العنوان /رغبة حياة تأليف /مجموعة كاتبات فكرة وجمع واعداد /فرح تركي تدقيق /أزهار االنصاري .............................................................
مقدمة لم تكن الحياة سوى أنثى ُ تكمل فراغ أحالمها ببعض الخيال ّ ُ الخفي ,وتخفي الدموع الظاهرة على مقليتها تشرب نبيذ الفرح ُ تجبر نفسها للجلوس مع نفسها إن وجدتها حزينة ُ خلقت برو ٍح خلف السحاب تأكل الحلوى مع البؤساء
الحزن ّ ُتراقص ُ حد التعب واإلرهاق فتزرع الرضا في ذات الروح فينبت الحب في رماد الكلمات تبتهل وبذلك قد صنعنت لنفسها عيدا .........................................................................................
()1 بال مأوى غفران شهاب إمرأة طاعنة في السن نحيلةالجسم ربما هي بحجم قبضة يد طفل ظهرها متحدب ترتدي مالبس موشحة بالسواد جالسة مفغمضة العينين وعاكفة اليدين فوق بعضمها ,الش يء يتحرك فيها حتى ظننت أنها فارقت الحياة وحيدة بال أحفادها وال فلذات كبدها حتى تحركت تلك الشفتين لجلبه بسرعة وأبعدت الجماهير الغاضبة من املتشقتين من كثر الظمأ ظننت أنها تريد ماء ذهبت ِ كل أصناف الناس اللتي وقفت فوق رأسها أبتسمت والدمعة في مقلتيها وقالت :الأريد سوى
ً أمانته ألنها أصبحت عبئا العودة الى بيتي ولكنها لم تكن تريد ش ي سوى دعواتها لربها بإن يأخذ ِ ً ثقيال على أوالدها ليرموها على حافةالطريق وحيدة قد سمعتها .
............................................................................ ()2
مجرد طيف وئام سعيد
في وطن ال يفقه االنسانية.. تيم طفل تربى على عمل شاق ينهك تفاصيل عاموده الفقري تراه يقس ى بمرور الوقت فيصبح ً ً إنسانا صلبا ال يلين . كم يحزنه ذاك الطفل الحامل حقيبته وذاهب للمدرسة بردائه الشتوي ,تعود ان يستيقظ من الصباح ليبيع تلك املناديل على قارعة الطرق والشوارع في املدن النائية لتصبح تلك هوايته وعمله الدائم كل صباح ..يصاب باملرض يتقهقه ويتألم دون شعور كم كانت الحياة قاسية عليه ..كبيرة هي أحالمه في وطن حياته قصيرة !...حقيبة ظهر ،قلم ،كراسة هذا جل ما يـتمناه مناديله الورقية غيرت مالمح وجهه الطفولي .حيث إعتاد أن تضربه الشمس الحارقة ،أن يحتظنه املطر وأن يصبح متبلد شعور .. كنت أراه في كل مكان .. في الشارع ،في األسواق ،في العيادات الطبية
جعلني أصاب بتأنيب الضمير.. ً كان يفرحه بيع املناديل وإن لم يشتر منه أحد تراه عابسا وجهه وكإن الدنيا قد أثقلت كاهله .. ذات يوم جلست بجواره وإشتريت منه جميع املناديل كادت دموعه تسقط من شدة غبطته .. فسئلته _تيم أين والديك ..؟ لقد ذهبا للسماء يا لجين منذ ذاك الوقت وأنا أبيع املناديل كي أربي أخي الصغير وأشتري له الخبز والشوكوالتة فهو يحبها .._ وماذا تريد من الدنيا يا تيم ؟ ً أريدها أن تعلم اخي جيدا وتلبسه أجمل الثياب وتزوجه أجمل الفتيات وتأكله أطيب الطعام ثم تأخذني للسماء هناك حيث أخذت مني كل ش يء .. لم تستطع لجين أن تتمالك نفسها فانهمرت عيناها بالبكاء وإشترت له شوكالتة وقالت له زرني كل يوم سأنتظرك هنا .. ً ً ً أحبك كثيرا وهو يبتسم ويرقص في مد يده مودعا لها وهو ينادي بأعلى صوته شكرا لجين أنا ِ الشارع املكتظ وكإن الحياة لوهلة وهبته السعادة .. حتى صدمته تلك السيارة وأخذته للسماء حيث تمنى وأصبح مجرد طيف !.. ............................................................................
()3
سأصلي لقلبي مريم فاضل علي -بغداد الزمان الساعة الثانيه بعد منتصف الليل املكان من ضواحي العاصمة بغداد حيث أمكث ُ إعتدت عليه ،أعقبه إستيقظت هذا آليوم على صوت دوي كبير هز بيتنا لم أكترث له فقد صرخات أمي و نحيبها أثار ذهولي ،نزلت مسرعة و حافية القدمين وعينين مغمضتين مازال النعاس يطغي عليها ،وصلت الى أمي و إذا بالزجاج متناثر في الغرفة و إحدى تلك القطع الخائنة التي طاملا حافظت على نظفاتها قد إخترقت قدمي و شقت ذاك الكعب الناعم ،ذهلني منظر ً جدتي أحيطت بالدماء من كل ناحية فسريرها يقترب من الشباك ،حرصت دائما أن تكون هناك كي تستقبل الصباح و هي تنظر آلى الطيور تزقزق ،حينها بدأ جسدي يرتعش و بقوة عصف املوت شجرتنا و سقط غصنها األكبر ،نزفت انا ايضا من كل ناحية ولم أكترث لنفس ي إختنق صوتي من هول املوقف ،فقدت السيطرة على نفس ي صرخت كاملجنونة و سقطت .ضلت صرخات أمي ُ تتعالى أفقت وأنا في حضن جارتي تمسد على شعري و تهدء من روعي ،بدأت دموعي تنهمر كلما أتذكر منظر جدتي و كيف إنتزعها املوت مني وكيف بيتنا ُ سيصبح بعد ما فقد ٌ نبض منه ؟! ِ ً إنهمرت بالبكاء و الصراخ من دون نفعا ،صرخاتي ال تجلبها مزقت ثيابي عس ى أن يتعاطف معي ٌ مالبس جديدة و عباءة جميلة املوت ويعيدها أو يأخذني اليها .فقد جهزت لها هدية عيد األم ، تنتظرها هيا جدتي إستيقظي من سيغني لي بعد اليوم و يداعبني؟!
من سيتخانق مع أمي لتتركني و شأني أفعل ما يحلو لي ؟ صمتت أدمعي جلست في منتصف العزاء أتحدث كاملجنونة من فجر ذاك آليوم ّ أود ان أراه و اأكي ُ ذهبت الى الشباك املحطم أمامه ليرجع الزمن بي للوراء و أبعد جدتي عن هذا الزجاج الخائن ، أحادثه هل تتذكر كم مره المستك يد جدتي و حرصت على تنظيفك . أرتدى قلبي ثياب الحزن لهذه لحظه ،و كأن ش ي بداخلي مات و دفن ،إستقر هالالن يتوشحان السواد أسفل عيني املره الوحيدة التي ضحكت بها عندما نادت إبنة أخي ) مريم البسة عدسات ( حينها ضحكت و ضحك جميع على براءتها جلست بجواري و حادثتها ( حبيبتي ملوكة اني مالبسة عدسات ) أصرت قائلة ال عينج حلوووه و ً لونها يللمع ( حينها كانت تقصد ملعان عيني دوما و إختباء الدموع على شكل جواهر) ً دائما ضللت أنعت حظي كيف تركتها تلك الليلة بالرغم من إعتيادي على ُّ الن َّوم معها بنفس السرير . ً ذبلت أمي على رحيل والدتها و كانت أبي يقبل جبينها كلما رآها تبكي و يذكرها بأن هذا طريق حتما سنسير فيه كلنا لكن هللا من يقدر ميعاده ،أنام لساعات طويلة و أستيقظ من كوابيس ي مبللة ً بالدموع أهرول خوفا من تحقيقها ،ذات مره فكرت أن أعود الى الحياة فوجدت املوت يلتهمني . ً ً ً ً دائما نتحادث عن املاض ي كيف كان جميال و يعتريه السكينة أليس هذا املاض ي كان حاضرا يوما ّ ً كنا نشوبه بالنكد؟! شبابي الذي شهد اإلنفجارات و متالزمة الحقد البشري ،شباب تقتل ، ما و عوائل تهجر ،نساء سبايا
ً ،رجال مكبلين بالقيود ،إنفقت سنواتي في الدراسة عبثا ففيها تعلمت كيف أحافظ على حياة اإلنسان و أحميه اال يسقط فريسة املوت ّ ، تحدب ظهري في املختبرات بين األجهزه ،تهالك دماغي من غرقه في الكتب حتى أحافظ عليه و بتميز ،و من ثم من حيث ال أدري يأتي من ال يعرف مسكة القلم ،و ال يعرف سوى رصاص القتل ،وبضغطة زر واحد يخترق جسد األنسان و حينها يكون بين أحضان املالئكة و سالم على تلك الكتب و املختبرات. في السنة االولى من دراستي تعلمت كيف أشرح األنسان تعلمت هذا الش ي و أنا أشرح فأرة و كدت ً ً أن أبكي من حزني عليها فكانت حقال لتجاربي كيف أحمي البشرية مستقبال أما اآلن ف أين جسد ذاك اإلنسان ؟! تبعثر أشالءه بين الشظايا كل ما حدث و كل ما سيحدث ما هو اال غيمة عابرة سيحيى مجدنا من جديد . ............................................................................
()4
حبيبة شهيد فاطمه_امليالي كانت كل ليله تخرج بدلة زفافه فتنهال عليها بالبكاء اإل تلك الليله التي وصل لها خبر زفاف حبيبته لم تبكي إلنها علمت أن عودته باتت مستحيله فال الدموع تعيده و ال ينفع إنتظار الحبيبه ،و بمرور األيام الخاليه من وجوده قامت بتنضيف غرفته فإذا بها تجد بين طيات كتبه رسالة لتلك الحبيبه التي زفت لغيره رسالة عندما قرأتها غرقت بدموع األلم ال تعرف لحبيبته عنوان و ال تعرف هاتفها حتى ..كي توصل لها أمانة ولدها الشهيد و لكن كيف وأين ستذهب ّ .. مرت أشهر و سنوات و إشتاقت الى حبيب قلبها فاتجهت نحو قبره و قلبها مليء بالشوق له فاذا بها تصادف فتاة عشرينيه تبكي بحرقه و ألم على قبر شهيدها تبكي كأنه قد مات باألمس إقتربت منها فإذا هي حبيبته و عروسة شهيدها و كان الى جانبها ُ طفل صغير كان يسقي القبر باملاء و اذا بها ُتنده ولدها ً ُ إقتربت منها َجلست الى جانبها أبكي أيضا دون أن تسأل (علي ،علي) انه إسم ولدي إسم شهيدي أحدانا األخرى من أنت و أخرجت الرساله ووضعتها بين كفيها بدأت تقرأ و إزداد نحيبها ..و كانت إحدى كلمات حبيبته ما زلت أدعو هللا كل ليله أن أزف لك في األخره فانا لست بعروس حتى أكون )عروسك) ..........................................................................
.. ()5
شهيد الحب بشرى شرفي /الجزائر عنابة ً ٌ كل شيئ كان غريبا البارحة يا إياد ،نبرة صوتك التي أعرف شجنها من حبورها ،سكونك الذي آل تخدشه ضوضاء اآلخرين من حولك ،و تلك الكلمآت اقآلئل التي تش ي لي بهن في لحظة حزن ،.متى تريد أن تفهم أنني ال أحبذ كلمة كوني سعيدة ،أنت تلفظها بطريقة أشبه بترنحك ثم بغيآبك ً ً إحساسا مفعما باللوعة ،و كأن يداك اللتان تحكمان إمساك يداي .. للوعي ،هذه الكلمة تبث ّفي تفلتان فجأة ألكتشف أن روحي اليتيمة ترفرف ً عاليا ثم تهوي على األرض ! متى تريد أن تفهم أنني ً أكون سعيدة حين تلتحم أنفاسنا أيام الهناء ،حين نأكل من طبق واحد و نتشارك كوبا من الفشار ً في السينما بينما أعيننا متشابكة النظرات بعيدا عن الفلم الذي يعرض عالقآت كاذبة ألبطال ً ً معا و نزور األماكن التي إعتادت على ٌ حبنا الذي ما وهميون ،أكون سعيدة حين نركب الحافلة ً ً زادها إال رونقا و جماال..أكون سعيدة حين أكون برفقتك و معك..أفهمت اآلن؟! "ربما فات األوآن على ذلك" ..البارحة لم أستطع مغادرة الواقع إلى عالم األحالم ،إن الليآلي التي ُ أحس فيها بأرض ً الفرآق تجذبك إلى األسفل تنغص علي النوم و ترمي ٌ بالنعاس بعيدا عن مرأى عيناي ْكي تنهشه ُ كواسر الخوف بنهم ،و قد إستبد بي ٌ صليت و كنت خآلل السهاد إلى غاية أذان الفجر ،فقمت و
كل سجدة أطيل إبقاء جبيني على السجادة البنفسجية التي أهديتني إيآها في عيد ميالدي ،و كأنني ً بذلك أسمح للشحنآت اإليجآبية بأن تتصاعد إلى رأس ي تماما كصعود البخار ألعالي السماء .لم ٌ أنم غير سآعتين من الزمن ألستيقظ و أتصل بك فصوتك ٌ الص ٌ بآحي هو فرحتي التي آل تضاهيها ٌ فرحة..هو رآحتي التي ترآفقني طيلة يومي الدراس ٌي العسير ،أخبرتني بأننا سنلتقي بجانب الثانوية و
ً أنك..مشتآق لرؤية دميتك كما تنعتني ،كنت مسرورة جدا بلقياك كسرور صبية لم تر والدها منذ زمن طويل ،لبست التنورة الزهرية املفضلة لديك ،و سرحت شعري و سدلته على كتفاي ..و ً قد كنت ٌ تحب هيئتي البسيطة تلك ،تشبنهي دوما بزهرة وردية تتوسط حديقة بيتكم و تتربع على خضرتها و تنادي من تشاء بجمالها ،مشيت من البيت إلى املدرسة في هرولة غير إعتيادية ينما ً كنت أجول ببصري هنا و هناك علني أملح وجهك املنير من بين أناس في عالم مظلم و أخيرا ملحتك تتقدم نحوي متثاقل الخطى و خائر القوى ،إقتربت مني و طبعت قبلتين إحداهما على خدي األيمن و األخرى على خدي األيسر ثم إبتسمت لي في لحظة شوق سبقتها مشاعر عشق و طبعت ً ً قبلة رجولية على جبيني فأشع نورا ,لم نلبث إأل نصف ساعة معا ،نصف سآعة إختصرت ً ً معا ،كنت ٌ تشد بقبضة يدك على راحة يدي عامين قضيناهما معا ،ضحكنا فيهما معا و بكينا كأنك تخش ى أن تبعدهما األقدار ،و تبعث ٌ بكل واحدة منهما نحو املجهول ،فيما كنت أمعن ً النظر في وجهك و عينيك و تفاصيل محياك التي أذوب في روعتها ،غير أنني ملحت شجنا عميقآ ليس بإمكان أي شخص آخر أن يلمحه بإستثنآئي ،شجن أقرأه من خلف اإلبتسآمة امللبدة التي بدت في هذا اليوم مختلفة عن غيرها فيما مض ى ! كآنت الكلمة التي رددتها على مسامعي حينذآك أحبك : إلى أن !..سمعت ً صوتا ليس بغريب ٌ علي صوت تتوعد نبرته الخشنة بالعذاب ،إنه صوت..أخي ! حين ملحت قدوم أخي و هو يجري و ينادي بإسمك فهمت ٌ كل شيئ ،أحسست بضباب يغش ى عيناي ،و ألم شديد في معدتي و خفقان في كياني يكاد يودي به إلى ٌ السكون!! بالكاد أرآك و أنت ً ً فضيا ٌ ، ثم إختلطت األصوات ! كنت أسمع و آل أعي"..لقد قتلته ! تصارع يد أخي التي تشهر سكينا ً "أوقفوا دماءه " !! وقفت مشدوهة و أنا أرى القميص األزرق ملطخا بالدم و أنت تشهق و قد ً إصفر وجهك و إزدادت سحنتك تعبا جثمت و وضعت رأسك على فخذاي و رحت أقول لك الهثة :تماسك ،اإلسعاف في طريقهم إلى هنا كنت تقول بتقطع :أ..حب..ك! و قد كنت أصرخ :ال
يمكنك أن تتركني لقد وعدتني! كنت أحس بقبضة أخي على ساعدي كي أنهظ و هو يتوعدني بقتلي ً ً كذلك ،في هذه األثناء بدا ٌ كل شيئ أسود ،ألفاظك األخيرة و روحك التي غآدرت بعيدا تاركة جسدا ً أغرس رأس ي بالدماء التي تغطيه ،و وجوها واجمة غير مصدقة ملآ يجري ! و قلبا يحترق يا إياد، قلبا يحبك اآلن هو بصدد اإلحترآق و املوت ،في هذه األثناء أحسست بدوار ٌ أشد من ذي قبل ثم صمت و ظالم ! حين فتحت عيناي ،كنت في سريري ،و قد بدأت الكلمات تنبثق من العدم نحو مسامعي ،تمنيت أن يكون كل ما حدث مجرد حلم ،و أن أستيقظ اآلن لكي أخرج و ألتقي بك و !...إلى أن تناهى لسمعي عويل أمي و صفير سيارات الشرطة التي غزت الحي ،بدأت أستعيد وعيي ً ً شيئا فشيئا ،و بدأت الصور التي حدثت قبل ربع ساعة تقف مواجهة ذاكرتي عابثة بصمتي إلى أن إنفجرت صارخة :إياد!!! فدخلت جارتنا أمل و أمسكت بي و رشت بضع قطرات من املاء على وجهي عل الهدوء يجد طريقه إلى دواخلي ,إمتزج بكائي بلوم أمي :يا قليلة الحياء أخوك سيرمونه في السجن بسبب طيشك ! أما أبي فقد قدمت سيارة اإلسعآف و نقلته فورا إلى املستشفى إثر سكتة ٌ قلبية ! أكتب إليك اآلن يا إياد و أنت في أعماق باردة ،تنهش لحمك الديدآن ،و أنا على السطح حزينة قد ً غمرتني اللوعة فأعمت قلبي من بعدكٌ ، كل شيئ يبدو فارغا من دونك ،من دون صوتك و ً صراخك و حتى لومك ،أشعر و كأن الحياة قد إختطفتني من هذا العصر و رمتني بعيدا حيث ال السعادة تولد هناك ! كم هي مملة الحياة من دون األحبة..و كم هي قاسية حين تمنحنا بسماتهم لنحيا بها للحظآت ثم تسلبهم منا في لحظة ٌ حب ! ماذا عساي أفعل من دونك اآلن .فال أخ يحتضن لوعتي و ال ٌأم تكفكف دمعي و ال أب يخرجني من عتمة الحقيقة العلقمية إلى النور ! كيف سأخوض في أحداث هذه ٌ الدنيا من دونك؟ كيف سيحمل جسمي الهزيل ٌ كل املعاناة التي رسمتها األقدار على جبيني؟ و كيف سأتحمل الكدمات ٌالتي ٌ سببتها لي الحياة بين ليلة و ضحاها ,أكتب ً يوما إليك ،و أنا ٌ أجر حدادي إليك اآلن هذه الكلمات التي لن تقرأها ،هذه الرسآئل التي لن تصل ٌ الحب !مع كل حرف تخطه أنامل الحنين..الحنين إليك يا شهيد
............................................................................ ()6 رسالة حب رهف إبراهيم الحساسين_األردن_عمان َ ن ألسباب مجهولة الى اآلن،يجلس رجل عمره بين الناس عيو عن بعيدة قرية في االيام حد أ في ِ ٍ السبعة والثمانين من عمره وزوجته بجانبه ويتحدثون بشأن إبنهما الذي ذهب الى العسكرية للدفاع عن وطنه وليس لهم علم بحاله اآلن ذهب دون موافقتهم ألنه وحيدهم كانو يخافون عليه بجنون كل فترة يذهبو للمدينة بأمل عودته لكنهم ال يحصلو اإل على خيبة األمل وإختفاء األخبار عن وحيدهم ,وفي يوم من األيام طرق بابهم ذهبوا بخوف يغزو وجنتيهما لفتحه ألنه ال يعلم بذلك املكان اإل إبنهم الوحيد فتحو الباب بأيدي ترجف على أمل بلقاء ولدهم لكن رجفت شفتيهم وزادت نبضات قلبهم الضعيف من الخوف شاهدوا صديقه الذي ذهب معه للعسكرية ووجهه شاحب ويده ُمبترة ُ ومعه رسال ٍة قالها ودموعه تمأل عينه، ً نال ولدكم الشهادة بالحرب هنيئا لكم على هذه الشهادة وأرسل معي رسالك كتبها قبل يوم من إستشهاده ،سبحان ّ الرب كيف يزرع اإلحساس بالقلب في ساحة املعركة بينما محمد يطلق رصاصات بندقيته بحرارة خرقت رصاصة غدارة من خلفه ووقع ً رسالة فيها لكي أوصلها لكم وأعطاني جريحا على األرض يصارع سكرات موته أمسك بيدي ووضع ٍ عنوانكم هذا الذي ال يعلمه اإل هو وعنوانكم باملدينة ،بدأ والديه بالبكاء الشديد إنقطع خيط أملهم
بدأ رفيقه بقراءة الرسالك وعنوانها كاآلتي :ابي ,أمي الحبيبين أكتب لكم هذه الرسالة وقلبي ً يملئه يقين إن أجلي َس ـ ينتهي قريبا ً أحبكم جدا وأريدكم أن تفتخرو وترفعون رأسكم إلن ولدكم نال الشهادة في سبيل هللا والوطن , اتمنى ان تنسو البيت البعيد وتنتقلو الى املدينة رافعين رؤوسكم بعزة أتمنى أن يكون لقائنا بالجنة إن شاء هللا ..عزيزكم محمد ........................................................................... . ()7
بين لحظة وما تالها بلقيس خالد هي إبتسامة شقت خداي الورديان حتى إذني .. عندما عدنا مع أمي الى املنزل بعد رحلة طويلة في طريق مألها الحص ى ..تعب أتخم جسدي وعرق غطى جبيني فالجو حار عندنا نزلت أمي من العربة لتفتح باب املنزل لنا " ..آه" قد وصلت "وأخيرا" .أتنفس الراحة ,ركضت نحو البيت حتى أسبق إخوتي أمي ..متسمرة أمام الباب ..ما هذا ..هناك صوت داخل البيت ..أتراه حيوان داخل بك ..لكنني وقفت ..تراكضوا إخوتي نحو املنزل ألنهم أسرع مني , املنزل أم انه لص يا ويلي أمي ,ما ِ ما بهم قد شحبت وجوههم ..ومأل الخوف أعينهم لن أدخل سأنظر من النافذة ال أستطيع , ً قدماي ترتجفان ..حلقي يجف ..وارى ما حولي يحيطه الضباب ..ال بل أستطيع ..أمي دائما تقول ً ً إني شجاع وقوي ..سأرى ما األمر ..ولكن سأخذ نفسا أوال
وإقتربت حينها من النافذة ببطئ شديد ..ألنظر خلسة منها ..فلم أجد ما يحدث كل هذه الريبة ..إنهم جدي وجدتي ..وعماي وعمتي ..ليس من غريب أو مريب هنا ..تركت النافذة بعد إن ً إطمأن قلبي ..وسرت نحو الباب ..ولكن ..لم أسير أكثر من خطوتين حتى سمعت صريخا هز قلبي الصغير بشدة ..تسمرت مكاني ولم أعلم ملاذا فعلت ذلك او ماذا حصل ..لم أستطع اإلنتظار ..فالفضول سبق الخوف عندي ..رجعت الى النافذة وفتحت القليل منها ..فلم أسمع ً سوى حديث عن أبي وعن سفينته ..وما حصل معه ! ..ولكن ما رأيته كان مريبا أكثر مما سمعت .. ولم أفهم ملا فعلوا ذلك ..رأيت امي تبكي في أحضان عمتي ..وإخوتي ملتفون بين ذراعي جدي ً وجدتي ..قتلني الفضول ,لم أستطع الوقوف هنا ..ذهبت الى الباب مسرعا ..أركض والهث قبل أن يتملكني الخوف ..وصلت الباب ولم أدخل ..إختبأت بجانبه ..فقد إستمسك الخوف بي " ..ال، ً "ال ،الاااااا" ..من غير املمكن ان يكون ما سمعت صحيحا ..هذه خرافات ..ال ،ال يمكن" ،الااااااا ُ ركضت نحو الغابة ودموعي تتسابق في النزول ..وقد غرق خدي بها ..مأل األلم حلقي ولم أرى اال الضباب ..إختبأت خلف شجرة أبي وصرخت وبكيت ,أبي ال يموت إنه ربان حقيقي وبحار يصارع األمواج ولم تكن املرة األولى التي يذهب بها الى مصر ال ،هذا غير معقول هذا كذب , إنهم يكذبون ال هذا كذب إستمر البكاء في قلبي لكن وجهي تصلب ودموعي جفت ..وأعميت عيناي عما حولها
ً وغاب السمع عن اذناي ..ال أملك اإل صوت أبي الذي يهمس في أذني ..لم أصمد كثيرا حتى تملكني النعاس ونمت عند الشجرة وإحتضنتها ..فهي شجرة ابي ..أقول لها كل أسراري عندما يسافر .. أشكوا لها إخوتي ..وأغار عليها من العصفور الذي يحط على أغصانها ..أسقيها بدموعي عندما أحزن ..وأبكيها من الضحك عند فرحي ..إنها ما يتركه لي ابي عند سفره وأتى الصباح الثاني ..وإستيقظت في غرفتي بعدما وجدني عمي وحملني الى البيت .. ً ً خرجت ألتاكد إن كان كل ذلك كابوسا مرعبا أم ال ..تلصصت وإختلست النظر ..رأيت غمامة
كبيرة من السواد تمأل البيت ..الكل باملالبس السوداء يأتي ..أمي تبكي وأخوتي ..الجميع هم يبكون . إنقضت ثالث أيام قيل عنها "عزاء" ..وإستمرت الغمامة فوق بيتنا وملدة طالت لشهر ولم تأبه مللنا منها ..وإستمر حالي كل يوم تحت الشجرة أشكو لها طول غياب والدي وأتذمر .. "أصرخ لها أن تناديه و "أتأفأف ً وأخيرا ..ذهبت الغمامة عن بيتنا وبدأت بعض األلوان بالظهور ليست الفرحة لكنها ً الوان غير األسود خرجت يوما مع أخوتي وكنا نلعب الكرة عندما إستوسطت الشمس السماء .. كانت أمي قد ذهبت الى السوق تبتاع ما يحتاجه املنزل ..ولكن إستوقفني ش يء غريب أشعل ً ً ً الفضول داخلي ..ذهبت نحوه وقد كانت صورته تتوضح شيئا فشيئا في عيناي ..كان شخصا يحمل بين ذراعيه أحدهم ..واذا به رجل طويل الشعر والذقن ..غريب امللبس واملنظر ..يحمل أمي! ..ركضت نحوه أنادي امي ..وعندما لم يبقى بيني وبينه سوى بضع خطوات ..توضح لي ورأيته بدقة ..قبض الخوف جسدي ..وهربت نحو الشجرة مسرعا أرتجف وأرتعش عادت نبرة الصراخ التي سمعتها ذلك اليوم ..بكيت وأيقنت انني أصبت بالجنون ..ولم ً ً ً البث وقتا طويال متجمدا ..حتى رأيت ذلك الرجل يقترب مني ..وخفت وكنت أبتعد عنه ..كان يناديني "يا بني ،يا بني" ..وأنا أبتعد والخوف والقلق والريبة جميعها تتملكني ..نادى أسمي .ولحقني ..وعندما توقف توقفت انا ..جرني الخوف اليه ببطئ ..ومع كل خطوة لي كبرت إبتسامته ً أريد أن أصدق ..ولكنني خائف ..فهذا الرجل يشبه أبي ..يشببهه كثيرا ..ال ،ال بل هو .. انه أبي ..حقا أبي ..تسارعت خطواتي نحو حضنه ..ودفعتني دموعي اليه ..والكل يحيطنا وينظر .. حضنته وشددت عليه وأحسست اني كسرت ضلوعه ..بكيت وقد سبقت دموعه دموعي ..ولم أنطق بكلمة ..حتى هو ..ولكن ..كان قاتل الفاجعة حينها كلمة واحدة نطق بها فجأة ..
