ‫■ إس�طنبول ـ من محمد ش�يخ يوسف‪:‬‬ ‫مثلم�ا ع�زف فالدي�ك س�بيلمان‪ ،‬بط�ل فيلم‬ ‫ع�ازف الكم�ان‪ ،‬م�ع األوركس�ترا مقطوع�ة‬ ‫«رقص�ة البولي�زي الكب�رى» لش�وبان‬ ‫ف�ي حض�ور جمه�ور كبي�ر‪ ،‬ف�ي العاصم�ة‬ ‫البولندي�ة وارس�و ع�ام ‪ ،1945‬بع�د هزمية‬ ‫أملاني�ا النازي�ة وانس�حابها م�ن البلاد في‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬يس�عى عازفو فرقة‬ ‫«شباب مخيم اليرموك» في جنوب دمشق‪،‬‬ ‫إلى الع�زف في جبل قاس�يون‪ ،‬بعد أن يعم‬ ‫األمن والسلام ف�ي مختلف أنح�اء البالد‪،‬‬ ‫خالية من أي سالح‪.‬‬ ‫وم�ن بين الدم�ار وركام املبان�ي‪ ،‬ينق�ل‬ ‫أف�راد الفرقة آل�ة «البيانو»‪ ،‬لتب�دو وكأنها‬ ‫تنوء بأعباء وهموم احملاصرين‪ ،‬بهدف نقل‬ ‫آهات اجلرح�ى واجلائعين واحملاصرين‪،‬‬ ‫عس�ى تصل أصواته�م إلى مس�امع من هم‬ ‫خارج اخمليم‪ ،‬إلنقاذهم من الوضع الكارثي‬ ‫الذي أصابهم منذ نحو عام‪.‬‬ ‫عازف البيانو أيهم أحمد أحمد‪ ،‬يبلغ من‬ ‫العم�ر ‪ 26‬عام�ا‪ ،‬ملحن وع�ازف‪ ،‬درس في‬ ‫املعه�د العالي للموس�يقى‪ ،‬متزوج وله ولد‬ ‫واحد‪ ،‬وينحدر من عائلة موسيقية‪.‬‬ ‫بعد أن اشتد احلصار واجلوع على مخيم‬ ‫اليرموك‪ ،‬قرر مع مجموعة من الش�باب‪ ،‬أن‬ ‫يرس�لوا من خالل املوسيقا رس�الة الى كل‬ ‫العال�م‪ ،‬م�ن بين ال�ركام‪ ،‬أن هنالك اناس�ا‬ ‫يفضلون املوس�يقى على صوت الرصاص‪،‬‬

‫فاجتمع ‪ 10‬ش�باب إلى جانب إيهم‪ .‬إضافة‬ ‫إل�ى وال�ده‪ ،‬مش�كلني فرقة «ش�باب مخيم‬ ‫اليرموك»‪ ،‬راحت تعزف وتغني في شوارع‬ ‫اخمليم‪ ،‬وفي االماكن التي تعرضت للقصف‪،‬‬ ‫للتعبي�ر عم�ا يجول بخاطره�م مما يدور‪،‬‬ ‫ويوثق�وا للعال�م عب�ر املوس�يقا واألغاني‬ ‫الوطنية‪ ،‬محنة الفلسطينيني الثانية‪ ،‬بعد‬ ‫نكبتهم األولى عام ‪.1948‬‬ ‫يق�ول أيه�م مؤس�س الفرق�ة‪ ،‬إن�ه «ال‬ ‫يتبع ألي جهة سياس�ية‪ ،‬وال يتلقى متويال‬ ‫من أح�د‪ ،‬بل مجموعته من الش�باب الذين‬ ‫وحدته�م املعاناة واحلصار‪ ،‬وتضم والده‪،‬‬ ‫ع�ازف الكم�ان وامللح�ن أيض�ا‪ ،‬باالضافة‬ ‫ال�ى كونه صان�ع آالت موس�يقية‪ ،‬رغم أنه‬ ‫ضرير»‪.‬‬ ‫ويضي�ف أيهم‪ ،‬أنهم «اجتمع�وا وعزفوا‬ ‫وغنوا خمليم اليرموك‪ ،‬لالنس�ان احملاصر‪،‬‬ ‫للطف�ل اجلائ�ع‪ ،‬وألرواح الش�هداء الذين‬ ‫قض�وا جوع�ا‪ ،‬وأرادوا من خلال ذلك لفت‬ ‫أنظار العالم الى مأساة الشعب الفلسطيني‬ ‫ومعاناته في مخيمات الشتات»‪.‬‬ ‫وكش�ف أيه�م أنه�م ّ‬ ‫«ألف�وا ف�ي الفرق�ة‬ ‫أحلانا للمخي�م من قلب احلص�ار والدمار‪،‬‬ ‫من أجل أن تصل للخارج»‪ ،‬متمنيا «وصول‬ ‫رس�التهم بع�د ان جت�اوز ع�دد ش�هداء‬ ‫سياس�ة التجوي�ع ‪ 100‬قتي�ل‪ ،‬وأن ال يزيد‬ ‫العدد أكث�ر من ذلك»‪ ،‬واصف�ا وضع اخمليم‬ ‫ب�أن «الش�هداء بش�كل ع�ام ال يع�دون وال‬

‫يحصون»‪.‬‬ ‫م�ن ناحيته ق�ال أحمد أحم�د‪ ،‬والد أيهم‬ ‫ان «املوس�يقى لغة الروح‪ ،‬وليست بحاجة‬ ‫ال�ى مترج�م‪ ،‬تص�ل ال�ى كل الن�اس بدون‬ ‫حواج�ز‪ ،‬ونح�ن نغن�ي لنخاط�ب ضمائر‬ ‫العال�م‪ ،‬فهن�اك ‪ 100‬ش�هيد قض�وا جوع�ا‪،‬‬ ‫وهؤالء ليسوا مجرد أرقام»‪.‬‬ ‫ومتنى أحم�د «أن يعود مخي�م اليرموك‬ ‫كم�ا كان س�ابقا‪ ،‬يض�ج باحلي�اة‪ ،‬وتع�م‬ ‫وجوه اجلميع البس�مة والفرح�ة‪ ،‬ويكون‬ ‫مخيما محايدا»‪.‬‬ ‫أما عضو اجملموع�ة محمود‪ ،‬فيؤكد أنهم‬ ‫«اخت�اروا املوس�يقا والف�ن‪ ،‬ألنه�ا األقرب‬ ‫إلى اإلنس�ان من دون حواجز‪ ،‬في محاولة‬ ‫إلعادة البس�مة والس�عادة ألطفال اخمليم‪،‬‬ ‫ولتجفي�ف الدم�وع الت�ي نزف�ت في�ه منذ‬ ‫نحو عام‪ ،‬مع وجود نحو ‪ 100‬ش�هيد قضوا‬ ‫جوعا»‪.‬‬ ‫وتوجه محمود بالدعاء إلى «الله إلعادة‬ ‫اخمليم إلى السالم واألمان من دون سالح‪،‬‬ ‫تعم فيه املوس�يقا والسالم واألفراح‪ ،‬وفي‬ ‫كل س�وريا أيضا‪ ،‬ليعودوا للغناء في جبل‬ ‫قاسيون‪ ،‬واملزة‪ ،‬بدمشق وفي كل مكان»‪.‬‬ ‫ويق�ول الطفل «ع�زوز»‪ ،‬بأنه «عضو في‬ ‫فرقة ش�باب اخمليم‪ ،‬وخرج ليس�مع صوته‬ ‫وصوت أطفال اخمليم م�ن خالل الفرقة إلى‬ ‫اخلارج»‪.‬‬ ‫ويتح�دث فيل�م «ع�ازف البيان�و» ع�ن‬

‫السيرة الذاتية والدراما واحلرب‪ .‬وهو من‬ ‫إخراج رومان بوالنيس�كي وتأليف رونالد‬ ‫ه�اورد‪ ،‬وبطول�ة أدري�ان ب�رودي‪ ،‬أنت�ج‬ ‫ف�ي ‪ ،2002‬ومأخ�وذ ع�ن الس�يرة الذاتية‬ ‫التي حتمل العنوان نفس�ه لعازف البيانو‬ ‫البولن�دي فالديك س�بيلمان‪ ،‬وف�از الفيلم‬ ‫بجائزة السعفة الذهبية‪ ،‬في مهرجان كان‬ ‫السينمائي في العام نفسه‪.‬‬ ‫وكان سبيلمان يعزف في محطة اإلذاعة‬ ‫البولندي�ة التي تعرضت للقص�ف األملاني‬ ‫لتتهدم بتأثير القنابل‪ ،‬مع اش�تعال احلرب‬ ‫العاملية الثانية في أيلول‪/‬س�بتمبر من عام‬ ‫‪ ،1939‬وم�ع احتلال أملانيا ملدينة وارس�و‪،‬‬ ‫تده�ورت الظ�روف املعيش�ة‪ ،‬وأجب�رت‬ ‫عائلت�ه على االنتق�ال إلى معس�كر اإلبادة‬ ‫بتريبلينكا‪ ،‬ليتم إنقاذه من هناك‪.‬‬ ‫ومع تصاعد املقاومة البولندية في وارس�و‬ ‫في نيس�ان‪/‬إبريل عام ‪ ،1943‬يكتشف ضابط‬ ‫أملان�ي م�كان الع�ازف‪ ،‬ويع�رف حقيقت�ه‪،‬‬ ‫ويس�أله أن يعزف له على بيانو قريب منهما‪،‬‬ ‫فع�زف مقاط�ع بس�يطة‪َّ ،‬‬ ‫هزت الضاب�ط الذي‬ ‫س�مح له باالختب�اء في أعلى من�زل خال‪ ،‬إلى‬ ‫حين انتهاء احل�رب وانس�حاب أملانيا‪ .‬وبعد‬ ‫انتهاء احلرب عزف مع األوركس�ترا مقطوعة‬ ‫«رقص�ة البولي�زي الكب�رى لش�وبان» ف�ي‬ ‫حض�ور جمه�ور كبير‪ ،‬ف�ي العاصمة وارس�و‬ ‫عام ‪.1945‬‬ ‫(األناضول)‬

‫رئيس حكومة املعارضة السورية احمد طعمة‪:‬‬ ‫لو استطعنا أن نهزم النظام السوري في امليدان ملا قبلنا التفاوض‬ ‫■ لن�دن – «القدس العربي»‪ :‬قال أحمد‬ ‫طعم�ة‪ ،‬رئيس حكومة االئتالف الس�وري‬ ‫املعارض‪ ،‬في مقابلة مع برنامج (بال قيود)‬ ‫عل�ى قناة ب�ي بي س�ي العربي�ة أن هدف‬ ‫التفاوض مع النظام السوري هو الوصول‬ ‫إل�ى ح�ل س�لمي سياس�ي ع�ادل يضم�ن‬ ‫كرام�ة الش�عب الس�وري‪ ،‬مضيف�ا‪« :‬ل�و‬ ‫اس�تطعنا أن نهزمهم في املي�دان ملا وقفنا‪،‬‬ ‫ومل�ا وصلن�ا إل�ى ه�ذه النقط�ة‪ ،‬ولكن مع‬ ‫األس�ف فإن اجملتمع الدولي خذل الشعب‬ ‫العربي الس�وري ولم يقدم له ما يحتاجه‬

‫من مساعدات ومعونات حلسم املعركة من‬ ‫أجل الكرامة واحلرية»‪ .‬وبخصوص تقدم‬ ‫مس�ار املفاوض�ات اجلاري�ة ف�ي جني�ف‪،‬‬ ‫أش�ار طعمة الى أن الوف�د املفاوض حصل‬ ‫ف�ي اجلول�ة األولى م�ن املفاوض�ات على‬ ‫ً‬ ‫مؤك�دا حصولهم عل�ى « أكثر مما‬ ‫الكثي�ر‪،‬‬ ‫توقعنا»‪.‬‬ ‫وحول قدرة حكومة االئتالف املعارضة‬ ‫عل�ى إقناع والزام اجلبهة اإلسلامية بأي‬ ‫قرارات ق�د تخرج من مفاوض�ات جنيف‪،‬‬ ‫أوضح «ف�ي ح�ال مت الوصول إل�ى اتفاق‬

‫عادل وحل سياس�ي يضمن كرامة الشعب‬ ‫الس�وري ورحيل نظام بش�ار األس�د فلن‬ ‫ً‬ ‫اب�دا»‪ .‬أما‬ ‫تق�ف أي قوة في س�وريا ضدنا‬ ‫في ش�أن التفاهمات مع اجلانب الروس�ي‬ ‫على ش�كل هيئ�ة احلك�م االنتقال�ي ونفى‬ ‫طعمة مناقشة املوضوع بعد‪ ،‬لكنه أكد «من‬ ‫خلال املفاوض�ات ف�ي جنيف س�وف يتم‬ ‫التطرق إلى كل هذه النقاط»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬وردا عل�ى س�ؤال يتعلق باملس�اعدات‬ ‫اإلنس�انية ودخوله�ا إلى مدين�ة حمص‪،‬‬ ‫أش�ار أحمد طعمة الى أن النظام السوري‬

‫ال يري�د أن يُ دخ�ل املس�اعدات وبدأ بطرح‬ ‫بدائ�ل منه�ا إخ�راج النس�اء والش�يوخ‬ ‫م�ن حم�ص عل�ى أن يقوم�وا بتفتيش�هم‬ ‫واعتقاله�م وتعذيبه�م وتش�ريدهم أو‬ ‫أن يق�وم املقاتل�ون بتس�ليم أنفس�هم‪.‬‬ ‫وف�ي الس�ياق ذات�ه‪ ،‬توعد طعم�ة النظام‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬هم م�ا يزالون يعتقدون‬ ‫الس�وري‬ ‫أنهم نظام ش�رعي ويجوز له�م احلكم وال‬ ‫ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم مجرمني‪،‬‬ ‫س�وف يحاس�بون أمام محكمة اجلنايات‬ ‫الدولية ولو بعد حني»‪.‬‬

‫عائلة فلسطينية في مخيم اليرموك في انتظار املساعدات االنسانية من االونروا‬

‫«سكاي نيوز»‪ :‬بريطاني نفذ الهجوم اإلنتحاري على سجن حلب املركزي‬ ‫■ لن��دن ـ يو ب��ي اي‪ :‬ذكرت ش��بكة «س��كاي‬ ‫نيوز»‪ ،‬اجلمعة‪ ،‬أن وحدة أبحاث رائدة في اململكة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بريطاني��ا ّنفذ الهجوم‬ ‫مواطنا‬ ‫املتح��دة تعتق��د أن‬ ‫اإلنتحاري على سجن حلب املركزي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بريطانيا ُيقاتل‬ ‫«جهادي��ا‬ ‫وقالت «س��كاي» إن‬ ‫ً‬ ‫رج�لا ُيدعى (أبو س��ليمان‬ ‫في س��وريا أكد ب��أن‬ ‫فجر س��يارة محمل��ة باملتفجرات في‬ ‫البريطاني) ّ‬ ‫الس��جن املركزي مبدين��ة حلب» اخلمي��س‪ ،‬فيما‬ ‫ادع��ت جماعات مراقب��ة أن الهجوم ال��ذي اعقبه‬ ‫اشتباك مسلح‪ ،‬س��اهم بتحرير ما يصل إلى ‪300‬‬ ‫سجني كانوا محتجزين داخله‪.‬‬ ‫واضاف��ت أن‪ ،‬ش��يراز ماهر‪ ،‬الباح��ث باملركز‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫الدولي لدراس��ة التطرف في «كنغز كوليدج» في‬ ‫ً‬ ‫اتصاال مع مواطن�ين بريطانيني في‬ ‫لن��دن‪ ،‬اجرى‬ ‫ً‬ ‫س��وريا للتأكد من صحة التقاري��ر‪ ،‬وتلقى ردا من‬ ‫«جهادي» بريطاني ُيقاتل مع «جبهة النصرة» بأن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بريطانيا ُيدعى أبو س��ليمان البريطاني‬ ‫مجاه��دا‬ ‫ّ‬ ‫«نفذ الهجوم اإلنتحاري على السجن املركزي في‬ ‫ً‬ ‫قريبا بث ش��ريط الشهادة‬ ‫مدينة حلب‪ ،‬وس��يتم‬ ‫الذي سجله على شبكة اإلنترنت»‪.‬‬ ‫وأش��ارت «س��كاي» إل��ى أن املص��در ل��م يعط‬ ‫املزي��د م��ن التفاصي��ل ع��ن هوي��ة (البريطان��ي)‬ ‫ومكان اقامته في اململكة املتحدة ومتى سافر إلى‬ ‫سوريا‪ ،‬لكن مت نش��ر صورة على شبكة اإلنترنت‬

‫للش��احنة والتي زُ عم أن أبو س��ليمان البريطاني‬ ‫اس��تخدمها بالهجوم اإلنتحاري على سجن حلب‬ ‫املركزي وزّ ينت بأعالم جبهة النصرة‪.‬‬ ‫وقال��ت إن أعم��ال الرص��د الت��ي يق��وم به��ا‬ ‫الباحث��ون بجامعة «كينج��ز كولدي��ج» في لندن‬ ‫تش��ير إل��ى أن ما ال يق��ل ع��ن ‪ 10‬بريطانيني قتلوا‬ ‫باملعارك مع اجلماعات اإلسالمية في سوريا‪ ،‬من‬ ‫بينهم اثنان هذا األسبوع‪.‬‬ ‫ونفت احلكومة السورية اجلمعة سيطرة قوات‬ ‫املعارضة على سجن حلب املركزي شمال سوريا‪،‬‬ ‫والذي حتاصره منذ نحو ‪ 9‬أشهر‪ ،‬وحترير املئات‬ ‫من السجناء‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫ّ‬ ‫العبرية‬ ‫ويؤكد مواصلة أمريكا احلفاظ على أمن الدولة‬ ‫ضد كيري‬ ‫سفير واشنطن في تل أبيب ينتقد احلملة‬ ‫اإلسرائيلية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫مصادر أمريك ّية‪ :‬إسرائيل طالبت خالل املفاوضات مع الفلسطينيني‬ ‫بضم ‪ 10‬في املئة من أراضي الضفة واالحتفاظ بالكتل االستيطان ّية الكبيرة‬ ‫ّ‬ ‫الناصرة ـ «القدس العربي»‬

‫من زهير أندراوس‪:‬‬ ‫كش�ف املوقع اإلخب�اري اإلس�رائيلي ‪WALLA‬‬

‫اجلمع�ة النق�اب ع�ن ّأن�ه وف�ي إط�ار جلس�ات‬ ‫التفاوض بني اجلانبني اإلس�رائيلي والفلسطيني‬ ‫طال�ب املف�اوض اإلس�رائيلي بض�م ‪ ٪10‬م�ن‬ ‫مس�احة الضفة الغربية إلس�رائيل‪ ،‬إال أن السلطة‬ ‫الفلسطينية لم توافق إال على ‪ ٪3‬فقط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نقلا ع�ن مص�ادر مطلع�ة عل�ى‬ ‫واورد املوق�ع‪،‬‬ ‫س�ير املفاوض�ات بني اجلانبين‪ّ ،‬‬ ‫ان معنى ذلك هو‬ ‫استعداد إسرائيلي للتنازل عن مساحة ‪ ٪90‬من‬ ‫األراضي الت�ي حتتلها في الضفة الغربية في إطار‬ ‫اتفاق سلام مع الفلس�طينيني‪ .‬وأش�ار املوقع إلى‬ ‫أن اخللاف بني اجلانبين ال يقتصر على مس�احة‬ ‫األرض الت�ي س�تضمها إس�رائيل‪ ،‬وإمن�ا عل�ى‬ ‫طريقة تعويض الفلس�طينيني عن هذه األراضي‪،‬‬ ‫العبرية‬ ‫الفتا إلى أن األح�زاب اليمينية في الدولة‬ ‫ّ‬ ‫ترفض اقتراحا كهذا وتقول ّ‬ ‫إن االقتراح أقل بكثير‬ ‫من تلك االقتراحات الس�ابقة التي تلقتها الس�لطة‬ ‫الفلس�طينية ف�ي عه�د احلكوم�ات اإلس�رائيلية‬ ‫أمريكي قوله‬ ‫الس�ابقة‪ .‬ونقل املوق�ع عن مس�ؤول‬ ‫ّ‬ ‫ّإن�ه لم يت�م لغاية اآلن وضع خرائ�ط محددة على‬

‫طاول�ة املفاوضات‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن الصورة واضحة تقريبا‬ ‫لهذه اخلارطة‪ ،‬فهناك استعداد للتخلي عن ‪٪90‬‬ ‫حد تعبيره‪.‬‬ ‫من هذه املنطقة‪ ،‬على ّ‬ ‫ً‬ ‫اإلس�رائيلي ّ‬ ‫إن‬ ‫قائال للموقع‬ ‫وزاد املصدر عينه‬ ‫ّ‬ ‫تل أبيب عرضت اس�تئجار مس�توطنات بيت ايل‬ ‫وعوفرا واملس�توطنات املقامة حوله�ا ملدد طويلة‬ ‫من الفلسطينيني‪ ،‬معربة عن رغبتها بإبقاء تواجد‬ ‫إس�رائيلي ف�ي اخللي�ل‪ ،‬باإلضاف�ة إل�ى مطالبتها‬ ‫باالحتف�اظ بالتجمع�ات االس�تيطانية الكب�رى‬ ‫(غ�وش عتصي�ون ومعالي�ه ادومي�م وغفع�ات‬ ‫ً‬ ‫اس�تنادا ملصادر‬ ‫زئيف واريئي�ل)‪ .‬ولف�ت املوقع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فلس�طينية وإس�رائيلية إلى ّ‬ ‫أن هناك خالفا حول‬ ‫تعري�ف التجمع�ات‪ ،‬فالفلس�طينيون أعربوا عن‬ ‫موافقتهم على ضم غوش عتصيون إلسرائيل‪ ،‬إال‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫خالفا حول مس�توطنتي إفرات ومغدال‬ ‫أن هن�اك‬ ‫عوز الواقعتني غرب الشارع رقم ‪.60‬‬ ‫ّأم�ا فيما يتعل�ق مبعاليه ادوميم ّ‬ ‫فإن إس�رائيل‬ ‫تطال�ب بض�م املس�توطنات الكبي�رة والصغي�رة‬ ‫احمليطة به�ا‪ ،‬إال أن الفلس�طينيني يعارضون ذلك‬ ‫بش�دة‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فهم‪ ،‬الفلسطينيون‪،‬‬ ‫ال يعارض�ون ض�م غفع�ات زئيف ش�مالي القدس‬ ‫باإلضاف�ة إل�ى املس�توطنات احملاذي�ة للخ�ط‬ ‫األخضر‪.‬‬ ‫واش�ار املوق�ع إل�ى ّ‬ ‫أن املس�احة الت�ي تطال�ب‬

‫عم�ا طالب�ت في�ه ف�ي‬ ‫إس�رائيل بضمه�ا تزي�د ّ‬ ‫مفاوض�ات الع�ام ‪ 2000‬ف�ي عه�د حكوم�ة ايه�ود‬ ‫ب�اراك‪ ،‬والت�ي اقتصرت عن�د ذلك‪ ،‬على مس�احة‬ ‫نس�بتها ‪ ،٪6.5‬إال ّ‬ ‫أن املصادر اإلسرائيليّ ة ّأكدت‬ ‫على إمكانية تنازل إس�رائيل عن س�قف الـ ‪٪10‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫الذي تطالب به‬ ‫وحس�ب مص�ادر فلس�طينية وإس�رائيلية‪،‬‬ ‫تاب�ع املوق�ع‪ّ ،‬‬ ‫ف�إن املناط�ق املقترحة للتب�ادل مع‬ ‫الفلس�طينيني مقابل التجمعات االس�تيطانية هي‬ ‫عب�ارة عن قط�اع ضيق في غور بيس�ان وقطاعني‬ ‫جن�وب جبل اخلليل‪ ،‬كم�ا ُطرح أثن�اء املفاوضات‬ ‫ٍ‬ ‫مح�اذ لقطاع‬ ‫تعويض الفلس�طينيني بقط�اع آخر‬ ‫غ�زة‪ ،‬كم�ا ّ‬ ‫أن إس�رائيل ال متان�ع في إقام�ة طريق‬ ‫آم�ن يربط بني قطاع غزة والضفة الغربية‪ ،‬إال أنها‬ ‫ربطت ذلك بتطور األوضاع في قطاع غزة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا ّ‬ ‫إن األمريكيني يسعون إلقناع‬ ‫وقال املوقع‬ ‫اجلانبني قبول الصيغة التي تنص على ّ‬ ‫أن مساحة‬ ‫الدول�ة الفلس�طينية العتيدة باإلضاف�ة إلى املمر‬ ‫أن تكون مس�اوية‬ ‫اآلم�ن بين الضفة وغ�زة يجب ْ‬ ‫ملس�احة األرض التي احتلتها إسرائيل في عدوان‬ ‫العام ‪.1967‬‬ ‫األمريكي‬ ‫ص�رح الس�فير‬ ‫عل�ى صلة مبا س�لف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العبرية‪ ،‬دان ش�ابيرو‪ ،‬في حديث أدلى‬ ‫في الدولة‬ ‫ّ‬ ‫به صباح اجلمعة لإلذاعة اإلس�رائيليّ ة الرس�ميّ ة‬

‫العبرية (ريشيت بيت) ّ‬ ‫إن محاوالت جهات‬ ‫باللغة‬ ‫ّ‬ ‫إس�رائيلية اتهام وزير اخلارجي�ة األمريكي جون‬ ‫كيري مبعاداة الس�اميّ ة وتش�جيع فرض املقاطعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومساسا‬ ‫تشويها ملواقف كيري‬ ‫ال حتمل في طياتها‬ ‫بش�خصه فحس�ب بل تبعث على السخرية أيضا‪ً،‬‬ ‫ً‬ ‫قائال في معرض‬ ‫حد تعبيره‪ .‬وساق شابيرو‬ ‫على ّ‬ ‫رده على س�ؤال ّ‬ ‫إن واش�نطن ستس�تمر في اتباع‬ ‫ّ‬ ‫ما أس�ماها بالسياسة الراس�خة املبنية على تأييد‬ ‫ً‬ ‫أمنيا‪.‬‬ ‫إسرائيل ودعمها‬ ‫ً‬ ‫إن بلاده تؤم�ن ّ‬ ‫قائلا ّ‬ ‫أن إلس�رائيل‬ ‫وتاب�ع‬ ‫ّ‬ ‫احل�ق ف�ي الدفاع ع�ن نفس�ها بنفس�ها‪ .‬ورأى انه‬ ‫تول�د انطباع لدى إدارة الرئيس ب�اراك أوباما ّ‬ ‫أن‬ ‫الزعم�اء في املنطق�ة باتوا يدركون ّأن�ه ال ّ‬ ‫مفر من‬ ‫اتخ�اذ ق�رارات صعبة وهم ق�ادرون عل�ى القيام‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫وج�اءت أق�وال ش�ابيرو ً‬ ‫ردا عل�ى حمل�ة‬ ‫ض�د كيري‪ ،‬الذي‬ ‫االنتق�ادات التي قادها نتنياهو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�ذر الس�بت املاض�ي ف�ي كلم�ة ل�ه إم�ام مؤمتر‬ ‫ميوني�خ لألمن ف�ي أملانيا م�ن ّ‬ ‫أن اجملتم�ع الدولي‬ ‫قد يقاطع إس�رائيل إذا فش�لت مفاوضات السلام‬ ‫اجلاري�ة م�ع الفلس�طينيني‪ .‬وق�ال نتنياهو األحد‬ ‫املاضي‪ ،‬مع افتتاح جلسة احلكومة األسبوعيّ ة ّ‬ ‫إن‬ ‫احملاوالت ملقاطعة دولة إس�رائيل ليس�ت أخالقية‬ ‫حد وصفه‪.‬‬ ‫ْأو مبررة‪ ،‬على ّ‬

‫حماس واجلهاد تنظمان تظاهرة‬ ‫في غزة لرفض خطة كيري‬

‫إطالق صاروخني‬ ‫من غزة على عسقالن‬ ‫غزة ـ «القدس العربي»‬ ‫من أشرف الهور‪:‬‬

‫من أشرف الهور‪:‬‬

‫تظاهرة في مخيم جباليا لالجئني في شمال قطاع غزة لرفض خطة وزير اخلارجية االمريكي جون كيري للسالم‬ ‫■ غزة ـ أ ف ب‪ :‬ش�ارك اكثر من الفني‬ ‫م�ن نش�طاء حركت�ي حم�اس واجله�اد‬ ‫االسلامي في تظاهرة نظمتها احلركتان‬ ‫ف�ي مخي�م جبالي�ا لالجئين ف�ي ش�مال‬ ‫قط�اع غزة لرفض خط�ة وزير اخلارجية‬ ‫االمريكي جون كيري للسلام في املنطقة‬ ‫ودع�وة الرئي�س الفلس�طيني محم�ود‬ ‫عباس لرفضها‪.‬‬ ‫وق�ال مش�ير املص�ري القي�ادي ف�ي‬ ‫حماس ف�ي كلم�ة ام�ام املتظاهري�ن «ان‬ ‫االوان لعباس ان يختار طريق الش�هداء‬ ‫ولتمت يا عباس ش�ريفا‪ ،‬اتريد ان تفرط‬ ‫بفلس�طني وتقبل بخطة كيري التصفوية‬ ‫خشية من االغتيال ‪+‬يا للعار‪.»+‬‬ ‫ودع�ا املص�ري الفلس�طينيني‬ ‫ال�ى «الن�زول للميادي�ن والس�احات‬ ‫والش�وارع وان تتوح�د الفصائ�ل‬

‫الرافض�ة للمفاوضات لتق�ول للمفاوض‬ ‫الفلس�طيني ان�ت ال متثل ارادة ش�عبنا»‬ ‫مش�ددا على ض�رورة حتقي�ق املصاحلة‬ ‫بني فتح وحماس‪.‬‬ ‫وق�ال املص�ري ان «حم�اس وحكومة‬ ‫غ�زة عازمة وماضي�ة ف�ي مبادرتها نحو‬ ‫املصاحل�ة وق�د رحبن�ا بوف�د فت�ح ال�ى‬ ‫غزة»‪.‬‬ ‫ووص�ل وف�د قي�ادي م�ن حرك�ة فتح‬ ‫يضم اعضاء اللجنة املركزية نبيل شعث‬ ‫وجمال محيس�ن ومحم�د املدني وصخر‬ ‫بسيس�و ظه�ر اجلمع�ة الى غ�زة الجراء‬ ‫لق�اءات مع ق�ادة وك�وادر احلركة بهدف‬ ‫«تنظيم البيت الفتحاوي» كما قال املدني‬ ‫ل�دى وصول�ه م�ع الوف�د الى معب�ر بيت‬ ‫حانون ايريز شمال القطاع‪.‬‬ ‫وذكر مسؤولون في فتح وحماس انه‬

‫«ال يوج�د اي ترتيب خالل ه�ذه الزيارة‬ ‫لعقد لقاءات بني وف�د فتح مع حماس في‬ ‫غزة حتى االن»‪.‬‬ ‫م�ن جانبه قال خضر حبي�ب القيادي‬ ‫ف�ي حركة اجله�اد «ل�ن نتنازل ع�ن ذرة‬ ‫ت�راب م�ن ارض فلس�طني م�ن نهره�ا‬ ‫ال�ى بحره�ا‪ .‬فلس�طني لن�ا»‪ ،‬مش�ددا ان‬ ‫حركت�ه «ضد مب�دأ املفاوض�ات مع العدو‬ ‫الصهيوني»‪.‬‬ ‫وبع�د ان دع�ا حبي�ب ال�ى اس�تمرار‬ ‫«املقاوم�ة واجله�اد» ق�ال‪« :‬كي�ري يأتي‬ ‫علين�ا بخطة جديدة تس�تهدف النيل من‬ ‫ح�ق الع�ودة ال�ذي ه�و جوه�ر القضية‬ ‫ويس�تهدف الق�دس ومس�جد االقص�ى‬ ‫ويأتين�ا بدول�ة مس�خ ال س�يادة له�ا وال‬ ‫حق�وق لش�عبنا ‪..‬ال لكي�ري وال للادارة‬ ‫األمريكية املنحازة مع العدو»‪.‬‬

‫عمان ـ «القدس العربي»‬ ‫من بسام البدارين‪:‬‬ ‫يش�تد اجل�دل ف�ي األردن بين النخ�ب األردنية‬ ‫حي�ث دخل�ت بع�ض األط�راف اخملاصم�ة لتجربة‬ ‫رئيس ال�وزراء احلال�ي عبدالله النس�ور لتخطط‬ ‫لتقليص فرص حكومته في االس�تمرار والبقاء أمال‬ ‫في خالفته ‪.‬‬ ‫النس�ور ال يب�دو مرتاحا أو متروكا لالس�ترخاء‬ ‫في مربع القرار املركزي‪ ،‬والنش�اط يشتد ضده في‬ ‫مجل�س النواب عب�ر مح�ور بع�ض أركان اجمللس‬ ‫البارزي�ن مث�ل عب�د الك�رمي الدغمي وعب�د الهادي‬ ‫اجملال�ي وحتى رئيس اجمللس الس�ابق س�عد هايل‬ ‫الس�رور‪ .‬منتصف األس�بوع املاضي راسل الدغمي‬ ‫والس�رور رئاس�ة مجلس�هما مقترحين التحقي�ق‬ ‫معهم�ا بتهم�ة منقول�ة عن النس�ور ه�ي العمل ضد‬ ‫حكومت�ه إنطالق�ا م�ن تش�كيل مراكز ق�وى إلعاقة‬ ‫احلكومة‪.‬‬ ‫معن�ى التلمي�ح أن مسلس�ل التح�رش بحكومة‬ ‫النس�ور س�يتواصل ف�ي الع�رض وأن العالق�ة مع‬ ‫السلطة التشريعية ستشهد املزيد من اإلثارة قريبا‬ ‫وفقا للخبي�ر البرملاني وليد حس�ني الذي توقع أن‬ ‫يتح�رك «كبار اجمللس» ض�د وزارة النس�ور الحقا‬ ‫فيم�ا ال تزالت حتالفات النس�ور البرملانية مدعومة‬ ‫بالش�عور اجلماعي بع�دم وجود تأييد م�ن القصر‬ ‫امللكي إلس�قاط احلكومة احلالية بسبب عدم وجود‬ ‫بديل حقيق�ي كما أملح النائب محم�د حجوج عندما‬ ‫سألته «القدس العربي»‪.‬‬ ‫وزي�ر اخلارجية ناصر جودة يبدو أنه يس�تأثر‬ ‫باملعلوم�ات األه�م عل�ى صعي�د م�ا يس�مى بخطة‬ ‫كي�ري‪ ،‬ووزير الداخلية حسين اجملالي يبتعد أكثر‬ ‫ع�ن منطقة التأثير الرئاس�ية ف�ي احلكومة والعمل‬ ‫بشكل عام ضد النسور من داخل وزارته وخارجها‬

‫عبد الله النسور‬ ‫إنتعش بحرارة األس�بوعني املاضيني فيما ساهمت‬ ‫النقاش�ات الس�اخنة ح�ول كي�ري واالحتم�االت‬ ‫الت�ي يثيرها في إبطاء قرار يتعل�ق بحقوق مدنية‬ ‫وخدماتية ألبناء األردنيات‪.‬‬ ‫بالنس�ية للمجال�ي حكوم�ة النس�ور ترتك�ب‬ ‫األخط�اء تل�و األخرى وال ميك�ن القول ب�أن البالد‬ ‫ستواجه إس�تحقاقات وتداعيات خطة كيري بهذه‬ ‫احلكومة الضعيفة‪.‬‬ ‫وبالنس�بة ملقربني من النسور اإلنتقال إلى خط‬ ‫اإلنتاج الوطني ف�ي األداء املرحلي يتطلب تقليص‬ ‫هوامش املن�اورة أمام احلرس الق�دمي الذي يكتفي‬ ‫بالشغب‪.‬‬

‫وفد مركزية «فتح» يصل غزة قادما من الضفة‬ ‫وسط حراسة مشددة من حرس الرئيس‬ ‫غزة ـ «القدس العربي»‬

‫أعلن��ت إس��رائيل ع��ن إط�لاق قذيفت�ين‬ ‫صاروخيت�ين م��ن قط��اع غ��زة عل��ى مدين��ة‬ ‫عس��قالن‪ ،‬أس��قطت إحداه��ا منظوم��ة «القبة‬ ‫احلديدية» املضادة للصواريخ‪.‬‬ ‫ووف��ق ناطق عس��كري إس��رائيلي فقد ذكر‬ ‫أن قذيف��ة صاروخي��ة أطلق��ت من قط��اع غزة‪،‬‬ ‫وسقطت في مناطق مفتوحة في عسقالن‪ ،‬وأن‬ ‫منظومة «القب��ة احلديدية» اعترضت صاروخا‬ ‫آخر استهدف مدينة عسقالن‪.‬‬ ‫والقذيفة الت��ي اعترضنها «القبة احلديدية»‬ ‫من ن��وع غراد‪ ،‬فيما لم تس��فر القذيف��ة الثانية‬ ‫عن وقوع أضرار أو إصابات كونها سقطت في‬ ‫منطقة خالء‪.‬‬ ‫ودوت في امل��كان صفارات االنذار‪ ،‬وهرعت‬ ‫قوات الش��رطة واجليش اإلسرائيلي لتفحص‬ ‫امل��كان‪ .‬وفي غزة ل��م تعلن أي م��ن التنظيمات‬ ‫الفلس��طينية املس��ؤولية ع��ن إط�لاق ه��ذه‬ ‫القذائف‪.‬‬ ‫وتش��هد مناط��ق احل��دود ب�ين القط��اع‬ ‫وإس��رائيل منذ مطل��ع العام اجل��اري هجمات‬ ‫متبادل��ة‪ ،‬ه��ي األعنف منذ ب��دء التهدئ��ة التي‬ ‫أبرمت في نوفمبر من العام ‪ ،2012‬حيث جلأت‬ ‫إسرائيل خاللها لشن عشرات الغارات اجلوية‪،‬‬ ‫ونفذت عمليات اغتيال بحق نشطاء للمقاومة‪،‬‬ ‫فيما رد املس��لحون من غزة باستهداف بلدات‬ ‫إس��رائيلية محيط��ة بغ�لاف غ��زة بع��دد م��ن‬ ‫القذائف الصاروخية‪.‬‬ ‫وكادت الهجم��ات أن تطي��ح باتفاق التهدئة‬ ‫املب��رم‪ ،‬وحتمل إس��رائيل حركة حم��اس التي‬ ‫حتكم القطاع مسئولية الهجمات الصاروخية‪،‬‬ ‫وح��ذرت تل أبيب أكث��ر من م��رة بتنفيذ عملية‬ ‫عس��كرية جديدة ضد غزة على غ��رار احلربني‬ ‫املاضيتني «الرص��اص املصبوب» نهاية ‪،2008‬‬ ‫و»عامود الس��حب» منتصف تش��رين الثاني‪/‬‬ ‫نوفمبر ‪ ،2012‬ملنع عمليات إطالق الصواريخ‪.‬‬

‫جدل في األردن وسعي لإلطاحة بوزارة النسور‬

‫ف�ي انتظ�ار انته�اء اجتماع�ات اللجن�ة‬ ‫السداس�ية املش�كلة م�ن حركة فت�ح والتي تضم‬ ‫أعض�اء من اللجن�ة املركزية أربع�ة منهم وصلوا‬ ‫م�ن الضف�ة إل�ى غ�زة اجلمع�ة‪ ،‬يترق�ب ال�كادر‬ ‫الفتحاوي في القطاع اتخاذ هذه اللجنة قرارات‬ ‫كبيرة‪ ،‬من بينها التوصية بتش�كيل هيئة قيادية‬ ‫جدي�دة لإلش�راف عل�ى التنظي�م ف�ي القط�اع‪،‬‬ ‫وإزال�ة كل «معوقات العمل» من أمامها‪ ،‬بحس�ب‬ ‫ما أكده مسؤول في احلركة‪.‬‬ ‫وعلم�ت «الق�دس العرب�ي» أن اللجن�ة‬ ‫السداس�ية وتض�م الدكتور نبيل ش�عث وجمال‬ ‫محيسن ومحمد املدني وصخر بسيسو‪ ،‬وهم من‬ ‫قدموا من الضف�ة لغزة‪ ،‬إضافة لعضوي املركزية‬ ‫بغزة الدكت�ور زكريا األغا‪ ،‬وآمال حمد‪ ،‬ش�رعوا‬ ‫من�ذ الي�وم األول ف�ي عق�د اجتماع�ات هامة مع‬ ‫قيادات م�ن احلركة بهدف دراس�ة ملف التنظيم‬ ‫جي�دا قب�ل رف�ع توصي�ات للمركزي�ة والرئيس‬ ‫محمود عباس‪.‬‬ ‫وش�ملت االجتماعات أعضاء اجمللس الثوري‬ ‫لفتح في غزة‪ ،‬وجلان اإلشراف على االنتخابات‬ ‫وحص�ر العضوي�ات والهيئ�ة القيادي�ة العلي�ا‪،‬‬ ‫وجلان األقاليم والشبيبة واملرأة‪.‬‬ ‫وقال أحد مس�ؤولي فتح املقربني من الوفد ان‬ ‫أهم القرارات التي س�تتخذ س�تتمثل في تشكيل‬ ‫قيادة جديدة للحركة‪.‬‬ ‫ويتوقع بحسب املعلومات املتوفرة لـ القدس‬ ‫العربي أن يشغل هذا املنصب أحد أعضاء اجمللس‬ ‫الث�وري‪ ،‬وتت�ردد أس�ماء كثي�رة له�ذا املنصب‪،‬‬ ‫بينها قيادات سبق وأن عملت في ساحة غزة‪.‬‬ ‫وتأت�ي زي�ارة الوف�د ال�ذي يش�كل اللجن�ة‬ ‫السداس�ية بتكلي�ف م�ن اللجنة املركزي�ة‪ ،‬عقب‬ ‫تق�دمي الهيئ�ة القيادي�ة للحرك�ة ف�ي القط�اع‬ ‫استقالتها األس�بوع قبل املاضي‪ ،‬احتجاجا على‬ ‫قرر أصدره الرئيس عباس يجمد قرارات سابقة‬ ‫للحرك�ة‪ ،‬واعتباره�ا «جلن�ة تس�يير أعم�ال»‪،‬‬ ‫واحتج�ت اللجن�ة ف�ي رس�الة االس�تقالة عل�ى‬ ‫تدخالت ألعضاء من اللجن�ة املركزية في عملها‪،‬‬

‫ب�دون الرجوع للمش�رف على التنظي�م في غزة‬ ‫الدكتور زكريا األغا‪.‬‬ ‫ويواج�ه تنظيم فتح في غزة صعوبة في دمج‬ ‫العديد من القي�ادات الفتحاوية احملس�وبة على‬ ‫النائ�ب محم�د دحلان املفصول م�ن احلركة في‬ ‫أط�ر التنظي�م‪ ،‬خاصة وأن قي�ادة فت�ح اتهمتهم‬ ‫سابقا بتشكيل أجسام موازية لهياكل احلركة‪.‬‬ ‫ويظه�ر للعيان ف�ي غزة اخلالف بين قيادات‬ ‫فتح وبني الفريق الفتحاوي املساند لدحالن‪.‬‬ ‫ومن غير املعروف إن كانت اللجنة السداسية‬ ‫سترفع توصيات أو تتخذ قرارات بتجميد أعضاء‬ ‫وقيادات من احلرك�ة‪ ،‬متهمة بتعكير صفو العمل‬ ‫التنظيمي‪ ،‬وسط تسريبات تشير إلى ذلك‪.‬‬ ‫لكن م�ا أك�ده أحد مس�ؤولي فتح ل�ـ «القدس‬ ‫العرب�ي» ف�إن الوف�د س�يضع حل�وال إلنه�اء كل‬ ‫األزمات واخلالفات التي تعصف ببنيان احلركة‬ ‫منذ االنقس�ام بني غزة والضف�ة‪ ،‬خاصة وأن كل‬ ‫احملاوالت الس�ابقة حل�ل هذه اخلالف�ات وبينها‬ ‫الهي�اكل التنظيمية في األقالي�م واالنتخابات لم‬ ‫تنجح الهيئات السابقة في حلها‪.‬‬ ‫وأحي�ط الوف�د الفتحاوي بترتيبات حراس�ة‬ ‫وفره�ا فري�ق م�ن العاملني ف�ي حرس الرئاس�ة‬ ‫الفلس�طيني الذي�ن توقف�وا ع�ن العم�ل بع�د‬ ‫االنقس�ام وس�يطرة حماس على غزة‪ ،‬لكن رافق‬ ‫هؤالء الش�بان الوف�د الفتحاوي بلب�اس مدني‪،‬‬ ‫وب�دون حم�ل األس�لحة حيث حتظر ذل�ك حركة‬ ‫حم�اس‪ .‬ويوج�د عدد من الش�بان الذي�ن كانوا‬ ‫يعملون في قوة حرس الرئيس الفلس�طيني في‬ ‫غ�زة قبل االنقس�ام أم�ام الفندق الذي ن�زل فيه‬ ‫الوف�د‪ ،‬كما حت�رك عدد منهم مع الوفد بس�يارات‬ ‫خالل عمليات التنقل‪ .‬وس�بق وأن أش�رف فريق‬ ‫احلرس الرئاسي على ترتيبات إقامة حفل زفاف‬ ‫جماعي برعاية الرئيس في غزة‪.‬‬ ‫وقال الدكتور ش�عت في مؤمتر صحافي عقده‬ ‫عن�د بوابة معب�ر «إيريز» ف�ور وصول�ه القطاع‬ ‫انهم في الوفد قدموا لـ «ترتيب البيت الفتحاوي‬ ‫ف�ي غ�زة»‪ ،‬وأك�د ف�ي ذات الوقت عل�ى ضرورة‬ ‫إمتام املصاحلة‪.‬‬ ‫يش�ار إل�ى أن حرك�ة فت�ح ف�ي قطاع غ�زة لم‬ ‫تتمكن من عقد مؤمترات حركية النتخاب قيادات‬ ‫األقاليم واملناطق منذ أن جرى االنقسام‪ ،‬وشكلت‬

‫مؤخرا جلانا حلصر وتثبيت العضويات‪ ،‬متهيدا‬ ‫إلجراء االنتخابات متى أتيحت الفرصة لذلك»‪.‬‬ ‫وكانت اللجنة املركزي�ة لفتح في آخر اجتماع‬ ‫عقدته قبل أيام برئاس�ة الرئيس عباس ناقشت‬ ‫باس�تفاضة وتعمق الوض�ع الداخلي في احلركة‬ ‫في قطاع غزة وتقدم عملية االس�تنهاض والبناء‬ ‫احلرك�ي ف�ي كاف�ة األقالي�م واملكات�ب احلركي�ة‬ ‫واملنظمات الشعبية‪.‬‬ ‫وأك�دت أنه�ا ق�ررت أهمي�ة مواصل�ة‬ ‫«االس�تنهاض احلرك�ي»‪ ،‬م�ع مراع�اة االلت�زام‬ ‫بالنظ�ام الداخل�ي ف�ي بن�اء الهي�اكل اخملتلف�ة‪،‬‬ ‫وحتقي�ق مب�دأ العدال�ة واملس�اواة بين الكوادر‬ ‫احلركية‪ ،‬وتوس�يع مش�اركتها‪ ،‬وتعزي�ز مبادئ‬ ‫الدميقراطي�ة وتأصيلها‪،‬إل�ى جان�ب التأكي�د‬ ‫عل�ى أهمي�ة اس�تكمال هيئ�ات املكات�ب احلركية‬ ‫واملنظمات الش�عبية وفق األس�س الدميقراطية‬ ‫لتجديد هياكلها وتصليبها‪.‬‬ ‫ف�ي خالص�ة القرارات الت�ي اتخذته�ا اللجنة‬ ‫بش�أن وض�ع التنظيم في قطاع غ�زة‪ ،‬بعد تقدمي‬ ‫أعضائ�ه االس�تقالة اجلماعي�ة ق�ررت اس�تمرار‬ ‫عم�ل الهيئة القيادية في قط�اع غزة‪ ،‬مع ضرورة‬ ‫قيام اللجنة املكلفة واخملتصة من اللجنة املركزية‬ ‫بـالذه�اب إلى غزة‪ ،‬لدراس�ة الوض�ع القائم في‬ ‫القط�اع ووض�ع التوصي�ات التفصيلي�ة آلليات‬ ‫العم�ل املقترحة وعرضه�ا على اللجن�ة املركزية‬ ‫التخاذ القرارات املناسبة بخصوصها‪.‬‬ ‫وكان وفد من فتح وصل صبيحة اجلمعة قطاع‬ ‫غ�زة قادما م�ن الضف�ة الغربية‪ ،‬من خلال معبر‬ ‫بي�ت حانون «إيريز» ش�مالي القط�اع‪ ،‬وكان في‬ ‫اس�تقبالهم وفد من احلكومة املقالة التي تديرها‬ ‫حركة حماس يضم الدكتور باسم نعيم مستشار‬ ‫رئي�س حكوم�ة حم�اس‪ ،‬والدكتور غ�ازي حمد‬ ‫وكيل وزارة اخلارجية‪ ،‬وطاهر النونو املستشار‬ ‫اإلعالمي لرئاسة حكومة حماس ‪.‬‬ ‫ومن املتوقع أن يعقد الوفد الفتحاوي لقاءات‬ ‫م�ع فصائل املقاومة بغزة‪ ،‬كذلك س�يلتقي رئيس‬ ‫حكومة حماس إس�ماعيل هني�ة‪ ،‬الذي كان أوعز‬ ‫في وقت سابق بتسهيل زيارة الوفد‪.‬‬ ‫لك�ن الوف�د ال يحم�ل تفويض�ا ببح�ث مل�ف‬ ‫املصاحل�ة م�ع حرك�ة حم�اس‪ ،‬غي�ر أن امللف من‬ ‫احملتمل أن يناقش على هامش اللقاء‪.‬‬

‫ّ‬ ‫صهيونية تعمل على تهويد القدس‬ ‫مت ُعزله عام ‪ 2006‬بعد الكشف عن تورطه في بيع أمالك الكنيسة ملنظمات‬ ‫ّ‬

‫املنزلي‬ ‫اإلسرائيلي‪ :‬البطريرك ايرينوس األ ّول يعيش رهن االعتقال‬ ‫التلفزيون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيد ًا في شقة قدمية في القدس احملت ّلة وينتظر الطعام من أخيه املُسلم‬

‫الناصرة ـ «القدس العربي»‬ ‫من زهير أندراوس‪:‬‬ ‫ً‬ ‫تقريرا عن‬ ‫اإلس�رائيلي‬ ‫بث�ت القن�اة الثانية ف�ي التلفزي�ون‬ ‫ّ‬ ‫البطري�رك الس�ابق لل�روم األرثوذك�س ايرين�وس األول وهو‬ ‫محبوس في ش�قة في البلدة القدمية في القدس‪ ،‬األمر الذي أثار‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا في األوس�اط املس�يحية‪ ،‬حيث جاء ف�ي التقرير ان‬ ‫ج�دال‬ ‫البطري�رك ايرينوس من وراء القضب�ان داخل بطريركية الروم‬ ‫األرثوذك�س واملمن�وع م�ن مقابلة احد من�ذ س�نة ‪ 2006‬من قبل‬ ‫ثيوفيلوس والذي يتلقى طعامه من األخ (املس�لم) أبو عمار عبر‬ ‫احلبل إلى سطح عزله‪.‬‬ ‫وكان�ت احلكومة اليونانية قررت ع�زل ايرينوس األول‪ ،‬بعد‬ ‫التش�اور مع إسرائيل والسلطة الفلس�طينية واململكة األردنية‪،‬‬ ‫وذلك بهدف إنهاء أزمة بيع العقارات األرثوذكسية الفلسطينية‬ ‫في القدس الشرقية ملتطرفني يهود‪.‬‬ ‫واجتمع حينها‪ ،‬نائب وزي�ر اخلارجية اليوناني بانايوثيس‬ ‫توجه إلى‬ ‫داالكس مع مس�ؤولني إسرائيليني وفلس�طينيني‪ ،‬كما ّ‬ ‫األردن‪ ،‬حي�ث التقى العديد من ّ‬ ‫عمان‪ .‬كما قالت‬ ‫صناع القرار في ّ‬ ‫املص�ادر الغربيّ �ة واإلس�رائيليّ ة‪ ،‬بحس�ب صحيف�ة (هآرت�س)‬ ‫العبري�ة أن بانايوثي�س وصل إلى إس�رائيل واجتم�ع مع وزير‬ ‫ّ‬ ‫اخلارجية آنذاك س�يلفان ش�الوم‪ ،‬لتسليمه رس�الة رسمية من‬ ‫احلكوم�ة اليوناني�ة تطالب بإقال�ة ايرينوس على اثر تس�ريب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واس�عا‬ ‫غضبا‬ ‫مما أثار‬ ‫عق�ارات البطريركية إلى يهود متطرفني‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫احتجاجا على مس�اهمة‬ ‫في أوس�اط الفلس�طينيني واألردنيين‬ ‫البطري�رك في تهويد مدينة القدس‪ .‬وتوجه املس�ؤول اليوناني‬

‫عق�ب لق�اء ش�الوم إل�ى األراض�ي الفلس�طينية للق�اء الرئيس‬ ‫الفلس�طيني وإطالع�ه عل�ى الق�رار اليونان�ي بض�رورة إقال�ة‬ ‫ايرين�وس‪ ،‬وذلك قب�ل أن يتوجه إلى األردن لوضع املس�ؤولني‬ ‫األردنيني في ص�ورة التحقيق اليوناني ف�ي صفقة بيع عقارات‬ ‫الكنيس�ة األرثوذكس�ية إلى مس�تثمرين يهود يس�عون لتهويد‬ ‫العبرية‪ ،‬طلبت عدم‬ ‫مدينة القدس‪ .‬وأوضحت مصادر للصحيفة‬ ‫ّ‬ ‫ذكر اس�مها‪ ،‬أن احلكومة اليونانية توصلت من خالل حتقيقاتها‬ ‫ف�ي الصفق�ة إل�ى أن تصرف�ات البطري�رك اليونان�ي ايرينوس‬ ‫ً‬ ‫إضرارا جس�يمة باملصالح الوطنية العليا لليونان‬ ‫األول أحلقت‬ ‫وعالقتها بالعاملني العربي واإلسالمي‪.‬‬ ‫وأكدت املصادر أن اليونان تعرضت لضغوط كبيرة من الدول‬ ‫العربية واإلسالمية على اثر بيع عقارات الكنيسة األرثوذكسية‬ ‫ملس�تثمرين يه�ود‪ ،‬ما دف�ع احلكوم�ة اليوناني�ة التخ�اذ القرار‬ ‫النهائ�ي بالعم�ل على إقناع اجله�ات ذات الصل�ة باملوافقة علي‬ ‫إقالة البطريرك ايرينوس‪ ،‬وش�دّ ّدت الرس�الة التي حملها نائب‬ ‫وزي�ر اخلارجية اليونان�ي على ّأن حالة الفوض�ى التي تعصف‬ ‫ً‬ ‫ضررا‬ ‫بس�جالت البطريركية وفق�ا للتحقيق اليونان�ي‪ ،‬أحلقت‬ ‫جس�يما مبصال�ح الطائف�ة العربية األرثوذكس�ية في فلس�طني‬ ‫واألردن‪ .‬وج�اء الق�رار اليونان�ي بإيفاد نائب وزي�ر اخلارجية‬ ‫اليوناني بعد رفض ايرينوس التعاون مع جلنة تقصي احلقائق‬ ‫اليونانية التي جاءت لألراضي املقدس�ة عقب تفجر األزمة‪ ،‬هذا‬ ‫وقدّ مت جلنة التحقيق اليونانية التي رفض ايرينوس التعاون‬ ‫ً‬ ‫تقري�را للحكوم�ة اليوناني�ة يؤك�د ت�ورط البطريرك في‬ ‫معه�ا‬ ‫صفقات مشبوهة‪.‬‬ ‫وتبنيّ من التقرير أن ايرينوس متورط في صفقات مش�بوهة‬ ‫س�واء بش�كل مباش�ر أو غير مباش�ر‪ ،‬إضافة إلى منحه وكاالت‬

‫ألشخاص ال يستحقون الثقة‪ ،‬وذلك إلى جانب الفوضى العارمة‬ ‫ف�ي س�جالت البطريركية في القدس‪ .‬وش�دد التقري�ر على عدم‬ ‫تعاون البطري�رك ايرينوس مع جلنة التحقيق اليونانية‪ ،‬حيث‬ ‫رفض تس�ليمها أية وثائق مكتوبة ومنعها من تصوير مستندات‬ ‫متوفرة في البطريركية‪.‬‬ ‫وق�د ألغ�ى اريني�وس األول جمي�ع أن�واع توكيلات البي�ع‬ ‫واإليج�ار بعد ْأن ارتبط اس�مه بفضيحة بيع وتس�ريب عقارات‬ ‫ً‬ ‫غضب�ا‬ ‫مملوك�ة للبطريركي�ة إل�ى مس�تثمرين يه�ود‪ ،‬م�ا أث�ار‬ ‫ً‬ ‫ش�ديدا بني الفلس�طينيني واملس�يحيني العرب‪ .‬وقال ايرينوس‬ ‫ف�ي إعالن نش�ره‪ :‬أنا املوق�ع أدناه‪ ،‬باس�مي وباس�م بطريركية‬ ‫ال�روم األرثوذكس أعمم به�ذا أن جميع الوكاالت بأي نوع كانت‬ ‫وبدون أي اس�تثناء والتي أعطيت مني أو من بطريركية القدس‬ ‫لل�روم األرثوذكس قبل هذا التاري�خ ألي كان‪ ،‬وباألخص نيقوال‬ ‫باباذمي�اس حامل جواز س�فر يوناني رقم ت ‪ 209570‬هي باطلة‬ ‫وملغاة وكل من يستند عليها يتحمل املسؤولية‪.‬‬ ‫ونش�ر اإلعلان بأرب�ع لغ�ات ه�ي العربي�ة واليوناني�ة‬ ‫واالنكليزية والعبرية‪ .‬وباباذمياس الذي ذكر اسمه في اإلعالن‬ ‫هو وكي�ل البطريركية الذي كان�ت وكاالت البيع واإليجار حتت‬ ‫تصرف�ه وتالحق�ه الش�رطة الدولي�ة (االنترب�ول)‪ .‬يذك�ر ّأن‬ ‫البطريرك الس�ابق للروم األرثوذكس ايرين�وس األول ّ‬ ‫مت عزله‬ ‫ً‬ ‫وحتديدا في الس�ابع من أيار‪/‬ماي�و ‪ 2006‬حيث‬ ‫قبل ‪ 7‬س�نوات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نافذا لكنيسة الروم األرثوذكس في القدس ويقود‬ ‫بطريركا‬ ‫كان‬ ‫ّ‬ ‫رعي�ة م�ن ‪ 100‬ألف م�ن أتباع الكنيس�ة‪ .‬واليوم‪ ،‬فإنه‪ ،‬بحس�ب‬ ‫اإلس�رائيلي‪ ،‬يجل�س خلف أب�واب مغلقة في‬ ‫تقري�ر التلفزيون‬ ‫ّ‬ ‫ش�قته في البلدة القدمية‪ ،‬ويزعم ّأن�ه حبيس من جانب خليفته‬ ‫الذي أطاح به‪.‬‬

‫ونفي املسؤولون عن الكنيسة ْأن يكون ايرينوس األول رهن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عميقا وقع بني بطريرك‬ ‫خالفا‬ ‫االعتقال املنزلي‪ .‬ومن املعروف ّأن‬ ‫طائفة الروم األرثوذكس ايرينوس والكنيسة في أعقاب الكشف‬ ‫عن صفقات مت بواسطتها بيع عقارات في القدس الشرقية تعود‬ ‫ملكيتها لكنيسة الروم األرثوذكس جلهات يهودية‪.‬‬ ‫العبرية ع�ن ّأن مجموعتني من‬ ‫وكش�ف النقاب في الصحافة‬ ‫ّ‬ ‫املستثمرين اليهود من خارج البالد استطاعتا ً‬ ‫سرا امتالك فندق‬ ‫(امبريال) وفندق (بترا) وعدة محال جتارية في املنطقة الواقعة‬ ‫بني الكنيسة والبلدة القدمية قرب باب العامود والسوق‪.‬‬ ‫وكان�ت هذه العق�ارات حتى ذل�ك احلني تدار م�ن قبل جهات‬ ‫فلس�طينية‪ .‬وجردت بطريركي�ة الروم األرثوذك�س في القدس‬ ‫البطري�رك ايرينوس األول من رتبة بطري�رك وأعادته إلى رتبة‬ ‫راهب بعد إقالت�ه من منصبه اثر هذه الفضيح�ة لبيع املمتلكات‬ ‫التي تعود للبطريركية‪.‬‬ ‫واتخذ القرار في غياب ايرينوس الذي رفض حضور احملاكمة‬ ‫بالرغ�م من تبليغ�ه ثالث مرات حس�ب املصدر نفس�ه‪ .‬واضاف‬ ‫البي�ان «نتمنى من البطريرك الذي جرد من رتبته ان ينعم بنور‬ ‫الله وان يعود الى طريق احلكمة والتوبة»‪.‬‬ ‫وكان ايرين�وس االول ع�زل في الس�ابع م�ن ايار‪/‬مايو ‪2006‬‬ ‫بأكثري�ة الثلثني خالل س�ينودوس عقد في الق�دس بعد اتهامه‬ ‫ببي�ع بنايتين متلكهم�ا البطريركي�ة بطريقة س�رية ال�ى رجال‬ ‫اعمال يهود‪.‬‬ ‫كما قرر مجمع البطاركة االرثوذكس الذي عقد في اس�طنبول‬ ‫في ‪ 24‬ايار‪/‬مايو ‪ 2006‬اقالة بطريرك القدس ايرينوس االول اثر‬ ‫توجيه اتهام�ات له باملوافقة على بيع ممتلكات تابعة للكنيس�ة‬ ‫الى اسرائيليني‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫األول‬ ‫البطريرك ايرينوس ّ‬ ‫وكان بطري�رك القس�طنطينية برتلم�اوس االول دع�ا ال�ى‬ ‫عق�د مجم�ع في اس�طنبول ش�ارك في�ه ‪ 42‬ممثال عن ‪ 14‬كنيس�ة‬ ‫ارثوذكس�ية بينه�م بطارك�ة االس�كندرية وانطاكي�ة وموس�كو‬ ‫وقب�رص واليونان وصربيا وبولندا للنظر ف�ي اقالة البطريرك‬ ‫ايرينوس االول‪.‬‬ ‫ويتعين عل�ى من ينتخب ملنص�ب البطري�رك ان يحصل وفق‬ ‫تقلي�د يعود الى القرن الس�ادس عش�ر عل�ى املوافقة الرس�مية‬ ‫م�ن الس�لطات احمللي�ة وه�ي اس�رائيل واالردن والس�لطة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫شؤون عربية وعاملية‬

‫قادة من دول عربية وغربية وافريقية يشاركون في االحتفال‬

‫الرئيس الفرنسي‪ :‬دستور تونس اجلديد «يؤكد ان االسالم يتماشى مع الدميقراطية»‏‬ ‫■ تون�س ‪ -‬وكاالت ‪ :‬أعلن الرئيس الفرنس�ي‬ ‫فرانس�وا أوالن�د اجلمع�ة ف�ي تون�س خلال‬ ‫االحتف�االت الرس�مية باملصادق�ة على الدس�تور‬ ‫التونس�ي اجلديد ان الدس�تور التونسي اجلديد‬ ‫«يؤكد ان االسالم يتماشى متاما مع‏الدميقراطية»‪،‬‬ ‫وأن�ه «ميك�ن أن يك�ون مث�اال ومرجع�ا ل�دول‬ ‫عديدة»‪.‬‏ج�اء ذل�ك عن�د التقائه‪ ،‬اجلمع�ة‪ ،‬مهدي‬ ‫جمع�ة رئي�س احلكوم�ة التونس�ية‪ ،‬ف�ي اجمللس‬ ‫التأسيس�ي‪ ،‬على هام�ش االحتفال ال�ذي حضره‬ ‫أكثر‏من ‪ 27‬وفدا من مختلف دول العالم‪.‬‏‬ ‫وذكر بيان لرئاسة احلكومة التونسية حصلت‬ ‫األناضول على نس�خة منه أن أوالن�د عبّ ر جلمعة‬ ‫ع�ن «اس�تعداد فرنس�ا لدع�م‏احلكوم�ة ف�ي هذه‬ ‫املرحل�ة اجلدي�دة من تاري�خ تون�س»‪ ،‬مضيفا أن‬ ‫بلاده «لن تدخر جهدا» في دع�م التعاون الثنائي‬ ‫مع تونس في‏مختلف اجملاالت‪.‬‏‬ ‫وق�ال الرئي�س الفرنس�ي ان بلاده خصصت‬ ‫‪ 500‬ملي�ون يورو‏‏(نحو ‪ 677‬ملي�ون دوالر) لدعم‬ ‫املشاريع التنموية في تونس‪.‬‏‬ ‫وكانت قد انطلقت ف�ي تونس‪ ،‬صباح اجلمعة‪،‬‬ ‫االحتف�االت الرس�مية باملصادق�ة على الدس�تور‬ ‫التونسي اجلديد وش�ارك في االحتفال الذي أقيم‬

‫أوالند تعهد بدعم فرنسا للحكومة التونسية‬ ‫ف�ي اجملل�س التأسيس�ي بالعاصم�ة حتت ش�عار‬ ‫«العال�م يحتف�ل مع تون�س بدس�تورها» أكثر من‬ ‫‪ً 27‬‬ ‫ً‬ ‫رس�ميا‪ ،‬بينهم رؤس�اء‪ ،‬وملوك‪ ،‬وأمراء‪،‬‬ ‫وفدا‬ ‫وممثل�و وف�ود دبلوماس�ية م�ن دول عربي�ة‪،‬‬

‫وأفريقية وآسيوية وأوروبية وأمريكية‪.‬‬ ‫وم�ن بين املش�اركني ف�ي االحتف�ال‪ ،‬الرئي�س‬ ‫الفرنس�ي‪ ،‬ورئي�س البرمل�ان الترك�ي‪ ،‬جمي�ل‬ ‫تشيش�يك‪ ،‬وش�قيق العاه�ل املغربي املل�ك محمد‬

‫الس�ادس‪ ،‬والش�يخ عل�ي ب�ن خليف�ة آل خليفة‪،‬‬ ‫نائب رئيس مجلس ال�وزراء البحريني‪ ،‬ورئيس‬ ‫ال�وزراء اجلزائ�ري عب�د املال�ك سلال‪ ،‬ورئي�س‬ ‫مجل�س ال�وزراء الكويت�ي‪ ،‬الش�يخ جاب�ر مبارك‬ ‫األحمد‪ ،‬والش�يخ جاس�م بن حمد آل ثاني‪ ،‬املمثل‬ ‫الش�خصي ألمير قط�ر‪ ،‬واألمير فيلي�ب‪ ،‬ولي عهد‬ ‫اململكة اإلسبانية‪.‬‬ ‫كما حضر االحتفال املسؤول بوزارة اخلارجية‬ ‫األمريكي�ة املكل�ف بالش�ؤون املغاربي�ة ويلي�ام‬ ‫روب�وك‪ ،‬ورئي�س البرمل�ان األملان�ي‪ ،‬نوب�ارت‬ ‫الم�ارت‪ ،‬ورئي�س مجل�س الش�يوخ البلجيك�ي‪،‬‬ ‫أندري�ه فاله�و‪ ،‬ورئي�س البرملان املالط�ي‪ ،‬أجنلو‬ ‫فروجي�ا‪ ،‬ورئيس اجمللس األوروب�ي‪ ،‬هرمان فان‬ ‫رومب�وي‪ ،‬ورئي�س مكت�ب األمم املتح�دة بجنيف‬ ‫بالنيابة‪ ،‬مايكل مولر‪ ،‬ورئيس البرتغال الس�ابق‪،‬‬ ‫جورج سمبارو‪.‬‬ ‫وش�ارك في احتفال تونس بدستورها اجلديد‬ ‫‪ 8‬رؤس�اء دول عربي�ة وأوروبي�ة وافريقية وهم‪:‬‬ ‫أوالند‪ ،‬ورئيسا لبنان وموريتانيا ميشال سليمان‪،‬‬ ‫ومحمد ولد عبد العزيز‪ ،‬إضافة إلى رؤس�اء تشاد‬ ‫والسنغال ومالي والغابون وغينيا‪.‬‬ ‫بدوره أشاد رئيس اجمللس الوطني التأسيسي‬

‫وجدة ‪ -‬من عزالدين ملريني‬ ‫وعبد الرزاق بن عبدالله‪:‬‬ ‫تعتزم جمعي��ة حقوقية مغربي��ة‪ ،‬تدافع‬ ‫عن املغاربة الذي��ن مت ترحيلهم من اجلزائر‬ ‫ع��ام ‪ ،1975‬مقاضاة مس��ؤولني جزائريني‬ ‫أمام القضاء اإلسباني‪.‬‬ ‫وقال محمد الهرواش��ي‪ ،‬رئيس «جمعية‬ ‫ضحاي��ا الترحيل التعس��في م��ن اجلزائر»‬ ‫(منظم��ة غير حكومي��ة) لألناضول‪« ،‬نعمل‬ ‫عل��ى إعداد مل��ف متكام��ل متضمن جلميع‬ ‫الوثائق‪ ،‬واملعطيات التي تبني تورط النظام‬ ‫اجلزائري في اجلرائم التي ارتكبها في حق‬ ‫م��ا يزيد عن ‪ 45‬ألف عائل��ة مغربية يوم عيد‬ ‫األضحى لعام ‪.»1975‬‬ ‫وأوضح رئيس اجلمعي��ة‪ ،‬أن الهدف من‬ ‫رف��ع دعوى قضائية أم��ام احملكمة الوطنية‬ ‫اإلسبانية هو «املطالبة باسترداد الضحايا‬ ‫حلقوقهم املغتصبة‪ ،‬ومحاس��بة املتورطني‬ ‫ف��ي جرمي��ة الترحيل‪ ،‬م��ن بينه��م الرئيس‬

‫احلال��ي عبد العزي��ز بوتفليق��ة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى مس��ؤولني آخري��ن يش��غلون مناصب‬ ‫ف��ي احلكوم��ة‪ ،‬واملؤسس��ات العمومي��ة‬ ‫اجلزائرية»‪.‬‬ ‫وأضاف الهرواشي أن «االنتهاكات التي‬ ‫اقترفه��ا النظ��ام اجلزائري بح��ق املغاربة‪،‬‬ ‫باعتبارها جرائم ضد اإلنس��انية‪ ،‬ال تسقط‬ ‫بالتقادم»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫موعدا لتقدمي‬ ‫ولم يحدد رئي��س اجلمعية‬ ‫الشكوى بشكل رسمي إلى احملكمة الوطنية‬ ‫اإلس��بانية مبدري��د‪ ،‬الت��ي له��ا اختصاص‬ ‫دول��ي ف��ي التحقي��ق بخص��وص اجلرائم‬ ‫املرتكبة في حق اإلنس��انية‪ ،‬لكنه أشار إلى‬ ‫ع��زم اجلمعي��ة القيام باإلج��راءات الالزمة‬ ‫في أقرب وق��ت ولم يتس��ن احلصول على‬ ‫تعقيب فوري من قبل الس��لطات اجلزائرية‬ ‫بهذا اخلصوص‪.‬‬ ‫وتأسس��ت «جمعي��ة ضحاي��ا الترحيل‬ ‫التعس��في من اجلزائر» ع��ام ‪ ،2005‬مبدينة‬ ‫الناظور‪ ،‬الواقعة شمال وسط املغرب‪.‬‬ ‫و»كانت السلطات اجلزائرية أقدمت عام‬

‫احلكومة اجلزائرية تتوعد املتورطني‬ ‫في األحداث الطائفية بعقوبات صارمة‬ ‫■ اجلزائ��ر ‪ -‬د ب أ ‪ :‬توع��دت حكوم��ة اجلزائ��ر بتطبيق قوانني‬ ‫اجلمهوري��ة بكل صرامة ضد أي ش��خص يثب��ت تورطه في احداث‬ ‫العنف الطائفية التي تعرفه��ا مدينة غرداية ‪ 600/‬كيلومترا جنوبي‬ ‫اجلزائر‪.‬‬ ‫وق��ال وزير الداخلي��ة الطيب بلعيز اخلميس ‪ ،‬خ�لال لقاء جمعه‬ ‫مبس��ؤولي والي��ة ومنتخب��ي غرداية وحض��ره مس��ؤولو جهازي‬ ‫الش��رطة والدرك إن «الدولة عازمة على تطبي��ق قوانني اجلمهورية‬ ‫بكل صرامة ضد من ميس بأمن اي ش��خص وممتلكاته»‪ .‬وأضاف»‬ ‫القانون سيطبق من أجل استعادة النظام في إطار االحترام الصارم‬ ‫لقوانني اجلمهورية»‪.‬‬ ‫واستطرد» كل الشوارع واألحياء ببلديات والية غرداية ستكون‬ ‫مؤمن��ة» ‪ ،‬مش��ددا العزم عل��ى مكافحة كل أش��كال التحريض على‬ ‫العن��ف وكل الظواه��ر التي من ش��أنها أن متس باألم��ن وباملواطن‬ ‫وممتلكاته‪.‬‬ ‫وجت��ددت املواجه��ات الطائفي��ة ب�ين العـ��رب (املالكيــ�ين)‬ ‫واالباضيــ�ين (بن��ي مي��زاب او االمـازي��غ)‪ ،‬واس��تمـرت حت��ى‬ ‫اخلميس‪ ،‬مما تس��بب في وفاة ش��خص (من االباضيني) وإصابة‬ ‫‪ 33‬اخري��ن بجروح ثمانية منهم حالتهم خط��رة كما تعرض ثالثون‬ ‫متجرا للحرق‪.‬‬ ‫وتدخلت قوات مكافحة الش��غب واس��تخدمت القنابل املس��يلة‬ ‫للدموع لوقف اعمال العنف دون ان تنجح في مسعاها كليا‪.‬‬

‫اجلزائر‪« :‬تعاطف واسع» مع قائد جهاز اخملابرات‬ ‫بعد تعرضه لهجوم من زعيم حزب األغلبية‬

‫جمعية حقوقية تقرر مقاضاة بوتفليقة ومسؤولني جزائريني‬ ‫أمام القضاء اإلسباني بتهمة طرد ‪ 45‬الف عائلة مغربية‬ ‫‪ ،1975‬عل��ى طرد ما يزيد ع��ن ‪ 45‬ألف عائلة‬ ‫مغربي��ة كانت مس��تقرة باجلزائر لس��نني‪،‬‬ ‫ومت��ت مص��ادرة العدي��د م��ن ممتلكاتهم‪،‬‬ ‫وانتهاك حقوقهم»‪ ،‬وفق م��ا يقوله أعضاء‬ ‫اجلمعية املغربية‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2012‬قالت اخلارجية اجلزائرية‬ ‫إن املغارب��ة الذين هجروا من اجلزائر نهاية‬ ‫‪ 1975‬ل��م يكون��وا م��ن أصح��اب املمتلكات‬ ‫الش��خصية ف��ي اجلزائ��ر‪ ،‬وإنّ م��ا ه��م من‬ ‫املس��تأجرين للعقارات واألراض��ي العائدة‬ ‫مللكية الدولة اجلزائرية أو ألطراف أخرى‪.‬‬ ‫وذك��رت ال��وزارة ف��ي بي��ان له��ا وقتها‬ ‫أن مئ��ات اجلزائري�ين طردوا م��ن املغرب‪،‬‬ ‫وص��ودرت ممتلكاته��م م��ن دون تعويض‬ ‫خالل السبعينات من القرن املاضي‪.‬‬ ‫وتابعت أن السلطات اجلزائرية تقدمت‬ ‫مببادرة لدى الرباط في عام ‪ 2012‬لتس��وية‬ ‫مل��ف املنازع��ات املتعلق��ة بامللكي��ة‪ ،‬عل��ى‬ ‫أس��اس املعامل��ة باملث��ل‪ ،‬وهو األم��ر الذي‬ ‫قوبل بعراقيل من قبل الس��لطات املغربية‪،‬‬ ‫بحسب البيان‪».‬االناضول»‬

‫التونس�ي‪ ،‬مصطفى بن جعفر‪ ،‬بالدستور اجلديد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معتب�را ان‏املصادقة‬ ‫مؤخ�را‪،‬‬ ‫ال�ذي أقرته بلاده‪،‬‬ ‫علي�ه «دلي�ل عل�ى عم�ق القواس�م املش�تركة بني‬ ‫التونسيني»‪.‬‏‬ ‫وف�ي كلم�ة ل�ه‪ ،‬قال ب�ن‏جعف�ر‪ ،‬إن «الدس�تور‬ ‫ميثل ّ‬ ‫مكونات اجملتمع التونس�ي‪،‬‬ ‫محل توافق بني ّ‬ ‫واملصادقة عليه تدلل على عمق القواسم املشتركة‬ ‫‏بني التونسيني‪ ،‬وإرادة العيش املشترك بني أبناء‬ ‫الوطن الواحد»‪.‬‏‬ ‫وأض�اف‪ « ،‬الث�ورة التونس�ية (الت�ي انطلقت‬ ‫ش�رارتها ف�ي ‪ 17‬كان�ون أول ‪/‬ديس�مبر ‪،2010‬‬ ‫وانتهت برحي�ل نظام الرئيس زي�ن‏العابدين بن‬ ‫عل�ي في ‪ 14‬كان�ون ثاني ‪/‬يناي�ر ‪ )2011‬تعدّ ثورة‬ ‫متف�ردة‪ ،‬ومتمي�زة ع�ن باق�ي الث�ورات العربي�ة‬ ‫ّ‬ ‫بال�روح الثوري�ة‪ ،‬‏وأش�كال النض�ال الس�لمي‪،‬‬ ‫ومنوذج�ا لالنتق�ال الدميقراط�ي ف�ي بل�د عرب�ي‬ ‫ً‬ ‫مرجعا بحق لدول املنطقة العربية‬ ‫مسلم‪ ،‬سيكون‬ ‫ّ‬ ‫‏كلها»‪.‬‏‬ ‫وكان�ت تون�س أق�رت ف�ي ‪ 27‬كان�ون الثاني‪/‬‬ ‫يناي�ر املاض�ي‪ ،‬وثيق�ة الدس�تور اجلدي�د ال�ذي‬ ‫وصفه مس�ؤولون تونس�يون بأنه أول «دس�تور‬ ‫‏دميقراطي توافقي» في املنطقة العربية‪.‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪7‬‬

‫اجلزائر «القدس العربي»‬ ‫من كمال زايت‪:‬‬ ‫حتولت االتهامات التي أطلقها عمار س�عداني زعيم حزب‬ ‫جبه�ة التحرير الوطني ض�د الفريق محمد مدي�ن قائد جهاز‬ ‫االس�تعالمات واألم�ن ( اخملابرات) املعروف باس�م اجلنرال‬ ‫توفيق إلى قضية رأي عام‪ ،‬واجتهت أغلبية اآلراء س�واء من‬ ‫خلال التعاليق في مواقع التواص�ل االجتماعي أو في مواقع‬ ‫الصح�ف اجلزائري�ة الت�ي نش�رت آراء حول املوض�وع إلى‬ ‫التضام�ن م�ع الفريق مدين‪ ،‬الذي اس�تفاد من ه�ذا الهجوم‪،‬‬ ‫خاص�ة وأنه صدر من ش�خصية سياس�ية كان�ت دائما مثارا‬ ‫للج�دل‪ ،‬فضلا عن أن�ه جاء في ظرف سياس�ي ميث�ل الدافع‬ ‫الرئيسي في احلملة التي يتعرض لها قائد جهاز اخملابرات‪.‬‬ ‫يعتب�ر الفري�ق محم�د مدي�ن من أكث�ر الش�خصيات التي‬ ‫تول�ت قي�ادة جه�از اخملاب�رات إث�ارة للفض�ول‪ ،‬فالرج�ل‬ ‫موجود في هذا املنصب منذ س�نة ‪ ،1990‬ورغم ذلك فقد بقيت‬ ‫شخصيته غائبة‪ ،‬مثل صورته كذلك‪ ،‬لوال بعض الصور التي‬ ‫مت تسريبها عن طريق اخلطأ ‪ ،‬ولكنها تعود لسنوات طويلة‪،‬‬ ‫ليبقى الرجل الذي يسمى بـ «صاحب السيجار» لغزا محيرا‪،‬‬ ‫إل�ى درج�ة أن الكثي�ر م�ن اجلزائريين يعتقدون أن�ه مجرد‬ ‫أس�طورة‪ ،‬لك�ن «س�ي توفيق» بحس�ب م�ن عرف�وه حقيقة‪،‬‬ ‫ولكن حقيقته يعرفها القليلون فقط‪.‬‬ ‫املقربون منه يؤكدون أن الرجل وطني وزاهد في الس�لطة‬

‫وفي االمتيازات‪ ،‬وأنه خالفا للكثير من املسؤولني لم ينخرط‬ ‫في التجارة وال في الصفقات أو املش�اريع‪ ،‬وأن أبناءه خالفا‬ ‫للكثير من أبناء املسؤولني لم يعرفوا ال بالبزنس وال بالتعدي‬ ‫عل�ى القوانني وال على غيرهم م�ن اجلزائريني‪ ،‬ويؤكد هؤالء‬ ‫أن النزاهة هي التي صنعت قوة الفريق محمد مدين‪.‬‬ ‫األكي�د أن ع�ددا من املعارضين يرون عكس ذل�ك‪ ،‬ويرون‬ ‫أن «س�ي توفي�ق» مس�ؤول ع�ن الوضع ال�ذي وصل�ت إليه‬ ‫البالد‪ ،‬عل�ى اعتبار أنه الرجل األقوى ف�ي النظام اجلزائري‬ ‫منذ س�نوات‪ ،‬ولكن التط�ورات األخيرة الت�ي عرفها الوضع‬ ‫السياس�ي في اجلزائر‪ ،‬أظه�رت للرأي العام ص�ورة أخرى‪،‬‬ ‫كان قليل�ون فق�ط يعرفونها‪ ،‬وه�ي أن الفري�ق مدين يرفض‬ ‫اس�تمرار الرئيس عبد العزي�ز بوتفليقة في احلكم‪ ،‬وأنه ضد‬ ‫ما اصبح يس�مى مبش�روع الوالية الرابعة‪ ،‬وهذا هو السبب‬ ‫ال�ذي جع�ل زعيم ح�زب األغلبية يطل�ق س�هام االنتقاد ضد‬ ‫الفريق مدين‪ ،‬ويحمله مسؤولية كل ما جرى منذ تسعينيات‬ ‫القرن املاضي‪.‬‬ ‫ورغ�م أن هناك من يرى أن تعاط�ف الصحف ودفاعها عن‬ ‫«اجلنرال توفيق» يعود إلى قرب هذه الصحف من اخملابرات‪،‬‬ ‫إال أن�ه وبعيدا عن هذه الص�ورة اخملتزلة‪ ،‬ف�إن الذين كانوا‬ ‫يعارض�ون الوالي�ة الرابع�ة للرئي�س بوتفليقة‪ ،‬وه�م أقلية‬ ‫سواء في اإلعالم أو في الساحة السياسية اكتشفوا فجأة أن‬ ‫قائ�د جهاز اخملاب�رات يقف في الصف نفس�ه معهم في رفض‬ ‫استمرار الرئيس بوتفليقة في احلكم‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون أن س�عداني أس�دى أكبر خدمة وعن دون‬

‫قصد للفريق محمد مدين‪ ،‬ألنه كش�ف م�ن خالل هجومه عن‬ ‫نقطتني مهمتين‪ ،‬األولى أن توفيق يع�ارض الوالية الرابعة‪،‬‬ ‫أي يرفض اس�تمرار الرئيس وجماعته ف�ي احلكم‪ ،‬والثانية‬ ‫ه�ي أن�ه كان وراء التحقيق�ات ف�ي فضائ�ح الفس�اد‪ ،‬والتي‬ ‫ت�ورط فيه�ا كبار املس�ؤولني م�ن احملس�وبني عل�ى الرئيس‬ ‫بوتفليقة‪.‬‬ ‫ولعل من سخرية القدر‪ ،‬بحسب أحد املعلقني على املوضوع‬ ‫في صفحات التواصل االجتماعي‪ ،‬فإن العس�كر هم في الكثير‬ ‫م�ن األحيان أكثر دميقراطي�ة من املدنيني‪ ،‬فالرئيس األس�بق‬ ‫اليامين زروال وه�و جنرال ف�ي اجليش اس�تقال ثالث مرات‬ ‫في حيات�ه‪ ،‬آخرها كان من منصب رئي�س اجلمهورية‪ ،‬ورغم‬ ‫مح�اوالت عدة قامت بها منظم�ات وجمعيات وحتى مواطنني‬ ‫إلقناعه بالترش�ح مجددا في ‪ 2009‬و‪ ،2014‬إال أنه اعتذر وقال‬ ‫بأن�ه في اجلزائ�ر توجد كف�اءات أخ�رى‪ ،‬ورغ�م أن اجلنرال‬ ‫زروال تولى الرئاسة مكرها في ‪ 1995‬وفي ظروف استثنائية‪،‬‬ ‫إال أنه وضع مادة في دستور ‪ 1996‬كانت متثل ثورة في العالم‬ ‫العربي آنذاك‪ ،‬وهي حتديد الواليات الرئاس�ية باثنتني‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك فإن زروال لم يكمل حتى واليته األولى‪ ،‬وهذه املادة التي‬ ‫وضعه�ا زروال «العس�كري» ألغاه�ا بوتفليقة «املدني» س�نة‬ ‫‪ 2008‬حتى يتمكن من الترشح لوالية ثالثة‪.‬‬ ‫وبعد أن غادر زروال الرئاس�ة رفض كل امتيازات املنصب‬ ‫الت�ي كانت تعود إليه‪ ،‬مبا في ذلك الفيال الرئاس�ية التي كان‬ ‫يقي�م فيها بح�ي األبيار ف�ي أعالي العاصم�ة‪ ،‬وفضل العودة‬ ‫إلى مسقط رأسه مبدينة باتنة شرقي البالد‪.‬‬

‫دعوة فنانة اسرائيلية لـ «بينالي مراكش ‪ »2014‬تشكل حتديا للشعب‬

‫مناهضو التطبيع في املغرب يستعدون ملعركة جديدة‬

‫الرباط ـ «القدس العربي»‬ ‫من محمود معروف‪:‬‬ ‫يس�تعد الناش�طون املغارب�ة مناهض�و التطبيع‬ ‫م�ع الدولة العبرية ملعركة جدي�دة مع دعاة التطبيع‬ ‫الذي�ن يع�دون ملش�اركة اس�رائيلية مبع�رض للفن‬ ‫التش�كيلي حتتضن�ه مدين�ة مراكش نهاية ش�باط‪/‬‬ ‫فبراي�ر اجل�اري‪ ،‬ف�ي وق�ت تتح�دث في�ه تقاري�ر‬ ‫اس�رائيلية عن ارتفاع نس�بة التب�ادل التجاري بني‬ ‫املغرب والدول�ة العبرية رغم ان املغرب الرس�مي ال‬ ‫يزال يرفض أي عالقة جتارية مع تل ابيب‪.‬‬ ‫وحتتض�ن مدين�ة مراك�ش «بينال�ي مراك�ش»‪،‬‬ ‫ووضع ضمن الئحة ضيوفه اس�م فنانة إس�رائيلية‬ ‫متخصص�ة ف�ي ف�ن الفيدي�و العص�ري‪ ،‬مم�ا أث�ار‬ ‫حفيظ�ة املناهضين لكل أش�كال التطبيع والس�ماح‬ ‫لش�خصيات إس�رائيلية باحلض�ور واملش�اركة في‬ ‫أنش�طة يحتضنه�ا املغ�رب‪ .‬ويظه�ر اس�م «كيري�ن‬ ‫س�يتر» (‪ ،)Keren cytter‬ضم�ن قائم�ة ‪ 43‬فنان�ا‬ ‫وج�ه إليهم املهرج�ان الدعوة حلض�ور دورته لهذه‬ ‫ّ‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫ويهدف املهرجان حسب منظميه إلى بناء جسور‬ ‫بين الثقاف�ات م�ن خلال الف�ن والثقاف�ة‪« ،‬ونق�وم‬

‫بإله�ام فنانين اس�تثنائيني م�ن العال�م بأس�ره‪،‬‬ ‫ليقوموا بإبداعات فنية تس�تجيب للفضاء الس�احر‬ ‫ملدين�ة مراك�ش»‪ ،‬تق�ول وثيق�ة تعريفية ف�ي املوقع‬ ‫الرس�مي للمهرج�ان‪ .‬فيم�ا يُ عتب�ر املستش�ار امللكي‬ ‫أندري أزوالي‪ ،‬رئيس�ه الش�رفي‪ ،‬إلى جانب رئيسة‬ ‫ومؤسس�ة املهرجان‪ ،‬الفرنسية فانيس�ا برانسون‪.‬‬ ‫فيما يتول�ى الفن�ان واملهندس املغرب�ي‪ ،‬محمد أمني‬ ‫القب�اج‪ ،‬نائ�ب الرئي�س التنفيذي للمهرج�ان الذي‬ ‫ّ‬ ‫ينظم هذه الس�نة دورته الرابعة‪ ،‬حيث يعود تاريخ‬ ‫انطالقه إلى سنة ‪.2005‬‬ ‫وولدت الفنانة اإلسرائيلية كيرين سيتر وقضت‬ ‫طفولتها في تل أبيب‪ ،‬قبل أن تنتقل إلى هولندا حيث‬ ‫درس�ت الفن في أحد املعاه�د املتخصصة‪ .‬وتقيم في‬ ‫الفت�رة األخي�رة‪ ،‬في الوالي�ات املتح�دة األمريكية‪،‬‬ ‫وحتديدا في نيويورك‪ ،‬حيث تبحث عن العاملية‪.‬‬ ‫وأوضحت مص�ادر مقربة م�ن إدارة املهرجان‪،‬‬ ‫أن املسؤول الفني للمهرجان‪ ،‬هشام خليدي‪ ،‬نهل‬ ‫ب�دوره من نفس املدرس�ة الهولندية ف�ي الفنون‪،‬‬ ‫حي�ث يحم�ل اجلنس�ية الهولندي�ة إل�ى جان�ب‬ ‫أصله املغربي‪ .‬وتضيف املصادر نفس�ها أن الفكرة‬ ‫املميزة للمهرجان‪ ،‬تتمثل في إنتاج إبداعات فنية‪،‬‬ ‫صور ورسومات وأشرطة فيديو فنية‪ ،‬مستوحاة‬ ‫من املغ�رب وحتديدا من مدين�ة مراكش‪ ،‬في إطار‬

‫رس�الة «حضارية» لبناء اجلسور وتالقح األفكار‬ ‫بين قادمين م�ن أورب�ا وأمري�كا واس�كندنافيا‬ ‫وروسيا‪...‬‬ ‫وق�ال الكات�ب الع�ام للمرص�د املغرب�ي ملناهضة‬ ‫التطبي�ع‪ ،‬عزي�ز هن�اوي «إن البرنام�ج الرس�مي‬ ‫للمهرج�ان يق�دّ م كيري�ن س�يتر عل�ى أنه�ا م�ن ت�ل‬ ‫أبي�ب‪ ،‬وهذا يعن�ي أنها إس�رائيلية صهيونية قادمة‬ ‫من الكي�ان احملت�ل‪ ،‬واس�تضافتها بالتال�ي‪ ،‬تطبيع‬ ‫وجرمي�ة»‪ .‬وأض�اف ان ه�ذه اخلط�وة التطبيعية‪،‬‬ ‫تأتي في الوقت الذي يش�هد في�ه العالم كله بإمعان‬ ‫إس�رائيل في تقس�يم األقص�ى وتثبت فيه الس�لطة‬ ‫الفلس�طينية نفس�ها أن إسرائيل مس�ؤولة عن قتل‬ ‫ياسر عرفات»‪.‬‬ ‫واك�د هن�اوي ان اجملتم�ع املدن�ي املغرب�ي ميكنه‬ ‫اللج�وء إل�ى جمي�ع الوس�ائل الس�لمية واملدني�ة‬ ‫املعروفة للتعبير عن رفضه ملثل هذه اخلطوات‪.‬‬ ‫وق�ال إن املهم في مثل هذه احملطات التي يتم فيها‬ ‫اإلق�دام عل�ى خط�وة تطبيعي�ة‪« ،‬هو رفع مس�توى‬ ‫الوع�ي بخط�ورة التطبي�ع والتعبي�ر ع�ن املوق�ف‬ ‫يتس�رب إل�ى العق�ل اجلماعي‬ ‫الراف�ض له حت�ى ال‬ ‫ّ‬ ‫للمغارب�ة‪ ،‬كم�ا بدأن�ا نالح�ظ مؤخرا ف�ي تصرفات‬ ‫ومواقف كثيرة»‪ .‬وأض�اف هناوي أن مقترح جترمي‬ ‫التطبيع‪ ،‬أبان عن مس�توى االخت�راق الثقافي الذي‬

