ابتكارات العدد الثالث

Page 1

‫يوليو ‪ - 2017‬العدد رقم ‪3‬‬

‫‪ISSN 7901-2398‬‬ ‫‪innovations.kaimrc.med.sa‬‬

‫تقليص‬ ‫األضرار‬ ‫الجانبية‬

‫يمكن للفحوصات‬ ‫أن تحدد مرضى‬ ‫سرطان القولون‬ ‫األكثر استفادة‬ ‫من العالج‬ ‫الكيميائي‬ ‫صفحة ‪8‬‬

‫نظام‬ ‫غذائي لحياة‬ ‫أطول‬ ‫الخاليا العصبية‬ ‫الحسية والقيود‬ ‫الغذائية مرتبطة‬ ‫بطول العمر‪.‬‬ ‫صفحة ‪42‬‬

‫دليل‬

‫جديد يتتبع‬

‫عيوب القلب‬ ‫الخلقية‬

‫في اآلباء‬

‫اقـتــفـــاء األثـــر‬ ‫األصحاء‪.‬‬ ‫صفحة ‪40‬‬


‫ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺘﻤﻴﺰ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﺠﻴﻨﻮم‬ ‫ﺗُ َﻌﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ إﺣﺪى‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل دراﺳﺎت اﻟﺠﻴﻨﻮم‪ .‬ﻓﻤﻦ‬ ‫ﺧﻼل ﺟﻬﻮدﻫﺎ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ‬ ‫واﻟﺪوﻟﻲ‪ ،‬ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﻓﻚ ﺷﻔﺮة اﻟﺠﻴﻨﻮم اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺠﻤﻞ‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬وﻧﺨﻴﻞ اﻟﺘﻤﺮ‪ ،‬وﺳﻮﺳﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﺤﻤﺮاء‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﻠﻚ‬ ‫ﻓﻴﺼﻞ اﻟﺘﺨﺼﺼﻲ وﻣﺮﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث‪ ،‬ﺗﺄﺳﻴﺲ وإدارة‬ ‫ﻣﺸﺮوع اﻟﺠﻴﻨﻮم اﻟﺒﺸﺮي اﻟﺴﻌﻮدي‪ ،‬اﻟﺬي ﻳﻬﺪف إﻟﻰ‬ ‫ﻓﻬﻢ اﻷﻣﺮاض واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻮراﺛﻴﺔ اﻟﻨﺎدرة اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺼﻴﺐ اﻟﺴﻌﻮدﻳﻴﻦ‪.‬‬


‫تطوير الرعاية الصحية بالسعودية من خالل العلوم واالبتكار‬

‫نهج إستراتيجي تتبعه الشؤون الصحية‬ ‫بوزارة الحرس الوطني عبر مركز الملك‬ ‫عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬

‫تدعــو رؤيــة المملكــة العربيــة الســعودية ‪ 2030‬إلــى تقليــص اعتمــاد البــاد‬ ‫علــى النفــط‪ ،‬وتنويــع اقتصادهــا‪ ،‬وتطويــر القطاعــات الخدميــة المهمــة‪ ،‬مثــل‬ ‫الصحــة والتعليــم والبنيــة التحتيــة والترفيــه والســياحة؛ مــن أجــل إحــداث نقلــة‬ ‫اجتماعيــة واقتصاديــة حقيقيــة‪.‬‬ ‫وقــد اختــارت الشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي تطويــر رعايــة‬ ‫ســريرية فائقــة مدعومــة بالبحــوث المبتكــرة والتطويــر‪ .‬إذ تســتثمر فــي رعايــة‬ ‫المرضــى‪ ،‬وفــي إجــراء بحــوث الطــب الحيــوي واإلكلينيكــي بمركــز الملــك‬ ‫عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬والــذي يهــدف إلــى أن يصبــح مؤسســة‬ ‫عالميــة رائــدة فــي هــذه المجــاالت‪ .‬وتســعى الشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس‬ ‫الوطنــي علــى الــدوام إلــى تحســين جــودة الرعايــة فــي جميــع مستشــفياتها‪،‬‬ ‫ـزءا مــن مجمعــات طبيــة ضخمــة فــي جميــع أنحــاء المملكــة‪.‬‬ ‫التــي تشــكل جـ ً‬ ‫قدمــا ببحــوث الطــب الحيــوي‪،‬‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫الدف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بقدرتن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تام‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ثق‬ ‫ونحــن علــى‬ ‫ً‬ ‫ال ســيما الطــب الدقيــق‪ ،‬وذلــك مــن خــال االســتفادة مــن البحــوث المبتكــرة‬ ‫التــي تُ جــرى فــي مختبــرات مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪،‬‬ ‫ممــا يعــود بالنفــع المباشــر علــى المرضــى‪.‬‬ ‫ـودا متضافــرة الســتغالل النتائــج المبتكــرة‬ ‫وقــد شــهدت اآلونــة األخيــرة جهـ ً‬ ‫التــي جــرى التوصــل إليهــا فــي مختبراتنــا‪ ،‬أو أســفر عنهــا تعاوننــا مــع الشــركاء‬ ‫الوطنييــن والدولييــن إلنشــاء شــركات التكنولوجيــا الحيويــة فــي مدينــة‬ ‫ً‬ ‫هائــا فــي‬ ‫تطــورا‬ ‫التكنولوجيــا الحيويــة الطبيــة التابعــة لنــا‪ ،‬وهــو مــا يمثــل‬ ‫ً‬ ‫إســتراتيجيتنا‪ ،‬ويســمح لنــا باإلســهام الفعــال فــي رؤيــة المملكــة ‪.2030‬‬ ‫ونهــدف مــن خــال المدينــة إلــى تطويــر حلــول تشــخيصية وعالجيــة جديــدة‪،‬‬ ‫وتوفيــر خدمــات البحــث والتطويــر المتقدمــة؛ إذ لــم يعــد االقتصــاد المخطــط‬ ‫محتومــا‪.‬‬ ‫ـارا بديـ ًـا‪ ،‬بــل أصبــح مصيـ ًـرا‬ ‫ً‬ ‫القائــم علــى المعرفــة خيـ ً‬ ‫وتعتــزم مدينــة التكنولوجيــا الحيويــة الطبيــة اســتضافة مشــروعات البحــث‬ ‫والتطويــر المبتكــرة‪ ،‬كالشــركات الناشــئة أو شــركات المشــروعات المشــتركة‪،‬‬ ‫فضـ ًـا عــن خدمــات البحــث والتطويــر لدعــم المجتمعــات البحثيــة والســريرية‪.‬‬ ‫زمــع تقديمهــا فــي المدينــة‪ )1 :‬المســاعدة المباشــرة‬ ‫الم َ‬ ‫ومــن بيــن الخدمــات ُ‬ ‫لتطويــر األعمــال‪ )2 ،‬دعــم الشــبكة المهنيــة والعالقــات‪ )3 ،‬تمويــل الشــركات‬

‫الناشــئة والتطويــر التكنولوجــي‪ )4 ،‬البرامــج التعليميــة‪ )5 ،‬الخدمــات القائمــة‬ ‫علــى المرافــق‪.‬‬ ‫وتُ ظهــر اإلســتراتيجيات التــي ُطــورت فــي مركــز الملــك عبداللــه العالمــي‬ ‫فهمــا كامـ ًـا للشــروط المطلوبــة لتحقيــق التقــدم‪ ،‬وتتمثــل‬ ‫لألبحــاث الطبيــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فــي الدعــم الالمحــدود وإعطــاء األولويــة لمجــاالت التركيــز فــي مجــال البحــث‬ ‫والتطويــر‪ ،‬والتقــدم المســتدام فــي مجــال بحــوث الطــب الحيــوي‪ ،‬والمعرفــة‪،‬‬ ‫وبنــاء القــدرات والبنيــة التحتيــة‪.‬‬ ‫وعلــى هــذا النحــو‪ ،‬أنجــزت الشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي‪ ،‬مــن‬ ‫خــال مراكزهــا فــي مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬مهمتهــا‬ ‫الحاليــة‪ ،‬واضعـ ًـة أهدافهــا نصــب عينيهــا‪.‬‬ ‫إطــاع العلمــاء واألطبــاء وأعضــاء هيئــة التدريــس والطــاب‬ ‫ونعتــزم ْ‬ ‫وممثلــي الحكومــات والمســؤولين التنفيذييــن فــي مشــروعات البحــث‬ ‫والتطويــر علــى النتائــج المبتكــرة فــي مجــال بحــوث الطــب الحيــوي والبحــوث‬ ‫الســريرية‪ ،‬وتوفيــر فــرص لعقــد شــراكات وطنيــة ودوليــة‪ .‬وقــد جــرى تدشــين‬ ‫مجلــة "ابتــكارات" ‪ ،Innovations‬بطبعتيهــا العربيــة واإلنجليزيــة‪ ،‬وبنســختيها‬ ‫ـنويا‬ ‫اإللكترونيــة والورقيــة‪ ،‬إضافــة إلــى منتــدى البحــوث الطبيــة الــذي ُيعقــد سـ ًّ‬ ‫لنشــر هــذه المعلومــات‪ ،‬وللمســاعدة فــي نشــر التطــورات الجديــدة فــي مجال‬ ‫البحــث والتطويــر الطبــي المنبثقــة مــن مختبراتنــا‪ ،‬ومــن جميــع أنحــاء العالــم‪،‬‬ ‫ووضعهــا بيــن يــدي المجتمــع العلمــي والمجتمــع العــام‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد العالي الحوضي‬ ‫مدير مدينة التكنولوجيا الحيوية الطبية‬ ‫رئيس قسم التخطيط اإلستراتيجي وتطوير األعمال‬ ‫مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫وزارة الحرس الوطني – الشؤون الصحية‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬


‫ص‪ 7.‬إعادة بناء مسارات نمو األورام‬

‫تكشف إعادة بناء اآلليات الوراثية التي تؤدي إلى تكوين أورام الدماغ أن‬ ‫الخاليا الجذعية تحفز نمو الورم‪.‬‬

‫ص‪ 10.‬الصراع مع مخاطر ما بعد زراعة األعضاء‬

‫ص‪ 8.‬طفرات جينية مرتبطة بانتشار سرطان القولون‬

‫اختبار يمكنه تحديد مرضى سرطان القولون والمستقيم األكثر استفادةً من‬ ‫العالج الكيميائي‬

‫ص‪ 12.‬األدوية الجينومية‪ :‬توسيع الشبكة‬

‫ال تقلل االستراتيجيات الحالية من معدل اإلصابة باألورام الخبيثة المرتبطة‬ ‫باإلصابة بالعدوى بعد عمليات زراعة األعضاء‪.‬‬

‫استراتيجية مبتكرة للتنقيب عن أهداف عالجية للسرطانات عبر فحص الجينات‬ ‫المحفوظة في جينوماتها‪.‬‬

‫"ابتكارات" ‪ -‬مجلة تابعة لمركز الملك عبد الله العالمي‬ ‫لألبحاث الطبية‪ُ ،‬تنشر من خالل وحدة الشراكة واإلعالم‬ ‫المتخصص في نيتشر ريسيرش‪ ،‬التابعة لشركة‬ ‫سبرنجر نيتشر‪.‬‬ ‫مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الرماية‪ ،‬الرياض ‪ ،14611‬المملكة العربية السعودية‬ ‫الموقع اإللكتروني‪KAIMRC.MED.SA :‬‬ ‫نيتشر ريسيرتش‬ ‫كامبس ‪ 4 -‬شارع كرينان ‪ -‬لندن‪ ،N1 9XY ،‬المملكة المتحدة‬ ‫البريد اإللكتروني‪NATURE@NATURE.COM :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪WWW.NATURE.COM :‬‬

‫ابتكارات مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪INNOVATIONS@NGHA.MED.SA‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪INNOVATIONS.KAIMRC.MED.SA‬‬

‫‪2‬‬

‫يوليو‬

‫‪2017‬‬

‫جريدة الباحث‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪THERESEARCHER@NGHA.MED.SA‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪INNOVATIONS.KAIMRC.MED.SA/EN/NEWSLETTER‬‬


‫دراسة استقصائية تسلط الضوء على العالقة‬ ‫بين مؤشرات جزيئية والمضاعفات المحتملة‬ ‫للسكري من النوع الثاني‪.‬‬

‫ص‪ 14.‬خاليا بيتا ُم َعززة قد تكون ً‬ ‫بديل‬ ‫لح َقن اإلنسولين‬ ‫ُ‬

‫استراتيجية عالجية إلنتاج خاليا بيتا من مرضى‬ ‫حدث نقلة في عالج‬ ‫السكري من النوع األول تُ ِ‬ ‫المرض‬

‫ص‪ 16.‬فهم أسباب المرض العصبي‬ ‫بواسطة عالجاته‬

‫ص‪ 18.‬طفرة جديدة مرتبطة‬ ‫بمتالزمة لي‬

‫ص‪20.‬‬ ‫التربص بالعدوى الالحقة‬ ‫ُّ‬ ‫للسكتة الدماغية‬

‫ص‪ 21.‬أنماط النوم المضطربة تُ بطل‬ ‫فوائد صوم رمضان‬

‫ص‪ 13.‬مراقبة مضاعفات مرض‬ ‫السكري عن كثب‬

‫اكتشاف طفرة مسؤولة عن المرض لدى‬ ‫طفلين حديثي الوالدة بالمملكة العربية‬ ‫السعودية‬

‫استهداف خاليا متخصصة تتلف جهاز المناعة‬ ‫عقب اإلصابة بسكتة دماغية بهدف حماية‬ ‫المرضى من اإلصابة بالعدوى‬

‫ص‪ 22.‬المعلوماتية الحيوية‪ :‬الحق في المعرفة‬

‫توصل استطالع ُأجري في المملكة العربية السعودية إلى وجود تأييد واسع‬ ‫النطاق إلعادة النتائج ذات األهمية الطبية إلى متبرعي البنوك الحيوية‪.‬‬

‫خصائص جديدة مضادة للبكتريا تتّ سم بها‬ ‫حاليا للتصلب المتعدد‪ ،‬تشير‬ ‫العالجات القائمة ً‬ ‫إلى أسباب نشوء المرض المحتملة‪.‬‬

‫ُيبطل النوم المضطرب‬ ‫الفوائد الصحية للصوم في‬ ‫الشهر الكريم‪.‬‬

‫ص‪ 23.‬تقييم الخيارات العالجية ألمراض القلب‬

‫الدعامات وجراحات تحويل الشريان التاجي خيارات عالجية أفضل من األدوية‪،‬‬ ‫فقط في حالة مرضى مشكالت القلب الحادة ‪.‬‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬


‫ص‪ 24.‬فشل القلب‪ :‬مخاوف حول آمان عقار ديجوكسين‬

‫مرتبطا بازدياد احتماالت‬ ‫دواء شائع االستعمال لعالج فشل القلب قد يكون‬ ‫ً‬ ‫الوفاة في مجموعات معينة من المرضى‪.‬‬

‫ص‪ 27.‬توقع نتائج العالج بالخاليا الجذعية‬

‫جدائل الحمض النووي التي تحملها الخاليا المناعية يمكنها تقديم رؤية‬ ‫تقدم العالج المناعي القائم على الخاليا الجذعية‬ ‫روتينية في ُّ‬

‫التيار في رسم‬ ‫ص‪ 30.‬السير مع ّ‬ ‫خرائط الدماغ‬

‫تسجيل تغيرات في ُم َع َّدل تدفق الدم بالدماغ‬ ‫يجعل رسم خرائط للمناطق النشطة به ممكنً ا في‬ ‫أثناء التحفيز البصري‬ ‫‪4‬‬

‫يوليو‬

‫‪2017‬‬

‫ص‪ 26.‬السعوديون أوفر ًّ‬ ‫حظا في عمليات نقل الدم‬

‫فرص نجاح عمليات نقل الدم أكبر لدى مرضى سرطان الدم السعوديين‪ ،‬ربما‬ ‫بفضل افتقارهم إلى التنوع الوراثي‬

‫ص‪ 28.‬ابتالع مستشعرات ترصد صحة المرضى‬

‫المستشعرات التي تستمد الطاقة من القناة الهضمية قد تمكّن األطباء‬ ‫من الرصد طويل األجل لصحة المرضى‪.‬‬

‫ص‪ 32.‬نواقل نانوية تشخص المرض‬ ‫وتعالجه وتراقب تطوره‬

‫جسيمات نانوية متعددة المهام وقابلة للتحلل‬ ‫تشخص السرطان وغيره‬ ‫ِّ‬ ‫الحيوي‪ ،‬من الممكن أن‬ ‫من األمراض‪ ،‬وتعالجها وترصد تطورها‬

‫تميز بين خاليا نخاع‬ ‫ص‪ 34.‬كيف ِّ‬ ‫العظام‬

‫تعبر الخاليا الجذعية في نخاع العظام عن كاشفات‬ ‫ّ‬ ‫جزيئية مختلفة‪ ،‬باالعتماد على ما إذا كانت تبني‬ ‫أنواعا أخرى من األنسجة‬ ‫العظام أو‬ ‫ً‬


‫ص‪ 36.‬االرتقاء بجودة فحوص‬ ‫الجيني‬ ‫العالج‬ ‫ّ‬

‫ص‪ 38.‬تحديد األسباب الجذرية‬ ‫في إعاقة النمو‬

‫ص‪ 40.‬فهم الطبيعة الوراثية‬ ‫لعيوب القلب الخِ لقية‬

‫يعكف الباحثون على تطوير استراتيجية لتحسين‬ ‫الجيني‬ ‫التلوث في فحوص التنشيط‬ ‫الكشف عن‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫لدى الرياضيين‪.‬‬

‫بيانات مجمعة حول خصائص طفرات تسمح‬ ‫للباحثين بالتركيز على نطاق بروتيني محدد يؤدي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جوهريا في النمو العصبي لدى البشر‬ ‫دورا‬

‫الخلقية للقلب في‬ ‫أدلة جديدة تستشف العيوب ِ‬ ‫نسل اآلباء األصحاء‬

‫ص‪ 41.‬استراتيجية للتعامل مع‬ ‫األمراض الوراثية‬

‫دفعة للعمل نحو خفض النسبة العالية لألمراض‬ ‫االستقالبية الوراثية في المملكة العربية‬ ‫السعودية‬

‫ص‪ 42.‬كشف غموض نظام غذائي‬ ‫ً‬ ‫طويل‬ ‫ُيحييك‬

‫العثور على صلة جديدة بين الخاليا‬ ‫العصبية الحسية وتعديل النظام الغذائي‬ ‫إلطالة العمر‬

‫ص‪ 44.‬عشرون طفرة جديدة تسهم‬ ‫في مرض وراثي نادر‬

‫ص‪ 45.‬عشرون طفرة جديدة تسهم‬ ‫في مرض وراثي نادر‬

‫ص‪ 46.‬سرطان الغدة الدرقية‪ :‬خفض‬ ‫نفقات التشخيص‬

‫تميز بين خاليا نخاع‬ ‫ص‪ 48.‬كيف ِّ‬ ‫العظام‬

‫كشفت دراسة جديدة عن طفرات في‬ ‫مرض موروث نادر يسمى “بيلة حمض‬ ‫البيروجلوتاميك”‬

‫اختبار بسيط يكشف الطفرات الجينية المسببة‬ ‫لسرطان الجلد‪ ،‬يمكنه المساعدة على تحديد المرضى‬ ‫الذين يعانون من نوع خاص من سرطان الدرق‪.‬‬

‫كشفت دراسة جديدة عن طفرات في‬ ‫مرض موروث نادر يسمى “بيلة حمض‬ ‫البيروجلوتاميك”‬

‫تعبر الخاليا الجذعية في نخاع العظام عن كاشفات‬ ‫ّ‬ ‫جزيئية مختلفة‪ ،‬باالعتماد على ما إذا كانت تبني‬ ‫أنواعا أخرى من األنسجة‬ ‫العظام أو‬ ‫ً‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬


‫ص‪ 50.‬منتدى طبي يدفع عجلة التقدم البحثي‬

‫أكد علماء في أثناء لقائهم في ديسمبر الماضي بالرياض أن االستثمار في‬ ‫كبيرا على النفط‬ ‫أبحاث الطب الحيوي قد يساعد على تنويع اقتصاد يعتمد‬ ‫اعتمادا ً‬ ‫ً‬

‫ص‪ 56.‬االنتقال من المختبر إلى السوق‬

‫تشهد المملكة العربية السعودية بدايات ثقافة ريادة األعمال في قطاع‬ ‫الطب الحيوي‪ ،‬ولكنها ما زالت تواجه الكثير من التحديات‪.‬‬

‫ص‪ 58.‬اإلفراط في المضادات الحيوية‪:‬‬ ‫أزمة تلوح في أفق السعودية‬

‫ص‪ 59.‬التهاب الكبد سي‪ :‬طفرة في‬ ‫عالج أنماط جينية مخادعة‬

‫بريق أمل لعالج أحد األنماط الجينية واسعة‬ ‫االنتشار في الشرق األوسط من فيروس‬ ‫االلتهاب الكبدي الوبائي سي باستخدام مزيج بين‬ ‫األدوية الحالية وعالج جديد مضاد للفيروسات‪.‬‬

‫المتسبب‬ ‫بروتين سطحي أحادي يساعد الفيروس ُ‬ ‫في متالزمة الشرق األوسط التنفسية على‬ ‫البقاء عبر تثبيط جهاز المناعة‬

‫ص‪ 62.‬عقار من العنب قد ينجح‬ ‫في عالج فيروس كورونا‬

‫ص‪ 63.‬استعادة الدفاعات المناعية‬ ‫في االلتهاب الكبدي ’ب‘‬

‫ص‪ 34.‬رسائل متضاربة حول‬ ‫التأثيرات األوسع للقاحات‬

‫ناقوس الخطر يدق بسبب المستويات المرتفعة‬ ‫لصرف المضادات الحيوية بأسلوب غير مشروع‪،‬‬ ‫والمفاهيم المغلوطة الشائعة حول استخدامها‪.‬‬

‫عقار مضاد للفيروسات‪ ،‬مشتق من نباتات العنب‬ ‫ً‬ ‫فعال ضد الفيروس‬ ‫والتوت البري قد يكون‬ ‫المسبب لمتالزمة الشرق األوسط التنفسية‬ ‫‪6‬‬

‫يوليو‬

‫‪2017‬‬

‫مضادات لألكسدة يمكنها عكس مسار التغيرات‬ ‫التي تحدث في الخاليا المناعية‪ ،‬والتي تساعد‬ ‫فيروس التهاب الكبد ’ب‘ على البقاء‬

‫ص‪ 60.‬فيروس كورونا يتحاشى‬ ‫االستجابة المناعية‬

‫حدث اللقاحات المضادة للدرن‪ ،‬والدفتيريا‪،‬‬ ‫قد تُ ِ‬ ‫آثارا‬ ‫والحصبة‬ ‫الديكي‪،‬‬ ‫والسعال‬ ‫والتيتانوس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫على جوانب أخرى من الصحة‪.‬‬


‫إعادة بناء مسارات نمو‬ ‫األورام‬

‫آ‬ ‫ت‬ ‫ال� تؤدي إىل تكوين أورام الدماغ أن الخاليا‬ ‫تكشف إعادة بناء الليات الوراثية ي‬ ‫الجذعية تحفز نمو الورم‪.‬‬

‫تنمــو األورام الســرطانية عندمــا تتضاعــف أعــداد‬ ‫الخاليــا علــى نحــو ال يمكــن الســيطرة عليــه‪ ،‬وربمــا‬ ‫يحتــوي الــورم علــى مجموعــة متنوعــة مــن الخاليــا‬ ‫التــي تســهم فــي نمــوه‪ .‬وقــد عمــل باحثــون فــي‬ ‫الواليــات المتحــدة ‪-‬بقيــادة ماريــو ســوفا مــن‬ ‫مستشــفى ماساتشوســتس العــام‪ ،‬وأفيــف‬

‫ريجيــف مــن معهــد بــرود البحثــي التابــع لمعهــد‬ ‫ماساتشوســتس للتكنولوجيــا ولجامعــة هارفــارد‪-‬‬ ‫التراتبــي للخاليــا فــي‬ ‫ُ‬ ‫علــى دراســة التسلســل‬ ‫أورام الخاليــا الدبقيــة قليلــة التغصــن فــي‬ ‫الدمــاغ (‪ .)oligodendroglioma‬يقــول ســوفا‪:‬‬ ‫«وجدنــا أن مــا يغــذي الــورم هــي مجموعــة فرعيــة‬

‫‪Tirosh, I., Venteicher, A.S., Hebert, C., Escalante, L.E.,‬‬

‫‪Patel, A.P. et al. Single-cell RNA-seq supports a devel‬‬‫‪opmental hierarchy in human oligodendroglioma.‬‬

‫‪Nature 539, 309–313 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪3‬‬

‫‪7‬‬

‫‪S CI E NCE HI S TORY I M AG E S / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫سنوات قبل أن يتم تشخيصها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ربما تنمو أورام الخاليا الدبقية قليلة التغصن‬

‫مــن الخاليــا لهــا خصائــص الخاليــا الجذعيــة»‪.‬‬ ‫حتــى اآلن‪ ،‬بقــي دور الخاليــا الجذعيــة فــي أورام‬ ‫الســرطان غيــر واضــح‪ .‬وهــذه الرؤيــة الجديــدة‬ ‫تضفــي بعــض الوضــوح‪ ،‬وســوف تســاعد علــى‬ ‫تطويــر عالجــات أكثــر فاعليــة‪.‬‬ ‫تمثــل أورام الخاليــا الدبقيــة قليلــة التغصــن‬ ‫مــا يقــرب مــن عشــرة فــي المئــة مــن ســرطانات‬ ‫الدمــاغ األساســية لــدى البالغيــن‪ ،‬وبنســبة أقــل‬ ‫ـن أن هــذه األورام تنشــأ مــن‬ ‫لــدى األطفــال‪ُ .‬ي َظـ ُّ‬ ‫خاليــا تســمى الخاليــا الدبقيــة قليلــة التغصــن‪ ،‬أو‬ ‫مــن ســائفها‪ ،‬وهــي خاليــا تنتــج أغلفــة المايليــن‬ ‫الواقيــة المحيطــة باألعصــاب‪.‬‬ ‫ودرس الباحثــون أكثــر مــن ‪ 4000‬خليــة فرديــة‬ ‫مــن ســتة أورام بشــرية باســتخدام تقنيــة تعييــن‬ ‫تسلســل الحمــض النــووي الريبــي‪ .‬ومــن خــال‬ ‫تمييــز جزيئــات الحمــض النــووي الريبــي التــي‬ ‫تحمــل التعليمــات لصنــع البروتينــات فــي الخاليــا‬ ‫التمايــز‬ ‫الفرديــة‪ ،‬اســتنتجوا مســار النمــو وبرامــج‬ ‫ُ‬ ‫التــي تتبعهــا الخاليــا الســرطانية‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إلــى الخاليــا ذات الخصائــص‬ ‫الشــبيهة بــأورام الخاليــا الدبقيــة قليلــة التغصــن‪،‬‬ ‫أيضــا علــى خاليــا لهــا خصائــص‬ ‫احتــوت األورام ً‬ ‫الخاليــا النجميــة‪ ،‬التــي عــادةً مــا تدعــم االنتقــال‬ ‫العصبــي وتنظمــه‪ .‬وتحتــوي األورام كذلــك‬ ‫علــى خاليــا غيــر متمايــزة تحمــل خصائــص الخاليــا‬ ‫الجذعيــة العصبيــة‪.‬‬ ‫ظهــر‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫دراســة‬ ‫أول‬ ‫هــي‬ ‫هــذه‬ ‫يبيــن ســوفا أن‬ ‫ِ‬ ‫إمكانيــة أن تحفــز الخاليــا الجذعيــة فــي البشــر‬ ‫هــذا النــوع المحــدد مــن ورم الدمــاغ‪ .‬وهــذا‬ ‫مفيديــن للعــاج‪.‬‬ ‫يوحــي بنهجيــن ربمــا يكونــان‬ ‫َ‬ ‫أحــد االحتماليــن هــو اســتخدام أدويــة إلجبــار‬ ‫التمايــز إلــى‬ ‫الخاليــا الجذعيــة فــي الــورم علــى‬ ‫ُ‬ ‫أنــواع أخــرى مــن الخاليــا‪ ،‬وبالتالــي وقــف نمــوه‪.‬‬ ‫يخبرنــا ســوفا‪« :‬نحــن نعــرف كيــف نفعــل ذلــك‬ ‫فــي المختبــر‪ ،‬ولكــن ليــس فــي المرضــى‪ ،‬لذلــك‬ ‫ـيرا‬ ‫ال يــزال هنــاك عمــل يتعيــن القيــام بــه»‪ ،‬مشـ ً‬ ‫بذلــك إلــى الخطــوة التاليــة الواضحــة لبرنامــج‬ ‫بحثــه‪ .‬وأشــار ســوفا إلــى أن بعــض ســرطانات‬ ‫التمايــز»‪.‬‬ ‫الــدم قــد عولجــت بالفعــل «بعالجــات‬ ‫ُ‬ ‫وقــد يكــون النهــج اآلخــر هــو اســتهداف خاليــا‬ ‫محــددة بالعــاج المناعــي‪ ،‬بعــد أن تــم تحديــد نــوع‬ ‫الخاليــا الــذي ســيتم اســتهدافه‪.‬‬ ‫يقــول ســوفا إن المجموعتيــن البحثيتيــن‬ ‫أيضــا اســتخدام إجــراء تعييــن تسلســل‬ ‫ً‬ ‫تريــدان‬ ‫الحمــض النــووي الريبــي فــي خاليــا فرديــة علــى‬ ‫أنــواع أخــرى مــن أورام الدمــاغ‪ .‬ووصــف التقنيــة‬ ‫بأنهــا «بالغــة التأثيــر»‪ ،‬ولهــا إمكانــات هائلــة‬ ‫لتكويــن فهــم أفضــل عــن الســرطان‪.‬‬


‫طفرات جينية مرتبطة بانتشار‬ ‫سرطان القولون والمستقيم‬ ‫مر� رسطان القولون والمستقيم أ‬ ‫اختبار يمكنه تحديد ض‬ ‫ئ‬ ‫الكيميا�‬ ‫ال ثك� استفاد ًة من العالج‬ ‫ي‬

‫‪8‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫”يمكن لهذا‬ ‫االكتشاف المساعدة‬ ‫في تفسير سبب‬ ‫سهولة انتشار الخاليا‬ ‫السرطانية التي‬ ‫تحتوي على هذه‬ ‫الطفرات إلى األعضاء‬ ‫األخرى‪ ،‬إذ إنها لم‬ ‫بالتموضع‬ ‫ُ‬ ‫مقيدة‬ ‫تعد‬ ‫َّ‬ ‫الصحيح للخاليا“‪.‬‬ ‫تقــول لوســي ماثــوت ‪-‬مــن قســم‬ ‫علــم المناعــة‪ ،‬والوراثيــات‪ ،‬وعلــم‬ ‫األمــراض فــي جامعــة أوبســاال‪:-‬‬ ‫“يمكــن تجنُّ ــب العــاج غيــر الضــروري‬ ‫ذي اآلثــار الجانبيــة الشــديدة‪ ،‬فــي‬ ‫خطــرا أقــل‬ ‫المرضــى الذيــن يعانــون‬ ‫ً‬ ‫النتشــار الســرطان وانتقالــه ألماكــن‬ ‫أخــرى فــي الجســم‪ ،‬أمــا المرضــى‬ ‫األكثــر عرضــة النتشــاره‪ ،‬فيمكنهــم‬ ‫تحســن مــن‬ ‫تلقــي عالجــات مســاعدة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫فرصهــم فــي البقــاء”‪.‬‬ ‫حلــل الباحثــون عينــات ألورام‬ ‫مــن مرضــى ســرطان القولــون‬ ‫والمســتقيم‪ ،‬بعضهــم ممــن يعانــون‬ ‫وي َ‬ ‫طلــق عليــه‬ ‫انتشــار الســرطان – ُ‬ ‫الســرطان النقيلــي‪ -‬وآخــرون ال‬ ‫يعانــون انتشــاره‪ ،‬واكتشــفوا مجموعـ ًـة‬ ‫تطفــرت فــي الغالــب‬ ‫َّ‬ ‫مــن الجينــات‬ ‫لــدى مرضــى الســرطان النقيلــي‪.‬‬

‫‪S CI E NCE P I CT U R E CO/ G E T T Y I M AG E S‬‬

‫حــدد فريــق بحثــي مــن جامعة أوبســاال‬ ‫فــي الســويد طفــرةً جينيــة مرتبطــة‬ ‫لســرطان‬ ‫الســرطانية‬ ‫بالنقائــل‬ ‫القولــون والمســتقيم‪ ،‬وهــي الخاليــا‬ ‫المســؤولة عــن انتقــال الخاليــا‬ ‫الســرطانية وهجرتهــا داخــل الجســم‪.‬‬ ‫هــذا االكتشــاف يمكــن أن يقــود إلــى‬ ‫اختبــارات تحـ ِّـدد المرضــى المعرضيــن‬ ‫لخطــر انتشــار الســرطان فــي الجســم‬ ‫ممــن ُيرجــى اســتفادتهم مــن العــاج‬ ‫الكيميائــي‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن توافــر الكثيــر مــن‬ ‫المعلومــات حــول دور الطفــرات‬ ‫الجينيــة فــي حــدوث اإلصابــة‬ ‫بالســرطان‪ ،‬ال تــزال المعلومــات حــول‬ ‫دورهــا فــي انتشــاره محــدودة‪.‬‬

‫صورة لسرطان القولون والمستقيم وتظهر به جزيئات لمستقبالت إفرين بها طفرات (باللون األحمر)‬ ‫وأخرى طبيعية (باللون األخضر)‪.‬‬

‫عــرف هــذه العائلــة مــن الجينــات‬ ‫تُ َ‬ ‫ـتقبالت إفريــن‪ ،‬وتتحكــم‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـات‬ ‫بجينـ‬ ‫ِ‬ ‫فــي عــدد مــن العمليــات التــي‬ ‫وتطــور‬ ‫كــون األنســجة‬ ‫ّ‬ ‫تتضمــن تَ ُّ‬ ‫الجهــاز العصبــي فــي األجنــة‪.‬‬ ‫توضــح ماثــوت‪“ :‬هــذه الجينــات‬ ‫مســؤولة عــن كيفيــة تنظيــم أماكــن‬ ‫الخاليــا فــي األمعــاء؛ لضمــان‬ ‫التكـ ُّـون الصحيــح للبنيــة التــي تســاعد‬ ‫علــى هضــم العناصــر الغذائيــة‬ ‫و ا متصا صهــا ” ‪.‬‬ ‫اكتشــف الباحثــون أن خاليــا‬ ‫األمعــاء فــي المرضــى الذيــن لديهــم‬ ‫طفــرات فــي هــذه الجينــات‪ ،‬لــم تعــد‬ ‫لديهــا القــدرة علــى االصطفــاف‬ ‫نموهــا‬ ‫بطريقــة صحيحــة‪ ،‬وأصبــح‬ ‫ُّ‬ ‫غيــر منظــم‪.‬‬ ‫تقــول ماثــوت‪“ :‬يمكــن لهــذا‬

‫االكتشــاف المســاعدة فــي تفســير‬ ‫ســبب ســهولة انتشــار الخاليــا‬ ‫الســرطانية التــي تحتــوي علــى هــذه‬ ‫الطفــرات إلــى األعضــاء األخــرى‪،‬‬ ‫بالتموضــع‬ ‫ُ‬ ‫مقيــدة‬ ‫إذ إنهــا لــم تعــد‬ ‫َّ‬ ‫الصحيــح للخاليــا”‪.‬‬ ‫المرحلــة القادمــة مــن أبحــاث‬ ‫تقييمــا علــى نطــاق‬ ‫الفريــق ستشــمل‬ ‫ً‬ ‫أوســع للطفــرات الموجــودة فــي‬ ‫عائلــة جينــات مســتقبالت إفريــن‬ ‫باســتخدام بيانــات تنتجهــا جهــود أخــرى‬ ‫لتحديــد التسلســل الجينــي‪.‬‬ ‫‪Mahot, L., Kundu, S., Ljungstrom, V.‬‬

‫‪Somatic ephrin receptor mutations are‬‬

‫‪associated with metastasis in primary‬‬ ‫‪colorectal cancer. Cancer Research 77,‬‬ ‫‪1730-1740 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪3‬‬

‫‪9‬‬


‫الصراع مع مخاطر‬ ‫ما بعد زراعة األعضاء‬ ‫ال تقلل ت‬ ‫االس�اتيجيات الحالية من معدل‬ ‫أ‬ ‫بالصابة‬ ‫الصابة بالورام الخبيثة المرتبطة إ‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫بالعدوى بعد عمليات زراعة العضاء‪.‬‬ ‫يتعــرض المرضــى الــذي يخضعــون لعمليــات زراعــة‬ ‫أعضــاء صلبــة لنســبة مرتفعــة مــن مخاطــر اإلصابــة‬ ‫نتيجــة لتعرضهــم لإلصابــة بعــدوى‬ ‫ً‬ ‫بالســرطان؛‬ ‫فيروســية مســببة لــأورام فــي أثنــاء مرحلــة تثبيــط‬ ‫الجهــاز المناعــي‪ .‬غيــر أن الدراســات ّأيــدت وفنّ ــدت‬ ‫آن واحــد فاعليــة العــاج الوقائــي باســتخدام‬ ‫فــي ٍ‬ ‫مضــادات الفيروســات لــدى متلقــي األعضــاء‬ ‫المزروعــة‪.‬‬ ‫أجــرت منــى الدبــاغ ‪-‬التــي تعمــل فــي مدينــة‬ ‫الملــك عبــد العزيــز الطبيــة فــي جــدة‪ -‬وزمالؤها في‬ ‫مراجعــة مكثفــة لألبحــاث العلميــة المنشــورة‬ ‫ً‬ ‫كنــدا‬ ‫فــي هــذا الصــدد‪ ،‬لتقريــر مــا إذا كان إعطــاء األدويــة‬ ‫المضــادة للفيروســات بشــكل ممنهــج يقلــل مــن‬ ‫معــدل اإلصابــة بمــرض التكاثــر الليمفــاوي التالــي‬ ‫لزراعــة األعضــاء المرتبــط بفيــروس إبشــتاين بــار‪.‬‬ ‫لــم يتوصــل الفريــق البحثــي إلــى وجــود‬ ‫انخفــاض واضــح فــي معــدل اإلصابــة بمــرض‬ ‫التكاثــر الليمفــاوي التالــي لزراعــة األعضــاء المرتبــط‬ ‫بفيــروس إبشــتاين بــار‪ ،‬بيــن متلقــي األعضــاء‬ ‫مقارنــة‬ ‫ً‬ ‫المزروعــة الذيــن ُأعطــوا أدويــة وقائيــة‬ ‫بمــن لــم ُيعـ َـط تلــك األدويــة‪ ،‬وذلــك بصــرف النظــر‬ ‫َ‬ ‫عــن العمــر‪ ،‬ونــوع الــدواء المضــاد للفيروســات‬ ‫المســتخدم‪ ،‬وطــول فتــرة العــاج‪ ،‬ونــوع العضــو‬ ‫ُ‬ ‫المــزروع‪.‬‬ ‫لــم تُ ثِ ــر هــذه النتائــج دهشــة منــى الدبــاغ‪ ،‬إذ‬ ‫تقــول‪« :‬إن البيانــات التــي تضمنتهــا األبحــاث‬ ‫المنشــورة كانــت مثيــرةً للجــدل بشــدة‪ ،‬ومــن َثــم‬ ‫حاجــة ماســة إلــى إجــراء مراجعــة‬ ‫ٌ‬ ‫كانــت هنــاك‬ ‫ممنهجــة لحســم هــذا الخــاف»‪.‬‬ ‫وي َعــد فيــروس إبشــتاين بــار أحــد الفيروســات‬ ‫ُ‬ ‫واســعة االنتشــار للغايــة؛ إذ يصيــب نحــو تســعة مــن‬ ‫كل عشــرة بالغيــن‪ .‬وعلــى الرغــم مــن أنــه ال يتســبب‬ ‫فــي مشــكالت طويلــة األمــد للغالبيــة العظمــى‬ ‫مــن األشــخاص ذوي األجهــزة المناعيــة الســليمة‪،‬‬ ‫فإنــه يرتبــط بنســبة ‪ 1.2%‬مــن حــاالت اإلصابــة‬ ‫بمــرض التكاثــر الليمفــاوي التالــي لزراعــة األعضــاء‬ ‫لــدى البالغيــن ومــا يصــل إلــى ‪ 8.4%‬لــدى األطفــال‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫حاجة ماسة إلى‬ ‫ٌ‬ ‫"هناك‬ ‫إجراء مراجعة ممنهجة لحسم‬ ‫هذا الخالف"‪.‬‬ ‫ويقــول المؤلفــون إنــه مــن الممكــن الوقايــة مــن‬ ‫مــرض التكاثــر الليمفــاوي التالــي لزراعــة األعضــاء‬ ‫علــى نحــو أكثــر فاعليــة مــن خــال مراقبــة الحمــل‬ ‫الفيروســي لفيــروس إبشــتاين بــار لــدى الشــخص‬ ‫المتلقــي للعضــو المــزروع‪ .‬وسيســاعد هــذا علــى‬ ‫تقريــر مــدى االحتيــاج إلــى الشــروع فــي عــاج مضاد‬ ‫للســرطان‪ ،‬والحــد مــن تثبيــط الجهــاز المناعــي فــي‬ ‫حالــة اكتشــاف أي نشــاط فيروســي‪ .‬كمــا يشــير‬ ‫أيضــا إلــى أن تقليــل االســتخدام الممنهــج‬ ‫الباحثــون ً‬ ‫ســهم فــي‬ ‫سي‬ ‫الوقائيــة‬ ‫الفيروســات‬ ‫لمضــادات‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الســميات المرتبطــة بالعقاقيــر (وكــذا‬ ‫الحــد مــن ُّ‬ ‫تكاليــف الرعايــة الصحيــة)‪.‬‬ ‫التوصــل إلــى لقــاح ضــد‬ ‫ويترقــب الجميــع بلهفــة‬ ‫ُّ‬ ‫فيـ�روس إبشتــاين ب�اـر؛ إذ تشيــر تقديرــات مؤسســة‬ ‫أبحــاث الســرطان البريطانيــة (‪Cancer Research‬‬ ‫‪ )UK‬إلــى أن بإمكانــه الوقايــة مــن ‪ 200‬ألــف إصابــة‬ ‫ـنويا حــول العالــم‪ .‬وقــد دخلــت‬ ‫جديــدة بالســرطان سـ ًّ‬ ‫العديــد مــن اللقاحــات المضــادة لفيــروس إبشــتاين‬ ‫بــار مرحلــة التجــارب اإلكلينيكيــة علــى متلقــي أعضــاء‬ ‫ي منهــا للدراســة‬ ‫مزروعــة‪ ،‬غيــر أنــه لــم يخضــع أ ٌّ‬ ‫للتحقــق مــن أمــان وفاعليــة اســتخدامه‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫الكافيــة‬ ‫‪Aldabbagh, M. A., Gitman, M. R., Kumar, D., Humar, A.,‬‬

‫‪Rotstein, C. et al. The role of antiviral prophylaxis for‬‬ ‫‪the prevention of Epstein-Barr virus-associated post-‬‬

‫‪transplant lymphoproliferative disease in solid organ‬‬ ‫‪transplant recipients: A systematic review. Am J Trans-‬‬

‫‪plant. 17, 770-781 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪11‬‬

‫‪K AT E RY NA KON/ S P L / G E T T Y I M AG E S‬‬

‫ويرجــع هــذا فــي المقــام األول إلــى انتقــال فيــروس‬ ‫إبشــتاين بــار مــن عضــو متبــرع ســبقت إصابتــه بهــذا‬ ‫متلــق لــم تســبق إصابتــه بــه قــط‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫الفيــروس إلــى‬ ‫وفــي هــذه الحــاالت‪ُ ،‬ي َعــد المرضــى معرضيــن‬ ‫بنســبة مرتفعــة لإلصابــة بعــدوى فيــروس إبشــتاين‬ ‫بــار ثــم اإلصابــة بمــرض التكاثــر الليمفــاوي التالــي‬ ‫لزراعــة األعضــاء‪ ،‬وينبغــي إخضاعهــم للمراقبــة‬ ‫الدقيقــة بعــد إجــراء عمليــة الــزرع‪.‬‬ ‫ويمكــن أن تتطــور اإلصابــة بمــرض التكاثــر‬ ‫الليمفــاوي التالــي لزراعــة األعضــاء المرتبــط بفيروس‬ ‫إبشــتاين بــار إلــى اإلصابــة بــورم الغــدد الليمفاويــة‬ ‫قاتــا‪.‬‬ ‫الالهودجكــن‪ ،‬وقــد يكــون المــرض‬ ‫ً‬ ‫تشــير هــذه النتائــج‪ ،‬والتــي نُ شــرت فــي دوريــة‬ ‫«أمريــكان جورنــال أوف ترانسبالنتيشــن» ‪American‬‬ ‫‪ Journal of Transplantation‬إلــى أن االســتخدام‬ ‫الروتينــي لألدويــة الوقائيــة المضــادة للفيروســات‬ ‫عديــم الفاعليــة‪ ،‬ممــا يســلط الضــوء علــى الحاجــة‬ ‫إلــى إجــراء المزيــد مــن األبحــاث للتوصــل إلــى‬ ‫اســتراتيجيات وقائيــة وعالجيــة أفضــل‪.‬‬