"عزيزي لقد عدت " ............................................................................ ()8
ولدي الصغير ساره االمامي /العراق كنت أسير والاعلم اين إذهب اوقفني صوت قال لي : كيف إستطعت نسيان ولدنا التفت وقلت :من قال أني نسيت ولدي الصغير ً سمعت طفال يركض يقول أمي أمي إحتظنته ورفعته إلى األعلى وداعبته لقد كبرت ياصغيري كنت التحبيني فلست مجبره على العيش معي لكن ماذنب الطفل أجيبيني ملاذا هجرتنا إذا ِ املسكين فهو يحتاج إلى حظن أمه إلى إبتسامتك إلى عفويتك إلى أن تعلميه أشياء كثيرة بدأت أبكي قال :هيا أخبريني كان يشدني من كتفي بقوه ويصرخ
في هذه واللحظة وكنا نقف نحن الثالثه أنا وزوجي وإبني كان هناك رياح أوقعت الوشاح الذي على رأس ي ً وقع بعيدا قال :ماهذا ملاذا حلقت رأسك أجبت :ماهو برأيك السبب هيا إهتم بابننا ساغادر لم يعد لي مكان بينكما فهربت لم أرد أن يهرب ابني مني لم أرد أن يرى والدته بهذا الشكل املريع السرطان أخذ كل ش ئ مني خذ ولدي الصغير وقل له أن أمه كانت تحبه وهكذا بدأت أسير سمعته وهو يقول بصوت عال :أنت تهربين من الواقع سيكبر ويقول أمي تركتني وهي حية ترزق انت تهربين من الواقع دوما لو كنت تحبيننا ستعودين وليعلم ولدي أن أمه تركته فقط عندما أخذ املرض حياتها كان كالمه جعلني أدق جرس منزلي مرة أخرى ً ً فتح الباب ولدي داعبته وحظنته بكل قوتي شعر بنعاسا شديدا نمت بجواره
لكن هذه املره نمت بجواره إلى األبد ً فليعلم ولدي أني أحببته كثيرا فاخر ش ئ فعلته هو املكوث بالقرب منه ............................................................................ ()9
باب التوبة آيات عادل الالمي /بغداد حدثتني صديقتي هديل ذات الشعر الحريري املموج والبشرة البيضاء تلك الفتاة الجميله النشيطه (امللحده) بعدما أفاقت من ذلك الكابوس الذي غير مسار حياتها وأنار عتمة أيامها إنها عندما كانت تحتضر بعدما دهستها سيارة مارة في الشارع كانت تريد أن تتشبث بالحياة ً ً كثيرا ليس لحبها لها بل ألنها لم تفعل شيئا يؤهلها ملقابلة خالقها ً حقيقة ُ .. خاشع وصوت مرتجف يرغب برحمة هللا وقلب باكية بدموع تحاورني وهي جدا مت د ص ِ ٍ ٍ وعفوه هديل تلك التي كانت تنكر فكرة وجود هللا وكانت تنسب وجودنا و وجود الكون أجمع الى تلك " النظريات الباليه التي أخذ امللحدون املخضرمين يغرسوها في أفكار اؤلئك ُ الجدد ممزوجة ببراهين ً ً غير معقوله تماما كـ دس السم في العسل " كيف لها ان ترتعب النها لم تفعل شيئا يرض ي خالقها !! حدثتني كيف إنها عند إحتضارها لم تستطع نطق الشهادتين بسبب حضور شخوص مرعبة
كشياطين كانوا يلقنوها كلمات تحرفها عن مسار الحق وتخرسها عن التشهد ً ً ً حدثتني أيظا إنها رأت وجوها لم يراها األخرين ممن كانوا معها اثناء إحتضارها ..تماما كقوله ً تعالى " ف كشفنا عنك غطاءك ف بصرك اليوم حديد " نعم كم كان وصف هللا بليغا اذ إن قوته كانت َتر مالم يراه بشر تحاول أن تنبههم عما تراه لكن عالمات بصرها كان كالحديد في ِ اإلستفهام كانت تمأل وجوههم عن سبب شحوب وجهها وإضطراب مالمحها التي تدل على هلعها وخوفها.. ً حتى صحت من ذلك الكابوس ونبضات قلبها متسارعه جدا كل نبضه تكاد تثقب مسامعها لشدة وقعها تحدثني وتقول أدركت حينها مدى حماقتي وتفاهتي بأنكار وجود هللا أدركت مدى لطف هللا ورحمته بي حيث إنه أرسل ذلك الحلم كي أصحو من سبات الجهل ،كي اعيد ترتيب حساباتي بما يرض ي هللا .. ً أسعدتني هديل كثيرا بعدما وجدت الطريق الحق ذلك الطريق الذي تيبس فمي وأنا أرشدها اليه لكن دون جدوى ً ُّ ربت على كتفها بعدما انزلت رأسها خجال مني ومن صحة معتقدي .. ً نعمه التي التعد والتحص ى وأول تلك النعم هي (فتح باب التوبه) من بعد فالحمدهلل كثيرا على ِ الضالل.
............................................................................ ()10
صوت حزين فاطمة علي الطائي _العراق أتألم ملجرد سماعي رضيع الكلب وهو يصرخ من شده ضربه من قبل األطفال الذين يركضون ً خلفه كاملفترسين وكأن اإلنسانية لم تخلق بهذا الكون أطفاال صغار من علمكم بحمل هكذا أسلحة (كالخشبة،أو قطعة حديدة مستطيلة،او أحجار،وغيره)لضربه لهكذا صغير الكلب وهو يبكي بصوت حزين ألنه لم يعد يرى أمه وكأنه أضاعها بأحدى الطرق آه صوته وهو يصرخ أمام بابنا واألطفال لم يعد يرحمونه أخرج له وأضمه لي لكن ال أستطيع ألني في مجتمع اليسمح بخروجي هكذا يجب أن أستر نفس ي بلبس ي وعبائتي لكن وقت الذي اقوم بأرتداء مالبس ي ومعطفي قد يكون الوقت تأخر واعتقد ال أجده أمام بيتنا أسرع راكضة وأستمع الى صراخه من جديد أثناء إرتدائي معطفي وحجابي ركضت واجدة يلفظ أنفاسة األخيرة ودمائه طاغية على شعرة وعيونه وونينه مددت يدي بقربة ألجلبه لي لكن أبتعد كأنه لم يعد لديه ثقه بأي شخص حتى بنفسه ً لديك حق أن من قتلوك أطفاال فكيف تثق بالكبار وأغمض عينيه وهو حزين وكأنه تذكر والدته التي لم يجدها بعد .
............................................................................ ()11
ً ليس مقتوال سرور العلي /بغداد ً كان وجهها يشبه الى حدا ما التعابير األخيرة لوداع جثمان وسط طائفة كبيرة من الصراخ والعويل هكذا كانت تصوب نظرها نحو السقف املتسخ اململؤة باعشاش العناكب والغبار املتكدس منذ ً أعوام مضت بفم منفرج وجسد نحيل ممدد على سريرا من الحديد الصدأ وتحتها أغطية بالية ، ثوب بهتت ألوانه واستحال خرقة تشارك هذا يغطي جسدها الذي صار يرتعش بشكل مخيف ٍ الجسد في املعاناة ،شعرها أسود طويل منسدل على كتفيها وينتهي عند زاوية الخصر الرشيق ، "
ً ً سيعود ،أنا متيقنة من عودته قريبا ،ليس مقتوال "
رددت تلك العبارة بشفاه ترتجف وعينان تغرقان بالدموع ،في الصباح سمعت خبر موته في جبهة شهر تم عقد قرآنهم ، القتال وهناك دفن جسده مع بقية الرفاق لوضع البلدة املحاصرة ،منذ ٍ كيف ستنس ى سنوات حبهم الجميل ،كان قد تعارفا في السنة الثانية من الجامعة وهناك بدأت حكاية الحب الذي أعلن صباح اليوم عن مقتلها وخمد شرارتها ،كأنها تتسلى بتلك العبارة التي ً بقوام مترنحة وأصابع ترتجف ،تفتح تنتهي ب ليس مقتوال ،ترغم نفسها على تصديقها وتنهض ٍ خزانة خشبية على بابها زخارف ورسوم آلثار سوريا قبل دمارها وتحول بعضها لركام تخرج مجموعة صور فوتوغرافية ودفتر غالفه أحمر ارجواني ووردة جفت الحياة فيها ،تقبل صوره الواحدة تلو األخرى وتضم الدفتر لصدرها وتواصل النشيج بشكل متقطع يهتز معه كتفيها .. في الخارج في مكان ما يسمع صوت قصف مدفعي تهتز معه جدران الغرفة املنكوبة ثم يشتد
ً ً الصوت ويتحطم أطار الصورة املعلقة على الجدار ،تتمش ى ذهابا وأيابا كمجنونة ،يخلف ثقب كبير في الجدار ومنه يمكنك رؤية الفتاة غارقة بدماء ساخنة نزفت للتو على األرض القصف ٍ ً وتصعد روحها للسماء لتتوج عروسا الليلة لحبيبها املقتول صباحا ً ............................................................................ ()12
مجرد حلم هدى حسين /العراق ذات مساء في وقت متاخر من الليل حيث الجميع نائم تخيلت إنني أجلس على طاوله في آخر املقهئ حيث بأستطاعتي أن أراقب الجميع .. ً لطاملا ُ كنت أراقب نفس ي وحسب ،لم يهمني يوما ال الناس وال العالم أجمع ...لكن فجاءه في تلك ُ وجدت نفس ي أراقب الجميع دون إستثناء ,شدتني احدى الطاوالت كان يجلسها شخص الليله
ُ ُ بطبعه ،وجدت نفس ي أراقبه ،ربما إنتابني الفضول فإنا شخص يبدو وكأنه تائه ،ضائع وحيد ربما ال بهمني ش ئ اإل ماندر لكن إكتشفت العكس لألسف ...على حين غفله إنتبه لي ُ أدرت وجهي وكأنني
ُ كنت شارده ..
ُ فنجانه ويتجه الى طاولتي حاولت التهرب لكن دون جدوى .. رأيته يحمل شدتك طاولتي الى هذا الحد وأرفقها بضحكه _أخبرني هل ِ كانت نفسها تلك الضحكه .ضحكه الالمباله ،الفقدان ،ضحكه الوجع .. لم أجب وكانني كنت أشاهد نفس ي صعقت بكم البرود الهائل
أنت وأنا متشابهان ! قال :أتعلمين ِ وساد الصمت وقتها لم أسمع اإل صوت تحرك ميل الساعة الصمت الذي ساد كان عجيب لم يبادر أي منا بسؤال كي يقطع هذا الصمت . وكأننا نشاهد أنفسنا بأعين بعض ربما كنا نستمتع به من يدري ؟ _سألت :ملا الشرود قال :أتعلمين قطعتي علي سهرتي مع من احب ! َ ...كنت وحدك ! ضحكت أخبرني وإن فقدتها هل أبحث عن غيرها مرت سنين لكنها معي حتى االن .. سألني أتعلمين ملا أتيت وهو يبتسم تلك اإلبتسامة لم أفسر معناها ، ً كانت عيناه بغير عالم صدقا .. ولكنك أيظا مثلي تماما بذات الوضع وال أدري بك قال لم تشدني ِ طاولتك كما فعلت طاولتي ِ ِ أواسيك أم اواس ي نفس ي ثم ساد الصمت مللمت نفس ي ورحلت عرفت وقتها ان فقدي أعظم من فقده ُ فأنا فقدت نفس ي ُ مصيبته .. ألم يقال من يرئ مصائب العالم تهون عليه
لكن كيف تهون نفس ي على نفس ي ............................................................................ ()13
التقاليد و الحب هند ميطو /الجزائر في إحدى املدن كانت هناك عائلتان أصيلتان عريقتان توارثتا عادة تزويج أبنائهما لبعضهما البعض ،كانوا يقررون ذلك عند والدتهم منذ الصغر لكن حدث مرة أن ولدت لدى إحدى العائلتين فتاة عرجاء جراء خطأ عند توليد األم ،سميت مرام كبرت مرام و صارت تستطيع املش ي و الخروج لوحدها فقرر أهلها منعها من مغادرة املنزل ألنهم لم يرغبو في أن يراها العالم فيقولون انها عرجاء ! مرام املسكينة حرمت حتى الذهاب إلى املدرسة جراء هذا القرار فكانت كل صباح تقف أمام املنزل تراقب التالميذ متحمسين قاصدين مدارسهم كانوا بنفس عمرها ،يأملها األمر تجلس وحيدة و تجهش بالبكاء كان هذا حال املسكينة ,معاذ يراها كل صباح ّ تحز في نفسه دموعها ،أصابه الفضول ليعرف مشكلتها فلربما إستطاع مساعدتها ،قرر أن يقترب منها و يسألها لكنها إرتعبت و تراجعت فأقترب أكثر و أمسك يديها بلطف و حنان و ّ عرف بنفسه لكي تطمأن .. ً هدأ روعها فعال ! و إطمأنت له ألنها أحست بأنه لطيف ،أزد على ذلك هو من العائلة املقربة جدا لعائلتها جلسا بجانب منزلها ،بعد مدة من الصمت سألها عن سبب حزنها فبكت ألنها املرة األولى ً التي يعيرها أحدهم بعضا من إهتمامه ,كفكفت دموعها و سردت له تفاصيل حياتها ولم تخف ً ً عنه شيئا منها ،كانت تحدثه و بنفسها دهشة كبيرة مما تفعل فكيف تصارح غريبا عنها بكل هذا لكن دهشتها تلك لم تكن كافية لتسكت قهرها ،إستمع دون ان يقاطعها بينما هو يستمع إمتزجت بداخله أحاسيس من دهشة و شفقة و ألم كانت مرام تتحدث و تحكي و تشتكي و تفضفض لقد
كانت بحاجة هذه اللحظات منذ زمن ,عندما أنهت كالمها أطلقت زفرة طوييلة حارة كحرارة ً دموعها التي إنسابت رغما عنها ,و بحركة ال إرادية منه إحتضن وجهها الناعم الصغير بين كفيه ،مسح دموعها و نظر إلى عينيها و خاطبها بكل ثقة ":من اليوم أعدك أن هاتين العينان السماويتان ستنس ى من الدمع ّ حاره ،أعدك أني بقدر املستطاع سأرسم على شفتيك الناعمتين اإلبتسامة ،أعدك أني سأزورك كل يوم في مثل هذا الوقت ألعلمك كل ما تعلمته من مدرسة الحياة و مدرسة البشر ،أعدك "...شعرت مرام بسعادة غامرة فقالت و هي متحمسة ":أتمنى ً جدا .أشكرك من كل قلبي أنا جد ممتنة" ّ ظل معاذ على عهده طيلة سنوات تمكن فيها من ذلك ُ التعرف التام على مرام فقد صار يعرف عنها ما ال تعرفه هي عن نفسها حتى أغرم بها لحنانها و الطفولية معه ً ّ أحيانا ,و بادلته مرام نفس الشعور حيث صراحتها معه و عفويتها حتى لتصرفاتها أحبته للطفه و وفائه ,كان ذلك اليوم بتاريخ عيد ميالدها الثالث و العشرينّ ، حل املوعد كالعادة مللم معاذ ما يحتاجه في محفظته و وضع علبة صغيرة في جيبه ،ذهب فوجدها في إنتظاره فجلس بجانبها و تبادال أطراف الحديث كالعادة ،عندما أنهى مهمته قررت مرام أن تودعه لكنه عندما ساعدها على الوقوف لتذهب أمسك بيدها و وضع إحدى ركبتيه على األرض و أخرج تلك العلبة من جيبه و قال و هو ينظر مباشرة إلى عينيها ":مرام قد مض ى على تعارفنا سبعة سنوات كنا قد ً ً تعارفنا فيها جيدا و أحببنا بعضنا فيها حتى لو أننا لم نصارح بعضنا إال أنه كان واضحا ...و لهذا قررت أن تتوج عالقتنا بالزواج مرام حبيبة قلبي و روحي هل تقبلين الزواج بي " لم تستطع مرام ً كبت دموعها فقالت و هي تبكي ":نعم أحبك جدا يا معاذ و أقبل الزواج بك " لم تدم ضحكتها ً ً طويال حتى عبست سريعا تفاجأ معاذ و أسرع نحوها و سألها فأخبرته أنها تذكرت عادة العائلتين املتوارثة فأبتسم و أخبرها أنها من املاض ي و ال بد من أنهم نسوها لكن كالمه لم يقنعها فطلبت
ً منه أن يستفسر من والديه ،وقد كان ذلك ،فأخبروه أنها ال تزال و أخبروه أن هناك فتاة له أيضا ،صدم معاذ و إجتاح صدره ُحزن شديد ! من شدة حزنه لم يغادر غرفته طيلة أسبوعين يرفض الطعام و الشراب ,يفضل البقاء لوحده ،ال يذهب ملوعده اليومي حتى ،لكن مرام كانت تخرج
كل يوم و تبقى بإنتظاره ،تنتظره و قلبها يتخبط من شدة األلم فهي تعي أن تلك العادة ال زالت و ً لم تمت كما قال و بغيابه املفاجئ هذا تأكدت أنه لغيرها ،رأت والدها مغادرا املنزل إلى جولته ّ الصباحية كالعادة فقررت أن تسأله ملن أختيرت أختها ،فهي تدري أنها لن ُتختار بسبب عجزها ً البسيط تقدمت نحوه ّ ،حيته و حادثته قليال ثم سألته .لم تستطع أن تتمالك نفسها عندما علمت أنه هو ،فقالت صارخة ":معاذ !،كيف هذا أمتأكد أنت ؟! معاذ !!! كيف يمكن لكم أن تفعلوا هذا كيف !!" جلست تنوح و تبكي و بداخلها حريق لن يطفأه إال زفرة املوت األخيرة ،و هي كذلك حتى ملحت معاذا قادما بإتجاهها فمسحت دموعها و حاولت أن تبتسم لكنه عندما وصل إليها ركع أمامها على ركبتيه و أنهمرت دموعه على وجهه الشاحب ،قال ":مرام أحبك،أقسم لك ً أني أحبك و سأبقى على عهد حبنا دائما بقدر ما ستتزاحم بصدري الزفرات و الشهقات ،مرام أحتاجك أنا في قمة إحتياجي لك " ...فضمته إليها باكية ،ضمته ّ بقوة ،ضمته و هو يبكي بحرقة ،ضمته إليها إلى أن نام و هو يقول بين شهقاته ":مرام ...آسف ...أحبك ...ستكونين لي ...أعشقك " ...لم تدري ما تفعله فنزعت وشاحها باسطة إياه على األرض و وضعت رأسه عليه و ً هو يشهق بوجع كبير ،تأملت مالمحه البريئة الحزينة ,فتحت حقيبة يدها و سحبت منها دفترا ً ً ً ً ً صغيرا و قلما جميال كان قد أهداه لها سابقا و كتبت بخطها ":معاذ حبيبي عشقي ،أحببتك جدا ً ً ُ أغلقت بابه ،إذ أنك سكنته و ستسكنه لوحدك دائما و أبدا ,معاذ آسفة على أدخلتك قلبي و ُ ً ً هذه الطريقة التي أودعك بها لكني لم أجد غيرها ،وداعا ...يا سيد قلبي ,وداعا يا من أحب ,أرجو أن تقدر على نسياني الذي لن أقدر أنا عليه ،فكيف أنساك و أسمك هو أول أسم نقشت حروفه على دفتري و على قلبي الصغير املنكسر و على روحي التي تتخبط من شدة اإلنكسار ...لكني سأتناسك نعم سأتناساك ألنك لست لي ،أنت لست لي ,مرامك! " كتبت مرام هاته الكلمات و ََْ ُ عش َق ْته ،تيمت به .مللمت مرام قلبها يعتصر أملا ،كتبتها بعيون محمرة من البكاء ،لقد أحبته ِ حقيبتها كما مللمت ما بقي ََْ ُ عش َق ْته ،تيمت به .مللمت مرام حقيبتها كما مللمت ما بقي من قلبها محمرة من البكاء ،لقد أحبته ِ
املنكسر و روحها التي تحولت إلى أشالء ،نهضت بعد أن طوت تلك الرسالة و وضعتها داخل يده الدافئة ،نهضت و هي تتأمله للمرة األخيرة ,مض ى شهران صعب فيهما التنفس و العيش على ً كالهما ،لم يفقد معاذ األمل فقد كان يذهب يوميا لكي يراها لكنه ال يجدها ،ينتظرها بمعية كلمات رسالة وداعها األخيرة التي تتردد في رأسه بأصوات صاخبة كأصوات أجراس الكنائس يوم الصالة ،لكنها ال تحضر ،كانت تراقبه من زجاج نافذتها ،يبكي فتسقط كل دمعة كخنجر ُيغرس ً بقلبها تراقبه بألم فاق أمله ،عندما ترى أختها تتذكره ،تتذكر ذلك اليوم ،أول يوم تراه موجوعا إلى ً ً تعبا ...الحظ أهل معاذ أن أبنهم ّ تغير و قد صار كثير الشرود قليل درجة أنه نام في حضنها باكيا ً ً ً ً ً الكالم ،صار مزاجه متقلبا ،سريع الغضب ،تراه باكيا أحيانا و أحيانا أخرى مطأطأ الرأس مهموما متأملا ...ظنوا أنه يريد الزواج و يفعل كل هذا ليجذب إهتمامهم و سؤاله السابق على عادتهم ً املتوارثة هو ما دفعهم للشك أكثر ,ذهبوا لعائلة مرام و حددوا معهم موعدا للعشاء ،موعد هدفه أن يتعرف فيه معاذ على رزان _أخت ليلى_فتاة رائعة الجمال ،مثقفة ،راقية ،لطيفة ،فتاة محظوظ من كانت من نصيبه كما يقولون ,لم يعلم معاذ بأمر موعد العشاء إال عند صبيحة ذلك اليوم ،غمرته فرحة كبيرة عندما أخبرته والدته لم تسع الدنيا فرحته ,سعادته ً الكبيرة أكدت لعائلته شكوكها لكنه لم يكن فرحا ألنه سيقابل رزان بل فرحته تلك كانت من أجل محبوبته مرام ،نعم من أجلها ألنه سيقابلها و يطمئن على حالها ,عندما حل املوعد لبس أغلى ّ الثياب و تعطر بأزكى العطور كل هذا ملرام فعندما وصلوا فتشت عيناه عنها لكنه لم يرها فقال ً لعلها ستأتي مع رزان لكنها لم تأت ،إنتظر و إنتظر لكنها لم تظهر اصال فتذكر أنها مرة قالت له": أن عرجها جعل أهلها يمنعونها من مقابلة ضيوفهم " فهمس ألمه طالبا منها أخذ األذن للمغادرة ُ ألنه أرهق و شعر بالنعاس و كان له ذلك خرجوا من عندهم و عيناه لم تغادرا نافذة مرام ,إنتظر ً حتى حل منتصف الليل و قصد بيتها وتسلق شجرة مجاورة لغرفتها و نادى عليها طويال إلى أن أفاقت و فتحت نافذتها رآها ،وجدها كأنها فتاة أخرى كانت شاحبة جدا ،تعبة ,سألته عن سبب ً قدومه فقال لها و هو يبتسم إبتسامته العذبة تلك التي كانت قد غابت عن شفتيه مطوال ":مرام
" لكن ماذا عن رزان ؟! " قالت هي ،فأجابها " ال
تأكدي أني لك ،لك فقط ،فقط لك أنت " ً ،أحبك أدري شيئا غير أنك ستكونين لي و أكون لك تأكدي ِ ............................................................................ ()14
)شتات( أبرار صباح تنهدت تحت ضالل األشجار لترتاح قليآل ماسحة بكفها دمعة الحت فوق وجنتيها وهي تراقب ولدها (أصيل) وهو قادم من بعيد تحت لهيب الشمس الحارقة يحاول تغطية راسه بقطعة من الخشب التي أخذها من مكان عمله ليستخدمها الحقآ في طمر فتحة الجدار العلوية في مطبخ املنزل قاطعها صوت (أم سعيد) وهي تمد لها أجر عملها لهذا اليوم فمنذ إستشهاد (أبا أصيل) في أحد املعارك التي خاضتها البالد في تسعينيات القرن املاض ي تارك خلفه أرملة إنحنى ظهرها لتربي ثالث بنات وولد عن طريق اإلهتمام بحدائق املنازل القريبة منها وزرع الشجيرات في فتــرة الربيع ، حاولت جاهدة تقديم ما تستطيع لهم تزوجت البنت الكبيره (هيام) في سن مبكره لكي تريح أمها من مصاريفها وهمها أما (مروة) خطبت في الفترة األخيرة من رجل ذو خلق ودين و (صفا) لم يحالفها النصيب بعد وفي إحدى الليالي حالكة السواد إستولت عصابة (الغربان )على البلدة كلها وأحكموا غلق جميع املنافذ من الداخل وقطع الطرق بلغمها من الخارج باحثين عن أحد الكنوز الدفينة في جبال ذلك الريف إستطاع معظم األهالي الخروج بسبب ما ذاقوه من ويالت تلك العصابة النقص الحاد في املواد الغذائية األساسية أجبرتهم على املغادرة سرآ
عزمت أم اصيل أمرها للهروب من هؤالء املجرمين وإنقاذ أبنائها بشتى الطرق خرجوا مع مجموعة من الناس عددهم ( )80شخص أطفال ونساء وشيوخ واليسمع اإل صوت الدبيب وهم يسيرون ً حفاظا على الهدوء حدثت مشادة كالمية بين أحد الرجال وقائد السرب فأنقسموا لنصفين كل مجموعة تسير في طريق اال إن أم أصيل إستمرت في السير مع أبناءها بعيدآ عن الفئتين لعل الحظ يحالفها بالوصول الى بر األمان ,كانت مروة وصفا يسيران أمام والدتهن أما هي وأصيل يتبعانهم وعلى حين غفلة ومع بدء خيوط الفجر األولى حدث دوي هز ماتحت القدم تطايرات نيران وكتل ضارية في وجه أم أصيل مما أفقدها توازنها وطرحت أرضآ مع طنين عالي يصم أذنيها آخر مارأته هو أصيل الذي أخذ ينتحب وهو جالس عند رأس أمه مقطوعة الساقين غارقه في ً الدماء حملها يلهث راكضا عله يسعفها أم أصيل لم تمت ،عاشت مبتورة السيقان والقلب فقد ودعت إبنتيها على قارعة الطريق بأشالء متناثره بسبب الغام عدوانية قطفت زهرتا شبابها ............................................................................ ()15
) بيكي وشجرة الحلوى( دعاء موس ى /بابل في غابة كبيرة مليئة باألشجار والحشائش كانت هناك شجرة كبيرة مليئة بالحلوى والشكوالتة , يعيش أعلى الشجرة العصفور( بيكي ) عصفور كسول يحب أكل الحالوى كثي ًرا حتى ُ أنه صار ال ً ُ يستطيع الطيران من كثر أكل الحلوى من هذه الشجرة إنعزل عن سكان الغابة فال يزور أحدا إلنه ً ُ صديقه السنجاب ( جيمي ) كان السنجاب ال يستطيع الحركة بسبب وزنه وال ياتيه أحدا أبدا اإل ً مستاء لحالة صديقه ويفكر دائما في طريقة لينقذه من تلك الشجرة ومن أكل الحلوى
ً كان يحذروه دائما من إن الحلوى تسبب له األمراض واإلكثار منها يفسد األسنان ويزيد من وزنك ً ً فتصبح ثقيال كسوال ال تستطيع الطيران فكان العصفور يرد عليه ويقول :أنا أحب الحلوى ،أنا أحب الشكوالته ال أحد يمنعني عن أكلها أنا أريد أن أكل املزيد منها ،تعب السنجاب ( جيمي ) وهو ُ صديقه ويالقي الرد بالرفض . ينصح وفي يوم من األيام انعقد مجلس في الغابة ملناقشة مشاكل الحيوانات ،فقال األسد ( ألكس ) وهو ً أيضا يساعد الحيوانات دائما فهو ٌ ملك رحيم وعطوف ،من منكم لديه مشكلة ملك الغابة وطيب ً أو يحتاج مساعدة فأنا ساجد له حال إن شاء هللا قام السنجاب (جيمي ) وقال له أنا يا موالي لديه مشكلة صديقي العصفور ( بيكي) ٌ عالق في شجرة الحلوى وال أستطيع إقناعه بترك أكل الحلوى أو النزول من تلك الشجرة فقال األسد إنها مشكلة كبيرة من منكم يستطيع أن يساعد صديقنا العصفور ُ قالت البطة ( جوجو) :دعنا نعلن مسابقة لألزياء في الغابة نقول فيها أن من يستطيع ان يأتي َ بأجمل زي تكون ل ُه مكافئة من امللك قال األسد (ألكس) :أنا ملك الغابة أعلن عن هذه ذهب القط ( موني ) يعلن عن املسابقة في ارجاء الغابة فذاع خبر املسابقة في الغابة ،أتى السنجاب ( جيمي ) ذات يوم الى العصفور (بيكي ) وقال له :يا صديقي العصفور يا صديقي العصفور أما سمعت بمسابقة التي أعلن عنها امللك قال ما هي قال هي مسابقة لألزياء من ياتي بأجمل زي من املالبس ستكون له مكافئة من امللك واعتقد إنك تحب األزياء ،قال العصفور ( بيكي ) أجل ُ احبه لكني ال أستطيع املشاركة ألح عليه السنجاب ( جيمي ) وقال له إنك لو فزت في ً املسابقة ستكون مشهورا جدا ويعرفك كل سكان الغابة ويأتون ألجل أن تصنع لهم مالبسهم إنها ً فكرة عظيمة جدا
ظل يفكر العصفور ( بيكي) في كالم صديقه السنجاب ( جيمي ) وقال في نفسه دعني أجرب فأنا َ ً ً ان جربت لن أخسر شيئا فقال له السنجاب فكرة جميلة جدا لكن هناك مشكلة صغيرة جدا ٌ ً كبير جدا ويحتاج الى قماش كثير أضف الى قال له العصفور وما املشكلة قال السنجاب إن وزنك ّ الزي سيكون فضفاضا وأنت بدين هكذا وستضحك عليك الحيوانات ذلك إن ِ غضب العصفور وقال وما الحل أريد ان أفوز بتلك املسابقة قال له األرنب :تستطيع الفوز لكن ً ً عليك أن تقلل من وزنك أوال وتتعب حمية بأسرع وقت وعليك أيضا ترك الحلوى و ممارسة الرياضة كل يوم ويجب أن تأكل الخضروات والفواكه الطازجة قال العصفور( بيكي ) :إنها شروط صعبه !! أجابه السنجاب ( جيمي ) :من طلب العال سهر الليالي فإذا كنت ال تستطيع أنس ى أمر املسابقة ُ تركه وغادر الى بيته ،بقي العصفور( بيكي ) طوال الليل يفكر كيف لي أن أفوز وكيف لي أن ً أتخلص من هذا الوزن الزائد فتذكر كالم صديقه السنجاب وأخيرا وافق على كالم صديقه وبدأ بحمية غذائية لنقص الوزن إمتنع عن الحلوى وأكل الفواكه والخضار ومارس الرياضة وبدأ ً يستعيد نشاطه وصار بمقدوره الطيران أيضا و نقص من وزنه الكثير ،صمم زي مناسب له ُ َ أعجب الجميع به وفاز في املسابقة وحصل على مكافئة امللك ل ُه وتعلم ان النشاط يبدأ من االكل الصحي واإلبتعاد عن أكل الحلوى وإن ممارسة الرياضة كل يوم تعيد لجسمه الحيوية والنشاط والقوى ............................................................................
