ايات الله في الافاق

Page 1

1


2


3


‫الفهرس‬ ‫الموضوع‬

‫الصفحة‬

‫المقدمة‬

‫‪5‬‬

‫اإلعجاز‬

‫‪10-7‬‬

‫الكون‬

‫‪18-12‬‬

‫الشمس‬

‫‪27-21‬‬

‫األرض‬

‫‪47-29‬‬

‫النبات‬

‫‪62-49‬‬

‫الحيوانات‬

‫‪72-62‬‬

‫ر‬ ‫الحشات‬

‫‪79-74‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪80‬‬

‫‪4‬‬


‫المقدمة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وعلم وتفكر‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬ ‫وف خلق هللا لإلنسان معجزة‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ ََْ ْ َ َ‬ ‫(لقد خلقنا ِاإلنسان يف أحس ِن تق ِويم)‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫وف خلق هللا للجبال إثبات لعظمته وتقديرا لشأنه قال‬ ‫ي‬ ‫تعاىل ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َْ َ ً َ ُ ُ ً‬ ‫ْ‬ ‫ال َّل َع َّل ُكمْ‬ ‫اس أن ت ِميد ِبكم وأنهارا وسب‬ ‫ض رو ِ‬ ‫(وألق ِ يف األر ِ‬ ‫ي َْ َُ َ‬ ‫تهتدون)‬ ‫اقرأ القرآن ففيه ٌ‬ ‫علم وتدبر ‪.‬‬ ‫المالك‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫ي‬

‫‪5‬‬


‫الباب األول‪:‬‬

‫‪6‬‬


‫اإلعجاز‬ ‫هللا سبحانه وتعاىل عندما خلق األنسان كرمه بالعقل وفطره بفطرة تنحو به نحو‬ ‫ً‬ ‫دستورا بي فيه‬ ‫الكمال‪ ،‬ثم سخر له الكون وفضله عن سائر المخلوقات ‪ ،‬وأنزل له‬ ‫الت وهبها هللا لإلنسان ؛ ليعرفه بها ويسعد‬ ‫الحالل والحرام ‪ ،‬كل تلك الهبات ي‬ ‫بعبادته يف دنياه وآخرته ‪.‬‬ ‫▪ ولمعرفة هللا سبحانه هناك أربعة طرق ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪/ 1‬النقل الصحيح ‪ :‬وهو كالم هللا سبحانه وتعاىل وما فرس به من سنة المصطف صىل‬ ‫هللا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫‪/ 2‬العقل الرصي ح ‪ :‬وهو الميان الذي خلقه هللا لإلنسان ليعرف خالقه عن طريقه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫البرسية مطابق ر‬ ‫أيضا ميان أودعه هللا ف النفس ر‬ ‫للرسيعة اإلسالمية‬ ‫وه‬ ‫ي‬ ‫‪/ 3‬الفطرة ‪ :‬ي‬ ‫‪.‬‬ ‫الت خلقها هللا وما فيها من إبداع ودقة وقواني يستحيل أن‬ ‫‪ /4‬الواقع ‪ :‬المخلوقات ي‬ ‫تكون من وضع الب ررس ‪.‬‬ ‫اإلسالم يقوم عىل أصلي ‪:‬‬ ‫▪ والدين‬ ‫ي‬ ‫‪ /1‬معرفه هللا تعاىل بأسمائه وصفاته وأنه الواحد األحد المتفرد بالعبادة ‪ ،‬وهذا هو‬ ‫التوحيد ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫وإجالًل هلل و ً‬ ‫تقربا إليه ‪.‬‬ ‫‪ /2‬معرفة منهج هللا سبحانه والقيام به طواعية محبة‬ ‫هللا سبحانه وتعاىل عندما خلق الكون بما فيه من السماوات واألرض وعوالم عدة‬ ‫عىل رأسها اإلنسان ‪ ،‬خلقهم وفق قواني وأنظمة ‪ ،‬ومن أبرز تلك األنظمة نظام السببية‬ ‫‪:‬‬ ‫وهو تالزم شيئي ف الوجود والعدم يكون أحدهما قبل اآلخر‪ ،‬فاألول يكون ً‬ ‫سببا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والثان نتيجة‪ .‬وهذا ما يقوم عليه العقل البرسي ‪ ،‬فال يفهم حدث دون ربطه بسبب‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫أو مسبب ‪ ،‬وذلك المبدأ يف العقل البرسي يقودنا إىل معرفة هللا سبحانه مسبب‬ ‫األسباب ‪ ،‬فتالزم األسباب مع النتائج قد أعىط الكون طابع الثبات وعدم العبثية ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحيحا ‪:‬‬ ‫إيجابيا‬ ‫وحت يكون توحيد العبد‬ ‫ر‬ ‫خف ‪.‬‬ ‫أ‪ /‬أال يركن إىل األسباب و يعتقد أنها تخلق النتائج وحدها فهذا يعد شك ي‬ ‫ب ‪ /‬أال ييك األخذ باألسباب ز ً‬ ‫اعما توكله عىل هللا دون األخذ بأي سبب‬ ‫‪7‬‬


‫‪ .‬أما المؤمن الحق فيأخذ بالسبب مع اعتقاده الجازم بأن المشيئة هلل سبحانه‬ ‫‪ ،‬ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫▪ نظام السببية يخيق أحيانا مت وكيف !؟ ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ه خرق‬ ‫به‬ ‫جاؤوا‬ ‫ما‬ ‫لصدق‬ ‫ا‬ ‫برهان‬ ‫الت يعطيها هللا سبحانه لرسله ؛ لتكون‬ ‫المعجزة ي‬ ‫ي‬ ‫الت وضعها هللا سبحانه ‪ ،‬وهو وحده قادر عىل خرق تلك‬ ‫لتلك النواميس واألنظمة ي‬ ‫ر‬ ‫شء منه أو إضافة‬ ‫الت استطاعت خلق العالم لن نعجز عن حذف ي‬ ‫األنظمة ‪ ،‬فالقدرة ي‬ ‫ر‬ ‫شء إليه ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫العلم ‪:‬‬ ‫▪‬ ‫العلم باهلل أصل الدين وهو علم الحقيقة ‪ ،‬والعلم بأمره أصل للعبادة وهو علم‬ ‫ر‬ ‫الرسيعة ‪ ،‬والعلم بخلق هللا سبحانه أصل لصالح الدنيا ‪ ،‬و قد دعا اإلسالم إىل العلم‬ ‫ََْ ُ إ َ ُ‬ ‫نسان‬ ‫عن طريق التدبر والتفكر يف مخلوقات هللا سبحانه ‪ ،‬قال تعاىل ‪} :‬فلينظ ِر ِاإل‬ ‫ُّ ْ َ َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ ُ َ ُ َ‬ ‫َ إ ُ ُ‬ ‫َإ‬ ‫اليائب‪ .‬إ َّن ُه َع ىىل َر إجعه ىل َقادر‪ٌ.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِمم ُخ ِلىق‪ .‬خ ِلق ِم َن م ىاء د ِاف ٍق ُ‪ .‬يخ َرج َ ِمن ب ِي الصل ِب و ِ ِ ِ‬ ‫َّ َ ُ َ ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َإ َ إ‬ ‫اص{‪.‬‬ ‫يوم تبىل الرس ِائر‪ .‬فما له ِمن قو ٍة وًل ن ِ ر‬ ‫أ‪ /‬أما العلم باهلل فطريقة التدبر والتفكر يف خلق السماوات واألرض ‪ ،‬حيث يعد‬ ‫التفكر من أرف أنواع العبادات ‪.‬‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫ى َّ ى َ ى إ ى ٌ َ َّ‬ ‫الل َياىل ‪َ ،‬ق َ‬ ‫‪:‬‬ ‫يت‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫ة‬ ‫ش‬ ‫ائ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫"‬ ‫ال‬ ‫رض هللا عنها‬ ‫فعن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِي‬ ‫قالت ِ‪ :‬لم ُا كان ل ُيلة َ ِمن ُ ِ ي‬ ‫عائشة ي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ش َك ‪َ ،‬ق ىال إت ‪َ :‬ف َقامَ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ىأ َت َع َّب ُد الل إيلة ل َرن " قلت ‪َ :‬‬ ‫اَّلل إن أل ِح ُّب ق إربك ‪َ ،‬وأ ِح ُّب َما َ َّ‬ ‫و‬ ‫ِ ِ ي‬ ‫ِ ّي‬ ‫َف َت َط َّه َر ‪ُ ،‬ث َّم َق َام ُي َص ِىل ‪َ ،‬ق ىال إت ‪َ :‬ف ىل إم َي َز إل َي إبك َح َّت َب َّل ح إج َر ُه ‪َ ،‬ق ىال إت ‪ُ :‬ث َّم َب ىك َف ىلمإ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ض ‪َ ،‬ف َج َاء باللٌ‬ ‫َي َز إل َي إبك َح َّت َب َّل ل إح َي َت ُه ‪َ ،‬ق ىال إت ‪ُ :‬ث َّم َب ىك َف ىل إم َي َز إل َي إبك َح َّت َب َّل ا َأل إر َ‬ ‫ِ‬ ‫َ إ َ َ َّ ِ‬ ‫َّ ِ ي‬ ‫ِي‬ ‫اَّلل ‪ ،‬ل َم َت إبك َوقد غف َر ُ‬ ‫الصالة ‪َ ،‬ف ىل َّما َر ُ‬ ‫ُي إؤذ ُن ُه ب َّ‬ ‫ال ‪َ :‬يا َر ُسولَ‬ ‫آه َي إبك ‪َ ،‬ق َ‬ ‫اَّلل ىل َك ماَ‬ ‫ِ‬ ‫ى َ ِ إ َ ِى إ ِ ى ي‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ى َ ِ يى ُ ُ َ إ ً َ ُ‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َِّ َ َ ِ َ َ ى َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ىل الل إيلة َآية ‪َ ،‬و إي ٌل ل َمنإ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫تقدم وما تأخر ؟ قال " ‪ :‬أفال أ كون عبدا شكورا ‪ ،‬لقد نزلت ع‬ ‫ِ‬ ‫َ إي إَ‬ ‫َ إ َ‬ ‫إَّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ى َ َ ى إ َ َ َ َّ‬ ‫‪َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ض واخ ِتَل ِف اللي ِل‬ ‫قرأها و َلم يتف ِك ُر ِفيه إا َ ‪ .‬قال تعاىل ِ(إن ِ يف خل ِق السماو ِ‬ ‫ات واألر ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫الن َهار آل َيات ألوىل األ ْل َ‬ ‫اب( ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫تأمل يف مخلوقات هللا سبحانه ‪ ،‬انظر إىل القلب الذي بي جنبيك تأمل آثاره وفعله‬ ‫وعظيم خطره ‪ ،‬ال يغفل وال يسهو وال ينىس ‪ ،‬يعمل دون راحة بأمر من خالقه ‪.‬‬ ‫فه تسكن المستعمرات وتديرها‬ ‫انظر إىل النملة إىل صغر حجمها وعظيم قدرتها ‪ ،‬ي‬ ‫بقواني وأنظمة مشابهة ألنظمة ر‬ ‫البرس‪ ،‬فبالرغم من صغر حجمها إال أنها عىل درجة‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫عالية من التعقيد فسبحان هللا القائل ‪(َ :‬و َما من َد َّآبة ف األ إ‬ ‫ض َوال ط ِائ رر َي ِط ُي‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫َِ ُ ٍ ى ِ ي‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ إ َّ ُ َ ٌ ى إ َ ُ ُ َّ َ َّ إ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫الك َتاب ِمن ر إ‬ ‫ش ٍء ث َّم ِإىل رب ِهم يحرسون) ‪.‬‬ ‫ِبجناحي ِه ِإال أمم أمثالكم ما فرطنا ِ يف ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫‪8‬‬


‫ب ‪ /‬أما العلم بأمر هللا وهو علم ر‬ ‫الرسيعة ‪ ،‬فالعبد عندما يتأمل يف بديع‬ ‫خلق هللا سبحانه و يعرف أسماءه وصفاته ‪ ،‬يشعر بدافع قوي للتقرب إىل هللا بامتثال‬ ‫أوامره واجتناب نواهيه وبتعلم العلوم ر‬ ‫الرسعية يعرف العبد العبادات والمعامالت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫(م إن ُيرد َّ ُ‬ ‫واألخالق ‪ .‬قال صىل هللا عليه و سلم ‪َ :‬‬ ‫الدين) ‪.‬‬ ‫اَّلل ِب ِه خ إ ًيا ُيفق إهه ِ يف‬ ‫ِ​ِ‬ ‫▪ اإلعجاز يف القرآن و السنة ‪:‬‬ ‫ه أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي ‪ ،‬وقد ارتبط مصطلح اإلعجاز‬ ‫المعجزة ‪ :‬ي‬ ‫العلم بالقرآن والسنة للداللة عىل أوجه ذلك اإلعجاز الذي كشفت عنه العلوم‬ ‫ي‬ ‫التجريبية وأثبتته ‪.‬‬ ‫القرآن الكريم عندما نزل عىل أمة شاع فيها الجهل والسحر والكهانة ‪ ،‬فيل بأشار‬ ‫الماض والمستقبل وما ستكون عليه المخلوقات ‪ ،‬و عندما دخل‬ ‫الخلق وذكر‬ ‫ي‬ ‫اإلنسان عرص االكتشافات و التكنولوجيا أصبح يبحث عن أشار الخلق المحجوبة‬ ‫يف السماوات واألرض فأخذوا يدرسون و يرصدون و يحللون ‪ ،‬وبعد عناء دام عدة‬ ‫الوح قد أورد جميع‬ ‫وه أن‬ ‫قرون بدأت الحقائق‬ ‫تنجىل ووقعت المفاجأة ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الكيى ‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫أخي عنه هللا‬ ‫تلك الحقائق قبل اكي‬ ‫من ‪1400‬عام ‪ .‬بدقة علمية معجزة وهذا ما ّ‬ ‫ُ إ ى َ ى إ ُ إ إ ى َ إ إ َّ ُ َّ ى َ إ إُ‬ ‫َ إ ى َ ُّ َّ إ َُ‬ ‫اَّلل ثم كفرتم ِب ِه من أضل ِممن هو ِ يف‬ ‫سبحانه و تعاىل ‪ ( :‬قل أرأيتم ِإن كان ِمن ِعن ِد ِ‬ ‫ش َقاق َ‬ ‫‪:‬‬ ‫وف أنفسهم حت يتبي لهم أنه‬ ‫اآلفاق‬ ‫ف‬ ‫آياتنا‬ ‫هم‬ ‫ي‬ ‫(سي‬ ‫تعاىل‬ ‫قال‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫يد‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫شء شهيد ) ‪ .‬وعد هللا سبحانه و تعاىل أن يرينا‬ ‫الحق أو لم يكف بربك أنه عىل كل ي‬ ‫آياته و يكشف لنا آيات الكون لتقوم علينا الحجة و تظهر المعجزة ‪.‬‬ ‫العلم ‪:‬‬ ‫▪ قواعد وأسس أبحاث اإلعجاز‬ ‫ي‬ ‫‪َّ /1‬أن علم هللا شامل كامل ‪ ،‬وعلم اإلنسان ناقص معرض للخطأ ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا أمور قطعية ‪.‬‬ ‫وف الحقائق العلمية‬ ‫‪ /2‬يف‬ ‫الوح نصوص قطعية ي‬ ‫ي‬ ‫‪َّ /‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا حقائق ظنية الثبوت ‪.‬‬ ‫وف العلم‬ ‫الداللة‬ ‫ظنية‬ ‫نصوص‬ ‫الوح‬ ‫ف‬ ‫أن‬ ‫‪3‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫القطع من العلم ‪ ،‬ولو وقع تعارض البد أن يكون‬ ‫الوح مع‬ ‫القطع من‬ ‫‪ /4‬ال يتعارض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يناف النقل ‪.‬‬ ‫أحدهما غي‬ ‫قطع ‪ ،‬فالعقل ال ي‬ ‫ي‬ ‫العلم ‪:‬‬ ‫▪ أوجه اإلعجاز‬ ‫ي‬ ‫الت اكتشفها العلماء مع ما يف نصوص الكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫‪ /1‬توافق الحقائق ي‬ ‫‪ /2‬تصحيح الكتاب والسنة لألفكار الشائعة الباطلة حول الخلق وأشاره ‪.‬‬ ‫‪ /3‬التكامل بي الكتاب والسنة يف النصوص المتعلقة بالكون بالرغم من نزولها‬ ‫المفرق ‪.‬‬ ‫‪ /4‬اكتشاف األبحاث للحكمة العلمية من سن بعض ر‬ ‫الترسيعات‬ ‫‪9‬‬


‫بالرغم من غياب تلك الحكم وقت نزول القرآن ‪.‬‬ ‫الوح القطعية و بي الحقائق العلمية ‪ ،‬مع‬ ‫‪ /5‬عدم التعارض بي النصوص‬ ‫ي‬ ‫وجود ذلك التعارض بي العلم و سائر ما قررته األديان المحرفة ‪.‬‬ ‫العلم يف الكتاب و السنة ‪:‬‬ ‫▪ ضوابط البحث يف اإلعجاز‬ ‫ي‬ ‫معان المفردات و القواعد النحوية و البالغية ‪.‬‬ ‫‪ /1‬مراعاه‬ ‫ي‬ ‫النت‬ ‫‪ /2‬البعد عن تأويل النصوص المتعلقة باإلعجاز‬ ‫العلم يف القران ‪ ،‬ودالئل نبوة ّ ي‬ ‫ي‬ ‫صىل هللا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫ه األصل فيقبل ما وافقها ‪ ،‬ويرفض ما عارضها ‪.‬‬ ‫‪ / 3‬أن تكون الحقائق ي‬ ‫‪ / 4‬عدم تفسي القرآن بالظنيات والفرضيات ‪ ،‬بل يفرس باليقي الثابت من العلم‬ ‫حت ال يكون عرضة للتصحيح و اإلبطال ‪.‬‬ ‫العلم وثمارها ‪:‬‬ ‫▪ أهمية أبحاث اإلعجاز‬ ‫ي‬ ‫‪ /1‬أن تلك األبحاث تقود إىل اإليمان باهلل وبالرسول ‪.‬‬ ‫‪ /2‬التفكر ف المخلوقات من ِ‬ ‫أجل العبادات وأرفعها ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫مان ‪.‬‬ ‫‪ /3‬تحفي المسلم للبحث عن أشار الكون بدافع إي ي‬ ‫‪ /4‬تقوية اإليمان ودفع فتنة اإللحاد ‪.‬‬ ‫‪ /5‬تحفي المسلم لألخذ بأسباب النهضة العلمية الموافقة للدين ‪.‬‬ ‫‪ / 6‬األبحاث العلمية تعد فرض كفاية عىل المسلمي ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪11‬‬


‫الكون‬ ‫َّ‬ ‫وه‬ ‫نجم‬ ‫مليار‬ ‫‪30‬‬ ‫ب‬ ‫اصد‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫خالل‬ ‫قدرت‬ ‫فقط‬ ‫التبانة‬ ‫درب‬ ‫مجرة‬ ‫ف‬ ‫النجوم‬ ‫إن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت ال يعلم عددها اال هللا ‪.‬‬ ‫واحدة من ماليي المجرات ي‬ ‫حجم الكواكب ‪:‬‬ ‫أكي من حجم األرض مليون و ‪ 300‬مرة ‪ ،‬والمسافة بينهم تقدر‬ ‫حجم الشمس ّ‬ ‫بحواىل ‪156‬مليون كيلومي ‪ ،‬وأن النجم الواحد من نجوم برج العقرب يساوي‬ ‫ي‬ ‫حجم األرض و الشمس و المسافة بينهما ‪.‬‬ ‫المسافة بي الكواكب ‪:‬‬ ‫المسافة بي الكواكب تقدر بالسني الضوئية ‪ ،‬والضوء يقطع يف الثانية ‪ 300‬ألف‬ ‫ً‬ ‫كيلومي‪ ،‬والقمر يبعد عنا ثانية ضوئية ونيفا والشمس أبعد عنا ثمانية دقائق‬ ‫ضوئية والمجموعة الشمسية ال يزيد قطرها عن ‪13‬ساعة ضوئية وأقرب نجم‬ ‫ملتهب إىل األرض يبعد عنا أرب ع سنوات ضوئية ‪.‬‬ ‫والسماء ذات الرجع ‪:‬‬ ‫قال تعاىل ‪( :‬والسماء ذات الرجع واألرض ذات الصدع ) ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فاألرض تدور وترجع والقمر يدور ويرجع والشمس تدور وترجع والمذنبات أيضا‬ ‫ترجع ‪ ،‬وكل ما يف السماء يدور ويرجع ‪ ،‬وقد ظهر ما يعرف بدورة الطبيعة فالغازات‬ ‫فه تتحول من أكسجي إىل غاز فحم ثم إىل األكسجي ‪ ،‬كذلك األمواج‬ ‫لها دورة ي‬ ‫الكهرومغناطيسية فإنها ترسل إىل السماء ثم ترجع وعىل هذا المبدأ يقوم البث‬ ‫التلفزيون واإلذاع اليوم ‪ ،‬كما َّأن البخار يصعد إىل السماء ثم يرجع ً‬ ‫مطرا ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫واألرض ذات الصدع ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫قديما كانت متصلة فتصدعت ‪ ،‬و الصخور و األحجار تتصدع و حت أدق‬ ‫القارات‬ ‫الجزئيات تتصدع ‪ ،‬تقول إحدى النظريات أنه كلما اتجهنا نحو باطن األرض كلما‬ ‫ضعفت الصالبة وارتفعت درجة الحرارة ‪ ،‬و يف باطن األرض يحدث اضطراب ناري‬ ‫ى‬ ‫الس َماء ىأ إن َي إخس َ‬ ‫﴿أ ىأم إن ُت إم َم إن ف َّ‬ ‫شديد أشار إليه القرآن الكريم يف قوله تعاىل ‪:‬‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ُ​ُ إَ‬ ‫َّ‬ ‫ه َت ُم ُ‬ ‫األ إر َ‬ ‫ض َفإ َذا ِ َ‬ ‫‪.‬‬ ‫األم بأن داخل األرض ذلك المائع‬ ‫نبينا‬ ‫أخي‬ ‫من‬ ‫﴾‬ ‫ور‬ ‫ِبكم‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الناري المضطرب؟! فسبحان هللا رب العالمي ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ى َ َ إ َ َ َ َ‬ ‫ات ِط َباقا َّما ت َرى ِ يف خل ِق‬ ‫سبع سموات ‪ :‬قال تعاىل ‪) :‬ال ِذي خلق سبع سماو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الر إح َمن ِمن َت َف ُاو ٍت َف إارجع ْال َب َ َ‬ ‫رص َه إل ت َرى ِمن ف ُطور( ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وف الطبقة السفىل ‪ ،‬طبقة الهواء السفلية يعيش فيها الطيور ‪،‬‬ ‫الطبقة األوىل ‪ :‬ي‬ ‫ه متقلبة من حال إىل حال ‪ :‬من الحرارة‬ ‫وهذه الطبقة مكونة من عدة طبقات ‪ ،‬و ي‬ ‫وه متنقلة كذلك من مكان إىل آخر وعىل‬ ‫إىل ّ‬ ‫اليودة ‪ ،‬ومن الغيوم إىل األمطار ‪ ،‬ي‬ ‫أساس ذلك االنتقال يقاس التنبؤ الجوي ‪.‬‬

‫وه طبقة الجزئيات الغازية‬ ‫الطبقة الثانية ‪ :‬الطبقة ّ‬ ‫الكييتية (طبقه األوزون ) ‪ ،‬ي‬ ‫وه عبارة عن‬ ‫ي‬ ‫الت تلقح السماء ‪ ،‬وتسهل عملية األمطار ‪ ،‬وفيها طبقة األوزون ‪ :‬ي‬ ‫ر‬ ‫الثالن الذي يمتص األشعة الفوق بنفسجية الصادرة من‬ ‫غالف من األوكسجي‬ ‫ي‬ ‫الشمس ‪ ،‬وال تسمح تلك الطبقة إال بمرور جزء يسي من تلك األشعة ؛ لتساعد يف‬ ‫القضاء عىل الجراثيم الضارة ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫شء يمر‬ ‫ه طبقة شديدة االلتهاب تحرق كل ي‬ ‫الطبقة الثالثة ‪ :‬طبقة االنصهار ‪ ،‬و ي‬ ‫فه‬ ‫بها ولو ال تلك الطبقة ال وصلت إلينا الكويكبات والنيازك ودمرت األرض ‪ ،‬ي‬ ‫الواف للكرة االرضية ‪.‬‬ ‫بمثابة‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫الطبقة الرابعة ‪ :‬ذكر المؤلف بأنه سيتحدث عنها الحقا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ه‬ ‫الطبقة الخامسة ‪ :‬طبقة انعدام الهواء ‪ ،‬يقل بها الهواء تدريجيا حت ينعدم ‪ ،‬ي‬ ‫تمتد من ألف كيلو مي إىل خمسة وستي ألف كيلو مي ‪.‬‬ ‫ُ ً‬ ‫إ ً‬ ‫ُ َ‬ ‫السقف المحفوظ ‪ :‬قال تعاىل ‪(َ :‬و َج َع ْل َنا َّ‬ ‫الس َم َاء َسقفا َّم إحفوظا ‪َ ،‬وه إم ع إن َآي ِات َها‬ ‫ُ إ ُ َ‬ ‫ون ) ‪.‬‬ ‫مع ِرض‬ ‫حقيف قليل الكثافة ‪ ،‬إال أنه‬ ‫األرض حاجز‬ ‫قال بعض علماء الغرب ‪ :‬أن يف الجو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫يحم الحياة الدنيوية ويحافظ عليها وال يسمح بمرور إال ما هو‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫جد‬ ‫سميك‬ ‫ي‬ ‫نافع‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫الخارح ‪:‬‬ ‫الظالم يف الفضاء‬ ‫ّ ي‬ ‫الت‬ ‫ذكر عالم من علماء الفضاء أنه كان عىل اتصال بإحدى المركبات الفضائية ي‬ ‫عم ال‬ ‫اطلقت فإذا بأحد روادها يتصل بمركز االنطالق ‪ ،‬يقول بأنهم أصبحوا ي‬ ‫يستطيعون الرؤية ‪ ،‬بالرغم من أن المركبة أطلقت ً‬ ‫نهارا ‪.‬‬ ‫يعي عنه‬ ‫فقد تناثرت أشعة الشمس وتشتت بي ذرات الهواء والغبار ‪ ،‬هذا ما ّ‬ ‫ً‬ ‫الت‬ ‫اآلية‬ ‫هذه‬ ‫لوجدنا‬ ‫ا‬ ‫قرن‬ ‫الفييائيي انتشار الضوء ‪ ،‬ولوعدنا إىل كتاب هللا قبل ‪14‬‬ ‫ي‬ ‫َىإ َ​َ إ َ َى‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫العلم ‪ ،‬قال تعاىل ‪( :‬ولو فتحنا علي ِهم بابا من السم ِاء‬ ‫حوت عىل هذا‬ ‫اإلعجاز ُ َّ ي‬ ‫ى‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َ ى ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫يه َي إع ُر ُجون ‪ ،‬لقالوا ِإن َما سك َرت أبصارنا ب إل نحن قوم َّم إسحورون) ‪.‬‬ ‫فظلوا ِف ِ‬ ‫القوة الجاذبية يف الكون ‪:‬‬

‫ُ‬ ‫يحكم هذا الكون قانون واحد ‪ :‬إنه قانون الجاذبية ‪ ،‬كل كتلة تجذب الكتلة‬ ‫الت تكون بحجمها وبحجم المسافة فيما بينهما ولو أن هذا القانون وحده‬ ‫األخرى ي‬ ‫كان المسيطر البد أن يجتمع الكون كله يف كتلة واحدة ما دامت كل كتلة تجذب‬ ‫أختها ‪ً .‬إذا ما الذي يحول بي تكتل الكون و بي ر‬ ‫تبعيه ؟! قوله تعاىل ‪ ( :‬والسماء‬ ‫ذات الرجع) ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫وه‬ ‫كل ي‬ ‫شء يف السماء يدور ويرجع هذه الحركة الدورانية ينتج عنها قوة نابذة ي‬ ‫ئ‬ ‫الحرك ‪.‬‬ ‫تكاف قوة الجاذبية فينشأ ما يسم بالتوازن‬ ‫الت‬ ‫ي‬ ‫القوى ي‬ ‫َ َ‬ ‫ما المقصود من قوله تعاىل ‪ُ َّ :‬‬ ‫الس َم َ‬ ‫(اَّلل َّالذي َر َف َع َّ‬ ‫ات ِب َغ إ ِي َع َم ٍد ت َر إون َها )‪.‬‬ ‫او‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫لكنه غي ئ‬ ‫مرن ‪ ،‬وقال بعض العلماء بأن ذلك إشارة إىل قوى‬ ‫قيل ‪ :‬هناك عمد و‬ ‫ي‬ ‫الجذب فيما بي المجرات والكواكب والكتل ‪ .‬وقد أشار هللا سبحانه وتعاىل إىل‬ ‫ى َّ َ َ َ إ َ إ َ َ‬ ‫َ ى ىإ‬ ‫ض ق َر ًارا َو َج َع َل ِخَلل َها أن َه ًارا‬ ‫الجاذبية األرضية يف قوله تعاىل ‪( :‬أمن جعل األر‬ ‫َّ َ َّ َ إ ى ْ رَ ُ ُ إ َ َ إ ُى‬ ‫َ‬ ‫ي ْال َب إح َر إين َح ً‬ ‫اش َو َج َع َل َب إ َ‬ ‫َو َج َع َل ىل َها َر َو ِ َ‬ ‫اَّلل ‪ ،‬بل أ كيهم ًل يعلمون (‪.‬‬ ‫اجزا ‪ ،‬أإله مع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫كل األشياء تستقر عىل سطح األرض وتنجذب إليها ‪ :‬الهواء منجذب إىل األرض‬ ‫والبحار منجذبة إىل األرض ‪ ،‬فسبحان هللا احسن الخالقي ‪.‬‬ ‫المجرات والنجوم وشعتها‪:‬‬

