مهارات الحياة

Page 1

@rawafed_

1

@rawafed_

@rawafed-k


@rawafed_

2

@rawafed_

@rawafed-k


@rawafed_

3

@rawafed_

@rawafed-k


@rawafed_

4

@rawafed_

@rawafed-k


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الفهرس‬ ‫المقدمة‬ ‫النضوج النفسي والروحي‬ ‫العالم الداخلي لإلنسان‬ ‫الجانب الروحي‬ ‫ثالثة أركان للنضوج الروحي‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬هللا هو الخالق ونحن المخلوقون‬ ‫ثانياا‪ :‬هللا رحيم‬ ‫ثالثة أركان للنضوج النفسي‬ ‫واجب الجذور (األسرة التي نشأت فيها)‬ ‫التاريخ األسري‪:‬‬ ‫ماهي المشاعر؟‬ ‫المشاعر واألفكار‪:‬‬ ‫المشاعر والجسد‪:‬‬ ‫المشاعر واإلرادة‪:‬‬ ‫فض اًلشتباك بين األفكار والمشاعر‬ ‫المشاعر والسلوك‪:‬‬ ‫التعامل مع المشاعر‬ ‫التعامل مع األفكار‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬التعامل مع المشاعر‪:‬‬ ‫تشريح المشاعر‬ ‫الذكاء الوجداني‬ ‫بعض من المعتقدات الخاطئة عن الذكاء الوجداني‬ ‫التعامل مع األفكار‪:‬‬ ‫األفكار التلقائية‪:‬‬ ‫طريقة التفكير‬ ‫شخصنة األحداث‪:‬‬ ‫المعتقدات المحورية‬ ‫المسطرة السليمة‬ ‫تحديث المعتقدات‪:‬‬ ‫بعض المعتقدات المحورية المثيرة لالكتئاب والنظرة السلبية‬ ‫للنفس‪:‬‬ ‫بعض المعتقدات المحورية التي تؤدي للقلق والمخاوف‪:‬‬ ‫بعض المعتقدات المحورية التي تؤدي للشك‪:‬‬ ‫بعض المعتقدات المحورية التي تؤدي لالعتمادية‪:‬‬ ‫السلوكيات الوقائية‬ ‫المعتقدات المحورية‪:‬‬ ‫اًلحتياجات النفسية ونمو الشخصية‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪5‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬

‫تمييز اًلحتياجات النفسية‬ ‫التعبير عن اًلحتياجات النفسية‬ ‫المبالغة في تقدير اًلحتياجات‬ ‫واجب الجوع للحب واًلحتياجات‬ ‫اًلحتياجات النفسية ونمو الشخصية‬ ‫مراحل نمو الشخصية‬ ‫العمر الزمني والعمر الوجداني‬ ‫مراحل النمو الطبيعي لشخصية اإلنسان بحسب نظرية إريكسون‬ ‫المرحلة األولى ‪ -‬الطفل الرضيع‬ ‫تحدي هذه المرحلة‪ :‬الثقة األساسية أم عدم الثقة األساسي‬ ‫كيف يمكن تسديد اًلحتياج للقبول غير المشروط؟‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة الفطيم‬ ‫تحدي هذه المرحلة ‪ :‬اإلدارة الذاتية أم الخزي والشك؟‬ ‫األسرة المؤسسة على الخزي‬ ‫ثقافة الخزي‬ ‫الدفاع ضد الخزي‬ ‫الحب والحرية‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الحضانة‬ ‫تحدي المرحلة المبادرة بالذنب‬ ‫كيف نستعيد القدرة على المبادرة؟‬ ‫المرحلة الرابعة‪ :‬سن المدرسة‬ ‫تحدي المرحلة‪ :‬الكفاءة والشعور بالنقص‬ ‫سا بالكفاءة ا‬ ‫بدًل من الشعور بالنقص؟‬ ‫كيف نخلق إحسا ا‬ ‫المرحلة الخامسة‪ :‬مرحلة المراهقة‬ ‫تحدي المرحلة‪ :‬تكوين الهوية الواضحة والدور في الحياة‬ ‫اإليذاء النفسي والتعافي منه‬ ‫تأثير اإلساءة‬ ‫البيئة المسيئة‬ ‫الذات الحقيقية والطفل الداخلي‬ ‫التعافي من اإلساءات‬ ‫لماذا التعافي؟‬ ‫كيف يحدث التعافي؟‬ ‫طلب المساعدة‬ ‫ممن نطلب المساعدة؟‬ ‫الخطوات األولى‪ :‬التذكر‬ ‫واجب تاريخ اًلساءات‬ ‫اإلساءات اإليجابية‬ ‫الخطوة الثانية‪ :‬النوح‬ ‫أشكال مقاومة النوح‬ ‫مشاعر النوح الصحي‬ ‫إعادة التبني‬ ‫إعادة اًلتصال بالطفل الداخلي‬

‫‪6‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫طريقة إعادة اًلتصال‬ ‫التبني الروحي‬ ‫التبني الخارجي‬ ‫تبني اآلخر‬ ‫اًلتصال بالحاضر والمستقبل‬ ‫تمارين اًلتصال بذات الطفل الداخلية‬ ‫شروط تكوين اتصال ناجح‬ ‫تدريب (رسم الطفل الداخلي)‬ ‫الوالد الداخلي‪ /‬الوالدة الداخلية‬ ‫التعرف على الوالد‬ ‫العالقات‬ ‫الرشد المبكر‬ ‫تحتاج العالقة الصحية بين البشر إلى التوازن‬ ‫اًلتزان بين الكالم والسمع‬ ‫اًلتزان بين اًلقتراب واًلبتعاد‬ ‫اًلتزان بين الذكورة واألنوثة‬ ‫الرشد المتوسط (‪)40-60‬‬ ‫الرشد المتأخر من ‪ 60‬إلى ‪:...‬‬ ‫مميزات المرحلة‬ ‫تحدي المرحلة‬ ‫الموت الروحي‬ ‫تمرين يحدد مدى صحة العالقات‬ ‫أعراض اًلعتمادية‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬في العالقة بالنفس‬ ‫ثانياا‪ :‬في العالقة باآلخرين‬ ‫ثالثاا‪ :‬السلوكيات القهرية‬ ‫مبادئ العالج‬ ‫من مبادئ رعاية النفس‬ ‫واجب جرد العالقات‬ ‫تأثير اًلعتمادية على األدوار التي يلعبها أفراد األسرة‬ ‫العالقات مع رموز السلطة‬ ‫توديع الماضي وترك البيت‬ ‫النوح‬ ‫الغفران‬ ‫رؤية جديدة‬ ‫خبرات جديدة‬ ‫الحب والحرية‬ ‫األسرة المؤسسة على الخزي‬ ‫ثقافه الخزي‬ ‫الدفاع ضد الخزي‬ ‫التخلص من القيود اًلعتمادية‬ ‫التحرك والمخاطرة‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫‪7‬‬

‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪67‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫‪68‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬

‫مرحلة المراهقة‬ ‫تكوين الهوية الواضحة والدور في الحياة‬ ‫المبادرة والذنب‬ ‫سن المدرسة‬ ‫تحدي المرحلة‪ :‬الكفاءة والشعور بالنقص‬ ‫سا بالكفاءة الذاتية‬ ‫كيف نخلق إحسا ا‬ ‫اًلنحصار في النفس‬ ‫اًلنحصار في الموت‬ ‫اًلنحصار في النفس سرطان العالقات اإلنسانية‬ ‫بين الغضب واًلستياء‬ ‫الغضب عن الذات الحقيقية (اًلتزان)‬ ‫أما الغضب عند الذات المزيفة (المنحصرة على نفسها)‬ ‫كيف يتحول العنف إلى موقف‪ -‬كره‪ -‬حكم؟‬ ‫هل يمكن أن يتحول اًلستياء؟‬ ‫جدد اًلستياءات‬ ‫أنواع الغضب الضارة والنافعة‬ ‫نظرة جديدة لمشاعر اًلستياء القديمة‬ ‫ومن الطرق التي تصنع السالم‬ ‫كيف أعبر عن غضبي بطريقة صحية؟‬ ‫الغفران‬ ‫خطوات الغفران‬ ‫تمارين اًلسترخاء‪:‬‬ ‫كيف نحترم الغضب وًل نستسلم لالستياءات‬ ‫العتاب السليم‬ ‫بين الخوف وحمل الهموم‬ ‫توضي احا لكل واحدة منها‬ ‫الصور المختلفة للسيطرة‬ ‫جرد الهموم‬ ‫كيف تحترم الخوف وًل تستلم للهموم‬ ‫الخاتمة‬

‫‪8‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫مقدمة‬ ‫الحمد هلل رب العالمين‬

‫الطريق إلى التغيير ليس باألمر السهل‪ ،‬ولكن يسهل هذا الطريق حينما تتعلم الوسائل التي ًلبد‬ ‫لك أن تسلكها لتصل إلى هذا التغيير‪ .‬وأول وسائل هذا التغيير هو اإلرادة والعزيمة الصادقة‬ ‫في التغيير‪ .‬والثاني هو قيادة الذات والتوازن بين جوانبها الروحية والفكرية والعقالنية‬ ‫والوجدانية‪.‬‬ ‫كتاب (مهارات حياة) للدكتور (أوسم وصفي) هو أحد الكتب التي ترسم لك خريطة لمهارات‬ ‫الحياة حتى تستطيع أن توازن بينها وتعييد ترتيب نفسك من خالل تدريبات عملية تحتاج منك‬ ‫إلى استمرار وممارسة حتى تصبح عادة لديك وجزء ًل ينفك عنك‪ .‬وهذا ملخص لهذا الكتاب‬ ‫بين يديك يرسم لك خارطة أكثر يسر وسهولة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫النضوج النفسي والروحي‬ ‫اإلنسان له أكثر من جانب‪ ،‬أوًل هناك الجانب البيولوجي المتعلق بالجسد وصحته وانسجام‬ ‫وظائفه‪ ،‬ثم هناك الجانب النفسي المتعلق باألفكار والمشاعر والذي يمكن أن نسميه أيضاا‬ ‫الجانب الوجداني أو العالم الداخلي لإلنسان‪ ،‬هذا الجانب يعيش بشكل صحي عندما يمتلك‬ ‫اإلنسان مهارة التعرف على مشاعره والتعبير عنها وإدارتها‪ ،‬ومهارة فحص األفكار‬ ‫والمعتقدات وتصحيحها ا‬ ‫أوًل بأول لجعلها أكثر اتفاقاا مع الواقع‪.‬‬ ‫عندما يتعامل كيان اإلنسان الداخلي مع نفسه (أفكاره و مشاعره) ونفوس اآلخرين‪ ،‬فإننا‬ ‫نسمي هذا البعد النفسي الوجداني‪ ،‬وعندما يتعامل مع مجموعات البشر نسميه البعد‬ ‫اًلجتماعي‪ ،‬وعندما يتعامل مع هللا والعالم الروحي المطلق نسميه البعد الروحي لإلنسان‬ ‫ولكنه في النهاية كيان واحد‪.‬‬ ‫ثم يأتي بعد ذلك الجانب اًلجتماعي المختص بالعالقات‪ ،‬هذا الجانب يكون ناض اجا عندما يمتلك‬ ‫اإلنسان مهارات الذكاء اًلجتماعي والقدرة على عمل عالقات إنسانية عميقة‪.‬‬ ‫وأخيرا هناك بعد رابع للوجود اإلنساني وهو البعد الروحي‪ ،‬هذا البعد المرتبط بالعالقة‬ ‫ا‬ ‫بالمطلق باهلل سبحانه وتعالى وكل المطلقات مثل الحب والحق والخير والجمال والعدالة‬ ‫والحرية واإلنسانية‪.‬‬ ‫وعندما نتكلم عن العالقة باهلل نجد أن هناك أدياناا ومنظومات فكرية وعقائد كثيرة ومتنوعة‪،‬‬ ‫بعضها ما يعتبر نفسه سماوياا يؤمن بإله واحد أبدي أزلي ويعتقد أن هذا اإلله قد قام بتواصل‬ ‫مع اإلنسان نبوات وكتب يطلق عليها المؤمنون بهذه الديانات (الكتب السماوية) وهذه‬ ‫الديانات ثالث‪ :‬اليهودية والمسيحية واإلسالم (بترتيبها الزمني) تدين بهذه الديانات نسبة‬ ‫كبيرة من البشر في العلم‪.‬‬ ‫أما الديانات التي ًل تعتبر نفسها سماوية ًل تفترض إل اها واحداا أبدياا أزلياا خالقاا للكل ومنزها‬ ‫عن الخليقة‪ ،‬ولكنها تفترض وجود قدرة على اًلتصال بين العالم الروحي والمادي بشكل حميم‬ ‫دون الحاجة إلى كتب بعينها أو ممارسات دينية خاصة‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تحت هذا التصنيف يمكننا أن نضع الديانات الشرقية مثل البوذية والهندوسية وغيرها‪ ،‬كما‬ ‫توجد هناك فلسفات روحية مشابهه مثل فلسفة العصر الجديد وغيرها‪ ،‬والتي تعتبر اًلنسان‬ ‫هو المركز للكون وليس هللا‪ ،‬وأن اإلنسان به طاقات إذا اكتشفها سوف يحقق هذه (السماء)‬ ‫أو الجنة هنا على األرض‪.‬‬ ‫ا‬ ‫متكامال لكل هذه األبعاد األربعة‪ :‬الجسدي و النفسي‬ ‫إن نضوج اإلنسان يجب أن يكون نضو اجا‬ ‫و اًلجتماعي و الروحي‪ ،‬أي أن اإلنسان لكي يعيش حياة فعالة مع جسده ومشاعره و أفكاره‬ ‫ا‬ ‫اتصاًل وثيقاا فإنني‬ ‫ومع اآلخرين ومع هللا سبحانه وتعالى‪ .‬ولكون هذه األبعاد متصلة ببعضها‬ ‫كثيرا‪ ،‬وبالذات األبعاد غير المنظورة (النفسية‪ ،‬اًلجتماعية والروحية)‬ ‫ًل أحب أن أفصل بينها‬ ‫ا‬ ‫فهي كلها في واقع األمر شيء واحد وهو كيان اإلنسان غير الجسدي أو غير المنظور‪.‬‬ ‫لذلك فإن كان من الضروري الفصل بين مكونات اًلنسان لفرض الشرح‪ ،‬فيكون الفصل بين‬ ‫الكيان المنظور هو الجسد‪ ،‬والكيان غير المنظور وهو الذي تنبثق منه األبعاد الثالثة‪ :‬النفسي‬ ‫واًلجتماعي والروحي‪ ،‬فعندما يتعامل هذا الكيان المعنوي مع العالم الداخلي الخاص به‬ ‫(أفكاره ومشاعره أو أفكار اآلخرين ومشاعرهم) نسمي هذا البعد النفسي (بشقية الشخصي‬ ‫والعالقاتي)‪ ،‬وعندما يتعامل مع أنظمة وطبائع العالقات مع اآلخرين بكل أنواعها فإننا نسميه‬ ‫البعد الروحي لإلنسان‪.‬‬ ‫أهمية هذه الطريقة في اإلنسان هي أنها توضح اًلرتباط الوثيق والتأثر العميق بين هذه‬ ‫الكيانات‪ ،‬فعالقتنا بأنفسنا تؤثر بشدة على عالقتنا باآلخرين تؤثر على عالقتنا بأنفسنا واًلثنان‬ ‫يؤثران على عالقتنا باهلل ويتأثران بها‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫العالم الداخلي لإلنسان‬ ‫سا منه الذي هو (الروح) ولعل أهم تلك الروح هي اإلرادة‬ ‫عندما خلقنا هللا وضع فينا قب ا‬ ‫اإلنسانية فاإلرادة الحرة هي التي يمكننا من أن نبدع ونخلق ما هو غير موجود بعد‪ ،‬وأن‬ ‫نختار اًلختيار الروحاني عكس ما تميل اليه أجسادنا وأفكارنا‪ ،‬هي ذلك القبس أو تلك النسخة‬ ‫التي لنا من القدير‪.‬‬ ‫هذه الروح لكي تعيش في العالم المادي أصبح لها جسد‪ ،‬وهناك وظائف متعددة بين الجسد‬ ‫والروح مثل المشاعر التي هي لصيقة جدا بالجسد‪ ،‬وهذا نالحظه عندما يستجيب الجسد‬ ‫بصورة مباشرة لمشاعرنا سواء فهمنا سببها أم ًل فيتصبب عرقاا ويدق قلبه عندما نشعر‬ ‫بالخوف ا‬ ‫مثال‪ ،‬وهو أيضاا الذي يتحرك في سلوكيات مختلفة كرد فعل لهذه المشاعر فنهرب أو‬ ‫نحاب أو نتجمد وغيرها‪ ،‬ثم يأتي الفكر الذي هو مرتبط بالمشاعر من الناحية األخرى‪.‬‬ ‫ما سوف نتعامل معه في هذه الدراسة هو نمو ونضوج وهذا الجانب المعنوي الداخلي من‬ ‫حياتنا المتعلق بعالقاتنا بأنفسنا وباآلخرين من ناحية‪ ،‬وعالقاتنا بالمطلق (باهلل سبحانه‬ ‫وتعالى) من ناحية أخرى‪ .‬لذلك يمكننا أن نعتبر أن هذا النضوج له جانبان‪ :‬الجانب اإلنساني‪،‬‬ ‫الذي يتعامل مع النفس اإلنسانية فردية وجماعية‪ ،‬والجانب الروحي الذي يتعامل مع القيم‬ ‫الروحية المطلقة‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الجانب الروحي‬ ‫ا‬ ‫محاوًل بقدر المستطاع أن أتجنب الجدل الديني‪ ،‬وليس ذلك بتجنب‬ ‫سوف أتناول البعد الروحي‬ ‫الدين وإنما بمحاولة تلمس بعض المبادئ الروحية المشتركة بين األديان وخاصة األديان‬ ‫السماوية وذلك للوصول لشبه خارطة طريق للنضوج الروحي والديني لكل مواطنينا ‪.‬‬ ‫وفي بلد تكتب فيها الديانة في البطاقة الشخصية والبطاقة اًلنتخابية‪ ،‬وفي بلد يسأل الناس عن‬ ‫دين أي شخص قبل أن يتعرفوا عليه أو يستمعوا إلى ما يقول فتتلون مواقفهم منه تبعاا لكونه‬ ‫مسيحياا أو مسل اما‪ ،‬وفي بلد يفترض فيها المسيحيون أن أي مسلم ملتزم ومص ِل هو منتمي‬ ‫لإلسالم السياسي (إن لم يكن ارهابياا) إلى أن يثبت العكس‪ ،‬ويفترض فيه المسلمون أن‬ ‫المسيحي يذهب إلى الكنيسة بانتظام هو مبشر وعميل للغرب ويريد أن يفتن المسلمين عن‬ ‫دينهم‪ ،‬أيضاا إلى أن يثبت العكس ‪ ،‬في هذا الشعب قدرة على التفكير قبل التكفير والفهم قبل‬ ‫الحكم‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫ثالثة أركان للنضوج الروحي‪:‬‬ ‫أتصور أن الجانب المختص بالعالقة باهلل والمطلق أركان ثالثة وهي ا‬ ‫أوًل أن هللا خالق‪ ،‬نحن‬ ‫مخلوقون‪ ،‬وثانياا أن هللا غفور رحيم‪ ،‬أما الركن الثالث فهو أن هللا يدعونا للتغير‪ ،‬أي ألن‬ ‫نصير أفضل‪ً .‬ل أظن أن هناك خالف بين األديان في هذه المبادئ الثالثة في هللا خلقنا ألنه‬ ‫يحبنا و ألنه يحبنا فإنه يريدنا أن نكون أفضل كل يوم‪.‬‬

‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬هللا هو الخالق ونحن المخلوقون‪:‬‬ ‫معنى أن هللا خالق هو أنه مقدر الحياة ومركزها‪ ،‬وبالرغم من أنني أعرف ذلك بعقلي إًل أنني‬ ‫غالباا ما أعيش كما لو كنت أنا مركز الحياة ومصدرها‪ .‬هللا وحده الذي وجوده معتمد على‬ ‫نفسه وليس على شيء آخر‪ ،‬أي أنه سبحانه ذاتي الوجود‪ .‬أما كل ما هو مخلوق فوجوده‬ ‫مستمد من هللا الذي هو أصل الوجود‪.‬‬ ‫النضج الروحي هنا هو أن نتذكر كل يوم هذه الحقيقة ونعيشها بقلوبنا و أفعالنا وليس فقط‬ ‫بكالمنا‪ .‬وما العبادة إًل تذكير لنا أكثر من مرة في اليوم الواحد بهذه الحقيقة‪.‬‬ ‫من أهم مظاهر هذا الموت الروحي هو تلك الظاهرة اإلنسانية المدمرة وهي اإلدمان‪ ،‬اإلدمان‬ ‫في معناه الروحي العميق هو أن اإلنسان يحاول أن يجعل من نفسه إلها لنفسه ويحاول أن‬ ‫يسيطر على حياته باستخدام المخدرات أو الجنس أو الطعام أو المال‪ .‬هللا قد خلق كل شيء‬ ‫كتعبير عن الحب ألنه يريد أن يعطي‪ ،‬واإلنسان يمكن أن يستخدم كل ما هو مخلوق كموضوع‬ ‫لإلدمان ألنه يريد أن يسيطر‪ ،‬فتنقلب هذه األشياء عليه وتسيطر هي على كل حياته و تدمرها‪.‬‬ ‫لذلك فإن أهم شعارات برامج التعافي من اإلدمان هو‪ :‬يوجد إله وهذا اإلله ليس أنت! لذلك فإن‬ ‫اإلنسان لكي يعود إلى رشده ويتعافى من إدماناه عليه أن يدرك الحقيقة وهي أن هللا هو‬ ‫الخالق المسيطر و اإلنسان ما هو إًل مخلوق‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫ثانياا‪ :‬هللا رحيم‪:‬‬ ‫ليس قبول هللا ورحمته أمور سلبية تجعلنا نبقى كما نحن ولكنه القبول الذي يدعونا للتغير‬ ‫والنمو‪ .‬عندما ندرك أنه يقبلنا ويرحمنا ‪ ،‬فهذا يدعونا ألن نحب أنفسنا ونريد أن نصير أفضل‬ ‫في عالقاتنا به سبحانه و بعالقتنا بأنفسنا وبكل الكون‪.‬‬

‫ثالثة أركان للنضوج النفسي‪:‬‬ ‫كما أن للجانب الروحي من نضوج اإلنسان ثالثة أركان هي أن هللا خالق ورحيم ويدعونا‬ ‫للتغير‪ ،‬فإن للجانب النفسي من نضوج اإلنسان ثالثة أركان أيضاا‪ :‬الوعي‪ ،‬الوعي‬ ‫باًلحتياجات‪ ،‬العالقات الصحيحة‪.‬‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬القلب (المشاعر األفكار)‪ :‬وفيه سنتناول كيفية التعرف على المشاعر والتعبير عنها‪،‬‬ ‫وهذا ما نسميه الذكاء الوجداني‪.‬‬ ‫ثانياا‪ :‬الطفل (اًلحتياجات النفسية)‪ :‬وفيه نتناول اًلحتياجات النفسية لإلنسان في كل مراحل‬ ‫عمره وكيف يؤدي تسديدها بالطريقة السليمة إلى نضوج شخصية اإلنسان ويؤدي العكس إلى‬ ‫تأخره في النضوج الوجداني ‪ .‬وسنتناول أيضاا قضية اإليذاء النفسي وتأثيراته والتعافي من‬ ‫آثاره‪.‬‬ ‫ثالثاا‪ :‬الحب (العالقات اإلنسانية)‪ :‬في هذا الجزء سنتناول مفاهيم النضوج في العالقات‬ ‫واًلعتمادية المتواطئة‪.‬‬ ‫رابعاا‪ :‬الروحانية (العالقة بالمطلق)‪ :‬سنتكلم عن جوهر الروحانية وهو الخروج خارج النفس‬ ‫وكثيرا من األشياء سنأخذها كل على حدى‪.‬‬ ‫للتواصل مع هللا ومع الحياة بشكل عام‪.‬‬ ‫ا‬

‫واجب الجذور (األسرة التي نشأت فيها)‪ً :‬ل يستطيع أحد أن ينكر أن التربة التي تزرع‬ ‫فيها الشجرة تحدد مستقبل نموها و إثمارها‪ .‬فلو زرعت في تربة خصبة غنية صارت جذورها‬ ‫ا‬ ‫حامال أطيب الثمار من موسم إلى موسم‪ ،‬أما إذا زرعت في‬ ‫قوية وامتد جذعها في شموخ‬ ‫تربة فقيرة جافة فإن قدر لها أن تعيش سوف تعيش ضعيفة الجذور وهزيلة السيقان‪ ،‬و إن‬ ‫ظهرت فيه الثمار في أحد المواسم ربما تخيب في موسم تال‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫المثير للشفقة ًل تمتلك من هذا األمر شيئ اا‪ ،‬فبذرتها التي زرعت في تربة ما سوف تظل في‬ ‫هذا التربة طوال عمرها‪ ،‬مهما كانت طبيعة التربة‪ .‬ويظل النبات تحت رحمت اليد التي قد تمتد‬ ‫إليه لتغيير ظروفه‪ .‬إن كانت تربة النبات تؤثر فيه وتحدد إلى أي طول سوف ينمو‪ ،‬وكيف‬ ‫سيكون حجم الثمار وحالوتها‪ ،‬فاألسرة التي ينشأ فيها اإلنسان وفيها يمد جذوره األولى‪ ،‬أيضاا‬ ‫تؤثر في تكوين شخصيته وتشكل ردود أفعاله والطريقة التي بها يقود حياته وعالقاته‪.‬‬

‫لكن اإلنسان ليس شجرة؛ فهو قادر على تغير ظروفه والتحرك من تربة إلى تربة أخرى أكثر‬ ‫صحة ومناخ أكثر استقرار‪ .‬العالقات األولى بالرغم من حجم تأثيرها على اإلنسان إًل أنه كائن‬ ‫اجتماعي تتجاوز تطلعاته اًلجتماعية ومهاراته العالقاتية إلى ما هو أبعد من أسرته المباشرة‪.‬‬ ‫لإلنسان أيضاا إرادة حرة تؤهله إلى أن يختار اختيارات ليست فقط مختلفة عن الطريقة التي‬ ‫تمت بها برمجة مخه وردود أفعاله داخل األسرة في الصفر‪ ،‬ولكنه قادر أن يتجاوز ثقافة‬ ‫مجتمعه كلها ليغيرها إلى األفضل‪ ،‬وقادر على التواصل مع العالم الروحي فينال من هللا معونه‬ ‫تساعده لكي يحيى بصورة أفضل‪.‬‬ ‫في النهاية إن كانت قدرة اإلنسان على التغير من الممكن أن تدعمها قوى خارجية‪ ،‬إًل أن‬ ‫عنصرا في تلك العملية ‪ ،‬هذه اإلرادة اًلنسانية الحرة يجب أن‬ ‫إرادة التغير الفردية تظل‬ ‫ا‬ ‫نحركها برغبة وجدانية التغير وتقودها رؤية واقعية لما يجب تغيره‪.‬‬ ‫لكي يتغير اإلنسان ويتحرر من تأثير ماضيه‪ ،‬عليه أن يعي جذوره ويدرك كيف تأثرت هذه‬ ‫الجذور بالتربة التي نمت فيها‪ ،‬فالتغير أن يكون بتجاهل الماضي وإنما بتجاوزه والفارق بين‬ ‫التجاوز والتجاهل كبير‪ ،‬فالتجاوز يجب أن يمر بالوعي واإلدراك بالرغم من الصعوبة و األلم‬ ‫الذين يصاحبان ذلك اإلدراك‪.‬‬

‫التاريخ األسري‪:‬‬ ‫نحن ًل نتأثر فقط بالذي يحدث في األسرة المباشرة التي نشأنا فيها ولكننا نولد في نظام أسري‬ ‫قد تأسس على مدار أجيال سابقة‪ .‬هذا النظام األسري يمثل مجموعة العقائد و القوانين‬ ‫األسرية التي ظلت تمارس وتتوارث لعشرات السنين دون أن يتوقف أحد لكي يفحصها‬ ‫ويقومها‪ .‬التغير يستلزم إدراك الماضي وتجاوزه وليس إنكاره وتجاهله‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫ماهي المشاعر؟‬ ‫المشاعر هي مجموعة األحاسيس النفسية‪ ،‬فإذا كانت أجسادنا تستقبل الواقع المادي الموجود‬ ‫حولها وتشعر به‪ ،‬فالمشاعر ردود أفعال مباشرة مثل األحاسيس الجسدية‪ ،‬نحن ًل نستطيع أن‬ ‫نقرر أن نمنعها أو نوقف حدوثها‪.‬‬ ‫المشاعر واألفكار‪ :‬المشاعر تقع في منطقة وسيطة بين الجسد والعقل‪ ،‬فهي قريبة من‬ ‫الجسد وتشبه األحاسيس الجسدية في أنها ردود أفعال تلقائية ًل يمكن توقيفها وًل تحديها‪.‬‬ ‫المشاعر والجسد‪ :‬ومن التداعبات األخرى لكون المشاعر في منطقة وسط بين العقل‬ ‫والجسد أن المشاعر الشديدة تؤدي بشكل تلقائي سريع إلى أحاسيس جسدية‪ ،‬فمن يشعر‬ ‫بالخوف‪ ،‬سرعان ما يجد دقات قلبه تتسارع وعرقه يتصبب وحلقه يجف‪.‬‬ ‫المشاعر واإلرادة‪ :‬تكون المشاعر النفسية أقرب للمنتصف حيث الفكر ثم اإلرادة‪ ،‬لذلك‬ ‫يمكن تعلم كبح جماحها والتحكم فيها‪ ،‬بينما ًل يمكن هذا بالنسبة لألحاسيس الجسدية مثل الحر‬ ‫والبرد واللمس واأللم‪.‬‬ ‫فض اًلشتباك بين األفكار والمشاعر‪ :‬األفكار مثل الفشل والنجاح‪ ،‬أما المشاعر فهي‬ ‫القلق والغضب والحزن واإلحباط واليأس والتوتر والضيق والحماس وغيرها ‪.‬‬ ‫أفكارا‬ ‫الخلط بين المشاعر واألفكار يجعلنا مع الوقت نكبت مشاعرنا وًل نعبر عنها ونقبل‬ ‫ا‬ ‫خاطئة تنشئ فينا مشاعر مؤلمة ًل داعي لها‪.‬‬ ‫األفكار التلقائية هي أفكار في العقل لكنها أفكار متعلقة بالنفس واآلخرين فهي تثير المشاعر‪،‬‬ ‫كما أنها تقفز مباشرة إلى وعينا دون أن نحللها ونعرف أسبابها‪ ،‬فهي مثل األحاسيس‬ ‫الجسدية والمشاعر النفسية‪ ،‬تفرض نفسها علينا دون أن نعرف سببها‪.‬‬ ‫المشاعر والسلوك‪ :‬المشاعر هي طاقة الحركة وكل األنشطة التي تحدث داخل وخارج‬ ‫اإلنسان‬ ‫التعامل مع المشاعر‪ :‬نعبر عن مشاعرنا ونقودها‪ ،‬وهذا ما نسميه الذكاء الوجداني‪.‬‬ ‫التعامل مع األفكار‪ :‬نفحص أفكارنا ونصححها‪ ،‬وهذا ما نسميه الوعي المعرفي‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬التعامل مع المشاعر‪:‬‬ ‫إننا لم نقدم على التعامل مع المشاعر ظناا منا أنها ثورات هائجة بال منطق‪ ،‬أما علم النفس‬ ‫الحديث فقد أثبت أن المشاعر ليست بال منطق وإنما لها منطقها الخاص الذي يجب أن نتعلمه‬ ‫ونتقنه‪.‬‬ ‫تشريح المشاعر‪ :‬المخ الوجداني هو تركيب أكثر قد اما من الناحية التطورية‪ ،‬لذلك يمكننا أن‬ ‫نسميه المخ البدائي أو المخ القديم‪ .‬هذا للتفريق بينه وبين المخ العقالني أو المخ األحدث‪ .‬من‬ ‫المهم أن نفهم أننا من الناحية األخالقية غير مسئولين عن ردة الفعل الوجداني ألنه غير‬ ‫خاضع لإلرادة ‪ ،‬أما القرار اإلرادي الواعي بغض البصر وإعمال العقل‪ ،‬فهذا هو ما نحن‬ ‫مطالبون به أخالقياا‪.‬‬ ‫الذكاء الوجداني‪ :‬هو العالقة الفعالة بين المخ الوجداني والمخ العقالني‪ ،‬وبين فصي المخ‬ ‫األيمن واأليسر‪ .‬وبحسب دانيال جولمان مؤلف كتاب الذكاء الوجداني‪ ،‬ينقسم الذكاء الوجداني‬ ‫إلى خمسة عناصر‪:‬‬ ‫‪ )1‬الوعي بالمشاعر والقدرة على تسميتها‪.‬‬ ‫‪ )2‬التعبير عن المشاعر بالكالم‪.‬‬ ‫‪ )3‬إدارة المشاعر سلوكاا بشكل مناسب‪.‬‬ ‫‪ )4‬تؤدي القدرة على اإلدارة‪ ،‬إلى القدرة على تحفيز النفس‪ ،‬وتأجيل اللذة أو الراحة وهذا‬ ‫بدوره يؤدي للنجاح الدراسي والمهني‪.‬‬ ‫‪ )5‬كما أن القدرة على اإلدارة أيضاا تسهل إدراك مشاعر اآلخرين‪ ،‬والذكاء اًلجتماعي الذي‬ ‫هو ضروري للنجاح في العالقات‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫في النهاية يقول أن الذكاء الوجداني هو أنك تصنع من نفسك رقيباا عليك؛ أي أن يكون لك‬ ‫مدرب داخلي يفحص أقوالك وردود أفعالك ويساعدك أن تكون ردود أفعالك‪ ،‬ويساعدك أن‬ ‫تكون ردود أفعالك أفضل في المرة التالية‪ .‬وهناك سبع خطوات يمكن أن يقوم بها هذا المدرب‬ ‫الداخلي‪:‬‬ ‫‪ً -1‬لحظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬فسر‪.‬‬ ‫‪ -3‬توقف‪.‬‬ ‫‪ -4‬أعد التوجيه‪.‬‬ ‫‪ -5‬تأمل‪.‬‬ ‫‪ -6‬احتفل‪.‬‬ ‫‪ -7‬كرر‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫بعض من المعتقدات الخاطئة عن الذكاء الوجداني‪:‬‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬ليس الذكاء الوجداني هو أن يكون اإلنسان لطيفاا في كل المواقف‪ ،‬ففي بعض المواقف‬ ‫يقتضي الذكاء الوجداني الحزم والمواجهة الصارمة‪.‬‬ ‫ثانياا‪ :‬ليس الذكاء الوجداني هو إطالق العنان للمشاعر والتعبير عن كل أنواع المشاعر بكل‬ ‫طريقة ربما تكون مسيئة لآلخرين تحت شعار أنا أعبر عن مشاعري‪ ،‬فالذكاء الوجداني هو‬ ‫القدرة على إدارة المشاعر واختيار الطريقة المناسبة للتعبير عنها‪.‬‬ ‫ثالثاا‪ :‬النساء لسن أكثر ذكاء وجدانياا من الرجال‪.‬‬ ‫أخيرا‪ :‬بعكس الذكاء العقالني الذي من الصعب تغييره بعد سن الثامنة عشر‪ ،‬الذكاء الوجداني‬ ‫ا‬ ‫يمكن تعلمه وزيادة مستواه طوال العمر‪ ،‬وذلك إذا استمر اإلنسان في مالحظة تفاعله‬ ‫الوجداني وسلوكه‪ ،‬والتعلم من أخطائه بصفة مستمرة‪.‬‬ ‫هذا يختم حديثنا عن التعامل مع المشاعر التي هي الشق األول في التعامل السليم مع القلب‪.‬‬ ‫فيما يلي سوف نتكلم عن التعامل مع الشق الثاني من القلب وهو التعامل مع اًلفكار وسوف‬ ‫نالحظ اًلرتباط الوثيق بين المشاعر واألفكار‪.‬‬

‫التعامل مع األفكار‪:‬‬ ‫يتكون النظام الفكري لإلنسان من ثالث عناصر‪:‬‬ ‫‪ -1‬األفكار التلقائية‪.‬‬ ‫‪ -2‬طريقة التفكير‪.‬‬ ‫‪ -3‬المعتقدات المحورية‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫األفكار التلقائية‪ :‬هذه األفكار تنشأ تلقائياا في وعينا وتغير من مشاعرنا‪ ،‬وتؤثر في سلوكنا‬ ‫دون أن نفحص مدى صدقها أو منطقيتها‪.‬‬ ‫يقدم آرون بيك هذه األوصاف األربعة لألفكار التلقائية‪:‬‬ ‫‪ )1‬أفكار محددة وليست مبهمة ‪ :‬هي أفكار واضحة ولها هدف‪.‬‬ ‫‪ )2‬أفكار تنشأ بطريقة مباشرة وليس بعد تفكير أو تأمل منطقي متسلسل‪ :‬األفكار التلقائية‬ ‫هي األفكار التي تقود ما يمكن أن نسميه التصرفات التلقائية ‪.‬‬ ‫‪ )3‬أفكار تنشأ كرد فعل لحدث‪ :‬وذلك مثل اإلعالنات التي تظهر بطريقة تلقائية عندما‬ ‫تدخل على موقع على اإلنترنت‪.‬‬ ‫‪ )4‬بالرغم من عدم منطقية هذه األفكار‪ ،‬فإننا نقبلها مباشرة دون فحصها‪ :‬هو عندما‬ ‫نستجيب لألفكار بصورة تلقائية ألن هذا هو رد الفعل المعتاد لهذا النوع من األفكار‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫كثيرا‬ ‫طريقة التفكير‪ :‬هذه الطرق في التفكير تؤدي إلى أفكار تلقائية وطرق لتفسير األحداث‬ ‫ا‬ ‫ما تكون غير متفقة مع الواقع والمنطق وتؤدي بنا إلى مشاعر وسلوكيات مضطربة وغير‬ ‫بناءة‪.‬‬ ‫شخصنة األحداث‪ :‬هي أحد أخطاء التفكير التي تؤدي إلى أفكار تلقائية غير واقعية‪ ،‬فكل‬ ‫المشاعر السلبية واألحكام المسبقة التي تنشأ داخلنا كان سببها طريقة تفكيرنا التي تميل إلى‬ ‫شخصنة األحداث‪.‬‬ ‫ومن األمثلة األخرى ألخطاء التفكير ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬التفكير بطريقة األقطاب‪ ،‬وعدم رؤية األشياء النسبية أو البين بين‪ ،‬إما الكل أو ًل‬ ‫شيء‪ ،‬إما أبيض وإما أسود‪ .‬النجاح إما يكون تا اما أو يكون ا‬ ‫فشال ذريعاا‪.‬‬ ‫‪ -2‬طريقة التعميم‪ ،‬وهو يحدث عندما نرى حادثة سلبية‪ ،‬فنفترض أن كل شيء سلبي‪،‬‬ ‫الفشل مرة هو فشل عام واًلنتكاس يعني أنه لم يكن هناك تقدم مطلقاا‪.‬‬ ‫‪ -3‬طريقة التركيز على السلبي‪ ،‬والفشل في رؤية اإليجابي وهو الميل لرؤية الشيء‬ ‫السلبي فقط في الموقف وتلوين كل الموقف بذلك اللون السلبي‪.‬‬ ‫‪ -4‬طريقة القفز لالستنتاجات ‪.‬‬ ‫‪ -5‬طريقة التكبير والتصغير‪ ،‬أي إعطاء األحداث أكبر أو أصغر مما تستحق‪.‬‬

‫المعتقدات المحورية‪ :‬نحن ًل نفحص المعتقدات وإنما نستخدمها في فحص الواقع‪ ،‬فعندما‬ ‫تكون هذه المعتقدات مشوهة وغير واقعية تصبح كل قياساتنا خاطئة‪ .‬فاألفكار التلقائية ليست‬ ‫دائ اما خاطئة‪ ،‬فربما تكون حقيقة في بعض األحيان وربما يتحقق ما تتنبأ به‪.‬‬ ‫تفترض أغلب نظريات علم النفس المعرفي أن كل إنسان لديه معتقدات محورية تشكل بالنسبة‬ ‫تصورا داخلياا للطريقة التي يعمل بها العالم والناس من حوله‪ ،‬هذا التصور أو النموذج‬ ‫له‬ ‫ا‬ ‫الداخلي هو البرنامج الذي به يفهم ويحكم على العالم والناس وعلى نفسه ومن خالله يفسر‬ ‫األحداث ويتوقع ردود األفعال‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫المسطرة السليمة‪ :‬هذه المعتقدات سميت هكذا ألنها أصبحت معقودة ومن الصعب فكها أو‬ ‫الحكم عليها‪ ،‬إنها مثل المسطرة التي نقيس بها وًل نقيسها‪ ،‬ألنه إذا المسطرة التي نقيس بها‬ ‫ونفترض أن طولها بالمتر هي في الواقع ‪ 90‬سنتيميترات فكل قياساتنا ستكون خاطئة‪ ،‬مثال‬ ‫مهندس ديكور قام بأخذ قياسات غرفة‪ ،‬ثم بدأ بتصميم أثاث لها مستخد اما هذا المتر الذي هو‬ ‫في الواقع تسعون سنتيمتر‪ ،‬وبعد أن أنتهى وهم بوضعه في الغرفة وجد أن اًلثاث صغير جداا‬ ‫على الغرفة فيأتي مهندس آخر ويعترض على ذلك فاختلف هو والمهندس األول وأحضر المتر‬ ‫فوجده خاطئ اا بعد أن قارنه بالمتر الذي يقيس به‪ ،‬وبعد المقارنة بين المتر األول وعد من‬ ‫األمتار ربما يقتنع المهندس األول‪.‬‬

‫تحديث المعتقدات‪ :‬من المفترض أن منظومة المعتقدات التي نتبناها منذ الطفولة يتم‬ ‫تحديثها ا‬ ‫أوًل بأول في ضوء الخبرات الجديدة التي ربما تكون مختلفة عن الخبرات السابقة‪،‬‬ ‫لكن مع األسف بعض الناس لديهم نوع من الجمود في تغيير معتقداتهم الفكرية‪ ،‬فقد تصل‬ ‫بعض النساء بسبب خبرات تعرضت لها إلى قناعة داخلية أن كل الرجال ًل يمكن الوثوق بهم‬ ‫وأنهم ًل يبحثون إًل عن الجنس‪.‬‬ ‫لقد تكونت معتقداتنا في سن مبكرة وهي سن ما قبل القدرة على الفحص والنقد والتعامل‬ ‫بالمنطق‪ ،‬ألنه من الممكن أن تكون هذه المعتقدات غير منطقية إًل أنها أصبحت معقدة فيصعب‬ ‫فكها‪.‬‬ ‫عندما نكتشف أن معتقداتنا ًل تجعلننا نواصل المسير وتؤثر على قدراتنا وإمكانياتنا وتجعلنا‬ ‫نخسر باستمرار‪ ،‬لذلك من المفيد فحصها وتغييرها مهما كان ذلك مكلفاا النبوات التي تحقق‬ ‫نفسها‪ .‬وًل يقف األمر عند هذا الحد‪ ،‬ففي بعض األحيان تصبح هذه النظريات الجامدة نبوات‬ ‫تحقق نفسها‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫مثال‪ /‬سيدة تحاول بشكل ًل واعِ أن تثبت نظرياتها من خالل إغواء شخص بشتى الطرق حتى‬ ‫يتورط معها جنسياا أو على األقل يطلب منها ذلك‪ ،‬وهكذا تتأكد النظرية داخلها أكثر فأكثر‪.‬‬ ‫هذه المعتقدات المحورية الجامدة تشوه رؤيتنا للواقع وتدمر عالقاتنا باآلخرين وتحدد الحالة‬ ‫الشعورية التي نشعر بها‪ ،‬فإذا كنا اختزلنا معتقدات سلبية عن أنفسنا وعن العالم أو عن‬ ‫أفكارا تلقائية سلبية‪ ،‬كتفسيرات لألحداث والمواقف وردود أفعال‬ ‫اآلخرين فإنها سوف تنتج‬ ‫ا‬ ‫األشخاص‪ ،‬وتجعلنا نعيش مشاعر سلبية أغلب الوقت‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫بعض المعتقدات المحورية المثيرة لالكتئاب والنظرة السلبية للنفس‪:‬‬ ‫‪ -1‬إذا لم أكن ناج احا تما اما فأنا فاشل تما اما‪ ،‬ربما تكون هذا المعتقد المحوري من خالل‬ ‫ا‬ ‫كامال (‪.)100%‬‬ ‫عدم اعتراف الوالدين بالنجاح إًل اذا كان‬ ‫‪ -2‬إذا غضب أحد مني فال يمكن أن تعود عالقتنا مثلما كانت‪ ،‬ربما تكون هذا المعتقد‬ ‫المحوري السلبي من خالل تكرار العالقات المكسورة في الماضي‪.‬‬ ‫صا إن كان هذا الشخص يشكل‬ ‫‪ -3‬إذا انتقدني أحدهم فأنا فاشل وًل أستحق الحياة‪ ،‬خصو ا‬ ‫أهمية خاصة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الناجح ًل يفشل والفاشل ًل ينجح‪ ،‬ربما تكون هذا المعتقد من خالل تكرار عبارة‬ ‫الناجح ناجح من يومه!‬ ‫تكون هذا المعتقد من خالل‬ ‫‪ -5‬يجب أن أكون أكثر نجا احا من الجميع وإًل أنا فاشل‪ ،‬ربما ّ‬ ‫تنمية روح التنافس في الطفولة‪.‬‬

‫بعض المعتقدات المحورية التي تؤدي للقلق والمخاوف‪:‬‬ ‫تكون هذا المعتقد بسبب تعرض أحد أفراد‬ ‫‪ -1‬إذا تعرض أحدهم للخطر فلن ينجو‪ ،‬ربما ّ‬ ‫األسرة لبعض اآلًلم البسيطة ثم ثبت أنها أعراض مرض خطير‪.‬‬ ‫‪ -2‬من تأخر بال سبب واضح من المؤكد أنه تعرض لخطر ما‪ ،‬ربما بسبب إيمان األم أو‬ ‫األب بهذا المعتقد‪.‬‬ ‫شعارا يتم ترديده من خاف سلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬الخوف يحمي من الخطر! ربما كان‬ ‫ا‬ ‫‪ -4‬قلقي وخوفي على من أحب هو الدليل على حبي له‪ ،‬ربما سبب أن األب أو األم قال‬ ‫هذا لبنته أو ابنه في الطفولة‪.‬‬ ‫هذه المعتقدات المحورية تجعلنا نفسر األحداث العادية بصورة سلبية تؤدي لظهور أفكار‬ ‫تلقائية من الخوف والقلق‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫بعض المعتقدات المحورية التي تؤدي للشك‪:‬‬ ‫‪ -1‬التصديق نوع من السذاجة‪.‬‬ ‫‪ً -2‬ل أحد يعني ما اقول‪.‬‬ ‫‪ -3‬كل الناس يكذبون‪.‬‬ ‫‪ً -4‬ل أحد يريد إًل مصلحته‪.‬‬ ‫‪ً -5‬ل أحد يفرح لنجاح شخص آخر‪.‬‬ ‫‪ -6‬من ينتقدني ويشير إلى أخطائي يكرهني‪.‬‬ ‫‪ -7‬إذا ترك أحدهم المكان قبل أن آتي فهذا معناها أنه ًل يريد أن يراني أو يتهرب مني‪.‬‬ ‫أفكارا تلقائية من الشك والريبة في المواقف العادية‪.‬‬ ‫هذه المعتقدات المحورية تنتج‬ ‫ا‬

‫بعض المعتقدات المحورية التي تؤدي لالعتمادية‪:‬‬ ‫‪ً -1‬ل قيمة لي‪ ،‬اآلخرون أهم مني‪.‬‬ ‫‪ -2‬قيمتي هي في أن أجعل الجميع سعداء‪.‬‬ ‫‪ -3‬األخذ أنانية‪ ،‬العطاء هو فقط المسموح به‪.‬‬ ‫‪ً -4‬ل يمكن أن أرفض طلب أي إنسان مهما كان‪.‬‬ ‫‪ً -5‬ل يمكن أن أصنع حدوداا وأظل محتفظة بالعالقات‪.‬‬ ‫‪ً -6‬ل ينبغي أن أعبر ألحد عن أي مشاعر سلبية وإًل سوف يتركني‪.‬‬ ‫‪ -7‬يجب أن يكون كل من حولي سعداء لكي أكون سعيداا‪.‬‬ ‫‪ -8‬ينبغي أن أكون متا احا دائ اما ألصدقائي‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫السلوكيات الوقائية‪ :‬إننا ًل نحتمل أن نعيش من منطلق معتقد سلبي طوال الوقت‪ ،‬كما أنه‬ ‫شعورا طيباا تجاه أنفسنا عندما تلقينا مدي احا من‬ ‫غالباا ما تكون هناك مرات قليلة شعرنا فيها‬ ‫ا‬ ‫اآلخرين لشيء فعلناه‪ .‬يميل المخ لتسجيل مثل هذه األفكار والمشاعر اإليجابية ويتمسك بها‬ ‫بشدة مكوناا ما يسمى بالمعتقدات اإليجابية المشروطة‪ .‬وحتى نتمكن من التفريق بين المعتقد‬ ‫السلبي واإليجابي‪ ،‬فإن المعتقد السلبي هو المعتقد الراسخ وهو الذي يعمل تلقائياا دون وجود‬ ‫شروط ‪،‬أما المعتقد اإليجابي المشروط فال يعمل إًل في وجود شرطه‪.‬‬ ‫لحماية هذه المعتقدات اإليجابية المشروطة يقوم اإلنسان منذ طفولته بتبني ما يمكن أن نسميه‬ ‫سلوكيات وقائية‪ ،‬هذه السلوكيات هدفها منع تنشيط المعتقدات السلبية الراسخة‪ ،‬وتنشيط‬ ‫المعتقدات اإليجابية المشروطة‪.‬‬ ‫‪ -1‬إذا لم يعلق أحد تعليقاا إيجابياا على ما فعلت فهذا معناه أنني كنت سيئ اا‪ ،‬فمن لديه‬ ‫معتقد سلبي راسخ ًل يحتاج إلى تعليق سلبي لكي تصله رسالة الرفض واللوم‪ ،‬أما‬ ‫المعتقد اإليجابي فيحتاج إلى حدوث شيء إيجابي لتشغليه‪ ،‬لذا فإن مثل هذا الشخص‬ ‫فإنه يصارع من أجل الحصول على تعليقات إيجابية من خالل المبالغة في خدمة‬ ‫اآلخرين أو الرغبة في إرضاءهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬يجب أن ألفت انتباه الجميع لكي يالحظوا وجودي‪ ،‬وإًل فلن ينتبه أحد إلى وجودي‪،‬‬ ‫هذا المعتقد السلبي الراسخ ربما يعاني منه من تعرض للتجاهل واإلهمال الشديد‪،‬‬ ‫وبالتالي يحاول باستماته أن يجذب اًلنتباه من خالل التهريج المبالغ فيه أو الملبس‬ ‫المثير‪.‬‬ ‫‪ -3‬يجب أن ًل أخطئ مطلقاا‪ ،‬أي خطأ ولو بسيط يقوم بتشغيل المعتقد السلبي الراسخ‪،‬‬ ‫لذلك يتبنى مثل هذا الشخص سلوكاا وقائياا يتميز بالرغبة والكمال‪ ،‬فالكمال وحده هو‬ ‫من يحميه من الشعور السلبي‪.‬‬ ‫‪ -4‬يجب أن أعمل بأكثر من طاقة البشر‪ ،‬اإلنسان الذي لديه معتقدات سلبية راسخة ًل‬ ‫يكفيه أن يعمل بطريقة معتادة‪ ،‬يجب أن يعمل بطريقة فائقة للطبيعة حتى يحصل على‬ ‫وصف اآلخرين له باًلجتهاد‪.‬‬ ‫‪ -5‬إذا لم أحصل على الدرجة النهائية فأنا أقل من الجميع‪ ،‬الدرجات العادية ًل تكفي لمنع‬ ‫تشغيل المعتقد السلبي وًل تكفي لتشغيل المعتقد اإليجابي المشروط‪ ،‬هذا الشخص ًل‬ ‫يحتمل أن يكون عادياا‪ ،‬فهو أما أن يكون خارقاا وإًل فهو سيء جداا‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫بالطبع هذه السلوكيات الوقائية تؤدي إلى الكثير من اإلدمانات والسلوكيات القهرية‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪ -1‬إدمان إرضاء األخرين‪ ،‬ألننا تعلمنا أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تشعرنا أننا بخير‬ ‫ا‬ ‫كامال ألن أي عيب يقوم بتشغيل المعتقد السلبي‪ ،‬أما‬ ‫‪ -2‬هوس الكمال‪ً ،‬لبد يكون ما نفعله‬ ‫الكمال فهو وحده من يقوم بتشغيل المعتقد اإليجابي‪.‬‬ ‫‪ -3‬التجنب‪ ،‬خوفاا من عدم النجاح وتشغيل المعتقد المحوري السلبي يلجأ اإلنسان الى‬ ‫تجنب أي موقف قد يتعرض فيه للتقييم‪.‬‬ ‫‪ -4‬التظاهر‪ ،‬أي الظهور بأي مظهر يجلب المديح والقبول من الناس ولو على حساب‬ ‫الجوهر الحقيقي‪.‬‬ ‫‪ -5‬التنافس والرغبة في الحصول المركز األول‪ ،‬ربما فقط ألن المركز األول هو الذي‬ ‫يحمي من اللوم واًلنتقاد‪ ،‬وهو فقط الذي يجلب الحب والقبول هذا التنافس يؤدي‬ ‫بدوره إلى كراهية‪.‬‬

‫المعتقدات المحورية‪ :‬من المعتقدات المحورية التي يمكن أن تكون موجودة بداخلنا وتتحكم‬ ‫في سلوكياتنا من خالل أفكار تلقائية تتميز باًلكتئاب أو الذنب أو الخوف والشك‪.‬‬ ‫‪ -1‬معتقدات اًلكتئاب والذنب واليأس‪ ،‬مثل‪ :‬إذا لم أكن ناج احا تما اما فأنا فاشل تما اما‪ .‬إذا‬ ‫غضب أحد مني فال يمكن أن تعود عالقتنا لما كانت‪ .‬ما فيش أمل! استحالة أتفوق! ما‬ ‫حدش بيحبني! أنا المسؤول عن كل المشكالت التي تحدث!‬ ‫‪ -2‬معتقدات الخوف إذا تعرض أحدهم للخطر فلن ينجو‪.‬‬ ‫‪ -3‬معتقدات الشك التصديق نوع من الشك‪.‬‬ ‫‪ً -4‬ل أحد يعني ما يقول! كل الناس يكذبون! ًل أحد يريد إًل مصلحته!‬

‫‪28‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫اًلحتياجات النفسية ونمو الشخصية‪:‬‬ ‫كما أن اإلنسان يولد باحتياجات جسدية ضرورية ًلستمرار حياته ولنمو جسده‪ ،‬فهو أيضاا‬ ‫بحاجة إلى احتياجات نفسية ووجدانية من الضروري إشباعها بشكل مستمر لكي يعيش حياة‬ ‫نفسية وروحية سوية‪ .‬حدد ديفيد فيرجسون ودون مكمين عشرة احتياجات نفسية أساسية‬ ‫لإلنسان‪ ،‬وهي‪ :‬القبول‪ ،‬واإلعجاب‪ ،‬والتشجيع‪ ،‬والمساندة‪ ،‬ودفء المشاعر‪ ،‬والشعور‬ ‫باألمان‪ ،‬واًلحترام‪ ،‬واًلهتمام‪ ،‬والتعزية‪ ،‬والتقدير‪ .‬ومن الواضح انه ًل يمكن تسديد هذه‬ ‫اًلحتياجات النفسية إًل في إطار عالقات إنسانية حميمية‪ ،‬لذلك نحن نحتاج للعالقات الصحية‬ ‫والحميمية لكي نعيش حياة سوية كما أرادها هللا لنا‪.‬‬ ‫‪ .1‬البقاء على قيد الحياة‪.‬‬ ‫‪ .2‬األمان‪.‬‬ ‫‪ .3‬اللمس‪.‬‬ ‫‪ .4‬اًلنتباه (أن الطفل يجد من ينتبه إليه)‪.‬‬ ‫‪ .5‬رد الفعل ورجع الصدى (أي أن يشعر الطفل أنه يستطيع أن يصنع رد فعل أو صدى لدى‬ ‫أمه)‪.‬‬ ‫‪ .6‬اإلرشاد‪.‬‬ ‫‪ .7‬اًلستماع‪.‬‬ ‫‪ .8‬الصدق واألصالة (أن يسمح للطفل بأن يكون على حقيقته وًل يعاقب على ذلك)‪.‬‬ ‫‪ .9‬المشاركة‪.‬‬ ‫‪ .10‬اًلحترام (أن يشعر اإلنسان أن شخصيته مقبولة وأن يؤخذ مأخذ الجد)‪.‬‬ ‫‪ .11‬النوح (أن تتاح لإلنسان الفرصة أن ينوح على ما فقده دون لوم)‪.‬‬ ‫‪ .12‬المساندة (احتياج اإلنسان للتعضيد في المواقف الصعبة)‪.‬‬ ‫‪ .13‬اًلنتماء والثقة‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫‪ .14‬اإلحساس باإلنجاز(أن تتاح لإلنسان الفرصة أن ينجز مها اما ويكملها إلى نهايتها‪ ،‬و أن‬ ‫تتاح له أيضاا فرصة لممارسة إبداعه والمساهمة في تطوير مجتمعه)‪.‬‬ ‫‪ .15‬تغيير الوعي (أن يتاح لإلنسان فرصة تغيير وعيه من حين آلخر بأمور طبيعية مثل‬ ‫الرياضة والضحك والترفيه‪ ،‬دون أن يحتاج ًلستخدام المخدرات لتغيير وعيه كيميائياا)‪.‬‬ ‫‪ .16‬الجنسانية (أن يتاح لإلنسان أن يعبر عن طبيعته الجنسية وهذا ًل يكون بالضرورة من‬ ‫خالل الممارسة الجنسية الجسدية وإنما يكون من خالل اًلعتراف بنوع الجنسي كذكر أو أنثى‬ ‫وقبول واحترام هذا النوع‪ ،‬وأيضاا من خالل قبول حقيقة الرغبة الجنسية واحترامها والتعبير‬ ‫عنها بطرق ًل تتعارض مع احتياجاته األخرى الروحية واًلجتماعية)‪.‬‬ ‫‪ .17‬المتعة والترفيه‪.‬‬ ‫‪ .18‬الحرية‪.‬‬ ‫‪ .19‬تقديم الرعاية لآلخرين‪.‬‬ ‫‪ .20‬القبول غير المشروط‪.‬‬

