السعودية تبتلع اليمن

Page 1

‫السعودية تبتلع اليمن‬ ‫قصة التدخل ت السعودية في شؤون الشطر الشمالي لليمن‬ ‫المهندس يوسف الهاجري‬

‫الصفاء للنشر والتوزيع‬ ‫لندن‬ ‫حقوق الطبع محفوظة‬ ‫الطبعة الولى ‪ 1988‬م‬ ‫الدهداء ‪..‬‬ ‫إلى والدي‬ ‫ووالدتي‬ ‫وزوجتي‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫مقدمة‬ ‫‪ ..‬من قوات حزم العجماني في بداية القرن التاسع عشر الميلدي التي غزت اليمممن إبممان الدولممة السممعودية‬ ‫الولى ‪ ..‬وحتى التدخل السعودي في انتخمماب مرشممحين للبرلمممان اليمنممي فمي منتصممف ‪ .1988‬مممرورا بعممام‬ ‫‪ 1921‬حيث حادثة الحج اليماني في وادي تنومة ومقتل ‪ 3000‬حاج يمني على يد ابن سعود‪.‬‬

‫وتوقيع اتفاقيمة مكمة بيمن ابمن سمعود والحسمن الدريسمي عمام ‪ 1926‬لفصمل الدولمة الدريسممية عمن اليممن‪،‬‬ ‫واتفاقية تسليم )المجرمين( بين البلدين في ‪ 15‬يناير ‪ 1932‬تحت الضغط‪.‬‬ ‫ووقوع الحرب السعودية م اليمنية عام ‪ 1934‬وتوقيع معاهدة الطائف‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫والمشاركة السعودية في قمع انتفاضة ‪.1948‬‬ ‫ثم المشاركة في قمع انتفاضة ‪.1955‬‬ ‫ثم الدماء العزيزة التي سالت على أرض )البلد السعيدة( بعد ثورة سبتمبر ‪ 1962‬في الحمرب الهليمة لممدة‬ ‫ثمان سنوات ذهب ضحيتها آلف القتلى والجرحى واليتامى والرامل ‪..‬‬ ‫والضغوط السعودية لقالة محسن العيني من رئاسة الوزراء عدة مرات أثناء الحكم الجمهوري‪..‬‬ ‫والضغوط المماثلة من أجل تعيين نصير السعودية في اليمن حسن العمري كرئيس للوزراء أربع مرات‪.‬‬ ‫إواشعال النظام السعودي لحرب الحدود بين اليمنين عدة مرات بواسطة عملئه‪.‬‬ ‫وأخذ تعهد من الحجري بإقفال ملف الحدود بين البلدين إلى البد‪.‬‬

‫والضغط السعودي على الرئيس الحمدي لطرد الخبراء السوفيات واستبدالهم بأميركان‪.‬‬ ‫ومحاولت النقلب عليه والتي قام بها الشيوخ المدعومون من قبل النظام السعودي ضده‪:‬‬ ‫في ‪ 13‬يوليو ‪.1975‬‬ ‫ثم في ‪ 16‬أغسطس ‪.1975‬‬ ‫ثم ثالثة في ‪ 20‬فبراير ‪.1976‬‬ ‫ثم رابعة في بداية يوليو ‪ 1977‬في صعدة حتى قتله في اكتوبر ‪.1977‬‬ ‫ثم تنصيب شخص موالل لهم وهو الرئيس الغشمي‪.‬‬ ‫وتجنيد عبد ال الصنج كعميل لهم في اليمن‪.‬‬ ‫والمحاولت السعودية المستميتة لمنع حصول الوحدة بين البلدين‪.‬‬ ‫ومحمماولت اغتيممال الرئيممس علممي عبممد المم صممالح ومحمماولت النقلب الخممرى والممتي كممان آخرهمما فممي مممايو‬ ‫‪.1987‬‬

‫والمصادمات الحدودية التي تقع كل عالم تقريباا‪ ،‬حتى آخر صدام عام ‪... 1987‬‬

‫وعشرات بل مئات التدخلت السعودية الصارخة في الشؤون الداخلية لليمن‪.‬‬

‫ت وتطمماوءل علممى أكممبر الشخصمميات فممي اليمممن ‪ ...‬تلممك هممي العلقممة بيممن النظممام‬ ‫‪ ...‬دممماءء ودممموعء ومهانمما ء‬ ‫السعودي والشعب اليمني منذ ما يزيد على نصف القرن‪.‬‬

‫هكذا كانت العلقة‪ ،‬وهكذا لم تستطع الحكومات المتوالية على حكم اليمن‪ ،‬التخلممص مممن الهيمنممة السممعودية‬ ‫‪ ..‬ظل الشعب المسلم في اليمن خللها يئن من ثقل الضغوط السعودية‪ ،‬ومن جراء استخدام المممال كوسمميلة‬ ‫لذلك ‪..‬‬ ‫لقد استغل النظام السعودي المال بصورة مقززة في علقاته مع اليمن‪ ،‬مستفيدا مممن ضممعف الممموارد الماديممة‬ ‫في اليمن في هذه الفترة من الزمن‪.‬‬

‫فزيادة الدعم أو إنقاصه أو قطعه مرتبطء بارتهان النظام في اليمن بالسياسة السعودية ‪..‬‬

‫ويكرر النظام السعودي )ل نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الخرى(!!‬

‫‪2‬‬


‫دعممم عسممكري مباشممر لمعارضممي اليمممن الجنمموبي إواشممعال للحممرب ‪ ..‬ويكممرر النظممام )ل نتممدخل فممي الشممؤون‬

‫الداخلية للدول الخرى(!!‬

‫وتزحف الدبابات والمدرعات ويحلق الطيممران العسممكري السممعودي فموق أ ارضممي اليمممن ليقصممف ويقتممل ويممدمر‬ ‫في اليمن )ل نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الخرى(!!‬ ‫محاولت انقلب عسكرية والقبض على القائمين بهما واعمترافهم بالمدعم السمعودي لهمم ‪ ...‬كمذلك )ل نتمدخل‬ ‫في الشؤون الداخلية للدول الخرى(!!‬

‫إنها رحلة حزينة ومثيرة في نفس الوقت نحمماول فيهمما رصممد قمدلر مممن التممدخلت السممعودية فممي شممؤون شممعب‬ ‫)البلد السعيدة( م أو ما يسمى اليوم )الجمهوريمة العربيمة اليمنيمة( م ممن أجمل المسماهمة ف ي كش ف حقيقمة‬ ‫هذا النظام أمام الشعوب السلمية ومن أجل توضيح مظلومية الشعب اليمني من قبل النظام السعودي ‪..‬‬ ‫ورغم حساسممية الموضمموع ووضمموح المدور السممعودي فمي اليمممن‪ ،‬إلل أننمما انتهجنما أسمملوبا علميمما فمي معالجممة‬

‫الموضوع متحاشين في ذلك المبالغة أو تصوير المور خلف م أو أكثر من م واقعها‪.‬‬

‫وما حز في نفسي ودفعني إلى الكتابة هو نقص المادة العلمية الصريحة التي تناولت الموضمموع‪ ،‬أو تناثرهمما‬ ‫فممي ثنايمما الكتممب ومتفرقممات الصممحف والمجلت لفممترة زمنيممة طويلممة‪ ،‬أو لقممدمها وعممدم تناولهمما لمسممتجدات‬ ‫الحداث ‪...‬‬ ‫لممذلك كممان هممذا الجهممد المتواضممع ومممن شممخص مممن شممعب الجزيممرة العربيممة يعممترف بالممدين الممذي عليممه تجمماه‬ ‫الشعب اليمني الذي بنى وعلمر بلدنا ‪..‬‬ ‫وال من وراء القصد‪.‬‬

‫تمهيد‬ ‫تتمي ييز العلاق ييات الس ييعودية الخارجي يية بأنه ييا تتغي يير وتتب ييدل ف ييي أدوارده ييا المختلف يية حس ييب منط ييق الق ييوة‬ ‫والمكانية‪..‬‬

‫فعنييدما يشييعر النظييام بضييع ف‬ ‫ف فييي اقييدراته الداخلييية العسييكرية منهييا أو السياسييية فييإنه يعقييد التحالفييات‬ ‫والمعادهدات والتفااقيات الثنائية والجماعية‪ ،‬ويقدم التنازلت ويلهث وراء سبل دعم استقرار بلده‪.‬‬ ‫أمييا عنييدما تتعييزز اقييدراته ويشييعر بتنييامي اقييوته فييإنه يسييعى إلييى التملييص ميين التفااقيييات وعقييد اتفااقيييات‬ ‫أخرى تتناسب والحالة الجديدة التي يعيشها ‪..‬‬ ‫ويمك يين ملحظ يية ان النظ ييام وتطبيقي ي ا من ييه له ييذا المنط ييق يس ييعى إل ييى مض يياعفة عق ييد ص ييفقات التس ييلح‬

‫الضييخمة وذلييك ميين أجييل تعزيييز حاليية القييوة‪ ،‬والصيييرورة فييي مواقييع أاقييوى فييي سييلم السياسيية الدولييية ‪..‬‬ ‫وعلاقة النظام السعودي )في أدواره الثلثة( اختلفت وتعددت وفق ا لهذا المنطق ‪..‬‬

‫ولم تخرج علاقته مع اليمن عن دهذا الطار ‪..‬‬

‫‪3‬‬


‫فاليمن ‪ ..‬ذلك البلد الذي ل يتصدر نشرات الخبار اليومية فيي دهيذه السينوات يخيبر بمسيتقبفل واعيفد فيي‬ ‫القريب ‪..‬‬ ‫حيييث إن عييدد سييكانه يشييكل نصييف عييدد سييكان الجزييرة العربييية وتتنبييأ شييركات النفييط العالمييية بمسييتقبل‬

‫نفطي جيد‪ ،‬ولذلك فإن السعودية لم تكن لتدع اليمن يعييش فيي أميافن واسيتقلل لميا ليذلك مين آثيار عليى‬ ‫سياستها الداخلية والخارجية بل استغل الضعف الاقتصادي لليمن ليفرض عليه سياسته ‪..‬‬ ‫واقبييل الشييروع فييي البحييث حييول نقيياط الختلف الييتي أدت إلييى نشييوب المعييارك والخلفييات بييين الحكييم‬ ‫الملكي السعودي ونظيره اليمني‪ ،‬ففرض لنقاط التشابه بين الحكمين ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ففي صيبيحة ‪ 15‬كيانون الثياني )ينياير( ‪ 1902‬م تمكين عبيد العزييز بين عبيد الرحمين آل سيعود ميع‬ ‫نحييو أربعييين ميين أنصيياره ميين اقتييل عجلن بيين محمييد حيياكم الرييياض ميين اقبييل آل الرشيييد‪ ،‬بعييد أن وضييع‬ ‫خطيية وتحيرك ميين الكيويت بمسيياعدة أميردهيا آنيذاك مبيارك آل صيباح‪ .‬وبعيد أن وططيد عبيد العزيييز حكمييه‬

‫فييي الرييياض تييوجه إلييى المنيياطق المجيياورة لحتللهييا‪ .‬ثييم احتييل الحسيياء وحائييل ثييم عسييير والحجيياز‪،‬‬ ‫ودهكذا أتم عبد العزيز الستيلء على مناطق الجزيرة العربية حتى أطلق عليها مسمى )المملكيية العربييية‬ ‫السعودية( في ‪ 18‬سبتمبر ‪ 1932‬م‪.‬‬ ‫واقييد واجييه عبييد العزيييز فييي محيياولته للسييتيلء علييى الجزي يرة العربييية ي ي إلييى جييانب المقاوميية الشييعبية ي ي‬ ‫مقاومة التراك العثمانيين الذين كانوا يسيطرون ي ولفترات متفاوتية ومتقطعيية ي علييى منيياطق مختلفيية ميين‬ ‫الجزي يرة العربييية‪ ،‬ولييم يكيين يعجبهييم بييالطبع أن يسيييطر علييى البلد حكييام ل يطبقييون سياسيياتهم ‪ ..‬وميين‬ ‫دهذا المنطلق كان دعم التراك لسلطة آل رشيد في حائل ضد ابن سعود‪.‬‬

‫‪ ..‬أما في اليمن فقد حاول التيراك الحتفياظ بييأي جيزفء مين الجزييرة العربيية تحييت سييطرتهم وذليك حييتى‬

‫عام ‪ ،1918‬واقد حكم مجموعة من الئمة الزيديين اليمن‪ ،‬إلى أن حكمت اليمن عائلة آل حميد الدين‪،‬‬ ‫"ولقييد اشييتد الضييغط علييى العثمييانيين فييي عهييد المييام يحيييى الييذي تييولى الحكييم فييي فييبراير ‪ 1904‬م"‬

‫‪1‬‬

‫حيث بدأ حرب ا ضددهم استمرت سبع سنوات حتى تم تواقيع اتفااقية بينه وبين الوالي أحمد عزت باشا فييي‬ ‫عييام ‪ 1911‬م‪ ،‬ولكنييه لييم يرتبييط معييه بمعادهييدة ملزميية وواقييف محايييدا ميين الحييرب العالمييية الولييى حييتى‬

‫"جاءت الفرصة عندما أعلنت دهدنة مدروز في ‪ 30‬من أكتوبر ‪ 1918‬الموافق ذي الحجيية ‪ 1336‬دهيي‪،‬‬ ‫وبمقتضييادها خرجييت تركيييا ميين الحييرب وسييلمت منيياطق نفوذدهييا للحلفيياء‪ ،‬وفييي اليواقت نفسييه دخييل المييام‬

‫يحيييى صينعاء ‪ 1918‬م ‪ 1336 /‬دهيي‪ ،‬واسيتلم مقاليييد الحكييم وأعلين نفسيه حاكميا مسييتقلا عليى اليمين"‪،2‬‬

‫"وحاول تدعيم مركزه باعتباره أحد الئمة الزيديين اليذين يعتقييدون أن لهيم الحيق المطليق فييي حكيم اليمين‬

‫‪1‬‬

‫تاريخ العلاقات السعودية اليمنية‪ ،‬د‪ .‬فتوح الخترش‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪2‬‬

‫المصدر السابق ي ص ‪.25‬‬

‫‪4‬‬


‫والجنوب العربي أيضاا"‪ ،3‬والمعروف أن الزيديين ينتمون إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي‬

‫طالب‪ ،‬الذي اقام بثورة معروفة في التاريخ‪.‬‬

‫ولذلك نجييد أن كلا مين الحكييم السييعودي واليمنييي اقاميا بمسيياعيهما لتأسييس مملكتيهمييا معلنييين منطلقييات‬

‫دينييية‪ ،‬فبينمييا اقييام ابيين سييعود داعي يا إلييى العييودة إلييى )التوحيييد والييدعوة الودهابييية(‪ ،‬كييان المييام يحيييى آل‬

‫حميد الدين يردد أنه يرث المامة الزيدية‪.‬‬

‫واقييد حييارب عبييد العزيييز الت يراك مباش يرة أو ضييد حلفييائهم آل رشيييد‪ ،‬ودخييل المييام يحيييى فييي حييرفب مييع‬

‫التراك دامت أكثر من سبع سنوات‪.‬‬

‫وبينم ييا اق ييام الع ييرش الس ييعودي ب ييدعم م يين بريطاني ييا‪ ،‬دخل ييت اليم يين ف ييي تح ييال ف‬ ‫ف معه ييا‪ ،‬م ييع ف ييارق الم ييدة‬ ‫والظروف‪.‬‬

‫إوان كان من "اقاسم مشترك أعظم" بين الحكمين‪ ،‬فل نجده سوى أسلوب الحكييم القييائم علييى الو ارثيية الييتي‬

‫يمقتها السلم لعدم اعتماددها مبدأي التقوى والكفاءة‪.‬‬ ‫أما نقاط الختلف فتنحصر في أمرين ظادهرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬المييذدهب‪ :‬فقييد حكييم ابيين سييعود طبييق المييذدهب السييني عييبر الييدعوة الودهابييية‪ ،‬بينمييا اقييام حكييم آل‬ ‫حميد الدين على المذدهب الزيدي‪ ،‬ودهو أحد فييروع الميذدهب الشييعي‪ ،‬ويوجيد تنيااقض تيياريخي طوييل بييين‬ ‫المييذدهبين‪ ،‬يضيياف إلييى ذلييك أن الئميية الزيييديين يعتييبرون الودهابييية دعييوة دخيليية علييى السييلم ويجييب‬ ‫إسقاطها إوانهاءدها إوان لم يستطيعوا النجاح في ذلك فإنهم يضمرون ذلك في اقلييوبهم إنطلاقي ا ميين طبيعيية‬

‫تعيياليم مييذدهبهم‪ ،‬كمييا أن الييدعوة الودهابييية تعتييبر الييدعوات الخييرى غييير إسييلمية ويجييب إسييقاطها بييل‬ ‫ومحاربتها واستباحة دماء معتنقيها‪.‬‬ ‫وبالرغم من دهذا الخلف التاريخي فإن الموال السعودية استطاعت أن تؤجل نشوب الصراع لزمن ما‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬الخلف حول المناطق الحدودية )عسير نجران وجيزان( الوااقعية جنيوب السيعودية وشيمال البليد‬ ‫المعروف اليوم باليمن الشمالي‪.‬‬

‫المراحل التي مر ت بها العلقا ت السعودية اليمنية‪:‬‬ ‫من أجل أن يكون البحث أكثر وضوح ا فقد ارتأينييا تقسيييم العلاقيات السييعودية ي اليمنييية إليى م ارحيل أربيع‬ ‫دهي‪:‬‬

‫المرحلة الولى‪ :‬مرحلة النزاع حول عسير‪.‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬المرحلة الذدهبية‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬الحرب الدهلية في اليمن )‪ 1962‬م ي ‪ 1970‬م(‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫المصدر ي ص ‪.23‬‬

‫‪5‬‬


‫المرحلة الرابعة‪ 1970) :‬م ي حتى الن(‪.‬‬

‫الفصل الول‬ ‫الحرب السعودية اليمنية ‪...‬‬ ‫دماء ودموع‬ ‫المرحلة الولى‪ :‬مرحلة النزاع حول عسير‬ ‫لمحة تاريخية عن اليمن وعسير‪:‬‬ ‫ظلييت منطقيية جنييوب الجزييرة العربييية ي ودهييي مييا تضييم اليييوم اليمنييين الشييمالي والجنييوبي وعسييير ونجيران‬

‫وجيزان ي ظلت مفككية متنياحرة وتعياني مين التفكيك الاقطياعي والتميزق الطيائفي إلط فيي فيترات نيادرفة جيدا‬

‫م يين التاري ييخ الس ييلمي لليم يين‪ ،‬وك ييانت ده ييذه "ف ييترة رك ييود حض يياري‪ ،‬وجم ييود كام ييل ف ييي عملي يية التط ييور‬ ‫الجتميياعي‪ ،‬بييل تميييزت بأنهييا كييانت فييترة تييددهور إوانحطيياط شيياملين فييي كييل مجييافل ميين مجييالت الحييياة‬ ‫الزراعيية والتجاريية‪ ،‬والتكنيكيية‪ ،‬والثقافيية"‪ ،1‬سياعد عليى بقياء دهيذا الوضيع الحملت الخارجيية والغيزوات‬

‫الستعمارية من اقبل الدولة العثمانية والدولة الوروبية‪.‬‬ ‫وكان الحتلل التركي الول لليمن اقد دام مائة عافم تقريبا )‪ 1538‬م ي ‪ (1633‬ي كييانت القيوات التركييية‬

‫اقد دخلت اليمن منذ عام ‪ 1517‬م ولكنها ليم تسييطر عليهيا إلط عيام ‪ 1538‬م ي اقيامت بعيده دولية الئمية‬

‫القاسميين التي وحدت اليمن مين أاقصييى عسييير فييي الشيمال إليى عيدن فيي الجنييوب وعمييان فيي الجنييوب‬ ‫الش يراقي‪ ،2‬ولكيين الص يراعات السياسييية والطائفييية أدت إلييى سييقوط دهييذه الدوليية بعييد أن حكمييت مائيية عييافم‬ ‫تقريبياا‪ ،‬ولكين بيدأت النفصيالت ميع مطليع القيرن الثيامن عشير حييث اسيتقلت عميان ثيم حضيرموت‪ ،‬ثيم‬ ‫عدن ولحيج خلل الربيع الثياني لنفيس القيرن‪ ،‬وميا كياد ينتهيي القيرن حيتى أتميت عمليية انفصيال الجنيوب‬ ‫عن حكم صنعاء‪ ،‬وسمي فيما بعد )النواحي التسع(‪.‬‬

‫وميين الطييبيعي أن تشييجع حاليية النقسييام والتمييزق فييي بل يفد ميين البلييدان المجيياورة علييى محاوليية السيييطرة‬

‫عليها‪ ،‬واقد كانت الدولة السعودية الولى )‪ 1745‬م ي ‪ 1818‬م( اقيد ثبتيت أركانهيا واسيتولت عليى كيثير‬ ‫من مناطق الجزيرة العربية‪ ،‬واقد دفعها إلى التفكير في ضم أجزاء من اليمن أمور ثلثة‪:‬‬ ‫‪ 1‬ي الضعف السياسي لحكم الئمة الزيديين‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المطامع السعودية التوسعية في اليمن‪ ،‬د‪ .‬محمد علي الشهاري‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪ 2‬دهذه المعلومات مستقاة من المصدر السابق بتصرف‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫‪ 2‬ي ازدياد اقوة الدولة السعودية بصورة سريعة ومتلحقة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ي وجييود تعيياطف ميين اقبييل بعييض علميياء اليميين مييع الييدعوة الودهابييية ويبييدو أنييه حصييل نتيجيية الوعييود‬ ‫المغرية لهم‪ ،‬وييذكر صياحب كتياب الدولة السيعودية الوليى شيع ار كتبيه أحيد علمياء صينعاء ودهيو الشييخ‬

‫محمد بن إسماعيل الصنعائي‪ ،‬وأرسله إلى الشيخ محمد بن عبد الودهاب يقول فيه‪:‬‬ ‫سلمي على نجفد ومن حطل في نجدد‬ ‫لقد سرني ما جاءني من طريقفة‬

‫إوان كان تسليمي على البعد ل يجدي‬ ‫وكنت أرى دهذا الطريق لي وحدي‬

‫وليس له ذنب سوى أنه أتى‬ ‫بتحكيم اقول ال في الحل والعقد‬ ‫كما دفعت خصوبة أرض اليمن الدولة السعودية إلى التفكير في غزودها‪ .‬كما أن اقبائل نجران كييانت اقييد‬ ‫دهاجمت الدرعية ميين اقبيل‪" ،‬وليم يكيين مين السييهل عليى آل سيعود أن ينسيوا الهزيميية اليتي أنزلهيا حسين بيين‬ ‫دهبة المكرمي بقواتهم في عهد المير محمد بن سعود )‪ 1178‬دهي ي ‪ ،1(1765‬واستمرت دهذه الحملت‬

‫حييتى نهاييية القييرن الثييامن عشيير‪ ،‬ولمييا اشييتد عييود الدوليية السييعودية وانتشييرت أفكاردهييا أصييدرت سييلطات‬ ‫الدرعييية أوامردهييا إلييى القائييد حيزام بيين عييامر العجميياني بييالتحرك إلييى الجنييوب علييى رأس سيرية سييعودية‪،‬‬ ‫وكانت سرية حزام أول اقوة سعودية حقيقية تيدخل حيدود اليمين‪ ،‬فخشيي أميير صييبيا )ودهييي إحييدى جهيات‬ ‫المخلف الثلثييي‪ 2‬ميين دهييذه القي يوات‪ ،‬وبعييد مباحثييات تقييرر إرسييال وفييد يمثييل جهييات المخلف الثلث‬ ‫لمفاوضيية حيزام‪ ،‬فييدخل المخلف فييي طاعيية آل سييعود واقبليوا الييدعوة ثييم نكصيوا عنهييا وعييادوا ميرة أخييرى‬ ‫اليهييا عييدا أمييير "أبييو عريييش" حمييود أبييو مسييمار الييذي ظييل رافض يا للييدعوة فييأغرى المييير سييعود اقبائييل‬ ‫عسير بمحاربته فبيدأت بيالنهب والسيلب ورد دهيو عليهيم‪ ،‬ثيم اغيرى الميير سيعود إميام صينعاء المنصيور‬

‫ليهياجم أبيو مسيمار‪ ،‬وعنيدما فعيل الول ميال الخيير إليى سيعود وأعلين له اليولء‪ ،‬ولكين أبيا مسيمار دهيذا‬ ‫اختلييف مييع أمييير عسييير وتهاميية عبييد الودهيياب المعييروف بييأبي نقطيية فمييا كييان ميين المييير سييعود إلط أن‬

‫أغييرى الش يريف حمييود دهييذه الم يرة بقتييال أدهييل صيينعاء وذلييك فييي عييام ‪ 1224‬دهي ي )‪ 1809‬ي ي ‪ 1810‬م(‪،‬‬

‫فرفض وعقد صلحا مع المام المتوكل عليى أسياس اعيتراف الميام بميا تحيت ييد الشيريف مين ال ارضيي‬ ‫‪1‬‬

‫الدولة السعودية الولى‪ ،‬عبد الرحمن عبد الرحيم‪ ،‬ص ‪ 143‬ي ‪.144‬‬

‫‪2‬‬

‫ودهي أبو عريش ي صمد ي صبيا‪ ،‬والمخلف السليماني دهو اسم يطلق على دهذه المناطق في عسير‪ ،‬والمخلف يعني‬

‫الاقليم أو المنطقة ي أو المقاطعة وينسب إلى سليمان طرف الحكمي الذي وحطد "مخلف حكم" في القرن الرابع الهجري‬

‫‪ ..‬أنظر تاريخ العلاقات السعودية اليمنية‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫اليمنية‪ ،‬فأرسل له سعود اقوات ضخمة سارت إليه بقيادة غصاب العتيبي ولحقوه حيتى دهزميوه فيي اقلعتييه‬ ‫في أبو عريش‪.‬‬ ‫وعييين سييعود علييى تهييامه كييامي بيين شييعيب ابيين عييم عبييد الودهيياب أبييو نقطيية بعييد أن اقتييل الخييير فييي‬ ‫المعركيية‪ ،‬ولييم ينتييه أميير أبييي مسييمار عنييد دهييذه الهزيميية فأرسييل اليهييم سييعود عييام ‪ 1225‬ده ي ميين الحجيياز‬ ‫عثمان بن عبد الرحمن المضايفي‪ ،‬وخرج أبو مسمار بقواته ولكنه دهزم في موضع يسمى )الوحلة(‪.‬‬ ‫ثييم أرسييل بعييده كييامي بيين شييعيب عييام ‪ 1810‬أمييير عسييير وألمييع حيييث حاصيير مينيياء اللحييية ثييم دخلهييا‬ ‫وكييذلك فعييل مييع الحديييدة‪ ،‬وعنييدما رأى أبييو مسييمار رجحييان الكفيية لغييير صييالحه عقييد صييلح ا مييع المييير‬

‫سعود على أن يدفع خراج ا سنوي ا له ويتنازل عن صبيا وبيشة‪.‬‬

‫وتمكي يين السي ييعوديون مي يين الوصي ييول حي ييتى نجي يران )‪ 1805‬م( دون أن تتمكي يين الفصي ييائل السي ييعودية مي يين‬

‫السييتقرار فيهييا كمييا يقييول صيياحب كتيياب )المطييامع السييعودية التوسييعية فييي اليميين(‪ ،‬كمييا أنهييم حيياولوا‬ ‫الوصول إلى حضيرموت مرتيين عيام ‪ 1224‬ده ي )‪ 1809‬ي ‪ 1810‬م( و ‪ 1226‬ده ي )‪ 1811‬م( ولكنهيم‬ ‫دهزموا‪.‬‬ ‫واستمر أبو مسمار على تلك الحال إلى حين وصول الحملة المصرية إلى الحجاز حيييث بييدأ بمكيياتبتهم‬ ‫وفييي النهاييية تمييرد عليهييم حييتى سييقطت دولتييه عييام ‪ 1232‬دهيي‪ ،‬ثييم تلدهييا سييقوط الدوليية السييعودية الولييى‬ ‫ع ييام ‪ 1233‬ده ي ي )‪ 1818‬م( عل ييى ي ييد اقي يوات محم ييد عل ييي باش ييا ح يياكم مص يير "حي ييث ح ييل مح ييل النف ييوذ‬ ‫السعودي فيي دهيذه المنطقية حيتى بليغ تعيز باسيتثناء منطقية صيعدة‪ ،‬حصين المامية الحصيين‪ ،‬والمنطقية‬ ‫الجنوبية )من اليمين( الييتي كييانت اقييد واقعيت تحييت السييطرة البريطانييية منيذ عيام ‪ 1839‬إلييى ولييية تركيية‬

‫بعييد خييروج جيييش محمييد علييي عييام ‪ 1840‬ميين اليميين والجزي يرة العربييية كلهييا"‪" ،1‬فتسييلم عسييير الش يريف‬

‫حسين شريف أبو عريش الذي كان مؤيدا للمص ريين وظل يحكمها حتى عام ‪ ،2"1849‬وبعد وصول‬ ‫الغزوات العثمانية الثانية عام ‪ 1849‬استكملت الغزو عام ‪ 1872‬م‪ ،‬حيث تيوالت النتفاضييات ضييددهم‬

‫حتى نهاية الحرب العالمية الولى ‪ 1918‬حينما انسحب التراك‪.‬‬

‫دور الدارسة في عسير‪:‬‬ ‫فييي عييام ‪ 1908‬وصييل إلييى صييبيا )إحييدى جهييات المخلف السييليماني( رجييل ميين نسييل الدارسيية دهييو‬ ‫محمييد بيين علييي بيين أحمييد بيين إدريييس‪ 3‬محملا بالطموحييات السياسييية‪ ،‬فييالتف حييوله النيياس وكييون اقييوة‪،‬‬

‫فارتابت منه الحكومة العثمانيية‪ ،‬وحياول فيي عيام ‪ 1910‬م )‪ 1328‬دهي( احتلل أبهيا إلط أنه ليم يسيتطع‬ ‫‪1‬‬

‫المطامع السعودية التوسعية في اليمن‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪2‬‬

‫تاريخ العلاقات السعودية اليمنية‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪8‬‬


‫نظي ار للييدعم الييذي وصييل إليهييا ميين الشيريف حسييين بطلييب ميين الحكوميية العثمانييية‪ ،‬ولكنييه عقييد إتفااقي ا مييع‬

‫إيطاليا وحصل على المال والسلح الذي استطاع بهما الستيلء على صبيا وجيزان وأبو عريش‪.‬‬

‫ولكن نظ ار لعدم استمرار اليدعم اليطيالي فقيد تيوجه إليى بريطانيييا وعقيد معادهيدة صيدااقة معهيا فيي أبرييل‬

‫‪ 1915‬م بواسيطة المقييم النجلييزي فييي عيدن‪ ،‬وطلبييت منيه بريطانيييا التحييالف ميع الشيريف حسيين ضيد‬

‫التراك‪ ،‬واقد ساعدته السفن البريطانية عليى احتلل القنفيذة المير اليذي ليم يير د‬ ‫ض الشيريف وواقيع خلف‬ ‫حولها دهدد فيها الشريف حسين والدريسي بتغيير اليولءات السياسيية عيدة ميرات‪ ،‬حيتى اسيتولت القيوات‬ ‫التركية عليها؛ إلى حين جلئها عن الجزيرة العربية ثم دهزيمة الشريف على يد الدولة السعودية‪.‬‬ ‫وكمكافأة على واقوف الدريسي مع بريطانيا جعلته الحاكم في منطقية عسيير‪" ،‬وأصيبحت حيدوددها تمتيد‬

‫ل‪ ،‬حيتى مخيا فيي الجنييوب‪ ،‬ونجييد فيي الشييرق‪ ،‬والبحيير الحميير فيي الغييرب"‪ 1‬ودهنيا أحييس‬ ‫ميين القنفييذة شيما ا‬

‫الشريف حسين بتعاظم شأن الدريسي فقام بإغراء أبناء أسرة آل عايض‪ 2‬بالثورة عليه‪ ،‬فوجد الدريسي‬

‫نفسه في حرج ‪ ..‬فالشريف حسين في الشمال‪ ،‬والمام يحيى في الجنوب‪ ،3‬والمتمردين من الداخل‪ ،‬فما‬ ‫كيان منيه إلط أن "كتيب إليى ابين سيعود ي سيلطان نجيد ي يطليب منيه نجيدته إواعيانته عليى إخمياد نيار الثورة‬

