مريم بلحم ودم مراجعة الدكتور ريمون شكوري

Page 1

‫‪Mary‬‬ ‫‪A Flesh and Blood Biography of The Virgin Mother‬‬ ‫تـألـيـف ‪:‬‬ ‫منشورات ‪ Bloomsbury :‬سنة ‪ .2004‬عدد الصفحات ‪245‬‬ ‫‪Lesley Hazelton‬‬

‫امل‪00‬ؤلـ‪00‬فـة ‪ :‬ب‪1‬ري‪1‬طـان‪1‬يةُ امل‪1‬ولـ‪1‬د‪ ،‬أمـ‪1‬ري‪1‬كيةُ اجلـنس‪1‬ية‪ ،‬ي‪1‬هـودي‪1‬ةُ ال‪1‬نشأة‪ ،‬ملح‪1‬دةُ ال‪1‬عقيدة‪ ،‬س‪1‬اي‪1‬كول‪1‬وج‪1‬يةُ اإلخ‪1‬تصاص‪ ،‬دراس‪1‬تُها‬ ‫ق‪11‬بل اجل‪11‬ام‪11‬عية ف‪11‬ي م‪11‬درس ‪1‬ةٍ ل‪11‬لراه‪11‬بات‪ ،‬ع‪11‬اش ‪1‬تُ ف‪11‬ي ال‪11‬قدسِ ث‪11‬الث ‪1‬ةَ عش‪11‬ر ع‪11‬ام ‪1‬اً وع‪11‬ملتْ ه‪11‬ناك ك‪11‬مختصةٍ ف‪11‬ي ع‪11‬لمِ ال‪11‬نفس وث‪11‬م‬ ‫ك‪1‬مراس‪1‬لةٍ ص‪1‬حفية ‪ ،‬ت‪1‬عيش اآلن ف‪1‬ي م‪1‬دي‪1‬نةِ س‪1‬يات‪1‬ل ف‪1‬ي والي‪1‬ةِ أُوري‪1‬گن األم‪1‬ري‪1‬كية‪ .‬ألَّ‪1‬فتْ ع‪1‬دة ك‪1‬تبٍ ن‪1‬ال‪1‬تْ ج‪1‬وائ‪1‬ز ع‪1‬امل‪1‬ية م‪1‬نها‬ ‫ــ‪،The First Muslim‬وتصفُ نفسَها ” الهوتية باملصادفة “‪.‬‬

‫م ‪00‬راج ‪00‬عـة ‪:‬‬

‫رمي‪1‬ون جن‪1‬يب ش‪1‬كـُّوري‪ .‬أُرجِّـ‪1‬حُ أنـ‪1‬ي سـ‪1‬وف أُنـ‪1‬تقد مل‪1‬راج‪1‬عتي ك‪1‬تابٍ نُشِ‪1‬رَ ق‪1‬بل أح‪1‬د عش‪1‬ر ع‪1‬ام‪1‬اً‪ .‬وع‪1‬ذري امل‪1‬ثلُ‬

‫اإلنكليزي ” ‪.“ It is never too late‬‬ ‫•‬ ‫تس‪1‬تعملُ امل‪1‬ؤل‪1‬فةُ ف‪1‬ي م‪1‬نتِ كـ‪1‬تـابِ‪1‬ها اإلس‪1‬مَ ال‪1‬عـرب‪1‬يَ ـ الـ‪1‬عبـري ” م‪1‬رمي “ ب‪1‬دالً م‪1‬ن اإلس‪1‬مِ ال‪1‬شـائ‪1‬عِ ل‪1‬هـا‬ ‫في الغرب ” ‪.“ Mary‬‬ ‫كلـُنا نتصوّرُ أننا نعلمُ مَنْ هي مرمي‪.‬‬ ‫هي والدةُ يسُّوع الناصري‪.‬‬ ‫هي السيدةُ التي يتضرَّعُ اليها يومياً مالينيُ البشرِ بِصلواتِهم‪.‬‬ ‫هي التي جُعِلتْ النموذجُ لِكلِّ السماتِ املثاليةِ من فوقِ منابرِ الكنائسِ طوالَ عصورِ احلضارةِ املسيحية‪.‬‬ ‫هي التي لم يذكـرْ القرآنُ إسمَ إمرأةٍ سواها وأفردَ لها سورةً كاملةً حتملُ إسمَها‪.‬‬ ‫هي التي متُثَلُ بِأيقوناتٍ كإمرأةٍ شقراءَ جميلةَ املالمحِ مرتديةً رداءً طويالً مع زنَّارٍ أزرق‪.‬‬

