ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻞ "ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻏﻮﻏﻞ"
ﺍﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻳﻬﺪﺩ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻭﺍﻵﻟﺔ ﻟﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻋﺪﺩ ﻛﺎ ٍ ﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ 2014ﻧﺸﺮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺇﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺃﺩﺍﺓ ﻻ ﻏ ً ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻣﺪﺭﺍﺱ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ "ﺑﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮ" .ﺃﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﻷﺿﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ .
ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ "ﻧﻬﻮﺽ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟ ُﻤﺘَﺮﺟِﻤﺔ" .ﺣﻴﺚ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻏﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2006ﺍﺑﺘﻜﺎﺭﻫﺎ "ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻦ ﻏﻮﻏﻞ "" "Google translateﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺁﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﺗﻌﺮﺽ ﻏﻮﻏﻞ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 70ﻟﻐﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻠﺒﻲ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺃﺣﺎﺩﻳﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﻭﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ .ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﺑﺒﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ ﻟﻜﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﺜﺮ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﺗﻜﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻵﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻜﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ .
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ " "se taper le cul par terreﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻣﺘﺤﺪﺙ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ "ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺸﺪﺓ" ﻭﻻ ﻳﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻏﻮﻏﻞ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ "ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺗﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ" .ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻊ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻵﻟﻴﺔ .ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻢ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻓﺸﻠﺖ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻟﻠﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ.
ﺇﻥ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ -ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﻮﺳًﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ - ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ .ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻘﺮﻭﻥ ﺑﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺟﻌﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺫﻭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ .ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻌَﺪﺍﺀ .ﻓﺈﻥ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺣﺮﻓﻴًﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﺿﺮﺭًﺍ
ﻋﻈﻴﻤًﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻔﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪ ﺗﺸﻜﻞ ﺩﺭﺳًﺎ ﻗﻴﻤًﺎ ﻟﻠﺠﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ "ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻏﻮﻏﻞ ".
ﺇﻥ "ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻵﻟﻴﺔ" ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻵﻟﺔ ﺑﻮﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻳﺠﺐ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺄﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﺮﺟﻤﻴﻦ -ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﻏﻮﻏﻞ -ﻧﺎﺩﺭًﺍ ﻣﺎ ﺃﺧﻄﺄﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮﺩ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺪﻓﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻛﺎﻥ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺧﻄﺄﻫﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺑﻬﺎ .ﻓﺈﻥ "ﻋﻘﺪ ﺍﻹﻧﺤﻄﺎﻁ" ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻞ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ "ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻏﻮﻏﻞ" ﻗﺪ ﺃﻧﺘﺞ ﺗﻬﺪﻳﺪًﺍ ﻟﻔﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ .ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺟﻴﻞ "ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻏﻮﻏﻞ" ﻳﺨﺎﻃﺮ ﺑﺈﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﺼﺪﺭًﺍ ﺃﺟﻨﺒﻴًﺎ ﻣﻔﺮﻍ ﺛﻘﺎﻓﻴًﺎ .ﻟﺬﺍ ﻭﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﻲ ﻫﺬﺍ ،ﻓﺈﻥ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺟﻤﺔ.