خمسة عشر سنة من الأشرطة المرسومة (القصة المصورة) بتطوان

Page 1

1




‫هذا العمل أُنجز بدعم من وزارة الثقافة‬

‫المسؤل عن النشر ‪ :‬جمعية " شوف " للنهوض بفن األشرطة المرسومة بالمغرب‬ ‫المنسق العام‬

‫‪ :‬سعيد النالي‬

‫التصميم الفني‬

‫‪ :‬عمر ايت سكوزيد و سعيد النالي‬

‫صورة الغالف‬

‫‪ :‬سعيد النالي‪ ،‬عزيز أوموسى‪ ،‬عمر ايت سكوزيد‬

‫مطبعة الخليج العربي‬

‫‪ISBN : 978-9954-36-787-2‬‬ ‫‪Dépôt légal : 2015MO4435‬‬


‫فهرس‬ ‫االفتتاحية‪ :‬المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬السيد المهدي الزواق‬

‫ص‪07.‬‬

‫توطئة‪ ،‬سعيد النالي ‬

‫ص‪08.‬‬

‫تقديم‪ ،‬عبد الكريم الوزاني ‬

‫ص‪09.‬‬

‫كلمة وكالة إنعاش وتنمية الشمال ‬

‫ص‪11.‬‬

‫األشرطة المرسومة المغربية في تطور‪ ،‬جواد الديوري ‬

‫ص‪13.‬‬ ‫ص‪18.‬‬

‫إنشاء شعبة األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ 70 ،‬سنة من التعليم الفني‬

‫ص‪19.‬‬

‫تواريخ ومنارات ‬

‫ص‪20.‬‬

‫شعبة األشرطة المرسومة ‬

‫ص‪21.‬‬

‫شهادات‪ :‬‬

‫ص‪23.‬‬ ‫ص‪23.‬‬

‫‪ -‬‬

‫دانييل صوسيو ‬

‫‪ -‬‬

‫جون ْ‬ ‫أوك يي‬

‫‪ -‬‬

‫دوني الغي ‬

‫ص‪28.‬‬

‫‪ -‬‬

‫رونو دو هين ‬

‫ص‪31.‬‬

‫‪ -‬‬

‫بوزيد بوعبيد ‬

‫ص‪33.‬‬

‫‪ -‬‬

‫عبد العزيز موريد ‬

‫ص‪35.‬‬

‫‪ -‬‬

‫سعيد النالي ‬

‫ص‪37.‬‬

‫ ‬

‫ص‪26.‬‬

‫مجلة "شوف" لألشرطة المرسومة ‬

‫ص‪39.‬‬

‫الئحة خريجي شعبة األشرطة المرسومة ‬

‫ص‪43.‬‬

‫المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‬

‫ص‪44.‬‬

‫لماذا هذا المهرجان ؟ ‬

‫ص‪45.‬‬

‫رسوم وفقاعات حوار مدينة تطوان‪ ،‬مهرجان الروعة والجمال‪ ،‬جواد الديوري‬

‫ص‪48.‬‬

‫آفاق التعاون بين إفريقيا الوسطى والمغرب‪ ،‬كريستوف نْغالي إديمو ‬

‫ص‪50.‬‬

‫دينامية األشرطة المرسومة حاضرة بتطوان‪ ،‬أنطونيو كوسي‬

‫ص‪53.‬‬

‫آفاق مجال األشرطة المرسومة في المغرب‪ ،‬جون فرنسوا شانسون‬

‫ص‪54.‬‬

‫المعهد الفرنسي‪ :‬شريك في المهرجان‪ ،‬أنيتا دولفوس ‬

‫ص‪56.‬‬

‫رحلة ذهاب وإياب في عالم األشرطة المرسومة ‬

‫ص‪57.‬‬

‫‪C‬‬ ‫‪ oming Moroccan comics, Mohamed Ghazala‬‬

‫ص‪61.‬‬

‫محترفو األشرطة المرسومة المدعوون للمهرجان‬

‫ص‪64.‬‬

‫المهرجان في صور ‬

‫ص‪65.‬‬

‫إبداعات طلبة شعبة األشرطة المرسومة‬

‫ص‪65.‬‬ ‫‪5‬‬


‫إفتتاحية‬

‫يستعيد هذا الكتاب تجربة فتية‪ ،‬بقدر ما هي غنية‪ ،‬وهو يحكي قصة األشرطة المرسومة في المغرب‪ ،‬منذ إحداث أول شعبة خاصة‬ ‫بهذا الفن‪ ،‬في المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان سنة ‪ .2000‬من هنا‪ ،‬تكون الثقافة المغربية قد استقبلت فنا جديدا وهي‬ ‫تستقبل قرنا جديدا من قرونها الزاخرة باآلداب والفنون‪.‬‬ ‫ولقد صادف ظهور هذا الكتاب احتفاء الثقافة المغربية الفنية بمرور سبعين سنة على تأسيس المعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫بتطوان‪ ،‬الذي شكل‪ ،‬منتصف أربعينيات القرن الماضي‪ ،‬أول مدرسة للفنون الجميلة في المغرب‪ ،‬وال يزال‪.‬‬ ‫وإذا كانت اإلرهاصات والبدايات األولى للفن التاسع في المغرب‪ ،‬أي فن األشرطة المرسومة‪ ،‬إنما تعود إلى فترة الستينيات‪ ،‬فإن درس‬ ‫األشرطة المرسومة في المغرب لن ينطلق إال في بداية هذا القرن الجديد‪ ،‬من داخل المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬الذي‬ ‫أكد‪ ،‬على الدوام‪ ،‬ريادته للفنون المعاصرة‪ ،‬وحسن وفادته واستضافته لها بكل سخاء وذكاء‪ .‬ليبقى معهد تطوان أول مؤسسة‬ ‫ثقافية وفنية في إفريقيا والعالم العربي‪ ،‬تحتضن شعبة لألشرطة المرسومة‪ ،‬كما يظل المنتدى الدولي لألشرطة المرسومة أول‬ ‫منتدى للفن التاسع على ضفاف حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫كما يصادف تقديم هذا الكتاب ذكرى مرور عشر سنوات على انطالقة المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‪ ،‬والذي بات‬ ‫ينعقد‪ ،‬منذ دورته األخيرة‪ ،‬تحت مسمى "المنتدى الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان"‪.‬‬ ‫هو مهرجان ينظمه المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬ومعه "جمعية شوف"‪ ،‬بشراكة مع وكالة تنمية األقاليم الشمالية‪ ،‬وبتعاون‬ ‫مع أكاديمية الفنون الجميلة بمدينة تورني البلجيكية‪ .‬وفي هذا تأكيد على االستراتيجية الوطنية للثقافية‪ ،‬التي تستند إلى رهان‬ ‫التنمية المندمجة والتشاركية أفقا لتحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية الثالثة وأجندتها الثقافية المقبلة‪ ،‬من خالل الحرص على دعم كل‬ ‫المبادرات الثقافية المشهود لها بالجدة واألناقة‪ ،‬وإنجاح كل اإلبداعات والصناعات الثقافية الخالقة‪.‬‬ ‫واحتضان تطوان لفن األشرطة المرسومة هو احتضان لشكل جديد من أشكال التعبير الثقافي والفني اإلنساني‪ ،‬التي يحتفي بها‬ ‫المغرب‪ ،‬باعتباره عضوا فاعال في اللجنة البين حكومية الدولية المسؤولة عن تنفيذ اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي‪.‬‬ ‫ويبقى فن األشرطة ورشا فنيا جديدا وجديرا بالرعاية‪ ،‬وشكال من أشكال التعبير الثقافي والفني الذي يستحق كل العناية‪.‬‬ ‫وهذا الكتاب الذي نصدره اليوم عمل مؤسس‪ ،‬يوثق لتاريخ فن األشرطة المرسومة وبداياته في المغرب‪ ،‬وينظر لتحدياته وانشغاالته‪،‬‬ ‫ويفتح الصفحات األولى من صفحات التأريخ والتنظير والتفكير الجميل في فن األشرطة المرسومة في المغرب‪.‬‬

‫د‪.‬المهدي الزواق‬ ‫مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‬

‫‪6‬‬


‫توطئة‬

‫تأسست جمعية "شوف" سنة ‪ 2006‬بمبادرة من المدرسين وثلة من خريجي شعبة األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة بهدف النهوض بالفن التاسع في المغرب وجعل مدينة تطوان عاصمة المغرب في مجال األشرطة المرسومة؛ وهذه‬ ‫خطوة بيداغوجية بارزة ووجيهة‪ ،‬وتتمحور حول ثالثة محاور تعتبرها الجمعية متكاملة‪:‬‬ ‫الورشات‪ :‬تؤطر الجمعية ورشات لفائدة األطفال سواء في المؤسسات المدرسية أو في إطار العمل الجمعوي قصد تشجيع‬ ‫المواهب الشابة‪ ،‬وإيجاد مواهب جديدة والنهوض بمطالعة األشرطة المرسومة لدى األجيال الجديدة‪.‬‬ ‫المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‪ :‬أُنشئ المهرجان سنة ‪ ،2004‬وهو يسعى إلى نشر مستجدات األشرطة‬ ‫المرسومة المغربية‪ ،‬والبحث عن مواهب جديدة وتنميتها‪ ،‬وخلق فضاء للقاء بين المدارس والمهنيين والفنانين العالميين‪ ،‬وتشجيع‬ ‫تبادل التجارب‪ ،‬وإنشاء شبكات بين مختلف الفاعلين في مجال الفن التاسع‪ ،‬وإقامة سبل جديدة لتطوير قطاع األشرطة المرسومة‬ ‫ونشره وتنشيطه‪.‬‬ ‫النشر‪ :‬يتمثل المحور الثالث في الطباعة علما أن الطباعة تعد قوة هامة في نشر األشرطة المرسومة‪ ،‬فالجمعية تعمل في‬ ‫هذا االتجاه مستغلة من جهة اإلمكانية الهائلة التي توفرها شبكة اإلنترنت‪ ،‬والسيما عن طريق الشبكات االجتماعية‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬تقوم بنشر مجالت وألبومات وكتب بغية تشجيع مطالعة األشرطة المرسومة والمساهمة في نشرها داخل المجتمع المغربي‪.‬‬ ‫وفي هذا الكتاب الذي هو بين أيدينا‪ ،‬أردنا أن نسرد تجربة األشرطة المرسومة في مدينة تطوان منذ إحداث األقسام األولى‬ ‫لألشرطة المرسومة في المعهد الوطني للفنون الجميلة سنة ‪ 2000‬إلى غاية الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لألشرطة المرسومة‬ ‫بتطوان سنة ‪.2014‬‬ ‫ونغتنم هذه الفرصة لنقدم في الجزء األخير من هذا الكتاب مختارات من مشاريع ألبومات أنجزها طلبة المعهد الوطني للفنون‬ ‫الجميلة‪ ،‬وهي مختارات تمثل مختلف أفواج الخريجين‪ ،‬وكذا تنوع األساليب والمواضيع التي تم تناولها قصد تسليط الضوء على موهبة‬ ‫خريجي المعهد‪.‬‬ ‫وهدفنا ليس هو االحتفال بعيد ميالد‪ ،‬ولكن نريد قياس المشوار الذي قطعناه والمشوار الذي الزال أمامنا‪ .‬لم نحقق بعد‬ ‫جميع أهدافنا‪ ،‬ولكن‪ ،‬ونحن معززين بحوالي ‪ 15‬سنة من التجربة‪ ،‬نستطيع أن نخط آفاق المستقبل الجديدة وأن نعطي دفعة جديدة‬ ‫للشعبة وللمهرجان‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة‪ ،‬تشكر جمعية "شوف" جميع المؤسسات الرسمية والخاصة واألشخاص والشركاء الذين ساهموا على مختلف‬ ‫األصعدة في تطوير األشرطة المرسومة في تطوان‪ ،‬وكذا جميع الذين تعاونوا معنا لنشر هذا الكتاب‪.‬‬ ‫نشكر أيضا وزارة الثقافة على دعمها في إصدار هذا الكتاب وعلى مواكبتها لهذه التجربة منذ إقالعها‪.‬‬ ‫سعيد النالي‬ ‫رئيس جمعية "شوف"‬ ‫‪7‬‬


‫مقدمة‬

‫تقديم هذه التجربة الرائعة‪ ،‬وهي ‪ 15‬سنة من األشرطة المرسومة في تطوان‪ ،‬في سطور معدودة هو امتحان عسير‪ .‬فهذا‬ ‫الكتاب هو تتويج لجهد اجتماعي طويل األمد بدأ منذ ‪ 15‬سنة بإنشاء شعبة خاصة باألشرطة المرسومة داخل المعهد الوطني للفنون‬ ‫الجميلة بفضل المساعدة البيداغوجية التي قدمها أصدقاؤنا البلجيكيون‪.‬‬ ‫وأود بداية أن أشيد بالراحل ِجـلبير راكي ‪ ،Gilbert Raquez‬الخبير البلجيكي المرموق والمدير السابق لألكاديمية الملكية‬ ‫للفنون الجميلة بمدينة تورناي‪ ،‬الذي توفي سنة ‪ .2004‬كان مقتنعا بهذا المشروع‪ ،‬وسانده بكل قواه لدى السلطات البلجيكية‬ ‫المختصة والسيما لدى جمعية إنعاش التربية والتكوين في الخارج (‪.)APEFE‬‬ ‫لم يكن ليكتب النجاح الكامل لهذا المشروع الطموح لوال أيضا الصداقة العميقة التي نسجناها مع دانييل صوسيو (‪Daniel‬‬ ‫‪ ،)Sotiaux‬المندوب السابق لوالونيا–بروكسيل في المغرب‪ ،‬والذي كان محاورا عظيم االهتمام باآلخر‪.‬‬ ‫وفي النهاية‪ ،‬هذه الشعبة مدينة للسيد محمد األشعري شخصيا‪ ،‬وهو وزير الثقافة من ‪ 1998‬إلى ‪ ،2007‬الذي أراد أن يفتح‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة على آفاق أخرى‪ ،‬وأن يدمج األشرطة المرسومة كوسيلة رائعة للتعبير الفني والتواصل ضمن برامج‬ ‫المعهد التربوية‪.‬‬ ‫وأود من جهة أخرى‪ ،‬أن أنوه بالسيد دونيس الغي (‪ )Denis Larue‬الذي عرف بكفاءته وإخالصه كيف يؤطر الفوج األول من‬ ‫شعبة األشرطة المرسومة‪ ،‬وأنوه كذلك بالسيد رونو دو هين (‪ )Renaud De Heyn‬الذي خلفه وتابع العمل بعده إلى آخر لحظة من‬ ‫مهمة عمله التكويني لفائدة الطلبة الذين اختاروا هذا التخصص‪.‬‬ ‫بعد افتتاح شعبة األشرطة المرسومة‪ ،‬رأى مشروع مجلة "شوف" النور لربط تكوين الطلبة بالنشر‪ ،‬وإعطاء دفعة جديدة‬ ‫للشعبة‪.‬‬ ‫وبعد ذلك جاء المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة الذي أُنشئ ليس فقط لمواكبة إحداث شعبة متخصصة في تدريس‬ ‫األشرطة المرسومة داخل المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬ولكن أيضا وخصوصا بهدف النهوض بعالم الفن التاسع في بلدنا وتحفيز‬ ‫مبدعيه ومحبيه وتشجيعهم‪.‬‬ ‫هذا المهرجان هو مبادرة طموحة تفتقت عن إدارة مشتركة بين المغاربة والبلجيكيين لتطوير العمل البيداغوجي والفني‬ ‫المنجز داخل شعبة األشرطة المرسومة‪ ،‬وإلنشاء‪ ،‬في مدينة تطوان‪ ،‬منتدى سنوي خاص بالفن التاسع ليكون مكانا مفضال لجميع‬ ‫المحترفين والهاوين لألشرطة المرسومة‪ ،‬أو ببساطة إحداث فضاء للقاء والقراءة بالنسبة لجمهور الشباب الشغوف الذي ال يجد ما‬ ‫يكفي من منشورات األشرطة المرسومة على رفوف المكتبات واألكشاك المغربية‪.‬‬ ‫وأود أن أشكر جميع من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التجربة‪ ،‬وبصفة خاصة وكالة إنعاش وتنمية الشمال التي‬ ‫دعمت هذه التجربة في مختلف المراحل‪ ،‬سواء بالدعم المالي للشعبة أو بدعم مختلف دورات المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة في‬ ‫تطوان‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫َ‬ ‫شريكـيْـنا وهما المعهد الفرنسي ومعهد سِرفانطيس اللذين ساهما في إنجاح هذه التجربة وال زاال يتعاونان‬ ‫وأشكر أيضا‬ ‫معنا سواء بالنسبة للمهرجان أو بالنسبة لألنشطة الفنية األخرى‪.‬‬ ‫وأتقدم بالشكر الجزيل ألساتذة المعهد على جهودهم ومساهمتهم في إنجاح هذا المشروع الكبير‪ ،‬وبصفة خاصة األستاذ‬ ‫سعيد النالي‪ ،‬رئيس شعبة األشرطة المرسومة ومدير المهرجان‪ ،‬الذي ساهم في تطوير هذه الشعبة‪ ،‬وفتح آفاقا جديدة للمهرجان‬ ‫بعمله داخل جمعية "شوف" التي يرأسها؛ دون أن أنسى السيد جواد الديوري‪ ،‬مدير المهرجان في دوراته الرابعة والخامسة والسادسة‪،‬‬ ‫الذي نوع البرمجة وطور التعاون الدولي ووسع دائرة البلدان المشاركة في المهرجان‪.‬‬ ‫عبد الكريم الوزاني‬ ‫مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة من سنة ‪ 1997‬إلى ‪.2014‬‬

‫‪9‬‬


‫مناطق الشمال كانت دائما مهدا للتظاهرات الفنية‪ ،‬وأتاحت الحضارات المتعاقبة والموقع الجغرافي في محيط البحر األبيض‬ ‫المتوسط الفرصة للشمال لكي ينفتح على الثقافة وعلى الفنون الجميلة تحديدا‪.‬‬ ‫وتعاقبت أجيال من الرسامين مكونة تيارات بصمت تاريخ الفنون الجميلة في شمال المملكة‪ ،‬وهكذا يشهد المعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة على تنوع التعابير الفنية حيث األشرطة المرسومة أصبحت تعد منذ اآلن مسلكا ناشئا يغري بوتيرة متنامية المواهب‬ ‫الشابة المتعطشة للتعبير من خالل الفن‪.‬‬ ‫وتعد وكالة إنعاش وتنمية الشمال طرفا محوريا فاعال في اإلشعاع الفني والثقافي في مدن الشمال‪ ،‬فهي واعية باألهمية‬ ‫التي تكتسيها الثقافة في تنمية المجال‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬نسجل بافتخار أن الوكالة ساهمت سنة ‪ 2005‬في إنشاء شعبة األشرطة المرسومة كتخصص داخل‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬وتمثلت هذه المساهمة في تهيئة الشعبة وتجهيزها‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬فإن الدعم القوي الذي تقدمه الوكالة لمختلف األنشطة التي تنظم في المعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫ولمختلف دورات المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة‪ ،‬وكذا مهرجان النقش والطباعة وأحداث ثقافية أخرى في مدينة تطوان‬ ‫يؤكد اقتناع الوكالة بأن المُنـتَج الثقافي يعطي زخما كبيرا اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ذو قيمة مضافة كبيرة‪.‬‬ ‫وتجلى كل ذلك في مواكبة الوكالة لمختلف المشاريع والمُـنتجات الثقافية خالل العقد األخير مواكبة مستمرة‪ ،‬وهذا يعبر‬ ‫عن تعزيز المكتسبات في مجال مواكبة التنمية المستدامة‪ ،‬ويعد رافعة للتميز‪ ،‬نظرا ألننا أمام مهد ينبغي تطويره بقدر كبير ألنه‬ ‫قطاع المستقبل بالنسبة لجهة الشمال ولمدينة تطوان على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬وفي سياق نفس الدينامية التحفيزية من خالل تنمية المواهب‪ ،‬قامت الوكالة بتجربة مماثلة تمثلت هذه‬ ‫المرة في تجهيز شعبة فنون الرسم الهندسي بثانوية اإلمام الغزالي في نفس المدينة‪.‬‬ ‫ويغمرنا اليوم إحساس بالسعادة‪ ،‬والسيما عندما نرى النتائج المرضية لهذه التجربة اإلفريقية على مشارف أوربا‪ ،‬على غرار ما‬ ‫اكتسبه في هذا المجال جميع الذين تمرنوا على هذا التعبير الفني على الصعيد الوطني والذين أصبحوا مطلوبين كمهنيين على‬ ‫المستوى الدولي‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬شاهدنا بسرعة ظهور مجموعة من الفنانين المغاربة الذين يعتبرون روادا ومدرسة في هذه الشعبة الجديدة‬ ‫بالصيغة المغربية المعاصرة‪ ،‬والتي ما فتئت تبتعد من يوم آلخر عن الممارسات القديمة‪ .‬هذه المواهب الشابة التي أصبحت اليوم‬ ‫طرفا محوريا فاعال في الساحة الفنية تساهم في تطوير الصناعة الفنية على المستوى الوطني‪ ،‬وهي مصدر ينمي المقاوالت الصغرى‬ ‫ذات المنتَج الثقافي‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫وهذا يندرج ضمن امتداد الرؤيا اإلستراتيجية لوكالة إنعاش وتنمية الشمال التي تسعى إلى إثراء اإلبداع الوطني بقدر أكبر‬ ‫لألجيال الجديدة في مجال الصناعة الثقافية‪ ،‬ويستند هذا االمتداد على مسلك تمحور تطوان على الصباغة والفنون المتصلة بها‪.‬‬ ‫إن وجود الصباغة في كل مكان في المشهد الثقافي بمدينة تطوان‪ ،‬وكذا الدور الرمزي الذي قامت به مدرسة الفنون الجميلة‬ ‫التي أصبحت فيما بعد المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ -‬في بروز أهم التيارات الفنية في المغرب هما عنصران يمنحان مدينة تطوان‬‫موهبة فطرية فنية وقدرة ال ريب فيها لتنمية السياحة الثقافية في الجهة‪.‬‬

‫منير البويسفي‬ ‫المدير العام لوكالة إنعاش التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫لعماالت وأقاليم شمال المملكة‬

‫‪11‬‬


‫األشرطة المرسومة المغربية في تطور‬

‫األشرطة المرسومة في المغرب حديثة العهد‪ ،‬إذ ظهر اإلنتاج األول في بداية الستينيات في شكل لوحات قليلة من الرسوم‬ ‫التوضيحية في الجرائد (النهاية‪ ،‬وقذارة الصحة‪ ،‬وجيل الحازقين‪ ،‬والتقشاب لحميد البوهالي‪ ،‬وساتِريكس (‪ )Satirix‬لمحمد فياللي)‬ ‫وفي حكايات مروية في حلقات‪.‬‬

