النظرية االسرتاتيجية العامة دورها يف
صعود االمم والدول والقيادات Strategy General Theory
د.عبداللطيف محزة القراري منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
OXFORD HIGHER ACADEMY ARBS ONLINE OPEN UNIVERSITY NON PROFIT ORGANIZATION
هذا الكتاب مقرر ببرنامج الدكتوراه في االدارة والقيادة ،من ضمن اربعة كتب مقررة من االكاديمية ،مع أربعة كتب اخرى يختارها الطالب حسب قراءته بعد التخرج ،مع مشروع رسالة الدكتوراه ،واالمتحانات عن طريق نظام الجامعة المفتوحة الكترونيا ،عن بعد ،وعن طريق الكتاب المفتوح ،وللقبول يتطلب بكالوريوس مع خمس سنوات خبرة ،او ماجستير مع ثالثة سنوات خبرة. أتصل بناoxhacademy@gmail.com : admin@dpacademy.co.uk
© Copy protected ISBN 978-1-329-07138-4
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
االهداء .إيل. الشعوب الكريمة.. القيادات المسئولة.. رجال العلم واالعمال.. معا نهتدي ونعيش في ظل استراتيجية عامة صحيحة تستقر بها الحضارات.. تصعد بها الدول تسعد بها االمم.. تستفيد بها االفراد.. تنتهي بها الحروب.. ينبذ بها العدوان.. نعم كل ذلك في اإلمكان.. وما خلق اإلنسان إال من اجل هذا التحدي االكبر.. ________
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
النظرية االستراتيجية العامة مقدمة يعد من االعمال النادرة التي تحمل مثل هذا االسم (النظرية العامة) في هذا المجال المتشابك بعالقته بالواقع الماضي والمستقبل وبكافة التطورات والتهديدات والمصالح ،والذي ال يزال بعد غير واضح للكثيرين المعنين ،وتم تناول االمر وتبسيطه ،عبر وصف نظري كامل متماسك وموضوعي وقوي يدعم عربيا في فهم االستراتيجيات وتطبيقها الفعال بما يسهم بشكل جوهري في تحسين حياة الناس. و يعرض الكتاب موضوعين أصلين: اوال ،حول تكوين منهجية خاصة بفهم عميق لبناء النظرية االستراتيجية العامة، وتوظيفها لصالح البشرية واالمة العربية واإلسالمية. ثانيا ،يعرض المدرسة االخالقية في مواجهة مدرسة القوة ،وهو صراع فكري دولي عميق ،وقد طرحنا االمر ،منطقيا عبر منحنيات من اجل االقناع الموضوعي والعلمي والمفيد للعالم ،خاصة الدول الكبرى ،التي تعتمد على مدرسة القوى في سياساتها الدولية ،وخاصة مع الشعوب العربية. و رغم صغر حجم الكتاب ،إال ان البد للنظريات عند تناولها ان تكون مختصرة للغاية ،ورغم ذلك فهو كبير في قيمته العربية والعالمية واإلسالمية ،وهو كتاب علمي ،مستقال وعموميا وشامال ،و ان يشكل مدخال مفيدا للبحث والدراسة والتطوير في مجاالت الحياة واالعمال المتعددة. و بعد االنتهاء من هذا الكتاب شخصيا ،قد ساعدني كثيرا ،حيث تبلورت في ذهني كيفية استخدام "المدرسة االخالقية" في كافة الكتابات والموضوعات مهما كانت شائكة او مهما كانت معقة. و في حقيقة االمر ،قد تولدت لدي الفكرة ،عندما كنت اعد في رسالة الدكتوراه في مجال تحليل مفاهيم نظرية العالقات الدولية. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وبدأت في عدة كتب اخرى ،مثال ،إدارة الموارد البشرية ،واستراتيجية الدبلوماسية ،وكتاب منهجية السالم العالمي ،وغيرها ،ورغم انني لم اكمل كثير منها لتكون جاهزة للنشر كما ارغب ،بسبب ضيق الوقت ..إال انني انتهز كل فرصة وتسهيل وتوفيق من هللا ان انجز واقدم ما يجب ان افعله و ما يجب اقوله واؤمن ان فيه الخير الكثير للناس جميعا. ورغم ان االمة العربية تمر بأزمة "قراءة" وهي أشد االزمات فتكا ومرضا وضعفا ،إال ان هذا الكتاب سوف يوضح مسألة هامة ،وهي عليهم بتوليد "المرجعية العليا" في عقولهم لكي تستيقظ ادمغتهم وتنهض ارواحهم وتعيش نفوسهم بكرامة. و سوف يساعد هذا الكتاب في استخدمك لهذه التقنية االستراتيجية المشار اليها في هذا الكتاب في كافة اطالعك وكتاباتك ،ويكون لديك استراتيجية تتبعها كقائد وكائن كامل التفكير والتخطيط والتنفيذ ،تعمل بذهنية متفاعلة بشكل كامل ،يكون لديك منطق يتوحد معك فيه الكثيرين ،فتكون التوجهات والمعارف واالعمال اقوى. و تعلم العيش االستراتيجي واجب على االمم لكي تنهض دولها ،وتعيش افرادها وأسرها بسالم وامان وحضارة. القاري الكريم والمهتم والمتخصص والقيادي ومن خالل هذا الكتاب يتعرف ْ المسئول على حقيقية دور االستراتيجيات ،ومستوياتها ،وماهيتها ،ومواقعها، وتفاعالتها ،واركان صنعها ،ومدارسها. بما يمكنه من امرين ،اوال :هو كيفية المساهمة في بناء االمم والدول وان يكون قياديا وفردا ناجحا ،ثانيا ،هو اداراك سبب صعود االمم والدول والقيادات، وهبوط االخرى. وبالتالي يتعرف على كافة تفاصيل هذه التقنية االستراتيجية ،في ظل طرح فكري وعلمي أصيل متماسك المفاهيم والهدف ،وفي ظل واقعية موضوعية، وترابط حيوي مع معتقدات وثقافات وممارسات الشعوب. القاري االطالع على كلمتي بشأن المراجع التي استخدمتها. كما اود من ْ منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
هذا الكتاب يوضح مصدر قوة الشعوب ونفوذ دولها ونجاح قيادتها. وهللا ولي التوفيق... عبداللطيف حمزة القراريPhD ،
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
()1
مفهوم االسرتاتيجية التفكير – التخطيط – الصنع يمر تكوين االستراتيجيات بعدة مراحل ،ونختصر حديثا هذا في ،حول ثالثة مراحل جوهرية ،وذلك ألننا نستهدف توصيل فكرة عامة خالل هذا الفصل، ومن خالل بقية الفصول سوف يعلم االستراتيجي ،بأن تكوين القيادات، وعمليات التنفيذ و التقييم والتعديل هي أيضا مراحل ضرورية فهم الفهم الشمل لالستراتيجيات. إذا ما سبرنا اغوار هذه المراحل ،و ادركنا اهمية النظر إلي ما في اعماقها وافاقها ،ولمسنا حاجتنا إلي تحقيق ما يأتي من وراء ابعادها ،اذا نكون قد وصلنا لمرحلة من النضج االستراتيجي إلي يؤهلنا للتمعن في المدراس، ونعرف اهمية (المدرسة االخالقية) وغير من اآلراء والمناقشة واالهتمامات واالعتبارات الواردة في الفصلين الالحقين. وهذه المرحل الجوهرية االساسية لفهم النظرية العامة لالستراتيجيات ،هي: مرحلة التفكير االستراتيجي مرحلة التخطيط االستراتيجي -مرحلة صنع االستراتيجية
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
-أ-
التفكير االستراتيجي فالتفكير االستراتيجي يقود للتخطيط االستراتيجي وبالتالي تظهر االستراتيجيات. والتفكير استراتيجي له مستويان ،وهما: التفكير االستراتيجي على مستوى الدولة وهو التفكير االستراتيجيالقيادي واالستراتيجي العام. التفكير االستراتيجي على المستوى المنظمات وهو التفكير االستراتيجياالداري ،وينقسم غلي ثالثة وهي التفكير القيادي والوظيفي والتشغيلي. يتميز التفكير االستراتيجي القيادي بامتالك والتفكير "الحكمة ظاهرة" و اكتساب "العقل االنساني" المسئول والواسع بتفوق. ويتميز التفكير االستراتيجي االداري بوجود "الملكة الفنية" و اكتساب "المهارات" الحقلية التخصصية في مجال او اكثر. فالقائد العام -متعدد المستويات ومختلف القدرات ، -فهو يعمل على مستوى سلطات الدولة وقطاعاتها ،وفي مستويات قيادات الوزارات والبرلمانات والنقابات واالتحادات واالحزاب . والمدير العام – متعدد المستويات ومختلف القدرات ،-وهو يعمل على مستوى المنظمات في المجاالت المختلفة ،وفي المستويات ادارية الثالثة. ولكل من القائد والمدير قدراته المتميزة المكتسبة ومواهبه الخاصة. وكثيرا ما يحدث الخلط بينهما ،فيؤخذ بالمدير الناجح للعمل بالقطاعات ،وفي هذا خطأ جسيم ،فاالستراتيجية تبين ان لكل منهما تنشئة خاصة ،ومسار مهني ومنهجي وتفكيري معين منذ البداية.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فالقائد يهتم بتنمية العقل االنساني العام من اجل بناء االنسان القادر على صنع حضارة ومن ثم دولة قوية امنة من كل نواحيها الجغرافية والمعيشية واالجتماعية والعقائدية والمستقبلية. والمدير يهتم بتنمية المهارات البشرية القادرة على تنفيذ المهام التخصصية المتعددة لتحقيق االهداف الحضارية. وفيما يخص القضاء واالعالم ،فهي يجب ان محايدة ،مهنية وتخصصية عالية، ومصداقية سامية ،فهي طبيعيا قوة عظيمة ،ومسئولية استراتيجية حياتية معينة، تمتاز بالمصداقية والشفافية واالنسانية والمسئولية واالمانة العدلية والحقوقية العليا ،فيجب ان ال تكون فاعلة سياسية ،بل محايدة بالمطلق ،ومن يقودها مدراء وليسوا قادة. واول ما يفسد في الدول هو القضاء واالعالم ،وهذا انقالب على موازين الحياة، وال يمكن مع مثل هذا االنقالب صنع االستراتيجيات. وهذا من منطلق التفكير االستراتيجي.
ماهية االستراتيجية االستراتيجية هي صناعة الغلبة او الربح وتفادي الهزيمة او الخسارة. وهي بالتالي هناك استراتيجية عامة على مستوى الدولة ،وهناك استراتيجية على مستوى المنظمات و"المجاالت العشرة" ،وهناك االستراتيجية على مستوى االفعال الستة داخل كل مجال. ويرتكز صنع أي استراتيجية ،سواء العامة او مجال االستخدام او الفعل داخل المجال ،على اربعة عناصر جوهرية:
تشكيل فريق عمل جماعي تحديد هدف واضح للفريق خطة عمل تحدد المهام والمنهجية والمسار قيادة تنسق الجهود
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
اذا االستراتيجية هي العمل الجماعي االستراتيجي من اجل تحقيق هدف استراتيجي وفق خطة عمل استراتيجية وجهود منسقة بقيادة استراتيجية. وهذه العناصر االربعة لكي تجتمع وتعمل معا بتماسك وباستمرارية وبفاعلية تحتاج إلي تفكير استراتيجي.
ماهية التفكير االستراتيجي التفكير االستراتيجي هو "تفعيل العقل" و "تعطيل الرد الغريزي". حيث ان سبب هزيمة الشعوب وضعف البلدان وخسارة المؤسسات واالفراد هو االعتماد على ردة الفعل الغريزية. و وفق العلم االستراتيجي فان ردة الفعل الغريزية ال يمكن معها االستفادة من كل القدرات واستغاللها كما يجب ،كما انها ال تدرس االحداث التي امامها وال تقيمها ،وال يجتمع لديها المعلومات ،ال تعرف حقيقة التحديات وكيفية مواجهتها، وليس لديها اليات اتخاذ القرارات. فهي تستلم فوريا للدعر والخوف والهرب والتفرق واالختالف. فردة الفعل الغريزية تخسر امام كل تحدي او هجوم او منافسة وخصومة. والسبب هو عدم وجود فكر استراتيجي يفعل العقل ويعطل الغريزة. وهذا ما يتميز به القادة الحقيقيون. مثال: عدد من الذئاب صغيرة الحجم جائعة ال تأكل االعشاب المتوفرة ،تتقدم في جماعة منظمة بهدف واحد منسقة جهودها بحذر ،ثم هجوم مباغت على قطيع كبير من االبقار الوحشية ،فتفر االبقار رغم اضعاف حجمها في الميزان من كل ذئب ،هاربة متفرقة يردة فعل غريزية ،تاركة للذئاب تصطاد احدها ،وهكذا تتكر استراتيجية الذئاب ،وهكذا تعيش االبقار في قطعان بدوا استراتيجية مضادة. فالصنف االول امتلك استراتيجيته المناسبة له في الحياة ،بطبيعته المفترسة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
والثاني لم يدرك ان للعيش بسالمة وامان وقوة واحترام ،بل الحياة اكبر في معانيها من االكل والشرب ،فعاش يأكل ويشري وليكون لحما سائغا. وهكذا صنف من عالقات الدول ،يبقى االستعمار مفترسا بسهولة واستمرارية طالما ان هناك شعوبا تعيش كالقطعان. فمن يفرض على الذئاب هذه االستراتيجية هو عدم وجود عقالنية لدي مستهدفها الطبيعي من القطعانـ المستجيبة الستراتيجيتها.
انطالقة التفكير االستراتيجي العام يأتي التفكير االستراتيجي مع مرحلة اليقظة. واليقظة هي مرحلة االنتباه العالية في تفعيل العقل وتعطيل الرد الفعل الغريزي. واليقظة هي مرحلة الثانية من مراحل بناء الحضارات. حيث بناء الحضارات او التفوق والتميز في االنتاج المادي والثقافي ،أربعة مراحل ،وهي: مرحلة الصحوة ،وتعني شعور االفراد واالسر والشعوب بما هم فيه منهبوط وانحطاط اصبحوا ال يرضونه وال يطيقونه ،وادركوا بشكل واسع نوعية المرجعية المنهجية التي يجب ان يتوحدوا حولها لتحقيق هدفهم الموحد والواضح والطبيعي ،وهو خروجهم من وضعهم الس ْي واحوالهم البائسة وتصرفاتهم الخاطئة ،إلي وجوب االمل والعزم على تحقيق اوضاع افضل واحوال احسن وتصرفات مسئولة راقية ناضجة. مرحلة اليقظة ،وهي مرحلة انطالقة الفكر االستراتيجي العام ،حيث يبدأالفرد واالسرة والمجتمع في تحكيم العقل في تحليل االمور وتفسيرها والحكم عليها ،بمعايير ثابتة خلقتها مرحلة الصحوة ،فالشعوب التي لم تبلغ مرحلة الصحوة ،يصعب عليها االتفاق والتوافق والتوحد ،فهم في غفلة ،وجهل مبطن ،وتأمر مبرر ،وتحامل متواصل ،فهم لم يدركوا حقيقة المخاطر ،وتجنبوا مواجهة التحديات ،واستسلموا لضعفهم، وارتضوا بالسبات الحضاري ،لذلك يعصب عليهم اليقظة بدون صحوة، فالصحوة اوال ثم تأتي اليقظة تلقائيا. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
مرحلة النهضة ،وهي مرحلة في غاية االهمية ،ويرتكز عليها مصيراالمم الحضاري والتاريخ ،فعندما تمر االفراد واالسر والشعوب بمرحلتي الصحوة واليقظة بشكل تام وعام وحيوي وفعال ،تالحظ ان الفروقات قد اختفت واالختالفات تالشت وبات تفاهم وتجانس فكري، الن الجميع سمت عقولهم غلي اهداف عليا ،يعني ذلك انهم في مرحلة التفكير االستراتيجي ،فمن خصائص هذه المرحلة التوافقات السريعة والبناءة والمتجانسة حول مختلف القضايا الفكرية والمادية ،وبالتالي تبدا مرحلة التفاعل الفكري والمادي والتي نطلق عليها النهضة. مرحلة الحضارة ،وهي مرحلة التفكير االستراتيجي العليا ،حيث تبداالعملية االنتاجية المادية والفكرية بشكل واسع ومتميز ومؤثر على الشعوب االخرى ،وهذا التأثير يكسبها قوة انسانية وتفوق معنوي والشعور باالنتماء المرجعي واالعتزاز به ،فالوطنية او االنتماء او الهوية يصعب تحقيقها للشعوب بدون وجود مرجعية عليا متفق عليها. اذا نحن امام اربعة مراحل من مستويات التفكير االستراتيجي العام ،الصحوة وهي اداراك انحطاط وضعف الواقع وعدم قبوله ،الن القبول هو رد فعل غريزي ،أي الخوف والهروب من التحدي وعدم الشعور بالهزيمة والكارثة حتى تلحق الجميع ،كما ذكرنا في مثال القطعان سابقا. فالصحوة تبدا مسالة تفعيل العقل في رفض واقع معين وطلب واقع جديد افضل. مرحلة التفكير االستراتيجي الثانية هي في مرحلة اليقظة ،وهنا تبدأ مسألة تفعيل ملكات العقل ،وتشمل :القدرة على تصور واقع مستقبلي افضل ،ابتكار الحول للتحديات ،تحديد المواقف المالئمة في مواجهة كل االزمات ،بروز قيادات متكافئة ومتوافقة و واعية ومسئولة متقاربة بسبب حالة النضج االستراتيجي العام. مرحلة التفكير االستراتيجي النهضوي ،وهي تتميز ببروز التفكير المادي االستراتيجي ،حيث المرحلتين السابقتين هما صحوة ويقظة فكرية ادت إلي خلق مرجعية ومنهجية تنظم وتوحد االداء والسلوك ،وبالتالي التفكير االستراتيجي النهضوي هو مرحلة تفاعل فكري يقظ ومادي متطور من اجل الزيادة االنتاجية منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
المتواكبة فكريا وماديا ،وتبدا الشعوب في مرحلة الصعود الحضاري الملموس في سلوكاهم ومستوى بلدانهم. مرحلة التفكير االستراتيجي الحضاري ،تتميز بتفاعل فكري ومادي يحافظ على استمرارية النهضة والنمو الفكري والمادي الذي تسبب فيها ،وهو مرحلة التفكير االستراتيجي العليا ،وهي التفكير الفكري والمادي الذي يحافظ على استمرارية الحضارة واالستفادة من جميع نتائجها ،وادراك ما يتطور من مخاطر وتحديات ومطالب مستجدة ،والتغلب عليها بالتفكير االستراتيجي القيادي او االعلى. وفي كل مرحلة من مراحل التفكير االستراتيجي العام ،هناك تفعيل نسي للعقل، يتناسب مع رقي ونمو المرحلة ،ولكن مسألة تفعيل العقل بشكل عام ،هي :القدرة على تصور اوضاع وعالم افضل ،القدرة على التحليل االيجابي للمواقف ،القدرة على االحتفاظ بالتجارب التاريخية التراكمية ،القدرة على ابتكار الحلول لكافة التحديات ،القدرة على التخطيط البنائي والذي ال يعيد عوامل الفشل السابقة. فعندما تكون الشعوب وقيادتها في مرحلة التفكير االستراتيجي االعلى تكون هذه القدرات في ذروتها. وعندما تفتقر الشعوب لهذه القدرات تجدها لم تبلغ مرحلة الصحوة ،وتالحظ امراض اجتماعية واقتصادية واجتماعية عديدة ،ابرزها الفساد ،وسماتها "الصراع" مثال ،انشاء الفرق المختلفة ،والتركيز على االتهامات لتمرير خيانات بسبب غياب مرجعية ،فمثال ،استخدام االختالفات هذا سني واخر شيعي ،وهذا علماني واخر اسالمي ،وهذا تقدمي واالخر رجعي ،فهم في هذه الحالة لم يبلغوا مرحلة الصحوة بعد ،ومن المستحيل ان يدعوا انهم يفكرون استراتيجيا بل هم ضد االستراتيجية ويفتقدونها مما يجعل المخاطر واالزمات والتحديات تتراكم وتتوسع بسبب هذه المرحلة التي تعرف بالمرحلة "التافه". أي في مثل هذه المرحلة التي تسبق الصحوة ،تغيب الشعوب عن دورها و وعيها و يسودها الجهل والطمع والخوف وتظهر قيادات تسمى "الروبيضة". وهي قيادات غير مسئولة ال يهمها مصير اوطانها و وليس لها قدرات استراتيجية وال يوجد لها تصور وطني حميد و لم تبلغ الرؤية العالمية. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
صنع القرار االستراتيجي من االهمية بمكان التمييز بين العمل التنفيذي والعمل االستراتيجي. فالتفكير والتحليلي والتخطيط واتخاذ القرارات االستراتيجية تختلف عن التنفيذية في نقطة جوهرية مفصلية. حيث العمل االستراتيجي متعلق بصنع اهداف جديدة ،او تحوير او تطوير اهداف قائمة وتغييرها ،فهو عمل مستقبلي ابتكاري ابداعي ،يحتاج إلي بلورة رؤية خاصة جديدة. امام العمل التنفيذي فهو متعلق باتخاذ قرارات او تخطيطات او تحليالت متعلقة بأهداف محددة سلفا حسب رؤية مرسومة سابقا. وبالتالي يتكون القرار االستراتيجي من المدخالت والمعالجات والمخرجات على النحو التالي: اوال ،مدخالت القرار االستراتيجي ،وهي: -
االحداث :وعادة ما تكون االحداث الماضية واالحداث الجارية التحديات :تحديد التحديات الراهنة والتحديات المستقبلية المتوقعة االمكانات :تحديد كل االمكانات المتوفرة حاليا والممكن توفرها في الوقت الزمني المحدد المعلومات :تجميع كافة التفاصيل المتعلقة بمجال االستخدام او طبيعية الفعل.
ثانيا ،المعالجات في اتخاذ القرار االستراتيجي ،وهي: التفكير االستراتيجي ،وهو ما يعرف بالبرنامج الجذري ،كما هو الحالفي اجهزة الحاسوب ،فهذا دائما ،يقظ ،ال يغفل او يقف عن لحظة االستعداد ،معرف لديه مرجعية واضحة ،تعرف كل عناصر البيئة وما هي مهامه االولية ،وهو ما يحرك بقية البرامج الذهنية للعمل .والتفكير االستراتيجي في حياة الدول والمنظمات "المجاالت" ،واالعمال ومبادي واسس وقواعد يمكن "االفعال" ،يحتاج غلي مرجعية ذات قيم ْ منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ان تبنى عليها منهجية واضحة وتنطلق على اساسها كل التطبيقيات الحياتية العملية والتنموية بشكل ثابت ومستمر .اذا يمكن القول بان العنصر االول في القرارات االستراتيجية هو "المرجعية". التحليل االستراتيجي ،وهو مرحلة وجود خطوات مبرمجة محددةوادوات معينة تمكن من القبول والرفض ،وتمكن من تحديد عناصر البيئة المشتركة الالزمة في تنفيذ االستراتيجية ،وتعريف كل ما تحتاجه للعمل وفق برتوكول يمكنها من العمل مع بعض في تفاهم وتجانس وتواصل عبر آلية مالئمة ،يمكن القول هنا ،العنصر الثاني في اتخاذ القرارات االستراتيجية هو "المنهجية". التخطيط ،وهو مرحلة وجود الية تستطيع ان تجعل المرجعية والمنهجيةتتعامل مع البيئة الداخلية وتجعلها تتفاعل وتؤثر في البيئة الخارجية من اجل تحقيق اهداف مستقبلية معينة ،اذا التخطيط االستراتيجي هو المهام الوظيفية والمهام التشغيلية. اتخاذا القرار ،وهي متعلقة بالعنصر الرابع ،واالخير ،وهو وجود آليةبحيث ينفذ القرار المتخذ من خاللها ،فالقرارات االستراتيجية تحتاج إلي آليات مثال التنظيم االداري الذي يقوم بالعمليات االدارية االربعة. ويمكن ان نقول ان العنصر الرباع "االدارة". اوال ،مخرجات القرار االستراتيجي ،وهي: -
اهداف جديدة مصالح جديدة صعود العلوي ،مثال ،التفوق في ميزان قوى معين ،وزيادة السيطرة. التوسع االفقي ،مثال ،تحسين االداء ومستوى النماء للتمدد على حساب اقاليم ودول واسواق اخرى.
ومما سبق ندرك ان القرار االستراتيجي هو متعلق بأوضاع مستقبلية ،وان القرارات متعلقة بصنع االهداف والمصالح ،للتغلب على المدخالت من احداث وتحديات ،في ظل ما توفر من امكانات ومعلومات مدخلة. والعنصر االول هو "لتفكير االستراتيجي" ،وهو ردة فعل عقلية وليست غريزة، ويحتاج إلي "مرجعية عليا" ،تكون في حالة يقظة مستمرة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
العنصر الثاني ،هو "التحليل االستراتيجي" ،استخدام الملكات العقلية ،وهو "المنهجية" ،وبدون منهجية ال يمكن تحديد مهام او صنع رؤية. العنصر الثالث ،وهو "الت خطيط االستراتيجي" وهو مسالة وظيفية وتشغيلية، كيف نربط نتاج التفكير والتحليل مع ما توفر من مدخالت االمكانات والمعلومات" ،وبلورة الهدف الذي صنعه التفكير والتحليل ،ثم تمريره ،إلي العنصر الربع وهو االدارة. وفي المقارنة ،فان القرارات التنفيذية ،تمر بكيفية مختلفة تماما ،حيث االهداف هي من ضمن المدخالت ،وألية صنع القرارات ينتج عنها قرارات وتعليمات وتوجيهات جديدة. فمدخالت القرارات التنفيذية ،هي: -
االحداث الجارية فقط. التحديات الراهنة فقط. االمكانيات المطلوبة. المعلومات المتصلة. االهداف المطلوب تحقيقها.
وخالصة االمر ،هو ان القرارات االستراتيجي هو قرار يؤدي صنع اهداف ويكون مرتكز على مرجعية عليا. ولهذا عندما ترى الدول ان احدى منافساتها قد صنعت هدفا جديدا او مصلحة جديدة او صعدت في مستوى قوتها او توسعت افقيا تعلم انها قد اتخذ قرارا استراتيجيا. ي و أأسس فاذا كانت ثم النظر إلي مرجعية تلك القرار من مفاهيم وقيم ومباد ْ متباينة فلن تسمح بهذه القرار ،وإن كانت متحالفة البد من التفاوض. وهذا ما يفسر لنا محاربة السياسة للدين ،كما يفسر لنا حتمية الصراع العالمي. وسوف نناقش ذلك عندما نتطرق إلي مدارس صنع االستراتيجيات. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
والجدير بالمالحظة اننا عندما نجد قرارات ال تحقق صعود او توسع او هدف خالق او مصلحة وطنية ،فنحن امام قرارات تنفيذية عادية ،ربما لن تصنع تقدما كبيرا وال تغييرا جوهريا مفيدا. فالقرارات االستراتيجية وحدها هي التي تصنع التغيير. اذا من يمتلك مرجعية عليا وقيادات تصنع قرارات االهداف والصعود والتوسع والمصالح وتحقق التغيير فهي شعوب ودول تمتلك "استراتيجية". الفقرة التالية تبين ان موقع االستراتيجية في الدول والمنظمات والمجاالت واالعمال.
استراتيجيات المجاالت واالعمال يمكن تقسيم انواع االستراتيجيات من حيث موقعها او مرتبتها إلي ثالثة مستويات: االستراتيجية العليا ،وهي البنائية الخاصة ببناء الدول والشعوب،والصعود والتوسع. االستراتيجية التوظيفية ،وهي الحكومية ،او التنافسية ،او الكلية ،اواالستخدامية. واالستراتيجية التشغيلية ،وهي الجزئية ،او الفعلية ،او المؤسسية.وبشكل عام ،يمكن ان نقول انها ،إلي ثالثة مستويات: استراتيجية الدولة او المنظمة استراتيجية حقول االستخدام او المجاالت العشرة. استراتيجية االعمال ،وهي االفعال الستة في كل مجال.يما يلي ،مجاالت االستخدام العشرة: االستراتيجيات توفر القدرة على التعامل مع المتغيرات التي تصنعها االستراتيجيات االخرى.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وهناك يوميا متغيرات استراتيجية في كافة مجاالت الحياة ،ونطلق عليها هنا مجاالت استخدام االستراتيجيات ،وهي المستوى التوظيفي او المنافسة ،ونطلق عليها ايضا "استراتيجيات -توظيفية" ،او " استراتيجيات -تنافسية". و هذه مجاالت االستخدام تشمل: -
المجال السياسي المجال العسكري المجال االعالمي المجال االقتصادي المجال االجتماعي المجال العلمي المجال التربوي المجال الفني المجال الرياضي الحقول المتفرعة من المجاالت السابقة.
ولقد ذكرنا ان جوهر االستراتيجية العليا تصنع التغيير االبداعي والتفوق االعلى والتوسع االفقي. وذكرنا انه البد من مرجعية عليا توحد المنطق ومنهجية واسعة تحدد المسار وتخطيط فعال يوظف المفاهيم والقدرات واالدوات من اجل هدف استراتيجي مصيري عام. وتعتبر استراتيجيات االستخدام ،هي توظيف االستراتيجية العليا في مجاالت تخصصية ،فمثال ،نأخذ على احد المجاالت السابقة ،نفترض مثال ،المجال السياسي ،ثم تبدأ عملية االستراتيجية السياسية ،وهي كيف نصنع التغيير بحيث ننتقل من وضع الضعف والتفكك والتصادم البيني إلي وضع اقوى موحد متماسك متوافق االتجاه والتوجهات ،مما يحقق لنا تفوقا أي تأثيرا دوليا في الحكومات على الساحة الدولية ،وكيف نتوسع افقيا بحيث نحقق تالحم سياسي واتحاد اقتصادي وعمل دفاعي مسترك. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
بالطبع هذا مجرد مثال عام ،يمثل انطالقة تفكير استراتيجي ،إال ان االستراتيجية-التوظيفية او التنافسية ،في كل مجال ،تبدا في قياس نقاط القوى ونقاط الضعف ،واالمكانيات ،واالحداث ،والمعلومات ،وتصنع اهدافـ وتحدد عوامل النجاح ،وتحدد مؤشرات النجاح القياسية للمتابعة. وبالتالي كل قطاع من قطاعات الدولة ملزمة استراتيجيا بأحداث "االدارة االستراتيجية" في هيكلها التنظيمي ،او مستشارين استراتيجيين في البادية، لتكون االنطالقة سليمة ،بدون تضخيم اجهزة الدولة بعناصر غير كفؤة ،مما يضر بالعملية االستراتيجية اكثر مما يفيد. وفي تحقيق مجمل هذه االستراتيجيات االستخدامية يمكن القول بان للدولة استراتيجية حكومية ،ويمكن ان نقول ان السياسات العامة ذات طابع استراتيجي. وما تخلف كثير من الدول لقرون وعقود عديدة انما هو بسبب عدم القدرة على وضع استراتيجيات حكومية. اذا االستراتيجية التوظيفية هي استراتيجية -كلية Macro-Strategyاو استراتيجية حكومية . Governing - strategy يما يلي ،مجاالت االعمال الستة: في حقيقة االمر ،عندما نتحدث عن استراتيجية االعمال ،فأننا نتحدث عن الجزي ، micro-strategyأي نتحدث عما يعرف المستوى االستراتيجي ْ ايضا باستراتيجية الفعل. حيث كل مجال من المجاالت السابقة له وحدات جزئية تخصصية ،مثال، سفارات ،شركات ،جيوش ،وغيرها حسب كل مجال. وهذه الوحدات تقوم بنشاط معين ،وكل نشاط هو مجوعة من المهام ،وبالتالي يجب ان تكون هذه المهام استراتيجية وتستجيب لالستراتيجية العليا التي تقوم على اساسها الدول وتتماسك الشعوب ،واالستراتيجية الحكومية التي تحقق التغيير والتفوق والتوسع المطلوب. ويمكن ان نقسم المهام الي ستة افعال رئيسة ،وهي: منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
-
فاعلية مستوى االداء واالنتاج فاعلية عمليات االدارة فاعلية الشراء االقتصادي فاعلية التسويق والبيع فاعلية الموارد البشرية فاعلية استخدام الموارد المالية.
