ابتكارات العدد الثاني

Page 1

‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ - 2017‬اﻟﻌﺪد رﻗﻢ ‪2‬‬

‫‪ISSN 7901-2398‬‬ ‫‪innovations.kaimrc.med.sa‬‬

‫األمراض العصبية‪:‬‬ ‫إتاحة المجال للتجدد‬

‫تعزيز ترميم األعصاب المتضررة لدى‬ ‫ُّ‬ ‫تعدد صفحة ‪19‬‬ ‫مرضى‬ ‫الم ّ‬ ‫التصلب ُ‬

‫مملكة تمتلك‬ ‫خطة للمعرفة‬

‫رحلة المملكة العربية السعودية‬ ‫الواعدة إلى اقتصاد المعرفة صفحة ‪50‬‬

‫متالزمة الشرق األوسط‬ ‫التنفسية‪ :‬ضرب‬ ‫العدوى في معقلها‬

‫المملكة تشن هجوماً متعدد‬ ‫الف�وس‬ ‫المحاور عىل ي‬ ‫صفحة ‪56‬‬


‫ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺘﻤﻴﺰ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﺠﻴﻨﻮم‬ ‫ﺗُ َﻌﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ إﺣﺪى‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل دراﺳﺎت اﻟﺠﻴﻨﻮم‪ .‬ﻓﻤﻦ‬ ‫ﺧﻼل ﺟﻬﻮدﻫﺎ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ‬ ‫واﻟﺪوﻟﻲ‪ ،‬ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﻓﻚ ﺷﻔﺮة اﻟﺠﻴﻨﻮم اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺠﻤﻞ‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬وﻧﺨﻴﻞ اﻟﺘﻤﺮ‪ ،‬وﺳﻮﺳﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﺤﻤﺮاء‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﻠﻚ‬ ‫ﻓﻴﺼﻞ اﻟﺘﺨﺼﺼﻲ وﻣﺮﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث‪ ،‬ﺗﺄﺳﻴﺲ وإدارة‬ ‫ﻣﺸﺮوع اﻟﺠﻴﻨﻮم اﻟﺒﺸﺮي اﻟﺴﻌﻮدي‪ ،‬اﻟﺬي ﻳﻬﺪف إﻟﻰ‬ ‫ﻓﻬﻢ اﻷﻣﺮاض واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻮراﺛﻴﺔ اﻟﻨﺎدرة اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺼﻴﺐ اﻟﺴﻌﻮدﻳﻴﻦ‪.‬‬


‫المحتويات‬

‫ص‪ 7.‬عيوب جينية تقلل فرص البقاء لمرضى سرطان الدم‬

‫ص‪ 8.‬نظرة عن كثب لسرطان الغدة الدرقية‬

‫ص‪ 10.‬حمية البحر المتوسط للحماية من السرطان‬

‫ص‪ 12.‬منهج السعودية في عالج لوكيميا األطفال‬

‫التباينات الجينية يمكنها تفسير َض ْعف فرص حياة األطفال الباكستانيين‬ ‫ُ‬ ‫بنوع سائد من اللوكيميا‪.‬‬ ‫المصابين‬ ‫ٍ‬

‫اتباع حمية البحر المتوسط يخفض خطر اإلصابة بسرطان القولون‬ ‫والمستقيم إلى النصف في إيطاليا‪.‬‬

‫)‪COVER CREDITS: ©NATIONAL INSTITUTE OF ALLERGY AND INFECTIOUS DISEASES (NIAID‬‬

‫ص‪ 14.‬تسليط الضوء على األورام‬

‫تباين يحتوي على جسيمات نانوية حساسة للحموضة‪ ،‬من شأنه تحديد‬ ‫عامل ُ‬ ‫أماكن األورام الصلبة بإضاءتها في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي‪.‬‬

‫إلقاء نظرة فاحصة على التعبير الجيني في سرطان الغدة الدرقية‬ ‫الحليمي يفتح الباب لمزيد من الفرص للكشف عنه‪.‬‬

‫معدالت نجاة األطفال المصابين باللوكيميا النخاعية الحادة في المملكة تتساوى‬ ‫اآلن مع مثيالتها في الدول المتقدمة‪ ،‬بفضل استراتيجية االستجابة للمخاطر‪.‬‬

‫ص‪ 16.‬ابتكار أداة قوية لسبر البروتيوم البشري بأسره‬

‫يمكن لهذه التقنية إعطاء دفعة قوية لعملية البحث عن أدوية جديدة‪،‬‬ ‫خاصة المتعلقة بعالج السرطان واألمراض المستعصية‪.‬‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬


‫المحتويات‬

‫ص‪ 19.‬إتاحة المجال للتجدد‬

‫ص‪ 20.‬القضاء على عوامل االختطار للنوبة القلبية‬

‫كونة للنُّ َدب ترميم األعصاب‬ ‫قد‬ ‫الم ّ‬ ‫تسهل العقاقير التي تمنع تراكم الجزيئات ُ‬ ‫ّ‬ ‫المتضررة لدى مرضى التصلب المتعدد‪ ،‬وفي اضطرابات أخرى أيضا‪ً.‬‬

‫لمن‬ ‫ليس للنوع تأثير على زيادة خطر اإلصابة بالنوبات القلبية الحادة بالنسبة َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالغا في الشريان التاجي‪.‬‬ ‫مرضا‬ ‫يعانون‬

‫ص‪ 22.‬استقصاء أثر داء السكري على المراهقين وأسرهم‬

‫ص‪ 23.‬جراحة السمنة تشفي أيض ًا من السكري‬

‫ص‪ 24.‬الببتيدات الموسومة يمكنها رصد تطور داء السكري‬

‫ص‪ 26.‬توقع شدة الفشل القلبي‬

‫ثمة حاجة لتبنِّ ي نهج متعدد االختصاصات لعالج السكري لدى المراهقين‬ ‫لتحسين جودة حياتهم وحياة عائالتهم‪.‬‬

‫تصور الببتيدات الموسومة بنظائر مشعة الخاليا المنتجة لإلنسولين على‬ ‫نحو فعال‪ ،‬كما يمكنها رسم منحى تطور المرض لدى المصابين به‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫تبين دراسة واسعة النطاق أن جراحة السمنة تساعد على خفض الوزن‪ ،‬وقد‬ ‫ِّ‬ ‫تشفي من السكري وارتفاع ضغط الدم‪.‬‬

‫يساعد مجهر الطاقة الذرية العلماء في تحديد أي مرضى فشل القلب‬ ‫المزمن يمكن أن يعانوا من المضاعفات‪.‬‬


‫ص‪ 28.‬لمفومة‪ :‬تسليط ضوء جديد‬ ‫على موت الخاليا السرطانية‬

‫ص‪ 30.‬عالجات عشبية صينية‬ ‫تنتج أدوية مضادة للسرطان‬

‫قائمة مختارة من النباتات الطبية الصينية تحتوي‬ ‫على أقوى المركبات المضادة للسرطان‬

‫األسالك النانوية تعمل كذيول اصطناعية لتوجيه‬ ‫األدوية في جميع أنحاء الجسم‪.‬‬

‫ص‪ 33.‬استهداف السرطان‬ ‫من خالل الجلد‬

‫ص‪ 34.‬جسيمات نانوية ذكية‬ ‫لتوصيل دواء السرطان‬

‫ص‪ 36.‬بديل جذاب ووافر‬ ‫للخاليا الجذعية‬

‫رؤية ثاقبة على موت خاليا سرطان الغدد‬ ‫الليمفاوية المدفوع باألجسام المضادة‪.‬‬

‫عما قريب يمكن توصيل المزيد من األدوية عبر‬ ‫الجلد بواسطة الببتيدات‪.‬‬

‫جسيمات نانوية تنجح في توصيل دواء مضاد‬ ‫للسرطان إلى خاليا سرطانية في الثدي‪.‬‬

‫ص‪ 37.‬الموازنة بين جرعة اإلشعاع وجودة الصورة‬

‫تقنيات حديثة لتحسين جودة التصوير المقطعي باستخدام جرعات منخفضة‬ ‫من األشعة‪ ،‬قد تتسبب في خطأ في التشخيص‪.‬‬

‫ص‪ 32.‬جزيئات تغير شكلها‬ ‫استجابة للضوء‬

‫قد تجد الخاليا الجذعية المستمدة من الدم‬ ‫األمومي للمشيمة تطبيقات عالجية فريدة‪.‬‬

‫ص‪ 38.‬نشاط مزدوج لجزيء مضاد للسرطان‬

‫ً‬ ‫مقدما بذلك وسيلة‬ ‫عامل مضاد للسرطان يقتل الخاليا بطريقتين مختلفتين‪،‬‬ ‫فعالة للعالج‪.‬‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬


‫المحتويات‬

‫ص‪ 40.‬جينات سلوك التدخين‬ ‫وأمراض الرئة‬

‫ص‪ 42.‬تعلُّ ق همة المرء بالنجاح أيسر‬ ‫لطوال القامة‬

‫ص‪ 43.‬عامل جديد يؤدي دور ًا في‬ ‫التنظيم الجيني‬

‫جينية معينة من شأنها تحديد مخاطر‬ ‫إشارات‬ ‫ّ‬ ‫جراء التدخين‪.‬‬ ‫التعرض إلدمان التبغ وتلف الرئتين ّ‬ ‫ُّ‬

‫االختالفات الوراثية في الطول والوزن ّ‬ ‫تؤثر على‬ ‫ّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫التطلعات للوضع‬ ‫االجتماعي االقتصاد ّ‬ ‫ّ‬

‫اآللية الجزيئية التي تنظم التعبير الجيني تشتمل‬ ‫على جزيء معروف ‪.‬‬

‫ص‪ 44.‬التوصل لسبب مرض نادر‬ ‫مرتبط بأحد األحماض األمينية‬

‫ص‪ 46.‬جين يربط بين التوحد وأمراض‬ ‫الكلى‬

‫ص‪ 47.‬كشف غموض االضطرابات‬ ‫العقلية‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫حديثا تفسر اضطراب‬ ‫مكتشفة‬ ‫طفرة جينية‬ ‫عملية األيض لدى طفلة سعودية ‪.‬‬

‫ص‪ 48.‬شراكات ذكية‬

‫طفرات في جين هي السبب في إصابة األطفال‬ ‫باضطرابات طيف التوحد ومشكالت الكُلى‬

‫رسمت مدينة جديدة للتكنولوجيا الحيوية في الرياض حدودا ضيقة أمال‬ ‫في أثر أعمق‬ ‫‪4‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫تسلسل الحمض النووي يوفر المساعدة للمرضى‬ ‫المصابين باضطرابات عقلية غير مفسرة‪.‬‬

‫ص‪ 50.‬مملكة تمتلك خطة للمعرفة‬

‫ً‬ ‫أمرا‬ ‫التحول إلى االقتصاد المعرفي في المملكة العربية السعودية صار‬ ‫ًّ‬ ‫البشريات‪.‬‬ ‫ضروريا يحمل في طياته الكثير من ُ‬


‫المرضى المصابون بمتالزمة الشرق األوسط قد‬ ‫ينتجون ما يكفي من األجسام المضادة‪.‬‬

‫ص‪ 56.‬ضرب عدوى متالزمة الشرق‬ ‫األوسط في معقلها‬

‫أبلغ عن العشرات من الحاالت الجديدة المصابة‬ ‫بعدوى متالزمة الشرق األوسط في المملكة‬

‫ص‪ 58.‬كيف يتولى التهاب الكبد‬ ‫الفيروسي "ج" السيطرة‬

‫ص‪ 54.‬عالج متالزمة الشرق األوسط‬ ‫التنفسية باألجسام المضادة‬

‫ص‪ 61.‬وقاية َمن خضعوا لزراعة‬ ‫الكلى من اإلصابة باإلنفلونزا‬

‫ص‪ 62.‬التهاب الكبد الفيروسي‬ ‫توقعه‪ ،‬وعالجه‪ ،‬والوقاية منه‬ ‫"ب"‪ُّ :‬‬

‫ص‪ 64.‬دماء الصغار تحميهم‬ ‫من اإلصابة بالعدوى‬

‫جرعة من اللقاح المضاد لإلنفلونزا ستفيد‬ ‫ً‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫المرضى دون سن ‪65‬‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫حديثا يمكن أن يساعد على‬ ‫مكتشف‬ ‫مؤشر حيوي‬ ‫توقع معاودة فيروس االلتهاب الكبدي‬

‫"ابتكارات" ‪ -‬مجلة تابعة لمركز الملك عبد الله العالمي‬ ‫لألبحاث الطبية‪ُ ،‬تنشر من خالل وحدة الشراكة واإلعالم‬ ‫المتخصص في نيتشر ريسيرش‪ ،‬التابعة لشركة‬ ‫سبرنجر نيتشر‪.‬‬ ‫مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الرماية‪ ،‬الرياض ‪ ،14611‬المملكة العربية السعودية‬ ‫الموقع اإللكتروني‪KAIMRC.MED.SA :‬‬ ‫نيتشر ريسيرتش‬ ‫كامبس ‪ 4 -‬شارع كرينان ‪ -‬لندن‪ ،N1 9XY ،‬المملكة المتحدة‬ ‫البريد اإللكتروني‪NATURE@NATURE.COM :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪WWW.NATURE.COM :‬‬

‫فيروس التهاب الكبد يستولي على األجهزة‬ ‫الخلوية األساسية ليضمن سالمته‪.‬‬

‫استجابة مناعية قوية تساعد األطفال في محاربة‬ ‫عدوى التهاب الكبد الوبائي "ج"‬

‫ابتكارات مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪INNOVATIONS@NGHA.MED.SA‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪INNOVATIONS.KAIMRC.MED.SA‬‬ ‫جريدة الباحث‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪THERESEARCHER@NGHA.MED.SA‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪INNOVATIONS.KAIMRC.MED.SA/EN/NEWSLETTER‬‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬


‫ﻋ‬ ‫ﻮ‬ ‫ا‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻞ اﻟﻤﻨﺼﺎت اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‬ ‫ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺠ‬ ‫ـ‬ ‫ﺎ‬ ‫ح اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث‬ ‫ﺗُ َﻌﺪ اﻟﻤﻨﺼﺎت اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث أﺣﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺨﻠﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻌﺎون‪.‬‬ ‫ﻳﺘﻤﺴﻚ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻨﻬﺞ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ‬ ‫ﺗﻌﺎوﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺎرﺟﻪ؛ ﻟﺘﻌﺠﻴﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ‬ ‫وﻣﺨﺮﺟﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﺒﺤﻮث‬ ‫َ‬ ‫وﻳ َﻌﺪ ﻣﺸﺮوع ﺑﻨﻚ دم اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺴﺮي ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫وﻃﻨﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻫﺎدف ﻟﻠﺮﺑﺢ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ‬ ‫ﻣﺸﺮوﻋﺎ‬ ‫ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ‬ ‫ﺗﺠﻤﻴﻊ وﺣﺪات دم اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺴﺮي وﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ واﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ وﺣﻔﻈﻬﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺒﺮﻳﺪ وﺗﺨﺰﻳﻨﻬﺎ وإذاﺑﺘﻬﺎ وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ‬ ‫ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن زرع اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ دم اﻟﺤﺒﻞ‬ ‫اﻟﺴﺮي‪ .‬ﺗُ ﺠﺮى أﻧﺸﻄﺔ ﺑﻨﻚ دم اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺴﺮي ﻓﻲ‬ ‫إﻃﺎر ﻧﻈﺎم ﻟﻀﺒﻂ اﻟﺠﻮدة ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ‬ ‫ًّ‬ ‫ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ‬

‫‪kaimrc-cbb@ngha.med.sa‬‬


‫تفس� َض ْعف‬ ‫التبايُنات الجينية يمكنها ي‬ ‫فرص حياة أ‬ ‫يف‬ ‫يف‬ ‫المصاب�‬ ‫الباكستاني�‬ ‫الطفال‬ ‫بنوع سائد من اللوكيميا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُي ْظ ِه ُــر األطفــال الباكســتانيون المصابــون بنــوع‬ ‫شــائع مــن اللوكيميــا‪ ،‬معــروف باســم ابيضــاض‬ ‫األرومــات اللمفاويــة الحــاد للخاليــا (‪،B (B�ALL‬‬ ‫مقارنــة بأقرانهــم فــي مناطــق‬ ‫ً‬ ‫أقــل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فــرص بقــاء‬ ‫أخــرى مــن العالــم‪.‬‬ ‫فــي دراســة أجراهــا مركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي لأبحــاث الطبيــة‪ ،‬بالتعــاون مــع‬ ‫المستشــفيات والجامعــات فــي باكســتان‪ ،‬وجــد‬ ‫الباحثــون أن بعــض التشــوهات الجينيــة التــي‬ ‫صاحــب عــادةً أنــواع الســرطان األكثــر شراســة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تُ‬ ‫شــائعة لــدى المصابيــن بهــذا النــوع مــن اللوكيميــا‬ ‫فــي منطقــة الهنــد وباكســتان‪.‬‬ ‫ابيضــاض األرومــات اللمفاويــة الحــاد للخاليــا‬ ‫ً‬ ‫شــيوعا لــدى‬ ‫البائيــة هــو نــوع الســرطان األكثــر‬ ‫الم َصنِّ عــة للــدم‪،‬‬ ‫األطفــال‪ ،‬ويتطــور فــي الخاليــا ُ‬ ‫ويتميــز بفــرط إنتــاج خاليــا الــدم البيضــاء غيــر‬ ‫الناضجــة‪ ،‬وأحــد أســبابه هــو وجــود جينــات الــورم‬ ‫دمجــة "جينــات الســرطنة" (‪ )FOs‬وهــي جينــات‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬ ‫تتكـ ّـون عندمــا يتحــد جينــان ســبق لهمــا االنفصــال‪،‬‬

‫خلية ‪ B‬من مريض باللوكيميا‬

‫وتعمــل هــذه الجينــات علــى تشــفير بروتيــن ُي َظــن‬ ‫أنــه مســبب للســرطان‪.‬‬ ‫حلــل العلمــاء ‪ 188‬عينــة دم ألطفــال باكســتانيين‬ ‫مصابيــن بهــذا النــوع مــن اللوكيميــا‪ ،‬تراوحــت‬ ‫أعمارهــم بيــن الثانيــة والخامســة عشــرة مــن العمــر‪،‬‬ ‫جــرت معالجتهــم بمراكــز األورام فــي كل مــن‬ ‫الهــور وفيصــل آبــاد وإســالم آبــاد وبيشــاور‪ ،‬وجــد‬ ‫الباحثــون أن ‪ %87.2‬مــن األطفــال كانــوا يحملــون‬ ‫بشــكل‬ ‫جينــات الــورم المدمجــة‪ .‬وبحثــت الدراســة‬ ‫ٍ‬ ‫خــاص فــي مــدى ارتبــاط األنــواع األربعــة لجينــات‬ ‫الــورم المدمجــة ببيولوجيــا المــرض ونتائــج العــالج‪.‬‬ ‫وعلــى غــرار الدراســات الســابقة التــي ُأجريــت‬ ‫الم ْد َمـ َـج‬ ‫فــي باكســتان والهنــد‪ُ ،‬و ِجـ َـد أن جيــن الـ ِ‬ ‫ـورم ُ‬ ‫ً‬ ‫ُشــف عنــه فــي‬ ‫ـيوعا؛ إذ ك ِ‬ ‫‪ BCR�ABL‬هــو األكثــر شـ‬ ‫حوالــي نصــف المرضــى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طافــرا ُيســمى كينيــز‬ ‫بروتينــا‬ ‫يشــفر ‪BCR�ABL‬‬ ‫ّ‬ ‫ـبب فــي االنقســام غيــر المنظــم‬ ‫التايروســين‪ ،‬يتسـ ُ‬ ‫للخاليــا‪ .‬ويبــدو أن هــذه الطفــرة نــادرة (مــن ‪� %2‬‬ ‫إلــى ‪ )%5‬فــي األطفــال المصابين بلوكيميا ‪B�ALL‬‬ ‫فــي أوروبــا وأمريــكا والمملكــة العربيــة الســعودية‬ ‫وكوريــا واليابــان‪ ،‬إال أن تمثيلهــا يتزايــد فــي الهنــد‬ ‫وباكســتان‪ ،‬وترتبــط أكثــر باألطفــال األكبــر سـ ًّ‬ ‫ـنا (مــن‬ ‫‪ 7‬إلــى ‪ 15‬ســنة) وبمعـ ّـدالت شــفاء مؤقــت أقــل‪،‬‬ ‫ـل‪.‬‬ ‫وفــرص بقــاء أقـ ّ‬ ‫ــد أن جيــن الــورم المدمــج ‪MLL�AF4‬‬ ‫وبالمثــل ُو ِج َ‬ ‫أعلى نسـ ًّ‬ ‫ـبيا في الظهور لدى المرضى الباكســتانيين‬ ‫بمعــدل (‪ )%18‬مقارنـ ًـة بالمصابيــن بلوكيميــا ـ‪B�ALL‬‬ ‫فــي مناطــق أخــرى مــن العالــم ويمثلــون (مــن ‪ 1‬إلــى‬ ‫‪ %17‬حســب الموقــع الجغرافــي)‪ ،‬كمــا يرتبــط بمــدة‬ ‫بقــاء قصيــرة (‪ 52‬أسـ ً‬ ‫ـبوعا فــي المتوســط)‪.‬‬

‫يقــول َظ َفــر إقبــال ‪-‬المؤلــف الرئيســي فــي‬ ‫الدراســة‪ ،‬وأخصائــي علــم الوراثــة فــي جامعــة‬ ‫الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪،‬‬ ‫التابعــة للشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطني‪:-‬‬ ‫"لــدى األطفــال الباكســتانيين المصابيــن بلوكيميــا ـ‬ ‫معــدالت عاليــة فريــدة مــن جينــات الــورم‬ ‫‪B�ALL‬‬ ‫ّ‬ ‫المدمجــة ‪ BCR�ABL‬و‪ .MLL�AF4‬هــذا باإلضافــة‬ ‫إلــى التأخــر فــي التشــخيص ونقــص الكــوادر‬ ‫الصحيــة المتخصصــة والمؤسســات العالجيــة‪ ،‬كل‬ ‫هــذا قــد يكــون بعــض أهــم أســباب نقــص الكفايــة‬ ‫فــي عــالج هــؤالء األطفــال‪.‬‬ ‫لــذا ينصــح إقبــال باالســتخدام اإلجبــاري لالختبــار‬ ‫الجزيئــي فــي التشــخيص والتكهــن بخــط ســير‬ ‫المــرض‪ ،‬وبتوفيــر مثبطــات كينيــز التايروســين‬ ‫للعــالج‪ ،‬وبتأســيس المزيــد مــن مرافــق زرع‬ ‫المك َِّونــة للــدم فــي مراكــز عــالج‬ ‫الخاليــا الجذعيــة ُ‬ ‫الســرطان"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معروفــا ســبب شــيوع بعــض جينــات‬ ‫ليــس‬ ‫الســرطنة ‪ FOs‬بيــن المرضــى الباكســتانيين‪ .‬يؤكــد‬ ‫جينيــة‬ ‫إقبــال‪" :‬المزيــد مــن الدراســات مــع تحليــالت‬ ‫ّ‬ ‫ـي‬ ‫شــاملة‪ ،‬ضــروري لتعميــق فهمنــا لأســاس الجينـ ّ‬ ‫لســوء التكهــن بالمــرض"‪.‬‬ ‫‪Iqbal, Z., Akhtar, T., Awan, T., Aleem, A., Sabir N.,‬‬ ‫‪et al. High frequency and poor prognosis of late‬‬ ‫‪childhood BCR-ABL-positive and MLL-AF4-positive‬‬ ‫‪ALL define the need for advanced molecular di‬‬‫‪agnostics and improved therapeutic strategies in‬‬ ‫‪pediatric B-ALL in Pakistan. Mol Diagn Ther. 19,‬‬ ‫‪277-287 (2015).‬‬

‫اﻟﻌـﺪد رﻗـﻢ‬

‫‪2‬‬

‫‪7‬‬

‫‪© STEVE GSCHMEISSNER / SCIENCE PHOTO LIBRARY / GETTY IMAGES‬‬

‫عيوب جينية‬ ‫تقلل فرص‬ ‫البقاء لمرضى‬ ‫سرطان الدم‬


‫سرطان الغدة الدرقية‬ ‫الحليمي هو أكثر أنواع‬ ‫سرطان الغدة الدرقية‬

‫‪8‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫نظرة عن كثب لسرطان‬ ‫الغدة الدرقية‬

‫التعب� ن‬ ‫الجي� ف ي� رسطان الغدة الدرقية الحليمي يفتح‬ ‫إلقاء نظرة فاحصة عىل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الباب لمزيد من الفرص للكشف عنه‪.‬‬

‫‪© SCIEPRO/ SCIENCE PHOTO LIBRARY / GETTY IMAGES‬‬

‫فــي إطــار ســعيهم لفهــم األســباب الجذريــة‬ ‫المســببة لســرطان الغــدة الدرقيــة‪ ،‬لفــت انتبــاه‬ ‫الباحثيــن فــي مختلــف أنحــاء العالــم علــى نحــو‬ ‫متزايــد‪ ،‬البروتيــن ‪ . PAX8‬وهــو عضــو مــن عائلــة‬ ‫البروتينــات المشــاركة فــي نســخ البيانــات مــن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثيقــا‬ ‫ارتباطــا‬ ‫الحمــض النــووي ‪ ،DNA‬المرتبطــة‬ ‫بالتطــور الجنينــي ونمــو الخاليــا الســرطانية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيويــا فــي تطــور الغــدة الدرقيــة‬ ‫دورا‬ ‫كمــا يــؤدي‬ ‫ً‬ ‫ووظيفتهــا‪ ،‬وينخفــض تعبيــره غالبــا لــدى المرضــى‬ ‫المصابيــن بســرطان الغــدة الدرقيــة‪.‬‬ ‫قارنــت فرانشيســكا روزينيولــو وزمالؤهــا فــي‬ ‫ً‬ ‫جينــا ُيعتقــد‬ ‫إيطاليــا التعبيــر الجينــي ألحــد عشــر‬ ‫خضوعهــا لســيطرة البروتيــن ‪ PAX8‬فــي ســرطان‬ ‫الغــدة الدرقيــة الحليمــي‪ ،‬الــذي ُي َعــد أكثــر أنــواع‬ ‫ً‬ ‫شــيوعا‪ ،‬إذ تتــراوح نســبته‬ ‫ســرطان الغــدة الدرقيــة‬ ‫مــا بيــن ‪ 70‬إلــى ‪ %80‬مــن حــاالت هــذا النــوع مــن‬ ‫الســرطان‪.‬‬ ‫تطــرح دراســة روزينيولــو وفريقهــا رؤى جديــدة‬ ‫لجينــات تحظــى بأهميــة خاصــة باعتبارهــا مؤشــرات‬ ‫حيويــة محتملــة لســرطان الغــدة الدرقيــة‪ .‬توضــح‬ ‫ً‬ ‫عــددا مــن الجينــات التــي‬ ‫"تعرفنــا‬ ‫روزينيولــو‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫يســتهدفها البروتيــن ‪ ،PAX8‬و الحظنــا أن بعضهــا‬ ‫ً‬ ‫عاليــا والبعــض اآلخــر يكــون‬ ‫يكــون تعبيــره الجينــي‬ ‫ً‬ ‫ـدودا فــي أنســجة ســرطان الغــدة الدرقيــة‬ ‫تعبيــره محـ‬ ‫الحليمــي مقارنــة بأنســجة الغــدة الدرقيــة الطبيعيــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مصحوبــا بــورم شــرس"‪.‬‬ ‫وبعضهــا كان‬ ‫أظهــرت خمســة جينــات مــن األحــد عشــر‬ ‫اختالفــات ملحوظــة فــي معــدالت النســخ‪ ،‬فيمــا‬ ‫ً‬ ‫عــول عليــه‪ -‬لنشــاط الجيــن فــي‬ ‫يعــد‬ ‫مقياســا ُ‪-‬ي َّ‬ ‫أنســجة الــورم الســرطانية مقارنــة بأنســجة الغــدة‬ ‫الدرقيــة الطبيعيــة‪ ،‬وهــو مــا يعضــد وجهــة النظــر‬ ‫حــول ارتباطــه المهــم بتطــور ســرطان الغــدة الدرقيــة‬ ‫ً‬ ‫أيضــا اثنيــن مــن‬ ‫تعــرف الفريــق‬ ‫الحليمــي‪ .‬كمــا‬ ‫َّ‬ ‫الجينــات التــي يمكــن اســتخدامها فــي تحســين‬ ‫وتوقــع ســير‬ ‫ُّ‬ ‫الكشــف عــن ســرطان الغــدة الدرقيــة‬ ‫المــرض‪ :‬أولهمــا جيــن ليبوكاليــن ‪ )LCN2( 2‬الــذي‬ ‫اتضــح أن تعبيــره الجينــي مرتفــع‪ ،‬والثانــي الجيــن‬

‫جليبيــكان ‪ )GPC3( 3‬الــذي لوحــظ أن تعبيــره الجينــي‬ ‫محــدود‪ ،‬وذلــك فــي أنســجة الــورم بالمقارنــة‬ ‫باألنســجة الطبيعيــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـتنادا إلــى تحليــل متقــدم للبروتيــن‪ ،‬وجــد‬ ‫و اسـ‬ ‫الباحثــون أن البروتيــن الــذي يشــفر بواســطة‬ ‫الجيــن ‪ GPC3‬يمكــن العثــور عليــه فــي كل‬ ‫األنســجة الطبيعيــة ولكــن لــم ُيعثــر عليــه فــي‬ ‫ي مــن عينــات أنســجة األورام الســرطانية‪.‬‬ ‫أ ٍ‬ ‫يطــرح هــذا االكتشــاف آليــة فعالــة للتمييــز بيــن‬ ‫الخاليــا الطبيعيــة وخاليــا ســرطان الغــدة الدرقيــة‬ ‫الحليمــي‪ ،‬مــن خــال تلويــن بروتيــن ‪ GPC3‬بمــادة‬ ‫صبغيــة لتمييــزه‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن أن تطويــر المؤشــرات الحيويــة‬ ‫والتحقــق مــن موثوقيتهــا ُي َعــد مهمــة "طويلــة‬ ‫وشــاقة"‪ ،‬تقــول روزينيولــو‪" :‬أنــا واثقــة بــأن هــذه‬ ‫النتائــج األوليــة ترجــح أن التعبيــر الجينــي لبعــض‬ ‫الجينــات التــي يســتهدفها البروتيــن ‪ PAX8‬قــد‬ ‫يمكــن اســتخدامها لتشــخيص ســرطان الغــدة‬ ‫تعــرف‬ ‫الدرقيــة الحليمــي فــي المســتقبل‪ ،‬وكــذا‬ ‫ُّ‬ ‫بعــض األورام التــي قــد تحتــاج إلــى مراقبــة‬ ‫لصيقــة " ‪.‬‬ ‫وتســتطرد قائلــة‪" :‬مشــروعاتنا البحثيــة القادمــة‬ ‫ســتركز بشــكل رئيســي علــى تحديــد المؤشــرات‬ ‫الحيويــة والتثبــت مــن موثوقيتهــا‪ ،‬إذ يمكنهــا توقــع‬ ‫درجــة شراســة الــورم والتنبــؤ بمعــاودة نشــاطه‪،‬‬ ‫وذلــك فــي المراحــل المبكــرة"‪.‬‬ ‫"ي َعــد‬ ‫وتــرى روزينيولــو أن التعــاون الدولــي ُ‬ ‫أحــد العوامــل األساســية لدفــع التقــدم العلمــي‬ ‫وتحســين فهمنــا للســرطان‪ .‬وممــا ال شــك فيــه‬ ‫أن التقــدم فــي تكنولوجيــا االتصــاالت ســاعد فــي‬ ‫تيســير ذلــك‪ ،‬لكــن ثمــة حاجــة لمزيــد مــن الجهــود‬ ‫لكســر الحواجــز"‪.‬‬

‫"أنا واثقة بأن هذه النتائج‬ ‫األولية ترجح أن التعبير‬ ‫الجيني لبعض الجينات التي‬ ‫يستهدفها البروتين ‪PAX8‬‬ ‫قد يمكن استخدامها لتشخيص‬ ‫سرطان الغدة الدرقية الحليمي‬ ‫تعرف‬ ‫في المستقبل‪ ،‬وكذا ُّ‬ ‫بعض األورام التي قد تحتاج‬ ‫إلى مراقبة لصيقة"‬

‫‪Rosignolo, F., Sponziello, M., Durante, C., Puppin, C.,‬‬ ‫‪Mio, C. et al. Expression of PAX8 target genes in pap‬‬‫‪illary thyroid carcinoma. PLoS ONE 11, e01566658‬‬ ‫‪(2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪9‬‬


‫حمية البحر المتوسط للحماية‬ ‫من السرطان‬ ‫تخفض خطر اإلصابة بسرطان القولون والمستقيم في إيطاليا‪.‬‬ ‫حمية البحر المتوسط ّ‬

‫الصابة برسطان القولون والمستقيم إىل النصف ف ي� إيطاليا‪.‬‬ ‫اتباع حمية المتوسط يخفض خطر إ‬ ‫ً‬ ‫مؤخــرا فــي إيطاليــا إلــى أن‬ ‫توصــل بحــث ُأجــري‬ ‫اتبــاع حميــة البحــر المتوســط يقلــل خطــر اإلصابــة‬ ‫بســرطان القولــون والمســتقيم‪ .‬فقــد ّبيــن تحليــل‬ ‫أن الحميــة الغذائيــة‬ ‫يدمــج ثــاث دراســات ســابقة ّ‬ ‫قــد تســهم فــي خفــض خطــر اإلصابــة بهــذا النــوع‬ ‫مــن الســرطان بنســبة تصــل إلــى ‪ ،%50‬ممــا يؤكــد‬ ‫نتائــج الدراســات الســابقة‪.‬‬ ‫أن ألطعمــة وعناصــر غذائيــة‬ ‫مــن المعــروف ّ‬ ‫معينــة تأثيـ ً‬ ‫ـرا علــى خطــر اإلصابــة بســرطان القولون‬

‫‪10‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫والمســتقيم‪ ،‬لكــن هــذه األطعمــة ال يتناولهــا‬ ‫اإلنســان بمعــزل‪ ،‬بالتالــي فإنّ ــه مــن األنســب النظــر‬ ‫إلــى أثــر الحميــة الغذائيــة ككل‪.‬‬ ‫أن حميــة‬ ‫وقــد توصلــت دراســات ســابقة إلــى ّ‬ ‫المتوســط تقلــل خطــر اإلصابــة بأنــواع عــدة مــن‬ ‫الســرطان‪ ،‬تتضمن ســرطان القولون والمســتقيم‪،‬‬ ‫ـن تأثيرهــا فــي بلــدان معينــة مــا زال غيــر واضــح‪.‬‬ ‫لكـ ّ‬ ‫وهــو مــا دفــع فالنتينــا روســاتو ‪-‬مــن جامعــة ميالنــو‬ ‫فــي إيطاليــا‪ -‬و زمالئهــا‪ ،‬لتقييــم تأثيــرات هــذه‬

‫الحميــة علــى خطــر اإلصابــة بســرطان القولــون‬ ‫والمســتقيم فــي إيطاليــا‪.‬‬ ‫عــرف حميــة البحــر المتوســط بأنهــا نظــام‬ ‫وتُ َ‬ ‫غذائــي يســتهلك فيــه الشــخص الخضــراوات‬ ‫والبقوليــات والفاكهــة والمكســرات ورقائــق‬ ‫الحبــوب واألســماك وزيــت الزيتــون‪ ،‬مــع اســتهالك‬ ‫منخفــض للخمــر‪ ،‬باإلضافــة إلــى اســتهالك‬ ‫منخفــض إلــى متوســط لمنتجــات األلبــان‪،‬‬ ‫واســتهالك منخفــض للحــوم‪.‬‬


‫‪© RAWPIXEL/ ISTOCK / GETTY IMAGES PLUS‬‬

‫حلــل الفريــق معطيــات ثــاث دراســات ســابقة‬ ‫ُأجريــت فــي إيطاليــا؛ شــملت أكثــر مــن ‪10,500‬‬ ‫شــخص‪ .‬لــكل مشــترك‪ ،‬احتُ ِســبت درجــة مــن‬ ‫صفــر حتــى تســعة‪ ،‬لتعكــس مــدى التزامــه بحميــة‬ ‫البحــر المتوســط؛ إذ تعكــس الدرجــة التــي حازهــا‬ ‫كل مشــترك فــي الدراســة مــا إذا كان اســتهالكه‬ ‫المميــزة لهــذا النظــام‬ ‫للمكونــات الغذائيــة التســعة‬ ‫ِّ‬ ‫الغذائــي‪ ،‬خــال الســنتين الماضيتيــن‪ ،‬أكبــر مــن‬ ‫متوســط اســتهالك المشــتركين الذيــن لــم ُيصابــوا‬ ‫بســرطان القولــون والمســتقيم أو أقــل مــن‬ ‫المتوســط‪.‬‬ ‫أن األشــخاص الذين ســجلوا أعلى‬ ‫وجد الباحثون ّ‬ ‫درجــة لالمتثــال الكلــي للحميــة الغذائيــة‪ ،‬انخفــض‬ ‫خطــر إصابتهــم بســرطان القولــون والمســتقيم‬ ‫إلــى النصــف مقارنــة بمــن ســجلوا درجــة أقــل‬ ‫لالمتثــال‪ ،‬مــا يوضــح الفائــدة الجليــة لهــذا النظــام‬ ‫أن التأثيــر‬ ‫الغذائــي‪ .‬كمــا توصــل الباحثــون إلــى ّ‬ ‫علــى خطــر اإلصابــة بالســرطان كان متباينـ ًـا بيــن كل‬ ‫عنصــر مــن العناصــر الغذائيــة المختلفــة‪.‬‬ ‫فقــد انخفــض خطــر اإلصابــة بالســرطان عنــد‬ ‫زيــادة اســتهالك الخضــراوات والبقوليــات والفاكهــة‬

‫والمكســرات واألســماك؛ وعنــد اســتهالك الدهــون‬ ‫األحاديــة المشــبعة بنســبة أعلــى مــن الدهــون‬

‫عرف حمية البحر المتوسط‬ ‫تُ َ‬ ‫بأنها نظام غذائي يستهلك‬ ‫فيه الشخص الخضراوات‬ ‫والبقوليات والفاكهة‬ ‫والمكسرات ورقائق الحبوب‬ ‫واألسماك وزيت الزيتون‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى استهالك‬ ‫منخفض إلى متوسط‬ ‫لمنتجات األلبان‪ ،‬واستهالك‬ ‫منخفض للحوم‪.‬‬

‫اإلصابــة بالســرطان مــع زيــادة اســتهالك رقائــق‬ ‫الحبــوب والبطاطــس واالســتهالك المنخفــض‬ ‫للحليــب ومنتجــات األلبــان‪ .‬أمــا اســتهالك‬ ‫الكحوليــات فلــم يظهــر لهــا تأثيــر مهــم‪.‬‬ ‫تبيــن هــذه الدراســة أن العالقــة بيــن الحميــة‬ ‫ّ‬ ‫الغذائيــة وســرطان القولون والمســتقيم متناســقة‬ ‫بصــرف النظــر عــن العمــر والجنــس والمســتوى‬ ‫التعليمــي أو مؤشــر كتلــة الجســم ومســتوى‬ ‫َ‬ ‫المســتهلكة‬ ‫النشــاط البدنــي والطاقــة الكليــة‬ ‫أو حتــى وجــود تاريــخ لســرطان األمعــاء‪ .‬يقــول‬ ‫بــأن االختالفــات بيــن البلــدان وبيــن‬ ‫الباحثــون‬ ‫ّ‬ ‫األســاليب المختلفــة المســتخدمة فــي تصميــم‬ ‫الدراســات األخــرى‪ ،‬يجعــل مــن الصعــب المقارنــة‬ ‫أن نتائــج الدراســة الحاليــة‬ ‫بيــن الدراســات‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫تتوافــق مــع مــا توصلــت إليــه الدراســات الســابقة‬ ‫التــي أجريــت فــي إيطاليــا‪.‬‬ ‫‪Rosato, V., Guercio, V., Bosetti, C., Negri, E., Serraino,‬‬ ‫‪D. et al. Mediterranean diet and colorectal cancer: a‬‬

