إن فيه ساع ًة اليواف ُقها عب ٌد مسلمٌ وهو قائمٌ يصلِّي ُ وقال أيضاً عن يوم اجلمعةَّ (: يسأل اهللَ شيئاً إال أعطاهُ
إياهُ ).
ففي هذين احلديثني جند تطبيقاً عملياً فريداً من نوعه ملبدأ التدعيم الذي حيدث على فرتات زمنية
خمتلفة ،يدل على معرفة الرسول
بالسلوك اإلنساني ،وعلى حكمته يف استخدام مبادئ عملية
لتعديل هذا السلوك. وحني يُ َ ُ الطفل على ارتكاب خطأ يف السلوك من قول أو فعل ينبغي أن جنعله مييز بني اخلطأ عاقب
والصواب ،وبالتايل اليشعر الطفل بالظلم من جراء العقوبة ،ألنه اقتنع باستحقاقه العقوبة.
وكذلك جيب توقيع العقاب بعد ارتكاب اخلطأ مباشرة ،وبعد ذلك ننسى هذا اخلطأ فال نذكر الطفل به وال نوخبه عليه ،ألن تكرار اللوم والتوبيخ جيعل الطفل متأملاً .ومن ثم تنشأ عنده كراهية املصدر املوبخ، ثم يصل إىل مرحلة من الالمباالة وعدم االهتمام ،وبذلك نسيىء إىل الطفل من حيث أننا أردنا اإلحسان
إليه ،وقد حتدثنا عن ذلك سابقاً.
64
يعدها الطفل -من مبالغة يف عبارات املدح والثناء ،واليف كثرة اهلدايا مبناسبة أومن دون مناسبة ،فقد ُّ
وجهة نظره -رشوة مقدمة من األب أو األم على أداء عمل أو سلوك من املفرتض أن يؤديه من تلقاء نفسه ،ألنه من واجباته اليت هو مسؤول عن أدائها.
وكذلك مسألة العقاب ،إذ تكون بالقدر نفسه من التوازن ،فال استعجال يف إيقاعه على الطفل ،وال عقاب
على سبب تافه.
وال بد من التدرج يف العقوبة إن كان املوقف يستدعي ذلك .فتبدأ العقوبة من نظرة توحي بعدم الرضا عن سلوك الطفل ،ثم التنبيه ،ثم توجيه اللوم ولفت النظر إىل اخلطأ يف السلوك ،ثم النصيحة املباشرة بالعدول عن اخلطأ والسلوك املعيب ،ثم العقوبة البدنية إن لزم األمر .كل ذلك يتم مع تذكري الطفل باهلل
سبحانه وتعاىل وثوابه وعقابه.
ومن املهم جداً أن يعلم اآلباء واملربون أنه ال جيوز إثابة الطفل على عمل جيب عليه أداؤه ،ألن ذلك جيعل
الطفل نفعياً مادياً اليؤدي عم ً ال إال إذا قبض مقابل أدائه الثمن ،وهذا الشك منط من السلوك مرذول.
الثواب والدعم املعنوي غري احملدد بزمن: قام عامل النفس األمريكي ( َس ْكنَر ) بعدة دراسات ،تبني من جرائها أن املكافأة اليت تقدم للطفل بعد
فرتات خمتلفة غري حمددة عقب قيامه بالعمل املطلوب ،تزيد من قوة تعلمه وتثبِّته وجتعل من الصعب
أن ينسى الطفل ذلك العمل.
فمث ً ال إذا كافأ املدرس التالميذ على حسن أدائهم لواجباتهم املدرسية يف الفصل على فرتات خمتلفة غري
حمددة ،أو معروفة يف أثناء أدائهم هلذه الواجبات ،فإنها تؤدي إىل زيادة نشاطهم واهتمامهم يف أداء واجباتهم انتظاراً للحصول على املكافأة اليت يتوقعون أن تأتي يف أي وقت غري حمدد وال منتظر .وليست هذه احلقيقة مقصورة على التعلم الصفي ،بل تصدق على املواقف الرتبوية كلها.
