Modern mathematics18 copy 5

Page 1

‫لـِمَـاذا‬ ‫تُـسْـتَـعْـمَـلُ ٱلـمِـنْـشَـفـةُ لِـتـَـجـْفِـيـفِ ٱلـجِـسْـمِ‬ ‫بَعْدَ ٱإلسْـتـِحْـمَـامِ بـَدَالً مِـنْ قِـطـْعَـةٍ كَـبِـيـرَةٍ‬ ‫مِـنْ قِـمَـاشٍ أمْلــَس ؟‬ ‫ريـــمـــون نـجـيـب شـــكــــُّوري‬ ‫أتركُ للقارئِ تصنيفَ املقال‪.‬‬ ‫أمّ ‪BB‬ا أن ‪BB‬ا ف ‪BB‬أرى امل ‪BB‬قالَ خ ‪BB‬ليطاً م ‪BB‬تجان ‪BB‬ساً م ‪BB‬ن نُ ‪BB‬تـفٍ م ‪BB‬ن وع ‪BB‬ن‬ ‫الـرياضيات والسيرة الذاتية مُتَـبَّالً بِقصةٍ يتمازج فيها الواقعُ مع اخليال‪.‬‬ ‫أودُّ إس‪BB‬ترع‪BB‬اءَ إن‪BB‬تباهَ ال‪BB‬قارئِ ب‪BB‬اإلق‪BB‬رار ِب‪BB‬أن‪BB‬ني ٱخ‪BB‬ترتُ ال‪BB‬عنوانَ وأن‪BB‬ا‬ ‫أع‪B‬لمُ أن‪B‬ه ل‪B‬يس احمل‪B‬ورَ ال‪B‬رئيس‪B‬ي ل‪B‬لمقالِ‪ .‬ف‪B‬قد وض‪B‬عتُه بِ‪B‬وع‪B‬يٍ وبِس‪B‬بقِ إص‪B‬رارٍ‬ ‫ألس‪B‬تفزَّ ال‪B‬لـُعابَ ال‪B‬فكريَ لِ‪B‬لقارئ‪ .‬ف‪B‬أل‪B‬تمسُ م‪B‬نه ال‪B‬صبرَ ل‪B‬يواص‪B‬لَ الـ‪B‬قراءةَ‬ ‫الـى آخـرِ عشريـن سطـرٍ لِيجـدَ الـجوابَ عـن الــسؤالِ الـمُثـار‪.‬‬



‫لِـمَـاذا تُـسْـتَـعْـمَـلُ الـمِـنْـشَـفـةُ لِـتـَـجـْفِـيـفِ الـجِـسْـمِ بَعْدَ‬ ‫اإلسْـتـِحْـمَـامِ بـَدَالً مِـنْ قِـطـْعَـةٍ كَـبِـيـرةٍ مِـنْ قِـمَـاشٍ أمْلــَس ؟‬ ‫رميون شكـّوري‬ ‫أتركُ للقارئِ تصنيفَ املقالَ‪ .‬فهو إمّا قصةٌ متضمِنةٌ نتفاً من الرياضيات‪ ،‬وإمّا محاضرةٌ عن وفي الرياضيات متبَّلةٌ بقصةٍ‪ .‬أودُّ إسترعاءَ‬ ‫إنتباهَ القارئ باإلقرار ِأنني إخترتُ العنوانَ وأنا أعلمُ أنه ليس احملورَ الرئيسي للمقالِ‪ .‬فقد وضعتُه بِوعيٍ وبِسبقِ إصرارٍ ألستفزَّ اللعابَ‬ ‫الفكريَ لِلقارئ‪ .‬فألتمسُ منه الصبرَ ليواصلَ القراءةَ الى آخرِ عشرين سطـرٍ لِيجدَ اجلوابَ عن الـسؤالِ الـمُثار‪.‬‬

‫•• ‪•• 0‬‬

‫دف‪O‬عتْني ال‪O‬ى ك‪O‬تاب‪O‬ةِ ه‪O‬ذا امل‪O‬قالِ ع‪O‬بارةٌ ك‪O‬تبَها ال‪O‬صدي‪O‬قُ ط‪O‬لعت م‪O‬يشو ت‪O‬عقيباً ل‪O‬ه ع‪O‬لى‬ ‫مقالٍ سابقٍ لي عنوانُه‪ » :‬يا تني‪ ،‬يا توت‪ ،‬يا رمّان « منشورٍ في شباطِ ‪2014‬‬ ‫يقولُ طلعت في تعقيبِه عني‪:‬‬ ‫” واحل ‪B‬قُ وبِ‪BB‬دونِ أي ‪B‬ةِ م‪BB‬جام‪BB‬لةٍ أق‪BB‬ولُ ل‪BB‬و ل‪BB‬م ت‪BB‬كنْ پ‪BB‬روف‪BB‬سور ف‪BB‬ي عِ‪BB‬لـْمِ‬ ‫ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ لـَ‪B‬كنتَ ال‪B‬يومَ واح‪B‬داً م‪B‬ن أشه‪B‬رِ ال‪B‬كـُتّابِ ال‪B‬عراق‪B‬يني خ‪B‬اص‪B‬ةً‬ ‫لغتُكَ املضبوطةُ متاماً التي تساعدُكَ في تسطيرِ ما تريدُ كتابتَه “‪.‬‬

‫ال أج‪O‬دُ ك‪O‬لماتٍ م‪O‬ناس‪O‬بةٍ أُع‪O‬بِّرُ بِ‪O‬ها ع‪O‬ن م‪O‬قدارِ ش‪O‬كريَ لِ‪O‬صدي‪O‬قي ط‪O‬لعت ع‪O‬لى م‪O‬دي‪O‬حِه‬

‫وإ ط‪O‬رائ‪O‬ه ال‪O‬ذي أرى ف‪O‬يه ب‪O‬عضَ الش‪O‬يءِ م‪O‬ن احل‪O‬قيقةِ وم‪O‬ن امل‪O‬بال‪O‬غةِ الش‪O‬يء ال‪O‬كثير‪ .‬ل‪O‬يس ه‪O‬دف‪O‬ي‬ ‫م‪O‬ن ه‪O‬ذا امل‪O‬قالِ وضْ‪O‬عَ ت‪O‬قدي‪O‬رٍ لِلنس‪O‬بةِ امل‪O‬ئوي‪O‬ةِ لِ‪O‬لمبال‪O‬غةِ ال‪O‬ى احل‪O‬قيقةِ ف‪O‬ي ع‪O‬بارتِ‪O‬ه‪ ،‬إمن‪O‬ا أودُّ ت‪O‬بيانَ‬ ‫أن‪O‬ه إذا وَجَ‪O‬دَ ص‪O‬دي‪O‬قي ال‪O‬كرميُ ف‪O‬ي ل‪O‬غتي ض‪O‬بطاً ي‪O‬ساع‪O‬دُن‪O‬ي ف‪O‬ي الس‪O‬يطرةِ ع‪O‬لى م‪O‬ا أُري‪O‬دُ ك‪O‬تاب‪O‬تَه‪،‬‬ ‫فَيعودُ الفضلُ بِالدرجةِ األُولى الى الرياضيات‪.‬‬

‫أودُّ إس‪O‬ترع‪O‬اءَ إن‪O‬تباهَ ال‪O‬قرّاءِ ال‪O‬ى أن‪O‬ي أع‪O‬لمُ أن ل‪O‬دى ع‪O‬ددٍ ل‪O‬يس بِ‪O‬قليلٍ م‪O‬ن ذوي ث‪O‬قاف‪O‬ةٍ‬ ‫واس‪O‬عةٍ ت‪O‬صوراً خ‪O‬اط‪O‬ئاً ع‪O‬ن ط‪O‬بيعةِ ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬ياتِ‪ .‬إذ ي‪O‬تصورونَ‪O‬ها مج‪O‬رَّدَ ال‪O‬عملياتِ احل‪O‬ساب‪O‬يةِ‬ ‫امل‪O‬عهودةِ ومج‪O‬موع‪O‬ةٍ م‪O‬ن ق‪O‬وان‪O‬نيَ حلِ‪O‬سابِ امل‪O‬ساح‪O‬اتِ واحل‪O‬جومِ وح‪O‬لولٍ امل‪O‬عادالتِ ال‪O‬تي تُس‪O‬تثمرُ‬ ‫‪3‬‬


‫ف‪O‬ي ح‪O‬ياتِ‪O‬نا ال‪O‬يوم‪O‬يةِ ف‪O‬ي ع‪O‬ملياتِ ال‪O‬بيعِ والش‪O‬راءِ وف‪O‬ي امل‪O‬عام‪O‬التِ امل‪O‬صرف‪O‬يةِ وق‪O‬ياسِ األط‪O‬والِ‬ ‫واألوزانِ وسُرعِ السياراتِ ودرجاتِ احلرارةِ وغيرِها من األُمورِ التكنولوجيةِ البسيطةِ‪.‬‬ ‫ص‪OO‬حيحٌ‪ ،‬إن ت‪OO‬لك ف‪OO‬وائ ‪O‬دُ ال مي‪OO‬كنُ ن‪OO‬كـْرانَ‪OO‬ها‪ ،‬ل‪OO‬كن ال‪OO‬تأك‪OO‬يدَ امل‪OO‬بال ‪O‬غَ ع‪OO‬لى ت‪OO‬لك‬ ‫ال‪O‬فوائ‪O‬د ي‪O‬نأى ب‪O‬ال‪O‬دارسِ ع‪O‬ن ف‪O‬همِ األب‪O‬عادِ ال‪O‬ثقاف‪O‬يةِ وال‪O‬تاري‪O‬خيةِ وال‪O‬تطوري‪O‬ةِ ل‪O‬لري‪O‬اض‪O‬ياتِ ويُ‪O‬عتِّمَ‬ ‫عليها ويُقللُ من إحساسِه لِتذوّقِها لِذاتِها‪.‬‬ ‫ال ت‪O‬قعُ م‪O‬سؤول‪O‬يةُ ال‪O‬تصورِ اخل‪O‬اط‪O‬ئ ع‪O‬ن ط‪O‬بيعةِ ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬ياتِ ع‪O‬لى أول‪O‬ئك امل‪O‬ثقفني‪،‬‬ ‫إمن‪OO‬ا ت‪OO‬قعُ‪ ،‬ف‪OO‬ي أغ‪OO‬لبِ احل‪OO‬االتِ‪ ،‬ع‪OO‬لى م‪OO‬ناه ‪O‬جِها وأس‪OO‬ال‪OO‬يبِ ت‪OO‬دري ‪O‬سِها‪ .‬إذ ل‪OO‬يس غ‪OO‬ري‪OO‬باً أن‬ ‫يتخ‪OO‬رجَ م‪OO‬عظمُ ال‪OO‬طلبةِ م‪OO‬ن م‪OO‬راح ‪O‬لَ دراس ‪O‬تِهم ق‪OO‬بلَ اجل‪OO‬ام‪OO‬عيةِ م‪OO‬شوش‪OO‬ي ال‪OO‬ذه ‪O‬نِ ع‪OO‬ن ط‪OO‬بيعةِ‬ ‫ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬ياتِ إن ل‪O‬م ي‪O‬كون‪O‬وا ك‪O‬اره‪O‬ينَها‪ .‬م‪O‬ثلـُهم م‪O‬ثلُ ال‪O‬تلميذِ ال‪O‬ذي تُ‪O‬قدّمُ ل‪O‬ه امل‪O‬وس‪O‬يقى ف‪O‬ي‬ ‫دراس‪O O‬تِه اإلب ‪OO‬تدائ ‪OO‬يةِ وال ‪OO‬ثان ‪OO‬وي‪O O‬ةِ ع ‪OO‬لى أن ‪OO‬ها مج‪O O‬رّدُ أص ‪OO‬واتِ ال ‪OO‬ضجيجِ ال ‪OO‬صادرِ م ‪OO‬ن س ‪OO‬وقِ‬ ‫ال‪O‬صفاف‪O‬ير‪ ،‬ول‪O‬م ي‪O‬سمعْ ال‪O‬تلميذُ مب‪O‬وس‪O‬يقى ب‪O‬يثهوڤ‪O‬ن أو ب‪O‬اخ أو ش‪O‬وب‪O‬رت وغ‪O‬يره‪O‬م وال ح‪O‬تّى‬ ‫بِأسمائهم‪.‬‬ ‫‪
.‬‬

‫‪4‬‬


‫•• ‪•• 1‬‬

‫ع‪O‬ند ن‪O‬هاي‪O‬اتِ خ‪O‬مسينياتِ ال‪O‬قرنِ امل‪O‬اض‪O‬ي‪ ،‬ح‪O‬ني ك‪O‬نتُ ط‪O‬ال‪O‬باً أدرسُ ف‪O‬ي ج‪O‬ام‪O‬عةِ والي‪O‬ة‬ ‫آي‪O‬وا ف‪O‬ي م‪O‬دي‪O‬نةِ آي‪O‬وا األم‪O‬ري‪O‬كيةِ لِ‪O‬لحصولِ ع‪O‬لى ش‪O‬هادةِ ال‪O‬دك‪O‬توراه‪ ِ،‬غ‪O‬ال‪O‬باً م‪O‬ا ك‪O‬نتُ أُسْ‪O‬أَلُ ع‪O‬ن‬ ‫أخبارِ األحداثِ الدمويةِ التي جرتْ في العراقِ آنذاك وراحَ ضحيتُها امللكُ فيصلَ الثاني‪.‬‬ ‫ث‪O‬م ينج‪O‬رُّ احل‪O‬دي‪O‬ثُ ال‪O‬ى اإلس‪O‬تفسارِ ع‪O‬ن م‪O‬وض‪O‬وعِ دراس‪O‬تي ال‪O‬ذي ج‪O‬ئتُ أم‪O‬ري‪O‬كا م‪O‬ن‬ ‫أج‪O‬لِ اإلخ‪O‬تصاصِ بِ‪O‬ه‪ .‬وك‪O‬ان‪O‬ت م‪O‬ن ع‪O‬ادات‪O‬ي ال‪O‬تمازحَ م‪O‬ع مَ‪O‬نْ ي‪O‬سألـُ‪O‬ني خ‪O‬اص‪O‬ةً إذا ك‪O‬ان ال‪O‬سائ‪O‬لُ‬ ‫م‪O‬ن اجل‪O‬نسِ ال‪O‬لطيف‪ .‬ف‪O‬يدورُ ح‪O‬وارٌ ع‪O‬ن ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬ياتِ وط‪O‬بيعتِها وأه‪O‬ميتِها وم‪O‬ناه‪O‬جَ وط‪O‬رائ‪O‬قَ‬ ‫ت‪OO‬دري ‪O‬سِها‪ .‬ح‪OO‬دث ‪O‬تْ خ‪OO‬اللَ س‪OO‬نواتِ دراس‪OO‬تي عش‪OO‬راتٌ م‪OO‬ن ت‪OO‬لك ال‪OO‬نقاش‪OO‬ات‪ .‬ت‪OO‬شابه ‪O‬تْ‬ ‫نتائجُها بل كادتْ أن تتطابق‪.‬‬ ‫ق‪OO‬بلَ ب‪OO‬ضعةِ أشهـ ‪O‬رٍ م‪OO‬ن ش‪OO‬روع‪OO‬ي بِ‪OO‬كتاب ‪O‬ةِ امل‪OO‬قالِ إن‪OO‬قدح ‪O‬تْ ف‪OO‬ي ذه‪OO‬ني ف‪OO‬جأةً أث‪OO‬ناءَ‬ ‫م‪O‬وق‪O‬فٍ ) س‪O‬أت‪O‬طرقُ ال‪O‬يه الح‪O‬قاً ( ذك‪O‬ري‪O‬اتُ واح‪O‬دٍ م‪O‬ن ت‪O‬لك ال‪O‬نقاش‪O‬اتِ بِج‪O‬ميعِ ت‪O‬فاص‪O‬يلِها‬ ‫ال‪O‬دق‪O‬يقة‪ .‬مل‪O‬عتْ ب‪O‬عد ح‪O‬دوثِ‪O‬ها بِ‪O‬إث‪O‬ني وخ‪O‬مسني ع‪O‬ام‪O‬اً ج‪O‬اث‪O‬مةً أم‪O‬ام‪O‬ي وك‪O‬أمن‪O‬ا أع‪O‬يشُها ال‪O‬يوم‪.‬‬ ‫أودُّ ع‪O‬رضَ احل‪O‬وارَ لِ‪O‬طراف‪O‬ةِ م‪O‬ا ص‪O‬اح‪O‬بَه وم‪O‬ا ت‪O‬اله م‪O‬ن أح‪O‬داثُ‪ ،‬آخ‪O‬رُِه‪O‬ا ق‪O‬صةٌ ف‪O‬رع‪O‬يةٌ ع‪O‬ن ال‪O‬عنوانِ‬ ‫اإلستفزازيِ الذي أستَهِلُ بِه املقال‪.‬‬ ‫س‪OO‬أل ‪O‬تْني إح‪OO‬دى ط‪OO‬ال‪OO‬باتِ اجل‪OO‬ام‪OO‬عةِ س‪OO‬نةَ ‪ )1962‬وبِ‪OO‬ال‪OO‬ضبط ف‪OO‬ي ‪ 27‬آذار ( ال‪OO‬سؤالَ‬ ‫امل‪OO‬عتادَ ‪ ” :‬م‪OO‬ا ه‪OO‬و م‪OO‬وض‪OO‬وعُ دراس ‪O‬تِكَ ف‪OO‬ي أم‪OO‬ري‪OO‬كا ؟ “‪ .‬أج‪OO‬بتُها بِ‪OO‬سؤالٍ‪ ” :‬أمي ‪O‬كِنكِ أن‬ ‫حتزريه؟ “‪ .‬فَدارَ احلوارُ كما يأتي‪:‬‬ ‫كال‬ ‫كال‬ ‫كال‬ ‫كال‬

‫الرياضةُ البدنيةُ؟‬ ‫اإلدارةُ ؟‬ ‫التمثيلُ ؟‬ ‫الصحافةُ ؟‬

‫إذن ماذا عساه أن يكون؟‬ ‫‪5‬‬


‫الـريـاضيات يا آنستي‪.‬‬ ‫فإنتفضتْ بصرخةٍ مكبوتةٍ‬ ‫الـــــــريـــــاضـــــيـــــات !!!!! ‪.‬‬

‫وٱستمرتْ تقول ‪:‬‬

‫أُوه‪ ،‬ك‪O‬م أك‪O‬رهُ‪O‬ها‪ .‬ه‪O‬ل حتَ‪O‬مّلتَ ع‪O‬ناءَ س‪O‬فرِ م‪O‬ساف‪O‬اتٍ ط‪O‬وي‪O‬لةٍ ك‪O‬ي‬ ‫تـ‪O‬دْرُسَ الــ‪O‬ريــ‪O‬اضــ‪O‬يــات؟!!! أنـ‪O‬ا أكـ‪O‬رهُ‪O‬ها‪ .‬ت‪O‬صوّرْ أن درج‪O‬تَيَ ف‪O‬ي ال‪O‬دي‪O‬نِ‬ ‫والعلوم البيولوجية كانتا ‪ A‬لكنها في الرياضياتِ ‪.D‬‬

‫ف‪B‬همتُ‪ ،‬ف‪B‬همتُ‪ .O.K .‬ف‪B‬همتُ أن‪B‬كِ ت‪B‬كره‪B‬نيَ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ‪ ،‬إالّ‬ ‫أني أمتنى أالّ ميتدَّ كرهُكِ أيضاً الى ذوي اإلختصاصِ بها‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬ال ‪ ،‬ال‪ ،‬ع ‪OO‬فواً‪ ،‬أرج ‪OO‬و امل ‪OO‬عذرةَ‪ ،‬ف ‪OO‬ي ال ‪OO‬واق ‪OO‬ع إن ‪OO‬ي أح ‪OO‬ترمُ ‪OO‬هم‬ ‫وأق‪O‬دّرُه‪O‬م أس‪O‬مى ت‪O‬قدي‪O‬رٍ‪ ،‬ألن مس‪O‬توى ذك‪O‬ائِ‪O‬هم ف‪O‬وقَ مس‪O‬توى ب‪O‬اق‪O‬ي البش‪O‬ر‪.‬‬ ‫ه‪O‬م ع‪O‬باقـ‪O‬رةٌ م‪O‬ثل آينش‪O‬تاي‪O‬ن‪ .1‬إذ يس‪O‬تطيعونَ ت‪O‬طبيقَ ه‪O‬ذا ال‪O‬عِلـْمَ ف‪O‬ي ش‪O‬تَّى‬ ‫أن ‪OO‬واعِ احل ‪OO‬قولِ م ‪OO‬ن ال ‪OO‬تكنول ‪OO‬وج ‪OO‬يا ال ‪OO‬ى إس ‪OO‬تكشاف ‪OO‬اتِ ال ‪OO‬فضاءِ وال ‪OO‬فلكِ‬ ‫وغ‪O‬يـرِه‪O‬ا‪ ،‬وغ‪O‬يـرِه‪O‬ا م‪O‬ن ال‪O‬علومِ‪ .‬ه‪O‬كذا ت‪O‬علـّمتُ م‪O‬ن خ‪O‬اللِ م‪O‬ا يُنش‪O‬رُ ف‪O‬ي‬ ‫وس‪OO O‬ائ ‪O O‬لِ اإلع‪OO O‬الم‪ .‬إن‪OO O‬ي أك‪OO O‬رهُ م‪OO O‬وض‪OO O‬وعَ ال‪OO O‬ري‪OO O‬اض‪OO O‬ياتِ ف‪OO O‬قط ول‪OO O‬يس‬ ‫الرياضياتيني‪.‬‬

‫أودُّ ط‪B‬مأن‪B‬تَكِ أن ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪B‬يني ل‪B‬يسوا أع‪B‬لى مس‪B‬توىً ف‪B‬ي ال‪B‬ذك‪B‬اءِ‬ ‫من مستواكِ يا آنسة التي ال أزالُ أجهلُ إسمَها‪.‬‬ ‫إس‪OO‬مي آرل‪OO‬ني م‪OO‬ون‪OO‬هان م‪OO‬ن والي ‪O‬ةِ ت‪OO‬كساس‪ ،‬أن‪OO‬ا ف‪OO‬ي ال‪OO‬سنةِ ال‪OO‬ثال‪OO‬ثةِ‬ ‫اجل‪OO O‬ام‪OO O‬عيةَ وأدرسُ لِ‪OO O‬لحصولِ ع‪OO O‬لى ش‪OO O‬هادةِ ال‪OO O‬بكلوري‪OO O‬وس ف‪OO O‬ي ال‪OO O‬علومِ‬ ‫البيولوجيةِ‪.‬‬

‫يُسعدُني التعرّفَ عليكِ​ِ‪ ” .‬آرلني “ إسمٌ له وقعٌ موسيقيٌ‪.‬‬ ‫شـكـراً لكَ‬

‫ت‪B‬دّلُ ل‪B‬هجتُكِ ع‪B‬لى أن‪B‬كِ م‪B‬ن اجل‪B‬نوب‪ .‬أع‪B‬تقدُ أن‪B‬كِ ت‪B‬عرف‪B‬نيَ إس‪B‬مي‬ ‫” رمي‪B‬ون ش‪B‬كـُّوري “‪ .‬أت‪B‬يتُ م‪B‬ن ب‪B‬غدادَ ت‪B‬لك امل‪B‬دي‪B‬نةَ ال‪B‬تي إرت‪B‬بطَ إس‪B‬مُها‬ ‫عندَ الغربِ بِقصصِ ” ألفِ ليلةٍ وليلة “‪.‬‬ ‫‪1‬من األخطاءِ الشائعةِ أن آينشتاين من كبارِ عباقرةِ الرياضيات‪ .‬لكنه ــ في الواقعِ ــ فيزيائيٌ يستعني ُبِ​ِالرياضياتِ العاليةِ في بحوثِه‪.‬‬ ‫وكان يقولُ ‪ :‬ال تقلقْ حولَ صعوباتِك في الرياضياتِ‪ .‬أُوكـِّدَّ أن صعوباتي أكبر‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫أمّ‪B‬ا ض‪B‬عفُ درج‪B‬تِكِ ف‪B‬ي ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ ف‪B‬أع‪B‬زوه ع‪B‬لى األك‪B‬ثر ال‪B‬ى ض‪B‬عفٍ‬ ‫في املناهج وسوءٍ في التدريس‪.‬‬ ‫ل‪B‬ن أس‪B‬ألـَ‪B‬كِ أن ت‪B‬ذك‪B‬ري أس‪B‬ماءَ ث‪B‬الث‪B‬ةٍ م‪B‬ن ك‪B‬بارِ م‪B‬ؤل‪B‬في امل‪B‬وس‪B‬يقى‬ ‫ال‪BB‬كالس‪BB‬يكيِة ألن‪BB‬ي م‪BB‬تأك ‪B‬دٌ أن بِ‪BB‬اس‪BB‬تطاع ‪B‬تِكِ اإلت‪BB‬يانَ بِ‪BB‬أك‪BB‬ثرَ م‪BB‬ن ث‪BB‬الث‪BB‬ة‪.‬‬ ‫ل‪B‬كن‪ ،‬ع‪B‬لى س‪B‬بيلِ اإلخ‪B‬تبارِ وال‪B‬توض‪B‬يح‪ ،‬م‪B‬اذا س‪B‬تردِّ​ِي‪B‬ن إذا ق‪B‬لتُ إن إس‪B‬حق‬ ‫نيوتن من أكبرَ عمالقةِ الرياضيات؟‬ ‫سأقولُ كال‪ .‬إنه مكتشفُ قواننيَ اجلاذبية‪.‬‬

