"الهجرة الدولية واألراضي األصلية والتنمية: بحثا عن نموذج جديد للتفاعالت" *جاك ولد عودية
ماذا سنناقش؟ الهجرة الدولية والمغتربون ،والتنمية ،والمواطن األصلية للمهاجرين ،والبلدان المضيفة ...والروابط التي يقيمها المهاجرون كل يوم والتي تضم جميع هذه العناصر .سنناقش هذه القضايا في 8مشاركات .يرجى عدم التردد في التعليق وتوجيه النقد وتقديم االقتراحات وطرح األسئلة واالتفاق ...هذا المساحة مخصصة للتعبير عن أنفسكم.
الحلقة - 3الهجرة :هل هي مشكلة أم انعكاس ألحوال المجتمعات؟ الهجرة قضية تثير مشاعر قوية في جميع البلدان المعنية ،سواء كانت البلدان األصلية أو بلدان المقصد ،أو بلدان العبور؛ بمعنى آخر تقريبا جميع بلدان العالم.
إنها تقريبا دائما تُعرف بأنها مشكلة ،وهي قضية صعبة لم تجد المجتمعات لها حال .فما هو المغزى الحقيقي لمغادرة المهاجرين وكيف يمكن تعويض الخسارة في البلدان األصلية؟ ما هو تأثير وصول شباب مهاجرين على المجتمعات التي تشهد زيادة في عدد السكان المسنين وتراجعا في معدالت المواليد ،وكيف يمكن لبلدان المقصد الحد من هذا التدفق؟ في المكان الذي تتم فيه المشاركة في البلد المضيف ،تثير الهجرة قضية 'اآلخر' .الجنوب يكون في الشمال! وتثير الهجرة،
التي تمثل مواجهة مع 'اآلخر' ،مسألة الهوية بالنسبة لسكان البلد المضيف وللمهاجرين ،وهو ما يؤدي إلى شعور الجميع بتأثير
تقيم قدرات وديناميكية كل مجتمع :في البلدان األصلية ،تقيم مدي وقدرة التنمية على الحفاظ على الشباب من المرآة .إنها ّ الهجرة ،بينما في البلدان المضيفة ،تقيم قدرتها على مواجهة المستقبل بثقة واالنفتاح على العالم .وهي تثير التساؤل بشأن هوية جميع المجتمعات. في بلدة في شمال شرق فرنسا حيث أغلقت جميع المصانع أبوابها وبدأت شركات جديدة أعمالها ،تقوم إحدى الجمعيات بزيارة
مدارس إعدادية لتقديم عروض واقعية وحية حول قضية الهجرة .وتمت دعوة أحد المهاجرين لمرافقة الطالب خالل العديد من االجتماعات المقررة على مدار العام .وبعد لقائه مع مهاجر شاب من مدغشقر ،قال له صبي يبلغ من العمر 17عاما من عائلة فرنسية في البلدة "أنت تعرف على األقل من أين أنت!".
ولذلك فإن هذا الشاب الفرنسي ،الذي ليست لديه فرص واعدة ،ويعيش في منطقة يسودها الكساد ،اعتبر نفسه إنسانا "بال جذور!". ففي البلدان المتقدمة التي تعاني أزمة هوية عميقة الجذور وتواجه تحديا لهيمنتها العالمية وأزمة متعددة األوجه تزداد تعمقا ،نجد أن السياسات العامة ضعيفة و /أو مقيدة بسبب مخاوف تتجاوز بكثير أهمية مسألة الهجرة. وتفسر هذه اإلشارة مخاوف شديدة الخطورة تشمل تصورات المجتمع أسباب استغالل الهجرة بسهولة في األغراض السياسية في المواقف التي يوجد فيها تزايد في االنعزالية الثقافية في كل من الشمال والجنوب .ولذلك ،فقد تمت المبالغة في تبسيط موضوع
الهجرة إلى حد كبير في مناقشات حول الظواهر الفاعلة والمؤثرة ،وغالبا في السياسات العامة الناتجة عنها.
وفي رأيي ،فإن حلول معظم "المشاكل" التي تلقي باللوم على المهاجرين فيما يتعلق بالمشاق التي تعاني منها البلدان المتقدمة ال يمكن أن يتم العثور عليها داخل الحدود الصارمة لمجتمعات المهاجرين ولكن في المجتمع ككل .وهذا هو الحال بالنسبة للتوترات الملموسة في أماكن ومجاالت معينة مثل المدارس والمساكن والتنمية الحضرية والبطالة والتوظيف ،التي تتطلب حلوال لجميع السكان في البلد المعني ،والتي فشلت السياسات العامة في توفيرها وتطبيقها ألنها تظل مقيدة بالتصورات المؤثرة القصيرة األجل عن الهجرة.
------*جاك ولد عودية باحث في مجال االقتصاد السياسي للتنمية jacques.ould-aoudia@dbmail.com
الخبرة المهنية :حتى عام :2011خبير اقتصادي في و ازرة االقتصاد (مديرية الخزينة) :تحليل األسس المؤسساتية واالقتصاد السياسي للتنمية ،والسيما في العالم العربي. باحث مشارك بالمعهد الملكي للدراسات االستراتيجية) ،المغرب( العمل التطوعي :رئيس جمعية "الهجرة والتنمية" ،التي أنشأها مهاجرون مغاربة عام http://www.migdev.org/ .1986
مؤلف للعديد من المنشورات ،بما في ذلك: -
االستئثار بالثروة أم إنشاؤها؟ تقارب غير متوقع بين الشمال والجنوب ،دار غاليمار ،النقاش رقم ،178يناير/كانون الثاني-فبراير/شباط
-
الجهات الفاعلة اإلنمائية من المهاجرين المغاربة (مع إيف بورون) ،الرجال والهجرات رقم ،1303يوليو/تموز-سبتمبر/أيلول .2013
.2014
تنويه -بيان عدم المسؤولية :محتوى المشاركات المنشورة في هذه المدونة هو مسؤولية المؤلف وحده وال يعكس وجهات نظر المؤسسات التي ينتمي
إليها.