‫"سيمهد نهجنا لتحديد أهداف‬ ‫ّ‬ ‫طرقا‬ ‫ً‬ ‫لكابحات أورام محذوفة‪،‬‬ ‫[إضافية] لتطوير العالجات‬ ‫المضادة للسرطانات‪".‬‬ ‫تحديد جينات أساسية تخليقية‪ ،‬مفتاح لتطوير عالجات للسرطانات الموسومة بنقص مثبط محدد للورم‬

‫األدوية الجينومية‪:‬‬ ‫توسيع الشبكة‬

‫ت‬ ‫اس�اتيجية مبتكرة للتنقيب عن أهداف عالجية للرسطانات بع� فحص الجينات‬ ‫المحفوظة ف ي� جينوماتها‪.‬‬

‫إن ســرطان البروســتاتا أحــد أهــم أســباب الوفــاة‬ ‫ّ‬ ‫فــي أوســاط الرجــال علــى مســتوى العالــم‪ .‬وهــو‬ ‫أيضــا أحــد أنــواع الســرطان التــي تتّ ســم بنقــص‬ ‫ً‬ ‫كابــح محــدد للــورم‪ :‬حتــى ‪ %70‬مــن ســرطانات‬ ‫البروســتاتا‪ ،‬يظهــر فيهــا فقــدان الجيــن الــذي ُيشـ ّـفر‬ ‫بروتيــن ‪ ،PTEN‬وهــو بروتيــن كابــح للــورم وضــروري‬ ‫لمنــع انقســام الخليــة وتحفيــز موتهــا‪.‬‬ ‫درس أالن وانــج ورونالــد دي‪-‬بينــو مــن مركــز إم‬ ‫دي أندرســون للســرطان فــي جامعــة تكســاس‬ ‫‪12‬‬

‫يوليو‬

‫‪2017‬‬

‫وزمالؤهمــا أنمــاط حــذف الجيــن فــي ســرطان‬ ‫البروســتاتا باســتخدام قواعــد بيانــات جينوميــة‬ ‫جديــدا عبــر‬ ‫عالجيــا‬ ‫هدفــا‬ ‫ً‬ ‫متعــددة‪ .‬واكتشــفوا‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫حــذف فــي بعــض أنــواع‬ ‫لتعقــب جينــات تُ َ‬ ‫ّ‬ ‫المســح‬ ‫ســرطان البروســتاتا‪ ،‬ولكنهــا تُ حفــظ بثبــات فــي أنــواع‬ ‫الســرطان التــي تفتقــر إلــى بروتيــن ‪.PTEN‬‬ ‫إن فكــرة إيجــاد أهــداف عالجيــة مــن خــال‬ ‫ّ‬ ‫دراســة حــذف الجينــات ليســت بالجديــدة‪ .‬فقــد‬ ‫برهنــت دراســات ســابقة فاعليــة هــذا النهــج فــي‬

‫أيضــا الجيــن الــذي يشــفر‬ ‫كمــا حــدد الباحثــون ً‬ ‫عامــل إعــادة تشــكيل الكروماتيــن ‪،CHD1‬‬ ‫كهــدف عالجــي محتمــل آخــر‪ .‬وإلثبــات صحــة‬ ‫خطوطــا خلويــة لســرطان‬ ‫جينيــا‪،‬‬ ‫ذلــك‪ ،‬عدلــوا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫البروســتاتا وســرطان الثــدي يفتقــران إلــى‬ ‫بروتيــن ‪ ،PTEN‬عبــر خفــض التعبيــر الجينــي‬ ‫أن نفــاذ‬ ‫للبروتيــن ‪ CHD1‬فيهمــا‪ .‬وجــد الباحثــون َّ‬ ‫‪ CHD1‬كبــح تكاثــر خاليــا الســرطان بشــدة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫ممــا قــد‬ ‫كبــح بقاءهــا وقدرتهــا‬ ‫المكونــة لــأورام‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫فعالــة فــي‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫‪CHD1‬‬ ‫أن مثبطــات‬ ‫ّ‬ ‫يعنــي ّ‬ ‫مكافحــة ســرطان البروســتاتا الــذي يفتقــر إلــى‬ ‫بروتيــن ‪.PTEN‬‬ ‫تُ ظهــر الدراســة جــدوى إيجــاد أهــداف عالجيــة‬ ‫فــي الســرطانات الموســومة بنقــص كابحــات‬ ‫أورام محــددة باســتخدام هــذا النهــج‪ .‬ويقــول‬ ‫«ســيمهد نهجنــا لتحديــد أهــداف لكابحــات‬ ‫وانــج‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫طرقــا [إضافيــة] لتطويــر العالجــات‬ ‫ً‬ ‫أورام محذوفــة‪،‬‬ ‫المضــادة للســرطانات»‪.‬‬ ‫‪Zhao, D., Lu, X., Wang, G., Lan, Z., Liao, W. et al. Syn‬‬‫‪thetic essentiality of chromatin remodelling factor‬‬

‫–‪CHD1 in PTEN-deficient cancer. Nature 542, 484‬‬ ‫‪488 (2017).‬‬

‫‪L E I G H P R AT HE R / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫أنــواع ســرطان الثــدي التــي تتّ ســم بنقــص بروتيــن‬ ‫لتعقــب جينــات‬ ‫ّ‬ ‫‪ .BRCA1‬عبــر فحــوص المســح‬ ‫متطفــرة؛ وهــي غيــر ضــارة فــي معظــم أنــواع‬ ‫ّ‬ ‫ســرطانات الثــدي ولكنهــا مميتــة فــي تلــك التــي‬ ‫تفتقــر إلــى بروتيــن ‪ ،BRCA1‬حــدد الباحثــون الجيــن‬ ‫شــفر إلنزيمــات ‪ PARP1‬كهــدف عالجــي فــي‬ ‫ِّ‬ ‫الم‬ ‫ُ‬ ‫الســرطانات التــي تفتقــر إلــى بروتيــن ‪.BRCA1‬‬ ‫هــذا االكتشــاف قــاد فــي النهايــة إلــى تطويــر‬ ‫أنظمــة عالجيــة جديــدة لســرطانات الثــدي والرحــم‬ ‫بنــاء علــى مثبطــات ‪.PARP1‬‬ ‫ً‬ ‫وفــق هــذا النهــج الجديــد‪ ،‬بحــث وانــج وفريقــه عــن‬ ‫جينــات محذوفــة وأخــرى محفوظــة‪ .‬وبعــد فحــص‬ ‫قاعــدة بيانــات ’أطلــس جينوم الســرطان‘ عــدة مرات‪،‬‬ ‫وغيرهــا مــن قواعــد بيانــات ســرطان البروســتاتا‪،‬‬ ‫حــددوا جينــات ضروريــة تركيبيــة قد تُ ســتخدم كأهداف‬ ‫عالجيــة فــي الســرطانات التــي تفتقــر إلــى بروتيــن‬ ‫‪ .PTEN‬وكان مــن بينهــا جينات تُ شـ ّـفر إنزيمــات ‪PARP1‬‬ ‫و‪ ،PLK‬والتــي ســبق اســتخدام مثبطاتهــا لعــاج‬ ‫ســرطان البروســتاتا وســرطان القولــون والمســتقيم‬ ‫وســرطان بطانــة الرحــم‪.‬‬


‫ً‬ ‫مسؤول عن‬ ‫"كان داء السكري‬ ‫أكثر من ‪ 20‬ألف حالة وفاة‬ ‫في عام ‪ 2015‬فقط‪".‬‬

‫مراقبة مضاعفات مرض‬ ‫السكري عن كثب‬

‫دراسة استقصائية تسلط الضوء عىل العالقة ي ن‬ ‫ب� مؤ�ش ات جزيئية والمضاعفات المحتملة‬ ‫ن‬ ‫الثا� ‪.‬‬ ‫للسكري من النوع ي‬

‫أفــاد بحــث ســعودي أن رصــد مؤشــرات جزيئيــة‬ ‫إضافيــة قــد يســهم فــي تجنُّ ــب حــدوث مضاعفــات‬ ‫لــدى مرضــى الســكري‪.‬‬ ‫ســجلت المملكــة العربيــة الســعودية أحــد أعلــى‬ ‫معــدالت اإلصابــة بمــرض الســكري فــي العالــم‪،‬‬ ‫حيــث يبلــغ عــدد المصابيــن بــه ‪ 3.5‬مالييــن‪ ،‬وزادت‬ ‫أعــداد الوفيــات الناجمــة عــن المــرض علــى ‪ 20‬ألــف‬ ‫حالــة وفــاة فــي عــام ‪.2015‬‬ ‫توصــي المبــادئ التوجيهيــة العامــة الحاليــة فــي‬ ‫المملكــة بعــاج مرضــى الســكري ممــن يعانــون‬ ‫عــدم ضبــط مســتويات الســكر فــي الــدم بالشــكل‬ ‫مصحوبــا‬ ‫المطلــوب‪ ،‬باإلنســولين وحــده أو‬ ‫ً‬ ‫بعقاقيــر خفــض مســتويات الجلوكــوز عــن طريــق‬ ‫الفــم‪ .‬ويشــير البحــث إلــى زيــادة اعتمــاد األطبــاء‬

‫علــى العــاج باإلنســولين للحــد مــن المضاعفــات‬ ‫المتعلقــة باألوعيــة الدمويــة لــدى هــؤالء المرضــى‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن فوائــد العــاج باإلنســولين‪ ،‬قــد‬ ‫يصاحبــه زيــادة فــي الــوزن وحــدوث نوبــات انخفاض‬ ‫فــي مســتويات الجلوكــوز فــي الــدم بصــورة أكثــر‬ ‫تواتــرا‪ .‬كمــا يمكــن أن تــؤدي زيــادة الــوزن الناتجــة‬ ‫ً‬ ‫عــن العــاج باإلنســولين إلــى حــدوث مضاعفــات‬ ‫متعلقــة بالقلــب واألوعيــة الدمويــة بطريقــة‬ ‫مباشــرة وغيــر مباشــرة‪.‬‬ ‫أيضــا زيــادة خطر اإلصابــة بأمراض القلب‬ ‫وترتبــط ً‬ ‫واألوعيــة الدمويــة بارتفــاع مســتويات البروتيــن‬ ‫مؤشــرا غيــر‬ ‫وي َعــد‬ ‫ً‬ ‫المتفاعل‪-‬ســي فــي الــدم‪ُ ،‬‬ ‫نوعــي للمــرض‪ .‬كذلــك‪ ،‬يرتبــط ارتفــاع مســتويات‬ ‫اإلنزيــم جامــا جلوتامايــل ترانســفيريز (‪ )GGT‬بزيــادة‬

‫بشــكل عــام‪ ،‬وجــد الباحثــون أن مســتويات‬ ‫الجلوكــوز لــدى المرضــى الذيــن يخضعــون للعــاج‬ ‫باإلنســولين فقــط أعلــى مــن مســتوياته لــدى‬ ‫المرضــى الذيــن يتناولــون بجانــب اإلنســولين‪ ،‬أدوية‬ ‫خفــض الجلوكــوز عــن طريــق الفــم‪ .‬ومــع هــذا‪ ،‬يحــذر‬ ‫الباحثــون مــن أن هــذه النتيجــة قــد تكــون ناجمــة عــن‬ ‫عــدم امتثــال المرضــى لبرنامــج العــاج باإلنســولين‪.‬‬ ‫أيضــا أن نــوع العــاج لــم يؤثــر‬ ‫وجــد الباحثــون ً‬ ‫علــى مســتويات البروتيــن المتفاعــل‪ -‬ســي‬ ‫وإنزيــم جامــا جلوتامايــل ترانســفيريز‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬ ‫بــكل مــن‪:‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ارتبطــت مســتويات اإلنزيــم العاليــة‬ ‫ضعــف التحكــم فــي مســتويات الجلوكــوز فــي‬ ‫الــدم‪ ،‬والمســتويات غيــر المنتظمــة للدهــون فــي‬ ‫الــدم‪ ،‬وضغــط الــدم المرتفــع‪ ،‬والســمنة المفرطــة‬ ‫فــي منطقــة البطــن‪ .‬كمــا ارتبــط ارتفــاع مســتويات‬ ‫البروتيــن المتفاعــل‪ -‬ســي بزيــادة محيــط الخصــر‪.‬‬ ‫يوصــي الباحثــون بقيــاس مســتويات البروتيــن‬ ‫المتفاعــل‪ -‬ســي وإنزيــم جامــا جلوتامايــل‬ ‫ترانســفيريز بانتظــام فــي مرضــى الســكري؛‬ ‫لتقييــم العوامــل التــي ربمــا تزيــد مــن خطــر حــدوث‬ ‫مضاعفــات كأمــراض القلــب واألوعيــة الدمويــة‪.‬‬ ‫ولكــن هنــاك مــن يــرى أن التوصيــة ســابقة‬ ‫ألوانهــا‪ .‬تقــول رونــدا كوبــر دي هــوف ‪-‬أســتاذ‬ ‫علــم المعالجــة الدوائيــة وطــب القلــب واألوعيــة‬ ‫الدمويــة بجامعــة فلوريــدا‪“ :-‬تُ ظهــر البيانــات‬ ‫جــدا مــن‬ ‫هــذه االرتباطــات فــي مجموعــة صغيــرة ًّ‬ ‫المرضــى‪ ،‬وال دليــل علــى وجــود عالقــة ســببية‪ .‬ال‬ ‫بــد مــن تكــرار هــذه النتائــج فــي العديــد مــن الفئــات‬ ‫األخــرى قبــل أن يوصــى بإجــراء مراقبــة روتينيــة‬ ‫لهــذه المؤشــرات”‪.‬‬ ‫‪Bahijri, S. M., Ahmed, M., Al-Shali, K., Bokhari, S., Alho‬‬‫‪zali, A. et al. The relationship of management modal‬‬‫‪ity in Saudi patients with type 2 diabetes to compo-‬‬

‫‪nents of metabolic syndrome, γ glutamyl transferase‬‬ ‫‪and highly sensitive C-reactive protein. Therapeutic‬‬

‫‪Advances in Chronic Disease 7, 246-254 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪13‬‬

‫‪G A R O/ P HA NI E / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫خطــر اإلصابــة بالســكري‪ ،‬وارتفــاع ضغــط الــدم‬ ‫ومضاعفــات القلــب واألوعيــة الدمويــة‪.‬‬ ‫أراد فريــق بحثــي مــن المملكة العربية الســعودية‬ ‫معرفــة العالقــة بيــن نــوع العــاج المســتخدم‬ ‫مريضــا بالســكري مــن النــوع الثانــي‬ ‫ً‬ ‫فــي ‪153‬‬ ‫فــي مستشــفيين بالمملكــة‪ ،‬ومــدى النجــاح الــذي‬ ‫حققــه العــاج فــي ضبــط مســتويات الجلوكــوز‬ ‫بالــدم‪ ،‬وعوامــل خطــر اإلصابــة بأمــراض القلــب‪،‬‬ ‫ومســتويات البروتيــن المتفاعــل‪ -‬ســي وإنزيــم‬ ‫جامــا جلوتامايــل ترانســفيريز فــي مصــل الــدم‪.‬‬


‫خاليا بيتا ُم َعززة قد تكون‬ ‫لح َقن اإلنسولين‬ ‫ً‬ ‫بديل ُ‬ ‫اس�اتيجية عالجية إلنتاج خاليا بيتا من ض‬ ‫ت‬ ‫مر� السكري من النوع‬ ‫أ‬ ‫ُحدث نقلة ف ي� عالج المرض‬ ‫الول ت ِ‬

‫وعــودا‬ ‫تحمــل الخاليــا الجذعيــة‬ ‫ً‬ ‫كبيــرة فــي مجــال عــاج األمــراض‬ ‫المســتعصية‪ ،‬إذ يمكــن اســتخدامها‬ ‫فــي العالجــات البديلــة للخليــة‪ ،‬وفــي‬ ‫ــور المــرض ودراســته‪.‬‬ ‫مراقبــة تَ َط ُّ‬ ‫طــور علمــاء مــن الواليــات‬ ‫واليــوم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫المتحــدة خاليــا بيتــا قــادرة علــى‬ ‫البقــاء‪ ،‬وهــي الخاليــا المســؤولة عــن‬ ‫إنتــاج اإلنســولين فــي الجســم‪ ،‬وذلك‬ ‫خرجة‬ ‫باســتخدام خاليــا جذعيــة ُمســتَ َ‬ ‫مــن مرضــى مصابيــن بمــرض‬ ‫الســكري مــن النــوع األول‪ .‬نتائجهــم‬ ‫قــد تعنــي أن مرضــى الســكري‬ ‫تلقــي جرعــات ُم َعــزِّ زَ ة مــن‬ ‫يمكنهــم ِّ‬

‫‪14‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫خاليــا بيتــا الشــخصية بـ ً‬ ‫ـدل مــن الحاجــة‬ ‫إلــى ُح َقــن اإلنســولين‪.‬‬ ‫تُ نتــج خاليــا بيتــا ‪-‬الموجــودة فــي‬ ‫البنكريــاس‪ -‬اإلنســولين وتُ خزنــه‬ ‫اســتجابة الرتفــاع مســتويات‬ ‫ً‬ ‫وتفــرزه‬ ‫الســكر فــي الــدم لذروتهــا‪ .‬ويحــدث‬ ‫مــرض الســكري مــن النــوع األول‬ ‫وهــو النــوع المعتمــد علــى‬‫اإلنســولين‪ -‬نتيجــة تدميــر مناعــي‬ ‫ذاتــي لهــذه الخاليــا‪ .‬وإذ إن خاليــا‬ ‫ـتهدف الرئيســي فــي‬ ‫المسـ َ‬ ‫بيتــا هــي ُ‬ ‫تطــور المــرض‪ ،‬فــإن العــاج بالخاليــا‬ ‫ُّ‬ ‫الجذعيــة الرامــي إلــى تعويــض هــذه‬ ‫الخاليــا‪ ،‬قــد يشــكل قيمــة كبيــرة‪.‬‬

‫زرع خاليا بيتا من شخص‬

‫مصاب بالسكري من النوع‬ ‫األول (باللون األزرق)‬

‫في فأر‪ ،‬إذ أفرزت الخاليا‬

‫اإلنسولين (باللون األخضر)‬

‫بنجاح استجابة للحقن‬ ‫بالجلوكوز‪.‬‬


‫‪Millman, J.R., Xie, C., Van Dervort, A., Gür‬‬‫‪tler, M., Pagliuca, F.W. & Melton, D.A.‬‬

‫‪Generation of stem cell-derived β-cells‬‬ ‫‪from patients with type 1 diabetes.‬‬

‫‪Nature Communications 7, 11463‬‬ ‫‪(2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪15‬‬

‫‪20 1 6 JEF F R EY M I LLM A N‬‬

‫جيفــري ميلمــان ‪-‬مــن جامعــة‬ ‫واشــنطن‪ ،‬مدرســة الطــب‪ ،‬الــذي‬ ‫قــاد المشــروع‪ -‬يقــول‪“ :‬فــي عــام‬ ‫طورنــا اســتراتيجية إلنتــاج خاليــا‬ ‫‪ّ 2014‬‬ ‫بيتــا عاملــة مــن خاليــا جذعيــة بشــرية‬ ‫متعــددة القــدرات”‪ .‬ويســتطرد‪:‬‬ ‫“واآلن‪ ،‬توســعنا فــي هــذا النهــج‬ ‫إلنتــاج خاليــا بيتــا مــن خاليــا جذعيــة‬ ‫مســتخرجة مــن مرضــى مصابيــن‬ ‫َ‬ ‫ـن‬ ‫بالســكري مــن النــوع األول‪ .‬لــم يتسـ َّ‬ ‫لنــا َقــط مــن قبــل الوصــول إلــى هــذه‬ ‫الخاليــا فــي هــؤالء المرضــى‪ ،‬ألنهــا‬ ‫تتلــف بســرعة شــديدة فــي أثنــاء‬ ‫تطــور المــرض”‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫بــدأ الباحثــون باســتخراج خاليــا‬ ‫جذعيــة متعــددة القــدرات غيــر ناضجــة‬ ‫مــن عينــات جلــد ُأ ِخــذت مــن مرضــى‬ ‫متطوعيــن مصابيــن بمــرض الســكري‬ ‫مــن النــوع األول‪ .‬الخاليــا الجذعيــة‬ ‫متعــددة القــدرات هــي فــي األصــل‬ ‫خاليــا بالغــة أعيــدت برمجتهــا وأصبــح‬ ‫التحــول إلــى أي‬ ‫لديهــا القــدرة علــى‬ ‫ُّ‬ ‫نــوع آخــر مــن الخاليــا‪ .‬وبعــد ذلــك‪،‬‬ ‫مــواد‬ ‫اســتخدم الفريــق البحثــي‬ ‫َّ‬ ‫كيميائيــة وبروتينــات للتالعــب فــي‬ ‫الضروريــة‬ ‫اإلشــارات‬ ‫مســارات‬ ‫ومحــاكاة اإلشــارات الالزمــة لتحفيــز‬ ‫والتحــول إلــى‬ ‫التمايــز‬ ‫الخاليــا علــى‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫خاليــا بيتــا‪.‬‬ ‫يؤكــد ميلمــان‪“ :‬إن التكنولوجيــا‬ ‫المطلوبــة إلتمــام هــذا العمــل أصبحت‬ ‫متاحــة فــي العاميــن األخيريــن فقــط‪.‬‬ ‫ضربــا‬ ‫ولكــن قبــل ذلــك‪ ،‬كان تنفيذهــا‬ ‫ً‬ ‫مــن الخيــال العلمــي بالمعنــى الحرفي‬ ‫للكلمــة”‪ .‬ويضيــف ميلمــان‪“ :‬لــم يكــن‬ ‫لدينــا فكــرة عمــا إذا كنــا سنســتطيع‬ ‫الحفــاظ علــى خاليــا بيتــا الم ُـــنتَ َجة مــن‬ ‫المرضــى‪ ،‬حيــة أم ال”‪.‬‬

‫اختبــر الفريــق خاليــا بيتــا التــي‬ ‫أنتجوهــا مــن المرضــى‪ ،‬فــي مــزارع‬ ‫وفــي فئــران مصابــة بالســكري؛‬ ‫لحقــن‬ ‫لمراقبــة كيفيــة اســتجابة الخاليــا ُ‬ ‫الجلوكــوز‪ .‬وجــد الباحثــون أن خاليــا بيتــا‬ ‫كانــت تعمــل بكامــل طاقتهــا وأفــرزت‬ ‫اإلنســولين عندمــا استشــعرت ارتفــاع‬ ‫لحــظ‬ ‫مســتويات الجلوكــوز‪ .‬ولــم ُي َ‬ ‫وجــود أي فــرق بيــن هــذه الخاليــا‬ ‫وخاليــا بيتــا فــي األشــخاص األصحــاء‪.‬‬ ‫ثمــة فائدتــان رئيســيتان لهــذه‬ ‫التكنولوجيــا؛ األولــى هــي أن هــذه‬ ‫الخاليــا يمكــن زرعهــا فــي المرضــى‪،‬‬ ‫ممــا يعنــي أنهــم لــن يحتاجــوا إلــى‬ ‫وستتحســن‬ ‫اإلنســولين‬ ‫حقــن‬ ‫قدرتهــم كثيـ ًـرا علــى ضبــط مســتويات‬ ‫الجلوكــوز‪ .‬وإذ إن هــذه الخاليــا يمكــن‬ ‫اســتخراجها مــن المريــض نفســه‪،‬‬ ‫فلــن يحــدث رفــض مناعــي للخاليــا‬ ‫المزروعــة‪ ،‬ال ســيما عندمــا يصاحــب‬ ‫عالجــا‬ ‫هــذا اإلجــراء إعطــاء المريــض‬ ‫ً‬ ‫لتثبيــط المناعــة‪ ،‬وفــق ميلمــان‪.‬‬ ‫الفائــدة الثانيــة‪ ،‬هــي أن هــذه‬ ‫التكنولوجيــا تقــدم فرصــة لدراســة‬ ‫خاليــا بيتــا الخاصــة بمرضــى الســكري‬ ‫مــن النــوع األول للمــرة األولــى‪.‬‬ ‫يقــول ميلمــان‪“ :‬ربمــا تتكشــف آفــاق‬ ‫جديــدة حــول كيفيــة بــدء اإلصابــة‬ ‫بمــرض الســكري‪ ،‬ممــا قــد يــؤدي فــي‬ ‫يــوم مــا إلــى اكتشــاف عــاج وقائــي‬ ‫للمــرض”‪.‬‬


‫فهم أسباب‬ ‫المرض العصبي‬ ‫بواسطة عالجاته‬ ‫خصائص جديدة مضادة ت‬ ‫للبك�يا ت ّتسم بها‬ ‫العالجات القائمة حال ًيا للتصلب المتعدد‪،‬‬ ‫تش� إىل أسباب نشوء المرض المحتملة‪.‬‬ ‫ي‬

‫التّ ُّ‬ ‫المتعــدد حالــة صحيــة موهنــة للبــدن‬ ‫صلــب‬ ‫ِّ‬ ‫تؤثــر علــى الجهــاز العصبــي المركــزي وتــؤدي إلــى‬ ‫حســية‬ ‫والتيبــس ونشــوء مشــكالت‬ ‫الضعــف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫وإدراكيــة‪ .‬مــن الناحيــة التقليديــة‪ُ ،‬ي َعــد المــرض أحــد‬ ‫أمــراض المناعــة الذاتيــة‪ ،‬إذ يهاجــم جهــاز المناعــة‬ ‫غشــاء المايليــن الدهنــي الــذي يحمــي األعصــاب‪.‬‬ ‫تــورط عوامــل‬ ‫أن دراســة حديثــة تشــير إلــى‬ ‫ُّ‬ ‫ّإل ّ‬ ‫ميكروبيــة ُمم ِرضــة فــي نشــوء المــرض‪.‬‬ ‫بحــث كريــم رومــا‪ ،‬المتخصــص فــي علــم األحيــاء‬ ‫الدقيقــة الطبــي مــن جامعــة روكفلــر‪ ،‬وزمــاؤه مــن‬ ‫جهــات أخــرى فــي الواليــات المتحــدة‪ ،‬آليــة عمــل‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫أمــا فــي إلقــاء‬ ‫التصلــب المتعــدد‪،‬‬ ‫عقاقيــر عــاج‬ ‫مســببات هــذه الحالــة‪ .‬وركّــز الفريــق‬ ‫الضــوء علــى‬ ‫ِّ‬ ‫علــى ثالثــة عقاقيــر ُم ّثبطــة للمــرض‪ :‬فينجوليمــود‪،‬‬ ‫تيريفلونوميــد وثنائي‪-‬ميثيــل الفومــارات‪ .‬تُ بطــئ‬ ‫تقــدم المــرض عبــر قمــع جهــاز‬ ‫العقاقيــر الثالثــة‬ ‫ُّ‬ ‫أيضــا علــى الجهــاز‬ ‫المناعــة أو تثبيطــه‪ ،‬وقــد تؤثــر ً‬ ‫الهضمــي‪ ،‬إذ تؤخــذ جميعهــا عــن طريــق الفــم‪.‬‬ ‫مــا أثــار فكــرة البحــث هــو مالحظــة أن بعــض أنــواع‬ ‫ــم ّية لألعصــاب‪.‬‬ ‫البكتيريــا تنتــج‬ ‫الس ّ‬ ‫مــواد شــديدة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ــة‬ ‫الم َط ِّث َّي ُ‬ ‫تحديــدا‪ ،‬مــع بكتيريــا تدعــى ِ‬ ‫لوحــظ ذلــك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الحاط َمــة‪ ،‬وعــادةً مــا نجدهــا فــي الماشــية‪ ،‬وتنتــج‬ ‫ِ‬ ‫«ســم إبســيلون» الــذي يتموضــع فــي موقعيــن‬ ‫ّ‬ ‫بالتصلــب المتعــدد ‪-‬الحاجــز الدمــوي‬ ‫مرتبطيــن‬ ‫الدماغــي ومايليــن الجهــاز العصبــي المركــزي‪.‬‬ ‫أن ســم إبســيلون الــذي تُ فــرزه‬ ‫مــن المعــروف ّ‬ ‫تلــك البكتيريــا يــؤذي الحاجــز الدمــوي الدماغــي لــدى‬ ‫الحيوانــات المنتجــة للحليــب‪ .‬بالمثــل‪ ،‬يتضــرر الحاجــز‬ ‫الدمــوي الدماغــي لــدى مصابــي التصلــب المتعــدد‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫‪Rumah, K. R., Vartanian, T. K. & Fischetti, V. A. Oral‬‬ ‫‪multiple sclerosis drugs inhibit the in vitro growth of‬‬ ‫‪epsilon toxin producing gut bacterium Clostridium‬‬

‫‪perfringens. Frontiers in Cellular and Infection Micro‬‬‫‪biology 7: 11 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪17‬‬

‫‪DEC A DE3 D / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫يقــول رومــا‪« :‬لــم َأر بعــد ُسـ ًّـما آخــر يســتهدف علــى‬ ‫وجــه التحديــد األنســجة ذاتهــا التــي تضــررت فــي‬ ‫ُّ‬ ‫التصلــب المتعــدد»‪.‬‬ ‫المســتخدمة فــي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫العقاقي‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫أن‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫الالف‬ ‫ـن‬ ‫مـ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫إبطــاء المــرض تعيــق نمــو بكتيريــا المطثيــة الحاطمــة‪،‬‬ ‫مضــادا للبكتيريــا بتراكيــز‬ ‫واضحــا‬ ‫نشــاطا‬ ‫إذ أظهــرت‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشــابهة لتلــك الموجــودة فــي أمعــاء اإلنســان‬ ‫وفــق الجرعــات العاديــة الموصــى بهــا‪.‬‬ ‫مــن َثــم فتــش الباحثــون عــن مركبــات مرتبطــة‬ ‫بهــذه العقاقيــر التــي قــد يطابــق ‪-‬أو حتــى يتجــاوز‪-‬‬ ‫نشــاطها‪ ،‬نشــاط العقاقيــر المضــاد للبكتيريــا؛ مــع‬ ‫أن‬ ‫تقليــل تأثيراتهــا الجانبيــة قــدر اإلمــكان‪ .‬فوجــدوا ّ‬ ‫حمــض جامبوجيــك‪ ،‬وهــو مركــب طبيعــي يســتخدم‬ ‫فــي الطــب الصينــي‪ ،‬والــذي يرتبــط بثنائي‪-‬ميثيــل‬ ‫فع ً‬ ‫تحديــدا‪ ،‬ضــد المطثيــة‬ ‫ــال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الفومــارات‪ ،‬كان ّ‬ ‫الحاطمــة‪ .‬وبالمثــل‪ ،‬وجــد الباحثــون مركبــات‬ ‫مضــادة للبكتيريــا مرتبطــة بفينجوليمــود‪ ،‬لكــن مــع‬ ‫احتمــال إحــداث تأثيــرات جانبيــة أقــل‪ ،‬إذ تفتقــر إلــى‬ ‫خصائــص فينجوليمــود المثبطــة للمناعــة‪.‬‬ ‫يضــع هــذا البحــث أمامنــا اســتنتاجات مثيــرة‬ ‫لالهتمــام‪ ،‬ليــس فقــط فيمــا يخــص األســباب‬ ‫رجحــة للوقــوف وراء التصلــب المتعــدد‪ ،‬وإنمــا‬ ‫الم ّ‬ ‫ُ‬ ‫بنــاء علــى‬ ‫مبتكــرة‬ ‫عــاج‬ ‫بطــرق‬ ‫يتعلــق‬ ‫فيمــا‬ ‫ً‬ ‫الميكروبــات المنتجــة لســموم األعصــاب‪ .‬ومــع‬ ‫ذلــك‪ ،‬وفــي الوقــت الحالــي‪ ،‬علينــا النظــر إلــى هــذه‬ ‫النتائــج باعتبارهــا وقتيــة فقــط‪.‬‬ ‫جــدا‪ ،‬لكــن مــا‬ ‫مثيــر‬ ‫يقــول رومــا‪« :‬مــا أثبتنــاه‬ ‫ًّ‬ ‫هــو إال جــزء صغيــر مــن أحجيــة كبيــرة»‪ .‬يبحــث رومــا‬ ‫موجــودا‬ ‫عمــا إذا كان ســم إبســيلون‬ ‫ً‬ ‫وفريقــه اآلن ّ‬ ‫لــدى مرضــى التصلــب المتعــدد‪ .‬ويســتطرد رومــا‬ ‫ً‬ ‫قائــا‪« :‬إذا تحققنــا مــن العالقــة الســببية بيــن‬ ‫إبســيلون [والتصلــب المتعــدد]‪ ،‬فقــد ال تبقــى‬ ‫هنــاك حاجــة الســتخدام العالجــات المضــادة‬ ‫حاليــا‪ .‬عندهــا ســنعرف‬ ‫المســتخدمة‬ ‫ًّ‬ ‫لاللتهابــات ُ‬ ‫بالتحديــد مــا هــي الجزيئــات والمتعضيــات التــي‬ ‫سنســتهدفها‪ ...‬فقــد نســتطيع وقايــة األشــخاص‬ ‫مــن اإلصابــة بالمــرض‪ ،‬وكذلــك إيقــاف تطــوره لــدى‬ ‫المصابيــن بــه»‪.‬‬


‫طفرة جديدة مرتبطة بمتالزمة لي‬ ‫طفل� ث‬ ‫اكتشاف طفرة مسؤولة عن المرض لدى ي ن‬ ‫حدي� الوالدة بالمملكة العربية السعودية‬ ‫ي‬

‫‪18‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫كالهمــا فــي غضــون يوميــن بعــد‬ ‫الــوالدة‪ ،‬إلــى أول إبــاغ عــن طفــرة‬ ‫نــادرة توقــف عمــل إنزيــم أساســي‬ ‫يســمى ‪.SCEH‬‬

‫"حدوث خلل في‬ ‫خطوة واحدة فقط في‬ ‫أحد مسارات األيض‬ ‫المشتركة من شأنه‬ ‫إحداث تغيرات كبيرة‬ ‫في أجسامنا‪".‬‬

‫المحرز في الفحص‬ ‫التقدم‬ ‫َ‬ ‫الوراثي بالغ األهمية‬ ‫لتشخيص الحاالت النادرة‬ ‫للغاية من متالزمة لي‪.‬‬

‫متالزمــة لــي هــي اضطــراب وراثــي‬ ‫حــاد‪ ،‬يــؤدي إلــى فشــل تنفســي‬ ‫قــد يــودي بالحيــاة‪ ،‬وتشــوهات‬ ‫دماغيــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى فقــدان‬

‫يــؤدي إنزيــم ‪ ،SCEH‬الــذي يشــفره‬ ‫أساســيا فــي‬ ‫دورا‬ ‫الجيــن ‪،ECHS1‬‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫تحويــل الدهــون إلــى طاقــة مــن أجــل‬ ‫النمــو الســليم‪ ،‬ولــم يتــم التحقــق‬ ‫منــه إال مؤخـ ًـرا فــي ســياق البحــث عــن‬ ‫أســباب متالزمــة لــي‪.‬‬ ‫وقــد كشــفت الدراســات الســابقة‬ ‫عــن طفــرات مختلفــة فــي الجيــن‬ ‫‪ ECHS1‬المســببة لمتالزمــة لــي‪،‬‬ ‫يحملهــا األب أو األم‪ .‬لكــن وألول‬ ‫مــرة‪ ،‬تمكــن الباحثــون فــي مركــز‬ ‫الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة‪ ،‬بالتعــاون مــع مستشــفى‬ ‫الملــك فيصــل التخصصــي ومركــز‬ ‫األبحــاث فــي الريــاض‪ ،‬مــن تحديــد‬ ‫نــوع جديــد متغايــر مــن الزيجــوت‬ ‫متماثلــة األالئــل (يحملــه كال‬ ‫ظاهريــا‬ ‫نمطــا‬ ‫الوالديــن)‪ ،‬يســبب‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫مميتً ــا مــن هــذه الحالــة المرضيــة‪.‬‬ ‫يقــول فــؤاد المطيــري ‪-‬اختصاصــي‬ ‫الوراثــة اإلكلينيكيــة فــي مركــز الملــك‬ ‫عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪:-‬‬ ‫«نظـ ًـرا لنمــط زواج األقــارب المتعــارف‬ ‫عليــه فــي الســعودية وتكــراره بيــن‬ ‫األجيــال‪ ،‬افترضنــا أن المتالزمــة‬

‫‪Al Mutairi, F., Shamseldin, H.E., Alfad-‬‬

‫‪hel, M., Rodenburg, R.J. & Alkuraya, F.S.‬‬ ‫‪A lethal neonatal phenotype of mito-‬‬

‫‪enoyl-CoA‬‬

‫‪short-chain‬‬

‫‪chondrial‬‬

‫‪hydratase-1 deficiency. Clinical Genet-‬‬

‫‪ics 91, 629–633 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪19‬‬

‫‪DE CO I M AG E S I I / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫القــوة العضليــة‪ .‬وهنــاك حوالــي‬ ‫شــخص واحــد يولــد بهــذه الحالــة‬ ‫مــن بيــن كل ‪ 36‬ألــف شــخص‪ .‬فــي‬ ‫نقصــا‬ ‫معظــم الحــاالت‪ُ ،‬يعتقــد أن‬ ‫ً‬ ‫فــي اإلنزيمــات هــو الســبب فــي‬ ‫هــذا المــرض بالتداخــل مــع قــدرة‬ ‫الجســم علــى إنتــاج الطاقــة فــي‬ ‫الميتوكوندريــا داخــل الخاليــا‪.‬‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬توصلــت دراســة حالــة‬ ‫ً‬ ‫ُأجريــت علــى شــقيقين‪ ،‬توفــي‬

‫ناشــئة عــن طفــرة مشــتركة متوارثــة‬ ‫مــن الزيجــوت متماثلــة األالئــل»‪.‬‬ ‫فــي البدايــة‪ ،‬وعلــى الرغــم مــن‬ ‫التحاليــل المكثفــة باســتخدام جميــع‬ ‫«االختبــارات الوراثيــة التسلســلية‬ ‫تجاريــا»‪ ،‬يقــول‬ ‫المتطــورة المتاحــة‬ ‫ًّ‬ ‫المطيــري إن الطفــرة ظلــت غيــر‬ ‫ُم َ‬ ‫مــرارا‬ ‫كتشــفة‪ .‬وبتركيــز الفحــص‬ ‫ً‬ ‫وتكــرارا علــى المنطقــة الجينوميــة‬ ‫ً‬ ‫المشــتركة بيــن الطفليــن باســتخدام‬ ‫تقنيــة التسلســل اإلكســومي‪ ،‬وهــي‬ ‫تقنيــة تســتهدف أجــزاء البروتيــن‬ ‫المشــفرة مــن الجينــوم‪ ،‬تمكــن‬ ‫الباحثــون مــن الوقــوف علــى نــوع‬ ‫واحــد مــن الزيجــوت متماثلــة األالئــل‬ ‫فــي الجيــن ‪.ECHS1‬‬ ‫يقــول المطيــري إن حــدوث خلــل‬ ‫فــي «خطــوة واحــدة فقــط فــي أحــد‬ ‫مســارات األيــض المشــتركة مــن‬ ‫شــأنه إحــداث تغيــرات كبيــرة فــي‬ ‫أجســامنا»‪ .‬ويســتطرد‪« :‬وفــي هــذه‬ ‫الحالــة النــادرة‪ ،‬كان هنــاك ضــرر شــديد‬ ‫لحــق بتكويــن البروتيــن‪ ،‬ممــا أثــر علــى‬ ‫وظيفــة الجيــن بأكملــه وعطــل نشــاط‬ ‫اإلنزيــم»‪.‬‬ ‫تســلط هــذه الدراســة الضــوء علــى‬ ‫أوجــه القصــور فــي تقنيــات الفحــص‬ ‫الجينــي التقليديــة‪ ،‬والحاجــة إلــى إحــراز‬ ‫تقــدم فــي المعلوماتيــة الحيويــة‬ ‫وتوســيع نطــاق توافــر البيانات الجينية‬ ‫وتحقيقــا‬ ‫ً‬ ‫المســتندة إلــى الســكان‪.‬‬ ‫لهــذه الغايــة‪ ،‬ســيضطلع «مشــروع‬ ‫الجينــوم البشــري الســعودي» ‪-‬وهــو‬ ‫ـام للبيانــات الجينيــة القائمــة‬ ‫مــورد متنـ ٍ‬ ‫علــى الســكان‪ -‬بــدور محــوري فــي‬ ‫تعزيــز الكشــف عــن تداعيــات األمــراض‬ ‫الوراثيــة‪.‬‬ ‫يقــول المطيــري‪« :‬معرفــة الســبب‬ ‫وفهــم الفســيولوجيا المرضيــة‬ ‫للمــرض‪ ،‬يمنحنــا األمــل فــي حــاالت‬ ‫أخــرى قــد تكــون الخيــارات العالجيــة‬ ‫فيهــا متاحــة»‪ .‬ويضيــف‪« :‬تحديــد‬ ‫الخلــل الجينــي كخطــوة أولــى قــد‬ ‫مفيــدا للغايــة بالنســبة‬ ‫يكــون‬ ‫ً‬ ‫للعائــات؛ للحيلولــة دون تكــرار‬ ‫ا لمــر ض » ‪.‬‬


‫التربص بالعدوى الالحقة‬ ‫ُّ‬ ‫للسكتة الدماغية‬ ‫الصابة بسكتة‬ ‫استهداف خاليا متخصصة تتلف جهاز المناعة عقب إ‬ ‫دماغية بهدف حماية ض‬ ‫الصابة بالعدوى‬ ‫المر� من إ‬

‫‪20‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫‪ZEP H Y R / S P L / G ET T Y I M AG E S‬‬

‫ّ‬ ‫تدفــق‬ ‫تؤثــر الســكتة الدماغيــة الناجمــة عــن إعاقــة ُّ‬ ‫الــدم إلــى الدمــاغ علــى جهــاز المناعــة بشـ ّـدة‪ ،‬والذي‬ ‫العرضــة لإلصابــة بأنــواع‬ ‫يجعــل المرضــى شــديدي ُ‬ ‫فهــم اآلليــات‬ ‫تُ‬ ‫لــم‬ ‫قاتلــة‪.‬‬ ‫مــن العــدوى قــد تكــون‬ ‫َ‬ ‫الخلويــة والجزيئيــة التــي تُ ضعــف جهــاز المناعــة‬ ‫تامــا‪.‬‬ ‫عقــب اإلصابــة بســكتة دماغيــة‬ ‫فهمــا ًّ‬ ‫ً‬ ‫مكــون‬ ‫الباحثيــن‬ ‫مــن‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬كشــف فريــق‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مــن كونــي وونــج وبــول كيوبــس وزمالئهمــا مــن‬ ‫جامعــة مونــاش بملبــورن فــي أســتراليا وجامعــة‬ ‫تبيــن كيــف تحــدث‬ ‫كالجــاري بكنــدا‪ ،‬تفاصيــل مهمــة ّ‬ ‫كبيــرا فــي نشــاط خاليــا‬ ‫تحــو ًل‬ ‫الســكتة الدماغيــة‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫مناعيــة متخصصــة تُ ســمى «الخاليــا التائيــة القاتلــة‬ ‫الطبيعيــة الثابتــة» (‪.iNKT cells)1‬‬ ‫يثبــط‬ ‫الدمــاغ‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫تقــول وونــج‪« :‬تقتــرح النظريــة ّ‬ ‫جهــاز المناعــة بعــد اإلصابــة بســكتة دماغيــة لحمايــة‬ ‫نفســه مــن التهابــات هائلــة»‪ ،‬وتتابــع‪« :‬ولكــن مــن‬ ‫التأثيــرات الجانبيــة لتفعيــل المســارات المضــادة‬ ‫لاللتهــاب‪ ،‬زيــادة القابليــة لإلصابــة بالعــدوى»‪.‬‬ ‫فــي عمــل ســابق علــى الحيوانــات‪ّ ،2‬بيــن فريــق‬ ‫أن خاليــا ‪ iNKT‬تــؤدي وظيفــة مهمــة فــي‬ ‫الباحثيــن ّ‬ ‫تنظيــم اســتجابة الجســم للعــدوى بعــد اإلصابــة‬ ‫عمــا إذا كان نشــاط‬ ‫بالســكتة الدماغيــة‪ .‬وللبحــث ّ‬ ‫أيضــا عقــب‬ ‫ً‬ ‫تلــك الخاليــا يتأثــر لــدى اإلنســان‬ ‫عينــات دم‬ ‫اإلصابــة بســكتة دماغيــة‪ ،‬جمــع الباحثــون ّ‬ ‫مريضــا عنــد دخولهــم للمستشــفى فــي‬ ‫ً‬ ‫مــن ‪36‬‬ ‫لتعقــب إصابتهــم‬ ‫ُّ‬ ‫مســحا‬ ‫وأجــروا‬ ‫مختلفــة‪،‬‬ ‫مــرات‬ ‫ً‬ ‫بــأي عــدوى مثــل التهــاب الرئــة أو التهــاب النســيج‬ ‫الخلــوي أو التهــاب المســالك البوليــة‪.‬‬ ‫أن خاليــا ‪ iNKT‬كانت‬ ‫أظهــرت نتائــج فحــوص الــدم ّ‬ ‫ـاطا بثالثــة أضعــاف لــدى مرضــى الســكتة‬ ‫أكثــر نشـ ً‬ ‫مرتبطــا‬ ‫ذلــك‬ ‫وكان‬ ‫باألصحــاء‪.‬‬ ‫مقارنــة‬ ‫الدماغيــة‬ ‫ً‬ ‫بإنتــاج متزايــد للســيتوكين المضــاد لاللتهــاب‪،‬‬ ‫مؤديــا بذلــك إلــى تثبيــط‬ ‫ويدعــى إنترلوكيــن‪،-10‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫جهــاز المناعــة وجعــل الجســم أكثــر عرضـ ًـة لإلصابــة‬ ‫بعــدوى بكتيريــة‪ .‬لقــد شــوهد هــذا التحـ ّـول المناعــي‬ ‫فــي خاليــا ‪ iNKT‬فــي الــدم وفــي الكبــد‪ ،‬وعــادةً‬ ‫ـتمر ذلــك حتــى ثالثــة أشــهر عقــب اإلصابــة‬ ‫مــا اسـ ّ‬ ‫بالســكتة الدماغيــة األوليــة‪.‬‬ ‫تتوافــق هــذه النتائــج مــع النظريــة العامــة‬

