وحي القلم

Page 1


‫ملخص كتاب وحي الق لم الجزء األول‬ ‫لمصطفى صادق الرافعي‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫المقدمة‬

‫الصالة والسالم على نبينا محمد النبي الكريم الذي أوحي إليه باألمر "اقرأ"‬ ‫روافد المعرفة هو مشروع تطوعي معني بتلخيص الكتب الثقافيه بمختلف المجاالت لتوعية المجتمع بأهمية القراءة‬ ‫وتسههههيلها وتبسهههيطها عليهم تتوقد تم االنتهاء مص تلخيص عدة متب وتم رفعها في المدونة الخااهههة بروافد المعرفة‬ ‫ومازال العمل قائم على أيدي مجموعة مص المتطوعيص الفذيص اللذيص يسههعول لتحقيق هدف سههامي أال وهو رفع نههأل‬ ‫علو بإذل هللاتت‬ ‫أمتنا "أمة اقرأ" راجيص مص هللا أل يتحقق هدفهم ويعلو نأل علم أمتنا خير ّ‬

‫وقد قمنا باختيار هذا الكتاب المليء بالمقاالت لتنوع مواضهههيعها بيص الطبيعة و اسهههترجاع الذمريات والنقد وأسهههلوبه‬ ‫سلس ومليء بالجماليات التي ليس مص السهل أل يكتب مثلها‪،‬فهي تُحامي الواقع بكل جوانبهت‬ ‫وما فيه نظرة الكاتب للحياة ودعوته للتأمل ودعوته للحياة في الحياة و مذلك نظرته للمرأة والحب و مدى حراههههههه‬ ‫على أل تُصال المرأه ويعلوا نأنها وعلمها وأدبها في زمنه و في مل زمالت‬ ‫اما القصص فهي غاية في الروعة يمزج التاريخ مع االدب باسلوب عميق ولغة رنيقة يطير بها حيث يُريد‪.‬‬


‫المؤلف في سطور‪:‬‬ ‫هو مصطفى اادق بص عبد الرزاق بص سعيد بص أحمد بص عيد القادر الرافعي‬ ‫عالم باألدب ‪ ،‬ناعر ‪ ،‬مص مبار الكتاب ت‬ ‫أاله مص طرابلس الشام ‪ ،‬و مولده في بهتيم ( بمنزل والد امه ) و وفاته في طنطا (بمصر) أايب بالصمم فكال‬ ‫يُكتب له ما يراد مخاطبته به تنعرة نقي الديباجة ‪ ،‬على جفاف في أمثره ت و نثره في الطراز األول ت‬


‫صدر الكتاب‬ ‫البيان‬ ‫ال وجُود للمقالة البياني ِة إال في المعاني التي انهههههههتملا عليها يُقي ُم ها الكاتب ُ على حُ دو رد و يدي ُر ها على طريقة ‪،‬‬ ‫ت تارما ً‬ ‫مصيبا ً‬ ‫بوزل لتأخ َذ النفسُ مما يشا ُء و تَترك‬ ‫بوز ر‬ ‫بألفاظه َمواق َع الشعور‪ُ ،‬مثيراً بها َمكامصَ الخيال‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫آخذاً َ‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ب و إظهارُها للحيا ِة في‬ ‫و نقل الحقائق الدنيا نقالً اهههحيحا ً إلى الكتاب ِة أو الشهههعر‪ ،‬هو انتزاعُها مص الحيا ِة في أسهههلو ر‬ ‫آخر يكولُ أوفى َو أد َّ‬ ‫ق الدنيا َمشهههفَةً تحا‬ ‫قو‬ ‫أجمل ‪ ،‬لوضههه ِعه م َّل نهههي رء في خَ ااه معناه و َمشههه ِفه حقائ َ‬ ‫أسهههلو ر‬ ‫َ‬ ‫ب َ‬ ‫ظاهرها الملتَ ِبس ت و تلك هي الصههناعةُ الفنيةُ الكاملة و و تَس هتَد ِر ُ‬ ‫ك‬ ‫النقص فتُ ِتمه ‪ ،‬و تتناو ُل الس ه َّر فتُعلنُه ‪ ،‬و تل ِمسُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ق فتحُده ‪ ،‬و تكشفُ‬ ‫الجمال فتُظهرُه‪ ،‬و ترف ُع الحياةَ درجةً في المعنى و تجع ُل الكال َم‬ ‫المقيَّ َد فَتُطلَقُه ‪ ،‬و تأخ ُذ المطلَ َ‬ ‫َ‬ ‫لنفسه عق ً‬ ‫ال يعيشُ بهت‬ ‫مأنَّه وج َد ِ‬


‫المصورة لهذا الوجود ‪ ،‬و تصور به‬ ‫فالكاتبُ الحق ال يكتب ليكتب و و لكنَّه أداة ٌ في يد القوة‬ ‫ه‬ ‫نيئا ً مص أعمالِها فنًّا مصَ التصوير ت الحكمة ُ الغامضة ُ تريدُه على تفسير الحقيقة و ما ورا َء‬ ‫فكره الة بالحياةت ومص ذلك ال يخلق الملهم أبداً إال وفيه أعصابه الكهربائية‬ ‫الحياة ‪ ،‬يتخ ُذ مص ِ‬ ‫‪ ،‬و له قلبه الرقيق مواضع مهيأة لالحتراف تنفذ إلها األنعة الروحانية و تتساقط منها بالمعاني ت‬ ‫و إذا اختير الكاتب لفي الشجرة إلخراج رسالة ما ‪ ،‬نعر بقوة تفرض نفسها عليه و منها سناد رأيه ‪ ،‬و منها جمال‬ ‫ما يأتي به ‪ ،‬فيكول إنسانا ً ألعماله و أعمالها جميعا ً ‪ ،‬و يلقى فيه مثل السر الذي يلقى في الشجرة إلخراج ثمارها‬ ‫بعمل طبيعي يرى أنه سهل حيص يتم و لكنه اعب أي اعب حيص يبدأت‬ ‫هذه القوة التي تجعل اللفظة المفردة في ذهنه معنى تاما ً ‪ ،‬و تحول الجملة الصهههههههغيرة إلى قصهههههههة و تنهي باللمحة‬ ‫مشف عص الحقيقة ‪ ،‬و هي تخرجه مص حكم أنياء ليحكم عليها ‪ ،‬وتدخله في حكم أنياء غيرها لتحكم‬ ‫السريعة إلى‬ ‫ر‬ ‫عليه و و هي هي التي تم يز طريقته و أسلوبه و و مما خلق الكول مص اإلنعاع تضع اإلنعاع في بيانه (‪.)1‬‬ ‫و ال بد من البيان في الطبائع الملهمة ليتسع به التصرف‪ ,‬فلو حدت الحقيقة لما بقيت حقيقة ‪ ,‬ولو تلبس المالئكة‬ ‫بهذا اللحم و الدم أبطل أن يكونوا مالئكة ؛و من ثم فكثرة الصووووور البيانية ال ميلة ‪ ,‬هي كل ما يمكن أو يتسوووون‬ ‫من طريقة تعريفها لإلنسانية ‪.‬‬ ‫ولهذا سوووووووتبق كل حقيقه من الحقائى الكبر – كاإليمان و ال مال ‪ ,‬و الحب ‪ ,‬و الخير و الحى – سوووووووتبق‬ ‫محتا ة في كل عصر إل كتابة ديدة من أذهان ديدة ‪.‬‬ ‫٭٭٭‬ ‫و في الكتاب الفضوووالا باحثون مفكرون ت تي ألفا هم و معانيهم فنا عقليا ً غايته صوووحة اءداا و سوووالمة النسوووى ‪,‬‬ ‫فيكون البيان في كالمهم عل تدر ٍة كوخز الخضرة في الش رة اليابسة هنا و هنا ‪ .‬و لكص الفص البياني يرتفع على‬ ‫ذلك بأل غايته قوة األداء مع الصهههحة ‪ ،‬و سهههمو التعبير مع الدقة ‪ ،‬ت أولئك في الكتابة مالطير له جنا يجري به و‬ ‫يدف و ال يطير ‪ ،‬و هؤالء مالطير اآلخر له جنا يطير به و يجري ت و لو متب الفريقال في معنى واحد لرأيا‬ ‫المنطق في أحد األسههلوبيص و مأنه قول أ أنا هنا في معال و ألفاظ و و ترى اإللهام في األسههلوب اآلخر يطالعك أنه‬ ‫هنا في جالل و جمال ر و في اور و ألوال ت‬ ‫و للكتابة التامة المفيدة مثل الوجهيص في خلق الناس‬

‫‪5‬‬


‫ربما عابوا السههمو األدبي بأنه قليل ‪ ،‬و لكص الحسههص مذلك و و بأنه مخالف و لكص الحق مذلك‬ ‫‪ ،‬و بأنه محير ‪ ،‬و لكص الحسص مذلك و و بأنه مثير التكاليف ‪ ،‬و لكص الحرية مذلك ت‬ ‫و إل لم يكص البحر فال تنتظر اللؤلؤ ‪ ،‬و إل لم يكص النجم فال تنتظر الشههعاع‪ ،‬و إل لم يكص الكاتب البياني فال تنتظر‬ ‫األدب ت‬

‫مصطفى اادق الرافعي‬

‫‪6‬‬


‫اليمامتان‬ ‫ا َا في‬ ‫ِس) ع ي َم القِبْطِ في مِصوووووور‪ ,‬زوه‬ ‫تاريخ اْلواقدي (( أن (ال ُم َق ْوق َ‬ ‫ِ‬

‫بنته (أرمانوسووووووة) من (قسووووووطنطين بن‬

‫ه َِر ْقل) و ههزها ب موالِها َح َشما ً‬ ‫ْس (‪)3‬‬ ‫ار َية(‪ ,)2‬فخر ت إل ب ُْل َبي َ‬ ‫ْني (‪ )1‬عليها في مدينة َقي َ‬ ‫لتسير إِليه‪ ,‬حت َيب َ‬ ‫َ‬ ‫ْس ِ‬ ‫ُ‬ ‫بلبيس فحاصووورها ‪ ,‬وقات َل َمنْ بها ‪ ,‬أُخ َِذ ْ‬ ‫ْ‬ ‫أرمانوسوووة و مي ُع مالِ َها‪,‬‬ ‫ت‬ ‫العاص إل‬ ‫وأقامت بها‪ ...‬و ا َا َعمْرو بنُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫س‪ .‬ف حبه عمرٌو مالطف َة ٱلمقوقس‪ ,‬فسوووووووير إليه ٱبن َته مكره ً‬ ‫وأ ُ َ‬ ‫مة في ميع مالِ َها‪( ,‬مع‬ ‫خذ ك ُّل ما كان للقِبط في ب ُْل َب ْي َ‬ ‫العاص ٱل هسهْمي)؛ فسُره بقدومِها‪. )) . . .‬‬ ‫بن أبي‬ ‫ِ‬ ‫َقيْس ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وصويفة م َُولهدةٌ ُت َسو هم (مار َية)‪ُ ,‬‬ ‫كا َن ْ‬ ‫بسوحرها‪ ,‬فزادَ مالُها‬ ‫ذات مال يونانيت أتم هت ُه مصو ُر و َم َسو َح ْته‬ ‫ت ءرمانوسو َة‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وووويحية قوية‬ ‫مارية هذح مسو‬ ‫ص ٱل مال ٱليونانيت أنْ ي ُكو َنه ؛ فهو أ م ُل منهما‪ ,‬وكانت‬ ‫عل أنْ‬ ‫يكون مصوووووريًا‪ ,‬و َن َق َ‬ ‫َ‬ ‫الدين و العقل ‪ ,‬أتخذها المقوقس كنيسوووووة حية البنته ‪ ,‬وهو كان واليا وبطريريكا ً عل مصووووور قبل هرقل ؛ وكان‬ ‫من ع ائب صوونع اللهان الفتا اإلسووالمي اا في عهدح ‪ ,‬ف عل هللا قلب هذا الر ل مفتاح قفل القبطي ‪ ,‬فلم تكن‬ ‫أبوابهم تدافع إال بمقدار ما تدفع ‪ ,‬و تقاتل شوووووويئا ً من القتال غير كبير ‪ ,‬أما ال أبواب الرومية فبقيت حصووووووينة ‪,‬‬ ‫ورائها نحو مائة ألف رومي يقاتلون المع زة اإلسوووووووالمية التي‬

‫تهم من بالد العرب ب سووووووولحتهم و لكن روح‬

‫اإلسالم علت ال يش العربي ك نه اثنا عشر ألف مدفع بقنابلها ‪.‬‬ ‫ولما نزل عمرو ب يشوووووة عل بلبيس ‪ ,‬زعت مارية إذ كان الروم أر فوا أن هؤالا العرب ال عهد لهم و ال‬ ‫وفاا ‪ ,‬و أن قائدهم عمرو بن العاص كان زاراً في ال اهلية ‪ ,‬فما تدعه روح ال زار و ال طبيعته‬ ‫و ك انت مارية شاعرة قد درست هيا و أرمانوسة أدب اليونان و فلسفتهم ‪ ,‬وكان لها خيال مشبوب ‪ ,‬ومن ذلك‬ ‫أستطير(‪ )4‬قلب مارية و أفزعتها الوساوس ‪ ,‬ف علت تندب نفسها ‪ ,‬و صنعت في ذلك شعراً هذح تر مته ‪:‬‬ ‫ااك أربعة آالف زار أتها الشاة المسكينة !‬ ‫ستذوى كل شعرة منك ألم الذبا قبل أن تذبحي !‬

‫‪7‬‬


‫ااك أربعة آالف خاطف أيتها العذراا المسكينة!‬ ‫ستموتين أربعة آالف ميتة قبل الموت !‬ ‫قوني يا إلهي ‪ ,‬ءغمد في صدري سكينا ً يرد عن ال زارين !‬ ‫يا إلهي قو هذح العذراا ‪ ,‬لتتزو الموت قبل أن يتزو ها عربي !‬ ‫)‪1‬يبني بها أيتزوج بها)‪ . (2‬قيسهههارية أ مدل فلسهههطيص ت (‪)3‬بلبيس أ إحدى مدل محافظة الشهههرقية ت (‪)4‬جزعا أ‬ ‫خافا ت (‪)5‬استطير قلب مارية أ جزعا‪.‬‬

‫٭٭٭‬ ‫وذهبا تلو نههههعرها على أرمانوسههههة ‪ ،‬فضههههحكا هذه وقالاأ أنا واهمة يا مارية و أنسههههيا أل أبي قد أهدى إلى‬ ‫نبيهم ( أنصهنا)(‪،)1‬فكانا عنده مملكة بعضهها السهماء و بعضهها القلب ؟ لقد أخبرني وابي أنه بعث بها لتكشهف له‬ ‫عص حقيقة هذا الديص و النبيو و أنها انفا اليه دسيسا ً (‪ )2‬يعلمه أل هؤالء المسلميص هم العقل الجديد الذي سيضع‬ ‫العالم تمييزه بيص الحق و الباطل ‪، ،‬و أنهم جميعا ً ينبعثول مص حدود دينهم ال مص حدود انفسهم و نهواتها تو قالا‬ ‫عص النساء أ ألل تخاف المرأة على عفتها مص أبيها أقرب مص أل تخاف عليها مص أاحاب هذا النبي ت‬ ‫و قال أبي أ إنهم ال يغيرول على األمم و ال يحاربونها حرب الملكو و إنما حرب تلك طبيعة الحرمة لشهههههههريعة‬ ‫الجديدة ‪ ،‬تتقدم في الدنيا حاملة السهههال و األخالق ‪ ،‬فمص وراء أسهههلحتهم أخالقهم ‪ ،‬و بذلك تكول أسهههلحتهم نفسهههها‬ ‫ذات أخالق ت‬ ‫فا ستروحا(‪ )3‬مارية و اطمأنا باطمئنال أرمانو سة ‪ ،‬و قالا أ ال ضير(‪ )4‬علينا إذا فتحوا البلد ‪،‬و ال يكول ما‬ ‫نستضر به ؟‬ ‫قالا أرمانوسهة أال ضهر يا مارية‪ ،‬و ال يكول إال ما نحب ألنفسهنا و فالمسهلمول ليسهوا مهؤالء العلوج الروم ‪ ،‬فهم‬ ‫اإلنسانيول الرحماء المتعففول ت‬

‫‪8‬‬


‫قالا مارية أ و أبيك يا أرمانوسة ‪ ،‬إل هذا لعجيب ! فقد مات سقراط و أفالطول و غيرهم و‬ ‫ما اسهههتطاعوا أل يؤدبوا بحكمتهم و فلسهههفتهم إال الكتب التي متبوها تتت! فكيف اسهههتطاع نبيهم‬ ‫أل يخرج هذه األمة و هم يقولول إنه مال أميا ً ؟ أفتسخر الحقيقة مص مبتر الفالسفة و الحكماء‬ ‫و أهل السياسة والتدبير ت‬ ‫قالا أرمانوسههه أ إل العلماء بهيئة السههماء و أجرامها وحسههاب أفالمها ‪ ،‬ليسههوا هم الذي يشههقول الفجر و يطلعول‬ ‫الشههههمس و وقد درسهههها المسههههيم و عمله و زمنه ‪ ،‬فكال طيلة عمره يحاول أل يوجد هذه األمة ‪ ،‬غير أنه أوجدها‬ ‫مصغرة في نفسه وحوارييه ‪،‬و مال عمله مالبدء في تحقيق الشيء العسير وحسبة أل يثبا معنى اإلمكال فيهت‬ ‫وظهور الحقيقة مص هذا الرجل األمي هو تنبيه الحقيقة إلى نفسههها وو برهانها القاطع أنها بذلك في مظهرها اإللهي‬ ‫ت و العجيب يا مارية أل هذا النبي خذ له قومه و نامروه و أجمعوا على خالفه ‪ ،‬فكال مذلك مالمسهههههههيم غير أل‬ ‫المسيم انتهى عند ذلك و أما هذا فقد ثبا ثبات الواقع حيص يقع و ال يرتد و ال يتغير ت و الفرق الثالث أل المسيم لم‬ ‫يأت إال بعبادة و احدة هي عبادة القلب ‪ ،‬أما هذا الديص فتعلما مص أبي أنه ثالث عبادات يشهههههد بعضهههههها بعضههههها ً أ‬ ‫احدها لألعضهههاء ‪ ،‬الثانية للقلب ‪ ،‬و الثالثة للنفس وفعبادة األعضهههاء طهارتها و اعتيادها الضهههبط و و عبادة القلب‬ ‫طهارتها و حبه الخير و و عبادة النفس طهارتها و بذلها في سبيل اإلنسانية ت‬ ‫قالا مارية أ إل هذا و هللا لسهههر إلهي يدل على نفسهههه و فمص طبيعة اإلنسهههال أال تنبعث نفسهههه غير مباليه الحياة و‬ ‫الموت إال في أحوال قليله ‪ ،‬تكول طبيعة اإلنسههههال فيها عمياء أ مالغضههههب األعمى ‪ ،‬و الحب األعمى ت فإذا مانا‬ ‫األمة اإلسههههالمية مما قلا منبعثة هذا االنبعاث ليس فيها إال الشههههعور بذاتيتها العالية فما بعد ذلك دليل على أل هذا‬ ‫الديص هو الشعور اإلنسال بسمو ذاتيته ‪ ،‬و هذه هي نهاية النهايات في الفلسفة و الحكمة ت‬ ‫قالا أرمانوسة أ و ما بعد ذلك دليل على أنك تتهيئيص أل تكوني مسلمة يا مارية!‬ ‫فاستضحكتا معا ً و قالا مارية أ إنما ألقيا مالما ً جاريتك فيه بحسبه ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫و انهزم الروم عص بل بيس ‪ ،‬و ارتدوا إلى المقوقس في ( منف )‪ ،‬و مال وحي أرمانوسههههة في مارية مدة الحصههههار‬ ‫فقد مر ذلك الكالم في عقلها مص الحقائق النظر في األدب و الفلسهههفة ‪ ،‬فصهههنع ما يصهههنع المؤلفيص متاب ينقحه ‪ ،‬و‬ ‫أنشأ لها أخيلة تجادلها و تدافعها إلى تسليم بالصحيم ألنه احيم ‪ ،‬و المؤمد ألنه مؤمد ت‬

‫‪9‬‬


‫فلما أراد عمرو بص العاا يوجيه أرمانوسة إلى أبيها ‪ ،‬و انتهى ذلك إلى مارية قالا لها أ ال‬ ‫يجمل بمص مانا فيمثلك في نههرفها و عقلها أل تكول ماألخيذة ‪ ،‬و الرأي أل‪ ،‬تبدأني به قبل‬ ‫أل يبدأكو فأرسههلي إليه فأعلميه أنك راجعه إلى أبيك ‪ ،‬و أسههأليه أل يصههحبك بع‬

‫رجاله و‬

‫فتكوني األمرة حتى في األسر –و تصنعي انع بنات الملوك !‬ ‫ً‬ ‫خيرات منك في لسهههانك و دهائك و فاذهبي إليه مص قبلي ‪ ،‬و سهههيصهههحبك الراهب‬ ‫قالا أرموناسهههة أ فال أجد لذلك‬ ‫(نطا) ‪ ،‬وخذي معك مومبه مص فرساننا ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫رجل مريم‬ ‫قالا مارية و هي تقص على سهههدتها أ لقد أديا إليه رسهههالتك فقال أ ميف ظنها بنا ؟ قلا أ ظنها بفعل‬ ‫ر‬ ‫يأمره إتنال أ مرمه ودينه تفقال أ أبلغيها أ‪ ،‬نبينا ﷺ قال أ (( استواوا بالقبط خيراً فإل لهص فيكم اهراً و ذمة ))ت‬ ‫و أعلميها أننا لسنا على غارة نغيرها ‪ ،‬بل على نفوس نغيرها ت‬ ‫قالا أ فصفيه لي يا مارية ت‬ ‫قالا أ مال أتيا ً في جماعة مص فرسهههههههانه على خيولهم ال ِعراب (‪ ،)1‬فلما اهههههههار بحيث أتبينه أومأ إليه الترجمال‬ ‫فنظرت ‪،‬فإذ هو له ذؤابة أعلى ناايته مطرة المرأة ‪،‬مطهم تتتتت‬ ‫فقطعا أرمانوسة عليها و قالا أ ما سألتك عص افة الجوادتتتت‬ ‫قالا مارية أ أما سالحه تتتت‬ ‫قالا أ و ال سالحه ‪ ،‬افيه مما رأيته (هو )!‬ ‫قالا أ ر أيته قصير القامة عالمة قوة و االبه ‪ ،‬وافر الهامه عالمة عقل و إرادة ‪ ،‬أدعج العينيص تتت‬ ‫فضحكا أرمانوسة وقالا أ عالمة ماذا ؟تتت‬

‫‪10‬‬


‫تتتتتأبلج يشرق وجهه مأل فيه ألأل الذهب على ضوء ‪،‬أيدا ٌ اجتمعا فيه القوة حتى لتكأد عيناه‬ ‫تهأمرال بنظرهمها أمراً تتتت داهيهه متهب دههها على جبهتهه العريضههههههههة و و ملمها حهاولها أل‬ ‫أتفرس في وجهه رأيا وجهه ال يفسره اال تكرر النظر إليه تتتت‬ ‫و تضجرت وجنتاها‪ ،‬فكال ذلك حديثا ً بيص عيني أرمانوسه تتت‬ ‫وقالا هذه أ مذلك مل لذة ال يفسرها للنفس إال تكرارها تتت‬ ‫فقضههها مارية مص طرفها (‪ )1‬وقالا أ هو و هللا ما و اهههفا ‪ ،‬و إني ما مألت عيني منه و مدت أنكر أنه إنسهههال‬ ‫لما اعتراني مص هيبته تتت‬ ‫قالا أرمانوسه أ مص هيبته أم عينيه الدعجاءيص تتت؟‬ ‫٭٭٭‬ ‫ورجعا بنا المقوقس إلى أبيها في اههههحبة (قيس ) ‪ ،‬فلما مانوا في الطريق و جبا الظهر ‪ ،‬فنزل قيس يصههههلي‬ ‫بمص معه و الفتاتال تنتظرال و فلما اههاحوا أ (( هللا أمبر تتتتت!)) ارتعش قلب مارية ‪ ،‬و سههألا الراهب ( نههطا)أ‬ ‫ماذا يقولول ؟ قال أ إل هذه الكلمة يدخلول بها االتهم مأ نما يخاطبول بها المؤمص أنهم الساعة في و قا ليس منه‬ ‫و ال مص دنياهم ‪ ،‬و مأنهم يعلونول أنهم بيص يدي مص هو أمبر مص الوجود ومأنهم يمحول الدنيا مص النفس سهههاعة أو‬ ‫بع‬

‫ساعة و و خشعوا خشوع أعظم الفالسفة في تأملهم ؟‬

‫قالا مارية أ ما أجمل هذه الفطرة الفلسههفية ! لقد تعبا الكتب لتجعل أهل الدنيا يسههتقرول سههاعة سههكينة هللا عليهم‬ ‫فما أفلحا ‪ ،‬و جاءت الكنيسههة فهولا على المصههليص بالزخارف ت لتوحي إلى نفوسهههم ضههربا ً مص الشههعور بسههكينة‬ ‫الجمال و تقديس المعنى الديني ‪ ،‬و هي بذلك تحتال في نقلهم مص جوهم إلى جوها و فكانا مسههههههاقي الخمر و و إل‬ ‫لم يعطيك الخمر عجز عص إعطائك النشههوة(‪ )2‬ت و مص ذا الذي يسههتطيع أل يحمل معه منيسههة على جواد أو حمار‬ ‫؟‬ ‫قالا أرمانوسهههة أ نعم إل الكنيسهههة هي حديقة في مكانها ‪ ،‬فالكنيسهههة هي الجدرال الريعة ‪ ،‬أما هؤالء فمعبدهم بيص‬ ‫جهات األرض األربعت‬

‫‪11‬‬


‫قال الراهب نههههطا أ و لكص هؤالء المسههههلميص متى فتحا عليهم الدنيا فسههههتكول هذه الصههههالة‬ ‫بعينها ليس فيها االة يومئذ ت‬ ‫قالا مارية أ و هل تفتم عليهم الدنيا ‪ ،‬و هل لهم قواد مثيرول معمرو تتت؟‬ ‫قال أ ميف ال تفتم الدنيا على قوم ال يحاربول األمم بل يحاربول ما فيها مص الظلم و الكفر و الرذيلة ت‬ ‫قلا مارية أ و هللا لكأننا ثالثتنا على ديص عمرو تتتت‬ ‫٭٭٭‬ ‫و انفتل (‪ )3‬قيس مص ال صالة ‪ ،‬فلما حاذى مارية مال عندها مأنما سافر و رجع و ومانا ما تزال في أحالم قلبها‬ ‫و و مانا مص الحلم في عالم أخذ يتالنى إال مص عمرو و ما يتصل بعمرو تت‬ ‫قالا مارية للراعب نطا أ سله أ ما أربهم (‪ )4‬مص هذه الحرب ‪،‬و هل في سياستهم أل يكول القائد الذي يفتم بلداً‬ ‫حامما ً عل هذه البلد تتت؟‬ ‫قال قيس أ حسههههبك أل تعلمي أل الرجل المسههههلم ليس إال رجال ً عامال ً في تحقيق ملم هللا ‪ ،‬أما حه نفسههههة فهو في‬ ‫غير هذه الدنيا ت‬ ‫و ترجم الراهب مالمه هذا هكذا أ أما الفاتم فه و في األمثر الحامم المقيم ‪ ،‬و أما الحرب فهي عندنا الفكرة و أما‬ ‫المصلحة فتريد أل تضرب في األرض و تعمل ‪ ،‬و ليس حه النفس نيئا ً يكول في مص الدنيا و و بهذا تكول النفس‬ ‫أمبر مص غرائزها ت و لو مال في عقيدتنا أل ثواب أعمالنا في الدنيا ‪ ،‬لنعكس األمر ت‬ ‫و فتحا مصهههههر اهههههلحا ً بيص عمرو و القبط ‪ ،‬وولى الروم مصهههههعديص إلى اإلسهههههكندرية ‪ ،‬و مانا مارية في ذلك‬ ‫تسهههتقرخ أخبار الفاتم تطوف منها على أطالل ر مص نهههخص بعيد و مال عمرو مص نفسهههها مالمملكة الحصهههينة مص‬ ‫فاتم ال يملك إال حبه أل يأخذها و‬ ‫و جعلا تذوي و نهههههههحب لونها و بدأت تنظر نظرة التائه ة ‪ ،‬وحاطها اليأس بجوه الذي يحرق الدم و و بدت‬ ‫مجروحة المعاني إذ مال في نفسهههها الشهههعورال العدوال أ نهههعور أنها عانهههقة ‪ ،‬و نهههعور أنها يائسهههة ! ورقا لها‬ ‫أرمانو سة ‪ ،‬ف سهرتا ليلة تديرال الرأي في ر سالة تحملها مارية مص قلبها إلى عمرو مي ت صل إليه ‪ ،‬فإذا و الا‬

‫‪12‬‬


‫بلغا بعينها رسههالة نفسههها تتت فلما أاههبحتا و قع إليها أل عمرً قد سههار إلى اإلسههكندرية لقتال‬ ‫الروم ‪ ،‬و نههههاع األمر أنه أمر بفسههههاطاطه (‪)1‬أل يقوض (‪ )2‬أاههههابوا يمامة قد باضهههها في‬ ‫أعاله ‪ ،‬فأخبروه فقالأ (( قد ترحما في جوارنا ‪ ،‬أقروا الفسهههههههطاط حتى تطير فرخها ))ت‬ ‫فأقروه!‬ ‫٭٭٭‬ ‫و لم يم‬

‫غير طويل حتى قضيا مارية نحبها ‪ ،‬و حفظا عنها أرمانوسة هذا الشعر الذي أسمته أ نشيد اليمامة ت‬

‫‪13‬‬


‫اجتالء العيد‬ ‫جاء يوم العيد ‪ ،‬يوم الخروج مص الزمص إلى الزمص وحدة ال يستمر أمثر مص يوم ت‬ ‫زمص قصهههههير ظريف ضهههههاحك ‪ ،‬تفرضهههههه األديال على الناس ‪ ،‬ليكول لهم بيص الحيص و الحيص يوم طبيعي في هذه‬ ‫الحياة التي انتقلا عص طبيعتها ت‬ ‫يوم الثياب الجديدة ‪ ،‬يوم الزينة التي ال يراد منها إال إظهار أثرها على النفس ليكول الناس جميعا ً في يوم حب ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫يوم العيد و يوم تقدم فيه الحلوى إلى مل فم‬ ‫يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء و التهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياةت‬ ‫٭٭٭‬

‫و تأملا األطفال ‪،‬و أثر العيد على نفوسهههم التي وسههعا مص البشههانههة فوق ملئها و فإذا لسههال حلهم يقول للكبار أ‬ ‫أيتها البهائم ‪ ،‬إخلعي أرسانك (‪ )3‬ولو يوما ً تتتتت‬ ‫أيها الناس انطلقوا انطالق األطفال يوجدول حقيقتهم البريئة الضههههاحكة ‪ ،‬يثيرول السههههخط بالضههههجيج و الحرمة ‪،‬‬ ‫فيكونول مع الناس على خالف ‪ ،‬ألنهم على وفاق مع الطبيعة ت‬ ‫و تحتدم بينهم المعاك و لكص ال تتحطم فيها إال اللعب تتت‬ ‫أما الكبار فيصنعول المدفع الضخم مص الحديد ‪ ،‬لجسم الليص مص العظم ت‬ ‫٭٭٭‬

‫‪14‬‬


‫ال يفر أطفال الدار مفرحهم بطفل يولد و فهم يسهههتقبلونه مأنه محتاج إلى عقولهم الصهههغيرة‬ ‫ت‬ ‫و يمألهم الشعور بالفر الحقيقي الكامص في سر الخلق لقربهم مص هذا السر ت‬ ‫فيا أسفا علينا نحص الكبار ما ابعدنا عص سر الخلق بآثام العمر !‬ ‫و ما ابعدنا عص سر العالم ‪ ،‬بهذه الشهوات الكافرة التي ال تؤمص إال بالمادة !‬

‫‪15‬‬


‫المعنى السياسي في العيد‬ ‫ما أنهههههد حاجتنا نجص المسهههههلميص إلى أل نفهم أعيادنا فهما ً جديداً ‪ ،‬نتلقها به و نأخذها مص ناحيته ‪ ،‬ال مما تج اآلل‬ ‫مالحة عاطلة ممسوحة مص المعنى ‪ ،‬أمبر عملها تجديد الثياب ‪ ،‬و تحديد الفراغ ‪ ،‬و زيادة ابتسامة النفاق تتت‬ ‫فالعيد إنما هوا معنى الذي يكول في اليوم ال اليوم نفسة ‪ ،‬و مال العيد في اإلسالم هو عيد الفكرة العابدة ‪ ،‬و مانا‬ ‫عبادة الفكرة جمعها األمة في إرادة واحدة ت مال العيد إثبات األمة وجودها الروحاني في أجمل معانيه ت فعاد يوم‬ ‫استراحة الضعف مص ذله و و مال يوم المبدأت فرجع يوم المادة !‬ ‫٭٭٭‬ ‫ليس العيد إال إنعار هذه األمة بأل فيها قوة التغيير األيام‬ ‫ليس العيد إال إبراز الكتلة االجتماعية لألمة متميزة بطابعها الشهههعبي ‪،‬مفصهههولة مص األجانب البسهههة عمل أيديها ‪،‬‬ ‫معلنة بعيديها استقالليص في وجودها و اناعتها ‪،‬فكأل العيد يوم يفر الشعب مله بخصائصه ت‬ ‫و ليس العيد إال تعليم األمة ميف توجه بقوتها حرمة الزمص إلى معنى واحد ملما نههههاءت و فتجعل للوطص عيداً ‪،‬و‬ ‫توجد لعلم عيدة ‪ ،‬و تبتدع للفص مجالي زينته ‪ ،‬و بالجملة تنش ه لنفسههها أياما ً تعمل عمل القواد العسههكرييص في قيادة‬ ‫الشهههعب ‪،‬يقوده م ل يوم منها إلى معنى مص معاني النصهههر هذه المعاني السهههياسهههية القوية هي التي مص أجلها فرض‬ ‫العيد ميراثا ً دهريا ً في اإلسالم ‪ ،‬ليستخرج أهل مل زمص معاني زمنهم ت‬ ‫وما أحسههب الجمعة فرضهها على المسههلميص عيداً أسههبوعيا ً يشههترط فيه الخطيب و المنبر و المسههجد و الجامع ‪،‬أال‬ ‫ليا ا لمنابر اإلسالمية ال يخطب عليها إال رجال فيهم رو المدافع ‪ ،‬ال رجال في أيديهم سوف مص خشب تتتت‬ ‫٭٭٭‬

‫‪16‬‬


‫الربيع‬ ‫خرجا أنهد الطبيعة ميف تصبم مالمعشوق الجميل ‪ ،‬ال يقدم لعانقه إال أسباب حبه !‬ ‫و ميف تكول مالحبيب ‪،‬يزيد في الجسم حاسة لمس المعاني الجميلة !‬ ‫أال مم السنيص و أالفها قد مضا منذ خرج أدم مص الجنة !‬ ‫ومع ذلك فالتاريخ يعيد نفسه في القلب و ال يحزل هذا القلب إال نعر مأنه طرد مص الجنة لساعته ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫يقف الشاعر بإزاء جمال الطبيعة ‪ ،‬فال يملك إال أل يتدفق و يهتز و يطرب ت‬ ‫و بهذا تقف الطبيعة محتفلة أمام الشاعر ‪ ،‬موقوف المرأة الحسناء أمام المصور ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫الحا لي األزهار مأنها ألفاظ حب رقيقة مغشاة باستعارات و مجازات ت‬ ‫و النسيم حولها مثوب الحسناء على الحسناءت‬ ‫ومل زهرة ابتسامة ‪ ،‬تحتها معاني القلب المعقدة ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫في الربيع تظهر ألوال األرض على األرض ‪ ،‬و تظهر ألوال النفس على النفس‬ ‫و يطغى فيضال الجمال مأنما يراد مص الربيع تجربة منظر مص مناظر الجنة في األرضت‬ ‫٭٭٭‬

‫‪17‬‬


‫و ينظر الشباب فتظهر له األرض نابة ت‬ ‫و يشعر أنه موجود في معاني الذات أمثر مما هو موجود في معاني العالم ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫ما أعجب سر الحياة ! مل نجرة في الربيع جمال هندسي مستقل ت‬ ‫ومها قطعا منها و غيرت مص نكلها أبرزتها الحياة في جمال هندسي جديد‬ ‫الحياة الحياة ت إذ أل لم تفسدها جاءتك دائما ً هدياها ت‬

‫‪18‬‬


‫عرش الورد‬ ‫مانا جلوة العروس مأنها تصنيف مص حلم ‪ ،‬توافا علية أخيلة السعادة فأبدعا ابدعها فيه ت‬ ‫خرج الحلم السهههههعيد مص تحا النوم إلى اليقظة ‪ ،‬و برز الخيال إلى العيص ‪ ،‬و المكال و ما فيه ‪ ،‬و زل على وزل ‪،‬‬ ‫و نغم في نغم ‪ ،‬و سحر في سحر ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫و رأيا مأنما سهههههحرت قطعة مص سهههههماء الليل ‪ ،‬فيها دارة لقمر و فيها نثرة النجوم الزهر ‪ ،‬فحلا في الدار و في‬ ‫حسص مل منهص مادة فجر طالع ‪ ،‬فكص نساء الجلوة و عروسها ت‬ ‫ورأيا مأنما سحر الربيع ‪ ،‬فاجتمع في عرش أخضر ‪ ،‬و قد راع بالورد األحمر ‪ ،‬و أقيم في ادر البهو ليكول‬ ‫منصة للعروس ‪ ،‬و قامص في أرض العرش تحا أقدام العروسيص‬ ‫وعقد فوق هذا العرش تاج مبير مص الورد النادر ‪ ،‬مأنما نزع عص مفرق ملك الزمص الربيعي ت‬ ‫و نص على العرش مرسيال يتوهج لول الذهب فوقهما ‪ ،‬و يكسوهما طراز أخضر تلمع نضارته بشراً ‪ ،‬و تدلا‬ ‫على العرش قالئد المصابيم ‪ ،‬مأنما لؤلؤ تخلق في السماء ال في البحرت‬ ‫و أتى العروسههال إلى عرش الورد ‪ ،‬فجلسهها جلسههة مومبيص حدودهما النور و الصههفاء و و أقبلا العذارى يتخطرل‬ ‫في الحرير األبي‬

‫مأنه نور الصههههههبم ‪ ،‬ثم و قفص حافات حول العرش ‪ ،‬حامالت في أيديهص طاقات مص الزنبق ‪،‬‬

‫و مأنما يحملص في أيديهص مص هذا لزنبق معاني قلوبهص الطاهرة ت‬ ‫مال وجودها على العرش دعوة للمالئكة أل تحضر الزفاف و تبارمه ت‬

‫‪19‬‬


‫٭٭٭‬ ‫و إل يوم معرش الورد ال يكول مص أربع و عشريص ساعة ‪ ،‬بل مص أربعة و عشريص فرحا ً‬

