جامعة القاهرة كلية االقتصاد والعلوم السياسية برنامج الدكتوراة 3102-3102
عرض مقالة
Revolutions in Bad Times By: Asef Bayat مقدم إلى
ا.د .علي الدين هالل عرض :سناء البنا
ثورات في أوقات سيئة برنامج الدكتوراة 3102-3102
تأليف :آصف بيات عرض :سناء البنا
تقديم بعد مرور عامين على يوتوبيا "ميدان التحرير" و سقوط الدكتاتوريات في دول الربيع العربي -مصر وتونس واليمن ،-ال تنبئ مجريات األحداث بوقوع تغيير كبير في مؤسسات وقواعد النخب السياسية القديمة، بل تفيد الوقائع بقاء مؤسسات الدولة -الشرطة والقضاء واإلعالم الموجه والنخب االقتصادية وشبكات المحسوبية واألحزاب السياسية القديمة -على حالها بشكل أو بآخر .وتشير تلك التناقضات – أي بين قوة المد الثوري وضعف نتائج التغيير على أرض الواقع -إلى الطبيعة اإلشكالية لثورات العالم العربي ،حيث يرى آصف بيات أنها ثورات إصالحية بالضرورة ،نظرً ا لظهورها في عصر سقوط األيدولوجيات الثورية الكبرى وفي سياق دولي ال يتواتي التغيير ،ومن هنا عنوان مقالته "ثورات في أوقات سيئة".1 وينتقد بيات "روايات" الثورات في العالم العربي ،والتي تتناولها باعتبارها "حركة" Revolution as movementومن ثم تستطرد في سرد تفاصيل الحشد الجماهيري والتفاعالت البينية -مثل اختفاء األنانية واالنقسامات الفئوية وسيادة المساواة بين الجنسين – و انتشار وسائل صنع القرار الديمقراطي .ويرى بيات أن تلك الروايات تطمس الجانب األهم من الثورات وهو كونها إحدى ظواهر "التغيير" revolution as ، changeكما ال تهتم ببحث التفاعالت المتشابكة في اليوم التالي لسقوط الديكتاتوريات ،والذي أفضت فيه مثاليات التحرير والرؤى الواسعة إلى تفكيك المشاريع السياسية وشبكات الثوار ،وفيما يلي عرض ألهم ما ورد في المقالة. االستراتيجيات التحولية Transformative Strategies
Asef Bayat, “Revolutions in Bad Times” New Left Review, Apr.-Mar 2013, pp:47-60.
1
2
ثورات في أوقات سيئة برنامج الدكتوراة 3102-3102
تأليف :آصف بيات عرض :سناء البنا
أدت إخفاقات الديمقراطية الليبرالية ،وغياب المحاسبة لغالبية الحكومات المعاصرة ،وازدياد اإلحساس بالحرمان وعدم المساواة والظلم -حتى بين قطاعات المتعلمين -إلى إشعال زخم سياسي كبير أبرز الحاجة إلى التغيير الجذري .وخال ًفا للثورات العالمية التي يتصدرها نموذج الثورة الشيوعية واإلعالن الشيوعي الشهير ،The Communist Manifestoفإن ثورات العالم العربي ال تبدو كثورات القرن العشرين -من حيث كونها "تغيير"جذري ،بقدر ما تبدو ثورات من حيث "الحركة" ،كما أنها ال تشبه أيًا من طرق التغيير السياسي التي عهدها العالم الحديث :اإلصالح ،التمرد ،أو االنفجار. فنموذج اإلصالح السياسي يعني تنظيم اإلصالحيين لحركة اجتماعية تجبر النخب السياسية على إحداث التغييرات في المؤسسات والقوانين داخل اإلطار السياسي القائم ،ومثال ذلك الثورة الخضراء في إيران والبرازيل والمكسيك في الثمانينيات .وحتى لو بقي اإلصالح سطحيا ً -في هذا النموذج ،-فإن تراكمه يفضي إلى تغيير سياسي وقانوني ومؤسسي على المدى البعيد. أما نموذج التغيير من خالل حركات التمرد ،فإنه يعتمد على نخبة ثورية تنشئ على مدار زمني طويل، وتنجح في تكوين قيادات وهياكل تنظيمية تتشكل بها حكومة الظل ،بينما تشتد الصدامات العنيفة مع النظام القائم .