‫‪14‬‬


‫فه تتكون من‬ ‫ه جزر كونية هائلة شكلت وحدات الكون األساسية ي‬ ‫المجرات ي‬ ‫كون وسدم ونجوم وكواكب ومذنبات ونيازك وشهب ومجاالت مغناطيسية‬ ‫غبار ي‬ ‫كهربائية كل هذا يف مجرة واحدة ‪ ،‬وقد رصد ما يقارب ألف مليون مجرة ‪،‬‬ ‫بينما ال يرى بالعي المجردة سوى ثالثة مجرات ‪ :‬مجرة درب التبانة و مجرة‬ ‫الكيى ‪.‬‬ ‫مجالن الصغرى ‪ ،‬ومجرة مجالن ّ‬ ‫الخارح برسعات ال تصدق ‪ ،‬إنها‬ ‫وتدور هذه المجرات حول نقطة يف الفضاء‬ ‫ّ ي‬ ‫تدور برسعات تعادل ثمانية أعشار شعة الضوء ‪ ،‬فاألرض تدور حول نفسها‬ ‫برسعة ‪ 1600‬كيلومي يف الساعة واألرض تدور حول الشمس برسعة ‪ 30‬كيلو مي‬ ‫يف الثانية ‪.‬‬ ‫انفجار المجرة ‪:‬‬ ‫حدث انفجار يف قلب إحدى المجرات ‪ ،‬امتدت نيان ذلك االنفجار إىل ‪140‬ألف‬ ‫مليون كيلومي ولهذا االنفجار طاقة تدميية تعادل ‪ 2000‬بليون قنبلة هيدروجينية‬ ‫أكي مدينة عىل وجه األرض‪.‬‬ ‫واحد مع أن قنبلة هيدروجينية واحدة كافية لتدمي ّ‬ ‫مواقع النجوم ‪:‬‬ ‫َ​َ ُإ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وم ‪،‬‬ ‫‪ /1‬المسافة‬ ‫الشاسعة بي مواقع النجوم قال تعاىل ‪( :‬فَل أق ِسم ِبمو ِاق ِع النج ِ‬ ‫َّ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ ى َ َ ٌ إ إ ُ َ‬ ‫ون َعظ ٌ‬ ‫يم )‪ ،‬بي النجوم مسافات هائلة يستحيل عىل العقل‬ ‫و ِإنه لقسم لو تعلم‬ ‫ِ‬ ‫تصورها وبي األرض والقمر ثانية ضوئية واحدة أي ما يقارب ‪ 360‬ألف كيلو مي‬ ‫وبي األرض و الشمس ‪ 8‬دقائق أي ‪ 56‬مليون كيلومي ‪ ،‬وطول المجموعة‬ ‫الشمسية ‪13‬ساعة وطول درب التبانة ‪ 150‬ألف سنة ضوئية ‪.‬‬

‫تعداد مواقع النجوم ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فه متحركة غي ثابتة ‪ ،‬قال تعاىل ‪( :‬ك ٌّل‬ ‫النجوم لها عدة مواقع وليس موقع واحد ي‬ ‫َى‬ ‫َ‬ ‫ِ يف فل ٍك َي إس َب ُحون ) كل نجم له موقع جديد يف كل ثانية دون تقديم أو تأخي وفق‬ ‫نظام مدهش ‪.‬‬ ‫أعداد النجوم ‪:‬‬

‫‪15‬‬


‫وف مجرة‬ ‫أحىص العلماء نجوم مجرة درب التبانة فقط نحو ‪ 30‬مليار نجم ً ‪ ،‬ي‬ ‫أخرى وصل العلماء اىل مليون مليون نجم ‪ ،‬وتوصل العلماء حديثا إىل اكتشاف‬ ‫مليون مليون مجرة يف كل مجرة رقم تقديري يعادل مليون مليون نجم ‪ .‬قال تعاىل‬ ‫‪ َ َ َ َ َّ َ :‬إ َ َ ى إ َ َّ ى ُ ُ َ‬ ‫ون ) ‪.‬‬ ‫وسع‬ ‫(والسماء بنيناها ِبأي ٍد و ِإنا لم ِ‬ ‫‪ -10‬انشقاق السماء ‪:‬‬ ‫وف‬ ‫وعد هللا تعاىل أنه سيكشف للناس عن آياته يف‬ ‫نواح السموات واألرض ي‬ ‫ي‬ ‫أنفسهم حت يتبي لهم ويثقوا أن القرآن حق أنزله هللا تعاىل وهذا مصداق قوله‬ ‫إ َ َّ َ َ َ َّ َ ى ى َّ ْ‬ ‫إ َ‬ ‫ىإ ُ‬ ‫َ ُ إ َ َ‬ ‫ي ل ُه إم أن ُه ال َح ُّق﴾‪.‬‬ ‫اق َو ِ يف أنف ِس ِهم حت يتب‬ ‫تعاىل ‪ ﴿ :‬س ِيي ِهم آي ِاتنا ِ يف اآلف ِ‬ ‫ُيبي الكاتب بأن هناك آيات قرآنية نجد الغموض يف تفسيها ؛ ذلك ألن يف القرآن‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫تفسيا‬ ‫النت صىل هللا عليه وسلم تفسيها لحكمة بالغة ولو أنه فرسها‬ ‫آيات ترك ّ ي‬ ‫ً‬ ‫قريبا من بيئته ألنكرنا عليه ولو فرسها تفسيا عميقا من رؤيته ألنكر عليه أصحابه‬ ‫فيكت هذه اآليات للزمن ليكتشفها العلماء ‪.‬‬

‫اكتشاف العلماء سنه ‪ 1990‬عندما عرضت أقوى وكاالت الفضاء يف العالم من‬ ‫المعلومان صورة يجزم من يراها بأنها وردة جورية‬ ‫عي موقعها‬ ‫خالل مرصد عمالق ّ‬ ‫ي‬ ‫وف وسطها كأس أزرق اللون‬ ‫ذات أوراق حمراء قانية محاطة بوريقات خرصاء زاهية ي‬ ‫لكن حقيقة هذه الصورة نجمت عن انفجار نجم عمالق اسمه عي القط وهذا ما‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َّ َ ُ َ ى َ إ َ إ َ ا ى ِ‬ ‫ٱلد َهان ﴾‪.‬‬ ‫يفرس قوله تعاىل يف سورة الرحمن ‪﴿ :‬ف ِإذا ٱنشق ِت ٱلسمآء فكانت وردة ك‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ ُ ى َ‬ ‫ُّ‬ ‫الن ُ‬ ‫يقول سبحانه ف سورة الواقعة ‪َ ﴿ :‬ف َ​َل ُأ إقس ُم ب َم َ‬ ‫*و ِإنه لق َس ٌم ل إو‬ ‫وم‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫اق‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫َإىُ َ‬ ‫ون َعظ ٌ‬ ‫يم ﴾‬ ‫تعلم‬ ‫ِ‬

‫يبف‬ ‫لتعلم أيها القارئ أن النجوم تسي برسعة تقيب من شعة الضوء‪ ،‬فبعضها ي‬ ‫ضوؤها يسي ف الفضاء الكون ر‬ ‫عرسين مليار سنه ليصل إلينا ‪ ،‬فأين هذا النجم ؟‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وكم يقطع حت يصل إلينا؟ وأين هو األن؟ نالحظ أن هللا سبحانه وتعاىل أقسم‬ ‫الت‬ ‫الت بي مواقع النجوم ولم يقسم بالمسافات ي‬ ‫بمواقع النجوم أي بالمسافات ي‬ ‫بي النجوم كما ذكرت سابقا ألن مواقع النجوم غي ثابتة والذي اتضح لنا من هذه‬ ‫‪16‬‬


‫اآلية هو ش االعجاز فيها‪.‬‬ ‫وينه سبحانه اآلية وكأنه يقول لنا بأن العلماء‬ ‫ي‬ ‫وحدهم من يقدرون عظمة هذه اآلية ‪.‬‬ ‫‪ -11‬النجم الثاقب‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ىإ َ‬ ‫َّ‬ ‫﴿ َو َّ‬ ‫ٱلن إج ُم ٱلث ِاق ُب ﴾‪.‬‬ ‫ٱلس َم ِآء َوٱلط ِار ِق * َو َمآ أد َراك َما ٱلط ِارق *‬ ‫يف اآلية الكريمة السابقة ركز علماء التفسي عىل ( النجم الثاقب ) ولم يتحدثوا‬ ‫إطالقا عن ( والطارق ) ‪ ،‬استقر رأيهم عىل انه نجم ضوؤه شديد ثاقب يخيق‬ ‫ُ‬ ‫طبقات الجو‪ .‬فيكت هذه اآلية ليكتشفها العلماء‪ .‬نستنتج من خالل أحدث‬ ‫َّ إ ُ َّ‬ ‫ٱلثاق ُب﴾ وكلمة الطارق ف َ‬ ‫﴿و َّ‬ ‫ٱلس َم ِآء‬ ‫البحوث الفلكية أن تفسي ﴿ ٱلنجم ِ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫َوٱلط ِار ِق﴾ أن هناك نجم وكأنه يطرق باب الفضاء‪ .‬ونجم يثقب أي أن النجوم‬ ‫الت بي ذراتها إىل أن تصبح بحجم أصغر‬ ‫عندما ّ‬ ‫تكي وتنكمش وتزول الفراغات ي‬ ‫ووزن أثقل تبدأ بالثقب‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫‪َّ َ :‬‬ ‫﴿والن إج ِم ِإذا ه َوى﴾ ليس‬ ‫نأن آلية آخرى تتحدث عن النجم قوله سبحانه‬ ‫ثم ي‬ ‫المقصود بهذه اآلية الشهاب الذي يسقط ونراه رأي العي كل يوم فليس لهذه اآلية‬ ‫عالقه به ‪ ،‬ذلك ألن هللا سبحانه وتعاىل ذكر آيات كثية عن الشهاب ومنها اآلية‬ ‫َ‬ ‫ىإ‬ ‫َّ َ إ َ َ ْ َ َ‬ ‫ف الخ إطفة * َأت َب َع ُه ِش َهاب ث ِاقب﴾ ‪.‬‬ ‫الكريمة ‪ِ ﴿ :‬إًل من خ ِط‬ ‫‪ -12‬مدارات الكواكب ‪:‬‬ ‫‪ َّ َ :‬إ ُ َ إ َ ى َ ى إ ُ إ َ ْ َ َ َ َ َ َّ إ ُ َ ُ‬ ‫قال سبحانه يف سورة يس ﴿ ًل الشمس ينب ِ يع لها أن تد ِرك القمر وًل الليل س ِابق‬ ‫َى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الن َه ِار ۚ َوك ٌّل ِ يف فل ٍك َي إس َب ُحون﴾ ‪ .‬تسببت هذه اآلية يف ادهاش علماء الذرة يف‬ ‫َ ُ ٌّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫شء تقع‬ ‫شء خلقة هللا عز وجل ‪ ،‬أي أن كل ي‬ ‫موضع ﴿ وكل ﴾ ‪ :‬تعود عىل أن كل ي‬ ‫عليه العي مؤلف من جزيئات والجزيء مؤلف من ذرات والذرة مؤلفة من نجوم‬ ‫َّ إ ُ إ‬ ‫ى ىإ ُإ َ‬ ‫س َين َب ِ يع ل َها أن تد ِرك‬ ‫وكهارب لها مدارات ولها شعات ثابتة ‪ ،‬وتشي ﴿ َا الشم‬ ‫ْ َ َ َ َ َ َّ إ ُ َ ُ َّ‬ ‫الن َهار﴾ إىل الذرة أي أن كل ر‬ ‫شء خلقة هللا يف فلك يسبحون‬ ‫القمر وًل الليل س ِابق‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذا هل يجرى عىل كواكب الكون متغيات عشوائية بأن يسبق كل واحد اآلخر؟ وما‬ ‫الدليل؟‬ ‫ئ‬ ‫يبىط ‪ .‬ولن ترتطم الشمس‬ ‫كل كوكب له مداره ال يزيد ‪ ،‬ال ينقص ‪ ،‬ال يرسع ‪ ،‬ال‬ ‫بالقمر ودورة األرض ثابتة حول نفسها طوال الليل ال تتغي ‪ .‬ويؤيد هذا المعت قوله‬ ‫إَ‬ ‫تعاىل ‪﴿ :‬إ َّن َّ َ‬ ‫ض ىأن َت ُز َوًل ۚ َو ىل ئي َز ىال َت آ إ إن ىأ إم َس ىك ُه َما منإ‬ ‫ٱلس َم َٰ َ‬ ‫ٱَّلل ُي إمس ُك َّ‬ ‫ٱأل إر َ‬ ‫َٰ‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى َ ٍۢ ِ ٍۢ َ ِ إ ٓ َّ ُ ى َ َ ً َ ُ ً ُ‬ ‫َ‬ ‫أح ٍد من بع ِد ِهۦ ۚ ِإنهۥكان ح ِليما غفورا﴾ ف ِهم من هذه اآليه ؛ أن لكل كوكب يف‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ً‬ ‫ات‬ ‫ذ‬ ‫الفضاء مدارا يدور فيه حت أن بعضهم حينما تال قوله تعاىل ‪﴿ :‬والسم ِآء ِ‬ ‫‪17‬‬


‫َّ‬ ‫الر إج ِع﴾ رأي أن وصف السماء فيها أدق ‪ ،‬وأنه ما من كوكب أو نجم يف السماء إال‬ ‫وله ٌ‬ ‫مدار يدور فيه ‪ ،‬ويعود إىل ما كان بعد حي ‪.‬‬ ‫‪ -13‬شعة الضوء ‪:‬‬ ‫ُ َ ِ ُ إ َ إ َ َ َّ َ ى إ َ‬ ‫ُ‬ ‫األ إ‬ ‫ض ث َّم‬ ‫ر‬ ‫يقول هللا سبحانه وتعاىل يف كتابه‬ ‫العزيز‪﴿َ :‬ي ُّدبر َاألمر ِمن الس ىم ِاء َ ِإىل إ َ ىِ‬ ‫ْ‬ ‫َإ ى َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف َسنة م َّما ت ُعدون﴾‪ ﴿ .‬ف َي إوم كان مقد ُاره أل َ‬ ‫ان م إق َد ُار ُه ىأ ْل َ‬ ‫َي إع ُر ُج إ ىل إ‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫َ ِ َ ي ُّ َ ٍ‬ ‫َسن ٍة ِم َّما ت ُعدون ﴾ ‪ :‬يقصد بذلك أن ما يقطعه القمر يف ألف سنه ‪ ،‬يقطعه الضوء‬ ‫ف يوم ‪ ،‬ر‬ ‫فالىسء إذا سار برسعة الضوء أصبح‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الجسم‬ ‫نهائيا عندها يتوقف الزمن ‪ ،‬فإذا سار‬ ‫ضوءا وتصبح كتلته صفرا وحجمه ال‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫يعتي الضوء أعىل‬ ‫اح الزمن ؛ لذلك ّ‬ ‫أشع من الضوء تراجع الزمن وإذا قرص عنه تر ي‬ ‫شعة ف الكون ‪ ،‬كما أن قانون شعة الضوء هو أهم قانون عرفته ر‬ ‫البرسية يف القرن‬ ‫ٍ ي‬ ‫ر‬ ‫العرسين ‪.‬‬ ‫‪ -14‬معجزة االشاء والمعراج ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ع لمعت المعجزة ‪:‬‬ ‫التفسي الرس ي‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ أن هناك طبيعة خاصة لكل ي‬‫شء ‪ ،‬أي قانون مادي ‪ ،‬العالقات بي األشياء ي‬ ‫من خلق هللا عز وجل ‪ ،‬فعندما خلق هللا سبحانه وتعاىل طبيعة الماء سائلة‬ ‫بقدرته ‪ ،‬هو ٌ‬ ‫قادر يف لحظة أن يجعلها جامدة مثل انقسام البحر بعصا موش عليه‬ ‫السالم ‪.‬‬ ‫ أن هللا سبحانه وتعاىل يخلق ما يشاء ‪ ،‬ويمكنه أن يخلق بعدة أوجه ‪.‬‬‫من يتفكر يف آالء هللا يعرف عظمته سبحانه ‪ ،‬وال يرى شيئا مستحيال عقال يف‬ ‫خوارق العادات وسيجده مستحيال عادة فقط كما ألف الناس أن النار تحرق وأن‬ ‫يعتي خرق للقواني ألن االنسان أحيانا يتوهم أن‬ ‫الماء سائل ‪ ،‬واالشاء والمعراج ّ‬ ‫السبب وحده هو الذي يخلق النتيجة ومن يعتقد ويجزم ذلك يقع ف ر‬ ‫الرسك الن‬ ‫ي‬ ‫هللا سبحانه وتعاىل هو الذي يخلق األسباب ‪.‬‬ ‫النت حينما أشي إىل بيت المقدس ‪:‬‬ ‫دالئل عىل صدق ّ ي‬ ‫هللا سبحانه وتعاىل خالق طبائع األشياء وقواني المكان والزمان والعالقات الثابتة ‪،‬‬ ‫فه ثابتة إن شاء ومتحركة إن شاء ‪.‬‬ ‫الت نظن بأنها ليست ثابته ي‬ ‫ي‬

‫‪18‬‬


‫ومن خرقه سبحانه لقواني المكان ‪ :‬خروجه عليه الصالة والسالم من بيته‬ ‫يف مكة إىل بيت المقدس وعودته إليه ‪ ،‬وتكذيب قريش له حينما طالبوه بوصف‬ ‫الت تأكدوا بعد إجابته لهم أنه صادق ‪.‬‬ ‫بيت المقدس لهم مع غيها من األسئلة ي‬

‫‪19‬‬


‫الباب الثالث‪:‬‬

‫‪20‬‬


‫الشمس‬ ‫‪ -1‬شموس الكون ‪:‬‬ ‫من الدالئل عىل نبوته صىل هللا عليه وسلم الحديث الذي رواه عنه اليمذي وابن‬ ‫النت صىل هللا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫ماجه عن ّ ي‬ ‫أن هريرة رض هللا عنه قال يقول ّ ي‬ ‫"أوقد عىل النار ألف سنة حت احمرت ‪ ،‬ثم أوقد عليها ألف سنة حت ابيضت ‪،‬‬ ‫فه سوداء مظلمة"‪.‬‬ ‫ثم أوقد عليها ألف سنة حت اسودت ي‬ ‫أكي وكالة فضاء يف العالم عن السديم وعن كتله المتوهجة الحمراء‬ ‫سئل رئيس ّ‬ ‫والبيضاء والسوداء؟‬ ‫أكي علماء األرض يف علم الفلك بقوله ‪ :‬أن الشموس المشتعلة ثالثة أنواع ‪:‬‬ ‫أجابه ّ‬ ‫وه يف منتصف عمرها‬ ‫ شموس مشتعلة باللون األحمر ‪ :‬هذه مثال عىل شمسنا ي‬‫كما قال بعض العلماء ‪.‬‬ ‫ شموس بيضاء اللون ‪ :‬بعد االنتهاء من مرحلة االحمرار تنتفخ الشمس زيادة عن‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعندئذ تصبح بيضاء اللون ‪.‬‬ ‫عظيما فجأة‬ ‫الحد المعقول ثم تنكمش انكماشا‬ ‫ٍ‬ ‫ شموس سوداء اللون ‪ :‬فبعد االنتهاء من المرحلتي السابقتي تمر الشمس‬‫ً‬ ‫بمرحلة ( التكدس ) مما يجعل كثافة الشمس عالية جدا لدرجة أن النور ال يسطع‬ ‫ً‬ ‫وال يخرج منها ابدا و لها قوة جذب مخيفة ولو انها جذبت األرض ألصبحت األرض‬ ‫الت تسم يف عرصنا الحاص (بالثقوب السوداء) ‪.‬‬ ‫وه ي‬ ‫بحجم بيضة ‪ ،‬ي‬

‫‪ -2‬البعد بي الكواكب ‪:‬‬ ‫َ إَ‬ ‫ُإ إ ُ‬ ‫الس َم َ‬ ‫األ إ‬ ‫يقول سبحانه وتعاىل ‪ُ ﴿ :‬قل إان ُظ ُروا َم َاذا ف َّ‬ ‫ض ۚ َو َما تغ ِ يت اآل َيات‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫او‬ ‫ِ‬ ‫َ َ إ ُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ُّ ُ َ‬ ‫َوالنذ ُر ع إن ق إو ٍم ًل ُيؤ ِمنون ﴾ فيها تحذير لنا من أن نقرأها ونحن غافلون عن‬ ‫ألمان أن مسافات الكواكب يف المجموعة الشمسية تخضع‬ ‫فلك‬ ‫ي‬ ‫معانيها ‪ .‬الحظ ي‬ ‫بتتابع رياض عجيب ! ولخص نتائجه ف قانون ظهر ف القرن التاسع ر‬ ‫عرس ينص‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عىل أن لكل نجم رتبة بسلسلة هندسية أو حسابية ‪ ،‬وقامت حوله ضجه كبية‬ ‫بسبب رقمي ‪:‬‬ ‫‪21‬‬


‫ اعياضهم عىل الرقم أربعة ر‬‫وعرسون ؛ بحجه انه ال يوجد نجم يف مكان هذا‬ ‫الرقم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ الرقم مائة واثنان وتسعون ؛ أيضا بحجة أنه ال يوجد نجم يف مكان هذا الرقم ‪،‬‬‫وأتهم قانونه بأنه غي صحيح ‪ ،‬بعد ذلك اكتشفوا بأن هنالك مجموعة كويكبات يف‬ ‫موقع الرقم أربعة ر‬ ‫وعرسون وكوكب أورانوس يف موقع الرقم مائة واثني وتسعون ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشمس واألرض ‪:‬‬ ‫يوضح الكاتب أهمية الذكر وأنه من المهم أن يدخل يف جميع أمور االنسان‬ ‫وأحواله واطواره فمن الذكر أن نذكره سبحانه من خالل نعمة الظاهرة والباطنة‬ ‫وف أوامره ونواهيه وأن نذكره يف قلوبنا وألسنتنا مسبحي حامدين موحدين‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومكيين ومتذكرين ربوبيته يف أحوالنا وأطوارنا كلها وأن نذكره ذكرا كثيا ليطمي‬ ‫ّ‬ ‫قلبنا ر‬ ‫وينرسح صدرنا ويتسع رزقنا وننترص عىل أعدائنا ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التفكر يف آياته سبحانه ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ إَ‬ ‫َ إ َ‬ ‫َّ إ َ َّ‬ ‫الن َهار َ َآل َ‬ ‫الس َم َ‬ ‫األ إ‬ ‫قال تعاىل ‪ ﴿ :‬إ َّن ف َخ ْلق َّ‬ ‫وىل‬ ‫أل‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫الل‬ ‫ف‬ ‫َل‬ ‫ت‬ ‫اخ‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫او‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِي‬ ‫إَ‬ ‫إ َ َ ِ َ َ َّ ُ َ ِ َ ْ‬ ‫َّ َ َ إ ي ُ ُ َ ِ َّ َ َ ً َ ُ ُ ً َ ِ َ ى ُ ُ‬ ‫األ ْل َ‬ ‫وب ِهم ويتفكرون ِ يف خل ِق‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ىل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ود‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫اَّلل‬ ‫ون‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫*‬ ‫اب‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِإ َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َّ َ‬ ‫ض﴾ ‪ ،‬هذا يدل عىل أن التفكر يدخل يف الذكر ؛ ألننا نفعل ذلك‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات واألر ِ‬ ‫ُ‬ ‫وعال و تقديره حق قدره ‪.‬‬ ‫من أجل معرفة هللا جل‬ ‫الحرك آية من آيات هللا ‪:‬‬ ‫التجاذب‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫سابقا أن ف الكون قوى تجاذب ال نراها تنظم الكون كله ً‬ ‫بدءا من الذرة‬ ‫كما ذكرنا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫إَ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ َ َ‬ ‫ا‬ ‫ات ِبغ ِي‬ ‫وانتهاء بالمجرة ‪ ،‬ويقول سبحانه دليال عىل ذلك ‪ ﴿ :‬اَّلل ال ِذي رفع السماو ِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ع َم ٍد ت َر إون َها﴾ ‪ .‬كلمة ترونها تفيد بأن هللا سبحانه وتعاىل رفع السماوات بعمد ال‬ ‫نراها ‪.‬‬ ‫الشمس واألرض ‪:‬‬ ‫يفيض الكاتب أنه من أجل بقاء األرض مرتبطة بالشمس نربطها بأعمدة مرئية من‬ ‫ا‬ ‫لك ندرك قوة‬ ‫الشد)‬ ‫لقوة‬ ‫تحمال‬ ‫(يعتي من أمي المعادن ومن أعظمها‬ ‫الفوالذ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الجذب الذي يحصل لألرض من خالل الشمس و ليبي لنا صدق قوله سبحانه يف‬ ‫َ إ َإ َ ى َ َ‬ ‫إ ُ َّ َ َ‬ ‫ض أ إن ت ُزوًل ﴾ ‪.‬‬ ‫ات واألر‬ ‫سورة فاطر بقوله ‪ُ ﴿ :‬م ِسك السماو ِ‬

‫‪22‬‬


‫حيث تقوم الشمس بجذب األرض إليها بقوة هائلة ‪ ،‬مما يجعل األرض تجرى يف‬ ‫مسار مغلق حولها ‪ ،‬ولو أنعدم جذب الشمس لها لخرجت األرض عن مسارها‬ ‫ا‬ ‫الكون حيث الظلمة والتجمد لينجم عن ذلك زوال‬ ‫الفضاء‬ ‫لمتاهات‬ ‫مندفعة‬ ‫ي‬ ‫الت تنعدم فيه‬ ‫الحياة فيها ؛ ألن درجة حرارتها ستصل إىل درجة الصفر المطلق ي‬ ‫حركة الذرات ‪.‬‬ ‫‪ َ :‬ىإ ُ ُ إ ى َ ُ إ ُ َ‬ ‫ون ﴾ ‪.‬‬ ‫األنفس آية من آيات هللا ﴿ و ِ يف أنف ِسكم أفال تب ِرص‬ ‫ماذا يحدث يف أجسامنا لو رأينا كائنا مؤذيا قاتال ؟‬ ‫يىل ‪:‬‬ ‫يف ثوان معدودة يحدث ما ي‬ ‫ شبكية العي تطبع خيال الكائن ‪.‬‬‫ينتقل اإلحساس ال ئ‬ ‫ضون إىل المخ ؛ فيدرك الخطر ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يأمر المخ الغدة النخامية بمواجهة الخطر ‪.‬‬ ‫يعىط الخطر خمسة أوامر هرمونية ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫أوال‪ :‬للقلب ؛ ليرسع نبضاته ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا ‪:‬للرئتي ؛ ليتوافق وجيبها مع ازدياد نبضات القلب ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا ‪ :‬لألوعية الدموية ؛ ليتحول الدم إىل عضالت ‪.‬‬ ‫ر ً‬ ‫ابعا ‪ :‬للكبد وذلك لسببي ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬ليطرح يف الدم كمية إضافية كافية من السكر ‪.‬‬ ‫والثان ‪ :‬لييد من هرمون التجلط ؛ ً‬ ‫منعا من نزيف الدم ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪َّ ُ ْ َ َ َٰ َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫اَّلل َف ىأ ُرون َم َاذا َخ ىل َق َّالذ َ‬ ‫ون ِه ۚ َب ِل‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ين‬ ‫لنتفكر يف قوله تعاىل ﴿ه ذا خلق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ون ِ يف َضَل ٍل ُّم ِب ري﴾ ‪.‬‬ ‫الظ ِالم‬ ‫‪ -4‬المسافة بيننا وبي الشمس ‪:‬‬ ‫‪23‬‬


‫أكي الشمس أم األرض ؟‬ ‫أيهما ّ‬ ‫تكي األرض بمليون وثالثة مئة ألف مره ‪ ،‬وأن‬ ‫عىل حسب قول العلماء أن الشمس ّ‬ ‫األرض إذا ألقيت يف الشمس تبخرت يف ثانية واحدة ‪.‬‬ ‫هل هنالك نجم يتسع للشمس واألرض ؟ ما هو ؟‬ ‫نعم ‪ ،‬حسب قول العلماء أنه يف برج العقرب و يسم بالعقرب ويقع يف الوسط‬ ‫ً‬ ‫الهندش من اليج ُ‬ ‫ويعد أشد تألقا ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ه المسافة الزمنية بي مواقع النجوم ‪.‬‬ ‫كم ي‬ ‫َ َّ ُ ى َ َ ٌ َّ إ َ إ ى ُ َ‬ ‫ُّ‬ ‫الن ُ‬ ‫قال تعاىل ‪ًَ​َ ﴿ :‬ل ُأ إقس ُم ب َم َ‬ ‫ون َعظ ٌ‬ ‫يم ﴾‪.‬‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫*و‬ ‫وم‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫اق‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫كم تبعد المسافات بيننا وبي القمر ‪ ،‬والشمس ‪ ،‬والنجوم ؟‬ ‫ بيننا وبي القمر ثانية ضوئية واحدة ما يعادل ثالثة مئة وستي ألف كيلو مي ‪.‬‬‫ثمان دقائق ضوئية ‪.‬‬ ‫ بيننا وبي الشمس ِ‬‫ بيننا وبي أبعد نجم ف المجموعة الشمسية ثالث ر‬‫عرسة ساعة ضوئية ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وما هو أقرب نجم إىل األرض من غي المجموعة الشمسية وكم يبعد عنا ؟‬ ‫سنة ضوئية ‪.‬‬ ‫نجم القطب ‪ ،‬ويبعد عنا بمقدار أربعة آالف ٍ‬ ‫يطرح لنا الكاتب آيات قرآنية موضع تفكي‪:‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫كان عليه الصالة والسالم يتلوا اآلية التالية كلما نهض من فراشة ليال ‪ِ ﴿ :‬ن ِ يف خل ِق‬ ‫إَ‬ ‫ُ‬ ‫َ إَ‬ ‫َ إ َ‬ ‫َّ إ َ َّ‬ ‫الن َهار َ َآل َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫األ إ‬ ‫األ ْل َ‬ ‫اب‬ ‫ب‬ ‫وىل‬ ‫أل‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫الل‬ ‫ف‬ ‫َل‬ ‫ت‬ ‫اخ‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ات و‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫إ َ َ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َّ َ َ إ ُ ُ َ َّ َ َ ً َ ُ ُ ً َ َ ى ُ ُ‬ ‫ون ف َخ ْلق َّ‬ ‫الس َم َاوا ِت‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وب‬ ‫ن‬ ‫* ال ِذين يذكرون اَّلل قياما وقعودا وعىل ج‬ ‫َّ ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫َ إَ‬ ‫َ َّ َ َ َ ى إ َ ِ َ َ َ ا ُ إ َ َ َ َ ِ َ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫األ إ‬ ‫اطال سبحانك ف ِقنا عذاب النار﴾‪.‬‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ض ربنا ما خلقت هذا ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪24‬‬