‫٭٭٭‬

‫مال الشباب في مومب نصره ‪،‬و مانا الحياة في الم مع القلوب ‪ ،‬و مل ذلك سحر عرش الورد ت‬ ‫يا نسههمات الليل الصههافية اههفاء الخير ’ أسههأل هللا أل تنبع هذه الحياة المقبلة في جمالها و أثرها و برمتها مص مثل‬ ‫الورد المهج و العطر المنعش ‪ ،‬و الضوء المحي ‪ ،‬فإل هذه العروس التي تعتلي عرش الورد أ‬ ‫هي ابنتي تتتت‬

‫‪20‬‬


‫أيها البحر !‬ ‫إذا احتدم الصيف (‪ ،)1‬جعلا أنا أيها البحر للزمص فصالً جديداً يسمى (( الربيع المائي ))ت‬ ‫و يوحي لونك األزرق إلى النفوس ما مال يوحيه لول الربيع األخضر ‪ ،‬إال أنه أرق و ألطف ت‬ ‫و يرى ال شعراء في ساحلك مثل ما يرول في أرض الربيع ‪ ،‬أنوثة ظاهرة ‪ ،‬ويحس الع شاق عندك ما يح سونه في‬ ‫الربيع أ الهواء يتأوه تتتت‬ ‫٭٭٭‬ ‫في(( الربيع المائي )) ‪ ،‬يجلس المرء ‪ ،‬و مأنه جالس في سحابة ال في األرض و يشعر مأنه البس ثيابا ً مص الظل‬ ‫ال مص القماش و و يجد الهواء قد تنزه عص أل يكول هواء التراب ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫و للشمس هنا معنى جديد ليس لها هناك في ((دنيا الرزق ))‬ ‫تشرق الشمس هنا على الجسم و أما هناك فكأنما تطلع و تغرب على األعمال التي يعمل الجس ُم فيها ت‬ ‫تطلع على ديوال الموظف ال الموظف ‪ ،‬و على حانوت التاجر ال التاجر ‪ ،‬و على مصنع العامل‬ ‫و مدرسة التلميذ ‪ ،‬ودار المرأة ت‬

‫‪21‬‬


‫و ((للربيع المائي )) طيوره المغردة و فرانه المتنقل ت‬ ‫و األطفال يلعبول و يصرخول و يضجول مأنما اتسعا لهم الحياة و الدنيا ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫أيها البحر‪ ،‬قد مالئتك قوة هللا لثبا فراع األرض ألهل األرض ت‬ ‫ليس فيك ممالك و ال حدود ‪ ،‬و ليس عليك سلطال لهذا اإلنسال المغرور ت‬ ‫و تجيش بالناس و بالسفص العظيمة ‪ ،‬مأنك تحمل مص هؤالء و هؤالء قشا ً ترمي به ت‬ ‫يا سحر الخوف ‪ ،‬أنا أنا في اللجة مما أنا أنا في جهنم ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫أال ما أنبه اإلنسال في الحياة بالسفيص في أمواج هذا البحر !‬ ‫فال يعتبص اإلنسال على للدنيا و أحكامها ‪ ،‬و لكص فليجتهد أل يحكم نفسه ت‬ ‫٭٭٭‬

‫‪22‬‬


‫في الربيع األزرق‬ ‫خواطر مرسلة‬ ‫ما أجمل األرض على حانية األزرقيص البحر و السماء و يكاد الجالس هنا يظص نفسة مرسوما ً في اورة إلهية ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫نظرت إلى هذا البحر العظيم بعيني طفل يتخيل أل البحر قد مل باألمس ‪ ،‬و أل السههههماء مانا إناء له ‪ ،‬فانكفأ(‪)1‬‬ ‫اإلناء فاندفق البحر ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫تبدو لك السماء على البحر أعظم مما هي ‪ ،‬مما لو منا تنظر إليها مص سماء أخرى ال مص األرض ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫إذا أنا سهههههافرت فجئا إلى البحر‪ ،‬أو نزلا بالصهههههحراء ‪ ،‬أو حللا بالجبل ‪ ،‬نهههههعرت أول وهلة (‪)2‬مص دهشهههههة‬ ‫السرور بما منا أنعر بمثله لو أل الجبل أو الصحراء أو البحر قد سافرت هي وجاءت إلي ت‬ ‫٭٭٭‬ ‫في جمال النفس يكول مل نههيء جميالً ‪ ،‬إذ تلقى النفس عليه مص ألوانها ‪ ،‬فتنقلب الدار الصههغيرة قصههراً ألنها في‬ ‫سعة النفس ال في مساحتها هي ‪ ،‬و يبدو الفجر بألوانه و أنواره و نسماته مأنه جنة سابحة في الهواء ت‬ ‫في جمال النفس ترى الجمل ضرورة مص ضرورات الخليقة و مأل هللا أمر للعالم أال يعبس للقلب المبتسم ت‬ ‫٭٭٭‬

‫‪23‬‬


‫أيام المصيف هي األيام التي ينطلق فيها اإلنسال الطبيعي المحبوس في اإلنسال و فيرتد إلى‬ ‫دهره األول ‪ ،‬دهر الغابات و البحار و الجبال ت‬

‫٭٭٭‬ ‫تقوم دنيا الرزق بما تحتاجه الحياة ‪ ،‬أما دنيا المصيف فقائمة بما تلذهُ الحياة‬ ‫٭٭٭‬ ‫تعمل أيام المصيف بعد انقضائها عمالً مبيراً ‪ ،‬هو إدخال بع‬

‫الشعر في حقاق الحياة ت‬

‫٭٭٭‬ ‫هذه السههماء فوقنا في مل مكال ‪ ،‬غير أل العجيب أل أمثر الناس يرحلول إلى المصههايف ليروا أنههياء منها السههماء‬ ‫تتتتت‬ ‫٭٭٭‬ ‫ما أاهههههدق ما قالوه أ إل المرئي في الرائي ت مرضههههها مدة في المصهههههيف ‪ ،‬فانقلبا الطبيعة العروس التي مانا‬ ‫تتزيص مل يوم إلى طبيعة ر عجوز تذهب مل يوم إلى الطبيب تتت‬

‫‪24‬‬


‫حديث قِطّين‬ ‫جاء في امتحال نهادة إتمام الدراسة االبتدائية لهذا العام (‪)1934‬في موضوع اإلنشاءأ‬ ‫(تقابل قطّال أحدهما سههههههميص تبدو عليه آثار النعمة و اآلخر نحيف يدلّ منظره على سههههههوء حاله وفماذا يقوالل اذا‬ ‫ح ّدث مل منهما ااحبه عص معيشته؟)ت‬ ‫فحار التالميذ الصّ غار فيما يضعول على لسال القطّيصت‬ ‫قال تلميذ خبيثأ و أنا لم أمص هرا بل منا إنسهههههههانا ‪،‬ولكص الموضهههههههوع حديث قطيص ‪ ،‬والحكم في مثل هذه ألهله‬ ‫القائميص به‪ ،‬ال المكلفيص له‪،‬فوالذي خلق السنانير والتالميذ و الممتحنيص والمصححيص جميعا_ ما يزيد الهرّ ال على‬ ‫(نو ‪،‬و ناو)‪ ،‬وال يكول القول بينهما إال مص هذات‬ ‫***‬ ‫إل مثل هذا يشبه تكليف التالميذ خلق هرّتيص ال الحديث عنهمات‬ ‫مال في القديم في امتحال مثل هذا ال ينجم اال واحد مص االالف‪،‬وفي قصة نبينا سليمال مال الممتحص هللا عز وجل‬ ‫والموضوع حديث النملة مع النمل وو الناجم سليمال‪-‬عليه السّالم‪-‬ت‬

‫‪25‬‬


‫بين خروفين‬ ‫(اجتمع ليلة األضحى خروفال مص أضاحي العيد ‪،‬فتكلّما ‪،‬فماذا يقوالل؟)ت‬ ‫أحدهما مبش سميص يحمل قرنيص عظيميص ‪ ،‬وتراه أبدا مصعّرا خده مأنه أمير مص األبطالت‬ ‫وأما اآلخر فهو جذع في رأس سنته األولى‪،‬فاألول أضحية وهذا أمولةت‬ ‫***‬ ‫ثم أل الكبش نظر فرأى الصغيرقد أخذته عينه واستثقل نومه‪ ،‬فقالأ هنيئا لمص فيه سرّ األيام الممدودةت‬ ‫فهذا الصغير ينام مل عينيه‪ ،‬مأنما هو في زمنيص أحدهما في نفسه فبه ينام‪ ،‬ويلهو‪ ،‬ويسخر مص الزمص اآلخر وما‬ ‫يجلبهت‬ ‫ّ‬ ‫إل األلم هو ف هم األلم ال غيرتفما أقبم علم العقل إل لم يكص معه جهل النفس به و إنكارها إيّاهتالرو التعلم نهههههههيئا‬ ‫اسهههمه الموت وال نهههيئا اسهههمه الوجع و وإنما تعرف حظها مص اليقيص ‪ ،‬وهدوءها بهذا الحه ‪ ،‬واسهههتقرارها مؤمنه‬ ‫ماداما هادئة مستيقنةت‬

‫‪26‬‬


‫الطفولتان‬ ‫(عصهههههههما)ابص فالل بانههههههها طفل مترف يكاد ينعصهههههههر لينا‪ ،‬وتراه يرف رفيفا مما نشهههههههأ في ظالل ّ‬ ‫العز‪ ،‬وأبوه‬ ‫(فالل) مدير لمديريّة مذات‬ ‫في رأي عصما أل أباه في علو منزلته مأنه في جنا النسر الطائر في مسبحه إلى النجمت‬ ‫فخرج في يوم بدول جنديه الى الطرقات ليغامر في هذه الطبيعه ‪ ،‬وانتهى به األمر الى مجموعة اطفال يتحدثول‬ ‫فجلس يسمع حديثهمت‬ ‫وأحسّ أل في هذذه الطبيعة ينطلق أطفال على سههجيتهم وسههجيتها_ وإنما هي مدرسههة ال جدرال لها‪ ،‬فتهدي الطفل‬ ‫ليبدع في نفسه ال أل ينتظر مص يبدع لهت‬ ‫***‬ ‫أنتم أيها الفقراء‪،‬حسهههبكم البطولة‪ ،‬فليس غني بطل الحرب في المال والنعيم‪،‬ولكص بالجرا والمشهههقات في جسهههمه‬ ‫وتاريخهت‬

‫‪27‬‬


‫أحالم في الشارع‬ ‫جواا رخاميا في برده واالبتهت‬ ‫على عتبة البنك نام الغالم واخته يفترنال الرخام البارد‪ ،‬ويلتحفال ّ‬ ‫وقد انسكب نور القمر عليها وحدها‪ ،‬إذ عرف أل في وجهها مل همها وهم أخيهات‬ ‫مص أجل أنها أنثى قد خلقا لتلد‪ -‬خلق لها قلب يحمل الهموم ويلدها ويربيهات‬ ‫تحا يد األخا الممدودة ينام هذا الطفل المسكيص ‪ ،‬ومص نعوره بهذه اليد خف ثقل الدنيا على قلبهت‬ ‫قال الطفل ألخته أهلمي فلنذهب لباب السيما فنرى األوالد الذيص لهم أب و أمت‬ ‫أنظري هؤالء يرى عليهم أثر الغنى ‪،‬إنهم يلبسهههههههول لحما عل ى عظامهم ‪،‬أما نحص فنلبس جلدا مجلد الحذاءوإنهم‬ ‫أوالد أهليهم وأما نحص فأوالد األرض وهم أطفال‪ ،‬ونحص حطب إنساني يابست‬ ‫هؤالء األطفال يتضورول نهوة ملما أملو ليعودو فيأملو!‬ ‫مل نيء أراه ال أراه إال على الغلط‪ ،‬مأل الدنيا منقلببة‪،‬وماقط رأيا األمور في بالدنا جارية على مجاريهاوفهؤالء‬ ‫الحكام ال ينبغي إال أل يكونو مص أوالد االحي الفقراء ‪ ،‬ليحكمو بقانول الفقر والرحمة ‪،‬ال بقانول الغنى والقسوةت‬ ‫إل للحكم لحما ودما هم لحم ودم الحامم ودمه فإل مال البا خشنا فيه رو األرض ورو السماء فذاك‪ ،‬وإال قتل‬ ‫الليص والترف الحُكم والحامم جميعات‬

‫‪28‬‬


‫أحالم في قصر‬ ‫مال فالل بص االمير فالل يتنبل في نفسه ممص يضع القوانيص الممص يخضع لهات‬ ‫مال ابوه مص االمراء الذيص ولدو في دمهم نهههعاع السهههيف ‪،‬وبريق التاج‪ ،‬وعز القهر والغلبةو ولكص زمص الحصهههار‬ ‫ضرب عليه‪،‬وأفضا الدولة لغيرهت‬ ‫وانتقل األمير البخيل لرحمة هللا وترك المال وأخذ معه األرقام يحاسب عليها‪ ،‬فورثه ابنه وأمرّ يده على ذلك المال‬ ‫يسرفهت‬ ‫أما الشيطال فكال له عمل خاا في خدمة هذا الشابّ ت‬ ‫وياليا مص يدري بعد هذا!أغدا ابص األمير على المسهجد وأقبل على الفقراء يحسهص إليهم ‪ ،‬أم غدا الى اهحبته التي‬ ‫امتنعا عليه فابتاع لها الحلية بعشرة آالف دينار؟‬

‫‪29‬‬


‫بنت الباشا‬ ‫وضهههههههاحة الوجه‪ ،‬زهراء اللول مالقمر الطالع‪ ،‬تحسهههههههبها لجمالها غذتها المالئكة بنور النهار‪،‬‬ ‫مانا هذه المرأة ّ‬ ‫وروتها مص ضوء الكوامب‪ ،‬باسمة أبدا ما يتألأل الفجرت‬ ‫ّ‬ ‫ما لها جلسهها اآلل تحا الليل مطرقة ماسههفة ذابلة‪ ،‬ما لهذه العيص الكحيلة تذري الدمع وتسههترسههل في البكاء‪ ،‬مأل‬ ‫الغادة المسههكينة تبصههر بيص الدموع طريقا تفضههي منه نفسههها إلى الحبيب الذي لم يعد في الدنياو إلى وحيدها الذي‬ ‫أاهههههههبحا تراه وال تلمسهههههههه‪ ،‬وتكلمه وال يرد عليهاو إلى طفلها الناعم الظريف الذي انتقل إلى القبر ولص يرجع‪،‬‬ ‫وتتخيله أبدا يصيم في القبر يناديهاأ يا أمي يا أميت‬ ‫***‬ ‫هي فالنة بنا فالل بانا‪ ،‬وزوجة فالل بك‪ ،‬ترادفا النعم على أبيها فيما يطلب وما ال يطلبتتت‬ ‫وقد تقدم إلى خطبتها ناب مهذب‪ ،‬يملك مص نفسه الشباب والهمة والعلم‪ ،‬ومص أخالقه ما يكاثر به الرجال ويفاخر‪،‬‬ ‫بيد أنه ال يملك مص عيشه إال الكفاف والقلةت‬ ‫نسي الشاب أنه "أفندي" سيتقدم إلى " بانا" وأعماه الحب عص الفرق بينهما‪ ،‬وتقدم "األفندي" يتودد إلى "البانا"‬ ‫ما اسهههتطاع‪ ،‬ويتواضهههع وينكمش‪ ،‬وال يألوه تمجيدا وتعظيماو ولكص أيص هو مص الحقيقة؟ إنه لم يكص عند البانههها إال‬ ‫أحمقتتت‬ ‫***‬ ‫ثم جاء "ال بك" يخطب الفتاة نههرف وقدر وثاء اجتماعي‪ ،‬وأنعم له البانهها‪ ،‬وواههل يده بيد ابنته‪ ،‬وأعلمها أبوها أنه‬ ‫قد فحص عص البك فإذا هو "بك" قوة مائتي فدال‪ ،‬أما األفندي فظهر مص الفحص الهندسي االجتماعي أنه "أفندي"‬ ‫قوة خمسة عشر جنيها في الشهرت‬ ‫***‬

‫‪30‬‬


‫واههار عندها ولد ومات الطفلو ولجّ الحزل ببنا البانهها فجعلا ال ترى إال القبر‪ ،‬وال تتمنى‬ ‫إال القبر‪ ،‬تلحق فيها بولدهات‬ ‫***‬ ‫ومال وراء قصهههههههرها رجل "ز بّال" له ثالثة أوالد‪ ،‬يراهم أعظم مفاخره وأجمل آثاره‪ ،‬وال يزال يرفع اهههههههوته‬ ‫متمدحا بهمتتت‬ ‫يا ليل‪ ،‬يا ليل‪ ،‬يا ليل‬

‫ما تنجلي يا ليل‬

‫القلب أهو راضي‬

‫لك حمدي ياربي‬

‫مص الهموم فاضي‬

‫إفر لي يا قلبي‬

‫وامتر مص السلطال‬

‫فرحال أنا بابني‬

‫بيص السيوف يا ناس‬

‫لم انكسر سيفي‬

‫وابص الغني محتاس‬

‫وأنا على ميفي‬

‫ف هموم‬ ‫وابص الغني ِ‬

‫والخالي خالي البال‬

‫والفقر ما بيدوم‬

‫وتدوم هموم المال‬

‫يا ليل‪ ،‬يا ليل‪ ،‬يا ليل‬

‫ما تنجلي يا ليل‬

‫***‬

‫‪31‬‬


‫ورقة ورد‬ ‫« رسالة متبها عانق إلى اديق له يصف مص أمره وأمر ااحبته«‬ ‫يص بمعنى واحد أحياناو فيسهههههههرها مرة أل‬ ‫تتت مانا لها نفس نهههههههاعرة‪ ،‬مص هذه النفوس العجيبة التي تأخ ُذ الضههههههه َّد ِ‬ ‫تحزنها‪ ،‬ويحزنها مرة أل تسرهات‬ ‫ولها نعور دقيق يجعلها أحيانا مص بالغة حسها وإرهافه مأل فيها أمثر مص عقلها‪ ،‬وفي بع‬

‫األحيال مص دقة هذا‬

‫الحس مأنها بغير عقل تتت‬ ‫ومنا أراها مرحة مسههههتطارة حتى َألحسههههبها تود أل يخرج الكول مص قوانينه ويطيشتتتو ثم أراهابعد متضههههورة‬ ‫مهمومة تحزل وتتشاءم‪ ،‬ومانا على مل أحوالها المتنافرة جميلة ظريفة يُميه ُز روحها بشخصيتها الفاتنة مما تتميز‬ ‫هي بوجهها الفاتصت‬ ‫***‬ ‫لقد أيقنا أل الغرام إنما هو جنول نهههخصهههية المحب بشهههخصهههية محبوبه‪ ،‬فيسهههقط العالم وأحكامه ومذاهبه مما بيص‬ ‫الشخصيتيص‪ ،‬ويصبم هذا الكول العظيم مأنه إطار في عيص مجنول ال يحمل نيئا إال الصورة التي ج ُّص بها!‬ ‫***‬ ‫َّ‬ ‫ولكص أسهههههرار فتن ِتها اسهههههتمرَّت تتع َّد ُد فتدفعني أل يكول‬ ‫أحببتها جه َد الهوى حتى ال مزيد فيه وال مطمع في مزيد‪،‬‬ ‫حبي أند مص هذاو وال أعرف ميف يمكص في الحب أند مص هذا؟‬ ‫***‬ ‫ولما رأيتها أول مرة‪ ،‬ولمسني الحب لمسة ساحر‪ ،‬جل سا إليها أتأملها وأحتسي مص جمالها ذلك الضياء المسكر‪،‬‬ ‫الذي تُعرب ُد له الرو عَرب َدةً ملها وقار ظاهرتتت‬

‫‪32‬‬


‫ُ‬ ‫ومنا أُلقَّى خواطر مثيرة‪ ،‬جعلا مل نهههيء منها ومما حولها يتكلم في نفسهههي‪ ،‬مأل الحياة قد‬ ‫فاضههههها وازدحما في ذلك الموضهههههع تجلس فيه‪ ،‬فما نهههههيء يمر به إال مسهههههته فجعلته حيا‬ ‫يرتعش‪ ،‬حتى الكلماتت‬ ‫ونه ُ‬ ‫هعرت أول ما نههعرت ُ َّ‬ ‫أل الهواء الذي تتنفس فيه يرق رقة نسههيم السههحر‪ ،‬مأنما انخدع فيها فحسههب وجهها نور‬ ‫الفجر!‬ ‫ُ‬ ‫ورأيا هذا الحُسصَ الفاتص يشعرني بأنه فوق الحسص‪ ،‬ألنه فيها هيو وأنه فوق الجمال والنضرة والحياةت‬ ‫والتمسا في محاسنها عيبا‪ ،‬فبعد الجهد ُ‬ ‫ُ‬ ‫قلا مع الشاعرأ‬ ‫البدر طالعاتتت!*‬ ‫*إذا عبتها نبهتها‬ ‫َ‬

‫‪33‬‬


‫س ُم ُّو الحب‬ ‫ُ‬ ‫اا المنادي في موسم الحجأ "ال يفتي الناس إال عطاء بص أبي ربا " وهو مفتي مكة وإمامها وعال ِمهات‬ ‫قال عبد الرحمص بص عبدهللا أبي عمارأ ومال مجلسههه في قصههة يوسههف‪ -‬عليه السههالم‪ ،‬ووافقته وهو يتكلم في تأويل‬ ‫قوله تعالى ﴿ وراودته التي هو في بيتها عص نفسهههههه وغلقا األبواب وقالا هيا لك قال معاذ هللا إنه ربي أحسهههههص‬ ‫مثواي إنه ال يفلم الظالمول * ولقد ه َّما به وه َّم بها لوال أل رأى برهال ربه مذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء‬ ‫﴾ت‬ ‫ُ‬ ‫فسمعا مالما قدسيا وحفظا منه قولهأ‬ ‫عجبا للحب! هذه ملكة تعشههههق فتاها الذي ابتاعه زوجها بثمص بخسو ولكص أيص ُمل ُكها وسههههطوة ُمل ِكها في تصههههوير‬ ‫اآلية الكريمة؟ لم تزد اآلية على أل قالاأ [ وراودته التي] و "التي" هذه ملمة تدل عل مل امرأة مائنة مص مانا‪،‬‬ ‫فلم يبق على الحب ُمل ٌ‬ ‫ك وال منزلة!‬ ‫وأعجب مص هذه ملمة "راودته" تشير أل هذه المرأة جعلا تعترض يوسف بألوال مص أنوثتها لول بعد لولت‬ ‫ثم قال "عص نفسههه" مأل اآلية مصههرحة في أدب سههام مل السههمو منزه غاية التنزيه بما معناه « إل المرأة بذلا مل‬ ‫ما تستطيع في إغرائه وتصبينه »ت‬ ‫ثم قال "وغلَّقا األبواب" ولم يقل " أغلقا" وهذا يشههعر أنها لما يئسهها ورأت منه محاولة االنصههراف‪ ،‬أسههرعا‬ ‫مهتاجة تتخيل القفل الواحد أقفاال عدة‪ ،‬وتجري مص باب إلى باب‪ ،‬مأنما تحاول س َّد األبواب ال إغالقها فقطت‬ ‫" وقالا هيا لك" ومعناها في هذا الموقف أل اليأس قد دفع بهذه المرأة إلى آخر حدوده‪ ،‬فانتها إلى حالة مص‬ ‫الجنول بفكرتها الشهوانيةت‬ ‫وهنا يعود األدب اإللهي السهههههههامي إلى تعبيره المعجز فيقول "ولقد هما به" مأنما يوم بهذه العبارة إلى أنها‬ ‫تراما عليه وتعلقا بهت‬

‫‪34‬‬


‫جاءت العانهههقة في قضهههيتها ببرهال الشهههيطال يقذف به في آخر محاولتهت وهنا يقع ليوسهههف‬ ‫عليه السالم برها ل ربه ت فلوال برهال ربه لكال رجال مص البشر في ضعفه الطبيعيت‬ ‫قال أبو محمد ههنا ههنا المعجزة الكبرى‪ ،‬ألل اآلية الكريمة تريد أال تنفي عص يوسهههههف عليه‬ ‫السالم فحولة الرجولة‪ ،‬حتى ال يظص بهت‬ ‫وهذا البرهال يؤَ هولهُ مل إنسهال بما نهاء‪ ،‬فإذا مثل الرجل لنفسهه في تلك السهاعة أنه هو وهذه المرأة منتصهبال أمام‬ ‫هللا يراهما‪ ،‬وإذا تذمر أنه سههههيموت ويقبر‪ ،‬وفي موقفه يوم يشهههههد عليه أعضههههاؤه بما مال يعمل ‪ ،‬أو فكر في الذي‬ ‫يقتر فه مرج عه عليه في أخته وبنته‪ ،‬إذا فكر في هذا ونحوه رأى بر هال ربه ي طال عه ف جأة‪ ،‬أترونه يتردى في‬ ‫الهاوية حينئذ‪ ،‬أم يقف دونها وينجو؟ ت‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫وأجمعا أل‬ ‫قال عبدالرحمص بص عبدهللا وهو يتحدث إلى اههاحبه سهههيل بص عبد الرحمصأ ولزما اإلمام بعد ذلك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ألمما بإثم‬ ‫وجعلا نعاري في مل نزعة مص نزعات النفس هذه الكلمة الطيبةأ ( رأى برهال ربه)‪ ،‬فما‬ ‫أتشبه به‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫دانيا معصية‪ ،‬وأرجو أل يعصمني هللا فيما بقيت‬ ‫قط‪ ،‬وال‬ ‫قال سههههيلأ فلهذا لقبك أهل المدينة "بالقس" لعبادتك وزهدك وعزوفك عص النسهههاء‪ ،‬فلو قالوا ما هذا بشهههرا إل هذا‬ ‫إال ملك لصدقوات‬ ‫***‬ ‫قالا سه َّ‬ ‫ههالمة جارية سههههيل بص عبدالرحمص‪ ،‬التي لم يجتمع في امرأة مثلها حسهههص وجهها‪ ،‬وحسهههص غنائها‪ ،‬وحسهههص‬ ‫نعرهاأ وانتراني أمير المؤ منيص يزيد بص عبدالملك ومال يقولأ ما يقر عيني ما أوتيا مص الخالفة حتى أنتري‬ ‫َّ‬ ‫سالمةت‬ ‫ُ‬ ‫وارت إليه‪ ،‬فلما خلونا سألني أل أغني فلم أنعر إال وأنا أغنيه بشعر عبدالرحمصأ‬ ‫وانتراني‬ ‫أال قل لهذا القلبأ هل أنا مبصر‬

‫وهل أنا عص َّ‬ ‫سالمة اليوم مقصر‬

‫إذا أَخَ ذت في الصوت ماد جليسها‬

‫يطير إليها قلبه حيص تنظر‬

‫وأ ّديته على ما مال يستحسنه عبدالرحمص ويطرب لهت‬

‫‪35‬‬


‫فقال لي يزيد‪ ،‬وقد فضحا نفسي عنده فضيحة مكشوفةأ مص قائل هذا الشعر؟‬ ‫قلاأ أحدثك بالقصة ياأمير المؤمنيصت‬ ‫قالأ حدثينيت‬ ‫قلاأ هو عبدالرحمص بص أبي عمار الذي يلقبونه بالقس لعبادته ونسهههكه‪ ،‬ومال اهههديقا لموالي سههههيل‪ ،‬فم َّر بدارنا‬ ‫يوما‪ ،‬وأنا أغني‪ ،‬فوقف يسهههههمع‪ ،‬تسهههههارع موالي فخرج إليه ودعاه إلى أل يدخل فيسهههههمع مني‪ ،‬فأبى! فقال لهأ أما‬ ‫علما أل عبدهللا بص جعفر‪ ،‬وهو مص في محله وبيته وعلمه وقد مشههى إلى جميلة أسههتاذة سه َّهالمة حيص علم أنها آلا‬ ‫أليَّة أال تغني أحدا إال في منزلهاو فجاءها فسمع منهات‬ ‫وأنا أقعدك في مكال تسمع مص َّ‬ ‫سالمة وال تراهات‬ ‫قالا َّ‬ ‫ُ‬ ‫علقا بقلبه‪،‬‬ ‫سالمةأ ودخل الدار وجلس حيث يسمع‪ ،‬ثم أمرني موالي فخرجا إليه‪ ،‬فأما هو فما رآني حتى‬ ‫ُ‬ ‫رأيا الجنة والمالئكة ‪ ،‬وما عص الدنيا وانتقلا إليه وحدهت‬ ‫وأما أنا فما رأيته حتى‬ ‫ياأمير المؤمنيص ما مال اهههاحبي في الرجال خالًّ وال خمرا‪ ،‬وما أحسهههب الشهههيطال يعرف هذا الرجل‪ ،‬ذاك رجل‬ ‫أساسه مما يقولأ ﴿برهال ربه﴾‪ ،‬ولقد تصنعا له مرة ياأمير المؤمنيص‪ ،‬وتشكلا وتحلَّيا وتبرجا‪ ،‬وقد أردت أل‬ ‫أظهر امرأة فلم أفلم‪ ،‬وعملا أل أظهر نيطانة فانخذلا‪ ،‬لم أيأس على مل ذلك ياأمير المؤمنيص‪ ،‬فواعدته يوما أل‬ ‫ُ‬ ‫ومنا لحنته ولم يسمعه بعد‪ ،‬ثم جاء مع الليل فغنيته أح َّر غنا رء وأنجاهتتت‬ ‫يجيء ألغنيهأ [أال قل لهذا القلبتتت]‬ ‫قلاأ ما يمنعك؟ فوهللا إل الموضع لخال!‬ ‫قالأ يمنعني قول هللا عزوجل ﴿ األخالء يومئذ بعضهههم لبع‬

‫عدو إال المتقيص ﴾ فأمره أل تحول مودتي لك عداوة‬

‫يوم القيامةت‬ ‫ثم قام‪ ،‬وهو يبكي‪ ،‬فما عاد بعد ذلك ياأمير المؤمنيص‪ ،‬وليتني لم أفعلت‬

‫‪36‬‬


‫قصة زواج وفلسفة مهر‬ ‫قال رسهههههول عبد الملك بص مروالأ "أنا ياسهههههعيد فقيه أهل المدينة وعالمها‪ ،‬وقد علم أمير المؤمنيص أل عبدهللا بص‬ ‫عمر قال فيكأ "لو رأى هذا رسههههول هللا اههههلى هللا عليه وسههههلم لسههههرَّه" وقد حججاَ نيفا وثالثيص حجة‪ ،‬وما فاتتك‬ ‫التكبيرة األولى منذ أربعيص سههنة‪ ،‬فاهللا هللا يا أبا محمد‪ ،‬إني وهللا ما أغشههك في النصههيحة‪ ،‬وإل عبدالملك بص مروال‬ ‫مص علماو رجل قد ع ّم ترغيبه وترهيبه‪ ،‬ف هو آخذك على ما تكره إل لم تأخذه أنا على ما يحب‪ ،‬وما أرسهههههههلني‬ ‫لولي عهده إال ليصل بك رحمه‪ ،‬ويوثق آارته"ت‬ ‫أخطب إليك ابنتك‬ ‫ه‬ ‫وبعد قليل تكلم أبو محمد فقالأ‬ ‫قد روينا أل هذه الدنيا ال تعدل عند هللا جنا بعوضهههة‪ ،‬فانظر ما جئتني أنا به‪ ،‬فكم تكول قد قسهههما لي مص جنا‬ ‫بعوضههةتت؟‪ ،‬ما رغب عبدالملك البنه في ابنتي‪ ،‬ولكنه رجل مص سههياسههته إلصههاق الحاجة بالناس ليجعلها مقادة لهم‬ ‫ُصرّ فهم بها‪ ،‬وقد أعجزه أل أبايعهت‬ ‫في َ‬ ‫قال الرسههولأ أيها الشههيخ‪ ،‬دع عنك البيعة وحديثها‪ ،‬ولكص مص عسههى أل تجد لكريمتك خيرا مص هذا الذي سههاقه هللا‬ ‫إليك؟‪ ،‬وما مال الظص بك أل تُسي َء رعيتها وأل تعضلها وقد خطبها فارس بني مروالت‬ ‫قال الشهههيخأ ما رغبا عص اهههاحبك إال ألني مسهههؤول عص ابنتي‪ ،‬وقد علماَ أنا أل هللا يسهههألني عنها في يوم لعل‬ ‫أمير المؤمنيص وابنه وألفافهما ال يكونول فيه إال وراء عبيدها وأوبانها وفجارهات‬ ‫***‬ ‫ولما مال غداة غد جلس الشههيخ في حلقته في مسههجد رسههول هللا للحديث والتأويل‪ ،‬فسههأل رجل فقالأ يا أبا محمد ما‬ ‫أمثر ما بلغ اداق أزواج رسول هللا الى هللا عليه وسلم وبناته؟‬ ‫زوج بناته بأمثر‬ ‫قال الشههيخأ َر َوينا أل عمر رضههي هللا عنه يقول "ما تزوج رسههول هللا اههلى هللا عليه وسههلم‪ ،‬وال ّ‬ ‫مص أربعم ائة درهم‪ ،‬ولو مانا المغاالة بمهور النساء مكرمة لسبق إليها رسول هللا الى هللا عليه وسلم ت‬ ‫وروينا عنه الى هللا عليه وسلم أنه قالأ "خير النساء أحسنهص وجوها وأرخصهص مهورا"ت‬

‫‪37‬‬


‫فصهها السههائلأ ميف يأتي أل تكول المرأة الحسههناء رخيصههة المهر‪ ،‬وحسههنها هو يغليها على‬ ‫الناس؟‬ ‫ق ال الشهههيخأ إنما أراد رسهههول هللا اهههلى هللا عليه وسهههلم أل خير النسهههاء مص مانا على جمال‬ ‫يسهههههههرت عليه‪ ،‬ثم‬ ‫وجهها‪ ،‬في أخالق مجمال وجهها‪ ،‬ومال عقلها جماال ثالثا‪ ،‬فهذه إل أاهههههههابا الرجل الكفء‪ّ ،‬‬ ‫يسّرت‪ ،‬ثم يسّرتت‬ ‫ولقد تزوج رسههول هللا اههلى هللا عليه وسههلم بع‬ ‫وجرة ماء‪ ،‬ووسادة مص أُدَم حشوها ليفت‬

‫نسههائه على عشههرة دراهم وأثاث بيا‪ ،‬ومال األثاثأ رحى يد‪،‬‬

‫فمهرها الصحيم ليس هذا الذي تأخذه قبل أل تحمل إلى داره‪ ،‬ولكنه الذي تجده منه بعد أل تحمل إلى دارهت‬ ‫فقد روينا مص مالم رسههول هللا اههلى هللا عليه وسههلمأ "إذا أتامم مص ترضههول دينه وأمانته فزوجوهو إال تفعلوا تكص‬ ‫فتنة في األرض وفساد مبير"‪ ،‬فقد انترط الديص على أل يكول مرضيا‪ ،‬ثم انترط األمانة‪ ،‬وهي مظهر الديص مله‬ ‫بجميع حسهههناتهأ وأيسهههرها أل يكول الرجل للمرأة أمينا‪ ،‬وعلى حقوقها أمينا‪ ،‬وفي معاملتها أمينا‪ ،‬فال يبخسهههها وال‬ ‫يُع ِنتها‪ ،‬وال يسيء إليهاو ألل مل ذلك ثلم في أمانتهت‬ ‫***‬ ‫واا المؤذل‪ ،‬فقطع الشيخ مجلسه وقام إلى الصالة‪ ،‬ثم خرج إلى دارهتتت‬ ‫وطُرق الباب‪ ،‬فذهب الشههههههيخ يفتم‪ ،‬فإذا الطارق "عبدهللا بص أبي وداعة" ومال يجالسههههههه ويأخذ عنه ويلزم حلقته‪،‬‬ ‫ولكنه فقده أياما‪ ،‬فدخل فجلست‬ ‫قال الشيخأ أيص منا؟‬ ‫ُ‬ ‫فانتغلا بهات‬ ‫قالأ توفيا أهلي‬ ‫ثم أخذ يفي‬

‫في الكالم عص الدنيا واآلخرة‪ ،‬فأراد أل يقوم ابص أبي وداعة‪ ،‬فقال سهههههههعيدأ هل اسهههههههتحدثا امرأة‬

‫غيرها؟‬ ‫قالأ يرحمك هللا‪ ،‬مص يزوجني وما أملك إال درهميص أو ثالثة؟‬ ‫قال الشيخأ أناتتتتتتت‬

‫‪38‬‬


‫زو َجته‬ ‫وخرجا الكلمة مص فم الشههيخ ومص السههماء لهذا المسههكيص في وقا واحد‪ ،‬ومأنها ملمة ّ‬ ‫إحدى الحور العيصت‬ ‫فلما أفاق مص غشية أذنه تت قالأ وتفعل؟‬ ‫وفسه َر نعم بأحسههص تفسههيرهاو فقالأ قم فادع لي نفرا مص األنصههار فلما جاءوا حمد هللا واههلى على‬ ‫قال الشههيخأ نعم هَّ‬ ‫وزوجه على ثالثة دراهمت‬ ‫النبي الى هللا عليه وسلم‪ّ ،‬‬ ‫ثالثة دراهم مهر الزوجة التي أرسل يخطبها الخليفة العظيم ولي عهده بثقلها ذهبا لو ناءتت‬ ‫واار إلى منزله وجعل يفكرأ ممص يأخذ‪ ،‬ممص يستديص؟‪ ،‬فإذا الباب يقرع و قالأ مص هذا؟ قال الطارقأ سعيدتتتت‬ ‫سههعيد؟ سههعيد! مص سههعيد؟ اهو أبو عثمالو أبو عليو أبو الحسههصو ف َّكر الرجل في مل مص اسههمه سههعيد إال سههعيد بص‬ ‫المسيبو إال الذي قال لهأ أناتتتت‬ ‫ثم خرج إليه‪ ،‬فإذا به سعيد بص المسيب‪ ،‬وظص َّ َّ‬ ‫أل قد بدا له‪ ،‬فندم‪ ،‬فجاءه للطالقت‬ ‫ي ألتيتكت‬ ‫فقالأ يا أبا محمد لوتت لوتت لو أرسلا إل َّ‬ ‫ُ‬ ‫فكرها أل تبيا الليلة وحدك و وهذه امرأتكت‬ ‫قال الشيخأ إنك أحق أل تؤتى‪ ،‬إنك منا رجال عزبا‪ ،‬فتزوجاَ ‪،‬‬ ‫وانحرف نيئا‪ ،‬فإذا العروس قائمة خلفه مستترة به‪ ،‬ودفعها إلى الباب وسلَّ َم وانصرفت‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫دخلا بها‪ ،‬فإذا هي مص أجمل الناس وأحفظهم لكتاب هللا تعالى‪ ،‬وأعلمهم بسهههههههنة‬ ‫قال عبدهللا بص أبي وداعةأ "ثم‬ ‫رسول هللا الى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأعرفهم بحق الزوج‪ ،‬لقد مانا المسألة المعضلة تعيي الفقهاء فأسألها عنها فأجد‬ ‫عندها منها علما"ت‬ ‫***‬

‫‪39‬‬


‫ذيل القصة وفلسفة المال‬ ‫ّ‬ ‫ضص بها أل‬ ‫ذهب الناس يمينا و نماال مص خبر اإلمام سعيد بص الم سيب وتزويجه ابنته مص طالب علم فقير‪ ،‬بعد إذ‬ ‫تكول زوجا لولي عهد أمير المؤمنيص عبد الملك بص مروال‪ ،‬على أل للقصة ذيالتتتت‬ ‫زوجها منه‪ ،‬طارت الحادثة في الناس‪ ،‬وقد قال‬ ‫لما زوج اإلمام ابنته مص ابص أبي وداعة‪ ،‬أخذها بنفسههه إليه في يوم ّ‬ ‫جماعة منهمأ تاهللا لئص انقطع الوحي‪ ،‬إل في معانيه بقية ما تزال تنزل على بع‬

