شبح شقة 8

Page 1

‫ﺷـﺒﺢ ﺷﻘﺔ ‪٨‬‬

‫محمد رضوان‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫انك تقرر تكتب تجربة شخصية انت مريت بيھا ‪ ..‬دى حاجة مش سھلة‬ ‫على فكرة ‪ ..‬خصوصا لو التجربة دى ليھا عالقة باالشباح و العفاريت !!!‬

‫نسيت ما أعرفكم بنفسى ‪ ..‬اسمى رأفت عندى ‪ ٢٤‬سنة لسه متخرج جديد‬ ‫من كلية الطب‬

‫و انا صغير كنت بحب أحل مشاكل الناس و ده اللى خالنى أختار مھنة‬ ‫الطب النفسى ‪ ...‬و طبعا انتوا عارفين المضايقات اللى الواحد بيمر بيھا‬ ‫بمجرد ما يتذكر اسم موضوع الطب النفسى ده‬

‫ناس كتير بتبقى فاكرانا إننا دكاترة بتعالج المجانين و اننا الزم نبقى‬ ‫عاملين سكسوكة و حاطين الــ ‪ Pipe‬فى بوقنا‪ ...‬منھا = االفالم اللى‬ ‫بتصورنا للناس على اننا كدة‬

‫عشان مطولش عليكم أخش فى الموضوع بقى ‪:‬‬

‫فى صيف ‪ ٢٠١٢‬كنت لسه مخلص سنة االمتياز فى الكلية بتاعتى اللى‬ ‫تابعة إلحدى الجامعات فى األقاليم و بعد ما اتخرجت بتقدير جيد جدا‬ ‫قررت انى انتقل للقاھرة‬

‫ھناك فى القاھرة ھيكون الشغل بتاعنا أحسن و أكتر خصوصا إن فى‬ ‫االرياف عامة رافضين فكرة الدكتور النفسانى دى‬

‫‪١‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫طبعا انا اتكلمت مع عيلتى فى الموضوع ده و ھما معارضوش عشان‬ ‫مستقبلى ‪ ..‬بس والدى قالى "انت نسيت يا فالح أھم حاجة فى الموضوع‬ ‫ده !!!" طبعا انا سألته ‪ ":‬نسيت إيه ؟؟!!" رد عليا والدى و قال ‪" :‬المكان‬ ‫اللى حضرتك ھتفعد فيه !!!"‬

‫سكت أنا فجأة و حسيت إن كل حاجة حلمت بيھا بدأت تضيع منى ‪ ..‬لكن‬ ‫أخويا الكبير قال أنه يعرف سمسار ھيدلنى على شقة فى القاھرة و عشان‬ ‫السمسار ده صاحبه أكيد ھيدور على حاجة كويسة بسعر حنين‬

‫بالفعل أخويا اتصل بصاحبه السمسار و قاله على الشقة االيجار اللى انا‬ ‫عايزھا بسعر كويس و يا ريت كمان لو يشوفلى حاجة تكون قريبة من‬ ‫العباسية عشان مكان شغلى الجديد‬

‫بعديھا باسبوع اتصل السمسار بأخويا و قاله إنه لقى شقة ايجار فى مكان‬ ‫قريب جدا من شغلى و الشقة كويسة و ايجارھا رخيص‬

‫طبعا انا مكدبتش خبر و قررت إن اسبوع بكبيره و ھنزل القاھرة عشان‬ ‫أبدأ اشوف مستقبلى و اشتغل و بالفعل بعدھا ب‪ ٣‬أيام كنت على محطة‬ ‫القطر بودع أھلى عشان السفر‬

‫الرحلة فى القطر كانت متعبة جدا و شاقة ‪ ..‬تخيلوا سفر من الصعيد لحد‬ ‫القاھرة واخدھا فى ‪ ٨‬ساعات لحد ما وصلت لمحطة رمسيس !!!‬