‫ساتِريكس والتقشاب‪ ،‬جريدتان مرسومتان أنشأهما البوهالي والفياللي‬

‫وفي سنة ‪ 1979‬ظهر ألبوم يمدح النظام بعنوان "كان يا مكان‪ ...‬الحسن الثاني"‬ ‫(ألصحابه سيرج سان ميشيل‪ ،‬وبيرنار دوفوسي‪ ،‬وفيليب ستيرني‪ ،‬منشورات فايول)‪ .‬إال أن‬ ‫الكالسيكيات القادمة من فرنسا ذات الطابع التربوي أو الترفيهي (‪Zamba, Bleck, Asterix,‬‬ ‫‪ ،Popeye, Schtroumpfs, Titeuf, Mickey, Pif, Picsou‬الخ‪ ).‬هي التي ستغري الشباب‬ ‫المغربي وتغذي خيالهم‪ ،‬كما أنها ستقوم بدور هام في تعزيز مستوى اللغة الموروثة عن‬ ‫االستعمار‪ ،‬وستمثل وسيلة بيداغوجية ال يستهان بها في تكوين النخبة الجديدة للمغرب‬ ‫المستقل‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫لكن بتطبيق سياسة التعريب سنة ‪ ،1984‬فإن األشرطة المرسومة العربية (القادمة في معظمها من بلدان الخليج ولبنان)‬ ‫ستغزو السوق لتنافس‪ ،‬بل ولتحُل محل األشرطة المرسومة الناطقة بالفرنسية‪ .‬إال أن هذا لن يمنع عودة األشرطة المرسومة‬ ‫الناطقة بالفرنسية كوسيلة لتعليم اللغة الفرنسية في الكتب المدرسية (سلسلة‪ A grands pas‬التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية‬ ‫والتي لم تستمر إال لسنوات قليلة)‪.‬‬ ‫ولن يبرز الفن التاسع في المغرب إال في بداية التسعينيات مع نشر موسوعة في ثالثة أجزاء تحت عنوان "تاريخ المغرب" في‬ ‫سنة ‪( 1993‬التي أنجز رسومها أحمد نوعـيتي وكتبها وجدي ومحمد معزوزي)‪ .‬وفي نفس االتجاه‪ ،‬وبعد مرور إحدى عشر سنة‪ ،‬نشرت‬ ‫مريم الدمناتي‪ ،‬باحثة جامعية‪ ،‬تحت رعاية المعهد الملكي للغة األمازيغية‪ ،‬ألبوما من حوالي عشرين صفحة باللغة األمازيغية بعنوان‬ ‫َّ‬ ‫أوفال" (ملكة المرتفعات)‪ ،‬يحكي مغامرات ملكة شابة ضد قوى الشر‪.‬‬ ‫" تاغلِّيت نايت‬

‫سلسلة ‪ ، A grands pas‬منشورات وزارة التربية الوطنية‬

‫جذور شجرة األركان للعربي باباهَدي ومحفود باباهَدي (‪ ،2008‬منشورات باباهَدي)‬

‫وستعرف بداية القرن تقدما واضحا وتنوعا في نشر األشرطة المرسومة في المغرب‪ .‬فقد نشر محمد بن مسعود‪ ،‬أستاذ‬ ‫الفنون التشكيلية في طنجة‪ ،‬تحت رعاية اليونسكو‪ ،‬ألبومات ذات طابع تربوي‪ ،‬وهي "مدرسة الجودة" سنة ‪ ،2004‬و"حياتنا بيئتنا"‬ ‫سنة ‪ .2006‬كما اشترك مع ع‪ .‬اشبابو في نشر سلسلة تتكون من ست عشرة حلقة حول تاريخ اإلسالم باللغة العربية‪ .‬وقد كرّس‬ ‫العربي باباهَدي‪ ،‬وهو مفعم بشعور العودة إلى الجذور وتثمين الثقافة المغربية‪ ،‬تقاعده لموهبته المكتشفة من جديد في األشرطة‬ ‫المرسومة‪ ،‬وقام بنشر ألبومين بشكل مشترك مع محفوظ باباهدي‪ ،‬وهما "الحاج بلعيد" (سنة ‪ ،2007‬منشورات سابريس)‪ ،‬و"جذور‬ ‫شجرة األركان" (سنة ‪ ،2008‬منشورات باباهدي)‪ ،‬حيث وظف شخصيات (آلهة) استقاها من عالم األسطورة في شمال إفريقيا‪،‬‬ ‫فاألشرطة المرسومة‪ ،‬حسب الكاتب‪ ،‬هي وسيلة "للصلح بين المغاربة الذين عزفوا عن القراءة وبين ثقافتهم وذاكرتهم معا"‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫أما في مجال األشرطة المرسومة االجتماعية والسياسية‪ ،‬فيمكننا أن نذكر ما نشره عبد العزيز مُريد‪ ،‬وهو معتقل سياسي‬ ‫سابق‪" :‬تجويع الفئران تجويعا تاما" (منشورات طارق‪ ،‬سنة ‪ ،)2000‬ثم "الحالق" (منشورات نويغا‪ ،‬سنة ‪ )2004‬حيث يحكي االنتهاكات‬ ‫المتعلقة بحقوق اإلنسان ونضال السجناء السياسيين في سبيل الحريات الديمقراطية‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬بدأ محمد ندراني شُخوصه‬ ‫في زنزانة االعتقال السري في مجمع الرباط (‪ )1976/84‬ونشر سيرته الذاتية بعنوان "توابيت المركب"‪( ،‬منشورات األيام‪ ،)2005 ،‬ثم‬ ‫ملحمة أمير الريف بعنوان "األمير بن عبد الكريم" سنة ‪.2008‬‬

‫"توابيت المركب" (منشورات األيام‪ )2005 ،‬وأمير الريف "األمير بن عبد الكريم" (منشورات األيام‪.)2008 ،‬‬

‫وتتجسد عودة االهتمام باألشرطة المرسومة في مشاركة أقالم المبدعين‬ ‫الفرنسيين المستقرين في المغرب في شخص جون فرانسوا شانسون‪ ،‬الذي نشر‬ ‫له نْويغا‪ ،‬والذي يقوم‪ ،‬منذ بضع سنوات‪ ،‬بجهد ال يستهان به بهدف تعزيز هذه‬ ‫الوتيرة‪ .‬فقد أصدر سنة ‪ » Maroc Fatal « 2007‬أو (المغرب المميت) (يتناول‬ ‫الدعارة والهجرة والرشوة)‪ ،‬ثم « ‪ » Nouvelles maures‬أو (المغاربة الجدد)‬ ‫سنة ‪ .2008‬وقد انتهى لتوه من إنجاز ألبوم جماعي سيظهر رسميا في مهرجان‬ ‫تطوان في شهر ماي ‪ 2010‬يحمل عنوان «‪»La traversée, l’enfer du Hrig‬‬ ‫أو (العبور‪ ،‬جهنم الحريك) الذي كتبه ورسمه مجموعة من الكتاب والرسامين من‬ ‫المغرب (من بينهم خريجو المعهد الوطني للفنون الجميلة) ومن فرنسا‪ ،‬الذين‬ ‫يروُون شهادات حقيقية عن مغامرات الهجرة السرية‪ .‬ويشتغل حاليا قصد إنجاز‬ ‫« ‪ » Le Trésor des Oudayas‬أو (كنز األوداية) الذي أنجز رسومه البلجيكي‬ ‫دومينيك مونيي‪ .‬وأصدر الناشر ذاته سنة ‪ 2008‬ألبوما بعنوان «‪Tempête sur le‬‬ ‫‪ »Bouregreg‬أو (عاصفة فوق بورقراق) (رسوم‪ :‬حسن معناني‪ ،‬خريج المعهد‬ ‫الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬سيناريو‪ :‬ميلودي نويغا)‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫وتنضاف إلى ذلك الحكايات المصورة الموجهة للناشئة التي تجمع عادة خريجي المعهد الوطني للفنون الجميلة (‪" ،2009‬الغابة‬ ‫تحكي" ليوسف الريحاني‪ ،‬كاتب مسرحي‪ ،‬وأنجز الرسوم إسماعيل أولحاج عال‪ ،‬من شعبة األشرطة المرسومة‪ ،‬فوج ‪ )2008‬إلى جانب‬ ‫عشرات من ألبومات بحوث التخرج من المعهد الوطني للفنون الجميلة منذ إحداث شعبة األشرطة المرسومة سنة ‪ ،2003‬والتي تقبع‬ ‫في رفوف مكتبة المعهد‪.‬‬ ‫إن إسهام كتاب األشرطة المرسومة المغاربة ال يقتصر فقط على المغرب‪ ،‬بل إن عددا كبيرا منهم بدأ يجد مكانه في دُور‬ ‫النشر الكبرى في فرنسا وبلجيكا‪ ،‬ونذكر على سبيل المثال يوسف داودي (منشورات كاستيرمان‪ 3 ،‬ألبومات)‪ ،‬وعفيف خالد (منشورات‬ ‫الشمس‪ 4 ،‬ألبومات)‪ ،‬ومهدي بوعالم (بروكسيل‪ ،‬المشاركة في معارض في فرنسا وبلجيكا‪ ،‬حصل على الجائزة األولى لألشرطة‬ ‫المرسومة من االتحاد األوروبي سنة ‪ .)2009‬كما أن رسامين آخرين من جنسيات مختلفة تناولوا المغرب في أشرطتهم المرسومة‪.‬‬ ‫ونذكر منهم دافني كولينيون‪ ،‬مقيمة في المغرب (‪ ،Coelacanthes, Le rêve de pierres‬منشورات ‪،)Vents d’Ouest‬‬ ‫ودونيس الغي (‪ ،La maison d'éther‬منشورات ‪ ،)Futuropolis، 2009‬التي يحكي فيها السنتين التي قضاهما في تطوان عندما‬ ‫قدم إلطالق شعبة األشرطة المرسومة في المعهد الوطني للفنون الجميلة‪.‬‬ ‫ففي شهر أكتوبر ‪ ،2003‬وبفضل شراكة مع مندوبية والونيا‪-‬بروكسيل في الرباط‪ ،‬أُحدثت شعبة األشرطة المرسومة في‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان‪ ،‬والتي تخرج منها‪ ،‬منذ ذلك الوقت‪ ،‬ما ال يقل عن عشرين شابا متخصصا في األشرطة‬ ‫المرسومة‪ .‬وهو التخصص الوحيد من هذا النوع في إفريقيا‪ ،‬إذ يشكل كل من الرسم‪ ،‬والتحليل‪ ،‬والتقطيع‪ ،‬والسيناريو‪ ،‬والتلخيص‪،‬‬ ‫وبحوث التخرج‪ ،‬محاور أساسية في التكوين الذي َّ‬ ‫يُمكن من تزويد السوق بمهنيين ذوي كفاءة عالية في الفن التاسع‪ .‬كما أن‬ ‫عددا كبيرا منهم توظفه كل سنة شركة ألعاب الفيديو "يوبيسوفت" في الدار البيضاء‪ .‬والغريب أننا اكتشفنا في تطوان أقدم‬ ‫شريط مرسوم مغربي وصل إلينا باللغة العربية تحت عنوان "صقر الصحراء" في حوالي عشرين صفحة يعود إلى سنة ‪( 1950‬دون‬ ‫ذكر الكاتب)‪.‬‬ ‫ومجمل القول‪ ،‬وفي ختام هذه النظرة العامة غير الشاملة‪ ،‬يبدو أن مستقبال زاهرا ينتظر األشرطة المرسومة المغربية‪ .‬وفي‬ ‫الواقع‪ ،‬فإن مرحلة التكوين الحالية يرافقها جهد ال يُستهان به للرقي بالفن التاسع في المغرب‪ ،‬وقد خُصصت له ثالثة أحداث‬ ‫أساسية بأكملها‪ .‬أوال المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة في تطوان الذي بلغ دورته السادسة (‪ 24-29‬ماي ‪ ،)2010‬وأوشك أن‬ ‫يصبح موعدا دوليا رفيع المستوى يضم تكوين القدرات وتوزيعها وتقاسمها‪ .‬فمنذ آخر دورة (ماي ‪ ،)2008‬أُقيم عدد من الورشات‬ ‫قبل تنظيم المهرجان (سيناريو‪ ،‬لوحات جدارية‪ ،‬تنشيط)‪ ،‬إضافة إلى مسابقة خاصة بالمواهب الشابة التي يقل عمرها عن ثالثين سنة‪،‬‬ ‫ضمّت نحو عشرين كاتبا من كتاب األشرطة المرسومة من البلدان المطلة على البحر األبيض المتوسط‪ ،‬إلى جانب لقاءات بين مهنيي‬ ‫هذا الميدان مكنت من االنكباب على دراسة وضعية الفن في المملكة‪ ،‬فضال عن المعارض التي ستغادر هذه السنة جدران المعهد‬ ‫الوطني للفنون الجميلة لتذهب للقاء الجمهور العريض‪.‬‬

‫الدورة السادسة من المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة في تطوان (‪ 24-29‬ماي ‪)2010‬‬

‫‪15‬‬


‫وتمّ تكريم األشرطة المرسومة وسينما الرسوم المتحركة في إفريقيا تكريما خاصا‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬جاء المهرجان الجامعي‬ ‫لألشرطة المرسومة ّ‬ ‫(تنظمه جامعة ابن طفيل بالقنيطرة في شهر يوليوز من كل سنة) الذي وصل إلى دورته الثالثة‪ ،‬و"يسعى‬ ‫إلى النهوض باألشرطة المرسومة كأداة تعليمية‪ ،‬وإلى التعريف بأعمال الكتاب الشباب وتسهيل التبادل بين مهنيّي الفن التاسع‬ ‫والناشرين"‪ .‬وقد خصص المهرجان األخير لألشرطة المرسومة والعلوم‪ .‬وأخيرا‪ ،‬مهرجان فاس المدينة التي ترتدي الفقاعات‪ ،‬الذي‬ ‫ّ‬ ‫ينظمه المركز الفرنسي بفاس‪" ،‬يطمح إلى تطوير هذا النوع الفنّي وخلق فضاء للتنشيط والحوار والتبادل حول األشرطة المرسومة"‪.‬‬ ‫وهناك أداة أخرى‪ ،‬ال تقل أهمية‪ ،‬للنهوض باألشرطة المرسومة في المغرب بدأت تشق طريقها‪ ،‬وهي المجلة المتخصصة‪.‬‬ ‫بداية مع مجلة "شوف" التي تصدرها الجمعية التي تحمل نفس االسم (انظر مدونة ‪ chouflabd‬على الشبكة العنكبوتية)‪ ،‬والتي‬ ‫أسسها أساتذة وتالمذة المعهد الوطني للفنون الجميلة منذ تنظيم المهرجان األول لتطوان‪ ،‬بلغت عددها الرابع‪ .‬فهي تعرض‬ ‫أقالم وريشات المبدعين الشباب بالمعهد الوطني للفنون الجميلة‪ .‬وتطمح الجمعية التي أطلقت هذه التجربة إلى النهوض باألشرطة‬ ‫المرسومة في المغرب‪ ،‬وخاصة في جهة طنجة تطوان‪ .‬ففي رصيدها مجموعة من الورشات الخاصة بتالميذ المدارس ومختلف‬ ‫الجمعيات الموجودة في المنطقة‪ .‬كما يُنتظر أن تأخذ زمام أمور تنظيم مهرجان تطوان ابتداء من دورته القادمة‪ .‬وهناك تجربة‬ ‫أخرى هامة جدا‪ ،‬لكن لألسف لم تعمر طويال‪ ،‬وهي مجلة ‪ BédoMag‬التي صدر عددها األول في الدار البيضاء في أبريل ‪.2009‬‬ ‫وتجمع المجلة‪ ،‬المرسومة في ‪ 48‬صفحة‪ ،‬والمُوزعة والقابلة للتحميل مجانا‪ ،‬بين "الفكاهة‪ ،‬وفارق الزمن والترفيه" حسب تعبير مهدي‬ ‫العبودي‪ ،‬مدير النشر‪ .‬لكن إصدار المجلة توقف في العدد الثالث الصادر يوم ‪ 27‬ماي ‪ 2009‬نظرا ألنها تمول بالكامل بواسطة‬ ‫اإلشهار الذي يغطي بالكاد نفقات الطبع‪ .‬إنها محاولة جميلة وواعدة‪ ،‬نتمنى لها أن تتمكن من تجاوز هذه المصاعب ولم ال العودة‬ ‫بقوة‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬فالمشهد ليس سوداويا‪ ،‬المواهب والقراء موجودون‪ ،‬ويبقى فقط إيجاد الوسائل لتقريبهم والتوفيق بينهم والسيما‬ ‫من خالل تشجيع إنتاج مقبول وفي متناول شريحة واسعة من الناس‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬يظل الهاجس الحقيقي هو القراءة التي تعد هي‬ ‫األخرى ضحية كلفة النشر والتوزيع الباهظة‪ ،‬فاأللبوم الذي يُباع بمائة درهم ليس في المتناول‪ ،‬ويبدو أنه ال يعود بشيء يذكر على‬ ‫الناشر‪ .‬ومن وجهة نظري‪ ،‬ينبغي توفر شرطين ضروريين من أجل جذب القارئ‪ :‬من جهة‪ ،‬إيجاد وفاق بين جودة الطباعة وميزانية‬ ‫القارئ المفترض‪ ،‬ومن جهة أخرى خلق شخوص نموذجية مغربية مستوحاة من الخيال الجماعي‪ ،‬تكون قادرة على اإلغراء بالقراءة‪،‬‬ ‫وفي نفس الوقت‪ ،‬على نسج رابط مع المجتمع المغربي الجديد والمعاصر والناشئ‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬توجد محاوالت قيد اإلنجاز‪ ،‬لكن‬ ‫هل ستؤتي أُكلها؟ لذا ينبغي التحلي بالكثير من الصبر والمثابرة‪.‬‬

‫جواد الديوري‬ ‫مارس ‪2010‬‬

‫‪16‬‬


‫إحداث شعبة األشرطة المرسومة‬ ‫بالمعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫بتطوان‬

‫‪17‬‬


‫المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ 70 :‬سنة من التعليم الفني‬

‫المعهد الوطني للفنون الجميلة هو مؤسسة عليا للتعليم الفني تحت وصاية وزارة الثقافة‪ ،‬وهو يكون فنانين ومبدعين‪،‬‬ ‫ويقوم بتحفيز بروز مواهب جديدة‪ ،‬وبتكوين شخصيات مبدعة (فنانون‪ ،‬ومصممون‪ ،‬وكتاب األشرطة المرسومة‪ )...،‬لها القدرة‬ ‫على سلك مسارات مختلفة داخل طيف واسع من فروع المعرفة‪ .‬ويضطلع فريق من الفنانين والمهنيين ذوي الخبرة بالتأطير النظري‬ ‫والفني والتقني للدراسات داخل المعهد‪.‬‬ ‫التكوين‪ :‬يوفر المعهد الوطني للفنون الجميلة التعليم في ثالث شعب وهي الفن والتصميم الجرافيكي واألشرطة المرسومة؛‬ ‫وينتظم التكوين في سلكين‪ ،‬ويستغرق التكوين سنتين في كل سلك‪.‬‬ ‫ويستند مشروع المعهد البيداغوجي في آن واحد على مقاربة ثقافية وفنية مع تيسير سبل البحث والخبرة‪ ،‬إذ تتعزز الدروس‬ ‫النظرية واألعمال التطبيقية بفترات التدابير‪ ،‬وأقسام الطلبة الموهوبين‪ ،‬وزيارات ميدانية‪ ،‬وإنجاز بحوث تتوج المسار الدراسي في‬ ‫المعهد‪ .‬إن التكوين في المعهد صيغ لمصاحبة الطلبة نحو التدبير الذاتي اللتزاماتهم الفنية‪.‬‬ ‫وفضال عن المهمة التربوية والتعليمية‪ ،‬يساهم المعهد بقوة في تنشيط الساحة الفنية المغربية‪ ،‬فهو ينظم عدة أنشطة‬ ‫في السنة‪ ،‬ويشارك في عدة تظاهرات سواء في المغرب أو في الخارج‪ .‬وقد أبرم عدة اتفاقيات تعاون وطنية ودولية للنهوض بالتبادل‬ ‫البيداغوجي والثقافي والفني‪.‬‬ ‫آفاق مهنية‪ :‬إن عددا كبيرا من الفنانين المعروفين حاليا في الساحة الفنية تم تكوينهم في المعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫بتطوان‪ ،‬ويواصل الشباب الحاصل على دبلوم المعهد وضع بصمته في عالم الفنون الجميلة على المستوى الوطني والدولي‪.‬‬ ‫وإلى جانب الميدان الفني‪ ،‬يخول دبلوم المعهد الوطني للفنون الجميلة الولوج إلى ميادين مهنية مختلفة مثل التعليم واإلعالم‬ ‫والتواصل الجرافيكي واإلشهار والنشر والصحافة والتصميم الجرافيكي باإلضافة إلى جميع المهن الجديدة المرتبطة باإلبداع الرقمي‪.‬‬ ‫كما يمكن لهم كذالك مزاولة مهنهم بوضعيات مهنية مختلفة إما مستقال أو أجيرا (وكاالت األنباء‪ ،‬والتواصل‪ ،‬والتصميم‪ )...،‬أو‬ ‫موظفا لدى الدولة (وزارة الثقافة‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ )...،‬أو في الجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫تواريخ ومنارات‬

‫‪ - 1945/1957‬المدرسة التحضيرية للفنون الجميلة‪.‬‬ ‫أُسست المدرسة التحضيرية للفنون الجميلة بمدينة تطوان ‪-‬التي‬ ‫ستنجب الحقا المعهد الوطني للفنون الجميلة الحالي‪ -‬سنة ‪1945‬‬ ‫على يد الرسام اإلسباني مَريانو بِرتوشي‪ ،‬وأُقيمت في المبنى الذي‬ ‫يأوي اليوم مدرسة الفنون والحرف‪ .‬وسترى هذه المدرسة النور‬ ‫رسميا بمقتضى الظهير الصادر بتاريخ ‪ 27‬نونبر ‪.1946‬‬

‫‪ - 1957/1993‬المدرسة الوطنية للفنون الجميلة‪.‬‬ ‫في سنة ‪ ،1957‬دشن الملك محمد الخامس مؤسسة جديدة‬ ‫وهي "المدرسة الوطنية للفنون الجميلة"‪ ،‬أدارها هذه المرة الفنان‬ ‫المغربي محمد السرغيني؛ وخُصص لها طاقم تربوي مغربي‬ ‫يتكون من خريجي الفوج األول للمدرسة وهم (مغارة‪ ،‬وفخار‪،‬‬ ‫والوزاني‪ ،‬وبوزيد‪ ،‬وبنسفاج‪ ،‬وغيرهم)‪ .‬وسعت اإلدارة الجديدة إلى‬ ‫مغربة المؤسسة وإلى تكوين أجيال جديدة من الفنانين المغاربة‪.‬‬

‫‪ - 1993‬المعهد الوطني للفنون الجميلة‪.‬‬ ‫في سنة ‪ ،1993‬رُفعت المدرسة إلى صف المؤسسات العليا‬ ‫بمقتضى مرسوم وزارة الثقافة لتصبح تحمل اسم "المعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة"‪ .‬وحدد المرسوم من جديد مهام المعهد وأوكل‬ ‫له مهمة تكوين أطر عليا في ميدان الفنون التشكيلية والفنون‬ ‫التطبيقية‪.‬‬ ‫ومنذ ذالك الحين‪ ،‬لم يتوقف المعهد الوطني للفنون الجميلة عن‬ ‫توسيع عروضه التكوينية‪ ،‬فأنشأ مسلك "التصميم" سنة ‪1993‬‬ ‫وتخصص األشرطة المرسومة سنة ‪.2000‬‬ ‫‪19‬‬


‫شعبة األشرطة المرسومة‬

‫أسست شعبة األشرطة المرسومة في المعهد الوطني للفنون الجميلة سنة ‪ 2000‬في إطار التعاون بين وزارة الثقافة‬ ‫ومندوبية والونيا‪-‬بروكسيل في الرباط‪ .‬وستكون أول شعبة من نوعها في العالم العربي وإفريقيا‪.‬‬ ‫ويتلخص طموح هذا الشعبة في تكوين "مؤلفين شاملين"‪ ،‬وهذا يعني إتقان تام لكل جوانب السرد الجرافيكي‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ضرورة منح الطلبة تعليما دقيقا ومتنوعا من أ جل اكتساب استقالل ذاتي إبداعي في ميدان السرد بواسطة الصور‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬شُرع في تدريس تقنيات اختيار الصورة‪ ،‬والتقطيع‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والسيناريو‪ ،‬والرسم‪ ،‬ونقش الرسوم البيانية‬ ‫باستعمال الحاسوب‪ ،‬والنشر‪ ،‬إلخ‪ ...‬من أجل تمكين الطلبة تدريجيا من التوفيق بين ما يستوجبه إنتاج الصور السردية وعالمهم الخاص‬ ‫واختياراتهم الشخصية‪.‬‬ ‫إن المعهد الوطني للفنون الجميلة ال يكتفي فقط بالقيام بتكوين فني ومهني داخل حجراته‪ ،‬بل يعمل أيضا بغية تطوير‬ ‫األشرطة المرسومة ونشرها في تطوان على وجه الخصوص وفي كل أنحاء المغرب بصفة عامة‪ .‬والهدف من وراء ذلك هو منح الفن‬ ‫التاسع المكانة التي يستحقها كوسيلة للتعبير الفني‪.‬‬