‫القلوب التي تشهههههههبه في عظمتها‬

‫قلوب األنبياءت‬ ‫وقال أناس منهمأ و هللا لو تهيأ ألحدنا أل يكول لصا يسرق أمير المؤمنيص أو ابنه‪ ،‬ما يرده عص السرقة نيء‪ ،‬فكيف‬ ‫بمص تهيأ له الصهر والحسب‪ ،‬وجاءه الغنى يطرق بابه‪ ،‬ما باله يرد مل ذلك ويخزي ابنته برجل فقيرت‬ ‫ومال يوم مص أيام الجمعة‪ ،‬وقد مال الناس بعد الصههالة إلى حلقة الشههيخ‪ ،‬ومال إمامنا يفسههر قوله تعالى ﴿وما لنا أال‬ ‫نتومل على هللا وقد هدانا سبلنا ولنصبرل على ما آذيتمونا وعلى هللا فليتومل المتوملول﴾ فكال فيما قاله الشيخأ‬ ‫إذا هُدي المرء سههبيله مانا السههبل األخرى في الحياة إما عداء له‪ ،‬وإما معارضههة‪ ،‬وإما ردا‪ ،‬فهو منها في األذى‪،‬‬ ‫أو في معنى األذى‪ ،‬أو عرضة لألذىت‬ ‫لقد وجد الطريق ولكنه أاههههههاب العقبات أيضهههههها‪ ،‬وهذه حالة ال يمضههههههي إليها الموفق إلى غايته‪ ،‬إال إذا أعانه هللا‬ ‫بطبيعتيصأ أوالهما العزم الثابا‪ ،‬وهذا هو التومل على هللاو واألخرى اليقيص المسههههتبصههههر‪ ،‬وهذا هو الصههههبر على‬ ‫األذىت‬ ‫***‬ ‫دسهههههُ عامل الخليفة‪ ،‬ليسههههأل الشههههيخ سههههؤاال على مأل الناس‪ ،‬يكول مالتشههههنيع عليه‬ ‫اهههها رجل مال في المجلس َّ‬ ‫والتشهير به‪ ،‬وقد مكر العامل فاختاره نيخا مبيرا ليرحموه الناس فال يعرضول له باألذىتتت‬ ‫قال الصههائمأ ذلك أيها الشههيخ اههبر أولو العزم مص الرسههل‪ ،‬أو اههبر ابنتك على مكاره العيش مع ابص أبي وداعة‪،‬‬ ‫وقد مانا النعمة لها معرضة‪ ،‬وتوملا على هللا وألقيا ابنتك في الي ّمتتت؟‬

‫‪40‬‬


‫قال الشيخأ أيص المتكلم آنفا؟‪ ،‬فاستدناه فقرأ الشيخ قوله تعالى ﴿وبرزوا هللا جميعا فقال الضعفاء‬ ‫للذيص اسههتكبروا إنا منا لكم تبعا فهل أنتم مغنول عنا مص عذاب هللا مص نههيء قالوا لو هدانا هللا‬ ‫لهدينامم سهههههواء علينا أجزعنا أم اهههههبرنا ما لنا مص محيص﴾ ثم قالأ أيها الرجل التسهههههمعني‬ ‫بأذنك وحدها‪ ،‬فإذا سمعا بأذنك وحدها فإنما سمعا مالما يمر بأذنك مرّ اً‪ ،‬وإذا أردت الكالم لنفسك بأذنك ونفسك‬ ‫معا؟‬ ‫قالأ نعمت‬ ‫قال الشيخأ أرأيا اإلنسال يكول سعيدا بما يتوهم الناس أنه به غني سعيد‪ ،‬أم بشعوره هو ؟‬ ‫قالأ بل بشعورهت‬ ‫قال الشيخأ أتعرف أ ّما ترضى أل يذبم ابنها في حجرها لقاء أل يمأل حجرها ذهبا وإل مانا فقيرة معدمة؟‬ ‫قالأ ال‬ ‫قال الشههههههيخأ يرحمك هللا‪ ،‬محي عندنا أمير المؤمنيص وابنه‪ ،‬ومحي المال والغنى‪ ،‬ولم يكص ذلك عندنا إال سههههههعادةو‬ ‫ومص رحمة هللا أل مل مص هدي سبيله بالديص أو الحكمة‪ ،‬استطاع أل يصنع بنفسه لنفسه سعادتها في الدنيا‪ ،‬ولو لم‬ ‫يكص له إال لقيماتو فإل السعة سعة ال ُخلُق ال المال‪ ،‬وإل الفقر فقر ال ُخلُق ال العيشت‬ ‫***‬ ‫زو ُ‬ ‫جا ابنتي رجال أعرفه فقيرا أو غنيا‪ ،‬بل رجال أعرفه‬ ‫التفا اإلمام العظيم إلى الناس وقالأ أما إني َع ِل َم هللا ما ّ‬ ‫بطال مص أبطال الحياة‪ ،‬يملك أقوى أسلحته مص الديص والفضيلةت‬ ‫ُ‬ ‫رأيا أزواج النبي اهههههههلى هللا عليه وسهههههههلم فقيرات مقتورا عليهم الرزق‪ ،‬غير أل مال منهص تعيش بمعاني قلبها‬ ‫المؤمص القوي‪ ،‬في دار اهههههغيرة فرنهههههتها األرض ولكنها مص معاني ذلك القلب مأنها سهههههماء اهههههغيرة بيص أربعة‬ ‫جدرال‪ ،‬إنهص لم يبتعدل عص الغنى إال ليبعدل عص حماقة الدنيا التي ال تكول إال في الغنىت‬ ‫أال مم مص قصر هو في معناه مقبرة‪ ،‬ليس فيها مص هؤالء األغنياء رجالهم ونسائهم إال جيف يُبلي بعضها بعضات‬ ‫***‬

‫‪41‬‬


‫ُ‬ ‫زوجة إمام‬ ‫لس ماعة أهل الحديث في مسووووو د الكوفة ‪ ,‬ينت رون قدوم شووووويخهم(‪ )1‬ليسووووومعوا منه الحديث ‪ ,‬فت خر ‪ ,‬فقال‬ ‫أحدهم ‪ :‬لنتحدث عن الشيخ فنكون معه وليس معنا ‪ ,‬فقال أبو معاوية ‪ :‬إل أن يكون معنا و لسنا معه ! فخطرت‬ ‫ٌ‬ ‫ب‬ ‫ابتسامة ضعيفه ‪ ,‬لم تبلغ الضحك ‪ .‬ولكن أكبرها أبو عتا ِ‬ ‫السوووتين سو ً‬ ‫ُ‬ ‫الكوفة أفق َه‬ ‫وونة لم تفت ُه التكبيرةُ اءول ف‪1‬ي هذا المسووو د ‪ ,‬و أن ُه مُحدث الكوفة وعالمها ‪ ,‬وما عرفت‬ ‫(‪) 2‬‬

‫فقال ‪ :‬ويلك يا أبا معاوية ! أتتندر بالشيخ وهو منذ‬

‫منه في العبادة ؟‬ ‫فقال محمد بن حادة ‪ :‬أنت يا أبا عتاب ‪ ,‬ر ٌل وحدك ‪ ,‬تصوم ُ‬ ‫منذ أربعين سنة ‪ ,‬و تبكي من خشية هللا ‪ ,‬وك نك‬ ‫أطلعت عل سووواا ال حيم ‪ ,‬و رأيت الناس يتواقعون فيها وهي لهب أحمر ‪ ,‬تحت دخان أسووود ‪ ,‬يت امس الناس‬ ‫فيها !‬ ‫فصوواح أبو معاوية ‪ :‬ويحك يا محمد ! دا الر ل وشوو نه ‪ ,‬إن ا عباداً متاعهم مما ال تعرف ‪ ,‬فحياتهم من وراا‬ ‫حياتنا ‪ .‬هل أتاكم خبر قارئ المدينة ( أبي عفر الزاهد ) ؟‬ ‫قالوا ‪:‬ما خبرح يا أبا معاوية ؟ قال لقد توفي ‪ ,‬فرُئي بعد موته عل‬

‫هر الكعبة ؛ وسترون أبا عتاب " إذا مات "‬

‫عل منارة هذا المس د !‬ ‫فصوواح أبو عتاب ‪ :‬تخلل يا أبا معاوية ؛ عن ابن مسووعود ‪ :‬كنا عند النبي ﷺ فقام ر ل ‪ ,‬فوقع فيه ر ل من بعدح‬ ‫؛ فقال النبي ﷺ ‪ " :‬تخلل " قال " مم أتخلل ؟ ما أكلت لحما ً ؟ " قال ‪" :‬إنك أكلت لح َم أخيك!" ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ماعة ش نه ‪ ,‬ف ردف ابن حادة الحديث مما بينهما وقال ‪ :‬يا أبا معاوية‬ ‫فتقلقل ال ضرير في م ل سه ‪ ,‬و أحس ال‬ ‫أنت شوووويخنا ‪ ,‬و أقربنا إل اءما م ‪ ,‬فحدثنا كيف صوووونع في ردح عل هشووووام بن عبد الملك ‪ ,‬فمن هذا مما انفردت‬ ‫أنت به ‪ ,‬إذ لم يسمعه غير أُذنيك ‪ ,‬فلم يحف ه غيرك و غير المالئكة ‪.‬‬ ‫ف سفر و ه أبي معاويه ‪ ,‬وسري عنه ‪ ,‬و أنش يحدثهم ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫‪ 1‬اءمام أبي محمد سليمان اءعمش‬ ‫‪ 2‬منصور بن المعتمر‬

‫‪42‬‬


‫أن أكتب لي مناقب عثمان و مسووواوئ علي ‪ .‬فلما‬ ‫إن هشووواما ً ‪ -‬قاتله هللا ‪ -‬بعث إل الشووويخ ‪ِ :‬‬ ‫قرأ كتابه كانت دا ُ‬ ‫نة إل انبه ‪ ,‬ف خذ القرطاس و ألقمه الشوووواة ‪ ,‬ثم قال لرسووووول الخليفه ‪:‬‬ ‫قل له ‪ :‬هذا وابك ! فخشووي الرسووول أن يقتل ُه هشووام ‪ ,‬فقلنا ‪ :‬يا أبا محمد ‪ ,‬ن ه من القتل ‪,‬‬ ‫فكتب ‪ " :‬بسوووم هللا الرحمن الرحيم ‪ .‬أما بعد يا أمير المؤمنين ‪ ,‬فلو كانت لعثمان ‪ -‬رضوووي هللا عنه ‪ -‬مناقب أهل‬ ‫اءرض ما نفعتك ‪ ,‬ولو كانت علي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مساوئ أهل اءرض ما ضرتك فعليك بخويصة نفسك و‬ ‫السالم "‪.‬‬ ‫فلما ذهب الرسوووول ‪ُ ,‬‬ ‫قلت ‪ :‬لماذا ألقمت كتابه الشووواة ؟ أولوا غسووولته أو أحرقته كان أفهم له و أشوووبه بك ‪ .‬فقال ‪:‬‬ ‫ويحك يا أبله ! إنه ليتقطع منها غي ا ً ‪ ,‬فما يخفي عنه رسوله أني أطعمت كتابه الشاة ‪ ,‬وما يُخفي عنه دهاؤح أن‬ ‫الشاة ستبعرح من بعد ‪!.....‬‬ ‫ُ‬ ‫قلت ‪ :‬أفال تخش أمير المؤمنين ؟‬ ‫ويحك ! أهذااءحو ُل عندك أمير المؤمنين ؟ أبما ولدته أمه من عبد الملك ؟ فهبها ولدته من حائك أو ح ام‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫! إن إمارة المؤمنين يا أبا معاويه ‪ ,‬إنما ارتفاا نفس من النفوس إل أثر النبوح ‪ ,‬فمن أورث وراث النبي في أمته‬ ‫و خليفته فهو يومئ ٍذ أمير المؤمنين ‪ ,‬ال من إمارة المُلك و الترف ‪ ,‬بل في إمارة الشرا و التدبير ‪.‬‬ ‫الحل َبه ‪ ,‬و أفسووووووود الر ولة بالنعيم و الترف ‪ ,‬حت‬ ‫هذا اءحو ُل ألتف كدودة الحرير ‪ ,‬و أقبل عل الخيل للهو و َ‬ ‫سلك الناس في لك سنته ‪ ,‬فزادوا الشر و أفسدوا الخير ‪.‬‬ ‫و السلطان في اءسالم هو الشرا مرئيا ً ‪ ,‬آمراً ناهيا ً يطيعه الناس ‪.‬‬ ‫إن إمارة المؤمنين يا أبا معاويه ‪ ,‬هي بقاا مادح النور النبوي في المصباح الذي يضي ُا لإلسالم ‪ ,‬بممدادح بالقدر‬ ‫بعد القدر من هذح النفوس المضيئه ‪ .‬فمن صلا التراب أو اماا مكان الزيت في اءستضاح ‪ ,‬صلا هشام و أمثاله‬ ‫إلمارة المؤمنين ‪.‬‬ ‫***‬ ‫فلما أتم الضوورير حديثه قال ان حادة ‪ :‬إن شوويخنا عل هذا ال ِد ليمزح ‪ ,‬و سوو حدثكم غير حديث أبي معاوية ‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫ت الشووووووويخ فقالت له ‪ :‬اضوووووووحك مني و من أهلي ‪ .‬ولكن وقارح و دينه ارتفعا به أن‬ ‫فقد‬ ‫رأيت الدنيا ك نما عر َف ِ‬ ‫يضحك كال هالا فضحك بالكلم ِة بعد الكلم ِة من نواردح ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫علم شووووووووامخ ‪ ,‬فطو َل مما يُحب ُه‬ ‫لقد كنت عندح في مرضوووووووته ‪ ,‬فعادحُ أبو حنيفة ‪ ,‬وهو بل ٍ‬ ‫وي نس به ‪ ,‬فلما أراد القيام قال له ‪ :‬ما ك ني إال أثقلت عليك ‪ .‬فقال الشووووويخ ‪ :‬إنك لثقيل علي‬ ‫و أنت في بيتك ‪ !..‬فضحك أبو حنيفة ‪.‬‬ ‫فقال الضرير ‪ :‬تلك روحه من دنباوند(‪ , )1‬فمن أبا الشيخ كان من تلك ال بال ‪ ,‬وقدم إل الكوفه و أمه حامل به ‪,‬‬ ‫فك ن في ‪2‬دمه ذلك النسووووووويم تهب منه النفحات في مثل هذح الكلمات ‪,‬ثم هي روحه ال ريفه الطيبه تلمس بعض‬ ‫كالمه أحيانا ً ‪.‬‬ ‫***‬ ‫وطلع الشيخ عليهم و ك نما قرأ نفس أبي معاوية ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬في َم كان أبو معاوية ؟‬ ‫كان أبو معاوية في الذي كان فيه !‬ ‫و ما الذي كان فيه ؟‬ ‫هو ما تس ل عنه !‬ ‫ف بني عما أس ل عنه ‪.‬‬ ‫قد أ بتك !‬ ‫بماذا أ بت ؟‬ ‫بما سمعت!‬ ‫فقبض و ه الشووويخ وقال ‪ :‬أههنا وهناك معا ً ؟ لو أن هذا من أمرأة غضوووب عل زو ها لكان له معن ‪ .‬أحسوووبُ‬ ‫لوال أن في منزلي من هو أب ض إلي منكم ما خر ت ؟ فقال الضووووووورير ‪ ( :‬يا أبا محمد ‪ ,‬ك ننا زو ات العلم ‪,‬‬ ‫ف يتنا التي ح يت وب يت ) ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪44‬‬

‫هي من رستاى الري في ال بال المثل ة في بالد الع م ‪.‬‬


‫فتبسووم الشوويخ ‪ ,‬ثم شوورا الحديث من خبر إل خبر حت مر بهذا الحديث ‪ :‬عن الرسووول ﷺ‬ ‫قال ‪ ( :‬إن هالك الر ال طاعتهم لنسائهم )‪.‬‬ ‫قال الشووووويخ ‪ :‬كان الحديث بهذا اللف ‪ ,‬ولم يقل النبي ﷺ ( هالك الر ل طاعته المرأته ) ‪,‬‬ ‫بعض الر ال ‪,‬وقد تكون المرأةُ هي الر ل في الحقيق ِة‬ ‫فمنه ال يسووووتقيم ‪ ,‬إذ يكون بعض النسوووواا أحيانا ً أكمل من‬ ‫ِ‬ ‫عزما و تدبيراً وقو َة نفس‪.‬‬ ‫و إنما عم الحديث ليدل أن اءصوووووول في هذح الدنيا أن تسووووووتقيم أمور التدبير بالر ال ‪ ,‬فمن الب س والعقل يكونان‬ ‫فيهم خلقه و طبيعه ‪ ,‬و الرقة و الرحمه في خلق ِة النساا و طبيعتهن ‪ ,‬فمذا غلبت طاعة النساا ‪ ,‬فتلك حياةٌ معناها‬ ‫هالك الر ال فيما هم ر ال به ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫و المرأةُ‬ ‫ضعيفة بفطرتها ‪ ,‬وهي عل ذلك ت ب أن تقر بالضعف ‪ ,‬إال إذا و دت ر ُلها الكامل الذي يكون معها‬ ‫بقوته وعقله و فتنت ِه لها و حبها إياح ‪.‬‬ ‫ومن الن ساا تصيب ر لها الكامل أو القريب من كماله عندها ‪ ,‬فمذا لم ت صب المرأة ر لها القوي لم ت ستطيع أن‬ ‫تكون معه في حقيقة ضعفها ال ميل ‪.‬‬ ‫قال الشووويخ ‪ :‬و ك ن في الحديث الشوووريف إيماا إل أن بعض الحى عل النسووواا أن ينزلن عن بعض الحى الذي‬ ‫لهن إبقاا عل صالح اءمه ‪ ,‬وتيسيراً للحياة ‪ ,‬فصبر المرأ ِة عل هذا الحال ها ٌد وحرب في سبيل اءمة ‪ ,‬ولها‬ ‫عليه من الثواب ما للر ل في هادح ‪.‬‬ ‫أال و أن حياة بعض النساا مع بعض الر ال قد تكون مثل الموت صبراً عل العذاب ‪.‬‬ ‫وقد روينا أن أمرأ ًة اات النبي ﷺ فقالت ‪ :‬يارسووووووول الهه ‪ ,‬إني وافدة النسوووووواا إليك ‪ ,‬ثم ذكرت ما للر ال في‬ ‫ال هاد من اء ر و ال نيمه ؛ ثم قالت ‪ :‬فما لنا من ذلك ؟‬ ‫ٌ‬ ‫طاعة للزو ‪ ,‬و اعترافا ً بحقه يعدل ذلك ‪,‬‬ ‫فقال ﷺ ‪ ( :‬أبل ي من لقيت من النساا أن‬ ‫وقليل منكن من يفعله !)‬ ‫ليس‬ ‫قال الشووووووويخ ‪ :‬ت ملوا في حكمة النبوح ‪ ,‬أيقال في المرأ ِة المحب ِة لزو ها ‪ :‬إنها أطاعته و أعترفت بحقة ؟ َأو َ‬ ‫ذلك طبيعة الحب ؟ فلم يبق إذن إال المعن اآلخر ‪ ,‬حين ال تصيب المرأةُ ر لها المفصل لها ‪ ,‬هنا ي هر ي هر‬ ‫كرم و صبر و هاد المرأح ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫فمذا لم يكن الر ل كامالً بما فيه للمرأة ‪ ,‬فلتبقه هي ر الً بنزولها عن بعض حقها له ‪ ,‬و‬ ‫إثارها اآلخرح عل الدنيا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حقيقة أبداً ‪ ,‬و لكن القلب الحقيقي هو في المرأة ‪ ,‬و لذا ينب ي‬ ‫و القلوب في الر ال ليسووووووت‬ ‫أن يكون فيه السووووومو فوى كل شووووويْ إال وا ب الرحمة ‪ ,‬ذلك الوا ب الذي يت ه إل القوي فيكون حبا ً ‪ ,‬و يت ه‬ ‫إل الضعي فيكون حنانا ً ورقه ‪ ,‬ذلك الوا ب هو اللطف ؛ ذلك اللطف هو الذي يثبت أنها أمرأة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬و أنفض الم لس ‪ ,‬و منعني الشوويخ أن أقوم مع الناس ‪ ,‬قال يا أبا معاوية ‪ ,‬قم معي إل الدار ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫غاضبة علي ‪ ,‬ف ريد أن تصلا بيننا صُلحا ً ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬ما ش ن في الدار يا أبا محمد ؟ قال ‪ :‬إن تلك‬ ‫قلت فمم غضبها ؟ قال ال تس ل المرأة ِم تم ت ضب ‪ ,‬فكثيراً ما يكون في طباعها ‪.‬‬ ‫قلت يا أبا محمد ‪ ,‬هذا آخر أربع مرات ت ضب عليك غضب الطالى ‪ ,‬فما يحبسك عليها و النساا غيرها كثير ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رقبة ضربت بسيف لكان هذا السيف الطالى!‬ ‫قال ‪ :‬ويحك يا ر ل ! أبائع نسا ٍا أنا ‪ ,‬إن عمر الزو ة لو كان‬ ‫وهل تعيش المطلقة إال في أيام ميتة ؟ وهل قاتل أيامها إال مطلقها ؟‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬وقمنا إل الدار ‪ ,‬و است ذنت و دخلت عل تلك ‪....‬‬

‫‪46‬‬


‫زوجة إمام بقية الخبر‬ ‫ئ في اءمر (أدرسه من كل وانبة) و أمتحن‬ ‫قال أبو معاوية الضرير ‪ :‬وكنت في الطريى إل دار الشيخ ‪ ,‬أرو ُ‬ ‫مذاهب الرأي ‪ ,‬و علت ان ر ما الذي يُفسوووووووود محل الشووووووويخ من زو ته ‪ ,‬و مثلت بينه و بينها ‪ ,‬فما أخر لي‬ ‫التفكير ‪ ,‬إال أن حسن ُخلقه معها دائما ً هو الذي يستدعي منها سُوا ال ُخلى أحيانا ً ‪.‬‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬وأسوووووووت ذنت عل (تلك) ‪ ,‬ودخلت بعد أن ت كدت أن عندها بعض محارمها ؛ فقلت ‪ :‬أنعم هللا‬ ‫مسااك يا أم محمد ‪ .‬قالت ‪ :‬و أنت ف نعم هللا مسااك ‪.‬‬ ‫حضو َر وقالت ‪ :‬معذر ًة يا أبا معاوية ‪ ,‬فمنما‬ ‫فقلت ‪ :‬يا أم محمد ‪ ,‬إني ائع لم ألِم اليوم بمنزلي ‪ .‬فقامت فقربت ما‬ ‫َ‬ ‫الر َمى(ما يكفي الشبع) ‪.‬‬ ‫هو هد ال ُمقِ تل ‪ ,‬وليس يعدو‬ ‫إمساك َ‬ ‫َ‬ ‫ِسوووور من الخبز ‪,‬‬ ‫فقلت ‪ :‬إن ال وعان غير الشووووهوان ‪ ,‬ثم سووووميت و مددت يدي أتحسووووس ما عل الطبى ‪ ,‬فمذا ك َ‬ ‫ومعها شيا من ال زر الم سلوى ‪ ,‬فيه قليل من الخل و الزيت ؛ فقلت في نف سي ‪ :‬هذا بعض أ سباب ال شر ‪ ,‬فمن‬ ‫مثل هذح القلة في الطعام هي عند المرأة ق ُ‬ ‫ِلة في الر ل نفسووه ؛ فهو عندها فقر بمعنيين ‪ :‬أحدهما من اءشووياا ‪ ,‬و‬ ‫اآلخر من الر ل ‪ :‬كلما أكثر الر ل من إتحافها(‪ُ )3‬‬ ‫كثر عندها ‪ ,‬وإن أقل قل ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬و أريتها أني ائع ‪ ,‬كيال تفطن إل ما أردت من زعم ال وا ؛ فقلت ‪ :‬يا أم محمد ‪ ,‬قد تحرمت‬ ‫بطعامكِ ‪ ,‬وو ب حقي عليك ‪ ,‬ف شيري علي برأيك فيما ا ست صلا به زر تي ‪ ,‬فمنها غا ضبة علي ‪ ,‬وهي تقول‬ ‫لي ‪ :‬و هللا ما يقيم الف ر في بيتك إال لحب الوطن ‪ ...‬و إال فهو يسترزى من بيوت ال يران ‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬وقد أعدمت حت من كسر الخبز و ال زر المسلوى ؟ هللا منك !‬ ‫ت من بعدنا ‪ ,‬حت ك ن الخبز و ال زر شيا قليل عندك من فرط ما يتيسر‪.‬‬ ‫فقلت ‪ :‬هللا هللا يا أم محمد ؛ لقد أغتني ِ‬

‫‪ 1‬زيادتها مما تحتا ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ضيقه و شدته ‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫هل الر ل المسلم ‪ ,‬إال مثل الحرب يثور حولها غبارها ‪ ,‬و يون معها الش ف(‪ )2‬والب س و‬ ‫القوة و الحتمال و الصبر ‪.‬‬ ‫و هل أمرأة المسووووولم إال تلك المفروض عليها أن تمد هذح الحرب ب بطالها ‪ ,‬وعتاد أبطالها ؛‬ ‫ثم أال تكون دائما ً إال من وراا أبطالها ؟‬ ‫فاعترضووته أمرأة الشوويخ وقالت ‪ :‬وهل ب س بالدار إذا وسووعت حدودها م ضوويى ؟ أتكون الدار في ها إل نقصووها‬ ‫أو تمامها ؟‬ ‫ً‬ ‫هنيهة افرة بي ‪ ,‬ثم قلت لها ‪ :‬إنما أحدثك عن أم معاوية ءبي‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬فكدت أنقطع في يدها ‪ ,‬فتركتها‬ ‫معاوية ؛ وتلك دار ال تملك غير أ ارها و أرضها فب ي شيا تتسع ؟‬ ‫وهل تتسع أم معاوية من فقرها إال كما اتسع ذلك اءعرابي في صالحه ؟‬ ‫قالت ‪ :‬وما خبر اءعرابي ؟‬ ‫قلت ‪ :‬دخل علينا المسوووو د يوما ً أعرابي اا من البادية ‪ ,‬وقام يصوووولي ف طال القيام و الناس يرمقونه ‪ ,‬ثم علوا‬ ‫يتع بون منه ‪ ,‬ثم رفعوا أصووواتهم يمدحونه و يصووفونه بالصووالح ؛ فقطع اءعرابي صووالته و قال لهم ‪ :‬مع هذا‬ ‫إني صائم ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫وميزت فيه الرضووو مقبالً عل الصووولا‬ ‫ح َكت ‪ ,‬و سووومعت صووووت نفسوووها ‪,‬‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬فما تمالكت أن ضووو ِ‬ ‫الذي أتسبب له ‪ .‬ثم قلت ‪:‬‬ ‫و إذا ضووواقت الدار فلم ال تتسوووع النفس التي فيها ؟ المرأة وحدها هي ال و اإلنسووواني لدار زو ها ‪ ,‬و المرأة ُ‬ ‫حى‬ ‫المرأة هي التي تترك قلبها في ميع أحواله عل طب يعته اإلنسانية ‪ ,‬فمن أغذبها الر ل بخط منه ت افت له عنها‬ ‫ص َف َحت من أ ل ن ام ال ماعة الكبر ‪.‬‬ ‫و َ‬ ‫و اإلسالم يضع اءمه ممثلة في النسل بين كل ر ٍل و أمرأته ‪ ,‬ليكون في الر ل وأمرأته شي ُا غير الذكورة و‬ ‫اءنوثة و ي معهما و يقيد أحدهما اآلخر ‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫ومت كان الدين بين كل زو و زو ته ‪ ,‬فمهما أختلفا ‪ ,‬فمن كل عقد ِة ال ت يا إال و معها‬ ‫طريقة حلها ‪ ,‬ولن يشاد(‪ )4‬الدين أحد إال غلبه ‪.‬‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬فحى الر ل المسووووولم عل أمرأته المسووووولمه هو حى من هللا ثم من اءم هثم‬ ‫من الر ل نفسة ثم من لطف المرأة و كرمها ثم مما بينهما معا ً ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬وكان الشوويخ قد اسووتبط ني وقد تركته في فناا الدار ‪ ,‬وكنت زورت في نفسووي كالما ً طويالً عن‬ ‫فروته الحقيرة التي يلبسها ‪ ,‬ف هر ال وا حت عل ثيابه ‪...‬‬ ‫وكنت أريد أن أقول ءم محمد ‪ :‬إن الصحو في السماا ال يكون فقراً في السماا ‪ ,‬و إن فروة الشيخ تعرف الشيخ‬ ‫أكثر من زو ته ‪.‬‬ ‫ولكن صوت الشيخ أرتفع ‪ :‬هل عليكم إذن ؟‬ ‫ُ‬ ‫فبدرت وقلت ‪ :‬بسووم هللا ادخل ؛ ك ني أنا الزو ة ‪ ...‬وسوومعت همس وا ً من الضووحك ؛ و دخل أبو‬ ‫قال أبو معاوية ‪:‬‬ ‫محمد إل‬

‫انبي ‪ ,‬و غمزني في هري غمزة ؛ فقلت ‪ :‬يا أم محمد إن شووووووويخك في روعة و زهدح ليشوووووووبعه ما‬

‫ش عينيه ‪ ,‬و حموشووة سوواقيه ‪ ,‬فمنه إمام وله‬ ‫يشووبع الهدهد ‪ ,‬و يرويه ما يروي العصووفور (( وال تن ري إل َع َم ِ‬ ‫قد ٌر )) ‪.‬‬ ‫فصاح الشيخ ‪ :‬قم أخزاك هللا ‪ ,‬ما اردت إال أن تعرفها عيوبي !‬ ‫قال أبو معاوية ‪ :‬و لكني لم أقم ‪ ,‬بل قامت زو ُ‬ ‫تة الشيخ فقبلَت يدح ‪..‬‬

‫‪ 1‬من التشدد في أمور الدين و الدنيا ‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫دخل أحمد بن أيمن البصوورة ‪ ,‬فصوونع له مسوولم بن عمران صوونيعا‬

‫ً(‪)5‬‬

‫ً‬ ‫ماعة من و وح الت ار و أعيان‬ ‫‪ ,‬دعا إليه‬

‫اءدباا ‪ ,‬ف اا ابنا صوووووووواحبا الدعوة ‪ ,‬فوقفا بين يدي أبيهما ‪ ,‬و عل أيمن يطيل الن ر أليهما ‪ ,‬ويع ب من‬ ‫حسنهما ‪ ,‬وكان ال يصرف ن رح عنهما إال ر ع به الن ر ‪.‬‬ ‫و عل أبوهما يسارقة الن ر ‪ ,‬ويبدو كالمتشاغل عنه ‪ ,‬ليدا له أن يتوسم و يت مل ما شاا ‪ ,‬و أن يمأل عينيه مما‬ ‫أع به من لؤلؤتيه و مخايلهما ‪.‬‬ ‫قال ابنُ أيمن ‪ ,‬سبحان هللا ؛ ما رأيت كاليوم قط دميتين ال تفتا اءعين عل أ مل منهما ‪.‬‬ ‫فالتفت إليه مسلم وقال ‪ :‬أُحب أن تعوذهما(‪ . )2‬فمد الر ل يدح و مسا عليهما ‪ ,‬و عوذهما و دعا لهما ‪ ,‬ث قال ‪:‬‬ ‫فح سُ َن نسلُك ‪ ,‬و اا كاللؤلؤ ُي شبه بعض ُه بعضا َ ‪ ,‬وما عليك أال تكون قد تزو ت ابنة‬ ‫ما أراك إال است دت اءم َ‬ ‫قيصووووور ف ولدتها هذين ‪ ,‬و ما أر مثلهما يكونان في موضوووووع إال كان حولهما الل المُلك و وقارُح ‪ ,‬مما يكون‬ ‫حولهما من نور تلك اءم ‪.‬‬ ‫تص وف ‪ ,‬وليس بي هو إال‬ ‫فقال مسوولم ‪ :‬و أنت عل ذلك غير مصوودى إذ قُلت لك أني أحب المرأة ال ميله التي ِ‬ ‫في امرأة دميمه هي بدمامتها (‪)3‬أحب النساا إلي ‪ ,‬ما أعدل بها ابن َة قيصر وال ابن َة كسر ‪.‬‬ ‫فبقي ابنُ أيمن كالمشوودوح (‪ )4‬من غرابة ما يسوومع ‪ ,‬فرث أشوود الرثاا ءم ال المين أن يكون هذا الر ل ال ِلف قد‬ ‫ضووووووارها (‪ )5‬بتلك الدميمه ‪ ,‬فقال ‪ :‬أما وهللا لقد كفرت النعمة ‪ ,‬وغدرت و حدة ‪ ,‬و إن أم هذين ال المين المرأة‬ ‫فوى النساا ‪ ,‬و ال أدري كيف ال تند عليك ‪ ,‬وع يب وهللا ش نكما ! ‪.‬‬

‫‪5‬م دبة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 2‬تقرأ لهما شيئا من القرآن البعاد شر‬ ‫الشياطين عنهما ‪.‬‬ ‫‪ 3‬بشاعة هيئتها ‪.‬‬ ‫‪ 4‬المست رب ‪ ,‬المتحير مما ير ويسمع ‪.‬‬ ‫‪ 5‬اتخذ لها ضرة ‪.‬‬ ‫‪ 6‬مدينة من مدن أف نستان ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫قال م سلم ‪ :‬فهو وهللا ما قلت لك ‪ ,‬و ما أحب إال أمرأة دميمة قد ذهبت بي كل مذهب ‪ ,‬غير‬ ‫أنها مع ذلك ال ت يا إال دالة عل أ مل معاني المرأة في الرض و مال الطبع ‪.‬‬ ‫قال ابن أيمن ‪ :‬وهللا إن أراك إال شووووويطا ً من الشوووووياطين ‪ ,‬وقد ع ل هللا لك من هذح الدميمة‬ ‫زو تك التي كانت لك في ال حيم ‪ ,‬لت تمعا معا ً عل تعذيب تلك الحوراا ‪ ,‬أفبهيمه هي ال تعقل ‪ ,‬أم أنت ر ل‬ ‫ساحر ‪ ,‬أم فيك ما ليس في الناس ‪ ,‬أم أنا ال أفقة شيئا ً ؟‬ ‫فضوووووووحك مسووووووولم و قال ‪ :‬إن لي خبراً ع يبا ً ‪ :‬كنت أنزل (اء ُبلَ َة ) و أنا طالب للرزى ‪ ,‬فحملت منها ت ارة إل‬ ‫البصووورة فربحت ‪ ,‬ولم أزل أحمل من هذح إل هذح ف ربا و ال أخسووور ‪ ,‬حت كثر مالي ‪ ,‬ثم بدا لي أن أتسوووع في‬ ‫اآلفاى ء مع الت ارة من أطرافها ‪ ,‬وقلت ‪ :‬إن في ذلك خالالَ ؛ ف ر اءمم في بالدها و معايشووها ‪ ,‬و أتقلب في‬ ‫الت ارة ‪ ,‬ولعلني أُصوويب الزو ة التي أشووتهيها و أصووور لها في نفسووي التصوواوير ‪ ,‬فمن امري من أوله كان إل‬ ‫أتخلف في ماعة من الناس ‪ .‬وك ني لم أر في اءبلهة ‪ ,‬وال في البصوورة‬ ‫علو فال أريد إال ال ايه ‪ ,‬وال أرض و أن‬ ‫َ‬ ‫امرأة بتلك التصاوير ‪ ,‬ف تزو بها ‪.‬‬ ‫فما زلت أرمي في بلد إل بلد حت دخلت ( بلخ )(‪... )6‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫نز َي ٌة (‪ )2‬من شوووووقي إل‬ ‫وفيها يومئ ٍذ كان عالمُها و أمامُها وكنا نعرف أسوووومه في البصوووورح ؛ فاسووووتخفتني إليه ِ‬

‫الوطن ‪ ,‬فذهبت إل حلقته ‪ ,‬وسووومعته يفسووور قول النبي ﷺ ‪ ( :‬سوووودا ُا ولود خي ٌر من حسوووناا ال تلد ) ‪ .‬فما كان‬ ‫الشيخ إل في سحابة ‪ ,‬فما سمعت وال قرأت مثل كالم البلخي ‪ ,‬ولقد حف ته حت ما تفوتني لف ه منه ‪.‬‬ ‫اطو خبرك إن شئت ولكن اذكر لي كالم البلخي ‪.‬‬ ‫قال ابن أيمن ‪ِ :‬‬ ‫قال ‪ :‬سووووووومعت أبا عبد هللا يقول في ت ويل ذلك الحديث ‪ :‬أما في لف الحديث فهو من مع زات بالغة نبينا ﷺ ‪,‬‬ ‫فمنه ﷺ ال يريد السوداا بخصوصها ‪ ,‬ولكنه كن بها عما تحت السواد ‪ ,‬وما فوى السواد ‪ ,‬وما هو إل السواد ‪,‬‬ ‫ِكر‬ ‫من الصفات التي يقبحها الر ال في خِلقة النساا و صُ ورهن ف لطف التعبير و رى به ‪ ,‬ك نه ﷺ يقول ‪ :‬إن ذ َ‬ ‫قُبا المرأة هو نفسوووه قبيا في اءدب ‪ ,‬فمن المرأة أم أو في سوووبيل اءمومة ‪ ,‬و ال نة تحت أقدام اءمهات ‪ ,‬فكيف‬ ‫تكون ال نة التي هي أحسوون ما ي َ‬ ‫ُتخيل في الحسوون تحت قدمي امرأة ‪ ,‬ثم ي وز أدبا ً أو عقل عقالً أن توصووف هذح‬ ‫المرأة بالقبا ‪.‬‬

