Hamsa

Page 1


‫العنوان ‪ /‬رغبة حياة‬ ‫تأليف ‪ /‬مجموعة كاتبات‬ ‫فكرة وجمع واعداد‪ /‬فرح تركي‬ ‫تدقيق‪ /‬أزهار االنصاري‬ ‫‪.............................................................‬‬

‫مقدمة‬ ‫لم تكن الحياة سوى أنثى‬ ‫ُ‬ ‫تكمل فراغ أحالمها ببعض الخيال‬ ‫ّ ُ‬ ‫الخفي ‪ ,‬وتخفي الدموع الظاهرة على مقليتها‬ ‫تشرب نبيذ الفرح‬ ‫ُ‬ ‫تجبر نفسها للجلوس مع نفسها إن وجدتها حزينة‬ ‫ُ‬ ‫خلقت برو ٍح خلف السحاب‬ ‫تأكل الحلوى مع البؤساء‬


‫الحزن ّ‬ ‫ُتراقص ُ‬ ‫حد التعب واإلرهاق‬ ‫فتزرع الرضا في ذات الروح‬ ‫فينبت الحب في رماد الكلمات‬ ‫تبتهل وبذلك قد صنعنت لنفسها عيدا‬ ‫‪.........................................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫بال مأوى‬ ‫غفران شهاب‬ ‫إمرأة طاعنة في السن نحيلةالجسم ربما هي بحجم قبضة يد طفل ظهرها متحدب ترتدي مالبس‬ ‫موشحة بالسواد جالسة مفغمضة العينين وعاكفة اليدين فوق بعضمها ‪ ,‬الش يء يتحرك فيها‬ ‫حتى ظننت أنها فارقت الحياة وحيدة بال أحفادها وال فلذات كبدها حتى تحركت تلك الشفتين‬ ‫لجلبه بسرعة وأبعدت الجماهير الغاضبة من‬ ‫املتشقتين من كثر الظمأ ظننت أنها تريد ماء ذهبت‬ ‫ِ‬ ‫كل أصناف الناس اللتي وقفت فوق رأسها أبتسمت والدمعة في مقلتيها وقالت ‪ :‬الأريد سوى‬

‫ً‬ ‫أمانته ألنها أصبحت عبئا‬ ‫العودة الى بيتي ولكنها لم تكن تريد ش ي سوى دعواتها لربها بإن يأخذ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ثقيال على أوالدها ليرموها على حافةالطريق وحيدة قد سمعتها ‪.‬‬


‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مجرد طيف‬ ‫وئام سعيد‬

‫في وطن ال يفقه االنسانية‪..‬‬ ‫تيم طفل تربى على عمل شاق ينهك تفاصيل عاموده الفقري تراه يقس ى بمرور الوقت فيصبح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إنسانا صلبا ال يلين ‪.‬‬ ‫كم يحزنه ذاك الطفل الحامل حقيبته وذاهب للمدرسة بردائه الشتوي ‪ ,‬تعود ان يستيقظ من‬ ‫الصباح ليبيع تلك املناديل على قارعة الطرق والشوارع في املدن النائية لتصبح تلك هوايته وعمله‬ ‫الدائم كل صباح ‪ ..‬يصاب باملرض يتقهقه ويتألم دون شعور كم كانت الحياة قاسية عليه ‪ ..‬كبيرة‬ ‫هي أحالمه في وطن حياته قصيرة ‪ !...‬حقيبة ظهر ‪ ،‬قلم ‪ ،‬كراسة هذا جل ما يـتمناه‬ ‫مناديله الورقية غيرت مالمح وجهه الطفولي ‪ .‬حيث إعتاد أن تضربه الشمس الحارقة ‪ ،‬أن‬ ‫يحتظنه املطر وأن يصبح متبلد شعور ‪..‬‬ ‫كنت أراه في كل مكان ‪..‬‬ ‫في الشارع‪ ،‬في األسواق ‪ ،‬في العيادات الطبية‬


‫جعلني أصاب بتأنيب الضمير‪..‬‬ ‫ً‬ ‫كان يفرحه بيع املناديل وإن لم يشتر منه أحد تراه عابسا وجهه وكإن الدنيا قد أثقلت كاهله ‪..‬‬ ‫ذات يوم جلست بجواره وإشتريت منه جميع املناديل كادت دموعه تسقط من شدة غبطته ‪..‬‬ ‫فسئلته‬ ‫_تيم أين والديك ‪..‬؟‬ ‫لقد ذهبا للسماء يا لجين‬ ‫منذ ذاك الوقت وأنا أبيع املناديل كي أربي أخي الصغير وأشتري له الخبز والشوكوالتة فهو يحبها ‪..‬‬‫_ وماذا تريد من الدنيا يا تيم ؟‬ ‫ً‬ ‫أريدها أن تعلم اخي جيدا وتلبسه أجمل الثياب وتزوجه أجمل الفتيات وتأكله أطيب الطعام ثم‬ ‫تأخذني للسماء هناك حيث أخذت مني كل ش يء ‪..‬‬ ‫لم تستطع لجين أن تتمالك نفسها فانهمرت عيناها بالبكاء وإشترت له شوكالتة وقالت له زرني‬ ‫كل يوم سأنتظرك هنا ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أحبك كثيرا وهو يبتسم ويرقص في‬ ‫مد يده مودعا لها وهو ينادي بأعلى صوته شكرا لجين أنا‬ ‫ِ‬ ‫الشارع املكتظ وكإن الحياة لوهلة وهبته السعادة ‪..‬‬ ‫حتى صدمته تلك السيارة وأخذته للسماء حيث تمنى وأصبح مجرد طيف ‪!..‬‬ ‫‪............................................................................‬‬


‫(‪)3‬‬

‫سأصلي لقلبي‬ ‫مريم فاضل علي ‪ -‬بغداد‬ ‫الزمان الساعة الثانيه بعد منتصف الليل‬ ‫املكان من ضواحي العاصمة بغداد حيث أمكث‬ ‫ُ‬ ‫إعتدت عليه ‪،‬أعقبه‬ ‫إستيقظت هذا آليوم على صوت دوي كبير هز بيتنا لم أكترث له فقد‬ ‫صرخات أمي و نحيبها أثار ذهولي ‪ ،‬نزلت مسرعة و حافية القدمين وعينين مغمضتين مازال‬ ‫النعاس يطغي عليها ‪،‬وصلت الى أمي و إذا بالزجاج متناثر في الغرفة و إحدى تلك القطع الخائنة‬ ‫التي طاملا حافظت على نظفاتها قد إخترقت قدمي و شقت ذاك الكعب الناعم ‪ ،‬ذهلني منظر‬ ‫ً‬ ‫جدتي أحيطت بالدماء من كل ناحية فسريرها يقترب من الشباك ‪،‬حرصت دائما أن تكون هناك‬ ‫كي تستقبل الصباح و هي تنظر آلى الطيور تزقزق ‪ ،‬حينها بدأ جسدي يرتعش و بقوة عصف املوت‬ ‫شجرتنا و سقط غصنها األكبر ‪،‬نزفت انا ايضا من كل ناحية ولم أكترث لنفس ي إختنق صوتي من‬ ‫هول املوقف ‪،‬فقدت السيطرة على نفس ي صرخت كاملجنونة و سقطت ‪ .‬ضلت صرخات أمي‬ ‫ُ‬ ‫تتعالى أفقت وأنا في حضن جارتي تمسد على شعري و تهدء من روعي ‪،‬بدأت دموعي تنهمر كلما‬ ‫أتذكر منظر جدتي و كيف إنتزعها املوت مني وكيف بيتنا ُ‬ ‫سيصبح بعد ما فقد ٌ‬ ‫نبض منه ؟!‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫إنهمرت بالبكاء و الصراخ من دون نفعا ‪ ،‬صرخاتي ال تجلبها مزقت ثيابي عس ى أن يتعاطف معي‬ ‫ٌ‬ ‫مالبس جديدة و عباءة جميلة‬ ‫املوت ويعيدها أو يأخذني اليها ‪ .‬فقد جهزت لها هدية عيد األم ‪،‬‬ ‫تنتظرها هيا جدتي إستيقظي من سيغني لي بعد اليوم و يداعبني؟!‬


‫من سيتخانق مع أمي لتتركني و شأني أفعل ما يحلو لي ؟‬ ‫صمتت أدمعي جلست في منتصف العزاء أتحدث كاملجنونة من فجر ذاك آليوم ّ‬ ‫أود ان أراه و اأكي‬ ‫ُ‬ ‫ذهبت الى الشباك املحطم‬ ‫أمامه ليرجع الزمن بي للوراء و أبعد جدتي عن هذا الزجاج الخائن ‪،‬‬ ‫أحادثه هل تتذكر كم مره المستك يد جدتي و حرصت على تنظيفك ‪.‬‬ ‫أرتدى قلبي ثياب الحزن لهذه لحظه ‪ ،‬و كأن ش ي بداخلي مات و دفن ‪،‬إستقر هالالن يتوشحان‬ ‫السواد أسفل عيني‬ ‫املره الوحيدة التي ضحكت بها عندما نادت إبنة أخي‬ ‫) مريم البسة عدسات (‬ ‫حينها ضحكت و ضحك جميع على براءتها‬ ‫جلست بجواري و حادثتها ( حبيبتي ملوكة اني مالبسة عدسات ) أصرت قائلة ال عينج حلوووه و‬ ‫ً‬ ‫لونها يللمع ( حينها كانت تقصد ملعان عيني دوما و إختباء الدموع على شكل جواهر)‬ ‫ً‬ ‫دائما ضللت أنعت حظي كيف تركتها تلك الليلة بالرغم من إعتيادي على ُّ‬ ‫الن َّوم معها بنفس‬ ‫السرير ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ذبلت أمي على رحيل والدتها و كانت أبي يقبل جبينها كلما رآها تبكي و يذكرها بأن هذا طريق حتما‬ ‫سنسير فيه كلنا لكن هللا من يقدر ميعاده ‪ ،‬أنام لساعات طويلة و أستيقظ من كوابيس ي مبللة‬ ‫ً‬ ‫بالدموع أهرول خوفا من تحقيقها‪ ،‬ذات مره فكرت أن أعود الى الحياة فوجدت املوت يلتهمني ‪.‬‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دائما نتحادث عن املاض ي كيف كان جميال و يعتريه السكينة أليس هذا املاض ي كان حاضرا يوما‬ ‫ّ ً‬ ‫كنا نشوبه بالنكد؟! شبابي الذي شهد اإلنفجارات و متالزمة الحقد البشري ‪ ،‬شباب تقتل ‪،‬‬ ‫ما و‬ ‫عوائل تهجر‪ ،‬نساء سبايا‬


‫ً‬ ‫‪ ،‬رجال مكبلين بالقيود ‪ ،‬إنفقت سنواتي في الدراسة عبثا‬ ‫ففيها تعلمت كيف أحافظ على حياة اإلنسان و أحميه اال يسقط فريسة املوت ‪ّ ،‬‬ ‫تحدب ظهري في‬ ‫املختبرات بين األجهزه ‪،‬تهالك دماغي من غرقه في الكتب حتى أحافظ عليه و بتميز ‪ ،‬و من ثم من‬ ‫حيث ال أدري‬ ‫يأتي من ال يعرف مسكة القلم ‪،‬و ال يعرف سوى رصاص القتل ‪ ،‬وبضغطة زر واحد يخترق جسد‬ ‫األنسان و حينها يكون بين أحضان املالئكة و سالم على تلك الكتب و املختبرات‪.‬‬ ‫في السنة االولى من دراستي تعلمت كيف أشرح األنسان تعلمت هذا الش ي و أنا أشرح فأرة و كدت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أن أبكي من حزني عليها فكانت حقال لتجاربي كيف أحمي البشرية مستقبال‬ ‫أما اآلن ف أين جسد ذاك اإلنسان ؟!‬ ‫تبعثر أشالءه بين الشظايا‬ ‫كل ما حدث و كل ما سيحدث ما هو اال غيمة عابرة‬ ‫سيحيى مجدنا من جديد ‪.‬‬ ‫‪............................................................................‬‬


‫(‪)4‬‬

‫حبيبة شهيد‬ ‫فاطمه_امليالي‬ ‫كانت كل ليله تخرج بدلة زفافه فتنهال عليها بالبكاء اإل تلك الليله التي وصل لها خبر زفاف حبيبته‬ ‫لم تبكي إلنها علمت أن عودته باتت مستحيله فال الدموع تعيده و ال ينفع إنتظار الحبيبه ‪ ،‬و‬ ‫بمرور األيام الخاليه من وجوده قامت بتنضيف غرفته فإذا بها تجد بين طيات كتبه رسالة لتلك‬ ‫الحبيبه التي زفت لغيره رسالة عندما قرأتها غرقت بدموع األلم ال تعرف لحبيبته عنوان و ال‬ ‫تعرف هاتفها حتى ‪ ..‬كي توصل لها أمانة ولدها الشهيد و لكن كيف وأين ستذهب ‪ّ ..‬‬ ‫مرت أشهر و‬ ‫سنوات و إشتاقت الى حبيب قلبها فاتجهت نحو قبره و قلبها مليء بالشوق له فاذا بها تصادف فتاة‬ ‫عشرينيه تبكي بحرقه و ألم على قبر شهيدها تبكي كأنه قد مات باألمس إقتربت منها فإذا هي‬ ‫حبيبته و عروسة شهيدها و كان الى جانبها ُ‬ ‫طفل صغير كان يسقي القبر باملاء و اذا بها ُتنده ولدها‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫إقتربت منها َجلست الى جانبها أبكي أيضا دون أن تسأل‬ ‫(علي ‪ ،‬علي) انه إسم ولدي إسم شهيدي‬ ‫أحدانا األخرى من أنت و أخرجت الرساله ووضعتها بين كفيها بدأت تقرأ و إزداد نحيبها ‪ ..‬و كانت‬ ‫إحدى كلمات حبيبته ما زلت أدعو هللا كل ليله أن أزف لك في األخره فانا لست بعروس حتى أكون‬ ‫)عروسك)‬ ‫‪..........................................................................‬‬


‫‪..‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫شهيد الحب‬ ‫بشرى شرفي‪ /‬الجزائر عنابة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫كل شيئ كان غريبا البارحة يا إياد‪ ،‬نبرة صوتك التي أعرف شجنها من حبورها ‪ ،‬سكونك الذي آل‬ ‫تخدشه ضوضاء اآلخرين من حولك ‪ ،‬و تلك الكلمآت اقآلئل التي تش ي لي بهن في لحظة حزن‪ ،.‬متى‬ ‫تريد أن تفهم أنني ال أحبذ كلمة كوني سعيدة‪ ،‬أنت تلفظها بطريقة أشبه بترنحك ثم بغيآبك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إحساسا مفعما باللوعة‪ ،‬و كأن يداك اللتان تحكمان إمساك يداي ‪..‬‬ ‫للوعي ‪ ،‬هذه الكلمة تبث ّفي‬ ‫تفلتان فجأة ألكتشف أن روحي اليتيمة ترفرف ً‬ ‫عاليا ثم تهوي على األرض ! متى تريد أن تفهم أنني‬ ‫ً‬ ‫أكون سعيدة حين تلتحم أنفاسنا أيام الهناء‪ ،‬حين نأكل من طبق واحد و نتشارك كوبا من الفشار‬ ‫ً‬ ‫في السينما بينما أعيننا متشابكة النظرات بعيدا عن الفلم الذي يعرض عالقآت كاذبة ألبطال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معا و نزور األماكن التي إعتادت على ٌ‬ ‫حبنا الذي ما‬ ‫وهميون‪ ،‬أكون سعيدة حين نركب الحافلة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫زادها إال رونقا و جماال‪..‬أكون سعيدة حين أكون برفقتك و معك‪..‬أفهمت اآلن؟! "ربما فات األوآن‬ ‫على ذلك"‪ ..‬البارحة لم أستطع مغادرة الواقع إلى عالم األحالم‪ ،‬إن الليآلي التي ُ‬ ‫أحس فيها بأرض‬ ‫ً‬ ‫الفرآق تجذبك إلى األسفل تنغص علي النوم و ترمي ٌ‬ ‫بالنعاس بعيدا عن مرأى عيناي ْكي تنهشه‬ ‫ُ‬ ‫كواسر الخوف بنهم‪ ،‬و قد إستبد بي ٌ‬ ‫صليت و كنت خآلل‬ ‫السهاد إلى غاية أذان الفجر‪ ،‬فقمت و‬

‫كل سجدة أطيل إبقاء جبيني على السجادة البنفسجية التي أهديتني إيآها في عيد ميالدي‪ ،‬و كأنني‬ ‫ً‬ ‫بذلك أسمح للشحنآت اإليجآبية بأن تتصاعد إلى رأس ي تماما كصعود البخار ألعالي السماء‪ .‬لم‬ ‫ٌ‬ ‫أنم غير سآعتين من الزمن ألستيقظ و أتصل بك فصوتك ٌ‬ ‫الص ٌ‬ ‫بآحي هو فرحتي التي آل تضاهيها‬ ‫ٌ‬ ‫فرحة‪..‬هو رآحتي التي ترآفقني طيلة يومي الدراس ٌي العسير‪ ،‬أخبرتني بأننا سنلتقي بجانب الثانوية و‬


‫ً‬ ‫أنك‪..‬مشتآق لرؤية دميتك كما تنعتني ‪ ،‬كنت مسرورة جدا بلقياك كسرور صبية لم تر والدها‬ ‫منذ زمن طويل‪ ،‬لبست التنورة الزهرية املفضلة لديك‪ ،‬و سرحت شعري و سدلته على كتفاي ‪..‬و‬ ‫ً‬ ‫قد كنت ٌ‬ ‫تحب هيئتي البسيطة تلك‪ ،‬تشبنهي دوما بزهرة وردية تتوسط حديقة بيتكم و تتربع على‬ ‫خضرتها و تنادي من تشاء بجمالها‪ ،‬مشيت من البيت إلى املدرسة في هرولة غير إعتيادية ينما‬ ‫ً‬ ‫كنت أجول ببصري هنا و هناك علني أملح وجهك املنير من بين أناس في عالم مظلم و أخيرا ملحتك‬ ‫تتقدم نحوي متثاقل الخطى و خائر القوى ‪ ،‬إقتربت مني و طبعت قبلتين إحداهما على خدي‬ ‫األيمن و األخرى على خدي األيسر ثم إبتسمت لي في لحظة شوق سبقتها مشاعر عشق و طبعت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قبلة رجولية على جبيني فأشع نورا ‪ ,‬لم نلبث إأل نصف ساعة معا ‪ ،‬نصف سآعة إختصرت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معا‪ ،‬كنت ٌ‬ ‫تشد بقبضة يدك على راحة يدي‬ ‫عامين قضيناهما معا‪ ،‬ضحكنا فيهما معا و بكينا‬ ‫كأنك تخش ى أن تبعدهما األقدار‪ ،‬و تبعث ٌ‬ ‫بكل واحدة منهما نحو املجهول ‪ ،‬فيما كنت أمعن‬ ‫ً‬ ‫النظر في وجهك و عينيك و تفاصيل محياك التي أذوب في روعتها‪ ،‬غير أنني ملحت شجنا عميقآ‬ ‫ليس بإمكان أي شخص آخر أن يلمحه بإستثنآئي‪ ،‬شجن أقرأه من خلف اإلبتسآمة امللبدة التي‬ ‫بدت في هذا اليوم مختلفة عن غيرها فيما مض ى ! كآنت الكلمة التي رددتها على مسامعي حينذآك‬ ‫أحبك ‪:‬‬ ‫إلى أن‪ !..‬سمعت ً‬ ‫صوتا ليس بغريب ٌ‬ ‫علي صوت تتوعد نبرته الخشنة بالعذاب‪ ،‬إنه صوت‪..‬أخي !‬ ‫حين ملحت قدوم أخي و هو يجري و ينادي بإسمك فهمت ٌ‬ ‫كل شيئ‪ ،‬أحسست بضباب يغش ى‬ ‫عيناي‪ ،‬و ألم شديد في معدتي و خفقان في كياني يكاد يودي به إلى ٌ‬ ‫السكون!! بالكاد أرآك و أنت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فضيا ‪ٌ ،‬‬ ‫ثم إختلطت األصوات ! كنت أسمع و آل أعي‪"..‬لقد قتلته !‬ ‫تصارع يد أخي التي تشهر سكينا‬ ‫ً‬ ‫"أوقفوا دماءه " !! وقفت مشدوهة و أنا أرى القميص األزرق ملطخا بالدم و أنت تشهق و قد‬ ‫ً‬ ‫إصفر وجهك و إزدادت سحنتك تعبا جثمت و وضعت رأسك على فخذاي و رحت أقول لك‬ ‫الهثة ‪ :‬تماسك‪ ،‬اإلسعاف في طريقهم إلى هنا كنت تقول بتقطع ‪ :‬أ‪..‬حب‪..‬ك! و قد كنت أصرخ ‪ :‬ال‬


‫يمكنك أن تتركني لقد وعدتني! كنت أحس بقبضة أخي على ساعدي كي أنهظ و هو يتوعدني بقتلي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كذلك‪ ،‬في هذه األثناء بدا ٌ‬ ‫كل شيئ أسود‪ ،‬ألفاظك األخيرة و روحك التي غآدرت بعيدا تاركة جسدا‬ ‫ً‬ ‫أغرس رأس ي بالدماء التي تغطيه‪ ،‬و وجوها واجمة غير مصدقة ملآ يجري ! و قلبا يحترق يا إياد‪،‬‬ ‫قلبا يحبك اآلن هو بصدد اإلحترآق و املوت ‪ ،‬في هذه األثناء أحسست بدوار ٌ‬ ‫أشد من ذي قبل ثم‬ ‫صمت و ظالم ! حين فتحت عيناي‪ ،‬كنت في سريري‪ ،‬و قد بدأت الكلمات تنبثق من العدم نحو‬ ‫مسامعي ‪ ،‬تمنيت أن يكون كل ما حدث مجرد حلم ‪ ،‬و أن أستيقظ اآلن لكي أخرج و ألتقي بك‬ ‫و‪ !...‬إلى أن تناهى لسمعي عويل أمي و صفير سيارات الشرطة التي غزت الحي‪ ،‬بدأت أستعيد وعيي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شيئا فشيئا‪ ،‬و بدأت الصور التي حدثت قبل ربع ساعة تقف مواجهة ذاكرتي عابثة بصمتي إلى أن‬ ‫إنفجرت صارخة ‪ :‬إياد!!! فدخلت جارتنا أمل و أمسكت بي و رشت بضع قطرات من املاء على‬ ‫وجهي عل الهدوء يجد طريقه إلى دواخلي‪ ,‬إمتزج بكائي بلوم أمي ‪ :‬يا قليلة الحياء أخوك سيرمونه في‬ ‫السجن بسبب طيشك ! أما أبي فقد قدمت سيارة اإلسعآف و نقلته فورا إلى املستشفى إثر سكتة‬ ‫ٌ‬ ‫قلبية !‬ ‫أكتب إليك اآلن يا إياد و أنت في أعماق باردة ‪ ،‬تنهش لحمك الديدآن‪ ،‬و أنا على السطح حزينة قد‬ ‫ً‬ ‫غمرتني اللوعة فأعمت قلبي من بعدك‪ٌ ،‬‬ ‫كل شيئ يبدو فارغا من دونك ‪ ،‬من دون صوتك و‬ ‫ً‬ ‫صراخك و حتى لومك‪ ،‬أشعر و كأن الحياة قد إختطفتني من هذا العصر و رمتني بعيدا حيث ال‬ ‫السعادة تولد هناك ! كم هي مملة الحياة من دون األحبة‪..‬و كم هي قاسية حين تمنحنا بسماتهم‬ ‫لنحيا بها للحظآت ثم تسلبهم منا في لحظة ٌ‬ ‫حب ! ماذا عساي أفعل من دونك اآلن ‪.‬فال أخ يحتضن‬ ‫لوعتي و ال ٌأم تكفكف دمعي و ال أب يخرجني من عتمة الحقيقة العلقمية إلى النور ! كيف‬ ‫سأخوض في أحداث هذه ٌ‬ ‫الدنيا من دونك؟ كيف سيحمل جسمي الهزيل ٌ‬ ‫كل املعاناة التي رسمتها‬ ‫األقدار على جبيني؟ و كيف سأتحمل الكدمات ٌالتي ٌ‬ ‫سببتها لي الحياة بين ليلة و ضحاها ‪ ,‬أكتب‬ ‫ً‬ ‫يوما إليك‪ ،‬و أنا ٌ‬ ‫أجر حدادي‬ ‫إليك اآلن هذه الكلمات التي لن تقرأها‪ ،‬هذه الرسآئل التي لن تصل‬ ‫ٌ‬ ‫الحب‬ ‫!مع كل حرف تخطه أنامل الحنين‪..‬الحنين إليك يا شهيد‬


‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫رسالة حب‬ ‫رهف إبراهيم الحساسين_األردن_عمان‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ألسباب مجهولة الى اآلن‪،‬يجلس رجل عمره بين‬ ‫الناس‬ ‫عيو‬ ‫عن‬ ‫بعيدة‬ ‫قرية‬ ‫في‬ ‫االيام‬ ‫حد‬ ‫أ‬ ‫في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫السبعة والثمانين من عمره وزوجته بجانبه ويتحدثون بشأن إبنهما الذي ذهب الى العسكرية‬ ‫للدفاع عن وطنه وليس لهم علم بحاله اآلن‬ ‫ذهب دون موافقتهم ألنه وحيدهم كانو يخافون عليه بجنون كل فترة يذهبو للمدينة بأمل عودته‬ ‫لكنهم ال يحصلو اإل على خيبة األمل وإختفاء األخبار عن وحيدهم ‪ ,‬وفي يوم من األيام طرق بابهم‬ ‫ذهبوا بخوف يغزو وجنتيهما لفتحه ألنه ال يعلم بذلك املكان اإل إبنهم الوحيد فتحو الباب بأيدي‬ ‫ترجف على أمل بلقاء ولدهم لكن رجفت شفتيهم وزادت نبضات قلبهم الضعيف من الخوف‬ ‫شاهدوا صديقه الذي ذهب معه للعسكرية ووجهه شاحب ويده ُمبترة‬ ‫ُ‬ ‫ومعه رسال ٍة قالها ودموعه تمأل عينه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نال ولدكم الشهادة بالحرب هنيئا لكم على هذه الشهادة‬ ‫وأرسل معي رسالك كتبها قبل يوم من إستشهاده ‪ ،‬سبحان ّ‬ ‫الرب كيف يزرع اإلحساس بالقلب في‬ ‫ساحة املعركة بينما محمد يطلق رصاصات بندقيته بحرارة خرقت رصاصة غدارة من خلفه ووقع‬ ‫ً‬ ‫رسالة فيها لكي أوصلها لكم وأعطاني‬ ‫جريحا على األرض يصارع سكرات موته أمسك بيدي ووضع‬ ‫ٍ‬ ‫عنوانكم هذا الذي ال يعلمه اإل هو وعنوانكم باملدينة‪ ،‬بدأ والديه بالبكاء الشديد إنقطع خيط‬ ‫أملهم‬


‫بدأ رفيقه بقراءة الرسالك وعنوانها كاآلتي ‪ :‬ابي‪ ,‬أمي الحبيبين أكتب لكم هذه الرسالة وقلبي‬ ‫ً‬ ‫يملئه يقين إن أجلي َس ـ ينتهي قريبا‬ ‫ً‬ ‫أحبكم جدا وأريدكم أن تفتخرو وترفعون رأسكم إلن ولدكم نال الشهادة في سبيل هللا والوطن ‪,‬‬ ‫اتمنى ان تنسو البيت البعيد وتنتقلو الى املدينة رافعين رؤوسكم بعزة‬ ‫أتمنى أن يكون لقائنا بالجنة إن شاء هللا ‪ ..‬عزيزكم محمد‬ ‫‪........................................................................... .‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫بين لحظة وما تالها‬ ‫بلقيس خالد‬ ‫هي إبتسامة شقت خداي الورديان حتى إذني ‪..‬‬ ‫عندما عدنا مع أمي الى املنزل بعد رحلة طويلة في طريق مألها الحص ى ‪ ..‬تعب أتخم جسدي وعرق‬ ‫غطى جبيني فالجو حار عندنا نزلت أمي من العربة لتفتح باب املنزل لنا ‪" ..‬آه" قد وصلت "وأخيرا"‬ ‫‪.‬أتنفس الراحة ‪ ,‬ركضت نحو البيت حتى أسبق إخوتي‬ ‫أمي ‪ ..‬متسمرة أمام الباب ‪ ..‬ما هذا ‪ ..‬هناك صوت داخل البيت ‪ ..‬أتراه حيوان داخل‬ ‫بك ‪ ..‬لكنني وقفت ‪ ..‬تراكضوا إخوتي نحو املنزل ألنهم أسرع مني ‪,‬‬ ‫املنزل أم انه لص يا ويلي أمي ‪ ,‬ما ِ‬ ‫ما بهم قد شحبت وجوههم ‪ ..‬ومأل الخوف أعينهم لن أدخل سأنظر من النافذة ال أستطيع ‪,‬‬ ‫ً‬ ‫قدماي ترتجفان ‪ ..‬حلقي يجف ‪ ..‬وارى ما حولي يحيطه الضباب ‪ ..‬ال بل أستطيع ‪ ..‬أمي دائما تقول‬ ‫ً ً‬ ‫إني شجاع وقوي ‪ ..‬سأرى ما األمر ‪ ..‬ولكن سأخذ نفسا أوال‬


‫وإقتربت حينها من النافذة ببطئ شديد ‪ ..‬ألنظر خلسة منها ‪ ..‬فلم أجد ما يحدث كل هذه‬ ‫الريبة ‪ ..‬إنهم جدي وجدتي ‪ ..‬وعماي وعمتي ‪ ..‬ليس من غريب أو مريب هنا ‪ ..‬تركت النافذة بعد إن‬ ‫ً‬ ‫إطمأن قلبي ‪ ..‬وسرت نحو الباب ‪ ..‬ولكن ‪ ..‬لم أسير أكثر من خطوتين حتى سمعت صريخا هز‬ ‫قلبي الصغير بشدة ‪ ..‬تسمرت مكاني ولم أعلم ملاذا فعلت ذلك او ماذا حصل ‪ ..‬لم أستطع‬ ‫اإلنتظار ‪ ..‬فالفضول سبق الخوف عندي ‪ ..‬رجعت الى النافذة وفتحت القليل منها ‪ ..‬فلم أسمع‬ ‫ً‬ ‫سوى حديث عن أبي وعن سفينته ‪ ..‬وما حصل معه ! ‪ ..‬ولكن ما رأيته كان مريبا أكثر مما سمعت ‪..‬‬ ‫ولم أفهم ملا فعلوا ذلك ‪ ..‬رأيت امي تبكي في أحضان عمتي ‪ ..‬وإخوتي ملتفون بين ذراعي جدي‬ ‫ً‬ ‫وجدتي ‪ ..‬قتلني الفضول ‪ ,‬لم أستطع الوقوف هنا ‪ ..‬ذهبت الى الباب مسرعا ‪ ..‬أركض والهث قبل‬ ‫أن يتملكني الخوف ‪ ..‬وصلت الباب ولم أدخل ‪ ..‬إختبأت بجانبه ‪ ..‬فقد إستمسك الخوف بي ‪" ..‬ال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫"ال‪ ،‬الاااااا" ‪ ..‬من غير املمكن ان يكون ما سمعت صحيحا ‪ ..‬هذه خرافات ‪ ..‬ال‪ ،‬ال يمكن‪" ،‬الااااااا‬ ‫ُ‬ ‫ركضت نحو الغابة ودموعي تتسابق في النزول ‪ ..‬وقد غرق خدي بها ‪ ..‬مأل األلم حلقي‬ ‫ولم أرى اال الضباب ‪ ..‬إختبأت خلف شجرة أبي وصرخت وبكيت ‪ ,‬أبي ال يموت إنه ربان حقيقي‬ ‫وبحار يصارع األمواج ولم تكن املرة األولى التي يذهب بها الى مصر ال‪ ،‬هذا غير معقول هذا كذب ‪,‬‬ ‫إنهم يكذبون ال هذا كذب‬ ‫إستمر البكاء في قلبي لكن وجهي تصلب ودموعي جفت ‪ ..‬وأعميت عيناي عما حولها‬

‫ً‬ ‫وغاب السمع عن اذناي ‪ ..‬ال أملك اإل صوت أبي الذي يهمس في أذني ‪ ..‬لم أصمد كثيرا حتى تملكني‬ ‫النعاس ونمت عند الشجرة وإحتضنتها ‪ ..‬فهي شجرة ابي ‪ ..‬أقول لها كل أسراري عندما يسافر ‪..‬‬ ‫أشكوا لها إخوتي ‪ ..‬وأغار عليها من العصفور الذي يحط على أغصانها ‪ ..‬أسقيها بدموعي عندما‬ ‫أحزن ‪ ..‬وأبكيها من الضحك عند فرحي ‪ ..‬إنها ما يتركه لي ابي عند سفره‬ ‫وأتى الصباح الثاني ‪ ..‬وإستيقظت في غرفتي بعدما وجدني عمي وحملني الى البيت ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خرجت ألتاكد إن كان كل ذلك كابوسا مرعبا أم ال ‪ ..‬تلصصت وإختلست النظر ‪ ..‬رأيت غمامة‬


‫كبيرة من السواد تمأل البيت ‪ ..‬الكل باملالبس السوداء يأتي ‪ ..‬أمي تبكي وأخوتي ‪ ..‬الجميع هم‬ ‫يبكون ‪.‬‬ ‫إنقضت ثالث أيام قيل عنها "عزاء" ‪ ..‬وإستمرت الغمامة فوق بيتنا وملدة طالت لشهر‬ ‫ولم تأبه مللنا منها ‪ ..‬وإستمر حالي كل يوم تحت الشجرة أشكو لها طول غياب والدي وأتذمر ‪..‬‬ ‫"أصرخ لها أن تناديه و "أتأفأف‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا ‪ ..‬ذهبت الغمامة عن بيتنا وبدأت بعض األلوان بالظهور ليست الفرحة لكنها‬ ‫ً‬ ‫الوان غير األسود خرجت يوما مع أخوتي وكنا نلعب الكرة عندما إستوسطت الشمس السماء ‪..‬‬ ‫كانت أمي قد ذهبت الى السوق تبتاع ما يحتاجه املنزل ‪ ..‬ولكن إستوقفني ش يء غريب أشعل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الفضول داخلي ‪ ..‬ذهبت نحوه وقد كانت صورته تتوضح شيئا فشيئا في عيناي ‪ ..‬كان شخصا‬ ‫يحمل بين ذراعيه أحدهم ‪ ..‬واذا به رجل طويل الشعر والذقن ‪ ..‬غريب امللبس واملنظر ‪ ..‬يحمل‬ ‫أمي! ‪ ..‬ركضت نحوه أنادي امي ‪ ..‬وعندما لم يبقى بيني وبينه سوى بضع خطوات ‪ ..‬توضح لي‬ ‫ورأيته بدقة ‪ ..‬قبض الخوف جسدي ‪ ..‬وهربت نحو الشجرة مسرعا أرتجف وأرتعش‬ ‫عادت نبرة الصراخ التي سمعتها ذلك اليوم ‪ ..‬بكيت وأيقنت انني أصبت بالجنون ‪ ..‬ولم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫البث وقتا طويال متجمدا ‪ ..‬حتى رأيت ذلك الرجل يقترب مني ‪ ..‬وخفت وكنت أبتعد عنه ‪ ..‬كان‬ ‫يناديني "يا بني‪ ،‬يا بني" ‪ ..‬وأنا أبتعد والخوف والقلق والريبة جميعها تتملكني ‪ ..‬نادى أسمي‬ ‫‪.‬ولحقني ‪ ..‬وعندما توقف توقفت انا ‪ ..‬جرني الخوف اليه ببطئ ‪ ..‬ومع كل خطوة لي كبرت إبتسامته‬ ‫ً‬ ‫أريد أن أصدق ‪ ..‬ولكنني خائف ‪ ..‬فهذا الرجل يشبه أبي ‪ ..‬يشببهه كثيرا ‪ ..‬ال‪ ،‬ال بل هو ‪..‬‬ ‫انه أبي ‪ ..‬حقا أبي ‪ ..‬تسارعت خطواتي نحو حضنه ‪ ..‬ودفعتني دموعي اليه ‪ ..‬والكل يحيطنا وينظر ‪..‬‬ ‫حضنته وشددت عليه وأحسست اني كسرت ضلوعه ‪ ..‬بكيت وقد سبقت دموعه دموعي ‪ ..‬ولم‬ ‫أنطق بكلمة ‪ ..‬حتى هو ‪ ..‬ولكن ‪ ..‬كان قاتل الفاجعة حينها كلمة واحدة نطق بها فجأة ‪..‬‬


‫"عزيزي لقد عدت "‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫ولدي الصغير‬ ‫ساره االمامي ‪/‬العراق‬ ‫كنت أسير والاعلم اين إذهب اوقفني صوت‬ ‫قال لي ‪:‬‬ ‫كيف إستطعت نسيان ولدنا‬ ‫التفت وقلت ‪ :‬من قال أني نسيت ولدي الصغير‬ ‫ً‬ ‫سمعت طفال يركض يقول أمي أمي‬ ‫إحتظنته ورفعته إلى األعلى وداعبته‬ ‫لقد كبرت ياصغيري‬ ‫كنت التحبيني فلست مجبره على العيش معي لكن ماذنب الطفل‬ ‫أجيبيني ملاذا هجرتنا إذا ِ‬ ‫املسكين فهو يحتاج إلى حظن أمه إلى إبتسامتك إلى عفويتك إلى أن تعلميه أشياء كثيرة‬ ‫بدأت أبكي‬ ‫قال ‪ :‬هيا أخبريني‬ ‫كان يشدني من كتفي بقوه ويصرخ‬