اذا عندما نتحدث عن مستوى االستراتيجية الجزئية ،اننا نتحدث عما يعرف ايضا باالستراتيجية -التشغيلية ،وهذه بالطبع على المستوى الفني الميداني التخصصي. وبالتالي من اجل تحقيق تماسك االستراتيجيات الثالثة ،العليا وهي على مستوى الدول والشعوب ،والكلية أي الحكومية او التوظيفية ،والجزئية أي المؤسسية او العملية ،نحتاج لتطبيق ما يعرف بـ"استراتيجية -المنظمات".
-ب-
التخطيط االستراتيجي عندما نتحدث عن التخطيط فأننا نكون قد وصلنا إلي مرحلة التطبيق. ويمكن ان نقيم التخطيط إلي ثالثة مستويات ايضا: -
مستوى الهيئة الحاكمة ،وهي السلطات ،وهي التشريعية والتنفيذية، والقضائية. وعلى المستوى التنفيذي الحكومي او مستوى صنع السياسات العامة. وعلى مستوى المؤسسي ،وهو يشمل القطاعات وكافة مؤسسات ومصالح وهيئات الولدة والمجتمع واالقتصاد. االء واالعالم. غلي هناك
واي يكون المستوى فأن قاعدة التخطيط واحدة ،وهي معرفة موقع الستراتيجية في الهيكل التنظيمي والعمليات االدارية. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وهذا ما نطلق عليه "استراتيجية المنظمات" ،أي كفية تطبيق االستراتيجية في أي تنظيمي "على مستوى الهيكلية والتنظيم". او "االستراتيجية االدارية" وهي معنية بكيفية التطبيق على مستوى العمليات االدارية.
استراتيجية المنظمات من االهمية بمكان تحديد "موقع االستراتيجية" في المنظمات ،وهي مثال، قطاعات الدولة الوزارية و مختلف مصالحها ومؤسساتها المتعددة. وكذلك تحديد "العالقات المتعددة" وكيفية "تفاعل مكونات" المنظمات مع مكون االستراتيجية. ونسترشد في هذه المسألة بنموذج Thomas J. Peterالذي يطلق عليه نموذج " ، "S7على النحو التالي: يقول توماس بيتر بأن كل منظمة تتكون من سبعة مكونات ،وهي: Super Ordinate Goals االهداف العليا البنيويةStrategy االستراتيجيةStructure التركيبة االدارية "الهيكل"Staffing القوى البشريةSkills المهاراتSystem النظم واالجهزةStyles النمط الثقافي والبيئةوتحدث التفاعالت متعددة ،وتتخذ اشكاال فاعلة حسب الكفاءة القيادية: تقع "االستراتيجية" في المستوى الثاني في ترتيب مكونات المنظمات. حيث إن لم يحدد اهداف بنوية عليا للمنظمات تصبح من عسير تصور وجود استراتيجية او تطبيقها.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
التفاعل االستراتيجي االول :في واقع االمر ،اول ما تتفاعل االستراتيجية مع االهداف البنيوية العليا. وتحدث تفاعلية مشتركة – متبادلة ، -أي كل منهما يؤثر في االخر طوال حياة المنظمات. فمثال ،عندما تتجدد او تتغير االهداف العليا تتطور كذلك االستراتيجية بالمنظمة لتقابل هذا التجديد والتغيير. كذلك قد تحدث او تلزم االستراتيجية تحوير وتجديد او اضافات في االهداف البنيوية ،مناجل استمراريتها ونموها وكفاءتها وسالمتها. التفاعل االستراتيجي الثاني :عندما تتغير االستراتيجية يحدث في المقابل تغيير في البنية التركيبة للمنظمة ،أي غالبا ما يحدث تغييرا معينا في الهيكل التنظيمي، بسبب تأثير االستراتيجيات على المهام وبالتالي على العاملين وبالتالي على المهارات. التفاعل االستراتيجي الثالث :عندما توضع االستراتيجية او تتغير تؤثر في نمط القيادي والثقافي والبيئة .أي تؤثر االستراتيجية على اسلوب القيادة ،وعلى عالقات العاملين ببعض ،وعلى عالقات المنظمة بالبيئة المحيطة والخارجية. التفاعل االستراتيجي الرابع :عندما تتغير االهداف او يراد تطبيقها ،تحتاج إلي "نظم" أي تحتاج غلي قوانين ولوائح وقرارات وسياسات وإجراءات وتعليمات، وتتفاعل االستراتيجية مع مكون النظم بكل تفاصيله. وفي حقيقة االمر ،يمكن تصور وايجاد كثير العالقات والتفاعالت ،ولكن يمكن ان نختصرها كما يلي: " ان اهداف المنظمة هي المحور ،فكلما حدث تغيير او تطور وتجدد في االهداف ،تتغير معها وتتطور وتتجدد بقية المكونات ،وهي االفراد أي طلب تغير في االفراد بالزيادة او النقص او التدوير ،ويحدث مع ذلك طلب تنمية المهارات لتناسب التطور والتغيير الجديد ،ويحدث مع ذلك تغيير نسبي في الهيكلة االدارية ،ومن ثم يحدث تأثير ما على نمط اسلوب القيادة وعالقات العاملين والعالقات المحيطة .وبالتالي طالما ان االستراتيجية تتفاعل مباشرة مع منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
االهداف وهي المحور ،فهي ايضا لها دور محوري في كافة التفاعالت المذكور’". وانطالقا مما سبق يمكن ان نتعرف على سبب صعود ونجاح منظمات او وزارات ،وفشل وهبوط االخرى. كما يمكننا ان نتعرف على اسباب اخفاق كثير من البلدان في تحقيق تنمية أي "قوة <-----صعود <------توسع" .واستمرارية ضعفها وهزلية دورها وتأثرها العالمي. والسبب هو عدم وجود استراتيجية عليا للدولة "الهيئة الحاكمة" ،مما يتسبب في عدم قدرة الحكومة على وضع استراتيجية حكومية ،وبالتالي تعجز المنظمات في وضع استراتيجية مؤسسيه كاملة. الن استراتيجية المنظمات تتركب من استراتيجية عليا ،واستراتيجية تنافسية أي على مستوى االدارات العامة ،واستراتيجية تشغيلية على مستوى الوحدات واالعمال التخصصية. وغالبا ما يتسبب فقدان االستراتيجيات العليا في تفكك استراتيجية المنظمات ،او يجعلها غير فاعلة ،وفي كثير من االحيان غير موجودة. وفي حال عدم وجود استراتيجية بالمنظمات ،هذا يعني ليس هناك ضوابط وال معايير قياسية وتقييميه الختيار القيادات ،او محاسبتهم ،كما نجد ان المنظمات تعيش بدون روح طبيعية ،أي عالقات العاملين ببعض مشوهه ،وعالقاتها بالمجتمع مضطربة ،وجودة خدماتها ومنتجاتها متدنية ،وغي مستقرة. كما نالحظ بان االداء ضعيف وهناك هدر في الوقت واالموال ،وربما يطالها الفساد ايضا بسبب عدم وجود استراتيجية ذات قيمة. كما قد تكون هناك استراتيجية عليا منية على قيم سيئة او غير دقيقة ،ولقد الحظت فشل مثل هذه المنظمات او المؤسسات والهيئات واختفائها بالكامل ،الن االستراتيجية العليا السيئة تحول كل مكون في المنظمة إلي االسواء.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
التخطيط واالستراتيجية االدارية تعرف االستراتيجية االدارية بانها هي التنسيق الكفء للجهود والمهارات، وتحقيق فعالية التعاون الواسع في المعامالت والعالقات الداخلية والخارجية، والتطبيق االمثل للنظم ،واالستخدام الفعال للموارد البشرية والمالية والمعلومات واالفكار والوقت واستغالل الفرص المتاحة من خالل العمليات االدارية. ومن المتعارف عليه ان العمليات االدارية قد عرفت بشكل محدد ،وهي: "التخطيط – التنظيم – التوجيه – الرقابة". كما اننا قد وضجنا بان "العملية – االستراتيجية" في أي موقع سواء على مستوى الهيئة الحاكمة للدولة ،او على مستوى المنظمة ،او على مستوى العمل، يمكن ان نتصورها تخطيطيا ،هي العالقة بين ثالثة استراتيجيات ،وهي: االستراتيجية العليا ،وهي على مستوى القيادة العليا ،ويمكن ان نطلقعليها هنا على مستوى العملية االدارية ،استراتيجية القيادة. استراتيجية التوظيف ،وهي على مستوى االدارات ،او المجال ،فمثال،هناك ادارة الشراء تحتاج إلي استراتيجية المشتريات ،وهكذا مع ادارة المبيعات والتسويق ،وادارة االنتاج ،وغيرها من االدارات حسب طبيعة نشاط المنظمة ،او القطاع. استراتيجية الفعل ،او العمل او المهمة ،وهي ما نطلق عليه ايضااالستراتيجية التشغيلية ،او التخصصية ،او التنفيذية الميدانية ،وهذه ركائها اربعة ،وهي فريق المهمة ،وهدف المهمة ،تنسيق جهود المهمة ،خطة العمل. في حقيقة االمر ،كل مستوى من هذه المستويات االربعة يحتاج إلي نوعية تخطيط مميز. وبالتالي كما ذكرنا ان العمليات االدارية هي اربعة ،واول هذه العمليات هي "التخطيط".
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
عملية التخطيط االدارية( :توضيح المرجعية) نتناول في هذه الفقرة مفهوم التخطيط من الناحية المرجعية ،او التصور الفكري االستراتيجي. من االهمية اداراك ان "التخطيط" بطبيعته هو عمل "تنفيذي" ،ملموس، مختص بالمعامالت واالعمال على ارض الواقع ،وجوهره هو مهارة التفكيك والتركيب والجدولة المنطقية والتسلسلية لمختلف االمور ،وهو نتاج مهارات ومنهجية ،ومتأثر وينمو بالفكر االستراتيجي القيادي. وعلى أي مستوى او منظمة ،فان عملية التخطيط يمكن تصورها انها تحدث طبيعيا على ثالثة انواع متداخلة ،وهي: عملية التخطيط االستراتيجي عملية التخطيط الوظيفي عملية التخطيط التشغيليونحن تحدث النقطة المفصلية في فعالية التخطيط كعملية متكاملة ،ومن هنا، يمكن ان نتعرف على اسباب تميز الدول منها المتقدمة واالخرى المتخلفة. حيث عملية التخطيط االستراتيجية تعتمد على وجود استراتيجية عليا لدي القيادات ،وهذه االستراتيجية بطبيعتها العليا تنتج وتنمو ويكون اثرها االيجابي او السلبي حسب نوعية االستراتيجية العليا ،المعتمدة على منظومة القيم العامة. وكلما كانت قيادات المنظمات لديها ملكة االستراتيجية العليا فسوف يكون تفكيرها االستراتيجي واسع ،وتنتج تصورات ،وتوقعات ،وطموحات ،وطرق عدة ،وابداعات متنوعة ،مما يقود عملية التخطيط ،وهي كما ذكرنا ،عملية تنفيذية تابعة ،وليست مبدعة ولكنها ليست خالقة ،فهي تخلق المهارات وتوظفها لتحقيق الفكر االستراتيجي المؤثر عليها. ولذلك نجد أن الدول المتقدمة ،قد حددت استراتيجيتها العليا ،بطبيعتها الواسعة والشاملة ،وقد تأثرت بها كافة المجاالت وكل القيادات ،وترسخت ورسمت من خاللها كافة نوعية المعامالت والعالقات ،وذلك منذ قرون عدة ،وتحديدا ،منذ عصر النهضة ،تقريبا .1776 منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وذلك وعلى سبيل المثال ،للتوضيح الفرق بين قيادات ومنظمات الدول المتقدمة والدول المتخلفة ،نجد انه في الدول المتقدمة تبرز استراتيجية المهمة بشكل دقيق وعميق وفعال ومسئول وبكل التفاصيل واالهتمامات والتوثيق والتحفيز واالمتنان ،وغيرها من عناصر تنفيذ المهمة بنجاح ،فنجد عندما يؤمر الموظف او الفريق بقيام عمل او مهمة ما ،مهما كانت صغيرة ،تجد لها انها احيطت تلقائيا وعقالنيا بكافة االعتبارات السابقة ،و وثقت ويتم درستها ،ما اذا كان يمكن ان تنفذ بنجاح اكثر ،في المرات القادمة ..في حقيقية االمر جانب العقلية التفكيرية والتحليلية يعمل وينمو منذ قرون بقوة وفعالية ونجاح. في حين اننا نجد في الدول المتخلفة ،قد يؤمر فريق عمل ،بالقيام بمهمة ،يترتب عليها مصير البلد وحياة الناس وارزاقهم ،يقومون بها بكل عشوائية ،وغريزية، تحاط بأدنى اعتبارات وبصورة متدنية ،وال يستنكرها احد ،وال تحاط بأي من ادنى اعتبارات مما ذكرنا في "استراتيجية-المهمة" التي تصحب كل عملية عمل في الدول المتقدمة. فتوقع في الدول المتخلفة ان تخرج كتلة من البرلمان ،وان تطلب الحرب ،او ان ترسل طائرة لضرب مدنين ،او تقرر الدخول في حلف او رفضه ،وتوقع ان المصرف المركزي يرسل امواله في مركبة يقودها حصان وعليها اثنان ،ال يعرفون كيف تحمى االموال ولكن يعرفون العراك ،وكذلك علم الجهة المستلمة بالهاتف انها اموالها قادمة إذا صباحا ،وهي مدروسة في جدول مطبوع منسق انيق وادخل للحاسوب واخطر به وزير المالية ،وديوان المحاسبة ،وفي اعتقادهم ان التخطيط قد انجز بشكل كامل. نعم قد انجز التخطيط ،ولكن هذا يسمى التخطيط-التنفيذي ،وتقوم به كافة القيادات واالفراد بشكل طبيعي ،الن عقلية االنسان مبرمجة ،على التخطيط المنطقي والتسلسلي ،ولذلك نجد كل المؤسسات مما كانت ،فيها التخطيط يجري متداخل مع العمليات االدارية االخرى ،وليس هناك ادارة متخصصة تقوده، بسبب فقدان االستراتيجية العليا ،ومن ثم فقدان االستراتيجية القيادية ،ومن ثم فقدان التخطيط االستراتيجي.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ونجد ان في الدول المتخلفة يحدث التخطيط االستراتيجي نوعا ما ،نتيجة عامل الخوف ،فقد تخشى النظام السياسي االستبدادي ،او القوانين الصارمة ،او مالحقتها من اصحاب الحقوق فتقوم بتخطيط اعلى درجة كفاءة مما يتوقع منها. ولكن قيادات الدول المتخلفة ومنظماتها بمجرد تحس بالحرية واالمان تعود لعملية التخطيط التنفيذي الغريزي ،ولهذا لن يجلب تقدما استراتيجيا للدول وشعوبها. وبذبك البد من االهتمام بالمرجعية العليا التي تصنع القيادات الطاهرة في سلوكيتها والظاهرة في مهاراتها ،وان تحرص على وجود عملية "التخطيط- االستراتيجي" ،والتي من خاللها تتفاعل عمليات التخطيط القيادية بالمنظمات والقطاعات وعمليات التخطيط التنافسية حسب مجال كل ادارة بالمنظمة، وعمليات التخطيط حسب كل مهمة وعمل نوعي يقوم به العاملين بهذه االدارات. نجد ان علم االدارة قد وضع عملية التخطيط في مقدمة العمليات االدارية االربعة. وقد وصفت "عملية التخطيط" وهي عملية مركبة كما ذكرنا ،من ثالثة عمليات تخطيطية متكاملة ومتداخلة ،وهي القيادية والوظيفية والتشغيلية. وقد استخلنا بان عملية التخطيط االستراتيجية التشغيلية ،هي ما يمكن ان نطلق عليه استراتيجية-المهمة. وانه من خالل تقييمنا للكيفية االختيار واالداء واالحاطة بكافة اعتبارات المهمة وتوثيقها ودرستها بعناية ومسئولية هو ما يميز الدول والشعوب الصاعدة عن الدول والشعوب الهابطة. فالميزان االستراتيجي العالمي هو من كفتين ،فعندما تضع دوال نفسها في كفة فالبد لها من ثقل استراتيجي لكي تتوازن مع من يقابلها في الكفة االخرى. والتي تهبط تدفع ثمن هبوطها ،فواقعية العالم هي "واقعية الصراع" أي حتمية القوة والتنافس والتنازع على المصالح. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وسبب هذا االهتمام واولوية هو ان "عملية التخطيط" هو العملية االدارية التي تقود عجلة الدولة.. وبالتالي "عملية التخطيط" هي التي تقود عجلة المنظمة.. ويحدث دوران عجلة الدولة وعجلة كل منظمة بداخلها على النحو التالي: يدفع التخطيط المنظمة للدوران بسرعة يتوسع قطرها حسب درجاتالنمو وقوة طاقاتها المتولدة وتماسكها وتعدد مرتكزاتها التي تربطها، بقطة التوازن ،وهي في محور الدائرة ،وهي القيادات. يدفع هذا الدواران الهائل والنمو المتولد والطاقات المتفجرة ،عمليةالبحث عن موارد كافية ،والقيام باستغاللها بالشكل االمثل ،وتحدث من خاللها مخرجات ذات قيمة مضافة عن المدخالت. يدفع التخطيط المنظمة لكسب المعرفة وتطوير المهارات واحترامالقدرات ،وصنع القيادات ،والحرص في القضاء جذريا على الفساد الذي يصيب المنظمات من اعالها ،اوال ،وتقضي عليه قبل نزوله للمستويات االدنى ،ومن ثم تقف عجلة الدولة او عجلة المنظمة عن دورانها االستراتيجي. ان اخطر ما تواجهه الدول والشعوب الغير متقدمة ،هو اصرارها واستسالمها للتخطيط التنفيذي ،وهو تخطيط غريزي ،وعامة ما يتم على مستوى متدني من التوازن العقالني ،كما سوف نصفه عندما نأتي إلي مناقشة "عملية صنع االستراتيجيات". البد من عملية تقييم للمهمات االستراتيجية ،والتي هو احد العوامل المفصلية في صعود االمم والدول. ويمكن تقييم استراتيجية المهمة في القطاع او المنظمة ،بعناصر عديدة ،منها: تالحظ عدم وجود معرفة تفصيلية كافية لدي القيادات العليا للقطاعاتوالمنظمات ،مما يخضعها ان يكون مسير ،من المستوى الوظيفي ،أي من بعض مدراء االدارات ،او حتى من االقسام ،فهو قد اكشف للبعض، وهذا ما يجعل المنظمة ،تتبلور حول هذه العالقة الغير طبيعية وغير منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
استراتيجية ،وجميع الذين عملوا في الدول المتخلفة شاهدوا هذه الحالة تكرارا ومرارا. تالحظ اهمال "عنصر االقدمية" Seniorityفي اختيار المرشحينللمهمات الخارجية او المهمات العليا ،من مراقبين ،ودبلوماسيين، ومفاوضين ..واالعتماد على تكرار ايفاد ذات الوجوه ،بسبب االعتماد على عنصر الوالء .علما بان عنصر االقدمية في اليابان لديه اهمية قدسية ،أي احترام شديد واسع عن الترشيح للمهام والمراكز والمواقع الوظيفية ،ولكن في الدول المتخلفة المهمة الخارجية او المنصب هو مغنم ،ويتم توزيعها بنفس االسلوب الذي توصل به القيادي إلي منصبه، وهو اهمال االقدمية ،لينعدم االحترام والنظام الوظيفي وعالقاته ومعامالته ،ولذلك نجد ان منظمات وقطاعات الدول المتخلفة تراوح في مكانها ،فعنصر االقدمية ليس له الفرصة الوظيفية القدسية ،علما بان اليابان ،يرجعون ان سبب المعجزة االقتصادية هو اعتبار ان "العمل مقدس" ،واتقانه واجب ديني واخالقي ،واالقدمية هو حق شرعي للموظفين في تقدير حقوقهم وفرصهم ..والذي نرجوه من القيادات ان تتحلى بقدر ولو ضئيل من الحكمة انها تضع امامها ،كشف االقدمية الوظيفية اميات بالمؤسسة ،وكشف الفرص المتاحة للمهام الخارجية والرقابية لكل موظف ،ومن خالل ذلك سوف يظهر له سبب فشل المنظمة وتخلفها الحضاري وانتشار الفساد واالخفاقات واالنتهاكات وتوسع شبكات الفساد .علما ،بان مثل هذه االجراء االستراتيجي البسيط تعجز القيادات عن القيام به ،بسبب غياب المرجعية وهي منظومة القيم العامة الراسخة. تالحظ ان "عملية التدوير الوظيفي" ،أي المهام الرقابية والقيادية يعادتكرار تكليف ذات الوجوه اكثر من مرة ،وانما يتحايل بتغيير المكان والزمان ..فذات الموظف الذي يبعث للعمل بالخارج في 2002هو ذات الشخص الذي يعاد تكليفه بعد سنوات في ذات طبيعة المهمة ،ولكن في مكان أخر ونفس طبيعة المهمة الرقابية. يالحظ ان اختيار القيادات في الدول المتخلفة ،رغم ان كثيرا منها يزعمفي انها مصاف الدول النامية منذ قرابة قرن ،حيث القيادات ليس لديها مرجعية أي ال تمتلك ملكة "منظومة القيم العامة" ،وبالتالي مجرد منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
دخولها في المنظمة او القطاع ،تالحظ لم تتغير روح المنظمة إلي االعلى واالحسن ،مثال ،نظافة المكان ،االهتمام بدقة المهام ،وروح االصالح والحماس إلي تحقيقه ،الوطنية وقياسها المسئولية في تحقيق المساهمة الحضارية ،وغيرها من القيم التي تصنع القدوة القيادية ،بل ربما المالحظ ان المنظمة تتغير إلي االسواء ،بمعرفة العاملين ،وخاصة القيادات الوسطى ،بان القيادي القادم ،هو شخص تسيير اعمال فقط، وربما لديه الرغبة في االستفادة من منصبه ،ومن هنا تنطلق روح الفساد المقنن بالمنظمات والقطاعات ،وكثيرا ما يخفى هذا الواقع المرير ،ويتم التالعب ،والتوسع ،وضياع المحاسبة ،مما جعل الدول المتخلفة قدرها مزيد من التخلف ،ومزيد من أفة القيادات الضارة التي يصعب التخلص منها. فالتخطيط االستراتيجي يمتاز بالواقعية المهنية والموضوعية أي استمرارية تحديد اسباب القوة والضعف بمصداقية وشفافية ومسئولية وامانة وكفاءة. وخالصة الدرس االستراتيجي ان غياب او عدم وجود وحدة تخطيط استراتيجية فعالة ،يؤدي غلي استمرارية مثل ما ذكرنا من مالحظات ،وغيرها مما تعيب تقدم الدول والشعوب ومستوياتها ،وال يفيد السكوت عنها ،ألنه حسب "المنطق االستراتيجي" ان تلك الدول والشعوب سوف تظل قابعة في ادنى الميزان الحضاري التاريخي اذا كانت نامية ولها درجة مساهمة علمية ومادية كمية ونوعية حقيقية ،او ال تذكر ابدا اذا ظلت محافظة على مكانتها االستهالكية وقيادية التسيير الشكلية ،التي تحافظ على الواقع كما هو وال تصعد به إلي أعلى واسع ،بل ربما تزيد من هبوطه وضيف افاقه ونطاقه.
عملية التخطيط التنفيذية( :توضيح المنهجية) نتناول في هذه الفقرة مفهوم التخطيط من الناحية المنهجية ،او التصور التنفيذي والنواحي العملية. تتكون عملية التخطيط التنفيذية من اربعة عناصر ،وهي: وضه االهداف والمعايير القياسية للنتائج رسم السياسات واالجراءات من اجل فعالية التنظيممنشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
التوقعات واالحتماليات والتحديات المستقبلية وكيفية مواجهتها وضع برامج العمل والجداول الزمنية والموازناتوكل من هذه العناصر لديه منهجية علمية تخصصية ،وتختلف من مجال إلي اخر. وكل هذه المنهجيات العلمية والتطبيقية تحتاج إلي مرجعية فكرية استراتيجية. والقاعدة تقول" بان العملية الفكرية تغذي العملية التخطيطية ،ونسبة تحقيق االستراتيجية هي بقدر مساهمة العملية الفكرية كمرجعية في العملية المنهجية والتنفيذية التخطيطية". وبكلمات اخرى يمكن القيام بالعناصر السابقة ،عن طريق وضع االهداف والسياسات في ظل تصور مستقبلي عشوائي وتصور إلداء المهام والموازنات بشكل روتيني خالي من البعد االستراتيجي". اذا تعريف التخطيط االستراتيجي المنهجي ،هو عملية التخطيط التي يسبقها تفكير استراتيجي ،ومعتمدة على منهجية علمية تطبيقية يتفاعالن فيها المرجعية والمنهجية فتؤدي إلي نتاج العناصر التخطيطية االربعة ،وهي رسم تصور مستقبلي لألهداف ،والسياسات ،والتوقعات ،والمهام". وحسب ادبيات التخطيط االستراتيجي ،فانه يتم على ثالثة مستويات، تخطيط استراتيجي تخطيط وظيفي -تخطيط تشغيلي
Strategic Planning Functional Planning Operational Planning
ويجري عمليا على النحو التالي: يتم التخطيط االستراتيجي عن طريق تعامل وتفاعل ومشاركة االدارة العليا و وحدة التخطيط المختصة او المستشارين ..من اجل وضع ما يسمى بـ" الخطة االستراتيجية" للمنظمة او القطاع.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
يتم التخطيط الوظيفي عن طريق تعامل وتفاعل ومشاركة وحدة التخطيط او المستشارين مع االدارات المختصة ..من اجل وضع ما يسمى بـ"خطة االدارة" يتم التخطيط التشغيلي عن طريق تعامل وتفاعل ومشاركة وحدة التخطيط االدارات المختصة مع العاملين ،ومل يقومن به من مهام، ومناقشتها استراتيجيا ،بما يؤدي إلي وضع ما يسمى بــ" الخطة التشغيلية". حيث: الخطة االستراتيجية :تبين الرؤية التي يمكن للمنظمة او القطاع من تحقيق اهدافه البنيوية المرسومة والمستجدة حسب الفرص والنمو المحقق ،وما هي النظم الالزمة من سياسات واجراءات وهيكل ،وطاقم ،ومهام ،ومهارات، وموازنات ،ويتم ذلك بشكل عام ،وغير تفصيلي ..وهي عادة مدتها اكثر من سنة ،ثالثة او خمس سنوات. خطة االدارات :تبين تصور كل ادارة كيفية تحقيق الخطة االدارية بشكل اكثر دقة وظيفية ،أي رسم عملية التنظيم بدقة ،رسم عملية التوجيه بدقة ،رسم عملية الرقابة بدقة ،على مستوى كل ادارة .وهنا تفاعلت عملية التخطيط مع العمليات االدارية الباقية على مستوى كل ادارة ..ولذلك نجد مسميات مثل استراتيجية التسويق ،استراتيجية-االنتاج ،وغيرها من المسميات حسب مجال نشاط االدارات ..وهي عادة سنوية في كثير من جوانبها ،وفي بعضها تتبع مدة الخطة االستراتيجية. الخطة التشغيلية :وهي ايضا تسمى الوصف الوظيفي ،او استراتيجية-المهمة، وفيها تتم العملية التخطيطية ،بشكل تفصلي ،مثال ،ما هي الخطوات المطلوبة للقيام بكل نوعية عمل ،ما هي الخبرة والمعرفة والمهارة المطلوبة ،كم عدد العاملين المطلوبين لهذه الوظيفة ،كم تكلفة هذه المهمة او الوظيفة التشغيلية التخصصية ،وما هي عالقاتها بالوظائف االخرى لتنسيق الجهود ..وغيرها من التفاصيل التنفيذية والمنهجية العلمية ،وهي في بعضها يومية ،واخرى شهرية، وسنوية حسب طبيعة تنفيذ المهام. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وحسب نموذج " " S7لتوماس ج .بيتر ،فان النظرية االستراتيجية ،تحدد ان العملية االستراتيجية في المنظمات ،موقعها المكون الثاني في المنظمة او القطاع ،وبالتالي كلما حدث تغيير في االستراتيجية العليا يحدث تغيير في العمليات االدارية االربعة ،وهي التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة. وللتذكير المنهجي ،فان العمليات االدارية توصف كما يلي: عملية التنظيم :Organizingوهي المختصة بتصميم الهيكل االداري،تحديد اختصاصات ومسئوليات مهام كل موقع او مركز وظيفي ،تحديد صالحيات كل موقع او مركز وظيفي ،تحديد الكفاءات الالزمة لكل مركز او موقع وظفي ،تحديد العالقات بين المراكز والمواقع الوظيفية، االختيار االنسب لشغل كل مركز او موقع وظفي .ويسمى "المنصب" الوظيفي "مركز" عندما يكون تدور حوله مسالة اتخاذ القرارات ويسمى "موقع" عندما يكون عمله يؤدي إلي تغيير في النتيجة الفعلية القياسية. عملية التوجيه :Directingوهي ترتكز على ثالثة عناصر مهمة ،مايعرف بالقيادة Leadershipوهناك اسلوب فعال يخطط له ،وعنصر التحفيز Motivationوهناك سياسات وقياسات حيوية هامة يخطط لها ،وعنصر االتصال Communicationوهو ما يحتاج إلي رسم خط السلطة وتحديد قنوات سير و وصول القرارات من القيادات إلي كل المراز والمواقع الوظيفية ،وكيفية دوران عمليات المال والمستندات والمعلومات وقنواتها وتوثيقها الجيد في كل موقع ومركز وظيفي ،و انجاز سرعة ودقة وصولها ،ودرجة الوثوق فيها ،وغيرها من نواحي كفاءة االتصاالت داخل وخارج المؤسسة. عملية الرقابة : Controllingوهي ايضا تتكون من عدة عناصرتحتاج للتخطيط لها ،وهي مثال ،تحديد المعايير الرقابية ،تحديد كيفية قياس االداء ،تحديد كيفية معالجة المشكالت وتصويب االخطاء ..فهدف العملية الرقابية هو عدم وقوع االخطاء في تنفيذ الخطط ،والتصويب والتصحيح الفوري لحظة وقوعها ،وتفادي عدم تكرار وقوعها ،كما انها تتناول ايضا تقييم درجة االنجاز حسب معايير القياسية ،وتقترح ما تحتاجه المنظمة او القطاع من عمليات تقويم في خططها او تنفيذها. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وبالتالي عملية التخطيط هي عملية تفاعلية تدخل في كافة عناصر العمليات االدارية ،وهي ما تضفي لها قيمتها االستراتيجية. وبدون تخطيط استراتيجي تصبح المنظمة وقيادتها هي في حالة او وضعية "تسيير االعمال". وعادة ما نجد انه في الدول المتخلفة ،كثيرا ما يرد انه تكليف قيادي لتسيير اعمال المنظمة ،في فترة معينة ،ولم يتحقق من قدرته االستراتيجية ،فهي قيادي تنفيذي ،يمكن فقط ان يسيطر ويحافظ على مجريات امور المنظمة ،تنفيذيا وليس استراتيجيا ،فهو لم يتحقق من قدراته الفكرية االستراتيجية ،ولم يتحقق من مستوى منهاجيته العلمية والقيادية ..وهذا ما تسبب في بقاء كثير من الدول المتخلفة بدون تحقيق نماء حقيقي رغم ثرواتها النفطية. ومن االهمية بمكان ادراك ان االستراتيجيات معنية بالتقدم واالنجاز الحضاري. والحضارة تعني قيمة ومدى االنتاج العلمي والمادي الذي تنتجه الشعوب. فالشعوب التي ال تحقق اصالة في االنتاج العلمي او المادي ،وتكتفي بالعمليات االستهالكية ،هي في ميزان التاريخي والحضاري ،ليست بشعوب ودول متحضرة. ولذلك نجد ان الدول االوربية اطلقت على الحضارة المعاصرة "الحضارة االوربية" ثم اتخذت اسم "الحضارة الغربية" بعد المساهمة االمريكية الكبيرة. ولذلك مهمة التخطيط االستراتيجي هو صنع مكا يطلق عليه "القيمة المضافة". وتعني نتاجا كميا ونوعيا جديدا مضافا من خالل القطاعات والمنظمات. وليس مقصود زيادة الربح ،فهي عملية غريزية تتم طبيعيا عند كل االفراد والمجتمعات ،ولكن ما يميز هو حجم وكمية القيمة المضافة علميا ومهنيا وماديا. ومن خالل هذا الميزان الحضاري ومعيار القياس الواقعي يمكن ان تحدد دائما مكانة الدول والشعوب عبر التاريخ االنساني والحضاري.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
كما ان ادبيات استراتيجية تحدد ان الخطة االستراتيجية مدتها خمس سنوات، والخطة-الوظيفية لإلدارة مدتها تزيد عن سنة وتقل عن خمس سنوات ،والخطة- التشغيلية مدتها سنو او اقل. المهم لدينا في هذا الدرس انه تم توضيح العالقة بين المرجعية والمنهجية في العملية التخطيطية ،وحددنا تركيبة االستراتيجية إلي ثالثة مستويات ،وان نتاجها ثالثة خطط عمل حسب كل مستوى استراتيجية ،وجميعها تتفاعل وتتداخل فكريا وتنفيذيا بحكم المرجعية الفكرية والمنهجية التنفيذية" ومن الجدير بالذكر ،ان نوضح ايضا ،ان "االستراتيجية العليا" في المنظمة او القطاع يطلق عليها احيانا "االستراتيجية-المؤسسية" ،وان "االستراتيجية الوظيفة" الخاصة بكل ادارة يطلق عليها ايضا "االستراتيجية-التنافسية" ،وذلك القاري والمختص ان نظريا ان نخلص في هذا الكتاب ان التركيبة لكي يدرك ْ االستراتيجية هي ثالثية االبعاد. وهذه الحقيقة العضوية الثالثية سوف تفيدنا كثيرا في مناقشة صنع االستراتيجيات.