‫المشــبعة‪ ،‬وكذلــك عنــد االســتهالك المنخفــض‬ ‫للحــوم‪ .‬وعلــى النقيــض مــن ذلــك‪ ،‬ازداد خطــر‬

‫‪pooled analysis of three Italian case–control studies.‬‬ ‫‪British Journal of Cancer. 115, 862-5 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪11‬‬


‫‪© OGPHOTO/ ISTOCK / GETTY IMAGES PLUS‬‬

‫يمثل ابيضاض الدم النخاعي الحاد نسبة ‪ %14‬من حاالت سرطان الدم المسجلة لدى األطفال في السعودية‪.‬‬

‫منهج المملكة العربية‬ ‫السعودية في عالج‬ ‫لوكيميا األطفال‬

‫معدالت نجاة أ‬ ‫ين‬ ‫المصاب� باللوكيميا النخاعية الحادة ف ي� المملكة العربية السعودية‬ ‫الطفال‬ ‫تتساوى آ‬ ‫الن مع مثيالتها ف� الدول المتقدمة بفضل ت‬ ‫اس�اتيجية االستجابة للمخاطر‪.‬‬ ‫ي‬

‫مــرض اللوكيميــا النخاعيــة الحــادة‪ ،‬المعــروف أيضـ ًـا‬ ‫بابيضــاض الــدم النخاعــي الحــاد (‪ ،)AML‬هــو نــوع‬ ‫مــن الســرطان يتســم بالنمــو الســريع لخاليــا دم‬ ‫بيضــاء غيــر طبيعيــة فــي نخــاع العظــم‪ ،‬ويمثــل‬ ‫مــا نســبته ‪ %15‬إلــى ‪ %20‬مــن حــاالت اللوكيميــا‬ ‫فــي األطفــال‪ .‬ومــع التقــدم الحديــث فــي العــاج‬ ‫والرعايــة الداعمــة‪ ،‬تحســنت نســب بقــاء األطفــال‬ ‫المصابيــن بهــذا النــوع مــن الســرطان علــى قيــد‬ ‫الحيــاة‪ ،‬فــي الــدول المتقدمــة مثــل أيرلنــدا‪،‬‬ ‫والمملكــة المتحــدة‪ ،‬والواليــات المتحــدة األمريكيــة‪،‬‬ ‫وبلغــت ‪ %60‬إلــى ‪ .%70‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن وضــع‬ ‫األطفــال المصابيــن بهــذا النــوع مــن اللوكيميــا‬ ‫ً‬ ‫وتحديــدا فــي دول الشــرق‬‫فــي الــدول الناميــة‬ ‫ً‬ ‫غامضــا‪.‬‬ ‫األوســط‪ -‬مــا زال‬ ‫واصــل جســتنية‪ ،‬مــن مركــز األميــرة نــورة بنــت‬ ‫عبــد الرحمــن الفيصــل لــأورام‪ ،‬التابــع للشــؤون‬ ‫الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي فــي الســعودية‪،‬‬ ‫اد َّية "بأثــر رجعــي"‪،‬‬ ‫اســتِ َع ِ‬ ‫أجــرى وزمــاؤه دراســة ْ‬ ‫حــول وضــع األطفــال المصابيــن باللوكيميــا النخاعية‬ ‫‪12‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫الحــادة فــي المملكــة‪ .‬ووجــدوا أن اســتراتيجية‬ ‫االســتجابة للمخاطــر التــي اتبعتهــا البــاد‪ ،‬عــززت‬ ‫نســب النجــاة لتصــل إلــى المعاييــر العالميــة‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫حاليــا االنتــكاس بالمــرض ‪-‬أي عــودة‬ ‫وي َعــد‬ ‫ُ‬ ‫نشــاط اللوكيميــا مــرة أخــرى‪ -‬العائــق األكبــر الــذي‬ ‫يحــول دون عــاج المــرض والشــفاء منــه‪ .‬تتبــع‬ ‫ً‬ ‫مريضــا بســرطان اللوكيميــا‬ ‫الباحثــون وضــع ‪175‬‬ ‫النخاعيــة الحــادة‪ ،‬تتــراوح أعمارهــم بيــن أربعــة‬ ‫ً‬ ‫عامــا وأقــل‪ ،‬علــى مــدار خمــس ســنوات‪،‬‬ ‫عشــر‬ ‫وذلــك فــي تســعة مؤسســات طبيــة بالمملكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪ .‬والحــظ الباحثــون فشــل عــاج‬ ‫‪ %12‬منهــم فــي المرحلــة األولــى مــن العــاج‪،‬‬ ‫وتعــرض ‪ %38.3‬منهــم لالنتــكاس‪ ،‬بينمــا توفــي‬ ‫ُّ‬ ‫‪ %37.7‬منهــم فــي أثنــاء مــدة الدراســة‪ ،‬وبلغــت‬ ‫حــاالت االنتــكاس التراكميــة‪ ،‬والوفــاة دون التعــرض‬ ‫لالنتــكاس ‪ %43.1‬و‪ %9.8‬علــى التوالــي‪.‬‬ ‫واألهــم مــن ذلــك‪ ،‬أن النســب اإلجماليــة لنجــاة‬ ‫ــدرت بحوالــي (‪ ،)4 ± %58.8‬وهــي‬ ‫األطفــال ُق ِّ‬ ‫ً‬ ‫جــدا مــن النســب العالميــة‪ ،‬ففــي أمريــكا‬ ‫قريبــة‬

‫الشــمالية بلغــت (‪ ،)4 ± %65.4‬وفــي المملكــة‬ ‫المتحــدة وهولنــدا ونيوزيلنــدا‪ ،‬بلغــت ‪.%61‬‬ ‫ويرجــع الســبب وراء هــذه النســبة غيــر المتوقعــة‬ ‫فــي الســعودية إلــى أمريــن‪ :‬عمليــات زرع الخاليــا‬ ‫الجذعيــة المكونــة للــدم‪ ،‬وضبــط العــاج وفــق‬ ‫حالــة كل مريــض‪ .‬والســبب األخيــر تحديـ ً‬ ‫ـدا يوظــف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قائمــا علــى تصنيــف المخاطــر واالســتجابة‬ ‫نظامــا‬ ‫للعالجــات‪ ،‬ممــا يحســن مــن اختيار العالج المناســب‬ ‫لمختلــف مرضــى اللوكيميــا النخاعيــة الحــادة‪.‬‬ ‫تُ َعــد المملكــة العربيــة الســعودية دولــة غنيــة‬ ‫بالمــوارد وذات دخــل مرتفــع‪ ،‬فهــي توفــر عــاج‬ ‫الســرطان بالمجــان للمرضــى مــن مواطنيهــا‪ .‬وقــد‬ ‫زادت أعــداد مراكــز الســرطان فــي المملكــة العربيــة‬ ‫ً‬ ‫عامــا الماضيــة‪ ،‬ممــا‬ ‫الســعودية خــال العشــرين‬ ‫أدى إلــى تحســين فــرص الحصــول علــى العــاج‬ ‫والرعايــة الداعمــة‪.‬‬ ‫تشــير الدراســة إلــى المميــزات والفوائــد‬ ‫الملحوظــة ألســلوب ضبــط العــاج وفــق حالــة‬ ‫كل مريــض باللوكيميــا النخاعيــة الحــادة باســتخدام‬ ‫اســتراتيجية االســتجابة للمخاطــر‪ ،‬وإلــى أنــه‬ ‫بالتطبيــق الصحيــح لهــذه االســتراتيجية‪ ،‬ســتقترب‬ ‫معــدالت النجــاة فــي الــدول الناميــة مــن مثيالتهــا‬ ‫فــي الــدول المتقدمــة‪.‬‬ ‫يقول جســتنية‪" :‬يتطلب التحســين المســتقبلي‬ ‫لنتائــج عــاج اللوكيميــا النخاعيــة الحادة فــي األطفال‬ ‫بالســعودية مزيـ ً‬ ‫ـدا مــن اإلحــكام لتصنيــف المخاطــر‬ ‫وتقييمهــا‪ ،‬وكــذا لعمليــة ضبــط العــاج ليالئــم‬ ‫كل مريــض علــى حــدة‪ ،‬علــى أســاس الخطــورة‬ ‫واالســتجابة"‪.‬‬ ‫‪Jastaniah, W., Al Ghemlas, I., Al Daama, S., Ballourah,‬‬ ‫‪W. Bayoumy, M. et al. Clinical characteristics and out‬‬‫‪come of childhood de novo acute myeloid leukemia‬‬ ‫‪in Saudi Arabia: A multicenter SAPHOS leukemia‬‬ ‫‪group study. Leukemia Research 49, 66-72 (2016).‬‬


‫ﺣﺴـﺎﺑﺎت اﻟﻤـﺮﻛﺰ‬

‫ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ @kaimrc_ksa King Abdullah International Medical Research Center www.kaimrc.med.sa innovations@ngha.med.sa

innovations.kaimrc.med.sa


‫تسليط الضوء على األورام‬

‫عامل تباين يحتوي عىل جسيمات نانوية حساسة للحموضة‪ ،‬من شأنه تحديد أماكن أ‬ ‫الورام الصلبة بإضاءتها ف ي� فحوصات التصوير‬ ‫ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ين‬ ‫المغناطيس ‪.‬‬ ‫بالرن�‬ ‫يّ‬

‫‪14‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫النانوية ترتبط‬ ‫أن الجسيمات‬ ‫أظهرت النتائج ّ‬ ‫ّ‬

‫وانتقائي‪،‬‬ ‫باألورام الصلبة بشكل سريع‬ ‫ّ‬

‫وتضيئها من خال إذكاء التباين‪.‬‬

‫المطور حديث ًا‬ ‫يمكِّن عامل التباين‬ ‫َّ‬ ‫وأدق لألورام‬ ‫ّ‬ ‫من اكتشاف أسرع‬ ‫الصلبة باستخدام فحوصات‬ ‫المغناطيسي‪.‬‬ ‫التصوير بالرنين‬ ‫ّ‬

‫األطبــاء مــن معاينــة مــا بداخــل الجســم‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫يم ّكــن التصويــر بالرنيــن المغناطيسـ ّ‬ ‫ــعية‪ .‬وبإمــكان‬ ‫بدرجــة كبيــرة مــن التفصيــل دون اللجــوء إلــى الجراحــة‬ ‫التوس ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعــض عوامــل التبايــن زيــادة قــدرة هــذه األداة التشــخيصية لتشــمل تشــخيص‬ ‫التغيــرات المرتبطــة باآلفــات واألورام مــن‬ ‫الســرطان عــن طريــق التفاعــل مــع‬ ‫ّ‬ ‫قبيــل زيــادة الحموضــة‪ ،‬فــاألورام الســرطانية ترفــع درجــة حموضــة الوســط‬ ‫المحيــط بهــا‪.‬‬ ‫ُيســتخدم األس الهيدروجينــي ‪ PH‬للتعبيــر عــن درجــة حموضــة محلــول مــا أو‬

‫النانويــة فــي مــدى‬ ‫تتصــرف هــذه الجســيمات‬ ‫درس كاتــاوكا وفريقــه كيــف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مختلــف مــن درجــات الحموضــة‪ ،‬وشــملت درجــات الحموضــة‪ 5 :‬وحتــى ‪( 6‬الحالــة‬ ‫المصغــرة) ودرجــة حموضــة (الــدم)‬ ‫ّ‬ ‫الخليــة)‪ 6.5 ،‬وحتــى ‪( 6.8‬بيئــة الــورم‬ ‫داخــل‬ ‫ّ‬ ‫أن ‪ ،%95‬و‪ %71‬و‪ %36‬مــن أيونــات المنجنيــز‬ ‫‪ .7.4‬وبعــد أربــع ســاعات‪ ،‬وجــدوا ّ‬ ‫تحــررت عــن الجســيمات النانويــة عنــد درجــات حموضــة ‪ ،5.0‬و‪ 6.5‬و‪ 6.7‬علــى‬ ‫ـل مــن ‪ %8‬مــن أيونــات المنجنيــز تحــررت عنــد درجــة‬ ‫ـإن أقـ ّ‬ ‫التوالــي‪ .‬وبالمقارنــة فـ ّ‬ ‫حموضــة بلغــت ‪.7.4‬‬ ‫التبايــن للجســيمات النانويــة فــي‬ ‫اختبــر الباحثــون فيمــا بعــد القــدرة علــى‬ ‫ُ‬ ‫أن نســبة الــورم‪ /‬األنســجة الطبيعيــة‬ ‫الفئــران الحاملــة للــورم‪.‬‬ ‫وتوصلــوا إلــى ّ‬ ‫ّ‬ ‫النانويــة بلغــت ‪ %130‬فــي غضــون ‪ 30‬دقيقــة بعــد حقنهــا عــن‬ ‫للجســيمات‬ ‫ّ‬ ‫موفــرة الوقــت‬ ‫ّ‬ ‫عــدة ســاعات‪،‬‬ ‫طريــق الوريــد‪ .‬واســتمرت النســبة مرتفعــة ّ‬ ‫إجمــاال أظهــرت‬ ‫المغناطيســي‪.‬‬ ‫الكافــي إلجــراء فحوصــات التصويــر بالرنيــن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫أن الجســيمات‬ ‫النانويــة ترتبــط بــاألورام الصلبــة بشــكل ســريع وانتقائـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫النتائــج ّ‬ ‫وتضيئهــا مــن خــال إذكاء التبايــن‪.‬‬ ‫النانويــة‬ ‫وفــي النهايــة تحقــق كاتــاوكا وفريقــه ممــا إذا كان بإمــكان جســيماتهم‬ ‫ّ‬ ‫النانويــة علــى كبــد‬ ‫وطبقــوا الجســيمات‬ ‫تتبــع أثــر األورام اآلخــذة فــي االنتشــار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫فــأر تخترقــه خاليــا ســرطان القولــون‪ ،‬فأضــاءت األورام المنتشــرة وكشــفت‬ ‫النانويــة‬ ‫عــن مســالك هجرتهــا فــي غضــون ســاعة مــن الحقــن بالجســيمات‬ ‫ّ‬ ‫أن تلــك الجســيمات كانــت صالحــة لتشــخيص‬ ‫عبــر الوريــد‪ .‬وأفــاد فريــق البحــث ّ‬ ‫ـرطانية للعيــان علــى حـ ّـد الســواء‪.‬‬ ‫الســرطان وإلبــراز هجــرة الخاليــا السـ‬ ‫ّ‬ ‫‪Mi, P., Kokuryo, D., Cabral, H., Wu, H., Terada, Y. et al. A pH-activatable nanopar‬‬‫‪ticle with signal amplication capabilities for non-invasive imaging of tumour‬‬ ‫‪malignancy. Nature Nanotechnology 11, 424-730 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪15‬‬

‫‪© CULTURA CREATIVE (RF) / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫ـدل‬ ‫قلويتــه‪ ،‬ويتــراوح مــن صفــر إلــى ‪ .14‬األرقــام التــي تفــوق ســبع درجــات تـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقــل عــن ســبع درجــات‬ ‫ّ‬ ‫علــى قلويــة المحلــول‪ ،‬فــي حيــن تــدل األرقــام التــي‬ ‫حمضــي‪.‬‬ ‫أن المحلــول‬ ‫ّ‬ ‫علــى ّ‬ ‫طــور كازونــوري كاتــاوكا ‪-‬مــن جامعــة طوكيــو فــي اليابــان‪ -‬وفريقــه البحثــي‬ ‫ّ‬ ‫مؤخـ ً‬ ‫ـي عندمــا تنخفــض درجــة‬ ‫ّ‬ ‫تبايــن يقــوي إشــارات الرنيــن المغناطيسـ ّ‬ ‫ـرا‪ ،‬عامــل ُ‬ ‫الحموضــة المحيطــة عــن ‪ 6.7‬درجــات‪ .‬وبإمكانــه فــي حــال حقــن المرضــى بــه‬ ‫المرضيــة فــي فحوصــات التصويــر‬ ‫تبايــن ســماتها‬ ‫ّ‬ ‫إضــاءة األورام وتحســين ُ‬ ‫المغناطيســي‪.‬‬ ‫بالرنيــن‬ ‫ّ‬ ‫حساســة لدرجــة الحموضــة ‪-‬وهــي المكـ ّـون‬ ‫حضــر الباحثــون جســيمات‬ ‫ّ‬ ‫نانويــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـي فــي عامــل التبايــن المطـ َّـور حديثـ ًـا‪ -‬بواســطة تغليف أيونــات المنجنيز‬ ‫األساسـ ّ‬ ‫وفتــات فوســفات الكالســيوم فــي أغلفــة مــن جليكــول بولــي إيثيليــن‪ .‬أيونــات‬ ‫أن‬ ‫مصممــة لتضخيــم التصويــر بالرنيــن‬ ‫المنجنيــز‬ ‫المغناطيســي‪ ،‬فــي حيــن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـل ظــروف‬ ‫مصمــم لربــط أيونــات المنجنيــز فــي ظـ ّ‬ ‫فتــات فوســفات الكالســيوم‬ ‫َّ‬ ‫عاديــة‪ ،‬ومــن َثـ ّـم إطالقهــا عنــد انخفــاض درجــة الحموضــة إلــى قيمــة حرجــة‪.‬‬ ‫ّ‬


‫تستخدم هذه التقنية الجديدة‬

‫قياس الطيف الكتلي؛ الختبار‬

‫كيفية تفاعل البروتيوم البشري‬ ‫بأسره مع مختلف األدوية‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫ابتكار أداة قوية لسبر‬ ‫البروتيوم البشري بأسره‬

‫يمكن لهذه التقنية إعطاء دفعة قوية لعملية البحث عن أدوية جديدة‪ ،‬خاصة المتعلقة بعالج الرسطان أ‬ ‫والمراض المستعصية‪.‬‬

‫‪© IMAGENAVI/ GETTY IMAGES‬‬

‫ـص جديــد يجمــع بيــن قيــاس‬ ‫إن ظهــور أســلوب تَ قـ ٍّ‬ ‫الطيــف الكتلــي التصويــري وتقنيــة المصفوفــات‬ ‫يــزف بشــرى لصناعــة األدويــة القائمــة‬ ‫المجهريــة‬ ‫ّ‬ ‫علــى البروتينــات‪.‬‬ ‫التقنيــة يمكنهــا اســتهداف مجموعــات كبيــرة مــن‬ ‫البروتينــات البشــرية فــي وقــت واحــد‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫يطلــق عليــه العلمــاء التحليــل "المتــوازي الكثيــف"‪،‬‬ ‫وذلــك باســتخدام منهــج عشــوائي واســع النطــاق‪.‬‬ ‫يتيــح قيــاس الطيــف الكتلــي للعلماء الكشــف عن‬ ‫البروتينــات واألدويــة‪ ،‬وقيــاس كميتهــا وتمييزهــا‬ ‫ـوال إلــى أصغــر ذراتهــا‪ .‬وتتمكــن‬ ‫وفــق تركيبهــا‪ ،‬وصـ ً‬ ‫المصفوفــات المجهريــة مــن "احتجــاز" بروتينــات‬ ‫معينــة‪.‬‬ ‫اســتخدم العلمــاء التقنيــة المشــتركة لســبر‬ ‫التفاعــات الجديــدة والحاليــة بيــن البروتينــات‬ ‫فضــا عــن توظيفهــا فــي مبحــث‬ ‫واألدويــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اكتشــاف الــدواء؛ إذ تتمكــن األداة الجديــدة مــن‬ ‫تقصــي تأثيــر أدويــة متعــددة‪ ،‬فــي وقــت واحــد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫علــى البروتينــات المســتهدفة كافــة‪.‬‬ ‫يقــول مــارك ليــم ‪-‬نائــب الرئيــس وكبيــر‬ ‫المسـ�ؤولين العلمييـ�ن فـ�ي مختبـ�ر �‪Amber‬‬ ‫‪ Gen‬األمريكــي‪ ،‬وهــي شــركة منبثقــة مــن مركــز‬ ‫الضوئيــات فــي جامعــة بوســطن‪" :-‬لــن يــؤدي‬ ‫هــذا إلــى تســريع اكتشــاف أهــداف دوائيــة جديــدة‬ ‫ً‬ ‫أيضــا لشــركات‬ ‫بشــكل كبيــر فحســب‪ ،‬لكنــه يتيــح‬ ‫األدويــة معرفــة كيــف قــد ترتبــط األدويــة المرشــحة‬ ‫بالبروتينــات "غيــر المســتهدفة"‪ ،‬حتــى يتمكنــوا‬ ‫مــن اختيــار األدويــة التــي تنطــوي علــى آثــار جانبيــة‬ ‫أقــل"‪.‬‬ ‫تعــد البروتينــات مــواد غذائيــة حيويــة وعناصــر‬ ‫ّ‬ ‫أساســية فــي جميــع الخاليــا‪ ،‬كمــا أنهــا تســاعد فــي‬ ‫الحفــاظ علــى الخاليــا‪ ،‬وتملــي أنماطهــا الظاهريــة‪،‬‬ ‫وتتوســط عمليــة نقــل اإلشــارات الخلويــة‪ .‬وهــذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيســا لتطويــر األدويــة‪.‬‬ ‫هدفــا‬ ‫يجعلهــا‬ ‫عندمــا يزيــد نشــاط البروتينــات أو تتوقــف عــن‬ ‫أداء دورهــا‪ ،‬قــد تحــدث تغيــرات مرضيــة فــي الخاليــا‬ ‫تــؤدي إلــى نشــوء حــاالت مرضيــة مثــل الســرطان‪.‬‬

‫وعندمــا تســتهدفها األدويــة بشــكل غيــر مناســب‪،‬‬ ‫فقــد تتســبب كذلــك فــي آثــار جانبيــة ضــارة‪.‬‬ ‫فــي الســابق‪ ،‬لــم يتمكــن الباحثــون مــن دراســة‬ ‫تفاعــات األدويــة مــع بروتينات الجســم التي تتجاوز‬ ‫‪ 100‬ألــف بروتيــن ‪-‬المعروفــة باســم "البروتيــوم"‬ ‫البشــري‪ -‬ألنــه كان ال بــد مــن وســم األدويــة بمــادة‬ ‫متألقــة بغيــة تحديدهــا‪ .‬ويمكــن لعمليــة الوســم‬ ‫تغييــر تفاعــل األدويــة مــع البروتينــات‪ ،‬ممــا يــؤدي‬ ‫إلــى نتائــج خطــأ‪.‬‬

‫"التأثير المحتمل الكتشاف‬ ‫الدواء على نطاق البروتيوم‬ ‫هو أن يحصل المرء على‬ ‫صورة أشمل بكثير‬ ‫الحتمال تغيير األدوية‬ ‫للعملية الخلوية"‬ ‫وطــرق االختبــار التــي ال تتطلب الوســم تعني أن‬ ‫الباحثيــن بحاجــة إلــى تكويــن فكــرة جيــدة عــن نشــاط‬ ‫المحد َديــن محــل الدراســة‪ ،‬ممــا‬ ‫البروتيــن والــدواء‬ ‫َّ‬ ‫التقصــي علــى نطــاق واســع أمـ ً‬ ‫ـرا صعبـ ًـا‪.‬‬ ‫يجعــل‬ ‫ّ‬ ‫إال أن نظــام تحديــد مواقــع الخــرز (الكريــات)‬ ‫‪- Bead-GPS‬وهــو االختبــار الــذي طــوره ليــم‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫مجهريــا يرتبــط بــكل مــن‬ ‫خــرزا‬ ‫وزمــاؤه‪ -‬يســتخدم‬ ‫عامــل ترميــز فريــد وبروتينــات معينــة مــن خــال‬ ‫"مركبــات رابطــة"‪ .‬المركبــات الرابطــة التــي تنفصــل‬ ‫بالضــوء تنتــج روابــط يمكــن كســرها بواســطة أنــواع‬ ‫ـتخدم‬ ‫معينــة مــن األشــعة فــوق البنفســجية‪ ،‬وتُ سـ َ‬ ‫لربــط عوامــل الترميــز بالخــرز المجهــري‪ .‬يســتطيع‬ ‫العلمــاء الكشــف عــن الجزيئــات المرتبطــة بهــذا‬ ‫الخــرز باســتخدام قيــاس الطيــف الكتلــي‪ .‬وتتصــل‬ ‫البروتينــات بالخــرز عــن طريــق مركبــات رابطــة غيــر‬ ‫قابلــة لالنفصــال‪.‬‬ ‫يضيــف ليــم‪" :‬فــي النــوع المعيــن المســتخدم‬

‫مــن قيــاس الطيــف الكتلــي‪ ،‬يكســر ضــوء شــعاع‬ ‫الليــزر الصــادر مــن جهــاز الليــزر الروابــط التــي‬ ‫تنفصــل بالضــوء‪ ،‬والتــي توصــل عامــل الترميــز‬ ‫ً‬ ‫ممكنــا‪ .‬ويتحــرر الــدواء‪،‬‬ ‫بالخــرز ليصبــح اكتشــافه‬ ‫الــذي يرتبــط بالخــرز بروابــط غيــر تســاهمية بواســطة‬ ‫ً‬ ‫أيضــا"‪.‬‬ ‫البروتيــن‪ ،‬بوســائل أخــرى‬ ‫مــن َثـ ّـم‪ ،‬ال يؤثــر اختبــار ‪ AmberGen‬علــى نشــاط‬ ‫األدويــة مثلمــا يفعــل الوســم بمــادة متألقــة‪ ،‬ممــا‬ ‫يتيــح للباحثيــن مراقبــة كيفيــة تفاعــل أي دواء مــع أي‬ ‫عــدد مــن البروتينــات‪.‬‬ ‫يقــول ليــم‪" :‬التأثيــر المحتمــل الكتشــاف الــدواء‬ ‫علــى نطــاق البروتيــوم هــو أن يحصــل المــرء علــى‬ ‫صــورة أشــمل بكثيــر الحتمــال تغييــر األدويــة‬ ‫للعمليــة الخلويــة‪ ،‬وبذلــك يتيــح الكشــف عــن اآلثــار‬ ‫الجانبيــة المحتملــة فــي مرحلــة تســبق بكثيــر اختبــار‬ ‫الــدواء علــى الحيوانــات أو البشــر فــي أثنــاء عمليــة‬ ‫اكتشــاف الــدواء"‪.‬‬ ‫ويضيــف ليــم‪ :‬إن هــذه الطريقــة الجديــدة يمكــن‬ ‫ً‬ ‫أيضــا فــي "إعــادة توظيــف" أدويــة‬ ‫أن تســاعد‬ ‫موجــودة؛ لعــاج أمــراض لــم تكــن معــدة لعالجهــا‬ ‫ً‬ ‫مســبقا ‪.‬‬ ‫تتــم العمليــة ُبر َّمتهــا علــى شــريحة واحــدة‪ ،‬بحجــم‬ ‫شــريحة المجهــر تقريبـ ًـا‪ .‬ودرس الباحثــون بروتينــات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيســا فــي‬ ‫دورا‬ ‫معروفــة باســم كاينيــزات‪ ،‬تــؤدي‬ ‫انتشــار الخاليــا الســرطانية‪.‬‬ ‫ويتوقــع ليــم وفريقــه "أن يكــون لنظــام تحديــد‬ ‫ً‬ ‫نظــرا‬ ‫مواقــع الخــرز تأثيــر كبيــر علــى عــاج األورام‪،‬‬ ‫لهيمنــة مثبطــات كينــاز فــي عــاج الســرطان‬ ‫المســتهدف"‪" .‬ومــع ذلــك‪ ،‬وحيــث إن النظــام‬ ‫يعمــل علــى جميــع أنــواع البروتينــات وصنوفهــا‪،‬‬ ‫فإنــه ال يقتصــر علــى أمــراض محــددة أو فئــات‬ ‫منهــا"‪.‬‬ ‫‪Zhou, Y., Liu, Z., Rothschild, K.J., Lim, M.J. Pro‬‬‫‪teome-wide drug screening using mass spectro‬‬‫‪metric imaging of bead-arrays. Scientific Reports 6,‬‬ ‫‪26125 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪17‬‬


‫ﻋ‬ ‫ﻮ‬ ‫ا‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻞ‬ ‫ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺠ‬ ‫ـ‬ ‫ﺎ‬ ‫ح‬ ‫اﻟﻨﻈﻢ‬ ‫اﻻﺑﺘﻜﺎرﻳﺔ‬

‫ﻳﻮﻓﺮ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺮوﻋﻪ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ أرﺟﺎء‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ أﻫﺪاﻓﻬﻢ‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﺎ‬ ‫اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ‪،‬‬ ‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﻋﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬وﺗﻠﻚ‬ ‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺄﺑﺤﺎﺛﻬﻢ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ‪.‬‬ ‫دﺧﻞ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮس اﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺈﻃﻼق أول ﺳﺠﻞ ﻟﻠﻤﺘﺒﺮﻋﻴﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺸﺮوع وﻃﻨﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ُأﻃﻠﻖ‬ ‫ً‬ ‫وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬وﺣﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻤﺎد ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ "اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻤﺘﺒﺮﻋﻲ‬ ‫اﻟﻨﺨﺎع" )‪ ،(World Marrow Donor Association‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ أﻧﻪ ﻋﻀﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻨﻈﻤﺔ "ﺳﺠﻞ اﻟﻨﺨﺎع اﻟﻌﻈﻤﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﺪول" )‪.(World Wide Bone Marrow Registry‬‬

‫‪kaimrc-biobank@ngha.med.sa‬‬


‫إتاحة المجال للتجدد‬

‫ال� تمنع تراكم الجزيئات المكونة للندب ترميم أ‬ ‫المت�رة لدى ض‬ ‫العصاب ض‬ ‫ي ت‬ ‫قد تس ّهل‬ ‫تعدد‪،‬‬ ‫الم ّ‬ ‫ُ ّ َّ َ‬ ‫مر� التص ُّلب ُ‬ ‫العقاق� ي‬ ‫ف‬ ‫و� اضطرابات أخرى أيضاً‪.‬‬ ‫ي‬

‫تساعد خاليا الدبق العصبي الناقصة الطليعية في الحفاظ على غالف الميالين الذي يغلف محاور الخاليا العصبية ويعزلها‪.‬‬

‫يقــول يونــغ‪" :‬بالتالــي‪ّ ،‬‬ ‫يمثــل هــذا النهــج هجومـ ًـا‬ ‫ً‬ ‫مزدوجــا علــى المــرض"‪.‬‬ ‫تبيــن اآلليــات التــي‬ ‫تبقــى التفاصيــل التــي ّ‬

‫"تَ ُحول جزيئات ‪ CSPG‬دون‬ ‫تجدد المحاور العصبية في‬ ‫مواقع اإلصابة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإن نهجنا قد يفيد في‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أيضا"‬ ‫هذا المجال‬ ‫تفعلهــا جزيئــات ‪ CSPG‬لتثبيــط خاليــا الدبــق‬ ‫ّ‬ ‫العصبــي الناقصــة الطليعيــة‪ ،‬غيــر واضحــة‪ .‬وينوي‬ ‫يونــغ وزمــاؤه اآلن الخــوض فــي الــرد علــى هــذه‬

‫األســئلة‪ ،‬والســعي وراء تطويــر مثبطــات مــن نــوع‬ ‫أن ِتبعــات هــذا العمــل‬ ‫أفضــل‪ .‬يشــير يونــغ إلــى ّ‬ ‫قــد تتخطــى مــرض التصلــب المتعــدد لتشــمل‬ ‫غيرهــا مــن اضطرابــات الجهــاز العصبــي المركــزي‪.‬‬ ‫ويقــول‪" :‬تتموضــع جزيئــات ‪ CSPG‬عقــب وقــوع‬ ‫"مثــا‪ ،‬فــي‬ ‫معظــم أنــواع التضــرر العصبــي"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إصابــة الحبــل الشــوكي الرضحيــة‪ ،‬تَ ُحــول جزيئــات‬ ‫‪ CSPG‬دون تجــدد المحــاور العصبيــة فــي مواقــع‬ ‫ـإن نهجنــا قــد يفيــد فــي هــذا‬ ‫اإلصابــة‪ ،‬وبالتالــي فـ ّ‬ ‫ً‬ ‫أيضــا"‪.‬‬ ‫المجــال‬ ‫‪Keough, M.B., Rogers, J.A., Zhang, P., Jensen, S.K.,‬‬ ‫‪Stephenson, E.L. et al. An inhibitor of chondroitin‬‬ ‫‪sulfate proteoglycan synthesis promotes central‬‬ ‫‪nervous system remyelination. Nature Communica‬‬‫‪tions 7, 11312 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪19‬‬

‫‪© 2016 VOON WEE YONG‬‬

‫قــد يدفــع مــرض التّ ُّ‬ ‫صلــب المتعـ ّـدد جهــاز المناعــة‬ ‫إلــى مهاجمــة الجهــاز العصبــي المركــزي‪ ،‬مــا قــد‬ ‫يــؤدي إلــى هبــوط تدريجــي فــي أداء وظيفتــه إثـ َـر‬ ‫فقــدان الخاليــا العصبيــة قدرتَ هــا علــى التواصــل‪.‬‬ ‫لتكــون النــدب فــي هــذه المواقــع المتضــررة‬ ‫ُّ‬ ‫عالقــة مباشــرة بعمليــة ترميــم الخاليــا العصبيــة‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫بحثيــا ‪-‬بقيــادة فــون وي يونــغ فــي‬ ‫فريقــا‬ ‫أن‬ ‫ّإل ّ‬ ‫جامعــة كالجــاري بكنــدا‪ -‬اكتشــف اســتراتيجية تم ِّكــن‬ ‫جــدد‪.‬‬ ‫مــن تعزيــز التّ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫التصلــب المتعــدد‪ ،‬تنــزع خاليــا المناعــة‬ ‫فــي‬ ‫بروتينــا ُيدعــى مياليــن (‪ُ )myelin‬يشــكّل غالفــاً‬ ‫ً‬ ‫حــول محــاور الخاليــا العصبيــة‪ ،‬ويســاعد فــي‬ ‫الحفــاظ علــى قــوة التأشــير العصبــي (إرســال‬ ‫اإلشــارات) وســرعته‪ .‬كشــف يونــغ وزمــاؤه أدلــة‬ ‫أن جزيئــات تدعــى بروتيوجليــكان كبريتــات‬ ‫علــى ّ‬ ‫الكوندرويتيــن (‪ )CSPGs‬قــد يكــون لهــا دور حاســم‬ ‫فــي فقــدان المياليــن‪ .‬يقــول يونــغ‪" :‬دور جزيئــات‬ ‫‪ CSPG‬فــي مواقــع الجهــاز العصبــي المركــزي‬ ‫غيــر واضــح‪ ،‬بــل وربمــا تدخــل فــي محاولــة حصــر‬ ‫ـن النتيجــة مــادة‬ ‫ّ‬ ‫منطقــة اإلصابــة"‪،‬‬ ‫ويعقــب‪" :‬لكـ ّ‬ ‫ممــا يعرقــل محــاوالت إعــادة‬ ‫تُ شــكّل النــدب‪ّ ،‬‬ ‫المياليــن"‪.‬‬ ‫تتدخــل جزيئــات ‪ GSPG‬فــي نمــو خاليــا الدبــق‬ ‫ّ‬ ‫العصبــي الناقصــة الطليعيــة (‪ )OPCs‬التــي تنســق‬ ‫فــي نهايــة المطــاف‪ -‬االســتبدال بالمياليــن‬‫التعــرف‬ ‫بدايــة شــرع الباحثــون فــي‬ ‫ً‬ ‫المفقــود‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫علــى العقاقيــر التــي قــد تتصــدى لهــذا التأثيــر‪.‬‬ ‫الم ّثبــط لجزيئــات ‪ CSPG‬المتراكمــة‬ ‫لكــن النشــاط ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫التغلــب علــى نمــو خاليــا الدبــق‬ ‫أثبــت قــدرة فــي‬ ‫العصبــي الناقصــة الطليعيــة المتبقيــة فــي‬ ‫تجــارب مزرعــة الخاليــا‪ ،‬بصــرف النظــر عــن العــاج‬ ‫المســتخد م‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مكونــات‬ ‫ـا لذلــك‪ ،‬بحــث يونــغ وزمــاؤه عــن‬ ‫بديـ ً‬ ‫ّ‬ ‫تمنــع هــذا التراكــم‪ .‬تتركــب جزيئــات ‪ GSPG‬مــن‬ ‫خاليــا تُ ســمى ’الخاليــا النّ جميــة‘‪ .‬بعــد معالجــة‬ ‫متنوعــة‪،‬‬ ‫ـتزرعة مــع جزيئــات‬ ‫ّ‬ ‫الخاليــا النجميــة المسـ َ‬ ‫ً‬ ‫نوعــا مــن الجزيئــات التــي أدت‬ ‫تعــرف الباحثــون‬ ‫ّ‬ ‫إلــى خفــض إنتــاج جزيئــات ‪ GSPG‬بشــكل ملمــوس‪.‬‬ ‫المكــون ’فلوروســامين‘؛ وأثبــت‬ ‫ُيســمى هــذا‬ ‫ّ‬ ‫قــدرة علــى إعــادة نمــو خاليــا الدبــق العصبــي‬ ‫الناقصــة الطليعيــة فــي خاليــا الزراعــة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫فــي نمــاذج القــوارض‪.‬‬ ‫يســر ترميــم األعصــاب‬ ‫وزيــادة علــى ذلــك َّ‬ ‫أن‬ ‫تبيــن ّ‬ ‫المعــراة مــن المياليــن‪ .‬ومــن المثيــر أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفلوروســامين يكبــح النشــاط المناعــي الضــار فــي‬ ‫نمــاذج القــوارض المصابــة بالتّ ُّ‬ ‫صلــب المتعــدد‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫القضاء على عوامل‬ ‫االختطار للنوبة القلبية‬ ‫الصابة بالنوبات القلبية الحادة بالنسبة لمن يعانون‬ ‫تأث� عىل زيادة خطر إ‬ ‫ليس للجنس ي‬ ‫ش‬ ‫مرضاً بالغاً ف ي� ال�يان التاجي‪.‬‬

‫رجال أو امرأة‪ ،‬فهو معرض لخطر‬ ‫كونه ً‬

‫متزايد لإلصابة بتطورات خطيرة في‬ ‫القلب واألوعية الدموية‪.‬‬

‫"عادة ما تظهر لدى النساء‬ ‫أعراض ُمنبئة أكثر باإلصابة‬ ‫بمرض الشرايين التاجية‪ ،‬ولكن‬ ‫أن نسبة حدوث المرض‬ ‫يبدو ّ‬ ‫لدى النساء أقل مقارنة بالرجال"‬ ‫يــرى الباحثــون أنّ ــه ال بــد مــن تحســين األســاليب‬ ‫حالي ًــا فــي قيــاس حــدة مــرض الشــرايين‬ ‫المتبعــة َ‬ ‫التاجيــة فــي الجســم‪ .‬كمــا أشــاروا أيضـ ًـا إلــى الحاجــة‬ ‫لعمــل المزيــد مــن التقصــي لتحديــد مــا إذا كان ثمــة‬ ‫فــروق بيــن الجنســين فــي مواصفــات اللويحــات‪،‬‬ ‫مــن شــأنها التأثيــر علــى النتائــج الســريرية‪.‬‬ ‫‪Schulman-Marcus, J., o Hartaigh, B., Gransar, H.,‬‬ ‫‪Lin, F., Valenti, V. et al. Sex-specific associations be‬‬‫‪tween coronary artery plaque extent and risk of ma‬‬‫‪jor adverse cardiovascular events: The CONFIRM‬‬ ‫‪long-term registry. JACC: Cardiovascular Imaging 9,‬‬ ‫‪364-372 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪21‬‬

‫‪© SEBASTIAN KAULITZKI / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫إذا كان الشخص يعاني انسداد ًا حاد ًّا‬