‫في هذه واللحظة وكنا نقف نحن الثالثه أنا وزوجي وإبني كان هناك رياح أوقعت الوشاح الذي على‬ ‫رأس ي‬ ‫ً‬ ‫وقع بعيدا‬ ‫قال‪ :‬ماهذا ملاذا حلقت رأسك‬ ‫أجبت ‪ :‬ماهو برأيك السبب‬ ‫هيا إهتم بابننا ساغادر‬ ‫لم يعد لي مكان بينكما‬ ‫فهربت‬ ‫لم أرد أن يهرب ابني مني لم أرد أن يرى والدته بهذا الشكل املريع‬ ‫السرطان أخذ كل ش ئ مني‬ ‫خذ ولدي الصغير وقل له أن أمه كانت تحبه‬ ‫وهكذا بدأت أسير‬ ‫سمعته وهو يقول بصوت عال‪ :‬أنت تهربين من الواقع سيكبر ويقول أمي تركتني وهي حية ترزق‬ ‫انت تهربين من الواقع دوما لو كنت تحبيننا ستعودين وليعلم ولدي أن أمه تركته فقط عندما‬ ‫أخذ املرض حياتها‬ ‫كان كالمه جعلني أدق جرس منزلي مرة أخرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فتح الباب ولدي داعبته وحظنته بكل قوتي شعر بنعاسا شديدا نمت بجواره‬


‫لكن هذه املره نمت بجواره إلى األبد‬ ‫ً‬ ‫فليعلم ولدي أني أحببته كثيرا فاخر ش ئ فعلته هو املكوث بالقرب منه‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)9‬‬

‫باب التوبة‬ ‫آيات عادل الالمي ‪ /‬بغداد‬ ‫حدثتني صديقتي هديل ذات الشعر الحريري املموج والبشرة البيضاء تلك الفتاة الجميله‬ ‫النشيطه (امللحده)‬ ‫بعدما أفاقت من ذلك الكابوس الذي غير مسار حياتها وأنار عتمة أيامها‬ ‫إنها عندما كانت تحتضر بعدما دهستها سيارة مارة في الشارع كانت تريد أن تتشبث بالحياة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كثيرا ليس لحبها لها بل ألنها لم تفعل شيئا يؤهلها ملقابلة خالقها‬ ‫ً‬ ‫حقيقة ‪ُ ..‬‬ ‫خاشع وصوت مرتجف يرغب برحمة هللا‬ ‫وقلب‬ ‫باكية‬ ‫بدموع‬ ‫تحاورني‬ ‫وهي‬ ‫جدا‬ ‫مت‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وعفوه‬ ‫هديل تلك التي كانت تنكر فكرة وجود هللا وكانت تنسب وجودنا و وجود الكون أجمع الى تلك "‬ ‫النظريات الباليه التي أخذ امللحدون املخضرمين يغرسوها في أفكار اؤلئك ُ‬ ‫الجدد ممزوجة ببراهين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غير معقوله تماما كـ دس السم في العسل " كيف لها ان ترتعب النها لم تفعل شيئا يرض ي‬ ‫خالقها !!‬ ‫حدثتني كيف إنها عند إحتضارها لم تستطع نطق الشهادتين بسبب حضور شخوص مرعبة‬


‫كشياطين كانوا يلقنوها كلمات تحرفها عن مسار الحق وتخرسها عن التشهد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حدثتني أيظا إنها رأت وجوها لم يراها األخرين ممن كانوا معها اثناء إحتضارها ‪ ..‬تماما كقوله‬ ‫ً‬ ‫تعالى " ف كشفنا عنك غطاءك ف بصرك اليوم حديد " نعم كم كان وصف هللا بليغا اذ إن‬ ‫قوته كانت َتر مالم يراه بشر تحاول أن تنبههم عما تراه لكن عالمات‬ ‫بصرها كان كالحديد في ِ‬ ‫اإلستفهام كانت تمأل وجوههم عن سبب شحوب وجهها وإضطراب مالمحها التي تدل على هلعها‬ ‫وخوفها‪..‬‬ ‫ً‬ ‫حتى صحت من ذلك الكابوس ونبضات قلبها متسارعه جدا كل نبضه تكاد تثقب مسامعها لشدة‬ ‫وقعها‬ ‫تحدثني وتقول أدركت حينها مدى حماقتي وتفاهتي بأنكار وجود هللا‬ ‫أدركت مدى لطف هللا ورحمته بي حيث إنه أرسل ذلك الحلم كي أصحو من سبات الجهل ‪ ،‬كي‬ ‫اعيد ترتيب حساباتي بما يرض ي هللا ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أسعدتني هديل كثيرا بعدما وجدت الطريق الحق‬ ‫ذلك الطريق الذي تيبس فمي وأنا أرشدها اليه لكن دون جدوى‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ربت على كتفها بعدما انزلت رأسها خجال مني‬ ‫ومن صحة معتقدي ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫نعمه التي التعد والتحص ى وأول تلك النعم هي (فتح باب التوبه) من بعد‬ ‫فالحمدهلل كثيرا على ِ‬ ‫الضالل‪.‬‬


‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫صوت حزين‬ ‫فاطمة علي الطائي _العراق‬ ‫أتألم ملجرد سماعي رضيع الكلب وهو يصرخ من شده ضربه من قبل األطفال الذين يركضون‬ ‫ً‬ ‫خلفه كاملفترسين وكأن اإلنسانية لم تخلق بهذا الكون أطفاال صغار من علمكم بحمل هكذا‬ ‫أسلحة (كالخشبة‪،‬أو قطعة حديدة مستطيلة‪،‬او أحجار‪،‬وغيره)لضربه لهكذا صغير الكلب‬ ‫وهو يبكي بصوت حزين ألنه لم يعد يرى أمه وكأنه أضاعها بأحدى الطرق‬ ‫آه صوته وهو يصرخ أمام بابنا واألطفال لم يعد يرحمونه‬ ‫أخرج له وأضمه لي لكن ال أستطيع ألني في مجتمع اليسمح بخروجي هكذا يجب أن أستر نفس ي‬ ‫بلبس ي وعبائتي‬ ‫لكن وقت الذي اقوم بأرتداء مالبس ي ومعطفي قد يكون الوقت تأخر واعتقد ال أجده أمام بيتنا‬ ‫أسرع راكضة وأستمع الى صراخه من جديد أثناء إرتدائي معطفي وحجابي‬ ‫ركضت واجدة يلفظ أنفاسة األخيرة ودمائه طاغية على شعرة وعيونه وونينه‬ ‫مددت يدي بقربة ألجلبه لي لكن أبتعد كأنه لم يعد لديه ثقه بأي شخص حتى بنفسه‬ ‫ً‬ ‫لديك حق أن من قتلوك أطفاال فكيف تثق بالكبار‬ ‫وأغمض عينيه وهو حزين وكأنه تذكر والدته التي لم يجدها بعد ‪.‬‬


‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)11‬‬

‫ً‬ ‫ليس مقتوال‬ ‫سرور العلي‪ /‬بغداد‬ ‫ً‬ ‫كان وجهها يشبه الى حدا ما التعابير األخيرة لوداع جثمان وسط طائفة كبيرة من الصراخ والعويل‬ ‫هكذا كانت تصوب نظرها نحو السقف املتسخ اململؤة باعشاش العناكب والغبار املتكدس منذ‬ ‫ً‬ ‫أعوام مضت بفم منفرج وجسد نحيل ممدد على سريرا من الحديد الصدأ وتحتها أغطية بالية ‪،‬‬ ‫ثوب بهتت ألوانه واستحال خرقة تشارك هذا‬ ‫يغطي جسدها الذي صار يرتعش بشكل مخيف ٍ‬ ‫الجسد في املعاناة ‪ ،‬شعرها أسود طويل منسدل على كتفيها وينتهي عند زاوية الخصر الرشيق ‪،‬‬ ‫"‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫سيعود ‪ ،‬أنا متيقنة من عودته قريبا ‪ ،‬ليس مقتوال "‬

‫رددت تلك العبارة بشفاه ترتجف وعينان تغرقان بالدموع ‪ ،‬في الصباح سمعت خبر موته في جبهة‬ ‫شهر تم عقد قرآنهم ‪،‬‬ ‫القتال وهناك دفن جسده مع بقية الرفاق لوضع البلدة املحاصرة ‪ ،‬منذ ٍ‬ ‫كيف ستنس ى سنوات حبهم الجميل ‪ ،‬كان قد تعارفا في السنة الثانية من الجامعة وهناك بدأت‬ ‫حكاية الحب الذي أعلن صباح اليوم عن مقتلها وخمد شرارتها ‪ ،‬كأنها تتسلى بتلك العبارة التي‬ ‫ً‬ ‫بقوام مترنحة وأصابع ترتجف ‪ ،‬تفتح‬ ‫تنتهي ب ليس مقتوال ‪ ،‬ترغم نفسها على تصديقها وتنهض ٍ‬ ‫خزانة خشبية على بابها زخارف ورسوم آلثار سوريا قبل دمارها وتحول بعضها لركام تخرج‬ ‫مجموعة صور فوتوغرافية ودفتر غالفه أحمر ارجواني ووردة جفت الحياة فيها ‪ ،‬تقبل صوره‬ ‫الواحدة تلو األخرى وتضم الدفتر لصدرها وتواصل النشيج بشكل متقطع يهتز معه كتفيها ‪..‬‬ ‫في الخارج في مكان ما يسمع صوت قصف مدفعي تهتز معه جدران الغرفة املنكوبة ثم يشتد‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫الصوت ويتحطم أطار الصورة املعلقة على الجدار ‪ ،‬تتمش ى ذهابا وأيابا كمجنونة ‪ ،‬يخلف‬ ‫ثقب كبير في الجدار ومنه يمكنك رؤية الفتاة غارقة بدماء ساخنة نزفت للتو على األرض‬ ‫القصف ٍ‬ ‫ً‬ ‫وتصعد روحها للسماء لتتوج عروسا الليلة لحبيبها املقتول صباحا ً‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫مجرد حلم‬ ‫هدى حسين ‪ /‬العراق‬ ‫ذات مساء في وقت متاخر من الليل حيث الجميع نائم تخيلت إنني أجلس على طاوله في آخر‬ ‫املقهئ حيث بأستطاعتي أن أراقب الجميع ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لطاملا ُ‬ ‫كنت أراقب نفس ي وحسب ‪ ،‬لم يهمني يوما ال الناس وال العالم أجمع ‪ ...‬لكن فجاءه في تلك‬ ‫ُ‬ ‫وجدت نفس ي أراقب الجميع دون إستثناء ‪ ,‬شدتني احدى الطاوالت كان يجلسها شخص‬ ‫الليله‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بطبعه‬ ‫‪،‬وجدت نفس ي أراقبه ‪،‬ربما إنتابني الفضول فإنا شخص‬ ‫يبدو وكأنه تائه ‪ ،‬ضائع وحيد ربما‬ ‫ال بهمني ش ئ اإل ماندر لكن إكتشفت العكس لألسف ‪...‬على حين غفله إنتبه لي ُ‬ ‫أدرت وجهي وكأنني‬

‫ُ‬ ‫كنت شارده ‪..‬‬

‫ُ‬ ‫فنجانه ويتجه الى طاولتي حاولت التهرب لكن دون جدوى ‪..‬‬ ‫رأيته يحمل‬ ‫شدتك طاولتي الى هذا الحد وأرفقها بضحكه‬ ‫_أخبرني هل‬ ‫ِ‬ ‫كانت نفسها تلك الضحكه ‪ .‬ضحكه الالمباله ‪،‬الفقدان ‪،‬ضحكه الوجع ‪..‬‬ ‫لم أجب وكانني كنت أشاهد نفس ي صعقت بكم البرود الهائل‬


‫أنت وأنا متشابهان !‬ ‫قال ‪:‬أتعلمين ِ‬ ‫وساد الصمت‬ ‫وقتها لم أسمع اإل صوت تحرك ميل الساعة‬ ‫الصمت الذي ساد كان عجيب لم يبادر أي منا بسؤال كي يقطع هذا الصمت ‪.‬‬ ‫وكأننا نشاهد أنفسنا بأعين بعض‬ ‫ربما كنا نستمتع به من يدري ؟‬ ‫_سألت ‪ :‬ملا الشرود‬ ‫قال ‪ :‬أتعلمين قطعتي علي سهرتي مع من احب !‬ ‫َ‬ ‫‪...‬كنت وحدك !‬ ‫ضحكت‬ ‫أخبرني وإن فقدتها هل أبحث عن غيرها مرت سنين لكنها معي حتى االن ‪..‬‬ ‫سألني أتعلمين ملا أتيت وهو يبتسم تلك اإلبتسامة لم أفسر معناها ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كانت عيناه بغير عالم صدقا ‪..‬‬ ‫ولكنك أيظا مثلي تماما بذات الوضع وال أدري‬ ‫بك‬ ‫قال لم تشدني‬ ‫ِ‬ ‫طاولتك كما فعلت طاولتي ِ‬ ‫ِ‬ ‫أواسيك أم اواس ي نفس ي ثم ساد الصمت‬ ‫مللمت نفس ي ورحلت عرفت وقتها ان فقدي أعظم من فقده ُ‬ ‫فأنا فقدت نفس ي‬ ‫ُ‬ ‫مصيبته ‪..‬‬ ‫ألم يقال من يرئ مصائب العالم تهون عليه‬


‫لكن كيف تهون نفس ي على نفس ي‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫التقاليد و الحب‬ ‫هند ميطو ‪ /‬الجزائر‬ ‫في إحدى املدن كانت هناك عائلتان أصيلتان عريقتان توارثتا عادة تزويج أبنائهما‬ ‫لبعضهما البعض ‪ ،‬كانوا يقررون ذلك عند والدتهم منذ الصغر لكن حدث مرة أن ولدت لدى‬ ‫إحدى العائلتين فتاة عرجاء جراء خطأ عند توليد األم‪ ،‬سميت مرام كبرت مرام و صارت تستطيع‬ ‫املش ي و الخروج لوحدها فقرر أهلها منعها من مغادرة املنزل ألنهم لم يرغبو في أن يراها العالم‬ ‫فيقولون انها عرجاء ! مرام املسكينة حرمت حتى الذهاب إلى املدرسة جراء هذا القرار فكانت كل‬ ‫صباح تقف أمام املنزل تراقب التالميذ متحمسين قاصدين مدارسهم كانوا بنفس عمرها ‪ ،‬يأملها‬ ‫األمر تجلس وحيدة و تجهش بالبكاء كان هذا حال املسكينة ‪ ,‬معاذ يراها كل صباح ّ‬ ‫تحز في نفسه‬ ‫دموعها ‪،‬أصابه الفضول ليعرف مشكلتها فلربما إستطاع مساعدتها ‪ ،‬قرر أن يقترب منها و يسألها‬ ‫لكنها إرتعبت و تراجعت فأقترب أكثر و أمسك يديها بلطف و حنان و ّ‬ ‫عرف بنفسه لكي تطمأن ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫هدأ روعها فعال ! و إطمأنت له ألنها أحست بأنه لطيف‪ ،‬أزد على ذلك هو من العائلة املقربة جدا‬ ‫لعائلتها جلسا بجانب منزلها‪ ،‬بعد مدة من الصمت سألها عن سبب حزنها فبكت ألنها املرة األولى‬ ‫ً‬ ‫التي يعيرها أحدهم بعضا من إهتمامه ‪ ,‬كفكفت دموعها و سردت له تفاصيل حياتها ولم تخف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عنه شيئا منها ‪ ،‬كانت تحدثه و بنفسها دهشة كبيرة مما تفعل فكيف تصارح غريبا عنها بكل هذا‬ ‫لكن دهشتها تلك لم تكن كافية لتسكت قهرها ‪،‬إستمع دون ان يقاطعها بينما هو يستمع إمتزجت‬ ‫بداخله أحاسيس من دهشة و شفقة و ألم كانت مرام تتحدث و تحكي و تشتكي و تفضفض لقد‬


‫كانت بحاجة هذه اللحظات منذ زمن ‪ ,‬عندما أنهت كالمها أطلقت زفرة طوييلة حارة كحرارة‬ ‫ً‬ ‫دموعها التي إنسابت رغما عنها ‪ ,‬و بحركة ال إرادية منه إحتضن وجهها الناعم الصغير بين كفيه‬ ‫‪،‬مسح دموعها و نظر إلى عينيها و خاطبها بكل ثقة ‪ ":‬من اليوم أعدك أن هاتين العينان‬ ‫السماويتان ستنس ى من الدمع ّ‬ ‫حاره ‪،‬أعدك أني بقدر املستطاع سأرسم على شفتيك الناعمتين‬ ‫اإلبتسامة ‪،‬أعدك أني سأزورك كل يوم في مثل هذا الوقت ألعلمك كل ما تعلمته من مدرسة‬ ‫الحياة و مدرسة البشر ‪،‬أعدك ‪ "...‬شعرت مرام بسعادة غامرة فقالت و هي متحمسة ‪ ":‬أتمنى‬ ‫ً‬ ‫جدا ‪.‬أشكرك من كل قلبي أنا جد ممتنة" ّ‬ ‫ظل معاذ على عهده طيلة سنوات تمكن فيها من‬ ‫ذلك‬ ‫ُ‬ ‫التعرف التام على مرام فقد صار يعرف عنها ما ال تعرفه هي عن نفسها حتى أغرم بها لحنانها و‬ ‫الطفولية معه ً‬ ‫ّ‬ ‫أحيانا ‪ ,‬و بادلته مرام نفس الشعور حيث‬ ‫صراحتها معه و عفويتها حتى لتصرفاتها‬ ‫أحبته للطفه و وفائه ‪ ,‬كان ذلك اليوم بتاريخ عيد ميالدها الثالث و العشرين‪ّ ،‬‬ ‫حل املوعد كالعادة‬ ‫مللم معاذ ما يحتاجه في محفظته و وضع علبة صغيرة في جيبه ‪،‬ذهب فوجدها في إنتظاره فجلس‬ ‫بجانبها و تبادال أطراف الحديث كالعادة ‪،‬عندما أنهى مهمته قررت مرام أن تودعه لكنه عندما‬ ‫ساعدها على الوقوف لتذهب أمسك بيدها و وضع إحدى ركبتيه على األرض و أخرج تلك العلبة‬ ‫من جيبه و قال و هو ينظر مباشرة إلى عينيها ‪ ":‬مرام قد مض ى على تعارفنا سبعة سنوات كنا قد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تعارفنا فيها جيدا و أحببنا بعضنا فيها حتى لو أننا لم نصارح بعضنا إال أنه كان واضحا ‪...‬و لهذا‬ ‫قررت أن تتوج عالقتنا بالزواج مرام حبيبة قلبي و روحي هل تقبلين الزواج بي " لم تستطع مرام‬ ‫ً‬ ‫كبت دموعها فقالت و هي تبكي ‪ ":‬نعم أحبك جدا يا معاذ و أقبل الزواج بك " لم تدم ضحكتها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طويال حتى عبست سريعا تفاجأ معاذ و أسرع نحوها و سألها فأخبرته أنها تذكرت عادة العائلتين‬ ‫املتوارثة فأبتسم و أخبرها أنها من املاض ي و ال بد من أنهم نسوها لكن كالمه لم يقنعها فطلبت‬

‫ً‬ ‫منه أن يستفسر من والديه‪ ،‬وقد كان ذلك‪ ،‬فأخبروه أنها ال تزال و أخبروه أن هناك فتاة له أيضا‬ ‫‪ ،‬صدم معاذ و إجتاح صدره ُحزن شديد ! من شدة حزنه لم يغادر غرفته طيلة أسبوعين يرفض‬ ‫الطعام و الشراب ‪ ,‬يفضل البقاء لوحده ‪،‬ال يذهب ملوعده اليومي حتى ‪،‬لكن مرام كانت تخرج‬


‫كل يوم و تبقى بإنتظاره ‪ ،‬تنتظره و قلبها يتخبط من شدة األلم فهي تعي أن تلك العادة ال زالت و‬ ‫ً‬ ‫لم تمت كما قال و بغيابه املفاجئ هذا تأكدت أنه لغيرها‪ ،‬رأت والدها مغادرا املنزل إلى جولته‬ ‫ّ‬ ‫الصباحية كالعادة فقررت أن تسأله ملن أختيرت أختها ‪،‬فهي تدري أنها لن ُتختار بسبب عجزها‬ ‫ً‬ ‫البسيط تقدمت نحوه ّ‬ ‫‪،‬حيته و حادثته قليال ثم سألته ‪.‬لم تستطع أن تتمالك نفسها عندما‬ ‫علمت أنه هو ‪،‬فقالت صارخة ‪ ":‬معاذ !‪،‬كيف هذا أمتأكد أنت ؟! معاذ !!! كيف يمكن لكم أن‬ ‫تفعلوا هذا كيف !!" جلست تنوح و تبكي و بداخلها حريق لن يطفأه إال زفرة املوت األخيرة ‪،‬و هي‬ ‫كذلك حتى ملحت معاذا قادما بإتجاهها فمسحت دموعها و حاولت أن تبتسم لكنه عندما وصل‬ ‫إليها ركع أمامها على ركبتيه و أنهمرت دموعه على وجهه الشاحب‪ ،‬قال ‪ ":‬مرام أحبك‪،‬أقسم لك‬ ‫ً‬ ‫أني أحبك و سأبقى على عهد حبنا دائما بقدر ما ستتزاحم بصدري الزفرات و الشهقات ‪ ،‬مرام‬ ‫أحتاجك أنا في قمة إحتياجي لك‪ " ...‬فضمته إليها باكية ‪،‬ضمته ّ‬ ‫بقوة ‪،‬ضمته و هو يبكي بحرقة‬ ‫‪،‬ضمته إليها إلى أن نام و هو يقول بين شهقاته ‪ ":‬مرام ‪ ...‬آسف‪ ...‬أحبك ‪...‬ستكونين‬ ‫لي ‪...‬أعشقك‪ " ...‬لم تدري ما تفعله فنزعت وشاحها باسطة إياه على األرض و وضعت رأسه عليه و‬ ‫ً‬ ‫هو يشهق بوجع كبير‪ ،‬تأملت مالمحه البريئة الحزينة ‪ ,‬فتحت حقيبة يدها و سحبت منها دفترا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صغيرا و قلما جميال كان قد أهداه لها سابقا و كتبت بخطها ‪ ":‬معاذ حبيبي عشقي ‪،‬أحببتك جدا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫أغلقت بابه ‪ ،‬إذ أنك سكنته و ستسكنه لوحدك دائما و أبدا ‪ ,‬معاذ آسفة على‬ ‫أدخلتك قلبي و‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هذه الطريقة التي أودعك بها لكني لم أجد غيرها ‪،‬وداعا ‪...‬يا سيد قلبي ‪ ,‬وداعا يا من أحب ‪ ,‬أرجو‬ ‫أن تقدر على نسياني الذي لن أقدر أنا عليه‪ ،‬فكيف أنساك و أسمك هو أول أسم نقشت حروفه‬ ‫على دفتري و على قلبي الصغير املنكسر و على روحي التي تتخبط من شدة اإلنكسار ‪ ...‬لكني‬ ‫سأتناسك نعم سأتناساك ألنك لست لي ‪ ،‬أنت لست لي ‪ ,‬مرامك! " كتبت مرام هاته الكلمات و‬ ‫َ​َْ ُ‬ ‫عش َق ْته ‪،‬تيمت به ‪.‬مللمت مرام‬ ‫قلبها يعتصر أملا ‪،‬كتبتها بعيون محمرة من البكاء ‪،‬لقد أحبته ِ‬ ‫حقيبتها كما مللمت ما بقي‬ ‫َ​َْ ُ‬ ‫عش َق ْته ‪،‬تيمت به ‪.‬مللمت مرام حقيبتها كما مللمت ما بقي من قلبها‬ ‫محمرة من البكاء ‪،‬لقد أحبته ِ‬


‫املنكسر و روحها التي تحولت إلى أشالء ‪ ،‬نهضت بعد أن طوت تلك الرسالة و وضعتها داخل يده‬ ‫الدافئة ‪،‬نهضت و هي تتأمله للمرة األخيرة ‪ ,‬مض ى شهران صعب فيهما التنفس و العيش على‬ ‫ً‬ ‫كالهما ‪،‬لم يفقد معاذ األمل فقد كان يذهب يوميا لكي يراها لكنه ال يجدها ‪،‬ينتظرها بمعية‬ ‫كلمات رسالة وداعها األخيرة التي تتردد في رأسه بأصوات صاخبة كأصوات أجراس الكنائس يوم‬ ‫الصالة‪ ،‬لكنها ال تحضر ‪ ،‬كانت تراقبه من زجاج نافذتها ‪ ،‬يبكي فتسقط كل دمعة كخنجر ُيغرس‬ ‫ً‬ ‫بقلبها تراقبه بألم فاق أمله ‪،‬عندما ترى أختها تتذكره ‪،‬تتذكر ذلك اليوم ‪،‬أول يوم تراه موجوعا إلى‬ ‫ً ً‬ ‫تعبا ‪ ...‬الحظ أهل معاذ أن أبنهم ّ‬ ‫تغير و قد صار كثير الشرود قليل‬ ‫درجة أنه نام في حضنها باكيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الكالم ‪،‬صار مزاجه متقلبا‪ ،‬سريع الغضب ‪،‬تراه باكيا أحيانا و أحيانا أخرى مطأطأ الرأس مهموما‬ ‫متأملا ‪ ...‬ظنوا أنه يريد الزواج و يفعل كل هذا ليجذب إهتمامهم و سؤاله السابق على عادتهم‬ ‫ً‬ ‫املتوارثة هو ما دفعهم للشك أكثر ‪ ,‬ذهبوا لعائلة مرام و حددوا معهم موعدا للعشاء ‪،‬موعد‬ ‫هدفه أن يتعرف فيه معاذ على رزان _أخت ليلى_فتاة رائعة الجمال ‪،‬مثقفة ‪ ،‬راقية ‪،‬لطيفة‬ ‫‪،‬فتاة محظوظ من كانت من نصيبه كما يقولون ‪ ,‬لم يعلم معاذ بأمر موعد العشاء إال عند‬ ‫صبيحة ذلك اليوم ‪،‬غمرته فرحة كبيرة عندما أخبرته والدته لم تسع الدنيا فرحته ‪ ,‬سعادته‬ ‫ً‬ ‫الكبيرة أكدت لعائلته شكوكها لكنه لم يكن فرحا ألنه سيقابل رزان بل فرحته تلك كانت من أجل‬ ‫محبوبته مرام ‪ ،‬نعم من أجلها ألنه سيقابلها و يطمئن على حالها ‪ ,‬عندما حل املوعد لبس أغلى‬ ‫ّ‬ ‫الثياب و تعطر بأزكى العطور كل هذا ملرام فعندما وصلوا فتشت عيناه عنها لكنه لم يرها فقال‬ ‫ً‬ ‫لعلها ستأتي مع رزان لكنها لم تأت ‪ ،‬إنتظر و إنتظر لكنها لم تظهر اصال فتذكر أنها مرة قالت له‪":‬‬ ‫أن عرجها جعل أهلها يمنعونها من مقابلة ضيوفهم " فهمس ألمه طالبا منها أخذ األذن للمغادرة‬ ‫ُ‬ ‫ألنه أرهق و شعر بالنعاس و كان له ذلك خرجوا من عندهم و عيناه لم تغادرا نافذة مرام ‪ ,‬إنتظر‬ ‫ً‬ ‫حتى حل منتصف الليل و قصد بيتها وتسلق شجرة مجاورة لغرفتها و نادى عليها طويال إلى أن‬ ‫أفاقت و فتحت نافذتها رآها ‪،‬وجدها كأنها فتاة أخرى كانت شاحبة جدا ‪،‬تعبة ‪ ,‬سألته عن سبب‬ ‫ً‬ ‫قدومه فقال لها و هو يبتسم إبتسامته العذبة تلك التي كانت قد غابت عن شفتيه مطوال ‪ ":‬مرام‬


‫" لكن ماذا عن رزان ؟! " قالت هي ‪،‬فأجابها " ال‬

‫تأكدي أني لك ‪،‬لك فقط ‪،‬فقط لك أنت "‬ ‫ً‬ ‫‪،‬أحبك‬ ‫أدري شيئا غير أنك ستكونين لي و أكون لك تأكدي‬ ‫ِ‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)14‬‬

‫)شتات(‬ ‫أبرار صباح‬ ‫تنهدت تحت ضالل األشجار لترتاح قليآل ماسحة بكفها دمعة الحت فوق وجنتيها وهي تراقب‬ ‫ولدها (أصيل) وهو قادم من بعيد تحت لهيب الشمس الحارقة يحاول تغطية راسه بقطعة من‬ ‫الخشب التي أخذها من مكان عمله ليستخدمها الحقآ في طمر فتحة الجدار العلوية في مطبخ‬ ‫املنزل قاطعها صوت (أم سعيد) وهي تمد لها أجر عملها لهذا اليوم فمنذ إستشهاد (أبا أصيل) في‬ ‫أحد املعارك التي خاضتها البالد في تسعينيات القرن املاض ي تارك خلفه أرملة إنحنى ظهرها لتربي‬ ‫ثالث بنات وولد عن طريق اإلهتمام بحدائق املنازل القريبة منها وزرع الشجيرات في فتــرة الربيع ‪،‬‬ ‫حاولت جاهدة تقديم ما تستطيع لهم‬ ‫تزوجت البنت الكبيره (هيام) في سن مبكره لكي تريح أمها من مصاريفها وهمها أما (مروة) خطبت‬ ‫في الفترة األخيرة من رجل ذو خلق ودين و (صفا) لم يحالفها النصيب بعد‬ ‫وفي إحدى الليالي حالكة السواد إستولت عصابة (الغربان )على البلدة كلها وأحكموا غلق جميع‬ ‫املنافذ من الداخل وقطع الطرق بلغمها من الخارج باحثين عن أحد الكنوز الدفينة في جبال ذلك‬ ‫الريف إستطاع معظم األهالي الخروج بسبب ما ذاقوه من ويالت تلك العصابة النقص الحاد في‬ ‫املواد الغذائية األساسية أجبرتهم على املغادرة سرآ‬


‫عزمت أم اصيل أمرها للهروب من هؤالء املجرمين وإنقاذ أبنائها بشتى الطرق خرجوا مع مجموعة‬ ‫من الناس عددهم (‪ )80‬شخص أطفال ونساء وشيوخ واليسمع اإل صوت الدبيب وهم يسيرون‬ ‫ً‬ ‫حفاظا على الهدوء حدثت مشادة كالمية بين أحد الرجال وقائد السرب فأنقسموا لنصفين كل‬ ‫مجموعة تسير في طريق اال إن أم أصيل إستمرت في السير مع أبناءها بعيدآ عن الفئتين لعل‬ ‫الحظ يحالفها بالوصول الى بر األمان ‪ ,‬كانت مروة وصفا يسيران أمام والدتهن أما هي وأصيل‬ ‫يتبعانهم وعلى حين غفلة ومع بدء خيوط الفجر األولى حدث دوي هز ماتحت القدم تطايرات‬ ‫نيران وكتل ضارية في وجه أم أصيل مما أفقدها توازنها وطرحت أرضآ مع طنين عالي يصم أذنيها‬ ‫آخر مارأته هو أصيل الذي أخذ ينتحب وهو جالس عند رأس أمه مقطوعة الساقين غارقه في‬ ‫ً‬ ‫الدماء حملها يلهث راكضا عله يسعفها‬ ‫أم أصيل لم تمت ‪ ،‬عاشت مبتورة السيقان والقلب فقد ودعت إبنتيها على قارعة الطريق بأشالء‬ ‫متناثره بسبب الغام عدوانية قطفت زهرتا شبابها‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)15‬‬

‫) بيكي وشجرة الحلوى(‬ ‫دعاء موس ى ‪ /‬بابل‬ ‫في غابة كبيرة مليئة باألشجار والحشائش كانت هناك شجرة كبيرة مليئة بالحلوى والشكوالتة ‪,‬‬ ‫يعيش أعلى الشجرة العصفور( بيكي ) عصفور كسول يحب أكل الحالوى كثي ًرا حتى ُ‬ ‫أنه صار ال‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫يستطيع الطيران من كثر أكل الحلوى من هذه الشجرة إنعزل عن سكان الغابة فال يزور أحدا إلنه‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫صديقه السنجاب ( جيمي ) كان السنجاب‬ ‫ال يستطيع الحركة بسبب وزنه وال ياتيه أحدا أبدا اإل‬ ‫ً‬ ‫مستاء لحالة صديقه ويفكر دائما في طريقة لينقذه من تلك الشجرة ومن أكل الحلوى‬


‫ً‬ ‫كان يحذروه دائما من إن الحلوى تسبب له األمراض واإلكثار منها يفسد األسنان ويزيد من وزنك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فتصبح ثقيال كسوال ال تستطيع الطيران فكان العصفور يرد عليه ويقول ‪ :‬أنا أحب الحلوى ‪ ،‬أنا‬ ‫أحب الشكوالته ال أحد يمنعني عن أكلها أنا أريد أن أكل املزيد منها ‪ ،‬تعب السنجاب ( جيمي ) وهو‬ ‫ُ‬ ‫صديقه ويالقي الرد بالرفض ‪.‬‬ ‫ينصح‬ ‫وفي يوم من األيام انعقد مجلس في الغابة ملناقشة مشاكل الحيوانات ‪ ،‬فقال األسد ( ألكس ) وهو‬ ‫ً‬ ‫أيضا يساعد الحيوانات دائما فهو ٌ‬ ‫ملك رحيم وعطوف ‪ ،‬من منكم لديه مشكلة‬ ‫ملك الغابة وطيب‬ ‫ً‬ ‫أو يحتاج مساعدة فأنا ساجد له حال إن شاء هللا‬ ‫قام السنجاب (جيمي ) وقال له أنا يا موالي لديه مشكلة صديقي العصفور ( بيكي) ٌ‬ ‫عالق في‬ ‫شجرة الحلوى وال أستطيع إقناعه بترك أكل الحلوى أو النزول من تلك الشجرة فقال األسد إنها‬ ‫مشكلة كبيرة من منكم يستطيع أن يساعد صديقنا العصفور‬ ‫ُ‬ ‫قالت البطة ( جوجو) ‪ :‬دعنا نعلن مسابقة لألزياء في الغابة نقول فيها أن من يستطيع ان يأتي‬ ‫َ‬ ‫بأجمل زي تكون ل ُه مكافئة من امللك‬ ‫قال األسد (ألكس) ‪ :‬أنا ملك الغابة أعلن عن هذه‬ ‫ذهب القط ( موني ) يعلن عن املسابقة في ارجاء الغابة فذاع خبر املسابقة في الغابة ‪ ،‬أتى‬ ‫السنجاب ( جيمي ) ذات يوم الى العصفور (بيكي ) وقال له ‪ :‬يا صديقي العصفور يا صديقي‬ ‫العصفور أما سمعت بمسابقة التي أعلن عنها امللك قال ما هي قال هي مسابقة لألزياء من ياتي‬ ‫بأجمل زي من املالبس ستكون له مكافئة من امللك واعتقد إنك تحب األزياء ‪ ،‬قال العصفور‬ ‫( بيكي ) أجل ُ‬ ‫احبه لكني ال أستطيع املشاركة ألح عليه السنجاب ( جيمي ) وقال له إنك لو فزت في‬ ‫ً‬ ‫املسابقة ستكون مشهورا جدا ويعرفك كل سكان الغابة ويأتون ألجل أن تصنع لهم مالبسهم إنها‬ ‫ً‬ ‫فكرة عظيمة جدا‬


‫ظل يفكر العصفور ( بيكي) في كالم صديقه السنجاب ( جيمي ) وقال في نفسه دعني أجرب فأنا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ان جربت لن أخسر شيئا فقال له السنجاب فكرة جميلة جدا لكن هناك مشكلة صغيرة جدا‬ ‫ٌ ً‬ ‫كبير جدا ويحتاج الى قماش كثير أضف الى‬ ‫قال له العصفور وما املشكلة قال السنجاب إن وزنك‬ ‫ّ‬ ‫الزي سيكون فضفاضا وأنت بدين هكذا وستضحك عليك الحيوانات‬ ‫ذلك إن ِ‬ ‫غضب العصفور وقال وما الحل أريد ان أفوز بتلك املسابقة قال له األرنب ‪ :‬تستطيع الفوز لكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عليك أن تقلل من وزنك أوال وتتعب حمية بأسرع وقت وعليك أيضا ترك الحلوى و ممارسة‬ ‫الرياضة كل يوم ويجب أن تأكل الخضروات والفواكه الطازجة‬ ‫قال العصفور( بيكي ) ‪ :‬إنها شروط صعبه !!‬ ‫أجابه السنجاب ( جيمي )‪ :‬من طلب العال سهر الليالي فإذا كنت ال تستطيع أنس ى أمر املسابقة‬ ‫ُ‬ ‫تركه وغادر الى بيته ‪ ،‬بقي العصفور( بيكي ) طوال الليل يفكر كيف لي أن أفوز وكيف لي أن‬ ‫ً‬ ‫أتخلص من هذا الوزن الزائد فتذكر كالم صديقه السنجاب وأخيرا وافق على كالم صديقه وبدأ‬ ‫بحمية غذائية لنقص الوزن إمتنع عن الحلوى وأكل الفواكه والخضار ومارس الرياضة وبدأ‬ ‫ً‬ ‫يستعيد نشاطه وصار بمقدوره الطيران أيضا و نقص من وزنه الكثير ‪ ،‬صمم زي مناسب له‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أعجب الجميع به وفاز في املسابقة وحصل على مكافئة امللك ل ُه وتعلم ان النشاط يبدأ من االكل‬ ‫الصحي واإلبتعاد عن أكل الحلوى وإن ممارسة الرياضة كل يوم تعيد لجسمه الحيوية والنشاط‬ ‫والقوى‬ ‫‪............................................................................‬‬