()16
)لوحة بيضاء( غفران شهاب ننظر الى تلك الصدرية البيضاء بكل إطمئنان فمن يرتديها هو األمل ملن فقده القشة اللتي نتعلق بها العكاز اللذي نتكئ عليه ننظر بكل ثقة لصاحب الصدرية البيضاء ننتظر منه أن يصف الداء للدواء اللذي يختبرنا به ّ الرب فنحن جميع أصناف البشر صغير أو كبير ننظر الى الطبيب كأنه بأجنحته البيضاء ولكنهم هم نفسهم ينتظرون املعجزة لشفائهم مثل الدكتور أبو املالك الحارس ِ لنفسه بعد أن أصبح في خطر لنفسه لم يستطيع أن يجد كلية أحمد لم يستطع صنع معجزة ِ ِ
ً املوت بعد أن تعبت الكلية الوحيدة اللتي ولد بها فبعد أن ظن طيلة سنوات حياته أنه ولد مميزا
بأن يمتلك واحدة فقط وإستطاع أن يصل ملا لم يستطع عدنان أن يصل له الذي غاص في تيارات الحياة مثل شخص سحبته رمال الصحراء فالحياة لم تترك عدنان مثل البحر الذي يمسك ُ يغرقه ولكن ربما الحياة أوصلته الى هذه الحال أن يضطر الى أن يحمل لوحةبيضاء بغنيمته حتى كتب عليها وبخط أسود " أريد بيع إحدى كلياتي " ليحملها في الشوارع ومن زقاق الى أخر ربما األشخاص املعافين ظنو أنه مجنون ولكن دكتور أحمد كانت هذه الكلمات معجزة أنتظرها منذ زمن أعدها له القدر من أجل أن يستمر في صنع املعجزات ملن يحتاجها
............................................................................
()17
لحن التمرد إسراء_املحسن /فلسطين نابلس ُ حق به ؟! عنك ؟ ماذاأفعل الشوق والحنين ِ لك فماذا ِ حبيبتي ..إشتقت ِ بقلبك الذي لم يعد لي أي ٍ ً أحقا إشتقت لي ؟! كم غريب أنت ,أتسألني عن إشتياقي لك ؟ ال لم أشتاق لك ,فأنت لم تتركني ً ً ٌ كابوس تالحقني فأرى وجهك في كل الوجوه ,أنت الظل الذي يتبعني ولم يتركني يوما , يوما ,أنت أنت سمائي التي تراقبني وتحميني ,كيف أنساك وذكرياتك تحاصر حواذير حياتي ؟؟ ُ أرجوك كفاك ,كفي عن إثارة النار في قلبي كلماتك ولكن عزيزتي ..كم ُسعدت عند سماعي ِ أرجوك ِ ِ ِ ً ً ّ صورتك أن تغادر ذهني حاال فاألمر ُموجعا , ارحميني من شعور اإلشتياق هذا ,هال تطلبين من ِ أرجوك حبيبتي يكفيني إشتداد املرض ّ علي وال أريد لبقية شرايين قلبي أن تتمزق ,اعفيني من هذا ِ عنفوانك البريء أنوثتك فهي قاتلة ,إعفيني من الحب ,فأنا ال أستحقه ,إعفيني من إقتحامات ِ ِ أرجوك فهو قاتل , ِ ً ً ُّ أهذا ما تريده ..حسنا سأفعل ما تريده ولكن فلتفعل أنت أيضا ما أريده ,هال تعيد لي قلبي الذي ً ُّ َ قفصك الصدر ّي يشارك قلبك الحزن والفرح ,هال تعيد لي عقلي الذي يعجز ال زال ُمحتجزا في عن التفكير بش ٍيء آخر سواك ,أرجوك ارحمني من جمالك فهو قاتل ,إرحمني من براكين قلبك وكلماتك التي كلما نطقت بها يتحول قلبي إلى زلزال ,أرجوك إعفيني من رجولتك واقتحاماتها التي
ً موعد ُمبع ِثرة أنوثتي ,أرجوك ال أحتمل كل ذلك ,ففي نهاية املطاف أنا امرأة ولست تأتي على غير ٍ ُ ّ ألجل حبيبتك السابقة .. مجردة من األحاسيس واملشاعر ,فهل تقدر على فعل ذلك ألجلي ِ ّ آه َ عليك يا قلبي أتسمع ما تقوله إنها ّتدعي أنها حبيبتي السابقة أرجوك أخبرها بمكنونك ,هال ُ أنت , تصمتين أرجوك ال تسيئي إلى حبيبتي فهي ما زالت وستبقى كذلك ولن تكون كما تنعتينها ِ ِ
فهل تكفين عن قول الهراء ؟؟ أما بالنسبة لألمر اآلخر الذي تطرقتي إليه فهو ذاته األمر الذي ُ صباح ومساء ..فما الحل حبيبتي ؟؟ كل في نهكني ي ِ ٍ ُ ٌ ُ قدر كم مؤلم هو هذا الشعور لست بقادرة على اإلقتراب ولست قادرة على اإلبتعاد ,أي ٍ زمان وأي ٍ ُ ُ برغم كونك الدم الذي يمارس الحيل تجاهنا ,أتشعر بما أشعر به ,رغم أنك تستوطن قلبي ِ , َ بمنحك يجري في عروقي ,وكونك الهواء الذي أتنفسه ,وكونك نبض قلبي إال أنني ال أملك الحق كلمات الحب .. حبيبتي أرجوك انزعي الوجع من قلبك وضعيه في سهم ّ وصوبيه باتجاه قلبي ,فاملوت أهون ّ علي من ِ ِ ٍ ً ولكنك حبيبتي وستبقين اك تتوجعين ,ال تقولي ذلك أعلم أن القدر كان حقيرا مع كالنا ِ أن أر ِ ً فأرجوك كفى .. أنف النصيب والقدر ِ كذلك رغما عن ِ ً ً حسنا دعنا نضع آهات قلوبنا جانبا ولنتركها هي تحادث بعضها وأخبرني كيف حالك كيف حال أطفالك وزوجتك ؟؟ ً ً أخبرك أن ّ لدي أطفال ؟؟ بالضحك حقا ,من أتعلمين أمرا ؟ أرغب ِ ِ ال أحد ّ ولكني ّ خمنت ذلك فقد ّ سنوات منذ أن إفترقنا وزواجك من إبنة خالتك التي مر ثالث ٍ اختارتها لك والدتك ...فتوقعت أن لديكما أطفال ؟! ال ليس لي أطفال وال زوجة ..
بدعوة لحضور حفل زواجك كيف ليس لديك زوجة ؟؟ كيف ذلك !!؟؟ لقد بعثت لي ٍ ُ ولكنك تعلمين أني ال أؤمن بزواج األقارب والعاادات والتقاليد ...وكان بدعوة لك ٍ ِ أجل بعثت ِ ً ً ً ً حظي جيدا بل وجميال جدا عندما حصل أمرا أعاق زواجنا .. ً ٌ غريب ما أسمعه !! أحقا ما تقوله ؟؟ وأطفالك ؟؟ جك ِ حالك وزو ِ عنك كيف ِ دعك مني وماذا ِ أجل هذه هي الحقيقة ِ .. ً أنا أيضا أرغب بالضحك .. ً أنك لم تتزوجي أيضا .. ملاذا ؟ ال تقولين ِ عام من زواجي .. ال بل تزوجت ..ولكن شاء القدر وتطلقت بعد ٍ ً حقا ؟؟ وما السبب وراء ذلك ؟ ال أعلم ربما لم يحصل تفاهم فيما بيننا ,أو حبي لك وعدم تمكني من نسيانك ,وربما حبه هو إلبنة عمه ورغبته بالزواج منها .. ٌ غريب هو هذا القدر ,,أتقولين أننا إجتمعنا من جديد ؟ كم ً حقا إنه لقدر غريب ,,أتفق معك في ذلك ,ولكن بالنسبة ألمر إجتماعنا من جديد فوحده الخالق يعلم ما الذي يجري وهل اجتمعنا أم ال .. بقدرك وبكل أنك تثقين لت كما ال ز ِ ِ اتك واألهم في ذلك ِ عرفتك ,متواضعة وحازمة في كل قرار ِ ِ أرجوك عرفتك حياتك ال سيما صدفة لقاءنا األول ,,فابقي كما صدفة من صدف ِ ِ ِ ً إذا يتوجب ّ علي شكر الخالق الذي أبدع في خلقي وعليك أن تطلب منه أن ال أتغير وأن أبقى كما عرفتني ..
لك .. كبريائك املمزوج هذا هو ببساطتك الذي كان السبب في حبي ِ ِ ِ ً ً أحزم أمرك أيها الشاب تارة تقول أنني متواضعة وتارة تصفني بالكبرياء .. وكيف سأحزم ٌ بك ؟؟؟ أخبريني أيتها الفتاة كيف أفعل ذلك ؟؟ أمر يتعلق ِ وكيف أقول لك ما ال ّ أود سماعه .. أحبك أتسمعين ربما هذا ما تودين سماعه ال زلت ِ ً وأنا لم أنساك يوما ً أتقبلين بي زوجا ً وكيف أرفض ما تمنيته دوما ً إذا فليكن هذا الخاتم أول ملعة ونجمة في سماء حبنا أعدك أن يبقى ُمحاصرنا لي حتى مماتي .. ............................................................................ ()18
خيال مملح بالواقع نهاد زهير كاظم وما بين رعد وبرق ,وصوت املطر يتسارع باإلنهمار ,وأصوات املدافع وصواريخ مريبه ,كنا نتجمع أمام مكان دافئ املدفئه (الصوبه) وكانت أصواتنا تتعالى بالكالم والنقاش وفجأه إختفى ضياء كل ً مصباح في املنزل ,ودب الهدوء في كل مكان إنها العاشره ليال وأصوات املطر ,الرعد والصواريخ
تتنافس وفي تلك األثناء جاءت والدتي وأشعلت شمعه مصحوبه بطبق الشلغم املسلوق لم يتغير مذاقه اللذيذ بعد ,وإبتدأ أحدهم يروي حكايه في جو من البرد ,الخوف ,الفزع ,الحكمه من هذه ُ الحكايه هو جذب تركيزنا لها بعيدا عن الخوف من صوت املدافع ,وتستمر تلك الليالي الصعبة ً وأخيرا نغفوا بأمان مطمئنين ............................................................................ ()19 شجاعة فتاة مراهقة رسل الساعدي /العراق ً إستيقظت غنى من نومها مفزوعة تتصبب عرقا وتعاني من صعوبة بالتنفس فقد راودها كابوس فضيع , حاولت أن تسترجع األحداث صوت صراخ وحزن يسيطر على الجميع في منزل خالتها إستمرت تسير بين حشود النساء الباكيات املوشحات بالسواد إلى أن رأت صورة إبن خالتها ثائر وعليها عالمة الحداد .. أمة تنعى وتقول ملا قتلت نفسك ملا فعلت هذا وحرقت قلب أمك .. بعد أن إستيقظت وقرأت آيات من القرآن شربت كوب من املاء .. غيرت مالبسها واتجهت لبيت خالتها .. سلمت ثم سألت عن ثائر اخبرتها خالتها إنه في غرفتة منذ الصباح لم يخرج منها ابد .. ذهبت إليه وطرق الباب ..لم يفتح ..
فتحت الباب بنفسها ودخلت فوجدتة يملئ املسدس بالرصاص .. ثائر ماذا تفعل هل جننت أخذت منه املسدس وأنقذت حياته .. كيف ربطت غنى بين الحلم والواقع .. قبل أسبوع بالصدفة رأت ثائر وهو يتشاجر مع خطيبتة ويتهمها بالخيانة وقد أصيب بنوع من الهستيريا بعد أن رمت الخاتم في وجه .. ثم تبعتة ورأت انه قد قصد متجر لبيع رصاص األسلحة ومن هنا جاء الربط بين الحلم والحقيقة .. جاءت وأنقذت حياته وهو اآلن يتعالج من اإلكتئاب .. ............................................................................ ()20
"ثالثون ليلة" هدى نصر املفرجي /العراق إرتوى الفؤاد رشفة من املشاعر املختبئة في طي القدر ً كان الهوى هاجسا في كياني املتعب ومحطات اإلنتظار أخذت حصتها من جسدي املمزق في عتمة األلم ! كل يوم أتوسد فراش ي وأراك تتسلل أحالمي منذ الرحيل ثالثون ليلة وأنا كل يوم اض يء قناديل ً الزفاف،الجأ للفراش باكرا وأغرق بنظرات عيناك التي تتسلل نحو الغرفة توقضني من منامي حبك ,سأنتضر وان طال اإلنتضار فصبر العشق أتعبه ولن يتعبني لتخبرني إنني كسبت الرهان في ِ
تخطيت دائرة الحلم وبت أيقن إنك متواجد بجانبي تهمس لي وتوقضني على أبواب النهار ،كل يوم ً وأنا اعد الساعات إنها ساعة اللقاء متى ستحين منذ ثالثون يوما لم ترتوي مسامعي صوتك ومع كل رنين لهاتفي أهرع نحوه وأرتل إنه العاشق ,أقطع أعتاب الخوف ثم تصيبني الخيبة فلست أنت الطارق للقلب هذه الساعة .كم هم مزعجون يتصلون وهم يعلمون إنني في إنتضار مكاملتك مازالت أنفاسك تحتل كل ش يء مازال صدى صوتك يدوي في مسامعي اليوم ياعزيزي طرق الباب فهرعت وكلي أمل أن تكون أنت خطوت نحو الباب بأبهى الثياب وعطرك املفضل اليوم سأخبر الجميع إنني كنت محقة فأنت ستعود لكن مرة اخرى ياعزيزي لست أنت ليست وقع طرقات يدك ً ولم استنشق أنفاسك فتحت الباب إنها أمي اوه إنها تخبرني حان وقت الرحيل فالبيت لم يعد أمنا لي ,ثالثون ليلة في اإلنتضار أنا وطفلتي التي تسكن أحشائي اليوم يجبروني على ترك العش الصغير وقناديل األمل على ترك وسادتي والحلم الذي يتسلل .اليوم امي تسحبني نحو املنزل ً وتجبرني على تركك وحيدا ،ماذا لو عاد يا امي ماذا لو أوقد النهار ولم يجدني ! ,أمهليني بضع ليال ً هنا فهو وعدني بالعودة باكرا وعدني بأن يحافظ على نفسه أنا عقدت له عقدة بأسم علي تحفظه تأكدي إنه سيعود ،امي خطواتي تموت مع كل مسافة تبعد عن داري الصغير وحلمي الكبير .أمي طفلتي تطالب بوسادة والدها إمهليني دقائك للملمة نفس ي او حتى ألبتاع زجاجة عطره فأخش ى ان ال يتسلل حلمي إن لم يستنشق الشوق مني. ساعة مضت في طريقي من العشق الى اليأس من عش ي الصغير وقناديل األمل الى غرفة الطفولة كم هم قساة يعلمون لو عاد ولم يجدني سيصاحبه وجوم مني ،اليوم رتلت أمل اللقاء توسدت ً الشوق وغفوت لعلي أراك اليوم سأشكي لك خطوات املوت التي أجبرتني على ترك املنزل خاويا ً باردا بال أنفاس ,أغمضت عيناي إنه العاشق يقبل نحوي برداء أبيض فضفاض وإبتسامته املعهودة نعم إنه اتى ليت امي ترى ماتراه عيناي لتبصر ان رؤياي حقيقة وما تراه اذهانهم خيال. إقتربت منه ومع كل خطوة أستشق الحياة اخذ بيدي مااجمل ملمس كفيه الكبيرتان التي تشعراني انني طفلة في حضرت املعشوق كانت أحالمي كبئر يوسف وهو قافلة العزيز التي أقبلت
نحوي أنحنى نحوي ورسم قبلة على جبتهي شعرت بألم يعتصر قلبي .ملا بعد طول إنتضار اليوم ً هذا الشعور يعتريني دمعة باردة جدا على غير املعتاد تتسلل على مسامات وجنتي مابال يداي ترتجفان أبصر نحو عيناي ونطق بصوت حنو(حبيبتي كوني بخير من أجلي وأجل إبنتنا أحبك) ثم بدأ يقهقر نحو الخلف وقدماي تبسمرت مكانها ثم مابين الشك واليقين طرق باب غرفتي ألستيقض مفزوعة دخلت امي بخطوات تجر بعضها ورأس محني نحو االسفل امي مابك قطعتي ً لقاء الشوق لو تركتيني قليال أرتوي فمهجتي تشتكي الفراق ثم بدأت انهار دموع تتسربل على وجنتيها واقتربت نحوي أمسكت كفي ونضرت الى عيناي مابال محجريها مغورقتان بالدموع هل…! امي إنطقي مابك ثم قطعت حبال الصمت بحنجرة مبحوحة (ابنتي انه أمر هللا ارفعي يداك بالدعاء له انه شهيد في سبيل هللا وإرتوت أرض اآلباء بدماءه الطاهرة وسجل كعلم من أعالم الشهداء ) ماذا تقولين ياأمي قبل قليل كان يقف بجانبي أعطني كفك املس ي جبتهي مازالت ساخنة من قبلة الشوق إنضري لطفلتي تتحرك في أحشائي من الفرح للقاء والدها اليوم كان يقينا ياامي ً لم يتسلل الحلم أبدا ملسته بكلتا يدي كان هو أنت تكذبين فهو عاشق والعهد يخلف بين العاشقين .ثم صمت بال سبب وأبت ان تذرف مقلتاي الدموع هل ياترى سيتحول هذا الهدوء الى ..إعصار أم سيبقى دوامة تأخذ معها كل جميل انتهى ثالث الهزاء وزف معشوقي زفة شهداءوأنا مازلت أرفض حقيقة الفراق حتى إبنتي أشعر إنها التتحرك من الحزن أشعر برغبة في الصراخ حد البكاء لكن مامن جدوى فحنجرتي تأبى الخضوع ً للكلمات والساعات تمر كأنها دهر بأكمله ،صليت العشاء وتوسدت األلم أبصرته انه هو مجددا ً هرعت نحوه أخبره انني لم أصدق خبرهم أنا على يقين إنك مازلت حيا امسكت بيده أجره نحو ً الباب دعهم يعلمون انني ال أكذب هذا أنت أقفز فرحا لكنه مازال مكانه اليتحرك أرجوك اخرج لتبرهن انني لم أجن بل إنك يقين وقلبي يعلم .أمسك بكلتا يداي ونضر لعيناي كأنه يغوص ببحر
ً عميق ثم سقطت دمعة كأنها الحرير على ضفاف النهر وقال هدأي من روعك حبيبتي وكفاك حزنا معك بقلبي حين تشعرين بالشوق المس ي الوتين وإساليني اللقاء وستجديني بجانبك أرجوك أنا ِ
ً مرتال ,لم أنتبه ان كان قد قال الوداع او الى اللقاء فال فرق حافظي على نفسك ثم هم بالرحيل بينهما فقد قطع شكي باليقين انه من الراحلين ............................................................................ ()21
نهاية وجع ليلى سعيدي /الجزائر دينا ,تبلغ من العمر 20سنة توفيت والدتها وفي عمرها خمس سنوات ،أتمت حياتها كلها وجع وعذاب ,حياة كلها دموع وألم . ً بعد وفاة أمها بدأ الكل في رحلة البحث عن زوجة جديدة لوالدها ،قد أخذ املوضوع وقتا طويال ً حوالي سنتين ،كانت دينا صغيرة ال تفهم شيئا من الرحلة األبدية التي هاجرت إليها والدتها .لم تكن تعلم أنها ستبدأ مرحلة معاناة جديدة وحياة مريرة . جاءت رهف _زوجة والدها _كالعسكري تتقن إعطاء األوامر فقط ..بدأت دينا رحلة العذاب من قبل زوجة والدها ،بينما كانت خالة دينا تود أن تسكنها معها ألنها من رائحة أختها و ستنسيها طعم الفراق ،لكن صبحي لم يقبل بهذا وأخذ دينا إليه ,.كانت رهف تعامل دينا بقسوة ومعاملة ً سيئة ,بدأت رحلة عذاب دينا بالتدرج ،بدأت تعلمها الطبخ والتنظيف أوال . ّ مرت األيام ،فالسنين بلغت دينا وأصبح لها أختان توأم كانا يعيشان بدالل وحب ,عمر دينا اآلن 20سنة مجتهدة في دراستها محبوبة ولها جمال القلب ،كانت تؤدي مهامها املنزلية وهي تدرس لكنها مثابرة وواثقة بنفسها . ً صباحا ,كانت دينا تنتظر نتائج التوجيهي بشغف وتوتر قد أحضرت قهوة الصباح ألبيها 5:00 ,
مرت الدقائق والساعات حتى سمعت صوت زغاريد يزين أرجاء الحارة ،ذهبت مسرعة إلى الكمبيوتر لتنتظر النتيجة ,بعد توتر ،إرتباك ،إنتظار طويل ,إال أنها كانت من أوائل هذه السنة وكانت النتيجة إيجابية رغم الضغوطات املنزلية ,بدأت دينا حياتها الجامعية بروح سعيدة وهي ال ً ً تزال في أول الطريق لدراسة القانون ،أول سنة لها كانت مثابرة جدا ..أما الثانية فقد تغيرت تماما ً ،دخل األستاذ في اليوم األول في الجامعة للعام الثاني وكانت املحاضرة قد إمتلئت طالبا ،جاء ً طالب يدعى ليث متأخرا إستأذن ودخل ليكمل األستاذ شرح درس اليوم ,بعد مرور وقت طويل علمت دينا بحب ليث لها خاصة وأنه كان يعاملها بلطف فتفضحه عيونه ونظراته آنذاك ,كانت تود أن تجمع عليه معلومات أكثر لكنها لم تستطع ألن ال أحد يعرفه ،فكم من يوم أرادت أن تحدثه لوحده لكنها لم تستطع رغم كل الفرص املوجودة ّ . مرت سنة وشهران على هذا الحال وقلبها معلق عند ليث ,في يوم من األسابيع األخيرة في الجامعة طلب منها ليث أن يلتقيا بعد 15 ً ً دقيقة في مكان محدد ،كانت تنتظر دينا هذه الدقائق وكأنها تنتظر دهرا كامال بقت على حالها هذا بالتوتر واإلرتباك ,إلى أن تمت الدقائق وذهبت للمكان املطلوب بقت مترددة فلمحها ليث ً قائال :السالم عليكم دينا ,تفضلي بالجلوس ال تترددي . دينا :وعليكم السالم ..حاضر ليث :كيف حالك ؟؟ دينا :بخير والحمد هلل بك ليث :بدون مقدمات أو إطالة ..أنا أحبك وقلبي نبض ِ دينا :صامتة خجولة ً ليث :يشرفني أن تكوني زوجة وملكا لي دينا قلبها خفق عدة خفقات متتاليات من الفرحة وعيونها توحي بذلك
ُ لكن شاءت األقدار أن تفرقهما ،ليث قد خالف قوانين الجامعة فطرد ,حاولت دينا أن تكمل حياتها بدونه بعدما ألفت وجوده , أحست دينا بالفشل واإلحباط يتسربان إلى حياتها ويسيطران عليها ،فقررت رهف زوجة والدها أن ال تتركها بحالها ولن تكمل دراسها خاصة أن عالماتها أصبحت في مستوى دنيء جدا ،رفض والدها ( صبحي ) القرار ,لكن بعد أشهر تغلبت رهف على أفكاره فترك لها حرية التصرف في حياة إبنته ,دينا ,تركت الجامعة ،أرهقتها زوجة والدها بأعمال البيت ولم يكن هناك مهمة إال ودينا ً قد أنهتها ،تعبت دينا جدا وكل العالمات على وجهها توحي بذلك .كانت خالة الصغيرة دينا تزورهما كل أسبوع لتطمئن عن أحوال البنت فتتحول تصرفات رهف آنذاك من قاسية إلى األم الحنونة ,إرتاحت خالتها بعدما رأت أن زوجة والدتها تحسن إليها إال وأن دينا قد صارحتها بكل ش يء ..قررت الخالة أخذ البنت معها إلى أن تتحسن األمور لتجد فرصة لتتحدث مع والدها عن ً هذا األمر ،وأخيرا وجدت الفرصة لتناقش األمر مع والدها ..فقررا ( األب والخالة ) أن يتركا البنت ً لتبقى مع خالتها من اليوم فصاعدا ،بدأت مالمح دينا تعود لطبيعتها ,بعدما إستقرت دينا في بيت خالتها والتي تعتبر والدتها الثانية قررت مصارحتها بـ ليث الشاب الذي أحبها وأحبته ,تقبلت األم الثانية السر بكل صدر رحب وسعة ،فحاولت فعل أي ش يء لتصل إلى الشاب الذي أحبته ، بعدما فقدت األمل في وجوده جاءها شاب وسيم لخطبتها فتركت القرار لخالتها ..تم تجهيز
ً مراسم الزواج بنجاح وكل ش يء مر على ما يرام ،إال أن اليوم الذي تال زواجهما جاء ليث مبررا حظوره بخطبتها وإتمام حياته معها ..إحتارت دينا في إتخاذ قرار حياتها فطغى على قلبها حبها الذي منحته لـ ليث فقررت الهروب معه ,نفذت إحدى الخطط املدروسة فتمت العملية بنجاح ،مر عامان وهما يعيشان مع بعضهما البعض في بيت واحد إلى أن سمح لهما الزمن بالزواج ..تنافست األشهر والسنين كانا يعيشان باستقرار ورفاهية هذا هو كما يسمى الزواج عن حب ،لكن الحب لن يدوم ,دينا اآلن أصبحت ال تحبه وأصبحت ال تطيق حتى تصرفاته ،طلبت منه الطالق عدة مرات لكنه رفض ,فقررت الرجوع إلى بيت خالتها وأهلها ،لكن خالتها رفضتها ألنها لم تصارحها من
قبل بما فعلت وتركت حياتها سيرة في كل أرجاء املدينة ,قائلة :تزوجته عن قناعة تحملي النتيجة ً إذا ،عادت دينا إلى بيت زوجها مكسورة الخاطر متيقنة تماما أنه سيرفضها أيضا لفعلتها هذه ً لكن هنا حدثت املفاجأة ليث لم يعلم بخروجها أساسا لضغط عمله ,بعد حظور زوجها للبيت ً ً ً ً تعمدت أن تخبره بكل ش يء وطلبت منه السماح ,زرعوا حبا جديدا وعهدا جديدا ،عهد الحب .األقوى والثقة .ابتسم ليث لـ دينا وإرتاح لها ملصارحته له ,حضنها ومسك يدها ّ وشد عليها بقوة ليث :احذري ..فأنا أحبك وال أتمنى غيرك ً دينا :أسفة لن أعيدها ,لكن املوقف كان صعب جدا ولم أعد أحتمل ..أكرر إعتذاري لك مرة أخرى ،قررت دينا عدم مغادرة بيت زوجها حتى ولو كلفها ذلك حياة بأكملها. ............................................................................ ()22 رصاصة االء محمد رواشده /االردن َ َ َ َ وقع الهدوء تترنم بين بقايا الشتات وخلف على ، الزوال معاني سمت إرت بين أصابع الوجود قد ِ َ ُ ُقضبان ُ تصرخ النجاه ،بعد أن باعت اإلنسانية رحمتها وبعد أن ماتت كل الشفقه لم يبقى الحرية ِ سوى َدقات القلب ُلتذكرها انها حية ،يا ذات ُ العيون ُ البنيه لقبها الدارج ولكن هي ياسمين . الفرح في ثوان َويجد َمنز ُله الجديد في نفس اللحظة ولكن ياسمين تقول أن ُ ُ الحزن قد َينطلق ً إستأجر املنزل أوال ! ً صباحا وبعد كل َقذيفه أجري بين ُ صدوع القلوب وتوهان العيون وبقايا البشر .. ُ أبحث عن لقمه عن طعمه عن ِحفنه ...من الالش ي أجد
ً َ ُ ُ ثالثة أيام ، العمارة تلك...الطابق الرابع ،كنا نسكن هناك أنا وأنت وأطفالنا معا ،لقد دفنته قبل ِ َ َ َ ذهبت ولم تعد؟ أين َ نسيت مخططاتنا النارية وكل األحالم ذهبت؟ هل ً لم ُ دائما ان يأخذني ُ هللا قبلك .. لست انا التي ِمت،اقسم لك كنت ابكي الرسم على َكتفي ،أنا حمقاء إني قبلت أن أرسمه ،هل كنت تقصد هذا؟ َ ُ انك ماذا يعني هذا ُتجبرني ان اتذكرك في كل لحظه .. ال تحب دموعي أليس كذلك ،ولكن كان لك حظ وفير منها آآآه أين ذهبت؟ َ أين تركتني وحدي؟ ً إن العالم قاس ي ,قاس ٍي جدا ّ أكتب لك وأنا تحت ُركام املَطعم َ بالتحديد عند طاولتنا املُعتاده بالقرب من َ ُ وضع كرسيك َعلي م ِ ِ ُ ُ أجد بقايا رائحتك َ , أبحث في شقوق األرضية عن أثر عن ِمنديل عن ِظفر أو حتى بعض خاليا جلدك ُ املعزوفه نفسها تتكرر،ال َيمل العازف منها ،ال لقد ّ مل ولكن أنا أجبرته ليظل َيعزفها إنها تشعرني َ وجودك الخفي،على الحائط آرى صورتك بك إنك َحولي أليس من حقي أن ارآك هنا،ان أستشعر ً ً بال شعرك األسود ُ ما ُ يزداد جماال و وجهك ال ُيفارقه البياض ،حتما إنك سعيد ُ تحتاجني؟ أال َ َ يداي في َجوف َترابكـ الحبيب َ أجلس َفوق قبرك أزر ُع َ ُ لكن يدي ال تصل أقسمت كل اني كل يوم ُ ً َ املَسافات أن ُتبعدنا مثلما أقسمت تلك الرصاصة تلك الشرسه إنتزع َ حذرك دائما تك مني ،ألم أ ِ ِ َ تقترب من الفتيات إنظر ماذا حدث اآلن؟ أن ال
َ َ املرة القادمة إسحبني إليك ُشدني ،ال ُ أطيق العيش ،ال أتحمل ،حياتي َدونك بال ماء بال أرجوك طعم وال نغم َ هدورة بدونك،أصفع نفس ي بها ،أرميها على العدو ،أبني بها حجارة أيامي امل ِتكرار عجيب ُمكون من ِ ِ ً بيتا لنا ُ ،أي لنا أنت لست هنا وأنا مت من يومها .. َ تلك الشجره ،الزالت ثابته لم تقتلعها القذائف وال الدبابات ،مؤكد إنها خالدة ِمثلك باقيه لألبد هي على األرض وأنت بداخلي . ً ً ً أسمع صوتنا غريب وقريب جدا ،رصاص ُمتطاير ربما ،هل ُيعقل إن أموت مثلك تماما؟ هل َ َ دفعت املسافات والرصاص كفارة قسمها وقررت أن نلتقي؟ َ َ لتسحبها ،سأجري لن َيمنعني أوصل لك الرساله ،أن أضعها على قبرك أيمكن ,ولكنني يجب أن ٌ مشتاق لي يجب علي إيصالها.. ش يء،أنت أتشعر معي إني أدور او اهذي ،آرى دماء حولي،في داخلي ألم كبير أهذا ألم فراقك ال اعتقد هذا ً أخف أملا،ما هذا إذن يا عزيزي؟ ً هل وصـلتك رسالتي ،إنها لن تصل،ال أقوى على الحراك،حاولت كثيرا،سامحني،هذا أنت أجل انه أنت إقترب َ هات يدك ،ألول مره َتسحبني مثلما ُ قلت لك .هيا..هيا ............................................................................
()23
قلب متفائل رفل عبد هللا /العراق أنا امرأة متفائلة تزوجت من رجل عطوف وحنون ويحبني كثيرآ ,كأنه هدية سماوية نزلت كي تسعدني وتعوضني على كل لحظات ُ الحزن التي عشتها في حياتي ,رزقنا هللا ثالث صبيات وصبي واحد ,لم يكتب لنا هللا بأن يكون لدينا أخ ألبني " ماجد " نحن عائلة سعيدة جدآ نسكن في منزل صغير لكنه مليء بمشاعر الحب والحنان ,في إحدى األيام خرج زوجي "هشام" من املنزل مبتهجآ َ وجنتي وضمني بين ذراعيه شعرت حينها بأحساس قال لي حينها :بأنه يحبني كثيرآ ,قبلني من غريب ,وكأنه ما أن يخرج من املنزل لن يعود مجددآ ,ضحكت وقلت في نفس ي إنه مجرد شعور خاطىء ال غير ,بعد عدة ساعات فأذا بهاتفي يرن ,هشام يتصل بي ما أن أجبت على املكاملة حتى سمعت أنت زوجة صاحب هذا الرقم ,قلت :نعم أخبروني بأن زوجي توفى أثر حادث سير ,لم ُ أصبت بالجنون تمامآ حينها ,عشت بعدها في صدمة كبيرة ولم أتقبل إن زوجي أصدق ما سمعته ً قد توفى مطلقآّ , مر الوقت و ربيت أطفالي حتى أصبحوا كبارا ولم أرض ى ان اتزوج أي شخص بعد "هشام ".. فتياتي كلهن تزوجن وحتى ولدي ماجد زوجته من فتاة تحبه ,لكن مع مرور األيام وكان سهام زوجة ولدي ماجد تغيرت تمامآ ,أصبحت ال تطيقني وال أعلم ما السبب...بعد مرور أشهر رزق هللا ولدي ماجد بطفل أسماه على إسم زوجي "هشام" لكن فرحتي لم تكتمل ألن ولدي ماجد ُ قتل من قبل عصابة مجهولة ,وكأن املوقف تكرر في حياتي مجددآ.أصبحت ثكلة لزوجي وأبني , الذي آملني وعذبني هو قرار سهام بأن تعود ملنزل أهلها مع طفلها "هشام" الرائحة الوحيدة التي بقيت لدي من ولدي الغالي "ماجد" إحترمت قراراها وقمت بين تارة وإخرى بزيارتها في سبيل
اإلطمئنان على حفيدي هشام الذي أصبح وجيف قلبي ,عندما أراه وكانني أرى زوجي هشام و ولدي ماجد اللذان فارقا الحياة وتركاني وحيدة .. حفيدي هشام أصبح رجآل ُيفتخر به فرحت كثيرآ به عندما علمت بأنه أصبح مهندسآ بارعآ وحينها أخبرتني والدته "سهام" بأنها قررت أن تزوجه ,فرحت كثيرآ وتكفلت بجميع متطلبات الزواج حضرت زفاف حفيدي وأنا سعيدة رأيت طيف زوجي هشام وأبني ماجد وكأنهما كانا سعيدين بزفاف الحفيد "املهندس هشام " كأن الحزن كان يخبىء لي مفاجئة كبرى حينها ,فالحزن كان ال يفارقني مطلقآ ,أصبحت أخاف ً كثيرا من الفرح ,صمت حينها وقررت بأن ال أفرح حتى ال تتكرر قصة زوجي و ولدي مجددآ لكن ..حصل الذي خفت منه ,أختفى حفيدي بعد شهر من زواجه ال أعلم أين رحل!.. كل الذي علمته بعد بحث طويل عنه بأن عصابة ما أختطفته وقتلته ولم نستلم جثته الى اآلن ً سهام وكأنها ال تبالي ألمر هشام مطلقا وال ُتبالي ألمر زوجته "رونق" التي إختفى زوجها بعد شهر واحد فقط من زواجهما .. ً كنت أقول بأن حفيدي هشام لم يتوفى مطلقا وانه ال زال على قيد الحياة ,طلبت من الجميع أن يبحثوا عنه ,فأن قلبي كان ُيخبرني بأنه الزال على قيد الحياة ,ال أحد يستمع الي ,إتهموني ً بالخرف ,ال يعلمون بأنني بكامل قواية العقلية وأن إحساس ي لن يخيب مطلقا.. هشام ال زال على قيد الحياة قلبي متفائل ولدي أمل بأنني سوف اراه مجددآ .. الكل أيقن بأن هشام متوفي ..
األ انا وقلبي املتفائل .. فعآل قلبي لم يكن مخطئآ بأحساسه .. ألن حفيدي هشام ال زال على قيد الحياة .. فقد عاد ألي و ألحضاني مجددآ بعد ان هرب من العصابة التي إختطفته .. ً عندما رأيته شعرت وكأنني أحلق عاليا فوق الغيوم في السماء .. ً ُ فكيف لي بأن ال اسعد وبين يدي بشرا فيه عطر زوجي و ولدي ,عندما أعانقه أشعر،بأنني أعانق زوجي و ولدي .. قصة قلب متفائل بالرغم من الحزن وآهات اإلنتظار وعذاب الصبر. ............................................................................ ()24
ذاكرة املوت سوار أبو الهيجاء /االردن ألتصقت بي رائحة الوطن ,على رغم من أنني أرى أحالمي يتآكلها الصدأ في هذه الرقعة ,ولكنها ..... ذاكرتي لم يعد باستطاعتها نسج أحداث وليدة في رقعة جديدة ,وباتت كل زاوية تحتضر في هذه الرقعة ,تروي مقالة تاريخي ,هنا كنت ألعب ,هنا قد رسمت علم بالدي على هذا الحائط ,ولكن أين ذاك الحائط أين ؟؟؟ فلم أجد غير حطامه . فجأة ,تضاربت األحداث واملشاهد وغزا الرؤية التشويش ,وكأنني كنت أرى أحداث من خلف غشاء ,وقد إنتزع هذا الغشاء للتو ,ألنني عدت ال أرى إال الجثث ,ودماء الشهداء تبتلعها أرض
البالد بنهم خشية من أن يتطهر به أحد غيرها . وبات دوي الرصاص ينهش في عروقي ودمي ,وباتت الدمعة فارسة أحالمي ,وباتت الزهور الندية ترتجف تحت النافذة وما فتئت حتى إتخذت ملجأ ,وبات و بات وبات فلم يعد ش يء على حاله , وكل نبضة يضخها فؤادي تسير ببطء مرتجفة ,وتنتهز أي مخبأ لألختباء ,خشية من أن تأتيها رصاصة مميتة من حيث ال تحتسب . وغدت معزوفة ألحان العصافير التي كانت تزخرف الصباح بأمل وليد مع شروق يوم جديد , قنابل متفجرة تغزو األذن عنوة ,وإرتدت األرض لباس األحمر بعد أن نزع املغتصب منها اللباس األخضر ,وهاجرت الطيور السالم السماء على هيئة أسراب . وإنتشر السم في رائحة الوطن ,حتى غدت تسير بشرياني ,على رغم من أن كريات الدم البيضاء
ً تهاجمها ولكنها أقوى مما أتخيل ,وطغت قوة رائحة الوطن على مهاجمها ,فاتخذت ذاكرتي سكنا لها . وإمتدت جذورها في ذاكرتي ,وغدت شجرة مثمرة تحمل أثمار ناضجة تخفي في طياتها ذكريات في غاية السوء ,وغدت صعبة اإلقتالع ,فباتت تخرج من بين الضلوع ذكريات رسمت البسمة على وجهي ,فلم يعد لها حيز في ذاكرتي . فقد غزت ذكريات الوغى ذاكرتي حتى الفناء ,وفي لحظة شجاعة لم تولد لحظة كهذه من قبل , .أطلقت العيار الناري على رئيس الجيش وأحاط بي الجنود وإبتسمت إبتسامة النهاية ............................................................................ ()25
وميض أمل يحتضر
سوار ابو الهيجاء /االردن جذبتني رائحة زهور الياسمين التي تسكن تحت نافذتي ,عندما أستنشق األثير املمزوج ....... بالياسمين ,أعود بذاكرتي إلى خمس سنوات عندما كنت في سن الربيع ,تجذبني ألحان العصافير الشجية وألوان الزهور الندية التي إعتادت أن ترسم درب السعادة ,وخصل شعري تالمس كل زهرة وتتعطر من رائحتها ,ربما فقدت شعري ولكني ما زلت أملك رائحة الزهور التي سكنت قابعة في زوايا ذاكرتي املؤملة . وعقارب الساعة تتسابق أيهما يصل إلى نقطة النهاية اوال ,حتى استيقظت على ألم سكن في أحشائي ,كنت قد عشقت لون الياسمين األبيض ولون السحاب الناطحة ,ولكن كان ذلك من عهود مضت ,أما االن قد أكون أنا ولون األبيض عدوين نتالقى في ساحة الوغى كنت قد مللت من استلقائي فوق الشر اشف البيضاء التي ما أن ملحتها حتى بدأت ذاكرتي تتسلسل أحداث رحلتي في أحضان املرض . والذاكرة الحاضرة تتفنن بتعذيبي باللقطات املخيلة املهولة واملرعبة ,فراشات الذاكرة اللواتي حملن األلم يتنقلن من خلية إلى خلية أخرى لعينة من خاليا دماغي وغدت فراشات الذاكرة عناكب قاتلة تغذي دمي بالسم القاتل ,كنت قد ملحت بائع األمل من نافذتي وبقيت اهرول, اهرول حتى أصل لها ولكنها سقطت تناثرت اختفت ومضات األمل ربما كانت ترمز إلى بداية النهاية . وعدت أدراجي وأجر أذيال الخيبة خلفي حتى وجدتني شجرة كبيرة يكاد ظلها يخفي وجودي بقيت تحتها استظل بفيئها نظرت إلى نفس ي بلمعة ثمارها ,خدعني مظهرها ,لكني ما ان تذوقتها كاد طعمها املر يعادل ألم مرض ي ذهبت من تحتها كارها لها . جذبني هدير املاء فذهبت مسرعا إلى شالل املاء رأيت وجهي في املاء باسمة الثغر وديع ولكني
لست كذلك ربما كل ش يء في الطبيعة يلون الوجود بألوانه الخاصة ,غادرت املكان وأنا أقطف من ذاتي زهور الالطمأنينة . وخيوط الشمس الصفراء تدنو مني وأرى ذاتي بها ,لطاملا أحببت هذه األشعة الصفراء التي تتسرب إلى ثنايا روحي بخفية التي كانت توحي لي باألمل الشاسع ,ولكن كان ذلك منذ عهود مضت, أما االن فهي تدخل إلى داخلي عنوة وتحمل بأحشائها مواد كيميائية وما أن دخلت تبدأ تتضارب مع الخاليا املتمردة . عدت أدراجي واليأس يسبق خطى األمل بخطوات كثيرة ,ربما حان وقت طمر األمل ,فال أمل في األلم ,نظرت من النافذة ألطمن على زهور الياسمين ولكني لم أجده حزنت سقطت عدت أبحث بين األحداث املاض ي والحاضر عس ى أراها لكنها ضاق بها الكون فذبلت بصمت فتحطمت سقطت ثم لم أعد أظهر وكان للون األبيض حديثا آخر .
............................................................................ ()26
الفراشـة الحزينـة مريم قاسم التوبي /العراق أنا أيال و يهوذا في مرحلـة دراسية جامعية واحدة .. نظرات ،نعم فجميع قصـص الحب تبدأ بنظرات ..كل يوم نتحادث بعيوننا ،ألننا نخجل أن نبوح
بتلك الـكلمات لبعضنا. يهوذا :ال أعرف ماالذي أفعلـ ُـه ،كيف أبوح لها بمشاعري وهل توافق أم ال ومتى أذهب وأقول لها كل ش يء ؟ ً وأنها التغادر تفكيري أبدا . أيال :يارباه ماذا يريد مني هذا ملاذا ينظر لي هكذا ياترى أحس بـ أهتمامي نحوه ونظرات عيني ل ُـه . مض ى أسبوعين على هذا الحال وهما ينظران لبعض ..العيون وحدها تتحدث ..الأحد يملك الجرأة فيتكلم ويبوح بمشاعـره ، يوم األثنين كانت أيال ذاهبـة الى املحاضرة الثانيـة رأتـه منتصبا أمام ( لوكرها ) ،تجاهلتـه مكملة طريقهـا ..فجأة سمعت صوتـه " :أيال ،أيال " .أصبح قلبها ينبض أكثر ..بدت مرتبكة ،ما الذي تفعلـه ؟ اتجهت نحوه حائرة ..نبضات قلبها تتسارع ..أهو الخوف ام الخجل ام هي اعراض الحب ؟ ً تأكدت بعد سماع صوت ُـه الهادئ أن قلبها ينبض حبا !! يهوذا :كيف حالك ؟ أتمنى تكوني بخير ً أيال :الحمدهلل بخير شكرا لك ً أنت فأنت بطلتها وأعلم ِ يهوذا :أود أخبارك أمرا أنا كاتب مد يدة بثقة نحوها خذي هذه الرواية ِ ً تكتبين ايضا يسعدني نقدك لها أيال :أن شاء هللا سـ أقراها يهوذا :يوجد داخل الرواية رسالة أقريئها بتمعن وتركيز مع سالمة
أيال :مع سالمة ومضت مبتعدة لكنها في قرارة نفسها كانت تتمنى أن يمتد بهما الحديث الى ماالنهاية ،لكن املوقف اليسمح بذلك . ذهبت الى املكتبة مسرعـة يدفعها الشوق والفضول لقراءه حروفـه التي كانت تتراقص أمام ناظريها فرحا .لم تعد قادرة على اإلنتظار ..فضت غالف الرسالة وبدأت تقرأ " :أيال فراشتي ً الهادئـة قسما بعيونك ليس عندي سوى أمنيـة واحدة أن تكوني زوجتي أنا مستعد لخطبتك من " أهلك بعد موافقتك بالتأكيد . في الطريق الى البيت كان يتنازعها الفرح والقلق ،كانت تعلم رد أهلها " ال " دونما نقاش ذهبت الى أمها لتخبرها بماحصل ،لم تدعها تكمل ،هامجتها قبل أن تعرف التفاصيل ،تمنت دون جدوى لو ان امها تدرك حجم عذابها . خذلتها خطواتها املتعثرة نحو غرفتها ،أطالت النظر من خالل دموعها املتحجرة في مآقيها الى َ ً حروفه ،وبيد واهنة كتبت ل ُه " :أعلم جيدا أن الشعور بيينا متبادل لكن الحرمان هو قدرنا ، ً فالتقاليد املؤروثـة اكبر من قدرتي ،أتمنى أن يهبك هللا كل ماتتمناه ،شكرا لك بحجم السماء على " صدق ووضوح مشاعرك . بعد أسبوع أيال :تأخرتي كثيرا في ردك ..آآه كم انا متلهف لسماع ردك لنبدأ رحلة السعادة يافراشتي!! ً ً .أيال :لألسف حاولت كثيرا مع أمي ولم توافق ،والأملك شيئـا يجعلني قويـة ألتخاذ قرارتي يهوذا :ال ..التغلقي باب االمل
أيال :ال ،هللا يوفقك يهوذا :رعاك هللا فراشتي الهادئـة .. مضيا في طريقين مختلفين ،وفي اعماق الفراشة الهادئة جبل من الحزن الدفين ............................................................................ ()27
ما بين اب واذار أية ماهر الجمال /االردن َ ُ ْ َ ٌ وجنتاي بخصالت شعري ُ ،تضايق تداعب البعيدة، تحملني إلى األفق نسمات شهر آب أخذت ِ ِ ولكن ْ عيناي ْ الحالك النظر إلى السماء في الظالم لن يبعدني هذا عن ُمتابعة ِ ِ َ كوني على نجمة ال تعرف األرض ْ ،أبحر فيما ُ وخلفي َ ْ أس ُ أردت، أمامي اطير الخيال ِ تداهمني ِمن ِ ُ أغني مع َعصافير جارتي في الصباح عندما أفيق ، ْ َ أشتهي أن ُأكون هنا ْ َأشتهي ْ أن َ وأن ال أكو ْن أفيق اآلن وأن ال أنام و َ وضعت يدي على زجاج نافذتي ُأوهم َمن يرى ّأني ُأموت َ بانفعاالت يتيمة فتخرج من يدي ،أحركها ٍ ِ َ َ سابق انذارَ ..وضعت يدي ِفي جيبي مستمتعة لتكسر الزجاج دون أي صرخة ٍ احساس بألم أو ِ دم وظلمة وأنا ..فالليل للجرائم وها َأنا ُ بذلك الدم الذي َ امتزج بلون الزجاج ٌ .. بدأت اإلجر َام ِ ِ َ َ َ .بنفس يَ ،أغلقت َ الباب بإحكام بيدي املتضررة العاتية حتى تلطخ مقبضه باللون األحمر الجميل ً ُ ُ ُ مقبض تناولت منشفة ألكفر عما فعلت ،أمررها على خلعت مالبس ي املخضبة بالدماء ثم ِ أمررها على جبيني كي أضع بصمة جمال هذا ُ الباب ..على الزجاج املحطم بشراسةّ .. الليل األحلك ِ ِ
.من بين الليالي َ أشتهي صقيع آذار وأنا عارية امللبس و الجوهر َ وحق عل ما بنفس ي ْ ُ ولن ْ .فمات ما بي ْ حق َّ فاملوت ٌ أن يموت يعود.. َ أشعر بلسعة الوجع في يديَ .. على سريري ْأمعن َ ْ النظر بها .. مسترخية كنت ط فق وللوقت هذا لم ِ ِ ِ ممزقة ضارية ْ تغريدة "نينا" وعلى َ غناء َزوجها "سون" أسماء مقترحة ملَن لم تحالفه الحياة ليرى سأ ِفيق على طفله َ ْ .جارتي العزيزة البلهاء" ال ألومها فحكايتها لم أعرف نهايتها بعد سأزورها إن أفقت " َ َ كل ش ٍيء من جديد َ النجوم َ وبدأ ُ مثل كل ليلة .. بدل الخراف َبدأ النوم يسرد لي قصته وبدأت أعد َ ً ُ ً ً ْ متداخال وبدأت ُ أهيم في ْنومي مكدسة شرعت جفوني باالنغالق تارة وتارة أخرى أرى بها كل ش ٍيء ْ ُ صرير أقالمها بعد بداخلي آالم لم يبدأ ّ وكأن عيني َثملتا من وجع ال َ إسم له وال سبب . ِ ٍ ْ َأخذني النوم َ ولم ُ يدعني أغادر ،وبقيت بين ْ بقوة ْ أحضانه ق ِتيلة ملتفة بين إليه ٍ ضلوعه ..ضمني ِ ِ بين نبضاته ّ َ بأسنانه الحادة وكأنه وضع يده على عنقي لينهشها ِ ُ َ ْ ْ ً َ َ ْ ُ وبقيت "نينا" تنتظرني َحتى أصبح على ألحانها الشجية ..لكني بقيت معلقة بين جسدي والسماء، َ َ ْ لم أ ِفق ولم أعرف قصة جارتي العزيزة البلهاء ! ُ َ َ ْ َ مودعة ..تأخذ آخر نظرة لتحفظ بها مالمحي ، حافة السرير تنظر إلي وظلت روحي تجلس على ِ َ تركتني في تلك الغرفة مع أ ِنين "نينا" على نافذتي
............................................................................ ()28
نرجس ليث حسين /العراق ً في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل إستيقظ على صوت املنبه لينهض مسرعا ،جلس بين يدي ربه ويناجيه بأن يحفظ عائلته وينصر بلده َ وق َ بل جباه أطفاله النائمين ،نظر اليهم نظرة األبوة التي يملؤها الحنان إرتدى مالبسه العسكرية وقبل أن يودع زوجته َ وق َّب َل رأسها ّ ويدها إنحنى عليها ً ً هو كان مسرورا بها للحد الذي ال يوصف ،تحملوا معا اقس ى سنين الحياة التي مرت عليهم وهي ممتنه للقدر الذي جمعها بهكذا ً رجال شجاع عوضها عن حنان األب الذي فقدته في حرب إيران ودعت نرجس زوجها علي بطيب الكالم وتمنت له السالمة والقوة ليتوجه هو للدفاع عن أرض الوطن املوصل وتحريرها من داعش وتتكفل هي برعاية األطفال لوحدها في غيابه في اليوم التالي
خرجت نرجس لتجلب الطعام ألطفالها بعد أن أودع زوجها في يدها بعض املال تسير هذه املرأة العراقية القوية بين جموع غفيرة من البشر في األسواق لتتحمل مشاق هذه الحياة الصعبة كانت تخرج فقط من أجل جلب ما تحتاجه للمنزل تسمع الكثير من الكالم الغير الئق من شباب طائش ي العقل لكنها ال تبالي تمض ي في طريقها مسرعة نحو البيت تعد الطعام ألطفالها وبعد إنهاء أمور املنزل تفتح مواقع التواصل االجتماعي لتستمع الى آخر األخبار تنشر كل يوم عبر صفحتها على الفيسبوك منشورات تساند فيها الجيش وأخبار اإلنتصارات التي يلحقها باألعداء
كانت البهجة تدخل الى قلبها كلما تقدموا من نهاية القضاء على داعش ،سمعت صوت هاتفها .يرن _الو علي هذا إنت ،شلونك يروحي مشتاقتلك _وأني أكثر مشتاقلج حبيبتي ،الحمدهلل زين إنتي شلونچ إن شاءهللا بخير االأطفال شلونهم بوسيلي أياهم واحد واحد _الحمدهلل بخير من سمعت صوتك ،األطفال زينين يوميه يسألوني شوكت يجي بابا _إن شاءهللا حبيبتي ماظل ش ي حررنا الجانب األيسر راح نتوجه لأليمن وكلها كم يوم واذا هللا كاتبلي عمر أرجع ،دعواتج _ترجع بالسالمة يارب _آمين ،يال حبيبتي في أمان هللا وديربالج عاالطفال وعلى نفسج _وأنت هم ديربالك على نفسك _أن شاءهللا ،في امان هللا _أمانة هللا إنتهت املكاملة ولم تشعر بالوقت كم تمنت أن تدوم أطول هكذا هي اللحظات السعيدة في حياتنا تمر الساعات بها وكأنها ثواني
أما اللحظات الحزينة فتدوم ألطول فترة ممكنة ولها وقعة كبيرة على قلوبنا في الضفة األخرى يختبئ علي وصديقه عمر خلف حائط أحد سطوح البنايات املتهالكة من شدة القصف يقتنصون الدواعش بنيرانهم ً عمر شابا موصلي رفيع القوام عاقد الحاجبين قوي البنية قتلت عائلته بسبب وقوع قذيفة هاون على منزلهم فالتحق بالجيش ليثأر لهم لم يغيبوا لحظة واحدة عن باله ً تألم كثيرا لفقدانهم كان يتمنى الشهادة ليلتحق بهم في هذه االثناء َ سمع صوت علي "عمر " اتصوبت إخترقت رصاصة كتف علي األيسر بالقرب من القلب نزف الكثير من الدماء _أخوي عمر بعد ما تنتصرون أوصيك بعائلتي واطفالي
_گول يا هللا حبيبي علي أنت قوي وسهله أن شاءهللا هسه شويه ويجون يسعفوك _ال عمر ما أتصور راح أطلع سالمات من هالضربه في هذه األثناء أحس عمر بوجع صديقه لم يتمالك دموعه فسقطت عنوة عنه كان يبكي من الداخل ويهون على صديقه ويربت على يديه فجأة توقف كل ش يء الزم الصمت املكان حتى ان الهواء توقف إنهار عمر بالبكاء بعد أن وجد زميله قد فارق الحياة جن جنونه فأمسك سالحه واخذ يرمي بهم أصاب اثنان منهم ما إن وصل طيران التحالف الدولي فقصف مكان الدواعش بإكمله بعد مرور ساعتان حضروا املسعفين حملوا جثمان الشهيد في اإلسعاف متجهين به الى منزله
ّ مرت األيام وكأنها سنين عجاف على نرجس لم يتصل بها علي من فترة طويلة ً ً تمسك هاتفها وتعاود اإلتصال به مرارا وتكرارا ولكن مامن مجيب يرد هي في حيرة من أمرها يراودها الف شعور يساورها الشك بأن زوجها قد أصيب بمكروه تنظر الى أطفالها يلعبون على أرض أوووف وينك ياعلي اني مشتاقتلك واألطفال إشتاقولك وهللا ممتعودة على هيچ افراگ ليش تزعلني عليك عود تجي ويصير خير حاول تراضيني بس ماراح تگدر زعالنه عليك حيل يووووه هاي شبيه أني هو اني وين اگدر ازعل على علي
يااا کمت احاچي نفس ي يمكن تسودنت دبسچ بسج نرجس گومي صبي العشه الطفالچ اي گايمة سكتي انتي كلما افكر بعلي تطلعيلي !.. أعدت نرجس العشاء ألطفالها شبعوا ولجأوا الى النوم بقت جالسه لوحدها تشاهد التلفاز بعد مرور ساعة سمعت صافرات إسعاف وصوت إطالق عيارات ناريه أمام املنزل ضرب الباب اكثر من مره أحست نرجس بذعر شديد أخذت دقات قلبها تتسارع حاولت أن تتمالك نفسها وتقف على قدمها فتحت باب املنزل رأت امامها جثمان شهيد مغطى بالعلم أسرعت نحوه قبلت جبينه ويده
نادت بأعلى صوتها يملؤه القهر علي أگعد ال تتركني وحدي ماعندي غيرك علي شلون بيه من بعدك علي گوم انت ما متت علي مايموت ال علي انت شجاع اعرفنك اني إي إنت هسه تكوم وترجع وياي للبيت علي ..علي ..حبيبي گوم كافي شقه فدوة اروحلك علي ما مات انتو تشاقون مو..؟! إي هو متفق وياكم گولو اي هللا يخليكم گولو علي ما مات انهارت بالكاء ودخلت في حالة إعياء شديدة أغمى عليها وتم نقلها الى املشفى دخل عليها علي _حبيبتي شلونج تعرفين شگد مشتاقلج
وأني هم ياروحي _تره جنت واثقة وعرفتك ما متت _حبيبتي هذا اللي صار اني بالجنة لم تنطق نرجس بأي حرف اختفى من امامها طيف علي بعد مرور إسبوع صحت من الغيبوبة ً تدهورت صحتها كثيرا لم يبقى لها سوى اطفالها وفي احد األيام حضر عمر الى منزل صديقه ً حامال في يده امانة كانت رسالة خطت بيد علي إضافة الى راتبه الذي تسلمه تقرأ نرجس الرسالة كلمة كلمة تعيد الكلمات أكثر من مرة فتتخيلها بصوته كتب هذه الرسالة في تلك الليلة قبل ان يودعهم
حبيبتي نرجس تحملنه هواي ظروف صعبه وعشنه حياتنا بحلوها ومرها سوا متتصورين شگد جانت سعادتي حلوة وياچ اني ما أعرف هاملره راح من أطلع من البيت أرجع أو ال ديربالچ عاالطفال وعلى نفسچ زوجچ املخلص علي .. هكذا يموت األبطال في وطننا كم من أم فقدت وكم من نرجس ترملت ً وكم من طفال تيتم ً ً عفوا استميحكم عذرا األبطال ال يموتون األبطال مخلدون على مر األجيال
............................................................................ ()29
"عودة األمل " حنين ميثم الخزاعي /العراق وفي يوم كئيب أخر أضيفه لرصيد أيامي الحزينة تدخل أشعة الشمس خلسة الى غرفت نومي ثم تظهر أمامي بوضوح عازمة على أفاقتي وغير تلك الفوض ى من الضوضاء املنبعثة خلف ذلك الباب أرغمتني على اإلستيقاظ ً فأذا بي أنهض من على األرض من فوق فراش ي أجر بقدمي حامال املنشفة نحو دورة املياة وثم اإلستحمام خرجت بقطرات املاء التي غزت جسدي و املنشفة حول خصري و شعري البني الكثيف الذي خمده املاء إتجهت نحو خزانتي فأخرجت قميص أبيض اللون وجينز أزرق ارتديتهما ثم رتبت شعري و خرجت من الغرفة ..أغلقت الباب خلفي جيدآ باملفتاح و بدأت السير في تلك الفوض ى من األشخاص واألشياء واألصوات من حولي القيت التحية على من صادفني في ذلك املجمع السكني حتى أصبحت في الشارع أكملت سيري وأنا متجه نحو عملي سيرآ على األقدام...ملكان ال يبعد عن سكني اال مسافة قليلة وصلت الي هناك فألقيت التحية على الحضور والذين لم يكونوا اإل بضع من الزبائن وصديقي في
العمل "صباح الخير صديقي" قال ذلك زيد حين إقتربت منه ..فقلت "صباحك أمل صديقي" "كالعادة لم تفطر بعد" إبتسمت و هززت برأس ي ايجابآ لكالمه إرتديت ثياب العمل وهي عبارة عن زي للطباخين واملوظفين بلون أبيض و توقفت أمام الطاولة الزجاجية العالية الحاوية على أصناف الحلويات والكعك بجانب زيد "سوف يأتي الفطور بعد دقائق" :قال زيد ...فقلت "كيف ؟" ضحك بخفوت ثم أكمل : إنه مجرد اتصال ملطاعم الوجبات السريعة يا صديقي ...فأذا لم أتصل أنا فأنك ستبقى طول " "اليوم دون أكل يا اكرم إبتسمت له ممتنآ ملا فعله وأن لم يكن بالش يء الكبير ً فسترسل قائال " أتعلم؟...اليوم املدير اعني الطباخ الكبير سأل عنك"
أجبت متسائآل : انا ؟..يسأل عني؟..وملا؟ وانا مثلك يا اكرم ال اعلم تفاجئنا نحن اإلثنان لذلك والسبب هو ان املدير ال يسأل عن أي موظف اإل لسبب هام وبعد صمت لم يطول كثيرآ وصل الفطور ثم طلبنا من موظفين اخرين أخذ مكاننا لحين إنهاء الفطور لخدمة الزبائن وتوفير طلباتهم حيث بدأ املكان يمتلئ ويختفي الفراغ الذي كان قبل قليل و ما ان أردت الجلوس على األرض ألتناول فطوري اال إنني رأيت أحد أعرفه فهممت بالوقوف ابحث بأنظاري عن املقصود و باألصح (املقصوده) فلم أراها وكأنها غرقت في زحمة املكان و بحر الزبائن ً حدثني زيد متسائال : "اكرم ماذا هناك ؟" "اظنني رأيت أحدآ اعرفه" "هل وجدته اآلن؟" "وكأن األرض أخفته في فجوة من تحتها" هيا صديقي أجلس لتفطر فأنت بالتأكيد تتوهم ككل مرة...ينتظرنا يوم متعب هيا افطر "" جلست مستسلمآ لكالمه دون ان أجادل فأنا منذ تلك الحادثة وانا أتخيل تلك الفتاة التي ال تفارق تفكيري لحظة و بالنهاية اراها وهم وليس حقيقة
ً اآلن الساعة الواحدة ظهرآ في هذا الوقت يمكنني ان أريح نفس ي قليال بعد ان اتى عاملين اخرين ً ليقفوا بدال عنا لساعة على األقل "اكرم الكبير يريدك" قال ذلك احد العاملين في املطبخ مع صاحب أكبر محل حلويات في املنطقة و هو املدير او ""الكبير" ونقصد بذلك "الطباخ الكبير ً بدأت أجول بنظري بين العامل و زيد ثم قلت بخوف مما قد يكون صحيحا "حسنآ" أكفهر وجهي وبدأت عالمات القلق ظاهرة ربما يكون األمر للبعض عاديآ لكنه مع "الكبير" مختلف فهو ال يطلب أحد اال اذا إقترف خطأ في العمل ملعاقبته او لطرده توجهت نحو املطبخ حيث يكون "الكبير" متواجد و القلق ظاهر على وجهي فقلت بتلعثم "مرحبا....هل طلبت مني الحضور؟" نظر الي بطريقة ال أعلم ما تفسيرها فأقترب مني حتى صار أمامي وال تفصل بيننا سوى خطوات قليلة فقال : يا صاحب العينان الزرقاوتين....حسب ما أعلم و ما قلته لي حين قدومك الي هنا للعمل إنك ال " تمتلك عائله "
قلت وأنا بالكاد أخرج كلماتي ألثر ما سمعته فأنا أكرم الفاقد للذاكرة والذي ال يعلم أين عائلته أو حتى ان كانت له عائلة أو ال وال يذكر غير تلك الفتاة التي ال أعرف من تكون وال تغادر مخيلتي حين آتيت هنا للع مل لم أكن اال بحالة يرثى لها وهذا ما جعلني اتفاجئ من كالم املدير او "الكبير فأجبته بصوت متقطع " نعم" " لكن انظر لتلك الكعكة" أشار بأصبعه خلفه فأستدار وسار أمامي فتحركت خلفه وصدمت مما رأيت أتعلمون ما رأيت؟ ببساطة رأيت صورتي على الكعكة وتحتها "عيد ميال سعيد سامر تحركت أنظاري بسرعة نحو "الكبير" متفاجئ مما رأيت ..صورتي وتحتها إسم سامر وهل يعني إن إسمي الحقيقي سامر ؟ فسألته مندهشأ : كيف؟...من فعل ذلك؟.....وهل هذا يعني إنني سامر وان هناك أحد حضر هنا ليصنع كعكة " ميالد؟ وهل اليوم ميالدي؟والكثير من األسئلة لم أتلقى أي رد سوى ضحكات "الكبير" و ثم صفق ف صفق من حوله حتى خرجت تلك الفتاة التي ال تغيب عن مخيلتي لحظة وهي تركض بأتجاهي تذرف الدموع وأنا في صدمة مما يحدث ...حتى وصلت الي فطوقتني بذراعيها وهي تبكي وأنا ال أعلم ما أفعل وبعد دقائق قليلة رفعت رأسها فنظرت اليها ثم الى "الكبير" ثم اليها
نعم هذه حبيبتك أتت ليلة البارحة تطلب مني أن أصنع كعكة لعيد ميالد حبيبها و ان أضع " الصورة التي اعطتني إياها ،اال إنني تفاجئت بصورة عامل لدي يكن حبيبها وبعد اإلستفسار منها، إتضح إنهم فقدوك في حادث راح ضحيته الكثير فظنوا إنك أحدهم ،أما هذه الحسناء كانت وفية لك لتحتفل بميالدك في سنوات غيابك والحظ هذه املرة كان لصالحك لتأتي لعمل الكعكة في محلنا غريب هو الزمن والوقت ،وغريبه هي الحياة ،تصفعنا بفقدان حياتنا لنرتطم باألرض ثم تمد يدها نحونا لتمنحنا ما فقدناها كانت تريد أن تعلمنا القوة و كيف يكون الوفاء .
