الــنــبــيــذة

Page 1

‫‪٩‬‬

‫‪١‬‬

‫الـــنـــبـــيـــذة ‪ :‬روايـــة ‬ ‫‪ :‬إنعام كجه جي ‬ ‫تـألـيـف‬ ‫مـنـشـورات ‪ :‬دار الكتاب ‬ ‫عدد الصفحات ‪ 340 :‬‬ ‫ســنــة الـنـشـر ‪ 2017 :‬‬ ‫ ‪ISBN: 978-9953-11-135-3‬‬ ‫مـــراجـــعـــة ‪ :‬ريـمـون شـ ُّكـوري‬

‫‪6‬‬

‫إن &&ي أُرج &&ح أن ي &&كتشف َم& & ْن ق &&رأ أو ي &&قرء ال &&رواي &&ات ال &&ثالث األُول ل &&لمؤل &&فة إن &&عام‬ ‫ك&جه ج&ي‪ ،‬امل&هاج&رة ال&ى ف&رن&سا م&نذ ع&دة ع&قود‪ ،‬ب&أن ق&لبها ل&م ي&نفك ع&ن ال&خفقان‬ ‫&عت ع &&لى ل &&سان أح &&د أب &&طال "ح &&فيدت &&ي األم &&ري &&كية“‬ ‫ف &&ي وط &&نها األُم‪ ،‬ف &&قد وض & ْ‬ ‫لت يميني إذا نسيت ُ ِ‬ ‫قوله‪ُ :‬‬ ‫ـك يا بغداد‪” .‬النبيذة“ عنوان الرواية الرابعة لها‪ .‬‬ ‫"ش ْ‬ ‫الــعــنــوان ‬ ‫&ت إن&&تباه&&ي ــ ح&&تى ق&&بل ق&&راءت&&ي ال&&رواي&&ة ــ ت&&ا ُء ال&&تأن&&يث ف&&ي ع& ِ‬ ‫&نوان&&ها غ&&ير‬ ‫إس&&ترع& ْ‬ ‫&تعنت بـِ ”املنج &&د“ ال &&ذي ل &&م ينج &&دن &&ي‪ .‬ث &&م‬ ‫امل &&أل &&وف ب &&النس &&بة ل &&ي ع &&لى األق &&ل‪ .‬إس &‬ ‫ُ‬ ‫بمعج&م ”م&حيىط امل&حيط“ ل&بطرس البس&تان&ي‪ ،‬ف&تبني ل&ي أن ”ال&نبيذة“ ه&ي ال&تي‬ ‫ال تُ&&و َك&&ل م&&ن ه&&زال‪ .‬وظه&&ر ع&&ند ق&&راءت&&ي ال&&رواي&&ة أن ”م&&نصور ال&&بادي“‪ ،‬ه&&و ال&&ذي‬ ‫نحت الكلمة إذ يقول‪ :‬‬ ‫أم&سك ال&قلم وأت&ردد‪ .‬أك&تب ”ن&بيذ“ وأت&أمـ&ل الـ&مفردة‪ .‬أض&يف الـ&يها تـ&اء ال&تأن&يث‬ ‫”نبيذة“‪ .‬ثم يهرع مستنجدا ً بمعجم قديم لجرمانوس فرحات‪ .‬‬ ‫تــصــنــيــف الــروايــة ‬ ‫ت&ذ ِّ&ك&رن&ي ”ال&نبيذة“ ب&رواي&ة ”ق&صة م&دي&نتني“ ل&تشارل&س دي&كنز ال&تي ت&دور ح&ول وق&ع‬ ‫الثورة الفرنسية على الشعب الفرنسي من خالل قصة حب العقالني‪ .‬‬ ‫ت&تمحور ”ال&نبيذة“ ب&صورة رئ&يسية ح&ول ال&حكم ف&ي ال&عراق امل&عاص&ر خ&الل ح&ق ِبه‬ ‫امل&لكية وال&صدام&ية واإلح&تالل‪ ،‬وإس&قاط&ات&ه ع&لى ال&شعب ُ&م ُ&مثَـلني ب&معان&اة إم&رأت&ني‬