-ج-
تحليل صناعة االستراتيجيات الخطوات الفنية لصناعة االستراتيجية تعد صناعة االستراتيجيات عملية إبداعية في جوهرها ،وتقدم المدارس المدراس االستراتيجية خطوات فنية يمكن االسترشاد بها ،إال انها مسألة تتطور حسب التطور االنساني ورقي االمم ودرجة شعورها بمسئولياتها ودرجة توافقها الفكري وتناغمها الشعوري و وسعة وحدتها في مجاالت صناعة الحياة على مستوى ترابط اقاليمها. فصناعة االستراتيجية تبدا من بناء فرضيات على الواقع وعن توقعات مستقبلية.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وتتأثر في نجاحها بدرجة صدق االفتراضيات والتوقعات وعلى عمق وسعة التحليل االستراتيجي واستمرارية متابعته. وتتبع صناعة االستراتيجية المراحل االساسية التالية: مرحلة التحليل االستراتيجي ،وهي عملية دراسة الواقع دراسة كافية،ايجاد الحقائق وتكوين االفتراضيات معتمدة على درجة معرفة تفاصيل والمفاهيم والقوانين الموجهة للتغيرات في كافة المجاالت ،ومن ثم استنتاج التوقعات المستقبلية. مرحلة التكوين : Formationوفي هذه المرحلة يتم صناعة الرؤية،وتحديد االهداف ،وتحديد مسار التفكير وطرق السير للوصول إليها، فافي هذه المرحلة مثال ،تصاغ رسالة المشروع االستراتيجي ،وتوضع السياسات العامة ،وتحدد النظم من هياكل وقوانين وإجراءات ،وتحديد المهارات ،وذلك في ظل ثالثة استراتيجيات مترابطة ،وهي االستراتيجية العليا ،واالدارية ،والتشغيلية .ومراعاة عالقة كل مستويات االستراتيجيات الثالثة واعتمادها على بعضها في تحقيق النجاح النهائي. مرحلة التطبيق والمتابعة :وهناك عدة تكتيكات فنية يمكن ان يسترشدبها في التعامل مع تعقيدات الواقع ،ومواجهة التغيرات ،وإجراء القياسات وإدخال التعديالت على االستراتيجية القائمة ومدى تأثيرها على االستراتيجية المقصودة. وفيما طرح لنموذج عام صناعي استرشادي: التحليل االستراتيجي ،ويشمل تحليل البيئة الخارجية ،والمطالب ،والبيئة الداخلية. تحديد الخيار االستراتيجي ،ويشمل تحديد التغيرات والتحسينات المطلوبة على كافة االبعاد وهي البيئة ،الثقافة ،القيادة ،االدارة ،البشر، التكنولوجيا ،االتصاالت ،االسواق ،الجمهور ،التكاليف ،المنافسة. صياغة االستراتيجية ،وتشمل صياغة الرؤية ،صياغة الرسالة، االهداف ،صياغة االنشطة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وفيما يلي نبذة عن بعض االساليب االستراتيجية الممكن استخدمها ،وهي: أوال ،تحليل البيئة الخارجية والبيئة الخارجية تقسم إلي بيئة صغرى وهي المباشرة المنافسة ،والبيئة الكبرى وهي المحيطة بدائرة التنافس و المؤثرة. وتشمل المعالجة الخطوات التالية: -
-
-
تحديد مكان اللقاء او المنافسة تحديد القوى المباشرة المؤثرة ،وهي "المنافسة -الجمهور -الداخلون الجدد -البدائل -المساندون". تحديد قوانين اللعبة للتميز تحديد القوى واالتجاهات الكبرى المؤثرة ،PESTLEوهي االبعاد السياسية ،واالقتصادية ،واالجتماعية ،والتقنية ،والقانونية ،والبيئية. وهي مجاالت تتفاعل مع بعضها ،ومدى تأثيراته وااللويات تتغير حسب الوقت والهدف. تحديد ما هي ماهية االستراتيجية المنافسة. تحديد البوصلة االستراتيجية ،strategic compassتعتمد التحليل والتخطيط باالعتماد على رؤية ومطالب وسلوكيات واتجاهات الجمهور والواقع ،فهي تحدد االتجاه االستراتيجي بناء على كيف يقدر ويرى االخرين العناصر الثالثة "كيف يرون ويقدرون العائد عليهم – التكلفة المستعدون دفعها – امكانية التسليم الوقت والمكان" .فالجمهور يوازن بين هذه العناصر الثالثة ويتخذ قراراه. دراسة التنافس ،تشمل كثير من النواحي مثالن ،قوة المنافسين ولماذا تفوقهم او ضعفهم ،الحصص ،خصائص مكان التنافس والمنافسين، وتشمل التركيز على ثالثة عناصر "الفكر – المال – القوة".
أوال ،تحليل البيئة الداخلية وهي قد تعني الدولة او لقطاعات او المنظمات حسب مستويات االستراتيجية. ويمكن ان يستخدم احد الطرق التالية في التحليل االستراتيجي للبيئة الداخلية: منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
Strengths أسلوب : SWOTوهو اختصار التركيبة " ،" Weakness-Opportunities-Threatsو يعني جرد مناطق القوة والضعف ،والفرص واالخطار .ويتم ذلك الجرد حول البيئة الداخلية أي نقاط ضعفها وقواتها وما يمكن ان تواجهه من مخاطر وما هي الفرص المرتقبة ،حيث يجرد ذلك بخصوص كل موضوع ويتطلب تحديد السند العلمي وما يجب القيام به ،حيث تحديد ذلك يساعد في وضع الرؤى واالهداف وهي صلب صنع االستراتيجيات. " وهو اختصار تركيبة : E.V.R أسلوب ،" Environment-Values-Resourcesوهي تعني البيئة والقيم والموارد ،وتحليل البيئة يشمل ماذا يطلب الجمهور والمعنيون ،وما هي القوى التنافسية الداخلية التي تحتاج إلي تحسين .وتحليل القيم كسيف يشعر الجمهور والعاملين حيال هذه المنظمة او القطاع ،وما هي القيم المطلوبة لزيادة المشاعر او التأقلم مع التغيير او المنتج او السياسات القائمة والقادمة ،وتحليل الموارد يشمل تحديد الوظائف واالمكانات المهمة والحرجة بشأن تحقيق النجاح ،وما هو المطلوب من نوعيات وكميات ومهارات. أسلوب : The Wheelوهو يعني عجلة المنظمة ،ويمكن ايضافي تقديري تطويره وتسميته عجلة الدولة أو القطاع وذلك حسب نطاق التحليل االستراتيجي ،حيث صنع االستراتيجيات هو عملية اجتهادية ابداعية وال تخضع لنمط تفكيري او منهجي واحد ،بل تخضع للتطور االنساني العام باستمرار ،وهذا التحليل يمكن من تحديد سرعة داورن العجلة ،ومعدل السرعة يعكس قوة االداء ،والبط ضعف االداء ،ويتم تقسيم التحليل بالنظر إلي البيئة الداخلية على أساس أنها عجلة ،وتقسمها إلي اربعة مناطق متساوية ،وهي "التخطيط -المنظمة – الموارد – المعرفة" ،ومن ثم يقسم كل جزء فيما يخصه من مواضيع ،فمثال، تحليل المنظمة يشمل (التنظيم-البيئة الثقافية-الفريق القيادي-المناخ االداري ) ،وتحليل الموارد يشمل ( رافعة الموارد البشرية -رافعة االتصاالت -رافعة التقنية -رافعة االتصال الوظيفي ) ،وتحليل المعرفة ويشمل (معرفة الجمهور -معرفة المنافسة -معرفة طبيعة العمل- المعرفة بالصراع) ،وتحليل التخطيط ويشمل (التخطيط للمؤسسة- منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
مساحات توسع العمل -كفاءة نظام التخطيط -تطبيق التخطيط) .بحيث ينتج عن التحليل نسبة مئوية عن كل عنصر داخل المناطق االربعة، ومن ثم من خالله احتساب متسوط القيمة المئوية ،ومن خالل المناطق االربعة احتساب النسبة المئوية الكلية ،وهذه النسبة الكلية هي التي تعكس معدل سرعة الدوران ،ويظهر معدل ضعف وقوة كل منطقة وكل عنصر ،ومن ثم تتناول صنع االستراتيجية الرفع من نسبة كل عنصر.
ثانيا ،الخيار االستراتيجي بناء على نتائج التحليل االستراتيجي سوف تتحدد المطالب االستراتيجية، وتتحدد الخصائص االستراتيجية والعوامل المؤثرة في البيئة الخارجية والبيئة الداخلية. والخيار االستراتيجي هو تغطية الضروريات واحداث تغييرات متقدمة جوهرية وتحسينات تحدث التميز وزيادة التأييد. فهي تنظر إلي كل من " البيئة – الثقافة -القيادة – االدارة – البشر – التقنية- االتصاالت – السوق – الجمهور – التكاليف – المنافسة". فالستراتيجيات العليا تعتبر شمولية الرؤية ،على المستوى الكلي الخارجي والداخلي. فحين االستراتيجية التنافسية هي جزئية الرؤية ،تنظر في نطاق محدد بأبعاد المجال والمطان والمنافسين المعنيين. ويمكن أن نقول بأن هذه المرحلة الثالثة ،تتعلق باالتي: كيف سوف تدير القطاعات او المنظمات اعمالها ،وكيف يقوم المنافسينبذلك؟ ما هي االهداف ،تقييم االداء الحالي وتحديد االداء المطلوب ،وهلمطلوب تغيير االهداف؟ ،وكذلك فيما يخص اداء المنافسين في تحقيق اهدافهم؟ منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
الفرضيات والمسلمات التي يحملها المنافسين. ما هي مصادر وموارد القوة للقطاع او المنظمة ؟ ،وفي المقابل ما هيمصادر وموارد قوة المنافسين أو لخصوم. ويمكن القول ان الخيار االستراتيجي سوف يحدده عملية المقارنات والموازنات. وما هي الفكر المطلوب والتخطيط الالزم لالنتقال للموقع االفضل. *
(مناقشة) المرحلة الكلية Macro Phase وهي تحديد المطالب و القيم والعوامل المشاركة جميعها على مستوى الدولة او القيادات العليا يعتبر االهتمام بالمطالب المحيطة ،سواء لتنمية الشعوب ،أو نمو المنظمات والمؤسسات والقطاعات ،و هذا يعني تحديد مطالب الناس االنية والمستقبلية بعناية ودقة واستمرارية ،وتوقع مدى تطورها وتجددها ،والتحديات التي توجهها ومخاطر االخفاق في تحقيقها او تجنبها ،فالمطالب تنهض بقوة التدافع، وقوة التدافع تدفع بقوة التغيير ،ومن خالل قوة التغيير االيجابي يتحقق بعون وإرادة هللا استبدال الحال إلي االفضل. وبذلك تعد المطالب من المدخالت الهامة ،وهي بشكل ما تتسبب في بلورة االهداف. فال يمكن أن نتصور أن االهداف تصنع من الفراغ وإنما هي نتاج تقدير شامل للمطالب. والتفكير االستراتيجي يهتم كذلك بمطالب البيئات الخارجية المحيطة ،وهل يوجد تعارض ام يوجد عوامل مشتركة.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
والمطالب تحتاج إلي تقدير الموارد الالزمة ،والموارد الالزمة ،وسبل التمويل واالمدادات ،ومدى تحتاجه من مهارات وآليات و وسائل وادوات، حيث كافة المعلومات الخاصة بالمطالب سوف تغذى بها عملية المعالجة االستراتيجية ،والحاجة إيها في التفاعلية االستراتيجية الكلية داخل وعاء الصهر االنتاجية والتطبيقية. تحديد درجة تناسب البيئة الداخلية وما تحتاجه من تطورات مطلوبة لتتناسب مع درجة الخصومة والتنافس مع البيئة الخارجية.
المرحلة الجزئية Micro Phase وهي تحديد التنافسية ومعرفة البيئة الخارجية حسب القطاعات او المنظمات او المجاالت تحدد البيئة الخارجية مجموعة االحتياجات ،وكافة الجهات المتنافسة والخصوم. فالمنافس هو من يرتكز تحديه على درجة "رابح-رابح" ،حيث يمكن لألطراف المتنافسة كل تحقيق درجة من الربح نسبية ،أي تقاسم البيئة الخارجية في عائد هدف أو اكثر ،أو مجال أو اكثر ،كل حسب قدراته ومناوراته. والخصم هو من يسعى إلي تحقيق درجة "رابح -خاسر" ،وهو ال يرضى إال بإزالة الخصم حتى القضاء عليه كليا من اجل االستيالء على موارده وإمكاناته. وهناك الخصم الشرس المستعد لدرجة "خاسر – خاسر" ،أي يحقق درجة منشودة من اهداف الخارجية أو يقوم بأعمال وحروب وانتهاكات تؤدي إلي خسارة الجميع. وبذلك يتطلب االختمام حول كل طرف ،باالتي: -
معرفة القوة المباشرة والغير مباشرة التي يمكن ان يستخدمها الخصوم والمنافسين. معرفة قوانين اللعبة التي تشمل الجميع. معرفة االتجاهات الكبرى الخاصة بكل طرف. معرفة استراتيجية الطرف االخر.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
معرفة قدرات االخر عن طريق القيام بقياسات مناسبة ،و إجراءالمقارنات اساسية. تحديد درجة التنافس مع كل خصم ،وهي كل رابح ،رابح وخاسر ،الكلخاسر. في حقيقة االمر ،حجم هذه المعرفة ،وتحليلها بشكل جيد ،يجعل االستراتيجي امام خيارات استراتيجية كثيرة ،يعتمد عليها فيما بعد عمليات التكوين والتطبيق والمتابعة. فعملية صناعة االستراتيجية هي خطوات متداخلة ،وال يمكن اعتبار مرحلة منفصلة ومعزولة عن االخرى. وبالطبع عندما تدخل هذه المعارف في صنع االستراتيجية المقصودة. يكون اثناء متابعة التطبيق تحديد المتغيرات التي تطرأ ،فالخصم والمنافس هو ايضا يعدل في استراتيجيته القائمة حسب تأثيرات المواقع المستجد عليها. تذكر ان االستراتيجية تبدا في التأثير على الواقع بمجرد تطبيقها ،وأحداث تغيرات تدرجية ،وانما تظهر التغيرات الكلية النهائية المستقبلية هي نسبية حسب درجة نجاح االستراتيجية في النهاية. وقد ينتج عن الصراعات االستراتيجية واقع يحمل صفات مشتركة. وهذا ما يفسر ان صناعة االستراتيجية هي عملية مستمرة. رغم ان المرجعية العليا هي ما يظل ثابت لتكون قادرة على االستمرارية و نحو التغيير النهائي المنشود مع كل واقع. معرفة تفاصيل المجاالت
المرحلة التفصيلية Detailed Phase وهي تخصص استراتيجية المهمة او االستراتيجية التشغيلية الخارجية مجموعة االحتياجات ،وكافة الجهات.
تحدد البيئة
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
العملية الدماغية االستراتيجية كل انسان تتوفر له االمكانية الفيسيولوجية الدماغية من اجل "صنع االستراتيجية" المتميزة ،او ان يدرك المستخدمة او التي في المواجهة ،وان يكون من خاللها قائدا وعظيما. فدماغ االنسان مقسم فسيولوجيا إلي فصين ،االيمن وااليسر. الفص االيسر من الدماغ ،وهو الفص الغريزي ،مسئول على نوعين من المهام الطبيعية في حياة كل انسان ،وهي المهمة المنطقية ،فعندما يشعر االشنان بالجوع يكون خيار الدماغ تلقائيا توجيهه إلي نوع المهمة المناسبة وهي االكل، وعندما يخاف يوجهه فورا إلي مهمة الهرب ،وقد يكون امامه حسب محصلته مع كل لشعور اكثر من خيار منطقي ،وقد يكون بدائي غافل جاهل فيكون مع كل شعور خيار واحد ال يعرف غيره .كما الفص االيسر مسئول ايضا على المهمة التسلسلية ،وهي تعني الحساب وغيرها من المعادالت والمعارف، فمثال ،يتعلم 2=1+1فهي تخزن في هذا الفص االيس .وخالصة القول بان الفص االيسر من الدماغ هو مسئول عن تخزين المنهجية التي نتعلمها في الحياة من االسرة والمدرسة والجامعة والبيئة "الشارع" في الدول المتخلفة. الفص االيمن من الدماغ ،وهو الفص العقالني ،وهو مسئول على نوعين من المهام االستراتيجية ،وهي التفكير والتحليل ،ومهمة التفكير هي صناعة خيوط الرؤية ،والتحليل هو تفاعلها مع الواقع بتفاصيله ،فتتكون تصورات وابداعات في هذا الفص االيمن ،ويحدث التغيير والتطوير من هذا الفص االيمن ،فهو المسئول عن صنع القيادات العظيمة وهو من يخرج العلماء والعظماء والمصلحين ،وهو من يميز االنسان وقيمته في الحياة عن غيره .ولوالء االهتمام بهذا الجانب وبلو بقدر بسيط ال اصبح االنسان يعيش في مستوى درك الحيوان. وفي خالصة هذا االمر ،يمكن ان نقسم عملية االهتمام بمكون الفص االيمن ، هي العملية التربوية االستراتيجية. وعملية االهتمام بمكون الفص االيسر ،هي العملية التعليمية المنهجية. والعملية االستراتيجية هي عملية تكاملية وقيادية نسبية حسب حجم المهارات االربعة التي يتوالها دماغ االنسان. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
المهارات الدماغية االربعة فتكمن في دماغ االنسان آلية صنع اربع مهارات في تنسيق فيسيولوجي عضوي ،وهي: -
المهارة االولى :التفكير المهارة الثانية :التحليل المهارة الثالثة :التخطيط المهارة الرابعة :التنفيذ
يتولى الفص االيمن من دماغ االنسان مهارات التفكير والتحليل. ويتولى الفص االيسر من دماغ االنسان مهارات التخطيط والتنفيذ. وتبدا عملية صنع االستراتيجيات عن طريق مرحلتين: المرحلة االولى التكوين المرجعي االستراتيجي: وهي مرحلة "المكون الدماغي المرجعي االستراتيجي" ،وتشمل خطوتين: الخطوة االولى-المرجعية :وهي اساس التكوين االستراتيجي ،وبدونها ال يمكن تحقيق استراتيجيات اداء الصعود والشرعية والقوة والقيادات العظيمة ،وانما تبعية وانحدار ومعاناة اجتماعية ،وتختص هذه الخطوة بتنمية موهبة او المهارة االولى وهي عملية "التفكير" وتحويلها إلي مستوى التفكير االستراتيجي .وبقية المهارات معتمدة فيسيولوجيا مع هذه المهارة. الخطوة الثانية-المرجعية :وهي مرتبطة في الفص االيمن من الدماغ مع مهارة التفكير ،ويتم من خاللها التدريب على كيفية رؤية قيم ومفاهيم واسس وغايات المرجعية وكيفية استخدامها في نقذ الواقع ،ومحاولة خلق تصورات جديدة محسنة ،وكيفية تتبع تطورات الواقع وما يخلقه من تحديات وكيفية تفاعل المرجعية العليا معها. في حقيقة االمر ادرك علمائنا وقادتنا االوائل هذه الحقيقية الفيسيولوجية.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ولذلك نجدهم اهتموا بتحفيظ القران الكريم ،لما وجدوا فيه نورانية وتحفيز عظيم ،لهذا الفص االيمن المسئول عن مهارتين اساسيتين في صعود االمم ونموها ا وسعادتها. كما اهتم ميسوري الحال واالمراء واالغنياء بتوفير تعليم خاص ،عن طريق عالم مؤدب ،يقوم بتغذيتهم بكل تعاليم االدب وثقافات االمم واحداث التاريخ، على نحو قيادي استراتيجي يحفز لديهم المهارات االولى والثانية ،من اجل ان تكون مستعدة لالنطالق االعظم مع الكبر ،وتفادي ضمورها وهو الحادث مع االغلبية. فتكون خاليا الدماغ االستراتيجية نشطة بشكل واسع. ومن يبغي دليل ،فلينظر إلي طريقة تربية طفال "االسكندر المقدوني" على يد "ارسطو" في القرن الرابع قبل الميالد ،ولينظر ايضا إلي تربية طفال "دمحم الفاتح" على يد العالمة " الشيخ شهاب الدين" في القرن الخامس عشر الميالدي. وكل من القيادين غيرا مجرى التاريخ بعدهما لقرون طويلة ،وإلي يومنا هذا. كما ان العامل الوراثي يصبح يلعب دورا مهما حيويا في صناعة الحضارات والتاريخ. حيث الذين يتم تربيتهم استراتيجيا بشكل عظيم وتظهر فيهم بوادر العظمة والقدرات االستراتيجية ،يتوارث ابنائهم ،خاليا دماغية استراتيجية نشطة .يكن من السهولة تكوينها وتجديدها المعاصر .فتراهم بسهولة لديهم قدرة تصور ما يجب ان يكون عليه الواقع افضل، ويهتمون دائما بتحسين الواقع ،وينشدون تطبيق القيم واالخالق والتميز واالبداع ،الن "المكون الدماغي االستراتيجي" لديهم موروث من ابائهم واجدادهم نشط وصالح وفعال منذ اجيال .وعندما يكون مثل هؤالء هم االغلبية ،يكون هذا مثال على احد اسباب صعود ونمو وحضارية الدول و المجتمعات. وفي المقابل الذين يولدون من اباء مجرمين او فاسدين او جاهلين ،هم عرضة اكثر من غيرهم ان يحملوا مثل هذه الجينات الدماغية الخاملة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فتراهم ليسوا بالسهولة ان يتصوروا ما يجب ان يكون عليه الواع افضل ،وال يبالون ،وال يهتمون بالقيم واالخالق والتميز واالبداع ،الن "المكون الدماغي االستراتيجي" خامل او معطل او فسد منذ اجيال. وعندما يكون مثل هؤالء هم االغلبية ،يكون هذا مثال على احد اسباب هبوط وانحدار وانحطاط الدول و المجتمعات. ولذلك الرسول "صلى" اوصى امته ،فقال تحسسوا لنطفكم فان العرق دساس. كما نجد في التاريخ االوربي كان التزاوج يتم بين االسر المتكافئة في عظمة القيادة االستراتيجية ،من اجل ان يكون االبناء اوفر حظا في هذا المكون االستراتيجي. ولكي ال تعود اممهم للوراء وتحافظ على عروشها وسيادتها الدولية ،وقدراتها التنافسية. اذا رقي المجتمعات والدول يبدا باالهتمام الواسع بهذا "المكون الدماغي االستراتيجي". وان تكون االسر والمدارس كمسئولة بشكل دقيق ،فهي مرحلة تربوية مكثفة هادفة ،وليست مرحلة عامة تافهة ينتج من وراء جيوش مجهلة تعكر صفو وصعود الحياة الطبيعية.
مرحلة التكوين المنهجي االستراتيجي وهي مرحلة "المكون الدماغي المنهجي االستراتيجي" ،وتشمل خطوتين: الخطوة االولى -المنهجية التخطيطية :وهي اساس التكوين التخطيطي االستراتيجي ،وبدونها ال يمكن تطبيق االهداف االستراتيجية التي يضعها القادة االستراتيجيون ،والبد من معرفة ان الفص االيسر من الدماغ يتم في اعاله هذه المهمة ،وهي تحتاج إلي كسب مهارة منهجية معينة حسب مجال االستخدام، وطبيعة المهام الالزمة ،ويحتاج من يتولون التخطيط االستراتيجي قدرا كافيا من تنمية "المكون الدماغي المرجعي االستراتيجي" ،حيث في غيابه ،او ضعفه ال يمكن لهم ان يؤدوا الكثير من خالل كسبهم للمعارف المنهجية الالزمة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
الخطوة الثانية -المنهجية التنفيذية :وهي اساس التكوين التنفيذي االستراتيجي، ايضا يحتاج اصحابها إلي قدرا مناسبا من تنمية "المكون الدماغي المرجعي االستراتيجي" ،وبدون الحصول على قدر كافي من نمو المكون الدماغي االستراتيجي ،فانهم من الصعب عليهم ،ان يصبحوا قادة تنفيذيون استراتيجيون. االن يلزمنا تفسير حالة واقعية نلمسها ونشاهدها في كل يوم وبشكل واسع، وهي: جميع الناس يعمل لديهم الفص االيمن بشكل تلقائي وبشكل بدائي. فكل الناس تخطط وتنفذ وكال حسب تجاربه ،والفرص التي يتعرض لها، ومتأثرا بما يسمع ويشاهد ومتبعا اقوال االخرين ،وحسب الرؤية التي تنعكس من الواقع وتجارب االخرين ،فهم يعملوا بشكل غريزي تفاعلي. فظاهرة التقليد امر طبيعي ،ولكن من المهم معرفة اثر ذلك استراتيجيا ،حيث يكون المجتمع في اتجاه االنحدار والضعف واالنحطاط فسوف يزداد سواء. وعندما يكون المجتمع في اتجاه الصعود والنمو والحضارة فسوف يزداد حسنا بسبب هذه الظاهرة الطبيعية اليومية. وبذلك حرص الدول في سياساتها والمجتمعات في ثقافاتها على اكتساب الجميع او االغلبية العظمى قدرا كبيرا وكافيا من نمو المكون الدماغي المرجعي االستراتيجي سوف يكون قوة-دافعة نحو صعود ونمو ونفوذ تلك الدول ومجتمعاتها.
التعريف الجامع لالستراتيجية وردت كثير من التعريفات االستراتيجية ،وليس هناك تعريف واحد متفق عليه، وانما كلها اجتهادات ،ودراسات لوقع الدول والحكومات والمؤسسات ،ومن حاالت صعود ضد هبوط ،او تقدم ضد تخلف ،او قوة ضد ضعف ،او حضارة ضد انحطاط ،او نصر ضد هزيمة.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وبالتالي اصبحت الصعود والتقدم والقوة ولحضارة والنصر هي اهداف استراتيجية عليا وحكومية أي توظيفية وتنافسية ،ومؤسسية أي تشغيلية وتطبيقية. ونجد ان افضل تعريف جامع لالستراتيجية هي: "المنطق الموحد والمسار المحدد والنمط المالئم والفعل الرابط في ظل تصور زمني منظور يحقق هدف استراتيجي". وانطالقا من هذا التعريف الشامل ،يدرك المرء اهمية المرجعية العليا للشعوب ولحكومات. حيث هناك مصدرين للمرجعية العليا ،ال ثالث لهما ،وهما: االيديولوجيات الشاملة االديان العامةوالمبادي االمة والمصيرية، حيث كل مهما ،يعبر عن مصدر اساس للقيم ْ واالنسانية والمعيشية.
*
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
()2
صناعة االسرتاتيجية القيم العامة – الرؤية -المرجعية – االهداف – المنهجية ان اول واهم ما تبدا به الدول وتهتم به الشعوب هو مسئولية صنع االستراتيجية العليا. حيث بدون وجود استراتيجية عليا يصعب وقد يستحيل صنع االستراتيجية الحكومية والتنافسية والتوظيفية ،وكذلك يكون من الصعب تحقيق الفعل االستراتيجي أي انعدام االستراتيجية التشغيلية.