‫‪20‬‬


21


‫شهادات‬ ‫دانييل صوسيو‬

‫‪Daniel Sotiaux‬‬

‫كانت لدانييل صوسيو‪ ،‬الذي شغل منصب مندوب الجالية الناطقة بالفرنسية‬ ‫لمقاطعة والونيا‪-‬بروكسيل وجهة والون في المغرب خالل الفترة ما بين سنتي ‪1999‬‬ ‫و‪ ،2004‬مساهمة فعالة في مشروع إحداث قسم األشرطة المرسومة في تطوان في‬ ‫سنة ‪ ،2000‬وفي إطالق مهرجان تطوان الدولي لألشرطة المرسومة الذي كرّمه خالل‬ ‫دورته الثامنة‪.‬‬

‫يعود الفضل في مشروع إحداث قسم لألشرطة المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة لمديره السيد عبد الكريم الوزاني‬ ‫ولوزير الثقافة خالل تلك الفترة وهو السيد محمد األشعري‪ .‬فقد صمم األول هذا المشروع‪ ،‬في حين قدم له الثاني الدعم المستمر‪.‬‬ ‫وقد سعى المعهد الوطني للفنون الجميلة من خالل هذا المشروع إلى فتح مسارات تكوينية في وجه الطالب الراغبين في‬ ‫تعلم المهن الفنية مع مواكبة اإلبداع المعاصر‪ .‬كما سعى المشروع أيضاً إلى فتح أبواب المعهد في وجه مهن اإلعالم إلى جانب‬ ‫المهن التقليدية للفنون الجميلة‪ .‬لذلك‪ ،‬كان قرار إحداث قسم األشرطة المرسومة اختياراً فرض وجوده بشكل سريع ومنطقي إذ‬ ‫يمكن اعتبار الشريط المرسوم إحدى أفضل مدارس التواصل التي تجمع بشكل دائم بين قوة الرسم (وقدرته على االبتكار) وبين‬ ‫تناسب الكتابة معه‪ .‬ففن األشرطة المرسومة هو مهنة الصرامة القصوى حيث يتعين على المؤلف أن يضطلع بأدوار كاتب السيناريو‬ ‫والفنان التشكيلي ومصمم الصفحات وأن يتوفر على حس التقطيع‪ .‬كما يجب على المؤلف أن يكون كاتباً قادراً على سرد قصص‬ ‫بسيطة ومشوقة‪ ،‬وأن يكون صحافياً‪ ،‬ومربياً ‪...‬‬ ‫بعد اتخاذ القرار‪ ،‬بقيت مسألة تنفيذه وإيجاد السبل الكفيلة بتصميم تكوين ذي مستوى عال‪.‬‬ ‫تمثلت الخطوة األولى في إعداد برنامج التكوين‪ .‬وبالنظر إلى انعدام متخصصين في فن األشرطة المرسومة في تطوان‪ ،‬وجهت‬ ‫الدعوة لبعض الخبراء األجانب قصد استشارتهم في هذا المجال‪ .‬وكانت نتيجة ذلك وضع برنامج للدروس يمتد على مدى أربع سنوات‪.‬‬ ‫وقد راعى هذا المنهاج دمج المهارات التي يتعين اكتسابها (معرفة الرسم‪ ،‬ومعرفة الكتابة‪ ،‬ومعرفة كيفية تقطيع القصة‪،)...‬‬ ‫والموارد البشرية المتاحة (أساتذة الرسم‪ ،‬والسينما‪ ،‬والكتابة ‪ .)...‬كما سعى بشكل عام إلى توخي جانب الحرفية والمصداقية مع‬ ‫تقديم تكوين ذي مستوى عال يستمد أساسه من األساليب المتبعة في أفضل مدارس فرنسا وبلجيكا على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫وبعد إنجاز هذه المهمة وإيجاد األساتذة المغاربة‪ ،‬كان من الالزم البحث عن أشكال الدعم من خالل أشكال التعاون األجنبي‬ ‫قصد "سد" الثغرات‪.‬‬ ‫وفي تلك الفترة بالذات‪ ،‬ربط المعهد الوطني للفنون الجميلة ووزير الثقافة االتصال بالجالية البلجيكية الناطقة باللغة الفرنسية‬ ‫والمعروفة على الصعيد الدولي بجودة إنتاجها لألشرطة المرسومة‪ .‬وسرعان ما تملكني اإلعجاب بالمعهد الوطني للفنون الجميلة في‬ ‫تطوان وحيوية مديرها‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫وهكذا‪ ،‬أعددنا بمعيته وبمعية مساعديه أحد مشاريع التعاون األكثر تماسكاً بين مقاطعة والونيا‪-‬بروكسيل والمغرب حيث‬ ‫صُمم هذا المشروع وفق تصور شمولي ومتماسك‪ :‬التدريس‪ ،‬وتكوين أساتذة المستقبل‪ ،‬والتفكير في مجاالت التوظيف‪ ،‬وإحداث‬ ‫أنشطة تروم النهوض بفن األشرطة المرسومة‪ ،‬ويشمل ذلك إقامة مهرجان وإطالق مجلة "شوف"‪.‬‬


‫وسعياً إلى دعم هذا العمل المتماسك‪ ،‬قامت مقاطعة والونيا‪-‬بروكسيل من خالل وكالة تعاونها‪ ،‬وهي جمعية إنعاش‬ ‫التربية والتكوين في الخارج (‪ ،)APEFE‬بإلحاق أستاذ مختص في األشرطة المرسومة بالمعهد لمدة أربع سنوات (في الواقع تعاقب‬ ‫أستاذان في العمل بهذا المشروع وهما دونيس الغي خالل السنتين األوليتين‪ ،‬ورونو دو هين إلى غاية انتهاء المهمة)‪.‬‬ ‫وكانت الفكرة تتمثل في أن يُعهد لهذين األستاذين البلجيكيين‪ ،‬إلى جانب تدريس الطلبة‪ ،‬بتكوين المربين الذين سيتولون‬ ‫مهام التكوين والتدريس عند انتهاء فترة الدعم‪.‬‬ ‫ولم يحتفظ دونيس ورونو عند عودتهما من هذه المهمة بوشائج الصداقة المتينة فحسب‪ ،‬بل استقدما معهما أيضاً قصصاً‬ ‫نشرت منذ بضع سنوات‪ .‬ثم جاء مؤلفون آخرون من أمثال ماريان ديفيفيي وستيفن ديسبرغ وكوسي ومنشطون في مجال األشرطة‬ ‫المرسومة مفعمون بالحيوية مثل جون أوكيي الذي نشط عدة لحظات من مهرجانات األشرطة المرسومة حيث أقام على وجه‬ ‫الخصوص معرضاً جميال حول "صورة المغرب في األشرطة المرسومة البلجيكية والفرنسية"‪.‬‬ ‫وسرعان ما سُجلت نتائج مشجعة‪.‬‬ ‫وبعد إرساء األساس التربوي‪ ،‬انكب المسؤولون بالمعهد على معالجة المشاكل األخرى‪ .‬فلضمان النجاح للتكوين‪ ،‬يتعين أن‬ ‫يُقرن بتوفير مجاالت التوظيف وفرص العمل للخريجين الشباب عند حصولهم على دبلوم التخرج‪ .‬وبالنظر إلى أن هذا الجنس لم يكن‬ ‫معروفاً بالشكل الكافي في المغرب‪ ،‬خلصت إدارة المعهد الوطني للفنون الجميلة والمسؤولون عن قسم األشرطة المرسومة إلى‬ ‫ضرورة العمل على تعريف المهنيين المشتغلين في هذا القطاع باإلمكانات التي يتيحها مجال األشرطة المرسومة‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫اقتراح أشكال التعاون الكفيلة بتطوير الطاقات الكامنة في هذه الوسيلة (فأحدثت مشاريع مشتركة مع مصالح الوقاية المدنية‬ ‫مثال‪ ،‬حيث أنجزت بالتعاون معها عشرات الصفحات من األشرطة المرسومة‪ :‬تبرز كل صفحة منها أحد المخاطر أو إحدى إجراءات األمان‬ ‫التي يتعين اتباعها في الحياة اليومية‪ ،‬وأنجز مشروع آخر بالتعاون مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي يتضمن إعداد وطبع أحد األشرطة‬ ‫المرسومة قصد تبسيط المفاهيم في موضوع "الشباب واألهداف اإلنمائية لأللفية")‪.‬‬ ‫وال تزال هذه األنشطة مستمرة إلى اليوم إذ تواصل‬ ‫تطوان مسيرتها لتصبح أحد األماكن المهمة على الصعيد‬ ‫الدولي في مجال األشرطة المرسومة‪ .‬ويظل هذا األمر في‬ ‫كل األحوال إنجازاً فريداً من نوعه في إفريقيا إذ توفرت‬ ‫جميع الشروط الالزمة لنجاح هذا المشروع‪.‬‬ ‫ومن بين اللحظات الجميلة التي أستحضرها دوماً تلك‬ ‫اللحظات التي كنا نجتمع فيها مع الرسامين الشباب قصد‬ ‫تبادل األفكار واآلراء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نُظمت الدورة األولى من المهرجان في سنة ‪2004‬‬ ‫قبل بضعة أسابيع من مغادرتي للمغرب‪ .‬ثم التحق عدد من‬ ‫الفنانين المؤلفين بالمجموعة البلجيكية‪ .‬وأخص بالذكر في‬ ‫هذا المقام تومبو الذي جاء من كينشاسا‪ ،‬فالتقت األشرطة‬ ‫المرسومة إلفريقيا السوداء مع نظيراتها المغربية !‬

‫السيد عبد الكريم الوزاني رفقة وزير الثقافة السيد محمد األشعري أثناء افتتاح الدورة األولى لمهرجان‬ ‫األشرطة المرسومة في تطوان سنة ‪.2004‬‬

‫وفي وقت الحق‪ ،‬عندما كنت أعمل في رومانيا‪ ،‬جاءت لميس خيرات من تطوان لتقدم عملها في معرض األشرطة المرسومة‬ ‫في مدينة ُكنْستانتيا‪ .‬وقد وُجهت الدعوة لرومانيا للحضور في مهرجان تطوان بعد مرور بضعة أشهر على ذلك‪.‬‬ ‫ويعتبر ذلك إشارة جديدة تؤكد أنه من الممكن من خالل الفن‪ ،‬ومن خالل هذا الفن تحديداً‪ ،‬إقامة أشكال جديدة من‬ ‫التبادل‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫بوزيد بوعبيد‪ ،‬حسن الشاعر‪ ،‬دانييل صوسيو و عبد السالم النوار‪ ،‬برفقة خبير بلجيكي وطالبين إلستكشاف إمكانية وقابلية إنشاء شعبة األشرطة المرسومة بالمعهد سنة ‪.1999‬‬

‫ويرجع تاريخ هذه الذكريات التي استحضرتها في هذا المقام بشكل سريع إلى أكثر من عشر سنوات‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬كانت‬ ‫األخبار تأتيني من تطوان على فترات متقطعة بفضل الصداقة التي تميز العالقات المتينة‪ .‬ولقد سررت عندما بلغني أن مشروعَ‪ ،‬بل‬ ‫حلمَ استحداث تكوين في فن األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬وبشكل أوسع إقامة فعاليات لتنشط األشرطة‬ ‫المرسومة في تطوان‪ ،‬ال يزال ينبض بالحياة‪.‬‬ ‫وأعتبر هذه المغامرة من أجمل المغامرات التي عشتها خالل الفترة التي توليت فيها مهمة تمثيل مقاطعة والونيا‪-‬بروكسيل‬ ‫في الخارج‪.‬‬ ‫فشكراً لكل من أتاح لي فرصة االستمتاع بهذه اللحظات الغنية بالعطاء والعمل الجاد‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫حسن الشاعر‪ ،‬دانييل صوسيو‪ ،‬جون ْ‬ ‫أوكيي و رونو دوهين برفقة طلبة شعبة األشرطة المرسومة خالل الدورة األولى للمهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان سنة ‪.2004‬‬


‫جون أوكيي ‪Jean Auquier‬‬ ‫شارك جون أوكيي بصفته مديراً للمركز البلجيكي لألشرطة المرسومة في برمجة‬ ‫الدورتين األوليتين من المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة حيث ألقى خاللهما عدداً‬ ‫من المحاضرات‪ ،‬وعمل على تنظيم معرض لألشرطة المرسومة كان موضوعه "مغامرات‬ ‫المغرب في مملكة األشرطة المرسومة"‪.‬‬

‫بدأت األمور كما ينبغي في المركز البلجيكي لألشرطة المرسومة ‪ ...‬كنا في أوائل فصل الخريف من سنة ‪ ،2003‬واقترح‬ ‫علي مسؤولو العالقات الدولية في فيدرالية والونيا‪-‬بروكسيل عقد لقاء مع عبد الكريم الوزاني‪ ،‬وهو فنان مشهور كان في زيارة‬ ‫لبروكسيل‪ .‬وإلى ذلك الحين‪ ،‬كنت ال أعرف أنه كان يشغل أيضاً منصب مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان وأن قسماً‬ ‫لألشرطة المرسومة قد استُحدث في وقت سابق من ذلك في هذه المؤسسة النشيطة‪.‬‬ ‫وقد تمخضت عن اجتماعنا في ذلك اليوم فكرة عقد مؤتمر‪ .‬ونقل لي دانييل صوسيو‪ ،‬مندوب فيدرالية والونيا‪-‬بروكسيل‬ ‫في الرباط‪ ،‬دعوة لحضور هذا المؤتمر‪ .‬ففي أوائل شهر ديسمبر‪ ،‬وفي أجواء أقرب ما تكون إلى األجواء البلجيكية (جو بارد ورطب)‪،‬‬ ‫نزلت للمرة األولى بأرض المغرب‪ ....‬يمكنني القول إنها المرة األولى‪ .‬فذكرياتي الوحيدة عن المغرب تتلخص في التوقفات التقنية‬ ‫التي كانت تقوم بها طائرات دوغالس دي سي ‪ 6‬العتيدة التابعة لشركة "سابينا" في مطار الدار البيضاء السابق خالل فترة الكونغو‬ ‫البلجيكية‪ .‬والواقع‪ ،‬أنه في نفس تلك الليلة من شهر ديسمبر ‪ 2003‬تولدت فكرة تنظيم مهرجان دولي لألشرطة المرسومة يربط‬ ‫بين الشمال والجنوب بحيث تشكل تطوان محور هذه الفكرة‪.‬‬ ‫كان مؤتمر عام ‪ 2003‬الذي تعززت أشغاله بالحضور المميز لوالي تطوان يدور حول موضوع "هل األشرطة المرسومة عمل‬ ‫إبداعي أم مجرد أداة ؟" فلغة األشرطة المرسومة تصبح شكال من أشكال التعبير الفني التي تختزن طاقات مدهشة وأداة تواصل‬ ‫تستخدم على الصعيد العالمي ‪ ...‬ما دمنا نعاين عن قرب كل ما يمكن قراءته أو استكشافه من حولنا‪ ،‬من خالل صور مجمّعة في‬ ‫شكل مقاطع متسلسلة وفق سيناريو معين‪.‬‬ ‫إن دراسة لغة األشرطة المرسومة في المغرب أمر جيد‪ .‬أما االستئناس بالمباهج التي يضفيها أكثر الفنون التشكيلية ميال نحو‬ ‫السرد والحكي فأمر مدهش‪ ... ،‬لكن هذا األمر يستوجب وجود جمهور يمكن أن يُبدي اهتماماً بالقصص التي تتضمنها األشرطة‬ ‫المرسومة! وللوصول إلى هذا الجمهور وإثارة إعجابه‪ ،‬هناك العديد من الطرق التي ال تنحصر في النشر وتنظيم األنشطة ذات الصلة‬ ‫بذلك‪ .‬هذا هو االستنتاج الذي وصلنا إليه في مساء اليوم الذي نُظم فيه المؤتمر‪ .‬وأعني بنحن كال من عبد الكريم الوزاني‪ ،‬ودانييل‬ ‫صوسيو وأنا حيث كنا مجتمعين عند رونو دو هين الذي كان يدرِّس فن األشرطة المرسومة لبضعة أشهر بالمعهد الوطني للفنون‬ ‫الجميلة‪.‬‬ ‫وكنا ندرك جميعاً ضرورة أن يشكل هذا المؤتمر جزء من مسار طويل األمد‪ .‬ومن ثم‪ ،‬حظيت خالل السنتين المواليتين لذلك‬ ‫بشرف العودة إلى تطوان بمناسبة االجتماعات الدولية التي تجمع بين مؤلفي األشرطة المرسومة القادمين من السنغال أو جمهورية‬ ‫الكونغو الديمقراطية‪ ،‬ومن فرنسا أو إسبانيا أو بلجيكا‪ .‬وكنت في كل مرحلة من هذه المراحل أكتشف بقدر من االرتياح‪ ،‬بل وبكثير‬ ‫َ‬ ‫األعمال التي كان يُنجزها طلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة وتُنشر في مجلة "شوف"‪.‬‬ ‫من الحماس في بعض األحيان‪،‬‬ ‫‪25‬‬


‫أنطونيو كوسي ‪ ،‬نادية رافيسيوني ‪ ،‬دانيل سوصيو ‪ ،‬رونو دوهين و عزيز اوموسى‬

‫ال يصبح كل من تلقى أو ال يزال يتلقى دروساً في فن األشرطة المرسومة في تطوان مؤلفاً مشهوراً كما هو الحال في‬ ‫بلجيكا‪ .‬لكن بعض الطالب والطالبات شذوا عن هذه القاعدة‪ ،‬وأنا متيقن من هذا األمر ألنهم أدركوا أنه في غياب عنصر المثابرة ال‬ ‫يمكن لخيرة المواهب التعبير عن نفسها لفترة طويلة‪ .‬لكن في كل األحوال‪ ،‬سيُصبحون جميعهم سفراء لتخصص فني وصل إلى‬ ‫مرحلة النضج وأصبح يحظى بالتقدير واإلعجاب في أشكاله المختلفة في جميع أنحاء هذا العالم الفسيح‪ .‬ومن المؤكد أنه في بلد تعتبر‬ ‫فيه الكتابة نفسها هي الخط‪ ،‬سيتبوأ الفن التاسع المكانة الكاملة التي تليق به‪ .‬كان يا ما كان‪ ،‬ذات يوم في تطوان ‪...‬‬

‫فنان األشرطة المرسومة إيريك لمبي في لقاء مع الطلبة‬

‫‪26‬‬

‫دوني الغي و طلبة الشعبة برفقة سطفان ديزبير‪،‬‬ ‫سيناريست متخصص في األشرطة المرسومة‬


‫دوني الغي ‪Denis Larue‬‬ ‫سهر األستاذ دوني الغي‪ ،‬الذي يدرس فن األشرطة المرسومة بمدرسة سان لوك‬ ‫العليا للفنون في بروكسيل‪ ،‬على مواكبة الخطوات األولى لألشرطة المرسومة بالمعهد‬ ‫الوطني للفنون الجميلة في تطوان‪ ،‬سواء على المستوى التربوي أو على المستوى التنظيمي‪.‬‬ ‫فقد أشرف السيد الغي لمدة سنتين (‪ ،)2000-2002‬في إطار مهمة التعاون التي أسندت‬ ‫إليه‪ ،‬على تكوين أول دفعة للشعبة‪ ،‬ونشر العدد األول من مجلة "شوف" فضال عن تنظيم‬ ‫مجموعة من المعارض واألنشطة لصالح هذه الشعبة‪ .‬وقد حظي بالتكريم خالل الدورة السادسة للمهرجان الدولي لألشرطة‬ ‫المرسومة التي نظمت في سنة ‪.2010‬‬