‫‪٢‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫طبعا كان فى استقبالى فى المحطة السمسار صاحب اخويا ‪ ..‬ھو شاب فى‬ ‫حوالى ‪ ٣٥‬سنة يعنى اكبر من اخويا بحاجات بسيطة بس باين على مالمح‬ ‫وشه الطيبة و ماخبيش عليكم انا ارتحتله من أول ما شوفته ‪.‬‬

‫اتكلمت انا و ھو فى موضوع الشقة و ھو شكرلى فيھا جدا و شكرلى فى‬ ‫موقعھا و قالى انھا قعدت مقفولة و مبتتأجرش لمدة طويلة لحد ما ھو‬ ‫اتكلم مع صاحب العمارة و قاله ان جايبله مستأجر فأجرھالي بسعر حنين‬

‫طبعا انا كنت بسمع الكالم ده و من تعب السفر مش قادر أرد أو اتكلم و ال‬ ‫اعقب على كالمه‬ ‫الطريق كان زحمة أوى و خالل ساعة قدرت أوصل للشقة اللى انا‬ ‫قاصدھا‬

‫طبعا كنت لسه جاى ‪ ..‬و من التعب رفضت اقابل صاحب العمارة و قولت‬ ‫للسمسار ھابقى أعدى على صاحب العمارة بكرة عشان اقعد معاه واديله‬ ‫االيجار و بالمرة اتعرف عليه ‪ ..‬عم محمد البواب كان معاه المفتاح و أخد‬ ‫شنطتى و طلعھا الدور الرابع اللى انا ساكن فيه‬

‫خدت من عم محمد المفتاح عشان أفتح بيه الشقة ‪ ..‬بس المفتاح كان‬ ‫معصلج أوى فى الباب ‪ ..‬البواب بصلى و قالى معلش آخر مرة اتفتحت‬ ‫فيھا الشقة دى كان من حوالى‪ ١٠‬سنين بعد اللى حصل ما حصل !!!!‬

‫انا من التعب مرضتش أعلق و ال أرد و كل اللى انا كنت عايزه ان باب‬ ‫الشقة يتفتح و اخش انام و بكرة يبقلھا‬ ‫‪٣‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫البواب بدأ يرج فى الباب عشان يتفتح و بصراحة الباب كان بيعمل صوت‬ ‫جامد أوى و فجأة لقيت الجيران نازلين جرى يشوفوا إيه اللى بيحصل ‪...‬‬ ‫كان اكتر حاجة الفتة نظرى ھى نظرات الرعب اللى فى عيون الجيران و‬ ‫باب الشقة بيتفتح ‪ ..‬انا استغربت من كدة بس قولت عادى مفيش حاجة‬ ‫يعنى‬

‫بالفعل الباب اتفتح وعم محمد دخلى شنطتى و بدأ يعرفنى عالجيران اللى‬ ‫نزلوا ‪ ..‬و كان من بين الجيران دول شخص فى حوالى ‪ ٥٠‬سنة اسمه‬ ‫مصطفى و ھو عقيد متقاعد كان شغال فى جھاز أمن الدولة و بعد ما‬ ‫الثورة قامت و خالل الفترة اللى الداخلية قررت فيھا إن بعض الضباط‬ ‫يتقاعدوا عن العمل اختاروا مصطفى منھم ‪ ...‬العقيد مصطفى كان ساكن‬ ‫فوق شقتى على طول‬

‫الغريبة إن سيادة العقيد ) زى ما الناس فى العمارة بتناديله( عرض عليا‬ ‫أى مساعدة فى الشقة و بصراحة الراجل كان بشوش جدا معايا عكس‬ ‫الشائع عن ضباط أمن الدولة‬

‫دخلت اخيرا الشقة عشان ارتاح من اليوم المتعب ده ‪ ..‬لكنى فوجئت بكمية‬ ‫التراب اللى فى الشقة و اللى عالعفش !!!! المنظر كان يوحى بإن مفيش‬ ‫اى انسان خطى باب الشقة دى من سنين‬