‫عادة ما يكون الجهاز‬ ‫منقوصا‬ ‫المناعي‬ ‫ً‬ ‫عقب اإلصابة بالسكتة‬ ‫الدماغية‪ ،‬إال أن‬ ‫الباحثين غير متأكدين‬ ‫من السبب‪.‬‬

‫أن تلــف الدمــاغ الالحــق للســكتة‬ ‫المنبثقــة لتوضــح ّ‬ ‫خية فحســب‪،‬‬ ‫الم‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بالعملي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مرتبط‬ ‫الدماغيــة ليــس‬ ‫ُ ّ‬ ‫ً‬ ‫تدخــل الجهــاز‬ ‫ُّ‬ ‫بــل تتّ ســع الدائــرة أكثــر لتشــمل‬ ‫المناعــي‪ .‬عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬قــد تكــون العالجــات‬ ‫التــي تســتهدف خاليــا ‪ iNKT‬واعــدةً كعالجــات بديلــة‬ ‫للمضــادات الحيويــة التــي تســتهدف أنــواع العــدوى‬ ‫الالحقــة للســكتة الدماغيــة‪ ،‬خاصـ ًـة فــي ظــل تزايــد‬ ‫الم ْم ِرضــة للمضــادات‬ ‫ِ‬ ‫مشــكلة مقاومــة‬ ‫العوامــل ُ‬ ‫الحيويــة‪.‬‬ ‫ـنقدر كفــاءة‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـتقبل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫المس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫«ف‬ ‫ـج‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫وون‬ ‫تقــول‬ ‫ّ‬ ‫العوامــل المبتكــرة التــي تســتهدف خاليــا ‪iNKT‬‬ ‫عدلهــا‪ ،‬بغيــة عكــس العجــز المناعــي لــدى مرضــى‬ ‫وتُ ّ‬ ‫الســكتة الدماغيــة»‪.‬‬ ‫يســتنتج الباحثــون فــي دراســتهم التــي نُ ِشـ َـرت‬

‫فــي مجلــة ‪ ،Frontiers in Neurology‬أن العالجــات‬ ‫المناعيــة التــي تُ قــوي جهــاز المناعــة لمكافحــة‬ ‫العــدوى هــي مضمــار جــذاب للبحــث‪ ،‬لكنّ هــم‬ ‫ينوهــون بضــرورة الحــذر لضمــان تجنُّ ــب أي إصابــات‬ ‫ّ‬ ‫ُم ّخيــة إضافيــة‪.‬‬ ‫‪1. Wong, C. H. Y., Jenne, C. N., Tam, P. P., Léger, C.,‬‬ ‫‪Venegas, A. et al. Prolonged activation of invariant‬‬ ‫‪natural killer T cells and TH2-skewed immunity in‬‬ ‫‪stroke patients. Frontiers in Neurology 8 (2017) .‬‬

‫‪2. Wong, C.H.Y., Jenne, C.N., Lee, W.Y., Léger, C., Kubes,‬‬

‫‪P. Functional innervation of hepatic iNKT cells is‬‬ ‫‪immunosuppressive following stroke. Science 334,‬‬ ‫‪101-105 (2011).‬‬


‫‪T I M E WHI T E / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫أنماط النوم المضطربة ُتبطل فوائد‬ ‫صوم رمضان‬ ‫يُبطل النوم المضطرب الفوائد الصحية للصوم ف ي� الشهر الكريم‪.‬‬ ‫ربمــا تضــر العــادات الرمضانيــة الحديثــة فــي‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية بالصحــة؛ بســبب‬ ‫اقتــران الصيــام بتحـ ُّـول جــذري فــي مواعيــد النــوم‪،‬‬ ‫وفقــا لدراســة حديثــة‪ .‬فخــال رمضــان يســهر‬ ‫ً‬ ‫الســعوديون الصائمــون طيلــة الليــل وينامــون‬ ‫معظــم النهــار‪ ،‬بمــا يحاكــي أنمــاط عمــال نظــام‬ ‫المناوبــة (الورديــات)‪.‬‬ ‫"كنــت قــد قــرأت الكثيــر عــن فوائــد الصيــام‬ ‫أيضــا عــن‬ ‫علــى فتــرات متقطعــة‪ ،‬لكننــي قــرأت ً‬ ‫اآلثــار الســلبية ألنمــاط النــوم المضطربــة مــن‬ ‫َج َّــراء العمــل بنظــام المناوبــة‪ .‬فــأردت أن أدرس‬ ‫معــا‪ ،‬وهــو مــا لــم يفعلــه أحــد مــن قبــل"‪،‬‬ ‫االثنيــن ً‬ ‫كمــا توضــح ســهاد باحجــري‪ ،‬مــن مجموعــة أبحــاث‬ ‫الســكري الســعودية فــي جامعــة الملــك عبــد العزيــز‬ ‫بجــدة‪.‬‬ ‫ســعوديا‪ ،‬مــرة‬ ‫‪23‬‬ ‫وزمالؤهــا‬ ‫باحجــري‬ ‫درســت‬ ‫ًّ‬ ‫قبــل بدايــة شــهر رمضــان‪ ،‬ومــرة أخــرى بعــد مــرور‬ ‫أســبوعين مــن بــدء الشــهر الفضيــل‪ .‬وتــم قيــاس‬ ‫مســتويات عوامــل خطــر عــدة لديهــم مرتبطــة‬ ‫بالقلــب واألوعيــة الدمويــة‪ ،‬كمــا قاســوا مســتويات‬ ‫تعبيــر الجســم عــن ثالثــة جينــات مرتبطــة بالســاعة‬ ‫البيولوجيــة‪ .‬وفــي حيــن ظهــر انخفــاض فــي بعــض‬ ‫عوامــل الخطــر خــال شــهر رمضــان‪ ،‬بــدا أن حــال‬

‫عوامــل أخــرى قــد ســاء‪ .‬تقــول باحجــري‪" :‬علــى‬ ‫الرغــم مــن أننــا وجدنــا بعــض الفوائــد للصــوم‪ ،‬إال‬ ‫أن اضطــراب أنمــاط النــوم ومــا نجــم عنــه مــن آثــار‬ ‫ســلبية حجــب تلــك الفوائــد"‪ ،‬وتضيــف‪" :‬تبيــن‬ ‫أيضــا أن قليليــن هــم األشــخاص الذيــن يحــدون مــن‬ ‫ً‬ ‫الســعرات الحراريــة فــي رمضــان‪ ،‬ففــي الواقــع‪،‬‬ ‫تتنــاول الغالبيــة كميــات أكبــر مــن الطعــام‪ ،‬ممــا يزيــد‬ ‫مــن المخاطــر الصحيــة"‪.‬‬ ‫تغيــرت أنمــاط النــوم‬ ‫فقــد‬ ‫ووفقــا لباحجــري‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫خــال شــهر رمضــان منــذ الثمانينيــات مــن القــرن‬ ‫الماضــي‪ ،‬إذ أصبحــت مراكــز التســوق والمطاعــم‬ ‫ـارا في البالد‪ ،‬وبدأ الشــباب الســعوديون‬ ‫أكثر انتشـ ً‬ ‫الصائمــون يبحثــون عــن وســائل الترفيــه طــوال‬ ‫الليــل‪ .‬تقــول الباحثــة‪" :‬إن نمــط حياتنــا المتغيــر يزيــد‬ ‫مــن خطــر اإلصابــة باألمــراض المزمنــة؛ ألن جيناتنــا‬ ‫ال تتطــور بســرعة كافيــة تمكِّنهــا مــن التعامــل‬ ‫مــع هــذا التغييــر"‪ ،‬إذ ربطــت باحجــري بيــن زيــادة‬ ‫األمــراض المزمنــة ‪-‬مثــل داء الســكري مــن النــوع‬ ‫الثانــي ومتالزمــة األيــض‪ -‬وعــادات األكل والنــوم‬ ‫ً‬ ‫فضــا عــن التغييــرات فــي‬ ‫خــال شــهر رمضــان‪،‬‬ ‫عمومــا‪.‬‬ ‫نمــط الحيــاة‬ ‫ً‬ ‫وتوصــي باحجــري بالعــودة إلــى الطريقــة‬ ‫التقليديــة لممارســة شــعائر رمضــان‪ .‬إذ تنصــح‬

‫الصائميــن قائلــة‪" :‬خــال شــهر رمضــان‪ ،‬أفطــر‬ ‫علــى وجبــة خفيفــة‪ ،‬وتنــاول وجبــة خفيفــة أخــرى‬ ‫قبــل أن تــأوي إلــى الفــراش عنــد منتصــف الليــل‬ ‫تقريبــا‪ ،‬ثــم اســتيقظ قبــل الفجــر لتنــاول وجبــة‬ ‫ً‬ ‫ـل قبــل أن تحصــل علــى قســط آخــر‬ ‫خفيفــة‪ ،‬ولتصـ ِّ‬ ‫مــن النــوم"‪.‬‬ ‫وخططــت باحجــري لدراســة متابعــة بهــدف فــك‬ ‫تشــابك عواقــب اضطــراب النــوم وصــوم رمضــان‪،‬‬ ‫وهــو يختلــف بطبيعتــه عــن الصيــام المتقطــع‪،‬‬ ‫لكنهــا وجــدت صعوبــة فــي العثــور علــى مشــاركين‬ ‫يصومــون "بالطريقــة الصحيحــة"‪ .‬وبـ ً‬ ‫ـدل مــن ذلــك‪،‬‬ ‫ســيركز مشــروعها المقبــل علــى أثــر العمــل بنظــام‬ ‫المناوبــة بيــن الممرضــات الســعوديات علــى‬ ‫عمليــة األيــض لديهــن‪" .‬نأمــل أن نخــرج بتوصيــات‬ ‫للمســاعدة فــي تنظيــم العمــل بنظــام المناوبــة‪،‬‬ ‫ســلبا علــى أيضهــن"‪.‬‬ ‫كــي ال يؤثــر‬ ‫ً‬ ‫‪Ajabnoor, G. M. A., Bahijri, S., Shaik, N. A., Borai, A.,‬‬

‫‪Alamoudi, A. A., et al. Ramadan fasting in Saudi Ara-‬‬

‫‪bia is associated with altered expression of CLOCK,‬‬ ‫‪DUSP and IL-1alpha genes, as well as changes in‬‬

‫‪cardiometabolic risk factors. PLoS ONE 12:e0174342‬‬ ‫‪(2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪21‬‬


‫إن وضع قوانين واضحة وتوجيهات إرشادية واضحة للتعامل مع البيانات يصب في صالح البنوك الحيوية والمتبرعين في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫المعلوماتية الحيوية‪ :‬الحق في المعرفة‬

‫أ‬ ‫ف‬ ‫مت�عي البنوك الحيوية‪.‬‬ ‫توصل اســتطالع أُجري ي� المملكة العربية الســعودية إىل وجود تأييد واســع النطاق إلعادة النتائج ذات الهمية الطبية إىل ب‬

‫‪22‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫‪Alahmad, G. & Dierickx, K. Return of‬‬

‫‪research results in the Saudi biobank:‬‬

‫‪An exploratory survey. Genetic Testing‬‬

‫–‪and Molecular Biomarkers, 21, 166‬‬ ‫‪170 (2017).‬‬

‫‪S C IE N C E / GE N O M E RE U T ER S /P HI L N OB LE‬‬

‫البنــوك الحيويــة عبــارة عــن منشــآت‬ ‫بحثيــة مهمتهــا جمــع عينــات حيويــة‬ ‫وبيانــات صحيــة مــن متبرعيــن‬ ‫بشــريين‪ .‬وقد يكتشــف العلماء نتائج‬ ‫ذات أهميــة إكلينيكيــة ألحد المتبرعين‬ ‫أو مجموعــة مــن المتبرعيــن‪ ،‬مــن‬ ‫قبيــل بعــض المؤشــرات الحيويــة‬ ‫التــي يمكنهــا التنبــؤ باحتماليــة أن‬ ‫أمراضــا وراثيــة معينــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يــرث المــرء‬ ‫وقــد كان هنــاك الكثيــر مــن الجــدل‬ ‫فــي مختلــف أنحــاء العالــم بشــأن مــا‬ ‫إذا كان ينبغــي علــى البنــوك الحيويــة‬ ‫أن ِّ‬ ‫تبلــغ المتبرعيــن بهــذه النتائــج‪ ،‬ومــا‬ ‫إذا كان ينبغــي أن يتمتــع المتبرعــون‬ ‫بحــق رفــض معرفــة هــذه النتائــج‪.‬‬ ‫أجــرى غيــاث األحمــد‪ ،‬الباحــث فــي‬ ‫مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة فــي الريــاض‬ ‫بالمملكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬ ‫وكريــس ديريكــس‪ ،‬مــن جامعــة لوفــان‬ ‫اســتطالعا‬ ‫الكاثوليكيــة فــي بلجيــكا‪،‬‬ ‫ً‬

‫الطبيــة‪ ،‬وكذلــك أطبــاء وأشــخاص‬ ‫فــي المملكــة العربيــة الســعودية؛‬ ‫يعملــون بمستشــفى الملــك‬ ‫لمعرفــة آراء مختلِ ــف األطــراف‬ ‫فهــد بالريــاض أو يتلقــون العــاج‬ ‫المعنيــة فيمــا يخــص مســألة إعــادة‬ ‫هنــاك أو يــزورون‬ ‫إلــى‬ ‫النتائــج‬ ‫المرضــى النــزالء‬ ‫المتبرعيــن‪ .‬وتوصال‬ ‫يرى ‪ %80‬ممن‬ ‫با لمستشــفى ‪.‬‬ ‫إلــى أن معظــم‬ ‫شملهم المسح‬ ‫حوالــي‬ ‫ورأى‬ ‫المشــاركين فــي‬ ‫‪ 45%‬منهــم أنــه‬ ‫االســتطالع اتفقــوا أن البنوك الحيوية‬ ‫مــن حــق المتبرعيــن‬ ‫علــى أنــه يجــب‬ ‫تمرر‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫علــى‬ ‫إطالعهــم‬ ‫أن تبلــغ البنــوك‬ ‫ْ‬ ‫المهمــة‪،‬‬ ‫النتائــج‬ ‫الحيويــة المتبرعيــن‬ ‫النتائج المهمة‬ ‫فــي حيــن اتفــق‬ ‫بالنتائــج المهمــة‪،‬‬ ‫وأن المتبرعيــن للمتطوعين‪ ،‬بينها‬ ‫‪ 9%‬فقــط علــى أن‬ ‫المتبرعيــن لهــم هــذا‬ ‫يجــب أن يكــون لهــم يرى ‪ %30‬فقط أن‬ ‫أيضــا إذا كانــت‬ ‫الحــق ً‬ ‫حــق رفــض‬ ‫معرفــة النتائج غير المهمة‬ ‫النتائــج غيــر مهمــة‪.‬‬ ‫هــذه النتائــج‪.‬‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫مرر ً‬ ‫اتفــق‬ ‫كمــا‬ ‫شمل‬ ‫يجب أن تُ َ‬ ‫نحــو ‪ 80%‬ممــن‬ ‫االســتطالع الــذي‬ ‫شــملهم االســتطالع علــى ضــرورة‬ ‫شــخصا‪ ،‬مــن‬ ‫أجــراه الباحثــان ‪180‬‬ ‫ً‬ ‫إبــاغ البنــوك الحيويــة للمتبرعيــن‬ ‫بينهــم باحثــون فــي مركــز الملــك‬ ‫بالنتائــج المهمــة‪ .‬ولكــن إذا كانــت‬ ‫عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬

‫تلــك النتائــج غيــر مهمــة‪ 30% ،‬فقــط‬ ‫رأوا أنــه يتعيــن علــى البنــوك الحيويــة‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إبــاغ المتبرعيــن بهــا‬ ‫وأخيــرا‪ 47% ،‬مــن المشــاركين‬ ‫ً‬ ‫فــي االســتطالع رأوا أنــه يجــب أن‬ ‫يكــون للمتبرعيــن الحــق فــي رفــض‬ ‫معرفــة النتائــج المهمــة‪.‬‬ ‫وتضاهــي هــذه األرقــام إلــى حــد‬ ‫كبيــر نظيراتهــا فــي بــاد الغــرب‪.‬‬ ‫وتعكــس هــذه النتائــج أنــه علــى الرغــم‬ ‫مــن االختالفــات الثقافيــة‪ ،‬فــإن َمــن‬ ‫يعيشــون فــي المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية ربمــا ُي ْؤثِــرون الشــفافية‬ ‫واالطــاع علــى نتائــج األبحــاث ذات‬ ‫األهميــة اإلكلينيكيــة‪.‬‬


‫"ال يزال التأثير اإليجابي لعملية‬ ‫إعادة تكوين األوعية التاجية على‬ ‫نجاة المرضى التي تكون حالتهم‬ ‫مستقرة محل خاف‪".‬‬

‫النتائج اإليجابية إلعادة تكوين األوعية التاجية تتوقف على نوع مرض القلب‪.‬‬

‫تقييم الخيارات العالجية‬ ‫ألمراض القلب‬

‫ت َُعد الدعامات وجراحات تحويل مسار ال�ش يان التاجي خيارات عالجية أفضل من‬ ‫أ‬ ‫الدوية‪ ،‬ولكن ذلك فقط ف� حالة ض‬ ‫المر� الذين يعانون مشكالت حادة ف ي� القلب‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يمكــن أن تســاعد اإلجــراءات الطبيــة الهادفــة إلــى‬ ‫تحســين تدفــق الــدم إلــى القلــب في تقليــل مخاطر‬ ‫الوفــاة لــدى األشــخاص المصابيــن بانســداد شــديد‬ ‫فــي الشــرايين‪ .‬غيــر أن دراســة ضخمــة توصلــت‬ ‫أعراضــا أقــل حــدة‬ ‫ً‬ ‫إلــى أن المرضــى الذيــن يعانــون‬ ‫مــن أمــراض القلــب يمكــن أن يتحســنوا عــن طريــق‬ ‫األدويــة وتحســين النظــام الغذائــي وممارســة‬ ‫التمرينــات الرياضيــة بانتظــام‪.‬‬ ‫تابعــت دراســة عالميــة‪ُ ،‬أطلــق عليهــا “كونفيــرم”‬ ‫‪ ،CONFIRM‬أكثــر مــن ‪ 5500‬مريــض عقــب إجرائهــم‬ ‫أشــعة مقطعيــة علــى القلــب لتشــخيص إصابتهــم‬ ‫بمــرض فــي الشــريان التاجــي‪ .‬وخضــع المرضــى‬ ‫بعــد ذلــك إلجــراءات طبيــة الســتعادة تدفــق الــدورة‬ ‫الدمويــة‪ :‬إمــا عــن طريــق تركيــب دعامــة أو بإجــراء‬ ‫معــا بإعــادة‬ ‫جراحــة تحويليــة‪ ،‬ويشــار إلــى اإلجراءيــن ً‬ ‫تكويــن األوعيــة التاجيــة‪ ،‬وإمــا عــن طريــق تنــاول‬ ‫أدويــة لزيــادة ســيولة الــدم وخفــض مســتويات‬

‫الكوليســترول وغيرهــا مــن األدويــة‪ .‬بعــد ذلــك‪،‬‬ ‫تابــع الباحثــون ‪-‬ومــن بينهــم معــاذ المــاح‪ ،‬طبيــب‬ ‫القلــب بمركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة‪ ،‬ورئيــس قســم التصويــر المتقدم باألشــعة‬ ‫بمركــز الملــك عبــد العزيــز لطــب وجراحــة القلــب فــي‬ ‫الريــاض‪ -‬النتائــج الصحيــة لهــؤالء المرضــى مــدةَ‬ ‫خمــس ســنوات علــى األقــل‪.‬‬ ‫ويقــول المــاح‪“ :‬ال يــزال التأثيــر اإليجابــي‬ ‫لعمليــة إعــادة تكويــن األوعيــة التاجيــة علــى نجــاة‬ ‫المرضــى التــي تكــون حالتهــم مســتقرة محــل‬ ‫خــاف”‪ .‬وقــد أوضحــت الكثيــر مــن الدراســات‬ ‫ســابقا أن الدعامــات وجراحــات تحويــل مســار‬ ‫ً‬ ‫تحســن مــن أعــراض ألــم‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـادةً‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫التاج‬ ‫ـريان‬ ‫الشـ‬ ‫ِّ‬ ‫الصــدر والضيــق الشــديد‪ ،‬غيــر أن البيانــات كانــت‬ ‫متباينــة حــول مــا إذا كانــت هــذه التدخــات الجراحيــة‬ ‫أفضــل مــن العالجــات الدوائيــة فــي الوقايــة مــن‬ ‫األزمــات القلبيــة وتحســين معــدالت نجــاة المرضــى‬

‫وفــي تلــك الدراســة‪ ،‬اكتشــف المــاح وزمــاؤه‬ ‫أن التأثيــر اإليجابــي إلعــادة تكويــن األوعيــة التاجيــة‬ ‫يعتمــد علــى مــدى ســوء حالــة القلــب‪ .‬فبالنســبة‬ ‫ألمــراض القلــب شــديدة الخطــورة‪ ،‬أي المرضــى‬ ‫ـديدا فــي األوعيــة الدمويــة‬ ‫ً‬ ‫الذيــن يعانــون‬ ‫ضيقــا شـ ً‬ ‫الحيويــة التــي تمــد القلــب بالــدم‪ ،‬أســهمت إعــادة‬ ‫تكويــن األوعيــة التاجيــة فــي تقليــل مخاطــر الوفــاة‬ ‫لديهــم مقارنــة بالعــاج باألدويــة‪ ،‬وذلــك بعــد عــام‬ ‫واحــد وبعــد خمســة أعــوام مــن الجراحــة‪ .‬وفــي‬ ‫المقابــل‪ ،‬لــم تحقــق إعــادة تكويــن األوعيــة التاجيــة‬ ‫ً‬ ‫مماثــا لمرضــى الحــاالت منخفضــة‬ ‫إيجابيــا‬ ‫تأثيــرا‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫الخطــورة علــى مــدار الفتــرة الزمنيــة نفســها‪ .‬أمــا‬ ‫المرضــى المصابــون بأمــراض قلبيــة متوســطة‬ ‫الخطــورة الذيــن خضعــوا إلجــراء الدعامــة أو الجراحــة‬ ‫التحويليــة‪ ،‬فقــد انخفضــت معــدالت الوفيــات‬ ‫بينهــم بعــد ســنة واحــدة‪ ،‬بيــد أن تلــك الميــزة تبــددت‬ ‫ضــي فتــرة الســنوات الخمــس‪.‬‬ ‫بم‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وفــي ضــوء تلــك النتائــج‪ ،‬ينصــح المــاح قائـ ًـا‪:‬‬ ‫“إذا كانــت درجــة خطــورة المــرض شــديدة‪ ،‬فإنــه مــن‬ ‫األفضــل عــاج المريــض بإعــادة تكويــن األوعيــة‬ ‫التاجيــة‪ .‬أمــا فــي حالــة درجــة الخطــورة المتوســطة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مجــال للبحــث‪ ،‬فــي حيــن‬ ‫فــا يــزال هــذا الجانــب‬ ‫يمكــن عــاج المرضــى باســتخدام األدويــة إذا كانــت‬ ‫درجــة خطــورة المــرض منخفضــة”‪.‬‬ ‫ورغــم ذلــك‪ ،‬يحــذر المــاح مــن أمــر واحــد‪ ،‬وهــو‬ ‫أن دراســة “كونفيــرم” كانــت قائمــة بالكامــل‬ ‫علــى المالحظــة‪ ،‬ومــن ثــم فإننــا ‪-‬علــى حــد قولــه‪-‬‬ ‫“نحتــاج إلــى تأكيــد هــذه النتائــج مــن خــال دراســات‬ ‫عشــوائية منضبطــة قبــل تبنــي نتائجهــا علــى نطــاق‬ ‫واســع”‪.‬‬ ‫‪Schulman-Marcus, J., Lin, F. Y., Gransar, H., Berman,‬‬ ‫‪D., Callister, T. et al. Coronary revascularization vs.‬‬

‫‪medical therapy following coronary-computed‬‬ ‫‪tomographic angiography in patients with low-,‬‬

‫‪intermediate- and high-risk coronary artery disease:‬‬ ‫‪results from the CONFIRM long-term registry. Euro-‬‬

‫‪pean Heart Journal Cardiovascular Imaging 18, 841‬‬‫‪848 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪23‬‬

‫‪CHA NAWI T S I T T HI S OM BAT / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫ونظــرا ألن عمليــات‬ ‫وبقائهــم علــى قيــد الحيــاة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إعــادة تكويــن األوعيــة التاجيــة قــد تكــون أكثــر خطــورة‬ ‫وأكثــر تكلفــة مــن العالجــات الدوائيــة‪ ،‬فقــد كان‬ ‫التــردد والحيــرة يســيطران علــى الكثيــر مــن أطبــاء‬ ‫القلــب‪ .‬وال بــد أن تســاعد دراســة “كونفيــرم” علــى‬ ‫توفيــر المعلومــات الالزمــة التخــاذ القرار المناســب‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫فشل القلب‪ :‬زيادة‬ ‫المخاوف حول مأمونية‬ ‫عقار ديجوكسين‬ ‫دواء شــائع االســتعمال لعالج فشــل القلب قد يكــون مرتبطًا بازديــاد احتماالت الوفاة ف ي�‬ ‫ض‬ ‫المر� ‪.‬‬ ‫مجموعــات معينــة من‬

‫‪%77‬‬

‫وجد باحثون أن عقار‬ ‫الديجوكسين ارتبط‬ ‫بارتفاع خطر الوفاة‬ ‫بنسبة ‪%77‬‬

‫أجــرى فريــق المــاح دراســة‬ ‫مريضــا جــرى‬ ‫ً‬ ‫اســتعادية شــملت ‪2298‬‬ ‫فحصهــم فــي عيــادة فشــل القلــب‬ ‫التابعــة للشــؤون الصحيــة بــوزارة‬ ‫الحــرس الوطنــي فــي الريــاض‪،‬‬ ‫وذلــك بيــن عامــي ‪ 2000‬و‪.2015‬‬ ‫عالجــا مناسـ ًـبا‬ ‫تلقــى جميــع المرضــى‬ ‫ً‬ ‫وفقــا لمــا نصــت عليــه المبــادئ‬ ‫ً‬ ‫حاليــا‪.‬‬ ‫بهــا‬ ‫المعمــول‬ ‫التوجيهيــة‬ ‫ًّ‬ ‫وأجــرى الفريــق مقارنــة بيــن ‪ 325‬مــن‬ ‫مســتخدمي ديجوكســين و‪ 750‬مــن‬ ‫غيــر مســتخدميه‪ ،‬مــع التأكُّــد ‪-‬قــدر‬ ‫تطابــق المتغيــرات‬ ‫المســتطاع‪ -‬مــن‬ ‫ُ‬ ‫الســريرية والعوامــل الديموجرافيــة‬ ‫بيــن األفــراد فــي كلتــا المجموعتيــن‪.‬‬ ‫الحــد مــن‬ ‫وقــد ســاعد هــذا علــى‬ ‫ّ‬ ‫العوامــل األخــرى المؤثــرة علــى صحــة‬

‫‪Al-Khateeb. Qureshi, M. W., Odeh, R.,‬‬

‫‪Ahmed, A. M., Sakr, S. et al. The impact‬‬ ‫‪of digoxin on mortality in patients with‬‬ ‫‪chronic systolic heart failure: A propen‬‬‫‪sity-matched cohort study. The Inter-‬‬

‫‪national Journal of Cardiology 228,‬‬ ‫‪214-218 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪25‬‬

‫‪S EB AS T I A N K AULI T ZK I / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫أثبت الباحثون في مركز‬ ‫الملك عبد الله العالمي‬ ‫لألبحاث الطبية أن عقار‬ ‫ديجوكسين الشائع‬ ‫االستعمال‪ ،‬لعالج فشل‬ ‫القلب وعدم انتظام‬ ‫ضربات القلب‪ ،‬مرتبط‬ ‫بازدياد خطر الوفاة‬ ‫في بعض مجموعات‬ ‫المرضى‪.‬‬

‫أثبــت باحثــو مركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫عقــارا‬ ‫العالمــي لألبحــاث الطبيــة أن‬ ‫ً‬ ‫شــائع االســتعمال لعــاج أنمــاط‬ ‫مختلفــة مــن قصــور القلــب‪ ،‬قــد‬ ‫يزيــد مــن احتمــاالت خطــر الوفــاة فــي‬ ‫مجموعــات معينــة مــن المرضــى‬ ‫ـتعمل بـ ً‬ ‫ـدل مــن العالجــات‬ ‫عندمــا ُيسـ َ‬ ‫الموصــى بهــا وفــق المبــادئ‬ ‫حاليــا‪.‬‬ ‫التوجيهيــة المعمــول بهــا‬ ‫ًّ‬ ‫ســتعمل عقــار ديجوكســين علــى‬ ‫ُي‬ ‫َ‬ ‫نطــاق واســع مــع أدويــة أخــرى لعــاج‬ ‫فشــل القلــب‪ ،‬وعــادةً مــا يوصــف‬ ‫بالرجفــان‬ ‫المصابيــن‬ ‫للمرضــى‬ ‫األذينــي ‪-‬وهــي حالــة مــن عــدم انتظــام‬ ‫ضربــات القلــب‪ -‬للمســاعدة فــي إبطــاء‬ ‫واســتقرار معــدل الضربــات‪ .‬إال أن‬ ‫مؤخــرا بشــأن اآلثــار‬ ‫المخــاوف ازدادت‬ ‫ً‬ ‫الضــارة المحتملــة لــدواء ديجوكســين‪،‬‬ ‫مــع إشــارة األبحــاث إلــى وجــود عالقــة‬ ‫بيــن هــذا العقــار وازديــاد خطــر الوفــاة‬ ‫فــي ظــل ظــروف معينــة‪.‬‬ ‫معــاذ المــاح ‪-‬مــن مركــز الملــك‬ ‫عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪،‬‬ ‫والــذي قــاد الدراســة مــع زمالئــه مــن‬ ‫مركــز الملــك عبــد العزيــز لطــب وجراحــة‬ ‫القلــب‪ -‬يقــول‪« :‬مــا زال العديــد‬ ‫مــن المرضــى يتناولــون هــذا الــدواء‬ ‫بانتظــام لعــاج فشــل القلــب أو عــدم‬ ‫انتظــام ضربــات القلــب»‪ .‬ويســتطرد‪:‬‬ ‫«ولكــن لهــذا الــدواء نافــذة عالجيــة‬ ‫ضيقــة‪ ،‬لــذا يمكنــه الوصــول بســهولة‬ ‫إلــى مســتويات ســامة فــي الجســم‪.‬‬ ‫كنــا حريصيــن علــى تأكيــد التأثيــرات‬ ‫طويلــة المــدى لتنــاول ديجوكســين‪،‬‬

‫ولتحديــد أي مجموعــات المرضــى‬ ‫قــد تكــون معرضــة ألي آثــار ســيئة‬ ‫محتملــة»‪.‬‬

‫المرضــى‪ ،‬وأتــاح للفريــق التوصــل‬ ‫إلــى تحليــل ذي داللــة لتأثيــرات‬ ‫العقــار‪.‬‬ ‫تابــع الباحثــون المرضــى لمــدة‬ ‫ســنتين إلــى ســت ســنوات بعــد‬ ‫بــدء العــاج‪ .‬ووجــدوا أن اســتخدام‬ ‫مرتبطــا بزيــادة‬ ‫ديجوكســين كان‬ ‫ً‬ ‫احتمــاالت وفــاة أكثــر بنســبة‬ ‫تصــل إلــى ‪ ،77%‬وغالبيتهــا بيــن‬ ‫مســتخدمي العقــار الذيــن لــم يعانــوا‬ ‫مــن الرجفــان األذينــي‪.‬‬ ‫«ســنتقصى مــا‬ ‫يقــول المــاح‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫مفيــدا‬ ‫يــزال‬ ‫ال‬ ‫ديجوكســين‬ ‫إذا كان‬ ‫ً‬ ‫فــي بعــض المجموعــات الفرعيــة‬ ‫للمرضــى‪ ،‬ولكننــا نعتقــد أنــه مــن‬ ‫الضــروري مراقبــة مســتخدمي هــذا‬ ‫تحس ًــبا لحــدوث‬ ‫الــدواء عــن كثــب‬ ‫ُّ‬ ‫وإعطاؤهــم‬ ‫الجانبيــة‬ ‫التأثيــرات‬ ‫عالجــات بديلــة أكثــر أمانً ــا‪ ،‬وبأقصــى‬ ‫ســرعة ممكنــة»‪ .‬ويســتطرد المــاح‪:‬‬ ‫التحقق مما إذا‬ ‫ُّ‬ ‫أيضــا فــي‬ ‫«كمــا نأمــل ً‬ ‫معــدل الوفيــات المرافــق‬ ‫كان ارتفــاع‬ ‫ّ‬ ‫توقيــه‬ ‫الســتعمال ديجوكســين يمكــن ّ‬ ‫إذا جــرى رصــد المســتويات ومراقبتهــا‬ ‫عــن كثــب وبقيــت ضمــن النطــاق‬ ‫العالجــي»‪.‬‬


‫‪JOS E OTO/ BS I P SA / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫السعوديون أوفر‬

‫ًّ‬ ‫حظا في عمليات‬

‫نقل الدم‬

‫أك� لدى‬ ‫فرص نجاح عمليات نقل الدم ب‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫السعودي�‪ ،‬ربما‬ ‫مر� رسطان الدم‬ ‫ث‬ ‫الورا�‬ ‫بفضل افتقارهم إىل التنوع‬ ‫ي‬ ‫تشــير دراســة حديثــة إلــى أن عمليــات نقــل الــدم‬ ‫تتمتــع بفــرص نجــاح أكبــر فــي المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية مــن غيرهــا مــن األماكــن‪ ،‬ســواء كانــت‬ ‫بهــدف منــع النزيــف بعــد العــاج الكيمــاوي‪ ،‬لــدى‬ ‫المرضــى المصابيــن بأمــراض الــدم الخبيثــة‬ ‫لمــن يخضعــون منهــم‬ ‫كابيضــاض الــدم‪ ،‬أو َ‬ ‫المكونــة للــدم‪.‬‬ ‫الجذعيــة‬ ‫لعمليــات زرع الخاليــا‬ ‫ّ‬ ‫يقلــل العــاج الكيميائــي الصفائــح الدمويــة‬ ‫فــي دم المريــض‪ ،‬ممــا يحــد مــن قــدرة الــدم علــى‬ ‫التجلــط ويزيــد بالتالــي مــن خطــر حــدوث مضاعفــات‬ ‫جســيمة نتيجــة النزيــف‪ .‬ويخضــع المرضــى الذيــن‬ ‫يعانــون تدنــي عــدد الصفائــح الدمويــة لعمليــات‬ ‫نقــل الــدم بغيــة الحــد مــن هــذه المخاطــر‪ ،‬لكنهــا‬ ‫تخفــق أحيانً ــا فــي زيــادة عــدد الصفائــح‪ ،‬فــي حالــة‬ ‫تُ عــرف باســم ِحــران نقــل الصفائــح الدمويــة‪.‬‬ ‫وفــي حيــن أن معــدالت انتشــار هــذه الحالــة‬ ‫قيســت بيــن ســكان بلــدان عديــدة‪ ،‬لــم تخضــع‬ ‫للدراســة بيــن شــعوب منطقــة الشــرق األوســط‪.‬‬ ‫مريضــا فــي‬ ‫ً‬ ‫لــذا تتبــع فريــق مــن الباحثيــن ‪29‬‬ ‫المستشــفى التابــع للشــؤون الصحيــة بــوزارة‬ ‫الحــرس الوطنــي فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬ ‫حيــث رصــد أعــداد صفائحهــم الدمويــة قبــل عمليــات‬ ‫نقــل الصفائــح وبعدهــا‪.‬‬ ‫وأظهــر الرصــد أن أربعــة مــن المرضــى الذيــن‬ ‫عانــوا انخفــاض عــدد الصفائــح الدمويــة بعــد‬ ‫عمليتــي نقــل متتاليتيــن مصابــون بحــران نقــل‬ ‫الصفائــح الدمويــة‪ ،‬وذلــك بمعــدل حــدوث يبلــغ‬ ‫‪ .14%‬أمــا المرضــى المصابــون بابيضــاض الــدم‬ ‫هودجكينيــة فكانــوا أكثــر‬ ‫النقــوي الحــاد أو لِ ْم ُفومــة َل‬ ‫َّ‬ ‫عرضــة لإلصابــة بحــران نقــل الصفائــح الدمويــة‪ ،‬إذ‬ ‫زاد المعــدل قليـ ًـا (‪)17%‬؛ عنــد قياســه كنســبة مــن‬ ‫عــدد عمليــات نقــل الــدم (‪ ،)102‬ال المرضــى‪ .‬لكنــه‬ ‫ال يــزال أقــل بدرجــة ملحوظــة مــن المعــدل المســجل‬ ‫فــي الدراســات التــي أجريــت علــى ســكان بلــدان‬ ‫‪26‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫نجاحا في مرضى سرطان الدم السعوديين عن غيرهم في أماكن‬ ‫تشير الدراسات الحديثة إلى أن عمليات نقل الصفائح الدموية قد تكون أكثر ً‬ ‫أخرى من العالم‪.‬‬

‫أخــرى‪ ،‬إذ كان يتــراوح بيــن ‪ 25‬و‪.35%‬‬ ‫تقــول خديجــة أبــو القاســم ‪-‬اختصاصيــة األورام‬ ‫فــي مدينــة الملــك عبــد اللــه الطبيــة‪ :-‬إنــه علــى‬ ‫الرغــم مــن انخفــاض معــدل حــدوث حالــة حــران نقــل‬ ‫الصفائــح الدمويــة لــدى المرضــى الســعوديين‪،‬‬ ‫مــن الضــروري اعتبارهــا مشــكلة خطيــرة‪.‬‬ ‫وتوضــح خديجــة‪ ،‬وهــي الباحثــة التــي قــادت‬ ‫الدراســة‪« :‬ذلــك المريــض علــى وجــه التحديــد‬ ‫ســيكون عرضــة لمخاطــر مضاعفــات النزيــف‬ ‫المميــت‪ .‬كمــا أن حالــة حــران نقــل الصفائــح الدمويــة‬ ‫تســتنزف مشــتقات الــدم مــن بنــوك الــدم‪ ،‬ممــا‬ ‫يشــكل عبئً ــا علــى النظــام الصحــي»‪.‬‬ ‫ويشــير الباحثــون إلــى أن انخفــاض المعــدل‬ ‫ناتجــا عــن نقــص التنــوع الوراثــي بيــن‬ ‫ربمــا يكــون ً‬ ‫الســعوديين‪ ،‬إذ يشــيع بشــدة زواج األقــارب‪ .‬تقــول‬ ‫جــدا‬ ‫خديجــة‪« :‬لهــذا الســبب‪ ،‬هنــاك فرصــة كبيــرة ًّ‬ ‫للعثــور علــى متبــرع متوافــق بيــن الســعوديين‬ ‫يحســن فــرص نجــاح‬ ‫بالمصادفــة»‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫ّ‬ ‫عمليــات نقــل الــدم‪.‬‬ ‫ثمــة عامــل آخــر يســهم فــي انخفــاض معــدل‬ ‫الحــدوث‪ ،‬ربمــا يكمــن فــي الطريقــة التــي يتــم بهــا‬

‫إعــداد الصفائــح الدمويــة‪ .‬فجميــع مشــتقات الــدم‬ ‫فــي مدينــة الملــك عبــد اللــه الطبيــة تتــم تصفيتهــا‬ ‫إلزالــة كريــات الــدم البيضــاء‪ ،‬ممــا يقلــل احتمــال‬ ‫رفــض نقــل الصفائــح الدمويــة‪ .‬كمــا أن مشــتقات‬ ‫نقــل للمرضــى الذيــن يخضعــون‬ ‫الــدم التــي تُ َ‬ ‫أيضــا تعريضهــا لإلشــعاع‪.‬‬ ‫للعــاج الكيمــاوي يتــم ً‬ ‫ويوصــي الباحثــون بــأن تصبــح هــذه التدابيــر‬ ‫ممارســة قياســية فــي عمــوم المملكــة‪ ،‬وإن كانــت‬ ‫بعــض المنشــآت الصحيــة ال تملــك القــدرة علــى‬ ‫تعريــض مشــتقات الــدم لإلشــعاع‪ .‬كمــا يســلط‬ ‫أيضــا علــى الحاجــة إلــى دراســات‬ ‫الباحثــون الضــوء ً‬ ‫تاليــة فــي هــذا المجــال‪ ،‬تكــون أكبــر وتشــمل مراكــز‬ ‫صحيــة متعــددة؛ لقيــاس مــدى ارتبــاط حالــة حــران‬ ‫نقــل الصفائــح الدمويــة بالعوامــل اإلكلينيكيــة‬ ‫الديموجرافيــة‪.‬‬ ‫‪Abuelgasim, K., AlHumaid, S., AlOtaibi, A., AlKhashan,‬‬ ‫‪M., and Ali, Y. Platelet transfusion refractoriness‬‬ ‫‪among patients with hematological malignancies in‬‬

‫‪a tertiary center in Saudi Arabia. Journal of Oncology‬‬

‫‪Translational Research 2, 112-115 (2016).‬‬


‫‪M OP I C / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫حلقات الحمض‬ ‫النووي تساعد‬ ‫في توقع نتائج‬ ‫العالج بالخاليا‬ ‫الجذعية‬ ‫ت‬ ‫ال� تحملها‬ ‫جدائل الحمض النووي ي‬ ‫الخاليا المناعية يمكنها تقديم رؤية‬ ‫ف‬ ‫تقدم العالج المناعي‬ ‫روتينية ي� ُّ‬ ‫القائم عىل الخاليا الجذعية‬

‫تحمــل بقايــا الحمــض النــووي الصغيــرة ‪-‬الناتجــة عــن‬ ‫قيمــة‬ ‫والدة الخاليــا التائيــة المناعيــة‪ -‬معلومــات ِّ‬ ‫حــرز فــي إعــادة تشــكيل الجهــاز‬ ‫عــن‬ ‫الم َ‬ ‫التقــدم ُ‬ ‫ّ‬ ‫المناعــي؛ التالــي لزراعــة الخاليــا الجذعيــة المكونــة‬ ‫وفقــا الســتعراض بحــوث أجــراه‬ ‫ً‬ ‫للــدم‪ ،‬وذلــك‬ ‫علمــاء مــن مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة‪ .‬ويمكــن اســتخدام هــذه المؤشــرات‬ ‫لتتبــع نتائــج العــاج‬ ‫الحيويــة المحمولــة بالــدم‬ ‫ُّ‬ ‫المكونــة للــدم‪ ،‬وللمســاعدة فــي‬ ‫بالخاليــا الجذعيــة‬ ‫ِّ‬ ‫تحســين النتائــج الســريرية لمجموعــة واســعة مــن‬ ‫أمــراض الــدم والمناعــة الذاتيــة‪.‬‬ ‫تُ َعــد زراعــة الخاليــا الجذعيــة المكونــة للــدم واحــدة‬ ‫التوســع‪،‬‬ ‫مــن أســرع العالجــات الطبيــة اآلخــذة فــي‬ ‫ُّ‬ ‫لعــاج أمــراض مثــل ســرطان الــدم واالضطرابــات‬ ‫الدمويــة والمناعيــة المختلفــة‪ .‬ويعمــل العــاج‬ ‫’معــاد التشــكيل‘‬ ‫عــن طريــق إحــال نظــام مناعــي ُ‬ ‫مســتمد مــن زرع خاليــا جذعيــة مكونــة للــدم ســليمة‬ ‫وظيفيــا لــدى‬ ‫محــل الجهــاز المناعــي المضطــرب‬ ‫ًّ‬ ‫المريــض‪.‬‬ ‫إال أن إعــادة التشــكيل تتــم بالعديــد مــن الطــرق‬ ‫وقــد يعتريهــا الخلــل‪ .‬ففــي األشــهر األولــى‪،‬‬ ‫ـديدا‬ ‫يعانــي مرضــى زراعــة الخاليــا الجذعية‬ ‫نقصا شـ ً‬ ‫ً‬ ‫عرضــة بشــكل كبيــر‬ ‫ً‬ ‫فــي المناعــة ليكونــوا بذلــك‬ ‫لإلصابــة بالعــدوى‪ .‬ومــع التقــدم فــي مرحلــة إعــادة‬ ‫تشــكيل الجهــاز المناعــي‪ ،‬يصبــح المرضــى ‪-‬علــى‬ ‫عرضــة الســتجابات مناعيــة محتملــة‬ ‫ً‬ ‫نحــو متزايــد‪-‬‬ ‫ي‪،‬‬ ‫الثــو‬ ‫حيــال‬ ‫الطعــم‬ ‫داء‬ ‫مثــل‬ ‫قاتلــة‪،‬‬ ‫قــد تكــون‬ ‫ّ‬ ‫الــذي يبــدأ فيــه الجهــاز المناعــي المعــاد تشــكيله‬