‫هي التي متاثيلـُها تُزَيَنُ زواياً في جدرانِ غرفنا‪.‬‬

‫هي التي نؤرِّخُ جميعُ معامالتِنا من حلظةِ وَضْعِ مولودِها‬

‫رغ‪1‬م ك‪1‬لِّ ذل‪1‬ك ن‪1‬حن م‪1‬توه‪1‬مني ح‪1‬ني ن‪1‬دَّع‪1‬ي أن‪1‬نا ن‪1‬عرف م‪1‬رمي‪ .‬إن ال‪1‬تي ن‪1‬تصوَّرُ أن‪1‬نا ن‪1‬عرفُ‪1‬ها ه‪1‬ي مج‪1‬رَّدُ‬ ‫إس‪1‬مٍ ي‪1‬طوفُ ف‪1‬وق ال‪1‬سحاب‪ .‬ن‪1‬علم ح‪1‬قيقتني ع‪1‬اري‪1‬تني ب‪1‬أن‪1‬ها ع‪1‬اش‪1‬تْ ف‪1‬ي ال‪1‬ناص‪1‬رة ول‪1‬ها إب‪1‬ن‪ .‬وأس‪1‬عفَنـا‬ ‫كـ‪1‬تابُ العه‪1‬دِ اجل‪1‬ديـ‪1‬دِ بِ‪1‬حال‪1‬تيـن يتيمتيـن ف‪1‬قط بِ‪1‬أن األس‪1‬مَ ال‪1‬ضباب‪1‬يَ ” م‪1‬رمي “ يح‪1‬ملُ إح‪1‬ساسَ ق‪1‬لقٍ بش‪1‬ريٍ‬ ‫وذل‪1‬ك ع‪1‬ند ض‪1‬ياعِ ال‪1‬طفلِ ي‪1‬سُّوعَ ف‪1‬ي امل‪1‬عبد وع‪1‬ند ح‪1‬فلةِ ال‪1‬زف‪1‬افِ ف‪1‬ي ك‪1‬ان‪1‬ا‪ .‬وٱن‪1‬فردَ إجن‪1‬يلُ يـ‪1‬وح‪1‬نـا ف‪1‬قط م‪1‬ن‬ ‫ب‪1‬ني األن‪1‬اج‪1‬يل بِ‪1‬اإلق‪1‬رار أن ” أُمَ‪1‬ه “ م‪1‬وج‪1‬ودةٌ أث‪1‬ناءَ ص‪1‬لبِ ي‪1‬سُّوع وك‪1‬أن‪1‬ها مج‪1‬رَّدَ م‪1‬تفرِّج‪1‬ةٍ بِ‪1‬ال ع‪1‬واط‪1‬فَ وال‬ ‫مشاعر‪ .‬أمَّا القرآنُ فبالعكس قد أبدعَ بوصفِ آالمِها عند وضْعِها مولودِها‪.‬‬


‫•‬ ‫إس‪1‬تطـاع‪1‬تْ هـ‪1‬زل‪1‬تـُن أن تـ‪1‬رويَ قـ‪1‬صةً ي‪1‬تمـازجُ ف‪1‬يهـا اخل‪1‬يـالُ مـ‪1‬ع الـ‪1‬واق‪1‬عِ ف‪1‬جعلـتْ م‪1‬ن األس‪1‬مِ ال‪1‬ضباب‪1‬يِ‬ ‫” م‪1‬رمي “ إن‪1‬سان‪1‬ةً فلس‪1‬طينيةً ” بِلح‪1‬مٍ ودم “‪ .‬ط‪1‬بعاً خ‪1‬يالٌ‪ .‬ل‪1‬كنه خ‪1‬يالٌ ن‪1‬اب‪1‬عٌ م‪1‬ن واق‪1‬عٍ‪ .‬خ‪1‬يالٌ أك‪1‬ثرُ‬ ‫روعةً من أيقوناتِها األُسطوريةِ كحسناءٍ شقراءَ متوجةٍ بتاجٍ ذهبيِ اللون‪.