‫المنظر كان بالنسبة لى مزعج إلنه معناه أنى ھروق الشقة الليل كله عشان‬ ‫أعرف أنام فيھا ‪ ..‬طبعا أنا بصيت لعم محمد البواب بغضب و قلتله ‪ :‬ما‬ ‫‪٤‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫دام يا عم محمد انتوا عارفين إن فى واحد مأجرھا و جاى النھاردة ليه‬ ‫موضبتوش الشقة ؟؟!!!‬

‫رد عليا عم محمد ‪ :‬يا سعادة البيه محدش فينا خطى العتبة دى من بعد اللى‬ ‫جرى ما كان !!! ‪ ...‬رديت على عم محمد بعصبية قبل ما يخلص كالمه ‪:‬‬ ‫دى مش مشكلتى يا عم محمد أنا مش مسئول عن الكالم ده أنا جاى من‬ ‫السفر تعبان و عايز انام‬

‫رد عليا عم محمد و قالى طيب إحنا نوضب اوضة انوم دلوقتى و نوضب‬ ‫باقى الشقة بكرة و الصباح رباح‪ ..‬بصراحة انا وافقت إلنى مكنش فيا حيل‬ ‫للكالم و المناھدة‬

‫نادى عم محمد على مراته أم أحمد عشان تساعدنا فى توضيب أوضة‬ ‫النوم ‪ ...‬خالل ساعة األوضة اتوضبت و بقت نضيفة و بقى المكان مھيئ‬ ‫للنوم‬

‫انا اترميت عالسرير زى القتيل عشان ارتاح اخيرا من التعب ده ‪ ..‬و‬ ‫بالفعل أول ما حطيت دماغى عالمخدة نمت‬

‫اثناء نومى سمعت صوت صريخ خالنى أقوم مفزوع !!!! أول مافتحت‬ ‫عينى كانت الدنيا ضلمة كحل بس بدأ نور خفيف أوى يظھر !! بدأت أدقق‬ ‫النظر أوى عشان أتأكد من اللى انا شايفه ‪ ..‬انا شايف حد واقف عند حافة‬ ‫السرير !!!!! االضاءة بتقوى شوية و ھنا شوفت و اتأكدت إن فى حد‬ ‫بالفعل واقف عند السرير !!! من كتر الصدمة و من شدة التعب أنا‬ ‫مقدرتش اصوت ‪ ..‬انا حاسس و كأنى مشلول !!! دققت النظر أكتر و‬ ‫‪٥‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫لمحت واحدة ست عجوزة واقفة عند السرير بشعر أبيض و ماسكة‬ ‫عصايا بتاعت العواجيز و كانت بتبرقلى و كل شوية بتبرق أكتر ‪..‬‬ ‫أنا عارف أكيد إن كل واحد فيكم ھيعتقد إن اللى يرعب فى الموضوع ده‬ ‫ھو نظراتھا المبرقة ليا ‪ ..‬بس أحب أقولكم إن انتوا غلط !!!! أكتر حاجة‬ ‫بجد كانت رعبانى إن الست واقفة قدامى مدبوحة !!! انا واقف قصادى‬ ‫واحدة مدبوحة و الدم مغرق وشھا و ھدومھا !!!! المنظر كان مقزز أكتر‬ ‫منه مرعب و لسانى مكنتش قادر أحركه و ال قادر أحرك جسمى و كأنى‬ ‫اتشليت تماما !!!‬

‫الست بدأت تنظر ليا أكتر و فجأة بدأت تخبط بعصايتھا على األرض جامد‬ ‫و بعد كدة رفعت عصايتھا فوق و بدأت تخبطت عالسقف !!!! و فجأة‬ ‫الست دى صرخت بصوت عالى خالنى يغمى عليا‬

‫فتحت عينى على ضوء شمس خفيف داخل األوضة ‪ ..‬بدأت ابص يمينى‬ ‫و شمالى بس لألسف ملقتش حاجة ‪ ...‬معقول أنا كنت بحلم ؟!!!‬