‫حققته فكرة التطبيع‪ ،‬حيث أصبح مثقفون وفاعلون‬ ‫مدنيون يتولون اخلروج للدفاع عنه وتبريره‪.‬‬ ‫م�ن جهت�ه ق�ال أحم�د ويحم�ان رئي�س املرصد‬ ‫الوطن�ي ملناهض�ة التطبي�ع‪ ،‬ان دع�وة فنان�ة‬ ‫إس�رائيلية للمع�رض الش�توي» بينال�ي مراك�ش‬ ‫‪ ،»2014‬حت�د ملش�اعر الش�عب املغربي‪ ،‬ال�ذي خرج‬ ‫ف�ي مس�يرات مليوني�ة للتأكي�د عل�ى أن القضي�ة‬ ‫الفلس�طينية ه�ي قضية وطني�ة‪ ،‬وأدان ف�ي الوقت‬ ‫نفس�ه كل تع�اط مبختلف مس�توياته ضد من ش�رد‬ ‫الشعب الفلس�طيني‪ ،‬ومازال يواصل تخريبه حيث‬ ‫يتم التحضير لتش�ريد س�بعني ألف فلس�طيني في‬ ‫صح�راء النق�ب‪ ،‬وهدم حوال�ى ‪ 35‬قري�ة ومصادرة‬ ‫‪ 800‬الف دومن‪.‬‬ ‫ونقل موق�ع فيبراير كوم عن ويحمان أن رئاس�ة‬ ‫أندري أن�وزالي لذلك املهرجان‪ ،‬واس�تغالله ملوقعه‬ ‫الرس�مي كمستشار للملك‪ ،‬هو حتد للشعب املغربي‪،‬‬ ‫ويؤكد ص�دق ش�عار املظاه�رات‪ ،‬التي كن�ا نتحفظ‬ ‫على شعاراتها‪ ،‬لكن اتضح لنا صدق احلس الشعبي‬ ‫في اندري ازوالي‪.‬‬ ‫وعن ازدي�اد حجم املبادالت التجارية بني املغرب‬ ‫وإس�رائيل‪ ،‬ق�ال ويحم�ان أن ذلك األم�ر يطرح عدة‬ ‫تساؤالت‪ ،‬ويسائل كل املسؤولني في كل املستويات‪،‬‬ ‫فقبل شهور‪ ،‬س�معنا وزير التجارة والصناعة ينفي‬

‫بعد االمارات‪ ...‬املغرب يقتني قمرين اصطناعيني‬ ‫من فرنسا لالستعمال املدني والعسكري‬

‫اشترطت االحترام املتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية‬

‫الرباط موافقة على عودة العالقات مع طهران لكن بشروط‬

‫■ الرباط ‪ -‬أ ف ب ‪ :‬قالت وسائل االعالم املغربية‬ ‫اجلمع�ة ان الرب�اط لديها ش�روط مح�ددة من أجل‬ ‫اعادة العالقات الدبلوماس�ية م�ع إيران بعد اعالن‬ ‫مس�اعد وزير خارجية ايران عن رغبة اجلانبني في‬ ‫إعادة العالقات الدبلوماسية بينهما‪.‬‬ ‫وقال�ت يومية «الصباح» ف�ي صفحتها األولى ان‬ ‫«املغرب رد على الطلب اإليراني باشتراط االحترام‬ ‫املتب�ادل للس�يادة وع�دم التدخ�ل ف�ي الش�ؤون‬ ‫الداخلية من جديد»‪.‬‬ ‫وحس�ب اليومية نفس�ها ف�إن فتح الس�فارة من‬ ‫جدي�د «لن يكون على حس�اب األش�قاء العرب‪ ،‬في‬ ‫إش�ارة الى موق�ف املغرب الداعم ل�كل من البحرين‬ ‫واإلم�ارات ف�ي مواجه�ة حترش�ات اجلمهوري�ة‬ ‫اإلسالمية»‪.‬‬ ‫وقط�ع املغ�رب عالقاته الدبلوماس�ية م�ع ايران‬ ‫ف�ي آذار‪/‬مارس ‪ 2009‬احتجاجا عل�ى «عبارات غير‬ ‫مناس�بة» اليران بش�أن دعم الرباط للبحرين ذات‬ ‫االغلبية الش�يعية التي حتكمها اسرة سنية‪ ،‬والتي‬ ‫وصفه�ا مس�ؤول ايراني كبي�ر حينه�ا بـ»احملافظة‬ ‫االيرانية الرابعة عشرة»‪.‬‬ ‫وذك�رت وس�ائل اإلعلام اإليراني�ة اخلميس إن‬

‫حسين امي‪-‬عبد اللهيان مس�اعد وزي�ر اخلارجية‬ ‫املكلف الدول العربية قال انه اثناء «محادثة هاتفية‬ ‫حديثة» بين وزير اخلارجية االيران�ي محمد جواد‬ ‫ظري�ف ونظي�ره املغربي صلاح الدين م�زوار «أكد‬ ‫اجلانبان ضرورة اعادة العالقات الدبلوماسية»‪.‬‬ ‫واض�اف ان «س�فارتي البلدي�ن س�تفتحان‬ ‫ابوابهما مجددا قريبا»‪ ،‬معتبرا حضور ممثل ايراني‬ ‫االجتم�اع االخير ف�ي مراك�ش للجنة الق�دس التي‬ ‫انشأها املغرب في ‪ 1975‬للحفاظ على هوية القدس‪،‬‬ ‫مؤشرا على حتسن العالقات بني البلدين‪.‬‬ ‫وكتب�ت يومي�ة «الصب�اح» املغربي�ة ان وزي�ر‬ ‫اخلارجي�ة املغربي عبر خلال محادثته الهاتفية مع‬ ‫نظي�ره اإليران�ي «ع�ن أس�فه للطريقة غي�ر الودية‬ ‫التي ردت بها إيران على املغرب بعد إعالن تضامنه‬ ‫مع البحرين»‪ ،‬مضيفة على لس�ان الوزير ان «عودة‬ ‫العالقات بني البلدين يجب ان تتم في إطار االحترام‬ ‫املتبادل للمقومات الدينية واحلضارية لكل منهما»‪.‬‬ ‫وكان�ت الرب�اط قد ن�ددت بع�د قط�ع العالقة مع‬ ‫إي�ران بـ»نش�اطات ثابت�ة للس�لطات االيراني�ة‬ ‫وبخاص�ة من طرف البعث�ة الدبلوماس�ية بالرباط‬ ‫تس�تهدف اإلس�اءة للمقوم�ات الديني�ة اجلوهرية‬

‫للمغرب واملس بالهوية الراس�خة للش�عب املغربي‬ ‫ووح�دة عقيدته ومذهبه الس�ني املالك�ي»‪ ،‬مضيفة‬ ‫ان «ه�ذه االعم�ال تع�د تدخال س�افرا في الش�ؤون‬ ‫الداخلي�ة للمملك�ة وتع�ارض قواع�د واخالقي�ات‬ ‫العمل الدبلوماسي»‪.‬‬ ‫ورفضت ايران ه�ذه االتهام�ات بالتدخل وقالت‬ ‫ان ق�رار املغ�رب فاجأها بع�د ان اك�دت انها حتترم‬ ‫سيادة البحرين‪.‬‬ ‫م�ن جانبها قالت يومية «أخبار اليوم» على صدر‬ ‫صفحتها األولى نقال عن «مصدر دبلوماس�ي رفيع»‬ ‫ان خبر «إعادة العالقات صحيح لكنه يتطلب بعض‬ ‫التوضيح»‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر حس�ب اليومية نفس�ها بـ»مبادرة‬ ‫من وزير خارجية إيران الذي طلب احلديث مباشرة‬ ‫مع نظيره املغربي وعبر عن أس�ف إيران» ملا جرى‪،‬‬ ‫و»قبولها بشروط املغرب»‪.‬‬ ‫وأضاف�ت «أخبار اليوم» ان اس�تئناف العالقات‬ ‫الدبلوماس�ية بني البلدين «سيكون في حده األدنى‬ ‫ال�ذي سيكش�ف ع�ن طبيعت�ه قريب�ا‪ ،‬كم�ا أن ذل�ك‬ ‫ل�ن يك�ون عل�ى حس�اب مواق�ف املغ�رب اإلقليمية‬ ‫والدولية»‪.‬‬

‫أي�ة عالقة م�ع العدو الصهيوني‪ ،‬كم�ا وصفه الوزير‬ ‫على البث املباش�ر‪ ،‬فتلك األرقام جتعلنا إزاء أس�ئلة‬ ‫محي�رة‪ ،‬فإذا كان تصري�ح الوزير صائبا‪ ،‬فما صحة‬ ‫تل�ك األرق�ام‪ ،‬وإذا كان�ت األرق�ام صحيح�ة‪ ،‬فم�اذا‬ ‫يعني تصريح وزير التجارة والصناعة»‪.‬‬ ‫ول�م يس�بق للمب�ادالت التجاري�ة بين املغ�رب‬ ‫وإسرائيل أن ش�هدت انتعاشا كالذي شهدته السنة‬ ‫املاضية‪ ،‬وفق ما أورده مكتب اإلحصاء اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫التابع لرئاسة احلكومة في الدولة العبرية‪ ،‬أن قيمة‬ ‫املب�ادالت التجاري�ة بين الدولتني ق�ارب ‪ 60‬مليون‬ ‫دوالر خالل سنة ‪.2013‬‬ ‫وأوض�ح املكتب في نش�رته الش�هرية الرس�مية‪،‬‬ ‫أن املغ�رب اس�تورد خالل الس�نة املاضية م�ا يناهز‬ ‫‪ 53.7‬مليون دوالر م�ن البضائع التي تنتجها الدولة‬ ‫العبري�ة‪ ،‬مقاب�ل ‪ 23‬ملي�ون دوالر س�نة ‪ ،2012‬أي‬ ‫بنسبة منو فاقت ‪ 130‬باملائة‪.‬‬ ‫وأش�ار التقرير نفس�ه إلى أن املغ�رب أصبح هذا‬ ‫العام يحتل املرتبة الس�ابعة في الئحة ترتيب زبناء‬ ‫إس�رائيل ف�ي افريقي�ا‪ ،‬وراء كل من جن�وب افريقيا‬ ‫التي احتلت الرتبة األول�ى مبا مجموعه ‪ 410‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬ث�م نيجيريا الت�ي جاءت في املرتب�ة الثانية‬ ‫مب�ا يرب�و ع�ن ‪ 155.5‬ملي�ون دوالر م�ن البضائ�ع‬ ‫اإلسرائيلية‪.‬‬

‫وجاءت مصر في املرتبة الثالثة بنحو ‪ 119‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬فيم�ا ج�اءت بوتس�وانا ف�ي املرتب�ة الرابعة‬ ‫مب�ا يناهز ‪ 108.5‬ماليين دوالر‪ ،‬ثم كيني�ا في الرتبة‬ ‫اخلامس�ة بـ ‪ 87.7‬مليون دوالر و الس�نغالي املرتبة‬ ‫السادسة بـ ‪ 61.7‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫عل�ى الصعي�د العرب�ي‪ ،‬جاء املغ�رب ف�ي املرتبة‬ ‫الثالث�ة في الئح�ة الزبائ�ن العرب إلس�رائيل وراء‬ ‫كل من مصر واألردن التي بل�غ مجموع مبادالتها مع‬ ‫الدول�ة العبرية نحو ‪ 99.3‬مليون دوالر من البضائع‬ ‫اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫بالنس�بة للصادرات املغربية نحو إسرائيل‪ ،‬قال‬ ‫مكتب اإلحصاء اإلسرائيلي‪ ،‬إنها استقرت في حدود‬ ‫‪ 6.2‬ماليني دوالر في سنة ‪ ،2013‬مسجلة منوا بنسبة‬ ‫‪ 1‬باملائة مقارنة مع نفس الفترة من س�نة ‪ 2012‬حيث‬ ‫بلغت ‪ 6‬ماليني مليون دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫واوضح التقرير انه بالنسبة للمعامالت التجارية‬ ‫اخلاص�ة بش�هر كان�ون االول‪ /‬ديس�مبر املاضي أن‬ ‫حج�م ص�ادرات إس�رائيل نح�و املغرب بلغ�ت ‪1.1‬‬ ‫مليون دوالر مقابل ‪ 2.9‬مليون دوالر في نفس الشهر‬ ‫م�ن س�نة ‪ 2012‬أما فيم�ا يخص الص�ادرات املغربية‬ ‫نحو الدولة العبرية‪ ،‬فقد بلغت في الشهر نفسه ‪800‬‬ ‫أل�ف دوالر مقابل ‪ 400‬ألف دوالر في نفس الفترة من‬ ‫سنة ‪.2012‬‬

‫مدريد ـ «القدس العربي»‬ ‫ـ من حسني مجدوبي‪:‬‬

‫اقتن�ى املغرب قمري�ن اصطناعيني من فرنس�ا من‬ ‫نوع «بليادس» املتعدد االس�تعمال العسكري أساسا‬ ‫واملدن�ي‪ ،‬وتعتب�ر اجلزائ�ر أن األم�ر يتعل�ق مبراقبة‬ ‫حتركاتها العسكرية‪.‬‬ ‫ويش�كل اقتن�اء القمري�ن قف�زة نوعي�ة خاص�ة‬ ‫على املس�توى العس�كري بالنس�بة للمغرب‪ .‬وتعتبر‬ ‫اإلمارات العربية هي الوحي�دة التي اقتنت مثل هذه‬ ‫األقمار‪.‬‏‬ ‫ويعمل املغ�رب على بناء جتهيز قواته العس�كرية‬ ‫في جميع اجملاالت‪ ،‬وبعد اقتناء أس�لحة متطورة مثل‬ ‫ف‪ 16‬من الواليات املتحدة وفرقاطات حربية من نوع‬ ‫ف�رمي وس�يغماعالوة على دبابات ومدرع�ات‪ ،‬ينتقل‬ ‫اآلن ال�ى املع�دات التكميلي�ة التي تعطي للمؤسس�ة‬ ‫العس�كرية بعدا أق�وى ويتعل�ق األمر باقتن�اء أقمار‬ ‫اصطناعية للتجسس والرصد ولكنها تستعمل كذلك‬ ‫في اجملال املدني‪.‬‏‬ ‫ولم يأت خب�ر اقتناء املغرب للقمرين االصطناعني‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫ف�ي صفق�ة معلنة بني باري�س والرباط ب�ل في تقرير‬ ‫فرنس�ي حول مبيعات األس�لحة الفرنس�ية للخارج‬ ‫ع�ن س�نة ‪ ،2013‬وتبين أن املغ�رب قد وق�ع على عقد‬ ‫بقيم�ة نصف مليار ي�ورو (‪ 700‬مليون دوالر)‏ اقتناء‬ ‫قمري�ن اصطناعيني‪ .‬وعادة ما يلت�زم املغرب الصمت‬ ‫في صفقات التسلح‪.‬‏‬ ‫وستتولى ش�ركتا «أيرباص س�باس سيستيم» و‬ ‫«تاليس أليني�ا» صناعة القمرين االصطناعيني‪ ،‬ومن‬ ‫املنتظر تس�ليمهما خالل الس�نتني املقبلتين‪ .‬واقتنى‬ ‫املغ�رب بلي�ادج ‪ 1‬وبلي�اد ‪ ،2‬حي�ث ي�دوران ويفصل‬ ‫بينهما زاوية ‪ 180‬درجة‪ ،‬وعندما يكون‬ ‫األول ف�ي الش�رق يكون الثاني ف�ي الغرب‪ ،‬وبهذا‬ ‫يتيح�ان للدول�ة الت�ي متتلك�ه مراقب�ة كل نقط�ة في‬ ‫الك�رة األرضي�ة بش�كل يوم�ي‪ .‬ومن ضم�ن مميزات‬ ‫القمرين دقتها العالية في التصوير‪.‬‏‬ ‫وتتع�دد مزايا هذا القم�ر االصطناعي‪ ،‬حيث يتيح‬ ‫حتدي�د أجس�ام ال تتعدى مت�را واحدا خلال املراقبة‬ ‫مث�ل الس�يارات والن�اس‪ .‬ف�ي الوق�ت نفس�ه‪ ،‬يقدم‬ ‫مزاي�ا مدنية مثل مراقبة الزراع�ة والتصحر ومراقبة‬ ‫الشواطئ مثل مراقبة الصيد البحري ولكن يبقى‬ ‫اس�تعماله الرئيس�ي هو اجمل�ال العس�كري إذ هو‬

‫قادر على رص�د التحركات العس�كرية بقدة متناهية‬ ‫ويساعده في هذا التصوير بتقنية ثالثية األبعاد‪.‬‏‬ ‫ويش�كل اقتناء املغ�رب قمري�ن اصطناعيني قفزة‬ ‫نوعية في مجال املراقبة س�واء املدنية أو العس�كرية‬ ‫وخاصة الش�ق الثان�ي‪ ،‬ويخلق نوعا م�ن التوزازن‬ ‫مع اس�بانيا ونوع�ا من القل�ق لدى اجلزائ�ر وعالقة‬ ‫بإس�بانيا‪ ،‬فل�ن يبق�ى له�ا التف�وق الفضائ�ي ال�ذي‬ ‫متتعت ب�ه خالل العقدي�ن األخيرين بفض�ل أقمارها‬ ‫االصطناعي�ة الت�ي تق�وم ه�ي بتصنيعها مث�ل القمر‬ ‫االصطناعي باث‪.‬‏‬ ‫أما بالنس�بة للجزائر‪ ،‬فقد كانت جريدة اخلبر هي‬ ‫الس�باقة للحديث عن هذه الصفقة في عددها يوم ‪13‬‬ ‫اي�ار ‪ /‬مايو املاضي واعتبرت أنها موجهة للتجس�س‬ ‫على اجلزائر‪.‬‏‬ ‫ويوجد سباق تسلح بني املغرب واجلزائر ويشمل‬ ‫اس�بانيا رغ�م تفوقه�ا‪ ،‬وله�ذا فكلما اقتن�ت دولة من‬ ‫ال�دول الثلاث مع�دات عس�كرية متط�ورة يج�ري‬ ‫احلديث عن قلق في هذه العاصمة أو تلك‪.‬‏‬ ‫وجتدر اإلش�ارة الى أن فرنسا باعت الى اإلمارات‬ ‫العربي�ة املتح�دة قمرين اصطناعيني م�ن هذا النوع‪،‬‬ ‫حيث جرى التوقيع على االتفاقية السنة املاضية‪.‬‏‬


‫‪8‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬ ‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ال ـي ـ ــوم‬

‫من مينع االستيالء على شوارع القاهرة اآلن سيتهم بأنه من اخلاليا النائمة أو الطابور اخلامس‬

‫جسد نظام مبارك يحاول االلتصاق برأس جديد‪ ...‬واألجيال القدمية ال تريد أن تترك شيئا لألجيال الشابة‬ ‫القاهرة ـ «القدس العربي» من حسام عبد البصير‪:‬‬ ‫مثلت التفجيرات املتواترة وحوادث العنف التي تش��هدها البالد وفيروس انفلون��زا اخلنازير الذي يحصد كل صباح ً‬ ‫عددا من ارواح‬ ‫ً‬ ‫ثنائيا عولت عليه صحف اجلمعة‪ ،‬وكما اقتاتت الصحف على مدار الفترة املاضية وقودها من املواجهات التي تش��هدها البالد‬ ‫الفق��راء‬ ‫ً‬ ‫ب�ين االخوان واالجه��زة االمنية‪ ،‬اصبح الفي��روس الغامض‪ ،‬الذي يتجول بحرية في ط��ول البالد وعرضها‪ ،‬مما مث��ل رعبا في وجدان‬ ‫ً‬ ‫وأمال في مزيد من‬ ‫املصري�ين‪ ..‬وقود ًا جديد ًا لتل��ك الصحف الباحثة عن أي قضية رأي عام‪ ،‬من اجل ان حتافظ على مع��دالت توزيعها‪،‬‬ ‫االنتشار‪ .‬وتنوعت املوضوعات التي تناولتها اجلرائد‪ ،‬ومن ابرز ما اهتمت به قضية مذبحة بورسعيد التي تصدرت الصفحات االولى‪.‬‬ ‫وكذلك احتلت انباء وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي غالبية الصحف حيث واصل الكتاب املتيمني به مناشدته إعالن ترشحه للرئاسة‪.‬‬ ‫كما نشر رد الناطق العسكري على صحيفة «السياسة» الكويتية‪.‬‬ ‫فيما اس��تمرت املعارك الصحافية على وتيرتها املتزايدة‪ ،‬كلما ش��هدت البالد حادثا‪ ،‬ومثل االخوان كالعادة موقع الصدارة في تلقي‬ ‫الهجم��ات‪ ،‬وكان الرئيس اخمللوع مبارك حاض��ر ًا بقوة في صحف اجلمعة‪ ،‬حيث روى الفنان طلعت زكري��ا‪ ،‬تفاصيل لقائه مع الرئيس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا‬ ‫موضحا أن مبارك قال ان مرسي كان أداة في يد مكتب اإلرشاد‪ ،‬وأنه كان بيطبخلهم في السجن‪،‬‬ ‫األسبق‪ ،‬محمد حسني مبارك‪،‬‬ ‫أن صحت��ه جيدة وانه م��درك متاما ويعي ما حوله وقال زكريا‪»:‬مبارك أكد لي أنه اتبهدل خالل الس��نوات الس��ابقة‪ ،‬وكل ما يخرج من‬ ‫قضي��ة النائ��ب العام املالكي يلفق له واحدة تانية»‪ .‬أما عن القفص الزجاجي‪ ،‬فعلق مب��ارك ً‬ ‫قائال‪»:‬أنا بحترم القضاء املصري ولو طلب‬ ‫مني أن أدخل القفص الزجاجي س��ألبي طلبهم»‪ .‬فيما س��خر كتاب ومراقبون من تصريحات املمثلة رغدة ألنها وصفت السيس��ي بانه‬ ‫«دكر»‪ ،‬مطالبني اياها بتوضيح حول مواصفات ذلك التشبيه من وجهة نظرها وإلى التفاصيل‪:‬‬

‫ثمار الثورة لم يحصدها أحد حتى اآلن‬ ‫البداي�ة مع صحيف�ة «االهرام» وف�اروق جوي�دة الذي يتأمل ف�ي حال مصر‬ ‫بع�د ان جتاوز عم�ر ثورتها التي ازاحت مبارك عن عرش�ه ثالث�ة اعوام‪« :‬يقف‬ ‫الش�باب املصري وهو يشكل أكثر من ‪ ٪60‬من جموع الشعب‪ ،‬متحديا األجيال‬ ‫القدمية‪ ،‬وهو يعتقد أن هذه األجيال س�رقت من�ه ثورته وفي هذه النقطة ميكن‬ ‫أن جتد إجماعا من الش�باب‪ ،‬رغم اخلالف�ات الفكرية واأليديولوجية‪ ..‬لقد خدع‬ ‫قادة االخوان ش�باب هذه األمة مبن فيهم ش�باب االخوان أنفسهم‪ ،‬حني رفضوا‬ ‫تق�دمي اي ش�يء من اجنازات ث�ورة يناير‪/‬كانون الثاني‪ ..‬والش�ك أن الش�باب‬ ‫اآلن يقف بعيدا عن القوى السياس�ية التقليدية‪ ،‬ألنه يعتقد أن األجيال القدمية‬ ‫ال تري�د أن تترك ش�يئا له�ذه األجيال ‪ ..‬لقد وقع ش�باب األخوان فريس�ة عقول‬ ‫متحج�رة وقي�ادات فاش�لة وأف�كارا هدام�ة حتولت في آخ�ر املش�وار إلى قوى‬ ‫إرهابي�ة حتارب اجملتمع‪ .‬وال أعتقد أن ش�باب احل�زب الوطني لديه القناعة ألن‬ ‫يعيد الرموز الس�ابقة إلى الس�احة السياس�ية بعد خلع نظام فاس�د ظل جاثما‬ ‫عل�ى اجلمي�ع ثالثني عاما ‪ ..‬إن ش�باب مصر يق�ف اآلن في خن�دق بعيد عن تلك‬ ‫األجي�ال الت�ي وصلت مبصر إل�ى هذه احلالة م�ن التفكك واالنهي�ار‪ ..‬ورغم كل‬ ‫ما يبدو من مظاهر االنقس�امات بني الش�باب إال أن هناك أش�ياء توحدهم‪ ،‬وهي‬ ‫إصرار األجيال القدمية على اس�تمرار منظومة الفس�اد‪ ،‬حت�ى إن تخفت أحيانا‬ ‫بأثواب الوطنية‪ ،‬أو لبس�ت عباءة الدين‪ ..‬س�وف تكون خسارة كبيرة ملصر أال‬ ‫تدفع بشبابها لكي يكون شريكا رئيسيا في إدارة شؤون هذا البلد‪ ..‬ال ميكن أبدا‬ ‫أن تظل مصر حبيس�ة أجيال سيطرت على الدولة عقودا من الزمن‪ ،‬ألن من حق‬ ‫األجيال التي أس�قطت نظاما فاسدً ا وآخر مستبدا أن تأخذ فرصتها في احلياة‪..‬‬ ‫بع�د ثالث س�نوات من الث�ورة لم تتق�دم األح�زاب السياس�ية املصرية خطوة‬ ‫واحدة لألمام»‪.‬‬

‫املنهج العلمي الصحيح‬ ‫يحقق مقاصد الشريعة‬ ‫ونبق�ى مع «االهرام» والدكتور ش�وقي عالم مفتي الديار املصرية الذي ينتقد‬ ‫بعض انواع الفكر نافيا انتماءها لصحيح الدين‪« :‬ان الفكر املتطرف في احلقيقة‬ ‫م�ا هو إال منه�ج يتش�به باملنهج العلمي ف�ي ظاهره‪ ،‬م�ن دون إمل�ام بالتفاصيل‬ ‫واآللي�ات واإلج�راءات الدقيق�ة الت�ي يترك�ب منها املنه�ج العلمي‪ ،‬مم�ا يفضي‬ ‫إل�ى نتيج�ة خطيرة وحال�ة غريبة‪ ،‬وه�ي أنه تنعك�س فيه املقاصد الش�رعية‪،‬‬ ‫فتتح�ول من حفظ النف�س وإحيائها إلى ض�د ذلك‪ ،‬وهو إزهاقها والتس�بب في‬ ‫قتلها‪ ،‬وتتحول من حفظ املال وتنميته وتوفيره وتس�خيره في رخاء اإلنس�ان‬ ‫ورفاهيته إلى ضد ذلك‪ ،‬وهو تبديده‪ ،‬والعجز عن إيجاده أصال‪ ،‬فيبرز لنا الفقر‬ ‫ب�كل نتائجه الس�لبية على التعليم والصحة والبيئ�ة‪ ،‬وتتحول من حفظ العقل‬ ‫وحفظ منظومة تفكيره ومناهج عمله وتأمله إلى ضد ذلك‪ ،‬وهو تشويش العقل‬ ‫بضباب كثيف من املفاهيم امللتبس�ة‪ ،‬والطروحات املغلوطة‪ ،‬وتتحول من نش�ر‬ ‫العم�ران‪ ،‬وصناعة احلضارة‪ ،‬إلى ض�د ذلك‪ ،‬وهو حالة مزمنة من الفقر واملرض‬ ‫واألمية والتخلف واالستهالكية‪ ،‬والتخلف عن ركب احلضارة‪ ،‬حتى نصير عالة‬ ‫على الدول املتقدمة من حولنا‪ ،‬وهكذا‪ .‬وهذه الظاهرة التي أتكلم عنها تس�تحق‬ ‫ً‬ ‫جميع�ا التأم�ل‪ ،‬حيث ان املنه�ج العلمي املنضب�ط الصحيح يحق�ق مقاصد‬ ‫من�ا‬ ‫الش�ريعة‪ ،‬واملناه�ج الفكرية املتطرف�ة تنعكس عندها مقاصد الش�ريعة‪ ،‬فاألمر‬ ‫ً‬ ‫لي�س ً‬ ‫علميا‪ ،‬يس�تمتع ب�ه الباحث وال�دارس‪ ،‬ويحرم منه الفك�ر املتطرف‬ ‫ترفا‬ ‫فق�ط‪ ،‬بل إن امل�آل والنتيجة خطيرة‪ ،‬يتحول فيها اإلنس�ان إلى نفس�ية غريبة‪،‬‬ ‫تنظ�ر إل�ى الكون واحلي�اة واإلنس�ان مبنظ�ور مضط�رب‪ ،‬ينتج منه الش�قاء‪،‬‬ ‫وال�كالم هن�ا ليس ع�ن األزهر فقط‪ ،‬ب�ل نحن نتكل�م عن األزهر وما يش�بهه من‬ ‫املدارس العلمية العريقة‪ ،‬التي قامت بنفس دوره‪ ،‬وتأسست على نفس تكوينه‬ ‫املعرفي‪ ،‬في الش�رق والغرب‪ ،‬كجام�ع القرويني في املغرب‪ ،‬وجامع الزيتونة في‬ ‫تونس‪ ،‬فالقضية إذن هي الكالم عن منهج أصيل‪ ،‬قامت بخدمته مدارس أصيلة‪،‬‬ ‫أكبرها وأشهرها هو األزهر‪ ،‬وهو منهج يحقق مقاصد الشريعة»‪.‬‬

‫السيسي استغل األحداث لصنع شعبيته‬ ‫وإلى ظاهرة تعلق املواطنني بوزير الدفاع عبد الفتاح السيس�ي التي يعترف‬ ‫ن�ادر ب�كار مس�اعد رئيس حزب الن�ور في جريدة «الش�روق» بأنه�ا تؤكد حب‬ ‫الكثيرين له‪« :‬باعتبار السيسي هو املرشح األوفر حظا حتى هذه اللحظة‪ ،‬فيجدر‬ ‫أن يتوج�ه احلدي�ث بالتحليل إلى ش�خصه وبرنامجه قبل غيره من املنافسين‬ ‫احملتملين‪ ..‬وهنا حتديدا أتوق�ف عند الهال�ة الناصرية الت�ي يضفيها البعض‪،‬‬ ‫إم�ا عام�دا أو غير قاصد‪ ،‬كلما تناول السيس�ي بالذكر‪ ،‬فرغم ما تش�ير إليه كثير‬ ‫من التكهن�ات حول املوقع املتميز للكاتب الصحافي الناصري التس�عيني محمد‬ ‫حس�نني هيكل كمهندس لبرنامج السيسي‪ ،‬أو على أقل تقدير تشير إليه كمحدد‬ ‫للخطوط العريضة لشكل عالقات مصر الدولية واإلقليمية‪ ،‬ورغم حالة النشوة‬ ‫الت�ي يعيش�ها كثير من أبن�اء االجتاه الناصري‪ /‬االش�تراكي عق�ب الثالثني من‬ ‫يونيو‪/‬حزي�ران وحتى اللحظة الراهنة‪ ،‬وعب�ر عنها كتاب رأي كمصطفى بكري‬ ‫وعبداحللي�م قندي�ل‪ ،‬الذي�ن حازوا على نس�بة الظه�ور اإلعالم�ي األكبر خالل‬ ‫الس�تة أشهر املاضية‪ ،‬أو أحزاب كاملصري الدميقراطي نالت نصيبا غير مسبوق‬ ‫في التشكيل احلكومي‪ ،‬لكن يبدو أن هذه الصبغة الناصرية الطاغية على مشهد‬ ‫ترشح السيسي للرئاسة ليست حقيقية عند تدقيق البحث والدراسة‪ .‬السيسي‬ ‫ت�رك اجلماهير ترفع صورته ف�ي كل فعالية مقترنة بص�ورة ناصر‪ ،‬وترك أقالم‬ ‫الناصريني تتغزل في قدراته وتبالغ في تشبيهه بناصر في كل تفصيلة وعند كل‬ ‫قرار‪ ،‬حتى في ما يختص بالعالقات مع روسيا ردا على سياسات إدارة أوباما‪..‬‬ ‫كل هذا وأكثر اس�تفاد منه السيس�ي بذكاء رجل اخملابرات من دون أن يؤيده أو‬ ‫ينفيه على األقل بصورة علنية»‪.‬‬

‫فيروس غامض يحصد‬ ‫أرواح األطباء الفقراء‬ ‫وننتق�ل نحو قضية تزاي�د معدالت الوفيات بين االطب�اء واملواطنني وتكتم‬ ‫الدول�ة حول اعلان احلقيق�ة‪ ،‬وهو م�ا ازعج عض�و البرملان الس�ابق مصطفى‬

‫النجار في جريدة «الشروق»‪« :‬مساكني هم أطباء مصر‪ ،‬ال يعرفون هل يطالبون‬ ‫بحقوقه�م املادية امله�درة التي تكفل له�م حياة كرمية‪ ،‬أم يطلب�ون حمايتهم من‬ ‫امل�وت الذي صار يختطفهم وهم ميارس�ون عملهم‪ ،‬م�ن املفجع أن تعرف ان بدل‬ ‫الع�دوى ألطب�اء مص�ر يتراوح م�ا بين ‪ 19‬جنيها و‪ 30‬جنيه�ا‪ ،‬بينم�ا يزيد على‬ ‫أل�ف جني�ه للعاملني في بع�ض الهيئات غي�ر الطبية‪ ،‬التي ال تتع�رض لظروف‬ ‫اخملاط�رة التي يتعرض لها األطباء‪ ..‬الص�ورة القاصرة لدى البعض عن الثراء‬ ‫الفاحش لألطباء واالستغراب من ش�كواهم املستمرة وتهديدهم باإلضراب من‬ ‫أجل حتسين ظروفه�م املعيش�ية واملهنية يج�ب أن تتغير لدى الن�اس‪ ،‬فهؤالء‬ ‫األطب�اء األثرياء قلة ال تتجاوز ‪ ٪5‬من أطباء مصر والصورة التقليدية لبعض‬ ‫املستش�فيات اخلاص�ة التي تتاج�ر باملرضى وترب�ح منهم‪ ،‬م�ن دون وجه حق‬ ‫ليس�ت هي الصورة العامة ألطباء مصر الذي�ن ال يجدون حد الكفاف‪ ،‬وكل هذه‬ ‫الصور اس�تثناءات‪ ..‬غالبي�ة أطباء مصر‪ ،‬خاصة من الش�باب هم فئة محدودة‬ ‫الدخ�ل وتعاني أش�د املعاناة‪ ،‬بني مس�ؤوليات بدء احلياة وضرورة اس�تكمال‬ ‫التعلي�م الطبي املكلف مادي�ا‪ ،‬وبني ضرورة أدائهم لواجبهم الطبي واإلنس�اني‬ ‫ف�ي منظومة صحي�ة منهارة ومصاب�ة بالتكلس‪ ،‬ورغ�م كل ذلك يعتب�ر األطباء‬ ‫املصري�ون من أمهر أطباء العال�م‪ ،‬وفي كل الدول املتقدمة ت�رى وجوها مصرية‬ ‫مش�رفة تقدم صورة رائعة ألطباء مصر‪ ..‬مجال االس�تثمار ف�ي الصحة من أهم‬ ‫مج�االت االس�تثمار في العال�م ويدر دخلا هائال لل�دول التي اس�تطاعت بناء‬ ‫منظوم�ة صحي�ة متكاملة حتترم مق�دم اخلدمة الطبي�ة وتعتبره ركنا أساس�يا‬ ‫ف�ي جن�اح املنظومة‪ ،‬أما م�ا يحدث في مصر فهو مس�كنات وترقيعات للمش�كلة‬ ‫األساسية»‪.‬‬

‫حتى ال يكون البلطجية‬ ‫مبفردهم هم من يؤيدون السيسي‬ ‫ال�ذي يتجول في ش�وارع العاصمه ي�رى هذه االيام صور السيس�ي يحتمي‬ ‫خلفه�ا الباعة املتجولون ك�ي يفلتوا من مالحقة االجه�زة اخملتصة التي تتهمهم‬ ‫ً‬ ‫مضرا‬ ‫بإش�غال الط�رق‪ ،‬وهو م�ا يعتبره خالد الس�رجاني في «املصري الي�وم»‬ ‫بس�معة السيس�ي‪« :‬أخطر الظواهر التي يش�هدها الش�ارع املص�ري حاليا هي‬ ‫التأييد املصلحي للمش�ير عبدالفتاح السيس�ي‪ ،‬فالرجل ل�ه مؤيدون لوجه الله‬ ‫يرون أنه املناس�ب للمرحلة‪ ،‬وأنه أنقذ مصر من خطر اإلخوان وتعامل جيدا مع‬ ‫مرحل�ة م�ا بعد عزل محمد مرس�ي‪ ،‬لكن هن�اك أيضا من يظهر أنه يؤيده لس�بب‬ ‫مصلحي أو آخر‪ .‬فمن ميش�ي في وسط القاهرة سيجد الفتات مرفوعة في معظم‬ ‫ش�وارع وس�ط البلد‪ ،‬تعلن فيها عائلة عن تأييدها للفريق عبدالفتاح السيسي‪،‬‬ ‫وكان ذلك قبل أن يصبح مش�يرا‪ ،‬والذي ال يعرفه املواطن وال املش�ير السيس�ي‬ ‫أيض�ا‪ ،‬أن هذه العائلة هي املس�ؤولة عن فوضى وس�ط البل�د‪ ،‬وبعض أفرادها‬ ‫يؤج�رون األرصفة للباعة اجلائلين نظير إتاوة معلومة‪ .‬وس�بق أن قام الباعة‬ ‫من�ذ ش�هور بقتل أحد أفراد العائل�ة ألنه أراد زيادة هذه اإلتاوة‪ .‬وهذا الس�لوك‬ ‫يذكرنا بأحد أصحاب األكش�اك في شارع طلعت حرب عندما استولى على ثلثي‬ ‫الش�ارع وحتص�ن بصورة جمال مبارك فخافت ش�رطة املراف�ق أن متنعه‪ ،‬ألنها‬ ‫ف�ي هذه احلالة تق�ف أمام من يؤيد الوريث‪ .‬فمن مينع االس�تيالء على ش�وارع‬ ‫القاه�رة اآلن س�يتهم بأنه من اخلالي�ا النائمة أو الطابور اخلام�س‪ ،‬أو أنه ضد‬ ‫ترش�ح املش�ير عبدالفتاح السيسي رئيس�ا للجمهورية‪ ،‬ومثل هذا البلطجي هو‬ ‫وأمثال�ه مبثابة أس�وأ تقدمي للمش�ير السيس�ي إذا ما قرر الترش�ح على منصب‬ ‫رئيس اجلمهورية‪ ،‬فهو من جهة يعني أن قاعدته الشعبية تضم عددا ال بأس به‬ ‫من البلطجية‪ ،‬على الرغم من أن احلقيقة تخالف ذلك متاما»‪.‬‬

‫من حق اإلخوان أن يطالبوا‬ ‫باملساواة في املالعب‬ ‫وإل�ى ج�دل وراءه تص�رف اح�د الالعبين املوالني لوزي�ر الدف�اع والقضية‬ ‫يطرحها حمدي رزق في جريدة «املصري اليوم»‪ :‬بعد تلويح صالح أمني‪ ،‬مهاجم‬ ‫طالئع اجليش‪ ،‬بإشارة السيسي بعد هدفه في مرمى اإلسماعيلي‪ ،‬يخرج علينا‬ ‫املتحدث الرس�مي باس�م احت�اد الكرة عزمي مجاه�د بتصريح فاضح سياس�يا‬ ‫يق�ول‪« :‬ال توجد مش�كلة فه�ذا رجل وطني‪ ،‬يج�ب أن نفرق بني فصي�ل إرهابي‪،‬‬ ‫والذي يرفع إش�ارة السيس�ي‪ ،‬ال تعطوا املوضوع أكبر من حجمه» ال مؤاخذة يا‬ ‫عزمي‪ ،‬املوضوع كبير وجد خطير‪ ،‬ومن قال لك إن إشارة السيسي دليل وطنية‪،‬‬ ‫ومن أخبر س�عادتك بدليل الوطنية اجلديد‪ ،‬دليل اإلش�ارات‪ ،‬باملناس�بة إشارة‬ ‫السيس�ي لم ترد في نص�وص التربية الوطنية‪ ،‬وإذا كان ه�ذا رأي احتاد الكرة‬ ‫فليعممه�ا في املالعب املصرية في فصل «طقوس إحراز األهداف»‪ ..‬أوال‪ :‬يس�جد‬ ‫الالعبون لله ش�كرا‪ ،‬ثانيا‪ :‬يرسمون بأيديهم إش�ارة السيسي‪ ،‬ثالثا‪ :‬يتجهون‬ ‫بإش�اراتهم نحو جماهير الدرجة الثالثة يغنون تس�لم األي�ادي‪ .‬يتابع رزق‪ :‬يا‬ ‫عم مجاهد‪ ،‬أنت رجل مس�ؤول كروي‪ ،‬يعني انك معني بالنظام واالحترام‪ ،‬مالك‬ ‫والسياس�ة‪ ،‬مال�ك أنت بالعالم�ات السياس�ية ومدلوالتها الوطني�ة‪ ،‬خليك في‬ ‫امللعب أحس�ن‪ ،‬البد من تنظيف املالعب من مثيري الش�غب السياس�ي‪ ،‬املالعب‬ ‫للك�رة فقط ال غي�ر‪ ،‬املالعب فيها ما يكفيها من أحزان‪ ،‬جماهير الكرة مش ناقصة‬ ‫وج�ع قلب‪ ،‬اللي فيها مكفيه�ا‪ ..‬كفاية علينا إرهاب اإلخ�وان والتابعني‪ ،‬املالعب‬ ‫م�ش ناقص�ة مواج�ع‪ ،‬اترك�وا املالع�ب حلالها تستش�في‪ ،‬فت�رة نقاه�ة‪ ،‬عالمة‬ ‫السيس�ي كعالمة رابعة تشعلها‪ ،‬لو لم يتم إيقاف هذا الالعب ستشتعل املالعب‬ ‫ثانية‪ ،‬ستجد كل الالعبني رافعني إشاراتهم وعالماتهم‪ ،‬رمبا جند إشارة النازي‬ ‫مرفوع�ة ف�ي املالع�ب املصرية‪ ،‬وابق�ى قابلني يا ع�م مجاهد‪ .‬من ح�ق اإلخوان‬ ‫أن يطالب�وا باملس�اواة وكما مت إيق�اف أحمد عبدالظاهر‪ ،‬مهاج�م األهلي‪ ،‬محليا‬ ‫ودوليا بس�بب عالم�ة رابعة‪ ،‬حتما والبد من إيق�اف مهاجم اجليش صالح أمني‬ ‫محليا ودوليا بسبب عالمة السيسي»‪.‬‬

‫محاولة إحياء نظام‬ ‫مبارك لن يكتب لها النجاح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محموم�ا لع�دد من رم�وز نظام‬ ‫نش�اطا‬ ‫تش�هد الس�احة ف�ي الوق�ت الراه�ن‬ ‫مب�ارك‪ ،‬مما يخيف الق�وى الثورية من امكانية عودة ال�روح لذلك النظام‪ ،‬وهو‬

‫ً‬ ‫متاما محمود خليل ف�ي جريدة «الوطن»‪« :‬رمبا ج�ال بتفكيرك أن‬ ‫م�ا يس�تبعده‬ ‫ثورة يناير‪/‬كانون الثاني تخلصت من رأس النظام‪ ،‬لكن اجلس�د ما زال يحتفظ‬ ‫بكامل لياقته‪ ،‬وهو يحاول ‪ -‬هذه األيام ‪ -‬أن يعيد احلياة إلى نفس�ه من خالل‬ ‫االلتص�اق ب�رأس جديد‪ ،‬يُ حيي دول�ة «اخمللوع»‪ ،‬مب�ا ارتكزت علي�ه من أدوات‬ ‫وأس�اليب في احلكم‪ ،‬أبرزها‪ :‬س�حق الفق�راء‪ ،‬وقتل الكفاءة‪ ،‬وقم�ع املعارضة‪،‬‬ ‫وفساد االقتصاد‪ ،‬وزواج املال بالسياسة‪ ،‬واحتكار السلطة‪ .‬نحن نشهد بالفعل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حثيثا نحو‬ ‫س�عيا‬ ‫مح�اوالت إلحياء دولة «اخمللوع» من جديد‪ ،‬البعض يس�عى‬ ‫حتقي�ق هذا اله�دف‪ ،‬ونفر من هؤالء الس�اعني يتح�رك اآلن وهو متخ�م بالثقة‬ ‫ف�ي أن�ه لم َ‬ ‫يبق إال قليل عل�ى الوصول إلى املراد‪ ،‬ويتخيل بعض املتس�رعني في‬ ‫احلكم على األش�ياء أن دعاة الع�ودة إلى الوراء أصبحوا قاب قوسين أو أدنى‬ ‫من حتقيق هدفهم‪.‬‬ ‫أفهم أن هناك محاوالت إلحياء هذا النظام‪ ،‬لكنها ال تعدو احملاوالت اليائسة‪،‬‬ ‫وإن ب�دا ل�ك عكس ذلك‪ .‬ه�ذا النظام انته�ى‪ ،‬والتخلص من بقاياه ليس س�وى‬ ‫مس�ألة وق�ت‪ ،‬وما تراه م�ن صحوة ألذنابه‪ ،‬خالل األش�هر املاضي�ة‪ ،‬ال تتجاوز‬ ‫«صح�وة امل�وت»‪ ،‬أو بالعبارة الش�عبية «حالوة الروح»‪ .‬والس�ر ف�ي ذلك أننا‬ ‫أمام نظام منتهي الصالحية‪ ،‬لن يستطيع مهما تلون أو راوغ أن يحيا في العصر‬ ‫ً‬ ‫مدفوعا‬ ‫اجلدي�د الذي دش�نته ثورة يناير‪ .‬الش�عب هو ال�ذي قرر ذلك حني ث�ار‬ ‫بقناعته بانتهاء صالحية هذا النظام‪.»..‬‬

‫ملاذا لم تسترد‬ ‫مصر أموالها املهربة؟‬ ‫فاكري�ن احلديث عن املليارات التي هربها بع�ض رموز نظام مبارك الذي ظل‬ ‫يش�غل بال املصريني عقب ث�ورة يناير ‪ ..‬ملاذا طويت القضي�ة طي الكتمان حتى‬ ‫اخيرا ابراهيم منصور في جريدة «التحرير»‪« :‬لم تس�تعد مصر ً‬ ‫ً‬ ‫قرش�ا‬ ‫تذكره�ا‬ ‫واحدً ا من األم�وال املهربة إلى اخلارج حتى اآلن‪ ،‬وقد اعترفت بعض الدول بأن‬ ‫ً‬ ‫قضائيا في هذا‬ ‫تعاونا‬ ‫لديها أم�واال وعقارات لرجال نظام مبارك‪ ،‬ولك�ن أرادت‬ ‫ًّ‬ ‫األمر‪ .‬وتشكلت جلان في مصر لهذا األمر وبدأت األجهزة في التحقيق‪ ،‬وسافرت‬ ‫وف�ود قضائي�ة لبحث اس�تعادة األم�وال‪ ،‬وخرج�ت تصريحات من مس�ؤولني‬ ‫ً‬ ‫وش�يكا بعد‬ ‫كب�ار تؤك�د الوصول إلى األم�وال املهربة‪ ،‬وأن أمر اس�تعادتها بات‬ ‫التحقيقات‪ ،‬ولكن فجأة مت السكوت والصمت على هذا املوضوع ولم نعد نسمع‬ ‫ً‬ ‫ش�يئا عن تلك اللجان التي تش�كلت لبح�ث األموال املهربة وكيفية اس�تعادتها‪،‬‬ ‫س�واء على املس�توى احلكومي أو على اجملتمع املدني‪ ،‬ولم نعد نس�مع ً‬ ‫شيئا من‬ ‫جهاز الكس�ب غير املشروع الذي كان قد تصدى لهذا األمر‪ ،‬ولم نعد نسمع ً‬ ‫شيئا‬ ‫م�ن مكتب النائب الع�ام املنوط به أن يك�ون ممثل ادعاء البالد ف�ي كل القضايا‬ ‫خصوص�ا أنه كانت لديه بالغ�ات كثيرة في هذا األم�ر‪ .‬لم يحدث أي‬ ‫الوطني�ة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إجناز في هذا امللف‪ ،‬رغم أن هناك دوال أخرى اس�تطاعت أن تس�تعيد أموالها أو‬ ‫ً‬ ‫بعضا منها في وضع مشابه لنا‪ ،‬وكأن لم يعد هناك شيء يذكر في هذا امللف ومت‬ ‫الت�زام الصمت الذي هو أقرب إلى التواطؤ فيه (كالعادة فهناك غياب ش�فافية‪،‬‬ ‫تدميرا خالل فترة‬ ‫ناهيك عن حالة التفس�خ في مؤسس�ات الدولة التي ش�هدت‬ ‫ً‬ ‫متاما في أثناء حكمهم) امله�م أن هذا الصمت على‬ ‫مب�ارك‪ ،‬وأراد اإلخ�وان هدمها ً‬ ‫أم�وال البالد املهربة ال�ذي يحدث عندنا عك�س ما يحدث في ال�دول التي لديها‬ ‫ه�ذه األموال‪ ،‬فهي مهمومة بتلك األموال لتبييض وجهها أمام ش�عبها وش�عوب‬ ‫العالم»‪.‬‬

‫اإلرهاب سيقيم‬ ‫في مصر حتى إشعار آخر‬ ‫تلك النبوءة اطلقها احمد عبد التواب في جريدة «التحرير»‪« :‬علينا أن نفيق‬ ‫من األوهام التي دأب كثير من املس�ؤولني على ترويجها كلما دخلت البالد محنة‬ ‫اإلره�اب عل�ى أيدى التط�رف الديني‪ ،‬فيكررون ف�ي كل م�رة أن األوضاع باتت‬ ‫مس�تتبة‪ .‬علينا أن ِّ‬ ‫نؤهل أنفس�نا على أننا س�نتجاور مع اإلره�اب واإلرهابيني‬ ‫لفت�رة قد تط�ول‪ ،‬إذا ل�م نغيِّ ر اخلط�ط واألس�اليب البالية التي ل�م تعد جتدي‬ ‫نفع�ا‪ ..‬لق�د ج�اءت أحداث العن�ف واإلرهاب املس�لح الت�ي تضرب البلاد هذه‬ ‫ً‬ ‫األيام لتنس�ف ع�ددً ا من املق�والت التي كانت تب�دو ثابتة منذ عق�ود‪ ،‬حتى أنها‬ ‫كان�ت ُ‬ ‫تغلب على بعض النتائج العلمية التي ق�ام بها باحثون نابهون‪ ،‬من هذه‬ ‫الثواب�ت البادية أن اجلهل هو مفرخة التطرف واإلرهاب‪ ،‬فكان الرد على ذلك ما‬ ‫حدث من طالب اجلامعات‪ ،‬خاصة جامعة األزهر‪ ،‬وما تكشف عن الدعم الفكري‬ ‫واألدبي والنفس�ي الذي ينالونه من عدد من األس�اتذة‪ ،‬ب�ل من بعض العمداء‪،‬‬ ‫وبع�ض املغتربين املقيمني في أوروبا وامري�كا‪ .‬وكان يُ قال‪ً ،‬‬ ‫أيض�ا‪ ،‬إن الفقر هو‬ ‫مؤخ�را وجوه من املتيس�رين لتدح�ض هذا االفت�راض! بل‬ ‫األس�اس‪ ،‬فظه�رت‬ ‫ً‬ ‫ث�راء ف�ي العالم‪..‬هذه احلقائق‬ ‫إن جماعة اإلخوان نفس�ها م�ن أكثر اجلماعات‬ ‫ً‬ ‫الكاش�فة ال تنفي أن اجله�ل والفقر عاملان مهمان في الدفع بالتط�رف الذي قد‬ ‫يلج�أ إلى اإلرهاب بالسلاح‪ ،‬ولكن م�ن املؤكد أن هنالك عوامل أخرى‪ ،‬تش�ارك‬ ‫ف�ي تعقيد الظاه�رة وتوجب أن تخضعها ملزي�د من الدراس�ات العلمية‪ ،‬خاصة‬ ‫أن ه�ذه التحليالت التي ال تزال ه�ي املعتمدة حتى اآلن لم تتوقع أي دور للمرأة‬ ‫في عمليات العنف وإشهار السالح‪ ،‬فأثبتت األحداث األخيرة أن للمرأة دورأ قد‬ ‫ً‬ ‫متاحا‬ ‫يك�ون‬ ‫أحيانا أهم وأوضح من دور الرجال‪ ،‬يُ ض�اف إلى كل هذا ما لم يكن ً‬ ‫به�ذه الوف�رة لإلرهابيني ف�ي املاضى بط�ول تاريخهم وعبر تاري�خ البالد‪ ،‬مثل‬ ‫السالح‪ ،‬وخاصة املتطور منه»‪.‬‬

‫‪Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi‬‬

‫إنفلونزا اخلنازير تزيد هموم املصريني‬ ‫وإلى حديث الساعة الذي يفرض نفسه على مجالس املصريني ويحدثنا عنه‬ ‫عاصم بس�يوني في جريدة «اجلمهورية»‪ :‬كنا قد اس�ترحنا من حكاية انفلونزا‬ ‫الطيور التي جعلت الكثير منا يحجم ليس عن تناولها وإمنا عن تربيتها أو حتى‬ ‫اقتنائها للزينة‪ .‬واكتش�فنا في ما بعد أنها مجرد فزاعة اختلقها التجار واملربون‬ ‫لرفع األسعار والتحكم في السوق‪ .‬وكنت واحدا من الذين عزفوا عن أكل الدجاج‬ ‫فترة طويلة‪ ،‬خوفا من اإلصابة بتلك االنفلونزا التي راح ضحيتها العشرات على‬ ‫ما أذكر في املاضي عندما كنا نقوم بنشر أخبارها‪ .‬فما بال انفلونزا اخلنازير تلك‬ ‫الت�ي أدت إلى وفاة أكثر من ‪ 52‬حتى اآلن‪ ،‬باإلضافة إلى إصابة واحتجاز املئات‬ ‫مبختلف احملافظات مما يعيد س�يناريو عش�رينيات القرن املاضي عندما انتشر‬ ‫هذا املرض في املكس�يك وانتقل إلى بقية الدول اجملاورة ومنها إلى البعيدة‪ ،‬مما‬ ‫أدى إل�ى وفاة املاليين‪ ،‬وهو ما جعل العالم يخش�ى من ع�ودة الكابوس ال قدر‬ ‫الل�ه‪ .‬فالبلد مش ناقصة كوابي�س‪ .. ».‬وما يدهش الكاتب له هو كيفية انتش�ار‬ ‫هذا املرض وسرعة انتقاله؟ رغم اإلبادة اجلماعية للخنازير أواخر عهد الرئيس‬ ‫اخملل�وع‪ ،‬ورغم أنه لم يك�ن بهذه الشراس�ة وقتها تذمر املربون بس�بب اإلبادة‬ ‫اجلماعي�ة له�ذا احليوان وملأوا الدني�ا ضجيجا وصخب�ا‪ .‬واتهم�وا احلكومة‬ ‫بالتآمر بحجة القضاء على الفيروس‪ .‬واألغرب هو كيفية تربية اخلنازير ثانية‬ ‫وإعادة تكاثرها؟ رغم حظر اس�تيرادها‪ .‬ورغ�م التحذير ليس من تداولها وإمنا‬ ‫من تربيتها وأنه يجب التحقيق في ذلك األمر بشفافية واطالع الرأي العام على‬ ‫ذلك‪ ..‬الغريب رغم س�قوط الكثير م�ن الضحايا واملصابني‪ ،‬إال أن وزارة الصحة‬ ‫ل�م تهتم رغم حتذير األطباء‪ ،‬فقد اس�تنكر د‪ .‬خالد س�مير أمين صندوق النقابة‬ ‫العام�ة لألطباء جتاهل الوزارة للتحذير من انتش�ار فيروس التهاب رئوي غير‬ ‫منطي قاتل لم تشهده البالد من قبل‪.‬‬

‫النحاس سيبقى وخصومه‬ ‫لن يتذكرهم أحد‬ ‫ونختتم املع�ارك الصحافية مع جريدة ‪»:‬الوفد» التي يش�ن رئيس حتريرها‬ ‫ً‬ ‫هجوما على صحيفة «اليوم الس�ابع» بس�بب ما نش�رته ضد‬ ‫وجدي زين الدين‬ ‫اح�د ابرز رموز ح�زب الوفد التاريخيني وه�و مصطفى النحاس‪« :‬ش�يء مؤلم‬ ‫ً‬ ‫ج�دا أن يتم تزوي�ر التاريخ‪ ،‬واألش�د ً‬ ‫أملا من�ه أن يروي جهالء وقائ�ع تاريخية‬ ‫مرت عليها عش�رات الس�نني من دون توثيق ملا يقولون وم�ن دون علم أو بحث‬ ‫مس�تفيض في هذا الش�أن‪ ..‬واألخطر من ذلك أن يردد ه�ؤالء املزورون للتاريخ‬ ‫أحاديث األعداء واملس�تعمرين ضد الوطنيني من أهل مصر‪ ،‬ويعتبروا ش�هادات‬ ‫ه�ؤالء األعداء حقائ�ق دامغ�ة‪ ..‬وجريدة «اليوم الس�ابع» وقعت ف�ي هذا الفخ‬ ‫عندم�ا أس�ندت حترير باب يوم�ي عل�ى صفحتها الثاني�ة بعن�وان «ذات يوم»‬ ‫يح�رره جاه�ل بالتاريخ املص�ري احلدي�ث وأدوار البطول�ة الت�ي لعبها رجال‬ ‫مصر الش�رفاء‪ ،‬الذين حملوا على كاهلهم أعب�اء تنوء عن حملها اجلبال‪ ،‬وعلى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أدوارا بطولية س�جلها‬ ‫جميعا زعماء الوفد الش�رفاء‪ ،‬الذين لعبوا‬ ‫رأس ه�ؤالء‬ ‫له�م التاري�خ بح�روف من نور‪ ..‬ومنه�م الزعيم خال�د الذكر مصطف�ى النحاس‬ ‫الذي ش�هد ل�ه األعداء م�ن املس�تعمرين قبل احملبين بوطنيته الف�ذة‪ ..‬ويحمل‬ ‫تاريخ�ه صفحات من ن�ور ال ينكرها إال كل جاهل أو حاق�د‪ ..‬وكنت أمتنى أال تقع‬ ‫الزميلة «اليوم الس�ابع» في شرك اجلهالة الذي ارتكبه محرر باب «ذات يوم»‪..‬‬ ‫ً‬ ‫جيدا أو ال يقرأ من األس�اس‬ ‫واحلكاي�ة أن ه�ذا احملرر يبدو أن�ه ال يقرأ التاري�خ‬ ‫عندما يروي وقائع مزورة عن ش�رفاء األمة املصرية‪ ،‬خاصة الزعيم خالد الذكر‬ ‫مصطفى النحاس‪ ،‬فقد طالعنا خالل أعداد مضت كان آخرها ما رواه في ذكرى ‪3‬‬ ‫ً‬ ‫مستندا أو ً‬ ‫ناقال من مذكرات سفير بريطانيا السير‬ ‫و‪ 4‬فبراير‪/‬شباط عام ‪،1942‬‬ ‫مايل�ز المبس�ون في ذلك احلين‪ ،‬واعتب�رت الصحيفة بلس�ان محررها اجلاهل‬ ‫أن م�ا يقوله س�فير الدولة املس�تعمرة حقائق دامغة ونال م�ن النحاس أو دولة‬ ‫الباشا»‪.‬‬

‫حترق زوجها مبساعدة عشيقها‬ ‫وال�ى صفح�ات احل�وادث وه�ذه القص�ة املؤمل�ة الت�ي تلع�ب فيه�ا اخليانة‬ ‫الزوجي�ة دور احملرض الرئيس والتي رصدتها بش�كل مقتض�ب صحيفة اخبار‬ ‫احلوادث‪ ،‬حيث متكن ضباط قس�م ش�رطة اله�رم من ضبط زوج�ة تدعى نوال‬ ‫قام�ت باش�عال النار في زوجها وس�يارته مبعاونة عش�يقها الس�ائق ‪..‬البداية‬ ‫كم�ا تقول الصحيفة كانت مع بالغ تلقاه املقدم محمد عبدالواحد رئيس مباحث‬ ‫قس�م الهرم يفيد بنش�وب حريق في س�يارة مالكي وبداخلها سائقها‪ .‬وبانتقال‬ ‫رئي�س املباحث تبين ان الس�يارة متفحمة بالكام�ل وبداخلها س�ائقها مما أثار‬ ‫ش�كوك رجال املباحث بأن احلادث وقع بفعل فاعل‪ ،‬ومن هنا بدأ فريق التحقيق‬ ‫يجمع شتات القضية ويوس�ع من دائرة االشتباه لفك طالسم القضية وباجراء‬ ‫التحريات تبني ان اجملني عليه يدعي نادر زكريا ‪ 39‬عاما سائق سيارة‪ ،‬وان وراء‬ ‫ارت�كاب الواقعة زوجته القامتها عالقة غير ش�رعية مع ش�خص آخر وبالقبض‬ ‫عل�ى املتهمين اعترفت بارتكاب الواقع�ة لكي يخلو لها اجلو هي وعش�يقها‪ .‬كما‬ ‫كش�فت التحري�ات املوثقة التي اجراها ع�دد من ضباط املباح�ث ان الزوج يوم‬ ‫احل�ادث قام باصطحاب زوجته بهدف الس�فر الى االس�كندرية واثناء الطريق‬ ‫اعطت�ه علبة عصير بداخلها حب�وب منومة‪ ،‬وعقب ذلك قامت باش�عال النيران‬ ‫في الس�يارة وزوجها‪ ..‬مت حترير محضر بالواقعة وباخطار اللواء كمال الدالي‬ ‫مدير أمن اجليزة امر باحالة املتهمني الى النيابة للتحقيق‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫صحف عبرية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪9‬‬

‫يدعون أنهم من نسل الكنعانيني الذين سكنوا البالد قبل اسباط بني اسرائيل‬ ‫يكذب الفلسطينيون حني ّ‬

‫محاولة فلسطينية جديدة لتزوير التاريخ!‬

‫نداف شرغاي‬ ‫ف�رق الباحث ف�ي القومية املش�هور أنطوني س�ميث ذات مرة بني‬ ‫■ ّ‬ ‫نوعين من بناء الهوية القومية‪ :‬الن�وع االول – أمم ذات جوهر حضارة‬ ‫وتاري�خ‪ ،‬والثان�ي – أمم بلا ن�واة كهذه‪ ،‬يج�ب أن توجد كل ش�يء من‬ ‫جديد‪ .‬والتاريخ كما بني البروفيس�ور اس�حق رايتر ذات مرة في كتابه‬ ‫«من القدس الى مكة والعودة من هناك» ليس دقيقا دائما بل هو اختالق‬ ‫في حاالت متطرفة‪ .‬وإن حالة رئيس فريق التفاوض الفلسطيني صائب‬ ‫عريقات كما يبدو حالة تطرف من هذا القبيل‪.‬‬ ‫إن عريقات الذي قذف الوزيرة تسيبي لفني هذا االسبوع في ميونيخ‬ ‫بقول�ه إنه هو وأبناء عائلته الكنعانيني س�كنوا أريحا قبل أن يأتي بنو‬ ‫اس�رائيل الى املدينة بقيادة يوش�ع بن نون بثالثة آالف سنة‪ ،‬ليس هو‬ ‫الفلس�طيني االول ال�ذي أوجد نفس�ه من جديد ومد خطا مس�تقيما بني‬ ‫الكنعانيين الذي�ن وجدوا ذات مرة وفلس�طينيي اليوم‪ .‬فقد س�بقه الى‬ ‫ذلك كثيرون في الواقع الفلس�طيني‪ .‬ورأى عدد منهم أنفس�هم من نس�ل‬ ‫اليبوسيني ورأى آخرون أنفسهم من نسل الفلسطينيني واختار آخرون‬ ‫الكنعانيني كما ذكرنا آنفا‪.‬‬ ‫يق�وم ف�ي مرك�ز الدعاي�ة العربي�ة من�ذ س�نوات زع�م أن الش�عب‬ ‫الفلس�طيني كان يس�كن هذه االرض منذ آالف الس�نني وس�بق الشعب‬ ‫اليهودي الذي جاء الى هنا «محتال»؛ وأن الفلس�طينيني الذين هم نسل‬ ‫الكنعانيين القدماء أو اليبوس�يني القدماء أو الفلس�طينيني القدماء هم‬ ‫أبن�اء ه�ذه االرض األصليون التي احتلت آنذاك كم�ا احتلت اليوم على‬ ‫أي�دي اليهود‪ .‬ويُ ختلق تاريخ فلس�طيني جديد الى جانب محو التاريخ‬ ‫اليه�ودي وتزوي�ره – ال�ى ح�د التناق�ض املنطق�ي احيان�ا – ويصب�ح‬ ‫الكنعاني�ون الذي�ن ذك�روا ف�ي الكت�اب املق�دس عرب�ا فج�أة‪ ،‬ويصبح‬ ‫يسوع هو الفلسطيني الذي دعا الى االسالم ال الى املسيحية‪ ،‬وماذا عن‬ ‫موسى؟ لقد كان مسلما أصال‪.‬‬ ‫إن تصفح�ا تاريخي�ا قصي�را غي�ر اس�تغراقي بالض�رورة مل�ا يقول‬ ‫اخلب�راء والكت�ب القدمية واجلدي�دة‪ ،‬واقتباس�ات مختارة م�ن أنحاء‬ ‫ش�بكة العرب االس�رائيليني والفلسطينيني تش�هد بأن جذور عائالتهم‬ ‫مغروس�ة بعيدا عن هنا وتدل على أن الرواية الفلس�طينية التي يناضل‬ ‫عريقات عن كرامتها هي رواية خيالية‪.‬‬ ‫خذوا على س�بيل املثال الس�يدة س�لمى فيومي من س�كان كفر قاسم‬ ‫الت�ي أظهرت قدرات طبخه�ا في برنامج «الطاهي االكب�ر»‪ .‬من املؤكد أن‬ ‫فيوم�ي لم تك�ن تقصد ادخال رأس�ها في اجلدل في أصل الفلس�طينيني‪،‬‬ ‫لكنها عرضت بفخر كبير طعام ُ‬ ‫«الكش�ري» وهو «طعام مصري من األرز‬ ‫والعدس» وبينت الطاهية من كفر قاسم قائلة‪« :‬جاءت عائلتي من مصر‬ ‫من الفيوم‪ ،‬وأنا سلمى الفيومي جئت من الفيوم»‪.‬‬ ‫ول�م يك�ن فتح�ي حم�اد ايض�ا وزي�ر الداخلية ف�ي حكوم�ة حماس‬ ‫ال�ذي طل�ب مس�اعدة مصرية في اثن�اء عملي�ة «صدى مك�رر» للجيش‬ ‫االس�رائيلي ف�ي قط�اع غ�زة (آذار ‪ )2012‬لم يك�ن يقصد أن يُ فس�د على‬ ‫عريقات وأش�باهه نظريتهم الكنعانية‪ ،‬لكن كالمه ل�م يترك مكانا كبيرا‬ ‫للتفس�ير فق�د بني حم�اد قائلا‪« :‬حينما ندع�و الى مس�اعدتكم فان ذلك‬ ‫ملواصلة اجلهاد‪ .‬واحلمد لله أن لنا جميعا جذورا عربية وكل فلس�طيني‬ ‫في غزة وفي أنحاء فلس�طيني قادر على أن يبرهن على جذوره العربية‬ ‫إم�ا في العربية الس�عودية وإما في اليمن أو ف�ي أي مكان آخر‪ .‬إن بيننا‬ ‫روابط دم‪.‬‬

‫«إن نص�ف عائلت�ي م�ن جهة ش�خصية م�ن مص�ر‪ .‬فأي�ن رحمتكم؟‬ ‫وإن أكث�ر م�ن ثالثين عائلة في قطاع غزة تس�مى املص�ري‪ .‬أيها االخوة‬ ‫إن نص�ف الفلس�طينيني مصري�ون والنصف اآلخر س�عوديون‪ .‬من هم‬ ‫الفلس�طينيون؟ إن عندنا عائالت مصري كثيرة اصولها مصرية جاءت‬ ‫من االس�كندرية والقاهرة وأسوان‪ .‬نحن مصريون‪ .‬ونحن عرب ونحن‬ ‫مسلمون»‪.‬‬ ‫إن ال�ذي أراد عل�ى اخلص�وص أن يثب�ت اجل�دل ف�ي كنعاني�ة‬ ‫الفلس�طينيني ه�و عضو الكنيس�ت الس�ابق عزمي بش�ارة وه�و عربي‬ ‫اس�رائيلي مس�يحي ومؤس�س ح�زب التجم�ع الدميقراطي‪ .‬وق�د غادر‬ ‫اس�رائيل كم�ا تذكرون بعد أن اتهم بالتجس�س ومبس�اعدة حزب الله‪.‬‬ ‫وق�د كتب بش�ارة ف�ي مقدم�ة النس�خة العبرية م�ن كت�اب «مجموعات‬ ‫متخيل�ة» وهو كت�اب بنديك�ت آندرس�ون يق�ول إن «القومي�ة العربية‬ ‫احلديثة تتصرف وكأن حقيقة أنها نشأت في القرن التاسع عشر كسائر‬ ‫القومي�ات تغض ش�يئا ما م�ن قيمتها أو م�ن عدالتها»‪ .‬وله�ذا‪ ،‬كما بني‪،‬‬ ‫«تش�عر بانها ملزمة أن حتول تاريخ الناطقني بالعربية الى القومية وأن‬ ‫جتعل�ه تاريخ�ا قوميا ممتدا الى ما قبل عصر االسلام حتى ايامنا‪ ...‬إن‬ ‫احلركة القومية الفلس�طينية‪ »...‬قال بشارة مس�تطرقا‪« :‬وعن منافسة‬ ‫ف�ي املاضي م�ع الصهيوني�ة‪ ،‬ثبتت اي�ام بدئها عن�د الكنعانيين وبذلك‬ ‫أح�رزت مص�در متيز ف�ي املاضي أقدم من االس�باط العبري�ة التي تزعم‬ ‫الصهيونية أنها استمراريتها الطبيعية‪.»...‬‬ ‫إن كالم�ا أوضح م�ن هذا بنفس الروح قاله وليد ش�عيبات الذي كان‬ ‫في املاضي مس�لما ونش�يطا في فتح ثم تنصر وأصبح متحدثا بارزا عن‬ ‫فضل اس�رائيل واملس�يحية‪ .‬يزعم ش�عيبات الذي هاجر من االردن الى‬ ‫الواليات املتحدة أن كل من عرفه في فلسطني «استطاع أن يتتبع جذوره‬ ‫ال�ى الدولة التي جاء منها جده القدمي‪ .‬وق�د عرفنا جيدا أن أصلنا ليس‬ ‫كنعانيا برغم أنهم حاولوا أن يعلمونا ذلك‪ ...‬وقد اعتاد جدي أن يُ حدثنا‬ ‫عن أن قريتنا بيت ساحور في محافظة بيت حلم كانت فارغة حينما جاء‬ ‫أبوه الى هناك مع س�ت عائالت اخرى‪ .‬ويوجد اليوم في القرية أكثر من‬ ‫‪ 30‬ألف ساكن»‪.‬‬ ‫إبحثوا في القرآن‬ ‫إن البروفيسور رافي يس�رائيلي وهو مستشرق ومختص باالسالم‬ ‫من اجلامعة العبرية ومؤلف أكثر من عشرين كتابا عن العرب واالسالم‬ ‫يُ ع�رف الصلة التي يصطنعها الفلس�طينيون بالكنعانيني املذكورين في‬ ‫الكتاب املق�دس بأنها «متناقضة منطقيا»‪« :‬إن أصل العرب القدمي الذين‬ ‫جاءوا الى البالد ش�به اجلزيرة العربية‪ ،‬فمن هن�اك جاء أوائلهم‪ .‬وهم‬ ‫اآلن يقفون على رؤوس�هم فبدل أن يقولوا إنهم عرب هاجروا الى ارض‬ ‫كنعان وحولوها الى ارض مسلمة‪ ،‬يجعلون أنفسهم أبناء كنعان»‪.‬‬ ‫ويذكر البروفيسور يس�رائيلي أنه «توجد حتى في اسماء العائالت‬ ‫العربية آثار س�افرة ُتبني هجرتهم الى هنا‪ .‬فف�ي أم الفحم اربع عائالت‬ ‫كبيرة أصلها من مص�ر‪ .‬وكان في البلدة القدمية في القدس حي املغاربة‬ ‫للمسلمني الذين جاءوا من ش�مال افريقيا من املغرب واستوطنوا ارض‬ ‫اس�رائيل‪ .‬هذا الى أن الدولة العثمانية نقلت مجموعات من السكان من‬ ‫مكان الى مكان كي حتسن سيطرتها عليها‪ .‬فقد جاءت الى هنا بالشركس‬ ‫وهم مسلمون من القوقاز ُ‬ ‫وأسكنوا في هذه البالد‪.‬‬ ‫«لي�س للفلس�طينيني في احلقيقة جذور هنا وه�م يعلمون ذلك جيدا‬ ‫وله�ذا يحاول�ون أن يوجدوا ألنفس�هم جذورا اخ�رى‪ .‬وحينما تنتقض‬ ‫من جهة تاريخية أو أثرية هذه احلماقة‪ ،‬يدعو الدارس�ون في العالم من‬

‫الف�ور الى «احت�رام الرواية» وال يهمهم ما هي احلقيق�ة التاريخية‪ .‬فاذا‬ ‫لم ندحض ذلك فس�يُ قبل على أنه حقيقة ألنه اذا ُكرر الكذب آالف املرات‬ ‫أصبح يُ رى حقيقة آخر االمر ولهذا ال يجوز السكوت»‪.‬‬ ‫ص�در هذا االس�بوع الكتاب التاس�ع للبروفيس�ور نس�يم دانه الذي‬ ‫يتناول الصراع الديني بيننا وبني الفلس�طينيني‪« :‬ملن هذه البالد – نظر‬ ‫ف�ي القرآن من جديد» (اصدار مؤسس�ة بيالك وجامع�ة اريئيل)‪ .‬وكان‬ ‫دان�ه يرأس لس�نوات طويلة قس�م الطوائف الدينية غي�ر اليهودية في‬ ‫وزارة االديان وهو يعمل اليوم رئيس�ا للقسم املتعدد اجملاالت في علوم‬ ‫االجتماع واآلداب في جامعة اريئيل‪.‬‬ ‫إن اس�تنتاجاته قد تفاجيء غي�ر املطلعني على الكتاب املقدس للدين‬ ‫االسلامي‪« .‬ف�ي القرآن الذي يرى االسلام أنه كالم الل�ه الذي ال يوجد‬ ‫أقدس منه»‪ ،‬يقول البروفيسور دانه «توجد عشرة مواضع تقول إن الله‬ ‫أورث شعب اس�رائيل هذه البالد‪ .‬وقد ُأكد فيها جميعا تقريبا ذلك احلق‬ ‫ب�ل الواجب املفروض على بني اس�رائيل أن يرثوه�ا‪ .‬وفي مقابل ذلك ال‬ ‫يوجد أي ذكر في القرآن يورث املسلمني أو العرب أو الفلسطينيني البالد‬ ‫أو أية أمة اخرى ليست شعب اسرائيل‪.‬‬ ‫«وال�ى ذل�ك فان الزع�م احلالي وهو أن الش�عوب التي احتل ش�عب‬ ‫اس�رائيل االرض منه�ا – وه�م الكنعاني�ون واليبوس�يون والعمالقة –‬ ‫كانوا ش�عوبا عربية ‪ -‬ال يتس�اوق مع حقيقة أن بني اس�رائيل بحسب‬ ‫االسلام نفسه قد أمرهم الله باحتالل هذه االرض من تلك الشعوب بعد‬ ‫أن دنسوها بعبادة األوثان مثال»‪.‬‬ ‫ويستش�هد دانه في كتاب�ه باالصل باللغة العربي�ة ويأتي بالترجمة‬ ‫وبالتفسير‪ .‬وهو يس�تعرض ايضا كتب عشرات مفسري القرآن ويقول‬ ‫إن اكثرهم يؤيدون االس�تنتاج الذي يقوي صلة شعب اسرائيل بارض‬ ‫اس�رائيل‪« .‬ب�ل إن محم�د الطب�ري (محم�د ب�ن جري�ر الطبري املفس�ر‬ ‫املش�هور – املترجم) الذي يعتبر بحس�ب املصطلحات اليهودية راش�ي‬ ‫املس�لمني وأكبر مفسري القرآن»‪ ،‬يبني دانه‪« ،‬يلتزم بهذا االجتاه بل إنه‬ ‫يحدد حدود ارض اسرائيل «من الفرات الى ضفة النيل الشرقية» «‪.‬‬ ‫ويقول دانه محددا «فيما يتعلق بالقدس جاء في القرآن في الس�ورة‬ ‫الثانية من اآلية ‪ 142‬فما بعدها أنها كانت قبلة الصالة من اجل استهواء‬ ‫اليهود وجذبهم الى االسلام‪ ،‬لكن القبلة الصحيحة هي الكعبة في مكة‪.‬‬ ‫بل فيما يتعلق بالقصة التأسيس�ية وهي عروج نبي االسلام محمد الى‬ ‫الس�ماء بعد االس�راء به من مكة الى القدس وهو يركب البراق – يوجد‬ ‫عن�د القرآن م�ا يقول�ه‪ ،‬فالق�رآن يأتي بش�هادة عائش�ة‪ ،‬زوج�ة محمد‬ ‫احملبوب�ة‪ ،‬الت�ي قالت إنه مكث معه�ا طول الليلة تلك كله�ا التي ُزعم أنه‬ ‫ُعرج به الى السماء فيها ولذلك فليس احلديث بحسب عائشة سوى عن‬ ‫حلم ورؤيا فقط ال عن رحلة حقيقية» (لم يُ ذكر هذا في القرآن بل ُذكر في‬ ‫احاديث صحيحة من كتب السنة – املترجم)‪.‬‬ ‫ويضيف دانه ايضا أن «املفس�ر ابن تيمي�ة الذي توفي في ‪ 1328‬يرى‬ ‫أن الدع�وى الرائج�ة الي�وم التي تتحدث ع�ن عالمات بقي�ت من زيارة‬ ‫محم�د جلب�ل الهي�كل‪ ،‬يراها كاذب�ة‪ .‬وإن اصطبل س�ليمان ال�ذي حوله‬ ‫املس�لمون في عصرنا الى مس�جد يراه واحد من عظماء االسالم هو ابن‬ ‫جزء من الهيكل»‪.‬‬ ‫خلدون‪ ،‬بصراحة ً‬ ‫إن نظ�ر دان�ه ف�ي الق�رآن من جدي�د يجعله يس�تنتج أن�ه «ال يوجد‬ ‫أساس لتعريف الفلس�طينيني أنفسهم اليوم بأنهم كنعانيون‪ .‬ألن أصل‬ ‫املس�لمني الذين يعيش�ون هنا اليوم والذين حتول آب�اء آبائهم في ‪622‬‬ ‫ليصبحوا مس�لمني‪ ،‬في ش�به اجلزيرة العربية‪ .‬وإن زعم أنهم من نس�ل‬ ‫الكنعانيني هو من جهات كثيرة «هدف ذاتي» ألن الله كما ورد في القرآن‬ ‫أمر بطرد الكنعانيني من البالد بعد أن دنسوها»‪.‬‬

‫هجرة جماعية‬ ‫إن الرواية الفلس�طينية بحس�ب عريق�ات التي تتح�دث عن اتصال‬ ‫الوج�ود الفلس�طيني هن�ا من�ذ العص�ر الكنعان�ي ال تثب�ت المتح�ان‬ ‫الش�هادات التاريخية‪ .‬يقول الدكتور ش�اؤول بارتال من قسم دراسات‬ ‫الش�رق االوس�ط في جامعة ب�ار ايلان إنه في كثي�ر من كت�ب التاريخ‬ ‫الفلس�طينية كان التأكي�د الرئيس ل�ـ «االحتالل العربي لفلس�طني» في‬ ‫القرن الس�ابع في س�نة ‪ 638‬للميالد‪« ،‬وهو احتالل جعل فلسطني ارضا‬ ‫اسالمية مدة نحو من ‪ 1300‬سنة»‪.‬‬ ‫ويُ بين الدكت�ور بارت�ال أن موج�ات الهج�رة الت�ي جاءت من ش�به‬ ‫اجلزي�رة العربية وبعد ذلك من ش�رقي االردن وس�وريا ايضا هي التي‬ ‫أفضت الى اس�تيطان العرب في هذه البالد‪« .‬حتى في رام الله التي هي‬ ‫العاصمة االدارية للس�لطة الفلس�طينية يرجعون جذور سكانها العرب‬ ‫ال�ى عائلات هاجرت ال�ى هناك م�ن االردن ف�ي نهاية الق�رن اخلامس‬ ‫عشر»‪.‬‬ ‫ي�دل بح�ث قام ب�ه الدكتور بارت�ال مع الدكتورة رفكا ش�فاك ليس�ك‬ ‫عل�ى أن العائالت االربع املركزية التي يتألف منها س�كان أم الفحم وهي‬ ‫محاجن�ة وجباري�ن ومحامي�د واغباري�ة أصله�ا عائالت هاج�رت الى‬ ‫فلسطني منذ القرن السابع عشر فما بعد من السعودية واليمن وسوريا‪.‬‬ ‫وبعد ذلك فقط في القرن التاس�ع عشر انضمت اليهم عائالت كثيرة هي‬ ‫في االصل من مصر وشرق االردن‪.‬‬ ‫وتش�هد سلس�لة من املص�ادر التاريخية على أن مس�احات شاس�عة‬ ‫من ارض اس�رائيل كانت ف�ي القرون املاضية متروكة وش�به خالية من‬ ‫السكان‪ .‬وقد اس�تعرض د‪ .‬بارتال ذلك إن تشارلز اليوت رئيس جامعة‬ ‫هارفارد وصف منطقة اجلليل في سنة ‪ 1867‬بأنها «مكان قفر وبؤس»‪.‬‬ ‫‪ ‬وحت�دث م�ارك توي�ن في كتاب�ه الش�هير «رحل�ة لذات ال�ى االرض‬ ‫املقدسة» عن أنه لم ير نفسا حية طول الرحلة كلها‪ ،‬أما الراهب صموئيل‬ ‫منينغ فتس�اءل ف�ي ‪« :1874‬أين الس�كان؟»‪ ،‬وذكر جيم�س بني القنصل‬ ‫البريطان�ي في ‪ 1857‬أن «االرض خالية من الس�كان بصورة ملحوظة»‪،‬‬ ‫ووصف�ت دائرة معارف املانية ص�درت في ‪ 1827‬هذه البلاد بأنها «قفر‬ ‫تتجول فيه عصابات نهب عربية في كل ركن منه»‪.‬‬ ‫ويق�ول د‪ .‬بارتال بن�اءا على ذلك بصورة قاطعة‪« :‬إن الفلس�طينيني‬ ‫ليس�وا هم الفالحني الذين كانوا يس�كنون فلس�طني حقبا متطاولة‪ ،‬بل‬ ‫هم في االس�اس مهاج�رون جاءوا الى هنا من قري�ب‪ُ .‬قبيل نهاية القرن‬ ‫التاس�ع عشر فقط بدأت هذه البالد تزهر على إثر دخول عامل جديد هو‬ ‫الصهيونية‪ ،‬وكانت النتائج مدهشة‪.‬‬ ‫في ‪ 1878‬كان عدد سكان البالد ‪ 141‬ألف مسلم من السكان املستقرين‬ ‫ُعرف ‪ 25‬باملئة منهم على االقل بأنهم جدد جاءوا من وقت قريب‪ ،‬وجاءوا‬ ‫من مصر في االساس»‪.‬‬ ‫ويذك�ر بارت�ال أن «ابحاث�ا مختلفة قام بها على مر الس�نني موش�يه‬ ‫براور وجدعون كارس�ل وآخرون تبين بوضوح أن اصل اكثر العائالت‬ ‫العربية التي س�كنت قرى في الس�هل الس�احلي واملنطقة التي اصبحت‬ ‫دول�ة اس�رائيل بع�د ذل�ك كان م�ن الس�ودان وليبي�ا ومص�ر واالردن‪.‬‬ ‫وتشهد ابحاث اخرى على موجات هجرة كبيرة من دول عربية في فترة‬ ‫االنتداب»‪.‬‬ ‫إن الكت�اب االش�هر ه�و «من�ذ األزل»‪ ،‬جل�ون بيت�رز ال�ذي وجد «أن‬ ‫الوض�ع ليس على اخلص�وص وضعا دُ فع فيه أو ُأبعد عن ارضه ش�عب‬ ‫عربي كثيف كان موجودا من�ذ األزل بل الوضع عكس ذلك متاما تقريبا‪:‬‬ ‫وهو وضع ش�عب – اليه�ودي – اجتذب وج�وده الي�ه مهاجرين عربا‪،‬‬

‫ال ّ‬ ‫حل دوليا ميكنه أن ينقذ سوريا من احلرب االهلية املستمرة في ظل تعدد امليليشيات املسلحة‬

‫قتل سوريا بـ«البراغماتية»‬ ‫‪ ‬أنشل بابر‬ ‫‪ ‬‬

‫■ خمسة وثالثني شهرا ومئة وسبعة وثالثني الف قتيل في‬ ‫احلرب االهلية في س�وريا واالسرة الدولية غير قادرة على أن‬ ‫تواف�ق على قرار مجلس االمن لالمم املتحدة يدعو كل االطراف‬ ‫للسماح للمنظمات االنسانية بادخال مؤن ضرورية من الغذاء‬ ‫واالدوي�ة‪ .‬وكاملعتاد‪ ،‬تأتي املعارضة من ناحية روس�يا‪ .‬وعلى‬ ‫حد قول الس�فير الروس�ي الى االمم املتحدة فيتالي تشوركني‪،‬‬ ‫«من السابق الوانه جدا‪ .‬ليست فكرة جيدة البحث في القرار»‪.‬‬ ‫ويخش�ى عل�ى ح�د قول�ه م�ن «التس�ييس» للن�زاع واوص�ى‬ ‫الغ�رب باتخاذ «نه�ج براغماتي» جت�اه نظام االس�د‪ .‬وعندما‬ ‫ش�دد املراسلون على تش�وركني في أن سكان حمص احملاصرة‬ ‫ي�ذوون من�ذ اش�هر طويل�ة في اجل�وع اج�اب بان «ه�ذا ليس‬ ‫حصارا بحجم من النوع الذي رايناه على مدى التاريخ»‪.‬‬ ‫حتى االن كان التدخل اخلارجي االكثر فظاظة في النزاع‪ ‬من‬ ‫جانب روس�يا وايران اللتني واصلتا تسليح جيش اجليش في‬ ‫ظ�ل القتال‪ ،‬وفي حالة ايران – التدخل ايضا بش�كل نش�ط في‬ ‫صالح النظام بارس�ال مستش�ارين عس�كريني واالف املقاتلني‬ ‫م�ن حزب الل�ه‪ ،‬الذين في عدة معارك حرج�ة رجحوا الكفة في‬ ‫صالح النظام واغلب الظن منعوا في السنة املاضية سقوطه‪.‬‬ ‫اذا كان ممكن�ا اته�ام الغ�رب بش�يء م�ا‪ ،‬فه�و فائ�ض‬ ‫البراغماتية‪ .‬بش�كل براغماتي امتنعت ادارة اوباما‪ ‬عن العمل‬ ‫باي شكل كان في االش�هر االولى من القتال رغم أنه علم منذئذ‬ ‫بذب�ح االف املواطنين‪ .‬وف�ي تل�ك الفت�رة‪ ،‬عندما كان�ت قوات‬ ‫الث�وار ال تزال في معظمها مقاتلني محليني معتدلني نس�بيا كان‬ ‫ميكن ‪ ‬تزويدهم بسهولة نسبية بالسالح عبر تركيا بل وحتديد‬ ‫منطقة انسانية محمية‪ .‬وبدال من ذلك‪ ،‬فضل اوباما ببراغماتية‬ ‫العم�ل بوس�ائل دبلوماس�ية‪ ،‬وضاع�ت الفرص�ة‪ .‬واضح االن‬ ‫ب�ان ارس�اليات السلاح التي سترس�ل الى س�وريا س�تصل‪،‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دولة عصابات‬

‫في بعضه�ا على االقل‪ ،‬ال�ى اجلماعات اجلهادي�ة التي حتولت‬ ‫بالتدري�ج الى اغلبية بني الثوار‪ .‬في واش�نطن يعترفون بانهم‬ ‫لو كانوا عملوا بشكل مختلف في ‪ 2011‬يحتمل أن يكون الوضع‬ ‫اليوم مختلفا‪.‬‬ ‫التدخ�ل العس�كري لن يكون في س�وريا‪ .‬كان ه�ذا واضحا‬ ‫منذ بداي�ة املواجهة‪ .‬فقد وصل اوباما ال�ى البيت االبيض وهو‬ ‫يحم�ل على كتفيه وع�دا باخراج جن�ود الوالي�ات املتحدة من‬ ‫العراق ومن افغانس�تان‪ ،‬وليس ادخالهم الى مواجهة جديدة‪.‬‬ ‫وحروب�ه ض�د اجنحة القاعدة عل�ى انواعها يديره�ا في جهاز‬ ‫التحك�م من بعيد‪ ،‬ولم يؤي�د الثورة في ليبي�ا اال بعد ان جرته‬ ‫بريطانيا وفرنس�ا‪ .‬وهناك ايضا لم يعمل اوباما قبل أن يحصل‬ ‫على االذن من مجلس االمن وفقط بهجمات من اجلو كمساعدة‬ ‫للثوار على االرض‪ .‬بدون «احذية على االرض»‪.‬‬ ‫كل العقائد االمريكية للتدخل في الش�رق االوس�ط انهارت‪.‬‬ ‫فليس للش�عب االمريكي بعد القوة لـ «تغيي�ر احلكم بالقوة»؛‬ ‫«ح�رب الطائ�رات بدون طي�ار» لالحباط�ات املركزة ل�ن تغير‬ ‫الوضع هن�اك؛ «القيادة من اخللف» مثلما في ليبيا لم تعد ذات‬ ‫صلة والسياس�ة الت�ي انتهجت على نحو خاص جتاه س�وريا‬ ‫– عقيدة «اخلطوط‪ ‬احلمراء» الوباما والتي وعدت برد قاس‬ ‫اذا ما اس�تخدم االسد سلاحا كيميائيا – لفظت انفاسها عندما‬ ‫تبني بان الكونغرس لم يؤيد حتى هجوم عس�كري محدود ردا‬ ‫على قتل مئات املواطنني بسالح كيميائي‪ .‬كان ميكن الوباما ان‬ ‫يتجاوز الكونغرس ولكنه اختار بدال من ذلك مخرجا براغماتيا‬ ‫التفاق بوساطة روسية لنزع السالح الكيميائي السوري‪.‬‬ ‫احل�رب االهلية في س�وريا مس�تمرة منذ ‪ 35‬ش�هرا‪ .‬بعد ‪35‬‬ ‫ش�هرا س�يغادر اوباما البيت االبيض في ختام والية رئاس�ية‬ ‫ثاني�ة‪ .‬اذا اس�تمر ببراغماتيته‪ ،‬فلن يكون ممكن�ا االمتناع عن‬ ‫التوقع بان يبقى االسد في احلكم بعده ايضا‪.‬‬ ‫هآرتس ‪2014/2/7‬‬