وهذا األسلوب الرتبوي قد أتت به الشريعة اإلسالمية يف أكثر من موقف تربوي ،فمن ذلك ما ورد
الليل لساع ًة ال يواف ُقها رج ٌل مسلمٌ ُ نيا من أم ِر ُّ يف قول رسول اهلل َّ (: يسأل اهللَ تعاىل خرياً ْ إن يف ِ الد َ
واآلخرةِ إال أعطاهُ إياهَُ ، وذلك َّ كل ليلٍة ).
63
-2اآلباء الذين يشبعون رغبات أوالدهم ويف الوقت نفسه يلزمونهم بأداء الواجبات ،ويؤدي هذا النمط
من الرتبية غالباً إىل تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية متزنة ،تعلم الطفل كيف يؤدي واجباته حنو اآلخرين،
وكيف يطالب حبقوقه.
ينشأ الطفل متزناً يؤدي ما عليه من واجبات، ويطالب حبقوقه
آباء يشبعون رغبات أوالدهم ويلزمونهم بالواجبات
-3اآلباء الذين ال حيققون رغبات أوالدهم وال يطالبونهم القيام بأية واجبات ،وهذا األسلوب من الرتبية
يؤدي غالباً إىل تنمية سلوك الالمباالة عند الطفل وتشجيعه عليه.
آباء ال حيققون رغبات أوالدهم وال يطالبونهم بأية واجبات
ينمي سلوك َّ الالمباالة عند الطفل
-4اآلباء الذين حيققون رغبات أبنائهم ولكنهم يعرضون عليهم واجبات صارمة صعبة التنفيذ ،وهذا
األسلوب ينتهي بالطفل إىل الشعور باملذلة واخلضوع القسري وهوان النفس.
آباء حيققون رغبات أوالدهم ويعرضون عليهم واجبات صارمة
شعور الطفل باملذلة وهوان النفس
أثر ثقافة األسرة وتدينها يف الثواب والعقاب: تتأثر عملية الثواب والعقاب مبستوى األسرة الثقايف وحرصها على تعظيم شعائر الدين وتطبيق أحكامه،
فاألسرة الواعية اليت تلتزم أحكام اهلل
تصدر اإلثابة عنها بطريقة متوازنة موضوعية ،ليس فيها 62
الثالث عشر الدرس
الثواب والعقاب يف جمال الأ�سرة
الدرس: أهداف َّ -1أن يعدد املتعلم فئات تصنيف علماء النفس لألباء.
-2أن يشرح املتعلم صفات كل فئة من التصنيف.
-3أن يذكر املتعلم النمط السلوكي الذي يتعلمه األطفال حني يشبع اآلباء حاجاتهم ورغباتهم. -4أن يوضح املتعلم تأثر الثواب والعقاب بثقافة األسرة املتدينة. -5أن يعدد املتعلم مراحل التدرج يف إجراءات العقوبة.
-6أن يضرب املتعلم مثاالً يبني فيه فائدة تقديم املكافأة على فرتات غري حمددة. -7أن يذكر املتعلم مضار مكافأة املتعلم على عمل جيب عليه أداؤه.
-8أن يستنتج املتعلم مضار تكرار اللوم و التوبيخ للمتعلم .
موقف اآلباء من إشباع حاجات أطفاهلم: الشك يف أن مسألة الثواب والعقاب تتأثر مبدى إشباع األسرة
حلاجات الطفل ومطالبه ،ويرتتب على ذلك الكثري من أمناط السلوك املختلفة عند الطفل ،وذلك
حسبما تلقاه يف أسرته من إشباع أو حرمان حلاجاته النفسية والبيولوجية.
وقد صنف علماء النفس اآلباء إىل أربع فئات ،بالنسبة إىل مدى حتقيقهم مطالب أطفاهلم وإشباعهم حاجاتهم النفسية ،وهذه الفئات هي ما يأتي:
-1اآلباء الذين يشبعون رغبات أبنائهم وال يكلفونهم بأية واجبات ،ويرتتب على هذا النمط من الرتبية
أن يتعلق الطفل بوالديه ،ويتعلم األنانية وحب الذات.