‫يشي الكاتب إىل أن التفكر ساعة خي من عبادة ستي عاما ‪:‬‬ ‫َّ َ َ َّ َ إ َ إ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ إ‬ ‫يعا َق إب َض ُت ُه َي إو َم ْالق َي َامة َو َّ‬ ‫ض َجم ً‬ ‫األ إر ُ‬ ‫الس َم َاوات َمط ِو َّيات‬ ‫﴿و َما قد ُروا اَّلل حق قد ِرِه و‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ إ َ َ ُ َ َ َ ى َٰ َ َّ ُ رإ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ون ﴾‪.‬‬ ‫رسك‬ ‫ِبي ِم ِين ِه ۚ سبحانه وتعاىل عما ي ِ‬ ‫ٌ‬ ‫يشي الكاتب إىل أن التفكر فريضة بعد الفريضة ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ََْ ُ إ َ ُ ى‬ ‫ى َّ‬ ‫ان ِإىل َط َع ِام ِه‪ .‬أنا َص َب إب َنا ال َماء َص ًّبا﴾‪.‬‬ ‫ ﴿فلينظ ِر ِاإلنس‬‫َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫﴿ف ْل َي إن ُظ إر إاإل إن َسان م َّم ُخل َق * ُخل َق من َّماء َدافق * َي إخ ُر ُج من َب إ‬ ‫الصل ِب‬ ‫ي‬ ‫‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ​َّ‬ ‫والي ِائ ِب ﴾‪.‬‬ ‫ىَ إ َ ىإَ إ إ َ َ‬ ‫ان ف ىأ إح َسن َت إقويم * ُث َّم َر َد إد َن ُاه ىأ إس َف َل َسافل َ‬ ‫ي﴾ ‪.‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ ﴿ لقد خلقنا ِاإلنس ِ ي‬‫‪ -5‬شمس األرض ‪:‬‬ ‫ا‬ ‫طرح أحدهم سؤاال للكاتب يقول فيه ‪ :‬كيف يعرف المرء َّربه وهو ال يراه ؟ فأجابه‬ ‫َّ‬ ‫بداية بسؤال ‪ ،‬ما هو الطريق الذي فتحه الخالق حت يصل االنسان إىل معرفته ؟‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫مكمال طرحه قائال ‪ :‬السماوات بكل ما تحتويه واألرض بكل ما فيها واإلنسان بخلقه‬ ‫‪ ،‬بصفاته ‪ ،‬ببنيته وأعضائه وأفراد أشته ‪ ،‬كلها إشارات ودالالت عىل آيات هللا ‪،‬‬ ‫ناطقة بكماالته ومجسدة ألسمائه وصفاته ‪ ،‬فالخلق يدل عىل الخالق والصنعة‬ ‫تدل عىل الصانع والنظام يدل عىل المنظم والتيسي يدل عىل الميرس واألقدام تدل‬ ‫عىل المسي والماء يدل عىل الغدير ‪ ،‬سبحانه الحكيم الخبي الذي وهبنا سماء‬ ‫ذات أبراج وأرض ذات فجاج ‪ .‬صدق القائل ‪:‬‬ ‫رب السماء ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ورب األرض قد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫خضعت ٌ‬ ‫وجن وأمالك لعلياه‬ ‫إنس‬ ‫الشمس والبدر من أنوار حكمته‬ ‫والموج َّ‬ ‫كيه والحوت ناجاه‬ ‫ّ‬ ‫ورن ليس ينساه‬ ‫العبد ينىس ّ ي‬

‫‪25‬‬


‫َ َ‬ ‫ُ إُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ات‬ ‫أمرنا هللا سبحانه يف كتابه العزيز يف سورة يونس ‪﴿ :‬ق ِل انظ ُروا ماذا ِ يف السماو ِ‬ ‫َ إَ‬ ‫األ إ‬ ‫ض﴾‪،‬‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫الجو‬ ‫سل الشمس ‪ :‬من رفعها نارا ‪ ،‬ومن نصبها منارا ‪ ،‬وصب ها دينارا ؟ من علقها يف‬ ‫ساعة ‪ُّ ،‬‬ ‫يدب عقرباها إىل قيام الساعة ؟ من الذي آتاها معراجها ‪ ،‬وهداها أدراجها‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪َّ َ :‬‬ ‫الش إم ُ‬ ‫س‬ ‫‪ ،‬وأحلها أبراجها ‪ ،‬ونقل يف السماء الدنيا شاجها ؟ سبحانه من قال ﴿ و‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ ى َ َ َإ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫*والق َم َر قد إرن ُاه َمن ِاز َل َح َّت عاد‬ ‫ت إج ِري ِل ُم إستق ٍّر ل َها ذ ِلك تق ِد ُير ال َع ِز ِيز ال َع ِل ِيم‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ى ىإ ُإ َ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ إ ُ إ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ىك ْال ُع إر ُ‬ ‫س َين َب ِ يع ل َها أن تد ِرك الق َم َر َوال الل إيل َس ِابق الن َه ِار َوك ٌّل‬ ‫ون الق ِد ِيم * ال الشم‬ ‫ج‬ ‫َى ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ِ يف فل ٍك َيسبحون﴾ ‪ .‬نسبح بحمدك ونقدس لك ونسجد بعظمتك يا عظيم ‪ ،‬اللهم‬ ‫أخرجنا من ظلمات الوهم والجهل إىل أنوار المعرفة والعلم ‪ ،‬ومن جفوة البعد إىل‬ ‫ه‬ ‫رن‬ ‫ِ‬ ‫جنة القرب ‪ .‬الشمس آية تدل عليك يا ّ ي‬ ‫بسطوعها بالنسبة للنجوم األخرى ي‬ ‫ً‬ ‫حجما ‪ ،‬وتبعد عنها مئة‬ ‫مرة‬ ‫النجم المتوسط الحجم ‪ّ ،‬‬ ‫تكي األرض بثالثمئة ألف ٍ‬ ‫ً‬ ‫ثمان دقائق‬ ‫وخمسي مليون كيلو مي وسطيا ‪ ،‬ويقطع ضوؤها هذه المسافة يف ِ‬ ‫ر‬ ‫ألف مليار‬ ‫فقط ‪ ،‬ي‬ ‫وف مركزها حرارة تصل إىل عرسين مليون درجة ‪ ،‬وتنتج ما يعادل ي‬ ‫ثالثمئة وستي‬ ‫طن من الفحم الحجري من الطاقة يف كل ثانية ‪ ،‬وتفقد ما يعادل‬ ‫ٍ‬ ‫ألف مليون طن من كتلتها ً‬ ‫يوميا ‪ .‬مما جعل علماء الفلك يظنون بأن األرض ستغرق‬ ‫يف ظالم دامس مع تحول األرض إىل ّقي جليدي هائل ‪ ،‬وهبوط درجة حرارة‬ ‫الشمس تحت الصفر بثالثمئة وخمسي درجة ‪ .‬وانعدام الدفء والنور كفيل بأن‬ ‫يقتل جميع مظاهر الحياة عىل سطح األرض لو انطفأت الشمس بشكل ّ ئ‬ ‫مفاح ‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫تنطف قبل خمسة‬ ‫وبشكل آخر يطمئنون الناس بأن الشمس ستبف متقدة ولن‬ ‫َّ‬ ‫إ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫آالف مليون عام أخرى ‪ .‬صدق ربنا حينما قال ‪ ﴿ :‬إن َما َيخ رىس اَّلل ِم إن ِع َب ِاد ِه‬ ‫ْ ى‬ ‫ال ُعل َم ُاء ﴾ ‪.‬‬

‫‪ -6‬السنة الشمسية والسنة القمرية ‪:‬‬ ‫العلم أن ‪:‬‬ ‫من إعجاز القرآن‬ ‫ي‬ ‫تنقىص بي مرورين متتاليي للشمس‬ ‫ه مدة‬ ‫السنة الشمسية (السنة االنقالبية) ‪ :‬ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫يف نقطة اعتدال واحدة ‪ ،‬ومقدار هذه السنة بالدقة ‪ 365،1422‬يوما ‪ ،‬و بمرورها‬ ‫تحدث الفصول األربعة ‪.‬‬ ‫وه المدة بي كسوفي متوالي‬ ‫السنة القمرية ‪ :‬تتكون من ‪ 354،36780‬يوما ‪ ،‬ي‬ ‫مقسومة عىل عدد الحركات القمرية الدائرية ‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫الفرق بينهما ‪ :‬ر‬ ‫عرسة أيام ‪ ،‬وثمان مئة وخمسة وسبعون ألفا ومئة وسبعة وثالثون‬ ‫بعد الفاصلة ؛ لذلك يقع يف كل ‪ 33‬سنه فرق قدره ‪ 358‬يوما بنحو سنة تقريبا ‪،‬‬ ‫نستنتج بحسب حساب الفلكيي الدقيق أن كل مئة سنه تزيد ثالث سنوات‬ ‫وتكون الثالثمئة سنه شمسية يقابلها ثالثمئة وتسع سنوات قمرية ‪ ،‬ستة أرقام بعد‬ ‫الفاصلة ‪ ،‬و هذه الحقيقة سبق إليها القرآن الكريم يف شده لقصة أصحاب الكهف‬ ‫ف قوله تعاىل ‪َ :‬‬ ‫﴿و ىلب ُثوا ف ىك إهفه إم َث َ​َل َث م َائة سن َ‬ ‫ي ﴾ ‪ ،‬هذه سنوات شمسية ‪،‬‬ ‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِي‬ ‫ي َ إَ ُ‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫﴿وازدادوا ِتسعا﴾ ‪ ،‬وهذه سنوات قمرية ‪ ،‬كما فرس ذلك ابن كثي و الجاللي أن‬ ‫تفاوت ما بي كل ثالثمئة سنة بالقمرية إىل الشمسية ثالث سني لهذا قال بعد‬ ‫‪ َ :‬إَ ُ‬ ‫﴿وازدادوا ِت إس ًعا﴾ ‪ .‬كما اطمأن إليها العلم الحديث واستقر عليها كونها‬ ‫الثالثمئة‬ ‫حقيقة كونية ثابتة ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫الباب الرابع‪:‬‬

‫‪28‬‬


‫األرض‬ ‫الخسوف والكسوف ‪ :‬اشارة إىل نعمة الشمس والقمر تدالن عىل عظمته سبحانه ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ ى إ ُ ُ َّ إ َ َ إ ً ى‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ى ى ُ‬ ‫ش َمدا ِإ َٰىل َي إو ِم ال ِق َي َام ِة َم إن ِإل َٰ ه غ إ ُي‬ ‫قال ْتعاىل‪ ﴿ :‬إُل أ َرأ إيت إم ِإن جعل اَّلل عليكم الليل‬ ‫ُ‬ ‫ىَ​َ َ‬ ‫َّ‬ ‫اَّلل َيأ ِتيكم ِب ِض َي ٍاء ۖ أفَل ت إس َم ُعون ﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صادف وأن كسفت الشمس يف يوم وفاة إبراهيم ابن نبينا الكريم صىل هللا عليه‬ ‫وسلم فظن الصحابة أن موته سببا يف ذلك ‪ ،‬ففرض نبينا الكريم اختالط مشاعر‬ ‫ً‬ ‫خطيبا ليبي لهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات هللا ال‬ ‫المسلمي فوقف‬ ‫يخسفان لموت أحد وال لحياته كما أمرهم بالصالة عند حدوثهما ‪.‬‬ ‫الخسوف ‪ :‬اختفاء القمر أو بعضه ؛ اثناء مرور األرض بينه وبي الشمس ‪.‬‬

‫الكسوف‪ :‬اختفاء الشمس أو بعضها ؛ اثناء مرور القمر بينها وبي األرض ‪ .‬وقد‬ ‫يجول سؤاال يف أذهان البعض عن إمكانية القمر تغطية جزء من الشمس وهو‬ ‫أصغر منها بأربعمئة مره ؛ وذلك لعدم معرفة حقيقة أن بعد الشمس عن األرض‬ ‫ً‬ ‫سببا يف جعلهما يظهران بالحجم نفسه مما يسهل عىل القمر حجب أشعة الشمس‬ ‫عند مروره بينها وبي األرض ‪.‬‬ ‫خطورة الكسوف ‪ :‬النظر إىل الشمس أثناء كسوفها من الممكن أن يتسبب بأصار‬ ‫بليغة للعي دون أن يشعر االنسان ؛ ألن شبكية العي ال تحتوي أي مستقبل لأللم‬ ‫فيجب علينا االنتباه من خطر األشعة الشمسية ‪ ،‬لذلك أمرنا الرسول بإطالة القراءة‬ ‫والسجود عند الصالة وقت الكسوف ‪.‬‬

‫الضغط الجوي ‪:‬‬ ‫الت ال تحتمل ‪ ،‬آالم‬ ‫من أعراض انخفاض الدم حسب قول العلماء آالم البطن ي‬ ‫القولون ‪ ،‬آالم الرئتي ‪ ،‬آالم األذن ‪ ،‬وآالم المفاصل ‪ ،‬فكل ما يف الجسم من غازات‬ ‫عىل كرم هللا وجهه ‪ { :‬يف‬ ‫تتمدد فتمزق األنسجة واألجهزة ‪ .‬لذلك قال اإلمام ي‬ ‫القرآن الكريم آيات لمن تفرس بعد } فبعد أن تقدم العلم تبي مفهوم هذه اآلية‬ ‫إ ى‬ ‫إ َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َّ ُ‬ ‫﴿ف َمن ُيرد َّ ُ‬ ‫اَّلل ىأن َي إه ِد َي ُه َي رإ َ‬ ‫قال تعاىل ‪:‬‬ ‫رس إح َصد َر ُه ِل ِإل إسَل ِم ۖ َو َمن ُي ِرد أن ُي ِضله َي إج َع إل‬ ‫َّ َ ى َ َٰ َ َ إ َ ُ َّ ُ ِ إ َ َ ى َّ َ َ‬ ‫َ إ َ ُ َ ِ ً َ َ ً ى ِى َّ ِ َ َ َّ َّ ُ‬ ‫صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد ِ يف السم ِاء ۚ كذ ِلك يجعل اَّلل الرجس عىل ال ِذين ًل‬ ‫إ َ ً‬ ‫ُإ ُ َ‬ ‫ون﴾ ‪ .‬فوصف العلماء األعراض من خالل قوله تعاىل ‪َ :‬‬ ‫﴿ي إج َع إل َصد َر ُه ض ِيقا‬ ‫يؤ ِمن‬ ‫‪29‬‬


‫َح َر ًجا ىك ىأ َّن َما َي َّص َّع ُد ف َّ‬ ‫الس َم ِاء﴾ وزيادة عىل ذلك أثبت طب الطيان والفضاء أن‬ ‫ِي‬ ‫تعرض االنسان لالرتفاعات العالية عندما يصعد من طبقات األرض إىل الطبقات‬ ‫العلوية يف السماء فإنه تحدث له أعراض عضوية تتدرج من الشعور الضيق الذي‬ ‫ييكز يف منطقة الصدر ‪ ،‬وهذا من دالئل نبوته صىل هللا عليه وسلم ودالئل‬ ‫العلم يف القرآن الكريم‪.‬‬ ‫اإلعجاز‬ ‫ي‬ ‫كروية األرض ‪:‬‬ ‫َىِ‬ ‫َّ‬ ‫اس‬ ‫الن‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫لفتت نظرك هذه اآلية الكريمة ْوأنت تقرأ‬ ‫ربما‬ ‫ِ‬ ‫القرآن ‪ ،‬قال تعاىل ‪﴿ :‬وأ ِ ي‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ َ ٍّ َ‬ ‫َ‬ ‫ب ْال َحج َيأتوك ر َجاًل َوعىل ك ِل ضامر َيأت َ‬ ‫يق﴾ وتبادر إىل ذهنك‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫كالتاىل ‪ ،‬لم يقل هللا عز وجل يأتي من كل فج بعيد ‪ ،‬وقال يأتي من كل‬ ‫سؤاًل‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫فج عميق ‪ .‬عىل حسب قول العلماء‪ :‬أن استخدام كلمة عميق بدًل من بعيد إشارة‬ ‫إىل كروية األرض ؛ فالخطوط عىل سطح األرض منحنية وليست مستقيمة والخط‬ ‫بعد ثالث ‪ ،‬يحتاج إىل سطح ‪ ،‬وإىل عمق ‪ .‬لذلك أشار سبحانه‬ ‫المنحت يحتاج إىل ٍ‬ ‫ي‬ ‫الحكم‬ ‫ه أرض كروية الشكل ‪ ،‬فاهلل ِ‬ ‫وتعاىل إلينا أن هذه األرض ي‬ ‫الت نحن عليها ي‬ ‫الت وقفت بي معطيات العصور السابقة والالحقة ‪.‬‬ ‫البالغة ي‬ ‫ىى إ َ إ َ إ َ‬ ‫َ ً‬ ‫إ‬ ‫األرض كفاتا ‪ ﴿ :‬ألم نجعل األرض ِكفاتا﴾ ‪،‬‬ ‫كفاتا ‪ :‬من صفات األرض أنها كفت وكفاتا مأخوذة من كفت أي جذبه ‪ ،‬قبضه ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫شء عىل سطح‬ ‫وضمه ‪ ،‬وهذه اآلية فيها إشارة واضحة جلية إىل الجاذبية فكل ي‬ ‫األرض ينجذب إليها وحقيقة وزن األشياء هو قوة انجذابها نحو األرض ‪ .‬فكيف‬ ‫تكون الحياة لوال قوة الجذب ؟ كيف يستقر الماء ‪ ،‬ويبف الهواء لوال جذب األرض‬ ‫ً‬ ‫؟ ولوال أن األرض تجذب الهواء ألصبح الهواء ثابتا واألرض متحركة ويتسبب ذلك‬ ‫بنشوء األعاصي وينتج عن ذلك تدمي كل ر‬ ‫شء عىل سطح األرض فاهلل الحكمة‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫البالغة سبحانه ‪ ،‬و بانعدام الجاذبية ينعدم الوزن وانعدامه حالة ال تطاق ‪ ،‬وهذه‬ ‫الحالة معروفة لدي رواد الفضاء فيما بي األرض والقمر ‪ ،‬وقد توهم البعض أن‬ ‫ىى َ‬ ‫َ‬ ‫ليقي فيها لكن سبحانه يقول ‪ ﴿ :‬أل إم ن إجعل‬ ‫األرض يف النهاية‬ ‫تجذب اإلنسان إليها ّ‬ ‫ى‬ ‫إَ‬ ‫ً‬ ‫األ إرض ك َف ًاتا ىأ إح َياء َوأ إم َواتا﴾‪ .‬وبالجاذبية جعل كل رشء عىل سطح األرض ِ‬ ‫وجوها‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫منجذب إليها وجعلها مستقرة وجعل األشياء تستقر عليها ودليال عىل ذلك قوله‬ ‫ى َّ إ َ َ َ إ َ إ َ َ‬ ‫ض ق َر ًارا﴾‪.‬‬ ‫تعاىل ‪ ﴿ :‬أمن جعل األر‬ ‫يىل ‪:‬‬ ‫ومن‬ ‫ي‬ ‫معان استقرار األرض ما ي‬ ‫‪30‬‬


‫‪ -1‬القرار ‪:‬‬ ‫ثمان َّ‬ ‫هزات بقياس ريخي ‪ ،‬ال يبف ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بناء ‪ ،‬بل إن‬ ‫األرض‬ ‫من يدري أنها إذا اهيت‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫﴿ق إل ُهوَ‬ ‫ئ‬ ‫اإلنسان يصبح تحت األنقاض ِيي ‪ ،‬وال أحد يستمع له فسبحانه قال ‪:‬‬ ‫َ ُ ى‬ ‫َ َى ُ َ​َ‬ ‫ى ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ىإ‬ ‫الق ِاد ُر عىل أن َي إب َعث عل إيك إم عذ ًابا ِم إن ف إو ِقك إم أ إو ِم إن ت إح ِت أ إر ُج ِلك إم﴾ ‪ .‬والدليل عىل‬ ‫ه اهياز لألرض فما من آلة مصنعة مثل األسلحة‬ ‫استقراريه األرض أن الزالزل ي‬ ‫الحديثة من القنابل والصواري خ واأللغام تقف أمام قوة الزالزل فسبحانه عز شأنه‬ ‫ى ْ ُ‬ ‫‪ َ َّ :‬إ َ َ ى َ ٌ‬ ‫ش َ ِربك ْلش ِديد﴾ ‪ .‬بينما قال يف األسلحة الحديثة ‪ ﴿ :‬أ إو َيل ِب َسك إم‬ ‫﴿إن بط‬ ‫قال ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًَ َُ‬ ‫َ إ‬ ‫إ‬ ‫ض﴾ ‪.‬‬ ‫ِشيعا وي ِذيق بعضكم بأس بع ر‬ ‫‪ -2‬تسارع األرض وتباطؤها عند مسيها حول الشمس ‪:‬‬ ‫إهليلج ولها قطران أحدهما أصغري إذا وصلت إليه قلت المسافة‬ ‫مسار األرض‬ ‫ّ ي‬ ‫بينها وبي الشمس مع احتمال أن تنجذب إليها وتتبخر األرض يف ثانية واحدة ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أعظم إذا وصلت إليه تتفلت من مسارها حول الشمس ؛ فتنخفض‬ ‫واآلخر‬ ‫ي‬ ‫شعتها وهذا خطر ‪ .‬فرفع الرسعة تسارع وخفضها تباطؤ ولوالهما النهدم ُّ‬ ‫كل ما‬ ‫ً‬ ‫عىل األرض فسبحانه من جعلها قرارا ‪.‬‬

‫‪ -3‬نظام الجاذبية ‪:‬‬ ‫يستيقظ رواد الفضاء عند وصولهم إىل نقطة انعدام الجاذبية وهم يف سقف‬ ‫المركبة ليس لهم وزن والحياة بال وزن ال تطاق أبدا ‪ ،‬فسبحانه من جعل يف األرض‬ ‫َّ‬ ‫كل حاجاتنا حت استقرينا بها ‪ ،‬فهل كنا سنتحمل االستقرار بال ماء وبناء وغذاء‬ ‫وكل مرافق الحياة ؟‬ ‫قدش ‪ { :‬إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا‬ ‫سبحانه رحيم بنا ولكنه قال يف حديث‬ ‫ي‬ ‫فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب ألطهرهم من الذنوب والمعايب الحسنة عندي‬ ‫ر‬ ‫بعرسة أمثالها وأزيد والسيئة بمثلها وأعفو وأنا أراف بعبدى من األم بولدها} ‪ ،‬آيات‬ ‫هللا بي ايدينا وسعيدنا من يتعظ بغيه وشقينا من يتعظ بنفسه ‪ ،‬واذا هان أمر هللا‬ ‫عىل الناس هانوا عليه سبحانه ‪ ،‬فكانوا تحت األنقاض ‪ ،‬فالبد له من أن يعالجنا إن‬ ‫ي‬ ‫لم نرحم انفسنا ألنه طبيبنا ‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫األرض مهادا ‪:‬‬ ‫سبب عدم صالحية الكواكب بأن تكون مهدا للحياة باستثناء كوكب األرض هو أن‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫هللا سبحانه وتعاىل جعل قرب ها من الشمس معتدًل وجعل حرارتها معتدلة بي‬ ‫ً‬ ‫األربعي وبي الصفر ‪ ،‬وجعل ايضا كثافتها وشمسها وجاذبيتها ودورتها اليومية‬ ‫نعم ِة سبحانه أن جعلها صلبة ليست غازية ‪ ،‬صخرية‬ ‫والسنوية معتدلة ‪ ،‬وهذا من ِ‬ ‫ى َّ إ َ َ َ إ َ إ َ َ​َ‬ ‫ً‬ ‫لنقف عليها ونبف يف ثبات سبحانه من قال ‪ ﴿ :‬أمن جعل األرض قرارا﴾ ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سبحانه الذي جعلها ساكنة مع أنها تتحرك برسعة هائلة يف الثانية ثالثي كيلو ميا‬ ‫ُ إ َ َّ َّ‬ ‫الس َ‬ ‫قال تعاىل ‪َ ﴿ :‬و َت َرى ْالج َب َ‬ ‫ه َت ُم ُّر َم َّر َّ‬ ‫ال َت إح َس ُب َها َج ِام َد اة َو ِ َ‬ ‫اَّلل ال ِذي‬ ‫ح‬ ‫اب ۚ صنع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ى إ َ َ ُ َّ رَ إ َّ ُ َ ٌ ِ َ َ إ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ش ٍء ۚ ِإنه خ ِبي ِبما تفعلون ﴾ ‪ .‬ليى و تتفكر يف بديع صنعه سبحانه يف‬ ‫أتقن كل ي‬ ‫بقية الكواكب ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ثمان وثماني‬ ‫ف‬ ‫فصول‬ ‫أربعة‬ ‫أي‬ ‫يوما‬ ‫كوكب عطارد ‪ :‬السنه فيها ثمان وثمانون‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫وف اليوم ثمان وثمانون يوما‪ ،‬أي أرب ٌع وأربعون يوما ليال و أرب ٌع وأربعون يوما‬ ‫يوما ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫يعت أن هذا النجم يدور حول الشمس يف ثمان وثمانون يوما بال هواء‬ ‫مما‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫نها‬ ‫ي‬ ‫فهل يصلح للعيش ؟‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫خمس ر‬ ‫يعت مئة وزيادة نهارا وكذلك‬ ‫يوما‬ ‫وعرسون‬ ‫كوكب الزهرة ‪ :‬يومه بمئتي و‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫وخمس ر‬ ‫وعرسون يوما وحرارته يف النهار تصل إىل تسعي‬ ‫ليَل ‪ ،‬السنة فيها مئتان‬ ‫درجة وأما ف الليل فتصل إىل ر‬ ‫عرسون تحت الصفر بال هواء وال ماء فهل يصلح‬ ‫ي‬ ‫للعيش ؟‬ ‫ٌ‬ ‫كوكب المري خ ‪ :‬يومه أرب ٌع ر‬ ‫وعرسون ساعة كاألرض ولكن سنته ستمئة وسبعه‬ ‫وثمانون سنة أي يعيش اإلنسان ويعيش معه أوالد أحفاده يف الشتاء وال يرون‬ ‫الصيف ‪ ،‬يدور حول الشمس وحرارته سبعون تحت الصفر وال ماء وال هواء وال‬ ‫نبات فهل يصلح للعيش ؟‬ ‫كوكب المشيى ‪ :‬يومه ر‬ ‫وينته النهار وكذلك الليل‬ ‫عرس ساعات ‪ ،‬خمس ساعات‬ ‫ي‬ ‫وسنته اثنا ر‬ ‫عرسة سنة وحرارته مئة وثالثون درجة تحت الصفر وكثافته رب ع كثافة‬ ‫الت جعل سبحانه كثافتها تحتمل وجود األشياء عليها وتجذب إليها‬ ‫األرض ي‬ ‫‪32‬‬


‫األشياء ‪ ،‬إذا هو كوكب من الغازات فهل يصلح للعيش ؟‬ ‫ً‬ ‫كوكب زحل ‪ :‬سنته ٌ‬ ‫تسع ر‬ ‫وعرسون عاما ‪ ،‬وبعده عن الشمس مليار وأربعمئة ألف‬ ‫كيلو مي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كوكب أورانوس ‪ :‬سنته ثمانية و أربعون عاما ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫وتسعه وستون عاما ‪.‬‬ ‫كوكب نبتون‪ :‬سنته مئة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫وسبع وأربعون عاما ‪.‬‬ ‫كوكب بلوتو‪ :‬سنته مئتان‬

‫شعة األرض ‪:‬‬ ‫هناك آيات عظيمة غفل وأعرض الناس عن التأمل فيها ومنها ‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬ ‫ى َّ إ َ َ َ إ َ إ َ َ َ ً َ َ َ َ َ ى َ ى إ َ ً َ َ َ َ ى َ َ َ َ َ َ َ َ َ إ َ ْ‬ ‫ي ال َب إح َر إي ِن‬ ‫اش وجعل ب‬ ‫﴿ أمن جعل األر‬ ‫ض قرارا ى ْو َج ُعل َ ِخَلل ىها أن َهارا وجعل لها رو ِ ي‬ ‫َّ‬ ‫َحاج ًزا ۗ ىأإ َل َٰ ٌه َمعَ‬ ‫اَّلل ۚ َب إل أ ك ر ُيه إم ًل َي إعل ُمون ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ َى‬ ‫َ َ َ ىُ​ُ إَ‬ ‫َّ ُ َّ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ض َق َر ًارا َو َّ‬ ‫األ إر َ‬ ‫الس َم َاء ِبن ااء َو َص َّو َرك إم فأ إح َس َن ُص َو َرك إم َو َرزقك إم‬ ‫اَّلل ال ِذي جعل لكم‬ ‫﴿‬ ‫َ َٰ ُ ُ َّ ُ َ ُّ ُ إ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ُّ ْ َ ى‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫ات ۚ ذ ِلكم اَّلل ربكم ۖ فتبارك اَّلل رب العال ِمي﴾ ‪.‬‬ ‫ِمن الطيب ِ‬ ‫ً‬ ‫برسعة تبلغ يف خط االستواء ألفا وستمئة كيلو مي يف‬ ‫إن األرض تدور حول نفسها‬ ‫ٍ‬ ‫ً ً‬ ‫ُإ‬ ‫فه مستقرة استقرارا تاما بدليل أنه لو اهيت قيد أنم ٍلة‬ ‫الساعة ومع ذلك ي‬ ‫َّ‬ ‫لتصدعت األبنية وانهارت ‪.‬‬

‫الت تتمتع بها األرض وجعلتها متماسكة ذات قرار ؟‬ ‫فما هذه القوة ي‬ ‫عىل الطاولة لماذا يبف ؟ سبحانه من جعل من‬ ‫إذا امسكنا كأس ماء ووضعناه ي‬ ‫ر‬ ‫شء إىل مركز األرض ‪.‬‬ ‫الجاذبية قوة ينجذب بها كل ي‬ ‫الخارح ؟‬ ‫ماذا سيحدث إذا اختلت تلك القوة يف عالم الفضاء‬ ‫ّ ي‬