............................................................................ ()30
وبالوالدين إحسانا أيات سعيد الخويلدي /العراق بعد وفاة زوجها ظلت تعيش مع إبنتها الصغيرة ذات التسع أعوام الغريب إن إبنتها معتادة على النوم وحدها في غرفتها اإل هذه الليلة جاءت مسرعة خائفة بلكاد تجر أنفاسها " ...أمي أمي أود النوم بجانبك الليلة " ...أخذتها بين يديها " ما بك يا صغيرتي ؟ "" أمي " لقد رأيته من خلف نافذة الغرفة كنت على وشك أن أغفو لكنه أيقظني بطرقاته على النافذة " ...من هو يا صغيرتي " " أبي كان أبي يا أمي "
ً ضمتها الى صدرها الذي كان يرتجف ويعلو صخبا من نبضات قلبها املتسارعة ما إن كادت عيناها تغفيان فإذا بصوت يوقظها مجددا فتحت عيناها ال تكاد ترى والدتها لقد كان الظالم حالك ...بقيت في لحظة صمت متجمدة في مكانها تنصت للصوت ...كان صوت يصدر من العلية صوت خطوات أقدام بدى الصوت يقترب وكأن أحد ما ينزل من السلم ...ما زالت على وضعها متجمدة غير متحركة شعرت إن أحد ما إقترب بقرب باب الغرفة تتجه رقبتها بهدوء نحو الباب وهي ترتعش تحاول التركيز لرويته كأنها والدتها ...يصدر منها صوت نواح وأنين إتجهت نحوها وهي تردد :أمي أمي ما بك ِ ما إن اقتربت منها فإذا بها عجوز بوجه غابر أشعث تبتسم لها ترجع الطفلة بخطواتها للخلف وهي تصرخ :أمي أبي ً فإذا بها تتعثر ويغمى عليهاكل ما رأته كان ردا لعقوقها لوالديها :تفتح عينيها انها في العناية املركزة _تردد بصوت منخفض أين أمي أين ابي ..؟ _ال تقلقي يا صغيرة إنهما على ما يرام ً _لن اخذلهم بعد اليوم ..أريد رؤيتهم مجددا ً فبعد تعرضهم لحادث سير هي و والديها كادت أن تفقدهم لكن هللا قدر لهم عمرا جديد إنها كادت أن تفقد نعمة لطاملا تبطرت عليها .. فبالوالدين إحسانا .
...................................................... ...................... ()31
ُ الطالب إبراهيم منيب املومني - 2005ً ً ُ دمثا على املدير املنفوخ بطريقة حين دخل عبد العزيز املدرسة للمرة األولى ،و حين ألقى سالما ِ ً ً تناسب صفير زفراته و تجعل منه قربة أسكتلندية ،كانت الغرفة فائضة بالعيون و الدخان ، ُ ٌ ّ ٌ ببرود اال اآلذن ذميم الوجه. الجميع اه حي الزرقاء، من قادم ستاذ عرف بنفسه أنه أ ٍ ُ ُ كانت ظهيرة ماطرة ،أخذ اإلذن من حاشية املدير بعد أن أملى إستمارة املباشرة بالعمل ،جمع .الطلبة ذوي املعاطف الحقيرة و بدأ بتفرس وجوههم بصوت هادئ :من أشعل سيجارة تركت أبخرتها حائمة في فضاء الغرفة الصفية الضيقة ،و سأل ٍ األول على الصف ؟ لطالب طلب منه تسجيل أسماء الطلبة على ورقة ،ثم بدأ يقرأ األسماء و أشارت األيدي ٍ السيجارة خنيقة بين أصابعه ً ً حين كان طالبا جامعيا -قبل أشهر قليلة -كانت الفضاءات أوسع ،و كانت وجوه الطلبة أكثر ً ً بؤسا أو نضجا . لو أمسك بعنق املدير و قال له أن البؤس كان رديف النضج في الصيف الفائت ،فإن املدير سيسخر من هذا الهراء ،ففلسفة الحزن و الال إنتماء لألقدار ٌ أمر ُمحدث يخص املخنثين،
فالبؤس ٌ بؤس و النضج نضج . أنا أستاذ الحاسوب الجديد تلعثم .. ً ً وقار تفرضه وزارة من أكثر طياته في يحمل ال الغد أن ا ر قال له صديقة الذي كان شيوعيا غ ٍ ً ً ً التربية ..إقتبس يومها نصا لطملية " أنت يا أحمد تحمل مكرها وقارا تفرضه عليك وزارة التربية ينفث الفكرة مع آخر زفرة :لست أحمد ..أنا عبد العزيز.. حدق في عيون األمس ،أمسك طبشورة و كتب على اللوح :النضج هو البؤس ،تأمل ُ الجملة و بدأ بالدرس االول . 2017 قالت له السكرتيرة بنبرة هادئة :سيراك الدكتور بعد قليل .. ً من حسنات هذا الطبيب أنه ال يترك إسمه عالقا في الذهن ،حتى مكان العيادة غائر في أحياء ُ إربد ،غائر و يصعب اإلستدالل عليه ،هذا ما قاله أحد االصحاب املعلمين. دخل األستاذ املكلوم فألف السيمفونية االربعين ملوزارت ،و أعجبته الكتب املرتبة و رائحة الكرز .. قال للطبيب قبل أن يجلس و بمظهر إنهياري أن الحياة طويلة و عجزه ثقيل ،فأشار الطبيب ً موافقا . قال أن الليل في جسده أبدي و أن الحب كذبة و أن النساء خلقن ليرحلن و ان الوجود حالة حصار .. أكد الطبيب ..
ً قال له أن السماء تخنقه و أن املاء الذي يشربه يزيده عطشا .. ّ تفهم الطبيب و قال له إجلس .. جلس كتب له الطبيب على ورقة عبارة ُ : النضج ٌ بؤس .. ُ و أعطاه القلم ليشطبها ............................................................................ ()32
ّ حد إنهيار زهراء حميد /العراق فتحت الباب فإذا بوالدي أخبرته إن أمي ذهبت للتسوق ولم تعد حتى األن ,خرج مسرعآ للبحث عنها وأخي بقيت وحدي أصارع القلق إنتظر إتصاله على أحر من الجمر ليطمئنني على سالمتهما , بدأت أسترجع أحداث الحلم ,يا الهي لطفك أحفظ لي أخي فليس لي أخ سواه .. ً أنتظرت طويال وأنا أكاد أثقب شاشة الهاتف بنظراتي ,إتصلت بوالدي عدة مرات دون أن يجيب , يا إلهي ما أصعب ألم اإلنتظار أن تنتظر خبرآ يفصل بين الحياة واملوت َّ إن ذلك أصعب من املوت نفسه ,بعد عدة دقائق شق رنين هاتفي سكون املكان ,تسارعت نبضات قلبي ..جاءني صوت أبي واهن ..ضعيف ومرهق ..كأن جبآل من الهموم قد سقط على رأسه ِ _أخبرني يا أبي ..ماذا حدث هل حسام بخير؟
_ حسام بخير يا ساره إنهم يقومون اآلن بتضميد جروحه ..لكن أمك صمت أبي مع آه تسللت من بين شفتيه بحسرة ! ..صرخت بفزع _ ماذا يا أبي ..ماذا حدث ألمي _أمك ..أمك يا سارة ..قد فارقت الحياة في طريقها الى املشفى !.. شعرت بأن صاعقة إخترقتني وشطرتني نصفين ..فخرجت أصرخ في الشارع ,فزع الجيران لصراخي ..سقطت على األرض و ال أدرى ما حدث بعدها .. فتحت عيني فوجدت نفس ي على سرير أبيض ..واملغذي معلق بجانبي أين أنا ؟! هل هذه مستشفى ..ولكن ملاذا أنا هنا ..؟ أبي يقف بجواري و حسام يبكي عند رأس ي ! ..وأشخاص من حولي ال أستطيع تمييزهم يحمدون هللا على سالمتي وسالمة أخي ! وأخرون ينظرون لي بشفقة وهم يعزوني بوفاة والدتي .. بقيت صامتة ,ال قدرة لي على الكالم ,فالصمت عند ُ الحزن لغة ال يفهمها َم ْن هم حولك لكنها تحدث ضجيج صاخب بإعماقك يرهقك ّ حد اإلنهيار .. ............................................................................ ()33
مل ـ ــاذا ؟ أحمد العسرات /العراق
كنا نسير أنا وسرمد مساء يوم الخميس في الشارع الرئيس ي في مدينتنا الجميلة وكان يسير بجنبنا رجل عجوز عائدآ من العمل متسخ الثياب تجتاح مالمحه اإلرهاق يحمل في يمينه مجموعة من األكياس ً املحملة بالخضار وفي يساره دميه حمراء كان منظره يبعث في الروح الطمأنينة وشعورا يصعب ً ً ً وصفه وتجاوزنا مسرعا رجال يتوسط عمره يرتدي ثيابا رسمية جدآ ويحمل حقيبة من الجلد ً الفاخر يبدو إنه كان مشغوال جدآ وعلى عجلى من أمره وفي هذه األثناء خرجت إمرأة متقدمة في السن من الشارع الفرعي وكانت تسير خلفها فتاة تحبس األنفاس ملا تحمله من جمال ال أشك بأنها إستغرقت ساعات من الوقوف أمام املرآة لتخرج بهذا الحسن الساحر وكانت تتمايل خلف والدتها كأنها عارضة أزياء يالقينا من بعيد فريق كرة قدم من الصغار الذين كان عددهم بين الستة والسبعه أطفال يرتدون لونآ واحد هو اللون األحمر وكانت أصواتهم تتعالى وهم يتناقشون ً بأمر فوزهم في مبارة هذا اليوم وهنا وقفنا جميعا عند أشارة املرور بأنتظار توقف السير لعبور الشارع أنا وسرمد والرجل العجوز ورجل األعمال األنيق وفريق الصغار والحسناء ووالدتها _أيمن _أيمن _ما بك ي سرمد _انظر الى ذاك الشاب يبدو شكله مفزعآ ً ً نظرت اليه وكان يسير بال وعي ووجهه شاحبا جدا ونظراته تحيدها الغضب ً ال شك إنه كان قد تعاطى ش يء أفقده وعيه ومع وصوله لنا صاح بصوت مرتفع جدا هللا أاكبر
ولم أستيقظ اإل على صوت الدكتور حين قال لي الحمدهلل على سالمتك سألته بال وعي _أين انا وما الذي جرى أين سرمد وما هذا األلم الفضيع في ساقي اليسره ال أعلم عن من تسأل يابني ولكن أنت في املشفى نقلوك الى هنا بعد التفجير اإلنتحاري الذي حصل قبل يومين وأنت أكثرهم حظ حيث إنك الناجي الوحيد من الذين كانوا هناك أشكر ربك إلنك مازلت على قيد الحياة أال أن ولألسف قد بترت ساقك اليسرى ال أستطيع وصف ما شعرت به حينها ولكن ملاذا فعل هذا ما الذي فعلنا له ً تبا ً لن يصل رجل األعمال في املوعد الذي كان مسرعا من أجله ولن ينتصر فريق الصغار في أي مباراة بعد اليوم ولن يستطيع العجوز إيصال الدميه لطفلته التي كانت تنتظره على أحر من الجمر ولن تقف الحسناء أمام مرآتها بعد اليوم ولن يتزوج سرمد حبيبته التي كنا ذاهبين أنا وهو لشراء بعض الحاجيات ليوم زفافه الذي كان من املفترض أن يكون يوم اإلثنين املقبل
.................................................... ........................ ()34
ال نعلم ماذا حدث إبراهيم عبدهللا خلف /العراق وعندما تأتي طائرة لتقصف مواقع لهم ،قلبي ال أعرف أين يذهب ،حتى أيمان لم يبقى لدي ، السر الذي يكمن في قبرهم ،أقصد سجونهم ،خوف ووجل و عذاب و أكل ال ُيشبع ماهذا ِ ً عصفور ،ياهلل كم أيام ّ مرت ولم أرى الشمس ،تقدر ب 572يوم تقريبا ،هذه أحدى طرق التعذيب التي يستخدمونها تعرفت على شخص في السجن كان إسمه أحمد ،أتهم بالتخابر ألنه كان يكلم أخاه في الدنمارك ، الذي لم يراه قبل أكثر من 12سنة ،هرب من القرية ألتهامه من قبل العشيرة . سجناء ال ُيقدر عددهم وقصص ال ُتحص ى ،ماذا يحتاج اإلنسان لكي يكون حر ؟ ماذا نحتاج لفتح القفص ؟ او لفتح القيود ؟ في أحد التحقيقات ُربطت يداي وعيناي وأخذوني ملكان التحقيق ،في طريقنا الى املكان ،همس ً احدهم في أذني قائال :موتك قاب قوسين أو أدنى . بعد هذه الجملة أظن تخلى قلبي عن نبضه وعادت بي الذكريات من أول لحظة وعيت بها في هذه ً الدنيا الى مكان التحقيق .سمعت صوت يصيح بي قائال :أنت ،ملاذا ال ترد ؟ قلت له :أنا لم أسمع سؤالك ،وهل تستطيع أن تسأل املوتى ،إن أردتم قتلي فلم السؤال إذن ؟ اذا تريدون أن تمحو شخص ي من فوق األرض فلم السؤال ؟ رد بصوت أعلى من الصوت األول واراد أن يمأل وجهي بكفه لكنه توقف :إصمت ،وأال ضربتك !! فرد بسرعة يقول : _قلت لك ما أسمك ؟
*إبرهيم محمد حسن _كم عمرك ؟ ً شردت قليال ،وإذا به يهزني بقوة ويصيح كم عمرك يا خنزير ،يا كلب ً فأجبته بصعوبة إلنني كدت أن أختنق قائال : *ال اعرف !! نحن بأي سنة ً تركني وحدق في ورقة وكف عن األسئلة بعضا من الوقت ،فرد يسأل _هل تريد الخروج ؟ ً *نعم أريد الخروج من منا ال يتمنى الخروج ،أريد أن أكون حرا ،أريد ان أرى أهلي ، ً أنا مشتاق لهم كثيرا ! أكثر من الحجر ،أكثر من ماء البحر ً قاطعني قائال :لن تخرج الى األبد ،اإل إذا انتهينا او إنتهى الوجود ،في ذلك اليوم أنت حر إرجعوني من هناك ،كان صوته يردد في رأس ي (موتك قاب قوسين او ادنى ) ،لم أنم تلك الليلة ،كنت أتوقع إن موتي بعد صالة الفجر ،لكن أتى الفجر و الظهر ولم يأتي أحد ،اإل الطباخ أحضر لنا الفطور والغداء ،بعد صالة العصر تقدم ألي حازم صديق قديم ،من أحد قرى الشرقاط ،تعرفت عليه عندما ذهبت الى الشرقاط لكي أبتاع سيارة بي أم دبليو .أرسلني اليه حسين (ابو املعارض) كما يلقبوه ،قال لي _ما َ بك ،حالك اليوم ليس كحال كل يوم ؟ قل لي ما بك الذي أتاه نذير يقول له بأي لحظة تترك الدنيا ،وتنفصل روحه عن جسده او كقول العلماء روحك في برزخ وجسدك تحت التراب
_ماذا ؟ فأغمض عينيه وأخذ نفس طويل .قلت له : _نعم ،أحد الحراس قال لي موتك قريب ،فتهيأ له .وفي التحقيق قال لي املحقق لن تخرج من هنا ما دمنا موجودون ،لو سجنوني بحق ،ملا فكرت باالمر لكنهم اتهموني بألعوبة هم من .صنعوها ،ولكن كل ش يء َ بني على باطل فهو باطل فقال لي وهو ينهض ويربت على كتفي ال تحزن ،فوقهم قوي جبارهذه الجملة زادتني قوة عجيبة ،بعدها بدقائق وجهي إمتأل باالبتسامة ،وأصبح وأمس ي وانا اقرأ ً القرأن ،وصار اإليمان يمأل قلبي ،واحدث نفس ي في كل يوم صباح ومساء قائال : .في أي لحظة أنا حر ،خارج هذا السجن املعتم ،وخارج أسوار هذه اململكة القذرة أحدثها باملعنى هذا تفائلوا بالخير تجدوه حتى اآلن القوة واإليمان في صدري ،بعد ذلك اليوم ،بعشرون يوم أو قبل ثالث أيام من اآلن ،كنا نسمع صوت طائرات أو زمجرة الطائرات كما كنا نسميها في السجن ،لكن كما تسميها اللغة أزيز ً الطائرات ،مكثفة جدا . بعد يومين من الطيران و القصف الشديد فتح لنا أحد الحراس الباب وإختفى ،ال نعلم ماذا حدث . خرجنا من السجن قبل الظهر ،كانت الشمس دافئة ،مكان هذا السجن في قرية تسمى (اإلنتصار ) في بيت كبير ،أظنها ألحد املسؤولين ،في غرفة خمسة بخمسة فيها 87سجين
كل سجين لديه قصة لو أراد كاتب أن يكتب كل قصص السجناء لكتب 4مجلدات وال يكفي ، لحصل على جائزة نوبل لآلداب أنا أمامك اآلن يافؤاد ،جاء ُ دورك لتتكلم فغير مسار نظره ألي ،بدأ كالمه وهو يمسح دمعه اااه اااه ،األيام تمش ي ،واملاض ي لن يعود بعد الحصار الذي مر بنا ،والغالء في األسعار ،تكلم العالم ،تصور مدينة ال يوجد فيها اإل مئة ً وخمسة وأربعون مسلحا فقط ،تبقى لهكذا وقت ؟ األمر فيه شك اليس كذلك ،لكن اليهم إرادة ُ منذ ان ُ سجنك ولحد قبل ثالثة أيام ،حتى أعلنوا أن تطهير هذه املدينة من هللا فوق الجميع ، الديدان الخبيثة قد حانت ،الكل كانوا فرحين رغم القصف الذي تولده الطائرات وأصواتها والجمال ، الجالل املرعبة ،أجواء تلك الليالي كانت تعزف بنشيدنا الوطني (موطني موطني ، ِ ِ والبهاء في رباك ).....مع كل رصاصة ألي جندي عراقي توحي باألمل ،مع كل رصاصة يبعثوا والسناء ِ ِ ً ألينا برقية تقول أنتم في أرض الوطن مجددا ،خالل سويعات أنتم أحرار ،تم فتح ممرات أمنه لخروج العوائل من املدينة ،خرج جميع أهلها الى بر األمان ،أنا لم أستطيع الخروج من مدينتي ، في منتصف الطريق ورجعت لم أستطع فراقها ،القصف كان شديد خالل الثالث أيام املاضية ، وكانت صعبة جدا ،عندما حاولت ان اهرب مع الناس ورجعت ،أختبأت في ذلك البيت . أشار الى بيت سقفه مع األرض اإل زاوية قليلة كانت شبه واقفة مع قليل من الخبز واملاء ،حتى إنتهت هذه األلعوبة التي خططتها دول ال نعرف كم عددهم ،نعم هكذا تخلصنا منهم ،أهل هذه املدينة األن هم بخير ال تقلق ،فقط أنت كن بخير .يجب علينا أن نلحق الزمن ،ألنه يمش ي عكس ما تشتهي األنفس . ............................................................................
()35
يعود اليوم كما الذي يسبقه ياسمين عبد /العراق صفاء طفل إعتيادي الش يء يميزه عن أبناء جيله يولد في مدينة رثة والده كان مصاب بمرض عصبي ،لم تتعامل الحياة بعدل مع أحد ،كانت حياته أصعب مما يجب يتناقل من مدينة الى ً ً أخرى يأكل غدائه دون العشاء فقرا ليس اإل لديه ٣اخوة،أمه أحبت رجال كانوا يتجالسون حتى علم أخواله واتوا بهم الى الريف كانوا يقضون السنين بقميص ال أكثر وتتناقلهم األيدي وتصفعهم الكفوف ،كان يقول سمعت امي تهمس لو إن أخوتي أخذوني لديهم سأرمي نفس ي بأقرب شاطئ ويكون اإلنتحار سيد كل قراراتها ،لم يتم دراسته ،يرى األطفال وهو اليملك أي كعكة اإل قطعة ً قدر ترميه على ما تشاء،ينسل الى أي نظرة عطف فيوزع قلبه كهدية،يموت مرارا ،يرى املزارع وعيونه ممتلئة بالتراب يكبر تجيء الحرب ينظم لها يختلس النظر لكل ما رأه تطعمه أي إمرأة بنظرة وينكسر بضحكة سيدة طائشة عنواينه جثث كئيبة في زمن رتيب،ماذا تطلب الحياة منه يتنفس شهيق بحجم جبل ،ثقيل في رأسه عويل يجوع كثير ويصمت ،يحب كثيرات وتدخل قلبه ويجالسهن ويعانق زهوهن حتى تزوج إمرأة عادية وأقل يخرج من أهله يبني ً بيتا يكون له بنتان وولد يجيء، ً يراقب زوجته كانت تعرف رجال تخونه به يدخل كل يوم يأكل ما أشتهى ويأخذ كل ما شاء يجدها يضربها يقتلها فيبتسم املوت ،في مدينتهم املعتقد يبجل أكثر من أي وحي منزل ،يضع بصماتها ليبرأ ً ً طويال ،يعود اليوم كما الذي يسبقه األطفال يعيشون نفسه يدخل السجن يمض ي به عهدا ...........................................................