‫خالل سنة ‪ ،1999‬تلقيت في خزانتي بالمدرسة اقتراحاً للسفر إلى المعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان بالمغرب‪ .‬فقد‬ ‫كانت الجالية البلجيكية الناطقة باللغة الفرنسية تبحث عن خبير في مجال األشرطة المرسومة‪ .‬وكان الهدف من هذا السفر هو دراسة‬ ‫جدوى إحداث شعبة لألشرطة المرسومة في المغرب‪.‬‬ ‫وقد رافقني خالل فترتَيْ إقامتي األوليتين بالمعهد الوطني للفنون الجميلة السيد جيلبير راكي‪ ،‬مدير أكاديمية تورناي‪،‬‬ ‫بغرض إنجاز خبرة بخصوص الجانب اإلداري (البرامج واألساتذة واألجهزة ‪ .)...‬أما من جانبي‪ ،‬فقد كنت أجري لقاءات مع الطلبة الذين‬ ‫سيدرسون في هذه الشعبة حيث كنت أعرض طريقة العمل التي نتبعها داخل ورشة األشرطة المرسومة بمدرسة سان لوك العليا‬ ‫للفنون في بروكسيل‪ .‬وقد شكلت هذه اللقاءات حافزاً كبيراً لي على العمل‪ .‬ومن ثم تقدمت بطلب شغل هذا المنصب‪.‬‬ ‫تطوان‪ ،‬شتنبر ‪.2000‬‬ ‫أُحدث قسم األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان كثمرة للتعاون بين جالية والونيا‪-‬بروكسيل‬ ‫الناطقة بالفرنسية والمغرب‪.‬‬ ‫لكن بقي الشق األكثر صعوبة وهو تكوين شباب مغاربة في فن األشرطة المرسومة؛ فنانون شباب متحفزون ولكن ليست‬ ‫لهم أية مرجعية معرفية بخصوص األشرطة المرسومة والصور السردية بشكل عام‪.‬‬ ‫تقدم سبعة مترشحين المتحان القبول حيث شكلوا المجموعة األولى لفناني األشرطة المرسومة بالمغرب‪ .‬فقد كانوا مجموعة‬ ‫من الشبان اللطفاء‪ :‬فتاتان وخمسة فتيان أتوا من مناطق مختلفة من المغرب‪ .‬وبمعية هؤالء الشباب ومن خالل تلقين فن األشرطة‬ ‫أجدُّ في فهم مجريات األمور‪ .‬أما عن الجانب‬ ‫المرسومة‪ ،‬كنت أتعلم وأستكشف المغرب وسياقه االجتماعي والثقافي والديني‪ .‬وكنت ِ‬ ‫العملي والتربوي‪ ،‬فكنت أسعى إلى تكوين مجموعة من األساتذة المتحمسين الذين يمكنني االشتغال معهم‪.‬‬ ‫لم يفكر هؤالء الطالب أو فكروا قليال عند انخراطهم في هذا المسار في مواضيع القصص التي سيكون عليهم سردها‬ ‫في يوم من األيام‪ .‬لذلك كنت أحاول في ظل سياق حساس أن أحملهم على الحديث عن المواضيع التي تثير اهتمامهم والتي‬ ‫يعايشونها في حياتهم اليومية‪ ،‬وذلك بأشكال مختلفة‪ :‬بطريقة هزلية‪ ،‬وكاريكاتورية وواقعية‪ ،‬وفي جميع األجناس‪ :‬الخيال‬ ‫العلمي‪ ،‬والمغامرات البوليسية‪ ،‬وقصص الغرب األمريكي ‪ ...‬ورتب لي السيد عبد الكريم الوزاني‪ ،‬مدير المعهد‪ ،‬عالقة مع السيد أحمد‬ ‫حسني الذي كان يشرف آنذاك على مهرجان السينما في تطوان‪ .‬وبفضل هذا الرجل‪ ،‬اكتسب الطلبة نظرة مختلفة حول السيناريو‪.‬‬ ‫فقد كانت مساعدته على قدر كبير من اإلفادة خالل مقامي في المغرب‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫مرت األشهر األولى بشكل جيد‪ ،‬فقد كنت متحفزاً أكثر من أي وقت مضى مع المجموعة الصغيرة للطلبة الذين تعرفت‬ ‫عليهم بشكل أفضل‪ ،‬ولم يكن عددهم كبيراً‪ ،‬لذلك كان لدي الوقت الكثير ألخصصه لهم؛ كما كانت لدي مفاتيح المدرسة‬ ‫حيث كنت أدخل إليها وأغادرها وقتما أشاء‪ ،‬سواء السبت أو األحد؛ وكنت أحتفظ بأرقام هواتفهم المحمولة‪ ،‬فكنت أتصل بهم‬ ‫وأحفزهم‪ ،‬وأعلمهم فن األشرطة المرسومة‪ ،‬واللغة الفرنسية بالنسبة للبعض منهم‪ ،‬واألمرين معاً في غالب األحيان‪.‬‬ ‫وكنت أدرّسهم بشكل مختلف حيث كنت أرتجل في عملي وكنت أحب هذا األمر‪ .‬كما كنت أفكر في تنظيم مهرجان‬ ‫لألشرطة المرسومة‪ ،‬لكن لم يكن قد حان وقت ذلك إذ كان يتعين علينا أن ننتج أوال‪.‬‬ ‫ومن أجل تعزيز استيعاب مواد التكوين‪ ،‬كان يزورنا بعض المهنيين الذين يعملون في هذا المجال‪ .‬فكان كل من ستيفن‬ ‫ديسبيرغ وإريك المبي وجون فيليب سْتاسن يتحدثون عن عملهم وينتقدون أعمال الطلبة‪ .‬لقد كانت كل أشكال هذا التبادل‬ ‫والتفاعل مثمرة‪.‬‬ ‫وبشراكة مع وزارة الثقافة المغربية‪ ،‬اقترح علي دانييل صوسيو‪ ،‬المسؤول عن مندوبية والونيا‪-‬بروكسيل‪ ،‬تحويل أعمال هذه‬ ‫الورشة إلى واقع ملموس من خالل تضمينها في أحد اإلصدارات‪.‬‬ ‫ثم جاء ستيفن ديسبيرغ خالل فترة إقامته الثانية من أجل مساعدتنا في إعداد سيناريوهات للمجلة التي كنا نفكر في‬ ‫إصدارها‪ .‬واقترح عبد الكريم الوزاني أن نطلق عليها اسم "شوف"‪.‬‬ ‫وفكرنا في أن تصدُر المجلة بالعربية والفرنسية‪ .‬فكان من الالزم ترجمة نصوص القصص واالنتباه إلى المعنى‪ .‬ولم يكن ذلك‬ ‫بالمهمة اليسيرة‪ ،‬بل كنا نشتغل بما أوتينا من قوة‪ ،‬وكثفنا عملنا‪ .‬فأحرزنا تقدماُ سريعاً في كل شيء‪.‬‬ ‫ثم وجدنا مطبعة ومصمماً طباعياً‪ .‬وكانت هذه األمور كلها تتطلب وقتاً طويال‪ ،‬لكن كان كل شيء يسير في الطريق‬ ‫الصحيح‪.‬‬ ‫لكن لسوء الحظ‪ ،‬فقدنا الصور الممسوحة ضوئياً والملفات بسبب سوء تهيئ أقراص حواسيب المطبعة‪ .‬ولم يُحفظ أي شيء‪.‬‬ ‫فكان من الالزم بدء العمل من جديد‪.‬‬ ‫شاركنا في المهرجان األول لفن الكاريكاتير في شفشاون حيث عرضنا لوحاتنا الخاصة باألشرطة المرسومة على األسوار‬ ‫المحيطة بالقصبة‪ .‬لقد كانت إقامة معرض في الشارع أمراً غير عادي حيث كان المارة (الفالحون‪ ،‬واألطفال‪ ،‬والمسنون‪ ،‬والشباب‪)... ،‬‬ ‫يقفون قبالة الرسومات‪ .‬ومن المؤسف أننا لم نصور هؤالء األشخاص الذين كانوا يدورون حول هذه األسوار‪...‬‬ ‫وفي أكتوبر ‪ ،2001‬جاءت دفعة جديدة من الطالب حيث وصل عددهم في القسم إلى حوالي خمسة عشر طالباً‪ .‬فكنا نعد‬ ‫العدة للمعرض الذي كان سيقام في معرض األوداية في الرباط‪ ،‬وقضينا خمسة أيام في ترتيب المعرض وتثبيت اللوحات‪.‬‬ ‫وبدت لي األشرطة المرسومة التي عرضت في هذا المعرض غير مواكبة للتقدم الذي أحرزه الطالب‪ .‬فقد كانت سنة كاملة‬ ‫تفصل بين المعرض وإنجاز الصفحات‪.‬‬ ‫كان الحفل ذا طابع رسمي ومر االفتتاح في أجواء بديعة‪ ،‬فقد حضر وزير الثقافة‪ ،‬والتلفزيون‪ ،‬والصحافة‪ ،‬وأُحضرت أيضا قطع‬ ‫الحلوى‪ ،‬فقد كانت أمسية جميلة‪.‬‬ ‫وفي اليوم التالي‪ ،‬أصدرت الصحافة تقارير سلبية‪ ،‬ولم يلق المشروع صدى طيباً‪ ،‬فالمواضيع كانت مغرقة في السوداوية‬ ‫(المخدرات‪ ،‬والفساد‪ ،‬وعبور المضيق)‪ .‬واتُّهمت باستغالل الطلبة لترويج صورة سيئة عن المغرب‪ ....‬وباإليغال في الواقع‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫لي‪ ،‬فاألمر ال يعدو عن كونه الواقع الذي كان يعيشه طلبتي ‪ ...‬المغرب الذي يرونه بعيونهم‪.‬‬ ‫فتلقينا صفعة‪ ،‬وآلمني ذلك‪...‬‬ ‫‪28‬‬


‫وابتدا ًء من تلك اللحظة‪ ،‬كان علينا أن نتناول مواضيع تميل بشكل كبير إلى الحياد‪ ،‬وإلى الجانب التربوي‪ ،‬سواء فيما يخص رجال‬ ‫اإلطفاء أو تنقية المياه‪ ،‬وكل المواضيع من أجل توعية المغاربة بمختلف المخاطر التي تحيط بهم‪.‬‬

‫دوني الغي محاط بطلبته سنة ‪2001‬‬

‫وفي مارس ‪ُ ،2002‬طبع العدد األول من مجلة "شوف" بعد طول انتظار‪ .‬ومباشرة بعد ذلك‪ ،‬شاركنا في "معرض الكتاب"‬ ‫و"معرض كِـتاب الطفل والناشئة" في الدار البيضاء في دورته األولى‪ .‬فقد حاولنا أن نعرّف بأنفسنا من خالل بيع المجلة ومن خالل‬ ‫ما عرضناه‪ .‬وفي هذه المعارض‪ ،‬سعينا إلى لقاء الناشرين واقتراح لوحات األشرطة المرسومة أو رسومات توضيحية‪ .‬كان أمرا صعبا‪،‬‬ ‫فعدد الناشرين المغاربة قليل ويترددون في قبول االبتكار‪.‬‬ ‫وفي شهر مايو‪ ،‬وألسباب أسرية‪ ،‬كنت أعلم أنني سأضطر إلى العودة إلى بلجيكا‪ .‬لم أجرؤ على إخبار طالبي بذلك‪ .‬فقد انتابني‬ ‫إحساس بأنني أتخلى عنهم إذ كان يصعب علي تركهم بعد كل هذه المغامرات‪.‬‬ ‫استلم رونو دو هين المشعل خالل السنتين المواليتين‪ ،‬وأخرج العدد الثاني من مجلة "شوف"‪ّ ،‬‬ ‫ونظم المهرجان األول‬ ‫لألشرطة المرسومة‪ .‬كما كون األساتذة الذين سيتولون في المستقبل تسيير المشروع‪.‬‬ ‫وبعد مرور خمسة عشر عاماً‪ ،‬ومع ذاكرتي االنتقائية‪ ،‬صرت ال أحتفظ سوى بالذكريات الجميلة‪ :‬طلبة أصبحوا أصدقاء‪ ،‬والملتقيات‬ ‫الثقافية‪ ،‬وأشكال التبادل والتفاعل على جميع المستويات‪ ،‬وبيئة مساعدة على التدريس‪ ،‬وجو الثقة واالحترام الذي يسود فيما بيننا‪.‬‬ ‫وبفضل دعم العديد من األساتذة تمكنا أيضاً من تجسيد فكرة شعبة األشرطة المرسومة على أرض الواقع‪ .‬وأخص بالذكر‬ ‫كال من حسن الشاعر (أستاذ الرسم الحاسوبي)‪ ،‬وهو أحد أعمدة الشعبة منذ بداياتها‪ ،‬وبوزيد بوعبيد (أستاذ األلوان وتاريخ الفن)‪،‬‬ ‫تحت إشراف مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬عبد الكريم الوزاني؛ وبطبيعة الحال‪ ،‬مندوبية والونيا‪-‬بروكسيل في شخص دانييل‬ ‫صوسيو التي دعمت المشروع من األلف إلى الياء‪ ،‬ووكالة إنعاش التربية والتكوين في الخارج مع فيليب موتي‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫رونو دو هين‬

‫‪Renaud De Heyn‬‬

‫تولى السيد رونو دو هين‪ ،‬وهو مؤلف األشرطة المرسومة والرسام والسينوغراف‪،‬‬ ‫مهمة شعبة األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني للفنون لجميلة خلفاً للسيد دونيس الغي‪،‬‬ ‫في إطار مهمة التعاون لمدة سنتين (‪ .)2002-2004‬وقد أشرف على إصدار العددين‬ ‫الثاني والثالث من مجلة "شوف"‪ ،‬وبذل قصارى جهده لنشرهما وتسويقهما والتعريف بهما‬ ‫لدى القراء المغاربة‪ .‬كما ساهم في تنظيم الدورة األولى من المهرجان الدولي لألشرطة‬ ‫المرسومة في تطوان في عام ‪ 2004‬وفي جميع األنشطة التي نظمتها الشعبة‪.‬‬

‫سرعان ما أسرتني إمكانية تدريس فن األشرطة المرسومة في المغرب‪ ،‬فتمكين المغاربة من إبداع وتطوير سرد تخطيطي‬ ‫بهويته الخاصة في الوقت الذي لم يكن يوجد فيه أي شيء في هذا االتجاه كان يبدو لي فكرة جنونية نوعاً ما ولكنها جميلة جداً‪.‬‬ ‫عندما وصلت إلى معهد الفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬كانت المطبوعات واألنشطة المنظمة تحت إشراف دونيس الغي خالل السنتين‬ ‫األوليتين من عمر شعبة األشرطة المرسومة قد أتت أكلها‪ .‬فقد أُعد الجزء األعم من المنهاج الدراسي‪ ،‬وانتُقي األساتذة وحُدد عدد‬ ‫الطلبة المستفيدين حيث كان ال يتجاوز عددهم خمسة عشر طالباً‪ .‬ثم جاء مترشحون جدد من جميع أنحاء المغرب لدراسة السرد‬ ‫بالصور‪ .‬فالبعض منهم كان يعرف كالسيكيات األشرطة المرسومة البلجيكية والفرنسية‪ ،‬ومنهم من تعرف على هذا الفن من‬ ‫خالل الرسوم المتحركة اليابانية‪ ،‬في حين كانت تعتقد مجموعة منهم أنهم جاءوا إلى المعهد ليتعلموا سينما الرسوم المتحركة‪،‬‬ ‫لكنهم اكتشفوا فن األشرطة المرسومة‪ .‬كان يسكنهم شغف التعلم‪ ،‬وكنت أجد متعة في تدريسهم‪ .‬وبالنظر إلى محدودية‬ ‫المصادر والمراجع التي يمكن االستئناس بها‪ ،‬كان من الالزم العمل على تطوير المكتبة الصغيرة الخاصة باألشرطة المرسومة التي‬ ‫بدأ دونيس الغي تكوينها‪ .‬ولقد دهشت للسرعة التي كان يستوعب بها الطالب األساليب التخطيطية والسردية الجديدة إلعادة‬ ‫تمثلها من جديد وتشكيل عوالمهم وتقاسم ما يجول في أعماق مخيلتهم‪.‬‬ ‫كانت لي الثقة الكاملة في األسس التي أرساها دونيس الغي وفي قدرات الطالب الستكمال تكوين مؤلفي األشرطة‬ ‫المرسومة‪ .‬لكن طباعة األشرطة المرسومة المغربية ظلت تحدياً كبيراً‪.‬‬ ‫ففي بلجيكا وفرنسا‪ ،‬أنشأ العديد من المؤلفين الشباب دور النشر الخاصة بهم في ظل تردد الناشرين المتخصصين‪ .‬ومع‬ ‫اكتسابي للدراية من خالل هذه التجربة‪ ،‬بدا لي من الضروري تزويد الطالب بالمعارف التي تمكنهم من طبع أعمالهم بأنفسهم‪.‬‬ ‫وكانت مجلة "شوف" األداة المناسبة لذلك‪ .‬وكان من المهم إشراك الطالب في كل مراحل عملية إصدار العدد الثاني من المجلة‪.‬‬ ‫وقمنا جميعاً بالمساعي والجهود الالزمة لدى دور الطبع‪ .‬وتقاسمنا مهام إعداد الصفحات بالتعاون مع درس الرسم الحاسوبي الذي كان‬ ‫يشرف عليه حسن الشاعر‪ .‬وتوجهنا في عملنا إلى اإلنتاج الشخصي للقصص واألساليب والخيال‪ ،‬وتخلينا عن العمل بعد تلقي الطلب‪.‬‬ ‫وكان الكتاب الذي تمخض عن هذا الجهد عمال ناجحاً يمكن للجميع أن يفخر به‪ ،‬لكنه لم يوزع في المكتبات‪ ،‬فوصل إلى عدد جد‬ ‫محدود من القراء‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫ويظل تطوير نشر األشرطة المرسومة في المغرب الذي يكاد يكون منعدماً أمراً ضرورياً لضمان مستقبل للمؤلفين‪ .‬فهي‬ ‫مهمة شاقة‪ ،‬لكنها أيضاً فرصة استثنائية‪ .‬فهذه مسؤولية كبرى يتعين االضطالع بها‪ .‬كان درس تاريخ األشرطة المرسومة يركز‬ ‫على الطرق التي تطورت بها العصور الذهبية لمختلف أوطان األشرطة المرسومة حيث كان يقترح تشكيلة من األساليب واإلمكانيات‬ ‫بالنسبة للمغرب‪ .‬وكان علينا أن نحاول إطالق دفعة جديدة في هذا االتجاه‪ .‬وكانت جميع الفرص في صفنا بفضل دعم السيد دانييل‬


‫صوسيو ومندوبية والونيا‪-‬بروكسيل‪ ،‬ومساعدة وكالة إنعاش‬ ‫التربية والتكوين في الخارج وفيليب موتي‪ ،‬والحماس وااللتزام‬ ‫اللذين أبان عنهما مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة السيد‬ ‫عبد الكريم الوزاني‪ ،‬وبفضل موهبة الطالب وحيويتهم‪.‬‬ ‫كنت قد ربطت االتصال مع أحد الموزعين حتى يكون‬ ‫العدد الثالث من مجلة "شوف" متاحاً في األكشاك‪ .‬وكان يتعين‬ ‫سحب ‪ 3000‬نسخة وإتاحة الكتاب ألكبر عدد من القراء بسعر‬ ‫معقول عن طريق طبعه على ورق الجرائد‪ .‬وعند مجيء جون‬ ‫رونو دوهين ‪ ،‬السيد محمد األشعري و السيدة نزهة شقرون في إفتتاح‬ ‫أوكيي‪ ،‬قررنا تنظيم الدورة األولى من مهرجان تطوان الدولي‬ ‫الدورة األولى للمهرجان الدولي لالشرطة المرسومة سنة ‪2004‬‬ ‫لألشرطة المرسومة‪ .‬وعمل فريق المدرسة بأكمله على قدم‬ ‫وساق في هذا المشروع‪ .‬وكانت تواريخ مناقشة بحوث آخر السنة والتخرج يقترب بالنسبة للطالب واألساتذة على حد سواء‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫اختير ثالثة مرشحين لخالفتي من أجل مساعدتي وتلقي التكوين‪ .‬فقد أُشرك كل من رشيد بلفقيه ونور الدين بوعلي وسعيد النالي‬ ‫في تدبير األمور عن كثب في نهاية مهمة التعاون البلجيكي‪-‬المغربي لتولي المسؤولية في المستقبل‪.‬‬ ‫لقد خلفت الليالي التي كنا نقضيها بال نوم من أجل تعليق اللوحات‪ ،‬وإعداد الصفحات‪ ،‬ووضع اللمسات األخيرة على مجلة‬ ‫"شوف"‪ ،‬وتعديالت اللحظة األخيرة ذكريات في نفسي لن تنمحي عن التعاون الوثيق مع الطالب على الرغم مما يتخلل ذلك من‬ ‫اصطدام بسبب اإلجهاد والتعب‪ .‬فقد كان المعهد الوطني للفنون الجميلة عبارة عن خلية نحل تغلي‪ .‬أما عن المطبعة‪ ،‬فعلى الرغم‬ ‫من طابع االستعجال والمشاكل التقنية‪ ،‬فقد تمكنت بشكل من األشكال من طبع العدد الثالث من مجلة "شوف" بالعدد الكافي من‬ ‫أجل افتتاح المهرجان‪ ،‬لكن بيع المجلة في األكشاك بات أمراً مستحيال‪ .‬وحقق المهرجان الذي افتتحه وزير الثقافة نجاحاً كبيراً‪ .‬فقد‬ ‫عُرضت األشرطة المرسومة في جميع أنحاء مدينة تطوان‪ .‬كما عُلقت لوحات جدارية لألشرطة المرسومة التي أنجزها الطالب على‬ ‫جدران المدينة‪ .‬وقدم مؤلفون ومسؤولون عن المعارض من أوروبا وإفريقيا لمالقاة جمهور المغرب ومؤلفيه‪.‬‬ ‫وكان ذلك مسك ختام مسار زاخر باللقاءات والتجارب واالكتشافات‪ .‬فقد استفدت كثيرا من مشاركتي في هذه السنوات‬ ‫التأسيسية‪ .‬ويسرني اليوم أن أشاهد البذور التي زرعت خالل هذه اللقاءات تنمو داخل قسم األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة‪ .‬فبفضل هذا القسم‪ ،‬يتعزز فن األشرطة المرسومة في المغرب بالمزيد من المؤلفين واإلمكانات‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫بوزيد بوعبيد‬

‫‪Bouzaid Bouabid‬‬

‫أستاذ بالمعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬ويدرس تاريخ الفن والحضارات والصباغة‬ ‫والرسم‪ .‬ودرّس مادة األلوان أثناء إنشاء شعبة األشرطة المرسومة‪ ،‬وشارك في وضع‬ ‫البرنامج البيداغوجي لهذه الشعبة‪ .‬وهو صاحب عدة مقاالت نشرت في الصحافة المغربية‪،‬‬ ‫والسيما حول أهمية هذه الشعبة الجديدة أال وهي شعبة األشرطة المرسومة‪.‬‬

‫عرفت مدينة تطوان رواجا و انتشارا مهما لفن الشرائط المرسومة وبالخصوص خالل الخمسينات و الستينيات من القرن‬ ‫الماضي حيث غدت خاللها تقليدا متداوال من طرف المغاربة و االسبان و ذلك النتشار مراكز بيعها ليس فقط في المكتبات بل‬ ‫في االكشاك و الدكاكين و االرصفة حيث كان الكثير من المغاربة متمكنين من اللغة القشتالية جعلتهم ال يسلمون من هذه‬ ‫العدوى الجميلة المرتبطة بقراءة الشرائط المرسومة و التي ادت الى ادمان العديد من االطفال و الشباب بل و من كبار السن على‬ ‫قراءتها حيث نشطت فكرة تبادلها بين عشاقها و كرائها من اشخاص معلومين في كل حي و هي الحيلة التي سهلت تداولها‬ ‫ووسعت انتشارها بطريقة افقية وسط كل الفئات االجتماعية و برزت في هذا الخضم العديد من مجالت الشرائط المرسومة االسبانية‬ ‫كان في مقدمتها التي بي او و فيلومون و مرتاديلو و بلكارسيتو و الكابتان تروينو و غيرها ‪...‬‬ ‫وحيث انني كنت من اطفال الستينيات فإنني و اقراني تربينا على قراء هذه الشرائط المرسومة التي كنا نتماهى مع شخصياتها‬ ‫التي كانت تميل في غالبيتها الى الفكاهة او المغامرة حيث استفدنا في قراءتها من تعلم اللغة القشتالية كما تأثرنا بخطابها التربوي‬ ‫و المعرفي وكان لها الدور البارز في تحريك حسنا الخيالي و الفني للتعامل مع الصورة المرسومة التي قلدنا الكثير من شخصياتها‬ ‫المشهورة االمر الذي سهل للكثير منا ممارسة تقنيات الرسم و التلوين حيث يصعب ان تجد تشكيليا من جيلي لم تكن خطواته‬ ‫االولى انطالقا من هذه الشرائط المرسومة ‪.‬‬ ‫وفي العقد السابع من القرن العشرين انحصر التعاطي مع الشرائط المرسومة االسبانية و ذلك نظرا لتغييرات عديدة عرفها‬ ‫المجتمع التطواني بالعالقة مع التأثير الثقافي االسباني مع شيوع الرسوم المتحركة التي انتشرت مع غزو االجهزة التلفزية للبيوت‬ ‫وتعدد قنواتها و ظهور مجالت عديدة للشرائط المرسومة بالغة العربية و الفرنسية وبالخصوص منها الخليجية في الثمانينيات و التي‬ ‫اكتسحت المجال نظرا لرخص ثمنها بالمقارنة مع المجالت االخرى و التي كانت من بين االسباب التي اخرت انطالق التجربة المغربية‬ ‫في هذا التعبير الفني ‪.‬‬ ‫و عند نهاية التسعينيات من القرن الماضي بدأت البشائر االولى المؤسسة للتعليم الفني الخاص بالشرائط المرسومة المغربية‬ ‫انطالقا من المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان و ذلك من خالل اللقاء الذي تم بين محمد االشعري وزير الثقافة و دانيال سوتيو‬ ‫مندوب والوني بروكسيل بالسفارة البلجيكية عندما بين الوزير اهتمامه بالبحث في امكانية ادماج هذا االختصاص في التعليم الفني‬ ‫بالمعهد اعتمادا على التجربة البلجيكية المعروفة كإحدى اقدم التجارب العالمية و التي اغنت هذا التعبير الفني بالكثير من فنانيها و‬ ‫اصداراتها كالرسام ايرجي و شخصيته تان تان‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫و اغناء للتعاون المغربي البلجيكي من خالل وزارة الثقافة و والوني بروكسيل انطلقت االبحاث االولى لدراسة جدوى تأسيس‬ ‫شعبة الشرائط المرسومة بالمعهد حيث تم بعث خبيرين في هذا المجال من مدرسة تورني و الفنان و االستاذ دوني دو ال رو من‬ ‫اكاديمية بروكسيل حيث اتذكرانني كنت من بين االساتذة الذين عقدا معهم لقاءات و حوارات علمية خاصة كما اطلع على‬ ‫اهتمام الطلبة بالمعهد ومدى ومعرفتهم بالشرائط المرسومة ‪.‬‬


