زلزال دونالد ترامپ ريمون شكوري لحظة تاريخية حاسمة فاجأت العالم بأسره إنها لحظة إنتخاب صاحب إمبراطورية مالية كبيرة ليكون رئيسا ً ألكبر إمبراطورية عرفها التاريخ .لحظة أفزعت زعما َء دول كثيرة .فوقفوا حيارى في آمرهم ال يعلمون كيف سيحول دونالد ترامپ العالم ربما يختلف كثيرون معه بسبب رعونته لكن إنتخابَه كان ردا ً للسياسات العقيمة الني أتبعتْها الواليات املتحدة خالل العقود األخيرة املساندة للزعماء وأشعلت الحروب خلقت اإلرهاب والفوضي الديكتاتوريني والتي ْ ْ ويتمنى كثير من زعماء العالم أن ال تكون سياسة صاحبنا ترامپ أكثر خوا ًء من سياسات سابقيه ويجر العالم الى كارثة نووية أو بيئيية جراء رعونته لكن سؤاالً يطرح نفسه :كيف أستطاع دونالد ترمپ الذي لم يخض معترك السياسي من َقبْ ُـل التغلب على جميع منافسيه وعلى إقناع قرابة نصف الشعب األمريكي بإنتخابه؟ هل كان ذلك بفضل ذكائه أم بسبب عنجهيته؟ رأيي الشخصي :ال بفضل ذكائه وال بسبب عنجهيته هنالك عوامل متعددة لكن يبدو لي أن آهمها وجود شريحة )ال أود أن أقول طبقة( في املجتمع األمريكي تضم أكثر من ٪٦٠من البيض أغلبهم من قاطني املناطق الريفية تحمل أفكارا ً وآرا ًء غير متناغمة مع سيرورة مناحي
التطورات األخيرة في املجتمعات العاملية منها على سبيل املثال مسألة اإلجهاض وزواج املثيليني واإلحساس بوطأة التغيير املناخي العاملي عتبر هذه الشريح ُة أن اإلجهاض َعملي ُة إغتيال للجنني وأن زواج املثيليني إثم تَ ُ كبير .وال يكترث معظم مؤيدي آراء هذه الشريحة بالعواقب الوخيمة لإلحترار العاملي معتقدين ــ بنا ًء على برمجة عقولهم دينيا ً ــ بقرب املجيء الثاني للمسيح الذي سيأخذ على عاتقه معالجة املسألة لصالح النوع البشري وعلى الرغم من أن التمييز العنصري قد أُنْ ِهيَ قانونيا ً إال أن ترسباته ال زالت باقية في داخل نفوس كثير من األمريكيني )وغير األمريكيني( إضـافة الـى هـذه األمـور تـشعـر هـذه الـشريحـة بكـثيـر مـن األستـعـالء عـلـى اآلخرين بـسبـب التـفـوق الـعـسكـري واإلقـتـصادي ألمـريكـا يـنـعـكـس بشـعـار American Exceptionalismالـذي يـشـبـه الى ٍ حد ما Dueshte Uber Alles أسارع مصرحا ً ــ لئال يساء فهمي ــ إنني ال أدعي أن أقول شيئا ً جديدا ً فكل ٍ بخاف عن أحد ذكـرت معروف جيدا ً وليس ما ُ جرت خالل العقود األخيرة من أعمال إرهابية… ، األحداث العاملية التي ْ وتصاعد األصولية الدينية …وتدفق الجئني من ألوان وجذور مختلفة وذوي خلفيات وثقافات متنوعة … ودخول مهاجرين غير شرعيني وشرعيني…، خيبت آمال وإنتخاب رئيس أمريكي من جذور أفريقية ،أقول أن تلك األحداث ُ الشريحة فبدت لها كبوادر تغيير عميق في تركيبة النسيج اإلجتماعي للمجتمع ٍ بإتجاه ال ينسجم مع رغباتها مما أقلقها وأشعرها بإهتزاز في األمريكي مكانتها املؤثرة في سياسية القوة والجبروت ”اإلمبراطورية“ األمريكية فإنبثق شخص يجسد رؤى وهموم الشريحة ويشعر شعورا ً قويا ً و ُم ِّلحا ً بمسؤولية املناداة الى تغيي ٍر جذري في سياسة أمريكا الداخلية والخارجية ٍ متوائم مع تطلعاتها ويدعو اليه ِب ٍ وعزيمة همة
صحيح أنه رجل ال خبرة له في السياسة وال يمتلك بالغ ًة خطابية متميزة وأنه مثقل بفضائح أخالقية ،لكنه أثبت منذ صعوده املسرح السياسي أنه منافس صعب املراس في تعامله مع منافسيه بأسلوب عنجهيٍ سمج لم يعهده األمريكيون في معاركهم اإلنتخاببية من ُ قبل).رغم أن جميع املعارك اإلنتخابية ليست سوى مسرحيات( .وهو أسلوب ربما إستساغه جيل مهني جديد. وهكذا استطاع ترامپ سحب البساط من تحت أقدام جميع منافسيه ومعارضيه ت الزاوية التي أنظر منها فإن ترامپ لم يكتشف بذكاء عقدة نصف إذا صح ْ َّ تجسدت فيه تلك العقدة وعمل الشعب االمريكي في حبهم للقوة والجبروت إنما ْ على تأجيجها محاكيا ً بعنجهيته وديموغاغيته آدولف هتلر وال يمكن أن ينكر أحد أن له طموحات شخصية الى الوصول الى أعلى منصب في الدولة األمريكية لكنه كان يشعر باإلضافة الى ذلك أنه يحمل على كتفيه آمال وتطلعات تلك الشريحة فقد صرح ــ عقب تعالي أصوات الدعوات املتعددة باإلنسحاب من املعركة اإلنتخابية نتيجة الكشف عن فضائحه األخالقية ــ قائالً :إنني ال أستطيع خذالن مؤيدي رعناء.جلبت السخرية عليه من كل حدب وصوب .لكن لم نعم ،سياساته املعلنة ْ يبال مؤيدوه بذلك فلم يلقَ خذالنآ ً منهم .وفعالً صوتوا له …… .فأنت ُ ِ ِ خب. بإختصار : دونالد ترامپ نتيج ُة الشريحة وليست الشريح ُة نتيج َة دونالد ترامپ