‫الداخلييية الييتي اقييام بهييا آل عييايض واتبيياعهم‪ ،‬فمييا كييان ميين ابيين سييعود إلط أن اسييتجاب لطلييب جيياره"‪،4‬‬

‫"وارتبط الدريسي باتفاق دفاعي دهجومي مع أمير نجد في ‪ 30‬من أغسطس ‪ 5"1920‬بعد أن اشترطوا‬

‫عليييه دهييدم القبيياب والضييرحة والمي ازرات‪" ،‬وتنييص التفااقييية علييى تخلييي الدريسييي عيين يييام ي أي نجيران ي‬ ‫وعن بني جماعة وسحار لصالح ابن سعود"‪" ،6‬وعندئ فذ أرسل إليهم س رية بقيادة ابن عمه المير عبد‬ ‫العزيز بن مساعد بن جلوي ومعه ألفان من الجنود‪ ،‬وكان ذلك في شعبان سنة ‪ 1338‬دهي ‪ 1921 /‬م‬

‫‪7‬‬

‫وعنييدما ااقييترب ميين أبهييا خييرج عليييه ابيين عييائض فقييام عبييد العزيييز بيين مسيياعد بإرسييال حسيين وابيين عمييه‬ ‫محمد آل عايض إلى الرياض وتعادهدا علييى التضييامن مييع آل سيعود‪ ،‬وليذا أمير محميد بيين عيايض علييى‬ ‫أبها أما حسن فبقي على مواقفه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعود نسب أحمد بن إدريس إلى إدريس بن عبد ال بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب‪ ،‬وكان أحمد دهذا من‬

‫كبار العلماء في عصره حتى أاقام مؤيدوه مسجدا حول ضريحه في صبيا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تاريخ العلاقات السعودية اليمنية‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪2‬‬

‫آل عايض ودهم من سللة معاوية بن أبي سفيان وأنهم نزحوا إلى دهذه المنطقة بعد سقوط الدولة الموية ‪..‬‬

‫أنظر المصدر السابق ي ص ‪.192‬‬ ‫‪ 3‬حكم المام يحيى في الفترة ما بين ‪ 1904‬ي ‪ 1948‬م‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر ي ص ‪.44‬‬ ‫‪5‬‬

‫المصدر ي ‪.45‬‬

‫‪6‬‬

‫المطامع السعودية التوسعية في اليمن‪ ،‬ص ‪ 104‬دهامش ‪.10‬‬

‫‪7‬‬

‫ذكر بعض المؤرخين أنه عام ‪ 1920‬ويبدو أن الخلف دهو في التحويل من التاريخ الهجري إلى الميلدي‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫وعنييدما إطمييأن الدريسييي إلييى اسييتقرار حكمييه بييدأ التفكييير فييي التوسييع‪ ،‬وتخلييت لييه بريطانيييا عيين مينيياء‬ ‫الصليف واللحية ومحيطها ‪ ،‬وعندما غادروا الحديدة فيي ‪ 31‬ينياير ‪ 1921‬اقياموا بتسيليمها إليه‪ ،‬فقيامت‬ ‫اقيواته بالسييتيلء علييى منيياطق غييرب صيينعاء‪" ،‬وبييذلك تلمسييت حييدود إمييارة الدريسييي مييع منطقيية نفييوذ‬ ‫المييام يحيييى الجبلييية‪ ،‬وواقفييت جبهتييان فييي وجييه بعضييهما البعييض‪ ،‬كانتييا تمتييدان ميين باجييل فييي الجنييوب‬ ‫إلى غرب صعدة في الشمال"‪.1‬‬

‫واقييد أثييار دهييذا الوضييع المييام يحيييى شييد مييا إثييارة حيييث أصييبحت مملكتييه معزوليية عيين العييالم‪ ،‬فعرضييت‬ ‫عليه بريطانيا إعطاءه الحديدة على أن يعترف بإمارة عسير‪ ،‬ولكنه رفض وواقعت مناوشات عديدة بينييه‬ ‫وبين الدريسي الذي عطين محمد طادهر رضوان كقائييد لحملتييه‪ ،‬ودهكييذا ظلييت إمييارة عسييير دهييي المتفواقيية‬

‫إلى أن توفي المير محمد علي الدريسي في ‪ 20‬مارس ‪ 1923‬م‪ ،‬فتولى المارة ابنه الكبر علي بيين‬ ‫محمد علي الدريسي وواقعت نزاعات عائلية عديدة أدت إلى ضعف المارة ممييا أدى إلييى زيييادة أطميياع‬ ‫الجيي يران فيهييا‪ .‬فقييام المييام يحيييى بمهاجميية الحييدود الجنوبييية لمييارة عسييير عييام ‪ ،1925‬وتمكيين ميين‬ ‫السييتيلء علييى منيياطق اسييتراتيجية مثييل الحديييدة واللحييية والصييليف وباجييل‪ ،‬وحصييلت مفاوضييات عييزل‬ ‫فيها المير علي وعين عمه الحسن الدريسي على أن تضم الحديدة والمناطق المحيطة بها إليى الميام‬ ‫يحيى ويظل أمير عسير خاضعا لصنعاء‪.‬‬

‫وعندما رأى الحسن الدريسي نفسه ضعيفا توجه إلى بريطانيا فلم تنصره فتوجه إلى الحليييف القييوي ابيين‬

‫سييعود‪" ،‬فبعييث وفييدا فييي أوائييل فييبراير ‪ / 1926‬رجييب ‪ 1344‬دهيي‪ ،‬إلييى مكيية المكرميية‪ ،‬برئاسيية محمييد بيين‬

‫دهييادي النعيميي لمقابليية المليك عبيد العزيييز آل سييعود‪ ،‬وبعيد أن اقيدم الوفيد فييروض الييولء والطاعية للمليك‪،‬‬

‫طلييب منييه أن يقييف مييع الدارة الدريسييية فييي صييد العييدوان الييذي يتهييدددها ميين اقبييل المييام يحيييى"‪ 2‬ولكيين‬ ‫ابن سعود كان مشغولا آنذاك بتثبيت حكمه في الحجاز فلم يستجب له‪ ،‬فما لبث أن أرسل وفدا آخر فييي‬ ‫مايو ‪ ،1926‬وبين أخفذ ورد حتى أكتوبر ‪ 1926‬حيث "جرى تواقيع اتفااقية بينهما وسميت دهذه التفااقية‬ ‫"باتفااقية مكة"‪ ،‬جاءت متضمنة لما ورد في التفااقية القديميية الييتي عقييدت بييين الملييك ابيين سييعود والمييير‬ ‫محمييد الدريسييي‪ ،‬حيييث خططييت بموجبهييا الحييدود بييين البلييدين‪ ،‬وتكفييل فيهييا الملييك ابيين سييعود بحماييية‬ ‫المارة الدريسية في أي مفاوضات أو معادهدات أو منح أي امتياز أو التنازل عن أي اقطعيية ميين أرض‬ ‫عسييير لي حكوميية أجنبييية إلط بموافقيية الملييك ابيين سييعود‪ ،‬علييى أن يعييترف الملييك ابيين سييعود بالدريسييي‬

‫حاكما على عسير طيلة حياته‪ ،‬وتؤول إلى ورثته من بعده"‪.3‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪2‬‬

‫تاريخ العلاقات السعودية اليمنية‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪3‬‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 91‬ي ‪.92‬‬

‫‪10‬‬


‫ودهكذا أحكم ابن سعود الطوق عليى إميارة عسيير‪ ،‬وفيي عيام ‪ 1927‬م ‪ 1346 /‬عيين ابين سيعود ممثلا‬

‫لييه فييي صييبيا‪ ،‬ودهكييذا وبالتدريييج أخييذت التفااقييية بعييدا أوسييع عنييدما بييدأ ابيين سييعود فييي التييدخل حييتى فييي‬

‫شؤون الدارة الداخلية لعسير ‪..‬‬

‫ودهكييذا أصييبح منصييب الدريسييي شييكليا واقلصييت صييلحياته إلييى ح يفد بعيييد واسييتمر الوضييع علييى دهييذا‬

‫الحال حتى أواخر سبتمبر ‪ 1932‬م عنيدما "أبيرق فهيد بيين زعيير أميير منطقيية عسيير وعامييل الملييك ابيين‬ ‫سعود إلى عادهله يبلغه بيأن الدريسيي اقيد اجتميع سي ار فيي )اللحيية( ميع الشينقيطي والبييض مين جماعة‬

‫حسن الدباغ )ودهم أعضاء في حزب الحرار الحجازي المناوئ للحكم السعودي جنييوبي البحيير الحميير(‬ ‫حيث اقاموا بتحريضيه عليى إعلن الثيورة ضيد المليك ابين سيعود‪ ،‬وأنهيم اقيد أميدوه بالميال الكيثير‪ ،‬ووعيدوه‬

‫بمسيياعدة "عبييد الي بيين الشيريف حسييين"‪ ،‬أمييير شييرق الردن‪ ،‬وان المييام يحيييى سييوف يسيياعده كييذلك"‪،1‬‬ ‫وكان ذلك دهو ما حصل بالفعل‪ ،‬حيث بدأ أعضاء حزب الحيرار نشياطهم فيي وسييط القبائييل لتحريضييهم‬ ‫علييى الثييورة ضييد عامييل ابيين سييعود‪ ،‬واقييام الدريسييي بتوزيييع السييلح علييى رجييال القبائييل الموالييية لييه وبييدأ‬ ‫بمهاجميية الحامييية السييعودية فييي جي يزان فييي ‪ 4‬نوفمييبر ‪ / 1932‬ي ‪ 6‬رجييب ‪ 1351‬فغضييب ابيين سييعود‬ ‫وأرسل رسالة إليه ولكنه لجأ إلى الحيلة حيث طمأن ابن سعود واقال له إن المسألة ل تتعدى سييوء تفييادهم‬ ‫بينييه وبييين المييير فهييد بيين زعييير‪ ،‬وأعليين اسييتمرار ولئييه لييه‪ ،‬ووافييق علييى إرسييال لجنيية تقصييي الحقييائق‪،‬‬ ‫ولكيين مييا أن وصييلت دهييذه اللجنيية حييتى كييانت جي يزان اقييد سييقطت فييي أيييدي رجييال الدريسييي )‪ 6‬نوفمييبر‬ ‫‪ ،(1932‬وحينذاك تحركت القوات السعودية واسييتعادتها‪ ،‬وفيير الدريسييي إلييى اليميين وطلييب حييق اللجييوء‬ ‫السياسي من المام يحيى الذي أعطاه إياه على الفور فقيامت الق وات السيعودية بياحتلل منياطق واسيعة‬ ‫منها صيبيا‪ ،‬المضيايا‪ ،‬نشيار‪ ،‬أبيو عرييش‪ ،‬الزبيارة‪ ،‬وفيي اليواقت نفسيه أصيدر ابين سيعود أمي ار بضيم إميارة‬ ‫عسير إلى المملكة العربية السعودية‪ ،‬كما أبرق إلى المام يحيى طالبا منه تسليم الدريسي ‪..‬‬ ‫ودهكذا اسقط حكم الدارسة على منطقة عسير إوالى البد‪.‬‬

‫طبيعة العلقا ت السعودية اليمنية في المرحلة الولى‪:‬‬ ‫كان المام يحيى يشعر دائما بأن عسير جزءء ل يتج أز من اليمن‪ ،‬وأنه ل بد مين اسييتعادتها فييي ييوم ميين‬

‫اليام‪ ،‬ولذلك فقد كان متوجس ا للغاية من المحاولت المحلية والجنبية للستيلء عليها‪ ،‬ولقد رأينا كيف‬ ‫أن اليمن بعد أن كانت موحدة من أاقصى عسير في الشمال إليى عيدن فيي الجنيوب وعميان فيي الجنيوب‬

‫الشيراقي سييقطت دهييذه الدوليية ممييا أعييزى الدوليية السييعودية الولييى علييى الهجييوم عليهييا فهجميوا عليهييا فمييا‬ ‫صمد لهم غير أمير "أبو عرييش" بعيد تبيدل التحالفيات‪ ،‬ودهنيا حيدث ميا يمكين اعتبياره التمياس الول بيين‬ ‫الدولية الودهابيية فيي الجزييرة العربيية والزيديية فيي اليمين حييث عقيد الشيريف حميود أبيو مسيمار )أميير أبو‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر ص ‪ 98‬نقلا عن العقيلي‪ ،‬المخلف السليماني جي ‪ 2‬ص ‪.301‬‬

‫‪11‬‬


‫عريش( صلح ا مع المام المتوكل في اليمين عنيدما دهيدد الودهيابيون بيالهجوم علييه‪ ،‬ثيم عياد وتحيالف ميع‬

‫الودهييابيين عنييدما رأى رجحييان كفتهييم‪ ،‬وفييي دهييذا الهجييوم ل تييذكر المصييادر التاريخييية واقييوع حييرفب بييين‬

‫الدولة السعودية والدولة المتوكلية في اليمن حول منطقة عسير‪ ،‬واستمر الحال كذلك حتى سقوط الدول‬ ‫السعودية الولى عام ‪ 1817‬م )‪ 1233‬دهي(‪.‬‬ ‫أمييا أثنيياء حكييم الدوليية السييعودية الثانييية )‪ 1824‬ي ي ‪ 1891‬م( فلييم يسييتول السييعوديون علييى عسييير أو‬ ‫نجران وجيزان‪ .. .‬نظ ار لنشغال العائلة بالصراعات الداخلية فيما بين المراء‪.‬‬

‫واستولى محمد علي باشا على عسير بل مناطق كثيرة جنوبها )كما سبق وان ذكرنا( حتى عييام ‪1840‬‬

‫حيث ولى أحد الميراء بيدلا عنيه‪ ،‬وفييي عييام ‪ 1849‬وصيلت القيوات العثمانييية للميرة الثانيية إلييى المنطقيية‬ ‫واستولت عليها حتى نهاية الحرب العالمية الولى ‪ 1918‬م‪.‬‬

‫واقد اقام المام محمد بن يحيى بمقاومة التراك عدة سنوات حتى خلفه ابنه المام يحيى آل حميد الدين‬ ‫عام ‪ 1904‬حتى اعترف التراك بسلطة الئمة الزيديين عام ‪ 1991‬م وانسحبوا عام ‪ ،1918‬واقد ظل‬ ‫حكم الزيديين ضعيف ا غير اقادر على الستيلء على مختلف منيياطق اليميين‪ ،‬وكييانت تخشيى عليى اليدوام‬ ‫من جارتها الجنوبية بريطانيا التي كانت اقد استولت على عدن‪.‬‬

‫وفي فترة الضعف دهذه تمكن الدريسي من تأسيس إمارة له شيمال اليمين بواسيطة اليدعم اليطيالي‪ ،‬إليى‬ ‫أن ضييعف حكييم الدارسيية فالتجييأوا إلييى السييعودية خوفيا ميين التهديييد اليمنييي‪ ،‬ثييم تمييردوا علييى المحيياولت‬

‫السعودية للسيطرة عليهم وطليب أحيد الميراء الدارسية حيق اللجيوء السياسيي فيي اليمين‪ ،‬واقيد كيانت دهيذه‬

‫نقطيية تييوتر بييين المملكييتين‪ ،‬إلط أننييا ل نسييتطيع دهنييا تحديييد حادثيية بعينهييا أدت إلييى تييوتر العلاقييات بييين‬

‫البلدين إلط أن الوضع كان ينذر بشيء من دهذا القبييل منييذ البداييية‪ ،‬ولكيين حيدثت مجموعية مين الحييداث‬

‫التي أدت إلى التعجيل بالمر‪ ،‬ومنها حادثة الحج اليماني )حادثة تنومة(‪.‬‬

‫ففييي عييام ‪ 1340‬ده ي ‪ 1921 /‬م تييوجهت اقافليية ميين اليمنيييين للحييج )اقييدرت ب ي ‪ 3000‬رجييل( فييي اليواقت‬ ‫الذي كانت فيه الحرب جارية بين ابن سعود وشريف مكة‪ ،‬فمييا ان وصييل مييوكب الحييج إلييى وادي تنوميية‬ ‫الوااقييع بييين جهييتي بييالحمر وبالسييمر حييتى بييدأت الق يوات السييعودية بييإطلق النييار عليهييم حييتى اقتلتهييم‬ ‫جميع ي ا عييدا خمسيية منهييم‪ ،‬فعييادوا وأخييبروا بمييا حييدث! ‪ ...‬وتييوترت العلاقييات بييين البلييدين رغييم اعتييذار‬

‫عامل ابن سعود للمام يحييى ورغييم تبييادل الرسييائل بييين ابين سييعود والمييام يحييى‪ ،‬واقيد بيرر السييعوديون‬

‫حينها المسألة بأنهم اقد ظنوا أن الحجاج ما دهم إلط جنود للشريف حسين متنكرين بلباس الحجيج‬

‫وتحالف المام يحيى س ار مع الشريف حسيين مين أجييل مسياعدته ضييد خصيميه ابين سييعود والدريسييي‪،‬‬

‫واقام "بتواقيع اتفااقية صدااقة )معه( فيي يونيو ‪ 1922‬م ‪ 27 /‬مين شيوال ‪ 1340‬ده ي ‪ ...‬واقيد أثيارت دهيذه‬

‫التفااقية حفيظة ابن سعود ‪ ...‬فاعتبر ان دهذه التفااقية كانت موجهة ضده‪ ،‬وضد مطامحه في الجزي يرة‬

‫‪12‬‬


‫العربية"‪ ،1‬ومما يدل على توتر العلاقات رفض المام يحيى حضور المؤتمر السلمي الذي عقيده ابين‬ ‫س ييعود ف ييي مكيية ف ييي البداييية ث ييم إرس ييال من ييدوب لييه إليييه‪ .‬واق ييد ذك ييرت صيياحبة كتيياب )تاريييخ العلاقييات‬ ‫السعودية واليمنية( ثلثة وفود متبادلة بين البليدين لتسييوية الخلفيات حييول الحييدود وحييول منطقية عسييير‬ ‫ونجران وجيزان حدثت في‪:‬‬ ‫‪ 1‬ي يونيو ‪ / 1926‬ذي القعدة ‪ 1345‬دهي‪.‬‬ ‫‪ 2‬ي ديسمبر ‪ / 1927‬جمادي الخرة ‪ 1346‬دهي‪.‬‬ ‫‪ 3‬ي مارس ‪ / 1928‬رمضان ‪ 1346‬دهي‪.‬‬ ‫واقد ظل الوضع متوت ار حتى نهايية ‪ 1931‬م ‪ 1350 /‬دهي‪ ،‬صيدرت فيهيا إدعياءات مين الجيانبين بخيرق‬

‫الحدود إلى أن توصل مندوبي الجانبين إلى اتفياق فيي مكيان ييدعى النظيير اقيرب جبيل العيرو اليذي كيان‬ ‫محل خل ف‬ ‫ف بين الجانبين‪ ،‬واقد أعاد فيها ابن سعود منطقيية العيرو للمييام يحييى لتعييود جيزءا ميين اليمين‪،‬‬ ‫وكييان "ميين أدهيم بنوددهيا تسيليم المجرمييين السياسييين وغيير السياسييين وعليى كيل ميين اليدولتين عييدم اقبيول‬

‫من يفر عن طاعة دولته أي ا كان‪ ،‬إوارجاعه إلى بلده فو ارا"‪ ،2‬واستمرت اتصالتهما إلى أن انتهت بعقد‬ ‫إتفااقيية صيدااقة وحسين جيوار‪ ،‬وتيم التواقييع عليهيا فيي ‪ 15‬ينياير ‪/ 1932‬ي ‪ 5‬شيعبان ‪ 1350‬دهيي‪ ،‬وليذلك‬

‫فعندما طلب الدريسي حق اللجوء السياسي من اليمن وليم تسيلمه إليى ابين سيعود تيوترت العلاقيات فيميا‬ ‫بينهما‪ ،‬وربما كان من الممكن الوصول إلى إتفاق نهائي بين الطرفين لول التمرد الذي اقييام بييه الدريسييي‬ ‫ضد ابن سعود وطلبه حق اللجوء السياسي من اليمن فيي نوفميبر ‪ 1932‬وليذلك فقيد غضيب ابين سيعود‬ ‫كثي ار ولكن المام يحيى برز ذلك بأن التفاق إنما كان مؤاقت ا لنه لم يواقع ميين اقبييل شييخص الملكييين ‪...‬‬ ‫ودهذه مشكلة تقع في كل المعادهدات والتفااقيات حيث يحصل الختلف حول تفسيردها فيما بعد‪.‬‬

‫وفي مايو ‪ 1933‬دخلت اقوات يمنية إلى نجران بحجيية إاقيرار السييلم وتعليييم أدهلهييا أصييول السييلم‪ ،‬ولييم‬ ‫يمنع دهذا من عقد اجتماع بين مندوبي البليدين بعيد ذليك فيي ‪ 9‬يولييو ‪ 1933‬واقيد فشيل دهيذا اللقياء وزعيم‬ ‫أن الوفد تعرض لمضايقات من اقبل المام يحيى المر الذي أدى إلى زيادة توتر العلاقييات بييين البلييدين‬ ‫وتمييت م ارسييلت بييين الملكييين ولكيين الوضييع ظييل متييوت ارا‪ ،‬وأصييدر ابيين سييعود أواميره لحشييد القيوات علييى‬ ‫الحييدود اليمنييية فيي ‪ 14‬نوفمييبر ‪ ،1933‬واسيتمر تبييادل البراقيييات بييين الجيانبين‪ ،‬وظلييت الميور بيين ميفد‬ ‫وجزر حتى تمخضيت عين عقيد ميؤتمر فيي أبهيا فيي ‪ 16‬فيبراير ‪ 1934‬اليذي فشيل بيدوره لعيدم التوصيل‬ ‫إلى حفل لقضية نجران فقد إدعى كل طر ف‬ ‫ف تبعيتها إليه‪.‬‬ ‫الحرب اليمنية السعودية‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر ي ص ‪.116‬‬

‫‪2‬‬

‫المصدر ي ص ‪ 105‬ي دهامش ‪.1‬‬

‫‪13‬‬


‫بعد سلسلة مداولت بين الجانبين عرض ابن سيعود أن تكيون نجيران منطقية محاييدة ولكين الميام يحييى‬ ‫لم يعط جواب ا محددا ‪ ..‬ولذلك فإن السعوديين بدأوا الهجوم ‪..‬‬

‫ويصييف البروفيسييور فاسيييلييف المعركيية فييي كتييابه )تاريييخ العربييية السييعودية( فيقييول‪" :‬شيين السييعوديون‬

‫دهجييومهم بطييابورين بمحيياذاة تهاميية وفييي الجبييال‪ .‬وتمكيين طييابور بييإمرة سييعود )ولييي العهييد آنييذاك( ميين‬ ‫الستيلء على نجران بسرعة‪ ،‬ولكن تقدمه تباطأ في الجبال حيث كانت كل اقرية اقلعة حصينة‪.‬‬ ‫وتقدمت اقوة بإمرة فيصل في تهامة وفي الثاني من أيار )ميايو( اسيتولت عليى الحدييدة دون أن تخيوض‬ ‫معركيية وظهييرت بعييض الوحييدات السييعودية اقييرب تعييز‪ .‬ورفييض ابيين سييعود ااقييتراح ابنييه فيصييل بييالزحف‬ ‫على صنعاء‪ .‬واقد أعااقت وعورة المنطقة تقدم السعوديين لم يعتادوا خوض معارك في الجبال‪.1‬‬ ‫واقييد بييدأت المفاوضييات فييي ‪ 15‬مييايو ‪ 1934‬بييين الوفييدين وتوصييل إلييى عقييد معادهييدة سييميت "معادهييدة‬

‫الطائف"‪" ،‬ونشرت في الصحف الرسمية في مكة وصنعاء وفي القادهرة ودمشق في واقت واحد"‪ ،2‬ويبدو‬ ‫أنه اقد تدخلت عدة أمور دفعت كل الطرفين إلى اقبول الدخول في دهذه المفاوضات أدهمها‪:‬‬ ‫‪ 1‬ي التنييافس السييتعماري علييى المنطقيية ‪ ..‬فعنييدما دخلييت القيوات السييعودية مينيياء الحديييدة وصييلت إلييى‬ ‫المينيياء سييفن إيطالييية وأخييرى فرنسييية‪ ،‬ورأت بريطانيييا أنييه اقييد ل يكييون ميين الفضييل السييماح لبيين سييعود‬ ‫باحتلل مناطق أكثر لحفظ التوازنات الاقليمية‪.‬‬ ‫‪ 2‬ي وجود بوادر مقاومة من اقبل المام يحيى للغزو السعودي‪.‬‬ ‫‪ 3‬ي ع ييدم إمكاني يية الس ييتمرار ف ييي الزح ييف والحتلل وذل ييك للطبيع يية الجبلي يية ال ييتي تمت يياز به ييا المنطق يية‬ ‫فصحيح أن القوات السعودية اقد اعتادت على الحرب في مناطق صحراوية ولكنهييا لييم تييألف اقييط الحييرب‬ ‫في مناطق جبلية‪.‬‬ ‫وارجييع البعييض إنسييحابات القيوات اليمنييية بنقييص التسييليح لييديها مقابييل ترسييانة السييلحة السييعودية الييتي‬ ‫كانت بريطانيا تمددها بها وكذلك عدم اعتياد القوات اليمنية على الحرب في الصحاري‪ ،‬ولذلك شييبه أحييد‬ ‫الكتاب الحرب بيين الطرفيين بييالحرب بيين الفيييل والحيوت "لن بيدو ابيين السيعود لين يسيتطيعوا القتيال فييي‬

‫الاقاليم الجبلية‪ ،‬اليمنية الوعرة‪ ،‬كما ل يستطيع اليمنيون القتال في صحاري نجد"‪ ،3‬ولذلك فقد اضطر‬ ‫الجانبان للدخول في مفاوضات واقد كان المام يحيى فيي حالية تعيب وضيعف كيبيرين مين حالية الحيرب‬ ‫رغم أن ابنه أحمد كان مصمما عليى مواصيلة الحييرب بيل إنيه اسييتمر فيهيا لفييترة وجييزة بعييد تواقيييع إتفااقييية‬

‫الطائف‪ ،‬ولذلك فقد استطاع ابيين سيعود فيرض شييروطه عليى الميام‪ ،‬والمتمثلية فييي إخلء نجيران وجبييال‬ ‫عسييير تهييامه وتسييليم الدارسيية إليييه‪ ،‬ومييا طييل المييام يحيييى فييي الشييروط ولكنييه اضييطر بعييد ذلييك إلييى‬ ‫‪1‬‬

‫تاريخ العربية السعودية‪ ،‬فاسيلييف‪ ،‬ص ‪.345‬‬

‫‪2‬‬

‫المصدر السابق ي ص ‪.345‬‬

‫‪3‬‬

‫المطامع السعودية التوسعية في اليمن‪ ،‬ص ‪.258‬‬

‫‪14‬‬


‫القبييول بييإخلء المنيياطق المييذكورة وان يتييم تسييليم الدريسييي إلييى لجنيية الوسيياطة السييلمية‪ ،‬ولكيين ابيين‬ ‫سعود أصر على ضرورة تسليمهم إلى الجيش السعودي‪.‬‬ ‫وفي ‪ 1934 / 4 / 22‬الموافق ‪ 1353 / 1 / 8‬دهي اقبل المام يحيى جميع شروط ابن سعود وشرع‬ ‫فييي النسييحاب ميين المنيياطق المتفييق عليهييا‪ ،‬وتييم تسييليم الحسيين الدريسييي وعبييد العزيييز الدريسييي إلييى‬ ‫فيصل في الحديدة كما سلم بااقي أفيراد العائلية وعيدددهم ‪ 300‬شيخص‪" ،‬وعليى أسياس ذليك صيدق المليك‬ ‫عبد العزيز معادهدة الطائف في ‪ 25‬صفر ‪ 1353‬دهي )‪ 7‬يونيو ‪ 1934‬م( وصداقها المام يحيى فيي ‪7‬‬

‫ربيع الول ‪ 1353‬دهي )‪ 19‬يونيو ‪ 1934‬م(‪ 1‬وبعد ذلك سلم عبد الودهاب الدريسي إلى فيصل‪ ،‬ودهكذا‬ ‫تم تنفيذ جميع شروط الصلح‪.‬‬ ‫وفي ‪ 15‬يونيو ‪ 1934‬سمح ابن سعود لمبعوث المام )عبد ال الييوزير( بييالعودة إلييى وطنييه اليميين بعييد‬ ‫أن كان اقد احتجز في السعودية للضغط على إمام اليمن )خلف المواثيق السلمية والنسانية(‪.‬‬ ‫وحددت المعادهدة بعشرين عام ا كما تقول الميادة الثانيية والعشيرين‪" :‬وتظيل سيارية المفعول ميدة عشيرين‬

‫سنة اقمرية تامة ويمكن تجديددها أو تعيديلها خلل السيتة أشيهر اليتي تسيبق انتهياء مفعولهيا فيإن ليم تجيدد‬

‫أو تعدل في ذلك التاريخ تظل سارية المفعول إلى ما بعد ستة أشهر مين إعلم أحيد الفريقيين المتعااقيدين‬ ‫الفريق الخر رغبته في التعديل" )أنظر ملحق راقم ‪.(1‬‬ ‫ودهك ييذا نلح ييظ خلل ده ييذه المرحل يية م يين العلاق ييات بي يين الس ييعودية واليم يين أن الس ييعودية اس ييتغلت حال يية‬ ‫الض ييعف والتش ييتت ونق ييص المع ييدات العس ييكرية ل ييدى اليم يين واق ييامت بالض ييغط العس ييكري عليه ييا واق ييامت‬ ‫باحتجيياز المفيياوض اليمنييي )عبييد الي الييوزير( واسييتغلت الييدعم البريطيياني لهييا ميين أجييل فييرض شييروطها‬ ‫عليها بينما نلحظ التنازل السعودي عن منطقة في واحة البريمي تحت الضغط البريطاني‪.‬‬ ‫ودهكييذا انتهييت حاليية الحييرب بييين البلييدين وأصييبحا بلييدين متجيياورين وبييدأت مرحليية جديييدة ميين العلاقييات‬ ‫بينهما‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫أنظر المصدر السابق ي ص ‪.270‬‬

‫‪15‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫تعانق الملكين‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة الهدوء والتعاون‬ ‫عادة ميا يخيرج المهيزوم مين الحييرب بنفسييات ضيعيفة مضعضييعة‪ ،‬ويكيون مسيتعدا لقبيول جميييع شييروط‬

‫الطرف الغالب والمنتصر‪ ،‬ويضطر إلى اقبول التحييالف معيه ‪ ..‬فقييد اقبلييت الييدول المهزومية فييي الحربيين‬ ‫العييالميتين الولييى والثانييية إلييى اقبييول التفااقييات الدولييية المفروضيية عليهييا‪ ،‬واقسييمت ألمانيييا إلييى شييطرين‬

‫وااقتطعييت منهييا أج يزاء كييبيرة‪ ،‬وفرضييت شييروط مهينيية علييى اليابييان‪ ،‬ورغييم ذلييك اقبلييت اليابييان أن تكييون‬ ‫ضمن منظومة الدول الغربية وكذلك الجزء الغربي من ألمانيا‪.‬‬ ‫ودهذا ما حصل مع اليمن فقد أرغمت على اقبول معادهدة الطائف التي تنظم الحدود بيين البليدين وتعطيي‬ ‫شرعية لسيطرة السعودية على عسير ونجران وجيزان لمدة عشرين عاميا اقبلية للتمدييد أو التبيديل‪ ،‬واقبليت‬ ‫اليمن أن تكون في علاقات حسنة مع جارتهييا السييعودية‪ ،‬ودهكييذا أصييبحت السيرتان الملكيتييان ميين أوثييق‬ ‫الحلفاء‪.‬‬ ‫وبعييد أن اسييتقر أميير الحييدود ي ي ولييو لجييل مييا ي ي أصييبح ميين ادهتمامييات السييعودية المحافظيية علييى دهييدوء‬ ‫واستقرار جارته ولم يعد في صيالحها حييدوث اضيطرابات أو اقلاقييل فيهيا لن ميين شيأن ذلييك التييأثير علييى‬ ‫الوضييع الييداخلي لهييا ميين ناحييية‪ ،‬وميين ناحييية أخييرى فييإن تغييير شييكل الحكييم فييي اليميين يعنييي أن مرحليية‬ ‫جديدة ومختلفة من العلاقات بين البلدين اقد تبدأ مما اقد ترتفع بنظام الحكم الجديد إلييى إعييادة النظيير فييي‬ ‫معادهدة الطائف المر الذي يعيد النظام السعودي إلى دوامة أخرى من عدم الستقرار‪.‬‬ ‫ولذلك ومن دهذه المنطلقات فقد سعت السعودية إلى رمي ثقييل كييبير لهييا فييي اليميين والتييدخل فييي الشييؤون‬ ‫الداخلية لها ودعم أسرة آل حميد الدين بكل ما تستطيع من وسائل‪.‬‬ ‫ولكنها في البداية لم تقم بذلك الدور بشكل كبير نظ ار لنشغالها بترتيب أموردها الداخلية ولكنها بعد ذلك‬

