٩
١
الـــنـــبـــيـــذة :روايـــة :إنعام كجه جي تـألـيـف مـنـشـورات :دار الكتاب عدد الصفحات 340 : ســنــة الـنـشـر 2017 : ISBN: 978-9953-11-135-3 مـــراجـــعـــة :ريـمـون شـ ُّكـوري
6
إن &&ي أُرج &&ح أن ي &&كتشف َم& & ْن ق &&رأ أو ي &&قرء ال &&رواي &&ات ال &&ثالث األُول ل &&لمؤل &&فة إن &&عام ك&جه ج&ي ،امل&هاج&رة ال&ى ف&رن&سا م&نذ ع&دة ع&قود ،ب&أن ق&لبها ل&م ي&نفك ع&ن ال&خفقان &عت ع &&لى ل &&سان أح &&د أب &&طال "ح &&فيدت &&ي األم &&ري &&كية“ ف &&ي وط &&نها األُم ،ف &&قد وض & ْ لت يميني إذا نسيت ُ ِ قولهُ : ـك يا بغداد” .النبيذة“ عنوان الرواية الرابعة لها . "ش ْ الــعــنــوان &ت إن&&تباه&&ي ــ ح&&تى ق&&بل ق&&راءت&&ي ال&&رواي&&ة ــ ت&&ا ُء ال&&تأن&&يث ف&&ي ع& ِ &نوان&&ها غ&&ير إس&&ترع& ْ &تعنت بـِ ”املنج &&د“ ال &&ذي ل &&م ينج &&دن &&ي .ث &&م امل &&أل &&وف ب &&النس &&بة ل &&ي ع &&لى األق &&ل .إس & ُ بمعج&م ”م&حيىط امل&حيط“ ل&بطرس البس&تان&ي ،ف&تبني ل&ي أن ”ال&نبيذة“ ه&ي ال&تي ال تُ&&و َك&&ل م&&ن ه&&زال .وظه&&ر ع&&ند ق&&راءت&&ي ال&&رواي&&ة أن ”م&&نصور ال&&بادي“ ،ه&&و ال&&ذي نحت الكلمة إذ يقول : أم&سك ال&قلم وأت&ردد .أك&تب ”ن&بيذ“ وأت&أمـ&ل الـ&مفردة .أض&يف الـ&يها تـ&اء ال&تأن&يث ”نبيذة“ .ثم يهرع مستنجدا ً بمعجم قديم لجرمانوس فرحات . تــصــنــيــف الــروايــة ت&ذ ِّ&ك&رن&ي ”ال&نبيذة“ ب&رواي&ة ”ق&صة م&دي&نتني“ ل&تشارل&س دي&كنز ال&تي ت&دور ح&ول وق&ع الثورة الفرنسية على الشعب الفرنسي من خالل قصة حب العقالني . ت&تمحور ”ال&نبيذة“ ب&صورة رئ&يسية ح&ول ال&حكم ف&ي ال&عراق امل&عاص&ر خ&الل ح&ق ِبه امل&لكية وال&صدام&ية واإلح&تالل ،وإس&قاط&ات&ه ع&لى ال&شعب ُ&م ُ&مثَـلني ب&معان&اة إم&رأت&ني
٩
٢
ع &&راق &&يتني ،ه &&ما ت &&اج امل &&لوك ع &&بد الح &&ميد ال &&بطلة ال &&رئ &&يسية ف &&ي ال &&رواي &&ة ،ورف &&يقتها ودي&&ان امل&&الح وم&&عان&&اة م&&نصور ال&&بادي الفلس&&طيني ال&&ذي ف&&قد وط&&نه وال&&ذي ت&&رب&&طه عالقة حب مع البطلة تاج امللوك ال يتحقق . . أســلــوب الــســرد س& & َ&ر ُد أح& &&داث ال& &&رواي& &&ة ب& &&لغة ع& &&رب& &&ية راق& &&ية وس& &&ليمة )ف& &&يما ع& &&دا ع& &&بارات األم& &&ثال تُ ْ & ال&&شعبية( ب&&أس& ٍ &لوب يش&&د ال&&قارئ وي&&حفزه ع&&لى اإلس&&تمرار ف&&ي ال&&قراءة ويُ&&بقيه ف&&ي ٍ &ساؤالت ال&&تي ال يج&&د ل&&ها ج&&واب &ا ً م&&باش&&را ً .