‫‪33‬‬


‫لنفيض أن األرض اشعت يف دورانها ؛ سيطي الناس من عليها ولو أن شعتها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تضاعفت سبعة ر‬ ‫عرس ضعفا لطرنا جميعا من عىل سطحها ‪ ،‬فسبحانه من جعلنا‬ ‫مستقرين عليها ‪.‬‬ ‫فنظام الجاذبية هو هبوط الوزن ‪ ،‬لو صعدت إىل سطح القمر ‪ ،‬لهبط وزنك إىل‬ ‫السدس ‪ ،‬أي أنه لو كان وزنك ف األرض ستون كيلو غرام ألصبح ف القمر ر‬ ‫عرسة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كيلو غرامات ‪.‬‬ ‫فالتفكي يف مخلوقات الكون عبادة ‪ ،‬لتتفكر أقواله سبحانه جل يف عاله ‪:‬‬ ‫َ إَ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ إُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫األ إ‬ ‫ض﴾ ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ات و‬ ‫﴿ ق ِل انظ ُروا ماذا ِ يف السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ إ ُ ى ْ رَ ُ ُ إ َّ َّ َ ُ إ ُ رإ ُ َ‬ ‫ون﴾ ‪.‬‬ ‫رسك‬ ‫﴿ وما يؤ ِمن أ كيهم ِب ِ‬ ‫اَّلل ِإًل وهم م ِ‬ ‫ىْ‬ ‫ى ىُ َْ إ َ‬ ‫ىإ َ ى ىُ َْ إ‬ ‫ى ى َْ إ‬ ‫َّ ى إ ْ َ‬ ‫﴿ ِإنا أن َزلن ُاه ِ يف ل إيل ِة القد ِر * َو َما أد َراك َما ل إيلة القد ِر * ل إيلة القد ِر خ إ ٌي ِم إن أل ِف‬ ‫َ‬ ‫ش إه رر﴾ ‪.‬‬ ‫َّ َ َ َّ َ إ َ إ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ إ‬ ‫يعا َق إب َض ُت ُه َي إو َم ْالق َي َامة َو َّ‬ ‫ض َجم ً‬ ‫األ إر ُ‬ ‫الس َم َاوات َمط ِو َّيات‬ ‫﴿ َو َما قد ُروا اَّلل حق قد ِرِه و‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ إ َ َ ُ َ َ َ ى َٰ َ َّ ُ رإ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ون﴾ ‪.‬‬ ‫رسك‬ ‫ِبي ِم ِين ِه ۚ سبحانه وتعاىل عما ي ِ‬ ‫االعجاز اللغوي يف القرآن ‪.‬‬ ‫قال تعاىل يف كتابه العزيز‪:‬‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫وم * ف ىأ إدن األرإ‬ ‫*غ ِل َب ِت ُّ‬ ‫ض َوه إم ِم إن َب إع ِد غل ِب ِه إم َس َيغ ِل ُبون ) ‪.‬‬ ‫( الم‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ىإَ إَ‬ ‫األ إ‬ ‫ض) ‪،‬‬ ‫ر‬ ‫(ف أدن‬ ‫ِ‬ ‫االعجاز يف اآلية السابقة يقع يف كلمة ِ ي‬ ‫تعت شيئي‪:‬‬ ‫و ي‬ ‫• األقرب ( أقرب نقطة يف األرض) ‪ :‬مستبعد ؛ ألن األرض كروية الشكل ‪.‬‬ ‫• األسفل (أخفض نقطة يف األرض) ‪:‬‬ ‫هو المعت المقصود يف اآليه ‪ ،‬حيث أن المعركة الت انترص بها الروم عىل الفرس‬ ‫كانت يف أغوار فلسطي كما أشارت كتب التاري خ وأجمع المفرسون عىل أن‬ ‫ه أغوار فلسطي‪.‬‬ ‫أخفض منطقة يف األرض ي‬ ‫هناك آية قرآنية تؤكد المعت السابق ‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬ ‫َ َ ى َٰ ُ ِ َ‬ ‫َ ْ َ إ ُ ِ َ ٍّ َ‬ ‫يق ) ‪.‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ام‬ ‫ض‬ ‫( وعىل كل ِ ر ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬

‫‪34‬‬


‫منحن فيصبح الفج عميقا‬ ‫كلما ابتعدنا عن سطح األرض يسي الخط عىل شكل‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫بعيدا‪.‬‬ ‫وهو أصح من وصفه‬ ‫الجبال ‪:‬‬ ‫(وإىل الجبال كيف نصبت) ‪.‬‬ ‫يدعونا هللا سبحانه وتعاىل يف اآلية الكريمة للنظر والتفكر يف كيفية نصب الجبال‬ ‫‪.‬‬ ‫معان ‪:‬‬ ‫هذه اآلية تم تفصيلها يف سته‬ ‫ي‬

‫َ ْ َ َ َ ً‬ ‫ال إَأوتادا) ‪،‬‬ ‫والثان يف قوله تعاىل ‪ ( :‬وال ِجب‬ ‫المعت األول‬ ‫ي‬ ‫عي طبقاتها المتعدده والوتد‬ ‫األول يشي إىل أن ثلث الجبل مغروس يف األرض ّ‬ ‫الذي يقصد به الجبل هو الذي يربط بي هذه الطبقات‬ ‫الثان فيشي إىل أن ضعف مسافة الجبل الذي نراه فوق سطح األرض‬ ‫‪ .‬أما المعت ي‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫موجودة ف باطنها كالوتد ‪ ،‬وهذا ما تعنيه اآلية التالية ‪ ( :‬والج َب َ‬ ‫ال أ إر َساها ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫نستنبط المعت الثالث من خالل قوله تعاىل ‪:‬‬ ‫َّ ُ َ َ َ ى ُ إ َّ َ ى َ َ ا َ َ َ َ ى ُ إ َ ْ َ ى ْ َ ً‬ ‫ال أ كنانا) ‪.‬‬ ‫(واَّلل جعل لكم ِمما خلق ِظَلًل وجعل لكم ِمن ال ِجب ِ‬ ‫الت عىل‬ ‫وصف هللا سبحانه وتعاىل الجبل باألكنان حيث أن السالسل الجبلية ي‬ ‫الت خلفها جافة ‪.‬‬ ‫السواحل يوجد بينها فتحات ؛ ألنها تجعل من المناطق ي‬ ‫وه أن الجبال مستودعات لألنهار وذلك يف قوله‬ ‫أما المعت الرابع يبي عالقة‬ ‫َ ُ َ َّ‬ ‫َ َّ إ َ إ َ َ ي َ َ َ َ َ َ َ َ ى إ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫رواش = الجبال ‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا)‬ ‫ار‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫اش‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫يه‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫تعاىل ‪ ( :‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫إَ‬ ‫ا ى َّ ُ‬ ‫َ َ َ ى إ َ َ ُ ىإ‬ ‫َ ىْ َ‬ ‫األ إ‬ ‫َٰ‬ ‫اش أن ت ِميد ِبك إم َوأن َه ًارا َو ُس ُبَل ل َعلك إم‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫من‬ ‫ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫خالل اآلية الكريمة ‪ ( :‬و أل ِ ي‬ ‫َإ َُ َ‬ ‫تهتدون)‬ ‫المعت الخامس ‪ ،‬أن سبب استقرار األرض وعدم اضطرابها اثناء دورانها ؛‬ ‫نشي إىل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫وجود الجبال الموزعة توزيعا دقيقا عىل سطحها‪.‬‬ ‫ى َّ إ َ َ َ إ َ إ َ َ‬ ‫َ ى ىإ‬ ‫ض ق َر ًارا َو َج َع َل ِخَلل َها أن َه ًارا َو َج َع َل‬ ‫المعت السادس ‪ :‬قال تعاىل ‪ ( :‬أمن جعل األر‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ََْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ىل َها َر َ‬ ‫ات َوأ إسق إي َناك إم َم ااء ف َراتا) ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫خ‬ ‫ام‬ ‫ش‬ ‫اش‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫يه‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫وقوله‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫اش‬ ‫و‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ي‬ ‫ِ ي‬

‫‪35‬‬


‫المبان فوقها‬ ‫نبت‬ ‫ي‬ ‫سبحانه الذي جعل األرض مستقرة وساكنه مع أنها متحركة ‪ ،‬ي‬ ‫فال تتشقق ‪ ،‬سبحانه من جعلها ملطفه لألجواء ‪ُ ،‬مضاعفة للمسافات وغيها من‬ ‫الت ال علم لنا بها إال هو سبحانه ‪.‬‬ ‫الوظائف ي‬ ‫معدن الفضة ‪.‬‬ ‫قال تعاىل ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ََُ ُ‬ ‫اف َع ىل إيهم بآن َية ِمن ف َّضة َوأ ك َ‬ ‫اب كانت ق َو ِار َيرا * ق َو ِار َير ِمن ِفض ٍة قد ُروها‬ ‫و‬ ‫(ويط‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َإ‬ ‫تق ِد ًيرا )‪.‬‬ ‫خصائصه ‪:‬‬ ‫• عدم نقاوة الجو تتسبب يف تغيي لونه ‪.‬‬ ‫فوائده واستخداماته ‪:‬‬ ‫• القضاء عىل الجراثيم الموجودة يف الماء بمجرد التماس الماد معه ‪.‬‬ ‫• قاتل للبكتييا ‪.‬‬ ‫ذكرها هللا سبحانه يف كتابه العزيز ولم يذكر الذهب بالرغم من أن الذهب آنيه‬ ‫أوان الجنة ؛ وذلك إشارة إىل خواصها ‪.‬‬ ‫من ي‬ ‫الحديد ‪.‬‬ ‫قال تعاىل ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ى‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫ۖ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ى َ إ ىإ َ ْ َ ُ ُ َ َ ِ َ‬ ‫الن ُ‬ ‫اس ِبال ِق إس ِط ۖ َو‬ ‫ات َوأن َزلنا َم َع ُه ُم ال ِكتاب وال ِميان ِليقوم‬ ‫ى(لقد أرسلنا رسلنا ْ ِبالبين ِ‬ ‫ىُ َْ‬ ‫ۚ‬ ‫س َشد ٌيد َو َم َناف ُع ل َّلناس َول َي إع ىل َم َّ ُ‬ ‫أ إن َ ْزل َنا ْال َحد َيد فيه َ‬ ‫ٌ‬ ‫اَّلل َم إن َي إن ُ ُ‬ ‫رص ُه َو ُر ُسله ِبالغ إي ِب ۖ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ َّ َ ِ ِ ِ‬ ‫إن َ‬ ‫ٌ‬ ‫اَّلل ق ِو ٌّي َع ِزيز) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وجه اإلعجاز يف اآليه السابقة هو أن الحديد لم يكن موجودا عىل االرض وإنما‬ ‫الخارح ؛‬ ‫ميل من السماء ‪ ،‬حيث اكتشف علماء الفضاء أن أصله من الفضاء‬ ‫ّ ي‬ ‫وأنه ناتج عن مخلفات الشهب والنيازك ‪ ،‬حيث آنه من غي الممكن تكونه داخل‬ ‫تكف لدمجه ‪.‬‬ ‫المجموعة الشمسية بسبب حرارة و طاقة الشمس ي‬ ‫الت ال ي‬ ‫خصائصه ‪:‬‬ ‫ا‬ ‫• ر‬ ‫أكي المعادن قوة وثباتا ومرونة وتحمَل للضغط ‪.‬‬ ‫‪36‬‬


‫• ر‬ ‫أكي المعادن كثافة ‪.‬‬ ‫• يشكل ثلث مكونات األرض ‪.‬‬ ‫• ر‬ ‫أكي العناص مغناطيسية ‪.‬‬ ‫فوائده ‪:‬‬ ‫• تستعي به األرض يف حفظ توازنها ‪.‬‬ ‫ش يف كثي من الكائنات الحية ‪.‬‬ ‫• عنرص أسا ي‬ ‫حقائق تبي أن من أنزل القرآن هو خالق األكوان ‪:‬‬ ‫أن هناك عالقة بي عدد آيات سورة الحديد وبي وزنه الذري حيث أنها تؤول إىل‬ ‫نفس العدد وهو ‪. 26‬‬

‫اليبة ‪:‬‬ ‫حقائق حول ما تحتويه اليبة الزراعية ‪:‬‬ ‫• يحتوي عىل ما يزيد عن ‪ 200‬ألف من الديدان العنكبية و ‪ 100000‬من‬ ‫ر‬ ‫الحرسات ‪ ،‬و ‪ 300‬من ديدان اليبة العادية و آالف الماليي من الجراثيم و‬ ‫الكائنات المتناهية يف الدقة ‪.‬‬ ‫•غراما واحدا منها يحتوي عىل عدة مليارات من البكتييا ‪ ،‬مخلوقات متناهية‬ ‫الدقة ‪ ،‬عىل أشكال مختلفة ‪ ،‬بعضها يحتاج إىل األكسجي والبعض اآلخر ال يكيث‬ ‫‪.‬‬ ‫الوظيفة األساسية للكائنات الموجودة ف اليبة ال يزال ً‬ ‫شا ‪ ،‬لو أنه حصل وتم إبادة‬ ‫ي‬ ‫هذه الكائنات النتهت الحياة عىل سطح األرض ‪.‬‬

‫فرس العلماء كلمة األخرص يف النبات عىل أن ‪:‬‬ ‫ه أساس وجود الشجر ‪.‬‬ ‫• الورق األخرص ي‬ ‫ً‬ ‫شجرا بدون اللون األخرص ‪.‬‬ ‫• ال يكون‬ ‫‪37‬‬


‫فالذي يجري تحت الياب من معامل ‪ ،‬كائنات ‪ ،‬عمليات ‪ ،‬تحول ‪ ،‬و معادالت‬ ‫ال علم ألحد به إال هللا سبحانه وتعاىل ‪.‬‬ ‫الرياح ‪:‬‬ ‫يوجد آيات قرآنية كثية تتحدث عن بعض اآليات الكونية ومنها قوله تعاىل ‪:‬‬ ‫الر َ‬ ‫( َو َت إرصيف ِ‬ ‫اح) ‪ ،‬كيف يرصف هللا الرياح ؟‬ ‫ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الي ينتقل نسيم البحر بعد الظهية ‪ ،‬يف كل األماكن الساحلية ‪.‬‬ ‫من البحر إىل ّ‬ ‫الي أشع من البحر ‪،‬عندما تكون أشعة الشمس مرتكزه نحو‬ ‫حيث يسخن ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المناطق الساحلية فيتمدد الهواء متجها لألعىل صعودا ‪ ،‬يتخلخل مخففا للضغط‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الي ‪.‬‬ ‫؛ مما يجعل هواء البحر أكي كثافة وبرودة وأكي ضغطا فينتقل إىل ّ‬ ‫الهواء والبيئة ‪:‬‬ ‫الت تنجم من تلوث الهواء نتيجة فساد البيئة ؟‬ ‫ماه االخطار ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تصميما نظيفا ‪ ،‬فإن رغبة االنسان يف الحضارة‬ ‫عىل الرغم من أن الحياة ُصممت‬ ‫ر‬ ‫شء صنعه االنسان وحق‬ ‫والرفاهية ً والتقدم البد وأن يكون لها نتائج وخيمه ‪ ،‬كل ي‬ ‫ق به هدفا خرس بالمقابل صحته وسالمته وصفاءه ‪.‬‬ ‫ماذا يفعل غاز أول اكسيد الكربون الناتج عن بقايا السيارات والطيارات واآلالت‬ ‫وغيها عند تلوثه بالهواء ؟‬ ‫يختلط ويتحد بخضاب الدم ؛ فيسبب نقص الخاليا من األكسجي ( خضاب‬ ‫الدم هو المادة الحمراء الحديدية يف الدم ) ‪.‬‬ ‫ما الذي يحدث ؟‬ ‫• ارتفاع معدل خفقان القلب ‪.‬‬ ‫التنفىس ‪.‬‬ ‫• يزداد تعب الجهاز‬ ‫ي‬ ‫وهذا يسبب التوتر واالجهاد مما يؤدي إىل كثي من أمراض القلب والصدر ‪.‬‬ ‫•يتعرض سكان المناطق المزدحمة للتسمم الحاد ‪ ،‬الصداع ‪ ،‬ضعف الرؤية ‪،‬‬ ‫وف أشد األحوال‬ ‫نقص تناسق العضالت ‪ ،‬الغثيان ‪ ،‬وكثي من اآلالم الباطنية ‪ ً ،‬ي‬ ‫ّ ئ‬ ‫المفاح أحيانا ‪.‬‬ ‫الوع والموت‬ ‫تصطحب هذه األعراض فقدان‬ ‫ي‬ ‫•زيادة اإلصابة بأمراض الربو المزمن ‪ ،‬وااللتهاب الرئوي الحاد و‬ ‫غيها من األمراض الكثية ‪.‬‬ ‫‪38‬‬


‫القواني الفييائية والكيميائية ‪:‬‬ ‫ما الغاية من القواني ؟‬ ‫الت لوالها لما كانت األرض ؟‬ ‫ماه القواني ي‬ ‫ي‬ ‫•قانونا االنصهار والتجمد ‪ :‬باالنصهار والتجمد نأخذ المعادن من أعماق األرض ‪،‬‬ ‫ونشكلها كما نريد‪.‬‬ ‫•قانونا التبخر والتكثيف ‪ :‬لوالهما لما وجدت األمطار ‪ ،‬ولما كانت هناك مياه‬ ‫عذبة ر‬ ‫نرسب ها و نتذوقها ‪.‬‬ ‫تأن‬ ‫•قانون اليسب ‪ :‬لواله لما كانت العظام و األسنان بهذا القوام ‪ ،‬إذ أن األسنان ي‬ ‫يف المرتبة الثانية بعد األلماس من حيث القساوة ‪.‬‬ ‫•قانون الذوبان‪ :‬تذوب األطعمة يف سائل الكيلوس ‪ ،‬فتنتقل إىل الدم ‪ ،‬يف النهاية‬ ‫ينقل لنا الدم جميع المواد الغذائية إىل خاليانا ‪ ،‬باستخدام هذه الظاهرة ‪.‬‬

‫زلزال الدنيا ‪:‬‬ ‫اشتدت الزالزل و ر‬ ‫كيت وتعاظمت درجاتها وهذا مصداق قوله صىل هللا عليه‬ ‫وسلم ‪ ( :‬ال تقوم الساعة حت ُيقبض العلم ‪ ،‬ر‬ ‫وتكي الزالزل )‬ ‫‪ َ :‬ى ُّ َ َّ ُ َّ ُ َ َّ ُ إ َّ َ ْ َ ى َ َّ َ‬ ‫اع ِة رَ إ‬ ‫ش ٌء‬ ‫‪.‬قال هللا سبحانه وتعاىل (يا أيها الناس اتقوا ربكم ِإن زلزلة الس‬ ‫َ يإ َ إ َى‬ ‫َ ٌ َ إ َ َ َ إ َ َ َ إ َ ُ ُ ُّ ُ إ َ َ َّ ى إ َ َ إ َ َ َ ُ ُ ُّ َ‬ ‫ات حم ٍل حملها‬ ‫ع ِظيم * يوم ترونها تذهل كل مر ِضع ٍة عما أر َضعت وتضع كل ذ ِ‬ ‫َ​َ‬ ‫َّ َ ُ ى َ َ َ ُ إ ُ ى َ َ ى َّ َ َ َّ َ‬ ‫اَّلل ش ِد ٌيد) ‪.‬‬ ‫وت َرى الناس سكارى وما هم ِبسكارى ول ِكن عذاب ِ‬ ‫فرس العلماء الزلزلة بأنها حركة يف باطن األرض ينتج عنها ضغط هائل فتتصدع‬ ‫ر‬ ‫القرسة األرضية لعدم قدرتها عىل التحمل ‪ ،‬هذا ما يسم بالزلزال ‪.‬‬ ‫ومن حكمته سبحانه أنه ال يمكن ألي ر‬ ‫برسي أن يشعر أو يتنبأ بقدوم زلزال قبل‬ ‫وقوعه ‪ ،‬حدثت عده زالزل ف العالم وكانت الخسائر ر‬ ‫البرسية فيها كبية ومن بعض‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫هذه البلدان‪ :‬الصي ‪ ،‬الهند ‪ ،‬اليابان‪ ،‬ايطاليا ‪ ،‬وإىل األن لم تصنع آله أو جهاز‬ ‫يحدد وقت حدوث زلزال أو يتنبأ بذلك ‪.‬‬ ‫َ ُْ ى إ َإ ُ ْ ى‬ ‫ض ِزل َزال َها) ‪.‬‬ ‫قال هللا تعاىل يف كتابه العزيز ‪(ِ :‬إذا زل ِزل ِت األر‬ ‫زلزلت‪ :‬حركة األرض شديدة االضطراب ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫زلزالها‪ :‬العظيم الكبي الذي ليس بعده زلزال وذلك حي تقوم الساعة ‪ ،‬أما زالزل‬ ‫ماه إال نماذج مصغره ‪.‬‬ ‫األرض‬ ‫ي‬ ‫إ َإ ُ ىإ َ ى‬ ‫ىإ‬ ‫ض أثقال َها) أي االنسان ‪.‬‬ ‫( َوأخ َر َج ِت األر‬ ‫َ َ َ إ إ َ ُ ى‬ ‫ان َما ل َها) من شدة تعجبه وخوفه ‪.‬‬ ‫( وقال ِاإلنس‬ ‫( َي إو َم ِئ ٍذ ُت َح ِد ُث ىأ إخ َب َار َها) أعمال االنسان من خي ر‬ ‫وش ‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫(ببأ َّن َرَّب َك أ إو َح ل َها) أمرها وأذن لها بالكالم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫َ إ َ َ إ ُ ُ َّ ُ إ‬ ‫اس أش َتاتا ِل ُ َي إوا أ إع َمال ُه إم ) ‪.‬‬ ‫(يوم ِئ ٍذ يصدر الن‬ ‫أي فرادى متفرقي كلهم سواسيه عىل نفس الرتبة والميلة ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ال َذ َّرة َخ إ ًيا َي َر ُه * َو َم إن َي إع َم إل م إث َق َ‬ ‫(ف َم إن َي إع َم إل م إث َق َ‬ ‫ال َذ َّرة رَ ًّ‬ ‫شا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َي َر ُه ) لكل منهم جزاءه وعاقبته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِلنحذر من مضيعات الوقت ونغتنم الوقت يف ما يفيدنا يف دنيانا وآخرتنا ‪ ،‬ومن‬ ‫أعظم مضيعات الوقت شيئي ‪ :‬إضاعة القلب و إضاعة الوقت ‪.‬‬ ‫زلزال القاهرة ‪:‬‬ ‫ئ‬ ‫ر‬ ‫وه إن‬ ‫ال ي‬ ‫شء يمنعنا من عذاب هللا ولن نطمي ولن نسلم منه إال يف حالة واحدة ي‬ ‫شاء هللا لنا األمن والسالمة فإن لم يشأ زلزل األرض من تحت أقدامنا ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فسبحانه الذي لطف بسكان القاهرة وأوقف الزلزال ‪ ،‬لو انه لم يتوقف لدمرت‬ ‫نصف بيوت القاهرة ولمات ر‬ ‫أكي من خمسة ماليي إنسان ‪.‬‬

‫بلدة إال ويمكن أن تتعرض لزلزال ‪ ،‬كما يبي أن التفسي‬ ‫يشي الكاتب إىل أن مامن ٍ‬ ‫العلم ويستدل بقوله تعاىل ‪:‬‬ ‫الديت للزلزال ال ينفيه التفسي‬ ‫َ إ ى إ ُ ُ إ إى‬ ‫ُ إي ُ َ َْ ُ َى ٓ ى َإ َ َ َىإ ُإي َ َ ً ِ َ إ ُ إ ى‬ ‫إ‬ ‫( قل هو ٱلق ِادر ع َٰ‬ ‫ىل أن يبعث عليكم عذابا من فو ِقكم أو ِمن تح ِت أرج ِلكم أو‬ ‫ْ‬ ‫ۗ ُ إ ىإ َ ُ َ ِ ُ ْ‬ ‫ى َّ‬ ‫َْ َ ُ إ َ ً َ ُ َ َ إ َ ُ َ َ َ إ‬ ‫رصف ٱل َٔ َاي َٰ ِت ل َعل ُه إم‬ ‫ض ۖ ٱنظر كيف ن‬ ‫ي إل ِب َسك َم ِشيعا وي ِذيق بعضكم بأس بع ر‬ ‫َيفق ُهون) ‪ ،‬وقوله ‪:‬‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ ا َ ا ى َ إ َ ا إ َّ ا ْ‬ ‫ُ‬ ‫إُ‬ ‫ًَ‬ ‫ى َ ىَ إ‬ ‫(و َ‬ ‫اَّلل َمثَل ق إر َية كانت ِآمنة ُمط َم ِئنة َيأ ِت َيها ِرزق َها َرغدا ِم إن ك ِل َمك ٍان فكف َرت‬ ‫صب‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ إ َُ َ‬ ‫َّ‬ ‫اَّلل فأذاق َه َّ ُ‬ ‫اس ال ُ‬ ‫ب ىأ إن ُ‬ ‫ااَّلل ل َب َ‬ ‫ون) ‪.‬‬ ‫وع َوالخ إو ِف ِبما كانوا يصنع‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫‪40‬‬


‫ويشي إىل أن مسببات الزالزل هو الفساد يف األرض بشت انواعه ويستدل بقوله‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫( َو ِإن ِم إن ق إر َي ٍة ِإًل ن إح ُن ُم إه ِلكوها ق إب َل َي إو ِم ال ِق َي َام ِة أ إو ُم َعذ ُبوها عذ ًابا ش ِديدا كان‬ ‫َذ َٰ ل َك ف ْالك َتاب َم إس ُط ً‬ ‫ورا) ‪ ،‬وقوله ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ى ِ يَ َ ُّ َ ِ ُ إ َ ْ ُ َ َٰ ُ ْ َ ى إ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫(وماكان ربك ِليه ِلك القرى ِبظل ٍم وأهلها مص ِلحون) ‪.‬‬ ‫الكعبة ‪:‬‬ ‫مكانتها يف العالم من حيث الموقع والتضاريس ‪:‬‬ ‫• أنها مركز العالم القديم والجديد ً‬ ‫معا ‪ ،‬وتبي أن بيت هللا الحرام هو المركز‬ ‫ى‬ ‫َّ َ‬ ‫ى َّ‬ ‫ً‬ ‫‪ َ َ َّ َّ :‬إ ُ َ َّ‬ ‫اس لل ِذي ِب َبكة ُم َب َاركا‬ ‫لن‬ ‫الهندش لليابسة ‪ ،‬سبحانه من‬ ‫قال ( ِإن أول بي ٍت و ِضع ِل ِ‬ ‫َ ُ ا يَْ ى‬ ‫ىَ ٌ ََِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ات) ‪.‬‬ ‫يه آيات بين‬ ‫وهدى ِللعال ِمي * ِف ِ‬ ‫أرض العرب ‪:‬‬ ‫قال صىل هللا عليه وسلم ‪( :‬ال تقوم الساعة حت ر‬ ‫يكي المال ويفيض حت يخرج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الرجل بزكاة ماله فال يجد أحدا يقبلها منه وحت تعود أرض العرب مروجا وأنهارا) ‪،‬‬ ‫النت الكريم لكلمة ( تعود) فيه بالغة تشي إىل أنها كانت يف السابق مروجا‬ ‫استخدام ّ ي‬ ‫ا‬ ‫الماض ‪.‬‬ ‫وانهارا ‪ ،‬أو انها ستعود مستقبال كما كانت يف‬ ‫ي‬ ‫الماء ‪:‬‬ ‫قال سبحانه ف كتابه العزيز‪َ ( :‬و َج َع ْل َنا ِم َن ْال َم ِاء ُك َّل رَ إ‬ ‫ش ٍء َ ٍّ‬ ‫ح) ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حقائق ‪:‬‬ ‫تمىص عىل مستوى الكرة األرضية يهطل من السماء إىل األرض ‪ 16‬م‬ ‫• يف كل ثانية‬ ‫ي‬ ‫ليون طن من الماء ‪،‬‬ ‫عىل شكل قطرات وهذا من لطفه سبحانه ‪ ،‬حيث أنه لو هوى عىل األرض متصال‬ ‫إُ ُإ َ َ ُ َُ َ‬ ‫لتحطم كل رشء وفسد ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬وف َّ‬ ‫ون) ‪.‬‬ ‫الس َم ِاء ِرزقكم وما توعد‬ ‫ِي‬ ‫ي‬ ‫ََْإ ُ إ إ َ ُ ى‬ ‫تعاىل‪( :‬فلينظ ِر ِاإلنسان ِإىل‬ ‫•لوال األمطار لما كان الطعام الذي نأكله موجود ‪ ،‬قال‬ ‫َ ىإ‬ ‫ى َّ َ َ إ َ ْ َ َ َ ًّ ُ َّ َ َ إ َ إ َ إ َ َ ًّ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ض شقا * فأنبتنا ِفيها حبا) ‪.‬‬ ‫ط َع ِام ِه * أنا صببنا الماء صبا * ثم شققنا األر‬ ‫الماء والهواء ‪:‬‬ ‫ما العالقة بينهما ؟‬ ‫‪41‬‬


‫الت‬ ‫أن نسب تحمل الهواء لبخار الماء تتفاوت ‪ ،‬ولوال ذلك لما كانت األمطار ي‬ ‫لوالها لما كانت النبات ‪ ،‬الت لواله لما كان الحيوان واالنسان ؛ ألن الماء أساس‬ ‫الحياة ‪.‬‬ ‫ويسوق هللا سبحانه وتعاىل الماء من البحار إىل كل القارات عن طريق األمطار ‪،‬‬ ‫بفضل تحمل الهواء لبخار الماء ‪.‬‬