‬‬ ‫وف‪11‬ي ال‪11‬وق ‪1‬تِ ن‪11‬فسه أث‪11‬رتْ‪11‬نا امل‪11‬ؤل‪11‬فةُ مبِ‪11‬علوم‪11‬اتٍ ق ‪1‬يِّمةٍ ع‪11‬ن ت‪11‬اري ‪1‬خَ وت‪11‬قال‪11‬يدَ وع‪11‬اداتِ ي‪11‬هود س‪11‬كنةِ‬ ‫فلسطني قبل ألفَي عام‪.‬‬ ‫ت‪1‬نطلقُ ه‪1‬ازل‪1‬تـُن ف‪1‬ي م‪1‬عاجل‪1‬تِها امل‪1‬فعمةِ ح‪1‬يوي‪1‬ةً حل‪1‬ياةِ وال‪1‬دةِ ي‪1‬سُّوعَ م‪1‬ن إط‪1‬ارِه‪1‬ا ال‪1‬فكريِ ال‪1‬الدي‪1‬ني دون‬ ‫أن تقحمَ ع‪1‬لى ال‪1‬قارئِ آراءَه‪1‬ا ع‪1‬ن ال‪1‬غيبياتِ احمل‪1‬يطةِ مب‪1‬رمي‪ ،‬ب‪1‬ل ت‪1‬تعرضُ ال‪1‬ى ب‪1‬عضٍ م‪1‬نها بِ‪1‬لمساتٍ خ‪1‬فيفةٍ م‪1‬ن‬ ‫بُعد‪ .‬فال حتاولُ حتريفَ إميانِ أيِّ مؤمنٍ ورعٍ‪ ،‬بل رمبَّا تعززُ فهمَه إلميانِه‪.‬‬ ‫وإن‪1‬ي ش‪1‬خصياً ال أع‪1‬تقدُ أن بِ‪1‬إم‪1‬كانِ م‪1‬ؤل‪1‬فٍ فَ‪1‬هَمَ رم‪1‬وزِ دي‪1‬نٍ وف‪1‬ي ن‪1‬فسِ ال‪1‬وق‪1‬تِ ي‪1‬نأى بِ‪1‬نفسِه ع‪1‬نها إالّ‬ ‫إذا ك‪1‬ان م‪1‬نعتقاً م‪1‬ن األدي‪1‬انِ ك‪1‬اف‪1‬ة‪ .‬وله‪1‬ذا ـــ حس‪1‬بَ إع‪1‬تقادي ـــ إس‪1‬تطاع‪1‬تْ ه‪1‬زل‪1‬تـُن امللح‪1‬دةُ رس‪1‬مَ ص‪1‬ورةٍ‬ ‫ب‪1‬عثتْ احل‪1‬ياةَ م‪1‬ن ال‪1‬ظلِّ إلم‪1‬رأةٍ ع‪1‬اش‪1‬تْ ف‪1‬ي فلس‪1‬طنيَ ق‪1‬بلَ أل‪1‬فَي ع‪1‬امٍ م‪1‬ن دونِ ال‪1‬عبثِ ب‪1‬قدس‪1‬يةِ األس‪1‬اط‪1‬يرِ ال‪1‬كثيرةِ‬ ‫املرتبطةِ معها‪.‬‬ ‫بَنَتْ املؤلفةُ راويتَها بثالثةِ أبواب‪.‬‬ ‫•‬ ‫ركـَّ‪1‬زَتْ ف‪1‬ي ال‪1‬باب األول ع‪1‬لى ال‪1‬عالـَ‪1‬مِ ك‪1‬ما ك‪1‬ان‪1‬ت م‪1‬رمي امل‪1‬راه‪1‬قةُ ت‪1‬راه م‪1‬ن خ‪1‬اللِ م‪1‬ا ش‪1‬اه‪1‬دتْ وس‪1‬معتْ‬ ‫وخَبِرَتْ في حياتِها اليوميةِ اإلعتيادية في اجلليلِ احملتلِ من قِبَلِ الرومان‪.‬‬ ‫ت‪1‬رك‪1‬تْ امل‪1‬ؤل‪1‬فةُ ) ال‪1‬تي ع‪1‬اش‪1‬تْ ف‪1‬ي ال‪1‬قدسِ ث‪1‬الث‪1‬ةَ عش‪1‬رَ ع‪1‬ام‪1‬اً ( ال‪1‬عنانَ خل‪1‬يالِ‪1‬ها مس‪1‬تلهمةً ت‪1‬صوراتِ‪1‬ها‬ ‫ع‪1‬ن م‪1‬رمي م‪1‬ن م‪1‬شاه‪1‬داتِ‪1‬ها وم‪1‬عرف‪1‬تِها بِ‪1‬ال‪1‬ري‪1‬فياتِ الفلس‪1‬طينياتِ امل‪1‬عاص‪1‬راتِ‪ .