‫وبعد التأكد من استعداد المعهد إلنجاح هذه التجربة‬ ‫تم خلق شعبة جديدة للشرائط المرسومة في الموسم الدراسي‬ ‫‪ 2000 – 1999‬و ذلك بالموازاة لشعبتي الفن و التصميم حيث تم‬ ‫في اطار التعاون بين وزارة الثقافة و والوني بروكسيل تعيين‬ ‫دوني دو ال رو استاذا لهذا االختصاص لمدة ثالثة سنوات ألجل‬ ‫العمل مع ادارة و اساتذة المعهد على تأسيس هذا االختصاص‬ ‫و تسطير المناهج و البرامج البيداغوجية و توفير االمكانيات‬ ‫الضرورية الستمراره و تطوره ‪.‬‬ ‫و بانطالق الدراسة تم في هذا الصدد توقيع التوأمة مع‬ ‫اكاديمية تورني و المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان و التي‬ ‫بوزيد بوعبيد‪ ،‬دونيس الغي و طلبة الشعبة في معرض الكتاب بتطوان‬ ‫استفاد بفضلها طلبة هذا االختصاص من تداريب دراسية بهذه‬ ‫المؤسسة حيث تطور هذا التعاون الى صداقة اتمرت انشطة زادت في دعم و اشعاع هذه الشعبة حيث و في زيارة قام بها‬ ‫محمد االشعري وزير الثقافة الى العاصمة البلجيكية بروكسيل صحبة عبد الكريم الوزاني مدير المعهد و مدير مركز الشرائط‬ ‫المرسومة لبروكسيل و االستاذ دونيس دو ال غو تم اقتراح فكرة تنظيم مهرجان للشرائط المرسومة بالمعهد والتي تم اعطاها‬ ‫الضوء االخضر من االطراف المتعاونة ‪.‬‬ ‫ونظرا للنجاح الذي حققته تجربة الشرائط المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة فقد صرح السيد دنييل سوتيو بان هذه‬ ‫التجربة تعتبر من احسن اتفاقيات التعاون بين المغرب و مندوبية والوني بروكسيل ألنها فتحت افاقا جديدة لهذا التعبير الفني ‪.‬‬ ‫وقد كان اول فوج لطلبة هذه الشعبة مشكل من سعيد النالي ‪.‬نور الدين ابو علي ‪ .‬رشيد بلفقيه ‪ .‬لميس خيرات‪ .‬سعيد‬ ‫تريزيت ‪ .‬ايمان دوايو ‪.‬محمد خرخور اما هيأة االساتذة االولى فكانت مكونة من دونيس دو ال غو استاذا للشرائط المرسومة‬ ‫والتركيب و بوعبيد بوزيد استاذا لنظرية اللون و احمد الحسني استاذا للسيناريو و العربي بودريسة استاذا للرسم و عبد السالم الجيدي‬ ‫استاذا لألبعاد ‪.‬‬ ‫وإضافة الى المواد التي تلقاها طلبة الفوج االول بالمعهد فقد استفادوا من تداريب بمدرسة الفنون الجميلة بسان لوك و‬ ‫المدرسة الملكية للفنون الجميلة بالعاصمة البلجيكية بروكسيل ‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء عقد االستاذ دونيس دو ال غو كأستاذ لمادة الشرائط المرسومة بالمعهد و الذي امتد من ‪ 1999‬الى ‪ 2001‬خلفه‬ ‫االستاد البلجيكي رونو دو ال هين كأستاذ لنفس المادة من ‪ 2002‬الى ‪2004‬‬ ‫ولترسيخ استمرارية هذه الشعبة فقد قررت وزارة الثقافة المغربية و والوني بروكسيل البلجيكية سنة ‪ 2003‬اعداد ثالثة‬ ‫من الطلبة المتفوقين وهم نور الدين بوعلى و يوسف النالي و رشيد بلفقيه من خالل تداريب بيداغوجية ألجل اختيار استاذ يشغل‬ ‫منصب تدريس مادة الشرائط المرسومة و التركيب بعد انتهاء عقد االستاذ البلجيكي وفي نهاية هذا التدريب فضل الطالبان نور‬ ‫الدين بوعلى و رشيد بلفقيه االشتغال في القطاع الخاص حيث تم تعيين االستاد سعيد النالي استاذا لهذه المادة سنة ‪2005‬‬ ‫ومند تأسيس شعبة الشرائط المرسومة بالمعهد نظم و شارك طلبتها في العديد من المعارض الوطنية و الدولية كما‬ ‫حصلوا على جوائز و نالوا االعجاب بمستواهم الراقي كما نظمت الشعبة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة برعاية وزارة الثقافة و تعاون‬ ‫مع والوني بروكسيل و معهد سرفانتيس و المعهد الفرنسي ابتداء من سنة ‪ 2004‬سبعة مهرجانات دولية خصصت لها جوائز‬ ‫وطنية و دولية و ذلك باستدعاء فناني الشرائط المرسومة لتنشيط محترفات الطلبة بتجاربهم المختلفة وتمتين الصداقة بين ممارسي‬ ‫هذا التعبير الفني وتنظيم مسابقات للطلبة و الفنانين و اقامة المعارض المختلفة ‪.‬‬ ‫كما اعدت مجلة اطلق عليها اسم شوف و نشرت منها ثالثة اعداد سنوات ‪ 2002‬و ‪ 2003‬و ‪ 2004‬كما نشرت سنة ‪2013‬‬ ‫تحت اسم شوف كتيبا خاصا للقصص الصغيرة من انجاز طلبة الشعبة ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫عبد العزيز مريد‬

‫)‪(1949-2013‬‬

‫‪Abdelaziz Mouride‬‬

‫رائد األشرطة المرسومة في المغرب‪ ،‬وهو صحفي ومعتقل سياسي سابق (أمضى‬ ‫‪ 10‬سنوات في السجون المغربية من ‪ 1974‬إلى ‪ .)1984‬وفي سنة ‪ ،2001‬حكى وقائع‬ ‫اعتقاله بصيغة فريدة في شكل أشرطة مرسومة تحت عنوان "تجويع الفئران تجويعا تاما"‪.‬‬ ‫وظهر ألبومه الثاني بعنوان "الحالق" سنة ‪ ،2005‬تدور أحداثه في مدينة الدار البيضاء في‬ ‫الستينيات‪ ،‬في صالون حالق‪ ،‬بخلفية الصراعات السياسية لتلك الفترة‪.‬‬ ‫وكتب المقال الذي نورده هنا أثناء الدورة الثانية من المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان (‪ )2005‬والذي‬ ‫دُعي إليه‪ ،‬كما كرمه المهرجان في دورته الثامنة سنة ‪.2014‬‬

‫عزيز وجمال وعبد اإلله وعلي وهدى هي أسماء عشرات من الفنانين الشباب‪ ،‬وهم فنانون طموحون‪ ،‬يحلمون بأن يصبحوا في‬ ‫يوم من األيام كتاب األشرطة المرسومة‪.‬‬ ‫إذا سار األمر على ما يرام بالنسبة لهم‪ ،‬نستطيع القول إن األشرطة المرسومة أمامها مستقبل زاهر‪ ،‬وأكبر ما يميز هؤالء‬ ‫الشباب هو موهبتهم‪ .‬ومن هذا المنطلق فلهم ما يغنيهم عما لدى الشباب في بقاع أخرى‪ .‬قوة الخط والحركة والكتابة والتلوين‪،‬‬ ‫فلديهم كل شيء‪.‬‬ ‫ويشعر السيد الوزاني‪ ،‬مدير معهد الفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬باالفتخار‪ ،‬وال يخفي ذلك حين يصرح‪" :‬نجاح مهرجان األشرطة‬ ‫المرسومة يعود إلى عمل الطلبة بنسبة ‪ 70‬في المائة"‪ .‬وبالفعل األعمال التي تعرضها المدرسة بمناسبة المهرجان هي خير شاهد‬ ‫على ذلك‪.‬‬ ‫منذ افتتاح شعبة األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان‪ ،‬جاء كثير من الشباب من مختلف أنحاء البلد‬ ‫لمتابعة الدروس التي ِيؤطرها مدرسون مغاربة وبلجيكيون‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬تخرج ثالثة أفواج‪ ،‬ويمنحهم المهرجان الذي ينظمه المعهد للمرة الثانية فرصة التعبير ومخالطة المهنيين‬ ‫األجانب من بينهم البلجيكيون والفرنسيون والسويسريون وآخرون‪.‬‬ ‫المهرجان يشكل أيضا رافعة لمدرستهم‪" :‬اعتمدنا إستراتيجية للمستقبل تقوم على ثالث ركائز‪ :‬التعليم والنشر والمهرجان‬ ‫السنوي"‪ ،‬يقول السيد الوزاني‪.‬‬ ‫وبجانب المهرجان الذي انطلق انطالقة جيدة‪ ،‬لم تتوقف المدرسة عن توسيع التدريس وطبع مجلة "شوف" التي تنشرها‬ ‫المدرسة منذ ثالث سنوات‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫ومنذ سنة‪ ،‬يُدَرس السيناريو والتحليل البصري في المدرسة‪ ،‬إال أن ما استجد هذه السنة هو كتابة سيناريوهات بعض‬ ‫األعمال من التراث العربي الكالسيكي ‪-‬مثل كليلة ودمنة والبخالء للجاحظ‪ -‬والتي يمكن أن تتحول إلى أشرطة مرسومة‪ .‬ويتم‬ ‫االشتغال أيضا على أعمال حديثة والسيما قصص محمد زفزاف‪" .‬الهدف هو أن يعبر الطلبة من خالل ثقافتهم الخاصة‪ ،‬ويتعلمون‬ ‫كتابة سيناريوهات جديرة باالهتمام"‪.‬‬


‫ورغم ذلك‪ ،‬فهناك مشكل وهو الطباعة‪ ،‬والشعبة على علم بهذا األمر‪ .‬مجلة "شوف" لم تستطع بعد أن تجد لها موضع قدم‬ ‫تحت الشمس‪ ،‬وهذه الصعوبة هي التي يرغب المعهد في تجاوزها‪" .‬سننفتح على مواهب أخرى لتحفيز اهتمام الجمهور‪ ،‬وسيحظى‬ ‫طلبتنا‪ ،‬بهذه المناسبة‪ ،‬بفرصة مقارنة أنفسهم مع اآلخرين واالستلهام منهم"‪.‬‬ ‫أما حاليا وبمناسبة المهرجان‪ ،‬أحسنت المدرسة بانفتاحها على الشباب‪ ،‬والتالميذ بصفة خاصة‪ ،‬بتنظيم زيارات داخل مؤسساتهم‬ ‫للتحدث معهم حول األشرطة المرسومة وكيفية صياغتها‪.‬‬ ‫والشك أن األمر يتطلب وقتا‪ ،‬وقتا طويال لكي نأمل في قطف ثمار هذا العمل‪ ،‬واألمر المهم في هذه الساعة هو زرع البذرة‪،‬‬ ‫وهذا قد تم‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫‪.5‬‬

‫سعيد النالي‬ ‫مؤلف وأستاذ األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة منذ ‪،2005‬‬ ‫وهو خريج الفوج األول من شعبة األشرطة المرسومة سنة ‪ ،2002‬وعضو مؤسس ورئيس‬ ‫جمعية "شوف للنهوض باألشرطة المرسومة في المغرب" التي تشارك في تنظم المهرجان‬ ‫الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان منذ ‪ ،2007‬وساهم سعيد النالي بقوة في تطوير و‬ ‫النهوض بفن األشرطة المرسومة ونشرها سواء من خالل التدريس أو العمل الجمعوي‪.‬‬

‫‪ 15‬سنة من األشرطة المرسومة في تطوان معناها ‪ 15‬سنة من حياتي قضيتها في قلب هذه التجربة‪ ،‬أوال بصفتي طالبا‬ ‫من الفوج األول في سلك األشرطة المرسومة في المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬ثم‪ ،‬تدريجيا‪ ،‬أستاذ األشرطة المرسومة ورئيس‬ ‫جمعية "شوف" ومدير المهرجان في دورته السابعة والثامنة‪.‬‬ ‫بداية حكايتي مع الفن التاسع تعود إلى الطفولة‪ ،‬فقد اكتشفت وأنا أبحث في كتب إخوتي األكبر مني سنا‪ ،‬الجزءين األول‬ ‫والثاني من ألبوم "‪( "A grand pas‬بخطوة كبيرة)‪ ،‬وهو عبارة عن أشرطة مرسومة في المقرر الدراسي لتلك الحقبة‪ ،‬و"مغامرات‬ ‫طرزان" باللغة العربية‪ ،‬وكذا مجالت قادمة من بلدان الخليج‪ .‬فقد انبهرت فورا بذاك الكنز من الصور والشخصيات الخيالية‪.‬‬ ‫وال أنسى أبدا الشريط األول الذي رسمته‪ ،‬وهو قصة جحا‪ ،‬في إطار درس من دروس الرسم في طور اإلعدادي‪ ،‬تجربة أولى‬ ‫متميزة وذكرى من ذكريات الطفولة التي نُحتت في ذاكرتي إلى اليوم‪.‬‬ ‫ولما أحدثت شعبة األشرطة المرسومة في المعهد الوطني لألشرطة‬ ‫المرسومة‪ ،‬كنت مسجال في المعهد واخترت هذا التخصص دون تردد أو تفكير‬ ‫في اآلفاق المهنية لهذه الشعبة في سوق العمل بالمغرب‪ .‬وفي كل تمرين مع‬ ‫أستاذي دونيس الغي أو رونو دو هين كنت أتأكد أكثر فأكثر من اختياري‪.‬‬ ‫شعبة األشرطة المرسومة كانت شعبة نشيطة جدا‪ ،‬قضاء فترات تدريب‬ ‫مع كتاب السيناريو ورسامي األشرطة المرسومة مثل ستيفن ديـسبيغ وإيريك‬ ‫المب وجون‪-‬فيليب ستاسن وأيضا أُندري خيرْت‪ ،‬مؤلف سلسلة "جوجو" (‪،)Jojo‬‬ ‫المشاركة في العديد من المعارض أو تنظيمها‪ ،‬وبصفة خاصة‪ ،‬إنشاء مجلة‬ ‫"شوف" لألشرطة المرسومة‪ .‬كنا سعداء ونفتخر بنشر قصصنا ليقرأها اآلخرون‬ ‫على صفحات "شوف"‪ ،‬وكانت أيضا مناسبة لتلقي مالحظات القراء وردودهم‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫وبدأت فكرة تأسيس جمعية "شوف" تراودني منذ أن تناول الموضوع‬ ‫األستاذ دونيس الغي‪ ،‬وحدثنا عن أهمية الجمعية التي قد تقوم بلم شمل خريجي‬ ‫شعبة األشرطة المرسومة‪ .‬ولما كنت طالبا في السنة الرابعة قمت باإلجراءات‬ ‫اإلدارية لتأسيس الجمعية‪ ،‬غير أن هذه المحاولة األولى باءت بالفشل بسبب تعقيد‬ ‫المساطر اإلدارية آنذاك‪.‬‬


‫وفي سنة ‪ ،2005‬التحقت بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بصفتي أستاذ األشرطة المرسومة‪ ،‬فباإلضافة إلى القيام بتكوين‬ ‫مهني لفائدة الطلبة الجدد وتحسين مستوى جميع األفواج‪ ،‬كان مشروع تأسيس الجمعية يراودني بإلحاح شديد والسيما أن المساطر‬ ‫اإلدارية أصبحت مرنة‪ ،‬فأسسنا الجمعية سنة ‪.2006‬‬ ‫وتمثلت األنشطة األولى التي قامت بها الجمعية في تنظيم ورشات لفائدة تالميذ المدارس‪ ،‬وسعت من جهة أخرى إلى‬ ‫تحسين التواصل بين خريجي الشعبة ومختلف الفاعلين في المجال‪ .‬وفي إطار المهرجان‪ ،‬قامت الجمعية بتأطير مختلف األنشطة قبل‬ ‫أن تصبح في سنة ‪ 2012‬هي المنظمة للمهرجان تحت رعاية المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‪.‬‬ ‫وتعود عالقتي بالمهرجان إلى بدايته حين انطلق سنة ‪ .2004‬ففي المرحلة األولى انصب اهتمامي على الورشات وأفضية‬ ‫العروض واللوحات الجدارية؛ ثم مع تطور أنشطة الجمعية‪ ،‬توسع دوري وأسندت إلي مهام أخرى (البرمجة‪ ،‬وربط االتصال‪ ،‬والصحافة‪،‬‬ ‫والميزانية‪ )...‬وذلك قبل أن أتولى إدارة المهرجان سنة ‪ ،2012‬وهي مسؤولية كبيرة لم أكن ألضطلع بها دون مساعدة ودعم‬ ‫السيد جواد الديوري‪ ،‬مندوب الدورات الرابعة والخامسة والسادسة للمهرجان‪.‬‬ ‫وتعلمت أيضا الشيء الكثير من السيد عبد الكريم الوزاني‪ ،‬مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬والفنان الكبير‪ ،‬والقائد‬ ‫الحقيقي ألوركسترا فريق المهرجان‪.‬‬

‫سعيد النالي و محمد األشعري في المعرض الجماعي لطلبة الشعبة المنظم بمتحف الوداية بالرباط سنة ‪2001‬‬

‫‪37‬‬


‫مجلة "شوف" لألشرطة المرسومة‬

‫هي أول مجلة مغربية خالصة متخصصة في األشرطة المرسومة‪ ،‬وهي مدمجة كليا في التكوين‪ ،‬وكانت‬ ‫تقدم عمل طلبة السنتين الثالثة والرابعة من شعبة األشرطة المرسومة‪ ،‬ويقوم الطلبة بإنجازها كاملة من تصميم‬ ‫الصفحات إلى اختيار الورق‪ .‬مواضيعها حرة ومزدوجة اللغة (عربية وفرنسية)‪ .‬وشكلت األلوان (أبيض وأسود)‬ ‫وعدد الصفحات إكراهين اثنين يقيدان إعداد المجلة باإلضافة‪ ،‬طبعا‪ ،‬إلى المميزات السيناريوهاتية والتقنية الخاصة‬ ‫باألشرطة المرسومة‪.‬‬ ‫األشرطة المرسومة وسيط كامل شأنه شأن السينما أو اآلداب‪ ،‬وال يتوجه فقط إلى األطفال‪ .‬فالقصص‬ ‫التي حكاها الطلبة كانت مختلفة جدا عن بعضها البعض‪ :‬من السخرية إلى الدراما الغرامية مرورا بالحكاية؛ هذه‬ ‫القصص تشهد على حيوية الخيال المغربي وعلى رغبة هؤالء الشباب في التعبير عن واقع هو واقعهم‪.‬‬ ‫هذه المجلة تعتبر نفسها عينة تمثيلية ومبشرة بما يستطيع إنتاجه هذا الشباب الموهوب‪ ،‬المتقدة طاقته‪،‬‬ ‫عند تخرجه من المدرسة‪ ،‬ونأمل أن يصبح صدور هذه المجلة تقليدا سنويا؛ غير أننا نواجه مشاكل في التمويل‬ ‫والتوزيع‪ ،‬ولهذا فهي تُطبع –إلى غاية هذا اليوم‪ -‬بدون انتظام‪ ،‬ويقتصر انتشارها على توزيع بالمجان بمناسبة‬ ‫بعض األنشطة الثقافية أو توزيع نسخ رقمية عبر شبكة اإلنترنيت‪.‬‬ ‫‪38‬‬


‫العدد األول من مجلة "شوف" نشر في مارس ‪ 2002‬تحت إشراف السيد دونيس الغي‪ ،‬وتضمن سبع‬ ‫قصص أنجزها سبعة طلبة من الفوج األول من شعبة األشرطة المرسومة (وهم سعيد النالي‪ ،‬وسعيد‬ ‫تِـريزيت‪ ،‬ونور الدين بوعلي‪ ،‬ورشيد بلفقيه‪ ،‬وإيمان دوعيو‪ ،‬ولميس خيرات‪ ،‬ومحمد خرخور)‪.‬‬

‫العدد الثاني نشر في خريف ‪ 2003‬تحت إشراف السيد رونو دو هين‪ ،‬وتضمن عشر قصص أعدها طلبة‬ ‫الفوجين األول والثاني من شعبة األشرطة المرسومة (وهم سعيد النالي‪ ،‬وسعيد تِـريزيت‪ ،‬ونور الدين‬ ‫بوعلي‪ ،‬ورشيد بلفقيه‪ ،‬ولميس خيرات‪ ،‬ومحمد خرخور‪ ،‬وأحمد رويسة‪ ،‬ورضوان الحموشي‪ ،‬ورفيق لمقواف‪،‬‬ ‫وسمير الكوكبي)‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫إصدار العدد الثالث في صيف ‪ 2004‬صادف الدورة األولى من المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‪،‬‬ ‫وأنجزه‪ ،‬تحت إشراف السيد رونو دو هين‪ ،‬طلبة الفوجين الثاني والثالث من شعبة األشرطة المرسومة (وهم‬ ‫أحمد رويسة‪ ،‬ورضوان الحموشي‪ ،‬ورفيق لمقواف‪ ،‬وسمير الكوكبي‪ ،‬وهدى لمباركي‪ ،‬وعلي اسالسي‪،‬‬ ‫وعبدين عبد اإلله)‪.‬‬

‫العدد الرابع صدر سنة ‪ 2007‬تحت إشراف جمعية "شوف"‪ ،‬وصنع يدويا في حجم صغير‪ ،‬وتضمن عمل‬ ‫خمسة طلبة من الشعبة (وهم عصام العسري‪ ،‬ورضوان شتوان‪ ،‬وإسماعيل أولحاج عال‪ ،‬وعبد الكريم سوري‬ ‫وفتيحة بولمان)‪.‬‬ ‫‪40‬‬


‫العدد الخامس طبع سنة ‪ 2013‬تحت إشراف جمعية "شوف"‪ ،‬وهو عدد خاص في شكل ألبوم جماعي‪ ،‬من‬ ‫حجم صغير وباأللوان‪ ،‬واستفاد من دعم مالي منحته والية تطوان في إطار الدورة السابعة من المهرجان‪،‬‬ ‫وجمع هذا األلبوم أعمال سبعة عشر طالبا وخريجا من شعبة األشرطة المرسومة (وهم محمد الخو‪ ،‬وأحمد‬ ‫خيري‪ ،‬وسعيد النالي‪ ،‬ومريم لخضر‪ ،‬وهدى العربي‪ ،‬وعبد الكريم سوري‪ ،‬وسارة غزوان‪ ،‬وعفاف بالوي‪،‬‬ ‫وجهاد إلياسة‪ ،‬وإسماعيل أولحاج عال‪ ،‬وسكينة مختاري‪ ،‬وندير العراوي‪ ،‬وزكرياء اتمالح‪ ،‬وعصام العسري‪،‬‬ ‫ونبيل لوار‪ ،‬ويوسف الوزاني التهامي‪ ،‬وسبرة النيلي)‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫الئحة خريجي شعبة األشرطة المرسومة‬ ‫‪2002-2003‬‬

‫‪2009-2010‬‬ ‫هاجر موسى‬ ‫اشرف الركراكي‬ ‫عبد الرحيم نضالحا‬ ‫سارة الغزوان‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪2010-2011‬‬ ‫هند أشرقي‬ ‫عبد الصمد الوزاني‬ ‫عمر أيت سكوزيد‬ ‫خالد الدودي‬ ‫عادل بولعيش‬ ‫محمد لمسوري‬ ‫نبيل لعور‬ ‫محمد الخو‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪2011-2012‬‬ ‫مريم الخضر‬ ‫هدى العربي‬ ‫زكريا التمالح‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪2013-2014‬‬

‫‪42‬‬

‫بشرى الغول‬ ‫موسى البيض‬ ‫نادر العروي‬ ‫نضال صكاك‬ ‫وليد ارميش‬ ‫طه مصدق‬

‫‪2003-2004‬‬ ‫أحمد رويسة‬ ‫ردوان الحموشي‬ ‫رفيق مكواف‬ ‫سمير الكوكبي‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪2004-2005‬‬ ‫هدى لمبركي‬ ‫علي السالسي‬ ‫عبد الدين عبد االله‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪2005-2006‬‬ ‫عزيز أوموسى‬ ‫محمد الحساني‬ ‫عبد الواحد المحمودي‬

‫‪2012-2013‬‬ ‫أحمد الخيري‬ ‫صبرا النيلي‬ ‫يوسف الوزاني تهامي‬ ‫فخر الدين اللوحي‬ ‫عفاف بالوي‬ ‫أيوب خليفة‬ ‫عبد اللطيف العيادي‬ ‫سكينة المختاري‬ ‫مصطفى عامر‬

‫سعيد النالي‬ ‫سعيد تريزيت‬ ‫نورد الدين بوعالي‬ ‫رشيد بلفقيه‬ ‫إيمان الدوايو‬ ‫لميس خيرات‬ ‫محمد خرخور‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪2006-2007‬‬ ‫رحاب كندي‬