وه&&و أس&&لوب ي&&عتمد ال&&تعرجٍ ط&&و ٍر م&&ن ت& Zigzagف& &&ي ال& &&بعدي& &&ن ال& &&زم& &&ان& &&ي وامل& &&كان& &&ي أو ك& &&ما ُي& &&سمى ع& &&ند أوس& &&اط أه& &&ل ال&ري&اض&يات ”الخ&طي ث&نائ&ي ال&درج&ة“ .وتُ&ضفى امل&ؤل&فة ح&الوةً ع&لى الس&رد ب&نكهة البيئة املحلية Local Colorمن خزينها الوفير من األمثلة الشعبية . الــخــارطــة الــزمــكــانــيــة لــلــروايــة خ&ارط&ة ال&رواي&ة ال&زم&كان&ية 1ه&ي ال&عراق وفلس&طني وك&راچ&ي وك&راك&اس ف&ي ف&نزوي&ال، خ&الل ف&ترة ت&بدأ م&ن ن&هاي&ات ث&الث&ينيات ال&قرن امل&اض&ي ال&ى ال&عقد األول م&ن ال&قرن الحالي املسمى الربيع العربي . الــدمــج بــيــن الــواقــع والــخــيــال تَ&&لتقط امل&&ؤل&&فة إن&&عام ك&&جه ج&&ي ب&&عناي&&ة خ&&يوط &ا ً م&&ن م&&حيط م&&جتمعها وت&&نسخ ع&&ليها ِ ِ َ &بهارات م &&ن ال &&واق &&ع ب &&ساط& &ا ً ك &&والج &&يا ً م &&تعدد &خصب امل &&تبَّـ ِل ب & &مغازل خ &&يالِ &&ها ال & ب& &صنِّع ِ& األب & &&عاد واألل & &&وان ،وتُح & & ِّ&رك ف & &&وق & &&ه ش & & &خصيات & &&ها ال & &&تي ”تُ & &&ر ِّ&ك & &&بها“ م & &&ثلما ُي & & َ ِ &سمات ِمـ& &&ن َمـ & & ْن ت& &&عـرف م& &&ن الـ& &&ناس ال& &&كيميائ& &&ي م& &&وادا ً ج& &&دي& &&دة ،بخ& &&لط م& &&تقن ل& & ب &&عضها بـِ &&بـعض داخـ &&ل ”أن &&بوبـ &&ة أخـ &&تبار“ وت &&ضعهـا ع &&لـى نـ &&ار ه &&ادئ &&ة ،ف &&تـنـتج ”ك&ائ&نات“ ل&كـل مـ&نهـا ق&صص وم&غام&رات وم&شاك&ل خ&اص&ة .وه&ي ش&خصيات م&ن ب&&نات ال&&خيال ل&&كن ال&&قارئ ي&&حس ك&&أن&&ما ي&&عرف&&هم وه&&كذا تخ&&لق امل&&ؤل&&فة ج&&وا ً س&&اح&&راً ُيغ ِرق القارئ باملتعة .
1 إن املقصود بـِ ” الزمكان“هو الزمن املتحد باملكان مشكالً كيانا ً واحدا ً Spacetime
٣
٩
أبــطــال الــروايــة &دت ت&&اج امل&&لوك ف&&ي إي&&ران ،وف&&ي ال&&خام&&سة م&&ن ع&&مره&&ا ج&&اءت ال&&ى ال&&عراق م&&ع ُول& ْ &شأت ف& &&ي ب& &&غداد ش& &&اب & & ًة ج& &&ميلة ومتح& &&ررةً وال& &&دت& &&ها وزوج وال& &&دت& &&ها ال& &&عراق& &&ي .ون& & ْ ومتمردةً على تقاليد املجتمع.السائدة . &ت اآلداب وال&&شعر ب&&فضل إخ&&تالس&&ات&&ها اإلن&&صات&&ية ف&&ي امل&&جال&&س األدب&&ية أس&&تتذوق& ْ &نمت ق&اب&لياتُ&ها ال&كتاب&ية ون&ضج ال&تي ك&ان ي&عقده&ا زوج أُم&ها ف&ي ب&يته أس&بوع&يا ً .ف ْ &غدت ص&&حاف&&ية م&&عروف&&ة ح&&سها األدب&&ي .ث&&م ت& ْ &علمت أس&&ال&&يب وف&&نون ال&&صحاف&&ة .ف& ْ ورئ &&يسة تح &&ري &&ر مج &&لة ”ال &&رح &&اب“ .