‬ف‪1‬عرض‪1‬تْ ل‪1‬نا م‪1‬رميَ ذات بش‪1‬رةٍ‬ ‫ح‪11‬نطيةِ ال‪11‬لونِ وش‪11‬عرٍ ط‪11‬وي ‪1‬لٍ مج‪11‬دول‪ .‬ورجَّ‪11‬حتْ أن‪11‬ها ك‪11‬ان‪11‬ت أُم ‪1‬يِّةً ل‪11‬كنها ليس‪11‬ت ج‪11‬اه‪11‬لة‪ .‬إذ ك‪11‬ان‪11‬ت‬ ‫تس‪11‬تمعُ ال‪11‬ى س‪11‬ماعِ أس‪11‬اط‪11‬يرِ ال‪11‬كتابِ امل‪11‬قدَّسِ تُ ‪1‬رْوى كتس‪11‬ليةٍ مم‪11‬تعةٍ بِ‪11‬ال‪11‬لغةِ ال‪11‬تي ت‪11‬تكلـَّم ب‪11‬ها م‪11‬رمي وه‪11‬ي‬ ‫اآلرامية‪ ،‬لغةُ الكلدانيني واآلشوريني التي ٱنبثقتْ منها العربيةُ والعبرية‪.‬‬ ‫تس‪11‬تيقظ م‪11‬رمي ع‪11‬ند ال‪11‬صباح ال‪11‬باك‪11‬ر فتكس ‪1‬رُ ق‪11‬طعةً م‪11‬ن ج ‪1‬نبِ ال‪11‬غنمِ وخ‪11‬بزاً م‪11‬غموس ‪1‬اً ب‪11‬ال‪11‬زع‪11‬تر‪ ،‬ث‪11‬م‬ ‫ت‪1‬ذه‪1‬ب لِ‪1‬رع‪1‬ي ال‪1‬غنم ومتش‪1‬ي م‪1‬نتصبةَ ال‪1‬قام‪1‬ةِ‪ .‬ك‪1‬يف مي‪1‬كن أن ت‪1‬نحنيَ وه‪1‬ي م‪1‬عتادةٌ أن متش‪1‬يَ وف‪1‬وقَ رأسِ‪1‬ها‬ ‫جرةُ ماء‪ .‬وغالباً ما تلتقي بصديقاتٍ مراهقاتٍ مثلـَها‪ ،‬فيتبادلـْنَ ” الدردشةَ “ النسويةَ املعتادة‪.‬‬ ‫وفي واحدٍ من تلك األيامِ الحظنَ إنتفاخاً على بطنِ مرمي‪.‬‬


‫•‬ ‫ت‪1‬طرحُ امل‪1‬ؤل‪1‬فةُ ف‪1‬ي ال‪1‬بابِ ال‪1‬ثان‪1‬ي آراءً ج‪1‬ري‪1‬ئةً وم‪1‬ثيرةً لِلج‪1‬دل‪ .‬جن‪1‬دُ ف‪1‬يه م‪1‬رميَ مت‪1‬تلكُ خ‪1‬برةَ ال‪1‬تداوي‬ ‫بِ‪1‬األع‪1‬شاب‪.‬وه‪1‬ي خ‪1‬برةٌ ـــ حس‪1‬بَ رأيِ امل‪1‬ؤل‪1‬فةِ ـــ تُ‪1‬وَرَثُ م‪1‬ن ج‪1‬يلٍ ال‪1‬ى ج‪1‬يل ع‪1‬بر األُم‪1‬هاتِ ال‪1‬ى األُن‪1‬اثِ م‪1‬ن‬ ‫أوالدِهن‪ .‬وأنها ) أي مرميَ ( قد إكتسبتْ خبرتَها من جدتِها القابلة‪.1‬‬ ‫إف‪1‬ترض‪1‬تْ امل‪1‬ؤل‪1‬فةُ إف‪1‬تراض‪1‬اً ت‪1‬عسفياً أن م‪1‬رميَ كس‪1‬رتْ ت‪1‬قال‪1‬يدَ ال‪1‬توري‪1‬ثِ وع‪1‬لـَّمتْ إب‪1‬نَها ي‪1‬سُّوع ف‪1‬نونَ‬ ‫التداوي بِاألعشاب‬ ‫ف‪1‬ي ذل‪1‬ك ال‪1‬عصر ك‪1‬ان اإلمي‪1‬انُ وال‪1‬شفاءُ م‪1‬تمازجَ‪1‬ني ال ي‪1‬فصلُ ب‪1‬ينهما خ‪1‬طٌ واض‪1‬ح‪ ،‬إذ ك‪1‬ان ال‪1‬شفاءُ‬ ‫دليالً على نعمةِ من الرب‪ .2‬وعليه يكونُ املرضُ إفتقاراً الى نعمتِه‪ .‬إذا اإلميانُ يُشْفي فعدمُه يُـمْرِض‪.‬‬ ‫ث‪1‬م ت‪1‬ضيفُ ه‪1‬زل‪1‬نتُ أن م‪1‬رميَ ك‪1‬متعاط‪1‬يةٍ ال‪1‬تداوي بِ‪1‬األع‪1‬شابِ ك‪1‬ان‪1‬ت ت‪1‬دركُ ال‪1‬فرق‪ .‬إن ال‪1‬صحةَ وامل‪1‬رضَ‬ ‫أُمورٌ طبيعيةٌ ال ترتبطُ بهما مكافأةٌ وال عقاب‪.‬‬ ‫ت‪11‬دخ‪11‬ل ه‪11‬زل‪11‬تـُن بِح‪11‬ذرٍ ش‪11‬دي ‪1‬دٍ ال‪11‬ى ت‪11‬ناولِ ال‪11‬قضيةِ امل‪11‬رك‪11‬زي ‪1‬ةِ حل‪11‬ملِ م‪11‬رميَ ال‪11‬عذراءَ غ‪11‬يرَ امل‪11‬تزوج‪11‬ة‪.‬‬ ‫ف‪1‬تتطرق‪1‬تْ ودرس‪1‬تْ التفس‪1‬يراتِ ال‪1‬طبيعيةِ امل‪1‬مكنةِ حل‪1‬بلِها‪ ،‬رف‪1‬ضتْ م‪1‬عظمَها وجت‪1‬اه‪1‬لتْ ال‪1‬بشارة‪ .‬وزودتْ‪1‬نا‬ ‫مبِ‪1‬عنى ال‪1‬عذري‪1‬ةِ ف‪1‬ي فلس‪1‬طنيَ ذل‪1‬ك ال‪1‬زم‪1‬انِ ح‪1‬يث يُ‪1‬فترضُ أن ك‪1‬لَّ ف‪1‬تاةٍ غ‪1‬يرِ م‪1‬تزوج‪1‬ةٍ ه‪1‬ي ع‪1‬ذراء‪ ،‬وب‪1‬يَّنتْ‬ ‫األس‪1‬ال‪1‬يبَ امل‪1‬تبعةَ آن‪1‬داك مل‪1‬عاجل‪1‬ةِ ق‪1‬ضاي‪1‬ا ف‪1‬تياتٍ حُ‪1‬بال‪1‬ى وغ‪1‬يرِ م‪1‬تزوج‪1‬ات ‪ .3‬ورغ‪1‬مَ أن اخل‪1‬صوب‪1‬ةَ ك‪1‬ان‪1‬ت تُ‪1‬قَدَّرُ‬ ‫وحتُتَرمُ آنذاك لكن في بعض الظروفِ العصيبةِ ال مفرَّ من اإلستعانةِ مبجهِّضاتٍ عشبية‪.‬‬ ‫ت‪11‬تجاوزُ ه‪11‬زل‪11‬تـُن ف‪11‬ي ب‪11‬عضِ األح‪11‬يان ال‪11‬ضرورةَ ال‪11‬روائ‪11‬ية ) ع‪11‬لى غ‪11‬رارِم‪11‬ا يُ‪11‬سميه ال‪11‬شعراءُ ال‪11‬ضرورةَ‬ ‫ال‪1‬شعري‪1‬ة (‪ ،‬ف‪1‬تغوصُ ف‪1‬ي أع‪1‬ماقِ امل‪1‬رأةِ ال‪1‬تي إخ‪1‬تلقَتْها م‪1‬خيلةُ م‪1‬دَّع‪1‬يةً أن م‪1‬رميَ ك‪1‬ان‪1‬ت ت‪1‬علمُ أن مب‪1‬قدورِه‪1‬ا‬ ‫إختيارَ اإلجهاضِ لكنها بِإرادتِها احلرةِ أبقتْ على حملِها‪.‬‬ ‫•‬ ‫ي‪1‬بدأ ال‪1‬بابُ ال‪1‬ثال‪1‬ثُ بِ‪1‬رس‪1‬مِ ص‪1‬ورةٍ مل‪1‬رميَ ك‪1‬أُمٍ ع‪1‬ند ال‪1‬صليب‪ .‬إن‪1‬ه م‪1‬نظرُ م‪1‬رع‪1‬بٌ‪ .‬ك‪1‬يف ت‪1‬تمكنُ أُمٌ‬ ‫تـَحَ‪1‬مُلَ م‪1‬شاه‪1‬دةِ إب‪1‬نِها يُ‪1‬صلـَب ؟‪ .‬ن‪1‬سمعُها ت‪1‬صرخُ ” إص‪1‬لوب‪1‬ون‪1‬ي م‪1‬كانَ‪1‬ه إن‪1‬ه إب‪1‬ني “ ث‪1‬م ت‪1‬صيحُ م‪1‬توج‪1‬عةً‬ ‫ِ‬ ‫القبالة كانت منذُ ٍ‬ ‫َ‬ ‫لعل مهن َة‬ ‫ث أُنثويا ً‪.‬‬ ‫زمن طويل‪ ،‬تُ َو َر ُ‬ ‫‪ 1‬إسترعتْ إنتباهي كلم ُة ” جدة “‪ .‬في العراق كانت القابل ُة تُنعتُ جدة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫زيارات الى ُلوردز وفاطمة وغي ِرهما طلبا ً‬ ‫ملعجزة شفائية‪.‬‬ ‫صلوات من أج ِل الشفاء‪.‬‬ ‫‪ 2‬ال زال اإليما ُن والشفا ُء متمازجني‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫شجعها الدول ِأل‬ ‫غراض سياحية‪.‬‬ ‫تُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫دت املؤلف ُة في كتا ِبها إحصائي ًة عن األ ٌ‬ ‫مهات غي ِر املتزوجات‪ 33٪،‬في أمريكا‪ 50٪،‬في النرويج ‪ 62٪.‬في آيسلندا ‪ ٪41‬في‬ ‫‪ 3‬ز َّو ْ‬ ‫فرنسا ‪ ٪31‬في أيرلندا‪،‬‬


‫” آخ آخ “ ك‪1‬أمن‪1‬ا ه‪1‬ي ال‪1‬تي ضُ‪1‬رِب‪1‬تْ بِ‪1‬ال‪1‬رم‪1‬حِ ال‪1‬ذي أص‪1‬ابَ ج‪1‬نبَ ي‪1‬سُّوع‪ .‬ك‪1‬م ه‪1‬ذه ال‪1‬صورةُ م‪1‬ختلفةً ع‪1‬ن م‪1‬ا‬ ‫أوردَه يوحنا في إجنيلِه بِكلمةٍ يتيمةٍ ” أُمه “‪.‬‬ ‫ث‪1‬م ت‪1‬تاب‪1‬عُ امل‪1‬ؤل‪1‬فةُ ت‪1‬صوراتِ‪1‬ها ع‪1‬ن م‪1‬رميَ األُم ال‪1‬ثكلى ب‪1‬عد م‪1‬ضيِ س‪1‬نواتٍ م‪1‬ن ص‪1‬لـْبِ إب‪1‬نها ت‪1‬عيش ح‪1‬ياة‬ ‫مآلى بالنشاط واإلنتاج‪.‬‬ ‫وه‪1‬زل‪1‬تـُن‪ ،‬ال‪1‬تي ال تُ‪1‬خفي م‪1‬سان‪1‬دتَ‪1‬ها امل‪1‬تطرف‪1‬ةِ لِ‪1‬قضاي‪1‬ا ن‪1‬صرةِ امل‪1‬رأة‪ ،‬ت‪1‬ؤكـِّ‪1‬دُ م‪1‬دَّع‪1‬يةً وت‪1‬دَّع‪1‬ي م‪1‬ؤكـِّ‪1‬دةً‬ ‫أن ال‪1‬دي‪1‬ان‪1‬ةَ املس‪1‬يحيةَ ن‪1‬شأتْ ع‪1‬لى أي‪1‬ادي ال‪1‬نسوةِ ال‪1‬الت‪1‬ي كـُ‪1‬نَّ ع‪1‬ند ال‪1‬صليب‪ .