‫تمييز اًلحتياجات النفسية‪:‬‬ ‫ًل يستطيع أحد أن يخطئ في تمييز اًلحتياجات الجسدية ألننا نشعر باحتياجاتنا لها بشكل‬ ‫مباشر في أجسادنا‪ ،‬فنحن ًل نحتمل الحرمان من الهواء والماء ولكننا نحتمل غياب احتياجنا‬ ‫للفيتامينات واألمالح؛ ألننا ًل نشعر بها بشكل مباشر‪ .‬أما اًلحتياجات النفسية والروحية فهي‬ ‫احتياجات ألمور غير منظورة أو ملموسة كما أن تأثير غيابها قد ًل يظهر بصورة واضحة‬ ‫لذلك من الممكن أن نتجاهلها‪.‬‬ ‫قد يرى الناس من حولنا أننا على ما يرام من الخارج‪ ،‬ربما نستطيع أن نرسم ابتسامة‬ ‫مصطنعة‪ ،‬بينما من الداخل نعيش أل اما وصراعاا شديداا‪ ،‬بل ربما نكون عبرنا مرحلة الصراع‬ ‫إلى الخواء والموت النفسي‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫التعبير عن اًلحتياجات النفسية‪:‬‬ ‫ا‬ ‫أطفاًل كنا نشعر باحتياجاتنا النفسية ونعبر عنها ببساطة وسهولة‪ ،‬فنبكي عندما‬ ‫عندما كنا‬ ‫صا إن كبرنا‬ ‫نحتاج للتعزية ونعانق الكبار عندما نحتاج إلى دفء‪ ،‬لكننا عندما كبرنا وخصو ا‬ ‫في بيت ًل يعترف بهذه اًلحتياجات‪ ،‬فإننا تعلمنا ببساطة أن ًل نعبر عن هذه اًلحتياجات‪ ،‬بل‬ ‫نبتلعها داخلنا وأقنعنا أنفسنا أننا ًل نحتاج لمثل هذا‪ .‬ومن المؤسف أن بعضنا إمعاناا في إنكار‬ ‫هذه اًلحتياجات راح يهاجم من يطالبون بها أو يهتمون بها‪ ،‬مته اما إياهم باألنانية واًلنحصار‬ ‫في النفس‪.‬‬ ‫ربما في بعض األحيان نصل إلى اليأس من إمكانية تسديد اًلحتياجات والخوف إذا أظهرناها‬ ‫أو اعترفنا بها قد يعرضنا لإلحباط واًلنهيار‪ ،‬قد يكون هذا اإلنكار كجدار الحماية من اإلحباط‬ ‫لكنه ربما ينهار فجأة دون أن نكون مستعدين له‪ ،‬فتخرج هذه اًلحتياجات وتعبر عن نفسها‬ ‫بطريقة خاطئة‪.‬‬

‫المبالغة في تقدير اًلحتياجات‪:‬‬ ‫األطفال يعبرون عن احتياجاتهم بسهولة‪ ،‬لكن األمر الصعب بالنسبة إليهم هو كيفية التحكم في‬ ‫هذه اًلحتياجات‪ ،‬واألصعب تقديرها من قبل اآلخرين‪ ،‬فالبعض كبر أكثر من الالزم وخنق‬ ‫الطفل الذي بداخله مما أدى إلى أنه ًل يعترف بهذه اًلحتياجات‪ ،‬أما البعض اآلخر ظل يتعامل‬ ‫مع هذه اًلحتياجات كطفل غير ناضج وًل يدرك أو يميز الطريقة الصحيحة التي يسد بها‬ ‫احتياجاته دون أن يحترم احتياجات اآلخرين‪ ،‬وربما يسبب لنفسه أو غيره الضرر على المدى‬ ‫البعيد‪ ،‬لذلك من أهم المهارات في إدارة الحياة مهارة اًلتزان فيما يتعلق باًلحتياجات‪ ،‬بمعنى‬ ‫أنك تستطيع أن تعبر عن احتياجاتك‪ ،‬وفي نفس الوقت تحتمل غيابها وتستطيع في بعض‬ ‫األوقات التخلي عن تسديدها مؤقت اا من أجل اآلخرين‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫واجب الجوع للحب واًلحتياجات‪:‬‬ ‫كلنا نحتاج للحب وهذا أمر طبيعي وضعه هللا في كل إنسان‪ ،‬نستطيع أن نشبه هذا بخزان فارغ‬ ‫(خزان الحب)‪ .‬كل منا يولد وبداخله هذا الخزان الفارغ يحتاج ألن يمأل‪ ،‬وإذا كان الوالدان‬ ‫يتمتعان بقدر كاف من الصحة النفسية والتوازن العاطفي وكانت خزانات الحب لديهم مملوءة‪،‬‬ ‫فإنهم يقومون بملء الخزانات الفارغة ألطفالهم على مدى السنوات من الطفولة للنضوج‪.‬‬ ‫هذي هي الخطة اإللهية لحياة كل إنسان‪ .‬إن عدم التواصل العاطفي العميق مع األطفال يؤثر‬ ‫فيهم وفي بنيان شخصياتهم فيما بعد‪ .‬فإن كان أحد الوالدين غير موجود أو كان يعاني هو‬ ‫نفسه من خزان فارغ فإنه ًل يستطيع أن يعطي أبناءه‪.‬‬ ‫واآلن دعنا نركز على الكيفية التي يتدفق بها الحب في أسرتك وكيف أثر هذا عليك‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ووصوًل إليك أنت‪ .‬اآلن فكر في هؤًلء األشخاص‬ ‫تطبيق‪ :‬نضع الثالث أجيال بد اءا من أجدادك‬ ‫وحاول أن تقدر نسبة امتالء خزاناتهم في رأيك‪ ،‬ثم قم برسم مستوى اًلمتالء في كل منهم‪.‬‬ ‫ارسم إلى أي مدى كان خزانك ممتلئ اا بالحب وأنت تخرج من مرحلة الطفولة إلى الشباب‪ .‬إن‬ ‫تسديد اًلحتياجات النفسية جانب مهم وًل ننسى إنه اًلحتياج للحب لن يكون كافياا‪ ،‬هناك‬ ‫احتياجات جسدية ونفسية وربما جنسية‪.‬‬

‫اًلحتياجات النفسية ونمو الشخصية‪:‬‬ ‫تظل اًلحتياجات النفسية والروحية جانب مهم في كل مراحلنا العمرية‪ ،‬لكنه مهم أكثر في‬ ‫مرحلة الطفولة ألنه يشكل نمو متوازن في شخصية الطفل وتكوين شخصية سوية‪ .‬فإذا لم‬ ‫يحصل الطفل على هذه اًلحتياجات بصورة سليمة يحدث خلل وأثره بالغ على صحته النفسية‬ ‫والجسدية‪.‬‬ ‫مثال‪ /‬الطفل الذي لم يحصل على قدر كاف من البروتينات تصبح مناعته لألمراض ضعيفة‬ ‫ويصاب بعدوى متكررة‪ .‬وبالمثل عندما ًل يحصل الطفل على احتياجاته النفسية األساسية في‬ ‫طفولته فإنه يصبح أقل نضو اجا ومتانة نفسية‪ ،‬وبالتالي يكون أكثر عرضة لألمراض النفسية‬ ‫واًلضطرابات السلوكية التي يمتد أثرها طوال العمر وتحتاج لعمل شاق إلصالحها‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫مراحل نمو الشخصية‪:‬‬ ‫يصف إريك إريكسون (‪ )1956‬في نظريته الشهيرة لمراحل النمو النفسي لإلنسان ثماني‬ ‫مراحل‪ ،‬كل مرحلة من هذه المراحل بها تحدي أو أزمة نمو معينة‪ .‬وتظهر هذه اًلزمة في‬ ‫صورة احتياج خاص‪ .‬إن اًلنسان يظل يحتاج لكل أنواع اًلحتياجات النفسية طوال عمره‪ ،‬لهذا‬ ‫السبب فإنه ليس من المستحيل في الوقت الحاضر تسديد احتياج مراحل سابقة‪.‬‬

‫العمر الزمني والعمر الوجداني‪:‬‬ ‫عندما ًل يجتاز الطفل أزمات النمو بطريقة سليمة تحدث هوة بين عمره الزمني ومستوى‬ ‫نضوجه النفسي والوجداني‪ .‬من هذا المنطلق يمكن أن يكون العمر الزمني في مرحلة الرشد‬ ‫(‪40-20‬سنة)‪ ،‬بينما يكون مستوى النضوج النفسي والوجداني ًليزال في مرحلة الرضاعة‬ ‫أو الطفولة أو المراهقة‪ .‬إذاا كيف نسدد احتياجات الطفولة ونحن كبار؟ أو كيف يمكن لمن لم‬ ‫يصل لمرحلة النضوج المناسبة لعمره الزمني أن يلحق بالنضوج الذي قد فاته؟‬ ‫إذا لم يكن ممكناا العودة للطفولة زمنياا فإنه يمكننا أن نعود إليها روحياا ونفسياا وهذا ممكن‬ ‫ألنه ًلزال الطفل أو المراهق موجود نفسياا ويمكننا أن نرجع إليه إذا سمحنا ألنفسنا كبالغين‪.‬‬ ‫هذا بالطبع صعب ويحتاج إلى صبر ألنه يستغرق وقت‪.‬‬ ‫بحسب نموذج الحياة الذي تقدمة مجموعة من المعالجين بقيادة الدكتور جيمس فرايسين هناك‬ ‫احتياجان رئيسان لكي يستطيع اإلنسان أن يلحق ما فاته من نضوج روحي ونفسي هما‪:‬‬ ‫‪ .1‬التعافي من آثار اإلساءات والجروح سواء سلبية أو إساءات إيجابية‪.‬‬ ‫‪ .2‬اًلنتماء لمجتمع من العالقات الشافية التي فيها يتمتع بالحب والقبول واًلحترام‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫مراحل النمو الطبيعي لشخصية اإلنسان بحسب نظرية إريكسون ‪:‬‬ ‫المرحلة األولى ‪ -‬الطفل الرضيع‪:‬‬ ‫شهرا‪ .‬يتميز اإلنسان في هذه اللحظة بالعجز التام عن تسديد‬ ‫من مرحلة الوًلدة إلى سن ‪18‬‬ ‫ا‬ ‫احتياجاته الشخصية األساسية‪ .‬يكون معتمد تما اما على اآلخرين وًل يستطيع الطفل أن يعبر‬ ‫عن مشاعره واحتياجاته‪ ،‬لكن هذا ًل يعني أنه ليس لديه مشاعر واحتياجات‪ .‬يحتاج الطفل هنا‬ ‫لتسديد ًلحتياجاته الجسدية بشكل متسق وثابت وللحنان الجسدي بالمالمسة ونظرة تنقل‬ ‫القبول والفهم واًلهتمام وصوت هادئ يبعث على اًلطمئنان‪.‬‬ ‫الطفل يتعرض لصدمة عمره األولى عند الوًلدة‪ ،‬فهو يشعر حينها بالعجز الشديد‪ ،‬لذا فإن‬ ‫احتياجه األساسي في هذه المرحلة هو احتياج للقبول غير المشروط‪ .‬أي أنه يشعر أنه محبوب‬ ‫ومقبول حتى وهو عاجز تما اما ًل يستطيع أن يقدم أي مقابل لحصوله على اًلهتمام والحب‪.‬‬ ‫إن هذا اًلحتياج للقبول غير المشروط يظل مالز اما لإلنسان في كل مراحل عمره ويظهر‬ ‫بصورة خاصة كلما تعرض اإلنسان لموقف يشعر فيه بالعجز والضعف والتقصير واًلحتياج‬ ‫للقبول‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تحدي هذه المرحلة‪ :‬الثقة األساسية أم عدم الثقة األساسي‪.‬‬ ‫إذا حصل الطفل على رعاية نفسية وجسدية مستقرة في هذه المرحلة فإنه يشعر بالقبول غير‬ ‫المشروط‪ ،‬هذا القبول يحقق داخله ما يسمى باألمان األساسي أو الثقة األساسية‪ ،‬أي الشعور‬ ‫باألمان الداخلي بحيث يستطيع أن يتحمل غياب مصدر األمان من الخارج فبالتالي تكون لديه‬ ‫القدرة على تحمل إحباطات الحياة والعالقات‪.‬‬ ‫أما إذا لم يحصل في هذه المرحلة على القبول الغير مشروط فإنه يشعر بعدم اًلمتنان األساسي‬ ‫تجاه نفسه واآلخرين بصورة عامة‪ ،‬مما يضعف احتماله إلحباطات الحياة والعالقات‪.‬‬ ‫إن الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى اًلتزان بين الثواب والعقاب والتدريب على تحمل‬ ‫المسؤولية من ناحية مع اًلحتفاظ بالحنان والقبول غير المشروط من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫عندما يفشل الوالدان في تحقيق اًلتزان فإن الحب يصبح مشرو ا‬ ‫طا‪ ،‬والقبول يصبح مقروناا‬ ‫باألداء واإلنجاز‪ ،‬بالتالي يضعف اإلحساس العام بالثقة واألمان‪.‬‬

‫كيف يمكن تسديد اًلحتياج للقبول غير المشروط؟‬ ‫العالقات اآلمنة في الحاضر يمكنها أن تعيد تحميل برنامج الثقة واألمان لكي يعمل بشكل‬ ‫أفضل‪ .‬فيما يلي بعض الصفات التي تميز العالقات اآلمنة‪:‬‬ ‫ا‬ ‫مقبوًل‪.‬‬ ‫‪ -1‬هي العالقة التي أستطيع فيها أن أتكلم عندما أشعر بالخزي والعار منه وأظل‬ ‫‪ -2‬هي العالقات التي أشعر فيها بالقبول كما أنا مهما كانت حياتي‪.‬‬ ‫‪ -3‬هي العالقة التي أستطيع فيها أن أثق أن ما يقال فيها هو غالباا الصدق والصراحة‪.‬‬ ‫‪ -4‬هي العالقة التي أطمئن أن ما سوف أقوله فيها لن يستغل ضدي في أي وقت من‬ ‫األوقات‪.‬‬ ‫‪ -5‬هي العالقة التي ًل أدفع فيها ثمناا من أي نوع لكي تستمر بنفس الصورة من القبول‬ ‫الحب‪.‬‬ ‫‪ -6‬هي العالقة التي من الممكن أن أخطئ فيها في حق الطرف اًلخر فيعاتبني بمحبة‬ ‫ويغفر لي‬

‫‪35‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة الفطيم‪:‬‬ ‫المرحلة الثانية بحسب نظرية إريكسون هي مرحلة الطفل الفطيم وهي تمتد من بعد الفطام‬ ‫(سنة ونصف) إلى سن الحضانة (ثالث سنوات)‪ .‬في هذه المرحلة يتميز الطفل بالنمو العضلي‬ ‫فيستطيع المشي واًلنتقال حسب رغبته ويستطيع إدارة نفسه ألنه يشعر أنه كائن مستقل‬ ‫نفسياا وجسدياا‪ .‬يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الروتين والثبات ألنه يساعده على أن يضع‬ ‫ا‬ ‫ومقبوًل‪ .‬إن‬ ‫حدوداا لرغبته الجامحة في الفردية واًلستقاللية‪ ،‬وفي نفس الوقت يستمر محبوباا‬ ‫التوبيخ المطلق يجعل الطفل يشعر أنه هو نفسه خطأ وغير مقبول‪ ،‬وهذه هي بذرة الخزي‬ ‫التي تسبب فيما بعد في الكثير من األمراض واًلضطرابات النفسية والسلوكية‪ .‬إن الطفل في‬ ‫هذه المرحلة ًل يعرف الصواب والخطأ وًل يستطيع أن يفرق بين نفسه وبين ما يفعله‪ ،‬لذلك‬ ‫التوبيخ المفرط في هذا السن يشعره أنه هو نفسه خطأ‪ .‬في هذه المرحلة أيضاا يجب أن تبدأ‬ ‫التربية الوجدانية من خالل تعبير الوالدين عن مشاعرهما بطريقة مناسبة أمامه‪ ،‬وتعليمه‬ ‫كلمات بسيطة للتعبير عن مشاعره‪ ،‬هذا يفتح له المجال أن يشعر بمشاعر سلبية تجاه األم‬ ‫واألب فيعبر عن حزنه أو غضبه بكلمات مناسبة وبصدق‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تحدي هذه المرحلة ‪ :‬اإلدارة الذاتية أم الخزي والشك؟‬ ‫بحسب نظرية مارجرت مالر لتكوين الشخصية الفردية‪ ،‬تعتبر هذه المرحلة هي المرحلة التي‬ ‫يبدأ الطفل تدريجياا بإدراك أنه كائن منفصل عن أمه‪ ،‬فيبدأ باًلبتعاد عنها‪ ،‬ثم العودة في هذه‬ ‫المرحلة لألم دور هام جداا بحيث يجب أن تبارك انفصاله عنها وفي الوقت نفسه تكون متاحة‬ ‫وقريبة حتى يشعر باألمان‪ .‬إن هذا التحدي الكبير الذي يواجه الوالدان في هذه المرحلة هو أن‬ ‫يستوعبا تمرده مدركين بهذا التمرد استقالليته وفرديته‪ ،‬في نفس الوقت يضعان له حدود‬ ‫للسلوك والكالم‪ .‬إذا اجتاز الطفل هذه المرحلة فإنه يشعر بإنجاز وسالم ويشعر باحتياجه‬ ‫لآلخرين وحبه لهم وباألمان‪ .‬إذا حصل الطفل على تدريب وتربية وجدانية فإنه يتعلم كيف‬ ‫يدير مشاعره في المستقبل‪ ،‬ويفهم مشاعر اآلخرين وفي نفس الوقت يشعر بكيانه فيقيم‬ ‫عالقات مع اآلخرين‪ .‬أما إذا لم ينال الطفل اًلحتياج الكافي فربما يصبح عنيداا ومسيطر أو‬ ‫ا‬ ‫ومكسورا‪ ،‬وهذا بال شك تحدي كبير للوالدين فإذا كان الوالدين لديهم القدر الكافي من‬ ‫خجوًل‬ ‫ا‬ ‫األمان والنضوج الفكري الذي يتيح لهما التعامل مع مثل هذه الشخصيات فإنهم يقدمون‬ ‫للمجتمع قادة يحركونه ويصنعونه‪ ،‬أما إذ لم يكن لدى الوالدين القدر من اًلستقرار وقوة‬ ‫الشخصية فإنهما يصنعون أطفاًل مدمنين أو مكسورين أو منحرفين‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫األسرة المؤسسة على الخزي‪:‬‬ ‫يصف تشارلز وايتفيلد األسرة المؤسسة على الخزي أنها األسرة لم يتلق فيها الوالدان‬ ‫احتياجاتهما النفسية في‬ ‫طفولتهم‪ ،‬أيضاا هي األسرة التي تستخدم الكمال األخالقي الفوري أو التفوق الدراسي المستمر‬ ‫لألبناء كوسيلة إلثبات النجاح وتحقيق الذات‪ ،‬ومن خالل ذلك تقوم باإلساءة إلى هؤًلء األبناء‬ ‫والبنات‪ ،‬وهكذا تدور دائرة الخزي من جيل إلى جيل آخر‪ .‬أيضاا من الممكن وجود عنف أسري‬ ‫أو استغالل جنسي أو طالق في األسرة‪ .‬هذه األمور تجعل األسرة غير قادرة التواصل الحر‬ ‫والتعبير عن المشاعر‪.‬‬