‫سعت إلى ضمان بقاء اليمن إلى جانبها ‪..‬‬

‫وفيي ‪ 11‬ميايو ‪ 1946‬م أعلين الوزير الميركيي فيي السيعودية الكولونييل ويلييام إدي ي وبعيد مفاوضيات‬ ‫مع صنعاء ي إاقامة العلاقات الدبلوماسية الميركية مع اليمن‪ ،‬وأعلن أن خيبراء فيي الهندسية والز ارعية اقيد‬ ‫زاروا اليمن في ذات الواقت وان إتفااقية تجارية يتم منااقشتها حاليا‪.1‬‬ ‫الدور السعودي في قمع انتفاضة ‪:1948‬‬ ‫لقد كان معروف ا عن الحكم المامي في اليمن انغلاقيته وعدم انفتاحه على دول العالم‪ ،‬وتطبيقه لقوانين‬

‫لم يكن يرتضيها الشعب دهناك ‪ ..‬ومن دهذه القوانين نظام الردهائن حيييث إن المييام يقيوم بأخييذ ردهينيية عين‬ ‫‪Keesing s Contemorary Archives, Vol. No. VII, p. 7954.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪1‬‬


‫كل عائلة كبيرة في المناطق التي يحكمها ي كأن يأخذ ابنهم الكبر ي ويبقيه لديه حيتى يكيون ذليك ضيمانة‬ ‫لييه ميين عييدم تمييرد دهييذه العائليية عليييه‪" ،‬وفييي نهاييية حملت التوحيييد العييام ‪ ،1939‬اقييدر أن المييام يحيييى‬ ‫احتفظ في حصونه بنحو ‪ 4000‬ردهينية ‪ ...‬وحينميا ذدهيب إليى روميا للعلج سينة ‪ 1959‬عميد إليى أخيذ‬

‫بعض الردهائن معه"‪.1‬‬

‫كما أن نظام الضرائب كان يردهق المزارعين إلى حفد بعيد‪ ،‬ولذلك فقد نشأت معارضة شعبية ضد الحكم‬

‫دهناك استهدفت تغيير أسلوب الحكم‪.‬‬ ‫وفي يناير عام ‪ 1948‬جرت محاولة لغتيال المام يحيييى ولكنهييا فشييلت ‪ ..‬غييير أن المحاولية نجحييت‬ ‫بعد شهر حيث تمكن القائمون بالمحاولة من إغتياله بعد شهر خارج صنعاء‪ ،‬وتم تعيين عبد ال الوزير‬ ‫إماماا‪ ،‬واقد اقام اليمنيون الحيرار وضيباط الجيييش بييدعم اليوزير بيالرغم مين أن الجييش ليم يتيدخل فيي دهييذا‬ ‫التحييرك‪ ،‬كمييا أيييد علميياء صيينعاء بيعيية ابيين الييوزير‪ ،‬واقييد التجييأ المييام أحمييد إلييى "حجيية" ودهنيياك اقييامت‬ ‫السييعودية بييدعمه حييتى تمكيين ميين اكتسيياح الجبييال الشييمالية واقييام بطييرد المييام الييوزير ونهييب صيينعاء‬ ‫وتخريبها‪ ،‬ولم يعد إليها طوال فترة حكمه ووصفها بأنها )المدينة الثميية(‪ ،‬ولييول الييدعم السييعودي المييادي‬ ‫والعسكري لما تمكنت عائلة آل حميد الدين الزيدية من العودة إلى الحكم‪.‬‬ ‫الدور السعودي في قمع انتفاضة ‪:1955‬‬ ‫تعتبر دهذه النتفاضة داخلية بين أطراف السرة المالكة ولم يكن للشعب دور فيها بل يمكن عددها شكلا‬

‫من أشكال الصراع على الحكم‪.‬‬

‫"لقييد بييدأت اقصيية النقلب عنييدما ذدهييب بعييض الجنييود إلييى اقرييية "حوبييان" ودهييي إحييدى اقييرى تعييز لجمييع‬ ‫الحطب فحدث احتكاك بين الجنود وبعض الدهلين أدى إلى تبادل إطلق النار وسقوط بعض الجرحييى‬ ‫ميين الفريقييين )واقيييل اقتلييى(‪ .‬وعلييى أثيير ذلييك ثييارت ثييائرة حامييية تعييز‪ ،‬فطلييب اقائييد الحامييية أحمييد يحيييى‬ ‫الثليا مين جللية الميام تيأديب القريية‪ ،‬غيير أن الميام رفيض الطليب وأصير عليى وجيوب إجيراء تحقييق‬ ‫في الحادث لنزال العقاب بالمعتدين سواء أكانوا مين الجنيود أم مين الدهليين‪ ،‬فليم يكين مين العقييد الثلييا‬ ‫إلط أن أميير حامييية تعييز ي ي دهييي تربييو علييى اللييف جنييدي ي ي بمحاص يرة اقصيير المييام وتبييودل إطلق النييار‬

‫بينهما وبين حراس القصر‪.‬‬

‫حدث كل دهذا في يوم الربعاء الموافق ‪ 30‬مارس ‪.2"1955‬‬ ‫وبييالرغم ميين وجييود روايييات أخييرى للحييادث إلط أن النتيجيية كييانت حصييار القصيير ثييم تييوجيه إنييذار إلييى‬

‫المام بالتنيازل عن العيرش‪ ،‬واقيد شيارك فييه بعيض العلمياء ومعهيم الميير الحسين ابين السييف عليي مين‬ ‫‪1‬‬

‫الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬فريد دهاليداي‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪2‬‬

‫أنا عائد من اليمن‪ ،‬أحمد السقاف‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪17‬‬


‫أسرة آل حميد الدين‪ ،‬واجبر المام أحمد على التنازل عن العرش وكتب تنازله بخط يييده لسيييف السييلم‬ ‫عبد ال وخرج المام من اقصر )العرضي( إلى اقصر )صالة(‪ .‬ولكن سيف السلم عبد ال لييم يسييتطع‬ ‫كسب تأييد )الحيرار اليمنييين( بينميا بيدأ ابين الميام أحميد )البيدر( نشياطه فيي الحدييدة وحجية‪ ،‬واقيد أثير‬ ‫صمود المام أحمد فييي اقصيره فيي البداييية علييى نفسيييات الجنييود الضيباط‪" ،‬وحينمييا زحفييت بعيض القبائييل‬ ‫من أطراف "تعز" وحاصييرت الجيييش المحاصيير لقصيير "العرضيي" أشيعل صيياحب الجلليية النييران عليى‬ ‫سييطح القصيير معلن ي ا انتصيياره علييى الثييائرين فجيياوبته أكييثر الييبيوت فييي تعييز وض يواحيها بإشييعال النييران‬

‫أيضا‪ ،‬فكيان لعمليه دهيذا تيأثير عظييم فيي نفيوس أعيوانه‪ ،‬وتيأثير أعظيم فيي نفوس محاصيريه‪ ،‬ثيم امتطيى‬

‫صهوة جواده وجرد السيف من غمده‪ ،‬وخرج من "العرضي" فسيياد الييذعر فييي الجيييش‪ ،‬فهييرب ميين دهييرب‪،‬‬ ‫واحتمى بقصره من طليب الحمايية‪ ،‬وليم تبليغ السياعة الرابعية مين فجير ييوم الثلثياء ‪ 5‬أبرييل حيتى كيانت‬

‫مقاومة الثائرين اقد تلشت تماماا"‪ ،1‬وتم إعدام العقيد أحمد يحيى الثليا مع مجموعة من مساعديه أمام‬

‫المل في اليوم التالي‪ ،‬وبعدئذ اقام باعتقال سييف السييلم عبيد الي وشيقيقه العبياس وأرسيلهما إليى "حجيه"‬ ‫حيث أعدما دهناك‪.‬‬

‫واقد اقامت السعودية بدعم دهذا النقلب ويقول عن الدعم صاحب كتاب )أنا عائد ميين اليميين(‪" :‬ل شييك‬ ‫أن مواقف المملكة السعودية من دهذا النقلب دهو عين مواقفها من النقلب الول )يعني ميا حيدث عيام‬ ‫‪ .(1948‬ودهذا أمر بديهي‪ ،‬فالمملكة السعودية ل تحبذ اقيام أي انقلب في البلد العربية‪ ،‬وبخاصة فييي‬ ‫بلد مجيياورة لهييا تتحييد معهييا فييي جميييع الوضيياع والحيوال‪ .‬ولييم يسييتغرب أحييد حييين سييمع انبيياء العتيياد‬ ‫المهدي من المملكة السعودية إلى المام أحمد‪ ،‬إوان كان دهذا العتاد اقد وصل بعد فشل النقلب"‪.2‬‬

‫لماذا لم تنضم اليمن إلى الجمهورية العربية المتحدة؟‬ ‫وبعييد إعلن التفيياق الوحييدوي القاضييي بييإعلن الجمهورييية العربييية المتحييدة بييين مصيير )جمييال عبييد‬ ‫الناصيير(‪ ،‬وسييوريا )شييكري القييوتلي( فييي ‪ 22‬فييبراير ‪ ،1958‬إوانييدماج البلييدين فيييه اقييام المييام أحمييد بيين‬

‫يحيى بإيفاد ابنه محمد البدر ولي العهد إلى القادهرة لبحث تفاصيل التحاد مع رئيس الجمهورية العربييية‬ ‫المتحدة‪ .‬وعقدت اجتماعات في دمشق ووافق المام على النضمام إلى التحاد‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن اليمن ليم ينضيم إلييى التحيياد بصيورة فعلييية فييإن المييام أحميد بين يحيييى أعلين عين إلغيائه‬ ‫إتفاق التحاد ميع مصير وسوريا فيي عيام ‪ 1961‬بيل إن العلاقيات تيوترت ميع مصير‪" ،‬ووصيلت الزمية‬ ‫إلى ذروتها في كانون الول )‪ (1961‬حينما اق أر أحميد بنفسيه اقصييدة ضيد الشيتراكية عيبر الذاعة نيدد‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪2‬‬

‫المصدر‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪18‬‬


‫فيها بعبد الناصر‪ .‬وردا على ذلك‪ ،‬بثت إذاعية القييادهرة خطبي ا للجئييين سياسيييين يمنيييين ينتمييون للتحيياد‬ ‫اليمنييي ودهييي مجموعيية تتضييمن اليمنيييين الح يرار والقييوميين مثييل محسيين العينييي بالضييافة إلييى التيياجر‬

‫الشافعي عبد الرحمن البيضاني الذي ارتبط بالنظام المصري عبر زواجه من شقيقة أنور السادات"‪.1‬‬

‫ويبييدو أن للسييعودية دور دهييام فييي عييدم اسييتم اررية انضييمام اليميين إلييى التحيياد )بالضييافة إلييى انفصييال‬ ‫سورية عنه(‪ ،‬وذلك أن الملك سعود الذي كيان يحكيم آنيذاك اقيد "سياير التييار الناصيري فيي البيدء منتهجيا‬

‫سياسة عدائية للستعمار على الاقل شكلياا‪ .‬وتقرب من مصر عااقدا معها معادهييدة للييدفاع المشييترك فييي‬ ‫‪ 17‬تشيرين الثياني ‪ 1955‬وذليك عليى حسياب تييار بغيداد عميان الهاشيمي"‪ 2‬إلط أن المليك سيعود نكيص‬

‫بعييد ذلييك واتخييذ موااقييف عدائييية ميين دهييذا التيييار ‪ ..‬ويييذكر عبييد الرحميين البيضيياني صيياحب كتيياب أزميية‬ ‫المة العربيية وثيورة اليمين أن الميام انظيم إليى الحليف الثلثيي ميع مصير والسيعودية فيقيول‪ ..." :‬ولعيل‬ ‫إحسيياس المييام بييالخطر ميين اقيييام معارضيية فييي القييادهرة تنييادهض حكمييه فييي اليميين جعلييه يسييرع إلييى جييده‬ ‫ويواقع الحلف الثلثي مع الملك سعود والرئيس جمال عبد الناصر في ‪ 18‬أبريل سنة ‪.3"1956‬‬

‫وفي الوااقيع أن المصييادر السياسييية والتاريخييية ل توضيح بشييكل كامييل وجلييي تفاصييل العلاقية السيعودية‬ ‫اليمنية في دهذه الفترة )‪ 1934‬ي ‪ 1962‬م( واقد يرجع السبب في دهذا إلى أمور ثلثة‪:‬‬ ‫ل‪ :‬انشغال النظام السعودي بالصراع على الحكم بين سيعود وفيصيل‪ ،‬ودهيي الفيترة اليتي كيانت ميا بيين‬ ‫أو ا‬

‫عامي ‪ 1958‬و ‪ 1964‬المر الذي ل يدع مجالا للتوجه إلى العلاقات الخارجية‪:‬‬ ‫ثانياا‪ :‬لفلس السعودي نتيجة سوء تصرف الملك سعود بأموال الخزينة‪.‬‬

‫وثالثاا‪ :‬اقلة طلبات إمام اليمن نتيجة عدم رغبته في النفتاح على العالم الخارجي بشكل كبير‪.‬‬

‫وينقل البيضاني اقصة طريفة عن جارية سورية حسنة أدهدادها الملك سعود إلييى المييام واقيد كيانت جميلية‬ ‫ومحظييية ليديه إلييى درجيفة كيبيرة‪ ..‬فعنييدما ذدهييب إليى روميا للعلج أراد العييودة إلييى اليميين بالطيائرة‪ ،‬ولكنييه‬ ‫عاد في منتصف الطريق واقيل إن السيبب أنه اكتشيف فيي الطيائرة غيياب إحيدى نسيائه اليتي تخلفيت فيي‬ ‫روم ييا ع يين اقص ييد منه ييا‪ ،‬ف ييأراد أن يع ييود إل ييى روم ييا لخ ييذدها مع ييه وده ييي س ييميحة المي يرأة الجاري يية الس ييورية‬ ‫الحسناء‬

‫‪4‬‬

‫ورغم شحة المعلومات عن دهيذه الفيترة إلط أنيه ل شيك أنهيا كيانت فيترة يمكين تسيميتها بالذدهبيية فيي تارييخ‬

‫العلاقات السعودية اليمنية‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية ‪ ،...‬ص ‪.58‬‬

‫‪2‬‬

‫النظم السياسية والدستورية في لبنان والدول العربية‪ ،‬د‪ .‬أحمد سرحال‪ ،‬ص ‪.339‬‬

‫‪3‬‬

‫أزمة المة العربية وثورة اليمن‪ ،‬عبد الرحمن البيضاني‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫المصدر السابق‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫الفصل الثالث‬ ‫سماسرة ومرتزقة‬ ‫المرحلة الثالثة‪:‬‬ ‫الحرب اللهلية )‪ 1962‬ـ ‪ 1970‬م(‬ ‫تناولنييا فييي حييديثنا عين المرحليية الثانييية عين النضييمام الشييكلي لليميين إلييى اتحيياد الييدول العربييية‪ ،‬ونتيجيية‬ ‫ليذلك فقيد ابتعثيت اليمين عيددا مين جنوددهيا للتيدريب العسيكري فيي مصير‪ ،‬ودهنياك بيدأ الضيباط الوطنييون‬

‫من الشباب بتنظييم أنفسيهم سيريا فيي حركية الضيباط الحيرار اليمنييين عليى منيوال الضيباط الحيرار فيي‬

‫مصر مما كان له أكبر الثر على المستقبل السياسي لليمن‪.‬‬

‫فعندما سيافر الميام أحميد للعلج فيي إيطالييا عيام ‪ 1959‬اقياموا بتوزييع المنشيورات دهيذه واقياموا بأعميال‬ ‫تحررييية أخييرى وتمييردات اقييام بهييا الجيييش‪ ،‬واقييد تمكيين ابيين المييام أحمييد )ودهييو محمييد البييدر( ميين السيييطرة‬ ‫عليها بإعطائهم زيادات في رواتبهم وصلت إلى ‪ % 25‬ولكن المام أحمد حاول اسيترجاع دهيذه المبيالغ‬ ‫عندما عاد من الخارج مما أدى إلى تكرار التمردات عليه‪.‬‬ ‫كمييا حصييلت محيياول الغتيييال لييه فييي ‪ 22‬مييارس ‪ 1961‬عنييدما كييان يجييري فحوصي ي ا فييي مستشييفى‬

‫الحديييدة عنييدما دهجييم عليييه ثلثيية ميين العسييكريين وافرغيوا فييي جسييده عشيرات الطلقييات النارييية واقييع علييى‬ ‫أثردها مخضب ا بدماءه عندما ظطنه المهاجمين اقد اقتل‪ ،‬فانتحر أحددهم بينما اقبض على الثنين البااقيين‪.‬‬

‫واقد اقام المام أحمد بقميع دهيذه التميردات بشيدة واسيتخدم أسيلوب البيادة الكاملية‪ ،‬ودهكيذا كيان الجو مهييأا‬

‫للضباط الحرار للقيام بعمل ما‪.‬‬ ‫وتوفي المام أحميد فيي ‪ 18‬سيبتمبر ‪ ،1962‬وأعلين تنصييب ابنيه محميد البيدر إمامي ا بعيده ‪" ،..‬وسيارع‬

‫البييدر أثيير ذلييك إلييى اتخيياذ سلسييلة ميين الج يراءات اليليية لقطييع دابيير أجنحيية المعارضيية المختلفيية‪ :‬ففييي‬

‫سييبيل اجهيياض تحركييات الليييبراليين‪ ،‬أعليين برنامجي ا إصييلحي ا وألغييى بعييض القيوانين الاقتصييادية المقيييدة‬ ‫وأطلق سراح السجناء السياسيين"‪.1‬‬

‫‪1‬‬

‫التاريخ العسكري لليمن‪ ،‬سلطان ناجي‪ ،‬ص ‪.220‬‬

‫‪20‬‬


‫ولكن دهذه الجراءات لم تفده كيثي ار فقيد كيانت المعارضية اقيد خططيت للقييام بإنقلبهيا ‪ ...‬ودهكيذا فقيد بيدأ‬

‫النقلب بقيام الملزم علي عبيد المعنيي بقصيف اقصير الميام البيدر فيي السياعة الحاديية عشيرة وخميس‬ ‫وأربعون داقيقة من ليلة ‪ 26‬سبتمبر‪ ،‬وأشيع أن المام البدر اقد اقتل ولكنه كان اقد خرج بعد أن ألبس أحد‬ ‫خدمه لباس المام وخرج دهو بلباس عادي‪ ،‬وتم الستيلء عليى الذاعة ثيم المطيار حييث اسيتدعي عبيد‬ ‫ال السلل وتم إذاعة بيان النقلب للشعب وأصبح السلل رئيسا للجمهورية ورئيسا لمجلس الوزراء‪.‬‬

‫واقد اعترف التحاد السوفييتي بالنظام الجديد بعد يومين‪ ،‬بينميا اعيترفت بيه الجمهوريية العربيية المتحييدة‬

‫في اليوم الثالث وذلك حتى ل تثير الشكوك بتورطها في النقلب "وليم يييأت منتصيف شيهر ديسييمبر إلط‬ ‫واقييد اعييترف بالنظييام أكييثر ميين ثلثييين دوليية‪ .‬وبييالطبع لييم تكيين بريطانيييا والوليييات المتحييدة والسييعودية‬ ‫والردن بين دهذه الدول"‪.1‬‬

‫وبدأت منذ ذلك اليوم مرحلة جديدة في العلاقات بين السعودية واليمن حيث إن دهذا النقلب لم يكن‬ ‫ليعجب النظام السعودي بطبيعة الحال ‪ ..‬فهذا النظام يعتمد في بقائه واستق ارره على بقاء واستقرار‬ ‫‪..‬الدول المجاورة حيث ان أية موجة ثورية أو تغييرية في الدول المجاورة تؤثر عليه‬ ‫ودهكييذا بييدأ الييدعم السييعودي للملكيييين للعمييل ضييد الجمهييوريين ميين أجييل اسييتعادة السييلطة‪ .‬واسييتماتت‬ ‫السلطة السعودية في دعمها للملكيين فرصدت مليين الريالت لدعم اقبائل شمال اليمن وأغرت العمييال‬ ‫اليمنيييين المقيمييين فييي السييعودية بييالنخراط فييي الجيييش الملكييي المقيياوم للتغيييير وأجزلييت لهييم العطايييا‬ ‫واشي ييترت ض ييمائر العدي ييد منهي ييم‪ ،‬كمي ييا اقي ييامت بالمقابي ييل بتجميي ييد ممتلك ييات الحكوم يية اليمني يية في ييي البن ييوك‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫واقييد كييانت تييبرر أعمالهييا دهييذه بضييورة الييدفاع عيين الشييرعية فييي اليميين ودرء الخطييار الماركسييية عيين‬ ‫الجزيرة العربية ‪..‬‬ ‫فاسييتقبلت السييعودية المييير حسيين )عييم المييام البييدر( الييذي عيياد ميين نيويييورك إلييى السييعودية فييي ‪/ 5‬‬ ‫‪/ 10‬ي ‪ 1962‬م ليبييدأ نشيياطه المضيياد للجمهييوريين‪ ،‬ولكيين المييام البييدر مييا لبييث أن خييرج بعييد أسييبوعين‬ ‫حتى انضم إليه عمه الحسن‪.‬‬ ‫وانظم الردن إلى السعودية في دعمها للملكيين فيأعلن عين اقييام تحييالف عسيكري بينهميا فييي ‪ 4‬نوفمييبر‬ ‫‪ ،1962‬وسييمحت السييعودية للبييدر بعقييد مييؤتمر صييحفي اقييرب الحييدود السييعودية‪ ،‬ويقييول فاسيييلييف فييي‬ ‫كتابه تاريخ العربية السعودية‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،220‬أاقامت الوليات المتحدة علاقات مع اليمن في شهر ديسمبر ‪ ..1962‬أنظر د‪ .‬أحمد‬

‫يوسف أحمد‪ ،‬السياسة الميركية في اليمن الشمالي‪ 1962 :‬ي ‪ ،1967‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬عدد ‪/ 6 ، 40‬‬ ‫‪ ،1982‬ص ‪.73‬‬

‫‪21‬‬


‫"عندما بدأت أحداث اليمن طلبت الرياض المساعدة من واشنطن‪ ،‬وأشار الرئيس الميركي جون كندي‬ ‫في رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء فيصل إثر تسلمه السلطة‪ ،‬إلى أن بإمكان السييعودية العتميياد علييى‬ ‫الوليييات المتحييدة فييي مجييال صيييانة أميين وسييلمة أ ارضيييها‪ .‬وفييي ‪ 16‬تش يرين الثيياني )نوفمييبر( ‪1962‬‬

‫اقامت مقاتلت أميركية بتحليقات استعراضية فوق الرياض وجدة والظهران"‪.1‬‬

‫ودهكييذا بييدأت المسيياعدات السييعودية )والردنييية( تفييد بشييكل كييبير علييى أنصييار الملكييية واسييتخدم مطييار‬ ‫نجيران )مدينية حدودييية( لنقيل دهيذه المسيياعدات‪" ،‬واقيد انكشيف أميير دعييم السيعودية للملكيييين فييي السيبوع‬ ‫الول بعد اقيام الثورة‪ .‬ففي الثاني من أكتوبر ‪ 1962‬اتجه طيار إواحدى الطييائرات العسييكرية السييعودية‪،‬‬ ‫والتي كانت تحمل إمدادات عسكرية إلى الملكيين في نجران‪ ،‬اتجهوا بها إلى مصر‪ .‬وفي الفييترة مييا بييين‬

‫الثالث والثامن من أكتوبر لجأت ثلث طائرات سعودية أخرى بطياريها إلى القادهرة ‪...‬‬ ‫واقد أدى دهذا العمل إلى إيقاف جميع السلح الجوي السعودي لبعض الواقت وذلك حتى يتم تطهيره ميين‬

‫العناصر المشكوك في ولئها للسيلطة"‪ ،2‬وأعلين فيصيل )رئييس الوزراء السيعودي آنيذاك( التعبئية العامية‬ ‫فييي بداييية سيينة ‪ ،1963‬وفييي المقابييل فييإن الجمهورييية العربييية المتحييدة الييتي كييان لهييا دور )ميين اقريييب أو‬ ‫بعيد( بما حدث في اليمين عقيدت فيي ‪ 10‬نوفميبر معادهيدة دفاعيية مشيتركة ميع اليمين سيبقها اقيدوم اقيوات‬ ‫مص يرية إليهييا بعييد يييومين فقييط ميين نجيياح النقلب )‪ 28‬سييبتمبر( حيييث وصييل عييدد الق يوات فييي بداييية‬ ‫أكت ييوبر إل ييى ‪ 3000‬رج ييل‪ ،‬ث ييم إل ييى ‪ 8000‬ف ييي منتص ييف نوفم ييبر‪ ،‬وف ييي بداي يية ‪ 1963‬اق ييدرت القي يوات‬ ‫المصرية بي ‪ 15000‬رجل‪.3‬‬ ‫واقد كانت الحرب سجالا بين الطرفين فتيارة ينقليب الملكييون وأخيرى الجمهورييون تبعي ا لليدعم المقيدم مين‬

‫كل من السعودية ومصر ‪ ..‬فقد استولى الملكيون عليى منياطق واسيعة فيي نوفميبر منهيا حيرض وميأرب‬ ‫وصنوان وأوشكوا على السيطرة على طريق مأرب صنعاء‪ ،‬ولكن مصر اقيامت برميي ثقيل لهييا فييي اليمين‬ ‫حيث وصل المشير عبد الحكيم عامر إلييى صيينعاء فييي أواخيير ينيياير ‪ 1963‬وبقييي يييدير المعييارك دهنيياك‬ ‫حييتى شييهر مييارس‪ ،‬حيييث تمكنييت القيوات المصيرية ميين اسييتعادة عييدد ميين المييدن والموااقييع منهييا مييأرب‪،‬‬ ‫واقييامت الطييائرات المص يرية بقصييف مدينيية نج يران فييي ‪ 12‬ي ي ‪ 13‬فييبراير ‪ ،1963‬وربمييا كييانت الق يوات‬ ‫المصرية تقصف أكثر لول التهد الميركي بحماية السعودية‪ ،‬حيييث أرسييل كنيييدي فييي ‪ 25‬تشيرين الول‬ ‫‪ 1962‬رسييالة إلييى ولييي العهييد المييير فيصييل تتضييمن )تعهييد الوليييات المتحييدة بتقييديم الييدعم الكامييل‬

‫للحفاظ على وحدة العربية السعودية(‪.4‬‬ ‫‪1‬‬

‫تاريخ العربية السعودية‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫التاريخ العسكري لليمن‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪3‬‬

‫لمزيد من التفاصيل أنظر المصدر السابق ي ص ‪.223‬‬

‫‪4‬‬

‫أنظر تدخل الدول العظمى في الشرق الوسط‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪22‬‬


‫ويمكن تحديد المراحل التي مرت بها الحرب إلى ثلث كما حدددها فرد دهاليداي‪:1‬‬ ‫"فقد نشبت أعنف المعارك في الفترة بين ‪ 1962‬و ‪ 1965‬حينمييا حياول كييل مين الطرفيين إحيراز نصير‬ ‫سياسي وعسكري كامل‪ ،‬وشهدت الفترة ‪ 1965‬ي ‪ 1967‬نوعي ا ميين الجميود العسييكري‪ ،‬عكسييته محياولت‬ ‫التفاوض بين عبد الناصير والسيعوديين وبييروز "اقيوة ثالثيية" جمهورييية مسيتقلة‪ ،‬وانتهيت دهيذه الفييترة بهزيميية‬

‫مصيير علييى أيييدي الس يرائيليين )‪ (...‬فييي حزي يران ‪ .1967‬إثيير ذلييك غييادر المص يريون اليميين الشييمالي‬ ‫وانتهت الحرب في ‪ 1970‬مع تشكيل حكومة جمهورية ي ملكية مشتركة واعييتراف السيعودية بالجمهورييية‬ ‫العربية اليمنية"‪.‬‬ ‫واقد حصلت محاولت عديدة لنهاء النزاع والمواجهيية ولكيين النظيام السييعودي كييان يحيس بيالخطر اليذي‬ ‫كييان يمثلييه انتصييار خييط ثييوري م يوالي لعبييد الناصيير فييي حييدوده الجنوبييية‪ ،‬كمييا كييانت مصيير تييرى فييي‬ ‫إنسحابها من اليمن دهزيمة نفسية وعسكرية لها ‪..‬‬ ‫واقييد كييانت بداييية محيياولت إنهائهييا ميين اقبييل المييم المتحييدة‪" ،‬وفييي التاسييع والعش يرين ميين أبريييل ‪1963‬‬ ‫أعليين يوثييانت عيين مشييروع لفييك الرتبيياط بييين السييعودية والجمهورييية العربييية فييي اليميين‪ .‬وكييان المشييروع‬ ‫يقضييي بييأن تواقييف السييعودية مسيياعداتها للملكيييين وتمنييع اسييتخدام أ ارضيييها لغييرض محاربيية الجمهورييية‪،‬‬ ‫وفي المقابل تقوم الجمهورية العربية المتحدة بسحب اقواتها تدريجيا من اليمن‪ ،‬وبذلك يترك لليمنيين أمر‬

‫تقرير مصيردهم"‪ ،2‬وبالرغم من وصول اقوات من المم المتحدة إلط أن التفاق لم يكتب له النجاح‪.‬‬

‫تله مشييروع آخير تيم فييه لقيياء سييري بييين بعيض زعميياء الجمهيوريين والملكيييين فيي لحييج وذليك دون علييم‬

‫السييعودية أو مصيير‪ ،‬وكييانت مصيير تريييد إشيراك بعييض الملكيييين فييي السييلطة دون تييدخل السييعودية لكيين‬ ‫الخيرة رفضت ذلك‪.‬‬ ‫واقد وصل الدعم المصري لليمن أوجه عندما زار عبد الناصر اليمن )‪ 23‬أبرييل ‪ (1964‬وألقيى خطابيا‬

‫دهاجم فيه السعودية بشيدة‪ ،‬وزاد عييدد القيوات المصيرية فييي اليمين إلييى ‪ 36000‬فيي منتصييف ‪ 1964‬ثييم‬ ‫إلي ييى ‪ 50.000‬في ييي صي يييف ذلي ييك العي ييام‪" ،3‬وفي ييي يوليي ييو مي يين عي ييام ‪ 1964‬أعي ييادت السي ييعودية علاقاتهي ييا‬ ‫الدبلوماسية مع مصر التي شيهدت انقطاعي ا منيذ احتيدام تفاصييل اليمين‪ ،‬واقيد نصيب "محميد عليي رضيا"‬

‫سفي ار للسعودية في القادهرة بسبب اقربه من فيصل"‪ 4‬وعلاقاته الجيدة مع عبد الناصر‪.‬‬

‫واقد اقام فيصل بزيارة إلى القادهرة لحضور مؤتمر القمة فيها‪" ،‬وفي البداية لم يبد أن تلك القمة تمخضت‬

‫عيين أميير دهييام‪ ،‬فقييد كييان اسييتقبال عبييد الناصيير لفيصييل بيياردا ‪ ...‬بينمييا كييان الميير عكييس ذلييك حينمييا‬ ‫‪1‬‬

‫الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪2‬‬

‫التاريخ العسكري لليمن‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪3‬‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.226‬‬

‫‪4‬‬

‫مجلة الثورة السلمية‪ ،‬عدد ‪ 58‬ي ‪.16‬‬

‫‪23‬‬


‫استقبل عبد الناصر رجله في اليمن )عبد ال السلل( ‪ ...‬إلط أن الوثائق المتاحة تؤكد أن عبد الناصيير‬