‫تقدم العالج بزرع الخاليا الجذعية المكونة للدم‪.‬‬ ‫يمكن استخدام حلقات استئصال الحمض النووي كمؤشرات حيوية لتتبع ّ‬

‫ً‬ ‫حديثــا بمهاجمــة خاليــا المريــض الخاصــة‪ .‬ومــن‬ ‫الصعوبــة بمــكان عــاج مضاعفــات كهــذه‪ ،‬نظـ ًـرا ألن‬ ‫ـتخدمة لعــاج هــذا‬ ‫األدويــة المثبطــة للمناعــة المسـ َ‬ ‫الــداء تضعــف قــدرة الجهــاز المناعــي علــى مكافحــة‬ ‫حــرز فــي‬ ‫تتبــع‬ ‫الم َ‬ ‫التقــدم ُ‬ ‫ُّ‬ ‫العــدوى‪ .‬وهكــذا فــإن ُّ‬ ‫إعــادة تشــكيل الجهــاز المناعــي واســتباق الحاجــة‬ ‫إلــى التدخــل مــا زاال يشــكالن عقبــة رئيســية أمــام‬ ‫المكونــة للــدم‪.‬‬ ‫تحســين العــاج بالخاليــا الجذعيــة‬ ‫ّ‬ ‫ـتنادا إلــى التطــور الســريع فــي فهــم هــذه‬ ‫واسـ ً‬ ‫التفاعــات‪ ،‬دأب محمــد أبــو مرعــي ‪-‬رئيــس وحــدة‬ ‫الخاليــا الجذعيــة والطــب التجديــدي بمركــز الملــك‬ ‫عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪ -‬والباحثــون‬ ‫المتعاونــون معــه مــن معهــد كارولينســكا فــي‬ ‫الســويد‪ ،‬علــى مراجعــة البحــوث المتعلقــة‬ ‫بالمؤشــرات الحيويــة المحتملــة التــي يمكــن‬ ‫حــرز فــي إعــادة‬ ‫اســتخدامها لرصــد‬ ‫الم َ‬ ‫التقــدم ُ‬ ‫ُّ‬ ‫تشــكيل الجهــاز المناعــي‪ .‬وقــد ركــزت مراجعاتهــم‬ ‫علــى «حلقــات اســتئصال مســتقبالت الخاليــا‬ ‫التائيــة» (‪ :)TRECs‬حلقــات صغيــرة مــن الحمــض‬ ‫النــووي متبقيــة مــن تشــكيل الخاليــا التائيــة‬ ‫المناعيــة‪ ،‬يمكــن العثــور عليهــا بتركيــزات كافيــة فــي‬ ‫وي َ‬ ‫كشــف عنهــا باســتخدام أســاليب تحليــل‬ ‫الــدم‪ُ ،‬‬ ‫الحمــض النــووي التقليديــة‪.‬‬

‫بعــد اســتعراض مجموعــة واســعة مــن البيانــات‬ ‫نوعــا معينً ــا مــن حلقــات‬ ‫واألدبيــات‪ ،‬حــدد الفريــق ً‬ ‫اســتئصال الحمــض النــووي‪ ،‬يدعــى حلقــات‬ ‫اســتئصال مســتقبل الخاليــا التائيــة وحيــدة الوصلــة‬ ‫(‪ ،)sjTRECs‬يمكــن اســتخدامه للتمييــز بيــن نشــاط‬ ‫الجهــاز المناعــي الفطــري المتطــور فــي وقــت مبكــر‬ ‫التكيفــي النوعــي للمســتضدات‪،‬‬ ‫والجهــاز المناعــي‬ ‫ُّ‬ ‫ـورا‪ .‬ويشــير‬ ‫ـ‬ ‫تط‬ ‫ـأ‬ ‫ـ‬ ‫أبط‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ولك‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫أق‬ ‫ـه‬ ‫الــذي يتميــز بكونـ‬ ‫ً‬ ‫حيويــا كهــذا‬ ‫ا‬ ‫مؤشــر‬ ‫أن‬ ‫إلــى‬ ‫وزمــاؤه‬ ‫أبــو مرعــي‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫يمكــن اســتخدامه لتحديــد المشــكالت أو التأخيــر في‬ ‫تطــور الجهــاز المناعــي‪ ،‬وتوفيــر معلومــات مفيــدة‬ ‫فيمــا يخــص حالــة إعــادة تشــكيل الخاليــا التائيــة‬ ‫المناعيــة الوظيفيــة‪ ،‬ذات اإلمكانــات المحتملــة‬ ‫لتوقــع‬ ‫ُّ‬ ‫الســتخدامها كأســلوب ســريري قياســي‬ ‫إمكانيــة حــدوث العــدوى الحــادة‪ ،‬وبالتالــي تحســين‬ ‫معــدالت بقيــا الخاليــا الجذعيــة المكونــة للــدم‪.‬‬ ‫‪Gaballa, A., Sundin, M., Stikvoort, A., Abumaree, M.,‬‬

‫‪Uzunel, M., Sairafi, D., Uhlin, M. T cell receptor exci-‬‬

‫‪sion circle (TREC) monitoring after allogeneic stem‬‬ ‫‪cell transplantation; a predictive marker for compli-‬‬

‫‪cations and clinical outcome. International Journal of‬‬

‫‪Molecular Sciences 17, 1705 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪27‬‬


‫ابتالع مستشعرات‬ ‫ترصد صحة المرضى‬ ‫ال� تستمد الطاقة من القناة الهضمية قد تمكّن أ‬ ‫ت‬ ‫الطباء من الرصد طويل‬ ‫المستشعرات ي‬ ‫أ‬ ‫الجل لصحة ض‬ ‫المر� ‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫"أحد التطبيقات‬ ‫المحتملة يتمثل في‬ ‫استحداث راصدة‬ ‫عالمات حيوية يمكن‬ ‫ابتالعها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يمكنها قياس معدل‬ ‫ضربات القلب‬ ‫والمعلومات الخاصة‬ ‫بالتنفس وإرسالها إلى‬ ‫جهاز خارجي قريب‪".‬‬ ‫ــد النمــوذج األولــي مــن‬ ‫ُي َع ُّ‬ ‫المستشــعر الــذي ابتكــره الفريــق‬ ‫صغيـ ًـرا‪ ،‬لكــن يمكــن تصغيــره أكثــر مــن‬ ‫ذلــك وجعلــه أكثــر كفــاءة فــي اســتهالك‬ ‫الطاقــة‪ .‬وسيســعى الفريــق إلــى‬ ‫إدخــال مثــل هــذه التحســينات فــي‬ ‫النســخ المســتقبلية المعدلــة مــن‬ ‫الجهــاز‪ ،‬باإلضافــة إلــى إخضاعــه‬ ‫الســتقصاء مكثــف علــى صعيــد‬ ‫تمهيــدا الختبــاره‬ ‫الســامة الحيويــة‬ ‫ً‬ ‫علــى البشــر‪ .‬يعتقــد نــادو أن مثــل‬ ‫هــذه األجهــزة يمكــن أن تقتــرن بأنظمــة‬ ‫إطــاق العقاقيــر الخاضعــة للتحكــم‪،‬‬ ‫أو يتــم تصميمهــا لكــي تبقــى فــي‬ ‫القنــاة الهضميــة مــدةً أطــول لتحقيــق‬ ‫التتبــع الصحــي طويــل األجــل‪ ،‬غيــر‬ ‫الباضــع‪ .‬يقــول نــادو‪« :‬أحــد التطبيقــات‬ ‫المحتملــة يتمثــل فــي اســتحداث‬ ‫راصــدة عالمــات حيويــة يمكــن ابتالعهــا‪،‬‬ ‫وبالتالــي يمكنهــا قيــاس معــدل‬ ‫ضربــات القلــب والمعلومــات الخاصــة‬ ‫بالتنفــس وإرســالها إلــى جهــاز خارجــي‬ ‫مثــا»‪.‬‬ ‫قريــب‪ ،‬كهاتــف ذكــي‬ ‫ً‬ ‫‪Nadeau, P., El-Damak, D., Glettig, D.,‬‬

‫‪Kong, Y.L., Mo, S. et al. Prolonged energy‬‬ ‫‪harvesting for ingestible devices. Nat.‬‬

‫‪Biomed. Eng. Nature Biomedical Engi‬‬‫‪neering 1, 0022 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪29‬‬

‫‪K M R C2 0 1 70 1 4 CHA NDR A K ASA N F I G U R E‬‬

‫مستشعر درجة الحرارة‬ ‫القابل لالبتالع يستمد‬ ‫طاقته من قطبين‬ ‫كهربائيين يمكنهما توليد‬ ‫أسبوعا من‬ ‫طاقة تكفي‬ ‫ً‬ ‫خالل البيئة الكيميائية‬ ‫للقناة الهضمية‪.‬‬

‫بفضــل التقــدم المطــرد فــي تصغيــر‬ ‫األجهــزة التكنولوجية وجعلها الســلكية‪،‬‬ ‫مســتقبال‬ ‫يتصــور العلمــاء اآلن‬ ‫ً‬ ‫يســتطيع فيــه األطبــاء جمــع بيانــات‬ ‫طبيــة ثمينــة باســتخدام مستشــعرات‬ ‫دقيقــة يبتلعهــا المرضــى‪.‬‬ ‫ُي َعــد الحصــول علــى مصدر مســتمر‬ ‫للطاقــة أحــد القيــود التــي تعــوق‬ ‫اســتخدام مثــل هــذه األجهــزة‪ ،‬لكــن‬ ‫الباحثيــن في معهد ماساتشوســتس‬ ‫للتكنولوجيــا وزمالءهــم‪ ،‬برهنــوا‬ ‫تحــول‬ ‫اآلن علــى اســتراتيجية واعــدة‬ ‫ّ‬ ‫فــي جوهرهــا القنــاة الهضميــة إلــى‬ ‫بطاريــة دائمــة‪.‬‬ ‫ضــارا‬ ‫بطاريــة‬ ‫ابتــاع‬ ‫قــد يكــون‬ ‫ًّ‬ ‫بالصحــة‪ ،‬لــذا صمــم الباحثــون ‪-‬بقيــادة‬ ‫روبــرت النجــر وأنانثــا شاندراكاســان‬ ‫مستشــعرا‬ ‫وجيوفانــي ترافرســو‪-‬‬ ‫ً‬ ‫يعمــل بواســطة «خليــة جلفانيــة‬ ‫فبــدال مــن االعتمــاد علــى‬ ‫حيويــة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المــواد الكيميائيــة الســامة والمســببة‬ ‫للتــآكل التــي تحتــوي عليهــا البطاريات‪،‬‬ ‫يولــد الجهــاز الــذي ابتكــروه الطاقــة‬ ‫الالزمــة بغمــس زوجيــن مــن األقطــاب‬ ‫الكهربائيــة المعدنيــة فــي الســائل‬ ‫الهضمــي الحمضــي المحيــط بهمــا‪،‬‬ ‫مولــدا للكهربــاء‪.‬‬ ‫تفاعــا‬ ‫ممــا يحفــز‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يقــول فيليــب نــادو ‪-‬المهنــدس‬ ‫الكهربائي في معهد ماساتشوســتس‬ ‫للتكنولوجيــا‪« :-‬إن هــذه الخاليــا تتيــح‬ ‫بديــا أكثــر مأمونيــة وأقــل تكلفــة مــن‬ ‫ً‬ ‫البطاريــات التقليديــة»‪ .‬وقــد ســبق‬ ‫تقديــم هــذه النهــوج كمفاهيــم مثبتــة‬ ‫باألدلــة‪ ،‬لكــن ألغــراض الدراســات‬ ‫قصيــرة األمــد فحســب‪ .‬أمــا هــذه‬ ‫المــرة فقــد ســعى نــادو وزمــاؤه‬ ‫إلــى تطويــر خليــة جلفانيــة حيويــة‬ ‫صالحــة لالســتخدام الممتــد‪ .‬وكان‬ ‫أحــد التحســينات الرئيســية فيمــا أنجــزه‬ ‫الفريــق‪ ،‬اختيــار مــادة معمــرة لصنــع‬ ‫القطــب الموجــب للجهــاز بحيــث ال يتآكل‬ ‫ّ‬ ‫المولــد‬ ‫علــى مــدى التفاعــل الكيميائــي‬ ‫للكهربــاء‪.‬‬ ‫وعلــى ســبيل التجربــة‪ ،‬أجــروا‬ ‫سلســلة مــن الدراســات علــى‬ ‫مستشــعرا‬ ‫الخنازيــر‪ ،‬مســتخدمين‬ ‫ً‬ ‫يعمــل بخليــة جلفانيــة حيويــة قابلــة‬ ‫لالســتهالك ترصــد درجــة حــرارة‬ ‫معمــر‬ ‫الجســم‪ .‬وقــد أثبــت الجهــاز أنــه‬ ‫ّ‬ ‫بدرجــة كبيــرة‪ ،‬وعلــى الرغــم مــن أنــه‬ ‫كان عرضــة لبعــض التذبذبــات فــي‬ ‫الكهربــاء‪ ،‬إال أنــه اســتمد طاقــة‬ ‫يعــول‬ ‫كافيــة لكــي يرســل بشــكل‬ ‫َّ‬ ‫عليــه بيانــات درجــة الحــرارة إلــى جهــاز‬

‫اســتقبال خارجــي لمــدة نحــو ســتة‬ ‫أيــام‪ .‬يقــول نــادو‪« :‬كان هنــاك قــدر‬ ‫كبيــر متــاح مــن الطاقــة التي اســتطعنا‬ ‫تجميعهــا لمــدة تصــل إلــى أســبوع‪،‬‬ ‫وقــد حــدث ذلــك بنجــاح فــي أثنــاء‬ ‫ممارســة الحيــوان ألنشــطته الروتينيــة‬ ‫الطبيعيــة‪ ،‬كاألكل والحركــة»‪.‬‬


‫«تدفق الدم الناتج‬ ‫عن زيادة نشاط‬ ‫الدماغ يمكن تحويله‬ ‫تلقائيا إلى خريطة‬ ‫ًّ‬ ‫لمناطق الدماغ»‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫التيار في رسم‬ ‫السير مع ّ‬ ‫خرائط الدماغ‬

‫يز‬ ‫التحف� البرصي‬ ‫تغ�ات ف ي� ُم َع َّدل تدفق الدم بالدماغ يجعل رسم خرائط للمناطق النشطة به ممك ًنا ف ي� أثناء‬ ‫تسجيل ي‬

‫‪M ED IC A L R F. C O M/ GE T T Y I M AG E S‬‬

‫تســاعد طريقــة جديــدة لتصويــر‬ ‫المناطــق المســؤولة عــن معالجــة‬ ‫المعلومــات المرئيــة بالدمــاغ‪ ،‬علــى‬ ‫بنــاء خريطــة ُم َف َّصلــة‪ ،‬مــا يســمح‬ ‫بتجــارب أكثــر دقــة‪.‬‬ ‫يقــول إدوارد كاالواي ‪-‬بمعهــد‬ ‫ســولك للدراســات البيولوجيــة فــي‬ ‫“ي َعــد مختبــري واحـ ًـدا مــن‬ ‫كاليفورنيــا‪ُ :-‬‬ ‫بيــن العديــد مــن المختبــرات المهتمــة‬ ‫بكيفيــة معالجــة الدوائــر القشــرية‬ ‫بالدمــاغ للمعلومــات”‪ .‬نشــر كاالواي‬ ‫ً‬ ‫دليــا يتضمــن‬ ‫مؤخــرا‬ ‫وفريقــه‬ ‫ً‬ ‫فصلــة تصــف الطريقــة‬ ‫م‬ ‫خطــوات‬ ‫ُ َّ‬ ‫التــي يتبعونهــا لتصويــر مناطــق‬ ‫الدمــاغ المســؤولة عــن معالجــة‬ ‫المعلومــات المرئيــة‪.‬‬ ‫إطــارا للــرأس فــي‬ ‫وضــع الفريــق‬ ‫ً‬ ‫مجموعــة مــن الفئــران‪ ،‬بحيــث يســمح‬ ‫بتثبيــت أدمغتهــا فــي اتجــاه الكاميــرا‬ ‫والمحفــز البصــري‪ .‬كمــا كشــفوا‬ ‫منطقــة مــن الجمجمــة فــوق القشــرة‬ ‫البصريــة‪ ،‬لتعريضهــا للتصويــر‪ .‬حــرك‬ ‫الباحثــون لوحــة شــطرنج مضيئــة‬ ‫عبــر مجــال رؤيــة الفــأر مــع تســجيل‬ ‫مــا يحــدث مــن تغيــرات فــي الجــزء‬ ‫المكشــوف مــن الجمجمــة عــن طريــق‬ ‫قيــاس التغيــرات فــي أطــوال موجــات‬ ‫ضوئيــة محــددة ترمــز إلــى وجــود دم‬ ‫محمــل باألكســجين‪ .‬يوضــح كاالواي‬ ‫ً‬ ‫المحفــز‬ ‫ِّ‬ ‫قائــا‪“ :‬يتســبب‬ ‫التجربــة‬ ‫البصــري فــي إحــداث نشــاط بالخاليــا‬

‫غذائيــا‪ ،‬ممــا‬ ‫العصبيــة يتطلــب تمثيـ ًـا‬ ‫ًّ‬ ‫ويغيــر الكميــة‬ ‫يزيــد مــن تدفــق الــدم‬ ‫ِّ‬ ‫الممتصــة مــن الضــوء األحمــر طويــل‬ ‫َّ‬ ‫الموجــة”‪.‬‬ ‫لتغيــر معــدل‬ ‫التقــاط صــور‬ ‫ُّ‬ ‫تدفــق الــدم فــي الدمــاغ ليــس أمـ ًـرا‬ ‫جديــدا‪ .‬فقــد ُو ِص َفــت هــذه التقنيــة‬ ‫ً‬ ‫المعروفــة بالتصويــر الضوئــي‬ ‫لإلشــارات األساســية (‪ )ISI‬للمــرة‬ ‫األولــى فــي ثمانينيــات القــرن‬ ‫الماضــي‪ ،‬ومنــذ ذلــك الحين أصبحت‬ ‫شــائعة االســتخدام فــي مجــال علــم‬ ‫األعصــاب‪ .‬أثبــت كاالواي وفريقــه‬ ‫كيــف يمكــن اســتخدام التصويــر‬ ‫الضوئــي لإلشــارات األساســية‬ ‫لوضــع خريطــة لمناطــق المعالجــة‬ ‫البصريــة فــي دمــاغ الفــأر بطريقــة‬ ‫أكثــر دقــة مــن تلــك التــي تعتمــد‬ ‫علــى المعالــم الماديــة– إذ يختلــف‬ ‫الموقــع والحجــم الدقيقــان لهــذه‬ ‫المناطــق مــن فــرد إلــى آخــر فــي‬ ‫أي نــوع مــن الكائنــات الحيــة‪ .‬ويمكــن‬ ‫أنواعــا أخــرى‬ ‫ضبــط التقنيــة لتالئــم‬ ‫ً‬ ‫بنــاء علــى احتياجــات‬ ‫مــن الحيوانــات‬ ‫ً‬ ‫التجربــة‪ .‬النظــام الــذي طــوره‬ ‫الفريــق أســرع مــن النظــام التقليــدي‬ ‫للتصويــر الضوئــي لإلشــارات‬ ‫الداخليــة ويســمح بكثــرة تكــراره‪ ،‬ممــا‬ ‫يقلــل مــن تأثيــر التنفــس ومعــدل‬ ‫ضربــات القلــب علــى التســجيالت‬ ‫الناتجــة‪.‬‬

‫توفر التجربة أداةً مفيدة‬ ‫ومرنة لباحثي علم‬ ‫األعصاب الذين ُيجرون‬ ‫تجارب على الحيوانات‬

‫الصغيرة‪ ،‬إذ يقل عرض‬ ‫هذه المناطق بأدمغتها‬ ‫عن ربع ملليمتر ‪.‬‬

‫االمتصــاص‬ ‫بيانــات‬ ‫ومــن‬ ‫حــرزة‪ ،‬أنتــج الباحثــون خرائــط‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬ ‫بصريــة لقطاعــات مــن القشــرة‬ ‫البصريــة التــي نشــطت مــع مــرور‬ ‫ورأســيا‪.‬‬ ‫أفقيــا‬ ‫المحفــز البصــري‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ثــم ُح ِّو َلــت الخرائــط بعــد ذلــك إلــى‬ ‫مخطــط واضــح لمناطــق الدمــاغ‬ ‫شــفرة‬ ‫باســتخدام‬ ‫المعروفــة‬ ‫حاســوبية مفتوحــة المصــدر أنتجهــا‬ ‫مختبــر كاالواي‪ُ .‬تظهــر الخريطــة‬ ‫المكتملــة؛ الحــدود الدقيقــة لمناطــق‬ ‫محــددة فــي الدمــاغ‪ ،‬ممــا يســمح‬ ‫بتجــارب أكثــر دقــة‪.‬‬ ‫توفــر التجربــة التــي أجراهــا الفريــق‬ ‫أداةً مفيــدة ومرنــة لباحثــي علــم‬ ‫األعصــاب الذيــن ُيجــرون تجــارب علــى‬ ‫الحيوانــات الصغيــرة‪ ،‬إذ يقــل عــرض‬ ‫هــذه المناطــق بأدمغتهــا عــن ربــع‬ ‫ملليمتــر ‪.‬‬ ‫يقــول كاالواي‪“ :‬نحــن نقــوم بهــذا‬ ‫عمليــا كل يــوم؛ ألننــا نــدرس‬ ‫األمــر‬ ‫ًّ‬ ‫حاليــا بالتفصيــل الدوائــر العصبيــة بيــن‬ ‫ًّ‬ ‫هــذه المناطــق‪ ...‬نحــن نرســم هــذه‬ ‫الخرائــط بانتظــام لالسترشــاد بهــا فــي‬ ‫تجاربنــا الالحقــة”‪.‬‬ ‫‪Juavinett, A.L., Nauhaus, I., Garrett, M.E.,‬‬

‫‪Zhuang, J., Callaway, E.M. Automated‬‬ ‫‪identification of mouse visual areas‬‬ ‫‪with intrinsic signal imaging. Nature‬‬

‫‪Protocols 12, 32–43 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪31‬‬


‫نواقل نانوية تشخص المرض‬ ‫وتعالجه وتراقب تطوره‬ ‫جسيمات نانوية متعددة المهام وقابلة للتحلل الحيوي‪،‬‬ ‫من الممكن أن تشخِّ ص الرسطان وغ�ه من أ‬ ‫المراض‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وتعالجها وترصد تطورها‬

‫‪32‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫"نأمل أن يساعد‬ ‫جهدنا البحثي في‬ ‫نهاية المطاف في‬ ‫عالج السرطان‪،‬‬ ‫بأدنى حد من اآلثار‬ ‫الجانبية على الخاليا‬ ‫السليمة‪".‬‬ ‫ويعتمــد نظامهــا علــى نواقــل‬ ‫نانويــة عالجيــة وتشــخيصية بنيــت‬ ‫مــن هيــاكل كرويــة صغيــرة تســمى‬ ‫ُم َذ ْيــات‪ ،‬تتألــف مــن بولــي‬ ‫إيثيليــن جليكــول (‪ )PEG‬وبوليمــرات‬ ‫بولــي كابروالكتــون (‪ .)PCL‬وقــد‬ ‫اســتُ خدمت المذيــات كمركبــات‬ ‫وســيطة لنقــل عقــار البوســلفان‬ ‫جنبــا إلــى‬ ‫المضــاد للســرطان؛‬ ‫ً‬ ‫جنــب مــع جزيئــات أكســيد الحديــد‬ ‫التــي تجعلهــا مرئيــة فــي التصويــر‬ ‫بالرنيــن المغناطيســي‪ .‬ويمكــن‬ ‫كذلــك وســمها باألصبــاغ الفلوريــة‬ ‫تتبعهــا تحــت إضــاءة‬ ‫ليســهل‬ ‫ُّ‬ ‫مناســبة‪.‬‬ ‫إنهــا تتوافــق مــع األنســجة‬ ‫الحيويــة‪ ،‬وال تســبب أي تفاعــات‬ ‫ضائــرة كااللتهــاب‪ ،‬وتتميز بقابليتها‬ ‫للتحلــل الحيــوي ممــا يســاعد علــى‬ ‫ُّ‬ ‫تخلــص الجســم منهــا بعــد إنجازهــا‬ ‫لمهمتهــا‪ .‬ويأمــل الباحثــون أن‬ ‫يتمكنــوا مــن اســتهداف مواقــع‬ ‫معينــة مــن المــرض عــن طريــق‬ ‫تغليــف المذيــات بجزيئــات‪ ،‬مثــل‬ ‫األجســام المضــادة‪ ،‬التــي ترتبــط‬ ‫ـتقبالت علــى ســطح‬ ‫انتقائيــا بمسـ ِ‬ ‫ًّ‬ ‫الخاليــا المريضــة‪.‬‬ ‫وقــد اختُ ِبــر النظــام الــذي يجمــع‬ ‫بيــن توصيــل العقــار والتصويــر‪،‬‬ ‫فــي الفئــران‪ .‬تلــك التجــارب علــى‬

‫‪1 Asem, H., Zhao, Y., Ye, F., Barrefelt,‬‬ ‫‪Å., Manuchehr, A-V. et al. Biodistri-‬‬

‫‪bution of biodegradable polymeric‬‬ ‫‪nano-carriers loaded with busulphan‬‬

‫‪and designed for multimodal imag-‬‬

‫‪ing. Journal of Nanobiotechnology‬‬ ‫‪14, 82 (2016).‬‬

‫‪2 Saggu, S., Rehman, H., Abbas, Z. K.‬‬

‫‪& Ansari, A. A. Recent incidence and‬‬

‫‪descriptive epidemiological survey of‬‬ ‫‪breast cancer in Saudi Arabia. Saudi‬‬

‫‪Medical Journal 36, 1176-80 (2015).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪33‬‬

‫‪L E VE NT KONU K / I S TOCK / G E T T Y I M AG E S P LU S‬‬

‫تشــكّل األمــراض األكثــر خطــورة‬ ‫ثالثة تحديات رئيســية‪ :‬التشخيص‪،‬‬ ‫الموجــه‪ ،‬ومراقبــة تطــور‬ ‫والعــاج‬ ‫ّ‬ ‫المــرض واســتجابته للعــاج‪ .‬باحثــو‬ ‫مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬بقيــادة خالــد أبــو‬ ‫صــاح‪ ،‬الباحــث فــي مجــال النانــو‪،‬‬ ‫وزمــاؤه فــي الســويد والواليــات‬ ‫المتحــدة‪ ،‬طــوروا جســيمات نانويــة‬ ‫قــد تتمكــن مــن تأديــة هــذه األدوار‬ ‫مجتمعــة فــي آن واحــد‪.1‬‬

‫الحيوانــات اســتُ كملت بواســطة‬ ‫مســتزرعة‪،‬‬ ‫اختبــارات علــى خاليــا‬ ‫َ‬ ‫أثبتــت كفــاءة فــي إطــاق األدويــة‬ ‫علــى مــدى جــداول زمنيــة‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫قــد ُيثبــت الجــدوى اإلكلينيكيــة‪.‬‬ ‫يحــرص أبــو صــاح عبــر النظــام‬ ‫الجديــد‪ ،‬علــى اســتهداف ســرطان‬ ‫الثــدي الــذي يؤثــر علــى الكثيــر‬ ‫مــن النســاء فــي الســعودية‬ ‫ســنويا‪ .2‬ويقــول‪« :‬ســنتقصى‬ ‫ًّ‬ ‫إمكاناتــه علــى الحيوانــات المصابــة‬ ‫بســرطان الثــدي وســرطان الــدم‪،‬‬ ‫ثــم نأمــل االنتقــال إلــى اختبــاره‬ ‫علــى المرضــى»‪ .‬ويســتطرد‪:‬‬ ‫«الميــزة الرئيســية لنظامنــا هــو‬ ‫قدرتــه المتعــددة الوظائــف»‪.‬‬ ‫سيســتخدم الفريــق قــدرة‬ ‫تتبــع توزيــع‬ ‫النظــام علــى‬ ‫ُّ‬ ‫المذيــات بواســطة التصويــر‬ ‫بالرنيــن المغناطيســي وتقنيــات‬ ‫التصويــر الفلــوري‪ ،‬للعثــور علــى‬ ‫الطريقــة األكثــر فاعليــة التــي تدفــع‬ ‫المذيــات الســتهداف األنســجة‬ ‫المريضــة بشــكل انتقائــي‪ .‬إن‬ ‫ـتهدافا كهــذا قــد تثبــت فائدتــه‬ ‫ً‬ ‫اسـ‬ ‫أيضــا للداللــة علــى مــا إذا كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مثــا‪ ،‬بعــد‬ ‫الســرطان يتراجــع‬ ‫العــاج‪ ،‬وللكشــف عــن مــدى‬ ‫انتشــاره وانتقالــه إلــى مناطــق‬ ‫أخــرى بالجســم‪ .‬وبمجــرد التحقــق‬ ‫مــن صحــة أي إجــراء اســتهدافي‬ ‫ســيصبح اســتخدام هــذا النظــام‬ ‫ممكنً ــا فــي المراحــل المبكــرة مــن‬ ‫االســتقصاء الســريري لتشــخيص‬ ‫مــكان وجــود ســرطان معيــن ومــدى‬ ‫تطــوره‪.‬‬ ‫يقــول أبــو صــاح‪« :‬نأمــل أن‬ ‫يســاعد جهدنــا البحثــي فــي نهايــة‬ ‫المطــاف فــي عــاج الســرطان‪،‬‬ ‫بأدنــى حــد مــن اآلثــار الجانبيــة علــى‬ ‫الخاليــا الســليمة»‪.‬‬


‫‪JUA N G A E R T NE R / S P L / G E T T Y I M AG E S‬‬

‫تميز‬ ‫كيف ِّ‬ ‫بين خاليا‬ ‫نخاع العظام‬ ‫تع� الخاليا الجذعية ف ي� نخاع العظام‬ ‫بّ‬ ‫عن كاشفات جزيئية مختلفة‪ ،‬باالعتماد‬ ‫ن‬ ‫تب� العظام أو أنوا ًعا‬ ‫عىل ما إذا أكانت ي‬ ‫أخرى من النسجة‬

‫‪34‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫المقابــل‪ ،‬أظهــرت خاليــا ‪ CL2‬مســتويات أعلــى مــن‬ ‫التعبيــر عــن حوالــي ‪ 75‬جينً ــا مشــاركًا فــي تنظيــم‬ ‫عمــل الجهــاز المناعــي‪.‬‬

‫واختبــر الباحثــون إمكانيــة التمايــز لــكل نــوع مــن‬ ‫الخاليــا‪ ،‬ووجــدوا أنــه يمكــن إقنــاع الخاليــا ‪CL1‬‬ ‫بســهولة أكبــر بتشــكيل العظــام أو ســائف الخاليــا‬ ‫الدهنيــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن عرقلــة التعبيــر عــن جيــن‬ ‫يســمى الفوســفاتيز القلــوي أو منعــه أضعــف‬ ‫هــذه اإلمكانيــة‪ ،‬وخفــض التعبيــر عــن ‪ 62‬جينً ــا‬ ‫مشــاركًا فــي تكويــن العظــام‪.‬‬ ‫لقــد كشــف هــذا االختبــار عــن الــدور المركــزي‬ ‫للفوســفاتيز القلــوي فــي حــث خاليــا ‪ CL1‬علــى‬ ‫تكويــن العظــام‪ .‬باإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬أظهــر‬ ‫الفريــق أن مجــرد اختبــار التعبيــر عــن الفوســفاتيز‬ ‫القلــوي وحــده يمكــن أن يميــز بيــن خاليــا ‪CL1‬‬ ‫و‪ CL2‬فــي خليــط مــن الخاليــا الجذعيــة لنخــاع‬ ‫“ي َعــد الفوســفاتيز‬ ‫العظــام‪ .‬يقــول محمــود‪ُ :‬‬ ‫فريــدا للخاليــا المتمايــزة البانيــة‬ ‫كاشــفا‬ ‫ً‬ ‫القلــوي‬ ‫ً‬ ‫للعظــم”‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬تُ ســتخدم الخاليــا الجذعيــة متغايرة الخواص‬ ‫بنخــاع العظــام‪ ،‬فــي عــاج أمــراض شــتى‪ ،‬تبــدأ مــن‬ ‫اضطرابــات العظــام‪ ،‬مثــل الهشاشــة‪ ،‬إلــى أمــراض‬ ‫المناعــة الذاتيــة‪ ،‬مثــل الذئبــة‪ .‬وتشــير النتائــج‬ ‫مســبقا وتصنيفهــا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إلــى أن فــرز الخاليــا الجذعيــة‬ ‫واســتخدام المجموعــة الفرعيــة المعنيــة بشــفاء‬ ‫مــرض محــدد‪ ،‬قــد يســفر عــن تحســين النتائــج‬ ‫الصحيــة‪.‬‬ ‫‪Elsafadi, M., Manikandan, M., Atteya, M., Hashmi, J.‬‬ ‫‪A., Iqbal, Z. et al. Characterization of cellular and‬‬ ‫‪molecular heterogeneity of bone marrow stromal‬‬

‫‪cells. Stem Cells International 2016, 9378081‬‬ ‫‪(2016).‬‬

‫‪A M E R M A H M OOD @ 20 1 6‬‬

‫ليســت كل الخاليــا الجذعيــة الموجــودة فــي نخــاع‬ ‫العظــام ســواء‪ ،‬إذ تتألــف مــن مجموعــات فرعيــة‬ ‫ـكل منهــا خصائصــه الشــكلية والوظيفيــة‬ ‫مختلفــة‪ ،‬لـ ٍّ‬ ‫المتميــزة‪ .‬وقــد توصــل بحــث تقــوده الســعودية‬ ‫إلــى كاشــف جزيئــي يمكنــه التمييــز بيــن ســائف‬ ‫الخاليــا الجذعيــة التــي تبنــي العظــام واألنــواع‬ ‫األخــرى مــن األنســجة فــي نخــاع العظــام‪.‬‬ ‫فــي المســتقبل‪ ،‬يمكــن اســتغالل النتائــج‬ ‫فــي الطــب الســريري؛ لتعزيــز تجديــد العظــام‬ ‫بعــد اإلصابــة‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪ .‬ســيكون هــذا‬ ‫نســبيا‪ ،‬وفــق عامــر محمــود –‬ ‫بســيطا‬ ‫التطبيــق‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫المتخصــص فــي علــم أحيــاء الخاليــا الجذعيــة‬ ‫بجامعــة الملــك ســعود فــي الريــاض‪ .‬ويضيــف‪:‬‬ ‫“يمكــن للطبيــب فــرز خاليــا نخــاع العظــام‪ ،‬وحقــن‬ ‫الخاليــا المعنيــة ببنــاء العظــام فقــط فــي المرضــى؛‬ ‫للحصــول علــى نتائــج أفضــل وتعجيــل الشــفاء”‪.‬‬ ‫وقــد عــزل فريــق مــن الباحثيــن مجموعتيــن مــن‬ ‫خاليــا نخــاع العظــام علــى أســاس شــكلها تحــت‬ ‫المجهــر‪ .‬تميــزت إحــدى المجموعتيــن الفرعيتيــن‬ ‫التــي أســماها عامــر وزمــاؤه ‪ CL1-‬بشــكل‬‫هندســي يشــبه المكعــب‪ ،‬أمــا المجموعــة األخــرى‬ ‫وأطلقــوا عليهــا اســم ‪ CL2-‬فكانــت تتألــف مــن‬‫خاليــا مغزليــة الشــكل‪.‬‬ ‫وقامــت مجموعتــا الخاليــا بالتعبيــر عــن بعــض‬ ‫الكاشــفات الســطحية نفســها التــي ترمــز إلــى‬ ‫الخاليــا الجذعيــة لنخــاع العظــام‪ .‬ورغــم ذلــك‪،‬‬ ‫كشــف التحليــل الكامــل للتعبيــر الجينــي عــن بعــض‬ ‫االختالفــات الرئيســة‪ .‬فقــد وجــد الباحثــون أن‬ ‫خاصــا‬ ‫مختلفــا‬ ‫ً‬ ‫خاليــا ‪ CL1‬غنيــة بأكثــر مــن ‪ 80‬جينً ــا‬ ‫ًّ‬ ‫بتمعـ ُـدن العظــام ونمــو العضــات الهيكليــة‪ .‬وفــي‬

‫يميز البروتين الذي يسمى الفوسفاتيز القلوي مجموعة من الخاليا الجذعية في نخاع العظام‪ ،‬معروفة باسم ‪ ،CL1‬يمكن أن تبني‬ ‫النسيج العظمي‪.‬‬


‫ﻋ‬ ‫ﻮ‬ ‫ا‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻞ‬ ‫ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺠ‬ ‫ـ‬ ‫ﺎ‬ ‫ح‬

‫اﻻﻛﺘﺸﺎف‬ ‫واﻻﺑﺘﻜﺎر‬ ‫ﻳﺪرك ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ‬ ‫اﻹﺑﺪاع وأﻫﻤﻴﺘﻪ‪ .‬ﻧﺤﻦ ﻧﺸﺠﻊ اﻻﺑﺘﻜﺎر وﻧﺪﻋﻤﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺞ‬ ‫ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﺠﻮدة ﻟﻠﺒﺤﺚ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وﻣﻨﺼﺎت ﺗﻤﻜﻴﻨﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‪.‬‬ ‫ُﺻ ﱢﻤﻢ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﺤﻴﻮي ﻹﺟﺮاء دراﺳﺎت ﻃﻮﻟﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮاض‬ ‫داﺧﻞ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‪ .‬وﻳﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء‬ ‫ﻗﺎﻋﺪﺗﻲ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺟﻴﻨﻮﻣﻴﺔ وﺑﺮوﺗﻴﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪kaimrc-biobank@ngha.med.sa‬‬


‫االرتقاء بجودة فحوص‬ ‫الجيني‬ ‫العالج‬ ‫ّ‬ ‫يعكف الباحثون عىل تطوير ت‬ ‫ين‬ ‫التلوث ف ي� فحوص التنشيط‬ ‫اس�اتيجية‬ ‫لتحس� الكشف عن ُّ‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫الرياضي� ‪.‬‬ ‫الجي� لدى‬ ‫يّ‬ ‫ـتراتيجية جديــدةً‬ ‫ً‬ ‫ـق بحثــي فــي أســتراليا اسـ‬ ‫طــور فريـ ٌ‬ ‫تخليقيــة للفحــوص التــي‬ ‫ٍ‬ ‫مرجعيــة‬ ‫ٍ‬ ‫لتصميــم مــواد‬ ‫تكشــف عــن تنشــيط الجينــات أو االســتخدام غيــر‬ ‫المشــروع للعــاج الجينــي مــن ِق َبــل الرياضييــن‪.‬‬ ‫تنشــيط الجينــات أو التنشــيط الجينــي‪ُ ،‬يعــرف‬ ‫بأنــه االســتخدام غيــر العالجــي للجينــات‪ ،‬والعناصــر‬ ‫الوراثيــة و‪ /‬أو الخاليــا التــي لديهــا القــدرة علــى‬ ‫لهــم طــرق التنشــيط‬ ‫تعزيــز األداء الرياضــي‪ .‬وتُ ِ‬ ‫الجينــي هــذه األطبــاء لتعويــض العضــات‪ ،‬التــي‬ ‫تُ فقــد مــع الكِ بــر أو مــع المــرض‪.‬‬ ‫إال أن معدومــي الضميــر مــن الرياضييــن قــد‬ ‫يســتخدمون العــاج الجينــي لتحســين األداء‬ ‫ـخ إضافيـ ٍـة‬ ‫ُ‬ ‫بالتالعــب فــي جيناتهــم أو إقحــام نسـ ٍ‬ ‫مــن الجينــات‪ ،‬مثــل حزمــة اإلريثروبويتيــن التــي‬ ‫أن‬ ‫ُتنظــم إنتــاج خاليــا الــدم الحمــراء‪ .‬وفــي حيــن َّ‬ ‫افتراضيــة‪ ،‬إال‬ ‫ً‬ ‫مشــكلة‬ ‫ً‬ ‫تنشــيط الجينــات ال يــزال‬ ‫أن الوكالــة العالميــة لمكافحــة المنشــطات تمــول‬ ‫ً‬ ‫أبحاثــا حــول تقنيــات الرصــد والكشــف منــذ عــام‬

‫‪36‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫باإلضافــة إلــى إثبــات فاعليــة هذه االســتراتيجية‪،‬‬ ‫تســلط التجربــة الضــوء علــى صعوبــة تجنُّ ــب‬ ‫وطنــي يتبــع‬ ‫مرجعــي‬ ‫معمــل‬ ‫التلــوث حتــى فــي‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫المثلــى‪.‬‬ ‫الممارســات ُ‬ ‫يقــول بيريكليــس ســايمون ‪-‬الباحــث فــي مجــال‬ ‫تنشــيط الجينــات واألســتاذ فــي جامعــة يوهانــز‬ ‫جوتنبــرج بمدينــة ماينتــس فــي ألمانيــا‪« :-‬تَ بــرع‬ ‫جــدا فــي تســليط الضــوء علــى‬ ‫هــذه الدراســة‬ ‫ًّ‬ ‫مشــكلة التلــوث المتبــادل والحاجــة إلــى أســاليب‬ ‫لرصــده والكشــف عنــه»‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬يشــير‬

‫‪WL A D I M I R B U LG A R/ S P L / G ET T Y I M AG E S‬‬

‫‪.2004‬‬ ‫وتشــتمل فحــوص تنشــيط الجينــات بشــكل‬ ‫ـي‪ ،‬علــى عينـ ٍـة «موجبـ ٍـة» تحتــوي علــى المــادة‬ ‫روتينـ ٍّ‬ ‫أن الكشــف‬ ‫مــن‬ ‫ــق‬ ‫للتحق‬ ‫ُّ‬ ‫رصدهــا‬ ‫الجــاري‬ ‫الوراثيــة‬ ‫َّ‬ ‫ــوث‬ ‫ٍ‬ ‫نحــو‬ ‫يجــري علــى‬ ‫ســليم‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فقــد ُي َل ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ي مــن العينــة الضابطــة الموجبــة‬ ‫النــوو‬ ‫الحمــض‬ ‫ّ‬ ‫عينـ َـة الفحــص‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى نتيجـ ٍـة خطــأ‪ .‬وحتــى‬ ‫عضلــة طالمــا‬ ‫ً‬ ‫التلــوث القليــل يمكــن أن يمثــل ُم‬ ‫ـات‬ ‫أن أغلــب الفحــوص تنطــوي علــى تضخيــم كميـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫جــدا مــن الحمــض النــوو ّ‬ ‫دقيقــة ًّ‬ ‫ــو َرت آنــا باوتينــا وزمالؤهــا ‪-‬مــن المعهــد‬ ‫َط َّ‬