‫ه‪B‬ذا ص‪B‬حيحٌ‪ .‬ل‪B‬كنه أي‪B‬ضاً أح‪B‬دُ م‪B‬كتشفي امل‪B‬وض‪B‬وعِ ال‪B‬ذي ل‪B‬يس‬ ‫من بُدٍّ أنكِ درستيه في إحدى مراحلِ دراستِكِ‪ .‬أتعلمنيَ ما هو ؟‬ ‫كال‪ ،‬أُقرّ أني ال أعرف‪ .‬رمبّا يكونُ الهندسةَ اجملسَّمةَ‪.‬‬

‫إن‪B‬ه ح‪B‬سابُ ال‪B‬تفاض‪B‬لِ وال‪B‬تكام‪B‬لِ‪ .‬بِ‪B‬ال‪B‬تأك‪B‬يدِ أن‪B‬تِ وم‪B‬عظمُ خ‪B‬ري‪B‬جي‬ ‫اجل‪B‬ام‪B‬عاتِ غ‪B‬اف‪B‬لونَ ع‪B‬ن ال‪B‬نزاعِ ال‪B‬ذي ن‪B‬شأَ ب‪B‬ني ن‪B‬يوت‪B‬ن وال‪B‬فيلسوفِ األمل‪B‬ان‪B‬يِ‬ ‫الي‪BB‬بنـتـز ح‪BB‬ولَ األس‪BB‬بقيةِ ف‪BB‬ي إك‪BB‬تشافِ ح‪BB‬سابِ ال‪BB‬تفاض ‪B‬لِ وال‪BB‬تكام‪BB‬ل‪ .‬ال‬ ‫أودُّ ال‪B‬دخ‪B‬ولَ ف‪B‬ي ه‪B‬ذه ال‪B‬عجال‪B‬ةِ ب‪B‬نقاشِ األس‪B‬بقياتِ‪ .‬إمن‪B‬ا أُري‪B‬دُ ف‪B‬قط ال‪B‬قَولَ‬ ‫إن ه‪BB‬ذا م‪BB‬ثالٌ واح ‪B‬دٌ م‪BB‬ن عش‪BB‬راتِ األم‪BB‬ثلةِ ال‪BB‬تي ل‪BB‬و عُ‪BB‬رض ‪B‬تْ ع‪BB‬لى ال‪BB‬طلبةِ‬ ‫وأُضْ‪B‬فِيتْ ت‪B‬أك‪B‬يداتٌ ع‪B‬ليها بِ‪B‬األس‪B‬ئلةِ اإلم‪B‬تحان‪B‬يةِ‪ ،‬ألسْ‪B‬بَغَتْ ع‪B‬لى امل‪B‬وض‪B‬وعِ‬ ‫حيويةً وأبرزتْ أن به ملساتٍ بشريةٍ في تطوّره‪.‬‬ ‫ليس‪B‬ت ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتُ م‪B‬وض‪B‬وع‪B‬ا ًم‪B‬غلقاً ن‪B‬ازالً م‪B‬ن أع‪B‬ال‪B‬ي ال‪B‬سماءِ ل‪B‬م‬ ‫مي‪B‬سْه بش‪B‬رٌ‪ .‬إمن‪B‬ا ت‪B‬وج‪B‬دُ ف‪B‬يه م‪B‬عضالتٌ ص‪B‬ام‪B‬داتٌ ع‪B‬اص‪B‬ياتٌ ع‪B‬ن احل‪B‬لِّ أم‪B‬امَ‬ ‫ع‪BB‬قولٍ ج‪BB‬بارةٍ لِ‪BB‬سننيَ ط‪BB‬وي‪BB‬لةٍ ق‪BB‬د إم‪BB‬تدّتْ ف‪BB‬ي ب‪BB‬عضِ احل‪BB‬االتِ ال‪BB‬ى اآلالف‬ ‫وعَ‪B‬بَرَتْ خ‪B‬الل‪B‬ها احل‪B‬ضاراتِ وال‪B‬قارات‪ .‬وال ي‪B‬زالُ ب‪B‬عضُها ع‪B‬اص‪B‬ياً‪ .‬أُقِ‪B‬رُّ أن‬ ‫م‪B‬عظمَ ت‪B‬لك امل‪B‬عضالتِ حت‪B‬تاجُ جمل‪B‬رّدِ ف‪B‬همِها ال‪B‬ى خ‪B‬لفياتٍ ف‪B‬ي ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ‬ ‫أك‪BB‬برَ ممِّ‪BB‬ا م‪BB‬تواف ‪B‬رٌ ل‪BB‬دى ال‪BB‬طلبةِ م‪BB‬ن غ‪BB‬يرِ ذوي اإلخ‪BB‬تصاص‪ .‬ل‪BB‬كن ي‪BB‬وج ‪B‬دُ‬ ‫ق ‪BB‬ليلٌ م ‪BB‬نها ال ي ‪BB‬حتاجُ ف ‪BB‬همُها ال ‪BB‬ى ت ‪BB‬لك اخل ‪BB‬لفياتِ‪ ،‬فه ‪BB‬ي ف ‪BB‬ي م ‪BB‬تناولِ‬ ‫ق‪B‬اب‪B‬لياتِ طـ‪B‬لبةِ الـ‪B‬مراح‪B‬لِ ال‪B‬دراس‪B‬يةِ امل‪B‬نـاس‪B‬بةِ لِ‪B‬طبيعةِ امل‪B‬شكلةِ‪ .‬أذكـ‪B‬رُ م‪B‬نهـا‬ ‫ع‪B‬لى س‪B‬بيلِ امل‪B‬ثال ” م‪O‬سأل‪O‬ةُ األل‪O‬وان ِاألٍرب‪O‬عةِ “ ‪ 2‬ال‪B‬تي ظه‪B‬رتْ س‪B‬نةَ ‪1852‬‬ ‫وال زالـ ‪B‬تْ عــ‪BB‬اص‪BB‬يـةً عـ‪BB‬لـى الـ‪BB‬بتِّ ف‪BB‬ي ص‪BB‬دقِ‪BB‬هـا أو بُ‪BB‬طالنِ‪BB‬ها‪ .‬وه‪BB‬ي ت‪BB‬نصُّ‬

‫‪ 2‬كانت املسألةُ عاصيةً عن احللِّ في زمنِ ذلك احلديثِ أي سنة ‪ .1962‬لكن في سنة ‪ 1976‬برهنَ الرياضياتيان آپيل و هانكل عليها‬ ‫بِاستخدامِهما الكومبيوتر ‪ 1200‬ساعة‪!!!! ،‬‬ ‫‪7‬‬


‫ع‪BB‬لى ” أن‪OO‬نا ال ن‪OO‬حتاجُ ال‪OO‬ى أك‪OO‬ثرَ م‪OO‬ن أرب‪OO‬عةِ أل‪OO‬وانٍ لِ‪OO‬تلوي ‪O‬نِ أيِّ خ‪OO‬ري‪OO‬طةٍ‬ ‫سياسية «‪.3‬‬ ‫أع‪B‬تقدُ أن‪B‬كِ ت‪B‬تفقنيَ م‪B‬عي أن تَـ‪B‬فَـهُمَ وتَ‪B‬ذَوِّقَ ه‪B‬ذه امل‪B‬شكلةِ ل‪B‬يس‬ ‫ف‪B‬قط ض‪B‬منَ ق‪B‬اب‪B‬لياتِ ت‪B‬لميذٍ ف‪B‬ي ال‪B‬صفِ ال‪B‬راب‪B‬عِ إب‪B‬تدائ‪B‬ي وإمن‪B‬ا يخ‪B‬لقُ ع‪B‬رضُ‪B‬ها‬ ‫ع‪B‬ليه إح‪B‬ساس‪B‬اً بِ‪B‬أن ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ ف‪B‬ي ت‪B‬طوّرٍ ومن‪B‬وٍ‪ ،‬ورمبّ‪B‬ا يُ‪B‬حفِّزُه ع‪B‬لى ال‪B‬تفكيرِ‬ ‫بِالتصدي لها‪.‬‬ ‫ل‪BB‬كني أق‪BB‬رأُ م‪BB‬ن م‪BB‬الح‪BB‬ظةِ جت ‪B‬هُمِ ق‪BB‬سماتِ وج ‪B‬هِكِ أن ‪B‬كِ ت‪BB‬عترض ‪B‬نيَ‬ ‫م‪B‬دع‪B‬يةً أن ال ع‪B‬الق‪B‬ةَ لِ‪B‬لتلوي‪B‬ن بِ‪B‬ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪ .‬ك‪B‬ال‪ ،‬ــ ي‪B‬ا آن‪B‬سة ـــ إن ع‪B‬ددَ‬ ‫األلوانِ يعكسُ صفاتِ جتزيءِ السطوح‬ ‫أمّ‪BB B‬ا ت‪BB B‬علـُمُكِ أه‪BB B‬ميةَ امل‪BB B‬وض‪BB B‬وعِ ال‪BB B‬ذي ت‪BB B‬كره‪BB B‬ينه م‪BB B‬ن خ‪BB B‬اللِ‬ ‫ال‪BB‬تكنول‪BB‬وج‪BB‬ياِ وإك‪BB‬تشاف‪BB‬اتِ ال‪BB‬فضاءِ والـ‪BB‬فلكِ وغ‪BB‬يـرِه‪BB‬ا م‪BB‬ن ال‪BB‬علوم‪ ،‬وم‪BB‬ن‬ ‫خ‪B‬اللِ م‪B‬ا يُنشَ‪B‬رُ ف‪B‬ي وس‪B‬ائ‪B‬لِ اإلع‪B‬المِ‪ ،‬فَ‪B‬اس‪B‬محي أن أك‪B‬ونَ ص‪B‬ري‪B‬حاً م‪B‬عكِ‬ ‫ألِق‪B‬ولَ ان‪B‬كِ ت‪B‬نظري‪B‬نَ ال‪B‬ى األٌم‪B‬ورِ بِ‪B‬امل‪B‬قلـوب‪ .‬إدعـ‪B‬اؤكِ م‪B‬غالـ‪B‬طـةٌ تـ‪B‬تــوضـ‪B‬حُ‬ ‫بِالـمثـالِ الـمشهور‪ِ:‬‬ ‫” إن اجلسرَ موجـودٌ كي مترّ من حتتِه مياهُ النهر “‪.‬‬ ‫أُري‪B‬دُ أن أق‪B‬ولَ إن ال‪B‬تطبيقاتِ ال‪B‬تي ت‪B‬عرّف‪B‬تِ ع‪B‬ليها م‪B‬ن خ‪B‬الل وس‪B‬ائ‪B‬لِ‬ ‫اإلع‪BB‬المِ ه‪BB‬ي ن‪BB‬تيجةٌ ح‪BB‬تميّةٌ م‪BB‬ن س‪BB‬مةِ التج‪BB‬ري ‪B‬دِ ال‪BB‬عال‪BB‬ي ال‪BB‬تي تتح‪BB‬لى ب‪BB‬ها‬ ‫ال‪BB‬ري‪BB‬اض‪BB‬يات ول‪BB‬يس ــ ك‪BB‬ما أوح ‪B‬تْ ع‪BB‬بارتُ‪BB‬ك ــ ع‪BB‬لى ال‪BB‬رغ ‪B‬مِ م‪BB‬نها‪ .‬ال أودُّ‬ ‫التح‪B‬دثَِ ع‪B‬ن م‪B‬فهومِ التج‪B‬ري‪B‬دِ‪ 4‬ب‪B‬تعري‪B‬فٍ ف‪B‬لسفيٍ دق‪B‬يقٍ خش‪B‬يةَ أن ي‪B‬زي‪B‬دَكِ‬ ‫ال‪B‬تعري‪B‬فُ ت‪B‬شوش‪B‬اً‪ .‬ل‪B‬كن س‪B‬أُح‪B‬اولُ ب‪B‬دالً م‪B‬ن ذل‪B‬ك ش‪B‬رحَ امل‪B‬فهومِ م‪B‬ن خ‪B‬اللِ‬ ‫أم‪BB‬ثلةٍ م‪BB‬نتقاةٍ‪ .‬وس‪BB‬أع‪BB‬ملُ ع‪BB‬لى م‪BB‬ساع‪BB‬دتِ ‪B‬كِ ف‪BB‬ي ال‪BB‬صعودِ ع‪BB‬لى سُ‪BB‬لـّمٍ م‪BB‬ن‬ ‫التجريدات‪.‬‬ ‫‪ 3‬إن املقصودَ في لغةِ الرياضياتِ بِالتعبير ” تلوينُ خريطةٍ سياسيةٍ “ جتزيءُ املستوي الى مناطقَ شبيهةٍ بِ​ِالدوَّلِ والبحارِ وتلوّنُ املناطقَ‬ ‫املتجاورةُ بألوانٍ مختلفةٍ إالّ إذا تكوّنتْ الدولةُ من منطقتني تفصلُ بينهما دولةٌ أخرى فعندئذٍ تُلوّنُ املنطقتان بِلوننيُ مختلفنيِ على‬ ‫عكسِ ما هو متداولٌ جغرافياً‪.‬‬ ‫‪ 4‬إن جتريدَ شيءٍ ملموسٍ هو عمليةٌ جتُرى على املستوى الذهنيِ‪ ،‬يتمُّ خاللـَها إستبعادَ بعض صفاتِ ذلك الشيءِ كي يُشتقَ ممّا أُسْـتُبْقِيَ‬ ‫من صفاتِه مفاهيمٌ أو مدركاتٌ قد تُستغَلُ في فَهْمٍ أعمقَ عا ذلك الشيء‪ .‬بِ​ِعبارةٍ أدًّ قَ ‪ :‬جتريدُ شيءٍ ملموسٍ هو عملية ٌذهنيةٌ يتمّ بِها‬ ‫جتاهلَ بعضَ صفاتِ الشيءِ وِإبقاءَ من صفاتِه فقط على تلك التي لها شأنٌ في خدمةِ غايةٍ معينةٍ‪ .‬وجتُرى في حياتِنا اليوميةِعملياتُ‬ ‫التجريدِ بِاستمرارٍ تقريباً دون إدراكٍ تامٍ ألهميتِه‪ .‬لكن حني نُفكـِّرُ فلسفياً عندئذٍ ندركُ إستحالةَ إجراءِ التفكيرِ نفسِه إالّ على مستوٍ‬ ‫جتريديٍ‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫ف‪O‬ي ه‪O‬ذه اللح‪O‬ظةِ ق‪O‬اط‪O‬عتْني ق‪O‬ائ‪O‬لةً بِ‪O‬ان‪O‬زع‪O‬اجٍ واض‪O‬حٍ‪ ،‬إن‪O‬ها ال ت‪O‬تفقُ م‪O‬عي ب‪O‬لْ ت‪O‬عتقدُ‬ ‫بِ‪O‬أن اإلب‪O‬تعادَ بِ‪O‬واس‪O‬طةِ التج‪O‬ري‪O‬دِ ع‪O‬مّا ه‪O‬و م‪O‬لموسٌ وم‪O‬حسوسٌ يُ‪O‬ضببُ األف‪O‬كارَ ف‪O‬يغدُو ال‪O‬تفكيرُ‬ ‫م‪O‬ضطرب‪O‬اً ب‪O‬عيداً ع‪O‬ن ال‪O‬واق‪O‬ع‪ .‬ث‪O‬م أردف‪O‬تْ ت‪O‬قولُ إن‪O‬ها ت‪O‬شمئزُّ م‪O‬ن راق‪O‬صةٍ تتج‪O‬ردُ م‪O‬ن م‪O‬الب‪O‬سِ​ِها‬ ‫لِ‪OO‬يتمتعَ امل‪OO‬تفرج‪OO‬ون بِ‪OO‬ال‪OO‬نظرِ ال‪OO‬ى جس ‪O‬دِه‪OO‬ا ال‪OO‬عاري‪ .‬وواص‪OO‬لتْ ت‪OO‬قولُ ه‪OO‬كذا أرى التج‪OO‬ري ‪O‬دَ‬ ‫بِصورةِ عامة‪.‬‬ ‫ل‪O‬م أك‪O‬نْ أت‪O‬وق‪O‬عُ م‪O‬طلقاً أن ي‪O‬رب‪O‬طَ أيُّ إن‪O‬سانٍ ع‪O‬لى ال‪O‬كرةِ األرض‪O‬يةِ ع‪O‬مليةَ التج‪O‬ري‪O‬دِ‬ ‫ال‪O‬تي ت‪O‬تمُ ع‪O‬لى املس‪O‬توى ال‪O‬ذه‪O‬نيِ م‪O‬ع ت‪O‬عرِّي ال‪O‬راق‪O‬صاتِ ع‪O‬لى امل‪O‬سارح‪ ،‬ممِّ‪O‬ا ج‪O‬علـَني أع‪O‬ي أن‬ ‫توضيحَ املفاهيمِ لِها يحتاجُ وقتاً أطولَ بِكثيرٍ ممِّا كنتُ أتوقعُه‪.‬‬ ‫فَاقترحتُ عليها إكمالَ نقاشِنا في محلِ الپيتزا اجلديدِ الواقعِ عبرَ الشارع‪.‬‬ ‫رَحَّبَتْ بِالفكرة‪.‬‬ ‫إن‪O‬تظرن‪O‬ا زه‪O‬اءَ دق‪O‬يقتنيِ ع‪O‬ند م‪O‬دخ‪O‬لِ احمل‪O‬لِ‪.‬ث‪O‬م دُع‪O‬ينا ال‪O‬ى امل‪O‬قعدِ اخل‪O‬ال‪O‬ي ال‪O‬وح‪O‬يدِ ف‪O‬ي‬ ‫امل‪O‬طعمِ‪ .‬وك‪O‬ان يج‪O‬لسُ ع‪O‬لى امل‪O‬قعدِ امل‪O‬قاب‪O‬لِ رج‪O‬لٌ يُ‪O‬دّخ‪O‬نُ س‪O‬يگاراً م‪O‬ن ال‪O‬نوعِ ال‪O‬كوب‪O‬يِ ال‪O‬كبيرِ‬ ‫وي‪O‬نفثُ دخ‪O‬ان‪O‬اً ك‪O‬ثيفاً ي‪O‬تلـَّوى ك‪O‬احل‪O‬يةِ حت‪O‬ت م‪O‬روح‪O‬ةٍ س‪O‬قفيةٍ ال‪O‬تي ب‪O‬دا أن‪O‬ها شُ‪O‬غِّلـَتْ خ‪O‬صيصاً‬ ‫لِتبديدِ الدخان‪.‬‬ ‫ك‪O‬ان احمل‪O‬لُ م‪O‬كتظاً بِ‪O‬ال‪O‬زب‪O‬ائ‪O‬نِ‪ ،‬وال‪O‬نادالتُ ي‪O‬ذه‪O‬نبَ رواح‪O‬اً وم‪O‬جيئاً مُحَ‪O‬مّالتٍ بِ‪O‬ال‪O‬پيتزا‬ ‫على صوانٍ معدنيةٍ‪ .‬فَطلبتُ قرصنيِ إثننيِ من الپيتزا ذاتَي عشرِ إجناتٍ قطراً‪.‬‬ ‫أث‪OO‬ارَ ك‪OO‬المُ‪OO‬ها ع‪OO‬ن ال‪OO‬تعرِّي ذك‪OO‬رى ع‪OO‬ن جت‪OO‬رب‪OO‬تي ال‪OO‬شخصيةِ ال‪OO‬فري‪OO‬دةِ وال‪OO‬وح‪OO‬يدةِ ف‪OO‬ي‬ ‫ملهىً لِلسترپتيز في لندن فبدأتُ أُلـَطـِّفُ اجلوَ املكهربَ بحكايةِ قصةِ جتربتي‪.‬‬ ‫ك‪BB‬ان‪BB‬ت ال‪BB‬راق‪BB‬صةُ ت‪BB‬تعرى ب‪BB‬تأنٍ‪ .‬تخ‪BB‬لعُ م‪BB‬الب ‪B‬سَها ق‪BB‬طعةً ق‪BB‬طعةً‪.‬‬ ‫ويتخ‪BB‬للُ ال‪BB‬فترةَ ب‪BB‬ني خ‪BB‬لعِ ق‪BB‬طعةٍ وأُخ‪BB‬رى ف‪BB‬اص ‪B‬لُ رق ‪B‬صٍ إغ‪BB‬رائ ‪B‬يٍ وع‪BB‬زفٍ‬ ‫م‪B‬وس‪B‬يقيٍ م‪B‬ثير‪ .‬ب‪B‬دأتْ بِخ‪B‬لعِ ق‪B‬بعتِها ث‪B‬م م‪B‬عطفِها ال‪B‬طوي‪B‬ل وتُ‪B‬برزُ أث‪B‬ناءَ‬ ‫رق‪B‬صِها ع‪B‬ن س‪B‬اق‪B‬ها اجل‪B‬ميل م‪B‬ن ش‪B‬قٍّ ف‪B‬ي اجل‪B‬هةِ اليس‪B‬رى م‪B‬ن فس‪B‬تانِ‪B‬ها‪ .‬وب‪B‬عد‬ ‫ح‪B‬وال‪B‬ي عش‪B‬ري‪B‬نَ دق‪B‬يقةٍ‪ ،‬وص‪B‬لتْ ال‪B‬راق‪B‬صةُ ف‪B‬ي ت‪B‬عرِّي‪B‬ها ال‪B‬ى ال‪B‬ذروةِ إذ ل‪B‬م ت‪B‬بقَ‬ ‫ع‪BB‬ليها س‪BB‬وى ال‪BB‬قطعةِ األخ‪BB‬يرةِ م‪BB‬ن م‪BB‬الب ‪B‬سِها فَ‪BB‬إرت‪BB‬فعَ ص‪BB‬خبُ وض‪BB‬جيجُ‬ ‫‪9‬‬


‫مل‪B‬وس‪B‬يقى امل‪B‬ثير وط‪B‬ال‪B‬تْ ف‪B‬ترةُ ال‪B‬عزف‪ .‬وع‪B‬لى ح‪B‬ني غ‪B‬رةٍ خ‪B‬لعتْ ال‪B‬راق‪B‬صةُ‬ ‫بِحركةٍ مباغتةٍ القطعةَ األخيرةَ‪ .‬وإذا بالراقصةِ رجلٌ!!!!‬