‫‪٩‬‬

‫‪٢‬‬

‫ع &&راق &&يتني‪ ،‬ه &&ما ت &&اج امل &&لوك ع &&بد الح &&ميد ال &&بطلة ال &&رئ &&يسية ف &&ي ال &&رواي &&ة‪ ،‬ورف &&يقتها‬ ‫ودي&&ان امل&&الح وم&&عان&&اة م&&نصور ال&&بادي الفلس&&طيني ال&&ذي ف&&قد وط&&نه وال&&ذي ت&&رب&&طه‬ ‫عالقة حب مع البطلة تاج امللوك ال يتحقق‪ .‬‬ ‫‪ .‬‬ ‫أســلــوب الــســرد ‬ ‫س& & َ&ر ُد أح& &&داث ال& &&رواي& &&ة ب& &&لغة ع& &&رب& &&ية راق& &&ية وس& &&ليمة )ف& &&يما ع& &&دا ع& &&بارات األم& &&ثال‬ ‫تُ ْ &‬ ‫ال&&شعبية( ب&&أس& ٍ‬ ‫&لوب يش&&د ال&&قارئ وي&&حفزه ع&&لى اإلس&&تمرار ف&&ي ال&&قراءة ويُ&&بقيه ف&&ي‬ ‫ٍ‬ ‫&ساؤالت ال&&تي ال يج&&د ل&&ها ج&&واب &ا ً م&&باش&&را ً‪ .‬وه&&و أس&&لوب ي&&عتمد ال&&تعرجٍ‬ ‫ط&&و ٍر م&&ن ت&‬ ‫‪ Zigzag‬ف& &&ي ال& &&بعدي& &&ن ال& &&زم& &&ان& &&ي وامل& &&كان& &&ي أو ك& &&ما ُي& &&سمى ع& &&ند أوس& &&اط أه& &&ل‬ ‫ال&ري&اض&يات ”الخ&طي ث&نائ&ي ال&درج&ة“‪ .‬وتُ&ضفى امل&ؤل&فة ح&الوةً ع&لى الس&رد ب&نكهة‬ ‫البيئة املحلية ‪ Local Color‬من خزينها الوفير من األمثلة الشعبية‪ .‬‬ ‫الــخــارطــة الــزمــكــانــيــة لــلــروايــة ‬ ‫خ&ارط&ة ال&رواي&ة ال&زم&كان&ية‪ 1‬ه&ي ال&عراق وفلس&طني وك&راچ&ي وك&راك&اس ف&ي ف&نزوي&ال‪،‬‬ ‫خ&الل ف&ترة ت&بدأ م&ن ن&هاي&ات ث&الث&ينيات ال&قرن امل&اض&ي ال&ى ال&عقد األول م&ن ال&قرن‬ ‫الحالي املسمى الربيع العربي‪ .‬‬ ‫الــدمــج بــيــن الــواقــع والــخــيــال ‬ ‫تَ&&لتقط امل&&ؤل&&فة إن&&عام ك&&جه ج&&ي ب&&عناي&&ة خ&&يوط &ا ً م&&ن م&&حيط م&&جتمعها وت&&نسخ ع&&ليها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫&بهارات م &&ن ال &&واق &&ع ب &&ساط& &ا ً ك &&والج &&يا ً م &&تعدد‬ ‫&خصب امل &&تبَّـ ِل ب &‬ ‫&مغازل خ &&يالِ &&ها ال &‬ ‫ب&‬ ‫&صنِّع‬ ‫ِ&‬ ‫األب & &&عاد واألل & &&وان‪ ،‬وتُح & & ِّ&رك ف & &&وق & &&ه ش & &‬ ‫&خصيات & &&ها ال & &&تي ”تُ & &&ر ِّ&ك & &&بها“ م & &&ثلما ُي & & َ‬ ‫ِ‬ ‫&سمات ِمـ& &&ن َمـ & & ْن ت& &&عـرف م& &&ن الـ& &&ناس‬ ‫ال& &&كيميائ& &&ي م& &&وادا ً ج& &&دي& &&دة‪ ،‬بخ& &&لط م& &&تقن ل& &‬ ‫ب &&عضها بـِ &&بـعض داخـ &&ل ”أن &&بوبـ &&ة أخـ &&تبار“ وت &&ضعهـا ع &&لـى نـ &&ار ه &&ادئ &&ة‪ ،‬ف &&تـنـتج‬ ‫”ك&ائ&نات“ ل&كـل مـ&نهـا ق&صص وم&غام&رات وم&شاك&ل خ&اص&ة‪ .‬وه&ي ش&خصيات م&ن‬ ‫ب&&نات ال&&خيال ل&&كن ال&&قارئ ي&&حس ك&&أن&&ما ي&&عرف&&هم وه&&كذا تخ&&لق امل&&ؤل&&فة ج&&وا ً س&&اح&&راً‬ ‫ُيغ ِرق القارئ باملتعة‪ .‬‬

‫‪ 1‬‬ ‫إن املقصود بـِ ” الزمكان“هو الزمن املتحد باملكان مشكالً كيانا ً واحدا ً ‪Spacetime‬‬