‫‪ ‬تسفي برئيل‬ ‫‪ ‬‬

‫■ أخيرا حتقق وقف نار في س�وريا‪ .‬ال‪،‬‬ ‫ليس بني النظ�ام واجليش الس�وري احلر‬ ‫وال بين اجلي�ش الس�وري احل�ر ومنظم�ة‬ ‫القاعدة‪ .‬هذا وقف للنار بني منظمة «الدولة‬ ‫االسالمية في العراق والشام» التي يقودها‬ ‫اب�و بكر البغ�دادي وبين «صقور الش�ام»‬ ‫الت�ي يقوده�ا ابو عيس�ى الش�يخ‪ .‬وهاكم‬ ‫التعقي�د‪ :‬الش�يخ يق�ف عل�ى رأس مجلس‬ ‫شورى «اجلبهة االسالمية» التي هي احتاد‬ ‫ملنظم�ات ديني�ة تعم�ل احيان�ا بالتنس�يق‬ ‫مع اجليش الس�وري احل�ر واحيانا اخرى‬ ‫تق�رر لنفس�ها القواع�د حس�ب اجلبه�ة‬ ‫اخلاص�ة التي تعمل فيه�ا‪ .‬واملفارقة هي ان‬ ‫االتف�اق بني «صقور الش�ام» و بني «الدولة‬ ‫االسلامية» ال يلزم اجلبهة االسالمية‪ .‬هذا‬ ‫اتفاق محلي يسمح لصقور الشام بالتحرر‬ ‫م�ن احلص�ار ال�ذي فرض�ه عليه�م مقاتلو‬ ‫الدولة االسالمية‪ .‬وهذا ايضا شيء ما‪.‬‬ ‫وهاك�م تعقي�د آخر‪« .‬الدولة االسلامية‬ ‫ف�ي الع�راق والش�ام» تعتب�ر حت�ى االن‬ ‫ج�زء من القاع�دة‪ .‬وظاهرا كان�ت تفترض‬ ‫ان تك�ون تابع�ة لنائ�ب ب�ن الدن‪ ،‬امي�ن‬ ‫الظواه�ري‪ ،‬ولك�ن الظواه�ري اعل�ن ه�ذا‬ ‫االس�بوع بان�ه ال توج�د أي صل�ة لدول�ة‬ ‫االسلام بالقاع�دة وان «جبه�ة النص�رة»‬ ‫فقط تعتب�ر جزء من املنظم�ة‪ .‬والظواهري‬ ‫غاضب على قائد الدولة االسلامية النه لم‬

‫يطع تعليماته بالعم�ل في العراق فقط واال‬ ‫ميس برجال جبهة النصرة في سوريا‪ .‬كما‬ ‫ان مس�اعي الوس�يط الس�عودي عبدالل�ه‬ ‫احمليس�ني للمصاحل�ة بين املنظمتين ل�م‬ ‫جتدي نفعا‪ .‬ولكن قائد الدولة االسالمية ال‬ ‫يهمه على أي حال ما يقوله عنه الظواهري‬ ‫النه يقرر بشكل مس�تقل أين يركز جهوده‪،‬‬ ‫وعملي�ا يعمل في العراق وفي س�وريا على‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫وهك�ذا فق�د اصبح�ت س�وريا دول�ة‬ ‫عصاب�ات‪ ،‬ميليش�يات ومنظم�ات‪ ،‬كل‬ ‫واح�دة منه�ا تدير بش�كل مس�تقل او على‬ ‫نح�و مش�ترك قطع�ة ارض‪ ،‬بالت�وازي مع‬ ‫حربه�ا ض�د النظ�ام تفت�ح جبه�ات محلية‬ ‫الواح�دة ض�د االخ�رى‪ .‬والنتيج�ة هي ان‬ ‫ه�ذه الس�نة كان قس�ما هاما م�ن الضحايا‬ ‫بن�ار م�ن جانبين او م�ن جوان�ب متعددة‬ ‫بين املنظم�ات وامليليش�يات‪ .‬حي�ال ه�ذا‬ ‫الواق�ع‪ ،‬م�ن الصع�ب ع�دم التناول بش�ك‬ ‫للجه�ود الدولية الحداث هدن�ة على االقل‬ ‫بني اجلي�ش الس�وري وبين املنظم�ات او‬ ‫االفت�راض ب�ان مؤمترا آخ�ر وبعده مؤمتر‬ ‫آخ�ر وغيره س�يطهر س�وريا من س�يطرة‬ ‫العصاب�ات‪ .‬م�ن هن�ا فان�ه ال ميك�ن الي‬ ‫طرف‪ ،‬ال اجليش الس�وري احلر وال النظام‬ ‫الس�وري ان يضم�ن اال تصبح س�وريا في‬ ‫املستقبل ايضا دولة ميليشيات‪.‬‬ ‫الس�يناريو ال�ذي تتطل�ع الي�ه ال�دول‬ ‫الغربية وروس�يا هو التع�اون بني اجليش‬ ‫الس�وري واجلي�ش الس�وري احل�ر‪ .‬غي�ر‬

‫أن مث�ل ه�ذا التعاون سيس�تدعي اس�قاط‬ ‫االس�د اوال او اخضاع جيش الثوار لقيادة‬ ‫عس�كرية يقف االسد على رأس�ها‪ .‬في هذه‬ ‫املرحل�ة يع�د اخلي�اران مثاب�ة هذي�ان وال‬ ‫توج�د في ه�ذه اللحظة أي ق�وة‪ ،‬ال محلية‬ ‫وال دولي�ة منه�ا ميكنها ان تخ�رج الى حيز‬ ‫التنفي�ذ أي م�ن هذي�ن الس�يناريوهني‪.‬‬ ‫اق�ل كلفة اطع�ام الالجئني والتب�رع للدول‬ ‫الت�ي تس�تضيفهم م�ن الغ�رق ف�ي معرك�ة‬ ‫عس�كرية ال ميكنه�ا أن تضم�ن الس�يطرة‬ ‫على امليليش�يات‪ .‬بذات القدر‪ ،‬من االسهل‪،‬‬ ‫م�ن ناحية اس�تراتيجية النظر ال�ى االزمة‬ ‫ف�ي س�وريا كح�رب اهلية اخ�رى ال تتعلق‬ ‫بالعال�م م�ن فت�ح جبه�ة دولية عس�كرية‪.‬‬ ‫ف�ي ه�ذا الواقع ال يوج�د أي معن�ى للقول‪،‬‬ ‫مثلم�ا فعل�ت هذا االس�بوع االس�تخبارات‬ ‫االمريكية ان االسد تعزز من صفقة السالح‬ ‫الكيميائي او التنبؤ بان االس�د سينجو من‬ ‫املعرك�ة‪ .‬فه�ذا القول ل�م يعد ذا صل�ة‪ .‬فقد‬ ‫جتاوزت س�وريا ميزان الربح واخلسارة‪.‬‬ ‫وه�ي ‪ ‬ت�دار ف�ي مي�دان معرك�ة خ�رج عن‬ ‫السيطرة حيث أنه من جهة القوى العظمى‬ ‫وم�ن جه�ة اخ�رى املنظم�ات والعصاب�ات‬ ‫التي يعمل بعضها بش�كل مستقل وبعضها‬ ‫االخر برعاية ذات القوى العظمى‪ .‬وهي في‬ ‫هذه اللحظة ليست اكثر من كرة من اخلرق‬ ‫البالي�ة الت�ي تنتظ�ر واح�دة م�ن الق�وى‬ ‫العظمى أن تتنازل‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫هآرتس ‪2014/2/7‬‬

‫وأن ارض اليهود التي كانت مخصصة لتكون وطنا لهم س�لبت منهم مع‬ ‫وصول مهاجرين عرب»‪.‬‬ ‫اجت�ذب املهاجرون الع�رب الى هذه البالد الن االس�تيطان اليهودي‬ ‫ط�ور االمكانات االقتصادية فيها ومس�توى الصحة والطب فيها‪ .‬وهكذا‬ ‫نش�أ وضع اصبح معه عدد عرب فلس�طني االنتدابية في ‪ 1948‬نحوا من‬ ‫‪ 1.3‬مليون انسان‪ ،‬في حني كان عدد افراد االستيطان اليهودي ‪ 600‬ألف‬ ‫انسان فقط برغم امواج هجرة كثيرة جاءت الى هذه البالد‪.‬‬ ‫ق�ال فرنكلني روزفل�ت رئيس الوالي�ات املتحدة ف�ي ‪ 1939‬إن هجرة‬ ‫الع�رب الى فلس�طني من�ذ ‪ 1921‬فاقت بق�در كبير هجرة اليه�ود في تلك‬ ‫الفت�رة‪ .‬وتطرق ونس�تون تشرتش�ل ايضا الذي اصب�ح رئيس حكومة‬ ‫بريطاني�ا بعد ذلك ال�ى الهجرة العربي�ة اجلماعية الى ارض اس�رائيل‬ ‫ف�ي تلك الفترة‪ .‬وذكر انه «برغم أن الع�رب لم يضطهدوا تدفقوا جموعا‬ ‫الى البالد وتكاثروا فيها‪ ،‬حتى إن الس�كان العرب فاقوا كل ما كان يهود‬ ‫العالم يستطيعون أن يزيدوا السكان اليهود به»‪.‬‬ ‫وتقول بيترز في كتاب «منذ األزل» اعتمادا على البحث الشامل الذي‬ ‫قام�ت به إنه وجد مع الش�عوب الت�ي ُعدت عربية فلس�طينية من ابناء‬ ‫هذا املكان ش�عوب اخرى كاليونانيني والس�وريني والالتني واملصريني‬ ‫واالت�راك واالرم�ن وااليطاليين والف�رس واالك�راد واالمل�ان واالفغان‬ ‫والشركس والبوسنيني والسودانيني واجلزائريني والتتر ايضا‪.‬‬ ‫تربية كاذبة‬ ‫لكن كل ذلك ال يؤثر في الفلس�طينيني فالرب�ط املتوهم بني الكنعانية‬ ‫والفلس�طينية دليلا ف�ي ظاه�ر االم�ر على ح�ق الفلس�طينيني الذي له‬ ‫االس�بقية في هذه البلاد قد ُأدخل حتى في املادة الدراس�ية في مدارس‬ ‫الس�لطة الفلس�طينية‪ .‬إن عي�دو مزراح�ي ُمرك�ز مجال «ثقافة السلام‬ ‫والتحريض في السلطة الفلسطينية» (وزارة الشؤون االستراتيجية)‪،‬‬ ‫فح�ص فوجد أن رس�الة أن الكنعانيين عرب ُتدرس م�ن الصف الثاني‬ ‫حتى الصف احلادي عشر‪.‬‬ ‫واليكم مثالني فقط‪« :‬كان العرب الكنعانيون أول من سكنوا فلسطني»‪،‬‬ ‫ج�اء ف�ي كتاب تربي�ة وطني�ة للص�ف الثاني‪ ،‬فق�د حدد ه�دف الدرس‬ ‫وه�و «أن يرب�ط الطال�ب بني ارض فلس�طني والش�عب الكنعان�ي الذي‬ ‫س�كنها»‪ .‬وفي كتاب تربية وطنية للصف السابع جاء أن «الفلسطينيني‬ ‫الكنعانيين ه�م الذين أوج�دوا احل�روف الهجائية في العال�م القدمي»‪.‬‬ ‫ووج�د مزراح�ي أن الكنعانية ال حتتل مكانا واس�عا في م�واد التدريس‬ ‫الفلسطينية لكن الرسائل القصيرة تتكرر واالستنتاج هناك واحد وهو‬ ‫أن هذه البالد كان يسكنها العرب قبل أن يأتي اليها اليهود‪ .‬ورمبا يكون‬ ‫الفحص عن الوان العلم الفلس�طيني ي�روي احلكاية احلقيقية‪ .‬يالحظ‬ ‫ش�اؤول بارتال أن «العلم ليس له متيز‪ :‬فالل�ون االبيض يرمز الى حكم‬ ‫بني أمية (‪750 – 650‬للميالد)‪ ،‬واللون االسود ميثل حكم بني العباس ‪،‬‬ ‫واللون االخضر هو لون االسلام ولون الفاطميني الش�يعة‪ ،‬في حني أن‬ ‫اللون االحمر هو لون الهاشميني عائلة النبي محمد‪.‬‬ ‫«إن لكثي�ر من ال�دول العربية اعالم�ا متماثلة تكاد تكون متش�ابهة‪:‬‬ ‫االردن والع�راق حتى ‪ ،1958‬والصحراء الغربية والكويت والس�ودان‪.‬‬ ‫وينبع التش�ابه من أن هذا العلم ميثل القومية العربية وليس فيه شيء‬ ‫يربط الفلس�طينيني بالكنعاني�ة التي وردت في الكت�اب املقدس»‪ ،‬يُ بني‬ ‫بارتال‪.‬‬ ‫اسرائيل اليوم ‪2014/2/7‬‬

‫‪ ‬ضد يهودية ودميقراطية‬

‫■ قبل نحو ‪ 20‬سنة ُعرفت اسرائيل بالقانون كـ «دولة يهودية ودميقراطية»‪،‬‬ ‫تعريف يعكس جتس�يد اخلطة الصهيونية القامة وطن سياس�ي لليهود في اطار‬ ‫دميقراط�ي مينح مس�اواة احلقوق ل�كل املواطنني‪ ،‬مب�ن فيهم من ليس�وا يهودا‪.‬‬ ‫ال خلاف عل�ى أن ه�ذا تعريف ناج�ح‪ .‬فهو يش�كل اساس�ا متينا لتط�ور الدولة‬ ‫وانخ�راط املواطنني غير اليهود فيها – الهدف الذي اعتبرته حكومات اس�رائيل‬ ‫حيويا‪ .‬كما أن هذا التعريف مقبول من اصدقاء اس�رائيل في العالم‪ ،‬النه يعكس‬ ‫قيمتني اساس�يتني هامتني لهم‪ .‬غير أنه في السنوات االخيرة جتري حملة عنيفة‬ ‫لتغيير تعريف اس�رائيل بش�كل يعزز اجلانب اليهودي ال�ذي فيها ويخضع اليه‬ ‫اجلان�ب الدميقراطي‪ .‬وهكذا ج�اءت الى العالم مبادرات تش�ريع مختلفة حتقق‬ ‫بعضه�ا مث�ل قانون جلان القب�ول‪ ،‬وبعضها قيد البحث‪ ،‬مثل القانون االس�اس‪:‬‬ ‫الدول�ة القومية للش�عب اليه�ودي‪ ،‬والذي تبل�ور البروفيس�ورة روت غبيزون‬ ‫بشأنه ورقة موقف تنقل الى وزيرة العدل‪.‬‬ ‫لش�دة االس�ف فان رئيس الوزراء ايضا‪ ،‬غير املع�روف كصاحب مواقف غير‬ ‫دميقراطي�ة‪ ،‬قفز الى ه�ذه العربة ملطالبته الفلس�طينيني ان يعترفوا باس�رائيل‬ ‫كالدولة القومية للشعب اليهودي‪.‬‬ ‫ف�ي اط�ار احلملة لتصفي�ة تعري�ف «يهودي�ة ودميقراطية» س�تبحث اللجنة‬ ‫الوزارية للتش�ريع يوم االحد في مش�روع قان�ون يوجه امل�دارس لتعزيز الفهم‬ ‫الذي يرى في اس�رائيل دولة القومية اليهودية‪ .‬وحالة ادام فرتا بالذات جتس�د‬ ‫ب�ان املطلوب هو تعلي�م لتعزيز اس�رائيل كدولة يهودي�ة ودميقراطية وال يجب‬ ‫النظ�ر الى مش�روع القانون اال كدحر اجلانب الدميقراطي في تعريف اس�رائيل‪.‬‬ ‫املش�روع يب�رر في ان�ه «توج�د محاولة للم�س بالعالق�ة اخلاصة التي لش�عب‬ ‫اس�رائيل في بلاده‪ ،‬باخلصوصي�ة‪ ،‬باالنتماء وبالصلة التي لش�عب اس�رائيل‬ ‫بدولة اس�رائيل»‪ .‬واض�ح أنه لم جتري في أي مكان مثل ه�ذه احملاولة‪ .‬املوجود‬ ‫هو محاولة مقترحي القانون لتآكل اجلانب الدميقراطي في تعريف اسرائيل‪.‬‬ ‫ه�ذا س�بب كاف الن ترف�ض اللجنة الوزارية املش�روع والذي بش�كل أوس�ع‬ ‫ينبغي النظر اليه ايضا كجزء من حملة ضم املناطق احملتلة في ظل املس بحقوق‬ ‫سكانها‪ .‬‬ ‫أسرة التحرير‬ ‫هآرتس ‪2014/2/7‬‬

‫قراءة اسرائيلية لتراجع أمريكا في الشرق األوسط‬ ‫الون بنكاس‬ ‫■ ليس لدولة اس�رائيل كنز سياسي امني أكبر من عالقاتها‬ ‫بالواليات املتحدة‪ ،‬وليس الس�رائيل اجناز سياس�ي وجودي‬ ‫أكبر من عالقاتها بالواليات املتحدة‪ .‬وليس الس�رائيل مصلحة‬ ‫وجودي�ة حيوي�ة أكب�ر م�ن تأمين ه�ذه العالق�ات وحفظه�ا‬ ‫وتعزيزه�ا‪ .‬وم�ع كل ذلك يوجد في اس�رائيل مجموع�ة من ‪38‬‬ ‫ش�خصا ال تفه�م هذا متام�ا‪ .‬وهي تس�مى «حكومة اس�رائيل»‪.‬‬ ‫وحت�ى ل�و كان اعضاؤه�ا يفهم�ون ذل�ك فانه�م ال يس�لكون‬ ‫بحسبه‪.‬‬ ‫كان الكثي�ر من املنازعات واالحتكاكات في نطاق «العالقات‬ ‫املمي�زة» بني اس�رائيل والوالي�ات املتحدة من�ذ ‪ ،1948‬وكانت‬ ‫مواجه�ات حقيقية وش�خصية ووهمية خدم�ت قضية محددة‬ ‫أو هدف�ا حلظي�ا‪ ،‬وكانت احت�كاكات عل�ى اجلوه�ر واملضمون‬ ‫ومش�اجرات صغيرة على صورة واس�لوب وكراهية شخصية‬ ‫بني اشخاص‪.‬‬ ‫وانص�رف الكثير من العداوة ال�ى وزراء خارجية الواليات‬ ‫املتح�دة‪ .‬فقد ب�اع ولي�ام روجرز اس�رائيل بخط�ة روجرز في‬ ‫بداية س�بعينيات القرن املاضي‪ .‬وكان هنري كيسنجر يهوديا‬ ‫غارق�ا ف�ي كراهية ال�ذات‪ .‬واعترف ج�ورج ش�ولتس مبنظمة‬ ‫التحري�ر الفلس�طينية‪ .‬وكان جيم�س بيك�ر م�ن أكب�ر كاره�ي‬ ‫اس�رائيل في التاريخ‪ .‬وعرض وورن كريس�توفر أمن اسرائيل‬ ‫للخطر‪ .‬وكان لهيالري كلينتون حس�اب ش�خصي مع نتنياهو‬ ‫(أش�د من مجرد عداء السرائيل)‪ .‬وجون كيري‪ ،‬جون فوربس‬ ‫كيري من مضطهدي اليهود‪.‬‬ ‫يتحدث�ون في احي�ان متقاربة جدا عن ازمة «لم يس�بق لها‬ ‫مثي�ل» وقطيعة «لم نر مثلها»‪ ،‬ويكون التقدير في اكثر احلاالت‬ ‫مبالغ�ا فيه ويكون العنوان الصحفي مف�رط املبالغة‪ .‬لكن فيما‬ ‫يتعلق بالهجوم الش�خصي على وزي�ر اخلارجية االمريكي‪ ،‬لم‬ ‫يح�دث مثل هذا الش�يء من قبل ف�ي احلقيقة ال ف�ي ايقاعه وال‬ ‫قوته وال فظاظته وال سفوره وال بشعوره باملرارة واحلقد‪ ،‬وال‬ ‫في س�عة الهجوم وعدم املنطق وعدم االس�اس فيه في األصل‪.‬‬

‫إن دول�ة اس�رائيل ُتص�ادم علن�ا ووجها لوجه وزي�ر خارجية‬ ‫الواليات املتحدة ال بتسريبات أنباء وال بأحاديث مستورة وال‬ ‫باهانة صغيرة أو انتقاد جوهري‪ .‬وكل شيء شخصي‪ :‬فكيري‬ ‫يعمل في غير مصلحة اسرائيل ويبحث عن الشر لها ويعرضها‬ ‫للخطر ويهددها بالقطيعة واالنتفاضة والعزلة وغير ذلك‪.‬‬ ‫إنكار للجميل وغباء‬ ‫يج�ب أن ُتقال احلقيقة لكيري‪ ،‬لكن الكالم الذي قيل فيه في‬ ‫االسابيع االخيرة على ألس�نة وزراء ونواب وزراء في حكومة‬ ‫اس�رائيل لم يقله قط بش�ار االس�د أو نصر الله‪ .‬قد يكون لذلك‬ ‫صلة بالعناوين الصحفية ورمبا يعتقدون حقا أن كيري خطير‪.‬‬ ‫فاحلدي�ث بعد كل ش�يء ع�ن اش�خاص فصيحني ج�دا وذوي‬ ‫حساس�ية بالدقائق السياس�ية‪ .‬وإن مقياس معاداة الس�امية‬ ‫املوجود في اجسامهم الحظ هجوم كيري – الذي كان سناتورا‬ ‫مدة ثالثني س�نة وكانت اقتراحاته على ش�ؤون اسرائيلية بال‬ ‫عي�ب وال خل�ل دائما – لك�ن يب�دو أن حكومة اس�رائيل عرفت‬ ‫في�ه عدوا حقيقي�ا‪ .‬إن كيري مثل اوباما مع�اد لنتنياهو ومؤيد‬ ‫السرائيل بيد أن الفرق بني اسرائيل ونتنياهو ُطمس متاما‪.‬‬ ‫كان يج�ب اذا أن يوق�ف املنحرف كيري ف�ي مكانه‪ ،‬فقلنا له‬ ‫بفخر وعزة بصورة صادقة في وجهه‪.‬‬ ‫إن وزي�ر دف�اع دول�ة اس�رائيل بوغ�ي يعلون نع�ت كيري‬ ‫بأنه مس�يحاني وموس�وس من امل�راد أن يحصل عل�ى جائزة‬ ‫نوبل كي يدعنا وش�أننا‪ .‬وهاجم وزير الشؤون االستراتيجية‬ ‫والعالق�ات الدولي�ة يوف�ال ش�تاينيتس كي�ري ال�ذي يُ لصق‬ ‫مسدس�ا بصدغ اس�رائيل‪ .‬وق�ال وزي�ر الش�ؤون االقتصادية‬ ‫نفتال�ي بيني�ت مقول�ة تاريخية وه�ي أنه لم يتخل قط ش�عب‬ ‫ع�ن مصاحل�ه احليوي�ة الس�باب اقتصادي�ة‪ .‬وانتق�د رئي�س‬ ‫الوزراء كيري الس�لوبه‪ .‬واتهمه بعضهم بلغة معادية للسامية‬ ‫بع�د أن حتدث في مؤمتر االمن في ميوني�خ عن خطر القطيعة‪،‬‬ ‫والعقوبات وعزلة اسرائيل‪.‬‬ ‫إن املنط�ق واض�ح وهو أن�ه اذا ل�م تقبل اس�رائيل اخملطط‬ ‫السياس�ي الذي يوش�ك كيري أن يعرضه فانها ُ‬ ‫ستقصى‪ .‬ومن‬

‫هن�ا يهدد كي�ري اليهود باملس بجيوبهم ويوق�ع أحلانا معادية‬ ‫للس�امية معروف�ة وه�و بذل�ك يع�رض اس�رائيل للخط�ر ألنه‬ ‫يحرض العالم على أن يعمل عليها ويوصيه بالفعل ُمبينا كيف‬ ‫يسلك اذا ما فشلت املسيرة السياسية‪.‬‬ ‫إن الهجمات على كي�ري نادرة ال لفظاظتها فقط‪ .‬إنها نادرة‬ ‫ألنه�ا ترم�ز الى التحل�ل من ع�بء والى ع�دم انضب�اط‪ ،‬والى‬ ‫قماءة‪ ،‬والى عدم اسلوب والى انكار للجميل والى غباء وقصر‬ ‫نظر في االساس‪ .‬وهي ال معنى لها ألنه ليس لها هدف سياسي‬ ‫يُ حرز س�وى االهانة‪ .‬فه�ل يعتقد أحد ما حق�ا أن جون كيري ال‬ ‫ين�ام في اللي�ل أو أن السياس�ة اخلارجية االمريكية س�يجري‬ ‫عليها تغيير بسبب يوفال شتاينيتس؟‪.‬‬ ‫إن دم كي�ري أه�دره رئيس الوزراء نتنياه�و الذي كان منذ‬ ‫خمس س�نوات يش�اجر رئي�س الواليات املتحدة ب�راك اوباما‬ ‫دون حاجة وفي كل شأن‪ .‬وفي اللحظة التي أرخى فيها نتنياهو‬ ‫الزمام أصبح وزراء يبيحون ألنفسهم احلديث بصورة سافرة‬ ‫وبفظاظ�ة وش�تم الوالي�ات املتحدة وس�بها‪ .‬ويب�دو نتنياهو‬ ‫معت�دال اذا ما قيس بوزرائه ونواب وزرائه لكنه هو الذي س�ن‬ ‫نهج معاداة امري�كا في واقع االمر‪ .‬وهو الذي حاضر اوباما في‬ ‫تاري�خ الش�عب اليهودي وه�و الذي اته�م اوباما بأن�ه «يرمي‬ ‫باس�رائيل حتت اطارات احلافلة»‪ ،‬وهو الذي أيد بفهم وادراك‬ ‫رفيعين مي�ت رومن�ي للرئاس�ة قب�ل االنتخاب�ات في تش�رين‬ ‫الثان�ي ‪ 2012‬بثالث�ة اس�ابيع‪ .‬إن طرح املس�ؤولية على بوغي‬ ‫يعلون س�هل لكنهم يعلمون في واش�نطن – وهذا يشمل ساكن‬ ‫املدينة جون كيري – يعلمون أن نتنياهو هو األصل‪.‬‬ ‫‪ ‬أيها اجملانني دعوه وشأنه‬ ‫إن املواجه�ة احلالي�ة بادي ال�رأي قد تص�ل مبخطط كيري‬ ‫وه�و ورقة مب�اديء سياس�ية ال تختلف عن مخط�ط كلينتون‬ ‫الذي نش�ر في كانون الثاني ‪ 2001‬عل�ى إثر مؤمتر كامب ديفيد‬ ‫في مت�وز ‪ ،2000‬أو التفاوض الذي جرى بني اهود اوملرت وأبو‬ ‫مازن في ‪ .2008‬واملواجهة في واقع االمر هي بسبب شيء أكبر‪،‬‬ ‫فقد أخذ تنش�أ بني اس�رائيل والواليات املتح�دة تغاير مصالح‬

‫في الش�رق االوس�ط يعبر عنه في جزء منه انس�حاب امريكي‬ ‫تدريجي من املنطقة‪ ،‬وهو انسحاب تعبر اسرائيل في مواجهته‬ ‫عن خشية من الهجران‪ .‬تنسحب الواليات املتحدة عن الشرق‬ ‫االوسط لثالثة اسباب واجتاهات‪:‬‬ ‫االول‪ ،‬اس�تقالل الطاقة‪ .‬فل�ن حتتاج الوالي�ات املتحدة في‬ ‫‪ 2017 – 2016‬ول�ن تس�تهلك نفط�ا مص�دره الش�رق االوس�ط‪.‬‬ ‫فهي س�تصبح أكب�ر منتجة للنفط ف�ي العالم‪ ،‬أكبر من روس�يا‬ ‫والسعودية‪ .‬وهي أكبر مستهلكة للنفط في العالم لكن كل نقص‬ ‫أو زيادة في الطلب س�تلبيهما كندا واملكسيك‪ .‬أو بعبارة اخرى‬ ‫إن املقول�ة القدمية التي تق�ول إن الواليات املتحدة لها مصلحة‬ ‫في أن تزود بالنفط من الشرق االوسط بصورة منتظمة لم يعد‬ ‫لها صلة بالواقع‪.‬‬ ‫والس�بب الثان�ي أن الوالي�ات املتح�دة مجرح�ة ونازف�ة‬ ‫بس�بب تدخالت في الشرق االوس�ط‪ :‬في العراق وافغانستان‬ ‫واس�رائيل – الفلس�طينيني ومص�ر‪ .‬وق�د ضاق�ت الوالي�ات‬ ‫املتحدة ذرعا بذلك وهي متعبة وال ترى مصالح حيوية ُتمتحن‬ ‫أو عل�ى خط�ر أو ينبغي احرازها في املنطقة‪ .‬ه�ذا الى أن النظر‬ ‫في الش�رق االوس�ط ف�ي ‪ 2014‬يُ بين أن القوى الثلاث القوية‬ ‫املهيمنة من جهة القوة في املنطقة ليست عربية‪ ،‬وهي اسرائيل‬ ‫وتركي�ا واي�ران‪ .‬وله�ذا حدثت صح�وة من االش�تغال بالعالم‬ ‫العرب�ي‪ .‬ولوح�ظ ه�ذا التوجه جيدا ف�ي السياس�ة االمريكية‬ ‫املوجه�ة نحو مصر وليبيا وس�وريا‪ ،‬فالذي يرى في اس�رائيل‬ ‫والس�عودية ترددا وع�دم زعام�ة كان في واقع االمر انعكاس�ا‬ ‫لسياسة خارجية جديدة‪.‬‬ ‫والس�بب الثالث ه�و أن مركز االنتباه واملصال�ح االمريكية‬ ‫ُنقل الى الش�رق االقصى‪ .‬فقد أصبحت الصني وش�به اجلزيرة‬ ‫الك�وري‪ ،‬وتاي�وان وجن�وب ش�رق آس�يا ه�ي العق�د التال�ي‬ ‫للسياس�ة اخلارجية االمريكي�ة‪ .‬ولهذا لم تع�د احلليفة التالية‬ ‫للوالي�ات املتحدة هي اس�رائيل بل وال بريطانيا بل اس�تراليا‪،‬‬ ‫واليابان بقدر ما‪.‬‬ ‫ونحن نستطيع أن نتحدث عن االيباك وعن أعضاء مجلس‬ ‫النواب ليفي أو كوهني أو س�ميث أو ب�راون‪ ،‬وعن «لقاء رئيس‬ ‫الوزراء» وعن احلوار االستراتيجي السابع عشر‪ .‬لكن احلقيقة‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫الرئيس االمريكي اوباما في حديث مع الر ئيس الروسي بوتني‬ ‫السياسية هي أننا لسنا مهمني‪.‬‬ ‫ليس هذا مسارا سريعا وال يالحظ التغيير في مدة قصيرة‪.‬‬ ‫فاملش�ايعة االمريكية السرائيل واسعة عميقة لكن جتري عليها‬ ‫تغيي�رات ألن امري�كا جتري عليه�ا تغييرات س�كانية وثقافية‬ ‫وتصوري�ة‪ .‬وفيها زعزعات وفيها صدوع‪ .‬فاحلكمة السياس�ية‬ ‫والتاريخي�ة تك�ون باالعت�راف بوج�ود املس�ار ومحاول�ة‬ ‫تبطئته بقدر املس�تطاع‪ .‬بيد أن نتنياهو ويعلون وشتاينيتس‬ ‫وش�ركاءهم يفعل�ون عكس ذلك متاما‪ ،‬فهم يُ س�رعون املس�ار‪.‬‬ ‫حينما قال يعلون في ميونيخ «اذا لم توجد تس�وية فسنسوي‬ ‫امورن�ا» ال يعب�ر فقط ع�ن عدم إح�كام‪ ،‬وعن مقول�ة ال بأس ال‬ ‫تقلق�وا‪ ،‬باللغة االس�رائيلية‪ .‬بل يقول لالمريكيين‪ :‬ال جتهدوا‬ ‫أنفس�كم‪ ،‬فال حاجة لذلك ألنكم تشوشون علينا‪ .‬وحينما تقول‬ ‫اس�رائيل «ل�ن ُنمك�ن ايران م�ن أن تصب�ح دولة ذري�ة» تعفي‬ ‫الوالي�ات املتحدة م�ن التزامها أال ُتمكن من ذل�ك‪ .‬وحينما يتهم‬ ‫وزراء كي�ري بسياس�ة تخال�ف املصلح�ة االس�رائيلية فانه�م‬

‫يجعل�ون مصال�ح الدولتين تتض�ارب ويُ س�وغون للوالي�ات‬ ‫املتحدة في واقع االمر أال تتدخل‪.‬‬ ‫كان النق�اش الع�ام ال�ذي تن�اول مخط�ط كي�ري فرص�ة ال‬ ‫لتعلي�ل «ملاذا ال»‪ ،‬وما هو الس�يء جدا وأن نش�كو م�ا ال نريده‬ ‫وما لسنا مستعدين له‪ ،‬بل كان فرصة لصوغ وطلب وتفسير ما‬ ‫نريده‪ .‬كان فرصة لعرض رؤيا مصالح اسرائيل من وجهة نظر‬ ‫احلكومة وكما يراها رئيس الوزراء‪ .‬لكن اسرائيل اختارت بدل‬ ‫ذلك أن تهاجم وزير خارجية الواليات املتحدة ُ‬ ‫وتش�هر به وهو‬ ‫الش�خص الذي يوصي مجل�س النواب باملس�اعدة اخلارجية‬ ‫وبالهبة العسكرية السرائيل‪ ،‬وهو الشخص الذي استعمل هو‬ ‫وأسلافه حق النقض القتراحات قرارات معادية السرائيل في‬ ‫مجلس االمن ‪ 51‬مرة‪.‬‬ ‫فيا أيها اجملانني أتركوا جون كيري وشأنه‪.‬‬ ‫يديعوت ‪2014/2/7‬‬


‫‪10‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫ثقافة‬

‫ش‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫في‬

‫الروائي والكاتب اليمني حبيب سروري‪:‬‬

‫وضع اللغة العربية في العصر الرقمي هاجس يؤرقني‬ ‫حاورته‪ :‬لبنى اخلطيب‬ ‫روائي وكاتب ميني معروف وبروفيسور منذ‬ ‫حبيب سروري‬ ‫ٌ‬ ‫‪ 1992‬في علوم الكمبيوتر بقسم هندسة الرياضيات التطبيقية‬ ‫في الكلية الوطنية للعلوم التطبيقية بفرنسا‪ ،‬سعدت بلقائه‬ ‫ألول مرة في منتصف ايلول‪ /‬ديسمبر ‪ 2013‬في مسقط رأسه‬ ‫ً‬ ‫مدعوا ملؤمتر تيدكس َعدن‬ ‫َعدن «مدينته الفاضلة» التي وصلها‬ ‫ً‬ ‫متحدثا عن جتربته وجناحه وإللهام آخرين‪.‬‬ ‫األول‬ ‫صاحب دمالن وامللكة املغدورة وعرق أآللهة‪ ،‬عن اليمن ما ظهر‬ ‫منها وما بطن‪ ،‬طائر اخلراب‪ ،‬شيء ما يشبه احلب واخرها‬ ‫تقرير الهدهد ورواية أروى‪ ،‬وله الكثير من األبحاث العلمية‬ ‫ً‬ ‫متحدثا لـ «القدس العربي»‪.‬‬ ‫فتح قلبه وعقله‬ ‫■ متتزج أعمالك بني ُ‬ ‫ُ‬ ‫لغة ِّ‬ ‫تفاصيل احلياة‬ ‫الشعر والرياضيات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اخلاصة املتفاعلة مع هموم‬ ‫التجربة الذاتية‬ ‫اليومية بامليتافيزيقيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جلي ًا‬ ‫املش��روع اجلمعي املس��كون بحلم إنتصار التقدم‪ ...‬ب��دا ذلك ّ‬ ‫من��ذ ّأول رواياتك «دمالن» التي أس��ماها األس��تاذ محم��د برادة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫رواية ُ‬ ‫تفسر ذلك؟‬ ‫«ك ّلية»‪ .‬كيف ِّ‬ ‫■ لع�ل ف�ي ذلك م�ا ينس�جم وطبيع�ة عصرنا الراه�ن الذي‬ ‫تداخلت فيه اجلسور بني ّ‬ ‫شتى ألوان الفنون واآلداب وأصناف‬ ‫املعارف والعلوم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا ما ينس�جم مع جتربة حياتي اخلاصة‪ :‬طفل ذو‬ ‫في ذلك‬ ‫س�ر ِ‬ ‫ته بها في معمعان عدَ ن «اإلشتراكية‬ ‫تربية دينية قطع حبل ّ‬ ‫العلمية» وهو في الرابعة عشرة من العمر‪ ،‬على إيقاع توجيهات‬ ‫ماركس بـ «حتويل َ‬ ‫العالم» أو (« تغيير احلياة»‪ ،‬بلغة رامبو)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بروفيس�ورا ف�ي الرياضي�ات التطبيقي�ة» ف�رع‬ ‫حت�ول‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الكمبيوت�ر» فيما كان وظل مهووس�ا بجنون بالش�عر واألدب‪،‬‬ ‫الصغر‪.‬‬ ‫منذ ًّ‬ ‫غرق في احلياة والثقافة الفرنسية التي ُتبَ ِّجل اليوم تعدّ دية‬ ‫ً‬ ‫غالب�ا ف�ي‬ ‫التخصص�ات ‪ ، interdisciplinarité‬وتتعان�ق‬ ‫رواياتها احلديثة مجموع األوجه التي ذكرتيها في سؤالك‪ ،‬فيما‬ ‫ً‬ ‫مش�دودا لثقافته ولغته األولى وأوجاع مجتمعاته العربية‬ ‫ظل‬ ‫ً‬ ‫التي يراقبها «من أعلى الغابة»‪ .‬هوس�ه بالفعل كما ِ‬ ‫تقريبا‪:‬‬ ‫قلت‬ ‫إنتصار احلياة على الظلمات!‪...‬‬ ‫ب��دأت جتربتك الروائية بالفرنس��ية رواي��ة «امللكة املغدورة»‬ ‫■‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫تقريبا مبدينة عدَ ن س��بعينات من الق��رن املنصرم‪.‬‬ ‫تدور بكامله��ا‬ ‫تلته��ا روايت��ان بالعربي��ة‪« :‬دم�لان»‪« ،‬طائر اخل��راب» صدرتا في‬ ‫اليمن ّأو ًال « تسكنهما اليمن من طرفيهما إلى طرفيهما»‪ ،‬قبل إعادة‬ ‫كلي ًة فيهم‪،‬‬ ‫ثم ثالث روايات تختف��ي اليمن ّ‬ ‫إصدارهم��ا في بيروت‪ّ .‬‬ ‫«عرق اآللهة» و»تقرير الهدهد» لم تصدر ّأي ٌة منها في اليمن‪،‬‬ ‫السيما َ‬ ‫ولكن في بيروت مباش��رة‪ .‬أال يشبه هذا التدرج مراحل مختلفة من‬ ‫جتربتك الروائية؟‬ ‫■ ثمة ش�يء من احلقيقة في ذلك‪ .‬كانت عدَ ن بش�كل خاص‪،‬‬ ‫ً‬ ‫هم ومس�رح رواياتي الثالث األول�ى‪ .‬ثم ُ‬ ‫بدأت‬ ‫واليم�ن‬ ‫عموما‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫من�اح ومواضيع‬ ‫ذهب�ت رواياتي فيها إلى‬ ‫تقريبا‬ ‫مرحل�ة ثانية‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫«ع�رق اآلله�ة» عل�ى قضاي�ا ميتافيزيقي�ة‬ ‫مختلف�ة‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫أش�تغلت َ‬ ‫وأشتغلت رواية «تقرير‬ ‫عش�ق تعدّ دي كثيف‪.‬‬ ‫وعلمية‪ ،‬في إطار‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫الهده�د» (الت�ي أعتبرها نبي�ل س�ليمان «أرقى م�ا وصلت إليه‬ ‫املعري‬ ‫الرواي�ة التاريخي�ة العربي�ة») على حي�اة أبي العلاء ّ‬ ‫احلقيقية والتخييلية‪ .‬وأشتغلت رواية «أروى» على تيمةٍ أدبيّ ة‬ ‫سردية‪ ،‬أزلية أبدية‪ ،‬تلخصها عبارة فيليب سوليرس‪« :‬احلياة‬ ‫ّ‬ ‫ملك للنساء‪ ،‬أي ملك للموت»‪...‬‬ ‫روائيا لليمن ً‬ ‫ً‬ ‫يوما‪ ،‬وبالذات إلى عدَ ن‬ ‫■ أيعني ذلك أنك ل��ن تعد‬

‫دمشق‪ :‬ذاكرة الوجوه‬ ‫والتحوالت‬ ‫بيروت ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫ص��در ع��ن دار ج��داول للنش��ر والترجم��ة‬ ‫في بي��روت كت��اب «دمش��ق‪ :‬ذاك��رة الوجوه‬ ‫والتح��والت» للكات��ب الصحاف��ي محم��د‬ ‫منصور‪.‬‬ ‫دمشق هذه املدينة التي اليعرف زمن بنائها‬ ‫على وج��ه الدق��ة‪ ،‬مس��كونة بعراق��ة التاريخ‬ ‫اإلنس��اني وامتدادت��ه‪ ،‬تأخ��ذ من��ه وتعطي��ه‬ ‫وتضي��ف إلي��ه‪ ،‬ف��ي كل مرحل��ة م��ن مراحل‬ ‫عمره��ا املوغ��ل ف��ي الق��دم‪ ،‬ال��ذي ل��م تنقطع‬ ‫في��ه احلياة يوم��ا‪ ،‬رغم ما حل به��ا من نكبات‬ ‫ونوائب وحروب وصراعات‪ ،‬وما جرى عليها‬ ‫من ويالت ودمار‪.‬‬ ‫يحاول ه��ذا الكتاب أن يقرأ مالمح دمش��ق‬ ‫وصوره��ا اخملتلف��ة‪ ،‬م��ن خالل وج��وه بعض‬ ‫سير‬ ‫أبنائها‪ ،‬وبعض من وفدوا إليها‪ ،‬يقرأ في َ‬ ‫حياتهم صفحات من سيرة املدينة وحتوالتها‪،‬‬ ‫وحلظ��ات ألقه��ا‪ ،‬وت��راث حنينه��ا‪ ،‬ومعان��ي‬ ‫استمرارها‪.‬‬ ‫سنكتش��ف م��ن خ�لال تل��ك الوج��وه‪ ،‬أن‬ ‫دمش��ق ليس��ت حكاي��ة ت��روى ب��ل حكايات‬ ‫تتوالى‪ ،‬وليس��ت عنوان��ا ُيختزل ب��ل فصول‬ ‫تُ كت��ب بالت��وازي مع كل س��يرة فردي��ة متقدة‬ ‫باحللم والطموح‪ ،‬لتروي وقائع تاريخ وسيرة‬ ‫حتوالت‪ ،‬وصراع أفكار وتيارات رؤى‪ ،‬تتمسك‬ ‫بالق��دمي األصي��ل ت��ارة‪ ،‬وتتحم��س للجدي��د‬ ‫وتفسح له صدارة الزمان واملكان تارة أخرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مس��كونا‬ ‫وخصوص��ا إذا كان ه��ذا اجلدي��د‬ ‫بهاجس األصال��ة‪ ،‬وحيوية اإلضافة وثرائها‪،‬‬ ‫ال بالدة التقليد واالجترار‪.‬‬

‫حبيب سروري‬ ‫خام حتتاج‬ ‫سبعينات القرن املنصرم‪ ،‬التي طاملا َ‬ ‫قلت أنّ ها كنز مواد ٍ‬ ‫إلى أكثر من ألف رواية؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقريبا جدّ ًا‪ ،‬لك�ن في إطار مرحلةٍ‬ ‫حتما‪،‬‬ ‫■ كال! س�أعود له�ا‬ ‫روائيةٍ ثالثة رمبا!‪...‬‬ ‫■ ملاذا أبو العالء املعري ً‬ ‫بطال في رواية من ‪ 400‬صفحة؟‬ ‫حل�م قدمي‪ :‬حياة أبي العالء املع�ري رواية بحدّ ذاتها‪ .‬إذا‬ ‫■‬ ‫ٌ‬ ‫تتحول إلى روايات ف�ي رواية‪ ...‬ثم هو‬ ‫م�ا أضيف لها التخيي�ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫رجل اليوم بامتياز بالنسبة لي‪ :‬مشروعه «ال إمام سوى العقل»‬ ‫أنقى وأهم ما حمله لن�ا تاريخنا العظيم‪ .‬لم نتجرأ بعد اإلرتفاع‬ ‫ملستواه‪.‬‬ ‫روايت�ه اخلال�دة «رواية الغف�ران» لم يس�تثمرها أحد‪ ،‬فيما‬ ‫نص ذو بني�ة مش�ابهة‪« :‬الكوميديا اإللهي�ة»‪ ،‬ظهر بعدها‬ ‫لع�ب ٌّ‬ ‫بزمن طويل‪ً ،‬‬ ‫دورا بالغ األهمية في األدب الغربي‪.‬‬ ‫غير أن م�ا دفعني لكتابتها فجأة هو الظل�م العاملي بحق هذا‬

‫الرج�ل‪ :‬ظه�رت كتب كثي�رة في الغرب‪ ،‬الس�يما في ع�ام ‪2009‬‬ ‫«عام داروي�ن»‪ ،‬تتناول ببلوغرافيا فالس�فة ومفك�ري التاريخ‬ ‫اإلنس�اني الذين أستش�رفوا قب�ل البيولوجي�ا احلديثة وحدة‬ ‫الكائ�ن احلي وتطوره البيولوجي‪ .‬كل م�ن قال كلمتني منهم في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ه�ذا اإلجت�اه ُ‬ ‫إس�تثنائيا‪ ،‬فيما لم يق�ول كثيرون‬ ‫عبقري�ا‬ ‫أعت َبر‬ ‫منهم إال ش�ذرات مما قاله أبو العلاء قبلهم بعدة قرون!‪ ...‬دون‬ ‫احلديث عن آرائه النيتشاوية قبل نيتشة بدهر!‪...‬‬ ‫س��ردي يتك��رر ف��ي رواياتكم‪ :‬هاج��س «رؤية‬ ‫هاجس‬ ‫ثم��ة‬ ‫ٌّ‬ ‫■ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫املاضي كما حصل ً‬ ‫فعال» بواس��طة الس��فر بأس��رع من الضوء‪ .‬ما‬ ‫سر شغفكم هذا؟‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ض�وء عجوزة‪،‬‬ ‫■ تص�ل إل�ى التلس�كوبات كل ي�وم أش�عة‬ ‫ً‬ ‫أحيان�ا‪ ،‬من كواك�ب لم تعد‬ ‫عب�رت ملي�ارات الس�نني الضوئية‬ ‫موج�ودة ف�ي حلظة وصول تلك األش�عة إلى التلس�كوبات! أي‬ ‫أن التلس�كوبات تس�تقبل حلظ�ات م�ن املاضي الس�حيق الذي‬

‫ً‬ ‫بعيدا في أرجاء الكون‪.‬‬ ‫يتمخطر‬ ‫قبل س�نوات وصلت لتلس�كوب «هوب�ل» أض�واء قادمة من‬ ‫حلظة ُّ‬ ‫تش�كل ّأول مجرات الك�ون‪ ،‬بضعة مئات ماليني الس�نني‬ ‫فق�ط بع�د «البيغ بان�غ» «قبل ‪ 13.7‬مليار س�نة»‪ .‬وقب�ل حوالي‬ ‫ع�ام فقط ملأت الصفح�ات األولى ل�كل صحف الغ�رب صورة‬ ‫أرجتف عند رؤيتها اجلميع‪ :‬صورة «حساء الكون»‪ ،‬قبل ّ‬ ‫تشكل‬ ‫الكواك�ب واجمل�رات‪ ،‬كم�ا وصل�ت أش�عة أضوائ�ه للتلس�كوب‬ ‫األوربي «بالنك»!‬ ‫ً‬ ‫واقفا في املترو عندما أرس�لت لي‬ ‫كن�ت في صباح ذلك اليوم‬ ‫إبنتي الصغي�رة عنبرين «إس إم إس» يخبرني بذلك‪ .‬أتذكر أن‬ ‫حقيبتي س�قطت من يدي «م�ا زال صوت وقوعها ف�ي أذني إلى‬ ‫اآلن! « من هول الدهشة‪.‬‬ ‫رؤي�ة ماضي تاري�خ األرض كما حص�ل ً‬ ‫أدبي‬ ‫فعال‬ ‫ٌ‬ ‫موض�وع ٌّ‬ ‫خص�ب ال حدّ لِ ِ‬ ‫حلم مس�تحيل التحقيق‪ ،‬ألن تلك‬ ‫ٌ‬ ‫عمقه وجماله‪ٌ .‬‬ ‫ً‬ ‫فيزيائيا‬ ‫األضواء تهرع اآلن في مجرات بعيدة‪ ،‬وألنه يس�تحيل‬ ‫جتاوز سرعة الضوء بالطبع للحاق بها ورؤية املاضي فيها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مبفعول‬ ‫أيض�ا‪ ،‬ألن «الثورة إعادة كتابة للماضي‬ ‫ثوري‬ ‫حلم‬ ‫ٍ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لِ‬ ‫مبفعول‬ ‫خط�اب س�لفِ ٍّي‬ ‫نس�ف‬ ‫أي‬ ‫أحده�م‪،‬‬ ‫رجع�ي» كم�ا ق�ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َر ْجعي!‬ ‫لع�ل ه�ذا احلل�م بزغ ف�ي أعمال�ي ف�ي أول قصة قصي�رة في‬ ‫حرى من مملكة املوتى»‪.‬‬ ‫مجموعتي القصصية‪« :‬همسات ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫متطور ج�دّ ًا في رواي�ة «تقرير‬ ‫أخي�را بش�كل‬ ‫أس�تثمرته‬ ‫ث�م‬ ‫ٍ‬ ‫الهده�د» أثن�اء عب�ور «أب�ي الن�زول» (أي أب�ي العلاء في أحد‬ ‫ِ‬ ‫أوجه�ه في الرواية) تاريخ الكون واحلياة واإلنس�ان‪ ،‬وهو في‬ ‫مهمة زمكانية كونية هبط فيها من « مقهى الكوكبة» في الس�ماء‬ ‫‪ 77‬إل�ى األرض‪ ،‬بش�كل معاك�س ملهم�ة «رواية الغف�ران» الذي‬ ‫سارده من األرض إلى السماء‪.‬‬ ‫سافر فيها‬ ‫ُ‬ ‫يبح�ث أب�و النزول في مهمت�ه‪ ،‬وهو يعبر الكون بأس�رع من‬ ‫الضوء‪ ،‬عن أضواء حتمل ماضي الكون واحلياة اإلنس�انية كما‬ ‫ً‬ ‫حص�ل ً‬ ‫غالبا ينس�جم مع رؤى واستش�رافات أبي‬ ‫فعال‪ ،‬لِ يجده‬ ‫الش�عرية اخلالدة‪ « :‬لزوم ما ال‬ ‫العالء الش�عرية في موسوعته‬ ‫ّ‬ ‫يلزم»!‪...‬‬ ‫ً‬ ‫متحدثا فيه إلقيت أول‬ ‫ف��ي مؤمتر «تيدكس عدَ ن» األول كنت‬ ‫■ ً‬ ‫وتوجهت بعدها مباش��رة ملؤمتر عن اللغة‬ ‫خطابات��ه بنبضة العلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة ف��ي اجلزائر ألقيت محاض��رة افتتاحه يوم ‪ 18‬ديس��مبر‪،‬‬ ‫اليوم العاملي للغة العربية‪ .‬ماذا قلت في املؤمترين؟‬ ‫■ وض�ع اللغة العربية ف�ي العصر الرقم�ي هاجس يؤرقني‬ ‫ً‬ ‫كتبت ً‬ ‫ُ‬ ‫مقاال عن وضعها ف�ي العصر الرقمي طلبه‬ ‫غالب�ا‪ .‬كنت قد‬ ‫مني «مركز دراس�ات قناة اجلزيرة» يس�رد ّ‬ ‫س�ت فجائع تتعلق‬ ‫بعدم إكتمال بنيتها التحتية التي تسمح بدخول العصر الرقمي‪،‬‬ ‫ال سيما عدم امتالكها لقارئ ضوئي لألحرف « «‪ ، OCR‬لقاعدة‬ ‫حتتية وبوابات معرفية بالعربية‪ ،‬لتقنيات أوليّ ة رقمية مالئمةٍ‬ ‫متطورة‪ ،‬وكذلك ما تعانيه من»أنيميا» الترجمة‪.‬‬ ‫كل ذلك لم يس�مح لها ّ‬ ‫حتى اليوم بدخول عصر الرقمنة الذي‬ ‫ب�دأ في العقد املاضي‪ .‬صارت العربية فيه مثل س�لحفاة بجانب‬ ‫املتطورة األخرى‪.‬‬ ‫أرانب اللغات‬ ‫ّ‬ ‫ما حاولت شرحه هو وضعها في هذا العقد الثاني الذي بدأت‬ ‫في�ه اللغ�ات املتط�ورة عصر املعاجل�ة اآللية ملدل�ول النصوص‬ ‫الرقمي�ة» نع�م‪ ،‬ملدلولِ ه�ا عزيزت�ي لبن�ى! «وأرش�فتها اليومي�ة‬ ‫في مس�تودعات» البيان�ات العمالق�ة « ‪ ،Big Data‬فيما ّ‬ ‫ظلت‬ ‫العربية تراوح في نفس موقعها السابق‪.‬‬ ‫مجن ً‬ ‫املتطور صار ّ‬ ‫حا اليوم‪ ،‬فيما سلحفاتنا‬ ‫أي أن أرنب العالم‬ ‫ِّ‬ ‫العربية احلبيبة صارت عرجاء بالضرورة!‪...‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا بعض اخلطوط العريضة ملشاريع حتتاج إلى‬ ‫سأرس�م‬ ‫ٍ‬ ‫لتتحول إلى واقع!‪...‬‬ ‫عربي حولها‬ ‫قومي‬ ‫والتفاف‬ ‫دعم‬ ‫ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬

‫عبر «درب اآلالم»‬

‫عزمي بشارة متتبع ًا التاريخ السوري الراهن‬ ‫فراس كيالني ٭‬ ‫■ يعتب�ر كت�اب عزم�ي بش�ارة «س�ورية‪ :‬درب‬ ‫اآلالم نح�و احلرية» االش�مل ال�ذي يتن�اول االزمة‬ ‫الس�ورية منذ اندالعها في آذار‪/‬مارس ‪ ، 2011‬جلهة‬ ‫تصديه وفق منه�ج التحليل االجتماع�ي التاريخي‬ ‫خللفيات وصيرورة وحيثيات الصراع‪ ،‬في محاولة‬ ‫لفه�م املآالت التي ميكن أن يؤول إليها إذا ما اس�تمر‬ ‫ً‬ ‫خصوصا اخلطر الذي بات‬ ‫الوضع على ما هو عليه‪،‬‬ ‫يته�دد وجود الدولة الس�ورية برمت�ه‪ ،‬حتت وطأة‬ ‫عن�ف النظ�ام ال�ذي اع�اد انتاج اس�وأ ما ف�ي بنية‬ ‫اجملتمعات املشرقية العربية‪ ،‬وهي االنتماءات ما قبل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مبكرا‬ ‫خصوصا طائفيا‪ .‬ينبغي االش�ارة‬ ‫الدولتي�ة‪،‬‬ ‫إل�ى مس�ألة غاية ف�ي االهمية هنا‪ ،‬وه�ي ان الكتاب‬ ‫ً‬ ‫كثي�را باالعتب�ارات االخالقي�ة ‪ -‬خاص�ة‬ ‫ل�م يعب�أ‬ ‫العدمي�ة منها التي وصمت غالبي�ة كتابات املفكرين‬ ‫والسياسيني السوريني املعارضني‪ -‬كمعيار التخاذ‬ ‫مواقف ش�خصية‪ ،‬كان ميك�ن ان حتول دون خروج‬ ‫الكت�اب بالطريق�ة البحثي�ة االكادميي�ة الت�ي جاء‬ ‫بها‪ ،‬وذلك رغم تأكيد الكاتب املتكرر على مس�ؤولية‬ ‫النظ�ام عم�ا آل إلي�ه الوضع ف�ي س�وريا‪ ،‬فالبحث‬ ‫ارتك�ز عل�ى مجموعة كبي�رة من املعلوم�ات التي مت‬ ‫اس�تقاؤها من مصادرها االولى عب�ر جهد هائل قام‬ ‫ب�ه باحث�و «املرك�ز العربي لدراس�ات السياس�ة»‪،‬‬ ‫وظل ً‬ ‫جليا خالل فصول الكتاب جهد بش�ارة لتقدمي‬ ‫قراءة عقالنية معمقة‪ ،‬ألزمة رمبا كانت االخطر التي‬ ‫يتعرض لها الشرق االوسط منذ نكسة حزيران‪.‬‬ ‫يب�دأ املؤل�ف كتاب�ه بفص�ل بعن�وان «احلص�اد‬ ‫امل�ر» يراج�ع في�ه العق�د األول م�ن حك�م الرئي�س‬ ‫بش�ار االس�د ويعرض فيه ما يس�ميها ب�ـ «الفرص‬ ‫الضائعة» لإلصلاح‪ ،‬و«ارهاص�ات االحتجاجات»‬ ‫الت�ي ش�هدتها تل�ك املرحل�ة‪ ،‬وال يخف�ي ف�ي اح�د‬ ‫هوام�ش الفص�ل انه كان ممك�ن آمن�وا «بالتغاضي‬ ‫ً‬ ‫(علنيا على‬ ‫عن سياسات النظام القمعية الداخلية‪،‬‬ ‫االقل) والوقوف مع س�ورية في مواجهة التحديات‬ ‫التي متثلت بالسياس�ة االمريكية في عهد احملافظني‬ ‫اجل�دد»‪ .‬يخصص بش�ارة بعد ذلك اكث�ر من مائتي‬ ‫صفحة ملراجعة املفاصل االساس�ية الت�ي مرت فيها‬ ‫االنتفاض�ة الس�ورية‪ ،‬عب�ر توثي�ق رمب�ا ال ي�درك‬ ‫اهميت�ه اال الع�ارف بدق�ة وموضوعي�ة حقيق�ة م�ا‬ ‫كان يجري على االرض‪ ،‬ال ما كان يبث عبر وس�ائل‬ ‫ً‬ ‫ايضا وهو‬ ‫االعالم احلكومية وش�به احلكومية‪ ،‬وال‬ ‫االهم‪ ،‬ما كان يبث عبر «اعالم الثورة» والفضائيات‬ ‫االخبارية الداعمة للحراك‪.‬‬ ‫ينزع الكتاب الكثير من «االس�طرة» التي احلقت‬ ‫بحدث كان يتطور كفعل بش�ري محكوم بتاريخ من‬ ‫«القه�ر واالذالل»‪ ،‬انفجر في حلظ�ة تاريخية معينة‬ ‫وضم�ن س�ياقات معروفة‪ ،‬عبر اعتق�ال اطفال درعا‬ ‫الـذين يثبت الكاتب‪ ،‬باالعتماد على شهادات هامة‪،‬‬ ‫انه�م ليس�وا هم م�ن كتبوا عل�ى جدران مدرس�تهم‬ ‫ش�عارات تطال�ب بإس�قاط النظ�ام‪ ،‬وال تعرض�وا‬ ‫ل�كل ه�ذا التعذيب ال�ذي انتش�رت قصص�ه كالنار‬ ‫في الهش�يم‪ ،‬ليصل ح�د انتزاع اظافره�م كما تروي‬ ‫احلكاي�ة الت�ي بات�ت حقيق�ة ال يطالها الش�ك‪ .‬لكن‬ ‫ذل�ك ال يح�ول دون توثي�ق بش�ارة وبالتفاصي�ل‬ ‫للعنف املف�رط الذي اتبعه النظ�ام طريقة للتعاطي‬ ‫م�ع التظاه�رات الت�ي تل�ت ه�ذا احل�دث‪ ،‬وم�ا قاد‬ ‫إلي�ه من حمل�ة تعاطف ش�عبي هائلة‪ ،‬اس�همت في‬ ‫انتش�ار احل�راك ف�ي كل انح�اء البلاد‪ ،‬وحتول�ه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جهدا‬ ‫سريعا للمطالبة بإسقاط النظام‪ ،‬الذي لم يأل‬ ‫لقمع�ه ب�كل وس�ائل الق�وة والترهيب‪ .‬وعل�ى هذا‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‬ ‫املنوال يتابع بش�ارة رصد تطور احلدث‪،‬‬ ‫ف�ي انتقال�ه ال�ى حم�ص ذات التركيب�ة الطائفي�ة‬ ‫املتداخلة‪ ،‬والضغينة املتراكمة في اوس�اط «س�نة»‬ ‫املدينة نتيجة سياس�ات النظ�ام‪ ،‬ويوثق رمبا ألول‬

‫م�رة به�ذا التفصيل‪ ،‬مس�ؤولية النظ�ام واملعارضة‬ ‫ً‬ ‫ج�دا بح�ق «س�نة»‬ ‫ع�ن وق�وع انته�اكات كبي�رة‬ ‫و»علوي�ي» املدين�ة والق�رى اجمل�اورة‪ .‬ويؤكد بان‬ ‫الكثير مم�ا كان يبثه اعالم الطرفني ل�م يتوخ الدقة‬ ‫على االطالق‪ ،‬واس�هم في تأجيج عن�ف طائفي غير‬ ‫مسبوق‪ ،‬كان ميكن ان ينتقل الى مناطق اخرى اكثر‬ ‫خط�ورة وخاص�ة في م�دن الس�احل‪ .‬وينتق�ل بعد‬ ‫ذل�ك للحديث عن اس�تراتيجية النظ�ام ملنع وصول‬ ‫ً‬ ‫خصوصا بعد‬ ‫التظاهرات لس�احات امل�دن الكب�رى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحقا‪،‬‬ ‫بداي�ة‪ ،‬وحم�اة ودير ال�زور‬ ‫جترب�ة حم�ص‬ ‫والت�ي احتش�د فيها مئات االالف في مش�هد كش�ف‬ ‫تهاف�ت رواية النظام الذي دأب ف�ي ذلك احلني على‬ ‫احلدي�ث ع�ن مندسين ومتآمري�ن‪ .‬فم�ا كان منه اال‬ ‫ان زاد جرع�ة العن�ف بإدخ�ال اجلي�ش ال�ى املدن‪،‬‬ ‫وه�و م�ا تس�بب بارتف�اع هائ�ل ف�ي اع�داد القتلى‬ ‫واجلرح�ى واملهجري�ن واملعتقلين‪ .‬يعتب�ر بش�ارة‬ ‫ان نقط�ة التح�ول الكب�رى في ه�ذا الس�ياق كانت‬ ‫العملي�ة «االنتقامي�ة» ال «الدفاعية» التي قضى فيها‬ ‫العش�رات م�ن رج�ال االم�ن في «جس�ر الش�غور»‬ ‫على يد مس�لحني معارضني قبل مرحلة التس�لح في‬ ‫مطلع حزيران‪/‬يونيو‪ ،2011‬واتهمت وس�ائل اعالم‬ ‫املعارض�ة النظام بتصفيتهم بحجة انهم منش�قون‪.‬‬ ‫ورغ�م العن�ف املفرط من قب�ل النظ�ام‪ ،‬وتفهمه لكل‬ ‫احليثيات التي دفعت لتسلح احلراك‪ ،‬ال يبرر عزمي‬ ‫بشارة حمل السالح على االطالق‪ ،‬بل وينتقد بحدة‬ ‫تل�ك الدعاي�ة الت�ي رافق�ت ظه�وره بحج�ة حماية‬ ‫التظاه�رات الس�لمية م�ن هجم�ات ق�وات االم�ن‪،‬‬ ‫ويثبت زيف ووبال هذا الرأي الذي لم يشكل سوى‬ ‫مبرر للنظام الجتياح احياء حمص وتدميرها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ايضا ال يفوت الكاتب االشارة ملسألة لطاملا‬ ‫وهنا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا ف�ي اروقة املعارضين واملثقفني‬ ‫ج�دال‬ ‫اث�ارت‬ ‫الس�وريني‪ ،‬وه�ي املتعلق�ة بب�دء ظاه�رة التس�لح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصا درع�ا وحمص‬ ‫مبك�را في بع�ض املناط�ق‬ ‫وباني�اس‪ ،‬واس�تخدام ه�ذا السلاح ف�ي بع�ض‬ ‫االحي�ان في عمليات صمتت عنها كل وس�ائل اعالم‬ ‫املعارض�ة وغالبي�ة ش�خصياتها‪ .‬ويص�ل االنتق�اد‬ ‫ذروت�ه ف�ي مراجع�ة ح�ال البل�دات وامل�دن الت�ي‬ ‫دخلتها الكتائب املس�لحة التي تتك�ون في غالبيتها‬ ‫م�ن مدنيني تس�لحوا دون اي مرجعية ثورية حتدد‬ ‫ه�دف السلاح وح�دوده‪ .‬وي�رى بش�ارة ان ه�ذه‬ ‫العمليات لم تس�هم اال في تدمي�ر االحياء والبلدات‬ ‫الت�ي دخله�ا املس�لحون وتهجي�ر غالبية س�كانها‪،‬‬ ‫بس�بب ع�دم الق�درة عل�ى حتيي�د سلاح الطيران‬ ‫ومنظوم�ة الصواري�خ‪ ،‬م�ع اس�تماتة النظ�ام بعدم‬ ‫من�ح املعارضة في ه�ذه املناطق اي فرص�ة لترتيب‬ ‫اوضاعها‪.‬‬ ‫وال يفوت�ه هنا احلدي�ث عما يقول ان�ه التضليل‬ ‫الذي مارسته وس�ائل اعالم محسوبة على الثورة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خصوص�ا ف�ي حال�ة الهج�وم عل�ى مدين�ة حل�ب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫«هجوما م�ن الريف‬ ‫والت�ي يرى بش�ارة انه�ا كانت‬ ‫عل�ى املدينة» عمقت حالة «االغت�راب وعدم الثقة»‪.‬‬ ‫وف�ي مع�رض حتليل�ه ألوض�اع كتائ�ب املعارض�ة‬ ‫يق�ول بش�ارة إنه�ا ليس�ت موح�دة وال يجمعه�ا‬ ‫هدف س�وى ش�عار اس�قاط النظام وانها احتاجت‬ ‫التس�مية (اجليش الس�وري احلر) اكثر مما نشدت‬ ‫الوح�دة‪ ،‬وان نزع�ة التش�رذم والتش�ظي وع�دم‬ ‫قب�ول املرجعي�ات واالختالف على القي�ادة من اهم‬ ‫ظواهر الثورة الس�ورية على املس�تويني السياسي‬ ‫والعس�كري‪ .‬وف�ي مع�رض تصنيف�ه للح�ركات‬ ‫اجلهادي�ة املوجودة على الس�احة الس�ورية اليوم‬ ‫مييز بش�ارة بني ح�ركات تتبنى الس�لفية اجلهادية‬ ‫العاملية وفق نهج القاعدة (النصرة ودولة العراق)‪،‬‬ ‫ومجموع�ات س�لفية تقتص�ر اهدافه�ا على س�وريا‬ ‫(أحرار الشام ومثيالتها) وثالثة تشبه في تركيبتها‬ ‫وثقافته�ا اجملتم�ع الذي نش�أت فيه مع ب�دء عملية‬ ‫التس�لح‪ ،‬لكنه�ا تس�لفنت ضم�ن تفكي�ر براغمات�ي‬

‫للتق�رب م�ن املانحني او بس�بب ظاه�رة التدين‬ ‫خالل القتال (الفاروق ولواء االسالم)‪ .‬بعد ذلك‬ ‫ينتقل بش�ارة حملور رمبا كان االه�م في الكتاب‬ ‫عل�ى االطلاق‪ ،‬وه�و اخل�اص ببح�ث «ترييف‬ ‫احل�زب (البع�ث) وتطيي�ف اجلي�ش» به�دف‬ ‫حتلي�ل خلفيات ما يس�ميه «اخلط�اب والعنف‬ ‫الطائفيين» ويع�ود ببحث�ه ملرحلت�ي احلك�م‬ ‫العثماني واالحتالل الفرنسي‪ ،‬ويقسم حتزيب‬ ‫املؤسسة العس�كرية السورية وتطييفها ألربع‬ ‫مراح�ل‪ ،‬ب�دأت عل�ى ي�د الفرنس�يني بإنش�اء‬ ‫«جي�ش الش�رق» وتركي�ز بنائ�ه على اس�س‬ ‫اثني�ة وطائفي�ة أو أقوامي�ة‪ ،‬لتلي�ه بع�د ذلك‬ ‫ما يس�ميها بش�ارة مبرحلة الكتل العس�كرية‬ ‫العقائدي�ة واجله�وة املتصارع�ة بين عام�ي‬ ‫‪ ،1963-1954‬ليب�دأ بعده�ا تأس�يس اجليش‬ ‫العقائ�دي بانقلاب البعث ع�ام ‪ ،1963‬وهي‬ ‫مرحل�ة ش�هدت ع�دة انقالب�ات داخلية بين ابرز‬ ‫قادته�ا محمد عمران وصالح جديد‪ ،‬قبل ان يتس�لم‬ ‫زمام السلطة حافظ االس�د عام ‪ ،1970‬وهي املرحلة‬ ‫التي اس�تمرت حتى عام ‪ ،1982‬وش�هدت دفع ابناء‬ ‫الطائف�ة العلوي�ة للتطوع في اجلي�ش ولكن بحذر‪،‬‬ ‫مرده مخاوف من والءاتهم لعمران وجديد بحس�ب‬ ‫انتماءاته�م العش�ائرية عل�ى م�ا يؤكد بش�ارة‪ .‬اما‬ ‫املرحلة االخيرة فيرى بشارة انها بدأت بعد محاولة‬ ‫انقلاب رفع�ت االس�د‪ ،‬وكان ش�عارها «قائدنا إلى‬ ‫االبد االمني حافظ االس�د»‪ ،‬وش�هدت على يد رئيس‬ ‫ش�عبة اخملابرات العسكرية علي دوبا هندسة نفوذ‬ ‫الضب�اط في جهاز االمن‪ ،‬وفق اصولهم العش�ائرية‬ ‫العلوي�ة‪ ،‬بش�كل نس�بي حتاصص�ي للحف�اظ على‬ ‫الت�وازن‪« ،‬بع�د ان كان ق�د مت حتطي�م س�لطة قادة‬ ‫العش�ائر العلوي�ة على ي�د العس�كريتاريا العلوية‬ ‫العقائدي�ة»‪ .‬ويرى ان ابرز تغيي�ر طال اجليش في‬ ‫عهد بشار االسد‪ ،‬هو إعادة بناء احلرس اجلمهوري‬ ‫ليكون جيشا خاصا برئيس الدولة في اطار اجليش‬ ‫الع�ام‪ ،‬كما كرس�ت ألول مرة ش�كليات عمل اجليش‬ ‫باعتب�اره مؤسس�ة ملصلح�ة عائلة رئي�س الدولة‪.‬‬ ‫ويقول بش�ارة إن مرحلة البعث والعس�كرة ادخلتا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا ه�و تريي�ف اجله�از االداري للدولة‪،‬‬ ‫عاملا‬ ‫ويعتمد عزمي بشارة في هذا الفصل بشكل اساسي‬ ‫كت�اب امل�ؤرخ الفلس�طيني حن�ا بطاط�و «فالح�و‬ ‫س�وريا‪ :‬س�ليلو الوجه�اء القرويين األق�ل ش�أنا‪،‬‬ ‫وسياس�تهم» في تقدمي كم كبير م�ن املعلومات التي‬ ‫تخدم هذا البحث‪.‬‬ ‫وف�ي مع�رض حتليل�ه لتأثي�رات كل ذل�ك عل�ى‬ ‫الوض�ع الراهن يقول بش�ارة إن «احلالة الس�ورية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مهم�ا للبح�ث ف�ي صناع�ة الوعي‬ ‫منوذج�ا‬ ‫جتس�د‬ ‫السياس�ي الطائفي واخراجه م�ن خانة غير الالئق‬ ‫ً‬ ‫اجتماعي�ا ال�ى الدمياغوجيا السياس�ية»‪ .‬إذ «رغم‬ ‫ان التناقض اجتماعي وسياس�ي‪ ،‬لكنه يتخذ ش�كل‬ ‫تناق�ض طائف�ي ف�ي مجتم�ع مرك�ب الهوي�ة‪ ،‬حيث‬ ‫تختلط الس�لفية الش�عبوية مع الطائفية التقليدية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حتريضيا يعزز‬ ‫طابع�ا‬ ‫في الوعي الش�عبي‪ ،‬وتتخذ‬ ‫االنحرافات اجلارية‪ ،‬ويرسخ الشرخ واالستقطاب‬ ‫اجملتمع�ي اللذين يحصالن في االزم�ات الكبرى في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وطائفيا»‪.‬‬ ‫دينيا‬ ‫اجملتمعات املتعددة‬ ‫يوج�ه بش�ارة انتق�ادات ح�ادة اداء املعارض�ة‬ ‫الس�ورية وبش�كل خاص االخوان املسلمني‪ ،‬ويرى‬ ‫بانه�ا ل�م تنش�د التوح�د‪ ،‬وان عقلي�ة احملاصص�ة‬ ‫ظل�ت حاض�رة ف�ي كل اجتماعاته�ا‪ ،‬رغم فش�ل كل‬ ‫رهاناته�ا إن كان بالتدخ�ل اخلارج�ي او بإمكاني�ة‬ ‫احل�وار م�ع النظ�ام‪ ،‬وي�رى أن ثمة ضرورة ماس�ة‬ ‫لوض�ع اس�تراتيجية عس�كرية موح�دة‪ ،‬وبن�اء‬ ‫املؤسس�ات ووض�ع اخلط�ط إلدارة حي�اة اجملتمع‬ ‫الس�وري ف�ي املناط�ق احمل�ررة واملناف�ي‪ ،‬وتطوير‬ ‫خط�اب دبلوماس�ي اعالم�ي موج�ه للغ�رب‪ .‬ول�م‬ ‫تنج ما تعرف بتنس�يقيات الثورة من االنتقاد جلهة‬

‫تشتت جهودها‪ ،‬رغم اشادة بشارة بدورها الكبير‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في مراحله الس�لمية‪،‬‬ ‫ف�ي تنظيم احلراك‪،‬‬ ‫إال انه يؤكد انها فش�لت في مس�ؤولياتها اإلعالمية‬ ‫بنقل حقيقة ما كان يجري على االرض‪.‬‬ ‫يق�ول بش�ارة التعقي�دات اجليوس�تراتيجية‬ ‫وتش�ابك املصالح بين الق�وى الدولي�ة واالقليمية‬ ‫فرض�ت حال�ة م�ن «العطالة ف�ي امللف الس�وري»‪،‬‬ ‫وبع�د اس�تعراض اب�رز املب�ادرات ينتق�ل للحديث‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عربيا اقليميا‬ ‫تفصيال عن دور الالعبني الرئيس�يني‬ ‫ً‬ ‫ودولي�ا ف�ي املش�هد الس�وري‪ ،‬لي�رى ان الوالي�ات‬ ‫ً‬ ‫حليفا للثورة‪ ،‬وان حسابات روسيا‬ ‫املتحدة لم تكن‬ ‫االس�تراتيجية كق�وة صاعدة تفس�ر التزامها بدعم‬ ‫النظ�ام للعدي�د من االعتب�ارات‪ ،‬وهو ذات الس�بب‬ ‫الذي يدفعها للتحالف مع إيران التي باتت تعتبر ما‬ ‫ً‬ ‫خالفا لتركيا التي‬ ‫يجري في س�ورية ازمة داخلي�ة‪،‬‬ ‫دعم�ت الثورة بقوة‪ ،‬م�ع رفض التدخل العس�كري‬ ‫خارج نطاق حلف الناتو‪.‬‬ ‫أم�ا بالنس�بة إلس�رائيل فيع�رض بش�ارة لعدة‬ ‫توجهات وتقييمات داخل اروقتها لألزمة السورية‪،‬‬ ‫تتضمن تناقضات ال تصلح لوضع استراتيجية‪ ،‬من‬ ‫هنا تفس�يره الن اس�رائيل ف�ي املوضوع الس�وري‬ ‫مبنطق ادارة األزم�ات ومراقبته�ا وردة الفعل على‬ ‫التطورات مبا متليه مصاحلها‪ .‬في املواقف العربية‬ ‫يبين بش�ارة كي�ف تصاعد املوق�ف الس�عودي من‬ ‫النص�ح وح�ث النظ�ام عل�ى االصلاح إلى إنش�اء‬ ‫اململكة مكتب ارتباط في عمان للتنس�يق العسكرية‬ ‫ب�إدارة االمي�ر فيص�ل بن س�لطان‪ ،‬اضاف�ة لوجود‬ ‫نش�اط لس�عد احلري�ري ومكت�ب ارتب�اط ب�إدارة‬ ‫النائ�ب عق�اب صق�ر ف�ي اس�طنبول‪ ،‬والنش�اط‬ ‫امللح�وظ للمخاب�رات الس�عودية بقي�ادة بندر بن‬ ‫سلطان املشرف على هذا امللف منذ تعيينه‪.‬‬ ‫وف�ي املوق�ف القط�ري يعت�رف بش�ارة بطريقة‬ ‫الفت�ة ان الثورة الس�ورية هي من احل�االت القليلة‬ ‫الت�ي تدخلت فيها الدولة لدى «قن�اة اجلزيرة» ملنع‬ ‫تغطية ش�املة ملا يجري ف�ي احتجاجات‪ ،‬واالكتفاء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيس�ا‪ ،‬وذلك كي ال‬ ‫مكانا‬ ‫بتغطي�ة جزئية ال حتت�ل‬ ‫تفس�ر التغطية على انها رغبة قطرية في التش�جيع‬ ‫عل�ى الث�ورة‪ ،‬إال ان�ه يوض�ح كي�ف غي�رت قط�ر‬ ‫استراتيجيتها في التعاطي مع الثورة السورية بعد‬ ‫محاوالت دفع النظ�ام لإلصالح‪ ،‬لتبدأ بعزل النظام‬ ‫واالنفتاح على املعارضة والتسليح‪.‬‬ ‫يخت�م بش�ارة كتاب�ه بالق�ول إن «س�يرورة‬ ‫االحداث تس�ير في اجت�اه االحتم�ال الكارثي الذي‬ ‫يخس�ر فيه اجلمي�ع‪ ،‬إذ تعم�ق الش�رخ االجتماعي‬ ‫العميق‪ ،‬وظهر النظام املتماهي مع الدولة انه القوة‬ ‫املنظمة الوحيدة في س�ورية‪ ،‬وعل�ى اعتبار البديل‬ ‫غير جاهز‪ ،‬فال بد من مرحلة انتقالية سياسية تكون‬ ‫نتاج حل سياسي»‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫٭ كاتب فلسطيني‬

‫التباس ثقافي‬ ‫ُمزمن بني النجم واملعلم‬ ‫خيري منصور‬

‫■ اتسعت قارة املسكوت عنه في ثقافتنا بحيث شملت أعمق‬ ‫الهواجس واكثر االسئلة الوجودية جذرية في حياتنا‪ ،‬وقد باتت‬ ‫لفرط الهجران والتواطؤ بحاجة الى كولومبوس جديد‪ ،‬لكن‬ ‫لكشف ما ميور في باطنها وما يعج به عاملها السفلي من تداعيات‬ ‫كقراء اوال ان ال نقف صامتني ومكتوفي‬ ‫وارجاع‪ ،‬ومن واجبنا ّ‬ ‫ُ‬ ‫االصابع عندما نرى من يجازفون بالكشف عن املتجاهل ال‬ ‫اجملهول‪ ،‬وعن ُاملتناسى ال املنسي‪ ،‬وهذا ما قررته قبل عامني‬ ‫عندما التقيت الشاعر والكاتب فوزي كرمي على هامش احتفال‬ ‫املكرسة للمفكر د ‪ .‬فرانز‬ ‫اجلزائر بذكرى استقاللها‪ ،‬وفي الندوة ّ‬ ‫فانون‪ ،‬ولم اكن قد قرأت كتاب الصديق الشاعر فوزي الذي‬ ‫لم التقه منذ اواخر السبعينات من القرن املاضي وهو بعنوان‬ ‫الستينيني « أي جيل الستينات من الشعراء‪ ،‬والذين‬ ‫« تهافت ّ‬ ‫نسبوا تبعا لتحقيب ال اراه دقيقا الى العقد الفريد والتجريبي‬ ‫ودعه ناشطوه ومثقفوه وفنانوه وحتى ثائروه‬ ‫والساخن الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫بثورة مايو عام ‪.1968‬‬ ‫الستينيني ليس العنوان فقط‬ ‫ما استوقفني بشدة في تهافت ّ‬ ‫والذي يحيل الى عنوان سجالي فلسفي تبادله الغزالي وابن رشد‬ ‫وصاغه كل منهما على طريقته‪ ،‬بل ذلك الفصل بعنوان الشاعر‬ ‫النجم والشاعر املعلم‪ ،‬واعترف انني طاملا تساءلت مع نفسي‬ ‫وسألت اصدقاء من الشعراء عن شجن ثقافي ال يخرج عن هذا‬ ‫وكيفي بني شاعر‬ ‫املدار‪ ،‬بدءا‪ ،‬يفرق فوزي كرمي على نحو حاسم‬ ‫ّ‬ ‫يعقد مقايضة بينه وبني جمهور يلبيه‪ ،‬ويسعى الى استرضائه‬ ‫وبالتالي يحلم بان يكون جنما وبني شاعر يشتبك مع هواجسه‬ ‫وجتاربه ويقول ما لديه وليس ما هو مناسب او جاذب من القول‬ ‫‪ .‬الشاعر الراحل محمود البريكان هو النموذج رغم ان تداعيات‬ ‫فوزي شاعرا شملت سواه من الشعراء العرب وفي مقدمتهم عبد‬ ‫الصبور‪ ،‬اما املناسبة فهي سعي مجالت رسمية الخراج البريكان‬ ‫من عزلته وصمته بحيث حل ّ االحتفاء الطقسي مكان القراءة‬ ‫تعهد االعالم بأدواته الصدئة‬ ‫املعمقة ملنجز الشاعر وبالتالي ّ‬ ‫ّ‬ ‫صح‬ ‫لفرط التكرار واالستخدام تسطيحه‪ ،‬ومبعنى آخر تنجيمه ان ّ‬ ‫مثل هذا االشتقاق‪ ،‬وقرأ فوزي البريكان قراءة غير افقية ترفدها‬ ‫ّ‬ ‫فأطل الشاعر األملاني ريلكة‬ ‫ذاكرة املتلقي ذي املعرفة الواسعة‪،‬‬ ‫على الفور من نصوص البريكان لكن بشكل وميض وشحنة وعبر‬ ‫التناص‪.‬‬ ‫التصادي وليس على طريقة ما يسمى‬ ‫ّ‬ ‫كالهما كان املوت هاجسه الوجودي وسؤاله غير املوعود بأية‬ ‫ّ‬ ‫ولعل‬ ‫اجابة‪ ،‬ألن اسئلة من هذا الطراز تتناسل اسئلة ال آخر لها‪،‬‬ ‫ما استوقف فوزي كرمي في هذا السياق ليس فقط محاوالت‬ ‫تنجيم البريكان وبالتالي جتويفه وجتريف نصوصه لصالح‬ ‫االحتفاء املهرجاني الشكلي بل جتربة فوزي ذاتها‪ ،‬فهو منذ‬ ‫بواكيره الشعرية واذكر منها ما نشر في مجلة «مواقف» كان‬ ‫مهجوسا مبا هو أبعد وأعلى من احالم الشهرة‪ ،‬وخالل عدة‬ ‫عقود برزت اسماء شعراء من جيله بدت مضاءة بسخاء اعالمي‬ ‫واحيانا ايديولوجي‪ ،‬وظل هو بعيدا عن هذه االضاءة‪ ،‬لسبب‬ ‫واحد هو ان الشاعر ينتج اضاءته من داخله واحيانا يحترق بها‬ ‫بعكس «البدعة» كما يسميه فوزي‪ ،‬وهو شبه الشاعر الذي هو‬ ‫في نهاية املطاف نقيضه‪ ،‬ألنه صناعة خالصة لوسائل اعالم‪،‬‬ ‫واساليب دعاية محدودة العمر والصالحية‪ ،‬بدليل ان الشاعر‬ ‫البدعة او املستولد بأنبوب ايديولوجي يتوارى جملرد أن يحدث‬ ‫تغيير ما ألن هذا التغيير ُي ّ‬ ‫جفف مصادر االضاءة ‪.‬‬ ‫******‬ ‫قد يكون من املهم التوقف عند كلمة جنم ومن أي مجاالت او‬ ‫معاجم غير شعرية متت استعارتها‪ ،‬فهي متداولة منذ زمن طويل‬ ‫في عالم السينما والغناء‪ ،‬ولم يكن اقحامها الى ملكوت الشعر‬ ‫النصي الى‬ ‫اال على سبيل اخلروج القسري للشعر من جوهره ّ‬ ‫العارض االعالمي ‪ .‬والنجم بهذا املعنى ينشغل في االستجابة‬ ‫عامة‪ ،‬وكأنه يريد ان يكون الناطق‬ ‫السريع مع احداث ّ‬ ‫والتأقلم ّ‬ ‫الصياد‬ ‫باسمها‪ ،‬واللعبة بحد ذاتها يختلط فيها ذكاء شديد من‬ ‫ّ‬ ‫وغباء اشدّ من الطريدة‪ ،‬ولو شئنا الذهاب الى ما هو أبعد‬ ‫وانسجاما مع دعوتنا الى استنطاق قارة املسكوت عنه فإن‬ ‫املقايضة بني الشاعر النجم وجمهوره هي سرخسية باملعنى‬ ‫البيولوجي‪ ،‬لهذا يقول فوزي ان النجم يفضل على الدوام حاشية‬ ‫يسبحوا بحمده‪ ،‬متاما كما‬ ‫من قليلي الذكاء وغير املبدعني كي ّ‬ ‫هو الزعيم النجم الذي يدمن االطراء واملعصومية الوهمية‪،‬‬ ‫لهذا كالهما يعادي الذاكرة ويسرف في احلديث والتبشير‬ ‫باملسستقبل‪ ،‬وما فعله ّ‬ ‫عشاق النجم في مثال محمود البريكان‬ ‫امتصوا‬ ‫هو انهم وضعوه حتت ضوء السياق احلداثي السائد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫رحيقه واطفأوا فاعلية املعلم فيه‪ ،‬ومبعنى آخر يعيد ّ‬ ‫عشاق النجم‬ ‫انتاجه على غرارهم ووفقا ملا يرون‪ ،‬وقد يخسر في هذا التهجير‬ ‫القسري جوهره الذي يفوت بصائرهم وال يصل ادراكهم اليه‪.‬‬ ‫اما املفارقة فهي ان الشاعر والزعيم النجم كما يرى فوزي‬ ‫يضاءان باحلوار من طرف واحد‪ ،‬ألنهما يأنسان خلطابهما‬ ‫ولألذن املصغية فقط‪ ،‬واملشكلة ليست فقط في حتول الشعراء‬ ‫الى جنوم بل في حلم االخرين بذلك‪ ،‬وهنا تبدأ رحلة التماهي‬ ‫والتقمص‪ ،‬ما دامت مؤهالت االنتساب الى هذا النادي معروفة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لهذا يشتدّ التنافس ليفوز اخيرا االكثر ذكاء وليس األهم شعرية ‪.‬‬ ‫******‬ ‫أليست تراجيديا خرساء وتبحث عمن يستنطفها ببالغة تلك التي‬ ‫انتهى اليها شاعر معلم مثل البريكان‪ ،‬وهي ان يقتل في ظروف‬ ‫غامضة في حرب شبه أهلية ؟‬ ‫يقول فوزي محيال القارىء الى احدى قصائد البريكان ‪:‬‬ ‫(خطا البريكان خطوته دون رفة جفن كما وعد ‪ ..‬جاءه الرسول‬ ‫واعتلى املهر ورحل!)‬ ‫ان هذه االطروحة املضادة للسائد النقدي ولشبه الشعر واشباه‬ ‫الشعراء تدشن مرحلة كشف قد تعيد النّ ظر في ّ‬ ‫مسلمات‬ ‫األمية النقدية ّ‬ ‫وغذتها اوهام الشهرة لدى افراد نشروا‬ ‫كرستها ّ‬ ‫ّ‬ ‫محتوياتهم ّ‬ ‫كلها على السطح كحبال الغسيل وفي ضوء هذا‬ ‫االستقراء النقدي قد يعاد االعتبار لشعراء معلمني انسحبوا‬ ‫من املسرح املضاء مهرجانيا لكنهم لم يسلموا حتى في اقاصي‬ ‫العزلة من االختطاف سواء كان بسكني أعمى كما حدث‬ ‫للبريكان او بنقد « مؤعلم « نسبة الى االعالم وداجن في اقفاص‬ ‫االيديولوجيا او املهرجانات !‬ ‫وقد يتنطع البعض ممن ُحرموا من األمصال الباسلة التي تلقحهم‬ ‫منذ البواكير ضد تغليب اخلارج على الداخل والعارض على‬ ‫اجلوهر ليقولوا ان مثل هذه املفاضلة بني الشاعر املعلم والشاعر‬ ‫النجم تشي مبرارة من ُحرموا من الشهرة اجملانية ‪....‬‬ ‫عندئذ نقول لهؤالء شكرا لكم ألنكم تطوعتم بتقدمي الدليل على‬ ‫صدقية هذه االطروحة‪ ،‬فأدنى مرتبة للضحايا هي تلك التي‬ ‫يحذف منها الوعي‪ ،‬وتزهو فيها الضحية مبا ينزف منها دما‬ ‫او دمعا او لعابا بافلوفيا على وجبة طعام ّ‬ ‫الرنني‬ ‫منقعة في ّ‬ ‫الكاذب !‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫ثقافة‬

‫مئة عام على احلرب الكبرى في معرض‬

‫«طريق الغرام»‬ ‫أو «احلب في زمن اإلنترنت»‬

‫يوميات باريس‪ ...‬وأشباح فرنسا‬ ‫باريس ـ صادق أبو حامد‬

‫يحيى بن الوليد ٭‬

‫قب�ل مئة ع�ام‪ ،‬كان العالم املقس�م بين االمبراطوريات‬ ‫االس�تعمارية على موعد مع جنون احلرب‪ .‬القوى العظمى‬ ‫ف�ي العال�م دخلت في ص�راع جباب�رة جاعلة م�ن بالدها‪،‬‬ ‫وبلاد غيرها‪ ،‬س�احة لتدمير ش�امل‪ .‬مئة ع�ام مضت على‬ ‫ان�دالع احل�رب الكب�رى‪ ،‬احلرب التي س�جلت ف�ي حينها‬ ‫مش�اركة أكبر عدد من اجلنود (‪ 73.8‬مليون جندي من دول‬ ‫احملور مقابل ‪ 48.2‬مليون جندي من احللفاء)‪ ،‬واستخدمت‬ ‫فيها أحجام غير مس�بوقة من السلاح واملتفجرات‪ ،‬وفيها‬ ‫ُ‬ ‫استخدم السالح الكيماوي ألول مرة‪ ،‬لتكون النتيجة أكبر‬ ‫خسارة في تاريخ البشرية (‪ 9.5‬مليون قتيل و‪ 21.2‬مليون‬ ‫جريح من دول احملور مقابل ‪ 5.4‬مليون قتيل و‪ 12.8‬مليون‬ ‫جريح من احللفاء)‪.‬‬ ‫في الذكرى املئوية لهذه احلرب الكبرى‪ ،‬التي ستسمى‪،‬‬ ‫بعد وقوع حرب أكبر‪ ،‬باحلرب العاملية األولى‪ ،‬تفتح مدينة‬ ‫باريس ذاكرتها‪ ،‬ذاكرة اجلراح القدمية لبالد كان لتطورها‬ ‫أن يتح�ول ف�ي حلظة ما إل�ى ق�وة تدمير هائلة لإلنس�ان‬ ‫وحضارته‪.‬‬ ‫الباريسيون وتقلبات احلرب الطويلة‬