يتعلَّق الطفل بوالديه وحب ويتعلَّم األنانية ِّ الذات
آباء يشبعون رغبات أوالدهم وال يكلفونهم بأية واجبات
61
أهداف الرتبية اإلسالمية اإلملام بأحكام الدين
غرس الشعور الديين يف نفوس الطلبة
تزويد الطالب بثقافة إسالمية
تربية الطفل على حتمل املسؤلية
غرس مفاهيم اإلميان يف النفوس
غرس الثقة بأحكام الدين
إعاداد الطالب ليكون قدوة يف املجتمع
تعزيز الشعور باألخوة بني املسلمني
تكوين الشخصية املسلمة
تنمية قوى الطفل واستعداداته الطبيعية
مراعاة خصائص الطفولة ومتطلباتها
تعويد الطفل على اتباع السلوك اإلسالمي
التقويم: -1ما هي برأيك أسباب طغيان الفساد على أفراد وجمتمعات هذا العصر؟ -2ما أسباب اختالف أهداف الرتبية من جمتمع آلخر؟ -3ما األسس اليت تقوم عليها الرتبية اإلسالمية؟
-4ما هدف الرتبية اإلسالمية؟ وأين تكمن أهميته؟
-5عدِّد أهداف الرتبية اإلسالمية.
20
-2غرس الشعور الديين يف نفس الطفل ،ليكون عاصماً له من االحنراف ،وباعثاً على مرضاة اهلل
وطاعته.
-3تزويد الطالب املسلم بثقافة مستمدة من القرآن الكريم والسنة املطهرة وسرية األنبياء والصاحلني.
-4تربية الطفل على حتمل مسؤولية التكليف اإلهلي يف العبادات واملعامالت ،وإقناعه بأن قيامه مبا أمر به دين اإلسالم سيجلب اخلري له وألمته ،وسيدفع عنهم الضرر.
-5غرس مفاهيم اإلميان يف النفوس ،وإزالة الشبهات اليت يبثها املغرضون حول هذه املفاهيم .
-6غرس الثقة بأحكام الدين واالعتزاز به وأنه األساس يف حترير البشرية من الضالل والظلم ،وأنه
املكون للحضارة العاملية . ِّ
-7إعداد الطالب ليكون قدوة يف املجتمع وداعية للدين .
-8تعزيز الشعور باألخوة بني املسلمني ،وأنها أساس العالقة فيما بينهم ،لقول اهلل (: إنمَّ َ ا املؤمنو َن إخوةٌ )[احلجرات.]10:
ذكر وأنثَى وجعلنا ُكم َّ إن هذه األخوة تعزز التعاون الدويل بني الشعوب ،يقول اهلل (: إنا خلقنا ُكم من ٍ ُ َ شعوباً لتعارفوا )[احلجرات.]13: وقبائل -9تكوين الشخصية املسلمة املعدة فكرياً وثقافياً وروحياً ،املنضبطة سلوكياً بتعاليم اإلسالم. -10تنمية قوى الطفل واستعداداته الطبيعية.
-11مراعاة خصائص الطفولة ومتطلباتها ،وإشباع حاجاتها إىل األمن واحملبة والتقدير واللعب. -12تعويد الطفل على اتباع السلوك اإلسالمي يف املدرسة واملنزل والشارع.
19
اإلسالمية بسبب ما انتشر فيها من العلمنة يف فرتات ما بعد استقالهلا من االستعمار ،قد أخذت بقيم
املجتمعات األخرى ،وطرحت قيمها اإلسالمية يف الرتبية والتعليم ،فالرتبية اإلسالمية تنبع من عقيدة
اإلسالم ومن رسالته اإلنسانية الفاضلة ،وتعمل على خدمة الفرد واملجتمع واإلنسانية ،فهي بذلك تصلح لكل املجتمعات والشعوب ،يقول اهلل َ (: و َما أَ ْر َسلْن َ ني ) [األنبياء.]107 : َاك إِلاَّ َرحمْ َ ًة لِّلْ َعالمَِ َ فهي املجال األرحب الذي يصلح األوضاع الفاسدة ويعيد للفطرة اإلنسانية طهارتها ،ويوازن مابني
متطلبات الروح واجلسد .يقول اهلل َ (: وا ْبتَ ِغ فِي َما آتَ َ الدا َر الآْ ِ الد ْن َيا ِن ُّ اك اللهَُّ َّ نس نَ ِصيبَ َك م َ خ َرةَ َولاَ تَ َ َوأَ ْح ِسن َك َما أَ ْح َس َن اللهَُّ إِلَ ْي َك )[القصص.]77:
أهداف الرتبية اإلسالمية :
كل عامل يف هذه احلياة الدنيا له هدف يسعى جاهداً إىل حتقيقه ،وختتلف قيمة هذا اهلدف باختالف
أما الرتبية اإلسالمية اليت تنبع من عقيدة اإلسالم فقد جعلت غايتها سعادة تفكري صاحبه ومعتقدهَّ ،
اإلنسان يف الدنيا واآلخرة ،لذلك جعلت هدف املسلم حتقيق مرضاة اهلل تعاىل ،ثم تربية الناشئني على .