‫ثقافة الخزي‪:‬‬ ‫يقسم علماء اًلجتماع الثقافات من حيث تعاملها مع الصواب والخطأ إلى ثقافات مبنية على‬ ‫الشعور بالخزي‪ ،‬وثقافات مبينة على الشعور بالذنب‪ .‬في الثقافات المبنية على الشعور‬ ‫بالخزي وهي غالباا ثقافات قبلية بدائية يتجنب الفرد الخطأ خوفاا من افتضاح أمره بين الناس‬ ‫طا ارتبا ا‬ ‫فال يشعر بوخز الضمير ألنه مرتب ا‬ ‫طا وثيقاا بضمير الجامعة وصورته بينهم‪ .‬أما في‬ ‫المجتمعات المدنية الحديثة فالضمير مرتبط بشعور الفرد بالذنب الداخلي ًل ارتكابه ما يتناقض‬ ‫مع قيمه األخالقية الداخلية وقيم المجتمع المنتمي إليه سوا اء اكتشف ذلك لم يكتشف‪.‬‬

‫الدفاع ضد الخزي‪:‬‬ ‫من السهل أن نعترف بالشعور بالذنب لكن ليس من السهل أن نعترف بالشعور بالخزي‬ ‫والعار‪ .‬إننا نمارس دفاعات ًل واعية مثل النرجسية والرغبة في الشعور بالكمال لكي ًل نعبر‬ ‫عن خزينا وًل حتى نشعر به‪.‬‬ ‫من أهم مظاهر اإلحساس بالخزي‪ ،‬مطالبة النفس واآلخرين بالكمال‪ ،‬وهذه إساءة نفسية وهي‬ ‫تتحول إلى إساءة روحية عندما نتوهم أو نوهم اآلخرين أن هللا أيضاا يطالبنا بالكمال فماذا‬ ‫نفعل؟‬

‫‪38‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫لكي يخرج هذا الطفل الداخلي فينا ونتعامل مع نحتاج إلى مجتمع صحي من العالقات التي‬ ‫تسمح بالتعبير عما بداخلنا عن اآلراء واًلختالفات‪ .‬لكي نكسر قيود الخزي نحتاج للقبول‬ ‫والحرية‪ ،‬لالعتراف بأخطائنا صغيرة أم كبيرة ونصححها‪ ،‬للخروج من تحت األقنعة‪.‬‬

‫الحب والحرية‪:‬‬ ‫حاول أن تتذكر موقفاا مر عليك‪ ،‬كان عليك أن تختار بين الحب والحرية‪.‬‬ ‫في هذا الموقف‪:‬‬ ‫• صف مشاعرك (حزن ‪،‬خوف‪ ،‬غضب‪.......‬الخ)‪.‬‬ ‫• افكارك (احباط‪ ،‬افكار خوف‪ ،‬غضب‪.......‬الخ)‪.‬‬ ‫• ما فعلته (تخليت عن حريتي وأرائي‪ ،‬اخترت الحرية وقطعت العالقة‪ ،‬حاولت الحصول‬ ‫على اًلثنين‪ ،‬حاولت إرضاء الناس على حساب أرائي وكرامتي‪ ،‬قررت إًل أحتاج‬ ‫للناس مطلقاا)‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الحضانة‪:‬‬ ‫المرحلة الثالثة بحسب نظرية إريكسون هي مرحلة الحضانة‪ ،‬أي ما قبل المدرسة وهي من‬ ‫سن الثالثة إلى السادسة‪ .‬في هذه المرحلة يصبح لدى الطفل القدرة على فهم المشاعر وتكوين‬ ‫العالقات‪ ،‬أيضاا تحمل المسؤولية ويشعر بالخطأ والصواب والشعور بالذنب‪ .‬هذه المرحلة‬ ‫مهمة جداا من أجل ناحية تكوين نمو شخصية وهوية الطفل ألنه يشعر بجنسه سواء ذكر أو‬ ‫أنثى ‪.‬‬ ‫ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة الرؤية والتشجيع من قبل الوالدين وأيضاا جعله يشعر‬ ‫بالمسؤولية سواء تجاه نفسه أو اًلخرين دون تدخل من قبل األم أو األب‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تحدي المرحلة المبادرة بالذنب‪:‬‬ ‫المبادرة تحمل دائ اما احتمال الصواب والخطأ‪ ،‬لذلك فإذا كان اإلنسان يخشى الخطأ بصورة‬ ‫مبالغ فيها ويشعر بالذنب الشديد عند الخطأ‪ ،‬فإنه يخشى المبادرة والقيام بشيء قد يحتمل‬ ‫ومبادرا فإنه يكون قادر على اإلبداع والعطاء ‪.‬إن‬ ‫حرا‬ ‫ا‬ ‫الخطأ‪ .‬عندما يسمح للطفل بأن يكون ا‬ ‫األدب الذي نردده ونعلمه أحياناا ألطفالنا قد يؤثر بهم فيجعلهم مؤدبين (مقصرين) يستخدمون‬ ‫إبداعات اآلخرين دون أن يكون لهم الدور في اإلبداع أو التغيير‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫كيف نستعيد القدرة على المبادرة؟‬ ‫إن كنا قد فقدنا القدرة على المبادرة بسبب األسرة أو المجتمع فمن الواضح أن استعادة هذه‬ ‫القدرة لن يأتي إًل من خالل المخاطرة‪ ،‬ألنه ليس عيباا أن نفشل مرات ومرات فحت اما سننجح‪.‬‬ ‫ولكي نختبر المجتمع الذي نعيش فيه ليست هناك طريقة إًل أن نصنع هذا المجتمع بأنفسنا‪،‬‬ ‫ومعاا ولو حتى في صورة جيوب صغيرة في المجتمع األوسع‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬سن المدرسة‪:‬‬ ‫المرحلة الرابعة حسب نظرية إريكسون هي مرحلة الطفولة المتأخرة وهي الممتدة من سن‬ ‫‪ 12-6‬سنة‪ .‬في هذه المرحلة تنمو قدرات هائلة لدى الطفل تمكنه من أن يكون منت اجا ويعمل‬ ‫ا‬ ‫وفعاًل في مجتمعه أكثر من المراحل السابقة‪ .‬في هذه المرحلة تتطور المهارات‬ ‫بمفرده‬ ‫الفكرية والمهارية واًلجتماعية والبدنية اًلجتماعية بشكل كبير جداا‪.‬‬ ‫مستقرا‬ ‫هذه المرحلة تعتبر مهمة ألنها تساهم في إعداد الطفل لمرحلة المراهقة‪ ،‬فيكون‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ومياًل لالنتماء لألسرة وللخضوع للوالدين‪ ،‬وذلك قبل أن يدخل في مرحلة المراهقة‬ ‫وجدانياا‬ ‫التي تتميز بعدم اًلستقرار العاطفي والتمرد واًلستقاللية ‪ .‬يمكن لألسرة أن تغرس فيه المبادئ‬ ‫الصحية التي من شأنها أن تساعده طوال حياته‪ .‬عندما يتعرض الطفل في هذه المرحلة الهامة‬ ‫من حياته لإلهمال فإنه يظل يعاني من شعور دفين بالنقص ‪.‬إن النجاح واإلنجاز في هذه‬ ‫المرحلة مهمة جداا بالنسبة للطفل؛ ألنه يشعر بالكفاءة والقبول في العالقات الحميمة مع‬ ‫األصدقاء والزمالء‪ .‬في هذه المرحلة من األمور الضرورية شعوره باًلنتماء وأنه ليس أقل‬ ‫من اآلخرين‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تحدي المرحلة‪ :‬الكفاءة والشعور بالنقص‪:‬‬ ‫يزداد الشعور بالنقص إذا تعرض الطفل لإلهمال الشديد ولإلساءة النفسية سواء باألفعال أو‬ ‫التصرفات مثل اللوم الشديد والمقارنات باآلخرين والتهكم وتوقع الفشل‪ .‬هذا الشعور قد يدفع‬ ‫الفتاة أو الشاب إلى محاوًلت يائسة من أجل الظهور بمظهر طيب أمام اآلخرين وبالرغم من‬ ‫هذا يظل هناك شعور بالدونية وعدم القيمة‪.‬‬

‫سا بالكفاءة ا‬ ‫بدًل من الشعور بالنقص؟‬ ‫كيف نخلق إحسا ا‬ ‫في كتابهما "اًلكتئاب" يقدم الدكتوران فرانك مينيريث وبول ما ير طريقتين لخلق إحساس‬ ‫بالكفاءة الذاتية‪ :‬أولهما هو تعلم القدرة على التعامل مع كياننا الداخلي من مشاعر وأفكار‬ ‫والتعبير عنها بحرية‪ .‬إن عدم السماح لألطفال بالصراع من أفكارهم ومشاعرهم والتدرب‬ ‫والتحكم بها وتقديم النصائح لهم والوصايا الجاهزة حتى يعتادوا عليها ويدمنوها‪ ،‬قد يؤدي‬ ‫إلى‬ ‫فقدان الرغبة في تكوين آراء خاصة بنا‪ ،‬وهذا يؤثر سلباا على إحساسنا الداخلي بالكفاءة‬ ‫الذاتية ويؤدي إلى اًلكتئاب‪ .‬إن الحماية الزائدة توصل رسالة إلى الطفل أنه غير قادر وغير‬ ‫كفء‪ .‬لكن هناك طريقة ثالثة‪ :‬هي التخلص من قيود اًلعتمادية‪ ،‬بمعنى أن يتوقف اإلنسان‬ ‫عن ربط استقراره الداخلي بشيء خارجه سواء بشخص أو شيء آخر‪ .‬إن ربط نظرتك للحياة‬ ‫بشخص معين قد يجعلك تقع في فخ اًلعتمادية‪ ،‬فحتى نتخلص من شعور النقص وعدم الكفاءة‬ ‫يجب التحرر والمخاطرة وتحقيق النجاح وإن كان محدوداا؛ ألنه سوف يقل هذا الشعور‬ ‫وبالتالي نستطيع التخلص منه إذا خاطرنا وتحركنا‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫المرحلة الخامسة‪ :‬مرحلة المراهقة‪:‬‬ ‫اعتدنا على معنى واحد لكلمة مراهق وهو عدم النضوج واًلندفاع العاطفي بال حكمة أو فهم‪،‬‬ ‫لكنه ليس كذلك‪ .‬إن هذه المرحلة مهمة جداا في النمو النفسي والجسدي؛ ففيها ننتقل من‬ ‫مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد‪ .‬إن المراهق يقف في مرحلة حرجة فهو يشعر من داخله‬ ‫أنه ًليزال ا‬ ‫كثيرا من مرحلة النضوج واكتمال‬ ‫طفال ويشعر باًلحتياج‪ ،‬لكنه أيضاا اقترب ا‬ ‫الشخصية‪ ،‬لذلك هو يحاول الخروج بمظهر خارجي مبالغ فيه بطريقة ما بينما من داخله يشعر‬ ‫بإحساس الضعف واًلحتياج والحيرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المراهق يميل إلى تحقيق ذاته وفرديته من خالل التمرد وهو بذلك يريد أن يؤكد‬ ‫استقالليته عن األسرة والمجتمع‪.‬‬

‫ المراهق سريع وشديد اًلنفعال عاطفياا‪.‬‬‫ المراهق مندفع سلوكياا‪.‬‬‫يحتاج المراهق حتى يجتاز هذه المرحلة للتفهم والحوار‪ ،‬إنه يحتاج إلى من يدخل عالمه‬ ‫ويرى الدنيا من منظوره هو‪ ،‬يحتاج أيضاا إلى من يعطيه الحب والحنان والتشجيع واإلعجاب‪.‬‬

‫تحدي المرحلة‪ :‬تكوين الهوية الواضحة والدور في الحياة‪:‬‬ ‫في هذه المرحلة إذا لم يحصل المراهق على احتياجاته فإنه يشعر بالتخبط واختالط لهويته‬ ‫ودوره في المجتمع وفي الحياة‪ ،‬فإذا حصل المراهق على التوعية والتفهم والحوار والحرية‬ ‫ودورا في المجتمع متناغم مع األسرة والمجتمع‪ .‬بعد هذه‬ ‫فإنه يستطيع أن يكون هوية لنفسه‬ ‫ا‬ ‫المرحلة تبدأ مراحل الرشد‪ ،‬وهي تنقسم إلى ثالث مراحل‪ :‬الرشد المبكر والمتوسط والمتأخر‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫اإليذاء النفسي والتعافي منه‪:‬‬ ‫ضررا جسي اما‬ ‫بحسب قاموس وبستر‪" :‬اإليذاء هو حالة من الصدمة النفسية التي تسبب‬ ‫ا‬ ‫ومستمرا للنمو النفسي لإلنسان "‪.‬‬ ‫ا‬ ‫يؤدي اإليذاء المتكرر على األشخاص البالغين إلى تآكل في شخصياتهم المتكونة وأما بالنسبة‬ ‫لألطفال فيكون التأثير على شخصياتهم الغير مكتملة إلى تشوهات دائمة تحتاج إلى العالج‬ ‫الطويل‪.‬‬

‫تأثير اإلساءة‪:‬‬ ‫اإلساءة ترتبط بعوامل ذاتية مثل استقبال الشخص ومدى حساسيته ومتانة بنيانه الشخصي‪،‬‬ ‫بمعنى أن ما قد يكون مؤذياا لشخص قد يكون غير مؤذي لشخص آخر‪ .‬فاألطفال المتعرضون‬ ‫لألذى يحتاجون إلعادة شعور الثقة بداخلهم في بيئاتهم التي لم تمدهم إًل بشعور الخوف‬ ‫والوهن‪.‬‬

‫البيئة المسيئة‪:‬‬ ‫تمتاز بالكثير من الخوف واًلهتزاز والتعرض للخطر وعنصر المفاجأة بحيث يحدث مالم‬ ‫تتوقعه‪ .‬األطفال الناشئون في هذه البيئة قادرون على الشعور بالخطر قبل حدوثه‪ .‬كما تتميز‬ ‫هذه البيئات بالفوضى والقانون القائم على عدم حماية الضعيف‪ ،‬عكس بعض البيئات المسيئة‬ ‫التي ًل تسمح بأي مرونة وتكون قوانينها إجبارية صارمة‪.‬‬ ‫صا لو كان مصدره الوالدان‪ ،‬فينتج عنها‬ ‫ًل يستطيع الطفل أن يهرب من اإليذاء النفسي خصو ا‬ ‫دفاعات ليحمي نفسه‪ ،‬كاإلنكار وكبت المشاعر وانشقاق الوعي‪ .‬كما يستخدم الطفل بعض‬ ‫السلوكيات التي تشتت خوفه مثل السلوكيات الجنسية واإلفراط في األكل أو عدمه‪ ،‬والفرق‬ ‫منها هو تفعيل مشاعر الخزي التي تنتج من اإلساءة‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الذات الحقيقية والطفل الداخلي‪:‬‬ ‫ك ٌل منا يولد وبداخله طاقات كامنة ومواهب وقدرات‪ ،‬فهذه الذات هي الكيان الحقيقي‪ ،‬ثم تنمو‬ ‫هذه الذات من طفل إلى مراهق ثم إلى بالغ‪ .‬وعندما يصل إلى الرشد فهو يمثل بداخله ا‬ ‫طفال‬ ‫ومراهقاا وراش اد ‪ ،‬كلها كيانات متناغمة مع بعضها‪ ،‬ففي بعض المواقف تستدعي أن يظهر ذلك‬ ‫الطفل بداخله وبعضها الراشد وهكذا‪ .‬بمعنى أن طبيعة الحال كلما تقدم العمر باإلنسان يستطيع‬ ‫أدوارا كثيرة‪ ،‬تلك الذات التي لم تتعرض لإليذاء تحمل بداخلها طيات الحب والمشاعر‬ ‫أن يلعب‬ ‫ا‬ ‫الحسنة تجاهل اًلخرين‪.‬‬ ‫الذات المزيفة هي التي تفصلك عن العالم الخارجي وتضر بصحتك النفسية والروحية‬ ‫واًلجتماعية والمهنية‪ ،‬فهي مريضة تجعلك تقبع خلف سلوكيات وأفعال ًل تمثل كياننا‬ ‫الحقيقي‪.‬‬

‫التعافي من اإلساءات‪:‬‬ ‫تأثير اإلساءات على حياتنا ينبع ليس من الحدث نفسه وإنما من ردود أفعالنا لها‪ .‬أغلب‬ ‫مشاكلنا هي الخوف واإلحساس بفقدان الثقة فالخوف والخزي هما سبب تكون الذات المزيفة‪.‬‬

‫لماذا التعافي؟‬ ‫العودة من الذات المزيفة للذات الحقيقية يشعرنا بصفاء عالقاتنا مع اآلخرين‪ .‬الذات الحقيقية‬ ‫لكل منا ًل تريد سوى أن تقبل وتحب كما هي وأن تقبل وتحب اآلخرين كما هم‪ .‬وبالرغم من‬ ‫أن ذواتنا الحقيقية تتوق للحب والتواصل فإن ذواتنا المزيفة تتصارع‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫كيف يحدث التعافي؟‬ ‫ليست المشكلة هي فيما حدث وإنما في ردود أفعالنا نحن‪ ،‬الخوف والخزي دفعت لتكوين الذات‬ ‫الدفاعية المزيفة التي أصبحت تغلف كياننا‪ ،‬فهي الوقود الذي يصنع الذات المزيفة‪.‬‬ ‫األداة األساسية في التعافي هي العالقات الحقيقية الصحية‪ ،‬فالتعافي يحدث من خالل تكوين‬ ‫عالقات آمنة بال إيذاء واحترام والقبول غير المشروط‪.‬‬

‫طلب المساعدة‪:‬‬ ‫من أصعب الخطوات اًلستعانة بشخص يقدم المساعدة‪ ،‬فهو يساعدنا على أن نكتشف الطرق‬ ‫العالجية التي تبقينا على قيد الحياة في بيئة مسيئة‪.‬‬ ‫عندما يبدأ اًلنسان مسيرة التعافي من اإلساءات فإن الكثير من المشاعر تتشابه كالمقاومة‬ ‫والرغبة‪ ،‬الخوف واًلكتئاب‪ ،‬فإذا لم يقدم من استعان به للمساعدة طرق وسبل العالج بالشكل‬ ‫المقبول المرضي قد يفقدنا ذلك التفكير مرة أخرى في العالج مرة أخرى‪.‬‬

‫ممن نطلب المساعدة؟‬ ‫يقدم تشارلز وايتفيلد بعض السمات التي يجب أن نبحث عنها فيمن يسير معنا مسيرة التعافي‪:‬‬ ‫ا‬ ‫مؤهال بالتدريب والخبرة‪.‬‬ ‫صا‬ ‫• أن يكون شخ ا‬ ‫• أن يكون موضوعياا في األحكام واآلراء‪.‬‬ ‫• أًل يقدم وعوداا وهمية بالتعافي والعالج السريع‪.‬‬ ‫•‬