‫«باري�س ‪ 18-14‬يومي�ات احل�رب» ‪La 18-Paris 14‬‬ ‫‪ Guerre au quotidien‬هو عنوان املعرض الذي نظمته‬ ‫املكتب�ة التاريخية ملدين�ة باري�س (‪ La Bibliothèque‬صورتان في املعرض‬ ‫‪ .)historique de la ville de Paris‬في هذا املعرض‬ ‫ال ن�رى جبهات القتال الت�ي كانت متتد م�ن أقصى األرض‬ ‫صور النس�يو تس�جل عودة هؤالء اجلرح�ى (‪ 3.6‬مليون‬ ‫إلى أقصاها‪ ،‬وال نش�م رائحة الب�ارود والدماء‪ ،‬وإمنا نرى‬ ‫جري�ح في فرنس�ا)‪ ،‬وتلتقط حلظة االنكس�ار ف�ي عيونهم‬ ‫مرآة احلرب في باريس عاصمة الدولة األساسية في فريق‬ ‫رغم ما يحاولون إظهاره من عنفوان‪.‬‬ ‫املصور‬ ‫احللف�اء‪ .‬مرآة تتش�كل قطعة قطعة من مش�اهدات‬ ‫ّ‬ ‫فق�د حتولوا بع�د أن مألتهم الش�عارات الوطنية بالثقة‬ ‫ش�ارل النس�يو ‪Charles Lansiaux 1855 -1939‬‬ ‫والغل�واء إل�ى ضحاي�ا يحاصره�م العج�ز‪ .‬لكن ه�ل وقع‬ ‫لتفاصيل املدينة وأجوائها طوال السنوات العجاف‪.‬‬ ‫جمي�ع اجلن�ود في فخ التضحية املقدس�ة في س�بيل حرب‬ ‫للحرب‬ ‫متض�ي بن�ا ص�ور النس�يو م�ن األي�ام األول�ى‬ ‫ً‬ ‫جميعا طوع األوامر العس�كرية‬ ‫لم تكن بقرارهم؟ هل كانوا‬ ‫مس�جلة حلظات إعالن النفير والتعبئة‪ ،‬وانتشار األغاني‬ ‫كيفم�ا كانت؟ س�ؤال التضحية‪ ،‬وعقاب من ت�ردد في رمي‬ ‫واألعلام الوطنية‪ ،‬واس�تعدادت من ُطلب�وا للجيش ومن‬ ‫نفس�ه ف�ي أتون ح�رب الكب�ار‪ ،‬تفتح�ه بلدي�ة باريس في‬ ‫تط�وع‪ ،‬بينم�ا متلأ ش�عارات التح�دي والثق�ة بالنص�ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مختلفا للحرب ذاتها‪.‬‬ ‫جرحا‬ ‫معرض آخر يستعيد‬ ‫اجل�دران وواجه�ات املتاج�ر‪ .‬حلظ�ة تتفجر فيه�ا البهجة‬ ‫والثقة‪ ،‬البهجة التي خلقتها الس�لطات لل�زج باملاليني في‬ ‫أشباح احلرب‪ :‬أن َتقتل ‪ ..‬أو أن ُتقتل‬ ‫احل�رب‪ ،‬والثقة بنص�ر محتم كان�ت القيادات السياس�ية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وخاطفا‪.‬‬ ‫قريبا‬ ‫والعسكرية قد أظهرته‬ ‫معرض «اإلعدام بالرصاص للعبرة ـ أشباح اجلمهورية»‬ ‫غير أن الفرحة السهلة بنصر نظيف سرعان ما اختلطت‬ ‫(‪Fusillé pour l’exemple – Les fantômes de‬‬ ‫مبشاهد الالجئني القادمني من الشمال الفرنسي وبلجيكا‪.‬‬ ‫‪ )la République‬يق�دم ق�راءة‪ ،‬ورمبا ق�راءات‪ ،‬مختلفة‬ ‫الجئون تشبه أش�كالهم جميع الجئي احلروب في العالم‪،‬‬ ‫لوصمة س�وداء ف�ي الذاك�رة اجلمعي�ة الفرنس�ية‪ .‬اإلعدام‬ ‫معف�ري الوجوه‪ ،‬عيونه�م مفتوحة على دهش�ة انتزاعهم‬ ‫امليداني جلنود فرنس�يني لتمردهم على أوضاعهم الس�يئة‪،‬‬ ‫املفاج�ئ م�ن مكانهم احلميم�ي‪ ،‬ومن يومياتهم البس�يطة‪.‬‬ ‫وعل�ى ضب�اط ال يرحم�ون (خاص�ة مت�رد بع�ض الوحدات‬ ‫يجرون ما اس�تطاعوا التقاطه من حلظة اخلوف‪ .‬الجئون‬ ‫ّ‬ ‫العس�كرية الفرنس�ية ع�ام ‪ ،)1917‬أو لرفضه�م األوام�ر‬ ‫ف�ي محط�ة الش�مال ‪ Gare de Nord‬وف�ي الطرق�ات العسكرية‪ ،‬أو حتى لرفضهم املشاركة في احلرب أساسا‪ً.‬‬ ‫وامل�زارع‪ ،‬وآخ�رون قرروا إكم�ال الطريق نح�و اجلنوب‪،‬‬ ‫خالل س�نوات احل�رب العاملية األولى أص�درت محاكم‬ ‫فباريس كانت مهددة باالحتالل‪ ،‬خاصة وأن قيادة األركان‬ ‫عسكرية فرنس�ية ‪ 2400‬حكم باملوت على جنود فرنسيني‪،‬‬ ‫الفرنس�ية كان�ت تعتب�ر أن املدين�ة مس�تحيلة احلماي�ة‪،‬‬ ‫ل�وال أن االنتص�ار في معركة ال م�ارن ‪12-La Marne (5‬‬ ‫س�بتمبر‪/‬أيلول ‪ )1914‬أوق�ف تقدم اجلي�ش األملاني وأنقذ‬ ‫العاصمة الفرنسية‪.‬‬ ‫لك�ن احل�رب كان�ت طويلة ً‬ ‫ج�دا ما جع�ل آثاره�ا تظهر‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا على املدينة املعتزة بنفسها‪ .‬التقشف بات اخلطاب‬ ‫الثاب�ت للحكوم�ة أم�ام واق�ع النق�ص ف�ي اخلب�ز واملواد‬ ‫الغذائي�ة‪ ،‬رغم مح�اوالت الس�كان تخزي�ن احتياجاتهم‪،‬‬ ‫وه�و م�ا تظهره بحساس�ية الفت�ة صور املع�رض‪ .‬الصور‬ ‫ً‬ ‫متاما‪ ،‬ليس بسبب‬ ‫التي تكشف لنا كيف تبدل وجه املدينة‬ ‫الدم�ار‪ ،‬فاحل�رب الت�ي س�جلت أول اس�تخدام للقص�ف‬ ‫اجلوي في التاريخ‪ ،‬لم تصب املدينة بالكثير من األذى‪ ،‬بيد‬ ‫أن استمرارها وكأنها بال نهاية‪ ،‬خلق أمناط حياة مختلفة‪،‬‬ ‫ويوميات مختلفة لباريس‪.‬‬ ‫األعم�ال التجاري�ة والصناعي�ة توقف�ت ف�ي أغلبه�ا‪،‬‬ ‫باس�تثناء م�ا يتعلق منها بالش�ؤون العس�كرية‪ ،‬ونس�بة‬ ‫الرج�ال ف�ي املدين�ة تناقص�ت بس�رعة‪ ،‬ليصبح الس�كان‬ ‫ف�ي أغلبهم من الكهول والنس�اء واألطف�ال‪ .‬الكهول الذين‬ ‫يتابع�ون أخب�ار احل�رب في اجلرائ�د وفي دور الس�ينما‪،‬‬ ‫وجميعه�ا أخب�ار مفصل�ة ومنس�قة م�ن قب�ل الس�لطات‪.‬‬ ‫والنس�اء الالت�ي غدون عص�ب املدينة‪ ،‬وب�دأن يعملن في‬ ‫ً‬ ‫حكرا عل�ى الرج�ال في زمن ل�م تكن امل�رأة قد‬ ‫مه�ن كان�ت‬ ‫متتع�ت بع�د بح�ق التصوي�ت‪ .‬أم�ا األطف�ال الذي�ن باتت‬ ‫احل�رب متث�ل لعبته�م املفضلة‪ ،‬ف�كان بعضهم يش�ارك في‬ ‫جمع التبرعات لدعم الدول�ة وتخفيف آثار احلرب‪ ،‬لكنهم‬ ‫ً‬ ‫جميع�ا كانوا يعانون من غياب آبائه�م في اجلبهات‪ ،‬األب‬ ‫ً‬ ‫محظوظا‪ ،‬في إج�ازة قصيرة بعد‬ ‫ال�ذي قد يع�ود‪ ،‬إن كان‬ ‫ش�هور م�ن غياب‪ ،‬أو أن تع�ود جثته إلى أهل�ه‪ ،‬إن وجدت‬ ‫ل�ه جث�ة (نصف ملي�ون مفقود س�جل احللفاء بع�د نهاية‬ ‫ً‬ ‫انتش�ارا في‬ ‫احل�رب)‪ ،‬ليصب�ح الس�واد ه�و الزي األكث�ر‬ ‫البلاد‪ .‬وقد ينج�و الرجل الغائ�ب بحياته بعد أن تس�رق‬ ‫احلرب منه ي�ده أو رجله‪ ،‬أو تتركه بوج�ه محطم املالمح‪.‬‬

‫تقسيم جانبي للبؤس‬ ‫َل ْن َن ْعتَ رِ َف َألنْ ُف ِس َنا ِفي َص ْم ٍت‪َ ،‬و َل ْن َن ْعتَ رِ َف َألنْ ُف ِس َنا‬ ‫ِفي ُص َر ِاخ‪َ ،‬و َال ِفي ُ‬ ‫الك ُه ِ‬ ‫وف َو َال َحتَّ ى ِفي ُو ُج ِ‬ ‫ود‬

‫ُ‬ ‫الغ َر َب ْاء!‬ ‫ِفي ُك ِّل َم َك ٍان ِم ْن َح ْولِ َنا َأ ْر ٌض َوبِ َال ٌد َال ُم َبالِ َي ٌة َو َس َم ٌاء‬

‫ِم ْن ُد ِ‬ ‫ون َهدَ ْف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َل َق ْد َر َأ ْي َنا َأنْ ُف َس َنا ِفي ِم ْرآةِ ا َمل ْو ِت‪َ ،‬ل َق ْد َر َأ ْي َنا َأنْ ُف َس َنا‬ ‫ِفي ِم ْر َآةِ َ‬ ‫وم‪ِ ،‬في تَ دَ ُّف ِق الدَ ِم‪ِ ،‬في َن ْش َوةِ‬ ‫الغ َض ِب ا َمل ْكتُ ِ‬ ‫َ‬ ‫‪....‬ر ْغ َم َذلِ َك َل ْن‬ ‫األ َل ِم‪ِ ،‬في ِم ْر َآةٍ ُمتَ َف ِّح َمةٍ ِم َن ِ‬ ‫اإل َه َان ْة َ‬

‫َن ْعتَ رِ َف َأنَّ َنا َخ َذ ْل َنا اإلنْ َس َان ِفي دَ َو ِ‬ ‫اخلِ َنا‪َ ...‬ك ُّل َما‬ ‫َن ْف َع ُلهُ َأنَّ َنا َن ْكتُ ُب القِ َص َص َو ِ‬ ‫الش ْع َر َو َن ْب ِكي ُم َؤ َّقتً ا ُث َّم‬ ‫َننْ َصرِ ُف إلى َأ ْحزَ انِ َنا َّ‬ ‫الش ْخ ِص َّي َة‪ُ ...‬ب َؤ َس ٌاء َحتَّ ى ِفي‬ ‫ُب ْؤ ِس َنا َ‬ ‫اص!‬ ‫اخل ْ‬ ‫الي ْو ْم‪َ ،‬و َأ َنا ُأ َح ِاو ُل رِ َي َ‬ ‫اض َة ا َمل ْش ِي‬ ‫َو َ‬ ‫َر َف َض ْت َأ ْقدَ ِامي ا َمل ِس َير‬ ‫الت‪َ :‬هذِ هِ َل ْي َس ْت نُ زْ َه َة َح َياتِ ي َب ْعدَ َ‬ ‫اآل ْن‪،‬‬ ‫َو َق ْ‬ ‫َهذِ هِ َل ْي َس ْت ْأغنِ َي ًة لِ ْل ِحدَ ِاد‬ ‫َأ ْو َص ْر َخ ًة ِفي َ‬ ‫الل ْي ِل‬

‫ُنف�ذ اإلعدام ف�ي ‪ 675‬حالة (الرقم موضع نق�اش وقد يزيد‬ ‫عن األلف)‪ .‬أعداد رمبا ال متثل نسبة مهمة باملقارنة مباليني‬ ‫القتل�ى م�ن ضحايا احل�رب‪ ،‬لك�ن خصوصيته�م تأتي من‬ ‫ً‬ ‫جنودا فرنس�يني قتله�م اجليش الفرنس�ي‪ ،‬كما أن‬ ‫كونه�م‬ ‫احملاكم العس�كرية لم تكن تتمتع بأي شفافية أو مصداقية‬ ‫قضائية األمر الذي أعطى هذه اإلعدامات مكانها احلساس‬ ‫ف�ي الذاكرة اجلمعي�ة‪ ،‬وجعلها موضع مراجع�ة نقدية في‬ ‫العقود األخيرة‪.‬‬ ‫املع�رض الذي نظمت�ه بلدية باريس في قاع�ات مبناها‬ ‫التاريخي يضع الزائر مباش�رة في قل�ب الذاكرة البيضاء‬ ‫والس�وداء حل�رب تب�دو غائبة ف�ي الذاكرة التس�جيلية‪،‬‬ ‫فالص�ور واألفلام الت�ي وثقت تل�ك احلرب هي أق�ل مبا ال‬ ‫يقارن بتلك التي وثقت احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫ف�ي مدخ�ل املع�رض تطالعك ص�ور املعارك مم�دة فوق‬ ‫ج�دران مهدمة‪ ،‬فالته�دمي يبقى حرفة احل�رب األكيدة‪ .‬ثم‬ ‫تتقدم خط�وات على وقع أزيز الرص�اص وأصوات املدافع‬ ‫وص�راخ األوامر العس�كرية‪ ،‬قب�ل أن تلج إل�ى ممر صغير‬ ‫حيث جتد نفسك في مرمى ّ‬ ‫صف من البنادق القدمية‪ ،‬لتأخذ‬ ‫ً‬ ‫رمي�ا بالرصاص‪،‬‬ ‫مكان اجلن�دي احملك�وم عليه باإلع�دام‬ ‫ويصوبون نحوك‪،‬‬ ‫إعدام ميدان�ي حيث اجلميع ينظ�رون‬ ‫ّ‬ ‫لكنك تنظر في العدم!‬ ‫املع�رض يش�ير إل�ى ن�درة الص�ور الت�ي تظه�ر إعدام‬ ‫اجلنود الفرنس�يني‪ ،‬ويش�رح ذلك بأن الدول�ة كانت تريد‬

‫ُث َّم َأتَ ى ِم ْن َح ْي ُث َأتَ ى!‬ ‫َو َج َاء َه َذا ْ‬ ‫اخلل ُق ِم ْن َح ْي ُث!‬ ‫الق ْر َب َان ُمنْ تَ ِص ًبا َع َلى ُع ُر ِش َ‬ ‫َو َأتَ ى َح ِام َال ُ‬ ‫األ َل ِم‬ ‫وحهُ بِ ا َمل ْاء‬ ‫تَ تَ َقدَّ ُس ُر ُ‬ ‫َو َع ْي َن ُاه َع َلى َن ْهرٍ َب ِعيدٍ َع ِن َ‬ ‫األ ْيدِ ي‬

‫قصائد مالئكة السافانا‪...‬‬ ‫سوالرا الصباح ٭‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪11‬‬

‫َال َي ُه ُّمنِ ي التَ َم ِاهي َم َع أي َأ َلم‬ ‫َ(لدَ ْي ِك َما َي ْكفِ ي ِم َن َ‬ ‫األ َل ْم)‬

‫َقدَ ٌر َو َر َاء َ‬ ‫الغ ْي ْب‬ ‫ُه َنا َآلِ َه ُة َ‬ ‫األ َس ِاطيرِ َ‬ ‫القدِ َميةِ‬ ‫ا َمل ْو ُت َواإلنْ َس ْان‬

‫إِ نَّ نِ ي َأنْ ِعي بِ َب َس َاطةٍ َم ْو َت « ا َمل ْش ِي» ِفي َق ْلبِ ي‬ ‫َأل َّن لِ ي َقدَ ًما َع َلى َح َّافةِ َ‬ ‫الف ْو َضى!‬ ‫َو ُأ ْخ َرى ِفي َف َر ٍاغ َال ُحدُ ودَ َلهْ !‬

‫عشوائية اليقني املفاجئ‬ ‫اإلنْ َس ِان ِّ‬ ‫اخ َل َ‬ ‫الذي َك َان َو ِاق َفا دَ ِ‬ ‫الق ْبوِ‬ ‫القِ َّص ُة َبدَ َأ ْت بِ ِ‬ ‫وج إِ َلى ُ‬ ‫األ ْف ِق‬ ‫َ‬ ‫الس َم ِاو ِّي َ‪،‬ك َان َي ْب َح ُث َع ْن َمنْ َفذٍ لِ ْل ُخ ُر ِ‬ ‫ِّ‬ ‫تَ‬ ‫تَ‬ ‫الب َح ْر والصحراء والنجوم عندما‬ ‫الذي ْح هُ َو َي َرى َ‬

‫ينظر إلى أعلى!!‬ ‫الش َج َر َة‪َ ،‬ن َع ْم‪َ ،‬هذِ هِ َ‬ ‫إِ َذ ًا َم ْن َح ِك َي ِق َّص َة َهذِ هِ َ‬ ‫الش َج َرةْ ‪،‬‬ ‫َن َع ْم ‪َ -‬ال‪َ ،‬ل ْي َس ْت َهذِ هِ َ‬ ‫الش َج َرةْ ‪.‬‬ ‫َأ ُو ْه ُكنْ ُت َق ْد َن َس ْي ُت ُك َّل َش ْيءٍ َع ِن َ‬ ‫األ ْف َعى دَ ِ‬ ‫اخ َل‬ ‫اح ْة!‬ ‫التُ َف َ‬ ‫ُ‬ ‫احةِ َع َال َم ٌة َع َلى ُ‬ ‫ُس ُق ُ‬ ‫وج ِم ْن َه َذا األ ْف ِق‬ ‫وط التُ َف َ‬ ‫اخل ُر ِ‬

‫الر ْط ِب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ول في الظال ْم!‬ ‫َوالدُ خ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الظ َال ُم َأ ْخ َفى ِفي الظال ْم‬ ‫اك َأ َّي َش ْي ْء َ‬ ‫العارِ َم ُة َل ْم َي ُك ْن ُه َن َ‬ ‫ُث َّم َأتَ ِت َ‬ ‫‪...‬ل ْم‬ ‫الف ْو َضى َ‬ ‫َي ُك ْن ُه َن َ‬ ‫اك َل ْي ٌل َو َال َن َه ْارا‬

‫َّ‬ ‫الب َك ْاء‬ ‫الن ُار َو ُ‬ ‫وت‬ ‫ا َمل َذابِ ُح َولِ َيم ُة ا َمل ْ‬ ‫الص َر ِاع َ‬ ‫ُق ْر َب ٌان ِفي َل ْي ِل ِ‬ ‫األ َبدِ ِّي‬ ‫َو َع َلى ُجدُ َر ِان َهذِ ي ا َمل َعابِ ْد‬ ‫ِظ َال ُل َ‬ ‫وح‬ ‫الر ُ‬ ‫االب ِن َو ُ‬ ‫األ ِب ْ‬

‫وف بِ َّ‬ ‫تَ ُط ُ‬ ‫الب َك ْاء‬ ‫الل ْي ِل ِفي َص ْم ِت ُ‬ ‫االب ُن َم َّر ًة َو َص َر َخ‬ ‫َص َعدَ ْ‬ ‫الب ْر ُد َقارِ ًسا ِفي َ‬ ‫األ َعالِ ي‬ ‫َك َان َ‬ ‫االب ُن َم َّرتَ ْي ِن َو َب َكى‬ ‫َص َعدَ ْ‬

‫احلفاظ على صورة واحدة للجندي الفرنسي‪ ،‬هي صورته‬ ‫ً‬ ‫مقتوال بسالح‬ ‫كمغوار يضحي دون تردد من أجل وطنه‪ ،‬ال‬ ‫فرنس�ي من قبل جنود فرنس�يني‪ .‬إنها لعبة الرموز األثيرة‬ ‫لدى الس�لطة‪ ،‬رم�وز تبدو أكث�ر أهمية من البش�ر الصغار‬ ‫ً‬ ‫جنودا كانوا أم مدنيني‪.‬‬ ‫عل�ى عك�س مع�رض يومي�ات باري�س ف�ي احل�رب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متام�ا‪ ،‬وحني جن�د مدنيني‬ ‫س�ياق ه�ذا املع�رض عس�كري‬ ‫ف�ي بعض الص�ور‪ ،‬فهم أولئ�ك الذين يعملون ف�ي مصانع‬ ‫ً‬ ‫سلاحا‪ ،‬وينظفون قذيف�ة‪ ،‬وأكثريتهم‬ ‫السلاح‪ ،‬يجهزون‬ ‫تب�دو من النس�اء‪ ،‬فف�ي احلرب «املقدس�ة» ال ب�د أن يكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متورطا‪ .‬باستثناء هذا الظهور املدني‬ ‫مش�اركا‪ ،‬أو‬ ‫اجلميع‬ ‫املقتض�ب‪ ،‬ال ن�رى ف�ي املع�رض س�وى اجلن�ود‪ .‬جن�ود‬ ‫يتأهب�ون للمواجه�ة‪ ،‬جنود ف�ي أوج انش�غالهم باملعركة‪،‬‬ ‫أيض�ا جن�ود مكومون ً‬ ‫ً‬ ‫جثثا بال وج�وه وال معالم‪ ،‬جنود‬ ‫و‬ ‫جرح�ى‪ ،‬وجنود عائدون بذاكرة س�وداء م�ن املكان الذي‬ ‫يُ طحن فيه البشر كأنهم كائنات بال قيمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫س�هال احلديث عن مقت�ل اجلنود في احلرب‪،‬‬ ‫لطاملا كان‬ ‫فهي صنعتهم‪ ،‬وهم ضحاياها األوائل‪ ،‬لكن الذاكرة املشككة‬ ‫تعيد الس�ؤال عن معنى هذا اجلنون الصارخ بالدماء‪ .‬هل‬ ‫ُت�رك لهؤالء اجلن�ود اخليار‪ ،‬هل كان له�م رأي في مجالس‬ ‫املصالح السياس�ية واالقتصادية حين قررت احلرب دون‬ ‫ً‬ ‫حربا‬ ‫اكت�راث بالثم�ن‪ ،‬وهل يخ�ون اجلندي حني يرف�ض‬ ‫زركش�ها الكبار بالوطنيات‪ ،‬بينما يدرك هو أنها محش�وة‬ ‫باملوت واملآسي!‬ ‫احلرب الكبرى التي حذفت ً‬ ‫دوال عن اخلارطة‪ ،‬وأنتجت‬ ‫ً‬ ‫دوال جدي�دة‪ ،‬وأنهكت العالم بأس�ره‪ ،‬س�رعان ما حولتها‬ ‫الذاكرة االنتقائية إلى لوحة أسطورية‪ ،‬يبدو موت املاليني‬ ‫فيها من عسكر ومدنيني مجرد تفاصيل‪ ،‬مجرد أرقام تقارع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خالصا‪،‬‬ ‫مج�دا‬ ‫أرقام�ا‪ .‬بينم�ا رس�مها املنتص�ر باعتبارها‬ ‫ينتش�ي بذكره اجلمهور‪ ،‬وس�جلها املهزوم إهانة تاريخية‬ ‫ال مهرب من ردها‪ ،‬فينتش�ي جمهوره بروح االنتقام‪ .‬وكأن‬ ‫ً‬ ‫محتم�ا منذ انتهت‬ ‫املض�ي إلى احلرب العاملي�ة الثانية كان‬ ‫األولى‪ ،‬وكأن شهوة الدم لم تكن قد اكتفت مباليني القتلى‪،‬‬ ‫فراحت تس�ابق الس�نني باجتاه حرب أوسع سيُ َعدّ القتلى‬ ‫فيها بعشرات املاليني‪.‬‬

‫الس َماءِ تَ ْخفِ ُض َأجنِ َحتَ َها ُ‬ ‫احلرِ يرِ َّي َة؟‬ ‫َو َع َج َل ُة َ‬ ‫الن ُار َ‬ ‫وصدُ ‪َ ،‬‬ ‫األ َبدِ َّي ُة‪،‬‬ ‫ا َمل ْو ُت‪َ ،‬واإلنْ َس ُان َ‬ ‫اب ُامل َ‬ ‫‪،‬الب ُ‬ ‫الق ْر َب ِان َي ُق ُ‬ ‫َح ِام ُل ُ‬ ‫ول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َرائِ ي َه ِاه َي األ َي ِادي امل ِّيتَ ُة‬ ‫األر ِض‬ ‫الب ُذ َ‬ ‫تُ َخ ِّب ُئ ُ‬ ‫ور ِفي ْ‬ ‫لِ تَ لِ دَ َ‬ ‫الع ِظ َيم َة‬ ‫الش ْم َس َ‬ ‫ْ‬ ‫اس َم لهَْ‬ ‫َ‬ ‫َو َأ ُق ُ‬ ‫ول َس َيأتِ ي ُ‬ ‫الق ْر َب ُان ال ْ‬ ‫َي ْخ ُر ُج‬ ‫َ‬ ‫الر ْؤ َيا َواأل ْس َف ْار‪.‬‬ ‫ِم ْن َش ْه َقةِ ُ‬ ‫َ‬ ‫اله ْيك ِل َ‬ ‫القدِ ْمي‬ ‫ِم ْث َل َآلِ َهةِ َ‬ ‫القدَ رِ َّي ُة تَ ْحتَ رِ ُق ُّ‬ ‫وس َها َ‬ ‫الل َغ ُة َوالنُ ُق ْ‬ ‫َو ِفي ُط ُق ِ‬ ‫وش!‬ ‫َو َي ْبدَ ُأ ُ‬ ‫الط َ‬ ‫وف ُان‪.‬‬ ‫َو َل ِك َّن َ‬ ‫يب َي ُق ُ‬ ‫ول‪:‬‬ ‫الصلِ ِ‬ ‫الس ْر َمدِ َّي َح ِام ُل َ‬ ‫الطائِ َر َ‬ ‫ َأ ُّي َج ْد َوى‪.‬‬‫٭ شاعرة كينية تقيم في كندا‬

‫يب‬ ‫َو َ‬ ‫الصلِ ُ‬ ‫َينْ َقبِ ُض َينْ َفرِ ُج‬ ‫َأ َّيتُ َها األالم َ‬ ‫اخلارِ َق ُة‬ ‫َأ ُّي َها َ‬ ‫الص ِامت‬ ‫األ ُب َ‬

‫من يدق األبواب في هذا الظالم!!‬ ‫َيا َن َار ُ‬ ‫ود!‬ ‫اخل ُل ْ‬ ‫َيا رِ َي َاح َآ ِخرِ الزَ َم ْان!‬

‫ِم ْن َه َذا ِّ‬ ‫الذي َس َي ْد ُخ ُل ا َمل ْذ َب َح ُامل َقدَّ َس‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫■ ثمة فكرة الفتة‪ ،‬بل وفي غاية من «الدقة اإلبس��تيمولوجية»‪ ،‬بخصوص «االنفجار‬ ‫املعلوماتي» و»تعدد الوس��ائط اإلعالمية» اللذين صارا عالمة محورية على العصر الذي‬ ‫نعيشه‪ .‬ونص الفكرة أن وسائل اإلعالم هي امتداد لإلنسان أو على وجه التحديد ثقافة‬ ‫اإلنس��ان‪ ،‬ذلك أن اإلنس��ان هو الذي يتكلم وي��رى‪ ...‬أو هو الذي «يتدخ��ل» وبدافع من‬ ‫ابتداء‪ .‬ومن ثم فإن اإلنس��ان هو الذي يرقى بهذه الوسائل إلى‬ ‫الرغبة في تش��كيل ذاته‬ ‫ً‬ ‫«س�لاح للقتال» أو مـَراح للتواصل وتعميق شرط اإلنس��ان‪ .‬وألم يقل السوسيولوجي‬ ‫الكندي هربرت مارش��ال مكلوه��ان (‪ ،)Marshal Mcluhan‬اجملدِّ د في مجال النظر‬ ‫للتواصل اجلماهيري على مدار عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن املاضي وقبل‬ ‫ذلك صاحب املقولة األشهر «العالم قرية صغيرة»‪ ،‬بأن «التكنولوجيا امتداد لألحاسيس‬ ‫اإلنس��انية اإلدراكية احلسية»‪ .‬وال داعي للتأكيد على أن هذه األحاسيس‪ ،‬ومبا في ذلك‬ ‫الفط��رة ذاتها‪ ،‬حتت��اج إلى ثقافة محدّ دة لك��ي تتأطر داخلها‪ ...‬فتكون ـ��ـ تاليا ــ مفعول‬ ‫ه��ذه الثقافة مثلما تكون مفعول «احلتمي��ة االجتماعية» حتى ال نبالغ في تقدير «النزعة‬ ‫نرد كل شيء في هذه الدنيا ــ وكما قلنا في أكثر‬ ‫الثقافية» (‪ )Culturalism‬وحتى ال ّ‬ ‫من مرة ــ للثقافة مبفردها وإن مبعناها األنثروبولوجي الرحب والواسع‪.‬‬ ‫وفي ضوء ما سلف ال يبدو غريبا أن تكمن هذه الوسائل ال في أنساق التواصل فقط‬ ‫بل وفي أنس��اق التفكير ــ والتخييل أيضا ــ وعلى النحو الذي يجعل من اإلنسان مجلى‬ ‫لهذه األنس��اق‪ ...‬طاملا أنه‪ ،‬ومن أبجديات «حفريات املعرفة» وللضرورة املنهجية أيضا‪،‬‬ ‫أن «املرحلة الثقافية» هي مفعول «نس��ق فاعل» يشتغل من خالل مجموعة من العالقات‬ ‫وتتحول في اس��تقالل عن «الذوات»؛ مما يجعل اجملتمع مجاال لهذا النسق‬ ‫تس��تمر‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومبا في ذلك األنساق الصغرى الفرعية التي يتشكل من مجموعها النسق العام‪.‬‬ ‫وال يب��دو غريبا‪ ،‬كذل��ك‪ ،‬أن حتفل الرواية‪ ،‬وعلى مس��توى اش��تغالها الداللي‪ ،‬بهذه‬ ‫الوس��ائل وعلى النحو ال��ذي يجعل من هذه الوس��ائل عنصرا من العناص��ر التكوينية‬ ‫للنظ��رة الروائي��ة ذاتها حتى ال جنعل م��ن الرواية مجرد «مترين س��ردي أجوف»‪ .‬وكل‬ ‫ذلك ليس بنش��از على النوع الروائي‪ ،‬ككل‪ ،‬الذي يس��عى إلى «التقاط ذبذبات العصر»‪.‬‬ ‫عصرنا‪ ،‬هذا‪« ،‬املرآوي» كما مت توصيفه أو االصطالح عليه‪.‬‬ ‫ومناس��بة هذا الكالم هي رواية «طريق الغرام» (‪ )2014‬لربيعة ريحان التي عرفناها‪،‬‬ ‫وم��ن قبل‪ ،‬من خالل س��بع مجموعات قصصية ـ��ـ أكاد ــ أجزم بأنها ـ��ـ ومنذ مجموعة‬ ‫«ظالل وخلجان» (‪ )1944‬ــ ال تعكس «قطائع متدافعة» فيما بينها‪ ،‬بالنظر لـ»جذر القص»‬ ‫املمت��د‪ ،‬على مدار هذه األعمال‪ ،‬وبالنظر لـ»نش��يد البوح» الكامن ف��ي اجلذر ذاته‪ .‬ولعل‬ ‫هذا اجل��ذر ما يغري‪ ،‬ومعرفيا‪ ،‬على االس��تقرار على نوع من «الن��ص العام» لدى ربيعة‬ ‫ريح��ان وعلى النحو الذي يجعل «طريق الغرام» ــ ومبراكزها الداللية البارزة والراجحة‬ ‫ــ مندرجة في هذا النص العام والشف َّـاف؛ لكن دومنا تغافل عن ما يتيحه النوع الروائي‪،‬‬ ‫ومقارنة مع «كبسولة القصة القصيرة»‪ ،‬من «انبساط للحكي» و»التخييل الذاتي»‪.‬‬ ‫وكان م��ن املفه��وم أن تس��ارع الكاتب��ة إلى الن��وع الروائ��ي بالنظر للغ��م «احلب في‬ ‫زم��ن اإلنترن��ت» ال��ذي آث��رت أن تخوض في دغل��ه‪ ،‬وفي إط��ار من تش��ابك «التخييل»‬ ‫و»التحقي��ق»‪ ،‬ومن خ�لال البطلة فوزية التي تعرضت‪ ،‬وبعد فت��رة قصيرة‪ ،‬من الزواج‪،‬‬ ‫لـ»زلزلة وجودية»‪ ،‬وعلى مستوى «الهوية اجلنسية» ذاتها‪ ،‬بعد استقرارها على «املثلية‬ ‫اجلنسية» لدى زوجها سمير أستاذ مادة الرياضيات في إحدى ثانويات مدينة أسفي‪.‬‬ ‫وكان ه��ذا األخير ّأول رج��ل في حياتها‪ ،‬وق��د توطـّدت عالقتها معه ف��ي كلية مراكش‬ ‫وعلى مدار خمس س��نوات‪ .‬س��نوات اجلامعة الس��ريعة التي عادة ما يغطي فيها احللم‬ ‫عل��ى «الس��ايكولوجيا»‪ .‬مثلية س��افرة وجارفة ف��ي باطنها‪ ،‬ومغلفة بـ»ذك��ورة ماجنة‬ ‫وعدوانية» في ظاهرها‪ ،‬مما جعل البطلة عرضة ملسلكيات مهجنة وخليطة‪ .‬وحصل ذلك‬ ‫داخل وس��ط اجتماعي مغلق ومحافظ‪ ،‬وال يقبل ــ وبلغة النقد الثقافي ــ ال «بيولوجيا»‬ ‫وال «ثقافي��ا» باملثلية‪ .‬فـ»اخلس��يس اللواطي ابن الكلب»‪ ،‬بلغة الن��ص‪ ،‬ال يليق بـ»البنت‬ ‫الوحي��دة ألكبر تاجر مواد كهربائية في املدينة‪ ،‬وصاحب عمارات ومش��اريع وس��معة‬ ‫طيبة» (ص‪ )16‬و»بني خمسة ذكور» يعاملونها «كتحفة كريستالية» (ص‪.(168‬‬ ‫واملؤكد أننا‪ ،‬هنا‪ ،‬لس��نا بصدد تلخيص الرواي��ة حتى وإن كانت هذه األخيرة ال تعج‬ ‫بالتفاصي��ل الكثيرة‪ .‬ولذلك يهمنا أن نخلص إلى اندس��اس البطل��ة في جهاز الكمبيوتر‬ ‫حتى تتخلص أو باألحرى حتى «ترد كتابة» على الش��هوة الس��ابقة املعطوبة واملضلـِّلة‬ ‫واملعكوس��ة‪ .‬فالكتابة هي «الس�لاح الناعم»‪ ،‬واألوحد‪ ،‬إلعادة ترميم الهوية اجلنس��ية‬ ‫اجلريح��ة ‪ ...‬وهي الوس��يلة إلبقاء الصن��ارة ــ التي كانت البطلة س��ترغم على ابتالعها‬ ‫ـ��ـ جانب��ا‪ .‬وفي هذا الس��ياق وجدت نفس��ها غاطس��ة في رس��ائل إلكتروني��ة متبادلة‬ ‫ـ��ـ ومدروس��ة في الوقت ذاته ــ مع يوس��ف؛ وه��و عراقي مقيم في لن��دن وعلى قدر من‬ ‫«الثقافة اإلنس��انية» كما يظهره الس��رد‪ ،‬وقبل ذلك هو على قدر من «الطبع الش��رقي»‪.‬‬ ‫وهو‪ ،‬مثل البطلة‪ ،‬يوجد في الواقع مثلما يوجد في التخييل‪.‬‬ ‫وفي البداية سعت البطلة إلى التمظهر‪ ،‬وفي إطار من انتظام اإلمييالت‪ ،‬على التمظهر‬ ‫أي َل ْو ٍن يخال��ف لونَ هم الوحيد‬ ‫مبظه��ر «فراريج األنتيرنيت‬ ‫وفالليس��ها الذين ينطحون َّ‬ ‫ُ‬ ‫احملب��وب» كما قال أس��تاذ البالغ��ة محمد العم��ري (ومن منظور الس��خرية احلجاجية‬ ‫طبع��ا)‪ .‬إال أن��ه‪ ،‬ومع توالي اإلمييالت‪ ،‬س��رعان ما سيتكش��ف «األنترن��ت»‪ ،‬وفي حال‬ ‫«طريق الغرام»‪ ،‬باعتباره «طقسا» لـ»ش�لال الرغبة» وفي إطار من اللغة باعتبارها ممرا‬ ‫لتمجي��د لألنوثة ودغدغتها باألوصاف املمتلئة في اندفاعة البوح والتس��ارر‪ .‬وكل ذلك‬ ‫في املدار الذي أفضى‪ ،‬وخالفا لـ»سكة» أو «خيطية السرد»‪ ،‬إلى توفير اللقاء مع يوسف‬ ‫وف��ي مراكش ذاتها‪ .‬وه��ذا بعد أن كان «التواصل» على رم��ال «اجلغرافيا االفتراضية»‬ ‫فقط‪ .‬إنه «احلب ف��ي زمن ٌ‬ ‫اإلنترنت»‪ .‬واحلب‪ ،‬هنا‪ ،‬باعتب��اره «عالمة هوية»‪ ،‬وباعتباره‬ ‫«صيغة وجود»‪ ،‬وليس باعتباره «مقولة إلكترونية»‪.‬‬ ‫وبالنظ��ر ملا يتيحه‪ ،‬وع��ادة‪ ،‬املقال‪ ،‬ومن «حي��ز حتليلي» محدود‪ ،‬ف��إن قارئ النص‬ ‫الروائي العربي بعامة‪ ،‬والنس��ائي بخاصة‪ ،‬واخلليجي بصفة أخص‪ ،‬ال ميكنه‪ ،‬ولو من‬ ‫باب اإلش��ارة املوجزة واملقص��ودة‪ ،‬إال أن يحيل على الرواية اخلالفي��ة «بنت الرياض»‬ ‫(‪ )2005‬التي صنعت من صاحبتها الكاتبة الس��عودية رجاء الصانع (الشابة وقتذاك)‬ ‫تتص��وره‪ .‬فقد متكنت فتاة مجهول��ة من أن تخلق ضجة حني أخذت ترس��ل‬ ‫م��ا لم تكن‬ ‫ّ‬ ‫نهار كل جمعة «إمييال» إلى معظم مس��تخدمي االنترنت في السعودية تبوح فيه بأسرار‬ ‫َ‬ ‫صديقاته��ا اللوات��ي ينتمني إل��ى الطبقة اخململية الت��ي ال يعرف «جغرافيتها الس��رية»‪،‬‬ ‫وع��ادة‪ ،‬إال من ينتم��ي إليها‪ .‬مما جعل الكثيرين في انتظار ي��وم اجلمعة لالطالع على ما‬ ‫س��يحمله اإلمييل‪ ،‬اجلديد‪ ،‬من وقائع جديدة في انتظار صباح يوم السبت الذي يتحول‬ ‫إلى حلبة ملناقشة أحداث «اإلمييل»‪ ،‬األخير‪ ،‬والتعليق عليه وسواء في الدوائر احلكومية‬ ‫واملؤسسات العمومية أو في األمكنة اخلاصة‪ ...‬إلخ‪ .‬وكثيرون هاجموا الرواية‪ ،‬بحجة‬ ‫أنه��ا تفتقد لـ»املس��توى الفن��ي»‪ ،‬دومنا تقدير ألهميته��ا النابعة من «اخلط��اب الثقافي‬ ‫تعري أقنعة «االس��تعمار الذكوري»‬ ‫الع��ام» الذي تتعالق معه‪ ،‬وعلى النحو الذي جعلها ّ‬ ‫وتخدش «عيوب اجملتمع اخململي»‪.‬‬ ‫الصفح��ات األول��ى من «طري��ق الغ��رام» أعط��ت انطباعا ب��أن الرواية ستس��ير في‬ ‫االجتاه نفس��ه الذي هو اجتاه «الفضائحية الزاعقة» التي تعكس دائما «اجلرأة الفكرية‬ ‫املنش��ودة»‪ .‬ثمة فرق بني النصني‪ /‬التجربتني‪ ،‬وهو فرق كامن من ناحية «احلكي» الذي‬ ‫برعت فيه «طريق الغرام»‪ .‬وهذا احلكي يبدو األهم‪ ،‬وكما أن هذا احلكي يعلو على باقي‬ ‫املكونات الس��ردية أو يلخص حكاية «بناء الس��رد» في الرواي��ة‪ .‬وفي هذا املنظور نفهم‬ ‫مركزية «الدفق الداللي» في النص‪ ،‬وهو دفق قائم على االستقطار والتقسيط‪ ...‬وتعيينا‬ ‫على مس��توى «تقشير» مثلية البطل املقابل للبطلة‪ .‬فاالشتغال الداللي قائم على التقطع‬ ‫والدوران والتشتت‪ ...‬وليس على اخليطية واالسترسال والتدافع؛ وهي تقنيات داللية‬ ‫أكثر منها سردية في «طريق الغرام»‪ .‬وما عدا نهاية الرواية فجميع مقاطع الرواية قابلة‬ ‫ألن تق��رأ من اليمني أو من الش��مال‪ .‬فالكاتب��ة حافظت على «أنف القاص��ة» خارج مياه‬ ‫السرد الروائي‪ ،‬وكل ذلك في إطار من «لغة موح َّـدة» أفضت بدورها إلى «نص منبسط»‬ ‫مضم َّـخ بـ»نش��يد البوح» الذي انس��اقت معه الكاتبة‪ .‬ثم إن «اإلقليم الثقافي التقليدي»‬ ‫(الغال��ب‪ ،‬للمناس��بة) الذي تتح��رك في إطار من��ه البطلة‪ ،‬إل��ى جانب بع��ض «التوابل‬ ‫اإلثنوغرافي��ة احلراقة» (حال نهوض اجلدة باخلمار إلى التلفون مثال) التي عرضت لها‬ ‫الكاتب��ة في أحيان‪ ،‬وإلى جانب رموز «اخمليال االجتماعي» املغربي التي تس��تحضرها‪،‬‬ ‫وإل��ى جانب اس��تحضار «التي��ارات السياس��ية اإليديولوجية» الب��ارزة باملغرب ‪ ...‬كل‬ ‫ذل��ك لم يؤثر على «مركزي��ة البوح» وعلى التطلع إلى االنغراس ف��ي تلك «النقطة العليا»‬ ‫التي يذكرنا بها الش��اعر واملفكر أدونيس في كتابه «الصوفية والوسريالية»‪ .‬فالكاتبة‬ ‫اختارت «رواية أنثوية انسيابية» بدال من «مناطحة الرجل» عبر «رواية قتالية» والسيما‬ ‫في مجتمع «صلب» أو «متصلب» وال يتأثر‪.‬‬ ‫ونخت��م‪ :‬ه��ل «لغم احل��ب» هو ما فرض عل��ى الكاتب��ة التعبير عن املوض��وع بطريقة‬ ‫مهربة‪ ،‬مم��ا يجعل من «اإلميي�لات» واإلنترنت مجر لعبة من «أالعي��ب التخييل الذاتي»‬ ‫َّ‬ ‫في «ممارس��ة احلكي»؟ مع ذل��ك فإن «احلب في زمن اإلنترن��ت» (والعبارة للناقد جابر‬ ‫عصف��ور) صيغة أكثر منه مقولة كما أس��لفنا‪ ،‬فاحلب املفت��رض قادها إلى مأزق مؤكد‪.‬‬ ‫وم��ن ثم فإن احلال أبعد من جعل «اإلنس��ان يريد أن يكون ش��يئا» تبعا لعبارة بول كيو‬ ‫وفـر اللقاء مع يوسف تاركا للمستقبل الكشف‬ ‫(‪ ،)Paul Kio‬وإال ملا كان هذا احلب قد ّ‬ ‫عما إذا كان س��يكون ــ بدوره ــ «مثليا» أو «دكان عقاقير متنقل حلبوب منع احلمل» كما‬ ‫قال الشاعر التشيلي بابلو نيرودا؟‬ ‫٭ ناقد مغربي‬


‫‪12‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫منوعات‬

‫األزمة اللبنانية تؤجل ألبوم نانسي عجرم‬ ‫حتى مارس‬

‫نانسي عجرم خالل املؤمتر الصحافي‬

‫الدوحة ـ «القدس العربي»‬ ‫ـ من سليمان حاج إبراهيم‪:‬‬ ‫كش�فت الفنانة اللبنانية نانس�ي عجرم‬ ‫ف�ي تصري�ح صحاف�ي له�ا م�ن الدوحة أن‬ ‫األوض�اع التي يش�هدها لبن�ان مؤخرا وما‬

‫ينتج عنها من تداعيات‪ ،‬أخرت طرح ألبومها‬ ‫اجلدي�د وال�ذي أرج�أت دخوله األس�واق‬ ‫حت�ى ش�هر أذار‪/‬م�ارس املقب�ل‪ .‬وأعلن�ت‬ ‫نانسي التي أحيت حفال في مهرجان الربيع‬ ‫في «سوق واقف» أن ألبومها الذي اختارت‬ ‫له اس�م «‪ »M#8‬س�يكون متنوع�ا ويجمع‬ ‫اللبناني باملصري واخلليجي‪ ،‬حيث عملت‬

‫فيه مع عدد من امللحنني والش�عراء مبا فيه‬ ‫بعض املغمورين من أجل تشجيهم‪.‬‬ ‫وقام�ت بتصوي�ر أغنيتين م�ن األلب�وم‬ ‫وهم�ا‪« :‬ما تيجي هنا» مع اخملرج جو معيد‪،‬‬ ‫وأغنية «ما أوع�دك» ذات الطابع اخلليجي‬ ‫م�ع اخملرج ف�ادي حداد‪ .‬وبخص�وص عدم‬ ‫مش�اركتها ف�ي مهرج�ان «هلا فبراي�ر»‬ ‫بالكوي�ت‪ ،‬قال�ت الفنان�ة اللبناني�ة إن‬ ‫الس�بب مع�روف بحك�م أن�ه حت�ت إدارة‬ ‫ش�ركة «روتان�ا» التي تق�دم في�ه الفنانني‬ ‫املنتمني إليها‪ ،‬قبل أن تضيف بنوع من خفة‬ ‫الظ�ل‪« :‬خلصت ليالي هال فبراير وفنانوها‬ ‫ما خلصو»‪.‬‬ ‫وع�ن مش�اركتها ف�ي املوس�م الثاني من‬ ‫برنامج «آراب أيدول» قالت نانسي عجرم‪،‬‬ ‫إنها ستش�رع برفقة أعض�اء جلنة التحكيم‬ ‫ف�ي بث احللقات املس�جلة ابتداء من ش�هر‬ ‫نيس�ان‪ /‬أبريل‪ ،‬فيما سيتأخر بث احللقات‬ ‫املباشرة حتى شهر أيلول‪/‬سبتمبر‪ ،‬مشيرة‬ ‫إل�ى أن تواجده�ا ف�ي البرنام�ج م�ن أج�ل‬ ‫توجي�ه املش�اركني‪ ،‬رغم أنها وبعد املوس�م‬ ‫األول له�ا في البرنامج تعبت أكثر من كل ما‬ ‫تعرضت له خالل ‪ 10‬س�نوات من تواجدها‬ ‫ف�ي اجمل�ال الفن�ي‪ ،‬ولك�ن تري�د أن تت�رك‬ ‫بصمتها اإليجابية‪ ،‬خاصة وأنها حساس�ة‬ ‫ف�ي التعام�ل م�ع املرش�حني وال ترغ�ب في‬ ‫ج�رح أح�د ب�أي مالحظ�ة ميك�ن أن جتمر‬ ‫أحالمه‪.‬‬

‫منعم عدوان يغني لليرموك ويحضر أوبرا «كليلة ودمنة»‬ ‫باريس ـ «القدس العربي»‬ ‫ـ من أحمد صالل‪:‬‬ ‫«قدمت خالل أمس�ية البارحة تس�ع أغان من‬ ‫قصائد الراحل الكبير محمود درويش‪ ...‬األغاني‬ ‫الت�ي لم تغن من قبل هي م�ن ديوان (اجلدارية)‬ ‫و (كزه�ر اللوز أو أبع�د) وتضمنتها أس�طوانتا‬ ‫(ياس�مني) حلنت جميع أغانيه�ا كتحية للراحل‬ ‫الكبير»‪.‬‬ ‫بالكلم�ات س�الفة الذك�ر اخت�ار املوس�يقي‬ ‫واملغن�ي الفلس�طيني منع�م ع�دوان‪ ،‬أن يب�دأ‬ ‫حديثه جلريدة «القدس العربي»‪،‬عقب األمسية‪،‬‬ ‫التي قدمها على خشبة مسرح «رفيق احلريري»‬ ‫مبعهد العالم العربي في باريس‪.‬‬ ‫ع�دوان‪ ،‬وال�ذي متي�زت أمس�يته بج�رأة‬ ‫وش�جاعة وابت�كار ف�ي التجدي�د املوس�يقي‪،‬‬ ‫جتديد تنوع بني املوس�يقى الصوفية والشرقية‬ ‫والهندية والتركية‪ ،‬باإلضافة الى الفارسية‪ ،‬مع‬ ‫احلفاظ على الطابع الش�رقي في سياق جتريب‬ ‫واع وعارف ينيط اللثام عن موسيقي متمكن من‬ ‫أدواته وثقافته املوسيقية‪ ،‬سواء األكادميية منها‬ ‫ً‬ ‫راضيا عن‬ ‫أو اإلبداعية‪ ،‬رغم ذلك لم يكن عدوان‬ ‫أدائه الذي حاز على رضى وقبول واستحسان‪،‬‬ ‫س�واء م�ن اجلمهور‪ ،‬ال�ذي ما انفك�ت أيديه عن‬ ‫التصفي�ق والتهلي�ل للتجديد املوس�يقي‪ ،‬أو من‬ ‫قبل الصحافة العربية والفرنسية‪ ،‬التي اعتبرت‬ ‫األمسية تنويعا موسيقيا وغنائيا‪ ،‬يوصف بأنه‬ ‫ممتاز على أقل تقدير‪.‬‬ ‫ع�دوان انتق�د أمس�يته م�ن خلال بع�ض‬ ‫املالحظ�ات‪ ،‬الت�ي أبداه�ا إزاء أدائ�ه «ال أدع�ي‬ ‫الكام�ل ولك�ن كان بإمكان�ي أن أق�دم أفض�ل من‬ ‫ذل�ك املقدم «ويعزو عدوان بعض الهفوات‪ ،‬التي‬ ‫وقع فيه�ا إلى نقص ف�ي التنوي�ع اآلالتي‪ ،‬الذي‬ ‫حتتاجه موس�يقاه‪ ،‬إذا يرى أن ما يقدمه يحتاج‬ ‫إل�ى تواجد أوركس�ترا كاملة كي ال يج�د املتلقي‬ ‫فارقا يذكر بني األغاني املس�جلة وم�ا يقدم على‬

‫منعم عدوان‬ ‫ً‬ ‫معتب�را أن تقصير بع�ض العازفني في‬ ‫املس�رح‪،‬‬ ‫بعض املواطن من األمسية أثر بشكل سلبي على‬ ‫األغنية املقدمة بشكل كلي‪.‬‬ ‫عدوان الذي درس املوسيقى في فرنسا وحاز‬ ‫على عدة رسائل ماجستير في ثقافات موسيقية‬ ‫متنوعة‪ ،‬يعتبر حجر األس�اس في جتربته يقوم‬ ‫عل�ى أس�اس اإلطالع عل�ى الثقافات املوس�يقية‬ ‫األخرى وتوظيفها في عملية االرتقاء املوس�يقي‬ ‫«مش�كلتنا األساس�ية تكم�ن ف�ي أنن�ا أغلقن�ا‬ ‫الب�اب على أنفس�نا»‪ .‬وي�رى ع�دوان أن بعض‬ ‫التصرف�ات املوس�يقية املطلوبة بج�دة من أجل‬ ‫الكمال املوس�يقي املنش�ود‪ ،‬ال جندها س�وى في‬ ‫الثقافات املوس�يقية األخرى‪ ،‬ويعطي ً‬ ‫مثاال على‬ ‫ذلك أن التصرفات املوسيقية السريعة ال جتدها‬

‫في الثقافة املوسيقية العربية‪ ،‬ولكننا جندها في‬ ‫الثقافة املوسيقية الفارس�ية على سبيل املثال ال‬ ‫احلصر‪ ،‬حسب تعبيرات عدوان‪.‬‬ ‫املوس�يقى املفتوح�ة القائم�ة عل�ى التجريب‬ ‫الواع�ي ون�زوح ثقاف�ات موس�يقية متنوع�ة‬ ‫إل�ى اجلملة اللحنية‪ ،‬س�واء املوس�يقى التركية‬ ‫أو الهندي�ة أو الفارس�ية‪..‬إلخ وإدخ�ال ملس�ات‬ ‫ج�از غي�ر معتادة ف�ي إط�ار التجري�ب اجلازي‬ ‫العرب�ي‪ ،‬واب�راز عنص�ر امليلودراما املوس�يقية‬ ‫غير املضخمة والبسيطة والذكية بنفس الوقت‪،‬‬ ‫عناص�ر تتضاف�ر لتعط�ي اجلمل�ة اللحني�ة في‬ ‫التجديد املوسيقي عند عدوان‪.‬‬ ‫توصيف لم يعت�رض عليه ع�دوان واعتبره‬ ‫يعب�ر ع�ن مش�روعه املوس�يقي املش�تغل علي�ه‬ ‫«نح�ن متخلف�ون في مجال املوس�يقى‪ ،‬م�ا زلنا‬ ‫نعتم�د عل�ى اش�تغاالت موس�يقية بدائي�ة ف�ي‬ ‫أبجدياتها التي أمست من التاريخ املوسيقي»‪.‬‬ ‫عدوان عبر عن سعادته باجلمهور الفرنسي‪،‬‬ ‫الذي وصفه بصاح�ب الذائقة العالية واملتفردة‬ ‫ً‬ ‫معتب�را‬ ‫واحلس�اس واملنفت�ح عل�ى كل جدي�د‪،‬‬ ‫املوس�يقى امللتزم�ة م�ا زال�ت صاحب�ة حض�ور‬ ‫جماهيري لم تن�ل منه األغني�ة التجارية والفن‬ ‫ً‬ ‫مدلال على ذلك بجمهورها ومهرجاناتها‪،‬‬ ‫املبتذل‪،‬‬ ‫التي ما زالت تستقطب االهتمام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وردا عل�ى س�ؤال مب�ا يخ�ص اجلدي�د ف�ي‬ ‫اش�تغاالته املوس�يقية‪ :‬ذك�ر ع�دوان أن�ه يقوم‬ ‫اآلن على اش�تغال غنائي وموسيقي على أغاني‬ ‫اب�ن عربي من جهة‪ ،‬ومن جه�ة أخرى يقوم على‬ ‫حتضي�ر أوب�را «كليل�ة ودمنة» لألطف�ال العرب‬ ‫في فرنس�ا وهي أول أوبرا من نوعها في فرنس�ا‬ ‫موجهة لألطفال‪.‬‬ ‫اجلدي�ر بالذك�ر أن ع�دوان خلال األمس�ية‬ ‫ً‬ ‫خصيص�ا خملي�م «اليرموك»‬ ‫غن�ى أغنية حلنه�ا‬ ‫ف�ي س�وريا‪ ،‬وقدمه�ا كتحي�ة للمخي�م‪ ،‬ال�ذي‬ ‫يرزح حت�ت حصار خانق من قب�ل قوات النظام‬ ‫الس�وري‪ ،‬ويعان�ي أهالي�ه صن�وف التجوي�ع‬ ‫والتنكيل والقتل‪.‬‬

‫آخر جميالت حسن اإلمام وروائعه في أفالم احلب والتراجيديا‬

‫فدوى جميل البيطار‪ ...‬الشهيرة بزيزي البدراوي‬ ‫تودع الفن اجلميل‬

‫زيزي البدراوي‬

‫القاهرة ـ «القدس العربي»‬ ‫ـ كمال القاضي‪:‬‬ ‫ف�دوى جمي�ل البيط�ار ه�و االس�م احلقيق�ي والرس�مي‬ ‫للفنان�ة زي�زي الب�دراوي‪ ،‬والذي اس�تبدله اخملرج حس�ن‬ ‫اإلمام باالس�م الفني املذكور ليتوارى متام�ا فال يظهر إال في‬ ‫األوراق واملستندات وعقود البطوالت السينمائية‪.‬‬ ‫احلقيق�ة أن اس�م ف�دوي البيطار كان األنس�ب من وجهة‬ ‫نظرنا ألنه به إيقاع وجرس موسيقي تلتقطه األذن ويحفظ‬ ‫س�ريعا‪ ،‬أي أن�ه تتواف�ر في�ه ش�روط الذي�وع واجلاذبي�ة‬ ‫حسبما تقتضي النجومية التي كان يستهدفها اخملرج الكبير‬ ‫من تغيير االسم وجلوئه إلى اسم أخر ظنه األليق‪.‬‬ ‫ليس�ت وحدها زي�زي الب�دراوي الت�ي ج�رى عليها هذا‬ ‫الفع�ل‪ ،‬فمعظم الفنانني والفنانات يعيش�ون بيننا بأس�ماء‬ ‫مستعارة اختارها لهم اخملرجون فباتت أسماؤهم الزائفة‪.‬‬ ‫ولدت ف�دوى أو زيزي الب�دراوي في ‪ 9‬يوني�و عام ‪1944‬‬ ‫وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها لفتت أنوثتها األنظار‬ ‫فالتقطتها الس�ينما‪ ،‬وبرغم أن حس�ن األمام هو املنسوب له‬ ‫اكتش�افها إال أنه�ا عمل�ت م�ع اخمل�رج عاطف س�الم في دور‬ ‫صغي�ر في فيلم «عواطف» عام ‪ 58‬قب�ل أن تأخذ فرصتها في‬ ‫ادوار أكبر وأهم في أفالم مثل «حب حتى العبادة» و»شفيقة‬ ‫القبطية» و»وامرأة على الهامش» عام ‪ 63‬وهي األعمال التي‬ ‫كانت مبثابة ميالد جديد لها علي شاشة السينما‪ ،‬إذ أن حذر‬ ‫عاطف س�الم من الوجوه اجلديدة حال دون إبرازها كوجه‬ ‫جدي�د ف�ي فيلم�ه الثاني «الس�بع بن�ات»‪ ،‬والذي ق�دم عام‬ ‫‪ 58‬ليتس�اوى دوره�ا فيه مع مروره�ا العابر ف�ي فيلم «بور‬

‫س�عيد»‪ ،‬وه�ذا هو الف�ارق بني طبيع�ة اخملرجين الكبيرين‬ ‫س�الم واإلم�ام‪ ،‬فاألخي�ر لدي�ه قدر أكب�ر من اجل�رأة ومييل‬ ‫بطبعه إلى نوعين لهما التأثير اجلماهي�ري ذاته في أفالمه‬ ‫اإلثارة اجلنس�ية واإلغراء وأيضا التراجيديا‪ ،‬وهما نوعان‬ ‫يجيد مخرج الروائع توظيفهما والنعت مبخرج الروائع هنا‬ ‫ليس انحيازا من جانبنا له وإمنا هو استعارة للقب اخمللوع‬ ‫عليه من بعض النقاد وبعض اجلمهور‪.‬‬ ‫الربط بني مس�يرة زيزي البدراوي وحس�ن االمام ربط‬ ‫ض�روري في ه�ذا الس�ياق ألنه كما أس�لفنا هو مكتش�فها‬ ‫احلقيقي والبطل الفعلي في رحلتها الطويلة املديدة‪ ،‬وألن‬ ‫مالم�ح زيزي ليس�ت ه�ي املالمح احلس�ية الغريزي�ة‪ ،‬فقد‬ ‫ابتع�د بها أس�تاذها عن فك�رة املتاجرة بها وبجس�دها في‬ ‫ش�باك التذاكر‪ ،‬كما فعل مع هند رس�تم مثلا‪ ،‬حيث طريقة‬ ‫أداء هند وطبيعتها الش�خصية واألنوثة الطاغية ساعدت‬ ‫على ذلك‪ ،‬أم�ا البدراوي فكان االس�تخدام األمثل ملوهبتها‬ ‫استخداما تراجيديا ففي وجهها احلزن والبراءة والتأثير‬ ‫اإلنساني‪.‬‬ ‫وق�د صدق حدس اخملرج الكبير‪ ،‬وأعطت الفنانة الراحلة‬ ‫األحاس�يس املطلوب�ة ف�ي أدواره�ا فجس�دت ش�خصيات‬ ‫بائسة مغلوبا على أمرها تعاني من اضطهاد احلياة وصلفها‬ ‫وشراس�ة البش�ر وغلظتهم وبدرج�ة معينة م�ع أدوار فاتن‬ ‫حمام�ة في أفالمها مع حس�ن االم�ام أيضا‪ ،‬غي�ر أن جنومية‬ ‫فاتن حمام�ة الطاغية كانت حتدث تأثيرا أكبر فتختفي معها‬ ‫أي�ة تأثيرات أخري‪ ،‬ولذلك ظلت البطالت في األفالم املماثلة‬ ‫مجرد أدوار ثانوية مع انه�ن بطالت حظني ببطوالت مطلقة‬ ‫في ادوار مهمة!‬ ‫ال�دور األكث�ر أهمي�ة وأق�وى وقع�ا ف�ي مش�وار زي�زي‬

‫سودوكو‬

‫احلمل‪:‬‏‬

‫الثور‪:‬‏‬

‫ً‬ ‫اهتماما ألشياء ال تستحق االهتمام وتهمل ما يجب أن تعطيه‬ ‫تولي‬ ‫الكثير‪ ،‬أعط من يستحق لكي تكون على حافة األمان‪.‬‏‬ ‫اجلوزاء‪:‬‏‬

‫أنت مكشوف وإن كانوا ال يخبرونك‪ ..‬عليك الرجوع إلى جادة العقل‬ ‫واحلكمة‪ ،‬حاول االبتعاد عن احلالة التي تعيشها‪.‬‏‬ ‫السرطان‪:‬‏‬

‫ستحصد ما زرعت وإن كان املوسم لم يحن قطافه‪ ،‬وعليك بالصبر ً‬ ‫قليال‬ ‫وستكتشف أنك الرابح في النهاية‪.‬‏‬ ‫األسد‪:‬‏‬

‫مازلت بانتظار احلظ والفرصة‪ ،‬وحتليك بالصبر يعطيك مسحة رائعة‬ ‫من اجلمال الروحي ما يثير اإلعجاب‪.‬‏‬ ‫العذراء‪:‬‏‬

‫بيروت ـ «القدس العربي»‪:‬‬ ‫سودوكو لعبة يابانية يقوم الالعب فيها مبلء املربعات الفارغة‬ ‫بحيث ان كل عمود او سطر يجب ان يكتمل بارقام من ‪ 1‬الى ‪9‬‬ ‫شرط استخدام كل رقم مرة واحدة في كل خط افقي وعمودي‬ ‫وكل مربع من املربعات التسعة‪.‬‬

‫إنك مثال االستمرار والقوة في مواجهة الشدائد‪ ..‬قالئل من يفهمونك‬ ‫ويتقربون منك‪ ،‬فافرح وال تبتئس‪.‬‏‬ ‫امليزان‪:‬‏‬

‫بني اآلخرين ستكون أنت الرابح الوحيد حيث ستحير األعداء‬ ‫واحلاسدين الذين يتربصون بك ويبحثون عن أي خطأ لك‪.‬‏‬ ‫العقرب‪:‬‏‬

‫الكثير يتمنى لو ميلك قدراتك اخلارقة‪ ،‬وعلى الرغم من أنك قليل الكالم‬ ‫والتصريح‪ ،‬إال أنك واضح‪.‬‏‬

‫احلل السابق‬

‫القوس‪:‬‏‬

‫الذكاء نعمة من اخلالق والدفء نعمة منك‪ ..‬ولك في نهاية األمر‪ ،‬األهل‬ ‫ً‬ ‫اهتماما أكبر منك أيها القلب الكبير‪.‬‏‬ ‫يستحقون‬ ‫اجلدي‪:‬‏‬

‫ً‬ ‫قريبا ملن صبر‪ ..‬والنرفزة ستنقلب عندها إلى هدوء‬ ‫البشائر ستطل‬ ‫ً‬ ‫تام‪ ..‬ستضحك كثيرا على أيام مضت سدى‪.‬‏‬ ‫الدلو‪:‬‏‬

‫نايا ودانيلال‬ ‫ً‬ ‫تش�ع س�عادة‪ ،‬وهي‬ ‫قليلا‪ ،‬وكانت‬ ‫ترق�ص ولو‬ ‫ّ‬ ‫الت�ي اعترفت بأنها تكون «أس�عد وحدة» عندما‬ ‫تكون مغرمة‪ ،‬وهي اليوم «أسعد وحدة»‪.‬‬ ‫وكان ق�دم كل جن�وم ه�ذا املوس�م رقص�ة‬ ‫جماعي�ة عل�ى أغني�ة جينيف�ر لوبيز الش�هيرة‬ ‫‪ ،Dance Again‬فذكرون�ا بأجم�ل خطواتهم‬

‫ابـــــراج‬ ‫أنت ال تتعلم إال من كيسك‪ ..‬أو بعد فوات األوان‪ ..‬واملشكلة األخطر أنك‬ ‫تقع في الفخ نفسه أكثر من مرة‪.‬‏‬

‫دانييال رحمة قطفت الفوز بـ «الرقص مع النجوم»‬ ‫وإليسا غنت لألحباب‬ ‫بعد حوالي ثالثة أش�هر عل�ى انطالقته‪ّ ،‬توج‬ ‫برنام�ج «الرق�ص م�ع النج�وم» دانييلا رحمة‬ ‫جنم�ة في الرقص بنس�بة تصويت بلغت ‪٪ 64‬‬ ‫مقابل ‪ ٪ 36‬ملنافس�تها النجم�ة مايا نعمة‪ ،‬التي‬ ‫وإن ل�م يُ نصفه�ا التصوي�ت‪ ،‬لك�ن أعضاء جلنة‬ ‫التحكيم لم يتمكنوا إال من إعطائها نقطة عشرة‬ ‫َ‬ ‫رقصت ْيه�ا‪ ،‬لتحصد ‪ 80‬نقطة وتكس�ر بذلك‬ ‫عل�ى‬ ‫الـ‪. scores‬‬ ‫ونذك�ر أن املمثل�ة كارول احل�اج‪ ،‬وبس�بب‬ ‫ً‬ ‫قس�را‬ ‫إصابتها بكس�ر في ضلعها‪ ،‬كانت عجزت‬ ‫ع�ن التناف�س م�ع دانييلا وماي�ا عل�ى الكأس‪،‬‬ ‫لتجل�س بين زمالئه�ا املش�تركني‪ ،‬مكتفي�ة‬ ‫بالتصفيق لزميلتيها ومتمنية األفضل لهما‪.‬‬ ‫وكان�ت حض�رت جنم�ة املوس�م األول م�ن‬ ‫ّ‬ ‫وس�لمت ال�كأس لدانييال‪ ،‬التي‬ ‫البرنام�ج نايا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فرحا بفوزها‪ ،‬وهي التي جنحت بس�رقة‬ ‫طارت‬ ‫قل�وب اجلمي�ع جلماله�ا وجاذبيته�ا‪ ،‬ومن�ذ‬ ‫إطاللتها األول�ى الراقصة مع ش�ريكها الراقص‬ ‫ّ‬ ‫واستحق معها‬ ‫رائد ُمراد‪ ،‬الذي أبدع في الرقص‬ ‫الكأس‪.‬‬ ‫وزيّ نت السهرة اخلتامية النجمة إليسا‪ ،‬وهي‬ ‫من النجم�ات الوفيات في مش�اهدة «الرقص مع‬ ‫النجوم» مبوسمَ ْيه‪ ،‬وتغريداتها خالل السهرات‬ ‫مرتني‪ّ ،‬‬ ‫وغنت‬ ‫الس�ابقة خير دليل‪ .‬وأطلت إليسا ّ‬ ‫(أس�عد وح�دة) و(ف�ي عيون�ك)‪ ،‬وأب�ت إال أن‬

‫البدراوي الفني هو ش�فيقة القبطية الن س�مات الشخصية‬ ‫الدرامية اتفقت وطبيعة املمثلة الفطرية فسمتها احلقيقي هو‬ ‫اله�دوء والرصانة والتس�امح‪ ،‬ومن ه�ذه الصفات األصيلة‬ ‫أضفت على الش�خصية روحها فجاءت كم�ا رأيناها بهيئتها‬ ‫الفنية اإلنسانية املقنعة‪.‬‬ ‫وف�ي ام�رأة عل�ى الهام�ش فق�د تقمص�ت ال�دور باقتدار‬ ‫وعاش�ت ف�ي تفاصيل�ه فإنه�ا ذاته�ا امل�رأة املهش�مة الت�ي‬ ‫تعي�ش عل�ى ضفاف احلي�اة‪ ،‬وهن�ا تب�دو الق�درة والطاقة‬ ‫الكافي�ة للفنانة واملمثلة القديرة الت�ي تختزن جراح الناس‬ ‫ومآسيهم لتقيد اجترارها أمام الكاميرا بحرفية يلتبس فيها‬ ‫الواقع باخلي�ال فنخلط بني املمثلة وبين دورها ونراها هي‬ ‫نفسها الشخصية التي تؤديها‪.‬‬ ‫وف�ق القياس�ات الفني�ة ف�ي التف�وق األدائ�ي لزيزي‬ ‫الب�دراوي نرى أنه�ا لم تأخذ حقها م�ن التركيز الضوئي‬ ‫فل�م تك�ن محظوظة بالق�در الكاف�ي‪ ،‬فهي أكب�ر من حيث‬ ‫اإلمكاني�ات مم�ا أصابت�ه من ش�هرة وث�راء ف�ي األدوار‬ ‫واألموال والبطوالت‪ ،‬ولوال اجتاهها مؤخرا للتليفزيون‬ ‫خلل�ت الس�احة وأفس�حت لفنان�ات أخري�ات‪ ،‬ولكنه�ا‬ ‫بدأبه�ا وإصرارها أبت إال أن تس�تمر ومتضي في طريقها‬ ‫وال تدخ�ل عقدها الس�ابع اال ب�أدوار جدي�دة تضمن لها‬ ‫احلض�ور وتبقيه�ا في ذاك�رة جمهوره�ا ووجدانه‪ ،‬فمن‬ ‫امل�ال والبن�ون إلى ش�رخ في ج�دار القل�ب كان التراوح‬ ‫وه�و متاثل بني املس�يرة في فيلم «بين القصرين» وقلب‬ ‫م�رمي املكلوم عل�ى فراق فهمي الثوري النقي وبني ش�رخ‬ ‫في جدار قلب أمرأة بلغت عامها السبعني وانتهت رحلتها‬ ‫بفيض من األوجاع!‬ ‫رحم الله فدوى جميل البيطار الشهيرة بزيزي مصطفى‪.‬‬

‫الراقص�ة خلال ه�ذا املوس�م‪ ،‬ليفاج�ئ النج�م‬ ‫الكومي�دي ميش�ال أب�و س�ليمان اجلمه�ور‬ ‫بحض�وره لتق�دمي وس�ام بري�دي وكارال حداد‬ ‫اللذي�ن انتقلت إليهما عدوى الرق�ص‪ ،‬فقدما الـ‬ ‫َ‬ ‫شريك ْيهما ساندرا إيليا وطوني‬ ‫‪ Foxtrot‬مع‬ ‫رامح على أنغام أغنية ‪. Somethin Stupid‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫القلق سيكون من عهد مضى‪ ،‬لو فكرت بهدوء أكثر واالستقرار هو‬ ‫مفتاح الرزق حتى لو عملت فيما جتهله‪.‬‏‬ ‫احلوت‪:‬‏‬

‫ابتعد احملبون وازداد الناقمون‪ ..‬لديك مشكلة سأهمس بها إليك‪ ،‬ملاذا‬ ‫تصر على إضاعة األصدقاء والفرص؟!‪.‬‏‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫منوعات‬

‫آفة هوليوود التي قضت على عشرات الفنانني بينهم مايكل جاكسون والفيس بريسلي‪:‬‬

‫كيف سقط فيليب سيمور هوفمان في فخ اخملدرات؟‬

‫سليم عزوز ٭‬

‫ـ من حسام عاصي‪:‬‬ ‫صدم�ت هولي�وود بوف�اة املمث�ل املش�هور فيلي�ب‬ ‫س�يمور هوفمان‪ ،‬الذي عثر عليه جثة هامدة في ش�قته‬ ‫بنيويورك وفي ذراعه مغروس�ة حقنة مخدرات مس�اء‬ ‫الس�بت املاضي‪ .‬وأش�ارت املصادر األمني�ة أن هوفمان‬ ‫القى حتفه جراء تناوله جرعة مخدرات زائدة‪.‬‬ ‫كان هوفم�ان (‪ 46‬عام�ا) يتمت�ع باحت�رام كبي�ر ف�ي‬ ‫هولي�وود‪ ،‬ويعتب�ر م�ن أفض�ل ممثليه�ا‪ .‬فف�ي اقل من‬ ‫عش�رين عاما بنى مس�يرة فنية مرموقة تض�م اكثر من‬ ‫خمسني فيلما‪ ،‬فضال عن أعماله في التلفزيون واملسرح‪.‬‬ ‫وف�ي ع�ام ‪ ،2005‬حاز على جوائز جمة ع�ن بطولته في‬ ‫فيلم «كابوت�ي» من بينها جائزة اوس�كار افضل ممثل‪.‬‬ ‫ورشح ثالث مرات جلائزة اوسكار أفضل ممثل في دور‬ ‫ثانوي عن افالم «حرب تش�ارلي ويلسين» و «ش�ك» و‬ ‫«الس�يد»‪ .‬كما كان هوفمان من داعمي السينما املستقلة‬ ‫ورواد مهرجان صندانس للس�ينما املس�تقلة‪ ،‬الذي قد‬ ‫شارك فيه في الشهر املاضي مع فيلمني هما «جيب الله»‬ ‫و»اكثر الرجال مطلوبا»‪.‬‬ ‫رغم وجوده املهيمن على الشاش�ة وشهرته في عالم‬ ‫السينما لم يكن هوفمان يتصدر أخبار صحف املشاهير‬ ‫واإلش�اعات‪ ،‬حيث كان يبتعد ع�ن األضواء واحلفالت‬ ‫والس�هرات وقلما يش�ارك في لقاءات صحافية‪ .‬شغفه‬ ‫الوحي�د كان الف�ن والتمثي�ل‪ .‬وكان يأس�ف لالهتم�ام‬ ‫املف�رط باملش�اهير بدال من مش�اهدة االفالم واملس�رح‪.‬‬ ‫فلهذا كان الكثيرون يتس�اءلون‪ :‬كي�ف وقع هذا الفنان‬ ‫الرائع ف�ي فخ اخمل�درات؟ فيما اتهم البع�ض هوليوود‬ ‫بأنها متجد اخملدرات وتبيحها لنجومها‪.‬‬ ‫احلقيق�ة ان هوفم�ان ب�دأ يتعاط�ى اخمل�درات بع�د‬ ‫تخرج�ه م�ن جامع�ة نيوي�ورك ف�ي ع�ام ‪ 1989‬قبل ان‬ ‫يك�ون معروف�ا‪ ،‬كم�ا اعترف ف�ي لقائه م�ع برنامج «‪60‬‬ ‫دقيق�ة» ف�ي ع�ام ‪ 2006‬حيث ق�ال إنه كان يس�تهلك أي‬ ‫ش�يء يقع حتت يده‪ .‬ولكنه متكن م�ن هزم ادمانه على‬ ‫املمنوع�ات مل�دة ‪ 23‬س�نة حتى ش�هر ايار‪/‬ماي�و ‪ ،2013‬فيليب سيمور هوفمان‬ ‫عندم�ا خضع للعالج من االدمان على الهيروين‪ .‬ويبدو‬ ‫انه فش�ل هذه املرة في دحر هذه العادة القبيحة‪ ،‬حيث ضئيلة‪ .‬والسبب احلقيقي ملوت النجوم الذين ذكرناهم‬ ‫عثرت ش�رطة نيويورك على خمسني ظرف هيروين في اعاله ليس�ت اخمل�درات املمنوعة وامن�ا حبوب االدوية‬ ‫املوصوفة وغير املوصوفة‪.‬‬ ‫شقته بعد وفاته‪.‬‬ ‫فالتحقيق�ات الطبية كش�فت عن وج�ود ‪ 12‬نوعا من‬ ‫حق�ا ان ع�ددا م�ن الفنانني املش�اهير ف�ي هوليوود‬ ‫س�قطوا ضحية لالستهالك املفرط للمخدرات والكحول االدوية في دم ويتني هيوس�تون‪ ،‬منها مخففة االوجاع‬ ‫واألدوي�ة مثل مايكل جاكس�ون‪ ،‬وويتني هيوس�تون‪ ،‬ومنه�ا مهدئة االعصاب ومنها مس�اعدة للنوم‪ .‬كوكتيل‬ ‫الفي�س بريس�لي‪ ،‬وهي�ث ليدج�ر‪ ،‬وكثير منه�م خضع م�ن هذه النوع يدحر جمال‪ .‬وف�ي حالة هيث ليدجر فقد‬ ‫للعالج منها مثل لينزي لوهان‪ ،‬زاك إفرون‪ ،‬وتش�ارلي ق�ام ببلع ‪ 4‬أنواع م�ن االدوية املهدئة عندما اس�تصعب‬ ‫شين‪ ،‬وآخرين م�ا زال�وا يتعاطونها علنيا مث�ل املغني الن�وم فاضطربت االمور ف�ي مخه وتوقف ع�ن العمل‪.‬‬ ‫الصغير جاستني بيبر‪ ،‬الذي قبض عليه مؤخرا يسوق ومل�ا اس�تصعب ماي�كل جاكس�ون الن�وم زاد طبيب�ه‬ ‫نس�بة اخملدر في حقنته فجاب اجله‪ .‬اجلدير بالذكر ان‬ ‫سيارته حتت تأثير اخملدرات‪.‬‬ ‫لك�ن علينا أن ال ننس�ى أن خبر موت جنم س�ينمائي هوفمان عاد لتعاطي الهيروين بسبب سوء استخدامه‬ ‫يتص�در الصحف ويثير ضج�ة‪ ،‬بينما ال اح�د يدري او حبوب أدوية وصفها له احد االطباء‪.‬‬ ‫االدمان ليس مش�كلة هوليووية فحس�ب وامنا وباء‬ ‫يكترث مبوت اآلالف م�ن املدمنني‪ .‬وهذا يعطي انطباعا‬ ‫خاطئ�ا ع�ن هولي�وود‪ .‬الواقع ه�و ان الذي�ن ميوتون ف�ي اجملتم�ع االمريكي‪ .‬والوب�اء هذه االيام هي ليس�ت‬ ‫ف�ي هوليوود بس�بب االدم�ان على اخملدرات ه�م اقلية اخملدرات‪ ،‬كما كان احلال في الثمانينات والتس�عينات‪،‬‬

‫براد بيت وأجنلينا جولي‬ ‫في حفل افتتاح أوملبياد سوتشي‬

‫■ أخير ًا‪ ،‬متكنت بحول الله من الوقوف على اسم املرشد العام اجلديد جلماعة اإلخوان‬ ‫املسلمني‪ ،‬بعد القبض على املرشد الدكتور محمد بديع‪ ،‬صاحب مقولة «سلميتنا أقوى من‬ ‫الرصاص»‪ ،‬وكان مثلي على يقني‪ ،‬من أن جماعة كجماعة اإلخوان‪ ،‬ال ميكن أن يظل موقع‬ ‫املرشد العام فيها شاغر ًا‪ .‬فقد اكتشفنا أن املرشد هو «بيتر غريست»‪ ،‬الزعيم الروحي لطاقم‬ ‫قناة «اجلزيرة» االجنليزية بالقاهرة!‬ ‫«بيتر» جنل احلاج «غريست» مت إلقاء القبض عليه في القاهرة مؤخر ًا‪ ،‬ومت تقدمي األجهزة‬ ‫األمنية التي متكنت من أداء املهمة بنجاح‪ ،‬على أنها أتت بالذئب من ذيله‪ ،‬بالرغم من أن هذا‬ ‫ً‬ ‫مختبئا في أحد الفنادق الكبرى‪ .‬وظلت برامج «التوك شو» ليلة كاملة حتتفي بهذا‬ ‫الذئب كان‬ ‫االجناز األمني العمالق‪ ،‬وفشلت محاوالت قناة «اجلزيرة» في وقت الحق نفي التهمة‪ ،‬عندما‬ ‫شكال كما لو كان ً‬ ‫ً‬ ‫قسا من‬ ‫استدعت والد «بيتر»‪ ،‬الذي قال إن جنله كان يؤدي عمله‪ ،‬وبدا‬ ‫القساوسة الغربيني‪ ،‬فلم يشفع هذا الظهور‪ ،‬والتأكيد على أن «غريست» خواجة ً‬ ‫أبا عن جد‪،‬‬ ‫في إدخال الغش والتدليس على الرأي العام!‬ ‫الذي يؤكد أن رسالة احلاج «غريست» لم تنجح في تبرئة جنله «بيتر»‪ ،‬أن النيابة العامة بعد‬ ‫ً‬ ‫واقعة ظهور «والد املتهم» أصدرت ً‬ ‫تاريخيا‪ ،‬أكدت فيه على املعاني ذاتها‪ ،‬التي ساقتها‬ ‫بيانا‬ ‫األجهزة األمنية‪ ،‬فاخللية االخوانية‪ ،‬التي جعلت من أحد فنادق القاهرة وكر ًا له اعترفت‬ ‫باالنتماء إلى جماعة إرهابية‪ ،‬ولم يعد األمر يلتبس عليها اآلن‪ ،‬فبمجرد ذكر كلمة «إرهابية»‬ ‫تتجه أنظارنا نحو املقطم‪ ،‬حيث املقر العام جلماعة اإلخوان املسلمني!‬ ‫االعتراف سيد األدلة‪ ،‬واملتهمون اعترفوا باالنتماء لهذه اجلماعة وأن مهمة املرشد العام‬ ‫اجلديد «بيتر غريست» كانت تتلخص في قيامه بحذف وإضافة للمواد املكتوبة واملصورة‪،‬‬ ‫التي كان يتم تداولها‪ ..‬يا له من قاتل محترف‪ ،‬يقتل الكلمات!‬ ‫وهذا اجملرم «العتويل»‪ ،‬لم يكتف مبا سبق‪ ،‬ولكنه كان يتولى سداد املستحقات املالية نيابة عن‬ ‫ً‬ ‫يوميا مبالغ طائلة!‬ ‫أعضاء التنظيم‪ ،‬الذي كان ينفق‬ ‫وعندما قرأت كلمة «طائلة»‪ ،‬في عريضة االتهام‪ ،‬وجدتني على يقني من صحة االتهام‪ ،‬فأخونا‬ ‫في اإلسالم «بيتر»‪ ،‬لم يكتف بإنفاق األموال وفقط‪ ،‬ولكنه حرص على أن يكون ما ينفقه مبالغ‬ ‫«طائلة»‪ ،‬وهذا مما هدد األمن والسلم الدوليني‪« ..‬طائلة» يا «بيتر»؟!‬

‫عابرة للقارات‬

‫وامنا حبوب االدوية التي تستهلك الغراض غير طبية‪،‬‬ ‫والتي ميكن احلصول عليها بسهولة‪.‬‬ ‫فوفق مرك�ز وقاية االمراض في امريكا‪ ،‬فان خمس�ة‬ ‫عشرة الف مدمن ادوية يلقون حتفهم كل عام‪ .‬هذا اكثر‬ ‫عددا من ضحايا االدمان على الهرويني والكوكايني وكل‬ ‫انواع اخملدرات االخ�رى‪ .‬وعدد االطفال الذين يولدون‬ ‫مدمنين لالدوي�ة ارتف�ع لثالث�ة عش�ر ألفا وخمس�مئة‬ ‫سنويا‪.‬‬ ‫الغري�ب ف�ي امري�كا أن محط�ات التلفزي�ون تب�ث‬ ‫دعاي�ات لش�راء االدوية وكأنها س�لع غذائية‪ .‬فبإمكان‬ ‫أي ش�خص أن يذهب الى طبي�ب ويحصل على االدوية‬ ‫التي يرغبها‪ .‬او يش�تريها من السوبرماركت اذا لم تكن‬ ‫بحاج�ة لوصفة طبيب‪ .‬فاملس�ؤولية عل�ى االدمان تقع‬ ‫على عاتق شركات صنع االدوية‪ ،‬التي تروج لها وليس‬ ‫على افالم هوليوود كما يدعي البعض‪.‬‬ ‫هوليوود هي ش�ريحة من شرائح اجملتمع االمريكي‪.‬‬

‫■ سوتش��ي ‪ -‬د ب أ‪ :‬وص��ل جنما هوليوود الش��هيران براد بيت وش��ريكة‬ ‫حياته أجنلينا جولي اجلمعة إلى منتجع سوتشي الروسي حلضور حفل افتتاح‬ ‫دورة األلعاب األوملبية الشتوية‪.‬‬ ‫وأعلن منظمو األوملبياد أن النجمني س��يبقيان عدة أيام في سوتشي في زيارة‬ ‫خاصة للمنطقة‪.‬‬ ‫وم��ن املنتظ��ر مش��اهدة النجمني خ�لال حف��ل افتت��اح األوملبياد في إس��تاد‬ ‫«فيشت» ‪ ‬مساء اجلمعة‪.‬‬ ‫يذكر أن بيت ‪ 50/‬عاما‪ /‬افتتح مهرجان موسكو السينمائي الدولي في دورته‬ ‫اخلامسة والثالثني في حزيران‪/‬يونيو املاضي‪.‬‬ ‫ولعبت جولي ‪ 38/‬عاما‪ /‬دور عميلة أمريكية مولودة في االحتاد الس��وفييتي‬ ‫في فيلم احلركة «سالت» عام ‪. 2010‬‬

‫فم�ا يح�دث ف�ي هولي�وود م�ن ادم�ان يعك�س الواقع‬ ‫االمريكي‪ .‬ففي س�نة ‪ 2010‬كش�ف احصاء في الواليات‬ ‫املتح�دة أن واح�دا م�ن كل ‪ 20‬امريكي�ا ما ف�وق عمر ‪12‬‬ ‫ً‬ ‫عام�ا يتعاط�ون حب�وب االدوي�ة املوصوف�ة ألغ�راض‬ ‫غي�ر طبية‪ .‬غالبي�ة هذه االدوي�ة هي مخفف�ة لالوجاع‬ ‫ذات مفع�ول انتش�ائي‪ ،‬مث�ل هيدراك�ودون‪ ،‬ميثادون‬ ‫واوكسومورفون‪ ،‬التي تؤدي الى ادمان وضرر جسمي‬ ‫ممي�ت اذا ل�م يت�م تعاطيها حت�ت رقابة طبي�ب او كان‬ ‫استهالكها مفرطا‪.‬‬ ‫وهذا هو احلال في هوليوود‪ .‬فاملتعاطون للمخدرات‬ ‫واالدوية هم عادة جنوم اجليل الصغير الذين يشعرون‬ ‫بالفراغ النفس�ي اخلانق عندما يصلون الى قمة الثراء‬ ‫والش�هرة فيلج�أون للمخ�درات واالدوي�ة لتعبئة هذا‬ ‫الفراغ‪ .‬واغلبهم يخضعون للعالج ويتوبون‪ .‬اما الذين‬ ‫يفش�لون بالس�يطرة على ادمانهم فيخس�رون مهنتهم‬ ‫وتنتهي مسيرتهم في مدينة االحالم‪.‬‬

‫يرى نفسه قريبا من املمثل العاملي جيري لويس‬

‫محمد سعد‪« :‬االفيهات» الضاحكة‬ ‫تعتمد على الفنان واملؤلف واخملرج‬ ‫القاهرة ـ «القدس العربي» ـ من محمد عاطف‪:‬‬

‫براد بيت وأجنلينا جولي‬

‫أك�د النج�م الكومي�دي محمد س�عد أن�ه ال يتضايق م�ن مقارنته مع‬ ‫النجوم العامليني‪ .‬وقال «أتابع جيري لويس وأرى شبها بيننا في اطالق‬ ‫الضح�ك‪ ..‬واجلمهور يقارن بيني وبني جيم كاري‪ ،‬وهذا يس�عدني ألنه‬ ‫جنم كبير وله اسلوبه املميز»‪.‬‬ ‫■ نبدأ حديثنا مع املمثل سعد بالسؤال عن رأيه في النجوم اجلدد‪ ،‬مثل‬ ‫محمد رمضان‪.‬‬ ‫■محم�د رمض�ان ممث�ل جي�د ويعيش الش�خصية‪ ،‬ويق�دم املنطقة‬ ‫الش�عبية اجل�ادة‪ ،‬بينما أنا أقدم املنطقة الش�عبية الضاحكة‪ ،‬وأس�عى‬ ‫القن�اع اجلمه�ور بالنظ�رة واالش�ارة‪ ،‬وه�ذا ما اكتس�بته م�ن املمثلني‬ ‫السابقني لي‪ ،‬الذين شاهدتهم بأفالمهم‪.‬‬ ‫■ أنت مقل في حضور املهرجانات الفنية‪ .‬ما السبب؟‬ ‫■ أن�ا أعم�ل فيلم�ا واحد ف�ي الع�ام‪ ،‬ويش�غلني طوال الوق�ت‪ ،‬لكن‬ ‫أعترف بأن حضور املهرجان يظهر لي حب الناس من كل الدول‪ .‬وأعتقد‬ ‫أنه امر يهم الفنان‪ ،‬خاصة لدى بعض االشقاء‪ ،‬الذين ال أذهب اليهم في‬ ‫بالده�م‪ ،‬أحب أن أع�رف كيف ينظرون العمال�ي وردود افعالهم‪ ..‬وهذا‬ ‫يحقق كيفية تواصلي معهم بأعمالي‪.‬‬ ‫■ ما هي املهرجانات‪ ،‬التي شاركت بها؟‬ ‫■ ش�اركت مبهرجان دبي‪ ،‬وكنت س�عيدا‪ ،‬حينما ق�رأت ُكتيبا يحمل‬ ‫أه�م االفلام املصرية‪ ،‬فش�عرت ب�أن الفن املص�ري موجود ب�كل العالم‬ ‫العرب�ي‪ ..‬وهذا ما جعلني أش�عر بأن العمل في الف�ن ال يذهب هباء‪ ،‬بل‬ ‫يؤرخ‪ ،‬وهذا مهم جدا للفنان والفن معا‪.‬‬ ‫■ أنت فنان مرتبط متاما باجلمهور‪ ،‬كيف ترى العالقة بينك وبينه؟‬ ‫■ بع�د ربنا يأتي اجلمه�ور‪ ،‬الذي أراه «الباش�ا» للممثل‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يدفع املمثل للتجويد في عمله لينل رضائه‪.‬‬

‫■ أيهم أهم في العمل الكوميدي‪ ،‬الكاتب أم املمثل أم اخملرج؟‬ ‫■ الكوميدي�ا تعتمد على املمثل واملؤلف واخملرج‪ ،‬والثالثة يحددون‬ ‫اس�لوب «االفي�ه» وم�دى تأثيره في املش�اهد‪ ،‬وال ميك�ن أن يعتمد على‬ ‫طرف واحد‪.‬‬ ‫■ هل تعتمد على مستشار فني لك‪ ،‬قبل أي عمل وتأخذ برأيه؟‬ ‫■ عندي اصدقاء‪ ،‬مثل بعض كتاب السيناريو‪ ،‬وأراء نور وياسني وكرمي‬ ‫أوالدي الذين يرون حياتي معهم‪ ،‬وهل أنا جيد ومختلف في الدور‪.‬‬ ‫■ هل لدى أوالدك مواهب فنية؟‬ ‫■ أوالدي يضحكونني جدا بافيه�ات كوميدية عفوية‪ ،‬وهم ما زالوا‬ ‫في سن مبكرة ‪ 13,12,9‬سنوات‪.‬‬ ‫■ ماذا عن زوجته‪ ،‬هل تشاركك الرأي في أعمالك؟‬ ‫■ زوجت�ي ناقدة الذع�ة جدا‪ ،‬وكثيرا ما يك�ون رأيها االصح‪ ،‬وتقول‬ ‫لي هذا العمل ليس على املستوى‪ ،‬وهي شاركتني رحلة الكفاح وتعرف‬ ‫تفاصيل حياتي‪ ،‬وفعال «شقينا» معا واقتنع برأيها جدا‪.‬‬ ‫■ كيف تكون جلساتك في املنزل كوميدية أم جادة؟‬ ‫■ ال أح�ب النكد في البي�ت‪ ،‬وأجلس أغني وأطبل على أي ش�يء مع‬ ‫أوالدي‪ ،‬وأكون بسيطا كما أنا‪ ،‬إال إذا تطلب املوقف اجلدية‪.‬‬ ‫■ كيف اخترت الضحك مع مشوار املعاناة؟‬ ‫■ الضح�ك مثله مثل اللغات‪ ،‬ليس فقط باللهجات اللس�انية‪ ،‬وإمنا‬ ‫بالوج�ه ميك�ن الضحك وبأجزاء اجلس�د ميك�ن الضح�ك‪ ،‬واالمياءات‬ ‫وعناص�ر عدي�دة يس�تخدمها املمث�ل الكومي�دي ف�ي متي�زه باطلاق‬ ‫«افيهاته» الضاحكة‪ ،‬التي يرتبط بها جمهوره‪.‬‬ ‫■ ماذا عن آخر أعمالك؟‬ ‫■ يق�ول محم�د س�عد إن�ه يجهز لعم�ل فني يجمع�ه‪ ،‬ألول م�رة‪ ،‬مع‬ ‫الفنانة يس�را‪ ،‬وما زال الس�يناريو ف�ي وضع التجهيز‪ ،‬ول�م ينته بعد‪،‬‬ ‫وسيكون مفاجأة للجمهور قريبا‪.‬‬