‬ف‪1‬هنَّ آخ‪1‬رُ مَ‪1‬نْ رأى ي‪1‬سُّوعَ‬ ‫يُ‪1‬دف‪1‬نُ وأولُ مَ‪1‬نْ ش‪1‬اه‪1‬دَه ي‪1‬قومُ‪ ” .‬ج‪1‬ميعُ ت‪1‬الم‪1‬يذِه ال‪1‬ذك‪1‬ورِ ق‪1‬د ف‪1‬رُّوا “‪ .‬ال‪1‬نساءُ وض‪1‬عنَه ف‪1‬ي ال‪1‬قبرِ وبَ‪1‬قنيَ ف‪1‬ي‬ ‫مراقبتِه وعُدْنَ في اليومِ الثالثِ وأعلنَّ قيامتَه‪ .‬هنَّ وفقط هنَّ يعرفنَ ماذا حدث‪.‬‬ ‫ه‪11‬زل‪11‬تـُن ال ت‪11‬ترك م‪11‬وض‪11‬وعَ ال‪11‬دف ‪1‬نِ وال‪11‬قيام ‪1‬ةِ م‪11‬ن دون ت‪11‬أم ‪1‬لٍ ف‪11‬لسفيٍ‪ .‬ف‪11‬تقولُ إن‪11‬ه حت‪11‬وي ‪1‬لُ اخل‪11‬سارةِ‬ ‫وال‪1‬ضياعِ ال‪1‬ى جت‪1‬دي‪1‬دٍ ون‪1‬هضة‪ .‬وتُس‪1‬بغُ ع‪1‬لى ق‪1‬صةِ ص‪1‬عودِ م‪1‬رمي بِجس‪1‬دِه‪1‬ا ال‪1‬ى ال‪1‬سماءِ ب‪1‬عد ” ٱن‪1‬تهاءِ أج‪1‬لِها‬ ‫على األرضِ “ ‪ 4‬معانٍ روحيةٍ‪.‬‬ ‫وت‪1‬قول ‪ :‬ك‪1‬لما وض‪1‬عتْ إم‪1‬رأةٌ م‪1‬ول‪1‬وداً‪ ،‬وك‪1‬لما ن‪1‬اغ‪1‬تْ إم‪1‬رأةٌ ط‪1‬فالً‪ ،‬وك‪1‬لما س‪1‬عتْ إم‪1‬رأةٌ ال‪1‬ى امل‪1‬عرف‪1‬ةَ‬ ‫أو ع‪1‬لـَّمتْ اآلخ‪1‬ري‪1‬ن‪ ،‬أو ن‪1‬اض‪1‬لتْ ف‪1‬ي س‪1‬بيلِ الس‪1‬الم‪ ،‬أو‪.‬ض‪1‬حَّتْ بِ‪1‬نفسِها م‪1‬ن أج‪1‬لِ احل‪1‬ري‪1‬ة‪ ،‬ي‪1‬تمُ تس‪1‬ليمَ‬ ‫وشاحِ مرميَ الى اجليلِ التالي‪.‬‬ ‫ت‪1‬عبِّرُ ل‪1‬يزل‪1‬ي هـ‪1‬ازل‪1‬تـُن‪ ،‬ف‪1‬ي اجل‪1‬ملةِ األخ‪1‬يرةِ م‪1‬ن ك‪1‬تابِ‪1‬ها بِ‪1‬صراح‪1‬ةٍ مـ‪1‬ا ت‪1‬فتـرضُ‪1‬ه ض‪1‬منـاً ف‪1‬ي ك‪1‬لِّ أجـ‪1‬زائـ‪1‬ه‬ ‫‪In the spirit of Meriam we are all her‬‬ ‫أن مرميَ بِالنسبةِ اليها هي كلِّ النساءِ‪ ،‬إذ تقول ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ 4‬بهذا األ ُ‬ ‫األسلوب يسلخو َن عنها إنسانيتَها‪.‬‬ ‫وفاة مريم‪ ،‬معتقدين أنه تمجي ٌد لها‪ .‬لكنهم بهذا‬ ‫البابوات عن‬ ‫سلوب تكل َم‬ ‫ُ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.