‫في الشريان التاجي‪ ،‬بغض النظر عن‬

‫تــزداد أرجحيــة اإلصابــة بتطــورات خطيــرة فــي القلب‬ ‫واألوعيــة الدمويــة بشــكل كبيــر‪ ،‬إذا كان المريــض‬ ‫يعانــي مــرض انســداد الشــريان التاجــي‪ .‬تحــدث‬ ‫أمــراض الشــرايين التاجيــة عندمــا تتصلــب الشــرايين‬ ‫ًّ‬ ‫جزئيــا بتراكمــات‬ ‫التــي تــزود القلــب بالــدم فتنســد‬ ‫دهنيــة تُ ســمى ُلويحــات‪ .‬تســوء الحالــة تدريجيــاًّ‬ ‫لتَ ُحــول دون حصــول عضلــة القلــب علــى الــدم‬ ‫الــازم ألداء مهامهــا بفاعليــة‪ ،‬مــا قــد يــؤدي إلــى‬ ‫وتكــون‬ ‫شــعور المريــض بألــم حــاد فــي الصــدر‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الجلطــات الدمويــة‪ ،‬فتحــدث اإلصابــة بالنوبــة‬ ‫ً‬ ‫وأحيانــا المــوت المفاجــئ‪.‬‬ ‫القلبيــة‬ ‫وفــي دراســة حديثــة أجراهــا فريــق بحثــي‬ ‫يضــم معــاذ المــاح‪ ،‬مديــر برنامــج أبحــاث أمــراض‬ ‫القلــب واألوعيــة الدمويــة فــي مركــز الملــك عبــد‬ ‫اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬أكــد الفريــق أنــه‬ ‫ليــس لجنــس المريــض تأثيــر علــى مســتوى خطــر‬ ‫اإلصابــة بمشــكالت بــارزة فــي القلــب واألوعيــة‬ ‫الدمويــة‪ ،‬إذا كان يعانــي مــرض انســداد الشــريان‬ ‫التاجــي‪.‬‬ ‫يقــول المــاح‪" :‬عــادة مــا تظهــر لــدى النســاء‬ ‫أعــراض ُمنبئــة أكثــر باإلصابــة بمــرض الشــرايين‬ ‫التاجيــة‪ ،‬تتضمــن ألــم الصــدر والشــعور بثقــل‬ ‫أن‬ ‫فيــه أو ضيــق فــي التنفــس‪ ،‬ولكــن يبــدو ّ‬ ‫نســبة حــدوث المــرض لــدى النســاء أقــل مقارنــة‬ ‫بالرجــال"‪ .‬ويضيــف المــاح‪" :‬لــم نكــن نعلــم مــا إذا‬ ‫كان للنــوع دور فــي العالقــة بيــن انســداد الشــريان‬ ‫التاجــي والنتائــج الســريرية‪ ،‬ولــذا عندمــا ُأنشــئ‬ ‫الســجل الدولــي متعــدد المراكــز ‪[ CONFIRM‬تقييــم‬ ‫التصويــر المقطعــي المحوســب للشــرايين التاجيــة‬ ‫للنتائــج الســريرية] ارتأينــا توضيــح هــذه المســألة"‪.‬‬ ‫فــي الدراســة األولــى طويلــة األمــد‪ ،‬والتــي‬ ‫هدفــت إلــى بحــث عالقــة الجوانــب الخاصــة بالنــوع‬ ‫لــدى مرضــى الشــرايين التاجيــة‪ ،‬اتبــع فريــق البحــث‬ ‫التقـ ُّـدم المحــرز فــي حالــة ‪ 5,632‬مشـ ً‬ ‫ـتركا ومشــتركة‬ ‫مــن المصابيــن بالمــرض مــن ســجل ‪CONFIRM‬‬ ‫خــال مــدة خمــس ســنوات‪ .‬جــرى فيهــا تصويــر‬ ‫المرضــى بانتظــام لتحديــد مــدى حــدة المــرض‬

‫لديهــم بالتصويــر المقطعــي المحوســب لألوعيــة‬ ‫الدمويــة‪ ،‬وهــو تصويــر للشــرايين الرئيســية‬ ‫تبيــن أن‬ ‫المغذيــة للقلــب‪ُ .‬صنِّ ــف المرضــى الذيــن َّ‬ ‫تضيقـ ًـا بنســبة ‪ %50‬أو أكثــر فــي األوعيــة‬ ‫لديهــم‬ ‫ُّ‬ ‫التاجيــة للقلــب‪ ،‬علــى أنّ هــم يعانــون مــرض انســداد‬ ‫الشــريان التاجــي‪.‬‬ ‫أن أرجحيــة إصابــة الرجــال‬ ‫يقــول المــاح‪" :‬وجدنــا ّ‬ ‫بالمــرض أكثــر مــن النســاء"‪ .‬ويضيــف‪" :‬لكــن‪ ،‬لــم‬ ‫ً‬ ‫دورا فــي زيــادة‬ ‫أن لجنــس المريــض‬ ‫يظهــر أي دليــل ّ‬ ‫احتمــاالت اإلصابــة بمشــكالت حــادة فــي القلــب‬ ‫واألوعيــة الدمويــة إذا كان مصابـ ًـا بمــرض انســداد‬ ‫الشــرايين التاجيــة‪ .‬ســيان‪ ،‬لــدى الرجــال والنســاء‪،‬‬ ‫كلمــا زادت حــدة المــرض‪ ،‬كان خطــر اإلصابــة بنوبــة‬ ‫قلبيــة حــادة أكبــر"‪.‬‬


‫ن‬ ‫لتب� نهج متعدد االختصاصات‬ ‫ثمة حاجة ي‬ ‫ين‬ ‫لعالج السكري لدى المر ي ن‬ ‫لتحس�‬ ‫اهق�‬ ‫جودة حياتهم وحياة عائالتهم‪.‬‬ ‫داء الســكري مشــكلة تتنامــى بســرعة‪ ،‬فمرضــاه‬ ‫يبلغــون نحــو ‪ 382‬مليــون شــخص حــول العالــم‪.‬‬ ‫ويؤثــر المــرض علــى نحــو ‪ %24‬مــن الشــباب‬ ‫فــي المملكــة العربيــة الســعودية ؛ مــا يعنــي أن‬ ‫الكثيــر مــن مرضــى الســكري فــي البــاد هــم مــن‬ ‫المراهقيــن‪ .‬وقــد أجــرى باحثــون فــي مركــز الملــك‬ ‫ً‬ ‫تحقيقــا حــول‬ ‫عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‬ ‫تأثيــر الســكري علــى المراهقيــن وعلــى أســرهم؛ مــا‬ ‫بيــن المشــقة البدنيــة واآلثــار النفســية واالجتماعيــة‬ ‫للمتعايشــين مــع هــذا المــرض المزمــن‪.‬‬ ‫تقــول طبيبــة األطفــال فاديــة البحيــران ‪-‬مــن مركــز‬ ‫الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة وجامعــة‬ ‫الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪،‬‬ ‫التابعيــن للشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي‪:-‬‬ ‫ً‬ ‫كثيــرا فــي المملكــة العربيــة الســعودية‬ ‫"كنــا نركــز‬ ‫علــى اإلدارة الطبيــة والتحكــم فــي النــوع األول مــن‬ ‫الســكري لــدى شــبابنا"‪" ،‬ولكننــا‪ ،‬فشــلنا فــي التّ طـ ُّـرق‬ ‫إلــى األثــر النفســي الــذي يتركــه الســكري علــى‬ ‫المرضــى وعلــى عائالتهــم"‪.‬‬ ‫بحثــت فاديــة وزمالؤهــا فــي التأثيــرات الكاملــة‬ ‫للنــوع األول مــن الســكري علــى المراهقيــن‬ ‫والقائميــن علــى رعايتهــم‪ .‬إذ جمعــوا معطيــات مــن‬ ‫اســتبانات جــودة الحيــاة المرتبطــة بالصحــة‪ ،‬والتــي‬ ‫ُوزعــت علــى نحــو ‪ 315‬مريضـ ًـا تتــراوح أعمارهــم بيــن‬ ‫‪ 12‬و‪18‬ســنة فــي ثالثــة مستشــفيات‪ .‬ومــأ مقدمــو‬ ‫الرعايــة للمرضــى نفــس االســتبانة باإلضافــة إلــى‬ ‫اســتبانة أخــرى حــول تأثيــرات داء الســكري علــى أســر‬ ‫المرضــى‪.‬‬ ‫وعلــى غــرار الدراســات الســابقة التــي ُأجريــت فــي‬ ‫الم ْد َمـ َـج ‪BCR-‬‬ ‫باكســتان والهنــد‪ُ ،‬و ِجـ َـد أن جيــن الـ ِ‬ ‫ـورم ُ‬ ‫ً‬ ‫ُشــف عنــه فــي حوالــي‬ ‫ـيوعا؛ إذ ك ِ‬ ‫‪ ABL‬هــو األكثــر شـ‬ ‫نصــف المرضــى‪.‬‬ ‫تقــول فاديــة‪" :‬حصلنــا علــى معــدل تجــاوب‬ ‫ممتــاز"‪ .‬وتســتطرد‪" :‬يعكــس هــذا اهتمــام‬ ‫بالتطــرق لتعقيــدات حالتهــم‬ ‫المشــتركين الواضــح‬ ‫ُّ‬ ‫الصحيــة المزمنــة"‪.‬‬ ‫أن جميــع النتائــج المســجلة (الدرجــات)‬ ‫وجــد الفريــق ّ‬ ‫فــي إجابــات األســر بالمملكــة العربيــة الســعودية‬ ‫أقــل مــن مثيالتهــا فــي دراســات أجريــت فــي بلــدان‬ ‫أخــرى‪ .‬ففــي اســتبانة جــودة الحيــاة‪ ،‬يميــل مقدمــو‬ ‫‪22‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫ثمة حاجة لتبني نهج متعدد التخصصات لتحسين جودة حياة مرضى السكري من المراهقين وعائالتهم‪.‬‬

‫الرعايــة للمرضــى إلــى إعطــاء درجــات أقــل مــن درجــات‬ ‫المرضــى المراهقيــن أنفســهم‪ .‬كمــا ســجل مقدمــو‬ ‫الرعايــة والمرضــى المراهقــون أقــل الدرجــات فــي‬ ‫فئــة ’القلــق‘‪ ،‬وقــد َّ‬ ‫تأثــرت رفاهــة األهــل قلقـ ًـا علــى‬ ‫مســتقبل أوالدهــم‪.‬‬ ‫وعلــى األرجــح‪ ،‬أعربــت المريضــات اإلنــاث فــي‬ ‫ســنوات المراهقــة المتأخــرة (‪ 15‬حتــى ‪ ،)18‬عــن‬ ‫جــودة متدنيــة للحيــاة الصحيــة‪ .‬قــد يرجــع هــذا جزئيـ ًّـا‬ ‫إلــى التعقيــدات المتعلقــة بعــاج داء الســكري‬ ‫لــدى الشــابات‪ ،‬إذ إن التّ قلبــات الهرمونيــة فــي‬ ‫أجســامهن تطلــب المزيــد مــن اإلنســولين مقارنـ ًـة‬ ‫بنظرائهــن مــن الذكــور‪ .‬وأحيانـ ًـا تكــون هنالــك قضايــا‬ ‫تتعلــق بممارســات غيــر صحيــة للتحكــم فــي الــوزن‪.‬‬

‫تقــول فاديــة‪" :‬البحــث يولــد الدليــل الــازم إعمالــه‬ ‫للتأثيــر علــى الممارســة"‪" .‬مــن الضــروري األخــذ‬ ‫بنهــج متعــدد التخصصــات لرعايــة مرضــى الســكري‬ ‫واألمــراض المزمنــة األخــرى‪ .‬ونأمــل فــي دراســة‬ ‫مجموعــات أخــرى مــن المرضــى المراهقيــن‪ ،‬لمعرفــة‬ ‫مــا إذا كانــت النتائــج الرئيســية لهــذه الدراســة‪ ،‬مثــل‬ ‫’القلــق‘‪ ،‬تتقاطــع أيضـ ًـا مــع فئــات أخــرى للمــرض"‪.‬‬ ‫‪AlBuhairan, F., Nasim, M., Al Otaibi, A., Shaheen, N.‬‬ ‫‪A., Al Jaser, S., & Al Alwan, I. Health related quality‬‬ ‫‪of life and family impact of type 1 diabetes among‬‬ ‫‪adolescents in Saudi Arabia. Diabetes Research and‬‬ ‫‪Clinical Practice 114, 173-179 (2016).‬‬

‫‪© BEN EDWARDS/ THE IMAGE BANK / GETTY IMAGES‬‬

‫استقصاء أثر داء السكري على المراهقين‬ ‫وعائالتهم‬


‫لم يتناول استمرار نقص الوزن عقب الجراحة سوى نزر من الدراسات الواسعة النطاق وطويلة األمد‪.‬‬

‫ين‬ ‫تب� دراسة واسعة النطاق أن جراحة السمنة تساعد عىل خفض الوزن‪ ،‬وقد تشفي من‬ ‫السكري وارتفاع ضغط الدم‪.‬‬ ‫يجــد كثيــر ممــن يعانــون مــن الســمنة المفرطــة‬ ‫صعوبــة فــي إنقــاص الــوزن بشــكل دائــم مــن‬ ‫خــال اتبــاع الحميــات الغذائيــة وممارســة التماريــن‬ ‫الرياضيــة‪ ،‬ويلجــؤون فــي نهايــة المطــاف إلــى‬ ‫جراحــة الســمنة‪.‬‬ ‫إال أن اســتمرار نقــص الــوزن عقــب الجراحــة لــم‬ ‫يتناولــه ســوى قليــل مــن الدراســات الواســعة‬ ‫النطــاق وطويلــة األمــد‪ ،‬التــي تتعــرض كذلــك‬ ‫الحتمــال خفــض معــدالت اإلصابــة باألمــراض‬ ‫المرتبطــة بالســمنة‪ ،‬مثــل الســكري مــن النــوع‬ ‫الثانــي‪ ،‬وارتفــاع ضغــط الــدم‪ ،‬والنوبــات القلبيــة‪،‬‬ ‫وتوقــف التنفــس فــي أثنــاء النــوم‪.‬‬ ‫انبــرى مجموعــة مــن الباحثيــن فــي كليــة لنــدن‬ ‫للصحــة والطــب االســتوائي لإلجابــة عــن هــذه‬ ‫التســاؤالت‪ .‬حيــث انتقــى الباحثــون ‪ 3882‬مريضـ ًـا‪،‬‬

‫خضعــوا لواحــدة مــن ثالثــة أنــواع لجراحــات الســمنة‪،‬‬ ‫مــن قاعــدة بيانــات كبــرى فــي المملكــة المتحــدة‬ ‫تــدرج معلومــات ســريرية مجهولــة المصــدر مقدمــة‬ ‫مــن أطبــاء الرعايــة الصحيــة األوليــة‪ .‬بعــد ذلــك‬ ‫قارنــوا بيانــات هــؤالء المرضــى ببيانــات مرضــى‬ ‫مصابيــن بســمنة مشــابهة ولــم يجــروا الجراحــة‪.‬‬ ‫وجــد الباحثــون أن َمــن أجريــت لهــم جراحــة‬ ‫الســمنة فقــدوا الــوزن بســرعة‪ ،‬بمعــدل حوالــي‬ ‫خمســة كيلوجرامــات شـ ًّ‬ ‫ـهريا خــال أول أربعــة أشــهر‬ ‫بعــد الجراحــة‪ ،‬وبعــد ذلــك فقــدوا الــوزن بصــورة‬ ‫أبطــأ علــى مــدى الســنوات األربــع التاليــة‪ .‬فيمــا لــم‬ ‫ً‬ ‫وزنــا خــال تلــك‬ ‫يفقــد َمــن لــم يخضعــوا للجراحــة‬ ‫الفتــرة‪.‬‬ ‫ولوحــظ أن فقــدان الــوزن األولــي كان أكبــر لــدى‬ ‫المرضــى الذيــن خضعــوا لعمليــة تحويــل مجــرى‬

‫‪Douglas, I., Bhaskaran K., Batterham, R., Smeeth, L.‬‬ ‫‪Bariatric Surgery in the United Kingdom: A Cohort‬‬ ‫‪Study of Weight Loss and Clinical Outcomes in Routine‬‬ ‫‪Clinical Care. PLOS Medicine 12, e1001925 (2015).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪23‬‬

‫‪© BENEDICTE DESRUS / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫جراحة السمنة تشفي‬ ‫أيضا من السكري‬ ‫ً‬

‫المعــدة‪ ،‬وعمليــة تكميمهــا‪ ،‬مقارنـ ًـة بأولئــك الذيــن‬ ‫خضعــوا لعمليــة ربــط المعــدة‪ ،‬وكلهــا عمليــات‬ ‫تهــدف إلــى تقليــص حجــم الجــزء الــذي يتلقــى‬ ‫الطعــام فــي المعــدة‪.‬‬ ‫باإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬انخفــض خطــر إصابــة‬ ‫المرضــى الذيــن أجريــت لهــم الجراحــة بمــرض‬ ‫الســكري مــن النــوع الثانــي‪ ،‬وارتفــاع ضغــط الــدم‪،‬‬ ‫والذبحــة الصدريــة‪ ،‬والنوبــات القلبيــة‪ ،‬وتوقــف‬ ‫التنفــس االنســدادي فــي أثنــاء النــوم‪ .‬وفــي كثيــر‬ ‫مــن المرضــى الذيــن عانــوا قبــل الجراحــة مــن داء‬ ‫الســكري مــن النــوع الثانــي وارتفــاع ضغــط الــدم‪،‬‬ ‫تبــددت مشــكالتهم‪.‬‬ ‫يقــول عالِ ــم األوبئــة إيــان دوجــاس‪ ،‬مــن كليــة‬ ‫لنــدن للصحــة والطــب االســتوائي‪" :‬علــى الرغــم‬ ‫مــن أن تجنــب الســمنة فــي المقــام األول ال‬ ‫يــزال هدفـ ًـا رئيسـ ًـا فــي مجــال الصحــة العامــة‪ ،‬إال‬ ‫أن تدخــل جراحــة الســمنة يؤتــي ثمــاره‪ ،‬ونحــن ال‬ ‫نجريهــا هنــا فــي المملكــة المتحــدة بقــدر مــا تُ جـ َـرى‬ ‫فــي دول أخــرى"‪.‬‬ ‫وخلــص الباحثــون إلــى أن فتــح المجــال أمــام‬ ‫جراحــات الســمنة مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى فوائــد‬ ‫ـمنة المفرطــة‪.‬‬ ‫صحيــة جمــة لكثيــر ممــن يعانــون السـ َ‬


‫خاليا بيتا في البنكرياس (اللون‬ ‫األحمر) مسؤولة عن إنتاج‬ ‫اإلنسولين‪ .‬وتتناقص كتلتها مع‬ ‫الزمن لدى مرضى السكري‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫الببتيدات الموسومة‬ ‫شعاعيا يمكنها رصد‬ ‫ً‬ ‫تطور داء السكري‬

‫المنتجة ل إل ي ن‬ ‫نسول� عىل نحو فعال‪ ،‬كما يمكنها رسم منحى تطور‬ ‫ِّ‬ ‫تصور الببتيدات الموسومة بنظائر مشعة الخاليا ِ‬ ‫ين‬ ‫المصاب� به‪.‬‬ ‫المرض لدى‬

‫"يمكن أن يكون للتغيرات‬ ‫الضئيلة فيها تأثير كبير عندما‬ ‫تقوم بتصميم تلك العوامل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تماما على غرار ما يحدث‬ ‫عندما تصمم دواء"‬

‫‪Bandara, N., Zheleznyak, A., Cherukuri, K., Griffith, D. A., Limberakis,‬‬ ‫‪C. et al. Evaluation of Cu-64 and Ga-68 radiolabeled glucagon-like‬‬ ‫‪peptide-1 receptor agonists as PET tracers for pancreatic β cell‬‬ ‫‪imaging. Molecular Imaging and Biology 18, 90-98 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪25‬‬

‫‪© SEBASTIAN KAULITZKI / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫يوفــر تعــاون قائــم بيــن شــركة فايــزر العالميــة لألدويــة وكليــة‬ ‫الطــب فــي جامعــة واشــنطن بالواليــات المتحــدة‪ ،‬إمكانيــة‬ ‫محســنة لمرضــى الســكري‪ .‬فقــد نجحــت أخصائيــة‬ ‫معالجــة‬ ‫َّ‬ ‫األشــعة ســوزان البــي وزمالؤهــا فــي تطويــر تقنيــة تصويــر‬ ‫تمكِّنهــم مــن ’رؤيــة‘ كتلــة خاليــا بيتــا المنتِ جــة لإلنســولين‬ ‫والموجــودة فــي البنكريــاس‪ .‬هــذا التطــور قــد يــؤدي إلــى خطــط‬ ‫تقــدم‬ ‫بنــاء علــى‬ ‫عالجيــة أكثــر مالءمــة لحالــة مريــض الســكري‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫المــرض لديــه‪.‬‬ ‫ال يســتخدم جســم مريــض الســكري اإلنســولين علــى نحــو‬ ‫فعــال‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى فــرط إنتاجــه‬ ‫وإلــى انخفــاض تدريجــي فــي كتلــة‬ ‫خاليــا بيتــا البنكرياســية‪ .‬وحتــى وقــت‬ ‫متأخــر‪ ،‬كانــت الطريقــة الوحيــدة‬ ‫لتحديــد كتلــة خاليــا بيتــا تلــك هــي‬ ‫تشــريح الجثــة بعــد الوفــاة‪.‬‬ ‫لقــد تمكَّنــت البــي وزمالؤهــا‬ ‫مــن رؤيــة كتلــة خاليــا بيتــا باســتخدام‬ ‫التصويــر المقطعــي باإلصــدار‬ ‫البوزيترونــي ‪ ،PET‬وهــو تقانــة‬ ‫تصويــر تســتعمل اســتقالب مركبــات مشــعة فــي الجســم‪( ،‬أي‬ ‫عمليــات التمثيــل الغذائــي لهــا)‪ ،‬لتخطيــط األعضــاء واألنســجة‪.‬‬ ‫ومــن خاللــه وســموا إكســندين‪ 4-‬بشــكل منفصــل‪ ،‬وهــو ِببتيــد‬ ‫اصطناعــي يتحــد انتقائيـ ًّـا مــع خاليــا بيتــا البنكرياســية‪ ،‬بالنظيريــن‬ ‫المشــعين نحــاس‪ 64-‬وجاليــوم‪ ،68-‬بغيــة رؤيــة كتلــة خاليــا بيتــا‬ ‫فــي الفئــران‪.‬‬ ‫تقــول البــي‪« :‬لدينــا تاريــخ طويــل مــن الببتيــدات الموســومة‬ ‫ً‬ ‫ـعاعيا‪ ،‬وأغلبهــا للســرطان»‪« .‬تمثــل فكــرة اســتخدام التصويــر‬ ‫شـ‬ ‫الجزيئــي لرؤيــة بنيــة الســرطان الحيويــة وتوصيــل الــدواء إليهــا‬

‫ـا أكثــر نضجـ ًـا‪ ،‬وقــد بحثنــا فيــه مــدةً طويلــة‪ .‬وبدأنــا مــع أقراننــا‬ ‫حقـ ً‬ ‫المتعاونيــن مناقشــة مــا إذا كان بوســعنا اســتخدام تلــك التقنيــة‬ ‫ألشــياء أخــرى مــن قبيــل تصويــر خاليــا بيتــا»‪.‬‬ ‫قيــم الفريــق أيضـ ًـا مــدى نجــاح اتحــاد النظيريــن المشــعين مــع‬ ‫مــادة إكســندين‪ 4-‬بواســطة خالبيــن معدنييــن مختلفيــن (جزيئــات‬ ‫تتحــد مــع أيونــات معدنيــة)‪ .‬توضــح البــي‪« :‬إن االختالفــات‬ ‫تغيــر اســتقالبها وألفتهــا‬ ‫الطفيفــة فــي بنيــة الببتيــدات‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪ .‬ويمكــن أن يكــون للتغيــرات الضئيلــة فيهــا‬ ‫للمســتقبالت‬ ‫ً‬ ‫تأثيــر كبيــر عندمــا تقــوم بتصميــم تلــك العوامــل‪ ،‬تمامــا علــى غــرار‬ ‫مــا يحــدث عندمــا تصمــم دواء»‪.‬‬ ‫وبكشــف النشــاط اإلشــعاعي‬ ‫للنظيريــن المشــعين المتحديــن‬ ‫مــع إكســندين‪ 4-‬بواســطة ماســح‬ ‫التصويــر المقطعــي باإلصــدار‬ ‫البوزيترونــي‪ ،‬يســتطيع الباحثــون‬ ‫واألطبــاء اإلكلينيكيــون تخطيــط مقــدرة‬ ‫الحيــوان‪ ،‬أو المريــض‪ ،‬علــى إنتــاج‬ ‫اإلنســولين‪ .‬وقــد تكــون هذه الدراســة‬ ‫مفيــدة فــي تطويــر الــدواء بتحديــد‬ ‫المركبــات التــي ترتبــط مــع خاليــا بيتــا وتدخــل فيهــا‪ .‬تقــول البــي‪:‬‬ ‫«إنــه نهــج مــزدوج؛ فنحــن نســتطيع اســتخدام هــذه األدوات لرؤيــة‬ ‫مــا يجــري فــي الجســم‪ ،‬ولكــن يمكننــا أيضـ ًـا تســمية مركبــات جديــدة‬ ‫لتقييــم مــدى مالئمتهــا لتطويــر األدويــة»‪.‬‬


‫اكتشف العلماء أن الروابط بين خاليا الدم‬ ‫الحمراء وبين الفيبرينوجين‪ ،‬لدى مرضى داء‬ ‫القلب اإلفقاري‪ ،‬أقوى منها لدى المرضى‬ ‫الذين يعانون من أنواع أخرى من أمراض‬ ‫قصور القلب المزمنة‪.‬‬

‫القوة الذرية العلماء عىل‬ ‫يساعد مجهر ّ‬ ‫تحديد أي من ف‬ ‫مر� قصور القلب المزمن‬ ‫ّ‬ ‫ش‬ ‫أك� عرضة للمعاناة من مضاعفاته‪.‬‬

‫واسـ ً‬ ‫ـال‪،‬‬ ‫حـ ّـدد باحثــون فــي البرتغــال ِ‬ ‫ـما حيويـ ًّـا محتمـ ً‬ ‫يمكنــه قيــاس حـ ّـدة قصــور القلــب المزمن باســتخدام‬ ‫نــوع متقـ ّـدم مــن مجاهــر المجســات الماســحة‪.‬‬ ‫الدمويــة الســبب‬ ‫تُ َعـ ّـد أمــراض القلــب واألوعيــة‬ ‫ّ‬ ‫للوفيــات فــي جميــع أنحــاء العالــم‪ ،‬فهــي‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫الرئيسـ ّ‬ ‫الوفيــات‪ .‬والســبب‬ ‫المســؤولة عــن ثلــث مجمــوع‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫شــيوعا لقصــور القلــب هــو اعتــالل عضلــة‬ ‫األكثــر‬ ‫ي‪ ،‬وينطــوي علــى إضعــاف عضلــة‬ ‫القلــب اإلقفــار ّ‬ ‫يتســبب فــي ّ‬ ‫ممــا‬ ‫القلــب الــذي قــد‬ ‫تجلــط الــدم‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫يقطــع إمــدادات الــدم الرئيســية للقلــب‪.‬‬ ‫تظــل المســتويات العاليــة للفيبرينوجيــن ‪-‬وهــو‬ ‫ّ‬ ‫وأساســي فــي‬ ‫بروتيــن شــائع فــي مجــرى الــدم‬ ‫ّ‬ ‫ـل خطــر محتمــل ألمــراض‬ ‫عمليــة تكـ ّـون الجلطــة‪ -‬عامـ َ‬ ‫‪26‬‬

‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬

‫‪2017‬‬

‫اآلليــات الحيويــة‬ ‫أن‬ ‫القلــب واألوعيــة‬ ‫الدمويــة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫إال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكامنــة ال تــزال غيــر واضحــة‪ .‬فقــد تـ ّـم ربــط تكــدس‬ ‫كريــات الــدم الحمــراء المتزايــد بالمســتويات العاليــة‬ ‫ّ‬ ‫للفيبرينوجيــن‪.‬‬ ‫عكــف الفريــق البحثــي علــى الفحــص الدقيــق‬ ‫وكريــات الــدم الحمــراء‪،‬‬ ‫للتفاعــل بيــن الفيبرينوجيــن‬ ‫ّ‬ ‫الذريــة ‪ ،AFM‬وهــو مجهــر‬ ‫مســتخدمين مجهــر القـ ّـوة‬ ‫ّ‬ ‫الدقــة بنظــام أجــزاء النانومتــر‪ ،‬وذلــك لفحــص‬ ‫ّ‬ ‫عالــي‬ ‫كيــف تتكــدس خاليــا الــدم الحمــراء لــدى مرضــى‬ ‫قصــور القلــب المزمــن‪.‬‬ ‫الحيويــة‬ ‫يقــول نونــو ســانتوس ‪-‬عالِ ــم الكيميــاء‬ ‫ّ‬ ‫"بينَّ ــا أن القـ ّـوة‬ ‫مــن جامعــة لشــبونة فــي البرتغــال‪َّ :‬‬ ‫وكريــات‬ ‫الالزمــة لكســر الرابــط بيــن الفيبرينوجيــن‬ ‫ّ‬ ‫الــدم الحمــراء هــي أعلــى لــدى مرضــى قصــور‬ ‫األصحــاء"‪ .‬الروابــط كانت‬ ‫القلــب المزمــن منهــا لــدى‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أيضــا أقــوى لــدى المرضــى المصابيــن بقصــور‬ ‫ي المزمــن مقارنــة بالمرضــى غيــر‬ ‫القلــب اإلقفــار ّ‬ ‫المصابيــن باإلقفــار‪.‬‬

‫‪Guedes, A.F., Carvalho, F.A., Malho, I, Lousada, N.,‬‬ ‫‪Sargento, L. Atomic force microscopy as a tool to‬‬ ‫‪evaluate the risk of cardiovascular diseases in pa‬‬‫‪tients. Nature Nanotechnology 11, 687-693 (2016).‬‬

‫‪© JANICE HANEY CARR/ CDC‬‬

‫الفحﺺ الدقيق للروابط‬ ‫الخلوية في مرضى‬ ‫ّ‬ ‫قصور القلب‬

‫أن مرضــى قصــور القلــب المزمــن ذوي‬ ‫لوحــظ ّ‬ ‫وكريــات‬ ‫قــوة الربــط األعلــى بيــن الفيبرينوجيــن‬ ‫ّ‬ ‫الــدم الحمــراء ُأدخلــوا المستشــفى بتواتــر أكثــر‬ ‫خــالل االثنــي عشــر شـ ً‬ ‫ـهرا التــي أعقبــت التقديــرات‬ ‫األو ّليــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يضيــف ســانتوس‪" :‬لقــد ســمحت لنــا هــذه‬ ‫ّ‬ ‫تصلــب خاليــا الــدم الحمــراء‪.‬‬ ‫التقنيــة أيضـ ًـا بدراســة‬ ‫الكريــات المأخــوذة مــن هــؤالء‬ ‫وقــد أظهــرت‬ ‫ّ‬ ‫تغيــرات فــي مرونتهــا وســلوكها فــي‬ ‫المرضــى ّ‬ ‫أن لهــذه‬ ‫ويعتقــد ّ‬ ‫أثنــاء وجودهــا فــي مجــرى الــدم"‪ُ .‬‬ ‫ً‬ ‫قــوة الرابــط الــذي تشــكّله‬ ‫تأثيــرا فــي‬ ‫التغيــرات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخاليــا الحمــراء مــع الفيبرينوجيــن‪.‬‬ ‫الذريــة‬ ‫بإمكانيــات مجهــر القـ ّـوة‬ ‫أشــاد ســانتوس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فــي تحديــد حـ ّـدة المــرض‪ ،‬ووصفــه بأنــه "التقـ ّـدم‬ ‫المهـ ّـم فــي مجــال تكنولوجيــا النانــو لطــب أمــراض‬ ‫القلــب"‪.‬‬ ‫بــأن الدراســة محــدودة‬ ‫يقــر‬ ‫ومــع ذلــك فهــو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫نســبيا للمجموعــات محــل‬ ‫بســبب العــدد الضئيــل‬ ‫الدراســة‪.‬‬ ‫أن التقنيــات القائمــة علــى‬ ‫توضــح الدراســة ّ‬ ‫التعــرف علــى‬ ‫النانــو يمكــن اســتخدامها فــي‬ ‫ّ‬ ‫الدمويــة فــي مجــال‬ ‫مشــكالت القلــب واألوعيــة‬ ‫ّ‬ ‫الحيويــة‬ ‫قابليــة تطبيــق الواســمات‬ ‫ال تــزال فيــه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتعلقــة بمخاطــر مــرض القلــب واألوعيــة‬ ‫الدمويــة محــدودة‪.‬‬ ‫ّ‬


‫ﻋ‬ ‫ﻮ‬ ‫ا‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻞ‬ ‫ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺠ‬ ‫ـ‬ ‫ﺎ‬ ‫ح‬

‫ﺑﻨـﺎء‬ ‫اﻟﻘـﺪرات‬ ‫أﻧﺸﺌﺖ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺪث ﻃﺮاز‪ ،‬ﺑﻤﺴﺎﺣﺔ إﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ‪ 50‬أﻟﻒ ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ‪ .‬وﻳﺮﻋﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺒﺎرزة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎء‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ‪ ،‬واﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﻮن ﺑﻜﻠﻴﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬وﻣﻘﺪﻣﻮ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻤﻨﺸﺄة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻤﻨﺼﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺮﻛﺰ‬ ‫اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﺸﺆون‬ ‫اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮس اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻤﻮاد اﻷﺑﺤﺎث‪ ،‬وﺗﺸﻤﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻜﺎﺷﻔﺔ‪،‬‬ ‫واﻟﻔﺤﻮﺻﺎت‪ ،‬وﺗﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻌﻴﻨﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت؛ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ إﺟﺮاء اﻟﺒﺤﻮث‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺼﺎت ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ‬ ‫اﻟﺨﻠﻮي‪ ،‬واﻟﻤﺠﻬﺮ ﻣﺘﺤﺪ اﻟﺒﺆر‪ ،‬واﻟﻤﺠﻬﺮ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪.‬‬

‫‪kaimrc-core@ngha.med.sa‬‬


‫‪28‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫تسليط ضوء جديد على‬ ‫موت الخاليا السرطانية‬

‫رؤية ثاقبة عىل موت خاليا رسطان الغدد الليمفاوية المدفوع أ‬ ‫بالجسام المضادة‪ ،‬قد تقود إىل عالجات مضادة للرسطان معززة‬ ‫الفاعلية واالنتقائية‪.‬‬ ‫بشــكل خــاص وينشــط المســتقبالت عبــر الغشــائية‬ ‫المعبــر عنهــا فــي هــذه الخاليــا الخبيثــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أدى عــاج الخاليــا الســرطانية باألجســام‬ ‫تعرضهــا لمــوت الخاليــا المبرمــج‪.‬‬ ‫المضــادة إلــى ُّ‬ ‫واألكثــر مــن ذلــك‪ ،‬تناقــص التعبيــر عــن البروتيــن‬

‫كشــف باحثــون مــن مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬النقــاب عــن طريقــة تحكّــم مــا‬ ‫المســتقبالت العابــرة للغشــاء ‪CD-‬‬ ‫ُيعــرف باســم‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،95‬فــي المــوت المبرمــج‪ ،‬أو المــوت الخلــوي‬ ‫المبرمــج‪ ،‬لخاليــا ســرطان الغــدد اللمفاويــة‪ .‬ومــن‬ ‫المتوقــع أن يــؤدي هــذا الكشــف إلــى عالجــات‬ ‫مبتكــرة ضــد األشــكال الشرســة مــن الســرطان‪،‬‬ ‫مثــل لمفومــة بيركيــت‪.‬‬ ‫وبوصفهــا أكثــر انتشـ َ‬ ‫ـارا فــي أفريقيــا مقارنــة‬ ‫بالواليــات المتحــدة وأوروبــا الغربيــة‪ ،‬تُ َعــد‬ ‫لمفومــة بيركيــت نوعـ ًـا نـ ً‬ ‫ـادرا مــن ســرطان الغــدد‬ ‫اللمفاويــة التــي تؤثــر علــى البالغيــن واألطفال‪.‬‬ ‫وتبــدأ فــي خاليــا الجهــاز المناعــي التــي تدعــى‬ ‫الخاليــا البائيــة قبــل أن تنمــو وتنتشــر بســرعة‬ ‫فــي الجســم‪ .‬أثبتــت العالجــات المضــادة‬ ‫متضمنــة العــاج‬‫ً‬ ‫حالي ًــا‬ ‫للســرطان المتوفــرة َ‬ ‫الكيميائــي واإلشــعاعي‪ -‬عــدم مناســبتها‬ ‫ضــد هــذا النــوع مــن الســرطان نظـ ً‬ ‫ـرا لطبيعتــه‬ ‫العدوانيــة‪ .‬وبشــكل خــاص‪ ،‬عنــد تطبيقهــا‬ ‫علــى لمفومــة بيركيــت‪ ،‬ترتبــط هــذه األســاليب‬ ‫التقليديــة بمخاطــر عاليــة لحــدوث متالزمــة‬ ‫ُّ‬ ‫تحلــل الــورم‪ ،‬وهــي أحــد المضاعفــات القاتلــة‬ ‫َ‬ ‫التــي تســبب اضطرابــا فــي معــدالت الكهــارل‬ ‫ونواتــج األيــض فــي الــدم‪ ،‬الناتجــة عــن‬ ‫انطــاق محتويــات الخاليــا الســرطانية فــي‬ ‫مجــرى الــدم‪.‬‬ ‫وللحــد مــن هــذه اآلثــار الجانبيــة وتحســين‬ ‫ّ‬ ‫النتائــج الســريرية للعالجــات المضــادة‬ ‫للمفومــة بيركيــت‪ ،‬بحثــت ســابين ماتــو نصــري‬ ‫الباحثــة فــي مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬‫لألبحــاث الطبيــة‪ -‬وزمالؤهــا اآلليــات الجزيئيــة‬ ‫الكامنــة وراء مــوت الخاليــا المبرمــج الــذي‬ ‫تتواســطه مســتقبالت ‪" .CD95‬كان توضيــح‬ ‫ضروري ًــا لتحديــد األهــداف‬ ‫هــذه اآلليــات‬ ‫َ‬ ‫العالجيــة الجديــدة وتعزيــز كفــاءة العــاج‬ ‫المناعــي ونوعيتــه"‪ ،‬كمــا تقــول ســابين‪.‬‬ ‫قيــم الباحثــون اســتجابة لمفومــة الخاليــا‬ ‫ّ‬ ‫لمفومة بيركيت شكل نادر من السرطان يكثر انتشاره في أفريقيا مقارنة‬ ‫البائيــة تجــاه الجســم المضــاد وحيــد النســيلة‬ ‫بالواليات المتحدة وأوروبا الغربية‪.‬‬ ‫المضــاد لمســتقبالت ‪ ،CD95‬والــذي يرتبــط‬

‫"كان توضيح هذه اآلليات‬

‫ً‬ ‫ضروريا لتحديد األهداف العالجية‬ ‫الجديدة وتعزيز كفاءة العالج‬ ‫المناعي ونوعيته"‬