‫‪٣‬‬

‫‪٩‬‬

‫أبــطــال الــروايــة ‬ ‫&دت ت&&اج امل&&لوك ف&&ي إي&&ران‪ ،‬وف&&ي ال&&خام&&سة م&&ن ع&&مره&&ا ج&&اءت ال&&ى ال&&عراق م&&ع‬ ‫ُول& ْ‬ ‫&شأت ف& &&ي ب& &&غداد ش& &&اب & & ًة ج& &&ميلة ومتح& &&ررةً‬ ‫وال& &&دت& &&ها وزوج وال& &&دت& &&ها ال& &&عراق& &&ي‪ .‬ون& &‬ ‫ْ‬ ‫ومتمردةً على تقاليد املجتمع‪.‬السائدة‪ .‬‬ ‫&ت اآلداب وال&&شعر ب&&فضل إخ&&تالس&&ات&&ها اإلن&&صات&&ية ف&&ي امل&&جال&&س األدب&&ية‬ ‫أس&&تتذوق& ْ‬ ‫&نمت ق&اب&لياتُ&ها ال&كتاب&ية ون&ضج‬ ‫ال&تي ك&ان ي&عقده&ا زوج أُم&ها ف&ي ب&يته أس&بوع&يا ً‪ .‬ف ْ‬ ‫&غدت ص&&حاف&&ية م&&عروف&&ة‬ ‫ح&&سها األدب&&ي‪ .‬ث&&م ت&‬ ‫ْ‬ ‫&علمت أس&&ال&&يب وف&&نون ال&&صحاف&&ة ‪ .‬ف& ْ‬ ‫ورئ &&يسة تح &&ري &&ر مج &&لة ”ال &&رح &&اب“‪ .‬م &&ما أت &&اح ل &&ها ف &&رص &ا ً مل &&قاب &&لة ال &&وزراء وك &&بار‬ ‫ال&شخصيات ال&سياس&ية ف&ي ع&راق العه&د امل&لكي م&نهم ال&وص&ي األم&ير ع&بد اإلل&ه‪،‬‬ ‫وال&باش&ا نـ&وري الـ&سعيد‪ ،‬وب&هجـت الـ&عطـية م&ديـ&ر األم&ن ال&عـام‪ ،‬وامل&لـك ع&بد اهلل‬ ‫ج&&د امل&&لـك حس&&ني م&&لـك األردن‪ ،‬ال&&حبـيب ب&&ورق&&يـبة‪ ،‬ووزي&&ر ال&&خارج&&ية ال&&بري&&طان&&ي‬ ‫آنتوني إيدن‪ .‬‬ ‫وق&د أغ&دق ن&وري ال&سعيد ع&لى مج&لتها م&ساع&دات ف&صارت ب&وق&ا ً آلرائ&ه ال&سياس&ية‬ ‫املؤيدة لإلنكليز‪ .‬‬ ‫*** ‬ ‫شخصية منصور الـبادي الفلـسطيني مهمة في الرواية‪ .‬‬ ‫ن &&شأ ف &&ي ن &&هـاي &&ات عـش &&ري &&نيات الـ &&قرن الـ &&ماض &&ي ح &&يـن بـ &&دأ الـ &&يهود ”ي &&زح &&فون‬ ‫كالجراد“ الى فـلسطني وأخـذ ”الـطـاخ والـطيخ“بيـن الفلسطينني واليهود‪ .‬‬ ‫ي&&جيد ال&&لغة األن&&كليزي&&ة ب&&فضل دراس&&ته ال&&ثان&&وي&&ة ف&&ي ل&&ندن‪ .‬وم&&عتاد ع&&لى ت&&سجيل‬ ‫مذكراته اليومية‪ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫أراض فلس &&طينية ج &&اء ال &&ى ب &&غداد ف &&ي ن &&هاي &&ات أرب &&عينيات‬ ‫وب &&عد إح &&تالل ال &&يهود‬ ‫ال&&قرن امل&&اض&&ي ووج&&د ع&&مالً ف&&يها‪ .‬ل&&كنه ل&&م ي&&مكث ط&&وي&الً ف&&ي ب&&غداد‪ ،‬وإن&&تقل ال&&ى‬ ‫كاراچي حيث ُع ِّني مذيعا ً في القسم العربي من إذاعتها‪ .‬‬ ‫حــبــكــة الــروايــة ‪ The Plot‬‬ ‫ت &&بدأ ال &&رواي &&ة ب &&تعـري &&ف الـ &&قارئ ع &&لى ت &&اج امل &&لوك‪ ،‬أرم &&لة م &&سنة‪ ،‬ت &&جاوز ع &&مره &&ا‬ ‫ال &&تسعني ”م &&تغضنة ال &&وج &&ه وم &&نحنية الظه &&ر وت &&عان &&ي آالم &ا ً ف &&ي امل &&فاص &&ل“‪ ،‬ن &&زي &&لة‬ ‫مس&&تشفى ف&&ي پ&&اري&&س ت&&سير م&&تعكزة ع&&لى ع&&صاه&&ا‪ .‬وت&&تاب&&ع م&&ن ع&&لى س&&ري&&ره&&ا‬ ‫&بار م&ا ُي&سمى ال&رب&يع ال&عرب&ي م&ن خ&الل رادي&و ص&غير‪ .‬وتُ&عرف‬ ‫ف&ي املس&تشفى أخ َ‬