‫اســتراتيجية‬ ‫َ‬ ‫الوطنــي للقيــاس فــي أســتراليا‪-‬‬ ‫مرجعــي يمكنهــا التغلــب علــى مشــكلة‬ ‫تصميــم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫التلــوث المتبــادل‪ .‬وللكشــف عــن المــادة الوراثيــة‬ ‫ُّ‬ ‫المســتخدمة لتنشــيط الجينــات‪ ،‬والمعروفــة‬ ‫الدخيلــة ُ‬ ‫تفاعــا‬ ‫ــور»‪ ،‬يوظــف العلمــاء‬ ‫ً‬ ‫الم َح َّ‬ ‫باســم «الجيــن ُ‬ ‫تضخيميــا شــائع االســتخدام ُينتــج مالييــن النســخ مــن‬ ‫ًّ‬ ‫المســتهدفة بيــن نقــاط ارتــكا ٍز ُمحــددةٍ فــي‬ ‫األجــزاء ُ‬ ‫ــور‪ .‬ولتجنــب التلــوث بالعينــة الضابطــة‪،‬‬ ‫الم َح َّ‬ ‫الجيــن ُ‬ ‫مرجعيــة تتمتــع بالقــدر‬ ‫ً‬ ‫صمــم فريــق باوتينــا مــادةً‬ ‫الم َحـ َّـور ليجــري تضخيمهــا‬ ‫الكافــي مــن الشــبه بالجيــن ُ‬ ‫ي يجعــل تلــك‬ ‫محــور‬ ‫فــارق‬ ‫فــي التفاعــل ذاتــه‪ ،‬مــع‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫المــادة مميــزةً ‪ .‬فنقــاط االرتــكاز فــي المــادة المرجعيــة‬ ‫الم َحـ َّـور‪ ،‬غيــر‬ ‫هــي نقــاط االرتــكاز نفســها فــي الجيــن ُ‬ ‫أنهــا ُم َث َّبتَ ـ ٌـة فــي مواضــع مختلفـ ٍـة فــي التسلســل‪،‬‬ ‫أحجــام‬ ‫ٍ‬ ‫ــة ذات‬ ‫ممــا يــؤدي إلــى نشــأة أجــزاءٍ ُم َض َّخ َم ٍ‬ ‫وييســر هــذا االختــاف تمييــز التسلســل‬ ‫ٍ‬ ‫مختلفــة‪ُ .‬‬ ‫الم َحـ َّـور بحيــث يمكــن أن تكــون‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الجي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـي‬ ‫ُ‬ ‫المرجعـ ِّ‬ ‫بمنزلــة عينــة ضابطــة موجبـ ٍـة مــع تفــادي خطــر التلــوث‬ ‫المتبــادل مــع عينــة الفحــص‪.‬‬ ‫بــادرت باوتينــا باختبــار الطريقــة الجديــدة لفريقهــا‬ ‫مرجــع لجيــن‬ ‫بينمــا عكــف الفريــق علــى تصميــم‬ ‫ٍ‬ ‫حزمــة اإلريثروبويتيــن‪ .‬وفــور تحليــل إحــدى عيناتهــم‪،‬‬ ‫اســتطاعوا رصــد واقعــة واحــدة لتلـ ُّـوث متبــادل ربمــا‬ ‫كان مــن الممكــن إغفالهــا فــي الســابق‪ .‬وصــدرت‬ ‫موجبــة مــن إحــدى العينــات الفارغــة التــي‬ ‫ٌ‬ ‫إشــارةٌ‬ ‫تحتــوي علــى جميــع الكواشــف وتَ خلــو مــن الحمــض‬ ‫أن تلــك العينــة تعرضــت‬ ‫ي‪ .‬وأثبــت الفريــق َّ‬ ‫النــوو ّ‬ ‫ي مــن عينــة حزمــة‬ ‫النــوو‬ ‫الحمــض‬ ‫بفعــل‬ ‫ث‬ ‫للتلــو‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫اإلريثروبويتيــن التــي قورنــت بهــا عينتهــم الضابطة‪.‬‬


‫تفاعل البلمرة المتسلسل‬ ‫ينتج ماليين النسخ من األجزاء‬ ‫المستهدفة بين نقاط ارتكا ٍز‬ ‫ُ‬ ‫الم َح َّور‪.‬‬ ‫ُمحددةٍ في الجين ُ‬

‫"نأمل أن يساعد جهدنا البحثي‬ ‫في نهاية المطاف في عالج‬ ‫السرطان‪ ،‬بأدنى حد من اآلثار‬ ‫الجانبية على الخاليا السليمة‪".‬‬

‫أن هــذه الدراســة لــن ترصــد التلــوث‬ ‫ســايمون إلــى َّ‬ ‫مــن مصــادر أخــرى كالمــادة الوراثيــة فــي المختبــر‪،‬‬ ‫وأن التقنيــات التــي توظــف هــذا األســلوب قــد‬ ‫َّ‬ ‫اســة بالقــدر الكافــي لرصــد تنشــيط‬ ‫حس َ‬ ‫ال تكــون َّ‬ ‫الجينــات‪.‬‬ ‫«إن تنشــيط الجينــات‬ ‫ســايمون‪:‬‬ ‫ويضيــف‬ ‫َّ‬ ‫تقنيــة‬ ‫ٌ‬ ‫مشــكلة كبــرى‪ ،‬ألنــه ال توجــد‬ ‫ً‬ ‫نفســه ليــس‬ ‫حاليــا بإمكانهــا تحقيــق تحســن كبيــر‬ ‫الجينــات‬ ‫لنقــل‬ ‫ًّ‬ ‫فــإن األبحــاث المتعلقــة‬ ‫ذلــك‬ ‫ومــع‬ ‫األداء‪.‬‬ ‫فــي‬ ‫َّ‬ ‫بتنشــيط الجينــات أفضــت إلــى تحســينات يمكــن‬

‫أن تكــون مفيــدةً فــي جوانــب أخــرى‪ ،‬كرصــد أدنــى‬ ‫ـق مــن المــرض»‪ ،‬ويعنــي أيــة خاليــا‬ ‫قــد ٍر ممكــن متبـ ٍّ‬ ‫ـرطانية متبقيـ ٍـة ربمــا مــا زالــت كامنـ ًـة داخــل جســم‬ ‫ٍ‬ ‫سـ‬ ‫المريــض إثــر عالجــه ومــن الصعــب اكتشــافها‪.‬‬ ‫‪Baoutina, A., Bhat, S., Zheng., M., Partis, L., Dobeson,‬‬ ‫‪M., et al. Synthetic certified DNA reference material‬‬ ‫‪for analysis of human erythropoietin transgene and‬‬

‫‪transcript in gene doping and gene therapy. Gene‬‬

‫)‪Therapy 23, 708-717 (2016‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪37‬‬


‫تحديد األسباب الجذرية‬ ‫في إعاقة النمو‬

‫ن‬ ‫للباحث� ت‬ ‫بال� ي ز‬ ‫ين‬ ‫العص� لدى الب�ش‬ ‫بروتي� محدد يؤدي دوراً جوهرياً ف ي� النمو‬ ‫ك� عىل نطاق‬ ‫بيانات مجمعة حول خصائص طفرات تسمح‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫‪38‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪39‬‬

‫‪OLEKS I Y M A KS Y M EN KO P H OTOG R A P H Y / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫األطفال المولودون بطفرات في جزء واحد‬ ‫ومحدد من البروتين ‪ DYRK1A‬يواجهون‬ ‫مشكالت خطيرة في أثناء نمو الدماغ‬ ‫يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات عصبية‬ ‫وذهنية شديدة‪.‬‬

‫إنهــاء إنتــاج البروتيــن بالكامــل‪ .‬ولكــن الطفــرات‬ ‫تتعــدد الطــرق التــي قــد تتســبب بهــا طفــرة مــا‬ ‫غموضــا‪ ،‬واســتطاع‬ ‫ً‬ ‫الخمــس األخــرى كانــت أكثــر‬ ‫حتــى وإن كانــت صغيــرة‪ -‬فــي إحــداث مشــكالت‬‫الباحثــون فيمــا بعــد تحديــد هــذه الطفــرات‬ ‫جســيمة فــي نمــو عضــو معقــد كالدمــاغ‪.‬‬ ‫بربطهــا بمختلــف النطاقــات الوظيفيــة للبروتيــن‬ ‫واليــوم يكشــف تحليــل جينــي ألطفــال مولوديــن‬ ‫‪.DYRK1A‬‬ ‫بمشــكالت فــي الجهــاز العصبــي‪ ،‬كيــف تتســبب‬ ‫البروتيــن ‪ DYRK1A‬هــو إنزيــم ينقــل مجموعــة‬ ‫االضطرابــات الوراثيــة المختلفــة فــي تعطيــل‬ ‫الفوســفات الكيميائيــة مــن‬ ‫دورا‬ ‫مؤثــر لبروتيــن يــؤدي‬ ‫ً‬ ‫جــزيء يســمى أدينوســين‬ ‫مهمــا فــي تكويــن الدمــاغ‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫أبرزت دراسة فك رموز‬ ‫ثالثــي الفوســفات ‪ATP‬‬ ‫يســاعد بروتيــن يســمى‬ ‫أخــرى‬ ‫بروتينــات‬ ‫إلــى‬ ‫‪ DYRK1A‬علــى تنظيــم‬ ‫اضطرابات النمو آالف‬ ‫مســتهدفة‪ .‬وأثــرت الطفــرات‬ ‫عمليــة التعبيــر الجينــي‬ ‫الخمــس كلهــا بصــورة مــا‬ ‫لجينــات رئيســية تشــارك‬ ‫األطفال المصابين‬ ‫علــى “نطــاق الكاينيــز”‬ ‫فــي نمــو الجهــاز العصبــي‪.‬‬ ‫ُيســهل‬ ‫الــذي‬ ‫لإلنزيــم‬ ‫وقــد يكــون لفقــد إحــدى‬ ‫باضطرابات نمائية‬ ‫عمليــة النقــل هــذه‪ .‬وأحدثــت‬ ‫نســختي الجيــن الــذي يرمــز‬ ‫بعــض الطفــرات تأثيــرات‬ ‫لهــذا البروتيــن عواقــب‬ ‫عصبية وأبائهم غير‬ ‫واضحــة‪ ،‬مثــل تعطيــل ربــط‬ ‫وخيمــة بالجهــاز العصبــي‬ ‫المتأثرين من اجل‬ ‫جــزيء أدينوســين ثالثــي‬ ‫تتضمــن اإلصابــة بنوبــات‬ ‫الفوســفات‪ ،‬كمــا صاحبتهــا‬ ‫والتوحــد‪ ،‬واإلعاقــة‬ ‫الصــرع‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫استهداف الطفرات‬ ‫اضطرابــات فــي النمــو أشــد‬ ‫الذهنيــة‪ .‬وللوصــول إلــى‬ ‫قــوة‪ .‬وعلــى النقيــض مــن‬ ‫فهــم أفضــل ألهميــة‬ ‫المحتملة المسببة لها‪.‬‬ ‫ذلــك‪ ،‬فــإن الطفــرات األخــرى‪،‬‬ ‫هــذا البروتيــن‪ ،‬قــام فريــق‬ ‫آثــارا غيــر‬ ‫ســببت‬ ‫التــي‬ ‫بقيــادة‬ ‫الباحثيــن‬ ‫مــن‬ ‫ً‬ ‫مباشــرة ‪-‬بنفــس القــدر‪ -‬علــى وظيفــة البروتيــن‬ ‫كارواليــن رايــت مــن معهــد “ويلكــوم تراســت‬ ‫‪ DYRK1A‬عــن طريــق زعزعــة اســتقرار بنيــة البروتيــن‬ ‫ســانجر” بالمملكــة المتحــدة‪ ،‬بإمعــان النظــر فــي‬ ‫ً‬ ‫قليــا‪ ،‬صاحبتهــا اضطرابــات أخــف‪.‬‬ ‫بيانــات وراثيــة ُجمعــت فــي دراســة “فــك رمــوز‬ ‫كبيــرا مــن‬ ‫عــددا‬ ‫وبعــد ذلــك درس الباحثــون‬ ‫اضطرابــات النمــو” (‪.)DDD‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المتغيــرات الجينيــة للجيــن ‪ DYRK1A‬المســجلة‬ ‫بيانــات الدراســة التــي نســقتها رايــت‪ ،‬تعطــي‬ ‫ســابقا‪ .‬والجديــر بالذكــر أن المتغيــرات الجينيــة‬ ‫ً‬ ‫لمحــة عــن الخصائــص الوراثيــة آلالف األطفــال‬ ‫ــد بهــا‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫قلمــا‬ ‫مرضيــة‬ ‫آثــار‬ ‫تصاحبهــا‬ ‫لــم‬ ‫التــي‬ ‫المصابيــن باضطرابــات فــي النمــو العصبــي‬ ‫ُ ِ َ‬ ‫طفــرات فــي “نطــاق الكاينيــز”‪ ،‬وذلــك لــدى‬ ‫وآبائهــم األصحــاء‪ ،‬للتركيــز علــى الطفــرات‬ ‫المقارنــة بتلــك التــي صاحبتهــا مشــكالت فــي‬ ‫المســببة لتلــك االضطرابــات‪ .‬وجــد‬ ‫المحتملــة‬ ‫ِّ‬ ‫النمــو‪ .‬مــا زالــت وظيفــة البروتيــن ‪ DYRK1A‬غيــر‬ ‫الباحثــون أن ‪ 0.5%‬مــن هــؤالء األطفــال لديهــم‬ ‫تمامــا‪ ،‬إال أن هــذه النتائج تكشــف الدور‬ ‫مفهومــة‬ ‫طفـ�رات فـ�ي الجيـ�ن الـ�ذي يرمـ�ز للبروتيـنن�‪DYR‬‬ ‫ً‬ ‫الدقيــق الــذي يؤديــه نشــاط الكاينيــز الخــاص بهــذا‬ ‫‪ . K1A‬وكان هــؤالء األطفــال جميعهــم يعانــون‬ ‫اإلنزيــم فــي نمــو الدمــاغ‪ ،‬ويقتــرح الباحثــون أن‬ ‫إعاقــات ذهنيــة‪ ،‬كمــا أن الغالبيــة العظمــى منهــم‬ ‫تســهم طفــرات مماثلــة فــي إنزيمــات كاينيــز ذات‬ ‫أيضــا مشــكالت ملحوظــة فــي‬ ‫ً‬ ‫كانــت لديهــم‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫صلــة فــي حــدوث أمــراض أخــرى ً‬ ‫النمــو الجســدي مثــل صغــر حجــم الــرأس؛ وهــو‬ ‫صغــر غيــر طبيعــي فــي حجــم الجمجمــة‪.‬‬ ‫‪Evers, J.M., Laskowski, R.A., Bertolli, M., Clayton-Smith,‬‬ ‫ثــم حــدد فريــق رايــت بعــد ذلــك أنمــاط‬ ‫‪J., Deshpande, C. et al. Structural analysis of pathogenic‬‬ ‫الطفــرات المختلفــة التــي حملهــا هــؤالء‬ ‫‪mutations in the DYRK1A gene in patients with devel‬‬‫األطفــال فــي البروتيــن ‪ .DYRK1A‬واتضــح أن‬ ‫‪opmental disorders. Hum. Mol. Genet. 26: 519-526‬‬ ‫أربــع عشــرة طفــرة منهــا مــن أصــل تســع عشــرة‬ ‫‪(2017).‬‬ ‫كانــت طفــرات مدمــرة‪ ،‬لدرجــة قــد تصــل إلــى‬


‫“هذه النتائج لها تأثير فوري‬ ‫ومباشر على كيفية تقديم‬ ‫المشورة للمرضى‪ ،‬وتنظيم‬ ‫األسرة‪ ،‬والتشخيص قبل‬ ‫الوالدة”‪.‬‬

‫فهم الطبيعة الوراثية‬ ‫لعيوب القلب الخِ لقية‬ ‫الباء أ‬ ‫أدلة جديدة تستشف العيوب الخلقية للقلب ف� نسل آ‬ ‫الصحاء‬ ‫ِ‬ ‫ي‬

‫دراســة مــن كُبريــات الدراســات الجينيــة الدوليــة‬ ‫الخلقيــة‪ ،‬تســلط الضــوء علــى‬ ‫فــي أمــراض القلــب ِ‬ ‫أهميــة الطفــرات الجينيــة التلقائيــة غيــر الموروثــة‬ ‫مــن الوالديــن‪ ،‬وذلــك فــي أشــكال خاصــة مــن‬ ‫المــرض‪.‬‬ ‫الخلقيــة فــي الرحــم‪ ،‬وهــي‬ ‫تتطــور عيــوب القلــب ِ‬ ‫الر ّضــع‬ ‫الســبب األكثــر‬ ‫شــيوعا فــي العالــم لوفيــات ُّ‬ ‫ً‬ ‫الخلقيــة‪ ،‬إذ تؤثــر علــى مولــود‬ ‫المرتبطــة بالعيــوب ِ‬ ‫تقريبــا مــن كل ‪ 100‬مولــود جديــد‪ .‬وقــد حــدد‬ ‫واحــد‬ ‫ً‬ ‫الباحثــون العديــد مــن الجينــات المرتبطــة بأمــراض‬ ‫الخلقيــة‪ ،‬بيــد أن عوامــل أخــرى‪ ،‬مثــل إصابــة‬ ‫القلــب ِ‬ ‫ُّ‬ ‫التخثــر أو‬ ‫األم بــداء الســكري‪ ،‬أو تعاطــي مضــادات‬ ‫األدويــة المضــادة للصــرع خــال فتــرة الحمــل‪ ،‬قــد تزيد‬ ‫ً‬ ‫الخلقيــة‪.‬‬ ‫قليــا مــن خطــر اإلصابــة بأمــراض القلــب ِ‬ ‫‪40‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫وإللقــاء مزيــد مــن الضــوء علــى األســاس‬ ‫الخلقيــة‪ ،‬قــام‬ ‫الجينــي لوراثــة أمــراض القلــب ِ‬ ‫ماثيــو هيرلــز ‪-‬مــن معهــد ويلكــوم ترســت‬ ‫ســانجر بالمملكــة المتحــدة‪ -‬وزمــاؤه بتعييــن‬ ‫تسلســل الجــزء المعنــي بترميــز البروتيــن فــي‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مصابــا بأمــراض القلــب‬ ‫طفــا‬ ‫جينــوم ‪1891‬‬ ‫ً‬ ‫الخلقيــة‪ ،‬وآبائهــم‪ .‬واختيــر المرضــى مــن‬ ‫ِ‬ ‫مراكــز طبيــة فــي المملكــة المتحــدة والواليــات‬ ‫المتحــدة وكنــدا وألمانيــا وبلجيــكا والمملكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫تقــدم نتائــج الباحثيــن‪ ،‬التــي نُ شــرت فــي دوريــة‬ ‫نيتشــر جينتكــس ‪ ،Nature Genetics‬أول دليــل‬ ‫واضــح علــى االختالفــات الوراثيــة بيــن شــكلين مــن‬ ‫أشــكال المــرض‪.‬‬

‫أيضــا ثالثــة اضطرابــات نــادرة‬ ‫ويصــف الباحثــون ً‬ ‫الخلقيــة‪ ،‬تســببها‬ ‫جديــدة لمتالزمــة أمــراض القلــب ِ‬ ‫طفــرات جديــدة فــي جينــات لــم تكــن مرتبطــة‬ ‫الخلقيــة‪ .‬ومــن شــأن تحديــد‬ ‫ـابقا بأمــراض القلــب ِ‬ ‫سـ ً‬ ‫مزيــد مــن الضــوء‬ ‫ٍ‬ ‫وظائــف هــذه الجينــات تســليط‬ ‫علــى اآلليــات البيولوجيــة المهمــة المشــاركة فــي‬ ‫التطــور الجنينــي الطبيعــي‪.‬‬ ‫قــد تكــون هــذه النتائــج مفيــدة فــي تصميــم‬ ‫الدراســات الجينيــة المســتقبلية‪ .‬ولتحديــد أبــرز‬ ‫الخلقيــة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الجينــات المرتبطــة بأمــراض القلــب‬ ‫ستســتفيد الدراســات علــى المصابيــن بأمــراض‬ ‫الخلقيــة غيــر المتالزمــة‪ ،‬الذيــن يشــكلون‬ ‫القلــب ِ‬ ‫الخلقيــة‬ ‫‪ 90%‬مــن المصابيــن بأمــراض القلــب ِ‬ ‫فــي أنحــاء العالــم‪ ،‬مــن تعييــن تسلســل جينومــات‬ ‫الوالديــن واألشــقاء غيــر المصابيــن‪.‬‬ ‫إن فهــم األســباب المحتملــة لإلصابــة بأمــراض‬ ‫يســرع وتيــرة أبحــاث آليــات‬ ‫الخلقيــة ال‬ ‫القلــب ِ‬ ‫ّ‬ ‫األمــراض والعالجــات الممكنــة فحســب‪ ،‬بــل‬ ‫دقة‬ ‫ً‬ ‫أيضــا علــى تقديــم نصائــح أكثــر‬ ‫يســاعد األطبــاء ً‬ ‫ً‬ ‫مصابــا‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ثاني‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫طف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫إنجابه‬ ‫ـرص‬ ‫للوالديــن حــول فـ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالمــرض‪ .‬يقــول ســعيد التركــي ‪-‬اختصاصــي علــم‬ ‫األمــراض الجزيئيــة‪ ،‬الــذي يعمــل بمدينــة الملــك‬ ‫عبــد العزيــز الطبيــة فــي الريــاض‪“ :-‬هــذه النتائــج لها‬ ‫تأثيــر فــوري ومباشــر علــى كيفيــة تقديــم المشــورة‬ ‫للمرضــى‪ ،‬وتنظيــم األســرة‪ ،‬والتشــخيص قبــل‬ ‫الــوالدة”‪.‬‬ ‫‪Sifrim, A., Hitz, M-P., Wilsdon, A., Breckpot, J., Al Turki,‬‬ ‫‪S.H., et al. Distinct genetic architectures for syndro‬‬‫‪mic and nonsyndromic congenital heart defects iden‬‬‫‪tified by exome sequencing. Nature Genetics 48,‬‬ ‫‪1060–1065 (2016).‬‬

‫‪I LYA NAY M U S HI N/ R E U T E R S / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫الخلقيــة‪ ،‬حيــث‬ ‫ففــي متالزمــة أمــراض القلــب ِ‬ ‫يمثــل المــرض مشــكلة مــن بيــن العديــد مــن‬ ‫التشــوهات فــي‬ ‫المشــكالت التنمويــة مثــل‬ ‫ُّ‬ ‫األعضــاء األخــرى أو اإلعاقــة الفكريــة‪ُ ،‬وجــد أن‬ ‫العيــوب أكثــر رجحانً ــا بســبب طفــرات جديــدة لــم‬ ‫تــورث مــن الوالديــن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬لــم تكــن هــذه الطفــرات التلقائيــة‬ ‫موجــودة لــدى األطفــال الذيــن يعانــون مــن عيــوب‬ ‫عــرف بأمــراض القلــب‬ ‫منفــردة فــي القلــب‪ ،‬تُ َ‬ ‫وغالبــا مــا ورثــوا المتغيــرات‬ ‫الخلقيــة غيــر المتالزمــة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫الجينيــة الضــارة مــن والديــن أصحــاء‪.‬‬


‫استراتيجية‬ ‫للتعامل مع‬ ‫األمراض‬ ‫الوراثية‬ ‫دفعة للعمل نحو خفض النسبة‬ ‫العالية للأمراض االستقالبية الوراثية‬ ‫ف ي� المملكة العربية السعودية‬

‫الشــرقية بالمملكــة‪ ،‬حــدوث حالــة واحــدة لــكل‬ ‫شــخصا‪ .‬وباســتثناء تلــك الدراســة‪ ،‬فــإن‬ ‫‪667‬‬ ‫ً‬ ‫المنشــورات فــي األدبيــات العلميــة الســعودية‪،‬‬ ‫اقتصــرت فــي هــذا المجــال‪ ،‬علــى تقاريــر الحــاالت‬ ‫ودراســة مجموعــات الحــاالت‪.‬‬ ‫قــادت هــذه التقاريــر الفضــل‪ ،‬إلــى التســاؤل‬ ‫عمــا إذا كانــت األرقــام فــي الظهــران ُم ّ‬ ‫مثلــة‬ ‫ّ‬ ‫للوضــع العــام فــي أرجــاء البــاد أم ال‪.‬‬

‫"ارتفاع معدل األخطاء‬ ‫االستقالبية الخلقية في‬ ‫السعودية‪ ،‬بشكل ال يصدق‪،‬‬ ‫يرغم إدارة الرعاية الصحية في‬ ‫الباد على تطوير خطة استراتيجية‬ ‫على المدى البعيد للوقاية من‬ ‫مثل هذه االضطرابات‪".‬‬ ‫بحــث الفضــل مــع زمالئــه مــن مدينــة الملــك‬ ‫عبــد العزيــز الطبيــة فــي الريــاض فيمــا لديهــم‬ ‫مــن ســجالت‪ .‬ووجــدوا أنــه بيــن عامــي ‪2001‬‬ ‫و ‪ُ ،2014‬ولــد مــن األطفــال ‪ 110,601‬فــي‬‫أحــد المستشــفيات الكبيــرة بالبــاد‪ُ ،‬شــخصت‬ ‫إصابــة ‪ 187‬منهــم بأخطــاء اســتقالبية خلقيــة‪.‬‬ ‫ـخصا‬ ‫ممــا يعنــي إصابــة حالــة واحــدة لــكل ‪ 591‬شـ ً‬ ‫ّ‬ ‫تقريبــا؛ وهــذا يتوافــق مــع مــا وجــده الباحثــون‬ ‫ً‬

‫ســابقا فــي الظهــران‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فــي الدراســة المذكــورة‬ ‫أن‬ ‫ــن‬ ‫يتبي‬ ‫الدراســتين‪،‬‬ ‫كلتــا‬ ‫وبجمــع النتائــج مــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نســبة حــدوث هــذا النــوع مــن االضطرابــات تصــل‬ ‫ـخصا‪ ،‬وهــي‬ ‫إلــى حالــة واحــدة مــن بيــن كل ‪ 635‬شـ ً‬ ‫الم ّ‬ ‫وثقــة فــي العالــم‪.‬‬ ‫واحــدة مــن أعلــى النســب ُ‬ ‫مريضــا وفــق‬ ‫ً‬ ‫صنّ ــف فريــق الفضــل الـــ‪187‬‬ ‫فئــة االضطــراب‪ .‬فمــن شــأن ذلــك مســاعدة‬ ‫األطبــاء فــي معرفــة مــا يجــب البحــث عنــه‪،‬‬ ‫تدخــات دوائيــة فــي‬ ‫بحيــث يتســنّ ى لهــم تحديــد ُّ‬ ‫أيضــا‬ ‫ً‬ ‫ســجل الباحثــون‬ ‫الحــاالت المناســبة‪ .‬كمــا‬ ‫ّ‬ ‫‪ 43‬طفــرة لــم يلحظهــا العلمــاء مــن قبــل‪ ،‬مــن‬ ‫شــأن هــذه المشــاهدات المســاعدة فــي عمليــات‬ ‫التشــخيص المســتقبلية‪.‬‬ ‫بنــاء علــى هــذه النتائــج‪ ،‬وجــه الفضــل‬ ‫ً‬ ‫عــدة توصيــات لمســؤولي الرعايــة الصحيــة‬ ‫فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪ .‬وتشــمل‬ ‫التوصيــات‪ :‬إنشــاء ســجل وطنــي لتحديــد‬ ‫ـيوعا‪ ،‬وإطــاق‬ ‫االضطرابــات والطفــرات األكثــر شـ ً‬ ‫حمــات التوعيــة الصحيــة العامــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫عمــل مســح جينــي لطــاب المــدارس الثانويــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مســتقبل ‪-‬عندمــا يتزوجــون‬ ‫بحيــث يتمكنــون‬ ‫وينجبــون‪ -‬مــن اتخــاذ قــرارات مســتنيرة بشــأن‬ ‫تنظيــم األســرة والتخطيــط لهــا‪.‬‬ ‫‪Alfadhel, M., Benmeakel, M., Hossain, M. A., Al Mutairi,‬‬ ‫‪F., Al Othaim, A. et al. Thirteen year retrospective review‬‬ ‫‪of the spectrum of inborn errors of metabolism pre-‬‬

‫‪senting in a tertiary center in Saudi Arabia. Orphanet‬‬

‫‪Journal of Rare Diseases 11, 126 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪41‬‬

‫‪BRAND X‬‬

‫تشــهد المملكــة العربيــة الســعودية أحــد أعلــى‬ ‫معــدالت االضطرابــات االســتقالبية الوراثيــة‬ ‫وفقــا لبحــث ُأجــري علــى مــدار‬ ‫ً‬ ‫فــي العالــم‪ ،‬وذلــك‬ ‫ــخصت إصابتهــم‬ ‫عامــا‪ ،‬لألطفــال الذيــن ُش ّ‬ ‫‪ً 13‬‬ ‫بهــذه االضطرابــات فــي أكبــر المستشــفيات‬ ‫بالبــاد‪ .‬يقــول الباحثــون إن هــذه النتائــج الوخيمــة‬ ‫تشــير إلــى ضــرورة اتخــاذ إجــراءات عاجلــة وعمــل‬ ‫ممــا‬ ‫منســق لخفــض عــدد األطفــال الذيــن يعانــون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُيســمى الخطــأ االســتقالبي الخلقــي (‪.)IEMs‬‬ ‫الدكتــور ماجــد الفضــل ‪-‬طبيــب أطفــال‬ ‫واستشــاري األمــراض الوراثيــة واالســتقالبية‬ ‫فــي مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة‪ ،‬الــذي قــاد البحــث‪ -‬يقــول‪" :‬ارتفــاع معــدل‬ ‫األخطــاء االســتقالبية الخلقيــة فــي الســعودية‪،‬‬ ‫بشــكل ال يصــدق‪ ،‬يرغــم إدارة الرعايــة الصحيــة في‬ ‫البــاد علــى تطويــر خطــة اســتراتيجية علــى المــدى‬ ‫البعيــد للوقايــة مــن مثــل هــذه االضطرابــات"‪.‬‬ ‫هــي‬ ‫الخلقيــة‬ ‫االســتقالبية‬ ‫األخطــاء‬ ‫اضطرابــات جينيــة نــادرة تنشــأ عــن طفــرات‬ ‫تتلــف قــدرة اإلنزيمــات المختلفــة علــى تفكيــك‬ ‫ً‬ ‫إجمــال‪،‬‬ ‫لتحولهــا إلــى طاقــة‪.‬‬ ‫أجــزاء مــن الطعــام‬ ‫ِّ‬ ‫قــدر حــدوث جميــع أنــواع األخطــاء االســتقالبية‬ ‫ُي ّ‬ ‫الخلقيــة بأقــل مــن حالــة واحــدة لــكل ‪2500‬‬ ‫شــخص فــي مختلــف بلــدان العالــم فــي الغــرب‪.‬‬ ‫لكــن فــي البلــدان التــي ينتشــر فيهــا زواج‬ ‫األقــارب‪ ،‬مثــل الســعودية‪ ،‬فــإن المعــدالت عــادةً‬ ‫مــا تكــون أعلــى‪.‬‬ ‫عامــا‪،‬‬ ‫‪25‬‬ ‫مــدى‬ ‫علــى‬ ‫واحــدة‬ ‫وثقــت دراســة‬ ‫ً‬ ‫ُأجريــت فــي مستشــفى بالظهــران فــي المنطقــة‬

‫تشير دراسة حديثة إلى أن وجود طفل بين كل ‪ً 635‬‬ ‫طفل في السعودية مصاب باألخطاء االستقالبية الخلقية‪ ،‬هو معدل يتجاوز المعدالت الدولية‪.‬‬


‫كشف غموض نظام‬ ‫طويل‬ ‫غذائي ُيحييك‬ ‫ً‬ ‫العثور عىل صلة جديدة ي ن‬ ‫ب� الخاليا العصبية الحسية والنظام‬ ‫ئ‬ ‫الغذا� وطول العمر‬ ‫ي‬

‫‪42‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫يؤدي تقليل ما يأكله‬ ‫الكائن من طعام بنسبة‬ ‫‪ 30‬إلى ‪ 40‬في المئة‬ ‫مقارنة بمستويات‬ ‫ما يأكله با قيود‪ ،‬إلى‬ ‫إطالة عمره ومقاومته‬ ‫لألمراض المرتبطة‬ ‫بالسن‪.‬‬ ‫يخلــص الباحثــون إلــى أنــه حيــث إن‬ ‫دراســتهم تشــير إلــى إمكانيــة ضبــط‬ ‫اســتجابة الــدودة المــدورة للتقييــد‬ ‫الغذائــي مــن خــال مســارات عصبيــة‬ ‫صماويــة معينــة‪ ،‬فمــن المحتمــل‬ ‫أن تكــون العقاقيــر التــي تســتهدف‬ ‫المســارات المماثلــة لــدى الثدييــات‬ ‫قــادرة علــى حفــز إطالــة العمــر عنــد‬ ‫جنبــا إلــى جنــب مــع‬ ‫اســتخدامها‬ ‫ً‬ ‫تعديــات فــي األنظمــة الغذائيــة‪.‬‬ ‫‪Fletcher, M. & Kim, D. H. Age-depend‬‬‫‪ent neuroendocrine signaling from‬‬

‫‪sensory neurons modulates the effect‬‬ ‫‪of dietary restriction on longevity of‬‬

‫‪Caenorhabditis elegans. PLOS Genet‬‬‫‪ics 13(1): e1006544 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪43‬‬

‫‪HE I T I PAVE S / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫ديدان «الربداء‬ ‫الرشيقة» المدورة قد‬ ‫تعطي لمحة عن علم‬ ‫الشيخوخة‪.‬‬

‫قــد يكــون األثــر المطيل للعمــر للتقييد‬ ‫الغذائــي المعتــدل لــدى الديــدان‬ ‫ناتجــا عــن إفــراز بروتيــن يؤثــر‬ ‫ـدورة ً‬ ‫المـ ّ‬ ‫فــي النهايــة علــى الجينــات المنظمــة‬ ‫لأليــض‪ .‬ويســلط هــذا الضــوء علــى‬ ‫الصمــاوي‬ ‫أهميــة التنظيــم العصبــي‬ ‫ّ‬ ‫فــي الشــيخوخة وفــي العالجــات‬ ‫الهادفــة إلــى إطالــة العمــر‪.‬‬ ‫مــن الكائنــات وحيــدة الخليــة إلــى‬ ‫الثدييــات‪ ،‬يــؤدي تقليــل مــا يأكله الكائن‬ ‫مــن طعــام بنســبة ‪ 30‬إلــى ‪ 40‬فــي‬ ‫المئــة مقارنــة بمســتويات مــا يأكلــه بــا‬ ‫قيــود‪ ،‬إلــى إطالــة عمــره ومقاومتــه‬ ‫لألمــراض المرتبطــة بالســن‪ .‬لكــن‬ ‫أســباب هــذه المنافــع غيــر واضحــة‪.‬‬ ‫حاليــا ديــدان‬ ‫يســتخدم العلمــاء‬ ‫ًّ‬ ‫«الربــداء الرشــيقة» المدورة الشــفافة‬ ‫البالــغ طولهــا مليمتـ ًـرا واحـ ًـدا كنمــوذج‬ ‫لتعميــق معرفتنــا بالعمليــات الحيويــة‬ ‫المرتبطــة بالتقــدم فــي الســن‪.‬‬ ‫فقــد وجــدت دراســة حديثــة أجراهــا‬ ‫فريــق مــن معهــد ماساتشوســتس‬ ‫للتكنولوجيــا فــي الواليــات المتحــدة‪،‬‬ ‫آليــة جديــدة يضبــط بهــا إدراك ديــدان‬ ‫الحســي للطعــام‬ ‫الربــداء الرشــيقة‬ ‫ّ‬ ‫المتــاح‪ ،‬تأثيرالتقييــد الغذائــي علــى‬ ‫طــول العمــر‪.‬‬ ‫ركــز الفريــق البحثــي علــى بروتيــن‬ ‫صغيــر لــدى الديــدان يســمى ‪.DAF-7‬‬ ‫ووجــدوا أنــه عندمــا تــدرك هــذه الديدان‬ ‫أن الطعــام محــدود‪ ،‬كمــا هــو الحــال‬ ‫فــي أثنــاء التقييــد الغذائــي‪ ،‬يفــرز‬ ‫زوجــان مــن الخاليــا العصبيــة الحســية‬ ‫بروتيــن ‪ .DAF-7‬مــا يــؤدي إلــى‬ ‫تفعيــل عامــل النســخ ‪ ،DAF-16‬وهــو‬

‫منظــم رئيــس لعــدد كبيــر مــن الجينــات‬ ‫المتصلــة باإلجهــاد التأكســدي ووضــع‬ ‫التحمــل (وهــو حالــة تشــبه الســبات)‪.‬‬ ‫عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬فــإذ إن‬ ‫مســتويات بروتيــن ‪ DAF-7‬تتناقــص‬ ‫مــع التقــدم فــي الســن‪ ،‬فــإن الديــدان‬ ‫المــدورة المســنّ ة ال تســتجيب ألثــر‬ ‫إطالــة العمــر المترتــب علــى التقييــد‬ ‫الغذائــي‪ ،‬وهــو شــيء ربمــا يعلــل‬ ‫مــا أظهرتــه الدراســات الســابقة مــن‬ ‫الســن‬ ‫أن الحيوانــات المتقدمــة فــي‬ ‫ّ‬ ‫التــي تخضــع للتقييــد الغذائــي ال‬ ‫تُ ظهــر إطالــة فــي العمــر‪.‬‬


‫‪S HU NY U FA N/ I S TOCK / G E T T Y I M AG E S P LU S‬‬

‫عشرون طفرة‬ ‫جديدة تسهم‬ ‫في مرض‬

‫وراثي نادر‬ ‫كشفت دراسة جديدة عن طفرات‬ ‫ف ي� مرض موروث نادر يسمى “بيلة‬ ‫الب�وجلوتاميك”‬ ‫حمض ي‬

‫لــم يــرد‪ ،‬فــي األدبيــات العلميــة‪ ،‬ذكــر حالــة نــادرة‬ ‫جــدا عــن مــرض وراثــي يســمى بيلــة حمــض‬ ‫ًّ‬ ‫‪-5‬أوكســوبرولين (حمــض البيروجلوتاميــك)‪ ،‬إال فــي‬ ‫ســبع حــاالت مرضيــة فقــط‪ ،‬وال تــزال خصائصــه‬ ‫ومؤخــرا‬ ‫جيــدا‪.‬‬ ‫الجينيــة والســريرية غيــر مفهومــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تلقــي دراســة دوليــة الضــوء علــى هــذا المــرض‪،‬‬ ‫شــاركت فيهــا الشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس‬ ‫الوطنــي فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حيــث‬ ‫جــرى تحليــل الحمــض النــووي ألربــع عشــرة عائلــة‬ ‫متضــررة مــن مختلِ ــف المجموعــات العرقيــة‪.‬‬ ‫تثبــط هــذه الحالــة إنتــاج الجلوتاثيــون‪ ،‬وهــو جــزيء‬ ‫يحتاجــه الجســم لتحييــد الجزيئــات الضــارة األخــرى‬ ‫المتولــدة فــي أثنــاء إنتــاج الطاقــة‪ .‬وهــو ضــروري‬ ‫مكونــات خلويــة مثــل الحمــض النــووي‬ ‫أيضــا لبنــاء‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫والبروتينــات‪ ،‬والســتقالب المــواد الكيميائيــة الغريبــة‬ ‫والملوثــات البيئيــة‪ .‬وتتبايــن األعــراض‬ ‫مثــل األدويــة‬ ‫ِّ‬ ‫المميــزة للمــرض فــي حدتهــا مــن خفيفــة‪ ،‬فتؤثــر‬ ‫ِّ‬ ‫علــى خاليــا الــدم الحمــراء فحســب‪ ،‬إلــى شــديدة‪،‬‬ ‫فتؤثــر علــى عــدة أنــواع مــن الخاليــا فــي الجســم‪.‬‬ ‫أحــد مؤشــرات اإلصابــة بهــذا المــرض هــو التركيــز‬ ‫الكبيــر لحمــض ‪-5‬أوكســوبرولين فــي البــول‪ .‬ويمكن‬ ‫أن تتســبب عــدة عوامــل فــي هــذا المــرض‪ ،‬مــن‬ ‫تحــور جيــن ُم َخ ِّل َقــة الجلوتاثيــون (‪ )GSS‬أو‬ ‫بينهــا‬ ‫ُّ‬ ‫جيــن ‪-5‬أوكســو‪-‬إل‪-‬بروليناز (‪ .)OPLAH‬وفــي حيــن‬ ‫تحــور الجيــن األول ُأبلــغ عنــه فــي عشــرات مــن‬ ‫أن‬ ‫ُّ‬ ‫‪44‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫المرضــى‪ ،‬تركــز هــذه الدراســة علــى الجيــن الثانــي‪،‬‬ ‫أيضــا باســم نقــص ‪5-‬أوكســوبروليناز‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عــرف‬ ‫وي َ‬ ‫ُ‬ ‫وهــو أكثــر نــدرة‪.‬‬

‫“هناك حاجة إلى مزيد من‬ ‫األبحاث لرسم الخط الفاصل بين‬ ‫المرض غير المصحوب بأعراض‬ ‫والذي تصحبه أعراض‪".‬‬ ‫ومــن خــال تحليــل الحمــض النــووي لألطفــال‬ ‫المتضرريــن مــن نقــص ‪-5‬أوكســوبروليناز وأفــراد‬ ‫أســرهم‪ ،‬اكتشــف الباحثــون ‪ 20‬طفــرة جديــدة‬ ‫وفريــدة فــي هــذا الجيــن (‪ .)OPLAH‬ووجــدوا أن‬ ‫المــرض يتجلــى عندمــا يــرث الطفــل نســختين مــن‬ ‫كل مــن الوالديــن‪.‬‬ ‫الجيــن غيــر الطبيعــي‪ ،‬واحــدة مــن ٍّ‬ ‫وربمــا يحمــل أحــد الوالديــن نســخة واحــدة مــن الجين‬ ‫الم ِعيــب دون ظهــور األعــراض عليــه‪ ،‬عندهــا تكــون‬ ‫َ‬ ‫نســبة خطــر والدة طفــل مصــاب بالمــرض ‪25%‬‬ ‫شــائعا‬ ‫ونظــرا لكــون زواج األقــارب‬ ‫مــع كل حمــل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬تزيــد فــرص نقــل‬ ‫الجيــن المعــدل‪.‬‬ ‫ي مــن المرضــى‬ ‫أ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫يتأث‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫المتوق‬ ‫وعلــى غيــر‬ ‫ٌّ‬

‫باالنحــال الســابق ألوانــه لخاليــا الــدم الحمــراء‪،‬‬ ‫والمعــروف باســم فقــر الــدم االنحاللــي‪ ،‬وهــو‬ ‫ســمة ســريرية رئيســة فــي المرضــى الذيــن‬ ‫يعانــون مــن طفــرات الجيــن ‪ .GSS‬ومــع ذلــك‪،‬‬ ‫تباينــت األعــراض األخــرى علــى نطــاق واســع‪ :‬فلــم‬ ‫َيعت ـ ِر بعــض المرضــى أي أعــراض علــى اإلطــاق‪،‬‬ ‫فــي حيــن أصيــب آخــرون بأعــراض نفســية حركيــة‪،‬‬ ‫وإعاقــات النمــو‪ ،‬وفقــدان الــوزن الضــار‪ .‬ولــم‬ ‫يتمكــن الباحثــون مــن توضيــح العالقــة الســببية بيــن‬ ‫األعــراض وطفــرات الجيــن ‪.OPLAH‬‬ ‫يقــول ماجــد الفضــل ‪-‬األســتاذ بجامعــة الملــك‬ ‫ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪“ :-‬هنــاك‬ ‫حاجــة إلــى مزيــد مــن األبحــاث لرســم الخــط‬ ‫الفاصــل بيــن المــرض غيــر المصحــوب بأعــراض‬ ‫والــذي تصحبــه أعــراض‪ .‬كمــا ال يمكننــا اســتبعاد أن‬ ‫األعــراض الجديــدة قــد تظهــر فــي وقــت الحــق فــي‬ ‫حيــاة هــؤالء األطفــال‪ ،‬أو أن األعــراض الحاليــة قــد‬ ‫تكــون ناجمــة عــن عيــوب وراثيــة أخــرى”‪.‬‬ ‫‪Sass, J. O., Gemperle-Britschgi, C., Tarailo-Graovac,‬‬ ‫‪M., Patel, N., Walter, M., et al. Unravelling 5-oxopro-‬‬

‫‪linuria (pyroglutamic aciduria) due to bi-allelic‬‬

‫‪OPLAH mutations: 20 new mutations in 14 families.‬‬ ‫‪Molecular Genetics and Metabolism, 119, 44-49‬‬ ‫‪(2016).‬‬


‫"إن االختبار الكيميائي النسيجي‬ ‫المستخدم هنا ال يكلف‬ ‫المناعي‬ ‫َ‬ ‫سوى بضعة دوالرات‪ ،‬ويمكن‬ ‫بالتالي أن يثبت قيمته العالية‬ ‫في األماكن الفقيرة الموارد‪".‬‬

‫الصماوية في الغدة الدرقية‪.‬‬ ‫ينشأ السرطان اللبي الدرقي في الخاليا العصبية‬ ‫ّ‬

‫سرطان الغدة الدرقية‪:‬‬ ‫خفض نفقات التشخيص‬

‫اختبار بسيط يكشف الطفرات الجينية المسببة لرسطان الجلد‪ ،‬يمكنه المساعدة عىل‬ ‫تحديد ض‬ ‫المر� الذين يعانون من نوع خاص من رسطان الدرق‪.‬‬ ‫يمكــن تغييــر شــكل تشــخيص وعــاج حــاالت مرضيــة‬ ‫مهــددة للحيــاة مــن خــال البحــث‬ ‫نــادرة ولكنهــا‬ ‫ِّ‬ ‫عــن بدائــل مناســبة وغيــر مكلفــة الختبــار جينــي‬ ‫جزيئــي‪ ،‬ال ســيما فــي المناطــق فقيــرة المــوارد‬ ‫فــي العالــم‪ .‬فقــد أثبــت علمــاء فــي أســتراليا كيــف‬ ‫يمكــن الختبــار كيميائــي نســيجي مناعــي بســيط‬ ‫أيضــا‬ ‫ــور لتشــخيص ســرطان الجلــد أن يســاعد ً‬ ‫ُط ِّ‬ ‫فــي تحديــد المرضــى المصابيــن بشــكل حــاد مــن‬ ‫الغــدة الدرقيــة‪.‬‬ ‫ســرطان‬ ‫ّ‬ ‫جــدا مــن الوفيــات إلــى‬ ‫كبيــر‬ ‫عــدد‬ ‫ى‬ ‫عــزَ‬ ‫إذ ُي‬ ‫ًّ‬ ‫الســرطان اللبــي الدرقــي (‪ ،)MTC‬وهــو نــوع نــادر‬ ‫دورا‬ ‫مــن ســرطان الغــدة الدرقيــة‪ .‬وتــؤدي الوراثــة ً‬ ‫مهمــا فــي هــذا النــوع مــن الســرطان؛ إذ إن مــا‬ ‫ًّ‬ ‫يقــرب مــن ‪ 25‬فــي المئــة مــن مرضــاه مصابــون‬ ‫بمتالزمــة ســرطان وراثيــة تدعــى ‪ MEN2‬تســبب‬ ‫أورامــا فــي الغــدد التــي تتحكــم بإنتــاج الهرمونــات‪.‬‬ ‫ً‬