(الركن االول)
منظومة القيم العامة ان القيم في مجموعها ورسخوها هي ما يؤثر في السلوك الفردي والسلوك العام. وهي مسالة تربوية جوهرية من اختصاص السياسات العامة ،واالسرة، والمدرسة ،واالعالم ،و الوعي االجتماعي. حيث اذا سرى المنكر وساد الفساد يختفي المعروف ويصبح ال قيمة للمعرفة. فمحاربة المنكر واالمر بالمعروف هي اولى هذه القيم االجتماعية ،ويجب ان تكون من صلب اهتمامات السياسات العامة ،ومن مسئولية االسرة ،وجوهر العملية التربوية المدرسية.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فال يمكن ترسيخ أي منظومة القيم في المجتمعات بدون هذه الوسيلة "االمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وستظل الشعوب متخلفة جاهلة متخلفة ضعيفة طالما انها ال تمارس وال تهتم وال تعرف قيمة هذه الوسيلة في بناء منظومة القيم العامة. القاعدة االستراتيجية تقول" ان القيم العامة هي االرضية الخصبة التي تنبت عليها االستراتيجية العليا من اجل صعود االمم وامنها العام التلقائي والمتنامي". فما هي مكونات منظومة لقيم؟ في حقيقة االمر ،هذه المكونات تحدد حسب درجة تشكل وعي الشعوب ودرجة وسعة تكوينها الحضاري. فهي مزيج من قيم مادية عملية معرفية وقيم انسانية اجتماعية معنوية. وهناك قيم اساسية اذا ما اختفت لحدهما تختفي بقية القيم االخرى ،وهذه خاصية منظمة القيم ،انها كالعقد منتظمة ،اذا انفرط عقد القيم انفرطت كل القيم. ولذلك البد من عقد اجتماعي للقيم ،يستكر من قبل المجتمع عامة من يخلف قيمة واحدة في أي ظرف وتحت أي ذريعة او مبرر ،وبأمر بها في كل مجال وفعل. وتتشكل منظومة القيم التالية: قيمة العدالة :البد ان تربى االفراد على هذه القيمة ،وتحمل االسرةمسئولية زرعها ،وتتولى العملية التعليمية االهتمام بمجاالت ونواحي تطبيقها .حتى تكون العدالة قيمة عامة محبوبة ،وتصبح الشعوب تستنكر أي مظلمة ،ويتشكل رايها الموحد بسرعة وتلقائية ،وتتخذ موقفا عاما مؤثرا ،ويصبح للراي العام قوة عدلية .تأسس عليه كافة النواحي العدلية القانونية والمادية واالجتماعية. قيمة الصدق :تعتبر المصداقية اساس سالمة تكوين العالقاتاالجتماعية ،وهي اساس تكوين القادة ،وهي اول معيار ،يعرف من خالله مدى فائدة الشخص ،فدرجة مصداقيته تدل على درجة كفاءته، وسالمته للمشاركة في أي عملية اجتماعية او وظيفيه ،ولقد ادرك العالم منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
-
-
-
-
االوربي هذه القيمة في حياتهم ،لذلك تجد يحتقرون من يكذب عليهم في العالقات معهم ،او في بيتهم ،او في أي معاملة معهم - ،رغم انه لديهم ازدواجية المعيار ، -وسوف نشير اليها في مدارس صنع االستراتيجيات ،فالمصداقية هي جوهر العالقات والمعامالت الحسنة. قيمة االمانة :المصداقية واالمانة متالزمتان ،غياب احدهما يضيع االخرى ،واجتماعهما البد منه في االنسان السوي ،والقائد الكفؤ ،فال يمكن ان يكون الشخص وطنيا ،قائدا مصلحا ،ذو قيمة عليا ما لم يتميز عن عامة الناس بدرجة عالية من االمانة والصدق ،وما ضياع الشعوب ،واقاليمها ،إال بسبب ضياع هذه القيمتان االساسيتان ،وعلى سبيل المثال ،عندما سئل القادة االوائل الذي حاربوا من اجل مكافحة احتالل فلسطين ،قيل لهم كيف ضاعت منكم فلسطين فالوا بسبب "الخيانة" .وهكذا دخلت الشعوب العربية فيما يعرف بـ"اللعبة الكبرى"، وهي استراتيجية ذات شقين ،الشق االول لعبة تقسيم العالم العربي، والشق الثاني لعبة الخيانة العظمى. قيمة الطهارة :وهي النظافة البدنية ،الظاهرة والباطنة ،وكذلك النظافة المكانية ،فرغم بساطة هذه القيمة إال انها ذات جدوى استراتيجية واسعة ،فالنظافة تؤثر على طبيعة السلوك العام ،وهي معيار حضاري ،ويدل على جودة المعامالت والعالقات والخدمات والمنتجات ..ولذلك نجد العبادات اهتمت بهذه الجانب خمس مرات في اليوم ،فبدون طهارة شاملة ظاهرة وباطنة ومكانية وتفاعلية يصعب االداء الجيد. قيمة الوالء :يعني به ان يكون لدي الفرد نوعية والء معين نحو نوعية السلطات العامة التي تحكمه ،وهذه يعني انه لربد ان يولد فيه كره االستبداد منذ نعومة اظافره ،وان يولد فيه حب الحريات وضوابطها ،واحترام الحقوق وقداستها ،فالوالء هي عملية مركبة تصنع تربويا ،لكي ال يجد االستبداد والقمع واقهر مكانه. قيمة االنتماء :لكي يتحقق الوالء لنوعية سلطة معينة حميدة ،البد من تنمية قيمة االنتماء ،وهذا يحتاج إلي تحديد المنهجية التي تصنع االنتماء ،فعملية االنتماء هي مسالة فكرية ،فالبد من تكوين مفاهيم ومبادي وقواعد تنطلق منها عملية بناء قيمة االنتماء ،فاذا عامة ،واسس ْ
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
تحقق االنتماء للعقيدة والوطن والمجتمع والهوية العامة تحقق الوالء والصدق واالمانة. قيمة الوفاء :لقد عبر الفكر االنساني على ان للوفاء قوة تصنع تماسكمعين وتدعم استمراريته ،وكما قال "جاك رسو" ،انه من المؤسف ان نجد االشرار لديهم درجة عالية من الوفاء فتجدهم متحدين متعاونين .. في حين تجد الخيار متفرقين ال يبالي بعضهم البعض ..اذا الوفاء هو قيمة او سالح ذو حدين ،يتخذه االشرار بحيث يحمي يعضهم البعض ويغطي بعضهم على بعض ،ولكي تزداد مكاسبهم ،وال يفضح جرائمهم ي وعيوبهم ،ولكي ال يطالهم العقاب القانوني ،وال يصلهم الخز ْ االجتماعي ،فهم اوفياء لكل من ينضم اليهم ،ويكون مخلصا معهم، وهذه القيمة السلبية البد من محاربتها ،والعلم بخطورتها ،ومواجهتها بالوفاء االيجابي ،وهو االحتفال وتكريم الذين تظهر فيهم منظومة القيم االجتماعية راسخة ،وتكراراها سنويا ،ولتكون عيدا اجتماعيا ،ومحاربة اعياد واحتفاالت الفاسدين والعلم بطبيعتها .فيهتم االشرار بأعياد الوفاء فيتم ذلك عبر اشكال احتفالية متعددة ،تخفي من ورائها حقيقية وطبيعة ابتعادهم عن منظومة القيم ،فهم يمارسون خالف القيم السابقة جميعها في استراتيجية فاسدة معينة. قيمة االصالح :بالطيع رسالة االنسان في ارض هي االصالح الذاتيواالصالح الكوني ،ورسالة االصالح هذه هي ما يجلب السعادة العامة، والسلم االجتماعي ،واالمن الحياتي .وال تتحقق هذه القيمة بمفردها، فهي مرتبطة بالقيم السابقة ،وهنا عندما نتحدث عن استراتيجية الفعل، نجد ان منظومة القيم هي الفعل الربط ، ومن االهمية بمكان ان تعرف ان هذه القيمة متربطة في عقد او هي حلقات سلسلة واحدة ،اذا انفرطت او تفككت فقدت قيمتها ،ويستحيل بعدها بناء االستراتيجيات. الن القيم هي "القوة الدافعة" نحو مواقع الصعود والتوسع والتفوق والتمييز واالعتزاز ،وهي "القوة الرادعة" عن تحمل مواقع الذل العام والوضع العام المهين ،والتخلف المشين ،والتقهقر المعيب ،والجهل المخيب. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ويكون تمساك المجتمعات وطبيعة نسيجها حسب رسوخ وسعة االيمان بهذه القيم وتطبيعها. وال يمكن تنمية الموارد البشرية وتكوين قادة ما لم تكون قد توفرت هذه المنظومة العامة بكاملها ،لكي تفرز المتميزين والقادرين والمؤهلين فعال. ولذلك قال الرسول (صلى) "كما تكونوا يولى عليكم". فصع القادة والمسئولين هي عملية افراز من طبيعة المجتمع. وتبدا بعملية صنع القيم العامة وترسيخها وجعلها هي معيار السلوك العام، وتقييمه وتقويمه. العناصر الفرعية للقيم: ان وراء كل قيمة عامة عملية اجتماعية لتحقيقها. وكل قيمة هي عملية تفاعلية وممارسة مستمرة. وهي عقالنية وهي تعبر عن درجة من الصحوة المحققة. حيث تبدا عملية الصحوة بإحياء القيم وصنع منظمة القيم. وتختص العملية التربوية االستراتيجية بالبحث عن الناصر المكونة لكل قيمة، وتحديد كيفية ممارستها ،وسبل تفعليها وفاعليتها. وفيما يلي ،مثال ،لبعض العناصر: القيم هي تطبيقية وليست شعارات :من المعيب والخلل والتضليل الغيرعالمة والقائد والمسئول بالمصلح وهو مفسد ،و وصف الكاذب بالصادق ،والمختلس باألمين ،والمكان القذر بالنظيف ،والرخيص بالثمين ،وهذه شائعة ،بكثرة ،فمثال ،نجد مؤسسة ترفع شعارنا الجودة، وليست لديها استراتيجية لجودة الخدمة او االنتاج ،وكذلك المطاعم تضع اولوية اهتمامها النظافة الخارجية ،في حين الطبخ والقائمين عليه ال تتوفر فيهم شروط النظافة ،و وصف القاضي بالعادل وال يعيب عليه منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
االرتشاء ،اذا المقصود ان القيمة يجب تم تكون ملزمة ظاهرة على السلوك الفردي والتنظيمي ،وان يكون عنصر التطبيق متوفر باستمرار. القيمة هي الزامية :البد من توفر عنصر االجتماعي وهو االمر بكلقيمة ،والنهي عما يخالفها .ويكون ذلك بيقظة وتفعيل عقالني متواصل، ولكي يتحقق ذلك البد من عنصر الثواب وعنصر العقاب ،وهما مستويان ،مستوى االجتماعي ،والمستوى القانوني الرسمي ،وله اجراءاته القانونية المتعارف عليها ،وهي بالطبع اجراءات استراتيجية استخدامية ،أي استراتيجية مجال العدالة ،ولكن لن يكون لها قيمة ولن تتحقق هذه االستراتيجية االستخدامية ،ما لم يكن هناك ثواب وعقاب اجتماعي ،حيث يستنكر المجتمع وينبذ ويبتعد عن كل من يخالف هذه القيم ،ويعده متدني وضار وال يجالس وال يوظف وال يعد له مكانة اجتماعية وقيمة انسانية حتى يبتعد عن مخالفة القيم ،ويلتزم سلوكا بكل القيم االساسية التي تقوم عليها المصلحة العليا للبلد والمجتمع. عنصر التماسك :باعتبار كما ذكرنا ان هذه القيم تشكل عقد واحد ،اذاانفرط ال يمكن ان تتماسك او ان يتم احدهما بمصداقية وفعالية واستمرارية ،ويكون تطبيقها بمفردها من عمليات الزيف والرياء والتهرب ،فمن يمسك عليه الكذب ،فهو تلقائيا مفسد وغير مصلح ،وهو خائن وغي امين ،ال والء له وال انتماء عنده للخير ،وال وفاء يرجى مه ،وهكذا من يمسك عنه الفساد فهو تجتمع فيه مضادات القيم ،وبهذه الطريقة يمكن صنع معيار التطبيق ومعيار االلزام ومعيار التماسك. عنصر المحاسبة :وهناك نوعان من المحاسبة او المسألة وهياالجتماعية والرسمية ،فالبد ان تكون للمجتمع محاسبة ذاتية اجتماعية، فال يتم تحقيق االنصاف وال الرضا وال يمكن تحقيق العناصر السابقة بدون تفعيل عنصر المحاسبة االجتماعية ،وال يسقط بالقدم ،حتى تعود الحقوق إلصحابها ،وينال الجاني عقابه ،ويتحصل المحسن والكفؤ عن ثوابه .فاذا ضاع عنصر المحاسبة دخلت الدول والمجتمعات في دائرة الفساد ،وهذه الدائرة مرتبطة بدائرة سفك الدماء ،فيحارب الفساد المالي والسياسي واالقتصادي واالجتماعي ألنه حتما يؤدي غلي نشر جرائم اقتل ويستهين بالدماء والحرمات. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وبالتالي لكي تبدا عملية صنع منظومة القيم ،ولكي تنطلق الصحوة العامة، وتمهد االرضية لخصبة التي تزرع عليها االستراتيجيات البد من البدء بالمحاسبة. ان االهتمام بالمحاسبة ومتابعة المجرمين والفاسدين ونيل عقابهم بكل مصداقية وانصاف ،وعدم افالت احدهم ،سوف تحي النفس االجتماعية ،وسوف تشعر الناس بقيمة المجتمعات االنسانية ،وسوف تلمس المصداقية واالمانة واالنتماء والوالء واالصالح القيادي والعام ،وسوف تنقاد نحو تبني منظومة القيم. فالمحاسبة الرسمية واالجتماعية المستمرة والتامة وبدون استثناء ،وال تسقط بالتقادم ،هي شرارة ايقاظ االمم واحياء ضمائرها ،وهي عنصر عودتها للحياة االجتماعية الحضارية االنسانية.
(الركن الثاني)
الرؤية العامة تحدثنا فيما سبق ان على مستويات االستراتيجيات هي ثالثة ،مرتبطة في عالقة ثالثية. ونحن هنا نتحدث عن الرية فيما يخص االستراتيجية العليا. إال انه من المهم ايضا ان نعرف حقيقة الرؤية من المنظور والحقيقة الطبيعية العامة ،التي وهبها هللا لنا. إذا ما هي الرؤية؟ مثال ،عندما يصف لكل شخص عناوين معين تستهدفه ،كعنوان محل تجاري ترغب في العمل به او تشتري منه سلعة ،او عنوان جامعة تريد أن تتقدم للدراسة ،او مصحة أو مدرسة ،او مصلحة حكومية ،فعندما يلك الشخص على عنوان مقرها ،فإذا انت تعرف المكان الذي يقف فيه جيدا ،وتعرف البيئة المحيطة ،وهي الطرق والشوارع ،إذا تلقائيا ،تظهر صورة مقر العنوان الذي تطلبه ،فترى الطرق الموصلة ،والميادين التي سوف تدور عليها ،وكما من منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
عالمة مرور توقف ،وكم من الزمن الذي سوف تستغرقه ،والتكلفة ،وهل من الممكن أن تذهب االن وترجع في وقت قصير ،وهل يلزم تدابير معينة؟ نعم مجرد الذهاب من موقع حاضر إلي موقع اخر قريب مستهدف ،رسم الدماغ بناء على خبرتك البيئية رؤية كاملة وخريطة الطرق للوصول للهدف. ولكن تصور انك ال تعرف المدينة ،مثال ،ال تعرف أين انت واقف االن! ،فانت غريب زائر سائح بدون هدف ثابت ،وال تعرف طرقات المدينة ،فهما يصف لك ال يمكن لعقلك أن يصنع رؤية لهذا الهدف. و إنما تطلب منه كتابة العنوان وتستأجر من يقودك لموقع الهدف. فالذي ال يعرف تفاصيل الواقع وال يعرف كل حدوده وطرقه وموجوداته ، وليس له هدف محدد موقعه ،ال يمكن ان يصنع رؤية أو حتى يفكر في استراتيجية. فعندما نتحدث عن صنع "الرؤية الخاصة باالستراتيجية العليا" فهي تتطلب ما يعرف أوال ،بمنظومة القيم ، Value Systemوثانيا ما يعرف بفلسفة ، History Philosophyوغيرها من المرجعيات التي تعرف التاريخ الذهن بحقيقة الواقع ماضيه وحاضره ومستقبله. فالروية تحتاج تحديد نقاط البداية والنهاية والمسار. وتقول ادبيات االستراتيجيات ان الرؤية هي مهمة القيادة العليا. وعلى القائد ان يحدد االتجاه الذي يبني صورة ذهنية للدولة او المنظمة والتي هي قابلة للتحقيق في زمن يمكن تقديره. فالرؤية هي محرك القادة العظام وبدونها ما كانت لتظهر حضارة وما كانت لتصنع دول وما كان االنسان ان يشعر بقيمة حياته المدنية واالنسانية. فاإلنسان العادي بسبب تربيته البسيطة يظل يعيش في مستوى الرؤى اليومية، ليس في ذهنه إال الطرقات والمحالت وكل المسلمات.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ولكن العظماء والقادة االستراتيجيون بسبب اهتماماتهم االكبر ،وتشكل مفاهيم ومعلومات وتحديات وطموحات وقدرات متعددة ،تتشكل بسببها مستوى أخر من الرؤى ،يطلق عليها الرؤية االستراتيجية ،فهي ابعادها الزمن الماضي والحاضر والمستقبل ،وطرقاتها معرفة باألحداث والتحديات واالمكانات والمعلومات واالهتمامات و الوجبات والمخاطر ،فهم صناع الحياة التي يعيش في شوارعها االخرين ،وتحتاج منهم لرؤية يومية خاصة بهم. فالرؤية العليا هي ركن هام لبناء استراتيجيات تصعد باألمام وتسير بمنظماتها من موقع في واقع الحاضر الذي فرضه ماضي معين ،إلي موقع اخر في واقع مستقبل قاد على أسس رؤية حاضرة. إذا الرؤية هي وسيلة استراتيجية لتحقيق االهداف. وال يمكن صنع استراتيجية بدون رؤية.
(الركن الثالث)
المرجعية العليا عندما نتحدث عن المرجعية العليا فنحن نتحدث عن صنع الستراتيجية العليا. وعندما نتحدث عن المرجعية العلمية فنحن نتحدث عن مستوى االستراتيجية االدارية الموظفة حسب المجاالت التنافسية. وتؤثر المرجعية العليا في كافة مستويات االستراتيجية الثالثة. ويعتمد صنع االستراتيجية العليا على وجود منظومة القيم Value System . في حقيقة االمر ،هذه مسألة مصيرية ،ويجب على القادة والشعوب العربية ان تدركها جيدا. فقادة العالم في زماننا المعاصر ،يرون أن العالم االنساني ،مقسم إلي ثالثة منظومات قيم وثقافية رئيسة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
و وضعوا استراتيجية تعكس ان منظومة القيم االسالمية تتصادم مع منظومات القيم االخرى. وأن منظومة القيم ،مثال لدي الصين وبعض من دول اسيا ،هشة ،ويمكن التأثير فيها ،وليس من ورائها خطر الصراع-الصفري. و أن الدول التي حضارتها تأسست على نظام القيم المسيحي وتطوراته الغربية، يجب ان تكون صاحبة االستراتيجية العليا المسيطرة على العالم. بشي من التفصيل في فصل تكوين القيادية االستراتيجية. وسوف نشرح ذلك ْ ولكن ما يهمنا االن انه ال يمكن صنع استراتيجية مستقلة بدون االعتزاز والوعي والمسئولية والمصداقية واالهتمام الواسع والعام بالمرجعية التي تحدد الهوية. فالشعوب التي تعيش بدون مرجعية عليا هي شعوب تعيش بدون هوية حقيقة. فالشعوب بدون نظام قيم واسع راسخ هي شعوب تعيش في فوضى وتخبط واستعداد تام لالستعمار. فنظام القيم يصنع المرجعية العليا ،ومن ثم الرؤية ،ومن ثم نحو بناء االستراتيجية.
(الركن الرابع)
المنهجية العامة في حقيقة االمر ،العلم هو السبيل االمثل للمنهجية العامة. والتربية االستراتيجية هي االداة الفعالة . هذا على مستوى العموم. ولكن على مستوى القادة ،فهناك منهجيات خاصة لصنع االستراتيجيات.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ذكر منها ،على سيبل المثال ،احكام وقصص القران العظيم ،ومنهاج السنة ،أي السنة النبوية الشريفة. فربما يقول قائل هذا للمسلمين ،نقول قصص القران شملت جميع االنبياء، والسنة النبوية هي سيرة من ختم وجمع سلوك االنبياء جميعا ،فهو مكلف برسالة االنبياء والرسل جميعهم وجامعة. أيضا ،هناك "فلسفة التاريخ" ،وفلسفة الجغرافيا ،أنظر كتاب االستراتيجية الدبلوماسية للمؤلف.
(الركن الخامس)
الهدف العام االستراتيجي يحدد الهدف الموقع الجديد والقيمة المضافة المطلوبة. وبدون هدف ال يمكن السير إلي االمام بشكل لع معنى ونتيجة. ويتسبب الهدف في رسم الرؤية بالدماغ. وتحدث تفاعلية معينة بين الرؤية واالهداف على قدر درجة التفكير االستراتيجي المكتسبة والعملية التحليلية. وبشكل عام ،البد من النظر إلي الحياة بين الدول او المنظمات على انها عالقات صراع وتنافس وتدافع ومصالح مشتركة ،ومؤثرات بيئية داخلية وخارجية متعددة. وهذه الحقيقة هي ما يؤثر في طبيعة صنع القرارات ونتائجها. وفي مجال االستراتيجية االدارية أي في المنظمات والمجاالت نقول تنافسية. وفي مجال االستراتيجية العليا نقول هي ذات طبيعية صراعية ،ومصالح متعدةة مختلفة ومشتركة. ويلعب نظام القيم في حقيقة هذه الطبيعية الصراعية. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فبدون قيم عليا من الصعب تصور امكانية صنع اهداف عليا ،وبالتالي من الصعب تخيل امكانية صنع استراتيجية قوية وفعلية. حيث الصراع يتطلب االيمان بقضايا جوهرية ومصيرية وعلى وعي عام وتام وعلى علم كافي. فالصراع تحفزه المظالم او العدالة ،والحق والباطل ،االستغالل او مصالح مشتركة ،حق التدخل او حقيقة االستقالل ،الحريات او القمع. فما تراه دول ظلم تراه االخرى عدالة ،وما يراه البعض حق يراه االخرين باطل ،و هكذا ما يجده طرف انه استغالل يجده االخر مصالح مشتركة ،وما يراه طرف انه تدخل في شئونها يراه الطرف االخر هذا ال يضر باستقاللها ،وما يراه طرفا قمعا للحريات يراه االخر ضرورة لحرية اوسع وهدف اسمى. وهكذا فأفكار البشرية في حالة صراع دائم ،كما قال (جورج ويلهام فريدريك هيجل 1771و ،)1381-تأتي الفكرة الرئيسة وتسيطر خالل عصر زمني معين ،وبطبيعته البشيرة فهي دائما ناقصة ،فتنتج افكار اخرى نقيضة على أساس النقص ،وتتراكم االفكار النفيضة ،حتى تتصارع مع الفكرة الرئيسة، وتنتج فكرة رئيسة جديدة لعصر جديد. إذا في مجال الدول و السياسات ان الهدف له حقيقة فكرية ،و طبيعة مستقبلية، والدول والشعوب التي ال تصنع مثل هذه االهداف فهي شعوب جامدة ،ال قيمة لها مستقبلية أو حاضرة. واهداف الدول ومصير الشعوب يحتاج إلي صنع استراتيجية عليا دائمة وديناميكية. وكل مكونات االستراتيجية تلعب معا من اجل تحقيق االهداف المحددة ،في ظل خطة معينة تنسق الجهود والتعاون واالتصاالت والمواقع ،والطرق الدفاعية والهجومية ،في كل مرحلة زمنية معينة ،ومع مواجهة كل خصم. فكما قلنا ان الصراع هو ظاهرة تاريخية وانسانية طبيعية يجب التعامل معها بواقعية واستمرارية استراتيجية. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
للقاري تصور هذه الحقيقية الطبيعية. ولكب نسهل ْ نجد ان فريق اللعبة الرياضية ،يخرج للميدان مقابل خصمه في عدد معين، التحرك من مواقع معينة ،جزء منها دفاعي واالخر هجومي ،واطراف في الوسط ،تنسق جهودها في ظل خطة عمل معينة ،يعرفون طبيعة االهداف، يعرفون ضعف وقوة خصمهم ،يدركون ادنى تخاذل تحدث خسارتهم امام كل المشاهدين ،ويدركون مع استمرارية هزائمهم يصيحون ال قيمة لها على الساحة ،ويطلبون الهبوط إلي درجة ادنى. وكلما هبطوا اصبحت قيمة الفرد تقل ،حتى يصبحوا ال قيمة استراتيجية لهم على الصعيد المذكور. وهكذا الشعوب يمكن ان تصبح ال قيمة لهم على ساحة الصرعات الدولية. فهبوط االمم والدول هو مأساة عظمى. فعدم القدرة على صنع اهداف عامة موحدة ومتفق عليها الجميع ،واستعدادهم لكسب المهارات الالزمة ،و مقابلة خصومهم بحماسية وعزيمة وقوة ،و وعيهم بتقديم افضلهم ،هي معالم طريق التراجع للخلف وربما انقراض لنوعية بشرية معينة. وبقى االن نقطة هامة ،وهي منهجية صنع االهداف. ايضا صنع االهداف ال يأتي بمجرد الكالم او الكتابة على الورق وكفى. بل هناك اساليب عديدة واعتبارات كثيرة ونواحي فنية دقيقة. ونكتفي هنا ،وعلى سيبل المثال ،ذكر االساليب التالية: Specific اسلوب : SMARTوهو اختصار للتركيبة ( Measurable-Achievable-Resources Bond- Time Bond ) ،وهي تعني ( )1يجب ان يكون الهدف محدد الموضوع ومحدد المجال )2( ،يجب ان يكون قابل للقياس أي تحديد نقطة الوصول)8( ،
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
يجب ان يكون قابل للتحقيق )4( ،ويمكن تحقيقه في ظل الموارد مخصصة )5( ،وفي ظل اطار زمني محدد مخصص. اسلوب : BSCوهو اختصار للتركيبة (Balance Score Card ) ،وهو يعني تقسيم العمل الالزم لتحقيق الفعل إلي اربعة مستويات، وقياس نتائج كل مستوى للصعود للمستوى التالي ،واالربعة مستويات هي "مستوى مهارات العاملين ،مستوى عمليات العمل الداخلي، مستوى الجمهور ،مستوى العائد الشكلي والمالي .وبالتالي صناعة الهدف تتطلب التحليل االستراتيجي الالزم على مستوى هذه المستويات االربعة المتداخلة والتي يؤثر بعضها على البعض ،فصناعة الهدف تحتاج إلي أرضية يقوم عليها .فمثال ،على مستوى العاملين تحتاج إلي التعلم وتنمية المهارات الخاصة بتحقيق الهدف ،وعلى مستوى عمليات العمل يلزم تحديد المدة والجودة النهائية ،وعلى مستوى الجمهور يلزم انجاز الهدف في وقته وبالجودة والثمن الذي يكسب والء الجمهور، وعلى مستوى العائد البد من تحقيق تطور في السمعة والمال من اجل الدوران .وهذا االسلوب مناسب لالستراتيجية التنافسية اكثر. ( Goals- اسلوب : GOSARIوهو اختصار للتركيبة Objectives-Strategy-Activities-Resources ،)Informationالتميز بين الهدف العام واالهداف المحددة ،فالهدف العام قد يحتاج ألكثر من هدف محدد للوصول إليه ،وقد يحتاج هدف او اكثر الستراتيجيات مختلفة ،وكل هدف له انشطة معينة ،وكل هدف يحتاج إلي موارد معينة ،والمعلومات الخاصة بكل هدف .إذا التحليل االستراتيجي هو مسألة جوهرية في صناعة االهداف االستراتيجية. وخالصة القول بانه من خالل الرؤية تبدا عملية رسم صور االهداف الممكن تحقيقها النهائية والجانبية التي تلزم خالل مرحلة االستراتيجية .وعملية المشاركة هنا الزمة مع االجهزة التي سوف تقوم بالعمل ،وقد ذكرنا المستويات االربعة في نظام ،BSCوذكرنا النواحي الستة في نظام ، GOSARIوقد ذكرنا المعايير الخمسة في نظام . SMART كما انه هناك اعتبارات ثالثة أخرى جوهرية في صناعة االهداف ،وهي)1( : بوصلة قياس مستويات مطالب الجمهور وتحديد باستمرار ما هو من منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
الضروريات العاجلة ،وما هو من الحاجيات االساسية ،وما هو من التحسينات، ( )2تحديد المدى الزمني بدقة ،فعناك الخطة قصيرة المدى وهي ثالثة سنوات االولى ،خطة متوسطة المدى ثالثة سنوات التالية ،خطة طويلة المدى ثالثة سنوات الثالثة )8( .معيار التكلفة ،تقسم حسب المراحل الزمنية وحسب كافة العمليات الالزمة. إذا عندما يكون الهدف استراتيجي يكون ورائه تحليل استراتيجي وتخطيط استراتيجي دقيق وشامل. وقد تميزت الصين في هذه الناحية ،ولقد الحظت الدول الغربية مشقة التفاوض مع الصين ،وكثرة التفاصيل ،والمدة الزمنية والجهود المستغرقة ،واللجان الفنية التي تنشئها الصين بشأن كل تفصيل ،ولكل عندما تتخذ القرار االستراتيجي يالحظ انها اخذت في االعتبار ،وتبدأ عملية التنفيذ بشكل استراتيجي مميز. وهذا خالف دول التخلف التي تمتاز بأخذ القرارات ثم تبدأ في عملية التفكير في كيفية التنفيذ.
*
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
()3
املدارس االسرتاتيجية التصميم -التخطيط -التموقع -القائد الملهم -االدراكية -المدرسة المناخ -التشكلالتعليمية -القوة -المدخل الثقافي نستهدف من خالل هذا الفصل التوضيح بمدى اهتمام البشرية والعلماء والعظماء باالستراتيجية ،حيث تعددت المدارس مما يدل على سعة االفكار، وكثرة تولديها ،وسعة مجاالتها ،واحتماالتها ،وابعادها ،واهدافها.. أين العرب من كل هذا ال ادري.. لماذا ال نتنج شيء فكري للبشرية ..لماذا نقف رغم عدد الشهادات االكاديمية، التي تفوق التعداد السكاني في الدول الضعيفة.. السبب هو؟ التخلي عن المرجعية العليا ..السبب هو فقدان مصدر عقالني غني يغذي الدماغ ..السبب هو الروح اإلنسانية لم تكتمل المعرفة المصيرية. ننصح بدراسة المراجع المذكورة من اجل تعلم هذه المدارس بشكل اكثر ،ألنني، اقتبستها من المراجع ،فقك لغرض توضيح ،هدف الكتاب ،وهو يعرض هدفين بسيطين ال غير ،وهما (المرجعية والمنهجية) ،و(المدرسة االخالقية). حيث من خالل المراجع المذكور ،نستعرض في هذا الفصل اسس المدارس االستراتيجية العشرة االكاديمية. كما نستعرض المدرسة االخالقية وهي من نتاج هذا الكتاب. ونناقش المدارس االستراتيجية من المنظور العام.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
حيث ان مادة العلوم االستراتيجية الزالت في مراحلها المبكرة ،ورغم اهمية وحصيلة ما تم نتاجه ،أال انها لم تكتمل بعد بشكلها النهائي ،والزالت في طور االجتهادات والتكوينات االساسية ،و منهاجيتها تتشكل بمرونة ،وبما يمكن تدريسها على نحو مقنع ويمكن ان يتفق ويتعارف عليه ،ألن قيمة االستراتيجية تقدر بنتائجها ومعانيها واهدافها واالصرار على تفادي الخسائر وإحراز النجاح للجميع.