وتحل هذه النخبة -إن قدر لها النجاح -محل النظام القائم حالما يسقط ،وينتهي وضع القوى المزدوجة ،dual powerوتصاحب النخب الجديدة هياكل وأيدلوجية ومشاريع سياسية مغايرة للنظام السابق .ونموذج هذا القسم ثورات كوبا ،9191وإيران ،9191وليبيا في موجة الربيع العربي. وأخيرا ،يتمثل نموذج "االنفجار" في سقوط النظام القائم ذاتيًا تحت ضغط الحركات الثورية وسيادة الفوضى والال-قانون ،ويعقبه -في الغالب -نظم ثورية قليلة الخبرة بالسياسة كما حدث في رومانيا .9191و الخالصة ،أن نماذج التغيير السياسي من خالل التمرد واالنفجار تعني انهيار األطر القائمة للنظام السياسي ومحاولة تغييرها واستبدالها ،بينما يتمثل نموذج اإلصالح في اعتماد تلك األطر والسعي للتغيير من خاللها. 3
ثورات في أوقات سيئة برنامج الدكتوراة 3102-3102
تأليف :آصف بيات عرض :سناء البنا
كيف سارت الثورات في العالم العربي؟ لم تتشابه الثورات في مصر وتونس واليمن مع أي من السبل الثالث التي سبق ذكرها للتغيير السياسي .فقد ً واحدا -وتم بعدها اتسمت تلك الثورات بالسرعة الشديدة :فتواصلت في مصر 99يومًا وفي تونس شهرً ا إسقاط السلطة السياسية الدكتاتورية وتفكيك عدد من المؤسسات المرتبطة بها -مثل األحزاب السياسية والجهات التشريعية وبعض الوزارات -بينما اهتم الثوار بمطالب اإلصالح السياسية والدستورية .وقد تحققت تلك المكتسبات عبر وسائل سلمية مدنية -إلى حد كبير ،غير أنها اتسمت بالسرعة الشديدة .وربما يرجع فشل الثوار -في حالتي مصر وتونس -في تكوين الحكومة البديلة -بعكس حالتي ليبيا واليمن التي شهدتا صراعا ً سياسيًا طويالً -لهذه السرعة التي جرت بها التغييرات .واألدهى ،أن الثوار في الحالة ً نيابة عن الثورة -مثل تعديل الدستور ،وعقد المصرية طالبوا المؤسسة العسكرية بإيقاع اإلصالحات الالزمة االنتخابات ،وضمان الحريات لألحزاب السياسية ومأسسة الحكومة الديمقراطية .ومن ثم ،حازت تلك الثورتان الوجاهة االجتماعية دون التنظيم اإلداري ،والسيطرة الكافية دون الحكم ـ فاستمرت النظم الدكتاتورية وظهرت بعض المؤسسات والوسائل الحكومية الجديدة التي تمثل إرادة الثورة وتزعمتها القيادات التقليدية المنظمة والتي بقيت على هامش الصراع مع السلطة الدكتاتورية طوال فترة الثورة. ورغم أن ثورات دول شرق أوروبا في 9191كانت على قدر مماثل من السرعة -عشر أيام في ألمانيا الشرقية وخمس أيام في رومانيا -إال أن الفارق بين مطالب الثوار ( الديمقراطية الليبرالية واقتصاد السوق) واألوضاع السائدة ( الدولة واالقتصاد الشيوعي) كان كبيرً ا بحيث كان التغيير المطلوب تغييرا ثوريًا ،كما كان التغيير النصفي أو اإلصالح الشكلي -في تلك الحاالت -خاضعًا للمقاومة وسرعة الرصد من قبل الثوار. أما في مصر وتونس ،فقد كانت مطالب التغيير فضفاضة عامة – الحرية ،العدالة االجتماعية -بحيث أمكن
4
ثورات في أوقات سيئة برنامج الدكتوراة 3102-3102
تأليف :آصف بيات عرض :سناء البنا