‫وتحــدث هــذه المتالزمــة بســبب طفــرات علــى‬ ‫الجيــن ‪ .RET‬فــي البلــدان الغنيــة تقـ َّـدم االختبــارات‬ ‫الجينيــة لكافــة المرضــى المصابيــن بالســرطان‬ ‫اللبــي الدرقــي وأســرهم للتحقــق مــن وجــود‬ ‫طفــرات الجيــن ‪.RET‬‬ ‫ـبة تقـ ّـدر بنحــو ‪ 10‬فــي المئــة إلــى ‪45‬‬ ‫ولكــن نسـ ً‬ ‫فــي المئــة مــن المرضــى المصابيــن بالســرطان‬ ‫اللبــي الدرقــي يحملــون طفــرات علــى جيــن‬ ‫عــرف هــذه الطفــرة النوعيــة باســم‬ ‫آخــر‪ .RAS :‬تُ َ‬ ‫‪ .HRASQ61R‬وقــد أثبــت أنطونــي جيــل وجيســيكا‬ ‫راي فــي جامعــة ســيدني‪ ،‬أســتراليا وزمالؤهمــا‬ ‫ــور‬ ‫اختبــارا‬ ‫فــي الفريــق البحثــي أن‬ ‫بســيطا ُط ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضــا تحديــد‬ ‫ً‬ ‫الكتشــاف ســرطان الجلــد يمكنــه‬ ‫المرضــى الحامليــن للطفــرة ‪.HRASQ61R‬‬ ‫«لدينــا‪ ،‬فريقــي وأنــا‪ ،‬اهتمــام كبيــر بالتحقــق مــن‬ ‫صحــة الكيميــاء النســيجية المناعيــة أو المورفولوجيــا‬

‫أخــذ فريــق جيــل عينــات مــن المرضــى وأجــروا‬ ‫االختبــار الكيميائــي النســيجي المناعــي الــذي‬ ‫يســتخدم األجســام المضــادة ‪ SP174‬المأخــوذة‬ ‫مــن األرانــب‪ .‬والتقــط اختبــار ‪ SP174‬ســبعة أورام‬ ‫محتملــة تحمــل الطفــرة ‪ .HRASQ61R‬وأكَّــد إجــراء‬ ‫التسلســل علــى هــذه العينــات الورميــة الســبعة‬ ‫وجــود ‪ ،HRASQ61R‬وحـ ّـدد بالتالــي وجود الســرطان‬ ‫اللبــي الدرقــي‪.‬‬ ‫«نظــرا ألن وجــود إحــدى طفرتــي الســرطان‬ ‫ً‬ ‫اللبــي النخاعــي يســتبعد األخــرى ‪-‬إمــا أن توجــد‬ ‫ـيطا لطفــرات‬ ‫ـارا بسـ ً‬ ‫إحداهمــا أو األخــرى– فــإن اختبـ ً‬ ‫تلقائيــا المرضــى الحامليــن لطفــرات‬ ‫‪ RAS‬يســتثني‬ ‫ًّ‬ ‫اســتنادا إلــى قــول جيــل‪،‬‬ ‫‪،»MEN2‬‬ ‫‪ ،RET‬أو‬ ‫ً‬ ‫ويضيــف‪« :‬إن االختبــار الكيميائــي النســيجي‬ ‫المســتخدم هنــا ال يكلــف ســوى بضعــة‬ ‫المناعــي‬ ‫َ‬ ‫دوالرات‪ ،‬ويمكــن بالتالــي أن يثبــت قيمتــه‬ ‫العاليــة فــي األماكــن الفقيــرة المــوارد‪ .‬كمــا يمكــن‬ ‫اســتخدامه لتحديــد المرضــى الذيــن قــد يحتاجــون‬ ‫إلــى مزيــد مــن االختبــارات الجينيــة مــن أجــل‬ ‫وأيضــا مــن أجــل تأكيــد نتائــج‬ ‫ً‬ ‫تحديــد طفــرة ‪،MEN2‬‬ ‫اختبــارات الحمــض النــووي لضمــان جــودة أعلــى‬ ‫لهــذه االختبــارات»‪.‬‬ ‫يعتــزم فريــق جيــل مواصلــة البحــث عــن‬ ‫ســيناريوهات أخــرى الختبــارات بســيطة نوعيــة‬ ‫للطفــرات يمكنهــا أن تحــل محــل االختبــارات الجينيــة‬ ‫ً‬ ‫طويــا‬ ‫الباهظــة التكلفــة‪ ،‬والتــي تتطلــب وقتً ــا‬ ‫وتحتــاج إلــى فريــق عمــل ذي مهــارات عاليــة‪.‬‬ ‫‪Reagh, J., Bullock, M., Andrici, J., Turchini, J., Sioson,‬‬

‫‪L. et al. NRASQ61R mutation-specific immunohis-‬‬

‫‪tochemistry also identifies HRASQ61R mutation in‬‬

‫‪medullary thyroid cancer and may have a role in‬‬ ‫‪triaging genetic testing for MEN2. American Journal‬‬

‫)‪of Surgical Pathology 41(1):75-81 (2017‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪45‬‬

‫‪KAIMRC‬‬

‫البســيطة الخاصــة بالطفــرات الســتخدامها فــي‬ ‫المختبــرات الجراحيــة الروتينيــة»‪ ،‬وفــق قــول جيــل‪.‬‬ ‫«لقــد اســتنتجنا أن تسلســات الحمــض األمينــي‬ ‫لطفــرات ‪ RAS‬فــي ســرطان الجلــد والطفــرات ‪RAS‬‬ ‫فــي الســرطان اللبــي الدرقــي كانــت متطابقــة‪،‬‬ ‫وهــذا يعنــي أن االختبــار البســيط المتوفــر لدينــا‬ ‫نظريــا اكتشــاف وجــود طفــرة ‪.HRASQ61R‬‬ ‫يمكنــه‬ ‫ًّ‬ ‫مريضــا‬ ‫ً‬ ‫وقــد قررنــا تجربــة هــذه النظريــة علــى ‪68‬‬ ‫مــن المصابيــن بالســرطان اللبــي الدرقــي»‪.‬‬


‫المعلوماتية الحيوية‪ :‬سريعة ومؤذية‬

‫ت‬ ‫�ش‬ ‫تأث�ات ضارة‪.‬‬ ‫رجح أن يكون للطفرات فيها ي‬ ‫طريقة حاسوبية جديدة يمكنها برسعة تحديد المواقع يغ� َّ‬ ‫ال� يَ ُ‬ ‫المرمزة من الجينوم الب ي ي‬ ‫‪46‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫يتفوق لينسايت على‬ ‫كل الطرق المبتكرة‬ ‫في تحديد المواقع‬ ‫المرمزة المرتبطة‬ ‫غير‬ ‫ّ‬ ‫باألمراض‪.‬‬

‫‪D E CO / A L A M Y‬‬ ‫‪STO C K P HO TO‬‬

‫عندمــا يفكــر النــاس فــي الطفــرات‬ ‫غالبــا مــا يفكــرون‬ ‫الجينيــة‪ ،‬فإنهــم‬ ‫ً‬ ‫فــي الســرطان والعيــوب الخلقيــة‬ ‫ولكــن‬ ‫الموروثــة‪.‬‬ ‫واألمــراض‬ ‫أيضــا تشــكل‬ ‫ً‬ ‫الطفــرات الجينيــة‬ ‫أساســيا مــن التطــور‪ .‬فهــي‬ ‫جــزءا‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬

‫مســؤولة عــن اختالفــات الســمات‬ ‫بيــن األنــواع‪ ،‬كمثــل مــا يميــز البشــر‬ ‫عــن الشــمبانزي‪ ،‬كمــا ضمــن النــوع‬ ‫الواحــد‪ ،‬كاالختالفــات بيــن شــخص‬ ‫وآخــر‪ .‬هــذه الســمات‪ ،‬بدورهــا‪،‬‬ ‫تعكــس لياقــة الكائــن الحــي‪ :‬قدرتــه‬

‫علــى البقــاء والتكاثــر فــي البيئــة التــي‬ ‫يعيــش فيهــا‪.‬‬ ‫كان آدم ســيبيل وزمــاؤه فــي‬ ‫هاربــر فــي‬ ‫مختبــر كولــد ســبرينغ‬ ‫ُ‬ ‫نيويــورك قــد وضعــوا طريقــة‬ ‫حســابية تدعــى فيتكونــز ‪fitCons‬‬ ‫ترمــز للبروتينــات‬ ‫لتحديــد مواقــع ال ّ‬ ‫فــي الجينــوم البشــري‪ ،‬وتُ دعــى‬ ‫المرمــزة‪ ،‬وهــي تخضــع‬ ‫المواقــع غيــر‬ ‫ّ‬ ‫المرجــح‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫فم‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫انتقائي‬ ‫لضغــوط‬ ‫ّ‬ ‫أن تكــون ذات أهميــة حيويــة‪ .‬وقــد‬ ‫محســنة‬ ‫أدخــل الباحثــون اآلن نســخة‬ ‫ّ‬ ‫تســمى لينســايت ‪ LINSIGHT‬يمكنهــا‬ ‫تتوقــع بكفــاءة ودقــة مــا إذا كانــت‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫الطفــرات الجينيــة فــي هــذه المواقــع‬ ‫ذات تأثيــر علــى اللياقــة‪.‬‬ ‫تعمــل كال الطريقتيــن‪ ،‬لينســايت‬ ‫وفيتكونــز‪ ،‬علــى تقييــم تأثيــر االنتقــاء‬ ‫المرمــزة‬ ‫الطبيعــي علــى المواقــع غيــر‬ ‫َّ‬ ‫فــي الجينــوم‪ ،‬عــن طريــق مقارنــة‬ ‫أنمــاط الطفــرات الوراثيــة بيــن األنــواع‬ ‫المختلفــة وضمــن النــوع الواحــد‪.‬‬ ‫ثــم تعطيــان درجــة لــكل موقــع غيــر‬ ‫اســتنادا إلــى احتمــال حصــول‬ ‫مرمــز‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫الطفــرات المؤديــة إلــى توالــي‬ ‫اللياقــة‪.‬‬ ‫أحــد القيــود الرئيســة فــي فيتكونــز‬ ‫هــو أنــه يتطلــب تقســيم الجينــوم‬ ‫إلــى مجموعــات قبــل التحليــل‪.‬‬ ‫ويتضاعــف عــدد المجموعــات التــي‬ ‫يجــب وضعهــا فــي االعتبــار ُأ ِّسـ ًّـيا مــع‬ ‫كميــة البيانــات‪.‬‬ ‫وقــد زاد لينســايت إلــى حــد كبير من‬ ‫الســرعة ومــن قابليــة التوســع ومــن‬ ‫التوقــع؛ ألنــه يعمــل‬ ‫ّ‬ ‫القــدرة علــى‬ ‫متجــاوزً ا خطــوة ضروريــة بالنســبة‬ ‫إلــى فيتكونــز وهــي التقســيم إلــى‬ ‫يجمــع‬ ‫مجموعــات‪ ،‬باإلضافــة إلــى أنــه ّ‬ ‫المعلومــات عبــر المواقــع باســتخدام‬ ‫نمــوذج يتــدرج َخ ِّط ًّيــا‪ ،‬ال ُأ ِّس ًّــيا‪ ،‬مــع‬ ‫حجــم البيانــات الجينوميــة الوظيفيــة‪.‬‬ ‫وأظهــرت االختبــارات أن لينســايت‬ ‫يتفــوق علــى الطــرق الحديثــة المتاحــة‬ ‫المرمــزة‬ ‫حاليــا لتحديــد المواقــع غيــر‬ ‫َّ‬ ‫ًّ‬ ‫المرتبطــة بالمــرض‪ .‬واألهــم مــن‬ ‫ذلــك‪ ،‬أن لينســايت يتمتــع بدرجــة‬ ‫نســبيا ويمكنــه تحديــد‬ ‫وضــوح عاليــة‬ ‫ًّ‬

‫ً‬ ‫بــدل مــن‬ ‫نيوكليوتيــدات مفــردة‬ ‫تحديــد مناطــق يبلــغ طولهــا مئــات‬ ‫النيوكليوتيــدات‪.‬‬ ‫النتائــج مشــجعة‪ ،‬وتشــير إلــى‬ ‫أنــه يمكــن اســتغالل لينســايت‬ ‫لمســح «البيانــات الضخمــة» التــي‬ ‫بــدأت تظهــر فــي عصــر المعلوماتيــة‬ ‫الحيويــة هــذا‪ .‬عنــد اختبــار لينســايت‪،‬‬ ‫تم َّكــن الباحثــون مــن تحديــد العوامــل‬ ‫المؤثــرة علــى توالــي اللياقــة‪.‬‬

‫"لقد كنا نفكر منذ‬

‫سنوات في أفضل‬ ‫السبل للجمع بين‬

‫البيانات الجينية الوظيفية‬

‫وتلك التطورية لتسليط‬

‫الضوء على الوظائف‬ ‫المنظمة‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫ّ‬

‫لينسايت حتى اآلن هو‬

‫أفضل نتيجة لجهودنا من‬ ‫أجل حل هذه المشكلة‪،‬‬

‫جدا في‬ ‫وأداؤه جيد ًّ‬ ‫اختباراتنا لتقييمه‪".‬‬

‫«لقــد كنــا نفكــر منــذ ســنوات فــي‬ ‫أفضــل الســبل للجمــع بيــن البيانــات‬ ‫الجينيــة الوظيفيــة وتلــك التطوريــة‬ ‫لتســليط الضــوء علــى الوظائــف‬ ‫المنظمــة»‪ ،‬وفــق قــول ســيبيل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫«ويبــدو أن لينســايت حتــى اآلن هــو‬ ‫أفضــل نتيجــة لجهودنــا مــن أجــل حــل‬ ‫هــذه المشــكلة‪ ،‬وأداؤه جيــد جـ ًّـدا فــي‬ ‫اختباراتنــا لتقييمــه»‪.‬‬ ‫‪Huang, Y. F., Gulko, B. & Siepel, A. Fast,‬‬

‫‪scalable prediction of deleterious non-‬‬

‫‪coding variants from functional and‬‬ ‫‪population genomic data. Nature‬‬ ‫‪Genetics 49: 618-624 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪47‬‬


‫"عندما يحمل الطفل المصاب‬ ‫بالسرطان خصائص جسدية‬

‫مرتبطة بحاالت مثل متالزمة‬

‫النمو‪ ،‬فإنه من‬ ‫كتأخر‬ ‫بلوم‪ُّ ،‬‬ ‫ّ‬

‫األهمية بمكان استبعاد العوامل‬ ‫الجينية التي قد تعرقل عاج‬ ‫السرطان‪".‬‬

‫عالج مرضى السرطان‬ ‫المصابين بحاالت‬ ‫وراثية نادرة‬

‫دراسة حالة ص� مصاب بمتالزمة بلوم تسلط الضوء عىل الحاجة إىل فحص ض‬ ‫المر�‬ ‫بي‬ ‫بحثًا عن االضطرابات الوراثية النادرة قبل بدء عالج الرسطان‪.‬‬ ‫ترفــع بعــض االضطرابــات الوراثيــة مــن احتمــاالت‬ ‫ـاوب المريــض‬ ‫اإلصابــة بالســرطان‪ ،‬وتقلــل مــن تجـ ُ‬ ‫مــع العــاج الكيميائــي االعتيــادي‪ .‬فقــد أظهــرت‬ ‫دراســة حالــة حديثــة أجراهــا باحــث مــن هيئــة‬ ‫الشــؤون الصحيــة فــي وزارة الحــرس الوطنــي‬ ‫الســعودية أهميــة اســتبعاد االضطرابــات الوراثيــة‬ ‫النــادرة قبــل بــدء عــاج الســرطان‪.‬‬ ‫ومتالزمــة بلــوم هــي اضطــراب وراثــي نــادر‪،‬‬ ‫تعطــل عمليــة إصــاح الحمــض‬ ‫تســببه طفــرة‬ ‫ّ‬ ‫النــووي‪ .‬ويــؤدي ذلــك إلــى حالــة مــن عــدم‬ ‫االســتقرار على مســتوى الكروموســومات‪ ،‬يتجلى‬ ‫علــى شــكل مجموعــة متنوعــة مــن األعــراض‪ ،‬مــن‬ ‫ضمنهــا تأخــر النمــو‪ ،‬ونقــص المناعــة‪ ،‬واالســتعداد‬ ‫لإلصابــة بالســرطان‪.‬‬ ‫يقــول واصــل جســتنية ‪-‬مــن مركــز األميــرة نــوره‬ ‫ـارا فــي أورام األطفــال‪،‬‬ ‫لــأورام‪« :-‬أعمــل مستشـ ً‬ ‫‪48‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫وفــي اآلونــة األخيــرة حضــر صبــي يبلــغ مــن العمــر‬ ‫عامــا فــي حالــة حرجــة وهــو مصــاب بلمفومــا‬ ‫‪ً 11‬‬ ‫الخاليـ�ا البائيـ�ة الناضجـ�ة( )�‪mature B cell lym‬‬ ‫‪ .»)phoma‬ويضيــف‪« :‬بدأنــا علــى وجــه الســرعة‬ ‫بإعطائــه العــاج الكيميائــي التقليــدي‪ ،‬لكنــه عانــى‬ ‫مــن آثــار جانبيــة شــديدة‪ ،‬مــا حتَّ ــم علينــا أن نجــد‬ ‫ً‬ ‫بديــا»‪.‬‬ ‫عالجــا‬ ‫ً‬ ‫ومــا كان مــن جســتنية إال أن عالــج الصبــي‬ ‫بواســطة ريتوكســيماب‪ ،‬وهــو عــاج متوفــر‬ ‫ومصمــم لألطفــال الذيــن ُيبــدون حساســية تجــاه‬ ‫العــاج الكيميائــي التقليــدي‪ .‬وســبق أن أثبــت‬ ‫ريتوكســيماب أنــه آمــن وفعــال لعــاج لمفومــا‬ ‫الخاليــا البائيــة الناضجــة‪.‬‬ ‫«فــي هــذه المرحلــة‪ ،‬لــم نكــن بعـ ُـد قــد شــخصنا‬ ‫وفقــا لقــول‬ ‫ً‬ ‫إصابــة المريــض بمتالزمــة بلــوم»‪،‬‬ ‫جســتنية‪ ،‬ويتابــع‪« :‬لقــد اســتجاب بشــكل جيــد‬

‫فيمــا بعــد تــم تشــخيص المريــض بمتالزمــة‬ ‫بلــوم‪ ،‬وأدرك جســتنية حينهــا أن نجــاح عــاج‬ ‫الســرطان بواســطة ريتوكســيماب قــد يكــون‬ ‫ً‬ ‫قابــا للتطبيــق علــى مرضــى كهــؤالء فــي‬ ‫خيــارا‬ ‫ً‬ ‫المســتقبل‪ .‬حتــى اآلن‪ ،‬لــم تتنــاول أيــة دراســات‬ ‫ســابقة موضــوع عــاج الســرطان لــدى المرضــى‬ ‫الذيــن يعانــون مــن متالزمــة بلــوم‪ ،‬لكــن حالــة‬ ‫الصبــي هــذه كشــفت عــن وجــود أمــل للعالجــات‬ ‫المســتقبلية ألولئــك الذيــن يعانــون مــن هــذه‬ ‫المتالزمــة‪ .‬ويحــرص جســتنية علــى تســليط الضــوء‬ ‫علــى أهميــة التشــخيص المبكــر للمتالزمــات‬ ‫المورثــة لالســتعداد لإلصابــة بالســرطان؛ بغــرض‬ ‫تحســين مراقبتهــا وعالجهــا‪.‬‬ ‫يقــول جســتنية‪« :‬عندمــا يحمــل الطفــل‬ ‫المصــاب بالســرطان خصائــص جســدية مرتبطــة‬ ‫النمــو‪ ،‬فإنــه‬ ‫كتأخــر‬ ‫ُّ‬ ‫بحــاالت مثــل متالزمــة بلــوم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مــن األهميــة بمــكان اســتبعاد العوامــل الجينيــة‬ ‫التــي قــد تعرقــل عــاج الســرطان»‪ ،‬ويضيــف‪« :‬إن‬ ‫أيضــا إلــى مزيد‬ ‫دراســة هــذه الحالــة يجــب أن تــؤدي ً‬ ‫مــن البحــث فــي عــاج الســرطان لــدى المرضــى‬ ‫الذيــن يعانــون مــن متالزمــة بلــوم واضطرابــات‬ ‫جــدا فــي الوقــت‬ ‫مماثلــة؛ ألن البيانــات محــدودة ًّ‬ ‫الحاضــر»‪.‬‬ ‫وتعنــي نــدرة هــذه الحــاالت الوراثيــة أنــه مــن غيــر‬ ‫يوجــد عــدد كبيــر منهــا فــي بلــد بعينــه‪.‬‬ ‫المرجــح أن‬ ‫َ‬ ‫ويأمــل جســتنية أن يشــهد تأســيس ســجل دولــي‬ ‫مــن شــأنه أن يســاعد الباحثيــن علــى الوصــول إلــى‬ ‫بيانــات تتعلــق بــإدارة عالج الســرطان لدى المرضى‬ ‫المصابيــن بعــدم االســتقرار الكروموســومي‪.‬‬ ‫‪Jastaniah, W. Successful treatment of mature B-cell‬‬ ‫‪lymphoma with rituximab-based chemotherapy in a‬‬ ‫‪patient with Bloom syndrome. Pediatric Blood and Can-‬‬

‫‪cer 7: e26385 (2016).‬‬

‫‪T HE KOP M Y L I FE / I S TOCK / G E T T Y I M AG E S‬‬

‫للعــاج الكيميائــي المســتند إلــى ريتوكســيماب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وصــول إلــى الشــفاء التــام‬ ‫واســتمر الحــال كذلــك‬ ‫مــن اللمفومــا‪ .‬ولكــن حقيقــة أن العــاج الكيميائــي‬ ‫ــم َّية بالنســبة إليــه‪،‬‬ ‫القياســي كان شــديد‬ ‫الس ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫اســتعدادا‬ ‫ظهــر‬ ‫تُ‬ ‫متالزمــة‬ ‫أشــارت إلــى وجــود‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موروثــا لإلصابــة بالســرطان»‪.‬‬


‫ﻋ‬ ‫ﻮ‬ ‫ا‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻞ‬ ‫ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺠ‬ ‫ـ‬ ‫ﺎ‬ ‫ح‬

‫ﺑﻨـﺎء‬ ‫اﻟﻘـﺪرات‬ ‫أﻧﺸﺌﺖ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺪث ﻃﺮاز‪ ،‬ﺑﻤﺴﺎﺣﺔ إﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ‪ 50‬أﻟﻒ ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ‪ .‬وﻳﺮﻋﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺒﺎرزة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎء‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ‪ ،‬واﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﻮن ﺑﻜﻠﻴﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬وﻣﻘﺪﻣﻮ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻤﻨﺸﺄة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻤﻨﺼﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺮﻛﺰ‬ ‫اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﺸﺆون‬ ‫اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮس اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻤﻮاد اﻷﺑﺤﺎث‪ ،‬وﺗﺸﻤﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻜﺎﺷﻔﺔ‪،‬‬ ‫واﻟﻔﺤﻮﺻﺎت‪ ،‬وﺗﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻌﻴﻨﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت؛ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ إﺟﺮاء اﻟﺒﺤﻮث‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺼﺎت ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ‬ ‫اﻟﺨﻠﻮي‪ ،‬واﻟﻤﺠﻬﺮ ﻣﺘﺤﺪ اﻟﺒﺆر‪ ،‬واﻟﻤﺠﻬﺮ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪.‬‬

‫‪kaimrc-core@ngha.med.sa‬‬


‫منتدى طبي يدفع‬ ‫عجلة التقدم البحثي‬

‫ديسم� ض‬ ‫الما� بالرياض أن االستثمار ف ي� أبحاث الطب‬ ‫أكد علماء ف ي� أثناء لقائهم ف ي�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫كب�ا عىل النفط‬ ‫الحيوي قد يساعد عىل تنويع اقتصاد يعتمد اعتما ًدا ي ً‬ ‫‪A LY H AZ Z A A‬‬

‫‪50‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫لــم تعــد المملكــة العربيــة الســعودية في العصــر الحديث‬ ‫بمنــأى عــن التغييــر‪ .‬فقبــل تأسيســها فــي عــام ‪ 1932‬كان‬ ‫الر َّحــل إلــى حـ ٍّـد كبيــر‪ ،‬وكان‬ ‫أهلهــا يعيشــون حيــاة البــدو ُّ‬ ‫المصــدر الرئيســي إليــرادات البــاد هــو موســم الحــج‬ ‫الســنوي إلــى مكــة المكرمــة‪.‬‬ ‫ولكــن فــي عــام ‪ 1938‬اكتشــفت شــركة أمريكيــة وجــود‬

‫كميــات كبيــرة مــن النفــط علــى طــول الســاحل الشــرقي‬ ‫للمملكــة‪ ،‬لتبــدأ حقبــة جديــدة تغيــرت فيهــا ديموجرافيــة‬ ‫البــاد‪ ،‬وكذلــك بنيتهــا التحتيــة ونمــط العيــش فيهــا‪.‬‬ ‫وتُ َعــد المملكــة العربيــة الســعودية اليــوم واحــدةً مــن‬ ‫ـص ِّد َرة للنفــط فــي العالــم‪،‬‬ ‫ُبريــات الــدول الم ُـــنتِ َجة والم ُــ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ــدل إنتاجهــا فــي عــام ‪ 10.2 ،2015‬مالييــن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫بلــغ‬ ‫إذ‬ ‫ُ َ َّ‬


‫ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ‪2017/2016‬‬

‫اﺣﺘﻠﺖ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ‪ 38‬دوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻌﺎم ‪ ،2017/2016‬وﻗﺪ ﺗﻔﻮﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ دوﻟﺘﺎن ﻋﺮﺑﻴﺘﺎن ﻓﻘﻂ‪ .‬أﺷﺎد اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺘﺪى‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﺠﻬﻮد اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻟﺘﻨﻮﻳﻊ اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل رؤﻳﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ‪.2030‬‬ ‫‪5.26‬‬

‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة‬ ‫ﻗﻄﺮ‬ ‫اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬ ‫‪4.53‬‬

‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬

‫‪4.84‬‬

‫‪5.23‬‬

‫‪4.47‬‬

‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬ ‫اﻷردن‬

‫‪4.29‬‬

‫ﻋﻤﺎن‬

‫‪4.28‬‬ ‫‪4.20‬‬

‫اﻟﻤﻐﺮب‬ ‫‪3.98‬‬

‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪3.92‬‬

‫ﺗﻮﻧﺲ‬

‫‪3.84‬‬

‫ﻟﺒﻨﺎن‬ ‫‪3.67‬‬

‫ﻣﺼﺮ‬ ‫‪2.74‬‬

‫اﻟﻴﻤﻦ‬ ‫‪0‬‬

‫‪1‬‬

‫يوميــا‪ .‬وتشــكل عائــدات النفــط ‪ 87%‬مــن‬ ‫برميــل‬ ‫ًّ‬ ‫موازنــة الدولــة‪ .‬ولكــن إذا اســتمرت المملكــة فــي‬ ‫احتياطيهــا‬ ‫ـعدل‪ ،‬فستســتنزف‬ ‫َّ‬ ‫ضــخ النفــط بهــذا الم ُــ َّ‬ ‫ــق َّدر بحوالــي‬ ‫المؤكــد مــن النفــط الخــام‪ ،‬والم ُـ َ‬ ‫تقريبــا‪.‬‬ ‫عامــا‬ ‫ً‬ ‫‪ 266.455‬مليــار برميــل خــال ســبعين ً‬ ‫وقــد ركــزت محــاوالت التنويــع التــي تبنَّ تهــا‬ ‫الحكومــات المتعاقبــة فــي األغلــب علــى مجــاالت‬ ‫توليــد الطاقــة‪ ،‬واالتصــاالت‪ ،‬واسكتشــاف الغــاز‬ ‫الطبيعــي وقطــاع البتروكيماويــات‪.‬‬ ‫وفــي أبريــل عــام ‪ ،2016‬أصــدرت الحكومــة‬ ‫الســعودية تحــت قيــادة الملــك ســلمان بــن‬ ‫عبـ�د العزيــز آل س�عـود «رؤيــة المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية ‪»2030‬؛ وهــي مخطــط تنويعــي‬ ‫يهــدف إلــى دعــم عائــدات ال تعتمــد علــى‬ ‫النفــط‪ ،‬عــن طريــق االســتفادة بغيــره مــن المــوارد‬ ‫الطبيعيــة مثــل الذهــب والنحــاس واليورانيــوم‬ ‫واأللومنيــوم‪ ،‬وتعزيــز دور الشــركات الصغيــرة‬ ‫والمتوســطة وإســهاماتها‪ ،‬وزيــادة االعتمــاد علــى‬ ‫مصــادر الطاقــة المتجــددة‪ ،‬واالســتثمار فيهــا‬ ‫وفــي غيرهــا‪.‬‬ ‫مهمــا علــى‬ ‫ا‬ ‫ـوط‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫قطع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫المملك‬ ‫ويبــدو أن‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫تحــول اقتصــادي‪ ،‬فهــي اآلن تحتــل‬ ‫تحقيــق‬ ‫درب‬ ‫ّ‬ ‫المركــز التاســع والعشــرين وفــق مؤشــر القــدرة‬ ‫التنافســية العالمــي لعــام ‪ ،2016/2017‬الــذي‬ ‫يق ِّيــم العوامــل المؤثــرة فــي إنتاجيــة االقتصــادات‬ ‫َ‬ ‫المختلفــة وازدهارهــا‪ .‬يقيــس المؤشــر المشــهد‬ ‫ـاء علــى ‪114‬‬ ‫التنافســي القتصــادات ‪ 138‬دولــة بنـ ً‬ ‫مدرجــا تحــت فئــات عامــة تشــمل البنيــة‬ ‫مؤشــرا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التحتيــة‪ ،‬والصحــة‪ ،‬والتعليــم العالــي‪ ،‬والتدريــب‪،‬‬ ‫وكفــاءة ســوقي الســلع والعمــل‪ ،‬ومــدى تطــور‬ ‫األســواق الماليــة‪ ،‬واالســتعداد التكنولوجــي‪،‬‬ ‫ودرجــة تطــور األعمــال التجاريــة‪ ،‬واالبتــكار‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫التوجه نحو اقتصاد المعرفة‬ ‫يتخــذ مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة‪ ،‬وهــو معهــد البحــوث التابــع للشــؤون‬ ‫الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي فــي الســعودية‪،‬‬ ‫خطــوات فــي مجــاالت الصحــة والتعليــم العالــي‬ ‫والتدريــب واالســتعداد التكنولوجــي واالبتــكار‪.‬‬ ‫وي َعــد المركــز أحــد أذرع مجمــع أكاديمــي‬ ‫ُ‬ ‫طبــي وبحثــي ضخــم يمتــد عبــر المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ ،‬ويقــع مقــره الرئيســي فــي العاصمــة‬ ‫الريــاض‪ .‬ويتكامــل مــع غيــره مــن المعاهــد األخــرى‬ ‫فــي أنحــاء المملكــة ليشــكلوا خطــة لتحريــك البــاد‬ ‫نحــو اقتصــاد قائــم علــى المعرفــة‪.‬‬ ‫يقــول أحمــد العســكر ‪-‬المديــر التنفيــذي لمركــز‬ ‫الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪-‬‬ ‫خــال حفــل افتتــاح المنتــدى الســنوي الســابع‬ ‫لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬الــذي نظمــه المركــز فــي شــهر‬ ‫ديســمبر الماضــي‪« :‬إن الهــدف الرئيســي لرؤيــة‬ ‫الســعودية ‪ ،2030‬يتجســد فــي اســتراتيجية المركــز‬ ‫وأنشــطته»‪.‬‬ ‫وتركــز اســتراتيجية الشــؤون الصحيــة بــوزارة‬ ‫الحــرس الوطنــي علــى االســتثمار فــي التعليــم‬ ‫والتدريــب لدعــم طموحــات المواطنيــن الســعوديين‬ ‫وقدراتهــم‪ .‬يقــول العســكر‪« :‬يتعلــق األمــر كذلــك‬ ‫باالســتثمار المســتدام فــي عقــول النــاس‪ ،‬مــن‬ ‫خــال إجــراء أبحــاث طبيــة وابتكاريــة تسترشــد‬ ‫باســتراتيجية ذات تأثيــر إيجابــي علــى صحــة النــاس‬ ‫وعلــى االقتصــاد الوطنــي»‪.‬‬ ‫المــدراء التنفيذيــون بمركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬يشــيرون إليــه باعتبــاره‬ ‫مصــدرا للمعرفــة ومركــزً ا للتعــاون بيــن الباحثيــن‬ ‫ً‬ ‫العلمييــن فــي جميــع أنحــاء العالــم‪ .‬يقــول بنــدر‬ ‫القنــاوي ‪-‬المديــر العــام التنفيــذي للشــؤون الصحيــة‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫بــوزارة الحــرس الوطنــي‪ ،‬ورئيــس جامعــة الملــك‬ ‫ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪« :-‬يحــرص‬ ‫المركــز علــى تبنِّ ــي األبحــاث الجديــدة المبتكــرة‬ ‫والخالقــة التــي ســتحقق نقلــة نوعيــة فــي خدمــات‬ ‫ســنطور قطــاع الرعايــة‬ ‫الرعايــة الصحيــة‪ ..‬وبذلــك‬ ‫ِّ‬ ‫الصحيــة واقتصــاد المعرفــة»‪.‬‬ ‫تأثير األبحاث الطبية‬ ‫بيــد أن القنــاوي تحــدث فــي منتــدى بالريــاض‪ ،‬وقال‬ ‫لنحــو أربعــة آالف مشــارك مــن الشــرق األوســط‬ ‫والواليــات المتحــدة والمملكــة المتحــدة وفرنســا‬ ‫وألمانيــا وبلجيــكا‪ :‬إن االبتــكار محفــوف بالتحديــات‪.‬‬ ‫وتشــمل هــذه التحديــات تحويــل االســتثمار‬ ‫فــي قطــاع البحــث والتطويــر إلــى منتجــات‬ ‫تنافســية جديــدة‪ ،‬وتحفيــز النمــو وتوفيــر الوظائــف‬ ‫بتشــجيع التعــاون بيــن الشــركات الكبيــرة والصغيــرة‬ ‫والجامعــات والمختبــرات الوطنيــة‪.‬‬ ‫يقــول العســكر إن المركــز يخطــط إلنشــاء ‪,‬واحــة‬ ‫للتكنولوجيــا الحيويــة؛ «الحتضــان المنتجــات البحثيــة‪،‬‬ ‫تجاريــا والتعــاون بشــأنها»‪.‬‬ ‫وإنتاجهــا وتســويقها‬ ‫ًّ‬ ‫يمكــن أن تشــكل مــدن التكنولوجيــا الحيويــة‬ ‫قويــا لإليــرادات‪ .‬يقــول العســكر‪ :‬علــى‬ ‫مصــدرا‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫سبــيل المثاــل‪ ،‬مدينــة «تشــانج جيانــج هاي‪-‬تــك‬ ‫ب�اـرك» فــي الصيــن‪ ،‬تشــكل عائداتهــا ربــع الناتــج‬ ‫المحلــي اإلجمالــي للمدينــة‪ ،‬ونصــف تجارتهــا‬ ‫الخارجيــة‪ ،‬وثلــث اســتثماراتها األجنبيــة‪ .‬وفــي‬ ‫الواليــات المتح��دة‪ ،‬تض��م مدين��ة «ريســيرش‬ ‫تراينج�لـ ب�اـرك» أكثــر مــن ‪ 200‬شــركة و‪ 50‬ألــف‬ ‫موظــف‪ ،‬وتقــع بيــن ثــاث جامعــات بحثيــة مــن‬ ‫الدرجــة األولــى فــي واليــة كارولينــا الشــمالية‪،‬‬ ‫ويبلــغ حجــم االســتثمار فــي مجــال البحــث والتطويــر‬ ‫فــي هــذه الجامعــات مــا يزيــد علــى ‪ 296‬مليــون‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪51‬‬


‫‪KAIMRC‬‬

‫ســنويا‪ ،‬وهــو ِضعــف متوســط‬ ‫دوالر أمريكــي‬ ‫ًّ‬ ‫االســتثمار فــي البحــث والتطويــر لتجمعــات االبتــكار‬ ‫فــي أي مــكان آخــر بالبــاد‪.‬‬ ‫يتوقــع مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة أن تجلــب مســاعيه األخيــرة فوائــد مماثلــة‬ ‫للمملكــة‪ .‬يقــول العســكر إن واحــة التكنولوجيــا‬ ‫المعتــزَ م إنشــاؤها تمثــل «عنصـ ًـرا أساسـ ًّـيا‬ ‫الحيويــة ُ‬ ‫فــي اســتراتيجية المركــز لدعــم اقتصــاد قائــم‬ ‫علــى المعرفــة فــي المملكــة ومواءمتــه مــع رؤيــة‬ ‫الســعودية ‪ .»2030‬كمــا ســيوفر خدمــات البحــث‬ ‫والتطويــر ويدعمهــا‪ ،‬وســيعمل كحاضنــة لشــركات‬ ‫صمم لدعــم نقــل‬ ‫التكنولوجيــا الناشــئة‪،‬‬ ‫وس ُــي َ‬ ‫َ‬ ‫التكنولوجيــا إلــى الســوق‪« .‬وينظــر للتكنولوجيــا‬ ‫باعتبارهــا صناعــة نظيفــة قابلــة للنمــو‪ ،‬تنســجم‬ ‫جيـ ًـدا مــع منصــة التنميــة االقتصاديــة»‪ ،‬علــى حــد‬ ‫قــول العســكر‪.‬‬ ‫يقــول فيليــب الرســن ‪-‬رئيــس أكبــر شــراكة‬ ‫أوروبيــة بيــن القطاعيــن العــام والخــاص؛ وهــي‬ ‫مجموعــة اإلدارة االســتراتيجية لمبــادرة األدويــة‬ ‫المبتكــرة لالضطرابــات األيضيــة‪ :-‬إن الشــراكات‬ ‫بيــن القطاعيــن العــام والخــاص تشــكل سـ ً‬ ‫ـبيل ذات‬ ‫تأثيــر ملحــوظ لتحفيــز االبتــكار فــي إدارة األمــراض‪.‬‬ ‫كمــا يضــم مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة البنــك الحيــوي الســعودي؛‬ ‫وهــو مســتودع للمعلومــات الخاصــة بالســمات‬ ‫الوراثيــة والفســيولوجية العامــة والفريــدة للشــعب‬ ‫الســعودي‪ .‬ويخطــط المركــز لحفــظ عينــات أنســجة‬ ‫مــن ‪ 200‬ألــف شــخص فــي هــذا البنــك‪.‬‬ ‫الق َبلــي الطويــل للمملكــة العربيــة‬ ‫َ‬ ‫التاريــخ‬ ‫الســعودية وعالقــات القرابــة بيــن أفــراد شــعبها‬ ‫تعنيــان أن الســعوديين لديهــم تركيــب وراثــي فريــد؛‬ ‫فيــه الكثيــر مــن األمــراض النــادرة‪ .‬يقــول كالوس‬ ‫ليندبينتــر ‪-‬الرئيــس الدولــي للبحــث والتطويــر فــي‬ ‫شــركة فايــزر العالميــة‪ :-‬إن دراســة هــذه الظاهــرة‬ ‫لــن تــؤدي إلــى تقــدم العلــم فحســب‪ ،‬بــل ســتُ ِّ‬ ‫ولد‬ ‫تدفــق اإليــرادات‪ .‬ويضيــف‪:‬‬ ‫نوعــا جديـ ًـدا مــن ُّ‬ ‫ً‬ ‫أيضــا ً‬ ‫«إن االســتثمار فــي تأســيس بنــك حيــوي كبيــر‬ ‫تمامــا مــع‬ ‫ومتميــز وبمســتوى عالمــي سيتناســب‬ ‫ً‬ ‫رؤيــة الســعودية ‪ ،2030‬التــي تتطلــع إلــى اقتصــاد‬

‫مثاليا لألبحاث الوراثية‪.‬‬ ‫نموذجا‬ ‫التاريخ الطويل لزواج األقارب في المملكة العربية السعودية يجعل الشعب السعودي‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬

‫تنو ًعــا»‪ .‬ويقــول‪« :‬فــي ضــوء تزايــد التنافــس‬ ‫أكثــر ُّ‬ ‫يتعيــن اتخــاذ إجــراءات‬ ‫المجــال‪،‬‬ ‫هــذا‬ ‫فــي‬ ‫الدولــي‬ ‫َّ‬ ‫ســريعة وحاســمة»‪.‬‬ ‫مجاالت التركيز االستراتيجي على المرض‬ ‫يقــول القنــاوي للمشــاركين بالمنتــدى الســنوي‬ ‫الســابع لألبحــاث الطبيــة‪ :‬إن مركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي لألبحــاث الطبيــة اختــار أال يشــتت جهــوده‪،‬‬ ‫وحــدد مجموعــة مــن المجــاالت االســتراتيجية‬ ‫ألبحــاث الطــب الحيــوي لخلــق تأثيــر حقيقــي علــى‬ ‫صحــة المواطنيــن الســعوديين‪ .‬وتتضمــن هــذه‬ ‫المجــاالت األمــراض الم ُـــعدية‪ ،‬ومــرض الســكري‪،‬‬ ‫وأمــراض القلــب واألوعيــة الدمويــة‪ ،‬والســرطان‪.‬‬ ‫وكانــت هــذه المجــاالت محــور اهتمــام المشــاركين‬ ‫فــي المنتــدى؛ إذ اســتدعى المركــز خبــراء دولييــن‬ ‫لمناقشــة آخــر األبحــاث فيهــا‪.‬‬

‫مرض السكري‬ ‫تشــير اإلحصائيــات لعــام ‪ ،2015‬إلــى أنــه مــن‬ ‫بالغــا فــي جميــع أنحــاء العالــم‪ ،‬هنــاك‬ ‫بيــن كل ‪ً 11‬‬ ‫وقــع أن‬ ‫ويتَ َّ‬ ‫الســكري‪.‬‬ ‫بمــرض‬ ‫مصــاب‬ ‫شــخص‬ ‫ُ‬ ‫يرتفــع هــذا الرقــم ليصــل إلــى شــخص لــكل ‪10‬‬ ‫بالغيــن بحلــول عــام ‪ .2040‬يقــول علــي القرنــي‬ ‫أخصائــي الغــدد الصمــاء بمركــز الملــك عبــد اللــه‬‫العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪ :-‬إن نســبة اإلصابــة‬ ‫بمــرض الســكري فــي دول مجلــس التعــاون‬ ‫الخليجــي تتــراوح بيــن ‪ ،%18 - %10‬وتشــهد‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية أعلــى نســبة النتشــار‬ ‫المــرض‪ .‬فــي عــام ‪ ،2015‬احتلــت الســعودية‬ ‫المرتبــة الخامســة علــى مســتوى العالــم مــن حيــث‬ ‫المعــدل الســنوي لحــاالت اإلصابــة الجديــدة بمرض‬ ‫الســكري مــن النــوع األول فــي األطفــال‪.‬‬ ‫انتشــارا للســمنة‬ ‫تشــهد الســعودية كذلــك‬ ‫ً‬

‫أطلق وزير الحرس الوطني السعودي األمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز في أثناء‬

‫التميز‬ ‫حفل افتتاح المنتدى جائزة الملك عبد الله لألبحاث الطبية‪ .‬تهدف الجائزة إلى تقدير‬ ‫ّ‬ ‫في األبحاث الطبية بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬للتأكيد على التزام الحكومة بتهيئة مناخ‬ ‫ومنافسة على المستوى الوطني‪ ،‬ولتحسين إنتاج‬ ‫ِ‬ ‫مناسب إلجراء بحوث عالية الجودة‬