‫ ‪-‬‬

‫‪2007-2008‬‬ ‫عصام العسري‬ ‫رضوان شتوان‬ ‫إسماعيل أولحاج أال‬ ‫عبد الكريم السوري‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪2008-2012‬‬ ‫مريم الرشيدي العلوي‬ ‫فتيحة بولمان‬ ‫الباتول بدر الصفا اإليمان‬

‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‪-‬‬


‫المهرجان الدولي‬ ‫لألشرطة المرسومة‬ ‫بتطوان‬

‫‪43‬‬


‫لماذا هذا المهرجان ؟‬

‫هذه التظاهرة التي أُنشئت سنة ‪ ،2004‬وخصصت كاملة للفن التاسع‪ ،‬وهي األولى من نوعها في العالم العربي‪ ،‬تسعى إلى ‪:‬‬ ‫‪ -‬‬

‫إنشاء منتدى يجمع كل سنتين جميع من تستهويه األشرطة المرسومة‪ ،‬وهم الفنانون والناشرون والمدرسون‬ ‫والصحفيون‪ ،‬المغاربة واألجانب‪ ،‬ووضع رهن إشارتهم فضاء للتعبير الحر والتبادل والحوار مع الجمهور العريض؛‬

‫‪ -‬‬

‫منح الفن التاسع‪ ،‬على الصعيد الجهوي والوطني‪ ،‬المكانة المرموقة التي يستحقها كوسيلة كونية للتعبير الفني والتواصل‬ ‫الثقافي بين الشعوب؛‬

‫‪ -‬‬

‫دعم شعبة األشرطة المرسومة في المعهد الوطني للفنون الجميلة وتشجيعها؛‬

‫‪ -‬‬

‫المساهمة في التنشيط الثقافي والفني لمدينة تطوان وضواحيها التي تستقبل آالف السياح والزوار خالل الفترة الصيفية‪،‬‬ ‫وبالتالي تعزيز سمعة تطوان كمدينة ثقافية وتراث عالمي تابع لمنظمة األمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو)؛‬

‫ويتضمن برنامج هذه التظاهرة العالمية‪ ،‬الذي توسع مع مرور الدورات‪ ،‬عدة أنشطة مخصصة‪ ،‬في آن واحد‪ ،‬لمهنيي األشرطة‬ ‫المرسومة والجمهور العريض‪ ،‬وهي ورشات متخصصة‪ ،‬وعروض موضوعاتية‪ ،‬وأفالم سينمائية‪ ،‬وصالونات المطالعة‪ ،‬ولقاءات مع‬ ‫مبدعي الفن التاسع‪ ،‬وجلسات توقيع الكتب‪ ،‬وموائد مستديرة تجمع خبراء بارزين من المغرب والخارج‪.‬‬ ‫‪44‬‬


‫توصيات راهنة دوما‬ ‫خالل الدورة الثانية للمهرجان سنة ‪ ،2005‬وفي نهاية مائدتين مستديرتين نظمتا في موضعي "نشر األشرطة المرسومة في‬ ‫المغرب‪ :‬أية آفاق ؟"‪ ،‬و"األشرطة المرسومة وما بين الثقافات"‪ ،‬صاغ المشاركون عددا من التوصيات نوردها هنا ألنها تظل راهنة‬ ‫على الدوام إلنعاش األشرطة المرسومة في المغرب ودعمها دعما مستفيضا‪.‬‬ ‫لوجـستيكي ومالي تقدمه الشعبة الوصية ومن دعم مختلف الشركاء المحليين واألجانب‪،‬‬ ‫وال شك أن المهرجان يستفيد من دعم ِ‬ ‫غير أن جلب شركاء جدد من القطاعين العام والخاص قد يساهم بقدر كبير في إشعاع هذا الموعد الدولي‪ ،‬وقد يفتح أفضل اآلفاق‬ ‫لألشرطة المرسومة في المغرب‪.‬‬ ‫توصيات المهرجان الثاني لألشرطة المرسومة بتطوان (‪ 19-21‬ماي ‪: )2005‬‬ ‫‪ -‬‬

‫يشجع المشاركون قرار تنظيم المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان سنويا وبانتظام‪ ،‬ويشكرون وزير الثقافة‬ ‫على دمج هذا المهرجان ضمن األنشطة السنوية الرسمية للوزارة؛‬

‫‪ -‬‬

‫يطلبون دعما قويا لشعبة األشرطة المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬دعما ماديا وبيداغوجيا‪ ،‬وكذا تعزيز‬ ‫تأطيرها التربوي والفني (‪ )...‬؛‬

‫‪ -‬‬

‫يدعون الفنانين الشباب الذين يكرسون أنفسهم لألشرطة المرسومة أن يستلهموا من الواقع اليومي المغربي ومن‬ ‫التراث الوطني المكتوب والشفهي لطرح مواضعهم وكتابة سيناريوهاتهم‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يساندون مشروع تنظيم‬ ‫مباراة وطنية حول سيناريو األشرطة المرسومة؛‬

‫‪45‬‬


‫‪46‬‬

‫‪ -‬‬

‫يثمنون مشروع إصدار مجلة "شوف" المتخصصة في األشرطة المرسومة‪ ،‬ويقترحون أن يكون إصدارها منتظما‪ ،‬وأن‬ ‫تنفتح على اإلبداعات الفنية الجيدة لجميع الفنانين المغاربة العاملين في هذا الحقل‪ ،‬ويقترحون في هذا الصدد التعاقد مع‬ ‫ناشر مهني لتحسين الجودة التقنية وتوسيع دائرة متلقي هذه المجلة؛‬

‫‪-‬‬

‫يحثون الصحافة الوطنية السمعية البصرية والمكتوبة على االهتمام بهذا الفن الجميل واستغالل مزاياه الفنية والتواصلية‪،‬‬ ‫وعلى حجز حيز مناسب لتغطية أنشطته‪ ،‬وتخصيص أفضية إلبداع الفنانين الشباب‪ ،‬والسيما خريجي شعبة األشرطة‬ ‫المرسومة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة‪ .‬ويودون أن يلفتوا انتباه المقاوالت العاملة في ميدان اإلشهار والتواصل‬ ‫والصناعات السينمائية والمسرحية إلى اإلمكانات الهائلة التي يتيحها هذا الفن في مجال التواصل والتأثير لدى شريحة‬ ‫عريضة من السكان؛‬

‫‪ -‬‬

‫يشجعون كتاب األشرطة المرسومة الشباب وخريجي المعهد الوطني للفنون الجميلة على االنطالق في مسلسل التعريف‬ ‫بأعمالهم‪ ،‬ونشرها من خالل جميع الوسائط التي تهتم بها‪ ،‬وتقديم مشاريعهم المرتبطة بالنشر إلى المصالح المختصة‬ ‫التابعة لوزارة الثقافة‪ ،‬وبصفة خاصة صندوق دعم النشر؛‬

‫‪ -‬‬

‫يدعون الناشرين المغاربة إلى تشجيع إصدار ألبومات وأعمال فنية تستند إلى األشرطة المرسومة أو مستوحاة منها‪،‬‬ ‫والسيما تلك الموجهة للشباب والناشئة كيفما كانت اللغة أو التعابير اللغوية المستعملة‪ ،‬ويرحبون بالمبادرات القليلة‬ ‫الملحوظة في هذا الميدان؛‬

‫‪ -‬‬

‫يطلبون من الوزارات والقطاعات الحكومية وغير الحكومية‪ ،‬وخصوصا القطاعات المعنية أو المهتمة بحقول التوعية‬ ‫الصحية والتربوية واالجتماعية والبيئية والسياحية‪ ،‬بأن تعتمد هذا الوسيط كداعم لحمالتهم التواصلية‪ ،‬مع تنسيق‬ ‫أعمالهم مع شعبة األشرطة المرسومة في المعهد الوطني للفنون الجميلة وذلك باستشارتها كلما اعتزموا إطالق برامج‬ ‫وحمالت التوعية والتحسيس؛‬

‫‪ -‬‬

‫يطلبون من وزارة التربية الوطنية أن تدمج األشرطة المرسومة في برامج التعليم داخل مراكز التكوين الجهوية‬ ‫المتخصصة في الفنون الجميلة بالتنسيق مع إدارة المعهد الوطني للفنون الجميلة‪.‬‬


‫رسوم وفقاعات مدينة تطوان‪ ،‬مهرجان الروعة والجمال‬

‫جواد الديوري‬ ‫مندوب الدورات الرابعة والخامسة والسادسة للمهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‪.‬‬ ‫أستاذ الفيزياء والتواصل ومنهجية إعداد المشاريع بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة‪-‬تطوان‬ ‫(كلية العلوم وكلية اآلداب) وبالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية‪ ،‬موقع تطوان‪ .‬حاصل‬ ‫على دكتوراه في الفيزياء من جامعة مونبوليي (‪ )1984‬وعلى إجازة في اللسانيات من كلية‬ ‫اآلداب بتطوان (‪ .)2002‬فاعل جمعوي ومنشط مسرحي‪ ،‬درَّس التواصل بالمعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة خالل سنوات عديدة ويواصل فيه تأطير بحوث التخرج‪.‬‬

‫ لم أكن أعلم أن دعوة صديقي الوزاني في متم سنة ‪ 2006‬بالتكفل بالشق التواصلي للمعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫ستقودني إلى مغامرة رائعة‪ ،‬فأنا القادم من أفق مختلف تماما‪ ،‬أال وهو العلم والفيزياء‪ ،‬ولكن‪ ،‬بكل صدق‪ ،‬مزود بأساسيات التجربة‬ ‫في مجال التواصل والتنشيط المسرحي وتنشيط المجموعات‪.‬‬ ‫وكانت البداية بلقاء جمع مدارس الفنون الجميلة لحوض البحر األبيض المتوسط في شهر فبراير ‪ 2007‬في مدينة دمشق‬ ‫الفقيدة‪ ،‬حيث تعرفت على الكثير من الفنانين وفنانين شباب محليين في جو احتفالي وغني باإلبداع‪ .‬وفي شهر ماي من ذات السنة‪،‬‬ ‫نظمت مهرجاني األول لألشرطة المرسومة بالوسائل المتوفرة‪ :‬شركاء تقليديون محليون‪ ،‬وتحصيل التبرعات واإلعانات المالية التي‬ ‫منحتها المؤسسات الجهوية‪ .‬وكل ذلك منحني فرصة إعادة ربط الصلة مع متعة ألبوم األشرطة المرسومة‪ ،‬واكتشاف حالة الفن‬ ‫التاسع في المغرب‪ ،‬الذي ال زال في المرحلة الجنينية‪ ،‬ومع مواهب شابة من المعهد الوطني للفنون الجميلة حيث أنشئت شعبة‬ ‫األشرطة المرسومة‪ ،‬ثم مع من قدموا من مدن أخرى من المملكة‪ .‬ولما غمرني حماس أيقظته هذه التجربة األولى‪ ،‬وأدركت األهمية‬ ‫التي تكتسيها األشرطة المرسومة كداعم بيداغوجي ووسيلة توعية وتحسيس بقضايا المواطنة والحداثة‪ ،‬ضاعفت جهودي لتعزيز‬ ‫هذا الحدث‪ ،‬باحثا عن الحصول على أموال هامة في مستوى تطلعاتي وتطلعات الفريق المحلي المنهمك في اإلعداد‪ .‬وهكذا حصلت‬ ‫على إعانة مالية مشرفة من لجنة االتحاد األوروبي بالرباط إلنجاح الدورة الخامسة سنة ‪ .2008‬ونجحت هذه الدورة بشكل منقطع النظير‪،‬‬ ‫وشكلت منعطفا حاسما في حياة المهرجان‪ ،‬فقد اجتزنا ألول مرة حاجز ‪ 10‬بلدان مشاركة فعليا وحاضرة قدمت من أوربا ومصر‬ ‫والجزائر وتونس‪ ،‬وتم تكريم األشرطة المرسومة السويسرية والبلجيكية‪ .‬برنامج فريد‪ ،‬وغني باألحداث ومتنوع جدا‪ :‬جلسات توقيع‬ ‫الكتب‪ ،‬جوائز‪ ،‬إقامة الفنانين‪ ،‬ورشات لفائدة التالميذ وطلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬ناشرون‪ ،‬عروض مسرحية وعروض‬ ‫موسيقية معاصرة‪ .‬خالل هذه الدورة‪ ،‬يحق القول إن البرمجة المعيارية قد انتهت‪ ،‬وستأتي الدورات الالحقة على هذا المنوال‪.‬‬ ‫واستعدادا للدورة السادسة‪ ،‬تلقيت دعوة من المعهد الفرنسي بتطوان لزيارة مهرجان مدينة أنغوليم في يناير ‪،2010‬‬ ‫وأتاحت لي هذه الزيارة فرصة ربط العالئق والتعريف بمهرجان تطوان واالستقصاء عن مستوى تنظيم أكبر مهرجان لألشرطة‬ ‫المرسومة في فرنسا وربما في أوربا كلها‪ .‬وبدأت اللمحات الرقيقة األولى من األفكار الجديدة تنبت والسيما الحفل الموسيقي المصحوب‬ ‫بالرسم‪ ،‬وتنظيم تظاهرات فنية في الشارع‪ ،‬واالنفتاح على األشرطة المرسومة اإلفريقية‪ .‬‬

‫‪47‬‬


‫ودمجت هذه العناصر في برمجة الدورة السادسة للمهرجان في ماي ‪ ،2010‬وفي غضون ذلك‪ ،‬استطعت أن أُدخل المعهد‬ ‫الوطني للفنون الجميلة في الشبكة المغربية لمؤسسة أنا ليند (‪ )Anna Lindh‬التي تضم حوالي ‪ 150‬جمعية وهيئة ثقافية‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني أنني مثلت المعهد في ملتقى برشلونة في مارس ‪ 2010‬حيث قمت مرة أخرى بربط الكثير من العالئق والتعريف بتجربة المعهد‬ ‫وبمهرجانه الخاص باألشرطة المرسومة‪.‬‬

‫ونجحت دورة ‪ 2010‬هي أيضا نجاحا كبيرا‪ ،‬بل نجاحا فاق نجاح الدورة السابقة رغم ضعف ميزانيتها‪ ،‬فقد تميزت هذه الدورة‬ ‫على الخصوص بمعرض خاص باألشرطة المرسومة في المغرب‪ ،‬وبدعوة جمعية "إفريقيا المرسومة" (من فرنسا) وكذا فنانين من‬ ‫إفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬وبرمجة فيلم الرسوم المتحركة بحضور محمد غزالة‪ ،‬رئيس الجمعية الدولية لفيلم الرسوم المتحركة‪ ،‬فرع‬ ‫مصر‪ ،‬وحضور مهرجان كوميكس لمدينة بالما دي ميوركا (إسبانيا)‪ ،‬وتكريم حميد بوهالي‪ ،‬رائد الكاريكاتور الساخر في المغرب‬ ‫في السبعينيات‪ .‬وفي السنة الموالية‪ ،‬كرم مهرجان مدينة ميوركا تكريما خاصا مهرجان تطوان في شخص خريجيْ المهرجان‬ ‫السادس‪ ،‬وهما إبراهيم الرايس والباتول بدر الصفى (مغربية سورية) وشخصي أنا كذلك‪ ،‬وهذا انفتاح إضافي‪.‬‬ ‫أما المهرجان السابع في سنة ‪ 2007‬فقد أصبح بين يدي جمعية "شوف" للنهوض باألشرطة المرسومة‪ ،‬وهي فكرة هائلة‬ ‫اقترحها مدير المعهد‪ ،‬صديقنا الوزاني‪ ،‬ألن هذه الصيغة تعطي حظوظا وافرة للمهرجان لكي يحصل على إعانات مالية دولية‪.‬‬ ‫وقد استفادت‪ ،‬فعال‪ ،‬هذه الدورة من دعم‪ ،‬متواضع بالتأكيد ولكنه معقول‪ ،‬من الصندوق العربي للفن والثقافة بموضوع "ارسم لي‬ ‫الربيع العربي" تماشيا مع القضايا السياسية الراهنة‪ ،‬وشهدت هذه الدورة مشاركة هامة للفنانين الشباب من مختلف البلدان العربية‬ ‫والمغرب ومن إفريقيا جنوب الصحراء التي جاءنا منها شباب متخصصون في األشرطة المرسومة‪ ،‬واستفادوا بدورهم من دعم منظمة‬ ‫موف أفريكا (‪ )Move Africa‬لتغطية مصاريف التنقل‪.‬‬ ‫هذه التحركات وهذه الدينامية التي انطلقت حول األشرطة المرسومة مكنت من إدراج المهرجان في مفكرة األنشطة الفنية‬ ‫والثقافية المهمة في مدينة تطوان‪ ،‬وجعلته موعدا معترفا به عالميا‪ .‬وأنا جد مسرور بذلك‪ ،‬وأعتقد أن المهرجان سيفرض وجوده‪،‬‬ ‫وسيحتل مكانه بين الملتقيات الدولية المتخصصة في األشرطة المرسومة وسينما الرسوم المتحركة‪ .‬وعلى أية حال‪ ،‬يبدو أن الرهان‬ ‫قد كسب ألن االهتمام باألشرطة المرسومة أصبح يتزايد بين الشباب المبدع (ويشهد على ذلك العدد المتزايد لطلبة شعبة األشرطة‬ ‫المرسومة في المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬وإحداث ملحقة في الصويرة مستقبال) والسيما مع منظور سينما الرسوم المتحركة‬ ‫وتقنياتها الرقمية الجاذبة واألخاذة‪ ،‬والتي أصبحت تفرض نفسها باطراد كوسيلة إبداع وتعبير فني في وقتنا الراهن‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫آفاق التعاون بين إفريقيا الوسطى والمغرب‬

‫كريستوف نغال إيديمو‬ ‫كاتب سيناريو ومؤسس ورئيس جمعية "إفريقيا المرسومة" التي أسسها سنة ‪.2001‬‬ ‫ومن بين إصداراته "طفولة مغتصبة"‪ ،‬رسمها سيمون بـييـر امبومبو في األلبوم الجماعي‬ ‫الذي يحمل عنوان "في ظل باوباب"‪ ،‬و" تميمة الحب"‪ ،‬رسمها تيتي فوستان (حصل هذا‬ ‫الشريط المرسوم على الجائزة الكبرى للمدينة بمهرجان جْراند‪-‬بسام سنة ‪ .)2001‬واشترك‬ ‫في كتابة سيناريو ثالث حلقات من الرسوم المتحركة "كابونغو‪ ،‬الراوي" الذي أخرجه استوديو‬ ‫بيكتون في دكار‪ .‬وقد دعي لحضور الدورة الثامنة للمهرجان سنة ‪ ،2014‬فألقى محاضرة حول‬ ‫األشرطة المرسومة اإلفريقية وآفاقها‪.‬‬

‫مثلت جمعية "إفريقيا المرسومة"‪ ،‬التي تضم كتاب األشرطة المرسومة األفارقة المقيمين في أوروبا‪ ،‬في الدورة الثامنة‬ ‫للمهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‪ ،‬وبهذا أقتفي أثر السيد سيمون بيير امبومبو‪ ،‬الذي مثل جمعيتنا خالل الدورة السادسة‬ ‫للمهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬نستطيع أن نعتبر أن المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة في تطوان أتاح فرصة اللقاء بين األشرطة‬ ‫المرسومة في المغرب واألشرطة المرسومة في إفريقيا الوسطى‪ ،‬إذ أن جمعية "إفريقيا المرسومة" تضم على الخصوص الرسامين‬ ‫القادمين من تشاد والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية‪ ،‬وهذا البلد هو جزء من هذه المنطقة اإلفريقية‪.‬‬ ‫ومن خالل مختلف الندوات التي ألقاها سيمون بيير امبومبو (في الدورة السادسة) وألقيتها أنا (في الدورة الثامنة) سواء في‬ ‫مدرسة الفنون الجميلة بتطوان أو في المعهد الفرنسي‪ ،‬الحظنا اهتمام طلبة المدرسة اهتماما شديدا بكل ما ينجز في إفريقيا في‬ ‫مجال السيناريو أو الرسم‪.‬‬ ‫وفي الدورة الثامنة من المهرجان‪ ،‬تابع طلبة المدرسة وكتاب األشرطة المرسومة‪ ،‬المغاربة أو األجانب الحاضرون‪ ،‬باهتمام بالغ‬ ‫المحاضرتين حول "حالة األشرطة المرسومة المغربية" و"حالة األشرطة المرسومة اإلفريقية"‪.‬‬ ‫وتبين من خالل النقاش أن كتاب األشرطة المرسومة ال يمكن أن ينتظروا كل شيء من السلطات العمومية‪ ،‬ولكن ينبغي‬ ‫عليهم أن يلتمسوا مساعدة المقاوالت الخاصة أو التوجه نحو إنشاء دور النشر المحلية‪.‬‬ ‫وقد قدمت في المحاضرتين مبادرة ُكتب لها النجاح‪ ،‬وهي الجريدة المرسومة ْ‬ ‫"غـبيش" (‪ ،)G’bich‬التي أصبحت مفخرة صحافة‬ ‫ساحل العاج‪ ،‬وقد أسس هذه الجريدة طلبة مدرسة الفنون الجميلة في مدينة أبيدجان‪ .‬وتحدثت أيضا عن تجربة لم يُكتب لها النجاح‬ ‫في الكاميرون مع منشورات أكوما امبا في مدينة ياوندي؛ وهكذا علم الشباب المشارك في المحاضرة أن هناك مبادرات في بلدان‬ ‫أخرى‪ ،‬وهي بلدان أضعف من المغرب اقتصاديا‪ .‬بعض من هذه المبادرات نجح‪ ،‬في حين فشل البعض اآلخر‪ .‬فعلى الطلبة المغاربة أن‬ ‫يعرفوا جمهورهم جيدا حتى ال ينخدعوا عندما يصدرون كتبا أو جرائد موجهة لهذا الجمهور‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫وهناك عنصر آخر احتفظت به ذاكرتي خالل مشاركتي في الدورة الثامنة لمهرجان األشرطة المرسومة في تطوان‪ ،‬وهو أن‬ ‫الطلبة يدركون خطورة االنعزال‪ ،‬فخطر الضياع وهجر اإلبداع الفني يكون كبيرا في هذه الحالة‪ .‬وتفاديا لذلك‪ ،‬فإن الحل األقل كلفة‬ ‫هو تأسيس جمعية‪ ،‬وطلبة مدرسة الفنون الجميلة بتطوان يدركون هذا األمر‪ .‬الجمعيات التي تدوم هي الجمعيات التي يجمع بين‬ ‫أعضائها وئام وتفاهم وتكون أهدافها محددة بوضوح شديد‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ما عاينته خالل إقامتي بمدينة تطوان هو العدد المرتفع نسبيا للطالبات الرسامات‪ ،‬وهو عدد أكبر من العدد‬ ‫الموجود في إفريقيا الوسطى (هناك رسامتان لألشرطة المرسومة في الكاميرون‪ ،‬وواحدة في الكونغو‪ ،‬وال شيء في تشاد)‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى أن جمهور األشرطة المرسومة في فرنسا وبلجيكا أصبح يتأنث باطراد (‪ 30%‬على األقل من القراء في فرنسا وبلجيكا هم‬ ‫إناث)‪ ،‬فإن المغرب يوجد على الطريق الصحيح في هذا الجانب‪.‬‬