‫أوبرا وينفري تستعد لإلنطالق‪ ...‬مسرحي ًا‬ ‫■ ل��وس أجنلي��س ‪ -‬يو ب��ي اي‪ :‬جت��ري مقدم��ة البرام��ج األمريكي��ة‪ ،‬أوبرا‬ ‫وينف��ري‪ ،‬محادثات جدية لإلنضمام إلى عمل مس��رحي ه��و األول لها على أحد‬ ‫مسارح برودواي‪.‬‬ ‫وأفادت صحيف��ة (هوليوود ريبورت��ر) األمريكية‪ ،‬ان وينف��ري قد تلعب دور‬ ‫البطولة ف��ي إحياء مس��رحية «'‪ night, Mother‬مقابل النجم��ة احلائزة على‬ ‫جائزة «طوني» أودرا ماكدونالد‪.‬‬ ‫ولفت��ت إل��ى أن هذا س��يكون أول عمل مس��رحي تش��ارك فيه وينف��ري على‬ ‫اإلطالق‪.‬‬ ‫وذكرت الصحيفة أن جورج وولف‪ ،‬س��يكون مخرج املسرحية التي يتوقع أن‬ ‫تعرض على أحد مسارح برودواي بني العامني ‪ 2015‬و‪.2016‬‬ ‫يشار إلى ان سكوت ساندرز ينتج املسرحية‪.‬‬

‫فضائيات‬

‫ويسألونك عن املرشد اجلديد‪ ...‬قل هو بيتر!‬

‫هوليوود ـ «القدس العربي»‬

‫اخبار فنية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪13‬‬

‫■ من «روائع االتهامات» أن اخللية اإلخوانية النائمة في أحد فنادق القاهرة املطلة على النيل‪،‬‬ ‫والتي يحدها من اليمني كوبري ‪ 15‬مايو‪ ،‬ومن الشمال السفارة التونسية‪ ،‬تبني أن بحوزتها‬ ‫أسلحة مضادة للطيران‪ ،‬وصواريخ عابرة للقارات‪ ،‬تتمثل في أجهزة بث‪ ،‬وأجهزة السلكية‪،‬‬ ‫وهواتف نقالة‪ ،‬وقد سميت نقالة ألنه مت نقلها عبر اإلبل من صحراء تورا بورا‪ ،‬وأن اخللية‬ ‫استخدمت هذه األسلحة الفتاكة‪ ،‬في نشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الرأي العام‪.‬‬ ‫وكان ملثلي أن يغفر كل هذه األفعال الدنيئة‪ ،‬لوال أنه تبني أن اخللية االخوانية‪ ،‬هي املسؤولة‬ ‫عن تكدير الرأي العام‪ ،‬وأنا من كنت اسأل قبل القبض على عناصر اخللية‪ ،‬ملاذا استيقظ من‬ ‫النوم صباح كل يوم وأنا «متكدر»‪ ،‬وقد صرت اآلن لست متكدر ًا البتة‪ ،‬بعد أو وضعت األجهزة‬ ‫األمنية يدها على اخللية املسؤولة عن توريد مادة «التكدير» في الطعام‪.‬‬ ‫كل الصحافيني الذين مت القبض عليهم في زمن االنقالب العسكري مبصر‪ ،‬مت توجيه تهمة‬ ‫ترويج أخبار كاذبة لهم‪ ،‬دون إحاطتنا ً‬ ‫علما بهذه األخبار وصحتها‪ .‬وساع مهمته صناعة‬ ‫الشاي والقهوة في احد املواقع االلكترونية‪ ،‬مت إلقاء القبض عليه عندما متت مداهمة املوقع‪،‬‬ ‫وكانت التهمة املوجه له‪ :‬نشر أخبار كاذبة‪ .‬وعلى أيامنا كانت األخبار الكاذبة يتم دحضها‬ ‫باألخبار الصحيحة‪ ،‬لكن في ظل االنقالب فاألخبار الكاذبة ال تذكر على سبيل احلصر‪ ،‬فهي‬ ‫فقط تعد دليل إدانة يؤخذ بسببها الصحافي من الدار إلى النار‪ ،‬ورمبا تكمن مشكلة ساعي‬ ‫ً‬ ‫وبدال من أن‬ ‫موقع «اإلسالم اليوم» في أنه لم يتدخل ملنع الصحافيني من نشر األخبار الكاذبة‪،‬‬ ‫يضع الشاي الساخن أمامهم‪ ،‬يضعه فوق رؤوسهم!‬ ‫يا الل‪،‬ه يبدو أنني بالفعل بحاجة الى قدح من الشاي الصعيدي املعتبر‪ ،‬وقد حالت سلطات‬ ‫ً‬ ‫شايا كالشاي‪ .‬والسيدة وزيرة اإلعالم قالت مبكر ًا‬ ‫االنقالب دون ذلك‪ ،‬لكي أتعذب وأنا اشرب‬ ‫ً‬ ‫مرحبا به في مصر‪ ،‬باعتبار ان مصر هي عزبة السيد‬ ‫أن من يظهر على قناة «اجلزيرة»‪ ،‬ليس‬ ‫الوالد!‬ ‫على ذكر األخبار الكاذبة‪ ،‬ففي األسبوع املاضي‪ ،‬مت إحراق عدد صحيفة «الوطن» املوالية‬ ‫لالنقالب‪ ،‬ألن املانشيت الرئيس للعدد كان عن ثروة عبد الفتاح السيسي التي قدرها بـ ‪30‬‬ ‫مليون جنيه‪ ،‬استناد ًا إلى ما قالت الصحيفة انه مصادر عائلية‪ ،‬وهو نوع جديد من املصادر‪،‬‬ ‫على من يدرسون مادة الصحافة في اجلامعات أن يدخلوه ضمن املنهج الدراسي املقرر‪.‬‬

‫اختراع الرقم‬ ‫■ في تقديري أن قيمة الثروة هي من تأليف القائم على النشر‪ ،‬رمبا ألنه نظر الى حاله فاعتبر‬ ‫أن ‪ 30‬مليون جنيه تدخل في باب «الفكة»‪ ،‬ولم ينظر حلال عموم املصريني الذين يسألون الله‬ ‫ثمن «النشوق»‪ ،‬فقرر مجاملة السيسي باختراع هذا الرقم‪ ،‬قبل أن يقف على انه كانت كالتي‬ ‫قتلت صاحبها بحجر وهي تبعد ذبابة عن وجهه‪.‬‬ ‫لقد أذيع أن صاحب الصحيفة هو صاحب قرار املصادرة‪ ،‬والذي قال إن هيئة التحرير هي‬ ‫ً‬ ‫حسنا وما هي املعلومة الصحيحة‬ ‫التي قامت بذلك عندما تأكدت أن املعلومة ليست صحيحة‪..‬‬ ‫ً‬ ‫مرشحا لرئاسة اجلمهورية فهو مطالب بإعالن إقرار الذمة‬ ‫ال سيما وأنه السيسي وباعتباره‬ ‫املالية له‪ ،‬وألجل هذا تراجعت أنا عن الترشح؟!‬ ‫عندما يقال إنه مت العثور على أجهزة السلكية مع متهم فال تندهش‪ ،‬فكثير ًا ما نشر أنه مت‬ ‫العثور على «الب توب» في حوزة متهم‪ ،‬أو أنهم في حلظة مداهمة منزله عثروا على هاتف‬ ‫جوال من ماركة «أيفون»‪ ،‬وكأنه يستخدم في التجسس على مقر القيادة املشتركة لقيادة‬ ‫اجليوش في اجلبال‪ ،‬إبان موقعة «ثعلب الصحراء»‪.‬‬ ‫كان ميكن لـ «بيتر» أن يشعر بالغنب‪ ،‬إن لم تكن عملية القبض عليه متت بالصوت والصورة‪،‬‬ ‫فليس هو أقل من املرشد الذي سبقه‪ ،‬وقد ظل التلفزيون الرسمي والقنوات اخلاصة تبث‬ ‫ليوم كامل عملية القبض عليه‪ ،‬كما لو كانوا ألقوا القبض على أمين الظواهري‪ ،‬وإلثبات القدرة‬ ‫األمنية اخلارقة‪ ،‬التي تعلم أن ُيخبئ القرد ابنه!‬ ‫مع أن املسألة لم يكن فيها اجناز أمني يذكر‪ ،‬فاإلخوان ليسوا أهل كر وفر‪ ،‬وهم مثار سخرية‬ ‫من اجلماعات الدينية األخرى لهذا الفشل‪ ،‬فلم تكن لديهم خطط للهرب‪ ،‬ولهذا كان الهروب‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬وعندما ذهبوا إللقاء القبض على أحد البرملانيني اإلخوان‪،‬‬ ‫في شقق مملوكة إلخوان‬ ‫في شقته مبدينة نصر وجدوا املرشد‪ ،‬لكن املرشد «بيتر غريست» كان أكثر ذكاء عندما اختبأ‬ ‫في أحد الفنادق‪ ،‬ولهذا لم يتمكنوا من إلقاء القبض عليه بنفس سرعة القبض على زمالئه في‬ ‫التنظيم‪.‬‬ ‫األجهزة األمنية كانت تسعد في كل مرة تلقي القبض على اخواني هارب‪ ،‬فرحة األبله ليلة‬ ‫دخلته‪ ،‬لنسهر مع برامج «التوك شو»‪ ،‬سهرة صباحي على أنغام «النهاردة فرحي يا جدعان»‪.‬‬ ‫في حني‪ ،‬أن تنظيمات الكر والفر‪ ،‬جعلت األجهزة األمنية في حرج بني‪ ،‬فوزير الداخلية ظل‬ ‫يعلن أنه يعلم ان يختبأ عاصم عبد املاجد القيادي باجلماعة اإلسالمية‪ ،‬وظل يبشرنا بأنه‬ ‫سيقع في يد قوات األمن بعد ساعات‪ ،‬ثم بعد ساعة‪ ،‬ولم تأت الساعة‪ ،‬فقد ظهر عبد املاجد في‬ ‫الدوحة‪ ،‬وجن القوم‪ ،‬وطار صوابهم‪ ،‬وذهبوا يطلبون من االنتربول القبض عليه‪ ،‬مع أن هذا‬ ‫الطلب يكون بعد صدور حكم قضائي واجب النفاذ‪ ،‬لكن إصرارهم على اخلطأ دفع االنتربول‬ ‫فبهت‬ ‫ليقر بعدم شرعية السلطة احلاكمة في مصر‪ ،‬وبالتالي ليس لها أن تخاطبه من األساس‪ُ ،‬‬ ‫الذي طلب‪.‬‬

‫فنانات الزمن الناصري وعهد السيسي‬ ‫■ ال أدعي أنني شاهدت قناة «الفلول»‪ ،‬لكني أتابع ما ينشر عنها‪ ،‬وهو يؤكد أنها متثل‬ ‫االبتذال منقطع النظير‪ ،‬فليس هناك متيز بني احملظور على الفضائيات واملناسب داخل علب‬ ‫ً‬ ‫ميدانا ملزاولة النشاط بعد حصولها على ترخيص مبزاولة املهنة‪.‬‬ ‫الليل عندما جتد الراقصة‬ ‫سما املصري تربطها عالقات بدرجة أو بأخرى مع أهل احلكم اجلدد‪ ،‬وكنا نلوم على أسماء‬ ‫بعينها في حكم عبد الناصر أنها كانت على عالقة بفنانات‪ ،‬لم تكن من بينهم راقصة واحدة‪،‬‬ ‫فقد كنا مطربات‪ ،‬لكن هناك انهيارا حتى في قيم العالقات من هذا النوع‪ ،‬رمبا استلهاما لفكرة‬ ‫فيلم «الراقصة والسياسي»!‬ ‫فنانات عصر عبد الناصر لم يكن يحكمن‪ ،‬وأقصى ما سمعناه أن واحدة منهن استغلت‬ ‫عالقتها بالقائد العام للقوات املسلحة‪ ،‬لتستولي على فيال وزير األوقاف ألنها أعجبتها ومات‬ ‫الرجل بعدها كمد ًا!‬ ‫ً‬ ‫سياسيا يتمثل في التهجم على خصوم احلكام‬ ‫لكن راقصة عهد االنقالب‪ ،‬متارس دور ًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طبيعيا أن تتغير سياسات االستخدام!‬ ‫حتما‪ ،‬وكان‬ ‫اجلدد‪ ..‬الدنيا تغيرت‬ ‫علي ذكر عصر خالد الذكر جمال عبد الناصر‪ ،‬فقد مت إلقاء القبض على الزميلة الراحلة نبيلة‬ ‫ً‬ ‫وعبثا حاول أهلها أن‬ ‫األسيوطي‪ ،‬بتهمة كونها من اإلخوان املسلمني في اعتقاالت سنة ‪،1965‬‬ ‫يؤكدوا أن نبيلة ال ميكن أن تكون عضو ًا في اجلماعة ليس ألنها سافرة‪ ،‬ولكن ألنها مسيحية‪،‬‬ ‫ورمبا لهذا لم يبدد والد «بيتر» وقته في أن جنله ال ميكن أبد ًا أن يكون عضو ًا في اجلماعة‬ ‫اإلرهابية لنفس السبب‪ ،‬فرمبا جاء الرد بأن ابنك هو املرشد العام جلماعة اإلخوان املسلمني!‬ ‫بيتر‪ ،‬وألنه املرشد‪ ،‬بعد واقعة القبض عليه بأسابيع‪ ،‬تذكرت سلطة االنقالب ضرورة‬ ‫أن تعامله معاملة املرشد السابق الدكتور بديع‪ ،‬أخذ ًا مببدأ عدم التمييز وتكافؤ الفرص‬ ‫ً‬ ‫دستوريا‪ ،‬فقدمت فيلما لعملية القبض عليه‪ ،‬هو وأفراد تنظيمه‪ ،‬وقد لوحظ‬ ‫املنصوص عليه‬ ‫ً‬ ‫مصحوبا باملوسيقى التصويرية‪ ،‬يبدو أن االنقالب لديه فائض من مخرجي‬ ‫ان الفيديو جاء‬ ‫األفالم الهندية املضروبة‪.‬‬ ‫فمن يبايع «بيتر» على املصحف واملسدس‪ ،‬وفي املنشط واملكره؟!‬

‫٭ صحافي من مصر‬ ‫‪selimazouz@gmail.com‬‬

‫وارضيات‬

‫محمد سعد‬ ‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬


‫‪14‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫اقتصاد ومال‬

‫دول البحر املتوسط تدعو‬ ‫إلى تعزيز التنسيق فيما بينها‬ ‫لتجنب األزمات الغذائية‬ ‫■ اجلزائ�ر ‪ -‬رويت�رز‪ :‬دعت دول أوروبية وفي ش�مال أفريقي�ا اخلميس إلى‬ ‫مزي�د من التنس�يق لتجنب األزمات الغذائية في املس�تقبل‪ ،‬الس�يما في إمدادات‬ ‫احلبوب في منطقة البحر املتوسط‪.‬‬ ‫ويتعني على دول ش�مال أفريقيا تخصيص ميزانيات ضخمة لواردات الغذاء‪،‬‬ ‫وتواجه خطر وقوع إضطرابات إجتماعية إذا إرتفعت األسعار العاملية‪ ،‬أو إذا لم‬ ‫تتمكن من تلبية الطلب من سكانها‪.‬‬ ‫وفرنس�ا منذ سنوات هي املورد الرئيس�ي للحبوب السيما القمح إلى اجلزائر‬ ‫واملغرب‪.‬‬ ‫وقال وزير الزراعة الفرنس�ي‪ ،‬س�تيفان لو فول‪ ،‬في إجتماع عقد في العاصمة‬ ‫اجلزائري�ة «هن�اك حاج�ة إل�ى ش�راكة بين أوروب�ا ومنطق�ة البحر املتوس�ط‪.‬‬ ‫السياسات الزراعية ينبغي أن تكون جزءا من التعاون مع أوروبا»‪.‬‬ ‫وأدل�ى لو فول بالتعليق�ات خالل إجتماع ل�وزراء الزراعة ف�ي الدول أعضاء‬ ‫املركز الدولي للدراسات الزراعية املتقدّ مة ملنطقة البحر األبيض املتوسط‪.‬‬ ‫ويهدف املركز إلى تعزيز التعاون في مجال األمن الغذائي‪ ،‬ويضم ‪ 13‬دولة هي‬ ‫فرنسا وأسبانيا وإيطاليا واليونان ومالطا والبرتغال وتركيا وألبانيا واجلزائر‬ ‫ومصر وتونس ولبنان واملغرب‪.‬‬ ‫وقال وزير الفالحة اجلزائري عبد الوهاب نوري «إن بعض الدول حتتاج إلى‬ ‫املساعدة نظرا ألن أمنها الغذائي مهدد»‪.‬‬ ‫وأوص�ى الوزراء بتطوير ش�بكة معلوم�ات باملنطقة أطلقت ف�ي يناير‪/‬كانون‬ ‫الثاني املاضي لتعزيز التعاون وتبادل اخلبرات بخصوص األسواق الزراعية‪.‬‬

‫«وودسايد» ا ُالسترالية تشتري ‪٪25‬‬ ‫من حقل لوثيان البحري اإلسرائيلي للغاز‬ ‫■ س�يدني‪/‬نيويورك – رويت�رز‪ :‬وقع�ت ش�ركة «وودس�ايد بترولي�وم»‬ ‫ُ‬ ‫االس�ترالية إتفاقا مبدئيا لش�راء ‪ 25‬ف�ي املئة من حقل لوثيان اإلس�رائيلي للغاز‬ ‫مقاب�ل ‪ 2.55‬مليار دوالر‪ ،‬وهو مبلغ أكب�ر من املتوقع مقابل حصة أصغر مما كانت‬ ‫تريده الشركة‪ ،‬بسبب تزايد إحتياطيات الغاز والنفط املكتشفة‪.‬‬ ‫وتتولى ش�ركة «نوبل إنرجي» ومقرها الواليات املتح�دة تطوير احلقل الذي‬ ‫تقدر إحتياطياته بنحو ‪ 19‬تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي‪ ،‬وتشاركها في‬ ‫املشروع مجموعة «ديليك غروب» وشركتا «أفنير» و»ريشيو» للتنقيب‪.‬‬ ‫وسعى الشركاء للحصول على خبرة «وودسايد» في تطوير مشروعات الغاز‬ ‫الطبيعي املس�ال وإجتذاب مس�تثمر جديد إلى املش�روع‪ ،‬وإتفقوا في ديس�مبر‪/‬‬ ‫كان�ون األول ‪ 2012‬عل�ى بي�ع حص�ة ‪ 30‬في املئة لش�ركة «وودس�ايد» مقابل ‪2.3‬‬ ‫ملي�ار دوالر‪ .‬وفي ذلك الوقت كان�ت إحتياطيات احلقل تق�در بنحو ‪ 16‬تريليون‬ ‫قدم مكعبة‪.‬‬

‫ديفيد كاميرون‪ :‬الوحدة النقدية مع سكوتلندا‬ ‫«صعبة للغاية» إذا إستقلت عن اململكة املتحدة‬ ‫■ لن�دن ‪ -‬رويت�رز‪ :‬قال رئيس ال�وزراء البريطاني ديفي�د كاميرون اجلمعة‬ ‫ان من الصعب للغاية أن تنجح وحدة نقدية مع س�كوتلندا إذا قررت اإلس�تقالل‬ ‫عن اململكة املتحدة ليثير ش�كوكا جديدة بشأن إحدى األفكار الرئيسية للمعسكر‬ ‫الداعم لإلستقالل‪.‬‬ ‫العملة‬ ‫وقال كاميرون جلمهور في لندن «كثير من اإلهتمام ينصب على مسألة ُ‬ ‫وأعتقد أن من الصعب للغاية أن تنجح وحدة نقدية بني سكوتلندا‬ ‫مستقلة وبني بقية اململكة املتحدة»‪.‬‬ ‫وج�اءت تعليقات كاميرون بعد كلمة حث فيها س�كوتلندا على أن تبقى جزءا‬ ‫م�ن اململكة املتحدة حني جتري إس�تفتاء في هذا الش�أن يوم ‪ 18‬س�بتمبر‪/‬أيلول‬ ‫املقبل‪.‬‬

‫امريكا‪ :‬عدد الوظائف اجلديدة أقل من املتوقع‬ ‫■ واش�نطن ‪ -‬رويت�رز‪ :‬وظف اإلقتص�اد األمريكي أعدادا أق�ل من املتوقع في‬ ‫يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬ومت تعديل بيانات الشهر السابق بزيادة طفيفة فقط‪ ،‬وهو‬ ‫ما يشير إلى أن اإلقتصاد فقد بعض قوته الدافعة رغم أن معدل البطالة إنخفض‬ ‫إلى أدنى مستوى في خمس سنوات مسجال ‪ 6.6‬في املئة‪.‬‬ ‫وقال�ت وزارة العم�ل األمريكي�ة اجلمع�ة إن الوظائ�ف غي�ر الزراعي�ة زادت‬ ‫‪ 113‬أل�ف وظيفة ف�ي يناير‪/‬كانون الثاني‪ .‬وهذا هو الش�هر الثان�ي على التوالي‬ ‫الذي يس�جل فيه اإلقتصاد األمريكي توظيفا ضعيفا ف�ي ظل تراجع في قطاعات‬ ‫التجزئة واملرافق والقطاع احلكومي والتعليم والصحة‪.‬‬ ‫وقد ميثل ذلك مشكلة للبنك املركزي األمريكي الذي بدأ يقلص برنامجه لشراء‬ ‫السندات‪.‬‬ ‫وعدل�ت الوزارة ع�دد الوظائف اجلدي�دة في ديس�مبر‪/‬كانون األول بزيادته‬ ‫ألف وظيفة فقط إلى ‪ 75‬ألفا‪.‬‬ ‫وكان إقتصاديون قد توقعوا في اس�تطالع أجرت�ه رويترز أن تنمو الوظائف‬ ‫مبق�دار ‪ 185‬أل�ف وظيفة الش�هر املاضي‪ ،‬وأن يس�تقر معدل البطال�ة عند ‪ 6.7‬في‬ ‫املئة‪.‬‬ ‫وانخفض معدل البطالة مبقدار ُعش�ر نقط�ة مئوية إلى ‪ 6.6‬في املئة وهو أدنى‬ ‫معدل منذ أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪.2008‬‬

‫تراجع نفط برنت إلى ‪ 107‬دوالرات‬ ‫للبرميل بفعل بيانات أمريكية ضعيفة‬ ‫■ لن�دن ‪ -‬رويترز‪ :‬تراجع س�عر خ�ام برنت إلى نح�و ‪ 107‬دوالرات للبرميل‬ ‫اجلمع�ة بعد صدور بيانات الوظائف األمريكية التي أثارت القلق جتاه آفاق منو‬ ‫الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم‪.‬‬ ‫وأض�اف االقتصاد األمريكي وظائف أقل من املتوقع ف�ي يناير‪/‬كانون الثاني‪،‬‬ ‫ف�ي حني مت تعديل بيانات منو الوظائف في الش�هر الس�ابق بزي�ادة طفيفة‪ ،‬مما‬ ‫يش�ير إلى إنحس�ار القوة الدافعة لإلقتصاد رغم وصول معدل البطالة إلى أدنى‬ ‫مستوياته في خمس سنوات عند ‪ 6.6‬باملئة‪.‬‬ ‫وتراجع خام برنت عش�رة سنتات إلى ‪ 107.09‬دوالر للبرميل بحلول الساعة‬ ‫‪ 1340‬بتوقيت غرينتش‪ ،‬بعد صعوده ‪ 0.9‬باملئة في اجللس�ة الس�ابقة وهي أكبر‬ ‫زيادة يومية له منذ ‪ 22‬يناير‪/‬كانون الثاني‪.‬‬ ‫وإنخفض اخلام األمريكي ‪ 40‬سنتا إلى ‪ 97.44‬دوالر للبرميل‪ ،‬متأثرا بتوقعات‬ ‫بإنخفاض الطلب احمللي في ذروة موسم أعمال صيانة املصافي على مدى األشهر‬ ‫القليلة املقبلة‪.‬‬

‫‪ ٪40‬من البريطانيون يعتمدون‬ ‫على بطاقات اإلئتمان لتسديد فواتيرهم‬ ‫مما يزيد من مديونيتهم‬ ‫■ لن�دن ‪ -‬ي�و بي اي‪ :‬أظهرت دراس�ة جديدة صدرت اجلمع�ة أن ‪ 4‬من كل ‪10‬‬ ‫بريطانيين يعتمدون على بطاقات اإلئتمان لتس�ديد فواتيرهم ومتويل منازلهم‬ ‫وتغطية تكاليف أمناط حياتهم‪ ،‬وبشكل جعلهم يغرقون في الديون‪.‬‬ ‫وقال�ت الدراس�ة التي نش�رتها صحيف�ة (ديلي مي�ل) ان الديون الش�خصية‬ ‫للبريطانيين إرتفع�ت بصورة كبيرة في الس�نوات املاضية لتص�ل اآلن إلى ‪139‬‬ ‫مليار جنيه استرليني‪.‬‬ ‫وأضاف�ت أن اإلنتع�اش األخير لإلقتصاد البريطاني اس�تند إل�ى تزايد إقبال‬ ‫البريطانيني على إستخدام بطاقات اإلئتمان واإلقتراض غير املضمون‪.‬‬ ‫ووجدت الدراس�ة أن ‪ ٪43‬م�ن البريطانيني يدينون بأموال اآلن للش�ركات‬ ‫ا ُملص�درة لبطاق�ات االئتم�ان أو املانح�ة للقروض غي�ر املضمونة أكث�ر من العام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جنيها‬ ‫عام�ا إلى ‪5446‬‬ ‫املاض�ي‪ .‬ويصل دين الش�باب من الفئة العمرية ‪ 18‬إلى ‪24‬‬ ‫ً‬ ‫استرلينيا لكل واحد منهم‪ ،‬باستثناء القروض الطالبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قروضا غير مضمونة‪ ،‬و‪٪20‬‬ ‫واش�ارت إلى أن ‪ ٪30‬من البريطانيين أخذوا‬ ‫منهم أخذوا قرضني‪ ،‬وواحد من كل ‪ 10‬منهم أخذ ثالثة قروض غير مضمونة على‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫وقال�ت الدراس�ة ان بطاق�ات اإلئتم�ان ه�ي أكب�ر مص�در لإلقت�راض بين‬ ‫البريطانيني‪.‬‬

‫مصر متنح املطورين السياحيني‬ ‫تسهيالت سداد جلذب املستثمرين‬ ‫■ القاه�رة ‪ -‬األناض�ول‪ :‬ق�ال وزي�ر‬ ‫الس�ياحة املصرى هش�ام زعزوع ان بالده‬ ‫س�تمنح تس�هيالت جدي�دة للمطوري�ن‬ ‫الس�ياحيني تتعلق بسداد س�عر األراضي‬ ‫بالنس�بة للمش�روعات اإلس�تثمارية‬ ‫املقترح�ة الت�ي طرحته�ا الهيئ�ة العام�ة‬ ‫للتنمية الس�ياحية بداية ديس�مبر‪/‬كانون‬ ‫أول املاضي‪.‬‬ ‫وأض�اف الوزي�ر املصري ف�ي مقابلة أن‬ ‫الهيئة العامة للتنمية الس�ياحية س�تمنح‬ ‫املس�تثمرين السياحيني تس�هيالت تتعلق‬ ‫بالس�داد حيث سيتم سداد ‪ ٪27‬من قيمة‬ ‫األرض ومنح املس�تثمر ‪ 3‬س�نوات س�ماح‬ ‫ليب�دأ بعده�ا ف�ي س�داد ‪ ٪73‬م�ن قيم�ة‬ ‫االرض خالل ‪ 7‬سنوات‪.‬‬ ‫وطرح�ت الهيئ�ة العام�ة للتنمي�ة‬ ‫الس�ياحية‪ ،‬ال�ذراع اإلقتصادي�ة ل�وزارة‬ ‫الس�ياحة املصري�ة ف�ي بداي�ة ديس�مبر‪/‬‬ ‫كان�ون أول املاض�ي ‪ 19‬ملي�ون مت�ر مرب�ع‬ ‫في املناطق الس�احلية على ش�اطئ البحر‬

‫االحم�ر ش�رق مص�ر مس�تهدفة ج�ذب‬ ‫إس�تثمارات ‪ 10‬مليارات جني�ه ( ‪ 1.4‬مليار‬ ‫دوالر)‪ .‬‬ ‫وذك�ر زع�زوع أن األراض�ى املطروح�ة‬ ‫يتراوح س�عرها بني ‪ 3‬إلى ‪ 7‬دوالرات للمتر‬ ‫املربع الواحد‪.‬‬ ‫وق�ال مس�ؤول بارز ف�ى الهيئ�ة العامة‬ ‫للتنمي�ة الس�ياحية ان س�عر املت�ر املرب�ع‬ ‫بالنس�بة للف�رص اإلس�تثمارية الت�ي مت‬ ‫طرحه�ا محفز جل�ذب املس�تثمرين مجددا‬ ‫خاصة في الظروف احلالية‪.‬‬ ‫وكان�ت الهيئ�ة ق�د تلق�ت ‪ 5‬ع�روض‬ ‫إس�تثمارية محلي�ة وعربي�ة‪ ،‬إلقام�ة‬ ‫جتمعات س�ياحية‪ ،‬بإستثمارات ‪ 2.5‬مليار‬ ‫جنيه (‪ 361‬مليون دوالر)‪ ،‬إال أنه بحس�ب‬ ‫املصدرـ ال تزال العروض قيد الدراسة‪.‬‬ ‫وأضاف أن «اإلستقرار السياسي خالل‬ ‫الفترة املقبلة عقب االنتهاء من إستحقاقات‬ ‫خريط�ة الطري�ق التى أعل�ن عنها اجليش‬ ‫ف�ى ‪ 3‬يوليو‪/‬مت�وز املاض�ي س�تصب ف�ي‬

‫احلموالت العابرة لقناة السويس‬ ‫تتخطى حاجز الـ‪ 4‬ماليني طن يوميا‬

‫منو اإلس�تثمار السياحي» ‪ ‬مش�يرا إلى أن‬ ‫الهيئ�ة تعم�ل عل�ى خل�ق «الطل�ب في ظل‬ ‫الظروف احلالية»‪.‬‬ ‫وقال وزير الس�ياحة املصري إن غالبية‬ ‫الف�رص اإلس�تثمارية الت�ي مت طرحه�ا‬ ‫مؤخرا تعتمد على التش�غيل‪ ،‬موضحا أنها‬ ‫إس�تثمارات خاص�ة باجلوان�ب الترفيهية‬ ‫واخلدمي�ة مب�ا يعم�ل عل�ى رف�ع عائ�دات‬ ‫اخلدمات السياحية املصرية مستقبال‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الوزارة تعمل على احلفاظ‬ ‫عل�ى ع�دم إنخف�اض مس�توى اخلدم�ات‬ ‫الس�ياحية املصرية عبر طرح إس�تثمارات‬ ‫سياحية متنوعة خاصة املتعلق باجلوانب‬ ‫اخلدمية والترفيهية‪.‬‬ ‫وتراج�ع الدخ�ل الس�ياحى ملص�ر‬ ‫خلال الع�ام املاضي إل�ى ‪ 5.9‬ملي�ار دوالر‬ ‫بانخف�اض ‪ ٪41‬مقاب�ل ‪ 10.2‬مليار دوالر‬ ‫خلال ‪ .2012‬وتوقع الوزير أن حتقق مصر‬ ‫‪ 9‬ملي�ارات دوالر دخلا س�ياحيا بنهاي�ة‬ ‫العام اجلاري‪.‬‬

‫■ االس��ماعيلية ‪ -‬األناض��ول‪ :‬أعل��ن الفري��ق‬ ‫ُمهاب مميش‘ رئيس هيئة قناة الس��ويس‪ ،‬اجلمعة‬ ‫أن القن��اة تخطت حاجز الـ‪ 4‬مالي�ين طن يوميا في‬ ‫حجم حموالت السفن املارة بها بواقع ‪ 54‬سفينة‪.‬‬ ‫وتع��د قناة الس��ويس أحد أهم مص��ادر الدخل‬ ‫القوم��ي في مصر‪ ،‬ومتثل إيراداته��ا نحو ‪ ٪10‬من‬ ‫العملة الصعبة س��نويا‪ ،‬حيث تبل��غ إيراداتها نحو‬ ‫‪ 5.6‬مليار دوالر سنويا‪.‬‬ ‫واك��د مميش في بيان صحافي أن هناك إرتفاعا‬ ‫ف��ي مع��دالت حم��والت الس��فن اليومي��ة بنس��بة‬ ‫جت��اوزت ال��ـ ‪ ٪30‬ع��ن متوس��ط مع��دالت املرور‬ ‫اليومي��ة التي كانت تصل إاى نح��و ‪ 2.9‬مليون طن‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫وق��ال إن معدالت الزيادة في اع��داد وحموالت‬ ‫الس��فن «تع��د بارق��ة أم��ل ف��ي حتس��ن أوض��اع‬ ‫اإلقتصاد القومي املصري»‪.‬‬ ‫وأش��ار إلى أن «هذا الرقم القياسي الذي حققته‬ ‫الس��فن اليوم يعد شهادة جدارة واستحقاق لهيئة‬ ‫قناة الس��ويس‪ ،‬وتأكيد عمل��ي من اجملتمع املالحي‬

‫توقع منو موجودات التمويل اإلسالمي عامليا‬ ‫إلى ‪ 2.1‬تريليون دوالر مع نهاية العام اجلاري‬ ‫■ الكوي��ت ‪ -‬األناض��ول‪ :‬توق��ع‬ ‫تقري��ر إقتص��ادي متخص��ص أن‬ ‫يص��ل إجمال��ي موج��ودات التمويل‬ ‫اإلس�لامي إلى ‪ 2.1‬تريلي��ون دوالر‪،‬‬ ‫وأن يص��ل إجمال��ي ُاص��ول القطاع‬ ‫املصرفي اإلسالمي إلى ‪ 1.6‬تريليون‬ ‫دوالر في نهاية العام اجلاري‪.‬‬ ‫وق��ال بي��ت التموي��ل الكويت��ي‬ ‫(بيت��ك) في تقرير ص��در اجلمعة ‪ ‬ان‬ ‫السعودية ظهرت كأحد أكبر البلدان‬ ‫ف��ي قط��اع اخلدم��ات املصرفي��ة‬ ‫اإلس�لامية عاملي��ا حيث ح��ازت في‬ ‫عام ‪ 2013‬نس��بة ‪ ٪18‬م��ن ُ‬ ‫االصول‬ ‫املصرفي��ة اإلس�لامية العاملية‪ ،‬تلتها‬ ‫ماليزيا بـ‪ ،٪13‬ثم اإلمارات بـ‪ ،٪7‬ثم‬ ‫الكويت بـ‪.٪6‬‬ ‫وأوض��ح التقري��ر أن صناع��ة‬ ‫التموي��ل اإلس�لامي ستس��تمر ف��ي‬

‫النم��و مدفوع��ة بعوام��ل الع��رض‬ ‫والطل��ب والف��رص الت��ي توفره��ا‬ ‫اجله��ات احلكومي��ة عل��ى مس��توى‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وبين التقرير الذي نش��رته وكالة‬ ‫ّ‬ ‫األنب��اء الكويتية (كون��ا) أن صناعة‬ ‫التمويل اإلسالمي ستش��هد تركيزا‬ ‫على ‪ 4‬مجاالت رئيسية في السنوات‬ ‫ال��ـ‪ 4‬املقبلة‪ ،‬ه��ي تعزيز اإلس��تقرار‬ ‫املال��ي‪ ،‬والوص��ول إل��ى األنش��طة‬ ‫احملتمل��ة ف��ي اإلقتص��اد احلقيق��ي‪،‬‬ ‫وتوس��يع نط��اق تق��دمي املنتج��ات‬ ‫واخلدم��ات لزي��ادة ع��دد العم�لاء‪،‬‬ ‫وأخي��را تطوي��ر األبحاث لتحس�ين‬ ‫كفاءة هذه الصناعة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وذك��ر التقري��ر ان اص��ول قط��اع‬ ‫التموي��ل اإلس�لامي بلغ��ت نحو ‪1.8‬‬ ‫تريلي��ون دوالر ف��ي نهاي��ة الع��ام‬

‫املاضي‪ ،‬م��ا ميثل منوا بنس��بة ‪٪16‬‬ ‫على أس��اس س��نوي‪ .‬وأض��اف ان‬ ‫القط��اع املصرف��ي اإلس�لامي يعتبر‬ ‫مبنزل��ة احمل��رك األساس��ي لنم��و‬ ‫القط��اع املصرفي عموما ف��ي الدول‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫وأظهر التقرير ان س��وق الصكوك‬ ‫(الس��ندات اإلس�لامية) جن��ح م��رة‬ ‫ُاخرى ف��ي العام املاضي في إختراق‬ ‫حاج��ز الـ‪ 100‬ملي��ار دوالر من حيث‬ ‫إصدارات الصك��وك اجلديدة لتنهي‬ ‫الس��نة بإجمال��ي اص��دارات قل��رب‬ ‫الـ‪ 120‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وتوق��ع تقرير (بيت��ك) أن تواصل‬ ‫س��وق الصك��وك العاملي��ة وتيرته��ا‬ ‫التصاعدية الع��ام احلالي مع دخول‬ ‫دول جديدة مج��ال إصدار الصكوك‬ ‫مث��ل اململك��ة املتح��دة وإيرلن��دا‬

‫صندوق النقد يتوقع منوا ضعيفا‬ ‫لإلقتصاد الفلسطيني في ‪2014‬‬

‫وجنوب أفريقيا وتونس وموريتانيا‬ ‫والس��نغال ولوكس��مبورغ وسلطنة‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وع��ن صناع��ة «التكاف��ل» أي‬ ‫التأمني املتوافق مع أحكام الش��ريعة‬ ‫اإلس�لامية قال التقرير انها سجلت‬ ‫مع��دالت من��و عالي��ة على املس��توى‬ ‫العاملي حيث ج��اء معدل النمو بأكثر‬ ‫من ‪ ٪10‬في السنوات األخيرة ليصل‬ ‫إجمال��ي مس��اهمات التكاف��ل ف��ي‬ ‫جمي��ع أنح��اء العالم إلى نح��و ‪19.8‬‬ ‫مليار دوالر في نهاية ‪.2013‬‬ ‫وأشار التقرير إلى زيادة اإلهتمام‬ ‫ف��ي تطوي��ر التمويل اإلس�لامي من‬ ‫مراك��ز مالي��ة اقليمي��ة وعاملي��ة مثل‬ ‫لن��دن وهون��غ كون��غ وس��نغافورة‬ ‫ولوكسمبورغ‪.‬‬ ‫(التريليون يساوي ألف مليار)‪.‬‬

‫أمريكا تستهدف مزيدا من الشركات‬ ‫غير امللتزمة بالعقوبات املفروضة على إيران‬

‫■ واش�نطن – رويترز‪ :‬قالت وزارة اخلزانة األمريكية‬ ‫إن حكوم�ة الرئي�س ب�اراك ُاوبام�ا اس�تهدفت اخلمي�س‬ ‫مجموعة من الشركات في انحاء أوروبا والشرق األوسط‬ ‫بس�بب التهرب من العقوبات األمريكية على إيران‪ ،‬وذلك‬ ‫ف�ي عالمة على أن واش�نطن ته�دف إلى مواص�ة الضغط‬ ‫على طهران بسبب برنامجها النووي‪.‬‬ ‫وكانت هذه املرة الثانية التي تس�تهدف فيها الواليات‬ ‫املتح�دة اخملالفين للعقوب�ات من�ذ التوص�ل إل�ى إتف�اق‬ ‫مرحلي مع إيران في نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‪.‬‬ ‫وتقول واشنطن إنها ستواصل تنفيذ العقوبات إلى أن‬ ‫يتم التوصل إلى إتفاق أكثر شموال ملنع إيران من اكتساب‬ ‫أسلحة نووية‪.‬‬ ‫وق�ال مس�ؤول كبي�ر ف�ي وزارة اخلزان�ة للصحافيني‬ ‫هاتفي�ا «انن�ا نعتق�د إعتق�ادا قوي�ا أن مواصل�ة ضغ�وط‬ ‫العقوبات ستكون بالغة األهمية»‪.‬‬ ‫ومبوج�ب ذل�ك اإلتف�اق بين إي�ران والق�وى العاملية‬ ‫الس�ت ومنها الوالي�ات املتحدة وافقت طه�ران على احلد‬ ‫من أنشطتها النووية احلساسة في مقابل بعض التخفيف‬ ‫للعقوبات‪ ،‬ومن ذلك اإلفراج عن ‪ 4.2‬مليار دوالر من أموال‬ ‫مبيعات النفط املودعة في اخلارج‪.‬‬ ‫وأكد مسؤولون كبار في احلكومة األمريكية في شهادة‬ ‫للمش�رعني ف�ي مجل�س الش�يوخ األس�بوع املاض�ي أن‬ ‫واشنطن ستستمر في تنفيذ عقوباتها احلالية على إيران‪.‬‬ ‫وبداف�ع القلق من الوفود التجاري�ة‪ ،‬مثل الزيارةالتي قام‬ ‫به�ا لطهران هذا األس�بوع وفد من ‪ 100‬م�ن رجال األعمال‬ ‫م�ن أكب�ر الش�ركات الفرنس�ية‪ ،‬يريد بع�ض األعضاء في‬ ‫الكونغ�رس توس�يع نظ�ام العقوب�ات عل�ى الرغ�م م�ن‬ ‫اعتراضات حكومة أوباما‪.‬‬ ‫ومتن�ع اإلج�راءات الت�ي اتخذتها واش�نطن اخلميس‬ ‫تلك الشركات واألفراد من اجراء تعامالت مالية في نطاق‬ ‫الوالية القضائية للواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وقال�ت وزارة اخلزان�ة ان الش�ركات واألف�راد الذي�ن‬ ‫إتخ�ذت اإلج�راءات األخي�رة ضده�م موج�ودون ف�ي‬

‫تركيا وإس�بانيا وأملاني�ا وجورجيا وأفغانس�تان وإيران‬ ‫وليختنشتاين واإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫واضاف�ت ال�وزارة في بي�ان ان البعض يس�اعد إيران‬ ‫عل�ى التهرب م�ن العقوبات عل�ى صادرات النف�ط وكذلك‬ ‫في جهودها الكتساب تقنيات نووية وعسكرية محظورة‪.‬‬ ‫وكان بين هؤالء ش�ركة إس�بانية قالت الوالي�ات املتحدة‬ ‫إنها تساعد الصناعة النووية في إيران‪.‬‬ ‫وإس�تهدفت الوالي�ات املتح�دة مواطن�ا تركي�ا بزع�م‬ ‫مس�اعدته إي�ران ف�ي محاول�ة إكتس�اب «زورق س�ريع‬ ‫ذي ق�درات عس�كرية» ومعرف�ة مبادئه التقني�ة‪ .‬وإتهمت‬ ‫واش�نطن أيض�ا ش�ركة «دويت�ش فورفي�ت» األملاني�ة‬ ‫باملساعدة في «تسهيل صفقات نفطية» مع إيران‪.‬‬ ‫وقالت اخلزانة ف�ي بيان ان مخالفني آخرين للعقوبات‬ ‫يرتبطون بأنشطة في سوريا وأفغانستان‪.‬‬ ‫ويسعى بعض املشرعني األمريكيني إلى فرض عقوبات‬

‫جدي�دة عل�ى اجلمهورية اإلسلامية‪ ،‬لكن حكوم�ة ُاوباما‬ ‫تعم�ل م�ن أج�ل تف�ادي عقوب�ات جدي�دة إلتاح�ة فرصة‬ ‫للجهود الدبلوماسية لتسوية النزاع النووي‪.‬‬ ‫وألق�ى الس�ناتور روب�رت مينندي�ز‪ ،‬رئي�س جلن�ة‬ ‫العالقات اخلارجية في مجلس الشيوخ‪ ،‬كلمة استمرت ‪45‬‬ ‫دقيق�ة يوم اخلميس جادل فيه�ا بأنه يجب املضي قدما في‬ ‫اقرار مشروع قانون العقوبات الذي تعثر في الكونغرس‪.‬‬ ‫وق�ال الس�ناتور الدميقراط�ي ع�ن نيوجيرس�ي ف�ي‬ ‫مجل�س الش�يوخ «اعتق�د ان دروس التاري�خ تعلمن�ا أن‬ ‫إي�ران ال ينبغي الوثوق به�ا وتوقع ان تف�ي بكلمتها دون‬ ‫ضغط خارجي»‪.‬‬ ‫وفرض�ت اخلزان�ة أيض�ا عل�ى إي�ران عقوب�ات ف�ي‬ ‫ديس�مبر‪/‬كانون األول بع�د وقت قصير من إب�رام اإلتفاق‬ ‫املؤقت ووضعت في القائمة الس�وداء عدة شركات وأفراد‬ ‫ملساندتهم البرنامج النووي إليران‪.‬‬

‫إيران تكشف قريبا عن مناذج‬ ‫جديدة أكثر جاذبية لعقود النفط والغاز‬ ‫■ لن�دن ‪ -‬رويت�رز‪ :‬قالت إي�ران اجلمعة إنها ستكش�ف‬ ‫النق�اب قريب�ا عن من�اذج عقود أكث�ر جاذبية ته�دف إلقناع‬ ‫شركات الطاقة العاملية باإلس�تثمار في إحتياطياتها الهائلة‬ ‫غير املستغلة من النفط والغاز‪.‬‬ ‫وق�ال علي ماج�دي نائب وزير النفط اإليراني للش�ؤون‬ ‫الدولي�ة لوكالة أنباء (ش�انا) التابعة لل�وزارة ان احلكومة‬ ‫س�تكمل قريبا مراجع�ة العقود اجلديدة التي س�تطرح على‬ ‫شركات النفط والغاز الطبيعي األجنبية‪.‬‬ ‫وأض�اف «نحن في املراح�ل األخيرة م�ن مراجعة مناذج‬

‫الدولي على ثقته التامة في كفاءة إجراءات التأمني‬ ‫الت��ي تقوم بها القوات املس��لحة بر ًا وبح��ر ًا وجو ًا‬ ‫بالتنس��يق م��ع ق��وات األم��ن الداخلي الت��ي تقوم‬ ‫بحماية اجلبهة الداخلية واملنش��آت احليوية لهيئة‬ ‫قناة السويس»‪.‬‬ ‫وأعلن��ت إدارة قن��اة الس��ويس مطلع االس��بوع‬ ‫املاضي تثبيت رس��وم املرور جلميع انواع الس��فن‬ ‫غير الكبيرة املارة بالقناة في العام اجلديد‪ ،‬وفرض‬ ‫زيادة تصل لنسبة ‪ ٪5‬على ناقالت البترول وسفن‬ ‫الصب التي حتمل حموالت اكثر من ‪ 20‬الف طن‪.‬‬ ‫واكدت هيئة القناة أن منش��ور الرس��وم اجلديد‬ ‫س��يتم تطبيقه ف��ي اول مايو‪/‬أيار املقب��ل وان قرار‬ ‫الرس��وم جاء بعد دراس��ة توقعات مع��دالت النمو‬ ‫لإلقتص��اد العامل��ي ومعدالت التضخ��م فى جميع‬ ‫مناطق العالم‪ ،‬خاصة فى املناطق املرتبطة واملؤثرة‬ ‫على قناة السويس‪ ،‬وكذلك توقعات حركة التجارة‬ ‫العاملي��ة ومع��دالت منوها بالنس��بة جلمي��ع انواع‬ ‫البضائ��ع العاب��رة للقناة‪ ،‬باإلضاف��ة إلى توقعات‬ ‫االسطول العاملي الناقل خملتلف أنواع البضائع‪.‬‬

‫العقود اجلديدة للنفط والغاز وسيكش�ف عنها في ندوة في‬ ‫طه�ران (قرب مارس‪/‬آذار) «‪ .‬وتابع القول «بعد هذه الندوة‬ ‫إذا كانت هناك حاجة لتعديل هذه النماذج فس�وف نراجعها‬ ‫مرة أخرى‪ ...‬وس�تعرض بعد ذل�ك في مؤمتر دولي في لندن‬ ‫إلى جانب حقول جديدة للنفط والغاز سيتم تطويرها»‪.‬‬ ‫ومضى ماجدي يقول «بعد إتفاقات جنيف النووية باتت‬ ‫األج�واء واعدة لوجود الش�ركات العاملية في إيران‪ .‬ترحب‬ ‫إي�ران بوج�ود كل ش�ركات النف�ط األجنبي�ة» مضيف�ا أن�ه‬ ‫«متفائل بخصوص عودة شل وتوتال»‪.‬‬

‫■ القدس ‪ -‬أ ف ب‪ :‬أعلن صندوق النقد الدولي اخلميس توقعات تدل على‬ ‫من��و ضعيف لإلقتصاد الفلس��طيني في ‪ 2014‬يصل إلى ‪ 2.5‬ف��ي املئة بعد ‪1.5‬‬ ‫في املئة في ‪ ،2013‬إنطالقا من الغموض الس��ائد حول مفاوضات الس�لام مع‬ ‫إسرائيل‪.‬‬ ‫وقال كريستوف دونوولد‪ ،‬رئيس بعثة الصندوق إلى الضفة الغربية وقطاع‬ ‫غ��زة‪ ،‬في بيان «اآلف��اق اإلقتصادية للعام ‪ 2014‬وما بعده تعتمد بش��كل كبير‬ ‫على نتيجة محادثات الس�لام‪ .‬وفي الوضع احلالي حيث تتواصل احملادثات‬ ‫ونتيجتها ال تزال مجهولة‪ ،‬نتوقع منوا من حوإلى ‪ 2.5‬في املئة هذه السنة»‪.‬‬ ‫وأوض��ح دونوولد «نعتبر ان إجمالي الناجت الداخلي احلقيقي منا في ‪2013‬‬ ‫بنس��بة ‪ 1.5‬ف��ي املئ��ة فقط ما يترج��م إنع��كاس الغموض على عملية الس�لام‬ ‫والتده��ور الواض��ح في الوض��ع اإلقتصادي في غ��زة»‪ .‬وجاء ف��ي البيان ان‬ ‫«مع��دل البطال��ة إرتفع إل��ى ‪ 25‬في املئة ف��ي نهاية الع��ام ‪ 2013‬بس��بب النمو‬ ‫الضعيف»‪ ،‬مضيفا ان «العجز الشامل‪ ،‬مبا فيه النفقات اإلمنائية‪ ،‬يقدر بـ‪13.7‬‬ ‫في املئة من إجمالي الناجت الداخلي‪ ،‬اي أقل بثالث نقاط مئوية تقريبا مما كان‬ ‫عليه ف��ي ‪ 2012‬بفضل عائدات أفض��ل وجهود مبذولة إلس��تيعاب النفقات»‪.‬‬ ‫وتبنت حكوم��ة رئيس الوزراء الفلس��طيني رامي احلمد الل��ه الثالثاء املاضي‬ ‫مش��روع موازنة ‪ 2014‬بقيم��ة ‪ 4.216‬مليار دوالر وتضمن عج��زا بقيمة ‪1.279‬‬ ‫مليار دوالر بإستثناء النفقات اإلمنائية ومساعدة خارجية كبيرة بقيمة‪1.629‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫وفي ايلول‪/‬س��بتمبر أعلن صندوق النقد الدولي باإلس��تناد إلى مؤشرات‬ ‫إيجابي��ة بفض��ل إس��تئناف مفاوضات الس�لام وخط��ة إقتصادي��ة تضعها‬ ‫أجه��زة مف��وض اللجن��ة الرباعي��ة الدولي��ة إلى الش��رق االوس��ط (الواليات‬ ‫املتحدة وروسيا واإلحتاد األوروبي واالمم املتحدة) توني بلير‪ ،‬توقعات بنمو‬ ‫إقتصادي فلسطيني بحدود ‪ 4.5‬في املئة‪.‬‬ ‫وبه��دف إزاح��ة العوائق م��ن ام��ام النمو اإلقتص��ادي الفلس��طيني‪ ،‬دعت‬ ‫املؤسس��ة املالية الدولية إلى «تخفيف كبير وثابت للقيود االسرائيلية على ان‬ ‫ال يكون ذلك مرتبطا مبشاريع محددة»‪.‬‬

‫«أليطاليا» وشركة «اإلحتاد» اإلماراتية‬ ‫للطيران جتتمعان مع البنوك‬ ‫قبيل صفقة محتملة بينهما‬ ‫■ فيرون��ا ‪ -‬رويت��رز‪ :‬ق��ال الرئيس التنفي��ذي لبنك «أون��ي كريديت» أكبر‬ ‫البنوك اإليطالية من حيث ُ‬ ‫االصول أن ش��ركة اإلحتاد للطيران والبنوك الدائنة‬ ‫لش��ركة «أليطاليا» أجرت محادث��ات اجلمعة قبل إس��تثمار يحتمل أن تضخه‬ ‫الشركة اإلماراتية في الناقلة اإليطالية املتعثرة‪.‬‬ ‫ومن املرجح أن تكون ديون «أليطاليا» والتخفيضات اإلضافية في التكاليف‬ ‫املوضوعني الرئيس�ين في املفاوضات بني ش��ركتي الطيران اللتني قالتا انهما‬ ‫في املرحلة النهائي��ة من الفحص الفني النافي للجهالة بخصوص اإلس��تثمار‬ ‫احملتمل الذي قد يساعد على إعادة «أليطاليا» إلى الربحية‪.‬‬ ‫وق��ال فيديريك��و جيزوني‪ ،‬الرئي��س التنفي��ذي لبنك «أون��ي كريديت»‪ ،‬ان‬ ‫إجتماعات عقدت بالفعل هذا االسبوع بني البنوك وشركتي الطيران في روما‪.‬‬ ‫وقال جيزوني للصحافيني في فيرونا «أنا واثق متاما من أنه سيتم التوصل‬ ‫إلى حل»‪ .‬وأضاف ردا على س��ؤال عما إذا كانت إع��ادة هيكلة الديون مدرجة‬ ‫على ج��دول أعمال اإلجتماعات «نحن ال نتحدث عن إعادة هيكلة الديون ولكن‬ ‫عن كيف س��تمضي العالقات مع البنوك إذا أصبحت اإلحتاد للطيران مساهما‬ ‫في أليطاليا»‪.‬‬ ‫ومن بني البنوك الدائنة لشركة «أليطاليا» مصرفا «أوني كريديت» و»أنتيسا‬ ‫س��ان باولو»‪ ،‬وهما أكب��ر بنكني في إيطاليا‪ ،‬إلى جان��ب «بانكا بوبوالري دي‬ ‫سوندريو»‪.‬‬

‫خبراء يحذرون من كوارث طبيعية في الشرق األوسط جراء التغير املناخي‬ ‫■ بي�روت – األناض�ول‪ّ :‬‬ ‫ح�ذر خب�راء‬ ‫لبناني�ون م�ن ك�وارث طبيعي�ة س�تضرب‬ ‫منطقة الشرق األوسط نتيجة التغير املناخي‬ ‫ال�ذي ب�دأت معامله بالظه�ور ف�ي معظم دول‬ ‫العال�م واملنطق�ة م�ن ضمنها‪ ،‬وأرجع�وا ذلك‬ ‫إلى التلوث الناجم عن اإلستهالك العشوائي‬ ‫للم�وارد الطبيعي�ة‪ ،‬وتقل�ص املس�احات‬ ‫اخلضراء‪.‬‬ ‫ودعا ندمي فرج الله‪ ،‬أستاذ علوم البيئة في‬ ‫اجلامع�ة األمريكي�ة في بي�روت‪ ،‬دول منطقة‬ ‫الش�رق األوس�ط إل�ى إتخ�اذ اإلحتياط�ات‬ ‫الالزم�ة «لت�دارك اخملاطر التي ق�د تنجم عن‬ ‫التغي�ر املناخ�ي وإال كنا على أب�واب كوارث‬ ‫طبيعية وإجتماعية»‪.‬‬ ‫وع�زا ف�رج الله التغي�ر املناخ�ي احلاصل‬ ‫إلى ع�دة أس�باب‪ ،‬منه�ا التل�وث الناجم عن‬ ‫اإلس�تهالك العش�وائي وغير املنظ�م للموارد‬ ‫الطبيعي�ة‪ ،‬إنبع�اث الغ�ازات الكربوني�ة‪،‬‬ ‫وغي�اب الغاب�ات واملس�احات اخلض�راء م�ا‬ ‫يؤدي لالإنحباس احلراري‪.‬‬ ‫وق�ال «اإلنحب�اس احل�راري ي�ؤدي إل�ى‬ ‫إرتف�اع في درج�ات احلرارة‪ ،‬وهنا نس�تهلك‬ ‫املزي�د م�ن الوق�ود لتف�ادي احل�ر م�ن خالل‬

‫عملي�ات التبري�د‪ ،‬وندخل بالتال�ي في دورة‬ ‫ال تنته�ي»‪ .‬وتش�مل الك�وارث الت�ي س�تنتج‬ ‫ع�ن التغي�ر املناخ�ي جمي�ع القطاع�ات دون‬ ‫اس�تثناء‪ .‬وأش�ار فرج الل�ه إل�ى أن الزراعة‬ ‫س�تتأثر بش�كل مباش�ر بإعتبار أنها بحاجة‬ ‫للمي�اه‪ ،‬وقال «فعندما س�تنخفض الهطوالت‬ ‫املطري�ة ل�ن يع�ود هن�اك كمي�ات كافي�ة ل�ذا‬ ‫س�تلجأ كثير م�ن البل�دان إلى حتلي�ة املياه‪،‬‬ ‫كم�ا س�تتكاثر اآلف�ات الزراعي�ة وغيرها من‬ ‫االمور»‪.‬‬ ‫كما س�يترك التغي�ر املناخي آث�ارا جانبية‬ ‫على صحة اإلنس�ان «فاحلرارة املرتفعة تزيد‬ ‫م�ن أم�راض الرب�و واحلساس�ية‪ ،‬كم�ا تؤثر‬ ‫س�لبا على مرض�ى القلب والضغ�ط‪ ،‬هذا عدا‬ ‫عن إرتفاع نسبة إنتشار االوبئة بسبب تكاثر‬ ‫احلشرات»‪ ،‬بحسب األكادميي اللبناني‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن إنخفاض كمية املياه وإرتفاع‬ ‫درجات احلرارة سيؤثران أيضا على القطاع‬ ‫الس�ياحي والصناع�ي وبطبيع�ة احلال على‬ ‫اإلقتصاد‪ .‬وأضاف «هذا عدا عن أننا سنش�هد‬ ‫عواصف قاس�ية بصورة مس�تمرة قد تؤدي‬ ‫لتدمي�ر البن�ى التحتية وس�يرتفع منس�وب‬ ‫البحار في جميع املناطق الساحلية»‪.‬‬

‫وأعط�ى مث�اال ع�ن التغي�ر املناخ�ي الذي‬ ‫ش�هده لبن�ان وق�ال «ف�ي خمس�ينات القرن‬ ‫املاض�ي كانت منطق�ة ضهر البي�در في جبال‬ ‫لبن�ان تش�هد تس�اقطا للثلوج بش�كل كثيف‬ ‫لدرج�ة ان�ه كان باإلم�كان ممارس�ة التزل�ج‬ ‫فيه�ا‪ ،‬اما الي�وم فمحطات التزل�ج باتت على‬ ‫علو اكبر بكثير»‪.‬‬ ‫كم�ا لفت ف�رج الله إل�ى ان نس�بة األمطار‬ ‫الت�ي هطلت ف�ي لبنان ه�ذا العام ل�م تتخط‬ ‫ال�ـ‪ 240‬مل�م أي حوال�ي ثلث هط�والت العام‬ ‫املاض�ي والت�ي بلغ�ت ‪ 750‬مل�م‪ ،‬فيم�ا املعدل‬ ‫العام هو حوالي ‪ 400‬ملم‪.‬‬ ‫وأظه�رت تقارير ع�دة أصدرته�ا منظمات‬ ‫عاملي�ة متخصصة ان التغي�ر املناخي احلالي‬ ‫لي�س طبيعي�ا‪ ،‬وان�ه م�ن تداعي�ات أعم�ال‬ ‫اإلنسان على االرض‪.‬‬ ‫وقال فرج الله «أظهرت هذه التقارير أيضا‬ ‫ان مع�دل كمي�ة تس�اقط االمطار س�تنخفض‬ ‫بنس�بة ‪ ٪20‬ف�ي بل�دان العال�م العرب�ي‬ ‫كلبن�ان‪ ،‬س�وريا‪ُ ،‬‬ ‫االردن‪ ،‬فلس�طني‪ ،‬ليبي�ا‪،‬‬ ‫تونس وغيرها‪ ،‬فيما سترتفع في بلدان ُاخرى‬ ‫كالس�عودية واليم�ن وذل�ك بس�بب تأثره�ا‬ ‫بالتغي�رات املناخي�ة التي حت�دث في احمليط‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫الهندي»‪ .‬وتوقعت بع�ض التقارير أن يرتفع‬ ‫منس�وب جريان املي�اه في نهر النيل بس�بب‬ ‫إرتفاع الهطوالت املطرية في البلدان الواقعة‬ ‫على خط االس�تواء‪« ،‬ما يعن�ي ان مصر رمبا‬ ‫ستنعم بكمية مياه اكثر من غيرها»‪.‬‬ ‫وأوضح ان ما تش�هده املنطق�ة من تقلبات‬ ‫ف�ي الطق�س كهط�ول االمط�ار الكثيف�ة ف�ي‬ ‫وعمان مبقابل الشح في منسوب‬ ‫الس�عودية ُ‬ ‫االمطار ف�ي لبنان وال�دول اجمل�اورة‪ ،‬يُ عتبر‬ ‫«طبيعي�ا وضمن التغي�رات املعت�ادة»‪ ،‬الفتا‬ ‫إلى ان «املش�كلة تقع اذا بات�ت هذه التقلبات‬ ‫منتظم�ة»‪ .‬ويش�دد اخلب�راء عل�ى وج�وب‬ ‫التفرق�ة م�ا بني تقلب�ات الطق�س والتغيرات‬ ‫املناخي�ة‪« ،‬فاألول�ى تعتب�ر طبيعي�ة وعادية‬ ‫وق�د حتص�ل نتيجة حت�رك الكت�ل الهوائية‪،‬‬ ‫لكن إذا انتظمت هذه التقلبات تصبح تغيرات‬ ‫مناخية وهنا تكمن املشكلة»‪.‬‬ ‫وال ميك�ن إعتب�ار ظاه�رة التغي�ر املناخي‬ ‫طارئ�ة‪ ،‬بحس�ب اخلبي�ر البيئ�ي ويلس�ون‬ ‫رزق‪ ،‬الذي يضي�ف ان معاملها بدأت بالظهور‬ ‫منذ س�نوات عدة‪ ،‬بسبب عوامل التلوث على‬ ‫أنواعه�ا الت�ي باتت «تكتس�ح كل دول العالم‬ ‫دون استثناء»‪.‬‬

‫وأوض�ح رزق ان تل�وث اجل�و ناج�م ع�ن‬ ‫إنبع�اث الغ�ازات الكربوني�ة الناجم�ة ع�ن‬ ‫إحت�راق امل�واد املول�دة للطاق�ة وغيره�ا‪ ،‬ما‬ ‫يؤدي لإلنحباس احلراري‪.‬‬ ‫وتاب�ع «اإلنحب�اس احل�راري ي�ؤدي إلى‬ ‫زي�ادة حرارة اجلو وهذه الزيادة تؤثر كثيرا‬ ‫عل�ى املناخ‪ ،‬كما تؤدي إل�ى ذوبان اجلليد في‬ ‫القطبين ما ينت�ج عنه بع�د فت�رة إرتفاع في‬ ‫مس�توى البحار‪ .‬وهذا ايضا يؤثر على املناخ‬ ‫ككل خاصة في املناطق الساحلية القريبة من‬ ‫البح�ر والتي قد ت�ؤدي إلى ك�وارث طبيعية‬ ‫بع�د فت�رة»‪ .‬ومن املس�ببات ُ‬ ‫االخ�رى للتغير‬ ‫ُ‬ ‫املناخ�ي‪ ،‬ذك�ر رزق «إنحالل طبق�ة االوزون‬ ‫بس�بب تلوث الهواء‪ ،‬فتصبح أشعة الشمس‬ ‫قوي�ة جدا وترتطم بش�كل مباش�ر بالعناصر‬ ‫العضوي�ة وتتلفه�ا وم�ن بينه�ا االنس�ان‬ ‫واحليوان والنبات»‪.‬‬ ‫ولف�ت إل�ى ان مظاه�ر التقلب�ات املناخية‬ ‫تش�مل منطق�ة الش�رق االوس�ط بكاملها من‬ ‫لبنان وس�وريا إلى االردن ودب�ي واجلزيرة‬ ‫العربي�ة وحت�ى ش�مال أفريقي�ا وح�وض‬ ‫املتوس�ط بشكل عام‪ ،‬ألن جميعها ذات «نظام‬ ‫مناخي موحد»‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫اقتصاد ومال‬

‫ظهور أزمات في االقتصادات الناشئة‬ ‫يدفع باستثمارات جديدة إلى عقارات لندن‬ ‫■ لن�دن ‪ -‬رويترز‪ :‬أظه�رت بيانات‬ ‫من ش�ركة رائدة لإلستشارات العقارية‬ ‫صدرت اجلمعة أن التطورات السياسية‬ ‫واملالية في عدد من اإلقتصادات الناشئة‬ ‫الكب�رى ف�ي العال�م تثير موج�ة هجرة‬ ‫جديدة لألثري�اء إلى الس�وق العقارية‬ ‫النشطة في لندن‪.‬‬ ‫وقال�ت ش�ركة «ناي�ت فران�ك»‬ ‫املتخصص�ة ف�ي س�وق العق�ارات‬ ‫الراقي�ة انه�ا س�جلت زي�ادة كبي�رة‬ ‫ف�ي اإلستفس�ارات املتعلق�ة باملن�ازل‬ ‫البريطاني�ة عب�ر اإلنترن�ت م�ن دول‬ ‫تش�هد أزمات مثل األرجنتين وأوكرانيا‬ ‫وتركيا‪.‬‬ ‫وق�ال ت�وم بي�ل العض�و ف�ي فري�ق‬ ‫بحوث العقارات الس�كنية ل�دى «نايت‬ ‫فرانك» ان م�ن املرجح أن موجة جديدة‬ ‫من اإلستثمار تتجه إلى سوق العقارات‬ ‫املمتازة في وسط لندن‪.‬‬ ‫ويأت�ي ذل�ك بالرغ�م م�ن أن أس�عار‬ ‫العق�ارات ف�ي لن�دن زادت كثي�را بع�د‬ ‫إقب�ال املش�ترين األجان�ب على ش�راء‬ ‫القص�ور ف�ي العاصم�ة البريطاني�ة‪،‬‬ ‫مدفوعين بأزم�ة دي�ون منطق�ة اليورو‬ ‫وإنتفاضات الربيع العربي واإلستقرار‬ ‫السياس�ي ف�ي بريطاني�ا وضرائبه�ا‬ ‫العقارية املعقولة‪.‬‬ ‫وقالت «نايت فرانك» ان إستفسارات‬ ‫األثرياء في البرازي�ل عن عقارات لندن‬

‫زادت إل�ى أكثر من املثلين على مدى ‪12‬‬ ‫ش�هرا حتى نهاية يناير‪/‬كانون الثاني‪.‬‬ ‫وأضاف�ت أن زيادة اإلستفس�ارات عبر‬ ‫اإلنترنت تتحول إلى زيادة في املبيعات‬ ‫الفعلية في غضون ثالثة إلى ستة أشهر‪.‬‬ ‫وذكرت الشركة أن اجلزء األكبر من هذه‬ ‫اإلستفسارات يتعلق باملنازل في لندن‪.‬‬ ‫وجاءت أكب�ر زيادة في اإلستفس�ارات‬ ‫من البرازيل إذ بلغ�ت ‪ 115‬في املئة على‬ ‫مدى ‪ 12‬ش�هرا حتى نهاية يناير‪/‬كانون‬ ‫الثاني مقارنة بالعام السابق‪.‬‬ ‫وتع�د البرازي�ل أح�د اإلقتص�ادات‬ ‫اخلمس�ة الت�ي تعتب�ر أكث�ر تأث�را‬ ‫بإج�راءات البن�ك املرك�زي األمريك�ي‬ ‫لس�حب التحفي�ز النق�دي نظ�را لعجز‬ ‫كبي�ر لديها في ميزان املعامالت اجلارية‬ ‫وإعتماده�ا عل�ى التدفقات الرأس�مالية‬ ‫من اخلارج‪.‬‬ ‫وج�اءت األرجنتين وأوكراني�ا ف�ي‬ ‫املرتب�ة الثاني�ة‪ .‬وتواج�ه األول�ى أزمة‬ ‫عمل�ة‪ ،‬بينم�ا تش�هد الثاني�ة موج�ة‬ ‫م�ن اإلتفاق�ات السياس�ية‪ .‬وزادت‬ ‫اإلستفس�ارات م�ن كال البلدي�ن ‪ 67‬ف�ي‬ ‫املئ�ة‪ .‬وزاد اإلهتم�ام م�ن أندونيس�يا‬ ‫وتركي�ا عش�رة ف�ي املئ�ة‪ .‬وتش�هد كلتا‬ ‫الدولتين نزوح�ا ل�رؤوس األم�وال‬ ‫وهبوط�ا للعمل�ة من�ذ ع�دة أس�ابيع‪.‬‬ ‫وإرتفع�ت اإلستفس�ارات م�ن جن�وب‬ ‫أفريقيا تسعة في املئة‪.‬‬

‫«توتال» الفرنسية جتدد رخصتها‬ ‫للتنقيب عن النفط في الصحراء الغربية‬ ‫■ لن�دن ‪ -‬رويت�رز‪ :‬ج�ددت ش�ركة «توتال» الفرنس�ية‬ ‫رخصتها للتنقيب عن النفط قبالة س�احل الصحراء الغربية‬ ‫التي يسيطر عليها املغرب‪.‬‬ ‫وأص�در املغ�رب رخص�ا للتنقيب ف�ي مناطق ف�ي احمليط‬ ‫األطلسي قبالة ساحل الصحراء الغربية املتنازع عليها‪ ،‬لكن‬ ‫احلركة الس�اعية إلس�تقالل املنطق�ة تعتبر تل�ك العقود غير‬ ‫قانونية‪.‬‬ ‫وتوارت مشكلة الصحراء الغربية عن العناوين الرئيسية‬ ‫لوس�ائل اإلعلام العاملية منذ ع�ام ‪ ،1991‬حينم�ا أنهى وقف‬ ‫إلطلاق النار برعاي�ة األمم املتحدة حربا إس�تمرت ‪ 15‬عاما‬ ‫بني املغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها اجلزائر‪.‬‬ ‫لك�ن أنش�طة «توت�ال» الفرنس�ية وخط�ط «كوزم�وس»‬ ‫األمريكي�ة لتكثيف أعم�ال التنقيب أعادت الن�زاع إلى دائرة‬ ‫الض�وء مج�ددا‪ .‬وقالت «كوزم�وس» انها تخط�ط حلفر أول‬ ‫بئر استكشافية قبالة ساحل الصحراء الغربية هذا العام‪.‬‬ ‫وقال�ت «توت�ال اجلمع�ة إنه�ا مددت لع�ام ثال�ث رخصة‬ ‫اإلستكشاف في منطقة مساحتها ‪ 100‬ألف كيلومتر مربع كان‬ ‫املغرب أصدرها أول مرة في ديسمبر‪/‬كانون األول ‪.2011‬‬

‫قصر خاص فاخر قرب حديقة هايد بارك في وسط لندن‬

‫فرجينيا األمريكية مقرا لها «آسيا سوق ضخمة‬ ‫ولك�ن اخلليج تفوق عليها بعض الش�يء فلديه‬ ‫نفس الفكرة عن كيفية جذب املسافرين وخاض‬ ‫س�باق الطلبيات قبل أش�هر قليلة من (معرض)‬ ‫سنغافورة»‪.‬‬ ‫وق�ال مس�ؤولون م�ن قط�اع الطي�ران ان‬ ‫ش�ركات فيتنامية وهندية وتايالندية س�تتقدم‬ ‫بطلبيات لش�راء أكثر م�ن ‪ 100‬طائرة ركاب من‬ ‫«إيرب�اص» و»بوين�غ» بقيم�ة ‪ 12‬ملي�ار دوالر‬ ‫باألس�عار املعلنة‪ .‬ومن احملتمل أن تتقدم شركة‬ ‫اخلطوط اجلوية املاليزية أيضا بطلبية لش�راء‬ ‫طائ�رات «إيرباص»ق�ادرة على قطع املس�افات‬ ‫الطويلة واملتوسطة‪.‬‬ ‫وتعه�دت ش�ركتا «إيرب�اص» و»بوين�غ»‬ ‫مبع�دالت إنت�اج قياس�ية ألب�رز طرازاتهم�ا‪،‬‬ ‫ولديهم�ا خطط طويلة األمد إلنتاج أكثر من ‪100‬‬ ‫طائرة نحيفة البدن إجماال كل ش�هر‪ ،‬أي مبعدل‬ ‫طائرة بقيمة ‪ 100‬مليون دوالر في عدة ساعات‪.‬‬ ‫غي�ر أن املس�ؤولني التنفيذيني س�يركزون على‬ ‫رصد أي عالمات تش�ير إلى أن اإلتفاقات املالية‬

‫في أس�واق الطيران الرئيس�ية مثل أندونيسيا‬ ‫وتايالن�د س�تهدد النم�و اإلقتص�ادي‪ ،‬وه�و ما‬ ‫يساهم بشكل مباشر في حتديد مستوى اإلقبال‬ ‫على الرحالت اجلوية‪.‬‬ ‫وق�ال أب�و العافي�ة «رمب�ا تس�تبق ش�ركات‬ ‫صناع�ة الطائ�رات األم�ور في ضوء املش�كالت‬ ‫التي تشهدها األسواق الناشئة»‪.‬‬ ‫وأضاف «الكثير من هذه األس�واق مير بأزمة‬ ‫عملة أو إنحدار إقتصادي من نوع ما‪ ،‬وسينصب‬ ‫التركي�ز على الع�ودة إلى الش�رق األوس�ط أو‬ ‫االنتعاش املأمول ألمريكا الشمالية»‪.‬‬ ‫وقال جيم مكنرني الرئيس التنفيذي لشركة‬ ‫«بوين�غ» كبرى ش�ركات صناع�ة الطائرات في‬ ‫العالم هذا ُ‬ ‫االسبوع ان شركته ال ترى أن أنشطة‬ ‫إنت�اج الطائ�رات التجاري�ة تأث�رت بضع�ف‬ ‫األسواق الناشئة‪.‬‬ ‫وس�تتنافس ش�ركتا «إيرب�اص» و»بوينغ»‬ ‫للم�رة األول�ى بأح�دث طائراتهم�ا اخلفيف�ة‬ ‫املصممة للرحلات الطويلة وهم�ا «درميالينر»‬ ‫و»إيرب�اص اي�ه‪ .»350-‬وم�ن املقرر أن تش�هد‬

‫طائ�رة «إيرب�اص» أول ع�رض كام�ل له�ا ف�ي‬ ‫معرض طيران‪.‬‬ ‫وكم�ا يج�ذب مع�رض س�نغافورة ش�ركات‬ ‫الطيران التجاري‪ ،‬فإنه أيضا س�وق لألس�لحة‬ ‫زادت أهميته في ظل اخملاوف التي أثارها تنامي‬ ‫القوة العسكرية للصني‪.‬‬ ‫وتعول ش�ركات صناعة األس�لحة األمريكية‬ ‫على زيادة املبيعات اخلارجية لتعويض تباطؤ‬ ‫الطل�ب م�ن احلكوم�ات األمريكي�ة واألوروبية‬ ‫التي تتعرض ميزانياتها لضغوط متزايدة‪.‬‬ ‫وفي حين إنخفض حجم اإلنفاق العس�كري‬ ‫العامل�ي على م�دى الس�نوات القليل�ة املاضية‪،‬‬ ‫وه�و م�ا ظه�ر ف�ي تخفيض�ات ميزاني�ة وزارة‬ ‫الدفاع األمريكي�ة (البنتاجغ�ون)‪ ،‬يزداد حجم‬ ‫اإلنفاق اآلسيوي‪.‬‬ ‫وميكن للمش�ترين ف�ي س�نغافورة اإلختيار‬ ‫بين املقاتلات وطائ�رات التدري�ب والش�حن‬ ‫وطائرات الدوريات البحرية والطائرات بدون‬ ‫طي�ار وأنظم�ة ال�رادار الدفاعي�ة والصواري�خ‬ ‫والدفاعات الصاروخية‪.‬‬

‫البرملان األوروبي يعترض على مشروع‬ ‫إغالق البنوك املتعثرة في منطقة اليورو‬ ‫■ بروكس��ل ‪ -‬د ب أ‪ :‬رف��ض‬ ‫البرملان األوروبي اخلميس املش��روع‬ ‫اجلديد الذي توصل إليه وزراء مالية‬ ‫اإلحت��اد األوروب��ي الش��هر املاضي‬ ‫إلغ�لاق البن��وك املتعثرة ف��ي منطقة‬ ‫اليورو وطالب بتغييرات فيه‪.‬‬ ‫يذك��ر أن الهدف من النظام املقترح‬ ‫ه��و املس��اهمة ف��ي حماي��ة دافع��ي‬ ‫الضرائ��ب م��ن حتمل تكالي��ف إنقاذ‬ ‫البن��وك املتعث��رة‪ ،‬كم��ا ح��دث خالل‬ ‫األزم��ة املالية األخيرة في الس��نوات‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫كم��ا ان النظ��ام املقت��رح س��يكون‬ ‫جزءا من مش��روع اإلحتاد املصرفي‬ ‫ال��ذي تعرقل��ه أزم��ة ويعتب��ر ركيزة‬

‫إلستعادة الثقة في منطقة اليورو‪.‬‬ ‫كان وزراء مالية اإلحتاد األوروبي‬ ‫ق��د توصل��وا إل��ى إتفاق بش��أن هذا‬ ‫املش��روع في أواخر الش��هر املاضي‪،‬‬ ‫حي��ث كان��وا قد عمل��وا عل��ى إيجاد‬ ‫حل وسط بشأن املشروع في كانون‬ ‫أول‪/‬ديس��مبر‪ .‬لكن لم يت��م التوصل‬ ‫حت��ى اآلن إلى إتف��اق نهائي مع عدم‬ ‫ترحي��ب البرمل��ان األوروب��ي بطريقة‬ ‫تعامل الوزراء‪.‬‬ ‫إال ان أعض��اء البرمل��ان األوروب��ي‬ ‫متس��كوا مبوقفه��م املتش��دد حي��ث‬ ‫صوت ‪ 441‬ضد النظام املقترح‪.‬‬ ‫وق��ال كوراي��ن وورمت��ان عض��و‬ ‫البرمل��ان األوروبي من هولندا وعضو‬

‫وابلغت «توت�ال» رويترز في رس�الة بالبريد االلكتروني‬ ‫ردا على أسئلة أنها مددت الرخصة «إلكمال معاجلة وتفسير‬ ‫البيانات الزلزالية التي جمعتها في ‪.»2013‬‬ ‫ولم تعلن «توتال» أي خطط حلفر بئر استكشافية وهو ما‬ ‫سيتطلب توقيع عقد منفصل مع املغرب‪.‬‬ ‫وتعهد املغرب و»توتال» و»كوزموس» رسميا بأن بحثهم‬ ‫عن النفط اخلام قبالة س�احل الصحراء الغربية سيتماش�ى‬ ‫مع القواعد الدولية وأن الس�كان احملليني سيس�تفيدون من‬ ‫اإلكتش�افات‪ .‬لك�ن املدافعني عن حق أهل الصح�راء الغربية‬ ‫ف�ي تقري�ر املصي�ر يقول�ون ان التنقي�ب ع�ن النف�ط يع�زز‬ ‫سيطرة املغرب عليها‪ ،‬ويقوض جهود األمم املتحدة للتوصل‬ ‫إلى تسوية دائمة‪.‬‬ ‫وض�م املغ�رب الصح�راء الغربي�ة ف�ي ع�ام ‪ 1975‬بع�د‬ ‫إنسحاب اإلستعمار اإلس�باني ودخل في حرب محدودة مع‬ ‫البوليس�اريو‪ .‬ومت التوص�ل إلى وقف إلطلاق النار في عام‬ ‫‪ 1991‬على أس�اس تفاهم بإجراء إس�تفتاء لتحديد مستقبل‬ ‫املنطقة‪ ،‬لكن هذا االس�تفتاء لم يتم حتى اآلن نظرا خلالفات‬ ‫حول من لهم حق التصويت‪.‬‬

‫أملانيا تعيد إحتياطياتها الذهبية‬ ‫من نيويورك على دفعات صغيرة‬

‫مصنعو الطائرات يتطلعون إلى صفقات مبليارات الدوالرات في آسيا‬ ‫للنجاة من العاصفة التي ضربت األسواق الناشئة‬ ‫■ سنغافورة ‪ -‬رويترز‪ :‬من املرتقب أن تبرم‬ ‫ش�ركات صناع�ة الطائ�رات صفق�ات مبليارات‬ ‫ال�دوالرات ف�ي مع�رض س�نغافورة للطي�ران‬ ‫الذي يقام األسبوع املقبل‪ ،‬وتأمل في النجاة من‬ ‫العاصف�ة التي ضربت األس�واق الناش�ئة التي‬ ‫ميث�ل ازدهاره�ا عنص�را حيويا لنج�اح خطط‬ ‫إنتاج أعداد قياسية من الطائرات‪.‬‬ ‫وبعد الصفقات القياس�ية التي بلغت قيمتها‬ ‫‪ 200‬ملي�ار دوالر ف�ي مع�رض دب�ي للطي�ران‪،‬‬ ‫الذي أقيم في نوفمبر‪/‬تشرين الثاني املاضي‪ ،‬ال‬ ‫يتوقع كثيرون أن يتقدم املش�ترون اآلسيويون‬ ‫بطلب�ات ش�راء مماثل�ة في معرض س�نغافورة‬ ‫ال�ذي يقام ف�ي الفت�رة م�ن ‪ 11‬إل�ى ‪ 16‬فبراير‪/‬‬ ‫شباط‪.‬‬ ‫وميث�ل معرض س�نغافورة ‪ -‬أكب�ر معارض‬ ‫الطي�ران ف�ي آس�يا ‪ -‬اختبارا لش�هية الش�راء‬ ‫ف�ي واح�دة من أس�رع املناط�ق منوا ف�ي مجال‬ ‫الطي�ران‪ .‬وقال ريتش�ارد أب�و العافي�ة‪ ،‬احمللل‬ ‫اخملت�ص بش�ؤون الطي�ران‪ ،‬نائ�ب رئي�س‬ ‫مجموع�ة «تي�ل غ�روب» الت�ي تتخذ م�ن والية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪15‬‬

‫الفريق املمثل للبرملان في املفاوضات‬ ‫مع الوزراء ان نتيجة التصويت «متثل‬ ‫ج��رس تنبي��ه حلكوم��ات اإلحت��اد‬ ‫األوروبي‪ ..‬التوصل إل��ى إتفاق مهم‬ ‫لك��ن ال ميكن الوصول إل��ى ذلك بأي‬ ‫ثمن»‪.‬‬ ‫ويش��عر البرمل��ان األوروب��ي بقلق‬ ‫خ��اص م��ن أن يك��ون اإلتف��اق ب�ين‬ ‫احلكومات وس��يلة حلرمان البرملان‬ ‫األوروب��ي م��ن أن يكون ل��ه رأي في‬ ‫توجيه أي أم��وال جديدة للتعامل مع‬ ‫أزمات النظام املصرفي‪.‬‬ ‫ويراود أعض��اء البرملان القلق من‬ ‫عملية إتخاذ القرارات في هذا النظام‬ ‫بإعتبارها معق��دة للغاية‪ ،‬وكذلك من‬

‫فترة تكوين أموال النظام التي تصل‬ ‫إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬ ‫ويح��ذر مراقب��ون م��ن تأخي��رات‬ ‫كبي��رة إذا ل��م يص��دق البرمل��ان‬ ‫عل��ى املش��روع ف��ي جلس��ته الت��ي‬ ‫س��تعقد منتص��ف نيس��ان‪/‬أبريل‪،‬‬ ‫وه��ي اجللس��ة األخيرة قب��ل إجراء‬ ‫االنتخابات األوروبية التي من شأنها‬ ‫تشكيل مجلس تشريعي جديد‪.‬‬ ‫ونب��ه وزي��ر مالي��ة ليتواني��ا‪،‬‬ ‫رميانتاس س��ادزيوس‪ ،‬الذي ساهم‬ ‫في تقدمي تسوية وزارية عندما كانت‬ ‫بالده تتولى آنذاك الرئاس��ة الدورية‬ ‫لإلحت��اد األوروب��ي إل��ى أن��ه «يجب‬ ‫اإلحتف��اظ بقوة الزخم وهي ليس��ت‬

‫كذلك حتى اآلن»‪.‬‬ ‫وإنتق��د زعي��م كتل��ة اللبيرالي�ين‬ ‫ف��ي البرمل��ان األوروب��ي‪ ،‬غ��اي‬ ‫فيرهوفشتادت‪ ،‬السرعة التي يتم بها‬ ‫التعامل مع امللف‪ ،‬قائال إن األمر يبدو‬ ‫«وكأنن��ا نس��تخدم س��يارة ترابانت‬ ‫القدمي��ة الت��ي كان��ت تنتجه��ا أملانيا‬ ‫الشرقية س��ابقا في حني أننا نحتاج‬ ‫إلى س��يارة ماكالري��ن أو فيراري إذا‬ ‫كن��ا نريد ح��ل مش��كلة مصرفية في‬ ‫عطلة أسبوع»‪.‬‬ ‫وكان ممثل��و البرمل��ان وحكومات‬ ‫الدول األعضاء في اإلحتاد األوروبي‬ ‫قد عق��دوا ‪ 4‬جوالت م��ن املفاوضات‬ ‫الرسمية‪.‬‬

‫■ فرانكف�ورت ‪ -‬د ب ا‪ :‬ق�ال البن�ك‬ ‫املرك�زي األملان�ي اخلميس انه س�يعيد‬ ‫إحتياطيات�ه م�ن الذهب الت�ي يحتفظ‬ ‫بها في خزائ�ن البنك املركزي األمريكي‬ ‫ف�ي نيويورك‪ ،‬حيث يتم ش�حن كميات‬ ‫صغيرة سنويا حتى عام ‪.2020‬‬ ‫يذك�ر أن هن�اك حال�ة س�خط ف�ي‬ ‫أملانيا بس�بب احتف�اظ البن�ك املركزي‬ ‫للبالد بحوالي ‪ ٪45‬م�ن إحتياطياته‬ ‫الذهبية التي تبلغ ‪ 3391‬طنا في خزائن‬ ‫املركزي األمريكي في نيويورك‪.‬‬ ‫ويع�ود الس�بب الرئيس�ي لوج�ود‬ ‫ه�ذا اإلحتياط�ي ف�ي نيوي�ورك إل�ى‬ ‫أن أملاني�ا (الغربي�ة ف�ي ذل�ك الوق�ت)‬ ‫كونت�ه م�ن خلال فوائضه�ا التجارية‬

‫ف�ي اخلمس�ينيات والس�تينيات‪ ،‬ولم‬ ‫يخ�رج أبدا م�ن الوالي�ات املتحدة ألن‬ ‫أملاني�ا الغربية (فى ذل�ك الوقت) كانت‬ ‫تريد ضمان عدم فقدان هذه الثروة إذا‬ ‫تعرضت لغزو اإلحتاد السوفيتي‪.‬‬ ‫ج�اءت تصريح�ات البن�ك املركزي‬ ‫األملان�ي ه�ذه ردا عل�ى تقرير نش�رته‬ ‫صحيفة (هاندلس�بالت) األملانية الذي‬ ‫قال�ت في�ه ان هن�اك تأخي�رات غريبة‬ ‫ف�ي تنفيذ برنام�ج إع�ادة إحتياطيات‬ ‫الذهب إلى أملانيا‪.‬‬ ‫وقال�ت متحدث�ة باس�م البن�ك‬ ‫املرك�زي األملاني في فرانكفورت ان هذا‬ ‫التقري�ر غير صحي�ح وأن البنك اختار‬ ‫إع�ادة الذه�ب عل�ى دفع�ات صغي�رة‬

‫إلعتب�ارات أمني�ة‪ .‬ورفض�ت املتحدثة‬ ‫أتهام الس�لطات األملانية بأنها ال تراقب‬ ‫إحتياطي�ات الذه�ب ف�ي نيوي�ورك‬ ‫بص�ورة كافي�ة‪ ،‬وقال�ت «ال يوج�د أي‬ ‫شك في ثقتنا بشركائنا»‪.‬‬ ‫وذكر البنك أنه أعاد بالفعل خمس�ة‬ ‫أطن�ان م�ن الذهب من نيوي�ورك العام‬ ‫املاض�ي إل�ى جان�ب إع�ادة ‪ 32‬مليون‬ ‫ط�ن م�ن باري�س‪ ،‬وأن البرنام�ج ينفذ‬ ‫بصورة جيدة‪.‬‬ ‫وكانت صحيفة (هاندلس�بالت) قد‬ ‫ذكرت أن ش�ركات التأمني تشترط نقل‬ ‫الذهب بالطائرات وليس بالس�فن لكي‬ ‫توفر تغطي�ة تأمينية لها‪ .‬كما تش�ترط‬ ‫أال تزيد الشحنة الواحدة على طن‪.‬‬

‫‪ ...‬وتنتظر إيضاحا سريعا‬ ‫من احملكمة األوروبية بشأن قضية شراء‬ ‫البنك املركزي ملنطقة اليورو للسندات‬

‫■ برلني ‪ -‬بروكسل ‪ -‬د ب أ‪ :‬عقب إحالة احملكمة الدستورية‬ ‫العلي�ا ف�ي أملانيا قبل ظه�ر اجلمعة ش�كوى ضد برنام�ج البنك‬ ‫املرك�زي األوروب�ي غير احملدود لش�راء الس�ندات إل�ى محكمة‬ ‫األوروبي�ة للدراس�ة‪ ،‬أعرب�ت احلكوم�ة األملاني�ة ع�ن ترقبه�ا‬ ‫إليضاح سريع من احملكمة األوروبة بشأن هذه القضية‪.‬‬ ‫وقال متحدث باس�م وزارة املالية األملاني�ة في برلني اجلمعة‬ ‫ان�ه م�ن املمك�ن اآلن اإلجاب�ة بص�ورة س�ريعة عل�ى األس�ئلة‬ ‫املطروح�ة بش�أن صن�دوق اإلنقاذ الدائ�م ملنطقة الي�ورو (إي‪.‬‬ ‫إس‪.‬إن)‪.‬‬ ‫وأض�اف املتحدث أن احلكوم�ة األملانية تنتظر أيضا تفس�ير‬ ‫احملكمة األوروبية لقانون اإلحتاد األوروبي بهذا الصدد‪.‬‬ ‫وأش�ارت وزارة املالية األملانية إلى إمكانية أن تعجل احملكمة‬ ‫األوروبي�ة بإج�راءات البت في هذه القضي�ة ‪ ،‬موضحة أن مدة‬ ‫بت احملكمة في قضية ما تستغرق في املعتاد أربعة أشهر‪.‬‬ ‫وف�ي الوقت نفس�ه أش�ار املتحدث إل�ى أن القضاي�ا املعقدة‬ ‫تستغرق في املعتاد مدة أطول من ذلك‪.‬‬