‫البحوث ذات التأثير المباشر على الصحة البشرية وعلى اقتصاد الدولة‪ .‬سيحصل الباحث‬ ‫الفائز بالجائزة على مبلغ قدره مليون ريال سعودي (نحو ‪ 267‬ألف دوالر أمريكي)‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫المفرطــة التــي تُ َعــد عامــل خطــورة لإلصابــة بمــرض‬ ‫الســكري مــن النــوع الثانــي‪ .‬وقــد اســتطلعت دراســة‬ ‫آراء مشــاركين مــن ‪ 20‬دولــة فــي الفتــرة مــن ‪2002‬‬ ‫انخفاضــا فــي مســتوى‬ ‫ً‬ ‫وحتــى ‪ 2004‬فوجــدت‬ ‫النشــاط البدنــي لــدى ‪ %40‬مــن الســعوديين‬ ‫المشــاركين فيهــا‪ ،‬وأظهــر ‪ 33.8%‬و‪26.2%‬‬ ‫مســتويات متوســطة ومرتفعــة مــن النشــاط البدنــي‬ ‫علــى التوالــي‪ .‬وفــي المقابــل أظهــر ‪ 15.9%‬مــن‬ ‫األمريكييــن الذيــن شــملتهم الدراســة مســتويات‬ ‫منخفضــة مــن النشــاط البدنــي‪ ،‬بينمــا تمتــع ‪22.1%‬‬ ‫و‪ 62%‬بمســتويات متوســطة ومرتفعة من النشــاط‬ ‫البدنــي علــى التوالــي‪.‬‬ ‫يقــول القرنــي‪« :‬لقــد ارتبط االزدهــار االقتصادي‬ ‫الــذي شــهدته دول مجلــس التعــاون الخليجــي‬ ‫بظهــور مــرض الســكري كمشــكلة رئيســية كبيــرة»‪.‬‬ ‫ولذلــك يشــدد الباحثــون بالمركــز علــى األهميــة‬ ‫الخاصــة لألبحــاث الهادفــة إلــى تحســين الوقايــة‬ ‫مــن المــرض‪ ،‬وتطويــر ســبل تشــخيصه وعالجــه‪.‬‬ ‫يقــول فيليــب فروجيــل ‪-‬أســتاذ كرســي فــي‬ ‫طــب الجينــوم بجامعــة إمبريــال كوليــدج بالمملكــة‬ ‫المتحــدة‪ :-‬إنــه نظـ ًـرا ألن ‪ 90% 40%-‬مــن أســباب‬ ‫اإلصابــة بمــرض الســكري مــن النــوع الثانــي تتعلــق‬ ‫بعوامــل وراثيــة‪ ،‬فــإن إنشــاء مركــز بحثــي منافــس‬ ‫متخصــص فــي أبحــاث الطــب الوراثــي يمكــن أن‬ ‫مهمــا فــي مجــال أبحــاث الســكري‪،‬‬ ‫دورا‬ ‫يــؤدي‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫لــذا يخطــط مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة إلطــاق مقــرات رئيســية مركزيــة‬ ‫لألبحــاث المرتبطــة بعلــم الوراثــة؛ األساســية منهــا‬ ‫والمتعديــة القابلــة للتطبيــق‪ ،‬والســريرية‪.‬‬

‫حــددت بالفعــل دراســات االرتبــاط علــى‬ ‫مرتبطــا‬ ‫موضعــا‬ ‫مســتوى الجينــوم أكثــر مــن ‪50‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بارتفــاع المخاطــر الوراثيــة المؤديــة لإلصابــة‬ ‫بمــرض الســكري مــن النــوع األول‪ .‬إن فهــم‬ ‫تفاعــل الجينــات مــع البيئــة لينتــج عــن‬ ‫طريقــة‬ ‫ُ‬ ‫ذلــك اإلصابــة بمــرض الســكري‪ ،‬قــد يســفر عــن‬ ‫أســاليب للوقايــة والتشــخيص والعــاج تناســب‬ ‫كل مريــض علــى حــدة‪.‬‬ ‫حاليــا شــركة األدويــة الفرنســية متعــددة‬ ‫تعمــل ًّ‬ ‫الجنســيات «ســانوفي» علــى دواء قائــم علــى‬ ‫جريــت علــى مــدار ســنوات‪ ،‬حــول آثــار‬ ‫أبحــاث ُأ َ‬ ‫جراحــات عــاج البدانــة علــى مرضــى الســكري‪.‬‬ ‫يقــول فيليــب الرســن ‪-‬وهــو الرئيــس الدولــي‬ ‫للبحــث والتطويــر فــي مجــال مــرض الســكري‬ ‫بشــركة «ســانوفي»‪ :-‬إن جراحــات عــاج البدانــة‬ ‫تحــد مــن احتمــاالت اإلصابــة بالعديــد مــن الحــاالت‬ ‫المرضيــة ومنهــا مــرض الســكري‪ .‬علــى ســبيل‬ ‫المثــال‪ ،‬توصلــت دراســة إلــى أن جراحــة تحويــل‬ ‫مجــرى المعــدة بالمنظــار تــؤدي إلــى التعافــي مــن‬ ‫مــرض الســكري مــن النــوع الثانــي فــي ‪ 83%‬مــن‬ ‫الحــاالت‪.‬‬ ‫وأضــاف‪« :‬ربمــا تســاعد العديــد مــن هرمونــات‬ ‫القنــاة الهضميــة المهمــة فــي تحقيــق فوائــد‬ ‫التمثيــل الغذائــي التــي تحدثهــا جراحــات عــاج‬ ‫البدانــة»‪ .‬ومــن ضمــن هــذه الهرمونــات‪ ،‬هرمــون‬ ‫األوكســينتوموديولين الموجــود فــي القولــون‬ ‫والمثبــط للشــهية‪ .‬يقــول الرســن‪« :‬إن التجــارب‬ ‫ظهــر‬ ‫الســريرية علــى األوكســينتوموديولين تُ ِ‬ ‫فاعليتــه القويــة فــي خفــض الــوزن»‪.‬‬

‫أمراض القلب واألوعية الدموية‬ ‫تتســبب أمــراض القلــب واألوعيــة الدمويــة فــي‬ ‫‪ 46%‬مــن الوفيــات بالمملكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫وفــي األعــوام القليلــة الماضيــة‪ ،‬اكتشــفت‬ ‫مجموعــات بحثيــة ‪-‬منهــا مجموعــة لــي‪ -‬خاليــا جذعيــة‬ ‫قلبيــة بشــرية يمكنهــا أن تتحــول إلــى خاليــا عضليــة‬ ‫قلبيــة وتمنــح القلــب القــوة التــي يحتاجهــا لينقبــض‪.‬‬ ‫أثبــت لــي وفريقــه كذلــك أنــه يمكــن اســتخدام الخاليــا‬ ‫المكونــة للــدم لتحفيــز الخاليــا الجذعيــة‬ ‫الجذعيــة‬ ‫ِّ‬ ‫القلبيــة علــى إصــاح األنســجة التالفــة‪.‬‬ ‫وإلــى جانــب مناقشــة المتحدثيــن بالمنتــدى‬ ‫لألســاليب التجديديــة لعــاج مشــاكل القلــب‪ ،‬ذكــروا‬ ‫كذلــك أمــراض القلــب الخلقيــة التــي قــد تكــون‬ ‫جذورهــا وراثيــة‪.‬‬ ‫ارتفاعــا‬ ‫الســعودية‬ ‫العربيــة‬ ‫المملكــة‬ ‫تشــهد‬ ‫ً‬ ‫فــي معــدل انتشــار أمــراض القلــب الخلقيــة‪.‬‬ ‫يقــول ريــاض أبــو ســليمان ‪-‬الطبيــب المتخصــص‬ ‫فــي أمــراض القلــب لــدى األطفــال بجامعــة‬ ‫الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪:-‬‬ ‫إن المعــدالت العالميــة لألطفــال الذيــن يولــدون‬ ‫بتشــوهات فــي القلــب تبلــغ ثمانيــة أطفــال لــكل‬ ‫حيــا‪ ،‬بينمــا يبلــغ المعــدل فــي‬ ‫ألــف طفــل يولــد ًّ‬ ‫حيــا‪.‬‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يول‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫طف‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫أل‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫أطف‬ ‫الســعودية ‪10.7‬‬ ‫ًّ‬ ‫مؤخــرا مــع زمــاء محلييــن‬ ‫ســليمان‬ ‫عمــل أبــو‬ ‫ً‬ ‫ودولييــن لدراســة االختالفــات فــي الطفــرات‬ ‫الجينيــة المســاهمة فــي اإلصابــة بأمــراض القلــب‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪53‬‬

‫‪A LY HA ZZA A‬‬

‫تعليق الصوره تعليق الصوره تعليق الصوره تعليق الصوره تعليق الصوره‬

‫ومــع هــذا‪ ،‬فــإن أحــد عيــوب الهرمــون الطبيعــي‬ ‫هــو ِق َصــر فتــرة عمــر النصــف لــه فــي البشــر‪ ،‬إذ‬ ‫تصــل إلــى ‪ 12‬دقيقــة‪ ،‬إلــى جانــب ســرعة ُّ‬ ‫تحللــه‬ ‫ُّ‬ ‫والتخلــص الســريع منــه عبــر الكلــى‪.‬‬ ‫بالجســم‬ ‫حاليــا علــى مــادة شــبيهة‬ ‫ســانوفي‬ ‫تعمــل‬ ‫ًّ‬ ‫لألوكســينتوموديولين تســمى ‪،SAR425899‬‬ ‫وتعمــل عــن طريــق محــاكاة تأثيــرات الببتيــد شــبيه‬ ‫ـتقبالت الجلوكاجون‪،‬‬ ‫الجلوكاجون‪ )GLP-1( 1 -‬ومسـ ِ‬ ‫ممــا يحفــز إفــراز اإلنســولين وكــذا فقــد الــوزن عــن‬ ‫طريــق تثبيــط الشــهية وزيــادة اســتهالك الطاقــة‪.‬‬ ‫أظهــرت التجــارب الســريرية حتــى اآلن مأمونيــة‬ ‫متحمــل بشــكل جيــد‪ .‬كمــا‬ ‫وعمومــا هــو‬ ‫هــذا الــدواء؛‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫يحســن مــن مســتوى الســكر فــي الــدم ويخفــض‬ ‫ِّ‬ ‫الــوزن بشــكل ملحــوظ لــدى مرضــى الســكري مــن‬ ‫النــوع الثانــي ممــن يعانــون الســمنة المفرطــة‪.‬‬ ‫كمــا تُ جــرى دراســة الخاليــا الجذعيــة‪ ،‬كبديــل‬ ‫المدمــرة فــي‬ ‫محتمــل لخاليــا بيتــا البنكرياســية‬ ‫َّ‬ ‫مــرض الســكري مــن النــوع األول‪ .‬يقــول ريتشــارد‬ ‫لــي ‪-‬أســتاذ الخاليــا الجذعيــة واألحيــاء التجديديــة‬ ‫بمعهــد هارفــارد للخاليــا الجذعيــة‪ :-‬إن أغلــب‬ ‫األبحــاث الحديثــة تهتــم بإنتــاج خاليــا بيتــا المنتجــة‬ ‫لإلنســولين مــن خاليــا جذعيــة مســتحثة متعــددة‬ ‫القــدرات ُمشــتقة مــن خاليــا الــدم الطرفيــة الخاصــة‬ ‫بالمريــض نفســه‪.‬‬ ‫يمكــن أن تــؤدي هــذه األبحــاث إلــى الوصــول‬ ‫إلــى عــاج مخصــص لــكل مريــض علــى حــدة‪،‬‬ ‫باســتبدال الخاليــا‪.‬‬


‫الخلقيــة المتالزميــة وغيــر المتالزميــة‪ ،‬ووجــدوا‬ ‫أن األطفــال المصابيــن بأمــراض قلــب خلقيــة‬ ‫متالزميــة يحملــون فــي األغلــب طفــرات جينيــة‬ ‫جديــدة؛ بينمــا يــرث األطفــال المصابــون بأمــراض‬ ‫القلــب الخلقيــة غيــر المتالزميــة الطفــرات التــي‬ ‫يحملونهــا مــن آبائهــم‪ .‬يقــول أبــو ســليمان‪ :‬إن‬ ‫التعــرف علــى األســاس الوراثــي للمــرض الخلقــي‬ ‫سيحســن مــن فهــم األســاس‬ ‫فــي القلــب‬ ‫ِّ‬ ‫المرضي‪-‬البيولوجــي للمــرض‪.‬‬

‫حــدث طفــرةً نراهــا عــادة فــي‬ ‫خاليــا تتطــور لتُ ِ‬ ‫مرضــى اللوكيميــا النخاعيــة الحــادة‪ .‬ويمكــن لهــذا‬ ‫دورا فــي منــع حــدوث انتكاســة‬ ‫المركــب أن يــؤدي ً‬ ‫للمــرض‪.‬‬ ‫كمــا يحــاول فريــق بحثــي آخــر فــي المركــز‬ ‫الوصــول إلــى فهــم أفضــل لســرطان القولــون‬ ‫التغيــرات‬ ‫والمســتقيم‪ ،‬وذلــك عــن طريــق تحليــل‬ ‫ُّ‬ ‫المصاحبــة للمــرض التــي تطــرأ علــى الجينــوم‬ ‫و ا لتر نســكر يبتو م ‪.‬‬

‫السرطان‬ ‫تُ َعــد معــدالت اإلصابــة بالســرطان فــي المملكــة‬ ‫نســبيا (‪ 87.6‬حالــة‬ ‫العربيــة الســعودية منخفضــة‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ســنويا)‬ ‫شــخص‬ ‫‪100,000‬‬ ‫حديثــا‪/‬‬ ‫مشــخصة‬ ‫ًّ‬ ‫مقارنــة بالعديــد مــن الــدول األوروبيــة (‪300.4‬‬ ‫حالــة‪ 100,000/‬فــي فرنســا)‪ ،‬وأمريــكا الشــمالية‬ ‫(‪ 300.2/100,000‬فــي الواليــات المتحــدة)‪،‬‬ ‫وبعــض الــدول اآلســيوية (‪100,000 /181‬‬ ‫فــي الصيــن‪ ،‬و‪ 200.5/100,000‬فــي االتحــاد‬ ‫ووفقــا للتقريــر الصــادر فــي عــام ‪2013‬‬ ‫ً‬ ‫الروســي)‪.‬‬ ‫عــن الســجل الســعودي لــأورام‪ ،‬فــإن أكثــر أنــواع‬ ‫شــيوعا فــي المملكــة هــي ســرطان‬ ‫الســرطانات‬ ‫ً‬ ‫الثــدي‪ ،‬وســرطان القولــون والمســتقيم‪ ،‬وســرطان‬ ‫الغــدة الدرقيــة‪ ،‬والليمفومــا غيــر الهودجكينيــة‪،‬‬ ‫واللوكيميــا‪ ،‬وســرطان الكبــد‪.‬‬ ‫َطـ َّـور الباحثــون بمركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬بالتعــاون مــع باحثيــن أمريكييــن‪،‬‬ ‫جزيئيــا يتعــرف علــى متغيــر جينــي‬ ‫اختبــارا‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫مصاحــب لســرطان الثــدي‪ ،‬ويمكــن اســتخدامه‬ ‫كأداة للتشــخيص المبكــر للمــرض‪ .‬كمــا شــرعوا‬ ‫فــي اختبــار مركــب يســمى ‪ G-11‬يســتهدف‬

‫«نحن قادمون من‬

‫‪KAIMRC‬‬

‫تعليق الصوره تعليق الصوره تعليق الصوره تعليق الصوره تعليق الصوره‬ ‫‪54‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫حماسا‬ ‫عقد شهد‬ ‫ً‬

‫شديدا الستخدام الخاليا‬ ‫ً‬ ‫الجذعية التي يمكن‬ ‫أن تحل محل القلب‬

‫المتضرر»‪ -‬ريتشارد لي‪.‬‬ ‫وفــي المنتــدى‪ ،‬شــرح ديفيــد كيــر ‪-‬أســتاذ‬ ‫طــب الســرطان فــي جامعــة أوكســفورد‪ -‬كيــف‬ ‫ــور شــركة «أوكســفورد كانســر بايوماركــرز»‪،‬‬ ‫ُت َط ِّ‬ ‫المنبثقــة مــن جامعــة أوكســفورد‪ ،‬مجموعـ ًـة مــن‬

‫الواســمات الحيويــة للســرطان التــي يمكنهــا‬ ‫تحســين اســتجابة المرضــى للعــاج‪ .‬كمــا أوضــح‬ ‫كيفيــة اســتخدام أحــد هــذه الواســمات لمعرفــة‬ ‫احتمــاالت حــدوث انتكاســة فــي المرضــى‬ ‫الذيــن أجــروا جراحــة الســتئصال أورام القولــون‬ ‫ا لمســتقيمي ‪.‬‬ ‫يمكــن لهــذا األمــر أن ُي ِعيــن األطبــاء علــى اتخــاذ‬ ‫ي مــن المرضــى سيســتفيد‬ ‫القــرار بخصــوص أ ٍّ‬ ‫أقصــى اســتفادة مــن العــاج الكيمــاوي وأيهــم‬ ‫خدم واســم‬ ‫يمكــن عالجــه بالجراحــة فقــط‪ .‬كمــا ُيســتَ َ‬ ‫آخــر فــي تحديــد أي المرضــى أكثــر عرضــة لإلصابــة‬ ‫بالتســمم الحــاد الناتــج عــن العــاج الكيمــاوي‬ ‫شــائع االســتخدام فــي عــاج ســرطان القولــون‬ ‫والمســتقيم؛ ممــا سيســمح لألطبــاء باختيــار‬ ‫ســتخدم واســم ثالــث‬ ‫الجرعــات األكثــر أمانً ــا‪ .‬كمــا ُي‬ ‫َ‬ ‫فــي التعــرف علــى األشــخاص األصحــاء األكثــر‬ ‫عرضــة لإلصابــة بســرطان القولــون والمســتقيم؛‬ ‫حتــى يســاعدهم األطبــاء علــى خفــض احتمــاالت‬ ‫إصابتهــم بالمــرض‪.‬‬ ‫ذكــر فرزيــن فرزانــه ‪-‬أســتاذ الطــب الجزيئــي‬ ‫بجامعــة كينجــز كوليــدج لندن‪ -‬الجهــود البحثية الدولية‬ ‫األخيــرة فــي مجــال العــاج المناعــي للســرطان‪،‬‬ ‫التــي تركــز علــى تطويــر عوامــل مــن شــأنها تنشــيط‬ ‫الجهــاز المناعــي ليتمكــن مــن التعــرف علــى الخاليــا‬ ‫الســرطانية والقضــاء عليهــا‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪،‬‬ ‫ينطــوي أحــد األهــداف علــى إعاقــة مســار‪ ،‬يســمى‬ ‫المبرمــج ‪ .1‬يحبــط هــذا المســار رد‬ ‫مســار المــوت‬ ‫َ‬ ‫الفعــل المناعــي الــذي تقــوم بــه الخاليــا التائيــة‬ ‫المســاع َدة ضــد األورام‪ .‬يقــول فرزانــه‪« :‬أســاليب‬ ‫ِ‬ ‫العــاج القائمــة علــى المناعــة تتيــح تحقيــق درجــة‬ ‫أقــوى مــن العــاج طويــل األمــد»‪.‬‬


‫إلــى اقتراحــات ذات قيمــة ملموســة»‪.‬‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪55‬‬

‫‪A LY H A ZZA A‬‬

‫خرجات البحثية‬ ‫الم ُـ َ‬ ‫إبراهيــم الجفالــي‪ ،‬نائــب الرئيــس التنفيــذي لقطــاع‬ ‫الــدواء فــي الهيئــة العامــة للغــذاء والــدواء الســعودية‪،‬‬ ‫كبيــرا مــن‬ ‫عــددا‬ ‫ذكــر للحضــور فــي المؤتمــر‪ ،‬أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المرضــى الســعوديين يبتغــون العــاج الطبــي خــارج‬ ‫البــاد كل عــام‪ .‬ويشــارك العديــد مــن هــؤالء فــي‬ ‫التجــارب الســريرية لالســتفادة مــن أحــدث تطــورات‬ ‫العلــم‪ ،‬ويقــول‪« :‬زيــادة أعــداد التجــارب الســريرية‬ ‫المجــراة فــي الســعودية ســتتيح لهــؤالء المرضــى‬ ‫العــاج فــي وطنهــم األم»‪ .‬ويضيــف أن إجــراء‬ ‫التجــارب اإلكلينيكيــة فــي المملكــة العربيــة الســعودية‬ ‫أيضــا فــي جعــل العالجــات الجديــدة أكثــر‬ ‫ســهم ً‬ ‫سي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أمانً ــا وفاعليــة للمواطنيــن المحلييــن‪ .‬إن إشــراك‬ ‫المرضــى الســعوديين فــي التجــارب الســريرية مــن‬ ‫الم َّلبــاة‬ ‫شــأنه أن يتنــاول بعــض االحتياجــات الطبيــة غيــر ُ‬ ‫في البالد‪ ،‬ال ســيما أن المملكة تشــهد نســب انتشــار‬ ‫عاليــة لألمــراض النــادرة كالنــزاف (الهيموفيليــا)‪ ،‬وفقــر‬ ‫الــدم المنجلــي وبيتــا ثالســيميا‪.‬‬ ‫شــرح الجفالــي كيــف يمكــن أن تســاعد التجــارب‬ ‫أيضــا فــي جــذب العلمــاء‬ ‫ً‬ ‫الســريرية المحليــة‬ ‫الموهوبيــن والمحافظــة عليهــم‪ ،‬وتشــجيع شــركات‬ ‫المســتحضرات الدوائيــة علــى العمــل فــي البــاد‪،‬‬

‫وخلــق اتجــاه جديــد للتنــوع االقتصــادي‪.‬‬ ‫ولكــن ثمــة عراقيــل تقــف فــي وجــه زيــادة‬ ‫التجــارب الســريرية بالمملكــة‪ ،‬فالباحثــون واألطبــاء‬ ‫فــي المملكــة خبرتهــم محــدودة فــي التعامــل‬ ‫مــع التجــارب الدوليــة متعــددة المراكــز‪ ،‬فضـ ًـا عــن‬ ‫الحاجــة إلــى مــا يكفــي مــن طواقــم العمــل لدعــم‬ ‫التجــارب الســريرية‪ .‬فالرواتــب الضئيلــة التقليديــة‬ ‫غريــا‬ ‫للمناصــب البحثيــة قــد ال تجعــل المملكــة بلـ ًـدا ُم ً‬ ‫إلجــراء تلــك التجــارب‪.‬‬ ‫إال أن ياســين عرابــي ‪-‬رئيــس وحــدة العنايــة‬ ‫المركــزة فــي جامعــة الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز‬ ‫للعلــوم الصحيــة‪ -‬يــرى أن الكليــات الطبيــة بالمملكــة‬ ‫التــي يزيــد عددهــا علــى خمــس وعشــرين كليــة‪،‬‬ ‫ومنشــآت المعامــل ذات المســتوى العالمــي‪،‬‬ ‫والبنيــة التحتيــة المتطــورة لتكنولوجيــا المعلومــات؛‬ ‫تعنــي بالتبعيــة أن المملكــة لديهــا إمكانيــات كبيــرة‬ ‫وقــدرة علــى إجــراء تجــارب ســريرية فــي المســتقبل‪.‬‬ ‫ســلكت المملكــة العربيــة الســعودية بالفعــل‬ ‫خطــوات جــادة فــي مجــال النشــر؛ إذ تُ نشــر أبحاثهــا‬ ‫فــي المجــات عاليــة الجــودة التــي تخضــع لمراجعــة‬ ‫األقــران‪ .‬كمــا حققــت أســرع معــدل نمــو فــي‬ ‫«مؤشــر نيتشــر» فــي منطقــة غــرب آســيا‪ ،‬وهــو‬

‫قاعــدة بيانــات تضــم معلومــات عــن جهــة انتســاب‬ ‫جمعــة مــن مقــاالت بحثيــة منشــورة‬ ‫المؤلــف‪ُ ،‬م َّ‬ ‫ثمــان وســتين مجلــة علميــة عاليــة الجــودة‪.‬‬ ‫فــي‬ ‫ٍ‬ ‫ويشــير المؤشــر إلــى أن المملكــة العربيــة‬ ‫حاليــا فــي المركــز الثانــي‬ ‫الســعودية تأتــي‬ ‫ًّ‬ ‫بالمنطقــة‪ ،‬متخطيــة بذلــك ً‬ ‫دول معروفــة بقوتهــا‬ ‫فــي المجــال البحثــي كتركيــا وإيــران‪ .‬جــاءت أغلــب‬ ‫األبحــاث الســعودية المنشــورة فــي مجــات‬ ‫يرصدهــا «مؤشــر نيتشــر» فــي مجــاالت الكيميــاء‪،‬‬ ‫وعلــوم الفيزيــاء‪ ،‬وتشــير الدالئــل إلــى وجــود جهــود‬ ‫تعاونيــة قويــة بيــن الباحثيــن الســعوديين وأقرانهــم‬ ‫الدولييــن‪.‬‬ ‫يقــول كالوس ليندبينتــر‪« :‬بينمــا ال تــزال أبحــاث‬ ‫الطــب الحيــوي الســعودية فــي أولــى مراحلهــا‪،‬‬ ‫يمثــل ذلــك فرصــة عظيمــة التخــاذ قــرارات‬ ‫جيــدا مــن أجــل‬ ‫اســتثمارية هادفــة ومدروســة‬ ‫ً‬ ‫جــدا‬ ‫ــا‬ ‫نافع‬ ‫المنتــدى‬ ‫مســتقبلها»‪ .‬وأضــاف‪« :‬كان‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫وفعـ ً‬ ‫ـال فــي تعريــف المشــاركين مــن الخــارج بهــذه‬ ‫ـخصيا أتطلــع لمعرفــة المزيــد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وأن‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلمكاني‬ ‫ًّ‬ ‫وأن أشــارك فــي المناقشــات اإلضافيــة‪ ،‬وأن‬ ‫ســهم‪ ،‬إن أمكــن‪ ،‬فــي تحويــل الفرصــة الحاليــة‬ ‫ُأ‬ ‫ِ‬


‫االنتقال من المختبر إلى السوق‬ ‫أبحاث الطب الحيوي وريادة األعمال قد يساعدا في تنويع االقتصاد السعودي‪.‬‬

‫أ‬ ‫ف‬ ‫الكث� من التحديات‪.‬‬ ‫تشهد المملكة العربية السعودية بدايات ثقافة ريادة العمال ي� قطاع الطب الحيوي‪ ،‬ولكنها ما زالت تواجه ي‬

‫يقــول العتيبــي محايــل ‪-‬وهــو طبيــب باطنــي مقيــم‬ ‫يعمــل بهيئــة الشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس‬ ‫الوطنــي الســعودية‪ -‬بنبــرة مفعمــة بالحمــاس‪:‬‬ ‫"مــا زلــت أذكــر مكتــب بــراءات االختــراع الســعودي‬ ‫هاتفيــا ليخبرنــي بإتمــام تســجيل‬ ‫وهــو ُي َح ِّدثنــي‬ ‫ًّ‬ ‫بــراءة االختــراع الخاصــة بــي‪ .‬منحنــي هــذا األمــر‬ ‫ـجاعة إضافيــة‪ ،‬ودفعنــي لبــذل المزيــد مــن الجهــد‬ ‫ً‬ ‫شـ‬ ‫فــي العمــل"‪ .‬حصــل العتيبــي علــى بــراءة اختــراع‬ ‫ً‬ ‫قابــا للــزرع لتخفيــف‬ ‫صناعيــا‬ ‫غضروفــا‬ ‫ً‬ ‫البتــكاره‬ ‫ًّ‬ ‫تعرضهــا‬ ‫أو‬ ‫التهابهــا‬ ‫عــن‬ ‫الناتجــة‬ ‫المفاصــل‬ ‫آالم‬ ‫ُّ‬ ‫لإلصابــة‪ .‬هــذا الغضــروف يجنِّ ــب المرضــى بعــض‬ ‫المضاعفــات التــي تســببها التقنيــات الجراحيــة‬ ‫الحاليــة‪ .‬يــدرك العتيبــي ‪-‬الطبيــب العصامــي الرائــد‬ ‫فــي مجالــه‪ -‬أن عمليــة نقــل فكــرة مــن المختبــر إلــى‬ ‫الســوق تُ َعــد إحــدى الخبــرات المثمــرة إلــى حــد كبيــر‪.‬‬ ‫ومــع توفيــر التدريــب الصحيــح واالهتمــام بالحوافــز‪،‬‬ ‫فــإن هــذا األمــر قــد يتحــول إلــى واقــع بالنســبة‬ ‫لباحثيــن ســعوديين آخريــن‪.‬‬ ‫فــي اآلونــة األخيــرة‪ ،‬شــرعت المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية فــي تنفيــذ برنامــج لتنويــع مصــادر‬ ‫الدخــل لديهــا‪ ،‬بهــدف التحــول إلــى اقتصــاد قائــم‬ ‫علــى المعرفــة وتوفيــر المزيــد مــن فــرص العمــل‬ ‫‪56‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫للشــباب‪ ،‬وتدريــب الجيــل التالــي مــن رواد األعمــال‪.‬‬ ‫فــي بيئــة كهــذه‪ ،‬مواتيــة إلقامــة المشــروعات‪،‬‬ ‫يمتلــك قطــاع الطــب الحيــوي اإلمكانيــة ألن يصبــح‬ ‫حجــر زاويــة فــي العمليــة التنمويــة‪.‬‬

‫بنية تحتية ناشئة‬

‫لطالمــا كانــت الجامعــات والمعاهــد البحثيــة علــى‬ ‫مــدار التاريــخ مكانً ــا لميــاد االبتــكارات فــي مراحلهــا‬ ‫األولــى‪ ،‬التــي ُيحتمــل أن تنتــج عنهــا تراخيــص‬ ‫واســتثمارات وفــرص عمــل جديــدة‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬ ‫تمتلــك المملكــة خبــرةً محــدودةً فــي نقــل األفــكار‬ ‫التجاريــة إلــى خــارج المختبــر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫التحالــف الســعودي للبحــوث المتقدمــة إحدى‬ ‫وي َعـ ُّـد‬ ‫ُ‬ ‫أحــدث المبــادرات التــي ُأطلِ َقــت لســد فجــوة تبنــي‬ ‫ـس التحالــف فــي العــام ‪ 2015‬للمســاعدة‬ ‫التقنيــة‪ُ .‬أ ِّسـ َ‬ ‫علــى الترويــج التجــاري للتقنيــات وإفــادة االقتصــاد‪.‬‬ ‫وبفضــل جهــود التعــاون القائمــة بيــن القطاعيــن‬ ‫الصناعــي واألكاديمــي وبيــن الحكومــة الســعودية‪،‬‬ ‫أســه َم التحالــف فــي إطــاق شــركتين تهدفــان إلــى‬ ‫َ‬ ‫إقامــة مشــروعات أعمــال بيــن العلمــاء والمهندســين‪.‬‬ ‫َســنَّ ت الحكومــة قوانيــن وتشــريعات عــدة لحمايــة‬ ‫التحــول نحــو‬ ‫حقــوق الملكيــة الفكريــة؛ لتســهيل‬ ‫ُّ‬

‫االقتصــاد المبنــي علــى المعرفــة‪ .‬كمــا أقيمــت‬ ‫مكاتــب لنقــل التقنيــة وشــركات تســويق فــي الكثيــر‬ ‫مــن المعاهــد األكاديميــة والبحثيــة الكبــرى فــي‬ ‫المملكــة‪.‬‬ ‫فــي العــام ‪ُ ،2012‬أطلــق مكتــب إدارة االبتــكار‬ ‫ونقــل التقنيــة التابــع لمركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي لألبحــاث الطبيــة ‪ KAIMRC‬بهــدف‬ ‫تقديــم الدعــم لباحثيــه وللباحثيــن الذيــن يعملــون‬ ‫بجامعــة الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم‬ ‫الصحيــة‪ ،‬وكــذا بهيئــة الشــؤون الصحيــة بــوزارة‬ ‫أيضــا إلــى‬ ‫الحــرس الوطنــي‪ .‬كمــا يهــدف المكتــب ً‬ ‫إتاحــة إنشــاء شــراكات بيــن القطاعيــن الصناعــي‬ ‫واألكاديمــي‪.‬‬ ‫أنشــأت مدينــة الملــك عبــد العزيــز للعلــوم‬ ‫ً‬ ‫مماثــا لتقديــم الخدمــات‬ ‫مكتبــا‬ ‫والتكنولوجيــا‬ ‫ً‬ ‫االستشــارية المتعلقــة بنقــل التقنيــة‪ ،‬ووحــدةً‬ ‫لدعــم المخترعيــن وحقــوق الملكيــة الفكريــة‪ ،‬أسـ َـهما‬ ‫مشــروعا‪،‬‬ ‫معــا فــي مســاعدة أكثــر مــن ‪1577‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مخترعــا‪.‬‬ ‫وخمســين‬ ‫ماليــا لخمســة‬ ‫دعمــا‬ ‫وقدمــا‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫حاليــا أكثــر مــن‬ ‫تمتلــك مدينــة الملــك عبــد العزيــز‬ ‫ًّ‬ ‫‪ 220‬بــراءة اختــراع‪ ،‬إلــى جانــب ‪ 590‬بــراءة اختــراع‬ ‫أخــرى مــا زالــت قيــد التســجيل‪ .‬كمــا أنهــا أطلقــت‬


‫أيضــا مركــز االبتــكار التكنولوجــي للطــب الشــخصي‬ ‫ً‬ ‫وأول حاضنــة ســعودية لمشــروعات التكنولوجيــا‬ ‫الحيويــة‪ .‬افتُ تحــت الحاضنــة فــي العــام ‪ 2010‬مــن‬ ‫خــال مبــادرة أوســع لمدينــة الملــك عبــد العزيــز‬ ‫ـادر"‪ ،‬وهــي تدعــم رواد األعمــال‬ ‫ســميت بمبــادرة "بـ ِ‬ ‫الناشــئين فــي العديــد مــن المجــاالت العلميــة‪.‬‬ ‫مشــروعا‪ ،‬وخلقــت ‪699‬‬ ‫"بــادر" ‪106‬‬ ‫ِ‬ ‫احتضنــت‬ ‫ً‬ ‫فرصــة عمــل‪ ،‬وأنتجــت قيمــة ســوقية بمقــدار ‪232‬‬ ‫ـروعا‪.‬‬ ‫مليــون ريــال ســعودي لثمانيــة وعشــرين مشـ ً‬ ‫تُ َعـ ُّـد شــركة وادي الريــاض بجامعــة الملــك ســعود‬ ‫إحــدى شــركات رأس المــال االســتثماري العديــدة‬ ‫فــي المملكــة‪ ،‬التــي تســتثمر فــي الشــركات‬ ‫مولــت العديــد‬ ‫الناشــئة القائمــة علــى االبتــكار‪ .‬وقــد َّ‬ ‫مــن شــركات التكنولوجيــا‪ ،‬مثــل شــركة "نظــم‬ ‫المعلومــات الصحيــة الســعودية" و"التكنولوجيــا‬ ‫المتقدمــة لألســنان"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وتمثــل الجوائــز التــي تُ منَ ــح للباحثيــن أصحــاب‬

‫الســجالت االســتثنائية فــي النشــر‪ ،‬واالبتــكار‪،‬‬ ‫والتمويــل والتوجيــه ‪-‬كمثــل جوائــز الشــؤون‬ ‫إضافيــا‬ ‫الصحيــة لــوزارة الحــرس الوطنــي‪ -‬حافــزً ا‬ ‫ًّ‬ ‫لألكاديمييــن ذوي الميــول االبتكاريــة‪.‬‬ ‫يقــول موفــق حوســه ‪-‬األســتاذ المســاعد بكليــة‬ ‫الصحــة العامــة والمعلوماتيــة الصحيــة بهيئــة‬ ‫الشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي‪:-‬‬ ‫فارقــا‬ ‫ً‬ ‫"االبتــكار مهــم بالنســبة لــي‪ ،‬أريــد أن أصنــع‬ ‫ورياديــا فــي أعمــال اجتماعيــة‪.‬‬ ‫أكاديميــا‬ ‫بوصفــي‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫أؤمــن بأنــه مــن الممكــن تحســين الوضــع المالــي‬ ‫عــن طريــق القيــام بأعمــال صالحــة للمجتمــع"‪ .‬فــاز‬ ‫حوســه بالعديــد مــن جوائــز االبتــكار‪ ،‬منهــا جائــزة‬ ‫أفضــل باحــث لعــام ‪ُ 2015‬م َق َّد َمــة مــن هيئــة‬ ‫الشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي‪ ،‬كمــا‬ ‫حصــل علــى جائــزة عــن ريــادة األعمــال والشــركات‬ ‫الناشــئة فــي عــام ‪ 2014‬فــي مســابقة "بصمــة‬ ‫أمــل" التــي أطلقتهــا مؤسســة إذاعــة الشــرق‬ ‫األوســط (‪ .)MBC‬وكان حوســه أحــد المتســابقين‬ ‫العشــرة الذيــن بلغــوا المراحــل النهائيــة فــي‬ ‫مســابقة "المشــروعات االبتكاريــة" لعــام ‪2013‬‬ ‫التــي أطلقهــا منتــدى معهــد ماساتشوســتس‬ ‫للتكنولوجيــا للمشــروعات بالمنطقــة العربيــة‪.‬‬ ‫كمــا أطلــق مركــز الملــك عبــد الله العالمــي لألبحاث‬ ‫الطبيــة مؤخـ ًـرا جائــزة ماليــة جديــدة‪ ،‬هــي جائــزة الملــك‬ ‫عبــد اللــه لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬وتُ منَ ــح لعلمــاء الطــب‬ ‫ي مــن المعاهــد‬ ‫الحيــوي الذيــن يعملــون فــي أ ٍّ‬ ‫تقديــرا للمشــروعات‬ ‫الســعودية‪ .‬تُ منَ ــح الجائــزة‬ ‫ً‬ ‫البحثيــة المتميــزة فــي مجــال الطــب الحيــوي‪ ،‬التــي‬ ‫ـراء كان لــه‬ ‫أنتجــت‬ ‫أوليــا أو جهــازً ا جديـ ًـدا أو إجـ ً‬ ‫نموذجــا ًّ‬ ‫ً‬ ‫تأثيــر إيجابــي علــى الصحــة واالقتصــاد‪.‬‬

‫األساســي لنقــل التقنيــة مفقــود أو ُيســاء فهمــه‬ ‫لــدى اإلدارات العليــا فــي بعــض المؤسســات‬ ‫األكاديميــة بالســعودية"‪.‬‬ ‫فوفــق أحمــد الدريهــم ‪-‬مديــر مكتــب نقــل التقنيــة‬ ‫بمركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪:-‬‬ ‫"يعمــل الهيــكل الحالــي المعنــي بدعــم األبحــاث ضــد‬ ‫عمليــة نقــل التقنيــة‪ .‬إذ يهتــم الباحثــون أكثــر بنشــر‬ ‫نتائــج أبحاثهــم‪ ،‬ممــا يعــرض أفكارهــم اإلبداعيــة‬ ‫لالنكشــاف‪ ،‬ويهــدد ملكيتهــم لهــذه األفــكار"‪.‬‬

‫"أومن بأنه من الممكن‬ ‫تحسين الوضع المالي‬ ‫عن طريق القيام بأعمال‬ ‫صالحة للمجتمع"‪.‬‬ ‫يقــول حوســه‪" :‬ال بــد مــن وضــع احتماليــة‬ ‫تســويق التقنيــة فــي االعتبــار كمعيــار مهــم منــذ‬ ‫المراحــل األولــى مــن عمليــة اختيــار األبحــاث‬ ‫ــدرس‬ ‫المقترحــة‪ .‬عندمــا تعمــل بالجامعــة‪ ،‬فأنــت تُ َ‬ ‫وتجــري األبحــاث‪ ،‬وليــس االبتــكار إال إضافــة الحقــة‬ ‫بالنســبة إليــك‪ .‬أنــا أحــب االبتــكار وأعــي ثمــاره‪،‬‬ ‫ولكــن قــد يتســاءل الباحثــون اآلخــرون‪ :‬لمــاذا علينــا‬ ‫أن نشــارك؟ مــن الضــروري توفيــر المزيــد مــن‬ ‫الحوافــز وفــرص التدريــب"‪.‬‬ ‫يحتــاج العلمــاء كذلــك إلــى التدريــب علــى زيــادة‬ ‫الوعــي التجــاري‪ .‬ويشــدد علــي المنتشــري ‪-‬رئيــس‬

‫مكتــب إدارة االبتــكار ونقــل التقنيــة‪ -‬علــى أهميــة‬ ‫وضــع خطــة للعمــل التجــاري مــن شــأنها أن تجنِّ بــه‬ ‫اســتنزاف التمويــل فــي الســعي للوصــول إلــى‬ ‫تصوريــة لمنتجــات ذات قيمــة ســوقية‬ ‫نمــاذج‬ ‫ُّ‬ ‫أيضــا مــن "سماســرة‬ ‫محــدودة‪ .‬كمــا يحــذر المنتشــري ً‬ ‫نقــل التقنيــة" الذيــن يزعمــون تقديــم تقييمــات‬ ‫تســويقية ولكنهــم فــي الواقــع ال يقدمــون شــيئً ا‪.‬‬ ‫تحــول عقبــة أخــرى دون بنــاء نظــام‬ ‫وأخيــرا‪ُ ،‬‬ ‫ً‬ ‫متكامــل لالبتــكار‪ ،‬وهــي غيــاب هيــكل أساســي‬ ‫لتنظيــم المشــروعات ومرافــق لتطويــر نمــاذج أوليــة‪.‬‬ ‫ويقــول أحمــد الدريهــم‪" :‬بغيــاب المنصــات المحليــة‬ ‫التــي يمكــن اســتغاللها إلنتــاج تقنياتنــا الجديــدة‪،‬‬ ‫تحتــاج ابتكاراتنــا إلــى الحصــول علــى تراخيــص خــارج‬ ‫الســعودية"‪.‬‬ ‫يــروي العتيبــي محايــل كيــف كانــت اإلجــراءات‬ ‫التــي مــر بهــا لكــي يحصــل علــى أول بــراءة اختــراع‬ ‫تجربــة مهمــة ومفيــدة لــه‪" .‬قضيــت الكثيــر مــن‬ ‫الوقــت فــي صياغــة فكــرة البــراءة‪ .‬وتعلمــت خطــوة‬ ‫بخطــوة كيــف أبحــث فــي قواعــد بيانــات بــراءات‬ ‫االختــراع‪ ،‬وكيــف أجــد أفضــل ســوق لتصنيــع‬ ‫وبيــع التقنيــة المشــمولة ببــراءة االختــراع"‪ .‬ســجل‬ ‫العتيبــي بــراءة اختراعــه فــي مكتــب بــراءات االختــراع‬ ‫الســعودي ً‬ ‫أول‪ ،‬ثــم تلقــى بعــد ذلــك مســاعدة‬ ‫مــن مكتــب إدارة االبتــكار ونقــل التقنيــة لتقديمــه‬ ‫للمنظمــة العالميــة للملكيــة الفكريــة ومكتــب‬ ‫بــراءات االختــراع والعالمــات التجاريــة بالواليــات‬ ‫المتحــدة األمريكيــة‪ .‬وبعــد حصولــه علــى بــراءة‬ ‫االختــراع هــذه‪ ،‬أصبــح العمــل علــى الحصــول علــى‬ ‫بــراءات جديــدة أكثــر ســهولة بالنســبة لــه‪ .‬فقــد‬ ‫تقــدم بالفعــل بطلــب للحصــول علــى بــراءة اختــراع‬ ‫جديــدة‪ ،‬ويتطلــع إلــى تحقيــق المزيــد مــن النجــاح‪.‬‬

‫تحديات كثيرة‬

‫ـحرز‪ ،‬فــإن مجــال نقــل‬ ‫علــى الرغــم مــن التقــدم الم ُــ َ‬ ‫نســبيا فــي المملكــة‪ ،‬ولــم‬ ‫جديــدا‬ ‫التقنيــة مــا زال‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ُيدمــج بشــكل كامــل مــع المجــال األكاديمــي‪.‬‬ ‫يقــول أنــس الحنيحــن ‪-‬مديــر التســويق بمكتــب‬ ‫إدارة االبتــكار ونقــل التقنيــة‪" :-‬المفهــوم‬

‫جيدا لألبحاث‪ ،‬والنمذجة يمكن أن تجذب شركات الطب الحيوي ورواد األعمال‪.‬‬ ‫المنشآت المعدة ً‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪57‬‬


‫‪FS TOP I M AG E S G M BH / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫يحذر الباحثون من مخاوف كبرى متعلقة بالصحة العامة‪ ،‬إذا لم تتغير السياسات والسلوكيات تجاه استخدام المضادات الحيوية‪.‬‬

‫سوء استخدام المضادات الحيوية‪ :‬أزمة‬ ‫تلوح نُ ذُ رها في أفق السعودية‬

‫ناقوس الخطر يدق بسبب المستويات المرتفعة لرصف المضادات الحيوية بأسلوب يغ� م�ش وع‪ ،‬والمفاهيم المغلوطة الشائعة حول استخدامها‪.‬‬