‫خاصية الماء ‪:‬‬ ‫هل يشكل الماء خطورة ؟‬ ‫ُ‬ ‫تنته الحياة من عىل‬ ‫بعض العلماء يقولون ‪ :‬أن هناك خاصية للماء إن فقدت‬ ‫ي‬ ‫وه التمدد ‪ .‬ما عالقة هذه الخاصية بالوجود فوق سطح‬ ‫سطح األرض ‪ ،‬أال ي‬ ‫األرض ؟‬ ‫يتمدد الماء عندما يتجمد فإذا تجمدت البحار ‪ ،‬انعدم التبخر ‪ ،‬وإذا انعدم التبخر‬ ‫وتنته الحياة ‪ ،‬هذا دليل عىل أن‬ ‫‪ ،‬انعدمت األمطار ‪ ،‬فتموت المخلوقات الحية‬ ‫ي‬ ‫تأن من عبث ‪.‬‬ ‫آيات هللا لم ي‬ ‫خزائن هللا ‪:‬‬ ‫الخارح و‬ ‫أخيت وكالة الفضاء األوروبية بأنه تم رصد غيمة من البخار يف الفضاء‬ ‫ّ‬ ‫ّ ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تم االكتشاف مؤخرا زن هذه الغيمة تعد مصنعا عظيما لبخار الماء ‪ ،‬هذا مصداق‬ ‫َ إ إ رَ إ َّ إ َ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ ِ ُ ُ َّ َ َ َ إ ُ‬ ‫وم )‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ش ٍء ِإًل ِعندنا خز ِائنه وما نيله ِإًل ِبقد رر مع ٍ‬ ‫قوله تعاىل ‪ ( :‬و ِإن ِمن ي‬ ‫خزائن هللا ال تنفذ وإنما يمسكها هللا عنا تأديبا وليس عجزا ‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬ ‫إَ‬ ‫ى‬ ‫َِ َ َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫( َو ىل إو َب َس َط َّ ُ‬ ‫األ إ‬ ‫الر إز َق لع َباده ىل َب َغ إ‬ ‫اَّلل ِ‬ ‫ض َول ِك إن ُيي ُل ِبقد رر َما َيش ُاء ِإنه ِب ِع َب ِاد ِه‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫َ‬ ‫خ ِب ٌي َب ِص ٌي)‪.‬‬ ‫قانون الدفع ‪:‬‬ ‫ماهو مصدر األمطار ؟ من أين جاء الملح ؟‬ ‫األوىل هو البحر ‪ ،‬حيث أنه وسيلة اتصال بي القارات كما أن‬ ‫مصدر األمطار‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غذائيا لبت ر‬ ‫البرس حيث يوجد فيه الكثي‬ ‫سطحه موزع بينها ‪ ،‬وجعله هللا مخزنا‬ ‫ي‬ ‫‪42‬‬


‫من أنواع األسماك‪ .‬قال هللا تعاىل ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ إ َ َ َٰ َ َ إ ٌ ُ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ش ُابه َوه َٰ ذا مل ٌح أ َج ٌ‬ ‫ات َس ِائغ ر َ‬ ‫اج) و نظرية‬ ‫َ(و َما َي إست ِوي البحر ِان ه ذا عذب فر‬ ‫ِ‬ ‫ملوحة البحر ال تزال تائهة اىل يومنا هذا ‪.‬‬ ‫لوال هذا القانون؟‬ ‫لما وجدت األسماك يف البحر ؛ تسبح األسماك يف البحر ألن وزنها انزاح بإنغماسها‬ ‫يف الماء فاصبح أقل وزنا من الماء ‪ .‬ولواله لما تمكنت السفن أن تمخر عباب البحر‬ ‫‪.‬‬ ‫يوجد ‪ 4‬آيات تشي إىل هذا القانون ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫َّ ُ َّ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ إ‬ ‫َ َّ ى ُ ُ ْ َ إ َ إ َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫يه ِبأ إم ِرِهۦ َو ِلت إبتغوا ِمن فض ِل ِهۦ‬ ‫•( ٱلل ه ٱل ِذ ُى سخ َر لكم ٱلبح َر ِلتج ِرى ٱلفلك ِف ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ى َّ ُ َ إ‬ ‫عي المحيطات عىل‬ ‫ول َعلك إم تشك ُرون) ‪ ،‬ننقل البضائع والحبوب واألغذية واآلالت ّ‬ ‫ظهر السفن ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫• ى(أ ىل إم َت َر ىأ َّن ْال ُف ْل َك َت إجري ف ْال َب إ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫اَّلل ِل ُ ِيَيكم ِم إن َآي ِات ِه) ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ ِ‬ ‫ِ ِي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ إ َ َ َ َ إ ٌ َُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ش ُاب ُه َو َه َذا م ْل ٌح أ َج ٌ‬ ‫ات َس ِائ ٌغ رَ َ‬ ‫اج َو ِم إن ك ٍّل‬ ‫ْ• َ(و َما َي إست ِوي البحر ِان هذا عذب فر‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ُ َ ى إ ً َ ًّ َ َ إ َ إ ُ َ ْ َ ا َ ْ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُْْ َ‬ ‫يه َم َو ِاخ َر ِلت إبتغوا ِم إن‬ ‫تأ كلون لحما ط ِريا وتستخ ِرجون ِحلية تلبسونها وت َرى الفلك ِف ِ‬ ‫َ إ َ ى َ َّ ُ إ َ إ ُ ُ َ‬ ‫ون) ‪.‬‬ ‫فض ِل ِه ولعلكم تشكر‬ ‫ى إَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫• َ(و ِم إن آ َياته ال َج َوار ِ يف ال َب إحر كاأل إعَل ِم) ‪.‬‬ ‫العلم المتعلقة بالماء ‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬ ‫لون‬ ‫الصخور‪ :‬ى إمن آيات اإلعجاز َ ى إ ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى(أ ىل إم ت َر أن اَّلل أنزل من َّ‬ ‫الس َماء َم ااء فأخ َرجنا به ث َم َرات ُمختلفا ألوانها ومن الج َ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ إ َ ِإ ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ٌ َ ُ إ ٌ ُ إ َ ٌ ىْ َ ُ َ َ َ َ ُ ُِ ٌ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس والدواب واألنع ِام‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫*‬ ‫ود‬ ‫س‬ ‫يب‬ ‫اب‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ان‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫يض‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫جد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َّ ِ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫اَّلل م إن ع َباده ال ُعل َم ُاء إن َ‬ ‫ف أل َوان ُه كذل َك إن َما َيخ رىس َ‬ ‫ُم إخ َتل ٌ‬ ‫اَّلل َعز ٌيز غف ٌ‬ ‫ور ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نستنتج من اآليه السابقة أن ألوان الصخور ناتجة عن ألوان المعادن المكونه لها‬ ‫ويعتي الماء هو العامل الحاسم يف تلوين صخور‬ ‫فالمعادن تتلون بقدر اكسدتها‬ ‫ّ‬ ‫الجبال ؛ ألن له عالقة بهذه األكسدة ‪.‬‬ ‫يف نهاية اآلية قال سبحانه ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ى‬ ‫(ك َذل َك إ َّن َما َي إخ رَىس َّ َ‬ ‫اَّلل ِم إن ِع َب ِاد ِه ال ُعل َم ُاء) ‪ ،‬إنما تفيد الحرص والقرص ‪ ،‬أي أنه إذا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫أردت أن تخىس هللا الخشية الحقيقية فال بد من طلب العلم ‪ ،‬وأن العلماء أشد‬ ‫الخلق ر‬ ‫وأكيهم خشية هلل ال سواهم ‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫البحر المسجور‬ ‫َ َْ إ ْ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ور) ‪.‬‬ ‫‪ :‬وصف هللا سبحانه وتعاىل البحر بالمسجور يف قوله تعاىل‪( :‬والبح ِر المسج ِ‬ ‫ثبت وجود براكي تقذف باللهب يف قاع المحيطات ؛ لوالها لما تمكنت‬ ‫المخلوقات البحرية من العيش يف ظلمة البحر الحالكة ‪ ،‬والعلماء يف أواخر‬ ‫الستينات أكدوا عىل أن قيعان البحار مسجرة بالنيان وهذا ما ذكره كتابنا الكريم ‪.‬‬ ‫اليزخ بي البحرين ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫اكتشف العلماء مؤخرا أن بي كل بحرين مالحي وبي كل بحر مالح وعذب وبي‬ ‫ً‬ ‫حاجزا يتحرك بفعل الرياح وحركة‬ ‫أسماك المياة العذبة وأسماك المياة المالحة‬ ‫المد والجزر ‪ ،‬يفصل كل منهم عن اآلخر ؛ ً‬ ‫منعا لالختالط وقد أشار سبحانه‬ ‫يف‬ ‫القرآن إىل ذلك ‪ ،‬حيث سم الحاجز األول (برزخا) وهذا ما ذكره هللا تعاىل يف‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫قوله ‪َ ( :‬م َر َج ال َب إح َر إي ِن َيلت ِق َي ِان * َب إين ُه َما َب إرزخ ًل َي إب ِغ َي ِان ) ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫(حجرا) يف قوله تعاىل ‪:‬‬ ‫وسم اآلخر‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ​َ َ َْ إ َإ َ َ َ إ ٌ َُ ٌ َ َ َ ْ ٌ ُ َ ٌ َ َ َ َ َإَُ َ َإَ ً‬ ‫َ(وه َو ال ِذي مرج البحري ِن هذا عذب فرات وهذا ِملح أجاج وجعل بينهما برزخا‬ ‫َوح إج ًرا َم إح ُج ً‬ ‫ورا) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫التوافق العددي يف القرآن ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫والعلم وغيها‬ ‫يع‬ ‫يوجد لدينا الكثي من أنواع االعجازات منها‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الرياض والترس ي‬ ‫‪ ،‬سنتطرق يف هذه الفقرة عن نوع من االعجازات يختص يف الحساب واالعداد ‪.‬‬ ‫الي يف القرآن ‪ 13‬مره بينما وردت كلمة البحر ‪ 33‬مره ‪،‬‬ ‫وردت كلمة ّ‬ ‫الي مع آيات البحر يكون المجموع ‪ 46‬آية‪ ،‬وإذا قسمنا ‪ 13‬عىل ‪4‬‬ ‫إذا جمعنا آيات ّ‬ ‫الي إىل البحر عىل وجه األرض ‪ ،‬هذا ما يسم باإلعجاز عددي ‪.‬‬ ‫‪ 6‬تظهر لنا نسبة ّ‬ ‫ومثال آخر عىل االعجاز العددي‪ ،‬وردت كلمة الشهر يف القرآن الكريم ‪ 12‬مره‪،‬‬ ‫هل ُيعقل أن تكون مصادفة ؟‬ ‫فهنيئا لمن عمل بالقرآن وتعلمه وعلمه ‪ ،‬فالقرآن غت ليس بعده فقر‬ ‫‪ ،‬شافع مشفع ‪ ،‬حبل هللا المتي ‪ ،‬هو النبع األول لإلسالم‬ ‫ه أقوم ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وي هدي ي‬ ‫للت ي‬

‫‪44‬‬


‫‪ -10‬تيار الخليج البحري ‪:‬‬ ‫ماء البحر متبدل ال يبف عىل حال ؛ ً‬ ‫نظرا لطول رحالته مع إختالف اتجاهاتها ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الت تحكم حركة المياه يف المحيطات ‪،‬‬ ‫عوضا عن القواني المعقدة ي‬ ‫بسبب تسخي اشعة الشمس للماءالموجود يف خط االستواء ويتسبب ذلك يف‬ ‫تمددها وارتفاعها قرابة ر‬ ‫عرسين سنتمي مما‬ ‫يساهم يف تشكيل تيار نحو الشمال وبرودة الماء يف القطبي ؛ فيثقل ويغوص يف‬ ‫ً‬ ‫متجها نحو خط االستواء ‪.‬‬ ‫األعماق‬ ‫تيار الخليج آية من آيات هللا العظيمة ‪،‬‬ ‫ثمانية كيلو ميات يف الساعة تتشكل شعة هذا التيار ‪ ،‬أي أنه بمقدوره أن يحرك‬ ‫سفينة لمدة‬ ‫ثمانية كيلو ميات يف الساعة دون عمل محركاتها ‪ .‬وله عرض يزيد عن ثماني كيلو‬ ‫ً‬ ‫ميا ‪،‬‬ ‫أربعمئة وخمسي مي وكثافتة تبلغ أربعة ماليي طن من الماء يف‬ ‫وعمق يزيد عن‬ ‫ٍ‬ ‫الدقيقة ‪ .‬أيأنه بمقدور هذا التيار فعل الكثي عىل سبيل المثال ‪ :‬إذابة مئة وثالثي‬ ‫ألف طن من الكتل‬ ‫الثلجية ف ر‬ ‫عرسة آيام من كتل ثلج القطبي ويجعل المناطق الباردة يف أوروبا‬ ‫ي‬ ‫مناطق معتدلة ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ش ٍء له آية تدل عىل أنه واحد سبحانه ال إله إال هو ومن اآلدلة عىل أن رزق‬ ‫يف كل ي‬ ‫االنسان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ئ‬ ‫شواط أمريكا الجنوبية ‪ ،‬ليصل إىل بالد‬ ‫موصول إليه أن هناك تيارا باردا يتجة نحو‬ ‫بيو ‪،‬‬ ‫وتشيىل ‪ ،‬يحمل كميات كبية من األعشاب البحرية وهذه األعشاب تجتذب‬ ‫ًي‬ ‫أعدادا فلكية من‬ ‫ر‬ ‫الت تعيش عىل‬ ‫وه غذاء لعرسات الماليي من طيور غراب البحر ي‬ ‫أسماك الرسدين ي‬ ‫ئ‬ ‫الشواط ‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫مخلفات طيور غراب البحر‪ :‬أرف أنواع األسمدة يف العالم ‪ ،‬حيث تؤخذ مخلفاتها‬ ‫بالجرافات‬ ‫وتعد مصدر الدخل األول واألخي لتلك الشعوب ‪ ،‬ويتم تصديرها إىل شت انحاء‬ ‫العالم‪ ،‬وبي‬ ‫الحي واآلخر يتغي مسار التيار ويتسبب يف موت األسماك والطيور ومعاناة‬ ‫الشعب من‬ ‫‪45‬‬


‫القوم ‪ ،‬وهذا كله بفعل التيار لحكمة‬ ‫المجاعات القاتلة بسبب ضعف االنتاج‬ ‫ي‬ ‫يريدها هللا ‪.‬‬ ‫‪ -11‬ماء زمزم ‪:‬‬ ‫النت صىل هللا عليه وسلم له ‪:‬‬ ‫من أوصاف ّ ي‬ ‫ ما أخرجه اإلمام مسلم يف الصحيح ‪ ( :‬إنها مباركة ‪ ،‬إنها طعام طعم ) ‪.‬‬‫ ورد يف األثر ‪:‬‬‫( وشفاء سقم ) ‪ ( ،‬إن آية ما بي أهل اإليمان والنفاق ؛ التضلع من ماء زمزم) أي‬ ‫أن التضلع منه دليال عىل اإليمان ‪.‬‬ ‫ورد يف األثر عن ابن عباس رض هللا عنه أن رسول هللا صىل هللا عليه وسلم ‪ ،‬قال‬ ‫‪ ( :‬خي ماء عىل وجه األرض ماء زمزم ‪ ،‬فيه طعام من الطعم ‪ ،‬وشفاء من السقم )‬ ‫‪.‬‬ ‫أخرجه الحاكم يف المستدرك عن ابن عباس رض هللا عنه أن رسول هللا صىل هللا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مرفوعا ‪:‬‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬قال ‪ ( :‬زمزم لما رشب له) وزاد الحاكم من الحديث‬ ‫( فإن رشبته‬ ‫ً‬ ‫تستشف به ‪ ،‬شفاك هللا ‪ ،‬وإن رشبته مستعيذا به ‪ ،‬أعاذك هللا ‪ ،‬وإن رشبته ليقطع‬ ‫ي‬ ‫ظمأك ‪ ،‬قطعه هللا ) ‪.‬‬ ‫حرص الصحابة والتابعون ‪ ،‬وكثي من علماء األمة وعامتها عىل التضلع من ماء‬ ‫زمزم واستحضار نيات معينة عند رشبه ؛ ألن الدعاء مستحب عند رشبه ‪ ،‬فزمزم‬ ‫لما رشب له‪ .‬وقد روى عن عمر بن الخطاب رض هللا عنه ‪ ،‬يدعو عند رشبه‬ ‫إن رأشبه لظمأ يوم القيامة) ‪،‬‬ ‫فيقول ‪( :‬اللهم ي‬ ‫كما روى عن ابن عباس رض هللا عنه انه كان يقول ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫وشفاءا من كل داء) ‪.‬‬ ‫إن اسألك علما نافعا ورزقا واسعا‬ ‫( اللهم ي‬

‫وأشفها ‪ ،‬وأجلها ً‬ ‫من أقوال العلماء عنه ‪ ( :‬ماء زمزم سيد المياه ‪ ،‬ر‬ ‫قدرا ‪ ،‬وأحبها إىل‬ ‫إ‬ ‫َإَ‬ ‫جييل أي حفره وسقيا‬ ‫النفوس وأغالها ثمنا ‪ ،‬وأنفسها عن الناس ‪ ،‬وهو هزمة ّ‬ ‫هللا إسماعيل)‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫وأجريت تحليالت دقيقة عنه من ِقبل رشكات عالمية عمالقة ومتخصصة‬ ‫وخرجت بنتائج مذهلة ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫خالية من أي نوع من أنواع الجراثيم المسببة للتلوث ‪.‬‬ ‫تعد مياه معدنية ‪ ،‬يتهافت الناس عىل رشائها ‪.‬‬ ‫تبلغ نسب المعادن فيها ‪ 2‬ملغ يف اللي ‪ ،‬من ابرزها الكالسيوم والصوديوم‬ ‫والماغنيسيوم والبوتاسيوم وغيها ‪.‬‬ ‫يعد من أغت مياه العالم بعنرص الكالسيوم‬ ‫صدق رسولنا الكريم حينما قال ‪ ( :‬ماء زمزم فيه طعام من الطعم ) ‪.‬‬ ‫أن أمراض رشايي القلب الناجية أقل حدوثا لمن ر‬ ‫يرسب منه‬ ‫صدق رسولنا الكريم حينما قال ‪ ( :‬ماء زمزم فيه شفاء من السقم)‪.‬‬ ‫يفوق أشهر المياه من حيث نسبة البيكربونات‬ ‫صدق رسولنا الكريم حينما قال ‪ ( :‬زمزم لما رشب له) ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يميل إىل الملوحة ‪ ،‬والمسلم ر‬ ‫يرسب منه إيمانا بما فيه من بركة ‪.‬‬ ‫لم تكن هنالك مؤسسات عالمية يف عهد نبينا الكريم لتعطيه هذه الحقائق‬ ‫المدهشة عن ماء زمزم ‪ ،‬صدق ربنا حي قال ‪:‬‬ ‫وح يوح) ‪.‬‬ ‫( وما ينطق عن الهوى إن هو إال ي‬

‫‪47‬‬


‫الباب السادس‪:‬‬

‫‪48‬‬


‫ً‬ ‫ر‬ ‫ترتيبا‬ ‫للمعاض واآلثام‬ ‫شء لحكمه ومثال عىل ذلك ترتيبه‬ ‫ي‬ ‫هللا تعاىل يرتب كل ي‬ ‫ً‬ ‫تصاعديا فبدأ‬ ‫ى‬ ‫باألثم والعدوان والفحشاء والمنكر ‪ ،‬ثم الكفر ر‬ ‫والرسك وجعل عىل رأسها ( َوأن‬ ‫َ ُ ُ َ ى َّ َ َ َ إ ى ُ َ‬ ‫‪.‬‬ ‫اىل رحمه هللا " العوام ألن يرتكبوا‬ ‫ز‬ ‫الغ‬ ‫اإلمام‬ ‫يقول‬ ‫)‬ ‫ون‬ ‫اَّلل ماًل تعلم‬ ‫تقولوا عىل ِ‬ ‫ي‬ ‫الكبائر أهون من أن يقولواعىل هللا ماال يعلمون"‪.‬‬ ‫‪ -1‬سلوك النبات‬ ‫يقول سبحانه يف سورة االنعام ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ(و ُه َو َّالذ َي ىأ َنز َل م َن َّ‬ ‫الس َماء َماء فأخ َر إجنا ب ِه ن َبات ك ِل ر إ‬ ‫ش ٍء )‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫تقريبا معظم حاجات اإلنسان تتحقق من خالل النبات ‪ ،‬نباتات نتغذى من‬ ‫أزهارها ‪ ،‬وأخرى‬ ‫من أوراقها ‪ ،‬وأخرى من جذورها ونبات فيه دواء وآخر فيه أصبغة ومواد خفيفة‬ ‫كالفلي و نبات‬ ‫أوان وآخر يؤخذ منه‬ ‫فيه مواد نتعامل بها كالمواد الصلبة كالكوشوك ونبات يعد ي‬ ‫الورق وغيها الكثي من النباتات ‪.‬‬ ‫يتحدث المؤلف عن فزلجة النبات من خالل ‪:‬‬ ‫تسبيح النبات للخالق العظيم ‪:‬‬ ‫ُ َ ِ ُ ى ُ َّ َ َ ُ َّ إ ُ َ إ َ‬ ‫َّ َ إ إ رَ إ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ض َو َم إ‬ ‫األ إر ُ‬ ‫ش ٍء ِإًل ُي َس ِبح‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫يه‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫قال تعاىل ‪( :‬تسبح له السماوات السبع و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ إ َى إ َ َإ َُ َ‬ ‫ى ىِ إ َ َ ى َّ ي َّ َ ُ َ ِ ُ ى ُ‬ ‫ون َت إسب َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫يح ُه إم إ َّن ُه ىكان حل ً‬ ‫يما غفورا) ‪( ،‬ألم تر أن اَّلل يسبح له‬ ‫ِبحم ِد ِه ول ِكن ًل تفقه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫يح ُه ۗۖ َو ُ‬ ‫الط إ ُي َصافات ۖ​ۖ ك ٌّل قد َعل َم َصَلت ُه َوت إسب َ‬ ‫ف َّ‬ ‫اَّلل َعل ٌ‬ ‫يم‬ ‫ضو‬ ‫ات َواأل إر‬ ‫الس َم َاو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي َ َ إ َ ُ َ‬ ‫ُ َ َّ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ ِ ُ ى ُ َ إ َ ْ ُ إ َ ُ َ ِ ُ ى ُ‬ ‫َ‬ ‫ِبما يفعلون) ‪(،‬هو اَّلل الخ ِالق الب ِارئ المصور له األسماء الحست يسبح له ما ِ يف‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ إ ُ َ َّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫الش َج ُر َی إس ُج َدان َوا َّ‬ ‫األ إرض َو ُه َو ْال َعز ُيز ْال َحك ُ‬ ‫لس َم َاء‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫الن‬ ‫(و‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫يم‬ ‫ات و‬ ‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ​َ​َ​َ َ​َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ان ) ‪.‬‬ ‫رفعها ووضع ال ِمي‬ ‫تدل اآليات عىل اتقان صنعه سبحانه وتعاىل أن جعل للنبات تسبيح خاص بها ‪.‬‬ ‫النباتات كمخلوقات هللا تشعر وتسمع وتستجيب ‪ ،‬لدرجة أن بعض األبحاث‬ ‫تشي إىل أن للنباتات حالة نفسية ولكن لم يتم اثباتها بعد ومن هذه االبحاث ‪:‬‬ ‫أجرى باحث عام ‪ 1997‬يف حديقة كلية العلوم فنصب أربعة بيوت بالستيكية‬ ‫موحدة ف حجمها ‪ ،‬وزرع فيها ً‬ ‫قمحا من نوع معي واحد ‪ ،‬ومألها بكميات‬ ‫ي‬ ‫متساوية‬ ‫من الياب ‪ ،‬وغرس فيها بذور الحنطة عىل عمق واحد وتم تسميدها جميعها‬ ‫‪49‬‬


‫بكميات متساوية من سماد معي ‪ ،‬وسقيت جميعها بذات العدد من السقيا وزمن‬ ‫السقيا ونوع السماد ثم اختار احد الطالبات لتقرأ سورة يس والفاتحة واالخالص‬ ‫الكرش عىل البيت األول مرتي يف األسبوع ففعلت ‪ ،‬وأمر طالبة أخرى بأن‬ ‫وآية‬ ‫ي‬ ‫تأن بنبات وتمزقه وتعذبه أمام النباتات اآلخرى مع ذكرها لكلمات قاسية أمام‬ ‫ي‬ ‫الثان وكلف فتاة أخرى برصب النبات‬ ‫النباتات مرتي يف األسبوع عىل البيت ي‬ ‫الثالث وكيه وتعريض وريقاته للقص وترك النبات الرابع ينمو ً‬ ‫ً‬ ‫طبيعيا وأطلق‬ ‫نموا‬ ‫عليه‬ ‫العلم أمام الكثي من‬ ‫اسم البيت الضابط ‪ ،‬كانت النتيجة الت عرضها يف المؤتمر‬ ‫ي‬ ‫العلماء أن النبات األول الذي استمع للقرآن ازداد طوله ‪ 44‬بالمئة وازدادت غلته‬ ‫مئة‬ ‫الثان والثالث فقد تدن‬ ‫وأربعي بالمئة من طول النبات يف البيت الرابع أما البيت ي‬ ‫يطول نباتهما خمسة وثالثي بالمئة وهبط انتاجه إىل ثماني بالمئة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫النت صىل هللا عليه‬ ‫شء يف الكون له نفس ويسبح هللا وتروى السية أن ّ ي‬ ‫كل ي‬ ‫المني حنت النخلة‬ ‫وسلم كان يخطب عىل جذع النخلة ‪ ،‬فلما صنع له أصحابة‬ ‫ّ‬ ‫المني ‪ ،‬ويضع يده عىل النخلة إكراما لها‬ ‫إليه ‪ ،‬فكان يقف عىل‬ ‫ّ‬ ‫‪ .‬والمؤمن حينما يتعرف إىل‬ ‫هللا يملك ما يسم بالشفافية ‪ ،‬و يتعامل مع من حوله يف مستوى من المشاركة‬ ‫والوجدانية والمحبة والمودة ‪ ،‬ألن باألصل جميع المخلوقات مسخرة إليه ومن‬ ‫يحب هللا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تأديبا‬ ‫وغالبا ما يكون‬ ‫سيحب جميع مخلوقاته وهذا ما يسم بتقني هللا لعبادة‬ ‫َ ى إ َ َ َ َّ ُ ِ إ َ‬ ‫ولك نفهم ما يجرى يف األرض من تقني قال تعاىل ‪( :‬ولو بسط اَّلل الرزق‬ ‫وتربية ى‪ َ ،‬ي‬ ‫َ‬ ‫َ ِ رَ إ َّ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َ إ‬ ‫َ‬ ‫ش ٍء ِإال ِعندنا خز ِائنه) ‪.‬‬ ‫ض) ‪( ،‬و ِإن من ي‬ ‫ِل ِعب ِاد ِه لبغوا ِ يف األر ِ‬ ‫من رحمته صىل هللا عليه وسلم عىل الحيوان عندما رأي أحد أصحابه يذبح شاة‬ ‫أمام أختها ‪ ،‬فغضب عليه قائال له ‪ " :‬أتريد أن تميتها مرتي؟ هال حجبتها عن‬ ‫أختها " وهذا دليل عىل نبوته صىل هللا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مهمة النبات ‪:‬‬ ‫يعتي المهمة‬ ‫ينقل لنا القارىء عن مقالة قرائها تتلخص يف أن تخزين الماء ّ‬ ‫األساسية‬ ‫تسم " النسيج‬ ‫لنباتات الصحراء حيث باستطاعتها تخزين المياة يف نسج خاصة‬ ‫ي‬ ‫المدخر للماء" (وهو كاإلسفنج يف قلب النبات) ‪،‬‬ ‫ما يزيد عن ثالثة آالف لي وذلك من‬ ‫ً‬ ‫عجيب صنعه سبحانه أن جعل لإلنسان والحيوان مستودعا يقضون حاجتهم منه‬ ‫‪50‬‬


‫‪ ،‬و ذلك بقطع أطراف أغصانها لينساب الماء العذب الزالل‬ ‫‪ .‬خلق هللا خلق تام وكامل واليجوز لنا أن نفسد يف األرض ونلوث المياة واألجواء‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫اَّلل ًل ُي ِح ُّب الف َس َاد) ‪.‬‬ ‫ألن هللا سبحانه وتعاىل يبغضه كما جاء يف قوله ‪ ( :‬و‬ ‫‪ -3‬انجذاب النبات ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫نظاما بي أوراق الشجر ؛ لتواجه أشعة الشمس بشكل‬ ‫خلق هللا سبحانه وتعاىل‬ ‫كىل‪ ،‬ومن بعض الخواص الت أودعها هللا يف النبات أن جعلها تنجذب نحو الضوء‪،‬‬ ‫ي‬ ‫و تنجذب نحو األرض للجذور ‪ ،‬ونحو السماء للفروع ‪ ،‬وانجذابها نحو الماء ‪.‬‬ ‫كيف يستهلك النبات الماء ؟‬ ‫إن النبات إذا عطش يبدأ باستهالك ‪:‬‬ ‫ماء األوراق‬ ‫ماء األغصان‬ ‫ماء الفروع‬ ‫ماء الجذوع‬ ‫ماء الجذور ‪ ،‬آخر ما يستهلكه النبات ألن بإنقطاع الماء عنها يموت النبات‪.‬‬ ‫َ إَ‬ ‫ُ‬ ‫الس َم َ‬ ‫األ إ‬ ‫(قل إان ُظ ُروا َم َاذا ف َّ‬ ‫ض) ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫او‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فاهلل الحكمة البالغة سبحانه من قال ‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫‪ -4‬معامل الورق األخرص‬ ‫يف فصل الربيع تزدان األرض وتزهر األشجار وتورق وتبسط األرض بساطها‬ ‫األخرص الجميل وهذه من آيات هللا حيث قال سبحانه يف كتابه العزيز ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫َ ُ َ َّ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ى إ َ َ َ َّ َ َ ا َ ى إ َ إ َ‬ ‫ش ٍء َفأ إخ َر إج َنا ِم إن ُه َخ ِرصاً‬ ‫ات ُك ِل رَ إ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫(وهو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ُن إخر ُج م إن ُه َح ًّبا ُم َ َياكباً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ َّ إ‬ ‫َ َّ إ ُ َ َ ُّ َّ َ‬ ‫إ ىإَ‬ ‫إ َ ْ َ إ َ ٌ َ َ ٌ َ َ َّ‬ ‫ان ُم إش َتبهاً‬ ‫اب والزيتون والرم‬ ‫و ِمن النخ ِل ِمن طل ِعها ِقنو َان د ِانية ى إوجن ٍ‬ ‫ات إ ِمن ۚأعن َّ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۗ إُ‬ ‫َ إ ُ إ ُِ َ‬ ‫َ َإ َُ َ‬ ‫َٰ إ َ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫ى َ‬ ‫ات ِلقو ٍم يؤ ِمنون )‬ ‫وغ َي متش ِاب ٍه ۖ انظ ُروا ِإ َٰىل ثم ِرِه ِإذا أثم َر وين ِع ِه ۖ ِإن ِفيذ ِلكم آلي ٍ‬ ‫‪ .‬فعلينا أن نقتدى بالرسول الكريم من خالل االستمتاع‬ ‫والتفكر يف هذة المناظر الجميلة ويسبح هللا عىل آياته العظيمة وهناك آيات يف‬ ‫َّ‬ ‫ىُ‬ ‫القرآن تسع إىل لفت انتباه نظر االنسان منها قوله تعاىل ‪( :‬ٱل ِذى َج َع َل لكم ِم َن‬ ‫َّ َ إ َ إ َ َ ً َ َ ى ُ ِ إ ُ ُ ُ َ‬ ‫وقدون) والمقصود بالنار يف اآلية يشي سبحانه‬ ‫ٱلشج ِر ٱألخ ِ‬ ‫رص نارا ف ِإذآ أنتم منه ت ِ‬ ‫ه األوراق الخرصاء ‪ ،‬واكتشف العلماء أن بنية‬ ‫وتعاىل إىل أن أساس األشجار ي‬ ‫تأن من المعمل العظيم الذي أودعه هللا يف األوراق الخرصاء بفعل‬ ‫النبات ي‬ ‫العمليات‬ ‫‪51‬‬