‫‪٤‬‬

‫‪٩‬‬

‫ب&&إس&&م م&&دام ش&&ام&&بيون‪ ،‬ل&&قب زوج&&ها ال&&ذي ك&&ان ض&&اب&&ط ف&&ي امل&&خاب&&رات ال&&فرن&&سية‬ ‫زمن الثورة الجزائرية‪ .‬‬ ‫&الل ذك& &&ري& & ِ‬ ‫ويتـفج& &&ر ش& & ُ‬ ‫&ات& &&ها ال& &&ى ع& &&دة ع& &&قود ف& &&ي امل& &&اض& &&ي ع& &&ندم& &&ا ت& &&كـتـشف أن‬ ‫الـ&&مري&&ض الـ&&راقـ&&د فـ&&ي شـ&&به غ&&يـبوب&&ة ف&&ي غـ&&رف&&ة ب&&ال&&قرب م&&ن غ&&رف&&تها ه&&و ال&&رئ&&يس‬ ‫الجزائري األسبق أحمد بن بله الذي جـاوز عمره الـتسعني أيضا ً‪ .‬‬ ‫ف&&تـتـذك&&ر دوره&&ا ح&&ني ج &نِّدتْ&&ها امل&&خاب&&رات ال&&فرن&&سية ق&&بل خ&&مسني ع&&ام &ا ً ل&&إلش&&تراك‬ ‫ب &&عملية م &&حاول &&ة إلغ &&تيال &&ه‪ ،‬ف &&ي ال &&قاه &&رة ب &&إع &&طاء إش &&ارة م &&ا‪ .‬وتـ &&تـذك &&ر الـلح &&ظة‬ ‫الحاسمة التي غيَّرت فيها رأيها بعدم إعطاء اإلشارة املتـفق عليها‪ .‬‬ ‫إذن ي&&عود ال&&فضل ب&&بقائ&&ه ح&&يا ً ح&&تى ذل&&ك ال&&وق&&ت ال&&ى ت&&اج امل&&لوك‪ .‬وال ي&&مكن ألح&&د‬ ‫معرفة كيف كانت تـتـفـتـح أمور الجزائر لو ت َّم فعالً إغتيال بن بلة ‪ .2‬‬ ‫*** ‬ ‫ث& &&م تظه& &&ر ال& &&شاب& &&ة ودي& &&ان امل& &&الح ال& &&شخصية ال& &&ثان& &&ية ف& &&ي ال& &&رواي& &&ة‪ ،‬ح& &&ني ت& &&قوم‬ ‫بزيارتها اليومية لتاج امللوك في املستشفى‪ .‬‬ ‫ال&بطلتان ”ص&دي&قتان ت&فصل ب&ينهما ع&قود م&ن ال&تفاوت ف&ي ال&عمر‪ ،‬األُول&ى ض&عف‬ ‫ع &&مر ال &&ثان &&ية‪ .‬ت &&تعاي &&شان ع &&لى ال &&حاف &&ة ب &&ني ال &&تفاه &&م وال &&تناف &&ر“‪ .‬ك &&ما أن ه &&نال &&ك‬ ‫س& ِّ&ميَ العه&&د ال&&بائ&&د‪،‬‬ ‫&ت م&&ن ع&&راق امل&&لكية ال&&ذي ُ &‬ ‫ت&&ناظ&&ر م&&تباي&&ن ب&&ينهما‪ .‬األًول&&ى ع&&ان& ْ‬ ‫وال & &&ثان & &&ية ع & &&ان & &&ت م & &&ن ال & &&عراق الج & &&دي & &&د‪ .‬ع & &&راق الج & &&مهوري & &&ة والح & &&روب وال & &&حصار‬ ‫اإلقتصادي‪ .‬‬ ‫ك&&ان&&ت ودي&&ان امل&&الح ف&&ي س&&نة ‪ 1980‬ع&&ند ب&&داي&&ة الح&&رب ال&&عراق&&ية األي&&ران&&ية ت&&لميذةً‬ ‫ف&&ي ال&&صف ال&&خام&&س إي&&تدائ&&ي‪ ،‬ت&&درس امل&&وس&&يقى ف&&ي م&&درس&&ة امل&&وس&&قى وال&&بال&&ية‪،‬‬ ‫ف&ي ظ&روف ب&يئة م&ن دو ًيّ ال&صواري&خ وص&اف&رات اإلن&ذار وال&لجوء ال&ى امل&الج© وث&م‬ ‫&دت ع & &&ازف & &&ة ال & &&كمان ف & &&ي ال & &&فرق & &&ة‬ ‫ال & &&حصار اإلق & &&فصادي‪ .‬ب & &&عد تخ & &&رج ودي & &&ان غ & & ْ‬ ‫ال&سيمفون&ية ال&عراق&ية ال&تي ك&ان&ت ت&حي ال&حفالت ف&ي ق&اع&ة الخ&لد وي&حضره&ا ج&مع‬ ‫غفير من مختلف التوجهات اإلجتماعية ‬

‫‪ 2‬‬ ‫ٌ‬ ‫مثال بسيط يعزز رأيي بأن املصادفات ذوات إحتمالية في غاية الضآلة هي التي تتحكم في كل‬ ‫هذا الحادث‬ ‫ما يجري في الكون‪ .‬وبما أن الرواي َة‬ ‫إنعكاس شبه مرآتي لوقائع الحياة فتحوي عددا ً من أمثال تلك األمور‬ ‫ٌ‬ ‫التي ال مجال لتعدادها هنا‪ .‬‬