‫وف�ي س�ياق متصل أعرب�ت نائب�ة املتحدث باس�م احلكومة‬ ‫األملاني�ة‪ ،‬كريس�تينا فيرت�س‪ ،‬ع�ن احت�رام احلكوم�ة األملانية‬ ‫لقرار احملكمة الدس�تورية العليا‪ ،‬موضح�ة أن األمر يتعلق اآلن‬ ‫بخطوة إنتقالية «ذات إجراءات قضائية بالغة التعقيد»‪.‬‬ ‫م�ن جهته�ا أك�دت املفوضي�ة األوروبي�ة (ال�ذراع التنفيذية‬ ‫لألحت�اد األوروبي) ثقته�ا في قانوني�ة برنامج البن�ك املركزي‬ ‫األوروبي غير احملدود لشراء السندات‪.‬‬ ‫وقال املتحدث بإس�م أول�ي رين‪ ،‬مفوض اإلحت�اد األوروبي‬ ‫للش�ؤون النقدي�ة «املفوضي�ة أعلنت ف�ي أكثر من مناس�بة عن‬ ‫ثقته�ا ف�ي أن البن�ك املرك�زي األوروب�ي مي�ارس صالحيات�ه‬ ‫بإستقاللية تامة ووفقا لقانون اإلحتاد األوروبي»‪.‬‬ ‫ورح�ب املتح�دث بق�رار احملكم�ة الدس�تورية العلي�ا‬ ‫األملاني�ة بإحال�ة البرنامج للمحكمة األوروبية للدراس�ة‪.‬‬ ‫وق�ال إن املفوضي�ة األوروبي�ة س�تفحص طل�ب احملكمة‬ ‫األملاني�ة بعناية وس�تعلق علي�ه في الوقت املناس�ب أمام‬ ‫احملكمة األوروبية‪.‬‬

‫بنك «باركليز» البريطاني يدفع حوالي‬ ‫‪ 4‬مليارات دوالر مكافآت ملوظفيه‬

‫■ لن�دن ‪ -‬رويت�رز) ‪ -‬قال�ت محط�ة‬ ‫(س�كاي ني�وز) اخلمي�س التلفزيونية ان‬ ‫بنك «باركليز» البريطاني س�يدفع عالوات‬ ‫للعاملين فيه تص�ل إلى حوال�ي ‪ 2.4‬مليار‬ ‫جني�ه اس�ترليني (‪ 3.9‬ملي�ار دوالر) ع�ن‬ ‫الع�ام ‪ 2013‬وه�و الع�ام ال�ذي دع�ا في�ه‬ ‫املس�اهمني إلى تق�دمي نحو س�تة مليارات‬ ‫جنيه لدعم رأس املال‪.‬‬ ‫ومتثل العالوات زي�ادة ‪ 11‬في املئة عن‬ ‫‪.2012‬‬

‫وس�يفصح «باركلي�ز» ع�ن تفاصي�ل‬ ‫األج�ور ل�دى عرض�ه النتائ�ج الس�نوية‬ ‫ألعماله يوم الثالثاء املقبل‪.‬‬ ‫وميك�ن أن يثير إرتف�اع املبلغ اخملصص‬ ‫للعلاوات غض�ب السياس�يني واجلمهور‬ ‫من عدم قيام البنوك بكبح ثقافة وممارسة‬ ‫املكافآت‪.‬‬ ‫وكانت العالوات املفرطة بني األمور التي‬ ‫ألق�ي عليها بالل�وم في تش�جيع املعامالت‬ ‫املالي�ة التي تنطوي عل�ى مخاطرة‪ ،‬والتي‬

‫ساهمت في األزمة املالية في ‪.2009-2008‬‬ ‫وقالت (س�كاي نيوز) ان من املتوقع أن‬ ‫يبرر بنك «باركليز» الزي�ادة في العالوات‬ ‫باإلش�ارة إل�ى األداء الق�وي لوحدت�ه‬ ‫اإلس�تثمارية ف�ي الوالي�ات املتح�دة‪،‬‬ ‫ومخاط�ر أن يفق�د البن�ك كب�ار موظفي�ه‬ ‫لصالح منافسيه في نيويورك‪.‬‬ ‫وكان «باركلي�ز» دف�ع علاوات قيمته�ا‬ ‫‪ 1.85‬ملي�ار اس�ترليني ف�ي ‪ 2012‬منها ‪1.3‬‬ ‫مليار ملوظفي أنشطته اإلستثمارية فقط‪.‬‬

‫دول أفريقية تسعى لعقد صفقات جديدة لتأجير أراض زراعية تتفادى مشاكل املاضي‬ ‫■ أبوظب��ي – رويترز‪:‬تس��عى ال��دول‬ ‫األفريقي��ة‪ ،‬التي ل��م يكن له��ا نصيب يذكر‬ ‫من األموال الت��ي ضختها دول اخلليج في‬ ‫مش��روعات زراعية ف��ي القارة‪ ،‬إل��ى إغراء‬ ‫املس��تثمرين الع��رب بصفقات تق��ول إنها‬ ‫مصممة لتفادي مشكالت املاضي‪.‬‬ ‫وكانت موجة س��ابقة من اإلستثمارات‬ ‫األجنبي��ة في األراض��ي الزراعية األفريقية‬ ‫أثارت أعماال عدائية محلية أو إتفاقات في‬ ‫بعض املش��روعات حيث اعتبر معارضوها‬ ‫أنه��ا اس��تيالء عل��ى األراض��ي وتلته��م‬ ‫اإلحتياجات الغذائية للسكان احملليني‪.‬‬ ‫وتق��ول حكومات دول م��ن بينها زامبيا‬ ‫وغان��ا ان��ه ميك��ن أن يس��تفيد اجلميع من‬ ‫تلك اإلستثمارات ش��ريطة أن يتم تنظيمها‬ ‫بشكل س��ليم‪ .‬وحملت الدولتان رسالتهما‬ ‫ُ‬ ‫االس��بوع املاضي إلى منتدى زراعي عاملي‬ ‫عقد في اإلمارات العربية املتحدة وعرضتا‬ ‫اإتفاقتفاق��ات لتأجي��ر األراضي وتقاس��م‬ ‫اإلنت��اج تهدف إل��ى جمع أموال ملس��اعدة‬ ‫صغ��ار املزارع�ين لديهم��ا وتوفي��ر الغذاء‬ ‫للسكان احملليني‪.‬‬ ‫وقال وزي��ر الزراع��ة الزامب��ي‪ ،‬روبرت‬ ‫سيتشنغا‘ على هامش املنتدى في أبوظبي‬ ‫«جئنا إلى هنا ألننا نريد جذب بعض هؤالء‬

‫املس��تثمرين لإلستثمار في زامبيا‪ .‬ال يوجد‬ ‫حتى اآلن أي اهتمام من الش��رق األوس��ط‬ ‫رغم أننا وجهة مهمة»‪.‬‬ ‫وب��دأت دول اخللي��ج‪ ،‬الت��ي تعتمد على‬ ‫الواردات في تلبية م��ا بني ‪ 80‬و‪ 90‬في املئة‬ ‫تقريبا من إحتياجاته��ا الغذائية‪ ،‬في ضخ‬ ‫إس��تثمارات كبيرة في األراض��ي الزراعية‬ ‫ف��ي اخل��ارج ق��رب ع��ام ‪ 2008‬ف��ي إط��ار‬ ‫جهودها الرامية للبحث عن األمن الغذائي‪.‬‬ ‫وإرتفعت أسعار العقود اآلجلة للحبوب‬ ‫آنذاك بسبب سوء األحوال اجلوية في عدد‬ ‫من كبار الدول املنتجة للغذاء‪ ،‬واإلستخدام‬ ‫املتزاي��د لألراض��ي ف��ي زراع��ة احملاصيل‬ ‫املس��تخدمة ف��ي إنت��اج الوق��ود احليوي‪،‬‬ ‫إل��ى جان��ب القيود الت��ي فرضته��ا بعض‬ ‫احلكومات عل��ى الصادرات الزراعية‪ ،‬وهو‬ ‫ما دف��ع دول اخللي��ج إلى إنف��اق مليارات‬ ‫ال��دوالرات لضم��ان توف��ر إنت��اج كبير من‬ ‫الغذاء‪.‬‬ ‫وتضمن��ت اإلس��تثمارات أراض لزراعة‬ ‫محاصي��ل مث��ل القم��ح واألرز وال��ذرة في‬ ‫دول منها السودان واثيوبيا وناميبيا‪ ،‬لكن‬ ‫دوال أفريقية ُاخرى ل��م يكن لها نصيب من‬ ‫تلك اإلستثمارات حتى اآلن‪.‬‬ ‫وق��ال سيتش��نغا ان إتفاق��ات تأجي��ر‬

‫األراض��ي ميك��ن أن توفر أم��واال ضرورية‬ ‫لإلنتق��ال بقط��اع الزراع��ة ف��ي زامبيا إلى‬ ‫مستوى أعلى من التنمية‪.‬‬ ‫وتتطل��ع غان��ا أيضا ‪ -‬وه��ي ثاني أكبر‬ ‫منت��ج لل��كاكاو ف��ي العال��م ‪ -‬إل��ى إب��رام‬ ‫إتفاقات في قطاعها الزراعي الذي يساهم‬ ‫بأكثر من نصف الناجت احمللي اإلجمالي‪.‬‬ ‫وق��ال راش��د بلبو وزي��ر الدول��ة لتنمية‬ ‫القطاع اخلاص في غانا «احلكومة وحدها‬ ‫ال تس��تطيع تلبية إحتياج��ات القطاع ومن‬ ‫ث��م نحتاج إلى ج��ذب إس��تثمارات أجنبية‬ ‫مباشرة»‪.‬‬ ‫وتري��د حكوم��ة غان��ا أن تؤس��س‬ ‫للمس��تثمرين بن��كا لألراض��ي‪ .‬وتش��مل‬ ‫جهودها أيضا عرض بعض األراضي التي‬ ‫متلكها مصلحة الس��جون على املستثمرين‬ ‫مجانا‪.‬‬ ‫وق��ال بلبو «نتطلع إل��ى تأجير األراضي‬ ‫ونس��عد بالعم��ل م��ع الن��اس‪ .‬ف��ي الوقت‬ ‫الراه��ن لدين��ا أراض مجاني��ة ميك��ن أن‬ ‫نعطيها للناس من خالل مصلحة السجون‬ ‫التي متتلك مساحات شاسعة من األراضي‬ ‫غير املس��تغلة‪ ،‬وميكن للمس��تثمرين إقامة‬ ‫شراكة معها»‪.‬‬ ‫وفي أكرا قال إبراهيم محمد نائب وزير‬

‫اإلعالم الغاني ان الس��جناء احملكوم عليهم‬ ‫باألش��غال الش��اقة غالب��ا م��ا يعملون في‬ ‫مزارع السجون‪ .‬وتستخدم محاصيل هذه‬ ‫املزارع لتوفير الغ��ذاء للنزالء‪ .‬لكنه أوضح‬ ‫ان��ه ال توجد لغاية الآلن سياس��ة س��ارية‬ ‫تتضم��ن ع��رض أراض��ي الس��جون عل��ى‬ ‫املستثمرين‪ ،‬على حد علمه‪.‬‬ ‫وتعرض غانا أيض��ا ترتيبات معفاة من‬ ‫الضرائب إلس��تثمارات زراعي��ة في املنطقة‬ ‫الش��مالية من الب�لاد‪ .‬وفي املقابل س��يتم‬ ‫تقاس��م إنتاج املش��روعات الزراعية حيث‬ ‫يخصص ج��زء للس��وق احمللية بالنس��بة‬ ‫للمحاصي��ل التي تس��تهلك محليا ويصدر‬ ‫املستثمرون الباقي‪.‬‬ ‫وتش��تد احلاج��ة إل��ى امل��وارد لتطوي��ر‬ ‫قط��اع الزراعة احملدود ف��ي أفريقيا‪ .‬وقال‬ ‫سيتش��نغا ان زامبي��ا لي��س لديه��ا س��وى‬ ‫‪ 500‬مزرعة جتارية مقاب��ل نحو ‪ 1.5‬مليون‬ ‫مزارع صغير‪.‬‬ ‫وال ت��زرع زامبيا س��وى ‪ 14‬ف��ي املئة من‬ ‫أراضيه��ا الصاحل��ة للزراع��ة الت��ي تبل��غ‬ ‫مس��احتها ‪ 70‬مليون هكت��ار‪ ،‬لكنها مكتفية‬ ‫ذاتي��ا من معظم احملاصي��ل وتصدر الغذاء‬ ‫إلى جيرانها‪.‬‬ ‫وق��ال سيتش��نغا «اإلس��تثمار األجنبي‬

‫املباش��ر سيس��اعدنا على دخول املزيد من‬ ‫أسواق التصدير»‪.‬‬ ‫ورغ��م ذل��ك فق��د أوقعت اإلس��تثمارات‬ ‫األجنبي��ة ف��ي األراض��ي الزراعي��ة بعض‬ ‫املس��تثمرين اخلليجي�ين ف��ي مش��كالت‬ ‫سياس��ية وإجتماعي��ة‪ ،‬ويق��ول بع��ض‬ ‫معارضي هذه اإلستثمارات ان مشروعات‬ ‫هؤالء املستثمرين يصعب تنفيذها‪.‬‬ ‫ففي أثيوبيا حيث مت تأجير أراض زراعية‬ ‫في منطق��ة غامبيال للملياردير الس��عودي‬ ‫العمودي قتل خمس��ة أشخاص في‬ ‫محمد َ‬ ‫أبريل‪/‬نيس��ان ‪ 2012‬ح�ين نصبت جماعة‬ ‫مسلحة كمينا ملوظفي الشركة‪.‬‬ ‫وقالت منظمة «هيوم��ن رايتس ووتش»‬ ‫املعني��ة بالدفاع ع��ن حقوق اإلنس��ان انها‬ ‫تعتق��د أن الهج��وم مرتب��ط بإج��راءات‬ ‫احلكوم��ة الرامي��ة إلع��ادة توطني س��كان‬ ‫الق��رى م��ن أج��ل إفس��اح اجمل��ال أم��ام‬ ‫مش��روعات زراعية جتارية‪ .‬غير أن ش��ركة‬ ‫العمودي إستمرت في مشروعها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وه��ذا الهج��وم ما ه��و إال مث��ال يوضح‬ ‫كيف أن صفقات األراضي ميكن أن تسبب‬ ‫مش��كالت أكث��ر م��ن أن تق��دم حل��وال في‬ ‫أفريقي��ا‪ ،‬لكن بعض املراقب�ين يعتقدون أن‬ ‫األمر كله يتوقف عل��ى نوع اإلتفاقات التي‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫يتم التفاوض عليها‪.‬‬ ‫وقال روي س��تاينر‪ ،‬نائب مدير التنمية‬ ‫الزراعية في مؤسس��ة بيل ومليندا غيتس‪،‬‬ ‫ان املش��روعات ينبغي أن تعود بالنفع على‬ ‫البل��د املضيف م��ن خالل مس��اعدة صغار‬ ‫املزارعني في تطوير مشروعاتهم‪.‬‬ ‫وذكرت مؤسسة ُ«اوكس��فام» اخليرية‬ ‫املعنية باملس��اعدات والتنمي��ة ان ملكية ‪90‬‬ ‫ف��ي املئة م��ن األراضي في منطق��ة أفريقيا‬ ‫جنوبي الصحراء غير مسجلة‪ .‬وقالت كيت‬ ‫جي��ري املستش��ارة اخملتص��ة في ش��ؤون‬ ‫األراض��ي ل��دى ُ«اوكس��فام» ان الس��كان‬ ‫معرض��ون للط��رد م��ن أراضيهم إلفس��اح‬ ‫اجملال أمام املشروعات الكبرى‪.‬‬ ‫وقال��ت أيض��ا «غالبا م��ا يت��رك الفقراء‬ ‫ب�لا من��ازل أو أراض أو تعويضات‪ ...‬وأي‬ ‫غذاء يزرع ينق��ل آالف األميال»‪ .‬وأضافت‬ ‫«اإلس��تثمار اإليجاب��ي في مج��ال الزراعة‬ ‫ ال��ذي يع��زز حق��وق الناس ف��ي املوارد‬‫ويحس��ن قدرته��م عل��ى دخول األس��واق‬ ‫ويدعم حقوق املرأة ‪ -‬أمر حيوي»‪.‬‬ ‫وتقول شركة الظاهرة الزراعية اخلاصة‬ ‫في أبوظبي التي ت��زرع أراضي في أوروبا‬ ‫واألمريكت�ين وأفريقي��ا انها ل��م تواجه أي‬ ‫مش��كالت‪ ،‬ألنها تقتس��م اإلنت��اج مناصفة‬

‫مع البل��د املضيف‪ ،‬وتوفر ف��رص عمل في‬ ‫املشروعات التي تستثمر فيها‪.‬‬ ‫وقال خدمي الدرعي‪ ،‬نائب رئيس الشركة‬ ‫«نهتم باألمن الغذائي في كال البلدين ‪ -‬في‬ ‫بلدن��ا والبلد املضي��ف الذي نس��تثمر فيه‬ ‫ ونتبنى إس��تراتيجية تقاس��م (اإلنتاج)‬‫مناصفة في جميع احلاالت تقريبا»‪.‬‬ ‫وال��دول األفريقية على ثقة بأن القوانني‬ ‫والقواع��د التنظيمية س��تحول دون وقوع‬ ‫مشكالت هذه املرة‪.‬‬ ‫وق��ال بلب��و «لن نواج��ه ذل��ك النوع من‬ ‫املش��اكل‪ .‬إذا ج��اء املس��تثمرون األجانب‬ ‫س��يتفقون مع مالك األراضي على الطريقة‬ ‫التي يريدون املش��اركة‪ ،‬به��ا وما إذا كانوا‬ ‫يريدون احلصول على نس��بة مئوية معينة‬ ‫وما إلى ذلك»‪.‬‬ ‫وقالت زامبيا أيضا انها س��تبدأ في منح‬ ‫املستثمرين عقود تأجير لفترة ال تزيد على‬ ‫‪ 25‬عام��ا‪ ،‬وس��تلغي العق��د إذا وج��دت أن‬ ‫املستثمر يسيء استخدام األرض‪.‬‬ ‫وقال سيتش��نغا «ستكون هناك شروط‬ ‫لإلس��تثمار‪ ،‬وإذا كانت هناك سوق محلية‬ ‫للمحاصي��ل املنتجة فلن يس��مح في معظم‬ ‫احل��االت إال بتصدي��ر ما يص��ل إلى ‪ 50‬في‬ ‫املئة»‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫رياضة‬

‫الدوري االنكليزي‬

‫فيديتش يؤكد رحيله‬ ‫عن مان يونايتد‬

‫ارسنال يستعد الختبار ليفربول‪ ...‬وتشلسي والسيتي يتربصان به!‬

‫■ لن��دن ‪ -‬د ب أ‪ :‬أك��د الصرب��ي نيماني��ا‬ ‫فيديت��ش (‪ 32‬عاما) مدافع مانشس��تر يونايتد‬ ‫بط��ل ال��دوري اإلنكليزي أن��ه س��يترك الفريق‬ ‫بنهاي��ة املوس��م احلالي‪ .‬وقال إن��ه يتطلع لتحد‬ ‫جدي��د‪ ،‬لكنه لن يتعاق��د مع ن��اد إنكليزي آخر‪.‬‬ ‫وأوض��ح «إن��ه الع��ام األخير في عق��دي بعدما‬ ‫قضي��ت ثمان��ي س��نوات رائع��ة هن��ا‪ ...‬الفترة‬ ‫الت��ي قضيتها في ه��ذا النادي العظيم س��تظل‬ ‫ه��ي أفضل الس��نوات في مس��يرتي الكروية»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬لم أك��ن أتخيل من قب��ل أن أحرز ‪15‬‬ ‫ً‬ ‫لقب��ا‪ ،‬ولن أنس��ى أب��دا بالتأكيد الليل��ة الرائعة‬ ‫التي عش��تها مع الفريق في موسكو (عندما فاز‬ ‫الفريق على تشلس��ي ليتوج بلقب دوري أبطال‬ ‫أوروب��ا ع��ام ‪ ،)2008‬إنها م��ن الذكري��ات التي‬ ‫ستظل معي ومع املشجعني لألبد»‪.‬‬ ‫وأوض��ح «رغ��م ه��ذا‪ ،‬ق��ررت أن أرح��ل عن‬ ‫الفريق بنهاية املوس��م احلالي‪ .‬أريد التحدي مع‬ ‫نفسي مجددا وأحاول تقدمي أفضل ما لدي في‬ ‫الس��نوات املقبل��ة‪ ...‬لدي خي��ارات قليلة للفترة‬ ‫املقبلة وأسعى الختيار أنس��بها لي ولعائلتي»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬أركز جهودي حاليا مع مانشس��تر‬ ‫يونايت��د وأس��عى لب��ذل قص��ارى جه��دي مع‬ ‫الفريق حتى نهاية املوسم»‪.‬‬

‫■ لن�دن – «الق�دس العرب�ي»‪ ،‬د ب أ‪:‬‬ ‫قب�ل ‪ 14‬جولة من النهاية‪ ،‬يتوجه ارس�نال‬ ‫متصدر الدوري اإلنكليزي ملالقاة ليفربول‬ ‫الي�وم الس�بت ف�ي املرحل�ة اخلامس�ة‬ ‫والعش�رين من املس�ابقة‪ ،‬في املباراة التي‬ ‫قد حتدد مصي�ر املدفعجية في صراعه على‬ ‫اللقب‪.‬‬ ‫ورغ�م مط�اردة مانشس�تر س�يتي‬ ‫وتشلس�ي له‪ ،‬فإن ارس�نال اعتل�ى جدول‬ ‫الترتي�ب ف�ي أغلب فترات املوس�م‪ ،‬في ظل‬ ‫بح�ث الفريق ع�ن أول لقب له ف�ي الدوري‬ ‫احملل�ي من�ذ ‪ .2005‬واحتفظ ارس�نال حتت‬ ‫قي�ادة مدرب�ه الفرنس�ي آرسين فينغ�ر‬ ‫بص�دارة الترتيب بع�د فوز تشلس�ي على‬ ‫ملعب الس�يتي به�دف نظيف ي�وم االثنني‬ ‫املاضي‪ ،‬لكنه يتطلع اآلن إلى اس�قاط قطب‬ ‫جدي�د في س�بيل حتقي�ق هدفه االساس�ي‬ ‫املتمثل ف�ي الصع�ود إلى منص�ة التتويج‪.‬‬ ‫لك�ن طموح�ات ارس�نال تصط�دم بأحالم‬ ‫ليفربول صاحب املركز الرابع‪ ،‬الذي يبحث‬ ‫عن بطاقة التأه�ل إلى دوري أبطال أوروبا‬ ‫املوس�م املقبل‪ .‬وقال فينغ�ر‪« :‬األمر لم يكن‬ ‫أبدا مبثل البس�اطة التي يتنبأ بها اجلميع‪،‬‬ ‫لقد قل�ت منذ وقت بعيد إن�ه ال يوجد فريق‬ ‫أعل�ى من الباقي‪ ،‬األمر يتعلق بالتماس�ك»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬في ه�ذه الفترة تكون كل مباراة‬ ‫مصيرية لكل فريق‪ ،‬ألن اجلميع يصارع من‬ ‫أجل ش�يء م�ا‪ ...‬اجلمي�ع يرغب ف�ي الفوز‬ ‫بكل املباريات»‪.‬‬

‫وخس�ر ليفرب�ول مرتين عل�ى ملعب�ه‬ ‫انفيلد هذا املوسم‪ ،‬لكنه لم يتعرض لهزمية‬ ‫من�ذ ‪ 21‬أيلول‪/‬س�بتمبر املاض�ي‪ ،‬حيث فاز‬ ‫في ثماني مباريات من أصل تس�ع وس�جل‬ ‫‪ 31‬هدفا خالل هذا املش�وار‪ .‬وسكنت شباك‬ ‫ليفرب�ول س�بعة أه�داف فقط عل�ى ملعبه‬ ‫خالل املباريات التس�ع األخيرة‪ ،‬وفي حال‬ ‫جنح ف�ي الف�وز عل�ى ارس�نال‪ ،‬سيس�عى‬ ‫مانشس�تر س�يتي وتشلس�ي‪ ،‬ب�كل ق�وة‬ ‫الستغالل س�قوط املدفعجية واالنقضاض‬ ‫بشكل أكبر على الصدارة‪.‬‬ ‫واكتسب تشلسي جرعة زائدة من الثقة‬ ‫بع�د فوزه على الس�يتي‪ ،‬وهو م�ا يجب أن‬ ‫ينعكس خالل مباراته أمام ضيفه نيوكاسل‪،‬‬ ‫في حني يسعى السيتي الس�تعادة توازنه‬ ‫عل�ى حس�اب نوريت�ش الي�وم‪ .‬وافتق�د‬ ‫التش�يلي مانويل بيلغريني مدرب السيتي‬ ‫العدي�د م�ن جنومه ام�ام تشلس�ي‪ ،‬بينهم‬ ‫س�يرجيو اغوي�رو وفرنانديني�و‪ ،‬الل�ذان‬ ‫س�يغيبان أيضا عن مب�اراة نوريتش‪ .‬لكن‬ ‫بيلغرين�ي أعرب عن ثقت�ه في قدرة العبيه‬ ‫على اس�تعادة التوازن‪ ،‬وق�ال‪« :‬أتذكر أننا‬ ‫فزنا ف�ي كل املباري�ات الكبي�رة األخرى‪...‬‬ ‫ه�ذه املرة األول�ى التي نخس�ر فيها مباراة‬ ‫قمة‪ ،‬في غياب خمس�ة أو ستة العبني‪ ،‬رمبا‬ ‫ه�ذه الهزمية ل�ن يكون لها أثر نفس�ي على‬ ‫الالعبني»‪.‬‬ ‫ويتطلع توتنهام إلى ابعاد إيفرتون عن‬ ‫املرك�ز اخلامس عندما يلتقي�ان على ملعب‬

‫مشجعو ساو باولو يحتجون‬ ‫على انضمام باتو‬

‫ارسني فينغر يدرك ان فترة صعبة ستواجه فريقه ارسنال‬ ‫«وايت ه�ارت لني» األحد‪ ،‬في حني يس�عى‬ ‫مانشس�تر يونايتد صاحب املركز الس�ابع‬ ‫إل�ى الفوز عل�ى فولهام في الي�وم ذاته من‬ ‫أجل االقتراب خطوة حتى لو كانت بسيطة‬

‫من أصحاب القمة‪.‬‬ ‫ويخ�رج كارديف صاح�ب املركز الثاني‬ ‫م�ن الق�اع ملواجهة س�وانزي بينم�ا يلتقي‬ ‫وس�تهام صاحب املركز الثالث من القاع مع‬

‫اس�تون فيال السبت‪ .‬وفي مباريات أخرى‪،‬‬ ‫يلتق�ي كريس�تال ب�االس مع ضيفه وس�ت‬ ‫بروميت�ش البي�ون وس�اوثهامبتون م�ع‬ ‫ستوك وسندرالند مع هال السبت أيضا‪.‬‬

‫معاقبة احلكم «غامز» باإليقاف واحلرمان!‬

‫لندن – «القدس العربي»‬ ‫من خلدون الشيخ‪:‬‬

‫ال ش�ك ان في عالم كرة القدم هناك جنوم‪ ،‬وهناك «س�وبر‬ ‫س�تارز»‪ ...‬هن�اك م�ن ميك�ن محاس�بته ومعاقبت�ه‪ ،‬وهن�اك‬ ‫م�ن يرف�ع يافطة «ال يلم�س» على صدره‪ ،‬أو هك�ذا يبدو االمر‬ ‫لكثيرين من محبي الكرة االسبانية‪.‬‬ ‫فبعد احلادثة الغريبة في طرد نحم ريال مدريد‪ ،‬وصاحب‬ ‫الك�رة الذهبية‪ ،‬كريس�تيانو رونال�دو في مب�اراة فريقه ضد‬ ‫أتلتي�ك بلباو في الدوري‪ ،‬ورفض جلنة العقوبات في االحتاد‬ ‫االس�باني اس�تئناف الن�ادي امللك�ي ف�ي ايق�اف رونال�دو ‪3‬‬ ‫مباري�ات‪ ،‬فان اللجن�ة التقنية الحت�اد احلكام االس�بان قرر‬ ‫معاقب�ة حكم املباراة ميغي�ل أنخيل آيزا غام�ز بااليقاف على‬ ‫خلفية انه بدل من س�رده ألحداث القصة‪ ،‬فأوقفته ملدة ش�هر‬ ‫عن التحكيم‪ ،‬وحرمته من حتكيم أي مباراة مس�تقبلية لريال‬ ‫مدريد هذا املوسم‪.‬‬ ‫وبحسب تقارير اعالمية اسبانية‪ ،‬فانه قد يعاقب باقصائه‬ ‫من فئة احلكام للدرجة املمتازة (ال ليغا) بعد اعتبار مس�توى‬ ‫حتكيمه ف�ي املب�اراة التي طرد خالله�ا رونالدو‪ ،‬بانه س�يئ‬

‫احلكم ايزا غامز مشهرا البطاقة احلمراء في وجه رونالدو‬

‫الدوري االسباني‬

‫برشلونة والريال في مواجهتني صعبتني ضد اشبيليه وفياريال‬ ‫■ مدري�د – «الق�دس العرب�ي»‪ ،‬د ب أ‪ :‬يس�عى‬ ‫أتلتيكو مدري�د ملداواة جروحه عقب خس�ارته املذلة‬ ‫صفر‪ 3/‬أمام ج�اره ريال مدريد في ذه�اب قبل نهائي‬ ‫كأس ملك أسبانيا‪ ،‬كما يتطلع أيضا لتعزيز موقعه في‬ ‫صدارة الدوري األسباني حني يحل ضيفا على امليريا‬ ‫املتواضع في املرحلة الثالثة والعشرين من املسابقة‪،‬‬ ‫في حني يخوض مطارداه الريال وبرش�لونة لقاءين‬ ‫صعبني امام فياريال وأشبيلية على التوالي‪.‬‬ ‫ويفتقد أتلتيكو مرة أخرى خدمات جنميه فيليبي‬ ‫لوي�س وديفي�د في�ا بس�بب اس�تمرار معاناتهما من‬ ‫اإلصاب�ة‪ .‬وللم�رة االول�ى من�ذ ‪ ،1996‬ال�ذي ت�وج‬ ‫خالله أتلتيك�و ببطولتي الدوري وكأس امللك‪ ،‬يتربع‬ ‫الفريق على صدارة الدوري برصيد ‪ 57‬نقطة‪ ،‬متقدما‬ ‫بف�ارق ثلاث نق�اط ع�ن مالحقي�ه برش�لونة وريال‬ ‫مدري�د اللذي�ن يحتلان املركزي�ن الثان�ي والثال�ث‬ ‫عل�ى الترتيب‪ .‬ويحتل أمليريا املرك�ز الرابع من القاع‪،‬‬ ‫ويخشى القائمون على الفريق من عودته سريعا إلى‬

‫بالتع�ادل ‪ 1/1‬يوم األحد املاضي‪ ،‬وكان الفريق امللكي‬ ‫ق�د تقدم بالتماس ض�د قرار اإليقاف‪ .‬وم�ن املؤكد أن‬ ‫يع�وض النجم الويل�زي غاريث بيل غي�اب رونالدو‬ ‫رغم عدم تعافيه بشكل كامل من اإلصابة التي أبعدته‬ ‫عن املشاركة أمام أتلتيكو مدريد في كأس امللك‪.‬‬ ‫ويالق�ي برش�لونة (حام�ل اللق�ب) أش�بيلية‬ ‫صاحب املركز الس�ابع األحد‪ ،‬في مهمة صعبة للفريق‬ ‫الكتالون�ي ال�ذي أه�در س�بع نق�اط خلال مبارياته‬ ‫األربع األخيرة‪ ،‬لكنه ظهر بش�كل ق�وي وأكثر صالبة‬ ‫خلال فوزه ‪/2‬صفر على ضيفه ريال سوس�ييداد في‬ ‫قب�ل نهائي كأس املل�ك األربعاء املاض�ي‪ .‬ويغيب عن‬ ‫برش�لونة كل من خ�وردي ألبا وخافيير ماس�كيرانو‬ ‫بس�بب إيقافهما مباراة واح�دة‪ ،‬باإلضافة إلى النجم‬ ‫البرازيلي نيمار الذي لم يتعاف بعد من اإلصابة‪ .‬كما‬ ‫يلتقي أيضا بلنس�ية مع ريال بيتيس ورايو فاليكانو‬ ‫م�ع ملقة‪ ،‬وأوساس�ونا م�ع خيتافي‪ ،‬وبل�د الوليد مع‬ ‫ايلتشي وريال سوسييداد مع ليفانتي‪.‬‬

‫ميسي‪ :‬أنا سعيد مبستواي احلالي‬ ‫■ لندن ‪ -‬إفي‪ :‬أكد األرجنتيني ليونيل ميسي‬ ‫مهاجم برشلونة‪ ،‬أنه سعيد مبستواه احلالي كما‬ ‫أنه يتوقع حتس�ن مس�تواه قب�ل انطالق بطولة‬ ‫كأس العالم الصيف املقب�ل‪ .‬وقال‪« :‬أنا في حالة‬ ‫رائع�ة ومفعم بالطاقة واحلماس‪ .‬لقد متكنت من‬ ‫العودة للعب مجددا بعد وقت طويل وأنا س�عيد‬ ‫مبستواي احلالي»‪.‬‬ ‫وأضاف املهاجم امللقب بـ»البرغوث» أن هناك‬

‫الكثير كي يتعلمه‪ ،‬كما أن هناك إمكانية لتحسني‬ ‫مستواه في الفترة املقبلة‪.‬‬ ‫وعن�د س�ؤاله ع�ن مش�اركته م�ع منتخ�ب‬ ‫األرجنتني في مونديال البرازيل رد ميس�ي بأنه‬ ‫يتمنى اس�تعادة مستواه تدريجيا على أن يصل‬ ‫ملرحل�ة التألق ف�ي نهائي�ات كأس العالم‪ .‬ويرى‬ ‫ميس�ي أن موندي�ال ‪ 2014‬س�تكون ل�ه أهمي�ة‬ ‫خاص�ة لالعبي منتخ�ب األرجنتني ألنه س�يقام‬

‫ف�ي البرازيل وهو ما س�يتيح الفرص�ة جلماهير‬ ‫راقصي التانغو حلض�ور املباريات «فرمبا يكون‬ ‫هن�اك اآلالف م�ن اجلماهي�ر الت�ي تدعمن�ا وأنا‬ ‫واثق من قدرتنا على حتقيق شيء مميز جدا في‬ ‫البطول�ة»‪ .‬تأت�ي تصريحات ميس�ي ردا على ما‬ ‫تردد مؤخرا عن تراجع مس�تواه منذ عودته من‬ ‫اإلصابة‪ ،‬ال س�يما وأن املهاجم لم يستعد ملساته‬ ‫التهديفية‪.‬‬

‫ودون املستوى املطلوب‪.‬‬ ‫وكان�ت حال�ة ط�رد رونال�دو‪ ،‬ه�ي الس�ابعة في مس�يرة‬ ‫النج�م البرتغال�ي‪ ،‬وه�و ن�ال البطاقة احلم�راء ف�ي الدقيقة‬ ‫‪ 75‬م�ن املب�اراة‪ ،‬عقب رفع ي�ده في وجه قائد بلب�او كارلوس‬ ‫ً‬ ‫أرضا بصورة هزلية ومتثيلية‬ ‫غوربيغي‪ ،‬الذي س�قط بدوره‬ ‫ً‬ ‫مبالغ�ا به�ا‪ .‬بعدها تخاش�ن رونال�دو مع العب وس�ط بلباو‬ ‫اندير اتورازبي‪.‬‬ ‫واملفه�وم ان احلكم غامز أوضح في تقريره االصلي س�بب‬ ‫ط�رد رونال�دو العتدائ�ه عل�ى غوربيغ�ي‪ ،‬لك�ن بعده�ا غير‬ ‫أقواله‪ ،‬وقال ان س�بب الط�رد كان لدفع�ه اتورازبي‪ ،‬وهو ما‬ ‫قاد جلنة احلكام الى ايقاع العقوبة على احلكم‪.‬‬ ‫يذكر ان غامز املولود في مدينة فالنس�يا‪ ،‬يش�تهر بادارته‬ ‫الس�يئة للمباريات في الدوري االس�باني‪ ،‬حت�ى انه قبع في‬ ‫ق�اع تقييم احل�كام في املواس�م الثالثة االخي�رة‪ ،‬وهو اعتبر‬ ‫من أقوى املرش�حني الهباطه للتحكيم في منافس�ات الدرجة‬ ‫الثاني�ة‪ .‬يذك�ر ان االحتاد االس�باني لكرة الق�دم هو الذي‬ ‫يح�دد عقوبات الط�رد‪ ،‬وهو الذي ح�دد ‪ 3‬مباريات عقوبة‬ ‫ً‬ ‫أيضا رفض الطع�ن بالقرار‪ ،‬في حني‬ ‫لرونال�دو وهو الذي‬ ‫ان اللجن�ة التقني�ة الحت�اد احلكام ه�ي التي ت�درس أداء‬ ‫احلكام وتقيمهم‪.‬‬

‫الدوري االملاني‬

‫هامبورغ يبحث عن حل‪ ...‬والبايرن عن اإلبهار!‬ ‫■ برلين ‪ -‬د ب أ‪ :‬يتطل�ع هامب�ورغ إل�ى إيق�اف مسلس�ل‬ ‫هزائم�ه في مبارياته اخلمس األخيرة بالدوري األملاني‪ ،‬والتي‬ ‫قادته إل�ى منطقة الهبوط حني يس�تضيف هيرت�ا برلني اليوم‬ ‫السبت في املرحلة العشرين من املسابقة‪.‬‬ ‫ويفتخر مش�جعو هامبورغ دائما ببقاء الفريق املس�تمر في‬ ‫الدرج�ة األولى وعدم تعرضه للهبوط طوال تاريخه‪ ،‬لكن أداء‬ ‫هامبورغ احلالي يهدد تاريخه املشرف في البطولة‪.‬‬ ‫وتعد خس�ارة هامبورغ األخيرة صفر‪ 3/‬أمام هوفنهامي هي‬ ‫اخلامس�ة على التوال�ي التي يتع�رض لها الفري�ق‪ ،‬وهي املرة‬ ‫األولى التي يتعرض فيها للخسارة في خمس مباريات متتالية‬ ‫منذ س�بعينات الق�رن املاضي‪ ،‬وه�و ما جع�ل الهولندي بيرت‬ ‫ف�ان مارفيك مدرب الفري�ق يتعرض لضغ�وط متزايدة لتغيير‬ ‫األم�ور‪ .‬وقال فان مارفيك‪« :‬عندم�ا توليت تدريب هامبورغ في‬ ‫أيلول‪/‬س�بتمبر املاض�ي‪ ،‬كانت املهم�ة األولى ه�ي االبتعاد عن‬ ‫القاع‪ ،‬لكنها اآلن أصبحت املهم�ة الوحيدة»‪ .‬وأضاف‪« :‬إنه أمر‬ ‫مهم أن منتلك الهيبة وقوة الشخصية‪ ،‬ويتعني علينا أن نتحلى‬ ‫بالشجاعة‪ ،‬حتى في حالة اخلسارة أمام هيرتا يوم السبت»‪.‬‬ ‫لكن اخلس�ارة مجددا تب�دو أمرا ال ميكن الس�كوت عليه إذا‬ ‫كان «ديناص�ور ال�دوري األملان�ي» يرغ�ب في جتن�ب الهبوط‬ ‫للدرجة الثانية‪ ،‬حيث يواجه‪ ،‬عقب مباراته مع هيرتا‪ ،‬منافسيه‬ ‫املباش�رين ف�ي األس�ابيع املقبل�ة‪ .‬ويع�ود إل�ى صفوف�ه ريني‬ ‫ادلر بعد ش�فائه من اإلصابة‪ ،‬بينما تعرض هيكو فيس�ترمان‪،‬‬ ‫وه�اكان كالهانغول�و لكدم�ات طفيف�ة‪ ،‬ويأم�ل القائم�ون على‬ ‫الفريق في تعافي جنمه بيير ميشيل‪-‬الس�وغا من اإلصابة من‬

‫أجل املشاركة مع هامبورغ أمام فريقه السابق‪.‬‬ ‫ورغم البداية القوية لهيرتا في النصف األول من املس�ابقة‪،‬‬ ‫إال أن�ه تلق�ى خس�ارتني متتاليتين م�ع بداي�ة مرحل�ة اإلياب‪،‬‬ ‫ويرغ�ب الفري�ق ف�ي الف�وز عل�ى هامب�ورغ م�ن أج�ل تعزي�ز‬ ‫طموحاته في املش�اركة في املسابقات األوروبية املوسم املقبل‪.‬‬ ‫ولم ينجح في الفوز عل�ى هامبورغ في ملعبه منذ ‪ ،2001‬وكان‬ ‫الف�وز املاض�ي للفريق ‪/1‬صف�ر في الدور األول هذا املوس�م هو‬ ‫األول لفري�ق العاصم�ة األملاني�ة عل�ى هامبورغ في الس�نوات‬ ‫اخلمس األخيرة‪.‬‬ ‫ويبح�ث املتص�در باي�رن ميوني�خ ع�ن مواصل�ة أرقام�ه‬ ‫القياس�ية بعدم�ا حاف�ظ على س�جله خاليا م�ن الهزائم في ‪44‬‬ ‫مب�اراة متتالية في الدوري عندما يح�ل ضيفا على نورمبيرغ‪،‬‬ ‫لك�ن من دون جنم�ه الفرنس�ي فران�ك ريبيري الذي س�يغيب‬ ‫ملدة أس�بوعني بعد اجلراحة التي أجراها لتذويب جتمع دموي‬ ‫ف�ي املؤخرة على أن يظل في املستش�فى حتى بع�د يوم األحد‪.‬‬ ‫وينتظ�ر أن يعط�ي األطب�اء ي�وم االثنني تش�خيصا أكث�ر دقة‬ ‫حلال�ة الالعب وفترة العالج التي يحتاجه�ا‪ .‬ويتفوق البايرن‬ ‫بف�ارق ‪ 13‬نقط�ة عن أق�رب مالحقيه باير ليفرك�وزن‪ .‬ويواجه‬ ‫بوروس�يا دورمتوند صاحب املركز الثالث فيردر برمين اليوم‬ ‫الس�بت‪ ،‬بينما يلتقي فولفس�بورغ‪ ،‬الذي يسعى للمشاركة في‬ ‫دوري األبطال املوسم املقبل‪ ،‬مع ضيفه ماينز‪ .‬وفي صراع القاع‬ ‫يستضيف إينتراخت فرانكفورت فريق إينتراخت براونشفيغ‪،‬‬ ‫كما يلتقي فرايبورغ مع هوفنهامي‪ .‬كما يلتقي أيضا شتوتغارت‬ ‫مع أوغسبورغ‪ ،‬وشالكه مع هانوفر األحد‪.‬‬

‫الدوري املصري‬

‫نية في األهلي لإلستعانة بأبو تريكة مدرب ًا‬ ‫■ القاه�رة – الق�دس العرب�ي – م�ن عبد الله‬ ‫محمد القاعود‪ :‬يس�ود اجتاه داخل مجلس إدارة‬ ‫االهلي املصري إلس�ناد مهمة تدريب الفريق األول‬ ‫إلى محم�د ابو تريكة جنم الفريق املعتزل في حال‬ ‫تأزمت االمور مس�تقبال في ال�دوري املصري وفي‬ ‫بطول�ة دوري ابط�ال افريقي�ا التي س�يدافع فيها‬ ‫الفريق عن لقبه بداية من دور الـ‪.64‬‬ ‫وعلمت «الق�دس العربي» ان تفكير مس�ؤولي‬ ‫االهلي في االس�تعانة بأبو تريكة كمنقذ يأتي بعد‬ ‫جن�اح جترب�ة احمد حس�ام «مي�دو» م�ع الزمالك‬

‫الشعار االوملبي الشهير يتوسط منتجع سوتشي‬

‫املراهنات ترشح النرويج للذهب وأمريكا ألكبر حصاد‬ ‫■ برلني ‪ -‬د ب أ‪ :‬تصدرت البعثة النرويجية‬ ‫قائمة املرش�حني البارزين‪ ،‬في مكاتب املراهنات‬ ‫البريطانية واألملانية‪ ،‬لصدارة جدول امليداليات‬ ‫ف�ي دورة األلع�اب األوملبي�ة الش�توية الت�ي‬ ‫انطلق�ت فعالياته�ا أمس ف�ي منتجع سوتش�ي‬ ‫الروس�ي‪ .‬وتض�م البعث�ة األوملبي�ة العدي�د من‬ ‫الرياضيين والرياضي�ات أصح�اب اخلب�رة‬ ‫الرائع�ة بال�دورات األوملبية مث�ل جنمي التزلج‬ ‫آسكل لوند س�فيندال وماريت بيورغن‪ .‬وبلغت‬

‫نس�بة املراهن�ات على ف�وز البعث�ة النرويجية‬ ‫بأوملبياد سوتشي ‪ 2‬إلى ‪.1‬‬ ‫كم�ا جاء ف�ي املراك�ز التالي�ة عل�ى الترتيب‬ ‫بقائم�ة الترش�يحات بعثات الوالي�ات املتحدة‬ ‫وأملاني�ا وروس�يا وكن�دا التي تص�درت جدول‬ ‫امليدالي�ات في ال�دورة املاضية الت�ي أقيمت في‬ ‫مدين�ة فانكوف�ر الكندي�ة ع�ام ‪ .2010‬ويعتم�د‬ ‫الترتي�ب ف�ي ج�دول امليدالي�ات عل�ى ع�دد‬ ‫امليدالي�ات الذهبي�ة الت�ي حترزه�ا كل بعث�ة‬

‫وحتسن عروض الفريق حتت قيادته‪ .‬وقد يضطر‬ ‫مجلس إدارة االهلي للجوء البو تريكة كحل اخير‬ ‫ف�ي ظ�ل االنتق�ادات احل�ادة الت�ي يتع�رض له�ا‬ ‫محمد يوس�ف امل�درب احلالي‪ ،‬حي�ث مني االهلي‬ ‫بهزميتين امام املقاولين والداخلية على التوالي‪،‬‬ ‫قبل ان يفوز بصعوبة على غزل احمللة امس االول‬ ‫بهدف نظيف من ركلة جزاء مشكوك في صحتها‪.‬‬ ‫ويحظ�ى ابو تريكة (‪ 34‬عاما) بش�عبية هائلة‪،‬‬ ‫خاص�ة ف�ي صف�وف االلت�راس‪ ،‬فيم�ا يوش�ك‬ ‫الالع�ب املعتزل لتوه على اإلنته�اء من احلصول‬

‫عل�ى ترخي�ص التدريب ف�ي اكادميي�ة «اليبزيغ»‬ ‫املتخصصة في إعداد املدربني باملانيا‪.‬‬ ‫على صعيد اخر اعلن مجلس إدارة األهلي عن‬ ‫فتح باب الترش�ح النتخاب�ات مجلس اإلدارة ً‬ ‫غدا‬ ‫األحد على ان يس�تمر تلقي طلبات الترش�يح ملدة‬ ‫اسبوع ‪ .‬ويأتي إعالن االهلي‪ ،‬رغم األزمة العنيفة‬ ‫م�ع طاهر ابو زيد وزير الرياضة الذي اصدر قرارا‬ ‫بحل اجمللس الذي يرأس�ه حس�ن حم�دي قبل ان‬ ‫يتراجع الوزي�ز بعد تدخل رئيس ال�وزراء حازم‬ ‫الببالوي‪.‬‬

‫نشر مئة ألف رجل أمن خالل املونديال البرازيلي‬

‫أوملبياد سوتشي‬

‫أكث�ر من االعتماد عل�ى إجمالي ع�دد امليداليات‬ ‫املتنوعة لكل بعثة‪ .‬وأس�فرت الترشيحات التي‬ ‫ص�درت عن مكات�ب املراهن�ات عن ف�وز البعثة‬ ‫األمريكي�ة بأكب�ر رصيد من امليدالي�ات املتنوعة‬ ‫مثلما جنحت في حصد اكب�ر عدد من امليداليات‬ ‫املتنوع�ة ف�ي أوملبي�اد ‪ ،2010‬لكنه�ا كان�ت أق�ل‬ ‫في ع�دد امليداليات الذهبية م�ن البعثة الكندية‬ ‫بخم�س ذهبي�ات كم�ا حل�ت أيض�ا خل�ف كندا‬ ‫وأملانيا في جدول الترتيب‪.‬‬

‫رانييري‪ :‬فالكاو سيلعب في املونديال‬ ‫■ باري�س ‪ -‬إفي‪ :‬أكد م�درب موناكو الفرنس�ي‪ ،‬كالوديو رانييري‪،‬‬ ‫أن املهاج�م الكولومب�ي رادامي�ل فالكاو س�يتعافى من إصابت�ه بالركبة‬ ‫اليس�رى قب�ل موندي�ال البرازيل ال�ذي س�ينطلق ف�ي يونيو‪/‬حزيران‬ ‫املقبل‪ .‬وقال‪« :‬حتدثت معه (فال�كاو) اخلميس وهو مطمئن‪ .‬يعمل كثيرا‬ ‫ويتق�دم في مرحلة التعافي‪ .‬ركبته تس�تجيب بش�كل جيد‪ .‬وهو س�عيد‬ ‫لهذا»‪ .‬وبس�ؤاله عما إذا كان يعتقد أن فالكاو س�يلحق باملونديال أجاب‬ ‫رانييري‪« :‬أعتقد أنه س�يلعب»‪ .‬وقال‪« :‬ستكون معجزة‪ ،‬لكنه يركز وكل‬ ‫ش�يء يس�ير على ما يرام في الوقت احلالي‪ ،‬وهو متفائل‪ .‬لكن الشهرين‬ ‫املقبلين مهمين للغاي�ة»‪ .‬وتعرض فال�كاو (‪ 27‬عام�ا) لقطع ف�ي الرباط‬ ‫الداخلي للركبة اليس�رى خالل مباراة في بطولة كأس فرنسا في ‪ 22‬من‬ ‫الشهر املاضي‪ ،‬ما اضطره للخضوع جلراحة‪.‬‬

‫بسبب طرده كريستيانو رونالدو‬

‫الدرجة الثانية‪.‬‬ ‫ويخ�وض ري�ال مدري�د اختب�ارا هام�ا حين‬ ‫يس�تضيف فياريال الذي يحتل املرك�ز اخلامس على‬ ‫ملع�ب «س�انتياغو برنابيو» اليوم الس�بت‪ .‬ويعاني‬ ‫فياري�ال م�ن قائم�ة إصاب�ات طويل�ة تض�م كل م�ن‬ ‫إيكيش�يكو أوش�ي وبرونو س�وريانو وتوماس بينا‬ ‫وكان�ي‪ .‬ورغ�م ذلك ق�ال م�درب الفريق مارس�يلينو‬ ‫غارس�يا‪« :‬هدفنا هو الفوز على ريال مدريد‪ ،‬ثم الفوز‬ ‫ف�ي مباراتن�ا املقبل�ة بعد ذلك‪ ،‬س�نقاتل بق�وة طوال‬ ‫البطول�ة م�ن أج�ل انت�زاع املرك�ز الراب�ع ف�ي جدول‬ ‫الترتيب في نهاي�ة البطولة»‪ .‬ويتأخر فياريال بفارق‬ ‫أربع نقاط عن أتلتيك بلباو صاحب املركز الرابع الذي‬ ‫يحل ضيفا على سيلتا فيغو يوم بعد غد االثنني‪.‬‬ ‫ويخ�وض ري�ال مدري�د املب�اراة ب�دون جنم�ه‬ ‫البرتغال�ي كريس�تيانو رونال�دو أفض�ل الع�ب ف�ي‬ ‫العال�م الع�ام املاض�ي بس�بب إيقافه ثلاث مباريات‬ ‫عقب طرده في اللقاء الس�ابق أمام بلباو الذي انتهى‬

‫رادار املالعــــب‬

‫■ ريو دي جانيرو ‪ -‬أ ف ب‪ :‬أعلن أمني عام هيئة‬ ‫االحتفاالت الكبرى في البرازيل اندري رودريغز ان‬ ‫حوالى مئة الف من عناصر االمن سيتم حشدهم في‬ ‫البلاد لضمان أمن مباريات كأس العالم لكرة القدم‬ ‫من ‪ 12‬حزيران‪/‬يونيو الى ‪ 13‬متوز‪/‬يوليو‪.‬‬ ‫وقال رودريغز في مركز قيادة ومراقبة الش�رطة‬ ‫ف�ي ري�و دي جانيرو «م�ن أجل كأس الق�ارات متت‬ ‫تعبئ�ة خمسين الف رجل‪ .‬نق�در عدد الذين س�يتم‬ ‫حش�دهم م�ن أج�ل كأس العالم مبئة ال�ف محترف‬ ‫في مج�ال االمن»‪ .‬وتابع رودريغز جملموعة صغيرة‬ ‫من الصحافيني ان هذا العدد يش�مل افراد الش�رطة‬ ‫املدني�ة والعس�كرية وش�رطة الس�ير والق�وات‬ ‫اخلاصة التي ميكن ان تتدخل في حال الضرورة‪.‬‬

‫وبدأ هذا املسؤول البرازيلي جولة في ‪ 12‬مدينة‬ ‫ستس�تضيف مباريات خالل املونديال ليستمع الى‬ ‫طلبات السلطات احمللية في مجال االمن‪ .‬وسترسل‬ ‫هذه الطلبات بعد ذلك الى الرئيس�ة ديلما روسيف‬ ‫لوض�ع اخلط�ة النهائية‪ .‬وذكر املس�ؤول نفس�ه ان‬ ‫االمن يركز على ‪ 15‬مس�ألة من التهديد االرهابي الى‬ ‫أمن الوف�ود واملالعب ومراقبة املش�جعني العنيفني‬ ‫والتظاهرات‪.‬‬ ‫وهزت البرازي�ل تظاهرات اجتماعي�ة تاريخية‬ ‫كبي�رة تخللته�ا أعم�ال عن�ف‪ ،‬للمطالبة بتحسين‬ ‫اخلدم�ات العامة واحلد من الفس�اد وادانة االنفاق‬ ‫العام الهائلة لتنظيم املونديال‪ .‬وتس�تعد السلطات‬ ‫لتظاه�رات جدي�دة خلال املوندي�ال‪ .‬وش�هدت‬

‫تظاه�رة ض�د زي�ادة رس�وم النق�ل ف�ي ري�و دي‬ ‫جانيرو مس�اء اخلمي�س اعمال عنف بني الش�رطة‬ ‫واملتظاهرين‪ ،‬ما ادى ال�ى جرح صحافي كما ذكرت‬ ‫صحيف�ة اوغلوبو‪ .‬وجرت الصدام�ات عندما أخلى‬ ‫رجال الش�رطة مس�تخدمني الغاز املس�يل للدموع‪،‬‬ ‫محطة القطارات الكبرى التي اجتاحها حوالى الف‬ ‫متظاهر‪.‬‬ ‫وقال�ت اوغلوب�و ان مص�ورا تلفزيوني�ا يعم�ل‬ ‫في قن�اة بانديراتس في حالة خطي�رة اثر اصابته‬ ‫بج�روح في الرأس‪ ،‬وخضع لعملي�ة جراحية‪ .‬وفي‬ ‫به�و احملط�ة ق�ام متظاه�رون ملثم�ون ويرت�دون‬ ‫مالبس سوداء بتخريب آالت توزيع البطاقات وهم‬ ‫يهتفون «احملطة حرة!»‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫■ س�او باولو – رويترز‪ :‬احتج مش�جعو س�او باول�و البرازيلي على‬ ‫انضمام الكس�ندر باتو بعد س�اعات من انتقال مهاجم ميالن الس�ابق الى‬ ‫النادي قادما من غرميه كورنثيانز‪ .‬وأطلق املش�جعون هتافات وشعارات‬ ‫ضد باتو خلال الفوز ‪-2‬صفر على باوليس�تا أول من أمس ليبدي بعدها‬ ‫املدرب موريس راماليو قلقه‪ ،‬الذي قال‪« :‬إنها مش�كلة علينا التعامل معها‪.‬‬ ‫يج�ب أن يش�عر الالعب بأنه مرح�ب به‪ ...‬واذا لم يش�عر بذلك س�تتعقد‬ ‫األم�ور»‪ .‬وتوصل بات�و التفاق على االنضمام الى س�او باول�و في صفقة‬ ‫تبادلية شهدت انتقال العب الوسط جادسون الى كورنثيانز‪.‬‬

‫بالتر جاهز للترشح لفترة خامسة‬ ‫■ برلين ‪ -‬د ب أ‪ :‬ق�ال السويس�ري جوزي�ف بالت�ر رئيس االحتاد‬ ‫الدولي لكرة القدم إنه سيترش�ح لفترة رئاس�ية خامسة إذا طلبت منه‬ ‫االحتادات األهلية األعضاء االستمرار في رئاسة الفيفا‪ .‬وقال بالتر (‪77‬‬ ‫عاما)‪ ،‬في تصريحات من منتجع سوتش�ي الروس�ي‪« :‬ل�ن أصيح أنني‬ ‫مرش�ح للفيفا مجددا‪ .‬لكن إذا طلب�ت مني االحتادات األعضاء في الفيفا‬ ‫هذا فلن أرفض»‪ .‬وتس�تطيع االحت�ادات األعضاء في الفيفا التعبير عن‬ ‫وجهة نظرها بش�أن اس�تمرار بالتر م�ن عدمه خالل اجتم�اع اجلمعية‬ ‫العمومي�ة للفيفا املقررة في العاش�ر من حزيران‪/‬يونيو املقبل في س�او‬ ‫باول�و البرازيلية قبل ثالثة أيام فقط من بداية فعاليات مونديال ‪.2014‬‬ ‫وجترى االنتخابات على رئاسة الفيفا في أيار‪/‬مايو ‪.2015‬‬

‫مستثمر قطري يقترب‬ ‫من شراء كالياري اإليطالي‬ ‫■ روم�ا ‪ -‬د ب أ‪ :‬أك�دت صحيف�ة «ال ريبوبلي�كا» اإليطالي�ة أن‬ ‫املس�تثمر القطري الش�يخ حمد بن خليفة آل ثاني اقترب بش�دة من‬ ‫ش�راء نادي كالياري اإليطالي‪ .‬وتردد أن آل ثاني اتصل مبس�ؤولي‬ ‫مدين�ة كالياري بش�أن اس�تاد «س�انتيليا» اململ�وك للمدينة والذي‬ ‫يج�ري حاليا جتدي�ده‪ ،‬لكن أعمال التجديدات تس�ير ببطء ش�ديد‬ ‫من�ذ بداية املوس�م ما يجعل االس�تاد غي�ر قادر على االس�تفادة من‬ ‫س�عته الكاملة‪ .‬وأرسل ماسيميو سيلينو مالك النادي رسالة حديثا‬ ‫إلى أح�د الصحفيني قال فيها أن النادي «بيع بش�كل عملي» لكنه لم‬ ‫يكش�ف عن هوية املش�تري‪ .‬وميل�ك آل ثان�ي‪ ،‬أحد أعضاء األس�رة‬ ‫احلاكمة في قطر‪ ،‬نصيب األسد من أسهم نادي باريس سان جيرمان‬ ‫الفرنسي‪ ،‬كما ان له ممتلكات خاصة في جزيرة سردينيا‪.‬‬

‫برشلونيون يجتازون اختبار‬ ‫الكشف عن املنشطات‬ ‫■ برش�لونة ‪ -‬إف�ي‪ :‬قام أطباء االحتاد األوروبي لك�رة القدم‪ ،‬بزيارة‬ ‫ن�ادي برش�لونة إلجراء االختب�ار الروتيني للكش�ف عن املنش�طات قبل‬ ‫مباراة البرس�ا أمام مانشستر سيتي في ذهاب دور الـ‪ 16‬في دوري أبطال‬ ‫أوروبا‪ ،‬الذي اجتازه عش�رة العبين‪ .‬وعقب مران الفري�ق‪ ،‬اجتاز كل من‬ ‫سيسك فابريغاس وأندريس إنييس�تا وليونيل ميسي ونيمار وألكسندر‬ ‫سونغ وإبراهيم أفيالي وأدريانو وداني ألفيش وإسحق كوينكا االختبار‬ ‫املتمثل في حتليل للدم والبول بعد اختيارهم عشوائيا‪.‬‬

‫اقبال كبير للجزائريني‬ ‫على تذاكر مونديال البرازيل‬ ‫■ اجلزائ�ر ‪ -‬د ب أ‪ :‬س�جلت ش�ركة «س�ياحة وأس�فار» اجلزائري�ة‬ ‫احلكومي�ة املكلفة بنقل مش�جعي البالد ال�ى البرازيل مل�ؤازرة فريقهم في‬ ‫نهائي�ات كأس العالم ‪ ،2014‬اقباال كبيرا في اليوم االول من انطالق عملية‬ ‫التس�جيل القتن�اء رزم تذاك�ر الس�فر‪ .‬وكش�ف طاه�ر س�احري الرئيس‬ ‫التنفي�ذي للش�ركة‪ ،‬عن تس�جيل ‪ 600‬مش�جع ضم�ن قائم�ة الراغبني في‬ ‫السفر الى البرازيل‪ ،‬في اول ايام عملية بيع تذاكر السفر‪ .‬وتوقع نفاد بقية‬ ‫االماكن في االيام القليلة املقبلة‪ .‬وكان وزير الشباب والرياضة اجلزائري‬ ‫محم�د تهمي كش�ف االثنني املاضي عن خطط احلكومة لنقل ‪ 2000‬مش�جع‬ ‫إلى البرازيل ملؤازرة منتخب بالدهم في كأس العالم‪.‬‬

‫فريق ايطالي يسجل ‪ 8‬أهداف‬ ‫في مرماه في الدقائق األخيرة!‬ ‫■ روم�ا – رويت�رز‪ :‬تعرضت الك�رة االيطالي�ة لفضيحة جديدة‬ ‫ت�ورط فيه�ا ه�ذه امل�رة فري�ق س�جل ثمانية أه�داف في مرم�اه في‬ ‫الدقائق العشر األخيرة من مباراة كأس محلية في طريقه للخسارة‬ ‫‪ .3-14‬وسيفتح االحتاد االيطالي حتقيقا في املباراة التي جرت بني‬ ‫بورجاتا تيرانوف�ي وباجيريا في كأس صقلية‪ ،‬وه�و اللقاء األخير‬ ‫ف�ي مجموعة من ثالث�ة فرق ضمت أيضا بارتينيكوداتش�ي‪ .‬وتلعب‬ ‫الف�رق الثالث�ة ف�ي الدرج�ة الثامن�ة م�ن ال�دوري‪ .‬وكان باجيري�ا‬ ‫يحت�اج الى نقط�ة واحدة للتأهل وتأخر ‪ 3-4‬مع تبقي عش�ر دقائق‬ ‫على النهاية‪ ،‬عندما س�جل بورجاتا هدفني متتاليني‪ .‬وش�اهد العبو‬ ‫بورجات�ا بع�د ذلك في ذهول منافس�يهم وهو يس�جلون الهدف تلو‬ ‫االخر في مرماهم‪ .‬واش�ترك في هذه األه�داف ثالثة العبني‪ .‬وتعني‬ ‫النتيجة أن بورجاتا تأهل بفارق األهداف عن بارتينيكوداتشي‪.‬‬

‫قسنطينة اجلزائري يلعب‬ ‫مباراتني في يوم واحد!‬ ‫■ اجلزائر ‪ -‬د ب أ‪ :‬يس�تعد نادي شباب قس�نطينة اجلزائري للعب‬ ‫مباراتني في يوم واحد في س�ابقة قد تكون األولى من نوعها في العالم‪،‬‬ ‫حيث انتقل الفريق مبجموعة ضمت ‪ 10‬العبني وحارسين بقيادة املدرب‬ ‫الفرنس�ي برنار س�يموندي على منت طائ�رة خاصة ال�ى النيجر ملالقاة‬ ‫جنيلاك الي�وم ف�ي ذهاب ال�دور التمهي�دي م�ن مس�ابقة كأس االحتاد‬ ‫االفريقي‪ .‬فيما تستعد مجموعة ثانية تتشكل من عشرة العبني وحارس‬ ‫مرم�ى يقودهم املدرب املس�اعد نبيل مجاه�د إلى مدين�ة بجاية ملواجهة‬ ‫مولودي�ة بجاية في اجلولة الثامنة عش�رة من الدوري اجلزائري‪ .‬وقال‬ ‫محمد بالوحبيب رئيس النادي املستقيل من منصبه‪ ،‬ان الفريق تعرض‬ ‫للعق�اب‪ ،‬موضح�ا أن رابطة ال�دوري اجلزائ�ري كان بإمكانه�ا التعامل‬ ‫بطريقة أخرى مع شباب قسنطينة‪.‬‬

‫نادال ينسحب من بطولة‬ ‫بوينس آيرس للتنس‬ ‫■ برش�لونة ‪ -‬د ب أ‪ :‬انس�حب العب التنس األسباني رافائيل نادال من‬ ‫بطولة بوينس آيرس املقررة األسبوع املقبل‪ ،‬حيث شعر بألم في املعدة منعه‬ ‫من التدريب‪ .‬وقال معس�كر نادال إن الالعب املصن�ف األول عامليا لم يتدرب‬ ‫منذ خس�ارته املباراة النهائية لبطولة أستراليا املفتوحة قبل نحو أسبوعني‬ ‫أمام ستانيسالس فافرينكا‪،‬حيث عانى األسباني من آالم في الظهر‪.‬‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬ ‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫كي ال نكون أصناما‬

‫■ حياتنا باتت محض رسومات تكاثرت خطوطها‬ ‫في أدمغتنا‪ ،‬وتش�ابكت معاملها‪ ،‬وتقاطعت منحنياتها‬ ‫حتى تاه قس�م منا عن نهاية الطريق‪ ،‬وانتهى به املآل‬ ‫إل�ى حي�ث ال يعلم غ�درا وخيانة‪ .‬أضح�ت الدنيا فخا‬ ‫كبيرا‪ ،‬متس�ك بكالليبها خفايا نفس وإرادة بحث عن‬ ‫احلقيق�ة‪ ،‬وقلة من تلم�س الصواب واقع�ا وكثرة من‬ ‫تتوهم إيجاده‪.‬‬ ‫أصبحنا نشبه األصنام كثيرا في جمودها وامتناع‬ ‫حركته�ا وانع�دام مش�اعرها‪ .‬فالدم�اء م�ن كل حدب‬ ‫وص�وب‪ ،‬وقطرات الدم فقدت قدس�يتها حتى أضحت‬ ‫ال ش�يء يذكر س�وى أرقام في إحصائيات ونش�رات‬ ‫أخب�ار‪ .‬انع�دم وزن قطرة ال�دم‪ ،‬وص�ارت فراغا غير‬ ‫موجود في وهمها‪ ،‬ورغم زخمها‪ .‬أجادل نفس�ي دوما‪،‬‬ ‫وأحاول حصر هذا الوهم وجمع ش�تاته ومللمة شظايا‬ ‫طائ�رة من حول�ي وميين�ي ويس�اري‪ ،‬واقتناص أي‬ ‫فرص�ة كانت حتى أمس�كها متلبس�ة في جرمه�ا بأياد‬ ‫ملطخ�ة بدماء بش�ر من حاض�ر أعيش�ه‪ .‬أنفس قتلت‬ ‫وه�درت أرواحها الطاهرة‪ ،‬وهي دي�ن ال يأبى الزمان‬ ‫إال س�داده‪ ،‬وح�ق ال مي�وت وإن م�ات اإلنس�ان ف�ي‬ ‫داخلنا‪.‬‬ ‫أص�رف النظر عن كل ما س�لف‪ ،‬وأب�دأ حملة معلنة‬ ‫صريح�ة عل�ى كل غامض ومرف�وض‪ ،‬وأط�رق أبوابا‬ ‫جم�ة في رحلت�ي نح�و احلقيق�ة الصرفة‪ ،‬وأس�تهلها‬ ‫بأس�ئلة وتفكر ف�ي مجريات الكون وأحداث�ه‪ ،‬إال أنها‬ ‫تصط�دم بكثي�ر م�ن األب�واب املغلق�ة‪ ،‬وتفش�ل مرارا‬ ‫وتك�رارا أول مجابهته�ا لفرضيات زرعت ف�ي عقولنا‬ ‫دون علم منا‪ ،‬ومن غير إدراك ووعي‪ .‬يتم إنهاء الرحلة‬ ‫من قب�ل مجتم�ع أعي�ش في�ه‪ ،‬وتتراش�ق االتهامات‪،‬‬ ‫وتعلو األصوات استنكارا وتهكما‪ ،‬وحتيطني نظرات‬ ‫ريب�ة وخوف‪ ،‬واالق�ي عيونا متوجس�ة ف�ي كل مقام‬ ‫ومقال‪ .‬أعود إلى نقط�ة البداية بعد أن باءت احملاولة‬ ‫بالفش�ل‪ ،‬وأنهمك في ق�راءة كت�ب‪ ،‬وتقليبا لصفحات‬ ‫تاريخ‪ ،‬وس�برا في أغوار النفس البشرية ومكنوناتها‬ ‫وأس�رارها‪ .‬فأج�د أن طري�ق احل�ق وس�يلته التفكر‪،‬‬ ‫وعنوانه فطرة بش�رية‪ ،‬وشعاره عقل يحب االقتناع‪،‬‬

‫وجبلته األسئلة‪ .‬وأعلم يقينا أن احلضارات لم تتقدم‬ ‫إال بطرح األسئلة‪ ،‬ومخاض األلم طلقاته استفسارات‬ ‫غير معهودة‪ ،‬وحاملو لواء التغيير قدموا دوما بوهج‬ ‫غريب اس�تثنائي لي�س معتادا‪ .‬فالله س�بحانه يحب‬ ‫ش�خصا أتاه بقناعة تامة كاملة‪ ،‬وعش�ق دربه بعدما‬ ‫امتلأت أف�كاره بأس�ئلة وإجاب�ات‪ .‬أل�م تكن س�اعة‬ ‫تفك�ر خير من س�نني عب�ادات وعادات؟! والرس�االت‬ ‫الس�ماوية ج�اءت مدعم�ة بأدل�ة وبراهين‪ ،‬ألن رب‬ ‫الكون يعلم مفتاح العقل البشري ويعرف علته! يقول‬ ‫الفرنس�ي فولتير‪« :‬احكم على الش�خص من أسئلته‪،‬‬ ‫ال أجوبت�ه»؛ فاإلجابات تأتي من تلك الفرضيات التي‬ ‫توارثناها أبا عن جد‪ ،‬واألسئلة تكون في حلظة يقظة‬ ‫لعقل نحمله فوق أكتافنا ونقدس جهله اعتزازا باإلثم‬ ‫وننطق حرفه استعجاال بعدا عن هنيهة تفكير!‬ ‫صرن�ا نحاكي األصنام اجلامدة على الرغم من أننا‬ ‫نرى ونسمع ونتكلم‪ .‬نقرأ عن دماء أريقت‪ ،‬فال نحدث‬ ‫س�اكنا! ونعتنق إجابات‪ ،‬وال نعم�ل العقل تدبرا فيها!‬ ‫تكلمت ألس�نتنا ترديدا لرواي�ات وفرضيات‪ ،‬والعقل‬ ‫معط�ل ثاب�ت دون حراك‪ .‬ك�م نحتاج إلى ه�زة عنيفة‬ ‫لتحف�ز الذه�ن عل�ى احلرك�ة‪ ،‬والقل�ب عل�ى التأث�ر‪،‬‬ ‫واليد على اجلد! ك�م يلزمنا أن ندرك واقعا غدونا فيه‬ ‫أصنام�ا منتظ�رة الفأس ليهش�مها ويحط�م أنانيتها!‬ ‫اذه�ب إل�ى بارق�ة األم�ل‪ ،‬وتنف�س رحي�ق احلقيق�ة‪،‬‬ ‫واس�أل العقل‪ ،‬و رج القلب‪ ،‬وه�ز الكيان؛ وذلك كي ال‬ ‫نكون أصناما‪ .‬قدرنا أن نكون بشرا‪ ،‬والبشري ميزته‬ ‫التفك�ر! جذور ف�ي األرض‪ ،‬وعقل في الس�ماء يناطح‬ ‫الس�حاب ويستنش�ق نس�يم حرية‪ ،‬وينق�ب جنومها‬ ‫اس�تدالال لنجم ش�مالي زينها‪ .‬فإرادة الله أن تش�رق‬ ‫الشمس من الشرق وتغرب من الغرب‪ ،‬وفي أيدينا أن‬ ‫نتفكر بدوران األرض ومتركز الشمس وطرقنا ألبعاد‬ ‫جدي�دة ومجهول�ة لم يقت�رب منها بش�ر‪ .‬فاخلطوات‬ ‫األول�ى يخالطه�ا حتس�س لواق�ع حدي�ث‪ ،‬وس�متها‬ ‫الشك‪ ،‬وحالها التقدم تارة والتقهقر تارة أخرى! وفي‬ ‫تقدمها حس�نة‪ ،‬وفي تراجعها حس�نة أيضا إن تعلمنا‬ ‫وأش�فينا غليل فضول املعرفة في عقولنا‪ .‬فاإلنسانية‬ ‫مبنية من كتلة مشاعر وفيض أفكار‪ ،‬والتقدم املوزون‬ ‫يكون باتصالنا مع عقل وقلب‪ ،‬والتجاوب مع غريزتنا‬ ‫البشرية املوجودة دوما‪ .‬ملاذا؟! كي ال نكون أصناما‪.‬‬ ‫حسام خطاب – األردن‬

‫تعليقا على «اجملالي يكشف لـ «القدس العربي»‬ ‫سر الورقة «البيضاء» في واشنطن‪...‬‬ ‫مطبخ من وطبخة ملن؟‬ ‫■ ع�ن أي مطب�خ نخبة تتح�دث؟ أو هل قراركم يأت�ي من احلكوم�ة أو البرملان أو حتى‬ ‫م�ن مل�كك نفس�ه‪ ،‬فمثلم�ا والؤك للنظام ه�و للمحافظ�ة على مكتس�باتك‪ ،‬فالنظ�ام أيضا‬ ‫والؤه مل�ن يحاف�ظ على وجوده أو ملن هو الس�بب فيه‪ ،‬أما إذا مش�روع كي�ري قدرك وقدر‬ ‫نظام�ك فهو لم ولن يكون قدرنا‪ .‬أما األضرار واملكاس�ب واجلنس�يات وفك اإلرتباط‪ ،‬وأن‬ ‫الفلس�طينيني مكون أساسي ليس فقط في الشراكة والتأس�يس ولكن في إطار استيعاب‬ ‫املس�تقبل واحلاجة امللحة إلى حضورهم في كل س�ياقات الوطن‪ ،‬فهذا كله كالم فارغ‪ ،‬فإذا‬ ‫كنت تبحث عن مكاسب ومستقبل فأصنعه بنفسك وال تنتظره منا‪ ،‬وإال فإنك ستظل دائما‬ ‫بحاجة ملن يتصدق عليك‪ .‬نحن جنسيتنا ووالؤنا ومستقبلنا وأوالدنا وأحفادنا لفلسطني‬ ‫وتراب فلسطني‪.‬‬ ‫السيكاوي‬

‫«طبيخ امريكاني»‬ ‫■ الطبخ�ة االمريكي�ة من�ذ زمن جاه�زة للس�كب ولكن املائ�دة غير جاهزة والس�بب‬ ‫اسرائيل ال غير ‪.‬‬ ‫ابو همام ـ القدس‬

‫فلسطني واالردن تاريخ وصراع مشترك‬

‫الدولة بني فكي السيد والشيخ‬

‫عائالت البركة ومتاثيل الرذيلة‬ ‫■ عم�ي أبو عكوان‪ ،‬ورث مهنة الزراعة وتربي�ة الثيران املدجنة‪ ،‬أبا عن جد‪.‬‬ ‫ل�م يزرع يوم�ا في غير أرض�ه‪ ،‬كما كان وف�اؤه لزوجت�ه البريئة ‪،‬طيب�ة القلب‪،‬‬ ‫ومث�ال املرأة املص�ون‪ .‬غير أن ثيرانه كانت تعيث نكحا ذكوريا في ش�بق بقرات‬ ‫البل�دة واجل�وار‪ ،‬مقابل بدل مادي يكفل في�ه حبل كل بقرة خلال زيارة يتيمة‪.‬‬ ‫رزق الل�ه عم�ي أب�و عك�وان مواس�م خي�ر دائمة‪ ،‬م�ع س�تة أوالد وبن�ت‪ ،‬وكان‬ ‫اهتمام�ه إلبنت�ه وحب�ه لها يس�اوي محبت�ه واهتمام�ه لباق�ي أوالده‪ .‬خصص‬ ‫ملكية املزرعة واالرض إلبنه الصغير – «غنوج» والدته – النه لم يكمل دراس�ته‬ ‫اإلبتدائي�ة‪ ،‬إال أن�ه كان باكورة أبيه في ال�زواج‪ ،‬تأثرا بإش�رافه املتواصل على‬ ‫الثي�ران وعاش�قاتهم الولهانة‪ .‬أكمل باقي أوالده علومه�م العالية وتخرج منهم‬ ‫مهندس�ان‪ ،‬ومحام‪ ،‬واس�تاذ جامعي‪ ،‬وعامل مصرفي‪ .‬أما اإلبنة‪ ،‬فنالت ش�هادة‬ ‫ف�ي طب اجلراحة‪ ،‬بدرجة إمتياز‪ .‬رغم الش�غف بالعمل والتحصيل جلميع أفراد‬ ‫العائلة وجهودهم اجلبارة‪ ،‬لم يحصلوا على مداخيل كافية لتش�ييد مبنى يوفر‬ ‫له�م مالذا مس�تقرا يخوله�م التفكي�ر بحياة زوجي�ة مريحة‪ ،‬بعي�دة عن أكالف‬ ‫اإليج�ار الش�هري املنهك‪ ،‬وجمع ش�مل العائلة‪ .‬هاجر املهندس�ان ال�ى كندا بعد‬ ‫عمل س�نني طوال ف�ي دول الرم�ال النفطية‪ .‬وبق�ي احملامي يتس�كع على أبواب‬ ‫قص�ور الع�دل لتحصيل حق�وق موكلي�ه الفق�راء‪ ،‬دون ج�دوى‪ .‬كما ل�م يدخل‬ ‫اإلس�تاذ اجلامعي مالك اجلامعة اللبنانية‪ ،‬لرفضه توسل ذلك من تيوس مذهبه‬ ‫املاروني‪ ،‬وبقي عامل املصرف موظفا عاديا أمينا على كرامته‪ ،‬بعيدا عن التورط‬ ‫ف�ي صفقات مالية م�ع مافيات تهري�ب اخمل�درات‪ ،‬وتبييض االم�وال‪ ،‬وعمليات‬ ‫بيع وش�راء العق�ارات‪ .‬تأهلت الطبيبة من طبيب زميل له�ا يعمل في احد املراكز‬ ‫الطبية‪ ،‬وكذلك باقي أشقائها‪ ،‬ولكن في أعمار جتاوزت العقد الرابع‪ .‬لم يراهنوا‬ ‫يوما على والء سياسي أو مذهبي أو حزبي‪ ،‬بل كان ديدنهم الدائم‪ ،‬العمل اجلاد‬ ‫والصالح من أجل لقمة عيش ش�ريفة خالية من أي ش�وائب أو تذلل أو توس�ل‪.‬‬ ‫أنه�م مث�ال عائالت لبناني�ة عديدة‪ ،‬عائلات ال زالت تتواج�د وتناضل وتكدح‪،‬‬ ‫وهم خميرة هذه األرض املقدسة بطهارتهم وسمو شرفهم وقوة عنفوانهم‪ .‬هذه‬ ‫الش�ريحة ‪-‬اخلميرة‪ ،‬ال تتسول مقاعد النيابة‪ ،‬وال أرائك دواوين الوزارات‪ ،‬وال‬ ‫مناصب نفعية في كهوف ومزارع القطاع العام‪ .‬سلاحهم التحصيل الدراس�ي‪،‬‬ ‫املهن�ي وس�واه‪ ،‬والكفاءات العلمية‪ ،‬والعيش بسلام دائم ف�ي مجتمع مواطني‬ ‫مستقر‪.‬‬ ‫أم�ا ما ميكن اإلش�ارة الي�ه حاليا من منظ�ور اخليبة والريب�ة وليس من باب‬ ‫اإلنتقاد أو القدح والذم – الذي اصبح استنس�ابيا وعشوائيا‪ ،‬هو هذه الظاهرة‬ ‫املقيتة التي لم يعهدها الدين املسيحي منذ والدة عيسى إبن مرمي‪ ،‬عليه السالم‪،‬‬ ‫وليس بعد توأمته اإلميانية مع الدعوة اإلسالمية احلنيفة‪ ،‬عنيت هذه األصوات‬ ‫اجلوف�اء العالية واخلاوية من أي إميان وتقوى‪ ،‬التي تدعي حرصا على حقوق‬ ‫املس�يحيني في اإلدارات واملناصب احلكومية والرس�مية في لبنان! يأسف املرء‬ ‫عند س�ماعه أصوات الذين يدعون اإلميان املس�يحي‪ ،‬وهم أنفسهم أولئك الذين‬ ‫قتل�وا وهج�روا واغتصب�وا وس�لحوا املس�يحيني في ح�روب املذه�ب الواحد‪،‬‬ ‫وهدم�وا البي�وت والقرى التي م�ا زالت مهجورة‪ .‬ه�م هم ذاته�م الذين يدعون‬ ‫التمثي�ل املس�يحي وه�م دجال�ون وكاذبون وقتل�ة‪ .‬قال الس�يد املس�يح‪ ،‬عليه‬ ‫السلام‪ ،‬أن مملكته ليس�ت من هذا العالم‪ ،‬وقد صلب ليخل�ص العالم من أدران‬ ‫خطاياهم‪ .‬أما هؤالء – لصوص الهيكل – فإنهم يس�فكون دم جميع املس�يحيني‪،‬‬ ‫ولي�س املس�يحيني من الطائف�ة املارونية فق�ط ‪ -‬مع كل صياح دي�ك مجروح ‪-‬‬ ‫عل�ى «جلجل�ة» وزاراتهم من أج�ل حفنات من سمس�رات صفق�ات التنقيب عن‬ ‫البت�رول ف�ي املناطق البحري�ة‪ ،‬وعمليات اختلاس خزائن املالي�ة العامة حتت‬ ‫ستار اإلصالح والشفافية والطهارة الداعرة‪ .‬إن املسيحية واملسيحيني هم براء‬ ‫م�ن دعوات وصراخ لصوص الهيكل‪ .‬بل إن نظ�ام الطائفية املقيت الذي يتخفى‬ ‫وراءه هؤالء بدهاء وخداع‪ ،‬هو السقف الهالمي الذي وجب هدمه على رؤوسهم‬ ‫جميعا‪ ،‬وهم من مختلف األديان والطوائف واملذاهب والشيع‪ .‬لن يرضى السيد‬ ‫املس�يح‪ ،‬عليه السلام‪ ،‬بأقل من طردهم من هيكله باألسواط‪ ،‬ولن يرضى النبي‬ ‫محمد‪ ،‬صلعم‪ ،‬سوى بأقل من حتطيم شواهدهم ومتاثيل رذائلهم الدنيئة‪.‬‬ ‫سعد نسيب عطاالله – لبنان‬ ‫‪saad_atallah@yahoo.com‬‬

‫■ مس��رحية جدي��دة تتمث��ل علين��ا مبش��روع‬ ‫ق��وات النات��و عل��ى احل��دود اجملهــــول��ة املعالم‬ ‫واخلارطة‪ ،‬في ظل تصريحات اسرائيلية متزايدة‬ ‫ح��ول يهودية الدول��ة وعدم اعطاء الفلس��طينيني‬ ‫أي ح��ق وكل األخب��ار الت��ي تتعلــــق بفلس��طني‬ ‫والفلس��طينيني يت��م التعام��ل فيها وكأننا لس��نا‬ ‫على أي خارط��ة طبيعية أو سياس��ية‪ .‬وليس هذا‬ ‫اس��وأ ما في األمر بقدر الش��رعية التي تعطيـــــها‬ ‫املنظــــم��ة والس��لطة الس��رائيل من خ�لال عملية‬ ‫املفاوضات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتض��ح متام��ا ف��ي كل مش��روع أو خط��ة أو‬ ‫تصرف يق��وم به س��يادة الرئيس وم��ن حوله أن‬ ‫ذخيرته��م نف��دت ووصل��وا إلى طريق مس��دود‪،‬‬ ‫طرح فعلي لفش��ل متكرر‪ ،‬م��ن إنهاء املقاومة حتى‬ ‫الدول��ة واالمم املتحدة – وأنت من قال يا س��يادة‬ ‫الرئيس ان القضية ضاعت في اروقة االمم املتحدة‬ ‫‪ -‬وخطة كيري وقبلها من املش��اريع الكثيرة نذكر‬

‫■ ف��ي اليمن فقط وعبـ��ر فترات تاريخه‬ ‫احلدي��ث واملعاص��ر يحتـ��دم الص��راع بني‬ ‫القـ��وى التقليدية املوالي��ة واملمولة إقليميا‬ ‫وخارجي��ا لتقـ��ود حرب��ا بالوكال��ة عل��ى‬ ‫حس��اب وجود الدول��ة املنضوي��ة في فلك‬ ‫احلياد تارة وسياس��ية املتفرج تارة أخرى‪،‬‬ ‫فمنذ قي��ام النظام اجلمهـوري على انقـاض‬ ‫القـوى امللكية القبلية منها واملذهبية‪.‬‬ ‫وفي حني إلتقت هذه القوى على مساحة‬ ‫واح��دة وحمل��ت البندقي��ة ض��د الق��وى‬ ‫التقدمي��ة ومش��ـروعها املدن��ي اجلمهوري‬ ‫في حرب الس��بعني يوما وحصار العاصمة‬ ‫صنعاء التي كادت أن تسقطها لوال صمود‬ ‫وإستبس��ـال ق��وى التح��رر واملش��روع‬ ‫احلضـ��اري م��ن أبن��اء اليم��ن النجب��اء‬ ‫أم��ام املش��روع الرجع��ي املض��اد وعمق��ه‬ ‫اإلستراتيجي املعادي القابع خلف احلدود‬ ‫الش��مالية للوطن ممثال باجلارة الش��مالية‬ ‫الكبـرى‪ .‬وجدت هذه القوى نفسها األمارة‬ ‫بالعودة إلى اخللف حيث أنه ال مجال للعب‬ ‫بالن��ار واملس��اومة عل��ى التخل��ف كعرف‬ ‫قبل��ي وع��ادة إمامي��ة وأن التغييـ��ر أصبح‬ ‫أم��را واقعا خصوص��ا وإنه ميتل��ك اإلرادة‬ ‫الش��عبية اجلماهيـري��ة وقي��ادة وطني��ة‬ ‫وس��مت كعن��وان للتح��دي وبدي��ل وطني‬ ‫للظام الس��يـد والش��يـخ بطالئع «الضباط‬ ‫األحـرار»‪.‬‬ ‫هن��ا أيقن��ت القـ��وى الرجعي��ة ومعه��ا‬ ‫الش��قيقة الش��ماليـة أنه ال بد من اإلعتراف‬ ‫باحلقيقة وأمرها الواقـع مع عدم التس��ليم‬ ‫بهم��ا كحالة دائمة ونظـام فراحت كعادتها‬ ‫إلى املكر واخلديعة وحتولت ألمر في نفسها‬ ‫ومرحلة تتوكأ عليها ملآرب اخرى إلى قوى‬ ‫تدع��ي النض��ال والث��ورة‪ ،‬وم��ع األس��ف‬ ‫وجدت لنفس��ها مكانا بل من املؤسف أنها‬ ‫تص��درت إلى ح��دٍ م��ا مراكــ��ز قيادية في‬ ‫النظـ��ام اجلمه��وري ولم تتـ��وان حلظة في‬ ‫اإلنقضاض عل��ى رموز الثـ��ورة احلقيقيني‬ ‫وتنفيذ عمليات اإلغتيـال واإلخفاء القسري‬ ‫والتس��ريح الوظيفـ��ي والنفـي السياس��ي‬ ‫لكل م��ن يعارض سياس��تها حت��ى متكنت‬ ‫عبثا من الس��يطرة عل��ى كل مفاصل الدولة‬ ‫املدني��ة واألمنية والعس��كرية وهنا وبدعم‬

‫سيادة الرئيس‪ ...‬ونهاية النفق‬

‫منها بيلني‪-‬عب��اس‪ ،‬ورمبا منها «بيع» االس��منت‬ ‫لبناء جدار الفصل العنصري ‪ -‬رمبا حتى ال يكون‬ ‫في األمر ايد خارجية! ‪ ،-‬لم يعد لس��يادة الرئيس‬ ‫محم��ود عب��اس خي��ارات إيجابي��ة تخرج��ه م��ن‬ ‫مأزقه‪ ،‬فهو كلما ح��اول أن يخرج من هذه الورطة‬ ‫«الس��لطوية» مبش��روع أو خطة أو اتفاقية سالم‬ ‫واس��تمرار املفاوضات‪ ،‬ازدادت األمور تعقيد ًا فال‬ ‫نيوليبرالي��ة في��اض أتت ُأكلها وال أي نوع س�لام‬ ‫ً‬ ‫متاما يري��د أن يخرج من هذه‬ ‫حق��ق أي نصر‪ ،‬ه��و‬ ‫املعضلة لن اقول دون فش��ل‪ ،‬لكن بالصيت الطيب‬ ‫والذكرى احلس��نة ‪ -‬آخرها التهديد االس��رائيلي‬ ‫وعودة دحالن والذي يبدو أنه الطرح لفصل قادم‬ ‫–‪ ،‬فهو يحاول إرضاء جميع األطراف لكن هذا من‬ ‫سابع املستحيالت! أن ترضي شعبك‪ ،‬واإلحتالل‬ ‫بنف��س الوقت ألن م��ا يريده اإلحت�لال لن ُيرضي‬ ‫ش��عبك وما يريده ش��عبك ل��ن ينظر ل��ه اإلحتالل‬ ‫ً‬ ‫متاما أن يقل��ب محمود‬ ‫بع�ين اإلعتب��ار واس��تبعد‬