‫إنفج‪O‬رتْ آرل‪O‬ني بِ‪O‬ضحكةٍ م‪O‬دوي‪O‬ةٍ م‪O‬زل‪O‬زل‪O‬ةٍ )م‪O‬ن ال‪O‬قلبِ ك‪O‬ما يُ‪O‬قالُ( ه‪O‬زّتْ امل‪O‬روح‪O‬ةَ‬ ‫ال‪O‬سقفيةَ بِ‪O‬حيث خش‪O‬يتُ م‪O‬ن س‪O‬قوطِ‪O‬ها ف‪O‬وق رأس‪O‬ينا وس‪O‬ال‪O‬تْ دم‪O‬وعٌ م‪O‬ن ع‪O‬ينيها م‪O‬دةَ عش‪O‬رِ‬ ‫دقائق‪.‬‬ ‫ب‪OO‬عد ه‪OO‬دوءِ ع‪OO‬اص‪OO‬فةِ ض‪OO‬حكِ آرل‪OO‬ني وجت‪OO‬فيفِ دم‪OO‬وعِ‪OO‬ها‪ ،‬ب‪OO‬دأتُ أت‪OO‬كلـّمُ إس‪OO‬تعداداً‬ ‫إلِس‪O‬تئنافِ ن‪O‬قاشِ‪O‬نا م‪O‬عبِّراً ع‪O‬ن عج‪O‬زي ت‪O‬صوّرَ إن‪O‬سانٍ واح‪O‬دٍ ي‪O‬رب‪O‬طُ ب‪O‬ني التج‪O‬ري‪O‬دِ ف‪O‬ي ال‪O‬علومِ‬ ‫والفنونِ من ناحيةٍ والتعرِّي العامِ على خشبةِ املسرحِ من الناحيةِ األُخرى‪ .‬فقلتُ‪:‬‬ ‫ك‪BB‬نتُ أن‪BB‬وي ـــ ق‪BB‬بل إق‪BB‬حامِ ‪B‬كِ ق‪BB‬ضيةَ ال‪BB‬تعرِّي ـــ شَ ‪B‬رْحَ امل‪BB‬وض‪BB‬وع‬ ‫بِتس‪B‬لسلٍ تـ‪B‬اريـ‪B‬خـيٍ ب‪B‬دءاً م‪B‬ن م‪B‬ساه‪B‬مـاتِ س‪B‬كنــةِ وادي ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬ن‪ .‬ل‪B‬كن‬ ‫زجَّ‪B‬كِ امل‪B‬فـاج‪B‬ئَ بِ‪B‬امل‪B‬وض‪B‬وعِ اجل‪B‬ان‪B‬بيِ إض‪B‬طـرَن‪B‬ي أن أُع‪B‬دِّلَ ن‪B‬هجي‪ ،‬ف‪B‬غدوتُ‬ ‫أُف‪B B‬ضِّلُ ال ‪BB‬بدءَ م ‪BB‬ن ال ‪BB‬توج ‪BB‬هاتِ احل ‪BB‬دي ‪BB‬ثةِ نس ‪BB‬بياً‪ .‬وب ‪BB‬عدئ‪B B‬ذٍ أع ‪BB‬ودُ ال ‪BB‬ى‬ ‫مساهماتِ احلضاراتِ القدميةِ ووقـْعِها على التطوراتِ احلديثة‪.‬‬ ‫أُن‪BB‬ظري ح‪BB‬والـَ ‪B‬يْكِ !! أُن‪BB‬ظري ع‪BB‬لى ه‪BB‬ذا ال‪BB‬كوبِ وع‪BB‬لى ال‪BB‬تمثالِ‬ ‫امل‪B‬صغّرِ لِ‪B‬برجِ آيفىل امل‪B‬وج‪B‬ودِ ف‪B‬وقَ ال‪B‬طاول‪B‬ةِ وأُن‪B‬ظري ع‪B‬لى امل‪B‬روح‪B‬ةِ ال‪B‬سقفيةِ‬ ‫ال‪B‬تي ك‪B‬ادتْ ض‪B‬حكتُكِ تُ‪B‬سقطـُها‪ ،‬وع‪B‬لى ب‪B‬لوراتِ ال‪B‬ثلجِ ال‪B‬تي ت‪B‬شاه‪B‬دي‪B‬نَها‬ ‫على زجاجِ النافذة‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫هل جتدين صفةً مشتركةً بني هذا التنوعِ من األشياء ؟‪.‬‬ ‫ك‪O‬ال‪ ،‬ك‪O‬ال‪ ،‬إن‪O‬ني م‪O‬تأكـِّ‪O‬دةٌ م‪O‬ن ع‪O‬دمِ وج‪O‬ودِ أيِّ ش‪O‬يءٍ مش‪O‬تركٍ ب‪O‬ينها‬ ‫على اإلطالق‬

‫س‪O‬كتتْ ب‪O‬ره‪O‬ةً تُ‪O‬فكـِّرُ م‪O‬ليّاً وت‪O‬نظرُ ح‪O‬والـَ‪O‬يها وع‪O‬لى اجل‪O‬درانِ وامل‪O‬قاع‪O‬دِ امل‪O‬قاب‪O‬لة‪ .‬ث‪O‬م‬ ‫إستأنفتْ حديثَها‪:‬‬ ‫إن‪OO‬ي آس‪OO‬فةٌ‪ .‬رمبّ‪OO‬ا ٱس‪OO‬تعجلتُ ف‪OO‬ي إج‪OO‬اب‪OO‬تي‪ .‬إمه‪OO‬لـْني رج‪OO‬اءً دق‪OO‬يقةً‬ ‫أُخرى‪ .‬دعْني أُعـيـدُ التفكير‪.‬‬ ‫اآلن أس‪OO‬تطيعُ أن أق‪OO‬ولَ إن ه‪OO‬ذه األش‪OO‬ياءَ تش‪OO‬تركُ ج‪OO‬ميعاً ف‪OO‬ي أن‪OO‬ها‬ ‫ج‪OO‬ام ‪O‬دِةٌ وص‪OO‬لبةٌ فه‪OO‬ي ال تتح‪OO‬ركُ إالّ إذا أُخْ ‪O‬ضِعَتْ ال‪OO‬ى ق‪OO‬وةٍ خ‪OO‬ارج‪OO‬يةٍ وه‪OO‬ي‬ ‫ليس ‪O‬تْ س‪OO‬وائ ‪O‬لَ أو غ‪OO‬ازاتٍ ك‪OO‬ال‪OO‬دخ‪OO‬انِ امل‪OO‬نبعثِ م‪OO‬ن س‪OO‬يگارِ ال‪OO‬رج ‪O‬لِ اجل‪OO‬ال ‪O‬سِ‬ ‫مقابلِنا‪.‬‬

‫آرل ‪BB‬ني‪ ،‬آرل ‪BB‬ني!! ك ‪BB‬ان ع ‪BB‬ليكِ أن ت ‪BB‬خفضي ص ‪BB‬وتَ‪B B‬كِ إذ ي ‪BB‬بدو أن‬ ‫الرجلَ سمعَكِ فأطفأ سيگارَه‪.‬‬ ‫ك‪B‬ال‪ ،‬ل‪B‬يس ه‪B‬ذا اجل‪B‬وابُ ال‪B‬ذي أت‪B‬وقَّ‪B‬عُه‪ .‬ل‪B‬علَ الس‪B‬ببَ ص‪B‬ياغ‪B‬تي‬ ‫ال‪BB‬سؤالَ ب‪BB‬شكلٍ غ‪BB‬يرِ ِك‪BB‬ام ‪B‬لٍ‪ .‬ع‪BB‬لى ك ‪B‬لِّ ح‪BB‬الٍ تس‪BB‬تحقنيَ ال‪BB‬تهنِئةَ ف‪BB‬قد‬ ‫ت‪B‬قدّم‪B‬تِ وخَ‪B‬طـَوْتِ خ‪B‬طوةً ك‪B‬بيـرةً‪ ،‬فَـ‪B‬أدركـ‪B‬تِ بِـ‪B‬عـدمِ وجـ‪B‬ودِ أيّ عـ‪B‬القـ‪B‬ةٍ‬ ‫تـ‪B‬ربـ‪B‬طُ الـتجـ‪B‬ري‪B‬دَِ الـ‪B‬ذي أت‪B‬كـلـّمُ عـ‪B‬نه مـ‪B‬ع ِال‪B‬تعري املس‪B‬رح‪B‬ي‪ .‬ص‪B‬حـيـحُ‪ ،‬أن‬ ‫فـ ‪BB‬ي ك ‪BB‬ليهمـا عـ ‪BB‬مليةَ خَـ ‪BB‬لـْعٍ ل ‪BB‬كـن الـخَ ‪BB‬لـْـعَ فـ ‪BB‬ي التج ‪BB‬ري‪B B‬دِ يُج ‪BB‬رى ع ‪BB‬لى‬ ‫مس‪B‬توى ال‪B‬فكرِ‪ ،‬ال ع‪B‬الق‪B‬ةٌ ل‪B‬ه بِخَ‪B‬لـْعِ م‪B‬الب‪B‬سٍ‬ ‫أو خلعِ أسنانٍ أوخلعِ مسمارٍ من حائط‪.‬‬ ‫دع‪B‬يـني أُع‪B‬يـدُِ ص‪B‬يـاغ‪B‬ةَ ِس‪B‬ؤالــــ‪B‬ي ‪:‬‬ ‫” ركـِّ‪B‬زي ت‪B‬فكيرَكِ م‪B‬رّةً أُخ‪B‬رى ع‪B‬لى ال‪B‬كوبِ‬ ‫وب‪B‬رجِ آي‪B‬فل وامل‪B‬روح‪B‬ةِ وب‪B‬لورةِ ال‪B‬ثلجِ “ وك‪B‬ي‬ ‫أُس‪B‬اع‪B‬دَكِ أُض‪B‬يفُ ال‪B‬يها ال‪B‬زخ‪B‬رفَ ع‪B‬لى س‪B‬تارةِ‬ ‫النافذةِ اجملاورةِ‪.‬‬ ‫فه‪B‬ل جت‪B‬دي‪B‬نَ ص‪B‬فةً مش‪B‬ترك‪B‬ةً ت‪B‬تمتعُ‬ ‫بِ‪BB‬ها ه‪BB‬ذه األش‪BB‬ياءُ ج‪BB‬ميعاً وال ت‪BB‬تمتعُ ب‪BB‬ها‬ ‫الصخ‪B‬رةُ اجل‪B‬بليةُ ال‪B‬تي ت‪B‬شاه‪B‬دي‪B‬نَ ص‪B‬ورتَ‪B‬ها‬ ‫في اللوحةِ على اجلدارِ املقابل؟‬ ‫‪11‬‬


‫إن‪OO‬ي ع‪OO‬اج‪OO‬زةٌ‪ .‬ف‪OO‬كـَّرتُ ط‪OO‬وي ‪O‬الًوم‪OO‬لـِّياً‪ .‬أج ‪O‬دُ نفس‪OO‬ي غ‪OO‬يرَ ذك‪OO‬يةٍ مبِ‪OO‬ا‬ ‫يكفي للِتوصلِ الى صفةٍ مشتركةٍ‪ .‬أرجوكَ مساعدتي‬

‫إذا ك‪B‬ان‪B‬ت ه‪B‬ذه رغ‪B‬بتَكِ‪ ،‬فــَ ‪ O.K‬س‪B‬أع‪B‬فيكِ م‪B‬ن التح‪B‬زر وأقـ‪B‬ولُ إن‬ ‫جمـيعَ األشـياءِ الـمذكورةِ تـتّمتعُ بـِصفةِ الــــتــــنــــاظـِــــر‪.‬‬ ‫ي‪B‬جب أالّ تتس‪B‬رع‪B‬ي وت‪B‬تهمي ن‪B‬فسَكِ بِ‪B‬نقصٍ ف‪B‬ي ال‪B‬ذك‪B‬اءِ جملِ‪B‬رّدِ ع‪B‬دمِ‬ ‫ت‪BB‬وص ‪B‬لِكِ ال‪BB‬ى ال‪BB‬صفةِ املش‪BB‬ترك ‪B‬ةِ‪ ،‬إذ أُرجِّ‪BB‬ح أن إخ‪BB‬فاقَ ‪B‬كِ ي‪BB‬عودُ ال‪BB‬ى أن‬ ‫التناظراتِ مألوفةٌ جداً بحيث مترُّ أمامَنا دونَ مالحظتِها‪.‬‬ ‫ال‪B‬تناظ‪B‬راتُ أن‪B‬واعٌ وأش‪B‬كال‪ .‬إذا س‪B‬محتِ اآلن ال‪B‬ى إل‪B‬قاءِ ن‪B‬ظرةٍ ع‪B‬لى‬ ‫ن‪B‬وعِ ال‪B‬تناظ‪B‬رِ لِ‪B‬كلٍّ م‪B‬نها‪ .‬ال‪B‬كوبُ م‪B‬تناظ‪B‬رٌ إن‪B‬عكاس‪B‬ياً أي أن‪B‬ه ي‪B‬نطبقُ ع‪B‬لى‬ ‫ن‪BB‬فسِه إذا ِوُضِ ‪B‬عَتْ م‪BB‬رآةٌ م‪BB‬ن وس ‪B‬طِ امل‪BB‬كانِ ال‪BB‬ذي ميُ‪BB‬سكُ بِ‪BB‬ه‪ ،‬ويش‪BB‬بهُ ال‪BB‬ى‬ ‫ح‪B‬دٍ ك‪B‬بير ٍامل‪B‬نظرَ ف‪B‬ي ت‪B‬لك ال‪B‬لوح‪B‬ةِ ال‪B‬بعيدةِ ال‪B‬ذي ي‪B‬بَُـيِّـنُ أش‪B‬جاراً م‪B‬نعكسةً‬ ‫ع‪BB‬لى س‪BB‬طحِ امل‪BB‬اء‪ .‬أمّ‪BB‬ا امل‪BB‬روح ‪B‬ةُ وب‪BB‬رجُ آي‪BB‬فل وال‪BB‬بلورةُ ال‪BB‬ثلجيةُ ف‪BB‬تناظ‪BB‬راتُ‪BB‬ها‬ ‫دواران‪B‬يةٌ‪ ،‬أي أن ي‪B‬نحفظَ ش‪B‬كلُ ك‪B‬لٍّ م‪B‬نها ب‪B‬عد ت‪B‬دوي‪B‬رِ​ِه بِ‪B‬زاوي‪B‬ةٍ م‪B‬عينةٍ ‪5‬ال‪B‬تي‬ ‫ه‪B‬ي ‪ 120°‬ملِ‪B‬روح‪B‬تِـنا و‪ 90°‬ل‪B‬برجِ آيـ‪B‬فل و‪ 45°‬لِ‪B‬لبلورة ال‪B‬ثلجية‪ .‬أمّ‪B‬ا بِ‪B‬النس‪B‬بةِ‬ ‫ال‪B‬ى ال‪B‬زخ‪B‬رفٍ فَ‪B‬يُسمى ت‪B‬ناظ‪B‬رُه إن‪B‬عكاس‪B‬اً إن‪B‬زالق‪B‬ياً أى أن‪B‬ه ت‪B‬رك‪B‬يبُ إن‪B‬عكاسٍ‬ ‫حولَ مستقيمٍ مع إنزالقٍ على املستقيمِ نفسِه وميكنُ‬ ‫توضيحَه بِالشكلِ اآلتي‪:‬‬

‫ل‪B‬قد أع‪B‬طيتُ أول‪B‬وي‪B‬ةً ف‪B‬ي ش‪B‬رحِ م‪B‬فهومِ التج‪B‬ري‪B‬دِ ألن‪B‬ه أداةُ ال‪B‬تفكيرِ‬ ‫ف ‪BB‬ي ج ‪BB‬ميع م ‪BB‬ناح ‪BB‬ي امل ‪BB‬عرف ‪BB‬ة‪ :‬ف ‪BB‬ي ال ‪BB‬علومِ وال ‪BB‬فنونِ وامل ‪BB‬وس ‪BB‬يقى إال أن‬ ‫الرياضياتِ أفضلُ حقلٍ لِشرحِ مستوياتِه وأهميتِه‬ ‫ل‪OO‬قد ت‪OO‬وضّ ‪O‬حَ ل‪OO‬ي م‪OO‬فهومُ التج‪OO‬ري ‪O‬دِ وأدرك ‪O‬تُ أن‪OO‬ه س‪OO‬يرورةُ ع‪OO‬ملياتٍ‬ ‫جتُرى على املستوى اإلدراكي‪.‬‬ ‫‪ 5‬على أن يكونَ قياسُ زاويةِ الدورانِ أصغرَ من ‪ 360‬درجة‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫أش ‪OO‬كرُكَ ج ‪OO‬زي‪O O‬لَ ال ‪OO‬شكـْر‪ .‬ل ‪OO‬كنني ال أزالُ غ ‪OO‬يرَ واع ‪OO‬يةٍ لِ ‪OO‬عالق‪O O‬ةِ‬ ‫موضوعِ التناظراتِ بِالرياضيات‪.‬‬

‫ال ـــ ي ‪BB‬ا آرل ‪BB‬ني ـــ أن‪B B‬كِ ع ‪BB‬لى خ ‪BB‬طأٍ‪ .‬ف ‪BB‬ي احل ‪BB‬قيقة إن م ‪BB‬وض ‪BB‬وعَ‬ ‫ال‪B‬تناظ‪B‬راتِ م‪B‬ن صُ‪B‬لـْبِ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪ .‬ون‪B‬ظري‪B‬ةُ ال‪B‬زم‪B‬ر‪ Group Theory 6‬إح‪B‬دى‬ ‫أه‪B‬مّ أدواتِ ال‪B‬تعمقِ ف‪B‬ي دراس‪B‬ةِ ال‪B‬تناظ‪B‬رات‪ ،‬وتُ‪B‬طبّقُ ف‪B‬ي داخ‪B‬لِ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ‬ ‫ن‪BB‬فسِها وف‪BB‬ي ح‪BB‬قولِ ال‪BB‬كيمياءِ خ‪BB‬اص ‪B‬ةً ف‪BB‬ي دراس ‪B‬ةِ األط‪BB‬يافِ وف‪BB‬ي م‪BB‬سائ ‪B‬لِ‬ ‫التشفيرِ‪ ،‬وال ميكنُ تصورَ فيزياءِ اجلزيئاتِ من دونِ نظريةِ الزمرِ‪.‬‬

‫ك‪O‬نتُ أن‪O‬ظرُ م‪O‬لياً ع‪O‬لى آرل‪O‬ني ك‪O‬ي أس‪O‬تمرَّ بِ‪O‬احل‪O‬دي‪O‬ثِ ع‪O‬ن ال‪O‬زم‪O‬رِ وت‪O‬طبيقاتِ‪O‬ها ح‪O‬ني‬ ‫ج‪OO‬اءتْ ال‪OO‬نادل ‪O‬ةُ بِ‪OO‬ال‪OO‬پتزا وط‪OO‬ال‪OO‬بتْ بِ‪OO‬دف ‪O‬عِ احل‪OO‬سابِ‪ .‬إن‪OO‬قطعَ تس‪OO‬لسلُ أف‪OO‬كاري‪ .‬وس‪OO‬ادَ‬ ‫صمتٌ لِدقيقةٍ أو دقيقتني كسرتْه آرلني بِتعليقٍ مفاجئٍ قائلةً‪:‬‬ ‫هل أنتَ معجبٌ بيّ ؟ نظراتُكَ الثاقبةُ تدُّلُ على اإلعجاب‪.‬‬

‫ن‪BB‬عم‪ ،‬أن‪BB‬ا م‪BB‬عجبٌ بِتس‪BB‬ري‪BB‬حةِ ش‪BB‬عرِكِ وب‪BB‬اب‪BB‬تسام ‪B‬تِكِ وبِ‪BB‬ضحكِتِكِ‬ ‫ال‪B‬رن‪B‬ان‪B‬ة وأت‪B‬عجبُ ممَ‪B‬نْ ورث‪B‬تِ ع‪B‬ينيكِ اخل‪B‬ضراوي‪B‬ن‪ .‬ن‪B‬ظرات‪B‬ي ي‪B‬ا آرل‪B‬ني ليس‪B‬ت‬ ‫ث‪B‬اق‪B‬بةً إمن‪B‬ا ” ش‪B‬اطِ‪B‬رةً “ أي تش‪B‬طـرُكِ الـ‪B‬ى شـ‪B‬طـريـ‪B‬ن مت‪B‬رُّ م‪B‬رآةٌ ب‪B‬ينهما م‪B‬ن قِ‪B‬مةِ‬ ‫رأسِ ‪B‬كِ ال‪BB‬ى أخ‪BB‬مصَ ق‪BB‬دم‪BB‬يكِ ف‪BB‬يتبنيُ بِ‪BB‬ها ت‪BB‬ناظ ‪B‬رُكِ اإلن‪BB‬عكاس ‪B‬يُ بِ‪BB‬وض‪BB‬وحٍ‪،‬‬ ‫وأُالح‪B‬ظُ أي‪B‬ضاً ت‪B‬ناظ‪B‬راتٍ ف‪B‬ي فس‪B‬تانِ‪B‬ك إذ أُش‪B‬اه‪B‬دُ ج‪B‬يباً ع‪B‬لى مي‪B‬ينِكِ م‪B‬نعكساً‬ ‫ع‪B‬لى ي‪B‬ساركِ وأُش‪B‬اه‪B‬دُ ج‪B‬يباً ع‪B‬لى ي‪B‬سارِكِ م‪B‬نعكساً ع‪B‬لى مي‪B‬ينِكِ‪ ،‬ك‪B‬ما أرى‬ ‫عليه نقشةً متناظرةً إنزالقياً‪ .‬كلُّ شيءٍ يثير اإلعجاب‪.‬‬ ‫ت‪O‬دلُ إج‪O‬اب‪O‬تُكَ ع‪O‬لى إج‪O‬ادتِ‪O‬كَ امل‪O‬راوغ‪O‬ةَ ال‪O‬دب‪O‬لوم‪O‬اس‪O‬يةَ‪ .‬ه‪O‬ل تُ‪O‬عَلـِّمُ‬ ‫الرياضياتُ املرواغة؟‬

‫ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتُ ت‪B‬علـِّمنا أُم‪B‬وراً ك‪B‬ثيرةً‪ .‬م‪B‬ن امل‪B‬فيدِ أن ت‪B‬علمي أن ه‪B‬ناك‬ ‫م‪B‬وض‪B‬وعٌ ف‪B‬ي ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات يُ‪B‬علـِّمُكِ إي‪B‬جاد اإلس‪B‬ترات‪B‬يجُية الـ‪B‬مُثلى ل‪B‬لمراوغ‪B‬ة‪،‬‬ ‫يُسَّمى نظريةُ املباريات ‪.Game Theory‬‬ ‫إن‪OO‬ك ت‪OO‬ري ‪O‬دُ أن ت‪OO‬قولَ‪ ،‬بِ‪OO‬تعبيرٍ ص‪OO‬ري ‪O‬حٍ ل‪OO‬يس ف‪OO‬يه ل ‪O‬فٌ وال دوران‪،‬‬ ‫أنك معجبٌ بِ​ِالتناظراتِ في آرلني وليس بِآرلني‪.‬‬ ‫على كلِّ حالٍ أرجو اآلن أن تغمضَ عينيكَ للحظةٍ‪.‬‬ ‫‪ 6‬ال تدُّلُ كلمةُ » زمرة « في الرياضياتِ على مجموعةٍ من البشر‪ .‬يجب أن يُفْهمَ أن من عاداتِ أهلِ الرياضياتِ إطالقُ أسماءٍ عاديةٍ‬ ‫ى مفاهيمَ رياضياتيةٍِ معّقدةٍ مثلَ ” زمرة “« و” حقل “ و ” حلقة “ و ” عقدة “ و ” فوضى “ و ” كارثة “‪.‬‬ ‫وبسيطةٍ عل '‬ ‫‪13‬‬


‫‪ O.K‬أغمضتُ عينيّ‪.‬‬

‫ك‪O‬نتُ أت‪O‬وق‪O‬عُ أن‪O‬ها ت‪O‬ري‪O‬دُ إخ‪O‬تبارَ ق‪O‬وةَ م‪O‬الح‪O‬ظتي بِ‪O‬تغييرِ ش‪O‬يءٍ م‪O‬ا م‪O‬ن مظه‪O‬رِه‪O‬ا أو م‪O‬ن‬ ‫م‪O‬واق‪O‬عِ األش‪O‬ياءِ امل‪O‬وج‪O‬وداتِ ع‪O‬لى ال‪O‬طاول‪O‬ة‪.‬وح‪O‬ني أب‪O‬لغتْني بِ‪O‬إن‪O‬تهاءِ ف‪O‬ترةِ ” ال‪O‬تغميض “ س‪O‬أل‪O‬تْني‬ ‫ع‪O‬مّا ح‪O‬دثَ م‪O‬ن ت‪O‬بدي‪O‬ل‪ .‬ح‪O‬دَّق‪O‬تُ مَ‪O‬لياً ع‪O‬ليها وجُ‪O‬لـْتُ بِ‪O‬بصري ح‪O‬والـَ‪O‬يّ‪ .‬ل‪O‬م أس‪O‬تطعْ مُ‪O‬الح‪O‬ظةَ‬ ‫أيَّ تبديلٍ‪ .‬فَاعترفتُ بِعدمِ متكـُّني من إكتشافِ تغيـيرٍ‪ .‬عندئذٍ إبتسمتْ قائلة‪:‬‬ ‫ه ‪OO‬ذا م ‪OO‬ؤش‪O O‬رٌ ج ‪OO‬يدٌ ع ‪OO‬ن م ‪OO‬صداق ‪OO‬يتِكَ‪ .‬إذ ل ‪OO‬و مت ‪OO‬كـَّنْتَ ألت ‪OO‬همتُكَ‬ ‫بِاستراقِ النظر‪.‬‬ ‫م‪O‬ن امل‪O‬ؤكـّ‪O‬دِ أن‪O‬كَ ت‪O‬الح‪O‬ظُ ت‪O‬قطيعَ ق‪O‬رصِ ال‪O‬پـيتزا ال‪O‬ى ش‪O‬رائ‪O‬حَ ع‪O‬لى‬ ‫ش‪OO‬كلٍ ش‪OO‬بيهٍ مبِ‪OO‬ثلثاثٍ م‪OO‬نتظمةٍ ت‪OO‬قعُ رؤوسُ‪OO‬ها ع‪OO‬لى م‪OO‬رك ‪O‬زِ ال‪OO‬قرص‪ .‬أدرتُ‬ ‫ال‪OO‬قرصَ ال‪OO‬ذي أم‪OO‬امَ ‪O‬كَ بِ‪OO‬زاوي ‪O‬ةِ ‪ 120‬درج ‪O‬ةٍ ح‪OO‬ول م‪OO‬رك ‪O‬زِه‪.‬م‪OO‬ن املس‪OO‬تحيلِ‬ ‫م‪OO‬الح‪OO‬ظةُ ال‪OO‬تغييرال‪OO‬ذي ط‪OO‬رأ ع‪OO‬ليه ِبِ‪OO‬فضلِ ت‪OO‬ناظـُ‪OO‬ره ال‪OO‬دوران ‪O‬يِ مبِ‪OO‬ضاع‪OO‬فاتِ‬ ‫الستني درجةٍ إالّ إذا وُضِ​ِـعَـتْ إشـارةٌ صغيرةٌ عليه‪.‬‬