العمل بأوامر اهلل وترك ما نهى عنه املوىل وقد أمر اهلل بفعل كل مايصلح الفرد واملجتمع واإلنسانية ،ونهى عن فعل كل مايفسد الفرد واملجتمع ،فطاعة اهلل تفرض سلوكاً متحضرأً يعمل على هداية األفراد واجلماعات ،وينهي عن السلوك املتخلف الذي يفسد العالقات ويسبب الظلم والقهر.
لذلك فإن املربي املسلم يعمل على تنشئة أبناء املسلمني على إخالص العبودية هلل تعاىل ،وتوحيده
وحتقيق أركان اإلسالم واإلميان ،إقراراً باللسان وتصديقاً بالقلب وتطبيقاً وممارسة بالفعل يف كل الظروف واألحوال .ويعمل على تزويدهم مبعلومات واضحة تبني هلم كيف يعبدون خالقهم؟ وكيف يتعاملون
مع غريهم من البشر؟ ويأمرهم أن يتخذوا من عبوديتهم لربهم منهجاً وشرعة. وميكن حتديد أهداف الرتبية اإلسالمية باألمور اآلتية :
-1اإلملام بأحكام الدين ،بأوامره ونواهيه ،وجاء به كتاب اهلل وجاءت به السنة املطهرة ،ليعرف
اإلنسان واجبه حنو ربه وحنو بين جنسه ،فيتعلم أخالق اإلسالم وأحكام العبادات وكيفية أدائها. 18
الدرس الثالث
الرتبية الإ�سالمية ( �أهميتها و�أهدافها )
الدرس: أهداف َّ -1أن يعدد املتعلم بعضاً من املفاسد يف املجتمع.
-2أن يستنتج املتعلم أسباب الفساد .
-3أن يقرتح املتعلم عالجاً إلصالح األوضاع الفاسدة. -4أن حيدد املتعلم أهداف الرتبية اإلسالمية.
-5أن يوضح املتعلم باألدلة كيف تعزِّز تعاليم اإلسالم التعاون الدويل بني الشعوب.
-6أن يستنتج املتعلم أن تعاليم الدين تضبط سلوك اإلنسان وتوجهه حنو أفضل األعمال.
أهمية الرتبية اإلسالمية: إن واقع اإلنسانية اليوم يدعو إىل احلزن واألسى ،فقد تفككت روابط األسرة ،وهبطت قيم األفراد واملجتمعات ،وأصبحت املنفعة واملصلحة هي اليت حتدد العالقات بني الناس ،فصار الغش واملكر والكذب
صفات لبعض األفراد وحتى املجتمعات ،وساد التعامل بني اجلميع على هذا األساس ،فانقطعت املودة،
وانعدمت التضحية ،وذهبت املروءة ،وساد بينهم التعاون على العدوان ،وغاب األمر باملعروف والنهي
عن املنكر ،فأصبح العزيز مقهوراً والفاسق سيداً ،والصادق مرذوالً ،والكذاب ماهراً .حتى طغت هذه
وجرت على اإلنسانية الويل والتعاسة واالضطراب .ومل يسلم من ذلك إال من رحم اهلل . األخالق َّ
ولو تأملنا ملياً يف سبب هذا األمر لوجدنا أنه يعود إىل فساد يف التصور ،وخطٍأ يف الرؤيا أملته أنانية
اإلنسان الالهثة حنو حتقيق رغباتها يف هذه الدنيا الفانية ،هذا التصور انعكس سلباً على تربية األفراد وصاغ شخصياتهم صياغة أفسدت عقوهلم ،وأماتت ضمائرهم ،فضلوا الطريق وأضاعوا اهلدف ،قال :
واإلنس إال ليعبدو ِن )[ .الذاريات.]56: اجلن ( وماخلقت َّ ُ َ
وأهداف الرتبية ختتلف من جمتمع إىل جمتمع باختالف عقيدته وقيمه ،ولكن معظم املجتمعات 17
وموجه ،وبني صاحب قدرة وأهلية وطفل موضوع رعاية وعناية ،وقد أثبتت دراسات عديدة أن سلوك ِّ الطفل ليس خاضعاً لطبعه ومزاجه فحسب ،ولكنه أيضاً يتأثر باملعاملة اليت يلقاها من معلميه وما يسود املدينة من أنظمة وتعليمات .فاملعاملة القاسية جتعل التلميذ مياالً إىل العدوان على من هو أضعف
منه ويقل عنده الشعور باملسؤولية ،واإلهمال يؤدي إىل تدني بذل اجلهد وبالتايل إىل ضعف التحصيل
الدراسي ،وقد يسبب للتلميذ صوراً عديدة من االنقباض .أما التعاون واالحرتام والتشجيع فيطلق طاقات التلميذ حنو تكيف اجتماعي مثمر.