‫الت تجري يف الخلية الخرصاء فلواله لما كان النبات‪ .‬قال الرسول الكريم ‪:‬‬ ‫المعقدة ي‬ ‫عية ) فعلينا أن نتفكر يف قول‬ ‫صمت فكرا ‪،‬‬ ‫يكون‬ ‫ونطف ذك َرا ‪ ،‬ونظري ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫( أمرت أن َ ى ى‬ ‫َ ُ ُّ َ َ ى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ض يمرون عليها وهم عنها مع ِرضون )‪.‬‬ ‫ه تعاىل ‪( :‬وكأين ِمن آي ٍة ِ يف السمو ِ‬ ‫ات واألر ِ‬

‫‪ -5‬اليخضور يف النبات ‪:‬‬ ‫وه مادة متواجدة‬ ‫قرأ الكاتب كلمة (اليخضور) يف كتاب‬ ‫علم عن النبات ‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫بداخل الورقة‬ ‫الخرصاء‪ ،‬فإذا تعرضت هذه المادة ألشعة الشمس تتحول جزيئاتها إىل مفاعل‬ ‫حراري جبار‬ ‫الت يف الورقة مما يسبب تحللها إىل األكسجي‬ ‫فتقوم بشطر جزيئات الماء ي‬ ‫والهيدروجي‬ ‫ثان أوكسيد الكربون ومع اليخضور وأشعة‬ ‫ه عبارة عن ماء مع ي‬ ‫فالمعادلة ي‬ ‫الشمس ينتج‬ ‫الت تنتج عن‬ ‫المواد الغذائية عىل اختالف انواعها واألكسجي‪ .‬وثبت أن الطاقة ي‬ ‫عمليات‬ ‫ر‬ ‫الت يستهلكها االنسان يف العالم‬ ‫التحليل اليخضوري تساوي عرسة أضعاف الطاقة ي‬ ‫كله‬ ‫فورق الشجر الواحد يف متوسط عمره يصنع كيلو غراما من المواد الغذائية يف‬ ‫الساعة‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫الغذان إىل سكر ليال؛ لتغذية النبات أو ُيخزن عىل‬ ‫الواحدة فيتحول هذا الناتج‬ ‫ي‬ ‫شكل نشاط احتياط ف النبات ‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ى ُ ِ َ ي يَّ َ إ َ إ َ َ ً َ َ ى ُ ِ إ ُ‬ ‫رص نارا ف ِإذآ أنتم منه‬ ‫ُ(ٱل ِذ ُى َجعل لكم من ٱلشج ِر ٱألخ ِ‬ ‫وقدون) ‪ ،‬فهذه أعمال جبارة تفوق تصور االنسان ‪.‬‬ ‫ت ِ‬ ‫‪ -6‬البذور وأنواعها‬ ‫ُ‬ ‫تعد البذرة من أساسيات حياة النبات وتكاثره ‪ ،‬لها غذاء مدروس ومحدود وموزون‬ ‫يكف'الرشيم' حت ينبت له جذير وسويق‪ .‬و الرشيم‬ ‫ي‬ ‫‪ :‬يوجد داخل كل بذرة ويعد القاسم المشيك بي كل البذور ‪.‬‬ ‫أنواع البذور ‪:‬‬ ‫مودعة يف غالف ‪ ،‬ينفجر يف بعض الظروف الطبيعية ؛ فتتناثر البذور ‪.‬‬ ‫‪52‬‬


‫ً‬ ‫ماه موضوعة يف محفظة عىل لولب ‪ ،‬فإذا وقع اللولب ارضا تسهم الرياح‬ ‫منها ي‬ ‫يف غرسه يف األرض فتنتقل البذور من خالله إىل باطن اليبة ‪ ،‬يحدث ذلك دون‬ ‫تدخل وسيط من بت آدم ‪ ،‬مثل البذور الرعوية ‪.‬‬ ‫النباتات الرعوية ‪ :‬منها ما ينمو يف الصحراء أو البادية ‪ ،‬الغريب أن طولها يزيد عن‬ ‫سبعة ر‬ ‫عرس ميا لتمتص الرطوبة‬ ‫من أعماق األرض‪ .‬ولها زغابيات تلتقط الرطوبة من الجو‪.‬‬ ‫فبذور لها أجنحة ‪ ،‬وبذور لها زغابات ‪ ،‬وآخرى لها غالف عازل للماء ‪ ،‬وبذور لها‬ ‫أشواك ‪ ،‬يذور فيها مواد الصقة وغيها من األنواع‪.‬‬ ‫‪ -7‬البذور وتحملها لعوامل التعرية ‪:‬‬ ‫من آيات هللا العظيمة أن نرى األرض قاحلة جرداء أن نراها تر ًابا فقط ‪ ،‬فإذا‬ ‫جاءتها األمطار‬ ‫نبتت األزهار واألعشاب‪ .‬من أين أتتها البذور لتنبت؟ من ألقاها ؟ وأن كانت قد‬ ‫َ‬ ‫ألقيت فيه البذور سلفا ‪ ،‬لماذا لم تمت هذه البذور؟‬ ‫ً‬ ‫منجاة من عوامل‬ ‫تصميما يجعلها‬ ‫هذا من بديع صنعه سبحانه أن صمم للبذور‬ ‫ٍ‬ ‫الت‬ ‫التعرية ي‬ ‫تصيب الجبال والصخور فتفتتها وتصيب مجاري االنهار ‪ ،‬فالبذور تبف محافظة‬ ‫عىل حياة رشيمها فال تتأثر بالرياح الشديدة والطقوس القاسية ‪.‬‬ ‫ذكر الكاتب بعض األمثلة ليداد القارئ يقينا بعظمته سبحانه ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أن العلماء استخرجوا من األهرامات المرصية قمحا ‪ ،‬خزن فيها قبل سته آالف عام‬ ‫‪ ،‬والقمح زرع ونبت قال سبحانه ‪:‬‬ ‫َ َ َ ْ ُ َّ‬ ‫َ َ َ ى َ َّ َ إ ُ‬ ‫اَّلل َف ىأ ُ‬ ‫ون ِه) ‪.‬‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫اذ‬ ‫م‬ ‫ون‬ ‫ر‬ ‫(هذا خلق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬

‫‪ -8‬ر‬ ‫قرسة القمح ‪:‬‬ ‫تركيب القمح حسب قول العلماء ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫الخارح ‪ ،‬ال يزيد ونزنها عن تسعة بالمئة ‪ ،‬ويسميها العوام‬ ‫ه الغالف‬ ‫ّ ي‬ ‫القرسة ‪ :‬ي‬ ‫بالنخالة و‬ ‫يعد ثان أغت أجزاء القمح بالفيتامينات‪ .‬ويوجد تحت ر‬ ‫القرسة طبقة رقيقة ال‬ ‫ي‬ ‫يزيد وزنها عن‬ ‫ثالثة بالمئة ‪ ،‬وأيضا الرشيم الذي ينبت إذا جاءته الرطوبة والهواء والشمس ‪ُ ،‬‬ ‫ويعد‬ ‫‪53‬‬


‫من أغت‬ ‫يأن لب القمح ‪ ،‬وهو مادة من النشاء‪.‬‬ ‫أجزاء القمح بالفيتامينات‪ .‬بعد ذلك ي‬ ‫ُ‬ ‫يستفيد االنسان منها ف أمور عده ‪ ،‬اذا غليت ر‬ ‫القرسة ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ مهدئة لألمعاء ‪ ،‬و دواء لتقرحات المعدة ‪.‬‬‫ وقاية من أمراض الجلد وخاصة األكزيما ‪.‬‬‫ى‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نظر إاإل َ‬ ‫نسان ِإىل ط َع ِام ِه)‬ ‫قال سبحانه يف كتابه العزيز ‪( :‬فلي ِ ِ‬ ‫لننظر إىل القمح الذي ينمو يف كل الظروف ؛ حيث أن هللا سبحانه وتعاىل خلقه‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫مثاليا‬ ‫غذاء‬ ‫ا‬ ‫متكامال ر‬ ‫التاىل‪ :‬فيتامي‪ ،‬فسفور‪ :‬غذاء للدماغ واألعصاب‪،‬‬ ‫كل‬ ‫عىل‬ ‫تحتوي‬ ‫ته‬ ‫فقرس‬ ‫ي‬ ‫حديد‪ :‬يهب‬ ‫القوة والحيوية واألكسجي للدم ‪،‬كالسيوم‪ :‬يعد مادة أساسية لتكوين العظام‪،‬‬ ‫سيليكون‪ :‬يقوي‬ ‫الشعر ويزيدة قوة ولمعانا‪ ،‬يود‪ :‬يعدل عمل الغدة الدرقية ‪ ،‬بوتاسيوم‪ ،‬صوديوم‪،‬‬ ‫ماغنيسيوم ‪ :‬جميعها تدخل يف تكوين االنسجة وبنية العصارات الهاضمة ‪.‬‬ ‫ه نتيجة خطأ كبي يف التغذية ‪ ،‬وأن‬ ‫يذكر الكاتب أن معظم أمراض العرص ي‬ ‫أجدادنا سلفا‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫شه‪.‬‬ ‫كانوا يأكلون القمح مع قرسته مع أنه يميل للخشونه يف قوامه و منظره غي م ِ ي‬ ‫وينبه‬ ‫ينبع عليه‬ ‫الكاتب عىل أنه من الرصورة عىل االنسان أن يعرف ماذا يأكل ‪ ،‬وكيف‬ ‫ي‬ ‫ذلك؟ ألن‬ ‫ر‬ ‫شء ألنه‬ ‫صحته ليست ملك له وحده وأن رأس ماله يف الدنيا هو الصحة قبل كل ي‬ ‫بذلك يقوى‬ ‫عىل طاعة هللا ويحقق الغرض من وجوده عىل هذه األرض مع تأدية رسالته ‪.‬‬ ‫‪ -9‬الحبة السوداء‪:‬‬ ‫ر‬ ‫النت صىل هللا‬ ‫حديث شيف يف صحيح البخاري ‪ ،‬عن ّ ي‬ ‫أن هريرة رض هللا عنه أن ّ ي‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫(عليكم بهذة الحبة السوداء‪ ،‬فإن فيها شفاء من كل داء إال السام ‪ ،‬والسام الموت)‪.‬‬ ‫تفسي العلماء للحديث ‪ :‬جاء يف فتح الباري من كل داء قالوا ‪:‬‬ ‫تشف الحبة السوداء‬ ‫"هو من العام الذي يراد بهالخاص ‪ ،‬أي ليس من المعقول أن‬ ‫ي‬ ‫من كل األمراض ‪ ،‬حت العسل الذيقال تعاىل عنه فيه شفاء للناس ال يرقىوا‬ ‫العرن ‪:‬‬ ‫ان"‪ .‬وقول ابن‬ ‫ّي‬ ‫إىل هذا ‪ ،‬لم يقل فيه شفاء للناس وهو نص قر ي‬ ‫‪54‬‬


‫الت فيها‬ ‫" العسل أقرب إىل أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء ي‬ ‫ر‬ ‫شء محي"‪.‬‬ ‫شفاء للناس ‪ ،‬وهذا ي‬ ‫إىل أن توصل عالمان كبيان من علماء الطب يعمالن يف أرف جامعات العالم إىل أن‬ ‫تناول‬ ‫غرام ‪،‬واحد يوميا من الحبة السوداء لمدة أربعة أسابيع سيؤدي إىل زيادة فاعلية‬ ‫الخاليا‬ ‫اللمفاوية خمسا وخمسي بالمئة وتزداد فاعلية الخاليا المقاتلة الت مهمتها قتل‬ ‫الجراثيم بأرب ع وسبعي بالمئة من طاقتها األساسية ‪.‬‬ ‫وح يوح)‪.‬‬ ‫فسبحانه الذي قال‪ ( :‬وما ينطق عن الهوى إن هو إال ي‬

‫‪ -10‬منافع الزنجبيل‬ ‫ُ‬ ‫يىل ‪:‬‬ ‫ما‬ ‫القديمة‬ ‫الطب‬ ‫ف‬ ‫عنه‬ ‫تب‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ مسخن للجسم ‪ ،‬يعي عىل الهضم ‪ ،‬ملي للبطن ‪ ،‬ومطهر ومقوي ‪.‬‬‫ نافع يف التهاب الحنجرة والرشح ومسكن قوي اللتهاب المفاصل ‪.‬‬‫ مسكن قوي للمغص المعوي ‪ ،‬مضاد للغثيان ‪.‬‬‫الت أجراها العلماء قالوا أنه ‪:‬‬ ‫يف االبحاث الحديثة ي‬ ‫موسع لألوعية ‪ ،‬منعش للقلب والتنفس ‪.‬‬ ‫مقوي لتقلص عضلة القلب ‪ ،‬ويمنع تجمع الصفيحات الدموية ‪.‬‬ ‫خافض للكولسيول و ارتفاع ضغط الدم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قديما وحديثا وما جاء به القرآن عن الزنجبيل يقترص يف قوله‬ ‫اليابط بي ماجاء‬ ‫تعاىل ( فيه‬ ‫شفاء للناس) ‪ ،‬ولو ألتفت األطباء والباحثون إىل تقىص العناص الواردة يف القرآن‬ ‫لوجدوا كنوزا عظيمة لن يتعرفوا عىل مقدارها إال بعد البحث ‪.‬‬

‫‪ -11‬التمر‬ ‫قال تعاىل مخاطبا مريم ‪:‬‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اشب َ‬ ‫َ(و ُه ِزي إ ىل إ‬ ‫الن إخ ىل ِة ت َس ِاق إط َعل إي ِك ُر َط ًبا َج ِن ًّيا * فكىل َو ر َ‬ ‫يوق ِري ع إينا ف ِإ َّما‬ ‫ع‬ ‫ذ‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ى ُِيى ِ ْ ِ‬ ‫ِ َ​َ‬ ‫َ َ َّ َ ِ ْ َ رَ ِ ى َ ِ ً َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫نسيا)‪.‬‬ ‫وىل ِإ ين نذرت ِللرحم ِن صوما فلن أ كلم اليوم ِإ ِ‬ ‫تر ِين ِمن الب ِ‬ ‫رس أحدا فق ِ ي‬ ‫كلما تقدم العلم يكتشف أن آيات القرآن ليست بكالم ر‬ ‫برس ‪ ،‬استنبط العلماء من‬ ‫‪55‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫(ف ُكىل َو رإ َ‬ ‫اآلية ‪:‬‬ ‫اش ِّ ين َوق ِري ع إينا)‬ ‫يِ‬ ‫‪ :‬حالة المرأة النفسية قبل الوالدة لها تأثي كبي عىل تيسي الوالدة ‪ ،‬فأي‬ ‫نفىس وأزمات عاطفية من الممكن أن تعيق الوالدة‪ .‬و من أغرب‬ ‫اضطراب‬ ‫ي‬ ‫الكشوف العلمية أن‬ ‫يف التمر و الرطب مادة تعي عىل انقباض الرحم وهذا من فضله سبحانه أن‬ ‫جعل انقباض‬ ‫ً‬ ‫القاش دليل عىل‬ ‫الرحم شديدا لدرجة أن يصبح قوامه قاسيا كالصخر ‪ ،‬والرحم‬ ‫ي‬ ‫والدة‬ ‫إ‬ ‫إى‬ ‫َّ إ ى‬ ‫َ ُِ‬ ‫صحيحة ‪ ،‬لذلك وردت كلمة الرطب يف آية المخاض (وهزي ِإلي ِك ِب ِجذ ِع النخل ِة‬ ‫ى‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت َس ِاق إط َعل إي ِك ُر َط ًبا َج ِن ًّيا * فك ِ يىل)‪.‬‬ ‫فإن يف الرطب مادة منظفة وملينه تعي عىل إنزالق النفايات يف األمعاء الغليظة‬ ‫لك ال تسبب‬ ‫ي‬ ‫عوائق عند خروج الجني ؛ لذلك يحرص األطباء عىل أن تكون أمعاء األم خالية‪.‬‬ ‫ويعد التمر‬ ‫أسهل مادة للهضم حيث يتحول من غذاء إىل الطاقة وهذا يفيد القلب الذي تيايد‬ ‫صباته وقت عملية الطلق المجهدة ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(ف ُكىل َو رإ َ‬ ‫اش ِّ ين) ؛ ألن التمر يحتاج إىل سائل ينحل فيه ؛ يك يسهل‬ ‫قال سبحانه ‪ ِ :‬ي‬ ‫إلمتصاص ‪ .‬الحلو يحتاج إىل تمديد يك يسهل هضمه لذلك يكون االنسان بحاجة‬ ‫إىل رشب‬ ‫الت عىل وشك الوضع رشب الماء ‪.‬‬ ‫الماء بعد أكله فمن الرصوري عىل المرأة ي‬ ‫الت عىل وشك الوضع عىل ‪:‬‬ ‫خالصة القول ‪ :‬يجب أن يتضمن طعام المرأة ي‬ ‫مواد تعي عىل انقباض الرحم ‪.‬‬ ‫مواد تمنع الييف ‪.‬‬ ‫مواد تنظف األمعاء وتلينها ‪.‬‬ ‫مواد تغذي بأقرص وقت ‪ ،‬وأيرس سبيل ‪.‬‬ ‫‪ -12‬زيت الزيتون ‪:‬‬ ‫قال تعاىل ‪:‬‬ ‫َ ِ َ َّ إ ُ‬ ‫ون) ‪ ،‬آيتان عظيمتان أنعم هللا علينا بهما ‪ ،‬قال صىل هللا عليه وسلم‬ ‫ي والزيت ِ‬ ‫(والت ِ‬ ‫يف الزيتون ‪(:‬كلوا الزيت وادهنوا به ‪ ،‬فإنه من شجرة مباركة) ‪ ،‬كما وصفه عز وجل‬ ‫‪56‬‬


‫بالوقود أيانه وقود للجسم ر‬ ‫البرسي قال عز شأنه‪:‬‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ(يوقد ِم إن ش َج َرٍة ُم َب َارك ٍة) ‪ ،‬كما اكتشف العلماء أن كل‬ ‫غرام واحد منه فيه ثمان حريرات أن تناول مئة غرام تغنينا عن نصف حاجتنا اليوم‬ ‫اية من‬ ‫العلم هنا أن هللا سبحانه وتعاىل جعل منه مادة دسمة غي‬ ‫الغذاء واالعجاز‬ ‫ي‬ ‫مشبعة‪ ،‬ومعت‬ ‫غي مشبعة‪ :‬أي أنها تلتهم ذرات الدهن العالقة يف الدم ‪ .‬وجعل منه مادة ملينه‬ ‫ر‬ ‫للرسايي‬ ‫وجارفة للدهون وهذا يمنع ضيق وتصلب ر‬ ‫الرسايي بخالف الزيوت الحيوانية‬ ‫المشبعة ‪.‬‬

‫‪ -13‬اليقطي ( الدباء) ‪:‬‬ ‫أنبت هللا سبحانه وتعاىل اليقطي لسيدنا يونس عليه السالم وأشار إىل ذلك بقوله‬ ‫ا‬ ‫إ‬ ‫َ ىإ َ إ َ َ ى َ‬ ‫اعل إي ِه ش َج َرة ِم إن َيق ِط ري)‪ ،‬وأقوال العلماء يف هذه اآليه ‪:‬‬ ‫‪( :‬وأنبتن‬ ‫ ابن كثي ‪ ":‬يتمي برسعة نباته ‪،‬‬‫وتظليل ورقة وأن ورقة ال يقربه ذباب أبدا‪ ،‬وجودة تغذيته"‪.‬‬ ‫‬‫ُ‬ ‫ابن الجوزي‪":‬بارد ورطب ‪ ،‬ماؤه يقطع العطش ويذهب الصداع‪ ،‬ملي للبطن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫هضما"‪.‬‬ ‫شديد النفع للمحمومي ‪ ،‬من ألطف األغذية وأشعها‬ ‫غت بالسكريات والفيتامينات والحديد والعناص الفعالة وهو‬ ‫ العلماء المحدثي‪ :‬ي‬‫غي مهيج ومسكن ومطهر للمجاري البولية ومفيد يف معالجتها وغيها الكثي ‪.‬‬ ‫رض هللا عنه ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫وعن انس بن مالك ي‬ ‫النت صىل هللا عليه‬ ‫(كان رسول هللا صىل هللا عليه وسلم يحب الدباء ) ‪ ( ،‬رأيت ّ ي‬ ‫أن بمرقة فيها دباء وقديد ‪ ،‬فرأيته يتتبع الدباء يأكلها)‪ .‬ومماورد يف اآلثر عن‬ ‫وسلم ي‬ ‫أم المؤمني عائشة رض هللا عنها أنها قالت ‪( :‬قال يىل رسول هللا صىل هللا‬ ‫عليه وسلم‪ :‬يا عائشة‪ ،‬إذا طبختم قدرا ‪ ،‬ر‬ ‫فأكيوا فيه الدباء ‪ ،‬فإنها تشد القلب‬ ‫الحزين) ‪.‬‬ ‫نلخص القول بهذه القاعدة الذهبية ‪ :‬أفضل دواء ما كان غذاء ‪ ،‬وأفضل غذاء ما‬ ‫كان دواء ‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫‪ -14‬اللفت‬ ‫قرأ الكاتب مقالة عن اللفت تتلخص يف قوله ‪:‬‬ ‫"لفت نظري أنه أقرب ألن يكون دواء عن أنيكون غذاء ‪ ،‬ألنه يعد من أفضل‬ ‫ويف الكثي من‬ ‫مرممات الدم ؛ لما فيه من األمالح المعدنية ‪ ،‬ي‬ ‫الت يحتوي ها وهو مذيب‬ ‫األمراض حسب قول األطباء بفضل كمية المغنيسيوم ي‬ ‫للشحوم وأوراقه‬ ‫غنية بالحديد والنحاس واليود كل ذلك مفيد ألجسامنا نحن ر‬ ‫البرس وغيها الكثي‬ ‫الت ذكرها"‪.‬‬ ‫من الفوائد ي‬ ‫لذلك يقول األطباء ‪:‬‬ ‫رُّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ىس ٍء خلقه‬ ‫" اعدل عن الدواء إىل الغذاء ‪ ،‬ونوع يف الغذاء ‪ ،‬ال تقل‪ :‬هذا ال أحبه ‪ ،‬كل ي‬ ‫هللا يجب أن تأكل منه ‪ ،‬ألنك إذا أكلت من كل الخرصوات ‪ ،‬فقد جمعت كل‬ ‫األدوية‪ ،‬وأنت ال تشعر "‪.‬‬

‫‪ -15‬نبات الفجل ‪:‬‬ ‫يتمي هذا النبات بقلة شأنه عند الناس مع انه يحمل الكثي من الفيتامينات الغنية‬ ‫ومقادير من‬ ‫المواد النشوية والمعدنية ومفيد يف تفتيت حصيات الكلتي والحصيات الصفراء‬ ‫ويشف من النوب الكبدية وغيها من األمراض ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫خالصة القول ‪ :‬ما يحتويه هذا النبات كله من أجلك أيها االنسان ؛ يقيك من‬ ‫األمراض وترميم‬ ‫بعض األعضاء فجعل هللا سبحانه وتعاىل منه آية تدل عىل عظمته سبحانه يف‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ى َّ‬ ‫ُ َّ َ َ إ َ إ َ إ َ َ ًّ‬ ‫َْ إ ُ إ إ ُ ى َ‬ ‫ض شقا‬ ‫( فل َينظ ِر ِاإلن َسان ِإىل ط َع ِام ِه (‪ )24‬أنا َص َب إبنا ال َم َاء َص ًّبا (‪ )25‬ثم شققنا األر‬ ‫َ​َإُ ً َ​َ إ ا‬ ‫َ َ َ َ ُْ‬ ‫َ ًَ َ َ إ‬ ‫َ ىإ َ إ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫(‪ )26‬فأنبتنا ِفيها حبا (‪ )27‬و ِعنبا وقضبا (‪ )28‬وزيتونا ونخَل (‪ )29‬وحد ِائق غلبا (‬ ‫َ ا ى‬ ‫َإ ُ‬ ‫َ​َ ً ىُ‬ ‫اعا لك إم َوِألن َع ِامك إم ) ‪.‬‬ ‫‪َ )30‬وف ِاك َهة َوأ ًّبا(‪ )31‬مت‬ ‫‪ -16‬نبات الملفوف‪:‬‬ ‫أشار القرآن الكريم إىل حقيقة عند قوله تعاىل ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ‬ ‫اها ُله إم) ‪َ ( ،‬و إاأل إن َع َام َخ َ‬ ‫لقها) ‪ ،‬أي أن االنعام خلقت بهذه البنية و اليكيب و‬ ‫(وذللن‬ ‫الطباع خصيصا لنا نحن ر‬ ‫البرس ‪.‬‬ ‫‪58‬‬


‫ينبت هذا النبات يف الشتاء ويحتوى عىل أعىل درجة من بي الخرصوات عىل‬ ‫ر‬ ‫شء حكمة ‪.‬‬ ‫ش الذي يقاوم أمراض ّ‬ ‫اليد ‪ ،‬فسبحان من جعل لكل ي‬ ‫فيتامي ي‬ ‫ويشف‬ ‫قال العلماء فيه ‪ :‬بأن من استطابته الوقائية أنه يزيل التعب ‪ ،‬يقاوم الزكام ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وينم العظام‬ ‫من الطفح الجلدي ‪ ،‬ويقوي الشعر واألظافر‬ ‫ي‬ ‫‪ .‬وعن استطابته العالجية فهو مقاوم لديدان‬ ‫البطن ‪ ،‬والتهاب القصبات وعالج فعال ألمراض القلب واألمراض الكلوية وغيها ‪.‬‬ ‫قال سبحانه يف النبات ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ َ َ إ َ إ َ إ َ َ ًّ‬ ‫َ‬ ‫َْ إ ُ إ إ ُ ى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫( فل َينظ ِر ِاإلن َسان ِإىل ط َع ِام ِه (‪ )24‬أنا صب إبنا ال َم َاء ص ًّبا (‪ )25‬ثمشققنا األرض شقا (‬ ‫َ ُ ً َ إ ا‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫َ َ إ‬ ‫َ ىإ إ َ‬ ‫‪ )26‬فأن َبتنا ِف َيها َح ًّبا (‪َ )27‬و ِعن ًبا َوقض ًبا (‪َ )28‬وزإيتونا َونخَل (‪َ )29‬و َحد ِائق غل ًبا (‪3‬‬ ‫َ ا ى‬ ‫َإ ُ‬ ‫َ​َ ً ىُ‬ ‫اعا لك إم َوِألن َع ِامك إم ) ‪.‬‬ ‫‪َ )0‬وف ِاك َهة َوأ ًّبا (‪ )31‬مت‬ ‫ُإ َ‬ ‫‪ َ ُ :‬إ إ َ ُ‬ ‫إ ى ِ رَ إ َ ى َ ُ‬ ‫ان َما ىأ ْك َف َر ُ‬ ‫ش ٍء خلقه (‪ِ )18‬م إن نطف ٍة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫‪17‬‬ ‫(‬ ‫ه‬ ‫وقال يف االنسان ( ق ِتل ِاإلنس‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫السب َ‬ ‫َخ ىل َق ُه َف َق َّد َر ُه(‪ُ )19‬ث َّم َّ‬ ‫يل ي َّ َ‬ ‫رسه ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هذه االيتي تدل عىل التوافق العجيب والعالقة الوشيجة بي بنية خلق االنسان و‬ ‫بي نسب المواد يف نبات الملفوف ‪.‬‬ ‫فينبع علينا عند قراءة القرآن الكريم أن نستنبط الموعظة ألنه سبحانه بث يف‬ ‫ي‬ ‫األرض آيات‬ ‫النت الكريم ‪:‬‬ ‫للموقني وبث يف النفس والسماوات واألرض آيات ال حرص لها قال ّ ي‬ ‫رن بتسع أوصيكم بها ‪:‬‬ ‫("‬ ‫أوصان ّ ي‬ ‫ي‬ ‫"أوصان باإلخالص يف الرس والعالنية ‪ ،‬والعدل يف الرضا والغضب ‪ ،‬والقصد يف‬ ‫ي‬ ‫ظلمت‪،‬‬ ‫قطعت‪ ،‬وأعفو عن من‬ ‫حرمت ‪ ،‬وأصل من‬ ‫أعىط من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ًي‬ ‫الفقر والغت ‪ ،‬وأن ً ي‬ ‫ً‬ ‫عيا "‪.‬‬ ‫نطف ذكرا‪،‬‬ ‫وأن يكون‬ ‫وصمت فكرا‪ ،‬ونظري ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ -17‬فوائد الشاي األخرص ‪:‬‬ ‫جهل المسلمي يف هذا العرص وكيفية التخلص منه‬ ‫كانت بلدة إسالمية تستورد الملح مخلوطا بمادة أخرى رخيصة ‪-‬من بريطانيا‪-‬‬‫ولسنوات طويلة و بأسعار باهظة عىل أنه مادة أخرى‬ ‫ تعرض المسلمي للغش والتدليس يف صيانة األجهزة ودفع مبالغ طائلة إلصالحها‬‫‪.‬‬ ‫الت تقوم عليها‬ ‫ولتخلص من ذلك يجب حث أبناء المسلمي عىل تعلم العلوم ي‬ ‫حياة المسلمي ‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫سئل أحد المفكرين ‪ :‬ماذا يؤخذ من الغربي وماذا ييك ؟ فأجاب ‪ :‬يؤخذ العلم‬ ‫وه نتاج‬ ‫منهم وتيك قيمهم لهم ‪ ،‬ألن العلوم قاسم مشيك بي جميع األمم ‪ ،‬ي‬ ‫ثقافة مختلف الشعوب عىل مر األجيال ‪.‬‬ ‫المناع؟ وما الذي يقويه؟‬ ‫ماه أسباب مرض الخبيث وضعف الجهاز‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وما العالقة بينهما؟‬ ‫المناع قادر عىل اكتشاف‬ ‫أن تغيي خلق هللا هو المسبب لهذا المرض‪ ،‬فالجهاز‬ ‫ي‬ ‫انحراف الخلية مبكرا والتهامها مالم يفك القامع الذي يمنع مورث المرض‪ ،‬ويفك‬ ‫ذلك استخدام المواد البالستيكية بشكل مكثف مع المواد الحارة والحامضة ‪،‬‬ ‫النفىس الناتج عن البعد عن هللا‬ ‫استنشاق البيول‪ ،‬المواد المشعة‪ ،‬الضغط‬ ‫ي‬ ‫والوقوع ف ر‬ ‫الخف ‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬فال تدع مع هللا إلها آخر فتكون من‬ ‫الرسك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المعذبي) الشعراء ‪213‬‬ ‫قال العلماء عن جهاز المناعة‪ :‬قيادته خارج الجسم بيد هللا ‪ ،‬ويقويه الحب‬ ‫واألمان و يضعفه الخوف والحقد والقلق ‪.‬‬ ‫المناع ‪:‬‬ ‫الحبة السوداء والجهاز‬ ‫ي‬ ‫عقد مؤتمر يف القاهرة للبحث يف الحبة السوداء و مكوناتها و وجد أنها تقوي جهاز‬ ‫تشف‬ ‫صل هللا عليه وسلم أن الحبة السوداء‬ ‫المناعة وذلك مصداقا لقول الرسول ِ‬ ‫ي‬ ‫كل داء‬ ‫الحقيقة ‪:‬‬ ‫ما ذكر سلفا تمهيد لموضوع الشاي األخرص فقد ثبت علم ًيا أن له مفعوال مضادا‬ ‫تف‬ ‫للرسطان ‪ ،‬ويحارب المواد الكيمائية المسبب له ‪ ،‬ويحتوي عىل مادة فعالة ي‬ ‫غالبا من الورم الخبيث المعوي‪ ،‬المعدة‪ ،‬البنكرياس‪ ،‬القولون‪ ،‬الثدي ‪.‬‬ ‫أثر التوحيد عىل الصحة ‪:‬‬ ‫إن التوحيد وإتباع السنه هما رأس مال الوقاية من األمراض ‪ ،‬ألنهما تبعدا اإلنسان‬ ‫ه السبيل‬ ‫عن الضغوطات النفسية المؤدية لكثي من األمراض ‪ ،‬والصحة السليمة ي‬ ‫الموصل اىل رض هللا عز وجل ‪.‬‬ ‫‪-18‬الحمضيات والشتاء ‪:‬‬ ‫مجء الحمضيات يف الشتاء ‪:‬‬ ‫الحكمة اإللهية من ّ ي‬ ‫اليتقال عىل مركبات غذائية وفيتامينات واقية أبرزها فيتامي‬ ‫قال العلماء‪ :‬يحتوي ّ‬ ‫‪60‬‬