‫ع‪B‬ظيم‪ ،‬آرل‪B‬ني‪ ،‬ع‪B‬ظيم‪ .‬ل‪B‬م ت‪B‬فهمي م‪B‬فهومَ ال‪B‬تناظ‪B‬رِ فحس‪B‬بْ ب‪B‬ل‬ ‫إس‪B‬توع‪B‬بتِيه ال‪B‬ى ال‪B‬درج‪B‬ةِ ال‪B‬تي أخ‪B‬ذتِ ت‪B‬كشفنيَ وس‪B‬ائ‪B‬لَ م‪B‬ن احل‪B‬ياةِ ال‪B‬يوم‪B‬يةِ‬ ‫لِ‪B‬توض‪B‬يحِه أوالً وإلِس‪B‬تخدام‪B‬ه ف‪B‬ي ال‪B‬كشفِ ع‪B‬ن ال‪B‬غشِّ ث‪B‬ان‪B‬ياً‪ .‬إض‪B‬اف‪B‬ةً ال‪B‬ى‬ ‫ه‪B‬ذا‪ ،‬يُ‪B‬شكـِّلُ ق‪B‬ولـُ‪B‬كِ وضْ‪B‬عَ إش‪B‬ارةٍ ملِ‪B‬عرف‪B‬ةِ ح‪B‬دوثِ ت‪B‬دوي‪B‬رٍ ه‪B‬و أح‪B‬دَ امل‪B‬فاه‪B‬يمِ‬ ‫احلديثةِ في الفيزياءِ املسمى » تناظرٌ منكسرٌ «‪.‬‬ ‫ل‪BB‬ن أق‪BB‬بلَ مس‪BB‬تقبالً ك‪BB‬المَ ‪B‬كِ ع‪BB‬ن إن‪BB‬خفاضِ ذك‪BB‬ائ ‪B‬كِ‪ .‬أمَّ‪BB‬ا اآلن‬ ‫لِنستثمرَ قرصَ الپيتزا الدائريَ ألِغراضٍ ٍأُخرى‬ ‫هل هنالك إستثمارٌ غيرُ تناولِه طعاماً ملِلءِ املعدة ؟‪.‬‬

‫ط‪B‬بعاً ت‪B‬وج‪B‬دُ إس‪B‬تثماراتٌ أُخ‪B‬رى‪ .‬م‪B‬ثلما ق‪B‬الَ م‪B‬وس‪B‬ى ع‪B‬ن ع‪B‬صاه‪،‬‬ ‫أق‪B‬ولُ أن‪B‬ا ع‪B‬ن ال‪B‬قرصِ ال‪B‬پبتزوي ‪ :‬أه‪B‬شُّ ب‪B‬ه أف‪B‬كاري وأت‪B‬وك‪B‬أُ ع‪B‬ليه مبِ‪B‬فاه‪B‬يمي‬ ‫ولي فيِه مآربٌ أُخرى‪.‬‬ ‫أح ‪B‬دُ م‪BB‬آرب‪BB‬ي ” األُخ‪BB‬رى “ ال‪BB‬طلبُ م‪BB‬نكِ إي‪BB‬جا ط‪BB‬ري‪BB‬قةٍ حلِ‪BB‬سابِ‬ ‫م‪B‬ساح‪B‬ةِ ال‪B‬قرصِ ال‪B‬دائـ‪B‬ريِ امل‪B‬تمثـلِ بِ‪B‬ال‪B‬پيتـزا ) دونَ اإلع‪B‬تمـادِ ع‪B‬لى ص‪B‬يغـةٍ‬ ‫تعـرفيها سابـقاً ) أي من الـ ‪( scratch‬‬ ‫ق‪OO‬لتُ ق‪OO‬بلَ ق‪OO‬ليلٍ أن ك ‪O‬لَّ ش‪OO‬ري‪OO‬حةٍ ت‪OO‬كادُ أن ت‪OO‬كونَ م‪OO‬ثلثاً م‪OO‬نتظماً‪.‬‬ ‫ن‪OO‬علمُ أن م‪OO‬ساح ‪O‬ةَ امل‪OO‬ثلثِ ه‪OO‬ي ح‪OO‬اص ‪O‬لُ ض‪OO‬ربِ ط‪OO‬ولِ ق‪OO‬اع‪OO‬دتِ‪OO‬ه ف‪OO‬ي إرت‪OO‬فاعِ‪OO‬ه‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫ع ‪OO‬فواً‪ ،‬ع ‪OO‬فوا‪ ً.‬ك ‪OO‬دتُ أن أق‪O O‬عَ ف ‪OO‬ي خ ‪OO‬طأٍ جس ‪OO‬يمٍ حت ‪OO‬اس‪O O‬بُني ع ‪OO‬ليه ح ‪OO‬ساب‪O O‬اً‬ ‫عس‪O‬يراً‪ .‬م‪O‬ساح‪O‬ةُ م‪O‬ثلثٍ ه‪O‬ي ن‪O‬صفُ ط‪O‬ولِ ق‪O‬اع‪O‬دتِ‪O‬ه ف‪O‬ي إرت‪O‬فاعِ‪O‬ه‪ .‬ط‪O‬ولُ ق‪O‬اع‪O‬دةِ‬ ‫ك ‪O‬لِّ ش‪OO‬ري‪OO‬حةِ خ‪OO‬مسة إجن‪OO‬اتٍ ومي‪OO‬كنُنا ح‪OO‬سابَ إرت‪OO‬فاعِ‪OO‬ها‪ .‬إذن امل‪OO‬ساح ‪O‬ةُ‬ ‫ال‪O‬تقري‪O‬بيةُ لِ‪O‬لقرصِ ه‪O‬ي س‪O‬تةُ أض‪O‬عافِ م‪O‬ساح‪O‬ةِ الش‪O‬ري‪O‬حةِ امل‪O‬ثلثيةِ ألن ال‪O‬قرصَ‬ ‫مـقسمٌ الى ستِ شرائحَ مثلثيةٍ متطابقةٍ‪.‬‬

‫مم‪BB‬تاز‪ ،‬ممـ‪BB‬تاز!!!! م‪BB‬ن ال‪BB‬واض ‪B‬حِ أن ‪B‬كِ واع‪BB‬يةٌ بِ‪BB‬أن ن‪BB‬تيجةَ ح‪BB‬سابِ ‪B‬كِ‬ ‫س‪BB‬تكونُ ت‪BB‬قري‪BB‬باً أول‪BB‬ياً ملِ‪BB‬ساح ‪B‬ةِ ال‪BB‬قرص‪ .‬م‪BB‬اذا ت‪BB‬عملني ل‪BB‬و ط‪BB‬لبتُ م‪BB‬نكِ‬ ‫حسابَ مساحتِه بِدقةٍ أكثر؟‬

‫س‪OO‬كتتْ حل‪OO‬ظةً‪ .‬ث ‪O‬مّ ط‪OO‬لبتْ بِ‪OO‬إش‪OO‬اراتٍ ي ‪O‬دِوي ‪O‬ةٍ م‪OO‬ن ال‪OO‬نادل ‪O‬ةِ س‪OO‬كيناً‪ .‬ولـ ‪O‬مّا ج‪OO‬يءَ‬ ‫ب‪OO‬الِ‪OO‬سكني‪ ،‬أخ‪OO‬ذتْ آرل‪OO‬ني تُ‪OO‬قطـِّعُ ك ‪O‬لّ ش‪OO‬ري‪OO‬حةٍ ال‪OO‬ى ن‪OO‬صفنيِ ب‪OO‬دءً م‪OO‬ن امل‪OO‬رك‪OO‬ز‪ .‬ث‪OO‬م ق‪OO‬ال ‪O‬تْ‬ ‫بِغضبٍ‪:‬‬ ‫ح‪O‬صلتُ ع‪O‬لى ش‪O‬رائ‪O‬حَ أن‪O‬عمَ م‪O‬ن س‪O‬اب‪O‬قاتِ‪O‬ها‪ .‬ع‪O‬ددُه‪O‬ا إث‪O‬نا عش‪O‬ر‪ .‬إن‬ ‫امل‪O‬ضلـّعَ احل‪O‬اص‪O‬لَ أق‪O‬ربُ ال‪O‬ى ال‪O‬دائ‪O‬رةِ م‪O‬ن امل‪O‬ضلـّعِ الس‪O‬داس‪O‬ي‪ .‬وأس‪O‬تطيعُ ل‪O‬و‬ ‫ت‪O‬واف‪O‬رَ عـ‪O‬ندي قـ‪O‬لمٌ وورقـ‪O‬ةٌ إي‪O‬جادَ ط‪O‬ولِ ال‪O‬قاع‪O‬دةِ واإلرت‪O‬فاع‪ .‬وث‪O‬م أحس‪O‬بُ‬ ‫م‪O‬ساح‪O‬ةَ الش‪O‬ري‪O‬حةِ ال‪O‬ناع‪O‬مةِ وأح‪O‬صلُ بِ‪O‬ضربِ‪O‬ها ف‪O‬ي ‪ 12‬ع‪O‬لى ت‪O‬قري‪O‬بٍ أف‪O‬ضلَ‬ ‫م‪OO‬ن األول‪ .‬أمّ‪OO‬ا إذا ط‪OO‬ال ‪O‬بَ ح‪OO‬ضرتُ ‪O‬كَ بِ‪OO‬دق ‪O‬ةٍ أك‪OO‬ثر ف‪OO‬سوف أس‪OO‬تمرُ بِ‪OO‬تكرارِ‬ ‫العملياتِ نفسَِها الى أن تصبحَ الشرائحُ أدقَ من اخليوط‪.‬‬

‫أودُّ أن أق‪B‬ولَ ل‪B‬كِ بِ‪B‬صدقٍ إن‪B‬ي أكـْ‪B‬بِتُ بِ‪B‬عمدٍ ال‪B‬تعبيرَ ال‪B‬صري‪B‬حَ ع‪B‬ن‬ ‫ت‪B‬قدي‪B‬ري ال‪B‬كبيرِ لِ‪B‬قاب‪B‬لياتِ‪B‬كِ ال‪B‬فذّةِ ف‪B‬ي ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪ ،‬ك‪B‬ي أس‪B‬ألـَ‪B‬كِ ســ‪B‬ؤاالً‬ ‫أخ‪BB‬يراً ‪ » :‬ك‪BB‬يف ت‪BB‬علمني أن ت‪BB‬قري‪BB‬باتِ ‪B‬كِ امل‪BB‬تتاب‪BB‬عةِ ال ت‪BB‬كبرُ وت‪BB‬كبر بِ‪BB‬اط‪BB‬رادٍ‬ ‫متجاوزةَ كلَّ احلدود ؟ «‬

‫ن‪O‬ادتْ آرل‪O‬ني ال‪O‬نادل‪O‬ةَ وط‪O‬لبتْ أن ت‪O‬أت‪O‬يَ ل‪O‬ها بِ‪O‬ورق‪O‬ةٍ وق‪O‬لمِ‪ .‬ت‪O‬ساءل‪O‬تْ الـ‪O‬نادلـ‪O‬ةُ ‪ ” :‬مل‪O‬اذا ال‬ ‫ت‪O‬أك‪O‬ال ال‪O‬پيتـزا قـ‪O‬بـلَ أن تـ‪O‬بـرد ؟ “ ف‪O‬بدأن‪O‬ا بِ‪O‬تـناولِ الـش‪O‬رائ‪O‬حَ” ال‪O‬پتزاوي‪O‬ة “بِ‪O‬صمتٍ‪ .‬وح‪O‬ني‬ ‫ج‪O‬يءَ بِ‪O‬ال‪O‬ورق‪O‬ةِ وال‪O‬قلمِ رس‪O‬متْ آرل‪O‬ني ال‪O‬شكلَ ال‪O‬تال‪O‬ي وأخ‪O‬ذتْ ت‪O‬نظرُ ال‪O‬يه دونَ أن ت‪O‬نبسَّ بِ‪O‬أيِّ‬ ‫كلمةٍ الى أن إنتهى كالنا من ” إلتهامِ “ الپيتزا‪ .‬حينئذٍ تكلمتْ بهدوءٍ وثقةٍ‪:‬‬

‫‪15‬‬


‫م‪OO‬ن امل‪OO‬علومِ أن بِ‪OO‬األم‪OO‬كانِ ”‪.‬م‪OO‬حاص‪OO‬رةَ “ أيَّ ق‪OO‬رصٍ دائ‪OO‬ريٍ داخ ‪O‬لَ‬ ‫م‪O‬رب‪O‬عٍ ك‪O‬ما ت‪O‬رى ف‪O‬ي ال‪O‬شكل‪ .‬إذن ال ب‪O‬دّ أن ت‪O‬كونَ ج‪O‬ميعُ ت‪O‬قري‪O‬بات‪O‬ي ملِ‪O‬ساح‪O‬ةِ‬ ‫ال‪O‬قرصِ أص‪O‬غرَ م‪O‬ن م‪O‬ساح‪O‬ةِ امل‪O‬رب‪O‬عِ‪ .‬إذن يس‪O‬تحيلُ ع‪O‬ليها جت‪O‬اوزَ ت‪O‬رب‪O‬يعَِ ق‪O‬طرِ‬ ‫ال‪O‬قرص‪ .‬أع‪O‬تقدُ ه‪O‬ذا يـُ‪O‬جيبُ ع‪O‬ن س‪O‬ؤال‪O‬كَ‪ .‬إض‪O‬اف‪O‬ةً ال‪O‬ى ذل‪O‬ك إن ال‪O‬فرقَ ب‪O‬ني‬ ‫تقريبٍ والتقريبِ الذي يليه يتناقصُ بِإطـِّراد‪.‬‬ ‫إس‪OO‬محْ ل‪OO‬ي ب ‪O‬عَرضِ ت‪OO‬صوري ع‪OO‬ن مس‪OO‬يرةِ امل‪OO‬تتاب‪OO‬عاتِ‪ .‬أت‪OO‬صورُه‪OO‬ا‬ ‫ك ‪OO‬حباتٍ م ‪OO‬ن ال ‪OO‬رزِّ جت ‪OO‬ري م ‪OO‬ع امل ‪OO‬اءِ ف ‪OO‬ي ح ‪OO‬وضِ مِغْس ‪OO‬لةِ امل ‪OO‬طبخِ ) سِ‪O O‬نْك‬ ‫‪ ( Kitchen SinK‬ذات ال‪O O O‬سِنك امل ‪OO O‬غلق‪ .‬ال م ‪OO O‬فرّ أم ‪OO O‬ام احل ‪OO O‬باتِ س ‪OO O‬وى‬ ‫التج‪O‬مهرِ إمّ‪O‬ا ح‪O‬ولَ ق‪O‬شةٍ ك‪O‬بيرةٍِ وإمّ‪O‬ا ح‪O‬ولَ ال‪O‬سِنك امل‪O‬غلق‪ .‬ك‪O‬ذل‪O‬ك ت‪O‬سعى‬ ‫تقريباتي الى التجمهرِ نحو عددٍ ما‪.‬هذا العددُ هو مساحةُ القرص‪.‬‬

‫ض‪OO‬رب ‪O‬تُ ال‪OO‬طاول ‪O‬ةَ بِ‪OO‬قبضتي بِ‪OO‬كلِّ م‪OO‬ا أم‪OO‬لكُ م‪OO‬ن ق ‪O‬وّةٍ‪ .‬ف‪OO‬تطاي‪OO‬رتْ األش‪OO‬ياءُ ال‪OO‬تي‬ ‫ف‪OO‬وق‪OO‬ها‪.‬وس‪OO‬قطتْ ص‪OO‬ينيتا ال‪OO‬پيتزا امل‪OO‬عدن‪OO‬يتان ال‪OO‬فارغ‪OO‬تان ع‪OO‬لى األرضِ مُحْ ‪O‬دِث ‪O‬تَانِ ض‪OO‬جيجاً‬ ‫إس‪OO‬ترع‪OO‬ى إن‪OO‬تباهَ ال‪OO‬زب‪OO‬ائ ‪O‬نِ وال‪OO‬نادالتِ ال‪OO‬لوات‪OO‬ي ه‪OO‬رع ‪O‬نَ لِ‪OO‬رف ‪O‬عِهما‪ .‬إع‪OO‬تذرتُ م‪OO‬نهنّ ع‪OO‬لى‬ ‫إزعـاجهن‪ .‬أمّـا آرلني فكانتْ تنظـرُ اليّ شزراً وقالتّ مندهشةً‪:‬‬ ‫م ‪OO‬ا ده‪O O‬اِكَ ـــ مس ‪OO‬تر شكـُّوري ــ ه ‪OO‬ل أخ ‪OO‬طأتُ خ ‪OO‬طأً جس ‪OO‬يماً ف ‪OO‬ي‬ ‫إجابتي؟‬

‫ك‪B‬ال‪ ،‬ك‪B‬ال‪ .‬أري‪B‬د أن ت‪B‬خبري‪B‬ني بِ‪B‬إس‪B‬مِ ذل‪B‬ك األُس‪B‬تاذِ ال‪B‬ذي أع‪B‬طاكِ‬ ‫درجةَ ‪ D‬السخيفة في الرياضيات؟ أُريدُ خنْقَه‪.‬‬

‫أرج‪O‬و ـــ مس‪O‬تر ش‪O‬كـُّوري ـــ أن ته‪O‬دأ ق‪O‬ليالً‪ ،‬قُ‪O‬لْ م‪O‬ا ح‪O‬دثَ ؟ ال‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬ل ‪OO‬ن أُع ‪OO‬طيكَ إس‪O O‬مَها‪ ،‬خش ‪OO‬يةَ إرت ‪OO‬كابِ ج ‪OO‬رمي‪O O‬ةً وتُ ‪OO‬عدمُ بِس ‪OO‬بـبي م ‪OO‬ن‬ ‫جرّائها‪.‬‬

‫ال‪ ،‬ال‪ ،‬إمنا قد أُعدمُ بِسببِ ما يجري في شراينيِ دمِكِ‪.‬‬

‫مس‪OO‬تر ش‪OO‬كـُّوري‪ ،‬أع‪OO‬تقدُ بِ‪OO‬عدمِ ج‪OO‬دوى ح‪OO‬وارِن‪OO‬ا وأن ‪O‬تَ ف‪OO‬ي ه‪OO‬ذه‬ ‫احل‪O‬ال‪O‬ة‪ .‬أق‪O‬ترحُ ت‪O‬أج‪O‬يلَ امل‪O‬زي‪O‬دِ م‪O‬ن ال‪O‬نقاش ال‪O‬ى ال‪O‬غد ف‪O‬ي امل‪O‬كتبةِ امل‪O‬رك‪O‬زي‪O‬ةِ ع‪O‬ند‬ ‫الساعةِ الـسادسـةِ مـساءً​ً‪ ،‬شرطَ أن تُعْلِمَني سببَ حالـتِكَ العصبية‪.‬‬

‫‪ O.K‬الى اللقاءِ بُكرى‪.‬‬

‫ك‪OO‬ان‪OO‬ت ال‪OO‬ساع‪OO‬ة ح‪OO‬وال‪OO‬ي ال‪OO‬تاس‪OO‬عة م‪OO‬ساءً‪ .‬إجته ‪O‬تْ آرل‪OO‬ني ال‪OO‬ى ب‪OO‬ناي ‪O‬ةِ ال‪OO‬داخ‪OO‬لي‬ ‫ل‪OO‬لطال‪OO‬باتِ‪ .‬أمَّ‪OO‬ا أن‪OO‬ا فمش‪OO‬يتُ ب‪OO‬إجت‪OO‬اهٍ م‪OO‬عاك ‪O‬سٍ ن‪OO‬حو ‪ ،Van Buren Street‬ح‪OO‬يث ش‪OO‬قتي‬ ‫الصغيرة‪
.‬‬ ‫‪16‬‬


‫•• ‪•• 2‬‬

‫ف‪OO‬ي ال‪OO‬يومِ ال‪OO‬تال‪OO‬ي وع‪OO‬ندَ مت‪OO‬امِ ال‪OO‬ساع ‪O‬ةِ اخل‪OO‬ام‪OO‬سةِ م‪OO‬ساءً دع‪OO‬ان‪OO‬ي أُس‪OO‬تاذي املش‪OO‬رفُ‬ ‫ال‪O‬دك‪O‬تور ه‪O‬يروش‪O‬ي وي‪O‬هارا ال‪O‬ياب‪O‬ان‪O‬يُ األص‪O‬لِ ملِ‪O‬ناق‪O‬شةِ ب‪O‬عضَ ج‪O‬وان‪O‬بَِ أُط‪O‬روح‪O‬تي‪ .‬دامَ اإلج‪O‬تماعُ‬ ‫ساعةً كاملةً‪ .‬كنا خاللِـَها نحلـِّقُ في أجواءِ عالـَمِ التپولوجيا اجلبرية‬ ‫ب‪O‬عد دق‪O‬ائ‪O‬قَ م‪O‬ن ن‪O‬هاي‪O‬ةِ اإلج‪O‬تماعِ‪ ،‬ت‪O‬ذك‪O‬رتُ ف‪O‬جأةً م‪O‬وع‪O‬دي م‪O‬ع آرل‪O‬ني‪ .‬فَ‪O‬أس‪O‬رع‪O‬تُ ال‪O‬ى‬ ‫امل‪OO‬كتبةِ امل‪OO‬رك‪OO‬زي ‪O‬ةِ‪ .‬ووص‪OO‬لتُها م‪OO‬تأخ‪OO‬راً ع‪OO‬ن م‪OO‬وع ‪O‬دِن‪OO‬ا بِعش‪OO‬ري‪OO‬ن دق‪OO‬يقة‪ .‬وج‪OO‬دتُ ص‪OO‬اح‪OO‬بتي‬ ‫منهمكةً بقراءةِ برقيةٍ​ٍ‪ .‬إعتذرتُ منها عن تأخري ألسبابٍ خارجَ إرادتي‪.‬‬ ‫س‪OO‬لـّمَتْـني الـ‪OO‬برقـ‪OO‬يةَ ال‪OO‬تي وص‪OO‬لتْها م‪OO‬ن م‪OO‬دي‪OO‬نةِ أوس‪OO‬نت ع‪OO‬اص‪OO‬مة والي‪OO‬ة ت‪OO‬كساس‪.‬‬ ‫تنصُّ البرقيةُ‪:‬‬ ‫‪Happy Birthday Arlene ،Today is the 28th of March‬‬ ‫‪Now You are twenty years old. You can do‬‬ ‫‪.whatever you want. BUT DONT DO IT. Love and kisses‬‬ ‫‪.Mom and Dad‬‬

‫إب‪BB‬تسمتُ إب‪BB‬تسام ‪B‬ةً ع‪BB‬ري‪BB‬ضةً ورنَّ‪BB‬متُ ب‪BB‬صوتٍ م‪BB‬نخفضٍ ي‪BB‬فرضُ‪BB‬ه‬ ‫وجودُنا في املكتبة‪:‬‬ ‫‪Happy Birthday, Happy Birthday to you Arlene‬‬