‫‪© STEVE GSCHMEISSNER /SPL / GETTY IMAGES‬‬

‫‪ ،Pim-1‬الــذي يحفــز بقــاء الخليــة وتكاثرهــا‪،‬‬ ‫وانخفــض كذلــك كبــح مــوت الخاليــا المبرمــج‪ .‬أدى‬ ‫ً‬ ‫أيضــا إلــى تناقــص‬ ‫العــاج باألجســام المضــادة‬ ‫قابليــة الخاليــا للحيــاة وفســفرة بروتيــن كينــاز‬ ‫‪ ،B‬وهــو اإلنزيــم المشــارك فــي مســارات بقــاء‬ ‫الخليــة‪ ،‬بنســبة ‪ 50٪‬خــال ‪ 72‬ســاعة‪ .‬ومــع‬ ‫ذلــك‪ ،‬وجــد الفريــق أن معــدل مــوت الخاليــا‬ ‫أقــل مــن ‪.46٪‬‬ ‫ّ‬ ‫بقــي‬ ‫أظهــر الفريــق أن العــاج باألجســام المضــادة‬ ‫ـتقبالت ‪،CD95‬‬ ‫وحيــدة النســيلة المضــادة لمسـ ِ‬ ‫جزئي ًــا علــى لمفومــة بيركيــت نتيجــة‬ ‫قضــى‬ ‫َ‬ ‫التثبيــط الجزئــي لمســارات البقــاء‪ .‬تقــول‬ ‫ســابين‪" :‬لقــد أثبتــت النتائــج التــي توصلنــا‬ ‫كاف للقضــاء‬ ‫ٍ‬ ‫إليهــا أن اســتهداف ‪ Pim-1‬غيــر‬ ‫ً‬ ‫تمامــا علــى لمفومــة بيركيــت‪ ،‬ممــا يشــير‬ ‫إلــى الحاجــة لعالجــات تجميعيــة توافقيــة‬ ‫ضــد بروتينــات البقــاء البالســمية الرئيســية‬ ‫األخــرى"‪ ،‬وتشــير ســابين إلــى الجهــود الهائلــة‬ ‫المبذولــة حاليـ ًـا لتطويــر مثبطــات دوائيــة تمنــع‬ ‫نشــاطات ‪ Pim-1‬المضــادة لمــوت الخاليــا‬ ‫المبرمــج‪ .‬ومــن شــأن هــذه العالجــات الجمــع‬ ‫بيــن األجســام المضــادة وحيــدة النســيلة‬ ‫المضــادة لمســتقبالت ‪ CD95‬مــع العالجــات‬ ‫الكيميائيــة محــددة الهــدف‪.‬‬ ‫ماتــو نصــري تؤكــد‪" :‬فــي العمــل‬ ‫المســتقبلي‪ ،‬نخطــط للجــوء إلــى أســلوب‬ ‫العــاج الجينــي المناعــي ضــد لمفومــة‬ ‫بيركيــت عــن طريــق القضــاء علــى الجيــن‬ ‫المعبــر عــن ‪ ،Pim-1‬ثــم اســتهداف بروتينــات‬ ‫ّ‬ ‫ـتح َّثة‪ ،‬التــي ُيحتَ مــل أن‬ ‫الســطح الخلــوي المسـ َ‬ ‫تكــون مشــاركة فــي بقــاء الخليــة"‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪© BSIP SA / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫‪Matou-Nasri, S., Rabhan, Z., Al-Baijan, H.,‬‬ ‫‪Al-Eidi, H., Bin Yahya, W. et al. CD95-mediat‬‬‫‪ed apoptosis in Burkitt’s lymphoma B-cells‬‬ ‫‪is associated with Pim-1 down-regulation,‬‬ ‫‪Biochimica et Biophysica Acta (BBA) - Molec‬‬‫‪ular Basis of Disease S0925-4439, 30230-7‬‬ ‫‪(2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪29‬‬


‫يحتوي عشب الجياوجوالن‬ ‫على أكثر من مئة مركب‬ ‫مضاد للسرطان‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫عالجات عشبية صينية‬ ‫تنتج أدوية مضادة للسرطان‬ ‫قائمة مختارة من النباتات الطبية الصينية تحتوي عىل أقوى المركبات المضادة للرسطان يمكنها إنتاج أدوية‬ ‫جديدة لعالج ض‬ ‫المر� ‪.‬‬

‫ً‬ ‫نباتا فقط‬ ‫حدد العلماء ‪57‬‬ ‫الحتمال احتوائها على‬

‫مركبات مختلفة مضادة‬ ‫للسرطان‬

‫‪Dai, S. X., Li, W. X., Han, F. F., Guo, Y. C., Zheng, J. J., Liu, J. Q., Wang,‬‬ ‫‪Q., Gao, Y. D., Li G. H., Huang J. F. In silico identification of anti-cancer‬‬ ‫‪compounds and plants from traditional Chinese medicine data‬‬‫‪base. Scientific Reports 6, 25462 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪31‬‬

‫‪© MANFRED RUCKSZIO / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫تقــدم النباتــات الطبيــة المســتخدمة فــي العالجــات التقليديــة كنـ ً‬ ‫ـزا‬ ‫ـا مــن المركبــات لشــركات األدويــة التــي تبحــث عــن‬ ‫دفينـ ًـا محتمـ ً‬ ‫عــاج ناجــع للســرطان‪ .‬ولكــن فــي ظــل وجــود العديــد مــن النباتــات‬ ‫التــي يســتخدمها المعالجــون‪ ،‬كان مــن الصعــب تحديــد النبــات‬ ‫األغنــى بالجزيئــات المحتملــة شــبيهة الــدواء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حاليــا وســيلة للتنبــؤ بــأي النباتــات أكثــر فاعليــة‪.‬‬ ‫طــور العلمــاء‬ ‫ً‬ ‫ركــز العلمــاء علــى ‪ 57‬نباتــا فقــط الحتمــال احتوائهــا علــى مركبــات‬ ‫مختلفــة مضــادة للســرطان‪ ،‬وذلــك مــن قائمــة تضــم أكثــر مــن‬ ‫‪ 2,400‬نبــات موجــودة بقاعــدة بيانــات "آت تايــوان" للطــب‬ ‫الصينــي التقليــدي‪ ،‬وهــي أكبــر‬ ‫مســتودع مفتــوح علــى مســتوى‬ ‫العالــم لألدويــة الصينيــة التقليديــة‪.‬‬ ‫وتتضمــن قاعــدة البيانــات تفاصيــل‬ ‫حــول العالقــة التــي تربــط هــذه‬ ‫النباتــات بأكثــر مــن ‪ 21‬ألــف مركــب‬ ‫نقــي‪.‬‬ ‫يقــول الباحــث المتخصــص فــي‬ ‫المعلوماتيــة الحيويــة شــاو زينــج داي‪،‬‬ ‫مــن معهــد كونمينــج لعلــم الحيــوان‬ ‫التابــع لألكاديميــة الصينيــة للعلــوم‪:‬‬ ‫إن هــذه القائمــة المتنوعــة التــي تضــم ‪ 57‬نباتـ ًـا ومــا تحملــه مــن‬ ‫مركبــات "تســتحق إجــراء المزيــد مــن الدراســات عليهــا‪ ،‬فهــي‬ ‫ً‬ ‫فرصــا إضافيــة لتطويــر أدويــة جديــدة لعــاج الســرطان"‪.‬‬ ‫توفــر‬ ‫اســتخدم داي وزمــاؤه أســاليب حاســوبية لتحديــد أي مــن‬ ‫آالف المركبــات الموجــودة فــي "قاعــدة بيانــات آت تايــوان‬ ‫للطــب الصينــي التقليــدي" لديهــا إمكانــات محتملــة لمكافحــة‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫حاســوبيا‬ ‫أســلوبا‬ ‫الســرطان‪ .‬ففــي عــام ‪ 2012‬طــور الفريــق‬ ‫يســمى ‪ CDRUG‬يقــارن التركيــب الكيميائــي لجزيئــات ذات‬ ‫نشــاط غيــر معلــوم بجزيئــات أخــرى ثبــت حملهــا لخــواص مضــادة‬ ‫للســرطان موجــودة فــي مكتبــة ضخمــة‪ .‬باســتخدام هــذه‬ ‫الطريقــة‪ ،‬تمكــن الفريــق البحثــي مــن التركيــز علــى ‪ 5,278‬مركبـ ًـا‬ ‫ًّ‬ ‫جزيئيــا أدويــة معروفــة مســتخدمة فــي عــاج الســرطان‬ ‫يشــبه‬ ‫وأخــرى مرشــحة لعالجــه‪.‬‬ ‫ثــم بحــث فريــق داي بعــد ذلــك عــن النباتــات التــي تتوفــر‬ ‫فيهــا تلــك المركبــات‪ .‬وتوصــل التحليــل الــذي أجــروه إلــى ‪57‬‬

‫نباتـ ًـا‪ ،‬يحتــوي كل منهــا علــى ثمانيــة مركبــات علــى األقــل لديهــا‬ ‫القــدرة علــى اســتهداف الــورم‪ .‬بينمــا احتــوى عشــب الجياوجــوالن‬ ‫المتســلق واســمه العلمــي ‪ Gyostemma pentaphyllum‬علــى‬ ‫أكبــر عــدد مــن تلــك المركبــات‪ ،‬إذ وجــدوا بــه ‪ 104‬مركبــات‪.‬‬ ‫كشــف بحــث فــي األدبيــات العلميــة المنشــورة حــول الموضوع‬ ‫عــن أن علمــاء تعرفــوا فــي الســابق علــى العديــد مــن تلــك‬ ‫النباتــات الحاملــة لخصائــص مضــادة للســرطان‪ .‬وشــملت تلــك‬ ‫النباتــات الجينســنج‪ ،‬والمريميــة الحمــراء‪ ،‬والجريــس الصينــي‪،‬‬ ‫والعديــد مــن األعشــاب والشــجيرات األخــرى‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬لــم‬ ‫تجــر دراســة علــى نطــاق واســع مــن‬ ‫قبــل علــى أربعــة وعشــرين مــن‬ ‫النباتــات الغنيــة بالمركبــات المحتملــة‬ ‫المضــادة للســرطان‪ .‬يقــول داي إن‬ ‫هــذه النباتــات التــي تــم التعــرف عليهــا‬ ‫ـاال أوســع للبحــث عــن‬ ‫حديثـ ًـا تفتــح "مجـ ً‬ ‫عناصــر محتملــة مضــادة للســرطان"‪.‬‬ ‫حقــق هــذا النهــج بعــض النجاحــات‬ ‫فــي الماضــي‪ ،‬فمنــذ أكثــر مــن‬ ‫ً‬ ‫عامــا‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪،‬‬ ‫خمســين‬ ‫اســتُ خرج دواءان للعــاج الكيميائــي‬ ‫(الفينبالســتين والفينكرســتين) مــن نبــات حلــزون البحــر الــوردي‬ ‫ناق َّيــة)‪ ،‬وهــو أحــد النباتــات المهمــة المســتخدمة فــي الطــب‬ ‫(الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫حاليــا قائمــة األدويــة األساســية‬ ‫التقليــدي الصينــي‪ .‬وتتضمــن‬ ‫التابعــة لمنظمــة الصحــة العالميــة هذيــن العالجيــن الكيميائييــن‬ ‫بصفتهمــا اثنيــن مــن أهــم األدويــة الالزمــة فــي نظــام الرعايــة‬ ‫الصحيــة األساســي‪.‬‬ ‫يقتــرح تحليــل داي وزمــاؤه نباتــات أخــرى لدراســتها للوصــول‬ ‫إلــى المزيــد مــن األدويــة المحتملــة‪ .‬وقــد تمتــد أســاليبهم‬ ‫التوقعيــة إلــى قوائــم مــن النباتــات المســتخدمة فــي ثقافــات‬ ‫ـتخدمة فــي الطــب التقليــدي العربــي‪.‬‬ ‫أخــرى‪ ،‬تتضمــن تلــك المسـ َ‬


‫جزيئات تغير شكلها استجابة للضوء‬

‫أ‬ ‫استجابة للضوء‪ ،‬تعمل كذيول اصطناعية لتوجيه أ‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫الدوية ف ي� جميع‬ ‫الصالح‪،‬‬ ‫لتغ�ات شكلية قابلة للرد أو إ‬ ‫ال� تخضع ي‬ ‫السالك النانوية ي‬ ‫أنحاء الجسم‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫‪© JAMES KING-HOLMES/OCMS/SCIENCE PHOTO LIBRARY/ GETTY IMAGES‬‬

‫ً‬ ‫ســتوحى التقــدم فــي تكنولوجيــا‬ ‫كثيــرا مــا ُي‬ ‫َ‬ ‫النانــو مــن التصاميــم الموجــودة فــي الطبيعــة‪.‬‬ ‫فالجزيئــات الصغيــرة التــي يمكنهــا تغييــر شــكلها‬ ‫ســابحة عبــر الجســم‪ ،‬فــي‬ ‫ً‬ ‫اســتجابة للمؤثــرات‬ ‫ً‬ ‫محــاكاة للبكتيريــا‪ ،‬قــد تســاعد العلمــاء ذات يــوم‬ ‫فــي تطويــر أنظمــة حديثــة مبتكــرة للتوصيــل‬ ‫ً‬ ‫ـتنادا إلــى هــذا المبــدأ‪،‬‬ ‫المســتهدف لألدويــة‪ .‬واسـ‬ ‫طــور باحثــون مــن مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫ً‬ ‫أســاكا نانويــة تنحنــي اســتجابة‬ ‫لألبحــاث الطبيــة‪،‬‬ ‫ألطــوال الموجــات الضوئيــة المرئيــة‪ ،‬وتعــود‬ ‫إلــى ســابق وضعهــا فــي وجــود األشــعة فــوق‬ ‫ا لبنفســجية ‪.‬‬ ‫ربيــع القيســي‪ ،‬الباحــث فــي كيميــاء المــواد‪،‬‬ ‫(الكيميــاء االصطناعيــة) بالمركــز‪ ،‬والــذي قــاد‬ ‫المشــروع بالتعــاون مــع باحثيــن مــن جامعــة‬ ‫كاليفورنيــا ريفرســايد بالواليــات المتحــدة‪،‬‬ ‫يقــول‪" :‬ألهمتنــا طريقــة دفــع البكتيريــا لنفســها‬ ‫فــي الســوائل باســتخدام ســياطها أو ذيولهــا‪،‬‬ ‫ـتعملة الطاقــة الكيميائيــة وقـ ً‬ ‫ـودا" ويســتطرد‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مسـ‬ ‫"كان هدفنــا محــاكاة الطبيعــة مــن خــال تصنيــع‬ ‫أســاك نانويــة مثــل الســياط‪ ،‬بحيــث تتحــرك‬ ‫ً‬ ‫بديــا‪.‬‬ ‫وقــودا‬ ‫مســتخدمة الضــوء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طــور العلمــاء بالفعــل بلــورات جزيئيــة تســتجيب‬ ‫ألطــوال موجيــة مختلفــة مــن الضــوء وتخضــع‬ ‫لتغيــرات فــي تكوينهــا الجزئــي‪ .‬هــذه الخصائــص‬ ‫’الميكانيكيــة الضوئيــة‘ مرغــوب فيهــا بشــدة‪،‬‬ ‫التغيــرات الشــكلية قابلــة‬ ‫وخاصــة إذا كانــت هــذه‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫للــرد مــرة أخــرى‪ ،‬بحيــث يمكــن تكــرار حركــة مــا أو‬ ‫إعــادة اســتعمال الجــزيء‪ .‬هنــاك نوعــان مــن قابليــة‬ ‫الــرد‪ :‬النــوع ‪( T‬حيــث يعــود الجــزيء الــذي تغيــر شــكله‬ ‫بســبب الضــوء ببــطء إلــى شــكله األصلــي بعــد‬ ‫بتغيــر‬ ‫فتــرة زمنيــة)‪ ،‬أو النــوع ‪( P‬حيــث يجــري التحكــم‬ ‫ُّ‬ ‫الشــكل فــي كال االتجاهيــن عــن طريــق التعــرض‬ ‫ألطــوال موجيــة مختلفــة مــن الضــوء)‪.‬‬ ‫"حتــى اآلن‪ ،‬لــم يتمكــن العلمــاء مــن ابتــكار‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ضوئيــا بمقيــاس‬ ‫منشــط‬ ‫مشــغل مــن النــوع ‪P‬‬ ‫النانــو ‪-‬وهــو المكــون الــذي يحــول الطاقــة إلــى‬ ‫حركــة ميكانيكيــة"‪ ،‬وفــق القيســي‪ .‬ويضيــف‪" :‬عــن‬ ‫طريــق تركيــب الجــزيء العضــوي المناســب‪ ،‬تمكنّ ــا‬ ‫مــن توليــد أول مشــغل ميكانيكــي ضوئــي مــن‬ ‫النــوع ‪ P‬بســماكة نانويــة"‪.‬‬ ‫لقــد ّ‬ ‫ولــف الباحثــون جزيئهــم المبتكــر‪ ،‬الــذي‬ ‫ُيدعــى ‪ ،9DVAM‬عــن طريــق تفاعــل مشــتق مــن‬ ‫هيدروكربــون األنثراســين مــع مركــب عضــوي‬ ‫يســمى مالونونیتریــل‪ ،‬وتــم تصنيــع أســاك‬ ‫نانويــة مــن البلــورات الجزيئيــة التــي تنحنــي وتعــود‬

‫بلورات جزيئية ميكانيكية ضوئية ُط ّورت من ِقبل باحثي مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‪ ،‬يمكنها تغيير شكلها استجابة للضوء‪.‬‬

‫حيث تنحني وتعود إلى وضعها السابق مرار ًا عند تعريضها للضوء المرئي ذي األطوال الموجية المختلفة‪ ،‬وقد تثبت يوم ًا ما أنها مفيدة من‬ ‫معينة في الجسم‪.‬‬ ‫أجل ابتكار ّ‬ ‫’دفة‘ لتوجيه كبسوالت األوعية الدقيقة مباشرة نحو مواقع ّ‬

‫إلــى وضعهــا الســابق بشــكل متكــرر بفعــل التحفيــز‬ ‫للتغيــرات‬ ‫الضوئــي‪ .‬وكشــف التحليــل اإلضافــي‬ ‫ُّ‬ ‫البنيويــة الطارئــة علــى الجــزيء ‪ 9DVAM‬باســتخدام‬ ‫حيــود األشــعة الســينية‪ ،‬أن الجــزيء كان يتغيــر بيــن‬ ‫شــكلين مصاوغيــن (توجهــات مختلفــة للــذرات‬ ‫اســتجابة للضــوء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ضمــن الجــزيء)‬ ‫التغيــرات المتعلقــة بالتكويــن تقــدم أكبــر‬ ‫"هــذه‬ ‫ُّ‬ ‫انزيــاح ممكــن فــي الجــزيء‪ ،‬وهــذا يعنــي أقصــى‬ ‫توليــد للطاقــة"‪ ،‬كمــا يوضــح القيســي‪ .‬ويضيــف‪:‬‬ ‫"إن هــذا يضــع األســس لبنــاء التغيــرات الجزيئيــة‪،‬‬ ‫أو تصنيــع ســياط روبوتيــة اصطناعيــة يمكــن‬ ‫تركيبهــا علــى ناقــات محملــة بالعقاقيــر‪ ،‬ممــا يتيــح‬ ‫توجيههــا نحــو مواقــع األورام المســتهدفة"‪.‬‬

‫يؤكــد القيســي‪" :‬إننــا فــي المراحــل المبكــرة مــن‬ ‫وضــع نظــم يمكــن اســتخدامها داخــل الجســم‪ ،‬حيــث‬ ‫يســود الظــام‪ .‬ويمكننــا عــن طريــق االســتفادة مــن‬ ‫توليفــات ذكيــة‪ ،‬تطويــر جزيئــات مفعلــة باســتخدام‬ ‫أشــعة قريبــة مــن تحــت الحمــراء‪ ،‬يمكنهــا اختــراق‬ ‫الجســم"‪.‬‬ ‫‪Zhu, L., Tong, F., Zaghloul, N., Baz, O., Bardeen, C.J.‬‬ ‫‪et al. Characterization of a P-type photomechan‬‬‫‪ical molecular crystal based on the E – Z photoi‬‬‫‪somerization of 9-divinylanthracene malonitrile.‬‬ ‫‪Journal of Materials Chemistry C 4, 8245-8252‬‬ ‫‪(2016).‬‬


‫عما قريب يمكن توصيل المزيد من أ‬ ‫الدوية‬ ‫بع� الجلد بواسطة الببتيدات‪.‬‬

‫تصعــب عمليــة توصيــل الــدواء عبــر الجلــد؛ حيــث‬ ‫نفــاذة ألغلــب‬ ‫يتكــون مــن طبقــة واقيــة غيــر ّ‬ ‫المركبــات‪ .‬وإيجــاد حــل لهــذه المســألة أمــر مثيــر‬ ‫لالهتمــام‪ ،‬فعلــى عكــس الطريــق الوريــدي‪ ،‬يعتبــر‬ ‫إيصــال العالجــات عبــر الجلــد أسـ ً‬ ‫ـلوبا غيــر جائــر‪ ،‬كمــا‬ ‫أنــه يتجــاوز المــرور علــى الجهــاز الهضمــي‪ ،‬ممــا قــد‬ ‫يحســن مــن امتثــال المريــض لتنــاول الــدواء‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫"هــذا هــو الســبب فــي اكتســاب مســألة إيصــال‬ ‫الجزيئــات الدوائيــة مــن خــالل الجلــد اهتمامـ ًـا علميـ ًـا‬ ‫ـال علــى مــدى الســنوات الماضيــة"‪ ،‬كمــا يقــول‬ ‫هائـ ً‬ ‫أنكــور جوتــام‪ ،‬الباحــث فــي مجــال المعلوماتيــة‬ ‫الحيويــة مــن معهــد التكنولوجيــا الميكروبيــة التابــع‬ ‫لمجلــس البحــوث العلميــة والصناعيــة فــي الهنــد‪.‬‬ ‫اكتشــف جوتــام وزمــالؤه فــي وقــت ســابق أن‬ ‫أحــد الببتيــدات (مركــب مكــون مــن أحمــاض أمينيــة‬ ‫مرتبطــة ببعضهــا)‪ ،‬لديــه خاصيــة اختــراق الخليــة‪،‬‬

‫ً‬ ‫أيضــا توصيــل مجموعــة مــن جزيئــات‬ ‫ويســتطيع‬ ‫المــواد العالجيــة عبــر أغشــية الخاليــا الســرطانية‪.‬‬ ‫الببتيــد المســمى ‪ ،IMT�P8‬ينتمــي إلــى عائلــة‬ ‫مــن الببتيــدات القــادرة علــى النفــاذ إلــى داخــل‬ ‫الخاليــا مــن خــالل األغشــية الحيويــة دون التســبب‬ ‫فــي إحــداث ضــرر جســيم‪ .‬كمــا أن لديــه القــدرة‬ ‫علــى نقــل حمــوالت متنوعــة ‪-‬مثــل جزيئــات‬ ‫صغيــرة‪ ،‬وببتيــدات‪ ،‬وبروتينــات‪ ،‬وأحمــاض نوويــة‪،‬‬ ‫وجســيمات نانويــة‪ -‬إلــى داخــل الخليــة‪.‬‬

‫يشــير هذا االكتشــاف إلى أن الببتيد ‪ IMT�P8‬قد‬ ‫يكــون مرشـ ً‬ ‫ـال لتوصيــل مختلِ ــف التركيبــات‬ ‫ـحا محتمـ ً‬ ‫الدوائيــة لعــالج العــدوى الجلديــة الموضعيــة‪ ،‬فــي‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫يشــير جوتــام إلــى أن الدراســة مــا زالــت أوليــة‪،‬‬ ‫وأن إيصــال العالجــات موضعيـ ًـا باســتخدام ببتيدات‬ ‫صغيــرة مــا زال فــي مراحلــه البدائيــة‪.‬‬ ‫ويضيــف‪" :‬دراســتنا تُ َعــد خطــوة إلــى األمــام‬ ‫فــي هــذا االتجــاه‪ .‬ونؤمــن أنــه فــي المســتقبل‬ ‫ســيتم تقييــم العديــد مــن الببتيــدات األخــرى‬ ‫المحتملــة‪ ،‬التــي لديهــا إمكانــات النفــاذ إلــى داخــل‬ ‫الخاليــا‪ ،‬مــن حيــث قدرتهــا علــى إيصــال الــدواء مــن‬ ‫خــالل االســتخدام الموضعــي"‪.‬‬ ‫ويوضــح جوتــام أنهــم بحاجــة إلجــراء العديــد مــن‬ ‫الخطــوات قبــل تطبيــق نتائــج تلــك االكتشــافات‬ ‫علــى البشــر‪ .‬ويضيــف‪" :‬اختبرنــا الببتيــد ‪IMT�P8‬‬ ‫علــى جلــد الفئــران‪ ،‬ونخطــط الختبــار قدراتــه علــى‬ ‫عينــات لخزعــات مــن الجلــد البشــري"‪.‬‬ ‫كمــا يخطــط فريــق البحــث أيضـ ًـا لتصميــم تركيبــات‬ ‫مختلفــة مــن الببتيــد ‪ IMT�P8‬لتحســين قدرتــه علــى‬ ‫االختــراق والتوصيــل‪.‬‬

‫يقــول جوتــام إن مــن أكثــر األشــياء التــي‬ ‫اكتشــفوها إثــارةً ‪ ،‬أن الببتيــد ‪ IMT�P8‬يســتطيع‪ ،‬فــي‬ ‫ً‬ ‫المتَ َق ِّرنَ ــة‪ ،‬وهــي‬ ‫الفئــران‬ ‫أيضــا‪ ،‬أن يعبــر الطبقــة ُ‬ ‫الطبقــة الخارجيــة للجلــد المكونــة مــن خاليــا ميتــة‪.‬‬

‫‪Gautam, A., Nanda, S.J., Samuel S. J., Kumari, M. et al.‬‬

‫"في المستقبل سيتم تقييم‬ ‫العديد من الببتيدات األخرى‬ ‫المحتملة‪ ،‬التي لديها إمكانات‬ ‫النفاذ إلى داخل الخاليا‪ ،‬من‬ ‫حيث قدرتها على إيصال‬ ‫الدواء من خالل االستخدام‬ ‫الموضعي"‬

‫‪Topical delivery of protein and peptide using novel‬‬ ‫‪cell penetrating peptide IMT-P8. Scientific Reports‬‬ ‫‪6, 26278 (2016).‬‬

‫اﻟﻌـﺪد رﻗـﻢ‬

‫‪2‬‬

‫‪33‬‬

‫‪© PHOTOTAKE INC. / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫استهداف‬ ‫السرطان‬ ‫من خالل‬ ‫الجلد‬

‫باحثون يختبرون مركبات‬ ‫جديدة قد تستطيع توصيل‬ ‫الدواء عبر الجلد وإلى داخل‬ ‫الخاليا السرطانية‪.‬‬


‫ُجسيمات نانوية ذكية لنقل‬ ‫عقاقير مضادة للسرطان‬ ‫ُجسيمات نانوية فلوريسنتية مغناطيسية تنجح ف ي� نقل عقار مضاد للرسطان إىل خاليا رسطان الثدي‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬

‫‪2017‬‬


‫"عند وجود نظام توصيل جيد التصميم‪ ،‬باإلمكان تعزيز‬ ‫الس ِّم َّية (في الخاليا السرطانية)‪ ،‬حتى مع وجود‬ ‫االستجابة ُّ‬ ‫استهداف غير فعال"‬

‫محملة‬ ‫ُجسيمات نانوية ّ‬ ‫بالدواء تستهدف خاليا‬ ‫سرطان الثدي وتقتلها‬

‫ُجســيمات نانويــة تدمــج بيــن القــدرة العالجيــة‬ ‫ً‬ ‫أيضــا باســم ’التشــخيصية‪-‬‬ ‫والتشــخيصية‪ ،‬وتُ عــرف‬ ‫العالجيــة‘‪ .‬فــي دراســة حديثــة نُ شــرت فــي‬ ‫ً‬ ‫حيويــا ‘‪Bioconjugate‬‬ ‫مجلــة الكيميــاء المترافقــة‬ ‫‪ .’Chemistry‬يصــف البوبــو وفريقــه فــي جامعــة‬ ‫الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪،‬‬ ‫وفــي مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة التابــع للشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس‬ ‫الوطنــي فــي الســعودية‪ ،‬كيــف تســتطيع‬ ‫الجســيمات النانويــة الفلوريســنتية المغناطيســية‬ ‫ُ‬ ‫المبتكــرة‪ ،‬نقــل الــدواء المضــاد للســرطان إلــى خاليــا‬ ‫ســرطان الثــدي‪ ،‬بانتقائيــة فائقــة‪.‬‬ ‫الجســيمات النانويــة المركبــة مــن‬ ‫أظهــرت‬ ‫ُ‬ ‫آمــاال كبيــرة‬ ‫األكســيد المعدنــي المغناطيســي‬ ‫ً‬ ‫تبايــن للرنيــن‬ ‫لتشــخيص األمــراض‪ ،‬كعامــل‬ ‫ُ‬ ‫المغناطيســي مــن ناحيــة وكعامــل لنقــل الــدواء‬ ‫مــن الناحيــة األخــرى‪ّ .‬إل أنّ ــه مــن الصعــب للغايــة‬ ‫الجســيمات لالســتخدام فــي التطبيقــات‬ ‫إنتــاج هــذه ُ‬ ‫الســريرية علــى نطــاق واســع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أســلوبا‬ ‫طــور باحثــون بقيــادة البوبــو‬ ‫مــن َثــم‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الجســيمات النانويــة مــن األكســيد‬ ‫فريــدا إلنتــاج ُ‬ ‫المعدني المغناطيســي بســهولة وبأســعار رخيصة‬ ‫وبأمــان‪ .‬تتيــح المنهجيــة الجديــدة للباحثيــن ‪-‬وتُ دعــى‬ ‫’الترسـ�يب األساسـ�ي المتحلل بالمـ�اء‘( (�‪Ko-precip‬‬ ‫‪ )itation Hydrolytic Basic‬توليف ُجســيمات يتراوح‬ ‫حجمهــا بيــن ‪2‬و ‪ 6‬نانومتــرات مــن مــواد أوليــة غيــر‬ ‫ســامة ومتوفــرة بســهولة وبأســعار معقولــة‪،‬‬ ‫وذلــك عنــد ‪ 80‬درجــة مئويــة‪ ،‬وتُ َعــد أقــل بكثيــر مــن‬ ‫المتبعــة اليــوم والتــي تتطلــب مــا‬ ‫التقنيــات الحراريــة ُ‬ ‫بيــن ‪ 200‬إلــى ‪ 300‬درجــة مئويــة‪ .‬يوضــح البوبــو أنــه‬

‫فعالــة أكثــر مــن دوكسوروبيســين الحــر فحســب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن تأثيــر الــدواء علــى الخاليــا‬ ‫إنّ مــا األهــم مــن ذلــك‪ّ ،‬‬ ‫الســرطانية كان أكبــر مــن تأثيــره علــى الخاليــا غيــر‬ ‫الســرطانية‪.‬‬ ‫بفضــل الســمات الفلوريســنتية والمغناطيســية‬ ‫للجســيمات‪ ،‬اســتطاع الباحثــون إجــراء تصويــر‬ ‫ُ‬ ‫حملــة بالــدواء‬ ‫الجســيمات‬ ‫إلكترونــي لتلــك‬ ‫الم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وعــرض امتصــاص الخاليــا للــدواء‪ ،‬حتــى فــي‬ ‫أنســجة الــورم المأخــوذة مــن مرضــى مصابيــن‬ ‫ً‬ ‫خالفــا للدوكسوروبيســين الحــر‪،‬‬ ‫بســرطان الثــدي‪.‬‬ ‫الــذي يدخــل الخليــة عبــر عمليــة انتشــار غيــر فعالــة‬ ‫(ســلبية) مــن خــال الغشــاء الخلــوي‪ ،‬اختلــف األمــر‬ ‫الجســيمات النانويــة المحملــة بالــدواء؛ إذ ّ‬ ‫حثــت‬ ‫مــع ُ‬ ‫علــى عمليــة االلتقــام الخلــوي أو البلعمــة‪ ،‬وهــي‬ ‫العمليــة التــي يحــدث فيهــا التهــام ذاتــي للخاليــا‪.‬‬ ‫الجســيمات علــى نقل عقــار العالج‬ ‫إن قــدرة هــذه ُ‬ ‫ّ‬ ‫الكيميائــي للخاليــا الســرطانية بانتقائيــة‪ ،‬أمــر‬ ‫صمــم‬ ‫مدهــش إلــى حــد مــا‪ .‬مــع العلــم أنّ هــا لــم تُ َّ‬ ‫ضــد هــدف جزيئــي فــي هــذه الخاليــا‪ .‬يقــول‬ ‫البوبــو‪" :‬تشــير هــذه النتائــج إلــى أنّ ــه عنــد وجــود‬ ‫نظــام توصيــل جيــد التصميــم‪ ،‬باإلمــكان تعزيــز‬ ‫ــم َّية [فــي الخاليــا الســرطانية]‪،‬‬ ‫االســتجابة‬ ‫الس ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫حتــى مــع وجــود اســتهداف غيــر فعــال"‪.‬‬ ‫‪El-Boubbou, K., Ali, R., Bahhari, H. M., AlSaad, K.O.,‬‬ ‫‪Nehdi, A., et al. Magnetic fluorescent nanoformula‬‬‫‪tion for intracellular drug delivery to human breast‬‬ ‫‪cancer, primary tumors, and tumor biopsies: Be‬‬‫‪yond targeting expectations. Bioconjugate Chemis‬‬‫‪try 27, 1471-1483 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪35‬‬

‫\ ‪© J. SZULCZEWSKI, D. INMAN, K. ELICEIRI, P. KEELY \ NCI‬‬ ‫‪CARBONE CANCER CENTER AT THE UNIV. OF WISCONSIN‬‬

‫ـهم إلــى حــد‬ ‫اســتطاعت العالجــات الكيميائيــة أن تُ سـ ِ‬ ‫ـن‬ ‫كبيــر فــي زيــادة نســب النجــاة مــن الســرطان‪ .‬لكـ ّ‬ ‫ـرا مــا تســبب آثـ ً‬ ‫هــذه العالجــات كثيـ ً‬ ‫ـارا جانبيــة خطــرة‬ ‫بســبب عــدم قدرتهــا علــى التمييــز بيــن الخاليــا‬ ‫الســرطانية والخاليــا الســليمة‪ .‬البحــوث التــي‬ ‫تســعى إلــى تقليــل هــذه اآلثــار الضــارة مهمــة مــن‬ ‫أجــل ضمــان التــزام المرضــى بالعــاج وتحســين‬ ‫جــودة حياتهــم‪.‬‬ ‫يعمــل خيــر الديــن البوبــو ‪-‬أخصائــي الكيميــاء‬ ‫الحيويــة النانويــة‪ -‬منــذ عشــرة أعــوام علــى تصميــم‬

‫مــع اســتخدام التغليــف المناســب لتلــك الجســيمات‬ ‫المتولــدة‪ ،‬ســيصبح باإلمــكان اســتخدامها علــى‬ ‫نطــاق واســع فــي تطبيقــات الطــب الحيــوي‪ ،‬مثــل‬ ‫تشــخيص األمــراض والمســاعدة فــي التوصيــل‬ ‫المســتهدف لألدويــة‪.‬‬ ‫الجســيمات التــي ابتكروهــا‬ ‫حمــل الباحثــون ُ‬ ‫عندمــا َّ‬ ‫وقيمــوا‬ ‫بالعــاج الكيميائــي دوكسوروبيســين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تأثيراتــه علــى نوعيــن مــن الخاليــا الســرطانية فــي‬ ‫ســرطان الثــدي وعلــى خاليــا ســليمة‪ ،‬فاقــت النتائــج‬ ‫حملــة بالــدواء‬ ‫الم ّ‬ ‫الجســيمات ُ‬ ‫التوقعــات‪ .‬إذ لــم تكــن ُ‬


‫‪© JAMES DAVIES / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫المستخرجة من المشيمة قد يكون لها خصائص تتفوق على تلك المشتقة من أجزاء أخرى في الجسم‪.‬‬ ‫الخاليا الجذعية‬ ‫َ‬

‫بديل جذاب ووافر‬ ‫للخاليا الجذعية‬

‫قد تجد الخاليا الجذعية المستمدة من الدم أ‬ ‫المومي للمشيمة ش‬ ‫الب�ية تطبيقات‬ ‫عالجية فريدة؛ نظراً لخصائصها ي ز‬ ‫المم�ة‪.‬‬

‫الخاليــا الجذعيــة المتوســطية (‪ )MSCs‬هــي خاليــا‬ ‫’متعــددة القــدرات‘‪ ،‬لهــا قــدرة علــى التمايــز‬ ‫إلــى العديــد مــن أنــواع الخاليــا البالغــة بمــا فــي‬ ‫ذلــك العظــام‪ ،‬والغضاريــف‪ ،‬والخاليــا الدهنيــة‪.‬‬ ‫وتســتخرج معظــم الخاليــا الجذعيــة المتوســطية‬ ‫المســتخدمة فــي التطبيقــات العالجيــة مــن نخــاع‬ ‫العظــام‪ .‬غيــر أن عمليــة اســتخراجها صعبــة‪ ،‬كمــا‬ ‫تتناقــص قدرتهــا علــى التمايــز عــادة مــع زيــادة عمــر‬ ‫المتبــرع‪ .‬أضــف إلــى هــذا أن عمليــة جمعهــا‪ ،‬كمــا‬ ‫ّ‬ ‫ـا‪ ،‬وتعتبــر عقبــة‬ ‫هــو معــروف‪ ،‬تســتغرق وقتـ ًـا طويـ ً‬ ‫العلمــاء للبحــث عــن‬ ‫علــى المتبــرع‪ ،‬كل هــذا دفــع‬ ‫َ‬ ‫مصــادر بديلــة للخاليــا الجذعيــة المتوســطية‪.‬‬ ‫عمــد محمــد أبــو مرعــي ‪-‬أخصائــي البيولوجيــا‬ ‫الخلويــة‪ ،‬مــن مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة‪ -‬مــع زمــاء محلييــن ودولييــن‪،‬‬ ‫إلــى اســتخراج وتصنيــف خاليــا جذعيــة متوســطية‬ ‫مــن "الغشــاء الســاقط القاعــدي"‪ ،‬وهــو جــزء‬ ‫‪36‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫معــرض بشــدة لاللتهــاب‬ ‫مــن المشــيمة البشــرية‬ ‫ّ‬ ‫وإجهــاد التأكســد فــي المراحــل المبكــرة مــن الحمــل‪.‬‬ ‫ووجــد الفريــق أن هــذا الغشــاء والخاليــا الجذعيــة‬ ‫المتوســطية المســتخرجة مــن نخاع العظــام يمكنهما‬ ‫التمايــز بطريقــة مماثلــة إلــى خاليــا عظميــة وخاليــا‬ ‫غضروفيــة وخاليــا دهنيــة‪ .‬األهــم مــن ذلــك‪ ،‬أن‬ ‫هــذه الخاليــا تفــرز مزيجـ ًـا مــن الســيتوكينات وعوامــل‬ ‫المعدلــة للمناعــة التــي تُ ســتخدم‬ ‫النمــو والجزيئــات‬ ‫ّ‬ ‫عــادة لحمايــة الجنيــن‪ .‬ويعتقــد الباحثــون أن الغشــاء‬ ‫الســاقط القاعــدي قــد يثبــت أنــه مصــدر للخاليــا‬ ‫الجذعيــة المتوســطية علــى درجــة الجــودة نفســها‪،‬‬ ‫إن لــم يكــن أفضــل‪ ،‬لالســتخدام فــي التطبيقــات‬ ‫ً‬ ‫وخصوصــا تلــك المتعلقــة باألمــراض‬ ‫العالجيــة ‪،‬‬ ‫العصبيــة التنكســية وأمــراض المناعــة الذاتيــة‪.‬‬ ‫لقــد ُد ِرســت فــي الماضــي مجموعــة كبيــرة‬ ‫ومتنوعــة مــن أنــواع الخاليــا الجذعيــة المتوســطية‬ ‫–ومــن ضمنهــا تلــك المســتمدة مــن الكبــد‪ ،‬ولــب‬

‫األســنان‪ ،‬واألنســجة الدهنيــة‪ ،‬وبطانــة الرحــم‪،‬‬ ‫واألنســجة العضليــة‪ ،‬والســائل األمنيوســي‬ ‫ودم الحبــل الســري والمشــيمة‪ .‬ولكــن لــم يكــن‬ ‫التركيــز بشــكل كبيــر علــى دراســة التركيبــة الجينيــة‬ ‫وخصائــص نمــو الخاليــا الجذعيــة المتوســطية‬ ‫المســتمدة مــن الغشــاء الســاقط القاعــدي‪.‬‬ ‫عــزل الباحثــون الخاليــا الجذعيــة المتوســطية‬ ‫المســتخرجة مــن الغشــاء الســاقط القاعــدي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ووصفــوا خصائصهــا الجينيــة ومظاهــر التعبيــر‬ ‫تعبــر عــن‬ ‫عــن بروتيناتهــا‪ .‬ووجــدوا أن هــذه الخاليــا ّ‬ ‫جزيئــات التصــاق تســاعد خاليــا أخــرى علــى االرتبــاط‬ ‫ً‬ ‫معــا‪ .‬كمــا أنهــا تهاجــر إلــى مواضــع االلتهــاب أو‬ ‫اإلصابــة عنــد اســتثارتها‪ .‬لهــذه الخصائــص آثــار‬ ‫ال تقتصــر علــى الطــب التجديــدي فحســب‪ ،‬بــل‬ ‫ً‬ ‫أيضــا؛ إذ يجــب أن ترتبــط‬ ‫علــى هندســة األنســجة‬ ‫الخاليــا الجذعيــة بأمــان إلــى ســقالة هيكليــة تُ دعــى‬ ‫المصفوفــة خــارج الخليــة‪.‬‬ ‫ـتخرجة‬ ‫تتوفــر الخاليــا الجذعيــة المتوســطية المسـ َ‬ ‫مــن الغشــاء الســاقط القاعــدي بغــزارة‪ ،‬ويســهل‬ ‫جمعهــا بعــد الــوالدة‪ .‬يرغــب الباحثــون فــي مواصلة‬ ‫دراســة كيفيــة اســتخدامها لعــاج بعــض األمــراض‪،‬‬ ‫مثــل تصلــب الشــرايين ومــرض ألزهايمــر ومــرض‬ ‫الشــلل الرعــاش‪.‬‬ ‫‪Abomaray, F. M., Al Jumah, M. A., Alsaad, K. O., Jawdat,‬‬ ‫‪D., Al Khaldi, A. et al. Phenotypic and functional charac‬‬‫‪terization of mesenchymal stem/multipotent stromal‬‬ ‫‪cells from decidua basalis of human term placenta.‬‬ ‫‪Stem Cells International 2016, 5184601 (2016).‬‬


‫خفضة قد تكون محدودة الكفاءة‪.‬‬ ‫الخوارزميات المعقدة التي تتيح إنتاج صور فائقة الجودة باستخدام مستويات إشعاع ُم ّ‬

‫ال� تحسن جودة الصورة ف� أ‬ ‫ت‬ ‫الشعة المقطعية مع خفض جرعة‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫التقنيات الجديدة ي‬ ‫الشعاع‪ ،‬قد تكون مرهونة بالمساومة عىل جودة الصورة عند عتبات معينة‪ ،‬ما قد يؤدي‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫إىل أخطاء ي� التشخيص‪.‬‬ ‫أتاحــت خوارزميــات التصويــر الحديثــة الحــد مــن تعـ ُّـرض‬ ‫المريــض لجرعــات إشــعاع عاليــة مــع الحفــاظ علــى‬ ‫جــودة الصــورة‪ ،‬فــي التصويــر المقطعي المحوســب‪.‬‬ ‫أن لهــذه الخوارزميــات‬ ‫أن الباحثيــن يحــذرون مــن ّ‬ ‫ّإل ّ‬ ‫جوانــب اســتخدام محــدودة‪ ،‬مرهونــة بالمســاومة‬ ‫علــى جــودة الصــورة وبالتالــي دقــة التشــخيص‪.‬‬ ‫منــذ عــام ‪ ،2011‬بــدأ األطبــاء المعالجــون فــي‬ ‫الشــؤون الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي فــي‬ ‫الســعودية فــي اســتخدام خوارزميــة إلعــادة تركيــب‬ ‫الصــورة تُ ســمى (‪" )ASIR‬إعــادة التركيــب التكييفــي‬ ‫اإلحصائــي المكــرر"؛ للحــد مــن ’تشــويش‘ الصــورة‬ ‫عنــد اســتخدام أجهــزة التصويــر المقطعــي‬ ‫المحوســب‪ُ ،‬بغيــة تحســين جــودة الصــورة‪.‬‬ ‫باإلمــكان تشــبيه ’تشــويش الصــورة‘ بالمعــادل‬ ‫البصــري للهمــس الدقيــق الــذي ُيســمع فــي الخلفيــة‬ ‫عنــد تشــغيل أجهــزة الراديــو القديمــة‪ .‬فــي صــورة‬ ‫جهــاز التصويــر المقطعــي المحوســب‪ ،‬يظهــر‬ ‫التشــويش علــى هيئــة بقــع أو لطخــات عشــوائية‬ ‫تقلــل مــن جــودة الصــورة بشــكل ملحــوظ‪ ،‬بالتالــي‬ ‫تصعــب مالحظــة اإلصابــات أو أي مظاهــر غيــر‬ ‫ُ‬ ‫طبيعيــة فــي الصــورة‪.‬‬

‫ً‬ ‫تقليديــا‪ ،‬يلجــأ‬ ‫ولخفــض تشــويش الصــورة‬ ‫أخصائــي األشــعة إلــى اســتخدام أســلوب ُيدعــى‬ ‫ّ‬ ‫’إســقاط خلفــي ُم َر ّشــح‘ (‪)FBP‬؛ إذ لطالمــا أنتــج صــورة‬ ‫واضحــة ودقيقــة‪.‬‬ ‫بفضــل التطـ ُّـورات فــي تقنيــات الكمبيوتــر‪ ،‬أصبــح‬ ‫مــن الممكــن اســتخدام النمــاذج الرياضيــة المعقــدة‬ ‫مثــل ‪ ASIR‬لتحســين جــودة الصــورة باســتخدام‬ ‫جرعــات إشــعاعية مخفضــة‪ .‬وهــذه مســألة مهمــة‪،‬‬ ‫خاصــة لمــن تســتلزم حالتهــم الخضــوع لسلســلة‬ ‫ً‬ ‫مــن التصويــر باألشــعة المقطعيــة‪ .‬تعتمــد هــذه‬ ‫ُّ‬ ‫التعلــم مــن المعطيــات التــي‬ ‫األســاليب علــى‬ ‫تُ ســتقى مــن جهــاز األشــعة الســينية لتعيــد تركيــب‬ ‫أجــزاء صــور األشــعة المقطعيــة المتأثرة بالتشــويش‪.‬‬ ‫الحــظ باحثــون ســعوديون انخفــاض دقــة ووضــوح‬ ‫َ‬ ‫المعالجــة بتقنيــة ‪ ،ASIR‬لذا قرروا تقييم‬ ‫بعــض الصــور‬ ‫أن‬ ‫تأثيــر هــذه التقنيــة علــى جــودة الصــورة للتأكــد مــن ّ‬ ‫اســتخدامها يضمــن عــدم المســاس بالمعلومــات‬ ‫التشــخيصية التــي يجــري التقاطهــا فــي التصويــر‬ ‫المقطعــي المحوســب‪ .‬قــاس الباحثــون جــودة الصــور‬ ‫التــي التُ قطــت بجرعــات إشــعاعية مختلفــة باســتخدام‬ ‫كلتــا التقنيتيــن‪ ،‬التقنيــة التقليديــة ‪ FBP‬وبتقنيــة ‪.ASIR‬‬

‫‪Hussain, F., Mail, N., Shamy, A., Alghamdi, S. & Saoudi,‬‬ ‫‪A. A qualitative and quantitative analysis of radiation‬‬ ‫‪dose and image quality of computed tomography‬‬ ‫‪images using adaptive statistical iterative reconstruc‬‬‫‪tion. Journal of Applied Clinical Medical Physics 17,‬‬ ‫‪419-432 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪37‬‬

‫‪© SERGIO AZENHA / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫الموازنة بين جرعة اإلشعاع‬ ‫وجودة الصورة في التصوير‬ ‫المقطعي المحوسب‬

‫وجــد الباحثــون أنّ ــه بينمــا تســاعد تقنيــة ‪ ASIR‬فــي‬ ‫ً‬ ‫مرهونــا‬ ‫أن ذلــك كان‬ ‫تحســين جــودة الصــورة‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫بمســتوى التعــرض لإلشــعاع الــذي اعتمــده مختــص‬ ‫األشــعة‪ ،‬وبنســبة مســتوى تقنيــة ‪ ASIR‬التــي‬ ‫اعتُ ِمــدت فــي التصويــر‪.‬‬ ‫وبعبــارة أخــرى‪ ،‬أســهمت تقنيــة ‪ ASIR‬فــي تحســين‬ ‫مســتوى الكثافــة النقطيــة (دقــة الصــورة)‪ ،‬حتــى عتبــة‬ ‫معينــة‪ ،‬بعدهــا تبــدأ جــودة الصــورة بالتــردي‪.‬‬ ‫"تتغيــر هــذه العتبــة لقيــم مرتفعــة أو منخفضــة‬ ‫بنــاء علــى الجرعــة اإلشــعاعية المســتخدمة فــي‬ ‫ً‬ ‫التفريســة (الوميضــة) إلنتــاج الصــورة"‪ ،‬كمــا أوضــح‬ ‫الباحثــون فــي دراســتهم التــي نُ ِشــرت فــي دوريــة‬ ‫الفيزيــاء الطبيــة التطبيقيــة اإلكلينيكيــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضــا إلــى أنّ ــه عندمــا يبــدأ‬ ‫أشــارت الدراســة‬ ‫انخفــاض الكثافــة النقطيــة للصــورة أو انخفــاض‬ ‫دقتهــا‪ ،‬قــد تختفــي مــن الصــورة بعــض المعلومــات‬ ‫المهمــة مــن الناحيــة اإلكلينيكيــة‪ .‬لــذا "علــى األطبــاء‬ ‫توخــي الحــذر عنــد اختيــار التصويــر المقطعــي‬ ‫المحوســب باســتخدام تقنيــة ‪."ASIR‬‬ ‫نتيجــة لهــذه الدراســة‪ ،‬يتجنــب فريــق البحــث حاليـ ًـا‬ ‫اســتخدام مســتويات مرتفعــة لتقنيــة ‪.ASIR‬‬ ‫أن هنــاك حاجــة إلجــراء المزيــد مــن‬ ‫ويــرى الباحثــون ّ‬ ‫األبحــاث؛ لتحديــد المعلومــات التشــريحية الدقيقــة‬ ‫التــي تختفــي عنــد تدنــي درجــة دقــة الصــورة أو‬ ‫حدتهــا‪.‬‬ ‫يــرى فهــد أحمــد حســين ‪-‬مــن الشــؤون الصحيــة‬ ‫أن "[النتائــج] ســتدفع‬ ‫بــوزارة الحــرس الوطنــي‪ّ -‬‬ ‫العلمــاء فــي هــذا المجــال إلــى إعــادة النظــر فــي‬ ‫’متــى وكيــف‘ تُ ســتخدم تقنيــة ‪ ASIR‬والخوارزميــات‬ ‫المشــابهة"‪.‬‬


‫كثير من عقاقير العالج الكيميائي‬ ‫يعمل عبر منع انقسام الخاليا أو‬ ‫إتالفها‪ ،‬مما يدفع الخاليا إلى تنشيط‬ ‫عملية ’الموت الخلوي المبرمج‘‪.‬‬

‫نشاط مزدوج لجزيء مضاد‬ ‫للسرطان‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫مختلفت�‪ ،‬مقدماً بذلك وسيلة فعالة للعالج‪.‬‬ ‫بطريقت�‬ ‫عامل مضاد للرسطان يقتل الخاليا‬

‫‪38‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫على الرغم من أنّ ه من‬ ‫أن ديجولين يسبب‬ ‫المعلوم ّ‬

‫أن‬ ‫الموت الخلوي المبرمج‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫اآللية التي يعمل بها ما زالت‬ ‫قيد البحث‪.‬‬

‫كشــف باحثــون مــن المملكــة العربيــة الســعودية‬ ‫وباكســتان النقــاب عــن اآلليــة الجزيئيــة وراء فاعليــة‬ ‫عامــل مضــاد لــأورام‪ ،‬هــو ديجوليــن‪.‬‬ ‫كثيــر مــن عقاقيــر العــاج الكيميائــي يعمــل عبــر‬ ‫منــع انقســام الخاليــا أو إتالفهــا‪ ،‬ممــا يدفــع الخاليــا‬ ‫إلــى تنشــيط عمليــة مــوت منســقة تُ عـ َـرف بـ’الموت‬ ‫الخلــوي المبرمــج‘‪ .‬وهــو وســيلة فعالــة يســتخدمها‬ ‫الجســم للتخلــص مــن الخاليــا المعتلــة‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دقيقــا‪ .‬ففــي الخاليــا الســليمة‪،‬‬ ‫تنظيمــا‬ ‫تحتــاج‬ ‫تعمــل بروتينــات الحمايــة باســتمرار علــى تدميــر‬

‫البروتينــات المســؤولة عــن تنشــيط عمليــة المــوت‬ ‫الخلــوي المبرمــج أو تعطيلهــا‪.‬‬ ‫أن ديجوليــن‬ ‫علــى الرغــم مــن أنّ ــه مــن المعلــوم ّ‬ ‫أن اآلليــة‬ ‫يســبب المــوت الخلــوي المبرمــج‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫التــي يعمــل بهــا مــا زالــت قيــد البحــث‪ .‬ولفهــم‬ ‫كيــف يعمــل هــذا العامــل‪ ،‬اســتخدم الباحثــون‬ ‫محــاكاة ماديــة للتنبــؤ بكيفيــة ربــط الــدواء ببروتينــات‬ ‫الحمايــة‪ .‬وجــد الباحثــون أن ديجوليــن يعمــل علــى‬ ‫ســد موقــع االلتحــام فــي بروتينــات المــوت الخلــوي‬ ‫المبرمــج‪ .‬وهــذا بــدوره يمنــع تلــك البروتينــات مــن‬

‫لتأكيــد هــذه االكتشــافات‪ ،‬اختبــر الفريــق تأثيــر‬ ‫تعطيــل بروتينــات ‪ ERK‬فــي مزرعــة تحتــوي علــى‬ ‫خاليــا ســرطانية بشــرية‪ .‬بعــد تعطيــل بروتينــات‬ ‫‪ ،ERK‬الحــظ الباحثــون ارتفــاع مســتوى البروتينــات‬ ‫المســؤولة عــن عمليــة المــوت الخلــوي المبرمــج‬ ‫التــي تنظمهــا [بروتينــات ‪ ]ERK‬عــادةً ‪ ،‬وهــي‬ ‫اســتجابة مشــابهة الســتجابة العــاج بالديجوليــن‪.‬‬ ‫أن ديجوليــن يعمــل عبــر‬ ‫تبيــن هــذه النتائــج ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعطيــل األنظمــة التــي تتحكــم فــي عمليــة المــوت‬ ‫الخلــوي المبرمــج‪ .‬فــي حيــن أظهــرت دراســات‬ ‫أن ديجوليــن ينشــط عمليــة المــوت الخلــوي‬ ‫ســابقة ّ‬ ‫أن ديجوليــن‬ ‫المبرمــج أيضـ ًـا‪ ،‬وهــذه الدراســة توضــح ّ‬ ‫يتدخــل فــي التحكــم بهــذه العمليــة عبــر مســارين‬ ‫أن هنــاك ضــرورة لمزيــد مــن‬ ‫منفصليــن‪ .‬ورغــم ّ‬ ‫أن النشــاط المــزدوج لديجوليــن قــد‬ ‫البحــث‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫ً‬ ‫بديــا قويــا وأكثــر فاعليــة مقارنــة بعقاقيــر‬ ‫يقــدم‬ ‫ً‬ ‫العــاج الكيميائــي األخــرى‪.‬‬ ‫‪Hafeez, S., Urooj, M., Saleem, S., Gillani, Z., Shaheen,‬‬ ‫‪S., et al. BAD, a proapoptotic protein, escapes ERK/‬‬ ‫‪RSK phosphorylation in deguelin and siRNA-treated‬‬ ‫‪HeLa cells. PLOS ONE 11, e0145780 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪39‬‬

‫‪© ALAN HOLDEN / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫أن تصبــح معطلــة بفعــل بروتينــات الحمايــة‪ ،‬مــا‬ ‫يقــود لعمليــة المــوت الخلــوي المبرمــج‪.‬‬ ‫بينــت المحــاكاة أن ديجوليــن يرتبــط كذلــك‬ ‫بمجموعــة أخــرى مــن البروتينــات التــي تشــترك فــي‬ ‫التحكــم بعمليــة المــوت الخلــوي المبرمــج‪ ،‬وتُ ســمى‬ ‫بروتينــات ‪ .ERK‬هــذه البروتينــات هــي جــزء مــن‬ ‫دائــرة تأشــير خلــوي تتحكــم فــي بروتينــات معينــة‬ ‫مســؤولة عــن عمليــة المــوت الخلــوي المبرمــج‪.‬‬ ‫وبالتالــي‪ ،‬فعبــر ارتباطــه ببروتينــات ‪ ،ERK‬يتداخــل‬ ‫ديجوليــن فــي عمليــة التأشــير (تبــادل اإلشــارات‬ ‫بيــن الخاليــا)‪ .‬ونتيجــة لذلــك‪ ،‬ال توســم بروتينــات‬ ‫‪ ERK‬المتحكمــة بعمليــة المــوت الخلــوي المبرمــج‬ ‫للتدميــر‪ ،‬فتُ تــرك حــرة للشــروع فــي عمليــة المــوت‬ ‫الخلــوي المبرمــج‪.‬‬


‫التوصل إلى اإلشارات‬ ‫تم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫المتورطة في إدمان‬ ‫الجينية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫تطور مرض‬ ‫التبغ وفي احتمال ّ‬ ‫الرئوي المزمن‪.‬‬ ‫االنسداد‬ ‫ّ‬

‫‪40‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫جينات سلوك التدخين‬ ‫وأمراض الرئة‬ ‫تكشف جملة ع ّينات عن إشارات جين ّية‬ ‫تعرض‬ ‫معينة من شأنها تحديد مخاطر ُّ‬ ‫الرئت�ن‬ ‫شخص ما إلدمان التبغ وتلف ي‬ ‫ين‬ ‫التدخ� ‪.‬‬ ‫جراء‬ ‫من ّ‬

‫"هذه المعلومات الجينية‬ ‫يمكنها المساعدة في‬ ‫المعرضين‬ ‫استهداف األفراد‬ ‫ّ‬ ‫للخطر‪ ،‬بالمداواة في سبيل‬ ‫إعانة األشخاص في إقالع‬ ‫عن التدخين"‬ ‫ويضيــف هــول‪" :‬فــي الوقــت الــذي يمكــن‬ ‫مســتقبال‬ ‫فيــه اســتخدام هــذه المعلومــات‬ ‫ً‬ ‫مبنيــة علــى‬ ‫عامــة لخطــر اإلدمــان‬ ‫ّ‬ ‫لوضــع خطــوط ّ‬ ‫العامــة ال‬ ‫الصحــة‬ ‫ـإن رســالة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االختالفــات الجينيــة‪ ،‬فـ ّ‬ ‫تقــول إنّ ــه مســموح بمواصلــة التدخيــن حتّ ــى وإن‬ ‫كنــت ضمــن مجموعــة االختطــار األقــل‪ ،‬مــا دامــت‬ ‫الصح ّيــة المرتبطــة بالتدخيــن عديــدة"‪.‬‬ ‫المخاطــر‬ ‫ّ‬ ‫‪Wain, L.V., Shrine, N., Miller, S., Jackson, V.E., Ntalla I.,‬‬ ‫‪Hall, I. et al. Novel insights into the genetics of smok‬‬‫‪ing behaviour, lung function, and chronic obstructive‬‬ ‫‪pulmonary disease (UK BiLEVE): a genetic associ‬‬‫‪ation study in UK Biobank. The Lancet Respiratory‬‬ ‫‪Medicine 3, 769-781 (2015).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪41‬‬

‫‪© CULTURA CREATIVE (RF) / ALAMY STOCK PHOTO ‬‬

‫لتدفــق‬ ‫ّ‬ ‫المدخنيــن إعاقـ ًـة حــادة‬ ‫ّ‬ ‫يعانــي العديــد مــن‬ ‫ي‬ ‫الهــواء‪ ،‬أو مــا ُيعــرف بمــرض االنســداد الرئــو ّ‬ ‫مدخنــون‬ ‫ّ‬ ‫المزمــن ‪ ،COPD‬بينمــا قــد ال يصــاب‬ ‫أن البعــض يدمنــون‬ ‫آخــرون بالمــرض‪ .‬ويبــدو ّ‬ ‫التدخيــن مــن بضــع ســجائر‪ ،‬فــي حيــن ال يحــدث‬ ‫ذلــك مــع البعــض اآلخــر‪ .‬لقــد ســعى الباحثــون منــذ‬ ‫مــدة طويلــة إلــى فهــم هــذه االختالفــات‪ ،‬وهاهــي‬ ‫دراســة حديثــة حــول جينــات ســلوك التدخيــن‬ ‫ي المزمــن‪،‬‬ ‫ووظيفــة الرئــة ومــرض االنســداد الرئــو ّ‬ ‫توفــر مفاتيــح اللغــز‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الحيويــة‬ ‫حلــل إيــان هــول ‪-‬عالِ ــم الجزيئــات‬ ‫ّ‬ ‫بجامعــة نوتنجهــام فــي المملكــة المتحــدة‪-‬‬ ‫جينيــة‬ ‫الدولييــن‪ ،‬بيانــات‬ ‫وفريــق مــن الباحثيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لـــ‪ 50,008‬عينــة مخزّ نــة فــي البنــك الحيــوي‬ ‫العينــات المنتقــاة إلــى‬ ‫بالمملكــة المتّ حــدة‪ .‬تعــود‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫قــط‪ ،‬وتحتــوي ّ‬ ‫يدخنــوا‬ ‫ّ‬ ‫مدخنيــن وآخريــن لــم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مجموعــة علــى أعــداد مماثلــة مــن أشــخاص ذوي‬ ‫ومتوســطة وعاليــة‪.‬‬ ‫وظيفــة تنفسـ ّـية منخفضــة‬ ‫ّ‬ ‫يســمى مقيــاس‬ ‫وتقــاس وظيفــة الرئــة بجهــاز‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التنفــس‪ ،‬يقيــس مقــدار هــواء الزفيــر المنفــوث‬ ‫ّ‬ ‫بقــوة وذلــك بعــد االستنشــاق العميــق‪ .‬وجــد‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫جينيــة مشــتركة للرئــة ذات‬ ‫أســبابا‬ ‫الفريــق‬ ‫ّ‬ ‫المدخنيــن‪ ،‬ولــدى‬ ‫ّ‬ ‫الوظيفــة المنخفضــة لــدى غيــر‬ ‫المدخنيــن بشــراهة‪ ،‬ولــدى المصابيــن بالربــو‬ ‫ّ‬ ‫وغيــر المصابيــن بــه‪.‬‬ ‫وراثيــة‬ ‫توصــل الباحثــون إلــى ســتّ ة اختالفــات‬ ‫ّ‬ ‫جديــدة مرتبطــة بالظواهــر المتطرفــة لوظيفــة‬ ‫الرئــة‪ ،‬ســواء قوتهــا أو ضعفهــا‪ ،‬ولهــا ارتبــاط‬ ‫ي المزمــن‪ ،‬متضمنـ ًـة‬ ‫كذلــك بمــرض االنســداد الرئــو ّ‬ ‫األفــراد الذيــن ليــس لهــم تاريــخ مــع التدخيــن‪ .‬وهــذه‬ ‫نمــو الرئتيــن‬ ‫لكيفيــة‬ ‫المحــددة‬ ‫االختالفــات هــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المحــددة لمــدى‬ ‫ــم هــي‬ ‫ّ‬ ‫وكيفيــة تلفهمــا‪ ،‬ومــن َث ّ‬ ‫ّ‬ ‫إصابــة الشــخص بأمــراض الرئــة فــي وقــت مبكّــر‬ ‫ًّ‬ ‫جــدا مــن الحيــاة‪ ،‬وفــق هــول‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يقــول هــول‪" :‬تعـ ّـرف الفريــق أيضــا علــى خمــس‬ ‫جينيــة جديــدة لســلوك التدخيــن"‪ .‬بعــض‬ ‫إشــارات‬ ‫ّ‬

‫بمســتقبالت‬ ‫هــذه االختالفــات الجينيــة تتعلــق‬ ‫ِ‬ ‫وكيفيــة تأثيرهــا علــى مســار‬ ‫النيكوتيــن فــي الدمــاغ‬ ‫ّ‬ ‫المكافــأة فــي الدمــاغ واإلدمــان‪ .‬ويوضــح هــول أن‬ ‫وراثيــة تَ بــرز لتنظيــم‬ ‫تعــرف علــى منطقــة‬ ‫الفريــق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعبيــر عــدد مــن الجينــات األخــرى‪ ،‬ويمكنهــا التصــرف‬ ‫مثــل مفتــاح التشــغيل الرئيســي‪.‬‬ ‫أن "هــذه المعلومــات الجينية يمكنها‬ ‫يؤكــد هــول ّ‬ ‫المعرضيــن‬ ‫المســاعدة فــي اســتهداف األفــراد‬ ‫ّ‬ ‫للخطــر‪ ،‬بالمــداواة فــي ســبيل إعانــة األشــخاص‬ ‫فــي اإلقــاع عــن التدخيــن"‪.‬‬


‫‪© BRIAN JACKSON / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫تعلق همة‬ ‫ُّ‬ ‫المرء بالنجاح‬ ‫أيسر لطوال‬ ‫القامة‬

‫ُيظهر مسح واسع لرجال ونساء بريطان ّي ي ن�‬ ‫أن االختالفات الوراثية ف ي� الطول والوزن‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي‬ ‫تؤثّر عىل التط ّلعات للوضع‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادي ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫أن المســتويات العليــا‬ ‫توصلــت جملــة دراســات إلــى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـي تميــل لالرتبــاط‬ ‫فــي التعليــم وفــي األمــن المالـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤشــر كتلــة‬ ‫بزيــادة طــول أصحابهــا وانخفــاض‬ ‫الجســم لديهــم‪ ،‬ويعــود ذلــك علــى مــا يبــدو إلــى‬ ‫غذائيــة وإلــى نمــط حيــاة بشــكل‬ ‫أكبــر لحميــة‬ ‫بــاع‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫اتّ ٍ‬ ‫صحــي أكثــر‪ .‬ومــع ذلــك فــإن أحــدث النتائــج‬ ‫عــام‬ ‫ّ‬ ‫الجزيئيــة تيموثــي‬ ‫التــي توصــل لهــا عالِ ــم الوراثــة‬ ‫ّ‬ ‫فرايلنــج‪ ،‬مــن مستشــفى رويــال ديفــون وإكســتر‬ ‫أن الوضــع‬ ‫بالمملكــة المتّ حــدة وزمــاؤه‪ ،‬تشــير إلــى ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتأثــر‬ ‫ي للفــرد يمكــن أن‬ ‫االجتماعــي االقتصــاد ّ‬ ‫ّ‬ ‫فطريــة فــي الــوزن والقامــة‪.‬‬ ‫بفــوارق‬ ‫ّ‬ ‫أن الرتفــاع مســتويات التغذيــة‬ ‫وبالرغــم مــن ّ‬ ‫ً‬ ‫تأثيــرا علــى الطــول وعلــى‬ ‫فــي مرحلــة الطفولــة‬ ‫ّ‬ ‫مؤشــر كتلــة الجســم‪ ،‬فكلتــا الســمتين لهــا أيضــاً‬ ‫وراثيــة راســخة‪ .‬وبالفعــل‪ ،‬تعـ ّـرف الباحثــون‬ ‫مكونــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫علــى العديــد مــن الواســمات الوراثيــة التــي يبــدو‬ ‫أنّ هــا ّ‬ ‫الخاصيتيــن‬ ‫تؤثــر بشــكل مباشــر علــى هاتيــن‬ ‫ّ‬ ‫ـمانيتين‪ .‬اســتفاد فرايلنــج وزمــاؤه مــن البنك‬ ‫الجسـ ّ‬ ‫الحيــوي بالمملكــة المتّ حــدة‪ ،‬وهــو مســتودع ضخــم‬ ‫حيويــة ألكثــر مــن‬ ‫طبيــة‬ ‫لعينــات حيويــة وبيانــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫عينــة تناهــز‬ ‫نصــف مليــون شــخص‪ .‬واسـ‬ ‫ـتنادا إلــى ّ‬ ‫‪ 120,000‬مــن المســاهمين فــي البنــك‪ ،‬يأمــل‬ ‫الفريــق البحثــي فــي تحديــد إلــى أي مــدى قــد تكــون‬ ‫ـي‬ ‫ـي والتحصيــل العلمـ ّ‬ ‫ـدرج المهنـ ّ‬ ‫الفــروق فــي التـ ّ‬ ‫ً‬ ‫ســببا‬ ‫ي هــي باألحــرى نتيجــة وليســت‬ ‫واالقتصــاد ّ‬ ‫الجســمانية‪.‬‬ ‫لالختالفــات‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فــإن األفــراد‬ ‫وتماشــيا مــع نتائــج ســابقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الذيــن كانــوا أطــول قامــة وأظهــروا انخفاضــا فــي‬ ‫ّ‬ ‫مؤشــر كتلــة الجســم يميلــون إلــى أداء أفضــل مــن‬ ‫وتلقــى هــؤالء‬ ‫ّ‬ ‫اقتصاديــة‪.‬‬ ‫اجتماعيــة‬ ‫وجهــة نظــر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـاال‬ ‫األشــخاص تعليمـ ًـا أكثــر بشــكل عــام‪ ،‬وكســبوا مـ ً‬ ‫‪42‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫يمكن من خالل مالحظة الفروقات الجسدية‪ ،‬التنبؤ بمدى النجاح األكاديمي والمهني‪ ،‬الذي قد يصل إليه الشخص‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ولعلهــم كانــوا أقــدر علــى االســتمرار فــي‬ ‫أوفــر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الوظائــف المتطلبــة للمهــارات‪ .‬وعــادةً مــا ينطبــق‬ ‫هــذا النمــوذج علــى الرجــال والنســاء‪.‬‬

‫وكأن هذه الفوارق ّ‬ ‫تمثل لدى‬ ‫ّ‬

‫كل من الرجال والنساء تَ ِبعات‬ ‫ّ‬

‫االجتماعي‪.‬‬ ‫التمييز‬ ‫ّ‬

‫ســببية مثيــرة لالهتمــام بــدأت‬ ‫غيــر أن نمــاذج‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫فــي الظهــور عندمــا أخــذت البيانــات الوراثيــة‬ ‫أن االســتعداد الوراثــي‬ ‫فــي الحســبان‪ .‬ويبــدو ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤشــر علــى انخفــاض‬ ‫بيــن الرجــال األقصــر قامــة‬ ‫والمهنــي‪ .‬فعلــى ســبيل‬ ‫التعليمــي‬ ‫النجــاح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـي فــي الطــول بحوالــي‬ ‫المثــال‪ ،‬اقتــرن فــارق وراثـ ّ‬ ‫معــدل األطــوال‬ ‫‪ 6.3‬ســنتيمترات أعلــى مــن‬ ‫ّ‬ ‫باحتمــال أكبــر للعمــل فــي مهــن تتطلــب مهــارة‪،‬‬ ‫كمــا اقتــرن فــارق الطــول هــذا بزيــادة ‪ 1580‬جنيــه‬ ‫إســترليني (أي مــا يعــادل ‪ 2200‬دوالر أمريكــي)‬ ‫ّ‬ ‫فــي دخــل األســرة‪.‬‬ ‫لحــظ بيــن‬ ‫هــذا النمــوذج المرتبــط بالطــول لــم ُي َ‬ ‫ّ‬ ‫المؤشــر المرتفــع‬ ‫النســاء‪ ،‬ولكــن تبــدو اإلنــاث ذوات‬

‫لكتلــة الجســم يعانيــن مــن نكســات متكافئــة فــي‬ ‫تتكبــد النســاء ذوات الــوزن‬ ‫عالــم العمــل‪ .‬وغالبـ ًـا مــا‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫عنــاء فــي‬ ‫وراثيــة‬ ‫نســبيا نتيجــة عوامــل‬ ‫المرتفــع‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كســبهن؛ فقــد اقتــرن ارتفــاع قــدره ‪ 4.6‬كجــم‪/‬م‪2‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤشــر كتلــة الجســم بتراجــع فــي دخــل األســرة‬ ‫فــي‬ ‫إســترليني (أي مــا يعــادل ‪4000‬‬ ‫قــدره ‪ 2940‬جنيــه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لمؤشــرات أخــرى‬ ‫دوالر أمريكــي)‪ .‬وكــن أكثــر عرضــة‬ ‫ي‪ ،‬مــن قبيــل‬ ‫مــن الحرمــان‬ ‫االجتماعــي االقتصــاد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ســيارة أو االكتظــاظ فــي‬ ‫البطالــة واالفتقــار إلــى‬ ‫ّ‬ ‫بيوتهــن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأن هــذه الفــوارق ّ‬ ‫كل مــن الرجــال‬ ‫تمثــل لــدى ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫ـي‪ .‬مــع العلــم ّ‬ ‫والنســاء تَ ِبعــات التمييــز االجتماعـ ّ‬ ‫أن الرجــال األطــول‬ ‫العديــد مــن المجتمعــات تعتبــر ّ‬ ‫القياديــة‪،‬‬ ‫للمهــام‬ ‫قامــة هــم أقــوى وأفضــل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جاذبيــة‪ ،‬ويمكــن‬ ‫هــن أكثــر‬ ‫وأن النســاء األنحــف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجينيــة لهــذه الســمات أن يكــون لهــا‬ ‫للمحــددات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عميــق الوقــع علــى نجــاح الفــرد ورخــاء العيــش علــى‬ ‫المــدى البعيــد‪.‬‬ ‫‪Tyrrell, J., Jones, S.E., Beaumont, R., Astley, C.M.,‬‬ ‫‪Lovell, R. et al. Height, body mass index, and soci‬‬‫‪oeconomic status: mendelian randomisation study‬‬ ‫)‪in UK Biobank. BMJ 352, i582 (2016‬‬


‫عامل جديد يؤدي دور ًا في التنظيم الجيني‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫التعب� ن‬ ‫ال� تنظم‬ ‫الجي� تشتمل عىل جزيء معروف‪.‬‬ ‫ي‬ ‫اللية الجزيئية ي‬ ‫ي‬

‫‪Almuzzaini, B., Sarshad, A. A., Rahmanto, A. S., Hans‬‬‫‪son, M. L., Euler, A. V. et al. In β-actin knockouts,‬‬ ‫‪epigenetic reprogramming and rDNA transcription‬‬ ‫‪inactivation lead to growth and proliferation defects.‬‬ ‫‪The FASEB Journal 30, 2860-73 (2016).‬‬

‫تشير األبحاث إلى أن لألكتين دور ًا في‬ ‫الربط بين العناصر المختلفة المشاركة في‬ ‫عملية نسخ الحمض النووي‪ ،‬إذ يقربها من‬ ‫المناطق التنظيمية في الجينوم‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪43‬‬

‫‪© LAGUNA DESIGN /SCIENCE PHOTO LIBRARY / GETTY IMAGES‬‬

‫توصلــت دراســة حديثــة إلــى أن البروتيــن "أكتيــن"‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫بنائيــا للخليــة‪،‬‬ ‫مكونــا‬ ‫الــذي ُي َعــد بشــكل عــام‬ ‫يســهم أيضـ ًـا فــي تنظيــم ترجمــة الحمــض النــووي‬ ‫الريبــوزي منقــوص األكســجين ‪ DNA‬إلــى الحمــض‬ ‫النــووي الريبــوزي ‪ .RNA‬فقــد كشــفت الدراســة‬ ‫ً‬ ‫ـدا جديـ ً‬ ‫جانبـ ًـا معقـ ً‬ ‫دورا فــي تنظيــم عمليــة‬ ‫ـدا يــؤدي‬ ‫النســخ‪ ،‬التــي تُ َعــد أولــى خطــوات التعبيــر الجينــي‪،‬‬ ‫مــن شــأنه المســاعدة فــي إلقــاء الضــوء علــى‬ ‫بعــض األمــراض واالضطرابــات غيــر المفهومــة‪.‬‬ ‫يقــول الباحــث الرئيســي فــي الدراســة بــدر‬ ‫المزينــي‪ ،‬بمركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة‪" :‬إنــه عندمــا يتحــدث النــاس عــن األكتيــن‪،‬‬ ‫فإنهــم عــادة مــا يذكــرون دوره فــي دعــم الخاليــا‬ ‫أو النقــل أو الحركــة دون الحديــث عــن النســخ"‪.‬‬ ‫مضــى المزينــي علــى خطــى أبحــاث ســابقة تشــير‬ ‫ً‬ ‫دورا فــي إعــادة برمجــة‬ ‫إلــى أن األكتيــن ربمــا يــؤدي‬ ‫التعبيــر الجينــي‪ ،‬واســتخدم تقنيــة لعــزل قطــع مــن‬ ‫الحمــض النــووي مرتبطــة باألكتيــن‪ ،‬ثــم أجــرى عليهــا‬ ‫تحلياللمعرفــة تسلســلها الجينــي‪ ،‬مــا مكَّنــه مــن‬ ‫ً‬ ‫التعــرف علــى المناطــق التــي يرتبــط بهــا األكتيــن‬ ‫فــي جينــوم الفئــران وتحديدهــا‪ .‬توصــل المزينــي‬ ‫وفريقــه البحثــي إلــى أن األكتيــن يرتبــط بعــدة مناطق‬ ‫عبــر أجــزاء الجينــوم مــع مالحظــة وجــوده بكثــرة فــي‬ ‫مناطــق بعينهــا‪ ،‬كتلــك الواقعــة بيــن الجينــات وحــول‬ ‫المحفــزات التــي تنظــم عمليــة التعبيــر الجينــي‪ ،‬لدعــم‬ ‫ِّ‬ ‫دورهــا المفتــرض فــي تنظيــم النســخ‪.‬‬

‫ً‬ ‫أكتينــا‬ ‫اســتخدم الفريــق بعــد ذلــك خاليــا تحمــل‬ ‫ـا للتحقــق مــن وظيفتــه بشــكل مباشــر‪ ،‬وركــز‬ ‫معطـ ً‬ ‫فقــط علــى عمليــة تنظيــم نســخ جيــن الحمــض‬ ‫النــووي الريبــوزي الريبوســومي (‪ ،)rRNA‬الــذي‬ ‫ً‬ ‫محوري ًــا فــي تصنيــع البروتيــن‪ .‬وجــد‬ ‫دورا‬ ‫يــؤدي‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الباحثــون انخفاضــا ملحوظــا فــي معــدالت تصنيــع‬ ‫الحمــض النــووي الريبــوزي الريبوســومي‪ ،‬فــي‬ ‫أثنــاء غيــاب األكتيــن‪ .‬كمــا توصلــوا إلــى أن العديــد‬ ‫مــن الجزيئــات المشــاركة فــي تنظيــم عمليــة‬ ‫النســخ‪ ،‬لــم ترتبــط بجيــن الحمــض النــووي الريبــوزي‬ ‫الريبوســومي عنــد غيــاب األكتيــن‪.‬‬ ‫عندمــا وفــر الفريــق األكتيــن للخاليــا مــرة أخــرى‪،‬‬ ‫اتحــدت الجزيئــات مــع جيــن الحمــض النــووي‬ ‫الريبــوزي الريبوســومي بشــكل صحيــح‪ ،‬وعــادت‬ ‫معــدالت النَّ ســخ إلــى مســتوياتها الطبيعيــة‪.‬‬ ‫ـا‪" :‬كانــت لحظــة‬ ‫يصــف المزينــي هــذه اللحظــة قائـ ً‬ ‫مثيــرة‪ ،‬فقــد اتســقت نتائجنــا مــع بعضهــا‪ ،‬وعلمنــا‬ ‫أننــا توصلنــا إلــى اكتشــاف واضــح يمكننــا ســرده"‪.‬‬ ‫دفعــت هــذه النتائــج الباحثيــن إلــى ترجيــح وجــود‬ ‫دور لألكتيــن فــي الربــط بيــن العوامــل المختلفــة‬ ‫ســهمة فــي عمليــة النســخ‪ ،‬إذ يقربهــا مــن‬ ‫الم‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫المناطــق التنظيميــة فــي الجينــوم‪ .‬وبمجــرد‬ ‫وصــول تلــك العوامــل أماكنهــا‪ ،‬تبــدأ فــي إضافــة‬ ‫واســمات محــددة وحذفهــا‪ .‬تُ عـ َـرف تلــك الواســمات‬ ‫بالمع ِّلمــات فــوق الوراثيــة ‪،Epigenetic markers‬‬ ‫َ‬ ‫وتؤثــر هــذه الواســمات علــى عمليــة نســخ الحمــض‬