‫ج‪ -‬الذي يقاوم ضعف البنية وفقد الشهية وارتباك الهضم ‪ ،‬إدماء الجلد ‪ ،‬تحلل‬ ‫الكالسيوم يف العظام‪ ،‬و االلتهابات ‪.‬‬ ‫الليمون ويتمي بخصائص عظيمة له القدرة عىل قتل الجراثيم والقضاء عىل‬ ‫السموم ‪ ،‬ومفيد يف تعقيم الماء الملوث‪ ،‬يفيد يف الروماتيم وأمراض المعدة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يقوي القلب ‪ ،‬وهو دواء قبل أن يكون طعاما ‪.‬‬ ‫تف وتقوي وتنشط ‪،‬‬ ‫هذه أية هللا يف خلقه إذ جعل الفاكهة مستودع لألدوية ي‬ ‫فليتدبر األنسان يف طعامه ليخشع قلبه ويقنت لربه ‪.‬‬ ‫‪-19‬الموز ‪:‬‬ ‫ماه مكوناته ؟ ولمن سخرت ؟ وما الغاية من تسخيها ؟‬ ‫ي‬ ‫قبل ر‬ ‫الرسوع يف ذكر خصائصها وجد أنها قوام حياة بعض الشعوب وغذائهم‬ ‫تعىط طاقة عالية ‪.‬‬ ‫الت‬ ‫األساش كالقمح واألرز يف الصي واليابان ‪ ،‬ي‬ ‫فه من المواد ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تحتوي فاكهة الموز عىل معادن أساسية مثل ‪ :‬الكالسيوم‪ ،‬الفسفور‪ ،‬الحديد‪،‬‬ ‫البوتاسيوم ‪ ،‬النحاس‪ ،‬الفلور‪ ،‬وب ها ثمان فيتامينات لها تأثي هام يف عمل أجهزة‬ ‫األنسان ‪.‬‬ ‫إذا‪:‬‬ ‫ينبع للمؤمن أن يستشعر نعم هللا عندما يأكلها وييقن أنها مسخرة له كسائر ما‬ ‫ي‬ ‫يف األرض‪ ،‬تسخي تعريف و تكريم ‪.‬‬ ‫؟‬

‫ما هو حكم إلقاء الموز يف الطريق ؟ وما الواجب تجاه هذه النعمة‬

‫الذي يلف ر‬ ‫بقرسة الموز هو إنسان غي منضبط وال يقدر النعمة و األثار الميتبة عىل‬ ‫ي‬ ‫ذلك يحاسب عليها ‪ .‬والواجب شكر هللا عىل هذه النعمة والشكر يتضمن التعرف‬ ‫عىل هللا من خاللها وال نؤذي عباد هللا بها‬ ‫الصج ‪:‬‬ ‫‪-20‬البقدونس وتأثيه‬ ‫ي‬

‫ُ‬ ‫عالجت مجلة تصدر يف بالد الخليج موضوع نبات البقدونس معالجة دقيقة وذكر‬ ‫يف المقال ‪:‬‬ ‫يحتوي البقدونس عىل فيتامينات ‪ ،‬وزيت طيار ومواد نادرة كالزرنيخ ‪ ،‬البورون‬ ‫النحاس و التيتانيوم‬ ‫فوائده‪ :‬مدر للبول ‪ ،‬يستخدم يف حاالت اإلستسقاء‪ ،‬وحاالت الوزمات ذات‬ ‫‪61‬‬


‫القلت‪ ،‬والحىص والكلية وأمراض المثانة‬ ‫المنشأ ّ ي‬ ‫تشف‬ ‫الت‬ ‫فسبجان من جعله غذاء و دواء متوازن ال يرص مثل االدوية الكيميائية ي‬ ‫ي‬ ‫من جهة وتؤذي من جهة‬ ‫‪-21‬الخل ‪:‬‬ ‫فوائده‬ ‫النت صل هللا عليه وسلم قال ‪ ( :‬نعم اإلدام أو األدم‬ ‫رض هللا عنها أن ّ ي‬ ‫عن عائشة ي‬ ‫الخل)‬ ‫أكتشف العلماء حديثا فوائد ال تحىص فقالوا ‪ :‬يقتل الجراثيم داخل المعدة ‪،‬‬ ‫يف المعدة من التسممات و اإلسهاالت ‪ ،‬يحتوي عىل‬ ‫وخارجها خالل دقائق ‪ ،‬ي‬ ‫الكييت ‪،‬‬ ‫المعادن ‪ ،‬والفوسفات ‪ ،‬والبوتاسيوم ‪ ،‬والكلورين ‪ ،‬و المغنيسيوم و ّ‬ ‫والكالسيوم ‪.‬‬ ‫وح يوح ‪،‬‬ ‫فالصالة والسالم عىل رسوله الذي ال ينطق عن الهوى إن هو إال ي‬ ‫طبيب القلوب واألجساد‪.‬‬ ‫‪-22‬السواك والجراثيم ‪:‬‬ ‫ما قيل يف السواك ‪.‬‬ ‫أصدرت مجلة تصدر يف بالد عربية مقاله ‪ ،‬تضمنت عرض نتيجة تجربة علمية‬ ‫ألمان متخصص يف علم األوبئة والجراثيم ‪ ،‬قال ‪ :‬بعد وضع مجموعة من‬ ‫لعالم‬ ‫ي‬ ‫أعواد السواك المبللة والمسحوقة عىل مزارع الجراثيم ظهرت المفاجأة حيث كان‬ ‫وه مادة فعالة يف قتل الجراثيم ‪ ،‬فالمسلم يجب أن‬ ‫لها نفس أثار مادة البنسلي ي‬ ‫يتيقن من أقوال المصطف وأنها حق من عند هللا ‪.‬‬ ‫الحيوانات ‪:‬‬ ‫‪-1‬قلب األم ‪.‬‬ ‫أية من آيات هللا تدل عىل عظمته سبحانه ‪:‬‬ ‫أكتشف العلماء حقائق يف الحيوان متعلقة بقلب األم ‪ ،‬فالدببة والكالب والقطط‬ ‫تحمل أوالدها بأنيابها و تعدو بها مسافات شاسعة وال تخدشها‬ ‫حيوان اإلسكالوب إذا باض مات ‪ ،‬فتحفر األم حفرة يف قطعة خشب مستطيلة‬

‫‪62‬‬


‫ثم تجلب األزهار واألوراق السكرية ثم تبيض البيضة وتغطيها بنشارة الخشب‬ ‫وتموت وقد أمنت لصغارها طعاما يكفيها ‪.‬‬ ‫أنت الطيور تطعم صغارها ر‬ ‫بعض ر‬ ‫أكي من ألف وثالثمائة مرة يف اليوم ‪.‬‬ ‫‪-2‬فوائد البيض ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫معدنا ً‬ ‫يحتوي البيض عىل ستة ر‬ ‫وه يف البيضة‬ ‫‪،‬‬ ‫معروفة‬ ‫أخرى‬ ‫وثمان‬ ‫ا‬ ‫نادر‬ ‫عرس‬ ‫ي‬ ‫اليوتينات و أرب ع ر‬ ‫ر‬ ‫عرس‬ ‫مئت نوع من ّ‬ ‫وف القرسة ‪ ، ٪10‬وأيضا يوجد ي‬ ‫بنسبة ‪ ٪2‬ي‬ ‫نوعا من الفيتامينات والمواد السكرية ‪ ،‬مضادات حيوية ‪ ،‬ودهون خفيفة وثقيلة ‪،‬‬ ‫وشكله البيضوي من أقوى األشكال الهندسية وبنيته سهلة الفتح واالستخدام ‪.‬‬ ‫‪-3‬مرض جنون البقر ‪:‬‬ ‫هل تيابط أوامر الخالق وقواني الخلق وما نتيجة مخالفته األوامر ؟‬ ‫ً‬ ‫تفصيليا أمر باالليام به واعتماده يف كل مناشط الحياة‬ ‫وضع هللا تعاىل لعبادة منهج‬ ‫التفصيىل جاء به الرسول عليه الصالة والسالم يف الوحيي وكالهما‬ ‫‪ ،‬هذا المنهج‬ ‫ي‬ ‫من عند الخالق العليم الخبي‪ ،‬لذلك من خصائصه أنه مرتبط بقواني وسي الخلق‬ ‫والنه ونتائجه ‪.‬‬ ‫علم ‪ ،‬أي عالقة سبب بنتيجة ‪ ،‬بي األمر ونتائجه‬ ‫حتم‬ ‫ترابط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫واألنت وجعل لكل منهما صفات جسمانية ونفسية وعقلية‬ ‫مثال ‪ :‬خلق هللا الذكر‬ ‫واجتماعية تعينه عىل أداء مهمته‪ ،‬و العالقة بي صفاتهما تكاملية ‪ ،‬فإذا أتجه الذكر‬ ‫لذكر كانت النتيجة أمراض وبيلة حارت ر‬ ‫البرسية ‪ ،‬إذا فالعالقة بي األمر والنتيجة‬ ‫والنه والنتيجة عالقة علمية ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كيفية نشوء مرض جنون البقر‪ ،‬وأسبابه ؟‬ ‫حرم هللا الدم والميتة ولحم الخيير ‪ ،‬وخلق البقرة وجعل طعامها نباتا ‪ ،‬فعندما‬ ‫نىس اإلنسان منهج هللا عز وجل وأعتمد عىل عقله القاص والذي هداه اىل إطعام‬ ‫ي‬ ‫البقرة الجيف وعظام الخيير ظهر المرض الخطي الذي أسماه العلماء جنون البقر‬ ‫‪.‬‬ ‫أسباب المرض ‪ :‬كائنات بالغة الصغر مجهولة لآلن ذات دور حضانة طويل يصل‬ ‫إىل ثمان سنوات ‪ ،‬وف اإلنسان اىل ر‬ ‫عرسين سنة ‪ ،‬وليس للمرض مظاهر التهابية أو‬ ‫ي‬ ‫مناعية ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫والبرس؟‬ ‫ماه أعراضه يف البقر‬ ‫ي‬

‫‪63‬‬


‫تكلف ف ر‬ ‫الحىس ‪ ،‬فقد الشهية ‪ ،‬اللعق‬ ‫المىس ‪ ،‬رفع القوائم عاليا‪ ،‬فرط اإلدراك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عدوان ‪.‬‬ ‫العصت ‪ ،‬سلوك‬ ‫حت الموت ‪ ،‬عدم التحكم‬ ‫ي‬ ‫ّي‬ ‫الت تصيب األنسان جراء تناول لحم ومنتجات البقر المصابة بالمرض ‪:‬‬ ‫األمراض ي‬ ‫العضىل ‪ ،‬فقد التوازن ‪ ،‬العم ‪ ،‬فقد النطق ‪.‬‬ ‫فقدان الذاكرة ‪ ،‬فقد التناسق‬ ‫ي‬ ‫أعراضه ف ر‬ ‫البرس ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫الكهربان ‪ ،‬و تحدث‬ ‫قلق واكتئاب ‪ ،‬تغيات سلوكية ‪ ،‬اضطراب يف نشاط الدماغ‬ ‫ي‬ ‫الوفاة من ثالثة أشهر وعام ‪.‬‬ ‫هذه الحقائق ملخصة من تقرير علم ر‬ ‫نرسته منظمة الصحة العالمية ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫المؤمن كيس فطن حذر ‪.‬‬ ‫قال تعاىل ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم)‬ ‫قال علية الصالة والسالم ‪ ( :‬المؤمن كيسن فطن حذر )‬ ‫ر‬ ‫شء بعد الهدى‬ ‫ينبع للمؤمن أن يحرص أن يكون غذاءه سليما ألن الصحة أثمن ي‬ ‫ي‬ ‫واإليمان ‪ ،‬والحرص عىل الصحة نابع من الحرص عىل اآلخرة ألن الجسد هو أداة‬ ‫العمل الصالح ‪.‬‬ ‫أيضا األهل واألبناء أمانه يجب الحرص عىل صحتهم والتحرز والتدقيق عند رشاء‬ ‫اللحوم المعلبة والمستوردة حفاظا عىل لسالمتهم ‪.‬‬ ‫‪-4‬حليب األبقار ‪.‬‬ ‫خصائصه ‪:‬‬ ‫يحتوي الحليب ومشتقاته عىل الماء بالنسبة ‪ ٪80‬اىل ‪ ،٪91‬و السكريات كسكر‬ ‫واليوتينات ‪ ،‬والفيتامينات ‪ ،‬والمعادن كالكالسيوم والغازات‬ ‫العنب ‪ ،‬والدسم ّ‬ ‫المنحلة كغاز الفحم ‪.‬‬ ‫ما النتيجة الميتبة عىل تفكر وتدبر األنسان يف خلق الكون‬ ‫لو أن اإلنسان فكر يف خلق السماوات واألرض ‪ ،‬والحيوانات ‪ ،‬والنباتات ‪ ،‬وبديع‬ ‫صنع هللا يف خلقه ‪ ،‬ألطاع مواله وعبده حق العبادة وخر له ساجدا وأناب ‪.‬‬ ‫( واألنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) ‪ ،‬النحل أية‪5‬‬ ‫( وذللناها لهم فمنها ركوب هم ومنها يأكلون) ‪ ،‬يس أية‪72‬‬ ‫‪64‬‬


‫هذه األنعام خلقها هللا عز وجل وسخرها وذللها لإلنسان ‪ ،‬فليحرص أن يشكره‬ ‫ويطيعه ويحبه سبحانه ‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم ‪( :‬احبوا هللا لما يغدوكم من‬ ‫الدارم عن ابن عباس يف‬ ‫بحت) ‪ ،‬أخرجه‬ ‫نعمه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بيت ّ ي‬ ‫وأحبون بحب هللا وأحبوا أهل ي‬ ‫سنته‬ ‫‪-5‬الجمل ‪:‬‬ ‫من أمعن النظر إىل الجمل لرآه أعجوبة هندسية ‪ ،‬فهو وسيلة النقل المثىل يف‬ ‫المناطق القاحلة فكل ما يف الجمل مصمم لتكيف مع بيئته القاسية ‪ ،‬عينيه وأذنيه‬ ‫ومنخريه وشفتيه وأخفافه ‪.‬‬ ‫مزاياه ‪ :‬قلة حاجته إىل الماء والطعام ‪ ،‬فيستغت عن الماء من ر‬ ‫عرسة أيام إىل بضعة‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫أشهر ويسحب غذائه من سنامه إذا عدم‬ ‫متوسط عمره يزيد عن أربعي عاما ‪ ،‬ال ُيقاد إال إذا عومل باحيام ومودة ‪.‬‬ ‫قال تعاىل ( أفال ينظرون إىل اإلبل كيف خلقت) ‪.‬‬

‫‪-6‬الخيل‬ ‫مميات الخيل ‪:‬‬ ‫الخيل من أذك الحيوانات وأشدها وفاء وشعة استجابة لفارسه‬ ‫تتمتع بصفات جسمية كقوة السمع ‪ ،‬القدرة عىل التناسل يف عمر متقدمة ‪ ،‬شيعة‬ ‫التنفىس‪،‬‬ ‫الشفاء من جروحها ‪ ،‬تتمي بقلة الغذاء ووفرة النشاط ‪ ،‬قوة الجهاز‬ ‫ي‬ ‫القدرة عىل العدو لمسافات طويلة وألمد طويل دون طعام أو ماء ‪ ،‬وتتمتع بذاكرة‬ ‫الت يسكنها ‪.‬‬ ‫قوية تنصب عىل األماكن ي‬ ‫فوائد الخيل ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫الهضم ‪ ،‬خالفا‬ ‫يف ركوب الخيل من أمراض القلب والكبد والكليتي والجهاز‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لركوب السيارة الجالبة لها ‪.‬‬ ‫قال علية الصالة والسالم ( الخيل معقود بنواصيها الخي إىل يوم القيامة) ‪ ،‬أخرجه‬ ‫مسلم عن جرير بن عبدهللا يف الصحيح ‪.‬‬ ‫‪-7‬الزرافة‬ ‫‪65‬‬


‫تعد من أطول الحيوانات قاطبة وأشدها تيقظا وخفة ‪ ،‬حادة النظر ‪ ،‬تعدو شيعا ‪،‬‬ ‫لها رقبة يزيد طولها عن ميين ‪ ،‬حباها هللا بألية عجيبة يف رشايي رأسها حت ال‬ ‫تصاب بالدوار واإلغماء عند رفعه من األرض ‪ ،‬قلب الزرافة يضخ يف الدقيقة خمسا‬ ‫وخمسي ليا من الدم قال تعاىل ‪ ( :‬قل انظروا ماذا يف السموات واألرض ) يونس‬ ‫أية‪101‬‬ ‫‪-8‬الخيير وتحريم أكله‬ ‫حرمت جميع ر‬ ‫الرسائع أكله لقذارته فأحب طعامه النجاسات والجيف ‪ ،‬ويتسم‬ ‫بدمامة خلقة فال يعف يف نكاحه حت عن أمه ‪.‬‬ ‫الحكم اإللهية يف حرمة أكل لحمه‬ ‫يعيش يف خالياه وثنايا لحمه ديدان محصنة خطرة عىل اإلنسان ‪ ،‬يحتوي لحمه‬ ‫عىل نسبة عالية من الكوليسيول المسبب لذابحات القلبية وتصلب ر‬ ‫الرسايي ‪.‬‬ ‫‪-9‬حيوان صحراوي كالكنغر‬ ‫قصته ‪:‬‬ ‫اىل يقفز مثله ‪ ،‬لذنبه خصلة شعر تمكنه من تحويل اتجاهه ‪،‬‬ ‫هيئته كالكنغر األسي ي‬ ‫ر‬ ‫ح) ‪.‬‬ ‫شء ي‬ ‫ال يتناول قطرة ماء وهللا سبحانه يقول ‪ ( :‬وجعلنا من الماء كل ي‬ ‫الهضم فيأخذ األوكسجي من الهواء الذي يستنشق‬ ‫يصنع الماء بجهازه‬ ‫ي‬ ‫الت يأكلها ويصنع منهما الماء الذي يحتاجه‬ ‫والهيدروجي من الحبوب الجافة ي‬ ‫‪-10‬الكالب‬ ‫علم متعلق بالكالب تصدره ثالثة أحاديث يقول عليه الصالة والسالم‬ ‫يف بحث‬ ‫ي‬ ‫( من أتخذ كلبا إال كلب زرع أو غنم أو صيد ينقص من أجره كل يوم قياط) ‪ ،‬اخرجه‬ ‫مسلم يف الصحيح ‪.‬‬ ‫يغت عنه زرعا وال صعا ‪ ،‬نقص كل يوم من عمله قياط )‬ ‫( من اقتت كلبا ال ي‬ ‫( ما من أهل بيت يرتبطون كلبا‪ ،‬إال نقص من عملهم كل يوم قياط إال كلب صيد أو‬ ‫كلب حرث أو كلب غنم) ‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫ُ‬ ‫ثم ذكر يف البحث ستا وثالثي مرضا الكلب هو واسطة نقل الفيوس لإلنسان‬ ‫ا‬ ‫باف الحيوانات كالقطط مثَل ‪ ،‬ولتغلب عىل هذه األمراض يجب‬ ‫بنسبة أعىل من ي‬ ‫التخلص من الكالب نفسها ‪.‬‬ ‫وف ديننا الحنيف ال يجوز أن ُيقتت كلب لغي أهداف ثالثة ‪ :‬الصيد أو الحراسة‬ ‫ي‬ ‫رع الغنم ‪.‬‬ ‫أو ي‬ ‫‪-11‬العقرب واالنفجار النووي ‪.‬‬ ‫ما يتوجب عىل األنسان فعله‬ ‫باف المخلوقات بمزايا كثية منها العلم والحكمة و القوة‬ ‫مي هللا اإلنسان عن ي‬ ‫ً‬ ‫اإلدراكية وهو خليفة هللا يف األرض لعمارتها ‪ ،‬فيجب عليه أن يشتغل بما ميه‬ ‫باف المخلوقات كقوة الشم والبرص والعدو ‪.‬‬ ‫وأفرده هللا به عن ما تتفوق به ي‬ ‫غاية المقالة ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ذكر يف إحدى المقاالت أن فرنسا‪-‬قديما‪ -‬أقامت تفجيا نوويا يف صحراء الجزائر‬ ‫الغربية وبعد انتهائه وجد عقرب ر‬ ‫يمىس يف أرض االنفجار ‪ ،‬وبعد إجراء عدد من‬ ‫ي‬ ‫الدراسات ُوجد أن العقرب يستطيع البقاء بال طعام أو رشاب ثالث سنوات ‪،‬‬ ‫ويكتم أنفاسه يومي كاملي ‪ ،‬يتكيف مع األجواء المتغية ‪ ،‬ال يتأثر بالجراثيم ‪،‬‬ ‫يتحمل األشعة النووية ‪ ،‬يوجد به مصل أصفر وليس دم ‪ ،‬يعلمنا هذا أن اإلنسان‬ ‫شي ع العطب حساسا فيلتفت إىل هللا عز وجل ‪.‬‬ ‫‪-12‬تحريم الميتة والدم‬ ‫إىل محرما عىل طاعم يطعمه إال أن يكون ميتة‬ ‫أوح ي‬ ‫قال تعاىل ‪( :‬قل ال أجد يف ما ي‬ ‫أو دما مسفوحا أو لحم خيير فإنه رجس أو فسقا أهل لغي هللا به فمن اضطر غي‬ ‫باغ وال عاد فإن ربك غفور رحيم ) ‪ ،‬األنعام ‪145‬‬ ‫ً‬ ‫حرم هللا عز وجل تناول الدم لحكمة بالغة ‪ ،‬فقد أكد العلماء حديثا أنه وسطا جيدا‬ ‫لنمو الجراثيم ‪ ،‬ويحمل سموما وفضالت ومركبات ومواد ضارة مثل ‪ :‬البول‬ ‫وحمض البولة ؛ ألن أحدى وظائفه نقل الفضالت والسموم لطرحها ‪ ،‬فإذا تناول‬ ‫دماع‬ ‫اإلنسان الدم يرتفع مقدار المركبات يف الجسم وتمتص مما يؤدي إىل اعتالل‬ ‫ي‬ ‫ينته بالسبات ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وبذلك ُ‬ ‫والت لم تذبح وفق ضوابط‬ ‫المذكاة‬ ‫غي‬ ‫الذبيحة‬ ‫المسلمي‬ ‫عىل‬ ‫حرم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الرسيعة ألن الدم بكل سمومه فيها ‪ ،‬وهذا مؤذي لإلنسان وموقع يف معصية هللا ‪.‬‬ ‫األسماك ‪:‬‬ ‫‪67‬‬


‫‪-1‬الحوت األزرق‬ ‫كم وزنه وطوله وكيف يولد ؟‬ ‫والت تزيد عن مائة وخمسي ألف‬ ‫من اآليات الدالة عىل عظمة هللا الحيتان ‪ ،‬ي‬ ‫ً‬ ‫حوت ‪ ،‬ويزن مائة وثالثي طنا وطولة خمسة وثالثي ميا ‪ ،‬ويصل طوله عند‬ ‫الوالدة سبع أمتار ويزن طني ‪.‬‬ ‫حركته يف البحار‬ ‫اليد يف القطبي وتقل‬ ‫يجوب الكرة األرضية يف البحار‪ ،‬وتكسوه طبقة دهنية تتقيه ّ‬ ‫الكميات الدهنية إذا توجه نحو خط االستواء فتبارك هللا أحسن الخالقي ‪.‬‬ ‫وظيفة آيات هللا يف الكون ‪:‬‬ ‫وظيفة داللية وأخرى دنيوية ‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين) ‪،‬‬ ‫الواقعة‪73‬‬ ‫‪-2‬السمك‬ ‫أنواعه‬ ‫ورد يف القرآن إشارات إىل بعض اآليات الكونية منها السمك‬ ‫قال تعاىل ‪ ( :‬وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا) ‪ ،‬النحل ‪14‬‬ ‫جعل هللا السمك غذاء لإلنسان ‪ ،‬والعالم بحسب اإلحصاءات القديمة يستهلك‬ ‫نحو مائة مليون طن من السمك ‪ ،‬وله أنواع ال تعد وال تحىص الكبي والصغي‬ ‫والوديع ر‬ ‫والرسس والجميل والمكهرب ‪.‬‬ ‫وظيفة الزعانف؟‬ ‫أثبت العلماء أنها وسائل للدفع ‪ ،‬والتوازن‪ ،‬والتوجيه ‪ ،‬والفرملة ‪.‬‬ ‫آيات هللا يف السمك ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫بها جهازا لقياس الضغط تعرف من خالله موقعها من عمق الماء ‪ ،‬لديها القدرة‬ ‫عىل صنع الهواء يف جوفها من الطعام فتطفوا أو تطلقه فتنخفض ‪.‬‬ ‫‪ -3‬السلمون ‪:‬‬

‫‪68‬‬


‫فه تهاجر من مكان ميالدها ‪-‬ينابيع‬ ‫لسلمون سلوك عجيب ال يمكن تفسيه ‪ ،‬ي‬ ‫األطلىس كله ثم تعود لمسقط رأسها لتموت‬ ‫األنهار يف أمريكا‪ -‬لتجوب المحيط‬ ‫ي‬ ‫هناك ‪.‬‬ ‫كيف أهتدى هذا السمك يف ظلمات البحر ومن يوجهها ؟‬ ‫ر‬ ‫شء خلقه ثم هدى) ‪ ،‬طه‪. 50‬‬ ‫قال هللا تعاىل ‪ ( :‬قال ربنا الذي أعىط كل ي‬ ‫الهالم ‪:‬‬ ‫‪-4‬السمك‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫شواط فرنسا وإيطاليا واليونان ‪ ،‬وأجمع العلماء عىل عدم‬ ‫الهالم‬ ‫غزا السمك‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫لشواط ‪.‬‬ ‫وجود هدف واضح يف تحركاته وسبب غزوه‬ ‫الهالم أنواع ‪ ،‬تزيد عن األلف ‪ ،‬ليس له أعي وال آذان وال‬ ‫وذكر العلماء أن السمك‬ ‫ي‬ ‫أدمغة ‪ ،‬أجسامها شفافة و ناعمة و انسيابية عليها مجسمات سامة ‪ ،‬وتؤدي‬ ‫ّ‬ ‫لسعته إىل الموت يف غضون دقائق ‪.‬‬ ‫وإذا كان سبب الغزو مجهول عند علماء البحار فهو معلوم عند علماء التوحيد فهو‬ ‫جند من جنود هللا يسي وفق خطة دقيقة ونحو هدف واضح وضعه له خالقه‬ ‫للحد من الفساد ‪.‬‬ ‫الي والبحر بما كسبت إيدي الناس) ‪ ،‬الروم‪41‬‬ ‫قال تعاىل ‪ ( :‬ظهر الفساد يف ّ‬ ‫‪-5‬السمكة الطبيبة ‪:‬‬ ‫الهضم‬ ‫ه سمكة صغية الحجم لها منقار دقيق يصل إىل أدق الثنايا ‪ ،‬جهازها‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت تكون عىل حراشف‬ ‫يتقبل التقرحات واإلنتانات والطفيليات والفطريات ي‬ ‫األسماك الكبية ‪ ،‬وتتغذى عليها ‪ ،‬تتجه إليها األسماك للعالج والمداواة وال تأكلها‬ ‫وال تعتدي عليها وكأن بينهم ميثاق أو قانون يمنع ذلك ‪ ،‬وال عجب‬ ‫ر‬ ‫شء خلقه ثم هدى) ‪،‬‬ ‫فالذي أعلمهم ذلك هو هللا عز وجل ‪ ( :‬ربنا الذي أعىط كل ي‬ ‫طه‪50‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫ليس يف المخلوقات كلها إال ستة أنواع تولد الطاقة الكهربائية وجميع هذه االنواع‬ ‫من األسماك‪.‬‬ ‫هذه األسماك إن مسكها االنسان أصيب بصدمه كهربائية بعضها لديها القدرة‬ ‫ئ‬ ‫وتنطف ‪ ،‬وبعضها‬ ‫أضواء ‪ ،‬وإطفائها ‪ ،‬عىل جسمها مصابيح تتألق‬ ‫عىل إشعال‬ ‫ِ‬ ‫‪69‬‬