‫أن يظهر توازناا بين تقييم اًلحترام والتفهم‪.‬‬

‫•‬

‫قادرا على تقديم اًلحتياجات النفسية‪.‬‬ ‫يجب أن يكون ا‬

‫‪46‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الخطوات األولى‪ :‬التذكر‪:‬‬ ‫تتفاوت نسبة التذكر لإلساءة من شخص آلخر‪ ،‬فغالباا ما تشبه عملية التذكر عملية تجميع‬ ‫اللغز‪ ،‬فهو أحياناا يأتي في هيئة صور أو أحداث صغيرة‪ ،‬يقوم العقل الواعي باسترجاعها بأي‬ ‫حدث قد يحدث عملية التذكر كالروائح المرتبطة بأشخاص أو أماكن أو كلمات وهكذا‪ ،‬لتسرد‬ ‫لنا أحداث حدثت في الماضي كاًلعتداء الجنسي أو اإلهانة أو الضرب ‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫واجب تاريخ اًلساءات‪:‬‬ ‫اإلساءات اإليجابية واإلساءات السلبية‪.‬‬ ‫اإلساءات اإليجابية‪ :‬هي اًلنتهاكات التي ترتكب في حق األطفال سواء أكانت جسدية أو‬ ‫جنسية أو نفسية‪.‬‬ ‫اإلساءات السلبية فهي عدم تقديم اًلحتياجات النفسية األساسية للطفل كالحب أو الرعاية‬ ‫واًلحترام‪.‬‬ ‫قائمة باإلساءات اإليجابية واإلساءات السلبية التي يتعرض لها األطفال‪:‬‬ ‫أ) اإلساءات اإليجابية‪:‬‬ ‫• إساءات لفظية كالسب والشتم‪.‬‬ ‫• إساءات جسدية كالضرب المبرح‪.‬‬ ‫• إساءات نفسية كميل الوالدين للتحطيم ا‬ ‫بدًل من التشجيع‪.‬‬ ‫• إساءات جنسية كالتحرش واًلعتداء الجنسي‪.‬‬ ‫ب) اإلساءات السلبية‪:‬‬ ‫كغياب الوالدين‪ ،‬فيدفع الطفل للجوء باحثاا عن الحب والحنان عند من هم ًل أهل لها‪.‬‬

‫ج) التورط العاطفي غير الصحي مع األبناء‪:‬‬ ‫يحدث عندما يعتمد الوالدان على أطفالهم للقيام بأدوار أكبر منهم سنَا كتحمل مسؤولية‬ ‫المنزل أو البحث عن المال أو القيام بالواجبات المنزلية كالتنظيف وغيرها‪.‬‬

‫د) األحالم التي لم تتحقق‪ :‬يحدث عندما يطلب الوالدان من أبنائهم بشكل مباشر أو غيره‬ ‫بتحقيق األهداف واألحالم التي فشال في تحقيقها هم‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫هـ) الرسائل السلبية‪:‬‬ ‫كرسائل اليأس التي يبعثها الوالدين لألبناء عن العالم الخارجي‪.‬‬

‫و) اإلساءات الروحية‪:‬‬ ‫تحدث عندما يقوم شخص في موقع المسؤولية الدينية أو السلطة بإساءة استخدام‬ ‫المنصب كأن يجعل الشعب أكثر حرية أو يسلبها منهم‪.‬‬

‫الخطوة الثانية‪ :‬النوح‪:‬‬ ‫وهو أهم خطوات التعافي وأهمها في نفس الوقت فقد يكون النوح على ما فات أو الندم على‬ ‫ما حدث أو حين التعرض لألذى‪ ،‬فالنوح يعد لنا بمثابة اًلتصال بجزء من شخصياتنا فعندما‬ ‫يعود ذلك الجزء نشعر وكأنما كانت قدراتنا معطلة روحياا ونفسياا عادت للحياة مرة أخرى‪.‬‬

‫أشكال مقاومة النوح‪:‬‬ ‫• فصل اإلحساس‪ :‬هو تدريب النفس على عدم اإلحساس مطلقاا‪ ،‬ربما من خالل انشقاق‬ ‫الوعي وعدم التركيز في أي شيء‪.‬‬

‫• وهم اًلنتقام ووهم الغفران السحري‪ :‬يظن البعض أن اًلنتقام برد اإلساءة سيشفي‬ ‫ا‬ ‫بدًل من النوح‪ ،‬لكن على العكس مقابلة اإلساءة بالحسنى والتسامح والغفران ستشعر‬ ‫بالراحة أكثر من اًلنتقام‪.‬‬

‫• وهم التعويض‪ :‬وهي الرغبة في الحصول على تعويض من شخص أو غيره لكن ذلك‬ ‫ًل يفيد‪ ،‬والنوح هو رد الفعل الوحيد الذي يوفي ما حدث حقه‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫مشاعر النوح الصحي‪:‬‬ ‫• الغضب‪ :‬هو رد الفعل طبيعي لإلساءة‪.‬‬ ‫• الحزن‪ :‬هو الشعور األقرب عند تذكر اإلساءة‪.‬‬ ‫• القبول‪ :‬عند فقد شيء نظل لبعض الوقت غير مصدقين لما حدث‪ ،‬فالقبول ًل يعني‬ ‫الموافقة على ما حدث‪ ،‬وإنما يعني القبول أن ما حدث حقيقة واقعة ًل يمكن تغيرها أو‬ ‫الهرب منها‪.‬‬ ‫• إعادة اًلتصال‪ :‬وهي التصالح مع الماضي المؤلم وقبوله‪ ،‬وهي رد دفاعي للذات‬ ‫الحقيقية وقد تقيد اًلنسان وتكبله عن تحقيق الذات والعيش براحة وسالم وانطالق‬ ‫مراحل التعافي‪.‬‬ ‫للتعافي من ذلك ًلبد أن يخضع اًلنسان لرحلة عالجية عبر مراحل متعددة‪ ،‬وأول مرحلة هي‬ ‫مرحلة طلب المساعدة بعد التذكر‪ ،‬ويمر بعدها بمرحلة النوح التي قد يقاومها البعض رغم‬ ‫أنها ضرورية ومن مشاعرها الصحية الغضب والحزن والقبول‪ ،‬ثم يصل إلى مرحلة إعادة‬ ‫اًلتصال وبناء عالقات صحية مبنية على معتقدات صحيحة بعد هدم المعتقدات الخاطئة‪،‬‬ ‫ويتجلى ذلك بعمل تمرين تطبيقي ذلك من خالل كتابة موقف مع المشاعر المصاحبة‪.‬‬ ‫معتقدات محورية ناشئة ◄تصحيحها وذلك ◄تذكر الموقف ◄الشعور المصاحب ◄تصحيح‬ ‫مثال‪ :‬مررت ولم يسلم عليه أو يكلمني فهو يتجاهلني‪ .‬الشعور المصاحب‪ :‬الحزن‪ .‬التصحيح‪:‬‬ ‫ا‬ ‫مشغوًل أو ربما كان حزيناا ويفكر بعمق أو لم يكن لديه ما يقوله‪.‬‬ ‫ربما كان‬

‫‪50‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫إعادة التبني‪:‬‬ ‫يمر بثالث مستويات‪:‬‬ ‫‪ )1‬تبني الذات البالغة للطفلة الداخلية‪.‬‬ ‫‪ )2‬تبني روحي من خالل العالقة مع هللا والمجتمع المؤمن‪.‬‬ ‫‪ )3‬التبني من خالل اآلخرين مرشد أو غيره‪.‬‬ ‫تبني الذات من خالل تبني الطفل الداخلي من خالل التعبير عن الحزن = الطفل الحساس‪.‬‬ ‫ممارسة اللعب = الطفل الشقي‪.‬‬ ‫اإلبداع = الطفل الحساس‪.‬‬

‫إعادة اًلتصال بالطفل الداخلي‪:‬‬ ‫تعود أهمية الذات الطفولية ألنها تعيش في داخلنا وهي التي تحمل بين يديها أبواب السعادة‬ ‫والشقاء‪ .‬فالبعض عند تعرضهم لإلساءة يقوم بحماية نفسه فتظهر الذات المزيفة وتختفي‬ ‫الذات الحقيقية‪ ،‬فهناك من يكره الطفل الداخلي أو يلومه أو على األقل يتجاهله إذا تعرض‬ ‫إلساءة‪.‬‬

‫طريقة إعادة اًلتصال‪:‬‬ ‫الحوار‪ :‬وهنا يضرب مثال لفتاة راشدة وطفلتها الداخلية ويمر الحوار بأكثر من مرحلة‪ ،‬يبدأ‬ ‫الحوار بشد وجذب بين الطفلة والراشدة وعدم اعتراف وكراهية ومع ذلك تظهر نافذة نور‬ ‫تبدأ بالتذكر واًلتفاق على الحديث مع الدكتور الخاص‪ .‬ثم يتجه الحوار إلى منطقه محايدة‬ ‫وتجد مع الدكتور احترام مفقود يجعلها تقص فيه ما حدث لها بكل ثقة‪ ،‬وهذا مثال حي على‬ ‫التبني الخارجي من (الدكتور)‪ .‬يتجه للصلح الداخلي والتوافق مع مالحظة أن هذه المراحل‬ ‫الثالث لم تمر بفتره زمنية قصيرة‪ ،‬بل استمر العالج بالحوار لمدة تقارب السنة‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫التبني الروحي‪:‬‬ ‫التوجه هلل والتوكل عليه يحتاج لدرجة عالية من اإليمان الصادق المبني على الخضوع‬ ‫والمحبة يبني عالقة روحانية صحية‪ ،‬وهي تختلف عن العالقة التي تبنى على الخوف والطمع‬ ‫وهي العالقة التي أصبحت سائدة اآلن‪.‬‬ ‫ساهرا‪ ،‬ثم بكى عندما أحس بخضوع كامل هلل ومرت حياته‬ ‫مثال‪ :‬شخص مدمن ظل ليله كله‬ ‫ا‬ ‫أمام عينيه‪ ،‬أظهر استسالمه وخضوعه الكامل هلل وظهرت عنده الثقة الكاملة باهلل‪ .‬وقد جعل‬ ‫الكاتب التبني الروحي المرحلة الثانية للتبني؛ ألن اإلنسان يجب أن يبدأ ويقرر اًللتجاء هلل‬ ‫وبدء عالقة روحانية صادقة تقوم على الثقة باهلل والخضوع الكامل للخالق‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫التبني الخارجي‪:‬‬ ‫تبني اآلخرون لذات الطفل الداخلي‪.‬‬ ‫كل ما كشفت غطاء نفسك أمام أحد وتقبلك يعتبر أنه قام بتبني طفلك الداخلي‪ ،‬ولكن يجب على‬ ‫الشخص أن ينتبه ويختار الشخص الذي يكشف له ذاته‪ ،‬فيجب أن يفكر مع من ولمن وكيف‬ ‫يشعر؟ وأن ًل يكون تبني اآلخرون سابق لتبني الذات للطفل الداخلي؛ حتى ًل تنشأ عالقة‬ ‫اعتمادية مرضية‬ ‫خالصة‪ً :‬ل يمكن للشخص أن يجد هللا أو اآلخرين دون أن يكون متصال احا مع نفسه ودون أن‬ ‫يجد قلبه الحقيقي‪.‬‬

‫تبني اآلخر‪:‬‬ ‫يستطيع كل شخص أن يقوم بعملية التبني لآلخر؛ وذلك بمشاركته وقبوله كما هو سواء‬ ‫باًلستماع أو الحوار والمناقشة أو حتى اللعب لخلق مجتمع متقبل اختالفات األفراد‪.‬‬

‫بعد أن تتم مراحل التبني على وجه صحيح‪ ،‬ننتقل بالذات إلى مرحلة جديدة وهي‪:‬‬

‫اًلتصال بالحاضر والمستقبل‪:‬‬ ‫من خالل استعادة العالقة بالجسد واًلهتمام بالمالبس واألكل الصحي بعد أن نطرح على الذات‬ ‫سؤال‪:‬‬ ‫‪ -1‬كيف تريد أن تغير عالقتك بجسدك؟‬ ‫مثال‪ :‬التوقف عن تجريح الذات الخارجية‪ ،‬واألكل بصوره صحية‪ ....‬الخ‪.‬‬ ‫‪ -2‬كيف تريد أن تكون عالقتك باآلخرين؟‬ ‫ومن هنا تظهر لنا مرحلة الشفاء والتعافي وًل ينتظر الشخص أن تكون سحرية ومفاجئة‪ ،‬بل‬ ‫تدريجية وقد تكون بصورة بطيئة‪ .‬ومن عالماتها أن يجد الشخص نفسه أكثر تسام احا ورضا‬ ‫مع نفسه واآلخرين‪ ،‬ويعيش حياته باستمتاع وانفتاح‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تمارين اًلتصال بذات الطفل الداخلية‪:‬‬ ‫ولكي نتصل بالطفل الداخلي‪ ،‬هناك تمارين مختلفة تعتمد غالباا على الكتابة واأللعاب والرسم‪.‬‬ ‫تتم الكتابة باليسرى لذات الطفل الداخلي واليمنى للذات الراشدة‪ ،‬والعكس صحيح بالنسبة‬ ‫لألعسر حتى يتم تجاوز العقل والوصول باليد غير المستخدمة للقلب بطريقة أسرع‪.‬‬

‫شروط تكوين اتصال ناجح‪:‬‬ ‫• تحديد وقت معين ودوري للقيام باًلتصال‪.‬‬ ‫• تحقيق األمان؛ وذلك باختيار الشخص المناسب عند القيام به مع مجموعات أو حتى‬ ‫فردي مع مشرف أو دكتور فال بد من ممارستها مع ثقات‪ ،‬ومن جهة أخرى وضع‬ ‫األوراق في مكان أمين يستحيل الوصول إليه؛ حتى يستطيع هذا الطفل الذي يمثل‬ ‫الذات الحقيقية من الخروج إلى النور‪.‬‬

‫تدريب (رسم الطفل الداخلي)‪:‬‬ ‫يحتاج إلى تهيئة مكان آمن وتغذية سمعية‪ .‬يبدأ التدريب برسم باليد اليسرى (اليمنى لألعسر)‬ ‫التي تمثل الطفل الداخلي‪ ،‬بعد اًلنتهاء من الرسم تكتب الذات الراشدة باليد اليمنى (اليسرى‬ ‫لألعسر) تعليق على الرسم‪ .‬ثم يبدأ الحوار وأسئلة التعرف على هذه الطفلة اًلسم والسن وما‬ ‫هو أكثر شيء تحبه‪ ،‬ويختم الحوار بما هو آخر شيء تريده؟ ومن ثم الشكر واًلحتفاظ بالرسم‬ ‫والحوار في مكان آمن‪ .‬وبعدها يطلب من الطفل توجيه رسائل غاضبة لكل من أساء إليه‬ ‫والخروج من هذه الدائرة‪.‬‬

‫الوالد الداخلي‪ /‬الوالدة الداخلية‪:‬‬ ‫هو والد صنعناه من كل النماذج التي قدمت لنا الرعاية واًلهتمام‪ ،‬وًل يعني ذلك أن كل من‬ ‫نشأ في بيئة مضطربة هو غير قادر على تقديم الرعاية واًلهتمام لغيره‪ ،‬على العكس ممكن‬ ‫أن يرعى غيره ولكنه لقد ًل يستطيع أن يقدم الرعاية لنفسه‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫التعرف على الوالد‪:‬‬ ‫الوالد هو (الراعي ـ الحامي ـ الناقد)‪ ،‬وقد يقع الطفل الداخلي فريسة للوالد الناقد وقد يجد أن‬ ‫الوالد الراعي والحامي يتجه لحماية اآلخرين ويهمل الطفل الداخلي لديه وذلك ليعوض النقص‬ ‫الذي عاشه في أسرة لم تقدم له الحماية والرعاية فيبالغ في حماية ورعاية اآلخرين دون أن‬ ‫يقدم لنفسه هذه الرعاية والحماية الضرورية للشخص في مراحل عمره المختلفة‪.‬‬ ‫يحتاج الطفل الداخلي من الوالد الداخلي إلى خطاب يحمل الكثير من الحب واًلحترام ويحتوي‬ ‫على صفات مميزه لذات الطفل الداخلي‪.‬‬

‫العالقات‪:‬‬ ‫عندما تنتهي مرحلة الطفولة المعتمدة على تلقي الحب‪ ،‬يبدأ اإلنسان في التحول لمرحلة الرشد‬ ‫وفيها تكون العالقات مبنية على األخذ والعطاء‪ ،‬ثم يتجه لمرحلة أخرى يكون فيها أكثر عطاء‬ ‫من األخذ فالحب الحقيقي يعتمد على العطاء واألخذ معاا‪.‬‬

‫ومرحلة الرشد هذه تنقسم الى أكثر من مرحلة‪:‬‬ ‫رشد مبكر‪ /‬رشد متوسط ‪ /‬رشد متأخر‪.‬‬

‫الرشد المبكر‪:‬‬ ‫وهي مرحلة تمتد من عمر‪ 20‬إلى ‪ 40‬عام‪ ،‬وفيها تكون مرحلة اًلختيارات التعلم والعمل‬ ‫والزواج‪ ،‬ويجب أن يكون قد اجتاز المراحل السابقة ويكون قد وصل لمرحلة الرشد المبكر‬ ‫وجدانياا وليس فقط زمنياا‪ ،‬فالعالقة طردية بين العطاء والتقدم الوجداني للشخص‪ ،‬فمرحلة‬ ‫الطفولة تعتمد على األخذ دون العطاء‪ ،‬ثم ينتقل لمرحلة الرشد المبكر والعالقة فيها تعتمد على‬ ‫األخذ والعطاء‪ ،‬ثم ينتقل لمرحلة الرشد المتوسط يبدأ بعالقة أكثر عطاء وتضحية وهكذا‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫فعندما نجد شخص يمر زمنياا بمرحلة الرشد المبكر ولكنه كثير األخذ قليل العطاء نقول أنه‬ ‫مازال يعيش مرحلة الطفولة وجدانياا‪ ،‬ومن يعطي أكثر مما يأخذ في هذه المرحلة نستطيع‬ ‫القول أنه يعاني من والدية مزيفة تستنفذ طاقته وتقيد الشخص اآلخر وتتحول لالكتئاب‬ ‫والحزن‪.‬‬ ‫تعود أطفالها على العطاء دائ اما‪ ،‬تتجه لخلق األنانية في أطفالها أو محاولتهم التمثل‬ ‫واألم التي ّ‬ ‫بها فيصبحوا معتادين على العطاء دون األخذ‪ ،‬والسلبية وضعف الشخصية ومسايرة‬ ‫األصدقاء‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫مثال حي للوالدية المزيفة‪:‬‬ ‫إرشادات األمن والسالمة في الطائرة تقتضي بأن الوالد يقوم بوضع األكسجين لنفسه ثم‬ ‫ا‬ ‫استغالًل للوقت وهو التصرف السليم ‪،‬فاإلنسان يجب أن يرعى نفسه حتى يستطيع‬ ‫ألطفاله‬ ‫سموا ولكنه‬ ‫رعاية اآلخر‪ .‬فالتوازن مطلوب في العالقات وقد يرى البعض أن العطاء أكثر‬ ‫ا‬ ‫يتجه بذلك لنوع من األفالطونية‪ ،‬رغم أننا ًل ننكر أن اإلنسان قد يمر بفترة يحتاج فيها للعطاء‬ ‫بصورة مكثفة ألنه يمر بانتكاسات سوا اء صحية أو نفسية أو جسدية أو مادية فيجب على من‬ ‫حوله الوقوف معه والنهوض به من مرحلة الضعف واألخذ بيده لمرحلة القوة حيث يتوازن‬ ‫لديه األخذ والعطاء من جديد ويستطيع أن يعيش عالقة صحية من جديد‪.‬‬