‫جزئي ًــا بتعديــل قــوة التفافــه حــول نفســه‬ ‫النــووي‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫بإحــكام‪ .‬ومــع أن هــذا النمــوذج تحديــدا ربمــا يخــص‬ ‫الحمــض النــووي الريبــوزي الريبوســومي فقــط‪،‬‬ ‫إال أن الفريــق كشــف عــن دور األكتيــن فــي تنظيــم‬ ‫أنــواع أخــرى مــن الجينــات‪.‬‬ ‫علــم الوراثــة الفوقيــة ‪ ،Epigenetics‬هــو علــم‬ ‫التغيــرات التــي‬ ‫بــازغ بيــن علــوم الوراثــة‪ ،‬ويــدرس‬ ‫ُّ‬ ‫تطــرأ علــى الحمــض النــووي دون أي تغييــر فــي‬ ‫تتابعاتــه الوراثيــة (بنيتــه الحلزونيــة)‪.‬‬ ‫يــرى المزينــي أن هــذه الدراســة هــي الخطــوة‬ ‫األولــى نحــو فهــم األمــراض واالضطرابــات‪.‬‬ ‫ويقــول‪" :‬بالنســبة لــي‪ ،‬األكتيــن ليــس هــو القضية‬ ‫الرئيســية‪ ،‬فالهــدف هــو اآلليــة بأكملهــا بمــا فيهــا‬ ‫األكتيــن‪ ،‬وعوامــل أخــرى مختلفــة‪ ،‬وتعديــات‬ ‫فــوق وراثيــة تتحكــم فــي عمليــة النســخ"‪ .‬يأمــل أن‬ ‫يســاعد فهــم هــذه العوامــل المتعــددة فــي معرفــة‬ ‫ســبب معانــاة بعــض مرضــى ســرطان الــدم مــن‬ ‫االنتــكاس وعــدم اســتجابتهم للعــاج الكيميائــي‬ ‫ً‬ ‫ِســبا‬ ‫بالرغــم مــن تصنيفهــم ضمــن َمــن يحملــون ن‬ ‫منخفضــة لمخاطــر اإلصابــة بــه‪.‬‬


‫معرفة سبب حدوث مرض نادر‬ ‫مرتبط بحمض أميني‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫صغ�ة‪.‬‬ ‫تعا� منه فتاة سعودية ي‬ ‫طفرة جينية مكتشفة حديثاً تفرس اضطراب عملية اليض الذي ي‬

‫‪44‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫‪©MAJID ALFADHEL / HUMAN GENETICS‬‬

‫أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ الفتاة السعودية كثافة شديدة في المادة البيضاء ناتجة عن تراكم مادة الجليسين‪.‬‬

‫عندما أخبر الفضيل أهل‬ ‫الطفلة بأنه توصل إلى‬ ‫المشكلة الجزيئية المسؤولة‬ ‫عن االضطراب الذي تعاني منه‬ ‫ابنتهما كانا في غاية السعادة‪،‬‬ ‫فقد كافحا طويا معها وترددا‬ ‫على الكثير من العيادات في‬ ‫محاولة للتوصل إلى تشخيص‬ ‫لحالتها ولكن دون جدوى‪.‬‬

‫يحــدث اضطــراب جينــي نــادر يســمى االعتــال‬ ‫الدماغــي الجاليســيني نتيجــة لخلــل فــي نظــام‬ ‫اإلنزيمــات التــي تكســر الحمــض األمينــي‬ ‫"الجاليســين"‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى تراكــم البروتيــن‬ ‫البنائــي بأنســجة وســوائل الجســم‪ .‬واليــوم‪،‬‬ ‫اكتشــف فريــق مــن علمــاء الوراثيــات مــن مركــز‬

‫وصــف ماجــد الفضيــل وزمــاؤه فــي تقريــر‬ ‫لحالــة مرضيــة لطفلــة صغيــرة ولــدت ألب وأم أبنــاء‬ ‫عمومــة مــن الدرجــة األولــى ولديهــا كل األعــراض‬ ‫الطبيــة لمــرض االعتــال الدماغــي الجاليســيني‬ ‫الــذي يعــرف أيضــا باســم "فــرط جليســين الــدم‬ ‫ً‬ ‫واحــدا مــن كل ‪ 60‬ألــف‬ ‫الالكيتوتــي" ويصيــب‬ ‫مولــود عالميــا‪ .‬تضمنــت األعــراض الظاهــرة‬ ‫علــى الطفلــة مشــاكل بالتنفــس‪ ،‬ونوبــات صــرع‪،‬‬ ‫وضعــف فــي العضــات‪ ،‬وارتفــاع فــي مســتويات‬ ‫الجليســين فــي مختلــف ســوائل الجســم‪ .‬ومــع‬ ‫ذلــك لــم تحمــل المريضــة طفــرات جينيــة فــي‬ ‫أي مــن الجينــات الثالثــة المســؤولة عــن تكســير‬ ‫ـت مــن قبــل أن وجــود طفرات‬ ‫الجاليســين والتــي َث ُبـ َ‬ ‫بهــا يتســبب فــي حــدوث المــرض‪.‬‬ ‫تحليــل للتسلســل‬ ‫قــام فريــق الفضيــل بعمــل‬ ‫ٍ‬ ‫الجينــي للجينــات النشــطة المنتجــة للبروتيــن‬ ‫بجينــوم الطفلــة للبحــث عــن ســبب وراثــي للمــرض‪.‬‬

‫‪Alfadhel, M., Nashabat, M., Qahtani, H. A., Alfares, A.,‬‬ ‫‪Mutairi, F. A. et al. Mutation in SLC6A9 encoding a‬‬ ‫‪glycine transporter causes a novel form of non-ke‬‬‫‪totic hyperglycinemia in humans. Human Genetics‬‬ ‫‪135, 1263-1268 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪45‬‬

‫‪© THEASIS/ ISTOCK / GETTY IMAGES PLUS‬‬

‫الملــك عبــد اللــه الدولــي لألبحــاث الطبيــة وجامعــة‬ ‫الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز لعلــوم الصحــة أن‬ ‫طفــرات فــي بروتيــن ينظــم نقــل الجاليســين داخــل‬ ‫المــخ يمكــن أيضــا أن يســبب المــرض‪.‬‬

‫وجــدوا عيبــا فــي الجيــن ‪ SLC6A9‬الــذي يرمــز‬ ‫للبروتيــن ‪ GlyT1‬الناقــل للجليســين‪.‬‬ ‫فقــد كان لــدى المريضــة نســختين مــن هــذه‬ ‫الطفــرة المعيبــة‪ ،‬بينمــا كان لوالديهــا وأختهــا الكبيــرة‬ ‫نســخة واحــدة فقــط ممــا يــدل علــى أن هــذا الخلــل‬ ‫فــي الحمــض النــووي يحــدث بصــورة متنحيــة‪ .‬أظهر‬ ‫التحليــل الهيكلــي أن الطفــرة تغيــر شــكل البروتيــن‬ ‫‪ GlyT1‬وخواصــه الكيميائيــة ممــا يــؤدي إلــى خلــل‬ ‫بوظيفتــه الطبيعيــة‪ .‬كشــفت أبحــاث ســابقة أن‬ ‫الطفــرة تســبب مرضــا فــي القــوارض مشــابها‬ ‫لذلــك الــذي يحــدث فــي البشــر‪.‬‬ ‫عندمــا أخبــر الفضيــل أهــل الطفلــة بأنــه توصــل‬ ‫إلــى المشــكلة الجزيئيــة المســؤولة عــن االضطــراب‬ ‫الــذي تعانــي منــه ابنتهمــا كانــا فــي غايــة الســعادة‪،‬‬ ‫فقــد كافحــا طويــا معهــا وتــرددا علــى الكثيــر مــن‬ ‫العيــادات فــي محاولــة للتوصــل إلــى تشــخيص‬ ‫لحالتهــا ولكــن دون جــدوى‪ .‬واآلن تســتطيع هــذه‬ ‫العائلــة وغيرهــا مــن العائــات حــول العالــم أن‬ ‫يجــروا اختبــارات وراثيــة قبــل الحمــل لتفــادي نقــل‬ ‫هــذا المــرض ألبنــاء آخريــن‪.‬‬ ‫ورغــم أن اآلثــار الســريرية لهــذه الطفــرة‬ ‫المكتشــفة حديثــا مماثلــة لمــا تخلفــه غيرهــا مــن‬ ‫العيــوب الوراثيــة المعروفــة المســؤولة عــن‬ ‫االعتــال الدماغــي الجاليســيني ‪ ،‬فــإن اآلليــة‬ ‫هنــا مختلفــة تمامــا‪ .‬فالطفــرات التــي تحــدث علــى‬ ‫البروتيــن ‪ GlyT1‬تتســبب فــي تراكــم الجاليســين‬ ‫فــي الدمــاغ فقــط أمــا الخلــل فــي تكســير‬ ‫الجاليســين فيــؤدي إلــى تراكــم األحمــاض األمينيــة‬ ‫فــي الجســم بالكامــل‪ .‬ويقــول الفضيــل إن أهميــة‬ ‫هــذا التبايــن غيــر واضحــة‪ ،‬وال بــد مــن فحــص المزيد‬ ‫مــن الحــاالت "للتأكــد مــن التحليــل الطيفــي الكامــل‬ ‫للنمطيــن الجينــي والظاهــري للجيــن ‪."SLC6A9‬‬


‫‪© LAURENT FASANO 2016‬‬

‫جين يربط‬

‫بين التَّ َو ُّحد‬

‫وأمراض الكُلى‬ ‫الطفرات ف� ي ن‬ ‫ج� يدعى ش‬ ‫"تي�ت"هي السبب‬ ‫ف� إصابة ي أ‬ ‫الطفال باضطرابات طيف التوحد‬ ‫ي‬ ‫ومشكالت الكُىل‪.‬‬

‫ســهم أحــد الجينــات ‪-‬الــذي ثبــت فــي الســابق‬ ‫ُي‬ ‫ِ‬ ‫تورطــه فــي تــورم الكُلــى‪ -‬فــي ظهــور اضطرابــات‬ ‫طيــف التوحــد لــدى األطفــال‪ ،‬وهــو االكتشــاف‬ ‫الــذي قــد يســاعد فــي تشــخيص كلتــا الحالتيــن‪.‬‬ ‫ُيعــرف الجيــن باســم "تيشــرت زنــك فينجــر"‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ويرمــز لــه‬ ‫اختصــارا ‪.TSHZ3‬‬ ‫ُ‬ ‫مكتشــف هــذا الجيــن هــو العالِ ــم لــوران فاســانو‪،‬‬ ‫وصــف نســخته فــي ذبابــة‬ ‫الــذي ُي َعــد أول مــن ّ‬ ‫ً‬ ‫عامــا‪ .‬منــذ ذلــك الحيــن تمكــن‬ ‫الفاكهــة قبــل ‪25‬‬ ‫فاســانو وزمــاؤه فــي معهــد مارســيليا لعلــم‬ ‫األحيــاء التنمــوي بفرنســا‪ ،‬مــن إثبــات أن الجيــن‬ ‫ً‬ ‫أدوارا حيويــة فــي تمييــز العضــات‬ ‫‪TSHZ3‬يــؤدي‬ ‫الملســاء التــي تســاعد علــى نقــل البــول مــن الكُلــى‬ ‫تطــور الخاليــا العصبيــة فــي‬ ‫إلــى المثانــة‪ ،‬وفــي‬ ‫ُّ‬ ‫الدمــاغ المؤخــر‪ ،‬المســؤولة عــن تنظيــم عمليــة‬ ‫التنفــس‪ ،‬وذلــك فــي الفئــران وفــي البشــر أيضـ ًـا‪.‬‬ ‫ولكــن ثمــة ملحوظــة ســريرية غريبــة لفتــت انتبــاه‬ ‫الباحثيــن لدراســة وظيفــة أخــرى للجيــن ‪.TSHZ3‬‬ ‫فقــد كان جوريــس أندريــو ‪-‬العالِ ــم المتخصــص‬ ‫فــي الوراثــة الطبيــة بالمستشــفى الفرنســي جــان‬ ‫دي فالنــدر فــي مدينــة ليــل بفرنســا‪ -‬يعالــج مريضـ ًـا‬ ‫صغيـ ً‬ ‫ـرا لديــه جــزء مفقــود فــي الجيــن ‪ .TSHZ3‬وكان‬ ‫ً‬ ‫هــذا الطفــل يعانــي تأخــرا فــي النمــو‪ ،‬وإعاقــات‬ ‫ذهنيــة‪ ،‬وغيرهــا مــن الســمات المرتبطــة بالتوحــد‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلــى مشــكالت فــي الكلــى‪ .‬وللتشــابه‬ ‫الجينــي بيــن البشــر والفئــران‪ ،‬قــرر فاســانو وزميلــه‬ ‫ً‬ ‫تفحصــا علــى‬ ‫زافييــه كوبــي إلقــاء نظــرة أكثــر‬ ‫فئرانهــم بحثـ ًـا عــن عالمــات اإلصابــة باالضطرابــات‬ ‫اإلدراكيــة العصبيــة‪ .‬وجــرى التأكــد مــن أن الحيوانــات‬ ‫التــي كانــت لديهــا طفــرات فــي النســخة الفئرانيــة‬ ‫للجيــن ‪ TSHZ3‬عانــت انحرافــات ســلوكية تتفــق مــع‬ ‫التوحــد‪.‬‬ ‫اضطرابــات طيــف‬ ‫ُّ‬ ‫ثــم ســاعد أندريــو زميلــه فاســانو بعــد ذلــك‬ ‫فــي الوصــول إلــى األطبــاء حــول العالــم للبحــث‬ ‫‪46‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫الخاليا العصبية التي ينشط فيها تعبير الجين ‪( TSHZ3‬باللون األحمر) تقع في الطبقات العميقة (الطبقتين الخامسة والسادسة) في قشرة‬ ‫دماغ جنين الفأر‪.‬‬

‫عــن مرضــى آخريــن مصابيــن بالتوحــد ويعانــون‬ ‫مشــكالت فــي الكلــى فــي الوقــت نفســه‪ ،‬بســبب‬ ‫طفــرة فــي الجيــن ‪ .TSHZ3‬عثــر فاســانو بالفعــل‬ ‫علــى حــاالت كتلــك في فرنســا والســويد والمملكة‬ ‫المتحــدة والواليــات المتحــدة‪ .‬يقــول فاســانو‪:‬‬ ‫"الســبب الوحيــد الــذي جعــل هــذه الدراســة ممكنــة‬ ‫هــو أن العلمــاء واألطبــاء ذوي الخبــرات المختلفــة‬ ‫المكملــة لبعضهــا‪ ،‬قــرروا أن يتشــاركوا بياناتهــم‪،‬‬ ‫وجــاءت النتائــج رائعــة"‪.‬‬ ‫وبالعــودة إلــى المختبــر‪ ،‬تعمــق فاســانو وفريقــه‬ ‫أكثــر فــي اآلليــات الجزيئيــة التــي تســتحث بهــا‬ ‫الطفــرات فــي الجيــن ‪ TSHZ3‬مــرض التوحــد‪.‬‬ ‫فدرســوا التعبيــر الجينــي فــي دمــاغ جنيــن بشــري‬ ‫ً‬ ‫جينــا مــن‬ ‫فــي مرحلــة النمــو‪ ،‬ووجــدوا أن ‪34‬‬ ‫الجينــات المرتبطــة باضطرابــات طيــف التوحــد‬ ‫زاد تعبيرهــا الجينــي علــى نحــو مكثــف وتقــع‬ ‫كلهــا بمحــاذاة الجيــن ‪ .TSHZ3‬عــاوة علــى ذلــك‪،‬‬ ‫أظهــر الفريــق أن الجيــن ‪ TSHZ3‬نفســه كان أكثــر‬ ‫ً‬ ‫نشــاطا فــي الطبقــات العميقــة مــن قشــرة‬

‫"النيوكورتيكــس" بالدمــاغ (قشــرة الدمــاغ الحديثــة)‪،‬‬ ‫المعــروف ارتباطهــا بتطــور اإلصابــة بالتوحــد‪ .‬وأكــد‬ ‫الباحثــون صحــة هــذه النتائــج علــى نمــاذج الفئــران‬ ‫الخاصــة بفاســانو‪.‬‬ ‫يمكــن اآلن اســتخدام هــذه الفئــران‪ ،‬التــي‬ ‫تحمــل طفــرات فــي الجيــن ‪ TSHZ3‬فــي البحــث عــن‬ ‫عالجــات جديــدة الضطرابــات طيــف التوحــد‪ .‬إضافــة‬ ‫ً‬ ‫حاليــا‬ ‫إلــى ذلــك‪ ،‬يشــير فاســانو إلــى أنــه يمكــن‬ ‫إجــراء اختبــار للجيــن ‪ TSHZ3‬للكشــف عــن حالتــه‪ ،‬لــدى‬ ‫األطفــال الذيــن يعانــون مشــكالت فــي الكلــى‬ ‫أو تظهــر عليهــم أعــراض التوحــد‪ ،‬والنظــر فيمــا‬ ‫إذا كانــوا بحاجــة إلجــراء المزيــد مــن الفحوصــات‬ ‫للكشــف عــن مشــكالت صحيــة أخــرى مــن عدمــه‪.‬‬ ‫‪Caubit, X., Gubellini, P., Andrieux, J., Roubertoux,‬‬ ‫‪P.L., Metwaly, M. et al. TSHZ3 deletion causes an‬‬ ‫‪autism syndrome and defects in cortical projec‬‬‫‪tion neurons. Nature Genetics 48, 1359-1369‬‬ ‫‪(2016).‬‬


‫كشف غموض االضطرابات العقلية‬ ‫ض‬ ‫مفسة‪.‬‬ ‫يطرح تسلسل الحمض النووي تشخيصات وسبال ً لعالج المر� الذين يعانون اضطرابات عقلية يغ� َّ‬

‫المفسرة لدى األطفال‪.‬‬ ‫ماجد الفضل‪ ،‬من مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‪ ،‬باحث متخصص في التعرف على األسباب الوراثية المسببة لالضطرابات غير‬ ‫َّ‬

‫يمكــن لفحــص التسلســل الجينــي لــكل األجــزاء‬ ‫بمــن‬ ‫التــي ترمــز للبروتينــات فــي الجينــوم الخــاص َ‬ ‫يعانــون اضطرابــات التطــور العقلــي مجهولــة‬ ‫ســبال للتشــخيص وخيــارات‬ ‫األســباب‪ ،‬أن يقــدم‬ ‫ً‬ ‫عالجيــة جديــدة لعــدد كبيــر مــن هــؤالء المرضــى‪.‬‬ ‫أجــرى فريــق بحثــي بقيــادة كنديــة‪ ،‬تقييمــات‬ ‫ســريرية شــاملة وتحليــات لتسلســل الحمــض‬ ‫طفــا وأربعــة‬ ‫النــووي ‪ DNA‬لســبعة وثالثيــن‬ ‫ً‬ ‫بالغيــن مصابيــن باضطــراب فــي التطــور العقلــي‬ ‫مجهــول األســباب‪ ،‬وهــي حالــة يصــاب بها نحو ‪%3‬‬ ‫مــن ســكان العالــم‪ .‬مــن خــال هــذا اإلجــراء توصــل‬ ‫الفريــق إلــى تشــخيص وراثــي لثمانيــة وعشــرين‬ ‫ً‬ ‫مريضــا‪ ،‬مــن بينهــم طفلــة ســعودية تبلــغ أربعــة‬ ‫أعــوام ولديهــا مشــكالت متكــررة فــي التنفــس‪،‬‬ ‫وعيــوب فــي تصبــغ الجلــد‪ ،‬وكتــل دهنيــة فــي‬ ‫الكبــد‪ .‬أظهــر تحليــل التسلســل الجينــي للجــزء الــذي‬ ‫يرمــز للبروتينــات فــي جينــوم الطفلــة والــذي يمثــل‬ ‫‪ ،%1‬أن الطفــرات فــي الجيــن المســمى ‪،H6PD‬‬ ‫ً‬ ‫دورا فــي االســتجابات‬ ‫الــذي يرمــز إلنزيــم يــؤدي‬ ‫الخلويــة لعوامــل اإلجهــاد‪ ،‬هــي المســؤولة عــن‬ ‫حالتهــا المرضيــة‪.‬‬ ‫مــا مــن تدخــل عالجــي يمكــن تطبيقــه علــى‬ ‫الصغيــرة‪ ،‬بيــد أن األطبــاء المعالجيــن اســتطاعوا‬ ‫تغييــر البروتوكــوالت العالجيــة لثمانيــة عشــر‬ ‫ً‬ ‫مريضــا مــن المشــاركين فــي الدراســة‪ .‬ففــي‬

‫أحــد المرضــى المشــخصة حالتــه حديثـ ًـا باضطراب‬ ‫فــي الميتوكوندريــا (مصنــع الطاقــة بالخليــة)‪،‬‬ ‫وجــد الباحثــون أن العــاج باســتخدام دواء اســمه‬ ‫خلــا‬ ‫"حمــض كارجلوميــك" يمكــن أن يصحــح‬ ‫ً‬ ‫ـرا فــي تــوازن الم ُـــستَ َ‬ ‫خطيـ ً‬ ‫قلبات‪ .‬وفــي مريــض‬ ‫آخــر يعانــي مشــكالت فــي النــوم ونوبــات‬ ‫صــرع‪ ،‬وجــد الباحثــون أن المكمــات الغذائيــة‬ ‫التــي تحتــوي علــى أحمــاض أمينيــة وبعــض‬ ‫الفيتامينــات اســتطاعت الســيطرة علــى نوبــات‬ ‫الصــرع‪ ،‬وأســهمت فــي تحســين األعــراض‬ ‫األخــرى التــي تســببت فيهــا الطفــرات فــي‬ ‫الجيــن ‪ GOT2‬الــذي يرمــز إلنزيــم مختلــف مرتبــط‬ ‫بالميتوكوندريــا‪.‬‬ ‫حصــل ‪ %86‬مــن المرضــى الذيــن خضعــوا‬ ‫لتحليــل وراثــي فــي هــذه الدراســة علــى تشــخيص‬ ‫لحاالتهــم –وهــو معــدل تشــخيصي أعلــى بكثيــر‬ ‫مــن النســبة الموثقــة فــي تقارير ســابقة باســتخدام‬ ‫النهــج نفســه لتفســير أســباب اضطرابــات عقليــة‬ ‫غيــر مفســرة‪ ،‬والتــي بلغــت ‪ .%16‬يقــول ماجــد‬ ‫الفضــل ‪-‬المشــارك فــي الدراســة‪ ،‬واستشــاري‬ ‫طــب األطفــال وأمــراض الوراثــة فــي مركــز الملــك‬ ‫عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‪ :-‬إن الســبب وراء‬ ‫ارتفــاع نســبة التشــخيصات يعــود إلــى التقييمــات‬ ‫الشــاملة التــي أجريــت علــى المرضــى‪ ،‬إذ أتاحــت‬ ‫للفريــق اختيــار المرضــى الذيــن ســيخضعون لتحليــل‬

‫تسلســل الحمــض النــووي بنــاء علــى احتماليــات‬ ‫االســتفادة منــه‪.‬‬ ‫ومــع هــذا‪ ،‬يشــير الفضــل إلــى أهميــة إرســاء‬ ‫تعــاون وثيــق بيــن األطبــاء اإلكلينيكييــن والعلمــاء‬ ‫المتخصصيــن فــي الحوســبة العلميــة الذيــن‬ ‫تحليــا للبيانــات‪ .‬ويــرى الفضــل ‪-‬الــذي‬ ‫ُيجــرون‬ ‫ً‬ ‫تــدرب فــي مستشــفى بريتيــش كولومبيــا‬ ‫لألطفــال فــي فانكوفــر بكنــدا‪ ،‬حيــث خضــع أغلــب‬ ‫المرضــى المشــاركين فــي الدراســة للعــاج‪ -‬أن‬ ‫"تبــادل البيانــات والتواصــل المفتــوح بيــن العلمــاء‬ ‫والباحثيــن فــي جميــع أنحــاء العالــم مــن العوامــل‬ ‫األساســية المؤديــة إلــى رفــع القــدرة التشــخيصية‬ ‫للجيــل التالــي مــن تقنيــات تحليــل التسلســل‬ ‫الجينــي وتعظيــم منافعهــا اإلكلينيكيــة العائــدة‬ ‫علــى المرضــى وعائالتهــم"‪.‬‬ ‫يقــول الفضــل إن هــذه الخبــرات الدوليــة ســتمكِّن‬ ‫مــن إرســاء "المزيــد مــن التعــاون وتعزيــز التواصــل‬ ‫بيــن الخبــراء الدولييــن وفريقــي البحثــي‪ ،‬ممــا‬ ‫يعــود بالنفــع علــى مرضانــا فــي المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية بالتأكيــد"‪.‬‬ ‫‪Tarailo-Graovac, M., Shyr, C., Ross, C.J., Horvath, G.A.,‬‬ ‫‪Salvarinova, R. et al. Exome sequencing and the‬‬ ‫‪management of neurometabolic disorders. N Engl‬‬ ‫‪J Med 374, 2246-2255 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪47‬‬


‫شراكات ذكية‬

‫ٌ‬ ‫مدينة جديد ٌة للتكنولوجيا الحيوية ف ي� الرياض طاق َتها ف ي� حدود أضيق‪،‬‬ ‫مبادرات عديد ٌة ف ي� المملكة للضخامة والتوسع‪ ،‬تركز‬ ‫بينما ترنو‬ ‫ٌ‬ ‫أمال ف ي� أثر أعمق‪.‬‬ ‫‪© KAIMRC‬‬

‫مدن التقنيات الحيوية الجديدة في المملكة العربية السعودية ترأب الصدع بين العلم النظري والتطبيق العملي‪.‬‬

‫مــا القاســم المشــترك بيــن مريــض ســرطان فــي‬ ‫قريــة الحفايــر بالمنطقــة الشــرقية فــي المملكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪ ،‬وباحــث خاليــا جذعيــة فــي كليــة‬ ‫الطــب بجامعــة هارفــارد علــى الســاحل الشــرقي‬ ‫للواليــات المتحــدة؟‬ ‫ربمــا يعكــف األخيــر علــى دراســة بيانــات مــن‬ ‫أحدهمــا اآلخــر‪-‬‬ ‫ٌّ‬ ‫األول‪،‬‬ ‫وكل منهمــا ‪ -‬وال يعــرف ُ‬ ‫يقــدم مســاعدة خفيــة لآلخــر عبــر وصلــة فــي‬ ‫الريــاض‪ .‬ففــي الريــاض ارتفعــت مدينــة جديــدة‬ ‫للتكنولوجيــا الحيويــة فــي العاصمــة لتقويــة‬ ‫الصــات بيــن بحــوث الطــب الحيــوي فــي المملكــة‬ ‫والفــرص التجاريــة‪.‬‬ ‫يقــول عبــد العالــي الحوضــي –رئيــس قســم‬ ‫التخطيــط االســتراتيجي وتطويــر األعمــال فــي‬ ‫مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪:-‬‬ ‫«لدينــا بنيــة تحتيــة ضخمــة لبحــوث الطــب الحيــوي‪،‬‬ ‫قامــت علــى فيــض مــن االســتثمارات‪ .‬العنصــر‬ ‫الوحيــد الــذي كان ينقصنــا كان تحويــل نتائــج البحــوث‬ ‫‪48‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫إلــى وســائل تشــخيص ومعالجــة علــى المســتوى‬ ‫التجــاري»‪ .‬ومــن خــال تأســيس مدينــة التكنولوجيــا‬ ‫الحيويــة‪ ،‬يتطلــع المركــز إلــى ردم تلــك الفجــوة‪.‬‬ ‫تنضــوي جهــود المركــز ضمــن توجــه أوســع‪ ،‬فــي‬ ‫أنحــاء المملكــة والمنطقــة‪ ،‬لتســخير إمكانــات البحــث‬ ‫منــاح تطبيقيــة وتجاريــة‪ .‬فخــال‬ ‫العلمــي فــي‬ ‫ٍ‬ ‫العقــد الماضــي ظهــر فــي برهــة قصيــرة مــا يربــو‬ ‫علــى ثالثيــن مدينــة موجهــة لألبعــاد التطبيقيــة‬ ‫للعلــوم‪ ،‬مــن جــدة والدوحــة إلــى مســقط والــدار‬ ‫ً‬ ‫وفقــا إلحصــاء مــن وكالــة تابعــة لألمــم‬ ‫البيضــاء‪،‬‬ ‫المتحــدة‪.‬‬ ‫ترســم مدينــة التكنولوجيــا الحيويــة الجديــدة‬ ‫فــي الريــاض مســارها الخــاص‪ ،‬مــن خــال تَ وفرهــا‬ ‫علــى نتائــج البحــوث وبيانــات المرضــى مــن كل‬ ‫أنحــاء المملكــة‪ .‬وتهــدف إلــى حصــر أعمالهــا ضمــن‬ ‫نطــاق ضيــق‪ ،‬وذلــك بتركيــز اهتماماتهــا علــى حفنـ ٍـة‬ ‫ســماة مــن األمــراض‪ ،‬واالنخــراط فــي شــراكات‬ ‫ُم‬ ‫ّ‬ ‫مســتدامة ذات فوائــد متبادلــة‪ ،‬واالســتفادة مــن‬

‫بيانــات المرضــى المتوفــرة لهــا دون غيرهــا ضمــن‬ ‫المنظومــة العالجيــة والبحثيــة ‪-‬المتمثلــة فــي‬ ‫المستشــفيات والعيــادات والكليــات‪ -‬التــي ينتمــي‬ ‫إليهــا مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة‪.‬‬

‫عدد قليل من األمراض الواسعة‬ ‫االنتشار‬

‫ليــس نــادرا أن تســعى مــدن أو واحــات‬ ‫التكنولوجيــا – والمقصــود تلــك الموجهــة لألبعــاد‬ ‫التطبيقيــة والتجاريــة لألبحــاث – أن تــوزع طاقتهــا‬ ‫ومواردهــا المحــدودة فــي اتجاهــات شــتى‪.‬‬ ‫وهــذا انعــكاس للطموحــات التــي غالبــا مــا ترتبــط‬ ‫بتلــك المشــروعات‪ .‬ولكــن توســع الطموحــات قــد‬ ‫يــؤدي إلــى تقليــص المــوارد المخصصــة ألي مــن‬ ‫تلــك األهــداف المرجــوة‪ .‬لتحاشــي ذلــك‪ ،‬وضــع‬ ‫المســؤولون فــي مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫لألبحــاث الطبيــة رؤيــة تنطــوي علــى أن «التركيــز‬


‫‪© KAIMRC‬‬

‫علــى القليــل يعنــي الكثيــر»‪ ،‬عندمــا يتعلــق األمــر‬ ‫باألمــراض التــي ســتحظى بمعظــم االهتمــام مــن‬ ‫الطاقــة والمــوارد‪.‬‬ ‫لــذا ســينصب تركيــز المدينــة علــى بضعــة‬ ‫كل مــن المشــكالت الصحيــة‬ ‫أمــراض فقــط مــن ٍّ‬ ‫ً‬ ‫انتشــارا‪ :‬الســرطان‪ ،‬وداء‬ ‫الخمــس المحليــة األكثــر‬ ‫الم ْعديــة‪ ،‬وأمــراض القلــب‬ ‫الســكري‪ ،‬واألمــراض ُ‬ ‫واألوعيــة الدمويــة‪ ،‬واألمــراض العصبيــة‪ .‬ففــي‬ ‫ـا‪ ،‬ســيتركز االهتمــام فقــط علــى‬ ‫فئــة الســرطان مثـ ً‬ ‫ســرطانات الــدم‪ ،‬وســرطان الغــدد الليمفاويــة‪،‬‬ ‫والقولــون والمســتقيم‪ ،‬وســرطان الثــدي‪ .‬وثمــة‬ ‫عامــان الختيــار األمــراض التــي تحظــى باالهتمــام‪:‬‬ ‫معــدل اإلصابــة فــي المملكــة‪ ،‬وحجــم الخبــرات‬ ‫البحثيــة المتوفــرة لــدى مركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي لألبحــاث الطبيــة ولــدى شــبكة شــركائه‬ ‫والهيئــات المرتبطــة بــه‪.‬‬ ‫«ال نســتطيع تقديــم أكثــر مــن ذلــك»‪ ،‬كمــا‬ ‫يقــول الحوضــي‪ ،‬الــذي شــغل عــدة مناصــب‪ ،‬مــن‬ ‫بينهــا رئيــس المجلــس الدولــي للطــب الحيــوي‬ ‫والتكنولوجيــا الحيويــة بالواليــات المتحــدة‪ ،‬والمديــر‬ ‫التنفيــذي لمعهــد قطــر لبحــوث الطــب الحيــوي‪.‬‬

‫البناء على نقاط القوة‬

‫يمثــل مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيــة‪ ،‬الــذي تأســس فــي عــام ‪ ،2006‬جـ ً‬ ‫ـزءا مــن‬ ‫منظومــة أكبــر للبحــوث الطبيــة والرعايــة الصحيــة‪،‬‬ ‫وهــي مدينــة الملــك عبــد العزيــز الطبيــة فــي‬ ‫الريــاض‪ ،‬ولهــا فرعــان‪ :‬فــي األحســاء‪ ،‬المنطقــة‬ ‫كل‬ ‫الشــرقية للمملكــة‪ ،‬وفــي جــدة غربيهــا‪ .‬يقــوم ٌّ‬ ‫مــن الفــروع الثالثــة بمهمــات ثــاث‪ :‬الرعايــة الطبيــة‬ ‫مــن خــال المستشــفيات‪ ،‬والتعليــم مــن خــال‬ ‫الكليــات الطبيــة‪ ،‬وإجــراء بحــوث الطــب الحيــوي‬ ‫فــي مرافــق المركــز فــي كل فــرع‪ .‬ويختلــف عــدد‬ ‫المستشــفيات أو الكليــات مــن فــرع آلخــر‪ ،‬مــع‬ ‫كــون فــرع الريــاض األكبــر‪ .‬وقــد تأسســت منظومــة‬ ‫المدينــة الطبيــة ويديرهــا قســم الشــؤون الصحيــة‬ ‫فــي وزارة الحــرس الوطنــي‪.‬‬

‫تعد متالزمة الشرق األوسط التنفسية ‪ -‬مرض فيروسي تم اكتشافه في المملكة عام ‪ - 2012‬من بين األمراض التي ينصب عليها اهتمام‬ ‫األبحاث في المدينة‪.‬‬

‫ومــن خــال هــذه المنظومــة‪ ،‬يســتطيع المركــز‬ ‫والمدينــة‪ ،‬الوصــول إلــى بئــر متجــدد مــن بيانــات‬ ‫المرضــى علــى مســتوى المملكــة‪ .‬وسيســاعد‬ ‫ذلــك علــى المراقبــة الدوريــة لتفشــي األمــراض‬ ‫التــي تهتــم بهــا المدينــة وبحــث طبيعتهــا‪.‬‬ ‫مثــل هــذه الثــروة مــن بيانــات المرضــى تجعــل‬ ‫المدينــة الجديــدة أكثــر جاذبيــة مــن قريناتهــا فــي‬ ‫المنطقــة للشــركاء مــن األكاديمييــن وشــركات‬ ‫صناعــة األدويــة‪ ،‬وفــق الحوضــي‪.‬‬

‫تُ َعد كل مسألة طبية‬

‫مناسبة لتكثيف‬ ‫مستعصية‬ ‫َ‬

‫العقول داخل المملكة وخارجها‬

‫بالنسبة للباحثين األجانب‪ ،‬فإن بيانات المرضى التي توفرها‬ ‫المدينة من أهم عوامل الجذب‪.‬‬

‫وستســهل بيانــات المرضــى المســتفيضة‬ ‫ِّ‬ ‫المشــجعة للبحــث‪،‬‬ ‫الممتــدة‪ ،‬والمرافــق والخبــرات‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫إقامــة الشــراكات ذات الفائــدة المتبادلــة‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫طبيعيــا لشــركة أدويــة أو‬ ‫حليفــا‬ ‫فالمركــز ســيكون‬ ‫لباحــث أكاديمــي ذي اهتمــام بنــوع معيــن مــن داء‬ ‫الســكري أو مــرض الســرطان فــي المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية أو الخليــج‪.‬‬ ‫وبالنســبة للمدينــة‪ ،‬التــي تنطلــق انشــطتها فــي‬ ‫الخريــف القــادم‪ ،‬ســتؤدي الشــراكات مــن هــذا النــوع‬ ‫لجلــب باحثيــن مهــرة مــن هيئــات علميــة مرموقــة‬ ‫لتطويــر منتجــات وخبــرات تخــص القضايــا الصحيــة‬ ‫المحليــة واإلقليميــة‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪49‬‬

‫‪© KAIMRC‬‬

‫التعاون وتقويته مع أفضل‬

‫يقــول الحوضــي إن هــذا النمــط مــن الشــراكة‬ ‫أكثــر اســتدامة‪ ،‬ففيــه يلتقــي الشــركاء علــى أســاس‬ ‫كل‬ ‫االهتمامــات والمصالــح المشــتركة؛ إذ ُيســهم ٌّ‬ ‫منهــم بشــيء فريــد‪.‬‬ ‫ويعكــف المركــز علــى إتمــام اتفاقيــات شــراكة‬ ‫مــع كليــة هارفــارد الطبيــة ومعهــد هارفــارد للخاليــا‬ ‫الجذعيــة فــي الواليــات المتحــدة‪ ،‬ومــع جامعــة‬ ‫أوكســفورد فــي المملكــة المتحــدة‪.‬‬ ‫وثمــة نقاشــات جاريــة أيضـ ًـا مــع شــركة تكنولوجيــا‬ ‫حيويــة مهتمــة بفيــروس مــرض متالزمــة الشــرق‬ ‫ً‬ ‫اختصــارا باســم‬ ‫األوســط التنفســية والمعــروف‬ ‫ميــرس (‪ ،)MERS-CoV‬والــذي ظهــر للمــرة األولــى‬ ‫فــي المملكــة العربيــة الســعودية فــي عــام ‪2012‬‬ ‫وأدى إلــى عــدد كبيــر مــن الوفيــات‪.‬‬ ‫وفــي توجههــا وكل مــا تســعى إليــه‪ ،‬ثمــة روح‬ ‫جديــدة تتخلــل المدينــة الجديــدة‪ ،‬ليــس فحســب مــن‬ ‫حيــث بــث حيــاة جديــدة فــي «التطويــر» باعتبــاره جـ ً‬ ‫ـزءا‬ ‫مــن «األبحــاث والتطويــر»‪ ،‬ولكــن أيضــا مــن حيــث‬ ‫تحويــل تحديــات المملكــة الصحيــة إلــى فــرص‪.‬‬ ‫ومــن وجهــة النظــر هــذه‪ ،‬تُ َعــد كل مســألة طبيــة‬ ‫مناســبة لتكثيــف التعــاون وتقويتــه‬ ‫مســتعصية‬ ‫َ‬ ‫مــع أفضــل العقــول داخــل المملكــة وخارجهــا‪ ،‬وهــو‬ ‫ويعــزِّ ز مكانتهــا‬ ‫مــا يعــود بالفائــدة علــى المملكــة ُ‬ ‫ً‬ ‫جــزءا مــن منظومــة العلــوم والبحــث‬ ‫بوصفهــا‬ ‫المتجــاوزة للحــدود‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حــدودا»‪،‬‬ ‫«إن العلــوم بطبيعتهــا ال تعــرف‬ ‫كمــا يقــول الحوضــي‪« .‬وكلمــا زاد انفتاحنــا علــى‬ ‫ً‬ ‫مجتمعــا أفضــل‪ ،‬وأصبحــت نواتــج‬ ‫العلــوم‪ ،‬كنــا‬ ‫العلــم أفضــل»‪ .‬وهــذا شــعور ربمــا يتفــق فيــه‬ ‫الغريبــان مــن الحفايــر وهارفــارد‪.‬‬


‫مملكة تمتلك خطة للمعرفة‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الكث� من الوعود‪.‬‬ ‫التحول نحو اقتصاد المعرفة ي� المملكة العربية السعودية أمر ض�وري يحمل ي� طياته ي‬

‫‪50‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫‪© PHOTOBYLOVE / ISTOCK / GETTY IMAGES PLUS‬‬