‫‪٩‬‬

‫‪٥‬‬

‫وق&&د أث&&رتْ&&نا امل&&ؤل&&فة ع&&لى ل&&سان ب&&طلتها ب&&ال&&طرائ&&ق امل&&تبعة ف&&ي ت&&لك امل&&درس&&ة ل&&تعليم‬ ‫فنون العزف على اآلالت املوسيقية ‬ ‫وت&قدم ال&ى خ&طبتها ح&بيبها ال&قدي&م ي&وس&ف‪،‬ال&ذي ك&ان يُ&درس&ها دروس&ا ً خ&صوص&ية‬ ‫ف&ي ال&ري&اض&يات ث&م س&اف&ر ال&ى أم&ري&كا ل&لدراس&ة وإن&تظرتْ&ه خ&مس س&نوات ال&ى أن‬ ‫ع& &&اد ح& &&ام & &الً ش& &&هادة ال& &&دك& &&توراه ف& &&ي ال& &&هندس& &&ة امل& &&دن& &&ية و ُع& & ِّ&ني أس& &&تاذا ً ف& &&ي ك& &&لية‬ ‫الهندسة‪ .‬‬ ‫وك&ان&ا ي&أم&الن أن ي&عيشا ح&ياةً س&عيدةً‪ .‬ل&كن ال&ري&اح ل&م تج& ِر ك&ما تش&تهي ال&سفـن‪.‬‬ ‫إذ ُد ِف&عَ يـ&&وس&&ف ال&&ى اإلن&&ضمام ال&&ى ش&&لة ”األُس&&تاذ“ الش&&ري&&ر م& َّ&ما أ َّدى ب&&ه أخ&&يراً‬ ‫الى فسخ خطوبته الى وديان‪ .‬‬ ‫ِ‬ ‫تكف وديان إذ أصابتها نكبة أُخرى‪ .‬‬ ‫وكأن صدمة فسخ الخطوبة لم‬ ‫ق&&د س&&بق أن رأه&&ا ”األس&&تاذ“ م&&ع ي&&وس&&ف‪ ،‬ف&&دع&&اه&&ا ف&&ي ي&&وم م&&ن األي&&ام ال&&ى ح&&فلة‬ ‫ت&نكري&ة وأخ&ضعها ال&ى إح&دى ن&زوات&ه الش&ري&رة ال&سادي&ة ِ&ب&أن أول&ج ش&يئا ً ح&ادا ً ف&ي‬ ‫أُذنيها مزِّق طبلتيهما‪ .‬‬ ‫&قدت ال &&شاب ال &&ذي ت &&حبه وف &&قدت ال &&حاس &&ة ال &&ضروري &&ة ل &&سماع‬ ‫م &&سكينة ودي &&ان ف & ْ‬ ‫&بت ال&&سفارة ال&&فرن&&سية‬ ‫امل&&وس&&يقى وع&&زف&&ها‪ .‬إال أن ال&&قدر ل&&م ي&&هملها ت&&مام &ا ً‪ .‬إذ رت& ْ‬ ‫ف&&ي ب&&غداد ب&&عثة ل&&عدد م&&ن ط&&لبة م&&درس&&ة امل&&وس&&يقى وال&&بال&&يه إلك&&مال دراس&&ات&&هم ف&&ي‬ ‫پاريس من بينهم وديان‪ .‬‬ ‫&ضعت ودي&&ان ف&&ي ف&&رن&&سا ال&&ى ع&&مليات ج&&راح&&ية ل&&ترق&&يع ط&&بلتَيْ أُذن&&يها أع&&ادت‬ ‫أُخ&‬ ‫ْ‬ ‫سماعات توضع داخل األذن ‬ ‫لها جزئيا ً حاسة السمع بمساعدة َّ‬ ‫ق&&ادت امل&&صادف&&ات‪ 3‬ودي&&ان ال&&ى ل&&قاء ت&&اج امل&&لوك ع&&ند م&&دخ&&ل ق&&اع&&ة امل&&وس&&يقى ف&&ي‬ ‫پ&اري&س‪ .‬م&رأت&ان ق&ذف&تْهما األق&دار ب&عيدا ً ع&ن ال&عراق ث&م ج&معتْهما ف&ي پ&اري&س‪ .‬ل&كل‬ ‫م &&نهما م &&أس &&ات &&ها ال &&خاص &&ة‪ .‬ث &&م رب &&طتْهما ع &&الق &&ة أق &&وى م &&ن ال &&صداق &&ة أق &&رب ال &&ى‬ ‫حملت ”الرياح“ تاج امللوك الى پاريس؟ ‬ ‫األُمومة‪ .‬لكن كيف‬ ‫ْ‬ ‫*** ‬ ‫ك&ان&ت ل&تاج امل&لوك ف&ي ب&غداد س&طوة م&ن ن&فوذ ف&ي أوس&اط ال&طبقة ال&حاك&مة‪ ،‬ب&فضل‬ ‫&قلبت ج&&ميع‬ ‫مج&&لتها "ال&&رح&&اب" امل&&دع&&وم&&ة م&&ن ِق&بَـل ال&&پاش&&ا ن&&وري ال&&سعيد‪ .‬ل&&كن إن& ْ‬ ‫وقاموس جميع العراقيني ‬ ‫قاموسها“‬ ‫املوازين‪ ،‬عندما ”دخل إسم پورسموث‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ 3‬‬ ‫يرجى مراجعة الهامش املرقم ‪2‬‬