()36
" ال تفقدوا األمل " ضحى عدنان /العراق ذات مرة ذهبت ألخذ فحوصاتي من املستشفى فألتقيت بأمره كانت جالسه بجانبي في غرفة يبكيك اإلنتظار وتبكي بصمت فحاولت أن أتحدث معها ألعرف مابها فسألتها مالذي ِ فأجابتني بال ش يء فقط اآللم ينتشر في جميع أنحاء جسدي وشعري يتساقط وأصبحت ضعيفه وال أتحمل أدنى وجع فأنا مصابه باللوكيميا وال أعرف ملا يبتليني هللا بهذا املرض أخبرك قصتي أنا فتاة عشرينيه متزوجه ولديه طفلة صغيرة فأبتسمت وقلت لها دعيني ِ ً كنت دائما أشعر باإلعياء واإلرهاق وهذا التعب اليزول حتى بالراحه وأعاني من إرتفاع درجة حرارتي وكدمات في جسدي وفقدت شهيتي ولم أعرف السبب ولكني تجاهلت كل هذه األعراض الى أن وصلت ملرحله ال أستطيع تحمل اآللم فقررت أن أذهب أنا وزوجي ألجراء بعض الفحوصات قاموا بأجراء العديد من الفحوصات وبعدها جاء الطبيب ليخبرنا بالنتيجه فقال إنني مصابه بهذه االفه الكبيره ولم أستطع باللوكيميا ففجع زوجي بهذا الخبر فلم يخطر في ذهننا إنني مصابه ِ التحمل فنزلت دموعي دون إذن مني فأخبرته أذا كنت سأستطيع أن أعيش لعيد ميالد طفلتي األول فكنت يائسه فطلب مني أن أكون قويه وعندما غادرنا املشفى طلبت من زوجي أن اليخبر ً والداي فأنا ال أريد أن يمر علي يوم دون أن اسمع ضحكت امي واني أعلم إنهما سيحزنوا كثيرا وال أريد أحزانهما وأقترب موعد أول جلسة كيماوي لي كنت خائفه ومتردده ولم أستطع حتى النوم حاولت أن أعيش حياة طبيعيه لكني فشلت فقد كنت شديدة اليأس فأخذت اول جرعه كيماوي وكنت اشعر ان وجع االبره في قلبي وليس في عروقي وكان هذا بالنسبه لي عذاب ال أستطيع تحمله بعدها عدت إلى البيت ورأيت أمي والدموع تملئ عينيها وابي الذي كنت أرى دمعته ألول مره فقد
اخبرهم زوجي من أجل مساندتي ورأيت طفلتي التي لم أتخيل في يوم من األيام إني سأتركها بهذا السهوله فتخذت قراري أن ال أستسلم وأن ال أفقد األمل فاألمر أمر هللا وال راد لقضائه فمنه ألمي إال إنني الداء ومنه الدواء فلم أستسلم وجمعت قوتي فاإلراده القويه تصنع املستحيل ورغم ِ كنت دائمة اإلبتسامه من أجل عائلتي بالرغم من إن املرض كان ينهش جسدي ويحاول القضاء على حياتي وتدميري وإنهاء سعادتي لكنني قررت أن أكون قويه فربما يكون هذا املرض هدايه او أمل كله باهلل فاهلل ﷻ يقول ( قل لن يصيبنا إال ماكتب هللا لنا ) إختبار من هللا سبحانه فوضعت ِ وأخذت الجرعه الثانية والثالثة الى أن أكملتها فقدت الكثير من وزني وتساقط شعري كله لكن هذا كله ال يهم فأملي باهلل كبير فمن أمرضني سوف يشفيني وعندما قرروا اخذ خزعه من أسفل ً ظهري من أجل الفحوصات فقد إكتشفوا انه تم عالجي بالكامل وشفيت تماما فثقتنا باهلل تخرجنا من رحم املوت فقط ثق باهلل ثقه تامه وسلم له نفسك وتوكل عليه وأدعوه فال يرد ربك ً احدا .............................................................. ()37
شواطئ حاملة هبة محمد صفاء عجوز طفلة نديه،وحكمة بروح ٍ ٍ وقف يتأمل تلك اإلبتسامه املخملية على شفتيها،إمرأة ِ َ ُ ُ ُ سبعينيه،تمتلك َ لوجه قلب امومي طفل مشرد ،وتئن ِ ِ النزعة تجاه كل املخلوقات،تبكي لرؤية ٍ ً ً أبدا ُ،يرى في كم الطيبة التي ُ تكتنز روحها عبق ِص ِّديقين، مريض ُتبصره،ثم التقف مكتوفة ِ ٍ ويتن ُ فس عبر رئتيها ذلك اإليمان املطلق برحمة السماء وعدالتها وحكمتها مهما ساءت األحوال ، لصوتها اآلتي من بعيد تخبره أن تلك الفرصة يراها طوق نجاته في الحياة وفي األخره،وقف يصغي ِ
ُ ً ُ ُ إسمته وطنا ،قضت الليل لوطن يحتضنها فقد أوجعها بما يكفي من ستلجأ هاجر عوض،ست ت لن ٍ سيعجبو َن بمؤهالتنا ،نتكلم لغتهم بطالقه ُ َ أحالمها وخططها املستقبليه ُ ، ُ ،سيثمنو َن عليه تقص ِ ُ شهاداتنا الجامعيه ورغبتنا في العمل سننجح ثق بي ،بقيت ُتكرر هذا الحديث حين كان يغرق في
صمته ينظر الى املهرب ذاك ،إشمئزت روحه وراوده شعور ُم ِلح بالنفور لم يستطع كبت ُه ولكن لم ِ ًّ تكن بيده حيلة،فقد بدأت الرحله وهما تحت رحمته،ظالم دامس،أضواء خافتة موحشه منطلقة ً من مصباحه اليدوي تخط الدرب أمامهم ،أخبرته إنها تشعر بالبرد،فجاء صوت املهرب غليظا منف ًرا إركض ي أسرع ولن تشعري به والحتى بقدميك،نظر بروح فارغة َ لحبيبته وقد بدأت وهلع ٍ ِ ِ ٍ ُ فجاءه الصوت املنفر تشعر بتعب قلبها الصغير لم يعد يتحمل اإلرهاق حاول أن يطلب إستراحه ً بالرفض والوعيد،وصلوا بعد أعيائهم الى الشاطئ ،كانت تخبره دوما انها تعشق الشاطئ وتحلم أن ً ً كمقبرة صامته ،وزعت النجادات موحشا ٍ تسافر لتراه وتتمش ى على رماله،لكن هذا بدأ مرعبا ِ قلبه الحياة لبسا النجادتين ،توقف إشعاعها اإليجابي وبدأت تهمس له إنها خائفه إنتفضت في ِ ُ ً ُ ن مرة،كانت تحول إنهياره،هلع لخو ِفها الغريب دو دوما كل ٍ وتذكر كم األمل الذي كانت تمده ِب ِه في ِ ِ الوقع ،لكنه سكن وراح يخبرها أن الرب سيحميهما ،بدأ املوج باإلرتفاع مع إقتراب زورقهم من ً ُ ُ ُ شواطئ األمل،إضطرب الكون حولهم ،لم يكن الحدث َجليا بعد،وحين تجلى إكتشف إنها الشرطة النهريه تحاول إغراق الزورق،لم يفهم األمر أخبره أحد الالجئين إنهم سئموا اولئك العابرين الجدد ً صمت مبهم،قرر السباحة وهم يزاحمونهم الحياة ،بدأ الصراخ يتعالى وهي تزداد التصاقا به في ٍ ً ثوان ،ياللهول النجادات مزيفه هم يغرقون كالذباب يختفون بلمح البصر فورا ،إانقلب الزورق في ٍ نساء أطفال شباب مفعمون باألمل وحب الحياة ،يفارقونها في عتمة ليل كان ينبغي أن يكون إنبالجة صبحهم ،وهي حاول حملها والسباحة بها،لكنها الترد،وهو مصر على إيصالها وتحقيق .حلمها ،لكنها الترد ً حين أفاق وجد الجميع حوله يتحدث لغة أخرى إطمأن إنه قد وصل،ولكن هي!،الوجود )،لها،أخبروه حين َ صرخ ِبهم إنه فقد الوعي وإنها قد وصلت الشاطئ (كما وعدها
وهم بإنتظار تعافيه ليحضر أسجاء جسدها املفعم ُ حياة كريمه لم َي ُجد بها بح ِ ّب الحياة ِ وخياالت ٍ ِ ً َ ُ يوما ،فعانق ُر َ فاتها وطن جديد لم تعا ِنق حياته القدر الى سيوسد أرض ِ ٍ .............................................................. ()38
عن هم طفل آمنه_باسم /العراق ً يقول طفل ذات يوم كنت غاضبا ألن والدتي وبختني خرجت من املنزل والدموع تمأل وجهي جلست على الرصيف وأنا أنظر لكل من ّ يمر كنت أردد في داخلي ياليتني كنت أبن أحد غير أمي ,كاد ً املساء يحل وأنا في الخارج وغضبي لم يزول كم كنت عنيدا حينها وأنا جالس رأيت طفل وإمرأة ً أظنها والدته كانت تصرخ عليه وهو يعتذر ويقبل يدها وأنا ارى ذلك أشتقت لوالدتي كنت حزينا ً جدا ملا فعلت كان تصرفي خطأ كان يجب أن أقبل يدها وأنا أركض والطريق طويل أود أن أعود لحضن والدتي أعتذر لها وأقبل يدها وأقول لها لن أزعجها أبدا لقد وصلت الى املنزل أخيرا وأنا ادخل رأيت كل من في املنزل يبكي قلت أين والدتي أود رؤيتها تقرب والدي وأخذني الى أحضانه وقال لقد توفيت والدتك وهي تلحق لتبحث عنك دعستها سيارة وأنا منذ ذلك الحين اعتبر نفس ي قاتل أمي .. .............................................................. ()39
كيفك أنت
تبارك محمد /العراق في الواحدة من أبريل يعلن الربيع قدومه على الرغم من األمطار التي تتساقط بين فتره وأخرى .. ها أنا أعلن إنتصاري أتذكر املاض ي بضحكة إنكسار ,مض ى على فراقنا أربعة اعوام , لم يكن باألمر الهين َّ علي وعلى قلبي بالنسيان أقف على حافة النافذة وقطرات املطر تعلن النزول كما أعلنت عيني ذلك، ما الحب إال إبتالء إال وجع إال ألم ماهو إال إحتالل على حافة املاض ي أقف أتذكر فارس قلبي عصفور قصري "أحمد" لم أنس ى تلك األيام التي التقيت به ،ذلك اليوم الغامض العاصف بكل ماهو مثير ،نعم كان الخامس والعشرين من ديسمبر كان خالف ما يقولون عند حلول ديسمبر تنتهي االحالم ،بل كان بداية األحالم .. كنت في املرحلة الثانية للجامعة مهوسه بالشعر الشعبي أمثال مظفر النواب ،عندما شاهدته للمره األولى وقف كل ما يسمى العقل تذكرت أبيات النواب : يسمر شكثر انغرت نكت يلما شفت مثلك ونس أعجبت به من اللحظات األولى اليس الحب يبدأ من النظره األولى نعم إنها لغة الجسد مضت األيام وشائت الصدف أن تجمعنا من جديد كأن كل ش ي يتشابك مع بعضه البعض من أجلنا في امللتقى األدبي كان كفرس شديد الجموح صب على قلبي العذاب بتلك النظرات أعلن إلقائه للشعر الشعبي على املنصه بدأ قلبي يرقص كفراشات ..
سمعته للمرة األولى وشاء القدر مره أخرى أن يكون بيننا حديث انت ام موهبة؟ أمعجبة ِ هكذا كانت بداية القصه التي لم تنتهي فصولها مهما حييت ليته يعلم انني عشقت حروف األبجديه ألجله ألجل ذلك اإلحساس الخفي الذي يسكن في أعماقي انت أم موهبه؟ أعاد سؤاله إمعجبه ِ تالشت جميع النظرات .. _ال معجبه ،وانت؟ _إني اكتب وأعشق الشعر إذا تحبين اكو منتدى شعر هذا االسبوع أصابني الشرود أما تلك العيون ،عيناه اشبه بنيزك كالهما يضيئان عتمة السماء مابين أضغاث أحالم وذكريات راحله أتذكرك أتذكر الصدفه االأولى كلماتك نظراتك الحاده كحدة السيف بل أشد أربع سنين مضت رباه كيف كان ذلك؟ َ الزلت اتذكر عندما إتصلت عند الساعه السابعه مساءا اقلقني اتصالك !! _الو هلو أحمد _هلو فروحه شلونج؟ _تمام خير قلقتني؟؟ _ال بس ممكن باجر نتقابل ّ مرت الساعات ببطئ شيديد بين خوف وفرح وأغنية هيثم يوسف تحلق فوق رأس ي؛
شيجيب باجر وأصبر إشلون باجر التقي بأجمل إنسان كل لحضه التمر تسألني لعيون شضل من الوقت مو صبر خلصان، اغنيه لطاملا سمعتها في الثانويه عند اول قصة حب تقف احد صديقاتي على املقعد وتغنيها و االخريات يصفقن بحراره واملغرمه يبدو عليها عالمات الخجل الرابع والعشرون من حزيران يوم مميز ولدت انا،اصبح عمري عشرون سنه عند دخولي الى حديقة الجامعه تفاجئت بصحبة ريم وبعض من اصدقائه أبراهيم ،عبدهللا ومحمود حضنتني ريم بقوة _ولج ريوم ليش محجيتلي؟ _أحمد راد يسويلج مفاجئه وجهت نظرات ثاقبه نحوك ،شكرتك وددت أن أعبر عن ما بداخلي لكن عيناك اتعبتني تمنيت أن هذا اليوم ال ينتهي لكن لم يبقى سوى الذكرى الراحله املميته القاتله البارده وفي بعض األحيان تكون أشبه بصهريج من نار أشهر مرت على معرفتنا ببعضنا انتضرت ان يبادر ويعلن حبه لكن غاب احمد يومين هاتفه مغلق !! أرسلت رساله الى صديقه عبدهلل عبر الفيس بوك كانت الصدمه إنه فقد منذ يومين بعد رجوعه الى املنزل شعرت بالسقوط من مكان مرتفع الى األرض
جزء من عمر كان غامض أعلم انه يعمل لكن لم أفهم نوع عمله إسبوع واحد كان كفيل بإنكساري الى الف قطع من ثم جمعي من جديد وانا أبكي واناجي هللا واتضرع اليه رن هاتفي املتصل احمد ! _فرح _اي فرح فرح أحمد وين جنت متت بغيابك _اليوم اهلي دفعوا الفلوس وخلصت السالفه _ليش صار كل هذا؟ مادري سدي موضوع حبابه فروحه صفعني بجوابه اذهلني لكن حمدت هللا على رجوعه .. _باجر تجين للجامعه ؟ _اي وانت؟ طبعا أريد أكلج ش ي،يله روحي نامي يا حلوه _تصبح على فل َ _وانت من اهل الفل َ صباحا ال ينقصه اإل صوتك وجهك البريئ دخلت الى حرم الجامعه رائحة عطرك في كل مكان اتجهت عيني تبحث عن خليلها
ملحتك تقف مع اصدقائك اتجهت نحوي وكأن أرواحنا إحتضنت بعضها البعض _هلو فروحه شلونج ياربي شكد مشتاقلج _هلو أحمد تشتاقلك العافيه إحنه األكثر ،الحمدهلل على السالمة يارب متشوف اال الخير _فرح _عيونها أحبج إنتضرت هذه الكلمة لفترات طويلة كأنها أشبه بالحياة األبديه ،شعرت إن العالم يقف عند تلك الكلمه وإن الشمس والقمر إجتمعا مع بعضهم ألول لقاء ،دموعي تجمدت في عيني صدى صوتك في كلمة "أحبج" وددت اإلحتفاظ بها مدى الحياة _أي فرح أحبج من أول دقيقه شفتج بيها َ _وأخيرا أحمد كلتها _أحمد أحبك بعد ذلك قرر أحمد إعالن حبه أمام الجميع لكن ليس كل ما نتمنى نستطيع الحصول عليه تغير كل ش يء بعد سنين مضت وأصبح تغير النفوس واضح على جميع لم يوافق والدي على احمد بسبب الطائفيه ! ماض جميل اللعنة كل اللعنة على تغير إقترفناه من حاضرنا وتركنا ٍ تكررت محاوالت إغتيال أحمد بسبب عمله في وزارة الداخليه ورفض والدي وبعدها قرر أحمد السفر والهروب من الواقع ،أصبح اآلن أب لثالثة أطفال ومازلت أنا كما انا
كيفك قال عم بيقولوا صار عندك والد ّ أنا و هللا كنت مفكرتك ّبرات البالد شو ّبدي بالبالد ّ هللا يخلي الوالد ّ إي كيفك إنت مال إنت بيطلع عبالي إرجع أنا وياك إنت حاللي إرجع أنا وياك ّ أنا وانت مال إنت فيروز _كيفك إنت .............................................................. ()40 » التستلمـو فـ اإلستسلم صفـة الضعيف « أزهار عبد هللا /العراق ً أنـا مارت أبن ال 27عـامـا سوف أحدكم عن قصتي أصب ُـت بحـادث سيـر أثنـاء عودتـي من الحفلـة فقدت في ِـه قدمي اليسـرى فـ أصبح ُت معاق أجل ُ ـس ٍ
على الكرس ي الهزاز في تلك األثنـاء خس ُ ـرت كـل ما أملك مـالي وأصدقائي رحـل الجميع بسبب جبروتي وقساوتي لم يبقى معـي سوى مربيدي ـبت بآلكابة فـ ُ وقفت بجانبي أص ُ بقيت حبيس الغرفـة ملدة مـا تق ُ ـارب سنـة ال أخرج والاأدخـل وال أتكلم مع أحد ٌ أصبت بكآبـة ممزوجـة بيئس وإحبـاط ُ ُ ونسيت كيف يكون العيش إستلمت آلعاقتي لـم أريد أتعالج أو ش ي كـل همـي هو يـ ُـوم موتي متى يأتي!! ُ ال أعـرف ولكن سوف أنتـضرة ! ً ٌ كنت أردد هذا الجمـل كثيرا آلنهـآ وحدهآ من ُتصبرني على العيش ّ كانت السيدة جينفـر «املربية »تجلب لي األطبـاء النفسين علهم يستطيعون إخراجـي من هذا املآزق وجهه أمـارة الحزن واليائس من حالتي ولكن في كـل مرة يخرج الطبيب وعلى ِ ً ٌ كنت ال أستجب لهـم عقابـا على نفس ي ! ً ُ كنت أعاقب نفس ي على الذنوب الدي إقترفتها بحياتي سابقا آلنني ً ً ُ ُ ُ ظننت إنـهم كنت ذو جبروت وقسوة ,ظاملـا ,أمتك قلبا ال يعرف الرحمة ،خدعتنـي املـال والسلطة سيبقيـان مدى العمـر معي إبتعدت عن الجميع وتكابرت عليهم ولكن ماذا حصـل !
رحـل مـالي ورحـل الجميع َ ذات مرة وكـ العادة مستلقي أنـا على السرير أنظر الى السماء من خلف النافذة الشفافـة بعينان ضائعتان خاويتان من كـل ش ي دخلت على حجرتـي السيدة جينفـر جلبت الكرس ي بجانب السرير وجلست علية وبعد برهة من الصمت قالت ُبنـي كفاك نوم ًـا وإستسالم ًـا قـم أنهض تعالج وأعمـل إبنـي حيأتك من جديد !! أعرف َ ُ تحاسب : إنك ً َ َ بإستطاعتك أن تصححها نفسك على األخطاء الذي إقترفتها سابقـا لكن ً ً صمتت قليال عندما لـم تجد مني رده فعال كالعادة ثم إسترسلت : َ التوجد حياة للضعفـاء يابنـي أنهض لتسمح َ لواقعك لك الحياة بالعيش من جديد ! التستسلم ُ يابنـي لك من هللا تعالى وكـل ماحصل هو إختبار َ كـل يوم جديد هو هدية َ لك فـ أنهض واعمـل لإلختبار لكي تنجح ! تحدى الحياة َ ً خرجت آلنهآ كـالعادة لم تجد جوابـا او استجاب ٍـة لكالمـها ً ً َ ً ُ استيقظت مفزوعـا نتيجـة كابوس ارعبنـي كثيرا ذات يومـا كنت قد ر ُ ُ أيت في ِـة أحدى العوائـل الذين طردهـم من القصر في احدى الليالي املعتمة الباردة دون رحمـة أو شفقـة للقصر !! رايتهم يأنون من البرد تحت احد الشجـار املقابلة ِ
ً ُ ُ كنت دائمـا أرى كوابيس املاض ي الذي التغـيب عني كـل ليلة ُ ً أيقنت حقـا ان الذنوب الذي نقترفها سـ تالحقنـا ايمنا نذهب دون مفر منها اال ان نصححها أو ُتقض ي علينآ ومـا عالج الذنوب اال ألتوبة !! يمكننـا محي ذنوبنـا بالتوبة !! واخطأئنـا بالتصحيح !! هكذا قالت جدتي في إحــدى األيـام لـي ! ً في إحدى اليالي لـم أنم ُ بقيت أفكـر في كالم السيدة جينفـر اوال ً ثم الذنوب الذي إقترفتها سابقا ً ُ قررت ان أحارب الظروف والحياة لكي أقف على قـداماي وأصحح األخطاء الذي إرتكبتها وال وفعال أستسلم إصطحبتني السيدة جينفر الى إحدى املستشفيات للعالج في بادى األمر لم أستجب ُ خطوة أخطاها أقـع ،، كنت في كـل ٍ ِ أفشـل لكنني أصر ُ يت على املقاومه ُ وبداته آقتــرب من السير بمفردي بفضـل هللا تعالى والعالج ،،سته أشهر مـر شهر ،،شهران ِ ً الطبيعي ودعم السيدة جينفـر لـي طبعا ً ً عمال ُ ُ ُ بداته اعمـل وأساعد الجميـع تغيرت بشكـل جذري تماما واستطعت أن اجد مرت األيام من إنسان ذو جبروت وقساوة وطغيان الى إنسان ذو رحمة وعطف
ً ً ُ ُ إستطاعت أن اؤسس مشروعا لـي ومع مرور األشهر لعده سنوات الى أن إستمريت بعملي كـ عامال ِ ً تتطور املشروع وب ُ ـداته استعيد قـوتي كما ٌ كنت سابقا ولكن كـ إنسان مختلف ُ ً أيقنت حقـا إن الظروف القاسيـة التي نـمر بها هي لبس سوى إختبـارات لنـا تختبر صبرنـا ،،قوتنـا ،،طاقتنـا وأحيـانـا تغيرنـا لألفضـل !! .............................................................. ()41
صباح قاس ي صفاء عادل أبو عواد /االردن كانت رحيق تملك كل ش يء في ذلك اليوم الحب و الشغف و الحلم يوم الثالثاء 12/3/1970كانت تقف في املستشفى مع ذاك املمرض بهدوئها الواثق بمالمحها الناعمة و عيناها الزرقاوتان املفعمتان بالطموح فتاة عشرينية في غاية الجمال في عيناها بريق مثل تلئلؤ النجوم في السماء كل من رآها يجب أن يقف وقفة تأمل بأبداع الخالق في صنع هاؤالء العينان الواسعتان بلون السماء ذهبت رحيق الى املستشفى ل إستيالم التحاليل فتحت الظرف و بدأت بالقراءة و واصلت قراءة ً التحليل و كأنها تلتهمه إلتهاما تغيرت أنفاسها فجأة لم تعد منتظمة فجأة تنقطع و كأنها توقفت ً عن الحياة و مرة تعاود أنفاسها الخروج بصعوبة شديدة شعرت و كأن قلبها سقط أرضا و إنهالت دموعها بالسقوط بغزارة ضغطت على التحليل بيدها الناعمة حتى إنكمش و وضعته في جيبها
كان مثل األشواك في جيبها تخزها أي مصير بائس ينتظر تلك الفتاة أي حياة عاثرة سوف تتلعثم بها الى أن تسقط أرض ياال حظها العاثر في الوقت الذي تنعم فيه الفتايات بحياة هانئة هي تصاب بمرض السكري عادت الى املنزل و أخبرت أمها باللعنة التي أصابتها كانت أمها سيدة قوية مؤمنة باهلل طلبت منها امها أن ترسم على شفتاها أبتسامة فكانت أبتسامة عابرة سرعان ما تالشت و نهدرت الدموع بعد تلك اإلبتسامة اإلصطناعية تشعر في كل مرة تضع فيها رأسها على الوسادة تتمنى بأن ال تستيقظ على هذا العالم فتروح في سبات عميق يدوم أيام و كأنها تهرب من الواقع و لم تعد لديها رغبة في مكافحة الحياة فهي تقف عاجزتا أمام هذا الصراع بين مكافحة اآللم و عدم الرغبة في اإلستمرار في هذا الحياة فأنفاسها أصبحت مثقلة تعاني من صراع ً ً أنعكس على وجهها على هيئة وجه شاحب محبط حزين يحاول مرارا و تكرارا الهروب من هذا الواقع تعمل جاهدة على أن تجد عالم يناسبها و الجسد ذاق من اآللم و وخزات األبر ما يكفي ال يوجد رقعة في جسدها تخلو من الزراق من وخزات إبر األنسولين لقد أصبحت ماهرة في تميز املمرض املحترف و املمرض املتدرب فجسدها ذاق ما يكفي من أخطائهم الطبية التي ال يوجد شخص يلقي بها باال في إحدى املرات تجبر اليأس منها و أصبحت روحها مثقلة بالهموم ممزوجة بش يء من اليأس مشحونة بالدموع ً فمتنعت عن أخذ ابرة االنسولين تلك التي وقفت عائقا بينها و بين معاودة الرؤيا بشكل طبيعي فقد أصبحت عيناها الزرقاوتان اللتان تبعثان حياة في قلب كل من يراهن كبحر يافا حين ً ً تسقط أشعة الشمس عليه فيعكس بريقا عجيبا يعجز أي فنان عن رسمهن ناطقات بهذا ً الجمال ..إنتشرت مادة بيضاء على عيونها و قفت عائقا ملعاودة الرؤيا بشكل طبيعي فخضعت لعدة عمليات و عاودت الرؤيا لكن مع إرتداء نظارات ...كل ما تقدم لها خاطب و عرف بمشكلتها مرض السكري الذي تسبب بتغير تلك العينين الزرقاوتان أخذ يتمعنها بشفقة و لم يعد ملزلها كل من عرف بمشلتها أخذ يلقي عليها كلمات كانت أشد ألم من كل إبر األنسولين التي أخذتها بحياتها كلها أشد من حرمانها من أشهى املأكوالت كالم مثقل ب الشفقة اي مصير بائس ينتظر
تلك الفتاة املسكينة من ذاك الساذج الذي سيربط مصيره بفتاة إحتمال إنجابها ضئيل ،كم مرة عليها من الوقت لم تذق طعم قطعة حلوى ،كيف لها أن تحيا مثل باقي الفتايات ،يا حرام تلك الفتاة املسكينة اتذكرين عيناها الزرقاوتان كيف كانا قبل أن ينتشر السائل األبيض عليهن و قبل أن تذبال من كثرة بكائها على تلك املصيبة التي حلت عليها إنه غضب من هللا و حل عليها تعايشت الفتاة مع هذا املرض و حمدت هللا على هذا اإلبتالء أكملت دراستها فأخذت دكتورا في اللغة االنجليزية و إرتبطت بشاب ذو أخالق و أنجبت ولدان و بنتان اآلن تسخر من كالم تلك النسوة حين كن يقولن هل ل رحيق اإلنجاب يستحيل ذالك هل لساذج الزواج بها كيف ً ً ستواصل حياتها ...دآئما الحمدهلل و الرضا بما قسمه هللا لنا ,ان هللا دائما قادر على فعل كل ما ً تنظنونه أنتم مستحيال .............................................................. ()42