‫حققــت الخطــة الخمســية األولــى للتنميــة فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عــددا مــن التوقعــات والتعهــدات‪ ،‬إذ ورد فيهــا‪:‬‬ ‫والصــادرة فــي عــام ‪،1970‬‬ ‫"النمــو االقتصــادي خــال العقــود القادمــة ســيعتمد بشــكل رئيســي علــى‬ ‫إنتــاج النفــط وعائداتــه‪ .‬وهــو مــا تهــدف خطــة التنميــة إلــى تغييــره تدريجيـ ًـا عــن‬ ‫طريــق تنويــع اقتصــاد المملكــة وصادراتهــا‪ ،‬وكــذا مصــادر الدخــل الحكومــي"‪.‬‬ ‫جســد هــذا التوقــع ‪-‬بعــد أن أســهم فــي ذلــك االرتفــاع المفاجــئ فــي أســعار‬ ‫وتَ َّ‬ ‫النفــط‪ -‬فــي أعقــاب حــرب عــام ‪ .1973‬ولكــن التعهــد بتنويــع االقتصــاد لتقليــل‬ ‫االعتمــاد علــى أســواق النفــط المتقلبــة‪ ،‬شــكل تحديـ ًـا أكبــر‪.‬‬ ‫ولــم يكــن ذلــك نتيجــة لنقــص المحــاوالت‪ .‬فقــد ظلــت المملكــة عبــر سلســلة‬ ‫مــن الخطــط المتتاليــة متمســكة بتحقيــق هــدف التنويــع كسياســة رســمية لهــا‪،‬‬ ‫وبــدا هــذا جليـ ًـا فــي الخطــة العاشــرة التــي تغطــي المــدة مــن عــام ‪ 2015‬وحتــى‬ ‫عــام ‪ .2019‬توفــر الخطــة الحاليــة فهمـ ًـا أعمــق لكيفيــة تحقيــق الهــدف المنشــود‪.‬‬ ‫وفــي التقريــر بعنــوان "التقريــر‪ :‬المملكــة العربيــة الســعودية ‪ ،"2015‬والــذي‬ ‫أعدتــه مجموعــة أوكســفورد لألعمــال‪ ،‬وهــي شــركة عالميــة للنشــر واألبحــاث‬ ‫واالستشــارات‪ ،‬يقول مســؤول ســعودي رفيع المســتوى‪" :‬الســنوات الخمس‬

‫ُ‬ ‫األ َول مــن خطــة التنميــة العاشــرة ستشــهد بدايــة مرحلــة تحــول االقتصــاد‬ ‫ً‬ ‫الســعودي إلــى اقتصــاد قائــم علــى المعرفــة‪ ،‬والتــي ستســتغرق ‪ 15‬عامــا"‪.‬‬ ‫ويشــمل مصطلــح "اقتصــاد المعرفــة" مفهومـ ًـا واسـ ً‬ ‫ـعا‪ ،‬يشــير إلــى الســلع‬ ‫والخدمــات التــي تســتمد قيمتهــا مــن محتواهــا المعرفــي بشــكل أساســي‪.‬‬ ‫وفــي المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬يعنــي التحــول إلــى اقتصــاد قائــم علــى‬ ‫المعرفــة إنشــاء قطاعــات اقتصاديــة تعتمــد علــى االبتــكار فــي مختبــرات‬ ‫العلــوم وحاضنــات التكنولوجيــا‪ ،‬وليــس بيــع مشــتقات الهيدروكربــون‪ .‬وتتضمــن‬ ‫المجــاالت التــي شــرعت المملكــة فــي االســتثمار فيهــا مجــاالت الطاقــة البديلــة‬ ‫وأبحــاث الطــب الحيــوي‪.‬‬ ‫ُي َعــد التحــول إلــى اقتصــاد المعرفــة فــي المملكــة ضــرورة وفرصــة فــي الوقــت‬ ‫نفســه‪ .‬ورغــم أن النفــط الخــام م َّكــن البــاد مــن إنشــاء بنيــة تحتيــة تتســم بالحداثــة‬ ‫فــي جميــع أرجائهــا‪ ،‬ودعــم تنفيــذ برامــج توســعية للرفــاه االجتماعــي علــى مــدى‬ ‫العقــود الخمســة الســابقة‪ ،‬فقــد تســبب االعتمــاد عليــه ‪-‬لكونــه المصــدر الرئيســي‬ ‫للدخــل فــي المملكــة‪ -‬فــي حــدوث حالــة مــن عــدم االســتقرار المالــي‪ ،‬كمــا حــدث‬ ‫فــي أوائــل الثمانينيــات وأواخــر التســعينيات عندمــا هبطــت أســعار النفــط‪.‬‬


‫سمح االرتفاع الكبير في أسعار‬ ‫النفط‪ ،‬للمملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫بضخ استشمارات ضخمة‪ ،‬في مجال‬ ‫األبحاث والتطوير‪ ،‬األمر الذي بدأ‬ ‫يؤتي ثماره اليوم‪.‬‬

‫وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬أدت األدلــة العلميــة المتزايــدة التــي تربــط بيــن حــرق‬ ‫والتغيــرات طويلــة األمــد فــي الغــالف الجــوي إلــى حــدوث‬ ‫الوقــود األحفــوري‬ ‫ُّ‬ ‫ردود فعــل قويــة فــي دوائــر صنــع القــرار‪ .‬ففــي منتصــف أكتوبــر عــام ‪،2015‬‬ ‫ُوقــع اتفــاق دولــي فــي مدينــة كيجالــي فــي روانــدا للحــد مــن اســتخدام‬ ‫المركبــات الكربونيــة الفلوريــة الهيدروجينيــة‬ ‫أو (الهيدروفلوروكربونيــة)‪ ،‬التــي تُ َعــد إحــدى‬ ‫الكيماويــات المســاهمة إلــى حــد كبيــر فــي‬ ‫التغيــر المناخــي‪ .‬وصــف وزيــر الخارجيــة األمريكــي‬ ‫جــون كيــري االتفــاق بأنــه "خطــوة مهمــة إلــى‬ ‫األمــام" علــى طريــق الجهــود الراميــة إلــى إبطــاء‬ ‫االتجاهــات المناخيــة المقلقــة‪.‬‬ ‫بيــد أن دول الخليــج‪ ،‬إلــى جانــب الهنــد‪،‬‬ ‫تفاوضــت للحصــول علــى إعفــاء لمــدة تســع‬ ‫ســنوات مــن تنفيــذ اتفــاق كيجالــي؛ ليبــدأ التنفيــذ‬ ‫بــدال مــن ‪.2019‬‬ ‫فــي عــام ‪2028‬‬ ‫ً‬ ‫وقــد جــاء اتفــاق كيجالــي بعــد وقــت قصيــر‬ ‫مــن اتفاقيــة باريــس فــي أواخــر عــام ‪ ،2015‬التــي اتفقــت فيهــا ‪ 195‬دولــة‬ ‫ً‬ ‫قانونيــا بالحــد مــن انبعاثــات الغــازات الدفيئــة‪ .‬وصدقــت علــى‬ ‫علــى االلتــزام‬ ‫االتفاقيــة أكبــر دولتيــن مســببتين لالنبعاثــات‪ ،‬الواليــات المتحــدة والصيــن‪.‬‬ ‫أمــا فــي الدوائــر الصناعيــة‪ ،‬فقــد حــدث تطــوران خــالل العقــد الماضــي‪،‬‬ ‫ـرا سـ ًّ‬ ‫أحدهمــا جــاء اســتجابة لمخــاوف المنــاخ‪ ،‬وكالهمــا أثــر تأثيـ ً‬ ‫ـلبيا علــى العــرض‬ ‫والطلــب فــي ســوق النفــط‪.‬‬

‫فمــن ناحيــة‪ ،‬شــهدنا ظهــور وســائل جديــدة الســتخراج النفــط الخــام مــن باطــن‬ ‫األرض‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬هنــاك تقــدم فــي اســتخراج النفــط مــن الصخــور‬ ‫الزيتيــة عــن طريــق عمليــة "التكســير الهيدروليكــي" (الشــهيرة بالتكســير)‪ ،‬والتــي‬ ‫أدت إلــى وفــرة فــي إنتــاج النفــط فــي عــام ‪ 2015‬ممــا ســاهم فــي مزيــد مــن‬ ‫الهبــوط فــي ســعره‪.‬‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬أدت مخــاوف المنــاخ إلــى‬ ‫زيــادة االســتثمار واالبتــكار إليجــاد بدائــل للطاقــة‬ ‫واألجهــزة األكثــر صداقــة للبيئــة‪ ،‬مثــل األلــواح‬ ‫الشمســية وبطاريــات الليثيــوم أيــون المتطــورة‬ ‫والســيارات الكهربائيــة‪.‬‬ ‫فقــد غيــرت هــذه العوامــل مجتمعــة االتجــاه‬ ‫فــي العديــد مــن البــالد الغنيــة بالنفــط‪ .‬ولــم يعــد‬ ‫هنــاك مجــال لطــرح الســؤال المعتــاد حــول طــول‬ ‫المــدة التــي يســتطيع احتياطــي النفــط فيهــا دعــم‬ ‫بقــاء الحكومــات والمجتمعــات فــي المســتقبل‪،‬‬ ‫بــل أصبــح الســؤال اليــوم‪ :‬مــا مــدى الســرعة التــي‬ ‫تســتطيع بهــا الــدول الغنيــة بالنفــط تطويــر مصــادر بديلــة مســتدامة ذات قيمــة‬ ‫اقتصاديــة؟‬ ‫وب ِرهــان المملكــة العربيــة الســعودية علــى اقتصــاد المعرفــة ليصيــر محـ ً‬ ‫ـركا‬ ‫ِ‬ ‫جديـ ً‬ ‫ـدا للنشــاط االقتصــادي‪ ،‬فإنهــا تختــار نموذجـ ًـا َث َبتــت صالحيتــه‪ .‬يقــول عبــد‬ ‫العالــي الحوضــي ‪-‬رئيــس قســم التخطيــط االســتراتيجي وتطويــر األعمــال فــي‬ ‫مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لأبحــاث الطبيــة‪ :-‬إن البلــدان الكبيــرة والصغيــرة‬

‫ِب ِرهان المملكة العربية‬ ‫السعودية على اقتصاد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا‬ ‫محركا‬ ‫المعرفة ليصير‬ ‫للنشاط االقتصادي‪ ،‬فإنها‬ ‫ً‬ ‫نموذجا َث َبتت صالحيته‬ ‫تختار‬

‫اﻟﻌـﺪد رﻗـﻢ‬

‫‪2‬‬

‫‪51‬‬


‫‪WFC‬‬

‫‪AC‬‬

‫‪481‬‬ ‫‪386‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪76.61‬‬

‫‪52.82‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪77.36‬‬

‫‪2013‬‬

‫التــي خصصــت مــوارد كبيــرة للبحــث والتطويــر‪ ،‬كالواليات المتحدة وســنغافورة‪،‬‬ ‫حصــدت المزايــا باالبتــكارات الناجحــة تجاريـ ًـا والوظائــف ذات الرواتــب العاليــة‪.‬‬ ‫واتخــذت المملكــة العربيــة الســعودية بالفعــل عــدة خطــوات فــي الســعي‬ ‫لتحقيــق هــذا الهــدف الطمــوح‪ .‬فعلــى مــدى العقــد الماضــي‪ ،‬سـ َّـرعت الحكومــة‬ ‫مــن جهودهــا لتحديــث المؤسســات العلميــة ومؤسســات التعليــم العالــي‬ ‫وإعــادة تنشــيطها‪ .‬فقــد أعلنــت الحكومــة فــي عــام ‪ 2002‬عــن خطتهــا الوطنيــة‬ ‫للعلــوم والتكنولوجيــا واالبتــكار التــي دخلــت حيــز التنفيــذ فــي عــام ‪2008‬‬ ‫بموازنــة تقــدر بحوالــي ‪ 8.1‬مليــارات ريــال ســعودي حتــى عــام ‪( 2010‬مــا يعــادل‬ ‫‪ 2.16‬مليــار دوالر أمريكــي)‪.‬‬ ‫كمــا شــهد العقــد الماضــي زيــادة ملحوظــة فــي أعــداد الجامعــات الحكوميــة‬ ‫والخاصــة‪ ،‬إذ زادت مــن عشــرين جامعــة فــي عــام ‪ 2005‬إلــى أربــع وثالثيــن‬ ‫جامعــة فــي عــام ‪ 2012‬تتضمــن ثــاث جامعــات حديثــة للنســاء فقــط‪ .‬أمــا‬ ‫الطــاب الســعوديون المتميــزون فلديهــم اآلن ثالثــة برامــج مدفوعــة النفقــات‬ ‫بالكامــل لمتابعــة الدراســات الجامعيــة والدراســات العليــا فــي الخــارج؛ وهــي‬ ‫برنامــج منحــة الملــك عبــد اللــه الــذي بــدأ منــذ عــام ‪ ،2005‬والبرنامــج التابــع لشــركة‬ ‫أرامكــو الســعودية‪ ،‬وبرنامــج جامعــة الملــك عبــد اللــه للعلــوم والتقنيــة الــذي بــدأ‬ ‫منــذ عــام ‪.2008‬‬ ‫وانعكســت تلــك الجهــود علــى تحســين أداء المملكــة فــي مختلــف مجــاالت‬ ‫العلــوم واالبتــكار‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬ارتفعــت أعــداد المنشــورات العلميــة‬ ‫التــي أصدرتهــا المملكــة مــن ‪ 1686‬فــي عــام ‪ 2008‬إلــى ‪ 7000‬فــي عام ‪،2012‬‬ ‫وذلــك وفقـ ًـا لتقريــر عــام ‪ ،2014‬فــي إشــارة إلــى التقــدم الــذي أحرزتــه المملكــة‬ ‫علــى صعيــد مؤشــرات اقتصــاد المعرفــة‪ .‬كمــا صنــف البنــك الدولــي المملكــة‬ ‫العربيــة الســعودية فــي عــام ‪ 2013‬فــي المركــز الرابــع فــي العالــم العربــي‬ ‫ً‬ ‫(متضمنــا التعليــم‪،‬‬ ‫مــن حيــث تقــدم المؤشــر المركــب لـ"اقتصــاد المعرفــة"‬ ‫واالبتــكار‪ ،‬والحوافــز االقتصاديــة للعلــوم واالبتــكار‪ ،‬وتكنولوجيــا المعلومــات‬ ‫‪52‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫‪98.80‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2015‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫عربيــا‬ ‫أيضــا فــي عــام ‪ ،2013‬احتلــت المملكــة المركــز األول‬ ‫واالتصــاالت)‪.‬‬ ‫(المركــز ‪ 29‬عالميـ ًـا) فــي أعــداد بــراءات االختــراع األمريكيــة التــي تلقتهــا‪ ،‬والتــي‬ ‫يأتــي نحــو ربعهــا مــن شــركة أرامكــو الســعودية‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬يصاحــب تلــك النجاحــات نصيــب عــادل مــن التحديــات‪ .‬يقــول‬ ‫الحوضــي إن البنيــة التحتيــة والبيئــة التنظيميــة تحتــاج إلــى التطويــر‪ .‬وبالرغــم‬ ‫مــن أن المملكــة لديهــا بعــض المؤسســات القويــة واألفــراد المتمكنيــن فــي‬ ‫مجــال أبحــاث الطــب الحيــوي‪ ،‬وهــو نفــس مجــال تخصصــه‪ ،‬فهــم يقصــرون‬ ‫أنشــطتهم علــى التســويق والتوزيــع فــي المملكــة ويجــرون األبحــاث والتطويــر‬ ‫فــي أماكــن أخــرى‪ .‬يشــكل ذلــك تحديـ ًـا آخــر إلقنــاع األفــراد والمجموعــات فــي‬ ‫المجتمــع العلمــي بــأن المملكــة العربيــة الســعودية تُ عــد أحــد أفضــل األماكــن‬ ‫للقيــام باالبتــكارات المنتجــة للعلــم‪.‬‬ ‫وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬تحتــل المملكــة مكانــة متميزة بســبب عائداتها النفطية‪.‬‬ ‫يحتــاج كل مــن البحــث العلمــي واالبتــكار إلــى الكثيــر مــن األمــوال‪ .‬يقول ســتيفن‬ ‫ويبــر ‪-‬مــن جامعــة كاليفورنيــا فــي بيركيلــي‪ :-‬إن التكاليــف المطلوبــة إلنشــاء‬ ‫بنيــة تحتيــة للبحــث العلمــي تمثــل عائقـ ًـا ال يتجــاوزه كل الطامحيــن إلــى اقتصــاد‬ ‫عمــل ويبــر‪ ،‬أســتاذ العلــوم السياســية‪ ،‬مستشـ ً‬ ‫ـارا لعــدة حكومــات في‬ ‫المعرفــة‪ِ .‬‬ ‫دول الخليــج ‪-‬بمــا فيهــا الســعودية وقطــر‪ -‬فــي مشــروعات االبتــكار والتطويــر‪.‬‬ ‫وي َعــد األداء الخــاق ذائــع الصيــت لجامعــة الملــك عبــد اللــه للعلــوم والتقنيــة‬ ‫ُ‬ ‫أبــرز مثــال متحقــق اآلن علــى أرض الواقــع للميــزة التــي تنعــم بهــا المملكــة‪ ،‬إذ‬ ‫ســتصير الجامعــة فــي فتــرة وجيــزة قــوة علميــة إقليميــة‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن المطلــوب هــو توجيــه الطاقــة الناتجــة عــن هــذه الفــورة فــي‬ ‫الجهــود والمبــادرات لتصــب فــي اتجــاه واحــد‪ .‬ويمكــن التحقــق مــن أن هــذه‬ ‫الجهــود تؤتــي ثمارهــا عــن طريــق أحــد المؤشــرات القويــة الدالــة علــى ذلــك‪،‬‬ ‫وهــو انخفــاض االعتمــاد علــى عائــدات النفــط خــال الســنوات المقبلــة؛ وهــو‬ ‫الهــدف الــذي تطمــح إليــه الخطــة فــي األصــل‪.‬‬

‫)‪NATURE INDEX (2016‬‬

‫ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺆﺷﺮ ‪ Nature‬ﻋﻠﻰ رﺻﺪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﺑﺮز اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮاً ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‪ .‬وﻳﻘﻴﺲ "اﻟﻌﺪد اﻟﻔﻌﻠﻲ" )‪ (AC‬ﻋﺪد اﻷوراق اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧُ ﺸﺮت وﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻋﺎﻟﻢ‬ ‫ﻌﺪل" )‪ (WFC‬ﻓﻴﻘﻴﺲ ﻣﺴﺘﻮى إﺳﻬﺎم اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُ ﻨﺸﺮ‪.‬‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫واﺣﺪ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ أو ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺳﻌﻮدﻳﺔ‪ ،‬أﻣﺎ "اﻟﻌﺪد اﻟﻜﺴﺮي ُ‬


‫ﻋ‬ ‫ﻮ‬ ‫ا‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻞ‬ ‫ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺠ‬ ‫ـ‬ ‫ﺎ‬ ‫ح‬ ‫ﺗﺴﻮﻳﻖ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت‬ ‫وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺘﻌﺎون‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ‬

‫ﺗﺸﺎرك اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ و ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻄﺒﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻮل اﻟﺒﻼد ﻧﺤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘﺎﺋﻢ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ دﻋﻢ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﻘﻴﺔ‪.‬‬ ‫أﻧﺸﺄت ﺷﺮﻛﺔ "ﻳﻮ إف ﺳﻲ ﺑﺎﻳﻮﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ" ‪ UFC Biotechnology‬اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﺸﺘﺮك "ﻳﻮ إف ﺳﻲ ﺑﺎﻳﻮﺗﻚ" ‪ UFC Biotech‬ﻟﻠﺘﻌﺎون ﻣﻊ‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮس اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺧﻼﻳﺎ‪ ،‬وأوﺳﺎط ﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﻴﻜﺮوﺑﺎت وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ‪ ،‬وﻛﺬا ﻟﺴﺪ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺴﻮق ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬

‫‪www.ufcbiotech.com‬‬


‫صورة بالمجهر اإللكتروني‬ ‫لفيروس متالزمة الشرق‬

‫األوسط التنفسية ‪MERS‬‬

‫‪54‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬


‫عالج محتمل من األجسام‬ ‫المضادة لمتالزمة الشرق‬ ‫األوسط التنفسية‬

‫‪Arabi, Y. M., Hajeer, A. H., Luke, T., Raviprakash, K.,‬‬ ‫‪Balkhy, H. et al. Feasibility of using convalescent‬‬ ‫‪plasma immunotherapy for MERS-CoV infection,‬‬ ‫‪Saudi Arabia. Emerging Infectious Diseases 22,‬‬ ‫‪1554-1561 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪55‬‬

‫‪© NIAID / CC. BY 2.0‬‬

‫ين‬ ‫المصاب� بالمتالزمة كمية‬ ‫قد تنتج أجسام‬ ‫كافية من أ‬ ‫الجسام المضادة للمساعدة �ف‬ ‫ي‬ ‫الف�وسية لدى المزيد‬ ‫مكافحة العدوى ي‬ ‫ين‬ ‫المعرض� ل إلصابة‪.‬‬ ‫من‬

‫قــد تشــكّل بالزمــا دم األشــخاص الذيــن تعافــوا‬ ‫مــن متالزمــة الشــرق األوســط التنفســية (كورونــا)‪،‬‬ ‫مصـ ً‬ ‫ـدرا لألجســام المضــادة التــي قــد تســاعد فــي‬ ‫معالجــة األشــخاص المعرضيــن لإلصابــة بالمــرض‪.‬‬ ‫جريــت فــي الشــؤون‬ ‫فعلــى ضــوء دراســة جــدوى ُأ َ‬ ‫الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي فــي الســعودية‪،‬‬ ‫توصــل باحثــون فــي مركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬إلــى هــذا االســتنتاج‬ ‫مــع زمــاء مــن جهــات أخــرى فــي المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية والواليــات المتحــدة وكنــدا وأوروبــا‪.‬‬ ‫صحيــح أن الدراســة لــم تنطـ ِـو علــى تجــارب فعليــة‬ ‫للعــاج المقتــرح مــن األجســام المضــادة‪ ،‬لكــن‬ ‫أن جمــع كميــة كافيــة مــن هــذه‬ ‫الباحثيــن أوضحــوا ّ‬ ‫ً‬ ‫اقتراحــا‬ ‫األجســام مــن دم المرضــى قــد يكــون‬ ‫ً‬ ‫واقعيــا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اختصــارا باســم ميــرس‪‎‬‬ ‫الفيــروس المعــروف‬ ‫)‪ (MERS-CoV‬هــو المســبب لمتالزمــة الشــرق‬ ‫األوســط التنفســية‪ ،‬واكتُ شــف للمــرة األولــى عــام‬ ‫‪ 2012‬فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪ .‬وعلــى‬ ‫أن‬ ‫الرغــم مــن أنــه ُرصــد فــي العديــد مــن الــدول‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫‪ %80‬مــن حــاالت اإلصابــة وقعــت في الســعودية‪،‬‬ ‫أكثــر مــن ‪ %36‬منهــا كانــت قاتلــة‪.‬‬ ‫يقــول ياســين عربــي ‪ -‬مــن الشــؤون الصحيــة‬ ‫بــوزارة الحــرس الوطنــي‪ ،‬والــذي قــاد الدراســة‪:-‬‬ ‫ي مــن الخيــارات‬ ‫"حتــى اآلن‪ ،‬لــم تُ ثبــت فاعليــة أ ٍّ‬ ‫العالجيــة لهــذا المــرض‪ ،‬لــذا فمــن شــأن تطويــر‬ ‫عــاج باســتخدام بالزمــا الــدم مــن متبرعيــن‪ ،‬أن‬ ‫أن بالزمــا‬ ‫يكــون ذا قيمــة كبيــرة"‪ .‬مــن المعــروف ّ‬ ‫المتبــرع بهــا ‪-‬والتــي تحتــوي علــى أجســام‬ ‫الــدم‬ ‫َّ‬ ‫ـاال ألمــراض‬ ‫مضــادة للفيروســات‪ -‬تشـكّل عالجـ ًـا فعـ ً‬ ‫فيروســية خطيــرة أخــرى‪.‬‬ ‫اســتقصى الباحثــون ثالثــة مصــادر محتملــة‬ ‫للحصــول علــى بالزمــا نافعــة عالجيـ ًـا‪ .‬فــكان هنــاك‬ ‫ثــاث مجموعــات لمتبرعيــن محتمليــن‪ ،‬إحداهــا‬ ‫ـاال حـ ً‬ ‫ـادا فــي‬ ‫تتكــون مــن ‪ 196‬مريضـ ًـا يعانــون اعتـ ً‬ ‫الجهــاز التنفســي مــع تأكيــد إصابتهــم بفيــروس‬ ‫ميــرس أو ُيشــتبه فــي إصابتهــم بــه‪ .‬أمــا المجموعــة‬ ‫الثانيــة فكانــت مــن العامليــن فــي الرعايــة الصحيــة‬ ‫ممــن كانــوا علــى اتصــال بمرضــى مصابيــن‬

‫بالمتالزمــة وكان عددهــم ‪ ،230‬والمجموعــة‬ ‫ً‬ ‫فــردا مــن األســر المقيمــة‬ ‫الثالثــة مكونــة مــن ‪17‬‬ ‫مــع مرضــى مصابيــن‪ .‬وقــد جــرى فحــص عينــات‬ ‫الــدم المأخــوذة مــن المجموعــات الثــاث لتقصــي‬ ‫األجســام المضــادة القــادرة علــى االرتبــاط بفيــروس‬ ‫ميــرس‪.‬‬ ‫عــدد ضئيــل فقــط مــن العينــات التــي ُجمــع‬ ‫مــن المشــتركين احتــوى علــى كميــات كبيــرة مــن‬ ‫أن المرضــى الذيــن‬ ‫تبيــن ّ‬ ‫األجســام المضــادة‪ ،‬وقــد ّ‬ ‫تعافــوا مؤخـ ً‬ ‫ـرا مــن المتالزمــة هــم المصدر األنســب‬ ‫أن أقــل‬ ‫للحصــول علــى البالزمــا‪ .‬وعلــى الرغــم مــن ّ‬ ‫مــن ‪ %3‬فقــط مــن العينــات احتــوت علــى كميــات‬ ‫أن عربــي مــا‬ ‫معتبــرة مــن األجســام المضــادة‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫ـا‪ ،‬ويقــول‪" :‬تــدل النتائــج التــي توصلنــا‬ ‫زال متفائـ ً‬ ‫إليهــا فــي الدراســة علــى أنّ ــه مــن الممكــن الحصــول‬ ‫علــى بالزمــا‪ ،‬فقــد تــم ذلــك بالفعــل بالرغــم مــن‬ ‫صغــر مجموعــة المانحيــن المحتمليــن؛ ولكــن جمــع‬ ‫كميــات كبيــرة الســتخدامها فــي دراســات عالجيــة‬ ‫ً‬ ‫تحديــا"‪.‬‬ ‫يشــكل‬ ‫إن الخطــوة التاليــة هــي االنتقــال إلــى التجــارب‬ ‫أن‬ ‫الســريرية علــى بالزمــا مصدرهــا متبرعــون‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫الطريــق للوصــول لهــذه المرحلــة معرقــل بعــدد مــن‬ ‫التحديــات‪.‬‬ ‫يقــول عربــي‪" :‬نحــن بحاجــة إلــى اســتقصاء طــرق‬ ‫أخــرى للحصــول علــى كميــة كافيــة مــن البالزمــا التي‬ ‫ً‬ ‫عالجيــا مــن األجســام‬ ‫تحتــوي علــى كميــات نافعــة‬ ‫المضــادة"‪ .‬مــن الخيــارات الممكنــة‪ ،‬اســتخدام‬ ‫عينــات مــن مرضــى تعافــوا للتــو مــن مــرض أكثــر‬ ‫بــد مــن توفــر معاييــر صارمــة‬ ‫خطــورة‪ .‬كمــا ال ّ‬ ‫فــي مانحــي البالزمــا المحتمليــن لالنضمــام إلــى‬ ‫التجــارب الســريرية‪ .‬ويمكــن اآلن التعامــل مــع هــذه‬ ‫المســائل عبــر األســلوب القابــل للتحقيــق الــذي‬ ‫ً‬ ‫مبدئيــا فــي هــذه الدراســة‪.‬‬ ‫ُعــ ِرض‬


‫متالزمة الشرق األوسط التنفسية‪:‬‬ ‫ضرب العدوى في معقلها‬ ‫ال�ق أ‬ ‫سبتم� عام ‪ ،2016‬أُبلغ عن ما ال يقل عن ت‬ ‫ع�ة حالة إصابة جديدة بمتالزمة ش‬ ‫اثن� ش‬ ‫الوسط التنفسية (‪ )MERS‬ف ي� المملكة‬ ‫ف ي� شهر‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫تو� منها ‪ 610‬حاالت‪.‬‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬لتصل أعداد إ‬ ‫الصابة ي� المملكة إىل ما يزيد عىل ‪ 1450‬حالة‪ ،‬ي‬

‫التعرف على مصدر العدوى‬

‫تؤثــر متالزمــة الشــرق األوســط التنفســية علــى‬ ‫الجهــاز التنفســي ويتســبب فيهــا فيــروس كورونــا‬ ‫ً‬ ‫اختصــارا باســم ميــرس ‪.)MERS-Cov)‎‬‬ ‫المعــروف‬ ‫وكان ُي َظــن فــي البدايــة أنــه ينتقــل مــن الخفافيــش‬ ‫تنــاول األطعمــة الملوثــة‬ ‫إلــى البشــر عــن طريــق‬ ‫ُ‬ ‫بــروث الخفافيــش‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬أعلــن باحثــون مــن جامعــة الملــك‬ ‫فيصــل فــي األحســاء‪ ،‬بالتعــاون مــع باحثيــن مــن‬ ‫مصــر وهونــج كونــج فــي عــام ‪ 2014‬عــن عــزل‬ ‫‪56‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫‪© NIAID IN COLLABORATION WITH COLORADO STATE UNIVERSITY/ CC BY 2.0‬‬

‫ظهــرت العــدوى فــي المملكــة للمــرة األولــى فــي‬ ‫ســبتمبر عــام ‪ ،2012‬إال أنــه منــذ ذلــك الحيــن جــرى‬ ‫اإلبــاغ عــن حــاالت إصابــة بالعــدوى مؤكــدة معمليـ ًـا‬ ‫فــي ســبع وعشــرين دولــة‪.‬‬ ‫وعلــى الرغــم مــن اإلبــاغ عــن إصابــة مــا يزيــد‬ ‫علــى ‪ 1800‬حالــة بالمتالزمــة علــى مســتوى‬ ‫العالــم‪ ،‬فقــد حظيــت الســعودية بنصيــب األســد‬ ‫مــن هــذه اإلصابــات‪ .‬ففــي كل عــام‪ ،‬يذهــب‬ ‫المالييــن إلــى مكــة لتأديــة فريضــة الحــج‪ ،‬ممــا‬ ‫يزيــد المخــاوف مــن حــدوث تفـ ٍّ‬ ‫ـش ســريع لعــدوى‬ ‫متالزمــة الشــرق األوســط التنفســية وغيرهــا مــن‬ ‫األمــراض المعديــة فــي جميــع أرجــاء العالــم‪.‬‬ ‫وألن المملكــة العربيــة الســعودية تُ َعــد بــؤرة‬ ‫العــدوى‪ ،‬صــارت مشــاركتها فــي الجهــود العالميــة‬ ‫ـرا أساسـ ًّ‬ ‫المبذولــة لمكافحــة انتشــار المــرض أمـ ً‬ ‫ـيا‪.‬‬ ‫فقــد أســهمت األبحــاث التــي أجريــت فــي المملكــة‬ ‫فــي فهــم بيولوجيــا الفيــروس وتطويــر لقاحــات‬ ‫مضــادة لــه‪.‬‬ ‫تقــول حنــان بلخــي ‪-‬مــن مركــز الملــك عبــد‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‬ ‫اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪ ،‬وتشــغل‬ ‫منصــب المديــر التنفيــذي إلدارة الطــب الوقائــي‬ ‫ومكافحــة العــدوى فــي الشــؤون الصحيــة بــوزارة‬ ‫الحــرس الوطنــي‪" :-‬أســهم الباحثــون الســعوديون‬ ‫التعــرف علــى العالمــات‬ ‫بإســهامات متميــزة فــي‬ ‫ُّ‬ ‫واألعــراض الســريرية للمــرض؛ لمســاعدة األطبــاء‬ ‫التعــرف علــى الحــاالت المصابــة علــى نحــو‬ ‫فــي‬ ‫ُّ‬ ‫أفضــل"‪.‬‬ ‫وتضيــف بلخــي‪" :‬كمــا حققــوا تقدمـ ًـا مهمـ ًـا فــي‬ ‫تحديــد عوامــل الخطــورة للمــرض‪ ،‬وفــي تقييــم‬ ‫فاعليــة العالجــات"‪.‬‬

‫جسيمات فيروس كورونا المتسبب في متالزمة الشرق األوسط التنفسية في الخاليا الظهارية للجمل‪.‬‬

‫فيــروس كورونــا مــن قطيــع مــن الجمــال العربيــة‬ ‫فــي مزرعــة بواحــة األحســاء شــرقي الســعودية‪.‬‬ ‫أكــد ذلــك أن الجمــال تعمــل بمنزلــة عائــل وســيط‬ ‫للفيــروس الــذي يتكاثــر فــي خالياهــا بأعــداد كبيــرة‪.‬‬ ‫لــذا ُيحتمــل أن تكــون الجمــال هــي المســؤولة عــن‬ ‫انتشــار العــدوى بيــن البشــر الذيــن يتصلــون بهــا‬ ‫ـاال وثيقـ ًـا‪.‬‬ ‫اتصـ ً‬ ‫وفــي وقــت الحــق مــن ذلــك العــام‪ ،‬أثبــت‬ ‫باحثــون مــن مركــز الملــك فهــد للبحــوث الطبيــة‬ ‫بالدليــل االنتقــال المباشــر لفيــروس كورونــا مــن‬ ‫الجمــال إلــى البشــر ‪.‬‬ ‫فــي اآلونــة األخيــرة‪ ،‬نشــر باحثــون ســعوديون‬ ‫أول دراســة حالــة لمتالزمــة الشــرق األوســط‬ ‫التنفســية تشــمل حــاالت فرديــة للمــرض مقترنــة‬

‫ســتخدم فــي‬ ‫بحــاالت ضابطــة –وهــو أســلوب ُي‬ ‫َ‬ ‫مقارنــة المرضــى المصابيــن بمــرض معيــن‬ ‫مــع آخريــن أصحــاء‪ ،‬وتحديــد عــدد المــرات التــي‬ ‫االختِ طــار‪ .‬يســاعد ذلــك‬ ‫ْ‬ ‫يتعرضــون فيهــا لعوامــل‬ ‫التعــرف علــى العالقــة بيــن تلــك العوامــل‬ ‫فــي‬ ‫ُّ‬ ‫والمــرض‪.‬‬ ‫تعـ َّـرف باحثــون مــن مستشــفى الملــك فيصــل‬ ‫التخصصــي ومركــز األبحــاث بجــدة‪ ،‬بالتعــاون مــع‬ ‫آخريــن فــي مراكــز مكافحــة األمــراض واتقائهــا‬ ‫بالواليــات المتحــدة‪ ،‬علــى جميــع الحــاالت‬ ‫المعروفــة المصابــة بمتالزمــة الشــرق األوســط‬ ‫التنفســية التــي كانــت قــد ُرصــدت بالســعودية فــي‬ ‫الفتــرة بيــن شــهري مــارس ونوفمبــر عــام ‪،2014‬‬ ‫والبالــغ عددهــا ‪ 535‬حالــة‪ ،‬وقارنوهــا بمئــة وســت‬


‫‪© FAYEZ NURELDINE/AFP/GETTY IMAGES‬‬

‫عشــرة حالــة غيــر مصابــة‪ ،‬مــن حيــث الحالــة الصحيــة‬ ‫االختِ طــار المعروفــة‬ ‫ْ‬ ‫وتعرضهــم المباشــر لعوامــل‬ ‫الموجــودة فــي البيئــة‪.‬‬ ‫وأثبــت هــذا التحليــل للمــرة الثانيــة أن األشــخاص‬ ‫ً‬ ‫مباشــرا أو غيــر مباشــر‬ ‫اتصــاال‬ ‫الذيــن اتصلــوا‬ ‫ً‬ ‫عرضــة بكثيــر لإلصابــة‬ ‫ً‬ ‫بالجمــال العربيــة كانــوا أكثــر‬ ‫بمتالزمــة الشــرق األوســط التنفســية‪.‬‬ ‫ـددا أن أنشــطة مثــل‬ ‫وأكــدت نتائــج الدراســة(‪ )1‬مجـ ً‬ ‫حلــب الجمــال وإطعامهــا وذبحهــا زادت مــن خطــورة‬ ‫اإلصابــة بالعــدوى‪ ،‬بينمــا لــم يكــن لشــرب اللبــن غيــر‬ ‫المبســتر الخطــورة نفســها‪.‬‬ ‫وبعــد مــدة قصيــرة مــن نشــر هــذه النتائــج‪،‬‬ ‫أصــدرت وزارة البيئــة والميــاه والزراعــة الســعودية‬ ‫ً‬ ‫بيانــا تنصــح فيــه َمــن يتعاملــون بانتظــام مــع‬ ‫الجمــال "بتوخــي الحــذر واتبــاع تدابيــر وقائيــة" للحــد‬ ‫مــن انتشــار العــدوى‪ ،‬وذلــك بارتــداء أقنعــة الوجــه‬ ‫وقفــازات اليــد‪ ،‬وبااللتــزام بغســل األيــدي قبــل أي‬ ‫تعامــل مــع الحيــوان وبعــده‪ .‬كمــا حــذر مســؤولون‬ ‫ً‬ ‫أيضــا النــاس مــن االتصــال بالجمــال إال‬ ‫بالصحــة‬ ‫للضــرورة القصــوى‪.‬‬

‫تطوير استراتيجيات وقائية‬

‫ومنــذ ذلــك الحيــن‪ ،‬عملــت الحكومــة الســعودية‬ ‫بشــكل وثيــق مــع منظمــة الصحــة العالميــة لوضــع‬ ‫تدابيــر فعالــة يجــري تطبيقهــا فــي أثنــاء فتــرة الحــج‪.‬‬ ‫وتتضمــن الجهــود رفــع الوعــي بشــأن عــدوى‬ ‫متالزمــة الشــرق األوســط التنفســية وتصعيــد‬ ‫ٍّ‬ ‫تفــش للعــدوى‪.‬‬ ‫إجــراءات الرصــد لمنــع حــدوث‬ ‫نصــح زائــرو مكــة المكرمــة بتغطيــة أفواههــم‬ ‫كمــا ُي َ‬ ‫وأنوفهــم عنــد الســعال أو العطــس‪ ،‬وبغســل‬ ‫اليديــن بانتظــام؛ للحــد مــن انتشــار العــدوى‪.‬‬ ‫يواجــه العاملــون فــي مجــال الرعايــة الصحيــة‬ ‫ـرا كبيـ ً‬ ‫علــى وجــه التحديــد خطـ ً‬ ‫ـرا لإلصابــة بالعــدوى(‪،)2‬‬ ‫فقــد شــهدت األعــوام الثالثــة الســابقة حــدوث‬ ‫عــدد مــن حــاالت التفشــي فــي المستشــفيات‬ ‫الســعودية‪ .‬وكانــت وزارة الصحــة الســعودية ترســل‬ ‫فــرق اســتجابة إلــى المستشــفيات علــى الفــور بعــد‬ ‫وقــوع كل حالــة مــن حــاالت التفشــي؛ للكشــف‬ ‫عــن حــاالت إصابــة أخــرى‪ ،‬وإلنفــاذ تدابيــر مكافحــة‬ ‫العــدوى‪.‬‬ ‫تقــول بلخــي إن األبحــاث قــادت إلــى إجــراء‬ ‫تغييــرات جذريــة فــي سياســات الرعايــة الصحيــة‬ ‫الخاصــة بمخاطــر انتقــال العــدوى‪ .‬وتضيــف أيضـ ًـا‪:‬‬ ‫"إن التعــرف علــى طريقــة انتقــال الفيــروس‬ ‫تعــرض العامليــن بالرعايــة الصحيــة لــه‬ ‫وخطــورة‬ ‫ُّ‬ ‫قــاد إلــى تحــوالت كبيــرة فــي الجــودة المطبقــة‬ ‫بالمستشــفيات والمعاييــر المحــددة بهــا"‪.‬‬ ‫قــادت األبحــاث كذلــك إلــى إنشــاء وحــدة‬ ‫مخصصــة بــوزارة الصحــة‪ ،‬معنيــة بمراجعــة‬ ‫ممارســات مكافحــة العــدوى وتدقيقهــا‪ ،‬للتحقــق‬ ‫تأهــب المستشــفيات واســتعدادها للمواجهــة‪.‬‬ ‫مــن ُّ‬ ‫ورغــم ذلــك‪ ،‬مــا زال هنــاك الكثيــر مــن األمــور غيــر‬ ‫المعروفــة‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬مــا زالــت اآلليــة‬ ‫التــي ينتقــل بهــا الفيــروس مــن الحيــوان إلــى‬