‫تحتاج العالقة الصحية بين البشر إلى التوازن‪:‬‬ ‫‪ -1‬اًلتزان بين الكالم والسمع‪:‬‬ ‫تنبع أهميته من أن السمع مدخل لفهم اآلخر وله نوعان‬ ‫صا‬ ‫أ‪ -‬استماع سلبي‪ :‬يحتاجه الشخص عند جيشان الشعور وثورانه‪ ،‬فنحن نريد شخ ا‬ ‫يستمع إلينا وًل يلومنا وًل يقاطعنا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬استماع إيجابي‪ :‬نحتاجه للمناقشة وإبداء الرأي حتى نتأكد من قبول اآلخر‪.‬‬ ‫وممارسة أحد النوعين يقود لعالقة غير ناضجة فقد تظهر فيها الوالدية المزيفة التي تقود‬ ‫لالختناق عند ممارسة اللوم والتقريع بدون تقبل‪ ،‬وبالتالي إنهاء العالقة أو إذا اتجه لالستماع‬ ‫السلبي شعر اآلخر باإلهمال‪.‬‬

‫‪ -2‬اًلتزان بين اًلقتراب واًلبتعاد‪:‬‬ ‫وهي ما تسمى أيضاا بالحدود‪ .‬تبنى العالقات على التشابه فنحن محتاجون لآلخر‪ ،‬ومن ناحية‬ ‫أخرى مختلفون‪ ،‬فنحن بحاجه أن نعبر عن احتياجاتنا وآراءنا‪ ،‬وفي المقابل نحن مختلفون‬ ‫فهذه الحاجة تحتاج إلى ضبط؛ فهي كالقناة التي يحق لكل شخص أن يحدد كيف وماذا يمر‬ ‫منها ومتى يغلقها‪ .‬وعند فقدان هذه الحدود وهذا التحكم يشعر حينها الشخص باًلنتهاك‬ ‫والسيطرة أما اآلخر فقد يعاني من الشعور باأللم والرفض الذي سيقابله وربما من العنف‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫‪ -3‬اًلتزان بين الذكورة واألنوثة‪:‬‬ ‫من أقوى العالقات تحدياا هي عالقة المرأة مع الرجل ذلك ًلختالفهم من ناحية الوجدان‬ ‫واًلحتياج‪ ،‬فالرجل يجب أن يكون لديه نضج واكتمال نفسي من ناحية الذكورة المتمثلة في‬ ‫الشجاعة واإلقدام والحماية واًلحتواء‪ ،‬ويكون لديه مالمسة لحسه األنثوي؛ ليشعر بالشريك‪،‬‬ ‫والعكس أيضاا بالنسبة للمرأة يجب أن تكون على قدر عالي من األنوثة‪ ،‬وتستطيع مالمسة‬ ‫الجزء الذكوري لديها‪ .‬إذا لم يحدث هذا التوازن يصبح ذلك نذير لمشاكل عديدة‪ ،‬منها أن‬ ‫الرجل إذا لم يكن ناض اجا بما يكفي من الناحية الذكورية يبدأ شعوره بالنقص وذلك يقود للعنف‬ ‫سا لجانبه‬ ‫فتشعر المرأة بعدم اًلحتواء العاطفي والجفاف‪ .‬وكذلك عندما ًل يكون الرجل مالم ا‬ ‫األنثوي ًل يستطيع أن يتفهم مشاعر شريكته وذلك يشعرها باإلحباط‪ ،‬وإذا كانت المرأة غير‬ ‫كاملة األنوثة وتفتقر (الصبر والحنان والرفق) فسيجد الرجل نفسه كأنه متزو اجا من رجل مثله‬ ‫فيشعر بالوحدة‪.‬‬ ‫ومن ناحية المرأة إذا لم يكن لديها اإلحساس بالجانب الذكوري أصبحت حساسة جداا وًل‬ ‫تستطيع مواجهة المشكالت وغير موضعية فيشعر الرجل بعدم المساندة والضيق‪ .‬والعطاء‬ ‫بالنسبة للرجل يختلف عن المرأة فهو يعبر عن حبه عملياا لذلك هو يقدم الخضوع لها وهو‬ ‫كذلك ما يحتاجه ليشعر بحبها وامتنانها له‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الرشد المتوسط (‪:)40-60‬‬ ‫استقرارا‪ ،‬وهي فترة (جني الثمار)‪ ،‬يصبح لدى‬ ‫من المفروض أن تكون هذه المرحلة األكثر‬ ‫ا‬ ‫النسان قدرة على العطاء أكثر ولكن المشكلة أن األغلب يجتاز مرحلة التطور عمرياا وليس‬ ‫وجدانياا‪.‬‬ ‫تحدي المرحلة‪:‬‬ ‫خلق جيل تال ولكي يستطيع أن يفعل ذلك يجب أن يكون قد حقق نفسه في المرحلة السابقة‬ ‫وهي مرحلة النجاح‪ ،‬أما من لم يصل لهذه المرحلة نجده يهتم بفعل أشياء لنفسه ليحقق نجا احا‬ ‫شخصياا‪ .‬وهناك من بقي في مرحلة المراهقة فتظهر لديه المراهقة المتأخرة وهو ما يسمى‬ ‫بأزمة منتصف العمر‪ ،‬فعندما يصل الشخص إلى مرحلة يجد نفسه فيها لم يحقق ما يريد أو أنه‬ ‫عاش حياة أحادية؛ فنجده ًلهثاا وراءها يحاول تعويض ما فاته سواء علم أو حتى جنس‬ ‫ومتعة‪ .‬فمن عاش حياته مراقباا لها يستطيع أن ينهض بنفسه ومجتمعه وينقل خبراته أما من‬ ‫فوت هذه المراحل على نفسه نجده كالبركة الراكدة اآلسنة‪.‬‬

‫الرشد المتأخر من ‪ 60‬إلى ‪:...‬‬ ‫ضعف الصحة‪ ،‬انتهاء الحياة الوظيفية‪ ،‬معاناة من فقد الشريك ورحيل األوًلد وقد يتعرض‬ ‫ًلنخفاض في المستوى اًلقتصادي إن لم يكن مستعداا لهذه المرحلة‪ ،‬ويحتاج أن يشعر أنه‬ ‫مازال مهم ويستطيع أن يقدم الفائدة لغيره‪.‬‬

‫مميزات المرحلة‪:‬‬ ‫العجز َو احتياج اآلخر‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تحدي المرحلة‪:‬‬ ‫الشعور باًلكتمال والرضا عندما يرى أنه حقق مهامه على أكمل وجه ويرى ثمار تعبه في‬ ‫أوًلده (وتسمى مرحلة الحكيم أو الشيخ)‪ .‬أما إذا لم يحققها فهو يشعر باليأس والقهر‬ ‫والذبول‪ .‬ويمنعه ذلك من الوصول إلى مرحلة النضج وجدانياا‪ ،‬فهو يبدأ بالتقوقع في الماضي‬ ‫وندبه للحاضر وتحميل الجيل الجديد الذنب ويرى فيهم العقوق‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الموت الروحي‪:‬‬ ‫البعض قد يموت روحياا قبل الموت جسدياا‪ ،‬فنجد ذلك الصراع مع الموت والخوف منه‪ ،‬وقد‬ ‫يشعر باليأس والخوف فترحل روحه قبل رحيل الجسد؛ خاصة إذا لم تكن تلك العالقة الروحية‬ ‫مع هللا مبنية بناء صحي احا‪ .‬فالموت جزء من الحياة بل إن البعض يرى الموت وًلدة جديدة‬ ‫لمنطقة أوسع وأرحب ويراها عبور للخلود‪ ،‬وإن الحياة الدنيا أشبه بالرحم الذي يقيد الجنين‬ ‫بداخله‪ ،‬فعند تحقيق هدف الحياة ًل يشعر المرء بالخوف ويستمر في العطاء وًل يفقد الروح‬ ‫الدينمو المحرك للحياة‪.‬‬

‫تمرين يحدد مدى صحة العالقات‪:‬‬

‫‪ -1‬اًلعتمادية والعالقات الصحيحة‪:‬‬ ‫اًلعتمادية ببساطة هي أن يعتمد استقرار اإلنسان الداخلي على أمور خارجية أكثر مما يعتمد‬ ‫على خياراته الشخصية وسالمه الداخلي‪.‬‬

‫‪ -2‬اًلعتمادية والذات المزيفة‪:‬‬ ‫اًلعتمادية المتواطئة تعتبر جز اءا من النظام الدفاعي المزيف الذي تبنيناه في طفولتنا للبقاء‬ ‫على قيد الحياة‪ ،‬بكلمات أخرى هي أحد برامج الذات الدفاعية المزيفة وبالتحديد برنامج‬ ‫العالقات المزيفة‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫• أعراض اًلعتمادية‪:‬‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬في العالقة بالنفس‪:‬‬ ‫أ‪ -‬العالقة السلبية بالنفس‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عدم القدرة على رعاية النفس‪.‬‬ ‫ت‪ -‬األمية الوجدانية‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬في العالقة باآلخرين‪:‬‬ ‫أ‪ -‬عالقات بال حدود صحية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التأرجح بين اًلعتمادية واًلستقاللية‪.‬‬ ‫ت‪ -‬السيطرة‪.‬‬ ‫ث‪ -‬اإلنقاذ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬السمات الماسوكية في العالقات‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬السلوكيات القهرية‪:‬‬ ‫اًلعتمادية هي المادة الخام لإلدمان "السلوكيات القهرية"‪ ،‬فعندما يصبح اإلنسان معتمداا‬ ‫على شيء خارجه لتحقيق استقراره الداخلي فإنه يتعلق بهذا الشيء أو ذلك السلوك أو‬ ‫تلك العالقة بصورة قهرية إدمانية‬

‫‪62‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫مبادئ العالج‪:‬‬ ‫‪ -1‬كسر اإلنكار‪.‬‬ ‫‪ -2‬العالقة مع هللا (الروحانية)‪.‬‬ ‫‪ -3‬الخروج خارج النفس‪.‬‬ ‫‪ -4‬رعاية النفس‪.‬‬ ‫‪ -5‬توديع الماضي وترك البيت‪.‬‬ ‫‪ -6‬اختبار خبرات جديدة‪.‬‬

‫من مبادئ رعاية النفس‪:‬‬ ‫‪ -1‬مارس اًلنفصال‪.‬‬ ‫‪ً -2‬لتدع كل ريح تحملك‪.‬‬ ‫‪ -3‬حرر نفسك من محاولة السيطرة على األمور واألشخاص‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعلم أن تحب نفسك‪.‬‬

‫واجب جرد العالقات‪:‬‬ ‫الغالبية العظمة منا يولدون في أسرة صغيرة مكونة من أب وأم واألخوة واألخوات والعالقات‬ ‫التي نقيمها مع أفراد هذه األسرة‪ ،‬وغالباا ما نحتفظ بشيء من العالقة مع أفراد األسرة‬ ‫المباشرة مثل اآلباء واألمهات واألخوات حتى بعد وفاتهم‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تأثير اًلعتمادية على األدوار التي يلعبها أفراد األسرة‪:‬‬ ‫في حياتنا اليومية نلعب الكثير من األدوار المختلفة الزوج‪ /‬الزوجة‪ ،‬األب‪/‬األم‪ ،‬اًلبن أو اًلبنة‪،‬‬ ‫الرئيس‪ /‬المرؤوس‪ ،‬وفيما يلي وصف لبعض هذه األدوار‪:‬‬ ‫البطل‪ :‬الذي غالباا ما يكون الطفل األكبر وهو الشخص الذي يأخذ جميع تضحياته كأمر مسلم‬ ‫به‪.‬‬ ‫كبش الفداء‪ :‬الشخص الذي يتلقى اًلهتمام السلبي لما يتصف به من تمرد ويقوم به من‬ ‫سلوكيات سلبية غير مرغوبة‪.‬‬ ‫المهرج‪ :‬يحصل المهرج على اهتمام األسرة‪ ،‬وهو يعالج الهموم واآلًلم عن طريق الضحك‪.‬‬ ‫الطفل المنسي‪:‬هو الطفل الذي ًل يالحظه أحد وًل يعيره أحد أي اهتمام‪ ،‬وهو يفضل أن يكون‬ ‫بمفرده‪.‬‬ ‫مهدئ العاصفة‪:‬هو الشخص القادر على الكالم الهادئ الملطف الذي يساعد على تقليل معدل‬ ‫اًلحتكاك في األسرة‪.‬‬ ‫الشهيد‪ :‬من يضحي بقوته وطاقته لكي يحافظ على األسرة‪.‬‬ ‫المنقذ‪:‬يختلف المنقذ عن الشهيد في أنه يحل مشاكل األسرة ولكن دون أن يتضمن ذلك‬ ‫تضحية‬ ‫الناقد‪:‬الشخص الذي دائ اما ما يجد لو اما يوجهه لآلخرين على كل شيء وأي شيء‪.‬‬ ‫الضحية‪ :‬الشخص الذي يرضي لنفسه دائ اما‪ ،‬ويشفق عليها ويرى أنه قد فقد كل فرص‬ ‫السعادة في الحياة‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫العالقات مع رموز السلطة‪:‬‬ ‫تؤثر العالقات مع رموز السلطة في الماضي والحاضر على الطريقة التي بها تسعى للحصول‬ ‫على السلطة أو تقبلها أو تتعامل معها‪.‬‬

‫توديع الماضي وترك البيت‪:‬‬ ‫تبدو هذه الخطة المحورية في شفاء اًلعتمادية خطوة بسيطة وسهلة‪ ،‬فكلنا نودع الماضي‬ ‫ونترك البيوت ونتخلى عن األمان الذي كان يوفره لنا التواجد ببيت األسرة‪ ،‬وتوجد خطوتان‬ ‫صعبتان منفصلتان لتوديع الماضي يجب علينا أن نتخذها‪:‬‬ ‫‪ -1‬توديع األسرة التي نشأنا فيها وتوديع األم واألب سواء كانا على قيد الحياة أو ًل‪ ،‬لكي‬ ‫نعيش حياتنا بالكامل حياة أشخاص ناضجين‪.‬‬ ‫‪ -2‬التوديع والتخلي عن كل رمز كاذب لألمان‪ .‬وليس المقصود هنا اًلنفصال الفيزيائي‬ ‫المكاني عنهما أو حتى اًلنفصال اًلقتصادي‪ ،‬ولكننا نقصد اًلنفصال النفسي‪ ،‬ويمكن‬ ‫أن نسمي هذه الخطوة اًلنفصال النفسي‪.‬‬

‫النوح‪:‬‬ ‫هو أن تختبر بالفعل األلم الناتج من الفقد الذي حدث في حياتنا‪ ،‬سواء فقدان شخص أو‬ ‫شيء أو فقدان طفولتنا والحياة التي عشناها في بيئة مسيئة‪ .‬اقض بعض اللحظات لتحدد‬ ‫ماهي األمور التي فقدتها وتركت عالمة مؤلمة في حياتك‪ ،‬كفقدان الحياة الشخصية أو‬ ‫العمل أو غيرها‪ ،‬ومعرفة تخطي هذي األزمات مع الوقت‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الغفران‪:‬‬ ‫صا عندما يكون الشرح عميقاا‬ ‫يعد الغفران من أصعب األمور في عملية الشفاء‪ ،‬وخصو ا‬ ‫ومؤل اما‪ ،‬ولكن الذي يجب أن نفهمه هو أن الغفران ًل يعني أبداا تبرير الفعل الجارح الذي‬ ‫قام به الشخص‪.‬‬ ‫شعورا وإنما هو قرار نتخذه بغض النظر عن أي‬ ‫والغضب شعور‪ ،‬أما الغفران فليس‬ ‫ا‬ ‫مشاعر‪ .‬والغفران الصحيح هو عملية طويلة تتضمن اًلعتراف بالغضب والتخلي عن‬ ‫الرغبة في اًلنتقام‪ .‬وقبول اختيار الغفران بوصفه الحل اإللهي الشافي تما اما للغضب‬ ‫والحصول على السالم واًلستمرار في الحياه دون ألم‪.‬‬

‫رؤية جديدة‪:‬‬ ‫إذا كنت قد تربيت في أسرة مضطربة ففي أغلب الظن ًلتزال تحمل داخلك رسائل مشوهة‬ ‫تتردد في ذهنك وتتحكم في حياتك‪ ،‬فيجب استبدال األفكار السلبية بأفكار واقعية جديدة‪،‬‬ ‫العالم بالطبع ليس مكاناا خالياا من العيوب فال تختزل تلك الرسائل السلبية عن نفسك أو‬ ‫عن الحاة‪.‬‬

‫خبرات جديدة‪:‬‬ ‫عليك أن تبنى مفاهيم إيجابية جديدة وتؤكدها لتخلصك من السلبيات القديمة‪.‬‬

‫الحب والحرية‪:‬‬ ‫مرحلة الحضانة أي ما قبل المدرسة‪ ،‬تتطور قدرات جدية في الطفل أهمها القدرة على فهم‬ ‫المشاعر واألفكار واللغة والتخيل وعمل عالقات والحفاظ عليها ومتشوقون لعمل أشياء‬ ‫بأنفسهم وتحمل المسؤولية‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تحدي هذه المرحلة‪:‬‬ ‫اإلدارة الذاتية أم الخزي والشك‪ :‬التحدي الكبير الذي يجب أن يواجهه الوالدان أن‬ ‫يستوعبا تمرده مدركين أنه بهذا التمرد يؤكد على فرديته واستقالله‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫يضعا له حدود للسلوك والكالم‪.‬‬ ‫األسرة المؤسسة على الخزي‪ :‬إنها األسرة التي لم يتلق فيه الوالدان احتياجاتهم‬ ‫النفسية في الطفولة أو فيما بعد‪ ،‬من خالل ذلك تقوم باإلساءة إلى هؤًلء األبناء‪ ،‬وهكذا‬ ‫تدور دائرة الخزي من جيل إلى جيل‪.‬‬ ‫ثقافه الخزي‪ :‬تقسم إلى قسمين من حيث تعاملها مع الصواب أو الخطأ‪ ،‬إلى ثقافات‬ ‫مبنية على الشعور بالخزي‪ :‬وهي بدائية يتجنب الفرد الخطأ خوفاا من افتضاح أمره أمام‬ ‫الناس‪ ،‬أما إذا تم التستر على األمر فال يشعر بوخز الضمير‪ .‬وثقافات مبنية على الشعور‬ ‫بالذنب‪ :‬في المجتمعات المدنية الحديثة‪ ،‬فالضمير مرتبط بشعور الفرد بالذنب الداخلي‬ ‫شف ذلك أم لم يُكتَشف‪.‬‬ ‫سواء اكت ُ ِ‬ ‫الدفاع ضد الخزي‪ :‬ليس من السهل أن نعترف بالشعور بالخزي وإنما نقوله من خالل‬ ‫التعبير عن مشاعر أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬الذنب أو الحزن أو الغضب أو لوم اآلخرين أو مطالبة‬ ‫اآلخرين بالكمال‪.‬‬ ‫التخلص من القيود اًلعتمادية‪ :‬بمعنى أن يتوقف اإلنسان عن ربط استقراره الداخلي‬ ‫صا‪.‬‬ ‫بشيء خارجه سواء كان شيئ اا أو شخ ا‬ ‫التحرك والمخاطرة‪ :‬توقع الفشل نبوءة تحقق نفسها بنفسها ألنها تبعث على اليأس‬ ‫وبالتالي عدم الجهد‪ ،‬فيحدث الفشل بالفعل يجب كسر هذه النبوءة بالتحرك والمخاطرة‬ ‫إلثبات ذلك‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫مرحلة المراهقة‪:‬‬ ‫تكاد تعتبر كلمه مراهق شتيمة أو تعبير مرادف لعدم النضج أو اًلندفاع العاطفي بال حكمة‬ ‫وًلفهم‪ ،‬لكنها ليست كذلك وإنما هي مرحلة هامة للنمو النفسي والجسدي يحتاج‬ ‫المراهقون للفهم والحوار والقدوة كما يحتاجون لقضية تستوعبهم وسلطة تحترمهم‪.‬‬