" إحتضار الجمال " مالك مراد /العراق_ذي قار د ُ خلت ُغرفتي وعلى غير عادتها ورغم إنطفاء مصابيحها كانت متوهجة كأنما ّ حل فيها الصباح على عجل ، ٍ مصدر األنارة كان واضحا وجالسا عند زاوية الشباك بعيدا عن اوراق الشجر وستائر نافذتي ، كان ُيض يء وكأنه كرستالة سقطت من عقد أميرة حورية وعلقت في السماء ، ُ لم أستطع أن الأغني لذاك النور ، _ ٌ قمر ُ ،سبحان ربي مااجملك
َ تسرق النور ُلتض يء فتسرق قلبي ، ُ ُ ماك ّل هذا التباهي والسطوع ! كأنك َتلقيت دعوة لحظور زفاف حبيبة ما ،فأرتديت ك ّل النور وأتيت إعترف،بأنك قد ضللت الطريق فأتيت عند نافذتي .. ، َ ُ َ ْ ُ ّ ّ َ ّ فأرتديت كل هذا النور نهر ما ، هيا إعترف بأن الغيرة تملكتك من رؤية حبيبين يرتالن غزلهما عند ٍ َ لينسيا ُحبهما َويعشقا ِن َك ، وأتيت ُتوقع بينهما ّ فأضلك الطريق واتى َ ولكن ُ الح ّب َ بك عند نافذتي .. عاقبك َ ُ وحظ َك ،ياقمري وإنه ملن ُحسن حظي َ َ هذه الليلة ُب ّ كل هذا النور! لن أدعك تحزن وحدك ِ ُ ُ سأ َ هديك حكاياتي الثمينة ودون أن تشعر سأقتبس الف شعاع نور ملصابيحي املطفئة ... ّ ً ً التقف مختبئا هكذا بين أغصان الشجر ،إرمي الكون خارجا وتعال ،طلق السماء وأقبل بجدران ُغرفتي فأنا َ أست ِح ُق ، آال َ أستحق ؟ ّ تكلم ! َ ودع الصمت ألصحاب ال ِنقاط الثالث .. ّ ً _ َحسنا ،سأتكلم ُك ّل الذي ُقلتيه ّ عني كان إفتراء، ُ ّ ضل الطريق ولم يلعنني ُ الح ّب ،لكنه َ لم ُأدعى لحفل زفاف ولم ُأ َّ بأنه َدلني على باركني وأألله ، نجمتي ..وعينيها ،
ُ حظرتها ، كي يفنى جمالي ِب ِ ويبهت النور بين ُمقلتيها ،اللتان أتيا بي من السماء السابعة وآآلف النجوم ، ُ ،الصغيرة السعيدة ُ .. أتيت ِك ُمعتذرا عن القدوم الجميل ، نجمتي الوحيدة َ محض ٌ ُ ُ حتضر يانجمتي .. كفن بغيض ،انا وجمالي ن سطوعي هذا وتوهجي ُ ً ليلة حزينة ،لكن أ ادتي من أين إ ادة َ القدر ، جعلها رد أ لم ر ر ُ َ ٌ َ كليل َتنا ،بل كوني ُ ، ن يك الناعسين أمسية بحرّية .. رمش بين ز فالح لك أن التكوني حزينة ِ لن أقول ِ َ ّ وتقاطفت الغيوم شماتتها فأسبري أغوارها ُبأ ُ غنيتك (ياقمري) ،ثم دوني كلمات وأن طال غيابي ُ العشق عند طيات أوراق الشجر َلتنثرها صديقتي الرياح عند مطارب سمعي فأبتسم ، ً نجمتي الى اللقاء بعيدا .. قمري ..قمري- أنتهى قمري ولن يسمع ندائاتي األخيرة ُ وناديت َورجوت ّ رب السماء ، صرخت ُ بهمهمة ُمتعبة ، ناديته ثم ٍ ُأيها َ القمر أنتظر .. ُ ْ غدقت بالنوح ، أنتظر فالروح أ َ والعينان َهيمن فيهما النعاس َ وغادرهما أرقهما املنشود ،
وتكالب رمشاي وتساندا ّ ضدي ولراية األستسالم رفعا بالغصب ّ عني ّ حتى نسمات صيفي العتية ّ ولت األدبار في غرفتي وهجرتني ً ُ ٌ اوية ّ ، يتخلله أنفاس املوتى وقشعريرة تجم ٌد وأحالت املكان ُبقعة شتوية يجتاح فيها البرد كل ز ٍ الوداع األخير ؛ ُ هذه الطقوس ُتحاول َسرقتي ِمنك .. ك ّل ِ فال ترحل ؛ كل آيات ُ ب ّ الح ّب أرجوك ؛ ِ َ أن ُ الت ِفل َتني لعالمي ؛ ُ خذني َحيث السماء وصديقا ِت َك النجوم ، ُ فالوقت وقتي وقد حان .. إنتظار وأحزان .. ليس الوقت وقت ٍ ً َ ُ َ حتى ّإني َخ ّب ُ ّ صالت شعري خصلة ِمن لو ِن َك ئت بين خ ً ُ وشامة على ّ الخد ..بلون الليل ِردائ َك ؛ ِ َ ُ َ جل َك نسخت ِمثلها في عيني اليمنى ِمن أ ِ
َ ُ َس ُ جارتنا املصابة بالزهايمر ؛ رقت بيانو ّ ّ َ َ ُ َ ً القديمة طبوال وحول ُت َمقاعد شرفتي ً َ ّ ُ ُ َ ّ دته سح ًرا بأن َط ّر ُ األخ ْاذ َفز ُ َّ افه املنسابة لؤلؤا ر أط َ زت األبيض ستاني ف أما ِ ِ ِ ُ َ ُ َّ ،خلخال .. وعلى كاحلي شددت ِزينتي املفضلة ِ َ َيلمع بنور ُز ّ مردي ،فض ٌّي ليس ذهبي ٍ ً ُ أليس َجميال كل هذا ! غتر بعطاياي ُوت ّ ّ فضل على الرحيل َ ألن َت ّ البقاء .. ليس ِمن العدل أن ُتهديني بعد كل هذا ُ،بكاء! ُ أجوب َ إمحها َ السابقة تلك وأبدأ معي ِمن َجديد ، تك ِ ُ ُ َّ ً َ حببة معا- أرجوك ياقمري َدعنا ُنكمل أغنيتنا امل َ َ َ َ َ فس َك ِعتاباتي .. بعدها لن أشكوك ألزهاري ،ولن تشكو ِلن ِ َ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ّ َ باألمل .. توقف الحديث وأنتهى ِ وهذه محض تمتمة أمني بؤس النفس فيها ِ ُ األمل ّ ُ الخداع الذي اليتعدى أحرف الكالم ، ّ ُ ُ فالذي بدا ُ أخسر فيها ُكل ّ ُ مرة .. أنه الجدوى ،هذا ّإما خطة القدر أو لعبة الحظ التي َ ّ قمري غا َدرني ولن ُيحبذ َدعواتي ، وال َتزُّيني هذا وال إبتهاالتي ، َوليتي التي ُأناجيه بها أصبحت َ .. ُ فأزوره ذاك الذي تحاو ٌر ،كي ُينجدوني ، حوم ن ال وبين بيني ليت ِ ِ
هده في ُخلوة َتكوينه َ إنقض ى َع ُ بين الحين واآلخر ؛ ِ قروح َتين بسعادة َ ُأكحل بؤبؤتا َ يني املَ َ ّ عثه الجديد ، ب ع ِ ِ ٌ ُ سأنتظره ولو بعد سنين ، بعث ً ُ ّ ي َ كشجرة َزيتون ُقطعت من ّ وهللا أني ألغدوا ِمن َبعده الجنة ِل ُتصبح َحطبا يؤنس َجنهم قمر , ِ اقه . بأحتر ِ َّ ُ ولن أنس ى أن ُأحد َ عل َ لعنة َت ُّ الجمال حبيبي ،قد ثك ياقمري عن ذاك الشحوب البغيض الذي حل ِ َ َ رحيلك ، ز َار أزهاري فأودأها شاحبة كأنا وانت ليلة ُ أعرفها غريبة ! لم ِ على وشك الذبول ُتهديني الذكرى َ الحزينة ! ُ وألف األبتسامات املقتولة .. َ ى ُ وأحال َ الشعاع والنور بين َ َ ذاك َ الرحيل بيني وبين الليالي صفحات الدموع ، قمري بعد أن أنطو ً ّ َ ً ٌ عداوة ،وكبرياء خلف ليال وقحا .. واده بالهاالت التي َ ُيقارن َس ُ تحت َعيناي ؛ ً ً نطفيا ّ أشد األنطفاء ؛ متشائما َيأتيني ُم ُ ً ثل ّ َ َ َ َ جاثيا ُم َ جال َ ولة ُم ّ س غ ِزلنا القديمة .. سيد د ٍ ثوبه أتربة الطرق ِعند م ِ تشرد أكلت أطراف ِ كي ُيثير فزع قلبي الضعيف ، ُ ّ ً ُ ُ ُ ماأ َ ،نواظري .. تأمال بكل وتي من ظلمة ِ م ِ
ً َ ً ُ ضوء ،قا ِتال ك ّل الشوق .. ُمتشبثا سارقا آلخر وميض ٍ ً ّ ً َ ً هلة لحظة ! ،أنا قد ُأ ُ وضاءا حيله رونقا م ً َ ً َحبيبا خجوال آخر ، ً ُ ُ تمتمت بما تركت لي من وصية ،أغنيتي اللطيفة (ياقمري) إن ّ هيا ياقمري الجميل النور َ إرتدي َ الحفيل ب ّ كل ألوان السعادة ِ َ َ ولتجيء ُهنا تميل ُ ُ ُ اقص أغنيتي املعتادة ُتر ُت ّ نشد لي ُكل ماقال في ّ الحب وقيل ، ياقمري تعاال هاك قلبي َسماكا وأبتعد عن كل النجوم ُ خذ فؤادي ِلهواكا َ َ شق أللف قر ٍن َسيدوم عقد ِع ٍ لن ُيضاهي ُحبنا ليال
ً صباحا ّ يتغنى بالغيوم أو ِعند ضوئك سأكون ،قنديال ّ يتوض ى بالهموم ُيشعل النور في عينيكا الى يوم وداعنا املشؤم .............................................................. ()43 فيض الرحمة شمس االسدي /العراق في إحدى ضواحي املدينة يكمن بستان كبير تحيط به األشجار من كل جانب وتطل من تحتها أنهر صغيره طبيعة تحبس األنفاس وتغري البصر ليطيل النظر بنشوه وكأنها جنه من طراز خاص ، وبوسط هذا البستان بيت صغير يسكن فيه فالح مع زوجته يعمل هذا الرجل وال ّ يمل من عمله فكل يوم تشرق الشمس على نافذة بيته وتعانق أشعتها زوايا املنزل يقوم بنشاط لعمله فيجد زوجته تعد طعام اإلفطار يلقي عليها التحية ويقبل جبينها كشكر لعملها املتواصل يتنــاول طعــامه يتحدث إليها ويدور بينما كالم لطيف ثم يودعها وهو يحمل أدوات العمل يذهب في طريقه وهو ً يحمد هللا على نعمه ،لكن كلما يمر الفالح على املدينة يشاهد أطفاال صغار فتتكسر عبرته داخل صدره ووتتحشرج يخرج منديله من جيبه ويمسح دمعه خشية أن يراه أحد كان هذا الفالح ً محبوبا في بلدته لكنه لم يرزق بطفل وكلما يشاهد األطفال يرفع رأسه الى السماء ويقول :مض ى العمر ياهلل فتحنن علي بطفل وليد يؤنسني في هذا العمر ،ثم يمض ي الى مكان عمله يحرث األرض
ويسقيها و يزرع املحاصيل وبعد أن ينتهي يجلس تحت ضل شجرة التفاح ويخرج منديله و يجفف العرق من على جبينه ويمرره على وجنتيه في الجانب األخر في ذلك املنزل الصغير تعمل الزوجة وهي سعيدة تعد طعام الغداء وتجلس تنتظر عودة زوجها وبينما كان ً الفالح منهمكا في عمله شعر بأن حرارة الشمس قد إرتفعت فقرر أن يعود الى منزله نهض وجمع أدوات عمله ووضعهاا في كيس مرقط ثم حملها فوق كتفيه إنحنى ليغلق صنبور املاء ثم إعتدل في ً جلسته وقام ليتابع طريقه نحو املنزل في اثنااء سيره أخذ ينظر الى األشجار كانت كبيرة جدا وأغصانها واسعه وتغطي املكان برمته إبتسم الفالح وقال في نفسه ياترى كم عمر هذا الشجيرات ولم يكمل جملته حتى سمع صوت قطة صغيرة وهي تمووء اخذ يفتش عنها ويبحث هنا وهناك الى ً ان عثر عليهاا فوجدهاا قطة تشبه الثلج بيضاء جدا وذات عينين زرقاوين جميلتين دنا منها فوجد الدم يسيل من قدمها يبدو بأنها جرحت وجرحها عميق فقال لها من سبب لك هذا الجرح عزيزتي إقترب كي يمسك قدمها فخدشته بباطن كفه واخذ الدم ينزف لم يأبه لنفسه ونظر الى القطة وحملها بيده وأخذ يهمس لها التخافي عزيزتي سأخذك الى منزلي واعتني بجرحك حتى يشفى وبعد ذلك تستطيعين الذهاب الى اي مكان تريدينه فقط إنصتي الي هذا املره وبالفعل كانت القطة هادئة وكأنها سمعت كالم الفالح الطيب تابع الفالح طريقه ومــر بجانب املدينة وهو يحمل القطة فقال في نفسه يبدو بأن الشمس غاضبة اليوم أسرع الفالح في املش ي حتى وصل الى منزله طرق الباب طرقتين فخرجت زوجته القى عليها التحية وقال لها خذي األدوات ووضعيها في مكانها فنظرت الزوجة الى القطة ولم تنتبه الى كالم معك ما أدهاك عزيزتي إرتبكت الزوجه ووضعت يديها على زوجها إبتسم الفالح وقال أنا أتكلم ِ فمها وقالت لقد إنتبهت للقطة أعتذر منك ..دخل الفالح الى منزله وجلس فجاءت زوجته وطلب منها أن تحضر مناديل جافه وبعض من املاء الدافئ قامت الزوجة فاخرجت قدح ووضعت فيه املاء ثم أخرجت املناديل وجاءت بها الى زوجها أخذ الفالح ينظف جرح القطة وهي تمووء وكأنها
الجرح يؤملهاا وبعد ان انتهى ضمد الجرح بقيت زوجته تنظر الى القطة بتمعن وهي تالحظ إنتفاخ بطنها ظنت بأن القطة تعاني من مرض ما ..لكنها أحبتها وقالت لزوجها سنبقيها معنا ..أعطى الفالح القطة لزوجته بعد أن إنتهى من تضميد جرحها وقام وضعت زوجته القطة في مكان مناسب وقدمت لها في إناء بعض من الحليب ووقفت تشاهده القطة وهي تلعق الحليب ً جلس الزوجان وهما يتناوالن الطعام سوية مض ى الوقت مسرعا وحل املساء خرج الفالح مع ً زوجته خارجا وهما يشاهدان النجوم معلقة في السماء إستمرا هكذا فشعرت الزوجة بإن الوقت قد تأخر فقالت لزوجها قم عزيزي فقد تأخر الوقت قام الفالح الى فراشه وذهبت الزوجة لتحضر بعض من املاء فسمعت مواء القطة وذهبت لتراها فوجدت القطة تحرك قدميها ظنت إن قدمها تؤملها إقتربت أكثر وعندما تقدمت وجدت تحت قدمها قطة صغيرة ولدت للتو فرحت الزوجة وأخذت الدموع تنهمر من عينيها وهي ترى قطة تلد أمامها إكتفت بالنظر إلنها ال تستطيع عمل ش ي لها ولدت القطة 4قطط صغار وعمياء وكانت تلعقهم وتقربهم اليها حتى أخذت القطط الصغيرة ترضع اللبن ..قامت الزوجة وقد حضرت إناء وضعت فيه بعض السمك وقدمته للقطة ً إلنها شعرت بانها بعد هذا التعب البد أن تكون جائعة ثم ذهبت بقيت تبكي كثيرا وهي تتذكر موقف القطة وتمنت من هللا أن يرزقها ولو بطفل واحد ..أغلقت جفنيهاااا وامنيتهاا ذهبت الى هللا في صباح اليوم التالي استيقظت لتعد االفطار وتذكرت القطة وذهبت اليها فوجدتها نائمة وصغارها بجانبها وكانت قد تناولت السمك الذي وضعته الزوجة .. ومضت األيام وهما على هذا الشاكله وذات ليلة أصيب الفالح بحمى شديدة وتدهورت صحته ً وبينما هو .على سريره دمعت عيناه وقلبه كان يتحدث مع هللا بامنية لطاملا طلبها منه ..سمع صوت املطر وهو يرتطم بالنوافذ قام وعظامه ترتجف وإنتبهت له زوجته فقالت له عزيزي مابك التنهض أنت متعب لم يعرها اي إنتباه وقام وهو يترنح من اإلعياء خرج تحت املطر وهوو يبكي بشدة ويرفع كفيه املرتجفتين الى السماء ..وزوجته تنظر له من خالل الناافذه
ً إمتلئت رئتيه هواء بارد وإبتلت ثيابه لكن قلبه كان دافئا .فقال بصوت خاافت .. إمنيتي الزالت معلقه بسماء رحمتك أنت تنظر لي وأعلم إنك ترى الكثيرين وتسمع صوتي الخافت وتسمع ماليين األصوات مض ى العمر والتعب أضنى جسدي النحيل تلطف عليه بزهرة أليامي املتبقيه .. ً عندما أكمل الفالح كالمه سقط مغشيا عليه آثر إرتفاع حرارته فزعت زوجته وهي تحتظنه وتبكي عليه أخذته وأدخلته وسهرت عليه حتى تخفف اآلمه .. في الصباح إستيقظ الفالح بعد إن تحسنت حالته ونس ي كل ماقاله ..أصاب زوجته الدهشة فهو لم يذكر لها مافعله ليلة البارحة ومضت األيام على هذا املنوال ..كبرت صغار القطة وأصبحت ً تموء وكانت سعيدة جدا بوجودها مع هذا الرجل الطيب وزوجته . .بينما كانت الزوجة ترتب ً األطباق شعرت بالغثيان قليال ثم جلست على األرض وهي تفكر بذلك إرتدت ثيابها وذهبت الى أقص ى مشفى طبي في املدينة وأجرت بعض الفحوصات وكانت نتيجة ذلك إنها تحمل في أحشائها ً طفال ..عادت للبيت وهي تبكي بشدة فوجدت زوجها في املنزل يبحث عنها وعندما راى عيناها ً منتفختان جاء مسرعا اليها يسألها عن السبب ...لم تستطيع أن تخبره لكنها تمالكت نفسها وقالت له إن بذرة الصبر التي زرعتها داخل قلبك وسقيتها الرضا جاء اليوم الذي ستحصد فيها ثمرة ذلك العناء فقد حان موسم قطفها ..أحمل لك بشرى ستسرك سنكون أبوين لطفل جميل .. صعق الفالح من هول البشرى وأخذ يبكي بقوه وهو يقول ..رب ــاه ماذا عساي أن أقول وماهي ً لك شكرا مرة ام مرتان أو عشر حيلتي أمامك أخبرني مالذي سأفعله هل تكفي أن أقول ِ ً لكن شكرا بحجم رحمتك وفيض رحمتك ..............................................................
()44
أتالم فاطمة علي الطائي /العراق أتألم ملجرد سماعي رضيع الكلب وهو يصرخ من شده ضربه من قبل األطفال الذين يركضون ً خلفه كاملفترسين وكأن اإلنسانية لم تخلق بهذا الكون أطفاال صغار من علمكم بحمل هكذا أسلحة (كالخشبة،أو قطعة حديدة مستطيلة،او اأحجار،وغيره) لضربه لهكذا صغير الكلب وهو يبكي بصوت حزين ألنه لم يعد يرى أمه وكأنه أضاعها بأحدى الطرق آه صوته وهو يصرخ أمام بابنا واألطفال لم يعد يرحمونه أخرج له وأضمه لي لكن ال استطيع ألني في مجتمع اليسمح بخروجي هكذا يجب أن أستر نفس ي بلبس ي وعبائتي لكن وقت الذي اقوم بأرتداء مالبس ي ومعطفي قد يكون الوقت تأخر واعتقد ال أجده أمام بيتنا أسرع راكضة وأستمع الى صراخه من جديد أثناء ارتدائي معطفي وحجابي ركضت واجدة يلفظ أنفاسة األخيرة ودمائه طاغية على شعرة وعيونه وونينه مددت يدي بقربة ألجلبه لي لكن أبتعد كأنه لم يعد لديه ثقه بأي شخص حتى بنفسه ً لديك حق أن من قتلوك أطفاال فكيف تثق بالكبار *وأغمض عينيه وهو حزين وكأنه تذكر والدته التي لم يجدها بعد. ..............................................................
()45
قلب َ ٌ هام أمل نواف ألدالبيح /االردن َ ُ ً ّ ُ رقيق ير ُق وددت بأن أكون مغايرا للواقع ,ساذج ,شخص غير نافع ,أبله أحمق ال يتحلى ِب ٍ قلب ٍ السهاد ما ُ َ .قلبك من حرش نبض ي ينبض يقلق ّ , وددت هجران ُ كنت لوال إنعكاس لقلب ُمرمق , ِ أرت أن يكون توهجي ظاهري ما أردت ُه باطني ما ُ األية أرق ,أردت أن ُيشفق علي وال أشفقُ , أرته بذاك ِ ً ُ ُ العمقّ , ُ تقمصت دور الفتور ألتجنب إحتراق نبض ي وددت بأحدهم َيكن مني أصدق ,غلستا َ ً امللتهب ألتجنب مدمعا للهطول مستعد ُمتشوق ,وما شعرت بقلبي حين هام ؛ إنعكست أية الفتور َ أردت أن ُأطفيء لبريق العينين َ ذاك الرونقُ , ؛بفتوره إحترقُ , أرت بأن أكون أنا امللعون أنا الكاذب ِ ِ ِ مني أصدق ُ ُ ُ هممت تحول رفعت وسيلة ِلغايه السقم اللذيذ بجوفي ما هممت بإن ِعكاس األيه وإندالع كأس وما ِ ِ َ ُ ُ بداية ليست مشرفه مني ما ظننت لحب تشكل بتلك البدايه ٍ لإلستسالم رايه ما هممت بأن أخضع ٍ ِ ُ ُ ُ بقلبه كل تلك ال ِعنايه كنت متطرف بنهاية االمر أرتشفت ُمر النهايه ما ظننت إعتناء قلبي املتهالك ِ ُ ُ ظننت سأكون أحد أبطال الروايه وما ههمت بتلك البساطه تتنتهي ساذج ال أحدث ش يء وما الرواية بأن اكون أنا الوسيلة وأنا الغايه وأنا من عاش الصدع وانا من ُ أختتمت ِبه الروايه . .............................................................. ()46
عجلة األيام ل ـ ميعاد عباس /العراق
تفتح األم باب غرفة أبنتها (منال) ذات الثالثة عشر عامآ ،لتتجه نحو النافذة وتسحب الستارة على منتصفها ,لتسمح ألشعة الشمس البادئة بالشروق باألصطدام بعينيها الزرقاوين املغمضتين ،لتفتحهما ببطيء _آه ,ماما ،كم الساعة اآلن اتركيني أريد أن أنام ،لقد بقيت لساعات متأخرة أدرس ليآل قالتها وهي ترفع الغطاء األبيض لتنهض ،وكانت تفرك عينيها بيديها _األم :عزيزتي هيا قومي بسرعة ،جهزي نفسك قبل أن تأتي حافلة املدرسة قامت(منال ) ذات العيون الزرقاء ،والشعر األشقر ،والبشرة البيضاء .أجل لقد كانت فتاة شديدة الجمال ،والذكاء أيضآ ,فأمها تسعى لوصولها ألعلى املراتب ،و(منال ) كانت متعاونة فهي تتبع النصائح وال تتكاسل ,فهي إلى اليوم األولى على دفعتها على مدار السنوات السابقة ,ببساطة ال تحب أن تكون الثانية !! في مساء نفس اليوم بعد العودة من املدرسة تحدث (منال ) أمها عن يومها كعادتها _منال :لقد تعرفت على صديقة جديدة اليوم! _األم :جيد ,لكن كيف هي ؟! وعائلتها ،ربما تكون فتاة سيئة ,وتسحبك ملستواها! منال :ال مطلقآ ,هي من عائلة فقيرة ,بسيطة ومستواها الدراس ي ال بأس به ،مثلما أريد حتى ال تنافسني! _األم :حسنآ أبنتي ,لكن مهما يكن خذي حذرك مرت السنوات ,لقد أصبحت (منال ) وصديقتها الجديدة(ملك ) مقربتان جدآ ،كانتا متفقتين جدآ ،وسعيدتان مع بعضهما حتى أن (ملك ) تحسن مستواها الدراس ي بسبب (منال ) وصارت تنافسها تقريبآ ,هذا الش يء الوحيد الذي كان يزعج (منال ) وحتى أمها
_منال :أمي أنا خائفة ال أريد أن أودي اختبار القبول في الجامعة األمريكية ..ربما تحصد ملك املرتبة األولى وأنا أفشل ! _األم :هل جننتي ؟!! تعبت عليك كل هذه السنين ،لتقولي هذا الكالم اآلن ! باألساس كيف تفكري هكذا؟! ستؤدين اإلختبار وتجتازيه ,وستسافري للدراسة في الجامعة األمريكية كانت(منال ) تجلس بجانب أمها في السيارة ،لتصحبها لتؤدي إختبار القبول في الجامعة األمريكية , في كل تلك األختبارات السابقة كانت (أم منال ) تصطحب (ملك ) معهم ،لكن ذلك اليوم !.. _ منال:أمي لقد نسيت ملك _ األم :ال لم ننساها ،أنا تركتها _منال :لكن أمي ملاذا؟! اآلن ربما تنتظرنا _األم:كفى ,سأتصل بها قبل بدء األمتحان بقليل وأخبرها _منال :لكن أمي ..هكذا ربما ال تلحق األختبار _األم :وهو املطلوب تجلس(ملك ) ذات الحادية واألربعين عامآ وهي تروي هذه القصة ألبنتها (أحالم ) ،أجل لقد سمتها أحالم ألنها عاهدت نفسها بعد ذلك اليوم ..سوف تحقق أحالم جميع أبنتها (أحالم) وهي اآلن دكتورة تنهض (أحالم ) من حضن أمها _أحالم :ال تحزني يا أمي ,أرجوك ال تبكي ,لن أسمح ألحد بأن ينزل هذه الدموع ..أنت أعظم أم, قالتها وهي تمسح دموع أمها وكلما تمسح ،دموع األم تسيل أكثر
في يوم من األيام (ملك ) تخاطب نفسها :ال بد أن (أحالم ) حبيبتي جائعة اآلن ,سوف آخذ لها بعض األكل الذي تحبه .. وصلت األم إلى املشفى ..كانت (أحالم ) تجلس على مكتبها فقد أنتهت لتوها من إجراء عملية صعبة وأمها تجلس على الكرس ي املقابل لها على جهة اليسار ,مخاطبة أبنتها إنظري ما ذا أحضرت تقاطعهما تلك السيدة الستينية املذعورة التي دخلت تبكي وتصرخ ..أرجوك دكتورة أنقذي أبنتي لقد حصل معها حادث خطير .. أنت أم ملك سقطت على األرض من ذلك الكرس ي الذي تجلس عليه ,تشير بيدها :ماذا !! ِ منال !! أنت التي دمرتي أحالمي وصارت دموعها تسيل ..أجل ِ _أم منال :أرجوك أبنتي (ملك ) اخبريها لتسرع فأن (منال) حالتها خطرة _ملك:ال تقولي أبنتي احالم تنهض من كرسيها لتتجه نحو أمها :أمي أرجوك أهدئي ..الذي تطلبيه سيحصل ،إذا لم تأمريني إلجراء العملية ,لن أفعل ! _أم منال :أرجوك ,قولي لها لتسرع وأال خسرت (منال ) وازداد بكاءها ونحيبها أحالم تهدأ أمها وتنتظر منها أجابة .. _ملك :أعملي عملك أبنتي ..ليس ألحد بل من أجلك ,فأنا ال أريد ان اكون أنانية وحاسدة ,مثل هذه املرأة قالتها ويديها وصوتها يرتجف أيضآ..