‫غيرت ھدومى و نزلت من الشقة و قابلت عم محمد البواب و أول ما‬ ‫شافنى سألنى ‪" :‬ھا يا بيه نمت كويس ؟" ‪ ..‬بصراحة استغربت من‬ ‫سؤاله ‪ ..‬و رديت عليه السؤال بسؤال ‪" :‬ھو فى حد من الجيران اشتكى‬ ‫من صوت صريخ أو خبط ؟؟" ‪ ..‬رد عليا عم محمد و قالى ‪" :‬أل يا سعادة‬ ‫البيه محدش اشتكى منك و ال حد سمع صوت" ‪ ..‬نظرلى عم محمد‬ ‫نظرات مرعبة و قالى ‪" :‬ھو فى حاجة حصلت يا سعادة البيه ؟؟" ‪ ...‬انا‬ ‫سكت شوية و قولت فى سرى يبقى أكيد اللى انا شوفته ده حلم ‪ ..‬أكيد ده‬ ‫مش حقيقة !!!!‬

‫‪٦‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫سمعت و انا واقف عالسلم صوت قطع حبل تفكيرى " دكتور رأفت ‪ ..‬ايه‬ ‫أخبار ليلة امبارح ؟ " بصيت ورايا لقيت العقيد مصطفى ھو اللى بيتكلم‬ ‫‪ ..‬رديت عليه و قولت ‪" :‬انا الحمد = كويس" ‪ ..‬و سألته ‪" :‬ھو حضرتك‬ ‫سمعت أى صوت عندى فى الشقة ؟"‬

‫رد عليا و قال ‪" :‬سمعت صوت تنضيف" ‪ ..‬سألته ‪" :‬قصدى صوت قبل‬ ‫الفجر !!!" رد عليا و ھو مرعوب ‪" :‬أل مسمعتش حاجة من دى و استأذن‬ ‫منى و مشى"‬

‫روحت شغلى و انا بحاول اقنع نفسى إن كل ده كان كابوس مرعب و راح‬ ‫لحاله‬

‫عالساعة ‪ ٤‬رجعت من أول يوم شغل و كنت سعيد بالعمل فى المستشفى‬

‫طلعت الشقة لقيت عم محمد موضبھا و مخليھا ‪ ١٠٠‬فل و ‪ ١٤‬زى ما‬ ‫بيقولوا ‪ ..‬أخدت الھدوم بتاعتى و روحت موديھا عند المكوجى اللى جنب‬ ‫البيت ‪ ..‬المكوجى سألنى " اجيب لحضرتك الھدوم فين ؟" قولتله ‪" :‬فى‬ ‫العمارة دى شقة ‪ ٨‬اللى فى الدور الرابع" رد عليا و ھو مرعوب ‪" :‬‬ ‫بتاعت القتيلة !!! "‬

‫وقفت قدامه مصدوم مش قادر اتكلم ‪ ..‬كلمة قتيلة لوحدھا كافية انك تخليك‬ ‫تتسمر مكانك‬

‫‪٧‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫جريت ناحية العمارة و طلعت الشقة و انا عمال أفكر فى الكالم اللى قاله‬ ‫ليا المكوجى ‪ ..‬و جات المكوة بليل و خدت ھدومى و دفعت الحساب و‬ ‫دخلت الشقة تانى‬

‫اكلت لقمة و دخلت أوضتى انام عشان أصحى بدرى عشان الشغل ‪ ...‬و‬ ‫لكن !!! صحيت على صرخة قوية زى بتاعت إمبارح ‪ ..‬صحيت مفزوع‬ ‫و حصل معايا نفس اللى حصل معايا إمبارح بالظبط ‪ ...‬بس المرة دى‬ ‫كان الخبط على السقف جامد على المرة اللى فاتت ‪ ..‬و فجأة صرخت‬ ‫تانى ‪ ..‬و للمرة الثانية يغمى عليا‬

‫تانى يوم صحيت و خدتھا جرى على عم محمد البواب وقولتله ‪ " :‬ودينى‬ ‫عند صاحب العمارة يا عم محمد " ‪ ..‬رد عليا و قالى " عقبال عندك يا‬ ‫دكتور رأفت صاحب العمارة سافر امبارح بليل عشان يحضر فرح بنت‬ ‫أخوه " و على طول و من غير ما أفكر روحت سأله ‪" :‬ھى مين دى اللى‬ ‫اتقتلت فى الشقة يا عم محمد ؟ " ‪ ..‬نظر لى عم محمد و ھو مزھول و‬ ‫متلخبط و قالى " ھو انت عرفت ؟ " ‪ ..‬قولت ‪ " :‬طبعا عرفت ‪ ،‬ھو انت‬ ‫فاكرنى مش ھعرف حاجة زى كدة ‪ ..‬إيه اللى حصل عم محمد ؟ "‬

‫قالى "أنا ھحكي لك على كل حاجة " ‪ ) :‬من حوالى عشر سنين كان فى‬ ‫ست عجوزة ساكنة فى شقة ‪ ٨‬اللى انت ساكن فيھا دلوقتى ‪ ..‬كانت أرملة‬ ‫و مكنش عندھا أوالد ‪ ..‬كانت غنية أوى ‪ ..‬و ده كان واضح من الدھب و‬ ‫الصيغة اللى على طول البساھا ‪..‬و من حوالى ‪ ١٠‬سنين و فى يوم‬ ‫مطلعتلھوش شمس ‪ ..‬صحينا على واحدة من الجيران و ھى بتصرخ ‪...‬‬ ‫جرينا نشوف في إيه لقينا باب شقة ‪ ٨‬اللى ساكن فيھا مدام رانيا مفتوح و‬ ‫على عتبة الشقة أثار أقدام بس آثار األقدام دى كانت بدم !!!! ‪ ..‬كان منظر‬ ‫مرعب و من ھول المنظر طلبنا البوليس عشان يخش الشقة إلن مفيش حد‬ ‫‪٨‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫من السكان قدر يخش الشقة من الرعب ‪ ...‬جيه البوليس و ھنا شوفت أبشع‬ ‫منظر ممكن الواحد يشوفه ‪ ،،‬شوفت مدام رانيا مدبوحة فى الصالة و الدم‬ ‫مغرق كل حتة عاآلرض و عالحيطان و عالسقف كمان ‪ ...‬اكتشفنا ساعتھا‬ ‫إن الخزنة بتاعت مدام رانيا مكسورة و فاضية ‪ ...‬ساعتھا دخل علينا‬ ‫العقيد مصطفى اللى كان لسه ساعتھا ساكن فى العمارة من حوالى ‪٦‬‬ ‫شھور و عرف نفسه للضباط الموجودين و بدأت رحلة البحث عن المجرم‬ ‫‪ ...‬الشرطة بدأت تستجوب كل سكان العمارة اللى كان معظم ردودھم‬ ‫انھم مايعرفوش حاجة عن الحادثة دى ‪...‬ده حتى العقيد مصطفى‬ ‫استجوبوه بس استجواب عالماشى من غير محضر و ال أخذ أقوال ‪...‬‬ ‫لألسف الشرطة ملقتش دليل على أى حد و فشلت فى حل اللغز و اتقيدت‬ ‫القضية ضد مجھول ‪ ...‬و من ساعتھا يابنى الشقة اتقفلت و الكل رافض‬ ‫يجى يسكن فى الشقة دى لحد ما انت جيت و سكنتھا ( ‪ ...‬سمعت كالم‬ ‫عم محمد باھتمام شديد و فى ذھول ‪ ..‬سيبت عم محمد و طلعت شقتى تانى‬ ‫و انا مخضوض من الكالم اللى سمعته ‪ ..‬طبعا عم محمد كان بينادى عليا‬ ‫و أنا طالع بس انا طنشته مش عدم اھتمام و ال حاجة ‪ ..‬و لكن اللى سمعته‬ ‫يخلى أى حد يذھل‬

‫اتصلت بالسمسار صاحب أخويا و قولت له يا ريت يجيبلى شقة تانية فى‬ ‫أى مكان تانى مھما كان إيجارھا ‪ ..‬فى ذھول واقف السمسار على طلبى‬ ‫من غير ما يناقشنى فيه‬