-3توفر املدرسة العديد من الفرص اليت تساعد التلميذ على مواجهة املشكالت ،وتكون هذه الفرص يف قاعة الدرس واملخرب وساحة املدرسة وامللعب ،ويف مجيع أشكال النشاط االجتماعي واملهمات اليت
يتطلب من التلميذ القيام بها.
ومن كل ماسبق نستطيع القول بأن املدرسة تكمل رسالة البيت ،وتضيف عمقاً جديداً هلا حني تعمل
على حتريك وظائف األطفال الفكرية اليت تركت بال حتريك ،أوبسبب عدم تهيئة الظروف املالئمة لتحريكها يف املرحلة السابقة.
ولذلك يبقى من املهم أن يستمر التعاون بني الطرفني ،البيت واملدرسة خالل مراحل الدراسة ،وهو تعاون
يهدف إىل توفري فرص منو أفضل للتالميذ يتصف بالتكامل يف جماالته النفسية والعقلية واالجتماعية واملعرفية والقيم واالجتاهات لتوفر ألبنائنا حياة سعيدة سوية.
الوظائف الرتبوية اليت تقدمها املدرسة للتلميذ التعلُّم واالستمرار فيه
جواً من العالقات االجتماعية
توفري الفرص ملواجهة املشكالت اليت يواجهها 11
عملها الوظيفي الرتبوي بالتعاون مع املؤسسة الرتبوية الثانية وهي املدرسة بصورة خاصة ،ومع املجتمع
بصورة عامة ،ومن هذه اجلوانب تأتي املكانة العظيمة اليت حتتلها األسرة يف حياة األبناء وتكوينهم
ليصبحوا مواطنني صاحلني يشاركون يف حياة املجتمع وتطوره يف املستقبل.
املدرسة ومسؤولياتها الرتبوية:
تعد املدرسة املؤسسة االجتماعية الثانية اهلامة بعد البيت من حيث املكانة يف التأثري على الطفل ورعايته. ُّ فدخول الطفل إليها يعين بدء مرحلة جديدة من حياته ،قد ال ختلو من بعض الصعوبات يف البداية،
فالطفل قد انتقل إىل ج ٍّو جديد ،إىل املدرسة حيث يتوجب عليه أن يعيش ضمن جمموعة من الناشئني
حتت سلطة نظام جديد يلتزم به اجلميع ،بعد أن كان يعيش حتت سلطة والديه احلانية اليت حتيطه
مبشاعر احلب وتوفر له كل أسباب العناية واحلماية.
لذا ينبغي أن يهيأ الطفل ألن يتكيف مع هذه البيئة االجتماعية اجلديدة مبا فيها من معلمني وأطفال آخرين ،فهو دائم االحتكاك بهم وهذا االحتكاك مينح الطفل الشعور بغريه ،وخيرجه من تصوره املتمركز
حول ذاته وينفتح على من حوله من طلبة ،ويتطبع بالطابع االجتماعي الذي يسود املؤسسة.