‫(‪)16‬‬

‫)لوحة بيضاء(‬ ‫غفران شهاب‬ ‫ننظر الى تلك الصدرية البيضاء بكل إطمئنان فمن يرتديها هو األمل ملن فقده القشة اللتي نتعلق‬ ‫بها العكاز اللذي نتكئ عليه ننظر بكل ثقة لصاحب الصدرية البيضاء ننتظر منه أن يصف الداء‬ ‫للدواء اللذي يختبرنا به ّ‬ ‫الرب فنحن جميع أصناف البشر صغير أو كبير ننظر الى الطبيب كأنه‬ ‫بأجنحته البيضاء ولكنهم هم نفسهم ينتظرون املعجزة لشفائهم مثل الدكتور أبو‬ ‫املالك الحارس‬ ‫ِ‬ ‫لنفسه بعد أن أصبح في خطر‬ ‫لنفسه لم يستطيع أن يجد كلية‬ ‫أحمد لم يستطع صنع معجزة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ً‬ ‫املوت بعد أن تعبت الكلية الوحيدة اللتي ولد بها فبعد أن ظن طيلة سنوات حياته أنه ولد مميزا‬

‫بأن يمتلك واحدة فقط وإستطاع أن يصل ملا لم يستطع عدنان أن يصل له الذي غاص في تيارات‬ ‫الحياة مثل شخص سحبته رمال الصحراء فالحياة لم تترك عدنان مثل البحر الذي يمسك‬ ‫ُ‬ ‫يغرقه ولكن ربما الحياة أوصلته الى هذه الحال أن يضطر الى أن يحمل لوحةبيضاء‬ ‫بغنيمته حتى‬ ‫كتب عليها وبخط أسود " أريد بيع إحدى كلياتي "‬ ‫ليحملها في الشوارع ومن زقاق الى أخر ربما األشخاص املعافين ظنو أنه مجنون ولكن دكتور‬ ‫أحمد كانت هذه الكلمات معجزة أنتظرها منذ زمن أعدها له القدر من أجل أن يستمر في صنع‬ ‫املعجزات ملن يحتاجها‬


‫‪............................................................................‬‬

‫(‪)17‬‬

‫لحن التمرد‬ ‫إسراء_املحسن ‪ /‬فلسطين نابلس‬ ‫ُ‬ ‫حق به ؟!‬ ‫عنك ؟ ماذاأفعل الشوق والحنين‬ ‫ِ‬ ‫لك فماذا ِ‬ ‫حبيبتي ‪ ..‬إشتقت ِ‬ ‫بقلبك الذي لم يعد لي أي ٍ‬ ‫ً‬ ‫أحقا إشتقت لي ؟! كم غريب أنت ‪ ,‬أتسألني عن إشتياقي لك ؟ ال لم أشتاق لك ‪ ,‬فأنت لم تتركني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫كابوس تالحقني فأرى وجهك في كل الوجوه ‪ ,‬أنت الظل الذي يتبعني ولم يتركني يوما ‪,‬‬ ‫يوما ‪ ,‬أنت‬ ‫أنت سمائي التي تراقبني وتحميني ‪ ,‬كيف أنساك وذكرياتك تحاصر حواذير حياتي ؟؟‬ ‫ُ‬ ‫أرجوك‬ ‫كفاك ‪ ,‬كفي عن إثارة النار في قلبي‬ ‫كلماتك ولكن‬ ‫عزيزتي ‪ ..‬كم ُسعدت عند سماعي‬ ‫ِ‬ ‫أرجوك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫صورتك أن تغادر ذهني حاال فاألمر ُموجعا ‪,‬‬ ‫ارحميني من شعور اإلشتياق هذا ‪ ,‬هال تطلبين من‬ ‫ِ‬ ‫أرجوك حبيبتي يكفيني إشتداد املرض ّ‬ ‫علي وال أريد لبقية شرايين قلبي أن تتمزق ‪ ,‬اعفيني من هذا‬ ‫ِ‬ ‫عنفوانك البريء‬ ‫أنوثتك فهي قاتلة ‪ ,‬إعفيني من‬ ‫الحب ‪ ,‬فأنا ال أستحقه ‪ ,‬إعفيني من إقتحامات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أرجوك‬ ‫فهو قاتل ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫أهذا ما تريده ‪ ..‬حسنا سأفعل ما تريده ولكن فلتفعل أنت أيضا ما أريده ‪ ,‬هال تعيد لي قلبي الذي‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫قفصك الصدر ّي يشارك قلبك الحزن والفرح ‪ ,‬هال تعيد لي عقلي الذي يعجز‬ ‫ال زال ُمحتجزا في‬ ‫عن التفكير بش ٍيء آخر سواك ‪ ,‬أرجوك ارحمني من جمالك فهو قاتل ‪ ,‬إرحمني من براكين قلبك‬ ‫وكلماتك التي كلما نطقت بها يتحول قلبي إلى زلزال ‪ ,‬أرجوك إعفيني من رجولتك واقتحاماتها التي‬


‫ً‬ ‫موعد ُمبع ِثرة أنوثتي ‪ ,‬أرجوك ال أحتمل كل ذلك ‪ ,‬ففي نهاية املطاف أنا امرأة ولست‬ ‫تأتي على غير‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ألجل حبيبتك السابقة ‪..‬‬ ‫مجردة من األحاسيس واملشاعر ‪ ,‬فهل تقدر على فعل ذلك ألجلي ِ‬ ‫ّ‬ ‫آه َ‬ ‫عليك يا قلبي أتسمع ما تقوله إنها ّتدعي أنها حبيبتي السابقة أرجوك أخبرها بمكنونك ‪ ,‬هال‬ ‫ُ‬ ‫أنت ‪,‬‬ ‫تصمتين‬ ‫أرجوك ال تسيئي إلى حبيبتي فهي ما زالت وستبقى كذلك ولن تكون كما تنعتينها ِ‬ ‫ِ‬

‫فهل تكفين عن قول الهراء ؟؟ أما بالنسبة لألمر اآلخر الذي تطرقتي إليه فهو ذاته األمر الذي‬ ‫ُ‬ ‫صباح ومساء ‪ ..‬فما الحل حبيبتي ؟؟‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫نهكني‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫قدر‬ ‫كم مؤلم هو هذا الشعور لست بقادرة على اإلقتراب ولست قادرة على اإلبتعاد ‪ ,‬أي ٍ‬ ‫زمان وأي ٍ‬ ‫ُ ُ‬ ‫برغم كونك الدم الذي‬ ‫يمارس الحيل تجاهنا ‪ ,‬أتشعر بما أشعر به ‪ ,‬رغم أنك تستوطن قلبي ‪ِ ,‬‬ ‫َ‬ ‫بمنحك‬ ‫يجري في عروقي ‪ ,‬وكونك الهواء الذي أتنفسه ‪ ,‬وكونك نبض قلبي إال أنني ال أملك الحق‬ ‫كلمات الحب ‪..‬‬ ‫حبيبتي أرجوك انزعي الوجع من قلبك وضعيه في سهم ّ‬ ‫وصوبيه باتجاه قلبي ‪ ,‬فاملوت أهون ّ‬ ‫علي من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ولكنك حبيبتي وستبقين‬ ‫اك تتوجعين ‪ ,‬ال تقولي ذلك أعلم أن القدر كان حقيرا مع كالنا‬ ‫ِ‬ ‫أن أر ِ‬ ‫ً‬ ‫فأرجوك كفى ‪..‬‬ ‫أنف النصيب والقدر‬ ‫ِ‬ ‫كذلك رغما عن ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حسنا دعنا نضع آهات قلوبنا جانبا ولنتركها هي تحادث بعضها وأخبرني كيف حالك كيف حال‬ ‫أطفالك وزوجتك ؟؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أخبرك أن ّ‬ ‫لدي أطفال ؟؟‬ ‫بالضحك حقا ‪ ,‬من‬ ‫أتعلمين أمرا ؟ أرغب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال أحد ّ‬ ‫ولكني ّ‬ ‫خمنت ذلك فقد ّ‬ ‫سنوات منذ أن إفترقنا وزواجك من إبنة خالتك التي‬ ‫مر ثالث‬ ‫ٍ‬ ‫اختارتها لك والدتك ‪ ...‬فتوقعت أن لديكما أطفال ؟!‬ ‫ال ليس لي أطفال وال زوجة ‪..‬‬


‫بدعوة لحضور حفل زواجك كيف ليس لديك زوجة ؟؟‬ ‫كيف ذلك !!؟؟ لقد بعثت لي‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ولكنك تعلمين أني ال أؤمن بزواج األقارب والعاادات والتقاليد ‪ ...‬وكان‬ ‫بدعوة‬ ‫لك‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أجل بعثت ِ‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫حظي جيدا بل وجميال جدا عندما حصل أمرا أعاق زواجنا ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫غريب ما أسمعه !!‬ ‫أحقا ما تقوله ؟؟‬ ‫وأطفالك ؟؟‬ ‫جك‬ ‫ِ‬ ‫حالك وزو ِ‬ ‫عنك كيف ِ‬ ‫دعك مني وماذا ِ‬ ‫أجل هذه هي الحقيقة ‪ِ ..‬‬ ‫ً‬ ‫أنا أيضا أرغب بالضحك ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أنك لم تتزوجي أيضا ‪..‬‬ ‫ملاذا ؟ ال تقولين ِ‬ ‫عام من زواجي ‪..‬‬ ‫ال بل تزوجت ‪ ..‬ولكن شاء القدر وتطلقت بعد ٍ‬ ‫ً‬ ‫حقا ؟؟ وما السبب وراء ذلك ؟‬ ‫ال أعلم ربما لم يحصل تفاهم فيما بيننا ‪ ,‬أو حبي لك وعدم تمكني من نسيانك ‪ ,‬وربما حبه هو‬ ‫إلبنة عمه ورغبته بالزواج منها ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫غريب هو هذا القدر ‪ ,,‬أتقولين أننا إجتمعنا من جديد ؟‬ ‫كم‬ ‫ً‬ ‫حقا إنه لقدر غريب ‪ ,,‬أتفق معك في ذلك ‪ ,‬ولكن بالنسبة ألمر إجتماعنا من جديد فوحده الخالق‬ ‫يعلم ما الذي يجري وهل اجتمعنا أم ال ‪..‬‬ ‫بقدرك وبكل‬ ‫أنك تثقين‬ ‫لت كما‬ ‫ال ز ِ‬ ‫ِ‬ ‫اتك واألهم في ذلك ِ‬ ‫عرفتك ‪ ,‬متواضعة وحازمة في كل قرار ِ‬ ‫ِ‬ ‫أرجوك‬ ‫عرفتك‬ ‫حياتك ال سيما صدفة لقاءنا األول ‪ ,,‬فابقي كما‬ ‫صدفة من صدف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫إذا يتوجب ّ‬ ‫علي شكر الخالق الذي أبدع في خلقي وعليك أن تطلب منه أن ال أتغير وأن أبقى كما‬ ‫عرفتني ‪..‬‬


‫لك ‪..‬‬ ‫كبريائك املمزوج‬ ‫هذا هو‬ ‫ببساطتك الذي كان السبب في حبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أحزم أمرك أيها الشاب تارة تقول أنني متواضعة وتارة تصفني بالكبرياء ‪..‬‬ ‫وكيف سأحزم ٌ‬ ‫بك ؟؟؟ أخبريني أيتها الفتاة كيف أفعل ذلك ؟؟‬ ‫أمر يتعلق ِ‬ ‫وكيف أقول لك ما ال ّ‬ ‫أود سماعه ‪..‬‬ ‫أحبك أتسمعين ربما هذا ما تودين سماعه‬ ‫ال زلت‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫وأنا لم أنساك يوما‬ ‫ً‬ ‫أتقبلين بي زوجا‬ ‫ً‬ ‫وكيف أرفض ما تمنيته دوما‬ ‫ً‬ ‫إذا فليكن هذا الخاتم أول ملعة ونجمة في سماء حبنا‬ ‫أعدك أن يبقى ُمحاصرنا لي حتى مماتي ‪..‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)18‬‬

‫خيال مملح بالواقع‬ ‫نهاد زهير كاظم‬ ‫وما بين رعد وبرق ‪ ,‬وصوت املطر يتسارع باإلنهمار‪ ,‬وأصوات املدافع وصواريخ مريبه ‪ ,‬كنا نتجمع‬ ‫أمام مكان دافئ املدفئه (الصوبه) وكانت أصواتنا تتعالى بالكالم والنقاش وفجأه إختفى ضياء كل‬ ‫ً‬ ‫مصباح في املنزل ‪ ,‬ودب الهدوء في كل مكان إنها العاشره ليال وأصوات املطر ‪ ,‬الرعد والصواريخ‬


‫تتنافس وفي تلك األثناء جاءت والدتي وأشعلت شمعه مصحوبه بطبق الشلغم املسلوق لم يتغير‬ ‫مذاقه اللذيذ بعد ‪ ,‬وإبتدأ أحدهم يروي حكايه في جو من البرد ‪ ,‬الخوف ‪ ,‬الفزع ‪ ,‬الحكمه من هذه‬ ‫ُ‬ ‫الحكايه هو جذب تركيزنا لها بعيدا عن الخوف من صوت املدافع ‪ ,‬وتستمر تلك الليالي الصعبة‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا نغفوا بأمان مطمئنين‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)19‬‬ ‫شجاعة فتاة مراهقة‬ ‫رسل الساعدي ‪/‬العراق‬ ‫ً‬ ‫إستيقظت غنى من نومها مفزوعة تتصبب عرقا وتعاني من صعوبة بالتنفس‬ ‫فقد راودها كابوس فضيع ‪,‬‬ ‫حاولت أن تسترجع األحداث صوت صراخ وحزن يسيطر على الجميع في منزل خالتها‬ ‫إستمرت تسير بين حشود النساء الباكيات املوشحات بالسواد إلى أن رأت صورة إبن خالتها ثائر‬ ‫وعليها عالمة الحداد ‪..‬‬ ‫أمة تنعى وتقول ملا قتلت نفسك ملا فعلت هذا وحرقت قلب أمك ‪..‬‬ ‫بعد أن إستيقظت وقرأت آيات من القرآن شربت كوب من املاء ‪..‬‬ ‫غيرت مالبسها واتجهت لبيت خالتها ‪..‬‬ ‫سلمت ثم سألت عن ثائر اخبرتها خالتها إنه في غرفتة منذ الصباح لم يخرج منها ابد ‪..‬‬ ‫ذهبت إليه وطرق الباب ‪ ..‬لم يفتح ‪..‬‬


‫فتحت الباب بنفسها ودخلت فوجدتة يملئ املسدس بالرصاص ‪..‬‬ ‫ثائر ماذا تفعل هل جننت أخذت منه املسدس وأنقذت حياته ‪..‬‬ ‫كيف ربطت غنى بين الحلم والواقع ‪..‬‬ ‫قبل أسبوع بالصدفة رأت ثائر وهو يتشاجر مع خطيبتة ويتهمها بالخيانة وقد أصيب بنوع من‬ ‫الهستيريا بعد أن رمت الخاتم في وجه ‪..‬‬ ‫ثم تبعتة ورأت انه قد قصد متجر لبيع رصاص األسلحة ومن هنا جاء الربط بين الحلم‬ ‫والحقيقة ‪..‬‬ ‫جاءت وأنقذت حياته وهو اآلن يتعالج من اإلكتئاب ‪..‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫"ثالثون ليلة"‬ ‫هدى نصر املفرجي ‪ /‬العراق‬ ‫إرتوى الفؤاد رشفة من املشاعر املختبئة في طي القدر‬ ‫ً‬ ‫كان الهوى هاجسا في كياني املتعب ومحطات اإلنتظار أخذت حصتها من جسدي املمزق في عتمة‬ ‫األلم !‬ ‫كل يوم أتوسد فراش ي وأراك تتسلل أحالمي منذ الرحيل ثالثون ليلة وأنا كل يوم اض يء قناديل‬ ‫ً‬ ‫الزفاف‪،‬الجأ للفراش باكرا وأغرق بنظرات عيناك التي تتسلل نحو الغرفة توقضني من منامي‬ ‫حبك ‪ ,‬سأنتضر وان طال اإلنتضار فصبر العشق أتعبه ولن يتعبني‬ ‫لتخبرني إنني كسبت الرهان في ِ‬


‫تخطيت دائرة الحلم وبت أيقن إنك متواجد بجانبي تهمس لي وتوقضني على أبواب النهار‪ ،‬كل يوم‬ ‫ً‬ ‫وأنا اعد الساعات إنها ساعة اللقاء متى ستحين منذ ثالثون يوما لم ترتوي مسامعي صوتك ومع‬ ‫كل رنين لهاتفي أهرع نحوه وأرتل إنه العاشق ‪ ,‬أقطع أعتاب الخوف ثم تصيبني الخيبة فلست‬ ‫أنت الطارق للقلب هذه الساعة‪ .‬كم هم مزعجون يتصلون وهم يعلمون إنني في إنتضار مكاملتك‬ ‫مازالت أنفاسك تحتل كل ش يء مازال صدى صوتك يدوي في مسامعي اليوم ياعزيزي طرق الباب‬ ‫فهرعت وكلي أمل أن تكون أنت خطوت نحو الباب بأبهى الثياب وعطرك املفضل اليوم سأخبر‬ ‫الجميع إنني كنت محقة فأنت ستعود لكن مرة اخرى ياعزيزي لست أنت ليست وقع طرقات يدك‬ ‫ً‬ ‫ولم استنشق أنفاسك فتحت الباب إنها أمي اوه إنها تخبرني حان وقت الرحيل فالبيت لم يعد أمنا‬ ‫لي ‪ ,‬ثالثون ليلة في اإلنتضار أنا وطفلتي التي تسكن أحشائي اليوم يجبروني على ترك العش‬ ‫الصغير وقناديل األمل على ترك وسادتي والحلم الذي يتسلل‪ .‬اليوم امي تسحبني نحو املنزل‬ ‫ً‬ ‫وتجبرني على تركك وحيدا‪ ،‬ماذا لو عاد يا امي ماذا لو أوقد النهار ولم يجدني ‪ ! ,‬أمهليني بضع ليال‬ ‫ً‬ ‫هنا فهو وعدني بالعودة باكرا وعدني بأن يحافظ على نفسه أنا عقدت له عقدة بأسم علي‬ ‫تحفظه تأكدي إنه سيعود‪ ،‬امي خطواتي تموت مع كل مسافة تبعد عن داري الصغير وحلمي‬ ‫الكبير‪ .‬أمي طفلتي تطالب بوسادة والدها إمهليني دقائك للملمة نفس ي او حتى ألبتاع زجاجة عطره‬ ‫فأخش ى ان ال يتسلل حلمي إن لم يستنشق الشوق مني‪.‬‬ ‫ساعة مضت في طريقي من العشق الى اليأس من عش ي الصغير وقناديل األمل الى غرفة الطفولة‬ ‫كم هم قساة يعلمون لو عاد ولم يجدني سيصاحبه وجوم مني‪ ،‬اليوم رتلت أمل اللقاء توسدت‬ ‫ً‬ ‫الشوق وغفوت لعلي أراك اليوم سأشكي لك خطوات املوت التي أجبرتني على ترك املنزل خاويا‬ ‫ً‬ ‫باردا بال أنفاس ‪ ,‬أغمضت عيناي إنه العاشق يقبل نحوي برداء أبيض فضفاض وإبتسامته‬ ‫املعهودة نعم إنه اتى ليت امي ترى ماتراه عيناي لتبصر ان رؤياي حقيقة وما تراه اذهانهم خيال‪.‬‬ ‫إقتربت منه ومع كل خطوة أستشق الحياة اخذ بيدي مااجمل ملمس كفيه الكبيرتان التي‬ ‫تشعراني انني طفلة في حضرت املعشوق كانت أحالمي كبئر يوسف وهو قافلة العزيز التي أقبلت‬


‫نحوي أنحنى نحوي ورسم قبلة على جبتهي شعرت بألم يعتصر قلبي ‪ .‬ملا بعد طول إنتضار اليوم‬ ‫ً‬ ‫هذا الشعور يعتريني دمعة باردة جدا على غير املعتاد تتسلل على مسامات وجنتي مابال يداي‬ ‫ترتجفان أبصر نحو عيناي ونطق بصوت حنو(حبيبتي كوني بخير من أجلي وأجل إبنتنا أحبك) ثم‬ ‫بدأ يقهقر نحو الخلف وقدماي تبسمرت مكانها ثم مابين الشك واليقين طرق باب غرفتي‬ ‫ألستيقض مفزوعة دخلت امي بخطوات تجر بعضها ورأس محني نحو االسفل امي مابك قطعتي‬ ‫ً‬ ‫لقاء الشوق لو تركتيني قليال أرتوي فمهجتي تشتكي الفراق ثم بدأت انهار دموع تتسربل على‬ ‫وجنتيها واقتربت نحوي أمسكت كفي ونضرت الى عيناي مابال محجريها مغورقتان بالدموع هل…!‬ ‫امي إنطقي مابك ثم قطعت حبال الصمت بحنجرة مبحوحة (ابنتي انه أمر هللا ارفعي يداك‬ ‫بالدعاء له انه شهيد في سبيل هللا وإرتوت أرض اآلباء بدماءه الطاهرة وسجل كعلم من أعالم‬ ‫الشهداء ) ماذا تقولين ياأمي قبل قليل كان يقف بجانبي أعطني كفك املس ي جبتهي مازالت ساخنة‬ ‫من قبلة الشوق إنضري لطفلتي تتحرك في أحشائي من الفرح للقاء والدها اليوم كان يقينا ياامي‬ ‫ً‬ ‫لم يتسلل الحلم أبدا ملسته بكلتا يدي كان هو أنت تكذبين فهو عاشق والعهد يخلف بين‬ ‫العاشقين‪ .‬ثم صمت بال سبب وأبت ان تذرف مقلتاي الدموع هل ياترى سيتحول هذا الهدوء الى‬ ‫‪ ..‬إعصار أم سيبقى دوامة تأخذ معها كل جميل‬ ‫انتهى ثالث الهزاء وزف معشوقي زفة شهداءوأنا مازلت أرفض حقيقة الفراق حتى إبنتي أشعر إنها‬ ‫التتحرك من الحزن أشعر برغبة في الصراخ حد البكاء لكن مامن جدوى فحنجرتي تأبى الخضوع‬ ‫ً‬ ‫للكلمات والساعات تمر كأنها دهر بأكمله‪ ،‬صليت العشاء وتوسدت األلم أبصرته انه هو مجددا‬ ‫ً‬ ‫هرعت نحوه أخبره انني لم أصدق خبرهم أنا على يقين إنك مازلت حيا امسكت بيده أجره نحو‬ ‫ً‬ ‫الباب دعهم يعلمون انني ال أكذب هذا أنت أقفز فرحا لكنه مازال مكانه اليتحرك أرجوك اخرج‬ ‫لتبرهن انني لم أجن بل إنك يقين وقلبي يعلم‪ .‬أمسك بكلتا يداي ونضر لعيناي كأنه يغوص ببحر‬

‫ً‬ ‫عميق ثم سقطت دمعة كأنها الحرير على ضفاف النهر وقال هدأي من روعك حبيبتي وكفاك حزنا‬ ‫معك بقلبي حين تشعرين بالشوق المس ي الوتين وإساليني اللقاء وستجديني بجانبك أرجوك‬ ‫أنا ِ‬


‫ً‬ ‫مرتال ‪ ,‬لم أنتبه ان كان قد قال الوداع او الى اللقاء فال فرق‬ ‫حافظي على نفسك ثم هم بالرحيل‬ ‫بينهما فقد قطع شكي باليقين انه من الراحلين‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)21‬‬

‫نهاية وجع‬ ‫ليلى سعيدي ‪ /‬الجزائر‬ ‫دينا ‪ ,‬تبلغ من العمر ‪ 20‬سنة توفيت والدتها وفي عمرها خمس سنوات ‪ ،‬أتمت حياتها كلها وجع‬ ‫وعذاب ‪ ,‬حياة كلها دموع وألم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بعد وفاة أمها بدأ الكل في رحلة البحث عن زوجة جديدة لوالدها ‪ ،‬قد أخذ املوضوع وقتا طويال‬ ‫ً‬ ‫حوالي سنتين ‪ ،‬كانت دينا صغيرة ال تفهم شيئا من الرحلة األبدية التي هاجرت إليها والدتها ‪ .‬لم‬ ‫تكن تعلم أنها ستبدأ مرحلة معاناة جديدة وحياة مريرة ‪.‬‬ ‫جاءت رهف _زوجة والدها _كالعسكري تتقن إعطاء األوامر فقط ‪ ..‬بدأت دينا رحلة العذاب من‬ ‫قبل زوجة والدها ‪ ،‬بينما كانت خالة دينا تود أن تسكنها معها ألنها من رائحة أختها و ستنسيها‬ ‫طعم الفراق ‪ ،‬لكن صبحي لم يقبل بهذا وأخذ دينا إليه ‪ ,.‬كانت رهف تعامل دينا بقسوة ومعاملة‬ ‫ً‬ ‫سيئة ‪ ,‬بدأت رحلة عذاب دينا بالتدرج ‪ ،‬بدأت تعلمها الطبخ والتنظيف أوال ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مرت األيام ‪ ،‬فالسنين بلغت دينا وأصبح لها أختان توأم كانا يعيشان بدالل وحب ‪ ,‬عمر دينا اآلن‬ ‫‪ 20‬سنة مجتهدة في دراستها محبوبة ولها جمال القلب ‪ ،‬كانت تؤدي مهامها املنزلية وهي تدرس لكنها‬ ‫مثابرة وواثقة بنفسها ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫صباحا ‪ ,‬كانت دينا تنتظر نتائج التوجيهي بشغف وتوتر قد أحضرت قهوة الصباح ألبيها ‪5:00 ,‬‬


‫مرت الدقائق والساعات حتى سمعت صوت زغاريد يزين أرجاء الحارة ‪ ،‬ذهبت مسرعة إلى‬ ‫الكمبيوتر لتنتظر النتيجة ‪ ,‬بعد توتر ‪ ،‬إرتباك ‪ ،‬إنتظار طويل ‪ ,‬إال أنها كانت من أوائل هذه السنة‬ ‫وكانت النتيجة إيجابية رغم الضغوطات املنزلية ‪ ,‬بدأت دينا حياتها الجامعية بروح سعيدة وهي ال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تزال في أول الطريق لدراسة القانون ‪ ،‬أول سنة لها كانت مثابرة جدا ‪ ..‬أما الثانية فقد تغيرت تماما‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬دخل األستاذ في اليوم األول في الجامعة للعام الثاني وكانت املحاضرة قد إمتلئت طالبا ‪ ،‬جاء‬ ‫ً‬ ‫طالب يدعى ليث متأخرا إستأذن ودخل ليكمل األستاذ شرح درس اليوم ‪ ,‬بعد مرور وقت طويل‬ ‫علمت دينا بحب ليث لها خاصة وأنه كان يعاملها بلطف فتفضحه عيونه ونظراته آنذاك ‪ ,‬كانت‬ ‫تود أن تجمع عليه معلومات أكثر لكنها لم تستطع ألن ال أحد يعرفه ‪ ،‬فكم من يوم أرادت أن‬ ‫تحدثه لوحده لكنها لم تستطع رغم كل الفرص املوجودة ‪ّ .‬‬ ‫مرت سنة وشهران على هذا الحال‬ ‫وقلبها معلق عند ليث ‪ ,‬في يوم من األسابيع األخيرة في الجامعة طلب منها ليث أن يلتقيا بعد ‪15‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دقيقة في مكان محدد ‪ ،‬كانت تنتظر دينا هذه الدقائق وكأنها تنتظر دهرا كامال بقت على حالها‬ ‫هذا بالتوتر واإلرتباك ‪ ,‬إلى أن تمت الدقائق وذهبت للمكان املطلوب بقت مترددة فلمحها ليث‬ ‫ً‬ ‫قائال ‪ :‬السالم عليكم دينا ‪ ,‬تفضلي بالجلوس ال تترددي ‪.‬‬ ‫دينا ‪ :‬وعليكم السالم ‪ ..‬حاضر‬ ‫ليث ‪ :‬كيف حالك ؟؟‬ ‫دينا ‪ :‬بخير والحمد هلل‬ ‫بك‬ ‫ليث ‪ :‬بدون مقدمات أو إطالة ‪ ..‬أنا أحبك وقلبي نبض ِ‬ ‫دينا ‪ :‬صامتة خجولة‬ ‫ً‬ ‫ليث ‪ :‬يشرفني أن تكوني زوجة وملكا لي‬ ‫دينا قلبها خفق عدة خفقات متتاليات من الفرحة وعيونها توحي بذلك‬


‫ُ‬ ‫لكن شاءت األقدار أن تفرقهما ‪ ،‬ليث قد خالف قوانين الجامعة فطرد ‪ ,‬حاولت دينا أن تكمل‬ ‫حياتها بدونه بعدما ألفت وجوده ‪,‬‬ ‫أحست دينا بالفشل واإلحباط يتسربان إلى حياتها ويسيطران عليها ‪ ،‬فقررت رهف زوجة والدها‬ ‫أن ال تتركها بحالها ولن تكمل دراسها خاصة أن عالماتها أصبحت في مستوى دنيء جدا ‪ ،‬رفض‬ ‫والدها ( صبحي ) القرار ‪ ,‬لكن بعد أشهر تغلبت رهف على أفكاره فترك لها حرية التصرف في حياة‬ ‫إبنته ‪ ,‬دينا ‪ ,‬تركت الجامعة ‪ ،‬أرهقتها زوجة والدها بأعمال البيت ولم يكن هناك مهمة إال ودينا‬ ‫ً‬ ‫قد أنهتها ‪ ،‬تعبت دينا جدا وكل العالمات على وجهها توحي بذلك ‪ .‬كانت خالة الصغيرة دينا‬ ‫تزورهما كل أسبوع لتطمئن عن أحوال البنت فتتحول تصرفات رهف آنذاك من قاسية إلى األم‬ ‫الحنونة ‪ ,‬إرتاحت خالتها بعدما رأت أن زوجة والدتها تحسن إليها إال وأن دينا قد صارحتها بكل‬ ‫ش يء ‪ ..‬قررت الخالة أخذ البنت معها إلى أن تتحسن األمور لتجد فرصة لتتحدث مع والدها عن‬ ‫ً‬ ‫هذا األمر ‪ ،‬وأخيرا وجدت الفرصة لتناقش األمر مع والدها ‪ ..‬فقررا ( األب والخالة ) أن يتركا البنت‬ ‫ً‬ ‫لتبقى مع خالتها من اليوم فصاعدا ‪ ،‬بدأت مالمح دينا تعود لطبيعتها ‪ ,‬بعدما إستقرت دينا في بيت‬ ‫خالتها والتي تعتبر والدتها الثانية قررت مصارحتها بـ ليث الشاب الذي أحبها وأحبته ‪ ,‬تقبلت األم‬ ‫الثانية السر بكل صدر رحب وسعة ‪ ،‬فحاولت فعل أي ش يء لتصل إلى الشاب الذي أحبته ‪،‬‬ ‫بعدما فقدت األمل في وجوده جاءها شاب وسيم لخطبتها فتركت القرار لخالتها ‪ ..‬تم تجهيز‬

‫ً‬ ‫مراسم الزواج بنجاح وكل ش يء مر على ما يرام ‪ ،‬إال أن اليوم الذي تال زواجهما جاء ليث مبررا‬ ‫حظوره بخطبتها وإتمام حياته معها ‪ ..‬إحتارت دينا في إتخاذ قرار حياتها فطغى على قلبها حبها الذي‬ ‫منحته لـ ليث فقررت الهروب معه ‪ ,‬نفذت إحدى الخطط املدروسة فتمت العملية بنجاح ‪ ،‬مر‬ ‫عامان وهما يعيشان مع بعضهما البعض في بيت واحد إلى أن سمح لهما الزمن بالزواج ‪ ..‬تنافست‬ ‫األشهر والسنين كانا يعيشان باستقرار ورفاهية هذا هو كما يسمى الزواج عن حب ‪ ،‬لكن الحب‬ ‫لن يدوم ‪ ,‬دينا اآلن أصبحت ال تحبه وأصبحت ال تطيق حتى تصرفاته ‪ ،‬طلبت منه الطالق عدة‬ ‫مرات لكنه رفض ‪ ,‬فقررت الرجوع إلى بيت خالتها وأهلها ‪ ،‬لكن خالتها رفضتها ألنها لم تصارحها من‬


‫قبل بما فعلت وتركت حياتها سيرة في كل أرجاء املدينة ‪ ,‬قائلة ‪ :‬تزوجته عن قناعة تحملي النتيجة‬ ‫ً‬ ‫إذا ‪ ،‬عادت دينا إلى بيت زوجها مكسورة الخاطر متيقنة تماما أنه سيرفضها أيضا لفعلتها هذه‬ ‫ً‬ ‫لكن هنا حدثت املفاجأة ليث لم يعلم بخروجها أساسا لضغط عمله ‪ ,‬بعد حظور زوجها للبيت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تعمدت أن تخبره بكل ش يء وطلبت منه السماح ‪ ,‬زرعوا حبا جديدا وعهدا جديدا ‪ ،‬عهد الحب‬ ‫‪ .‬األقوى والثقة ‪ .‬ابتسم ليث لـ دينا وإرتاح لها ملصارحته له ‪ ,‬حضنها ومسك يدها ّ‬ ‫وشد عليها بقوة‬ ‫ليث ‪ :‬احذري ‪ ..‬فأنا أحبك وال أتمنى غيرك‬ ‫ً‬ ‫دينا ‪ :‬أسفة لن أعيدها ‪ ,‬لكن املوقف كان صعب جدا ولم أعد أحتمل ‪ ..‬أكرر إعتذاري لك مرة‬ ‫أخرى ‪ ،‬قررت دينا عدم مغادرة بيت زوجها حتى ولو كلفها ذلك حياة بأكملها‪.‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)22‬‬ ‫رصاصة‬ ‫االء محمد رواشده ‪ /‬االردن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقع الهدوء تترنم بين بقايا الشتات وخلف‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫الزوال‬ ‫معاني‬ ‫سمت‬ ‫إرت‬ ‫بين أصابع الوجود قد‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُقضبان ُ‬ ‫تصرخ النجاه ‪ ،‬بعد أن باعت اإلنسانية رحمتها وبعد أن ماتت كل الشفقه لم يبقى‬ ‫الحرية‬ ‫ِ‬ ‫سوى َدقات القلب ُلتذكرها انها حية ‪ ،‬يا ذات ُ‬ ‫العيون ُ‬ ‫البنيه لقبها الدارج ولكن هي ياسمين ‪.‬‬ ‫الفرح في ثوان َويجد َمنز ُله الجديد في نفس اللحظة ولكن ياسمين تقول أن ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحزن‬ ‫قد َينطلق‬ ‫ً‬ ‫إستأجر املنزل أوال !‬ ‫ً‬ ‫صباحا وبعد كل َقذيفه أجري بين ُ‬ ‫صدوع القلوب وتوهان العيون وبقايا البشر ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أبحث عن لقمه عن طعمه عن ِحفنه ‪ ...‬من الالش ي أجد‬


‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ثالثة أيام ‪،‬‬ ‫العمارة تلك‪...‬الطابق الرابع ‪ ،‬كنا نسكن هناك أنا وأنت وأطفالنا معا ‪ ،‬لقد دفنته قبل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذهبت ولم تعد؟‬ ‫أين‬ ‫َ‬ ‫نسيت مخططاتنا النارية وكل األحالم ذهبت؟‬ ‫هل‬ ‫ً‬ ‫لم ُ‬ ‫دائما ان يأخذني ُ‬ ‫هللا قبلك ‪..‬‬ ‫لست انا التي ِمت‪،‬اقسم لك كنت ابكي‬ ‫الرسم على َكتفي ‪،‬أنا حمقاء إني قبلت أن أرسمه ‪ ،‬هل كنت تقصد هذا؟ َ‬ ‫ُ‬ ‫انك‬ ‫ماذا يعني هذا‬ ‫ُتجبرني ان اتذكرك في كل لحظه ‪..‬‬ ‫ال تحب دموعي أليس كذلك ‪ ،‬ولكن كان لك حظ وفير منها‬ ‫آآآه أين ذهبت؟ َ‬ ‫أين تركتني وحدي؟‬ ‫ً‬ ‫إن العالم قاس ي ‪ ,‬قاس ٍي جدا‬ ‫ّ‬ ‫أكتب لك وأنا تحت ُركام املَطعم َ‬ ‫بالتحديد عند طاولتنا املُعتاده بالقرب من َ‬ ‫ُ‬ ‫وضع كرسيك َعلي‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أجد بقايا رائحتك ‪َ ,‬‬ ‫أبحث في شقوق األرضية عن أثر عن ِمنديل عن ِظفر أو حتى بعض خاليا‬ ‫جلدك‬ ‫ُ‬ ‫املعزوفه نفسها تتكرر‪،‬ال َيمل العازف منها ‪ ،‬ال لقد ّ‬ ‫مل ولكن أنا أجبرته ليظل َيعزفها إنها تشعرني‬ ‫َ‬ ‫وجودك الخفي‪،‬على الحائط آرى صورتك‬ ‫بك إنك َحولي أليس من حقي أن ارآك هنا‪،‬ان أستشعر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بال شعرك األسود ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫يزداد جماال و وجهك ال ُيفارقه البياض‪ ،‬حتما إنك سعيد‬ ‫ُ‬ ‫تحتاجني؟‬ ‫أال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يداي في َجوف َترابكـ الحبيب َ‬ ‫أجلس َفوق قبرك أزر ُع َ‬ ‫ُ‬ ‫لكن يدي ال تصل أقسمت كل‬ ‫اني كل يوم‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫املَسافات أن ُتبعدنا مثلما أقسمت تلك الرصاصة تلك الشرسه إنتزع َ‬ ‫حذرك دائما‬ ‫تك مني ‪ ،‬ألم أ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تقترب من الفتيات إنظر ماذا حدث اآلن؟‬ ‫أن ال‬


‫َ َ‬ ‫املرة القادمة إسحبني إليك ُشدني ‪،‬ال ُ‬ ‫أطيق العيش ‪ ،‬ال أتحمل ‪ ،‬حياتي َدونك بال ماء بال‬ ‫أرجوك‬ ‫طعم وال نغم‬ ‫َ‬ ‫هدورة بدونك‪،‬أصفع نفس ي بها ‪،‬أرميها على العدو‪ ،‬أبني بها‬ ‫حجارة أيامي امل‬ ‫ِتكرار عجيب ُمكون من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫بيتا لنا ُ‬ ‫‪،‬أي لنا أنت لست هنا وأنا مت من يومها ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫تلك الشجره ‪ ،‬الزالت ثابته لم تقتلعها القذائف وال الدبابات ‪ ،‬مؤكد إنها خالدة ِمثلك باقيه لألبد‬ ‫هي على األرض وأنت بداخلي ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أسمع صوتنا غريب وقريب جدا ‪ ،‬رصاص ُمتطاير ربما‪ ،‬هل ُيعقل إن أموت مثلك تماما؟ هل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دفعت املسافات والرصاص كفارة قسمها وقررت أن نلتقي؟‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لتسحبها ‪،‬سأجري لن َيمنعني‬ ‫أوصل لك الرساله ‪،‬أن أضعها على قبرك‬ ‫أيمكن ‪ ,‬ولكنني يجب أن‬ ‫ٌ‬ ‫مشتاق لي يجب علي إيصالها‪..‬‬ ‫ش يء‪،‬أنت‬ ‫أتشعر معي إني أدور او اهذي ‪،‬آرى دماء حولي‪،‬في داخلي ألم كبير أهذا ألم فراقك ال اعتقد هذا‬ ‫ً‬ ‫أخف أملا‪،‬ما هذا إذن يا عزيزي؟‬ ‫ً‬ ‫هل وصـلتك رسالتي ‪،‬إنها لن تصل‪،‬ال أقوى على الحراك‪،‬حاولت كثيرا‪،‬سامحني‪،‬هذا أنت أجل انه‬ ‫أنت إقترب َ‬ ‫هات يدك ‪،‬ألول مره َتسحبني مثلما ُ‬ ‫قلت لك‬ ‫‪.‬هيا‪..‬هيا‬ ‫‪............................................................................‬‬


‫(‪)23‬‬

‫قلب متفائل‬ ‫رفل عبد هللا ‪/‬العراق‬ ‫أنا امرأة متفائلة تزوجت من رجل عطوف وحنون ويحبني كثيرآ‪ ,‬كأنه هدية سماوية نزلت كي‬ ‫تسعدني وتعوضني على كل لحظات ُ‬ ‫الحزن التي عشتها في حياتي‪ ,‬رزقنا هللا ثالث صبيات وصبي‬ ‫واحد ‪ ,‬لم يكتب لنا هللا بأن يكون لدينا أخ ألبني " ماجد " نحن عائلة سعيدة جدآ نسكن في منزل‬ ‫صغير لكنه مليء بمشاعر الحب والحنان ‪ ,‬في إحدى األيام خرج زوجي "هشام" من املنزل مبتهجآ‬ ‫َ‬ ‫وجنتي وضمني بين ذراعيه شعرت حينها بأحساس‬ ‫قال لي حينها ‪ :‬بأنه يحبني كثيرآ ‪ ,‬قبلني من‬ ‫غريب ‪ ,‬وكأنه ما أن يخرج من املنزل لن يعود مجددآ‪ ,‬ضحكت وقلت في نفس ي إنه مجرد شعور‬ ‫خاطىء ال غير‪ ,‬بعد عدة ساعات فأذا بهاتفي يرن ‪ ,‬هشام يتصل بي ما أن أجبت على املكاملة حتى‬ ‫سمعت أنت زوجة صاحب هذا الرقم ‪ ,‬قلت ‪:‬نعم أخبروني بأن زوجي توفى أثر حادث سير‪ ,‬لم‬ ‫ُ‬ ‫أصبت بالجنون تمامآ حينها‪ ,‬عشت بعدها في صدمة كبيرة ولم أتقبل إن زوجي‬ ‫أصدق ما سمعته‬ ‫ً‬ ‫قد توفى مطلقآ‪ّ ,‬‬ ‫مر الوقت و ربيت أطفالي حتى أصبحوا كبارا ولم أرض ى ان اتزوج أي شخص بعد‬ ‫"هشام "‪..‬‬ ‫فتياتي كلهن تزوجن وحتى ولدي ماجد زوجته من فتاة تحبه‪ ,‬لكن مع مرور األيام وكان سهام‬ ‫زوجة ولدي ماجد تغيرت تمامآ ‪ ,‬أصبحت ال تطيقني وال أعلم ما السبب‪...‬بعد مرور أشهر‬ ‫رزق هللا ولدي ماجد بطفل أسماه على إسم زوجي "هشام" لكن فرحتي لم تكتمل ألن ولدي ماجد‬ ‫ُ‬ ‫قتل من قبل عصابة مجهولة ‪ ,‬وكأن املوقف تكرر في حياتي مجددآ‪.‬أصبحت ثكلة لزوجي وأبني ‪,‬‬ ‫الذي آملني وعذبني هو قرار سهام بأن تعود ملنزل أهلها مع طفلها "هشام" الرائحة الوحيدة التي‬ ‫بقيت لدي من ولدي الغالي "ماجد" إحترمت قراراها وقمت بين تارة وإخرى بزيارتها في سبيل‬


‫اإلطمئنان على حفيدي هشام الذي أصبح وجيف قلبي‪ ,‬عندما أراه وكانني أرى زوجي هشام و‬ ‫ولدي ماجد اللذان فارقا الحياة وتركاني وحيدة ‪..‬‬ ‫حفيدي هشام أصبح رجآل ُيفتخر به فرحت كثيرآ به عندما علمت بأنه أصبح مهندسآ بارعآ‬ ‫وحينها أخبرتني والدته "سهام" بأنها قررت أن تزوجه‪ ,‬فرحت كثيرآ وتكفلت بجميع متطلبات‬ ‫الزواج حضرت زفاف حفيدي وأنا سعيدة رأيت طيف زوجي هشام وأبني ماجد وكأنهما كانا‬ ‫سعيدين بزفاف الحفيد "املهندس هشام "‬ ‫كأن الحزن كان يخبىء لي مفاجئة كبرى حينها‪ ,‬فالحزن كان ال يفارقني مطلقآ‪ ,‬أصبحت أخاف‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من الفرح ‪ ,‬صمت حينها وقررت بأن ال أفرح حتى ال تتكرر قصة زوجي و ولدي مجددآ لكن‬ ‫‪..‬حصل الذي خفت منه‪ ,‬أختفى حفيدي بعد شهر من زواجه‬ ‫ال أعلم أين رحل‪!..‬‬ ‫كل الذي علمته بعد بحث طويل عنه بأن عصابة ما أختطفته وقتلته ولم نستلم جثته الى اآلن‬ ‫ً‬ ‫سهام وكأنها ال تبالي ألمر هشام مطلقا وال ُتبالي ألمر زوجته "رونق" التي إختفى زوجها بعد شهر‬ ‫واحد فقط من زواجهما ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫كنت أقول بأن حفيدي هشام لم يتوفى مطلقا وانه ال زال على قيد الحياة ‪ ,‬طلبت من الجميع أن‬ ‫يبحثوا عنه ‪ ,‬فأن قلبي كان ُيخبرني بأنه الزال على قيد الحياة ‪ ,‬ال أحد يستمع الي ‪ ,‬إتهموني‬ ‫ً‬ ‫بالخرف ‪ ,‬ال يعلمون بأنني بكامل قواية العقلية وأن إحساس ي لن يخيب مطلقا‪..‬‬ ‫هشام ال زال على قيد الحياة‬ ‫قلبي متفائل ولدي أمل بأنني سوف اراه مجددآ ‪..‬‬ ‫الكل أيقن بأن هشام متوفي ‪..‬‬


‫األ انا وقلبي املتفائل ‪..‬‬ ‫فعآل قلبي لم يكن مخطئآ بأحساسه ‪..‬‬ ‫ألن حفيدي هشام ال زال على قيد الحياة ‪..‬‬ ‫فقد عاد ألي و ألحضاني مجددآ بعد ان هرب من العصابة التي إختطفته ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫عندما رأيته شعرت وكأنني أحلق عاليا فوق الغيوم في السماء ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فكيف لي بأن ال اسعد وبين يدي بشرا فيه عطر زوجي و ولدي ‪ ,‬عندما أعانقه أشعر‪،‬بأنني أعانق‬ ‫زوجي و ولدي ‪..‬‬ ‫قصة قلب متفائل بالرغم من الحزن وآهات اإلنتظار وعذاب الصبر‪.‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫ذاكرة املوت‬ ‫سوار أبو الهيجاء ‪ /‬االردن‬ ‫ألتصقت بي رائحة الوطن ‪ ,‬على رغم من أنني أرى أحالمي يتآكلها الصدأ في هذه الرقعة ‪ ,‬ولكنها ‪.....‬‬ ‫ذاكرتي لم يعد باستطاعتها نسج أحداث وليدة في رقعة جديدة ‪ ,‬وباتت كل زاوية تحتضر في هذه‬ ‫الرقعة ‪ ,‬تروي مقالة تاريخي ‪ ,‬هنا كنت ألعب ‪ ,‬هنا قد رسمت علم بالدي على هذا الحائط ‪ ,‬ولكن‬ ‫أين ذاك الحائط أين ؟؟؟ فلم أجد غير حطامه ‪.‬‬ ‫فجأة ‪ ,‬تضاربت األحداث واملشاهد وغزا الرؤية التشويش ‪,‬وكأنني كنت أرى أحداث من خلف‬ ‫غشاء ‪ ,‬وقد إنتزع هذا الغشاء للتو‪ ,‬ألنني عدت ال أرى إال الجثث ‪ ,‬ودماء الشهداء تبتلعها أرض‬


‫البالد بنهم خشية من أن يتطهر به أحد غيرها ‪.‬‬ ‫وبات دوي الرصاص ينهش في عروقي ودمي ‪ ,‬وباتت الدمعة فارسة أحالمي ‪,‬وباتت الزهور الندية‬ ‫ترتجف تحت النافذة وما فتئت حتى إتخذت ملجأ ‪ ,‬وبات و بات وبات فلم يعد ش يء على حاله ‪,‬‬ ‫وكل نبضة يضخها فؤادي تسير ببطء مرتجفة ‪ ,‬وتنتهز أي مخبأ لألختباء ‪ ,‬خشية من أن تأتيها‬ ‫رصاصة مميتة من حيث ال تحتسب ‪.‬‬ ‫وغدت معزوفة ألحان العصافير التي كانت تزخرف الصباح بأمل وليد مع شروق يوم جديد ‪,‬‬ ‫قنابل متفجرة تغزو األذن عنوة ‪ ,‬وإرتدت األرض لباس األحمر بعد أن نزع املغتصب منها اللباس‬ ‫األخضر ‪ ,‬وهاجرت الطيور السالم السماء على هيئة أسراب ‪.‬‬ ‫وإنتشر السم في رائحة الوطن ‪ ,‬حتى غدت تسير بشرياني ‪ ,‬على رغم من أن كريات الدم البيضاء‬

‫ً‬ ‫تهاجمها ولكنها أقوى مما أتخيل ‪ ,‬وطغت قوة رائحة الوطن على مهاجمها ‪ ,‬فاتخذت ذاكرتي سكنا‬ ‫لها ‪.‬‬ ‫وإمتدت جذورها في ذاكرتي ‪ ,‬وغدت شجرة مثمرة تحمل أثمار ناضجة تخفي في طياتها ذكريات في‬ ‫غاية السوء ‪ ,‬وغدت صعبة اإلقتالع ‪ ,‬فباتت تخرج من بين الضلوع ذكريات رسمت البسمة على‬ ‫وجهي ‪ ,‬فلم يعد لها حيز في ذاكرتي ‪.‬‬ ‫فقد غزت ذكريات الوغى ذاكرتي حتى الفناء ‪ ,‬وفي لحظة شجاعة لم تولد لحظة كهذه من قبل ‪,‬‬ ‫‪ .‬أطلقت العيار الناري على رئيس الجيش وأحاط بي الجنود وإبتسمت إبتسامة النهاية‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫وميض أمل يحتضر‬


‫سوار ابو الهيجاء ‪ /‬االردن‬ ‫جذبتني رائحة زهور الياسمين التي تسكن تحت نافذتي ‪ ,‬عندما أستنشق األثير املمزوج ‪.......‬‬ ‫بالياسمين‪ ,‬أعود بذاكرتي إلى خمس سنوات عندما كنت في سن الربيع‪ ,‬تجذبني ألحان العصافير‬ ‫الشجية وألوان الزهور الندية التي إعتادت أن ترسم درب السعادة‪ ,‬وخصل شعري تالمس كل‬ ‫زهرة وتتعطر من رائحتها‪ ,‬ربما فقدت شعري ولكني ما زلت أملك رائحة الزهور التي سكنت قابعة‬ ‫في زوايا ذاكرتي املؤملة ‪.‬‬ ‫وعقارب الساعة تتسابق أيهما يصل إلى نقطة النهاية اوال‪ ,‬حتى استيقظت على ألم سكن في‬ ‫أحشائي ‪ ,‬كنت قد عشقت لون الياسمين األبيض ولون السحاب الناطحة‪ ,‬ولكن كان ذلك من‬ ‫عهود مضت ‪,‬أما االن قد أكون أنا ولون األبيض عدوين نتالقى في ساحة الوغى كنت قد مللت من‬ ‫استلقائي فوق الشر اشف البيضاء التي ما أن ملحتها حتى بدأت ذاكرتي تتسلسل أحداث رحلتي في‬ ‫أحضان املرض ‪.‬‬ ‫والذاكرة الحاضرة تتفنن بتعذيبي باللقطات املخيلة املهولة واملرعبة‪ ,‬فراشات الذاكرة اللواتي‬ ‫حملن األلم يتنقلن من خلية إلى خلية أخرى لعينة من خاليا دماغي وغدت فراشات الذاكرة‬ ‫عناكب قاتلة تغذي دمي بالسم القاتل ‪ ,‬كنت قد ملحت بائع األمل من نافذتي وبقيت اهرول‪,‬‬ ‫اهرول حتى أصل لها ولكنها سقطت تناثرت اختفت ومضات األمل ربما كانت ترمز إلى بداية‬ ‫النهاية ‪.‬‬ ‫وعدت أدراجي وأجر أذيال الخيبة خلفي حتى وجدتني شجرة كبيرة يكاد ظلها يخفي وجودي بقيت‬ ‫تحتها استظل بفيئها نظرت إلى نفس ي بلمعة ثمارها‪ ,‬خدعني مظهرها‪ ,‬لكني ما ان تذوقتها كاد طعمها‬ ‫املر يعادل ألم مرض ي ذهبت من تحتها كارها لها ‪.‬‬ ‫جذبني هدير املاء فذهبت مسرعا إلى شالل املاء رأيت وجهي في املاء باسمة الثغر وديع ولكني‬


‫لست كذلك ربما كل ش يء في الطبيعة يلون الوجود بألوانه الخاصة ‪,‬غادرت املكان وأنا أقطف من‬ ‫ذاتي زهور الالطمأنينة ‪.‬‬ ‫وخيوط الشمس الصفراء تدنو مني وأرى ذاتي بها ‪ ,‬لطاملا أحببت هذه األشعة الصفراء التي‬ ‫تتسرب إلى ثنايا روحي بخفية التي كانت توحي لي باألمل الشاسع‪ ,‬ولكن كان ذلك منذ عهود مضت‪,‬‬ ‫أما االن فهي تدخل إلى داخلي عنوة وتحمل بأحشائها مواد كيميائية وما أن دخلت تبدأ تتضارب‬ ‫مع الخاليا املتمردة ‪.‬‬ ‫عدت أدراجي واليأس يسبق خطى األمل بخطوات كثيرة‪ ,‬ربما حان وقت طمر األمل‪ ,‬فال أمل في‬ ‫األلم‪ ,‬نظرت من النافذة ألطمن على زهور الياسمين ولكني لم أجده حزنت سقطت عدت أبحث‬ ‫بين األحداث املاض ي والحاضر عس ى أراها لكنها ضاق بها الكون فذبلت بصمت فتحطمت سقطت‬ ‫ثم لم أعد أظهر وكان للون األبيض حديثا آخر ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)26‬‬

‫الفراشـة الحزينـة‬ ‫مريم قاسم التوبي‪ /‬العراق‬ ‫أنا أيال و يهوذا‬ ‫في مرحلـة دراسية جامعية واحدة ‪..‬‬ ‫نظرات ‪ ،‬نعم فجميع قصـص الحب تبدأ بنظرات ‪ ..‬كل يوم نتحادث بعيوننا ‪ ،‬ألننا نخجل أن نبوح‬


‫بتلك الـكلمات لبعضنا‪.‬‬ ‫يهوذا‪ :‬ال أعرف ماالذي أفعلـ ُـه ‪ ،‬كيف أبوح لها بمشاعري وهل توافق أم ال ومتى أذهب وأقول لها‬ ‫كل ش يء ؟‬ ‫ً‬ ‫وأنها التغادر تفكيري أبدا ‪.‬‬ ‫أيال ‪ :‬يارباه ماذا يريد مني هذا ملاذا ينظر لي هكذا ياترى أحس بـ أهتمامي نحوه ونظرات عيني ل ُـه ‪.‬‬ ‫مض ى أسبوعين على هذا الحال وهما ينظران لبعض ‪ ..‬العيون وحدها تتحدث ‪ ..‬الأحد يملك‬ ‫الجرأة فيتكلم ويبوح بمشاعـره ‪،‬‬ ‫يوم األثنين كانت أيال ذاهبـة الى املحاضرة الثانيـة رأتـه منتصبا أمام ( لوكرها ) ‪ ،‬تجاهلتـه مكملة‬ ‫طريقهـا ‪ ..‬فجأة سمعت صوتـه ‪" :‬أيال ‪ ،‬أيال " ‪ .‬أصبح قلبها ينبض أكثر ‪ ..‬بدت مرتبكة ‪ ،‬ما الذي‬ ‫تفعلـه ؟ اتجهت نحوه حائرة ‪ ..‬نبضات قلبها تتسارع ‪ ..‬أهو الخوف ام الخجل ام هي اعراض‬ ‫الحب ؟‬ ‫ً‬ ‫تأكدت بعد سماع صوت ُـه الهادئ أن قلبها ينبض حبا !!‬ ‫يهوذا ‪ :‬كيف حالك ؟ أتمنى تكوني بخير‬ ‫ً‬ ‫أيال‪ :‬الحمدهلل بخير شكرا لك‬ ‫ً‬ ‫أنت‬ ‫فأنت بطلتها وأعلم ِ‬ ‫يهوذا ‪ :‬أود أخبارك أمرا أنا كاتب مد يدة بثقة نحوها خذي هذه الرواية ِ‬ ‫ً‬ ‫تكتبين ايضا يسعدني نقدك لها‬ ‫أيال ‪ :‬أن شاء هللا سـ أقراها‬ ‫يهوذا ‪ :‬يوجد داخل الرواية رسالة أقريئها بتمعن وتركيز مع سالمة‬


‫أيال ‪ :‬مع سالمة‬ ‫ومضت مبتعدة لكنها‬ ‫في قرارة نفسها كانت تتمنى أن يمتد بهما الحديث الى ماالنهاية ‪ ،‬لكن املوقف اليسمح بذلك ‪.‬‬ ‫ذهبت الى املكتبة مسرعـة يدفعها الشوق والفضول لقراءه حروفـه التي كانت تتراقص أمام‬ ‫ناظريها فرحا ‪ .‬لم تعد قادرة على اإلنتظار ‪ ..‬فضت غالف الرسالة وبدأت تقرأ ‪" :‬أيال فراشتي‬ ‫ً‬ ‫الهادئـة قسما بعيونك ليس عندي سوى أمنيـة واحدة أن تكوني زوجتي أنا مستعد لخطبتك من‬ ‫" أهلك بعد موافقتك بالتأكيد ‪.‬‬ ‫في الطريق الى البيت كان يتنازعها الفرح والقلق ‪ ،‬كانت تعلم رد أهلها " ال " دونما نقاش‬ ‫ذهبت الى أمها لتخبرها بماحصل ‪ ،‬لم تدعها تكمل ‪ ،‬هامجتها قبل أن تعرف التفاصيل ‪ ،‬تمنت‬ ‫دون جدوى لو ان امها تدرك حجم عذابها ‪.‬‬ ‫خذلتها خطواتها املتعثرة نحو غرفتها ‪ ،‬أطالت النظر من خالل دموعها املتحجرة في مآقيها الى‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫حروفه ‪ ،‬وبيد واهنة كتبت ل ُه ‪" :‬أعلم جيدا أن الشعور بيينا متبادل لكن الحرمان هو قدرنا ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فالتقاليد املؤروثـة اكبر من قدرتي ‪ ،‬أتمنى أن يهبك هللا كل ماتتمناه ‪ ،‬شكرا لك بحجم السماء على‬ ‫" صدق ووضوح مشاعرك ‪.‬‬ ‫بعد أسبوع‬ ‫أيال ‪ :‬تأخرتي كثيرا في ردك ‪..‬آآه كم انا متلهف لسماع ردك لنبدأ رحلة السعادة يافراشتي!!‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ .‬أيال ‪ :‬لألسف حاولت كثيرا مع أمي ولم توافق ‪ ،‬والأملك شيئـا يجعلني قويـة ألتخاذ قرارتي‬ ‫يهوذا ‪ :‬ال ‪ ..‬التغلقي باب االمل‬


‫أيال ‪ :‬ال ‪ ،‬هللا يوفقك‬ ‫يهوذا ‪ :‬رعاك هللا فراشتي الهادئـة ‪..‬‬ ‫مضيا في طريقين مختلفين ‪ ،‬وفي اعماق الفراشة الهادئة جبل من الحزن الدفين‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)27‬‬

‫ما بين اب واذار‬ ‫أية ماهر الجمال ‪ /‬االردن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫وجنتاي بخصالت شعري ‪ُ ،‬تضايق‬ ‫تداعب‬ ‫البعيدة‪،‬‬ ‫تحملني إلى األفق‬ ‫نسمات شهر آب‬ ‫أخذت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولكن ْ‬ ‫عيناي ْ‬ ‫الحالك‬ ‫النظر إلى السماء في الظالم‬ ‫لن يبعدني هذا عن ُمتابعة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كوني على نجمة ال تعرف األرض ‪ْ ،‬أبحر فيما ُ‬ ‫وخلفي َ‬ ‫ْ‬ ‫أس ُ‬ ‫أردت‪،‬‬ ‫أمامي‬ ‫اطير الخيال ِ‬ ‫تداهمني ِمن ِ‬ ‫ُ‬ ‫أغني مع َعصافير جارتي في الصباح عندما أفيق ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أشتهي أن ُأكون هنا ْ‬ ‫َأشتهي ْ‬ ‫أن َ‬ ‫وأن ال أكو ْن‬ ‫أفيق اآلن وأن ال أنام و‬ ‫َ‬ ‫وضعت يدي على زجاج نافذتي ُأوهم َمن يرى ّأني ُأموت َ‬ ‫بانفعاالت يتيمة فتخرج من يدي‬ ‫‪،‬أحركها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سابق انذار‪َ ..‬وضعت يدي ِفي جيبي مستمتعة‬ ‫لتكسر الزجاج دون أي‬ ‫صرخة‬ ‫ٍ‬ ‫احساس بألم أو ِ‬ ‫دم وظلمة وأنا‪ ..‬فالليل للجرائم وها َأنا ُ‬ ‫بذلك الدم الذي َ‬ ‫امتزج بلون الزجاج ‪ٌ ..‬‬ ‫بدأت اإلجر َام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪.‬بنفس ي‪َ ،‬أغلقت َ‬ ‫الباب بإحكام بيدي املتضررة العاتية حتى تلطخ مقبضه باللون األحمر الجميل‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مقبض‬ ‫تناولت منشفة ألكفر عما فعلت ‪ ،‬أمررها على‬ ‫خلعت مالبس ي املخضبة بالدماء ثم‬ ‫ِ‬ ‫أمررها على جبيني كي أضع بصمة جمال هذا ُ‬ ‫الباب ‪..‬على الزجاج املحطم بشراسة‪ّ ..‬‬ ‫الليل األحلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪.‬من بين الليالي‬ ‫َ‬ ‫أشتهي صقيع آذار وأنا عارية امللبس و الجوهر‬ ‫َ‬ ‫وحق عل ما بنفس ي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ولن ْ‬ ‫‪.‬فمات ما بي ْ‬ ‫حق َّ‬ ‫فاملوت ٌ‬ ‫أن يموت‬ ‫يعود‪..‬‬ ‫َ‬ ‫أشعر بلسعة الوجع في يدي‪َ ..‬‬ ‫على سريري ْأمعن َ‬ ‫ْ‬ ‫النظر بها ‪..‬‬ ‫مسترخية‬ ‫كنت‬ ‫ط‬ ‫فق‬ ‫وللوقت هذا لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ممزقة ضارية‬ ‫ْ‬ ‫تغريدة "نينا" وعلى َ‬ ‫غناء َزوجها "سون" أسماء مقترحة ملَن لم تحالفه الحياة ليرى‬ ‫سأ ِفيق على‬ ‫طفله‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪.‬جارتي العزيزة البلهاء" ال ألومها فحكايتها لم أعرف نهايتها بعد سأزورها إن أفقت "‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كل ش ٍيء من جديد َ‬ ‫النجوم َ‬ ‫وبدأ ُ‬ ‫مثل كل ليلة ‪..‬‬ ‫بدل الخراف‬ ‫َبدأ النوم يسرد لي قصته وبدأت أعد‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫متداخال وبدأت ُ‬ ‫أهيم في ْنومي مكدسة‬ ‫شرعت جفوني باالنغالق تارة وتارة أخرى أرى بها كل ش ٍيء‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫صرير أقالمها بعد‬ ‫بداخلي آالم لم يبدأ‬ ‫ّ‬ ‫وكأن عيني َثملتا من وجع ال َ‬ ‫إسم له وال سبب ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َأخذني النوم َ‬ ‫ولم ُ‬ ‫يدعني أغادر‪ ،‬وبقيت بين ْ‬ ‫بقوة ْ‬ ‫أحضانه ق ِتيلة ملتفة‬ ‫بين‬ ‫إليه ٍ‬ ‫ضلوعه‪ ..‬ضمني ِ‬ ‫ِ‬ ‫بين نبضاته ّ‬ ‫َ‬ ‫بأسنانه الحادة‬ ‫وكأنه وضع يده على عنقي لينهشها‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وبقيت "نينا" تنتظرني َحتى أصبح على ألحانها الشجية ‪ ..‬لكني‬ ‫بقيت معلقة بين جسدي والسماء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لم أ ِفق ولم أعرف قصة جارتي العزيزة البلهاء !‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مودعة‪ ..‬تأخذ آخر نظرة لتحفظ بها مالمحي ‪،‬‬ ‫حافة السرير تنظر إلي‬ ‫وظلت روحي تجلس على ِ‬ ‫َ‬ ‫تركتني في تلك الغرفة مع أ ِنين "نينا" على نافذتي‬


‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)28‬‬

‫نرجس‬ ‫ليث حسين ‪ /‬العراق‬ ‫ً‬ ‫في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل إستيقظ على صوت املنبه لينهض مسرعا ‪ ،‬جلس بين يدي‬ ‫ربه ويناجيه بأن يحفظ عائلته وينصر بلده‬ ‫َ‬ ‫وق َ‬ ‫بل جباه أطفاله النائمين ‪ ،‬نظر اليهم نظرة األبوة التي يملؤها الحنان‬ ‫إرتدى مالبسه العسكرية‬ ‫وقبل أن يودع زوجته‬ ‫َ‬ ‫وق َّب َل رأسها ّ‬ ‫ويدها‬ ‫إنحنى عليها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هو كان مسرورا بها للحد الذي ال يوصف ‪ ،‬تحملوا معا اقس ى سنين الحياة التي مرت عليهم‬ ‫وهي ممتنه للقدر الذي جمعها بهكذا‬ ‫ً‬ ‫رجال شجاع عوضها عن حنان األب الذي فقدته في حرب إيران‬ ‫ودعت نرجس زوجها علي بطيب الكالم‬ ‫وتمنت له السالمة والقوة‬ ‫ليتوجه هو للدفاع عن أرض الوطن املوصل وتحريرها من داعش‬ ‫وتتكفل هي برعاية األطفال لوحدها في غيابه‬ ‫في اليوم التالي‬


‫خرجت نرجس لتجلب الطعام ألطفالها‬ ‫بعد أن أودع زوجها في يدها بعض املال‬ ‫تسير هذه املرأة العراقية القوية‬ ‫بين جموع غفيرة من البشر في األسواق‬ ‫لتتحمل مشاق هذه الحياة الصعبة‬ ‫كانت تخرج فقط من أجل جلب ما تحتاجه للمنزل‬ ‫تسمع الكثير من الكالم الغير الئق‬ ‫من شباب طائش ي العقل‬ ‫لكنها ال تبالي‬ ‫تمض ي في طريقها مسرعة نحو البيت‬ ‫تعد الطعام ألطفالها‬ ‫وبعد إنهاء أمور املنزل‬ ‫تفتح مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫لتستمع الى آخر األخبار‬ ‫تنشر كل يوم عبر صفحتها على الفيسبوك‬ ‫منشورات تساند فيها الجيش‬ ‫وأخبار اإلنتصارات التي يلحقها باألعداء‬


‫كانت البهجة تدخل الى قلبها كلما تقدموا من نهاية القضاء على داعش ‪ ،‬سمعت صوت هاتفها‬ ‫‪.‬يرن‬ ‫_الو علي هذا إنت ‪ ،‬شلونك يروحي مشتاقتلك‬ ‫_وأني أكثر مشتاقلج حبيبتي ‪ ،‬الحمدهلل زين إنتي شلونچ إن شاءهللا بخير االأطفال شلونهم‬ ‫بوسيلي أياهم واحد واحد‬ ‫_الحمدهلل بخير من سمعت صوتك‪ ،‬األطفال زينين يوميه يسألوني شوكت يجي بابا‬ ‫_إن شاءهللا حبيبتي ماظل ش ي حررنا الجانب األيسر راح نتوجه لأليمن وكلها كم يوم واذا هللا‬ ‫كاتبلي عمر أرجع‪ ،‬دعواتج‬ ‫_ترجع بالسالمة يارب‬ ‫_آمين ‪ ،‬يال حبيبتي في أمان هللا وديربالج عاالطفال وعلى نفسج‬ ‫_وأنت هم ديربالك على نفسك‬ ‫_أن شاءهللا ‪ ،‬في امان هللا‬ ‫_أمانة هللا‬ ‫إنتهت املكاملة ولم تشعر بالوقت‬ ‫كم تمنت أن تدوم أطول‬ ‫هكذا هي اللحظات السعيدة في حياتنا‬ ‫تمر الساعات بها وكأنها ثواني‬


‫أما اللحظات الحزينة‬ ‫فتدوم ألطول فترة ممكنة‬ ‫ولها وقعة كبيرة على قلوبنا‬ ‫في الضفة األخرى يختبئ علي وصديقه عمر خلف حائط أحد سطوح البنايات املتهالكة من شدة‬ ‫القصف‬ ‫يقتنصون الدواعش بنيرانهم‬ ‫ً‬ ‫عمر شابا موصلي رفيع القوام عاقد الحاجبين قوي البنية‬ ‫قتلت عائلته بسبب وقوع قذيفة هاون على منزلهم‬ ‫فالتحق بالجيش ليثأر لهم‬ ‫لم يغيبوا لحظة واحدة عن باله‬ ‫ً‬ ‫تألم كثيرا لفقدانهم‬ ‫كان يتمنى الشهادة ليلتحق بهم‬ ‫في هذه االثناء‬ ‫َ‬ ‫سمع صوت علي "عمر " اتصوبت‬ ‫إخترقت رصاصة كتف علي األيسر بالقرب من القلب‬ ‫نزف الكثير من الدماء‬ ‫_أخوي عمر بعد ما تنتصرون أوصيك بعائلتي واطفالي‬


‫_گول يا هللا حبيبي علي أنت قوي وسهله أن شاءهللا هسه شويه ويجون يسعفوك‬ ‫_ال عمر ما أتصور راح أطلع سالمات من هالضربه‬ ‫في هذه األثناء أحس عمر بوجع صديقه لم يتمالك دموعه فسقطت عنوة عنه‬ ‫كان يبكي من الداخل‬ ‫ويهون على صديقه ويربت على يديه‬ ‫فجأة توقف كل ش يء‬ ‫الزم الصمت املكان‬ ‫حتى ان الهواء توقف‬ ‫إنهار عمر بالبكاء بعد أن وجد زميله قد فارق الحياة‬ ‫جن جنونه‬ ‫فأمسك سالحه واخذ يرمي بهم‬ ‫أصاب اثنان منهم‬ ‫ما إن وصل طيران التحالف الدولي‬ ‫فقصف مكان الدواعش بإكمله‬ ‫بعد مرور ساعتان حضروا املسعفين‬ ‫حملوا جثمان الشهيد في اإلسعاف‬ ‫متجهين به الى منزله‬


‫ّ‬ ‫مرت األيام وكأنها سنين عجاف على نرجس‬ ‫لم يتصل بها علي من فترة طويلة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تمسك هاتفها وتعاود اإلتصال به مرارا وتكرارا‬ ‫ولكن مامن مجيب يرد‬ ‫هي في حيرة من أمرها يراودها الف شعور‬ ‫يساورها الشك بأن زوجها قد أصيب بمكروه‬ ‫تنظر الى أطفالها يلعبون على أرض‬ ‫أوووف وينك ياعلي‬ ‫اني مشتاقتلك واألطفال إشتاقولك‬ ‫وهللا ممتعودة على هيچ افراگ‬ ‫ليش تزعلني عليك‬ ‫عود تجي ويصير خير‬ ‫حاول تراضيني‬ ‫بس ماراح تگدر‬ ‫زعالنه عليك حيل‬ ‫يووووه هاي شبيه أني‬ ‫هو اني وين اگدر ازعل على علي‬


‫يااا کمت احاچي نفس ي يمكن تسودنت‬ ‫دبسچ بسج نرجس‬ ‫گومي صبي العشه الطفالچ‬ ‫اي گايمة سكتي انتي كلما افكر بعلي تطلعيلي ‪!..‬‬ ‫أعدت نرجس العشاء ألطفالها‬ ‫شبعوا ولجأوا الى النوم‬ ‫بقت جالسه لوحدها تشاهد التلفاز‬ ‫بعد مرور ساعة سمعت صافرات إسعاف‬ ‫وصوت إطالق عيارات ناريه أمام املنزل‬ ‫ضرب الباب اكثر من مره‬ ‫أحست نرجس بذعر شديد‬ ‫أخذت دقات قلبها تتسارع‬ ‫حاولت أن تتمالك نفسها وتقف على قدمها‬ ‫فتحت باب املنزل‬ ‫رأت امامها جثمان شهيد مغطى بالعلم‬ ‫أسرعت نحوه‬ ‫قبلت جبينه ويده‬


‫نادت بأعلى صوتها يملؤه القهر‬ ‫علي أگعد ال تتركني وحدي ماعندي غيرك‬ ‫علي شلون بيه من بعدك‬ ‫علي گوم انت ما متت‬ ‫علي مايموت ال‬ ‫علي انت شجاع اعرفنك اني‬ ‫إي إنت هسه تكوم وترجع وياي للبيت‬ ‫علي ‪..‬علي ‪ ..‬حبيبي گوم كافي شقه فدوة اروحلك‬ ‫علي ما مات انتو تشاقون مو‪..‬؟!‬ ‫إي هو متفق وياكم‬ ‫گولو اي هللا يخليكم‬ ‫گولو علي ما مات‬ ‫انهارت بالكاء‬ ‫ودخلت في حالة إعياء شديدة‬ ‫أغمى عليها وتم نقلها الى املشفى‬ ‫دخل عليها علي‬ ‫_حبيبتي شلونج تعرفين شگد مشتاقلج‬


‫وأني هم ياروحي‬ ‫_تره جنت واثقة وعرفتك ما متت‬ ‫_حبيبتي هذا اللي صار اني بالجنة‬ ‫لم تنطق نرجس بأي حرف‬ ‫اختفى من امامها طيف علي‬ ‫بعد مرور إسبوع‬ ‫صحت من الغيبوبة‬ ‫ً‬ ‫تدهورت صحتها كثيرا‬ ‫لم يبقى لها سوى اطفالها‬ ‫وفي احد األيام حضر عمر الى منزل صديقه‬ ‫ً‬ ‫حامال في يده امانة‬ ‫كانت رسالة خطت بيد علي‬ ‫إضافة الى راتبه الذي تسلمه‬ ‫تقرأ نرجس الرسالة كلمة كلمة‬ ‫تعيد الكلمات أكثر من مرة فتتخيلها بصوته‬ ‫كتب هذه الرسالة‬ ‫في تلك الليلة قبل ان يودعهم‬


‫حبيبتي نرجس تحملنه هواي ظروف صعبه وعشنه حياتنا بحلوها ومرها سوا‬ ‫متتصورين شگد جانت سعادتي حلوة وياچ‬ ‫اني ما أعرف هاملره راح من أطلع من البيت أرجع أو ال‬ ‫ديربالچ عاالطفال‬ ‫وعلى نفسچ‬ ‫زوجچ املخلص علي ‪..‬‬ ‫هكذا يموت األبطال في وطننا‬ ‫كم من أم فقدت‬ ‫وكم من نرجس ترملت‬ ‫ً‬ ‫وكم من طفال تيتم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عفوا استميحكم عذرا‬ ‫األبطال ال يموتون‬ ‫األبطال مخلدون على مر األجيال‬

‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)29‬‬


‫"عودة األمل "‬ ‫حنين ميثم الخزاعي ‪ /‬العراق‬ ‫وفي يوم كئيب أخر أضيفه لرصيد أيامي الحزينة‬ ‫تدخل أشعة الشمس خلسة الى غرفت نومي ثم‬ ‫تظهر أمامي بوضوح عازمة على أفاقتي‬ ‫وغير تلك الفوض ى من الضوضاء املنبعثة خلف ذلك الباب‬ ‫أرغمتني على اإلستيقاظ‬ ‫ً‬ ‫فأذا بي أنهض من على األرض من فوق فراش ي أجر بقدمي حامال املنشفة نحو دورة املياة وثم‬ ‫اإلستحمام‬ ‫خرجت بقطرات املاء التي غزت جسدي و املنشفة حول خصري و شعري البني الكثيف الذي‬ ‫خمده املاء‬ ‫إتجهت نحو خزانتي فأخرجت قميص أبيض اللون وجينز أزرق ارتديتهما ثم رتبت شعري و خرجت‬ ‫من الغرفة ‪..‬أغلقت الباب خلفي جيدآ باملفتاح و بدأت السير في تلك الفوض ى من األشخاص‬ ‫واألشياء واألصوات من حولي‬ ‫القيت التحية على من صادفني في ذلك املجمع السكني حتى أصبحت في الشارع‬ ‫أكملت سيري وأنا متجه نحو عملي سيرآ على األقدام‪...‬ملكان ال يبعد عن سكني اال مسافة قليلة‬ ‫وصلت الي هناك فألقيت التحية على الحضور والذين لم يكونوا اإل بضع من الزبائن وصديقي في‬


‫العمل‬ ‫"صباح الخير صديقي"‬ ‫قال ذلك زيد حين إقتربت منه ‪..‬فقلت‬ ‫"صباحك أمل صديقي"‬ ‫"كالعادة لم تفطر بعد"‬ ‫إبتسمت و هززت برأس ي ايجابآ لكالمه‬ ‫إرتديت ثياب العمل وهي عبارة عن زي للطباخين واملوظفين بلون أبيض و توقفت أمام الطاولة‬ ‫الزجاجية العالية الحاوية على أصناف الحلويات والكعك بجانب زيد‬ ‫"سوف يأتي الفطور بعد دقائق"‬ ‫‪ :‬قال زيد ‪...‬فقلت‬ ‫"كيف ؟"‬ ‫ضحك بخفوت ثم أكمل ‪:‬‬ ‫إنه مجرد اتصال ملطاعم الوجبات السريعة يا صديقي ‪...‬فأذا لم أتصل أنا فأنك ستبقى طول "‬ ‫"اليوم دون أكل يا اكرم‬ ‫إبتسمت له ممتنآ ملا فعله وأن لم يكن بالش يء الكبير‬ ‫ً‬ ‫فسترسل قائال‬ ‫" أتعلم؟‪...‬اليوم املدير اعني الطباخ الكبير سأل عنك"‬


‫أجبت متسائآل ‪:‬‬ ‫انا ؟‪..‬يسأل عني؟‪..‬وملا؟‬ ‫وانا مثلك يا اكرم ال اعلم‬ ‫تفاجئنا نحن اإلثنان لذلك والسبب هو ان املدير ال يسأل عن أي موظف اإل لسبب هام‬ ‫وبعد صمت لم يطول كثيرآ وصل الفطور ثم طلبنا من موظفين اخرين أخذ مكاننا لحين إنهاء‬ ‫الفطور لخدمة الزبائن وتوفير طلباتهم حيث بدأ املكان يمتلئ ويختفي الفراغ الذي كان قبل قليل‬ ‫و ما ان أردت الجلوس على األرض ألتناول فطوري اال إنني رأيت أحد أعرفه فهممت بالوقوف‬ ‫ابحث بأنظاري عن املقصود و باألصح (املقصوده) فلم أراها وكأنها غرقت في زحمة املكان و بحر‬ ‫الزبائن‬ ‫ً‬ ‫حدثني زيد متسائال ‪:‬‬ ‫"اكرم ماذا هناك ؟"‬ ‫"اظنني رأيت أحدآ اعرفه"‬ ‫"هل وجدته اآلن؟"‬ ‫"وكأن األرض أخفته في فجوة من تحتها"‬ ‫هيا صديقي أجلس لتفطر فأنت بالتأكيد تتوهم ككل مرة‪...‬ينتظرنا يوم متعب هيا افطر ""‬ ‫جلست مستسلمآ لكالمه دون ان أجادل‬ ‫فأنا منذ تلك الحادثة وانا أتخيل تلك الفتاة التي ال تفارق تفكيري لحظة و بالنهاية اراها وهم‬ ‫وليس حقيقة‬


‫ً‬ ‫اآلن الساعة الواحدة ظهرآ في هذا الوقت يمكنني ان أريح نفس ي قليال بعد ان اتى عاملين اخرين‬ ‫ً‬ ‫ليقفوا بدال عنا لساعة على األقل‬ ‫"اكرم الكبير يريدك"‬ ‫قال ذلك احد العاملين في املطبخ مع صاحب أكبر محل حلويات في املنطقة و هو املدير او‬ ‫""الكبير" ونقصد بذلك "الطباخ الكبير‬ ‫ً‬ ‫بدأت أجول بنظري بين العامل و زيد ثم قلت بخوف مما قد يكون صحيحا‬ ‫"حسنآ"‬ ‫أكفهر وجهي وبدأت عالمات القلق ظاهرة‬ ‫ربما يكون األمر للبعض عاديآ لكنه مع "الكبير" مختلف‬ ‫فهو ال يطلب أحد اال اذا إقترف خطأ في العمل ملعاقبته او لطرده‬ ‫توجهت نحو املطبخ حيث يكون "الكبير" متواجد و القلق ظاهر على وجهي‬ ‫فقلت بتلعثم‬ ‫"مرحبا‪....‬هل طلبت مني الحضور؟"‬ ‫نظر الي بطريقة ال أعلم ما تفسيرها‬ ‫فأقترب مني حتى صار أمامي وال تفصل بيننا سوى خطوات قليلة فقال ‪:‬‬ ‫يا صاحب العينان الزرقاوتين‪....‬حسب ما أعلم و ما قلته لي حين قدومك الي هنا للعمل إنك ال "‬ ‫تمتلك عائله "‬


‫قلت وأنا بالكاد أخرج كلماتي ألثر ما سمعته فأنا أكرم الفاقد للذاكرة والذي ال يعلم أين عائلته أو‬ ‫حتى ان كانت له عائلة أو ال وال يذكر غير تلك الفتاة التي ال أعرف من تكون وال تغادر مخيلتي حين‬ ‫آتيت هنا للع مل لم أكن اال بحالة يرثى لها وهذا ما جعلني اتفاجئ من كالم املدير او "الكبير‬ ‫فأجبته بصوت متقطع‬ ‫" نعم"‬ ‫" لكن انظر لتلك الكعكة"‬ ‫أشار بأصبعه خلفه فأستدار وسار أمامي فتحركت خلفه وصدمت مما رأيت‬ ‫أتعلمون ما رأيت؟‬ ‫ببساطة رأيت صورتي على الكعكة وتحتها "عيد ميال سعيد سامر‬ ‫تحركت أنظاري بسرعة نحو "الكبير" متفاجئ مما رأيت ‪..‬صورتي وتحتها إسم سامر‬ ‫وهل يعني إن إسمي الحقيقي سامر ؟‬ ‫فسألته مندهشأ ‪:‬‬ ‫كيف؟‪...‬من فعل ذلك؟‪.....‬وهل هذا يعني إنني سامر وان هناك أحد حضر هنا ليصنع كعكة "‬ ‫ميالد؟ وهل اليوم ميالدي؟والكثير من األسئلة‬ ‫لم أتلقى أي رد سوى ضحكات "الكبير" و ثم صفق ف صفق من حوله حتى خرجت تلك الفتاة‬ ‫التي ال تغيب عن مخيلتي لحظة وهي تركض بأتجاهي تذرف الدموع وأنا في صدمة مما‬ ‫يحدث ‪...‬حتى وصلت الي فطوقتني بذراعيها وهي تبكي وأنا ال أعلم ما أفعل‬ ‫وبعد دقائق قليلة رفعت رأسها فنظرت اليها ثم الى "الكبير" ثم اليها‬


‫نعم هذه حبيبتك أتت ليلة البارحة تطلب مني أن أصنع كعكة لعيد ميالد حبيبها و ان أضع "‬ ‫الصورة التي اعطتني إياها‪ ،‬اال إنني تفاجئت بصورة عامل لدي يكن حبيبها وبعد اإلستفسار منها‪،‬‬ ‫إتضح إنهم فقدوك في حادث راح ضحيته الكثير فظنوا إنك أحدهم‪ ،‬أما هذه الحسناء كانت وفية‬ ‫لك لتحتفل بميالدك في سنوات غيابك‬ ‫والحظ هذه املرة كان لصالحك لتأتي لعمل الكعكة في محلنا‬ ‫غريب هو الزمن والوقت‪ ،‬وغريبه هي الحياة‪ ،‬تصفعنا بفقدان حياتنا لنرتطم باألرض ثم تمد يدها‬ ‫نحونا لتمنحنا ما فقدناها‬ ‫كانت تريد أن تعلمنا القوة و كيف يكون الوفاء ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)30‬‬

‫وبالوالدين إحسانا‬ ‫أيات سعيد الخويلدي ‪ /‬العراق‬ ‫بعد وفاة زوجها ظلت تعيش مع إبنتها الصغيرة ذات التسع أعوام‬ ‫الغريب إن إبنتها معتادة على النوم وحدها في غرفتها اإل هذه الليلة جاءت مسرعة خائفة بلكاد‬ ‫تجر أنفاسها ‪" ...‬أمي أمي أود النوم بجانبك الليلة ‪" ...‬أخذتها بين يديها " ما بك يا صغيرتي ؟ "" أمي‬ ‫" لقد رأيته من خلف نافذة الغرفة كنت على وشك أن أغفو لكنه أيقظني بطرقاته على النافذة‬ ‫"‪ ...‬من هو يا صغيرتي " " أبي كان أبي يا أمي "‬


‫ً‬ ‫ضمتها الى صدرها الذي كان يرتجف ويعلو صخبا من نبضات قلبها املتسارعة‬ ‫ما إن كادت عيناها تغفيان فإذا بصوت يوقظها مجددا فتحت عيناها ال تكاد ترى والدتها لقد كان‬ ‫الظالم حالك ‪ ...‬بقيت في لحظة صمت متجمدة في مكانها تنصت للصوت ‪...‬كان صوت يصدر من‬ ‫العلية صوت خطوات أقدام‬ ‫بدى الصوت يقترب وكأن أحد ما ينزل من السلم ‪ ...‬ما زالت على وضعها متجمدة غير متحركة‬ ‫شعرت إن أحد ما إقترب بقرب باب الغرفة تتجه رقبتها بهدوء نحو الباب وهي ترتعش تحاول‬ ‫التركيز لرويته كأنها والدتها ‪ ...‬يصدر منها صوت نواح وأنين إتجهت نحوها وهي تردد ‪ :‬أمي أمي ما‬ ‫بك‬ ‫ِ‬ ‫ما إن اقتربت منها فإذا بها عجوز بوجه غابر أشعث تبتسم لها‬ ‫ترجع الطفلة بخطواتها للخلف وهي تصرخ ‪ :‬أمي أبي‬ ‫ً‬ ‫فإذا بها تتعثر ويغمى عليهاكل ما رأته كان ردا لعقوقها لوالديها‬ ‫‪ :‬تفتح عينيها انها في العناية املركزة‬ ‫_تردد بصوت منخفض أين أمي أين ابي ‪..‬؟‬ ‫_ال تقلقي يا صغيرة إنهما على ما يرام‬ ‫ً‬ ‫_لن اخذلهم بعد اليوم ‪ ..‬أريد رؤيتهم مجددا‬ ‫ً‬ ‫فبعد تعرضهم لحادث سير هي و والديها كادت أن تفقدهم لكن هللا قدر لهم عمرا جديد‬ ‫إنها كادت أن تفقد نعمة لطاملا تبطرت عليها ‪..‬‬ ‫فبالوالدين إحسانا ‪.‬‬


‫‪...................................................... ......................‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫ُ‬ ‫الطالب‬ ‫إبراهيم منيب املومني‬ ‫‪- 2005‬‬‫ً ً‬ ‫ُ‬ ‫دمثا على املدير املنفوخ بطريقة‬ ‫حين دخل عبد العزيز املدرسة للمرة األولى‪ ،‬و حين ألقى سالما ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تناسب صفير زفراته و تجعل منه قربة أسكتلندية‪ ،‬كانت الغرفة فائضة بالعيون و الدخان ‪،‬‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ببرود اال اآلذن ذميم الوجه‪.‬‬ ‫الجميع‬ ‫اه‬ ‫حي‬ ‫الزرقاء‪،‬‬ ‫من‬ ‫قادم‬ ‫ستاذ‬ ‫عرف بنفسه أنه أ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كانت ظهيرة ماطرة‪ ،‬أخذ اإلذن من حاشية املدير بعد أن أملى إستمارة املباشرة بالعمل‪ ،‬جمع‬ ‫‪.‬الطلبة ذوي املعاطف الحقيرة و بدأ بتفرس وجوههم‬ ‫بصوت هادئ ‪ :‬من‬ ‫أشعل سيجارة تركت أبخرتها حائمة في فضاء الغرفة الصفية الضيقة ‪ ،‬و سأل‬ ‫ٍ‬ ‫األول على الصف ؟‬ ‫لطالب طلب منه تسجيل أسماء الطلبة على ورقة‪ ،‬ثم بدأ يقرأ األسماء و‬ ‫أشارت األيدي‬ ‫ٍ‬ ‫السيجارة خنيقة بين أصابعه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حين كان طالبا جامعيا ‪ -‬قبل أشهر قليلة ‪ -‬كانت الفضاءات أوسع ‪ ،‬و كانت وجوه الطلبة أكثر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بؤسا أو نضجا ‪.‬‬ ‫لو أمسك بعنق املدير و قال له أن البؤس كان رديف النضج في الصيف الفائت‪ ،‬فإن املدير‬ ‫سيسخر من هذا الهراء‪ ،‬ففلسفة الحزن و الال إنتماء لألقدار ٌ‬ ‫أمر ُمحدث يخص املخنثين‪،‬‬


‫فالبؤس ٌ‬ ‫بؤس و النضج نضج ‪.‬‬ ‫أنا أستاذ الحاسوب الجديد تلعثم ‪..‬‬ ‫ً ً‬ ‫وقار تفرضه وزارة‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫طياته‬ ‫في‬ ‫يحمل‬ ‫ال‬ ‫الغد‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫قال له صديقة الذي كان شيوعيا غ‬ ‫ٍ‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫التربية‪ ..‬إقتبس يومها نصا لطملية " أنت يا أحمد تحمل مكرها وقارا تفرضه عليك وزارة التربية‬ ‫ينفث الفكرة مع آخر زفرة ‪ :‬لست أحمد ‪ ..‬أنا عبد العزيز‪..‬‬ ‫حدق في عيون األمس ‪ ،‬أمسك طبشورة و كتب على اللوح ‪ :‬النضج هو البؤس‪ ،‬تأمل ُ‬ ‫الجملة و‬ ‫بدأ بالدرس االول ‪.‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫قالت له السكرتيرة بنبرة هادئة‪ :‬سيراك الدكتور بعد قليل ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫من حسنات هذا الطبيب أنه ال يترك إسمه عالقا في الذهن‪ ،‬حتى مكان العيادة غائر في أحياء‬ ‫ُ‬ ‫إربد‪ ،‬غائر و يصعب اإلستدالل عليه‪ ،‬هذا ما قاله أحد االصحاب املعلمين‪.‬‬ ‫دخل األستاذ املكلوم فألف السيمفونية االربعين ملوزارت‪ ،‬و أعجبته الكتب املرتبة و رائحة‬ ‫الكرز ‪..‬‬ ‫قال للطبيب قبل أن يجلس و بمظهر إنهياري أن الحياة طويلة و عجزه ثقيل‪ ،‬فأشار الطبيب‬ ‫ً‬ ‫موافقا ‪.‬‬ ‫قال أن الليل في جسده أبدي و أن الحب كذبة و أن النساء خلقن ليرحلن و ان الوجود حالة‬ ‫حصار ‪..‬‬ ‫أكد الطبيب ‪..‬‬


‫ً‬ ‫قال له أن السماء تخنقه و أن املاء الذي يشربه يزيده عطشا ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫تفهم الطبيب و قال له إجلس ‪..‬‬ ‫جلس‬ ‫كتب له الطبيب على ورقة عبارة ‪ُ :‬‬ ‫النضج ٌ‬ ‫بؤس ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫و أعطاه القلم ليشطبها‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫ّ‬ ‫حد إنهيار‬ ‫زهراء حميد ‪ /‬العراق‬ ‫فتحت الباب فإذا بوالدي أخبرته إن أمي ذهبت للتسوق ولم تعد حتى األن ‪ ,‬خرج مسرعآ للبحث‬ ‫عنها وأخي بقيت وحدي أصارع القلق إنتظر إتصاله على أحر من الجمر ليطمئنني على سالمتهما ‪,‬‬ ‫بدأت أسترجع أحداث الحلم ‪ ,‬يا الهي لطفك أحفظ لي أخي فليس لي أخ سواه ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أنتظرت طويال وأنا أكاد أثقب شاشة الهاتف بنظراتي ‪ ,‬إتصلت بوالدي عدة مرات دون أن يجيب ‪,‬‬ ‫يا إلهي ما أصعب ألم اإلنتظار أن تنتظر خبرآ يفصل بين الحياة واملوت َّ‬ ‫إن ذلك أصعب من املوت‬ ‫نفسه ‪ ,‬بعد عدة دقائق شق رنين هاتفي سكون املكان ‪ ,‬تسارعت نبضات قلبي ‪ ..‬جاءني صوت أبي‬ ‫واهن‪ ..‬ضعيف ومرهق ‪ ..‬كأن جبآل من الهموم قد سقط على رأسه‬ ‫ِ‬ ‫_أخبرني يا أبي ‪..‬ماذا حدث‬ ‫هل حسام بخير؟‬


‫_ حسام بخير يا ساره إنهم يقومون اآلن بتضميد جروحه ‪ ..‬لكن أمك‬ ‫صمت أبي مع آه تسللت من بين شفتيه بحسرة ! ‪ ..‬صرخت بفزع‬ ‫_ ماذا يا أبي ‪ ..‬ماذا حدث ألمي‬ ‫_أمك‪ ..‬أمك يا سارة ‪ ..‬قد فارقت الحياة‬ ‫في طريقها الى املشفى ‪!..‬‬ ‫شعرت بأن صاعقة إخترقتني وشطرتني نصفين ‪ ..‬فخرجت أصرخ في الشارع ‪ ,‬فزع الجيران‬ ‫لصراخي ‪ ..‬سقطت على األرض و ال أدرى ما حدث بعدها ‪..‬‬ ‫فتحت عيني فوجدت نفس ي على سرير أبيض ‪..‬واملغذي معلق بجانبي أين أنا ؟!‬ ‫هل هذه مستشفى ‪ ..‬ولكن ملاذا أنا هنا ‪..‬؟‬ ‫أبي يقف بجواري و حسام يبكي عند رأس ي !‪ ..‬وأشخاص من حولي ال أستطيع تمييزهم يحمدون‬ ‫هللا على سالمتي وسالمة أخي ! وأخرون ينظرون لي بشفقة وهم يعزوني بوفاة والدتي ‪..‬‬ ‫بقيت صامتة ‪ ,‬ال قدرة لي على الكالم ‪ ,‬فالصمت عند ُ‬ ‫الحزن لغة ال يفهمها َم ْن هم حولك لكنها‬ ‫تحدث ضجيج صاخب بإعماقك يرهقك ّ‬ ‫حد اإلنهيار ‪..‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪)33‬‬

‫مل ـ ــاذا ؟‬ ‫أحمد العسرات ‪ /‬العراق‬


‫كنا نسير أنا وسرمد مساء يوم الخميس في الشارع الرئيس ي في مدينتنا الجميلة وكان يسير بجنبنا‬ ‫رجل عجوز‬ ‫عائدآ من العمل متسخ الثياب تجتاح مالمحه اإلرهاق يحمل في يمينه مجموعة من األكياس‬ ‫ً‬ ‫املحملة بالخضار وفي يساره دميه حمراء كان منظره يبعث في الروح الطمأنينة وشعورا يصعب‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫وصفه وتجاوزنا مسرعا رجال يتوسط عمره يرتدي ثيابا رسمية جدآ ويحمل حقيبة من الجلد‬ ‫ً‬ ‫الفاخر يبدو إنه كان مشغوال جدآ وعلى عجلى من أمره وفي هذه األثناء خرجت إمرأة متقدمة في‬ ‫السن من الشارع الفرعي وكانت تسير خلفها فتاة تحبس األنفاس ملا تحمله من جمال ال أشك بأنها‬ ‫إستغرقت ساعات من الوقوف أمام املرآة لتخرج بهذا الحسن الساحر وكانت تتمايل خلف‬ ‫والدتها كأنها عارضة أزياء يالقينا من بعيد فريق كرة قدم من الصغار الذين كان عددهم بين‬ ‫الستة والسبعه أطفال يرتدون لونآ واحد هو اللون األحمر وكانت أصواتهم تتعالى وهم يتناقشون‬ ‫ً‬ ‫بأمر فوزهم في مبارة هذا اليوم وهنا وقفنا جميعا عند أشارة املرور بأنتظار توقف السير لعبور‬ ‫الشارع أنا وسرمد والرجل العجوز ورجل األعمال األنيق وفريق الصغار والحسناء ووالدتها‬ ‫_أيمن‬ ‫_أيمن‬ ‫_ما بك ي سرمد‬ ‫_انظر الى ذاك الشاب يبدو شكله مفزعآ‬ ‫ً ً‬ ‫نظرت اليه وكان يسير بال وعي ووجهه شاحبا جدا ونظراته تحيدها الغضب‬ ‫ً‬ ‫ال شك إنه كان قد تعاطى ش يء أفقده وعيه ومع وصوله لنا صاح بصوت مرتفع جدا‬ ‫هللا أاكبر‬


‫ولم أستيقظ اإل على صوت الدكتور حين قال لي الحمدهلل على سالمتك‬ ‫سألته بال وعي‬ ‫_أين انا وما الذي جرى أين سرمد وما هذا األلم الفضيع في ساقي اليسره‬ ‫ال أعلم عن من تسأل يابني ولكن أنت في املشفى نقلوك الى هنا بعد التفجير اإلنتحاري الذي‬ ‫حصل قبل يومين وأنت أكثرهم حظ حيث إنك الناجي الوحيد من الذين كانوا هناك أشكر ربك‬ ‫إلنك مازلت على قيد الحياة أال أن ولألسف قد بترت ساقك اليسرى‬ ‫ال أستطيع وصف ما شعرت به حينها ولكن ملاذا فعل هذا ما الذي فعلنا له‬ ‫ً‬ ‫تبا‬ ‫ً‬ ‫لن يصل رجل األعمال في املوعد الذي كان مسرعا من أجله‬ ‫ولن ينتصر فريق الصغار في أي مباراة بعد اليوم‬ ‫ولن يستطيع العجوز إيصال الدميه لطفلته التي كانت تنتظره على أحر من الجمر‬ ‫ولن تقف الحسناء أمام مرآتها بعد اليوم‬ ‫ولن يتزوج سرمد حبيبته التي كنا ذاهبين أنا وهو لشراء بعض الحاجيات ليوم زفافه الذي كان‬ ‫من املفترض أن يكون يوم اإلثنين املقبل‬

‫‪.................................................... ........................‬‬ ‫(‪)34‬‬


‫ال نعلم ماذا حدث‬ ‫إبراهيم عبدهللا خلف ‪ /‬العراق‬ ‫وعندما تأتي طائرة لتقصف مواقع لهم ‪ ،‬قلبي ال أعرف أين يذهب ‪ ،‬حتى أيمان لم يبقى لدي ‪،‬‬ ‫السر الذي يكمن في قبرهم ‪ ،‬أقصد سجونهم ‪ ،‬خوف ووجل و عذاب و أكل ال ُيشبع‬ ‫ماهذا ِ‬ ‫ً‬ ‫عصفور ‪ ،‬ياهلل كم أيام ّ‬ ‫مرت ولم أرى الشمس ‪ ،‬تقدر ب ‪ 572‬يوم تقريبا ‪ ،‬هذه أحدى طرق‬ ‫التعذيب التي يستخدمونها‬ ‫تعرفت على شخص في السجن كان إسمه أحمد ‪ ،‬أتهم بالتخابر ألنه كان يكلم أخاه في الدنمارك ‪،‬‬ ‫الذي لم يراه قبل أكثر من ‪ 12‬سنة ‪ ،‬هرب من القرية ألتهامه من قبل العشيرة ‪.‬‬ ‫سجناء ال ُيقدر عددهم وقصص ال ُتحص ى ‪ ،‬ماذا يحتاج اإلنسان لكي يكون حر ؟ ماذا نحتاج‬ ‫لفتح القفص ؟ او لفتح القيود ؟‬ ‫في أحد التحقيقات ُربطت يداي وعيناي وأخذوني ملكان التحقيق ‪ ،‬في طريقنا الى املكان ‪ ،‬همس‬ ‫ً‬ ‫احدهم في أذني قائال ‪ :‬موتك قاب قوسين أو أدنى ‪.‬‬ ‫بعد هذه الجملة أظن تخلى قلبي عن نبضه وعادت بي الذكريات من أول لحظة وعيت بها في هذه‬ ‫ً‬ ‫الدنيا الى مكان التحقيق ‪ .‬سمعت صوت يصيح بي قائال ‪ :‬أنت ‪ ،‬ملاذا ال ترد ؟‬ ‫قلت له ‪ :‬أنا لم أسمع سؤالك ‪ ،‬وهل تستطيع أن تسأل املوتى ‪ ،‬إن أردتم قتلي فلم السؤال إذن ؟‬ ‫اذا تريدون أن تمحو شخص ي من فوق األرض فلم السؤال ؟‬ ‫رد بصوت أعلى من الصوت األول واراد أن يمأل وجهي بكفه لكنه توقف ‪ :‬إصمت ‪ ،‬وأال ضربتك !!‬ ‫فرد بسرعة يقول ‪:‬‬ ‫_قلت لك ما أسمك ؟‬


‫*إبرهيم محمد حسن‬ ‫_كم عمرك ؟‬ ‫ً‬ ‫شردت قليال ‪ ،‬وإذا به يهزني بقوة ويصيح كم عمرك يا خنزير ‪ ،‬يا كلب‬ ‫ً‬ ‫فأجبته بصعوبة إلنني كدت أن أختنق قائال ‪:‬‬ ‫*ال اعرف !! نحن بأي سنة‬ ‫ً‬ ‫تركني وحدق في ورقة وكف عن األسئلة بعضا من الوقت ‪ ،‬فرد يسأل‬ ‫_هل تريد الخروج ؟‬ ‫ً‬ ‫*نعم أريد الخروج من منا ال يتمنى الخروج ‪ ،‬أريد أن أكون حرا ‪ ،‬أريد ان أرى أهلي ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أنا مشتاق لهم كثيرا ! أكثر من الحجر ‪ ،‬أكثر من ماء البحر‬ ‫ً‬ ‫قاطعني قائال ‪ :‬لن تخرج الى األبد ‪ ،‬اإل إذا انتهينا او إنتهى الوجود‪ ،‬في ذلك اليوم أنت حر‬ ‫إرجعوني من هناك ‪ ،‬كان صوته يردد في رأس ي (موتك قاب قوسين او ادنى ) ‪ ،‬لم أنم تلك الليلة‬ ‫‪ ،‬كنت أتوقع إن موتي بعد صالة الفجر ‪ ،‬لكن أتى الفجر و الظهر ولم يأتي أحد ‪ ،‬اإل الطباخ‬ ‫أحضر لنا الفطور والغداء ‪ ،‬بعد صالة العصر تقدم ألي حازم صديق قديم ‪ ،‬من أحد قرى‬ ‫الشرقاط ‪ ،‬تعرفت عليه عندما ذهبت الى الشرقاط لكي أبتاع سيارة بي أم دبليو ‪ .‬أرسلني اليه‬ ‫حسين (ابو املعارض) كما يلقبوه ‪ ،‬قال لي‬ ‫_ما َ‬ ‫بك ‪ ،‬حالك اليوم ليس كحال كل يوم ؟ قل لي ما بك‬ ‫الذي أتاه نذير يقول له بأي لحظة تترك الدنيا ‪ ،‬وتنفصل روحه عن جسده او كقول العلماء‬ ‫روحك في برزخ وجسدك تحت التراب‬


‫_ماذا ؟‬ ‫فأغمض عينيه وأخذ نفس طويل ‪ .‬قلت له ‪:‬‬ ‫_نعم ‪ ،‬أحد الحراس قال لي موتك قريب ‪ ،‬فتهيأ له‪ .‬وفي التحقيق قال لي املحقق لن تخرج من‬ ‫هنا ما دمنا موجودون ‪ ،‬لو سجنوني بحق ‪ ،‬ملا فكرت باالمر لكنهم اتهموني بألعوبة هم من‬ ‫‪ .‬صنعوها ‪ ،‬ولكن كل ش يء َ‬ ‫بني على باطل فهو باطل‬ ‫فقال لي وهو ينهض ويربت على كتفي‬ ‫ ال تحزن ‪ ،‬فوقهم قوي جبار‬‫هذه الجملة زادتني قوة عجيبة ‪ ،‬بعدها بدقائق وجهي إمتأل باالبتسامة ‪ ،‬وأصبح وأمس ي وانا اقرأ‬ ‫ً‬ ‫القرأن ‪ ،‬وصار اإليمان يمأل قلبي ‪ ،‬واحدث نفس ي في كل يوم صباح ومساء قائال ‪:‬‬ ‫‪ .‬في أي لحظة أنا حر ‪ ،‬خارج هذا السجن املعتم ‪ ،‬وخارج أسوار هذه اململكة القذرة‬ ‫أحدثها باملعنى هذا تفائلوا بالخير تجدوه‬ ‫حتى اآلن القوة واإليمان في صدري ‪ ،‬بعد ذلك اليوم ‪ ،‬بعشرون يوم أو قبل ثالث أيام من اآلن ‪ ،‬كنا‬ ‫نسمع صوت طائرات أو زمجرة الطائرات كما كنا نسميها في السجن ‪ ،‬لكن كما تسميها اللغة أزيز‬ ‫ً‬ ‫الطائرات ‪ ،‬مكثفة جدا ‪.‬‬ ‫بعد يومين من الطيران و القصف الشديد فتح لنا أحد الحراس الباب وإختفى ‪ ،‬ال نعلم ماذا‬ ‫حدث ‪.‬‬ ‫خرجنا من السجن قبل الظهر ‪ ،‬كانت الشمس دافئة ‪ ،‬مكان هذا السجن في قرية تسمى‬ ‫(اإلنتصار ) في بيت كبير ‪ ،‬أظنها ألحد املسؤولين ‪ ،‬في غرفة خمسة بخمسة فيها ‪ 87‬سجين‬


‫كل سجين لديه قصة لو أراد كاتب أن يكتب كل قصص السجناء لكتب ‪ 4‬مجلدات وال يكفي ‪،‬‬ ‫لحصل على جائزة نوبل لآلداب‬ ‫أنا أمامك اآلن يافؤاد ‪ ،‬جاء ُ‬ ‫دورك لتتكلم‬ ‫فغير مسار نظره ألي ‪ ،‬بدأ كالمه وهو يمسح دمعه‬ ‫اااه اااه ‪ ،‬األيام تمش ي ‪ ،‬واملاض ي لن يعود‬ ‫بعد الحصار الذي مر بنا ‪ ،‬والغالء في األسعار ‪ ،‬تكلم العالم ‪ ،‬تصور مدينة ال يوجد فيها اإل مئة‬ ‫ً‬ ‫وخمسة وأربعون مسلحا فقط ‪ ،‬تبقى لهكذا وقت ؟ األمر فيه شك اليس كذلك ‪ ،‬لكن اليهم إرادة‬ ‫ُ‬ ‫منذ ان ُ‬ ‫سجنك ولحد قبل ثالثة أيام ‪ ،‬حتى أعلنوا أن تطهير هذه املدينة من‬ ‫هللا فوق الجميع ‪،‬‬ ‫الديدان الخبيثة قد حانت ‪ ،‬الكل كانوا فرحين رغم القصف الذي تولده الطائرات وأصواتها‬ ‫والجمال ‪،‬‬ ‫الجالل‬ ‫املرعبة ‪ ،‬أجواء تلك الليالي كانت تعزف بنشيدنا الوطني (موطني موطني ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والبهاء في رباك ‪ ).....‬مع كل رصاصة ألي جندي عراقي توحي باألمل ‪ ،‬مع كل رصاصة يبعثوا‬ ‫والسناء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ألينا برقية تقول أنتم في أرض الوطن مجددا ‪ ،‬خالل سويعات أنتم أحرار ‪ ،‬تم فتح ممرات أمنه‬ ‫لخروج العوائل من املدينة ‪ ،‬خرج جميع أهلها الى بر األمان ‪ ،‬أنا لم أستطيع الخروج من مدينتي ‪،‬‬ ‫في منتصف الطريق ورجعت لم أستطع فراقها ‪ ،‬القصف كان شديد خالل الثالث أيام املاضية ‪،‬‬ ‫وكانت صعبة جدا ‪ ،‬عندما حاولت ان اهرب مع الناس ورجعت ‪ ،‬أختبأت في ذلك البيت ‪.‬‬ ‫أشار الى بيت سقفه مع األرض اإل زاوية قليلة كانت شبه واقفة‬ ‫مع قليل من الخبز واملاء ‪ ،‬حتى إنتهت هذه األلعوبة التي خططتها دول ال نعرف كم عددهم ‪ ،‬نعم‬ ‫هكذا تخلصنا منهم ‪ ،‬أهل هذه املدينة األن هم بخير ال تقلق ‪ ،‬فقط أنت كن بخير ‪ .‬يجب علينا أن‬ ‫نلحق الزمن ‪ ،‬ألنه يمش ي عكس ما تشتهي األنفس ‪.‬‬ ‫‪............................................................................‬‬


‫(‪)35‬‬

‫يعود اليوم كما الذي يسبقه‬ ‫ياسمين عبد ‪/‬العراق‬ ‫صفاء طفل إعتيادي الش يء يميزه عن أبناء جيله يولد في مدينة رثة والده كان مصاب بمرض‬ ‫عصبي ‪ ،‬لم تتعامل الحياة بعدل مع أحد ‪ ،‬كانت حياته أصعب مما يجب يتناقل من مدينة الى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أخرى يأكل غدائه دون العشاء فقرا ليس اإل لديه ‪ ٣‬اخوة‪،‬أمه أحبت رجال كانوا يتجالسون حتى‬ ‫علم أخواله واتوا بهم الى الريف كانوا يقضون السنين بقميص ال أكثر وتتناقلهم األيدي وتصفعهم‬ ‫الكفوف ‪،‬كان يقول سمعت امي تهمس لو إن أخوتي أخذوني لديهم سأرمي نفس ي بأقرب شاطئ‬ ‫ويكون اإلنتحار سيد كل قراراتها ‪،‬لم يتم دراسته‪ ،‬يرى األطفال وهو اليملك أي كعكة اإل قطعة‬ ‫ً‬ ‫قدر ترميه على ما تشاء‪،‬ينسل الى أي نظرة عطف فيوزع قلبه كهدية‪،‬يموت مرارا ‪،‬يرى املزارع‬ ‫وعيونه ممتلئة بالتراب يكبر تجيء الحرب ينظم لها يختلس النظر لكل ما رأه‬ ‫تطعمه أي إمرأة بنظرة وينكسر بضحكة سيدة طائشة عنواينه جثث كئيبة في زمن رتيب‪،‬ماذا‬ ‫تطلب الحياة منه يتنفس شهيق بحجم جبل ‪ ،‬ثقيل في رأسه عويل يجوع كثير ويصمت‪ ،‬يحب‬ ‫كثيرات وتدخل قلبه ويجالسهن ويعانق زهوهن حتى تزوج إمرأة عادية وأقل يخرج من أهله يبني‬ ‫ً‬ ‫بيتا يكون له بنتان وولد يجيء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يراقب زوجته كانت تعرف رجال تخونه به يدخل كل يوم يأكل ما أشتهى ويأخذ كل ما شاء يجدها‬ ‫يضربها يقتلها فيبتسم املوت‪ ،‬في مدينتهم املعتقد يبجل أكثر من أي وحي منزل ‪ ،‬يضع بصماتها ليبرأ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طويال ‪،‬يعود اليوم كما الذي يسبقه األطفال يعيشون‬ ‫نفسه يدخل السجن يمض ي به عهدا‬ ‫‪...........................................................‬‬


‫(‪)36‬‬

‫" ال تفقدوا األمل "‬ ‫ضحى عدنان‪ /‬العراق‬ ‫ذات مرة ذهبت ألخذ فحوصاتي من املستشفى فألتقيت بأمره كانت جالسه بجانبي في غرفة‬ ‫يبكيك‬ ‫اإلنتظار وتبكي بصمت فحاولت أن أتحدث معها ألعرف مابها فسألتها مالذي‬ ‫ِ‬ ‫فأجابتني بال ش يء فقط اآللم ينتشر في جميع أنحاء جسدي وشعري يتساقط وأصبحت ضعيفه‬ ‫وال أتحمل أدنى وجع فأنا مصابه باللوكيميا وال أعرف ملا يبتليني هللا بهذا املرض‬ ‫أخبرك قصتي أنا فتاة عشرينيه متزوجه ولديه طفلة صغيرة‬ ‫فأبتسمت وقلت لها دعيني‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫كنت دائما أشعر باإلعياء واإلرهاق وهذا التعب اليزول حتى بالراحه وأعاني من إرتفاع درجة‬ ‫حرارتي وكدمات في جسدي وفقدت شهيتي ولم أعرف السبب ولكني تجاهلت كل هذه األعراض الى‬ ‫أن وصلت ملرحله ال أستطيع تحمل اآللم فقررت أن أذهب أنا وزوجي ألجراء بعض الفحوصات‬ ‫قاموا بأجراء العديد من الفحوصات وبعدها جاء الطبيب ليخبرنا بالنتيجه فقال إنني مصابه‬ ‫بهذه االفه الكبيره ولم أستطع‬ ‫باللوكيميا ففجع زوجي بهذا الخبر فلم يخطر في ذهننا إنني مصابه ِ‬ ‫التحمل فنزلت دموعي دون إذن مني فأخبرته أذا كنت سأستطيع أن أعيش لعيد ميالد طفلتي‬ ‫األول فكنت يائسه فطلب مني أن أكون قويه وعندما غادرنا املشفى طلبت من زوجي أن اليخبر‬ ‫ً‬ ‫والداي فأنا ال أريد أن يمر علي يوم دون أن اسمع ضحكت امي واني أعلم إنهما سيحزنوا كثيرا وال‬ ‫أريد أحزانهما وأقترب موعد أول جلسة كيماوي لي كنت خائفه ومتردده ولم أستطع حتى النوم‬ ‫حاولت أن أعيش حياة طبيعيه لكني فشلت فقد كنت شديدة اليأس فأخذت اول جرعه كيماوي‬ ‫وكنت اشعر ان وجع االبره في قلبي وليس في عروقي وكان هذا بالنسبه لي عذاب ال أستطيع تحمله‬ ‫بعدها عدت إلى البيت ورأيت أمي والدموع تملئ عينيها وابي الذي كنت أرى دمعته ألول مره فقد‬