‫ما هو رأيك؟‬

‫وتآمر إقليمي متكن��ت هذه القوى التقليدية‬ ‫من حك��م اليمن بالنظام اجلمهوري ش��كال‬ ‫وامللكي وظل القبيلة مضمونـا وبذا أفرغت‬ ‫الدول��ة م��ن وجوده��ا السياس��ي وكيانها‬ ‫القانوني والس��يادي حتى كانت حركة ‪13‬‬ ‫يوني��و التصحيحي��ة ‪1974‬م والت��ي جاءت‬ ‫بذات املش��روع التح��رري الوطني وعادت‬ ‫القوى التقليدية إلى جحورها مجبرة إال أن‬ ‫هذه القوى املدمن��ة على الصراع واملروضة‬ ‫على اخليانة والتآمر واجملبولة على إمتالك‬ ‫الس��لطة وإلـزام الش��عب اليمني اإلعتراف‬ ‫بأحقيتهـ��ا في احلك��م واجله��ل والتخلف‬ ‫معا ما فتئ شخوصها أن نفـذوا مؤامراتهم‬ ‫بتوجي��ه وتخطي��ط ورعاية من أس��يادهم‬ ‫أصح��اب القص��ور امللكي��ة وع��اد الس��يد‬ ‫بعمام��ة جمهوري��ة والش��يخ بـ»عس��يب»‬ ‫وطن��ي وعلى ه��ذا النم��ط السياس��ي ظل‬ ‫اليمن يحكم حيث جتس��دت الصورة بقــوة‬ ‫عل��ى مدى الـ ‪ 33‬س��نة املاضي��ة أفرغت كل‬ ‫مؤسس��ات الدول��ة م��ن الك��وادر والعقول‬ ‫القادرة على ترس��يخ الثقاف��ة املدنية وبناء‬ ‫الدول��ة احلديث��ة عل��ى أس��س مجتمعي��ة‬ ‫وقانوني��ة يؤم��ن به��ا اجلمي��ع وكرس��ت‬ ‫توظيف املناطقي��ة واحلزبية فكانت الدولة‬ ‫عبارة عن شركة تديرها القبيلـة ممثلة بكال‬ ‫من مرجعية الس��يد وعسكرية الشيخ وألن‬ ‫املصال��ح اخلاص��ة ه��ي ولي��س الوطن هو‬ ‫القاسم املش��ترك لهما التقت قوى الصراع‬ ‫ف��ي ح��رب ‪94‬م حت��ت ش��عار «الغنمي��ة»‬ ‫وتقويض ش��كل الدولة وفعله��ا املدني في‬ ‫احملافظ��ات اجلنوبي��ة وهما مع��ا أيضا من‬ ‫أضع��ف املؤسس��تني األمني��ة العس��كرية‬ ‫بتغذيتهم��ا بالفيروس��ات والس��رطانات‬ ‫املذهبية والقبلية واحلزبية املوالية لهما في‬ ‫صراعمها احلالي يدع��ون الدفاع عن احلق‬ ‫اإللهي ويوزعون صكوك الغفران ومفاتيـح‬ ‫اجلن��ة واحلقيق��ة مل��ن يعيهـ��ا أن احلروب‬ ‫املاضي��ة بني ق��وى الصراع احلال��ي كانت‬ ‫تدار ومتول بأموال الش��عب ودماء إبنـائه‬ ‫ف��ي مناطق التم��اس امليداني بينما الس��يد‬ ‫والشيخ يحكمان في صنعـاء ويلتقيـان على‬ ‫مائدة الزعيم وفي مجلس مقيلـه الرئاسـي‬ ‫لتقيي��م املرحلة التالية م��ن صراعيهمـا كما‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مخالفا كل ما عمل‬ ‫رأس��ا على عق��ب!‬ ‫عباس نهجه‬ ‫الجله طوال هذه السنني‪.‬‬ ‫س��يادة الرئي��س محم��ود عب��اس‪ ...‬طريق��ك‬ ‫مس��دود ولم يعد في أي من اخلي��ارات ما يضمن‬ ‫مصلحة الشعب الفلسطيني فال دولة وال دويلة وال‬ ‫مقاومة بل مفاوضات تعطي السلطة الفلسطينية‬ ‫واالحت�لال ش��رعية لالش��رعي‪ ،‬وليس ه��ذا رأيا‬ ‫شخصيا أو هجوما لش��خصك بقدر ما هو قراءة‬ ‫ألرض الواق��ع حتاول اقناعنا فيها أن املركبة التي‬ ‫تس��ير إلى احللم الفلس��طيني ال تنزلق في انحدار‬ ‫ش��ديد‪ ،‬وأن كل ش��يء على ما يرام ونحن نستمر‬ ‫ف��ي نه��ج املفاوض��ات واحلل��ول الدبلوماس��ية‪،‬‬ ‫وأن��ت م��ن قال ف��ي كتاب��ه القضية آف��اق جديدة‬ ‫«ان احلديث مع االس��رائيليني يجب ان يكون فقط‬ ‫في ما يتضمن مصلحة الش��عب الفلس��طيني ومع‬ ‫من يؤم��ن بقضيتنا في االطار ال��ذي نحن نحدده‬ ‫ً‬ ‫مزيدا‬ ‫م��ن اجل غاية لنا» فما هو ال��ذي حققناه اال‬

‫انهما التقيـا صوتا في س��احة اجلامعة في‬ ‫ثــورة ش��بابية ضد طرف الص��راع الثالث‬ ‫ومؤس��س ثقافته التدميرية للوطن وافلحا‬ ‫بدعم إقليمي ودولي في إسقاطه كفرد غير‬ ‫مأس��وف عليه وعلى طاولة اإلستحقاقات‬ ‫املادي��ة اليومية في «موفمبيــك» التقت هذه‬ ‫الق��وى للتمح��ور صياحا ونبـاح��ا وأخيرا‬ ‫بصم��ا عل��ى األوراق بينم��ا كانت��ـ تغ��ذي‬ ‫الصراع في امليدان وتس��تورد أدوات املوت‬ ‫وتصدره للش��عب جثامني معلبـة باألعـالم‬ ‫ومغطاة بأل��وان باملكر واخلديع��ة والتآمر‬ ‫والعب��ث بحري��ة وأم��ن املواط��ن وتقويض‬ ‫الس��لم اجملتمع��ي والس��يـادة الوطنية وها‬ ‫هي ذات القوى تلتقي اليوم كاش��فة عــورة‬ ‫احلكومة التوافقية املمثلة بهما دون الشعب‬ ‫كي تبرهـن أن ال دولة بدون سطلة مرجعية‬ ‫الس��يد ودس��مال الش��يخهي اليوم نفسها‬ ‫ق��وى الص��راع تلتقـي في ح��رب تصفيات‬ ‫حسابات خاســرة يدفع ثمنهـا أبناء الشعب‬ ‫على حس��اب حريتهم وأمنهم والوطن على‬ ‫حساب س��يادته ووحدته وكل من طـرفي‬ ‫الصراع يس��تخدم أموال الدولة وأس��لحة‬ ‫املؤسسة األمنية والعسكرية بل وأفرادهـا‬ ‫اجملب��رون على تنفيذ أوامر القــادة املواليـن‬ ‫لهذا الط��رف أو ذاك وهنا يتـأكد لكل أبنـاء‬ ‫الوط��ن الش��ـرفاء أن ال وج��ود ملا يس��مـى‬ ‫بالدولة الوطنية ذات الس��يادة على األرض‬ ‫والق��رار السياس��ي ب��ل هنـاك اش��خاص‬ ‫يحمل��ون صفات رس��مية ش��كلية مهمتهم‬ ‫إن تطل��ب األم��ر تكلي��ف آخري��ن للقيـام بـ‬ ‫«وسـاطة» حلل النزاع وتهدئة الصراع بني‬ ‫القـوى التقليدية املسيطرة على كل مفاصل‬ ‫الدولة واملتحكمة مبوارد وثروات الش��عب‬ ‫إلدارة صراعه��ا املزم��ن وتصدي��ر نتـائجه‬ ‫الس��لبية إلى كل قــرى ومحافظات الوطن‬ ‫لك��ي تع��م الفوضى عل��ى اجلمي��ع وينعــم‬ ‫ال��كل بالتخلف والدمار وعدم اإلس��تقـرار‪.‬‬ ‫وهنا يس��توجب القول أن « الدولة بني فكي‬ ‫!‬ ‫السيـد والشيخ « ‪...‬نعـــم‬ ‫علي السورقي‬ ‫شيفيلد ‪ -‬اململكة املتحدة‬ ‫‪Alsawrqi@hotmail.co.uk‬‬

‫م��ن اخلس��ائر للدولة العتي��دة‪ ،‬وه��ل وصلنا الى‬ ‫أي غاي��ة‪ ،‬الوقائع تتحدث بالنفي التام يا س��يادة‬ ‫الرئيس‪.‬‬ ‫سيادة الرئيـــــس‪ :‬حتى الشيوعية كتطبيق َث ُبت‬ ‫فش��لها في االحتاد الس��وفييتي بقوت��ه وعظمته‪،‬‬ ‫وارض الواق��ع تــــ��روي لنا فش��ل اطروحتك في‬ ‫حل القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫وفي فلس��طني من اف��راد قادرة على اس��تثمار‬ ‫نق��اط الق��وة لدينا كش��عب ميل��ك حقه ف��ي هذه‬ ‫األرض لتلتق��ي م��ع نقطة ضعف االحت�لال‪ .‬وفي‬ ‫ه��ذه احلالة إن ل��م ننتصر اآلن‪ ...‬لكن لن نخس��ر‪.‬‬ ‫وباس��وأ احل��االت‪ ...‬يكفي ش��رعنة الالش��رعي‪.‬‬ ‫وهنا نهاية النفق‪ ،‬نفق آخر‪.‬‬ ‫صالح الدين ابو حمدية‬ ‫طالب علوم سياسية في جامعة بيرزيت ‪ -‬فلسطني‬

‫«منبر القدس» مخصص ملناقشة قضايا او آراء او اخبار نشرت في «القدس العربي»‪،‬‬ ‫وكذلك للرد والتعقيب على ما يرد في هذه الصفحة والتعليق كذلك على مختلف املواضيع الفنية والثقافية والفضائيات‬ ‫للمشاركة‪ ،‬نرجو ارسال رسائلكم البريدية على عنوان اجلريدة‬

‫ورسائلكم االلكترونية الى العنوان االلكتروني‪menbar@alquds.co.uk :‬‬

‫‪Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫■ فلسطني هي قضية اردنية بامتياز على الصعيد اجلغرافي والسياسي والدميغرافي…‬ ‫وال نحت�اج الح�د للم�زاودة علين�ا كاردنين وفلس�طينيني؟ ومن يتناس�ى تاري�خ نضال‬ ‫االردنيني وجيش�هم العربي الباس�ل على ارض فلس�طني اخلالدة فعليه الع�ودة الى اول‬ ‫ش�هيد اردني الش�يخ مفلح عبيدات والذي س�قط ش�هيدا حينم�ا قام ورجال�ه بالتصدي‬ ‫لدخول االنكليز فلسطني ‪ ..1917‬وما تبعها من تاريخ نضالي مشرف امتد على مدار ‪ 7‬عقود‬ ‫ومع�ارك موثق�ة لدى العدو قبل الصدي�ق مثل حرب عام ‪ 1948‬ومعرك�ة اللطرون ومعركة‬ ‫ب�اب الواد ومعركة النوترد ومعرك�ة تل الرادار ومعركة فك احلصار ع�ن القوات املصرية‬ ‫في جنوبي اخلليل ومعركة رامات راحييل ومعركة كفار عصيون ومعركة شعفاط ومعركة‬ ‫جب�ل املش�ارف ومعركة البرج ومعركة جبل املكبر ومعركة ت�ل النبي صموئيل ومعركة تل‬ ‫الش�يخ عبد العزي�ز ومعركة امللطع ومعرك�ة اجلامعة العبرية ومعركة بي�ت نباال ومعركة‬ ‫جب�ل الزيتون ومعركة املصرارة ومعارك البلدة القدمي�ة وحارة اليهود ومعركة بير معني‬ ‫ومعركة القطمون ومعركة مش�يرم ومعركة الش�يخ جراح ومعركة صرفند العمار ومعركة‬ ‫نيف يعقوب (مستوطنة النبي يعقوب) ومعركة مستوطنة غيشر‬ ‫ومعركة يالو ومعركة مستوطنة ريفادمي ومعركة مستوطنة ماسووت اسحاق ومعركة‬ ‫مس�توطنة عني تس�ورمي ومعركة عمواس ومعارك رام الله ومعرك�ة وادي عربة ومعارك‬ ‫طولكرم ومعارك نابلس ومعارك جنني ومعارك حيفا ومعارك اللد ومعارك الرملة وغيرها‬ ‫الكثي�ر من املعارك مث�ل معركة تل الذخيرة ومع�ارك الضفة الغربية ما بين عامي ((‪1948‬‬ ‫– ‪ ))1967‬عملية الناصر ‪ 1962‬حرب ‪ *1967‬معركة الكرامة ‪1968‬حرب االستنزاف ‪1968‬‬ ‫‪1970‬ح�رب تش�رين عام ‪ 1973‬ح�رب ‪ 1973‬على اجلبه�ة الس�ورية…‪ .‬واالردن كانت وما‬ ‫زالت وستبقى لالهل الفلسطينيني والذين يشكلون نصف سكانها… وستبقى االردن بلد‬ ‫االنصار… ومن يقدم الدم والغالي والنفيس في س�بيل فلس�طني وش�عبها ويستنزف كل‬ ‫طاقاته االقتصادية والعسكرية والبشرية ويتقاسم وطنه ‪ -‬وهو اغلى شيء‪ -‬مع اخوته‬ ‫ال ينتظ�ر ماال ودوالرات من احد؟! ومن يريد بأن يس�لخ فلس�طني عن االردن ويزاود على‬ ‫تاريخ نضال طاهر فعليه بان يقدم جزءا مما قدمه االردن وما يزال؟! فلس�طني هي قضيه‬ ‫اردنية سياسية اجتماعية بامتياز …؟!!‬ ‫عبدالله شويات‬

‫اين هم من املؤامرة ضدهم؟‬ ‫■ اوال وطبع�ا م�ن فت�رة خرج�ت اكث�ر من ش�خصية ب�وزن اجملال�ي ف�ي تصريحات‬ ‫مفاجئ�ة‪ ...‬الس�ؤال اين كنتم طوال هذه الس�نني من مواقفكم الرنان�ة والغريب ايضا بان‬ ‫اغلب هذه الش�خصيات اردنية االصل‪ ،‬وانا هنا ال اتكلم من باب العنصرية والعياذ بالله‬ ‫ب�ل من حس وطني وقومي واسلامي ‪ ..‬اين الش�خصيات واجلمعي�ات االردنية من اصل‬ ‫فلسطيني عن ما يحاك ضد حقوقهم وعن املشروع القذر الذي يبيع وطننا فلسطني وقدسنا‬ ‫الشريف‪...‬ام انهم يخرجون فقط ملؤازرة وتأييد بشار على حساب شعبنا االخر السوري‬ ‫وابرزهم النائب طارق خوري ملاذا ال يستنكرون املشروع …‪ .‬وبالعودة للمجالي فهو لقب‬ ‫بالقلب العسكري الول مرة من سنني متهيدا لتوليه حكومة طوارئ عسكرية وهذا حتليلي‬ ‫الشخصي كمواطن اردني املنبت واالصل … انا اوجه نداء ورسالة جلميع شعوب العرب‬ ‫ارجوكم ان تعرفوا ما قدم وما ضحى به الشعب االردني على مر الزمان‬ ‫من اجل فلس�طني ومن اجل احلس القومي قبل ان حتكموا عليه بش�يء فااليام القادمة‬ ‫س�يئة ج�دا للش�عبني ………‪ .‬فنحن الش�عب الوحيد الذي يس�كن دولت�ه ويحبها وكل‬ ‫خيرات دولته الضعيفة اصال لشعوب غيره … والله وراء القصد‪.‬‬ ‫احمد احلمايده‬

‫املوت للعرب؟‬ ‫■ الى متى املناكفات الصبيانية؟ اليهود ال يكتبون في ش�عاراتهم املوت للفلس�طينيني‬ ‫او االردنيني امنا املوت للعرب……‪..‬يا رعاكم الله بني وطني!‬ ‫علي عويضات ‪ ...‬اخلليل‬

‫دولتان وشعب واحد‬ ‫■ كالم العق�ل واملنط�ق والدي�ن واألخ�وة مرحب به ومس�موع وهو ال�كالم العقالني‬ ‫املطلوب في كل االوقات‪...‬احلل هو دولتان هما فلس�طني واألردن وستكون هذه الدولتان‬ ‫لشعب واحد هو شعب النهر اخلالد أما شذاذ اآلفاق فال مكان لهم على هذا التراب الطهور‬ ‫وإنه ألقرب مما نتخيل بإذن الله‪.‬‬ ‫خالد شهاب ـ فلسطني‬

‫سنثور‬ ‫أخي‬ ‫ياسر شاهني‬ ‫ملا التشاؤم‬ ‫سنثور‬ ‫على قصاصات الورق‬ ‫سنثور على اليأس‬ ‫على من نزعوا من مخيالتنا عز تاريخ الورق‬ ‫ً‬ ‫حزمة من ورق مكتوب على غالفها سالم جبنا الوطن‬ ‫هي‬ ‫أخي‬ ‫ياسر شاهني‬ ‫سنثور‬ ‫على من باعوا عذرية جدتي في القدم‬ ‫سنثور‬ ‫على من باعوا عذرية ابنتي في هذا الزمن‬ ‫سنثور‬ ‫ولن نقبل بذل قصاصات الورق‬ ‫سنثور‬ ‫على قصيصات من ورق‬ ‫معنونة بلعنات أوسلو‬ ‫اتفاقيات الرمم‬ ‫أخي‬ ‫ياسر شاهني‬ ‫ملا التشاؤم‬ ‫سنثور‬ ‫على قصاصات الورق‬

‫الشاعر علي محمد قاسم املهلل‬ ‫صنعاء‬

‫أو على الفاكس رقم ‪( +442087418902‬على ان ال تتجاوز الرسالة ‪ 150‬كلمة)‬ ‫وسيكون امام الرسائل القصيرة كل الفرص للنشر اما الطويلة فنعتذر عن نشرها‬

‫«اآلراء الواردة في هذه الصفحة ال تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة»‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi‬‬

‫‪17‬‬


‫‪18‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫مدارات‬

‫ملاذا أحرق إسرائيليون أنفسهم؟‬

‫سليمان ّ‬ ‫الشيخ٭‬ ‫■ أثن�اء التظاه�رات االحتجاجي�ة ف�ي ش�وارع املدن اإلس�رائيلية‪،‬‬ ‫خصوصا في مدينة تل أبيب في صيفي العامني املاضيني‪ ،‬ضد سياس�ات‬ ‫احلكوم�ة اإلس�رائيلية االجتماعي�ة واالقتصادي�ة‪ ،‬م�ن بينه�ا غلاء‬ ‫املعيش�ة‪ ،‬وأزم�ات ومش�اكل أخرى عدي�دة تتعل�ق بالبطال�ة واألجور‬ ‫والس�كن‪ ،‬وط�رد آالف املوظفني واملوظف�ات من وظائفه�م‪ ،‬وغيرها من‬ ‫مشاكل‪ ،‬قام اثنان من املتظاهرين بإحراق نفسيهما‪ ،‬أحدهما من اجلنود‬ ‫املس�رحني املقعدين‪ ،‬بعد أن كان أصيب في معارك سابقة‪ .‬هذه الظاهرة‬ ‫– احلرق ‪ -‬من الظواهر املستجدة لدى اجلمهور اإلسرائيلي الغاضب‬ ‫على سياس�ات حكومات�ه االقتصادي�ة واالجتماعية‪ .‬ول�م تترك حادثة‬ ‫احلرق ذلك الصدى الكبير في أوس�اط احلكومة‪ ،‬إذ أن رئيس�ها بنيامني‬ ‫نتانياه�و علق عل�ى احلدث قائال‪« :‬إن إقدام مواطن على إحراق نفس�ه‬ ‫يش�كل مأساة ش�خصية»‪ ،‬أي ان احلكومة ورئيسها ال يعتبران ما حدث‬ ‫من «املآس�ي» العام�ة التي تس�توجب البحث ع�ن أس�بابها ودواعيها‪،‬‬ ‫ومعاجلة ما ميكن معاجلته قبل أن تصل إلى درجة املآسي‪.‬‬ ‫وككل حكوم�ة مييني�ة م�ن احلكومات الت�ي ال ُتعنى كثي�را بالرعاية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والتخفيف من مش�اكل مواطنيها احلياتية واملعيشية‪ ،‬فإن‬ ‫احلكومة اإلس�رائيلية احلالية‪ ،‬جلأت إلى إقرار تقليصات واسعة وغير‬ ‫مسبوقة في املوازنة العامة لعام ‪ ،2013‬ما أدى إلى االختالف على بعض‬ ‫بنودها بني مكوناتها‪.‬‬ ‫وكان�ت صحيف�ة «يديع�وت أحرون�وت» (‪ )2012/8/22‬ق�د تطرق�ت‬ ‫إل�ى تفاصي�ل تتعل�ق باألزمة املعيش�ية‪ ،‬م�ن بينه�ا «إن نس�ب البطالة‬ ‫في إس�رائيل ارتفعت‪ ،‬ونس�بت إل�ى بيان صادر عن مصلحة التش�غيل‬ ‫اإلس�رائيلية ف�ي ‪ 21‬أغس�طس‪ /‬آب‪ ،‬أن عدد املفصولني م�ن العمل خالل‬ ‫يولي�و‪ /‬متوز الفائت بلغ ‪ ،16084‬وأش�ار إلى أن هذا العدد يش�كل ذروة‬ ‫غير مس�بوقة في عدد املفصولني من العمل خالل ش�هر واحد‪ ،‬لم تش�هد‬ ‫إسرائيل مثيال لها منذ ثالثة أعوام‪.‬‬ ‫الالفت لالنتباه ان من بني املفصولني كفاءات علمية عالية املستوى‪،‬‬ ‫وهذا يؤش�ر إلى أن ظاهرة البطالة‪ ،‬آخذة بالتفاقم‪ ،‬وأنها لم توفر حتى‬ ‫تفص�ل صحيفة «يديعوت أحرونوت»‬ ‫املس�تويات العلمية العليا‪ ،‬حيث ّ‬ ‫مس�تويات من مت االس�تغناء عنه�م‪ ،‬فذكرت إن�ه برزت بين املفصولني‬

‫خالد الشامي٭‬ ‫■ ف�ي السادس�ة صباحا وصلت ال�ى مطار‬ ‫القاه�رة‪ ،‬وحتدي�دا الصال�ة رق�م ‪ 3‬املعروف�ة‬ ‫بـ»املط�ار اجلدي�د» الت�ي انش�ئت عندم�ا كان‬ ‫املرش�ح الرئاسي الس�ابق احمد ش�فيق وزيرا‬ ‫للطيران‪ ،‬وطاملا تباه�ى بها في احاديثه‪ .‬كانت‬ ‫صال�ة الوص�ول مزدحمة بش�كل ال اذك�ر انني‬ ‫رأيت�ه ط�وال اكث�ر من عش�رين عام�ا من احلل‬ ‫والترحال‪ .‬كان�ت الطوابير املمت�دة امام منافذ‬ ‫ختم اجلوازات تش�ي باننا قد ننتظر لساعات‪.‬‬ ‫مس�افرون ع�رب لهجاته�م ش�تى‪ ،‬واخ�رون‬ ‫اجان�ب‪ ،‬يتكدس�ون (رغم اتس�اع الصالة) في‬ ‫ه�ذا الوقت املبك�ر الذي تخف فيه ع�ادة حركة‬ ‫السفر بانتظار انهاء اجراءات اخلروج‪.‬‬ ‫ورغ�م علم�ي بوج�ود ش�باك خ�اص ميكن‬ ‫ان يس�تفيد من�ه الصحافيون للمرور س�ريعا‪،‬‬ ‫اال انن�ي ق�ررت ان (ابقى مع الش�عب)‪ .‬وفجأة‬ ‫س�معت ضجيج�ا بالقرب م�ن مقدم�ة الطابور‬ ‫التي ل�م اكن اراها‪ ،‬عدد من املس�افرين الرجال‬ ‫م�ن املصريين والع�رب حاولوا انش�اء طابور‬ ‫م�واز لتف�ادي االنتظ�ار لس�اعات‪ ،‬اال ان فت�اة‬ ‫مصرية ق�ررت ان تكس�رالصمت‪ ،‬وتصدت لهم‬ ‫مستخدمة «الفاظا منتقاة» من العامية املصرية‪،‬‬ ‫وس�رعان م�ا انضم�ت اليه�ا س�يدة خليجية‪،‬‬ ‫وقررت�ا ان تطلب�ا األم�ن‪ ،‬وهن�ا ق�رر رجالن�ا‬ ‫(االش�اوس) االنس�حاب بهدوء ال�ى املؤخرة‪.‬‬ ‫وبينم�ا كن�ت اواصل رحل�ة االنتظ�ار‪ ،‬تذكرت‬ ‫كي�ف ان هذا املش�هد كان غي�ر وارد قبل الربيع‬ ‫العرب�ي‪ .‬وكي�ف ان االعت�راض واالحتج�اج‬ ‫اصبح�ا جزءا م�ن الش�خصية الوطني�ة‪ ،‬وان‬ ‫امل�رأة املصري�ة اصبحت تتص�در ه�ذا التغيير‬ ‫االنس�اني واالجتماعي وليس السياسي فقط‪،‬‬ ‫رغم م�ا تواجهه م�ن حمالت اعالمي�ة رخيصة‬ ‫احيانا‪ .‬واخيرا اذا كان هذا مطار القاهرة بينما‬ ‫متر مص�ر مبرحلة من االضطرابات السياس�ية‬ ‫واالمني�ة‪ ،‬فكيف س�يكون بع�د ان تنجلي هذه‬ ‫الغمة؟‬ ‫في ش�وارع القاهرة‪ ،‬انت فريس�ة مستباحة‬ ‫لالعالن�ات‪ ،‬خاص�ة اذا وقعت في ش�راك ازمة‬ ‫مرورية خانقة‪ ،‬فال جتد امامك اال تلك اليافطات‬ ‫التي اراد اصحابها جملرد ان معهم ثروة ضخمة‬ ‫ان يحفروها في ذاكرتك‪.‬‬ ‫ورمب�ا كان االم�ر مقب�وال ان كان�ت اعالنات‬ ‫تق�دم معلومات مفيدة من اي ن�وع‪ .‬اما ان جتد‬ ‫نفسك امام ش�ارع طويل حتتله صور الراقصة‬ ‫املعتزل�ة فيف�ي عب�ده مبناس�بة انه�ا ب�دأت‬ ‫تق�دمي برنامج (توك ش�و) في اح�دى احملطات‬ ‫الفضائي�ة العربي�ة (يلا بقى ما ه�ي ظاطت)‪،‬‬ ‫وبصحبتها مغن فاشل قرر ان يبحث عن مجال‬ ‫اخر لالسترزاق‪.‬‬ ‫وبجانب صور الراقصة واملغني‪ ،‬جتد صور‬ ‫مقدمين لبرام�ج سياس�ية م�ن املفت�رض انهم‬ ‫يقدمون م�ادة تتس�م باجلدية‪ ،‬وتعتم�د كثيرا‬ ‫عل�ى املصداقي�ة واملهني�ة‪ ،‬هن�ا ال تس�تطيع ان‬ ‫تفر من اس�ئلة‪ :‬هل اصب�ح هناك فارق كبير بني‬ ‫اصحاب ه�ذه الصور؟ وبين الرقص االعالمي‬ ‫والرق�ص على وحدة ونص؟ وملاذ تنفق محطة‬ ‫غي�ر مصري�ة عش�رات او مئ�ات املاليين عل�ى‬ ‫التروي�ج لبرامجها ومذيعيها (قيل لي والعهدة‬ ‫عل�ى ال�راوي ان تكلف�ة اليافط�ة االعالني�ة‬

‫مجموع�ة كبي�رة م�ن حمل�ة الش�هادات األكادميي�ة بل�غ عدده�م ‪2995‬‬ ‫أكادميي�ا وأكادميي�ة‪ ،‬كم�ا ان أغلبي�ة املفصولني م�ن النس�اء‪ .‬واحتلت‬ ‫مدين�ة تل أبي�ب املرتبة األولى من حيث عدد املفصولين من العمل فيها‪،‬‬ ‫تليه�ا مدينة الق�دس‪ .‬وبهذا الع�دد ارتفع ع�دد العاطلني ع�ن العمل في‬ ‫إس�رائيل حتى نهاية يوليو الفائت إلى ‪ 187180‬عاطال‪ ،‬وارتفعت نسبة‬ ‫البطال�ة ف�ي املناط�ق اجلنوبية إل�ى ‪ ،٪10‬بينم�ا ارتفعت ف�ي املناطق‬ ‫الشمالية إلى ‪.٪9.2‬‬ ‫وف�ي معطيات أح�دث‪ ،‬في ما يتعل�ق باالقتصاد اإلس�رائيلي‪ ،‬ذكرت‬ ‫صحيف�ة «الس�فير» اللبناني�ة (‪ )2012/12/4‬أن اخمل�اوف م�ن ركود في‬ ‫القطاع�ات االقتصادية بدأت في التزايد في أعقاب نش�ر معطيات دائرة‬ ‫االحصاء املركزية اإلسرائيلية‪ ،‬وحتليل املعطيات االقتصادية وتكهنات‬ ‫املص�ارف‪ .‬وق�د أظه�رت ه�ذه املعطي�ات أن االقتص�اد اإلس�رائيلي في‬ ‫انكماش‪ ،‬ويعيش حالة ركود‪ .‬وأبرز هذه املعطيات تزايد نسبة البطالة‬ ‫وزيادة اإلقاالت في الوظائف‪ .‬وكذلك أش�ارت معطيات دائرة اإلحصاء‬ ‫إلى أن نس�بة الفقر للع�ام ‪ 2011‬كانت ‪ ٪19.9‬مقارن�ة بـ‪ ٪19.8‬للعام‬ ‫الذي سبقه‪.‬‬ ‫وكان تقري�ر «يديع�وت أحرونوت» الس�ابق ذكره‪ ،‬قد أش�ار إلى أن‬ ‫متيي�زا واضح�ا في املعطي�ات التش�غيلية ل�دى عرب فلس�طني احملتلة‬ ‫من�ذ ع�ام ‪ 1948‬وارتفاع مس�تواه‪ ،‬إلى م�ا يفوق نحو ثلاث مرات؛ على‬ ‫م�ا هو الوضع علي�ه لدى األي�دي العاملة من أصل يه�ودي‪ ،‬فذكرت إنه‬ ‫ارتفعت نس�بة البطالة في شتى القرى والبلدات العربية – في فلسطني‬ ‫احملتل�ة – وكانت الذروة في بلدة أم الفحم (املثلث) التي وصلت نس�بة‬ ‫البطالة فيها إلى ‪٪.30‬‬ ‫ه�ذا وميك�ن اإلش�ارة إل�ى أن منظم�ات اجملتم�ع املدن�ي‪ ،‬ه�ي الت�ي‬ ‫لعب�ت دورا ب�ارزا ف�ي حش�د املتظاهري�ن في س�احات وش�وارع املدن‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬للمطالبة بحقوق ومتطلبات الشرائح املغبونة في اجملتمع‬ ‫اإلس�رائيلي‪ ،‬خصوصا أن ش�رائح جديدة من الطبقة الوس�طى‪ ،‬أخذت‬ ‫أعداده�ا تتزايد في صفوف احملتجني املش�اركني في التظاهرات‪ ،‬بعد أن‬ ‫فق�دوا وظائفه�م وبعض مكتس�باتهم االجتماعية‪ .‬كذلك ميكن اإلش�ارة‬

‫إلى أن ظاهرة احلش�د اجلماهيري للمش�اركة في التظاهرات عن طريق‬ ‫الوس�ائل التقنية احلديثة – الفيسبوك على سبيل املثال ـ مت استعمالها‬ ‫للحش�د والتوجي�ه بش�كل ملح�وظ ف�ي التظاه�رات األخي�رة؛ إال أن‬ ‫صحيف�ة «هآرت�س» (‪ )2012/8/7‬قال�ت عن ه�ذه الظاهرة بال�ذات‪ ،‬إن‬ ‫االحتجاجات االفتراضية على شبكة «الفيسبوك» واملواقع اإللكترونية‬ ‫أثبتت جدواها في توفير منبر جاهز وس�ريع االنتش�ار‪ ،‬غير أنها ليست‬ ‫كافي�ة لدفع تغييرات اجتماعية وسياس�ية جذرية قدما‪ ،‬ألن التغييرات‬ ‫املطلوب�ة بحاج�ة إل�ى نش�اطات جماهيري�ة فعلي�ة‪ ،‬وف�ق عم�ل يومي‬ ‫دؤوب‪.‬‬ ‫وتكتسب اإلشارة األخيرة أهميتها‪ ،‬من مالحظة أن تلك االحتجاجات‬ ‫والتظاه�رات تنكم�ش وتتراج�ع إن لم تتوق�ف‪ ،‬إذا ما جل�أت احلكومة‬ ‫اإلسرائيلية إلى سياسة التمويه وتفريغ زخمها االحتجاجي وتوجيهه‬ ‫نح�و مس�ارب أخ�رى ض�د الفلس�طينيني‪ ،‬وجتيي�ش إعالمه�ا وقوات‬ ‫اجلي�ش واألم�ن لديه�ا لالعت�داء واالش�تباك معه�م‪ ،‬وش�ن اعتق�االت‬ ‫ومط�اردات ضدهم‪ ،‬واإلعلان أو تنفيذ بناء مس�تعمرات في أراضيهم‪،‬‬ ‫ومصادرة املزيد من تلك األراضي‪ ،‬وتخريب زراعتهم‪ ،‬إن كان في مواسم‬ ‫جن�ي الزيت�ون‪ ،‬أو في منطق�ة األغوار وتخريب مواس�م جن�ي النخيل‬ ‫وغيره�ا‪ ،‬أو ض�د احملتجني ضد بناء اجلدار الع�ازل والطرق االلتفافية‪،‬‬ ‫الت�ي تصادر مئ�ات الدومنات م�ن أراضيه�م ومزارعه�م والتواصل في‬ ‫م�ا بينهم‪ ،‬كم�ا إنها تش�ن أحيانا مط�اردات ض�د العمال الفلس�طينيني‬ ‫اخملالفين لإلقام�ة‪ ،‬وتالحق وتنس�ف من خال�ف في البن�اء على أرضه‬ ‫نتيجة احلاجة اإلنسانية املعروفة عامليا‪ ،‬بل رمبا تفرض على «مرتكب»‬ ‫البن�اء أو ال�ذي زاد بع�ض الغرف على عقاره أن يقوم بنفس�ه بنس�ف‬ ‫وتدمي�ر م�ا زاده‪ ،‬وإال فإنه س�يدفع أضعاف�ا مضاعفة م�ن الغرامات إن‬ ‫قامت أجهزة احلكومة بنس�ف ما متت زيادته‪ ،‬أو تشن حمالت عنصرية‬ ‫ضد املهاجرين األفارقة في املدن واألس�واق واحلقول واملصانع وغيرها‬ ‫من معارك التس�ريبات والتمويهات األخرى العديدة‪ ،‬لينس�اق وراءها‬ ‫جمه�ور واس�ع‪ ،‬حي�ث تتول�ى ه�ي‪ ،‬أي الس�لطات احلكومي�ة توجيهه‬ ‫وتس�ريب غضبه نحوها‪ ،‬عوضا عن خوض معاركه معها‪ ،‬واالس�تمرار‬

‫حكايات من مصر‬

‫الكب�رى الواحدة تصل الى نصف مليون جنيه‬ ‫مصري)؟ هل الس�بب جتاري رغ�م ما يقال عن‬ ‫االنكم�اش الكبير ف�ي كعكة االعالن�ات؟ أم انه‬ ‫وس�يلة للتروي�ج الجن�دة سياس�ية معينة في‬ ‫بلد ال يحكمه رئيس وال حكومة وال مؤسس�ات‬ ‫ب�ل حتكم�ه الـ»ت�وك ش�وز» (معلوم�ة‪ :‬ش�وز‬ ‫كلم�ة انكليزية تعني حذاء)‪ .‬واخيرا ملاذ اصبح‬ ‫االعلام مهن�ة م�ن ال مهنة ل�ه؟ او م�ن ضاق به‬ ‫احلال ويريد «اي شغالنة على ما تفرج»‬ ‫عل�ى الرغم من انني كنت ف�ي زيارة قصيرة‬ ‫ج�دا‪ ،‬اال ان املناس�بة االجتماعي�ة الت�ي ذهبت‬ ‫حلضوره�ا اتاحت لي لقاء اقارب واصدقاء من‬ ‫ش�تى انحاء مص�ر‪ .‬وكان كل واح�د منهم معبأ‬ ‫باحلكايات التي تس�تحق ان يفس�ح لها اجملال‬ ‫بدال من برنامج السيدة فيفي عبده‪.‬‬ ‫عاجلن�ي احد االصدقاء بالس�ؤال التقليدي‬ ‫العريق في الثقافة املصرية‪ :‬سمعت اخر نكتة؟‬ ‫فاجب�ت ال وانا متفائل بنكت�ة قوية عن االخوة‬ ‫الصعاي�دة او غيره�ا م�ن الن�كات التقليدي�ة‪،‬‬ ‫اال انن�ي فوجئ�ت ب�ه يق�ول‪ :‬الرئي�س املؤق�ت‬ ‫عدل�ي منصور قرر تكليف مستش�اره االعالمي‬ ‫باختي�ار الش�باب الث�وري ليلتق�وا بالرئيس‬ ‫متهيدا النش�اء «مفوضية شبابية»؟ ولكن اين‬ ‫النكتة في ذلك؟ قد يس�أل البعض محقا‪ .‬النكتة‬ ‫ان الرئيس اخمللوع حسني مبارك كان طلب من‬ ‫هذا الش�خص نفس�ه اثناء الثورة ان يكتب له‬ ‫مس�ودة خطاب يس�تعطف به الناس ليتركوه‬ ‫ف�ي احلك�م‪ .‬ورمبا ل�ن نفاج�أ كثي�را اذا اتضح‬ ‫قريبا انه س�اعد الرئيس املعزول محمد مرسي‬ ‫في كتابة خطاب (الشرعية) الشهير‪ .‬وال يجب‬ ‫ان يصاب احد باجللطة ان وجدوهم في بطانة‬ ‫الرئي�س املقبل ايا كان اس�مه‪ .‬انه�م اعالميون‬ ‫لكل العصور‪.‬‬ ‫وكأن ه�ذا ال يكف�ي‪ ،‬فق�د فاجأن�ي قريب لي‬ ‫يعيش ف�ي احدى ق�رى محافظ�ة الغربية بهذا‬ ‫الس�ؤال؟ ملاذا قام�ت الثورة؟ ومل�ا امتنعت عن‬ ‫االجابة اكم�ل‪ ،‬ألم تقم ملن�ع التوريث؟ ما فائدة‬ ‫الثورة اذا كان التوريث مازال على أشده؟‪ ..‬هل‬ ‫تذك�ر جارنا احملامي فالن؟‪ ..‬هل تذكر كيف كان‬ ‫يش�كو ّمر الش�كوى من جنله املتعث�ر في كلية‬ ‫احلقوق وفي احلياة كلها بس�بب ك�ذا وكذا؟‪...‬‬ ‫ابشرك بأن هذا النجل اصبح وكيال للنيابة بعد‬ ‫ان عث�ر له والده على واس�طة كبيرة في نقابة‬ ‫احملامين؟ اكتفي�ت بالصمت‪ .‬اال ان�ه اصر على‬ ‫ان يواصل‪ .‬انا ال يهمني ال سيس�ي وال مرس�ي‪،‬‬ ‫ان�ا علم�ت اوالدي حتى تخرجوا م�ن اجلامعة‬ ‫واحده�م حصل على تقدير امتي�از‪ .‬هل تصدق‬ ‫انهم لم يعينوه معيدا في الكلية واختاروا جنل‬ ‫اح�د االس�اتذة للوظيف�ة؟ وعندم�ا احتججنا‬ ‫قالوا لنا انه�م اتخذوا القرار بن�اء على نتيجة‬ ‫(االنترفيو) (‪ .)..‬هل من العدل ان يقعد اوالدي‬ ‫املتفوق�ون ال�ى جانب�ي عاطلني ملصلح�ة اوالد‬ ‫احملظوظني؟‬ ‫وكأمن�ا اراد احدهم ان يجع�ل ختامها مريرا‬ ‫كالصبر‪ ،‬فاذا به يتس�اءل‪ :‬ملاذا ال تقوم الثورة‬ ‫مرة واحدة ملصلحة من قاموا بها؟ ملا ال نرى مرة‬ ‫واحدة انخفاضا في االسعار يرحم الفقراء؟‬ ‫ق�ررت ان ازور معرض القاهرة في س�اعاته‬ ‫االخيرة رغم االنشغال الشديد‪ .‬االزمة املرورية‬

‫بها واالرتقاء مبس�توياتها ضد سياسات اإلفقار والتهميش التي سارت‬ ‫عليها حكومات التطرف اليميني املتتابعة‪.‬‬ ‫وفي اس�تطالع لل�رأي أج�ري على عينة م�ن جمهور إس�رائيلي قبل‬ ‫الهج�وم عل�ى غزة‪ ،‬نش�رته صحيف�ة «هآرت�س» ف�ي ‪ 2012/12/14‬أفاد‬ ‫في�ه نحو ‪ ٪37‬من املس�تطلعني بأنه�م يفكرون في الهج�رة إلى أي بلد‬ ‫يوف�ر لهم ملجأ مناس�با‪ ،‬وذل�ك ألس�باب اقتصادية بحتة‪ ،‬أما الش�حن‬ ‫األيديولوج�ي ع�ن الصهيوني�ة و»أرض امليع�اد» وغيره�ا من أس�لحة‬ ‫اإلعلام املوجه‪ ،‬فإن تلك النس�بة من املس�تطلعني لم تلتف�ت إليها‪ ،‬ولم‬ ‫تأخذه�ا على محمل اجلد‪ .‬والالفت في االس�تطالع ع�دة أمور من بينها‪:‬‬ ‫إن نس�بة غالب�ة من املس�تطلعني تراوح�ت أعمارهم بني ‪ 30‬و‪ 39‬س�نة‪،‬‬ ‫وه�ذا العمر هو عمر التكوين والتمكني التعليمي والنضج إلى حد ما في‬ ‫احلكم على األشياء واألمور‪.‬‬ ‫كذل�ك إن غالبي�ة م�ن املس�تطلعني ه�م م�ن املهنيين ذوي امله�ارات‬ ‫والشهادات العالية‪ ،‬وأن الرابط بني الفكرة الصهيونية والتعلق بأرض‬ ‫امليع�اد أصبح�ت واهية‪ ،‬ما دام إنها لم توفر لهم عيش�ا كرميا‪ ،‬ووظائف‬ ‫متكنه�م من إبراز كفاءاتهم وقدراتهم‪ ،‬وبالتالي ترقيتها وتطويرها‪ .‬وقد‬ ‫متت اإلش�ارة إلى أن مس�توى املعيش�ة وفرص العمل أمام الش�بان من‬ ‫اجلنسين قد تراجعت في الس�نوات اخلمس األخيرة‪ ،‬فه�ل ميثل إنتاج‬ ‫الغاز والنفط املستجدين حلوال لتلك املشاكل؟‬ ‫لق�د بيّ ن بح�ث أج�راه البروفس�ور س�رجيو ديل�ي – بيرج�وال من‬ ‫اجلامعة العبرية في تل ابيب أن ‪ 14‬ألف إسرائيلي غادروا إسرائيل عام‬ ‫‪ 2012‬ولم يعودوا إليها‪.‬‬ ‫هذه األوضاع املش�ار إليها مبجملها‪ ،‬تبيّ ن أن مشاكل ضخمة ومعقدة‬ ‫وعميقة تفاعلت وتتفاعل داخل اجملتمع اإلسرائيلي‪ ،‬ويصل بعضها إلى‬ ‫التصادم‪ ،‬عدا عن مش�اكل أخرى مشابهة أو مختلفة في قطاعات أخرى‪،‬‬ ‫إن لم تكن أكثر تعقيدا وأعمق؛ وهذه املش�اكل واألزمات هي من س�مات‬ ‫هذا اجملتمع الذي تكون من بيئات ومجتمعات وأوطان وطبقات وأعراق‬ ‫ومستويات تعليمية وحضارية مختلفة منذ عام ‪ 1948‬وما قبله‪ .‬مع ذلك‬ ‫فإنه اس�تطاع ومن خالل املس�اعدات الهائلة واحلماي�ة الدائمة من قبل‬

‫د‪ .‬كمال الهلباوي٭‬

‫ف�ي س�اعات ال�ذروة جعل�ت الرحل�ة م�ن حي‬ ‫املهندسين الى مق�ر املعرض في ش�رق القاهرة‬ ‫تستغرق نحو ساعتني‪ ،‬ما جعل سائق التاكسي‬ ‫عل�ي‪ ،‬فق�رر ان يحك�ي معانات�ه لعل�ي‬ ‫يش�فق ّ‬ ‫احتمل الزحام الش�ديد‪ .‬ق�ال‪ :‬باالمس خرجت‬ ‫املغ�رب اش�وف رزقي‪ .‬قع�دت ادور بالتاكس�ي‬ ‫س�اعتني ثالث�ة مفيش وال زب�ون عبرني (ركب‬ ‫معي) تصدق؟ قلت ل�ه‪ :‬معقول وال زبون‪ .‬قال‪:‬‬ ‫طي�ب الج�ل احللف�ان‪ :‬زبونة واح�دة اعطتني‬ ‫عش�رة جنيهات فقط‪ .‬املهم ان�ي روحت‪ ،‬كانت‬ ‫مراتي عند امه�ا وملا رجع�ت مارضيتش احكي‬ ‫لها ما حدث‪ ،‬وقلت اني راحت علي نومة‪ .‬لكنها‬ ‫ش�عرت باحلقيق�ة‪ ،‬وقال�ت لي ش�كلك خرجت‬ ‫ومارزقتش‪.‬‬ ‫ال�ي قائلا‪ :‬يابيه احن�ا كنا مع‬ ‫التفت‬ ‫وهن�ا‬ ‫ّ‬ ‫الث�ورة ف�ي يناير‪/‬كان�ون الثان�ي ويوني�و‪/‬‬ ‫حزي�ران بس دلوق�ت انا باق�ول ياريت مبارك‬ ‫يرج�ع‪ .‬صدقني باقول كدة النن�ا في ايامه رغم‬ ‫الظلم والفس�اد كنا قادرين نعيش‪ .‬لكن دلوقت‬ ‫مفيش ش�غل‪ .‬الل�ي بيحصل للن�اس حرام وما‬ ‫حدش حاسس بينا‪.‬‬ ‫(كلما س�معت هذه العبارة‪ :‬فني ايام مبارك؟‬ ‫اش�عر انن�ي اضع�ت حيات�ي ه�درا‪ .‬عارضت�ه‬ ‫عش�رين عاما‪ ،‬ألس�مع ف�ي النهاية م�ن يترحم‬ ‫على عهده)‪.‬‬ ‫وصل�ت اخيرا ال�ى مع�رض الكت�اب‪ .‬كانت‬ ‫االبواب مش�رعة مجانا ام�ام اجلمهور‪ ،‬بعد ان‬ ‫نفدت التذاكر بس�بب االقبال الش�ديد املس�تمر‬ ‫حتى في املس�اء‪ .‬الشعب الذي يقول انه ال يجد‬ ‫م�ا يس�د رمق�ه يتدافع للحص�ول عل�ى الكتب‪،‬‬ ‫على الرغم من اس�عارها املرتفعة بالنس�بة الى‬ ‫مستوى املعيشة من دون شك‪.‬‬ ‫هناك رواية س�ألت عنها في اكث�ر من مكان‪،‬‬ ‫قي�ل ل�ي انها نف�دت بالكام�ل‪ .‬عناوي�ن عديدة‬ ‫تب�دو صريحة ف�ي رغبته�ا اجلامحة في كس�ر‬ ‫احملرمات‪ ،‬وتخط�ي اخلطوط احلم�راء‪ .‬حركة‬ ‫النش�ر منتعش�ة ب�دءا م�ن الكت�ب الديني�ة‬ ‫والسياس�ية بكاف�ة انواعه�ا الى كت�ب من نوع‬ ‫(كيف تصطادين عريسا؟)‪.‬‬ ‫عل�ى ب�اب املعرض يبيع�ون ص�ور بطاقات‬ ‫شخصية للمشير السيس�ي‪ .‬النسخة الواحدة‬ ‫بجني�ه‪ ،‬رغم ان تكلفة طباعتها ال ميكن ان تزيد‬ ‫عن قروش قليلة‪ .‬ومع ذل�ك تلقى رواجا كبيرا‪.‬‬ ‫في طري�ق العودة‪ ،‬ب�دت مصر مختلف�ة متاما‪،‬‬ ‫فقد كان س�ائق التاكس�ي من انصار السيسي‪،‬‬ ‫واقسم لي انه طبع بوسترا كبيرا على حسابه‪،‬‬ ‫وعلقه على واجهة بيته في حي مدينة السلام‬ ‫الش�عبي‪ ،‬رغم وج�ود انصار لالخ�وان هناك‪.‬‬ ‫واك�د انه متفائل ألن الش�عب املصري (خالص‬ ‫اتطعم ضد الديكتاتورية‪ ،‬واي رئيس هاييجي‬ ‫هيمشي على العجني مايلخبطوش)‪.‬‬ ‫عل�ى طري�ق املط�ار ف�ي الصب�اح الباك�ر‪،‬‬ ‫القاه�رة الت�ي ال تن�ام ركنت الى ه�دوء ما قبل‬ ‫العاصفة‪ .‬تب�دو جميلة رائق�ة‪ .‬تتمنى ان تبقى‬ ‫هكذا‪ .‬لكن�ك تعرف انها لن تتوقف عن الصخب‬ ‫وع�ن احلياة‪ ،‬مهما حدثت من منغصات عابرة‪.‬‬ ‫هكذا كانت وهكذا ستبقى‪.‬‬ ‫كاتب مصري من اسرة «القدس العربي»‬

‫■ ل��ي صديق عزي��ز جدا‪ ،‬ولن��ا أخوة طويل��ة ً‬ ‫معا في‬ ‫احلركة االس�لامية‪ ،‬جمعتني به دعوة االخوان الوسطية‪،‬‬ ‫وقيمه��ا الثابت��ة ف��ي السياس��ة واألخ�لاق واالجتم��اع‬ ‫وغيرها‪ ،‬وجمعتن��ي به أيضا الهجرة القس��رية في لندن‪،‬‬ ‫وقضاي��ا األمة وفي مقدمتها قضية فلس��طني‪ .‬أرس��ل لي‬ ‫رس��الة أريد أن أناقشها في هذا املقال‪ ،‬ملا فيها من مفاهيم‬ ‫حتت��اج ال��ى توضي��ح‪ ،‬وأخط��اء ف��ي الرؤية حتت��اج الى‬ ‫تصويب‪ .‬الرسالة تقول «الس�لام عليكم‪ .‬هل بعد ‪ 60‬سنة‬ ‫من محاربة الظلم‪ ،‬وحتمل التشرد في الفيافي والقفار في‬ ‫سبيل الله ومن أجل احلرية‪ ،‬تكون اخلامتة فردا في فرقة‬ ‫مطبلني ومزمري��ن لقاتل مجرم وخائن وغادر؟! أليس هذا‬ ‫أمرا عجابا؟» وصلتني هذه الرس��الة على الهاتف يوم ‪25‬‬ ‫يناير‪/‬كانون الثاني ‪.2014‬‬ ‫وقفت أمام الرس��الة طويال‪ ،‬وكنا ق��د تقابلنا قبل ذلك‬ ‫في برنامج في قناة «بي بي س��ي» العربية‪ ،‬عن مصر عبر‬ ‫الهات��ف‪ ،‬ورحبت به كعادتي ول��م يرحب بي‪ ،‬كما كنا من‬ ‫قب��ل‪ .‬يرى صديقن��ا العزيز أن ما حدث ف��ي مصر بعد ‪30‬‬ ‫يونيو‪/‬حزيران هو انقالب عسكري وله رأيه‪ ،‬ولكن ال يرى‬ ‫أو لم أس��مع منه – على العلن – رأيا واحدا ً‬ ‫علنا ينتقد فيه‬ ‫أداء االخوان السيئ اخملالف لثوابتنا على اي مستوى‪ ،‬أو‬ ‫انحراف االخوان عن خط الدعوة الوس��طى األصيل‪ ،‬رمبا‬ ‫ينصحهم الرجل في الس��ر حتى ال ننش��ر «الغسيل» على‬ ‫املأل‪ ،‬وله رأيه في ذلك‪ ،‬ولك��ن يبدو أن صديقنا العزيز‪ ،‬لم‬ ‫يق��رأ ما كتبته قبل أن يصل االخوان للس��لطة‪ ،‬أو ما كتبته‬ ‫وهم في الس��لطة‪ ،‬أو ما كتبته بعد الك��وارث الفظيعة التي‬ ‫تس��ببت فيها قي��ادة االخوان ف��ي مصر‪ ،‬ووق��ع فيها من‬ ‫وقع‪ ،‬بسبب االتباع األعمى واالنحراف عن بعض الثوابت‬ ‫وعدم النصيحة او ضعفها‪ ،‬رغ��م أن الدين النصيحة‪ ،‬كما‬ ‫قال املصطفى صلى الله عليه وسلم‪ .‬وصديقنا متخصص‬ ‫ف��ي الدراس��ات االس�لامية‪ ،‬وله ب��اع طويل ف��ي الدعوة‪،‬‬ ‫وارتقاء املنابر‪ ،‬وله عقل راجح وصائب‪ ،‬إال في ما تتحمله‬ ‫هذه الرسالة من معان أخالفه فيها‪.‬‬ ‫أنا سعيد بأنه بدأ رسالته بالســــالم عليكم‪ ،‬على عكس‬ ‫العديد ممن كنت بالنسبة لهم أخا كبيرا‪ ،‬وأستاذا مخلصا‪،‬‬ ‫ومعلما فاهما للدعوة‪ ،‬فإذا بهم يرسلون رسائل ال ميكــــن‬ ‫أن نكت��ب ً‬ ‫أيا من كلماتها مرة أخرى‪ ،‬ومنها بعض ما ميكن‬ ‫أن يق��ال هنــــا‪ ،‬كما قيل ويقال على الفيس��بوك من اتهام‬ ‫باخلـــيانة والعمــــالة والنذالة وارمتاء في أحضان إيران‪،‬‬ ‫بل والتش��ـــيع‪ .‬صاحـــبنا‪ ،‬وهذه ش��جاعة من��ه‪ ،‬وتقدير‬ ‫أعتز به عن تاريخ س��ابق‪ ،‬رأى فيه بعض احلس��نات‪ ،‬من‬ ‫مجابهة للظلم‪ ،‬وحتمل التش��رد ف��ي الفيافي القفار «لعله‬ ‫يقصد أفغانستان وباكس��تان وفي سبيل الله‪ ،‬ومن اجل‬ ‫احلرية»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ش��هادة والل��ه‪ ،‬أعتز بها كثي��را على عكس م��ن أنكروا‬ ‫التاري��خ الطوي��ل‪ ،‬ولم ي��روا فيه حت��ى إيجابي��ة واحدة‪،‬‬ ‫بل أنك��روا ارتباط��ى باالخ��وان تنظيميا وفك��را‪ ،‬وتلمذة‬ ‫وتعليما‪ .‬ش��طبوا حتى ما كان من حسنات لي في التاريخ‬ ‫ال��ذي تغنوا به من قبل‪ ،‬ولكن الله تعالى يعرفها‪ ،‬وقد قال‬ ‫س��بحانه وتعالى ما يجب أن يعلمنا في ذلك املوقف «فمن‬ ‫ً‬ ‫يعم��ل مثق��ال ذرة ً‬ ‫ش��را‬ ‫خيرا يره‪ ،‬وم��ن يعمل مثقال ذرة‬ ‫يره»‪ .‬واحلمد لله تعالى أن سبحانه هو «مالك يوم الدين»‪.‬‬

‫واحلمد لله تعالى أن ليس له ش��ريك في امللك‪ .‬وأنا أش��كر‬ ‫صديقي العزيز لهذه الش��هادة‪ .‬صديقي يرى في رسالته‬ ‫أن خامتتي «فرد في فرقة مطبلني ومزمرين لقاتل ومجرم‬ ‫وخائن وغادر»‪.‬‬ ‫وهو يع��رف يقينا مدى اس��تقالليتي في ال��رأي‪ ،‬وفي‬ ‫التحلي��ل السياس��ي ف��ي قضاي��ا كثيرة‪ ،‬ويع��رف بعض‬ ‫مواقف��ي أيام أن كنت عضوا في مكتب االرش��اد ومجلس‬ ‫الش��ورى‪ ،‬ومتحدثا رس��ميا باس��م االخوان ف��ي الغرب‪،‬‬ ‫وعضوا ف��ي الفريق االستش��اري االخواني الفلس��طيني‬ ‫وقضية فلسطني‪.‬‬ ‫فأنا التزامي االسالمي الوسطي‪ ،‬وعقلي‪ ،‬الذي تعلمت‬ ‫كيف أس��تعمله‪ ،‬كل ذلك يحول بينى وب�ين أن أكون فردا‬ ‫في فرق��ة مطبلني ومزمري��ن من اي نوع إس�لامي أو غير‬ ‫وضح أكثر‪ ،‬ماذا يقصد بذلك؟‬ ‫إس�لامي‪ ،‬ويا ليته كان قد َأ‬ ‫َ‬ ‫ه��ل يقص��د قب��ول عضويت��ي في جلن��ة اخلمس�ين التي‬ ‫أخرجت دستورا شهد به كل من له عقل سليم‪ ،‬وكل محب‬ ‫للحرية ومحاربة الظل��م‪ ،‬وكل من يقف الى جانب الكرامة‬ ‫فعل‬ ‫االنس��انية والعدال��ة‪ ،‬ومطالب الثوار‪ .‬لألس��ف ل��م ُي َّ‬ ‫الدس��تور بعد‪ ،‬ونحن وراء تفعيله‪ ،‬حتى ال يظل حبرا على‬ ‫ورق‪ ،‬وال تنتهك الفلسفة وال القيم التي وراء هذا الدستور‪،‬‬ ‫ووراء بنائه واخراجه بالشكل الذي أخرج به‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تطبي�لا وال‬ ‫وأق��ول لصديق��ي العزي��ز‪ ،‬أن��ا لم أش��هد‬ ‫تزمير ًا‪ ،‬ولم أش��ترك في اي منهما‪ .‬أم��ا حديثه عن القاتل‬ ‫واجملرم واخلائن والغ��ادر فال أرى من يقصد‪ .‬رمبا يقصد‬ ‫بذلك الرجل الذي ش��عر قطاع عريض من الشعب بزعامته‬ ‫بعد وق��ت طويل من فراغ ه��ذه املكانة‪ ،‬بعد م��وت الزعيم‬ ‫عبدالناص��ر وما قدم��ه وجنح فيه وح��اول أن يقدمه ولم‬ ‫ينجح في��ه لقضيه فلس��طني الت��ي تهم صديقن��ا العزيز‪.‬‬ ‫استطاع ناصر رغم العالقة السيئة مع االخوان وما شابها‬ ‫من مظال��م‪ ،‬أن يتحدى العالم الغربي في قضية فلس��طني‬ ‫وأن يقي��م مع معظم العالم العرب��ي اتفاقيه الدفاع العربي‬ ‫املشترك‪ .‬نسى صديقنا العزيز خطاب املعزول مرسي إلى‬ ‫بيريز‪ ،‬وم��ا أدراك بالصديق العزيز بيريز‪ ،‬نس��ي خطاب‬ ‫الفضيح��ة أو وجد له ع��ذر ًا‪ ،‬لم يجده لي‪ .‬نس��ى صديقنا‬ ‫العزي��ز أن االخوان عزلوا أنفس��هم عن الثورة وعن جموع‬ ‫الشعب الذي حملهم إلى البرملان والى الرئاسة‪.‬‬ ‫إذا كان صديقنا العزيز يرى مثل بقية معظم االخوان أن‬ ‫م��ا حدث في يوليو‪/‬متوز ‪ 2013‬كان انقالبا‪ ،‬فإنهم لم يروا‬ ‫‪ 30‬يونيو‪ ،‬وأنكروه‪ ،‬كما قال عنه االخوان من قبل «زوبعة‬ ‫في فنجان»‪ .‬وإذا كان صديقنا العزيز يرى أن حتالف دعم‬ ‫الش��رعية بعاصم عبداملاج��د ومن عمل على ش��اكلته هو‬ ‫الطريق‪ ،‬فليراجع نفس��ه في ضوء القرآن والسنة ومنهج‬ ‫الس��لف الصالح ومنه��ج االخوان املس��لمني‪ ،‬كما وضعه‬ ‫االم��ام حس��ن البنا‪ ،‬رحم��ه الله تعال��ى‪ ،‬الذي أس��اء إليه‬ ‫االخوان الذين يؤمنون بالس��رية والعنف واللجوء لكنف‬ ‫ً‬ ‫خصوصا األمريكان‪ ،‬وأذرعهما في األمة‪ .‬وأيضا‪،‬‬ ‫الغ��رب‬ ‫باالنحراف واالعتماد على أهل الثقة فقط في إدارة البالد‪،‬‬ ‫فانحرف��وا مرة أخرى عن املنهج وأصبحوا كما قال األمام‬ ‫البن��ا «ليس��وا إخوانا وليس��وا مس��لمني» طبع��ا من دون‬ ‫تكفي��ر‪ .‬وأود أن ي��درك صديقن��ا العزيز أن مص��ر تواجه‬ ‫الي��وم موجة إرهاب وعنف يريدها أن تكون مثل س��وريا‪،‬‬

‫د‪ .‬بلقيس الكركي٭‬ ‫تص�دّ رت الص�ورة ّ‬ ‫األهم‬ ‫كل وس�ائل اإلعلام‪ ،‬متجاوزة احل�دث‬ ‫ّ‬ ‫وه�و املراس�م اجلنائزية ملانديلا‪ ،‬أحد أكبر رموز احلري�ة في القرن‬ ‫لنص‬ ‫العش�رين‪ .‬لم يعد احلدث أكثر من خلفيّ ة‪ ،‬من س�ياق‪ ،‬من ّ‬ ‫جو ّ‬ ‫ُ‬ ‫النص‪ ،‬فيه�ا رجل وزوجته‬ ‫يش�دّ البش�ر على اختالفهم‪.‬‬ ‫فالص�ورة ّ‬ ‫وأخرى أقرب إليه؛ فيها س�لطة وإغراء وفيها انتهاك (ربّ ما مقصود)‬ ‫لألعراف جلذب اإلعالم‪ .‬فيها ما قد َّ‬ ‫تؤلف عنه كتب في النقد الثقافي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫تاريخا من االستعباد في جلده‪ّ ،‬‬ ‫لكنه اآلن من‬ ‫الرجل أس�ود ويحمل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫كولونها‬ ‫يش�كل‬ ‫قوة وس�لطة وثقة‪ ،‬واألخرى بيضاء ش�قراء‪،‬‬ ‫ه�و‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫لتصور‬ ‫امتدادا‬ ‫األسود وس�اقها على الس�اق (على رأي الش�دياق)‬ ‫ّ‬ ‫أوروب�ي ف�ي اجلم�ال‪ ،‬يض�اف إليه كونه�ا رئيس�ة وزراء‪،‬‬ ‫مرك�زي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وك�ون األخرى محض س�يّ دة أولى مرتب�ط موقعها بالرج�ل املركز‪.‬‬ ‫نص ًا بامتياز‪ ،‬يشد البشر ألسباب عدّ ة‪ ،‬رغم ّأن‬ ‫بهذا تصبح الصورة ّ‬ ‫أزلي قدمي‪ :‬رجل وامرأة‪ ،‬اقتراب وابتعاد‪ ،‬غزل‬ ‫عنصر الشدّ الرئيس ّ‬ ‫حب أو م�ا قاربُ ه قابلة‬ ‫وغي�رة‪ ،‬وفضيح�ة ما‪ .‬باختصار هن�اك قصة ّ‬ ‫لتحريك الفضول واحلكم والتأويل‪ ،‬ولوال الضعف البش�ري أمامها‪،‬‬ ‫مل�ا أقحم�ت معظم األفلام املصنوعة ح�ول الش�خصيات التاريخية‬ ‫قص�ص ح�ب حقيق�ة أو مخترع�ة جل�ذب الن�اس‪ .‬لم يختل�ف األمر‬ ‫َ‬ ‫فس�ر وج�ود الغزل‬ ‫من�ذ ابن قتيب�ة في الق�رن الثالث الهجري حني ّ‬ ‫والنس�يب بني العناصر األساس�ية في عمود الش�عر‪ ،‬إذ يس�تغلهما‬ ‫الش�اعر «ليميل نحوه القلوب‪ ،‬ويصرف إليه الوجوه‪ ،‬وليس�تدعي‬ ‫ب�ه إصغاء األس�ماع إلي�ه؛ ألن التش�بيب قريب من النف�وس‪ ،‬الئط‬ ‫بالقل�وب؛ لِ ما قد جعل الله في تركيب العب�اد من محبة الغزل وإلف‬ ‫ً‬ ‫متعلقا منه بس�بب‪،‬‬ ‫النس�اء‪ ،‬فلي�س ي�كاد أحد يخلو م�ن أن يك�ون‬ ‫وضاربً ا فيه بسهم‪ ،‬حالل أو حرام»‪.‬‬ ‫ه�ي لعب�ة الكثير من األدب�اء وصانعي األفالم‪ ،‬ح�دّ أن القارئ أو‬ ‫ً‬ ‫دائما في أن ّ‬ ‫حجة «الس�ياق الدرامي» كمبرر‬ ‫املش�اهد ال يفل�ح‬ ‫يكذب ّ‬ ‫إلقح�ام قص�ص احل�ب ومش�اهد اجلنس‪ .‬مل�اذا الك�ذب‪ :‬ه�ي ً‬ ‫عادة‬ ‫جتذبن�ا أكثر من س�واها إال إذا كان اإلقحام واضح االبتذال والنص‬ ‫ً‬ ‫رديئا بحق‪ .‬وللصدق‪ :‬لقد علقت في ذهني مشاهد ميل غيبسون في‬ ‫دور ويليام واالس مع صوفي مارسو بقدر ما علق مشهد صراخ كلمة‬

‫ألف عام‪ .‬كان قد «مشى إلى بالد اجملوس‪ ،‬وهو قد شارف اخلمسني‪،‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫الكلبي في املطرب‪ ،‬رغم‬ ‫خطه الشيب»‪ ،‬حس�بما نقله ابن دحية‬ ‫ّ‬ ‫اختلاف املصادر واملراجع ح�ول كثير من ه�ذه التفاصيل واجلدال‬ ‫حول رحلتي الدمن�ارك وبيزنطة‪ ،‬وعن أي امللكتني تتحدث املصادر‪.‬‬ ‫وسأعتمد في معظم هذه املقالة على الدراسة املمتازة لسهر العامري‬ ‫املهم «مدن وش�عراء»‪ ،‬حيث يفن�د الكثير من‬ ‫ع�ن الغ�زال في كتاب�ه ّ‬ ‫مزاع�م بعض املستش�رقني ع�ن أن رحل�ة الدمن�ارك كان�ت مختلقة‬ ‫بالكامل‪.‬‬ ‫في قصة يحيى‪ّ ،‬‬ ‫ألنه كان آخذ اجلمال‪ّ ،‬‬ ‫امللقب بالغزال ّ‬ ‫كل العناصر‬ ‫الضرورية الجتذاب قارئ أو مش�اهد يبحث عن نفس�ه وما تريد في‬ ‫حي�وات اآلخرين‪ ،‬ويبحث عن متعة ما‪ .‬لألس�ف‪ ،‬ف�إن التقصير من‬ ‫جهة أصحاب الفنون بشأن رسم صورة يحيى وقصته جتعل ويليام‬ ‫واالس االسكوتلندي أقرب منه إلى القلب والذاكرة واخليال‪ .‬شيء‬ ‫ً‬ ‫ومتاحا لفئة محدّ دة‬ ‫مؤسف حقا‪ ،‬أن يبقى يحيى أسير كتب التاريخ‪،‬‬ ‫مر عليها االس�م‪ ،‬بينما يتصدر املش�هد باراك أوباما‪ ،‬الذي لم يتطور‬ ‫ّ‬ ‫وضع�ه حد القصة كما تطور عند يحيى الغ�زال‪ ،‬الذي ّ‬ ‫«تعلق» ملكة‬ ‫الدمنارك وقال فيها‪« :‬إني ّ‬ ‫مجوس�ية‪ /‬تأبى لش�مس احلس�ن‬ ‫تعلق ُت‬ ‫ّ‬ ‫أن تغربا»‪.‬‬ ‫ف�ي حي�اة الغ�زال تفاصي�ل كثي�رة غني�ة‪ ،‬كالغيرة بين مبدعني‬ ‫والتناف�س عل�ى االقت�راب من الس�لطة‪ :‬ل�م يحتمل يحي�ى حضور‬ ‫زري�اب البغ�دادي طاغ�ي املوهبة ف�ي البلاط األندلس�ي‪ .‬وبعد أن‬ ‫هج�اه س�افر إلى بغ�داد بع�د وفاة أب�ي نواس ال�ذي ق�رأه صغيرا‬ ‫وتعل�ق اخلم�ر مثل�ه وباع عباءت�ه مثله ألجله�ا‪ .‬ويب�دو ّأن اجملون‬ ‫ً‬ ‫حاض�را حتى مراحل متأخ�رة من حياته‪ .‬فهو ق�د رحل لداوفع‬ ‫بقي‬ ‫قصته‬ ‫سياس�ية إلى بلاط القيصر البيزنط�ي ثيوفيلوس‪ ،‬عل�ى ّأن ّ‬ ‫مهم�ا مدى اخليال من‬ ‫املعروفة ليس�ت في اجلانب‬ ‫السياس�ي‪ .‬ليس ّ‬ ‫ّ‬ ‫املواد األدبيّ ة‪ ،‬من معرفة‬ ‫احلقيقة فيهما‪ ،‬بل املهم ما تقدّ م كسواها من‬ ‫ّ‬ ‫ما عن بعض أعماق اإلنسان‪ .‬قدّ مت له زوجة القيصر ثيودورا خمرا‬ ‫وطلبت منه أن ميضي الليلة مع ابنها‪ ،‬فرفض الغزال بذريعة الدين‪،‬‬ ‫ورعا ً‬ ‫أبدا‪ ،‬بل ً‬ ‫ً‬ ‫ندما على رفضه‬ ‫الش�اب ال تب�دي‬ ‫رغم ّأن قصيدته عن‬ ‫ّ‬

‫‪Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫٭ كاتب فلسطيني‬

‫رسالة ودعوة للتبصرة واالستبصار‬

‫من باراك أوباما إلى يحيى الغزال (من خالل سيدات الدمنارك)‬ ‫في مش�هد ب�راد بيت في دور أخيل مع عذراء‬ ‫احلريّ ة األخير‪ ،‬كما أثر ّ‬ ‫ط�روادة وه�ي ُتس�بى بنص�ف إرادتها بقدر م�ا ّأثرت حلظ�ة دخول‬ ‫احلصان أو موت هكتور‪ .‬لس�ت وحدي‪ ،‬فقد كتب الش�اعر أوفيد عن‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫استسلمت‬ ‫«وأنت يا بريسيس‪ ،‬لقد‬ ‫حتديدا لشيء ما فيه‪:‬‬ ‫هذا املشهد‬ ‫ملداعب�ات يديه وهما ال ت�زاالن ّ‬ ‫ِ‬ ‫الط�روادي»‪ .‬كنت ال‬ ‫ملطختني بالدم‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أجرؤ عل�ى االعت�راف ّ‬ ‫س�ريعا أثناء ق�راءة «احلرب‬ ‫أمر‬ ‫بأنني كنت ّ‬ ‫والسلام» لتولس�توي عن تفاصيل احلرب والسياس�ة بانتظار ما‬ ‫احلب‪ ،‬إلى أن ق�رأت في كتاب ّ‬ ‫«ل�ذة النص» لروالن‬ ‫ح�دث في قص�ة‬ ‫ّ‬ ‫من�ا‪ّ ،‬‬ ‫ب�ارت س�ؤاله‪« :‬من ّ‬ ‫حقا‪ ،‬ق�د قرأ «احل�رب والسلام» كاملة؟»‬ ‫أعتقد أن الش�يء الذي يجعل التفاصيل الش�خصيّ ة (التي يس�ميها‬ ‫مبدعوه�ا «اجلوان�ب اإلنس�انية») مرك�ز االهتمام هو كون البش�ر‬ ‫أمس احلاج�ة ملا يحاكي أهم م�ا يعنيهم في حياته�م‪ :‬أي الرغبة‬ ‫ف�ي ّ‬ ‫واحل�ب بكل تعقيداتهم�ا وال انتظامهم�ا بالنظر إل�ى النزعة األبدية‬ ‫حب مس�تقر دائ�م‪ ،‬اللذين ن�ادرا ما‬ ‫إل�ى زخ�م حياتي‬ ‫درام�ي وإلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫يجتمع�ان أو حتتويهم�ا مع�ا الصي�غ االجتماعي�ة املتاح�ة‪ .‬س�واء‬ ‫تغيرت الش�خصيّ ات بني الواقع واخلي�ال ال يهم‪ ،‬املهم أن الهواجس‬ ‫هي نفس�ها وس�تبقى إلى آخ�ر التاري�خ‪ ،‬وس�تبقى جتلياتها محور‬ ‫االهتمام األساس�ي‪ .‬ربّ ما كان مش�هد أوباما والدمناركية مقحما عن‬ ‫قصد‪ :‬لو التقط صورة له مع ديفيد كاميرون وحده ملا كانت كل هذه‬ ‫اخلفي‬ ‫الضج�ة‪ ،‬إذ لنقصت القص�ة عناصر كثيرة لتكتمل ف�ي غياب‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أصال‪.‬‬ ‫املهم‪ ،‬ولن تكون قصة‬ ‫ّ‬ ‫علي واهتمامي بها‪ ،‬كم�ا لن ّأدعي ّأنها‬ ‫ل�م يزعجني فرض القص�ة ّ‬ ‫أزعجتني ّ‬ ‫ألنها كانت في عزاء ش�خص أقدّ ره‪ .‬ما أزعجني وأعجبني‬ ‫علي الذي لم أس�تطع التهرب منه منذ ش�هرين‪،‬‬ ‫الثقيل‬ ‫التداعي‬ ‫ه�و‬ ‫ّ‬ ‫من�ذ رأيت تلك الصورة العابرة‪ .‬الرجل في موقع س�لطة‪ ،‬واملرأة من‬ ‫س�يدات الس�لطة في الدمنارك‪ ،‬وهن�اك تودد ما‪ ،‬فالتش�ابه ً‬ ‫إذا أكبر‬ ‫من أن أجتاهله‪ :‬لقد نش�أ شيء مشابه بني سفير األندلس وشاعرها‬ ‫اجلمي�ل يحي�ى بن احلكم الغ�زال‪ ،‬وبني ملكة الدمن�ارك آنذاك‪ ،‬حني‬ ‫أرس�له إلى هناك اخلليفة عبد الرحم�ن الثاني بعد هجوم للقراصنة‬ ‫على املدن األندلس�ية‪ ،‬في أوائل القرن الهجري الثالث‪ ،‬قبل أكثر من‬

‫دول الغ�رب األوروبي والواليات املتحدة‪ ،‬معاجلة وتفكيك الكثير منها‪،‬‬ ‫وش�ن حروب عديدة ض�د الداخل العرب�ي الفلس�طيني‪ ،‬وضد اخلارج‬ ‫العرب�ي‪ ،‬لينتص�ر في الكثي�ر من األحي�ان‪ ،‬ويصاب بعثرات ونكس�ات‬ ‫في بعض األحيان‪ ،‬وإذا ما ذكرنا وتذكرنا املس�اعدات الهائلة واحلماية‬ ‫الغربية املس�تمرة لهذا الكيان‪ ،‬فإن علينا ذكر احلش�د املتفوق لكفاءات‬ ‫وقدرات علمية كبيرة ومتطورة وحيوية وشابة جتمعت لديه من جميع‬ ‫بلدان الدنيا‪ ،‬ما وفر بيئة علمية وتقنية متطورة‪ ،‬دأبها التطور ومتابعة‬ ‫أح�دث اإلجنازات باس�تمرار‪ .‬م�ع ذلك‪ ..‬ف�إن علينا التذكير ب�أن األزمة‬ ‫املالي�ة العاملية كان�ت وما زالت تفعل فعلها الس�لبي في بني�ة االقتصاد‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫اجلدير ذكره أن الصحافة اإلس�رائيلية أوردت ف�ي الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫مجموع�ة من اإلش�ارات والوقائع التي تفي�د بأن األزم�ات االقتصادية‬ ‫واالجتماعي�ة‪ ،‬آخذة بالتوس�ع واالنتش�ار‪ ،‬بحس�ب ما نقل�ت صحيفة‬ ‫الس�فير اللبناني�ة (‪ ،)2013 /10/23‬حي�ث ذك�رت «ش�عر ساس�ة‬ ‫واقتصاديون باخلطر بعد تعثر ش�ركات كبرى‪ ،‬مث�ل «كيل» العاملة في‬ ‫إطار املناجم‪ ،‬و»يتفع» للصناع�ات الدوائية‪ ،‬واضطرارهما إما للدخول‬ ‫ف�ي مش�اريع تقليص نش�اطات‪ ،‬أو زي�ادة جناعة‪ ،‬وكله�ا تضمنت طرد‬ ‫مس�تخدمني‪ ،‬كم�ا إن التقلي�ص اإلس�مي ال�ذي أقر ف�ي ميزاني�ة الدفاع‬ ‫واإلش�كاالت التي تواجه الصناعات العس�كرية‪ ،‬دفعا إلى احلديث عن‬ ‫مشروع لتسريح حوالي عش�رة آالف مستخدم في املؤسسة العسكرية‬ ‫والصناعية العسكرية خالل وقت قصير»‪.‬‬ ‫ه�ذا وقد دفع الوضع االقتصادي املقلق نح�و مئة من رجال األعمال‬ ‫والسياس�ة لتكوين كتل�ة ضاغطة‪ ،‬حاورت رئيس ال�وزراء‪ ،‬طالبة منه‬ ‫ض�رورة حتقيق الش�روط م�ن أج�ل إقامة دول�ة فلس�طينية‪ ،‬وحتقيق‬ ‫تس�وية‪ ،‬خصوصا أن دوال أوروبية عدة ومكون�ات اقتصادية وعلمية‪،‬‬ ‫أخ�ذت تقاط�ع إنتاج املس�تعمرات في األراض�ي احملتلة ع�ام ‪ .1967‬كما‬ ‫أخذت تقاطع مؤسسات علمية وأكادميية أخرى‪ .‬وكان الفتا أن كتلة املئة‬ ‫من رجال األعمال والسياس�يني‪ ،‬ذهبت إل�ى منتدى دافوس االقتصادي‬ ‫العامل�ي ال�ذي ُعق�د منذ أي�ام خلت‪ ،‬ف�ي محاول�ة منها للبحث ع�ن آفاق‬ ‫ملعاجلة األزمة االقتصادية في إس�رائيل‪ ،‬ومحاولة إقناع رئيس الوزراء‬ ‫نتنياهو بضرورة حتقيق تس�وية مع الفلس�طينيني‪ ،‬كذلك كان الفتا أن‬ ‫رئيس الدولة شمعون بيريز‪ ،‬كان مؤيدا لبعض طروحات كتلة املئة‪.‬‬

‫واعتباره «حماقة» منه‪ .‬ومن غزله في ابن القيصر‪:‬‬ ‫«و َأغيدَ َليِّ َن َ‬ ‫حيل َ‬ ‫الط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويل‬ ‫األ‬ ‫نق َط ِ‬ ‫خص‪َ /‬ك ِ‬ ‫َ‬ ‫عطاف َر ٍ‬ ‫رف ذي ُع ٍ‬ ‫ماء َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يف ِ‬ ‫باب ِب َوجنت ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫قيل»‬ ‫يه‪ /‬يَ ُ‬ ‫َترى َ‬ ‫الص ِ‬ ‫لوح ك َرون ِق َ‬ ‫الش ِ‬ ‫يار َة ِب َ‬ ‫صيل‬ ‫األ ِ‬ ‫الز َ‬ ‫«يَ ِح ُّن ِإ َل َّي ُم ِّط ِر ًفا لِ َشكلي‪َ /‬ويُ كثِ ُر لي ِ‬ ‫ِسك َ‬ ‫َأتى يَ ً‬ ‫يح َكامل ِ‬ ‫تيل‬ ‫الف ِ‬ ‫مر‪َ /‬ش ِ‬ ‫مول ِ‬ ‫وما ِإ َل َّي ِب ِز ٍّق َخ ٍ‬ ‫الر ِ‬ ‫بيت ِعندي‪َ /‬فيَ ثبُ َت بَ َيننا ُو ُّد َ‬ ‫شر ِبها َمعي َويَ َ‬ ‫ليل‬ ‫اخل ِ‬ ‫لِ يَ َ‬ ‫الر َشأِ َ‬ ‫جاءت ُأ ُّمهُ َم َع ُه َفكانا‪َ /‬ك ُأ ِّم ِ‬ ‫اخل ِ‬ ‫حيل‬ ‫َو َ‬ ‫الك ِ‬ ‫شف َو َ‬ ‫يل َ‬ ‫يه البَ ردَ في َ‬ ‫ُت َو ّصيني ِب ِه َو َت ُ‬ ‫قول َأخشى‪َ /‬ع َل ِ‬ ‫ويل‬ ‫الط ِ‬ ‫الل ِ‬ ‫لت َح َ‬ ‫هل ُ‬ ‫ماق ًة ِم ّني َو ً‬ ‫نوكا‪َ /‬فدَ ُ‬ ‫يت َك َل ُ‬ ‫َف ُق ُ‬ ‫مول‬ ‫الش ِ‬ ‫ست ِمن َأ ِ‬ ‫َف َأ َّي ُة ِغ َّر ٍة ُس َ‬ ‫بحان َربّ ي‪َ /‬لو اِ ّني ُك ُ‬ ‫قول»‬ ‫الع ِ‬ ‫نت ِمن َأ ِ‬ ‫هل ُ‬ ‫ً‬ ‫سفيرا‬ ‫كان ذاك في رحلة القس�طنطينية‪ .‬أما الدمنارك‪ ،‬فقد زارها‬ ‫بع�د صلح بني اخلليف�ة والنورمانديني قراصنة املغ�رب قرابة ‪845‬م‬ ‫بع�د هجومهم على إش�بيلية‪ .‬وهناك كان بينه وبين امللكة «نود» أو‬ ‫قصة غرام‪ .‬قبل أن تبدأ القصة‪ ،‬تورد املصادر أش�هر‬ ‫«تود» أو «بود» ّ‬ ‫طرائ�ف الغزال في بلاط الدمنارك‪ ،‬إذ ُأخب�ر أن عليه أن يدخل على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منخفض�ا كي ال يدخل ّ‬ ‫س�اجدا فرف�ض‪ّ ،‬‬ ‫إال‬ ‫لكنهم جعلوا الباب‬ ‫ملكها‬ ‫ً‬ ‫راكعا‪« :‬فلما وص�ل إليه جلس إلى األرض وقدم رجليه وزحف على‬ ‫ً‬ ‫واقفا‪ ».‬وبعد أن ّ‬ ‫سلم على امللك‬ ‫أليته زحفة‪ ،‬فلما جاز الباب اس�توى‬ ‫وفس�ر الترجمان م�ا قاله‪ ،‬قال املل�ك‪« :‬هذا حكيم م�ن حكماء القوم‪،‬‬ ‫وداهي�ة م�ن دهاته�م»‪ ،‬وعجب م�ن جلوس�ه إل�ى األرض وتقدميه‬ ‫رجليه ف�ي الدخول وقال‪« :‬أردن�ا أن ّ‬ ‫نذله‪ ،‬فقاب�ل وجوهنا بنعليه!‬ ‫ولوال ّأنه رسول ألنكرنا ذلك عليه»‪.‬‬ ‫س�معت ملك�ة الدمن�ارك أو «ام�رأة مل�ك اجمل�وس» بذك�ر الغزال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غائبا عن‬ ‫تفصيال‬ ‫فذهب�ت لتراه‪ .‬وفي املطرب س�رد لتفصيل اللق�اء‬ ‫بتعجب‪،‬‬ ‫ص�ورة أوبام�ا في تأبين مانديال‪ :‬كيف نظ�ر الغزال إليه�ا‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫«ألف�رط‬ ‫وكي�ف قال�ت لترجمانه�ا أن يس�أله ع�ن إدم�ان نظ�ره‪:‬‬ ‫استحس�ان أم لض�دّ ذل�ك؟» وكيف أجابه�ا مبا جعلها ال ت�درك جدّ ه‬ ‫م�ن هزل�ه‪ ،‬وكي�ف اس�تدرجها إلى أن حتض�ر له جميلات اجملوس‬ ‫ليقرر ما إذا كانت األجمل‪ .‬وكيف قال ّإنه س�يكتب فيها قصيدة تدور‬ ‫«س ّ�رت» ُ‬ ‫و»زهيَ �ت» و»أمرت‬ ‫عل�ى ألس�نة الناس في بلاده‪ ،‬وكيف ُ‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi‬‬

‫ولن يكون ذلك بإذن الله تعالى‪ ،‬وإذا لم يس��تطع أهل غزة‬ ‫أن يصبروا على مكفراتي واح��د ‪ -‬كما قالوا ‪ -‬هو االمام‬ ‫الش��يخ عبداللطيف الذي قتل في مسجده في غزة نتيجه‬ ‫العن��ف أو التكفي��ر‪ ،‬فكيف يري��دون أن تصب��ر مصر على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتقس��يما وتفتيت��ا‪ ،‬ومتهيدا ومتكينا‬ ‫ش��را‬ ‫من يضمر لها‬ ‫خلريطة الش��رق األوس��ط اجلديد كما يريده��ا األمريكان‬ ‫والصهاينة؟‬ ‫القاتل واجملرم واخلائن والغ��ادر هو العنف واالرهاب‬ ‫وم��ن يقف وراءه‪ً ،‬‬ ‫فردا كان أو مجموعة‪ ،‬إس�لاميا أو غير‬ ‫إس�لامي‪ .‬وعل��ى أيه ح��ال‪ ،‬فإنن��ي عل��ى أرض صلبة من‬ ‫فهم��ي لالوضاع في مصر‪ ،‬ومس��تقبل مصر العظيم بإذن‬ ‫الل��ه تعالى‪ ،‬وهو ما ل��م يفهمه االخوان‪ ،‬فحول��وا بأدائهم‬ ‫الس��يئ قطاعا عريضا من الشعب املصرى الثائر الطامح‪،‬‬ ‫ليق��ف ضدهم باملاليني في ‪ 30‬يونيو وألول مرة في تاريخ‬ ‫الدعوة‪ ،‬بع��د ان كانوا ً‬ ‫عونا لالخوان ف��ي االنتخابات‪ ،‬أال‬ ‫يرى صديقنا ذلك؟ يا ليتهم فعلوا مثلما فعل عقالء تونس؟‬ ‫ولكن فات األوان ونحن ال نبكي على اللنب املسكوب أبدا‪.‬‬ ‫أقول للصديق العزيز‪ ،‬أنا لم أترك املش��روع االسالمي‪،‬‬ ‫ولك��ن هدم��ه االخ��وان املس��لمون بأخطائه��م‪ ،‬وكره��وه‬ ‫لبعضهم‪ ،‬ليس في مصر وحده��ا ولكن في العالم العربي‬ ‫واالسالمي كله‪ ،‬خوفوا الناس من احلكم االسالمي الذي‬ ‫تش��وقنا إليه‪ .‬ونصيحتي إن كانت لي نصيحه باقية‪ ،‬هي‬ ‫أن يراج��ع االخوان كله��م داخل وخارج مص��ر مواقفهم‪،‬‬ ‫«و َال َي ْجرِ َم َّن ُك ْم َش َن ُآن‬ ‫وهم يضعون أمام أعينهم وعقولهم ‪َ :‬‬ ‫َق ْو ٍم َع َلى َأ َّال تَ ْعدِ ُل ْوا ْاعدِ ُل ْوا ُه َو َأ ْق َر ُب لِ لتَّ ْق َوى»‪ ،‬رمبا آنئذ مع‬ ‫االنص��اف واملوضوعية‪ ،‬يتغير حدي��ث ووصف صديقنا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وغادرا‪ ،‬بطال‬ ‫ومجرما وخائنا‬ ‫العزي��ز‪ ،‬فيرى من رآه قاتال‬ ‫وزعيما وقائدا‪ ،‬أنقذ مصر من التفتت والتقسيم أو التنازل‬ ‫عن بعض أجزائها‪ ،‬لتتوسع بذلك إسرائيل احملتلة ألرضنا‪،‬‬ ‫وجار حاليا إنقاذ مصر من بقية االرهاب والهيمنة‪.‬‬ ‫أما بالنس��بة لي فس��أظــــل مبش��يئه الل��ه تعالى وفيا‬ ‫لدعوة االس�لام الوس��طى كما جعلها الله تعــــالى كبقية‬ ‫«و َك َذلِ َك‬ ‫املسلمني والعاملني لالس�لام الصحيح الوسطي َ‬ ‫َج َع ْل َن ُاك ْم ُأ َّم ًة َو َس ًطا لِ تَ ُكونُ وا ُش َهدَ َاء َع َلى َّ‬ ‫اس»‪ ،‬وسأظل‬ ‫الن ِ‬ ‫وفي��ا لقضية فلس��طني واملقاومة الفلس��طينية إس�لامية‬ ‫وغيـــ��ر إس�لامية‪ ،‬واملقاوم��ة اللبناني��ة‪ ،‬وكل مقاوم��ة‬ ‫لالحتالل وللظلم واالستبداد والتـــخلف املشني إسالمية‬ ‫وغير إس�لامية‪ ،‬وس��أظل في خدمة دع��وة التقـــريب بني‬ ‫املذاه��ب‪ ،‬وكل ما يرض��ي الله تعالى‪ ،‬كم دعوت وس��ـــط‬ ‫ال��ركام الهائل‪ ،‬والهجوم الذي أرى بعضه غير مـــبرر على‬ ‫املش��روع االس�لامي‪ ،‬وعلى املقاومة للصهينة واألمركة‪،‬‬ ‫وكذلك بع��ض التج��اوزات‪ ،‬التي يقع فيه��ا بعض أجهزة‬ ‫األمن وهي َّ‬ ‫متكن ملصر االستقرار ومواجهة االرهاب‪.‬‬ ‫أخيرا أقـــــ��ول لصديقي العزيز وم��ن يريد من القراء‪،‬‬ ‫إقرأوا مقال السيناريوهات األربعة املتوقــــعة في مصــــر‬ ‫الذي شرحته في التلفاز ونشرته في «القـــــدس العربي»‬ ‫و»صــــ��وت األم��ة» ف��ي ‪ ،2013/ 3 /15‬وفي ش��هر يونيو‬ ‫‪ ،2013‬مع بعض االيضــــاحات حتى يفهم من لم يفهم في‬ ‫املرة األولى‪ ،‬وإن كـــنت أشك كثيرا في ذلك‪.‬‬ ‫٭ كاتب مصريعتز أعت‬

‫ل�ه بصل�ة»‪ ،‬فامتنع الغزال‪ ،‬متذرع�ا لها عبر الترجم�ان‪« :‬إن صلتها‬ ‫جلزيل�ة‪ ،‬وإن األخذ منها لتش�رف ألنها ملكة بن�ت ملك‪ ،‬ولكن كفاني‬ ‫من الصلة نظري إليها وإقبالها علي‪ ،‬فحس�بي ذلك صلة‪ .‬وإمنا أريد‬ ‫أن تصلن�ي بالوصول إليها ً‬ ‫أبدا»‪ .‬فس�ر لها الترجم�ان كالمه فزادت‬ ‫ً‬ ‫وعجبا‪ ،‬إذ اجتلب بهذا القول محبّ تها‪ ،‬وقال لصديقه‪« :‬نلت‬ ‫س�رورا‬ ‫منها فوق ما أردت»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يوم�ا‪ ،‬وكان يقيم عنده�ا «يحدّ ثها‬ ‫لم تس�تطع امللك�ة الصبر عنه‬ ‫بسير املسلمني وأخبارهم وبالدهم‪ ،‬ومبن يجاورهم وبالدهم‪ ،‬ومبن‬ ‫يجاورهم من األمم»‪ ،‬ثم كان أن «شاع خبرها معه‪ ،‬وأنكره أصحابه‪،‬‬ ‫وح�ذر من�ه الغزال‪ ،‬فح�ذر وأغب زيارته�ا‪ .‬فباحثته ع�ن ذلك‪ ،‬فقال‬ ‫له�ا ما حذر منه‪ .‬فضحكت‪ ،‬وقالت له‪ :‬ليس ف�ي ديننا نحن هذا‪ ،‬وال‬ ‫عندنا غيرة‪ ،‬وال نس�اؤنا مع رجالن�ا إال باختيارهن‪ ،‬تقيم املرأة معه‬ ‫م�ا أحبت‪ ،‬وتفارقه إذا كرهت‪ .‬وأما عادة اجملوس قبل أن يصل إليهم‬ ‫دي�ن روم�ة‪ ،‬فأال ميتنع أحد من النس�اء على أحد م�ن الرجال‪ ،‬إال أن‬ ‫يصحب الش�ريفة الوضيع‪ ،‬فتعير بذلك‪ ،‬ويحج�ره عليها أهلها فلما‬ ‫سمع ذلك الغزال من قولها أنس إليه وعاد إلى استرساله»‪.‬‬ ‫عاد الغزال بعد ترحال طويل إلى مس�قط رأس�ه في األندلس وقد‬ ‫ت�رك ف�ي النهاية عادت�ه في اخلم�ر بعد حي�اة جدّ زخمة‪ ،‬تس�تحق‬ ‫ً‬ ‫اهتمام�ا فنيّ ً�ا بع�د أن اكتمل�ت الكثي�ر م�ن تفاصيله�ا بفع�ل جه�د‬ ‫املؤرخني‪.‬‬ ‫موجه ألس�تاذي الدكتور صالح ج�رار الذي‬ ‫ال ّ‬ ‫ب�د هنا من ش�كر ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�ادة األدب األندلس�ي قب�ل أكث�ر من عش�رة أع�وام أن‬ ‫كلفن�ي ف�ي ّ‬ ‫ً‬ ‫بحث�ا ع�ن التمرد عن�د يحيى الغ�زال‪ .‬يب�دو أن�ه كان‪ ،‬بحكم‬ ‫أكت�ب‬ ‫ً‬ ‫جيدا وه�واي‪ .‬ضاع البحث من‬ ‫صداق�ة عائلية قدمية‪ ،‬يع�رف ميلي‬ ‫ً‬ ‫بعيدا ف�ي اخليال إل�ى أن اس�تحضرته صورة‬ ‫بعي�د وبق�ي الغ�زال‬ ‫أوبام�ا والدمناركيّ ة تلك في عزاء مانديال‪ .‬عل�ى ّأن الصورة ما تزال‬ ‫ناقص�ة‪ ،‬وكم أمتنى ً‬ ‫فعال أن أرى يحي�ى اجلميل في عمل ّ‬ ‫فني يحفره‬ ‫في الروح واخليال وتس�تفز تفاصيله الكثير م�ن األفكار‪ ،‬على أن ال‬ ‫ً‬ ‫متس�ه الرقابة ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أبدا وإال غدا ّ‬ ‫باهتا‪ ،‬كما يحدث‬ ‫باردا‬ ‫مشوها‬ ‫كل شيء‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫العربي إلى فنون منزوعة الروح والقيمة‬ ‫التاريخ‬ ‫يترجم‬ ‫دوم�ا حني َ‬ ‫ّ‬ ‫عما ف�ي النص�وص األصليّ ة من ِغن�ى وحريّ ة‬ ‫واحلقيق�ة‪ ،‬إذ تقص�ر ّ‬ ‫وانفت�اح وجم�ال؛ ويكف�ي كمث�ال كل م�ا كان لدى يحي�ى بن احلكم‬ ‫الغزال‪.‬‬ ‫٭ كاتبة اردنية‬


‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫رأي القدس‬

‫■ هناك من يري�د إصطناع مواجهة بني األجيال‪ ،‬وذلك‬ ‫عل�ى الرغ�م من أن ث�ورة ‪ 25‬يناي�ر‪ ،‬وهي األص�ل‪ ،‬جاءت‬ ‫عابرة لأليديولوجي�ات واملذاهب والطوائ�ف واألجيال‪،‬‬ ‫فالكل شارك بقدر ما يستطيع ويقدر‪ .‬وفى موجتها األولى‬ ‫كان الش�باب ف�ي ص�دارة املش�هد‪ ،‬ول�م يعن ذل�ك غياب‬ ‫األجي�ال األخرى أو عدم مش�اركتها‪ ،‬وكان مألوفا أن جتد‬ ‫األس�رة الواحدة بأجيالها اخملتلفة ف�ي ميدان التحرير أو‬ ‫في أي من ميادين الثورة في محافظات مصر‪ .‬وقد اختلف‬ ‫املش�هد بعض الش�يء في ثورة ‪ 30‬حزيران‪/‬يونيو‪ ،‬حيث‬ ‫تص�دره متوس�طو العم�ر وكب�ار الس�ن‪ ،‬ومع ذل�ك تكرر‬ ‫خروج األس�رة الواح�دة بأجياله�ا اخملتلفة ف�ي امليادين‬ ‫والشوارع‪.‬‬ ‫وب�دال م�ن أح�كام البع�ض املتس�رعة وارتف�اع نب�رة‬ ‫اإلقصاء‪ ،‬كان املطلوب قراءة املش�هد بش�كل أدق‪ ،‬وسوف‬ ‫جن�د أن اإلقص�اء م�ن اآلف�ات املصاحب�ة لنظ�رة البعض‬ ‫املنح�ازة ض�د احلراك الش�عبي ط�وال الس�نوات الثالث‬ ‫املاضي�ة‪ ،‬وكان�ت الق�راءة املوضوعية تش�ير إل�ى أنه في‬ ‫جان�ب منه كان عاب�را لألجيال‪ ،‬وحمل املش�هد الثاني في‬ ‫حزيران‪/‬يوني�و ‪ 2013‬نف�س ال�روح‪ ،‬لك�ن االس�تقطاب‬ ‫احلاد جع�ل امليل األيديولوجي غالبا‪ ،‬وه�و ميل غير مبرأ‬ ‫م�ن الهوى‪ ،‬ويبتعد عن املوضوعية في حتديد املواقف من‬ ‫األح�داث والتط�ورات‪ ،‬فيحصره�ا بني نقيضين؛ القبول‬ ‫املطلق أو الرفض التام‪.‬‬ ‫ومن املرجح أن س�بب موقف البعض السلبي يعود إلى‬ ‫إقب�ال كبار الس�ن في االس�تفتاء على الدس�تور‪ ،‬واملدقق‬ ‫يج�د أن األعداد الت�ي أدلت بأصواتها تس�اوت تقريبا مع‬ ‫أع�داد املتظاهرين في كانون الثاني‪/‬يناي�ر ‪ ،2011‬وإذا ما‬ ‫أعملنا معيار الس�ن نكتش�ف أن نس�بة عدد املسجلني في‬ ‫جداول االنتخابات من الفئة العمرية ‪ 30 - 18‬تبلغ ‪٪28‬‬ ‫م�ن الع�دد اإلجمال�ي للناخبني‪ ،‬وم�ن حضر وش�ارك في‬ ‫حدود‪ ،٪20‬ونسبة الغياب املقدرة بـ‪ ٪8‬كانت طبيعية‬ ‫إذا ما قورنت مبستوى مشاركة الفئات العمرية األخرى‪.‬‬ ‫واحلقيقة أن الوجوه التي اش�تهرت وتصدرت املش�هد‬ ‫اإلعالم�ي ف�ي ‪ 2011‬تراجعت وحلت محله�ا وجوه أخرى‬ ‫ظه�رت ف�ي اس�تفتاء ‪2013‬؛ ومل�ا كان البحث ه�و عن تلك‬ ‫الوج�وه الغائب�ة ص�در ذلك احلك�م‪ ،‬وص�ار اخملضرمون‬ ‫وكبار الس�ن مح�ل التركيز ومركز االهتمام‪ ،‬وس�اعد على‬ ‫ذل�ك أن صوته�م كان هو األعل�ى‪ ،‬وكأنهم يري�دون إبالغ‬ ‫رسالة تقول بأنهم شركاء وليسوا أرقاما أو «كمالة عدد»‪،‬‬ ‫كما نقول باللهجة املصرية‪ ،‬وأن تأثيرهم ال يقل عن غيرهم‬ ‫إن لم يزد‪.‬‬

‫ش��يئا اذا لم يتم التوصل التفاق ن��ووي نهائي يرفع العقوبات‪ ،‬وبكل‬ ‫االح��وال فان ه��ذا لن يتم التوصل الي��ه قريبا وال بص��ورة فورية‪ ،‬بل‬ ‫سيكون بطيئا وتدريجيا‪.‬‬ ‫العقبات امام االستثمار‪ ،‬ال تقتصر على العقوبات االمريكية‪ ،‬بل من‬ ‫الضروري ان يترافق االنفتاح على اخلارج‪ ،‬مع تس��هيالت وش��فافية‬ ‫وانفتاح من احلكومة ومن اجلناح املتشدد في اجلمهورية االسالمية‪.‬‬ ‫يتزام��ن االنفت��اح االقتص��ادي ف��ي طهران م��ع خطاب سياس��ي‬ ‫جدي��د‪ .‬ففي مؤمت��ر ميوني��خ االمني في بداية الش��هر اجل��اري ارفق‬ ‫وزي��ر اخلارجية محمد جواد ظريف دعوت��ه اجملتمع الدولي الى اقامة‬ ‫عالق��ات مع بالده‪ ،‬بتصريحات وصف بها «الهولوكس��ت» باملأس��اة‬ ‫الوحش��ية التي يج��ب ان ال تتكرر‪ ،‬كما حرص على ع��دم مغادرة قاعة‬ ‫االجتماعات في ميونيخ اثناء القاء وزير الدفاع االس��رائيلي موش��يه‬ ‫يعالون خطابه‪ ،‬وهو ما اعتبرته الصحافة االسرائيلية «سابقة في كل‬ ‫املعايير»‪.‬‬ ‫وتب��دو هذه املب��ادرات مقدمة قبل زي��ارة الرئي��س االمريكي باراك‬ ‫اوباما الش��هر املقبل للسعودية التي لم تخف اس��تياءها من االنفتاح‬ ‫االمريكي على ايران‪ .‬وتخش��ى ايران ان تنجح الرياض (التي تعتبر ان‬ ‫اي دبلوماسية حتسن موقع ونفوذ طهران في املنطقة تشكل انتكاسة‬ ‫له��ا) بتش��ديد املوقف االمريكي ف��ي املفاوضات للتوص��ل الى اتفاق‬ ‫نهائي حول البرنامج النووي‪.‬‬ ‫القضية االهم التي س��تطرحها السعودية على اوباما‪ ،‬هي موضوع‬ ‫سوريا الذي شكلت سياس��ته نحوها خيبة أمل ملعظم الدول العربية‪،‬‬ ‫خاص��ة بعدما ع��دل اوباما ف��ي اللحظة االخيرة عن تس��ديد ضربات‬ ‫جوية بدت وشيكة الى النظام ملعاقبته على استخدام اسلحة كيميائية‬ ‫ضد مواطنيه ورفضه تسليح مقاتلي املعارضة السورية‪.‬‬ ‫وان كان��ت اي��ران حريصة على التعجي��ل باالتفاق الن��ووي ورفع‬ ‫العقوب��ات‪ ،‬فال بد م��ن اتخاذها موقفا اق��ل حتيزا للنظام الس��وري‪،‬‬ ‫ووقف دعمها وتسليحها لقواته وللقوات املقاتلة الى جانبه‪.‬‬

‫مالك التريكي‬

‫مدى سالمة دعوة إبعاد اخملضرمني وكبار السن عن املشهد الوطني‬ ‫وبلا ج�دال ف�إن الغالبي�ة العظم�ى م�ن أع�داد الذين‬ ‫س�قطوا ش�هداء كانت من الش�باب وصغار السن‪ ،‬وكثير‬ ‫مم�ن خرجوا في االس�تفتاء هم من آباء وأمهات وأش�قاء‬ ‫آالف الش�هداء ومصاب�ي الث�ورة‪ ،‬الذي�ن ينتظ�رون‬ ‫القص�اص ألبنائه�م وبناته�م‪ .‬وه�ذا يض�اف ألقداره�م‬ ‫وقيمته�م‪ ،‬وقد كانوا دوما ظهيرا وس�ندا ف�ي معارك الكر‬ ‫والف�ر التي دارت أثناء الثورة وبعده�ا‪ .‬باإلضافة إلى أن‬ ‫حجم العنف والقت�ل في املوجة األولى كان األعلى‪ ،‬لطول‬ ‫م�دة االعتصام ف�ي امليادين (‪ 18‬يوم�ا متصلة) املصحوب‬ ‫بصدامات مروعة مع أجهزة الش�رطة القدمية‪ ،‬واستمرت‬ ‫فيم�ا حل�ق ذلك من أح�داث في مي�دان عبد املنع�م رياض‬ ‫وش�ارع محمد محمود وماس�بيرو والعباس�ية‪ .‬والقراءة‬ ‫املوضوعي�ة تعصم امل�رء من الوقوع في ف�خ االنحياز إلى‬ ‫مخطط�ات اإلقصاء كأس�اس للفرق�ة والفتن�ة‪ ،‬التي يراد‬ ‫له�ا أن تعتم�ل في النف�وس‪ ،‬وأزي�ح عنها الس�تار بعد ‪30‬‬ ‫حزيران‪/‬يونيو املاضي‪.‬‬ ‫ح�رف احل�راك الوطني في‬ ‫م�ا زالت هن�اك جماع�ات َت ِ‬ ‫دروب ومس�ارات فرعي�ة تب�دد طاقته وحتد م�ن تأثيره‪،‬‬ ‫وتتبنى خطابا تقس�يميا أفقيا؛ اجتماعيا وفئويا‪ ،‬ويقسم‬ ‫املشاركني حسب الفئة والطبقة واملهنة واملنطقة السكنية‪،‬‬ ‫واجلدي�د هو م�ا ميكن وصف�ه بالتقس�يم الرأس�ي‪ ،‬ويتم‬ ‫بالتركيز على السن والفروق بني األجيال‪.‬‬ ‫نقول ه�ذا بعد أن ظهرت دعوات عل�ى مواقع التواصل‬ ‫األلكتروني�ة ض�د كب�ار الس�ن‪ ،‬وكأنه�م حين ميارس�ون‬ ‫حقه�م الدس�توري والدميقراطي‪ ،‬وينفض�ون عن كاهلهم‬ ‫غبار الس�لبية يرتكبون جرما يستوجب العقاب‪ ،‬وسوف‬ ‫نلم�س التجن�ي الواض�ح إذا م�ا عرضن�ا قوال ألح�د قادة‬ ‫حمل�ة بدت صارخ�ة‪ ،‬وهو «ناش�ط ألكترون�ي» أفضل أن‬ ‫أش�ير إليه باألحرف األولى من اس�مه (و‪ .‬ع‪ ..).‬محسوب‬ ‫عل�ى «الليبراليين اجل�دد»‪ ،‬ونش�ر ف�ي مدونت�ه ص�ورة‬ ‫تس�خر من مش�اركة كبار الس�ن قائال‪« :‬جي�ل عاش طول‬ ‫حياته يدمرنا بس�كوته جاي النه�اردة يدمرنا بصوته»‪.‬‬ ‫وقوبل�ت التعليق�ات باس�تهجان بال�غ من اجلميع ش�يبا‬ ‫ُ‬ ‫واعتب�رت لغة غي�ر الئقة‪ ،‬وال حتم�ل أي حرص‬ ‫وش�بابا‪،‬‬ ‫على مش�اعر هذه الكتلة الكبرى املؤثرة؛ وهي تواجه مثل‬ ‫غيرها ضغوط�ا اس�تثنائية صنعتها إخفاقات مس�تمرة؛‬

‫■ عندم�ا تس�مع أب�واق الديكتاتوري�ات العربي�ة اآلفلة‪ ،‬وه�ي تتوعد‬ ‫بإعادة الش�عوب إل�ى حظيرة الطاع�ة بالقبضتني األمنية والعس�كرية‪ ،‬ال‬ ‫ش�ك أنك س�تقلب على ظهرك من ش�دة الضح�ك لتفاهة ه�ذه التصريحات‬ ‫ً‬ ‫عموما‬ ‫وس�ذاجتها ونكرانه�ا للتح�والت التي يش�هدها اإلنس�ان العرب�ي‬ ‫ً‬ ‫خصوص�ا‪ .‬وكل من يعتقد في س�وريا وبقية العال�م العربي أن‬ ‫والس�وري‬ ‫ط�رق الهيمن�ة والس�يطرة التقليدية مازال�ت ناجعة في إخض�اع األجيال‬ ‫الصاعدة فهو إما مغفل‪ ،‬أو ابن ستني ألف ناكر‪.‬‬ ‫الكثيرون يركزون في حتليلهم ألسباب الثورات‪ ،‬على الفقر والتهميش‪،‬‬ ‫ً‬ ‫س�ببا في غاي�ة األهمي�ة‪ ،‬أال وه�و أن الس�موات اإلعالمية‬ ‫لكنه�م ينس�ون‬ ‫ً‬ ‫املفتوح�ة‪ ،‬وأنظم�ة التعليم احلديثة لعبت ً‬ ‫دورا ً‬ ‫ج�دا في إنتاج أجيال‬ ‫مهما‬ ‫وعقليات ثورية جديدة ال ميكن الس�يطرة عليها بالط�رق األمنية القدمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متاما عن األجيال السابقة التي تربت على اخلضوع السياسي‬ ‫ألنها تختلف‬ ‫واالجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫ال بد من التركيز ونحن نستشرف املراحل القادمة في عاملنا على طبيعة‬ ‫اإلنس�ان العربي اجلديد‪ ،‬فهو إنس�ان ال ميت للمواطن الذي س�بقه بصلة‪،‬‬ ‫من حيث قدرته على التمرد والعصيان واملواجهة‪.‬‬ ‫لقد درج اإلنس�ان العرب�ي التقليدي على العمل مبقول�ة‪« :‬إمش احليط‬ ‫احليط‪ ،‬وقل يا ربي الس�ترة»‪ ،‬ألنه ترب�ى على اخلنوع واخلضوع وجتنب‬ ‫املواجهة‪ ،‬خاصة بعد ما عايش�ه من قهر سياس�ي وأمني فاش�ي ووحش�ي‬ ‫بامتياز‪ .‬لكن‪ ،‬لو طلبت من األجيال الصاعدة أن تس�ير على الوصفة ذاتها‪،‬‬ ‫لضحكت عليك‪ ،‬وسخرت من خنوعك‪.‬‬ ‫وإذا أردت أن تتع�رف عل�ى الف�روق بين األجي�ال القدمي�ة واجلديدة‪،‬‬ ‫فقط قارن نفس�ك إذا كنت من اجليل القدمي‪ ،‬بابنك أو بنتك‪ ،‬التي ولدت في‬ ‫العقود األخيرة من القرن املاضي‪ ،‬فس�تجد أنه ش�تان بين الثريا والثرى‪.‬‬ ‫أول ما س�تالحظه أن اجلي�ل اجلديد جيل معتد بنفس�ه وحريته وكرامته‪،‬‬ ‫ال يقب�ل األوام�ر‪ ،‬متمرد‪ ،‬ويس�خر م�ن كل أنواع الس�لطة‪ ،‬وأولها الس�لطة‬ ‫املنزلية‪ .‬ومن يستطيع أن يُ سقط سلطة األب واألم الديكتاتورية‪ ،‬سيُ سقط‬ ‫أعتى األنظمة السياسية‪.‬‬ ‫يعود الس�بب ف�ي ذلك‪ ،‬باإلضافة إل�ى التأثيرات التعليمي�ة واإلعالمية‬

‫محمد عبد احلكم دياب٭‬ ‫بسبب فقدان األمن واستغالل ذلك من قوى معادية تنشر‬ ‫ما يعرف بـ»الفوضى اخلالقة»‪.‬‬ ‫ومن املعروف أن الثورات تس�تمر باملعاجلات السليمة‬ ‫ل�كل ما يرفض�ه الناس وث�اروا عليه‪ ،‬وبالتغيير الش�امل‬ ‫للبن�ى الفاس�دة واآليل�ة للس�قوط‪ ،‬والث�وار يقدم�ون‬ ‫التضحي�ات ثمن�ا لذل�ك‪ ،‬واملش�كلة ف�ي ث�ورات الع�رب‬ ‫األخي�رة؛ أنها من الن�وع غير القادر على إح�داث التغيير‬ ‫املطل�وب‪ ،‬وغي�ر املس�تعد لتحم�ل تكاليفه؛ خاص�ة أعباء‬ ‫تغيير موازين وتوجهات القوى السياس�ية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادي�ة‪ ،‬ف�ازدادت األوض�اع س�وءا وتعقي�دا‪،‬‬ ‫وس�اعدها الش�باب‪ ،‬الذي لم يخرج من دوائر االحتجاج‬ ‫والتظاهر واملطالب‪ ،‬فلم يستطع أن يُ غير شيئا ذا بال‪ ،‬وما‬ ‫تغي�ر مت بعيدا عن القوى التقليدي�ة؛ املهيمنة على الثروة‬ ‫والسلطة والنفوذ وإمكانية التأثير في الرأي العام‪ ،‬وبقي‬ ‫التغيي�ر الذي ج�رى محصورا فيم�ا حققته ق�وى الثورة‬ ‫على مس�توى الش�ارع؛ من التح�رر من اخل�وف وارتفاع‬ ‫الوع�ي‪ ،‬واإلقب�ال عل�ى تق�دمي التضحي�ات‪ ،‬واملش�اركة‬ ‫بفعالي�ة ف�ي العمـ�ل الوطن�ي واألهل�ي‪ ،‬والتخل�ص م�ن‬ ‫السلبية السابقة‪.‬‬ ‫واعت�اد الث�وار فور أن يهبوا وينتش�روا في الش�وارع‬ ‫وامليادي�ن؛ اعتادوا االس�تقالة بعد كل حش�د واحتجاج‪،‬‬ ‫وترك الفراغ لتمأله جماعات وأح�زاب‪ ،‬مبا فيها جماعات‬ ‫وأح�زاب خاص�ة بالفل�ول والث�ورة املض�ادة‪ ،‬ويصب�ح‬ ‫اله�م األول لها ه�و حصار الثورة وحص�د الغنائم وتأمني‬ ‫املصال�ح‪ ،‬والث�ورات حين تق�ع حت�ت احلص�ار وتقب�ل‬ ‫باالش�تراك في الغنائ�م وتقر بتأمني املصال�ح اخلاصة‪ ،‬ال‬ ‫تس�تطيع أن تلبي املطالب العام�ة‪ ،‬وتنتكس ُ‬ ‫وتجهض وال‬ ‫تكتمل‪.‬‬ ‫والشباب وقد ُترك له أمر قيادة الشارع وتوجيه احلراك‬ ‫الوطن�ي لم ينازعه في ذلك أحد من كبار الس�ن‪ ،‬وعليه أال‬ ‫يلوم جيل اآلباء وكبار الس�ن‪ ،‬وقد ش�غلته السياسة عن‬ ‫الثورة‪ ،‬وكان عليه أن يسأل ملاذا لم حتقق الثورة النجاح‬ ‫املرجو منها؟ وملاذا عجزت عن بلورة برنامج وطني؛ يقيم‬

‫الدولة ويبني النظام ويحدد شكل احلكم؟‪.‬‬ ‫ودستور الثورات من املفترض أن يولد من رحم برنامج‬ ‫وطن�ي ويعبر عن روح الث�ورة‪ ،‬وعلى هدي�ه يعاد تأهيل‬ ‫وتغيير املؤسس�ات الرس�مية وغير الرس�مية‪ ،‬وتتش�كل‬ ‫األح�زاب على أساس�ه‪ ،‬واعت�اد الث�وار عل�ى األولويات‬ ‫املقلوب�ة‪ ،‬فأحل�وا النهاي�ات مح�ل البدايات‪ ،‬وه�ذا ما قد‬ ‫يعرض الثورة ملوجات جديدة‪ ،‬بسبب األولويات املقلوبة‬ ‫واملعادالت اخملتلة‪ ،‬وكان األولى بالش�باب أن يبحثوا عن‬ ‫ح�ل لهذه املعضلات‪ ،‬فوجود البرنام�ج الوطني الغائب؛‬ ‫يضبط مسار الثورة ويحصنها ضد االختطاف‪ ،‬ويحد من‬ ‫االختراقات وتس�لل الثورة املضادة إلى صفوفها‪ ،‬وهي ما‬ ‫زالت نش�طة صاحبة كلم�ة عليا وقادرة عل�ى التحكم في‬ ‫مصير البالد وفي إذالل العباد‪.‬‬ ‫ملاذا ال يعي الش�باب الذين يدعون إلقصاء كبار الس�ن‬ ‫دور السياس�ة‪ ،‬الت�ي انغمس�وا فيها؛ السياس�ة والثورة‬ ‫نقيض�ان ال يلتقي�ان؛ إال إذا تع�رف امل�رء عل�ى مج�ال كل‬ ‫منهما وحدوده‪ ،‬ليحسن التعامل معهما؛ فالسياسة تعني‬ ‫األخذ‪ ،‬وكل عطاء فيها بثمن‪ ،‬وحصيلتها تتم بالتس�ويات‬ ‫والصفق�ات واحلل�ول الوس�ط واإلجن�ازات اجلزئي�ة‬ ‫واملس�كنات الس�ريعة واألنصب�ة والغنائ�م واملناص�ب‪،‬‬ ‫والث�ورات عط�اء بغير ح�دود‪ ،‬وتضحيات جس�ورة بال‬ ‫تردد‪ ،‬وجهود مخلصة وإجراءات حاس�مة‪ ،‬إلى أن ُتحقق‬ ‫أهدافه�ا‪ ،‬وتعتدل به�ا موازين احلياة في اجت�اه الصالح‬ ‫الع�ام‪ ،‬وألن ذل�ك ل�م يتحقق باملس�توى املطل�وب‪ ،‬بقيت‬ ‫الثورة في الش�ارع؛ هائمة على وجهها تبحث عن ُم َ‬ ‫س�تقر‬ ‫فال جتد‪.‬‬ ‫م�ن املؤك�د أن ث�ورة ‪ 25‬يناي�ر حطم�ت أركان الدول�ة‬ ‫البوليس�ية لكنه�ا ل�م تس�قط نظام االس�تبداد والفس�اد‬ ‫والتبعي�ة ال�ذي رعاه�ا؛ احتفظ�ت مبقومات�ه وطبيعت�ه‬ ‫وق�واه ورهاناته‪ ،‬وكان ممكن�ا لذلك النج�اح اجلزئي أن‬ ‫يفت�ح أب�واب التغيير الش�امل عل�ى مصراعيه�ا‪ ،‬وهذا ال‬ ‫يش�غل ب�ال ذلك الش�باب الس�اعي إلقص�اء كبار الس�ن‪،‬‬ ‫فعجز عن حل هذه املعادل�ة الصعبة‪ ،‬وأصر على أن يتخذ‬ ‫لنفس�ه مكان�ا قصيا بعيدا ع�ن أهله ووطن�ه؛ متصورا أن‬ ‫جناحاته متر عبر إعالن احلرب على األجيال التي سبقت‪،‬‬ ‫وكأن�ه يعمل على أن تخس�ر الث�ورة ظهيرا ش�عبيا كبيرا‬

‫ال حتلموا بإدخال األجيال الصاعدة إلى زريبة الطاعة‬ ‫ً‬ ‫أيض�ا إلى أن اجلي�ل القدمي‬ ‫والثقافي�ة اجلدي�دة‪،‬‬ ‫ ال�ذي ترب�ى عل�ى ال�ذل واله�وان ‪ -‬ب�ات ه�و‬‫د‪ .‬فيصل‬ ‫نفس�ه يرفض تربية أبنائ�ه وبناته على اخلضوع‬ ‫واخلن�وع‪ ،‬حت�ى لو مت�ردوا علي�ه‪ ،‬فلا ميكن ملن‬ ‫عان�ى القم�ع والقه�ر ب�كل أنواعه أن يطل�ب من ذريت�ه أن تقبل مب�ا كابده‬ ‫وعاناه هو من مذلة وركوع‪.‬‬ ‫ال أدري ملاذا ما زالت األنظمة األمنية كالنظام الس�وري الفاش�ي وغيره‬ ‫تتجاه�ل املؤثرات الثقافي�ة واإلعالمي�ة والتعليمية اجلدي�دة‪ ،‬التي بدأت‬ ‫ً‬ ‫أجي�اال وعقليات جدي�دة مس�تعدة أن تزلزل األرض حت�ت كل من‬ ‫تص�وغ‬ ‫يحاول تدجينها وإخضاعها‪ .‬حتى لو امتلكت الدولة األمنية الساقطة أعتى‬ ‫األس�لحة واألس�اليب التركيعية الفاش�ية‪ ،‬فهي لم تعد قادرة على منافسة‬ ‫وسائل اإلعالم احلديثة‪ ،‬وخاصة مواقع التواصل والفضائيات في صياغة‬ ‫العقليات اجلديدة‪.‬‬ ‫أتذكر قبل حوالي خمسة عشر ً‬ ‫عاما أن اخملابرات السورية كانت تعتقل‬ ‫بعض األش�خاص الذين كانوا يش�اهدون برنامج «االجت�اه املعاكس»‪ ،‬ملا‬ ‫يحتوي�ه من آراء وأفكار غير تقليدية وش�اذة عن النم�ط املعتاد‪ً ،‬‬ ‫ظنا منها‬ ‫أنه�ا قادرة عل�ى ضبط األجي�ال الصاع�دة وتطويعها بالطريق�ة القدمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الحقا‪ ،‬أنها بحاجة أللوف الف�روع األمنية إذا ما أرادت ضبط‬ ‫لكنه�ا أدركت‬ ‫الفضاء اإلعالمي والتحكم مبشاهدات الشعوب!‬ ‫باختصار‪ ،‬فقد جنح اإلعالم اخلارق للحدود في تكس�ير الهيمنة األمنية‬ ‫عل�ى عقول األجيال الصاعدة‪ ،‬فبدأ يخرج إلى العلن منط جديد من التفكير‬ ‫يق�وم على التمرد واالس�تقاللية والتحرر واالنعت�اق‪ .‬وهذا النمط ال ميكن‬ ‫ً‬ ‫ق�ادرا على املواجهة‪ ،‬وبات يدوس‬ ‫ألي ق�وة أمنية أن تخضعه‪ ،‬ألنه أصبح‬ ‫على املثل الشعبي الذي يدعوه بأن «ميشي احليط احليط»‪.‬‬

‫النــاشـ ـ ــر‪:‬‬

‫يومية سياسية مستقلة‬

‫سياسات «التدافع»‬ ‫بني الكيد والنرجس‬

‫تطلعات ايران الستقطاب االستثمارات‬

‫■ مع اقتراب موعد ‪ 18‬ش��باط‪/‬فبراير لب��دء املفاوضات بني ايران‬ ‫والدول الس��ت الكب��رى للتوصل التف��اق نهائي لرف��ع العقوبات عن‬ ‫طهران تشهد كبار الش��ركات العاملية سباقا لالستثمار والفوز بعقود‬ ‫اقتصادية مع اجلمهورية االسالمية‪.‬‬ ‫وقد اعاد اتفاق جنيف املؤقت في تش��رين الثاني‪/‬نوفمبر املاضي‬ ‫ش��هية االستثمار في بلد يشكل س��وقا ضخمة حيث يبلغ عدد سكانه‬ ‫‪ 75‬ملي��ون نس��مة وميتلك رابع اكب��ر احتياطي من النف��ط وثاني اكبر‬ ‫احتياطي من الغاز في العالم‪.‬‬ ‫ويعتب��ر حجم وف��د زار طه��ران االس��بوع املاضي من كب��ار رجال‬ ‫االعم��ال الفرنس��يني الذين يس��تعدون لرف��ع العقوبات مؤش��را على‬ ‫التناف��س بني الدول والش��ركات االجنبية‪ ،‬فقد ضم الوفد الفرنس��ي‬ ‫‪ 166‬ممثال عن ‪ 120‬ش��ركة فرنس��ية مختلفة‪ ،‬ومن ضمنها مجموعات‬ ‫عمالقة في قطاعات رئيس��ية العادة اطالق عجلة االقتصاد‪ ،‬ال س��يما‬ ‫قطاعات النفط والس��يارات والصناعات الزراعي��ة والبتروكيماويات‬ ‫والطيران والصناعات الطبية‪.‬‬ ‫وبعد تخفي��ض العقوب��ات يتوقع املس��ؤولون في انق��رة وطهران‬ ‫ارتف��اع حجم التجارة بينهما من ‪ 22‬مليار دوالر عام ‪ 2013‬الى ‪ 30‬مليار‬ ‫دوالر في العام احلالي‪.‬‬ ‫االيراني��ون لم يضيعوا وقته��م منذ اليوم االول لب��دء املفاوضات‪،‬‬ ‫وكان��ت ملفاتهم جاه��زة باي مؤمت��ر أو لقاء في العال��م‪ .‬ففي مؤمتر‬ ‫دافوس الش��هر املاضي‪ ،‬اس��تغل الرئيس حس��ن روحاني املناس��بة‬ ‫واصطح��ب وف��دا كبيرا على رأس��ه وزير النف��ط بيغان زنكن��ة ليمهد‬ ‫التفاقيات مع شركات النفط العاملية‪.‬‬ ‫ورغم اعالن واش��نطن فرض عقوبات عل��ى ‪ 30‬مجموعة جديدة من‬ ‫الش��ركات واالف��راد لتعاونها مع اي��ران قبل رفع العقوب��ات‪ ،‬من غير‬ ‫املس��تبعد ان تكون الش��ركات االمريكية العمالقة ه��ي االخرى عقدت‬ ‫مفاوضات س��رية للفوز بحصة االسد في العقود‪ ،‬على غرار ما حصل‬ ‫ف��ي ليبيا وقبل ذلك في العراق‪ .‬كل ه��ذا االندفاع نحو طهران ال يعني‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫رأي‬

‫مؤسسة «القدس العربي»‬ ‫للنش ــر واالع ـ ــالن‬

‫رئيسة التحرير‪ :‬سناء العالول‬ ‫االشتراكات‪ :‬االشتراك السنوي ‪ 450‬جنيها استرلينيا في عموم بريطانيا‬ ‫و ‪ 750‬دوالرا امريكيا للوطن العربي وخارج بريطانيا مبا في ذلك اجور البريد‬

‫تطبع في لندن ونيويورك وفرانكفورت وتوزع في جميع انحاء العالم‬

‫يذك�ر أح�د الكت�اب أن�ه قب�ل س�نتني كان معه‬ ‫ف�ي الس�يارة ابن�ه الذي ل�م يبل�غ من العم�ر بعد‬ ‫القاسم٭‬ ‫ً‬ ‫عام�ا‪ ،‬فس�أله‪« :‬م�اذا يحدث ف�ي ذلك‬ ‫أح�د عش�ر‬ ‫البل�د العربي؟ ملاذا نش�اهد مظاه�رات يومية في‬ ‫التلفزي�ون هن�اك»‪ ،‬فقال ل�ه إن الش�عب ثائر عل�ى الرئيس‪ ،‬فق�ال الولد‪:‬‬ ‫«ملاذا»‪ ،‬فرد األب كي يبس�ط له األمور‪»:‬ألن الرئي�س اعتاد أن يظلم ويقهر‬ ‫الش�عب‪ ،‬ويسجن املعارضني ألتفه األس�باب»‪ ،‬فبدأ الولد يتململ في املقعد‬ ‫اخللفي‪ ،‬وكأنه يس�تعد ملب�اراة مالكمة‪ ،‬ث�م أردف ً‬ ‫قائال‪« :‬ومل�اذا ال يقتلون‬ ‫ذل�ك الرئيس الزندي�ق احلقير؟ ملاذا ال تقترب مجموعة من األش�خاص من‬ ‫قصره وتدم�ره بالقنابل احلارقة التي نلعب بها ف�ي ألعاب «أكس بوكس»‬ ‫و»بالي ستيشن»؟» الحظوا أن أول شيء فكر به الولد عندما سمع بالظلم‬ ‫هو اللجوء إلى املواجهة مع الرئيس الذي يقهر شعبه‪.‬‬ ‫لم يعد رد فعل األجيال الصاعدة يتس�م باخلوف واخلنوع واالستكانة‪،‬‬ ‫ب�ل لديها مي�ل جارف للمواجه�ة والتص�دي‪ .‬يذكر أحد الس�وريني في هذا‬ ‫ً‬ ‫مسرعا‬ ‫السياق أنه عندما سمع مبوت حافظ األسد على التلفزيون‪ ،‬انطلق‬ ‫ليخب�ر أباه ف�ي احلمام‪ ،‬ف�دق الباب مرات‪ ،‬حت�ى خرج الوال�د من احلمام‬ ‫ً‬ ‫مرعوبا‪ ،‬فقال للولد‪« :‬ماذا تريد»‪ ،‬فأجاب الولد‪ »:‬مات حافظ‪ ،‬مات حافظ»‪،‬‬ ‫فقال الوالد‪« :‬أخفض صوتك أيها األحمق»‪ .‬تصور أن األب كان يخشى حتى‬ ‫من س�ماع خبر موت حافظ األسد‪ ،‬بينما جتد الش�باب السوري اجلديد لم‬ ‫ً‬ ‫متثاال ال لبش�ار وال ألبيه إلى وداس�ها وحطمه�ا‪ .‬وما زلنا‬ ‫يت�رك ص�ورة أو‬ ‫حتى اآلن نرى في سوريا ً‬ ‫مثال أن األب أو األم تخشى وضع «اليك» بجانب‬ ‫«بوس�ت فيسبوكي»‪ ،‬بينما جتد األوالد ميسحون األرض بالنظام ورموزه‬ ‫على االرض وصفحات مواقع التواصل‪.‬‬ ‫الحظ�وا أن من أش�عل فتيل الثورات العربية وقادها هو اجليل الش�اب‬

‫املقر الرئيسي (لندن)‪ 166/164 :‬كنج ستريت‪ ،‬همرسميث‪ ،‬لندن دبليو ‪ 6‬او كيو يو‬

‫ومؤث�را؛ إنها حربه اخلفية للتقليل م�ن قيمة ومكانة كبار‬ ‫الس�ن؛ دون اعتب�ار ألوازنه�م العلمي�ة والثقافية وحتى‬ ‫التاريخي�ة؛ فكثير منهم كانوا ثوارا مهدوا األرض ودفعوا‬ ‫أثمانا غالي�ة من املالحقة واالضطه�اد واالعتقال والنفي‪،‬‬ ‫وكم حركوا انتفاضات ومظاه�رات منذ «انتفاضة اخلبز»‬ ‫‪ ،1977‬وبعده�ا؛ م�رورا بحركة كفاية‪ ،‬وختام�ا بانتفاضة‬ ‫احمللة ف�ي ‪ 6‬إبري�ل ‪ ،2008‬وقد كانت البي�ان العملي الذي‬ ‫نفذته الثورة في يناير ‪.2011‬‬ ‫وظاه�رة إقص�اء كب�ار الس�ن ع�رض مل�رض أص�اب‬ ‫«الليبراليين اجل�دد»؛ ومعه�م ف�رق اإلره�اب املس�لح؛‬ ‫وبوصلتهم مصوب�ة دائما في اجتاه اخلارج؛ وقد اقتِ لعت‬ ‫جذوره�م م�ن ترب�ة الوط�ن‪ ،‬وترك�وا أنفس�هم ف�ي مهب‬ ‫ري�اح األطماع االس�تعمارية؛ توجههم كيفما تش�اء‪ .‬وهم‬ ‫م�ن أجيال ال تعرف معن�ى الوطن‪ ،‬وتغي�ب عنهم حقيقته‬ ‫وانتماءات�ه ودوائ�ره العربي�ة واإلسلامية واإلفريقية‪،‬‬ ‫يحتق�رون الش�عب ويلعنونه لي�ل نهار‪ ،‬وها ه�م مؤخرا‬ ‫يصف�ون املصريين بأنه�م «عبي�د البي�ادة»؛ إنه�ا أجيال‬ ‫نش�أت وترعرعت في عصور التجريف والتجفيف‪ ،‬الذي‬ ‫أصاب منابع الثقافة والفكر والوعي ألكثر من أربعة عقود‬ ‫سبقت ثورة يناير‪.‬‬ ‫كثي�ر منه�م ال عالق�ة ل�ه بالش�عب‪ ،‬ويتأفف�ون من�ه‪،‬‬ ‫ويندمج�ون في عالم افتراضي س�قطت فيه حدود الزمان‬ ‫وتهدمت من حوله أسوار املكان‪ ،‬فال والء وال انتماء؛ منهم‬ ‫من يتعامل على طريقة أهل الكهف‪ ،‬فالوطن عندهم مجرد‬ ‫مغارة ومخب�أ‪ ،‬ومنهم من يرى الوطن مج�رد فندق؛ يقيم‬ ‫فيه كمستش�رق يرطن‪ ،‬بلهجة «اخلواجات»‪ ،‬ويرى مصر‬ ‫منتجع�ا للنهب واملتعة‪ ،‬ويناصر آليات الس�وق‪ ،‬ويقدس‬ ‫قوانني العرض والطلب‪ ،‬ويتعيش على شعارات احلريات‬ ‫املدني�ة‪ ،‬ويرف�ع راية حق�وق اإلنس�ان منفصل�ة عن حق‬ ‫اإلنس�ان في أن يعيش في وطن آمن ومس�تقل‪ ،‬وعن حقه‬ ‫في املقاومة والتحرر الوطني واالجتماعي واإلنساني‪.‬‬ ‫إنه�ا أجي�ال قابل�ة للكس�ر ولديه�ا قابلي�ة للتبعية وال‬ ‫يعنيه�ا التحرر الوطني وال الوح�دة الوطنية أو العربية‪،‬‬ ‫وال عالقة لها بالقضية الفلسطينية‪ .‬وتفهم فقط في التنمية‬ ‫البش�رية ومكافح�ة الفق�ر وإع�ادة الهيكل�ة االقتصادية‪،‬‬ ‫كأغطي�ة لتس�لل النف�وذ واالحت�كارات العاملي�ة‪ ،‬وحتي�ا‬ ‫عل�ى ما جتود به املنظم�ات الغربية‪ ،‬وعل�ى فتات وهبات‬ ‫املؤسس�ات واملنظم�ات األمريكي�ة واألوروبي�ة والغربية‬ ‫املصهينة‪.‬‬ ‫٭ كاتب من مصر يقيم في لندن‬

‫ً‬ ‫حتدي�دا في الس�احات وامليادي�ن‪ ،‬ثم التحقت ب�ه الش�رائح القدمية‪ .‬لهذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا بالنسبة لها‪ ،‬لهذا‬ ‫حتديا‬ ‫تدرك األنظمة الطاغوتية أن الش�باب يشكل‬ ‫فهي تعمل على إفراغ بالدها من الش�باب‪ ،‬كما يفعل نظام بش�ار األس�د منذ‬ ‫عقود‪ .‬ففي بعض املناطق جتد أن أكثر من تسعني باملائة من الشباب مهاجر‬ ‫بدعم وتسهيل من النظام‪ .‬وقد الحظنا أن أحد أسباب تخلف بعض املناطق‬ ‫عن اللحاق بركب الثورة هو غياب وجود العنصر الشبابي فيها‪.‬‬ ‫صحي�ح أن الطبقات السياس�ية ق�ادرة على تطويع األجي�ال الصاعدة‬ ‫وصياغ�ة عقولها ع�ن طريق املال واإلعالم‪ ،‬كما تفع�ل األنظمة الغربية منذ‬ ‫ص�دور كتاب «بروبوغاندا» ف�ي أمريكا إليدوارد بيرني�س عام ‪ ،1922‬لكن‬ ‫طريق�ة التطويع لن تكون عب�ر العنف واإلخضاع املادي كم�ا يفعل النظام‬ ‫السوري وغيره‪.‬‬ ‫بعب�ارة أخ�رى‪ ،‬فإن األجي�ال اجلديدة مس�تعدة أن ترد ألجه�زة األمن‬ ‫اإلرهابي�ة الصاع صاعات‪ ،‬إذا جلأت إلى أس�اليبها العنفي�ة القدمية‪ .‬وكما‬ ‫ً‬ ‫قادرا على مواجه�ة القبضة األمنية‬ ‫نرى اآلن‪ ،‬فقد بات الش�باب الس�وري‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فش�يئا من الش�وارع‪،‬‬ ‫ش�يئا‬ ‫بالق�وة‪ ،‬مم�ا جعل األجهزة األمنية تنس�حب‬ ‫وتلج�أ إلى أس�اليب العصاب�ات القائمة على مب�دأ‪ :‬اضرب وأه�رب‪ ،‬ألنها‬ ‫باتت تخش�ى ردة الفعل في الش�وارع‪ .‬ففي املاض�ي‪ ،‬كان عنصر أمن واحد‬ ‫ً‬ ‫قادرا على اعتقال أي شخص من بيته‪ ،‬وترويع احلي بأكمله‪ .‬أما اآلن‪ ،‬فإذا‬ ‫أرادت أجهزة األمن الس�ورية اعتقال ش�خص‪ ،‬ترسل له عشرات العناصر‬ ‫املس�لحني العتقال�ه‪ ،‬وفي اللي�ل او تس�تدرجه الى مكان خ�ال‪ ،‬ألنها باتت‬ ‫تدرك أن الزمن األول حتول‪.‬‬ ‫لم أعد أخش�ى من االس�تبداد في بالدنا‪ ،‬فاألجيال الصاعدة لن تس�مح‬ ‫للمس�تبدين أن يسودوا كما س�محت األجيال الس�ابقة‪ ،‬لهذا فإن اإلنسان‬ ‫العرب�ي اجلديد س�ينتج قي�ادات جديدة ق�ادرة على التعامل م�ع األجيال‬ ‫اجلدي�دة بعقلية األجيال اجلديدة‪ .‬لهذا ال حتلم�وا أيها الطواغيت بإدخال‬ ‫األجيال الصاعدة إلى زريبة الطاعة‪ ،‬التي تربيتم فيها!‬ ‫٭ كاتب واعالمي من سوريا‬ ‫‪falkasim@gmail.com‬‬

‫■ إن كان��ت حقيق��ة اغتي��ال‬ ‫الش��هيدين ش��كري بلعي��د ومحمد‬ ‫البراهمي س��تعرف في تونس‪ ،‬فلن‬ ‫تع��رف قريب��ا‪ .‬ب��ل رمبا ل��ن تعرف‬ ‫البت��ة‪ .‬إذ إن احلقيق��ة ل��م تكش��ف‬ ‫كامل��ة ف��ي لبن��ان حت��ى اآلن حول‬ ‫اغتيال رفيق احلريري وإيلي حبيقة‬ ‫وجورج حاوي وكمال جنبالط‪ .‬بل‬ ‫إن الوالي��ات املتح��دة‪ ،‬بإمكانياتها‬ ‫االس��تثنائية‪ ،‬ال ت��زال جته��ل حتى‬ ‫الي��وم حقيق��ة اغتي��ال الرئي��س‬ ‫كن��دي‪ .‬هنال��ك طبع��ا ترجيح��ات‬ ‫ح��ول األط��راف املوع��زة أو الت��ي‬ ‫لديه��ا مصلحة‪ ،‬ولكنه��ا تظل مجرد‬ ‫حتليالت‪ .‬ولهذا سوف تبقى قضية‬ ‫الش��هيدين عزي��زة عل��ى القل��وب‪،‬‬ ‫ولك��ن جه��ود الصادق�ين ل��ن تكلل‬ ‫بالنجاح قريبا‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬م��ا هو املأم��ول لتونس في‬ ‫الفت��رة القادم��ة؟ أن تتمكن حكومة‬ ‫الكف��اءات غي��ر احلزبية م��ن إعادة‬ ‫االس��تقرار األمن��ي وتنقي��ة الوضع‬ ‫االقتصادي واملالي‪ ،‬بحيث تستعاد‬ ‫ثقة املستثمرين الوطنيني واألجانب‬ ‫وتخ��ف ح��دة البطال��ة تدريجي��ا‪.‬‬ ‫وأثناء ذل��ك كله يتوقع من احلكومة‬ ‫أن ال يش��غلها تصريف األعمال عن‬ ‫اإلعداد اجليد النتخابات عامة يأمل‬ ‫التونسيون أن متثل انطالقة جديدة‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫هك��ذا‪ ،‬يعتق��د اجلمي��ع تقريبا أن‬ ‫حكوم��ة الكف��اءات ال ب��د أن تك��ون‬ ‫مؤقت��ة وأن االنتخاب��ات القادم��ة‬ ‫سوف تكون فاحتة عهد جديد‪ .‬فهل‬ ‫له��ذا التف��اؤل ما يس��وغه؟ ال أعتقد‬ ‫ذل��ك‪ .‬ألن��ه إذا عق��دت االنتخاب��ات‬ ‫أواخر الع��ام‪ ،‬مثلما ه��و مقرر‪ ،‬فإن‬ ‫املرجح أننا س��وف نت��ورط مجددا‬ ‫ف��ي امل��أزق ذاته‪ :‬م��أزق االنس��داد‬ ‫السياس��ي الذي أفرزت��ه انتخابات‬ ‫‪ 23‬تشرين األول‪/‬اكتوبر ‪ .2011‬ذلك‬ ‫أن عناص��ر االنس��داد ال ت��زال على‬ ‫حالها‪ :‬أحزاب بالعش��رات ال تنطبق‬ ‫صفة احلزب إال على ثالثة أو أربعة‬ ‫منها‪ .‬وساس��ة هواة يفتقر معظمهم‬ ‫للحنك��ة واملرون��ة‪ .‬أم��ا النخب��ة‬ ‫السياسية احملترفة‪ ،‬وهي تكاد تعد‬ ‫عل��ى األصاب��ع‪ ،‬فهي تش��اطر هواة‬ ‫السياس��ة تغليبهم للمنفعة احلزبية‬ ‫على املصلحة الوطنية‪.‬‬ ‫ليس هن��اك اليوم ما يبش��ر بأننا‬ ‫ق��ادرون‪ ،‬ف��ي غض��ون ع��ام‪ ،‬عل��ى‬ ‫اإلقالع ع��ن منكر عاداتن��ا احلزبية‬ ‫والسياس��ية‪ :‬عادات «التدافع» بني‬ ‫«ش��رعية» نرجس��ية ال قبل لها بأن‬ ‫تفهم ملاذا ال يهيم األنام بها حبا وبني‬ ‫معارض��ة كيدي��ة آخ��ذة‪ ،‬صبيانيا‪،‬‬ ‫بخيار شمش��ون‪ .‬وله��ذا فليس من‬ ‫املس��تبعد أن ت��ؤدي االنتخاب��ات‬ ‫إل��ى إع��ادة إنت��اج أزم��ة االنس��داد‬ ‫السياسي الذي س��بق أن قاسيناه‪،‬‬ ‫بحي��ث ينته��ي األم��ر بالتونس��يني‬ ‫إلى الترح��م على س��نة ‪ 2014‬وعلى‬ ‫حكومتها غير املنتخبة‪.‬‬ ‫وق��د ق��رأت بانتب��اه اقت��راح‬ ‫الناش��طة أميرة اليحي��اوي خفض‬ ‫ع��دد نواب البرملان ف��ي االنتخابات‬ ‫القادم��ة إل��ى النصف‪ ،‬حي��ث قالت‬ ‫إن ع��دد س��كان م��دن مث��ل طوكيو‬ ‫وس��يول وس��او باول��و ونيويورك‬ ‫يس��اوي‪ ،‬إن لم يتج��اوز‪ ،‬عدد كامل‬ ‫س��كان البالد التونس��ية‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫فإنه يتولى إدارة ش��ؤون هذه املدن‬ ‫عم��دة ومجلس بل��دي يق��ارب عدد‬ ‫نوابه ربع نواب البرملان التونس��ي‪.‬‬ ‫وأعرب��ت ع��ن اخلوف‪ ،‬ل��و ظل عدد‬ ‫النواب مرتفعا‪ ،‬من أن نتورط طوال‬ ‫خمس��ة أعوام كاملة ف��ي ما كنا فيه‬ ‫أثن��اء العامني املاضيني‪ :‬أي الش��لل‬ ‫البرملاني‪.‬‬ ‫اقتراح وجي��ه‪ .‬ولكن عدد النواب‬ ‫مس��ألة فرعية‪ ،‬عل��ى أهميته��ا‪ .‬أما‬ ‫القضية األس��اس فهي االنتخابات‬ ‫بح��د ذاتها‪ .‬الس��ؤال بس��يط‪ :‬ملاذا‬ ‫االنتخابات أص�لا إن كانت لن تفرز‬ ‫نخبة سياس��ية محترف��ة من رجال‬ ‫الدول��ة‪ ،‬ونس��ائها‪ ،‬القادري��ن على‬ ‫احلسم والبناء وبث األمل؟‬

‫‪Head Office (London): 164-166 King Street, Hammersmith, London W6 0QU England‬‬

‫‪Al-Quds Al-Arabi‬‬

‫‪Tel: 0208-741 8008 (6 Lines) Fax: 0208-741 8902‬‬

‫‪Daily Independent‬‬ ‫‪Newspaper‬‬

‫هاتف‪ 6( 0208 741 8008 :‬خطوط) ـ‬ ‫فاكس‪0208 741 8902 :‬‬

‫‪email: alquds@alquds.co.uk * Internet: www.alquds.co.uk‬‬ ‫‪Cairo Office: 43 a Kasser Al Neel St, First Floor, Flat No (2).‬‬

‫مكتب القاهرة‪ 43 :‬أ شارع قصر النيل ـ الطابق األول ـ شقة رقم (‪ .)2‬هاتف‪/‬فاكس‪)202( 25282918 :‬‬ ‫مكتب الرباط‪ 8 :‬زنقة املرج شقة ‪ 6‬حسان ـ الرباط‪ .‬هاتف‪ /‬فاكس‪00212 5377 23152 :‬‬ ‫مكتب عمان‪ :‬شارع امللكة رانيا مجمع عكاوي الطابق الرابع رقم ‪.408‬‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪19‬‬

‫‪Tel/Fax: (202) 25282918‬‬ ‫‪Morocco Office: 8 Elmerj Street Flat No.6 Hassam - Rabat - Morocco‬‬ ‫‪Tel/Fax: 00212 5377 23152‬‬ ‫‪Amman Office: Queen Rania St. Akkawi Complex/ 4th Floor/ No 408‬‬

‫هاتف‪/‬فاكس‪)009626( 5066089 :‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫‪Tel/Fax: (009626) 5066089‬‬

‫‪Published In London,‬‬ ‫‪New York and Frankfurt‬‬ ‫‪by Al Quds Al- Arabi‬‬ ‫‪Publishing LTD‬‬

‫‪Circulated in Europe, Middle East,‬‬ ‫‪North Africa and North America.‬‬

‫‪Editor In Chief‬‬

‫‪SANA ALOUL‬‬


‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪Volume 25 - Issue 7661 Saturday/Sunday 8/9 February 2014‬‬

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7661‬السبت‪/‬االحد ‪ 9/8‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 9/8‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫‪AL-Quds Al-Arabi‬‬

‫طفرات جينية للحمام تكشف أسرار األمراض اجللدية للبشر‬

‫خاليا جلدية للفئران حولها العلماء لتنتج األنسولني‬

‫■ واش��نطن ـ يو بي اي‪ :‬في اختراق علمي جديد مبجال عالج‬ ‫النوع األول من السكري‪ ،‬استطاع علماء أمريكيون حتويل خاليا‬ ‫جلدية للفئران إلى خاليا منتجة لألنسولني‪.‬‬ ‫وذكر موقع «هلث داي نيوز» األمريكي أن الباحثني في جامعة‬ ‫«كاليفورنيا» استطاعوا حتويل خاليا جلدية للفئران إلى خاليا‬ ‫«بيتا» منتجة لألنس��ولني‪ ،‬ول��دى زرع هذه اخلالي��ا لدى فئران‬ ‫مصابة بالس��كري انخفض لدى هذه الفئران مس��توى الس��كر‬ ‫بالدم إلى املستوى الطبيعي‪.‬‬ ‫وأش��ار العلماء إلى أن التقنية التي اس��تخدمت لتحويل هذه‬ ‫اخلالي��ا كان أكثر ً‬ ‫أمانا من الطرق األخرى التي كانت تس��تخدم‬ ‫ً‬ ‫سابقا لتحويل نوع من اخلاليا إلى نوع آخر‪.‬‬

‫ويقول العلماء انه في حال جنحت هذه التقنية عند البشر كما‬ ‫عند الفئ��ران‪ ،‬فهذا يعني انتهاء زمن احلقن اليومية لألنس��ولني‬ ‫لدى املصابني بالنوع األول من السكري‪.‬‬ ‫وقال الباحث املس��ؤول عن الدراس��ة ش��ينغ دينغ «في حال‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫محتمال للنوع‬ ‫س��يمثل شفاء‬ ‫متكنا من انتاج خاليا بيتا‪ ،‬فإن هذا‬ ‫األول من السكري»‪.‬‬ ‫وفي س��ولت أعلن باحثون أمريكيون ان طفرات جينية حتدد‬ ‫ً‬ ‫أيضا باصطباغ لون بش��رة‬ ‫لون ري��ش احلمائم األليفة تتحك��م‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫وقال الباحث مايكل ش��ابيرو إن «الطفرات في هذه اجلينات‬ ‫قد تكون مسؤولة عن أمراض اجللد مثل امليالنوما واملهق»‪.‬‬

‫تب أقل‬ ‫ُك ٌ‬ ‫عزت القمحاوي‬ ‫لألسف‪ ،‬انتهى معرض القاهرة للكتاب‪ ،‬بعد أن وفر لي الكثير‬ ‫من املتعة والكثير من الشجن‪.‬‬ ‫أحب دخول املعرض بعد الظهيرة‪ ،‬أتسلى بالتعادلية التي تبدو‬ ‫بني األقفية والوجوه‪ ،‬حيث تتس��اوى أع��داد الداخلني مع أعداد‬ ‫اخلارجني في تلك الساعة‪ ،‬بعكس ساعات الصباح واملساء التي‬ ‫ال ميكن أن أرى فيها سوى أقفية الداخلني أو اخلارجني‪.‬‬ ‫ف��ي وقت الدخول املبكر واالنص��راف املتأخر يبدو املرء جزءا‬ ‫م��ن قطيع موح��د يفتقد التنوع وميضي مصمم��ا إلى وجهته فال‬ ‫ترى العيون إال األقفية التي تتقدمها‪ .‬الظهيرة س��اعة لالختالف‪،‬‬ ‫ليس في تالقي وجوه الداخلني واخلارجني فحس��ب‪ ،‬الداخلون‬ ‫خطوه��م حماس��ي‪ ،‬ال يزال��ون بكام��ل طاقتهم وبآم��ال كبيرة‪،‬‬ ‫اخلارج��ون يجرجرون أقدامهم وأحمالهم بس��بب اإلنهاك رمبا‪،‬‬ ‫أو بسبب اإلحباط‪ .‬أيدي الداخلني فارغة وللخارجني أياد تقبض‬ ‫على أكياس مش��تريات من املفترض أنها نبيلة‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫احلمام قد تكون أكثر ً‬ ‫نبال من بعض الكتب‪.‬‬ ‫أوراق ّ‬ ‫٭٭٭‬ ‫ال تس��لية تع��ادل مراقبة األس��ر التي جاءت إل��ى املعرض في‬ ‫ن��زوة ومغامرة أولى‪ .‬ميكن اكتش��اف هذا النوع م��ن الرواد من‬ ‫خ�لال صخبه��م في املم��رات‪ ،‬م��ن حيرته��م أمام الرف��وف‪ ،‬من‬ ‫السؤال عن األسعار‪.‬‬ ‫التعالي على األسعار ليس سمة عامة للعريقني من القراء‪ ،‬رمبا‬ ‫العكس ه��و الصحيح عند الكثير من عش��اق الكتب‪ ،‬وخصوصا‬ ‫بعد لوثة األسعار األخيرة‪ ،‬لكن س��ؤال الذين يتمتعون بعالقات‬ ‫قدمية مع الكتب عن الس��عر يختلف‪ .‬اليد مستميتة على الكتاب‪،‬‬ ‫العين��ان مصممتان‪ ،‬إما اس��تعطافا أو حتديا مث��ل خاطب وقح‪:‬‬ ‫«إذا لم تزوجني كرميتك ستهرب معي»‪.‬‬ ‫س��ؤال محدثي العالقة مع الكتب ال إحل��اح فيه‪ ،‬يتحولون عن‬ ‫الكت��اب إلى غيره عندما ال يعجبهم الس��عر‪ ،‬يب��دأون في التقليب‬ ‫والسؤال واملفاضلة ً‬ ‫طبقا للسعر‪ ،‬كما يفعلون مع أكياس للبازالء‬ ‫املبردة في سوبر ماركت!‬ ‫الرحلة األس��رية إلى املعرض تبدو جزءا من مسؤولية أمهات‬ ‫الطبقة الوس��طى احلريصات على تنش��ئة أطف��ال أقوياء العود‬ ‫م��ن خالل التغذية املفيدة من وجه��ة نظرهن‪ .‬لكن الطفل ال ميتثل‬ ‫ً‬ ‫طويال للقراءة الصحي��ة‪ ،‬التي تنتهي بأحد احتمالني؛ إما اإلقالع‬ ‫الت��ام عن هذه الع��ادة أو االجتاه إلى الق��راءات اخلطرة املمتعة‪،‬‬ ‫رمب��ا بالتزامن مع البحث عن املتعة بعيدً ا عن مطبخ األس��رة‪ ،‬في‬ ‫محال الوجبات السريعة أو لدى الباعة اجلائلني‪ ،‬أو في سيجارة‬ ‫مخدرات يبيعها مروج مراهق بالقرب من املدرسة‪.‬‬ ‫يوما ما ستكتش��ف األم الصاحلة أن الكتب حسنة النية‪ ،‬التي‬ ‫انتقتها بناء على الس��عر ووع��ود الصالح عل��ى غالفها‪ ،‬لم تكن‬ ‫تس��تحق زحزحة الرضيع عن عربته لتكديس��ها مكانه‪ .‬لكن األم‬ ‫املنخرط��ة في حلظة اإلحس��اس بالواجب تل��ك ال ميكن أن تكون‬ ‫ً‬ ‫حماال‬ ‫أكث��ر إث��ارة للتأمل من ش��يخ يغالب حمل��ه‪ ،‬أو يس��تأجر‬ ‫ميضي أمامه بصيد يزيد على ما تبقى له من رصيد في احلياة‪.‬‬ ‫ينقل بورخيس عن رالف والدو إمرسون بطريقته في اإلسناد‬ ‫املثيرة للش��ك‪»:‬أظن أن إمرس��ون هو من كتب يقول في مكان ما‪:‬‬ ‫إن أي مكتبة هي نوع من املغارة السحرية املمتلئة باملوتى‪ .‬وميكن‬ ‫له��ؤالء املوتى أن يبعثوا أحياء‪ ،‬ميك��ن لهم أن يعودوا إلى احلياة‬ ‫عندما نفتح صفحاتهم‪».‬‬ ‫هل ستمهل احلياة هذا الش��يخ الهزيل الـــــوقت لكي يتــمكن‬ ‫م��ن إحي��اء حمله م��ن األم��وات؟ أم س��يتركهم يعانون وحش��ة‬ ‫السكون؟‬ ‫٭٭٭‬ ‫معظ��م من يراكم��ون الكتب يحظ��ون بذرية تكرهه��ا وتتعامل‬ ‫معه��ا كجثث حقيقية ينبغي أن تلحق بجثمان صاحبها‪ ،‬بعضهم‬ ‫يخرجه��ا صدق��ة مث��ل مالبس��ه‪ ،‬األكث��ر اس��تنارة يس��تدعون‬ ‫مؤسس��ات دفن الكتب‪ ،‬حي��ث تقبع املكتبة باس��م صاحبها في‬ ‫ركن معتم من مكتبة جامعة متدهورة أو إحدى مؤسسات وزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬األكثر حاجة للنقود يس��تدعون املرابني النبالء من باعة‬ ‫الكتب القدمية‪ ،‬لتس��تعيد األفكار حيواتها على فرش��ة «بسطة»‬ ‫ش��ارع أو تع��ود لتدخل مجددً ا م��ن أبواب املع��رض‪ ،‬تكدس في‬ ‫فوضى‪ ،‬عرضة للتقليب كما في أسواق النخاسة القدمية‪ ،‬حيث‬ ‫رشاقة الكتاب ونظافة الغالف أهم من مضمونه بالنسبة للكثير‬ ‫من الرواد‪.‬‬ ‫أنظر بحس��د إلى الش��يخ الش��غوف‪ ،‬وأتذكر بشجن أصدقاء‬ ‫عاما بع��د عام‪.‬‬ ‫رحل��وا‪ ،‬وكن��ت أرى تناقص ش��هوتهم للش��راء ً‬ ‫وأكتش��ف أنني ل��م أدفع الكثي��ر القتناء الكتب م��ن معرض هذا‬ ‫الع��ام‪ ،‬لك��ن األمر ال يخل��و من عزاء؛ إذ اس��تبدلت ش��ذى تراب‬ ‫املمرات بغبار معارك سياسية بدأت واستعرت ثم حطت أوزارها‬ ‫في غيابي‪.‬‬ ‫بددت‪ ،‬مسرورا‪ ،‬الكثير من األمسيات بعيدً ا عن نيران ساحات‬ ‫ً‬ ‫منه��كا أو ألن اللقاء‬ ‫الوغى ف��ي الفضائيات‪ ،‬إما بس��بب العودة‬ ‫مصادفة مع أصدقاء وسط ضجيج املعرض أو في مقهاه العابر‬ ‫تطور إلى موعد في مقاهينا املقيمة بوسط املدينة‪.‬‬

‫وأوض��ح الباحث إيري��ك دوميان «لدى البش��ر‪ ،‬الطفرات في‬ ‫هذه اجلينات ً‬ ‫غالبا ما تعتبر س��يــــــئة ألنها قـــــد تس��بب املهق‬ ‫أو جتع��ل اخلـــــاليا أكثر عرضة لألش��عة فــــوق البنفس��جية»‬ ‫ولكن لدى احلمائ��م «الطفرات في هــــ��ذه اجليـــــنات تــــؤدي‬ ‫إلى ظهور ألوان مختلفة في الريش ما يعتبره مربو احلمائم ً‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫جيدا»‪.‬‬ ‫وأش��ار ش��ابيرو إلى أنه «في كافة أن��واع احلمائم‪ ،‬الطفرات‬ ‫ف��ي ثالث جينات رئيس��ية هي ما يش��رح االخت�لاف الكبير في‬ ‫األلوان»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سبال‬ ‫وش��رح الباحثون أن فهم طريقة عمل اجلينات قد يوفر‬ ‫للتوصل إلى عالجات جديدة لألمراض اجللدية‪.‬‬

‫حبة أسبيرين يوميا تخفض خطر اإلصابة بسرطان املبيض‬ ‫■ واش�نطن ـ يو بي اي‪ :‬أظهرت دراسة أمريكية جديدة‪ ،‬أن‬ ‫ً‬ ‫يوميا‪ ،‬قادرة عل�ى تخفيض خطر إصابة‬ ‫تناول حبة أس�بيرين‬ ‫النساء بسرطان املبيض‪.‬‬ ‫وأف�اد موقع (هيلث داي نيوز) األمريكي أن باحثني من معهد‬ ‫الس�رطان الوطني األمريكي‪ ،‬حللوا بيانات ‪ 12‬دراس�ة ش�ملت‬ ‫حوالى ‪ 8‬آالف امرأة يعانني من سرطان املبيض‪ ،‬وحوالى ‪ً 12‬‬ ‫ألفا‬ ‫ال يعانني م�ن هذا املرض‪ ،‬بغية حتديد تأثير تناول األس�بيرين‬ ‫وغي�ره من األدوية املضادة لإللتهابات ف�ي الوقاية من املرض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يوميا كن‬ ‫وتبني أن ‪ ٪18‬من النس�اء الالتي تناولن األسبيرين‬ ‫ً‬ ‫اس�بوعيا‬ ‫معرض�ات ‪ ٪20‬أقل م�ن اللواتي أخذن حبة واحدة‬ ‫لإلصابة بسرطان املبيض‪.‬‬

‫بروفسور يختبر احلياة‬ ‫في مكب للنفايات‬ ‫■ أوستن ـ يو ب�ي اي‪ّ :‬‬ ‫تخلى أس�تاذ‬ ‫جامعي في والية تكس�اس األمريكية عن‬ ‫مكب‬ ‫كافة ممتلكات�ه واختار الس�كن في ّ‬ ‫للنفايات لس�نة كاملة ك�ي ّ‬ ‫يعلم تالمذته‬ ‫سبل العيش بأقل قدر من املوارد‪.‬‬ ‫وقال األس�تاذ جيف ويلسون‪ ،‬أستاذ‬ ‫عل�وم احلي�اة ف�ي جامع�ة هيوستن‪-‬‬ ‫تيلوس�تون ف�ي أوستن بتكس�اس إن�ه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫س�عيا‬ ‫كاملا ف�ي املك�ب‬ ‫عام�ا‬ ‫س�يمضي‬ ‫ً‬ ‫مم�ا‬ ‫للعي�ش‬ ‫مس�تخدما ‪ ٪1‬فق�ط ّ‬ ‫يس�تهلكه املواطن األمريك�ي العادي من‬ ‫ماء وطاقة‪.‬‬ ‫ويريد ويلس�ون من جتربته أن يثبت‬ ‫لطالب�ه أن بإمكانهم العيش باس�تخدام‬ ‫أقل قدر من املوارد‪.‬‬ ‫وس�يحتفظ األس�تاذ مبرح�اض‬ ‫ومطبخ واتصال باالنترنت عبر الـ(واي‬ ‫فاي) ولك�ن على طالبه أن يتوصلوا إلى‬ ‫تصميم ّ‬ ‫ميكنه من اس�تخدام هذه األمور‬ ‫في املكب وبأقل قدر من االنبعاثات‪.‬‬

‫أحرق سيارة‪ ...‬ليتدفأ‬ ‫■ بكين ـ ي�و بي اي‪ :‬أض�رم رجل في‬ ‫الصين الن�ار بس�يارة ألن�ه كان يش�عر‬ ‫بالبرد ورغب في أن يتدفأ‪.‬‬ ‫وذك�رت صحيفة «غلوب�ال تاميز» أن‬ ‫الش�رطة القت القبض عل�ى الرجل الذي‬ ‫أقر أنه أضرم‬ ‫عرف باس�م «شني» بعد ان ّ‬ ‫النار في السيارة من نوع «بيتل» صفراء‬ ‫ً‬ ‫ثملا ويش�عر‬ ‫ف�ي ناجنين�غ ألن�ه كان‬ ‫بالبرد‪.‬‬ ‫وقد أدى احلريق إلى تدمير الس�يارة‬ ‫بالكامل‪.‬‬ ‫والتقط�ت كامي�رات املراقب�ة ف�ي‬ ‫املكان مش�اهد لشين فيما كان يحـــرق‬ ‫السيارة‪.‬‬ ‫وقال شني للشرطة «اعتقدت أن حرق‬ ‫الس�يارة س�يدفئني ولكنني هربت حني‬ ‫أصبحت النار متوهجة ومحرقة»‪.‬‬

‫تفكيك شبكة دولية‬ ‫لتبييض األموال‬ ‫■ صوفي�ا ـ أ ف ب‪ :‬اعلن�ت النياب�ة‬ ‫البلغاري�ة اعتقال عش�رين ش�خصا في‬ ‫بلغاري�ا واس�بانيا وبريطاني�ا وجنوب‬ ‫افريقي�ا ف�ي اطار عملي�ة دولي�ة لتفكيك‬ ‫شبكة لتبييض اموال على عالقة بتهريب‬ ‫مخدرات‪.‬‬ ‫وقالت النياب�ة البلغارية في بيان ان‬ ‫«اعضاء اجملموعة اإلجرامية مشبوهون‬ ‫بعرضهم خدمات خاصة بتبييض اموال‬ ‫عل�ى اكب�ر منظم�ة متورط�ة ف�ي جرائم‬ ‫مختلف�ة بينه�ا تهري�ب مخ�درات عالية‬ ‫النوعية»‪.‬‬ ‫وف�ي اإلجم�ال‪ ،‬ش�ارك ‪ 250‬ش�رطيا‬ ‫ومدعي�ا م�ن ال�دول األرب�ع ف�ي العملية‬ ‫الت�ي قادته�ا بريطانيا‪ .‬ومت�ت مصادرة‬ ‫حوال�ى ‪ 500‬الف جنيه اس�ترليني (‪415‬‬ ‫اف يورو) وامل�اس بقيمة ‪ 100‬الف جنيه‬ ‫استرليني (‪ 83‬الف يورو)‪ ،‬كما اوضحت‬ ‫النيابة البلغارية‪.‬‬

‫عاصفة تقطع الكهرباء عن‬ ‫‪ 55‬ألف منزل في فرنسا‬ ‫■ باري�س ـ رويت�رز‪ :‬قال�ت هيئ�ة‬ ‫الكهرب�اء الفرنس�ية إن عاصف�ة قطع�ت‬ ‫الكهرباء عن نحو ‪ 55‬الف منزل في شمال‬ ‫وشمال غرب فرنسا‪.‬‬ ‫وانقطع�ت الكهرب�اء نح�و الس�اعة‬ ‫الثامنة صباحا عن اربع مناطق من بينها‬ ‫اثنتان قريبتان من العاصمة باريس‪.‬‬ ‫وذك�رت الهيئ�ة ان التي�ار الكهربائي‬ ‫س�يعود بع�د ظه�ر اجلمع�ة اذا س�محت‬ ‫االحوال اجلوية‪.‬‬ ‫وف�ي العام املاضي عش�ية عيد امليالد‬ ‫تس�ببت عاصف�ة ف�ي انقط�اع التي�ار‬ ‫الكهربائ�ي ع�ن ‪ 240‬الف من�زل معظمها‬ ‫ف�ي منطقت�ي بريتان�ي ونورمان�دي‬ ‫الساحليتني‪.‬‬

‫كما تبني أن خطر اإلصابة بهذا املرض كان أقل ‪ ٪10‬عند من‬ ‫ً‬ ‫مضادا لإللتهاب أقله مرة واحدة في األسبوع‪.‬‬ ‫تناولن دواء‬ ‫وق�ال الباحث�ون إن ه�ذه النتيج�ة تزي�د م�ن الئح�ة أنواع‬ ‫الس�رطان واألم�راض األخ�رى الت�ي يحم�ي األس�بيرين م�ن‬ ‫اإلصابة بها‪.‬‬ ‫وقال أحد معدي الدراسة‪ ،‬بريتون ترابيرت‪« ،‬تشير دراستنا‬ ‫إل�ى أن األس�بيرين‪ ،‬الذي ثب�ت أنه يقي م�ن األزم�ات القلبية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا»‪.‬‬ ‫يساعد في تقليص خطر اإلصابة بسرطان املبيض‬ ‫ولكنه لفت إلى انه ال بد من إجراء دراسات إضافية الكتشاف‬ ‫فوائ�د ومخاطر هذا العالج احملتمل‪ ،‬وحتديد كيف يس�اهم هذا‬ ‫العقار بتخفيض خطر سرطان املبيض‪.‬‬

‫واحد من كل ثالثة بريطانيني‬ ‫ال يشتري هدايا في «عيد احلب»‬

‫■ لن�دن ـ ي�و بي اي‪ :‬أظهرت دراس�ة‬ ‫ً‬ ‫واحدا م�ن كل ثالثة‬ ‫جدي�دة اجلمع�ة أن‬ ‫بريطانيني ال يش�تري أي هدايا حلبيبته‬ ‫ملناس�بة (عي�د احل�ب) ال�ذي يص�ادف‬ ‫األس�بوع املقبل‪ ،‬في حني يش�تري نصف‬ ‫ً‬ ‫تقريبا هدايا هذه املناس�بة قبل‬ ‫العش�اق‬ ‫ي�وم أو ف�ي الطريق عن�د ذهابه�م للقاء‬ ‫حبيباتهم‪.‬‬ ‫ووج�دت الدراس�ة‪ ،‬الت�ي اجراه�ا‬ ‫البري�د امللك�ي البريطان�ي ونش�رتها‬ ‫صحيف�ة «دايل�ي مي�رور»‪ ،‬أن ‪٪ 45‬‬ ‫ً‬ ‫جنيه�ا‬ ‫م�ن البريطانيين ينفق�ون ‪20‬‬ ‫ً‬ ‫استرلينيا أو أقل على هدايا (عيد احلب)‬ ‫ويش�ترونها قب�ل ي�وم واح�د م�ن ه�ذه‬ ‫املناسبة أو في طريقهم للقاء عشيقاتهم‪.‬‬ ‫وقال�ت إن م�دن كارالي�ل ودومفري�ز‬ ‫وغاالوي ه�ي األماكن األكثر رومانس�ية‬ ‫ف�ي اململك�ة املتح�دة‪ ،‬ومت فيه�ا تب�ادل‬ ‫أكب�ر كمية م�ن بطاق�ات الغرام ملناس�بة‬

‫عي�د احل�ب وبزي�ادة مقداره�ا ‪٪32‬‬ ‫ع�ن الرس�ائل العادي�ة املتبادلة الش�هر‬ ‫املاض�ي‪ .‬وأضافت الدراس�ة أن العاصمة‬ ‫لن�دن ومدين�ة نوريت�ش ومقاطعة كنت‬ ‫تلت املدن الثالث‪ ،‬حيث ش�هدت بطاقات‬ ‫الغ�رام فيه�ا زي�ادة مقداره�ا ‪٪30‬‬ ‫باملقارن�ة م�ع الرس�ائل العادي�ة الش�هر‬ ‫املاضي‪ ،‬فيم�ا تراجعت مدين�ة رومفورد‬ ‫إلى املرتبة التاسعة بعد أن كانت حصلت‬ ‫عل�ى لق�ب املدين�ة األكثر رومانس�ية في‬ ‫اململكة املتحدة العام املاضي‪.‬‬ ‫وقال�ت‪ ،‬فيفي�ان دالت�ون‪ ،‬املديرة في‬ ‫البري�د امللكي البريطان�ي «إن عيد احلب‬ ‫ه�و وق�ت مزدح�م بالنس�بة لن�ا‪ّ ،‬‬ ‫ونذكر‬ ‫الن�اس بأن يرس�لوا بطاق�ات الغرام في‬ ‫الوقت املناس�ب حتى نتمكن من تسليمها‬ ‫ف�ي الوق�ت املناس�ب لعي�د احل�ب الذي‬ ‫يص�ادف ف�ي ‪ 14‬ش�باط‪/‬فبراير م�ن كل‬ ‫عام»‪.‬‬

‫جراحات جتميل األنف‪ ...‬تغ ّير الصوت‬

‫■ واش�نطن ـ ي�و ب�ي اي‪ :‬وج�دت‬ ‫دراس�ة إيرانية أن عمليات جتميل األنف‬ ‫ً‬ ‫أيض�ا حت�دث‬ ‫ال تغيّ �ر املظه�ر فق�ط‪ ،‬ب�ل‬ ‫ً‬ ‫تغييرا في الصوت‪.‬‬ ‫وذك�ر موق�ع «هل�ث داي ني�وز»‬ ‫االمريكي أن باحثني في جامعة «مش�هد»‬ ‫للعل�وم الطبي�ة ف�ي إي�ران نظــــ�روا‬ ‫في التغيي�رات بالصوت ل�دى اخلضوع‬ ‫جلراح�ات جتميل األنف بني ‪ 22‬امرأة و‪5‬‬ ‫رجال‪.‬‬ ‫والحظ املرض�ى والعلم�اء تغييرا في‬ ‫الص�وت بعد اخلض�وع جلراحات األنف‬ ‫التجميلي�ة‪ ،‬لكن هذا التغيير بش�كل عام‬

‫لم يتسبب مبشكالت في النطق‪.‬‬ ‫وق�ال املس�ؤول ع�ن الدراس�ة كرمان‬ ‫خازني إن على من يفكرون في إجراء هذه‬ ‫اجلراحة التجميلية أن يعوا بالتغييرات‬ ‫ً‬ ‫وخصوص�ا م�ن‬ ‫احملتمل�ة ف�ي الص�وت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مهنيا‪.‬‬ ‫يستخدمون صوتهم‬ ‫وأش�ار الباحث�ون إل�ى أن ه�ذه‬ ‫التغيي�رات الصوتي�ة قد تك�ون مرتبطة‬ ‫بضي�ق جتوي�ف األن�ف بع�د اجلراحة‪،‬‬ ‫وقال�وا إن «التغيي�رات ف�ي مس�احة‬ ‫جتوي�ف األن�ف ق�د تزي�د مقاوم�ة تدفق‬ ‫اله�واء وتتس�بب بزيادة ف�ي امتصاص‬ ‫الصوت»‪.‬‬

‫وفاة آخر متحدثة بلغة‪ ...‬الكالالم‬

‫■ اوملبي�ا (واش�نطن) ـ رويترز‪ :‬عن‬ ‫عم�ر يناه�ز ‪ 103‬أعوام توفي�ت في والية‬ ‫واش�نطن آخ�ر متحدث�ة معروف�ة بلغ�ة‬ ‫الكالالم التي س�عت احلكوم�ة االمريكية‬ ‫يوما إلى التخلص منها قبل متويل جهود‬ ‫للحفاظ عليها‪.‬‬ ‫وق�ال رون آل�ن زعي�م قبيل�ة الكالالم‬ ‫ف�ي بل�دة جيمس�تاون ان وف�اة هيزي�ل‬ ‫سامس�ون ي�وم الثالث�اء املاض�ي الت�ي‬ ‫تعلمت ه�ذه اللغ�ة املندثرة م�ن والديها‬ ‫قبل تعلم االنكليزية ترمز لنهاية حقبة‪.‬‬ ‫وتوفيت سامس�ون في مستش�فى في‬ ‫بورت اجنليس بوالية واشنطن‪.‬‬ ‫ولغ�ة ال�كالالم تنتم�ي لعائل�ة لغ�ات‬ ‫السكان االمريكيني األصليني املستخدمة‬ ‫في شمال غرب احمليط الهادىء و جنوب‬ ‫غرب كندا‪.‬‬ ‫وقال آل�ن «انه الفصل األخير لواحدة‬ ‫م�ن مواطني قبيلتنا التي تربت في ثقافة‬ ‫قب�ل أن نع�رض بش�كل كام�ل للثقاف�ة‬

‫واللغة غير الهندية»‪.‬‬ ‫وكانت احلكوم�ة االحتادية االمريكية‬ ‫ق�د بدأت ف�ي اوائ�ل القرن الثامن عش�ر‬ ‫جه�ودا ممنهجة للقضاء على اس�تخدام‬ ‫اللغ�ات االصلي�ة بإجبار صغ�ار الهنود‬ ‫االمريكيني على دراس�ة اللغة االنكليزية‬ ‫والتح�دث به�ا وذل�ك بإرس�الهم إل�ى‬ ‫م�دارس داخلي�ة وفق�ا لتش�اد اوران‬ ‫احملاضر الزائر في قس�م اللغات الهندية‬ ‫االمريكية في جامعة واشنطن‪.‬‬ ‫إال ان�ه بع�د ذل�ك كان�ت لغ�ة الكالالم‬ ‫واح�دة م�ن ضم�ن لغ�ات عدي�دة مولت‬ ‫احلكوم�ة االمريكي�ة برام�ج م�ن أج�ل‬ ‫حمايته�ا م�ن االندثار بعد متري�ر قانون‬ ‫اللغات االمريكية االصلية عام ‪.1990‬‬ ‫وبفض�ل جهد ق�ام به عال�م اللغويات‬ ‫تيموثي مونتلر االستاذ في جامعة نورث‬ ‫تكس�اس مبس�اعدة م�ن ش�يوخ القبيلة‬ ‫وكان من ضمنهم الراحلة سامسون نشر‬ ‫أول قاموس للغة الكالالم‪.‬‬

‫صوفيا فيرغارا‬

‫النجمة السينمائية «صوفيا فيرغارا» حضرت احلفل السنوي العشرين لتوزيع‬ ‫جوائز جنوم السينما في لوس اجنليس‪.‬‬

‫• في إطالل��ة جديدة‪ ..‬يتحدث‬ ‫الكاتب الصحافي املصري محمد‬ ‫حس�نني هي�كل ف��ي العاش��رة‬ ‫م��ن مس��اء الس��بت ع��ن الوضع‬ ‫السياس��ي الراه��ن ف��ي مص��ر‬ ‫ورؤيت��ه للفترة املقبل��ة‪ ،‬وذلك في‬ ‫أول حلق��ات برنام��ج «صال��ون‬ ‫التحري��ر» ال��ذي يقدم��ه الكات��ب‬ ‫الصحاف��ي عب�د الله الس�ناوي‬ ‫على فضائية «التحرير»‪.‬‬

‫احوال الناس‬

‫• محم�د صابرع�رب وزي��ر‬ ‫الثقاف��ة املصري يقوم عل��ى رأس وفد م��ن الوزارة‬ ‫باملش��اركة في أسبوع الثقافة املصري الذي يقام في‬ ‫العاصمة املوريتانية نواكش��وط خ�لال الفترة من ‪8‬‬ ‫حتى ‪ 13‬فبراير‪ /‬ش��باط احلالي‪ ،‬مبناسبة االحتفال‬ ‫مب��رور خمس�ين عاما عل��ى افتت��اح املرك��ز الثقافي‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫يتضم��ن االحتفال إلق��اء كلمات للوزي��ر الثقافة‪،‬‬

‫وأحم�د فاض�ل يعقوب‪ ،‬س��فير‬ ‫مص��ر مبوريتانيا‪ ،‬وخالد غريب‬ ‫مدير املركز‪.‬‬

‫• حت��ت عن��وان «الق��درات‬ ‫اخلارق��ة‪ ..‬اكتش��ف طاقات��ك‬ ‫الكامن��ة» للكات��ب الس��ورى‬ ‫الدكت��ور طالب عم�ران‪ .‬عن دار‬ ‫«احلياة»املصري��ة للنش��ر ويقع‬ ‫فى س��تة فص��ول‪ ،‬تتح��دث عن‬ ‫احلاسة السادسة واالستبصار‬ ‫باألحالم والطاقات الكامنة لدى‬ ‫اإلنس��ان‪ .‬والكاتب أس��تاذ في كلية الهندسة املدنية‬ ‫بجامعة دمشق‪.‬‬ ‫• النجم��ة املصري��ة إلهام ش�اهني تواصل حاليا‬ ‫قراءة حلق��ات مسلس��ل «اضطراب عاطف��ي» املقرر‬ ‫أن تخوض من خالله الس��باق الرمضاني املقبل‪ ،‬مع‬ ‫اخملرجة إيناس الدغيدي‪.‬‬

‫فضائح الفساد تلطخ سمعة العائلة امللكية االسبانية‬

‫■ بامل�ا دي ماي�وركا (إس�بانيا) ـ أ ف ب‪ :‬بني قص�ر ميرافنت األنيق‬ ‫املط�ل عل�ى البحر املتوس�ط الى املرس�ى الس�ياحي‪ ،‬اعت�ادت باملا دي‬ ‫مايوركا اس�تقبال العائلة املالكة االس�بانية بسرور عندما تأتي لقضاء‬ ‫إجازاتها‪ ،‬حتى اثارت الفضائح االستنكار في هذه املدينة الهادئة‪.‬‬ ‫وقال�ت طبيب�ة الق�دم ماري�ا دي يوتش (‪ 34‬س�نة) «انه�ا خيبة أمل‬ ‫كبي�رة»‪ ،‬مش�يرة ال�ى التحقي�ق القضائي الذي يس�تهدف صه�ر امللك‬ ‫خوان كارلوس وزوجته االنفانتي كريستينا التي ستمثل السبت امام‬ ‫القاضي لالشتباه في تورطها في عملية احتيال ضريبي‪.‬‬ ‫واضافت املرأة التي تس�كن مدينة ماناك�ور‪ ،‬وتقول انها من «انصار‬ ‫النظ�ام امللك�ي»‪ ،‬ان «الناس يق�درون امللكية لكن مع كل م�ا جرى تبدو‬ ‫العائلة املالكة وكأنها سقطت في احلضيض»‪.‬‬ ‫وق�د تبدو ج�زر البالي�ار بش�واطئها اخلالب�ة وحفالته�ا الصاخبة‬ ‫بعيدة كل البعد عن االزمة العميقة التي جتتاح اسبانيا‪.‬‬ ‫وقالت آينا كالفو الرئيسة االشتراكية السابقة لبلدية باملا «صحيح‬ ‫ان لدينا الكثير من االثرياء هنا‪ ،‬لكن ‪ ٪18‬من سكان الباليار فقراء»‪.‬‬ ‫وأضافت «الناس يشعرون بالغضب»‪ ،‬حتى وإن لم تخرج تظاهرات‬ ‫احتجاج في الشوارع الصغيرة التي حتيط بالقصور القوطية اجلميلة‬ ‫ذات احلجارة املذهبة‪.‬‬ ‫واضافت آينا كالف�و ان «الناس يتوقعون أن يتصرف من يتحملون‬ ‫مس�ؤولية عام�ة مثلن�ا‪ ،‬بص�ورة مثالي�ة‪ ،‬وفج�أة يكتش�فون وج�ود‬ ‫اختالس للمال العام‪ ،‬مبا فيه مال االكثر فقرا‪ .‬يصعب استيعاب ذلك»‪.‬‬

‫وت�دل على ذلك الغضب‪ ،‬املب�ادرة التي صادق عليها اجمللس البلدي‬ ‫في باملا عندما قرر ازالة اس�م ش�ارع كان يحمل اس�م»دوقا باملا» اللقب‬ ‫ال�ذي منح�ه املل�ك (البنت�ه) «االنفانت�ا» وبالتال�ي لزوجه�ا اينياك�ي‬ ‫اوردنغارين بعد زواجهما في ‪.1997‬‬ ‫وصادق�ت الكت�ل املمثل�ة ف�ي اجملل�س البل�دي باالجماع عل�ى هذه‬ ‫املب�ادرة الت�ي اقترحه�ا اجلمهوري�ون من ح�زب «ميس ماي�وركا» في‬ ‫كانون الثاني‪/‬يناير ‪ ،2013‬وقالت آينا ان «الفكرة‪ ،‬بدال من اثارة اجلدل‬ ‫قوبلت بالتصفيق من طرف اغلبية املواطنني»‪.‬‬ ‫وعم ش�عور بخيبة االمل وزوال الوهم في كافة ارجاء اسبانيا ليس‬ ‫بس�بب مالحقة انياك�ي اوردنغارين ف�ي كانون االول‪/‬ديس�مبر ‪2011‬‬ ‫فحسب بل بسبب جملة من املغامرات السيئة والفضائح‪.‬‬ ‫وكتب�ت آنا رومي�رو التي تغطي نش�اط العائلة املالك�ة في صحيفة‬ ‫«املون�دو» من�ذ ‪« 2010‬انه�ا عاصف�ة س�احقة» واضاف�ت «كل العناصر‬ ‫الضروري�ة لدف�ع امللكي�ة ال�ى الوض�ع احلال�ي متوف�رة‪ ،‬لك�ن قضي�ة‬ ‫اوردنغارين هي التي فجرتها»‪.‬‬ ‫وفي باملا‪ ،‬يبدو هذا االس�تنكار شديدا سيما الن اسم اجلزيرة اقترن‬ ‫منذ اكثر من ثالثني سنة بإجازات العائلة امللكية في قصر ميرافنت‪.‬‬ ‫وكان سكان اجلزيرة يستمتعون عندما يلتقون بامللكة صوفيا وهي‬ ‫تش�تري من الدكاكين وبالدعاية اإليجابية الت�ي تنعكس على الباليار‬ ‫نتيجة لذلك‪.‬‬ ‫وقال�ت ماري�ا دي يوت�ش «كانوا دائما يس�تمتعون مباي�وركا‪ .‬كان‬

‫املل�ك يذهب ال�ى املطع�م ويتناول البي�ض املقلي م�ع البطاط�ا املقلية‪،‬‬ ‫وكانت العائلة تذهب الى قرية قريبة لشراء اخلبز التقليدي والكعك»‪.‬‬ ‫واضاف�ت «بطبيعة احلال ال ميكن الق�ول انهم كانوا يختلطون بالناس‬ ‫لكنها لم تكن عائلة ملكية تقليدية»‪.‬‬ ‫غي�ر ان امللك خ�وان كارلوس باع يخت�ه «فورتونا» بس�بب االزمة‪،‬‬ ‫واصبحت العائلة اكثر حتفظا‪.‬‬ ‫وقال�ت ماريا يوتش «هذا الصيف لم نس�مع ش�يئا عنهم» واضافت‬ ‫بش�فقة «مسكني امللك‪ ،‬اظن ان حالته الصحية سيئة ألنه مهموم بسبب‬ ‫ابنائه»‪ .‬واضافت «في املاض�ي كانوا يبدون خفيفي الروح واالن انظر‬ ‫اليه�م‪ :‬انه�م مث�ل االخرين» في اش�ارة الى قضايا الفس�اد السياس�ي‬ ‫االخرى التي تهز اسبانيا‪.‬‬ ‫وبات�ت أخبار القص�ر امللكي ال�ذي كان معتادا عل�ى تعاطف الناس‬ ‫مع�ه‪ ،‬ممتلئ�ة بالفضائ�ح والتس�ريبات واالنتقادات الت�ي تتدفق عبر‬ ‫الصحافة‪ .‬وحاول القصر امللكي االحتماء عندما فصل في كانون االول‪/‬‬ ‫ديس�مبر ‪« 2011‬االنفانت�ي» وزوجها الذي يس�بب له االح�راج عن كل‬ ‫نش�اط او متويل رس�مي‪ ،‬واعلن مزيدا من الش�فافية خصوصا بش�أن‬ ‫ميزانيته‪ ،‬مؤكدا في الوقت نفسه انه يصغي الى الشارع‪.‬‬ ‫وقال�ت آنا رومي�رو ان «املكت�ب الصحافي للقصر امللك�ي يبذل جهد‬ ‫عمالقا من اجل التكي�ف مع الوضع (‪ )...‬لكنها جهود تبدو ضعيفة جدا‬ ‫للبع�ض‪ .‬ولكن ال ميكن فجأة وخالل س�نتني ازالة تبعات نهج مس�تمر‬ ‫منذ ثالثني سنة»‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.