م &&ما أت &&اح ل &&ها ف &&رص &ا ً مل &&قاب &&لة ال &&وزراء وك &&بار ال&شخصيات ال&سياس&ية ف&ي ع&راق العه&د امل&لكي م&نهم ال&وص&ي األم&ير ع&بد اإلل&ه، وال&باش&ا نـ&وري الـ&سعيد ،وب&هجـت الـ&عطـية م&ديـ&ر األم&ن ال&عـام ،وامل&لـك ع&بد اهلل ج&&د امل&&لـك حس&&ني م&&لـك األردن ،ال&&حبـيب ب&&ورق&&يـبة ،ووزي&&ر ال&&خارج&&ية ال&&بري&&طان&&ي آنتوني إيدن . وق&د أغ&دق ن&وري ال&سعيد ع&لى مج&لتها م&ساع&دات ف&صارت ب&وق&ا ً آلرائ&ه ال&سياس&ية املؤيدة لإلنكليز . *** شخصية منصور الـبادي الفلـسطيني مهمة في الرواية . ن &&شأ ف &&ي ن &&هـاي &&ات عـش &&ري &&نيات الـ &&قرن الـ &&ماض &&ي ح &&يـن بـ &&دأ الـ &&يهود ”ي &&زح &&فون كالجراد“ الى فـلسطني وأخـذ ”الـطـاخ والـطيخ“بيـن الفلسطينني واليهود . ي&&جيد ال&&لغة األن&&كليزي&&ة ب&&فضل دراس&&ته ال&&ثان&&وي&&ة ف&&ي ل&&ندن .وم&&عتاد ع&&لى ت&&سجيل مذكراته اليومية . ٍ أراض فلس &&طينية ج &&اء ال &&ى ب &&غداد ف &&ي ن &&هاي &&ات أرب &&عينيات وب &&عد إح &&تالل ال &&يهود ال&&قرن امل&&اض&&ي ووج&&د ع&&مالً ف&&يها .ل&&كنه ل&&م ي&&مكث ط&&وي&الً ف&&ي ب&&غداد ،وإن&&تقل ال&&ى كاراچي حيث ُع ِّني مذيعا ً في القسم العربي من إذاعتها . حــبــكــة الــروايــة The Plot ت &&بدأ ال &&رواي &&ة ب &&تعـري &&ف الـ &&قارئ ع &&لى ت &&اج امل &&لوك ،أرم &&لة م &&سنة ،ت &&جاوز ع &&مره &&ا ال &&تسعني ”م &&تغضنة ال &&وج &&ه وم &&نحنية الظه &&ر وت &&عان &&ي آالم &ا ً ف &&ي امل &&فاص &&ل“ ،ن &&زي &&لة مس&&تشفى ف&&ي پ&&اري&&س ت&&سير م&&تعكزة ع&&لى ع&&صاه&&ا .وت&&تاب&&ع م&&ن ع&&لى س&&ري&&ره&&ا &بار م&ا ُي&سمى ال&رب&يع ال&عرب&ي م&ن خ&الل رادي&و ص&غير .وتُ&عرف ف&ي املس&تشفى أخ َ
٤
٩
ب&&إس&&م م&&دام ش&&ام&&بيون ،ل&&قب زوج&&ها ال&&ذي ك&&ان ض&&اب&&ط ف&&ي امل&&خاب&&رات ال&&فرن&&سية زمن الثورة الجزائرية . &الل ذك& &&ري& & ِ ويتـفج& &&ر ش& & ُ &ات& &&ها ال& &&ى ع& &&دة ع& &&قود ف& &&ي امل& &&اض& &&ي ع& &&ندم& &&ا ت& &&كـتـشف أن الـ&&مري&&ض الـ&&راقـ&&د فـ&&ي شـ&&به غ&&يـبوب&&ة ف&&ي غـ&&رف&&ة ب&&ال&&قرب م&&ن غ&&رف&&تها ه&&و ال&&رئ&&يس الجزائري األسبق أحمد بن بله الذي جـاوز عمره الـتسعني أيضا ً . ف&&تـتـذك&&ر دوره&&ا ح&&ني ج &نِّدتْ&&ها امل&&خاب&&رات ال&&فرن&&سية ق&&بل خ&&مسني ع&&ام &ا ً ل&&إلش&&تراك ب &&عملية م &&حاول &&ة إلغ &&تيال &&ه ،ف &&ي ال &&قاه &&رة ب &&إع &&طاء إش &&ارة م &&ا .وتـ &&تـذك &&ر الـلح &&ظة الحاسمة التي غيَّرت فيها رأيها بعدم إعطاء اإلشارة املتـفق عليها . إذن ي&&عود ال&&فضل ب&&بقائ&&ه ح&&يا ً ح&&تى ذل&&ك ال&&وق&&ت ال&&ى ت&&اج امل&&لوك .وال ي&&مكن ألح&&د معرفة كيف كانت تـتـفـتـح أمور الجزائر لو ت َّم فعالً إغتيال بن بلة .2 *** ث& &&م تظه& &&ر ال& &&شاب& &&ة ودي& &&ان امل& &&الح ال& &&شخصية ال& &&ثان& &&ية ف& &&ي ال& &&رواي& &&ة ،ح& &&ني ت& &&قوم بزيارتها اليومية لتاج امللوك في املستشفى . ال&بطلتان ”ص&دي&قتان ت&فصل ب&ينهما ع&قود م&ن ال&تفاوت ف&ي ال&عمر ،األُول&ى ض&عف ع &&مر ال &&ثان &&ية .ت &&تعاي &&شان ع &&لى ال &&حاف &&ة ب &&ني ال &&تفاه &&م وال &&تناف &&ر“ .ك &&ما أن ه &&نال &&ك س& ِّ&ميَ العه&&د ال&&بائ&&د، &ت م&&ن ع&&راق امل&&لكية ال&&ذي ُ & ت&&ناظ&&ر م&&تباي&&ن ب&&ينهما .األًول&&ى ع&&ان& ْ وال & &&ثان & &&ية ع & &&ان & &&ت م & &&ن ال & &&عراق الج & &&دي & &&د .ع & &&راق الج & &&مهوري & &&ة والح & &&روب وال & &&حصار اإلقتصادي . ك&&ان&&ت ودي&&ان امل&&الح ف&&ي س&&نة 1980ع&&ند ب&&داي&&ة الح&&رب ال&&عراق&&ية األي&&ران&&ية ت&&لميذةً ف&&ي ال&&صف ال&&خام&&س إي&&تدائ&&ي ،ت&&درس امل&&وس&&يقى ف&&ي م&&درس&&ة امل&&وس&&قى وال&&بال&&ية، ف&ي ظ&روف ب&يئة م&ن دو ًيّ ال&صواري&خ وص&اف&رات اإلن&ذار وال&لجوء ال&ى امل&الج© وث&م &دت ع & &&ازف & &&ة ال & &&كمان ف & &&ي ال & &&فرق & &&ة ال & &&حصار اإلق & &&فصادي .ب & &&عد تخ & &&رج ودي & &&ان غ & & ْ ال&سيمفون&ية ال&عراق&ية ال&تي ك&ان&ت ت&حي ال&حفالت ف&ي ق&اع&ة الخ&لد وي&حضره&ا ج&مع غفير من مختلف التوجهات اإلجتماعية
2 ٌ مثال بسيط يعزز رأيي بأن املصادفات ذوات إحتمالية في غاية الضآلة هي التي تتحكم في كل هذا الحادث ما يجري في الكون .وبما أن الرواي َة إنعكاس شبه مرآتي لوقائع الحياة فتحوي عددا ً من أمثال تلك األمور ٌ التي ال مجال لتعدادها هنا .
٩
٥
وق&&د أث&&رتْ&&نا امل&&ؤل&&فة ع&&لى ل&&سان ب&&طلتها ب&&ال&&طرائ&&ق امل&&تبعة ف&&ي ت&&لك امل&&درس&&ة ل&&تعليم فنون العزف على اآلالت املوسيقية وت&قدم ال&ى خ&طبتها ح&بيبها ال&قدي&م ي&وس&ف،ال&ذي ك&ان يُ&درس&ها دروس&ا ً خ&صوص&ية ف&ي ال&ري&اض&يات ث&م س&اف&ر ال&ى أم&ري&كا ل&لدراس&ة وإن&تظرتْ&ه خ&مس س&نوات ال&ى أن ع& &&اد ح& &&ام & &الً ش& &&هادة ال& &&دك& &&توراه ف& &&ي ال& &&هندس& &&ة امل& &&دن& &&ية و ُع& & ِّ&ني أس& &&تاذا ً ف& &&ي ك& &&لية الهندسة . وك&ان&ا ي&أم&الن أن ي&عيشا ح&ياةً س&عيدةً .