‫‪6‬أبو عبدهللا البَلخي ‪.‬‬ ‫‪ 2‬حملتني إليه ذكر الوطن ‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫أما إن الحديث كالنص عل أن من كمال أدب الر ل أال يصووف امرأة بقبا الصووورة ألبته ‪,‬‬ ‫موصوفا ً به هذا ال نس الذي من أمه ‪.‬‬ ‫وقد كان العرب يفصوولون لمعاني الدمامه في النسوواا ألفا ا ً كثيرة ‪ ,‬أما أكمل الخلى ﷺ ‪ ,‬فما‬ ‫زال يوصي بالنساا ‪.‬‬ ‫قال ال شيخ ‪ :‬ولو أن أما كانت دميمة شوهاا في أعين الناس ‪ ,‬لكانت مع ذلك في عين أفالها أ مل من ملك ِة عل‬ ‫عرشها ‪.‬‬ ‫و أما في معن الحديث ‪ ,‬هو ﷺ يقرر للناس أن كرم المرأة ب مومتها ‪ ,‬فمذا قيل ‪ :‬إن في صوووووووورتها قبحا ً ‪,‬‬ ‫الحسن أقبا منه ‪!...‬‬ ‫فالحسنا ُا التي ال تلد أقبا منها في المعن ‪ .‬و ان ر أنت كيف يكون القبا الذي يقال إن‬ ‫َ‬ ‫فمن أين تناولت الحديث رأيته دائراً عل تقدير أن ال قبا في صورة المرأة ‪ ,‬ف كب ُر ال ش ن هو للمرأ ِة التي ت عل‬ ‫اإلنسووووووووان كبيراً في إنسووووووووانيته ‪ ,‬ال التي ت عله كبيراً في حيوانيته ‪ ,‬فلو كانت الثانيه هي التي يتفى الناس عل‬ ‫وصفها بال مال فهي القبيحه ال ال ميلة ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫غائبة عنه ‪ ,‬و اءخر حاضووورةٌ فيه ‪ ,‬وهو إِ هنما يصووول من هذح إل تلك ‪ ,‬فال‬ ‫وهناك ذاتان لكل مؤمن ‪ :‬إحداهما‬ ‫ينب ي أن يحصر السماوية الواسة في هذح الترابية الضيقة ‪.‬‬ ‫قال أبو عبدهللا ‪ :‬و الحديث الشووووووريف بعد كل هذا الذي حكيناح يدل عل أن الحب مت كان إنسووووووانيا ً اريا ً عل‬ ‫قواعد اءنسوواني ِة ‪ ,‬متسووعا ً لها غير محصووور ‪ ,‬إلسووتطاا اإلنسووان أن ي عل حبه يتناول اءشووياا المختلفة ‪ ,‬فمن لم‬ ‫يسعدح شيا ‪ ,‬و د أشياا كثيرة تسعدح بين السماا و اءرض ‪.‬‬ ‫ويئين أ مل ‪ ,‬بل هناك العق ُل و القلب ‪ ,‬ف واب العين وحدها إ هنما‬ ‫وليسووت العين وحدها هي التي ُتؤامر في أي الشو ِ‬ ‫هو ُ‬ ‫ثلث الحى ‪ ,‬فما نكره ُه من و ه ‪ ,‬قد يكون هو الذي نحب ُه من و ٍه أخر ‪.‬‬ ‫***‬ ‫فوثب ابنُ أيمن ‪ ,‬و أقبل يدور في الم لس ويقول ‪ :‬ما هذا إال كالم المالئكة سووووووومعنها منك يا ابن عمران ‪ .‬قال‬ ‫مسولم ‪ :‬فكيف بك لو سومعته من أبي عبدهللا ؛ إنه وهللا قد حبب إل ت السووداا و القبيحة ‪ ,‬وقلت ‪ :‬إن تزو ت يوماً‬ ‫ً‬ ‫إنسانية كاملة مني و منها و من أوالدنا ‪.‬‬ ‫فما أبالي ماالً و ال قبحا ً ‪ ,‬إنما أريد‬

‫‪52‬‬


‫قال ‪ :‬ث م إني ر عت إل البصوورة ‪ ,‬وفضوولت السووكن بها ‪ ,‬و علمت أنه ال يحسوون بي المقام‬ ‫ب ير زو ة ‪ ,‬و لم يكن بها أ ل قدراً من د هذين ال المين ‪ ,‬وكانت له بنت قد عضووووووولها‬ ‫(‪ ,)7‬فحدثتني نفسي بلقائه فيها ‪ ,‬ف ئته عل خلوة ‪....‬‬ ‫فقطع عليه ابن أيمن ‪ ,‬وقال ؛ قد علمنا خبرها من من ر هذين ال المين ‪ ,‬و إنما نريد من خبر تلك الدميمة التي‬ ‫تعشقها ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬مهالً فستنتهي القصة إليها ‪ .‬ثم إني قلت ‪ :‬يا عم ‪ ,‬إني ْئ ُتك خاطبا ً البنتك ‪ .‬قال ‪ :‬وهللا مابي عنك رغبة ‪,‬‬ ‫و إني لكارحٌ إخرا ها عن حضني ‪ .‬وقلت ‪ :‬و أنا أس لك أن تدخلني في عددك ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬والبد من هذا ؟ قلت ‪ :‬ال بدت‪ .‬قال ‪ :‬أغ ُد علي بر الك ‪.‬‬ ‫فانصرف إل مأل من الت ار ‪ ,‬فس لتهم الحضور ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬إنك لتحركنا إل سعيٍ ضائع ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬ال ب تد من ركوبكم معي ‪ .‬فركبوا عل ثق ٍة من أنه سيردهم ‪.‬‬ ‫قال و غدونا عليه ف حسن اإل ابة وزو ني ‪ ,‬ثم قال ‪ :‬أن شئت أن تبيت ب هلك فافعل ‪.‬‬ ‫فقلت ‪ :‬هذا يا سيدي ما احب ُه ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وار فما‬ ‫العتمة فصوووالها بي ‪ ,‬و أخذ بيدي ف دخلني إل دار قد فُرشووويت ب حسووون فرش ‪ ,‬و بها خدم و‬ ‫ثم كانت‬ ‫ِ‬ ‫استقر بي ال لوس حت نهض وقال ‪ :‬أستودعتك هللا ‪ ,‬وقد هللا لكما الخير ‪.‬‬ ‫وصووووواح ابن أيمن ‪ :‬لقد أطلت علينا ‪ ,‬فسوووووتحكي لنا قصوووووتك إل الصوووووباح ‪ ,‬قد علمناها ويلَك ‪ ,‬فما خبر الدميمة‬ ‫الشوهاا ؟‬ ‫قال مسلم ‪ :‬لم تكن الدميمة الشوهاا إال العروس ‪.........‬‬ ‫و أطرى ابن أيمن إطراقة من ورد عليه ما حيرح ؛ ولكن الر ل َمض يقول ‪:‬‬ ‫ولما ن رتها لم أر إال ما كنت حف ت ُه عن أبي عبدهللا ‪ ,‬وقلت ‪ :‬هي نفسي اات بي إليها‪.‬‬

‫‪7‬حبسها عن الزوا ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬


‫فانحنت عل يدي وقالت ‪:‬‬ ‫(( يا سووويدي إني سووور من أسووورار والدي ‪ ,‬كتمه عن الناس و أفضووو به إليك ‪ ,‬إذ رآك أهالً‬ ‫لسوووترح عليه ‪ ,‬فال تخيب نه فيك ‪ ,‬ولو كان الذي يطلب من الزو ة حسووون صوووورتها دون‬ ‫حسوون تدبيرها و عفافها لع مت محنتي ‪ ,‬و أر و أن يكون معي منهما أكثر مما قصوور بي في حُسوون الصووورة ‪,‬‬ ‫و س بلغ محبتك في مل ما ت مرني ؛ ولو أنك اذيتني لعددت اءذ منك نعمة ‪ ,‬فكيف إن وسعني كرمك و سترك‬ ‫؟ إنك ال ُتعامل هللا ب فضل من أن تكون سببا ً فس سعادة بائسة مثلي ‪ .‬أفال تحرص يا سيدي ‪ ,‬عل أن تكون هذا‬ ‫السبب الشريف ‪))...‬‬ ‫***‬ ‫قال أحمد بن أيمن ‪ :‬فحلف لي التا ر ‪ :‬أنها ملكت قلبي ملكا ً ال تصووووول إليه حسوووووناا بحسووووونها ‪ ,‬فقلت لها ‪ (( :‬إن‬ ‫ت ما تسمعينه مني ‪ -‬وهللا ء علنك ح ي من دنياي فيما يؤثرح الر ل من المرأة ‪ ,‬و ءضربن عل‬ ‫زاا ما قدم ِ‬ ‫نفسي الح اب ‪ ,‬و ما تن ر نفسي إل أنث غيرك أبداً )) ‪.‬‬ ‫وعاشووورتها ‪ ,‬فمذا هي أضوووبط النسووواا و أحسووونهن تدبيراً ‪ ,‬وأحبهن لي ‪ ,‬ف عل القبا يقل و يقل ‪ ,‬وبقيت المعاني‬ ‫عل‬

‫مالها ‪ ,‬وصارت لي هذح الزو ة المرأة و فوى المرأة ‪.‬‬

‫ولما ولدت لي ‪ ,‬اا ابنها رائع الصووورة ؛ فحدثتني أنها كانت ال تزال تتمن عل كرم هللا و قدرته أن تتزو و‬ ‫تلد أ مل اءوالد ‪.‬‬ ‫ورزقني هللا منها هذين اءبنين الرائعين لك ‪ ,‬ف ن ر ؛ أي مع زتين من مع زات اإليمان ‪!...‬‬ ‫***‬

‫‪54‬‬


‫الطائشة (‪)1‬‬ ‫قال صاحبها وهو يحدثني من حديثها ‪:‬‬ ‫كانت فتاة متعلمه ‪ ,‬حلوة المن ر ‪ ,‬رقيقة العاطفة ‪ ,‬ولها طبع شديد الطرب للحياة ‪,‬‬ ‫تحسبها دائما ً سكر تتمايل من طربها ‪.‬‬ ‫و كان هذا الطبع السكران بالشباب ‪ ,‬يعمل عملين متناقضين ‪ ,‬فهو دالل مترا ع ‪ ,‬و رأة مندفعه ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ٌ‬ ‫قلت ‪ :‬قلت ويحك يا هذا ! أتعرف ما تقول ؟‬ ‫قال ‪ :‬فمن يعرف ما يقول إذا أنا لم أعرف ؟ لقد أحببت خمس عشر َة فتاة ‪ ,‬بل هن أحببنني ‪ ,‬وقد ذهبن بي مذهباً‬ ‫‪ ,‬ولكني ذهبت بهن خمس َة َع َش َر ت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قلت ‪ :‬فال ريب أنك تحمل الوسام اءبليسي اءول من رتبه ال َ مرة ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫اهالت هن ؟‬ ‫عشر فتاة ؛ أ‬ ‫فكيف أستهام(‪ )8‬بك خمس‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قصوة حب ‪ ..‬وما خمس عشور َة‬ ‫قال ‪ :‬بل متعلمات مبصورات ‪ ,‬وال تخط واحدة منهن في فهم أن ر الً و امرأ ًة‬ ‫فتاة ؟ في هذا الزمن الحائر ‪ ,‬الذي َك َسوووووودَ (‪ )2‬فيه الزوا ‪ ,‬ورى فيه الدين ‪ ,‬وسووووووقط الحياا ‪ ,‬و أطلقت الحرية‬ ‫للمرأة ‪ ,‬وتوسعت المدارس للفتيات ‪ ,‬و أ هرت من الحفاوة أمراً مفرطا ً حت أخذن منها ربع العلم ؟‬ ‫قلت ‪ :‬و ثالثة أرباا العلم الباقة ؟‬ ‫قال ‪ :‬ي خذنها من الروايات و السينما ‪.‬‬

‫‪8‬أحب ‪.‬‬ ‫‪ 2‬بطل روا ه ‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫علم المدارس ‪ ,‬ما علم المدارس ؟ إنهن ال يصووونعن به شووويئا ً إال شوووهادات ‪ ,‬أما علم السوووينما‬ ‫فيصنعن به تاريخهن ‪ ...‬فمن ر في السينما تشهدح ألف فتاة ‪ ,‬فمذا أستقر في وعيهن ‪ ,‬طافت‬ ‫به الخواطر و اءحالم ‪.‬‬ ‫ي نون أننا في زمن إزاحه العقبات النسوائيه ‪ ,‬من حرية المرأة و علمها ‪ ,‬أما أنا ف ر أن حريه المرأح و علمها‬ ‫ال يو دان أال العقبات النسوووائيه ‪ .‬و ال ريب في أمر هذا العلم أنه هو الذي ع الفتاة تبدأ الطريى الم هول ب هل‬ ‫‪!..‬‬ ‫قلت ‪ :‬وما الطريى الم هول ؟‬ ‫قال ‪ :‬الطريى الم هول هو الر ل و إطال قه الحرية للفتاة في ثالث ‪ :‬حرية الفتاة ‪ ,‬وحرية ال حب ‪ ,‬و حرية‬ ‫الزوا ‪.‬‬ ‫أما الفتاة فكانت في اءكثر للزوا ‪ ,‬فعادت للزوا في اءقل ‪ ,‬و أما الحب ‪ ,‬فكان حبا ً تتعرف به الر وله إل‬ ‫اءنوثه ‪ ,‬و أما الزوا ‪ ,‬فلما صووووار حراً اا الفتاح بشووووبه الزو ال بالزو ‪ ,‬وفي تلك اءحوال ال يكون الر ل‬ ‫إال م فال في رأي المرأة ‪.‬‬ ‫و ان ر ما فعلت الحريه بكلمه (التقاليد) ‪ ,‬وكيف أصووووبحت من مبذوا الكالم حت صووووارت غير طبيعيه في هذح‬ ‫الحضارح ‪.‬‬ ‫وقد أخذت الفتيات المتعلمات هذح الكلمه ب معانيها تلك ‪ ,‬و أ رينها في اعتبارهن مكروهه ‪ ,‬أهي كلمه أبدعتها‬ ‫الحريه ‪ ,‬أم أبدعها هل العصر ‪.‬‬ ‫(تقاليد) ‪...‬؟ فما هي المرأة بدون التقاليد ‪...‬؟ أنها البالد ال ميله ب ير يش ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قال صوووووووواحبنا ‪ :‬أما الفتاة المحررة من التقاليد ‪ ...‬كما عرفتها فهي هذح التي أقص عليك قصوووووووتها ‪ ,‬وهي التي‬ ‫علتني أعتقد أن لكل فتاة رشدين ‪ :‬يثبت أحدهما بالسن ‪ ,‬واآلخر بالزوا ‪.‬‬ ‫دا ماعة من العلماا يمتحنون هذا الذي بينت لك ‪ ,‬في تون ب مرأة ميله ناب ة ‪ ,‬فيضووعونها بين ر ال ال تسوومع‬ ‫من ميعهم إال ما أعقلها ‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫ُ‬ ‫حسووونة عند النسووواا ال ي بينها ‪ ,‬غير أن الكلمه السووواحرح عندهن هي كلمه‬ ‫(ما أعقلها!) كلمه‬ ‫أخر ‪ ,‬هي ‪( :‬ما أ ملها!) ‪.‬‬ ‫فقلت لمحدثي ‪ :‬ك نك صووووادى يا فت ! لقد لسووووت أنا ذات يوم إل أمرأة أدبية لها رف و‬ ‫مال ‪ ,‬و اات كبريائي ف ل ست معنا ‪ ,‬فعلمت بعد أنها قالت ل صاحبة لها ‪ ( :‬ال أدري كيف ا ستطاا أن ين س‬ ‫سمي و أنا إل انبه ‪ ,‬أُذكرح أني إل انبه! لك نما كانت لقلبه أبواب يفتا ما شاا منها وي لى ) ‪.‬‬ ‫قال محدثي ‪ :‬إن إحسوواس المرأة بالعالم و ما فيه من حقائى ال مال و السوورور ‪ ,‬إنما هو إحسوواسووها بالر ل الذي‬ ‫أختارته لقلبها ‪ ,‬ثم إحساسها بعد ذلك بالصور اءخر من ر لها في أوالدها ‪.‬‬ ‫وحياة المرأة ال أسرار فيها ألبته ‪ ,‬حت إذا دخلها الر ل عر َفت بذلك أن فيها أسراراً‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬وقد لست مرة مع صاحبة القصة ‪ ,‬وأنا م ضب ‪ ...‬ثم ت ادلنا ؛ فقالت لي ‪ :‬أنت ب انبي و أنا أس ل ‪ :‬أين‬ ‫أنت ؟ فمنك لست كلك الذي ب انبي !‬ ‫قال ‪ :‬ومذهبي في الحب الكبرياا ‪ ,‬كما قلت أنت ‪ ,‬إن كبرياا الر ل إما مهيب مرح يملك أفراح قلبها ‪ ,‬و إما‬ ‫حزين يملك أحزان قلبها ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قلت ‪ :‬لقد بعدنا عن القصه فما كان خبر صاحبتك تلك ؟‬ ‫قال ‪ :‬كانت صوووووووواحبتي تلك تعلم أني متزو ‪ ,‬و لكن إحد صووووووووديقاتها أنب تها بكبريائي في الحب‪ ,‬فرأت في‬ ‫إخضاعي ل مالها عمالً تعمله ب مالها ‪.‬‬ ‫ومت كانت الفتاة مسوووووتخفه بالتقاليد كهذح اءديبة المتعلمة رأت كلمة ( الزو ) لف ا ً عل ر ل كلف الحب عليه‬ ‫‪ ,‬فهما سوا ٌا عندها في المعن ‪ .‬وال يختلفان إال في التقليد ‪.‬‬ ‫و تصدت لي كما يتصد المصارا للمصارا ؛ إذ كانت من الفتيات الم رورات ‪ ,‬اللواتي يحسبن أن في قوتهن‬ ‫العلميه تياراً لنهرنا اال تماعي الراكد ‪.‬‬ ‫إن المع زح أن هذح الفتاح صارت مدرسه أو نا رح أو مؤلفه ‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫فقلت ‪ :‬يا صووووواحبي ‪ ,‬دا هؤالا وخذ اآلن في حديث الطائشوووووة الخار ه عل التقاليد ‪ ,‬وقد‬ ‫قلت إنها تصدت لك كما يتصد المصارا للمصارا ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬تصوووووودت لي تريد أن تصوووووورفني كيف شوووووواات ‪ ,‬فنفرت فيي يدها فزادت إل رغبتها‬ ‫إصووورارها عل هذح الرغبه ‪ ,‬فلم أتسوووهل ‪ ,‬فانتهت بعد الرغبه الخياليه التي هي أو العبث و الدالل ‪ ,‬إل الرغبه‬ ‫الحقيقية لتي هي أو الحب والهو ‪.‬‬ ‫ثم ردتها الطبيعة صووووواغرح‬

‫(‪)9‬‬

‫إل حقائقها السووووولبيه ‪ ,‬إذ أن اءصووووورار عل إخضووووواا الر ل و إذالله إنما كان‬

‫إصراراً عل ت رئته ودفعه أن يستبد و يملك ‪.‬‬ ‫أما أنا ف حببتها حبا ً عقليا ً ‪ ,‬وكان يشتد عليها ‪ ,‬ءنه إشفاى ال حب ‪ ,‬وكانت إذا س لتني عن أمر ترتاب فيه ‪ ,‬قالت‬ ‫‪ :‬أ بني بلسان الصدى ال بلسان الشفقه ‪.‬‬ ‫ثم طاشت الطيشة الكبر ‪!...‬‬ ‫قلت ‪ :‬وما الطيشة الكبر ؟‬ ‫قال ‪ :‬إنها كتبت إلي هذح الرسالة ‪:‬‬ ‫(( عزيزي رغم أنفي ‪...‬‬ ‫(( لقد أذللتني بشووويئين ‪ :‬أحدهما أنك لم َتذِل لي ‪ ,‬و علتني عل تعليمي أشووود هالً من ال اهله ؛ وقد نسووويت أن‬ ‫المرأة المتعلمه تعرف ثم تعرف مرتين ‪ :‬تعرف كيف ُتخط إذا و ب أن تخط ‪ ,‬وهذح هي المعرفه اءول ؛‬ ‫أما المعرفة الثانية فتوهمها أنت ‪ ,‬فك ني قلتها لك ‪...‬‬ ‫(( اِعلم ‪ -‬يا عزيزي رغم أنفي ‪ -‬أني إذا لم أكن عزيزتك رغم أنفك ‪ ,‬فسوويتي ما ي علك َس ولَفا ً و مثالً ‪ ,‬وسووتكتب‬ ‫الصحف عنك أول حاد ٍ‬ ‫ث يقع في مصر عن أول ر ل اختطفته فتاة ‪!...‬‬ ‫(( وبعد فقد أرسلت روحي تعانى روحك ‪ ,‬فهل تشعر بها؟))‬

‫‪9‬منهزمه ‪.‬‬ ‫‪ 2‬توقفت عن الكالم ‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫قال ‪ :‬فو مت(‪ )2‬سووووواعة و تبينت لي خِفتها ‪ ,‬و هر لي طيشوووووها ‪ ,‬ف سووووورعت إليها ف ئتها‬ ‫ف دها كالقاضي في محكمته ‪.‬‬ ‫فقلت لها ‪ :‬أهذا هو العلم الذي تعلمته ؟‬ ‫قالت ‪ :‬العلم ؟‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ,‬العلم ‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬يا حبيبي ‪ ,‬إن هذا العلم هو الذي وضع المسدس في يد المرأة اءوروبية لعشقها ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قال صاحبها ‪ :‬فقلت لها ‪ :‬ك ن العلم فساد للمرأة !‬ ‫قالت ‪ :‬ال ‪ ,‬ولكن عقل المرأة هو عقل أنث دائما ً ‪ ,‬فمذا لم تكن مدرسوووووووتها متممة لدارها و ما في دارها ‪ ,‬تممت‬ ‫فيها الشارا و ما في الشارا ‪.‬‬ ‫العلم للمرأة ؛ ولكن أن يكون اءب أمراً مقرراً في العلم ‪ ,‬و اءخ حقيقة من حقائى العلم ‪ ,‬و الزو شيئا ً ثابتا ً في‬ ‫العلم ‪.‬‬ ‫بهذا تكون النساا في كل أمة مصانع عِ لميه للفضيلة و الكمال و اإلنسانسة ‪ ,‬ويبدأ تاريخ الطفل ب سباب الر ولة‬ ‫التامة ‪ ,‬ءنه يبدأ من المرأة التامة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قلت لصاحبنا ‪ :‬ثم ماذا ؟‬ ‫قال ‪ :‬ثم هذا ‪ ...‬و أدخل يدح في يبه ف خر أوراقا ً كتب فيها رواية ص يرة أسماها‪ (:‬الطائشة)‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫الطائشة (‪)2‬‬ ‫لقد اعط كاتب رواية الطائشوووووووة برهانا مطمئنا ان هذح الطائشوووووووة هي من ت ليف الحياة ال من ت ليفه ‪ ,‬و انه لم‬ ‫يخترا منها حادثة ‪ ,‬ولم ي تفك حديثا‪ ,‬ولم يزدها بفضيلة‪ ,‬ولم ينتقصها بمعرح‪.‬‬ ‫قال كاتب الطائشووة‪ :‬كنت ر ال غزال ولم اكن فاسووا ولسووت كهؤالا الشووبان اصوويبا في ايمانهم باا ف صوويبوا في‬ ‫ايمانهم بكل فضيلة ‪ ,‬وذهبوا يحققون المدنية فحققوا كل شيا اال المدنية‪.‬‬ ‫اكثر اوالئك الشبان المتعلمي ن يعرضون للفتيات المتعلمات بو وح مصقولة تحتمل شيئين‪ :‬الحب والصفع‪ .‬ولكن‬ ‫اكثر هؤالا المتعلمات يضوووووووعن القبلة في مكان الصوووووووفعة ‪ ,‬اذ كان العلم قد حل ال ريزة فيهن فعادت بقايا ال‬ ‫تستمسك وبصرهن من ب شياا تزيد قوة الحياة فيهن خطرا وصور في اوهامهن صورا محت الصور التي كانت‬ ‫في عقائدهن واخر هن من السووووووولب الطبيعي الذي حماهن هللا به فلهن العفة والحياا ولكن ليس لهن ذلك العقل‬ ‫ال ريزي الذي ي‬

‫من الحياا والعفة ولكن كثيرات منهن ارصوووووووودوا لكل و ه من التحريم و ها من التحليل‬

‫ف صبا امتناا االثم هو اال تكون اليه حا ه ‪.‬‬ ‫وفي بعض ال اهالت يكو ن عقل الحياا والعفة والشووووووورف وا لدين غريزة ك رائز الوحش هي الفكرة والعمول‬ ‫ميعا‪ ,‬ال تت ير وال تتبد وال يقع فيها التنقيا الشوووووووعري وال الفلسوووووووفي‪ ,‬وما غريزة الوحش اال ايمانه بمن خلقه‬ ‫وحشا وغريزة الشرف في االنث هي حقيقة ايمانها بمن خلقها انث‬

‫‪.‬‬

‫لقد غفل الكثير عن معن الدين وحقيقته فلو عرفوح لعرفوا ان اإلنسوووووانية ال تقوم اال بالدين والعلم كليهما فان في‬ ‫الر ل انسوووانا عاما ونوعا خاصوووا مذكرا وفي المرأة انسوووان عام ونوا خاص مؤنث كذاك وبالدين يصووولا النوا‬ ‫بتحقيى الفضووووووويلة وال اية اءخالقية‪ ,‬والدين هو الذي يضوووووووع القو الروحية في طبيعة المتعلم فان كانت طبيعة‬ ‫التعلم قويه كانت الروحية زيادة في القوة وان كانت ضعيفة‪ ,‬لم ت مع الروحية عل المتعلم ضعفين يبتل كالهما‬ ‫االخر ويزيدح كما هو الحال في المدنية ‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫يقول كاتب الطائشة ‪ :‬اما انا فقد صا عندي ان سياسة اكثر المتعلمات هي سياسة فتا العين‬ ‫حذرا من الشوووووووبان ميعا واغماض العين لواحد فقط‪ ,‬وهذا الواحد هو البالا كله عل الفتاة‬ ‫فهو قيدح لذته اما هي فتتقيد وال تنفصل اال مكرها غير ان ال بد لها من هذا الواحد ‪ ,‬ففكرها‬ ‫المتعلم يوحي لها بان الحياة نصووف معانيها النفسووية الصووديى فاءنوثة ب يرح م لمة في حياتها راكدة في طباعها‬ ‫وثقيلة عل نفسها‪.‬‬ ‫والدين ي ب ان يكون ذلك الصديى اال الزو في شروطه وعهودح كيال تتقيد المرأة اال بمن يتقيد بها ‪.‬‬ ‫والعلم ال ي ب ان يكون الصديى هو الحب ‪ ,‬والفن يو ب ان يكون هو الحب‪.‬‬ ‫وليس في الحب شروط وال عهود اال وسائل وقتيه اكثرها الكذب والخديعة فلف الحب لص ل وي يسرى المعاني‬ ‫التي ليسوووت له وينفى مما يسووورى‪ ,‬وليس من امرأة يخدعها عاشوووى اال انكشوووف حبه لها كما ينكشوووف اللص حين‬ ‫يمسك ‪.‬‬ ‫كتبت لي‪ :‬انا ال ات لم في هواك باءلم ولكن ب شوياا منك اقلها االلم وال احزن بالحزن ولكن بهموم بعضوها الحزن‬ ‫انك صنعت لي بكاا ودموعا وتنهدات و علت لي الما منك ونورا منك يا نهاري وليلي ‪.‬‬ ‫ترا ما ا سم هذا النوا من ال صداقة ا سمه الحب؟ ال ‪ ,‬ا سمها الكبرياا؟ ال ‪ ,‬ا سمه الحنان ؟ ال ‪ ,‬ا سمه حبك انت ‪,‬‬ ‫انت ايها ال امض المتقلب اال ترا الفا ي تبكي اال تسووووووومع قلبي يصووووووورخ ب ي عدل الناس تريد ان احيا في عالم‬ ‫شمسه باردح هذا قتل ‪ ,‬هذا قتل ‪.‬‬ ‫فكتبت اليها‪ :‬ان لم يكن هذا نونا فانه لقريب منه‪.‬‬ ‫ال ادري كيف احببتها وال كيف دعتني اليها نفسووووي ولكن الذي اعلمه اني تخادعت لها وقلت ان المسووووتحيل هو‬ ‫منع الشر والممكن هو تخفيفه ‪ ,‬ثم اقبلت ارثي لها واخفف عنها واقبلت هي تضاعف لي مكرها وخديعتها وكان‬ ‫االمر بيننا كما قالت ‪ :‬في الحب والحرب ال يكون اله وم ه وما وفيه رفى او ترا ع‪.‬‬ ‫ان المرأة وحدها هي التي تعرف كيف تقاتل بالصبر واالناة ‪ ,‬وال يشبهها في ذلك اال دهاة المستبدين‪.‬‬ ‫لم يخف عليها ان الذعة حبها وقعت في قلبي وان صووووبرها قد غلب كبريائي وان كثرة التالقي بين ر ل وامرأة‬ ‫يطمع احدهما في االخر وينقل روايتهما ال فصلها الثاني‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫رأت ال مرة اءول في قلبي ف ضرمت فيه الثانية حين ااتني اليوم بكتاب زعمت ان فالنا‬ ‫ارسله اليها يطارحها الهوا والحنين والتياا الحب ‪.‬‬ ‫ويقول لهووا‪ :‬في هووذا الكتوواب انووا لم اشووووووورب خمرا قط ولكني ال اراني ان ر ال مفوواتنووك‬ ‫ومحاسووونك اال وفي عيني الخمر وفي عقلي السوووكر وفي قلبي العربدح علت لي وحيك ن رة سوووكير فيها نسووويان‬ ‫الدنيا وما في الدنيا ماعدا الز ا ة‪.‬‬ ‫و ااتني اليوم بيبدة من اوابدها قالت‪ :‬انت ر عي محاف عل التقاليد قلت‪ :‬ءني ار هذح التقاليد كالصوووووووباح‬ ‫الذي يتكرر كل يوم وهو في كل يوم ضياا ونور قالت‪ :‬او كالمساا الل‪1‬ي يتكرر وهو في كل يوم الم وسواد‬ ‫قلت‪ :‬ليس هذا الي وال اليك بل الحكم فيه للنفع او الضرر‪.‬‬ ‫قالت‪ :‬بل هو ال الحياة ‪ ,‬نعم يا عزيزي (المت خر) ان مذهب المرأة الحرة في الفرى بين الزو وغير الزو‬ ‫ان االول ر ل ثابت واالخر ر ل طارئ الثابت ثابت معها بحقه هو والطارئ طارئ عليها بحقها هي فان‬ ‫كانت حرح فلها حقها‪.‬‬ ‫وال هنا ينتهي نصف الرواية اما النصف االخر فيكاد يكون قصة اخر اسمها (الطائش والطائشة)‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫دموع من رسائل الطائشة‬ ‫ورسووائل هذح الطائشووة ال صوواحبها تقرأ في اهرها عل انها رسووائل حب قد كتبت في الفنون التي يترسوول بها‬ ‫الع شاى ولكن وراا كالمها كالما اخر تقرأ به عل انها تاريخ نفس ملتاعة التزال شعلة النار فيها تتنم وترتفع‬ ‫وقد فدحتها ب لمها الحياة اذ حصوورت ها في فن واحد ال يت ير ‪ ,‬واوقعتها تا شوورط واحد ال يتحقى وحرقتها بفكرة‬ ‫واحدة التزال تخيب‪.‬‬ ‫وهه هي رسوالة الطائشوة اال سواحبها يخيل الي ان الفا خضووعي وتضورعي مت انتهت اليك انقلبت ال الفا‬ ‫شووو ار ونزاا أي عدل ان تلمسوووك حياتي لمسوووة الزهرة الناعمة ب طراف النبات وتقذفني انت قذف الح ر بملا‬ ‫اليد الصلبة متمطية فيها قوة ال سم؟ ‪.‬‬ ‫علت لي عالما ‪ ,‬اما ليله ف نت وال الم والبكاا ‪ ,‬واما نهارح ف نت والضياا واالمل الخائب هذا هو عالمي‪ :‬انت‬ ‫انت ‪.‬‬ ‫كم يقول الر ال في النساا وكم يصفوهن بالكيد وال در والمكر فهل ئت انت لتعاقب ال نس كله في انا وحدي؟‬ ‫‪.‬‬ ‫لشد ما اتنم ن اشتري انتصاري ولكن انتصاري عليك هو عندي ان تنتصر انت ‪.‬‬ ‫حت في خيالي ار ان لك هيئة االمر الناهي ايها القاسي ‪ ,‬ال احب منك هذا ولكن ال يع بني منك اال هذا ‪.‬‬ ‫ما اشد تعسي اذا كنت اخاطب منك نائما يسمع احالمه وال يسمعني ‪.‬‬ ‫والكن فألصبر عل االيام التي ال طعم لها الن فيها الحبيب الذي ال وفاا له ‪.‬‬ ‫حت في ضووووعف المرأة ال مسوووواواة بين النسوووواا في اال تماا فكل متزو ة و يفتها اال تماعية انها زو ة ولكن‬ ‫ليس لعاشقة ان تقول ان عشقها و يفتها‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫ان القلى اذا اسووووووتمر عل النفس انته بها اخر االمر ال االخذ بالشوووووواذ من قوانين الحياة‬ ‫والنساا يقلقن الكون االن مما استقر في نفوسهن من االضطراب‪ ,‬وسيخربنه اشنع تخريب‬ ‫‪.‬‬ ‫ويل لال تماا من المرأة العصرية التي انش ها ضعف الر ل؟ ان الشيطان لو خير في ير شكله لما اختار اال ان‬ ‫يكون امرأة حرة متعلمه خياليه كاسدح ال ت د الزو ؟ ‪.‬‬ ‫وي ل لال تماا من عذراا بائرة خياليه تريد ان تفر من انها عذراا ‪ ,‬لقد امتألت االرض من هذح القنابل ‪.‬‬ ‫ولكن ما من امرأة تفرط في فضيلتها اال وهي ذنب ر ل قد اهمل غب وا به‪.‬‬ ‫قالت رسالتي اليك يا عزيزي بل طاشت ‪ ,‬فاني حين ا دك افقد الل ة وحين افقدك ا دها‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫فلسفة الطائشة‬ ‫في كل شوويا عل هذح االرض سووخرية‪ ,‬و السووخرية من ال نس الفاتن الذي تقدسووه ت تي من هذا الحسوون‪ ,‬فذاك‬ ‫اسقاطه سقوطا مقدسا‪ ,‬او ذاك تقدسيه ال ان يسقط ‪ ,‬او هو عل تقديسه بابا من الحيلة في اسقاطه‪ .‬ال بد من‬ ‫سفل مع العلو يكون احدهما كالسخرية من اآلخر‪ ,‬فاذا قال ر ل المرأة قد فتنته او وقعت من نفسه "احبك" ‪ .‬او‬ ‫قالتها المرأة لر ل وقع من نفسوووووووها او اسوووووووتهامها‪ ,‬ففي هذح الكلمة الناعمة اللطيفة كل ما في معاني الوقاحة‬ ‫ال نسوووية‪ ,‬وكل السوووخرية بالمحبوب سوووخرية بم الل ع يم‪ .‬وهي كلمة شووواعر في تقديس ال مال واالع اب به‪,‬‬ ‫غير انها هي ب عينها كلمة ال زار الذي ير الخروف في ماله اللحمي والدهني فيقول‪" :‬سمين‪. "...‬‬ ‫لهذا يمنع الدين خلوة الر ل بالمرأة و حرم ا هار الفتنة من ال نس لل نس‪ ,‬ويضع العين المؤمنين و المؤمنات‬ ‫ح ابا اخر من االمر ب ض البصووور‪ ,‬ثم يطرد من المرأة كلمة الحب اال ان تكون من زو ها وعن الر ل اال ان‬ ‫تكون من زو ته‪ ,‬اذ هي كلمة حيلة في لطبيعة اكثر مما هي كلمة صوووووووودى في اال تماا‪ .‬وال يؤكد في الدين‬ ‫صدقها اال تماعي اال العقد والشهود لربط الحقوى بها واقرارها في موضعها من الن ام االنساني‪.‬‬ ‫وفلسووفة هذح الطائشووة فلسووفة امرأة ذكية مطلعة محيطة مفكرة‪ ,‬وقد اصووبحت تر الصووواب في شووكلين ال شووكل‬ ‫واحد بعد سقطة حبها ‪ :‬فتراح كما هو وتراح كما هو في اغالطها‪.‬‬ ‫قال صاحب الطائشة‪:‬‬ ‫ذكرت لها "اسووووووم امين" وقلت لها انها خير تالميذح وتلميذاته فقالت انما كان قاسووووووم تلميذ المرأة االوروبية ‪ ,‬فما‬ ‫حا تنا نحن ال تلميذها القديم‪ .‬قالت‪ :‬لقد اثبت قاسوووووووم –غفر هللا له‪ -‬انه انحصووووووور في عهد بعينه ولم يتبع االيام‬ ‫ن رح‪ .‬لم يقدر ان هذا الزم سووويتقدم في رذائله بحكم الطبيعة اسووورا و اقو مما يتقدم في فضوووائله ‪ ,‬وان العلم ال‬ ‫يستطيع اال ان يخدم ال هتين بقوة واحدة‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫مزى البرقع وقال‪ ":‬انه مما يزيد في الفتنة‪ ,‬وان المرأة لو كانت مكشووووووووفة الو ه لكان في‬ ‫م موا خلقها‪ -‬عل ال الب‪ -‬ما يرد البصر عنها"‪ .‬وزعم ان النقاب والبرقع من اشد اعوان‬ ‫المرأة عل ا هار ما ت هر و عمل ما يعمل لتحريك الرغبة النهما يخفيان شووووخصوووويتها فال‬ ‫تخاف ان يعرفها قريب او بعيد‪ ,‬فتاتي ما تشتهيه من ذلك تحت حماية البرقع والنقاب‪.‬‬ ‫واراد قاسوووووووم ان يعلمنا الحب لنربط به الزو معنا فلم يزد عل ان رأنا عل الحب الذي فر به الزو منا‪ ,‬و‬ ‫نسوووووووي ان المرأة التي تخالط الر ل ليع بها وتع ه فيصووووووويرا زو ين انما تخالط في هذا الر ل غرائزح قبل‬ ‫انسووووانيته‪ .‬واغفل عامل الزمن من حسووووابه وها م الدين بالعرف و ن ان العرف مقصووووور عل زمنه‪ ,‬وك نه لم‬ ‫يدر ان الفرى بين الدين والعرف هو ان هذا االخير دائم االضطراب والت ير وال يصلا ابدا قاعدة للفضيلة‪.‬‬ ‫كان قاسوووووم كالمخدوا الم تر بيرائه ‪ ,‬من ثم كثرت اغالط الر ل حت‬