‫‪٩‬‬

‫‪٦‬‬

‫&قدت ف&&ي م&&يناء پ&&ورس&&موث ال&&بري&&طان&&ي إج&&تماع&&ات ب&&ني م&&سؤول&&ني ب&&ري&&طان&&يني م&&ع‬ ‫ُع& ْ‬ ‫&ددت امل &&عاه &&دة‬ ‫وف &&د ع &&راق &&ي ب &&رئ &&اس &&ة رئ &&يس ال &&وزراء ال &&عراق &&ي‪ ،‬ص &&ال &&ح ج &&بر‪& ُ ،‬‬ ‫ج& ْ‬ ‫ال&&عراق&&ية ال&&بري&&طان&&ية ب&&معاه&&دة أك&&ثر إج&&حاف &ا ً م&&ن س&&اب&&قتها ”ف&&قام&&ت ال&&قيام&&ة ف&&ي‬ ‫ب &&غداد“‪ ،‬ب &&إض &&راب &&ات ع &&مال &&ية وم &&ظاه &&رات ط &&الب &&ية‪ 4.‬ال &&عراق ك &&له م &&ن ش &&مال &&ه ال &&ى‬ ‫ج& &&نوب& &&ه وم& &&ن ش& &&رق& &&ه ال& &&ى غ& &&رب& &&ه ض& &&د امل& &&عاه& &&دة‪ .‬امل& &&ظاه& &&رات ت& &&عم ج& &&ميع امل& &&دن‬ ‫العراقية‪ .‬‬ ‫&صدت الش&&رط&&ة ل&&لمتظاه&&ري&&ن‪ .‬ووق&&ع ع&&دد ك&&بير م&&ن الج&&رح&&ى وال&&قتلى م&&ن ب&&ينهم‬ ‫ت&‬ ‫ْ‬ ‫جعفر شقيق محمد مهدي الجواهري‪ .‬‬ ‫*** ‬ ‫&ررت ال&نزول ال&ى ال&شارع واإلش&تراك ف&ي ال&تظاه&ر‪ .‬أح&اط ب&ها‬ ‫ف&ي لح&ظة ح&اس&مة ق ْ‬ ‫امل&&تظاه&&رون وه&&لهلوا ب&&صرخ&&ة‪” :‬ال&&صحاف&&ية امل&&وال&&ية ل&&لقصر وم&&دل&&لة ن&&وري ال&&سعيد‬ ‫تتظاهر ض ّده“ ‬ ‫&ت ف&&ي م&&سيرة ت&&شييع الشه&&داء‪ .‬نش&&رتْ‬ ‫إل&&تقط امل&&صورون ص&&ورا ً ل&&ها‪ .‬ث&&م إش&&نرك& ْ‬ ‫الجرائد صورها في تشييع شهداء الوثبة‪ .‬‬ ‫إذن المكان لها في العراق بعد اآلن‪ .‬‬ ‫&بلت ال&عرض م&باش&رة‪.‬‬ ‫ب&عد ف&ترة ج&اءه&ا ع&رض ع&مل ف&ي إذاع&ة ك&راچ&ي ال&عرب&ية‪ .‬ق ْ‬ ‫وغادرت العراق الى پاكستان‪ .‬‬ ‫ْ‬ ‫*** ‬ ‫أي م&نهم أن ي&نال ق&لبها س&وى‬ ‫أغ ْ‬ ‫&وت ت&اج امل&لوك رج&االً ع&دي&دي&ن‪ .‬ل&كن ل&م يس&تطع ُّ‬ ‫الفلسطيني منصور البادي‪ .‬‬ ‫&ت ع&&لى م&&نصور ال&&بادي م&&ن خ&&الل ع&&ملهما اإلذاع&&ي املش&&ترك ف&&ي ك&&راچ&&ي‪5.‬‬ ‫&عرف& ْ‬ ‫ت& َّ‬ ‫كان يصغرها بعدة سنوات إال أن شخصيتَه الطاغية جعلته أكبر في عينها‪ .‬‬ ‫&دت ب & &&ينهما ف & &&ي ق & &&ارت & &&ني م & &&ختلفتني‪ .‬ورغ & &&م‬ ‫ل & &&كن م & &&الب & &&سات ظ & &&روف ال & &&عمل ب & &&اع & & ْ‬ ‫ت &&باع &&ده &&ما ب &&قيا ع &&اش &&قني م &&ن ُب &&عد أي ‪ Remote Love‬ي &&تواص &&الن ب &&ني ح &&ني‬ ‫‪ 4‬‬ ‫وكان من بينهم كاتب هذه السطور الذي كان عمره آنداك ستة عشر عاما ً‪.‬‬ ‫‪ 5‬‬ ‫يرجى مراجعة الهامش املرقم ‪2‬‬


‫‪٧‬‬

‫‪٩‬‬

‫وآخ&ر ب&امل&راس&لة أو ع&بر ال&تلفون ع&لى أم&ل ال&لقاء ي&وم&ا ً م&ا‪ .‬وت&زوج ك&ل م&نهما ِ&ب َ&منْ‬ ‫ال يحب ‬ ‫ق&ذف ال&قدر ب&منصور ب&عد إن&هاء َع& ْق ِده ف&ي إذاع&ة ك&راچ&ي ال&ى ك&رك&اس ف&ي ف&نزوي&ال‬ ‫ح &&يث أرت &&قى م &&ناص &&ب ع &&ال &&ية ف &&يها ال &&ى أن ص &&ار مس &&تشارا ً م &&قرب &ا ً م &&ن ال &&رئ &&يس‬ ‫الڤنزيويلي شافيز‪ .‬‬ ‫&ت ف&&ي ب&&داي&&ة األم&&ر ال&&ى م&&سقط رأس&&ها‪ .‬وه&&ناك ف&&ي إي&&ران‬ ‫أ ّم&&ا ت&&اج امل&&لوك ف&&توجه& ْ‬ ‫ص&ار ل&ها‪ ،‬ل&لمرة األُول&ى ف&ي ح&يات&ها‪ ،‬ع&الق&ة ح&ميمة م&ع أح&د أم&راء ال&عائ&لة امل&لكية‬ ‫األسبق‪ .‬‬ ‫&ت ال&كوم&ان&دون س&يري&ل ش&ام&پيون م&ن امل&خاب&رات ال&فرن&سية ال&ذي إس&تطاع‬ ‫ث&م ت&زوج ْ‬ ‫ت&&جنيده&&ا واس&&تثمر زواج&&ه م&&نها ل&&غرض خ&&دم&&ة أه&&داف امل&&خاب&&رات وم&&نها م&&حاول&&ة‬ ‫إغتيال بن بلة الفاشلة‪ .‬‬ ‫*** ‬ ‫ه&كذا ع&اش&ت ت&اج امل&لوك س&نوات ع&دي&دة ف&ي پ&اري&س م&ع زوج&ها وع&ائ&لتها وق&د غ&دى‬ ‫إسمها مدام شامپيون ‬ ‫&دت ودي&ان ال&ى پ&اري&س ــ ك&ما ذك&رن&ا س&اب&قا ً ل&دراس&ة‬ ‫وف&ي غ&ضون ت&لك ال&سنوات وف ْ‬ ‫املوسيقي وعالج صممها‪ .‬‬ ‫&طوات ودي& &&ان“ ال& &&ى م& &&دخ& &&ل دار امل& &&وس& &&يقى ح& &&يث‬ ‫&ادت خ& &‬ ‫ُ‬ ‫وف& &&ي إح& &&دى األي& &&ام ”ق& & ْ‬ ‫&دت األرم &&لة امل &&سنة م &&دام ش &&ام &&پيون‪ .‬ع &&لى ال &&دخ &&ول ال &&ى ال &&دار‪ .‬ف &&توط &&دتْ‬ ‫س &&اع & ْ‬ ‫العالقات بني اإلمرأتني النبيذتني من العراق‪ .‬‬ ‫ف &&ي ال &&حقيقة إن تَـ & َوثُـ &&ق ال &&عالق &&ات ب &&ينهما ج &&اء ن &&تيجة ط &&بيعية ال &&شعور ال &&نفسي‬ ‫ب&حاج&ة ك& ٍل م&نهما ال&ى األُخ&رى )ظ&اه&رة ت&سمى ف&ي ال&علوم ال&بيول&وج&ية ”ال&تناف&ع“‬ ‫وأنت تحك ظهري“ (‪ .‬‬ ‫أو بالعربي الدارج‪” :‬أنا أحك ظهرك‬ ‫َ‬ ‫إذ أن ودي &&ان الـ &&شاب &&ة فـ &&ي حـ &&اج &&ة ال &&ى إن &&سـان &&ة مـ &&ثـل أُم &&هـا ال &&تي ت &&رك &تْها ف &&ي‬ ‫&دت ف&&ي ت&&اج امل&&لوك تـ&&لك‬ ‫ب&&غداد ل&&تكون ع&&ون &ا ً ل&&ها ف&&ي تح&&مل ح&&يات&&ها ال&&خاوي&&ة ف&&وج& ْ‬ ‫اإلنسانة‪ .‬‬ ‫وت &&اج امل &&لوك ب &&درره &&ا ت &&فتقر وه &&ي ف &&ي ش &&يخوخ &&تها ال &&ى َم& & ْن ي &&كون مس &&تعدا ً ال &&ى‬ ‫اإلس&&تماع ال&&ى ت&&فاخ&&ره&&ا ب&&قاب&&ليات&&ها ف&&ي إغ&&واء ال&&رج&&ال وف&&ي ص & ِّده&&م‪ ،‬وأن ي&&كون‬ ‫مس&تعدا ً أي&ضا ً ال&ى م&ساع&دت&ها ع&لى ال&تواص&ل م&ع م&نصور ال&وادي ال&رج&ل ال&وح&يد‬ ‫فوجدت ضالتها في وديان الشابة‪ .‬‬ ‫الذي نال قلبها‪.‬‬ ‫ْ‬