ل&كن ال&ري&اح ل&م تج& ِر ك&ما تش&تهي ال&سفـن. إذ ُد ِف&عَ يـ&&وس&&ف ال&&ى اإلن&&ضمام ال&&ى ش&&لة ”األُس&&تاذ“ الش&&ري&&ر م& َّ&ما أ َّدى ب&&ه أخ&&يراً الى فسخ خطوبته الى وديان . ِ تكف وديان إذ أصابتها نكبة أُخرى . وكأن صدمة فسخ الخطوبة لم ق&&د س&&بق أن رأه&&ا ”األس&&تاذ“ م&&ع ي&&وس&&ف ،ف&&دع&&اه&&ا ف&&ي ي&&وم م&&ن األي&&ام ال&&ى ح&&فلة ت&نكري&ة وأخ&ضعها ال&ى إح&دى ن&زوات&ه الش&ري&رة ال&سادي&ة ِ&ب&أن أول&ج ش&يئا ً ح&ادا ً ف&ي أُذنيها مزِّق طبلتيهما . &قدت ال &&شاب ال &&ذي ت &&حبه وف &&قدت ال &&حاس &&ة ال &&ضروري &&ة ل &&سماع م &&سكينة ودي &&ان ف & ْ &بت ال&&سفارة ال&&فرن&&سية امل&&وس&&يقى وع&&زف&&ها .إال أن ال&&قدر ل&&م ي&&هملها ت&&مام &ا ً .إذ رت& ْ ف&&ي ب&&غداد ب&&عثة ل&&عدد م&&ن ط&&لبة م&&درس&&ة امل&&وس&&يقى وال&&بال&&يه إلك&&مال دراس&&ات&&هم ف&&ي پاريس من بينهم وديان . &ضعت ودي&&ان ف&&ي ف&&رن&&سا ال&&ى ع&&مليات ج&&راح&&ية ل&&ترق&&يع ط&&بلتَيْ أُذن&&يها أع&&ادت أُخ& ْ سماعات توضع داخل األذن لها جزئيا ً حاسة السمع بمساعدة َّ ق&&ادت امل&&صادف&&ات 3ودي&&ان ال&&ى ل&&قاء ت&&اج امل&&لوك ع&&ند م&&دخ&&ل ق&&اع&&ة امل&&وس&&يقى ف&&ي پ&اري&س .م&رأت&ان ق&ذف&تْهما األق&دار ب&عيدا ً ع&ن ال&عراق ث&م ج&معتْهما ف&ي پ&اري&س .ل&كل م &&نهما م &&أس &&ات &&ها ال &&خاص &&ة .ث &&م رب &&طتْهما ع &&الق &&ة أق &&وى م &&ن ال &&صداق &&ة أق &&رب ال &&ى حملت ”الرياح“ تاج امللوك الى پاريس؟ األُمومة .لكن كيف ْ *** ك&ان&ت ل&تاج امل&لوك ف&ي ب&غداد س&طوة م&ن ن&فوذ ف&ي أوس&اط ال&طبقة ال&حاك&مة ،ب&فضل &قلبت ج&&ميع مج&&لتها "ال&&رح&&اب" امل&&دع&&وم&&ة م&&ن ِق&بَـل ال&&پاش&&ا ن&&وري ال&&سعيد .ل&&كن إن& ْ وقاموس جميع العراقيني قاموسها“ املوازين ،عندما ”دخل إسم پورسموث َ َ 3 يرجى مراجعة الهامش املرقم 2
٩
٦
&قدت ف&&ي م&&يناء پ&&ورس&&موث ال&&بري&&طان&&ي إج&&تماع&&ات ب&&ني م&&سؤول&&ني ب&&ري&&طان&&يني م&&ع ُع& ْ &ددت امل &&عاه &&دة وف &&د ع &&راق &&ي ب &&رئ &&اس &&ة رئ &&يس ال &&وزراء ال &&عراق &&ي ،ص &&ال &&ح ج &&بر& ُ ، ج& ْ ال&&عراق&&ية ال&&بري&&طان&&ية ب&&معاه&&دة أك&&ثر إج&&حاف &ا ً م&&ن س&&اب&&قتها ”ف&&قام&&ت ال&&قيام&&ة ف&&ي ب &&غداد“ ،ب &&إض &&راب &&ات ع &&مال &&ية وم &&ظاه &&رات ط &&الب &&ية 4.ال &&عراق ك &&له م &&ن ش &&مال &&ه ال &&ى ج& &&نوب& &&ه وم& &&ن ش& &&رق& &&ه ال& &&ى غ& &&رب& &&ه ض& &&د امل& &&عاه& &&دة .امل& &&ظاه& &&رات ت& &&عم ج& &&ميع امل& &&دن العراقية . &صدت الش&&رط&&ة ل&&لمتظاه&&ري&&ن .ووق&&ع ع&&دد ك&&بير م&&ن الج&&رح&&ى وال&&قتلى م&&ن ب&&ينهم ت& ْ جعفر شقيق محمد مهدي الجواهري . *** &ررت ال&نزول ال&ى ال&شارع واإلش&تراك ف&ي ال&تظاه&ر .