‫عل الفرى بين الفسووووواد ال اهلة وفسووووواد‬

‫المتعلمة ان اال ول " ال تكلف نفسوها عناا البحث عن صوفات الر ل الذي تريد ان قدم له افضول مشويا لديها ‪,‬‬ ‫هو نفسووووها ‪ ,‬وعل خالف ذلك يكون النسوووواا المتعلمات اذا ر عليهن القدر ب مر مما ال يحل لهن لم يكن ذلك‬ ‫اال بعد محبة شوووديدة للمحبوب وشووومائله وصوووفاته فتختارح من بين مئات وألوف ممن تراهم في كل وقت!!! وهي‬ ‫تحاذر ان تضوووع ثقتها في شوووخص ال يسوووتحقها وال تسووولم نفسوووها اال بعد مناضووولة يختلف زمنها وقوة الدفاا فيها‬ ‫حسب االمز ة‪.‬‬ ‫قالت الطائشووة‪ :‬انه وهللا ما يتدافع اثنان ان هدم كنيسووة واحدة ال يكون اال هدم كتشوونر "مصووطف كمال‪-‬المتحدث‬ ‫باسوووووووم تحرير المرأة تحريرا مزى الح اب"‪ ,‬وتاريخ كتشووووووونر‪ ,‬ولكن الع ز ممهد من تلقاا نفسوووووووه و االرض‬ ‫المنخسووفة هي التي يسووتنقع فيا االماا فله فيها اسووم ورسووم‪ ,‬اما ال بل الصووخري االشووم فاذا صووب هذا الماا عليه‬ ‫ارسله من كل وانبه وأفاضه ال اسفل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬فاذا كان هذا رايك للنسوواا فكيف ال ترين هذا لنفسووك‪ ,‬فاذا كانت كل امرأة ت لط لنفسووها في الرأي و تنصووا‬ ‫بالرأي الصائب غيرها فيوشك اال يبق في نساا االرض فضيلة‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫تربية لؤلؤية‬ ‫كتبت الي سوووويدة فاضوووولة بما هذح تر مته منقوال ال اسوووولوبي وطريقتي‪ " :‬ما بعد‪ ,‬لهذا الذي كنا ننا و ننت ‪,‬‬ ‫فاقرأ الفصل الذي انتزعته لك من م ل ة وستعرف منه وتنكر وت د فيه فتاة اليوم عل ما وقع بها من ال ن وكثر‬ ‫فيها من اقوال السوا‪.‬‬ ‫وقرأت الفصووول الذي اوم ت اليه السووويدة واذا في اوله ‪ :‬كتبت انسوووة اديبة في عدد سوووابى‪ " :‬ا ل لنفتش عن هذا‬ ‫الر ل كما يفتشوووون هم عن المرأة‪ ,‬فان اخط ناهم ازوا ا فلن نخطئهم اصووودقاا"‪ .‬ثم قالت‪ ":‬قرأت مقال االنسوووة‬ ‫الثائرة ف زعت الن قالت اسوووووووم امين عندما رفع علم ال هاد من ا ل حرية المرأة‪ ,‬ما ن انا حرية المرأة‬ ‫ستتطور ال حد ان تقف انسة مهذبة تكشف عن راسها تبكي و تستبكي سواها معها من ا ل الزوا ‪."...‬‬ ‫نعم انا قاسووووووم امين‪ -‬رحمه هللا – لم يكن ي ن ‪ ,‬ولكن ما كان ينب ي ان ن ان بعض الصووووووواب في الخطاا ال‬ ‫ي عل الخطاا صووووووووابا‪ .‬اذا كنت كشوووووووفت عن ذور الشووووووو رة لتطلقها بزعمك من ح ابها وتخر ها ال النور‬ ‫والحرية فمنما اعطيتها النور و لكن معه العنف والحرية ومعها االنتفاض ‪ ,‬فخذها بعد ذلك خشبا ال ثمرا ومن ر‬ ‫ش رة ال ش رة‪.‬‬ ‫وهذا هو الرأي الذي ينتبه اليه الواحد فليس الح اب اال كالرمز لما ورااح من اخالقه ومعانيه‪ ,‬وهو كالصدقة ال‬ ‫تح ب اللؤلؤة ولكن تربيها في الح اب تربية لؤلؤية فوراا الح اب الشووووووورعي معاني التوازن واالسوووووووتقرار‬ ‫والهدوا و االطراد‪ .‬وعل هذا تقوم قوة الدافعة في تمام االخالى االدبية كلها وهي سر المرأة الكاملة‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫س‪.‬ا‪.‬ع‬ ‫هؤالا ثالثة من االدباا ت معهم صووووفة العزوبة و يحبون المرأة حبا خائفا يقدم ر ال ويؤخر اخر ‪ ,‬فال يقبل اال‬ ‫أدبر وال يعزم اال انحل عزمه‪.‬‬ ‫ف ما "س" ‪ ,‬فر ل كشوويخ المسو د‪ ,‬ذو دين وتقو ال يت ه لشوويا من امر المرأة فله ثالثة ابواب مفتوحة للهرب‬ ‫اذا زين له الشيطان ورطة‪ :‬اذا يخش هللا‪ ,‬ويتوق نفسه‪ ,‬ويستحي من ضميرح‪.‬‬ ‫و اما " ا " ‪ ,‬فقد بلغ ما في نفسووووه وقضوووو نهمته حت مما اراد‪ .‬ثم قلب الثوب فاذا هو الر ل الصووووالا العفيف‬ ‫الدخلة‪ ,‬ما تنطى له نفس من م ثم‪.‬‬ ‫و اما "ا" ‪ ,‬فهو كاءعر ‪ ,‬اذا مشووووو ال الخير أو الشووووور مشووووو بطيئا بر ل واحدة ولكنه يمشوووووي‪ .‬و اذا اراد‬ ‫صاحبنا ان يسخر من الشيطان دخل المس د فصل ‪ ,‬واذا اراد الشيطان ان يسخر منه دحر ه في الشوارا بحثا‬ ‫عن النساا‪.‬‬ ‫ا تمع الثالثة في مناقشووووة مقالة "تربية لؤلؤية" ‪ ,‬ف معوا عل ان المرأة السووووافرة التي نبذت ح اب طبيعتها ان‬ ‫هي اال امرأة م هولة عند طالبي الزوا بقدر ما بال ت ان تكون معروفة‪ ,‬و انها ابتعدت من حقيقتها الصووحيحة‬ ‫قدر ما اقتربت من خيالها الفاسووووود‪ ,‬واتقنت ال لط ليصووووودقها فيه الر ل فلم يكذبها فيه اال الر ل‪ ,‬و عل احسووووون‬ ‫معانيها ما هرت به فارغة من احسن معانيها‪.‬‬ ‫قال" س"‪ :‬قد رهقني من ذلك الضن النسوي ما عيل به صبري وضعف له احتمالي‪ ,‬فقد اوقدت َسورة الشباب‬ ‫نارها عل الدم تعتلج في االحشوووووووواا تصوووووووبغ الدنيا بلون دخانها‪ .‬لقد توزعت المرأة عقلي فهو متفرى عليها ال‬ ‫استطيع ان اتصورها كاملة‪ ,‬بل هي في خيالي ا زاا ال ي معها كل‪ ,‬هي ابتسامه‪ ,‬هي ن رة‪ ,‬هي ضحكة‪ ,‬هي‬ ‫اغنية‪ ,‬هي سم‪ ,‬هي شيا‪ ,‬هي هي هي‪ .‬اح لو استطعت ان اوق امرأة من نساا احالمي‪....‬‬

‫‪68‬‬


‫وقال " ا "‪ :‬لقد كانت معاني المرأة في ذهني صورا بديعة من الشعر تستخفني اليها العاطفة‬ ‫ولك النسووواا ايق نني من الحلم وف عنني بالحقيقة‪ .‬قال حكيم ءولئك الذين يسوووتميلون النسووواا‬ ‫ب نواا الحلي وصووووونوف الزينة والكسووووووة الحسووووونة‪ " :‬أيا هؤالا انكم انما تعلمون هذح محبة‬ ‫االغنياا ال محبة االزوا "‪ .‬و تخنث الشووووبان والر ال ضووووروبا من التخنث بهذا االختالط وهذا االبتذال وتحللت‬ ‫طباا ال يرة فكان هذا سووووريعا في ت يير ن رتهم ال النسوووواا ‪ ,‬وسووووريعا في افسوووواد اعتقادهم ونقض احترامهم ‪,‬‬ ‫ف قبلوا بال سووم عل المرأة و اعرضوووا بالقلب‪ ,‬و اخذوها بمعن االنوثة و تركوها بمعن اءمومة‪ ,‬ومن هذا قل‬ ‫طالب الزوا وكثر رواد الخنا(‪. )1‬‬ ‫(‪)1‬الخنا‪ :‬الفاحشة‬ ‫و قال" ا "‪ :‬فاعلم ان العزاب من الر ال يتعلم بعضوووهم من بعض وهم كاللصووووص ال ي تمع هؤالا وال هؤالا‬ ‫اال عل رذيلة او ميلة‪ .‬ومن حكم الطبيعة عل ال نسووين ان الفاسووى يباهي بم هار فسووقه قدر ما تخاف الفاسووقة‬ ‫من هور امرها‪ ,‬وهذح اشارة من الطبيعة ال ان المرأة مسكينة م لومة‪.‬‬ ‫وي ب تفسير كلمة "العزب" في الل ة بمثل هذا المعن ‪ :‬انها شخ صية ساخطة متمردة عل حقوى مختلفة للمرأة‬ ‫والن سل واالمة و الوطن‪ .‬فما ساا رأي العزاب في الن ساا و الفتيات اال من كونهم بطبيعة حياتهم الم ضطربة ال‬ ‫يعرفون المرأة اال في اسوأ احوالها واقبا صفاتها وهم وحدهم علوها كذلك‪.‬‬ ‫ان لهم و ودا محزنوا يسوووووووتمتعون فيووه و لكنهم يهلكو ن و يُهلكون بوه‪ .‬كيف يعتبر مثوول هوذا مو ودا ا تموواعيووا‬ ‫صوووحيحا وهو حي مختلف في و ود مسوووتعار يقضوووي الليل هربا من حياة النهار‪ ,‬ويقضوووي النهار نافرا من حياة‬ ‫الليل‪ .‬أية اسووورة شوووريفة تقبل ان يسووواكنها ر ل اعزب‪ ,‬وأية خادمة عفيفة تطمئن ام تخدم ر ال اعزبا؟ هذح هي‬ ‫لعنة الشرف والعفة لهؤالا االعزاب من الر ال‪.‬‬ ‫قال الراوي‪ :‬وهنا انتفض "س" و " ا " وحاوال أن يقبضووووا عل هذح اللعنة و يرداها ال حلى " ا "‪ .‬ثم سوووو لني‬ ‫ثالثتهم ان أسوووقطها من المقال‪ ,‬بيد اني رأيت ان خيرا من حذفها أن تكون اللعنة ءعزاب الر ال اال من " س "‬ ‫و " ا " و" ا "‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫استنوق الجمل‬ ‫قال الشووووووواب‪ :‬ال قِ َب َل لي بهذا التعب المُعني الذي يسووووووومونه‪" :‬الزوا "‪ ,‬فما هو إال بيت ثِقله عل شووووووويئين‪ :‬عل‬ ‫ُلزمونني عم َل‬ ‫اءرض‪ ,‬وعل نفسوووووووي‪ ,‬وامرأة همُّها في موضوووووووعين‪ :‬في دارها‪ ,‬وفي قلبي‪ ,‬وما هو إال أطفال ي ِ‬ ‫ً‬ ‫وووووووديدا ك نما أبنِيهم ب يامي‪ ,‬وأ مع هموم‬ ‫يدين اثنتين‪ ,‬وأتح مهل فيهم ره ًقا شو‬ ‫ك إال‬ ‫اءيدي الكثيرة من حيث ال أم ِل ُ‬ ‫ِ‬ ‫رأس واحد‪ ,‬هو رأسي أنا‪ ,‬يُولَد ك ٌّل منهم بمعدة تهضم لتوها وساعتها‪ ,‬ثم ال شيا معها من يد‬ ‫رؤوسهم كلها في‬ ‫ٍ‬ ‫أو ِر ل أو عقل إال هو عا ز ال يستقلٌّ‪ ,‬متخاذل ال يُطيى وال يقدِر‪.‬‬ ‫عسوووووووول‬ ‫قال‪ :‬وإذا كان أول الزوا ؛ أي‪ :‬عسوووووووله وحلواح‪ ,‬أنه امرأة ُتذهب عزوبتي‪ ,‬ف نا وأمثالي ما نزال في َ‬ ‫وحلو ‪ ,‬ولكل وق ٍ‬ ‫ت زوا ‪ ,‬ولكل عصر أفكار ‪.‬‬ ‫قالأ وإذا أردتَ أل تسههتكشههفَ القصههة‪ ،‬فاعلم أننا ‪ -‬نحص الع َّزاب ‪ -‬قوم مرجال الفصو رذيلتُهم فنهية‪ ،‬وفضههيلتهم فنية‪،‬‬ ‫فهههتهههلههههك وهههههذه بسههههههههههبهههيههههل‪ ،‬ومههههل نههههههههههي رء فهههي الهههفهههص ههههو لهههمهههوضههههههههههعههههه مهههص الهههفهههص ال مهههص غهههيهههره‪،‬‬ ‫هات الظالم وسوادهو فإنه ٌ‬ ‫لول مالنور وإنراقه‪ ،‬ال بد مص مليهماو إذ المعنى الفني إنما يكول في تناسب األنياء ال‬ ‫في األنهههههههياء ذاتها‪ ،‬ويد الفنهي ميد الغ ِنيو هذه ال يق ُع فيها الذهب إال ليتع َّدد ثم يتعدد‪ ،‬وتلك ال تقع فيها المرأة إال‬ ‫لهههههتهههههتهههههعهههههدد ثهههههم تهههههتهههههعهههههدد‪ ،‬وفهههههي مهههههله ديهههههنهههههار قهههههوة جهههههديهههههدة‪ ،‬وفهههههي مهههههل امهههههرأة فهههههص جهههههديهههههدت‬ ‫تحسهه َبص أل المرأة هي السههافرة عندنا‪ ،‬ولكص اللذة هي السههافرة‪ ،‬وما أحك َم الشههرع! أقول لك وأنا‬ ‫ثم قال الشههابأ ال‬ ‫َ‬ ‫محام يقرر الحقيقةأ ما أحك َم الشهر َع الذي لم ه‬ ‫يرخص في مشهف وجه المرأة إال لضهرورةو فإل الواق َع في الحياة أل‬ ‫ر‬ ‫هذا الكشهههههههف مثيرً ا ما يكول منقب اللصه على ما وراء النقب‪ ،‬وإذا ُمسهههههههر ما فوق القُفل مص الخزانة المكتنز فيها‬

‫‪70‬‬


‫الههههذهههههب والههههجههههوهههههر‪ ،‬فههههالههههبههههاب الههههجههههديههههد مههههلههههه سههههههههههخههههريههههة وهُهههه ُزؤ مههههص بههههعهههه ُد !‬

‫محام طُوي عقلُه على الكتب القانونية‪ ،‬وطوي قلبُه على مثلها مص غير القانونية‪ ،‬وليس يمتري‬ ‫هذه عقليَّةُ نهههههههاب‬ ‫ر‬ ‫الجلد األوروبيت ومص البالء على هذا الشهههرق أنه ما بر‬ ‫أح ٌد في أنها عقلية السهههوا ِد مص نهههبابنا المثقَّف الذي لبس ِ‬ ‫يناه المسههتع ِمريص ويوا ِثبهم‪ ،‬غافالً عص معانيهم االسههتعمارية التي تناهضههه وتواثبه‪ ،‬جاهالً أل أوروبا تسههتعمرُ‬ ‫َّ‬ ‫واللذة‬ ‫وتسههههههوق األسههههههطول والجيش‪ ،‬وال ِكتاب واألسههههههتاذ‪،‬‬ ‫بالمذاهب العلمية مما تسههههههتعم ُر بالوسههههههائل الحربية‪ُ ،‬‬ ‫واالستمتاع‪ ،‬والمرأة والحُبت‬ ‫ف‬ ‫لَم أفهم أنا مص مالم ااحبنا الشاب ومعانيه إال أل أوروبا في أعصا ِبه‪ ،‬وأما مص ُر ونساؤها ورجالها‪ ،‬فعلى َ‬ ‫طر ِ‬ ‫لسانه ال تكول إال ايحة‪ ،‬وليس بينه وبينها في الحياة عم ٌل إال مص ناحية لذتِه بها‪ ،‬ال مص ناحية فائدتها منهت‬ ‫وأولئك نبال وقَف بهم الشبابُ موقف بَالَدَة‪ ،‬فال يخطو إلى الرجولة‪ ،‬وال يكمل بنموه االجتماعي مما يكمل الرج ُل‬ ‫الوطني‪ ،‬فمص ثَم يكول خَ وَّارً ا ال ي ستطيع أل يح ِم َل أثقاالً مع أثقاله‪ ،‬وي ستوط ال َعجز والخمول‪ ،‬فال يكول إال قاعد‬ ‫عجزه وتخا ُذلِه‪ ،‬وال يكول في بع‬ ‫ب‬ ‫الهمة‪ ،‬رخو العزيمة‪ ،‬قد اسهههههههتنام إلى أسهههههههبا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُجعةً ال يمشي‪ ،‬نُ َومةً ال ينته‬ ‫ضه َح ِميلة على ذويه‪ ،‬ض َ‬ ‫َ‬ ‫بمر ِ‬

‫االعتبار إال مالمري‬

‫ِ يعيش‬

‫‪ ،‬مستريحًا ال يعملت‬

‫فليسههها الزوجةُ وحدها هي التي خسهههرت الشهههابَّ ‪ ،‬بل خسهههره معها الوطصُ والدهيص والفضهههيلة جميعًا‪ ،‬وبهذا انعكس‬ ‫العكس‪ ،‬وهذا السههقوط‪،‬‬ ‫فوجب في رأيه أل تسه َّخر الجماعة له‪ ،‬وأل يسههتقل هو بنفسههه‪ ،‬وبهذا‬ ‫َوضهعُه مص الجماعة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وهذا االسهههتمتاع الذي يجد سهههعادته في نفسهههه‪ ،‬أاهههبم أولئك الشهههبالُ مأنما حقهم على المجتمع أل يق هد َم لهم بغايا ال‬ ‫زوجات‪ ،‬بغايا حتى مص الزوجات!‬ ‫تفسههر اإلنسههانية إحداهما باألخرى تفسههيرً ا‬ ‫قَبَّم هللا عصههرً ا يجهل الشههاب فيه أل الرجل والمرأة في الوطص‬ ‫ملمتال ه‬ ‫ِ‬ ‫إنسانيًّا دينيًّا بالواجبات والقيود واألحمال‪ ،‬ال باألهواء والشهوات‬ ‫باالثنتيص معًا‪ ،‬وهي طبيعةُ الشهعبو‬ ‫ليس للزواج معنًى إال إقرار طبيعة الرجل وطبيعة المرأة في طبيعة ثالثة تقوم‬ ‫ِ‬ ‫النفس ولؤمها أل يف َّر الشههههاب القوي مص تَبِعة الرجولة‪ ،‬فال يح ِمل ما ح َمل أبوه مص واجبات ‪ ،‬وال يقيم‬ ‫فمص سههههقوط‬ ‫ِ‬ ‫وزوجه وولَ ِده‪ ،‬بل يذهب يج َع ُل حه نفسههههههه فوق نفسههههههه‪ ،‬وفوق اإلنسههههههانية‬ ‫لوطنه جانبًا مص بناء الحياة في نفسههههههه‬ ‫ِ‬

‫‪71‬‬


‫والفضههيلة والوطص جميعًا‪ ،‬وال يعرف أل انفالتَه مص واجبات الزواج هو إضه ٌ‬ ‫هعاف في طبيعته‬ ‫لمعنى اإلخالا الثابا‪ ،‬والصبر الدائب‪ ،‬والعطف الجميل‬ ‫وخضعوا‪ ،‬وأ َبوا‬ ‫وخضع‪ ،‬ولكنه يح ِمل‪ ،‬وهؤالء إذا استنوقوا تخنَّثوا‪ ،‬والنوا‪،‬‬ ‫ق تخنَّث‪ ،‬واللَ ‪،‬‬ ‫إل‬ ‫الجمل إذا استَن َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أل يح ِملوات‬ ‫بع لمههههه وجهههههل الفتيههههات‪،‬‬ ‫ومص سهههههههقوط النفس في الرجههههل النكس العههههاجز‬ ‫ه‬ ‫المقصهههههههر أل يحت َّج لعزوبتههههه ِ‬ ‫نفسههههيص‪،‬‬ ‫ومص سههههقوط النفس أل يَغنَى الشههههاب عص الزواج لفجوره فيُقرَّه‪ ،‬ويُم هكص له‪ ،‬ومأنه ال يعلم أنه بذلك يحطم‬ ‫ِ‬ ‫ويُح ِدث جريمتيص‪ ،‬ويجعل نفسههههه على الدنيا لعنتيصتومص سههههقوط النفس أل يغتر الشههههاب فتاةً حتى إذا وافق ِغرَّتها‬ ‫عارها األبدي‪ ،‬فما يحمل هذا الشهههههاب إال نفس لص خبيث فاتك‪ ،‬هو أبدًا عند مص‬ ‫م َكر بها وترمها بعد أل يُل ِبسهههههها َ‬ ‫يسرقهم في باب الخسائر والنكبات‪ ،‬ال في باب الره بم والمكسب‪ ،‬وعند المجتمع في باب الفساد والشر‪ ،‬ال في باب‬ ‫َّ‬ ‫والشههههههه َرفت‬ ‫المصهههههههلحههههة والخير‪ ،‬وعنههههد نفسههههههههههه في بههههاب الجريمههههة والسهههههههرقههههة‪ ،‬ال في بههههاب العمههههل‬ ‫َّ‬ ‫والشههههههطط في‬ ‫فسههههههقوط النفس وانحطاطها هو وحده نكبةُ الزواج في أاههههههلها وفروعها الكثيرة التي منها ال ُمغاالة‬ ‫ُ‬ ‫بحث الشهههاب عص الزوجة الغنية‪ ،‬وإهمال ذات الدهيص واألاهههل الكريم لفقرها‪ ،‬ومنها ابتغا ُء الزوجة‬ ‫المهور‪ ،‬ومنها‬ ‫رجالً ذا جا ره أو ثراء‪ ،‬وعزوفُها عص الفاضهههههل ذي ال َكفَاف أو اليسهههههير على ِغنًى في رجولته وفضهههههائله‪ ،‬مأنما هو‬ ‫زواج‬

‫الهههههههههدهيهههههههههنهههههههههار‬

‫بهههههههههالسههههههههههههههههبهههههههههيهههههههههكهههههههههة‪،‬‬

‫والسههههههههههههههههبهههههههههيهههههههههكهههههههههة‬

‫بهههههههههالهههههههههديهههههههههنهههههههههارت‬

‫س أن‬ ‫وأعظ ُم أسباب هذا السقوط في رأيي هو ضعفُ التربية الدِّينية في الجنسين‪ ،‬وخاصة الشبان‪ ،‬ظنًّّا من النا ِ‬ ‫الدِّين شأن زائد على الحياة‪ ،‬مع أنه هو ال غيره نظام هذه الحياة وقِوا ُمها في كل ما يتصل منها بالنفس‪ .‬ويقابل‬ ‫ضععععععفر التربية الدينية مظهر وخر هو سعععععبب من أكب ِر أسعععععباب السعععععقوط‪ ،‬وهو ضععععععفُ التربية االجتماعية في‬ ‫المدرسععة‪ ،‬وىلى هذا الفعععف يرج ُع سععبب وخر هو النُّث الطباع واسععترسععالها ىلى ال حدعرة والراحة‪ ،‬وفرارها من‬ ‫أساس كل شلصية قائمة في موض ِعها االجتماعي‪.‬‬ ‫حمل التبعة "المسؤولية" التي هي دائ ًّما‬ ‫ُ‬ ‫الموضع الطبيعي لألم‬ ‫الضعف وذلك السقوط ُوضعا المرأة الب ِغي العاهرة في‬ ‫• وبذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫• ونزل الرج ُل السافل المنحط في المكال الطبيعي لألبت‬ ‫وتحللا قوى الوطص بانحراف عنصههههريه العظيميص عص طبيعتهما‪ ،‬وجعلا فضههههيلة الفتيات المسههههكينات تتآ َم ُل مص‬ ‫فضائل ن َِخرةت‬ ‫طول ما أُه ِملا‪ ،‬وأخذ سُوس الدم يت ُر ُمها‬ ‫َ‬

‫‪72‬‬


‫لقد قُتلت ُروحية الزواج‪ ،‬وهي على كل حال جريمةُ قتل‪ ،‬فمن القاال يا صاحبنا المحامي؟‬ ‫قال الشاب‪ :‬هو ك ُّل رجل رعزر ب‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬فما عقابه؟‬ ‫فسكت‪ ،‬ولم يرجع ىل حي جوا ًّبا‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬كأني بك قد اأ حه ْلتر وخالك ذم‪ ،‬فما عقابه؟‬ ‫قال ىلى أن ابلغ الحكومة أو أن اعاقب هؤالء ألعزاب فليعاقبهم الشععععععب بتسعععععميتهم‪" :‬أرامل ألحكومة وأحدهم‬ ‫رجل أرملةُ حكومة‪.‬‬ ‫س ْرها وال اجعلني رجالًّ بغلطتين‪ :‬غلطة في نساء األمة‪ ،‬وغلطة في ألفاظ اللغة‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬اللهم ي ِّ‬

‫‪73‬‬


‫أرملة الحكومة‬ ‫"أرملة الحكومة" فيما تواضهههههههعنا عليه بيننا وبيص قرائنا[‪ ]1‬هو الرجل العزب‪ ،‬يكول مطي ًقا للزواج‪ ،‬قادرً ا عليه‪،‬‬ ‫وتدليسهههههها‪ ،‬وينتحل لها المعاذير الواهية‪،‬‬ ‫يموه على نفسههههههه مذبًا‬ ‫ً‬ ‫وال يتز َّوج‪ ،‬بل يرمب رأسههههههه في الحياة‪ ،‬ويذهب ه‬ ‫ويمتلق العلل الباطلة‪ ،‬يحاول أل يُلحق نفسه بمرتبة الرجل المتزوج‪،‬ويضيف نؤمه على النساء إلى هؤالء النساء‬ ‫المسههكينات‪ ،‬يزيدهص على نفسههه نههر نفسههه‪ ،‬ويرميهص بالسههوء وهو السههوء عليهص‪ ،‬ويتنقصهههص ومنه جاء النقص‪،‬‬ ‫ويعيبهص وهو أمبر العيب‪ ،‬ال يتذمر إال الذي له‪ ،‬وال يتناسههههى إال الذي عليه‪ ،‬مأنما انقلبا أوضههههاع الدنيا‪ ،‬وتب َّدلا‬ ‫رسههههوم الحياة‪ ،‬فزالا الرجولة بتَ ِبعاتها عص الرجل إلى المرأة‪ ،‬وانفصههههلا األنوثة بحقوقها مص المرأة إلى الرجل‪،‬‬ ‫فوجب أل تحمل تلك ما مال يحمل هذا‪ ،‬فتُقدم ويقر وادعًا‪ ،‬وتتعب ويسهههههتريم‪ ،‬وتعاني الهموم السهههههامية في الحياة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ويعاني المخنَّث ابتسههههههاماته ودموعه‪ ،‬متكئًا في مجلسههههههه النسههههههيمي تحا جنا ال ِمروحة‪ ،‬فأما المرأة‬ ‫الخدر ألمصهههههههول‬ ‫فتُشهههههههرف على هَلَكتها‪ ،‬وتخاطر بحاضهههههههرها ومسهههههههتقبلها‪ ،‬وأما هو فيبقى مص ثيابه في مثل ِ‬ ‫!!!!!!!!!!!!! ت‬ ‫ُحسهههب في الرجال مذبًا وزورً او إذ ال تكمل الرجولة بتكوينها‪،‬‬ ‫أرملة الحكومة" هو ذلك الشهههاب الزائف المبهرج‪ ،‬ي َ‬ ‫حتى تكمل بمعاني تكوينها‪ ،‬وأخص هذه المعاني إنشهههاء األسهههرة والقيام عليهاونههههد العزب ‪ -‬ورب الكعبة ‪ -‬على‬ ‫نفسههه أنه مبتلى بالعافية‪ ،‬مسههتع َبد بالحرية‪ ،‬مجنول بالعقل‪ ،‬مغلوب بالقوة‪ ،‬نههقي بالسههعادة‪ ،‬ونهههدت الحياة عليه ‪-‬‬ ‫ورب البيا ‪ -‬أنه في الرجولة قاطع طريق‪ ،‬يقطع تاريخها وال يُؤَ همنُه‪ ،‬ويسهههههرق َّ‬ ‫لذاتها وال يكسهههههبها‪ ،‬ويخرج على‬ ‫نرعها وال يدخل فيه‪ ،‬ويعصي واجباتها وال ينقاد لها‪ ،‬ونهد الوطص ‪ -‬وهللا ‪ -‬عليه أنه مخلوق فارغ مالواغل على‬ ‫الدنيا‪ ،‬إل مال نعمة بصههههالحه‪ ،‬انتها النعمة في نفسههههها ال تمتد‪ ،‬وإل مال بفسههههاده مصههههيبة‪ ،‬امتدت في غيرها ال‬ ‫تنقطع‪ ،‬وأنه نحاذ الحياة‪ ،‬أحسص به األجداد نسالً باقيًا‪ ،‬وال يحسص هو بنسل يبقى‪ ،‬وأنه في بالده ماألجنبي‪ ،‬مهبطه‬ ‫على منفعة وعيش ال غيرهما‪ ،‬ثم يموت وجو ُد األجنبي بالنَّقلة إلى وطنه‪ ،‬ويموت وجو ُد العزب باالنتقال إلى ربه‪،‬‬ ‫فيسهههتويال جميعًا في انقطاع األثر الوطني‪ ،‬ويتفقال جميعًا في انتهاب الحياة الوطنية‪ ،‬وأل مليهما خرج مص الوطص‬ ‫ب له‪ ،‬ويذهبال معًا في لجج النسيالو أحدهما على باخرة‪ ،‬واآلخر على النعشت‬ ‫أبتر ال َع ِق َ‬ ‫َ‬

‫‪74‬‬


‫ىنما العزب أحد رجلين‪:‬‬ ‫• رجل قد خرج على وطنه وقومه وفضهههههائل اإلنسهههههانية‪ ،‬قاعدتهأ ُج َّر الحبل ما انج َّر لك‪ ،‬وهذا داعر فاسهههههق‪ ،‬مبذر‬ ‫ِمتالف إل مال مص المياسير‪ ،‬أو مريب دنيء حقير النفس‪،‬مال مص غيرهم‪،‬‬ ‫ور ٌل غير ذلك‪ ,‬فهو في َوثاى الضووورورة إل أن تطلقه اءسوووباب‪ ,‬ومِن َثم فهو يعمل ً‬ ‫أبدا لألسوووباب التي تطلقه‪,‬‬ ‫ويعرف أنه وإن لم يكن ً‬ ‫آهال فال تزال ذمته في حى زو ة سيعولها‪ ,‬وفي حقوى أطفال َي ْبُوهم‪ ,‬ووا بات ووطن‬ ‫يخوودمووه بوومنشووووووووواا هووذح النوواحيووة الصووووووو يرة من و ودح‪ ,‬والقيووام عل سووووووويوواسوووووووتهووا‪ ,‬والنهوض بوو عبووائهووا‬ ‫حين يفسد الناس ال يكون االعتبار فيهم إال بالمال؛ إذ تنزل قيمتهم اإلنسانية‪ ,‬ويبق المال وحدح هو الصالا الذي‬ ‫ال تت ير قيمته‪ ,‬فمذا صوووولحوا كان االعتبار فيهم ب خالقهم ونفوسووووهم؛ إذ تنحط قيمة المال في االعتبار‪ ,‬فال ي لب‬ ‫عل اءخالى‪ ,‬وال يسوووخرها‪ ,‬وإل هذا أشوووار النبي صووول هللا عليه وسووولم في قوله لطالب الزوا ‪(( :‬التمس ولو‬ ‫خا َت مًا من حديد))[‪ ,]3‬يريد بذلك نفي المادية عن الزوا ‪ ,‬وإحياا الرُّ وحية فيه‪ ,‬وإقرارح في معانيه اال تماعية‬ ‫الدقيقة‪ ,‬وك نما يقول‪ :‬إن كفاية الر ل في أشياا‪ ,‬إن يكن منها المال فهو أقلها وآخرها‪ ,‬حت إن اءخس اءقل فيه‬ ‫لي زئ منه؛ كخاتم الحديد؛ إذ الر ل هو الر ولة بع متها و اللها‪ ,‬وقوتها وطباعها‪ ,‬ولن ي زئ منه اءقل وال‬ ‫اءخس مع المال‪ ,‬وإنه ملا اءرض ذهبًا ال يُكمل للمرأة ر الً ناقصًا‪ ,‬وهل ُتتم اءسنان الذهبية الالمعة ‪ -‬يحملها‬ ‫ب منه؟ وما ع س أن ت صنع قواطع الذهب الخالص وطواحنه لهذا الم سكين بعد أنْ‬ ‫ال َه ِرم في فمه ‪ -‬شي ًئا مما ذ َه َ‬ ‫ات أسووووووووووونووووانووووه الووووعوووو ووووموووويووووة‪ ,‬وتوووونو ُ‬ ‫نو َ‬ ‫وووطوووو َى َتوووو َحوووو ُّ‬ ‫ووواثوووورُهووووا انووووه ر وووو ٌل َحوووو هل الووووبِوووولَوووو فووووي عوووو ووووامووووه؟!‬

‫‪75‬‬


‫رؤيا في السماء‬ ‫قال ابو خالد االحول الزاهدألما ماتا امراة نهيخنا ابي ربيعة الفقية الصهوفي‪ ،‬ذهبا مع جماعة مص الناس فشههدنا‬ ‫ا‬ ‫امرها و فلما فرغوا مص دفنها وسهههوي عليها ‪ ،‬قام نهههيخنا على قبرها وقال أ يرحمك هللا يا فالنة؟! االل قد نهههفي ِ‬ ‫ٌ‬ ‫بك معنى ‪ ،‬فسههتكولُ‬ ‫بعدك بال‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ا ناسههية ‪ ،‬ومال للدنيا ِ‬ ‫وابتليا ‪ ،‬وترمتني ذامراً وذهب ِ‬ ‫ا ومرضهها انا ‪ ،‬وعوف ِ‬ ‫ان ِ‬ ‫حياتك لي نصههف القوة ‪ ،‬فعاد موتك لي نصههف الضههعفو ومنا ارى الهموم بمواسههاتك هموما ً في‬ ‫معنى و ومانا‬ ‫ِ‬ ‫ت مثيرة‬ ‫اورها المخففة ‪ ،‬فستاتيني بعد اليوم في اورها المضاعفة؟ ومال‬ ‫وجودك معي حجابا ً بيني وبيص مشقا ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬فسههت خلص مل هذا مل هذه المشههاق الى نفسههي‪ ،‬ومانا االيام تكر امثر ما تمر رقتك وحنانك ‪ ،‬فسههتاتيني امثر ما‬ ‫تاتي متجردة (‪) 1‬في قسهههههههوتها وغلظتها ت اما اني _وهللا_ لم ازرأ منك في امراة مالنسهههههههاء ‪ ،‬ولكنني رزئا في‬ ‫المخلوقة الكريمة التي احسسا معها ال الخليفة مانا تتلطف بي مص اجلها!‬ ‫قال خالد أ ثم اسهههتد مع الشهههيخ ‪ ،‬فاخذت بيده ورجعنا الى داره ‪ ،‬واحفه لما ورد في ذلكو غير ال للكالم سهههاعات‬ ‫تبطل فيها معانيه او تضهههههعف ‪ ،‬اذ تكول النفس مسهههههتغرقة الهم في معنى واحد قد انحصهههههرت فيه ‪ ،‬اما هول (‪)2‬‬ ‫الموت ‪،‬او حب وقع فيه مص الهول ظل الحب ‪ ،‬او لحاجة وقع فيها ظل الرغبةت‬ ‫ثم قالأ االل ماتا الدار ايضا ً يا ابا خالد ! ال البناء مانما يحيا برو المرا ِة التي في داخلهو وما دام هو الذي الذي‬ ‫يحفظها للرجل ‪ ،‬فهو في عيص الرجل مالمطرف(‪ )3‬تلبسههههه فوق ثيابها مص فوق جسههههمها أ وانظر مم بيص ال ترى‬ ‫عيناك ثوب امراة في يد الدالل في ا لسوق ‪ ،‬وبيص ال تراه عيناك يلبسها وتلبسه !ّ ولكنك أيا أبا خالد التفقه مص هذا‬ ‫نهيئا ً فانا رجل اليا التقرب النسهاء واليقربنك ‪ ،‬ونجوت بنفسهك منهص واتقطعا بها هللاو ومال مل نسهاء االرض‬ ‫قد نههههههارمص في والدتك فحرمص عليك وهذا ما ال افهمه انا اال الفاظا مما ال تفهم انا ما اجد السههههههاعة اال الفاظا و‬ ‫ونتال بيص قائل يتكلم مص الطبع ‪ ،‬وبيص سامع يفهم بالتكلفت‬ ‫وفي اثناء الحوار بينهما قال أبا ربيعةأ ال المراة ولو مانا اهههههههالحة قانتة‪ -‬فهي في منزل الرجل العبد مدخل‬ ‫الشههيطال اليه ‪ ،‬ولو ال هذا العابد مال يسههكص في حسههناته ال في دار مص الطوب والحجارة لكانا امراته موةً يقتحم‬ ‫الشيطال منهات‬

‫‪76‬‬


‫وههل اجتمع الرجهل والمراة مص بعهدهها على االرض االمهانها مص نصههههههههب الحيهاة وهموهها ‪،‬‬ ‫ونهوتها ومطامعها ومضارها ومعايبها _ وفي معنى( بَدَت لهما َسوءاتهما(‪)3‬ت ت ت ت ؟‬ ‫مالنا يا ابا ربيعة ممص لهم سير بالباطص في هذا الوجود غير السير بالظاهر‪ ،‬وممص لهم حرمة بالكفر غير الحرمة‬ ‫بالجسههم ‪ ،‬فقبيم بنا ال نتعلق ادنى متعلق بنواميس(‪ )4‬وهذا الكول اللحمي الذي يسههمى المراة ‪ ،‬فهو تدل واسههفاف‬ ‫منات‬ ‫ولعلك تقول أ ((النسهههل وتكثير االدمية )) فهذا انما متب على انسهههال الجوار واالعضهههاء ‪ ،‬اما انسهههال القلب فله‬ ‫معن اه وحكم معناه‪ ،‬اذ يعيش ظاهرة في القوانيص هذا الباطص ‪ ،‬ال في قوانيص ظاهرة الناست‬ ‫عمر هو سهههاعة معدودة اللحظات‪ ،‬وحياة‬ ‫وتواثقا(‪ )5‬على ال يسهههيرا معا في (باطص) الوجودتتتت! وال يعيشههها في‬ ‫ِ‬ ‫هي فكرة مرسومة مصورةت‬ ‫وعندما اضووووووط ع حت غلب النعاس ابا ربيعة لس خالد يفكر في حالة وما كان عليه ما ا تهدت له من الراي‬ ‫؛وقلت في نفسووي ‪ :‬لعلني اغريته بما القبل له به‪ ,‬واشوورت عليه ب ير ما كان يحسوون بمثله ‪ ,‬فاكون قد غشووشووته ‪.‬‬ ‫وخامرني (‪ )6‬الشوك في حالي انا ايضوا ‪ ,‬و علت اقابل بين الر ل متزو ا َ عابدا ‪ ,‬وبين الر ل عابدا لم يتزو‬ ‫؛ وان ر في ارت ياض احدهما بنفسووووه واهله وعياله ‪ ,‬وارتياض االخر بنفسووووه وحدهما واخذت اذهب وا‬

‫ا من‬

‫فكر ال فكر ‪ ,‬وقد هدأ كل شووووووو حولي كان قد نام ‪ ,‬فلم البث حت اخذتني عيني فنمت واسوووووووتثقلت (‪ )7‬كانما‬ ‫شوووددت شووودا بحبال من النوم لم ي‬

‫من يقطعها ‪ .‬ورايت في نومي كانها القيامة وقد بعث الناس ‪ ,‬وضووواى بهم‬

‫المحشوووووور‪ ,‬وانا في مله الخالئى‪ ,‬وكاننا من الضوووووو طة(‪ )8‬حب مبثوث (‪ )9‬بين ح ري الرح ‪ .‬هذا والموقف‬ ‫ي لي بنا غليان القدر بما فيها ‪ ,‬وقد اشتد الكرب و هدنا العطش ‪ ,‬حت مامنا ذو كبد اال وكان ال حيم تنفس عل‬ ‫كبدح ‪ ,‬فما هو العطش بل هو السعار واللهب يحتدم بهما ال وف ويت ج‪.‬‬

‫(‪)1‬متجردةأ عارية‬

‫(‪) 2‬المطرفأ نوع مص االردية يصنع مص خز يحلى بالنقوش ‪ ،‬تلبسه المراةت (‪ )3‬سوءاتهماأ سورة االعارف اية ‪21‬ت‬