‫آفاق التعاون‬ ‫أثناء العديد من المحادثات غير الرسمية مع تالميذ مدرسة الفنون الجميلة بتطوان خالل المهرجان‪ ،‬الحظت أنهم ال يعارضون‬ ‫التعاون مع رسامين من إفريقيا الوسطى‪.‬‬ ‫وهذا قد بدأ فعال بمشاركة الطالبين إبراهيم الرايس والباتول عليمان في األلبوم الجماعي "ثِ​ِـمْـبي وجـيتْـج‪ ،‬حائكتا قوس‬ ‫قزح"‪ ،‬وهو األلبوم الذي نشر في نونبر ‪ .2011‬وقد دفع الناشر حقوق المؤلف (رغم ضعفها فهي حقوق على أية حال) لكل مؤلف‬ ‫(ومنهما إبراهيم والباتول) في شهر يونيو ‪ .2014‬وهناك تجربة أخرى في طور اإلنجاز وهي المساهمة المرتقبة لرسام واحد أو‬ ‫رسامين مغريين خريجين من مدرسة الفنون الجميلة في تطوان في العدد ‪ 13‬من مجلة "واكا" في ياواندي بالكاميرون‪ ،‬وهي مجلة‬ ‫في سنتها الثانية‪.‬‬ ‫وعلى إثر هذا التعاون‪ ،‬سألتمس من المسؤولين عن مجلة "كين البيل" في كِـنشاسا بالكونغو إدماج أيضا رسام أو رسامَيْن‬ ‫مغربيين‪ ،‬وتعد "كين البيل" هي المجلة األكثر شهرة في إفريقيا الوسطى‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫وتزخر مدرسة الفنون الجميلة في تطوان بالعديد من المواهب الشابة سواء طلبة أو طالبات‪ ،‬ويبدو لي أن المدرسة تستطيع‬ ‫مساعدتهم بفتح "مكتب التالميذ" تيسيرا للقاءات بين أفواج الخريجين المتعاقبة‪ .‬وقد يكون هذا المكتب موجودا‪ .‬وهناك مكسب‬ ‫آخر يرتبط بوجود هذا المكتب وهو جمع المعلومات حول ما ينتحه التالميذ والتالميذ القدامى لتطوير خبرة مدرسة الفنون الجميلة‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫وفي النهاية‪ ،‬فإن جميع األشرطة المرسومة "القوية" تتطور فوق التربة المحلية‪ .‬وهذا ما حدث في بلجيكا وفرنسا والواليات‬ ‫المتحدة األمريكية واليابان وكوريا وفنلندا‪ ،‬في حين أن بلدانا أخرى‪ ،‬رغم أنها تزخر برسامين موهوبين لألشرطة المرسومة (إيطاليا أو‬ ‫إسبانيا) لم تعرف أو لم تستطع جعل األشرطة المرسومة نشاطا اقتصاديا‪ .‬فهناك عوامل عديدة تفسر نجاح أو إخفاق بلد من البلدان‬ ‫في مجال األشرطة المرسومة‪ .‬أما في إفريقيا الوسطى‪ ،‬فيبدو حاليا أن الكونغو وحده هو الذي له القدرة لكي يصبح "قوة" في مجال‬ ‫األشرطة المرسومة‪ .‬وحري بالشباب المغربي أن يفرض وجوده في بلده لكي يصبح هو أيضا منتجا لألشرطة المرسومة‪.‬‬ ‫التعاون بين إفريقيا الوسطى والمغرب ممكن في مجال األشرطة المرسومة‪ ،‬وخير دليل هو مساهمة رسامين مغاربة في‬ ‫المجلة الكاميرونية "واكا"‪ .‬وهذا النوع من التعاون ينفع الكتاب‪ ،‬فهم يثرون تجاربهم باستمرار كلما واجهوا أساليب مختلفة عن‬ ‫األساليب التي يعرفونها‪ ،‬وهو أيضا مفيد للجمهور‪ .‬فمن خالل الرسامين المغاربة‪ ،‬سيكتشف الجمهور الكاميروني وجها من وجوه‬ ‫المغرب‪ ،‬وهذا مهم جدا إذا نظرنا إليه من زاوية التقارب بين الشعوب‪ ،‬وال يسعنا إال أن نتمنى أن تقوم مجلة مغربية بدعوة رسام أو‬ ‫رسامَيْن كاميرونيين ليكتشف المغاربة بدورهم جزء من الكاميرون‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫دينامية األشرطة المرسومة حاضرة بتطوان‬

‫انطونيو كوسي‬ ‫مؤلف ورسام أشرطة مرسومة له إنتاجات كثيرة في مجال الفن التاسع ‪ ،‬ويدرس هذه المادة‬ ‫بأكاديمية تورني الملكية للفنون‪ ،‬وكان من المتابعين إلنشاء مشروع الشعبة بمدينة تطوان‪،‬‬ ‫كما شارك في المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان في دورته األولى و يعود‬ ‫ليشارك في الدورة التاسعة لسنة ‪ 2015‬باخر إنتاجاته الفنية‪ ،‬حيت ينعقد المهرجان في هذه‬ ‫الدورة تحت مسمى "المنتدى الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان" ‪.‬‬

‫لقد سبق لي أن أتيت قبل ‪ 15‬سنة عند انطالق المشروع الذي دعمته بحماس رفقة جميع المشاركين فيه منهم السيد‬ ‫الوزاني‪ ،‬ومديري السيد ِجـلبير دراكي‪ ،‬ووالوني‪-‬بروكسيل إضافة إلى العديد من المنظمات‪ .‬أتيت بعد ‪ 4‬سنوات ورأيت أعمال دوني‬ ‫الرو‪ ،‬ورونو دوهين الرائعة‪ .‬لقد بدأ الطلبة الجدد الذين تم تكوينهم بالتعبير‪ ،‬وهذا يبعث على األمل‪.‬‬ ‫إنه لشرف عظيم أن أعود بعد ‪ 15‬سنة لحضور منتدى األشرطة المرسومة‪ ،‬وأالحظ أن المشروع قد تحول إلى شيء ملموس‬ ‫وموجود‪ ،‬وهذا شيء محفز يدخل الناس في الحياة النشطة لهذا المجال وهو األشرطة المرسومة‪ ،‬وهذا لم يكن بديهيا ألن‬ ‫للمغرب تراث صغير في هذا المجال‪ ،‬لكن يجب تجميع الناشرين في هيأة‪ ،‬يجب أن يكون هناك توافق‪.‬‬ ‫أظن أن الدينامية حاضرة ويجب االستمرار على هذه الوتيرة‪ .‬فيما يخص االتفاقيات‪ ،‬سمعت أنه لدينا اتفاقيات رائعة على‬ ‫مستوى األشرطة المرسومة بين أكاديمية تورني والمعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬وستعزز هذه االتفاقيات بلقاءات أخرى‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫جيد وأدعمه ألنه ينبغي توسيع مجال الرؤيا لدى الطلبة‪.‬‬ ‫أظن أن الطلبة يولون اهتماما كبيرا للرسوم المتحركة والصباغة والرسم‪ ،‬ويجب إعطاؤهم جميع هذه الوسائل فالمستقبل‬ ‫كله أمامهم‪ ،‬أعتقد أن عمل المعهد عمل أساسي يمنحهم وسائل العمل والفهم والنقاش والوسائل لتطوير مواهبهم‪.‬‬ ‫لقد قابلت هنا كتاب األشرطة‬ ‫المرسومة قدموا من أنغوال والجزائر‬ ‫والمغرب ومن جميع األفاق‪ ،‬ورأيت‬ ‫أعماال برازيلية كذلك‪ .‬من الضروري‬ ‫الحفاظ على هذه المنتديات وتنظيم‬ ‫لقاءات تجمع أناسا لديهم مُثل‬ ‫مشتركة‪ ،‬يجب االستمرار في النشر‬ ‫والعرض وتنظيم اللقاءات بين الناس‬ ‫لكي يحكوا عن حرفهم وأفكارهم‬ ‫وعن ما يودون عرضه وكذلك دعوة‬ ‫العموم إلى االلتقاء والمطالعة‪.‬‬ ‫‪52‬‬


‫آفاق مجال األشرطة المرسومة في المغرب‬

‫جون فرنسوا شنسون‬ ‫جون فرنسوا شانسون هو رسام أشرطة مرسومة وكاتب سيناريو‪ ،‬أقام فترة طويلة‬ ‫بالمغرب‪ ،‬حيث اشتغل أستاذا لمادة الفيزياء‪ .‬وقد نشر خالل هذه الفترة مجموعة من كتب‬ ‫األشرطة المرسومة‪ ،‬سواء كرسام أو ككاتب سيناريو‪ ،‬مثلما تعامل مع عدد من الفنانين‬ ‫ورسامي األشرطة المرسومة‪ ،‬ومع العديد من دور النشر المغربية‪ .‬وهو صاحب دراية مهمة‬ ‫وتجربة غنية في مجال األشرطة المرسومة المغربية‪.‬‬

‫منذ سنوات‪ ،‬وأنا أتلقى دعوات كريمة لحضور مهرجان األشرطة المرسومة في مدينة تطوان‪ .‬وألنني أعيش منذ فترة طويلة‬ ‫في المغرب‪ ،‬فكلما أعددت ألبوما من األشرطة المرسومة في هذا البلد أقدمه في هذا المهرجان‪ ،‬في شكل عروض‪ ،‬أو إهداء‪ .‬وإنه‬ ‫لمن دواعي المسرة واالبتهاج أن أزور مدينة تطوان سنويا‪ ،‬حيث ألتقي األشخاص الذين ألفتهم‪ ،‬داخل العالم الصغير لألشرطة‬ ‫المرسومة في المغرب‪ .‬هذا العالم ليس كبيرا جدا‪ ،‬ولكنه يعرف كلما سنة صدور ألبومات جديدة‪ ،‬وكذا مبادرات من هنا وهناك حول‬ ‫األشرطة المرسومة‪ .‬ولقد ظل هذا المهرجان فرصة للقاء والنقاش‪ ،‬كما تتخلق في هذا المهرجان مشاريع جديدة نناقشها في ما‬ ‫بيننا‪ ،‬وهو أيضا فرصة للقاء بين أشخاص يأتون من إسبانيا وبلجيكا وفرنسا‪ ،‬ويتعلق األمر بكتاب مرموقون يمكنوننا من التعرف أكثر‬ ‫على عالم األشرطة المرسومة‪.‬‬ ‫عن الوضعية الحالية لألشرطة المرسومة في المغرب‪ ،‬أود أن أشير إلى أنها قد عرفت نقلة صعبة‪ ،‬بعد وفاة عبد العزيز مريد منذ‬ ‫أكثر من سنة‪ .‬على أنه توجد في المغرب مبادرات عديدة كمجلة "سكفكف" في الدار البيضاء‪ ،‬التي تقدم أعماال هامة جدا‪ .‬وهنالك‬ ‫أيضا ناشرون صاروا يولون اهتماما مطردا باألشرطة المرسومة‪ ،‬مثل يوماد وآخرين‪ .‬كما أننا‪ ،‬وبمجرد ما نحل ضيوفا ومشاركين في‬ ‫هذا المهرجان‪ ،‬فإننا نسعد بلقاء ثلة من الطلبة الذين يقدمون أعماال جيدة وواعدة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تبقى هنالك مشاكل تواجه مجال األشرطة المرسومة في المغرب‪ .‬غير أن المشكلة األساسية إنما تتمثل في غياب‬ ‫التواصل بين الطلبة ودور النشر‪ .‬ذلك أن على الطلبة أن يستعدوا أكثر لتقديم المشاريع‪ ،‬ألنهم مؤهلون لذلك‪ ،‬لكنهم ال يبادرون‪،‬‬ ‫وينتظرون من الناشرين أن يطلبوا منهم تقديم هذه المشاريع‪ ،‬بينما الناشرون ينتظرون بدورهم قدوم الطلبة لعرض مشاريعهم‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ربما وجب تلقين الطلبة كيفية تسويق منتجاتهم‪ ،‬وكذا ضرورة توجيه الدعوة للناشرين لكي يقوموا بمعاينة جودة أعمال‬ ‫الطلبة‪ ،‬وذلك من أجل أن نرقى بفن األشرطة المرسومة إلى فن وحرفة وصناعة إبداعية وإنتاجية أيضا‪.‬‬ ‫قامت جمعية "شوف" بإصدار كتيب وأظنه أيضا حال ناجعا‪ ،‬إذ ربما يكمن الحل في التوجه نحو النشر الذاتي‪ ،‬ما لم يقم‬ ‫الناشرون بذلك‪ .‬لقد قمتم بنشر العدد الخامس من مجلة "شوف"‪ ،‬ومن الممكن إصدار العدد السادس ثم السابع‪ ،‬مثلما يتعين على‬ ‫الكتاب الناشئين أن يساهموا في عرض أعمالهم في مجال األشرطة المرسومة‪ ،‬واقتراحها‪ .‬ال يجب عليهم أن يقتصروا فقط على‬ ‫المهرجان‪ ،‬أو على صفحة في موقع "شوف"‪ ،‬بل عليهم عرض أعمالهم على العموم‪ ،‬وإرفاقها بالعناوين والمعلومات الضرورية‬ ‫المتعلقة بالرسامين‪ .‬وهكذا‪ ،‬سيستطيع الناشرون واألشخاص الراغبون في الحصول على رسومات أو صور أو أشرطة مرسومة‬ ‫الوصول إليها بسهولة‪ ،‬وأظن أن هذا ما ينقص هنا في المغرب‪.‬‬ ‫حتى إذا تضافرت جهود الناشرين والطلبة والصحف‪ ،‬أمكن تشكيل بنية تسمح بنسج روابط بين الجميع‪ ،‬من أجل تحقيق‬ ‫تعارف أفضل‪ .‬ذلك أن العمل الذي تقدمونه ممتاز‪ ،‬لكن عليكم االشتغال أكثر على هذه النقطة‪ ،‬أي العمل على بناء جسور التواصل‬

‫‪53‬‬


‫بين دور النشر والطلبة‪ ،‬عن طريق إنشاء صفحات على األنترنيت‪ ،‬حيث تنشر األعمال‪ ،‬أو من خالل إصدار صحف دورية تمكن الطلبة‬ ‫من تقديم أعمالهم‪.‬‬ ‫وتجب اإلشارة إلى أن التكوين في المعهد الوطني للفنون الجميلة يظل في مستوى جيد للغاية‪ .‬وينبغي‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬بذل‬ ‫الجهود على مستوى السيناريو وطرق التسويق أيضا‪ .‬فنحن حيندما نتحدث مع الطلبة نجدهم يعتقون اعتقادا خاطئا وواهما‪ ،‬حول‬ ‫عالم األشرطة المرسومة في أوروبا‪ ،‬وهم يظنون أن كتابة األشرطة المرسومة يمكن أن تعيل أصحابها‪ .‬وهذا تصور خاطئ جدا‪،‬‬ ‫ذلك أن أغلب الكتاب في أوروبا فقراء‪ ،‬وإن كنا نصادف نجوما سطعت أسماؤهم وأعمالهم في هذا الميدان‪ ،‬لكن األغلبية منهم‬ ‫فقراء‪ .‬وحتى في فرنسا وبلجيكا‪ ،‬ثمة‪ ،‬أيضا‪ ،‬أزمة في قطاع األشرطة المرسومة‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬فإن هذه النظرة المثالية لطلبة ينبغي أن تتغير‪ .‬وحتى في فرنسا‪ ،‬عندما يبدأ الكاتب‪ ،‬فهو يستجيب أوال لرغبة‬ ‫الناشرين‪ .‬أما في المغرب فالناشرون يريدون أعماال مثل حكايات منقولة بتصرف‪ ،‬بينما يرغب الطلبة في إصدار أعمالهم الشخصية‪.‬‬ ‫إن سوق األشرطة المرسومة في المغرب هو سوق ناشئ‪ ،‬وبالتالي ال يمكن القيام بأعمال متخصصة‪ ،‬يجب على الكاتب الناشئ‬ ‫أوال أن يقبل القيام بما يطلبه الناشر‪ ،‬إعداد حكايات‪ ،‬إعداد أشياء قد ال تكون مهمة‪ .‬وبعد أن يحصل على شيء من الشهرة‪ ،‬ويصبح‬ ‫معروفا نوعا ما‪ ،‬يمكن له آنذاك القيام بأعمال ذات طابع شخصي‪.‬‬ ‫إن سوق األشرطة المرسومة في المغرب ال يزال يخطو خطواته األولى‪ .‬وهناك الكثير مما يمكن فعله في مجال أدب‬ ‫الشباب‪ ،‬وهذا الباب يغري الناشرين‪ ،‬فهم يبحثون عن رسامين ليرسموا رسومات توضيحية‪ .‬وخالفا لألشرطة المرسومة‪ ،‬فإن األعمال‬ ‫األدبية الخاصة باألطفال والشباب تحظى بإقبال جيد في المغرب‪.‬‬ ‫وإذا أخذنا حالة ثالثة ناشرين في المغرب‪ ،‬وهم "يوماد" و"كليدسكوب" و"مَرْسم"‪ ،‬نجدهم يبيعون األعمال األدبية الخاصة‬ ‫باألطفال والشباب‪ ،‬بشكل جيد‪ .‬وهم يبحثون عن رسامين ليرسموا لهم رسومات توضيحية‪ ،‬فيضطرون إلى اللجوء إلى رسامين من‬ ‫الخارج‪ ،‬بينما هم يودون التعامل مع رسامين مغاربة‪ .‬وهذا مجال جيد من أجل االشتغال والتعامل مع الناشرين‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫المعهد الفرنسي بتطوان‪،‬‬ ‫شريك في المهرجان‬ ‫مدينة تطوان‪ ،‬بحكم موقعها بين البحر والجبل‪ ،‬وتصنيف مدينتها العتيقة تراثا عالميا من لدن منظمة اليونسكو وبفضل‬ ‫تاريخها‪ ،‬فهي تتميز بهويتها الثقافية والفنية المتينة‪ .‬ويربط المعهد الفرنسي في تطوان منذ أمد بعيد عالئق متميزة مع المعهد‬ ‫الوطني للفنون الجميلة الذي يساهم مساهمة هائلة في ازدهار المدينة ازدهارا فنيا‪ .‬إن ورشة النقش والطباعة التي أُحدثت في‬ ‫المعهد منذ نحو ‪ 25‬سنة‪ ،‬والتي رممت حاليا وفتحت في وجه الفنون البصرية‪ ،‬إلى جانب األنشطة ذات الصلة بالفن المعاصر والتراث‪،‬‬ ‫وكذا إقامة دار بن جلون للفنانين التي أُنشئت حديثا‪ ،‬ما فتئت تعزز يوما بعد يوم الروابط بين المعهدين‪.‬‬ ‫في شتنبر ‪ ،2000‬تم تطوير مسلك األشرطة المرسومة في المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬الذي أُنشئ بمبادرة من مدير‬ ‫المعهد‪ ،‬السيد عبد الكريم الوزاني‪ ،‬ووزير الثقافة‪ ،‬السيد محمد األشعري‪ ،‬في إطار مشروع تعاوني سهر على إنجازه السيد دانييل‬ ‫صوسيو‪ ،‬مسؤول مندوبية والونيا‪-‬بروكسيل في المغرب‪ .‬وواكبت جمعية إنعاش التربية والتكوين في الخارج إحداث هذه الشعبة‬ ‫حيث ساهمت في إقامة تدريس األشرطة المرسومة‪ ،‬وإنشاء مجلة "شوف"‪ ،‬ثم تأسيس المهرجان بعد سنوات قليلة‪ .‬وكان المعهد‬ ‫الفرنسي بطبيعة الحال حاضرا في افتتاح هذا المسلك‪ ،‬ودعم فكرة تطوير الفن التاسع وشبابه الموهوبين من خالل تكوين مهني‬ ‫واكبه بسرعة إصدار مجلة "شوف"‪ ،‬وعـزز هذه الفكرة بمحتويات مكتبة المعهد السمعية البصرية لألشرطة المرسومة‪ ،‬وكذا‬ ‫باألعمال المنجزة بشأن األشرطة المرسومة‪ ،‬مساهما بذلك في انتشار هذا التعبير الفني واألدبي‪.‬‬ ‫يعكس إنشاء المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة‬ ‫في تطوان سنة ‪ ،2004‬بمبادرة من أساتذة المعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة وبدعم من المركز البلجيكي لألشرطة المرسومة‪،‬‬ ‫حيوية الفنانين الشباب ومنتجاتهم‪ ،‬ويعكس أيضا إرادة التبادل‬ ‫واالنفتاح التي تميز مسلك األشرطة المرسومة‪ .‬وشارك كتاب‬ ‫فرنسيون مختصون في األشرطة المرسومة‪ ،‬بدعوة من المعهد‬ ‫وبتعاون مع المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬مثل إدموند بودوان‪،‬‬ ‫وأوليفيي سوبيو‪ ،‬وتيهيم‪ ،‬وجيروم لوغوكيلي‪ ،‬في هذا الفوران‬ ‫الفني رفقة كتاب ورسامي األشرطة قدموا من بلجيكا وإفريقيا‬ ‫والعالم العربي‪ .‬وساهم تنوع األساليب المقدمة واللقاءات المهنية في إثراء معارف الكتاب الشباب وتحفيزهم‪ .‬وعززت دعوة مندوب‬ ‫المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‪ ،‬السيد جواد الديوري‪ ،‬لحضور مهرجان مدينة أنغوليم سنة ‪ 2010‬الروابط التي تجمع‬ ‫بين مهرجان تطوان والمعهد الفرنسي‪.‬‬ ‫وقد أصبح المهرجان معروفا ومتجذرا في مدينة تطوان‪ ،‬فهو يساهم في الحياة الثقافية والفنية للمدينة بفضل الفقرات‬ ‫التنشيطية المقدمة لجميع فئات الجمهور‪ .‬المعارض وصالونات القراءة والورشات كلها لحظات مميزة الكتشاف األشرطة المرسومة‪.‬‬ ‫ويشارك المعهد الفرنسي في تطوان في ذلك بتشجيع هذا الفن من خالل مجموعات اإلصدارات الغنية جدا التي تزخر بها مكتبته‬ ‫السمعية البصرية‪ ،‬والتي تُحين بانتظام‪ ،‬باإلضافة إلى البرمجة الثقافية‪ .‬فالمعهد الفرنسي يساهم إذا في إشعاع هذا الفن وتيسير‬ ‫َ‬ ‫شريكـيْه‪ ،‬وهما المعهد الوطني للفنون الجميلة وجمعية "شوف"‪.‬‬ ‫سبل وصول الشباب المبدع المعاصر إليه‪ ،‬بعد أن التزم بذلك مع‬ ‫أنيتا دولفوس‬ ‫مديرة المعهد الفرنسي في تطوان‬