-أ-
المدارس االستراتيجية العشرة (من المنظور االكاديمي) الزالت المدارس والدراسات تتفاوت في نظرتها لمواضيع االستراتيجية، ومازال مجال االستراتيجية في مراحل التطوير واالستكمال. فالمدرسة توفر االسس التي ترشد وتيسر عملية صنع االستراتيجيات وتطبيقها. فعملية صناعة االستراتيجيات قد تأخذ أي مسار لعملها ،مثل المسار التصوري في مدرسة التصميم ،او المسار التخيط الرسمي ،او مسار التحليلي المنهجي المنظم ،او مسار القيادة الملهمة ،او مسار التعلم التشاركي ،او العملية التنافسية، او التركيز على الوعي الفردي ،او االستجابة البسيطة لمتغيرات البيئة ،واكن منها وقته الزمني وسياقة الظرفي. فالمدرسة االستراتيجية تتعامل مع واقع معين وتهدف لتحقيق قيمة مضافة، وربما تهدف ايضا في ظل تصوره وتحوله إلي واقع جديد. وتذكر االدبيات االستراتيجية مجموعة من المدارس ،من اهمها: مدرسة التصميم مدرسة التخطيط مدرسة الموقع
Design School Planning School Positioning School
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
مدرسة القائد الملهم مدرسة االدراكية مدرسة المدرسة التعليمية مدرسة القوة مدرسة المدخل الثقافي مدرسة المناخ مدرسة التشكل
Entrepreneurial School Cognitive School Learning School Power School Cultural School Environment School Configuration School
ويقول المنظر الصيني سان تسو " ان االستراتيجيات األصيلة اثنان ال غير، هما استراتيجية الهجوم المباشر واستراتيجية الهجوم الغير مباشر". واستراتيجية الهجوم المباشر عندما يدخل خصمان او متنافسان في معركة محددة الهدف والساحة والوقت ،ويعمل كل منهما على المواجهة وتحقيق االنتصار المباشر. االستراتيجية الغير مباشر عندما يقوم الخصمان باستهداف مرتكزات بعضهما، التغطية القانونية والشرعية وزيادة تكلفته وتقليص عائدته ،واغالق الفرص، ومحاربة تحصينات بعضمهما سواء كانت القانونية والميدانية والبشرية او عسكرية ،ويحاول كل منهما اضعاف االخر ،وفي نفس الوقت يعمل على زيادة قوته عليه ..بمعنى يصارع كل منهما االخر بدون الدخول في حرب مباشرة. إال اننا نستخلص في الكتاب ومن اجل صعود االمم وحماية مصيرها ،ومن اجل زيادة ادراكها وفهمها لما يدور حولها وما ينتظرها من مخاطر ،و ما يجب عليها فعله؟ وكيف تفعله استراتيجيا؟ فأننا نقسم المدارس االستراتيجية المتعلقة بالمصلحة العليا للشعوب والدول ، إلي مدرستين ال ثالث لهما على الساحة الدولية ،واما بقية المدارس فهي أساليب متعلقة باالستراتيجيات على مستوى المجاالت ،أي ما نسميها االستراتيجيات التنافسية او االدارية او التوظيفية. والمدرسة األصيلة التي يعرضها الكتاب هي "المدرسة االخالقية ." School
Ethical
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وهناك المدرسة الثانية وهي مدرسة القوة ، Power Schoolوهي مدرسة مضادة للمدرسة االخالقية. وتحقق مدرسة القوة الفوز العالمي ،واالنتصارات المتتالية منذ قرون ،وتهيمن وتسيطر على الشئون الدولية والفكرية. وسوف نسترض المنحنيات واألسس والمفاهيم المتعلقة بهتين المدرستين ،التي ينبغي للشعوب معرفتهما ،وخاصة العرب فال سبل امامهما للنصر إال عبر قواعد وأسس ومفاهيم المدرسة االخالقية واالستفادة من قوتها الكبرى التي ال تقهر ،التي توهب الحياة الكريمة والتماسك والصالبة والتفوق واالنتصار.
اوال ،مدرسة التصميم جوهرها التعامل مع معطيات الواقع. وهي تعتمد على التركيز على التوفيق بين القدرات الداخلية والفرص الخارجية المتوفرة. ونموذجها األساسي: -
-
عملية التقويم الداخلي :بما يحدد عوامل القوة والضعف ،وتحديد قدرات و ميزات البيئة الداخلية الكلية ،وتحديد القيم االدارية. عملية التقويم الخارجي :بما يحدد الفرص واالخطار الخارجية، وعوامل النجاح الحاسمة المتوفرة ،وبما هي المسئوليات االجتماعية. عملية صنع االستراتيجية :تستخدم نتائج التقويم الداخلي والخارجي كمدخالت ،حيث معالجتها تحدد ما يمكن وضعه من اهداف ممكن تحقيقها ،وتحدد المنطق والمسار و الفعل المميز الرابط. عملية التطبيق :وهي التعامل مع الواقع.
افتراضيات المدرسة: عملية صنع االستراتيجيات يتم على اساس الوعي التام وعبر منهجية محددة ،وال مجال للحدس أو العمل التجريبي. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
مسئولية صنع االستراتيجيات وتنفيذها يقع على عاتق القيادات العليا، أي سلطات أعلى الهرم. استخدام النموذج المبسط لصنع االستراتيجية ،وأن تكون في منتهى الوضوح والبساطة ،بحيث يفهمها كل من هو معني بها. االستراتيجية المصنوعة يجيب ان تكون محددة أي تخص منظمة أو مجال أو مهمة بعينها ،لتكون مناسبة ،وما يصلح لجهة ليس هو نموذج خاص بأخرى. مرحلة التصميم تنتهي بمجرد ان تكتمل الصورة ،وليس هناك ألي مجال للتحسين الالحق ..فإذا توفرت المواصفات والصورة الكاملة، والوضوح والبساطة ،عندها يبدأ التطبيق.
مقومات النجاح: أن يكون الواقع المعالج يتسم بالبساطة ،بحيث يمكن التعامل معه بعقل واحد، معايشة صانع االستراتيجية لظروف الواقع الداخلي والخارجي ،بقاء الواقع الخارجي والداخلي كما هو في المدة المتوقعة ،قدرة المنظمة على استيعاب وتنفيذ التوجيهات العليا المتعلقة بتطبيق االستراتيجية.
ثانيا ،مدرسة التخطيط قدمها "جورج شتاينر" في كتابه التخطيط االستراتيجي. وجوهرها التعامل مع المستقبل. يحدد الهدف المستقبلي ثم توضع الخطوات للوصول إليه. ويشمل النموذج العام مرحلة المقدماتـ ،مرحلة التكوين ،مرحلة التطبيق و المراجعة ،على النحو التالي: مرحلة مقدمات التخطيط :تشمل جرد عام حول متطلبات االدارة العليا،معلومات عن وضع االداء ،معلومات عن البيئة الداخلية القوة والضعف والبيئة الخارجية المخاطر والفرص ،راجع نموذج .SWOT
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
مرحلة تكوين التخطيط :بناء على المقدمات توضع االستراتيجيةالرئيسية ،وتتمثل في تحديد " -1المهمات الرئيسية -2 -الغرض من الوجود -8 -االهداف -4 -السياسات". مرحلة التطبيق والمراجعة :يشمل التخطيط لكل العمليات االدارية ،راجع نموذج ،S7والمراجعة تقويم االداء والنتائج ،وتصحيح االستراتيجية القائمة إلي استراتيجية ناشئة مع المحافظة على المسار. فرضيات مدرسة التخطيط -
االستراتيجيات هي نتاج عمل مقصود ومنهجية وخطوات وقوائم وتكتيكات مقننة و متميزة. المدير التنفيذي هو المسئول االعلى عن تنفيذ الخطة ،ويقع على المخططون العمل المنهجي. االهداف محددة وكل ما يحتاج التطبيق من موازنات وبرامج وخطط. عمل النتائج محددة وهي مسئولية المدير خطوات مقننة
وشهدت مدرسة التخطيط تطورات حديثة ،شملت: االستعداد للتطورات المستقبلية والمتغيرات وذلك بإعداد اكثر منسناريو لتوفير مسألة التعامل مع البدائل والترجيحات. التحكم االستراتيجي في ثبات مسار االستراتيجية وعدم انحرافه عندوضع "االستراتيجية الناشئة" ،نتيجة التطورات والمتغيرات وضعف بعض التقديرات والمعلومات البيئية السابقة ،ويعتمد التحكم االستراتيجي على اربعة روافع وهي " ( )1رافعة القيم العليا وهي تشمل تفعيل المعتقد والغرض واالتجاه الرئيس )2( ،رافعة التمسك بحدود واطار العمل األساسي )8( ،رافعة التشخيص المرتكز على نظام التغذية العكسية )4( ،رافعة نظام التحكم في التفاعالت الداخلية". مقومات النجاح وحسب تقديري ،وبناء على طرح من عيوب ،وخاصة ما عرضه Wilson ،1994: 13حسب ما جاء في كتاب (التفكير االستراتيجي.)271 :2115 ، منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فاعلية المدير التنفيذي في وضع الخطة ويكون متفاعال في مسألة التخطيط والتطبيق. تبسيط النموذج المعقد ليكون واضح لجميع المعنين ،والفصل التام الدقيق بين عمليات التفكير والتحليل وتفادي التداخل. جعل استراتيجية البرنامج program strategyمرتكزة على العمل االساسي وعدم وضع اهداف ونوايا كبيرة وبعيدة. الحرص على مشاركة جميع القيادات االدارية المعنية ،وعدم العمل بعلوية جهاز التخطيط ،فهذا محفز ومنشط لألداء التفصيلي. عدم اهمال ثقافة المنظمة ،وحقيقة حالتها التنظيمية. جعل توفر اكثر من سيناريو عمال اساسيا وليس عمل استثنائي. المحافظة على المسار الواحد ،حيث تغيير المسار ،هو انكسار لالستراتيجية االساسية. وضع التقديرات والتدابير الالزمة بشأن ان المستقبل متغير وليس ثابت كما تم تصوره عند ضوع الرؤية. مشاركة المستويات االدارية العليا واالدارية والتشغيلية في عمليات التخطيط والتنفيذ والتغذية الرجعية ،فمسألة االنفصال هي مغالطة تجعل نجاح االستراتيجيات غير مؤكد وصعب ..حيث الصناعة تعتمد على جمع المعلومات في البيئة الداخلية وهو امر أساسي ،ولكن االهم هو من سوف يصدر التعليمات ومن هو سوف ينفذ فعال.
ثالثا ،مدرسة التموقع تركز على ماهية االستراتيجية في حد ذاتها وليس على العمليات التي تستخرج منها االستراتيجيات التخطيطية ،واكثر انفتاحا من المنهجيتين السابقتين التصميم او التخطيط. ومرت بالتطورات التالية: مرحلة الخبرة العسكرية ،وتمثلها كتابات ( ) Sun Tzuوكتابات) .)Clausewitzوتحدد ان جوهر االستراتيجية العسكرية ثالث " ()1 الهجوم )2( ،والدفاع )8( ،والمناورة" وتوضع قواعد ضابطة لهذه العمليات ،مثال" ،االستعالم -توفر االسلحة -اإلمداد -واالتصاالت". منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وبالمزج بين الثالث يمكن صناعة االستراتيجية المناسبة تحت أي ظرف. مرحلة ادارة االعمال ،وقدم نموذجها (برين كوين) ،حيث يقول ان"( )1االستراتيجية الفعالة تبنى حول مفاهيم ومبادرات مفتاحية قليلة تعطي التماسك والتوازن والتركيز )2( ،االحساس بالوضع مقابل المنافس او الخصم " ،ويقدم نصائح مثال ،قدر الموقف وتراجع لتحدد قوة الخصم ،أغر الخصم أن يوسع التزاماته ثم ركز على جزء موقعي معين ،واعمل رأس جسر تتوسع منه الحقا في محيط العمليات. مرحلة الوصفات االستراتيجية االلزامية ،راجع كتاب (التفكيراالستراتيجي ،)2115 ،حيث ستعرض نموذج "هندرسون ،"1171 وهو متعلق بالمؤسسة عملياتها في اكثر من موقع ،ويمكن ان نلخصها بشكل عام ،وهي ان تنظر إلي الموقع الذي يأتي بأكثر نمو او ربح او نتائج و وصفته االلزامية استثمر فيه اكثر ،والموقع األدنى و وصفته االلزامية خذ منه السيولة واالمكانات ،والموقع المشكل معالجته قبل ان يحول إلي ضار ،والموقع الضار و وصفته التخلص منه. مرحلة بناء المقترحات المعتمدة على التجربة العملية والمالحظة،اعتمدت على أساس موائمة االستراتيجية للمحيط الخارجي ،قدمه (بورتر) ،وهي ترتكز على تقسيم العمل إلي "سلسلة -القيمة" ،فتقسم العمل أي نوعية انشطة رئيسة وهي ذات عالقة مباشرة بتحقيق المنفعة و تتعامل مع الموقع مباشرة ،واالخر القسم هو االنشطة الداعمة، وتجرى عمليات التحليل والتقييم على هذا األساس المنفعي ،فهي ترتكز على التمييز بين العملين. وهي من المدارس المهمة و فتحت مجاالت البحوث االستراتيجية. فرضيات المدرسة تقول بان االستراتيجيات المتاحة محدودة ،ويمكن تحديدها حسب المواقع المتاحة والتي يمكن المنافسة عليها او الدفاع عنها امام الخصوم ،الحاليين وفي المستقبل. وسهولة الدفاع والمنافسة عن هذه المواقع سوف يوفر افضل العوائد. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وتستخدم االخصائيات كوسيلة إليجاد أفضل االستراتيجيات المالئمة. تقود دراسة هيكل المنظمة وقدرتها على اختيار االستراتيجية االنسب. -
االستراتيجية عامة ،ومشتركة ،وتعتمد على اكتشاف المواقع في السوق او الساحة. وجود عدد من االستراتيجيات والصناعة تعتمد على اختيار احداها. اهمية التحليل االستراتيجي ،وتغذية المدراء بالمعلومات بما يجعلهم قادرين على اختيار االستراتيجية. االستراتيجية تتولد عن العمل الهادف المتكاملة ،ويمكن تطبيقها.
رابعا ،مدرسة القائد الملهم جوهرها مصدر صنع االستراتيجية هو عقل القائد الفذ ،ومركزها شخصيته وقدراته واتباعه المتحفزين والواعين. فالقائد الملهم ،قد يكون المفكر المجدد ،او المصلح العميق ،او القائد الميداني ،او المفاوض السياسي ..وكل من له أثر في تحويل صراع محتدم ،أو اوضاع تنذر بالهالك ،أو فساد قاتل ،او تخلف فاني ،او خسارة إلي نصر الحق.. وال يمكن ان يكون القائد الملهم مستبد ،او فاسد في افكاره وسلوكياته وانتمائه و والئه. كما ان االتباع ال يمكن ان يكون من الفاسدين او الحقراء فهذا شرا فتكا ،وهم أشد شرا و ضررا إذا ما كانوا في امور القادة من شيء، وحسب كول ( )1151عن د .جاسم مطاوع ،أن القادة المخترعين لالستراتيجيات اربعة انواع :منهم من يعتمد على الحسابات ،ومنهم من يعتمد على تحفز اآلخرين ،ومنهم من المتفائل ،ومنم من البناء لمنظمة قوية. ومنهم من يجمعها ،أي دقيق في حساباته ،قدرة على التحفيز ،متفائل ،بناء. ونظرية القائد الملهم ،كما أوردها د .جاسم مطاوع في كتابه التفكير االستراتيجي ،وأنني ال اتفق مع هذه المدرسة ،إال في ظروف وشروط معينة، ذكرت بعضها في المقدمة ،وتقول النظرية: منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
-
طبيعة البيئة متغيرة ،والصرعات كثيرة ،وليس هناك مسارا مستقيما ،و سرعة التحرك مطلوبة لتجنب الضربات. االهم هو انشغال المبدعين بالفرص ،وعدم تضيع الوقت في حل المشاكل. القوة يجب ان تكون بيد القائد وحده. صناعة االستراتيجية يجب ان تأخذ خطوات كبيرة في وجه الغموض المستقبلي واالندفاع لإلمام. المهم هو النمو والقادة مشغولون باإلنجاز.
الرؤية الكبيرة هي أساس القائد الملهم: الشك ان الرؤية هي أساس كل استراتيجية ،فبقدر وسعها ومداها تتحقق النتائج، وبقدر وضوحها وقيمها ومنهجها يتحفز االتباع ،وتشتد قوتها وتطول نجاحاتها. فترى المدرسة بان القائد العظيم هو القائد ذو الرؤية. والرؤية هي ما تراه بعين العين من تصور للنصر او الواقع الجديد او تفادي للخسائر. وحسب ما يذكره "بينس وناموس" عن كتاب التفكير االستراتيجي: لكي يختار القائد االتجاه عليه رسم صورة ذهنية للحالة المستقبلية الممكنةوالمطلوبة .وقد تكون غامضة كالحلم ،او واضحة كالحقيقية ،وتكون ذات وزن وجذابة وتعبر عن وضع احسن من الوضع القائم. الرؤية تعبر عن هدف ،وهي شيء متعلق بالمستقبل ،وهي جسر يربطالحاضر بالمستقبل. القائد عيونه تعمل على موارد العواطف الروحية لالتباع ،وعلى قيم المنظمةوالتزاماتها وطموحاتها ،ويعمل المدراء االستراتيجيون على الموارد المادية، مثل توفير العمالة الماهرة ،والمال ،والمواد الخام ،والتقنية. الرؤية تعبر ايضا عن خطة يمكن فهمهما وتبعث النشاط والحيوية فيالمؤمنين بها. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فرضيات المدرسة -
االستراتيجية هي رؤية توجد في عقل القائد. جذور الرؤية توجد في الخبرة وحدس القائد. القائد هو من ينشر رؤيته بمفرده ،ويشرف على تنفيذها ،ليجري كل شيء كما لزم. استراتيجية القائد قابلة للتحوير ،فهي بين المقصودة في العموم وبين التفصيالت عن التطبيق. كذلك المنظمة قابلة للتحوير ،وكل عالقات القوة يجب ان تصب في يد القائد .والهيكل البسيط هو االنسب لالستجابة ال اوامر القائد وتوجيهات.
وفي ختام التعقيب على هذه المدرسة ،نقول: اوال :من المؤسف انها اتخذت من المستبدين وسيلة استراتيجية للسيطرة، وتغييب عقول وحريات وابداعات االخرين ،و جعلت من الدهماء مدراء اتباعا بغير وعي ورحمة ،فالقائد وحده هو الروحي ،وهم الماديون. بيد االخرين قوة حقيقية ،والقوة ليس مصدرها القانون ،بل ممكن أي شيء. ال مرجعية عليا للرؤية ،وال قانون يشرع المنهجية ،استراتيجية ال تصلح للمنظمات الكبيرة وال للبلدان الحضارية. ثانيا ،المراد بهذه االستراتيجية مواجهة حالة ظرفية معينة ،وحالة ميدانية متشابكة ال مجال للمشاركة الواسعة واالبحاث والدراسات ،فهي تحتاج إلي قرارات استراتيجية فورية ،حتى تنحل االزمة ،ويتبدل الوضع ،وتتالشى المخاطر. وخير دليل وافضل مجال تطبيق هو مثال ،معركة مؤتة ،حيث كان المسلمين في قلة من العدد والعتاد ،امام جيوش أفرنجة كثيرون العدد والعتاد ومدربون على القتال ،ومعهم حشود عربية منجرة وراء مصالحها ،مع الغالب ضد المغلوب ممكن ان تفنى في والئها. فماذا فعل القائد املهم ،وهو المعتمد على اإليمان بالمستقبل ،وقيمة المرجعية العليا المؤمن بتعليمها ،وبخبرة فذة في هذه النوعية من الميادين ،وبقدرة وقوة ل منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
االستراتيجي حول المعركة من صالح االكثر عددا وعتاد إلي االقل عددا وعددا، عدل ميزان النصر بين امن يملك الغلبة والمغلوب ،وسوا بين قوة الطرفين. ولذلك عندما نظر قادة الروم إلي جيوش المسلمين ،وهو في موقع اخر ،ظنوا انه كمين ،وبداء لهم االنسحاب افضل. وهكذا تنافسات صراعات واشكاليات اليوم كثيرة ،والعدو مندفع لكل قوة وعتاد وحشود م ن كل صوب ،والوضع في حاجة إلي قيادات ميدانية الخبيرة الملهمة المؤمنة بقيمها العليا ،وليس للطواغيت ينشرون افساد ويزرعون الذل، ويقمعون الحريات ويصادرون االبداع وينتهكون االنسانية ويضيعون السيادة ، وهم إلي فناء ومن اتباعهم ،بعيدون عن البناء ،يحفزون بالمال الفاسد، طموحاتهم شخصية ،وال أما لهم إال البقاء في السلطة وإن ضاعت الناس واالوطان. فالعلم في اجمعه هو أداة استراتيجية ،وهو كالوصفات الطبية لكل داء وصفة دواء ،فال تعالج المسائل االستراتيجية إال باالستخدام السليم للعلوم. فما يغفل قوم عن العلوم إال وظلوا في علتهم ،كالمريض الذي يتطبب بفيروس بالداء ،وال يعرف حقيقة الشفاء ،وليس في قومه من يهتم بتركيبة الدواء. وهذا حال شعوب التخلف ما بكت عليها االيام ،ما تكلتها حضارات.
خامسا ،المدرسة اإلدراكية يمكن القول بان هذه المدرسة تعتمد على علم النفس كأساس في شرح عملية التفكير التي يجريها العقل. وهي في تقديري ،تقدم معلومة مفيدة للتحليالت والتفسيرات ،اكثر من كونها منهجية مباشرة لالستخدام. مثال: "سلسلة عمليات المعالجات " :حيث تقول لنا أن العقل يجري المعالجاتفي شكل تسلسلي ( االنتباه – التشفير – التخزين واالستدعاء -االختيار – المخرجات). منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
"خرائط اإلدراك" :تقول ان للعقل بنية تنظيم المعلومات الواردةويضعها ضمن خارطتين ،وهما خارطة العوامل ويستخدمها في إدارة المواقف ويسميها سكيما ، schemaوخارطة العالقات وهي تشمل التفصيالت المتعلقة بالعوامل ،ويرجع إليها بعد اتخاذ قرار الموقف. "اإلدراك عملية بناء وتشييد" :تقول بان خرائط العقل هي نتاج تفاعلي،بمعنى ان العقل يملك ضابط او فلتير عقالني ،يتحكم في المعلومات الخارجية الواردة عن الواقع ،ثم يعيد تركيب هذه المعلومات ،لرسم الخرائط اإلدراكية ،وهنا برزت مسألة قولهم بأن البيئة المرسومة داخل العقل االستراتيجي هي ليست البيئة الموضوعية وإنما هي بيئة متصورة .وبأن الواقع العقلي هي تخيلي وليس الحقيقي .أي هناك بيئة موضوعية وبيئة متصورة ممكن ان يتشكال. فرضيات المدرسة -
-
صناعة االستراتيجية هي عملية إدراكية تحدث في عقل االستراتيجي. تظهر االستراتيجيات كتصورات في شكل خرائط ومفاهيم ،وهي تشكل ما نستقبله من المحيط الخارجي. هناك تيار التصور الموضوعي وهي تعني اننا استقبال العالم القائم كما هو ،ثم نعيد تشكليه وبنائه. خناك تيار التصور الذاتي وهو يعني اننا نستقبل الواقع عبر مرشحات بالذهنية المكتسبة ،وهي تتسبب في تغير من صورته الحقيقة ،قبل أن يصل للخارطة اإلدراكية. التصورات االستراتيجية في العقل من الصعب تحديد البداية ،وال تبلغ منتهاها عند تحصل على غاياتها ،ومن الصعب تغييرها عندما تفقد قيمتها.
سادسا ،المدرسة التعليمية جوهرها ان االستراتيجية هي نتاج عملية التعلم المستمرة عبر التطبيق .والقادة هم من يقودون عملية التعلم ،وليس هناك استراتيجية مسبقة تعد بمعزل عن التفاعل اآلني مع الواقع. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ترى ان المجموعات البشرية يتعرفون على الوضع المحيط وعلى المنظمة عبر الخبرة والوقت و يكتشفون الطرق االكثر نجاح. حدد "منتزبرج" و "واتر" ،1135عن كتاب التفكير االستراتيجي ،هي ثمانية انواع ) 1( ":استراتيجية تخطيطية وهي مقصودة وثابتة وتعتمد على ان الواقع ثابت غلي حد كبير )2( ،استراتيجية الهامية وهي موجودة في عقل القائد معتمدة على قدرات القائد الواقعية )8( ،استراتيجية ايدلوجية تنطلق من مسلمات مشتركة ،وتلقن و تتحول إلي حالة اجتماعية )4( ،استراتيجية المظلة وهي تتكون تحت ظروف ضاغطة والقائد يتحكم جزئيا وتقدم الحدود والمستهدفات وتترك لألخرين الفاعلين االستجابة بحسب خبراتهم وتفضيالتهم)5( ، استراتيجية العمليات وهي اهتمام القائد بتحسين العمليات وترك امر االستراتيجية لمن دونهم ،وهي ايضا ناشئة وتحت قصد واختيار القيادة)6( ، االستراتيجية المفككة وهي بسبب تضارب المبادرات والتوجهات يخلق نمط استراتيجي غير واضح او مضطرب )7( ،استراتيجية االجماع وهي تتم عبر مجموعة من التلفيقات بين العاملين وهي هنا غير مركزية وذات طبيعة ناشئة أي متغيرة مع الواقع وتتجدد في مسار المقصودة )3( ،االستراتيجية المفروضة وهي بسبب الظروف الخارجية وتقلص الخيارات تصبح االستراتيجية ناشئة بحكم الضغط ،وتستنبطها المنظمة وتتعايش معها وتصبح مقصودة الشك ان التحليل الواقعي يحدد انماط االستراتيجيات الناشئة خالل االحتكاك بالواقع وعملية التعلم ،فالمواقع المتحرك والفاعلين فيه هو من يتحكم بشكل كبير في تدرج صنع االستراتيجية. ويمكن االستفادة من ذلك وخاصة فيما يعرف بنمط االستراتيجية المفروضة، والمفككة ،والمظلة ،ان يحدد العرب في دولهم ومنظمات أي استراتيجية هم فيها ،وممكنة ومن نوعية التعلم والقيادات الالزمة. الن البقاء في حالة عدم إدراك االستراتيجية المطلوبة وتتبعها هو بمثابة غيوبة عقلية وموت حضاري والعيش البدائي المذل.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فالحياة بين الدول طبيعتها الصراع والتنافس المشروع وعدم وجود استراتيجية يعني "الجهل" الن مدرسة التعلم تتوقع قيادات تتولى قيادة عملية تعلم االستراتيجية المناسبة. وتعتمد هذه المدرسة على مقولة" االستراتيجية تعتمد على القدرة على التعلم، competencies والقدرة على التعلم تعتمد على وجود القدرات المركزية ."core فرضيات المدرسة -
-
الواقع المعقد يمنع وجود استراتيجية مسبقة ،وتتم عمل االستراتيجية من خالل االحتكاك بالواقع تدريجيا. ال يمكن فصل عملية صنع االستراتيجية عن التطبيق ،أي تتم صناعة االستراتيجية اثناء التطبيق. عناك العديد من االستراتيجيات المحتملة اثناء التطبيق. المنظمة جميعها تمر عبر مرحلة تعلم االستراتيجية ،إال انه الواجب االكبر على القيادة ،والقيادة ليست مهمتها صنع االستراتيجية وانما إدارة عملية التعلم بحيث تظهر االستراتيجية الجديدة. االستفادة من التجربة التي تصنعها االستراتيجية اثناء تفاعلية الصنع والتطبيقي الواقعي التدريجي. تمر االستراتيجية ثالثة انماط ،نمط يظهر (عالج) الماضي ،ثم نمط يخطط للمستقبل ،ثم نمط يقود السلوك العام.
سابعا ،مدرسة القـــــــــــــوة جوهرها هو استخدام القوة والسياسة معا. والقوة هي قدرة طرف ما على فرض إرادته على طرف أخر. والقوة نوعان ،وهي قوة جزئية micro powerوتستخدم في الشأن والمحيط الداخلي ،وعناصرها المكونات من االفراد والجماعات. وقوة كلية macro powerوتستخدم في الشأن والمحيط الخارجي ،في مواجهة الحكومات والمنافسين والجمهور. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وطريقتها تعتمد على تغيير المحيط الخارجي ليالئم مع االستراتيجية المقصودة والناشئة. وهناك اربعة اساليب للتعامل مع المحيط الخارجي ،واربعة اساليب للتعامل مع المحيط الخارجي. اوال ،اساليب التعامل المحيط الداخلي عبر تحليل سلوكها الظاهر واحتمالية تعاونها واحتمالية مقاومتها ،وهناك اربعة عالقات محتملة ،وهي( :التنافس – التكامل – تعارض المصالح – مصالح مشتركة) ،وعبر فهم السلوكيات وتفسيرها وتحليل التحالفات المحتملة. ثانيا ،اساليب التعامل المحيط الخارجي وهناك اربعة اساليب وهي (الهجوم المباشر وغير المباشر – الدفاع ومنها ربط موضوع بموضوع اخر محبب للطرف االخر – الخندقية التمسك بالرأي – تغيير قواعد اللعبة). ويمكن ان يستخدم اكثر من اسلوب في ان واحد حسب الواقع وتشابكه. واستراتيجية القوة قد تأخذ شكل تعاونية أي جماعية وهي تشارك او تعاون مجموعة من االطراف في كيان استراتيجي موحد القيادة العليا من اجل توحيد الموارد والمصالح وتركيز القوة التنافسية او الهجومية والسيطرة في مجال او شأن او اقاليم معينة واسواق. فرضيات المدرسة تشكل االستراتيجيات بواسطة القوة والسياسة ،سواء في الشأن الداخليأو الخارجي. االستراتيجيات ناشئة وتأخذ شكل موقع او تحركات ماكرة أكثر منهاتصورات. السياسة الداخلية تفاعلية تعتمد على االقناع والمساومة او المجابهةالضيقة بين المصالح الضيقة والتحالفات المتغيرة ،من غير تفوق مستمر الحد االطراف. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
السياسة الخارجية تدافعيه ،في شكل دفع مصالح المنظمة في محيطهاالخارجي عبر التحكم في مصالح المنظمات االخرى او التعاون معها، باستخدام االستراتيجية التعاونية او التحالفات عبر أشكال شكلية مختلفة.
ثامنا ،مدرسة الثقافــــــــــــــــة في حقيقة االمر اطلعت على مفهوم المدرسة ،ولكني أثرت أن اصيغه بطريقتي وتقديري. القاري أن يرجع إلي ادبيات هذه المدرسة من اجل تكوين فكرة كما ولذلك على ْ ارادها معدي هذه المدرسة. ونظرا ألهمية "الثقافة" في عالمنا لمعاصر ،وحيث انني بصدد وضع مفهوم شامل متماسك للنظرية االستراتيجية. فانصح الدول والمنظمات ان تبدأ فورا وبشكل متواصل بمسألة صنع "االستراتيجية الثقافية". ونستعرض هنا بعض االعتبارات والمقومات الهامة. فجوهر الثقافة هو المحافظة على الوضع القائم الغالب الذي اساسه تماسك وقوة الوضع الداخلي. ومن هنا كان االهتمام بثقافة المنظمات وثقافة المجتمعات. مفهوم الثقافة هو مفهوم جامع وهو مجموع سلوك االراد واسلوب حياتهم المنعكس من منظومة القيم المشتركة. اذا الثقافة هي انعكاس لمنظومة القيم العليا. ومصطلح الثقافة يعني كل الجوانب المتعلقة بحياة االفراد ،من طريقة االكل والمشرب ،واللبس والمسكن ،والتصاميم واالذواق ،والسلوكيات واالفراد، والتفضيالت العامة والمنبوذات ،والحالل والحرام ،فهي بمعنى ادق ومركز تعني "العقل الجماعي". منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
هذه العقل هو المسئول عن تحديد قيمة االشياء في نظر الجميع ،النظر إلي قيمة الفرد االخر ،وقيمة مجتمعه او منظمته او دولته والوالء إليها. هذه العقل هو الذي يحدد جودة المنتجات ولخدمات الجماعية والمتبادلة. هذه العقل هو الذي يحدد قيمة السيادة والعقيدة واالخالق ومدى القدرة واالستعداد في الدفاع عنها والمحافظة عليها. فالثقافة هي منهجية نظام القيم في الحياة ،وهي في حقيقة االمر تعكس الهوية الحقيقية للمجتمعات. وعندما نتحدث عن الثقافة البد لنا من إدراك هذين النقطتين الهامتين: الفرق بين السياسة والثقافة ،حيث السياسة هي برامج تنفيذية من اجلتغير اوضاع ومواقع واداء إلي اخر متقدم واقوى واكبر تأثيرا واكثر نفوذا ،في حين الثقافة تعني الوجه االخر ،وهو المحافظة على االوضاع الغالبة القائم ة ،فالسياسة هي عملية تقيير والثقافة هي عملية تثبيت. يجب ان تكون هناك استراتيجية ثقافية ايجابية ،بمعنى البد ان تنطلقمن منظومة قيم عليا واسعة راسخة شاملة يرتضيها وبفهمها ويقبلها الجميع .فال يجوز للمجتمعات التي سلوكياتها اتجاه بعض ،واساليب حياتها فاشلة ،ومشاعرها الوطنية هابطة ،وعالقاتها المالية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية والخارجية فاسدة ،انها لديها استراتيجية ثقافية، بل مثل هذه الشعوب المتخلفة تحتاج إلي إعادة بناء ثقافي من جديد .لكي تنهض وتعيش بطريقة سليمة اجتماعية تكاملية ايجابية. وبالتالي بناة السياسات العامة عليهم تقدير الوضع االجتماعي العام وحقيقة العقل الجماعي. فأنه لن تنجح سياسات عامة في فقدان ثقافة عامة طبيعية ايجابية متماسكة قوية. فرضيات مدرسة الثقافـــة الثقافة تؤثر في اسلوب اتخاذ اقرار وجدواهمنشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
-
-
-
الثقافة تؤثر في مقاومة التغيير ،فالثقافة السلبية تمنع وتعيق التحول االيجابي ،والثقافة الهابطة تدعم بقاء االوضاع الفاسدة وتقاوم أي تغيير. الثقافة تؤثر في تحديد القيمة الفعلية للموارد البشرية والطبيعية ،فبقدر مستوى ثقافة الشعوب تكون نظرتها في تقييم بعضها وافرادها وخدماتها ومنتجاتها ومستقبلها ومصيرها ،فقد تهبط منظومة الثقافة غلي حد يصبح الفرد ومستقبل الدولة والمجتمع والمنظمة ال قيمة او اعتبار له في العقل الجماعي .فمن يفسد ال يعاقب وال يعاتب. صدام الثقافات ،وهو ظاهرة طبيعية إن كانت من اجل المحافظة على الهوية ،واالعتزاز بالشخصية المتميزة الوطنية وقيمها العليا وادائها ومنتجها الكلي وجودته وطبيعته ومصيرها التاريخي المتجذر. فالشعوب التي ال اصالة لها وال جذور تاريخية عميقة تعود إليها هذ كالنبتة على سطح االرض ال قرار قوي لها في مواجهة ابسط عواصف الحياة وصراعاتها المتواصلة. الثقافة تشكل بيئة جماعية وعقلية موحدة في منع تغلغل افكار وااليديولوجيات الهدامة ،فهي لديها القدرة على الفلترة ،أي عملية الرجيح ،فتأخذ التطورات الحسنة والنافعة والمفيدة وتترك وترفض الغير مفيد والمضر بشكل جماعي وتلقائي ،فتمنع االضطرابات وافرقة واالختالفات وتحمي المجتمعات والدول والمنظمات من االنهيار.