‫اخبرهم زوجي من أجل مساندتي ورأيت طفلتي التي لم أتخيل في يوم من األيام إني سأتركها بهذا‬ ‫السهوله فتخذت قراري أن ال أستسلم وأن ال أفقد األمل فاألمر أمر هللا وال راد لقضائه فمنه‬ ‫ألمي إال إنني‬ ‫الداء ومنه الدواء فلم أستسلم وجمعت قوتي فاإلراده القويه تصنع املستحيل ورغم ِ‬ ‫كنت دائمة اإلبتسامه من أجل عائلتي بالرغم من إن املرض كان ينهش جسدي ويحاول القضاء‬ ‫على حياتي وتدميري وإنهاء سعادتي لكنني قررت أن أكون قويه فربما يكون هذا املرض هدايه او‬ ‫أمل كله باهلل فاهلل ﷻ يقول ( قل لن يصيبنا إال ماكتب هللا لنا )‬ ‫إختبار من هللا سبحانه فوضعت ِ‬ ‫وأخذت الجرعه الثانية والثالثة الى أن أكملتها فقدت الكثير من وزني وتساقط شعري كله لكن‬ ‫هذا كله ال يهم فأملي باهلل كبير فمن أمرضني سوف يشفيني وعندما قرروا اخذ خزعه من أسفل‬ ‫ً‬ ‫ظهري من أجل الفحوصات فقد إكتشفوا انه تم عالجي بالكامل وشفيت تماما فثقتنا باهلل‬ ‫تخرجنا من رحم املوت فقط ثق باهلل ثقه تامه وسلم له نفسك وتوكل عليه وأدعوه فال يرد ربك‬ ‫ً‬ ‫احدا‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)37‬‬

‫شواطئ حاملة‬ ‫هبة محمد صفاء‬ ‫عجوز‬ ‫طفلة نديه‪،‬وحكمة‬ ‫بروح ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وقف يتأمل تلك اإلبتسامه املخملية على شفتيها‪،‬إمرأة ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سبعينيه‪،‬تمتلك َ‬ ‫لوجه‬ ‫قلب امومي‬ ‫طفل مشرد ‪،‬وتئن ِ‬ ‫ِ‬ ‫النزعة تجاه كل املخلوقات‪،‬تبكي لرؤية ٍ‬ ‫ً ً‬ ‫أبدا ُ‪،‬يرى في كم الطيبة التي ُ‬ ‫تكتنز روحها عبق ِص ِّديقين‪،‬‬ ‫مريض ُتبصره‪،‬ثم التقف مكتوفة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ويتن ُ‬ ‫فس عبر رئتيها ذلك اإليمان املطلق برحمة السماء وعدالتها وحكمتها مهما ساءت األحوال ‪،‬‬ ‫لصوتها اآلتي من بعيد تخبره أن تلك الفرصة‬ ‫يراها طوق نجاته في الحياة وفي األخره‪،‬وقف يصغي‬ ‫ِ‬


‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إسمته وطنا ‪ ،‬قضت الليل‬ ‫لوطن يحتضنها فقد أوجعها بما يكفي من‬ ‫ستلجأ‬ ‫هاجر‬ ‫عوض‪،‬ست‬ ‫ت‬ ‫لن‬ ‫ٍ‬ ‫سيعجبو َن بمؤهالتنا ‪،‬نتكلم لغتهم بطالقه ُ‬ ‫َ‬ ‫أحالمها وخططها املستقبليه ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬سيثمنو َن‬ ‫عليه‬ ‫تقص ِ‬ ‫ُ‬ ‫شهاداتنا الجامعيه ورغبتنا في العمل سننجح ثق بي‪ ،‬بقيت ُتكرر هذا الحديث حين كان يغرق في‬

‫صمته ينظر الى املهرب ذاك ‪،‬إشمئزت روحه وراوده شعور ُم ِلح بالنفور لم يستطع كبت ُه ولكن لم‬ ‫ِ‬ ‫ًّ‬ ‫تكن بيده حيلة‪،‬فقد بدأت الرحله وهما تحت رحمته‪،‬ظالم دامس‪،‬أضواء خافتة موحشه منطلقة‬ ‫ً‬ ‫من مصباحه اليدوي تخط الدرب أمامهم ‪،‬أخبرته إنها تشعر بالبرد‪،‬فجاء صوت املهرب غليظا‬ ‫منف ًرا إركض ي أسرع ولن تشعري به والحتى بقدميك‪،‬نظر بروح فارغة َ‬ ‫لحبيبته وقد بدأت‬ ‫وهلع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فجاءه الصوت املنفر‬ ‫تشعر بتعب قلبها الصغير لم يعد يتحمل اإلرهاق حاول أن يطلب إستراحه‬ ‫ً‬ ‫بالرفض والوعيد‪،‬وصلوا بعد أعيائهم الى الشاطئ ‪،‬كانت تخبره دوما انها تعشق الشاطئ وتحلم أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كمقبرة صامته ‪،‬وزعت النجادات‬ ‫موحشا‬ ‫ٍ‬ ‫تسافر لتراه وتتمش ى على رماله‪،‬لكن هذا بدأ مرعبا ِ‬ ‫قلبه الحياة‬ ‫لبسا النجادتين ‪،‬توقف إشعاعها اإليجابي وبدأت تهمس له إنها خائفه إنتفضت في ِ‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫مرة‪،‬كانت تحول‬ ‫إنهياره‪،‬هلع لخو ِفها الغريب‬ ‫دو‬ ‫دوما‬ ‫كل ٍ‬ ‫وتذكر كم األمل الذي كانت تمده ِب ِه في ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوقع ‪،‬لكنه سكن وراح يخبرها أن الرب سيحميهما ‪ ،‬بدأ املوج باإلرتفاع مع إقتراب زورقهم من‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شواطئ األمل‪،‬إضطرب الكون حولهم ‪،‬لم يكن الحدث َجليا بعد‪،‬وحين تجلى إكتشف إنها الشرطة‬ ‫النهريه تحاول إغراق الزورق‪،‬لم يفهم األمر أخبره أحد الالجئين إنهم سئموا اولئك العابرين الجدد‬ ‫ً‬ ‫صمت مبهم‪،‬قرر السباحة‬ ‫وهم يزاحمونهم الحياة ‪،‬بدأ الصراخ يتعالى وهي تزداد التصاقا به في‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ثوان ‪،‬ياللهول النجادات مزيفه هم يغرقون كالذباب يختفون بلمح البصر‬ ‫فورا ‪،‬إانقلب الزورق في ٍ‬ ‫نساء أطفال شباب مفعمون باألمل وحب الحياة ‪،‬يفارقونها في عتمة ليل كان ينبغي أن يكون‬ ‫إنبالجة صبحهم‪ ،‬وهي حاول حملها والسباحة بها‪،‬لكنها الترد‪،‬وهو مصر على إيصالها وتحقيق‬ ‫‪.‬حلمها ‪ ،‬لكنها الترد‬ ‫ً‬ ‫حين أفاق وجد الجميع حوله يتحدث لغة أخرى إطمأن إنه قد وصل‪،‬ولكن هي!‪،‬الوجود‬ ‫‪)،‬لها‪،‬أخبروه حين َ‬ ‫صرخ ِبهم إنه فقد الوعي وإنها قد وصلت الشاطئ (كما وعدها‬


‫وهم بإنتظار تعافيه ليحضر أسجاء جسدها املفعم ُ‬ ‫حياة كريمه لم َي ُجد بها‬ ‫بح ِ ّب الحياة‬ ‫ِ‬ ‫وخياالت ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫يوما ‪،‬فعانق ُر َ‬ ‫فاتها‬ ‫وطن جديد لم تعا ِنق حياته‬ ‫القدر الى سيوسد أرض ِ ٍ‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)38‬‬

‫عن هم طفل‬ ‫آمنه_باسم‪ /‬العراق‬ ‫ً‬ ‫يقول طفل ذات يوم كنت غاضبا ألن والدتي وبختني خرجت من املنزل والدموع تمأل وجهي جلست‬ ‫على الرصيف وأنا أنظر لكل من ّ‬ ‫يمر كنت أردد في داخلي ياليتني كنت أبن أحد غير أمي ‪ ,‬كاد‬ ‫ً‬ ‫املساء يحل وأنا في الخارج وغضبي لم يزول كم كنت عنيدا حينها وأنا جالس رأيت طفل وإمرأة‬ ‫ً‬ ‫أظنها والدته كانت تصرخ عليه وهو يعتذر ويقبل يدها وأنا ارى ذلك أشتقت لوالدتي كنت حزينا‬ ‫ً‬ ‫جدا ملا فعلت كان تصرفي خطأ كان يجب أن أقبل يدها وأنا أركض والطريق طويل أود أن أعود‬ ‫لحضن والدتي أعتذر لها وأقبل يدها وأقول لها لن أزعجها أبدا لقد وصلت الى املنزل أخيرا وأنا‬ ‫ادخل رأيت كل من في املنزل يبكي قلت أين والدتي أود رؤيتها تقرب والدي وأخذني الى أحضانه‬ ‫وقال لقد توفيت والدتك وهي تلحق لتبحث عنك دعستها سيارة وأنا منذ ذلك الحين اعتبر نفس ي‬ ‫قاتل أمي ‪..‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫كيفك أنت‬


‫تبارك محمد‪ /‬العراق‬ ‫في الواحدة من أبريل يعلن الربيع قدومه على الرغم من األمطار التي تتساقط بين فتره وأخرى ‪..‬‬ ‫ها أنا أعلن إنتصاري أتذكر املاض ي بضحكة إنكسار‪ ,‬مض ى على فراقنا أربعة اعوام ‪,‬‬ ‫لم يكن باألمر الهين َّ‬ ‫علي وعلى قلبي بالنسيان‬ ‫أقف على حافة النافذة وقطرات املطر تعلن النزول كما أعلنت عيني ذلك‪،‬‬ ‫ما الحب إال إبتالء إال وجع إال ألم ماهو إال إحتالل‬ ‫على حافة املاض ي أقف أتذكر فارس قلبي عصفور قصري "أحمد" لم أنس ى تلك األيام التي‬ ‫التقيت به‪ ،‬ذلك اليوم الغامض العاصف بكل ماهو مثير ‪ ،‬نعم كان الخامس والعشرين من‬ ‫ديسمبر كان خالف ما يقولون عند حلول ديسمبر تنتهي االحالم‪ ،‬بل كان بداية األحالم ‪..‬‬ ‫كنت في املرحلة الثانية للجامعة مهوسه بالشعر الشعبي أمثال مظفر النواب ‪،‬عندما شاهدته‬ ‫للمره األولى وقف كل ما يسمى العقل تذكرت أبيات النواب ‪:‬‬ ‫يسمر شكثر انغرت نكت‬ ‫يلما شفت مثلك ونس‬ ‫أعجبت به من اللحظات األولى اليس الحب يبدأ من النظره األولى نعم إنها لغة الجسد‬ ‫مضت األيام وشائت الصدف أن تجمعنا من جديد كأن كل ش ي يتشابك مع بعضه البعض من‬ ‫أجلنا‬ ‫في امللتقى األدبي كان كفرس شديد الجموح صب على قلبي العذاب بتلك النظرات‬ ‫أعلن إلقائه للشعر الشعبي على املنصه بدأ قلبي يرقص كفراشات ‪..‬‬


‫سمعته للمرة األولى وشاء القدر مره أخرى أن يكون بيننا حديث‬ ‫انت ام موهبة؟‬ ‫أمعجبة ِ‬ ‫هكذا كانت بداية القصه التي لم تنتهي فصولها مهما حييت‬ ‫ليته يعلم انني عشقت حروف األبجديه ألجله ألجل ذلك اإلحساس الخفي الذي يسكن في أعماقي‬ ‫انت أم موهبه؟‬ ‫أعاد سؤاله إمعجبه ِ‬ ‫تالشت جميع النظرات ‪..‬‬ ‫_ال معجبه‪ ،‬وانت؟‬ ‫_إني اكتب وأعشق الشعر إذا تحبين اكو منتدى شعر هذا االسبوع‬ ‫أصابني الشرود أما تلك العيون ‪،‬عيناه اشبه بنيزك كالهما يضيئان عتمة السماء‬ ‫مابين أضغاث أحالم وذكريات راحله أتذكرك أتذكر الصدفه االأولى كلماتك نظراتك الحاده‬ ‫كحدة السيف بل أشد أربع سنين مضت رباه كيف كان ذلك؟‬ ‫َ‬ ‫الزلت اتذكر عندما إتصلت عند الساعه السابعه مساءا اقلقني اتصالك !!‬ ‫_الو هلو أحمد‬ ‫_هلو فروحه شلونج؟‬ ‫_تمام خير قلقتني؟؟‬ ‫_ال بس ممكن باجر نتقابل‬ ‫ّ‬ ‫مرت الساعات ببطئ شيديد بين خوف وفرح وأغنية هيثم يوسف تحلق فوق رأس ي؛‬


‫شيجيب باجر وأصبر إشلون باجر التقي بأجمل إنسان كل لحضه التمر تسألني لعيون شضل‬ ‫من الوقت مو صبر خلصان‪،‬‬ ‫اغنيه لطاملا سمعتها في الثانويه عند اول قصة حب تقف احد صديقاتي على املقعد وتغنيها و‬ ‫االخريات يصفقن بحراره واملغرمه يبدو عليها عالمات الخجل‬ ‫الرابع والعشرون من حزيران يوم مميز ولدت انا‪،‬اصبح عمري عشرون سنه‬ ‫عند دخولي الى حديقة الجامعه تفاجئت بصحبة ريم وبعض من اصدقائه أبراهيم ‪،‬عبدهللا‬ ‫ومحمود‬ ‫حضنتني ريم بقوة‬ ‫_ولج ريوم ليش محجيتلي؟‬ ‫_أحمد راد يسويلج مفاجئه‬ ‫وجهت نظرات ثاقبه نحوك ‪،‬شكرتك وددت أن أعبر عن ما بداخلي لكن عيناك اتعبتني‬ ‫تمنيت أن هذا اليوم ال ينتهي لكن لم يبقى سوى الذكرى الراحله املميته القاتله البارده وفي بعض‬ ‫األحيان تكون أشبه بصهريج من نار‬ ‫أشهر مرت على معرفتنا ببعضنا انتضرت ان يبادر ويعلن حبه لكن‬ ‫غاب احمد يومين هاتفه مغلق !!‬ ‫أرسلت رساله الى صديقه عبدهلل عبر الفيس بوك‬ ‫كانت الصدمه إنه فقد منذ يومين بعد رجوعه الى املنزل‬ ‫شعرت بالسقوط من مكان مرتفع الى األرض‬


‫جزء من عمر كان غامض أعلم انه يعمل لكن لم أفهم نوع عمله‬ ‫إسبوع واحد كان كفيل بإنكساري الى الف قطع من ثم جمعي من جديد‬ ‫وانا أبكي واناجي هللا واتضرع اليه رن هاتفي املتصل احمد !‬ ‫_فرح‬ ‫_اي فرح فرح أحمد وين جنت متت بغيابك‬ ‫_اليوم اهلي دفعوا الفلوس وخلصت السالفه‬ ‫_ليش صار كل هذا؟‬ ‫مادري سدي موضوع حبابه فروحه‬ ‫صفعني بجوابه اذهلني لكن حمدت هللا على رجوعه ‪..‬‬ ‫_باجر تجين للجامعه ؟‬ ‫_اي وانت؟‬ ‫طبعا أريد أكلج ش ي‪،‬يله روحي نامي يا حلوه‬ ‫_تصبح على فل‬ ‫َ‬ ‫_وانت من اهل الفل‬ ‫َ‬ ‫صباحا ال ينقصه اإل صوتك وجهك البريئ‬ ‫دخلت الى حرم الجامعه رائحة عطرك في كل مكان‬ ‫اتجهت عيني تبحث عن خليلها‬


‫ملحتك تقف مع اصدقائك اتجهت نحوي وكأن أرواحنا إحتضنت بعضها البعض‬ ‫_هلو فروحه شلونج ياربي شكد مشتاقلج‬ ‫_هلو أحمد تشتاقلك العافيه إحنه األكثر‪ ،‬الحمدهلل على السالمة يارب متشوف اال الخير‬ ‫_فرح‬ ‫_عيونها‬ ‫أحبج‬ ‫إنتضرت هذه الكلمة لفترات طويلة كأنها أشبه بالحياة األبديه ‪،‬شعرت إن العالم يقف عند تلك‬ ‫الكلمه وإن الشمس والقمر إجتمعا مع بعضهم ألول لقاء ‪،‬دموعي تجمدت في عيني صدى صوتك‬ ‫في كلمة "أحبج" وددت اإلحتفاظ بها مدى الحياة‬ ‫_أي فرح أحبج من أول دقيقه شفتج بيها‬ ‫َ‬ ‫_وأخيرا أحمد كلتها‬ ‫_أحمد أحبك‬ ‫بعد ذلك قرر أحمد إعالن حبه أمام الجميع لكن ليس كل ما نتمنى نستطيع الحصول عليه‬ ‫تغير كل ش يء بعد سنين مضت وأصبح تغير النفوس واضح على جميع لم يوافق والدي على احمد‬ ‫بسبب الطائفيه !‬ ‫ماض جميل‬ ‫اللعنة كل اللعنة على تغير إقترفناه من حاضرنا وتركنا ٍ‬ ‫تكررت محاوالت إغتيال أحمد بسبب عمله في وزارة الداخليه ورفض والدي وبعدها قرر أحمد‬ ‫السفر والهروب من الواقع ‪،‬أصبح اآلن أب لثالثة أطفال ومازلت أنا كما انا‬


‫كيفك قال عم بيقولوا صار عندك والد‬ ‫ّ‬ ‫أنا و هللا كنت مفكرتك ّبرات البالد‬ ‫شو ّبدي بالبالد‬ ‫ّ‬ ‫هللا يخلي الوالد‬ ‫ّ‬ ‫إي كيفك إنت مال إنت‬ ‫بيطلع عبالي‬ ‫إرجع أنا وياك‬ ‫إنت حاللي‬ ‫إرجع أنا وياك‬ ‫ّ‬ ‫أنا وانت مال إنت‬ ‫فيروز _كيفك إنت‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)40‬‬ ‫» التستلمـو فـ اإلستسلم صفـة الضعيف «‬ ‫أزهار عبد هللا ‪ /‬العراق‬ ‫ً‬ ‫أنـا مارت أبن ال‪ 27‬عـامـا سوف أحدكم عن قصتي‬ ‫أصب ُـت بحـادث سيـر أثنـاء عودتـي من الحفلـة فقدت في ِـه قدمي اليسـرى فـ أصبح ُت معاق أجل ُ‬ ‫ـس‬ ‫ٍ‬


‫على الكرس ي الهزاز في تلك األثنـاء خس ُ‬ ‫ـرت كـل ما أملك مـالي وأصدقائي رحـل الجميع بسبب‬ ‫جبروتي وقساوتي لم يبقى معـي سوى مربيدي‬ ‫ـبت بآلكابة فـ ُ‬ ‫وقفت بجانبي أص ُ‬ ‫بقيت حبيس الغرفـة ملدة مـا تق ُ‬ ‫ـارب سنـة ال أخرج والاأدخـل وال‬ ‫أتكلم مع أحد‬ ‫ٌ‬ ‫أصبت بكآبـة ممزوجـة بيئس وإحبـاط‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونسيت كيف يكون العيش‬ ‫إستلمت آلعاقتي‬ ‫لـم أريد أتعالج أو ش ي كـل همـي هو يـ ُـوم موتي‬ ‫متى يأتي!!‬ ‫ُ‬ ‫ال أعـرف ولكن سوف أنتـضرة !‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫كنت أردد هذا الجمـل كثيرا آلنهـآ وحدهآ من ُتصبرني على العيش‬ ‫ّ‬ ‫كانت السيدة جينفـر «املربية »تجلب لي األطبـاء النفسين علهم يستطيعون إخراجـي من هذا املآزق‬ ‫وجهه أمـارة الحزن واليائس من حالتي‬ ‫ولكن في كـل مرة يخرج الطبيب وعلى ِ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫كنت ال أستجب لهـم عقابـا على نفس ي !‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫كنت أعاقب نفس ي على الذنوب الدي إقترفتها بحياتي سابقا‬ ‫آلنني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ظننت إنـهم‬ ‫كنت ذو جبروت وقسوة ‪ ,‬ظاملـا ‪ ,‬أمتك قلبا ال يعرف الرحمة ‪،‬خدعتنـي املـال والسلطة‬ ‫سيبقيـان مدى العمـر معي إبتعدت عن الجميع وتكابرت عليهم ولكن ماذا حصـل !‬


‫رحـل مـالي ورحـل الجميع‬ ‫َ‬ ‫ذات مرة وكـ العادة مستلقي أنـا على السرير أنظر الى السماء من خلف النافذة الشفافـة بعينان‬ ‫ضائعتان خاويتان من كـل ش ي‬ ‫دخلت على حجرتـي السيدة جينفـر‬ ‫جلبت الكرس ي بجانب السرير وجلست علية وبعد برهة من الصمت قالت‬ ‫ُبنـي كفاك نوم ًـا وإستسالم ًـا قـم أنهض تعالج وأعمـل إبنـي حيأتك من جديد !! أعرف َ‬ ‫ُ‬ ‫تحاسب ‪:‬‬ ‫إنك‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بإستطاعتك أن تصححها‬ ‫نفسك على األخطاء الذي إقترفتها سابقـا لكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صمتت قليال عندما لـم تجد مني رده فعال كالعادة‬ ‫ثم إسترسلت ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫التوجد حياة للضعفـاء يابنـي أنهض لتسمح َ‬ ‫لواقعك‬ ‫لك الحياة بالعيش من جديد ! التستسلم‬ ‫ُ‬ ‫يابنـي‬ ‫لك من هللا تعالى وكـل ماحصل هو إختبار َ‬ ‫كـل يوم جديد هو هدية َ‬ ‫لك فـ أنهض واعمـل لإلختبار‬ ‫لكي تنجح ! تحدى الحياة‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫خرجت آلنهآ كـالعادة لم تجد جوابـا او استجاب ٍـة لكالمـها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫استيقظت مفزوعـا نتيجـة كابوس ارعبنـي كثيرا‬ ‫ذات يومـا‬ ‫كنت قد ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫أيت في ِـة أحدى العوائـل الذين طردهـم من القصر في احدى الليالي املعتمة الباردة دون‬ ‫رحمـة أو شفقـة‬ ‫للقصر !!‬ ‫رايتهم يأنون من البرد تحت احد الشجـار املقابلة‬ ‫ِ‬


‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كنت دائمـا أرى كوابيس املاض ي الذي التغـيب عني كـل ليلة‬ ‫ُ ً‬ ‫أيقنت حقـا ان الذنوب الذي نقترفها سـ تالحقنـا ايمنا نذهب دون مفر منها اال ان نصححها أو‬ ‫ُتقض ي علينآ‬ ‫ومـا عالج الذنوب اال ألتوبة !!‬ ‫يمكننـا محي ذنوبنـا بالتوبة !! واخطأئنـا بالتصحيح !!‬ ‫هكذا قالت جدتي في إحــدى األيـام لـي !‬ ‫ً‬ ‫في إحدى اليالي لـم أنم ُ‬ ‫بقيت أفكـر في كالم السيدة جينفـر اوال‬ ‫ً‬ ‫ثم الذنوب الذي إقترفتها سابقا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫قررت ان أحارب الظروف والحياة لكي أقف على قـداماي وأصحح األخطاء الذي إرتكبتها وال‬ ‫وفعال‬ ‫أستسلم‬ ‫إصطحبتني السيدة جينفر الى إحدى املستشفيات للعالج‬ ‫في بادى األمر لم أستجب ُ‬ ‫خطوة أخطاها أقـع ‪،،‬‬ ‫كنت في كـل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أفشـل لكنني أصر ُ‬ ‫يت على املقاومه‬ ‫ُ‬ ‫وبداته آقتــرب من السير بمفردي بفضـل هللا تعالى والعالج‬ ‫‪،،‬سته أشهر‬ ‫مـر شهر ‪،،‬شهران‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫الطبيعي ودعم السيدة جينفـر لـي طبعا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عمال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بداته اعمـل وأساعد الجميـع تغيرت بشكـل جذري تماما‬ ‫واستطعت أن اجد‬ ‫مرت األيام‬ ‫من إنسان ذو جبروت وقساوة وطغيان الى إنسان ذو رحمة وعطف‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إستطاعت أن اؤسس مشروعا لـي ومع مرور األشهر‬ ‫لعده سنوات الى أن‬ ‫إستمريت بعملي كـ عامال‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫تتطور املشروع وب ُ‬ ‫ـداته استعيد قـوتي كما ٌ‬ ‫كنت سابقا‬ ‫ولكن كـ إنسان مختلف‬ ‫ُ ً‬ ‫أيقنت حقـا إن الظروف القاسيـة التي نـمر بها هي لبس سوى إختبـارات لنـا‬ ‫تختبر صبرنـا ‪،،‬قوتنـا ‪،،‬طاقتنـا‬ ‫وأحيـانـا تغيرنـا لألفضـل !!‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)41‬‬

‫صباح قاس ي‬ ‫صفاء عادل أبو عواد ‪ /‬االردن‬ ‫كانت رحيق تملك كل ش يء في ذلك اليوم الحب و الشغف و الحلم يوم الثالثاء ‪ 12/3/1970‬كانت‬ ‫تقف في املستشفى مع ذاك املمرض بهدوئها الواثق بمالمحها الناعمة و عيناها الزرقاوتان‬ ‫املفعمتان بالطموح فتاة عشرينية في غاية الجمال في عيناها بريق مثل تلئلؤ النجوم في السماء كل‬ ‫من رآها يجب أن يقف وقفة تأمل بأبداع الخالق في صنع هاؤالء العينان الواسعتان بلون السماء‬ ‫ذهبت رحيق الى املستشفى ل إستيالم التحاليل فتحت الظرف و بدأت بالقراءة و واصلت قراءة‬ ‫ً‬ ‫التحليل و كأنها تلتهمه إلتهاما تغيرت أنفاسها فجأة لم تعد منتظمة فجأة تنقطع و كأنها توقفت‬ ‫ً‬ ‫عن الحياة و مرة تعاود أنفاسها الخروج بصعوبة شديدة شعرت و كأن قلبها سقط أرضا و إنهالت‬ ‫دموعها بالسقوط بغزارة ضغطت على التحليل بيدها الناعمة حتى إنكمش و وضعته في جيبها‬


‫كان مثل األشواك في جيبها تخزها أي مصير بائس ينتظر تلك الفتاة أي حياة عاثرة سوف تتلعثم‬ ‫بها الى أن تسقط أرض ياال حظها العاثر في الوقت الذي تنعم فيه الفتايات بحياة هانئة هي‬ ‫تصاب بمرض السكري عادت الى املنزل و أخبرت أمها باللعنة التي أصابتها كانت أمها سيدة قوية‬ ‫مؤمنة باهلل طلبت منها امها أن ترسم على شفتاها أبتسامة فكانت أبتسامة عابرة سرعان ما‬ ‫تالشت و نهدرت الدموع بعد تلك اإلبتسامة اإلصطناعية تشعر في كل مرة تضع فيها رأسها على‬ ‫الوسادة تتمنى بأن ال تستيقظ على هذا العالم فتروح في سبات عميق يدوم أيام و كأنها تهرب‬ ‫من الواقع و لم تعد لديها رغبة في مكافحة الحياة فهي تقف عاجزتا أمام هذا الصراع بين‬ ‫مكافحة اآللم و عدم الرغبة في اإلستمرار في هذا الحياة فأنفاسها أصبحت مثقلة تعاني من صراع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أنعكس على وجهها على هيئة وجه شاحب محبط حزين يحاول مرارا و تكرارا الهروب من هذا‬ ‫الواقع تعمل جاهدة على أن تجد عالم يناسبها و الجسد ذاق من اآللم و وخزات األبر ما يكفي ال‬ ‫يوجد رقعة في جسدها تخلو من الزراق من وخزات إبر األنسولين لقد أصبحت ماهرة في تميز‬ ‫املمرض املحترف و املمرض املتدرب فجسدها ذاق ما يكفي من أخطائهم الطبية التي ال يوجد‬ ‫شخص يلقي بها باال في إحدى املرات تجبر اليأس منها و أصبحت روحها مثقلة بالهموم ممزوجة‬ ‫بش يء من اليأس مشحونة بالدموع‬ ‫ً‬ ‫فمتنعت عن أخذ ابرة االنسولين تلك التي وقفت عائقا بينها و بين معاودة الرؤيا بشكل طبيعي‬ ‫فقد أصبحت عيناها الزرقاوتان اللتان تبعثان حياة في قلب كل من يراهن كبحر يافا حين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تسقط أشعة الشمس عليه فيعكس بريقا عجيبا يعجز أي فنان عن رسمهن ناطقات بهذا‬ ‫ً‬ ‫الجمال ‪..‬إنتشرت مادة بيضاء على عيونها و قفت عائقا ملعاودة الرؤيا بشكل طبيعي فخضعت‬ ‫لعدة عمليات و عاودت الرؤيا لكن مع إرتداء نظارات ‪...‬كل ما تقدم لها خاطب و عرف بمشكلتها‬ ‫مرض السكري الذي تسبب بتغير تلك العينين الزرقاوتان أخذ يتمعنها بشفقة و لم يعد ملزلها‬ ‫كل من عرف بمشلتها أخذ يلقي عليها كلمات كانت أشد ألم من كل إبر األنسولين التي أخذتها‬ ‫بحياتها كلها أشد من حرمانها من أشهى املأكوالت كالم مثقل ب الشفقة اي مصير بائس ينتظر‬


‫تلك الفتاة املسكينة من ذاك الساذج الذي سيربط مصيره بفتاة إحتمال إنجابها ضئيل ‪ ،‬كم مرة‬ ‫عليها من الوقت لم تذق طعم قطعة حلوى ‪ ،‬كيف لها أن تحيا مثل باقي الفتايات ‪ ،‬يا حرام تلك‬ ‫الفتاة املسكينة اتذكرين عيناها الزرقاوتان كيف كانا قبل أن ينتشر السائل األبيض عليهن و‬ ‫قبل أن تذبال من كثرة بكائها على تلك املصيبة التي حلت عليها إنه غضب من هللا و حل عليها‬ ‫تعايشت الفتاة مع هذا املرض و حمدت هللا على هذا اإلبتالء أكملت دراستها فأخذت دكتورا في‬ ‫اللغة االنجليزية و إرتبطت بشاب ذو أخالق و أنجبت ولدان و بنتان اآلن تسخر من كالم تلك‬ ‫النسوة حين كن يقولن هل ل رحيق اإلنجاب يستحيل ذالك هل لساذج الزواج بها كيف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ستواصل حياتها ‪...‬دآئما الحمدهلل و الرضا بما قسمه هللا لنا ‪ ,‬ان هللا دائما قادر على فعل كل ما‬ ‫ً‬ ‫تنظنونه أنتم مستحيال‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫" إحتضار الجمال "‬ ‫مالك مراد ‪/‬العراق_ذي قار‬ ‫د ُ‬ ‫خلت ُغرفتي وعلى غير عادتها ورغم إنطفاء مصابيحها كانت متوهجة كأنما ّ‬ ‫حل فيها الصباح على‬ ‫عجل ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مصدر األنارة كان واضحا وجالسا عند زاوية الشباك بعيدا عن اوراق الشجر وستائر نافذتي ‪،‬‬ ‫كان ُيض يء وكأنه كرستالة سقطت من عقد أميرة حورية وعلقت في السماء ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لم أستطع أن الأغني لذاك النور ‪،‬‬ ‫_ ٌ‬ ‫قمر ‪ُ ،‬سبحان ربي مااجملك‬


‫َ‬ ‫تسرق النور ُلتض يء فتسرق قلبي ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ماك ّل هذا التباهي والسطوع ! كأنك َتلقيت دعوة لحظور زفاف حبيبة ما ‪ ،‬فأرتديت ك ّل النور‬ ‫وأتيت‬ ‫إعترف‪،‬بأنك قد ضللت الطريق فأتيت عند نافذتي ‪.. ،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ ُ ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫فأرتديت كل هذا النور‬ ‫نهر ما ‪،‬‬ ‫هيا إعترف بأن الغيرة تملكتك من رؤية حبيبين يرتالن غزلهما عند ٍ‬ ‫َ‬ ‫لينسيا ُحبهما َويعشقا ِن َك ‪،‬‬ ‫وأتيت ُتوقع بينهما‬ ‫ّ‬ ‫فأضلك الطريق واتى َ‬ ‫ولكن ُ‬ ‫الح ّب َ‬ ‫بك عند نافذتي ‪..‬‬ ‫عاقبك‬ ‫َ ُ‬ ‫وحظ َك ‪ ،‬ياقمري‬ ‫وإنه ملن ُحسن حظي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هذه الليلة ُب ّ‬ ‫كل هذا النور!‬ ‫لن أدعك تحزن وحدك ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫هديك حكاياتي الثمينة ودون أن تشعر سأقتبس الف شعاع نور ملصابيحي املطفئة‬ ‫‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التقف مختبئا هكذا بين أغصان الشجر ‪ ،‬إرمي الكون خارجا وتعال ‪ ،‬طلق السماء وأقبل بجدران‬ ‫ُغرفتي فأنا َ‬ ‫أست ِح ُق ‪،‬‬ ‫آال َ‬ ‫أستحق ؟‬ ‫ّ‬ ‫تكلم ! َ‬ ‫ودع الصمت ألصحاب ال ِنقاط الثالث ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫_ َحسنا‪ ،‬سأتكلم‬ ‫ُك ّل الذي ُقلتيه ّ‬ ‫عني كان إفتراء‪،‬‬ ‫ُ ّ‬ ‫ضل الطريق ولم يلعنني ُ‬ ‫الح ّب‪ ،‬لكنه َ‬ ‫لم ُأدعى لحفل زفاف ولم ُأ َّ‬ ‫بأنه َدلني على‬ ‫باركني وأألله ‪،‬‬ ‫نجمتي ‪ ..‬وعينيها ‪،‬‬


‫ُ‬ ‫حظرتها ‪،‬‬ ‫كي يفنى جمالي ِب ِ‬ ‫ويبهت النور بين ُمقلتيها ‪ ،‬اللتان أتيا بي من السماء السابعة وآآلف النجوم ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬الصغيرة السعيدة ‪ُ ..‬‬ ‫أتيت ِك ُمعتذرا عن القدوم الجميل ‪،‬‬ ‫نجمتي الوحيدة‬ ‫َ‬ ‫محض ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حتضر يانجمتي ‪..‬‬ ‫كفن بغيض ‪،‬انا وجمالي ن‬ ‫سطوعي هذا وتوهجي‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ليلة حزينة ‪،‬لكن أ ادتي من أين إ ادة َ‬ ‫القدر ‪،‬‬ ‫جعلها‬ ‫رد‬ ‫أ‬ ‫لم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫كليل َتنا ‪ ،‬بل كوني ‪ُ ،‬‬ ‫ن‬ ‫يك الناعسين أمسية بحرّية ‪..‬‬ ‫رمش‬ ‫بين‬ ‫ز‬ ‫فالح‬ ‫لك أن التكوني حزينة‬ ‫ِ‬ ‫لن أقول ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وتقاطفت الغيوم شماتتها فأسبري أغوارها ُبأ ُ‬ ‫غنيتك (ياقمري) ‪ ،‬ثم دوني كلمات‬ ‫وأن طال غيابي‬ ‫ُ‬ ‫العشق عند طيات أوراق الشجر َلتنثرها صديقتي الرياح عند مطارب سمعي فأبتسم ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نجمتي الى اللقاء بعيدا ‪..‬‬ ‫قمري ‪ ..‬قمري‪-‬‬ ‫أنتهى قمري‬ ‫ولن يسمع ندائاتي األخيرة‬ ‫ُ‬ ‫وناديت َورجوت ّ‬ ‫رب السماء ‪،‬‬ ‫صرخت‬ ‫ُ‬ ‫بهمهمة ُمتعبة ‪،‬‬ ‫ناديته‬ ‫ثم‬ ‫ٍ‬ ‫ُأيها َ‬ ‫القمر أنتظر ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫غدقت بالنوح ‪،‬‬ ‫أنتظر فالروح أ‬ ‫َ‬ ‫والعينان َهيمن فيهما النعاس َ‬ ‫وغادرهما أرقهما املنشود ‪،‬‬