‫لليوم التالت جيه الليل و انا قررت إنى مش ھنام عشان متطلعليش تانى ‪...‬‬ ‫قعدت أشرب فى قھوة لكن لألسف برضه نمت بس المفاجاءة المرة دى‬ ‫انھا مطلعتليش !!! ‪ ..‬انا شوفت نفسى قاعد فى الصالة و ھى قاعدة‬ ‫عالكرسى و لكن مكنتش مدبوحة ‪ ...‬واضح انھا مش شيفانى و كأنى بقيت‬ ‫شفاف ‪ ..‬فجأة طلع من ورا الكرسى واحد ملثم كتم نفسھا و اثناء ما ھى‬ ‫بتحاول تقاومه دبحھا ‪ ..‬الدم طرطش فى كل حتة فى المكان ‪ ..‬و الدم‬ ‫‪٩‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫طرطش بغزارة عليا أنا ‪ ..‬الغريبة إن الراجل الملثم ده مشافنيش و كأنى‬ ‫مش موجود ‪ ..‬بسرعة الملثم ده دخل أوضة النوم ‪ ..‬دخلت وراه ‪ ..‬شوفته‬ ‫و ھو بيكسر الخزنة ‪..‬و فجاءة شال القناع اللى حطه على وشه و ھو‬ ‫بيحط الفلوس و المجوھرات فى الشنطة ‪ ...‬بصراحة مكنش فى ضوء‬ ‫فى األوضة غير ضوء الكشاف اللى فى أيد المجرم ‪ ..‬انا معرفتش أشوف‬ ‫حاجة فى وش المجرم ‪ ..‬لكن الكشاف أنعكس على وجه لوھلة ‪ ...‬مش‬ ‫ممكن !!!! ‪ ...‬معقولة !!!! ده وش العقيد مصطفى !!!! اتسمرت مكانى و‬ ‫فجاءة سمعت صرخة دوت فى المكان ‪ ..‬صحيت مفزوع من نومى و أنا‬ ‫مش مصدق إن العقيد مصطفى ھو اللى يقتل بالبشاعة دى‬

‫غيرت ھدومى و روحت الشغل ‪ ..‬طبعا خدت لوم كتير من رؤسائى فى‬ ‫الشغل على غيابى امبارح و كل واحد عمال يقولى " أنت من أولھا كدة‬ ‫بتغيب ‪ ،‬الكالم ده مينفعش " ‪ ...‬بغض النظر عن كالمھم أنا كل اللى‬ ‫شاغل بالى أعمل إيه فى الكارثة دى ‪ ..‬أقول للبوليس و ال أطنش ؟؟ ‪..‬‬ ‫طيب أزاى أوصل للشرطة إن اللى قتل مدام رانيا من ‪ ١٠‬سنين ھو العقيد‬ ‫مصطفى ؟؟ و إيه دليلى على كدة ‪ ..‬طيب اطنش و أعمل نفسى معرفتش‬ ‫حاجة ‪ ..‬ما ھى كدة كدة ھتطلع لى طول ما أنا فى الشقة ‪ ...‬خالص الحل‬ ‫الوحيد إنى أجمع ھدومى و انزل فى أى لوكاندة لحد ما السمسار يشوف‬ ‫لى شقة فى مكان تانى ‪ ...‬انا خالص أخدت قرارى النھائى و انا موافق‬ ‫عليه‬