تاسعا ،مدرسة المنـــــــــــــــــــــــــاخ جوهرها هو تكييف الدول او المنظمات مع مناخ البيئة المحيطة. فقد تكون اجواء ساخنة او باردة او كوارث وازمات طبيعية متعددة. وهكذا العالقات فهي ذات اجواء مرتبطة بصرعات و منافسات تولد اجواء من العالقات الساخنة أو الباردة او الكارثية ،وكما ان االنسان كائن يتكيف وهكذا الدول و المنظمات البد ام يكون لها استراتيجية التكييف. وحسب "منتزبرج" فان هذه المناخات الخارجية المحيطة توصف بانها قد تتخذ عدة اشكال ،منها ،المستقرة او المتحولة ،والبسيطة او المعقدة ،والمنفردة او المتنوعة ،والمعادية او الصديقة.. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فالمناخ الخارجي هو الذي يحدد االستراتيجية. والمنظمة او الدولة هي التي يجب ان تستجيب ،بمعنى ال تعطي االولوية لتغيير الواقع كما هو الحال مع مدرسة القوة. ومما سبق نعلم ان مدرسة المتوقع ومدرسة التعلم تهتمان ايضا بتأثير الواقع المحيط في صنع االستراتيجية ،ولكل منهما اسلوبها في التعامل مع الواقع. مدرسة التعلم صناعة االستراتيجية تدريجيا على اساس التعلم من تجارب وخبرة بالواقع ،ودور القيادة هو تعليم االستراتيجية. مدرسة المتوقع هي الصعود التدريجي حسب رصد المتوقع الجديد الممكن في البيئة الخارجية والتنقل إليه ،ودور القيادة هو اساس ادارة االستراتيجية. ومدرسة المناخ هي التكييف مع الواقع وتغيير االستراتيجية باالستجابة الناجحة ودور القيادة هو القراءة الدقيقة واالستجابة الصحيحة. وعلى كل حال ،فان هناك ثالث قوى مؤثرة في صنع االستراتيجيات ،وهي" : -1القيادة -2 ،المنظمة -8 ،المناخ". والمنظمة لها داللة على البيئة الداخلية. والمناخ له داللة على البيئة الخارجية. والقيادة لها داللة على المرجعية العليا ،هل هي الهام او تصميم او تخطيط . فرضيات المدرسة -
المناخ هو الالعب االساسي في تحديد االستراتيجية المنظمة اما ان تنجح في التجارب او تستبعد وظيفة القيادة قراءة المناخ واالستجابة له ال اكثر المنظمة كائن ذات خواص متكيفة مع بيئات معينة فاذا شحت الموارد او تعرضت لبيئة معادية فإنها تموت.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
عاشرا ،مدرسة التشكــــــــــــــــــل جوهرها هي توافقية بين مجموعة المدارس االستراتيجية. تقوم على أساس مبدأ " " Configurationوهو مبدأ علمي ،يعني في تقديري، ان االستراتيجية هي مواجهة واقع مشكل من نظام تطبيقية متعددة ،و نظم تشغيلية رئيسة ،و منظومات اتصاالت وعالقات تعمل جميعها في تكاملية وتتطور في شكل يواكب بعضها البعض. وبالتالي عند صناعة االستراتيجية في أي من المستويات كانت ،البد من تتشكل على اساس يمكن تطبيقها في تلك البيئة ،حتى يمكن صناعة الضوابط في المدخالت والمخرجات ،وتبادل العالقات والمعلومات والبرتوكوالت ،وال يمكن تحقيق عملية تشغليها بدون هذا التشكل التوافقي والتكاملي لحد بعيد. فرضيات المدرسة صناعة االستراتيجية هي نتشكل يستجيب لواقع معين ،فاالستراتيجياتالناتجة قد شكل خطط او انماط او اوضاع او تصورات او تحركات ذكية ،في تناسب مع ظرفا او وضعا معينا. دور االدارة العليا هي المحافظة على االستقرار ،وتبني استراتيجياتالتغيير ومواكبة التطورات ،لكي ال تقف في مواجهة تغيرات وتطورات البيئة. وفي تقديري ،ولقد وضعت شرح هذه المدرسة حسب فهمي الخاص للمدلول وابعاد المصطلح العلمي المستخدم في وصفها. وبالتالي اقول بان النجاح في صناعة مثل هذه االستراتيجية التوافقية بين البيئة الداخلية والبيئة الخارجية ،هو الوصول إلي نوعية االستراتيجية العليا ،وهي االستراتيجية المحركة ،وهي الي تضع الضوابط وتتحكم في االرضية التي يستند عليها واقع تطبيق االستراتيجيات االخرى. وبالتالي حسب هذا المصطلح هناك انواع من االستراتيجيات ،االستراتيجية المحرك ،والتطبيقية ،والمساعدة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وبالتالي قد تضطر منظمات ودول في صنع استراتيجيات على أساس معطيات استراتيجيات رئيسة محركة للبيئة الخارجية ،وفي هذه الحالة تسمى استراتيجية تطبيقية البد لها من التوافقية حسب الضوابط الموضوعة وعليها بالتشكل الالزم. وقد تكون هي في وضع استراتيجية االساس وعلى اغير اتشكل والتوافق معها. ***
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
()4
الواقعية االسرتاتيجية االيديولوجيات -االخالقيات -القيادات -أ-
منظور الواقعية وااليديولوجيات بشكل عام ،ان نوعية المدارس االستراتيجية تتحدد وتتغير وتتفرع وتتطور وتستخدم حسب محاورين اساسين ،وهما: النشاط السياسي للدول النشاط االجتماعي واالقتصادي للشعوب ومن ثم تتفرع مجاالت االستخدام تحت كل محور من هذه المحاور. فمثال ،و بشكل وقعي ،فان النشاط العسكري يقع تحت استراتيجيات المحوريين وهو تابع لهما ،وخادم لهما. وكذلك النشاط االقتصادي واالجتماعي والعلمي توجد من الناحية االستراتيجية عملية تداخل وتفاعل وعالقات عضوية ليس بالسهولة فصلهما حسب بناء االستراتيجيات العليا ومعادالتها.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
في حين ان االستراتيجيات االدارية والتشغيلية فهي منهجية وبالتالي متميزة تنفيذيا عن بعض.
منظور الوضع السياسي الدولي انطالقا مما سبق ،وتحديدا منذ بداية التاريخ االوربي في القرن السادس عشر، فيمكن القول بان المدارس االستراتيجية انقسمت دوليا بحكم الصراعات حول تقاسم ثروات العالم إلي مدرستين ،وهما:
مدرسة استراتيجية -القوة مدرسة استراتيجية -القانون الخلفية التاريخية كانت هناك تطورات تاريخية مصيرية وبالغة االهمية ،كانت سببا في نتاج هذين المدرستين االساسيتين ،كما غيرت مصير قومات ،فصعدت شعوب وهبطت االخرى ،وظهر نجم ونفوذ سيادتها وانفل نجم االخرى وغاب نفوذها. وفيما سرد موضوعي مجرد لبعض النقاط والمحطات التاريخية الكافية من أن القاري من خاللها حقيقة نشأة هذين المرستين ،واسبابهما: يرى ْ صعود دول أوربا وبناء دول قومية كبرى متصارعة حول تقسيم ثروات العالم ،واعتبار كل قارة او شعوب وجد امامهم غير قادر او ادارك اللعبة الدولية ،فهو مولود جديد تم اكتشافه ،ومن حق القوة المكتشفة له واجب تنميته واستغالله لتنمية قوتها في مسار صعودها وتوسعها. واجهت عملية الصعود بالقوة صراعات قومية كبيرة ،مبين دول كبرى محددة ،وكانت هناك محطات تاريخية استراتيجية هامة ،وهي مؤتمر ستفاليا ،1643ومؤتمر فينا .1135 انتهت تلك الصرعات بعد اربعة قرون بالحرب العالمية االولى -1114 ،1113ثم الحرب العالمية الثانية ،1145 -1183وبرز نظام االمم المتحدة ،يقوده دول الحلفاء. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
اتخذ الصراع حول توازن المصالح الدولية مبدأين ،وهما مبدأ توازن القوى ،ومبدأ تحديد مراكز القوى في العالم وتوزيعها. تقرر بوضوح مع 1341مبدأ تقسيم العالم االسالمي والصراع العالمي حوله ،وهذا المشروع بدأت معالمه ترتسم منذ 1315استقالل مصر المزيف. مع 1116خضع العرب بدون ادراك لوجود "االستراتيجية – القوة" وهي تعني الصعود والتوسع اعتمادا على ثروات االمم االخرى وفعل كل ما امكن ،وبأي وسيلة ممكنة في سبيل تحقيق الغاية القومية المنتصرة. وقف العرب مع دول الحلفاء ضد الدولة العثمانية المفككة والمنهارة بعد قرون من الصراع والتحالفات الدولية الكبرى حول انتزاع االقاليم التابعة لها. ظهرت روسيا قوة نووية كبرى مناهضة واعتمدت على ايديولوجية شاملة متباينة تسببت في انقسام دول الحلفاء ،ومن ثم محاولة تقسيم العالم إلي شطرين .او معسكرين.
ومن خالل هذه النقاط الموجزة ،التي ال تبالي كثير من الشعوب وقيادتها المزعومة بها ،فان العالم رسم استراتيجيتين اساسيتين ،ومنهما تفرعت االستراتيجيات والسياسات الدولية العدية عبر هذا التاريخ الطويل ،والتي من الصعب العلم بها جميعها ،والتي ممكن من خالل قراءتها نتائج االحداث تصنيف اهمها. فان مفكري الدول الكبرى االستراتيجيين وقيادتها العليا ،حصروا انبعاث رؤاهم ورسم سياساتهم و وضع اهدافهم من خالل هذين المدرستين. وهما: استراتيجية-القوة تقول بعدم االستالم إلي أي نوع من المثالية حيثحقيقة العالم هي الصراع الممتد عبر قرون ،وخاصة في 1151برز هذا الصوت واضحا وشديدا ومؤثرا في السياسات االمريكية. استراتيجية – القانون تقول بان الصراح حول المصالح بالقوة لن يوقفالصراع وان منتهاه االنتهاكات االنسانية واالختراقات الشرعية ،وهي منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
دمار للمؤسسية العالمية "أي االمم المتحدة" وان العالم مصيره للفوضى. وسوف نناقش في كتاب "االستراتيجية – الدبلوماسية ..التوازنات االخالقية والصراعات والمصالح". االستراتيجيات العربية ،وغيرها من االستراتيجيات والتفاصيل المتعلقة بالنقاش المتعلق بالمجال الدبلوماسي. مدرسة استراتيجية القوة تعتمد هذه المصدرة في افكارها ومبادئها ان الصراع بين الدول حول مصالحها القومية والحياتية وامنها هو امر طبيعي وحتمي. فيؤمنون بحتمية و واقعية الصراع بين الدول والشعوب. ورؤيتهم تعتمد على ان القوة وحدها هي القادرة على احداث التغيير ،والزام االخرين ،وحماية المصالح ،وهي اساس صعود الدول والقوميات. وان طبيعة العالقات بين الدول هي كطبيعة العالقات بين االفراد تعتمد على حب السيطرة وكسب اكبر قدر من السلطة والنفوذ. وكان من اهم منتجاتها الفكرية والتي غيرت وجه التاريخ هو مبدأ "القوة- االقتصادية". وهذا كان يعني والزال يحمل هذه الحقيقة على مدى التاريخ ،ان القوة العسكرية المسلحة بأفضل الكوادر والعتاد تتسبب وتسهم في صعود االمم إلي االعلى، وان القوة االقتصادية تعني هي التوسع وابتالع ثروات الدول والقوميات االخرى ،وبرر ذلك بسبب تخلف االخرين عن النهوض التنموي والتقدم الحضاري. وبذلك حسب هذه المدرسة االستراتيجية فان االستعمار مشروع ،من اجل نهضة القوميات الغير قادرة على التنمية وحماية نسفها وغير قادرة على العمل بمنطق موحد وليس لديها مسار عصري. واتخذت هذه المدرسة "الحروب" كوسيلة مشروعة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
واقرت بان انتهاك القوانين او االنسانية او االخالقيات هو ثمن طبيعي البد من دفعه من اجل توازن العالم ،وانتهاء صرعاته. والمرجعية في هذه المدرسة هي الصراعات واالحداث التاريخية ،وما يمكن ان يبرز من خالله نظريات في العالقات الدولية. وبذلك توقفت الواليات المتحدة منذ 1156امتحان المبعوثين والمرشحين الدبلوماسيين في مادة القانون الدولي ،واستبدل باالمتحان في مادة العالقات الدولية. مدرسة استراتيجية القانون تقول بان الشرعية والعدالة الدولية بين الدول المنتصرة ،ونسبيا تحقيق احتياجات وحقوق وحريات بما يحافظ على المصالح ويحميها ،وبما ال يجعل القوة هي الحل انما القانون الدولي ،واحترام القرارات والقوانين وسيادة الدول وطبيعة نظمها السياسية التي تختارها لنفسها. فمن حق الدول تقرير مصيرها. ومن حق الدول حماية سيادتها بعدم السماح للغير بالتدخل في شئونها. المبادي التي رأت المدرسة الواقعية انها افكار مثالية ال يمكن وغيرها من ْ االعتماد عليها ،او حتى االعتداد بها. ورأت هذه المدرسة ان السالم هو السبيل إلي تحقيق االمن الدولي واالنساني. وقد ترتب عن ذلك مع بدء الخمسينات في منح الدول استقاللها تحت مظلة االمم المتحدة والشرعية الدولية ،و حثت الدول على وضع دساتيرها ،تبعا لهذه المدرسة االستراتيجية التي ابثق عنها مبدأ سيادة القانون الدولي ،ومبدأ سيادة القانون في شرعية النظم القومية. اذا يمكن القول في ظل طرح النظرية االستراتيجية بان مدرسة االستراتيجية القانونية ،المرجعية هي القانون والتنظيم الدولي ،وان المنهجية هي السياسات والقرارات واالتفاقيات واالحكام والتطورات والتحديات الدولية. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وغايتها السالم وعدم الوصول إلي نقطة المواجهة في حرب عالمية ثالثة مدمرة للعالم واالنسانية.
المنظور االجتماعي واالقتصادي والثقافي كما راينا قد اتخذ المحور السياسي اتجاهين متضادين ،وترتب عنه مدرستين مختلفتين ،ولكن دخلت كير من السياسات االستراتيجية التوافقية ،او التضامنية، والتآمر المشترك ،وسياسات واستراتيجيات المواجهات. ولكن في المقابل بعد الحرب العالمية الثانية ،ونشأة االمم المتحدة ،وظهور السالح النووي كقوة حاسمة للصراع. برزت روسيا كقوة عظمى تمتلك سالح نووي ولكن ليدها ايديولوجية شاملة مختلفة للتحالف االمبريالي السابق. وبرزت مدرستين استراتيجيتين ،وهما: المدرسة االستراتيجية الليبرالية المدرسة االستراتيجية الشيوعية وتحول الصراع االجتماعي واالقتصادي والثقافي حول العالم برمته حول هذين المدرستين. فكان اختيار القيادات االستراتيجية العليا يتم على اساسهما. وكانت العالقات االقتصادية تتم على اساس التبعية وبموجب مفاهيم واسس ومبادي وضوابط كل مدرسة. ْ وخضعت الدول الضعيفة بين مطرقة استراتيجية – المحور االستراتيجي االول ،و سندان مدرسة المحور االستراتيجي الثاني. وبرزت بسبب ذلك استراتيجيات دبلوماسية عربية ،وسلوكيات ،واوضاع اجتماعية واقتصادية وثقافية معينة ،طيلة اربعة قرون. ومن االهمية بمكان ،اإلدراك االستراتيجي الذي كان في خلفية ذهنية هذين وهي ان الصراع االسالمي ،الذي ذكرناه في سياق ذكر المحطات التاريخية منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
االستراتيجية ،ظل االسالم ماثال امام هذين انه مدرسة استراتيجية مناهضة لهما ،اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ،واتخذ كتحدي موحد بين المدرستين ،و واجب التعاون مشترك والتضامن الضمني بين المدرستين في مواجهته.
المدرسة االستراتيجية الليبرالية للمدرسة الليبرالية مبادئها وافكارها ورويتها وغايتها المتميزة ،والتي ال تقبل تصور اخر. وتعد ان المدرسة الشيوعية "الشعبية" عدوا لها ،وخطرا على مصالحها. وان هذه المدرسة سوف تنازعها عن طريق تصورها االجتماعي "الشعبي" وتصورها االقتصادي المختلف ،وطبيعية نظامها السياسي الجديد. المبادي التالية: حيث اشتملت الليبرالية على ْ
المبدأ االقتصادي :هو الحرية االقتصادية المتمثل في حرية رأس المال، حرية االفراد في اختيار انشطتهم االقتصادية ،حرية السوق عن طريق فتح المجال للمنافسة القانونية التامة ،وجعل قوى العرض والطلب تحرك االقتصاد وتحقيق االسعار الفعلية وحركة االنتاج في جودته وكمياته ونوعياته .فالملكية الفردية للنشاط االقتصادي هي االساس. المبدأ السياسي :ترتكز على الديمقراطية وهي تعني ممارسة الشعوب إلرادتها الحرة في وضع دساتيرها وتحديد كيفية تبادال السلطات الثالثة ،وممارستها بصورة شرعية. المبدأ االجتماعي :قيم حماية حقوق االنسان ومساواته عن طريق العدالة ،و حرياته في ممارسة معتقداته وافكاره وتعبيره ،شريطة اال يمس جوهر المدرسة الليبرالية وغايتها وممارساتها. المبدأ الثقافي :حرية التعبير ،وحرية االبداع الفكري ،وحرية التعليم عبر المدارس الحرة ،والثقافة المفتوحة عبر االعالم الحر وكل وسائل الصحافة.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ونحن هنا لسنا بصدد شرح المنظومة الليبرالية السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ،ولكن بصدد القول بان الليبرالية هي مدرسة استراتيجية، واقعية ،موجودة ،مؤثرة ،تتحكم في شئون العالم على كافة االصعدة. وهي مصدر لبناء االستراتيجيات المتعددة واشكال الممارسات التي تارة ملتزمة وتارة منفرطة ومنتهكة لكل االعراف والحرمات. فهي مثلها مثل المدرسة الشيوعية ال تعترف بالبعد االخالقي في االمور االستراتيجية. وبالتالي االنسانية المعنى لها.. وكل االعتبارات االخالقية واالنسانية ممكنة في حدود انها ال تمس تحقيق المنظومة الليبرالية غايتها في السيطرة العالمية.
المدرسة االستراتيجية الشيوعية للمدرسة الشعبية " الشيوعية" مبادئها وافكارها ورويتها وغايتها المتميزة ،وهي ايضا ال تقبل تصور اخر. وتعد ان الليبرالية مناهضة لها تماما. وان الليبرالية عائق امامها ومهدد لمصالحها التوسعية وصعود قوة عالمية محسوبة لها ،وفي خدمتها االممية وحدها. المبادي االربعة االساسية. وقد اختلفت جوهريا في ْ وحيث كما ذكرنا نحن في طور البناء التوضيحي للنظرية االستراتيجية ،ولسنا في صدد المقارنة بين المنظومتين الليبرالية و "الشيوعية" الشعبية. نقول بان المدرسة االستراتيجية الشعبية جاءت مؤخرا ،أي في ،1117 واالخرى قد حددت معالمها مع .1776 ولذلك وضعت مرتكزات اساسية مختلفة ،يمكن ان نلخصها كما يلي:
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
المبدأ االقتصادي :التخطيط المركزي الذي تسيطر عليه القوة الشعبية هو االساس ،فالمصلحة العامة هي المقدسة ،وال معنى للملكية الفرية، إال بقدر الحاجة الشخصية والزمنية والمكانية المحددة. المبدأ السياسي :القوة الشعبية هي من يصل للسلطة ،ومن حقه وضع أي نظام يحكمه ،وهذه النخبة وهي الطبقة العمالية "البروليتاريا" وهي الطليعة ،وهي الطبقة الواعية ،وهي من تحكم ،ومن الممكن ان تكون فوق القوانين ،فهي من يضعها لمصلحة الجميع .والدستور هو القانون الذي يختاره الشعب. المبدأ االجتماعي :ال معنى لألديان ،فالشعوب هي من يحدد منظومة القيم العامة ،مصدرها ما يتقفون عليه عامة ،وممكن ان يغيروها كلما بداء لهم ذلك ،شريطة ان ال تمس قيمهم النظام السياسي واالقتصادي المقرر في ظل تصور اممي شيوعي عالمي ،تنشده شعوب العالم. المبدأ الثقافي :كل وسائل االعالم ومؤسسات التعليم ودور الصحافة هي ملك عام ،وعلى المجتمع ان يسخرها في تحقيق المصلحة الشعبية العامة وقوة النظام السياسي الشعبي السائد.
وهكذا رأت كل من المدرستين انهما نقيض بعضهما البعض. وال سبيل للتعايش السلمي رغم المحاوالت والتوافقات. حتى تغلبت استراتيجيات وسياسات وخطط المنظومة الليبرالية وسيطرت على العالم لوحدها منذ .1111
المصير االستراتيجي العربي يطلق على االستراتيجية "الشيوعية" بهتانا "الشعبية" بدال من "الشيوعية". وإذا ما اتبعتها الشعوب اصبحت ضحية الفوضوية والغوغائية ..ولست طرفا مؤيدا ألي نظرية ال ترتكز على مرجعية اخالقية صريحة وبمصداقية عالمية وإنسانية وحضارية متكملة ماديا ومعنويا لكل الشعوب. وهذا ما ينبغي ان نتعلمه ،ان نميز عن طريق الوصول إلي االفضل في كل فكر ،وال نستورد االفكار بل نوطن ما نتعلمه من افكار ،فاألفكار كالبذور البد منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ان تغرس في البيئة لكي تنبت ثمارها ،وليست مصنوعة لالجترار االكاديمي، وان نميز الثمار من السموم عن طريق التجارب العلمية المخبرية ،وال نجعل شعوبنا حقل تجارب ،وال نقف إال على النتائج ونحسن ونعدل حتى نصل للوسيلة التي تحقق النهوض فعال وليس عن طريق الشعارات التي تبنى عليها اإليديولوجيات. واعلم إذا اختلفت االيديولوجيات بين الشعوب تختلف العقول جذريا ،وتتصادم االفكار ،و تتصادم االنظمة والسياسات وتتصارع النفوس وتضيع المصالح، وهذا ما حدث للشعوب العربية العقد االول من القرن الماضي. على كل حال ،رغم ان المنظومة الليبرالية قد تغلبت عالميا. إال انها حسب رأي كافة المفكرين الجادين انها ضيعت فرصتها في اعادة تشكيل العالم بشكل جديد نظيف صحيح ،بل بدأت في ارتكاب اخطأ افظع واوسع مما يمكن تصوره. وادخلت العالم في دوامة صراعات وقوائم االجرام النهاية وال حدود لها. وانحرفت عن مبادئها االستراتيجية االربعة ،التي سبق ذكرها. وكانت اول من انتهكها واهملها واخترقها وجاء بتصورات جديدة ،ورؤي تسميها رؤى الصقور ،في مواجهة رؤى الحمائم. وعادت إلي استراتيجية -القوة. وبدأت في تطبيق هذه القوة في المحور االجتماعي واالقتصادي والسياسي والثقافي العالمي. ونكون قد وصلنا غلي توضيح مسألة كيف تنطلق بالتفكير االستراتيجي القيادي. فهو ليس وليد فكرة بطل او جهود شخص عمالق تو شعوب تقتد وراء غرائزها كالقطعان ،بل اسواء ألنها تعلم انها لن تعيش ابدا ،وان مصيرها هو بقدر وعيها وتضامنها وحسب درجة بناء قيادتها.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ومن خالل مما ذكرنا من مدراس استراتيجية أربعة أساسية ،وقسمناها إلي محوريين متداخلين ،كما وضحنا ان وراء كل منهما مرجعية واسعة عميقة متميزة ،وقد اعلنت موقفها بصراحة وقوة وتحملت التحديات والنتائج. وسوف يشاهد العالم عودة الصراع بين هذه المدارس االربعة حسب المحوريين السابقين. وان المصير العربي في اشد خطر مما كان عليه في الفترات السابقة. وفي كتابنا التقادم سوف نبحث في كيفية بناء االستراتيجية العربية والمحاوالت السابقة.
-ب-
منظور الواقعية واالخالقيات ((المدرسة االخالقية)) ربما هذه الكتاب يرتكز في عمله تقديم هذه (نظرية المدرسة االخالقية) ،وهي عمل أصيل يختص بنشره ،وألول مرة هذا الكتاب ،وهو يشكل مدرسة فكرية عميقة ،ممكن ان تنبعث منها االفكار واالبداعات عدة ،وتبنى عليها السياسات و تدور حولها االفعال و العالقات الدولية ،حيث ابعادها الدولية في غاية االهمية عندما ذكرنا في اهداف عالية عند االهداء لهذا الكتاب..
مفهوم المدرسة االخالقية ترتكز المدرسة االخالقية على ضرورة رسم مسار التوفق على اساس مرجعية متوفر فيها منظومة قيم وعدالة واخالقية كاملة. ويرى الكتاب بان االمة العربية لصعودها فإن لها مرجعية اسالمية عظيمة. كما ان هذه المرجعية هي المسئولة عن نتاج طبيعة التصور ودرجة وضوحه ومستويات التحفز واالستمرارية والتأييد الشعبي واالنساني الالزم. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
كما تقسم المدرسة االخالقية انواع االستراتيجيات إلي ثالثة مستويات ،وهي العليا على مستوى الدول والشعوب ،واالدارية وهي االقتصادية على مختلف مستويات وانواع المنظمات الدولة ،واالستراتيجية التشغيلية وهي استراتيجية المهمة او التخصص في تنفيذ وتحقيق هدف تنفيذي متكرر محدد.
وتهتبر المدرسة االخالقية بان االستراتيجية العليا هي االساس. ماذا تقول لنا هذه العالقة الثالثية في المدرسة االخالقية؟ انه كلما كانت المرجعية واسعة وصلبة وراسخة كلما زاد ذلك في مدى قيمة وتوسع االستراتيجيات االخرى التي تؤسس على ارضية االستراتيجية العليا. ايضا كلما كانت االستراتيجية االدارية صاعدة ومرتفعة كلما زاد ذلك في االستراتيجية التخصصية التشغيلية والمهمات جميعها. ايضا درجة االنفتاح بين االستراتيجية العليا واالستراتيجية االدارية في مختلف المجاالت مهمة ،ألنها تتيح االبداع ،فالبد ان تكون االستراتيجية العليا تستوعب المنهجيات العلمية ،وال يحدث رفض وتضييق.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
واخيرا فان االستراتيجية التشغيلية هي المسئولة عن توسع ومدى قيمة االداء والمخرجات ،وهي معتمدة ومرتبطة باالستراتيجية العليا القيادية واالستراتيجية االدارية في المجاالت. ونحن هنا امام مدرستين مسئولتين عن صعود وهبوط االمم والدول. وها المدرسة االخالقية وهي االساس التاريخي. ومدرسة القوة التي اصبح لها الغلبة والمسيطرة على عالقات الدول في زمننا المعاصر. ومن خالل هتين المدرستين تنبثق االستراتيجيات االخرى وتتحدد طبيعتها ،هل هي تتمتع بروح اخالقية أم مادية بحثة مرتكزة على القوة ومجردة من كل القيم. كل ما قمنا عرضه في هذا الكتاب هو من وجهة نظر وتمهيد للمدرسة االخالقية. وينغي لنا االن ان نستعرض منحنيات مدرسة القوة والمدرسة االخالقية. على أساس قانون العرض والطلب الطبيعي. حيث:
منحنى طلب االستراتيجية في مدرسة القوة س :يمثل خط العمودي القوة العسكرية ،وهو خط صاعد X Axis ص :يمثل خط االفقي القوة االقتصادية "النمو-التوسع-االنتاج" YAxis أ يمثل منحنى االستراتيجية ،وهو منحنى عرص ، Supply Curveكلما زادت القوة زاد الطلب على القوة االقتصادية.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فهذا ملخص مدرسة االستراتيجية ،الحاجة الي القوة االقتصادية عن طريق التوسع االفقي على حساب الدول والمنظمات االخرى ،وزيادة القوة العسكرية للتغلب في المنافسة المباشرة او الغير مباشرة. وبالتالي ينظر لنجاح االستراتيجية عن طريق زاوية منحنى االستراتيجية تجاه القوة العسكرية ،وبمدى حجم القوة االقتصادية المستخدمة. لما كان هذا هو الحال في مدرسة القوة ،فان المدرسة االخالقية جاءت بمنحنى الطلب "االستراتيجية" حيث ينبغي ان تكون مطلب كل الدول والشعوب ،فهي صعود في النفوذ ،وتوسع في النمو. و إذا نظرت للمعادلة عن طريق إحداثيات اخرى.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
منحني طلب االستراتيجية في المدرسة االخالقية االحداثيات: س :يمثل خط االفقي للقوة االخالقية Ethical PowerوالقيموالعدالةX Axis ، ص :يمثل خط العمودي القوة العسكرية ،وهو خط صاعد Y Axis أ يمثل منحنى االستراتيجية ،وهو منحنى عرص ، Supply Curveكلما زادت القوة االخالقية والقيم والعدالة واصبح لها ثمن مرتفع في الحياة االنسانية ،كلما زاد انتاج القوة العسكرية واالقتصادية لحمايتها، وهكذا يصعد منحنى االستراتيجية.