أح&اط ب&ها ف&ي لح&ظة ح&اس&مة ق ْ امل&&تظاه&&رون وه&&لهلوا ب&&صرخ&&ة” :ال&&صحاف&&ية امل&&وال&&ية ل&&لقصر وم&&دل&&لة ن&&وري ال&&سعيد تتظاهر ض ّده“ &ت ف&&ي م&&سيرة ت&&شييع الشه&&داء .نش&&رتْ إل&&تقط امل&&صورون ص&&ورا ً ل&&ها .ث&&م إش&&نرك& ْ الجرائد صورها في تشييع شهداء الوثبة . إذن المكان لها في العراق بعد اآلن . &بلت ال&عرض م&باش&رة. ب&عد ف&ترة ج&اءه&ا ع&رض ع&مل ف&ي إذاع&ة ك&راچ&ي ال&عرب&ية .ق ْ وغادرت العراق الى پاكستان . ْ *** أي م&نهم أن ي&نال ق&لبها س&وى أغ ْ &وت ت&اج امل&لوك رج&االً ع&دي&دي&ن .ل&كن ل&م يس&تطع ُّ الفلسطيني منصور البادي . &ت ع&&لى م&&نصور ال&&بادي م&&ن خ&&الل ع&&ملهما اإلذاع&&ي املش&&ترك ف&&ي ك&&راچ&&ي5. &عرف& ْ ت& َّ كان يصغرها بعدة سنوات إال أن شخصيتَه الطاغية جعلته أكبر في عينها . &دت ب & &&ينهما ف & &&ي ق & &&ارت & &&ني م & &&ختلفتني .ورغ & &&م ل & &&كن م & &&الب & &&سات ظ & &&روف ال & &&عمل ب & &&اع & & ْ ت &&باع &&ده &&ما ب &&قيا ع &&اش &&قني م &&ن ُب &&عد أي Remote Loveي &&تواص &&الن ب &&ني ح &&ني 4 وكان من بينهم كاتب هذه السطور الذي كان عمره آنداك ستة عشر عاما ً. 5 يرجى مراجعة الهامش املرقم 2
٧
٩
وآخ&ر ب&امل&راس&لة أو ع&بر ال&تلفون ع&لى أم&ل ال&لقاء ي&وم&ا ً م&ا .وت&زوج ك&ل م&نهما ِ&ب َ&منْ ال يحب ق&ذف ال&قدر ب&منصور ب&عد إن&هاء َع& ْق ِده ف&ي إذاع&ة ك&راچ&ي ال&ى ك&رك&اس ف&ي ف&نزوي&ال ح &&يث أرت &&قى م &&ناص &&ب ع &&ال &&ية ف &&يها ال &&ى أن ص &&ار مس &&تشارا ً م &&قرب &ا ً م &&ن ال &&رئ &&يس الڤنزيويلي شافيز . &ت ف&&ي ب&&داي&&ة األم&&ر ال&&ى م&&سقط رأس&&ها .وه&&ناك ف&&ي إي&&ران أ ّم&&ا ت&&اج امل&&لوك ف&&توجه& ْ ص&ار ل&ها ،ل&لمرة األُول&ى ف&ي ح&يات&ها ،ع&الق&ة ح&ميمة م&ع أح&د أم&راء ال&عائ&لة امل&لكية األسبق . &ت ال&كوم&ان&دون س&يري&ل ش&ام&پيون م&ن امل&خاب&رات ال&فرن&سية ال&ذي إس&تطاع ث&م ت&زوج ْ ت&&جنيده&&ا واس&&تثمر زواج&&ه م&&نها ل&&غرض خ&&دم&&ة أه&&داف امل&&خاب&&رات وم&&نها م&&حاول&&ة إغتيال بن بلة الفاشلة . *** ه&كذا ع&اش&ت ت&اج امل&لوك س&نوات ع&دي&دة ف&ي پ&اري&س م&ع زوج&ها وع&ائ&لتها وق&د غ&دى إسمها مدام شامپيون &دت ودي&ان ال&ى پ&اري&س ــ ك&ما ذك&رن&ا س&اب&قا ً ل&دراس&ة وف&ي غ&ضون ت&لك ال&سنوات وف ْ املوسيقي وعالج صممها . &طوات ودي& &&ان“ ال& &&ى م& &&دخ& &&ل دار امل& &&وس& &&يقى ح& &&يث &ادت خ& & ُ وف& &&ي إح& &&دى األي& &&ام ”ق& & ْ &دت األرم &&لة امل &&سنة م &&دام ش &&ام &&پيون .