‫‪55‬‬


‫رحلة ذهاب وإياب في عالم‬ ‫األشرطة المرسومة‬ ‫حتى و إن أطلت عليكم قليال‪ ،‬أود مسبقا أن أقوم بتقديم ملخص جد مختصر لتاريخ األشرطة المرسومة في إسبانيا وذلك‬ ‫تكريما لكل تلك الشخصيات الروائية التي رافقتنا على مدى هذا الزمن الطويل‪.‬‬ ‫في إسبانيا‪ ،‬تعود جذور فن سرد القصص من خالل الصور والكلمات إلى الرسوم الساخرة والهجائية خالل حقبة العصور‬ ‫الوسطى أو إلى الرسوم الكاريكاتورية خالل عصر النهضة‪ .‬غير أن فن الرسوم الفكاهية عرف نشأته األولى في أواخر القرن التاسع‬ ‫عشر‪ ،‬وارتبط بظهور األشرطة المرسومة الخاصة باألطفال ومجالت النقد الساخر الخاصة بالكبار‪ ،‬ومن بين المجالت األولى البارزة في‬ ‫َ‬ ‫س الخاص‬ ‫هذا الصدد يمكن ذكر مجلة ْ‬ ‫"إن باتوفيت" "‪ ،"En Patufet‬الصادرة سنة ‪ 1904‬باللغة الكطالنية أو ملحق جريدة أ ِب ِ‬ ‫باألطفال "‪ "Gente Menuda‬الصادر سنة (‪ ،)1906‬غير أن المجلتين "شارلوت" (‪ )Charlot‬الصادرة سنة (‪ )1916‬و"‪ "TBO‬الصادرة‬ ‫سنة (‪ )1917‬تعد في الحقيقة أولى المجالت التي تعنى بفن األشرطة المرسومة في إسبانيا‪ .‬في الثالثينيات‪ ،‬شرعت دار النشر اإلسبانية‪-‬‬ ‫األمريكية في توظيف واستعمال شخصيات الكوميكس األمريكية مثل "فالش غوردون" (‪ )Flash Gordon‬أو "طرزان"‪.‬‬ ‫خالل الحرب األهلية كانت األشرطة المرسومة تطبعها الدعاية لمبادئ الجمهورية بحيث نذكر على سبيل المثال مجلة "‪El‬‬ ‫‪( "Pueblo en Armas‬الشعب المسلح)‪ ،‬أو قصص ذات طابع قومي ووطني كنشرات مجلة "فليشّاس إ بياليوس" (‪Flechas y‬‬ ‫‪ .)Pelayos‬ومع استحكام النظام الديكتاتوري والرقابة وندرة الورق وانعدام الموارد االقتصادية‪ ،‬أصبح المجال مفتوحا فقط للمجالت‬ ‫التي تدعمها الدولة ماليا بحيث كانت األشرطة المرسومة إحدى الوسائل التي تخدم أهداف السلطة الحاكمة ومصالحها‪ ،‬كما هو‬ ‫الشأن بالنسبة لمجلة " فليشّاس إ بياليوس" و"مَرَبيَّاس ْ‬ ‫و"كالرين" ‪....‬‬ ‫أما في عهد حكم الجنرال فرانكو‪ ،‬وبفضل ازدهار‬ ‫الصناعة‪ ،‬تم الشروع في نشر األشرطة المرسومة وطباعتها في‬ ‫شكل كتيبات صغيرة من قبل بعض دور نشر مثل دار النشر‬ ‫اإلسبانية‪-‬األمريكية ودار النشر َفـلِنسْيانا وبْروغيرا‪ .‬فحسب‬ ‫الباحث خوان أنطونيو راميريث‪ ،‬ينقسم فن األشرطة المرسومة‬ ‫اإلسبانية خالل عهد الجنرال فرانكو إلى ثالثة مجاالت موضوعاتية‬ ‫موجهة لمختلف شرائح الجمهور؛ فمثال نجد مجالت قصص‬ ‫المغامرات الموجهة لجمهور الذكور ومجالت القصص العاطفية‬ ‫الموجهة لجمهور النساء ومجالت قصص الفكاهة الموجهة‬ ‫لألسرة عامة‪ .‬هذه األصناف الثالثة من األشرطة المرسومة تختلف‬ ‫بينها باختالف الموضوع والشكل وأسلوب الرسامين‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫وتتميز دار "بروغيرا " للنشر في نطاق المجالت‬ ‫القصصية الفكاهية بإصدارات متعددة نذكر من بينها مجلة‬ ‫"‪ "Pulgarcito‬ومجلة "‪ "Mortadelo‬ومجلة "‪ ،"Tío Vivo‬إلخ‪،.‬‬ ‫وهي التي استفادت من خدمات رسامين مرموقين أمثال بِنْيارُّيا‪،‬‬ ‫وفاسْكيث‪ ،‬وإسكوبار‪ ،‬وخورخي‪ ،‬وإبانييث‪ .‬أما بخصوص فن‬ ‫األشرطة المرسومة الموجهة لجمهور النساء فإنها تميزت‬ ‫بأسلوب الرسم الواقعي وكانت ترمي إلى إبراز سمو القيم اإلنسانية‬


‫كالفضيلة والعمل والحب وذلك من خالل سرد روايات ذات طابع غرائبي وعاطفي‪ .‬في هذا المضمار برعن بشكل بارز روائيات أمثال‬ ‫روسا َغلْثيران وبيريتا كامبوس‪ ،‬ومجالت مثل "‪ "Sissi‬و"‪ "Lily‬و"‪ ..."Esther‬أما فيما يخص قصص المغامرات فقد تميزت بالعالم‬ ‫الغرائبي وتقمص أدوارها شخصيات جاهزة في واقع درامي مفعم بمظاهر الشهامة والرجولة‪ ،‬فالبطل يكون دائما شابا ورياضيا‪،‬‬ ‫خالفا لألشرار الذين هم قطاع الطرق وخونة ومستبدون‪ .‬وقد كانت مواضيع األشرطة المرسومة تشمل الفترة ما قبل التاريخ مثل‬ ‫("‪" ، "Purk‬اإلنسان الحجري") والتاريخ القديم مثل (‪ )"El Jabato‬وأبطال العصور الوسطى ("المقاتل المقنع") والذي قام بتأليفه‬ ‫كاتب السيناريو مانويل غاغو "‪ "Manuel Gago‬و"القائد الرعد" الذي حقق نجاحا تجاريا كبيرا في إسبانيا‪ ،‬وقصص الويستيرن (رعاة‬ ‫البقر) مثل قصص ("الفارس المقنع")‪ ،‬وقصص الحروب مثل ("المالحم الحربية لصاحبها ‪ )"Boixcar‬وقصص المحققين والمفتشين‬ ‫اإلسبان مثل ("‪ ،"Roberto Alcázar y Pedrín‬التي رسمها "‪ ،)"Eduardo Vañó‬وقصص الخيال العلمي ("عالم المستقبل")‪ .‬ومع‬ ‫االنتقال الديمقراطي‪ ،‬سوف ينصب اهتمام دور النشر على إصدار األشرطة المرسومة الموجهة إلى جمهور الكبار‪ .‬آنذاك‪ ،‬توقفت عن‬ ‫اإلصدار دار "بْروغيرا " للنشر وافتتحت أخرى كدار النشر "‪ "La Cúpula‬التي قامت بنشر المجلة الشهيرة "‪ ،"El Víbora‬الوريثة بامتياز‬ ‫لألشرطة المرسومة األمريكية والتي تحدت جميع الطابوهات والمحرمات االجتماعية واألخالقية للحقبة السابقة‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى‬ ‫أن مجلة األشرطة المرسومة "الخويبيس" (الخميس) التي الزالت تصدر إلى غاية يومنا بأسلوب نقد ساخر وسياسي‪ ،‬في حين تعتبر مجلة‬ ‫األشرطة المرسومة ‪ Paracuellos‬من إبداع كارلوس خِمينيث إحدى المجالت التي تتناول بامتياز المواضيع الواقعية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ويرجع االهتمام الدولي بفن األشرطة المرسومة اإلسبانية إلى الثمانينيات مع ظهور لقاءات ومحافل تعنى بهذا الفن‪ ،‬نذكر‬ ‫على سبيل المثال المعرض الدولي لألشرطة المرسومة في مدينة خيخون (‪ )1976‬ومعرض بلباو (‪ )1977‬ومعرض برشلونة (‪.)1981‬‬ ‫مبدعون بارزون أمثال ماكس استطاعوا رصد واقع المجتمع لتلك الفترة مع ظهور التجمعات الحضرية "بيتِر بانك" (‪ )Peter Pank‬أو‬ ‫رودريغو بقصة المثلي‪ ،‬المدريدي األصل‪ ،‬المسمى مانويل‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬في التسعينيات‪ ،‬أصبح االهتمام باألشرطة المرسومة في إسبانيا ينصب على إنتاج ترجمات قصص األبطال الخارقين‬ ‫األمريكيين وقصص الرسوم المتحركة اليابانية‪ ،‬في حين كان اإلبداع اإلسباني يلقى اهتماما من طرف دور نشر مستقلة أمثال‬ ‫"‪ "Edicions de Ponent‬و"‪ "Ediciones Sins Entido‬أو دار نشر "‪."Astiberri‬‬ ‫وجد المعهد اإلسباني بتطوان في المهرجان الدولي لألشرطة‬ ‫المرسومة بتطوان فرصة رائعة للتعريف باإلنتاج اإلسباني في مجال‬ ‫فن األشرطة المرسومة‪ ،‬وشرع ابتداء من سنة ‪ 2004‬في العمل على‬ ‫عرض قصص ثالثة من الشخصيات األكثر ذيوعا وشهرة عند الجمهور‬ ‫اإلسباني وجمهور دول أمريكا الالتينية وهي "مورتاضيلو وفيليمون"‬ ‫من إبداع باكو إيبانييث ومن إخراج خافيير فيسير سنة ‪ ،2003‬وسلسلة‬ ‫الرسوم المتحركة القصيرة "مَفالدا" (كينو) للكوبي خوان بادرون والتي‬ ‫تدور أحداثها حول اكتشاف كريستوبال كولون لمفالدا لدى وصوله‬ ‫إلى أمريكا‪.‬‬ ‫وفي الدورة الموالية سنة ‪ ،2005‬كان محور المعرض هو فن‬ ‫األشرطة المرسومة وما بين الثقافات وكانت مناسبة سانحة للتعريف‬ ‫ببانوراما فن األشرطة المرسومة في إسبانيا في تلك المرحلة‪ ،‬وليس‬ ‫هناك أفضل من فِليبي هِرنانديث كاف للتعريف بهذا الفن وهو الذي‬ ‫حاز على جائزتين في معرض األشرطة المرسومة ببرشلونة‪ ،‬وهو الناقد‬ ‫وكاتب سيناريو األشرطة المرسومة والناشر المستقل والفنان الفكاهي‪.‬‬ ‫مشاركتنا في الدورة الثالثة لهذا المهرجان خصصناها للشخصية‬ ‫دون كيخوطي‪ .‬معرض‬ ‫األكثر شهرة عالميا في األدب اإلسباني وهي ْ‬ ‫"‪ "Lanza en Astillero‬شمل رسامي األشرطة المرسومة لشخصية‬

‫‪57‬‬


‫دون كيخوطي‪ ،‬وقد انطلقت الفكرة من مبادرة خيسوس‬ ‫ْ‬ ‫كوادرادو الذي كان يجمع روايات ورؤى مؤلفي القصاصات حول‬ ‫عوالم "دون كيخوطي"‪ .‬كل هؤالء كانوا يتقاسمون نفس‬ ‫السمة اإلبداعية مع ثيربانطيس‪ .‬فحوالي عشرين روائيا ينحدرون‬ ‫من إقليم المانطشا ومن بقاع أخرى من العالم قاموا بتكريم‬ ‫الروائي الذي ربما تناول ريشته وملوناته لرسم مغامرات شخصية‬ ‫"فارس الظل الحزين"‪ .‬في هذه اللوحة الفنية التي أنتجتها‬ ‫مجموعة بلديات قشتالة المانطشا تمت مشاهدة ثمانية وأربعون‬ ‫رسما كاريكاتوريا للرسامين ألفارو أورتيث‪ ،‬وأندريس ِخ‪ .‬لييفا‪،‬‬ ‫وأنطوني غرسيس‪ ،‬وكرلوس نيني‪ ،‬ودونيس دِبريث‪ ،‬وإستير‬ ‫خيلي‪ ،‬وفيليبي أبرانشيس‪...‬‬ ‫شكل اإلشهار وقنوات التواصل موضوع سنة ‪2006‬‬ ‫بامتياز‪ ،‬حيث قدم "معهد ثيربانطيس" ورشتين فنيتين ذات‬ ‫ارتباط بموضوع التواصل في معناه األشمل وتحت عنوان‪ :‬عجز‬ ‫الكالم عن التعبير‪ .‬بالغة الصمت في رسوم األشرطة المرسومة‬ ‫حيث ارتكز بيدرو إسبينوسا على اللغة المرئية في هذا الفن والتي‬ ‫تتمثل في إيجاد وعرض قصة صامتة لنقل الحكاية‪ .‬أما فيما يخص‬ ‫الورشة الفنية الثانية فقد كانت من إدارة األرجنتيني الصحافي‬ ‫وعالم االجتماع خورخي ثِـنْتنير الذي استطاع خلق أفضل ثنائي‬ ‫في فن األشرطة المرسومة باللغة اإلسبانية بمشاركة روبين‬ ‫بييخِرو‪ ،‬ورشته هذه تحت عنوان االهتمام شكلت لقاء مع اإلبداع‬ ‫الذاتي‪ ،‬وأبحرتنا في خبايا العمل الشاق والدؤوب لكتابة السيناريو‪.‬‬ ‫وخصصت سنة ‪ 2007‬لموضوع صناعة الرسوم المتحركة‪ ،‬وقام خاللها مدير مهرجان "أنيمدريد"‪ ،‬السيد بيدرو ميدينا دياث‪،‬‬ ‫بزيارتنا وعرض ثالثة برامج تضم أعمال المخرجين الكطالنيين أمثال خان باكا وطوني َغـرِّغا باإلضافة إلى أعمال بابلو يو ِرنس حول‬ ‫صناعة الرسوم المتحركة بمادة اللدائن والعجائن وقائمة باسم أفضل اإلنتاجات واإلخراجات المعاصرة في مجال صناعة الرسوم المتحركة‪.‬‬ ‫هذا البرنامج‪ ،‬ضم باإلضافة إلى ما سلف ذكره‪ ،‬أهم إبداعات كوك ريوبو‪ ،‬باعتباره أحد أفضل صانعي الرسوم المتحركة على‬ ‫الساحة الفنية اإلسبانية الحالية حيث نال في نفس السنة جائزة غويا "‪ "Goya‬ألفضل فيلم قصير في صنف صناعة الرسوم المتحركة‬ ‫بإخراجه لفيلم يحمل عنوان "سفر سعيد" "‪ ،"El Viaje de Saïd‬وهو المخرج الذي اشتغل على امتداد فعاليات المهرجان رفقة‬ ‫تالميذ المعهد الوطني للفنون الجميلة في ورشات عمل لصناعة الرسوم المتحركة باللدائن العجينية‪ .‬ولقد تم خالل فعاليات المهرجان‬ ‫عرض أعمال هذه الورشة الفنية وكذا الفيلم القصير المتوج بجائزة أفضل فيلم قصير المشار إليه آنفا‪.‬‬ ‫في الدورة الخامسة من المهرجان الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان‪ ،‬كانت مشاركتنا بواسطة مساهمة موسيقية من أداء‬ ‫فرقة الثالثي إسحاق طور ِينثو تْ ِريو‪.‬‬ ‫في الدورة السادسة سنة ‪ ،2010‬تحول المهرجان إلى محفل دولي ينعقد مرتين في السنة‪ .‬فابتداء من ذلك التاريخ تم توسيع‬ ‫النطاق الجغرافي ألنشطتنا وبرامجنا ليشمل أماكن أخرى من العالم وليفتح أبوابه للتعريف بفن األشرطة المرسومة اإلفريقية‪ .‬وقد‬ ‫قام معهد ثيرفانطيس بعرض الرواق المشترك تحت عنوان "مدينة النحاس األصفر ‪ ."La Ciudad de Latón‬رسامون إسبان من‬ ‫أماكن بعيدة من العالم‪ ،‬يمثلون خيرة المبدعين اإلسبان في هذا المجال أمثال خوصي فونويوسا‪ ،‬وسِرخيو غرسيا‪ ،‬وفرناندو بِلفير‪،‬‬ ‫ومِغِلَنْكسو بْرادو استطاعوا نقل المشاهد إلى أقاصي وعوالم بعيدة مزاجها انصهار الواقع بالخيال‪ .‬رحلة احتفالية أخرى شهدها‬ ‫‪58‬‬


‫الحفل الختامي للمهرجان‪ ،‬رحلة بالصوت والصورة على متن الموسيقى‬ ‫العالمية انطالقا من إيقاعات إفريقية ومرورا بإيقاعات البرازيل الجديدة‬ ‫ثم حلوال بتركيا والعالم العربي وبموسيقى البنجاب ثم مرورا بجامايكا‬ ‫وكولومبيا وبفن الفالمنكو ثم البلقان‪ ...‬وختم الحفل بالعمل الفني "‪El‬‬ ‫‪ "Proyecto Vagamundo con Salitre‬لصاحبه ريكاردو دي كاسترو‬ ‫و"‪ "K Vj‬لصاحبه كارلوس مِـخِيّاس بحدائق المعهد الفرنسي‪.‬‬ ‫كل هذه اإلسهامات ما كان لها أن تكون دون شراكة المديرية‬ ‫العامة للسياسة والصناعة الثقافية التابعة لوزارة الثقافة اإلسبانية‪.‬‬ ‫أتيحت لعدة هيئات إسبانية فرصة اللقاء والمشاركة في المهرجان‬ ‫الدولي السابع لألشرطة المرسومة بتطوان‪ .‬وبفضل رعاية وزارة الثقافة‬ ‫اإلسبانية وبدعم من مؤسسة "الفونداسيون بْريميو كونْبِـبِـنْسيا"‪ ،‬مثل‬ ‫رسام األشرطة المرسومة والكاتب والناشر اإلسباني‪ ،‬بَرطولومي سيغي‬ ‫(من أعماله ‪ Madriz‬و ‪ )El Víbora‬الفائز بالجائزة الوطنية لألشرطة‬ ‫المرسومة سنة ‪ 2009‬عن قصته "الثعابين العمياء" بتعاون مع كاتب‬ ‫السيناريو فِليبي هِرنانديز كافا‪ ،‬المهرجان الدولي لمدينة مايوركا‬ ‫(‪ )Cómic Nostrum‬قصد المساهمة في إقامة الفنانين بالمعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة وتقديم عرض "الثعابين العمياء"‪.‬‬ ‫نظمت "مؤسسة الثقافات الثالثة" لقاء مع الرسام األندلسي خوصي‬ ‫لويس أغريدا الذي يساهم بإبداعاته بصفة اعتيادية في صحيفة الباييس‬ ‫وفي المجلة األسبوعية الهزلية "الخويبِس" والذي تناول خالل هذا اللقاء‬ ‫مواضيع تهم اإلنتاج واإلخراج والتكوين وإدارة القصص المصورة في‬ ‫األندلس وفي شمال المغرب وقدم لنا عرضا وإبداعا ميدانيا في هذا المجال‪.‬‬ ‫ولقد كانت مساهمة وزارة الثقافة اإلسبانية بمعية معهد ثيرفانطيس متميزة خالل إسدال الستار على المهرجان‬ ‫سيرْك ْ‬ ‫ْ‬ ‫ليكطريك‬ ‫الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان لسنة ‪ ،2012‬حيث قامت مجموعة ْغالز "‪ "Glazz‬بتقديم عرضها المتنوع‬ ‫"‪ "Cirquelectric‬الذي هو عبارة عن قصة تمت حكايتها على إيقاعات موسيقى الجاز والروك العصري والرقص والفالمينكو وفن‬ ‫التصوير بالفيديو‪ .‬وخالل هذا الحفل حضر رفقة مجموعة غالز الرسام المكلف بتزيين أقراصها المدمجة والذي قدم أمام الجميع صورة‬ ‫"سيرْك ْ‬ ‫ْ‬ ‫ليكطريك"‪.‬‬ ‫جميلة عن حكاية‬ ‫أما فيما يخص الدورة الجديدة لسنة ‪ ،2014‬فيهدف معهد ثيرفانطيس من خاللها تكريم إحدى روائع األدب اإلسباني بعد‬ ‫مرور مائة سنة على كتابتها‪ ،‬إنها رواية "الحمار وأنا"‪ ،‬الشعر الغنائي للكاتب خوان رامون خيمِنيث الحائز على جائزة نوبل لآلداب سنة‬ ‫‪ .1956‬ولقد تم إصدارها في طبعة جديدة برسوم األخوين المنحدرين من مدينة مالقة اإلسبانية فرانسيسكو خابيير رودريغيز‬ ‫وأنخيل‪ ،‬وهما رسامان هزليان اشتهرا بلقبيهما " إدِّغوراس" و"باتشي"‪.‬‬ ‫و في األخير‪ ،‬أود بالمناسبة أن أقدم جزيل الشكر لجمعية "شوف" وكذلك للمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬كما‬ ‫ال يفوتني كذلك أن أتوجه بالشكر لجميع األشخاص اللذين ساهموا في إنجاز مختلف دورات هذا المهرجان واللذين أتاحوا الفرصة‬ ‫لمعهد ثيرفانطيس ألن يقاسمهم رحلة الذهاب واإلياب هذه‪ ،‬الزاخرة باأللوان والخيال والتي ال تخلو أيضا من الواقع ومن معارف‬ ‫مختلفة حول عوالم األشرطة المرسومة في حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫"ثِثيليا فيرنانديث سوثور ‪"Cecilia Fernández Suzor‬‬ ‫منسقة عامة لمعهد ثيرفانطيس بتطوان‬

‫‪59‬‬


60


61


62


‫محترفو األشرطة المرسومة المدعوون للمهرجان‬ ‫مصر‬

‫ •محمد غزالة‬ ‫‪États-Unis‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•حنان الكراجي‬ ‫•محمد الشناوي‬ ‫•هشام علي رحمة‬ ‫•دينا سعيد‬

‫كونغو‬ ‫‪2010-2011‬‬

‫‪liban‬‬

‫•اوسطاش تمبو كشوري‬ ‫•جلداس كامي‬ ‫•نسانة جوسي‬ ‫•جيريمي نيسينغي‬

‫الكامرون‬

‫ •ينيك دوبو سيكو‬ ‫‪Tunisie‬‬ ‫ •كريستوف نكالي إدمو‬ ‫‪Yémen‬‬ ‫سويسرا‬ ‫ •كريستوف بادو‬ ‫‪Algérie‬‬ ‫ •الكس بالدي‬

‫سينغال‬ ‫ ‬

‫•ط‪.‬ط ‪ .‬فونس‬

‫فالندا‬ ‫ ‬

‫•أيبو رابي‬

‫و‪.‬م‪ .‬األمريكية‬ ‫ ‬

‫•لينا مرهج‬

‫اليمن‬ ‫ ‬

‫•عدنان المحاقري‬

‫تونس‬ ‫ ‬

‫•عثمان السلمي‬

‫الجزائر‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•سليم‬

‫•حميد بوهلي‬ ‫•عبد العزيز موريد‬ ‫•محمد البراق‬ ‫•أحمد نويتي‬ ‫•عزيز أوموسى‬ ‫•حنونية بابا‬ ‫•الميلودي نويكة‬ ‫•محمد بن مسعود‬ ‫•سعيد النالي‬ ‫•محمد البالوي‬ ‫•المهدي انسي‬ ‫•زكريا تمالح‬ ‫•عمر الناصري‬ ‫•براهيم الرايس‬

‫فرنسا‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•فيليب كسافيي‬

‫لبنان‬ ‫ ‬

‫المغرب‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•إدمون بودوان‬ ‫• ألكس بلدي‬ ‫•اوليفي سيبيوط‬ ‫•طييم‬ ‫•بتريس كبالت‬ ‫•جيغوم ليغيكولي‬ ‫•نكوط فاغوكيغي‬ ‫•إيريك كرتيي‬ ‫•جون فرانسوا دي جيورجيو‬ ‫•جون أوكيي‬ ‫•نادية رفيسيوني‬ ‫•جون فرانسوا شانسون‬ ‫•فابيان ريبيت‬ ‫•جون ليك ساال‬ ‫•سباستيان فاسون‬

‫إسبانيا‬

‫•خوان ميكيل موري‬ ‫•رفا فاكير‬ ‫•كوكي ريوبو‬ ‫•خينس منطيرو رودريكيز‬ ‫•منويل لويس غيردو‬ ‫•خوسي فرنسيسكو دوارطي‬ ‫•هريديا‬ ‫•برطولومي سيكي‬ ‫•خوسي لويس اغريدا‬

‫بلجيكا‬

‫ •إتيان شريدر‬ ‫‪États-Unis‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•رونو ديلييس‬ ‫•لودوفيك طوليط‬ ‫•دوني الغو‬ ‫• مريان دوفيفيي‬ ‫•أنطونيو كوسي‬

‫‪63‬‬


‫المهرجان في صور‬

‫‪64‬‬


‫ملصقات المهرجان‬

‫‪65‬‬


66


‫معارض‬

‫‪67‬‬


‫لقاءات و طاوالت مستديرة‬

‫‪68‬‬


‫ورشات لألطفال‬

‫‪69‬‬


‫ورشات و إقامات فنية‬

‫‪70‬‬


‫زيارات منظمة ألطفال المؤسسات التعليمية‬

‫‪71‬‬


‫جداريات‬

‫‪72‬‬


‫عروض سينمائية‬

‫‪73‬‬


‫صالون القراءة‬

‫‪74‬‬


‫تكريم الشخصيات‬

‫‪75‬‬


‫توقيع كتب األشرطة المرسومة‬

‫‪76‬‬


‫عروض موسيقية‬

‫‪77‬‬


‫حفل توزيع الجوائز‬

‫‪78‬‬


79


‫المنتدى الدولي لألشرطة المرسومة بتطوان ‪2015‬‬

‫‪80‬‬


81


82


83


‫إبداعات طلبة شعبة‬ ‫األشرطة المرسومة‬

‫‪84‬‬


85


86


87


88


-

89


90


91

-


92


93





Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.