إدماجها في برامج القائمين على الثورة المضادة ،وهو ما جعلهما أشبه بحالة الثورة البرتقالية في أوكرانيا – 4009/4002والثورة الوردية في جورجيا – ،-4002ومن ثم كان زخم التغيير إصالحيًا ال ثوريًا. ورغم ذلك ،يرى بيات أن للثورات العربية جانبًا مضي ًئا هو المد الثوري القوي الذي يغذي مطالب الثوار بتحقيق تغيير أبعد مما انتهت إأليه ثورتي رومانيا وجورجيا .كما نتج عن تنحي السلطات الدكتاتورية عن سدة الحكم في مصر وتونس خلق مساحة واسعة لحرية المواطنين -وخصوصًا الطبقات الشعبية -للمطالبة بالحق في مجتمعاتهم وإثبات الذات .كما تم إطالق العديد من الطاقات التي حولت أوضاع المجال العام، فظهرت األحزاب السياسية – التي ظلت كامنة في الظل -إلى النور ،وأنشأت أحزاب جديدة – 94حزبًا على األقل في مصر وأكثر من مائة في تونس -وارتفعت أصوات المنظمات االجتماعية ،وكثرت المبادرات الشعبية ،وحارب العمال من أجل حقوقهم ،وتسارعت وتيرة التظاهرات الصناعية غير الرسمية ،بينما اتخذت االتحادات العمالية في تونس خطوة أكثر تقدمًا عنها في مصر. وفي مصر ،دفع العمال بمطالبهم من أجل اتحادات عمالية جديدة ،وأكد اتحاد عمال ثورة 49يناير مطالب الثورة :التغيير ،الحرية ،العدالة االجتماعية ،كما طالب صغار الفالحين بالنقابات المستقلة وأنشأ أهالي العشوائيات أولى منظماتهم ،وكافحت التجمعات الشبابية من أجل تطوير العشوائيات ،وقاموا على تنفيذ برامجهم المدنية في هذا الصدد ،كما اندفع الطالب في الشوارع للمطالبة بتغيير المناهج ،وتشكلت مجموعات جديدة مثل :جبهة التحرير الثورية في مصر والهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة في تونس للضغط على ىسلطات ما بعد الثورة لتنفيذ اإلصالحات. ورغم أن هذا الحشد الشعبي يرتبط بالمد الثوري إلى حد كبير ،إال أنه يعبر عن انتشار روح التحرير، والرغبة الجارفة في إثبات الذات ،وتحقيق نظام للعدالة االجتماعية ،والرغبة في " كل ما هو جديد" ،وهذا
5
ثورات في أوقات سيئة برنامج الدكتوراة 3102-3102
تأليف :آصف بيات عرض :سناء البنا
ما ميز روح الثورات في البلدين .وبالتالي ،يظهر اإلشكال األبرز في حالتي مصر وتونس وهو البون الشاسع بين المد الثوري والشغف بكل "جديد" من جهة ،واعتماد مطالب إصالحية تستبقي "القديم". هل هي "ثورات إصالحية "Refolutions؟ ال تعد الثورات في مصر وتونس واليمن ثورات بالمعنى التقليدي ،كما ال تعني "إصالح سياسي" بالمقابل، بل تعد ثورات إصالحية ،-Refolutions -أي ثورات تسعى لإلصالح من خالل مؤسسات األنظمة القائمة .وتعبر هذه الحالة عن عدد من الحقائق ،منها :مزية ضمان التحول المنتظم وتجنب العنف والتدمير والفوضى .ويتوقف نجاح التحول من خالل تلك اإلصالحات المنتظمة -وما تتطلبه من تحالفات اجتماعية - على قدرة المنظمات االجتماعية -مثل الطبقات الشعبية ،الهيئات المدنية ،االتحادات التجارية ،الحركات االجتماعية ،واألحزاب السياسية -على الحشد و ضمان الفاعلية ،وإال حملت ثورات اإلصالح بذور الثورات المضادة ،حيث لم تخترق األولى صلب المؤسسات السياسية الهامة ،كما قد يعرقل هذا النجاح سعي طبقة أصحاب النفوذ والمصالح السياسية – بعد انهزامها إزاء المد الثوري -إعادة شملها ،ودفع الدعاية السوداء ضد الثورة ،ونشر اإلحباط بين الثوار ،وإذاعة الخوف من الفوضى بين الجماهير ،وخلق "نوستالجيا الزمن اآلمن" في ظل النظام القديم. ففي اليمن ،تأثرت مطالب اإلصالح السياسي باستمرار نفوذ العناصر الرئيسية للنظام القديم حتى بعد انتشار المد الثوري وأحالم الحرية والنشاط السياسي الحر .