رقعة شفافة

Page 1

HAN AD I M UHM M ED





‫”‬

‫اﻗﺘﺒﺎس‬

‫"إن اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻋﺎﻗﻼً ﰲ ﻛﻞ ﺣني ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً"‬

‫ﻛﺘﺎب ‪ :‬ﺧﻮارق اﻟﻼﺷﻌﻮر‬ ‫إﻋﺪاد ‪ :‬ﺷﺬى ﺣﻠﻮي‬


‫رﻗﻌﺔ ﺷﻔﺎﻓﺔ‬

‫ﻛﺎﺗﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎل‪ :‬ﻧﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻲ‬


‫مممم أفكار بني من رفضوا التجديد وفضلوا البقاء وتولد اخرى يف أرض طيبة ُسنت فيها سن ًة حسنة ‪ ،‬يعيش‬ ‫يف هذه األرض من أتعبه األمل والحزن ومن يثمل فر ًحا كل يوم ‪ ،‬هناك من يشعر بالغربة يف وطنه ومن صنع‬ ‫قليال لنجد أن البرش يتغريون واألماكن تتعرى‬ ‫وطنه يف الغربة ‪ ،‬يف كَ ْم االحداث وزحام املشاعر نعود بالزمن ً‬ ‫واألزمنة تتواىل فيصعد قوم عىل أكتاف آخرين ويحدث العكس تارة ‪ ،‬ولكن الكلمة ظلت ثابتة مبعناها و‬ ‫مستقرة مبضمونها ‪.‬‬ ‫للكلمة طاقة والرسول صىل الله عليه وسلم اهتم بالكلمة وانتقاها عىل املنابر ويف ميادين الحياة لتحمل هذا‬ ‫الدين الحق يف أكمل صورة فأصبح هذا نهج أصحابه رضوان الله عليهم ‪ ،‬ق َّدر صىل الله عليه وسلم الشعراء‬ ‫والخطباء فكان هذا خري دليل عىل قوة الكلمة وأهميتها ‪ ،‬يف الحرب تَبني الكلمة القوية الخطط والجيوش‬ ‫الصامدة ويف السلم تُغنى الكلمة الرقيقة فتطرب ‪ ،‬ويف عهدنا هذا تعددت طرق نرش الكلمة فأصبح من ال يؤثر‬ ‫مؤث ًرا من خالل الكلمة املخادعة ‪ ،‬ففي االعالم والصحافة واملواقع املتنوعة الكثرية تُستخدم الكلامت ُلرتوى‬ ‫كل بتوجهه وليس مبصداقيه ‪ ،‬ثم يخاطبون بها العقول فتجدهم يستخدمون الكلمة‬ ‫الوقائع بطرق متضادة ٌ‬ ‫كرقعة شفافة يخفون خلفها سوء أفكارهم ويف ظل تنوع العقول تجد من يعلو فوق هذه الرقع الشفافة‬

‫ﻛﺎﺗﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎل‪ :‬ﻧﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻲ‬


‫لريى بوضوح أهدافها امللتوية وتجد من ترك الوعي جان ًبا واعتقد ان تلك الكلامت املبتذلة حقيقة ومنطق ‪،‬‬ ‫فتمر عليه األهداف وهو مستسلم أمامها ينجرف مع تيارها ‪ ،‬وهنا يجب أن أقف ‪.‬‬ ‫أقف كإبنه أوالً تخاف كث ًريا أن ينخدع هذا املجتمع بهذه الرقع الشفافة ألنها كلامت وللكلمة سحر وقوة ‪،‬‬ ‫أقف ألهاجم بغضاء القول الذين نراهم عىل قنوات استئجرت ألهداف معهودة والذين نقرأهم عىل أوراق‬ ‫تفوح رائحة الباطل الننت منها ‪ ،‬أقف ألكتب رافضة أن يستخدم البهلوان املخادع هذه الكلامت ليخفي‬ ‫أسفلها نواياه ‪ ،‬ثم يتنقل بخفة يف املجتمعات ليجذب إىل عرضه الباهت عقول عصف الدهر عليها وسلمت‬ ‫مربطها لآلخرين ‪ ،‬انه يستغل الكلمة فيوقف الفرد عن العيش مجا ًزا حينام يُوقفه بحثه عن الحقيقة وعىل‬ ‫إثره يتوقف عمل العقل الطبيعي ويصبح مجرد مستقبل للحقائق املراد منه تصديقها وهذا ِ‬ ‫مناف متاما لقول‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وب يَ ْع ِقلُو َن ِب َها أَ ْو آ َذا ٌن يَ ْس َم ُعو َن ِب َها فَإنَّ َها ال تَ ْع َمى‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ُو‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫وا‬ ‫ري‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫العليم الحكيم ) أ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الص ُدور( الحج‪46 :‬‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫األ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وب الَّ ِتي ِيف ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اوال وهو مصطلح يعرب عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة ادراك وعىل تواصل‬ ‫أولئك استغلوا الوعي ً‬ ‫مبارش مع محيطه عن طريق منافذ الوعي وهي الحواس الخمسة ‪ ،‬الوعي هو األهم ألنه محرك الوصول‬ ‫لحقيقة الدين والوطن والكثري الكثري ‪ ،‬بالرغم من ذلك نراهم صنعوا الدوائر وطرزوا الكلامت السوداء‬