الوظائف الرتبوية اليت تقدمها املدرسة:
-1توفر املدرسة الظروف املالئمة لتعلُّم التالميذ واالستمرار فيه ،لتحقيق املزيد من قدراتهم ومعارفهم
وإتاحة الفرص لكي ينمو ذكاؤهم على أفضل وجه ،ولكن هذه الظروف قد تنطوي على صعوبات تواجه
التالميذ بسبب صعوبة املواد الدراسية ،أوضعف طرق تدريسها ،أو بسبب النظام املدرسي ،أو بسبب تغيب التلميذ نفسه عن املدرسة.
-2توفر املدرسة جواً من العالقات االجتماعية بني التالميذ ،كعالقة التلميذ برفاقه وهو ميدان واسع
ألمناط سلوكية من التعاون وعقد الصداقات ،وميدان واسع أيضاً للمناقشة واملنازعات ،وهي يف كل
األحوال ظروف جديدة أوجدتها البيئة املدرسية ألمناط سلوكية من التكيف االجتماعي ،الذي تسعى املدرسة جاهدة ألن يكون مثمراً ويف االجتاه املرغوب.
موجه أما عالقة التلميذ مبعلمه وباإلدارة فهي عالقات بني راشد وناشئ ،وبني معلم ومتعلم ،وبني ِّ 10
الدرس األول
الأ�سرة و املدر�سة الدرس: أهداف َّ عرف املتعلم األسرة. -1أن يُ ِّ
-2أن يذكر املتعلم الوظائف الرتبوية اليت تقدمها األسرة للمتعلم.
-3أن يستنتج املتعلم أهمية الثروة الرتبوية اليت اكتسبها من األسرة.
-4أن يستنتج املتعلم فوائد استمرار التعاون الوظيفي الرتبوي للمتعلم ما بني األسرة واملدرسة. -5أن يُعرف املتعلم املؤسسة املدرسية.
-6أن حيدد املتعلم أهم الوظائف الرتبوية اليت تقدمها املدرسة له.
-7أن يقارن املتعلم بني ما كان عليه يف جمتمع أسرته و ما ينبغي أن يكون عليه يف جمتمع املدرسة .
-8أن يذكر املتعلم الصعوبات اليت تواجهه بعد دخوله املدرسة ألول مرة .
األسرة وأثرها يف تربية األوالد :
تعد األسرة املؤسسة الرتبوية الوحيدة واألوىل اليت يشرتك كل األطفال باالنتماء إليها ،فهي حتتضن ُّ
الطفل منذ بدء وجوده وتعتين به ،وبذلك تسبق كل مؤسسات املجتمع يف التأثري عليه .وتكون رعايتها له ضرورية وال غنى له عنها يف بداية حياته الستمرار بقائه ،فتقدم له الغذاء وترعاه من حيث تأمني
الشروط الصحية له الستمرار منوه اجلسمي ،وترعاه عاطفياً وفكرياً واجتماعياً ،وتعلمه اللغة اليت
يعرب بها عن نفسه ويفهم بها اآلخرين ،وتوفرله الشروط الالزمة لتتكون عنده العادات االجتماعية واالعتقادات الروحية اليت تلزمه ليكون فرداً جديداً ينتمي إىل اجلماعة ،وتغدق عليه احملبة والعطف
واحلنان لتكون صلته باآلخرين صلة مودة وإخاء وتفاهم ،وال تزال األسرة ترعاه حتى يبلغ سن الدراسة االبتدائية فيذهب إىل املدرسة وهو مزود بثروة تربوية عاشها مع أسرته ،وأصبحت جزءاً أساسياً من
كيانه الداخلي.،
وال يتوقف تأثري األسرة عند هذا احلد من الرعاية والتكوين يف مرحلة ماقبل املدرسة ،بل يستمر 9
الدرس العشرون :القوى املؤثرة يف املراهق 101......................................................................
الوحدة الثالثة :طرق التدريس
الدرس احلادي والعشرون :إعداد الدروس 107....................................................................
الدرس الثاني والعشرون :وسائل التدريس113......................................................................
الدرس الثالث والعشرون :تدريس القرآن الكريم119..............................................................
الدرس الرابع والعشرون :تدريس احلديث الشريف 123........................................................ الدرس اخلامس والعشرون :تدريس العقيدة 127.................................................................. الدرس السادس والعشرون :تدريس العبادات131.................................................................. الدرس السابع والعشرون :تدريس السرية النبوية 135.............................................................