‫كان عازم ا بالفعل على التوصل إلى صيغة تفادهم ولو أوليه مع فيصيل ‪ ...‬ويبيدو ان فيصيل كيان مقيد ار‬ ‫لحراجة المواقف خصوص ا بالنسبة للوضع الداقيق الذي تعيشه السرة الحاكميية السيعودية وتفيااقم الصيراع‬

‫بينهما ‪ ...‬المر الذي يفسير كشيف فيصيل أن السيعوديين ليسيوا ملزميين بحمايية حكيم أسيرة حمييد اليدين‬

‫اليمنييية وأن المهييم أن تخييرج القيوات المصيرية ميين اليميين‪ .‬واقييد كييانت نهاييية دهييذا اللقيياء أكييثر انف ارجيا ميين‬

‫بييدايته فحينمييا اسييتقبل عبييد الناصيير فيصييل فييي المطييار اكتفييى بمصييافحته بييبرود‪ ،‬أمييا توديييع فيصييل فقييد‬

‫تضمن عنااق ا كان مفاجأة للكثيرين"‪.1‬‬

‫واقد انشقت عن الجمهوريين )اقوة ثالثة( عام ‪ 1965‬تزعمها الشيياعر محمييد محمييود الزبيييري الييذي اقتييل‪،‬‬

‫ثييم شييكل النعمييان و ازرة جديييدة حيييث سيياءت العلاقييات بينييه وبييين السييلل وفييي ‪ 22‬أغسييطس ‪1965‬‬ ‫اجتمييع عبييد الناصيير مييع فيصييل وواقعييا علييى إتفااقييية لواقييف إطلق النييار وسييحب الق يوات المص يرية فييي‬ ‫سبتمبر ‪ ،1966‬مع إيقاف مساعدات السعودية للملكيين‪ ،‬ولكن التفاق لم يطبق كذلك‪.‬‬ ‫وعاد السلل مرة أخرى بضغوفط مصرية‪ ،‬وبدأت القيوات المصيرية فييي التنييااقص ميين اليميين نتيجيية تواقييع‬ ‫حييرب مييع الكيييان الصييهيوني‪ ،‬وجيياءت دهزيميية حزييران ‪ 1967‬لتضييطر مصيير لسييحب أعييداد كييبيرة ميين‬ ‫اقواتهييا‪ ،‬وفييي مييؤتمر اقميية الخرطييوم الييذي عقييد مييا بييين )‪ 29‬أغسييطس و ‪ 1‬سييبتمبر ‪ (1967‬وافييق عبييد‬ ‫الناصر على النسحاب مع واقف الدعم السعودي للملكيين‪ ،‬ودهكذا بييدأ النسييحاب بالفعيل دهييذه الميرة فييي‬ ‫‪ 5‬أكتوبر واسيتكمل فيي ‪ 15‬ديسيمبر‪ ،‬ولكين السيلل ليم يوافيق عليى التفياق‪ ،‬واقيام بزييارة إليى مصير فيي‬ ‫طريقييه إلييى التحيياد السييوفييتي فييي ‪ 3‬نوفمييبر‪ ،‬وعنييدما طلييب إليييه السييتقالة )لرفضييه بعييض المقترحييات‬ ‫المصرية( رفض فحدث إنقلب أبيض ضيده فيي ‪ 5‬نوفميبر ‪ 1967‬وتييم عزلييه عين السييلطة حيييث طليب‬ ‫حق اللجوء السياسي في العراق‪.‬‬ ‫وبييالرغم ميين النسييحاب المصييري ميين اليميين حسييب اتفيياق الخرطييوم إلط أن السييعودية واصييلت دعمهييا‬

‫للملكيين الذين اقويت شوكتهم حتى حاصروا صنعاء )‪ 70‬يوماا( وكانت على وشك السقوط بأيييديهم لييول‬ ‫حصييول مقاوميية شييعبية لهييا‪ ،‬ويقييول صيياحب كتيياب )التاريييخ العسييكري لليميين عيين ذلييك(‪" :2‬وفييي بيييروت‬

‫صرح نياطق جمهيوري بيأن السيعودية مسيتمرة بيدعمها للملكييين وأنهيا كيانت وراء عملية حصيار صينعاء‬ ‫وذلك على الرغم من تحقيق إنسحاب جميع القوات المصرية من اليمن حسييب إتفييااقيتي جييدة والخرطييوم‪.‬‬ ‫واقي ييد اتهي ييم الني يياطق السي ييعودية باسي ييتم ارردها إرسي ييال المي ييال والعتي يياد إلي ييى الملكييي يين بغي ييرض إسي ييقاط النظي ييام‬ ‫الجمهوري في صنعاء"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪2‬‬

‫التاريخ العسكري لليمن‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪24‬‬


‫ودهكذا وبفك الحصار عن صينعاء ضيعفت اقيوة الملكييين‪ ،‬نتيجية ضيعف حمياس السيعوديين لليدفاع عين‬ ‫عائلة حميد الدين‪ ،‬وربما اقبولهم حكم معتدل موافل لهم في اليمن‪ ،‬بينما بدأت مساعدات عسكرية روسية‬ ‫لليمن حتى سقطت )حجة( آخر معااقل الملكييين فيي ديسيمبر ‪ ،1968‬ثيم مقتيل آخير كبيار الميراء عبيد‬ ‫ال بن الحسن في صعدة في يوليو ‪ 1969‬م‪ ،‬ولم تتواقف العمليات الحربية إلط في أواسط أبريل ‪1970‬‬

‫م‪ ،‬حيييث واقعييت إتفااقييية بييين البلييدين وبييدأ الملكيييون يعييودون ميين السييعودية ويتسييلموا مناصييب لهييم فييي‬

‫النظام الجديد‪ ،‬وفي ‪ 23‬يوليو ‪ 1970‬اعترفت السعودية رسمي ا بالجمهورية العربية اليمنية‪ ،‬وبييذلك تبييدأ‬

‫مرحلة جديدة في العلاقات بين السعودية واليمن‪.‬‬

‫من خلل ما سبق يتبين لنا أن السعودية اقد رمت بثقل كبير لها في اليمن من أجيل إعيادة تثييبيت الحكييم‬ ‫الملكي في اليمن‪ ،‬واقد اقامت بدعم الملكيين بالمال الوفير والعتاد والسلحة بشكل ل يمكيين اعتبيياره بأاقييل‬ ‫من "التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدولية اقائمية"!‪ ،‬ودهيي عبيارة طالميا ردددهيا ويردددهيا المسيؤولون‬ ‫السعوديون في أحاديثهم الصحفية ولقاءاتهم ولكنهم اقاموا بعكسها تمام ا في اليمن‪.‬‬ ‫أثر الحرب الهلية على الوضع السعودي‪:‬‬

‫مما ل شك فيه أن الدعم الذي كانت تقدمه السعودية بصور شتى للملكيين في اليمن اقد انعكس بصورة‬ ‫سييلبية علييى الوضييع الاقتصييادي الييداخلي السييعودي فييي واقييت كييانت فيييه الخزينيية السييعودية تعيياني ميين‬ ‫المشاكل ولم تدخل فترة "الطفرة الاقتصادية" بعد‪.‬‬ ‫كمييا أن التييدخل السييعودي اقييد اقيياد إلييى انعكاسييات حييادة علييى الوضييع السياسييي الييداخلي فيهييا ان علييى‬ ‫الصعيد الشعبي أو على صعيد السرة المالكة ‪..‬‬ ‫فعلييى صييعيد الس يرة المالكيية أعيياد فيصييل )وكييان ولي ي ا للعهييد آنييذاك( سيييطرته علييى الوضييع فييي البلد‪،‬‬

‫وأاقال حكومة الشباب التي شكلها الملك سعود‪ ،‬وعين وزراء موالين له المر الذي حدى ببعضهم )حيتى‬ ‫ميين الميراء( إلييى معارضييته واللجييوء إلييى الخييارج‪ ،‬حيييث شييكل دهييؤلء الميراء مييا سييمي بتنظيييم )الميراء‬ ‫الحيرار( ميين كيفل ميين )فيواز وبييدر وعبييد المحسيين وسييعد بيين فهييد(‪ ،‬وبعييد سيينتين ميين بييدء الحييرب أنهييى‬

‫فيصييل اسييتيلءه علييى الحكييم وتييم إاقصيياء الملييك سييعود منييه )‪ (1964‬بطريقيية دراماتيكييية مييدبرة‪ ،‬وبعييد‬ ‫إتهامه بالسراف والتبذير وسوء إدارة البلد‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك لم يستسلم الملك سيعود ليذلك الوضيع بيل عياد يطيالب بيالحكم حييث انتقيل إليى القيادهرة عيام‬ ‫‪ 1966‬وفييي ‪ 23‬أبريييل ‪ 1967‬وصييل إلييى صيينعاء واسييتقبله الرئيييس عبييد ال ي السييلل باعتبيياره )الملييك‬ ‫الشرعي( للسعودية ودهناك ألقى خطابات ندد فيها بيأخيه الملييك فيصييل وبسياسيته "المنادهضية للحكييم فييي‬ ‫اليمن"‪ ،‬وعنيدما أعيدم عيدد مين اليمنييين فيي السيعودية بتهمية القييام ببعيض التفجييرات‪ ،‬اقيام المليك سيعود‬

‫‪25‬‬


‫بتعييويض عيوائلهم بالمييال كتعييبير عيين رفضييه سياسييات أخيييه‪ ،‬وربمييا لسييتدرار عطييف الزعميياء اليمنيييين‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫أما على الصعيد الشعبي فقد حدثت انتقادات واسعة من اقبيل أبنياء الشيعب للتيدخل السيعودي فيي اليمين‬ ‫حيييث اعتييبر تييدخلا سيياف ار فييي شييؤون شييعب ينشييد السييتقلل والتحييرر الكيياملين‪ ،‬واقييد بييدأت المعارضيية‬

‫بهروب عدد من الطيارااين بطائراتهم إلى القادهرة وطلبهم اللجوء السياسي احتجاجا على الدعم السييعودي‬ ‫ا‬ ‫للملكيين ي كما ذكرنا آنف اا ي كما تشكلت تنظيمات جديدة اتخذ بعضييها ميين اليميين منطلقي ا لييه مثييل )الجبهيية‬ ‫الشعبية لتحرير الجزيرة العربية( التي كانت تتخذ من صنعاء مق ار لها‪ ،‬وأعلنت مسؤوليتها عن عدد ميين‬ ‫التفجيرات التي واقعت‪.‬‬

‫واقد أعلن في ‪ 9‬ينياير ‪ 1967‬عن إلقياء القبيض عليى "مخربيين" اتهميوا بتنظييم تفجييرات فيي مؤسسيات‬ ‫حكومية منها و ازرة الدفاع ومبنى البعثة العسكرية الميركيية والقاعيدة العسيكرية اقييرب الحيدود ميع اليميين‪،‬‬ ‫وعييدد ميين التفجي يرات فييي الرييياض والييدمام والحسيياء‪ ،‬واقييد أعلنييت السييعودية عيين عييدد منهييا‪ ،‬وأعليين أن‬ ‫بعضييها اقييد اقييام بهييا مواطنييون يمنيييون‪ ،‬منهييا مييا حييدث فييي مييارس ‪ 1967‬وأعلنييت السييعودية أنهييا ألقييت‬ ‫القبض على عدد من اليمنيين بتهمة التخطيط لنسف السجن ومبنى البريد في نجيران‪ .‬واقييامت الحكوميية‬

‫السيعودية اثردهيا بإسياءة معاملية اليمنييين المقيميين فيي السيعودية بشيكل اقيا ف‬ ‫س‪" ،‬وفيي آذار )ميارس( أعيدم‬

‫‪ 17‬متهم علنا في الرياض )بقطع رؤوسهم( وطرد من البليد ميا يزييد علييى ‪ 600‬يمنيي"‪ 1‬واقييد كييان فهيد ي‬

‫الملك الحالي ي آنذاك دهو وزير الداخلية ‪...‬‬

‫واقد أثارت دهذه العمال حفيظة السلل رئيس الجمهورية اليمنية حيث أصييدر بياني ا بهييذه المناسييبة واقييدم‬

‫مذكرة احتجاج إلى الجامعة العربيية يطالبهيا بيالتحقيق فيي إعيدام اليمنييين إواسياءة معاملية رعاييا بليده فيي‬ ‫السعودية‪.‬‬

‫كما أن )إتحاد شعب الجزيرة العربية( برئاسة المناضل ناصر السعيد اقد نقل نشاطاته إلى صنعاء )من‬ ‫القادهرة( وبدأ من دهناك ببث برنامج إذاعي ضد الحكومة السعودية بعنوان )أولياء الشيطان(‪.‬‬ ‫وبعد إعدام اليمنيين في السعودية أعلن التحاد المذكور عن القيام بعمليات تفجييير فييي الريياض انتقامي ا‬

‫لهم‪ ،‬كما واقعت إنفجارات عديدة في نجران‪ ،‬وألقيت اقنبلتان أمام البنك الدهلي التجاري في الرياض‪.‬‬ ‫كما أن نشاطات ثورية أخرى ي ليست ذات علاقة بالحرب في اليمن ي اقد حدثت في فترة الحرب‪.‬‬

‫صييحيح أن السييعودية سييحبت بعييد فييترة إصي ارردها علييى عييودة الحكييم الملكييي فييي اليميين كمييا كييان‪ ،‬واقبلييت‬ ‫التفي يياوض مي ييع الحكي ييم الجمهي ييوري والوصي ييول إلي ييى حي يفل يرضي ييي الطرفيي يين بتشي ييكيل حكومي يية تضي ييم وزراء‬ ‫جمهوريين وملكيين‪ ،‬صحيح أن السيعودية اقبليت بيذلك إلط أنهيا ليم تفعيل ذليك إلط إضيط ار ار وبعيد أن تيبين‬ ‫‪1‬‬

‫تاريخ العربية السعودية‪ ،‬ص ‪.460‬‬

‫‪26‬‬


‫لها استحالة تحقيق نصر حاسم في الحرب‪ ،‬وبعد أن أدت الحرب إلى حييدوث تطييورات داخلييية فييي غييير‬ ‫صييالحها‪ ،‬وأدخلييت البلييد فييي دواميية ميين العنييف والعمييال النتقامييية الييتي لييم تكيين السييعودية لتحسييب لهييا‬ ‫حساب عند بدء الحرب الدهلية في اليمن وعند دعمها للملكيين في اليمن‪.‬‬

‫التدخل السعودي في المناصب اليمنية‬ ‫في المرحلة الثالثة‪:‬‬ ‫بالضافة إلى الدعم السعودي المباشر للملكييين فيي اليمين ضيد الحكيم الجمهيوري إواعطياء المسياعدات‬ ‫السييخية لهييم فلييم تكتي د‬ ‫ف السييعودية بييذلك بييل تييدخلت حييتى فييي تعيييين الييوزراء ورئيييس الييوزراء وكييانت تزيييد‬ ‫المساعدات إلى الحكومة اليمنية أو تقللها أو تواقفها تبع ا لولئيات المعينيين في دهذا المناصب‪.‬‬

‫وربما يكون بالمكان اعتبار النقلب البيض الذي واقع في ‪ 5‬نوفمبر ‪ 1967‬بدايية لخييط )العتيدال(‬

‫فييي السياسيية اليمنييية تجيياه )المطييامع( السييعودية ‪ ..‬فعنييدما يكييون الرئيييس السييلل فييي زيييارة للقييادهرة فييي‬ ‫طريقه إلى موسكو للحصول على أسلحة منها نصحه الرئيس عبد الناصر بالستقالة نظ ار لعدم موافقته‬ ‫علييى إنهيياء الزميية فرفييض ذلييك فييأوعز الرئيييس عبييد الناصيير إلييى ممثليييه فييي اليميين عييدم اعييتراض أي‬

‫إنقلب عسكري في اليمن‪ ،‬ودهكيذا حصيل النقلب فلجيأ السيلل إليى العيراق‪ ،‬وتشيكل فيي اليمين مجليس‬ ‫جمهوري بدلا من رئيس الجمهورية لتحقيق الحكم الجماعي‪" ،‬وتألف ذلك المجلس من أربعة أعضاء‪:‬‬

‫عبد الرحمن الرياني‪ ،‬الفريق حسن العمري‪ ،‬أحمد محمد نعمان‪ ،‬محمد علي عثمييان ‪ ..‬علييى أن تكييون‬

‫الرئاسيية دورييية بييين الربعيية‪ ،‬وتي يرأس أول دورة )عبييد الرحميين الرييياني("‪ ،1‬ولكنييه بقييي بالفعييل فييي دهييذا‬

‫المنصب حتى النقلب البيض عليه عيام ‪ ،1974‬بيالرغم أنه ليم يبيق فيي المجليس عيام ‪ 1973‬سيوى‬ ‫دهو وأحمد نعمان‪ ،‬واقد تقلد رئاسة الوزراء‪ :‬محسن العيني مرتين‪ ،‬عبد ال الكرشمي‪ ،‬أحمييد نعمييان‪ ،‬عبييد‬ ‫ال الحجري‪ ،‬حسن العمري‪ ،‬حسن مكي ‪..‬‬ ‫واقد كان الرياني حذ ار فيي تعيامله ميع النظيام السيعودي فهيو يرييد التمسيك باسيتقلل بلده بينميا ل يرييد‬

‫فقيدان ود السيعودية‪ ،‬فبينميا أعلن تمسيكه بنجيران وعسيير عيام ‪" ،1965‬حييث أصيدر بيانيا رسيميا أعلن‬

‫فيييه تمسييكه الكامييل والمطلييق بملكييية وتبعييية عسييير ونج يران للجمهورييية العربييية اليمنييية‪ ،‬أرض ياا‪ ،‬وبش ي ارا‪،‬‬ ‫وتاريخي ي ا ومصييي ارا"‪ ،2‬فقييد كييان يحييرص علييى عييدم إغضيياب السييعودية "كمييا يشييهد تعقيبييه علييى تص يريح‬

‫سعودي بعد العتراف بالجمهورية عام ‪ 1969‬م‪ ،‬فكان رد الرياني مزيج ا من الستقلل والتودد‪ :‬نحن‬

‫نقول لجيراننا آل سعود‪ :‬اعترفوا أو ل تعترفوا وحسبنا أن نستشهد بما اقاله المرحوم عبييد العزيييز لحكوميية‬

‫بريطانيا‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫اليمن الجمهوري‪ ،‬عبد ال البردوني‪ ،‬ص ‪.582‬‬

‫‪2‬‬

‫المطامع السعودية التوسعية في اليمن‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪27‬‬


‫)حنا دهنا(" !!!‪.3‬‬ ‫ويعتبر حسن العمري أحد رؤساء الو ازرة اليمنيية أول رئييس و ازرة يمنيية يبيدي مييولا اقويية تجياه السيعودية‬

‫حيث خفف من الحملة العلمية ضييددها واقبيل بتخفيييف التجياه اليمنييي للكتلية الشيراقية‪ ،‬وتقليييل اعتميياده‬ ‫علييى المتشييددين ضييد السييعودية ‪ ..‬فكييان أن اقبلييت السييعودية بالوضييع ال اردهيين فييي اليميين ولييم تعييد تصيير‬ ‫على عودة الملكية كإسم إلى اليمن‪.‬‬ ‫وعنييدما عقييد الملييك فيصييل مييؤتم ار إسييلمي فييي جييدة‪ ،‬التقييى برئيييس وفييد اليميين محسيين العينييي فييي ‪28‬‬

‫مارس ‪ 1970‬حيث تم فيه التفياق علييى جمليية أميور منهييا عيودة بعيض الملكيييين إلييى الحكييم عييدا عائلية‬ ‫حميييد الييدين ‪ ..‬ودهييذا مييا حصييل بالفعييل حيييث أضييافت الحكوميية اليمنييية ‪ 18‬مقعييدا للملكيييين فييي مجلييس‬ ‫الشييورى‪ ،‬وأدخلييت سييتة ميين الملكيييين فييي الحكوميية ‪ ..‬واعييترفت السييعودية بالنظييام اليمنييي الجديييد فييي‬ ‫‪ / 23‬ي ‪ / 7‬ي ‪ 1970‬وانهييالت المسيياعدات السييعودية علييى الحكييم اليمنييي كمييا اعييترفت بييالحكم كييل ميين‬ ‫بريطانييا وفرنسيا فيي نفيس السيبوع‪ ،‬تلدهميا شياه إييران اليذي أرسيل وفيدا عسيكريا لتيدريب الجييش اليمنيي‬ ‫والطيارين اليمنيين‪ ،‬كما أدهدى إلى اليمن شبكة تلفزيونية خاصة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫اليمن الجمهوري‪ ،‬ص ‪.582‬‬

‫‪28‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫الخوة العداء‬ ‫المرحلة الرابعة‪:‬‬ ‫مرحلة التذبذب )‪ 1970‬ـ حتى الن(‬ ‫بييالرغم ميين أن الميير الظييادهر ميين دهييذه المرحليية دهييي العلاقييات الممتييازة بشييكفل عييام بييين البلييدين إلط أن‬

‫العلاقات بينهما لن تكون كذلك بصورة مستمرة وذلك للعوامل التاريخية والمذدهبية والجغرافية بينهما ‪..‬‬

‫فالييدماء الييتي واقعييت بينهمييا ليسييت بالقليليية‪ ،‬والفييروق المذدهبييية بييين المييذدهب الزيييدي والييدعوة الودهابييية‬ ‫عميقة‪ ،‬ولم ينس أي من سكان اليمن شماله وجنيوبه مقاطعيات عسيير ونجيران وجييزان باعتباردهيا جميعيا‬

‫أرضا يمنية تاريخياا‪.‬‬

‫فبعييد انتهيياء الحييرب الدهلييية أعليين دسييتور اليميين فييي ‪ 28‬ديسييمبر ‪ ،1970‬وتييم بمييوجبه تشييكيل مجلييس‬

‫شييورى جديييد يتمتييع القبائييل فيييه بنفييوفذ كييبير وأصييبح عبييد ال ي الحميير ي ي شيييخ اقبيليية حاشييد ي ي رئيس ي ا لييه ‪..‬‬ ‫ومعييروف أن عبييد الي الحميير دهييو رجييل السييعودية فييي اليميين ووراقيية ضييغط ضييد الحكييم فييي اليميين‪ ،‬واقييد‬

‫تمكيين دهييذا المجلييس ميين إضييعاف السييلطة المركزييية ‪ ..‬وشييكلت الييو ازرة الولييى فييي ظييل الدسييتور برئاسيية‬ ‫أحمد محمد نعمان‪.‬‬ ‫الييذي اسييتقال بعييد ثلثيية أشييهر ونصييف بسييبب مييا كييانت تأخييذه العشييائر ميين ميزانييية الدوليية الييتي كييانت‬ ‫تعيياني مين العجييز الحياد‪ ،‬فعياد العمييري ي ميوافل للسييعودية ي إلييى رئاسيية اليوزراء وضييم إلييى و ازرتييه عبيد الي‬ ‫الصيينج كييوزير ي ي للخارجييية لرضيياء السييعودية أكييثر‪ ،‬والصيينج دهييذا دهييو زعيييم سييابق فييي حييزب جبهيية‬ ‫تحرير جنوبي اليمن وعدو لدود للجبهة القومية الحاكمة في عدن‪.‬‬ ‫ولكن العمري لييم يبييق فيي الحكييم سييوى أسييبوع واحييد حيييث نفيى نفسيه إلييى بيييروت فيي ‪ 2‬سييبتمبر ‪1971‬‬ ‫ولم يعد إلط بعد سنوات‪.1‬‬

‫وبيذدهابه عياد العينيي مين بياريس حييث كيان سيفي ار فيهيا عنيدما كيان نعميان فيي رئاسية اليوزراء ‪ ..‬وشيكل‬

‫و ازرته‪.‬‬

‫وفي ‪ 2‬يوليو ‪ 1972‬زار روجرز وزير خارجية الوليات المتحدة في عهد كنيدي اليميين لعييادة‬ ‫العلاقات معها ‪..‬‬ ‫واقد زادت السعودية والدول الغربية مساعداتها لليمن بعد دهيذه الحيداث ‪ ..‬كميا أنهيا غضيت النظير عن‬ ‫نشاط السعودية ضد عدن ‪ ..‬فقد كانت السعودية تقوم بدعم العناصر اليمنية المعارضة والمنفية للنظام‬ ‫‪1‬‬

‫المجتمع والسياسة في الجزيرة العربية‪ ،‬فرد دهاليداي‪ ،‬ص ‪ 111‬ي ‪.112‬‬

‫‪29‬‬


‫ف ييي اليم يين الجن ييوبي واق ييامت الس ييعودية بتنظيمه ييم ف ييي ش ييمال اليم يين الجن ييوبي إواع ييداددهم للهج ييوم عل ييى‬

‫الجنوب‪ 1‬وبالفعل اندلع القتال نتيجيية ذليك بيين اليمنييين فييي سيبتمبر ‪ 1972‬م واسييتمر أسيبوعين إلييى أن‬ ‫اتفق على انهائه ‪ ..‬والتقيى محسين العينيي رئييس وزراء اليمين الشيمالي ميع نظييره الجنيوبي عليي ناصير‬

‫محمييد فييي القييادهرة فييي ‪ 28‬أكتييوبر ‪ 1972‬ثييم لقيياء آخيير فييي طرابلييس الغييرب بييين رئيسييي البلييدين )عبييد‬ ‫الرحميين الرييياني وسييالم ربيييع علييي(‪ ،‬ولكيين النظييام السييعودي وعنييدما رأى الميير يؤخييذ بجدييية فييي اليميين‬ ‫الشمالي سيعى إليى إجهياض المحياولت واقيام بتوزييع الميوال عليى الشييوخ وضيباط الجييش المعارضيين‬ ‫للعيني ‪..‬‬ ‫كمي ييا سي ييرب إشي يياعة في ييي صي يينعاء أن الريي يياض تعتي ييبر طي ييرد العيني ييي شي ييرط مسي ييبق لتقي ييديم المسي يياعدات‬ ‫الاقتصادية‪.2‬‬ ‫وبالفعي ييل أاقيي ييل العيني ييي في ييي ‪ 28‬سي ييبتمبر ‪ 1972‬وعيي يين مكي ييانه عبي ييد الي ي الحجي ييري المعي ييروف بنظ ارتي ييه‬ ‫المحافظ يية وعلاق يياته القبلي يية الواس ييعة وص ييدااقته م ييع الس ييعوديين‪ ،‬وبع ييد أش ييهر فق ييط م يين تعيين ييه وافق ييت‬ ‫السعودية على دفع المساعدات إلى البنك المركزي اليمني لدعم عجز الميزانية اليمنية‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1973‬اقام الحجري بزيارة رسمية إلى الرياض وتم في دهذه الزيارة منااقشيية اقضييايا منهييا اقضييية‬ ‫عسير ونجران وجيزان‪ ،‬وتيم التفياق عليى تسيويتها‪ ،‬ودهكيذا كيان‪" ،‬واقيد نيص بلغ سيعودي يمنيي مشيترك‬

‫صييدر فييي ‪ 18‬آذار علييى أن الحييدود بييين البلييدين "ثابتيية ونهائييية" ‪ 3‬واقييد حصييلت دهييذه الزيييارة اقبييل فييترة‬

‫اقصيرة من انتهاء مدة العشرين سنة التي كانت مدة معادهيدة الطيائف تنييص عليهييا )أنظير الملحييق(‪ ،‬واقيد‬ ‫كانت المعادهدة اقد جددت من اقبل المام أحمد وذلك عيام ‪ .. 1953‬وبحليول عيام ‪ 1973‬يكيون اقيد مير‬ ‫على المعادهدة أربعون عاماا‪.‬‬

‫واقييد اقيييل حينهييا أن مظييادهرات انييدلعت منييددة بتنييازل الحجييري عيين المنيياطق المتنييازع عليهييا‪ ،‬وتنيياولت‬

‫وسائل العلم والصحافة العربية والجنبية الموضوع بتوسع وصدرت بعض الكتب المنددة بالتنازل‪.‬‬ ‫واقد بالغ الحجري فيي إلقيياء بلده فييي الحضيان السيعودية إلييى درجيية دفعيت بييالرئيس الرييياني إليى نفيي‬ ‫نفسه إلى سورية احتجاج ا على سياسات الحجري وذلك عام ‪.1973‬‬

‫واقبلها كان الرياني اقد اقال حول علاقات بلده مع السعودية )‪" :(1973‬نعم دهناك خلف بين الشييطر‬

‫الجنوبي والسعودية على الوديعة ‪ ..‬أمييا نحين فقييد أعلنيا صيبيحة ‪ 26‬سييبتمبر التزامنييا بجمييع التفااقييات‬ ‫والمواثيق الدولية التي كانت بين اليمن والدول الخرى وفي مقدمتها إتفااقية الطائف طبعاا"‪.4‬‬

‫‪Middle East journal, Vol. 42 No. l, 1985, P. 37‬‬ ‫‪Ibid, p. 39.‬‬

‫‪3‬‬

‫تاريخ العربية السعودية‪ ،‬ص ‪.473‬‬

‫‪4‬‬

‫المطامع السعودية التوسعية في اليمن‪ ،‬ص ‪ ،17‬ولم يشر الرياني في حديثه إلى أن إتفااقية الطائف محددة بمدة‬

‫عشرين عاما اقابلة للتجديد أو التبديل‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬


‫وفييي خريييف ذلييك العييام تييم اسييتبدال الحجييري برئيييس وزراء أاقييل ميوالة للسييعودية ودهييو حسيين مكييي الييذي‬ ‫كي ييان وزيي يير خارجيي يية سي ييابق بعي ييد أن ظي ييل )الحمي ييدي( رئيي ييس وزراء حي يوالي السي يينتين )ديسي ييمبر ‪ 1972‬ي ي‬ ‫‪.(1974‬‬ ‫ولم يفلت الحجري من انتقيام الشيعب اليمنيي فقييد لحقتييه الييدي الثوريية حيتى بريطانيييا حييث اقتييل دهنيياك‬ ‫في ‪ 10‬أبريل ‪ 1977‬م‪.‬‬

‫ودهكييذا نييرى عمييق التييدخل السييعودي فييي الشييؤون الداخلييية لبل يفد مسييتقل إلييى درج يفة يتييدخل فيهييا بتعيييين‬

‫الوزراء ورؤساء الو ازرات وحتى رئيس الدولة ويشعل الحروب بينها وبين جارتهييا الجنوبييية كمييا فعييل عييام‬ ‫‪ .. 1972‬ويتدخل من أجل منع الوحدة مع اليمن الجنوبي‪.‬‬ ‫"وفييي عييام ‪ 1974‬حييول السييعوديون إلييى الميركيييين اقائميية بأسييلحة طلبتهييا اليميين الشييمالي‪ ،‬وأرسييلت‬ ‫الوليييات المتحييدة فريقيا ميين البنتيياغون لد ارسيية احتياجييات اليميين الشييمالية الدفاعييية‪ ،‬وذلييك علييى أن تقييوم‬

‫السعودية بدفع مشتريات اليمن الشمالية من السلحة‪ ،‬وكان كل من السعوديين والميركيين يييأملون ميين‬

‫ذلك في انهاء العلاقات القائمة بين التحاد السوفيتي واليمن الشمالية بشأن إمدادات السلحة"‪.1‬‬ ‫عهد الرئيس الحمدي‪:‬‬

‫وفي ‪ 13‬يونيو ‪ 1974‬حدثت حركة إنقلب سلمية بيضاء اقاددها المقدم إبرادهيم الحمدي‪ ،‬وعين محسيين‬ ‫العيني رئيسا للوزراء‪.‬‬

‫واقد تميزت فترة حكم الحمدي بالنفتاح على الدول الخرى الشراقية منها والغربييية ونيوع ميين التحييرر فييي‬

‫السياسييات الداخلييية والخارجييية الميير الييذي انعكييس إيجابي ي ا علييى الوضيياع الداخلييية حيييث تحقييق تقييدم‬

‫ملموس في النواحي الاقتصادية والجتماعية والدارية ‪ ..‬كما اقام بإبعياد القبليييين عين السييلطة ميين أجيل‬ ‫تعزيز المركزية في الحكم ‪..‬‬