في هذه الحالة يعتبر منحنى القوة االقتصادية او النمو واالنتاج او التوسع هو بمثابة منحنى الطلب في القانون الطبيعي. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ويكون اعلى نقطة عند اعلى مستوى في احداثي س "االخالق والقيم" ،وادنى نقطة عند اخر نقطة في احداثي ص "القوة العسكرية". وعبر القانون الطبيعي سوف تحدث عملية توازن ،عند تقاطع منحنى الطلب "التوسع االقتصادي" مع منحنى العرض "االستراتيجية".
منحني طلب االستراتيجية والعالقة مع القانون الدولي االحداثيات: س :يمثل خط العمودي القوة العسكرية ،وهو خط صاعد X Axis ص :يمثل خط االفقي القوة االقتصادية "النمو-التوسع-االنتاج" YAxis أ يمثل منحنى االستراتيجية ،وهو منحنى عرص ، Supply Curveكلما زادت القوة زاد الطلب على القوة االقتصادية. في حين يمثل القانون الدولي منحنى الطلب. ويفيد الرسم البياني بانه عندما تكون معدل القوة صفر يكون منحنى استخدام القانون الدولي في اقصى درجة ممكن تحقيقها من القوة االقتصادية أي النمو والتوسع ..وهذ بالطبع التصور المصالي ،وربما في العالم البشري صعب تحقيقه بسبب غريزة المطامع والمظالم. وا لمهم هنا ان ندرك انه كلما انخفض مستوى االعتداد بالقانون الدولي كلما انخفضت القيمة المضافة ،أي يكون تأثير القوة اقل ،والفائدة من التوسع اقل. وكلما ارتفع معدل االعتداد بالقانون الدولي كلما كان اثر القوتين العسكرية واالقتصادية اكبر. كما اننا نستطيع ايضا ان نخفض من مستوى االستراتيجية ،أي ان نجعل االتجاه نحو التوسع االقتصادي اكبر بالنسبة للقوة العسكرية ،وهذا سوف يعطينا قيمة مضافة اكبر. اذا استراتيجية هانز التي تدعوا الي انتهاك القانون الدولي كليا ،يترتب عنها ان يكون منحنى الطلب على القانون الدولي في ادناه ،وهذا سوف يجعل القيمة منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
المضافة وتأثير القوة العسكرية في ادناه ،وهذا ما يفسر اليوم حجم القوة النووية الهائلة ،ولكنها لم تحقق أي توسع وانما تهديد وتعريض العالم لمخاطر جمة.
القاري رسم هذه المنحنيات ،وتفاصيل اكثر في كتاب منهجية السالم ويجد ْ العالمي.
-ج-
منظور الواقعية والقيادات نناقش مسائلتين مهمتين ،وهما الواقع الذي تنبثق منه االستراتيجيات وكيف تتعامل معه من اجل تغييره وضبطه في اتجاه تحقيق االستراتيجية.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وثانيا وهو مسالة ماهية القيادات االستراتيجية وكيفية فرزهم االولي ،ثم اعداداهم الثانوي ،او تطويرهم العالي. فالقيادة االستراتيجية هي صنعة متميزة في حد ذاتها. ويظهر من خالل هذا الفصل كثير من االمور االستراتيجية الهامة التي ينبغي على الحكومات والمنظمات االستفادة منها.
فرز القيادات االستراتيجية ان شر واشد ما تعاني منه الدول المتخلفة ان ينظر للجميع في الواقع القائم بانهم سواسية في طبائعهم ،وقدراتهم ،ومشاعرهم ،ودوافعهم ،وقدراتهم ،وسلوكياتهم. وال يدركون ان هذه الطبيعة تصنع عبر االجيال ،حيث يصير االنسان معدن ذات طبيعة معينة. فالدول االستراتيجية عميقة االهتمام باكتشاف المتميزين والمبدعين والمناسبين حسب كل مهمة. وهم يدركون ان مسالة االختيار هذه او الفرز او االنتقاء هي ألرضية الصلبة التي يتشكل على اساسها المستقبل ويصبح ذات قيمة. فخذ مثال ،اكياس مملوءة بقطع من الفوالذ والحديد والذهب والفضة والنحاس منها الالمع ومنها المتأكل". فإن تم التعامل معها على اساس طبيعة واحدة فهذا خسارة فادحة ،وال قيمة اقتصادية او انتاجية ،بل عبث حياتي واسع. وعندما تفرز هذه المعادن ،يمكن صناعة منها كل حسب طبيعته قيمة متميزة، وخدمة متميزة ،ويتكامل الذهب الذي هو في جميع االكياس ،وهكذا الفضة، والنحاس ،والحديد ،ويعاد صياغة المتأكل فكل شيء يمكن ان يلمع ويحسن. وهذا الفرز حسب الطبيعية التربوية سوف يدفع االخرين واالسر باالهتمام بهذا الجانب الحيوي ،وهو اول قيمة ينظر إليها. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وهذا ما نسميه افرز االستراتيجي العملي او التفاعلي او السلوكي أو الطبيعي، ويكون له إدارات متخصصة ،وخاصة على مستوى الدول. ثم الفرز القيادي. ويقصد به فرز الذي لديهم قدرات قيادية استراتيجية ،والذين لديهم ملكة او قدرات قيادية تنفيذية. ويتضح ذلك من خالل السلوك القيادي. حيث القادة االستراتيجيون يميلون للصمت ،والنظرة الشاملة للمواضيع ،والغرق في التفكير بشأن ربط المواضيع واالجزاء ببعض ،فهم يميلون للعموميات اكثير من التفاصيل ،ويميلون إلي انتاج تصور افضل بعد تشكل كامل االجزاء في ذهنهم. وعادة ما يقترحون فكرة جديدة ،او يظهرون أخطاء كلية معينة ،يهتمون بالحقيقية الكامنة وراء االمور والتي تفسر الواقع.
ما يجب ان يكون عليه القيادات االستراتيجية؟ تسعى الدول من اجل صعودها والحماية من الهبوط إلي االهتمام بخلق خط من القيادات االستراتيجية ،جميعهم مؤمنون بمدرسة استراتيجية معينة. وهذا الخط القيادي األعلى ،او النخبة العليا ،او القيادات المتميزة ،هم من يرسم مصير شعوبها ،ويشكل حقيقة النظام العالمي. وخصائص تدريبهم اشمل: القضايا الوطنية والعالمية :تم تحديد القضايا الهامة في اذهانهم، وايمانهم بحلول معينة ،ومخاطر معينة ،وهم ينظروا للقضايا من مستويات علوية مالئمة ،بحيث يظهر لهم كل اجزاء القضايا ،وتشابكها ببعضها ،ولديهم القدرة و تتوفر االمكانيات ،بحيث يمكن طلب جزء معين من كل قضية ،فتظهر تفاصيلها في الذهن واضحة وتناولها بعمق جزء في ظل تصور كلي علوي واضح و راسخ .فهم يرون ال يمكن منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فصل نتيجة القضايا الوطنية عن القضايا العالمية ،فكل تطور عالمي البد ان يكون استراتيجيا مبرمج له سلفا. الواقعية و المستقبل :يتعلم القادة االستراتيجيون بان الواقع يجب ان يكون من صنعهم مسبقا ،والبد من استخدام كل امكانات القوة في الواقع من اجل ضمان المصالح في المستقبل ،فهم ال يفصلون بين الماضي والحاضر والمستقبل ،وال يستلمون للواقع ،هم يرون ان التحدي هو ما يخلق التقدم والتفوق ،وان الحضارات هي نتاج تحدي االنسان لقوة للبيئة الطبيعية ،فهم في حراك مستمر وتتغير للواقع متواصل .ينظرون إلي ان كل واقع هو سلم للمستقبل البد من صعوده وحدهم او ضمن القادرين ،وهكذا صعدوا للفضاء قبل غيرهم. التفاعل الداخلي والخارجي :يرون ان السياسات الداخلية مرتبطة في نتائجها مع السياسات الخارجية ،وان البيئة الداخلية للدول او المنظمات، هي نتاج ما يتحقق خارجيا من مصالح وتفوق وتوسع واستيعاب لألخرين ..وبكلمات اخرى ،يرون ان فشل الدول على صعيدها الداخلي هو حتما ايضا سيكون فشلها على الصعيد الخارجي ،وفي الجانب اآلخر ،يرون فشل دولهم ومنظماتهم على الصعيد الخارجي هو ايضا حتما سيكون فشال اوسع على الصعيد الداخلي ،فهناك نظرة تكاملية، وعالقة عضوية في ضمائرهم ،واذهانهم الرشيدة .إال ان الدول المتخلفة تختار قيادتها الخارجية بشكل مؤسف للغاية ،فكانت النتيجة سيئة على الصعيد الداخلي ،وال زال الحال مستمر في الفشل والتدني والضعف االستراتيجي العربي متجذر وعميق. البحث عن العامل المميز :لديهم القدرة على تحديد المميزات والقدرات واالمكانات التي تحقق لهم التميز في المنافسة او الصراع ،واالستفادة منها وعدم ضياعها ،فقد يكون العامل المميز هو العامل الرابط الذي يربط كافة مهام المنظمة في مسار واحد ومحققا للرؤية بكفاءة، فاكتشاف العوامل المميزة تتمتع القيادات االستراتيجية. تطوير التفكير االبداعي :تتوفر لدي القادة االستراتيجيون ملكة انتاج االفكار االصيلة ،وبشكل متعدد ،ويمكنهم ان يضعوها في اساليب منطقية تمكن االخرين من فهمها ،واالقتناع بها ،واتباعها ،فهم قادرون على تجزئة االفكار ،وربطها ببعض ،وهم قادرون ويحترمون
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
االبتكارات ،وليدهم رغبات في التجديد والتغيير والتميز في اداء منظماتهم او قطاعاتهم. امتالك القيم :االخالق والقيم ليست عنصر واحد ،وانما هي مركب من المبادي والمفاهيم واالساليب والسلوكيات والغايات ،تجعل القادة ْ متحفزين ولديهم طاقات تفوق غيرهم في تحقيق النجاح وفق مسار واضح وراسخ .فالقيم الحسنة هي التي تحفز القوة ،وهي التي تدفع بالنشاط وتمنع التوقف او الفتور ،او الهروب واالنكسار أو االنحسار. والقيم هي التي تجعلنا نقدر قيمة افعال او ردود افعال االخرين ،وما يجب علينا فعله ،القيم هي التي تبين لنا متى نقف وما ال يجب تجاوزه، القيم هي اساس التفضيالت ،القيم هي التي تتحكم في مسائل الرغبات والكره والمحبة او القبول والرفض ،القيم هي وراء التضحيات.. وخالصة القول قيادات بدون قيم ايجابية ال قيمة استراتيجية لها في صعود اممها. الرسالة :القادة االستراتيجيون يضعون اهدافهم في صورة رسالة رمزية ،معبرة للجمهور ،محفزة للعاملين ،ضابطة لالدا والمخرجات، محترمة في اعين المنافسين والمتصارعين ،فهي كلمات مؤثرة وفاعلة وموجهة ،فمثال ،القول " نحن امة قوية تحترم إرادة االخرين وتكافح من اجل حقوق االنسان وتبني الحضارة متماسكة بعقيدة سمحة ال تقبل الباطل أو الظلم وتنشر العدل والمساواة واالخاء والحق والحريات".. وربما اقصر من ذلك بكثير ،المهم كلمات تصنع الحياة السليمة او المنتج السليم.
ماهية القيادة االستراتيجية ان القيادات االستراتيجية هي ظاهرة فردية ،موزعة في العالم ،فهي من التوازنات القدرية ،ونرها تولد وتظهر في كل المجتمعات ،وغير مقيدة بمكان او زمان او تفوق عرق بشري على أخر. ولكن المعضلة هو في تفوق مجتمع على اخر.. وكثيرا ما نجد هجرة تلك القدرات والقيادات المتميزة المبدعة غلي بيئة افضل لكي تحصل على فرصة النجاح ونمو قدراتها المتميزة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
والتي تبقى في المجتمعات المتخلفة مصيرها المعاناة واالنتهاء بدون ان يستفاد منها. الن المجتمعات عندما تتخلف حضاريا يصحب ذلك تخلفا ذهنيا ،ويصبح الشق االيمن من الدماغ ضئيل ،وال يعمل بصورة استراتيجية عقالنية كافية ،وتصبح تميل إلي الفعل ورد الفعل الغريزي ،وهو الخوف والهروب وعدم التحليل والميل للحياة البدائية ،وعدم االعتزاز بالهوية ،وعدم ادراك واحترام العقيدة. وتتفشى في المجتمعات امراض اجتماعية و ثقافية واقتصادية ال حصر لها. مما يعيق بروز القيادات االستراتيجية ولعب دور فيها. ولكن ذكرنا فيما سبق مسالة "الصحوة" واثارها في انطالقة الفكر االستراتيجي ومن ثم التحليل االستراتيجي لمصاحب له ،واللذان من خاللهما تتشكل الرؤية القيادية والرؤية العامة المتكافئة نسبيا. وعندما نتحدث عن سمات القيادات االستراتيجية فأننا ينبغي ان ندرسها ونستنتجها من المجتمعات الحضارية ،ألنها افرزت قيادات واقعية يمكن قياس نتائجها ،ومقارنتها ،ومعارفة سماتها. على كل حال ،فيما يلي سمات القيادات االستراتيجية:
تتميز القيادات االستراتيجية بقدرة هائلة طبيعية من التفكير االستراتيجي ،ودائما عقولهم في حالة تحليل استراتيجي متزامنة ومتواصلة مع هذه القدرة التفكيرية المتميزة ،مما يجعلهم على قدرة واسعة وكبيرة في صنع الرؤى الدقيقة والمبتكرة. هم اصحاب رؤية واضحة في اذهانهم ،وهم يرون بسهولة وسرعة مما يعجز االخرون عن فهمه وتصوره ،وهذه الرؤية تشكل لديهم حالة اندفاعية في اتجاه مسار محدد. هم اصحاب اهداف بعيدة ،ويتحمسون لتحقيقها. اهدافهم دائما ذات طبيعية عامة ،وتاريخية و وطنية ،وطوية المدى، ونحو حلول لقضايا هامة ،فهم ليسوا اصحاب مصالح ذاتية ،وهذه ما يميزهم بسهولة عن القيادات االدارية التقليدية.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
فكرهم االستراتيجي الهائل يخلق لديهم طاقة و اصرار هائل نحو تحقيق االنجاز الكبير المتهم. يقبلون التحديات وال يخافون منها ويوجهوها بأدوات العصر وبمناورات في غاية الذكاء ،فهم اذكياء بشكل مميز. يحبون االبداع ويحترمون المبدعين ،ويستمعون للعلماء ويقربوهم في مجالسهم ،ويستعينوا بهم في مهامهم. يحبون االصالح ،ويشجعون عليه ،وهو ديدنهم ،ويحاربون الفساد ويخشونه ،ويكافحونه بقوة ،ويدركون ما لإلصالح من اهمية في تحقيق منحزتاهم الحقيقية ،وما لإلصالح من اهمية في سمعتهم التاريخية ،فهم شرفاء ،صادقون ،امينون ،يشعرون ان قيمتهم بسبب قيمهم العالية التي شكلت عقليتهم االستراتيجية الكاملة الجوانب االربعة. هم بالطبع اصحاب مرجعية واضحة راسخة ذات منظومة قيم متكاملة، ويؤمنون بها بشكل كبير ال نفاق فيه. هم بالطبع اصحاب منهجية تساعدهم على مناقشة رؤاهم وكيف يحققوها ،ويمكن من خالل هذه المنهجية ان يحددوا عوامل النجاح ، ويحددوا مؤشرات قياس النجاح االستراتيجي. لديهم قدرات على انتاج افكار أصيلة متعددة ،وهذه ما يتسبب في حب االبداع والمبدعين ،واالبتكارات والتشجيع عليها. التواضع في رفعة والتصرف بحكمة ،فهم قدوة لهم تأثير طويل المدى، فال يحبون اذالل البشر او اهانتهم ،وانما تكريم من يستحق التكريم والرفعة ،والعناية بمن يحتاج إلي تحسين واصالح ،حيث البلدان والشعوب واالمم تقاس اوال وتصمد وتصعد بقوة صفوفها االمامية. االحساس الدائم والسريع بنقاط قوة وضعف الخصم ومعرفة كيفية التعامل معها. يحبون العدالة ويتخذونها اساس في ترسيخ قوتهم يقربون من هم على شكلتهم ،فهو اصحاب ثقة عالية في قدراتهم وتميزهم ،فال يخافون على فقدان ادنى مزياهم ،فهم يعلمون تقدير العظماء لتفوقهم ،ولهاذ نرى في الدين االسالمي ،انه من رأى اعلم واعظم منه فليقدمه للمهمة ،لكي ال تسجل له خيانة عند هللا.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
والقيادات االستراتيجية هي الصفوف االولى في الدول. وهم رؤساء الدول والحكومات والبرلمانات ومجالس القضاء والمحاكم، والهيئات والمنظمات العامة واالستراتيجية. وال يقصد به مدراء المستويات الوسطى ،فهم منهجيون ،اكثر من كونهم مرجعيون ،وهم تابعون اكثر من كونهم قياديون مستقلون. وانما البد من توفر قدر من السمات االستراتيجية التي تمكنهم من التفاعل والتعامل وتحويل رؤى القيادات العليا غلي تطبيقات منهجية فاعلة ومستقرة. ان في هذا العالم يولد كثيرون بهذه الميزات. ولكن االكثر هم من يولدوا دهماء بسطاء مما ان تستغلهم أي استراتيجية معادية، وتسخرهم ،ضد االصالح وضد الحق وضد العدالة وضد الحريات.. وهذه القوة الفاسدة هي من يصنع جيوش االجرام التي تحرم المجتمعات من فرص وصول قيادتها االستراتيجية للمراكز والمواقع بحيث تبدا عجلة التقدم والصعود والتوسع الحقيقي. فليس هناك من مجتمع متخلف وال توجد سجناء الراي واجهوا الطغاة وسجنوا وعذبوا وضحوا من اجل االصالح والنماء وسعادة وامن شعوبهم ،فهم العظماء وهم هبة الخالق لتلك المجتمعات التي ظلمتهم ،بصمتهم وخبنهم وجهلهم، واطماعهم الذاتية. ان المجتمعات ال يمكن ان تنهض وتتميز اال من خالله قادتها االستراتيجيون. وعندما يصل القادة المتميزون للسلطات وتلتف حولهم شعوبهم فاعلم ان هذا المجتمع هو العظيم فعال. ومن االهمية بمكان ادراك اهمية ودور واستغالل المعادالت الطردية االستراتيجية التي تربط العالقة العضوية بين تفاعالت القيادات االستراتيجية وجيوش الدول ،وتفاعالت الشعوب مع عملية تشكل جيوشها ،وهي كما يلي:
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
العالقات االستراتيجية الطردية وهي كما يلي: القيادات االستراتيجية <-----الجيوش االستراتيجية الشعوب الحضارية <---------الجيوش االستراتيجية وقد استخدمت هذه العالقات االستراتيجية في بناء استراتيجيات ادت إلي صعود أمم بالقوة والتنمية الفكرية والمادية وهبوط االخرى بالضعف والتخلف على المستويين الفكري والممادي. ويحدد قانون العالقة الطردية االستراتيجية الطبيعية ،االتي: ان القيادات االستراتيجية االصالحية صحيحي وسليمي المرجعية ،تولدجيوش استراتيجية عقيدتها حماية االمة والكرامة االنسانية وحدود االوطان واالنسان ،والعكس صحيح. ان الشعوب الحضارية اليقظة الناهضة تفرز من ابنائها جنود عظماءشرفاء يرفعوا راية االوطان ويخدموا العقيدة واالنسان والحضارات. وبذلك استخدمت هذه المعدالت الطردية منذ بداية القرن التاسع عشر ،على اضعاف دول عظمى ،و عن طريقها تم تفتيت حضارات وقيام عالم متحضر وتحويله إلي عالم ثالث. ولكي ال نخرج عن عمومية وموضوعية طرح النظرية االستراتيجية في هذا الكتاب. فسوف نناقش بأكثر تفصيل في كتاب "االستراتيجية الدبلوماسية ..والتوازنات االخالقية والصراعات والمصالح" ،بشكل محدد ودقيق للغاية.
مقارنة التفكير االستراتيجي والتفكير التنفيذي هناك نمطين من القيادة متميزين ،لكل منهما خصائصه وادواره كما يلي: اوال ،خصائص التفكير االستراتيجي منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
-
التخطيط :طويل المدى الشكلية :تفكير تصوري يتبلور حسب رؤية الكيفية :انعكاسي أي اسقاط تعليمي او تصوري على الواقع االهتمام :ايجاد حلول للقضايا الكبيرة والمستقبلية والفرص االبداع :دائما منشغل بالبحث الجديد والتجديد واستباق االنسدادات الفاعلية :البحث عن النتائج ،بمعنى ما نتيجة العمل؟ المستوى :فوقي ،أي النظر من علو لرؤية المشهد بكامله كـلـي ،أي النظر إلي المشهد بكامله ،ورؤية كل االجزاء والمهام و المسارات الممكنة والمحتملة.
ثانيا ،خصائص التفكير التنفيذي -
التخطيط :قصير المدى ومباشر الشكلية :تفكير عملي الكيفية :فعل وعمل االهتمام :حل المشاكل االنية االبداع :ال يوجد فالتعامـل جوهره مع الروتين والمسلمات ،والتعامل مع االنسدادات عند وقوعها الفاعلية :ال يبحث عن الفاعلية وانما يبحث عن الكفاءة ،أي كيف يؤدى العمل؟ المستوى :ميداني جزئي :أي النظر إلي المهمة أو الجزء المتعامل معه فقط.
في حقيقة االمر ،جميع الدول والمنظمات تحتاج في ارض الواقع إلي النوعين من التفكير. كما ان كل القيادات البد لها وان تمتاز نسبيا بقدر مناسب من الخصائص حسب حاجة موقعها. فمواقع اتخاذ القرارات عادة ما توصف بانها استراتيجية ،فرؤساء المنظمات مسئولي عن تفعيل االستراتيجية العليا ،ومدراء االدارات مسئولي عن تفعيل منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
االستراتيجية الوظيفية او التنافسية حسب المجال ،ورؤساء االقسام مسئولي عن تنفيذ االستراتيجية التشغيلية. وتقل خصائص التفكير االستراتيجي وتزداد خصائص التفكير التنفيذي كلما اتجاهنا من اعلى الهرم غلي اسفله ،سواء في الدولة او القطاعات والمنظمات. ولكن الذي نسلمه هو االهتمام فقط بالتفكير التنفيذي ،وهو فطري ،وغريزي، وال يحتاج إلي جهد فكري ،ومن هناك تظهر كثير من العيوب في الدول والمنظمات ،وهي: تكرار حدوث االزمات :حيث تصبح الدولة او المنظمة معتمدة علىردود االفعال ،وكأنها مؤسسة اطفاء الحريق ،تفاقم االوضاع ،خسائر، حلول جزئية ،عدم رضا عام ،عدم التحكم في الفساد ،انخفاض معدالت النمو ،بطالة مقنعة ،توسع سلوكيات سلبية على مستوى العاملين والمجتمعات والقيادات. تفاقم االخطار الخارجية :عدم وجود تفكير استراتيجي ،يعني عدم وجوداالهتمام بالصعود والقوة والفوز ،بمعنى اخر حالة من الضعف المريء للخصوم ،ومن هنا تكثير التدخالت الخارجية ،كما ان اثار االستراتيجيات للدول االخرى تصيب المنظمات والدول والقيادات في مقتلها ،بمعنى ال يوجد نظام مناعة يحمي كيان الدولة. ضياع الفرص ،ال يمكن رؤية الفرص ،وال يمكن استغالل ما تتعرضله من فرص او ما تمتلكه من امكانات وقدرات ،بسبب االنشغال بالمشاكل اليومية ،وضياع جهود كبيرة ،وموارد ضخمة ،وما يبرز من زيادة في تعقيدات الواقع وتشعباته المنبعثة من االخطاء والضارة على المدى االني والقصير والطويل. ومن هنا نلمس بان الحاجة غلي التفاعلية والتكاملية بين التفكيرين والقيادتين االستراتيجية والتنفيذية هي مسالة حيوية وهامة على صعيد مصير البلدان ومنظماتها. من اجل تفادي االزمات ،واالخطار الخارجية ،واالستفادة من الفرص واالمكانات ،واالستثمار في الواقع لمستقبل االفضل. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ادوات اعداد القيادات االستراتيجية تعتبر الدول والمنظمات مسئولة عن تنمية ملكة التفكير االستراتيجي على مستوى مختلف قياداتها. ويعد التدريب االستراتيجي من ابرز وانجح هذه الوسائل التنموية القيادية. وال نركن إلي وهم االعتقاد بان كل القيادات تفكر استراتيجيا. فالواقع يدل على عكس ذلك تماما ،حيث العمل الروتيني ،وطول مدة التكليف، تنتج عنه ،ظاهرة "المسلمات" حيث تصبح االمور كأنها مسلمة ،ويكون التصرف معها بحالة شبيهة بأال وعي ،وهي خمول وظيفي وكساد واال مباالة، وتدني االنتماء ،واالتجاه للسلوكيات الخاطئة. فبقاء القيادات والعاملين دائما على ما هم عليه ،كالماء الذي ال يتجدد يتعكر، ويتغير لونه ،ونقائه. فهناك امرين لحل هذه االشكالية الطبيعية: اوال ،الوقوف على حقيقة االمور ثانيا ،التدريب وتشمل مسالة الوقوف على حقيقة الواقع ،المراجعة الميدانية ،والمراجعة الذاتية ،والظهور على طبيعة مشاعر ،وسلوكيات العاملين في القطاعات والمنظمات ،وتقدير المستوى العقلي الذي تمتاز به كل قيادة مكلفة ،مدة انشغالها بالوظيفة ،وما تراه افضل ،كيف تفكر في مستقبلها الوظيفي ومستقبل المنظمة، ما هي المشاكل التي تراها ،وما هي مقترحاتها في الحل.. ومثل هذه الدراسات االستراتيجية التحليلية سوف تظهر حقائق كانت عمدا ط ْي االهمال والكتمان. وتبرز الحاجة للمواجهة والمعالجة واالصالحات.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
والدول التي ال تستطيع فعل ذلك ،فهي في احدى الحاالت التالية :اما انها في واقع االزمة ،او انها في واقع الفساد السياسي والمالي ،واما انها ال تمتلك قيادات استراتيجية عليا جيدة. فمسالة انتقاء القيادات والحرص على اعادة تركيبها وبلورة افكارها واستغاللها االمثل هو احدى الخطوات في مسارات الصعود. وتشمل مسالة التدريب استخدام االدوات االتية: اعادة التأطير :reframingيهتم التدريب االستراتيجي بمسالة تعليم القيادات على عملية ايجاد الحول للمشاكل الواقعية والمنظورة مستقبليا، عن طريق البحث عن االسباب والعلل والقصور والعوامل ،وعدم النظر إلي ظاهر المشكلة ،بل الذهاب إلي جوهرها ،وهذا يحتاج إلي حلقات من التدريب ،تحصر فيها ،االزمات والمشاكل والمخاطر ،وتبدأ عمليات اعادة التأطير ..عمليات البحث عن جذور المشاكل ،واالزمات، والعوائق ،وسبر اعماق الظواهر ،ومن ثم اعادة التأطير حيث تنتج اطر عمل جديدة ،جزئية وكلية ،وغالبا ما تنتج عنها اعادة هيكلة وهي تسبق اعادة البناء المزعومة عند حلول االزمات ،وتنتج عنها افكار جديدة، وتحديات ،تحتاج إلي نوايا استراتيجية حقيقية. التعامل مع الموضوع من خالل زوايا متعددة :عند تدريب القيادات، البد من تأهيلهم على ممارسة النظر إلي المشاكل واالمور االنية والمستقبلية من خالل زوايا متعددة ،حيث الناس مجبولين غريزيا على النظر دائما من زاوية واحدة ،وعادة ما تكون القرارات المتخذة على البعد والزاوية الواحدة قاصرة وغير استراتيجية ،بل ربما تسبب ظهور مشاكل وزيادة احتماليات االزمات .وسوف نشرح هذا التكتيك ببعض التفصيل. استخدام االسلوب البحثي :وفيها يتم اعطاء القيادات مشاكل موجودة، او طلب منهم ،عرض مشاكل يرونها تواجههم ،ومن االشتراك الجماعي في البحث عن الحل المشترك .كما يشمل ايضا االهتمام بجانب تشجيع القيادات على تقديم الدراسات والقيام باألبحاث ،وتقييم دراسات وابحاث عالمية. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
استخدام لعب االدوار :وهي عن طريق "دراسة الحالة" ،بحيث يفوض القيادي المرشح لدور معين ،ومن ثم النظر إلي سلوكه ،وقراراته، وخطة عمله ،وتصوراته ،مما يحفز العملية العقلية االستراتيجية، وعندما يواجه الواقع يكون تمرس عليه مسبقا .وال يجعل الدولة او المنظمة حقل تجارب ،وضيع الفرص واالمكانات وحدوث االزمات. وجود ادارة استراتيجية علي في الدولة او معهد استراتيجي من الوسائل الالزمة لالنطالقة االستراتيجية والمحافظة على استمراريتها وتطورها. تكتيك التدريب على كيفية التعامل مع المواضيع واتخاذ القرارات بعد النظر من زوايا متعددة: عند النظر للموضوع أي كان او قرار مطلوبا ،فيلزم التدرب على النظر في اتجاهات او اهتمامات ستة ،وهي: -
-
-
-
-
زاوية الحقائق واالرقام :التدريب على ممارسة طلب ما يتصل بهذا الموضع او القرار كل الحقائق واالرقام ،وبقدر العقلية االستراتيجية القيادية تظهر الحقائق واالرقام. زاوية المشاعر ،التدريب على النظر واستخدام ما يحتاجه الموضوع من قيم واخالق ،وما يفتقده المعنيين ،من تلك المشاعر والقيم ،وما اثار القرار االخالقية واالنسانية ،فالفساد ينبث عن طريق غياب مثل توظيف المشاعر االيجابية بشكل بناء وكلي. زاوية االيجابيات :التدريب على النظر إلي ما يحققه القرار والحل من مكاسب وفوائد سواء كمية او نوعية ،وما هي اثارها ،وابعادها االنية والمستقبلية ،وما يحققه من تفادي ومعالجات للسلبيات. زاوية االبداع :التدريب على التفكير االبداعي ،وهو يتمثل ،في صنع الرؤى والتصورات ،ونقد للواقع ،ومقترحات التجديد والتغيير والتطوير ،وانواع االبتكارات الممكنة والتأملية والمأمولة. زاوية التحكم والضبط :التدريب على كيفية التحكم في سير االمور على خط استراتيجي ،وضبط كافة االمور والنواحي ذات الصلة ،مثال، ضبط السلوكيات ،مواعيد االنجاز ،درجات االنجاز ،المواصفات، المنافسات ..الخ.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
زاوية السلبيات :ايضا التدريب على التعرف على انواع السلبياتالموجودة ،والمحتملة ،واكتساب القدرة على تصويبها. يقوم بمثل هذا التدريب االستراتيجي قيادات استشارية متميزة ،ومن خاللها سوف تظهر كثير من الحقائق ،فيتم اكتشاف المواهب ،وكذلك يتم اكتشاف القيادات الفاشلة ،التي يلزم تغييرها ،فالدولة والمنظمات ليست رهان الفشل او النجاح ،بل االصرار على واجب الفوة هو الواجب االستراتيجي ،وهو الواجب المصيري ،وهو ما يعكس جدارة البقاء والحياة. ولقد ذكرنا لمحة عن انواع ادوات اعداد القيادات االستراتيجية .ا وبعد ما يتم التدريب االستراتيجي االعدادي ،تذهب القيادات إلي مرحلة التدريب القيادي االستراتيجي التطويري.