‫ثم تساءلـتُ‪:‬‬ ‫?‪.The important thing is: Did you do IT or not‬‬

‫إحْمَرّتْ وجنتاها‪ .‬وصمتتْ بُرهةً ثم قالت‪:‬‬ ‫إن األه‪O‬مّ ‪ ،‬أي‪O‬ها اخل‪O‬بيثُ مس‪O‬تر ش‪O‬كـّوري‪ ،‬ه‪O‬و‪ .‬م‪O‬ا س‪O‬ببُ تفج‪O‬رُِكَ‬ ‫العصبيَ الـمفاجئَ البارحة؟‪.‬‬

‫ف‪B‬ي احل‪B‬قيقةِ ل‪B‬قد أع‪B‬طيتُكِ الس‪B‬ببَ ل‪B‬يلةَ أم‪B‬س‪ .‬ال أُم‪B‬ان‪B‬عُ م‪B‬ن إع‪B‬ادةِ‬ ‫ما قلتُه‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫ق‪B‬لتُ ل‪B‬كِ‪ :‬ي‪B‬كمُن الس‪B‬ببُ ف‪B‬ي ج‪B‬ري‪B‬انِ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ ف‪B‬ي ش‪B‬راي‪B‬ينِكِ‬ ‫يا‪ .‬آرلني‪ .‬أنتِ وأُستاذتُكِ غافلتان متاماً‪.‬‬ ‫دعيني اآلن أسترسلُ موضحاً باألمثلةِ‪.‬‬ ‫ي ‪BB‬جبُ أن ت ‪BB‬علـمي أن جت ‪BB‬زيءَ م ‪BB‬نطقةٍ ال ‪BB‬ى ش ‪BB‬رائ‪B B‬حَ ” أدَّقَ م ‪BB‬ن‬ ‫اخل‪BB‬يوطِ “ حس‪BB‬ب ت‪BB‬عبيرِكِ ال‪BB‬رائ‪BB‬ع وإي‪BB‬جادِ مج‪BB‬موعِ م‪BB‬ساح‪BB‬اتِ‪BB‬ها يُ‪BB‬شكـِّلُ‬ ‫احلجرَ األساسَ ملفهومِ التكامل‪.‬‬ ‫ق‪BB‬بل ح‪BB‬وال‪BB‬ي خ‪BB‬مسةَ آالفِ س‪BB‬نةٍ إس‪BB‬تعملَ الـ‪BB‬راف‪BB‬ديَ‪BB‬نيون‪ 7‬نـ‪BB‬فسَ‬ ‫ال‪BB‬طـري‪BB‬قةَ الـ‪BB‬تـي ٱتّ‪BB‬بعتيها ل‪BB‬غرضِ تخ‪BB‬منيِ ال‪BB‬عددِ امل‪BB‬سمى النس‪BB‬بةُ ال‪BB‬ثاب‪BB‬تةُ‪،‬‬ ‫ال‪B‬ذي يُ‪B‬رم‪B‬ز ال‪B‬يه ع‪B‬ادةً ب‪B‬احل‪B‬رف اإلغ‪B‬ري‪B‬قي ‪ π‬تخ‪B‬ميناً ي‪B‬ناس‪B‬بُ ح‪B‬اج‪B‬اتِ‪B‬هم‪.‬‬ ‫وإس‪BB‬تعملـَها امل‪BB‬صري‪BB‬ون ال‪BB‬قدم‪BB‬اءُ ف‪BB‬ي إي‪BB‬جاد ِق‪BB‬اع‪BB‬دةٍ حل‪BB‬سابِ حج ‪B‬مِ اله‪BB‬رمِ‬ ‫وإلي‪B‬جاد ق‪B‬اع‪B‬دةٍ حل‪B‬سابِ حج‪B‬مِ اله‪B‬رمِ ال‪B‬ناق‪B‬ص‪ .‬وف‪B‬ي ح‪B‬وال‪B‬ي أل‪B‬فِ س‪B‬نةٍ ق‪B‬بل‬ ‫امل‪B‬يالد إس‪B‬تعملها ال‪B‬عالِ‪B‬مُ اإلغ‪B‬ري‪B‬قيُ ال‪B‬عظيم أرخ‪B‬ميدس حل‪B‬ساب ال‪B‬عددِ ‪π‬‬ ‫الى درجةٍ أدَّق‪.‬‬ ‫ح‪BB‬دثَ ف‪BB‬ي ال‪BB‬قرنِ ال‪BB‬ساب ‪B‬عِ عش‪BB‬ر ” إن‪BB‬فجارٌ م‪BB‬عرف‪BB‬ي “‪ .‬إذ عَ ‪B‬مّم‬ ‫األُس‪B‬لوبَ ك‪B‬لٌّ م‪B‬ن ن‪B‬يوت‪B‬ن وال‪B‬فيلسوف األمل‪B‬ان‪B‬ي الي‪B‬بنـتـز ) ب‪B‬صورةٍ مس‪B‬تقلةٍ‬ ‫ع‪BB‬ن ب‪BB‬عضِهما ( ل‪BB‬يكونَ ط‪BB‬ري‪BB‬قةً ق‪BB‬اب‪BB‬لةً ل‪BB‬لتطبيق ل‪BB‬يس ف‪BB‬قط ع‪BB‬لى م‪BB‬سائ ‪B‬لَ‬ ‫إنفراديةٍ إمنا على مختلفِ املواقفًِ واملشاكل‪.‬‬ ‫ل‪B‬م أك‪B‬دْ أٌنه‪B‬ي ج‪B‬ملتي ح‪B‬ني الح‪B‬ظتُ ع‪B‬الئ‪B‬مَ ال‪B‬ده‪B‬شةِ ع‪B‬لى آرل‪B‬ني‪،‬‬ ‫ت‪BB‬غيرتْ ق‪BB‬سماتُ وج ‪B‬هِها وت‪BB‬بدّلَ ش‪BB‬كلُ ع‪BB‬ينيها وت‪BB‬دوّرتْ ش‪BB‬فتاه‪BB‬ا‪ .‬ث‪BB‬م‬ ‫ٱنفجرتْ بنبرةٍ مكبوتةٍ تفرِضُها ضرورةُ ٱلكالمِ همساً في املكتبة‪.‬‬ ‫ريـــمـــون !!! أحـــقـــاً تـــتـــكـــلـــم ؟ اإلشــــارةُ‪ ،‬اإلشارةُ‪:‬‬

‫رس‪OO‬متْ بح‪OO‬رك ‪O‬ةِ إص‪OO‬بعِها ع‪OO‬الم ‪O‬ةَ ال‪OO‬تكام ‪O‬لِ ف‪OO‬ي ال‪OO‬هواء‪ ،‬وٱس‪OO‬تمرَّتْ‬ ‫بِنفس نبرتِها اإلنفجارية مشيرةً الى العالمةِ الهوائيةِ تقول‪:‬‬ ‫تُـــرْهِـــبُنـــي كــَـثــُـعـــبـــانٍ مـُــخـــيـــف‪.‬‬

‫األول‪.‬‬

‫هـ‪OO‬ذه هـ‪OO‬ي الـ‪OO‬مـرةِ األولـ‪OO‬ى ال‪OO‬تـي أس‪OO‬معُ آرل‪OO‬ني تُـ ‪O‬وّجِّـ ‪O‬هَ كـ‪OO‬المَـ‪OO‬هـا الـ ‪O‬يَّ بـِ‪OO‬إسـ‪OO‬مـي‬

‫‪ 7‬إن املقصردَ في هذا املقالِ بــِ ” الرافديَنيني “ جميعُ مَنْ سكنَ وادي الرافديَن دجلةَ والفرات منذُ بدايةِ احلضارةِ الى سنةِ ‪ 539‬ق م‬ ‫من سومريني وبابليني وأكـَّديني وآشوريني وكلدانيني‪ ،‬ذلك تفادياً من تأجيجِ شوڤينياتٍ مقيتة‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫أرج ‪BB‬وكِ‪ ،‬ع ‪BB‬زي ‪BB‬زت ‪BB‬ي آرل ‪BB‬ني‪ ،‬ال ‪BB‬كـَفَّ واإلب ‪BB‬تعاد ع ‪BB‬ن امل ‪BB‬بال ‪BB‬غات‪.‬‬ ‫ص‪B‬دق‪B‬يني ه‪B‬ذه ه‪B‬ي احل‪B‬قيقة ‪ .‬األُس‪B‬لوبُ ال‪B‬ذي ٱت‪B‬بعتِيه ه‪B‬و احلج‪B‬رُ األس‪B‬اس‬ ‫مل‪B‬فهومِ ال‪B‬تكام‪B‬ل‪ .‬ال‪B‬فرقُ ال‪B‬وح‪B‬يدُ ب‪B‬ينه وب‪B‬ني األُس‪B‬لوبِ اإلع‪B‬تياديِ ) ال‪B‬ذي‬ ‫يُ‪B‬درَّس ف‪B‬ي ال‪B‬ثان‪B‬وي‪B‬ةِ أو اجل‪B‬ام‪B‬عة ( ل‪B‬لتكام‪B‬ل ه‪B‬و أن الش‪B‬رائ‪B‬حَ تُ‪B‬ؤخ‪B‬ذُ ع‪B‬ادةً‬ ‫مس‪BB‬تطيلةَ ال‪BB‬شكل‪ ،‬ب‪BB‬ينما ش‪BB‬رائ ‪B‬حُكِ م‪BB‬ثلثيةٌ وه‪BB‬و أم ‪B‬رٌ ف‪BB‬رضَ ‪B‬تْه ط‪BB‬بيعةُ‬ ‫م‪BB‬سأل ‪B‬تِكِ‪ .‬ه‪BB‬ذا ل‪BB‬يس ب‪BB‬فرقٍ ج‪BB‬وه‪BB‬ري‪ .‬ف‪BB‬ي احل‪BB‬قيقةِ مي‪BB‬كنُ أن ت‪BB‬كونَ‬ ‫الش‪B‬رائ‪B‬حُ أيَّ ش‪B‬كلٍ م‪B‬ناس‪B‬بٍ ل‪B‬لمسأل‪B‬ةِ حت‪B‬ت ال‪B‬دراس‪B‬ة ف‪B‬مثالً إذا أُري‪B‬دَ ح‪B‬سابُ‬ ‫حج‪B‬مِ مخ‪B‬روطٍ ف‪B‬من األسه‪B‬لِ ت‪B‬غطيةَ اخمل‪B‬روطِ مب‪B‬تتال‪B‬يات ٍ م‪B‬ن ش‪B‬رائ‪B‬حَ دائ‪B‬ري‪B‬ةٍ‬ ‫ي‪BB‬تناق ‪B‬صُ س‪BB‬مكــُها ب‪BB‬إطـِّ‪BB‬رادٍ ال‪BB‬ى أن ي‪BB‬صبحَ أرف ‪B‬عَ م‪BB‬ن اخل‪BB‬يط ) حس ‪B‬بَ‬ ‫تعبيرِكِ (‪.‬‬ ‫إن وص‪B B‬فَكِ ال‪B B‬رُعْ‪B B‬بَِ ال ‪BB‬ذي يُ ‪BB‬صيبُكِ م ‪BB‬ن رم‪B B‬زِ ال ‪BB‬تكام ‪BB‬ل ) رغ ‪BB‬م‬ ‫م‪B‬بال‪B‬غات‪B‬كِ ( يُ‪B‬عززُ رأي‪B‬ي ب‪B‬سوءِ م‪B‬ناه‪B‬جِ ت‪B‬دري‪B‬سِ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪ .‬ف‪B‬بدالً م‪B‬ن‬ ‫عَ‪B‬رضِ م‪B‬وض‪B‬وع ال‪B‬تكام‪B‬لِ م‪B‬ن ج‪B‬ذورِه ال‪B‬تاري‪B‬خيةِ ك‪B‬تطورٍ ل‪B‬لفكر البش‪B‬ري‪،‬‬ ‫يُ‪B‬عرضُ ع‪B‬لى أن‪B‬ه ع‪B‬كسُ ال‪B‬تفاض‪B‬ل‪ .‬ب‪B‬اإلض‪B‬اف‪B‬ةِ ال‪B‬ى ه‪B‬ذا يُ‪B‬بال‪B‬غُ ف‪B‬ي ال‪B‬ترك‪B‬يز‬ ‫ع‪B‬لى مـجـ‪B‬موعـ‪B‬ةِ ق‪B‬وان‪B‬يـنَ وط‪B‬رائـ‪B‬قَ ت‪B‬تضمنُ وس‪B‬ائ‪B‬لَ وحىيَّـالً ” مـ‪B‬عــلـَّبـةً “‬ ‫إلي‪BB‬جادِ ت‪BB‬كام‪BB‬التٍ ألن‪BB‬واعَ م‪BB‬تنوع ‪B‬ةٍِ م‪BB‬ن ال‪BB‬دوال‪ .‬وه‪BB‬ي مج‪BB‬موع ‪B‬ةٌ تُ‪BB‬ره ‪B‬قُ‬ ‫) ورمب‪B‬ا تُ‪B‬رعِ‪B‬بُ ( ال‪B‬طلبةَ‪ .‬ومم‪B‬ا يُ‪B‬زي‪B‬دُ األُم‪B‬ورَ س‪B‬وءاً يَ‪B‬عطي ب‪B‬عضُ امل‪B‬درس‪B‬ني‬ ‫اجل‪B‬ام‪B‬عيني ل‪B‬طلبتِهم إن‪B‬طباع‪B‬اً ب‪B‬شكلٍ ض‪B‬منيٍ و ص‪B‬ري‪B‬حٍ ف‪B‬ي ب‪B‬عض احل‪B‬االتِ‬ ‫ب‪BB‬كـفاي ‪B‬ةِ ت‪BB‬لك اجمل‪BB‬موع ‪B‬ةِ حل‪BB‬سابِ ج‪BB‬ميعِ ال‪BB‬تكام‪BB‬التِ امل‪BB‬مكنة!!!! وه‪BB‬و‬ ‫خطأٌ جسيمٌ وفظيع‪.‬‬ ‫ي‪B‬نبغي ع‪B‬رضَ ح‪B‬سابَ‪B‬يْ ال‪B‬تفاض‪B‬لِ وال‪B‬تكام‪B‬لِ ع‪B‬لى أن‪B‬هما م‪B‬وض‪B‬وع‪B‬ان‬ ‫مستقالن يربطـُهما ” جسرٌ “ يُسمَّى‬ ‫املبرهنةُ األساسيةُ حلسابِ التفاضلِ والتكامل‪.‬‬ ‫واجلس‪BB‬ر ك‪BB‬كلِ اجل‪BB‬سور‪ ،‬ي‪BB‬ساع ‪B‬دُ ع‪BB‬لى اإلن‪BB‬تقالِ م‪BB‬ن ج‪BB‬هةٍ ال‪BB‬ى‬ ‫أخرى‪ ،‬ومن موضوعٍ الى آخر‪ .‬وال يجعلُ أحدَهما عكسَ اآلخر‪.‬‬ ‫إن اجل‪OO‬سورَ ال‪OO‬تي ت‪OO‬رب ‪O‬طُ ال‪OO‬دول‪OO‬تني املس‪OO‬تقلتني‪ ،‬ال‪OO‬والي‪OO‬اتُ املتح‪OO‬دةُ‬ ‫وكندا‪ ،‬ال جتعلُ األولى عكسَ الثانيةِ وال الثانيةَ عكسَ األُولى‬

‫ت‪B‬عجبُني ال‪B‬توض‪B‬يحاتِ ال‪B‬بلورِّي‪B‬ة ل‪B‬تعليقاتِ‪B‬كِ‪ .‬ل‪B‬كن ي‪B‬جب ع‪B‬لى‬ ‫ف‪B‬تاةٍ ذات العش‪B‬ري‪B‬ن ع‪B‬ام‪B‬اً أالّ ت‪B‬رت‪B‬عبَ م‪B‬ن إش‪B‬ارةٍ ح‪B‬تّى ول‪B‬و ك‪B‬ان‪B‬ت ف‪B‬عالً رم‪B‬زاً‬ ‫للىثعابني‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫إن رمزَ التكاملِ الذي رَسَمَتْهُ‬ ‫ه‪B‬و احل‪B‬رفُ األولُ م‪B‬ن ك‪B‬لمةِ ‪Summation‬‬

‫أُص‪B‬بعُكِ ف‪B‬ي ال‪B‬هواء‪،‬‬ ‫ال‪B‬تي ت‪B‬دُّلُ ع‪B‬لى ح‪B‬اص‪B‬لِ ج‪B‬معِ مج‪B‬موع‪B‬ةِ ِأع‪B‬دادٍ‪ ،‬أي أن‪B‬ه احل‪B‬رفُ ‪ S‬ال‪B‬كبير‬ ‫كما كان يُكـْتبُ في القرنِ السابعِ عشر‪.‬‬ ‫ت‪BB‬ذكـّ‪BB‬رتُ اآلن زم‪BB‬يالً ل‪BB‬ي ف‪BB‬ي ب‪BB‬غداد ك‪BB‬ان ي‪BB‬رم‪BB‬ي ج‪BB‬ان‪BB‬باً أيَّ ك‪BB‬تابٍ‬ ‫يجدُ فيه احلرف ‪.Σ‬‬ ‫من املريحِ أن أعرفَ أن هنالك من أمثالي‪.‬يخشون الرموز‪.‬‬

‫ل‪B‬كن ي‪B‬وج‪B‬دُ فَ‪B‬رْقٌ ف‪B‬ي ال‪B‬قاب‪B‬لياتِ ال‪B‬فكرِّي‪B‬ة‪ .‬ع‪B‬ندم‪B‬ا س‪B‬معتُكِ ي‪B‬ومَ‬ ‫أم‪B‬س ت‪B‬صفني مس‪B‬يرةَ امل‪B‬تتاب‪B‬عاتِ حل‪B‬سابِ م‪B‬ساح‪B‬ةِ ق‪B‬رصِ ال‪B‬پيتزا ال‪B‬دائ‪B‬ري‪،‬‬ ‫تقولِني‪:‬‬ ‫”إن ‪BB‬ها ك ‪BB‬حباتٍ م ‪BB‬ن ال ‪BB‬رزِّ جت ‪BB‬ري م ‪BB‬ع امل ‪BB‬اءِ ف ‪BB‬ي ح ‪BB‬وضِ‬ ‫مِغْس‪B‬لةِ امل‪B‬طبخِ امل‪B‬غلقةِ الً‪B‬سِنًْك ) ‪ .( Kitchen SinK‬ال‬ ‫م‪B‬فرّ أم‪B‬ام احل‪B‬باتِ س‪B‬وى التج‪B‬مهرِ إمّ‪B‬ا ح‪B‬ولَ ق‪B‬شةٍ ك‪B‬بيرةٍِ‬ ‫وإمّا حولَ السِنْك املغلق“‪.‬‬

‫شعرتُ أنكِ متتلكني حدساً فطرياً للرياضيات‪.‬‬ ‫إذ ي ‪BB‬تضمنُ ق ‪BB‬ولـُ‪B B‬كِ إح ‪BB‬دى امل ‪BB‬بره ‪BB‬ناتِ األس ‪BB‬اس ‪BB‬يةِ ف ‪BB‬ي التح ‪BB‬ليلِ‬ ‫احل‪B‬قيقي وال‪B‬توپ‪B‬ول‪B‬وج‪B‬يا‪ .‬ص‪B‬حيحٌ‪ .،‬ليس‪B‬ت ال‪B‬كلماتُ ال‪B‬تي إس‪B‬تعملتيها‬ ‫م‪BB‬صطلحاتٍ م‪BB‬تداولـَ ‪B‬ةً ع‪BB‬ند ال‪BB‬عام‪BB‬لني ف‪BB‬ي م‪BB‬واض‪BB‬يعِ ال‪BB‬ري‪BB‬اضىيات‪ .‬م‪BB‬ثالً‪:‬‬ ‫إن مـ‪B‬ا س‪B‬ميَتِيها ” ن‪B‬قطةَ جت‪B‬مهرٍ “‪ ،‬ي‪B‬صطلحُ أهـ‪B‬لُ ال‪B‬ريـ‪B‬اض‪B‬ياتِ ت‪B‬سميتَـهـا‬ ‫” ن‪BB‬قطـةَ إك‪BB‬تـظـاظ “ أي ‪ .Accumulation point‬أمّ‪BB‬ا ال ‪B‬سِنْك امل‪BB‬غلق ال‪BB‬تي‬ ‫متنعُ املتتالياتِ من ” الهروب “ فيُسمَّى ” قيداً أعلى أو قيداً أسفل “‪.‬‬ ‫وم‪B‬قولـ‪B‬تُكِ ح‪B‬ولَ ح‪B‬بَّات ال‪B‬رز‪ ،‬ف‪B‬ترق‪B‬ى أن ت‪B‬كونَ م‪B‬بره‪B‬نةً م‪B‬عروف‪B‬ةً‬ ‫م‪BB‬نذ ال‪BB‬قرن ال‪BB‬تاس ‪B‬عِ عش‪BB‬ر‪ .‬ويُ‪BB‬طلِقُ ع‪BB‬ليها‪ ،‬ت‪BB‬يمناً‪ ،‬أس‪BB‬مـاءُ كـ‪BB‬بارِ مَ ‪B‬نْ‬ ‫ساهمَ فـي إكتشافِها وإثباتِهـا ‪ ” :‬مبرهنة بولزانو ـ وايرشتراوس “‬ ‫‪.8 Bolzano _ Weierstrass Theorem‬‬

‫أخش‪O‬ى‪ ،‬مس‪O‬تر ش‪O‬كـّوري‪ ،‬أن‪O‬كَ تُ‪O‬سْقِطُ أف‪O‬كارَكَ ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬يات‪O‬يةَ ع‪O‬لى‬ ‫ت‪O‬عاب‪O‬يري البس‪O‬يطةِ ف‪O‬يُخَيلُ ل‪O‬كَ أن‪O‬ها م‪O‬بره‪O‬ناتٌ ع‪O‬ميقةٌ‪ .‬ل‪O‬كـِّنها ف‪O‬ي ال‪O‬واق‪O‬عِ‬ ‫ليست سوى مالحظاتٍ عابرة‪.‬‬ ‫‪8‬تنص أبسطُ صيغةٍ لهذه املبرهنةُ ‪:‬كلُ متتاليةٍ متزايدةِ على فترةٍ مغلقةٍ من األعلى في حقل األعدادِ احلقيقيةِ تكونُ متقاربةً‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫ك‪B‬ال‪ .‬إن روع‪B‬ةًَ ع‪B‬باراتِ‪B‬كِ‪ ،‬ب‪B‬ال‪B‬رغ‪B‬م م‪B‬ن أن‪B‬ها م‪B‬الح‪B‬ظاتٌ م‪B‬ن ص‪B‬ورٍ‬ ‫ذه‪B‬نيةٍ بس‪B‬يطةٍ ن‪B‬اب‪B‬عةٍ م‪B‬ن ال‪B‬واق‪B‬عِ امل‪B‬لـموس‪ ،‬ت‪B‬كمنُ ف‪B‬ي أن‪B‬ها تُ‪B‬نمْذِجُ م‪B‬فاه‪B‬يمَ‬ ‫ع‪BB‬ميقةً‪ .‬إض‪BB‬افـ ‪B‬ةً ال‪BB‬ى ه‪BB‬ذا‪ ،‬ل‪BB‬قد جـ‪BB‬اءتْ ب‪BB‬عد ت‪BB‬فكيرٍ ط‪BB‬وي‪BB‬ل مب‪BB‬ا أث‪BB‬ارَتْ‪BB‬ه‬ ‫أس ‪BB‬ئلتى‪ .‬ول ‪BB‬م ت ‪BB‬أتِ ب ‪BB‬عفوي ‪BB‬ة‪ .‬إذن ال يس ‪BB‬تقيمُ إدِّع ‪BB‬اؤكِ ب ‪BB‬أن ‪BB‬ي أُسْ‪B B‬قِطُ‬ ‫أفكاري على تعابيرِكِ البسيطةِ‪.‬‬ ‫مس‪O‬تر ش‪O‬كـّوري‪ ،‬أل‪O‬يس م‪O‬ن ال‪O‬واض‪O‬حِ أن‪O‬ه إذا جِ‪O‬يء ب‪O‬أل‪O‬فِ ق‪O‬ارئٍ ال‪O‬ى‬ ‫ه‪O‬ذه ال‪O‬قاع‪O‬ةِ ال‪O‬صغيرةِ امل‪O‬غلقةِ ل‪O‬توج‪O‬بَ أن ت‪O‬تقلصَ امل‪O‬ساف‪O‬اتُ ب‪O‬ني ال‪O‬قراءِ ال‪O‬ى‬ ‫درجةٍ يكتظَّ بعضُهم ببعضٍ بحيث تتالمسُ أكتافُهم؟‪ .‬وأن …‪.‬‬