‫دهنا بدأ الضغط السعودي عليه ‪ ..‬حيث تحدثت النباء عن واقوع مواجهة حدودية بين اليمن والسعودية‬ ‫شمال مدينة صعدة‪ ،‬واقيل حينها أن السعودية احتليت ‪ 30‬كيلوميت ار مربعي ا مين ال ارضيي اليمنيية‪ ،‬وأعلين‬ ‫الرئيييس الحميدي إيقيياف مفاوضيات بلده حيول الربيع الخييالي‪ ،‬كمييا أعلين وزيير الييدفاع السيعودي سيلطان‬

‫بن عبد العزيز أن بلده غير مستعدة لتقديم إعانيات للجييش اليمنيي لنيه يضيم عناصير شييوعية مخربية‬ ‫‪ ..‬كما اقام الرئييس الحميدي بإخضياع المعارضيين الجنيوبيين لسييطرته بعيد أن كيانت السيعودية تيدعمهم‬ ‫لخلق الضطرابات لليمن الجنوبي‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫تدخل الدول العظمى في الشرق الوسط‪ ،‬ص ‪.294‬‬

‫‪31‬‬


‫كان دهذا في بداية حكمه ولكنه ما لبث أن تغييير إواضيطر إليى المييل نحيو اليميين ‪ ..‬وخلل عييام ‪1975‬‬

‫طلب الرئيس الحمدي علاقات أاقرب مع السعودية وأميركا واتخذ عدة خطوات لنهاء التعيياون العسييكري‬ ‫مع التحاد السوفيتي ‪..‬‬ ‫وفي ‪ 3‬أغسطس ‪ 1975‬اقال الرئيس الحمدي عن العلاقييات مييع التحيياد السييوفيتي "أنهييا مجمييدة"‪ ،‬وأنيه‬

‫اقد رفض حديثا منحة سوفيتية لمقاتلت اقاذفة سوفيتية من طراز )ميغ ي ‪ ،(21‬ونتيجة لذلك أعلين فيي ‪4‬‬ ‫أغسييطس أن أميركييا وافقييت علييى بيييع السييلح إلييى اليميين الشييمالية وعلييى تييدريب مسييتخدميها ‪ ..‬ونتيجيية‬ ‫لييذلك أعليين فييي جييدة فييي ‪ 6‬أغسييطس ‪ 1975‬أن الملييك خالييد أعطييى منحيية اقييدردها ‪810.000.000‬‬ ‫ر ي أي مييا يعييادل ‪ 110.000.000‬باونييد اسييترليني لييدعم الميزانييية اليمنييية ومشيياريع التنمييية‬ ‫‪...‬‬ ‫ودهنا تيأتي النتيجيية النهائيية اليتي توختهيا حكومية الرييياض فيي ‪ 15‬أغسييطس حييث اقييررت حكومية اليميين‬ ‫الشمالية طرد عدفد غير محدد من المستشارين العسكريين السوفييت‪.1‬‬ ‫كما أن دهذه الخطوة سبقتها خطوات أخرى للتقرب من السعودية من أجل أمن مكردهييا ‪ ..‬ففييي ‪ 16‬ينيياير‬ ‫‪ 1975‬طييرد محسيين العينييي ميين رئاسيية الييوزراء بعييد أن عيياد حسيين العمييري ميين منفيياه فييي بيييروت فييي ‪4‬‬ ‫يناير ‪ ..‬والعيني دهذا غيير مرضييي عنيه مين اقبيل النظيام السيعودي ويكفيي أنه كيان يوميا ميا سيفي ار لبلده‬

‫في موسكو‪ ،‬واقد عين ضيف ال مكانه بالنيابة‪ ،‬إلى أن عين عبد العزيز عبد الغني كرئيس للوزراء‪.‬‬

‫واقييد أدت إاقاليية العينييي ميين منصييبه إلييى حييدوث اسييتياء واسييع فييي الوسيياط السياسييية والشييعبية اليمنييية‬ ‫حيث تعييد تنييازلا للضييغوط السييعودية‪ ،‬حيييث أعلين فييي ‪ 22‬ينيياير أن ثلثيية وزراء مين و ازرة العينيي أعلنيوا‬

‫اسييتقالتهم احتجاجي ا عليى طيرده ميين رئاسية اليوزراء‪ ،‬وعليى التبعيية للسياسيية السييعودية‪ ،‬واقييد اقبييض عليهيم‬

‫ف ييي ‪ 19‬ين يياير ‪ ،1975‬ولك يين رادي ييو ص يينعاء أعل يين فيم ييا بع ييد أن العين ييي يتمت ييع بثق يية مجل ييس الش ييورى‬ ‫)القبلي(‪ ،‬وفي أكتوبر من ذات العام عين العيني عضوا في مجلس القيادة‪.2‬‬

‫وفي ‪ 23‬يناير أرسل الرئيس الحمدي رسييالة إليى السيعودية يعييبر فيهيا عين شيكره للمسيياعدات والخييبرات‬

‫التي تقدمها السعودية لبلده في مختلف الجوانب العسكرية والاقتصادية‪.3‬‬ ‫واقيد إنهيالت المسياعدات السيعودية عليى الرئييس الحميدي بشيكل كيبير‪ ..‬ففيي السينوات الماليية ‪ 1973‬ي‬ ‫‪ 74‬و ‪ 1975‬ي ‪ 76‬زادت المدفوعات اليمنية من ‪ 83.000.000‬إلييى ‪ 1.422.400.000‬ري يمنييي‬ ‫أي ما يعادل ‪ 11.000.000‬باوند استرليني إلى ‪ 197.100.000‬باوند استرليني‪.4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪Keesing s Cont. Archives, 1976, P. 27682 B.‬‬ ‫‪Ibid, 1975, P. 26956 B - 1975‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Ibid.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪Ibid, 1977, P. 28715 - 6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪32‬‬


‫وفي دهذه الفترة التي حكم فيها الحمدي كانت السعودية تمر بفترة الطفرة المالية بعد ارتفاع أسعار النفييط‬ ‫بعييد حييرب رمضييان ‪ 1393‬ده يي‪ ،‬ولييذلك فييإن الحاليية الاقتصييادية لكييثر ميين ميلييون يمنييي يعيشييون فييي‬ ‫السييعودية اقييد تحسيينت‪ ،‬الميير الييذي يعكييس أث يره علييى الوضييع الاقتصييادي داخييل اليميين عييبر إرسيياليات‬ ‫دهؤلء إلى بلددهم‪.‬‬ ‫ولكن يبدو أن سلوك الرئيس الحمدي بدى تحرريا أكثر مما يتحمله النظام السييعودي ‪ ..‬فقييد اقييام بمسياع‬

‫حثيثيية لاقاميية الوحييدة مييع الشييطر الجنييوبي لليميين مييع الرئيييس سييالم ربيييع علييي‪ ،‬وكييان فييور نجيياح انقلبيه‬

‫العسكري اقييد عطيل مجلييس الشييورى اليذي كيان يضييم فيي أغليبيته رؤسيياء القبائييل المواليية للسييعودية‪ ،‬كمييا‬ ‫أنه دعا إلى إاقامة اتحاد للدول المطلة على باب المنيدب‪ ،‬ودعيا إليى ميؤتمر لبحيث أمين البحير الحمير‪،‬‬ ‫ودهو المؤتمر الذي اقاطعته السعودية بينما حضرته اليمن الجنوبية‪.‬‬ ‫السعودية تخلق الضطرابات للرئيس الحمدي‪:‬‬ ‫كما ذكرنا أن سلوكيات الرئيييس الحميدي بييدت تحرريية أكييثر مميا تتحمليه السييعودية وبيدا طمييوحه طاغيي ا‬

‫على طموحات السرة السعودية المالكة ي كما ترادها دهذه السرة‪.‬‬

‫وتييبين فيمييا بعييد أن المسيياعدات السييعودية لليميين ربمييا لييم تكيين إلط ميين اقبيييل ذر الرميياد فييي العيييون أو‬

‫محاوليية لش يراء موااقييف الحمييدي ‪ ..‬فقييد حييدثت تمييردات ومحيياولت إنقلبييية فاشييلة عديييدة ضييده اقييام بهييا‬ ‫الشيوخ التقليديون المدعومون من اقبل السعودية‪ ،‬وذلك في كل من ‪ 13‬يوليو ‪ ،1975‬و ‪ 16‬أغسييطس‬ ‫‪ 1975‬و ‪ 20‬فبراير ‪ 1976‬م‪.1‬‬

‫وفييي بداييية يوليييو ‪ 1977‬م اقييام اق اربيية ‪ 40.000‬رجييل بتم يرفد مفتييوفح ضييد الرئيييس الحمييدي فييي صييعدة‬

‫شييمال اليميين‪ ،‬وذلييك بقيييادة شيييخ اقبيليية حاشييد عبييد الي الحميير المييدعوم ميين اقبييل السييعودية ي واقييد تمكنييت‬ ‫السييلطات اليمنييية ميين اقمييع إوانهيياء دهييذا التمييرد بالسييتعانة بييالقوات الحكومييية والقيوات الجوييية ‪ ..‬وأعييادت‬

‫الستيلء على مدينتي صعدة وخامر اللتين سقطتا فييي أييدي المتمرديين‪ ،‬ولكيين يبيدو أن الضيغوط علييى‬ ‫الرئيس الحمدي كانت اقوية حيث عفا عن المتمردين وعقد معادهدة سلم معهم عين بموجبها الشيخ عبد‬ ‫ال الحمر كنائب للرئيس لشؤون القبائل‪ ،‬والشيخ سنان كنائب للرئيس للشؤون الاقتصادية‪.2‬‬ ‫واقد انتهت دهذه المحاولت السعودية ضد الرئيس الحمدي بقتله مع أخيه وشخص ثالث في ‪ 11‬أكتوبر‬ ‫‪ 1977‬فييي الليليية الييتي كييان ميين المفييترض أن يقييوم فييي صييباحها بزيييارة رسييمية إلييى اليميين الجنييوبي ميين‬ ‫أجل إكمال التباحث حول الوحدة بين شطري اليمن‪.‬‬ ‫واقييد دعييا راديييو السييعودية اليمنيييين إلييى دعييم القيييادة الجديييدة بينمييا اقيييل فييي اليميين الجنييوبي أنييه مخطييط‬ ‫امبريالي لضعاف الدولتين وأعلن الحداد العام لمدة أربعين يوم ا‪.3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪Ibid, 1976, P. 27682 B.‬‬ ‫‪Ibid, 1977, P. 28715 – 6.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Ibid.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬


‫عهد الرئيس الغشمي‪:‬‬ ‫تييولى أعمييال الرئيييس بعييد الحمييدي المقييدم أحمييد حسييين الغشييمي حييتى عييين رسييميا كرئيييس فييي أبريييل‬

‫‪ 1978‬م ‪ ..‬والغش ييمي ده ييذا م يين المي يوالين للس ييعودية واق ييد تكت ييم عل ييى تفاص يييل عملي يية إغتي ييال الرئي ييس‬ ‫الحمدي‪.‬‬

‫وفي ‪ 20‬أكتوبر اقيل إن الكولونيل علي شيييبه ودهيو اقائيد عسييكري عييافل كشييف النقياب فييي أبيو ظيبي عين‬

‫أن المقدم الغشمي اقيد أحبيط محاولية لغتيياله السيبوع الماضيي اقيام بهيا الميجيور زييد الكبشيي ‪ ..‬وطبقيا‬

‫للدهرام اليومية )‪ 20‬أكتوبر( فإن الكبشي اقد حوكم بسرعة وأعدم في ‪ 16‬أكتوبر‪.1‬‬

‫واقييد سييعى الغشييمي إلييى إعييادة الديمقراطييية حيييث أعليين فييي ‪ 25‬فييبراير ‪ 1978‬تهنئتييه للشييعب اليمنييي‬ ‫بعييودة الديمقراطييية إلييى حييياة الشييعب‪ ،‬وفييي اليييوم التييالي عييين عبييد الكريييم العرشييي متحييدث ا باسييم مجلييس‬ ‫الشورى‪.‬‬

‫كما سعى إلى مفاوضات من أجل الوحدة ولكنه لم يطل العهد بيه أكيثر ميين ثمانيية أشيهر حييتى اقتييل دهيو‬ ‫الخر في ‪ 24‬يونيو ‪.1978‬‬ ‫واقد شاع أنه اقتل في حادث إنفجار حقيبة دبلوماسية كان اقيد أرسيلها أحيد المبعيوثين مين الرئييس اليمنيي‬ ‫الجنوبي سالم ربيع علي انفجرت حينما أراد المبعوث فتحهييا فقتيل دهيو والرئييس الغشييمي ‪ ..‬إلط أن دهنياك‬

‫من يشكك في الرواية‪ ،‬حيث يقال إن الحقيبة الدبلوماسية اقد استبدلت‪ ،‬و "ان سالم ربيع حياول التصيال‬ ‫دهاتفييا بالغشيمي لتحيذيره مين مقابلية المبعيوث‪ ،‬إوالقياء القبيض علييه‪ ،‬لكنيه ليم يتمكين مين إجيراء التصيال‬

‫الهاتفي"‪.2‬‬

‫ودهكذا تولى الحكم في اليمين الشيمالي العقييد عليي عبيد الي صيالح وأصيبح رئيسي ا للبلد‪ ،‬بعيد أن أصيبح‬

‫العرشي رئيس ا مؤاقت ا في شهري يونيو ويوليو ‪.1978‬‬ ‫القيادات التي توالت على حكم اليمن‪:‬‬

‫من أجل مساعدة القارئ في اللمام بالوضع السياسي اليمني في فترة زمنيية طويلية‪ ،‬ارتأينييا عييرض فيترة‬ ‫حكم الملوك والرؤساء ورؤساء الو ازرات اليمنية التي استقينادها‬ ‫من كتاب ‪,Heads of State and government‬‬ ‫للكاتب )‪John V. da Graca (P. 256‬‬

‫ل‪ :‬الملوك )الئمة(‪:‬‬ ‫أو ا‬

‫السم‬

‫الفترة‬

‫‪ 1918‬ي فبراير ‪1948‬‬ ‫‪2‬‬

‫المام يحيى )اقتل(‬

‫أشهر الغتيالت السياسية في العالم‪ ،‬دهاني الخير‪ ،‬ص ‪.239‬‬

‫‪34‬‬

‫‪Ibid.‬‬

‫‪1‬‬


‫عبد ال الوزير )تيولى الحكيم بعيد انتفاضية ‪1948‬‬

‫فبراير ي مارس ‪1948‬‬

‫ولكنه أاقصي عن الحكم(‬

‫مارس ‪ 1948‬ي سبتمبر ‪1962‬‬

‫المام أحمد بن يحيى‬ ‫المي ييام محمي ييد البي ييدر )أبعي ييد عي يين الحكي ييم في ييي ثي ييورة‬

‫سبتمبر ‪1962‬‬

‫سبتمبر ‪(1962‬‬

‫ثانياا‪ :‬الرؤساء‪:‬‬

‫السم‬

‫الفترة‬

‫سبتمبر ‪ 1962‬ي نوفمبر ‪1967‬‬

‫عبد ال السلل )أاقصي عن الحكم(‬

‫نوفمبر ‪ 1967‬ي يونيه ‪1974‬‬

‫عبد الرحمن الرياني‬

‫يونيه ‪ 1974‬ي أكتوبر ‪1977‬‬

‫إبرادهيم الحمدي )اقتل(‬

‫أكتوبر ‪ 1977‬ي يونيه ‪1978‬‬

‫أحمد الغشمي )اقتل(‬

‫يونيه ي يوليو ‪1978‬‬

‫عبد الكريم العرشي )رئيس بالنيابة(‬

‫يوليو ‪ 1978‬ي حتى الن‬

‫علي عبد ال صالح‬

‫ثالثاا‪ :‬رؤساء الو ازرات‪:‬‬

‫السم‬

‫الفترة‬

‫‪ 1948‬ي ‪1955‬‬

‫المير حسن‬

‫‪ 1955‬ي سبتمبر ‪1962‬‬

‫المام أحمد )أخوه(‬

‫سبتمبر ‪1962‬‬

‫المام محمد البدر )ابنه(‬

‫سبتمبر ‪ 1962‬ي مايو ‪1964‬‬

‫عبد ال السلل )لمرة الولى(‬

‫مايو ‪ 1964‬ي يناير ‪1965‬‬

‫حمود‬

‫يناير ي أبريل ‪1965‬‬

‫حسن العمري )المرة الولى(‬

‫أبريل ي يونيه ‪1965‬‬

‫أحمد نعمان )للمرة الولى(‬

‫يوليو ‪1965‬‬

‫عبد ال السلل )الثانية(‬

‫يوليو ‪ 1965‬ي سبتمبر ‪1966‬‬

‫حسن العمري )الثانية(‬

‫سبتمبر ‪ 1966‬ي نوفمبر ‪1967‬‬

‫عبد ال السلل )الثالثة(‬

‫نوفمبر ي ديسمبر ‪1967‬‬

‫محسن العيني )للمرة الولى(‬

‫ديسمبر ‪ 1967‬ي يوليو ‪1969‬‬

‫حسن العمري )الثالثة(‬

‫يوليو ي سبتمبر ‪1969‬‬

‫المنصب شاغر‬

‫‪35‬‬


‫سبتمبر ‪ 1969‬ي فبراير ‪1970‬‬

‫عبد ال الكرشمي‬

‫فبراير ‪ 1970‬ي فبراير ‪1971‬‬

‫محسن العيني )الثانية(‬

‫فبراير ي مايو ‪1971‬‬ ‫مايو ي يوليو ‪1971‬‬

‫أحمد نعمان )الثانية(‬

‫أغسطس ي سبتمبر ‪1971‬‬

‫حسن العمري )الرابعة(‬

‫سبتمبر ‪ 1971‬ي ديسمبر ‪1972‬‬

‫محسن العيني )الثالثة(‬

‫ديسمبر ‪ 1972‬ي فبراير ‪1974‬‬

‫عبد ال الحجري )اقتل عام ‪(1977‬‬

‫فبراير ي يونيه ‪1974‬‬

‫حسن مكي‬

‫يونيه ‪ 1974‬ي يناير ‪1975‬‬

‫محسن العيني )الرابعة(‬

‫يناير ‪1975‬‬

‫ضيف ال )بالنيابة(‬

‫يناير ‪ 1975‬ي أكتوبر ‪1980‬‬

‫عبد العزيز عبد الغني )الولى(‬

‫أكتوبر ‪ 1980‬ي نوفمبر ‪1983‬‬

‫عبد الكريم الرياني‬

‫نوفمبر ‪1983‬‬

‫عبد العزيز عبد الغني )الثانية(‬

‫الموقف السعودي‬ ‫من الوحدة بين شطري اليمن‪:‬‬ ‫يعتبر شط ار اليمن الشمالي والجنوبي وحدة ثقافيية واجتماعيية واحيدة منيذ غيابر الزميان حييث يتفقيان فيي‬ ‫وحدة اللغة والتاريخ والنسل )من اقحطان(‪ .‬ولكن نظ ار لوجييود الجبييال وصييعوبة التصييالت بييين الشييمال‬ ‫والجنوب‪ ،‬ونظ ار لكون الشمال يتميز بأكثرييية زيديية بينمييا يتمييز الجنييوب بالشيافعية فقييد تمكنييت بريطانيييا‬

‫م يين تعمي ييق انفص ييالهما عن ييدما احتل ييت ع ييدن ع ييام ‪ .. 1839‬وعن ييدما انس ييحب الجي ييش النجلي ييزي م يين‬

‫الجنوب في ‪ 29‬أكتوبر ‪ 1967‬واستقلت البلد‪ ،‬وتله انسحاب القوات المصرية من الشمال فييي أواخيير‬ ‫ذات العام لم تحدث الوحدة أتوماتيكيا ‪..‬‬

‫وبييالرغم ميين وجييود إحسيياس مشييترك بضييرورة الوحييدة إلط أن الشييطر الشييمالي لليميين كييان مشييغولا بحربييه‬

‫الداخلييية؛ فقييد كييان الملكيييون يحاصييرون صيينعاء بعييد إنسييحاب القي يوات المصي يرية‪ .‬واقييد أرسييلت اليميين‬ ‫الجنوبية ‪ 600‬متطوع إلى الشمال حيث ساعدوا في فك الحصار عن صنعاء‪.‬‬

‫ولكين دهييذا التوافييق ليم ييدم طييويلا وتيبين فيميا بعييد أن دهيذا التعياون ليم يكين سييوى شييهر عسيفل اقصييير بييين‬

‫البلدين‪..‬‬

‫فالسعودية ي الجارة الشمالية للبلدين ي ل يعجبها أن ترى دولة اقوية تنافسها في الجزيرة العربية ‪ ..‬فعشيير‬ ‫مليييين نسييمة فييي اليميين الشييمالية ومليونييان فييي الجنوبييية ومسيياحة شاسييعة تبلييغ ‪ 533‬ألييف كيلييو مييت ار‬

‫‪36‬‬


‫مربع ي ا للبلييدين‪ ،‬إواطللتهييا علييى مضيييق دهييام كبيياب المنييدب‪ ،‬وشييعب كييادفح محييارفب لييه حضييارة عريقيية‬

‫كالشييعب اليمنييي‪ ،‬يمكيين ي ي إذا اتحييد شييطراه ي ي أن يشييكل القييوة الرئيسييية الولييى فييي الجزي يرة العربييية إذا مييا‬ ‫توافر لها استقلل ااقتصادي ‪..‬‬

‫ولذلك فإن السعودية اقد رمت بثقل كبير في اليمن الشمالية وانفقت الموال الطائلة عليى الوجيوه المؤيييدة‬ ‫لهييا والمعارضيية للوحييدة مييع الجنييوب ‪ ..‬بييل إنييه يمكيين القييول بطمأنينيية تاميية‪ ،‬أن علاقيية السييعودية مييع‬ ‫أاقطاب الحكم في اليمن ارتهنت بوجهة نظر دهؤلء تجاه الوحدة مع الجنوب ي كميا توضيح فيمييا سيبق ميين‬ ‫بحث ي بالضافة إلى موااقعهم من إتفااقية الطائف ‪ 1934‬م‪.‬‬

‫‪ ..‬ففي عام ‪ 1968‬وعندما كان حسن العمري ي ودهو شخص موافل للسعودية بشكل كبير ي رئيس ا ليوزراء‬

‫اليميين الشييمالي‪ ،‬بييدأ دهييذا فييي مسيياعدة معارضييي اليميين الجنييوبي بحجيية كييون الجنييوب يييدعم معارضييي‬

‫حكمييه‪ ،‬ودهكييذا فتييح كييل طييرف حييدوده لمعارضييي الطييرف الخيير وت يوالت التهامييات بييين البلييدين بييدعم‬ ‫معارضي البلد الخر‪.‬‬ ‫ودهكييذا حصييلت مواجهيية محييدودة علييى حييدود البلييدين فييي ربيييع ‪ ،1968‬واسييتمرت حييتى يييونيه ‪1969‬‬ ‫عندما انتهت بطرد الرئيس الجنوبي السابق اقحطان الشعبي وابن عمه فيصل عبد اللطيييف الشييعبي ميين‬ ‫اليمن الشمالي‪.1‬‬ ‫وعندما حصل اتفاق سعودي ي يمني على إنهاء الحرب الدهلية في عام ‪ 1970‬م إزداد الدعم السعودي‬ ‫لمعارض ييي الحك ييم ف ييي ع ييدن وحص ييلت ت ييوترات عل ييى الح ييدود نتيج يية تحش ييد القي يوات المعارض يية‪ ،‬للحك ييم‬ ‫الجنوبي والمدعومة من اقبل السعودية‪.‬‬ ‫وفي يوليو ‪ 1972‬زار روجرز وزير خارجية الوليات المتحييدة اليميين‪ ،‬ولييم يمييض سييوى شييهر علييى دهييذه‬ ‫الزيارة حتى اندلع القتال بين البلدين )سبتمبر ‪... (1972‬‬ ‫والتقى رئيسا وزراء البليدين فيي القيادهرة‪ ،‬ثيم التقيى رئيسيا البليدين عبيد الرحمين الريياني وسيالم ربييع عليي‬ ‫في طرابلس واتفقا على إاقامة دولة واحدة خلل سنة‪ ،‬ولكن التوتر عاد مرة أخرى حيييث اقييامت السييعودية‬ ‫بتوزي ييع المي يوال عل ييى الش يييوخ وض ييباط الجي ييش ال ييذين عارضي يوا العين ييي )رئي ييس وزراء اليم يين الش ييمالي‬ ‫آنييذاك(‪ ،‬واقييامت السييعودية بضييغوفط ااقتصييادية علييى اليميين حييتى تييم تبييديل رئيييس الييوزراء بشييخص ميوافل‬ ‫للسعودية ودهو عبد ال الحجري‪.2‬‬ ‫وفييي عهييد الحجييري )ديسييمبر ‪ 1972‬ي ي فييبراير ‪ (1974‬لييم يحييدث تقييدم يييذكر فييي إتجيياه الوحييدة حييتى‬ ‫حصل النقلب العسكري الذي اقاده المقدم إبرادهيييم الحميدي فيي ‪ 13‬يونييو ‪ 1974‬اليذي حياول التحيرر‬ ‫من التبعية السيعودية ي كميا ذكرنيا آنفي ا ي واقيامت بخطيوات حثيثية لاقامية الوحيدة ميع الشيطر الجنيوبي‪ ،‬إلط‬ ‫‪Middle East Journal, Vol. 42 No. 1, 1985, P. 36 – 37.‬‬ ‫‪Ibid, P. 39.‬‬

‫‪37‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬


‫أنييه تعييرض لضييغوط ااقتصييادية وعسييكرية جميية الميير الييذي جعلييه فييي موضييع حييرج ومتقلييب فييي ميوااقفه‬ ‫تجاه السعودية والغرب بشكل عام حيث انه كان ينشد المواقف المستقل ولكنه ل يستطيع الستغناء عيين‬ ‫الييدعم السييعودي والغربييي لييه‪ ،‬واقييد سييببت لييه م يوااقفه دهييذه إضييطرابات عسييكرية عديييدة أودت فييي النهاييية‬ ‫بحياته حيث اقتل في مكتبة في ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1977‬اقبل يوفم واحفد فقط من زيارته المقررة لعدن للتفاوض‬ ‫حول الوحدة معها ‪ ..‬واقد أشارت أصابع التهام في اقتله إلى السعودية ‪..‬‬ ‫واسييتمر الييدعم السييعودي لمعارضييي الوحييدة فييي الشييمال ولمعارضييي الحكييم اليسيياري فييي الجنييوب حيييث‬ ‫انييدلع القتييال مي يرة أخييرى فييي فييبراير ‪ 1979‬عنييدما كييان علييي عبييد الي ي صييالح دهييو الرئيييس فييي اليميين‬ ‫الشمالي‪ ،‬واقد كانت اليمن الجنوبي ترغب في إشراك الجبهة الوطنية الديمقراطية‬

‫)‪ (NDE‬الموالية‬

‫لها في الحكم‪ ،‬بينما يرفض نظاما علي عبد ال صالح وآل سعود ذلك ‪..‬‬ ‫واقييد حصييل اجتميياع بييين رئيسييي البلييدين الشييمالي والجنييوبي فييي الكييويت دهييذه الم يرة‪ ،‬واقيييل إن الرئيسييي‬ ‫اليمني الشمالي اقدم تنازلت للجنوب واقبل دخييول اليسيياريين الميوالين للجنييوب فييي الحكوميية‪ ،‬واتفقييا علييى‬ ‫إاقامة الوحدة بين البلدين‪ .‬واقيد اقيامت السيعودية إثير ذليك بإيقياف شيحن السيلحة الميركيية ي اليتي دفعيت‬ ‫اقيمتها ي إلى اليمن ‪ ..‬واقد حياول الرئييس عليي عبيد الي صيالح إثبيات اسيتقللية القيرار اليمنيي حييث إبيرم‬ ‫اتفااقية تسلح مع التحاد السوفييتي في أغسطس ‪ 1979‬كرد فعل ليقاف السلح الميركي لبلده‪.‬‬ ‫ولكن صالح وجد نفسه أمام ضغوفط ااقتصادية وعسكرية وسياسييية كييبيرة ي كمييا سيينرى ذلييك عنييد الحيديث‬ ‫عيين حكييم الرئيييس علييي عبييد الي صييالح ي ولييم تميير سيينة واحييدة علييى حكمييه ‪ ..‬فقييد واجييه محاوليية إغتيييال‬ ‫ومخطط لنقلب عسكري ‪ ..‬وتمردات من اقبل القبائيل الموالييية للسيعودية‪ ،‬ودهزيمية عسيكرية علييى أيييدي‬ ‫الجنوبيين‬

‫‪1‬‬

‫واقامت اقبائل الشمال المدعومة من اقبل السعودية بتشكيل جبهيية معارضيية للحكيم ومعارضية للوحييدة مييع‬ ‫الجنوب سمودها )الجبهة السلمية( وذلك في منتصف عام ‪. . 1979‬‬ ‫ودهكييذا استسييلم صييالح للضييغوط السييعودية ‪ ..‬ففييي مييارس ‪ 1980‬وافييق علييى مطالبهييا بتخفيييف حماسييه‬ ‫للوحدة مع الجنوب وللتجاه نحو السوفييت‪ ،‬واستأنفت السعودية مساعداتها لليمن‪.‬‬ ‫ف إلى نهاية المطاف إلط أن الضغط السعودي اثمر في عدم إتمام مشييروع‬ ‫صحيح أن العلاقات لم تص ف‬

‫الوحدة في أاقل التقديرات‪.‬‬

‫ودهكذا فإنه تقف أمام اقضييية الوحييدة بييين البليدين عقبيات عديييدة مين أدهمهييا الرفييض السيعودي لهيا‪ ،‬وعيدم‬ ‫اسييتقللية الق يرار اليمنييي حيييث مييا أن تشييعر السييعودية بوجييود تقييارب بييين الشييمال والجنييوب حييتى تقييوم‬ ‫بتشجيع نزاع حدودي بييين البليدين بييالغراءات الماديية‪ ،‬وليذلك فيإنه وحيتى تقيوم الوحيدة ل بيد فيي البداييية‬ ‫‪Ibid, P. 41.‬‬

‫‪38‬‬

‫‪1‬‬


‫من إسقاط الحكم السعودي ومن ثم إاقامة دهذه الوحدة كما صييرح بييذلك للكيياتب أحييد اقييادة معارضية الحكييم‬ ‫الحالي في اليمن في حديث خاص‪.‬‬ ‫ويص ييرح المس ييؤولون الس ييعوديون ض ييمني ا أنه ييم ليسي يوا م ييع الوح ييدة ‪ ..‬فق ييد أعل يين أح ييد كب ييار المس ييؤولين‬

‫السييعوديين بعييد مييؤتمر اقميية اليمنييين الييذي عقييد فييي الكييويت فييي مييارس ‪ 1979‬أن الوفيياق بييين شييطري‬ ‫اليمن دهو أعز ما ننشده ونحن نأمل أن تكون وساطة الكويت التي اقامت بها عقب النيزاع الخيير‪ ،‬ذات‬ ‫فعالييية‪ ،‬وأن تييؤتي ثماردهييا‪ 1‬ودهنييا نلحييظ أن المسييؤول السييعودي‪ ،‬اسييتخدم لفظيية )الوفيياق( ولييم يسييتخدم‬ ‫)الوحدة(‪.‬‬

‫الفصل الخامس‬ ‫إعتداءا ت صارخة‬ ‫التدخل السعودي‬ ‫في عهد الرئيس علي عبد ا صالح‪:‬‬ ‫كما ذكرنا آنف ا أن وضع الرئيس علي عبد ال صالح وصل إلى الحضيض في السينة الوليى لحكميه ‪..‬‬

‫فقييد تعييرض لمحاولية إغتيييال‪ ،‬كميا حصيلت محاولية إنقلب عسيكري فيي أكتييوبر ‪ 1978‬ي أي بعييد ثلثيية‬ ‫أشهر فقط من توليه الحكم ي‪ ،‬كما اندلع القتال بين بلده واليمن الجنوبي في فبراير ي مارس ‪.1979‬‬

‫واقييد تواقييع العديييد ميين الم اراقييبين أن يتجييه الرئيييس صييالح بسييرعة نحييو العتميياد علييى السييعودية واقبائييل‬ ‫الشيمال مين أجيل ضيمان اسيتم اررية حكميه‪ ،‬ولكين يبيدو انه ليم يتعجيل ذليك بانتظيار أن يتمكين مين بليورة‬ ‫سياسيية يمنييية جديييدة تقييوم علييى اسييتقللية القيرار السياسييي الييداخلي والخييارجي لليميين‪ ،‬وتطييبيع العلاقييات‬ ‫مع الشطر الجنوبي لليمن‪.‬‬ ‫واقد تضمن دهذا الحل مخاطر جمة ‪ ..‬حيث إنه إذا ما فشلت الجهود فإن دهنياك احتميالا لنيدلع القتيال‬