‫(‪ )4‬نواميس‪ :‬مفردة ناموس وهو القانون‪)5( .‬تواثقا‪ :‬تعهدا‪.‬‬ ‫(‪) 5‬تواثقا‪ :‬تعهدا‪.‬‬ ‫(‪ )7‬استثقلت‪ :‬است رقت في نوم العميى ‪.‬‬

‫(‪)6‬خامرني‪:‬انتابني ‪ ,‬ساورني‬ ‫(‪ )8‬الض طة‪ :‬شدة الزحام في يوم الحشر‪.‬‬

‫مبثوث‪ :‬منتشر‬

‫‪77‬‬


‫بنته الصغيرة (‪)1‬‬ ‫زاهد البصرة وعالمها أبو يحي مالك بن دينار كان يكتب المصاحف للناس ويعيش من أ رة كتابته ‪.‬‬ ‫يوم من اءيام عندما فرغ من كتابة المصووحف تو ت ه إل المسوو د وصوولت بالناس صووالة العصوور ثم صوولت نافلته‬ ‫وكان الناس ينت رونه في اسوووووطوانته* بعد أن فرغ من نافلته قام إل إسوووووطوانته التي يسوووووتن ُد إليها وتحلى الناس‬ ‫حوله موا خلف موا يذهب فيهم البصر من كثرتهم وامتدادهم ‪.‬‬ ‫م هد اإلمام عينه وأطرى إطراقة طويلة والناس ك ن عليهم الطير ممها سوووكنوا لهيبته وممها ع بوا لخشووووعه ثم رفع‬ ‫رأسه وقد تندتت عيناح‪.‬‬ ‫فس له شاب ‪ :‬مابكاا الشيخ ؟ فت مله الشيخ طويالً كالمتع ب ولبث ال ي يبه ك نما عقد لسانه وازداد الناس ع باً‬ ‫وتبسوووووم اإلمام وقال ‪ :‬أما إني قد ذكرت ذكر فبكيت لها ‪,‬‬ ‫فما ره بوا عل الشووووويخ من قبلها حصوووووراً وال عيًا *‬ ‫ه‬ ‫ورأيتي رؤيا فتب سمت لها فهل تعلمون أن هذا الم س د الذي يفهى* بهذا الح شد الع يم أ تنه خال قط من الناس وقد‬ ‫و بت الفريضة ؟ قالوا مانعلمه‪.‬‬ ‫وون فقد مات عشووويهة الخميس وأصوووبحنا يوم ال معة ففرغنا من‬ ‫قال‪ :‬فقد كان ذلك ل ‪ 20‬سووونة خلت في موت الحسو ِ‬ ‫أمر وحملناح بعد صوووووووالة ال معة ففرغنا من أمر وحملناح بعد صوووووووالة ال معة فتبع أهل البصووووووورة كلتهم نازته‬ ‫واشت لوا به ‪ ,‬فلم تقم صالة العصر بهذا المس د ‪.‬‬ ‫فذلك يوم ع يب قد لف نهارح البصووووورة كلها في كف ن أبيض فمن ال ميع فقدوا الواحد الذي ليس غيرح في ال ميع‬ ‫وكما يموت العزيز عل أهل بيت فيبكون الموت واحداً وتتعدد فيهم معانيه كذلك كان موت الحسووووووون مو ًتا بعدد‬ ‫أهل البصرة‪.‬‬ ‫كنت مثل ُه يافعًا مُترعرعاً‬ ‫حين ُ‬ ‫تلك هي الذكر ‪ ,‬وأمها الرؤيا فقد طالعتني نفسي من و ه هذا الفت ‪ ,‬ف بصر ُتني َ‬ ‫داخالً في عصوووووورشووووووبابي إني مُخبركم ع تني لِما لم ُتحيطوا ب ِه ‪ ,‬ف رعوحُ أسووووووماعكم* وأنا محدتثكم ب ِه كيال يي س‬ ‫من المحسنين‪.‬‬ ‫ضعيف ‪ ,‬وال يقنط يائس ‪ ,‬فمنه رحم َة هللاِ قريبٌ َ‬

‫‪78‬‬


‫لقد كنت شوووورطيا ً وكنت أتف هن وأتشو ه‬ ‫وووطر وكنت قويها معصوووووبا ً في مثل ِدل ِة ال بل من غِ ل ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ندلة ال قلبًا فال أتذم ُم وال أت هثم وكنت مدم ًنا عل‬ ‫وكنت قاسووويًا ك نه في أضوووالعي‬ ‫وشووودتة ‪,‬‬ ‫الخمر ءنها روحانية من ع ز أ‪ ,‬تكون فيه روحانيه ة وك نه‬

‫بعض‬ ‫العقل نفسوووووووو ُه في‬ ‫ه َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫العقل نفس ُه في الحياة !‬ ‫معرفة‬ ‫الشيطان وتعليم ِه‬ ‫علم‬ ‫ساعا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت الحياة هو في ِ‬ ‫فبين أن ذات يوم أ ول في السووووووووى وكنت عزبًا رأيت اثنين يتالحيان* وقد ل بهب* أحدهما االخر ف خذت إليهما‬ ‫فسوووووومعت الم لوم يقول لل الم ‪ :‬لقد سوووووولبتني فرح بنيهاتي فسوووووويدعون هللا عليك ‪ ,‬فم تني ماخر ت إالت اتباعا ً لقول‬ ‫رسووول هللا ﷺ ‪ ":‬من خر إل سوووى من أسووواى المسوولمين فاشووتر شوويئا ً فحمله إل بيته فخص به اإلناث دون‬ ‫الذكور ن ر هللا إليه"‪ .‬طمعت في دعوة من البنيات المسووكينات ف خذت للر ل من غريم ِه حت رضووي وضووعفت‬ ‫ت يديه ءزيد في فرح بنياته وقلت له وهو ينصورف ‪ :‬عهد يحاسوبك هللا عليه أن ت عل بناتك يدعون لي‬ ‫له من ذا ِ‬ ‫وقل لهن مالك بن دينار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وبت أتقلب مفكرً ا في قول رسوووووووول هللا وحثه عل إكرام البنات وفكرت حينئذ في الزوا ‪ ,‬وعلمت أنه الناس ال‬ ‫مادمت من الخبيثين فلمها أصو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ووبحت غدوت إل سووووى ال واري فاشوووتريت ارية نفيسوووة‬ ‫يز و ونني من طيباتهم‬ ‫َو َودلت لي بين ًتا فش فت بها و هرت لي فيها اإلنسانيتة البيرة التي ليست فيه ورأيتها سماويتة ال تملك شيئا ً وتملك‬ ‫أباها وأمها فعلمت أنه الذي تكتفنه* رحمة هللا عليك بها دنيا نفسه فما عليه بعد ذلك أن تفوته دنيا غيرح وأن الذي‬ ‫ي د طهارة قلبه ي د سوورور قلبه وتكون نفسووه دائمًا ديدة عل الدنيا ؛ وأن الذي يحيا بالثقة تحييه الثقة ؛ والذي‬ ‫ال يبالي اله هم ال يبالي اله ُّم به ‪.‬‬ ‫كانت البنيتة بدا حيا ٍة في نفسوووووي فلمها دبهت* عل اءرض ازددت لها حبًا فرزقت روحي منها أطهر صوووووداق ٍة في‬ ‫لمحض*‪.‬‬ ‫ب ك هل يوم ‪ ,‬بل ك هل ساعة ‪ ,‬وال تكونُ تإال‬ ‫صديى‪ ,‬تت تد ُد للقل ِ‬ ‫ِ‬

‫ اسطوانته ‪ :‬العامود المخصص لحلقته التي يدترس بها ‪.‬‬‫ الحصر‪ :‬انحباس النطى وهو العيت ‪ :‬عدم القدرة عل الكالم‬‫ يتالحيان‪ :‬يتعاركان‪.‬‬‫ تكتفنه ‪ :‬تحيطه وترعاح‬‫لمحض‪ :‬خالص‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ يفهى‪ :‬يمتل‬‫ ارعوح اسماعكم‪ :‬أنصتوا إليه يداً‬‫ اللبب ‪ :‬ياقة الرقبة‪.‬‬‫‪ -‬دبهت‪ :‬شرعت تمشي‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫قال الشووويخ ‪ :‬و هدت أن أترك الخمر حبت ابنتي وضوووع في الخمر إثمها الذي وضوووعته فيها‬ ‫ً‬ ‫شووووديدا وك هنما رت تني يدها رً ا حت أبعدتني عن المنزلة الخمريتة التي كان الشوووويطان‬ ‫الشووووريعة فكرهتها كرهًا‬ ‫وضعني فيها ‪ ,‬فانتقلت من االستهتار وعدم الالمباالة إل الندم والت ثم ‪.‬‬ ‫ومضيت عل ذلك وأنا بها أصلا شيئا ً فشي ًئا وكلتما كبرت كبرت فضيلتي فلما ت هم لها سنتان ‪ ,‬ماتت!‬ ‫ف كمدني الحزن عليها ووهن‬

‫واءيمان ما أت س و ب ِه فضوواعف ال ه ُل أحزاني‬ ‫الروح‬ ‫شووي* ولم يكن لي من قو ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫كنت فيه وكانت أحزاني أفراح الشويطان فلمها كانت ليلة‬ ‫‪ ,‬و عل مُصويبتي مصوائب ور عت ب هلي إل شور ممها‬ ‫الن صف من شعبان سوت ل لي ال شيطان أن أ سمر سمرة ما مثلها ُّ‬ ‫فبت كالميت مما ثملت وقذفتني أحال ٌم إل أحالم‬ ‫ث هم رأيت القيامة والحشر وقد ولدت القبور ومن فيها وسيى الناس وأنا معهم وسمعت خلفي زفيرً ا كفحيا اءفع‬ ‫فالتفت فمذا بتنين ع يم طويل‪ ,‬أسوووود أزرى يرسووول الموت من عينيه الحمراوين وفي فمه مثل الرماح من أنيابه‬ ‫وب وفه حره شديد لو زفر به عل اءرض مانبتت!‬ ‫هرم فعذت به وقلت أ رني وأغثني فقال‪:‬‬ ‫و اا مسوووورعًا يريد أن يلتقمني فمررت بين يديه هاربًا فمذا أنا بشوووويخ ٍ‬ ‫أنا ضووووعيف وما أقدر عل هذا ال بار ولكن مره وأسوووورا فلعل هللا أن يسووووبب لك من أسووووباب للن اة فوليت هاربًا‬ ‫وأشوووورفت عل النار فر عت اشووووتد هربًا والتنين عل أثري ولقيت ذلك الشوووويخ فاسووووت رت به فبك من الرحمة‬ ‫وقال كما قال من قبل وقال له أيضا ً اهرب إل هذا ال بل ‪ ..‬فن رت فمذا ب بل كالدار الع يمة ‪ ,‬له كو * عليها‬ ‫سووتور ف سوورعت إليه والتنين من ورائي فلما شووارفت ال بل رفعت السووتور وأشوورفت عليه و وح أطفال كاءقمار‬ ‫وقرب التنين مني وصرت في هواا وفه ولم َ‬ ‫يبى إاله أن ي خذني فتصايا اءطفال ميعًا ‪ :‬يافاطمة!‬ ‫فمذا ابنتي قد أشووووورفت عليه ف اات بين يديه ومدت إليه شووووومالها فتعلقت بها ومدت يمينها إل التنين فولت هاربًا‬ ‫وصاحت وبكت عل حالي وقالت ‪ :‬يا أبت ( أَلَ ْم َيأْ ِن لِلَّذِينَ آ َم ُنوا أَن َت ْخ َ‬ ‫َّللا َو َما َن َزل َ مِنَ ا ْل َحق)‬ ‫ش َع قُلُو ُب ُه ْم لِ ِذ ْك ِر َّ ِ‬ ‫الحديد‪16:‬‬ ‫فبكيت وقلت أخبريني عن هذا التنين الذي أراد هالكي قالت‪ :‬ذلك عملك السووووووووا أنت قويته حت بلغ هذا الهول‬ ‫وقلت‪ :‬وذاك الشيخ؟ قالت ‪ :‬ذاك عملك الصالا أنت أضعفته فضعف حت لم يكن له طاقة أن ي يثك*‬ ‫ُ‬ ‫وانتبهت من نومي فزعًا ألعن ما أنا فيه وقلت في نفسوووووووي ‪ :‬إن يومًا باقيًا من العمر هو للمؤمن عم ٌر ماينب ي أن‬ ‫يستهان به ؛ وصصحت النيهة عل التوبة وس لت فدللت عل أبي سعيد الحسن بن أبي حسن البصري سيهد البقية‬

‫‪80‬‬


‫من التابعين وغدوت إل الم س د والح سن في حلقته يتكلهم إذ قرأ ال شيخ هذح اآلية ( أَلَ ْم َيأْ ِن‬ ‫لِلَّذِينَ آ َم ُنوا أَن َت ْخ َ‬ ‫َّللا َو َما َن َزل َ مِنَ ا ْل َحق) الحديد‪ 16:‬وأخذ الشووويخ يفسووور‬ ‫شَ​َ​َ َع قُلُو ُب ُه ْم لِ ِذ ْك ِر َّ ِ‬ ‫اآلية حينها عرتني نفضة كنفضة الح هم ‪.‬‬ ‫انتها الحلقة بصيا المؤذل أ هللا أمبر‬

‫‪81‬‬


‫بنته الصغيرة (‪)2‬‬ ‫وفي اليوم التالي اا أبو يحي إل المس د فصله بالناس ثم تحوه ل إل م لس درس ِه وتعكفهوا حوله*‪.‬‬ ‫وقال منهم قائل ‪ :‬أيها الشيخ ماكان ت ويل الحسن لتلك اآلية ؟ وكيف ر ع الكالم في نفسك مر ع الفكر ت هتبعه؟‬ ‫وقال له الشووويخ‪ :‬هوه ن عليك ياهذا ‪ ,‬قد رو لنا الحسووون يوما ً ذلك الخبر فيمن ه‬ ‫يعذب في النار ألف عام من أعوام‬ ‫القيامة ثم يدركه عفو هللا فيخر منها ‪ ..‬فض هج الناس وصاح منهم صائحون ‪ :‬يا أبا يحي قتلتنا ي سا ً ‪..‬‬ ‫قال الشووووويخ‪ :‬هوه نوا عليكم فمنه للمؤمن نين ‪ً :‬نا بنفسوووووه و ًنا بربه ف ما تن ِه بنفسوووووه فينب ي أن ينزل بها دون‬ ‫محاتها* فمذا رأ لنفسه أ هنها لم تعمل شي ًئا أو ب عليها أ‪ ,‬تعمل ‪.‬‬ ‫وأما ال نُّ باا فمنه هللا عند نه عبد ِح به إن خيراً فله وإن شووووووره ا فله ولقد روينا هذا الخبر ‪ " :‬كان ر ل قتل ‪99‬‬ ‫نف ًسا س ل عن أعلم أهل اءرض فد هل عل راهب قال له ‪ :‬إنه قتل ‪ 99‬نف ًسا فهل له من توبة؟ قال‪ :‬ال فقتله فك تمل‬ ‫به ‪ ! 100‬ث تم س ل عن أعلم أهل اءرض فد هل عل ر ل عالم فقال له ‪ :‬إنه قتل ‪ 100‬نفس فهل له من توبة؟ قال‪:‬‬ ‫نعم ‪ ,‬انطلى إل أرض كذا وكذا فمن بها أناس يعبدون هللا وال تر ع إل أرضك فمنها أرض السوا ‪.‬‬ ‫فانطلى‪ ..‬حت أتاح ملك الموت فاختصوووووومت مالئكة الرحمة ومالئكة العذاب فقالت مالئكة الرحمة‪ :‬اا تائبًا إل‬ ‫هللا وقالت مالئكة العذاب ‪ :‬إنه لم يعمل خيرً ا قط ف تاهم ملك ف علوح حكمًا بينهم ‪ ,‬فقال ‪ :‬قيسووووا مابين اءرضوووين‬ ‫فمل إيهما أدن له فهو له ‪ ,‬فقبضته مالئكة الرحمة"‪.‬‬ ‫قال الشووووويخ‪ :‬فهذا ر ل لمها مشووووو بقلبه إل هللا حسوووووبت له الخطوة الواحدة ‪ ,‬واإلنسوووووان عند الناس بهيئة و هه‬ ‫ولكنه عند هللا بهيئة قلبه و هنه الذس ي نُّ به ‪ ,‬وأنا ُ‬ ‫ه‬ ‫منذ حف ُ‬ ‫ت عن ت وي َل هذح اآلية‬ ‫وحليته التي تبدو عليه‬ ‫واستننت بها*‬ ‫مضووويت أعيش من الدنيا في تاريخ قلبي ال في تاريخ الدنيا وأدركت انه ليس حف القران في العقل بل حف ه في‬ ‫العمل به‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫( أَلَ ْم َيأْ ِن ) هذح الكلمة حث وإطماا ز دال وح ة وهي في اآلية تصوورت ح أن خشوووا القلب‬ ‫هو كمال اإليمان وأن وقت هذا الخشووووووووا هو كمال العمر ‪ ,‬وكيف يعرف المؤمن هأنه (‬ ‫ً‬ ‫ساعة أو مادونها؟ إذن فالكلمة صارخة تقول ‪ :‬اآلن اآلن قبل تاال يكون‬ ‫سي ني ) له أن يعيش‬ ‫آن ؛ فمن لح ة بعد ( اآلن ) ال يضمنها الحيه ‪.‬‬ ‫ث هم قال‪ ( :‬ل َِّلذِينَ آ َم ُنوا ) وهذا النص عل أنه غير هؤالا ال تخشوووووووع قلوبهم لذكر هللا وال للحى ‪ ,‬فال تقوم بهم‬ ‫ً‬ ‫خاصوة فمنه خشوووا غير القلب ال يكون خشوووعً ا بل‬ ‫الفضوويلة وال تسووتقيم بهم الشووريعة وهللا عل الخشوووا للقلوب‬ ‫ذالً أو ريا ًا أو نفا ًقا وخشوا القلب فهو خالصا ً مخلصً ا محض اإلرادة ‪ ,‬وخشوا القلب ا وللحى ‪ ,‬معناح السمو‬ ‫فوى حب الذات ومت خشع القلب ا وللحى ‪ ,‬ع مت فيه الص ائر من قوت ِة إحساس ِه بها وخشوا القلب بذكر هللا‬ ‫هو في نفسه نفي لعبادة الذات اءنسانية في شهواتها‪.‬‬ ‫قال النبي ﷺ ‪ " :‬ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‪ ,‬وال يسرى السارى حين يسرى وهو مؤمن‪ ,‬واليشرب‬ ‫الخمر حين يشربها وهو مؤمن " عل نزا اإليمان موقو ًتا ( بالحين ) الذي تقترف فيه المعصية ‪.‬‬ ‫( َو َما َن َزل َ مِنَ ا ْل َحق ) والخشوووا لما نزل من الحى في معناح نف ٌ‬ ‫ي آخر للكبرياا اءنسووانية التي تفسوود عل المرا‬ ‫ك هل حقيقة ‪ ,‬وتخر به من كل قانون ؛ إن ت ع ُل الحقائى العامتة محدودة باإلنسوووان وشوووهواته ال بحدودها هي من‬ ‫الحقوى والفضائل‪.‬‬ ‫وبحمل اآلية عل ذلك الو ه يتحقى العدل والنصفة بين الناس ‪.‬‬ ‫وكان الحسوووون في معانيه الفاضوووولة هو هذح اآلية بعينها ؛ شووووعارح ً‬ ‫أبدا ‪ " :‬اآلن قبل تاال يكون آن " وإمامه ‪ " :‬خذ‬ ‫نفسك من قلبك " وطريقته ‪ " :‬شرف الحياة ال الحياة نفسها "‪.‬‬ ‫يوم ك هنها ذهبت إل‬ ‫والنفسُ الب هد را عة ل يومًا إل اآلخرة ؛ فقوام ن امها في الحيا ِة الصوووووووحيح ِة أن تكون ك هل ٍ‬ ‫اآلخر ِة و اات‪.‬‬ ‫ثم إني ُ‬ ‫تبت عل يد الحسون وأخلصوت في التوبة ‪ ,‬وعلمت أن حقيقة الدين هي كبرياا النفس عل شوره ها و لمها‬ ‫وشووهواتها‪ .‬وحدثت الحسوون يوما ً عن الرؤيا فاسووتدمعت عيناح وقال ‪ :‬إن البنت الطاهرة هي هاد أبيها وأمها في‬ ‫هذح الدنيا كال هاد في سبيل هللا وإنها لفوز لهما في معركة الحياة‬

‫‪83‬‬


‫وكما قال رسووووول هللا ﷺ ‪ " :‬من كان له ابنة ف دبها ف حسوووون ت ديبها وغذاها ف حسوووون غذائها‬ ‫وأسبغ عليها من النعمة التي أسبغ اللهعليه كانت له ميمنة وميسرة من النارإل ال تنة "‪.‬‬ ‫فهذح الثالث البد منها معً ا ‪ ,‬وال ت زئ واحدة عن واحدة ثواب البنت ‪ :‬تربية عقلها تربية‬ ‫إحسان ‪ ,‬وتربية سمها تربية إحسان وإلطاف وتربية روحها تربية إكرام وإلطاف وإحسان ‪.‬‬ ‫وهللا أرحم أن تضيع عندح الرحمة وهللا أكرم أن يضيع اإلحسان عندح ‪ ,‬وهللا أكبر‪..‬‬ ‫تع هكفوا حوله ‪ :‬لسوا حوله في حلقة‬

‫واستننت بها ‪ :‬علتها سنتي ومنه ي في الحياة ‪.‬‬

‫محاتها ‪ :‬خرو ها عن الم لوف من العادات‬

‫‪84‬‬


‫األجنبية‬ ‫أحبها وأحبته قالا له أ (لو جاءني قلبي في اورة بشرية ألراه مما أحسه لما اختار غير اورتك أنا في رقتك‬ ‫و عطفك وحنانك)‬ ‫قال لها أ(إل الجنة ال تكول أبدع فنا ً و ال أحسههههههص جماالً و ال امثر إمتاعا ً لو خلقا امرأة يهواها رجل إال أل تكول‬ ‫هي أنا)‬ ‫فقالا له أ (ويكول هو أنا)‬ ‫و تدلها فيه فكانا تقول له (إل حب المرأة هو ظهور إرادتها متبرئة مص أنها إرادة مقرة أنها مع الحبيب طاعة‬ ‫مع أمر مذعنة أنها قد سلما مبرياءها لهذا الحبيب لتراه في قوته ذا مبريائيص)ت‬ ‫وافتتص بها فكال يقول لهاأ (إني أرى الزمص قد انتسهههههههخ ممابيني وبينك فإنما نحص بالحب في زمص مص نفسهههههههينا‬ ‫العانههقتيص ال يسههمى الوقا ولكص يسههمى السههرور و إنما نعيش في أيام قلبية ال تدل على أوقاتها السههاعة بدقائقها و‬ ‫ثوانيها ولكص السعادة بحقائقها و لذاتها)ت‬ ‫و ضهههرب الدهر مص ضهههرباته في أحداث وأحداث وفسهههدت ذات بينهما أما هو فسهههخطها لعيوب نفسهههها و أما هي‬ ‫فتكرهته لمحاسص غيره‬ ‫وانسربا أيام ذلك الحب في مساريها تحا الزمص العميق الذي طوىت‬ ‫حدثنا (الدمتور محمد) قالأ وانتهى إلي أل اهههاحبنا هذا جاء إلى المدينة و أنه قادم مص مصهههر و خيل إلي أل ليس‬ ‫بيني وبيص مصهر إال نهارعال أقطعهما في دقائق فخففا إليه مص أقرب الطرق إلى مثواه و أاهبته واجما ً فتعرفا‬ ‫إليه يتالنى المكال بيص أهل الوطص الواحد إذا تالقوا في الغربة فما استشعرنا ساعتئذ إال أل أوروبا العظيمة مأنما‬ ‫مانا موسومة على ورقة فطويناها وأحللنا مصر في محلها‬ ‫ما أعظمك يا مصر أينبغي أل يغترب مل أهلك حتى يدرموا الحديث النبويأ (مصر منانة هللا في أرضه)‬

‫‪85‬‬


‫قال الدمتور محمدأ اجتمعنا في الدار التي أنزل فيها فقلا لهاأ إل هاهنا ليلة مصههرية سههتحتل‬ ‫ليلتكم هذه في مدينتكم هذه‬ ‫قالا السيدةأ يالها سعادة‬ ‫قال الدمتورأ مال معنا طالب حسص الصوت و غنى مقطوعة ثم اعتور البيانة طالب‬ ‫فمالا علي السيدة الفرنسيةأ أهاتال امرأتال أم رجالل؟‬ ‫فقلا لهاأ إل هذا لحص تاريخي ذو مقطوعتيص مانا تتطارحه ميلوباترة وأنطيونيو‬ ‫فأعجبا و قالاأ ما مال أرق ميلوباترة! ما مال أرق أنطونيو! يا لفتنة الحب الملكي !‬ ‫قال الدمتورأ ثم خجلا مص تلفيقي الذي لفقته للمرأة و ثرت إلى البيانة فأجريا عليها أاههههههابعي ودوى في المكال‬ ‫لحص (اسلمي يا مصر)‬ ‫ولما قطعا التفا إليها و قلا لهاأ هذا غناؤنا نحص الشبال المصرييص‬ ‫ثم راجعنا ااحبنا الضيف فقالأ إنه يحسص نيئا ً مص الموسيقى و قلنا لهأ افعل متفضالً مشكوراً‬ ‫قال الدمتورأفكال لغناء يعتلج في قلبه اعتالجا ً و مانا نفسه تبكي في بكاءها و تغص في غصتها‬ ‫وقلنا لهأ لقد متمتنا نفسك و ماهذا بغناء و لكنه هموم ملحنة تلحينا فلص ندعك أو تخبرنا مامال نأنك ونأنها‬ ‫قال الدمتورأ و نظرت فإذا الرجل ماسف و تبيص االنكسار في وجهه فألمما بما في نفسه‬ ‫قالأ أسهههههديك م هذه النصهههههيحة إيامم إيامم أل تغتروا بمعاني المرأة تحسهههههبونها معاني الزوجة و فرقوا بيص الزوجة‬ ‫بخصائصها و بيص المرأة بمعانيها فإل في مل زوجة آمرأة و لكص ليس في مل آمرأة زوجة‬ ‫التتزوجوا يا إخواني المصرييص بأجنبية إل أجنبية يتزوج بها مصري هي مسدس جرائم فيه سا قذائفأ‬ ‫أالولىأ بوار امرأة مصرية وضياعها بضياع حقها في هذا الزوج‬ ‫الثانيةأ إقحام األخالق األجنبية على طباعنا وفضائلنا‬ ‫الثالثةأ دس العروق الزائغة في دمائنا ونسلنا‬

‫‪86‬‬


‫الرابعةأ التمكيص لألجنبي في بيا مص بيوتنا‬ ‫الخامسهههةأ للمسهههلم منا إيثاره غير أخته المسهههلمة ثم تحكيمة الهوى في الديص ما يعجبه و ما ال‬ ‫يعجبه ثم إلقاؤه السم الديني في ذريته‬ ‫السادسةأ بعد ذلك مله أل هذا المسكيص ال يبالي في ذلك خمس جرائم فظيعة‬ ‫ما منا أحسهههب و قد رجعا بزوجتي اآلوروبية إلى مصهههر أني أحضهههرت معي مص أوروبا آلة تصهههنع أحزاني و‬ ‫مصائبي‬ ‫ما علما يا أخواني إال مص ب عد أل الزوجة الغربية قد تكول مع زوجها الشرقي مالسائحة مع دليلها‬ ‫أما – وهللا – إل الرجل الشهههههههرقي حيص يأتي باألجنبية لتلويص حياته بألوال األنثى اليكول اختار أزهى األلوال إال‬ ‫لتلويص مصائب حياته و قد يكول هناك ما يشذ و لكص هذه هي القاعدةت‬

‫‪87‬‬


‫لحوم البحر‬ ‫لكأنما – وهللا – تمدد على سههههيف البحر في اإلسههههكندرية نههههيطال مارد مص نههههياطيص ما بيص‬ ‫الرجل والمرأة يخدع الناس عص جهنم بتبريد معانيها ابتدع فكرة عرض اآلثام مك شوفة في أج سامها ف سول للن ساء‬ ‫و الرجال أل الشهههاط عالج الملل مص الحر والتعب و تألى أل يفسهههد اآلداب اإلنسهههانية ملها بفسهههاد خلق واحد هو‬ ‫حياء المرأة‬ ‫الشاطىء مبير يسع اآلالف و لكنه للرجل والمرأة اغير حتى اليكول إال خلوة‬ ‫أيص تكول النية الصالحة لفتاة أو امرأة بيص رجال عريانيص؟‬ ‫يالحوم البحر ! سلخك مص ثيابك جزار!‬ ‫هناك التربية وهناك إعالل اإلغفال و الطيش‬ ‫و هناك الديص و هنا أسباب اإلغراء و الزلل‬ ‫‪--‬‬‫يجيئول للشمس التي تقوى بها افات الجسم‬ ‫ليجد مل مص الجنسيص نمسه التي تضعف بها افات القلب‬ ‫يجيئول للهواء الذي تتجدد به عناار الدم‬ ‫ليجدوا هواء اآلخر الذي تفسد به معاني الدم‬ ‫‪---‬‬‫المدارس والمساجد والبيع والكنائس ووزارة الداخلية‬ ‫هذه ملها لص تهزم الشاط‬ ‫اليهزم الشاط إال ذلك (الجامع األزهر)‬ ‫فصرخة واحدة مص قلب األزهر القديم تجعل هدير البحر مأنه تسبيم‬

‫‪88‬‬


‫أجسام تعرض مفاتنها عرض البضائع فالشاط حانوت للزواج!‬ ‫و أجسام تعرض أوضاعها مأنها في غرفة نومها في الشاط‬ ‫مال جدال المسلميص في السفور فأابم اآلل في العري‬ ‫فإذا تطور فماذا بقي مص تقليد أوروبا إال الجدال في نرعية جمع المرأة بيص الزوج ونبه الزوج؟‬

‫‪89‬‬


‫احذري ‪!...‬‬ ‫احذري أيتها الشرقية و بالغي في الحذر‬ ‫احذري مص تمدل أوروبا‬ ‫احذري فنهم االجتماعي الخبيث الذي يفرض على النساء في مجالس الرجال أل تؤدي أجسامهص ضريبة الفص‬ ‫احذري تلك األنوثة االجتماعية الظريفة إنها انتهاء المرأة بغاية الظرف والرقة إلى الفضيحة‬ ‫احذري تلك النسائية الغزلية إنها في جملتها ترخيص اجتماعي للحرة أل تشارك البغي في نصف عملها‬ ‫احذري التمدل الذي الخترع لقتل لقب الزوجة المقدس لقب (المرأة الثانية)‬ ‫احذري و أنا النجم الذي أضاء منذ النبوة أل تقلدي هذه الشمعة التي أضاءت منذ قليل‬ ‫إل المرأة الشرقية قانول حياتها دائما ً هو قانول األمومة المقدس‬ ‫احذري تقليد األوروبية‬ ‫احذري خجل األوروبية المترجلة مص اإلقرار بأنوثتها‬ ‫احذري تهوس األوروبية في طلب المساواة بالرجل‬ ‫احذري أل تخسري الطباع التي هي األليق بأم أنجبا األنبياء في الشرق‬ ‫احذري هؤالء الشبال المتمدنيص بأمثر مص التمدل‬ ‫احذري فإل في مل امرأة طبائع نريفة متهور‬ ‫احذري أل تخدعي عص نفسك إل المرأة أند افتقاراً إلى الشرف منها إلى الحياة‬

‫‪90‬‬


‫احذري السهههقوط إل السهههقوط المرأة لهوله ونهههدته ثالث مصهههائبأ سهههقوطها هي‪ ،‬سهههقوط مص‬ ‫أوجدوها‪ ،‬وسقوط مص توجدهم !‬ ‫لو مال العار في بئر عميقة لقلبها الشيطال مئذنة ووقف يؤذل عليها‬ ‫يفر اللعيص بفضيحة المرأة خااة‬

‫‪91‬‬


‫الجمال البائس ‪1‬‬ ‫منا اإلسكندرية بيص الضحى والظهر على ناط البحر و معي اديقي األستاذ ( )‬ ‫هذا المكال ينقلب في الليل مسههرحا ً ومرقص ها ً فإذا دخلته في النهار رأيا نور النهار مأنه يغسههله و يغسههلك معه فما‬ ‫تجيئه مص ساعة بيص الصبم والظهر إال وجدته سامنا ً و لهذا منا مثيراً ما أمتب فيه بل ال أذهب إليه إال للكتابة‬ ‫فإذا مال الظهر أقبل نساء ال مسر و معهص مص يطارحهص األنانيد و مص يثقفهص في الرقص و مص إذا جئص رأينني‬ ‫على تلك الحال مص الكتابة والتفكير فينصرفص إلى نأنهص إال واحدة مانا أجملهص‬ ‫مانا حزينة متسهههههلبة فكأنما جذبها حزنها إلي و رأيتها ال تصهههههرف نظرها عني إال لترده إلي فتشهههههاغلا عنها ال‬ ‫أريها أنضي أنا الخصم اآلخر في المعرمة بيد أني جعلا آخذها في مطار النظر وأتأملها خلسه بعد خلسة‬ ‫قال الراويأ‬ ‫و أتغافل عنها اياما ً و طال ذلك مني ونق عليها‬ ‫فإني جالس ذات يوم و قد أقبلا على نههأني مص الكتابة و بازائي فتى ريق الشههباب إذا وافا الحسههناء فأومات إلى‬ ‫الفتى بتحيتها ثم ذهبا فاعتلا المنصة مع البقيات ورقصا فأحسنا ماناءت‬ ‫فقلا لألستاذ ( )أ إل ملمة الرقص إنما هي استعارة على مثل هذا مما يستعرل ملمة الحب لجمع المال ثم جاءت‬ ‫فجلسا إلى الفتى فقال األستاذ ( )أ اتراها جعلته هاهنا محطة؟‬ ‫قال الراويأ أما أنا فقلا في نفسي لقد جاء الموضوع و إني لفي حاجة أند الحاجة إلى مقالة مص المكحوالت‬ ‫ثم ال أدري ما الذي تضههاحكا له غير أل ضههحكتها انشههقا لنصههفيص رأينا نحص أجملها في ثغرها ثم تزعزعا في‬ ‫مرسيها مأنما تهم أل تنقلب لتمتد إليها يد فتمسكها‬ ‫قال الراويأ و نظرت إليها نظرة حزل فتغضبا واغتاظا‬

‫‪92‬‬


‫فقلا لالستاذ( )و أنا اجهر بالكالم ليبلغهاأ أما ترى ال الدنيا في انتكاسها؟‬ ‫قالأ وهل مال في الشر القديم بقية خير وليس مثلها في الشر الحديث؟‬ ‫قلاأهاهنا في هذا المسر قيال لو مانا إحداهص في الزمص القديم لتنافس في نرائها الملوك و األمراء‬ ‫و قديما ً أخذت سهههههالمة الزرقاء في ق بلتها لؤلؤتيص بأربعيص ألف درهم تبلغ ألفي جنيه فهل تأخذ القينة مص هؤالء إال‬ ‫دخينة بمليميص؟‬ ‫قال االستاذ( )أ ما أبعدك يا أخي عص (بوراة) القبلة و أسعارها و لكص ماخبر اللؤلؤتيص؟‬ ‫قال الراويأ مانا سهالمة هذه جارية و مانا مص الجمال فاسهتأذل عليها في مجلس غنائها الصهيرفي فلما أذنا له‬ ‫دخل فأقعى بيص يديها ثم أدخل يده في ثوبه فأخرج لؤلؤتيص وقالأ انظري يازرقاء جعلا فداك ثم حلف أنه نقد‬ ‫فيها باألمس أربعيص ألف درهم‬ ‫قالاأ فما أانع بذاك؟‬ ‫قالأ أردت أل تعلمي‬ ‫ثم غنا اوتا ً وقالاأ يا ماجص هبهما لي‬ ‫قالأ إل نئا –وهللا – فعلا‬ ‫قالاأ نئا‬ ‫قالأ واليميص التي حلفا بها الزمة لي إل أخذتهما إال بشفتيك مص نفتي‬ ‫قال الراويأ ورأيتها قد أذنا لي ‪ ،‬و أنصههتا لكالمي و مأنما مانا تسههمعني أعتذر إليها ‪ ،‬واسههتيقنا أل ليس بي‬ ‫إال الحزل عليها والرثاء لها فبدت أند حياء مص العذراء في أيام الخدر‬ ‫ثم قلاأ نعم مال ذلك الزمص سفيها ً‬ ‫فنظرت إلي نظرة لص أنساها تقول بهاأ ألسا إنسانة؟‬ ‫قلا لهاأ تعالي تعالي‬

‫‪93‬‬


‫وجاءت أحلى مص األمل المعترض سنحا به الفراة و لكص ماذا قلا لها و ماذا قالا؟‬

‫‪94‬‬


‫الجمال البائس‪2‬‬ ‫جلسههها إلينا مما تجلس المرأة الكريمة الخفرةأ تعطيك وجهها و تبتعد عنك بسهههائرها فرأيناها لم تسهههتقبل الرجل‬ ‫منا باألنثى منها مما اعتادت بل اسهههتقبلا واجبا ً برعاية فكلمها األسهههتاذ( ) فقالاأ أما واحدة فإننا نتبع دائما ً محبة‬ ‫مص نجالسهم و أما الثانية فإننا ال نجد الرجل إال في الندرة‬ ‫قال( )أ ولكص تتتت‬ ‫فلم تدعه يسهههههههتدرك بل قالاأ إل (لكص) هذه غائبة اآلل فال تجيء مالمنا أتريد دليالً على هذا االنقالب؟ إل مل‬ ‫إنسههههال يعلم أل الخط المسههههتقيم هو أقرب مسههههافة يبيص نقطتيص ولكص مل امرأة منا تعلم أل الخط المعوج هو وحدة‬ ‫أقرب مسافة بينها وبيص الرجل‬ ‫و منا قد متبا في تذمرة خواطري هذه الكلمة التي استوحيتها منها ألضعها في مقالة عنها وعص أمثالها وهيأ‬ ‫إذا خرجا المرأة مص حدود األسهههههههرة ونهههههههريعتها فهل بقي منها إال األنثى مجردة تجريدها الحيواني المكتشهههههههف‬ ‫المعترض للقوة التي تناله أو ترغب فيه؟ و هل تعمل هذه المرأة عند ذلك إال أعمال هذه األنثى؟‬ ‫ذهبا أفكر في هذه الكلمة التي متبتها و تغشهههههههاني الحزل ورأت هي ذلك وعرفته فأخرجا منديلها المعطر و‬ ‫مسحا وجهها به ثم هزته في الهواء فإذا الهواء منديل معطر آخر مسحا به وجهي‬ ‫قال االستاذ( )أآه مص العطر إل منه نوعا ً ال أستنشيه مرة إال ردني حيث منا مص عشريص سنة‬ ‫فضحكا وقالاأإل عطرنا نحص النساء ليس عطراً بل هو نعور نثبته في نعور آخر‬ ‫فقلا أناأ ال ريب أل لهذه الحقيقة الجميلة وجها ً غير هذا‬ ‫قالاأ ماهو؟‬ ‫قلاأ إل المرأة المعطرة المتزينة هي امرأة متسلحة بأسلحتها أفي ذلك ريب؟‬