5
املحتويات مقدمة الكتاب3 .......................................................................................................
احملتويات 5............................................................................................................
الوحدة األوىل :الرتبية
الدرس األول :األسرة و املدرسة 9.................................................................................
الدرس الثاني :املجتمع 13........................................................................................... الدرس الثالث :الرتبية اإلسالمية ( أهميتها وأهدافها ) 17.....................................................
الدرس الرابع :أساليب الرتبية اإلسالمية ( 21............................................................... ) 1
الدرس اخلامس :أساليب الرتبية اإلسالمية( 25..............................................................) 2
الدرس السادس :أساليب الرتبية اإلسالمية ( 29............................................................ ) 3 الدرس السابع :وسائل الرتبية اإلسالمية33....................................................................... الدرس الثامن :الثواب والعقاب39..................................................................................
الدرس التاسع :الثواب والعقاب عند القابسي والغزايل43....................................................... الدرس العاشر :الثواب والعقاب عند ابن مجاعة وابن خلدون 48............................................
الدرس احلادي عشر :الثواب والعقاب يف ضوء نظريات علم النفس الرتبوي 52.............................. الدرس الثاني عشر :ضوابط الثواب والعقاب يف املدرسة55....................................................
الدرس الثالث عشر :الثواب والعقاب يف جمال األسرة 61.......................................................
الوحدة الثانية :علم النفس
الدرس الرابع عشر :علم النفس النمائي69........................................................................ الدرس اخلامس عشر :مراحل النمو 75..........................................................................
الدرس السادس عشر :املراهقة والبلوغ 81........................................................................ الدرس السابع عشر :األسس النفسية لرعاية البالغني 87........................................................
الدرس الثامن عشر :الفروق بني الطفل والراشد91...............................................................
الدرس التاسع عشر :الوراثة والبيئة97............................................................................. 4
مقدمة الكتاب يضم هذا الكتاب مقرر الرتبية وعلم النفس وطرق التدريس للصف الثاني الثانوي ،ويشتمل على املوضوعات ُّ اآلتية:
توسع ـ درس قسم الرتبية األسرة واملدرسة واملجتمع ،ودرس الرتبية اإلسالمية وأهميتها وأهدافها ،ثم َّ
يف دراسة أساليب الرتبية اإلسالمية ،ووسائلها.
كما تناول الكتاب مباحث الثواب والعقاب عموماً ،ثم الثواب والعقاب عند بعض علماء الرتبية اإلسالمية
كالقابسي والغزايل وابن خلدون وابن مجاعة ،ويف ضوء علم النفس الرتبوي ،وضوابطهما يف املدرسة
واألسرة.
توسع يف مرحلة الطفولة من مراحل النمو ،ثم درس ـ ودرس قسم علم النفس علم النفس النمائي ،ثم َّ
املراهقة والبلوغ ،ثم األسس النفسية لرعاية البالغني ،ثم الفروق بني الطفل والراشد ،ثم الوراثة والبيئة ،ثم
القوى املؤثرة يف املراهق.
ـ وأما قسم طرائق التدريس فقد عرض الكتاب فيه إعداد الدروس ،ووسائل التدريس ،ثم تناول بالدراسة والبحث طرائق تدريس العلوم اإلسالمية كتدريس القرآن الكريم ،واحلديث الشريف، والعقيدة ،والعبادات والسرية.
وإمتاماً للفائدة فقد أردفنا ِّ بكل درس بعض األسئلة ،كي يتمكن املعلم من قياس استيعاب الطالب للدرس.
وأخرياً فهذا جهد املُق ِّ ِل ،وما هو إال لبنةٌ على طريق البناء الصحيح إن شاء اهلل تعاىل ،تنتظر األيادي
الصادقة لتتعاون معها.
َ أحسنَه ِّ ، وصل وسلِّم اللهم أهلمنا الس داد يف القول والعمل ،واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون َ
حممد وعلى آله وصحبه أمجعني. على سيدنا وحبيبنا ٍ
3
Ů?
www.istis hraf.org
�شركة التل للتعليم واال�ستثمار
مركز الدرا�سات الأكادميية
الرتبية و علم النف�س وطرق التدري�س الثاين الثانوي
1