‫مرة أخرى مع الجنيوب ومييع الجبهية الوطنيية القوميية ميين ناحيية‪ ،‬وتيوتر للعلاقيات مييع السيعودية والقبائيل‬ ‫الشمالية من ناحية أخرى بسبب محاولته تحسين العلاقات مع الجنوب‪.2‬‬ ‫ولذلك فإن كل من السعودية والوليات المتحدة سعيا إليى تعمييق العلاقيات فيي البدايية واسيتخدم الرئييس‬ ‫جيمي كارتر حقه في إرسال السلح إلى الخارج في الحالت الستثنائية دون استشارة الكونجرس وذلك‬ ‫لول مرة وذلك لرسال صفقة سلح أميركية إلى اليمن بلغت اقيمتها ‪ 300‬مليون دولر أميركي‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫مجلة السياسة الدولية عدد ‪ ،57‬يوليو ‪ ،1979‬ص ‪.90‬‬

‫‪Middle East Journal, Vol. 39, No. 3, 1985, P. 291‬‬

‫‪39‬‬

‫‪2‬‬


‫كما ان السعودية كانت متفائلة من ميل صالح إلى جانبها خاصه مع استمرار عبيد الي الصينج كيوزير‬ ‫لخارجييية اليميين ودهييو المعييروف بييولئه للسييعودية‪ ،‬واسييتمرار محمييد خميييس‪ ،‬ودهييو الخيير معييروف بقربييه‬ ‫لاقطاب الحكم السعودي كرئيس للمؤسسة المنية الوطنية ذات النفوذ العالي‪.1‬‬ ‫كما أنه اقيام بتعييين الشييخ مجادهيد أو شيوارب كنيائب لرئييس ‪ 2‬اليوزراء‪ ،‬والشييخ مجادهيد ينتميي إليى اقبيلية‬ ‫حاشد التي يترأسها عبد ال الحمر الميوالي للسيعودية ويعتيبر دهيذا التعييين أدهيم حيدث اقبليي منيذ أن أبعيد‬ ‫الرئيس الحمدي القبليين من الحكومة في ‪ 1975‬م‪.‬‬ ‫ولكن الرئيس صالح خيب آمال السعوديين والمريكان في بداية حكمه فقد أعلن أنييه ل يقبييل أن تسييتغل‬ ‫الق ييوى الك ييبرى خلف ييات بلده م ييع الش ييطر الجن ييوبي لملء سياس يياتها عل ييى بلده ‪ ..‬كم ييا أن الس ييعودية‬ ‫أصيبت بصدمة نتيجة إاقصاء عبد ال الصنج مين منصيبه كوزير للخارجيية‪ ،‬وعيزل محميد خمييس مين‬ ‫مسؤوليته المنية‪ ،‬وذلك في منتصف ‪ 1979‬م ‪.3‬‬ ‫واقييد كييانت خطييوة الرئيييس صييالح المفاجييأة دهييي إب ارمييه صييفقة سييلح ضييخمة مييع التحيياد السييوفييتي فييي‬ ‫أواخر صيف ‪ 1979‬اقدرت بي ‪ 600‬مليون دولر‪ ،‬تضييمنت طييائرات )ميييغ ي ‪ ،(21‬ودبابييات ثقيليية حيييث‬ ‫بييدأت فييي الوصييول إلييى اليميين فييي سييبتمبر‪ ،‬وبييدلا ميين طييرد المستشييارين السييوفييت ي ي حسييب مييا كييانت‬

‫تتواقعه الوليات المتحدة ي فقد زاد عدددهم بسرعة فائقة‪.‬‬

‫واقيد أرجيع المرااقبيون سيبب التحيول المفياجئ لليمين تجياه السيوفييت إليى رغبية النظيام اليمنيي فيي إعطياء‬ ‫إشييارة إلييى كييل ميين السييعودية والوليييات المتحييدة بضييرورة اللبااقيية فييي التعامييل مييع اليميين‪ ،‬ودهيو إشييارة إلييى‬ ‫محاوليية الس ييعوديين التحك ييم فييي مس ييير السييلحة الميركي يية الييتي يمولونه ييا ع ييبر الشييتراط عل ييى اليم يين‬ ‫باستخدامها ضد اليمن الجنيوبي والجبهية الوطنيية الديمقراطيية )المدعومة مين اقبلهيا(‪ ،‬واليتي ت اربييط عليى‬ ‫الحدود بين اليمنين‪ ،‬وبينما لم ترض السعودية بأاقل مين سييحق المعارضيية اليسيارية ي بيل اليسييار كليه فيي‬ ‫الجزيي يرة العربي يية ي ي ك ييانت رغب يية الرئي ييس ص ييالح ف ييي ذل ييك الي يواقت ح ييل الختلف ييات م ييع الجبه يية الوطني يية‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬وتحسين العلاقات مع اليمن الجنوبي‪.4‬‬ ‫وش ييعر ص ييالح بمي ي اررة الش ييروط الس ييعودية ي ي الميركي يية عل ييى بلده ورغ ييب ف ييي اس ييتقطاب مي ييول بع ييض‬ ‫العناصر العسكرية في البلد فكان اللتفات نحو التحاد السوفيتي دهو السلوب المثل في نظره‪.‬‬ ‫واقد وصل التوتر حد المواجهة العسكرية المسيلحة حييث اقييل فيي بدايية ‪ 1980‬أن خمسية جنيود يمنييين‬ ‫اقييد اقتل يوا علييى الحييدود السييعودية واليميين‪ ،‬واقييالت الصييحف الغربييية حينهييا أنهييا محاوليية سييعودية للضييغط‬ ‫على اليمن لمنعها من الاقتراب من اليمن الجنوبية أو من السوفيت‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Ibid, p. 297‬‬ ‫‪Ibid, P. 300‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Ibid, p. 297‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪Ibid, p.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Border And Territorial Disputes, p. 253‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬


‫ل‪ ،‬واتبع ييت الس ييعودية سياس ييتها‬ ‫إلط أن ييه ل ب ييد م يين الق ييول إن ده ييذا الت ييوتر ل ييم يخ ييرج إل ييى الس ييطح إلط اقلي ا‬

‫العتيادييية فييي التكتييم علييى الحييداث السييلبية فييي البلد خاصيية مييع وجييود محمييد عبييده يميياني كييوزير‬ ‫للعلم السعودي آنذاك‪ ،‬حيث يحلو لبناء الجزيرة العربية تسميته )وزير النفي(‪.‬‬ ‫كما أن النظام الحاكم في اليمن دأب على نفي دهذه الخبييار وسييمادها "إشيياعات" طمعيا منييه فييي الميوال‬

‫السعودية‪ ،‬واقد ازدادت وتيرة النفي في ربيع عام ‪ 1980‬مين اقبييل الجييانبين‪ ،‬ولكيين بقييت إشيياعات تسيري‬ ‫دهنا ودهناك عن اختلفات بين النظامين‪.‬‬

‫ووافقت السعودية وبعد لقاءات بين الجانبين على تقديم مساعدات تنمويية للميزانيية اليمنييية للعيام الميالي‬ ‫‪ 1980‬ي ‪ 81‬م ‪ 1‬حيث اقام الرئيس اليمني بزيارة للسعودية في أغسطس‪.‬‬ ‫واقييد عييادت العلاقييات للتييوتر ميرة أخييرى بييين البلييدين فييي ‪ 1981‬بينمييا اسييتأنف البلييدان نفيهييا‪ ،‬وتحييدثت‬ ‫بعي ييض التقي ييارير عي يين مواجهي ييات حدوديي يية بيي يين القي يوات السي ييعودية واليمنيي يية أدت إلي ييى اقطي ييع المسي يياعدات‬ ‫السعودية لليمن في بداية السنة ‪.2‬‬ ‫واقييد تحييدث بعييض المسيؤولين اليمنييين حيول فشيل السييعوديين فييي منيع التهرييب عييبر الحيدود ميع اليميين‬ ‫المر الذي يقلل من العائدات الحكومية ويضر بييالموردين‪ ،‬حيييث كييانت الحكومية تفييرض ضيرائب علييى‬ ‫المستوردات‪.‬‬ ‫أما الحدث البرز في العلاقات بين البليدين عيام ‪ 1981‬فقيد كيان القبض عليى وزيير الخارجيية السيابق‬ ‫عبد ال الصنج في شهر مارس بتهمة الخيانة العظمى عليى أسياس اتصيالته الخاصية ميع السييعودية‪،‬‬ ‫واقد حصل دهذا بعد شهفر واحفد فقط من العملية الغامضة بمقتييل محمييد خميييس المسييؤول المنييي السييابق‬ ‫‪ ،3‬واقد أدى دهذا إلى مزيد مين تييددهور العلاقييات بيين البلييدين والضيغط الاقتصييادي السيعودي علييى اليميين‬ ‫‪..‬‬ ‫واقد اقام الرئييس عليي عبيد الي صييالح بزيييارة إليى موسيكو فييي أكتيوبر ‪ 1981‬للحصيول عليى مسياعدات‬ ‫‪ ...‬واقييد حصييل بالفعييل علييى مسيياعدات‪ ،‬كمييا حصييل علييى مسيياعدات ميين دول أخييرى ‪ ..‬فقييد بلغييت‬ ‫مسيياعدات ألمانيييا الفدرالييية لليميين ‪ 20‬مليييون دولر سيينوياا‪ ،‬كمييا اقييدرت مسيياعدات دهولنييدا لليميين بي ي ‪13‬‬ ‫‪4‬‬

‫مليون دولر سنوياا‪.‬‬

‫وفيمييا بييين عييامي ‪ 1962‬و ‪ 1982‬اقييدر أن اليميين ااقترضييت مبلييغ ‪ 2325‬مليييون دولر‪ ،‬اقييدم التحيياد‬

‫السوفييتي منها ‪ 819‬مليون دولر‪ ،‬بينما اقدم مجموع الدول العربية ‪ 744‬مليون دولر‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Middle East Journal, Vol. 39 No. 3, P. 291‬‬ ‫‪Ibid, P. 298‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Ibid, P. 298‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪The Middle East And North Africa 1986, P. 835 - 36‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Ibid, P. 835‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪41‬‬


‫ولتحسي ييين العلاقي ييات بيي يين السي ييعودية واليمي يين حصي ييلت لقي يياءات بيي يين مسي ييؤولي البلي ييدين أدت إلي ييى عي ييودة‬ ‫المس يياعدات الس ييعودية ‪ ..‬حي ييث رص ييدت الس ييعودية مبل ييغ ‪ 102.9‬ملي ييون دولر لميزاني يية الع ييام الم ييالي‬ ‫‪ 1981‬ي ‪ ،82‬خلف المساعدات السعودية الخرى لذات السنة والتي اقدرت بي ‪ 181.5‬مليون دولر‪.1‬‬ ‫ولكيين الرئيييس اليمنييي فضييل تنويييع مصييادر الييدعم الييذي تحصييل عليييه بلده ي حييتى مييع تحسيين علاقييات‬ ‫بلده مع السعودية ي فقد أعلن في أواخر عام ‪ 1981‬عن عقد مؤتمر دولي تنموي لدعم الخطة التنموية‬ ‫الثانية في اليمن‪ ..‬حيث حصل على الدعم من عدد من الدول العربية وغير العربية‪.‬‬ ‫واقد اقيام الرئيييس صيالح بزييارة إلييى السييعودية فيي نوفمييبر ‪ ،1981‬ثييم ازردهييا وزييير خيارجيته فيي منتصييف‬ ‫ذلك الشيهر‪ ،‬وعيياود الرئييس اليمنييي زييارته للسيعودية بعييد أاقييل ميين خمسية أشييهر فقيط مين زيييارته السييابقة‬ ‫)مارس ‪ ،(1982‬واقبل شيهر مين عقيد الميؤتمر اليدولي الثياني ليدعم الخطية التنمويية الثانيية فيي اليمين )‬ ‫‪ 17‬ي ي ‪ 20‬أبري ييل ‪ .. (1982‬كم ييا اق ييام المي يير س ييلطان ب يين عب ييد العزي ييز ي ي وده ييو وزي يير ال ييدفاع والطيي يران‬ ‫السعودي ويعتبر )ضابط ارتباط( بين البلدين ي اقام بزيارة لليمن اقبل ‪ 10‬أيام فقط من بدء المؤتمر‪.2‬‬ ‫ويفهم من دهذه الزيارات المكثفة عودة الدفء إلى العلاقات بين الرياض وصنعاء ولو بشكل مؤاقت‪.‬‬ ‫ولكيين السييعودية عييادت ميرة أخييرى للضييغط علييى اليميين لتغيييير مواقفهييا ميين اليميين الجنييوبي ومييع الجبهيية‬ ‫الوطنية الديمقراطية كما ألحت على دول الخليج الخرى بواقف مساعداتها للخطيية اليمنييية الثانييية إذا مييا‬ ‫استمرت في علاقاتها القوية مع اليمن الجنوبي ‪ ..‬ودهذا ميا دعيا الرئييس صيالح إليى القييام بجولية واسيعة‬ ‫لدول الخلييج )الكيويت‪ ،‬اقطير‪ ،‬البحريين‪ ،‬الميارات العربيية المتحيدة‪ ،‬عميان( والعيراق والردن لميدة تسيعة‬ ‫أيام للحصول على دعم للخطة التنموية‪ ،3‬واقد تمكن بالفعل من الحصول على دعم كبير‪.‬‬ ‫وعادت العلاقات بين البلدين للتوتر عييام ‪ 1983‬مثييل طاحونيية الحمييار ل تتحييرك ميين مكانهييا إلط لتعييود‬

‫إليه مرة أخرى‪ ،‬حيث اتسم دهذا العيام بيالتوتر حييث يعيزى السيبب الرئيسييي إليى عيدم رضيا السيعودية مين‬

‫سياسة رئيس الوزراء اليمني عبيد الكرييم الريياني فيي مقاومية تهرييب البضيائع عيبر الحيدود بيين البليدين‬ ‫حيييث إن دهييذا التهريييب كييان يييدر أميوالا طائليية علييى أنصييار السييعودية فييي شييمال اليميين‪ ،‬وينشييط حركيية‬ ‫التصييدير فييي السييعودية ي ي إلييى ح يفد مييا يي‪ .‬كمييا أنييه لييم تعجييب السييعودية سياسييات أخييرى للرييياني وكييان‬ ‫الرياني اقد عين رئيس ا للوزراء في أكتوبر ‪.. 1980‬‬

‫ولييذلك فقييد أجييل عقييد الجتميياع السيينوي السييعودي اليمنييي المعتيياد لمجلييس التنسيييق السييعودي اليمنييي‪،‬‬ ‫ولكنه عقد بعد ذلك في أكتوبر عندما حصلت السعودية على وعفد بإاقالة الرياني من منصبه ‪..‬‬

‫‪3‬‬

‫‪Ibid, p. 835‬‬ ‫‪Middle East Journal, Vol . 39 No. 3, 1985. P. 310‬‬

‫‪ ،Ibid, P. 310‬أنظر تفاصيل علاقة اليمن الشمالي مع اليمن الجنوبي والجبهة الوطنية الديمقراطية في المصدر!‬

‫كذلك أنظر مقابلة مع يحيى الشامي في السفير ي عدد ‪ 2385‬ي ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1980‬ي ص ‪.13‬‬

‫‪42‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ ..‬ودهكييذا وبعييد أسييبوعين ميين عقييد الجتميياع وحصييول اليميين علييى المسيياعدات السيينوية أاقيلييت حكوميية‬ ‫الرييياني‪ ،‬وحلييت محلهييا حكوميية أكييثر اقبييولا للسييعوديين بشييكل كييبير‪ ،‬ودهييي حكوميية عبييد العزيييز عبييد‬

‫الغني‪.1‬‬

‫وفي بداية عام ‪ 1984‬واقعت مواجهة حدوديية بيين البليدين واقييل إن الطيائرات السيعودية اقيامت بقصيف‬ ‫موااقع داخل اليمن‪ ،‬كما اقامت القوات السعودية باحتلل اقسم مين الرض اليمنييية‪ ،‬واقيالت جريييدة السيفير‬ ‫)‪ (1984 / 1 / 17‬أن جنودا كثيرين اقد اقتلوا أو جرحوا في الشتباكات‪.‬‬

‫ولكنييه تييم تطويييق المواجهيية بالتصييالت رفيعيية المسييتوى ‪ ..‬واقييد أرجييع سييبب دهييذه المواجهيية إلييى القلييق‬

‫السعودي المتزايد من احتمال اكتشاف النفط في اليمن‪ 2‬المر اليذي يجعيل الخييرة مسيتقلة فيي سياسيتها‬ ‫عن السعودية ‪..‬‬

‫وفيمييا عييدا دهييذا الحييادث فقييد اسييتمرت العلاقييات بييين البلييدين فييي حال يفة حسيينة )ظادهري ياا( حيييث يتحييدث‬

‫المسؤولون في اليمن عن دهذه العلاقات بأنها تاريخية وعريقة‪ ،‬ويطلقون على السعودية "الجارة الكبرى"‪،‬‬ ‫ويمتدحون بمناسبة‪ ،‬وبدون مناسبة مجلس التعاون الخليجي الذي تهيمن عليه السعودية‪.‬‬ ‫ونتيجيية لييبيع نظييام علييي عبييد الي صييالح موااقييف للنظييام السييعودي علييى حسيياب اسييتقللية اقيرار الشييعب‬ ‫العربي المسلم في اليمين وعليى حسياب مصيالحه السيتراتيجية ‪ ..‬فييإن النظيام السييعودي اقييام بيدفع فيياتورة‬ ‫دهذه المشتريات بسخاء من يشتري إرادة دولة لها كيانها الخاص وتاريخها العريق ‪..‬‬ ‫الدعم القتصادي السعودي لليمن وأهدافه‪:‬‬ ‫تأسييس مجلييس التنسيييق السييعودي اليمنييي فييي ‪ 11‬ربيييع الثيياني ‪ 1399‬دهيي‪ ،‬ثييم أاقيييم مكتييب للمشييروعات‬ ‫السعودية في اليمن لتمويل المشاريع السعودية في اليمن ومتابعة سيردها ‪..‬‬ ‫واقد اقام مجلس التنسيق السعودي اليمني بعدة مشاريع في اليمن‪ ،‬نذكر بعضا منها للمثال ل الحصر‪:‬‬

‫ي مسادهمة السعودية بنسبة ‪ % 49‬في ملكية شركة الخطوط الجوية اليمنية‪.‬‬

‫ي مشروع العمال التكميلية بميناء الحديدة بتكلفة ‪ 22‬مليون ر عام ‪ 1406‬دهي‪.‬‬ ‫ي مشروع خط أنابيب نقل الواقود في الحديدة بتكلفة ‪ 22‬مليون ر عام ‪ 1406‬دهي‪.‬‬ ‫ي يتولى المجلس حالي ا تنفيذ ‪ 16‬مشروع ا في عدد من المدن اليمنية تبلغ تكلفتها ‪ 109‬مليين ر‪.‬‬ ‫ي مشروعات الطرق والمواصلت منها طريق جيزان ي الحديدة بتكلفة ‪ 446‬مليون ر يمني‪.‬‬ ‫إنشاء عدد من المستوصفات والمستشفيات‪.‬‬ ‫ي المسادهمة في برنامج منظمة الصحة العالمية المخصص لليمن بأكثر من ‪ 22‬مليون ر يمني‪.‬‬

‫‪Ibid, P. 313‬‬ ‫‪Ibid, P. 314‬‬

‫‪43‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬


‫ي وفيي مجيال التعلييم تييم تواقيييع إتفااقييية التعيياون التعليمييي تيم بموجبهيا إيفياد أكيثر ميين ‪ 1552‬مدرسي ا عيام‬

‫‪ 1407 / 1406‬دهي للعمل في اليمن مدفوعي الرواتب‪.‬‬

‫وحتى عام ‪ 96 / 1395‬تم منح ‪ 2075‬منحه دراسية في الجامعات السعودية للطلب اليمنيين‪.‬‬ ‫ي وعندما حصل زلزال ذمار في اليمن )‪ (1982‬تم جمع أكثر من ‪ 444‬مليون ر سعودي كمساعدات‬ ‫لليميين‪ ،1‬بالضييافة إلييى حيوالي ‪ 400‬مدرسيية ومعهييد دينييي تييم إاقامتهييا فييي اليميين ميين أجييل نشيير الفكييار‬ ‫السعودية‪ ،‬وغرس ولء اليمنيين للنظام السعودي‪.‬‬ ‫ي تقييديم الصييندوق السييعودي للتنمييية لقييروض عديييدة لليميين منهييا اقييرض بمبلييغ ‪ 134‬مليييون ري سييعودي‬ ‫للمسادهمة في تمويل المرحلة الثالثية ميين مشيروع الطااقيية الكهربائيية ‪ 2‬ونيذكر دهنيا فحيوى البيييان السيعودي‬ ‫اليمن ييي المش ييترك الص ييادر ف ييي ص يينعاء بتاري ييخ ‪ 8‬أبري ييل ‪ 1982‬ف ييي خت ييام اجتماع ييات ال ييدورة الس ييابعة‬ ‫لمجلس التنسيق السعودي اليمني‪:‬‬ ‫ي الستمرار في دعم و ازرة التربية والتعليييم فيي الجمهورييية العربييية بالمدرسييين وعييدددهم ‪ 1422‬مدرسياا‪ ،‬و‬

‫‪ 262‬موجه ا تربوي ا سعودياا‪.‬‬

‫ي تبني مشروع مكافحة الملريا باليمن بمبلغ ‪ 15‬مليون ر سعودي‪.‬‬ ‫ي إنشاء عشرة مساجد‪ ،‬ومشروع معهد القضاء العالمي بصنعاء ومجمع المحاكم الشرعية لكل ميين حجييه‬

‫وذمار‪.‬‬ ‫ي حفر وتشييد ‪ 50‬بئ ار أرتوازياا‪.‬‬

‫ي المسادهمة في تطوير مطار صنعاء وتوسعته بمبلغ ‪ 100‬مليون ر سعودي‪.‬‬ ‫ي المسادهمة في مشروع التنمية الريفية بمبلغ ‪ 127‬مليون ر سعودي‪.‬‬ ‫ي استمرار السعودية في تقديم ‪ 30‬ألف طن من السماد‪.‬‬ ‫ي استكمال شبكة الميكرويف بكلفة مليون دولر‪.‬‬ ‫ي تنفيذ مقر وكالة أنباء سبأ في صنعاء بتكلفة ‪ 5‬مليين ر سعودي‪.‬‬ ‫ي تمويل مشروع للطااقة الكهربائية بمبلغ ‪ 124‬مليون ر‪.‬‬ ‫ي اسييتمرار دعييم السييعودية لميزانييية اليميين بمبلييغ ‪ 345‬مليييون ري سييعودي والمقييرر ميين الييدورات السييابقة‬ ‫للمجلس‪.3‬‬ ‫ولم تيأت دهيذه المسياعدات مين أجيل سيواد أعيين الشيعب اليمنيي ول مين أجيل دعيم )الخيوة العربيية( كميا‬ ‫يردد المسؤولون السيعوديون بيل إنهيا تهيدف بالدرجية السياس إليى شيراء الصيمت اليمنيي عليى التعيديات‬ ‫‪1‬‬

‫استقينا دهذه المعلومات من جريدة عكاظ عدد ‪ 21 ،7394‬محرم ‪ 1407‬دهي ‪ 25 ،25‬سبتمبر ‪ 1986‬م‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫يوميات )الجمهورية العربية اليمنية(‪ ،‬مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬عدد ‪ ،31‬يوليو ‪.1316 ،1982‬‬

‫‪3‬‬

‫المصدر السابق ‪.259‬‬

‫‪44‬‬


‫السي ييعودية علي ييى ال ارضي ييي اليمنيي يية الي ييتي ااقتطعتهي ييا السي ييعودية وعلي ييى ال ارضي ييي اليمنيي يية الي ييتي ااقتطعتهي ييا‬ ‫ويقتطعها كل عام النظام السعودي‪.‬‬ ‫وبالرغم من بعض الموااقف التي يتخذدها النظام اليمني الحالي والذي يعييددها النظييام السييعودي )متحييررة(‬ ‫إلط أنه ييرى ان اقطييع اليدعم السييعودي لليميين سيوف ييدفع بيه إلييى دول أخييرى كالتحيياد السييوفييتي أو إليى‬

‫تعزيز محاولت الوحيدة ميع اليمين الجنوبيية ‪ ..‬وليذلك فهيو يسيتمر فيي مسياعداته مين أجيل كسيب ال واقت‬ ‫إلييى حييين إمكييان مجيييء نظييام أكييثر م يوالة لييه فبييالرغم ي ي مثلا ي ي ميين عقييد معادهييدة صييدااقة وتعيياون بييين‬ ‫الجمهوري يية العربي يية اليمنييية والتح يياد السييوفييتي فييي أكت ييوبر ‪1984‬‬ ‫لليمن‪ ،‬مع بعض الضغوط‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫إلط أن ال ييدعم السييعودي اسييتمر‬

‫واقد سعى الرئيس صالح لتقوية جبهته الداخلية ‪..‬‬ ‫حيث اقبل التحاور مع المعارضة واقام بطرح ما سمي )الميثيياق الييوطني(‪ ،‬ومييؤتمر الشييعب العييام‪ ،‬ودعييا‬ ‫الرؤسيياء السييابقين الييذين تركيوا اليميين إلييى العييودة مثييل عبييد الي السييلل‪ ،‬وعبييد الرحميين الرييياني ‪ ..‬وفييي‬ ‫مايو ‪ 1983‬أعلن استقالته أمام الشعب المر الذي أكسبه بعض الشعبية ‪..‬‬ ‫إلط أن العديييد ميين الفئييات الشييعبية اليمنييية تييرى أن سييلوك الرئيييس اليمنييي مهييين للشييعب اليمنييي ويعكييس‬

‫تبعية مقيتة للحكم السعودي‪.‬‬ ‫مواجهة عام ‪:1987‬‬

‫أواخر مارس وأوائل أبريل ‪ 1987‬تنااقلت وكالت النباء ووسييائل العلم العالمييية أنبيياء حييول مواجهيية‬ ‫حدودية بين السعودية واليمن الشمالي على الحدود بين البلدين ‪..‬‬ ‫واقد اختلفت الروايات حول طبيعة وحجم المواجهة ‪.2‬‬ ‫فق ييد اقي ييل إن اقي يوات س ييعودية ض ييخمة مدعوم يية بال ييدبابات وال ييدروع اجت ييازت الح ييدود اليمني يية‪ ،‬وان اقي يوات‬ ‫الخييرة اقييد ردت عليهييا وأن حيوالى ‪ 300‬عسييكري ميين القيوات السييعودية و ‪ 200‬ميين القيوات اليمنييية اقييد‬ ‫اقتلوا في دهذه الشتباكات ‪..‬‬ ‫وعند اشتداد المعارك اقامت السعودية بجلب اقوات باكستانية مرابطة على الحدود بييين البلييدين واشييركتها‬ ‫في القتل وأن معظم الضحايا من الجانب السعودي دهم من الباكستانيين‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫أنظر جريدة السفير ي عدد ‪ 4606‬ي ‪ 28‬مارس ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫‪The Europo Year Book 1985, Vol. II, P. 2888‬‬

‫‪1‬‬

‫‪- Crescent Int., Vol. 16 No. 6 (June 1 – 15, 1987), P. 3‬‬

‫ي مجلة العالم ي عدد ‪ 166‬ي ‪ 18‬إبريل ‪.1987‬‬ ‫ي وكالت النباء العالمية منها وكالة النباء الفرنسية‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫‪Keesing s Cont. Archives, 1987, P. 3541 B.‬‬

‫‪-‬‬


‫واق ييد اتهم ييت اليم يين الس ييعودية بال ييدخول ف ييي ح ييدوددها ولك يين بص يييغة مهذب يية‪ ،‬فق ييد ذك ييرت وكال يية النب يياء‬ ‫الفرنسييية اقييول مصييدر دبلوماسييي يمنييي أن "مجموعيية ميين السييعوديين المسييلمين دخلييت أ ارضييي اليميين‬ ‫الشمالي يوم الثنين الماضي واختطفت بعييض الفلحيين بعييد معركيية معهيم "وأضيياف المصييدر نفسييه أن‬ ‫"دهؤلء الفلحين كانوا يعملون في حقولهم داخل الراضي اليمنية واقد أطق سراحهم بعد أن ثبييت أنهييم ل‬

‫يشتركون في عمليات تهريب مخدرات"‪.1‬‬

‫واقد نقلت النباء كذلك أن الجنود الباكستانيين المشاركين مع السييعودية اقييد اعترضيوا علييى القتييال حيييث‬ ‫إن الطرف الخر )اليمني( دهم من المسلمين مما دعادهم إلى إيقاف القتال‪.‬‬ ‫واقييد نقييل عيين أحييد الضييباط الباكسييتانيين العائييدين إلييى باكسييتان مييؤخ ار اقييوله‪ :‬إن أحييد بنييود المعادهييدة‬ ‫المنية العسكرية بين باكستان والسعودية يقضي بعدم الدخول في حرفب مع بلفد إسلمي مجاور‪.‬‬ ‫وبالطبع نفت السعودية الخبر واقالت إنه محاولة لتشويش العلاقة بين البلدين‪.2‬‬ ‫وتنقل النبياء عين أسييباب النيزاع الخييير‪ ،‬أن الكتشياف الحيديث لحتيياطي نفطيي فيي حقييل "أليف" فيي‬ ‫منطقة مأرب شمال اليمن اقدرت بي ‪ 500‬مليون برميل اقابل للتضياعف ميع اسيتمرار التنقييب وبيالرغم أن‬ ‫دهذا الحتيياطي لييس كيبير بالمقارنية ميع الحتياطييات السيعودية الضيخمة‪ ،‬إلط أن السيعودية تخشيى أنيه‬ ‫إذا ما تمكنت اليمن من تصدير نفطها أن تتحييرر فييي سياسياتها وتتخيذ خطي ا مسيتقلا خاصية وأنيه إذا مييا‬

‫افترضنا تصدير اليمن لي ‪ 145000‬برميل فيي الييوم فإنهيا مين المفيترض أن تحصيل عليى نحيو ‪1000‬‬ ‫مليون دولر عام ‪ 1988‬بالسعر الحالي للنفييط )‪ 700‬مليييون دولر ميين صييادرات النفييط و ‪ 300‬مليييون‬ ‫ميين تييوفير وارداتهييا ميين النفييط للسييتهلك المحلييي ي ي بمعييدل ‪ 45000‬برميييل فييي اليييوم(‪ ،‬ويكفيهييا دهييذا‬ ‫المعدل من التصدير لمدة خمس سنوات بانخفاض سنوي اقدره ‪.3% 8‬‬

‫إواثر حصول دهذه الحداث اقام المير عبد ال ولي العهد السعودي ورئيس الحرس الوطني بإيفيياد وزييير‬

‫المعارف عبد العزيز الخويطر إلى اليمن لتسليم رسالة إلى الرئيس اليمني )‪ 1407 / 7 / 14‬دهي(‪.4‬‬

‫‪1‬‬

‫جريدة السفير ي عدد ‪ 4606‬ي ‪ 28‬مارس ‪.1987‬‬

‫‪2‬‬

‫مجلة اليمامة ي عدد ‪ 949‬ي ‪ 11‬إبريل ‪.1987‬‬

‫‪4‬‬

‫جريدة الرياض ي ‪ 1407 / 7 / 16‬دهي‪.‬‬

‫‪Crescent Int., 1 – 15 June 1987 – P. 3.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪3‬‬


‫كمييا اقييام المييير عبييد الي بزيييارة مفاجئيية إلييى مدينيية نجيران )القريبيية ميين الحييدود وميين منطقيية مييأرب الييتي‬ ‫اكتشفت فيها النفط والييتي دار حولهيا خلف تياريخي( حيييث شييهد دهنياك التمريين التعبييوي لقيوات الحييرس‬

‫الوطني الذي سمي )التوحيد(‪ 1‬وذلك في ‪ 29‬رجب ‪ 1407‬دهي )‪ 29‬مارس ‪ 1987‬م‪.2‬‬