‫‪95‬‬


‫قالاأال‬ ‫قلاأ لماذا ال يسمى هذا العطر بالغازات الخانقة الغرامية؟‬ ‫فضحكا ثم قالاأ و تسمى (البودرة) بالديناميا الغرامي‬ ‫و نقلني ذلك إلى نفسي مرة أخرى فأطرقا إطراقة فقالاأ مابك؟‬ ‫قلاأ بي ملمة األستاذ ( ) إنها ألهبا في قلبي جمرة مانا خامدة‬ ‫قالاأ أو حرما نقطة عطر مانا سامنة‬ ‫قلاأ إل الحب يضههههع روحانيته في مل أنههههيائه (فعطر مهذا) مثالً هو نوع نههههذي مص العطر إنه ليفعم مل ماحوله‬ ‫طيبا ً و إنه ليسحر النفس فيتحول فيها‬ ‫ضحكا قائلةأيظهر لي أل (عطر مذا) هاجر أو مخاام‬ ‫قلاأ مال بل خرج مص الدنيا وما انتشقا أرجه مرة إال حسبته ينفم مص الجنة‬ ‫فما أسرع ما تالنى وجهها الضحك و جاءت دمعة وهيئتها‬ ‫وأردنا أنا و ( ) بكالمنا عص الحب وما إليه أال نوحشها مص إنسانيتنا‬ ‫‪--‬‬‫تتجدد الحياة متى وجد المرء حالة نف سية تكول جديدة في سرورها و هذه المرأة الم سكينة ال يعنيها مص الرجل مص‬ ‫هو؟ ولكص مم هو‬ ‫قال الراويأ‬ ‫مذلك رأيتها جديدة بعد قليل‬ ‫فقلا لألستاذ ( )أ أما ترى ما أراه؟‬ ‫قالأ وماذا ترى؟‬ ‫فأومأت إليها وقلاأ هذه التي جاءت مص هذه إل قلبها ينشر اآلل حولها نوراً مالمصبا إذا أضيء‬

‫‪96‬‬


‫فقالا هيأأحسبك تحبني بل أراك تحبني لم يخف علي منذ رأيتك ورأيتني‬ ‫قلا هبيهأاهههههحيحا ً فكيف عرفتي ولم أاهههههانعك ولم أتملق لك ولم أزد على أل أج إلى هنا‬ ‫ألمتب؟‬ ‫قالاأ عرفته مص انك لم تصانعني و لم تتملق لي ولم تزد على أل تج إلى هنا لتكتب‬ ‫قلاأ ويحك لو محلا عيص (ميكروسهههكوب) لكانا عينك وضهههحكنا جميعا ً ثم اقبلا على األسهههتاذ ( )فقلا لهأ إل‬ ‫القضايا إذا مثر ورودها على القاضي جعلا له عينا ً باحثة‬ ‫قال الراويأ وأنظر إليها فإذا وجهها القمري قد نرق لونه‬ ‫فقلا لهاأ ماذلك أردت و حدسا و إنما انا مشفق عليك متألم بك‬ ‫فقالاأ اعترف بأنك لم تحسص قلب الثوب لكنك تحبني‬ ‫قال األستاذ( )أ أنه يحبك ولكص أتعرفيص ميف حبه؟ هذا باب يضع عليه دائما ً عدة مص اآلقفال‬ ‫قالاأ فما أيسر أل تجدة المرأة عدة مص المفاتيم‬ ‫قالأ ولكنه عانق ينير العشق بيص يديه‬ ‫قالاأ إل هذا لعجيب‬ ‫قالأ والذي هو أعجب أل ليس في حبه نههيء نهائي فال هجر و ال واههل ينسههاك بعد سههاعة و لكنك أبداً باقية بكل‬ ‫جمالك في نفسه‬ ‫قال الراويأ ونظرت إليها ونظرت ‪ ،‬وعاتبا نفس نفسا ً في أعينهما و سألا السائلة و أجابا المجيبة و لكص ماذا‬ ‫قلا لها وماذا قالا؟‬

‫‪97‬‬


‫الجمال البائس‪3‬‬ ‫قال الراويأ‬ ‫نظرت إليها ونظرتأ أما هي فرنا إلي في سهههههههكول و مانا نظرتها معاتبة طويلة التملق والتوجع ثم ابتسهههههههما‬ ‫بوجهها وعينيها معا ً و أتما بذلك أجمل أساليب المرأة الجميلة‬ ‫وأما أنا فكال نظري إليها سامنا ً متألما ً يقر أنه عجز عص جواب عينيها وسيبقى عاجزاً‬ ‫فقالا لألسهههتاذ( )أ أما أل يكول مع أثر الشهههعر والفكر في الجمال ودعوى الحب أثر الزهد في الجسهههم الجميل و‬ ‫ادعاء الفضيلة فإل بعيداً أل يجتمعا‬ ‫قال( )أ و أيص تبعدينه ويحك عص هذه المنزلة؟إني ألعرف مص هو أعجب مص هذا!‬ ‫قالاأ و ماذا بقي مص العجب فتعرفه؟‬ ‫قالأأعرف متزوجا ً أحب أند الحب وأمضه فكال مع هذا ال يكتب رسالة إلى حبيبتة حتى يستأذل فيها زوجته‬ ‫فتنهدت وقالاأ يا عجبا ً و في الدنيا مثل هذا الزوج الطاهر وفي الدنيا مثل هذه الزوجة الكريممة؟‬ ‫ثم إنها وجما ثم استدمعا وأرسلا عينيها تبكي‬ ‫وسههههألتهاأ ما الذي خامر قلبك مص مالم األسههههتاذ ( ) فأبكاك و أنا مما أرى يتألق النور على جدرال المكال الذي‬ ‫تحليص به فيظهر المكال ومأنه يضحك لك؟‬ ‫فتشككا لحظة ثم قالاأ أبك ما تقول أم أنا تتهكم بي؟‬ ‫قلاأ ميف يخطر لك هذا و أنا أحترم فيك ثالثأ الجمال ‪ ،‬الحب ‪ ،‬و األلم اإلنساني؟‬ ‫قالاأ ال تثريب عليك ولكص اههههههور إلي ببالغتك ميف أحببتك و أنا غير متحبب إلي ما ال أماد اعرفه ميف وقع‬ ‫ولكنه وقع هذه قطرة مص الماء الصافي العذب فضع عليها (الميكروسكوب) ياسيدي وقل لي ماذا ترى؟‬

‫‪98‬‬


‫قلاأإنك تخرجيص مص السؤال سؤاالً فما الذي خامر قلبك مص مالم ( ) فبكيا له؟‬ ‫قالاأ إذل فليسهها هي قطرة مص الماء بل تلك دمعة مص دموعي فضههع عليها الميكروسههكوب‬ ‫باسيدي‬ ‫قال الراويأ‬ ‫مانا حزينة مأنها لم تسكا عص البكاء إلى بوجهها وبقيا روحها تبكي‬ ‫قال األستاذ ( )أ إنك االل تسألينه حقا ً مص حقوقك عليه فكل امرأه يحبها هي عروس قلمه ولها على هذا القلم حق‬ ‫النفقة‬ ‫ضحكا ثم قالاأ أنا راضية أل امول عروس القلم فليجر علي القلم نفقتي و ليصور لي ميف أحببا وميف آمرت‬ ‫نفسي وجادلتها؟‬ ‫قلاأ ال أتكلم عنك أنا وال أستطيعه بيد أنني لو انفا رواية يكول فيها هذا الموقف لوضعا على لسال العانقة‬ ‫هذا الكالم تحدث به نفسها‬ ‫تقولأميف منا وميف ارت؟ لقد رأيتني أعانر مائة رجل فأخالطهم في نتى أحوالهم‬ ‫ال ادري ميف احببته ولكص هذه الشخصية البارزة منه جذبتني إليه‬ ‫قال الراويأ‬ ‫ولما رأيتها في جوي منسيمة و عاافته ‪ ،‬أرادتها على قصتها و نأنها فماذا قلا لها وماذا قالا؟‬

‫‪99‬‬


‫الجمال البائس ‪٤‬‬ ‫قلا لهاأ إل قلبي و قلبك يتجاليال في هذه السههاعة و يتباميال و يتآلفا منك هذه القصههة التي تبدأ بالواههمة و تنتهي‬ ‫باالسههتخذاء فتنطلق المرأة في مهاويها مص اذالل و مهانة و تهكم االجتماع عليها و مهما يأت في القصههة مص معنى‬ ‫فليس فيها معنى الشرف او موقف الحياء‪.‬‬ ‫افتدريص ماذا يقول لي قلبك؟‬ ‫يا بؤسنا مص نساء! فنبكي مص نفقة بع‬

‫الناس‪ ،‬مما نبكي مص ازدراء بع‬

‫الناس‪.‬‬

‫قالاأ ادقا‪ ،‬مذلك تنقلب اسباب الحياة معا ً اسبابا ً للمرض و الموت‪.‬‬ ‫و الصحو ال يكول فينا بالوعي بل بالسكر فنحص ال نسكر للسكر بل للنسيال و القدرة على المر و الضحك فماذا‬ ‫يرد على امرأة مص واجباتها السهر و السكر و العربدة و التبذل‪.‬‬ ‫قال االسههههتاذ( )أ اهذا و حاضههههر الجميلة منكص هو الشههههباب و الصههههبي و الجمال و اقبال العيش‪ ،‬فكيف بهما فيما‬ ‫تستقبل؟‬ ‫قالاأ المسههتقبل هو امثر ما ت خافه فليس مسههتقبلنا ممسههتقبل الثمار النضههرة بل ال مسههتقبل المرأة البغي هو عقاب‬ ‫الشر‪.‬‬ ‫قال( )أ هذا الكالم ينبغي ال تعلمه الزوجات‪ ،‬فالمرأة منهص قد تتضههجر و تندب نفسههها‪ ،‬ثم ال تعلم انه عذاب واحد‬ ‫برجل واحد تألفه فتعتاده فتصهبر عليه تلك نعمة واجبها ال نحمدهللا عليها‪ ،‬ما دام في النسهاء مثل الشههيدات تتعذب‬ ‫بمائة رجل و هم بذلك يبتلول بروحهم بعدد مص الذنوب و اآلثام‪.‬‬ ‫فقالاأ و هناك حقيقة اخرى فيها العزاء مل العزاء للزوجات‪ ،‬و هي ال الزوجة امرأة نهههههههاعرة بوجود ذاتها‪ ،‬و‬ ‫االخرى ال تشعر اال بضياع ذاتها‪.‬‬ ‫الزوجة امرأة ال يزال قلبها انسانيا ً على طبيعته يفي‬

‫حبا ً و حنانا ً اما االخرى ظروفها تقلبها قاسية القلب‪ ،‬يفي‬

‫قلبها برذائل و يستمد مص الرذائل‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫في تمام السهههههههعادة أل النسهههههههل ال يكول طبيعيا ً مسهههههههتقراً في قانونه إال للزوجات وحدهص فهم‬ ‫نعمتهص الكبرى و سههههههعادتهص و برمتهص على الدنيات اما اولئك فليس لهص نسههههههل في حالتهم ال‬ ‫يكص اال لعنة عليهم و على ماضيهص‪.‬‬ ‫يا عجبا ً مل ني في الحياة يلقي نيئا ً مص الهم و النكد او البؤس على هؤالء الم سكينات مأل الطبيعة ملها ترجمهص‬ ‫بالحجارة‪.‬‬ ‫قالا هيأ و ليسههها الحجارة هي الحجارة فقط بل منها الفاظ ترجم بها المسهههكينة مألفاظك هذهتتت و متسهههمية الناس‬ ‫لها (بالساقطة )هذه الكلمة وحدها اخر ال حجر‪.‬‬ ‫***‬ ‫ثم تنهدت و قالا‪:‬‬ ‫إننا نحس بطبيعة المرأة ثم بالحنيص اليها ثم بالحسهههرة على فقدها ثم برؤيتها في غيرنا و لكص هل ينصهههف الرجال؟‬ ‫هل يرضو ال يتزوجو منا؟‬ ‫قلاأ االسهههرة تقوم على اخالق المرأة و طباعها فهذا هو السهههبب في بقاء المرأة السهههاقطة حيث ارتطما‪ ،‬فالمرأة‬ ‫تاريخ للنسهههل إل وقعا فيه غلطة فسهههد مله و مذب مله فال يوثق به فسهههقوط المرأة هي جريمة ترجع على اهلها و‬ ‫ذويها و ترعى إلى مستقبلها و نسلها فالمرأة التي ال يحميها الشرف ال يحميها ن ‪.‬‬ ‫قال االسههههتاذ( )أ إل هذه هي الحقيق ة فما تسههههامم الرجال في نههههرف العرض إال جعلو المرأة مأنها بنصههههف عقل‬ ‫فاندفعا إلى الطيش و الفجور و الخالعة اراد ذلك ام لم يريدوه‪.‬‬ ‫قلاأ و هذا هو معنى الحديثأ"اعفو تعف نسهههههههاؤمم" بأل عفاف المرأة ال تحفظه المرأة بنفسهههههههها ما لم يتهيأ لها‬ ‫الوسائل و االحوال التي تعيص نفسها على ذلك‪ ،‬و اهم رسائلها و اقواها و اعظمها تشدد الرجال في قانول العرض‬ ‫و ال شرفت فإذا تراخى الرجال ضعفا الو سائل و ما بيص هذا التراخي و هذا ال ضعف تنبثق حرية المرأة متوجهة‬ ‫بالمرأة إلى الخير و الشهههر على ال هذا اللذي يسهههميه القوم حرية المرأة ليس حرية اال في التسهههمية اما في المعنى‬ ‫فهو مما ترى‪:‬‬

‫‪101‬‬


‫اما نهههههههرود المرأة في التماس الرزق حيث لم تجد الرجل الذي يعولها فمثل هذه الحرية هي‬ ‫حرية النكد في عيشها و ليس لها الحرية بل هي مستعبده للعمل نر ما تستعبد امرأة‪.‬‬ ‫و اما طالق المرأة في عبثاتها و نهواتها مستجيبة بذلك الى انطالق حرية االستمتاع في الرجال نمثل هذه الحرية‬ ‫هي حرية السقوط و استعباد التمتع‪.‬‬ ‫الثالثة حرية المرأة في انسهههههالخها مص الديص و فضهههههائله فإل هذه المدينة قد نسهههههخا حرام االديال و حاللها بحرام‬ ‫قانوني و حالل قانوني فال مسهههههههقطة للمرأة وال حرج فمثل هذه هي حرة حرية فسهههههههادها و ليس بها الحرية لكص‬ ‫تستعبدها الفوضى‬ ‫الرابعة غطرسههة المرأة المتعلمة و مبرياؤها على االنوثة و الذمورة معا ً فهي ال تحتمل ال يكول عليها سههلطال او‬ ‫امره‪ ،‬فمثل هذه حرة بانقالب طبيعتها و هي مستعبدة لهوسها و نذوذها و ضاللتها‪.‬‬ ‫حرية المرأة في هذه المدنية اولها ما نهئا مص اواهاف و اسهماء و لكص آخرها دائما ً إما ضهياع المرأة و إما فسهاد‬ ‫المرأة‪.‬‬ ‫و الدليل على التواء الطبيعة في المدينة‪ ،‬اسههتواء الطبيعة في البادية‪ ،‬فالرجال هناك قوامول على النسههاء و النسههاء‬ ‫بهذا قوامات على انفسهص‪.‬‬ ‫***‬ ‫قال الراوي‪ :‬و غطا وجهها بيديها و قالاأ انك ال تزال ترجم بالحجارة إل فيك متوحشا ً‪.‬‬ ‫قلا بل متوحشة إنك أنا قد تكلما في‪ ،‬فجمالك الذي يضع اإلنسال في ساعة مجنونة ليمتعه بطيشها‪ ،‬قد وضعنا‬ ‫نحص في ساعة مفكرة و امتعنا بعقلها‪.‬‬ ‫قل إليك رجاء ‪ ،‬قالا إل اوتك يأمر فقل‪.‬‬ ‫***‬ ‫فماذا قلا لها و ماذا قالا ؟‬

‫‪102‬‬


‫الجمال البائس ‪٥‬‬ ‫قلا لهاأ إل ملمة الكفر ال تكول مافرة إذا امره عليها مص امره و قلبه مطمئص بااليمال و ملمة الفجور اهول منها‬ ‫و اخف‪ ،‬إذ ال امراه على هذه الدعارة‪.‬‬ ‫و مص اضطر إلى الكفر استطاع ال يجد اإليمال بقلبه و لكص الفجور ال يترك في النفس موضعا ً لديص و إليمال فهو‬ ‫مستمر بإثارة الغرائز الطبيعية الحيوانية بال ضابط فيضعف ضمير المرأة و اثار اآلداب و االخالق‪.‬‬ ‫فإذا انتها المرأة إلى هذا‪ ،‬لم يكص لها مبدأ وال عقيدة إال ال على غيرها ال يتحمل عواقب اعمالها‪ ،‬فال تكول‬ ‫المرأة حينئذ مجنونة جنول جسمها؟‬ ‫***‬ ‫فسههههادها ذلك و بال فيها‪ ،‬و لكنها امسههههكا على ما في نفسههههها‪ ،‬و المرأة مص هؤالء ال يمشههههي امرها في الناس وال‬ ‫يتصهههههل عيشهههههها اال إذا امثرت طباعها مثرة ثيابها فهي تخلع و تلبس لكل حالة و مل رجل فهي ليسههههها ألحد وال‬ ‫لنفسها‪.‬‬ ‫إلي‪ ،‬فأنا أحب تتت أحب أل أعلم‬ ‫و تساير عضبها ثم قالاأ مأل مالمك أل لك رجاء ّ‬ ‫قلاأ و أنا مذلك أحب أل أعلم‪.‬‬ ‫فضحكا و سرى عنها و ثبتا على نفتيها اجمل ابتسامة‪.‬‬ ‫ثم قالاأ تحب أل تعلم ماذا؟‬ ‫قلاأ أحب أل أعلم منك قصة هذه الحياة ما مال اولها؟‬ ‫قالاأ لقد قضههيا مص حكمك فينا و لكنك اخطأت فليس إيمال الناس في واجباته مإيمال الناس في تعزيته وهللا ربنا‬ ‫و ربكم‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫قالاأ ثم إننا جميعنا مكرهات على هذه الحياة فما نحص إال اهههههرعى المصهههههادمة بيص اإلرادة‬ ‫االنسانية و بيص القدر‪.‬‬ ‫قلاأ و لكص لم تغلط الواحدة فيكم و هي مستكرهة بل طالبة لمنفعة أو راغبة في لذة ‪.‬‬

‫قالاأ هذه إحدى الوجهيص اما اآلخر التماس الرزق و اههههال العيش فالمرأة تحتاج الشههههعور بانوثتها و المحبة و‬ ‫الحنال مص الرجل و في وجه آخر الرزق و العيش و تضطر المرأة اللجوء لهذا الطريق خوفا ً مص أل تقع في الفقر‬ ‫و الشهههههههقاء و في أحد الوجهيص يكول الرجل هو الفاجر لفسهههههههاد آدابه و في الوجه اآلخر يكول الفاجر هو المجتمع‬ ‫لفساد مبادئه‪.‬‬ ‫و لذلك الديص قائم على منع تلك الجريمة و إبطال اسههبابها فالرجل ينبغي ال يتزوج و يتحصههص و يغار على المرأة‬ ‫و يعمل لها اما المجتمع فيجب عليه ال يتأدب و يسهههتقيم و بعديص الفرد على واجبات الفضهههيلة‪ ،‬أما الحكومة فعليها‬ ‫أل تحمي المرأةت فتعاقب على إسهههههقاطها عقاب الموت و االلم و التشههههههير لتقوم مص الثالثة حراسههههها ً جبابرة مص ال‬ ‫يخشى هللا خشيها‪.‬‬ ‫فليس يمكص أبداً أل يكول في ديننا موضع غلطة تسقط فيه المرأة‪.‬‬ ‫قال االسههههتاذ( )أ اههههدقا فالحقيقة ال فكرة الفجور فكرة قانونية فكأنما القانول يقول للرجل احتالو على رضهههههى‬ ‫النسهههاء فإل رضهههيص الجريمة فال جريمة و مص هذا فكأنه يعلمهم أل براعة الرجل الفاسهههق إنما هي في الحيلة على‬ ‫المرأة و إيقاظ الفطرة في نفسههههات وال سهههيادة في اجتماعنا للمرأة و لكص القانول جعلها سهههيدة نفسهههها و جعلها فوق‬ ‫اآلداب ملها و فوق عقوبة القانول نفسه إذا رضيا‪ ،‬إذا رضيا ماذاتتت؟‬ ‫***‬ ‫قلاأ فإذا مال القانول هنا في مسهههههألتنا هذا يعدل بالظلم و يحمي الفضهههههيلة بإطالق حرية الرذيلة‪ ،‬فهو إنما يفسهههههد‬ ‫الديص‪ ،‬و يصهههههههرف الناس عص خوف هللا إلى خوف ما يخاف مص الحكومة وحدها و بهذا ال يكول عمله إال في‬ ‫تصهههحيم الظاهر مص الرجل و المرأة‪ ،‬و يدع الباطص يسهههر ما نهههاء مص خبثه و حيلته و فسهههاده فكأنه ليس قانونا ً إال‬ ‫لتنظيم النفاق و احكام الخديعة‪ ،‬فال نهههههك مال قانول لحالة الجريمة ال الجريمة نفسهههههها فإذا اخذت المرأة مالينة و‬ ‫رضهههههههى فهذا فجور قانونيتتتو إل مانا المالينة هي عمل الحيلة و التدبير و إل مال الرضهههههههى هو أثر الخداع و‬

‫‪104‬‬


‫المكر و إل ضهههههاعا المرأة و سهههههقطا ذهب نهههههرفها باطالً‪ ،‬أما إذا اخذت المرأة مكارها ً و‬ ‫غصبا ً و هذه هي الجريمة في القانول‪.‬‬ ‫فإل ملتا الحالتيص لم تتأد بالمرأة إال الى نتيجة واحدة‪ ،‬هي إخراجها مص نهههههههرفها و حرمانها حقوق انسهههههههانيتها في‬ ‫االسرة و طردها وراء حدود االعتبار االجتماعي‪.‬‬

‫فقالا ه يأ الحق إل هذه الجريمة أولها الحب فإل مبر حبها إلى ما يفوت العقل و إل اههغر عقلها إال ما ينزل عص‬ ‫الحب و المرأة تظل هادئة سامتة رزينة حتى تصادفها اللحاظ النارية مص العيص المقدرة لها فال يكول إال ال تملئها‬ ‫ناراً و لهبا ً و الرجال يعلمول ال للمرأة مظاهر طبيعية مص الخيالء و الكبرياء و االعتزاز بالنفس و المباهاة بالعفة‬ ‫و لكنها تخفي انياء غير هذه تعمل عملها و تضع البارود النسائي الذي ينفجر‪.‬‬ ‫قلاأ ولهذا ال أرجم عص رأيي أبداً‪ ،‬و هو أنه ال حرية للمرأة في أمة مص االمم إال إذا نعر مل رجل في هذه االمة‬ ‫بكرامة مل امرأة فيها بحيث لو اهينا واحدة ثار الكل فأخذو بثارها مأل مرامات الرجل اجمعيص قد اهينا في‬ ‫هذه الواحدة يومئذ تصبم المرأة حرة‪.‬‬ ‫فضحكا و قالاأ (يومئذ)! هذا اسم زمال او اسم مكالتتت؟‬ ‫***‬ ‫قال االسههتاذ( )أ و لكنا ابعدنا عص قصههة هذه الحياة‪ ،‬ما مال أولها؟ قالاأ إل الشههبال و الرجال علم يجب أل تعلمه‬ ‫الفتاة قبل أوال الحاجة إليه‪ ،‬و يجب أل يقر في ذهص مل فتاة أل هذه الدنيا ليسهها مالدار فيها الحب‪ ،‬وال مالمدرسههة‬ ‫فيها الصداقة‪ ،‬وال مالمحل الذي تبتاع منه منديالً مص الحرير أو زجاجة مص العطر‪ ،‬فيها امرامها و خدمتها‪.‬‬ ‫و اسهههههاس الفضهههههيلة في االنوثة الحيا ء‪ ،‬فيجب ال تعلم الفتاة أل االنثى متى خرجا مص حيائها و تهجما اسهههههتوى‬ ‫عندها أل تذهب يمينا ً او تذهب نماالً‪.‬‬ ‫قالاأ ذاك أردت‪ ،‬فكل ما تراه مص أسههاليب التجميل و الزينة على وجوه الفتيات و اجسههامهص في الطرق فال تعدنه‬ ‫مص فرط الجمال‪ ،‬بل مص قلة الحياء ‪.‬‬ ‫و أعلم ال المرأة ال تخضع حق الخضوع في نفسها إال لشيئيص حيائها و غريزتها‪.‬‬

‫‪105‬‬


‫قلاأ و مص هذا يكول االسراف في االنوثة و التبرج امام الرجال مذبا ً مص ضمير المرأة‪.‬‬ ‫قال( )أ لكص يقال أل المرأة قد تتبرج و تتأنث لترى نفسهههههههها جميلة فاتنة فيعجبها حسهههههههنها‬ ‫فيسرها جمالها‪.‬‬ ‫قالاأ إل أجمل امرأة تبصهههههههق بفمها على وجهها في المرآة إذا محي الرجل مص ذهنها أو لم يطل بعينيه مص وراء‬ ‫عينيها أو لم تكص ممتلئة الحواس به‪ ،‬أو بإعجابه أو بالرغبة في اعجابه فمهما يكص مص جمال هذه فإنها ال ترى‬ ‫وجهها حينئذ إال مالدنيا إذا خلا مص العدل ‪.‬‬ ‫***‬ ‫قلاأ و لكص أبعدنا عص " قصة هذه الحياة ما مال أولها"!‬ ‫إل قصههتي في الفصههل االول منها هي قصههة جمالي و في الفصههل الثاني هي قصههة مرض العذراء‪ ،‬و في الفصههل‬ ‫الثالث هي قصة الغفلة و التهاول في الحراسة و في الفصل الرابع هي قصة انخداع الطبيعة النسوية المبنيه على‬ ‫الرقة و ايجاد الحب و تلقيه و الرغبة في تنويعه انواعا ً لالهل و الزوج و الولد‪ ،‬ثم في الفصههل الخامس هي قصههة‬ ‫لؤم الرجل‪ ،‬مال محبا ً نههريفا ً يقسههم باهللا جهد ايمانه فإذا هو مالمزور و المحتال و اللص و امثالهم ممص ال يعرفول‬ ‫إال بعد وقوع الجريمة‪.‬‬ ‫ثم سكتا هنيهة فكال سكوتها يتم مالمها‪.‬‬ ‫و قال ( )أ فما هو مرض العذراء الذي مال منه الفصل الثاني في الرواية؟‬ ‫قالاأ مل عذراء فهي مريضهههههة إلى ال تتزوج فينبغي الهلها ال يحيطوها فتمتنع مص أنهههههياء و إل اعجبها و تكره‬ ‫على أنياء و إل عافتها‪.‬‬ ‫قال ( ) أ فيكول القانول االجتماعي تصهههههديقا ً للقانول الديني مص أل الذمورة هي في نفسهههههها عداوة لالنوثة اال في‬ ‫حالة واحدة مشروعة و هي الزواج‪.‬‬ ‫قالأ و لكص إذا مال سقوط الفتاة هو جناية " الزواج المزور"‪ ،‬فما عسى يكول سقوط بع‬ ‫قالاأ هو جناية"الزواج المنقم" تريد انفسهص الخبيثة تنقيم الزوج‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫المتزوجات‪.‬‬


‫و جاء حضههها الحقيقي مص حياتها و هو رجل يتحظاها ملما اخذته حينها ابتسههما له ابتسههاماً‬ ‫مص الذل مأنها تمثال لل" الجمال البائس" ثم حيا و سلما و ودعا‪.‬‬ ‫فوداعا ً يا أوهام الذماء التي تلمس الحقائق بقوة خالقة تزيد فيها‪!.‬‬

‫‪107‬‬


‫عربة اللقطاء‬ ‫جلسها على سهاحل الشهاطبي في (اسهكندرية) اتأمل البحر‪ ،‬جاءت عربة اللقطاء و وقفا في الشهارع لتنزل رمبها‬ ‫ثالثول اههههغيراً مص مل سههههفيم لقيط و منبوذ منضههههغطيص في تلك العربة و يدلك منظرهم البائس انهم ليسههههو اوالد‬ ‫امهات و آباء و لكنهم مانو وساوس آباء و امهات‪.‬‬ ‫***‬ ‫و في العربة امرأتال تقومال على اللقطاء‪ ،‬و ملتاهما تزوير لألم على هؤالء االطفال المسهههههههاميص‪ ،‬انزلو االطفال‬ ‫مص العربة و مشهههههو األطفال بوجوه يتيمة معترفة ال ال حق لهما في نههههه مص هذا العالم إال هذا االحسهههههال البخس‬ ‫القليل‪.‬‬ ‫جاؤا بهم لينظرو الطبيعة و البحر و الشهههمس‪ ،‬فغفا الصهههغار عص مل ذلك و اهههرفوا اعينهم إلى االطفال الذيص لهم‬ ‫آباء و امهات‪.‬‬ ‫***‬ ‫قد ضههههاق اههههدري بعد ان فسههههاحه‪ ،‬و نالني وجع الفكر في هؤالء التعسههههاء فلما طاف بي النوم طاف مل ذلك بي‪،‬‬ ‫فرأيتني في موضعي ذلك‪ ،‬و العربة قد وقفا و حاوراني مص مال يجرال العربة‪.‬‬ ‫قال ال ُكميا‪-‬حصههال أحمر‪-‬أ منا قبل هذا اجر عربة الكالب التي يقتلها الشههرطة بالسههم‪ ،‬فآخذ الموت لهذه الكالب‬ ‫المسههههكينة ثم ارجع بها موتى وال انههههعر بغير الثقل الذي اجره فلما ابتليا بعربة هؤالء الصههههغار الذي يسههههمونهم‬ ‫اللقطاء احسسا ثقالً آخر وقع في نفسي و ما ادري ما هو‪.‬‬ ‫قال األدهم‪-‬حصال نديد السواد‪ -‬أ و انا منا اجر عربة القمامة و ما مال اقذرها و انتنها‪ ،‬و لكص على نفسي مانا‬ ‫اطهر مص هؤالء و انظف‪.‬‬ ‫قال ال ُكمياأ ال ابص الحيوال يسههههههتقبل اوجود بامه ال يكول ورائها مالقطعة المتممة لها‪ ،‬وال تقبل امه إال هذا‪ ،‬اما‬ ‫هؤالء االطفال فقد طردهم الوجوه منه‪ ،‬فإل هذا هو السر اللذي نشعر به‪ ،‬فلسنا نجر للناس و لكص للشياطيص‪.‬‬

‫‪108‬‬


‫و هنا وقف على حوذي العربة اديق له فقالأ مص هؤالء يا أبا علي؟‬ ‫قال الحوذيأ و هل اعرفهم أنا؟ هم بضههاعة العربة و السههالم‪ ،‬ارمبو يا اوالد ‪ ،‬انزلو يا أوالد‬ ‫هذا مل ما اسههمع ليص نههعري مص يدري اي رجل سههيخرج مص هذا الطفل و اية امرأة سههتكول‬ ‫مص هذه الطفلة؟‬ ‫ال اراني احمل في عربتي اطفاالً ماألطفال الذيص تحملهم العربات إلى ابواب دورهم‪ ،‬فإل هؤالء اللقطاء يحملول‬ ‫الى باب الملجأ‪.‬‬ ‫أنا وهللا يا أبا هانهههم‪ ،‬ضهههيق الصهههدر ماسهههف البال مص هذه المهنة‪ ،‬و يخيل الي اني ال أحمل في عربتي إال الجنول‬ ‫الفجور و السرقة و القتل و الدعارة و السكص و عوااف و زوابع‪.‬‬ ‫قال ابو هانمأ و لكص هؤالء االطفال مساميص وال ذنب لهم‪.‬‬ ‫قال الحوذي أ نعم ال ذنب لهم غير انهم هم في انفسهم ذنوب إل مل واحد مص هؤالء إل هو إال جريمة تثبا امتداد‬ ‫االثم و الشر في الدنيا ولدتهم امهاتهم سفاحا ً‪.‬‬ ‫فاالمهات عادة يعددل الجنتهص الثياب و االمسية قبل ال بولدو و يهيئص لهم بالفكر آماالً و أحالما ً في الحياةت و لكص‬ ‫امهات هؤالء يعددل لهم الشهههههههوارع و االزقة منذ البدء وال تترقب احداهص حلول الشههههههههر ال يجيئها الوليد بل ال‬ ‫يترمها حيا ً او مقتوالً‪.‬‬ ‫و تظل الفاسقة مدة حملها تسعة انهر في احساس خائف‪ ،‬مترقب منفرد بنفسه‪ ،‬منعزل عص االنسانية‪.‬‬ ‫و متى ولدت ال فاسهههههههقة قطعته مص روابط اهله و زمنه و تاريخه و رما به ليموت فإل هلك فقد هلك و إل عاش‬ ‫لمثل هذه الحياة فهو موت آخر نهههههههر مص ذلك فهؤالء مما رأيا أوالد الجرأة على هللا‪ ،‬و التعدي على الناس و‬ ‫االستخفاف بالشرائع‪.‬‬ ‫قال ابو هانمأ أال لعنة هللا على ذلك الرجل الفاسق الذي اغتر المرأة فاستذلها و هورها في هذه المهواةت أمال حق‬ ‫الشهوة عليه أعظم مص حق هذا االدمي‪.‬‬ ‫قال الحوذي الفيلسهههههههوفأ لعنة هللا على ذلك الرجل و لعنات هللا ملها و لعنات المالئكة و الناس اجمعيص على تلك‬ ‫المرأة التي انقاذت له و اغترت به‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫ألم تعلم الحمقاء أل الرجل الذي ليس زوجا ً لها ليس رجالً معها‪.‬‬ ‫***‬ ‫مانا المرأتال المصهههههههاحبتال لجماعة اللقطاء تناجيال‪ ،‬فقالا الكبرى منهماأ يا حسهههههههرتا على هؤالء الصهههههههغار‬ ‫المسهههههههاميص! عندما يكبرول سهههههههيدخلول في نظام الدنيا‪ ،‬و مبر هؤالء إخراجهم مص "الملجأ" و هو مل نظام في‬ ‫دنياهم‪ ،‬ليس بعده إال التشريد و الفقر و ابتداء القصة المحزنة‪.‬‬ ‫فقالا الصغرىأ و لم ال يفرحول مأوالد الناس‪ ،‬أليسا الطبيعة لهم جميعاً‪ ،‬و هل تجمع الشمس انعتها عص هؤالء‬ ‫لتضاعفها ألولئك‪.‬‬ ‫قالا األخرىأ الطبيعة؟ تقوليص الطبيعة ؟ إنك يا ابنتي عذراء لم تبدأي في حياتك حياة بعد‪.‬‬ ‫لقد ولدت يا ابناي خمسهههههة اط فال و بالعيص البليغة التي انظر لها إليهم انظر الى هؤالء‪ ،‬فما اراهم إال منقطعيص مص‬ ‫الة القلب االناني‪.‬‬ ‫قالا الصغيرةأ و لكنهم اطفال‬ ‫قالا تلكأ نعم يا ابنتي غير انهم طردو مص حقوق الطفولة مما طردو مص حقوق االهلت و حسههههههبك بشههههههقاء الطفل‬ ‫الذي لم يعرف مص حنال امه إال ا نها لم تقتله‪ ،‬وال مص نههفقتها إال انها طرحته في الطريقت الفاسههدول أال لعنة هللا و‬ ‫المالئكة و الناس أجمعيص على اولئك الرجال االنذال الذيص أولدوا النساء المنبوذيص يزعمول ألنفسهم الرجولة فهذه‬ ‫هي رجولتهم بيص أيدينا‪ ،‬هذه هي نمامتهم هذه هي عقولهم هذه هي آدابهم!‬ ‫عجبا ً إل سيئات اللصوا و القتلة ملها ينسى و يتالنى‪ ،‬و لكص سيئات العشاق و المحبيص يعيش و يكبر‪.‬‬ ‫و امبري لمص تفجع بالنكبة الواحدة ثالثة فجائع‪ ،‬في مرامتها التي ابتذلا و في الحبيب الذي تبرأ منها و في طفلها‬ ‫التي قطعته بيدها مص قلبها و ترمته لما متب عليها!‪...‬‬ ‫و مال ا للقطاء قد تبعثرو على ال ساحل جماعات و نتى‪ ،‬فوقف احدهما على طفل اغير يلعب بما بيص يديه فنظر‬ ‫الطفل إلى اللقيط أومأ الى جماعته ثم قال لهأ أأنتم جميعا ً أوالد هاتيص المرأتيص ام احدهما؟‬ ‫قال اللقيطأ هما المراقبتال‪ ،‬و أنا أفليسا هذه التي معك مراقبة؟‬