‫قـاطعـتُـها قائالً ‪:‬‬ ‫ن ‪BB‬عم‪ ،‬أت ‪BB‬فقُ م ‪BB‬عكِ أن ه ‪BB‬ذا واض‪B B‬حُ ج ‪BB‬داً ل ‪BB‬يس ل‪B B‬كِ ف ‪BB‬قط إمن ‪BB‬ا‬ ‫للج ‪BB‬ميع‪ .‬ل ‪BB‬كن ي ‪BB‬نبغي أن ت ‪BB‬علمي أن ل ‪BB‬يس ب ‪BB‬إس ‪BB‬تطاع‪B B‬ةِ ك‪B B‬لِّ إن ‪BB‬سانٍ‬ ‫إس‪B‬تغاللَ ه‪B‬ذا ال‪B‬وض‪B‬وحِ ل‪B‬غرضِ من‪B‬ذج‪B‬ةِ وتسه‪B‬يلَ ف‪B‬همِ م‪B‬واق‪B‬فَ ع‪B‬ميقة م‪B‬ن‬ ‫ال‪BB‬ري‪BB‬اض‪BB‬يات‪ .‬وأن إلن‪BB‬سانَ ال‪BB‬قادرَع‪BB‬لى ذل‪BB‬ك‪ ،‬ال بُ ‪B‬دَّ أن ي‪BB‬كون متش‪BB‬رب ‪B‬اً‬ ‫بالرباضياتِ الى عمقِ نخاعِ عظامِه سواءً وعى الى ذلك أم لم يعِ‪.‬‬ ‫أع‪BB‬تقدُ أن إح‪BB‬دى ن‪BB‬قاطِ ال‪BB‬ضعفِ ف‪BB‬ي م‪BB‬ناه ‪B‬حِ وأس‪BB‬ال‪BB‬يب ت‪BB‬دري ‪B‬سِ‬ ‫ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات ه‪B‬ي إف‪B‬تقارُه‪B‬ا ال‪B‬ى وس‪B‬ائ‪B‬لَ ل‪B‬بناءِ احل‪B‬سِّ احل‪B‬دس‪B‬يِ ل‪B‬لدارس‪ .‬إذ أن‬ ‫م‪B‬ن امل‪B‬مكِنِ من‪B‬ذج‪B‬ةُ ك‪B‬ثيرٍ م‪B‬ن امل‪B‬فاه‪B‬يم وامل‪B‬بره‪B‬ناتِ وح‪B‬تّى ب‪B‬عضِ ال‪B‬براه‪B‬ني م‪B‬ن‬ ‫مواقفَ بسيطةٍ من الواقعِ امللموس‪ .‬كما فعلتِ‬ ‫ك‪OO‬نتُ‪ ،‬ق‪OO‬بل م‪OO‬قاط ‪O‬عَتِكَ ل‪OO‬ي‪ ،‬أُري ‪O‬دُ أن أت‪OO‬ساءلَ ‪ » :‬أال ي‪OO‬بدو م‪OO‬ن‬ ‫ال‪OO‬واض ‪O‬حِ أي‪OO‬ضاً‪ ،‬أن‪OO‬ه ف‪OO‬ي ح‪OO‬ال ‪O‬ةِ م‪OO‬جيءِ أل ‪O‬فِ ق‪OO‬ارئٍ ال‪OO‬ى ال‪OO‬قاع ‪O‬ةِ وأُري ‪O‬دَ إب‪OO‬قاءُ‬ ‫املسافةِ بني قارئٍ وآخر معقولةً لتوجبَ تهدميُ بعض جدرانِها ؟ «‬

‫ب‪BB‬راڤ‪BB‬و آرل‪BB‬ني‪ .‬إن‪BB‬ه واض ‪B‬حُ ب‪BB‬كلِّ ت‪BB‬أك‪BB‬يد‪ .‬وق‪BB‬د ع‪BB‬ززتِ ع‪BB‬بارتُ ‪B‬كِ‬ ‫م‪BB‬قول‪BB‬تي ورأي‪BB‬ى ب ‪B‬كِ‪ .‬إذ وض‪BB‬عتِ ن ‪B‬صَّ امل‪BB‬بره‪BB‬نةِ امل‪BB‬ذك‪BB‬ورةِع‪BB‬لى ط‪BB‬اول ‪B‬ةِ‬ ‫التش‪B‬ري‪B‬ح‪ .‬وب‪B‬ينتِ أن اإلن‪B‬غالقَ ش‪B‬رطٌ ض‪B‬روريٌ ل‪B‬صحتِها‪.‬وأن‪B‬ها ت‪B‬نهارُ م‪B‬ن‬ ‫دونه‪.‬‬ ‫ع‪BB‬زي‪BB‬زت‪BB‬ي آرل‪BB‬ني م‪BB‬ون‪BB‬هان‪ ،‬أودُّ أن أك‪BB‬ونَ واض‪BB‬حاً‪،‬وأُوكـّ ‪B‬دُ ‪ -‬أن ‪B‬كِ‬ ‫مت‪B‬تلكنيَ ح‪B‬ساً ح‪B‬دس‪B‬ياً ل‪B‬لموض‪B‬وعِ ال‪B‬ذي‪ ،‬بس‪B‬ببِ س‪B‬وءِ م‪B‬ناه‪B‬جِه وأس‪B‬ال‪B‬يب‬ ‫تدريسِه‪ ،‬تتصورين أنكِ تكرهينه‬ ‫ألـم تشعرْ أني لم أعُدْ كارهةً له بفضلِ جهودٍك؟‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ن‪B‬عم أش‪B‬عرُ أن كـُ‪B‬رهَ‪B‬كِ آخ‪B‬ذٌ ب‪B‬ال‪B‬تحولِ ال‪B‬ى ت‪B‬ذوقٍ‪ .‬وأودُّ ت‪B‬هنئتَكِ‪،‬‬ ‫متمنياً لكِ مزيداً من التقدم‪.‬‬ ‫أُه‪: ،‬كـُ‪O‬دْتُ أنس‪O‬ى‪ .‬ب‪O‬عد ح‪O‬دي‪O‬ثي م‪O‬ع زم‪O‬يلتي ف‪O‬ي ق‪O‬سم ال‪O‬داخ‪O‬لي‬ ‫ع‪O‬ن ل‪O‬قائ‪O‬نا ل‪O‬يلة أم‪O‬س‪ ،‬ط‪O‬لبتْ أن أس‪O‬أل‪O‬ك ع‪O‬ن الس‪O‬بب ف‪O‬ي أن تُ‪O‬وض‪O‬عَ ح‪O‬ام‪O‬لةُ‬ ‫الكاميرا دائماً على ثالث قوائم ‪ Tripod‬وليس أربع مثالً ؟‪.‬‬

‫ألم تستطـْعي اإلجابة عن السؤالِ بنفسِكِ ؟ !!!‬ ‫كال مع األسف‪.‬‬

‫ي‪BB‬نبغي أن ت‪BB‬عرف‪BB‬ي م‪BB‬ن م‪BB‬تطلباتِ ) أيِّ ك‪BB‬ورس (ف‪BB‬ي ال‪BB‬هندس ‪B‬ةِ‬ ‫اجمل‪BB B‬سمةِ أن أيَّ ث‪BB B‬الثِ ن‪BB B‬قاطٍ ليس‪BB B‬ت ع‪BB B‬لى إس‪BB B‬تقام ‪B B‬ةٍ واحـ‪BB B‬دةٍ ت‪BB B‬عيِّنُ‬ ‫مس‪B‬توي‪B‬اًوح‪B‬يداً‪ .‬ب‪B‬ناءً ع‪B‬لى ه‪B‬ذه احل‪B‬قيقةِ ال‪B‬هندس‪B‬يةِ‪ ،‬ميُ‪B‬كنُ ف‪B‬تحَ ال‪B‬قوائ‪B‬مِ‬ ‫ال‪BB‬ثالث ب‪BB‬حيث ي‪BB‬نطبقُ املس‪BB‬توي ال‪BB‬ذي ي‪BB‬تعنيُ ب‪BB‬نهاي‪BB‬اتِ‪BB‬ها ع‪BB‬لى أيِّ مس‪BB‬توٍ‬ ‫على األرض‪ ،‬ولهذا تُوضعَ حاملةُ الكاميرا دائماً على ثالثِ قوائم‪.‬‬ ‫أمَّ‪BB‬ا أرب ‪B‬عُ ن‪BB‬قاطٍ ف‪BB‬تعنيُ أرب‪BB‬عةَ مس‪BB‬توي‪BB‬ات‪ ،‬وخ‪BB‬مسٌ ت‪BB‬عيِّنُ عش‪BB‬رةَ‬ ‫مستوياتٍ‪ ،‬ممَّا‪.‬يجعلُ اجلسمَ احملمولَ غيرَ مستقر‬ ‫أش ‪OO‬كركَ ع ‪OO‬لى ال ‪OO‬توض ‪OO‬يح‪ .‬ف ‪OO‬ي احل ‪OO‬قيقةِ ك ‪OO‬نا ن ‪OO‬حفظُ ن ‪OO‬ظري ‪OO‬اتِ‬ ‫ال‪O‬هندس‪O‬ة ع‪O‬ن ظه‪O‬ر ال‪O‬قلب ل‪O‬غرضِ إج‪O‬تيازِ اإلم‪O‬تحان‪ .‬أمّ‪O‬ا اآلن ف‪O‬بدأتُ أش‪O‬عرُ‬ ‫بلذةِ ومتعةِ الفهمِ الصحيح‪.‬‬

‫آم‪B‬لُ أن ي‪B‬تنام‪B‬ى ت‪B‬ذوقُ‪B‬كِ ل‪B‬لري‪B‬اض‪B‬ياتِ بـ‪B‬سفـرةٍ م‪B‬عي عـ‪B‬بـرَ الـ‪B‬زم‪B‬كـان‬ ‫عـ ‪BB‬لى خ ‪BB‬طوطِ ط ‪BB‬يران » ب ‪BB‬ساطِ ال ‪BB‬ري ‪BB‬ح « امل ‪BB‬شهورةِ ل ‪BB‬تأخ‪B B‬ذَن ‪BB‬ا ال ‪BB‬ى آالف‬ ‫ال ‪BB‬سنوات ق ‪BB‬بل امل ‪BB‬يالد ولته ‪BB‬بط ب ‪BB‬نا ف ‪BB‬ي وادي راف ‪BB‬ديَ دج ‪BB‬لة وال ‪BB‬فرات‬ ‫ل‪BB‬نتدارسَ م‪BB‬وروثَ البش‪BB‬ري ‪B‬ةِ مم‪BB‬ا ق ‪B‬دَّمَ‪BB‬ه أول‪BB‬ئك األق‪BB‬وامُ ال‪BB‬قدام‪BB‬ى ال‪BB‬ى ع‪BB‬الـَ ‪B‬مِ‬ ‫األعداد‪9‬‬ ‫إنها سفرةٌ مريحةٌ‪ .‬لكني أجدُ نفسي في املكتبة‪ .‬ههههه‪.‬‬ ‫هل أولئك األقوامُ القدامى هُمْ األجداد؟‬

‫ي‪B‬جبُ أن ت‪B‬عرف‪B‬ي أن‪B‬هم بُ‪B‬ناةُ مه‪B‬دِ احل‪B‬ضارات‪ ،‬ي‪B‬ا آرل‪B‬ني‪ .‬ه‪B‬م م‪B‬ن‬ ‫أوائل الذين علموكِ أن تكتبي » ‪ « 1962‬بدالً من » ‪.« MCMLXII‬‬

‫‪ 9‬إن املقصودَ بكلمةِ » أعداد « في هذا املقال أنها األعداد الطبيعية إالّ إذا نُصَّ خالفُ ذلك صراحةً‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫ي‪BB‬أخ ‪B‬ذُ ال‪BB‬كثيرون م‪BB‬وض‪BB‬وعَ األع‪BB‬دادِ وت‪BB‬رم‪BB‬يزِه‪BB‬ا ب‪BB‬بساط ‪B‬ةٍ م‪BB‬ن دون‬ ‫م‪BB‬باالة‪ .‬ه‪BB‬ل ف‪BB‬كـَّرتِ ح‪BB‬ينما ت‪BB‬كتبني م‪BB‬ثالً » ‪ « 1962‬ك‪BB‬يف وم‪BB‬تى ٱب‪BB‬تدعَ‬ ‫اإلنسانُ األعدادَ وطوَّرها وأعطاها أسماءً ورموزاً ؟‬ ‫نعم‪ ،‬فكـَّرتُ لكَن بشكلٍ سطحي فقط‪.‬‬

‫إن‪B‬ه م‪B‬وض‪B‬وعٌ ي‪B‬نبغي أن ي‪B‬كونَ ض‪B‬منَ م‪B‬ناه‪B‬جِ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪ ،‬و يَ‪B‬لـُمَّ ب‪B‬ه‬ ‫كلُّ مثقفٍ‪.‬‬ ‫أق‪B‬ترحُ ع‪B‬ليكِ أن تُ‪B‬تاب‪B‬عي ف‪B‬ي وق‪B‬تٍ آخ‪B‬ر م‪B‬ن امل‪B‬وس‪B‬وع‪B‬اتِ وامل‪B‬صادرِ‬ ‫األُخ‪BB‬رى ت‪BB‬اري ‪B‬جَ ح‪BB‬قبِ م‪BB‬ا ق‪BB‬بلَ احل‪BB‬ضارة م‪BB‬ن ت‪BB‬فاص‪BB‬يلَ ال‪BB‬ثورةِ ال‪BB‬تي ن‪BB‬قلتْ‬ ‫اإلنـ‪B‬سانَ مـ‪B‬ن ص‪B‬يَّادٍ م‪B‬تنقلٍ مُجَ‪B‬مِّعٍ ط‪B‬عامِ‪B‬ه‪ ،‬ال‪B‬ى م‪B‬زارعٍِ مس‪B‬تقرٍِع‪B‬لى ض‪B‬فافِ‬ ‫األنهارِ الكبرى‪ .‬أمثال دجلة والفرات والنيل والسند وغيرها‪.‬‬ ‫ح‪B‬دث‪B‬تْ ت‪B‬لك ال‪B‬طفراتُ ال‪B‬ثوري‪B‬ةُ ح‪B‬وال‪B‬ي األل‪B‬فِ ال‪B‬عاش‪B‬رِ ق‪B‬بلَ امل‪B‬يالد‬ ‫ف‪B‬ي أم‪B‬اك‪B‬نَ ج‪B‬غراف‪B‬يةٍ م‪B‬ختلفةٍ ل‪B‬كن ف‪B‬ي أزم‪B‬نةٍ م‪B‬تقارب‪B‬ةٍ‪ ) ،‬زائ‪B‬د أو ن‪B‬اق‪B‬ص‬ ‫ألفِ سنة (‪ .‬لعل أقدمَها حدثَ في وادي نهري دجلة والفرات‪.‬‬ ‫خ‪BB‬الل آالفِ ال‪BB‬سنواتِ إن‪BB‬بثقتْ ب‪BB‬عد ال‪BB‬ثورةِ ال‪BB‬زراع‪BB‬يةِ احل‪BB‬ضاراتُ‬ ‫األُوَلُ‪ .‬م‪B‬ن احمل‪B‬تمِ أن ي‪B‬صاح‪B‬بَها ط‪B‬فرةٌ كـُ‪B‬برى ف‪B‬ى أس‪B‬ال‪B‬يبِ اإلن‪B‬تاجِ فظه‪B‬رَتْ‬ ‫ج‪BB B‬ملةٌ م‪BB B‬ن اإلخ‪BB B‬تراع‪BB B‬اتِ وامل‪BB B‬بتكرات‪ .‬ه‪BB B‬ل ت‪BB B‬علمني م‪BB B‬ا ه‪BB B‬ي أه‪BB B‬م‬ ‫إختراعاتِهم؟‬ ‫أذك‪O O‬رُ م ‪OO‬ن دراس ‪OO‬تي ال ‪OO‬تاري‪O O‬خَ ف ‪OO‬ي امل ‪OO‬رح ‪OO‬لةِ ال ‪OO‬ثان ‪OO‬وي‪O O‬ةِ أن م ‪OO‬ن ب ‪OO‬ني‬ ‫إخ‪O‬تراع‪O‬اتِ ال‪O‬سوم‪O‬ري‪O‬ني ‪ :‬العج‪O‬لةُ وت‪O‬دج‪O‬نيُ احل‪O‬يوان‪O‬اتِ واحمل‪O‬راثُ وص‪O‬ناع‪O‬ةُ‬ ‫الفخارِ والقواربِ‪ .‬ومن املؤكًّدِ أن من أهمِها إختراعَ الكتابة‪.‬‬

‫بالضبط‪.‬‬ ‫تُش‪B‬يرُ ال‪B‬دالئ‪B‬لَ امل‪B‬تواف‪B‬رةَ ح‪B‬ال‪B‬ياً م‪B‬ن األل‪B‬واحٍ ال‪B‬طينيةٍ امل‪B‬كتوب‪B‬ةِ ب‪B‬اخل‪B‬ط‬ ‫امل‪B‬سماري‪،‬أو ال‪B‬لفائ‪B‬فِ امل‪B‬كتوب‪B‬ةِ ب‪B‬اخل‪B‬طِ ال‪B‬غيلوغ‪B‬روف‪B‬ي ال‪B‬ى درج‪B‬ةٍ م‪B‬عقول‪B‬ةٍ م‪B‬ن‬ ‫امل‪B‬ؤكـَّ‪B‬دي‪B‬ة أن ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نيني وامل‪B‬صري‪B‬ني القدم‪B‬اءَ ه‪B‬م ال‪B‬روّادُ األوائ‪B‬لُ ف‪B‬ي ه‪B‬ذا‬ ‫املضمار‪.‬‬ ‫جئنا هنا كي نُركِزُ معظمَ إهتمامِنا على األعداد‬ ‫ت‪BB‬بنيُ األل‪BB‬واحُ ال‪BB‬طينيةُ األك‪BB‬ثرَ قِ ‪B‬دَم ‪B‬اً أن اال‪BB‬راف‪BB‬دي‪BB‬نيني ح‪BB‬ني أرادوا‬ ‫ك‪B‬تاب‪B‬ةَ م‪B‬ثالً ” خ‪B‬مسةَ خ‪B‬راف “ أو ” خ‪B‬مسَ ت‪B‬فُّاح‪B‬ات “ ك‪B‬ان‪B‬وا ي‪B‬رس‪B‬مون‬ ‫ع‪BB‬لى أل‪BB‬واحِ‪BB‬هم صُ‪BB‬ورَ رأسِ خ‪BB‬روفٍ خ‪BB‬مسَ م ‪B‬رّاتٍ م‪BB‬تتال‪BB‬ية‪ ،‬ورم ‪B‬زَ ال‪BB‬تفَّاح ‪B‬ةِ‬ ‫‪23‬‬


‫خــ‪B‬مـسَ مــ‪B‬رَّاتٍ الــ‪B‬واحـ‪B‬دةَ الـ‪B‬ى جـ‪B‬نـبِ األُخـ‪B‬رى‪ .‬وإذا أرادوا الـ‪B‬كتـاب‪B‬ةَ عـ‪B‬ن‬ ‫” ثالثِ أشجارٍ “ يرسمون رمزَ شجرةٍ ثالث مرات‪.‬‬ ‫ي‪B‬دَّلُ ه‪B‬ذا األُس‪B‬لوبُ أن م‪B‬فهومَ ال‪B‬عددِ آن‪B‬ذاك ال زالَ ع‪B‬نده‪B‬م م‪B‬قفالً‬ ‫ع‪B‬لى األش‪B‬ياءِ امل‪B‬ادِّي‪B‬ةِ امل‪B‬لـموس‪B‬ةِ‪ .‬ف‪B‬لم ي‪B‬كنْ قُ‪B‬دام‪B‬ى ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نيني ق‪B‬ادري‪B‬نَ ع‪B‬لى‬ ‫إدراكِ ع‪B‬ددٍ إالّ مـ‪B‬ع شـ‪B‬يءٍِ م‪B‬عـدودٍ‪ .‬إذ ي‪B‬بدو أن‪B‬هم ل‪B‬م ي‪B‬كنْ مـ‪B‬درك‪B‬ني بَ‪B‬عْـدُ‬ ‫أن ” اخل ‪BB‬مسان ‪BB‬يةَ “ ص ‪BB‬فةٌ مش ‪BB‬ترك‪B B‬ةٌ ب ‪BB‬ني مج ‪BB‬موع‪B B‬تَيْ اخل ‪BB‬راف ِو ال ‪BB‬تفَّاحِ‬ ‫وج‪B‬مـيعِ الـمج‪B‬موع‪B‬ات الـ‪B‬مكاف‪B‬ئـةِ ل‪B‬هما‪ .‬ولـ‪B‬م يـُ‪B‬مْسِكـُوا بَ‪B‬عْدُ بـ‪B‬مفهومِ‬ ‫” الثالوثية “ الذي يربطُ جميعَ الـمجموعاتِ ” الثالثيةِ “ العناصر‪.‬‬ ‫ل‪O‬و ك‪O‬ان م‪O‬ن ب‪O‬ينهم مس‪O‬تر ش‪O‬كـّوري ألع‪O‬طاه‪O‬م ج‪O‬رع‪O‬ةً م‪O‬ن التج‪O‬ري‪O‬دِ‬ ‫م‪OO‬ثلما أع‪OO‬طان‪OO‬ي ل‪OO‬يلةَ أم‪OO‬س‪ .‬ولـَ‪OO‬تعلموا م‪OO‬فهومَ ال‪OO‬عددِ اجمل ‪O‬رَّدِ وك ‪O‬فُّوا ع‪OO‬ن‬ ‫اإلطنابِ في رسوماتِهم‪.‬‬

‫م‪B‬ن امل‪B‬ؤس‪B‬فِ‪ ،‬أن ل‪B‬م ي‪B‬كنْ ج‪B‬ميعُهم مبس‪B‬توى ذك‪B‬اءِ آرل‪B‬ني م‪B‬ون‪B‬هان‬ ‫ليتعلموا بسرعةٍ مثلما تعلـَمتْ‪ .‬لهذا إستغرقَ تعلـُمُهم مئاتِ السنني‪.‬‬ ‫ف‪B‬ي ح‪B‬وال‪B‬ي األل‪B‬فِ ال‪B‬ثال‪B‬ثِ ق‪B‬بلَ امل‪B‬يالدِ ح‪B‬دِثَ ت‪B‬طورٌ م‪B‬حسوسٌ‪.‬إذ‬ ‫ص ‪BB‬ارَ ل ‪BB‬هم رم ‪BB‬وزٌ ل ‪BB‬بعضِ األع ‪BB‬دادِ ” ال ‪BB‬صغيرة “‪ .‬وأخ ‪BB‬ذوا ع ‪BB‬لى س ‪BB‬بيلِ‬ ‫امل‪BB‬ثالِ‪ ،‬ي‪BB‬رس‪BB‬مون رم‪BB‬زاً للخ‪BB‬مسةِ ال‪BB‬ى ج‪BB‬ان ‪B‬بِ ص‪BB‬ورةِ خ‪BB‬روف‪ ،‬وه‪BB‬كذا‬ ‫للمواقف األُخرى‪.‬‬ ‫ي‪B‬بدو أن‪B‬هم كس‪B‬روا إن‪B‬غالقَ األع‪B‬دادِ ب‪B‬امل‪B‬عدودات‪.‬ال‪B‬ذي أع‪B‬اقَ‪B‬هم ع‪B‬ن‬ ‫ال‪BB‬تفكيرِ ب‪BB‬األع‪BB‬دادِ ك‪BB‬كيان‪BB‬اتٍ مج ‪B‬رَّدةٍ مس‪BB‬تقلـَّةٍ ال ت‪BB‬رت‪BB‬بطُ ب‪BB‬ال‪BB‬ضرورةِ ب‪BB‬أيِّ‬ ‫م ‪BB‬عدودات‪ .‬ع ‪BB‬ندئ‪B B‬ذٍص ‪BB‬ارَ ل ‪BB‬ألع ‪BB‬دادِ وج ‪BB‬ودٌ مس ‪BB‬تقلٌ‪ .‬ف ‪BB‬غدا ب ‪BB‬إم ‪BB‬كانِ‬ ‫ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نيني ال‪B‬تعام‪B‬لَ م‪B‬ع األع‪B‬دادِ ن‪B‬فسِها‪ .‬وص‪B‬اروا ق‪B‬ادري‪B‬ن ع‪B‬لى ت‪B‬صنيفِ‬ ‫األع‪B‬دادِ أص‪B‬ناف‪B‬اً وأب‪B‬واب‪B‬اً‪ .‬ف‪B‬على س‪B‬بيلِ امل‪B‬ثالِ ص‪B‬ار م‪B‬ن امل‪B‬مكن أن ي‪B‬صِفوا‬ ‫ع‪B‬ددٍاً أن‪B‬ه ف‪B‬رديٌ‪.‬وع‪B‬ن ث‪B‬انٍ أن‪B‬ه زوج‪B‬يٌ وْع‪B‬ن ث‪B‬ال‪B‬ثٍ أن‪B‬ه م‪B‬رب‪B‬عٌ ك‪B‬ام‪B‬لٌ و ال‪B‬ى آخ‪B‬رِ‬ ‫ما هنالك من صفاتٍ عددية‪.‬‬ ‫ه ‪BB‬كذا غ ‪BB‬دتْ األع ‪BB‬دادُ ك ‪BB‬يان ‪BB‬اتٍ مس ‪BB‬تقلةً ط ‪BB‬ليقةً ت ‪BB‬سكنُ ف ‪BB‬ي‬ ‫املستوى األدراكي لعقولِ البشر‪.‬‬ ‫عحبا كم تدفعُ األعدادُ إيجاراً لسكناها في العقول ؟‪.‬‬