‫وفي نجران استقبل المير عبد ال جموعا من المواطنين وذلك لتحسس موااقفهم من الحداث‪.‬‬

‫كما أن الرئيس اليمني علي عبد ال صالح أوفد وزير خارجيته عبد الكريييم الرييياني فيي نفييس الييوم إلييى‬ ‫الكويت لتقديم طلب يمني بالتوسط لدى السعودية لنهاء حالة النزاع والتوتر بين بلده والسعودية‪.‬‬ ‫كما اقام الرئيس اليمني نفسه بزيارة إلى ليبيا بعد أيام فقط من تلك الزيارة‪ ،‬تلتهييا زيييارات مسييؤولين ليييبيين‬ ‫إلى السعودية ودول الخليج لتهدئة الوضاع‪.‬‬ ‫ويقول المرااقبون ان دهذه المواجهة ليست الولى بين البلدين‪ ،‬بل إن مواجهات حدودية محدودة تقع بييين‬ ‫البلييدين كييل عييافم تقريبي ياا‪ ،‬ولكيين دهييذه المواجهيية تتميييز ميين حيييث نوعيتهييا وحجييم القي يوات المشيياركة فيهييا‬ ‫والدوافع التي دفعت إليها‪ ،‬حيث إن اقضية اكتشاف النفط واستقللية القرار اليمني أمر مصيييري بالنسييبة‬

‫لنظرة النظام السعودي لليمن‪.‬‬ ‫ويتواقييع أن تميير العلاقييات السييعودية اليمنييية بمرحليية جديييدة فييي الفييترة القادميية ‪ ..‬فقييد أنشييأ بالفعييل خييط‬ ‫أنييابيب نفطييي ميين حييوض مييأرب إلييى رأس عيسييى علييى البحيير الحميير بطييول ‪ 440‬كيلومييتر‪ ،‬وبطااقيية‬ ‫استيعاب أولى اقدردها ‪ 225‬ألف برميل في اليوم‪ ،‬وضخ نهائي اقدره ‪ 400.000‬برميل في اليوم‪.‬‬ ‫كما اقامت اليمن بشراء نااقلة نفط حمولتها ‪ 400.000‬طن ‪.3‬‬

‫كما أفادت النباء أن اليمن تنوي استثمار حقل نفطي ثييافن خلل العييام ‪ 1988‬إضييافة إلييى حقييل "ألييف"‬

‫اسمه ‪ ..‬ازال ويقع على مسافة ‪ 15‬كيلو متر تقريب ا شمال حقل "ألف"‪.4‬‬

‫ولييذلك لييم يسييتغرب أحييد عنييدما بثييت وكييالت النبيياء خييبر اكتشيياف محاوليية إنقلبييية بييدعم سييعودي فييي‬

‫اليمن بعد حوالي الشهر من المناوشات الحدودية ‪..‬‬ ‫فقد اقالت وكالة أنباء رويتر )‪/ 13‬ي ‪/ 12‬ي ‪ (1987‬نقلا عن مسؤول يمني كبير‪" :‬ان مؤامرة للطاحيية‬

‫بالحكومة اكتشفت فيي مييايو الماضيي وكييانت تتضيمن خطية لغتيييال الرئييس ومسيؤولين بيارزين آخريين‬

‫‪ ..‬ويمكننييا القييول إن الشييخاص الييذين ضييبطنادهم دهنييا علييى صييلة بأعضيياء ميين العائليية اليمنييية المالكيية‬ ‫السابقة ‪ ..‬ودهم يقيمون الن في السعودية"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أرجع بعض المرااقبين السياسيين دهذه التسمية )التوحيد( إلى كونها رسالة إلى اليمنيين حول كون منطقة عسير‬

‫ونجران وجيزان اقد وحددها الملك عبد العزيز ودهي غير اقابلة للتفاوض أو التنازل عنها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫جريدة المدينة‪ ،‬عدد ‪ 781‬ي ‪ 30‬رجب ‪ 1407‬دهي ي ‪ 30‬مارس ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫جريدة السفير‪ ،‬عدد ‪ 4863‬ي ‪ 1986 / 12 / 29‬ي ص ‪.8‬‬

‫‪4‬‬

‫جريدة السفير ي عدد ‪ 4867‬ي ‪ 4‬يناير ‪ 1988‬ي ص ‪.12‬‬

‫‪47‬‬


‫ولذلك فإنه واقبل أسبوع واحد من افتتاح خط أنابيب النفط في رأس أبو عيسى "نفذت مجموعيية عسييكرية‬ ‫فييي ثكنيية "أبييو موسييى الشييعري" العسييكرية مشييروع ا تكتيكيي ا بالشييتراك مييع وحييدات رمزييية ميين السييلحة‬ ‫المختلفة"‪.1‬‬

‫وفي إشارة مبطنة إلى احتمال تكرار الهجمات السعودية التي حصلت فييي الربييع الول ميين عييام ‪1987‬‬ ‫اقييال نييائب رئيييس دهيئيية الركييان فييي كلميية ألقادهييا بالمناسييبة ‪" :‬إن دهييذا المشييروع التكييتيكي يضيياعف ثقتنييا‬ ‫بقدرة اقواتنا المسلحة والمن على التصدي لكل الهجمات المعادية ويرسييخ اقناعتنييا بييأن الثييورة اقييد تخطييت‬

‫منذ زمن بعيد مراحل الخطر ‪.2"..‬‬

‫محاول ت الشعب اليمني‬ ‫التخلص من الهيمنة السعودية‪:‬‬ ‫ل يخفي اليمنيون تذمردهم من النظرة السعودية لهم سواء داخل السعودية أو في اليمن نفسه ‪..‬‬ ‫ففييي السييعودية رغييم أن النظييام السييعودي يييدعي أنييه يعيياملهم "كسييعوديين"‪ ،‬إلط أن مظييادهر السييتخفاف‬

‫والدهانة تظهر على ألسنة المسؤولين السعوديين بين فترة وأخرى عيين اليمنيييين‪ ،‬كمييا يظهيير السييتخفاف‬ ‫في المعاملت الحكومية اليومية لهم‪.‬‬

‫وفي داخل اليمن يشتكي اليمنيون كثي ار من اليد المتنفذة للسفير السعودي في اليمن )القفيزي( حيييث إن‬

‫سلطاته تفوق أحيان ا سلطات وزير في الحكومة اليمنية‪ ،‬وليس من اليسيير ملحظية روح المنهجيية عليى‬ ‫تصرفاته عند زيارته لمنشأة مولتها أو سادهمت في تمويلها بلده‪.‬‬

‫ويتحييدث المسييؤولون السييعوديون بمناسييبة وبييدون مناسييبة عيين أراقييام دعمهييم لليميين وعيين المشيياريع الييتي‬ ‫نفوذدها أو مولودها في اليمن‪ ،‬وذلك بصورة تثير الشمئزاز‪.‬‬ ‫وكثيرة دهي محاولت أبناء الشعب اليمني للتخلص ميين الهيمنيية السييعودية أو لبييداء التييذمر منهييا‪ ،‬ولكيين‬ ‫أبرزدها ثلث حوادث‪.‬‬ ‫أولدهييا‪ :‬محاوليية الغتيييال الشييهيرة الييتي تعييرض لهييا الملييك عبييد العزيييز آل سييعود بعييد تواقيييع معادهييدة‬ ‫الطائف عام ‪.. 1934‬‬

‫‪1‬‬

‫جريدة السفير ي عدد ‪ 4859‬ي ‪ 1987 / 12 / 24‬ي ص ‪.11‬‬

‫‪2‬‬

‫المصدر السابق‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫حيث دهاجم ثلثة حجاج يمنيييين عبييد العزييز بالخنياجر فيي مكيية‪ ،‬واقييد أصيييب المييير سيعود بجيروح فيي‬ ‫ظهره وكتفه واقتل الحراس الشخاص الذين اقاموا بالهجوم‪.‬‬ ‫أميا الثانيية فهيي اختطياف طيائرة ركياب سيعودية دهيي الوليى فيي تارييخ الطييران الميدني السيعودي وذليك‬ ‫في ‪ 6‬نوفمبر ‪ 1984‬م ‪..‬‬ ‫فقد كانت الطائرة ي ودهي من ط ارزترايستار ي اقادمة من لندن إلى جدة ومن ثيم إليى الريياض وبعيد إاقلعهيا‬ ‫من مطار جدة متوجهة إلى الرييياض سييطر أحيد مختطفيهيا عليى اقميرة القييادة وبيييده مسييدس وأجيبر اقائيد‬ ‫الطييائرة علييى التييوجه إلييى طه يران ‪ ..‬فاتصييل اقائييد الطييائرة بمطييار الظه يران وأبلغهييم بييالمر‪ ،‬وطلييب ميين‬ ‫المسييؤولين دهنيياك أخييذ الذن ميين السيلطات اليرانيية بييدخول أجيواء إييران‪ ،‬حيييث جياءت الموافقيية ودهبطيوا‬ ‫في مطار طهران الدولي‪ ،‬ثم استسلموا للسلطات اليرانية ‪..‬‬ ‫واقد كانت مطالبهم تتلخيص فيي واقيف تيدخلت السيلطات السيعودية فيي اليمين الشيمالي‪ ،‬إواطلق سيراح‬

‫السييجناء اليمنيييين السياسيييين فييي السييعودية ودفييع مبلييغ نصييف مليييون دولر كتعييويض عين فصييلهما ميين‬ ‫التدريس دون وجه حق‪.‬‬ ‫واقد كان العتقاد السائد عند بداية الختطاف أن الجهة اليتي تقيف وراءه دهيي "منظمية الثيورة السيلمية‬ ‫في الجزيرة العربية"‪ ،‬ولكن المنظمة المذكورة أصدرت بيانا نفت فيه ذلك ‪ ..‬ومما جاء في البيان‪:‬‬

‫"ولكننا‪ ،‬كمنظمة الثورة السلمية في الجزيرة العربية‪ ،‬فييي اليواقت الييذي ننفييي فيييه أي ارتبيياط لنيا بحيادث‬

‫الختطاف المذكور‪ ،‬نرجوا أن يكون الحادث مدعاة لتوجه الرأي العام لمعانيياة شييعبنا مين اقمييع السييلطات‬ ‫السعودية ولرفض الشعوب السلمية والعربية والحركة السلمية للتييوجه المشيبوه للسياسيية السييعودية"‪،1‬‬ ‫وبيالرغم مين عيدم حصيول المختطفيين عليى مطيالبهم إلط أنهيم اسيتطاعوا بعمليتهيم دهيذه إسيماع مظلوميية‬

‫شعبهم للعالم‪.‬‬

‫أما الحادثة الثالثة فقد كانت محاولة لختطاف طائرة سعودية اقام بها شاب يمني )‪(1985 / 3 / 17‬‬ ‫‪ ...‬فقييد كييانت الطييائرة يي ميين طيراز بوينييج ‪ 737‬متوجهيية ميين جييدة إلييى الكييويت فقييد دهييدد الشيياب اليمنييي‬ ‫بنسييفها بقنبليية يدوييية‪ ،‬ولييم تعليين الحكوميية السييعودية شيييئا ا عيين مطييالبه‪ ،‬واقييد دهبطييت الطييائرة فييي مطييار‬ ‫الظه يران بحجيية أنهييا بحاجيية إلييى واقييود ودهنيياك اقييام حييرس الطييائرة بييإطلق النييار علييى المختطييف "أحمييد‬ ‫ل‪ ،‬إلط أنييه فجيير القنبليية اقبييل مقتلييه بلحظييات فأحييدث بعييض الخسييائر المادييية دون أن‬ ‫العلييوي" وأردوه اقييتي ا‬

‫يصاب الركاب بأي أذى‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫مجلة الثورة السلمية ي عدد ‪ 56‬ي ص ‪.8‬‬

‫‪49‬‬


‫خاتمة‬ ‫دهكييذا وكمييا تابعنييا ‪ ..‬عييانى الشييعب اليمنييي ومنييذ تأسيييس الدوليية السييعودية الولييى ميين الظلييم السييعودي‬ ‫ربما بشكل لم يعان منه شعب آخر سوى شعب الجزيرة العربية نفسه‪.‬‬ ‫‪ ..‬فهذا النظام وضع نفسه وصيا على الشعوب السلمية أينميا كيانت وأراد السييطرة عليهيا ليعييد ي كميا‬

‫يحلو لحكام آل سعود أن يكرروا دائما ي حكم آبائه وأجداده !!‬

‫فيسييتولي علييى الرييياض بهييذا العنيوان ‪ ..‬ويسييتولي علييى مجمييل نجييد بييذات العنيوان ‪ ..‬ثييم يسييتولي علييى‬

‫حائل وما حولها ‪ ..‬ثم إاقليم الحساء بالعنوان ذاته ‪ ..‬ثم يحارب في البيت الحرام ويقتل المؤمنين العزل‬ ‫في الحجاز بنفس العنوان ‪ ...‬ودهكذا سائر المناطق الخرى‪.‬‬ ‫واقد كان عبد العزيز آل سعود يعتقد ي أو لربما يحلو ليه أن يعتقيد ي بييأنه يمكين ليه أن يسيتولي علييى سييائر‬ ‫مناطق الجزيرة العربية بنفس العنوان وبذات السهولة‪ ،‬واقد كان يسيل لعابه ي لشد ما يسيل ي علييى إطلليية‬ ‫)لمملكته( على بحفر ثالث كيالبحر العربيي تفتحهيا عليى العيالم الخيارجي بصيورة أكيبر وتوسيع لهيا مجيال‬

‫الحركيية ‪ ..‬واقييد كييان يتحييين الفرصيية للهجييوم علييى الجييارة الجنوبييية )اليميين( ‪ ..‬إلييى أن جيياءته الفرصيية‬ ‫وأستولى على عسير ونجيران وجييزان وأراد الوصيول إليى أبعيد مين ذليك إلط أنه ليم يسيتطع‪ ،‬أو ليم ييرد ليه‬

‫أسياده ذلك كما منعوه من الستيلء على بلدان الخليج الخرى‪.‬‬

‫وتحييت ضييغط المييدافع والرشاشييات والييدعم البريطيياني السييخي لييه‪ ،‬تمكيين ميين إجبييار المييام يحيييى علييى‬ ‫تواقيييع معادهييدة الطييائف مييع المييام يحيييى عييام ‪ 1934‬ولييم يقبييل ل دهييو ول ميين جيياء بعييده ميين الملييوك‬ ‫بييالعودة إلييى وضييع مييا اقبييل تواقيييع المعادهييدة‪ ،‬حيييث اعتييبرت اليميين مييذ ذاك شييبه ولييية تابعيية للسييعودية‬ ‫تعرض عليها اللتزامات وتتدخل في شؤونها الداخلية‪ ،‬وحتى الخارجية منها ‪..‬‬ ‫واقييد اسييتغل النظييام السييعودي ضييعف الميوارد اليمنييية ليغييدق عليهييا الميوال ميين أجييل شيراء صييمتها عيين‬ ‫المناطق التي أستولى عليها‪.‬‬

‫ودهكذا ظل الشعب اليمني تحت الهيمنة المتغطرسة للنظام السعودي أكثر من نصف اقرفن من الزمان‪.‬‬ ‫‪ ...‬ولكيين ومييع تدشييين خييط أنييابيب النفييط الجديييد فييي اليميين فييي نهاييية عييام ‪ 1987‬م فقييد دخلييت اليميين‬

‫مرحلة جديدة في تاريخها الحديث حيث إن النفط يعني المال والمال يعني الستقلل الاقتصييادي‪ ،‬ودهييذا‬ ‫يعني الستقلل السياسي الذي تخشاه السعودية‪.‬‬ ‫‪ ..‬فاليمن‪ ،‬إوان استمر خاضعا للضغوطات السعودية في عهد الرئييس الحيالي عليي عبيد الي صيالح ‪..‬‬

‫إلط أن الشعب اليمني اقد اقرر أن يمسك زمام أموره بيده‪ ،‬وأن يفعل ما يقرره دهييو ل مييا يقييرره الخييرون ‪..‬‬ ‫إوان استطاع النظام السعودي أن يسقط رئيس ا وينصب آخر فإن دهذا من اقبيل إطاليية أميد حالية الخضييوع‬

‫اليمني له ي ليس إلط ي‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫‪ ..‬فالنفط اقد تفجر تحت أاقدام الشعب اليمني ولن ترجع عقارب الساعة إلى الوراء ‪..‬‬ ‫وان مشييروع الوحييدة بييين شييطري اليميين والييذي طالمييا وضييعت السييعودية العرااقيييل فييي طريقييه عييبر إثييارة‬ ‫الحييروب تييارة‪ ،‬وعييبر دعييم المرتزاقيية المعارضييين لييه أخييرى‪ ،‬وعييبر الغتيييال السياسييي والقتييل ثالثيية ‪ ..‬إن‬ ‫دهييذا المشييروع مرشييح لييه النجيياح فييي دهييذه الفييترة أكييثر ميين أي واقييت مضييى‪ ،‬خاصييه إذا مييا توفييق اليميين‬ ‫السعيد في اقيادات مخلصة تدفعه في دهذا التجاه‪.‬‬ ‫واقييد بييدأت تظهيير للعيييان ب يوادر مشييجعة للوحييدة بييين الشييطرين فييي الونيية الخي يرة مييع التفيياق المبييدئي‬ ‫بينهما حول موضوع النفط ‪ ..‬وكذلك حول فتح حدود البليدين لميواطني البليد الخير بواسييطة الهويية كمييا‬ ‫أعلن في عدن مؤخ ار‪.1‬‬

‫‪ ..‬إن دهذه الوحدة ي إذا ما حصلت وكما ذكرنا آنفا ي سيوف تخليق اقيوة رئيسيية كيبرى فيي الجزييرة العربيية‪،‬‬

‫وتعيد أمجاد اليمن السعيد مرة أخرى‪ ،‬وسوف يثبت الشعب اليمني أنه جندي دؤوب في حاليية السييلم كمييا‬ ‫دهو الحال فيي حالية الحيرب ‪ ..‬وان النظيام السيعودي اليذي يواصيل سياسيته العدوانيية فيي شيراء وتكيديس‬ ‫السلح لن تجديه دهذه السلحة‪ ،‬وأن أجييدته فيإن شيعب الجزييرة العربييية البيي سيوف يرفيض محاربية بلييد‬

‫جافر مسلم له طالما عممر وبنى بلده‪.‬‬

‫‪ ..‬إوان استطاعات الموال السعودية جلب مرتزاقيية ليه مين دهنييا أو دهنياك‪ ،‬فييإن الشييعب المسييلم فيي اليميين‬

‫سوف يثبت اقدرته حينذاك ويسيتعيد حق واقه اليتي سيلبها منيه النظيام السيعودي فيي أدواره الثلثية بيإذن الي‬ ‫تعالى‪.‬‬

‫الملحق‬ ‫الملحق الول‬

‫‪1‬‬

‫إذاعة بي‪ .‬بي‪ .‬سي ي القسم العربي‪ ،‬الول من يوليو ‪.1988‬‬

‫‪51‬‬


‫معالهدة الطائف بين المملكة المتوكلية اليمنية‬ ‫والمملكة العربية السعودية‬ ‫)‪ 6‬صفر سنة ‪ 1353‬لهـ ـ ‪ 19‬مايو سنة ‪ 1934‬م(‬

‫‪1‬‬

‫الحمد ل وحده والصلة والسلم عليى مين ل نيبي بعيده‪ ،‬نحين الميام يحييى بين محميد حمييد اليدين مليك‬ ‫المملكة اليمانية‪ ،‬بما إنه اقد عقدت بيننا وبين حضرة صاحب الجللة الملييك المييام عبييد العزيييز بيين عبييد‬ ‫الرحميين الفيصيل آل سيعود مليك المملكية السييعودية‪ ،‬معادهييدة صييدااقة إسيلمية وأخيوة عربيية لنهياء حالية‬ ‫الحييرب الوااقعيية لسييوء الحييظ بيننييا وبييين جللتييه ولتأسيييس علاقييات الصييدااقة السييلمية بييين بلديهمييا‪،‬‬ ‫وواقعهييا منييدوب مفييوض ميين اقبلنييا ومنييدوب مفييوض ميين اقبييل جللتييه وكلدهمييا حييائزان للصييلحية التاميية‬ ‫المتقابليية وذلييك فييي مدينيية جييدة فييي اليييوم السييادس ميين شييهر صييفر سيينة ثلث وخمسييين بعييد الثلثمائيية‬ ‫واللف ودهي مدرجة مع عهد التحكيم والكتب الملحقة بها فيما يلي‪:‬‬

‫معالهدة صداقة إسلمية وأخوة عربية‬ ‫بين المملكة اليمانية وبين المملكة العربية‬ ‫السعودية‬ ‫حضرة صاحب الجللة المام يحيى بن محمد حميد الدين ملك اليمن من جهة‪.‬‬ ‫وحضيرة صيياحب الجلليية المييام عبييد العزيييز بيين عبييد الرحميين الفيصييل آل سييعود ملييك المملكيية العربييية‬ ‫السعودية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫رغب يية منهم ييا ف ييي إنه يياء حال يية الح ييرب ال ييتي ك ييانت اقائم يية لس ييوء الح ييظ فيم ييا بينهم ييا وبي يين حكومتيهم ييا‬ ‫وشعبيهما‪ ،‬ورغبة في جمع كلمة المة السلمية العربية ورفع شأنها وحفظ كرامتها واستقللها‪.‬‬ ‫ونظ ي ار لضييرورة تأسيييس علاقييات عهدييية ثابتيية بينهمييا وبييين حكومتيهمييا وبلديهمييا علييى أسيياس المنييافع‬

‫المشتركة والمصالح المتبادلة‪.‬‬

‫وحب يا فييي تثييبيت الحييدود بييين بلديهمييا إوانشيياء علاقييات حسيين الج يوار وربييط الصييدااقة السييلمية فيمييا‬

‫بينهما وتقوية دعائم السلم والسكينة بين بلديهما وشعبيهما‪.‬‬

‫ورغبة في أن يكون عضوا واحدا أمام الملمات المفاجئة وبنياني ا مت ارصي ا للمحافظية عليى سيلمة الجزييرة‬

‫العربييية اقيير ار عقييد معادهييدة صييدااقة إسييلمية وأخييوة عربييية فيمييا بينهمييا‪ ،‬وانتييدبا لييذلك الغييرض منييدوبين‬ ‫مفوضين عنهما ودهما‪:‬‬ ‫عن حضرة صاحب الجللة ملك اليمن حضرة صاحب السيادة السيد عبد ال بن أحمد الوزير‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المطامع السعودية التوسعية في اليمن‪ ،‬ص ‪ ،291‬تاريخ العلاقات السعودية اليمنية‪ ،‬ص ‪.307‬‬

‫‪52‬‬


‫وعن حضرة صاحب الجللة ملك المملكة العربية السعودية حضرة صاحب السمو الملكي المير خالييد‬ ‫بن عبد العزيز نجل جللته ونائب رئيس مجلس الوكلء‪.‬‬ ‫واقد منح جللة الملكيين لمنييدوبيهما النفيي اليذكر الصييلحية التاميية والتفيويض المطليق‪ .‬وبعييد أن اطليع‬ ‫المنييدوبان المييذكوران علييى أوراق التفييويض الييتي بيييد كييل منهمييا فوجييدادها موافقيية للصييول‪ ،‬اقيير ار باسييم‬ ‫ملكيهما التفاق على المواد التية‪:‬‬ ‫المادة الولى‪:‬‬ ‫تنتهييي حاليية الحييرب القائميية بييين مملكيية اليميين والمملكيية العربييية السييعودية بمجييرد التواقيييع علييى دهييذه‬ ‫المعادهييدة‪ ،‬وتنشييأ فييو ار بييين جلليية الملكييين وبلديهمييا وشييعبيهما حاليية سييلم دائييم وصييدااقة وطيييدة‪ ،‬وأخييوة‬

‫إسييلمية عربييية دائميية ل يمكيين الخلل بهييا جميعهييا أو بعضييها‪ .‬ويتعهييد الفريقييان السيياميان المتعااقييدان‬ ‫بأن يحل بروح الود والصدااقة جميع المنازعات والختلفيات الييتي اقييد تقيع بينهمييا‪ ،‬وبييأن يسييود علاقتهميا‬ ‫روح الخاء السلمي العربي في سائر الموااقف والحالت‪ ،‬ويشهدان ال على حسين نوايادهميا ورغبتهميا‬ ‫الصي يياداقة في ييي الوفي يياق‪ ،‬والتفي يياق س ي ي ار وعلن ي ياا‪ ،‬ويرج ي يوان مني ييه سي ييبحانه وتعي ييالى أن يوفقهمي ييا وخلفاءدهمي ييا‬

‫وورثاءدهم ييا وحكومتيهم ييا إل ييى الس ييير عل ييى ده ييذه الخط يية القويم يية ال ييتي فيه ييا رض ييا الخ ييالق وع ييز اقومهم ييا‬

‫ودينهما‪.‬‬ ‫المادة الثانية‪:‬‬ ‫يعترف كييل مين الفريقييين السيياميين المتعااقييدين للخير باسيتقلل كيل ميين المملكيتين اسيتقللا تامي ا مطلقي ا‬

‫وبملكيته عليها‪ ،‬فيعترف حضرة صاحب الجللة المام يحيى بن محمد حميد الدين ملك اليميين لحض يرة‬ ‫صيياحب الجلليية المييام عبييد العزيييز ولخلفييائه الشييرعيين‪ ،‬باسييتقلل المملكيية العربييية السييعودية اسييتقللا‬

‫تام يا مطلق ياا‪ ،‬وبالملكييية علييى المملكيية العربييية السييعودية‪ ،‬ويعييترف حض يرة صيياحب الجلليية المييام عبييد‬ ‫العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لحضرة صاحب الجللة المام‬

‫يحيييى ولخلفييائه الشييرعيين باسييتقلل مملكيية اليميين اسييتقللا تام ي ا مطلق ياا‪ ،‬وبالملكييية علييى مملكيية اليميين‪.‬‬ ‫ويسييقط كييل منهمييا أي حييق يييدعيه فييي اقسييم أو أاقسييام ميين بلد آخيير خييارج الحييدود القطعييية المبينيية فييي‬

‫صييلب دهييذه المعادهييدة‪ .‬إن جلليية المييام الملييك يحيييى يتنييازل بهييذه المعادهييدة عيين أي حييق يييدعيه باسييم‬ ‫الوحدة اليمانية أو غيردها في البلد التي دهي بموجب دهيذه المعادهييدة تابعيية للمملكية العربييية السيعودية ميين‬ ‫البلد التي كانت بيد الدارسة أو آل عايض أو في نجيران وبلد يييام‪ ،‬كمييا أن جللية المييام عبيد العزيييز‬ ‫يتنازل بهذه المعادهدة عن أي حق يدعيه من حماية واحتلل أو غيردهما في البلد التي دهي بموجب دهذه‬ ‫المعادهدة تابعة لليمن من البلد التي كانت بيد الدارسة أو غيردها‪.‬‬ ‫المادة الثالثة‪:‬‬

‫‪53‬‬


‫يتفييق الفريقييان السيياميان المتعااقييدان علييى الطريقيية الييتي تكييون بهييا الصييلت والمراجعييات بمييا فيهييا حفييظ‬ ‫مصييالح الطرفييين وبمييا ل ضييرر فيييه علييى أيهمييا‪ ،‬علييى أن ل يكييون مييا يمنحييه أحييد الفريقييين السيياميين‬ ‫المتعااقدين للخر أاقل مما يمنحه لفريق ثالث ول يوجب دهذا على أي الفريقين أن يمنح الخير أكييثر مميا‬ ‫يقابله بمثله‪.‬‬ ‫المادة الرابعة‪:‬‬ ‫خط الحدود الذي يفصل بين بلد كل من الفريقيين السياميين المتعااقيدين موضيح بالتفصييل الكيافي فيميا‬ ‫يلي‪ ،‬ويعتبر دهذا الخط حدا فاصلا اقطعي ا بين البلد التي تخضع لكل منهما‪.‬‬

‫يبدأ خط الحدود بين المملكتين اعتبا ار من النقطة الفاصلة بين )مييدي( و)الموسيم( عليى سياحل البحير‬

‫الحمر إلى جبال تهامة في الجهة الشراقية‪ ،‬ثم يرجع شمالا إلى أن ينتهيي إلييى الحييدود الغربييية الشيمالية‬

‫التي بين )بني جماعة( ومن يقابلهم من جهة الغرب والشمال ثم ينحرف إلى جهة الشرق إلى أن ينتهييي‬ ‫إلى ما بين حدود )نقعه( و)عار( التابعتين لقبيلة )وائلة( وبين حدود يام ثم ينحرف إلى أن يبلغ مضيق‬ ‫)مروان( و)عقبة رفادة(‪ ،‬ثم ينحيرف إليى جهية الشيرق حيتى ينتهيي مين جهية الشيرق إليى أطيراف الحيدود‬

‫بييين ميين عييدا )يييام( ميين )دهمييدان بيين زيييد وائلييي( وغي يره وبييين )يييام( فكييل مييا عيين يمييين الخييط المييذكور‬ ‫الصيياعد ميين النقطيية المييذكورة الييتي علييى سيياحل البحيير إلييى منتهييى الحييدود فييي جميييع جهييات الجبييال‬ ‫المذكورة فهو من المملكة العربية السعودية‪ ،‬فما دهو من جهة اليمن المذكورة دهيو ‪ /‬مييدي ‪ /‬و‪ /‬حيرض‪/‬‬ ‫وبعض اقبيلة ‪ /‬الحراث ‪ /‬و ‪ /‬المير ‪ /‬وجبيال ‪ /‬الظيادهر ‪ /‬و ‪ /‬شيذا ‪ /‬و ‪ /‬الضييعة ‪ /‬وبعيض ‪ /‬العبيادل‬ ‫‪ /‬وجميع بلد وجبال ‪ /‬رازح ‪ /‬و ‪ /‬منبييه ‪ /‬مييع ‪ /‬عييرو آل مشيييخ ‪ /‬وجميييع بلد وجبييال ‪ /‬بنييي جماعية ‪/‬‬ ‫و ‪ /‬سحار الشام يباد ‪ /‬وما يليها ومحل ‪ /‬مريصعه وعمييوم ‪ /‬سييحار ‪ /‬و ‪ /‬نقعية ‪ /‬و ‪ /‬دعييار ‪ /‬وعمييوم‬ ‫‪ /‬وائلة ‪ /‬وكذا الفرغ مع ‪ /‬عقبة نهواقة ‪ /‬وعموم من عيدا ‪ /‬يييام ‪ /‬و ‪ /‬وادعية ظهيران ‪ /‬ميين ‪ /‬دهميدان بيين‬ ‫زيد ‪ /‬دهؤلء المذكورون وبلددهم بحدوددها المعلومة‪ ،‬وكل ما دهو بين الجهات المذكورة ومييا يليهيا مميا ليم‬ ‫يذكر اسمه‪ ،‬مما كان مرتبط ا ارتباط ا فعلي ا أو تحت ثبوت يييد المملكيية اليمانييية اقبييل سيينة ‪ 1352‬دهيي‪ ،‬كييل‬

‫ذلك دهو في جهة اليمين فهو من المملكة اليمانية‪ ،‬وما دهو في جهة اليسار المذكورة ودهييو ‪ /‬الموسييم ‪ /‬و‬ ‫‪ /‬وعلن ‪ /‬وأكثر ‪ /‬الحرشا ‪ /‬و ‪ /‬الخوبة ‪ /‬و ‪ /‬الجابري ‪ /‬وأثر ‪ /‬العبييادل ‪ /‬وجميييع ‪ /‬خيفييا ‪ /‬و ‪ /‬بنييي‬

‫مالك ‪ /‬و ‪ /‬بنييي حرييص ‪ / /‬وآل تليييد ‪ /‬و ‪ /‬اقحطيان ‪ /‬و ‪ /‬ظهيران وادعية ‪ /‬وجمييع ‪ /‬وادعية ظهيران ‪/‬‬ ‫مع مضيق ‪ /‬مروان ‪ /‬و ‪ /‬عقبة رفادة ‪ /‬وما خلفهما من جهة الشرق والشمال ميين ‪ /‬يييام ‪ /‬و ‪ /‬نجيران ‪/‬‬ ‫و ‪ /‬وائل يية ‪ /‬وك ييل م ييا ده ييو تح ييت ‪ /‬عقب يية نهواق يية ‪ /‬إل ييى أطي يراف نجي يران وي ييام م يين جه يية الش ييرق‪ ،‬ده ييؤلء‬ ‫المذكورون وبلددهم بحدوددها المعلومة‪ ،‬وكل ما دهو بين الجهات المذكورة ومييا يليهييا ممييا لييم يييذكر اسييمه‬ ‫مما كان مرتبط ا ارتباط ا فعلي ا أو تحت ثبوت يد المملكة العربية السعودية اقبل سنة ‪ 1352‬دهي‪ ،‬كييل ذلييك‬