‫وتكالب رمشاي وتساندا ّ‬ ‫ضدي‬ ‫ولراية األستسالم رفعا بالغصب ّ‬ ‫عني‬ ‫ّ‬ ‫حتى نسمات صيفي العتية‬ ‫ّ‬ ‫ولت األدبار في غرفتي‬ ‫وهجرتني‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اوية ‪ّ ،‬‬ ‫يتخلله أنفاس املوتى وقشعريرة‬ ‫تجم ٌد‬ ‫وأحالت املكان ُبقعة شتوية يجتاح فيها البرد كل ز ٍ‬ ‫الوداع األخير ؛‬ ‫ُ‬ ‫هذه الطقوس ُتحاول َسرقتي ِمنك ‪..‬‬ ‫ك ّل ِ‬ ‫فال ترحل ؛‬ ‫كل آيات ُ‬ ‫ب ّ‬ ‫الح ّب أرجوك ؛‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أن ُ‬ ‫الت ِفل َتني لعالمي ؛‬ ‫ُ‬ ‫خذني َحيث السماء وصديقا ِت َك النجوم ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فالوقت وقتي وقد حان ‪..‬‬ ‫إنتظار وأحزان ‪..‬‬ ‫ليس الوقت وقت‬ ‫ٍ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حتى ّإني َخ ّب ُ‬ ‫ّ‬ ‫صالت شعري خصلة ِمن لو ِن َك‬ ‫ئت بين خ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وشامة على ّ‬ ‫الخد ‪ ..‬بلون الليل ِردائ َك ؛‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جل َك‬ ‫نسخت ِمثلها في عيني اليمنى ِمن أ ِ‬


‫َ ُ‬ ‫َس ُ‬ ‫جارتنا املصابة بالزهايمر ؛‬ ‫رقت بيانو‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫القديمة طبوال‬ ‫وحول ُت َمقاعد شرفتي‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫دته سح ًرا بأن َط ّر ُ‬ ‫األخ ْاذ َفز ُ‬ ‫َّ‬ ‫افه املنسابة لؤلؤا‬ ‫ر‬ ‫أط‬ ‫َ‬ ‫زت‬ ‫األبيض‬ ‫ستاني‬ ‫ف‬ ‫أما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ َ ُ َّ‬ ‫‪،‬خلخال ‪..‬‬ ‫وعلى كاحلي شددت ِزينتي املفضلة ِ‬ ‫َ‬ ‫َيلمع بنور ُز ّ‬ ‫مردي ‪ ،‬فض ٌّي ليس ذهبي‬ ‫ٍ‬ ‫ً ُ‬ ‫أليس َجميال كل هذا !‬ ‫غتر بعطاياي ُوت ّ‬ ‫ّ‬ ‫فضل على الرحيل َ‬ ‫ألن َت ّ‬ ‫البقاء ‪..‬‬ ‫ليس ِمن العدل أن ُتهديني بعد كل هذا ُ‪،‬بكاء!‬ ‫ُ‬ ‫أجوب َ‬ ‫إمحها َ‬ ‫السابقة تلك وأبدأ معي ِمن َجديد ‪،‬‬ ‫تك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ ً‬ ‫َ‬ ‫حببة معا‪-‬‬ ‫أرجوك ياقمري َدعنا ُنكمل أغنيتنا امل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫فس َك ِعتاباتي ‪..‬‬ ‫بعدها لن أشكوك ألزهاري ‪ ،‬ولن تشكو ِلن ِ‬ ‫َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫باألمل ‪..‬‬ ‫توقف الحديث وأنتهى ِ‬ ‫وهذه محض تمتمة أمني بؤس النفس فيها ِ‬ ‫ُ‬ ‫األمل ّ‬ ‫ُ‬ ‫الخداع الذي اليتعدى أحرف الكالم ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فالذي بدا ُ‬ ‫أخسر فيها ُكل ّ‬ ‫ُ‬ ‫مرة ‪..‬‬ ‫أنه الجدوى ‪ ،‬هذا ّإما خطة القدر أو لعبة الحظ التي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قمري غا َدرني ولن ُيحبذ َدعواتي ‪،‬‬ ‫وال َتزُّيني هذا وال إبتهاالتي ‪،‬‬ ‫َوليتي التي ُأناجيه بها أصبحت ‪َ ..‬‬ ‫ُ‬ ‫فأزوره ذاك الذي‬ ‫تحاو ٌر ‪ ،‬كي ُينجدوني ‪،‬‬ ‫حوم‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫وبين‬ ‫بيني‬ ‫ليت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫هده في ُخلوة َتكوينه َ‬ ‫إنقض ى َع ُ‬ ‫بين الحين واآلخر ؛‬ ‫ِ‬ ‫قروح َتين بسعادة َ‬ ‫ُأكحل بؤبؤتا َ‬ ‫يني املَ َ‬ ‫ّ‬ ‫عثه الجديد ‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫سأنتظره ولو بعد سنين ‪،‬‬ ‫بعث‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫ي َ‬ ‫كشجرة َزيتون ُقطعت من ّ‬ ‫وهللا أني ألغدوا ِمن َبعده‬ ‫الجنة ِل ُتصبح َحطبا يؤنس َجنهم‬ ‫قمر ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫اقه ‪.‬‬ ‫بأحتر ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ولن أنس ى أن ُأحد َ‬ ‫عل َ‬ ‫لعنة َت ُّ‬ ‫الجمال حبيبي ‪ ،‬قد‬ ‫ثك ياقمري عن ذاك الشحوب البغيض الذي حل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رحيلك ‪،‬‬ ‫ز َار أزهاري فأودأها شاحبة كأنا وانت ليلة‬ ‫ُ‬ ‫أعرفها غريبة !‬ ‫لم ِ‬ ‫على وشك الذبول ُتهديني الذكرى َ‬ ‫الحزينة !‬ ‫ُ‬ ‫وألف األبتسامات املقتولة ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ى ُ‬ ‫وأحال َ‬ ‫الشعاع والنور بين َ‬ ‫َ‬ ‫ذاك َ‬ ‫الرحيل بيني وبين الليالي‬ ‫صفحات الدموع ‪،‬‬ ‫قمري بعد أن أنطو‬ ‫ً‬ ‫ّ َ ً‬ ‫ٌ‬ ‫عداوة ‪ ،‬وكبرياء خلف ليال وقحا ‪..‬‬ ‫واده بالهاالت التي َ‬ ‫ُيقارن َس ُ‬ ‫تحت َعيناي ؛‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نطفيا ّ‬ ‫أشد األنطفاء ؛‬ ‫متشائما َيأتيني ُم‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ثل ّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫جاثيا ُم َ‬ ‫جال َ‬ ‫ولة ُم ّ‬ ‫س غ ِزلنا القديمة ‪..‬‬ ‫سيد د ٍ‬ ‫ثوبه أتربة الطرق ِعند م ِ‬ ‫تشرد أكلت أطراف ِ‬ ‫كي ُيثير فزع قلبي الضعيف ‪،‬‬ ‫ُ ّ ً ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ماأ َ‬ ‫‪،‬نواظري ‪..‬‬ ‫تأمال بكل‬ ‫وتي من ظلمة ِ‬ ‫م ِ‬


‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً ُ‬ ‫ضوء ‪،‬قا ِتال ك ّل الشوق ‪..‬‬ ‫ُمتشبثا سارقا آلخر وميض ٍ‬ ‫ً ّ ً‬ ‫َ ً‬ ‫هلة لحظة ! ‪ ،‬أنا قد ُأ ُ‬ ‫وضاءا‬ ‫حيله رونقا‬ ‫م‬ ‫ً َ ً‬ ‫َحبيبا خجوال آخر ‪،‬‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫تمتمت بما تركت لي من وصية ‪ ،‬أغنيتي اللطيفة (ياقمري)‬ ‫إن‬ ‫ّ‬ ‫هيا ياقمري الجميل‬ ‫النور َ‬ ‫إرتدي َ‬ ‫الحفيل‬ ‫ب ّ‬ ‫كل ألوان السعادة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ولتجيء ُهنا تميل‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اقص أغنيتي املعتادة‬ ‫ُتر‬ ‫ُت ّ‬ ‫نشد لي ُكل ماقال في ّ‬ ‫الحب‬ ‫وقيل ‪،‬‬ ‫ياقمري تعاال‬ ‫هاك قلبي َسماكا‬ ‫وأبتعد عن كل النجوم‬ ‫ُ‬ ‫خذ فؤادي ِلهواكا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شق أللف قر ٍن َسيدوم‬ ‫عقد ِع ٍ‬ ‫لن ُيضاهي ُحبنا ليال‬


‫ً‬ ‫صباحا ّ‬ ‫يتغنى بالغيوم‬ ‫أو‬ ‫ِعند ضوئك سأكون ‪،‬قنديال‬ ‫ّ‬ ‫يتوض ى بالهموم‬ ‫ُيشعل النور في عينيكا‬ ‫الى يوم وداعنا املشؤم‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)43‬‬ ‫فيض الرحمة‬ ‫شمس االسدي ‪ /‬العراق‬ ‫في إحدى ضواحي املدينة يكمن بستان كبير تحيط به األشجار من كل جانب وتطل من تحتها أنهر‬ ‫صغيره طبيعة تحبس األنفاس وتغري البصر ليطيل النظر بنشوه وكأنها جنه من طراز خاص ‪،‬‬ ‫وبوسط هذا البستان بيت صغير يسكن فيه فالح مع زوجته يعمل هذا الرجل وال ّ‬ ‫يمل من عمله‬ ‫فكل يوم تشرق الشمس على نافذة بيته وتعانق أشعتها زوايا املنزل يقوم بنشاط لعمله فيجد‬ ‫زوجته تعد طعام اإلفطار يلقي عليها التحية ويقبل جبينها كشكر لعملها املتواصل يتنــاول طعــامه‬ ‫يتحدث إليها ويدور بينما كالم لطيف ثم يودعها وهو يحمل أدوات العمل يذهب في طريقه وهو‬ ‫ً‬ ‫يحمد هللا على نعمه ‪ ،‬لكن كلما يمر الفالح على املدينة يشاهد أطفاال صغار فتتكسر عبرته داخل‬ ‫صدره ووتتحشرج يخرج منديله من جيبه ويمسح دمعه خشية أن يراه أحد كان هذا الفالح‬ ‫ً‬ ‫محبوبا في بلدته لكنه لم يرزق بطفل وكلما يشاهد األطفال يرفع رأسه الى السماء ويقول ‪ :‬مض ى‬ ‫العمر ياهلل فتحنن علي بطفل وليد يؤنسني في هذا العمر ‪ ،‬ثم يمض ي الى مكان عمله يحرث األرض‬


‫ويسقيها و يزرع املحاصيل وبعد أن ينتهي يجلس تحت ضل شجرة التفاح‬ ‫ويخرج منديله و يجفف العرق من على جبينه ويمرره على وجنتيه في الجانب األخر في ذلك املنزل‬ ‫الصغير تعمل الزوجة وهي سعيدة تعد طعام الغداء وتجلس تنتظر عودة زوجها وبينما كان‬ ‫ً‬ ‫الفالح منهمكا في عمله شعر بأن حرارة الشمس قد إرتفعت فقرر أن يعود الى منزله نهض وجمع‬ ‫أدوات عمله ووضعهاا في كيس مرقط ثم حملها فوق كتفيه إنحنى ليغلق صنبور املاء ثم إعتدل في‬ ‫ً‬ ‫جلسته وقام ليتابع طريقه نحو املنزل في اثنااء سيره أخذ ينظر الى األشجار كانت كبيرة جدا‬ ‫وأغصانها واسعه وتغطي املكان برمته إبتسم الفالح وقال في نفسه ياترى كم عمر هذا الشجيرات‬ ‫ولم يكمل جملته حتى سمع صوت قطة صغيرة وهي تمووء اخذ يفتش عنها ويبحث هنا وهناك الى‬ ‫ً‬ ‫ان عثر عليهاا فوجدهاا قطة تشبه الثلج بيضاء جدا وذات عينين زرقاوين جميلتين دنا منها فوجد‬ ‫الدم يسيل من قدمها يبدو بأنها جرحت وجرحها عميق فقال لها من سبب لك هذا الجرح عزيزتي‬ ‫إقترب كي يمسك قدمها فخدشته بباطن كفه واخذ الدم ينزف لم يأبه لنفسه ونظر الى القطة‬ ‫وحملها بيده وأخذ يهمس لها التخافي عزيزتي سأخذك الى منزلي واعتني بجرحك حتى يشفى وبعد‬ ‫ذلك تستطيعين الذهاب الى اي مكان تريدينه فقط إنصتي الي هذا املره وبالفعل كانت القطة‬ ‫هادئة وكأنها سمعت كالم الفالح الطيب‬ ‫تابع الفالح طريقه ومــر بجانب املدينة وهو يحمل القطة فقال في نفسه يبدو بأن الشمس غاضبة‬ ‫اليوم أسرع الفالح في املش ي حتى وصل الى منزله طرق الباب طرقتين فخرجت زوجته القى عليها‬ ‫التحية وقال لها خذي األدوات ووضعيها في مكانها فنظرت الزوجة الى القطة ولم تنتبه الى كالم‬ ‫معك ما أدهاك عزيزتي إرتبكت الزوجه ووضعت يديها على‬ ‫زوجها إبتسم الفالح وقال أنا أتكلم ِ‬ ‫فمها وقالت لقد إنتبهت للقطة أعتذر منك ‪ ..‬دخل الفالح الى منزله وجلس فجاءت زوجته وطلب‬ ‫منها أن تحضر مناديل جافه وبعض من املاء الدافئ قامت الزوجة فاخرجت قدح ووضعت فيه‬ ‫املاء ثم أخرجت املناديل وجاءت بها الى زوجها أخذ الفالح ينظف جرح القطة وهي تمووء وكأنها‬


‫الجرح يؤملهاا وبعد ان انتهى ضمد الجرح بقيت زوجته تنظر الى القطة بتمعن وهي تالحظ إنتفاخ‬ ‫بطنها ظنت بأن القطة تعاني من مرض ما ‪ ..‬لكنها أحبتها وقالت لزوجها سنبقيها معنا ‪ ..‬أعطى‬ ‫الفالح القطة لزوجته بعد أن إنتهى من تضميد جرحها وقام وضعت زوجته القطة في مكان‬ ‫مناسب وقدمت لها في إناء بعض من الحليب ووقفت تشاهده القطة وهي تلعق الحليب‬ ‫ً‬ ‫جلس الزوجان وهما يتناوالن الطعام سوية مض ى الوقت مسرعا وحل املساء خرج الفالح مع‬ ‫ً‬ ‫زوجته خارجا وهما يشاهدان النجوم معلقة في السماء إستمرا هكذا فشعرت الزوجة بإن الوقت‬ ‫قد تأخر فقالت لزوجها قم عزيزي فقد تأخر الوقت قام الفالح الى فراشه وذهبت الزوجة‬ ‫لتحضر بعض من املاء فسمعت مواء القطة وذهبت لتراها فوجدت القطة تحرك قدميها ظنت إن‬ ‫قدمها تؤملها إقتربت أكثر وعندما تقدمت وجدت تحت قدمها قطة صغيرة ولدت للتو فرحت‬ ‫الزوجة وأخذت الدموع تنهمر من عينيها وهي ترى قطة تلد أمامها إكتفت بالنظر إلنها ال تستطيع‬ ‫عمل ش ي لها ولدت القطة ‪4‬قطط صغار وعمياء وكانت تلعقهم وتقربهم اليها حتى أخذت القطط‬ ‫الصغيرة ترضع اللبن ‪ ..‬قامت الزوجة وقد حضرت إناء وضعت فيه بعض السمك وقدمته للقطة‬ ‫ً‬ ‫إلنها شعرت بانها بعد هذا التعب البد أن تكون جائعة ثم ذهبت بقيت تبكي كثيرا وهي تتذكر‬ ‫موقف القطة وتمنت من هللا أن يرزقها ولو بطفل واحد ‪ ..‬أغلقت جفنيهاااا وامنيتهاا ذهبت الى‬ ‫هللا في صباح اليوم التالي استيقظت لتعد االفطار وتذكرت القطة وذهبت اليها فوجدتها نائمة‬ ‫وصغارها بجانبها وكانت قد تناولت السمك الذي وضعته الزوجة ‪..‬‬ ‫ومضت األيام وهما على هذا الشاكله وذات ليلة أصيب الفالح بحمى شديدة وتدهورت صحته‬ ‫ً‬ ‫وبينما هو‪ .‬على سريره دمعت عيناه وقلبه كان يتحدث مع هللا بامنية لطاملا طلبها منه ‪ ..‬سمع‬ ‫صوت املطر وهو يرتطم بالنوافذ قام وعظامه ترتجف وإنتبهت له زوجته فقالت له عزيزي مابك‬ ‫التنهض أنت متعب لم يعرها اي إنتباه وقام وهو يترنح من اإلعياء خرج تحت املطر وهوو يبكي‬ ‫بشدة ويرفع كفيه املرتجفتين الى السماء ‪ ..‬وزوجته تنظر له من خالل الناافذه‬


‫ً‬ ‫إمتلئت رئتيه هواء بارد وإبتلت ثيابه لكن قلبه كان دافئا ‪ .‬فقال بصوت خاافت ‪..‬‬ ‫إمنيتي الزالت معلقه بسماء رحمتك أنت تنظر لي وأعلم إنك ترى الكثيرين وتسمع صوتي الخافت‬ ‫وتسمع ماليين األصوات مض ى العمر والتعب أضنى جسدي النحيل تلطف عليه بزهرة أليامي‬ ‫املتبقيه ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫عندما أكمل الفالح كالمه سقط مغشيا عليه آثر إرتفاع حرارته فزعت زوجته وهي تحتظنه وتبكي‬ ‫عليه أخذته وأدخلته وسهرت عليه حتى تخفف اآلمه ‪..‬‬ ‫في الصباح إستيقظ الفالح بعد إن تحسنت حالته ونس ي كل ماقاله ‪ ..‬أصاب زوجته الدهشة فهو‬ ‫لم يذكر لها مافعله ليلة البارحة ومضت األيام على هذا املنوال ‪ ..‬كبرت صغار القطة وأصبحت‬ ‫ً‬ ‫تموء وكانت سعيدة جدا بوجودها مع هذا الرجل الطيب وزوجته ‪ . .‬بينما كانت الزوجة ترتب‬ ‫ً‬ ‫األطباق شعرت بالغثيان قليال ثم جلست على األرض وهي تفكر بذلك إرتدت ثيابها وذهبت الى‬ ‫أقص ى مشفى طبي في املدينة وأجرت بعض الفحوصات وكانت نتيجة ذلك إنها تحمل في أحشائها‬ ‫ً‬ ‫طفال ‪ ..‬عادت للبيت وهي تبكي بشدة فوجدت زوجها في املنزل يبحث عنها وعندما راى عيناها‬ ‫ً‬ ‫منتفختان جاء مسرعا اليها يسألها عن السبب ‪ ...‬لم تستطيع أن تخبره لكنها تمالكت نفسها‬ ‫وقالت له‬ ‫إن بذرة الصبر التي زرعتها داخل قلبك وسقيتها الرضا جاء اليوم الذي ستحصد فيها ثمرة ذلك‬ ‫العناء فقد حان موسم قطفها ‪ ..‬أحمل لك بشرى ستسرك سنكون أبوين لطفل جميل ‪..‬‬ ‫صعق الفالح من هول البشرى وأخذ يبكي بقوه وهو يقول ‪ ..‬رب ــاه ماذا عساي أن أقول وماهي‬ ‫ً‬ ‫لك شكرا مرة ام مرتان أو عشر‬ ‫حيلتي أمامك أخبرني مالذي سأفعله هل تكفي أن أقول ِ‬ ‫ً‬ ‫لكن شكرا بحجم رحمتك وفيض رحمتك‬ ‫‪..............................................................‬‬


‫(‪)44‬‬

‫أتالم‬ ‫فاطمة علي الطائي ‪ /‬العراق‬ ‫أتألم ملجرد سماعي رضيع الكلب وهو يصرخ من شده ضربه من قبل األطفال الذين يركضون‬ ‫ً‬ ‫خلفه كاملفترسين وكأن اإلنسانية لم تخلق بهذا الكون أطفاال صغار من علمكم بحمل هكذا‬ ‫أسلحة (كالخشبة‪،‬أو قطعة حديدة مستطيلة‪،‬او اأحجار‪،‬وغيره) لضربه لهكذا صغير الكلب‬ ‫وهو يبكي بصوت حزين ألنه لم يعد يرى أمه وكأنه أضاعها بأحدى الطرق‬ ‫آه صوته وهو يصرخ أمام بابنا واألطفال لم يعد يرحمونه‬ ‫أخرج له وأضمه لي لكن ال استطيع ألني في مجتمع اليسمح بخروجي هكذا يجب أن أستر نفس ي‬ ‫بلبس ي وعبائتي‬ ‫لكن وقت الذي اقوم بأرتداء مالبس ي ومعطفي قد يكون الوقت تأخر واعتقد ال أجده أمام بيتنا‬ ‫أسرع راكضة وأستمع الى صراخه من جديد أثناء ارتدائي معطفي وحجابي‬ ‫ركضت واجدة يلفظ أنفاسة األخيرة ودمائه طاغية على شعرة وعيونه وونينه‬ ‫مددت يدي بقربة ألجلبه لي لكن أبتعد كأنه لم يعد لديه ثقه بأي شخص حتى بنفسه‬ ‫ً‬ ‫لديك حق أن من قتلوك أطفاال فكيف تثق بالكبار‬ ‫*وأغمض عينيه وهو حزين وكأنه تذكر والدته التي لم يجدها بعد‪.‬‬ ‫‪..............................................................‬‬


‫(‪)45‬‬

‫قلب َ‬ ‫ٌ‬ ‫هام‬ ‫أمل نواف ألدالبيح‪ /‬االردن‬ ‫َ ُ ً‬ ‫ّ ُ‬ ‫رقيق ير ُق‬ ‫وددت بأن أكون مغايرا للواقع‪ ,‬ساذج ‪,‬شخص غير نافع ‪ ,‬أبله أحمق ال يتحلى ِب ٍ‬ ‫قلب ٍ‬ ‫السهاد ما ُ‬ ‫َ‬ ‫‪.‬قلبك من حرش نبض ي ينبض يقلق ‪ّ ,‬‬ ‫وددت هجران ُ‬ ‫كنت لوال إنعكاس‬ ‫لقلب ُمرمق ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫أرت أن يكون توهجي ظاهري ما أردت ُه باطني ما ُ‬ ‫األية أرق‪ ,‬أردت أن ُيشفق علي وال أشفق‪ُ ,‬‬ ‫أرته بذاك‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫العمق‪ّ ,‬‬ ‫ُ‬ ‫تقمصت دور الفتور ألتجنب إحتراق نبض ي‬ ‫وددت بأحدهم َيكن مني أصدق‪ ,‬غلستا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫امللتهب ألتجنب مدمعا للهطول مستعد ُمتشوق‪ ,‬وما شعرت بقلبي حين هام ؛ إنعكست أية الفتور‬ ‫َ‬ ‫أردت أن ُأطفيء لبريق العينين َ‬ ‫ذاك الرونق‪ُ ,‬‬ ‫؛بفتوره إحترق‪ُ ,‬‬ ‫أرت بأن أكون أنا امللعون أنا الكاذب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مني أصدق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هممت تحول‬ ‫رفعت‬ ‫وسيلة ِلغايه‬ ‫السقم اللذيذ بجوفي ما‬ ‫هممت بإن ِعكاس األيه وإندالع كأس‬ ‫وما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بداية ليست مشرفه مني ما ظننت‬ ‫لحب تشكل بتلك البدايه ٍ‬ ‫لإلستسالم رايه ما هممت بأن أخضع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بقلبه كل تلك ال ِعنايه كنت متطرف‬ ‫بنهاية االمر أرتشفت ُمر النهايه ما ظننت إعتناء قلبي املتهالك ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ظننت سأكون أحد أبطال الروايه وما ههمت بتلك البساطه تتنتهي‬ ‫ساذج ال أحدث ش يء وما‬ ‫الرواية بأن اكون أنا الوسيلة وأنا الغايه وأنا من عاش الصدع وانا من ُ‬ ‫أختتمت ِبه الروايه ‪.‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)46‬‬

‫عجلة األيام‬ ‫ل ـ ميعاد عباس‪ /‬العراق‬


‫تفتح األم باب غرفة أبنتها (منال) ذات الثالثة عشر عامآ ‪،‬لتتجه نحو النافذة وتسحب الستارة‬ ‫على منتصفها ‪ ,‬لتسمح ألشعة الشمس البادئة بالشروق باألصطدام بعينيها الزرقاوين املغمضتين‬ ‫‪،‬لتفتحهما ببطيء‬ ‫_آه ‪ ,‬ماما ‪،‬كم الساعة اآلن اتركيني أريد أن أنام ‪،‬لقد بقيت لساعات متأخرة أدرس ليآل قالتها وهي‬ ‫ترفع الغطاء األبيض لتنهض ‪،‬وكانت تفرك عينيها بيديها‬ ‫_األم‪ :‬عزيزتي هيا قومي بسرعة ‪ ،‬جهزي نفسك قبل أن تأتي حافلة املدرسة‬ ‫قامت(منال ) ذات العيون الزرقاء ‪،‬والشعر األشقر ‪،‬والبشرة البيضاء‪ .‬أجل لقد كانت فتاة‬ ‫شديدة الجمال ‪،‬والذكاء أيضآ ‪ ,‬فأمها تسعى لوصولها ألعلى املراتب‪ ،‬و(منال ) كانت متعاونة فهي‬ ‫تتبع النصائح وال تتكاسل ‪ ,‬فهي إلى اليوم األولى على دفعتها على مدار السنوات السابقة ‪ ,‬ببساطة‬ ‫ال تحب أن تكون الثانية !!‬ ‫في مساء نفس اليوم بعد العودة من املدرسة تحدث (منال ) أمها عن يومها كعادتها‬ ‫_منال ‪ :‬لقد تعرفت على صديقة جديدة اليوم!‬ ‫_األم ‪:‬جيد ‪ ,‬لكن كيف هي ؟! وعائلتها ‪،‬ربما تكون فتاة سيئة ‪ ,‬وتسحبك ملستواها!‬ ‫منال ‪ :‬ال مطلقآ‪ ,‬هي من عائلة فقيرة ‪ ,‬بسيطة ومستواها الدراس ي ال بأس به ‪ ،‬مثلما أريد‬ ‫حتى ال تنافسني!‬ ‫_األم‪ :‬حسنآ أبنتي ‪ ,‬لكن مهما يكن خذي حذرك‬ ‫مرت السنوات ‪ ,‬لقد أصبحت (منال ) وصديقتها الجديدة(ملك ) مقربتان جدآ ‪ ،‬كانتا متفقتين‬ ‫جدآ ‪،‬وسعيدتان مع بعضهما حتى أن (ملك ) تحسن مستواها الدراس ي بسبب (منال ) وصارت‬ ‫تنافسها تقريبآ‪ ,‬هذا الش يء الوحيد الذي كان يزعج (منال ) وحتى أمها‬


‫_منال‪ :‬أمي أنا خائفة ال أريد أن أودي اختبار القبول في الجامعة األمريكية‪ ..‬ربما تحصد ملك‬ ‫املرتبة األولى وأنا أفشل !‬ ‫_األم ‪:‬هل جننتي ؟!! تعبت عليك كل هذه السنين ‪،‬لتقولي هذا الكالم اآلن ! باألساس كيف تفكري‬ ‫هكذا؟! ستؤدين اإلختبار وتجتازيه‪ ,‬وستسافري للدراسة في الجامعة األمريكية‬ ‫كانت(منال ) تجلس بجانب أمها في السيارة‪ ،‬لتصحبها لتؤدي إختبار القبول في الجامعة األمريكية ‪,‬‬ ‫في كل تلك األختبارات السابقة كانت (أم منال ) تصطحب (ملك ) معهم ‪ ،‬لكن ذلك اليوم ‪!..‬‬ ‫_ منال‪:‬أمي لقد نسيت ملك‬ ‫_ األم‪ :‬ال لم ننساها ‪ ،‬أنا تركتها‬ ‫_منال‪ :‬لكن أمي ملاذا؟! اآلن ربما تنتظرنا‬ ‫_األم‪:‬كفى ‪ ,‬سأتصل بها قبل بدء األمتحان بقليل وأخبرها‬ ‫_منال‪ :‬لكن أمي ‪..‬هكذا ربما ال تلحق األختبار‬ ‫_األم ‪:‬وهو املطلوب‬ ‫تجلس(ملك ) ذات الحادية واألربعين عامآ وهي تروي هذه القصة ألبنتها (أحالم ) ‪ ،‬أجل لقد سمتها‬ ‫أحالم ألنها عاهدت نفسها بعد ذلك اليوم ‪..‬سوف تحقق أحالم جميع أبنتها (أحالم) وهي اآلن‬ ‫دكتورة‬ ‫تنهض (أحالم ) من حضن أمها‬ ‫_أحالم ‪ :‬ال تحزني يا أمي ‪ ,‬أرجوك ال تبكي ‪ ,‬لن أسمح ألحد بأن ينزل هذه الدموع ‪..‬أنت أعظم أم‪,‬‬ ‫قالتها وهي تمسح دموع أمها وكلما تمسح ‪،‬دموع األم تسيل أكثر‬


‫في يوم من األيام (ملك ) تخاطب نفسها‪ :‬ال بد أن (أحالم ) حبيبتي جائعة اآلن ‪ ,‬سوف آخذ لها‬ ‫بعض األكل الذي تحبه ‪..‬‬ ‫وصلت األم إلى املشفى ‪..‬كانت (أحالم ) تجلس على مكتبها فقد أنتهت لتوها من إجراء عملية صعبة‬ ‫وأمها تجلس على الكرس ي املقابل لها على جهة اليسار‪ ,‬مخاطبة أبنتها‬ ‫إنظري ما ذا أحضرت‬ ‫تقاطعهما تلك السيدة الستينية املذعورة التي دخلت تبكي وتصرخ ‪ ..‬أرجوك دكتورة أنقذي أبنتي‬ ‫لقد حصل معها حادث خطير ‪..‬‬ ‫أنت أم‬ ‫ملك سقطت على األرض من ذلك الكرس ي الذي تجلس عليه ‪ ,‬تشير بيدها ‪:‬ماذا !! ِ‬ ‫منال !!‬ ‫أنت التي دمرتي أحالمي‬ ‫وصارت دموعها تسيل ‪..‬أجل ِ‬ ‫_أم منال‪ :‬أرجوك أبنتي (ملك ) اخبريها لتسرع فأن (منال) حالتها خطرة‬ ‫_ملك‪:‬ال تقولي أبنتي‬ ‫احالم تنهض من كرسيها لتتجه نحو أمها ‪ :‬أمي أرجوك أهدئي ‪..‬الذي تطلبيه سيحصل‪ ،‬إذا لم‬ ‫تأمريني إلجراء العملية‪ ,‬لن أفعل !‬ ‫_أم منال ‪ :‬أرجوك ‪ ,‬قولي لها لتسرع وأال خسرت (منال ) وازداد بكاءها ونحيبها‬ ‫أحالم تهدأ أمها وتنتظر منها أجابة ‪..‬‬ ‫_ملك ‪ :‬أعملي عملك أبنتي ‪..‬ليس ألحد بل من أجلك ‪ ,‬فأنا ال أريد ان اكون أنانية وحاسدة‪ ,‬مثل‬ ‫هذه املرأة قالتها ويديها وصوتها يرتجف أيضآ‪..‬‬


‫عجلة األيام تدور مثل دوالب هوائي ‪ ,‬يوم في األعلى ‪،‬ويوم في األسفل ‪ ,‬فأذا كنت في األعلى تمسك‬ ‫برحمتك جيدآ ‪،‬ربما تسقط وتحتاج من يرحمك‪.‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)47‬‬

‫يتيم‬ ‫أديان حيدر‪ /‬العراق‬ ‫أنا شاب أبلغ التاسع عشر من عمري‬ ‫عندما كنت طفل في الخامسه من عمري عندما إحتل داعش محافظه املوصل شهدت قتل أمي‬ ‫ً‬ ‫و أبي و اختي البالغة خمسه عشر عاما تم اإلعتداء عليها من قبل داعش و بعدها قتلوها و أنا‬ ‫رموني بالرصاص ظنوا إني مت لذلك تركوا املكان لكني لم أمت كنت أنزف إلى أن جاء رجل كبير و‬ ‫رأى أهلي و رأني أتنفس و أنقذني و قد رزقت بحياة جديدة و أنا اليوم يتيم فقدت أمي و أبي و‬ ‫أختي بسبب داعش بسبب الطائفية بسبب الكره‬ ‫كفانا كره لنكن محبين لبعضنا اآلخر ما ذنبي أنا أن أعيش يتيما طوال عمري‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)48‬‬

‫اللقيطة‬ ‫بنين قاسم‪/‬العراق‬


‫جو هادئ و نسمات مطر مبعثرة على جسدها املائل سارحة في أفكارها غير مبالية للمطر الذي‬ ‫أصبح وفير و ال ألصوات الرعد والبرق‬ ‫ً‬ ‫كانت تختلس النظر سرا لترى القمر بتوهجه الناصع‪،‬حتى حدث ش يء أفقدها العزلة ش يء ما غير‬ ‫نطاق حياتها بشكل صاعق غير متوقع‬ ‫وأفجع قلبها عند سماع الخبر الذي رماها الى قاع الجمود واأللم‪،‬‬ ‫روبا هي األبنة ملنزل شرقي تحكمه الحرية والديمقراطية‬ ‫ً‬ ‫خاوية‬ ‫القدمين‬ ‫حافية‬ ‫ركضت‬ ‫حها‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫أف‬ ‫على‬ ‫يسطو‬ ‫مخيفا‬ ‫في نظر روبا كان الش يء الذي سمعته‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫من كل ش يء أال الصدمة التي تلقتها في سهرتها مع ليلة شتائية فاتنة برائحة التراب املبلل‪،‬‬ ‫وصلت الى غرفتها ّ‬ ‫بشفتين‬ ‫باردة صفراء‬ ‫امللونة بمعالم الهدوء إضطجعت على فراشها تائهة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫إختطف لونهما كأنها فقدت روحها حينما سمعت الحديث الذي َ‬ ‫دار بين عائلتها وانتزع منها هويتها !‬ ‫روبا ليست أبنتهم ليست ابنتهم الحقيقية ! وهي مجرد فتاة لقيطة وجدوها في إحدى الطرقات‬ ‫بأمر‬ ‫فأصبحت إبنتهم بالتبني !‪،‬كانت معاملتهم لها كأنها ابنتهم ولم يؤذوها ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫كانوا والديها يتكلمون بأن روبا الفتاة املخطوبة لعمران هل سيتم زواجهم أن كشف القناع‬ ‫وظهرت الحقيقة املختبئة؟!‬ ‫أخذت تفكر بكل األمور حتى بالوشاح املتموج على أكتافها ؛ وفي صباح اليوم التالي غادرت روبا‬ ‫ُ‬ ‫ألخبار عمران وهي في شك بأنه لن يقبل فتاة لقيطة نشأت عند أناس ال تمدها بهم صلة دم !‬ ‫ً‬ ‫وعند سردها الحقيقة لعمران إتضحت عالمات القرف على وجهه حتى تلفظ بألفاظ كثيرا لم‬ ‫ً‬ ‫تعيرها إنتباه بتاتا لكنه حين نطق بأنها إبنة زنا !! هنا صفعتها الحياة على عقلها مئة صفعة حتى‬ ‫َّ‬ ‫إرتدت بال رحمة على كرامتها العذراء وكبرياءها البريء‬


‫وخاتمك فأن ُك َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫نت انا لقيطة فهذا ليس‬ ‫قائلة إذهب أنت‬ ‫فأنهارت الم حتى ردت الصفعة لعمران ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ذنبي لكن أن تكن أنت بال أخالق بوجود عائلتك هذا عار عليك يا إبن الحالل واملحترم !‬ ‫أغرب عن حياتي كما أشرقت فلم يعد يربطني بك ش يء فمن َك َ‬ ‫ُ‬ ‫عيشة هنيئة رغم ظلم‬ ‫تب لي‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫أحدهم إلي هو ذاته من سيبنيني مجددا دون الحاجة إليك‬ ‫روبا تركت املكان ودفنت أحالمها الوردية بوحل اآللم لتعود الى املنزل منكسرة‪ ،‬مهمومة ومتأملة‬ ‫ً‬ ‫كل عواطفها قد ذبحت وإنتهى أمرها بين ّ‬ ‫يدي أمها تنحب حظها وتشهق لتزفر كل إمنياتها خارجا‬ ‫عن محور حياتها‪ ،‬ثم بعد عناق يتيم يملؤه أحاسيس الخذالن والهزيمة ذهبت لغرفتها تجرجر‬ ‫آذيال خيبتها تتسارع بين أنفاسها لتتنازل عن الحياة ُربما ستجد ملجئ يحوي أم أوجاعها لكن لم‬ ‫يكتب في قدرها املوت بل ش يء أعظم من املوت ش يء لو أراد جميع البشر أن يترجموه لن يصلوا‬ ‫لنصف معانيه‪ ،‬وهو مواجهة ذاتها بإنها في الحقيقة إبنة زنا ال أكثر!‬ ‫كل ما حصل جعل منها فتاة الليل التعيسة العميقة في ظالم داخلها‬ ‫ً‬ ‫بدأ صوت واحد في فكرها يصرخ "نزوة" هل أنــا ثمرة نزوة عابرة ‪ ،‬حتما أنا كذلك أنا بذرة لنزواتهم‬ ‫اللعينة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ما ذنب فتاة مثلي خلقت بهذه الطريقة املحرمة ما ذنب حياة بيضاء تنقلب رأسا على عقب‬ ‫ليصبغها السواد!؟‬ ‫شخصان يخطأن فتكون الضحية "لقيط أو لقيطة" يدفعا ثمن أعمال أناس ال يرتبطا باإلنسانية‬ ‫وال بالدين والحب وإنما بكل األمور املشينة والتي تخل باألدب‬ ‫ِل َنلد نحن من رحم العار ونجبر على العيش بوصمته الحقيرة طيلة العمر‬ ‫ً‬ ‫روبا إعتادت الوضع رغم إن الجميع كان يخبرها أن تنس ى ما حدث إلنها إبنتهم رغما عن أنف‬