كما تحاول المافيا االقتصادية والقوى الحاكمة في النظام القديم في تونس عرقلة طريق التغييرمن خالل شبكاتهم االقتصادية والسياسية القوية .وفي مصر كان المجلس العسكري مسؤوالً عن القمع العام واضطهاد أعداد كبيرة من الثوار وغلق المنظمات المعارضة، وازداد التخوف من وقوع إصالحات شكلية بينما انخفض المد الثوري وعادت المياة لمجاريها المعتادة وانعزل الناس عن الثورة معاودين االنخراط في حياتهم اليومية. 6
ثورات في أوقات سيئة برنامج الدكتوراة 3102-3102
تأليف :آصف بيات عرض :سناء البنا
أوقات مختلفة Different Times لماذا اكتسبت الثورات uprisingفي العالم العربي وصف الثورات اإلصالحية؟ لماذا استمرت مؤسسات النظام القديم على حالها بينما تم تهميش الثوار؟ يرى بيات أن هذا يرجع جزئيا إلى السقوط السريع للدكاتوريات ،ما أوحي بانتهاء الثورة ،دون أن يصاحب ذلك سقوط لهياكل وأبنية القوة في النظم القديمة. كذلك ،لم يبق "النصر السريع" فرصة للثوار في تكوين الهياكل البديلة للقوة القائمة ،ومن ثم كانت تلك الثورات ثورات ذاتية المحدودية .self-limitingأما هياكل القوة القائمة ،فقد بقت النخب الثورية خارجها ألنها لم تنتو حيازتها أو السيطرة عليها من األصل ،وحينما أدركت الحاجة إليها–متأخرً ا -افتقدت الموارد السياسية والتنظيمية ،والقيادة ،والرؤية االستراتيجية وهو ما كان الزمًا لتحجيم نفوذ الراكبين على ظهر الثورة free-ridersمثل اإلخوان والسلفيين والنخب السياسية القديمة .إال أن بيات يرى الفارق األبرز بين تلك الثورات وسابقتها في القرن العشرين هو ظهور الثورات العربية في أوقات أيدولوجية غير مواتية. فحتى التسعينيات ،استندت آلية الثورة كوسيلة للتغيير الجذري إلى ثالث موجات أيدلوجية :اإلسالموية، والوطنية المعادية للكولونيالية ،والماركسية ،وقد ظهرت الثورات العربية في وقت فقدت فيه فكرة "الثورة" شرعيتها في كل من تلك الموجات .وكان هذا مختلفا عما كانت عليه األوضاع في السبعينيات في إيران حيث كان تفكير الثوار دائرً ا في مساحة "الثورة" -من حيث السيطرة على قصر الشاه وإعادة توزيع األراضي التي اغتصبها اإلقطاعيون ،الخ .أما ثوار الشرق األوسط واأللفية الجديدة ،فلم يتخيلوا أيًا من تلك التغيرات ،بل استطاع قلة قليلة منهم التعامل مع الثورة بمنطق استراتيجي ،بينما انحصرت أقصى تصورات البقية في إصالحات مجتزئة أو مطالب التغيير الحقيقي ضمن الترتيبات السياسية القائمة. وعليه ،يرى بيات أن أقل ما توصف به تلك الثورات هو أنها "لم تنته بعد" ،خاصة وأن النخب االنتهازية وقوى النظام القديم لم تزل تحبط المطالب الجماهيرية نحو التغيير الحقيقي .ويمكن التأسي في ذلك بأن 7
ثورات في أوقات سيئة برنامج الدكتوراة 3102-3102
تأليف :آصف بيات عرض :سناء البنا