‫‪110‬‬


‫قال الطفلأ ما معنى مراقبة هذه ماما!‬ ‫قال اآلخرأ فما معنى ماما؟ هذه مراقبة‬ ‫قال الطفلأ و ملكم أهل دار واحدة؟‬ ‫قالأ نحص في الملجأ؟ و متى مبرنا اخذونا الى دورنا‬ ‫فقال الطفلأ فهل تبكي في الملجأ اذا اردت نهههههههيئا ً ليعطوك‪ ،‬ثم تغضهههههههب اذا اعطوك ليزيدوك؟ و هل يسهههههههكتونك‬ ‫بالقرش و الحلوى؟‬ ‫و هنا ااحا المراقبة الصغيرةأ تعال يا رقم عشرةتتت فلوى اللقيط المسكيص وجعه و انصاع و ادبر‪.‬‬ ‫و مشهههى االطفال بوجوه يتيمة‪ ،‬يقرأ مص يقرأ فيها انها مسهههتسهههلمة مسهههكينة معترفة انها ال حق لها في نههه مص هذا‬ ‫العالم إال هذا االحسال البخس القليل ‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫هللا اكبر‬ ‫جلسهها و قد مضههى هزيع مص الليل‪ ،‬أهي في نفسههي بناء قصههة أديرها على فتى مما أحبتت و خبيث داعر‪ ،‬و فتاة‬ ‫مما أحبا تتت مالهما قد درس و تخرج في ثالثة معاهدأ المدرسة‪ ،‬و الروايات الغرامية‪ ،‬و السيمات و هو مصري‬ ‫مسلم‪ ،‬و هي مصرية مسيحيةت و للفتى سيئات فهو ناب انيق عادته مالحقة النساء يتبعهص و يتعرض لهص‪.‬‬ ‫و للفتاة تبرج و تهتك‪ ،‬يعبث بها العبث نفسه‪ ،‬فهي تبرز حيص تخرج مص بيتها إلى نظرات الرجال‪.‬‬ ‫و مال اثنيهما ال يقيم وزنا ً للديص‪ ،‬و المسلم و المسيحي منهما هو االسم وحده‪ ،‬و الديص حرية القيد ال حرية الحرية‪،‬‬ ‫فأنا بعد أل تقيد رذائلك و ضرواتك و نرك و حيوانتك و بعد هذا تدعي الحرية و تسليط تلك الحرية على مل ما‬ ‫ستصل به مص وجود‪.‬‬ ‫و تمضههي قصههتي في أسههاليب مختلفة تمتحص به فنول هذه الفتاة و نهههوات هذه الفتى‪ ،‬فال يزال يمشههي مص حيث ال‬ ‫يصل‪ ،‬و ال تزال تمنعه مص حيث ال ترده‪.‬‬ ‫و لكص الميالد في قصهههتي ال يكول لرذيلة هذه الفتاة‪ ،‬بل لفضهههيلتها‪ ،‬فإل المرأة في رأيي و لو مانا حياتها محدودة‬ ‫مص جهاتها االربع بكبائر اإلثم و الفاحشة‪ -‬ال يزال فيها مص وراء هذه الحدود ملها قلب طبيعته األمومة‪.‬‬ ‫ففي قصهههتي تذعص الفتاة لصهههاحبها في يوم‪ ،‬و نزل بها هم‪ ،‬فكانا ضهههعيفة النفس بما طرأ عليها مص هذه الحالةت و‬ ‫تخلو بالفتى و فكرها منصرف إلى مصدر الغيب‪ ،‬و يبهرها الشاب خالبة رعونته و حبه و لسانه‪ ،‬و يقر بالزواج‬ ‫و هو منطو على الطالق بعد سههاعة‪ ،‬فإذا أونههكا الفتاة أل تصههرع تلك الصههرعة دوى في الجو اههوت المؤذلأ‬ ‫"هللا امبر‪!".‬‬ ‫و تلسههههع الفتاة في قلبها‪ ،‬و تتصههههل بهذا القلب رو حانية الكلمة‪ ،‬فتقع الحياة السههههماوية في الحياة األرضههههية‪ ،‬و تنتبه‬ ‫العذراء إلى أل هللا يشهد عارها‪.‬‬ ‫هللا أمبر! اههوت رهيب ليس مص لغة اههاحبها وال مص اههوته وال مص خسههته‪ ،‬مأنما تفرغ السههماء فيه ملء سههحابة‬ ‫على رجس قلبها فتنقيه حتى ليس به ذرة مص دنسه الذي رمبه الساعة‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫مانا طهارتها تختنق فنفذت إليها النسههمات‪ ،‬و طارت الحمامة حيص دعاها اههوت الجو‪ ،‬بعد‬ ‫أل مانا أسهههههفا حيص دعاها اهههههوت األرضت طارت الحمامة‪ ،‬ألل الطبيعة التفتا فيها لفتة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫و يكرر المؤذل في ختام أذانهأ "هللا أمبر هللا أمبر!" فإذا‪...‬‬ ‫***‬ ‫و تبلد خاطري‪ ،‬فوقفا في بناء القصهههههههة ع ند هذا الحد‪ ،‬و لم أدر ميف يكول جواب "إذاتتت" فترما فكري يعمل‬ ‫عمله مما تلهمه الواعية الباطنة‪ ،‬و نما‪...‬‬ ‫و رأيا في نومي إني ادخل المسهههجد لصهههالة العيد و هو يعج بتكبير المصهههليصأ " هللا امبر هللا أمبر!" و لهم هدير‬ ‫مهدير البحر في تالطمه ‪.‬‬ ‫قد غ‬

‫بالناس فاتصهههلوا و تالحموا‪ ،‬و أقف متحيراً متلدداً ألتفا ههنا و ههنا‪ ،‬ال أدري ميف أخلص إلى موضهههع‬

‫أجلس فيه‪ ،‬ثم أمضى اتخطى الرقاب أطمع في فرجة أقتحمها و ما تنفرج‪ ،‬حتى أنتهي إلى الصف األول‪ ،‬و رأيا‬ ‫مكانا ً وسهههههعني فحططا فيه إلى جانبه‪ ،‬و أنا أعجب للرجل ميف ضهههههاق و لم أضهههههيق عليه‪ ،‬و أيص ذهب نصهههههفه‬ ‫الضخم و قد مال بعضه على بعضه زيما على زيم و امتالء على امتالء‪.‬‬ ‫و ضههههج الناسأ "هللا أمبر هللا أمبر!" في اههههوت تقشههههعر منه جلود الذيص يخشههههول ربهم‪ ،‬غير أل الناس مما ألفو‬ ‫الكلمة و مما جهلوا مص معناها‪ -‬ال يسمعونها إال مما يسمعول الكالم‪ ،‬أما الذي إلى جانبي فكال ينتف‬

‫لها إنتفاضة‬

‫رجتني معه رجاً‪ ،‬فكل ما فيه يرتج و يهتزت و رأيا اهههههههاحبي يذهل عص نفسهههههههه‪ ،‬و يتألأل على وجهه نور لكل‬ ‫تكبيرة‪ ،‬مأل هناك مصباحا ً ال يزال ينطف و يشتعل‪ ،‬فقطعا الرأي أنه مص المالئكة‪.‬‬ ‫قلا أناأ أما الذي إلى جانبي‪ ،‬فلما مبر مد اهههوته مداً ينبثق مص روحه و يسهههتطير‪ ،‬فلو مال الصهههوت نوراً لمأل ما‬ ‫بيص الفجر و الضحى ‪.‬‬ ‫***‬

‫‪113‬‬


‫و عرفا ‪ -‬وهللا ‪ -‬مص معنى المسهههههههجد ما لم أعرف‪ ،‬حتى مأني لم أدخله مص قبل‪ ،‬فكال هذا‬ ‫الجالس إلى جانبي مضههوء المصههبا في المصههبا ‪ ،‬فانكشههف لي المسههجد في نوره الروحي‬ ‫عص معال أدخلتني مص الدنيا في دنيا على حدة‪.‬‬ ‫إذ يجمع الناس مراراً في مل يوم على سهههالمة الصهههدر‪ ،‬و براءة القلب‪ ،‬و روحانية النفس‪ ،‬و أسهههفله نهههعار الطهر‬ ‫الذي يسمى الوضوء‪ ،‬مأنما يغسل اإلنسال آثار الدنيا عص اعضائه قبل دخوله المسجد‪.‬‬ ‫ثم يسهههتوى الجميع في هذا المسهههجد اسهههتواء واحد‪ ،‬و يقفول موقفا ً واحداً‪ ،‬و يخشهههعول خشهههوعا ً واحداً‪ ،‬و يكونول‬ ‫جميعا ً في نفسهههية واحدة‪ ،‬و ليس هذا وحده‪ ،‬بل يخرول إلى االرض جميعا ً سهههاجديص هللا‪ ،‬و مص ثم فليس لذات على‬ ‫ذات سلطالت و هل تحقق اإلنسانية وحدتها في الناس بأبدع مص هذا؟ و لعمري أيص يجد العالم اوابه إال ههنا؟‬ ‫فالمسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به اإلجتماع‪.‬‬ ‫****‬ ‫هللا أمبر! بيص ساعات و ساعات مص اليوم ترسل الحياة في هذا الكلمة نداءها تهتفأ أيها المؤمص! إل منا أابا‬ ‫في السههاعات التي مضهها‪ ،‬فاجتهد في السههاعات التي تتلو‪ ،‬و إل منا أخطأت‪ ،‬فكفر و امم سههاعة بسههاعة‪ ،‬الزمص‬ ‫يمحو الزمص‪ ،‬و العمل يغير العمل و دقيقة باقية في العمر هي أمل مبير في رحمة هللا‪.‬‬ ‫****‬ ‫اليوم الواحد في طبيعة هذه األرض عمر طويل للشر‪ ،‬تكاد مل دقيقة بشرها تكول يوما ً مختوما ً بليل أسود‪ ،‬فيجب‬ ‫أل تقسم اإلنسانية يومها بعدد قارات الدنيا الخمس‪ ،‬و عند مل قسمأ مص الفجر‪ ،‬و الظهر‪ ،‬و العصر‪ ،‬و المغرب‪ ،‬و‬ ‫العشاء ‪ -‬تصيم اإلنسانية المؤمنة منبهة نفسهاأ هللا أمبر‪ ،‬هللا أمبر!‬ ‫*****‬ ‫ال تضهطربوا‪ ،‬هذا هو النظامت ال تنحرفوا‪ ،‬هذا هو النهجت ال تتراجعو‪ ،‬هذا هو النداءت لص يكبر عليكم نه ما داما‬ ‫ملمتكمأ هللا أمبر!‬ ‫في اللهب وال تحترق‬ ‫أفي الممكص هذا؟‬

‫‪114‬‬


‫لعوب حسهههههههنة ال ّدل‪ ،‬مرحة مداعبة‪ ،‬تحيي ليلها راقصهههههههة مغنية‪ ،‬و إذا ذهبا إلى بيتها‪ ،‬و‬ ‫خرجا مص زينتها‪ ،‬و خلعا روحا ً و لبسهها روحاً‪ ،‬و قالاأ اللهم إليك‪ ،‬و لبيك اللهم لبيكت ثم‬ ‫ذهبا فتوضأت و افاضا النور عليها‪ ،‬و قاما بيص يدي ربها تصلي!‪...‬‬ ‫***‬ ‫هي حسهههههههناء فاتنة‪ ،‬و ما تراها في يوم إال ظهرت لك أحسهههههههص مما مانا‪ ،‬و إذا مانا في ونهههههههيها و تطاريفها و‬ ‫أاباغها و حالها لم تجدها امرأة‪ ،‬فإذا رأيتها بتلك الزينة في رقصها و تثنيها‪ ،‬قلاأ هذه روضة مفتنة انتها أل‬ ‫تكص امرأة فكانا‪ ،‬و هذا الرقص هو فص النسيم على اعضائها‪.‬‬ ‫و مهما يكص طيش الفص في تأودها و لفتتها و نظرتها و ابتسامها و ضحكها ‪ -‬ففي وجهها دائما ً عالمة وقار عابسة‬ ‫تقول للناسأ افهموني‪.‬‬ ‫****‬ ‫و لما رأيتها نههههد قلبي لها بأل على وجهها مع نور الجمال نور الوضهههوء‪ ،‬و أنها متحرزة ممتنعة في حصهههص مص‬ ‫قلبها المؤمص‪ ،‬يبسط األمص و السالمة على ظاهرها‪.‬‬ ‫و عندي أل المرأة إذا مال لها رأي ديني ترجع إليه‪ ،‬و مال أمرها مجتمعا ً في هذا الرأي‪ ،‬و مانا أخالقها جاهزة‬ ‫له‪ ،‬فتلك هي الياقوتة التي ترمى في اللهب وال تحترق‪.‬‬ ‫و ليس مص امرأة إال و قد خلق هللا لها طبيعة ياقوتية‪ ،‬هي فطرتها الدينية التي فيهاأ إل بقيا لها هذه بقيا معها‬ ‫تلك‪ ،‬و لكنها حيص تنخلع مص هذه الفطرة تخذلها الفطرة و الطبيعة معاً‪ ،‬فيجعل هللا عقابها في عملها‪ ،‬فإذا هي مقبلة‬ ‫على أغالطها و مساوئها بطرق عقلية إل مانا عالمة‪ ،‬و بطرق مفضوحة إل مانا جاهلة‪.‬‬ ‫لقد رق الديص في نسهههههائنا و رجالنات فهل مانا عالمة ذلك إال أل ملمةأ "حرام‪ ،‬و حالل" قد تحولا عند أمثرهم و‬ ‫أمثرهص إلى " الئق‪ ،‬و غير الئق" ثم نزلا عند مثير مص الشهههههههبال و الفتيات إلى "معاقب عليه قانوناً‪ ،‬و مبا‬ ‫قانوناًتتت" ثم انحطا آخر عند السواد و الدهماء إلى " ممكص‪ ،‬و غير ممكص تتت"؟‬ ‫****‬

‫‪115‬‬


‫قالا الياقوتة‪ ،‬أعني الراقصههة ‪:-‬أخذني أبي مص عهد الطفولة بالصههالة‪ ،‬و أثبا في نفسههي أل‬ ‫الصهههالة ال تصهههم باألعضهههاء إل لم يكص الفكر نفسهههه طاهراً يصهههلي هللا مع الجسهههم‪ ،‬فإل مانا‬ ‫الصالة بالجسم وحده لم يزدد المرء مص رو الصالة إال بعداً‪.‬‬ ‫و أستحضر النية في قلبي‪ ،‬و أنحصر بكلي في هذا الجزء الطاهر قبل أل أقولأ "هللا امبر"‪ ،‬و بذلك أابم فكري‬ ‫قادراً على أل يخلع الدنيا متى ناء و يلبسها‪ ،‬و أل يخرج منها ثم يعود إليها‪.‬‬ ‫يا لها حكمة أل فرض هللا علينا هذه الصهههههلوات بيص سهههههاعات و سهههههاعات‪ ،‬لتبقى الرو أبداً إما متصهههههلة أو مهيأة‬ ‫لتتصل‪.‬‬ ‫قالا الياقوتةأ و رأيا أبي يصههههههلي‪ ،‬و مذلك رأيا أمي‪ ،‬فال تكاد تلم بي فكرة آثمة إال انتصههههههبا أمامي‪ ،‬فامرة أل‬ ‫اسههتلئم إليهما فأمول الفاسههدة و هما الصههالحال‪ ،‬و اللئيمة و هما الكريمال‪ ،‬فدمي نفسههه‪-‬ببرمة الديص‪ -‬يحرسههني مما‬ ‫ترى‪.‬‬ ‫قلا أ فهذا الرقص تتت؟‬ ‫قالاأ نعم‪ ،‬أنه قضههي علي أل أمول راقصههة‪ ،‬و أل ألتمس العيش مص أسهههل طرق و ألينها و أبعدها عص الفسههاد‪ ،‬و‬ ‫إل مال الفسهههاد ظاهرها‪ ،‬أريدأ الرقص‪ ،‬أو الخدمة في بيا‪ ،‬أو العمل في السهههوقت و لكني لم أملكها في األخيرتيص‬ ‫ما دام علي هذا الطابع مص الحسهههههههص‪ ،‬و مم مص امرأة متحجبة و هي عارية الرو ‪ ،‬و مم مص سهههههههافرة و روحها‬ ‫متحجبة‪.‬‬ ‫إني ألرقص و أغني‪ ،‬و لكص أتههدري مهها الههذي يحرزني مص العههاقبههة‪ ،‬و يحميني مص وبههاء هههذا الجمهور المري‬ ‫النفس؟ فاعلم اني ال انههعر بالجمهور وال برو المسههر ‪ ،‬إال مما أنههعر برو المقبرة و المشههيعيص إليها‪ ،‬فهيهات‬ ‫بعد ذلك هيهات!‬ ‫قالا الياقوتةأ فأنا مما ترى‪ ،‬اضههطرب وجوها ً مص االضههطراب في جذب الناس و دفعهم معاً‪ ،‬و إذا سههلما المرأة‬ ‫مص أل يغلبها الطمع على فكرها‪ ،‬سلما مص أل يغلبها الرجل عص فضيلتها‪.‬‬ ‫و ليس يبطل هداية هذه الحاسههههة في المرأة إال طمعها المادي في المال و المتاع و الزينة‪ ،‬فال هذا الطمع هو القوة‬ ‫التي يغلب بها الرجل المرأة‪ ،‬فبنفسههههههها غلبها! و إذ تبذل طمع امرأة في رجل فهي مومس‪ ،‬و إل مانا عذراء في‬ ‫خدرها‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫قالا الياقوتةأ و لذا أخذت نفسي أال أطمع في ن مص أنياء الناس‪ ،‬و سخوت عص مل مافي‬ ‫ايديهم‪ ،‬فما يترمول علي إال بهالمي‪ ،‬و حسبي أل يبقى ليعيص قلبي ضوءهما المبصر‪.‬‬ ‫و إذا جاءني وقم خلق هللا وجهه الحسهههههص مسهههههبة له‪ ،‬أو خلقه هو مسهههههبة لوجهه القبيم‪ ،‬ذمرت أني بعد سهههههاعة أو‬ ‫سهههههاعات أقوم إلى الصهههههالة‪ ،‬فال يزداد مني إال بعداً و إل مال بإزائي‪ ،‬فاغله له و اتسهههههخط‪ ،‬و أظهر الغضهههههب و‬ ‫اافعه افعتي‪.‬‬ ‫قلاأ و ما افعتك؟‬ ‫قالاأ إنها افعة ال تضرب الوجه و لكص تخجله‪.‬‬ ‫قلاأ و ما هي؟‬ ‫قالا الياقوتةأ هي هذه الكلمة‪ ،‬أما تعرف يا سهههههههيدي أني أاهههههههلي و أقول "هللا أمبر" فهل أنا أمبر تتت؟ أأقيم لك‬ ‫البرهال على اغارك و حقارتك‪ ،‬أأنادي الشرطيتتت؟!‬ ‫****‬ ‫تختنق بالرقص و تنتعش بالصالة‪ ،‬و في مل يوم تختنق و تنتعش‪.‬‬ ‫و لكني ال أزال اقول‪:‬‬ ‫أفي الممكص هذا؟‬ ‫أفي المترادف نرعاًأ رقصا و الا تتت؟‬

‫‪117‬‬


‫المشكلة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المرأة‪1‬ال‬

‫ميلة‬ ‫تخاطب ثالث في‬ ‫الر ل‬ ‫الرجل‪:‬إن المشكلة التي‬ ‫أعضلت عل الفساد هو‬ ‫الر ل القوي‬ ‫الر ولة‪..‬إنما الر ولة‬ ‫من خالل ثالث‬

‫شيطانه‬

‫حيوانه‪:‬فله في أيدينا مقادة‬ ‫رسن وهو للدواب‪-‬من‬‫ال باوة وال ريزح‪.‬‬

‫‪-1‬اإلدراك الصحيا‬ ‫لل اية من هذح الحياة‬

‫‪-1‬عمل الر ل أن يكون في‬ ‫موضعه من الوا بات قبل أن‬ ‫يكون في هواح‬

‫ال تقوم هذه الثالثة إال‬ ‫على ثالث أخرى‬

‫‪-2‬قبوله ذلك الموضع‪-‬عمله‪-‬بقبول‬ ‫العامل الواثى من أ رح الع يم‬

‫‪ -2‬عل ما يحبه اإلنسان‬ ‫ويكرهه موافقا لهذح ال اية‬

‫‪-3‬القدرة عل استخرا معاني‬ ‫اءلم فيما أحب وكرح عل السواا‬

‫‪-3‬قدرته عل العمل والقبول إل‬ ‫النهاية‬

‫أما بعد فالقصة هذه فلسفة لرجل فاضل مهذب قد بلغ مص العلم والشباب والمال و امتحنته الحياة بمشكلة ذهب فيها‬ ‫نوم ليله و هدوء نهاره‪ ،‬ومابد فيها الموت الذي ليس بموتت‬ ‫فقد أمه وهو غالم ‪،‬فخشهي أبوه أل يسهتكص لذلّة فقدها فيكول في نشهأته الذل والخضهوع‪،‬فعلّمه هذا األب ّ‬ ‫الشهفيق أل‬ ‫نأنه غير نأل الصبي الذي تربى في منَف أمه ‪،‬وأل له قوة ومبرياء ‪ ،‬فأابم يناديه بالرجل حتى توهم أنه يحملُ‬ ‫في عقله رجالت‬

‫‪118‬‬


‫فكال هذا الرجل الجاثم في عقله يومئ رذ غروره ومبريائه ‪،‬فكال يقع في الخطأ بعد الخطأ ‪،‬و‬ ‫الحماقة بعد الحماقة ‪،‬ومال طفال ولكص غروره ذو لحي رة طويلةتت‬ ‫ونشأ على ذلك الب الرأي معتدًا بنفسهت‬ ‫الجميل في عقليأوهذا‬ ‫الرجل‬ ‫يقولأ لسا جميل الطلعة إذا طالعا وجهي ‪،‬معتقدا أل الخطأ في المرأة إذ ال تُظهر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرجل الذي في عقلي متزو ٌج‪ -‬فاجأني أبي في يوم فقالأ يا رجل هذه الفتاة مسهههههههمات لك فاذهب لترى فيك رجلها‪،‬‬ ‫وفتة هذه مص ذوي القربى‪-‬فيجب علي أنا الطفل أل أمول رزينات‬ ‫وذهبا بكل ذلك ألرى فالنة فأغلقا الباب في وجهي واختبأت مني ‪،‬فقلا هذا نشوز وعصيال ال طاعةً وحُبت‬ ‫فأضمرت لها الغدر و ثبتا في ذهني اورة (الباب المغلق) ومأنه طال ٌ‬ ‫ق بيننا ال بابت‬ ‫قالأ ثم نههبَّ الرجل فكال مالزوج الذي يترقب غيبة زوجته الطويلهت وأفضههى الى مدرسههته العليا فأاههبم رجال ذا‬ ‫علم وفكر وخيالت‬ ‫قد مضهههههى على (الباب المغلق)تسهههههعة أعوام ‪،‬ولكنها مع ذلك مسهههههماةٌ له‪ ،‬فليسههههها الفتاة مص وراء الباب الباب إال‬ ‫العفاف المنتظر‪،‬وليسا القربى إال نريعة واجبةت‬ ‫وعند أهل َّ‬ ‫الشهرف أنه مهما بلغ مص الحرية فالشهرف مقيد‪،‬وعند أهل الديص أل الزواج ال ينبغي أل يكول قائما على‬ ‫معال فاحشةتوعند أهل الفضيلة أل الزوجة هي لبناء األسرة‪،‬فإل بلغ وجهها غاية في الحسص أو لم يبلغ ‪ ،‬فهو على‬ ‫ر‬ ‫الكمال والضهههههمير‪ ،‬فإل الزوجة الطاهرة‬ ‫مل حال وجهٌ ذو سهههههلط رة وحقوق‪ ،‬وال تقوم األسهههههرة إال بذلكتوعند أهل‬ ‫ِ‬ ‫المخلصه معاملةٌ بيص زوجها وربههت‬ ‫وعند أهل الرأي أل الزوجة الفاضهههههههلة‪،‬هي جميلةٌ جمال الح ّ‬ ‫قتوعند أهل المروء ِة والكرم أل زوجة الرجل هي‬ ‫إنسانيتهُ ومروءتهت‬ ‫أ َّما عند الشيطال(لعنهُ هللا)فشروط الزوجة الكاملة ما تشترطه الغريزةأ الحُبّ ‪،‬الحُبّ ‪،‬الحُبّ !‬ ‫وقال الشههههابأ و إذا لم أتزوج امرأة تكول تكول مما أنههههتهي جماال ‪،‬ومما يشههههتهي فكري عل ًما‪ ،‬منا أنا المتزوج‬ ‫عزبًاتتوقد عرفا التي تصهههلم لي بجمالها وفكرها معا‪ ،‬ولم يكص لدارها (بابا مغلقا)‪،‬إنها ‪-‬وهللا‬ ‫وحدي وبقي فكري ِ‬ ‫‪-‬قد جعلا نيطاني هو عقلي!‬

‫‪119‬‬


‫أل ّم األب بقصة فتاه ويحسبها نزوة يخمدها الزواج‪،‬ثم احتاط في رأيه‪،‬فقدر أل ابنه مال عانقا‬ ‫مسهههههحورا مفتوناتقال األبألم يكص األبناء يعترضهههههول آباءهم فيمص اختاروهص‪،‬إ ِذ النّسهههههل هو‬ ‫امتداد تاريخ األب واالبص معًا‪،‬ومحل االعتراض في باب الشهوات وحدهات‬ ‫ثم جزم األب أل النسل الذي يجيء مص عانقيص ‪ ،‬حري أل يرث في أعصابه جنول اثنينهما و أمراضهما النفسية‬ ‫و نهواتهما الملتهبةت‬ ‫ويتعجّل البنه المطيعت‬ ‫ليهيء للزفاف‬ ‫ولم يكد ينتهي األب حتى أسرع إلى (الباب المغلق)‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قال ال ّشابأ وج ُّص جنوني‪،‬فلجأت إلى عمي أستدف ُع به النكبةت‬ ‫مما قال الشابأ القلب العانق يملك النّعمة ويريد أل يتنعّم بهاوومل ما اعترضه دونها مال عنده ًّ‬ ‫لصاتتت‬ ‫ومما قال عمهأ قبّم هللا حبًّا يجعل أباك ًّ‬ ‫لصهها أو ماللّصتوهذه يا بنيأوهام وقتهاو عم ُل أسههبابها‪،‬و سههيمضههي الوقا‬ ‫وتتغير األسباب وربما مال الناضج اليوم هو المتعفّص غدا‪،‬وربما ما الفج الناضج بعد؟‬ ‫وهبك هللا تحب ذات رحمك ثم أمرمتها وأحسههههنا إليها وسههههترتها‪ّ ،‬‬ ‫بني إل لم يكص حيًّا فيه الشهههههوة‪ ،‬فهو‬ ‫إل هذا يا ّ‬ ‫حب إنساني فيه المجدت‬ ‫ووقعا المشكلة وزفّا المسكينةوفكيف يصنع الرجل بيص المحبوبة والمكروهة؟‬

‫‪120‬‬


‫المشكلة‬ ‫‪2‬‬

‫جاء(نابغة القرل العشريص) زائرا بعد أل قرأ مقاالت (المجنول)تقال إل ااحب هذه المشكلة مجنول‪-‬المشكلة ‪-1‬‬ ‫فإذا امتحنوه في الجغرافيا وقالو لهأماهي أنهر اناعة في باريس؟ألجابهمأأنها تصنع البودرة لوجه حبيبتيتتت‬ ‫فإل ا َّم هذا الرجل مجنول فعالجه أل يربط في المارستال‪،‬ثم يجيء أهله مل يوم بزوجته فيسألونهأأهذه امرأة أم‬ ‫قردةٌ أم هردة؟ثم ال يزالول وال يزال حتى يراها امرأةتفيقال له حينئ رذأإل منا رجال فتخلّق بأخالق الرجالت‬ ‫أ ّما إذا مال الرجل عاقال مميهزا اهههحيم التفكير ولكنه مري‬

‫مرض الحبّ ‪،‬فال يرى النّابغة أنهههفى لدائه بعد واحد‬

‫مص هذه األنفيه أو بها ملهاأ‬ ‫"الدواء األولأأل يجمع فكره قبل نومه فيحصهههههههره في زوجته‪ ،‬ثم ال يزال يقولأ زوجتي‪،‬زجتيتحتى ينامتفإل لم‬ ‫يذهب ما به في أيام قليله فالدواء الثانيت‬ ‫الدواء الثانيأأل يتجرع نهههربة مص زيا الخروع م َّل أسهههبوع تت ويتوهم مل مرّة أنه يتجرعها مص يد حبيبته‪،‬فإل لم‬ ‫يشفه هذذا فالدواء الثالثت‬ ‫الدواء الثالثأأل يذهب فيبيا ليلة في المقابر ‪،‬ثم ينظر نظره في أي المرأتيص يريد أل يلقى هللا بها وو أيتهما هي‬ ‫موضع ذلك عند هللا تعالى ‪ ،‬فإل لم يبصر رنده بعد هذا فالدواء الرابعت‬ ‫الدواء الرابعأأل ييخرج في (مظاهرة) تتت فإذا فُقئا له عيص أو مسرت له يد أو رجل ثم لم تحل له حبيبته المشكلة‬ ‫بنفسهتتت فالدواء الخامست‬ ‫الدواء الخامسأأل يصهههنع اهههنيع المبتلى بالحشهههيش والكوماييص ‪،‬فيذهب فيسهههلم نفسهههه إلى السهههجص ليأخذ على يده‬ ‫فينسههى هذا الترف العقلي و ثم ليعرف مص هذا السههجص جد الحياة و هزلها ‪ ،‬فإل لم ينزع عص جهله بعد ذلك فالدواء‬ ‫السادست‬

‫‪121‬‬


‫الدواء السههههههادسأأنه ملما تحرك دمه ونههههههاعا فيه حرارة الحب‪،‬ال يذهب إلى مص يحبها وال‬ ‫يتوخى ناحيتها ‪،‬بل يذهب مص فوره إلى حجَّ ام يحجمهتت ليطف عنه الدم بإخراج الدمو و هذه‬ ‫هي الطريقة التي يصلم بها مجانيص العشاق ‪،‬ولو تبدلوا بها مص االنتحار النتحروا هم وانتحر‬ ‫الحبّ ت‬ ‫قال(نابغة القرل العشههههريص)أ فإل بطلا األنههههفية السههههتة‪ ،‬وبقي الرجل جموحا ال يرد عص هواه فلم يبقى ّإال ال ّدواء‬ ‫السابعت‬ ‫الدواء السهههابعأ أل يضهههرب اهههاحب المشهههكلة خمسهههيص قناة‪-‬العصههها الغليظة‪ -‬يصهههك بهات و توضهههع له األضهههمدة‬ ‫والعصائب ويترك حتى يبرأ على ذلكأ‬ ‫أعرج متخلعا مبعثر الخلق مكسور األعلى و األسفل ّ‬ ‫‪،‬فإل في ذلك نفاءه التام مص داء الحبّ إل ناء هللا تتت‬ ‫قلناأفإل لم يشفه ذلك ولم يصرف عنه غائلة الحبّ ؟‬ ‫قالأ فإل لم يشفه ذلك فالدواء الثامصت‬ ‫الدواء الثامصأأل يعاد عالجه بالدَواء السابعتتت "‬

‫‪122‬‬


‫المشكلة‬ ‫‪3‬‬ ‫اما البقية من هذح اآلراا التي تلقيتها متوافقون من و وب إمساك الزو ة واإلقبال عليها‪ ,‬واالنصراف عنها وان‬ ‫يكون للر ل في ذلك عزم اليتقلقل (ال يتزلزل) حت يست نس منها فمنها ستتحول‬ ‫والعديد االكبر ممن كتبوا إلي‪ ,‬يحف ون عل صووواحب المشوووكلة ذلك البيان الذي وضوووعناح عل لسوووانه في المقام‬ ‫اءول ويقولون له‪ :‬انت اعترفت وانت نكرت وانت نصبت الميزان فكيف التقبل الوزن به؟‬ ‫وبذلك اءسلوب اات المشكلة معقدة منحلة في لسان صا بها‪.‬‬ ‫وكثير من الكتاب لم يزيدوا عل ن نبهوا الر ل ال حى زو ته‪ ,‬ثم يدعون هللا ان يرزقه عقال ‪..‬‬ ‫فمنما اات المشكلة من ان الر ل قد فقد التمييز و ن ب نونين‪ :‬احدهما في الداخل من عقله والثاني في الخار‬ ‫منه‪.‬‬ ‫وقد تمن احد القراا من فلسطين ان يرزقه هللا مثل هذح الزو ة المكروهة كراهة حب‪ ,‬ويضعه موضع صاحب‬ ‫المشكلة‪ ,‬ليثبت انه ر ل يحكم الكرح ويصرفه عل ما يشاا وال يرض ان يحكمه الحب وان كان هو الحب‪.‬‬ ‫وهذا رأي يد‪ ,‬فمن العاى الذي يتلعب الحب به ويصووووووودح عن زو ته اليكون ر ال صوووووووحيا الر ولة‪ .‬بل هو‬ ‫اسخف اءمثلة في اءزوا ‪.‬‬ ‫والمرأة التي ت د من زو ها الكراهية التعرفها أنها الكراهة إال اوت ل اول‪ ,‬ثم تن ر فاذا الكراهة هي احتقارها‬ ‫واهوانتهوا‪ ,‬ثم تن ر فواذا هي اثوارة كبريوائهوا‪ ,‬ثم تن ر فواذا هي دفع غريزتهوا ان تعمول عل اثبواث انهوا وديرة‬ ‫بالحب‪ .‬ثم تن ر فاذا برهان كل ذلك ال ي يا من عقل وال منطى وانما من ر ل ‪ ...‬ر ل يحقى لها هي ان‬ ‫زو ها م فل وانها ديرة بالحب‪.‬‬ ‫وك ن هذا المعن هو الذي اشارت اليه االديبة ( ف‪.‬ز) فقد قالت‪:‬‬ ‫هذا الزو ي سمم االن اخالى زو ته ويف سد طباعها‪ ,‬وبمثل هذا الر ل اصبا المتعلمات يعتقدن ان اكثر ال شبان‬ ‫ان لم يكونوا ميعا‪ ,‬هم كاذبون في ادعاا الحب‪.‬‬

‫‪123‬‬


‫وخير ماتفعله صوووا حبة المشوووكلة ان تصووونع ماصووونعته اخر لها مثل قصوووتها‪ :‬قذفت به من‬ ‫طريى امالها ال الطريى الذي اا منه‪.‬‬ ‫وانزلته من در ة انه كل الناس ال منزلة انه ككل الناس‪ ,‬ونبهت حزمها وعزيمتها فرأته‬ ‫اهون عل نفسها من ان يكون سببا لشقاا او حسرة‪.‬‬ ‫وابتعدت بفضائلها عن طريى الحب لذي تعرف انه ال يستقيم اال لزو ة وزو ها‪ ,‬فمذا مشت فيه امرأة ال غير‬ ‫زوا انحرف بها‪.‬‬ ‫قالت‪ :‬وعلمت ان هللا قد علني انا السوعادة والشوقاا في هذا الوضوع لير كيف اصونع وايقنت ان ليس بين هذين‬ ‫الضدين اال حكمتي او حمقي‪.‬‬ ‫فتي رت لصوواحبي ت يرا صووناعيا‪ ,‬فما لبث هذا االنقالب ا ن صووار طبيعيا بعد قليل‪ .‬وكنت اسووتمد من قلب امراته‬ ‫اذا اختانني الضعف‪.‬ف شعر ان لي قوة قلبين‪.‬‬ ‫عزة الوفاا التكون بالخيانة وبينت له انه اذا طلى زو ته من ا لي فما يصوونع اكثر من ان يقيم البرهان عل انه‬ ‫اليصلا لي زو ا‪.‬‬ ‫ونحن نعتذر للباقين من االدباا والفضالا الذين لم نذكر آرااهم اذ كان ال رض من االستفتاا ان ن فر باالحوال‬ ‫التي تشبه هذح الحادثة‪ ,‬أما رأينا ففي البقية اآلتية‪.‬‬

‫‪124‬‬


‫المشكلة‬ ‫‪4‬‬ ‫صاحب هذح المشكلة ر ل اعور العقل ير عقله من ناحية واحدة‪.‬‬ ‫ماذا انت قائل ياصاحب المشكلة لو ان زو تك هذح المسكينة كانت هي التي اكرهت عل الرض بك‪.‬‬ ‫ماذا تقول لو أن مشكلتك اات من ان بينك وبين زو تك ( الر ل الثاني) ال المرأة الثانية؟‬ ‫الحب لف وهمي موضوا عل اضداد مختلفة‪ :‬عل بركان وروضة وعل سماا وارض‪.‬‬ ‫وذلك وهم التقوم عليه الحياة وال تصووولا به‪ ,‬فمنما تقوم الحياة عل الروح العملية التي تضوووع في كل شوووي معناح‬ ‫الصحيا الثابت‪.‬‬ ‫فالحب عل هذا شي غير الزوا ‪.‬‬ ‫فقد يكون اقو حب بين اثنين اذا تحابا هو اسخف زوا بينمها اذا تزو ا‪.‬‬ ‫ومثل هذا الفكر العاشووووووى يحتا ال الزو ة حا ته ال الحبيبة‪ ,‬والر ل الكامل المفكر اذا كان زو ا وعشووووووى‬ ‫استطاا ان يبتدا لنفسه فنا ميال الي دح العاشى وال يناله المتزو ‪.‬‬ ‫ومت تزو الر ل بمن يحبها انتهك له ح اب انوثتها‪ ,‬فبطل ان يكون فيها سر‪.‬‬ ‫ان اسوواس الدين والكرامة اال يخر انسووان عن قاعدة الفضوويلة في حل مشووكلته ان تورط في مشووكلة‪ ,‬ومن كان‬ ‫صاحب كصاحب المشكلة الي لم امراته فيمقتها بح ة انه يعشى غيرها‪.‬‬ ‫وانما االنسان من ا هر في كل ذلك اثرح االنساني ال اثرح الوحشي‪.‬‬ ‫وقد بقي ان نذكر انه قد يقع في مثل هذح المشكلة من نقصت فحولته من الر ال‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫قرر علماا النفس ان من الر ال من يكرح زو ته اشود الكرح اذا شوعر في نفسوه بالمهانة من‬ ‫ع زح عنها‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫الخاتمة‬ ‫وبحمدالباري ونعمة منه وفضهههههههل أتم فريق روافد المعرفة تلخيص متاب "وحي القلم الجزء ‪ "1‬ت فما هذا االجهد‬ ‫مقل والندعي فيه الكمال ونتمنى بعد هذا الجهد أل نكول قد وفقنا في تحقيق هدفنا مص تلخيص هذا الكتاب و أل‬ ‫نكول قد لخصناه على قدر يستحقهت‬ ‫وأخيراَ بعد أل تقدمنا باليسير في هذا المجال الواسع آمليص أل ينال القبول ويلقى االستحسالتت وال اللهم وسلم‬ ‫على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله واحبه وسلم‪.‬‬

‫‪127‬‬


‫فهرس المحتويات‬ ‫المقدمة تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪2‬‬ ‫المؤلف في سطور تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪3‬‬ ‫ادر الكتابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪4‬‬ ‫البيالتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪4‬‬ ‫اليمامتالتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪7‬‬ ‫اجتالء العيدتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪14‬‬ ‫المعنى السياسي في العيدتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪16‬‬ ‫الربيعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪17‬‬ ‫عرش الوردتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪19‬‬ ‫أيها البحر!تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪21‬‬ ‫في الربيع األزرق(خواطر مرسلة)تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪24‬‬ ‫حديث قطيصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪25‬‬ ‫بيص خروفيصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪26‬‬ ‫الطفولتالتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪27‬‬ ‫أحالم في الشارعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪28‬‬ ‫أحالم في قصرتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪29‬‬ ‫بنا الباناتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪30‬‬ ‫ورقة وردتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪32‬‬

‫‪128‬‬


‫سمو الحبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪34‬‬ ‫قصة زواج وفلسفة المهرتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪37‬‬ ‫ذيل القصة وفلسفة المالتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪40‬‬ ‫زوجة إمامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪42‬‬ ‫زوجة إمام بقية الخبرتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪47‬‬ ‫الطائشة‪1‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪55‬‬ ‫الطائشة‪2‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪60‬‬ ‫دموع مص رسائل الطائشةتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪63‬‬ ‫فلسفة الطائشةتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪65‬‬ ‫تربية لؤلؤيةتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ‪67‬‬ ‫ستاتعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪68‬‬ ‫استنوق الجملتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪70‬‬ ‫أرملة حكومةتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪74‬‬ ‫رؤيا في السماءتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪76‬‬ ‫بنته الصغيرة‪1‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪78‬‬ ‫بنته الصغيرة‪2‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪82‬‬ ‫األجنبيةتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪85‬‬ ‫لحوم البحرتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪88‬‬ ‫احذري!تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪77‬‬ ‫احذري!تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪77‬‬

‫‪129‬‬


‫احذريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪90‬‬ ‫الجمال البائس‪1‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪92‬‬ ‫الجمال البائس‪2‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪95‬‬ ‫الجمال البائس‪3‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪98‬‬ ‫الجمال البائس‪4‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪100‬‬ ‫الجمال البائس‪5‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪103‬‬ ‫عربة اللقطاءتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪108‬‬ ‫هللا أمبر تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪112‬‬ ‫المشكللة ‪ 1‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪118‬‬ ‫المشكلة‪2‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪121‬‬ ‫المشكلة‪3‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪123‬‬ ‫المشكلة‪4‬تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪125‬‬ ‫الخاتمة تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪127‬‬

‫‪130‬‬


131


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.