‫ه‪B‬هههههههه‪ .‬ن‪B‬كتةٌ ف‪B‬ي ال‪B‬بالغ‪B‬ةِ ال‪B‬لغوي‪B‬ة‪ .‬ه‪B‬ل غ‪B‬ابَ ع‪B‬نكِ أن‬ ‫اجمل‪B‬رَّداتِ ال ت‪B‬دف‪B‬عُ إي‪B‬جاراً ل‪B‬لعقولِ ك‪B‬ي ت‪B‬سكنَ ف‪B‬يها‪ ،‬إمن‪B‬ا ي‪B‬نبغي ال‪B‬عكس أن‬ ‫يُ‪B‬دف‪B‬عَ ال‪B‬يها لتتش‪B‬رفَ ال‪B‬عقولُ ب‪B‬ساك‪B‬نيها !!!؟‪ .‬إذ أن ل‪B‬ألع‪B‬دادِ ال‪B‬فضلَ ف‪B‬ي‬ ‫‪24‬‬


‫شَحْ‪B‬ذِ ال‪B‬تفكيرِ ب‪B‬إجت‪B‬اه‪B‬اتٍ م‪B‬ختلفةٍ ب‪B‬ال‪B‬ترم‪B‬يز وال‪B‬توس‪B‬يعِ ومب‪B‬زي‪B‬دٍ م‪B‬ن التج‪B‬ري‪B‬د‪،‬‬ ‫مما يؤدِّي عاجالً أم آجالً الى مزيدٍ من التطبيقِ في العالـَمِ اخلارجي‪.‬‬ ‫ليس‪BB‬ت ال‪BB‬عقولُ أب‪BB‬راج ‪B‬اً ع‪BB‬اج‪BB‬يةً‪ .‬وال‪BB‬سكنُ ف‪BB‬يها ال ي‪BB‬عني جت‪BB‬اه ‪B‬لَ‬ ‫ال‪B‬واق‪B‬عِ أو ال‪B‬تعام‪B‬ي ع‪B‬نه‪ .‬الب‪B‬دَّ أن ت‪B‬تناض‪B‬حَ اجمل‪B‬رَّداتُ م‪B‬ع ال‪B‬واق‪B‬عِ امل‪B‬لموس‪،‬‬ ‫وإالّ إضمح‪BB‬لـَّتْ ه‪BB‬ي م‪BB‬ن ج‪BB‬هةٍ وت‪BB‬يبسَ ال‪BB‬واق ‪B‬عُ ظ‪BB‬مأً م‪BB‬ن ج‪BB‬هةٍ أُخ‪BB‬رى‪.‬‬ ‫ب‪BB‬عبارةٍ أُخ‪BB‬رىى ي‪BB‬نبغي ال‪BB‬واح ‪B‬دُ م‪BB‬نهما ت‪BB‬غذي ‪B‬ةَ اآلخ‪BB‬ر‪ .‬تُ ‪B‬وَسِّ ‪B‬عُ ال‪BB‬تغذي ‪B‬ةُ‬ ‫املتبادلةُ املداركَ‪ ،‬وبالتالي تؤولُ الى تقدمٍ علميٍ ورياضياتي‪.‬‬ ‫أج‪O‬دُ امل‪O‬صطلحاتِ‪ ” :‬الـ‪O‬ترم‪O‬يزِ وال‪O‬توس‪O‬يع وامل‪O‬زي‪O‬دِ م‪O‬ن التج‪O‬ري‪O‬د “‬ ‫مثيرةً إلهتمامي وفضولي‪ .‬هل من املمكنِ إعطائي فكرةً مبسطـَّةً عنها؟‬

‫ي‪B‬دُّلُ إه‪B‬تمامُ‪B‬كِ به‪B‬ذه امل‪B‬صطلحات ع‪B‬لى ال‪B‬تنام‪B‬ي امل‪B‬تسارعِ حل‪B‬سِّكِ‬ ‫ال‪B‬فطريِ ل‪B‬لري‪B‬اض‪B‬يات‪ .‬البـ‪B‬دَّ أن ي‪B‬كـونَ ل‪B‬ألع‪B‬دادِ كـ‪B‬أيِّ ك‪B‬يـانـ‪B‬اتٍ ج‪B‬دي‪B‬دةٍ‬ ‫رموزٌ تُكـْتَبُ وأسماءٌ تُعْرَفُ بها لتمْيـزِ​ِ‪.‬بعضُها عن بعضِ‪.10‬‬ ‫ل‪B‬يس م‪B‬ن ال‪B‬غري‪B‬بِ‪ ،‬ب‪B‬ل م‪B‬ن امل‪B‬ؤكـَّ‪B‬دِأن إن‪B‬سانَ م‪B‬ا ق‪B‬بل احل‪B‬ضارةِ ك‪B‬ان‬ ‫يستعملُ أجزاءَ جسمِه ألغراضِ العدِّ والقياس‪.‬‬ ‫ال زل‪O‬نا ن‪O‬سمعُِ ص‪O‬دىً إس‪O‬تعماالتِ م‪O‬فرداتِ ذل‪O‬ك األن‪O‬سان م‪O‬ن أم‪O‬ثال‬ ‫القَدَمِ والذراعِ والقامةِ والشبرِ وغيرِها‪.‬‬

‫هذا صحيحٌ‪ .‬لكن إهتمامَنا مقصورٌ على األعداد‪.‬‬ ‫اإلن‪B‬سانُ ك‪B‬ان وال زالَ يس‪B‬تعنيُ ب‪B‬أص‪B‬اب‪B‬عِ ي‪B‬دي‪B‬ه ب‪B‬طري‪B‬قةٍ أو ب‪B‬أُخ‪B‬رى‬ ‫) وربَّ‪B‬ما ب‪B‬أص‪B‬اب‪B‬عِ ق‪B‬دم‪B‬يه أي‪B‬ضاً ف‪B‬ي ب‪B‬عضِ احل‪B‬ضارات ( ل‪B‬غرضِ ع‪B‬دِّ ع‪B‬ناص‪B‬رَ‬ ‫مج‪B‬موع‪B‬ةٍ ت‪B‬تكوّنُ م‪B‬ن ع‪B‬ددٍ ص‪B‬غيرٍ م‪B‬ن األش‪B‬ياء‪ .‬وال ب‪B‬دَّ أن‪B‬ه وض‪B‬عَ ل‪B‬ها أي‪B‬ضاً‬ ‫أل‪B‬فاظ‪B‬اً أو أص‪B‬وات‪B‬اً م‪B‬ناس‪B‬بة‪ .‬وح‪B‬ني ب‪B‬دأتْ ش‪B‬مِسُ احل‪B‬ضاراتِ ب‪B‬ال‪B‬بزوغِ ورثَ‬ ‫إن‪B‬سانُ احل‪B‬ضارةِ م‪B‬ن أج‪B‬دادِه ال‪B‬قدم‪B‬اءِ األص‪B‬واتَ ال‪B‬قليلةَ ال‪B‬دال‪B‬ةَ ع‪B‬لى ت‪B‬لك‬ ‫األع‪B‬داد‪ .‬وب‪B‬عدئ‪B‬ذٍع‪B‬ند إك‪B‬تشافِ‪B‬ه ال‪B‬كتاب‪B‬ةَ وض‪B‬عَ ل‪B‬ها رم‪B‬وزاً ع‪B‬لى ال‪B‬وس‪B‬ائ‪B‬ل‬ ‫التي يخطُّ عليها‪.‬‬ ‫س‪B B‬أُطـْ ‪BB‬لقُ‪ ،‬ف ‪BB‬ي ح ‪BB‬دي ‪BB‬ثي م ‪BB‬عكِ‪ ،‬ع ‪BB‬لـى ت ‪BB‬لك ال ‪BB‬رمـ ‪BB‬وزِ ال ‪BB‬قليلـةِ‬ ‫م‪B‬صطـلحـاً غــ‪B‬يــرَ م‪B‬تـداول هـ‪B‬و ” الـ‪O‬رم‪O‬وزَ امل‪O‬دلـَ‪O‬لـَـة “ وع‪B‬لى األع‪B‬دادِ الـ‪B‬تـي‬ ‫تـرمـزُ اليهـا ” األعدادَ املدلـَلـَة “‪.‬‬ ‫يتكوَّنُ الترميزُ من األسماءِ والرموزِ التي تُخَطـُّ بشكّلٍ أو بآخر‪.‬‬

‫‪10‬حتّى للحيواناتِ املدللةِ أسماءٌ‪ .‬احليواناتُ السائبةُ فقط‪ ،‬ليس لها أسماء‬ ‫‪25‬‬


‫م‪BB‬ن األُم‪BB‬ورِ امل‪BB‬همةِ ال‪BB‬تمييزُ ب‪BB‬ني ال‪BB‬عددِ ورم ‪B‬زِه‪ .‬آرل‪BB‬ني أرج‪BB‬و أن‬ ‫تقرئي السطر اآلتي‪:‬‬ ‫‪ ۳‬و ‪ 3‬و ‪ III‬و ‪ ٥‬و ‪ 5‬و ‪.V‬‬

‫هل تتصورُ‪ ،‬أنى ال أُجيدُ القراءةَ ؟‬ ‫ع‪O‬لى ك‪O‬لِّ ح‪O‬الٍ س‪O‬أق‪O‬رؤه‪O‬ا ألج‪O‬لِكَ‪ :‬ال‪O‬عددُ ث‪O‬الث‪O‬ة ك‪O‬ما يُ‪O‬كـْتبُ ف‪O‬ي‬ ‫ك‪OO‬ثيرٍ م‪OO‬ن ال‪OO‬دوَّلِ ال‪OO‬عرب‪OO‬يةِ‪ ،‬ال‪OO‬عددُ ث‪OO‬الث‪OO‬ة ك‪OO‬ما يُ‪OO‬كـْتبُ ف‪OO‬ي م‪OO‬عظمِ أن‪OO‬حاءِ‬ ‫ال‪OO‬عالـَ‪OO‬م‪ ،‬ال‪OO‬عددُ ث‪OO‬الث‪OO‬ة ك‪OO‬ما ك‪OO‬ان يُ‪OO‬كـْتبُ ف‪OO‬ي ال‪OO‬عصرِ ال‪OO‬روم‪OO‬ان‪OO‬ي‪،‬وم‪OO‬ا زالَ‬ ‫يُس‪OO‬تعملُ ف‪OO‬ي ب‪OO‬عضِ امل‪OO‬واق‪OO‬ف‪ ،‬وال‪OO‬قولُ ن‪OO‬فسُه ميُ‪OO‬كنُ أن يُ‪OO‬قالَ ع‪OO‬ن ال‪OO‬عددِ‬ ‫خمسة‪.‬‬

‫آرلـ‪BB‬ني‪ ،‬لـ‪BB‬م أقـ‪BB‬صدْ م‪BB‬طـلقاً ع‪BB‬دمَ إج‪BB‬ادتِ ‪B‬كِ ال‪BB‬قراءةَ‪ .‬إن هـ‪BB‬دف‪BB‬ي‬ ‫” ش‪BB‬ري ‪B‬فٌ “وله‪BB‬ذا أُوجِّ ‪B‬هُ ال‪BB‬يكِ س‪BB‬ؤاالً آخ‪BB‬ر‪ .‬أه‪BB‬دفُ م‪BB‬نه ت‪BB‬وض‪BB‬يحَ ن‪BB‬قطةٍ‬ ‫م‪B‬همةٍ‪ .‬مـ‪B‬اذا تَـ‪B‬صفـيـن هـ‪B‬ذا ” ال‪B‬قلبَ امل‪B‬صابَ ب‪B‬ال‪B‬سهمِ “ إذا أُرْسِ‪B‬لَ ل‪B‬كِ‬

‫من‬

‫‪Your boy friend‬‬

‫أجابتّ ارلني بعصبيةٍ ظاهرة‪.‬‬ ‫ليس عندي‬ ‫هو رمزٌ للحُب‪.‬‬

‫‪.Boy friend‬‬

‫إن‪BB‬ني آس ‪B‬فٌ إلزع‪BB‬اج ‪B‬كِ‪ .‬أُع‪BB‬يدُ ق‪BB‬ول‪BB‬ي‪ ،‬إن ق‪BB‬صدي ”ش‪BB‬ري ‪B‬فٌ “‬ ‫ل‪B‬م أه‪B‬دفْ وس‪B‬وف ل‪B‬ن أه‪B‬دفَ ال‪B‬تدخ‪B‬لَ ف‪B‬ي خ‪B‬صوص‪B‬ياتِ‪B‬كِ‪ ،‬إمن‪B‬ا أردتُ‪B‬كِ أن‬ ‫ت‪B‬نطقي ب‪B‬ال‪B‬عبارةِ ” إن‪B‬ه رم‪B‬زٌ ل‪B‬لحُب “‪ .‬وف‪B‬عالً أدل‪B‬يتِ بـ‪B‬ما ك‪B‬نـتُ أت‪B‬وق‪B‬ع‪.‬‬ ‫إنه ليس احلُب‪ ،‬إمنّا هو رمزٌ له‪.‬‬ ‫ك ‪BB‬ذل ‪BB‬ك ‪ ۳‬و ‪ 3‬و ‪ III‬و ‪ ٥‬و ‪ 5‬و ‪ .V‬وغ ‪BB‬يره ‪BB‬ا رم ‪BB‬وزٌ‬ ‫ألع‪BB‬دادٍ‪ .‬ل‪BB‬كنها ليس‪BB‬ت أع‪BB‬داداً‪ .‬ه‪BB‬ي أش‪BB‬ياءٌ م‪BB‬ادي ‪B‬ةٌ إمّ‪BB‬ا ه‪BB‬ي ح‪BB‬برٌ ع‪BB‬لى‬ ‫ورقٍ وإمّ‪B‬ا ط‪B‬باش‪B‬يرٌ ع‪B‬لى س‪B‬بورةٍ وإمّ‪B‬ا ن‪B‬قطٌ م‪B‬ضيئةٌ ع‪B‬لى ك‪B‬وم‪B‬پيوت‪B‬ر‪ .‬إذ ل‪B‬و‬ ‫ل‪B‬م ي‪B‬كن ل‪B‬ألع‪B‬دادِ أس‪B‬ماءٌ ورم‪B‬وزٌ ف‪B‬كيف م‪B‬ن امل‪B‬مكن أن نُ‪B‬صَِنفَها أص‪B‬ناف‪B‬اً‬ ‫وأبواباً‪.‬‬ ‫ل‪B‬كن إن‪B‬سانَ فج‪B‬رِ احل‪B‬ضارةِ س‪B‬رع‪B‬ان م‪B‬ا وج‪B‬دَ أن األع‪B‬دادَ امل‪B‬دل‪B‬لةَ غ‪B‬يرُ‬ ‫ك‪B‬اف‪B‬يةٍ لس‪B‬دِّ ح‪B‬اج‪B‬اتِ‪B‬ه امل‪B‬تطورةِ وامل‪B‬توس‪B‬عةِ ب‪B‬إط‪B‬رادٍ م‪B‬تسارع‪ .‬ف‪B‬امل‪B‬اش‪B‬يةُ م‪B‬ثالً‬ ‫‪26‬‬


‫واألش ‪BB‬جارُ وال ‪BB‬ثمارُ وال ‪BB‬نجومُ وال ‪BB‬صخورُ وغ ‪BB‬يرُه ‪BB‬ا م ‪BB‬ن ال ‪BB‬كثرةِ ب ‪BB‬حيث ال‬ ‫تكفيها األعدادُ املدللةُ لتعدادِها‪.‬‬ ‫ي‪BB‬قول امل‪BB‬ثلُ امل‪BB‬عروفُ ” إن احل‪BB‬اج ‪B‬ةَ أُمُ اإلخ‪BB‬تراع “‪ .‬ت‪BB‬فتقَ ذه‪BB‬ن‬ ‫إن‪B‬سانِ ح‪B‬ضارتَ‪B‬يْ وادي ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬ن وال‪B‬نيل‪ 11‬ع‪B‬ن ف‪B‬كرةٍ ب‪B‬ارع‪B‬ةٍ ج‪B‬داً‪ ،‬ب‪B‬أن‬ ‫يكتس‪B‬بَ ال‪B‬رم‪B‬زُ امل‪B‬دل‪B‬لُ ق‪B‬يمةً ع‪B‬ددي‪B‬ةً م‪B‬ن اخل‪B‬ان‪B‬ةِ امل‪B‬وج‪B‬ودِ ف‪B‬يها‪ .‬ال ميُ‪B‬كنُنا‬ ‫امل‪BB‬بال‪BB‬غةَ ب‪BB‬براع ‪B‬ةِ ه‪BB‬ذا اإلخ‪BB‬تراع إذا ع‪BB‬لمنا أن األورپ‪BB‬يني ل‪BB‬م ي‪BB‬كتشفوا ه‪BB‬ذا‬ ‫النظام ولم يعتمدوا عليه إالبعد آالف السنوات‪.‬‬ ‫ول‪B‬يس ه‪B‬نال‪B‬ك مَ‪B‬نْ ه‪B‬و أف‪B‬ضلُ م‪B‬ن ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪B‬ي ال‪B‬فرنس‪B‬ي ال‪B‬كبير پ‪B‬يير‬ ‫س‪B‬يمون الپ‪B‬الس ) ‪1749‬ـــ‪ ( 1827‬ف‪B‬ي ت‪B‬قببمِ ه‪B‬ذا اإلخ‪B‬تراعِ ال‪B‬بارعِ‪ .‬إذ‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫إن ط‪B‬ري‪B‬قةَ ال‪B‬تعبيرِ ع‪B‬ن أيِّ ع‪B‬ددٍ ب‪B‬إس‪B‬تعمالِ رم‪B‬وزٍ ق‪B‬ليلةٍ ه‪B‬ي‬ ‫ف‪B‬ي غ‪B‬اي‪B‬ةِ ال‪B‬براع‪B‬ةِ‪ .‬ال‪B‬فكرةُ ت‪B‬بدو ل‪B‬نا ه‪B‬ذه األي‪B‬ام م‪B‬ن ال‪B‬بساط‪B‬ةِ‬ ‫ب‪B‬حيث ل‪B‬م يَ‪B‬عُدْ م‪B‬غزاه‪B‬ا وأه‪B‬ميتُها ال‪B‬عميقةُ ت‪B‬ناال ت‪B‬قدي‪B‬رَن‪B‬ا‪.‬‬ ‫ت‪B‬كمنُ ب‪B‬ساط‪B‬تُها ف‪B‬ي أُس‪B‬لوبِ تسه‪B‬يلِها ال‪B‬عملياتِ احل‪B‬ساب‪B‬يةِ‬ ‫وف‪B‬ي وض‪B‬عِها احل‪B‬سابَ ف‪B‬ي أولِ األوائ‪B‬لِ م‪B‬ن ب‪B‬ني اإلك‪B‬تشاف‪B‬اتِ‬ ‫امل‪B‬همة‪ .‬ي‪B‬برزُ مح‪B‬طُّ ال‪B‬تقدي‪B‬رِ أله‪B‬ميةِ ه‪B‬ذا اإلك‪B‬تشافِ ح‪B‬ني‬ ‫ي ‪BB‬نظرُ امل ‪BB‬رءُ أن ‪BB‬ه ج ‪BB‬اوزَ ق ‪BB‬دراتِ أرخ ‪BB‬ميدس ع ‪BB‬مالقِ ال ‪BB‬فكر‬ ‫عصور القدمية‪12.‬‬

‫تُ‪BB‬سمى ال‪BB‬طري‪BB‬قةُ ال‪BB‬تي ت‪BB‬كلـّم ع‪BB‬نها الپ‪BB‬الس ” ال‪OO‬ترق‪OO‬يم امل‪OO‬كان‪OO‬ي‬ ‫لألعداد “ حيث كلُّ رمزٍ من الرموزُ املدللةُ ميثِّلُ عدداً حسبَ موقعِه‬ ‫أرج‪OO‬و ال‪OO‬سماحَ ل‪OO‬ي مب‪OO‬قاط‪OO‬عتِك ألق‪OO‬ولَ إن ال ح‪OO‬اج ‪O‬ةَ ال‪OO‬ى م‪OO‬زي ‪O‬دٍ م‪OO‬ن‬ ‫الش‪O‬رح ألن اجل‪O‬ميعَ ي‪O‬عرف‪O‬ون ال‪O‬طري‪O‬قةَ م‪O‬ن دراس‪O‬تِهم ف‪O‬ي ال‪O‬سنوات األُوَلِ م‪O‬ن‬ ‫امل‪O‬رح‪O‬لةِ اإلب‪O‬تدائ‪O‬ية‪ .‬ل‪O‬كني أس‪O‬تطيعُ اجل‪O‬زمَ أن ‪ 99‬ب‪O‬امل‪O‬ئةِ م‪O‬ن ال‪O‬ناس ) م‪O‬ن‬ ‫ض ‪OO‬منِهم أن ‪OO‬ا ش ‪OO‬خصياً ( يجه ‪OO‬لون أه ‪OO‬ميتَها ك ‪OO‬ما ال ي ‪OO‬همُ أغ ‪OO‬لبُهم م ‪OO‬صدرَ‬ ‫نشأتِها‪.‬‬

‫أال ت‪B‬تفقني م‪B‬عي أن م‪B‬ن ب‪B‬ني ال‪B‬عيوبِ امل‪B‬تعددةِ ف‪B‬ي م‪B‬ناه‪B‬جِ ت‪B‬دري‪B‬سِ‬ ‫الرياضيات هو اجلهلُ والتجهيلُ بتاريخِ وتطـَورِ مفاهيمِها ؟‬ ‫‪ 11‬على األغلب بصورةٍ مستقلةِ عن بعضِهما لكن في أوقاتٍ متقاربة‪.‬‬ ‫‪12‬يقتضي التنويهُ الى أن الپالس كان يتكلمُ عن نظامِ الترقيمِ املصري ألن األلواحَ الطينيةَ الرافدينية لم تكنْ مكتشفةً في زمنِ الپالس‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫إن‪O‬ي أت‪O‬فقُ م‪O‬عكَ ب‪O‬كلِّ ت‪O‬أك‪O‬يد‪ .‬وه‪O‬ي ال‪O‬تي جت‪O‬علُ ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬يات ت‪O‬بدو‬ ‫منسلخةً عن الواقع وصعبةً على الدارس‪.‬‬

‫ي‪BB‬بنيُ ال‪BB‬شكلُ اآلت‪BB‬ي ص‪BB‬ورةَ ال‪BB‬رم‪BB‬وزِ امل‪BB‬دل‪BB‬لةِ الس‪BB‬تني ال‪BB‬تي ت‪BB‬بناه‪BB‬ا‬ ‫الرافدينيون كأساسًٍ لنظامِهم الترقيمي‬

‫ال أرى سوى تسعةِ وخمسـني‪.‬‬

‫أن ‪BB‬ا م ‪BB‬ثلـُكِ ال أرى س ‪BB‬وى ت ‪BB‬سعةِ وخ ‪BB‬مسني‪ .‬إن ال ‪BB‬رم‪B B‬زَ امل ‪BB‬فقودَ‬ ‫مس‪B‬تَـتِرٌ ت‪B‬قدي‪B‬رُه ص‪B‬فر ) أع‪B‬لمُ أن ه‪B‬ذا ال‪B‬تعبيرَغ‪B‬ري‪B‬بٌ ع‪B‬نكِ ل‪B‬كنه م‪B‬تداولٌ ف‪B‬ي‬ ‫اإلعراب باللغةِ العربية (‪.‬‬ ‫ص‪O‬حيحٌ‪ ،‬إن‪O‬ه غ‪O‬ري‪O‬بٌ‪ ،‬ل‪O‬كني أف‪O‬همُ امل‪O‬قصودَ ب‪O‬ه‪ ،‬ب‪O‬أن ال‪O‬راف‪O‬دي‪O‬نيني‬ ‫كانوا يجهلون الصفر‪ ،‬ولهذا هو مستَـتِـرٌ‪.‬‬