‫تصــف دراســة مــن المملكــة العربيــة الســعودية‬ ‫ـرف واســع النطاق وغيــر القانوني‬ ‫نُ شــرت مؤخـ ًـرا الصـ َ‬ ‫للمضــادات الحيويــة مــن قبــل الصيادلــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫المطلــع علــى‬ ‫تحــت ضغــط مــن جانــب الجمهــور غيــر‬ ‫ّ‬ ‫العواقــب الوخيمــة المحتملــة لإلفــراط فــي اســتخدام‬ ‫هــذه األدويــة‪ ،‬بــل وحتــى الظــروف التــي تكــون فيهــا‬ ‫المضــادات الحيويــة فعالــة‪ .‬واعتــرف المجيبــون عــن‬ ‫االســتطالعات بالمواقــف والســلوكيات الخطــرة تجــاه‬ ‫اســتخدام المضــادات الحيويــة‪ .‬ويشــير الباحثــون إلــى‬ ‫أن هــذا يــدق ناقــوس الخطــر لصانعــي السياســات‬ ‫مــن أجــل تشــديد القيــود علــى صــرف المضــادات‬ ‫الحيويــة وتثقيــف العامــة بشــأن مخاطرهــا‪.‬‬ ‫وقــد أشــارت العديــد مــن التقاريــر إلــى المشــكلة‬ ‫المتفاقمــة لمقاومــة مضــادات الميكروبــات‬ ‫ُبريــات كــوارث الصحــة العامــة‬ ‫باعتبارهــا واحــدة مــن ك َ‬ ‫الوشــيكة فــي تاريــخ البشــرية؛ إذ تمــر البكتيريــا‬ ‫بطفــرات عشــوائية‪ ،‬ممــا يجعلهــا قــادرة علــى تحمل‬ ‫ومقاومــة عالجــات كانــت فعالــة فيمــا مضــى‪.‬‬ ‫تتشــارك البكتيريــا ســماتها الوراثيــة عــن طريــق‬ ‫عمليــة تســمى النقــل األفقــي للجينــات‪ .‬ومــن‬ ‫‪58‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫َثــم‪ ،‬يمكــن لبكتيريــا غيــر ضــارة نقــل القــدرة علــى‬ ‫مقاومــة مضــادات الميكروبــات إلــى بكتيريــا أخــرى‬ ‫مســببة لألمــراض‪ .‬ويزيــد اإلفــراط فــي اســتخدام‬ ‫المضــادات الحيويــة مــن احتمــال حــدوث هــذه‬ ‫العمليــة؛ إذ تحمــل المزيــد مــن البكتيريــا جينــوم‬ ‫المقاومــة لعالجــات معينــة‪.‬‬ ‫وفــي دراســة أجراهــا فريــق مــن الباحثيــن مــن‬ ‫مدينــة الملــك فهــد الطبيــة وجامعــة الملــك ســعود‬ ‫بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة بالريــاض فــي‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬نُ شــرت فــي دوريــة‬ ‫«جورنـ�ال أوف إنفيكشـ�ن آنـ�د بابليـ�ك هيلـ�ث » �‪Jour‬‬ ‫‪ ،nal of Infection and Public Health‬عمل الفريق‬ ‫شــخصا مــن خــال طــرح‬ ‫علــى اســتطالع رأي ‪475‬‬ ‫ً‬ ‫التصــور‬ ‫رئيســيين‪:‬‬ ‫موضوعيــن‬ ‫أســئلة تــدور حــول‬ ‫ُّ‬ ‫العــام للمضــادات الحيويــة واســتخدامها‪ ،‬وإمكانيــة‬ ‫حصــول الســكان علــى المضــادات الحيويــة‪.‬‬ ‫وقــد جــاءت نتائــج االســتطالع مثيــرة للقلــق‬ ‫حقــا؛ إذ اســتخدم مــا يقــرب مــن نصــف المشــاركين‬ ‫ًّ‬ ‫تقريبــا المضــادات الحيويــة دون استشــارة الطبيــب‬ ‫ً‬ ‫أو وصفــة طبيــة‪ .‬وممــا يزيــد الطيــن بلــة أن أكثــر‬

‫مــن ثلــث الذيــن شــملهم االســتطالع أفــادوا أن‬ ‫المضــادات الحيويــة يمكــن اســتخدامها لعــاج‬ ‫األمــراض الفيروســية ‪ -‬وهــي حــاالت ليــس‬ ‫للمضــادات الحيويــة أيــة فاعليــة معهــا علــى‬ ‫توجهــا‬ ‫أيضــا‬ ‫اإلطــاق‪ .‬وأظهــرت النتائــج األخــرى ً‬ ‫ً‬ ‫قويــا نحــو مشــاركة المضــادات الحيويــة‪ ،‬ووقــف‬ ‫ًّ‬ ‫البرنامــج العالجــي قبــل إنهائــه‪.‬‬ ‫لــذا يحــث مؤلفــو الدراســة علــى فرض رقابــة أكثر‬ ‫صرامــة علــى المضــادات الحيويــة‪ ،‬مثــل تســجيلها‬ ‫كأدويــة خاضعــة للرقابــة‪ ،‬واشــتراط تســجيل صرفهــا‬ ‫ورصــده مــن خــال ســجل وطنــي‪ .‬باإلضافــة إلــى‬ ‫ذلــك‪ ،‬يوصــى بتدشــين حملــة تثقيفيــة واســعة‬ ‫النطــاق تســتهدف واضعــي الوصفــات الطبيــة‬ ‫والجمهــور؛ للتحذيــر مــن التشــخيص الذاتــي‬ ‫لألمــراض وصــرف األدويــة دون استشــارة الطبيب‪.‬‬ ‫‪Bin Nafisah, S., Bin Nafisa, S., Alamery, A.H., Alhumaid‬‬ ‫‪M.A., et al. Over-the-counter antibiotics in Saudi Ara‬‬‫‪bia, an urgent call for policy makers. J Infect Public‬‬

‫‪Health (2017).‬‬


‫االلتهاب الكبدي الوبائي سي‪ :‬طفرة في عالج‬ ‫األنماط الجينية المخادعة‬

‫النماط الجينية واســعة االنتشــار ف� ال�ش ق أ‬ ‫بريق أمل لعالج أحد أ‬ ‫ئ‬ ‫س باســتخدام‬ ‫الوســط من يف�وس االلتهاب الكبدي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الوبا� ي‬ ‫مزيج ن أ‬ ‫للف�وســات‪.‬‬ ‫ب� الدوية الحالية وعالج جديد مضاد ي‬ ‫ي‬ ‫‪S TOC K T R EK I M AG ES , I N C . / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫توصــل فريــق دولــي مــن العلمــاء ‪-‬يضــم فيصــل‬ ‫ســناي‪ ،‬مــن مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة‪ -‬إلــى نتائــج إيجابيــة تدعــو إلــى‬ ‫التفــاؤل‪ ،‬باســتخدام مزيــج مبتكــر مــن مضــادات‬ ‫الفيروســات فــي عــاج مرضــى مصابيــن بنمــط‬ ‫جينــي شــائع فــي الشــرق األوســط مــن فيــروس‬ ‫االلتهــاب الكبــدي الوبائــي ســي‪ .‬وتشــير النتائــج‬ ‫التــي توصــل إليهــا الفريــق البحثــي إلــى أن هــذا‬ ‫خصوصــا فــي‬ ‫المزيــج العالجــي شــديد الفاعليــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حالــة التشــخيص المبكــر لإلصابــة بالعــدوى‪.‬‬ ‫لقــد أحــدث تطويــر مضــادات فيروســات جديــدة‬ ‫لعــاج فيــروس االلتهــاب الكبــدي الوبائــي ســي طفــرةً‬ ‫فــي قدرتنــا علــى مواجهــة المــرض‪ ،‬غيــر أنــه ال يــزال‬ ‫هنــاك مجــال لتحقيــق المزيــد مــن التقــدم‪ .‬ويتمثــل‬ ‫أحــد التحديــات فــي إنتــاج عالجــات تعطــي نتائــج‬ ‫ســريعة لتخفيــف معانــاة المرضــى وخفــض التكلفــة‪.‬‬ ‫ُي َعــد فيــروس االلتهــاب الكبــدي الوبائــي ســي‬ ‫أحــد األســباب الرئيســية ألمــراض الكبــد‪ ،‬وإذا مــا‬ ‫تُ ــ ِر َك دون عــاج‪ ،‬فإنــه قــد يــؤدي إلــى اإلصابــة‬ ‫صنَّ ــف ذلــك‬ ‫بســرطان الكبــد‬ ‫وي َ‬ ‫وتشــمع الكبــد‪ُ .‬‬ ‫ُّ‬ ‫الفيــروس إلــى ســبعة أنمــاط جينيــة‪ ،‬يســتجيب كل‬ ‫وي َعــد‬ ‫نمــط منهــا للعــاج بدرجــات نجــاح متفاوتــة‪ُ .‬‬ ‫ـارا فــي الشــرق‬ ‫النمــط الجينــي ‪ 4‬أكثــر األنمــاط انتشـ ً‬ ‫األوســط‪ ،‬إذ ُيشــكل ‪ 80%‬مــن إجمالــي حــاالت‬ ‫اإلصابــة‪ .‬غيــر أن هــذا النمــط معــروف بصعوبــة‬ ‫عالجيــا يســتغرق ‪48‬‬ ‫برنامجــا‬ ‫عالجــه‪ ،‬إذ يتطلــب‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ـبوعا باســتخدام بيج‪-‬إنترفيــرون ألفــا وريبافيريــن‪،‬‬ ‫أسـ ً‬ ‫وال يحقــق ســوى معــدالت شــفاء متوســطة‪.‬‬ ‫وقــد أتــاح تطويــر عالجــات ُي َ‬ ‫طلــق عليهــا‬ ‫«مضــادات الفيروســات ذات المفعــول المباشــر»‪،‬‬ ‫والتــي تُ ســتخدم مــع مزيــج بيج‪-‬إنترفيــرون ألفــا‬ ‫وريبافيريــن‪ ،‬للعلمــاء إمكانيــة اســتهداف الفيــروس‬ ‫بصــورة أكثــر فاعليــة مــن ذي قبــل‪ .‬بيــد أن تكلفــة‬ ‫مضــادات الفيروســات ذات المفعــول المباشــر‬ ‫تقيــد مــن إمكانيــة حصــول المرضــى عليهــا‪ ،‬ال‬ ‫ســيما فــي المناطــق فقيــرة المــوارد‪.‬‬ ‫عالجيــا يتألــف‬ ‫مزيجــا‬ ‫وقــد اختبــر الفريــق البحثــي‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫مــن أحــد مضــادات الفيروســات ذات المفعــول‬ ‫المباشــر‪ ،‬يســمى «ســيمبريفير»‪ ،‬إلــى جانــب بيــج‪-‬‬ ‫مصابا‬ ‫مريضــا‬ ‫ً‬ ‫إنترفيــرون ألفــا وريبافيريــن‪ ،‬علــى‪67‬‬ ‫ً‬ ‫بالنمــط الجينــي ‪ 41‬مــن فيــروس االلتهــاب الكبــدي‬ ‫عالجــا مــن قبــل علــى‬ ‫الوبائــي ســي‪ ،‬لــم يتلقــوا‬ ‫ً‬ ‫اإلطــاق‪.‬‬ ‫بتليــف محــدود‬ ‫مصابيــن‬ ‫المرضــى‬ ‫جميــع‬ ‫كان‬ ‫ُّ‬

‫عالجيا أثمر عن نتائج واعدة لعالج فيروس االلتهاب‬ ‫مزيجا‬ ‫اختبرت دراسة دولية شارك فيها مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫الكبدي الوبائي سي (النمط الجيني ‪ )4‬في المراحل المبكرة للمرض‪.‬‬

‫إلــى متوســط فــي الكبــد؛ إذ يــزداد ســمك أنســجة‬ ‫الكبــد مــع حــدوث نــدوب فيهــا‪ .‬وقــد كان المرضــى‬ ‫الذيــن اســتجابوا بصــورة جيــدة للعــاج فــي غضــون‬ ‫أول أســبوعين ‪-‬والذيــن كانــت لديهــم مســتويات‬ ‫غيــر ملحوظــة مــن الحمــض النــووي الريبــوزي‬ ‫للفيــروس بحلــول األســبوع الثامــن‪ -‬مؤهليــن‬ ‫لتوقــف العــاج بحلــول األســبوع الثانــي عشــر‬ ‫مــن بــدء العــاج‪ ،‬فــي حيــن أكمــل باقــي المرضــى‬ ‫العــاج حتــى األســبوع الرابــع والعشــرين‪.‬‬ ‫مريضــا ‪-‬مــن بيــن‬ ‫ً‬ ‫تلقــى أربعــة وثالثــون‬ ‫المرضــى الســبعة والســتين‪ -‬العــاج مــدةَ اثنــي‬ ‫أســبوعا‪ ،‬ومــع نهايــة البرنامــج العالجــي لــم‬ ‫عشــر‬ ‫ً‬ ‫يتــم رصــد الحمــض النــووي الريبــوزي للفيــروس‬ ‫فــي جميــع هــؤالء المرضــى‪ .‬باإلضافــة إلــى ذلــك‪،‬‬ ‫ظــل ‪ 97%‬مــن المرضــى بالمجموعــة دون أدنــى‬ ‫أثــر للفيــروس مــدةَ ثالثــة أشــهر‪.‬‬ ‫ويقــول الباحثــون فــي الورقــة البحثيــة التــي‬

‫نُ شــرت فــي دوريــة «بلــوس وان» ‪ ،PLOS One‬التــي‬ ‫أوردت فقــط نتائــج البرنامــج العالجــي الــذي اســتمر‬ ‫أســبوعا‪« :‬هــذه البرامــج العالجيــة ربمــا‬ ‫اثنــي عشــر‬ ‫ً‬ ‫تزيــد نطــاق المرضــى القادريــن علــى الحصــول علــى‬ ‫عــاج فعــال… كمــا أن تقليــل مــدة العــاج يلقــى‬ ‫ً‬ ‫كبيــرا لــدى المرضــى واألطبــاء علــى حــد‬ ‫قبــول‬ ‫ً‬ ‫ســواء‪ .‬إلــى جانــب أن الفاعليــة االقتصاديــة للعــاج‬ ‫جيــدا‪ ،‬ال ســيما بالنظــر إلــى مخاطــر‬ ‫المبكــر مثبتــة‬ ‫ً‬ ‫نقــل العــدوى ومضاعفــات المــرض»‪.‬‬ ‫‪Asselah, T., Moreno, C., Sarrazin, C., Gschwantler, M.,‬‬

‫‪Foster, G.R. et al. Efficacy of a 12-week simeprevir plus‬‬ ‫‪treat-‬‬

‫‪in‬‬

‫‪regimen‬‬

‫)‪(PR‬‬

‫‪peginterferon/ribavirin‬‬

‫‪ment-naïve patients with hepatitis C virus (HCV) gen‬‬‫‪otype 4 (GT4) infection and mild-to -moderate fibrosis‬‬

‫‪displaying early on-treatment virologic response. PLOS‬‬

‫‪One 12(1): e0168713 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪59‬‬


‫فيروس كورونا يتحاشى‬ ‫االستجابة المناعية‬

‫بروت� سطحي أحادي يساعد الف�وس المتسبب ف� متالزمة ال�ش ق أ‬ ‫ين‬ ‫الوسط التنفسية عىل البقاء بع� تثبيط جهاز المناعة‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬

‫‪60‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪61‬‬

‫‪S TOC K T R EK I M AG ES / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫تنتشر متالزمة الشرق األوسط‬ ‫التنفسية في البشر عبر إسكات‬ ‫استجابة جهاز المناعة ضدها‪.‬‬

‫وهميــا‬ ‫فيروســا‬ ‫أنتــج الباحثــون فــي دراســتهم‬ ‫بحــث فريــق علمــاء مــن المملكــة العربيــة الســعودية‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫حاكيــا يظهــر علــى ســطحه البروتيــن الشــائك‬ ‫م‬ ‫واليونــان كيــف يصيــب فيــروس كورونــا ‪-‬المعــروف‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فقــط‪ ،‬وذلــك الســتبعاد احتماليــة إســهام أي‬ ‫اختصــارا باســم ميــرس (‪ -)MERS-CoV‬جســم‬ ‫ً‬ ‫تفاعــات أخــرى لمقاومــة فيــروس كورونــا‪ .‬ثــم‬ ‫المضيــف‪ ،‬واكتشــفوا اآلليــة التــي يتبعهــا الفيــروس‬ ‫َق َّيمــوا تأثيــرات تفاعــل البروتيــن الشــائك للفيــروس‬ ‫القاتــل لقمــع اســتجابات خاليــا الــدم البيضــاء‪.‬‬ ‫مســتقبل ‪ DPP4‬لخاليــا مناعيــة معزولــة‪.‬‬ ‫مــع‬ ‫الشــرق‬ ‫اكتُ شــفت أول إصابــة بفيــروس متالزمــة‬ ‫ِ‬ ‫إضافــة إلــى بحــث الــدور الــذي يؤديــه مســتقبل‬ ‫األوســط التنفســية فــي البشــر عــام ‪ 2012‬فــي‬ ‫‪ DPP4‬فــي بقــاء فيــروس كورونــا‪ ،‬بــات يشــكّل‬ ‫الســعودية‪ ،‬حيــث أصابــت عــدواه أكثــر مــن ‪1900‬‬ ‫هدفــا لألبحــاث العالجية‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‬ ‫ً‬ ‫شــخص‪ ،‬وأســفرت عــن وفــاة أكثــر‬ ‫كمــا يقــول القحطانــي‪.‬‬ ‫مــن ثلثهــم‪ ،‬حتــى مــارس ‪.2017‬‬ ‫يقدم‬ ‫"ما اكتشفناه‬ ‫ّ‬ ‫«إن ‪ DPP4‬معــروف‬ ‫ـف‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ويضي‬ ‫وجــد الفريــق البحثــي الــذي‬ ‫ّ‬ ‫فسر‬ ‫تُ‬ ‫قد‬ ‫آلية‬ ‫جيــدا لوظيفتــه فــي الخاليــا‬ ‫يرأســه أحمــد القحطانــي‬ ‫ً‬ ‫أن مثبطــات‬ ‫كمــا‬ ‫المناعيــة‪،‬‬ ‫اختصاصــي علــم المناعــة فــي‬‫ّ‬ ‫سبب فشل أجسام‬ ‫‪ُ DPP4‬تســتخدم كعقاقيــر‬ ‫مستشــفى الملــك فيصــل‬ ‫األشخاص المصابين‬ ‫مضــادة لــداء الســكري»‪.‬‬ ‫أن‬ ‫التخصصــي ومركــز األبحــاث‪ّ -‬‬ ‫ويأمــل فريــق القحطانــي‬ ‫البروتيــن ’الشــائك‘ الموجــود‬ ‫بمتالزمة الشرق‬ ‫في أن يحقق اكتشــافهم‪ ،‬في‬ ‫علــى ســطح الفيــروس يحــرض‬ ‫التنفسية‬ ‫األوسط‬ ‫نفعــا كبيـ ًـرا للمرضــى‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوم‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫علــى كبــح جهــاز المناعــة لجســم‬ ‫ً‬ ‫المصابيــن بفيــروس كورونــا‪.‬‬ ‫المصــاب بالعــدوى‪ .‬ويحــدث‬ ‫في التخلص من‬ ‫ويقــول‪« :‬مــا اكتشــفناه يقـ ّـدم‬ ‫ذلــك عــن طريــق ارتبــاط هــذا‬ ‫الفيروس كما‬ ‫آليــة قــد تُ فســر ســبب فشــل‬ ‫ســتقبل محــدد‪،‬‬ ‫بم‬ ‫ِ‬ ‫البروتيــن ُ‬ ‫أجســام األشــخاص المصابيــن‬ ‫يدعــى ‪ ،DPP4‬الموجــود علــى‬ ‫تفعل أجسامهم‬ ‫بمتالزمــة الشــرق األوســط‬ ‫ســطح الخاليــا البلعميــة ‪-‬نــوع‬ ‫مع الفيروسات‬ ‫التنفســية فــي التخلــص‬ ‫مــن خاليــا الــدم البيضــاء‬ ‫مــن الفيــروس كمــا تفعــل‬ ‫التــي تتخلــص مــن العوامــل‬ ‫التنفسية األخرى‪".‬‬ ‫أجســامهم مــع الفيروســات‬ ‫الم ْمرضــة عبــر اإلحاطــة بهــا‬ ‫ُ‬ ‫التنفســية األخــرى‪ ،‬كمــا يقتــرح‬ ‫ـتقبل‬ ‫وابتالعهــا وهضمهــا‪ .‬مسـ ِ‬ ‫عالجــا ممكنً ــا لتعزيــز االســتجابات‬ ‫هــذا البحــث‬ ‫أيضــا علــى ســطح الخاليــا المبطنــة‬ ‫‪ DPP4‬موجــود ً‬ ‫ً‬ ‫المناعيــة واالســتجابات المضــادة للفيروســات لــدى‬ ‫ويم ِّكــن ارتبــاط بروتيــن الفيــروس‬ ‫للقنــاة التنفســية‪ُ .‬‬ ‫المرضــى المصابيــن بالعــدوى»‪.‬‬ ‫المســتقبل مــن التصــاق الفيــروس‬ ‫الشــائك بهــذا ُ‬ ‫بهــذه الخاليــا وغزوهــا‪ ،‬ممــا يســاعد بشــكل كبيــر‬ ‫‪Al-Qahtani, A.A., Lyroni, K., Aznaourova, M., Tseliou,‬‬ ‫علــى نشــوء العــدوى فــي جســم المضيــف‪.‬‬ ‫‪M., Al-Anazi, M. et al. Middle East respiratory syn‬‬‫للجســيمات‬ ‫عــادةً مــا تســتجيب الخاليــا البلعميــة ُ‬ ‫ِّ‬ ‫‪drome corona virus spike glycoprotein suppresses‬‬ ‫منشــطة‬ ‫الغريبــة عبــر تحريــر جزيئــات تأشــير‬ ‫‪macrophage responses via DPP4-mediated induc‬‬‫لاللتهــاب لبــدء عمليــة رد الفعــل المناعــي للجســم‬ ‫‪tion of IRAK-M and PPARγ. Oncotarget 8: 9053‬‬‫ـن التفاعــل بيــن البروتيــن‬ ‫تجــاه المــواد المعديــة‪ .‬لكـ ّ‬ ‫‪9066 (2017).‬‬ ‫الشــائك ومســتقبل ‪ DPP4‬يمنــع حــدوث ذلــك‪.‬‬


‫‪2 0 1 7 S HI H-CHAO L I N & TON Y WA N G‬‬

‫عقار من العنب‬ ‫قد ينجح في‬ ‫عالج فيروس‬ ‫كورونا‬ ‫تُظهر االستقصاءات أ‬ ‫الولية أن عقا ًرا‬ ‫للف�وسات‪ ،‬مشتقًّا من نباتات‬ ‫مضا ًّدا ي‬ ‫ال�ي قد يكون ً‬ ‫أيضا‬ ‫فعال ً‬ ‫العنب والتوت ب‬ ‫الف�وس المسبب لمتالزمة ال�ش ق‬ ‫ضد ي‬ ‫أ‬ ‫الوسط التنفسية‬

‫ثمــة حاجــة ملحــة إلــى إيجــاد عالجــات للحــد مــن‬ ‫التهديــد المتزايــد للعــدوى الناجمــة عــن فيــروس‬ ‫كورونــا المســبب لمتالزمــة الشــرق األوســط‬ ‫التنفســية‪ .‬وقــد أثبــت الباحثــون فــي الواليــات‬ ‫المتحــدة وآســيا أن الــدواء المضــاد للفيروســات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قويــا لمكافحــة‬ ‫عامــا‬ ‫ريســفيراترول‪ ،‬قــد يكــون‬ ‫ًّ‬ ‫اختصارا باســم ميــرس‪‎(MERS-‬‬ ‫الفيــروس المعــروف‬ ‫ً‬ ‫‪. )CoV‬‬ ‫«مــن األهميــة بمــكان أن نجــد فــي القريــب‬ ‫ً‬ ‫فعــال‬ ‫مضــادا للفيروســات‬ ‫دواء‬ ‫لقاحــا أو‬ ‫العاجــل‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضــد عــدوى فيــروس كورونــا‪ ،‬خاصــة وأن معــدل‬ ‫الوفيــات الناجــم عنــه يصــل إلــى ‪ ،»35٪‬كمــا يقــول‬ ‫تونــي وانــج‪ ،‬مــن معهــد ســتانفورد العالمــي‬ ‫للبحــوث‪ ،‬وهــو معهــد أبحــاث أمريكــي غيــر ربحــي‪،‬‬ ‫الــذي عمــل علــى الدراســة مــع علمــاء فــي الصيــن‬ ‫وتايــوان‪.‬‬ ‫ُيعتقــد أن فيــروس كورونــا قــد نشــأ فــي الجمــال‬ ‫أول مــرة فــي المملكــة العربيــة‬ ‫َ‬ ‫تعر ُفــه‬ ‫وجــرى‬ ‫ُّ‬ ‫ـارا مــن ديســمبر‬ ‫ـ‬ ‫واعتب‬ ‫‪.2012‬‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـعودية‬ ‫السـ‬ ‫ً‬ ‫الممــ ِرض علــى حيــاة‬ ‫العامــل‬ ‫هــذا‬ ‫قضــى‬ ‫‪،2016‬‬ ‫ُ‬ ‫ـخصا مــن أصــل ‪ 1842‬حالــة مؤكــدة‪ .‬وتظهــر‬ ‫‪ 652‬شـ ً‬ ‫العــدوى كمــرض حــاد فــي الجهــاز التنفســي‪،‬‬ ‫مــع أعــراض تتضمــن الحمــى والســعال وضيــق‬ ‫مؤخــرا أن الفيــروس‬ ‫التنفــس الشــديد‪ ،‬وتبيــن‬ ‫ً‬ ‫يهاجــم الرئتيــن والجهــاز التنفســي الســفلي‬ ‫بشــكل أساســي‪.‬‬ ‫يقــول وانــج‪« :‬إن ريســفيراترول هــو مشــتق‬ ‫‪62‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫أظهر الباحثون التأثيرات العالجية المحتملة لعقار ريسفيراترول المضاد للفيروسات في معالجة فيروس كورونا المسبب لمتالزمة الشرق‬ ‫األوسط التنفسية‪ .‬أعاله‪ :‬الخاليا المستزرعة المصابة بعدوى فيروس كورونا‪ ،‬أنوية الخاليا (باللون األزرق) محاطة بالبروتين ‪ N‬من فيروس‬ ‫كورونا (باللون األحمر)‪.‬‬

‫طبيعــي موجــود فــي نباتــات‪ ،‬مــن بينهــا العنــب‬ ‫والتــوت البــري»‪ ،‬ويضيــف‪« :‬وهــو فعــال لعــاج‬ ‫العديــد مــن الحــاالت‪ ،‬ومــن ضمنهــا الحــد مــن نمــو‬ ‫الــورم فــي الســرطانات‪ ،‬والحــد مــن االلتهــاب فــي‬ ‫أيضــا‬ ‫جميــع أنحــاء الجســم‪ .‬وقــد أثبــت أنــه واعــد ً‬ ‫فــي معالجــة حــاالت العــدوى الفيروســية ومــن‬ ‫ضمنهــا الحــاالت التنفســية‪ ،‬وهــو الســبب الــذي‬ ‫دفعنــا الختيــاره وتجربتــه ضــد فيــروس كورونــا»‪.‬‬ ‫نقــل الفريــق العــدوى بالفيــروس إلــى الخاليــا‬ ‫ســتزرعة قبــل معالجتهــا بتركيــزات مختلفــة مــن‬ ‫الم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عقــار ريســفيراترول‪ .‬وبعــد ‪ 48‬ســاعة‪ ،‬عمــدوا‬ ‫إلــى تصويــر وتحليــل كل مزرعــة خلويــة لتحديــد‬ ‫قــدرة الــدواء علــى الحـ ّـد مــن مــوت الخاليــا بســبب‬ ‫فيــروس كورونــا والحــد مــن التعبيــر عــن الخاليــا‬ ‫الفيروســية وتكاثرهــا‪.‬‬ ‫أثبــت الــدواء فاعليــة كبيــرة ضــد فيــروس كورونــا‬ ‫ــمية‬ ‫فــي الخاليــا المصابــة بالعــدوى‪ ،‬وأظهــر ُس ِّ‬

‫محــدودة فــي الخاليــا الســليمة حتــى فــي تركيزاتــه‬ ‫المرتفعــة‪ .‬علــى أيــة حــال‪ ،‬الحــظ وانــج‪ ،‬أن ُسـ ِّـمية‬ ‫بسـ ِّـمية فيــروس‬ ‫ريســفيراترول تــكاد ال تُ ذ َكــر مقارنــة ُ‬ ‫كورونــا‪.‬‬ ‫لــم تتضــح بعــد اآلليــات الدقيقــة الكامنــة فــي‬ ‫نشــاط ريســفيراترول ضــد فيــروس كورونــا‪ ،‬ولكــن‬ ‫يبــدو أنهــا تعــزِّ ز بقــاء الخاليــا وتحــد مــن األضــرار‬ ‫الخلويــة فــي مواجهــة العــدوى‪.‬‬ ‫يقــول وانــج‪« :‬تتمثــل خطوتنــا التاليــة فــي إجــراء‬ ‫تجــارب [داخــل كائــن حــي] ‪ ،...‬قــد يكــون ذلــك‬ ‫باســتخدام نمــاذج فئــران مؤنســنة»‪« .‬هــذه النتائــج‬ ‫تحفزنــا‪ ،‬ونأمــل أن تقودنــا إلــى عــاج جديــد‬ ‫األوليــة ّ‬ ‫لفيــروس كورونــا»‪.‬‬ ‫‪Lin, S-C., Ho, C-T., Chuo, W-H., Li, S., Wang, T.T., & Lin,‬‬

‫‪C. Effective inhibition of MERS-CoV infection by‬‬

‫‪resveratrol. BMC Infectious Diseases 17:144 (2017).‬‬


‫التطلع إلى‬ ‫استعادة الدفاعات‬ ‫المناعية في‬ ‫مرض االلتهاب‬ ‫الكبدي ’ب‘‬ ‫مضادات للأ كسدة يمكنها عكس مسار‬ ‫ت‬ ‫ال� تحدث ف ي� الخاليا المناعية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫التغ�ات ي‬ ‫ت‬ ‫وال� تساعد يف�وس التهاب الكبد ’ب‘‬ ‫ي‬ ‫عىل البقاء‬

‫فــي الميتوكوندريــا‪ ،‬بدأنــا البحــث عــن اســتراتيجيات‬ ‫محــددة لتصحيحهــا»‪ .‬وجــاء الخيــار الواعــد فــي هيئــة‬ ‫جزيئــات مضــادة لألكســدة تتصــدى ألنــواع األكســجين‬ ‫التفاعليــة‪ ،‬التــي يمكنهــا التســبب فــي ضــرر كيميائي‬ ‫يعطــل نشــاط الجينــات وغيرهــا مــن مكونــات الخليــة‪.‬‬ ‫وأدى عــاج الخاليــا التائيــة باثنيــن مــن مضــادات‬ ‫تعــاف ملحــوظ فــي نشــاط‬ ‫ٍ‬ ‫األكســدة الواعــدة إلــى‬ ‫الخاليــا المضــاد للفيــروس‪.‬‬

‫يمكــن دراســتها‪ ،‬والتركيــز علــى أفضلهــا مــن حيــث‬ ‫اســتهداف الميتوكوندريــا وعالجهــا‪ .‬وال يــزال هنــاك‬ ‫طريــق طويــل مــن االستكشــاف واالختبــار قبــل‬ ‫المكتَ شــفة عــن الخاليــا‬ ‫أن يقــود أحــد االحتمــاالت ُ‬ ‫وفعــال للمرضــى‪.‬‬ ‫المعزولــة إلــى عــاج آمــن‬ ‫ّ‬ ‫وتتضمــن الخطــوات األولــى بشــكل عــام‬ ‫التحــول إلــى إجــراء التجــارب علــى الحيوانــات‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وهــي الخطــوات التــي يفكــر الباحثــون فــي اتخاذهــا‬ ‫باســتخدام فيــروس مشــابه لفيــروس «ب» يصيــب‬ ‫الفئــران الجبليــة‪ .‬ولكــن ال تُ َعــد هــذه الحيوانــات‬ ‫مثاليــا لفيــروس التهــاب الكبــد ب البشــري‪،‬‬ ‫نموذجــا‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫لــذا يشــير فيــراري إلــى أن الفريــق قــد ينتقــل‬ ‫مباشــرة إلــى إجــراء التجــارب علــى البشــر‪ .‬ويقــول‪:‬‬ ‫«قــد تكــون هــذه هــي الخطــوة التاليــة األكثــر‬ ‫منطقيــة‪ ،‬فقــد ســبق بالفعــل اختبــار مضــادات‬ ‫ـريريا‬ ‫األكســدة‪ ،‬التــي تســتهدف الميتوكوندريــا‪ ،‬سـ ًّ‬ ‫فــي أمــراض أخــرى»‪.‬‬

‫هــذه الرؤيــة المهمــة التــي تقدمهــا الدراســات‪،‬‬ ‫عــن طريــق اســتخدام خاليــا معزولــة مــن المريــض‪،‬‬ ‫تعــزز األمــل فــي إثبــات فاعليــة العــاج باســتخدام‬ ‫مضــادات األكســدة‪.‬‬ ‫ثمــة مجموعــة متنوعــة مــن مضــادات األكســدة‬

‫‪Fisicaro, P., Barili, V., Montanini, B., Acerbi, G., Ferra-‬‬

‫ال يزال هناك طريق طويل من‬ ‫االستكشاف واالختبار قبل أن‬ ‫المكتَ شفة‬ ‫يقود أحد االحتماالت ُ‬ ‫عن الخاليا المعزولة إلى عاج آمن‬ ‫وفعال للمرضى‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪cin, M. et al. Targeting mitochondrial dysfunction can‬‬ ‫‪restore antiviral activity of exhausted HBV-specific‬‬

‫‪CD8 T cells in chronic hepatitis B. Nature Medicine‬‬ ‫‪23, 327–336 (2017).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪63‬‬

‫‪L AGU N A D ES I GN / SP L/ G ET T Y I M AG ES‬‬

‫تشــير تقديــرات منظمــة الصحــة العالميــة إلــى أن‬ ‫التهــاب الكبــد الفيروســي «ب» المزمــن يصيــب‬ ‫نحــو ‪ 240‬مليــون شــخص‪ ،‬ممــا يعرضهــم لخطــر‬ ‫اإلصابــة بتليــف وســرطان الكبــد‪ ،‬بدرجــة كبيــرة‪.‬‬ ‫قــد تنشــأ خيــارات عالجيــة جديــدة للمــرض‪ ،‬فــي‬ ‫مكونــات الجهــاز المناعــي‬ ‫حــال توجيــه األبحــاث إلــى‬ ‫ِّ‬ ‫التــي تتعطــل وتصبــح غيــر قــادرة علــى االســتمرار‬ ‫فــي اســتهداف الخاليــا المصابــة‪.‬‬ ‫كارلــو فيــراري وزمــاؤه فــي جامعــة بارمــا‬ ‫اإليطاليــة‪ ،‬إلــى جانــب أقرانــه فــي جهــات أخــرى‬ ‫بإيطاليــا‪ ،‬ركــزوا علــى مشــكلة خاليــا مناعيــة معينــة‬ ‫تســمى الخاليــا التائيــة ‪ ،CD8‬تصبــح “منهكــة”‬ ‫فــي الصــورة المزمنــة مــن المــرض‪ .‬يقــول‬ ‫فيــراري‪“ :‬نبحــث عــن اســتراتيجيات لمعالجــة هــذه‬ ‫مشــيرا إلــى أن طــرق العــاج الحاليــة‬ ‫المشــكلة”‪،‬‬ ‫ً‬ ‫محــدودة ومصحوبــة بآثــار جانبيــة‪.‬‬ ‫بــدأ الباحثــون بإجــراء تحليــل واســع النطــاق‬ ‫لنشــاط كل الجينــات فــي الخاليــا التائيــة المختصــة‬ ‫بالفيــروس والمعزولــة مــن مرضــى مصابيــن‬ ‫بالتهــاب الكبــد «ب»‪ .‬وبحثــوا عــن التغيــرات التــي‬ ‫قــد تفســر ســبب ضعــف مناعــة المرضــى تجــاه هــذا‬ ‫الفيــروس‪ .‬ســاعدهم ذلــك علــى اكتشــاف وجــود‬ ‫انخفــاض شــديد فــي التعبيــر الجينــي لجينــات فــي‬ ‫الميتوكوندريــا ‪-‬وهــي العضيــات الخلويــة التــي‬ ‫تمــد الخاليــا بالطاقــة‪.‬‬ ‫التغيــرات‬ ‫هــذه‬ ‫ف‬ ‫تعــر‬ ‫«بعــد‬ ‫يقــول فيــراري‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬

‫صورة أنتجها الحاسوب‬ ‫لتركيب الغالف الخارجي‬ ‫لفيروس التهاب الكبد‬ ‫الفيروسي “ب”‬


‫رسائل متضاربة حول التأثيرات‬ ‫األوسع للقاحات‬ ‫الديك‪ ،‬والحصبة آثا ًرا عىل جوانب أخرى من الصحة‪.‬‬ ‫والدفت�يا‪ ،‬والتيتانوس‪ ،‬والسعال‬ ‫ُحدث اللقاحات المضادة للدرن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫قد ت ِ‬ ‫ي‬

‫‪64‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫الوقت الراهن‪ ،‬إحداث أي‬ ‫تغييرات في الجدول القائم‬ ‫والمستخدم في‬ ‫حاليا‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬

‫الر َّضع واألطفال‬ ‫تحصين ُّ‬ ‫باللقاح ‘دي تي بي’”‪.‬‬

‫‪Higgins, J., Soares-Weiser, K., López-López, J.,‬‬

‫‪Kakourou, A., Chaplin, K. et al. Association of‬‬ ‫‪BCG, DTP, and measles containing vaccines with‬‬

‫طابع بريد يحمل صورة رائد اللقاحات إدوارد جينر‪ ،‬يعترف بمساهمة برامج‬ ‫التحصين في مجال الصحة‪.‬‬

‫‪childhood mortality: systematic review. British‬‬

‫‪Medical Journal 355, i5170 (2016).‬‬

‫‪POSTAGE STAMP COLLECTION / AL AMY STOCK PHOTO‬‬

‫كشــف بحــث واســع النطــاق ُأجــري علــى‬ ‫لقاحــات لخمســة أمــراض خطيــرة‪ ،‬عــن أدلــة‬ ‫حدثــه تلــك اللقاحــات مــن آثــار‬ ‫مرتبطــة بمــا تُ ِ‬ ‫بعيــدا عــن منافعهــا‬ ‫الصحــة‪،‬‬ ‫محتملــة علــى‬ ‫ً‬ ‫الوقائيــة‪.‬‬ ‫تدعــم النتائــج إمكانيــة حــدوث بعــض اآلثــار‬ ‫اإلضافيــة غيــر تلــك المنشــودة‪ .‬غيــر أن‬ ‫مؤلفــي الدراســة ال يوصــون بــأي تغييــرات‬ ‫عاجلــة فــي سياســة التطعيــم‪ ،‬لكنهــم يحثــون‬ ‫علــى إجــراء المزيــد مــن الدراســات لتحديــد مــا‬ ‫محبــذة أم ال‪.‬‬ ‫إذا كانــت تلــك التعديــات‬ ‫َّ‬ ‫بنــاء علــى توصيــة مــن منظمــة الصحــة‬ ‫العالميــة‪ ،‬راجــع فريــق دولــي مــن الباحثيــن‬ ‫بقيــادة جوليــان هيجينــز مــن جامعــة بريســتول‬‫بالمملكــة المتحــدة‪ -‬بيانــات منشــورة حــول‬ ‫اســتخدام اللقــاح ’بــي ســي جــي‘ للوقايــة‬ ‫مــن الــدرن؛ واللقــاح ’دي تــي بــي‘ المقــاوم‬ ‫للدفتيريــا والتيتانــوس والســعال الديكــي؛‬ ‫ولقــاح الحصبــة‪ .‬جمــع الباحثــون بيانــات مــن‬ ‫‪ 68‬ورقــة بحثيــة‪ُ ،‬أو ِر َدت فيهــا ملحوظــات‬ ‫حــول ‪ 34‬مجموعــة مــن األطفــال‪ ،‬فــي خمــس‬ ‫عشــرة دولــة فــي أفريقيــا‪ ،‬وآســيا‪ ،‬وأمريــكا‬ ‫الشــمالية‪ ،‬والكاريبــي‪ .‬قارنــت الدراســات بيــن‬ ‫األطفــال الذيــن تلقــوا أحــد اللقاحــات الثالثــة‬ ‫وآخريــن لــم يتلقــوا ًّأيــا منهــا‪.‬‬ ‫توصــل الفريــق إلــى اســتنتاج رئيســي‪ ،‬هــو‬ ‫أن اللقــاح ’بــي ســي جــي‘ ولقــاح الحصبــة قــد‬ ‫ُيســهمان فــي خفــض إجمالــي الوفيــات فــي‬ ‫وقــع مــن‬ ‫األطفــال الصغــار‪ ،‬بأكثــر ممــا هــو ُمتَ َّ‬ ‫التأثيــرات الوقائيــة المناعيــة التــي يوفرهــا‬ ‫اللقاحــان وحدهمــا‪.‬‬ ‫بينمــا قــد يصاحــب اللقــاح ’دي تــي بــي‘‬ ‫تراجــع‬ ‫ارتفــاع فــي معــدل الوفيــات بمجــرد‬ ‫ُ‬ ‫التأثيــر الوقائــي لــه ضد المرض المســتهدف‪.‬‬ ‫دفــع هــذا االكتشــاف بعــض األكاديمييــن‬ ‫واألطبــاء إلــى التســاؤل عــن الحكمــة مــن‬ ‫تطبيــق اإلجــراءات الحاليــة للتحصيــن باللقــاح‬ ‫’دي تــي بــي‘‪.‬‬

‫”ليس من الحكمة في‬

‫يؤكــد آرثــر رينجولــد ‪-‬مــن جامعــة كاليفورنيــا‬ ‫فــي بيركلــي‪ ،‬والباحــث المشــارك فــي‬ ‫تضمنهــا البحــث‬ ‫الدراســة‪ -‬أن الدراســات التــي‬ ‫َّ‬ ‫كانــت دراســات قائمــة علــى المالحظــة‪ ،‬ولــم‬ ‫تتطــرق لتجــارب عشــوائية‪ ،‬مضبوطــة بــدواء‬ ‫ممــوه‪ ،‬أو اختبــارات مزدوجــة التعميــة‪ ،‬وال‬ ‫َّ‬ ‫تتســم بقــدر أكبــر مــن الصرامــة والدقــة‪.‬‬ ‫أيضــا إلــى أن مثــل هــذه الدراســات‬ ‫ويشــير ً‬ ‫نظــرا لعــدم وجــود‬ ‫التفســير؛‬ ‫صعبــة‬ ‫تكــون‬ ‫ً‬ ‫رقابــة مســبقة علــى األطفــال لتحديــد َمــن‬ ‫يتلقــه‪ .‬كمــا‬ ‫َّ‬ ‫ومــن لــم‬ ‫منهــم تلقــى اللقــاح َ‬ ‫يــرى أن عوامــل مختلفــة كالتغذيــة‪ ،‬وظــروف‬ ‫المعيشــة قــد تعطــي نتائــج زائفــة‪.‬‬ ‫وعليــه يقــول رينجولــد ‪”:‬قــد تُ عــزَ ى معظــم‬ ‫آثــار لقــاح ’دي تــي بــي‘ أو كلهــا إلــى تلــك‬ ‫العوامــل”‪ .‬ويضيــف أن نظــام التحصيــن‬ ‫حاليــا يقــي مــن حــدوث أعــداد كبيــرة مــن‬ ‫القائــم ًّ‬ ‫اإلصابــات والوفيــات الناجمــة عــن األمــراض‬ ‫هدفة‪ .‬لــذا‪ ،‬يخلــص رينجولــد إلــى أنــه‬ ‫المســتَ َ‬ ‫ُ‬ ‫“ليــس مــن الحكمــة فــي الوقــت الراهــن‪،‬‬ ‫حاليــا‬ ‫إحــداث أي تغييــرات فــي الجــدول القائــم ًّ‬ ‫الر َّضــع واألطفــال‬ ‫ـتخدم فــي تحصيــن ُّ‬ ‫والمسـ َ‬ ‫باللقــاح ’دي تــي بــي‘“‪.‬‬ ‫دان بــاروش ‪-‬األســتاذ بكليــة الطــب جامعــة‬ ‫هارفــارد‪ ،‬ومديــر مركــز أبحــاث اللقاحــات‬ ‫والفيروســات فــي مركــز بيــث إســرائيل‬ ‫ديكونيس‪ ‬الطبــي‪ -‬يــرى أن الورقــة البحثيــة‬ ‫عــددا مــن الدراســات الســابقة‬ ‫تســتعرض‬ ‫ً‬ ‫متفاوتــة الجــودة‪ ،‬ومختلفــة المجموعــات‬ ‫الســكانية‪ ،‬ومتضاربــة النتائــج‪ .‬ويضيــف‪:‬‬ ‫“االكتشــافات المتعلقــة باللقــاح ’دي تــي بــي‘‬ ‫فــي هــذه الدراســة غيــر مقنعــة”‪.‬‬


‫اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‬ ‫اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴﺔ واﻻﺑﺘﻜﺎر‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﺤﻮرﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل‬ ‫دورا‬ ‫ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺸﺮاﻛﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﺗﺆدي ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‬ ‫إﻟﻰ ﻋﻼﺟﺎت ﻣﺒﺘﻜﺮة ﻟﻤﺨﺘﻠِ ﻒ اﻷﻣﺮاض اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ‪-‬ﻣﺜﻞ ﻣﺮض اﻟﺴﻜﺮي‪ -‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﺑﺤﺎث اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫أﻧﺸﺄت اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ أﺑﺮﻳﻞ ﻋﺎم ‪ ،2014‬وﺗﻘﻮد ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ‬ ‫ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪي وﻧﻘﻞ أﺣﺪث اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت وﺗﻮﻃﻴﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫‪www.kacst.edu.sa‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.