‫تكوين الهوية الواضحة والدور في الحياة‪:‬‬ ‫عدما ًل يحصل المراهق على احتياجات هذه المرحلة فإنه يعيش تشوش واختالط لهويته‬ ‫ودوره في المجتمع وفي الحياة ككل‪ ،‬وهذا يعرضه للبحث عن أشياء أو عالقات تقدم له‬ ‫أي نوع من أنواع الهوية وإن كانت تضره على المدى البعيد‪.‬‬

‫المبادرة والذنب‪:‬‬ ‫المبادرة تحمل دائ اما احتمال الصواب والخطأ‪.‬‬ ‫يتجلى فقدان روح المبادرة في صور عديدة‪ ،‬منها‪ :‬ما يظهر في مجال العمل أو في مجال‬ ‫الصداقات أو عدم التعبير عن اآلراء خوفاا من رفض اآلخرين‪ .‬لكي نستعيد قدرتنا على‬ ‫المبادرة علينا بالمخاطرة قد نفشل مرة أو عدة مرات لكننا في مرات أخرى يمكن أن‬ ‫ننجح‪.‬‬

‫سن المدرسة‪:‬‬ ‫في مرحله الطفولة المتأخرة‪ ،‬وبالتحديد المرحلة اًلبتدائية‪ ،‬تنمو قدرات هائلة لدى الطفل‬ ‫مقارنة بالمراحل األخرى‪ ،‬حيث تتطور مهاراته الفكرية والبدنية واًلجتماعية وغيرها‪،‬‬ ‫هذه المرحلة هامة جداا في إعداد الطفل لمرحلة المراهقة‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫تحدي المرحلة‪ :‬الكفاءة والشعور بالنقص‪:‬‬ ‫عندما يتعرض الطفل لإلهمال في هذه المرحلة الهامة من حياته فإنه يظل يعاني من شعور‬ ‫دفين بالنقص والخزي وعدم القيمة‪.‬‬

‫سا بالكفاءة الذاتية‪:‬‬ ‫كيف نخلق إحسا ا‬ ‫هو تعلم القدرة على التعامل مع كياننا الداخلي من مشاعر وأفكار‪ ،‬والتعبير عنها بحرية‪.‬‬ ‫مظاهر كبريائي في حياتي كثيرة‪ ،‬منها أن أجد صعوبة في تقبل الناس كما هم أو ًل‬ ‫أعترف بعجزي‪ ،‬أو ربما رغبتي في الكمال ونسياني أن النضوج رحلة نحو الكمال ًل‬ ‫تنتهي‪ .‬التواضع الحقيقي هو أن نرى أنفسنا كما هي على حقيقتها‪ ،‬نرى عيوبنا وميزاتنا؛‬ ‫فمن مهارات الحياة ذلك التوازن بين عدم قبول اًلفتراءات وبين قبول الرؤية الحقيقية‬ ‫لعيوب ونقائص شخصياتنا‪.‬‬

‫اًلنحصار في النفس‪:‬‬ ‫هو عدم نضوج ومرض وجهل‪ ،‬وهو صورة أخرى من صور الكبرياء حيث يتصور‬ ‫اإلنسان أنه هو مركز الكون‪ ،‬وهذا ما يسمى بالنرجسية‪.‬‬

‫اًلنحصار في الموت‪:‬‬ ‫اإلنسان يموت إذا توقف عن األخذ‪ ،‬ويموت إذا توقف عن العطاء‪ ،‬لذلك فهو أيضاا يعيش‬ ‫في اتزان دقيق بين الطفل والوالد‪ ،‬وهذا اًلتزان مسؤولية الراشد الذي فينا‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫اًلنحصار في النفس سرطان العالقات اإلنسانية‪:‬‬ ‫تعد العالقات وخاصة الحميمية منها أصعب ما في حياتنا اإلنسانية‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫أجمل ما في هذه الحياة‪ .‬العالقات واألفكار الناتجة منها‪ ،‬سواء كانت أفكار عن أنفسنا أو‬ ‫عن اآلخرين أو عن العالم والمستقبل‪.‬‬ ‫أكثر ما يكشف ما لدينا من حب وقبول‪ ،‬في مقابل ما بنا من أنانية وانحصار في النفس هو‬ ‫تصرفنا عندما نتعرض لمواقف تثير فينا الغضب أو الخوف ‪.‬‬

‫بين الغضب واًلستياء‪:‬‬ ‫اًلستياء موقف وحكم‪.‬‬ ‫هناك نوعين من الغضب اإليجابي والسلبي‪.‬‬ ‫الغضب‪ :‬هو جرثومة تحول الغضب كشعور طبيعي إلى استياء وكراهية وإيذاء‪.‬‬

‫الغضب عن الذات الحقيقية (اًلتزان)‪:‬‬ ‫وهي النفس التي تعبر عن الغضب بطريقة صحية تؤكد فيها على حقها وتحمي نفسها دون أن‬ ‫تسيء إلى اآلخرين وتؤذيهم‪.‬‬

‫أما الغضب عند الذات المزيفة (المنحصرة على نفسها) ‪:‬‬ ‫ًل يمكنها اًلتزان؛ ألنها ذات دفاعية وليست حقيقية فال تتصف بالمرونة‪ ،‬كعدم مقدرة النسيج‬ ‫الليفي الدفاعي أن يفعل ما تفعله العضالت ا‬ ‫مثال‪.‬‬ ‫فالذات تتخذ مواقف متطرفة ولها صورتان‪:‬‬ ‫* توجيه العنف نحو اآلخر إما منفجرة أو خبيثة ‪.‬‬ ‫* يحث المشاعر كالعنف‪ ،‬مما يؤدي إلى أعراض نفسية وعضوية‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫كيف يتحول العنف إلى موقف‪ -‬كره‪ -‬حكم؟‬ ‫غضب >استياء ‪ > resentrment‬حكم ‪ >Judgment‬بعد ذلك يبدأ العنف‪.‬‬ ‫بعض من المواقف واألفكار واألحكام تبقى في الذاكرة ثم تتحول إلى أفعال عنف وإيذاء‬ ‫لآلخرين‪.‬‬

‫هل يمكن أن يتحول اًلستياء؟‬ ‫نعم يتحول إلى استهانة ثم إلى إهانة وهي نوعان‪:‬‬ ‫*إيذاء مباشر‪.‬‬ ‫* إيذاء غير مباشر (سلبي)‪.‬‬

‫جدد اًلستياءات ‪:‬‬ ‫التعامل معه ا‬ ‫أوًل بأول مع الغضب يقُينا شر المرارة والكراهية‪ ،‬وهي عملية شاقة في بداية‬ ‫األمر كما شخص لم يقم بجرد دكانه أو خزانة مالبسه لشهور أو ربما لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫ا‬ ‫عمال ًلبد من القيام به لتنظيف حياتنا الداخلية لنحيا حياة روحية أفضل‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن لدينا‬ ‫فاألهم هو أن نعبر عن مشاعرنا ونتعامل معها أول بأول في مشاعر الغضب لئال يتحول إلى‬ ‫استياء وإًل فمن الصعب التحكم فيه‪.‬‬

‫أنواع الغضب الضارة والنافعة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الغضب المندفع (ضار)‪:‬‬ ‫كأي انتهاك نفسي وجسدي يحدث لألطفال من قبل الوالدين أو أحدهما‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫‪ -2‬الغضب المكبوت (ضار)‪:‬‬ ‫أي كبت المشاعر وعدم البوح بها علناا وهذا يؤدي إلى أضرار كبيرة جسدية ونفسية‪.‬‬

‫‪ -3‬الغضب اليومي‪:‬‬ ‫وهو الذي يحصل في حياتنا اليومية مثل تأخرنا لموعد اجتماع ‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫نظرة جديدة لمشاعر اًلستياء القديمة‪:‬‬ ‫يمكن تشبيه اًلستياء بالبصلة التي قشّرت طبقة منها فظهرت طبقة جديدة‪.‬‬

‫والشعور العام باًلستياء يخفي بين طيّاته أنواع متعددة من المشاعر السلبية التي يجب‬ ‫تقشيرها‪.‬‬ ‫•‬

‫تحت الشعور باًلستياء يوجد غضب‪ ،‬وسببه عدم حصولك على احتياجك‪.‬‬

‫•‬

‫تحت الغضب يوجد اإلحساس باأللم‪ ،‬وهذا نابع من الجوع واًلحتياجات التي لم تشبع‪.‬‬

‫•‬

‫تحت األلم يسكن الخوف في أعمق مكان وهو خوف من هذا اًلحتياج والجوع لن‬ ‫يشبع أبداا‪.‬‬

‫ولن يمكنك استيعاب حجم الغضب أو الخوف المدفون قبل أن تتعامل تعامل شامل مع تلك‬ ‫العالقات والضغائن القديمة التي تستمر في سمومها النفسية في شخصيتك‪.‬‬

‫ومن الطرق التي تصنع السالم‪:‬‬ ‫أن تنظر لمن أساء إليك على أنهم مشاركون لك في األلم والمعاناة‪ ،‬وأن تدرك أنهم أيضاا‬ ‫تعرضوا لإلساءة (وهذا السبب حول تصرفهم وإساءتهم)‪.‬‬ ‫من المهم جداا أن تتعلم كيف تتقبل حقيقة الغضب!‬ ‫وأنه شعور إنساني مشروع وليس خطية ؛إذا أت َّم التعبير عنه بطريقة سليمة ‪،‬أما إذا تم التعبير‬ ‫عنه بطريقة غير سليمة فهو يصبح في غاية الخطورة والتدمير‪.‬‬

‫كيف أعبر عن غضبي بطريقة صحية؟‬ ‫هي أن أفهم كيفية التي تعمل بها مشاعر الغضب‪ ،‬فعندما يغضبك شيء فأول ما يحدث تدفق‬ ‫األدرينالين‪ .‬فمن الحكمة تجد نوع من التنفيس الجسماني لتقليل أول مشاعر الغضب مباشرةا‪.‬‬ ‫مثل‪ :‬ممارسة تدريب رياضي عنيف أو تمارين اًلسترخاء‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الغفران‪:‬‬ ‫بعض الناس يشعر أن الغفران يجعلهم ضعفاء وضحايا مرة أخرى‪ ،‬ولم يعرفوا أن الغفران هو‬ ‫موقف قوي‪ ،‬وهي عملية طويلة مشتملة على‪:‬‬ ‫•‬

‫اًلعتراف بالغضب‪.‬‬

‫•‬

‫التخلي عن اًلنتقام‪.‬‬

‫•‬

‫قبول اختيار الغفران الذي يخرجنا من حالة اًلستياء بشكل نهائي‪.‬‬

‫خطوات الغفران ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اعتراف بالحجم الكامل للخطأ المرتكب‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعترف بالحجم الكامل لغضبك تجاه هذا الشخص أو تجاه نفسك‪.‬‬ ‫‪ -3‬اسمع لنفسك في التعبير عن حزنك أو آلمك دون تشويه صورة هذا الشخص‪.‬‬ ‫(افعلها مع شخص أو مجموعة مساندة تثق فيهم)‪.‬‬ ‫‪ -4‬اختر رغبتك باًلنتقام من هذا الشخص‪ ،‬اقبل طريقة هللا التي تعبر عنها بالغفران وهو‬ ‫الترياق لسم المرارة‪.‬‬ ‫‪ -5‬أعد بناء العالقة مرة أخرى في حالة طلب الشخص اآلخر منك الغفران فاغفر له‬ ‫( وًل يتطلب منك بالضرورة بناء العالقة مرة أخرى)‪.‬‬ ‫في النهاية الغفران يتم من خالل دورة متصلة فاإلساءات القديمة من الصعب التعامل معها‬ ‫بسرعة‪ ،‬ولكن من الممكن فعل ذلك لكي تنفتح حياتنا مرة أخرى للحياة وللحب وحب هللا‬ ‫وأنفسنا واآلخرين‪.‬‬

‫تمارين اًلسترخاء‪:‬‬ ‫اإلنسان هو كيان متكامل‪ ،‬له روح ونفس وجسد‪ ،‬فهنالك أعراض جسمانية للمشاعر مثل ‪:‬‬ ‫الخوف والغضب‪ ،‬فإذا استطعنا األعراض الجسمانية للقلق من خالل تمارين اًلسترخاء‬ ‫الجسدي فسنقلل من حدة المشاعر‪ .‬أقرب مثال لذلك اليوغا ( تُمارس مرتان إلى ثالث مرات‬ ‫حتى يتم التحكم في هذه المهارة لدرجة القدرة على اًلسترخاء الذهني دون استخدام الجسد)‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫كيف نحترم الغضب وًل نستسلم لالستياءات‪:‬‬ ‫بخطوتين‪:‬‬ ‫•‬

‫الذهاب ‪.Go‬‬

‫•‬

‫التخلي عن الرغبة في اًلنتقام ‪.Let Go‬‬

‫عندما تذهب لشخص آخر فأنت تمارس الخروج خارج النفس بصورة عملية ملموسة فعندما‬ ‫تذهب وتعاتب الشخص الذي أساء اليك فنحن نؤكد على عدة قيم مهمة منها‪-:‬‬ ‫•‬

‫اإلقرار بحقوقنا في أًل نجرح أو نُهان‪.‬‬

‫•‬

‫المواجهة بدون لوم أو هجوم‪.‬‬

‫•‬

‫الحفاظ على روح العتاب وعدم اًلنزًلق في اللوم‪.‬‬

‫ويُفضل أن يتكلم الشخص عن نفسه ومشاعره ًلحتمالية وجود سوء فهم يحتاج للتوضيح‪،‬‬ ‫وفائدة المواجهة من خالل العتاب لقطع طريق النميمة وتشويه صورة الشخص أمام اآلخرين‬ ‫مما يزيد من اًلستياء المتبادل‪.‬‬

‫العتاب السليم‪:‬‬ ‫يزيد من فرصة التصالح إما خالل‪:‬‬ ‫•‬

‫شرح سوء الفهم‪.‬‬

‫•‬

‫اًلعتذار‪.‬‬

‫على جانب آخر عندما ًل تكون اإلساءة شديدة قد ًل يحتاج األمر للذهاب حيث يمكننا نغفر من‬ ‫جانب واحد‪.‬‬

‫بين الخوف وحمل الهموم‪:‬‬ ‫بشكل عام انحصارنا في أنفسنا وهذا الذي يحول الخوف إلى هم وعدم أمان وعدم إيمان‬ ‫وسيطرة‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫توضي احا لكل واحدة منها‪:‬‬ ‫انحصارنا في أنفسنا هو استالمنا ألفكار الخوف مهما كانت غير منطقية وبعيدة التحقق‪،‬‬ ‫ونحاول تخدير مشاعر الخوف وغيرها من المشاعر بمواد أو بسلوكيات أو بعالقات ربما‬ ‫تكون غير مفيدة على المدى البعيد؛ وبالتالي تغرق ويتحول ذلك إلى قلق مزمن مستمر (هم‪،‬‬ ‫عدم األمان المزمن)‪.‬‬ ‫وعدم تعليق همومنا على هللا قد يتحول إلى عدم إيمان‪ :‬وهو قرار بعدم اًلتكال على هللا‪،‬‬ ‫واًلتكال ا‬ ‫بدًل من ذلك على أنفسنا ومن هنا تبدأ محاوًلت السيطرة ‪.‬‬

‫الصور المختلفة للسيطرة‪:‬‬ ‫عندما تتبنى السيطرة كحل للشعور المستمر بعدم األمان نكون قد ركبنا القطار السريع إلى‬ ‫اإلدمان بكل صورة‪.‬‬ ‫مثل‪ :‬السيطرة على الناس‪ ،‬تتراوح السيطرة على الناس من خالل الكالم المعسول أو‬ ‫المبالغات في الكالم أو القسم بكل ما هو غا ٍل‪ ،‬أو السيطرة من خالل اللوم واستشعار اآلخرين‬ ‫بالذنب‪.‬‬

‫جرد الهموم‪:‬‬ ‫ماهي المخاوف التي تركناها لتتحول إلى هموم أثقلت كاهلنا وأبطأت مسيرتنا في الحياة؟‬ ‫‪ -1‬ابدأ بالعمود األول‪ ،‬اكتب قائمة المخاوف التي في حياتك والتي تحولت إلى هموم‪.‬‬ ‫‪ -2‬ثم في العمود الثاني ثم اسأل نفسك؟ لماذا أنت خائف ومهموم؟‬ ‫( سواء كانت أحداث أو مواقف مختلفة التي أنت مهموم بها)‪.‬‬ ‫‪ -3‬ثم في العمود الثالث اكتب أمام كل هم ‪ -‬الخطر الذي تخاف منه‪.‬‬ ‫مثال هل هناك تحديد لشعورك بالقيمة كإنسان أو طموحاتك؟‬ ‫‪ -4‬ثم في العمود الرابع ننظر إلى أخطائنا وعيوب شخصياتنا التي جعلت المخاوف تسيطر‬ ‫على أذهاننا وتفصلنا عن هللا سبحانه وتعالى وعن اآلخرين‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫وذلك تحت ثالث قوائم‪:‬‬ ‫•‬

‫اًلنحصار في النفس‬

‫•‬

‫حمل الهموم‪.‬‬

‫•‬

‫التصرفات األنانية المسيطرة‪.‬‬

‫‪ -5‬في النهاية قد أكملنا األعمدة ‪ 4‬من القمة للقاع‪ ،‬فنقرأ الصفوف من اليمين إلى الشمال‪.‬‬

‫كيف تحترم الخوف وًل تستلم للهموم‪:‬‬ ‫‪ -1‬الذهاب ‪:Go‬‬ ‫الذهاب لطلب المساعدة من هللا ومن الناس‪ ،‬في حالة مخاوفك تحولت إلى هموم فأنت تحتاج‬ ‫تدعو هللا‪ ،‬فالذهاب إلى هللا يجب أن يكون مقروناا بالتواضع‪.‬‬ ‫والتواضع هنا هو أن تقبل الطريقة التي يمد بها هللا يد المساعدة إما من خالل بشر أو بدون‬ ‫بشر‪ ،‬إما سريعة أو بطيئة‪.‬‬ ‫‪ -2‬التخلي ‪:Let Go‬‬ ‫وهو التخلي عن السيطرة كأسلوب حياة‪ ،‬وعندما تكتشف أوجه سيطرتك سوف تكتشف‬ ‫خطوات التخلي الخاصة بك‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ربما تحتاج ألن تتخلى عن محاوًلتك الدائمة إلثبات أن وجهة نظرك صحيحة‪ ،‬وتبدأ في‬ ‫ممارسة اًلعتراف بالخطأ عندما تراه‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫‪@rawafed-k‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫_‪@rawafed‬‬

‫الخاتمة‬ ‫قد تكون وجدت ضالتك في ها الكتاب ‪،‬فكرةا كانت أو معلوم ٍة قد سرقت لب قبك‪،‬‬ ‫وربما اقتبست منه نورا ا يشيع بك ‪ ،‬فهل تشارك األخرين هذا النور عبر حسابنا‬ ‫فنض ْي جميعا ا ؟‬

‫وديان سعيد‬

‫‪78‬‬


@rawafed_

79

@rawafed_

@rawafed-k


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.