‫محتمال لفيروس كورونا المتسبب في اإلصابة بمتالزمة الشرق األوسط التنفسية‪.‬‬ ‫الجمال العربية تمثل مستودع ًا‬ ‫ً‬ ‫توصل الباحثون إلى أن ِ‬

‫ً‬ ‫تحديــدا‪ ،‬ومــا زال الباحثــون‬ ‫اإلنســان غيــر واضحــة‬ ‫فــي الســعودية وغيرهــا مــن األماكــن يســعون‬ ‫جاهديــن إلــى تطويــر لقــاح فعــال ضــد الفيــروس‪.‬‬ ‫وفــي العــام الماضــي أطلقــت(‪ )3‬مدينــة الملــك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شــامال‬ ‫بحثيــا‬ ‫برنامجــا‬ ‫عبــد العزيــز للعلــوم والتقنيــة‬ ‫ً‬ ‫عــن فيــروس كورونــا بالتعــاون مــع وزارتــي الصحــة‬ ‫والزراعــة‪.‬‬

‫"التعرف على طريقة‬ ‫انتقال الفيروس وخطورة‬ ‫تعرض العاملين بالرعاية‬ ‫ُّ‬ ‫الصحية له قاد إلى تحوالت‬ ‫كبيرة في الجودة المطبقة‬ ‫بالمستشفيات والمعايير‬ ‫المحددة بها"‬ ‫كمــا أســهمت وزارة الصحــة الســعودية‪ ،‬بالتعاون‬ ‫مــع المعهــد الدولــي للقاحــات‪ ،‬فــي تنظيــم ورشــة‬ ‫عمــل فــي الريــاض حضرهــا باحثــون‪ ،‬وهيئــات‬ ‫تمويليــة‪ ،‬ومنظمــات غيــر حكوميــة لمناقشــة كيفيــة‬ ‫تعجيــل القضــاء علــى المــرض‪.‬‬ ‫ووفقـ ًـا لتقريــر ورشــة العمــل فــإن كافــة الجهــات‬

‫المعنيــة تــدرك الحاجــة إلــى التعــاون‪ ،‬وعزمــت‬ ‫علــى تفعيــل ذلــك التعــاون لزيــادة االســتثمار فــي‬ ‫األبحــاث المجــراة علــى متالزمــة الشــرق األوســط‬ ‫التنفســية‪ ،‬للخــروج ببيانــات موثــوق فيهــا للتأثيــر‬ ‫علــى سياســات الصحــة العامــة‪.‬‬ ‫وبالفعــل تتعــاون بلخــي وزمالؤهــا فــي مركــز‬ ‫الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة ضمــن‬ ‫العديــد مــن المشــروعات الطبيــة األخــرى مــع باحثيــن‬ ‫ينتمــون إلــى جهــات أبرزهــا جامعــة أوكســفورد‪،‬‬ ‫لتحقيــق هــذه األهــداف‪.‬‬ ‫‪1. Hemida, M. G., Chu, D. K. W., Poon, L. L. M., Perera,‬‬ ‫‪R. A. P. M., Alhammadi, M. A., et al. MERS coronavirus‬‬ ‫‪in dromedary camel herd, Saudi Arabia. Emerging‬‬ ‫‪Infectious Diseases 20, 1231-1234 (2014).‬‬ ‫‪2. Azhar, E. I., El-Kafrawy, S. A., Farraj, S. A., Hassan,‬‬ ‫‪A. M., Al-Saeed, M. S. et al. Evidence for camel-to-hu‬‬‫‪man transmission of MERS coronavirus. The New‬‬ ‫‪England Journal of Medicine N. Engl. J. Med. 370,‬‬ ‫‪2499-2505 (2014).‬‬ ‫‪3. Alraddadi, B. M., Watson, J. T., Almarashi, A., Abedi,‬‬ ‫‪G. R., Turkistani, A. et al. Risk factors for primary Mid‬‬‫‪dle East respiratory syndrome coronavirus illness‬‬ ‫‪in humans, Saudi Arabia, 2014. Emerging Infectious‬‬ ‫‪Diseases 22, 49-55 (2014).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪57‬‬


‫كيف يتولّ ى‬ ‫التهاب الكبد‬ ‫الفيروسي ج‬ ‫السيطرة‬ ‫ف�وس التهاب الكبد يستوىل عىل أ‬ ‫الجهزة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الخلويّة الساس ّية ليضمن سالمته‬

‫كيفيــة اســتخدام فيــروس التهــاب‬ ‫كشــف باحثــون‬ ‫ّ‬ ‫تنظــم تكاثــره فــي الخاليــا‬ ‫خاصــة‪ّ ،‬‬ ‫نيــة‬ ‫الكبــد ج ِب ً‬ ‫ّ‬ ‫المناعيــة‪.‬‬ ‫المضيفــة‪ ،‬وتمنــع اســتجابتها‬ ‫ّ‬ ‫إن الفيــروس ‪-‬الــذي يصيــب حوالــي ‪ 170‬مليــون‬ ‫ّ‬ ‫شــخص فــي العالــم‪ -‬يعيــد ترتيــب األغشــية‬ ‫تســمى‬ ‫الداخليــة للخاليــا المضيفــة‪ ،‬فــي بنيــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغشــائية‪.‬‬ ‫بالشــبكة‬ ‫ّ‬ ‫أن بعــض البروتينــات‬ ‫وجــد باحثــون بالفعــل ّ‬ ‫الفيروســية تحتــوي علــى عالمــات للنَّ قــل داخــل‬ ‫ّ‬ ‫النوويــة‪ .‬ويشــتبه‬ ‫النــواة تُ عــرف بإشــارات التوطيــن‬ ‫ّ‬ ‫ميخائيــل جويــس ‪-‬باحــث مــن جامعــة ألبرتــا فــي‬ ‫ـائية اللتهــاب الكبــد ج‬ ‫أن الشــبكة الغشـ ّ‬ ‫كنــدا‪ -‬فــي ّ‬ ‫كانــت مســاهمة فــي اختيــار بنيــة للنــواة تتح ّكــم فــي‬ ‫التنقــل مــن النــواة وإليهــا‪ ،‬تسـ ّـمى مركــب المســام‬ ‫ّ‬ ‫ي (‪.(Nuclear Pore Complex NPC‬‬ ‫النــوو ّ‬ ‫والختبــار هــذه الفكــرة‪ ،‬تعــاون جويــس مــع زميلــه‬ ‫ريتشــارد وزنيــاك‪ ،‬الــذي ير ّكــز مختبـ ُـره فــي الجامعــة‬ ‫ي ‪ .NPC‬وقــد ّبيــن‬ ‫علــى مركّــب المســام النــوو ّ‬ ‫الفريــق فــي دراســات ســابقة نُ شــرت فــي عامــي‬ ‫أن التهــاب الكبــد ج يحـ ّـول وجهــة هــذا‬ ‫‪ 2013‬و‪ّ 2014‬‬ ‫وأن العديــد مــن بروتينــات الفيــروس لهــا‬ ‫المر ّكــب‪ّ ،‬‬ ‫وظيفيــة‪.‬‬ ‫إشــارات توطيــن‬ ‫ّ‬ ‫‪58‬‬

‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬

‫‪2017‬‬


‫"إن هــذه الورقــة الثالثــة تعيــد‬ ‫يقــول جويــس‪ّ :‬‬ ‫ً‬ ‫تقريبــا إلــى نقطــة االنطــالق‪ ،‬وتربطهــا‬ ‫الفكــرة‬ ‫الفطريــة"‪ .‬وأوضــح الفريــق‬ ‫المناعيــة‬ ‫باالســتجابة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مكونــات مركّــب‬ ‫توظــف‬ ‫ّ‬ ‫الغشــائية‬ ‫أن الشــبكة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي للتح ّكــم فــي الوصــول إلــى أجزائــه‬ ‫المســام النــوو ّ‬ ‫الفيروســية‬ ‫أن البروتينــات‬ ‫ّ‬ ‫تبيــن ّ‬ ‫الداخليــة‪ .‬كمــا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـائية‪،‬‬ ‫األساسـ ّـية كانــت معزولــة داخــل الشــبكة الغشـ ّ‬ ‫فيمــا اســتُ بقيت البروتينــات المضيفــة التــي‬ ‫ّ‬ ‫المناعيــة فــي الخــارج‪ ،‬وبالتالــي‬ ‫تنشــط االســتجابة‬ ‫ّ‬ ‫المجمــع‬ ‫الغشــائية تقــوم بوظيفــة‬ ‫فــإن الشــبكة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المســتهدفة‪،‬‬ ‫الفيروســية‬ ‫للمكونــات‬ ‫المحصــن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فضــاء يســمح لهــا بالتفاعــل دون أن‬ ‫لتنشــئ‬ ‫ً‬ ‫المناعيــة للخاليــا‪.‬‬ ‫تكشــف عنهــا األجهــزة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الحقــا علــى اختبــار مــا إذا كانــت‬ ‫عمــل الفريــق‬ ‫نوويــة تســتطيع الحصــول‬ ‫إضافــة إشــارة توطيــن‬ ‫ّ‬ ‫تخــط‬ ‫المناعيــة فــي‬ ‫علــى بروتينــات االســتجابة‬ ‫ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫المجمــع‪ .‬وقــد نُ قلــت البروتينــات الحاملــة‬ ‫لحــارس‬ ‫َّ‬ ‫الغشــائية؛ حيــث‬ ‫لإلشــارة إلــى داخــل الشــبكة‬ ‫ّ‬ ‫المكونــات‬ ‫يمكنهــا الكشــف عــن العديــد مــن‬ ‫ّ‬ ‫المناعيــة‬ ‫وتعرفهــا‪ ،‬وتنشــيط األجهــزة‬ ‫الفيروســية‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫للخاليــا‪.‬‬ ‫أن مجموعــة الفيروســات‬ ‫وقــد أبــرز الفريــق ّ‬ ‫التــي ينتمــي إليهــا فيــروس التهــاب الكبــد‪ ،‬والتــي‬ ‫حمــى الضنــك وزيــكا‪،‬‬ ‫تشــمل كذلــك‬ ‫فيروســي ّ‬ ‫ْ‬ ‫تعمــل بنفــس األســلوب رغــم اختــالف التفاصيــل‪.‬‬ ‫يقــول جويــس‪" :‬هــذه طريقــة جديــدة للنظــر فــي‬ ‫كيفيــة عمــل الفيروســات‪ .‬ويأمــل "أن تكــون هنــاك‬ ‫ّ‬ ‫دراســات أوفــر‪ ،‬مــن شــأنها توضيــح هــذه األســاليب‬ ‫فــي دورات الحيــاة لــدى الفيروســات المختلفــة"‪.‬‬ ‫‪1. Neufeldt C.J., Joyce M.A., Levin A., Steenbergen R.H.,‬‬ ‫‪Pang D., et al. Hepatitis C virus-induced cytoplasmic‬‬ ‫‪organelles use the nuclear transport machinery to es‬‬‫‪tablish an environment conducive to virus replication.‬‬ ‫‪PLoS Pathogens 9, e1003744 (2013).‬‬ ‫‪2. Levin A., Neufeldt C.J., Pang D., Wilson K., Loew‬‬‫‪en-Dobler D., et al. Functional characterization of nu‬‬‫‪clear localization and export signals in hepatitis C virus‬‬ ‫‪proteins and their role in the membranous web. PLoS‬‬ ‫‪One 9, e114629 (2014).‬‬ ‫‪3. Neufeldt, C.J., Joyce, M.A., Van Buuren, N., Levin,‬‬ ‫‪A., Kirkegaard, K. et al. The hepatitis C virus-induced‬‬ ‫‪membranous web and associated nuclear transport‬‬ ‫‪machinery limit access of pattern recognition receptors‬‬ ‫‪to viral replication sites. PLoS Pathogens 12, e1005428‬‬ ‫‪(2016).‬‬

‫اﻟﻌـﺪد رﻗـﻢ‬

‫‪2‬‬

‫‪59‬‬


‫ﻋ‬ ‫ﻮ‬ ‫ا‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻞ‬ ‫ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺠ‬ ‫ـ‬ ‫ﺎ‬ ‫ح‬

‫اﻻﻛﺘﺸﺎف‬ ‫واﻻﺑﺘﻜﺎر‬ ‫ﻳﺪرك ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ‬ ‫اﻹﺑﺪاع وأﻫﻤﻴﺘﻪ‪ .‬ﻧﺤﻦ ﻧﺸﺠﻊ اﻻﺑﺘﻜﺎر وﻧﺪﻋﻤﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺞ‬ ‫ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﺠﻮدة ﻟﻠﺒﺤﺚ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وﻣﻨﺼﺎت ﺗﻤﻜﻴﻨﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‪.‬‬ ‫ُﺻ ﱢﻤﻢ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﺤﻴﻮي ﻹﺟﺮاء دراﺳﺎت ﻃﻮﻟﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮاض‬ ‫داﺧﻞ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‪ .‬وﻳﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء‬ ‫ﻗﺎﻋﺪﺗﻲ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺟﻴﻨﻮﻣﻴﺔ وﺑﺮوﺗﻴﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪kaimrc-biobank@ngha.med.sa‬‬


‫وقاية َمن خضعوا لزراعة الكُلى من‬ ‫اإلصابة باإلنفلونزا‬ ‫جرعة من اللقاح المضاد ل إلنفلونزا ستفيد ض‬ ‫المر� دون سن ‪ 65‬عاماً‪.‬‬

‫فعاال لمرضى زراعة الكلى الذين تقل‬ ‫يعطى لقاح اإلنفلونزا "فلواد" عادة لألشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ‪ 65‬عام ًا‪ ،‬بيد أنه ُوجد‬ ‫ً‬ ‫أعمارهم عن ذلك‪.‬‬

‫(‪ .)%58.3‬تقــول منــى الدبــاغ مــن ‪-‬مركــز الملــك‬ ‫عبداللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة بالشــؤون‬ ‫الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي‪" :-‬مــع أن اللقــاح‬ ‫مرخــص ليســتخدمه المرضــى الذيــن تتجــاوز‬ ‫أعمارهــم الخامســة والســتين‪ ،‬فــإن الدراســة‬ ‫ظهــر أنــه قــد يكــون خيـ ً‬ ‫ـارا أفضــل فــي حــاالت زرع‬ ‫تُ ِ‬ ‫لمــن هــم فــي ســن الخامســة والســتين‬ ‫األعضــاء َ‬ ‫أو أصغــر"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضــا إنتــاج المرضــى ألجســام‬ ‫فحــص الفريــق‬ ‫مضــادة ضــد العضــو المــزروع‪ ،‬ممــا قــد يــؤدي إلــى‬ ‫رفــض الجســم للعضــو‪ .‬توضــح منــى‪" :‬قد يوصي‬ ‫بعــض األطبــاء بعــدم تعاطــي المرضــى الذيــن‬ ‫خضعــوا لجراحــة زراعــة األعضــاء لقــاح اإلنفلونــزا؛‬ ‫تجنُّ َ‬ ‫بــا لرفــض الجســم للعضــو المــزروع‪ ،‬إال أن‬

‫الدراســة وجــدت أنــه ليــس ثمــة زيــادة ملحوظــة فــي‬ ‫األجســام المضــادة ضــد العضــو المــزروع بعــد أخــذ‬ ‫اللقــاح"‪.‬‬ ‫وتضيــف منــى‪" :‬التحــدي القــادم هــو معرفــة‬ ‫ً‬ ‫مبكــرا بعــد عمليــة‬ ‫مــا إذا كان إعطــاء لقــاح فلــواد‬ ‫ً‬ ‫فعــال‬ ‫آمنــا أم ال‪،‬‬ ‫الــزرع‬ ‫ً‬ ‫فضــا عــن تطويــر لقــاح ّ‬ ‫للمرضــى الذيــن يجــرون جراحــات زراعــة األعضــاء‬ ‫ً‬ ‫عامــا"‪.‬‬ ‫وتزيــد أعمارهــم عــن ‪65‬‬ ‫‪Kumar, D., Campbell, P., Hoschler, K., Hidalgo, L.,‬‬ ‫‪Al-Dabbagh, M., et al. Randomized controlled trial‬‬ ‫‪of adjuvanted versus nonadjuvanted influenzavac‬‬‫‪cine in kidney transplant recipients Transplantation‬‬ ‫‪100, 662-669 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪61‬‬

‫‪© BRAUNS/ ISTOCK / GETTY IMAGES PLUS‬‬

‫أظهــرت التجربــة األولــى للقــاح اإلنفلونــزا "فلــواد"‬ ‫‪ ،Fluad‬التــي أجريــت علــى مرضــى خضعــوا لزراعــة‬ ‫الكُلــى‪ ،‬مأمونيتــه‪ ،‬وأن كفاءتــه المناعيــة ‪-‬علــى‬ ‫األقــل‪ -‬مماثلــة لكفــاءة لقــاح اإلنفلونــزا العــادي‬ ‫"أجريفلــو" ‪ .Agriflu‬يحتــوي "فلــواد" علــى مــادة‬ ‫إضافيــة مســاعدة لتعزيــز االســتجابة المناعيــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عامــا‬ ‫ويرخــص عــادة لمــن تتعــدى أعمارهــم ‪65‬‬ ‫فقــط‪ ،‬كمــا أبــدى فاعليــة أكثــر‪ ،‬خــال التجربــة‬ ‫الســريرية‪ ،‬لــدى المرضــى الذيــن خضعــوا لزراعــة‬ ‫ً‬ ‫عامــا‪ .‬أمــا "أجريفلــو"‪،‬‬ ‫الكُلــى وأعمارهــم دون ‪65‬‬ ‫ويســمح‬ ‫فــا يحتــوي علــى العامــل المســاعد‪ُ ،‬‬ ‫لمــن هــم فــوق الســتة أشــهر‪.‬‬ ‫بإعطائــه َ‬ ‫ً‬ ‫ســريعا‬ ‫فــي حيــن أن معظــم النــاس يتعافــون‬ ‫مــن اإلنفلوانــزا العاديــة‪ ،‬فإنهــا قــد تــؤدي إلــى‬ ‫مضاعفــات خطيــرة‪ ،‬قــد تصــل إلــى الوفــاة‪ ،‬لــدى‬ ‫َمــن يخضعــون لجراحــات زراعــة األعضــاء‪ .‬ويوصــى‬ ‫بإعطــاء اللقــاح الــازم لهــؤالء المرضــى‪ ،‬مــع الوضع‬ ‫فــي االعتبــار أن درجــة اســتجاباتهم للقاحــات لــن‬ ‫تكــون مثاليــة‪ ،‬كمــا أن هنــاك حــاالت رفــض الجســم‬ ‫فيهــا العضــو المــزروع عقــب تعاطــي لقــاح إنفلونــزا‬ ‫الخنازيــر فــي عــام ‪.2009‬‬ ‫قــارن فريــق بحثــي مــن كنــدا‪ ،‬والمملكــة المتحدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مريضــا أجــروا زراعــة‬ ‫والســعودية اســتجابة ســتين‬ ‫كُلــى‪ ،‬بعــد إعطــاء مجموعــة منهــم لقــاح "فلــواد"‪،‬‬ ‫والمجموعــة األخــرى لقــاح "أجريفلــو"‪.‬‬ ‫المرضــى علــى مــدار ســتة أشــهر‬ ‫َ‬ ‫تابــع الفريــق‬ ‫بعــد حقنهــم باللقاحــات‪ ،‬ووجــدوا أن المجموعتيــن‬ ‫ً‬ ‫جيــدا مــع حــدوث بعــض اآلثــار‬ ‫تحملتــا اللقاحيــن‬ ‫ّ‬ ‫تحليــا‬ ‫الجانبيــة الطفيفــة‪ .‬ثــم أجــرى الفريــق‬ ‫ً‬ ‫الختبــار إنتــاج الجســم لكميــات كافيــة مــن األجســام‬ ‫المضــادة لمكافحــة اإلنفلونــزا ‪ ،‬ويســمى اختبــار‬ ‫االنقــاب المصلــي‪ .‬توصــل الفريــق إلــى أن‬ ‫‪ %71‬مــن بيــن واحــد وثالثيــن مريضـ ًـا أخــذوا لقــاح‬ ‫ً‬ ‫أعــدادا كافيــة مــن األجســام‬ ‫"فلــواد"‪ ،‬أظهــروا‬ ‫المضــادة فــي الــدم تجــاه واحــد علــى األقــل مــن‬ ‫مســتضدات اإلنفلونــزا الثالثــة الموجــودة فــي‬ ‫اللقاحــات‪ .‬مــن جهــة أخــرى كان لقــاح "أجريفلــو"‬ ‫فعــاال لــدى ‪ %55.2‬مــن المجموعــة األخــرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إحصائيا‪،‬‬ ‫مؤثرا‬ ‫وبالرغــم مــن أن هــذا الفارق ليــس‬ ‫إال أنــه عنــد النظــر للفــروق العمريــة وجــد الفريــق أن‬ ‫معــدل االنقــاب المصلــي فــي المرضــى الذيــن‬ ‫تتــراوح أعمارهــم بيــن الثامنــة عشــرة والرابعــة‬ ‫والســتين كان أكبــر بالنســبة للقــاح "فلــواد"‪ ،‬وبلــغ‬ ‫(‪ )%84.6‬عنــه فــي لقــاح "أجريفلــو"‪ ،‬حيــث كان‬


‫االلتهاب الكبدي الوبائي ‘ب’‪:‬‬ ‫توقعﻪ‪ ،‬وعالجﻪ‪ ،‬والوقاية منﻪ‬ ‫ُّ‬ ‫ف‬ ‫اكتشاف ش‬ ‫الف�وس لدى‬ ‫مؤرسات حيوية يمكنها المساعدة ي� توقع عودة نشاط ي‬ ‫ف‬ ‫يف‬ ‫الخاضع� لعالجات مثبطة للمناعة‪.‬‬ ‫المر�‬

‫‪62‬‬

‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬

‫‪2017‬‬


‫خامال‬ ‫يمكن أن يبقى فيروس ب‬ ‫ً‬ ‫في المرضى لسنوات‪ ،‬وال بد من‬ ‫بمن يتناولون عالج ًا مثبط ًا‬ ‫االهتمام َ‬

‫للمناعة من بين هؤالء المرضى‪.‬‬

‫اكتشــف علمــاء مــن هونــج كونــج بروتينـ ًـا ُينقــل عبــر الــدم‪ ،‬يعطــي مؤشـ ً‬ ‫ـرا علــى‬ ‫احتماليــة عــودة نشــاط فيــروس التهــاب الكبــد الوبائــي ’ب‘ لــدى المرضــى‬ ‫الخاضعيــن لعالجــات عاليــة الخطــورة مثبطــة للمناعــة‪ ،‬مثــل مرضــى الســرطان‬ ‫أو الذيــن يعانــون اضطرابــات المناعــة الذاتيــة‪ .‬هــذا المؤشــر الحيــوي ‪-‬المســمى‬ ‫بالمســتضد ُّ‬ ‫اللبــي لفيــروس االلتهــاب الكبــدي ’ب‘ (‪ -)HBcrAg‬قــد يســاعد‬ ‫األطبــاء علــى اتخــاذ قــرارات مدروســة حــول موعــد البــدء فــي تنــاول المريــض‬ ‫عالجـ ًـا وقائيـ ًّـا لرفــع احتمــاالت إنقــاذ حياتــه‪ .‬ولهــذا األمــر أهميتــه‪ ،‬ال ســيما فــي‬ ‫الــدول الناميــة؛ ألن مواردهــا المحــدودة تفــرض عليهــا وصــف األدويــة علــى‬ ‫نحــو رشــيد‪.‬‬ ‫ويمكــن تشــخيص المرضــى المصابيــن بعــدوى االلتهــاب الكبــدي ’ب‘ الحــاد‪،‬‬ ‫عــن طريــق الكشــف عــن وجــود المســتضد الســطحي للفيــروس (‪ )HBsAg‬فــي‬ ‫الــدم مــن عدمــه‪ .‬ومــع هــذا فــإن بعــض المرضــى‪ ،‬ممــن لديهــم عــدوى مزمنــة‬ ‫بالفيــروس‪ ،‬ال تظهــر عليهــم أعــراض المــرض فــي حيــن يبقــون عرضــة لخطــر‬ ‫نشــاط الفيــروس مــرة أخــرى‪ .‬يشــدد مان‪-‬فونــج يــون ‪-‬مــن جامعــة هونــج كونــج‬ ‫فــي الصيــن‪ -‬علــى حاجــة األطبــاء لإلرشــاد حــول الوقــت المناســب إلعطــاء‬ ‫العــاج الوقائــي لهــؤالء المرضــى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مناســبا‪ ،‬خاضعيــن‬ ‫مريضــا‬ ‫درس فريــق يــون مجموعــة مكونــة مــن ‪124‬‬ ‫بالفعــل لواحــد مــن عالجيــن مثبطيــن للمناعــة؛ إمــا لعــاج كيميائــي يحتــوي‬ ‫علــى ريتوكســيماب أو لعمليــة زرع الخاليــا الجذعيــة المكونــة للــدم المختلفــة‬ ‫جينيـ ًّـا (مــن متبــرع مماثــل جينيـ ًـا)‪ .‬وقــد اختيــرت هــذه العالجــات تحديـ ً‬ ‫ـدا لتأثيرهــا‬ ‫القــوي المثبــط للمناعــة‪ ،‬ممــا يزيــد مــن خطــر عــودة نشــاط الفيــروس‪ .‬لــم يظهــر‬ ‫المســتضد الســطحي للفيــروس فــي الــدم لــدى جميــع المرضــى فــي الدراســة‪،‬‬ ‫بينمــا ُوجــدت لديهــم أجســام مضــادة للمســتضد ُّ‬ ‫اللبــي للفيــروس‪ ،‬ممــا يشــير‬ ‫تعرضهــم لإلصابــة بــه مــن قبــل‪.‬‬ ‫إلــى ُّ‬

‫تحسين الكشف المبكر عن عودة نشاط‬ ‫الفيروس قد يساعد في تحسين مكافحته‬ ‫قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫ولكــن الكشــف عــن وجــود أجســام مضــادة للمســتضد ُّ‬ ‫اللبــي لفيــروس ’ب‘‬ ‫يشــير فقــط إلــى ســابق تعـ ُّـرض المريــض لإلصابــة بالفيــروس‪ ،‬لكنــه ال يفــرق‬ ‫بيــن َمــن أصيبــوا مــن قبــل بالعــدوى والمصابيــن بالفعــل بعــدوى مزمنــة دون‬ ‫معرضــون لنشــاط الفيــروس داخــل أجســامهم مــرة أخــرى‪.‬‬ ‫ظهــور أعــراض وهــم‬ ‫ّ‬ ‫ُو ِض َعــت مجموعــة الدراســة تحــت المالحظــة لرصــد نشــاط الفيــروس‪ ،‬مــع‬ ‫مالحظــة مســتويات المؤشــر الحيــوي ‪ .HBcrAg‬وجــد الفريــق أن معــدل عــودة‬ ‫نشــاط الفيــروس كان أعلــى بكثيــر لــدى المرضــى الذيــن جــاءت نتائجهــم موجبــة‬ ‫للمؤشــر الحيــوي‪ ،‬فقــد بلغــت نســبة َمــن نشــط لديهــم الفيــروس خــال عاميــن‬ ‫‪ .%72‬يقــول يويــن‪" :‬عــودة نشــاط فيــروس’ب‘ أصبحــت مشــكلة شــائعة‬ ‫بســبب التقــدم فــي اســتخدام عالجــات تثبيــط المناعــة األشــد فاعليــة"‪.‬‬ ‫فــي أجــزاء مــن العالــم‪ ،‬وخاصــة شــرق آســيا‪ ،‬يمكــن أن تصــل نســبة َمــن‬ ‫لديهــم أجســام مضــادة للمســتضد ُّ‬ ‫اللبــي لفيــروس’ب‘ إلــى ‪ ،%68‬فــي نفــس‬ ‫الوقــت الــذي تتزايــد فيــه العالجــات التــي تــؤدي إلــى التثبيــط المناعــي‪ .‬ويأمــل‬ ‫يــون وفريقــه أن تكــون أبحاثهــم مفيــدة للمرضــى‪ ،‬ال ســيما فــي البلــدان التــي‬ ‫تنظــر إلــى التكلفــة بوصفهــا عنصـ ً‬ ‫ـرا مهمـ ًـا‪" ،‬وذلــك بتحســين الكشــف المبكــر‬ ‫عــن عــودة نشــاط الفيــروس؛ للمســاعدة فــي تحســين مكافحتــه قبــل فــوات‬ ‫األوان"‪ ،‬ممــا ســيؤدي فــي النهايــة إلــى ارتفــاع معــدالت النجــاة مــن الفيــروس‬ ‫وتحســين النتائــج الســريرية للمرضــى المعرضيــن لعــودة نشــاط الفيــروس‪.‬‬ ‫‪Seto, W., Wong, D., Chan, T., Hwang, Y., Fung, J. et al. Association of hepatitis B‬‬ ‫‪core-related antigen with hepatitis B virus reactivation in occult viral carriers‬‬ ‫‪undergoing high-risk immunosuppressive therapy. The American Journal of Gas‬‬‫)‪troenterology 7, 825-830 (2015‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪2‬‬

‫‪63‬‬


‫‪© JUICE IMAGES / ALAMY STOCK PHOTO‬‬

‫دماء الصغار‬ ‫تحميهم‬ ‫من اإلصابة‬ ‫بالعدوى‬

‫وجود سمات الستجابة مناعية أقوى ث‬ ‫وأك�‬ ‫استقراراً لدى أ‬ ‫الطفال‪ ،‬قد يكون السبب‬ ‫الصابة بعدوى مزمنة‬ ‫وراء تفاديهم إ‬ ‫بالبالغ� ‪.‬ن‬ ‫ً‬ ‫مقارنة‬ ‫بالف�وس عىل نحو أفضل‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫علــى الرغــم مــن أن األطفــال قــد يصابــون بعــدوى‬ ‫أن‬ ‫التهــاب الكبــد الفيروســي ’ج‘ المزمنــة‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫مقارنــة بالمرضــى‬ ‫ً‬ ‫خطــر إصابتهــم بالعــدوى أقــل‬ ‫ً‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬كشــفت دراســة أجراهــا هوجــو‬ ‫البالغيــن‪.‬‬ ‫روزن وزمــاؤه فــي جامعــة كولــورادو دنفــر فــي‬ ‫الواليــات المتحــدة‪ ،‬عــن ســمات االســتجابة المناعية‬ ‫الموجــودة لــدى اليافعيــن‪ ،‬والتــي قــد تســهم فــي‬ ‫تعزيــز مكافحــة الجســم للفيروســات علــى نحــو أكثــر‬ ‫فاعليــة‪.‬‬ ‫تحــدث معظــم حــاالت العــدوى بفيــروس ’ج‘‬ ‫لــدى البالغيــن بانتقــال الفيــروس إلــى الــدم عبــر‬ ‫االســتخدام المشــترك لإلبــر أو عنــد نقــل الــدم‬ ‫الملــوث‪ .‬وقــد ُيصــاب األطفــال بــه عندمــا يولــدون‬ ‫ألمهــات حامــات للفيــروس‪ .‬قـ ّـدرت دراســة حديثــة‬ ‫عــدد األطفــال الحامليــن لفيــروس التهــاب الكبــد‬ ‫الوبائــي ’ج‘ فــي الواليــات المتحــدة مــا بيــن ‪23‬‬ ‫ألــف و‪ 46‬ألــف طفــل‪ .‬ومــع ذلــك تنجــح أجســام‬ ‫األطفــال فــي القضــاء تلقائيـ ًـا علــى الفيــروس أكثــر‬ ‫مــن البالغيــن‪ ،‬إذ تتــراوح نســبة المرضــى األطفــال‬ ‫الذيــن ينجحــون فــي التخلــص تلقائيـ ًـا مــن الفيــروس‬ ‫مقارنــة بحوالــي ‪ %20‬فــي‬ ‫ً‬ ‫بيــن ‪ %25‬و‪،%40‬‬ ‫المرضــى البالغيــن‪.‬‬ ‫قليلــة هــي المعلومــات المعروفــة عــن اســتجابة‬ ‫تعيــن علــى‬ ‫األطفــال لعــدوى فيــروس ’ج‘‪ ،‬لــذا َّ‬ ‫روزن وفريقهــا توصيــف الوظيفــة المناعيــة لســتة‬ ‫ـا ويافعـ ًـا مصابيــن بالفيــروس بالمقارنــة‬ ‫عشــر طفـ ً‬ ‫مــع مجموعــة ضابطــة تتكــون مــن عــدد مماثــل مــن‬ ‫األصحــاء‪ .‬وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬فحــص الباحثــون‬ ‫‪ 20‬مــن البالغيــن المصابيــن بالفيــروس مــن أجــل‬ ‫تمييــز الفــروق المرتبطــة بالعمــر فــي االســتجابة‬ ‫لمكافحــة الفيــروس‪.‬‬ ‫كان لــدى المجموعــات الثــاث أعــداد مشــابهة‬ ‫مــن الخاليــا التائيــة‪ ،‬الموجــودة فــي جهــاز المناعــة‬ ‫‪64‬‬

‫يناير‬

‫‪2017‬‬

‫تنشأ معظم حاالت اإلصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي ’ج‘ في الطفولة لدى َمن يولدون ألمهات مصابات بالفيروس‪.‬‬

‫والتــي تســاعد فــي التخلــص مــن عــدوى الفيــروس‪.‬‬ ‫لكــن كان هنــاك عالمــات ملحوظــة مثيــرة لالهتمــام‬ ‫فــي الوظيفــة المناعيــة بيــن المجموعــات الثــاث‪.‬‬ ‫أظهــرت الخاليــا المناعيــة لــدى األطفــال المصابيــن‬ ‫ً‬ ‫واضحــا علــى اســتمرار الخاليــا‬ ‫دليــا‬ ‫بالفيــروس‬ ‫ً‬ ‫فــي محاربــة الفيــروس‪ ،‬بينمــا كانــت الخاليــا‬ ‫المناعيــة لــدى األطفــال األصحــاء ’ســاذجة‘‪ -‬وهــذا‬ ‫يعنــي أنّ هــا لــم تكــن مدربــة بعــد علــى االســتجابة‬ ‫ألنــواع معينــة مــن العــدوى‪.‬‬ ‫أمــا االختالفــات المتعلقــة بالبالغيــن فقــد كانــت‬ ‫مذهلــة‪ .‬إحــدى الســمات المميــزة للعــدوى المزمنــة‪،‬‬ ‫ظاهرة تُ ســمى ’االســتهالك‘؛ وفيها تخســر الخاليا‬ ‫ً‬ ‫تدريجيــا قدرتهــا علــى االســتجابة‬ ‫التائيــة الناشــطة‬ ‫أن لــدى األطفــال‬ ‫بفاعليــة للفيــروس‪ .‬وجــد الباحثــون ّ‬ ‫المصابيــن بفيــروس ’ج‘‪ ،‬مجموعــة رئيســية مــن‬ ‫ً‬ ‫إنتاجــا‬ ‫الخاليــا التائيــة‪ ،‬هــي علــى األرجــح أكثــر‬ ‫لبروتينــات مرتبطــة باســتمرار النشــاط المناعــي‪،‬‬ ‫فــي حيــن تميــل الخاليــا التائيــة لــدى البالغيــن إلــى‬ ‫اتخــاذ طابــع نمطــي يتّ ســم باالســتهالك‪.‬‬

‫أن األنظمــة‬ ‫تقــدم هــذه النتائــج‬ ‫ً‬ ‫دليــا علــى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫المناعيــة للمرضــى األصغــر ســنا قــد تســتغرق‬ ‫ً‬ ‫وقتــا أطــول للوصــول إلــى مرحلــة االســتهالك‪،‬‬ ‫فرصــة‬ ‫ً‬ ‫مانحــة بذلــك المرضــى صغــار الســن‬ ‫ً‬ ‫أفضــل مــن البالغيــن فــي مقاومــة عــدوى‬ ‫ً‬ ‫تحفظــا بشــأن‬ ‫ويبــدي الباحثــون‬ ‫الفيــروس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إجرائهــم هــذه الدراســة علــى عينــة صغيــرة‬ ‫ً‬ ‫وبــأن هــذه االســتجابة المناعيــة القويــة‬ ‫نســبيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التــي تبينهــا النتائــج قــد تكــون بســبب قصــر مــدة‬ ‫العــدوى لــدى األطفــال مقارنـ ًـة بالبالغيــن‪ .‬وعلــى‬ ‫الرغــم مــن ذلــك‪ ،‬تعــرض الدراســة تفسـ ً‬ ‫محتمال‬ ‫ـيرا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مثيــرا لالهتمــام يلقــي الضــوء علــى الفــروق‬ ‫التــي لوحظــت فــي عــدوى فيــروس االلتهــاب‬ ‫الكبــدي ’ج‘ لــدى األطفــال‪.‬‬ ‫‪Sheiko, M. A., Golden-Mason, L., Giugliano, S., Waas‬‬‫‪dorp Hurtado, C., Mack, C. L. et al. CD4+ and CD8+ T‬‬ ‫‪cell activation in children with hepatitis C. The Journal‬‬ ‫‪of Pediatrics 170, 142-148 (2016).‬‬


‫اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‬ ‫اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴﺔ واﻻﺑﺘﻜﺎر‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﺤﻮرﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل‬ ‫دورا‬ ‫ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺸﺮاﻛﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﺗﺆدي ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‬ ‫إﻟﻰ ﻋﻼﺟﺎت ﻣﺒﺘﻜﺮة ﻟﻤﺨﺘﻠِ ﻒ اﻷﻣﺮاض اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ‪-‬ﻣﺜﻞ ﻣﺮض اﻟﺴﻜﺮي‪ -‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﺑﺤﺎث اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫أﻧﺸﺄت اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ أﺑﺮﻳﻞ ﻋﺎم ‪ ،2014‬وﺗﻘﻮد ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ‬ ‫ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪي وﻧﻘﻞ أﺣﺪث اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت وﺗﻮﻃﻴﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫‪www.kacst.edu.sa‬‬


‫ﻋ‬ ‫ﻮ‬ ‫ا‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻞ‬ ‫ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺠ‬ ‫ـ‬ ‫ﺎ‬ ‫ح‬

‫اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ‪ ،‬واﻟﺘﻮاﺻﻞ‬ ‫واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ‬ ‫ﺗﻀﻊ أﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ واﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺎف اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺑﺮاز ﺑﺮاﻣﺠﻪ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ُﻳ ِ‬ ‫ً‬ ‫"ﺗﻤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ :2030‬أﺛﺮ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ‬ ‫ُﻳﻌﻘﺪ اﻟﻤﻨﺘﺪى اﻟﺴﻨﻮي اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ"‪ .‬ﺳﻴﺠﻤﻊ اﻟﻤﻨﺘﺪى ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﻣﺤﻠﻴﻴﻦ ودوﻟﻴﻴﻦ ﺑﺎرزﻳﻦ‪ ،‬وﺧﺒﺮاء ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‪ ،‬وﻛﺒﺎر ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ‪ ،‬واﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ اﻟﺨﺎص واﻟﺤﻜﻮﻣﻲ؛ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻟﻔﺮص وﺳﺒﻞ ﺟﻌﻞ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻄﺒﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﺰاوﻳﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف "رؤﻳﺔ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ‪."2030‬‬

‫‪forum.kaimrc.med.sa‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.