آليات تطوير القيادات االستراتيجية تقدم لنا العلوم االستراتيجية "االليات الخمس" لتطوير قدرات القيادة في مواجهة تعقيدات الواقع التي تواجه تطبيق االستراتيجيات. وهي: -
آلية االستجابة لتعقيدات الواقع آلية التوسع والروافع Stretch and leverage آلية معالجة التغيير آلية المناورة االستراتيجية آلية مواجهة الضغوط الخارجية
وفيما يلي شرح المقصود بكل آلية ،على النحو التالي: أوال ،تطوير القيادة على آلية االستجابة لتعقيدات الواقع غالبا وفي كل االحوال تجد ان واقع الدول والمنظمات شديد التعقيد. وكثيرا ما يكون مضطرب وخاصة في االزمات او التحوالت االستراتيجية.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
strategic ويرى االستراتيجيون بان هناك اربعة "استراتيجيات تكتيكية " techniquesمن اجل التعامل مع الواقع واالستجابة بطريقة تضمن خط نجاح تطبيق االستراتيجية. وهي:
التكتيك التخطيطي االستراتيجي :ومنطق اهل آلية هذه االستجابة ،هو ان عند تطبيق االستراتيجيات ،سوف تكون التغييرات الالزمة تحدث تدريجية ،وبالتالي ،رسم خط سير يبين االستراتيجية المقصودة، واالستراتيجية القائمة ،ويتم السير على هذا الخط من اجل معالجة المقاومة واالحتواء الالزم ،واحداث التغييرات المطلوبة ،الن االستراتيجيات البد وان تحدث تطورات وتحديات اثناء تطبيقها ،مما يحتاج تحديد آلية االستجابة والسير قدما. آلية االستراتيجية الناشئة :ويقول اهل آلية هذه االستجابة ،ان عند االحتكاك بالواقع في تطبيق االستراتيجية ،يقابلها االضطراب ،فيتم وهو في حالة متوسطة ،استخدامه تغذية مرتجعة ، feedbackويتم اعادة تشكيل االستراتيجية المقصودة ،مما يخلق واقعا جديدا ،نتيجة لبروز ما يعرف "باالستراتيجية الناشئة" ،وعبر هذا المنطق فان االستراتيجية المقصودة في حالة تغيير ديناميكية حسب درجات االضطرابات .الن االضطرابات ربما تكون نتاج في التصورات ،او غير مستوفية االشتراطات الزمنية او البيئية المحلية او الخارجية. آلية القيادة الملهمة :وهذا المنطق يعتمد على اختيار وقدرات القائد الملهم ،تتشكل على ضوئها تتحدد شكلية تطبيق االستراتيجية ونتائجها المحكومة بدرجة تعقيدات الواقع وطرق التعامل معه. آلية النوايا االستراتيجية :يرى اهل هذا المنطق في التعامل معه واالستجابة للتحديات واالضطرابات والتعقيدات عن طريق ممارسة القيادات للرؤية االستراتيجية ،حيث هذه الرؤية تخلق ما يسمى بالنوايا االستراتيجية ،يمكن من خاللها تكثيف الجهود وخلق االحتشاد الالزم، والتعرف على الفرص ،وتحديد االتجاهات ،مما يمكن القادة االستراتيجيون ان يميلوا نوعا ما عن االهداف المرسومة ،واستخدام النوايا ،وهي لها مخاطر ،ولكن ينصح بعملية اتخذا تدابير وتقديرات
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
مالئمة عدة ،الن الطموح ليس مثل االهداف ،فالطموح قد تكون غير واقعية وال يوجد لها امكانات ،ولذلك النوايا االستراتيجية في االستجابة للواقع تمارس بواقعية ايضا. ثانيا ،تطوير القيادة على آلية التوسع والروافع في حقيقة االمر ،ان االستراتيجيات جميعها تهدف إلي تحقيق الصعود في اتجاه االعلى ،والتوسع في االتجاه االفقي. وهذا العملية تحتاج على ارض الواقع إلي ما يسمى الروافع . leverages كيف يحدث هذا على ارض الواقع؟ الواقع كما ذكرنا هو مركب من التعقيدات والمقاومات والتحديات والعراقيل. وف ي اثنا الصعود او التوسع احتاج إلي تكتيكات استراتيجية في التعامل مع الواقع في نقاط محددة ،وعلى سيبل المثال ،فيما يلي آليات الروافع التالية:
تكتيك تركيز الموارد :معناه تستطيع المنظمة او القطاع او الدولة تركيز مواردها االساسية عندما تنتقي المنظمة هدفا محوريا يشكل مركز ثقل في تطبيق ومستقبل االستراتيجية. تكتيك تجميع الموارد :معناه تفادي المنظمة تشتيت استخدام مواردها، من اجل استخدامها في اتجاهات محددة ،وليست في اتجاهات كثيرة غير ذات فائدة. تكتيك تكامل الموارد :في هذه الطريقة تنظر المنظمة او الدولة إلي محيطها وتكتشف الفرص التي تعينها بالتكامل في داخلها مع االخرين، مما يقوي المواقع نحو البيئة الالزمة. تكتيك ترشيد الموارد :وفي هذه الطريقة تعكف المنظمة او الدولة على دراسة حجم عملياتها وتفادي أي هدر ،وعالج ظواهر التضخم غير المبرر في حجم القوى العاملة لتفادي تكاليفه وتدني كفاءته وما ينجم عنه من سلوكيات.
االستراتيجيات والقرارات تحتاج آليات التخطيط والروافع وال يصلح التنفيذ بدون تسخير كل مقومات النجاح الممكنة. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ثالثا ،تطوير القيادة على آلية معالجة التغيير والسلوكيات تمر الدول والمنظمات بدورات حياتية استراتيجية ،كل دورة لها واقع معين، مثال: -
-
-
-
مرحلة البناء :واقع يحتاج إلي كفاءة بناء النظم واستقطاب الكوادر المتميزة. مرحلة االستقرار :نجاح مرحلة البناء يؤدي إلي ما يسمى بمرحلة االستقرار ،وهذا واقع يجشع ويلزم بإجراء عمليات معايرة االستراتيجيات وضبطها ،وفي هذه المرحلة تستمد االستراتيجية قوتها وتجذرها. مرحلة التأقلم :واقع يحتاج إلي اجراء تغييرات طفيفة للتناسب مع التغيرات المحيطة الصغيرة ،فال يمكن تصور واقع محيط بدون تغييرات وتطورات ،والبد لالستراتيجيات من مرونة التكيف. مرحلة الصراع :واقع يحتم االنطالق في اتجاه جديد عبر مراحل ،او تغيير االتجاه بشكل سريع ،او تغيير التجربة او بسبب حدوث خطأ، وهذا واقع يحتاج للمغالبة. مرحلة الثورة :وهي واقع يحتاج للتغير الشامل ،االداري والسياسي واالقتصادي والثقافي ،ويجب ان يتم بشكل سريع وفي جميع االتجاهات ،والمفاهيم واالسس من اجل واقع جديد.
وهكذا ت بدأ مراحل دوران حياة الدول او المنظمات من جديد ،بناء ،ثم استقرار، ثم تأقلم ،ثم صراع ،ثم ثورة. طول مرحلة االستقرار والتأقلم هي ما يميز قوة استراتيجية عن أخرى. فالستراتيجيات المحكمة والقيادات الحكيمة يمكن ان تجعل مرحلة االستقرار قرونا عديدة ،وكذلك مرحلة التأقلم. والقيادات الغير استراتيجية تضيع منها الفرص سريعا ،وتكون فترة االستقرار قصيرة ،مما يوقعها في صراع واسع ،وتبدل االستراتيجيات وطبيعة البناء.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
كما ان االستراتيجيات تواجه واقع يحتاج إلي مرحلة البناء ،والدخول إلي االستقرار وضبط االستراتيجيات ،ومرحلة التأقلم لالستمرارية مع التكييف للتغيرات المحيطة والدولية ،واالستعداد للصراع وتفادي الثورات. مهارات قيادية استراتيجية وهناك مهارتين قيادتين مهمتين ،وهما: المهارة القيادية في زيادة الكفاءة :البد من حرص القيادات على زيادةالكفاءة لقطاعات والمنظمات ،وهي استراتيجية ادارية قصيرة المدى، وتشمل كل المجاالت ،والمهام التشغيلية. المهارة القيادية في االستعداد للمستقبل :البد من وجود تصور ما يجبان يكون عليه القطاع او لمنظمة في المستقبل ،وهو استراتيجية طويلة المدى .وترتكز على االستعداد لمواجهة التغييرات المحتملة وما يلزم من تغييرات في البيئة الداخلية والمحيطة ،ويشمل ذلك تغيير السلوكيات البشرية الخاطئة .وهو امر بالغ االهمية ويحتاج إلي مهارة استراتيجية دقيقة. المهارة االستراتيجية في متطلبات التغيير السلوكي جميع االعمال االستراتيجية تستدعي نوعا من التغيير. وطبيعيا اصعب هذه التغييرات الالزمة هو تغيير سلوك الناس. وتغيير سلوك العاملين فن البد أن يتعلمه القادة االستراتيجيون ،ويقومون به بكفاءة. وتحتاج الناس لثالثة امور لتغيير سلوكها ،وهي: التوجيهات :صدور توجيهات واضحة وملزمة حول السلوك المطلوب.وتهتم القيادة بالمتابعة السريعة ،والتنفيذ الشامل ،والتغلب على الصعاب بشكل حازم وفوري ،بحيث ال تنتهك التوجيهات في مهدها ،وتؤدي إلي نوع تعنت ورسوخ السلوك المقاوم والسلبي الذي يضر بواقع االستراتيجية. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
االستطاعة :وهذا يعني البد من تأكد القيادات من توفر بيئة يقدر منخاللها تنفيذ العاملين لتلك التوجيهات السلوكية المطلوبة ،وهنا يلزم من توفر معطيات بيئية مالئمة لتطبيق التوجيهات ،فالسياسات مثل الحوافز ،واختيار القيادات ونظام التعويضات ،وتمييز اصحاب السلوك الحميدة وترقيتهم وتمكينهم ،ومحاسبة الفاسدين واستثنائهم من مواقع القيادة ،جميعها من عمليات تحسين البيئة. اإلرادة :البد من توفر اإلرادة على كافة المستويات ،وان تراقب هذهاالرادة استراتيجيا ،الن غيابها ،يجعل تغيير السلوك مسألة شكلية. وسوف يدخل الدول والمنظمات في "مرحلة الصراع". وفيما يلي بعض السلوكيات المتوقعة في مواجهة االستراتيجيات ،وكيفية مواجهتها: مواجهة سلوك التمرد :عندما تكون هناك استراتيجية كبرى عميقة ،فمن المتوقع حدوث تمرد تجمع له "قوة – تمرد" على المستوى االدنى، كوسيلة ضغط وتفاوض ،او اسقاط االستراتيجية ،او الدولة او المنظمة. ويتم مقاومة التمرد بالطرق السياسية السريعة ،ويعكس وجود قيادات عليا متضامنة ومضادة لالستراتيجية ،ويقول االستراتيجيون هناك خيرات وهي االقناع ،أو المال للتعويض ،او التهديد بالقوانين الشرعية والقوة الالزمة .والتمرد هو اصعب انواع السلوكيات ،والبد من االستعداد له قبل تنفيذ االستراتيجيات ،أي احداث تغييرات قيادية مطلوبة بكاملها ،قبل خروج االستراتيجيات على المستويات االدنى. مواجهة سلوك الوكالة :يقصد بهذا السلوك ان يربط الشخص نفسه بمصدر قوة ليستغلها مقابل اعطاء الوالء لمركز القوة او الشخص االخر ،ويصبح الشخص الثاني يوجهه ضد االستراتيجية او لمصالحه. مواجهة سلوك التحالفات :ويقصد به ان يقترن مجموعة من االشخاص في القطاع او المنظمة ويشكلوا قاعدة قوية تحقق مصالحهم ..وهذا منتشر في الدول المتخلفة بشكل واسع ،ويعيق صعود البلدان والمنظمات كما انه منافي للقيم العدالة والحقوق الوظيفية والجدارة ويتسبب في الهروب من المحاسبة ،وتقنين الفساد ..ويلزم معالجة هذا السلوك ،استمرارية استخدام اسلوب التدوير وتغيير القيادات ،وتشكيل منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ادارة تنمية برية قوية ،والحرص على التحليل االستراتيجي الذي تفتقده الدول المتخلفة. مواجهة سلوك االمبراطوريات :في هذا السلوك يقوم المدراء باالقتران مع المرؤوسين وليس مع االقران ،ويشكلوا هرما معينا معيقا ،ومعالجة مثل هذا السلوك عن طريق التدوير والتحليل االستراتيجي ،واستبدال المدير مع التفكيك الالزم بحرص واهتمام ،حيث ال يمكن نجاح االستراتيجيات في ظل وجود هرم امبراطوري معيق. مواجهة سلوك التحكم :عبر هذا السلوك يقوم االشخاص بالتحكم في الموارد من اجل االبتزاز وفرض الشروط. مواجهة سلوك االستغالل :في هذا اسلوك يسعى االشخاص لالستفادة من موقع الوظيفة والمنصب. مواجهة سلوك التربص :ويتم عبر نصب شراك للمقربين بقصد ازاحتهم من الطريق ،ويتعين على القائد االستراتيجي ان يستشعر النوايا الداخلية لألشخاص ،ويعرف خلفياتهم ،وحقيقة شخصيتهم ،وان يعرف قيمة كل شخص في القطاع او المنظمة ،بحيث يستطيع ان يعرف المقصد من السلوكيات الغير المتباينة مع االستراتيجية والقيم المحمودة ..ولهذا نجد في مرجعية االسالم ،انه من تولى امر اثنان، وظلم ولم يعدل في حقوقهم و واجباتهم ،جاء كالحاكم الظالم ،وإن حقق العدالة فقد جاء كالحاكم العادل ،الن العدل يزرع كالبذرة وبنمو كالنبتة ويصبح شجرة مثمرة كلما تعدد وانتشر ..وإدارة المواقف تعلمنا بانه ال يستهان بصغار االمور فربما عواقب صغار االمور تكون اكبر واطول امدا مما يتصور المرء. مواجهة سلوك المعسكرات :فقد سبق وذكرنا سلوك التحالف والسلوك االمبراطوري ،وسلوك المعسكرات يقصد به ان يتنافس التحالفات او االمبراطوريات داخل القطاعات او المنظمة ،كل من اجل مصالحه، وهذا التنافس يعيق القدرة التنافسية االستراتيجية للدولة او المنظمة، والبد من انهاء كافة انواع هذه المعسكرات ،عن طريق التفكيك االستراتيجي كما ذكرنا ،واالدارة العليا هي المسئولة اذا وجدت مثل هذه المعسكرات.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
مواجهة سلوك المرشحية :في هذا السلوك يرغب شخص ما توجيه االستراتيجية لغرض ما ،فعلى وحدة الرقابة االستراتيجية المتابعة الدقيقة لمعالجة التحديات المتوقعة ،ومنها السلوكيات الخاطئة المحددة. مواجهة سلوك الصفارة :وهذا من ادنى السلوكيات الخسيسة التيم شخص او اكثر بتسريب المعلومات وطلب نداءات التدخل في شأن الدولة او المنظمة ،فهوا يطلق مثل هذه الصفارة دعوة للغير بان هناك خطر او اخطاء او فرص وغيرها مما يحفز او يحث او يلزم االخرين بالتدخل ضد االستراتيجية القائمة او التغيير الذي يرفضه. وهذه سلوكيات نمطية متوقعة ومحصورة عالميا ،البد من وجود قيادات استراتيجية للتعامل معها حتى تصل الدول او المنظمات او االستراتيجيات لمرحلة االستقرار. كما ينبغي مراقبتها دائما فهي ما تبرز عند حدوث أي دواعي للصراع ،مما يسقط المنظمة او الدول او االستراتيجيات في مرحلة الصراع أي توقع ثورة. االستجابة حسب مدرسة القــــــــــــوة ترى مدرسة القوة ان مثل هذه السلوكيات طبيعية ،فهي تنطلق من واقعية الصراع البشري ونزاع الدول حول مصالحها وامنها ،فالتحالفات والمعسكرات طبيعية ويجب تقبلها. وفي راينا هذا ممكن على مستوى الدول ولكن على مستوى المنظمات غير طبيعي ،ما لم ينظر غليها من جانب االحزاب وجماعات المصالح التي تضغط من اجل مصلحة جماعية معينة جائزة. على كل حال ،تقدم مدرسة القوة وصفتها للتعامل مع مثل هذه السلوكيات ،على النحو التالي: تقبل وضع التحالفات والتعامل معه تقبل السلوكيات وعالجها ضرورة التركيز على بناء القيادة الوسطى منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
تعلم استخدام االدوات التقليدية ،مثال ،االهتمام بالنتائج ال الوسائل، التوافق مما يؤدي غلي نتائج مرضية افضل من تحقيق نتائج قصوى في ظل الخالف ،بدال من التركيز على تقليص الحجم والتكلفة ركز على زيادة االنتاجية ،التركيز على المواضيع ذات االولوية ،تقدير تصرفات كل تحالف وسبب دخول كل فرد فيه. عالج سلوك التحالفات ،مثال ،عالج ترتيب المواضيع فسوف يتغير سلوك التحالفات ،زد في توضيح القضايا مما يزيد في كسب التأييد، فتت المواضيع إلي اصغر قدر ممكن من يؤدي إلي تقليل اهتمامات التحالفات وحجم المعارضة. المواجهة المباشرة ،وهي مثال ،عن طريق انشاء حلف استباقي ،أو حلف مضاد ،غير المواقع القيادية لزعماء التحالفات ،عمليات االستيعاب ،زد من عمليات االتصاالت واالقناع ،حاول اخراج زعماء التحالفات من المنظمة اذا كانت المنظمة تجارية. االستجابة حسب المدرسة االخالقية في المتاب نقترح ألول مرة المدرسة االخالقية في صنع االستراتيجيات وتحليها وفهمها ومواجهتها. وتعتمد معالجة السلوك الفاسد عن طريق العملية التربوية االستراتيجية منذ االسرة والمراحل التعليمية خاصة االبتدائية. البد من تعريفه االجيال الناشئة بنوعية السلوكيات الخاطئة وضررها. كما ان ترسيخ المرجعية االخالقية في ذهن االطفال والتالميذ حتى يظهر على سلوكياتهم ألمر واجب في بناء الدول والمجتمعات القوية. فمستقبل االمم يبدا من مواقع اطفالهم اليوم وحقيقة العملية التربوية السليمة. فسلوك البشر هو اصعب واخطر ما تواجهه استراتيجيات البناء. وهذه االنماط السلوكية متكررة وهي تعيق االستراتيجيات والتقدم.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وتصحيح سلوك البشر بعد حقب من الفساد لهو من اعمق واسمى االعمال االستراتيجيات و اعقدها وادقها. والبد له من تكاثف قيادي استراتيجي واسع ،و اعي وحازم بشكل كبير وسريع. "والجدير باألهمية يجب على الشعوب والقادة معرفة ما علمنا االسالم وبرهنته العلوم الحديثة ،وهي ان المسئول عن هذه السلوكيات الخاطئة ،هي "الناصية"، والناصية هي الفص االمامي في أعلى جبهة االنسان ،وتبت العلم ان هذه الناصية هي المسئولة عن الكذب ،والمبادرة بالكذب والخطأ واالصرار عليهما، ولهذا نجد ان مركز كل السلوكيات السابقة هو عملية الكذب والتفنن فيه ،وعدم تركه ،و للقيادة االستراتيجية اداراك ان الشخص الكاذب ال يولى وال يثق فيه، والبد من ان يهتم به هذه الناحية في نطاق المرجعية ،فدمار الدول وهبوط االمم والمنظمات جراء انتشار هذا الوباء الخطير والسكوت عنه ..ولذلك نجد في القران الكريم حدد العقاب و وجهه مباشرة إلي هذه الناصية وانظر سبحانه كيف وصفها(:لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة "..صدق هللا العظيم". رابعا ،تطوير القيادة على آلية المناورة االستراتيجية افضل وسيلة لمواجهة القوة الخارجية عن طريق محاولة التحكم في سلوكها وليس عن طريق التصادم معها. فالمناورة هي عملية التأثير في سلوك االخرين وليس التصادم معهم. وفيما يلي بعض مرتكزات عملية المناورة االستراتيجية: اظهار حجم القوة :اشعر الخصم بوجود موارد وقدرات متفوقة لديك مما يضعف عزمه في المقاومة او المواجهة. تحسين االوضاع الميدانية :اجري تحركات ميدانية بحيث تحسن وضعك امام الخصم بدون ان تستفزه .والبد ان تتصور نوعيات ردود افعاله وكيفية التحكم فيها ،فمثال ،تقدير حجم ردة فعله ،وقتها ،كم قسوتها وشدتها ،مدى فعاليتها ،كيف يمكن التأثير على ردة فعله وتشكيلها. توفر قوة الردع :الحاجة لردع الخصم وكيفية الحماية من تحركاته، ويتم ذلك عبر طريقتين ،وهما الدفاع الجيد مما يدفعه نحو االنسحاب، منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
ثانيا اقناع الخصم بان االنتقام سيكون قادما وسيكون فعاال وال محالة من ذلك. توفر االلتزام والتصميم الجماعي :يجب ان يرى الخصم وجود تصميم واسع وراسخ كما يجب ان يرى التزام في عمليات المواجهة. تعلم استراتيجية التفاوض ،وهي تفاوض من موقع قوة ،فال تدع الخصم يعرف اجندتك او شخصيتك او تفكيرك او دوافعك وما تحرص عليه وما تخاف ان تفقده ،واعرف خصمك اجندته وكيف يفكر وما هي شخصيته وما يخاف ان يفقده وما يحرص عليه منك ،وكن صلبا في مواقفك ،ومتفهما في مظهرك بما يضعف حدة الخصم اتجاهك ..ال تقبل شروط مسبقة بدون في المقابل تضع شروط مسبقة ،كن حذرا في االجابة على اسئلة الطرف االخر وبادله بعدد مماثل من االسئلة الهادفة والموازنة مع اسئلته ،ال تقبل مفاوضات سرية واجعلها عبر قنوات رسمية ،ال تقبل االقامة او الدعوة في بالد الخصم ،واجعلها في مكان امن في السرية والمقاصد معك ،كن حذرا من ان يعرف الطرف االخر شخصيتك وتفكيرك ويتقرب منك لهذا الغرض ،ولك في مفوضات "اوسلو "1118واستمرت ثالثة اشهر في كوخ سياحي ضاعت بعدها القضية الفلسطينية وتحولت إلي سلطة بلدية ،بسبب تفاوض استراتيجي استخدمه الطرف االخر ومناورة استراتيجية محكمة.
خامسا ،آلية تطوير القيادات في مواجهة الضغوط الخارجية وخالصة القول في هذه المسالة ان تطبيق االستراتيجيات يحتاج إلي تطوير القيادات وانماط او آليات تطبيق تحقق امكانية االستمرارية في تطبيق االستراتيجية. فالجانب العملي في االستراتيجيات ال يقل اهمية عن الجانب النظري ،فهم متكامالن ،ويغذي بعضهما البعض. ال توجد دولة او منظمة وقيادتها تعمل في فراغ ،بل في تفاعل مع محيط داخلي وخارجي. ودائما هناك ضغوط خارجية تواجهها الدول والمنظمات. منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
وفيما يلي بعض االساليب االستراتيجية التي يمكن ان تمارسها القيادات في التعامل مع مختلف الضغوطات المذكورة ،على النحو التالي:
اسلوب االذعان :وفيه تعمل القيادات على تعود التعايش مع الضغوط، وعلى توخي النماذج الرسمية وطاعة القوانين ..حسب المدرسة االخالقية ال يجاوز االذعان ألنه هو الطريق النحطاط الشعوب وحكوماتها ،والبد من ان تكون هناك منظومة قيم تصنع العزة، فالشعوب والدول العزيزة ال تذل وال تذعن . اسلوب التنازالت :وفيه تعمل القيادات على خلق عالقات مع جهات متعددة ،والتهدئة عن طريق تنبني بعض المطالب ،و المساومة عن طريق التفاوض .وتوصي المدرسة االخالقية بعدم اجراء تنازالت بدون تنازالت مماثلة وتكون ذات رؤية استراتيجية ،ولنا في "صلح الحديبة" خير مثال. اسلوب التجنب :وفيه يتم اعتزال الجهة الضاغطة وتجنب االحتكاك المباشر معها ،او طريق ما يسمى بالهروب القصير أي بتغيير االهداف وتحديد اخرى بعناية ،كما توصي االدبيات بالتسريح أي تجاهل القيم والمعايير الواضحة أي غض الطرف عما يفعل الخصم وهذا ما نستنكره في المدرسة االخالقية. اسلوب المواجهة :وهو يعنى التعرض والهجوم على مصدر هذه الضغوط ،وتوصي االدبية االستراتيجية بتحدي كل القوانين والقواعد، ولكن في المدرسة االخالقية ال نوصي بانتهاك القوانين والقواعد السليمة ،ل االخالقية نقول ان ذلك يخلق اسوة سيئة ويدخل العالم في فوضة ،كما انه يضعف من اثر القوة المستخدمة في مواجهة الضغوط، فالشرعية تضاعف أثر القوة المستخدمة في المواجهة ،كما توصي استراتيجية القوة بطلب العون الخارجي ،وفي المدرسة االخالقية نقول بناء احالف الفضول امر استراتيجي ،وهو بناء تحالفات على أسس االخالقية فتكون عونا غير مباشر في الهجوم بضرب مرتكزات الخصم الضاغط .فترفض المدرسة االخالقية استيراد قوات عدو او منافس للتغلب على ضغوط او منافسة معينة ،الن أثر مثل هذه االستعانة مدمر اكثر مما لو تمت مواجهة العدوين معا.
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
اسلوب المعالجة :وهو يعني التخطيط المسبق وتوقع حجم الضغوط وانواعها ،بمعرفة من هم االعداء والخصوم ،والقيادات التي ال تستطيع ان تحدد او تهتم هي فاشلة وضارة لشعوبها ومنظماتها ،وعد تحديدها يبدا العمل على اعادة تشكيلها بالتأثير على الواقع المستندة عليه وعوامل قواتها ودوافعها ومبرراتها ،والعمل على التحكم في عناصر البيئة الخارجية وتوجيهها االيجابي لصالح االستراتيجية القائمة .فحمل مسئوليات تنفيذ االستراتيجيات كمسألة صعود الجبال بأحمال ثمينة، فهناك جهد ومجاهدة وتعاون وتنسيق واصرار وعزيمة ،فصعود الجبال يعتمد على معالجة اماكن تمسك فيها ،اماكن تقف عليها ،وتعالج بعدها ما يجب في الخطوة القادمة ،فالرؤية واضحة وهي قمة الجبل ،وخريطة الطريق واضحة ،ولكن االرضية التي تمسك فيها متغيرة كلما يتغير موقعك إلي أعلى ،والمعالجة الزمة واالدوات الالزمة وحبال الشد والعالقات ضرورية. كما ان هناك تقسيم اخر ،ونعفي على عناصره ،حسب المدرسة االخالقية المقترحة ،كما يلي: اسلوب االزالة :وهي ما يعرف بالصراع او التنافس الصفري ،وهو الشائع في السياسية الدولية بين العرب واسرائيل ،حيث ترى اسرائيل ال مستقبل امن لها في ظل وجود االسالم والعرب ،والخالصة ،أنه يعني عندما ترى دولة او منظمة ان دولة او منظمة اخرى تمنعها من تحقيق اهدافها ،فهذا يعني صراع صفري بين الدول ،او تنافس صفري على مستوى المنظمات ،ولكن التعامل االمثل هو تقييم نوعية هذه االهداف من الناحية االخالقية ،فان كانت مشروعة ومفيدة ومطلوبة ينبغي التنافس المحترم ،واالبتعاد عن مفهوم الصراع الصفري ألنه في غاية العدوانية والشرور االستراتيجي ،واستخدام التصحيح الصفري ،وهي محاولة اعادة البناء لتفادي التصادم. اسلوب االستيعاب :وهو ايضا شاع في السياسات الدولية ،وخاصة اثناء حقبة الحرب الباردة ،وهو يعني ادماج الطرف االخر في تحقيق بعض مكاسبه ،بحيث في المقابل يسخر كامل قدراته في االستراتيجية القائمة، ولفهم هذا االسلوب اكثر ،نأخذ مثال استراتيجية الحرب الباردة ،فقد قام منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
كل من المعسكر الرأسمالي والمعسكر االشتراكي باحتواء الدول العربية لصالحه ،ولكن في نفس الوقت ظن من كل دول عربية انها حققت مطامعها وهي حماية نظامها السياسي والحصول على حماية دولية مع القيام بعالقاتها السياسية واالقتصادية والدولية في مسار االستراتيجية التابعة لها ،ولم يكن للدول كثير الخيار في تجنب االحتواء ،ألنه كان جزء من االستراتيجية الكبرى للطرفين الدوليين المتنازعين ..وهكذا يمكن لمنظمتين كبرتين متنافسين ان تخلق بيئة تفرض على الصغار تبني مواصفات احدهما وبذلك تكون امتداد ال احد المنظمات الكبرى ..فاالستيعاب هو طمس هوية وحقيقية استقاللية الطرف الذي تم استيعابه ،ولن يكن له كامل السيادة في حرية قراراته ونظمه ألنه البد من مراجعتها حسب التبعية االستراتيجية ،وهذه هي واقعية االستيعاب. اسلوب التحالف :بمعنى التحالف الخارجي ،وهو يعني خلق جبة مشتركة من دولة او اكثر ضد خصم مشترك فقد يكون دولة اكبر ،او تحالف اخر. اسلوب المهادنة :بمعنى االتفاق على تأجيل الصراع لمصلحة الطرفين بشكل مؤقت ،ثم يعود الصراع على ما كان عليه من نقطة التوقف. اسلوب المشاغلة :بمعنى التعامل مع احد اطراف البيئة الخارجية لمنعه من التدخل في نتيجة التدافع، اسلوب التجنب :بمعنى االبتعاد عن عنصر معين في البيئة والتعامل مع عنصر اخر في البيئة بما يمنع التصادم مع معطيات معينة. اسلوب التوظيف :هو استغالل احد عناصر البيئة التنافسية وتوظيفها في تحقيق االهداف ،طالما كان ممكنا ويخدم مصلحة المتنافسين ،ونجد ذلك كان واسع االستخدام اثناء الحرب الباردة ،فكانت االستراتيجية الكبرى واضحة للطرفين ،وكم من صراع وحرب وفساد خلق في الدول العربية بتعاون الطرفين آلنه في صلب مصلحتهما.
فوعي القيادات لهذه االساليب المستخدمة مهم للغاية ،فالمسألة هي من ناحتين، كيف توظيفها وكيفية مواجهتها. * منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4
المراجـع لقد اعتمدت في مادة الكتاب على مجموعة مؤلفات: للمؤلف "الدكتور جاسم سلطان". وعددها ثمانية كتب ملخصة قيمة جدا ،تناول عدة مواضيع ،التاريخ واالقتصاد والحضارات والتفكير االستراتيجية والممارسة السياسية، بشكل متماسك يجعلها تخدم هدف كبير وهو صحوة االمة العربية، والخروج من التخبط. صادرة عن "مؤسسة ام القرى للترجمة والتوزيع" ،سنة .5002 و ننصح بقراءة هذه الكتب بجانب هذا الكتاب فهي مثمرة للغاية. ***
منشورات اكاديمية اكسفورد العليا (جامعة مفتوحة للتعلم المباشر االلكتروني ISBN 978-1-239-07138-4