عجلة األيام تدور مثل دوالب هوائي ,يوم في األعلى ،ويوم في األسفل ,فأذا كنت في األعلى تمسك برحمتك جيدآ ،ربما تسقط وتحتاج من يرحمك. .............................................................. ()47
يتيم أديان حيدر /العراق أنا شاب أبلغ التاسع عشر من عمري عندما كنت طفل في الخامسه من عمري عندما إحتل داعش محافظه املوصل شهدت قتل أمي ً و أبي و اختي البالغة خمسه عشر عاما تم اإلعتداء عليها من قبل داعش و بعدها قتلوها و أنا رموني بالرصاص ظنوا إني مت لذلك تركوا املكان لكني لم أمت كنت أنزف إلى أن جاء رجل كبير و رأى أهلي و رأني أتنفس و أنقذني و قد رزقت بحياة جديدة و أنا اليوم يتيم فقدت أمي و أبي و أختي بسبب داعش بسبب الطائفية بسبب الكره كفانا كره لنكن محبين لبعضنا اآلخر ما ذنبي أنا أن أعيش يتيما طوال عمري .............................................................. ()48
اللقيطة بنين قاسم/العراق
جو هادئ و نسمات مطر مبعثرة على جسدها املائل سارحة في أفكارها غير مبالية للمطر الذي أصبح وفير و ال ألصوات الرعد والبرق ً كانت تختلس النظر سرا لترى القمر بتوهجه الناصع،حتى حدث ش يء أفقدها العزلة ش يء ما غير نطاق حياتها بشكل صاعق غير متوقع وأفجع قلبها عند سماع الخبر الذي رماها الى قاع الجمود واأللم، روبا هي األبنة ملنزل شرقي تحكمه الحرية والديمقراطية ً خاوية القدمين حافية ركضت حها ا ر أف على يسطو مخيفا في نظر روبا كان الش يء الذي سمعته ٍ ِ ُ َ ُ من كل ش يء أال الصدمة التي تلقتها في سهرتها مع ليلة شتائية فاتنة برائحة التراب املبلل، وصلت الى غرفتها ّ بشفتين باردة صفراء امللونة بمعالم الهدوء إضطجعت على فراشها تائهة ٍ ِ إختطف لونهما كأنها فقدت روحها حينما سمعت الحديث الذي َ دار بين عائلتها وانتزع منها هويتها ! روبا ليست أبنتهم ليست ابنتهم الحقيقية ! وهي مجرد فتاة لقيطة وجدوها في إحدى الطرقات بأمر فأصبحت إبنتهم بالتبني !،كانت معاملتهم لها كأنها ابنتهم ولم يؤذوها ٍ َ ّ كانوا والديها يتكلمون بأن روبا الفتاة املخطوبة لعمران هل سيتم زواجهم أن كشف القناع وظهرت الحقيقة املختبئة؟! أخذت تفكر بكل األمور حتى بالوشاح املتموج على أكتافها ؛ وفي صباح اليوم التالي غادرت روبا ُ ألخبار عمران وهي في شك بأنه لن يقبل فتاة لقيطة نشأت عند أناس ال تمدها بهم صلة دم ! ً وعند سردها الحقيقة لعمران إتضحت عالمات القرف على وجهه حتى تلفظ بألفاظ كثيرا لم ً تعيرها إنتباه بتاتا لكنه حين نطق بأنها إبنة زنا !! هنا صفعتها الحياة على عقلها مئة صفعة حتى َّ إرتدت بال رحمة على كرامتها العذراء وكبرياءها البريء
وخاتمك فأن ُك َ َ ّ نت انا لقيطة فهذا ليس قائلة إذهب أنت فأنهارت الم حتى ردت الصفعة لعمران ٍ ُ ذنبي لكن أن تكن أنت بال أخالق بوجود عائلتك هذا عار عليك يا إبن الحالل واملحترم ! أغرب عن حياتي كما أشرقت فلم يعد يربطني بك ش يء فمن َك َ ُ عيشة هنيئة رغم ظلم تب لي ٍ ً أحدهم إلي هو ذاته من سيبنيني مجددا دون الحاجة إليك روبا تركت املكان ودفنت أحالمها الوردية بوحل اآللم لتعود الى املنزل منكسرة ،مهمومة ومتأملة ً كل عواطفها قد ذبحت وإنتهى أمرها بين ّ يدي أمها تنحب حظها وتشهق لتزفر كل إمنياتها خارجا عن محور حياتها ،ثم بعد عناق يتيم يملؤه أحاسيس الخذالن والهزيمة ذهبت لغرفتها تجرجر آذيال خيبتها تتسارع بين أنفاسها لتتنازل عن الحياة ُربما ستجد ملجئ يحوي أم أوجاعها لكن لم يكتب في قدرها املوت بل ش يء أعظم من املوت ش يء لو أراد جميع البشر أن يترجموه لن يصلوا لنصف معانيه ،وهو مواجهة ذاتها بإنها في الحقيقة إبنة زنا ال أكثر! كل ما حصل جعل منها فتاة الليل التعيسة العميقة في ظالم داخلها ً بدأ صوت واحد في فكرها يصرخ "نزوة" هل أنــا ثمرة نزوة عابرة ،حتما أنا كذلك أنا بذرة لنزواتهم اللعينة ، ً ما ذنب فتاة مثلي خلقت بهذه الطريقة املحرمة ما ذنب حياة بيضاء تنقلب رأسا على عقب ليصبغها السواد!؟ شخصان يخطأن فتكون الضحية "لقيط أو لقيطة" يدفعا ثمن أعمال أناس ال يرتبطا باإلنسانية وال بالدين والحب وإنما بكل األمور املشينة والتي تخل باألدب ِل َنلد نحن من رحم العار ونجبر على العيش بوصمته الحقيرة طيلة العمر ً روبا إعتادت الوضع رغم إن الجميع كان يخبرها أن تنس ى ما حدث إلنها إبنتهم رغما عن أنف
العالم أجمع كانوا بحاولون إخراجها من حالة اإلكتئاب األصفر والحزن األسود لكن النكسة التي دخلت فيها كانت أقوى بألف َّ مرة من محاوالت إقناعها إنها إبنة املنزل وحفيدة العائلة وال تهمهم صلة الدم والقرابة ألنهم هم من إعتنوا بها كباقي األبناء ولم يميزوا وهذا أمر كان واضح في التعامل إنهم رغم كل ش ي هم عائلتها ومصيرها لكن روبا تفكر إن في الحقيقة أنا نتيحة عارا حرم هللا الكثير من األمور ومنها العالقات غير الشرعية ،ال يهم روبا من أخطأ كان يهمها ملاذا انجبتها تلك املرأة الرخيصة املرأة عديمة الخلق واألخالق كان من املفترض أن تجهض الحياة التي كانت داخل رحمها القذر وال تنجبها وتسبب ضياع وإنكسار وخذالن ملخلوق ضعيف ال ذنب له بكل األمور املنحرفة التي قاما بها ً كثير من األسئلة املتشابكة والتي ال ترحم العقل أبدا تدور وتدور في عقل روبا الى ان سقطت صريعة تصارع بين هذه العائلة الكبيرة والكريمة وبين من خرجت من صلبهم راغبة إن الذي حدث ال يحدث وإن ما سمعته تلك الليلة الصاخبة بالحيوية إن ال تسمعه إنها حالة مميتة لهكذا أفراد ينعتهم املجتمع بـ اللقطاء وأبناء الحرام أن تمعنا التفكير سنجد أنهم ضحايا لتصرفات طائشة وبريئين من العار والحرام الذي لحق بهما روبا محقت فكرة الزواج من راسها ألنها أصبحت ال ترغب بالزواج في الحقيقة كانت ال ترغب باألنجاب كي ال تعاني وجع بأوالد سينعتون بأوالد اللقيطة !.. ذات يوم ِ ً ً بقلب مذبوح و روحا حياتها على وإعتادت فائقة ات وإنكسا خيبات أنجبت لكنها بقيت عانسا ر ٍ تصارع الحياة لتموت روبا وحيدة رغم من حولها واملسؤولون عن ذلك امرأة و رجل وعالقة غير شرعية فعل رغم كل الحوادث في حياة روبا إال إنها بقيت تلك الفتاة التي تؤمن أن هللا له مئة سبب في ٍ
واحد وربما أحد األسباب واهمها هي أن تعيش مع عائلتة محترمة وطيبة النفس ليكتب اسمهم على باطن جنسيتها . روبا حضيت بعائلة لكن غيرها ما زال في الشارع يعاني من كل ش يء النسب ،العيشة ،الحياة التي سلبت منن حريته ....الخ وهذا نقطة في بحر ما يحدث في حياة شخص ينعنت باللقيط وهو بريء كبراءة الذئب من دم .يوسف .............................................................. ()49
وتر يتيم آمنة العراقي /العراق ً ً باذال كل مالديه ألجلنا ،يرى لعيوننا ويصغي ُليسمعنا ،كان يقدر أن يالمس املجهول كان مختلفا ، ،ويخبرنا عما سيحدث ،كان ينطق فتتناثر الكلمات من صمته كالعصافير ،فتحلق في أرجاء ً املكان وتنحني لخطواته األرض فتزهر نرجسا وريحان ،كانت عيناه شمسا ،وإبتسامته لحن حرية، وقلبه صندوق موسيقى .. كان ذلك قبل أن يسلبوني أياه دعاة الدين بلحظة موت .. غدر ،طرقات متتالية على الباب يعلو صوت أقدامهم كأنهم جيش بكامل عدته وعتاده ذات ٍ يقف خارج حدود منزلنا ..أمسكني من يدي ،إشتعلت أصابعي بجمر يديه ،قبلني من عضمة الترقوة التي تزين عنقي ،ثم ضمني لصدره وشم رائحة جسدي ،أحسست وكأنه يريد أن يعبق عقله وأنفه بي ،سالته ماذا هناك؟ فتبسم لي بسمة وداع زلزلت قلبي ،إنزلقت دمعة من عيني،
وإستقرت في خدي ،مسحها ثم قبل مكانها ..وزرع لي نجمة في وسط خدي ،عانقني بقوة وكأنه يسجنني داخل قفصه الصدري ،شتت األوباش سمفونية نبضاته التي خالطت دقات الساعة، ماهي اإل 8دقائق حتى خطفوه من بين يدي ,ولم أراه اال بعد شهور في فيديو مصور ,لم أعلم ً ً ليومنا هذا ماذا فعله لهم ,لكنه أتاني مطوال بأحالمي ،يؤكد لي إن عطري كان مخدرا له ولم يشعر قد يكون لم يشعر لكنني شعرت بروحي تنسحب من جسدي ،وتتركني معطوبة األحالم قيثارة حب بوتر يتيم. .............................................................. ()50
ً يوما ما ليلى سعيدي /الجزائر دخلت البيت مساء اليوم بعد دقائق قليلة سمعت صوت بكاء و نواح يعلو ويعلو يصدر من أعلى البيت ,تشابكت األصوات في أذني أهو بكاء أم هتاف أم زغاريد !! إخترقتني رغبة ملحة في أن أعرف ما الذي يجري ،ركضت مهرولة إلى أهلي وأقاربي ألستفسر عن كل ش يء ,إلتهمت الدرج ً بخطواتي املسرعة تلك وما إن وصلت سألت الوالد الكريم ،تكلم مجيبا :أال تدرين يا إبنتي ما الذي يجري لحد الساعة ,لقد حررت فلسطين ،لقد حررت ,غمرت السعادة قلبي ولم تسعني
ً فرحة الكون بأكملها ,ألول مرة داست قدماي شواطئ يافا ختمت زيارتي بـ صالة حمدا هلل وشكرا له في األقص ى ,كيف لألشياء التي ظننتها مستحيلة أن تتحقق ؟!! لقد تغير كل ش يء اآلن ,كل ش يء .
إستيقظت على صوت والدتي وهي تنادي " ليلى ..ليلى " أدركت حينها أني كنت أحلم ،كان العقل في عالم قد إرتاح له القلب ..لم أر هذا املنظر بعيني لكني عشته بقلبي ال بجسدي ،أو قلبي عاش ونبض به قد إرتويت من جمال ما رأيت ,تحرير فلسطين لن يطول . .............................................................. ()51 الحاملون ال يعيقهم ش يء شذى هاني الجزء األول :أمل فتاه تبلغ من العمر اآلن 20عاما˝ ,تهوى الكتابة وترابط على كتابة يومياتها , ترعرعت في أحد املالجيء إلى أن حل بها سن ال ( 18عاما˝) الذي يخرجها من امللجأ إجباريا˝, ولكن أمل كانت تعاني معاناة قاسية سببها ترهات مالكة امللجأ التي كانت عجوز شمطاء متجبرة ً تستلذ بإيذاق ّ املر لألطفال ,لكونها عاقرا !! مما دفع زوجها إلى هجرها والزواج بأخرى قبل 40 .عاما˝ "هه" ما أقس ى كيد النساء الجزء الثاني :دعنا في صلب املوضوع وهو ما عانته أمل من لحظات مريره مع تلك العجوز ,رغم كثرة األطفال إال أن العجوز لم تكن متفرغه سوى ألمل ! ,والسبب هوو أن أمل فتاه طموحة وراشدة رغم أنها غير متعل مة ولكنها كانت كمن أمض ى حياتة في التعليم كانت تمتلك الحكمة والوعي في كالمها وحتى تصرفاتها ,مما أشعل نيران الحقد والكراهيه في قلب العجوز كانت تنتعها .دوما˝ (بالقيطة) كمحاولة تذكير مؤملة تكون بمثابة صفعه قوية على قلب أمل الجزء الثالث :بقيت أمل متعايشة مع تلك اإلهانات إلى أن أصبحت تبلغ من العمر 18عاما˝ ,
"مع التوضيح املهمش :أنها طوال تلك السنوات املليئة باإلهانات كانت أمل تكتفي باإلنصراف اللبق عند كل إهانة كانت تصادفها وبرأيي هذا برهان قوي على وعيها ورشدها" فقط كانت تنتظر حضور سن 18بفارغ الصبر لتتحرر من قيودها ,وعندما بلغته قاموا بتسريحها من امللجأ ,وبدأ صراعها مع الحياة التي كانت تخيلها كغابة شائكة كان األمر عجيب بالنسبة لها ! تنظر بتعجب ملؤه الخوف بكل الطرقات التي تعبرها! وأثناء سيرها وجدت الئحة كبيرة تدعو مالكين موهبة الكتابة اإللتحاق بجمعيتهم الداعمة ألمثالهم الذين يمتلكون بذور النجاح وكما قلنا سابقا˝ انها .كانت تهوى الكتابة فالتحقت بتلك الجمعية بكل سرور وشغف طامحة بالدرجات العليا النهاية :أدى إلتحاقها بالجمعية إلى تنمية موهبتها وبشكل ملحوظ بدقة في نصوصها إلى أن إشتركت بمسابقة كانت "وجه خير عليها" كما يقول البعض من خاللها إنقشع الغطاء الحريري عنها وبدأ كبار الكتاب بقراءه كتبها التي إمتازت كتبهاا برونق الواقعية. .............................................................. ()52
خماسية الحروف فاطمةعلي الطائي /العراق َي ْن ّظر إلي َف َ ْ تسم ب ي ِ واليأبى للناس من حولنا ويأتي ذا ِه ّيب ّة َّليسلم ّ علي ِِ ِ ً منه خجال وأمش ي أنا ِ
ْ الغضب وينظر الي نظرة ً ملاذا ذهبت عنه ملشاعره متجاهال؟ اته ليجدني يبحث عني كل يوم بنظر ِ ولهان على رؤيتي َ وأقف في الطريق ل ِّيراني قبل ذهابه لعمله وكأن عند رؤيته لي سيعطيه حياة أ ِو وقتا ليعيش بعد ِويتمنى أن أرمقه بنظرة عطفا له وهو اليعلم بقلبي ماخبأته عنه فأني أخبأ نارا بداخلي شوقا له ي ّ ګذلك أب ّط ّ ّ ّ أت الدقائق والزمان على هذه سد ِه نحو ِو وذات مرة مر بقربي وأبطأت حركات ِج ِ ِ ّ َّ اللحظة وكأنهأ لحظة من أحد أالفالم التي يجتمع فيها البطل والبطلة عندما يراها تقف اللحظات ً ً هامسا :كفاك تخبأ عني لقد أشتقت ّ اليګ ګثيرا وكل ش ئ ومر بقربي ِ رؤيته وتسارع وبعدها تسارعت دقات قلبي ودقات أجراس تنبيه الوقت لتعوض عن بطأها عند ِ حاله كل ش ي ليرجع على ِ ّ وأما أنا َ ََ ّ َ ّ ګملة لط ِّري ِق ّ ِي مشيت ,م
َ ً ً رحيله جاء مسرعا غاضبا ليسئلني ال أعلم ملاذآ متجاهلة عماحدث ولم تمر ساعات على ِ ّ ً لكن جاء متسائال :ملاذا لم تهتمي بشعوري نحوك ملاذا تنكرين وجودي
فقلت له :أهدأ فقال :ماذا عساي أن أفعل وحركاتك كهذه تكاد تقتلني فقلت وماذا عساي انا أن أفعل ؟ ّ ّ َ فقال قولي أنا أحبك أهتم بك ِف ِقط ِق ِول ِ ّي ِها فقلت له صدقني لن أقدر بهكذا محتمع يجبرني الصمت ً ً وأنت زوجتي فوضع يديه على قلبه وقال عهدا مني لن تريني مجددا اإل ِ ً عهدا مني يا خماسية الحروف .............................................................. ()53
املرأة يا رجل سوار داوودي جلست تفكر بعمق بالكالم الذي سمعته منذ قليل على شاشة التلفاز في املسلسل السوري " باب الحارة" عندما قال أبو ابراهيم لزوجته " :أنتو النسوان عمركم ما تفكروا صح ,اتركوا كل ش ي "للرجال ,إحنا اللي نفهم أن تخلق املرأة من ضلع رجل ,,أي أن تكون ناقصة؟ تتصارع األفكار في مخيلتها كاملاء و النار في عدم تجانسهما ,ملاذا على املرأة كل هذا الظلم، ًّ هما حتى الزاوج لتتخلص من الشيطان الذي فيها؟! يحسبون أنها بال روح؟! و أنها تبقى
ً تصفحت " الفيس بوك" لتجد أقواال عن املرأة بخصوص هذا الكالم لكنها وجدت آراء كثيرة ً ً متناقضة و وصلت إلى شيئين :أن الذي يجد املرأة مخلوقا رائعا ال عيب فيه الذي درس حياة الرسول في معاملة زوجاته ،و األناس الغارقون في جمال الكتب ! ً هاتفت صديقتها كالعادة ليال " فهذا الوقت الذي يحبذ به الحديث ,و أثناء الحديث صمتت الصديقة و قالت " :أبي يريد أن يزوجني مجبرة بحجة السترة!" صمتت الفتاة و القهر يضغط على صدرها ،بماذا تجيب رفيقة العمر؟ أتستحقر أباها؟ أم تسبه؟ أم تبغضه؟ ملاذا هذه العقول املتخلفة؟ املرأة ليست عورة و ليست مفضوحة لتستر !! _ألم تقولي شيئا؟ _لم يسمح لي ،،قال الشاب جيد _و ماذا عنك؟ _لم أحبه و لم أرتح له ".حسنا ،تصبحين على خير ،صرخ أبي " أنت بنت عيب تحكي عالتلفون بالليل
-
_يا إلهي ،مع من تتكلمين أنت؟ _أووه كفى ،تصبحين على خير أنت كذلك _و ِ نامت باكية ،ملاذا على املرأة أن تتحمل كل هذا؟ ملاذا يجعلونها عالة على املجتمع؟ ملاذا يصنفون املرأة على إنها آلة للحمل و الطبخ؟ هللا تعالى و رسوله ّ كرم املرأة ،فمن أنت حتى تصفها بناقصة عقل و دين؟!
حان املوعد املحدد و زفت له و على عينيها شاهد على حزنها و بكائها ،كانت على قناعة أن الزواج الذي بال حب و إحترام لن يدوم ،عرفت نهايتها من البداية ! هي لم ترتح له وال لكالمه وال تصرفاته ،كيف ستنجب منه األوالد و تكون عبدة عند رجل قبيح؟ ال يقرأ ،ال يتابع املباريات ،ذا ذوق رديء ،ال يستمتع بمنظر الورود و املطر ،ال يتذكر مواعيد ً اللقاء و الزواج و أعياد امليالد والنظرات األولى ،كانت على ثقة أنها لن تحب رجال ال يحب درويش و لم يستمع للموسيقى و لم يفسر رائحة املطر ،و أهم من ذلك و املصيبة الكبرى ال يبدي أي أهمية للشوكاله !! ً "لم تحادثه طويال قبل ،لم تحبه و لم تطق كالمه لكن ليس لدرجة إهانتها " ،في حوار ذات يوم : _أريد أن أخصص غرفة ملكتبة خاصة بي _النساء لم يوجدن لش يء سوى الطبخ و الحمل و عبادة أزواجهن و تقولين تريدين مكتبة! يا للتفاهة ،الكتب قبيحة ! _باملناسبة زوجتك إمرأة و أمك امرأة و أختك امرأة و ستنجب إمرأة ! من قام بتربيتك ورعايتك؟ املرأة لم توجد للحمل و الطبخ تستطيع أن تطبخ طبخة سياسية و دينية و عقلية و ثقافية و مجتمعية! _أي تفكير هذا يا ناقصة! و انهال عليها بالضرب و الشتائم! _ ........... و عندما عرف الزوج مقامه و لم ّيتعرض له أحد وبقيت املرأة صامتة زاد من إهاناته و سخطه و غرق في وحل الجهل .. _أنا املجنونة التي ستحافظ على باقي عمرها بالطالق
_........... و إنتهى كل ش يء بالطالق _ "ما عنا بنات تتطلق ،ناقصنا فضيحة؟ " _أنا فضيحة يا أبي؟! لم نتفق و كفى ،كيف سنعيش و أنا بعقل و هو في الحضيض" ".كعقول الجاهلية _............ إمرأة قوية ،أن تحافظ على باقي عمرها بالطالق في مجتمع شرقي لو أكملت حياتها معه؛ و تنجب األوالد كم عليها أن تتحمل ألجلهم؟ كم ُ ستهان؟ كم ستتعرض للخضوع؟ قضت معظم أيامها مصدومة مرتعشة تقض ي يومها في محادثة صديقتها و التصفح األلكتروني، ذات يوم قرأت عبارة للكاتب الغز ّي يامي أحمد " :أنا خير من يعرف ما يفعل األلم بإمرأة ،فهو إما ً وحذر كاملة ،على املستوى العقلي والعاطفي ٍ نضج حالة في أة ر إم جعلها ي أو ، تماما أن يقض ي عليها ٍ ،ستأخذ حياتها صبغة السخرية من مجريات الحياة ،ستشرق شمس أناقتها أكثر ،ستهمل العالم الواقعي ،و تتجه للعالم اإلفتراض ي.. ستعطي اهتماما أكثر للزهور واملوسيقى ،ستهرب من القاع إلى القمة !.. ً لم تخرج من كينونة طالقها بعد ،سبحت و غرقت في العبارة كثيرا ،قامت بوضع تعليق في النهاية، ّ تقول فيه " :دائما ما تستحقرون النساء املطلقات ،و املشهورات اللواتي يؤثرن على املجتمع رغم ّ كونهن مطلقات أو عازبات أو متزوجات و أنهم ما من ش يء جعلهن يبدعن لوال بعدهن عن الرجال َ أزواجهن قارئون يعرف معنى املرأة ،ونزعوا لباس الرجعية .
ً قام الشاب بالرد عليها :أوافقك الرأي ،فلم نتخذ رسولنا الكريم قدوة لنا عبثا ،علينا التحلي بصفاته ،ألم يقل : ال تؤذوني في عائشة ! إني رزقت حبها ! إستوصوا بالنساء خيرا خيركم ،خيركم ألهله رفقا بالقوارير قال تعالىّ " : هن لباس لكم قال تعالىَ " : ليس الذكر كاألنثى قالت في نفسها :هذا هو الرجل الذي تبحث عنه ،مقتنع أن املرأة ال تحتاج لرجل ،مقتنع أن املجتمع هو من أفرغ طاقة هواءه في عقول اإلناث بحجة ترهيبهن من العنوسة أو الطالق ،ثم قالت بصوت خافت بتنهد ّ : كفوا عن الكذب علينا بإسم الرجال أو تضعونا تحت عنوان ّ " : أنتن ُ !"إناث ،مجردات من األحالم ،خلقتن و بكت
أمل يمكن أن يأخذها إلى حالة مستقرة ،بدأت بالعمل على شغفها و الخروج كان ذلك بمثابة ٍ ً ً خال من الرجعية و اإلعتماد على غيرها فكر ٍ شيئا فشيئا من ثياب التقييد نحو ٍ حلم جديد ..كان أخرجت شهادتها الجامعية ،و قامت بالبحث عن مراكز عمل و وانطلقت نحو ٍ ً بعثا لحياة أخرى بالنسبة إليها .. وبذلك؛ أمكانها القول ّ أن النهايات املأساوية من املمكن أن تكون بداية ش يء جديد و لشغف
جديد ! .............................................................. ()54 )زواج مجهض من الحب( بدور_بدر /العراق ً مررت على تلك الحادثة حوالي سنتين وألم ،كان زواجهما بناء على رغبة من األهل لم يتعارفا أبدا كانا غريبين وبعدها أصبحا زوجين ،دينا تلك الفتاة الجميلة الواعية التي كانت تحلم بأن تصبح مدرسة وأن تربي جيال تلك الفتاة التي كانت أحالمها هي بناء مستقبل يفخر به كل من يعرفها لكن باتت تلك األحالم أوهاما بعد زواجها من مازن ذلك الرجل ذو الطباع الحادة التي تسترت كل صفاته قبل زواجهما وأكتشفتها بعد حين بعدما وقع الفأس بلرأس كما يقولون ووقعت دينا ضحية ذلك الزواج ،الذي طيلة زواجها وحتى بعد والدة أبنتها الصغيرة ساره كان مازن معتادا على الصراخ والضرب املبرح لزوجته وما كان على دينا سوى الصمت والخضوع لواقعها ألن عائلتها تقف الى جانب زوجها مازن فألى من تشكي وكانت تخفي الضعف أمام أبنتها الصغيرة لكن ساره كانت تنظر الى كل ذلك وااللم يخنق صدرها تلك الصغيرة وعند بلوغها السابعه من عمرها وفي شهر ديسمبر قطع والدها تذكرة للسفر للذهاب واالستمتاع بعيدا عن عائلته في أحدى البلدان ما كان من دينا سوى معارضته وأقناعه بلبقاء الى جانبهما وعندها تصاعدت االصوات وبدأ مازن كعادته بأيذاء زوجته بلكالم والضرب ملعارضتها ذهابه ،كانت الطفلة الصغيرة سارة تنظر لذلك خائفة واجمة في مكانها قلقه من ان يأخذ والدها السالح مهددا والدتها بلقتل ،ذهبت مسرعة دون ان يلتفت لها أي منهما ووضعت السالح في الجانب االيمن من حقيبة السفر ،ذهب مازن في الصباح وتم اعتقاله في املطار بتهمة السالح وبعد أسبوع أستطاع الخروج عائدا الى زوجته حاقدا
عليها والغضب يمأل أحشائه ظنا بأنها هي من وضعته لم يعلم بأن الطفلة وضعت ذلك دون قصد خائفة على كالهما وما أن وصل الى املنزل حتى بدأ بلصراخ وايقاع الضرب الشديد بزوجته وهي تتوسل بأنها لم تفعل ذلك تتوسل بأن يتركها ،أما سارة باتت ساكنه في مكانها خائفة التعلم الصغيرة ماذا تفعل بدأت بتراجع الى الخلف عندما رأت والدها ينظر اليها وشيئا فشيئا حتى لصقت بلسور وسقطت وصوت صراخها وهي تسقط وموتها كان عقابا ارسل الى والدها من السماء ،مازن الذي أوقع االذى بزوجته وأبنته بعد تلك الحادثة أصبح طريح الفراش ال يقوى على الحركة مشلوال ذليال ،اما دينا تمزقت الى أشالء بعد فراق أبنتها تلك الفتاة التي كانت تبني يوما أحالما قد حصدت أملا أكبر من عمرها بسبب زواج مجهض من الحب بفعل قرار من االهل الذين حطموا االحالم لتلك البائسة وأكملت حياتها تأن لفراق صغيرتها لعل الجانب املريح كان فقط هو توقف زوجها عن الضرب ،تعسا لكل من حطم أحالم كانت قد بنيت بأصرار حتى اهدمها بواقع مر معتقدا أن الزواج هو الحلم الوحيد واملناسب للفتاة كما حصل مع دينا .. .............................................................. ()55
تهلكة فرح تركي /العراق بكل خفة تقتنص يداه حبات الدواء يعقبها برشفة ماء وينتظر بفارغ صبرة غياب الوعي ،يسير كميت يتجول هو ال يدرك ما قال وما فعل ،بل ال يدرك ما عمق كره والدته لزوجته كلما رأته بهذه الحال ينام لساعات وبعدها يفتح جفناه الثقيالن بين الوضوح والتشتت يلتقط بعض الصور يردد بمل
ال مرحبا ها قد عدت الى جاذبية الهموم تحدثه زوجته ،ال يهب لها رد تلح دون تكلف هل أخذت باألمس من دوائي ،يضحك ويلوح نابه أصفر عكرته السجائر من أنا ؟ تبادل جوابه املستفهم بصراخ وعويل يلطمها بكف تبكي سلفا على موته املبكر ال توجعا من تلك الضربة ............................................................. (.)56
عربة فرح تركي /العراق إمتزح مع صندوق بعجالت التحمت قبضتها بيداه تزاخمت االعمال وضاعت السنين منكبا عليها أخفى الهم أخفى انتقاص كثيرين من قدره لم يستطيع ان يخبر احد انه حاصل على شهادة جامعية ولكن فقرة وقلة حيلته دفعاه الى االتكال على هذة العربة بعد هللا في تحصيل رزقة وهن القلب وتشتت العقل ومرت سنوات العمر تجاعيد والدته االرملة لوحة تؤرخ الحياة وتثمن البسمة جامدة تلك اللحظة ال يهم العمر أن ضاع املهم انه كان لها عون أستهزاء األخرين وانتقاصهم منه كرامة مبجلة وما الضير أن أكون أنسان عادي واستعين بعربة الصل إلى الجنه كان هذا حلمه الن حياته مضنية وفاه االجل في انفجار وحملوه في عربته
.............................................................. ()57
ليلة عمر أزهار األنصاري /العراق ً ً وجدت نفسها في منزل قديم ,مع رجل غريب ,إحتجزها في غرفة ضيقة قائال :أحيانا يحملنا القدر الى دروب ال إياب لها ! نسير وال نشعر اإل إننا وقد إقتربنا من النهاية ,ونضيع في زحمة األحداث وتبتلعنا املدن ُوننس ى ,كانت نبضاتها َتتضارب بشدة حتى تكاد تستكين ! ,غاب آلق وجهها ,صامتة حتى شفتيها ال تتحركان ,أصبحت منحوتة ينقصها الروح ,سـقم مرير إعتراها , ً كانت تتمنى أن يكون كابوسا ,لكن هيهات إنها حقيقية كخيط دم سال على ص ــدر سيف ! . إستيقظت فــزعة ُمتكئة على سرير ,إطمئنت إن ال ش يء موجود في املكان سوى نور لفانوس يتوسط الغرفة وبلحظة إسترجعت كل اللحظات التي ّ مرت بها ,هرولت الى مـرآة املحراض ,
ً شعرها كما هو طويل ك ــالحرير ,جسدها سليم ! ,رمقت الساعة ال تزال عند الرابعة صباحا كان ذاته الوقت الذي تؤدي فيه صالة الفجر .كانت ترسم إمنيائتها بت ــفائل على واقع الحياة ّ بالحب ..العمل ..التعليم ,تتمنى أن يتحرك حلمها الذي نام في وجدانها سنوات الرتيبة ,ترغب عديدة . أغلق نوافذ الغرفة وبــدأ يتأمل غنيمته ,إصطكت دقائقها ببعضها لتقضم الزمن الذي يفصلها ّ عن الحياة ,دنا أكثر ,أقبض على قــسماتها املتوشحة باألنهيار ,تلذذ بجسد ُمـتخم بالضعف , تأوهت على متن نبضة صارخة ,إنحدرت روحها ساقطة بتفاصيل نادفة بالوجع ,جاء اليوم على
عجل لتصبح خرافة ليلة عمر بعدما كانت حلم ! >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
تمت الفهرس _1بال مأوى ----غفران شهاب _2مجرد طيف___ وئام سعيد _3سأصلي لقلبي __ مريم فاضل _4حبيبة شهيد __ فاطمة امليالي _5شهيد الحب __ برى شرفي _6رسالةحب_ رهف ابراهيم لحظة وما تالها __بلقيس خالد -7بين ٍ _8ولدي الصغير ___ سارة االمامي _9باب التوبة __ ايات عادل الالمي _10صوت حزين __ فاطمة علي الطائي
ً _11ليس مقتوال __ سرور العلي _12مجرد حلم __ هدى حسين _13التقاليد والحب __ هند ميطو _14شتات___ ابرار صباح _15يبكي وشجرة الحلوة ___ دعاء موس ى _16لوحة بيضاء__ غفران شهاب _17لحن التمرد __ اسراء املحسن _18خيال مملح بالواقع __ نهاد زهير _19شجاعة فتاة مراهقة --رسل الساعدي _20ثالثون ليلة __ هدى نصر _21نهاية وجع ___ ليلى سعيدي _22رصاصة __ االء محمد رواشدة _23قلب متفائل ___ رفل عبد هللا _24ذاكرة املوت __ سوار ابو الهيجاء _25وميض امل يحتضر ___ سور ابو الهيجاء
_26الفراشة الحزينه ___ مريم قاسم _27مابين اب واذار __ اية ماهر الجمال _28نرجس___ ليث حسين _29عودة االمل _ ميثم الخزاعي _30وبالوالدين احسانا __ ايات سعيد الخويلدي _31الطالب __ ابراهيم منيب _32حد انهيار __ زهراء حميد _33ملاذا __ احمد العسرات _34ال نعلم مالذي حدث ___ ابراهيم عبد هلل _35يعود اليوم كما الذي سبقه__ ياسمين عبد _36ال تفقدوا االمل __ ضحى عدنان _37شواطئ حاملة __ هبة محمد _38عن هم طفل ___ امنه باسم _39كيفك انت __ تبارك محمد _40ال تستسلمو _ ازهار عبد هللا
_41صباح قاس ي _ صفاء عادل _42احتضار الجمال __ مالك مراد _43فيض الرحمة __ شمس االسدي _44اتألم __ فاطمة علي الطائي _45قلب هام __ امل نواف _46عجلة االيام __ ميعاد عباس _47يتم __ ادين حيدر _48اللقيطة __ بنين قاسم _49وتر يتيم __ امنه العراقي _50يوما ما __ ليلى سعيدي _51الحاملون ال يعيقهم ش يء __ شذى هاني _52خماسية الحروف __ فاطمة علي الطائي _53املراة يارجل __سوار داوودي _54زواج مجهض من الحب __بدر بدور _55تهلكة __ فرح تركي
_56عربة __ فرح تركي _57ليلة عمر __ ازهار االنصاري