‫العالم أجمع كانوا بحاولون إخراجها من حالة اإلكتئاب األصفر والحزن األسود لكن النكسة التي‬ ‫دخلت فيها كانت أقوى بألف َّ‬ ‫مرة من محاوالت إقناعها إنها إبنة املنزل وحفيدة العائلة وال تهمهم‬ ‫صلة الدم والقرابة ألنهم هم من إعتنوا بها كباقي األبناء ولم يميزوا وهذا أمر كان واضح في‬ ‫التعامل إنهم رغم كل ش ي هم عائلتها ومصيرها لكن روبا تفكر إن في الحقيقة أنا نتيحة عارا حرم‬ ‫هللا الكثير من األمور ومنها العالقات غير الشرعية‪ ،‬ال يهم روبا من أخطأ كان يهمها ملاذا انجبتها‬ ‫تلك املرأة الرخيصة املرأة عديمة الخلق واألخالق كان من املفترض أن تجهض الحياة التي كانت‬ ‫داخل رحمها القذر وال تنجبها وتسبب ضياع وإنكسار وخذالن ملخلوق ضعيف ال ذنب له بكل‬ ‫األمور املنحرفة التي قاما بها‬ ‫ً‬ ‫كثير من األسئلة املتشابكة والتي ال ترحم العقل أبدا تدور وتدور في عقل روبا الى ان سقطت‬ ‫صريعة تصارع بين هذه العائلة الكبيرة والكريمة وبين من خرجت من صلبهم راغبة إن الذي حدث‬ ‫ال يحدث وإن ما سمعته تلك الليلة الصاخبة بالحيوية إن ال تسمعه‬ ‫إنها حالة مميتة لهكذا أفراد ينعتهم املجتمع بـ اللقطاء وأبناء الحرام أن تمعنا التفكير سنجد أنهم‬ ‫ضحايا لتصرفات طائشة وبريئين من العار والحرام الذي لحق بهما‬ ‫روبا محقت فكرة الزواج من راسها ألنها‬ ‫أصبحت ال ترغب بالزواج في الحقيقة كانت ال ترغب باألنجاب كي ال تعاني وجع بأوالد سينعتون‬ ‫بأوالد اللقيطة ‪!..‬‬ ‫ذات يوم ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بقلب مذبوح و روحا‬ ‫حياتها‬ ‫على‬ ‫وإعتادت‬ ‫فائقة‬ ‫ات‬ ‫وإنكسا‬ ‫خيبات‬ ‫أنجبت‬ ‫لكنها‬ ‫بقيت‬ ‫عانسا‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫تصارع الحياة لتموت روبا وحيدة رغم من حولها واملسؤولون عن ذلك امرأة و رجل وعالقة غير‬ ‫شرعية‬ ‫فعل‬ ‫رغم كل الحوادث في حياة روبا إال إنها بقيت تلك الفتاة التي تؤمن أن هللا له مئة سبب في ٍ‬


‫واحد وربما أحد األسباب واهمها هي أن تعيش مع عائلتة محترمة وطيبة النفس ليكتب اسمهم‬ ‫على باطن جنسيتها ‪.‬‬ ‫روبا حضيت بعائلة لكن غيرها ما زال في الشارع يعاني من كل ش يء النسب‪ ،‬العيشة‪ ،‬الحياة التي‬ ‫سلبت منن حريته ‪ ....‬الخ‬ ‫وهذا نقطة في بحر ما يحدث في حياة شخص ينعنت باللقيط وهو بريء كبراءة الذئب من دم‬ ‫‪.‬يوسف‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)49‬‬

‫وتر يتيم‬ ‫آمنة العراقي ‪/‬العراق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫باذال كل مالديه ألجلنا‪ ،‬يرى لعيوننا ويصغي ُليسمعنا‪ ،‬كان يقدر أن يالمس املجهول‬ ‫كان مختلفا ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ويخبرنا عما سيحدث‪ ،‬كان ينطق فتتناثر الكلمات من صمته كالعصافير‪ ،‬فتحلق في أرجاء‬ ‫ً‬ ‫املكان وتنحني لخطواته األرض فتزهر نرجسا وريحان‪ ،‬كانت عيناه شمسا‪ ،‬وإبتسامته لحن حرية‪،‬‬ ‫وقلبه صندوق موسيقى ‪..‬‬ ‫كان ذلك قبل أن يسلبوني أياه دعاة الدين بلحظة موت ‪..‬‬ ‫غدر ‪ ،‬طرقات متتالية على الباب يعلو صوت أقدامهم كأنهم جيش بكامل عدته وعتاده‬ ‫ذات ٍ‬ ‫يقف خارج حدود منزلنا ‪ ..‬أمسكني من يدي‪ ،‬إشتعلت أصابعي بجمر يديه‪ ،‬قبلني من عضمة‬ ‫الترقوة التي تزين عنقي‪ ،‬ثم ضمني لصدره وشم رائحة جسدي ‪ ،‬أحسست وكأنه يريد أن يعبق‬ ‫عقله وأنفه بي‪ ،‬سالته ماذا هناك؟ فتبسم لي بسمة وداع زلزلت قلبي‪ ،‬إنزلقت دمعة من عيني‪،‬‬


‫وإستقرت في خدي‪ ،‬مسحها ثم قبل مكانها ‪ ..‬وزرع لي نجمة في وسط خدي‪ ،‬عانقني بقوة وكأنه‬ ‫يسجنني داخل قفصه الصدري‪ ،‬شتت األوباش سمفونية نبضاته التي خالطت دقات الساعة‪،‬‬ ‫ماهي اإل ‪ 8‬دقائق حتى خطفوه من بين يدي‪ ,‬ولم أراه اال بعد شهور في فيديو مصور ‪ ,‬لم أعلم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ليومنا هذا ماذا فعله لهم ‪ ,‬لكنه أتاني مطوال بأحالمي‪ ،‬يؤكد لي إن عطري كان مخدرا له ولم‬ ‫يشعر‬ ‫قد يكون لم يشعر لكنني شعرت بروحي تنسحب من جسدي ‪ ،‬وتتركني معطوبة األحالم‬ ‫قيثارة حب بوتر يتيم‪.‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)50‬‬

‫ً‬ ‫يوما ما‬ ‫ليلى سعيدي‪ /‬الجزائر‬ ‫دخلت البيت مساء اليوم بعد دقائق قليلة سمعت صوت بكاء و نواح يعلو ويعلو يصدر من أعلى‬ ‫البيت ‪ ,‬تشابكت األصوات في أذني أهو بكاء أم هتاف أم زغاريد !! إخترقتني رغبة ملحة في أن‬ ‫أعرف ما الذي يجري ‪ ،‬ركضت مهرولة إلى أهلي وأقاربي ألستفسر عن كل ش يء ‪ ,‬إلتهمت الدرج‬ ‫ً‬ ‫بخطواتي املسرعة تلك وما إن وصلت سألت الوالد الكريم ‪ ،‬تكلم مجيبا ‪ :‬أال تدرين يا إبنتي ما‬ ‫الذي يجري لحد الساعة ‪ ,‬لقد حررت فلسطين ‪ ،‬لقد حررت ‪ ,‬غمرت السعادة قلبي ولم تسعني‬

‫ً‬ ‫فرحة الكون بأكملها ‪ ,‬ألول مرة داست قدماي شواطئ يافا ختمت زيارتي بـ صالة حمدا هلل وشكرا‬ ‫له في األقص ى ‪ ,‬كيف لألشياء التي ظننتها مستحيلة أن تتحقق ؟!! لقد تغير كل ش يء اآلن ‪ ,‬كل‬ ‫ش يء ‪.‬‬


‫إستيقظت على صوت والدتي وهي تنادي " ليلى ‪ ..‬ليلى " أدركت حينها أني كنت أحلم ‪ ،‬كان العقل‬ ‫في عالم قد إرتاح له القلب ‪ ..‬لم أر هذا املنظر بعيني لكني عشته بقلبي ال بجسدي ‪ ،‬أو قلبي عاش‬ ‫ونبض به‬ ‫قد إرتويت من جمال ما رأيت ‪ ,‬تحرير فلسطين لن يطول ‪.‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)51‬‬ ‫الحاملون ال يعيقهم ش يء‬ ‫شذى هاني‬ ‫الجزء األول ‪ :‬أمل فتاه تبلغ من العمر اآلن ‪ 20‬عاما˝‪ ,‬تهوى الكتابة وترابط على كتابة يومياتها ‪,‬‬ ‫ترعرعت في أحد املالجيء إلى أن حل بها سن ال (‪ 18‬عاما˝) الذي يخرجها من امللجأ إجباريا˝‪,‬‬ ‫ولكن أمل كانت تعاني معاناة قاسية سببها ترهات مالكة امللجأ التي كانت عجوز شمطاء متجبرة‬ ‫ً‬ ‫تستلذ بإيذاق ّ‬ ‫املر لألطفال‪ ,‬لكونها عاقرا !! مما دفع زوجها إلى هجرها والزواج بأخرى قبل ‪40‬‬ ‫‪ .‬عاما˝ "هه" ما أقس ى كيد النساء‬ ‫الجزء الثاني ‪ :‬دعنا في صلب املوضوع وهو ما عانته أمل من لحظات مريره مع تلك العجوز ‪ ,‬رغم‬ ‫كثرة األطفال إال أن العجوز لم تكن متفرغه سوى ألمل‪ ! ,‬والسبب هوو أن أمل فتاه طموحة‬ ‫وراشدة رغم أنها غير متعل مة ولكنها كانت كمن أمض ى حياتة في التعليم كانت تمتلك الحكمة‬ ‫والوعي في كالمها وحتى تصرفاتها‪ ,‬مما أشعل نيران الحقد والكراهيه في قلب العجوز كانت تنتعها‬ ‫‪ .‬دوما˝ (بالقيطة) كمحاولة تذكير مؤملة تكون بمثابة صفعه قوية على قلب أمل‬ ‫الجزء الثالث ‪ :‬بقيت أمل متعايشة مع تلك اإلهانات إلى أن أصبحت تبلغ من العمر ‪ 18‬عاما˝ ‪,‬‬


‫"مع التوضيح املهمش‪ :‬أنها طوال تلك السنوات املليئة باإلهانات كانت أمل تكتفي باإلنصراف‬ ‫اللبق عند كل إهانة كانت تصادفها وبرأيي هذا برهان قوي على وعيها ورشدها" فقط كانت تنتظر‬ ‫حضور سن ‪ 18‬بفارغ الصبر لتتحرر من قيودها ‪ ,‬وعندما بلغته قاموا بتسريحها من امللجأ ‪ ,‬وبدأ‬ ‫صراعها مع الحياة التي كانت تخيلها كغابة شائكة كان األمر عجيب بالنسبة لها ! تنظر بتعجب‬ ‫ملؤه الخوف بكل الطرقات التي تعبرها! وأثناء سيرها وجدت الئحة كبيرة تدعو مالكين موهبة‬ ‫الكتابة اإللتحاق بجمعيتهم الداعمة ألمثالهم الذين يمتلكون بذور النجاح وكما قلنا سابقا˝ انها‬ ‫‪ .‬كانت تهوى الكتابة فالتحقت بتلك الجمعية بكل سرور وشغف طامحة بالدرجات العليا‬ ‫النهاية ‪ :‬أدى إلتحاقها بالجمعية إلى تنمية موهبتها وبشكل ملحوظ بدقة في نصوصها إلى أن‬ ‫إشتركت بمسابقة كانت "وجه خير عليها" كما يقول البعض من خاللها إنقشع‬ ‫الغطاء الحريري عنها وبدأ كبار الكتاب بقراءه كتبها التي إمتازت كتبهاا برونق الواقعية‪.‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)52‬‬

‫خماسية الحروف‬ ‫فاطمةعلي الطائي‪ /‬العراق‬ ‫َي ْن ّظر إلي َف َ‬ ‫ْ‬ ‫تسم‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫واليأبى للناس من حولنا‬ ‫ويأتي ذا ِه ّيب ّة َّليسلم ّ‬ ‫علي‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫منه خجال‬ ‫وأمش ي أنا ِ‬


‫ْ‬ ‫الغضب‬ ‫وينظر الي نظرة‬ ‫ً‬ ‫ملاذا ذهبت عنه ملشاعره متجاهال؟‬ ‫اته ليجدني‬ ‫يبحث عني كل يوم بنظر ِ‬ ‫ولهان على رؤيتي‬ ‫َ‬ ‫وأقف في الطريق ل ِّيراني قبل ذهابه لعمله‬ ‫وكأن عند رؤيته لي سيعطيه حياة أ ِو وقتا ليعيش بعد‬ ‫ِويتمنى أن أرمقه بنظرة عطفا له‬ ‫وهو اليعلم بقلبي ماخبأته عنه فأني أخبأ نارا بداخلي شوقا له‬ ‫ي ّ‬ ‫ګذلك أب ّط ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫أت الدقائق والزمان على هذه‬ ‫سد ِه نحو ِو‬ ‫وذات مرة مر بقربي وأبطأت حركات ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫اللحظة وكأنهأ لحظة من أحد أالفالم التي يجتمع فيها البطل والبطلة عندما يراها تقف اللحظات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هامسا ‪:‬كفاك تخبأ عني لقد أشتقت ّ‬ ‫اليګ ګثيرا‬ ‫وكل ش ئ ومر بقربي‬ ‫ِ‬ ‫رؤيته وتسارع‬ ‫وبعدها تسارعت دقات قلبي ودقات أجراس تنبيه الوقت لتعوض عن بطأها عند ِ‬ ‫حاله‬ ‫كل ش ي ليرجع على ِ‬ ‫ّ‬ ‫وأما أنا‬ ‫َ َ​َ ّ َ ّ‬ ‫ګملة لط ِّري ِق ّ ِي‬ ‫مشيت‪ ,‬م‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رحيله جاء مسرعا غاضبا ليسئلني ال أعلم ملاذآ‬ ‫متجاهلة عماحدث ولم تمر ساعات على‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫لكن جاء متسائال ‪ :‬ملاذا لم تهتمي بشعوري نحوك ملاذا تنكرين وجودي‬


‫فقلت له ‪:‬أهدأ‬ ‫فقال ‪:‬ماذا عساي أن أفعل وحركاتك كهذه تكاد تقتلني‬ ‫فقلت وماذا عساي انا أن أفعل ؟‬ ‫ّ ّ َ‬ ‫فقال قولي أنا أحبك أهتم بك ِف ِقط ِق ِول ِ ّي ِها‬ ‫فقلت له صدقني لن أقدر بهكذا محتمع يجبرني الصمت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأنت زوجتي‬ ‫فوضع يديه على قلبه وقال عهدا مني لن تريني مجددا اإل ِ‬ ‫ً‬ ‫عهدا مني يا خماسية الحروف‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)53‬‬

‫املرأة يا رجل‬ ‫سوار داوودي‬ ‫جلست تفكر بعمق بالكالم الذي سمعته منذ قليل على شاشة التلفاز في املسلسل السوري " باب‬ ‫الحارة" عندما قال أبو ابراهيم لزوجته‪ " :‬أنتو النسوان عمركم ما تفكروا صح‪ ,‬اتركوا كل ش ي‬ ‫"للرجال‪ ,‬إحنا اللي نفهم‬ ‫أن تخلق املرأة من ضلع رجل‪ ,,‬أي أن تكون ناقصة؟‬ ‫تتصارع األفكار في مخيلتها كاملاء و النار في عدم تجانسهما‪ ,‬ملاذا على املرأة كل هذا الظلم‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫هما حتى الزاوج لتتخلص من الشيطان الذي فيها؟!‬ ‫يحسبون أنها بال روح؟! و أنها تبقى‬


‫ً‬ ‫تصفحت " الفيس بوك" لتجد أقواال عن املرأة بخصوص هذا الكالم لكنها وجدت آراء كثيرة‬ ‫ً ً‬ ‫متناقضة و وصلت إلى شيئين ‪ :‬أن الذي يجد املرأة مخلوقا رائعا ال عيب فيه الذي درس حياة‬ ‫الرسول في معاملة زوجاته ‪ ،‬و األناس الغارقون في جمال الكتب !‬ ‫ً‬ ‫هاتفت صديقتها كالعادة ليال " فهذا الوقت الذي يحبذ به الحديث ‪ ,‬و أثناء الحديث صمتت‬ ‫الصديقة و قالت ‪ " :‬أبي يريد أن يزوجني مجبرة بحجة السترة!" صمتت الفتاة و القهر يضغط‬ ‫على صدرها‪ ،‬بماذا تجيب رفيقة العمر؟ أتستحقر أباها؟ أم تسبه؟ أم تبغضه؟ ملاذا هذه العقول‬ ‫املتخلفة؟ املرأة ليست عورة و ليست مفضوحة لتستر !!‬ ‫_ألم تقولي شيئا؟‬ ‫_لم يسمح لي‪ ،،‬قال الشاب جيد‬ ‫_و ماذا عنك؟‬ ‫_لم أحبه و لم أرتح له‬ ‫‪".‬حسنا‪ ،‬تصبحين على خير ‪ ،‬صرخ أبي " أنت بنت عيب تحكي عالتلفون بالليل‬

‫‪-‬‬

‫_يا إلهي‪ ،‬مع من تتكلمين أنت؟‬ ‫_أووه كفى‪ ،‬تصبحين على خير‬ ‫أنت كذلك‬ ‫_و ِ‬ ‫نامت باكية‪ ،‬ملاذا على املرأة أن تتحمل كل هذا؟ ملاذا يجعلونها عالة على املجتمع؟ ملاذا يصنفون‬ ‫املرأة على إنها آلة للحمل و الطبخ؟ هللا تعالى و رسوله ّ‬ ‫كرم املرأة‪ ،‬فمن أنت حتى تصفها بناقصة‬ ‫عقل و دين؟!‬


‫حان املوعد املحدد و زفت له و على عينيها شاهد على حزنها و بكائها‪ ،‬كانت على قناعة أن الزواج‬ ‫الذي بال حب و إحترام لن يدوم ‪ ،‬عرفت نهايتها من البداية !‬ ‫هي لم ترتح له وال لكالمه وال تصرفاته ‪ ،‬كيف ستنجب منه األوالد و تكون عبدة عند رجل قبيح؟‬ ‫ال يقرأ‪ ،‬ال يتابع املباريات‪ ،‬ذا ذوق رديء‪ ،‬ال يستمتع بمنظر الورود و املطر‪ ،‬ال يتذكر مواعيد‬ ‫ً‬ ‫اللقاء و الزواج و أعياد امليالد والنظرات األولى ‪ ،‬كانت على ثقة أنها لن تحب رجال ال يحب درويش‬ ‫و لم يستمع للموسيقى و لم يفسر رائحة املطر‪ ،‬و أهم من ذلك و املصيبة الكبرى ال يبدي أي‬ ‫أهمية للشوكاله !!‬ ‫ً‬ ‫"لم تحادثه طويال قبل ‪ ،‬لم تحبه و لم تطق كالمه لكن ليس لدرجة إهانتها‪ " ،‬في حوار ذات يوم ‪:‬‬ ‫_أريد أن أخصص غرفة ملكتبة خاصة بي‬ ‫_النساء لم يوجدن لش يء سوى الطبخ و الحمل و عبادة أزواجهن و تقولين تريدين‬ ‫مكتبة! يا للتفاهة‪ ،‬الكتب قبيحة !‬ ‫_باملناسبة زوجتك إمرأة و أمك امرأة و أختك امرأة و ستنجب إمرأة ! من قام بتربيتك‬ ‫ورعايتك؟ املرأة لم توجد للحمل و الطبخ تستطيع أن تطبخ طبخة سياسية و دينية و عقلية و‬ ‫ثقافية و مجتمعية!‬ ‫_أي تفكير هذا يا ناقصة! و انهال عليها بالضرب و الشتائم!‬ ‫_ ‪...........‬‬ ‫و عندما عرف الزوج مقامه و لم ّيتعرض له أحد وبقيت املرأة صامتة زاد من إهاناته و سخطه و‬ ‫غرق في وحل الجهل ‪..‬‬ ‫_أنا املجنونة التي ستحافظ على باقي عمرها بالطالق‬


‫_‪...........‬‬ ‫و إنتهى كل ش يء بالطالق‬ ‫_ "ما عنا بنات تتطلق‪ ،‬ناقصنا فضيحة؟ "‬ ‫_أنا فضيحة يا أبي؟! لم نتفق و كفى‪ ،‬كيف سنعيش و أنا بعقل و هو في الحضيض"‬ ‫‪".‬كعقول الجاهلية‬ ‫_‪............‬‬ ‫إمرأة قوية‪ ،‬أن تحافظ على باقي عمرها بالطالق في مجتمع شرقي‬ ‫لو أكملت حياتها معه؛ و تنجب األوالد كم عليها أن تتحمل ألجلهم؟ كم ُ‬ ‫ستهان؟ كم ستتعرض‬ ‫للخضوع؟‬ ‫قضت معظم أيامها مصدومة مرتعشة تقض ي يومها في محادثة صديقتها و التصفح األلكتروني‪،‬‬ ‫ذات يوم قرأت عبارة للكاتب الغز ّي يامي أحمد ‪ " :‬أنا خير من يعرف ما يفعل األلم بإمرأة‪ ،‬فهو إما‬ ‫ً‬ ‫وحذر كاملة‪ ،‬على املستوى العقلي والعاطفي‬ ‫ٍ‬ ‫نضج‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫أة‬ ‫ر‬ ‫إم‬ ‫جعلها‬ ‫ي‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫تماما‬ ‫أن يقض ي عليها‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬ستأخذ حياتها صبغة السخرية من مجريات الحياة‪ ،‬ستشرق شمس أناقتها أكثر‪ ،‬ستهمل العالم‬ ‫الواقعي‪ ،‬و تتجه للعالم اإلفتراض ي‪..‬‬ ‫ستعطي اهتماما أكثر للزهور واملوسيقى‪ ،‬ستهرب من القاع إلى القمة ‪!..‬‬ ‫ً‬ ‫لم تخرج من كينونة طالقها بعد‪ ،‬سبحت و غرقت في العبارة كثيرا‪ ،‬قامت بوضع تعليق في النهاية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تقول فيه ‪ " :‬دائما ما تستحقرون النساء املطلقات ‪ ،‬و املشهورات اللواتي يؤثرن على املجتمع رغم‬ ‫ّ‬ ‫كونهن مطلقات أو عازبات أو متزوجات و‬ ‫أنهم ما من ش يء جعلهن يبدعن لوال بعدهن عن الرجال‬ ‫َ‬ ‫أزواجهن قارئون يعرف معنى املرأة ‪ ،‬ونزعوا لباس الرجعية ‪.‬‬


‫ً‬ ‫قام الشاب بالرد عليها ‪ :‬أوافقك الرأي‪ ،‬فلم نتخذ رسولنا الكريم قدوة لنا عبثا‪ ،‬علينا التحلي‬ ‫بصفاته‪ ،‬ألم يقل ‪:‬‬ ‫ال تؤذوني في عائشة !‬ ‫إني رزقت حبها !‬ ‫إستوصوا بالنساء خيرا‬ ‫خيركم‪ ،‬خيركم ألهله‬ ‫رفقا بالقوارير‬ ‫قال تعالى‪ّ " :‬‬ ‫هن لباس لكم‬ ‫قال تعالى‪َ " :‬‬ ‫ليس الذكر كاألنثى‬ ‫قالت في نفسها‪ :‬هذا هو الرجل الذي تبحث عنه‪ ،‬مقتنع أن املرأة ال تحتاج لرجل‪ ،‬مقتنع أن‬ ‫املجتمع هو من أفرغ طاقة هواءه في عقول اإلناث بحجة ترهيبهن من العنوسة أو الطالق‪ ،‬ثم‬ ‫قالت بصوت خافت بتنهد ‪ّ :‬‬ ‫كفوا عن الكذب علينا بإسم الرجال أو تضعونا تحت عنوان ‪ّ " :‬‬ ‫أنتن‬ ‫ُ‬ ‫!"إناث‪ ،‬مجردات من األحالم‪ ،‬خلقتن و بكت‬

‫أمل يمكن أن يأخذها إلى حالة مستقرة‪ ،‬بدأت بالعمل على شغفها و الخروج‬ ‫كان ذلك بمثابة ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خال من الرجعية و اإلعتماد على غيرها‬ ‫فكر ٍ‬ ‫شيئا فشيئا من ثياب التقييد نحو ٍ‬ ‫حلم جديد‪ ..‬كان‬ ‫أخرجت شهادتها الجامعية‪ ،‬و قامت بالبحث عن مراكز عمل و وانطلقت نحو ٍ‬ ‫ً‬ ‫بعثا لحياة أخرى بالنسبة إليها ‪..‬‬ ‫وبذلك؛ أمكانها القول ّ‬ ‫أن النهايات املأساوية من املمكن أن تكون بداية ش يء جديد و لشغف‬


‫جديد !‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)54‬‬ ‫)زواج مجهض من الحب(‬ ‫بدور_بدر ‪ /‬العراق‬ ‫ً‬ ‫مررت على تلك الحادثة حوالي سنتين وألم ‪ ،‬كان زواجهما بناء على رغبة من األهل لم يتعارفا أبدا‬ ‫كانا غريبين وبعدها أصبحا زوجين‪ ،‬دينا تلك الفتاة الجميلة الواعية التي كانت تحلم بأن تصبح‬ ‫مدرسة وأن تربي جيال تلك الفتاة التي كانت أحالمها هي بناء مستقبل يفخر به كل من يعرفها لكن‬ ‫باتت تلك األحالم أوهاما بعد زواجها من مازن ذلك الرجل ذو الطباع الحادة التي تسترت كل‬ ‫صفاته قبل زواجهما وأكتشفتها بعد حين بعدما وقع الفأس بلرأس كما يقولون ووقعت دينا‬ ‫ضحية ذلك الزواج ‪،‬الذي طيلة زواجها وحتى بعد والدة أبنتها الصغيرة ساره كان مازن معتادا على‬ ‫الصراخ والضرب املبرح لزوجته وما كان على دينا سوى الصمت والخضوع لواقعها ألن عائلتها‬ ‫تقف الى جانب زوجها مازن فألى من تشكي وكانت تخفي الضعف أمام أبنتها الصغيرة لكن ساره‬ ‫كانت تنظر الى كل ذلك وااللم يخنق صدرها تلك الصغيرة وعند بلوغها السابعه من عمرها وفي‬ ‫شهر ديسمبر قطع والدها تذكرة للسفر للذهاب واالستمتاع بعيدا عن عائلته في أحدى البلدان‬ ‫ما كان من دينا سوى معارضته وأقناعه بلبقاء الى جانبهما وعندها تصاعدت االصوات وبدأ مازن‬ ‫كعادته بأيذاء زوجته بلكالم والضرب ملعارضتها ذهابه‪ ،‬كانت الطفلة الصغيرة سارة تنظر لذلك‬ ‫خائفة واجمة في مكانها قلقه من ان يأخذ والدها السالح مهددا والدتها بلقتل‪ ،‬ذهبت مسرعة دون‬ ‫ان يلتفت لها أي منهما ووضعت السالح في الجانب االيمن من حقيبة السفر‪ ،‬ذهب مازن في‬ ‫الصباح وتم اعتقاله في املطار بتهمة السالح وبعد أسبوع أستطاع الخروج عائدا الى زوجته حاقدا‬


‫عليها والغضب يمأل أحشائه ظنا بأنها هي من وضعته لم يعلم بأن الطفلة وضعت ذلك دون قصد‬ ‫خائفة على كالهما وما أن وصل الى املنزل حتى بدأ بلصراخ وايقاع الضرب الشديد بزوجته وهي‬ ‫تتوسل بأنها لم تفعل ذلك تتوسل بأن يتركها ‪،‬أما سارة باتت ساكنه في مكانها خائفة التعلم‬ ‫الصغيرة ماذا تفعل بدأت بتراجع الى الخلف عندما رأت والدها ينظر اليها وشيئا فشيئا حتى‬ ‫لصقت بلسور وسقطت وصوت صراخها وهي تسقط وموتها كان عقابا ارسل الى والدها من‬ ‫السماء‪ ،‬مازن الذي أوقع االذى بزوجته وأبنته بعد تلك الحادثة أصبح طريح الفراش ال يقوى على‬ ‫الحركة مشلوال ذليال ‪،‬اما دينا تمزقت الى أشالء بعد فراق أبنتها تلك الفتاة التي كانت تبني يوما‬ ‫أحالما قد حصدت أملا أكبر من عمرها بسبب زواج مجهض من الحب بفعل قرار من االهل الذين‬ ‫حطموا االحالم لتلك البائسة وأكملت حياتها تأن لفراق صغيرتها لعل الجانب املريح كان فقط هو‬ ‫توقف زوجها عن الضرب ‪،‬تعسا لكل من حطم أحالم كانت قد بنيت بأصرار حتى اهدمها بواقع‬ ‫مر معتقدا أن الزواج هو الحلم الوحيد واملناسب للفتاة كما حصل مع دينا ‪..‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)55‬‬

‫تهلكة‬ ‫فرح تركي ‪/‬العراق‬ ‫بكل خفة تقتنص يداه حبات الدواء يعقبها برشفة ماء وينتظر بفارغ صبرة غياب الوعي ‪ ،‬يسير‬ ‫كميت يتجول هو ال يدرك ما قال وما فعل ‪ ،‬بل ال يدرك ما عمق كره والدته لزوجته كلما رأته‬ ‫بهذه الحال‬ ‫ينام لساعات وبعدها يفتح جفناه الثقيالن بين الوضوح والتشتت يلتقط بعض الصور يردد بمل‬


‫ال مرحبا ها قد عدت الى جاذبية الهموم‬ ‫تحدثه زوجته ‪،‬ال يهب لها رد تلح دون تكلف هل أخذت باألمس من دوائي ‪ ،‬يضحك ويلوح نابه‬ ‫أصفر عكرته السجائر‬ ‫من أنا ؟ تبادل جوابه املستفهم بصراخ وعويل يلطمها بكف تبكي سلفا على موته املبكر ال توجعا‬ ‫من تلك الضربة‬ ‫‪.............................................................‬‬ ‫(‪.)56‬‬

‫عربة‬ ‫فرح تركي ‪ /‬العراق‬ ‫إمتزح مع صندوق بعجالت التحمت قبضتها بيداه تزاخمت االعمال وضاعت السنين منكبا عليها‬ ‫أخفى الهم أخفى انتقاص كثيرين من قدره لم يستطيع ان يخبر احد انه حاصل على شهادة‬ ‫جامعية ولكن فقرة وقلة حيلته دفعاه الى االتكال على هذة العربة بعد هللا في تحصيل رزقة وهن‬ ‫القلب وتشتت العقل ومرت سنوات العمر‬ ‫تجاعيد والدته االرملة لوحة تؤرخ الحياة وتثمن البسمة جامدة تلك اللحظة ال يهم العمر أن‬ ‫ضاع‬ ‫املهم انه كان لها عون‬ ‫أستهزاء األخرين وانتقاصهم منه كرامة مبجلة وما الضير أن أكون أنسان عادي واستعين بعربة‬ ‫الصل إلى الجنه كان هذا حلمه الن حياته مضنية وفاه االجل في انفجار وحملوه في عربته‬


‫‪..............................................................‬‬ ‫(‪)57‬‬

‫ليلة عمر‬ ‫أزهار األنصاري ‪ /‬العراق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وجدت نفسها في منزل قديم ‪ ,‬مع رجل غريب ‪ ,‬إحتجزها في غرفة ضيقة قائال ‪ :‬أحيانا يحملنا‬ ‫القدر الى دروب ال إياب لها ! نسير وال نشعر اإل إننا وقد إقتربنا من النهاية ‪ ,‬ونضيع في زحمة‬ ‫األحداث وتبتلعنا املدن ُوننس ى ‪ ,‬كانت نبضاتها َتتضارب بشدة حتى تكاد تستكين ! ‪ ,‬غاب آلق‬ ‫وجهها ‪ ,‬صامتة حتى شفتيها ال تتحركان ‪ ,‬أصبحت منحوتة ينقصها الروح ‪ ,‬سـقم مرير إعتراها ‪,‬‬ ‫ً‬ ‫كانت تتمنى أن يكون كابوسا ‪ ,‬لكن هيهات إنها حقيقية كخيط دم سال على ص ــدر سيف ! ‪.‬‬ ‫إستيقظت فــزعة ُمتكئة على سرير ‪ ,‬إطمئنت إن ال ش يء موجود في املكان سوى نور لفانوس‬ ‫يتوسط الغرفة وبلحظة إسترجعت كل اللحظات التي ّ‬ ‫مرت بها ‪ ,‬هرولت الى مـرآة املحراض ‪,‬‬

‫ً‬ ‫شعرها كما هو طويل ك ــالحرير ‪ ,‬جسدها سليم ! ‪ ,‬رمقت الساعة ال تزال عند الرابعة صباحا‬ ‫كان ذاته الوقت الذي تؤدي فيه صالة الفجر ‪ .‬كانت ترسم إمنيائتها بت ــفائل على واقع الحياة‬ ‫ّ‬ ‫بالحب ‪ ..‬العمل ‪ ..‬التعليم ‪ ,‬تتمنى أن يتحرك حلمها الذي نام في وجدانها سنوات‬ ‫الرتيبة ‪ ,‬ترغب‬ ‫عديدة ‪.‬‬ ‫أغلق نوافذ الغرفة وبــدأ يتأمل غنيمته ‪ ,‬إصطكت دقائقها ببعضها لتقضم الزمن الذي يفصلها‬ ‫ّ‬ ‫عن الحياة ‪ ,‬دنا أكثر ‪ ,‬أقبض على قــسماتها املتوشحة باألنهيار ‪ ,‬تلذذ بجسد ُمـتخم بالضعف ‪,‬‬ ‫تأوهت على متن نبضة صارخة ‪ ,‬إنحدرت روحها ساقطة بتفاصيل نادفة بالوجع ‪ ,‬جاء اليوم على‬


‫عجل لتصبح خرافة ليلة عمر بعدما كانت حلم !‬ ‫>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>‬

‫تمت‬ ‫الفهرس‬ ‫‪_1‬بال مأوى ‪----‬غفران شهاب‬ ‫‪_2‬مجرد طيف___ وئام سعيد‬ ‫‪_3‬سأصلي لقلبي __ مريم فاضل‬ ‫‪_4‬حبيبة شهيد __ فاطمة امليالي‬ ‫‪_5‬شهيد الحب __ برى شرفي‬ ‫‪_6‬رسالةحب_ رهف ابراهيم‬ ‫لحظة وما تالها __بلقيس خالد‬ ‫‪-7‬بين‬ ‫ٍ‬ ‫‪_8‬ولدي الصغير ___ سارة االمامي‬ ‫‪_9‬باب التوبة __ ايات عادل الالمي‬ ‫‪_10‬صوت حزين __ فاطمة علي الطائي‬


‫ً‬ ‫‪_11‬ليس مقتوال __ سرور العلي‬ ‫‪_12‬مجرد حلم __ هدى حسين‬ ‫‪_13‬التقاليد والحب __ هند ميطو‬ ‫‪ _14‬شتات___ ابرار صباح‬ ‫‪_15‬يبكي وشجرة الحلوة ___ دعاء موس ى‬ ‫‪_16‬لوحة بيضاء__ غفران شهاب‬ ‫‪_17‬لحن التمرد __ اسراء املحسن‬ ‫‪_18‬خيال مملح بالواقع __ نهاد زهير‬ ‫‪_19‬شجاعة فتاة مراهقة ‪ --‬رسل الساعدي‬ ‫‪_20‬ثالثون ليلة __ هدى نصر‬ ‫‪_21‬نهاية وجع ___ ليلى سعيدي‬ ‫‪_22‬رصاصة __ االء محمد رواشدة‬ ‫‪_23‬قلب متفائل ___ رفل عبد هللا‬ ‫‪_24‬ذاكرة املوت __ سوار ابو الهيجاء‬ ‫‪_25‬وميض امل يحتضر ___ سور ابو الهيجاء‬


‫‪ _26‬الفراشة الحزينه ___ مريم قاسم‬ ‫‪_27‬مابين اب واذار __ اية ماهر الجمال‬ ‫‪ _28‬نرجس___ ليث حسين‬ ‫‪_29‬عودة االمل _ ميثم الخزاعي‬ ‫‪_30‬وبالوالدين احسانا __ ايات سعيد الخويلدي‬ ‫‪ _31‬الطالب __ ابراهيم منيب‬ ‫‪_32‬حد انهيار __ زهراء حميد‬ ‫‪_33‬ملاذا __ احمد العسرات‬ ‫‪_34‬ال نعلم مالذي حدث ___ ابراهيم عبد هلل‬ ‫‪_35‬يعود اليوم كما الذي سبقه__ ياسمين عبد‬ ‫‪_36‬ال تفقدوا االمل __ ضحى عدنان‬ ‫‪_37‬شواطئ حاملة __ هبة محمد‬ ‫‪_38‬عن هم طفل ___ امنه باسم‬ ‫‪_39‬كيفك انت __ تبارك محمد‬ ‫‪_40‬ال تستسلمو _ ازهار عبد هللا‬


‫‪_41‬صباح قاس ي _ صفاء عادل‬ ‫‪_42‬احتضار الجمال __ مالك مراد‬ ‫‪_43‬فيض الرحمة __ شمس االسدي‬ ‫‪_44‬اتألم __ فاطمة علي الطائي‬ ‫‪_45‬قلب هام __ امل نواف‬ ‫‪_46‬عجلة االيام __ ميعاد عباس‬ ‫‪_47‬يتم __ ادين حيدر‬ ‫‪ _48‬اللقيطة __ بنين قاسم‬ ‫‪_49‬وتر يتيم __ امنه العراقي‬ ‫‪_50‬يوما ما __ ليلى سعيدي‬ ‫‪ _51‬الحاملون ال يعيقهم ش يء __ شذى هاني‬ ‫‪ _52‬خماسية الحروف __ فاطمة علي الطائي‬ ‫‪_53‬املراة يارجل __سوار داوودي‬ ‫‪_54‬زواج مجهض من الحب __بدر بدور‬ ‫‪_55‬تهلكة __ فرح تركي‬


‫‪ _56‬عربة __ فرح تركي‬ ‫‪ _57‬ليلة عمر __ ازهار االنصاري‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.