ع &&لى ال &&دخ &&ول ال &&ى ال &&دار .ف &&توط &&دتْ س &&اع & ْ العالقات بني اإلمرأتني النبيذتني من العراق . ف &&ي ال &&حقيقة إن تَـ & َوثُـ &&ق ال &&عالق &&ات ب &&ينهما ج &&اء ن &&تيجة ط &&بيعية ال &&شعور ال &&نفسي ب&حاج&ة ك& ٍل م&نهما ال&ى األُخ&رى )ظ&اه&رة ت&سمى ف&ي ال&علوم ال&بيول&وج&ية ”ال&تناف&ع“ وأنت تحك ظهري“ ( . أو بالعربي الدارج” :أنا أحك ظهرك َ إذ أن ودي &&ان الـ &&شاب &&ة فـ &&ي حـ &&اج &&ة ال &&ى إن &&سـان &&ة مـ &&ثـل أُم &&هـا ال &&تي ت &&رك &تْها ف &&ي &دت ف&&ي ت&&اج امل&&لوك تـ&&لك ب&&غداد ل&&تكون ع&&ون &ا ً ل&&ها ف&&ي تح&&مل ح&&يات&&ها ال&&خاوي&&ة ف&&وج& ْ اإلنسانة . وت &&اج امل &&لوك ب &&درره &&ا ت &&فتقر وه &&ي ف &&ي ش &&يخوخ &&تها ال &&ى َم& & ْن ي &&كون مس &&تعدا ً ال &&ى اإلس&&تماع ال&&ى ت&&فاخ&&ره&&ا ب&&قاب&&ليات&&ها ف&&ي إغ&&واء ال&&رج&&ال وف&&ي ص & ِّده&&م ،وأن ي&&كون مس&تعدا ً أي&ضا ً ال&ى م&ساع&دت&ها ع&لى ال&تواص&ل م&ع م&نصور ال&وادي ال&رج&ل ال&وح&يد فوجدت ضالتها في وديان الشابة . الذي نال قلبها. ْ
٨
٩
&ت ودي&&ان ج&&اه&&دة أن ت&&كون وس&&يلة ل&&تقارب ال&&عاش & َق ْني ال&&عجوزي&&ن .ل&&كنها وق&&د ح&&اول& ْ أخفقت . ْ وكانتا ــ على الرغم من صداقتهما ــ قطبني متضادين سايكولوجيا ً . ح&&ياة إح&&داه&&ن م&&آلى ب&&امل&&غام&&رات ال&&عاط&&فية الح&&ميمة ب&&ينما ت&&كاد أن تخ&&لو ح&&ياة األخرى من أمثالها . &جت امل&&ؤل&&فة ال&&تضاد م&&عال&&ج ًة ف&&روي&&دي&&ة وب& ٍ &جعل أح&&الم ودي&&ان ع&&ال& ْ &لغة رم&&زي&&ة راق&&يةِ ،ب& َ الليلية تدور ِ مللء ذلك الفراغ النفساني . بــعــض الــمــالحــظــات • الب & َّد م &&ن وج &&ود س & ٍ &بب حـ &&دا الـ &&سيدة إن &&عام ال &&ى ال &&تكـتم ع &&لى اإلس &&م ال &&صري &&ح ”ل&ألُس&&تاذ“ ال&&ذي ل&&ه دور م&&هـم ف&&ي س&&يرورة ح&&وادث الـ&&رواي&&ة .ل&&كني أُق&&ر ب&&عدم إس&&تطاع&&تي إدراك ذل&&ك الس&&بب .ص&&حيح ،إن ع&&راق&&ييِ ال&&يوم ي&&عرف&&ون امل&&محي ــ ك&ما يُ&قال .ف&ال ح&اج&ة ال&ى اإلف&صاح ،ل&كن ه&ل س&يبقى ال&قراء ال&عراق&يون ف&ي س&&نة م&&ثالً 2030ي&&عرف&&ون َم& ْن ه&&و ه&&ذا ”األُس&&تاذ“؟ وه&&ل ي&&عرف&&ه ج&&ميع ال&&قراء ال&عرب ال&حال&يني؟ وم&ن امل&حتم أن امل&ترج&م ال&ى ل ٍ &غة أُخ&رى س&يضطر ال&ى وض&ع شروح ٍ هامشية للتوضيح . &نت أت &&وق &&ع أن ت &&تضمن ال &&رواي & ُة ع &&لى ب &&عض ال &&رس &&ائ &&ل ال &&غرام &&ية امل &&تبادل &&ة ب &&ني • ك& ُ ال &&عاش &&قني ت &&اج &&ي وم &&نصور ،ال &&تي ال ب &&د أن ي &&كون ب & ٌ &عض م &&نها م &&حتواةً ف &&ي الصناديق تحت سرير تاجي . • م&ن امل&ؤك&د أن ت&طعيم ال&رواي&ة ب&أم&ثلة ش&عبية يُ&ضفي ح&الوةً ع&لى الس&رد ،ول&كني أش& &&عر أن ه& &&نال& &&ك ش& &&يئا ً م& &&ن اإلف& &&راط ف& &&ي ذل& &&ك اإلس& &&تعمال .امل& &&ثل ي& &&قول إن ”الزايد أخو الناقص“ . مــقــتــطــفــات مــن أحــلــى مــا قــرأت أك&تفي ف&يما ي&أت&ي ب&قليل م&ن ع&بارات ُكـ&ث ْ ٍر رائ&عات ف&ي دق&ة ال&وص&ف مس ٍ &تالت م&ن الرواية : &عب املش&روب ع&با ً م&ثل َم&&ن • ب&أن&اق&ة م&رس&وم&ة ب&ال&فرج&ار ك&ان ي&قرب م&ن ف&مه .ال ي ُّ أع&رف م&ن ال&عراق&يني ،ي&ساب&قون ال&ساع&ة ل&يسكروا .ي&أ ُّم ش&فتيه ث&م ي&حتسي ق&بلة الويسكي .
٩
٩
• ص &&وت &&ه أع &&مق م &&ن ه &&دي &&ر امل &&وك &&ب .ي &&فتح ش &&فتيه فتخ &&رس اله &&تاف &&ات وتش &&رئ &&ب األع &&ناق .ي &&تدف &&ق ج &&واه &&ر ال &&كالم م &&ن ف &&مه ،أم &&ام امل &&شيعني ،ف &&ال ت &&عود م &&لكا ً ل &&ه. ي &&عرب &&د ويتج & َّلى وال ي &&خشى ش &&ياط &&ني األرض .ي &&م ُّد واو ”امل &&وت“ ع &&لى ط &&ري &&قة أه&&ل ال&&نجف .ي&&كزُّ ع&&لى ح&&روف ال&&قصيدة ف&&تكاد ت&&سمع ص&&ري&&ر أس&&نان&&ه… . ت ع& &&لى ش& &&فاه ال& &&عراق& &&يني ف& &&ي م& &&قاه& &&ي قت وح & &طَّ ْ ون& &&طق ع& &&جبا .م& &&ئة ب& &&يت ح & & َّل ْ ال&&عاص&&مة ،م&&يناءال&&بصرة ،أه&&وار ال&&ناص&&ري&&ة ،م&&صاف&&ي ك&&رك&&وك ،م&&آذن ك&&رب&&الء، ومراقد النجف حفظوا امليمية نشيداًوطنيا ً : أنت ال تـعلم بأن دماء الضحايا فم؟“ ”أتـعلم أم َ • ت &&نادي &&ه م &&ع ح &&لول ال &&ظلمة فيظه &&ر ش &&بحه .ي &&ترب &&ع ع &&لى األرض ع &&ند س &&ري &&ره &&ا وط&&اس&&ة العس&&ل ف&&ي ح&&ضنه .ي&&غمس أص&&اب&&عه ف&&يه وي & َّل ِوث أط&&راف&&ها امل&&صبوغ&&ة. ال ي& &&تفوه بح& &&رف .ال& &&كالم غ& &&ير م& &&باح وم& &&وس& &&قى راڤ& &&ي ش& &&نكار ت& &&مأل ال& &&غرف& &&ة. ……ي & &&لحس ق & &&دم & &&يها ب & &&لسان ال & &&نار .ي & &&متص أص & &&اب & &&عها واح & &&دا ً واح & &&دا ً أو ب &&ال &&فطرة وال &&بعثرة…… .العس &&ل ي &&صبغ ح &&لمتها .ت &&غيب ف &&ي غ & ٍ ه &&اج &&ة. &يمة و َّ& يته &&دج ت &&نفسها .ت &&صعد ح &تَّى ب &&طنها .يه &&تز ك &&يان &&ها .ت &&شهق ع &&ميقا ً.وت &&خبو. ت&همد م&بللة ب&ال&عرق…… .يه&دأ امل&كان .ت&نام ُ&م&رت&وب&ة ب&ال&وه&م .الش&بح و َّل&ى م&ن املكان ،والطاسة خاوية عند طرف السرير .