‫‪54‬‬


‫دهييو فييي جهيية يسييار الخييط المييذكور فهييو ميين المملكيية العربييية السييعودية‪ ،‬ومييا ذكيير ميين يييام ونج يران و ‪/‬‬ ‫الحضن ‪ /‬و ‪ /‬زور وادعة ‪ /‬وسائر من دهو في نجران من وائلة‪ ،‬فهو بنيياء عليى كيل مييا كييان مين تحكيييم‬ ‫جلليية المييام يحيييى لجلليية الملييك عبييد العزيييز فييي ‪ /‬يييام ‪ /‬والحكييم ميين جلليية الملييك عبييد العزيييز بييأن‬ ‫جميعها تتبع المملكة العربية السعودية‪ ،‬وحيث إن ‪ /‬الحضن ‪ /‬و ‪ /‬زور وادعة ‪ /‬ومن دهو من وائلة فيي‬ ‫نجيران دهييم ميين وائليية‪ ،‬ولييم يكيين دخييولهم فييي المملكيية العربييية السييعودية إلط لمييا ذكيير‪ ،‬فييذلك ل يمنعهييم ول‬

‫يمنع إخوانهم وائلة من التمتع بالصلة والمواصلت والتعاون المعتاد والمتعارف به‪.‬‬

‫ثم يمتد دهذا الخط من نهاية الحدود المييذكورة آنفي ا بيين أطيراف اقبائيل المملكيية العربيية السييعودية وأطيراف‬

‫ميين عييدا ‪ /‬يييام ‪ /‬ميين ‪ /‬دهمييدان بيين زيييد ‪ /‬وسييائر اقبائييل اليميين‪ ،‬فللمملكيية اليمانييية كييل الط يراف والبلد‬

‫اليمانية إلى منتهى حدود اليمن من جميع الجهات وللمملكة العربية السييعودية كييل الطيراف والبلد إلييى‬ ‫منتهى حدوددها من جميع الجهيات‪ ،‬وكيل ميا ذكير فيي دهيذه الميادة مين نقيط شيمال وجنيوب وشيرق وغيرب‬ ‫فهو باعتبار كثرة إتجاه ميل خط الحدود في إتجاه الجهات المذكورة‪ ،‬وكثي ار ما تميل لتداخل مييا إلييى كييل‬ ‫من المملكتين‪.‬‬

‫أما تعيين وتثبيت الخط المذكور وتمييز القبائل وتحديد دياردها على أكمل الوجوه فيكون إجيراؤه بواسييطة‬

‫دهيئة مؤلفة من عدد متسييافو ميين الفريقيين بصيورة وديية أخويية بييدون حيييف بحسيب العيرف والعيادة الثابتيية‬ ‫عند القبائل‪.‬‬ ‫المادة الخامسة‪:‬‬ ‫نظي ار لرغبيية كييل ميين الفريقييين السيياميين المتعااقييدين فييي دوام السييلم والطمأنينيية والسييكون وعييدم إيجيياد أي‬

‫شيييء يشييوش الفكييار بييين المملكييتين فإنهمييا يتعهييدان تعهييدا متقييابلا بعييدم إحييداث أي بنيياء محصيين فييي‬

‫مسيياحة خمسيية كيلومييترات فييي كييل جييانب ميين جييانبي الحييدود فييي كييل الموااقييع والجهييات علييى طييول خييط‬ ‫الحدود‪.‬‬ ‫المادة السادسة‪:‬‬ ‫يتعهييد كييل ميين الفريقييين السيياميين المتعااقييدين بييأن يسييحب جنييده فييو ار عيين البلد الييتي أصييبحت بمييوجب‬

‫دهذه المعادهدة تابعة للفريق الخر مع صون الدهلين والجند عن كل ضرر‪.‬‬ ‫المادة السابعة‪:‬‬

‫يتعهييد الفريقييان السيياميان المتعااقييدان بييأن يمنييع كييل منهمييا أدهييالي مملكتييه عيين كييل ضييرر وعييدوان علييى‬ ‫أدهالي المملكة الخرى في كل جهة وطريق‪ ،‬وبأن يمنع الغزو بين أدهييل البيوادي ميين الطرفييين‪ ،‬ويييرد كييل‬ ‫ما ثبت أخذه بالتحقيق الشرعي من بعد إبرام دهذه المعادهيدة وضيمان ميا تليف وبميا يليزم بالشيرع فيميا واقيع‬

‫‪55‬‬


‫من جناية اقتل أو جرح‪ ،‬بالعقوبة الحاسمة على من ثبت منهم العييدوان‪ .‬ويظييل العمييل بهييذه المييادة سيياري ا‬ ‫إلى أن يوضع بين الفريقين اتفاق آخر لكيفية التحقيق وتقدير الضرر والخسائر‪.‬‬ ‫المادة الثامنة‪:‬‬ ‫يتعهد كل من الفريقين الساميين المتعااقدين تعهدا متقابلا بيأن يمتنعيا عين الرجيوع للقيوة لحيل المشيكلت‬

‫بينهما وبأن يعمل جهددهما لحل ما يمكن أن ينشأ بينهما من الختلف‪ ،‬سيواء كييانت سييببه ومنشييؤه دهييذه‬ ‫المعادهييدة أو تفسييير كييل أو بعييض مواددهييا‪ ،‬أم كييان ناشييئ ا عيين أي سييبب آخيير بالمراجعييات الودييية‪ ،‬وفييي‬

‫حاليية عييدم إمكييان التوفيييق بهييذه الطريقيية‪ ،‬يتعهييد كييل منهمييا بييأن يلجييأ إلييى التحكيييم الييذي توضييح شييروطه‬ ‫وكيفييية طلبييه وحصييوله فييي ملحييق مرفييق بهييذه المعادهييدة‪ ،‬ولهييذا الملحييق نفييس القييوة والنفييوذ اللييذين لهييذه‬

‫المعادهدة ويحسب جزءا منها أو بعضها متمما للكل فيها‪.‬‬ ‫المادة التاسعة‪:‬‬

‫يتعهييد كييل ميين الفريقييين السيياميين المتعااقييدين بييأن يمنييع بكييل مييا لييديه ميين الوسييائل المادييية والمعنوييية‪،‬‬ ‫اسييتعمال بلده اقاعييدة ومركي از لي عمييل عييدواني أو شييروع فيييه أو اسييتعداد لييه ضييد بلد الفريييق الخيير‪،‬‬

‫كما أنه يتعهد باتخاذ التدابير التية بمجرد وصول طلب خطي من حكومة الفريق الخر ودهي‪:‬‬

‫‪ 1‬ي إذا كان السياعي فيي عميل الفسياد مين رعاييا الحكومة المطليوب منهيا اتخياذ التيدابير‪ ،‬فبعيد التحقييق‬ ‫الشييرعي وثبييوت ذلييك يييؤدب فييو ار ميين اقبييل حكييومته بييالدب اليرادع الييذي يقضييي علييى فعلييه ويمنييع واقييوع‬ ‫أمثاله‪.‬‬

‫‪ 2‬ي إن كان الساعي في عمل الفساد من رعايا الحكومة الطالبة اتخاذ التدابير‪ ،‬فييإنه يلقييى القبيض عليييه‬ ‫فو ار من اقبل الحكومة المطلوب منها ويسلم إلى حكومته الطالبة‪ ،‬وليس للحكومة المطلوب منها التسليم‬ ‫عييذر عيين إنفيياذ الطلييب‪ ،‬وعليهييا إتخيياذ كافيية الج يراءات لمنييع ف يرار الشييخص المطلييوب أو تمكينييه ميين‬

‫الهرب وفي الحوال التي يتمكن فيها الشخص المطلوب من الفيرار فييإن الحكومية الييتي فيير مين أ ارضيييها‬ ‫تتعهيد بعيدم السيماح له بيالعودة إليى أ ارضييها ميرة أخيرى‪ ،‬وان تمكين مين العيودة إليهيا يلقيى القبض علييه‬ ‫ويسلم إلى حكومته‪.‬‬ ‫‪ 3‬ي إوان كان الساعي في عمل الفساد من رعايا حكومة ثالثة‪ ،‬فإن الحكومة المطلييوب منهييا والييتي يوجييد‬

‫الشخص على أراضيها‪ ،‬تقوم فو ار وبمجرد تلقيها الطلب من الحكومة الخييرى بطييرده ميين بلددهييا‪ ،‬وعييده‬

‫شخصا غير مرغوب فيه‪ ،‬ويمنع من العودة إليها في المستقبل‪.‬‬ ‫المادة العاشرة‪:‬‬

‫يتعهد كل من الفريقين الساميين بعدم اقبول من يفر عن طاعة دولتييه كييبي ار كييان أم صييغي ارا‪ ،‬موظفي ا كييان‬

‫أم غير موظف‪ ،‬فردا كان أم جماعة‪ ،‬ويتخذ كل من الفريقين السياميين المتعااقيدين كافيية التييدابير الفعالية‬

‫‪56‬‬


‫مين إداريية وعسيكرية وغيردهيا لمنيع دخيول دهيؤلء الفيارين إليى حيدود بلده فيإن تمكين أحيددهم أو كلهيم مين‬ ‫اجتييياز خييط الحييدود بالييدخول فييي أ ارضيييه فيكييون عليييه واجييب نييزع السييلح ميين الملتجييئ إوالقيياء القبييض‬ ‫عليييه‪ ،‬وتسييليمه إلييى حكوميية بلد الفييار منهييا‪ ،‬وفييي حاليية عييدم إمكييان القبييض عليييه تتخييذ كافيية الوسييائل‬

‫لطرده من البلد التي لجأ إليها إلى بلد الحكومة التي يتبعها‪.‬‬ ‫المادة الحادية عشرة‪:‬‬ ‫يتعهد كيل مين الفريقيين السياميين المتعااقيدين بمنيع الفيراد والعميال والميوظفين التيابعين ليه مين المداخلية‬ ‫بييأي وجييه كييان مييع رعايييا الفريييق الخيير بالييذات أو بالواسييطة‪ ،‬ويتعهييد باتخيياذ كامييل التييدابير الييتي تمنييع‬ ‫حدوث القلق أو تواقع سوء التفادهم بسبب العمال المذكورة‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫المادة الثانية عشرة‪:‬‬ ‫يعترف كل من الفريقين الساميين المتعااقدين بأن أدهل كل جهة من الجهات الصييائرة إلييى الفريييق الخيير‬ ‫بموجب دهذه المعادهدة رعية لذلك الفرييق الخير‪ .‬ويتعهيد كيل منهميا بعيدم اقبيول أي شيخص أو أشيخاص‬ ‫من رعايا الفريق الخر رعية له إلط بموافقة ذليك الفرييق‪ ،‬وبييأن تكييون معامليية رعاييا كيل ميين الفريقيين فيي‬

‫بلد الفريق الخر طبقا للحكام الشرعية المحلية‪.‬‬ ‫المادة الثالثة عشرة‪:‬‬

‫يتعهد كل من الفريقين الساميين المتعااقييدين بيإعلن العفيو الشيامل الكاميل عين سييائر الجيرام والعميال‬ ‫العدائييية الييتي يكييون اقييد ارتكبهييا فييرد أو أف يراد ميين رعايييا الفريييق الخيير المقيمييين فييي بلده )أي فييي بلد‬ ‫الفرييق اليذي منيه إصيدار العفو( كميا أنيه يتعهيد بإصيدار عفو عيام شيامل كاميل عين أفيراد رعايياه اليذين‬ ‫لجأوا أو انحازوا أو بأي شكل من الشكال انضموا إلى الفريق الخر‪ ،‬من كل جناية‪ ،‬ومال أخييذوا‪ ،‬منييذ‬ ‫لجأوا إلى الفريق الخر إلى عدددهم كائن ا ما كان ما بليغ‪ ،‬وبعيدم السيماح بيإجراء أي نيوع مين الييذاء‪ ،‬أو‬

‫التعقيييب أو التضييييق بسييبب ذلييك اللتجيياء‪ ،‬أو النحييياز أو الشييكل الييذي انضييموا بمييوجبه‪ ،‬إواذا حصييل‬

‫ريب عند أي الفريقين بواقوع شيء مخالف لهذا العهد كان لمن حصل عنده الريب أو الشك من الفريقين‬ ‫مراجعة الفريق الخير لجيل اجتمياع المنيدوبين‪ ،‬الميواقعين عليى دهيذه المعادهيدة‪ ،‬إوان تعيذر عليى أحيددهما‬ ‫الحضييور فينيييب عنييه آخيير لييه كامييل الصييلحية والطلع علييى تلييك الني يواحي مميين لييه كامييل الرغبيية‬

‫والعناية بصلح ذات البين والوفاء بحقوق الطرفين بالحضور لتحقيق المر‪ ،‬حتى ل يحصل أي حيييف‬ ‫ول نزاع‪ ،‬وما يقرره المندوبان يكون نافذاا‪.‬‬ ‫المادة الرابعة عشرة‪:‬‬

‫يتعهييد كييل ميين الفريقييين السيياميين المتعااقييدين بييرد وتسييليم أملك رعاييياه الييذين يعفييى عنهييم إليهييم أو إلييى‬ ‫ورثتهي ييم‪ ،‬عني ييد رجي ييوعهم إلي ييى وطنهي ييم خاضي ييعين لحكي ييام مملكتهي ييم‪ ،‬وكي ييذلك يتعهي ييد الفريقي ييان السي يياميان‬ ‫المتعااقييدان بعييدم حجييز أي شيييء ميين الحقييوق والملك الييتي تكييون لرعايييا الفريييق الخيير فييي بلده ول‬ ‫يعراقل استثماره أو أي نوع من أنواع التصرفات الشرعية فيها‪.‬‬ ‫المادة الخامسة عشرة‪:‬‬ ‫يتعهييد كييل ميين الفريقييين السيياميين المتعااقييدين بعييدم المداخليية مييع فريييق ثييالث سيواء كييان فييردا أم دهيئيية أم‬

‫حكومة‪ ،‬أو التفاق معه عليى أي أمير يخيل بمصيلحة الفرييق الخير أو يضير ببلده أو يكيون مين و ارئيه‬ ‫إحداث المشكلت والصعوبات له أو يعرض منافعها ومصالحها أو كيانها للخطار‪.‬‬ ‫المادة السادسة عشرة‪:‬‬

‫‪58‬‬


‫يعليين الفريقييان السيياميان المتعااقييدان اللييذان تجمعهمييا روابييط الخييوة السييلمية‪ ،‬والعنصيرية العربييية‪ ،‬أن‬ ‫أمتهما أمة واحدة‪ ،‬وأنهما ل يريدان بأحد ش ار وأنهما يعملن جهددهما لجل تراقية شؤون أمتهما فييي ظييل‬ ‫الطمأنينة والسكون وأن يبذل وسعهما في سائر الموااقف لما فيه الخير لبلديهمييا وأمتهمييا غييير اقاصييدين‬

‫بهذا أية عداوة على أية أمة‪.‬‬ ‫المادة السابعة عشرة‪:‬‬ ‫فييي حاليية الحصييول إعتييداء علييى بلد أحييد الفريقييين السيياميين المتعااقيييدن يتحتييم علييى الفريييق الخيير أن‬ ‫ينفذ التعهدات التية‪:‬‬ ‫أولا ‪ :‬الواقوف على الحياد التام س ار وعلناا‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬المعاونة الدبية والمعنوية الممكنة‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬الشروع فيي الميذاكرة ميع الفرييق الخيرة لمعرفية أنجيح الطيرق لضيمان وسيلمة بلد الفرييق الخير‬

‫ومنع الضرر عنهما والواقوف في مواقف ل يمكن تأويله بأنه تعضيد للمعتدي الخارجي‪.‬‬ ‫المادة الثامنة عشرة‪:‬‬

‫فيي حالية حصيول فتين إواعتيداءات داخليية فيي بلد أحيد الفريقيين السياميين المتعااقيدين يتعهيد كيل منهميا‬

‫تعهدا متقابلا بما يأتي‪:‬‬

‫ل‪ :‬إتخاذ التدابير الفعالة اللزمة لعدم تمكين المعتدين أو الثائرين من الستفادة من أراضيه‪.‬‬ ‫أو ا‬

‫ثانياا‪ :‬منع إلتجاء اللجئين إلى بلده‪ ،‬وتسليمهم أو طرددهييم إذا لجييأوا إليهييا كمييا دهيو موضييح )فييي المييادة‬

‫التاسعة والعاشرة أعله(‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬منع رعاياه من الشتراك مع المعتدين أو الثائرين وعدم تشجيعهم أو تموينهم‪.‬‬

‫رابعاا‪ :‬منع المدادات‪ ،‬والرزاق‪ ،‬والمؤن والذخائر‪ ،‬عن المعتدين أو الثائرين‪.‬‬ ‫المادة التاسعة عشرة‪:‬‬

‫يعلن الفريقييان السيياميان المتعااقييدان رغبتهميا فيي عميل كييل ممكين لتسييهيل المواصيلت البريديية والبراقييية‬ ‫وتزييد التصال بين بلديهما وتسهيل تبادل السيلع والحاصيلت الزراعيية والتجاريية بينهميا‪ .‬وفيي إجيراء‬ ‫مفاوضات تفصيلية‪ ،‬من أجل عقد إتفاق جمركي‪ ،‬يصيون مصيالح بلديهميا الاقتصيادية بتوحييد الرسيوم‬ ‫الجمركية في عموم البلدين‪ ،‬أو بنظام خاص بصورة كاملة لمصييالح الطرفييين‪ ،‬وليييس فييي دهييذه المييادة مييا‬ ‫يقيد حرية أحد الفريقين الساميين المتعااقدين في أي شيء حتى يتم عقد التفاق المشار إليه‪.‬‬ ‫المادة العشرون‪:‬‬ ‫يعلن كل مين الفريقيين السياميين المتعااقيدين اسيتعداده لن ييأذن لممثلييه ومنيدوبيه فيي الخيارج إن وجيدوا‬ ‫بالنيابة عن الفرييق الخير ميتى أراد الفرييق الخير ذليك فيي أي شييء‪ ،‬وفيي أي واقيت‪ ،‬ومين المفهوم أنه‬

‫‪59‬‬


‫حينما يوجد في ذلك العميل شيخص مين كييل مين الطرفيين‪ ،‬فيي مكييان واحيد فإنهميا يتراجعييان فيميا بينهمييا‬ ‫لتوحيييد خطتهمييا‪ ،‬للعمييل العائييد لمصييلحة البلييدين‪ ،‬الييتي دهييي كلميية واحييدة‪ ،‬ومين المفهييوم أن دهييذه الميياة ل‬ ‫تقيد حرية أحد الجانبين بأية صورة كانت في أي حق له كما أنه ل يمكن أن تفسر بحجز حرييية أحييددهما‬ ‫أو إض ارره لسلوك دهذه الطريقة‪.‬‬ ‫المادة الحادية والعشرون‪:‬‬ ‫يلغى ما تتضمنه التفااقية المواقع عليها في ‪ 5‬شعبان سنة ‪ 1350‬ده ي علييى كييل حييال اعتبييا ار ميين تاريييخ‬

‫دهذه المعادهدة‪.‬‬

‫المادة الثانية والعشرون‪:‬‬ ‫تييبرم دهييذه المعادهييدة وتصييدق ميين اقبييل حضي يرة صيياحبي الجلليية الملكييين فييي أاقييرب مييدة ممكنيية نظي ي ار‬

‫لمصلحة الطرفين في ذلك‪ ،‬وتصبح نافذة المفعول ميين تارييخ تبييادل اقي اررات إبرامهييا ميع اسييتثناء ميا نيص‬ ‫عليه في المادة الولى مين إنهياء حالية الحيرب بمجيرد التواقييع‪ .‬وتظيل سيارية المفعول ميدة عشيرين سينة‬ ‫اقمرية تامة‪ ،‬ويمكن تجديييددها أو تعييديلها خلل السيتة الشييهر اليتي تسيبق تاريييخ إنتهياء مفعولهييا‪ ،‬فيإن ليم‬ ‫تجييدد أو تعييدل فييي ذلييك التاريييخ تظييل سييارية المفعييول إلييى مييا بعييد سييتة أشييهر ميين إعلم أحييد الفريقييين‬ ‫المتعااقدين الفريق الخر رغبته في التعديل‪.‬‬ ‫المادة الثالثة والعشرون‪:‬‬ ‫تسييمى دهييذه المعادهييدة بمعادهييدة الطييائف‪ ،‬واقييد حييررت ميين نسييختين باللغيية العربييية الش يريفة بيييد كييل ميين‬ ‫الفريقييين السيياميين المتعااقييدين نسييخة‪ ،‬إواشييهادا بييالوااقع وضييع كييل ميين المنييدوبين المفوضييين تيواقيعه‪6) .‬‬

‫صفر سنة ‪ 1353‬دهي ‪ 1934 / 5 / 19‬م(‪.‬‬ ‫عن السعودية‬

‫عن اليمن‬

‫المير خالد بن عبد العزيز‬

‫عبد ال بن‬ ‫أحمد الوزير‬

‫الملحق الثاني‬ ‫عهد التحكيم بين المملكة العربية السعودية و بين مملكة اليمن‬ ‫بمييا ان حض يرة صيياحبي الجلليية المييامين الملييك عبييد العزيييز ملييك المملكيية العربييية السييعودية والملييك‬ ‫يحييى مليك اليمين اقيد اتفقيا بميوجب الميادة الثامنية مين معادهيدة الصيلح والصيدااقة وحسين التفيادهم المسيماة‬ ‫بمعادهدة الطائف والمواقع عليها في السادس من شهر صفر سيينة ثلث وخمسييين بعييد الثلثمائيية واللييف‬

‫‪60‬‬


‫على أن يحيل إلى التحكييم أي نيزاع أو اختلف ينشيأ عين العلاقيات بينهميا وبيين حكومتيهميا وبلديهميا‬ ‫م ييتى عج ييزت س ييائر المراجع ييات الودي يية ع يين حل ييه ف ييإن الفريقي يين الس يياميين المتعااق ييدين يتعه ييدان ب ييإجراء‬ ‫التحكيم على الصورة المبنية في المواد التية‪:‬‬ ‫المادة الولى‪:‬‬ ‫يتعهد كل من الفريقين الساميين المتعااقدين بييأن يقبييل بإحاليية القضييية المتنييازع فيهييا علييى التحكيييم خلل‬ ‫شهر واحد من تاريخ استلم طلب إجراء التحكيم من الفريق الخر إليه‪.‬‬ ‫المادة الثانية‪:‬‬

‫يجري التحكيم من اقبل دهيئة مؤلفة ميين عيدد متسييافو ميين المحكميين ينتخيب كيل فريييق نصيفهم ومين حكييم‬ ‫وازع ينتخييب باتفيياق الفريقيين السياميين المتعااقيدين إوان ليم يتفقيا عليى ذليك يرشيح كييل منهميا شخصيا فيإن‬

‫اقبييل أحييد الفريقييين بالمرشييح الييذي يقييدمه الفريييق الخيير فيصييبح وازع يا إوان لييم يمكيين التفيياق علييى ذلييك‬

‫تجرى القرعية عليى أيهميا يكيون وازعي ا ميع العليم بيأن القرعية ل تجيرى إل عليى الشيخاص المقبولين مين‬

‫الطرفين‪ .‬فمن واقعت القرعة عليه أصبح رئيس ا لهيئة التحكيم ووازع ا للفصل في القضية إوان لييم يحصييل‬

‫التفاق على الشخاص المقبولين من الطرفين تجري المراجعات فيما بعد إلى أن يحصييل التفيياق علييى‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫المادة الثالثة‪:‬‬ ‫يجييب أن يتييم اختيييار دهيئيية التحكيييم ورئيسييها خلل شييهر واحييد ميين بعييد انقضيياء الشييهر المعييين لجابيية‬ ‫الفريقين المطلوب منه الموافقية عليى التحكييم لقبيوله لطليب الفرييق الخيير‪ .‬وتجتمييع دهيئيية المحكميين فيي‬ ‫المكيان اليذي يتيم التفياق علييه فيي ميدة ل تزييد عن شيهر واحيد بعيد انقضياء الشيهرين المعنييين فيي أول‬ ‫المادة‪ .‬وعلى دهيئة المحكمين أن تعطي حكمها خلل مدة ل يمكيين بيأي حيال مين الحيوال أن تزيييد عين‬ ‫شهر واحد من بعد انقضاء المدة التي عينت للجتماع كما دهو مبين أعله‪ .‬ويعطى حكم دهيئة التحكيييم‬ ‫بالكثرية ويكون الحكم ملزمي ا للفريقيين ويصيبح تنفييذه واجبي ا بمجيرد صيدوره وتبليغيه‪ .‬ولكيل مين الفريقيين‬ ‫السيياميين المتعااقييدين أن يعييين الشيخص أو الشييخاص الييذين يرييددهم للييدفاع عين وجهيية نظيره أميام دهيئية‬

‫التحكيم وتقديم البيانات والحجج اللزمة لذلك‪.‬‬ ‫المادة الرابعة‪:‬‬ ‫أجييور محكمييي كييل فريييق عليييه وأجييور رئيييس دهيئيية التحكيييم مناصييفة بينهمييا وكييذلك الحكييم فييي نفقييات‬ ‫المحاكمة الخرى‪.‬‬ ‫المادة الخامسة‪:‬‬

‫‪61‬‬


‫يعتبر دهذا العهد جزءا متمم ا لمعادهدة الطائف المواقع عليها في دهذا اليوم السادس ميين شييهر صييفر سيينة‬

‫ثلث وخمسييين بعييد الثلثمائيية واللييف ويظييل سيياري المفعييول مييدة سيريان المعادهييدة المييذكورة‪ ،‬واقييد حييرر‬ ‫دهذا من نسختين باللغة العربية يكون بيد كل من الفريقين الساميين المتعااقدين نسخة‪.‬‬ ‫واق ار ار بذلك جرى تواقيعه في اليوم السادس من شهر صفر سنة ثلث وخمسين بعد الثلثمائة واللف‪.‬‬

‫)خالد آل سعود وابن الوزير(‬

‫الملحق الثالث‬ ‫القسام الدارية‬ ‫في الجمهورية العربية اليمنية‬

‫)*(‬

‫المصادر‬ ‫أوال‪ :‬الكتب العربية‪:‬‬

‫ي د ‪ .‬محمد علي الشهاري‪" ،‬المطامع السعودية التوسعية في اليمن"‪ .‬دار ابن خلدون ‪.1979 ،‬‬ ‫ي فتوح عبد المحسيين الخييترش‪" ،‬تاريييخ العلاقييات السييعودية اليمنييية )‪ 1926‬ي ‪ ." (1934‬منشييورات ذات‬

‫السلل‪ ،‬الكويت ‪.1983‬‬ ‫ي أحمد السكاف‪" ،‬أنا عائد من اليمن"‪ .‬دار الكاتب العربي‪.‬‬ ‫ي سلطان ناجي‪" ،‬التاريخ العسكري لليمن ‪ 1839‬ي ‪."1967‬‬ ‫ي فييرد دهاليييداي‪" ،‬المجتمييع والسياسيية فييي الجزي يرة العربييية"‪ .‬تعريييب د‪ .‬محمييد الرميحييي‪ .‬شييركة كاظميية‬ ‫للنشر والترجمة والتوزيع‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1977 ،‬م‪.‬‬ ‫ي محمد انعم غالب‪" ،‬اليمن" ‪ .‬دار الكاتب العربي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪.1966 ،‬‬ ‫ي إبرادهيم بن علي الوزير‪" ،‬لكي ل تمضي في الظلم"‪ .‬دار الشروق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1404 ،‬دهي‪.‬‬ ‫ي عبد ال البردوني‪" ،‬اليمن الجمهوري"‪ .‬مطبعة الكاتب العربي‪ ،‬دمشق‪.1983 ،‬‬ ‫ي فاسيلييف‪" ،‬تاريخ العربية السعودية"‪ ،‬دار التقدم‪ ،‬موسكو‪.1986 ،‬‬ ‫)*(‬

‫مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية‪" ،‬الخصائص السكانية والعمرانية في الجمهورية العربية اليمنية من وااقع‬

‫التعداد الول للسكان"‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم الرياني‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪62‬‬


‫ي عبييد الرحيييم عبييد الرحميين عبييد الرحيييم‪" ،‬الدوليية السييعودية الولييى"‪ .‬معهييد البحييوث والد ارسييات العربييية‬ ‫)جامعة الدول العربية(‪.1969 ،‬‬ ‫ي الحزب الشتراكي اليمني‪" ،‬صالح مصلح اقاسم في رحيياب الخالييدين"‪ .‬دار الهمييداني للطباعيية والنشيير‪،‬‬ ‫عدن‪.‬‬ ‫ي فرد دهاليداي‪" ،‬الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية"‪.‬‬ ‫ي د‪ .‬أحمد سرحال‪" ،‬النظم السياسية والدسييتورية فييي لبنييان والييدول العربييية‪ .‬الطبعيية الولييى ‪ ،1980‬دار‬ ‫الباحث‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫ي عبد الرحمن البيضاوي‪" ،‬أزمة المة العربية وثورة اليمن"‪.‬‬ ‫ي سلطان ناجي‪" ،‬التاريخ العسكري لليمن"‪.‬‬ ‫ي بيتر مانغولو‪" ،‬تدخل الدول العظمى في الشرق الوسط"‪ ،‬دار طلس‪.‬‬ ‫ي عبد ال البردوني‪" ،‬اليمن الجمهوري"‪ .‬مطبعة الكاتب العربي‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة الولى ‪.1983‬‬ ‫ي دهاني الخير‪" ،‬أشهر الغتيالت السياسية في العالم"‪.‬‬ ‫ثانياا‪ :‬اليوميات العربية‪:‬‬

‫ي أعداد متفراقية مين مجلية د ارسيات الخلييج والجزييرة العربيية‪ ،‬والعيداد دهيي‪،26 ،17 ،31 ،47 ،16 :‬‬ ‫‪.22 ،24 ،10 ،30 ،33 ،19 ،35 ،6 ،13‬‬ ‫ل" ص ‪ 23‬ي ‪.26‬‬ ‫ي مجلة المستقبل العربي‪ ،‬عدد ‪ 1985 ،72‬م‪" ،‬الوحدة اليمنية حاض ار ومستقب ا‬

‫ي مجليية المسييتقبل العربييي‪ ،‬عييدد ‪" ،1984 ،65‬السياسيية الخارجييية اليمنييية فييي ضييوء الميثيياق الييوطني‪:‬‬ ‫خمس ركائز وخمس دوائر"‪ ،‬ص ‪ 58‬ي ‪.75‬‬ ‫ي مجلة السياسة الدولية‪ ،‬عيدد ‪ ،57‬يولييو ‪" ،1979‬دوافيع الوحيدة وبيواعث الصيدام بيين شيطري اليمين"‪،‬‬ ‫ص ‪ 87‬ي ‪.92‬‬ ‫ي أعداد متفراقة من مجلة الثورة السلمية‪ ،‬الصادرة عن منظمة الثورة السلمية في الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫ي جريدة السفير اللبنانية‪ :‬أعداد متفراقة‪.‬‬ ‫ي جريدة الرياض السعودية‪ :‬أعداد متفراقة‪.‬‬ ‫ي جريدة المدينة السعودية‪ :‬أعداد متفراقة‪.‬‬ ‫ي جريدة عكاظ السعودية‪ :‬أعداد متفراقة‪.‬‬ ‫ي مجلة العالم ي عدد ‪ 166‬ي ‪ 18‬إبريل ‪ 1987‬م‪.‬‬ ‫ي وكالت النباء العالمية‪.‬‬ ‫إذاعة بي‪ .‬بي‪ .‬سي ي القسم العربي ي الول من يوليو ‪.1988‬‬

‫‪63‬‬


‫ي مجلة اليمامة السعودية ي عدد ‪ 949‬ي ‪ 11‬إبريل ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫‪64‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.