‫عالساعة ‪ ٥‬كنت مخلص شغلى و رايح عالبيت أجمع ھدومى قبل ما أمشى‬ ‫منه ‪ ..‬لقيت تجمع كبير من السكان وواحد بيقول أطلبه الشرطة عشان‬ ‫تيجى تشوف في إيه ‪ ...‬سمعت صوت صريخ جاى من شقة العقيد‬ ‫مصطفى سألت واحد من السكان ‪ " :‬ھو إيه اللى حصل ؟ " قالى ‪ " :‬ربنا‬ ‫يستر إحنا سامعين صوت الصراخ ده من الصبح و بنحاول نكسر الباب‬ ‫مش عارفين " ‪ ..‬سكت صوت الصراخ و جت الشرطة و كسرت الباب و‬ ‫‪١٠‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫المفاجأة انھا لقت جثة العقيد مصطفى مدبوح و الدم مغرق المكان ‪ ..‬انا‬ ‫شوفت المنظر البشع ده لجثة من غير رأس ‪ ..‬مقدرتش أمسك نفسى و‬ ‫أغمى عليا ‪ ..‬صحيت على صوت ناس بتفوقنى و لقيت نفسى فى شقتى ‪..‬‬ ‫و الناس بتقولى حمد ^ على سالمتك ‪ ..‬قالولى إنھم ملقوش راس العقيد‬ ‫مصطفى فى الشقة و الشرطة بتبحث عنھا ‪ ..‬و قالولى كمان إن الشرطة‬ ‫قربت تتوصل للقاتل ‪ ..‬أصل اثناء جمع األدلة لقوا عصايا من اللى‬ ‫بيستخدمھا الناس العواجيز ‪ ...‬سمعت كلمة عصايا من ھنا و جسمى اتلبش‬ ‫‪ ..‬معقول تكون ھى اللى عملت كدة ؟!! ‪ ..‬سكت و قالولى إن الشرطة‬ ‫قررت إن مفيش حد ھيخرج النھاردة من العمارة لحد ما يتم التحقيق مع‬ ‫كل سكان العمارة ‪...‬‬ ‫كدة خالص ھضطر أقعد يوم كمان فى العمارة الشؤم دى ‪ ..‬بس برضه‬ ‫قررت أوضب شنطتى عشان أمشى منھا بعد التحقيق معايا على طول ‪..‬‬ ‫فتحت الدوالب و فجاءة شوفت اللى انا كنت عمرى ما كنت اتوقعه ‪ ...‬دى‬ ‫راس العقيد مصطفى !!! إيه اللى جابھا ھنا ؟؟ معقول تكون ھى اللى‬ ‫جابتھا ھنا ؟؟!!!‬ ‫مقدرتش أنطق و اغمى عليا من ھول الصدمة ‪ ..‬و لما فوقت ملقتش‬ ‫الراس !!!‬

‫قررت إن عشان اتخلص من الرعب ده انى اشوف حد يستأجر منى الشقة‬ ‫و قررت إنى أعمل إعالن ‪..‬‬

‫أنا أھو بقولك تعالى استأجر الشقة و متخفش الجثث المدبوحة مبتخوفش‬

‫***انتھى***‬ ‫محمد رضوان‬ ‫‪١١‬‬


‫محمد رضوان‬

‫شبح شقة ‪٨‬‬

‫ﰷﺗﺐ اﻟﻘﺼﺔ ‪ :‬ﶊﺪ رﺿﻮان‬

‫انك تقرر تكتب تجربة شخصية‬ ‫انت مريت بيھا ‪ ..‬دى حاجة مش‬ ‫سھلة على فكرة ‪ ..‬خصوصا لو‬ ‫التجربة دى ليھا عالقة باالشباح و‬ ‫العفاريت‪.‬‬

‫اﻻٕﳝﻴﻞ ‪radwan.egypt@yahoo.com :‬‬

‫رﰴ اﻟﺘﻠﻴﻔﻮن ‪٠١٢٨٧٥٢٠٥٢٢ :‬‬ ‫ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﲀﺗﺐ ‪:‬‬

‫محمد رضوان‬

‫ﶊﺪ ﶊﻮد رﺿﻮان ‪ ،‬انﺷﻂ ﻃﻼﰉ ﻣﴫى ‪ ،‬ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻮاﻟﻴﺪ ‪ ، ١٩٩٣‬اﳊﺎﺟﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﲆ ﺑﳤﻮن ﻋﻠﻴﺎ‬ ‫ﱓ اﻟﻘﲅ و اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ☺‬

‫‪١٢‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.