‫‪٨‬‬

‫‪٩‬‬

‫&ت ودي&&ان ج&&اه&&دة أن ت&&كون وس&&يلة ل&&تقارب ال&&عاش & َق ْني ال&&عجوزي&&ن‪ .‬ل&&كنها‬ ‫وق&&د ح&&اول& ْ‬ ‫أخفقت‪ .‬‬ ‫ْ‬ ‫وكانتا ــ على الرغم من صداقتهما ــ قطبني متضادين سايكولوجيا ً‪ .‬‬ ‫ح&&ياة إح&&داه&&ن م&&آلى ب&&امل&&غام&&رات ال&&عاط&&فية الح&&ميمة ب&&ينما ت&&كاد أن تخ&&لو ح&&ياة‬ ‫األخرى من أمثالها‪ .‬‬ ‫&جت امل&&ؤل&&فة ال&&تضاد م&&عال&&ج ًة ف&&روي&&دي&&ة وب& ٍ‬ ‫&جعل أح&&الم ودي&&ان‬ ‫ع&&ال& ْ‬ ‫&لغة رم&&زي&&ة راق&&ية‪ِ ،‬ب& َ‬ ‫الليلية تدور ِ‬ ‫مللء ذلك الفراغ النفساني‪ .‬‬ ‫بــعــض الــمــالحــظــات ‬ ‫• الب & َّد م &&ن وج &&ود س & ٍ‬ ‫&بب حـ &&دا الـ &&سيدة إن &&عام ال &&ى ال &&تكـتم ع &&لى اإلس &&م ال &&صري &&ح‬ ‫”ل&ألُس&&تاذ“ ال&&ذي ل&&ه دور م&&هـم ف&&ي س&&يرورة ح&&وادث الـ&&رواي&&ة‪ .‬ل&&كني أُق&&ر ب&&عدم‬ ‫إس&&تطاع&&تي إدراك ذل&&ك الس&&بب‪ .‬ص&&حيح‪ ،‬إن ع&&راق&&ييِ ال&&يوم ي&&عرف&&ون امل&&محي‬ ‫ــ ك&ما يُ&قال‪ .‬ف&ال ح&اج&ة ال&ى اإلف&صاح‪ ،‬ل&كن ه&ل س&يبقى ال&قراء ال&عراق&يون ف&ي‬ ‫س&&نة م&&ثالً ‪ 2030‬ي&&عرف&&ون َم& ْن ه&&و ه&&ذا ”األُس&&تاذ“؟ وه&&ل ي&&عرف&&ه ج&&ميع ال&&قراء‬ ‫ال&عرب ال&حال&يني؟ وم&ن امل&حتم أن امل&ترج&م ال&ى ل ٍ‬ ‫&غة أُخ&رى س&يضطر ال&ى وض&ع‬ ‫شروح ٍ هامشية للتوضيح‪ .‬‬ ‫&نت أت &&وق &&ع أن ت &&تضمن ال &&رواي & ُة ع &&لى ب &&عض ال &&رس &&ائ &&ل ال &&غرام &&ية امل &&تبادل &&ة ب &&ني‬ ‫• ك& ُ‬ ‫ال &&عاش &&قني ت &&اج &&ي وم &&نصور‪ ،‬ال &&تي ال ب &&د أن ي &&كون ب & ٌ‬ ‫&عض م &&نها م &&حتواةً ف &&ي‬ ‫الصناديق تحت سرير تاجي‪ .‬‬ ‫• م&ن امل&ؤك&د أن ت&طعيم ال&رواي&ة ب&أم&ثلة ش&عبية يُ&ضفي ح&الوةً ع&لى الس&رد‪ ،‬ول&كني‬ ‫أش& &&عر أن ه& &&نال& &&ك ش& &&يئا ً م& &&ن اإلف& &&راط ف& &&ي ذل& &&ك اإلس& &&تعمال‪ .‬امل& &&ثل ي& &&قول إن‬ ‫”الزايد أخو الناقص“‪ .‬‬ ‫مــقــتــطــفــات مــن أحــلــى مــا قــرأت ‬ ‫أك&تفي ف&يما ي&أت&ي ب&قليل م&ن ع&بارات ُكـ&ث ْ ٍر رائ&عات ف&ي دق&ة ال&وص&ف مس ٍ‬ ‫&تالت م&ن‬ ‫الرواية‪ :‬‬ ‫&عب املش&روب ع&با ً م&ثل َم&&ن‬ ‫• ب&أن&اق&ة م&رس&وم&ة ب&ال&فرج&ار ك&ان ي&قرب م&ن ف&مه‪ .‬ال ي ُّ‬ ‫أع&رف م&ن ال&عراق&يني‪ ،‬ي&ساب&قون ال&ساع&ة ل&يسكروا‪ .‬ي&أ ُّم ش&فتيه ث&م ي&حتسي ق&بلة‬ ‫الويسكي‪ .‬‬