‫ﻛﺎﺗﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎل‪ :‬ﻧﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻲ‬


‫ليجمعوا يف دوائرهم املغلظة العقول ثم يسجنونها يف هذه الدوائر ليخدموا بها أهدافهم ‪ ،‬تجرأوا أكرث و جعلوا حدود‬ ‫دوائرهم أكرث غلظة مستعينني بالرقع الشفافة التي ال متثل ال العقل وال الدين ليتهموا بعدها كل من ابتعد عن حدودهم‬ ‫بالكفر أو الخيانة أو الجهل مستهينني مبعاين املسميات التي يرتاشقونها بخفة ضد بعض ‪ ،‬واذا التفتنا لهم يف الدين لقد‬ ‫رص لإلسالم ومن الظلم سنة‬ ‫استخدموا ذات الرقع فجعلوا من اإلرهاب جها ًدا يف سبيل أهدافهم ‪ ،‬ومن القتل غد ًرا ن ٌ‬ ‫أيضا وقد وجدوا فيه ما يجعلهم يكرثون‬ ‫للبرشية ‪ ،‬أولئك حطموا أوتار حياتنا عىل منصات هشة دين ًيا ‪ ،‬نجدهم يف الوطن ً‬ ‫الرقع ‪ ،‬فاستحدثوا الكلامت واملسميات ليقسموا أبنائه إىل فئات تتحارب من ال يشء وإىل ال يشء ‪ ،‬تالعبوا باملصطلح الذي‬ ‫يحمل اسمى املعاين فجعلوا من مصطلح "الوطن" وطن املؤسسة بينام هو وطن الفرد ‪ ،‬أال يعون أن املؤسسات ال تقوم إال‬ ‫‪ ! .‬باألفراد ! أال يرون أن الوطن يحتاج ألصوات واضحة ال مرتبكة ألصوات عقالء يدافعون عن الوطن بالعقل قبل كل يشء‬ ‫سيظل الوعي هو الحل والوصول إليه ميكن أن يحصل وبطرق مختلفة ‪ ،‬األمر يحتاج للرغبة ثم املحاولة وستجد الطرق‬ ‫تؤدي اليه ‪ ،‬تأملوا اكرث يف القرآن ويف الكون ‪ ،‬اندفعوا للمعرفة وللقراءة و للتجارب الجديدة ‪ ،‬قاتلوا الجهل بالعلم ‪،‬‬ ‫ولنحارب بالكلمة الحديدية يف معركة البناء لنحقق بها اهدافنا ولنصعد باألفراد لألعىل لريوا بوضوح ماذا يوجد تحت تلك‬ ‫الرقع ‪ ،‬فيتعرى أمامهم كل من نوى السوء بنا ‪ ،‬سنجد أنفسنا بعد ذلك خارج الدوائر املغلظة لنجعلها نقطة ال ترى يف‬ ‫محيط يضج باملفكرين واملثقفني و يف مجتمع يَعي ما يَحدث ويُحدث ما يعي ‪.‬‬

‫ﻛﺎﺗﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎل‪ :‬ﻧﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻲ‬












‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‬

‫قد انتهت رحلتنا لهذا األسبوع‬ ‫كن بإنتظارنا األسبوع القادم‬ ‫وشاركنا رأيك عن طريق هاشتاق ‪#‬مجلة_روافد‬ ‫‪Twitter: rawafed_k‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.