معظم الثورات الحقيقية في القرن العشرين -كالتي وقعت في روسيا وفرنسا والصين وكوبا -أفرزت أنظمة أشد ديكتاتورية وقمعًا من سابقتها ،كما أنها صاحبت قدرً ا هائالً من العنف .ومن ثم ،ال يسعنا القول أن ثوار مصر وتونس يتمنون تكرار ما حدث في ليبيا في بلدانهم -من حيث سرية التنظيم الثوري وشيوع المليشيات المسلحة دون ضابط والتدخل األجنبي واالختالالت األمنية واإلدارية ،-وليس القصد من ذلك تشنيع فكرة الثورات الراديكالية ،بل إبراز حقيقة أن اإلسقاط الثوري لألنظمة الدكتاتورية ال يعد بأنظمة أكثر عدالة واحتواءًا ،فقد تحمل العقائد السياسية الثورية بذور االستبداد السياسي -عندما يفسح إسقاط الدولة والمنافسين السياسيين مجاالً ضي ًقا للتعددية والتنافس الديمقراطي. وفي المقابل ،تقدم الثورات اإلصالحية بيئة أفضل لتقرير الديمقراطية االنتخابية ألنها -بالتعريف -ال تحتكر سلطة الدولة بل تفسح المجال لتعددية مركاز القوى السياسية بما فيها قوى الثورات المضادة والتي يمكنها موازنة شطحات النخب السياسية الصاعدة. وبالتالي ،يرى بيات إعادة بناء مفهوم "الثورة" في العصر الحديث -عصر العولمة ومابعد الحداثة -بما ذكره رايموند ويليامز عن الثورة "الطويلة" – long revolutionوهي عملية صعبة ،متعددة األوجه، شاملة للمجاالت االقتصادية واالجتماعية ،وإنسانية في عالقاتها ومشاعرها .ومن ثم ،يحسن تعريف الثورات العربية بأنها "ثورات طويلة" قد تثمر ثمارها بعد عشرين عامًا ،بعد ظهور أساليب جديدة للتفكير في السياسية وممارسة السلطة ،بدالً من التركيز على المكتسبات العاجلة والمطالب الحالة. لكن يبقى التحدي األهم هو كيفية التحول من األبنية القديمة للسلطة السياسية الدكتاتورية وخلق تحول ديمقراطي حقيقي دون انتهاج العنف أو الظلم .وفي هذا الصدد ،يرى بيات أن التحول لن يتأتى إال بالنضال المتواصل ،والحشد الجماهيري الدائم في المجاالت العامة والخاصة ،فقد تبتدئ الثورات الطويلة حيثما تنتهي القصيرة. 8
ثورات في أوقات سيئة برنامج الدكتوراة 3102-3102
تأليف :آصف بيات عرض :سناء البنا
وفي تعليقه على مقالة بيات ،يرى ا.د.علي الدين هالل أن أبرز ما ورد فيها هو التأكيد على أن العصر الحالي ليس عصر الثورات الراديكالية ،بل هو عصر "اتفاق واشنطن" Washington Consensusالذي تتكيف فيه المجتمعات مع األيدولوجية الليبرالية المهيمنة ،وتأتي الثورات فيه تطبي ًقا لما يريده النظام الدولي. ومن ثم ،يؤكد ا.د/هالل على ما ذكره بيات من اختفاء الدعائم الفكرية والثقافية للثورات الراديكالية -سواء اإلسالموية أو االشتراكية أو القومية -وما تمثله من خروج على النظام العالمي ،ويؤكد أنه ال ينبغي محاكمة الثورات الحالية – في عصر العولمة وما بعد الحداثة -إلى ثورات القرن العشرين .كما يفرق ا.د .هالل بين وجود البيئة المحفة للثورة والنخبة القادرة على إنجازها وإقامة النظام البديل ،ويرى أن القوى الثورية انحصرت قدراتها في الحشد الجماهيري بينما قصرت عن التنظيم الذاتي ووضع البرامج واآلليات التي تلي سقوط النظام ،فاضطرت إلى صندوق االنتخابات الذي أفضى بالحركة الثورية إلى مطالبات اإلصالح بعد الفشل في الوصول للحكم.
9