‫‪٩‬‬

‫‪٩‬‬

‫• ص &&وت &&ه أع &&مق م &&ن ه &&دي &&ر امل &&وك &&ب‪ .‬ي &&فتح ش &&فتيه فتخ &&رس اله &&تاف &&ات وتش &&رئ &&ب‬ ‫األع &&ناق‪ .‬ي &&تدف &&ق ج &&واه &&ر ال &&كالم م &&ن ف &&مه‪ ،‬أم &&ام امل &&شيعني‪ ،‬ف &&ال ت &&عود م &&لكا ً ل &&ه‪.‬‬ ‫ي &&عرب &&د ويتج & َّلى وال ي &&خشى ش &&ياط &&ني األرض‪ .‬ي &&م ُّد واو ”امل &&وت“ ع &&لى ط &&ري &&قة‬ ‫أه&&ل ال&&نجف‪ .‬ي&&كزُّ ع&&لى ح&&روف ال&&قصيدة ف&&تكاد ت&&سمع ص&&ري&&ر أس&&نان&&ه‪… .‬‬ ‫ت ع& &&لى ش& &&فاه ال& &&عراق& &&يني ف& &&ي م& &&قاه& &&ي‬ ‫قت وح & &طَّ ْ‬ ‫ون& &&طق ع& &&جبا‪ .‬م& &&ئة ب& &&يت ح & & َّل ْ‬ ‫ال&&عاص&&مة‪ ،‬م&&يناءال&&بصرة‪ ،‬أه&&وار ال&&ناص&&ري&&ة‪ ،‬م&&صاف&&ي ك&&رك&&وك‪ ،‬م&&آذن ك&&رب&&الء‪،‬‬ ‫ومراقد النجف حفظوا امليمية نشيداًوطنيا ً‪ :‬‬ ‫أنت ال تـعلم بأن دماء الضحايا فم؟“ ‬ ‫”أتـعلم أم َ‬ ‫• ت &&نادي &&ه م &&ع ح &&لول ال &&ظلمة فيظه &&ر ش &&بحه‪ .‬ي &&ترب &&ع ع &&لى األرض ع &&ند س &&ري &&ره &&ا‬ ‫وط&&اس&&ة العس&&ل ف&&ي ح&&ضنه‪ .‬ي&&غمس أص&&اب&&عه ف&&يه وي & َّل ِوث أط&&راف&&ها امل&&صبوغ&&ة‪.‬‬ ‫ال ي& &&تفوه بح& &&رف‪ .‬ال& &&كالم غ& &&ير م& &&باح وم& &&وس& &&قى راڤ& &&ي ش& &&نكار ت& &&مأل ال& &&غرف& &&ة‪.‬‬ ‫……ي & &&لحس ق & &&دم & &&يها ب & &&لسان ال & &&نار‪ .‬ي & &&متص أص & &&اب & &&عها واح & &&دا ً واح & &&دا ً أو‬ ‫ب &&ال &&فطرة وال &&بعثرة‪…… .‬العس &&ل ي &&صبغ ح &&لمتها‪ .‬ت &&غيب ف &&ي غ & ٍ‬ ‫ه &&اج &&ة‪.‬‬ ‫&يمة و َّ&‬ ‫يته &&دج ت &&نفسها‪ .‬ت &&صعد ح &تَّى ب &&طنها‪ .‬يه &&تز ك &&يان &&ها‪ .‬ت &&شهق ع &&ميقا ً‪.‬وت &&خبو‪.‬‬ ‫ت&همد م&بللة ب&ال&عرق‪…… .‬يه&دأ امل&كان‪ .‬ت&نام ُ&م&رت&وب&ة ب&ال&وه&م‪ .‬الش&بح و َّل&ى م&ن‬ ‫املكان‪ ،‬والطاسة خاوية عند طرف السرير‪ .‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.