‫ا‬ ‫ا‬ ‫ً ا‬ ‫يبعث ضوء أحمرا تارة ‪ ،‬وأبيضا تارة ‪ ،‬وأزرقا تارة أخرى ‪ .‬وبعض الحيتان عىل‬ ‫الت نراها يف الطرقات ليال ‪.‬‬ ‫جسمها صف متصل من المصابيح كبعض الشاحنات ي‬ ‫ه إطفاء أضوائها اذا اقيب منها‬ ‫من وسائل الدفاع ي‬ ‫الت تتمي بها هذه االسماك ي‬ ‫العدو ‪ ،‬فتغيب عن نظره‪.‬‬

‫األسماك والتئام جروحها‬ ‫ه أقوى ما تكون ‪،‬‬ ‫مدخل ‪ :‬قال العلماء ‪ ":‬كل انسان ال يرى من هذا الكون ‪ ،‬قوة ي‬ ‫ح ‪ ،‬ولكنه ميت‪".‬‬ ‫ه أرحم ما تكون ‪ ،‬هو انسان ي‬ ‫ه أعلم ما تكون ‪ ،‬رحيمة ي‬ ‫عليمة ي‬ ‫هل يخلوا مكان من الحرب ؟ هل يوجد حروب يف أعماق البحار أم عىل سطحه‬ ‫فقط ؟ ماذا عن حرب البحار !‬ ‫اثناء خوض المعركة بي المخلوقات البحرية يحاول كل من الطرفي النجاة‬ ‫ر‬ ‫ننته المعركة بفرار احد‬ ‫كالبرس ومن الممكن ايضا ان‬ ‫والحفاظ عىل روحه تماما‬ ‫ي‬ ‫الطرفي يأخذنا ذلك اىل تساؤل حول كيفية التئام الجروح بعد االنتهاء من المعركة‬ ‫‪ .‬هل يوجد أطباء غي ر‬ ‫البرس؟‬ ‫ُ‬ ‫شف جراح المصابي ؟ هل للماء المالح دور يف التئام جروحهم ؟‬ ‫كيف ت ي‬ ‫قياش وقصي‬ ‫يف البداية هناك حقيقة حول شعة التئام جروح األسماك بوقت‬ ‫ي‬ ‫جدا مقارنة باإلنسان ؛ والسبب وراء ذلك ال يعود إىل ملوحة المياه البته وانما‬ ‫نتيجة تواجد كيمياء عجيبة بي االسماك ذات النوع الواحد ؛ وذلك يعود إىل‬ ‫حقيقة أن السمك اذا ما ُجرح يلجأ إىل أسماك من نوعه ‪ ،‬يتناوب بعضهم خلف‬ ‫تأن‬ ‫بعض ‪ ،‬عىل االلتصاق بأماكن الجروح ‪ ،‬أسماك تلتصق مع السمكة الجريحة ‪ ،‬ي‬ ‫األوىل ‪ ،‬والثانية ‪ ،‬والثالثة ‪ ،‬إىل أن يلتئم الجرح ‪.‬‬ ‫لكن ما الرس العجيب يف ذلك ؟ هل هناك مواد عالجية يف األسماك ؟‬ ‫اكتشف العلماء أن األسماك تفرز مواد حي تلتصق بأخواتها الجرح وهذه المواد ‪:‬‬ ‫سامة ‪ ،‬وضارة ظاهرا ‪ ،‬وبعضها متخصص بتخثي الدم ‪ ،‬وبعضها يعي عىل انقباض‬ ‫ُ‬ ‫الجلد والعضالت ‪ ،‬وف بعضها مادة الصقه ‪ .‬إذا ُي ر‬ ‫خي الدم أوال ‪ ،‬فتشد العضالت‬ ‫ي‬ ‫لتنه الجرح ‪.‬‬ ‫تأن المادة الالصقة‬ ‫ي‬ ‫والجلد ثانيا ‪ ،‬وأخيا ي‬ ‫معلومة‪ :‬تم اجراء تجربة من هذه المواد عىل جلد االنسان وكانت النتيجة جيدة‬ ‫حيث استغرق التئام جرح االنسان ثالث ايام بدال من ر‬ ‫عرسة أيام ‪ ،‬بدون اعراض‬ ‫جانبية‪.‬‬ ‫‪70‬‬


‫سبحان هللا ‪ .‬علم ما بعده علم ‪ ،‬قدرة ما بعدها قدرة‪،‬‬

‫أسماك البحر الكهربائية‬ ‫"مخلوقات هللا عز وجل دالة عىل عظمته ‪ ،‬دالة عىل قدرته ‪ ،‬دالة عىل علمه ‪،‬‬ ‫خيته‪.‬‬ ‫دالة عىل ّ‬ ‫وماه طبيعتها ؟‬ ‫ماه هذه األسماك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ه أسماك تولد تيارات كهربائية تزيد شدتها عن ‪ 220‬فولت وبعض منها يتولد من‬ ‫ي‬ ‫جنبيها ما يزيد عن ‪ 600‬فولت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الت خضعت لها هذه االسماك تم التعرف عىل طبيعتها من‬ ‫من خالل التجارب ي‬ ‫خالل‪:‬‬ ‫ كيف تولد األسماك الطاقة الكهربائية ؟‬‫كيف تتم العملية ؟‬‫مدى قوة هذه الطاقة ؟‬‫وه بمثابه الخاليا الكهربائية‬ ‫يوجد عىل جوانب هذه األسماك مواسي سداسية ي‬ ‫تتولد عن طريق الطاقة الكيميائية هذا بالنسبة للتساؤل األول ‪ ،‬بحيث انه اذا صدر‬ ‫أمر من دماغ السمكة تتفرغ شحناتها دفعة واحدة باتجاه العدو ‪ ،‬ألن يف السمكة‬ ‫الواحدة ما يزيد عن ‪ 400‬خليه كهربائية مرتبطة مع بعضها البعض بالتسلسل ‪ .‬أما‬ ‫عن التساؤل االخي‪ ،‬لو أن سمكة أرسلت لسابح هذه الصاعقة ‪ ،‬تميته فورا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫سبحان من قال ‪:‬‬ ‫فاق َو ِ يف أنف ِس ِه إم)‪.‬‬ ‫األ‬ ‫(سيي ِهم َآي ِاتنا ِ يف‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫الكهربان ‪:‬‬ ‫ثعبان الماء‬ ‫ي‬ ‫اليازيل يف حوض نهر األمازون حيث تتواجد المياه العذبة تعيش وحوش مائية‬ ‫يف ّ‬ ‫غريبة لها ثالث ازواج من المولدات الكهربائية تؤدي عمل بطاريات السيارات ‪،‬‬ ‫كف لتودع بحياة انسان إىل التهلكة ‪ .‬هذا‬ ‫مشحونة بكهرباء غريبة قوية جدا ت ي‬ ‫ئ‬ ‫كهربان حيث يصل إىل ‪ 500‬فولت‪.‬‬ ‫يعىط أقوى تيار‬ ‫التعبان‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يتحكم هذا الثعبان بشده التيار من حيث تحكمه بأعدائه تحكما عجيبا حيث‪:‬‬ ‫يرسل مولدا من اضعف مولداته ‪ ،‬اذا أراد أن يهدد حيوانا ما باالبتعاد عنه‬ ‫‪71‬‬


‫اذا أراد تحديد موقع حيوان عدو ‪ ،‬حيث يرجع التيار منعكسا عىل الحيوان‬ ‫يرسل مولدا قويا‬ ‫إذا أراد أن يقتل عدوه‪.‬‬

‫خاتمة‬ ‫سخر هللا سبحانه وتعاىل هذه االسماك لإلنسان للتفكر يف عظمته وبديع صنعه ‪،‬‬ ‫ليتفكر االنسان ويبدع وينتج ويصنع اشياء مشابهه لصنعه سبحانه وهناك ما يمي‬ ‫خلق هللا عن صنع االنسان يف هذا الموضوع أن توليد الضوء عن طريق استهالك‬ ‫ُ‬ ‫الطاقة يستهلك جزءا كبيا منها فيشع حرارة تمثل طاقة مهدورة ‪ ،‬بخالف األسماك‬ ‫الت تصدر هذه الطاقات بدون أن يسخن جسمها إطالقا ألنه ال وجود لطاقات‬ ‫ي‬ ‫مهدورة‪.‬‬

‫الطيور ‪:‬‬ ‫من بديع صنع الخالق أن زود الطيور بمميات فريدة خاصة بها تحتاجها عند‬ ‫الت تعيقها الماء حيث انها‬ ‫الطيان ومن ابرزها قوة البرص ومن ابرز الصفات ي‬ ‫تتسبب يف عدم قدرتها عىل الطيان‪.‬‬ ‫لنتحدث عن بعض الطيور وأولها ‪ :‬صقر البحر‬ ‫هذا الطائر يقطع مسافة ‪ 19000‬كيلو ميا هربا من بردا الشتاء إىل الدفء وله ريش‬ ‫ً‬ ‫خاص يغوص به داخل الماء ليأكل زادة حيث انه ال يحمل زادا ؛ فال يتأثر ريشه‬ ‫الخاص بالماء مما يمكنه من الطيان بسهولة عند تعرضه للماء ‪ .‬وهذا يسهل له‬ ‫عملية اصطياد صيد أي طي آخر‪.‬‬ ‫أما عن خطاف البحر فهو نوع آخر من الطيور يقطع مسافة ‪ 32000‬كيلو ميا‬ ‫ليهاجر من المناطق المتجمدة شماال إىل المناطق المتجمدة جنوبا‪.‬‬ ‫ىى‬ ‫ى َّ‬ ‫الت أشارت إىل موضوع الطيور يف كتابنا العزيز ‪ ( :‬أل إم َي َر إوا ِإىل الط إ ِي‬ ‫بعض اآليات ي‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َ إ ُإ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ َّ َ َ ُ إ ُ َّ‬ ‫ات ِلقو ٍم يؤ ِمنون)‬ ‫ات ِ يف جو السما ِء ما يم ِسكهن ِإًل اَّلل ۗ ِإن ِ يف ذ َٰ ِلك آلي ٍ‬ ‫مسخ َر ٍ‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫ى َ ى إ َ َ إ ى َّ‬ ‫ٱلط إي َف إو َق ُه إم َص َٰٓ َّف َٰ ٍت َو َي إقب إض َن ۚ َما ُي إم ِس ُك ُه َّن إ ًَّل َّ‬ ‫ٱلر إح َم َٰ ُن ۚ ِإنهۥ ِبك ِل‬ ‫(أولم يروا ِإىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رَ إ‬ ‫ش ٍۭ​ٍء َب ِص ٌي‪).‬‬

‫‪72‬‬


‫هناك طائر إن دققنا يف بنيته نرى شيئا يأخذ األلباب ‪ ،‬من صفاته ‪ :‬منقار قوي‬ ‫مقاوم للضغط ومتي يقاوم قوى الشد أي انه يمكن استبداله بآلة خرق الخشب ‪،‬‬ ‫يتمي بعضالت قوية شديدة واستناد قويا مخمد للرصبات واالهيازات ‪ ،‬وهبه هللا‬ ‫صفات كثية تمكنه من خرم أقوى وأقىس شجرة يف الكون ومن خالل نقره للشجرة‬ ‫ر‬ ‫الحرسات‬ ‫ليكون مصدر غذائه الدود المتواجد يف لبها وهذا ينقذ الشجرة من آذى‬ ‫‪ ،‬يصطاد ر‬ ‫حرساته عن طريق لسانه الذي يحتوى عىل مادة لزجة ‪ ،‬سبحانه من‬ ‫ى‬ ‫ُ إ َ َّ‬ ‫اَّلل َّال ِذي أ إت َق َن ُك َّل رَ إ‬ ‫ش ٍء)‪.‬‬ ‫اتقن صنعه وصدق قوله حي قال ‪( :‬صنع ِ‬ ‫ي‬ ‫الييد الجوي؟‬ ‫ماذا عن ّ‬ ‫أو باألحرى الحمام الزاجل !‬ ‫الذك ذو غريزة قوية تهديه إىل هدفه بصورة حيت العلماء و قدرة‬ ‫الحمام األليف ي‬ ‫فائقة عىل الطيان ‪ .‬هذا الطائر الذي يلد باستمرار هو هبه وهبها هللا سبحانه‬ ‫وتعاىل ألصحاب ذلك الزمان‪.‬‬ ‫الت تقطعها الطيور عند هجرتها ؟ وكيف تعرف زمن هجرتها ؟ هل‬ ‫ما المسافات ي‬ ‫تحمل زادا معها يعينها عىل المشقة ؟‬ ‫أما عن المسافات فإن أطول مسافة قطعتها الطيور يف أطول رحلة لها بمقدار‬ ‫الشماىل إىل جنوب أفريقيا ‪ ،‬وتياوح شعة‬ ‫‪ 22000‬كيلو ميا من منطقة المتجمد‬ ‫ي‬ ‫الطيور من طي آلخر ‪.‬‬ ‫تهاجر الطيور يف الوقت ذاته سنويا ‪ ،‬كيف تعرف آوان الهجرة هل هناك من‬ ‫يخيها أم لديهم ما يشي إليهم؟ نعم يوجد ساعة زمنية يف رأس كل طي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومما يلفت النظر أن الطيور تخزن الدهون يف جسمها استعدادا للسفر ليكون زادا‬ ‫لها يف رحلتها الشاقة‪.‬‬ ‫السؤال الذي حي العلماء وفشلت جميع تجارب هم بخصوصه هو‪:‬‬ ‫ما الذي يهدي الطيور إىل أهدافها ؟ من يرشدها ؟‬ ‫البد وأنه الخالق سبحانه حيث قال ‪َ :‬‬ ‫(ما ُي إم ِس ُك ُه َّن إ ًَّل َّ‬ ‫ٱلر إح َم َٰ ُن)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫القطع عىل ذلك أن الطيور منذ والدتها وبدون أي تعليم من طي كبي‬ ‫والدليل‬ ‫ي‬ ‫تسي يف‬ ‫ر‬ ‫شء خلقة ثم هدى ‪.‬‬ ‫الطريق الصحيح فسبحانه الذي أعىط كل ي‬ ‫‪73‬‬


‫ر‬ ‫الحرسات ‪:‬‬ ‫ينبع أن نعطله‪..‬‬ ‫"هذا الفكر ال ي‬ ‫ينبع أن نسخره ألهداف بسيطة ‪،‬‬ ‫ال ي‬ ‫صغية ‪ ،‬قميئة ‪ ،‬ساذجة ‪ ،‬سخيفة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫إنه خلق ليعرف هللا به‪..‬‬ ‫رشفة بمعرفة هللا‪.. ".‬‬ ‫َ إَ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ات ل ْل ُموقن َ‬ ‫األ إ‬ ‫ي)‬ ‫آي‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫قال تعاىل ‪ ( :‬و ِ يف‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫دودة القز ( ملكة األنسجة بال منازع)‪.‬‬ ‫الت إذا ما المس لعابها الهواء تجمد منتجا خيطا حريريا ذو لمعان لؤلؤي‬ ‫الدودة ي‬ ‫نتيجة مادة بروتينيه مصاحبة للعاب ‪ ،‬لديها القدرة عىل نسج ‪ 6‬بوصات يف‬ ‫الدقيقة الواحدة ‪ ،‬لم يستطع أي ر‬ ‫برسي أن يقلد خيطها‪.‬‬ ‫إذا ما الذي يمي خيطها ؟‬ ‫طول خيطها ‪ 300‬مي مستمر ‪ ،‬وكل ‪ 360‬رشنقة مرصوبة يف ‪ 300‬مي تساوي‬ ‫قميصا حريريا واحدا‪.‬‬ ‫الحقيقة الصادمة‪:‬‬ ‫أن خيطها ذا وزن خفيف أمي من الفوالذ ‪ ،‬أي انه من الممكن سحب الفوالذ‬ ‫بقطر خيط الحرير‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الحرسات بالهندسة؟ ماذا عن بيت العنكبوت !‬ ‫هل تهتم‬ ‫هل هناك عالقه بي بيت العنكبوت والشمس؟‬ ‫ى َ‬ ‫بناء بيت العنكبوت هو من اختصاص ر‬ ‫االنت والدليل قوله تعاىل ‪ ( :‬ك َمث ِل‬ ‫َّ َ َ إ ً‬ ‫ْال َع إن ىك ُ‬ ‫وت اتخذت َب إيتا) ‪ ،‬تنسج نوعي من الخيوط أحدها متي جاف لبناء البيت‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫واآلخر لي لزج الصطياد الحرسات ‪ ،‬تتم بناء بيتها عىل شكل أشعة الشمس بطريقة‬ ‫هندسية حديثة حيث هنالك مركز وخطوط شعاعية تثبت يف أطراف الجدر‬ ‫منطلقة من المركز ‪ ،‬وخطوط دائرية تحافظ عىل المسافات بي الخطوط‬ ‫اإلشعاعية‪.‬‬ ‫‪74‬‬


‫حقائق عن العنكبوت من كلية العلوم يف جامعة القاهرة‪:‬‬

‫ُ‬ ‫أن ر‬ ‫انت العنكبوت بعد غزلها للبيت ترغب الذكر بالدخول اليه بعد أن تسمعه بعد‬ ‫األلحان و قيامها بحركات مغرية ‪ ،‬ثم بعد تلقيحها تقوم بافياسه ‪ ،‬ويأكل أوالدها‬ ‫وف النهاية تقوم بأكلهم ‪ .‬ويشي إىل أن المقصود يف اآلية الكريمة‬ ‫بعضهم البعض ي‬ ‫بأوهن البيوت ‪ ،‬هو ضعف العالقة الداخلية وليست البنية الخارجية للبيت‪.‬‬ ‫ر‬ ‫شء له آية تدل عىل أنه واحد‪".‬‬ ‫"سبحانه الذي يف كل ي‬ ‫النحل ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫أشار إليها هللا يف كتابه العزيز بأنها مؤنثه عند قوله ( َّات ِخ ِذي) ‪ ،‬قال تعاىل ‪(َ :‬وأ إو َ َٰ‬ ‫ح‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُّ َ ى َّ‬ ‫الن إحل ىأن َّاتخذي م َن ْالج َ‬ ‫ال ُب ُيوتا َو ِم َن الش َج ِر َو ِم َّما َي إع ِرشون )‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ربك ِإىل‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫الت تستطيع‪:‬‬ ‫ممياتها ‪ :‬أنها الحرسة الوحيدة ي‬ ‫تخزين رحيق األزهار‬ ‫بناء خالياها‬ ‫تصنيع الشمع والعسل‬ ‫تلقيح األزهار‬ ‫تكي بقية الناحالت حجما‪.‬‬ ‫يوجد ملكة ّ‬ ‫حقائق حولها ‪:‬‬ ‫أن الكثي من النباتات ال تثمر إذا ما تدخل النحل‪..‬‬ ‫شعتها تقارب شعة السيارة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ثلت وزنها‪.‬‬ ‫حمولتها لرحيق األزهار يعادل ي‬ ‫تضع الملكة ما يعادل ‪ 1000‬إىل ‪ 2000‬بيضه يوميا‪.‬‬ ‫تضع الملكات ثالث أصناف ‪ :‬ملكات ‪ ،‬واالناث ‪ ،‬والذكور ‪ ،‬كل منهم يف مكان ‪،‬‬ ‫سبحان الخالق وكأنها تعلم نوع المولود قبل وضعه‪.‬‬ ‫عند موت الملكة تضطرب الخلية‪.‬‬ ‫كيف تحافظ عىل وقتها ؟‬

‫‪75‬‬


‫لجت ما‬ ‫إذا كان موسم األزهار غزيرا ‪،‬‬ ‫تعىط حمولتها لنحلة أخرى عائدة مرسعة ي‬ ‫ي‬ ‫تبف من رحيق األزهار‪.‬‬ ‫إذا كان موسم األزهار قليال ‪ ،‬تدخل بحمولتها وتضعها يف مكانها المناسب داخل‬ ‫الخلية ‪.‬‬ ‫ما وظيفة ذكر النحلة ؟‬ ‫تلقيح الملكات‬ ‫وظيفة ر‬ ‫االنت ؟‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫وظيفة الملكة؟‬ ‫الوالدة‪.‬‬ ‫العسل ‪ " :‬صيدلية مجمعة يف رشاب‪".‬‬ ‫فوائده‪:‬‬ ‫يحتوي عىل أنزيمات نشطة‪.‬‬ ‫فيتامينات‬ ‫معادن‬ ‫‪ 12‬نوع من السكريات‬ ‫حقائق ‪:‬‬ ‫شفاء للناس‪.‬‬ ‫تسخينه سبب يف تلفه‪.‬‬ ‫الحقيف المأخوذ من‬ ‫كل أجهزة الجسم من دون استثناء تتأثر ايجابيا بالعسل‬ ‫ي‬ ‫رحيق األزهار‪.‬‬

‫تكليف )‪:‬‬ ‫تكويت ال‬ ‫النمل ( تعاون بأمر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حقائق ‪:‬‬ ‫يف التعاون تعد المعلم األول لإلنسان‪.‬‬ ‫‪76‬‬


‫اجتماعية ‪ ،‬تموت إذا عزلت عن أخواتها ولو توفرت لها جميع سبل العيش‪.‬‬ ‫ر‬ ‫كالبرس ‪ :‬حياة مستقرة ‪ ،‬حياة اليحال كالبدو‪.‬‬ ‫تحيا حياة‬ ‫تكسب رزقها بجد وتعب وبعضها بالغدر والسيطرة‪.‬‬ ‫كريمة ولديها ما نسميه يف مجتمعنا باإلنسانية ‪ ،‬اذا التقت بنمله جائعة تطعمها‬ ‫الهضم عىل جهاز ضخ‪.‬‬ ‫من جسمها حيث يحتوى جهازها‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الحرسات‬ ‫من أذك‬ ‫ترى بموجات ضوئية ال يراها ر‬ ‫البرس‪.‬‬ ‫ال تستطيع نمله دخول وكرها إال إذا بينت كلمة الرس‪.‬‬ ‫حقيقة صادمة ‪ :‬لها جهاز هضم فيه فم ومري ومعدة وأمعاء وجهاز مص وضخ‪.‬‬ ‫مهمة كل نمله‪:‬‬ ‫بكي حجمها ‪ ،‬مهمتها وضع البيض وإعطاء التوجيهات ولها مكان‬ ‫الملكة ‪ :‬تتمي ّ‬ ‫أمي يف مساكن النمل وتكون عىل اتصال دائم بكل أفراد المملكة‪.‬‬ ‫العامالت ‪ :‬تربية الصغار ‪ ،‬ومنها عساكر لها حجم كبي ورأس صلب مهمتها حراسة‬ ‫الملكة وحفظ األمن ورد العدوان ‪ ،‬ومنها من يقوم بتنظيف المسكن والممرات ‪،‬‬ ‫ومنها مختص بسحب جثث المون من المساكن ودفنها يف األرض ‪ ،‬وبعضا‬ ‫مختص باالستياد ‪ ،‬وآخر بالزراعة ‪ ،‬اليبية ‪ ،‬جنود حرب ‪ ،‬عمال لشق الطرق‬ ‫إَ‬ ‫َ‬ ‫األ إرض َو ًَل َطائر َيط ُي ب َج َن َ‬ ‫اح إي ِه‬ ‫وحفر االنفاق ‪ ،‬سبحانه من قال ‪َ ( :‬و َما ِم إن د َّاب ٍة ِ يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ ر‬ ‫ُ ى‬ ‫شء ۚ ُث َّم إ ىل َٰ َ ِ‬ ‫يب ه إم ُي إح ر ُ‬ ‫إ ًَّل أ َم ٌم أ إم َث ُال ُك إم ۚ َما َف َّر إط َنا ف ْال ِك َتاب ِم إن رَ إ‬ ‫رسون)‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫وظائفها‪:‬‬ ‫التواصل‬ ‫االنذار ‪ :‬اذا سحقت نملة تصدر منها رائحة تصل لبقيه النمل تحذيرا لهم‪.‬‬ ‫ما الفرق بي البعوضة والذبابة ؟‬ ‫َ ا َ‬ ‫َ ا‬ ‫‪ َ َ َ َّ :‬إ َ إ إ ى إ َ إ‬ ‫رص َب َمثال َما َب ُع إوضة ف َما‬ ‫البعوضة ‪ :‬قال هللا تعاىل فيها ( ِإن هللا ال يستح ِ يت أن ي ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ف إوق َها )‪.‬‬ ‫‪ َ :‬ى ُّ َ َّ‬ ‫اس َتم ُعوا ىل ُه ۚ إ َّن َّالذ َ‬ ‫اس ُص َب َم َث ٌل َف إ‬ ‫الن ُ‬ ‫ين‬ ‫الذبابة ‪ :‬قال سبحانه وتعاىل فيها ( يا أيها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ى إ َ إ ُ ُ ُ َ ً َ ى إ َ َ ُ ى ُ ِ َ إ َ إ ُ إ ُ ُ ُّ َ ُ ِ َ إ ً َ‬ ‫َإ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫اَّلل لن يخلقوا ذبابا ول ِو اجتمعوا له ۖ و ِإن يسلبهم الذباب شيئا ًل‬ ‫تدعون ِم إن د‬ ‫ون ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ إ َ إ ُ ُ إ ُ َ ُ َ َّ‬ ‫الطال ُب َو ْال َم إط ُل ُ‬ ‫وب)‪.‬‬ ‫يستن ِقذوه ِمنه ۚ ضعف‬ ‫ِ‬ ‫‪77‬‬


‫صفات البعوضة‪:‬‬ ‫لها طني ناتج عن خفقان اجنحتها‪.‬‬ ‫لها ثالث قلوب ‪ :‬قلب مركزي ‪ ،‬قلب لكل جناح‪.‬‬ ‫يف ارجلها محاجم و مخالب ‪ ،‬محاجم ‪ :‬اذا وقفت عىل سطح أملس تستخدمها‬ ‫عىل سطح خشن‪.‬‬ ‫و مخالب ‪ :‬تستخدمها اذا وقفت ي‬ ‫صفات الذبابة‪:‬‬ ‫تستطيع أن تسقط إىل السقف وهذا يميها بشده‪.‬‬ ‫أحد جناحيها دواء واآلخر داء‪.‬‬ ‫تستطيع أن تنتقل فجأة إىل زاوية قائمة‪.‬‬ ‫حقائق عن البعوضة‪:‬‬ ‫تشبه جهاز رادار حيث بإمكانها االتجاه نحو شخص نائم يف ظلمة الليل دون أن‬ ‫ئ‬ ‫تخىط الهدف‪.‬‬ ‫لديها جهاز تحليل الدم‪.‬‬ ‫لديها جهازا لتمييع الدم ؛ بسبب لزوجه الدم‪.‬‬ ‫تملك جهازا لتخدير االنسان عندما تقف عىل جلده‪.‬‬ ‫حقائق عن الذبابة ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫يقىص عليها‪.‬‬ ‫شء‬ ‫تصنع لنفسها مضادا يكسبها مناعة ضد أي ي‬ ‫ي‬ ‫اليد‪.‬‬ ‫اليد ‪ ،‬ينجب جيال يقاوم ّ‬ ‫إذا مات يف ّ‬ ‫لديها آالف العدسات المرصوصة بجانب بعضها البعض‪.‬‬ ‫تسي برسعات فائقة بالنسبة لحجمها‪.‬‬ ‫شيعة التنقل‬ ‫لديها مادة ترياقيه مضادة للجراثيم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الجراد ‪ :‬لها أشاب ‪ ،‬وصفها الكاتب أنها جند من جنود هللا مستشهدا بقوله تعاىل‬ ‫ى‬ ‫ُ َ َ َّ ُ‬ ‫‪َ ( :‬و َما َي إعل ُم ُجنود َ ِربك ِإًل ه َو ) ‪ .‬ويحث القارئ بالزكاة كوسيلة لدفع بالء الجراد‬ ‫عنا ‪ ،‬حيث قال ‪ :‬انها ابتالء من هللا مثل مرض االيدز‪.‬‬ ‫‪78‬‬


‫الت يأكلها الجراد يف‬ ‫كما نقل عن بعض أقوال العلماء بقولهم ‪ :‬أن كمية الطعام ي‬ ‫اليوم الواحد تعادل وزنها ‪ ،‬بحيث انه ال يدع شيئا ال من أوراق األشجار ‪ ،‬وال من‬ ‫ثمارها ‪ ،‬وال من لحائها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الحرسات‪:‬‬ ‫قرون االستشعار يف‬ ‫تقوم الكائنات الحية بمهام يعجز عنها االنسان من خالل استخدامها (قرون‬ ‫االستشعار) ‪ .‬لدى بعضها قرون استشعار فيها‪:‬‬ ‫فتبت حركتها وفقا للمستقبالت‬ ‫مستقبالت كيميائية ‪ :‬تستقبل الروائح والعطور ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الت أتتها ‪ ،‬مثال عىل ذلك ‪ :‬بعضها يأن ً‬ ‫فورا بمجرد وجود مادة حلوة أو لوجود‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫حيوان ميت انترست رائحته‪.‬‬ ‫مستقبالت ميكانيكية ‪ :‬تسمع بها األصوات ‪ ،‬وتحس بها حركة الرياح‪.‬‬ ‫مستقبالت تتحسس باألشعة تحت الحمراء عىل سبيل المثال ‪ :‬لو أن شخصي‬ ‫ينامان عىل فراش وأحدهما مصاب بالحم ستتعرف عليه البعوضة ر‬ ‫مباشة ‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪79‬‬


‫يف الختام‬ ‫ً‬ ‫قد تكون وجدت ضالتك يف هذا الكتاب‪ ،‬فكرة كانت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫معلومة قد رسقت لب قلبك‪ ،‬وربما اقتبست منه‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عب‬ ‫النور‬ ‫هذا‬ ‫اآلخرين‬ ‫شارك‬ ‫ت‬ ‫فهل‬ ‫بك‪،‬‬ ‫يشع‬ ‫ا‬ ‫نور‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ضء جميعا؟‬ ‫حسابنا فن ي‬

‫‪ -‬وديان سعد‪.‬‬

‫‪80‬‬


81


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.