‫ك‪B‬ال‪ ،‬ك‪B‬ال‪ ،‬ي‪B‬ا آرل‪B‬ني‪ ،‬ك‪B‬ال‪ ،‬إن‪B‬ي ال أع‪B‬تقدُ أن‪B‬هم ك‪B‬ان‪B‬وا يجه‪B‬لونَ‬ ‫ال‪B‬صفرَ‪ .‬إمن‪B‬ا جت‪B‬اه‪B‬لوا وضـْ‪B‬عَ رمـ‪B‬زٍ ص‪B‬ريـ‪B‬حٍ لـ‪B‬ه م‪B‬كـتفنيَ بـ‪B‬وض‪B‬عِ فـ‪B‬راغٍ ف‪B‬ي ك‪B‬لِّ‬ ‫م‪B‬كانٍ ن‪B‬ضعُ ن‪B‬حن رم‪B‬زاً ل‪B‬لصفر‪ .‬ف‪B‬مـثـالً حـ‪B‬يـن يـ‪B‬ريـ‪B‬دون ك‪B‬تـابـ‪B‬ةَ ‪75302‬‬ ‫ي‪B‬كــتبون ‪ .753 2‬وح‪B‬يـن ي‪B‬ري‪B‬دون ك‪B‬تـاب‪B‬ة ‪ 753002‬ي‪B‬تـركـ‪B‬ون فـ‪B‬راغـ‪B‬اً‬

‫‪28‬‬


‫أك‪B‬بر ‪ .753 2‬أي ب‪B‬عبارةٍ م‪B‬ختصرة ‪ :‬رم‪B‬زُ ال‪B‬صفرٍ ف‪B‬ي ن‪B‬ظامِ ال‪B‬ترم‪B‬يزِ‬ ‫الرافديني مستَـتِرٌ في الفراغات‪.‬‬ ‫ج‪B‬علَ ه‪B‬ذا األس‪B‬لوبُ ب‪B‬عضَ األوس‪B‬اطِ ت‪B‬توه‪B‬مُ ب‪B‬أن ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نيني‬ ‫كانوا يجهلون مفهومَ الصفر‪.‬‬ ‫أت‪O‬ساءلُ م‪O‬تعجبةً وأت‪O‬عجبُ م‪O‬تسائ‪O‬لةً ع‪O‬ن الس‪O‬ببَ ال‪O‬ذي دع‪O‬ى‬ ‫أول‪O‬ئك ال‪O‬قدم‪O‬اءِ ال‪O‬ى ه‪O‬ذا ” اإلس‪O‬تِـتـَارِ أو التَسَ‪O‬تٍر “ ه‪O‬ل ك‪O‬ان يْ‪O‬عتبرْ‬ ‫أْنتى كي يْحجَّب ؟‬ ‫هههههههههههههه تُعجبُني نكاتَكِ اجلانبية‪.‬‬

‫سيزولُ العجبُ إذا علمتِ السبب‪.‬‬ ‫ال يُ‪B‬خفى ع‪B‬ليكِ أن ال‪B‬كتاب‪B‬ةَ امل‪B‬سماري‪B‬ةَ ق‪B‬د ت‪B‬طورتْ ب‪B‬األص‪B‬لِ م‪B‬ن‬ ‫ك‪BB‬تاب ‪B‬ةٍ ص‪BB‬وري‪BB‬ة‪ .‬ف‪BB‬رم‪BB‬وزُ األع‪BB‬داد أُقتُبَس ‪B‬تْ م‪BB‬ن ج‪BB‬سم اإلن‪BB‬سان‪ .‬أمَّ‪BB‬ا‬ ‫ب‪B‬النس‪B‬بةِ ال‪B‬ى ال‪B‬صفرِ ف‪B‬األم‪B‬رُ م‪B‬ختلفٌ إذ ال ي‪B‬وج‪B‬دُ ص‪B‬فرٌ م‪B‬ن األص‪B‬اب‪B‬عِ وال ص‪B‬فرٌ‬ ‫م‪B‬ن األش‪B‬جار والً ص‪B‬فرٌ م‪B‬ن ال‪B‬نعاج‪ .‬ف‪B‬كيف ت‪B‬توق‪B‬عنيَ أن ي‪B‬ضعَ ال‪B‬رافدي‪B‬ني‬ ‫رمزاً لشيءٍ ال ميلكُ صورةً يُقْتَبَسُ منها ؟‪.‬‬ ‫ل‪B‬كن ال‪B‬صفرَ ” تس‪B‬للَ “ ال‪B‬ى ع‪B‬الـَ‪B‬م ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نيني م‪B‬ن ب‪B‬ابٍ خ‪B‬لفيٍ‪،‬‬ ‫هو بابُ البيعِ والشراءِ والتجارة فأثبتَ وجودَه‪.‬‬ ‫ك‪B‬ان‪B‬ت ال‪B‬تجارةُ ف‪B‬ي ذل‪B‬ك ال‪B‬عصر ع‪B‬ام‪B‬الًم‪B‬حفِّزاً ع‪B‬لى إي‪B‬جادِ ط‪B‬ري‪B‬قةٍ‬ ‫ل‪BB‬تعدادِ الس‪BB‬لعِ امل‪BB‬تبادل ‪B‬ةِ‪ ،‬وه‪BB‬ي ال‪BB‬طري‪BB‬قةُ ال‪BB‬تي ت‪BB‬ولـَّ ‪B‬دَ م‪BB‬نها ن‪BB‬ظامُ ال‪BB‬ترم‪BB‬يزِ‬ ‫الستيني املكاني‪.‬‬ ‫ك‪B‬ي ن‪B‬رى ك‪B‬يف ٱتَّ‪B‬ضحَ ال‪B‬صفرُ ل‪B‬لراف‪B‬دي‪B‬نيني‪ ،‬ل‪B‬نتصوِّرَ ت‪B‬اج‪B‬راً م‪B‬ن‬ ‫ب‪B‬الدِ ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬ن ي‪B‬عملُ ع‪B‬لى ت‪B‬صدي‪B‬رِ ال‪B‬تفّاحِ ال‪B‬ى ال‪B‬قرى اجمل‪B‬اورةٍ‪ .‬ول‪B‬يكنْ‬ ‫إسمُه سرگون‪.‬‬ ‫ال‪B‬تاج‪B‬رُ س‪B‬رگ‪B‬ون ح‪B‬ري‪B‬صٌ ج‪B‬داً ع‪B‬لى ض‪B‬بطِ أع‪B‬دادِ ص‪B‬ادراتِ‪B‬ه ب‪B‬حيث‬ ‫يسجِّلـُها على لـوحٍ طينيٍ يحتفظُ به‪.‬‬ ‫ل‪B‬نسمحَ ألن‪B‬فسِنا إس‪B‬تراقَ ال‪B‬نظرِ ال‪B‬يه وه‪B‬و م‪B‬نهمكٌ ف‪B‬ي واح‪B‬دةٍ م‪B‬ن‬ ‫عملياتِه في عدِّ التفَّاحِ‪.‬‬ ‫ن‪BB‬شاه ‪B‬دُه ج‪BB‬ال‪BB‬ساً ب‪BB‬ال‪BB‬قربِ م‪BB‬ن ج‪BB‬حشٍ )ال‪BB‬ذي س ‪B‬يُحمَّلُ ب‪BB‬ال ‪B‬تُفَّاح‬ ‫ل‪B‬نقلِه ال‪B‬ى ال‪B‬قري‪B‬ةِ اجمل‪B‬اورة (‪.‬وه‪B‬و ي‪B‬عدُّ ت‪B‬فَّاح‪B‬ةً ت‪B‬فَّاح‪B‬ةً‪ ،‬ال‪B‬ى أن ي‪B‬صلَ ب‪B‬ال‪B‬عدِّ‬ ‫ال‪B‬ى ‪ .60‬ع‪B‬ندئ‪B‬ذٍ يس‪B‬تبدلُ ال‪B‬تفَّاحَ امل‪B‬عدودَ ب‪B‬حصوةٍ ص‪B‬غيرةِ وي‪B‬نقلُ الس‪B‬تنيَ‬ ‫ت‪B‬فَّاح‪B‬ةٍ ال‪B‬ى ك‪B‬يسٍ ع‪B‬لى ظه‪B‬رِ اجل‪B‬حش‪ .‬ث‪B‬مّ يُج‪B‬ري ال‪B‬عمليةَ ن‪B‬فسَها ع‪B‬لى م‪B‬ا‬

‫‪29‬‬


‫ت‪B‬بقّى م‪B‬ن ت‪B‬فاحٍ مس‪B‬تعيضاً ع‪B‬ن ك‪B‬لِّ س‪B‬تني م‪B‬نها ب‪B‬حصوةٍ ص‪B‬غيرةٍ‪ ،‬ال‪B‬ى أن‬ ‫يتبقَّى أقلُّ من ‪ 60‬تفَّاحة‪.‬‬ ‫إذن ص‪O‬ار ع‪O‬ند س‪O‬رگ‪O‬ون ت‪O‬فَّاح‪O‬اتٌ ع‪O‬ددُه‪O‬ا أق‪O‬لَّ م‪O‬ن ‪ 60‬ومج‪O‬موع‪O‬ةٌ م‪O‬ن‬ ‫احلصى‪ .‬بعبارةٍ أُخرى‪:‬‬ ‫) عددُ التفَّاح ( تقسيم ‪ 60‬يُساوي‬

‫)عددَ مجموعةِ احلصى ( زائداً )عدد التفَّاحِ املتبقي (‪.‬‬

‫إس‪BB‬تنتاجُ ‪B‬كِ وإن ك‪BB‬ان ص‪BB‬حيحاً ل‪BB‬كن س‪BB‬رگ‪BB‬ون ل‪BB‬م ي‪BB‬كنْ يه‪BB‬دفُ‬ ‫ب‪B‬عمليتِه ال‪B‬ى إج‪B‬راءِ ق‪B‬سمةِ ع‪B‬ددٍ ع‪B‬لى ع‪B‬دد‪ ،13‬ب‪B‬ل ك‪B‬ان يه‪B‬دفُ ال‪B‬ى إي‪B‬جادِ‬ ‫ع‪B‬ددِ ال‪B‬تفاحِ ال‪B‬ذي ي‪B‬نوي ت‪B‬صدي‪B‬رَه‪ .‬وله‪B‬ذا إس‪B‬تمرَّ ف‪B‬ي م‪B‬رح‪B‬لةٍ ث‪B‬ان‪B‬يةٍ بِ‪B‬عَدِّ‬ ‫مج‪B‬موع‪B‬ةِ احل‪B‬صى ب‪B‬ال‪B‬طري‪B‬قةِ ن‪B‬فسِها مس‪B‬تعيضاً ع‪B‬ن ك‪B‬لِّ ‪ 60‬ح‪B‬صوةٍ ب‪B‬حصوةٍ‬ ‫أك‪B‬برَ ال‪B‬ى أن غ‪B‬دا ع‪B‬ددُه‪B‬ا أق‪B‬لَّ م‪B‬ن ِ‪ .60‬ث‪B‬م إس‪B‬تمرَّ ب‪B‬إج‪B‬راءِ ال‪B‬عمليةِ ن‪B‬فسِها‬ ‫ع‪B‬لى مج‪B‬موع‪B‬ةِ احل‪B‬صى ال‪B‬كبيرةِ‪ .‬ول‪B‬م ي‪B‬توق‪B‬فْ إال ب‪B‬عد أن أص‪B‬بحَ ع‪B‬ددُِ ك‪B‬لٍّ‬ ‫م‪BB‬ن مج‪BB‬موع‪BB‬اتِ ال‪BB‬تفَّاح‪BB‬اتِ واحل‪BB‬صى ال‪BB‬صغير وال‪BB‬كبير واألك‪BB‬بر أق ‪B‬لّ م‪BB‬ن‬ ‫ستني‪.‬‬

‫م‪O‬ن ع‪O‬اداتِ س‪O‬رگ‪O‬ون ف‪O‬ي ك‪O‬لِّ ص‪O‬فقاتِ‪O‬ه ال‪O‬تجاري‪O‬ة أن يُسجِّ‪O‬لَ ب‪O‬عد اإلن‪O‬تهاءِ م‪O‬ن ع‪O‬مليةِ‬ ‫ال‪O‬عدِّ ع‪O‬لى ف‪O‬ي ل‪O‬وحِ‪O‬ه ال‪O‬طيني ع‪O‬ددَ ال‪O‬تفاح‪O‬اتِ امل‪O‬تبقيةَِ ف‪O‬ي اخل‪O‬ان‪O‬ةِ األُول‪O‬ى وأع‪O‬داد احل‪O‬صواتِ‬ ‫ال‪O‬صغيرةِ وامل‪O‬توس‪O‬طةِ ف‪O‬ي اخل‪O‬ان‪O‬تني األُخ‪O‬ري‪O‬ني‪ .‬ل‪O‬كن ف‪O‬ي امل‪O‬رةِ ال‪O‬تي ن‪O‬حن ب‪O‬صددِه‪O‬ا وق‪O‬فَ‪ ،‬ع‪O‬لى‬ ‫غيرِ عادتِه حائراً متأمالً الوضع‪ .‬ال بُدَّ من وجودِ سببٍ لترددِه‪.‬‬ ‫ل‪OO‬نسمحَ ألن‪OO‬فسِنا إس‪OO‬تغاللَ ف‪OO‬ترةِ ت‪OO‬فكيرِه ل‪OO‬لنظرِ ال‪OO‬ى إح‪OO‬دى ت‪OO‬دوي‪OO‬ناتِ‪OO‬ه ل‪OO‬صفقةٍ‬ ‫س‪OO‬اب‪OO‬قة‪ .‬ف‪OO‬وج‪OO‬دن‪OO‬ا ال‪OO‬عددَ }‪) 1 4 {73‬ب‪OO‬ال‪OO‬نظام الس‪OO‬تيني ( ال‪OO‬ذي ي ‪O‬دُّل أن مُ‪OO‬حصِّلةَ ق‪OO‬راءتِ‪OO‬ه‬ ‫ك‪O‬ان‪O‬ت ‪ 73‬ت‪O‬فَّاح‪O‬ةً وأرب‪O‬عَ ح‪O‬صواتٍ ص‪O‬غيراتٍ وح‪O‬صوةً ك‪O‬بيرةًواح‪O‬دة‪ .‬أي أن‪O‬ه ص‪O‬دَّرَ حس‪O‬بَ‬ ‫نظامِنا العشري ‪ 1*(60*60) + 4*60 + 73‬تفَّاحةً ) أي ‪.( 3913‬‬ ‫اجملاورة‪.‬‬

‫اآلن ي‪OO‬بدو أن ص‪OO‬اح ‪O‬بَنا ق‪OO‬د ح ‪O‬لَّ امل‪OO‬شكلةَ‪ ،‬إذ ن‪OO‬راه مته‪OO‬يأً ل‪OO‬إلن‪OO‬طالقِ ال‪OO‬ى ال‪OO‬قري ‪O‬ةِ‬

‫‪13‬تُشيرُ األلواحُ الطينيةُ أن الرافدينيون لم يجروا عمليةَ القسمة بالطريقةِ املعروفةِ عندنا املسماةِ ” طريقةَ القسمةِ الطويلة “‪ .‬إذ وضعوا‬ ‫جداولَ متعددةَ ملقلوبِ األعداد‪ .‬فكانوا يجرونَ عمليةَ القسمةِ بالضربِ مبقلوبِ العدد‬ ‫‪30‬‬


‫م‪O‬شكلةُ س‪O‬رگ‪O‬ون ه‪O‬ي أن‪O‬ه يُ‪O‬واج‪O‬هُ ح‪O‬ال‪O‬ةً ل‪O‬م ي‪O‬أل‪O‬فْها ق‪O‬بالً ف‪O‬ي أيٍّ م‪O‬ن ص‪O‬فقاتِ‪O‬ه امل‪O‬تعددةِ‬ ‫ال‪O‬ساب‪O‬قةِ ال‪O‬تي ج‪O‬اوزَ ع‪O‬ددُه‪O‬ا الـس‪O‬بعني‪ .‬فـ‪O‬قد وجـ‪O‬دَ الـ‪O‬وض‪O‬عَ ال‪O‬تعـدادي ” س‪O‬بعَ عش‪O‬رةَ ت‪O‬فَّاح‪O‬ةٍ‬ ‫وح‪O‬صوةً ك‪O‬بيرة ف‪O‬قط ول‪O‬يس ه‪O‬نال‪O‬ك أيُّ ح‪O‬صوةٍ ص‪O‬غيرةٍ “‪ .‬وضْـ‪O‬عٌ غ‪O‬يـرُ إع‪O‬تيـاديٍ ب‪O‬النس‪O‬بةِ‬ ‫اليه‪ .‬وضْعٌ أربـكَ أفكـارَه التي تواردتْ كاآلتى‪:‬‬ ‫” مـاذا عـسى علـيَّ أن أُسجِّـلَ؟‬

‫هل }‪ 1{17‬؟‬ ‫كال‪ .‬ليس هذا هو العدد الصحيح “‪.‬‬

‫وأخيراً قرَّرَ تسجيلَ الوضْعَ كما يراه‪ :‬سبعة عشر ثم فراغٌ ثم واحدُ‪.‬‬ ‫أي أنه سجّلَ ” }‪ ) .“1.…{17‬بالنظام العشري ‪ ( 3617‬تُفاحةً‪.‬‬ ‫إس‪OO‬مح ل‪OO‬ي أن أُع ‪O‬بِّرَ ع‪OO‬ن إس‪OO‬تيائ‪OO‬ي وغ‪OO‬ضبي م‪OO‬ن ه‪OO‬ذا ال‪OO‬تاج ‪O‬رِ ال‪OO‬ذي‬ ‫يُحَ‪O‬مِّلُ احل‪O‬يوانَ امل‪O‬سكنيَ ب‪O‬قراب‪O‬ةِ ط‪O‬نٍ م‪O‬ن ال‪O‬تفَّاحِ‪ ،‬وي‪O‬سوقُ‪O‬ه عش‪O‬راتِ األم‪O‬يالِ‬ ‫الى القريةِ اجملاورة‪.‬‬ ‫آرل‪B‬ني !!! أن‪B‬تِ م‪B‬ره‪B‬فةُ احل‪B‬سِّ‪ .‬وس‪B‬أُرش‪B‬حُكِ ل‪B‬تترأس‪B‬ي ج‪B‬معيةَِ ال‪B‬رف‪B‬قِ‬ ‫ب‪B‬احل‪B‬يوان !!‪ .‬ل‪B‬كن أرج‪B‬و أن ال ت‪B‬غضبي ع‪B‬لى س‪B‬رگ‪B‬ون وال ت‪B‬ذرف‪B‬ي دم‪B‬عةً ع‪B‬لى‬ ‫احل‪B‬يوانِ امل‪B‬سكني ألن‪B‬هما ” ش‪B‬خصيتان “إف‪B‬تراض‪B‬يتان ف‪B‬ي ح‪B‬كاي‪B‬ةٍ أه‪B‬دفُ م‪B‬نها‬ ‫من‪BB‬ذج ‪B‬ةَ ك‪BB‬يف ب‪BB‬انَ ال‪BB‬صفرُ ل‪BB‬لراف‪BB‬دي‪BB‬نيني‪ .‬ي‪BB‬جبُ أالّ ي‪BB‬غيبَ ع‪BB‬نكِ أن ب‪BB‬طلَ‬ ‫حكايتِنا ميثِّلُ التفكيرَ اجلَماعيَ لسكنةِ وادي الرافدين‪.‬‬ ‫من هذا املنطلقِ دعيني أستمر‬ ‫إن ج‪B‬وه‪B‬رَ م‪B‬شكلةِ ال‪B‬صفرِ ه‪B‬ي أن‪B‬ه مي‪B‬ثِّلُ ال‪B‬الش‪B‬يءَ أو ال‪B‬فراغَ أو الـخُ‪B‬لـُو‪.‬‬ ‫وي‪B‬كادِ ت‪B‬رم‪B‬يزُ الش‪B‬يءٍ ب‪B‬رم‪B‬زٍ أن ي‪B‬كون م‪B‬ناق‪B‬ضاً مل‪B‬نطقِ مج‪B‬رى احل‪B‬ياة وأن يس‪B‬تنبتَ‬ ‫عند اإلنسانِ ــ خاصةً عند إنسانِ فجرِ احلضارة ــ عقدةً نفسيةً وفلسفية‪.‬‬ ‫الرمزُ مهما كان فهو شيءٌ ملموسٌ كما ذكرتَ سابقاً‪.‬‬

‫صوَرية‪.‬‬

‫بالضبط‪.‬‬ ‫خ‪B‬اص‪B‬ةً إذا ت‪B‬ذكــَّ‪B‬رن‪B‬ا أن ال‪B‬كتاب‪B‬ةَ امل‪B‬سماري‪B‬ةَ ق‪B‬دت‪B‬طوَّرتْ ب‪B‬األص‪B‬لِ م‪B‬ن ك‪B‬تاب‪B‬ةٍ‬ ‫لكن الفراغَ ال ميثِّلُ الصفر‪.‬إنه مجرّدُ ما يُسمِّى ”شاغلُ مكان “‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ن‪B‬عم ك‪B‬المُ‪B‬كِ ص‪B‬ائ‪B‬بٌ‪ ،‬إذا أُق‪B‬تُصِرَ ع‪B‬لى ت‪B‬دوي‪B‬نِ األرق‪B‬ام ف‪B‬قط‪ .‬ل‪B‬كن‬ ‫تُش‪B‬يرُ األل‪B‬واحُ ال‪B‬طينيةُ ال‪B‬ى أن ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نيني أجْ‪B‬رَوا ج‪B‬ميعَ ال‪B‬عملياتِ احل‪B‬ساب‪B‬يةِ‪،‬‬ ‫من ضمنِها إيجاد اجلذورِ التربيعيةِ والتكعيبيةِ بدقة‪.‬‬ ‫مم‪O‬ا ي‪O‬دلُ أن ال‪O‬صفرَ ك‪O‬ان يُ‪O‬عام‪O‬لُ ” ك‪O‬مواط‪O‬نٍ م‪O‬حترمٍ “ ف‪O‬ي ج‪O‬مهوري‪O‬ةِ‬ ‫األعداد الدميقراطية‪.‬‬ ‫شكراً آرلني على الوصفِ التعبيرِي الرائع‬ ‫لكن‪ ،‬هنالك سؤالٌ ما إنفكَّ ينقدحُ في ذهني‪:‬‬ ‫أل‪OO‬م ي‪OO‬شعرْ ال‪OO‬راف‪OO‬دي‪OO‬نيون‪ .،‬ط‪OO‬والَ آالفِ ال‪OO‬سنني خ‪OO‬اللً ب‪OO‬نائ‪OO‬هم‬ ‫احل‪O‬ضارة‪ ،‬أن ال‪O‬فراغ‪O‬اتِ ب‪O‬ني اإلرق‪O‬ام ت‪O‬ؤدي ال‪O‬ى إل‪O‬تباسٍ‪.‬وغ‪O‬موضٍ وب‪O‬ال‪O‬تال‪O‬ي‬ ‫ال‪OO‬ى أخ‪OO‬طاءٍ ع‪OO‬ند إج‪OO‬رائ‪OO‬هم ال‪OO‬عملياتِ احل‪OO‬ساب‪OO‬ية‪ .‬م‪OO‬ن ال‪OO‬واض ‪O‬حِ أن ال‪OO‬تمييزَ‬ ‫صعبٌ جداً بني هذا ‪ 753 2‬وهذا ‪ 753 2‬على سبيل املثال‪.14‬‬ ‫ص‪B‬حيحٌ‪ ،‬ال‪B‬فراغ‪B‬اتُ ق‪B‬د ت‪B‬ؤدي ال‪B‬ى ب‪B‬عضِ اإلل‪B‬تباسِ‪ .‬ل‪B‬كني أُرجِّ‪B‬حُ‬ ‫أن‪B‬ه ل‪B‬م ي‪B‬كن ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نييون ب‪B‬غاف‪B‬لني ع‪B‬ن إم‪B‬كان‪B‬يةِ ح‪B‬دوثِ‪B‬ه‪ .‬وأظ‪B‬نُ أن‪B‬هم ك‪B‬ان‪B‬وا‬ ‫ي‪BB‬عتبرون‪BB‬ه ث‪BB‬مناً ع‪BB‬ليهم دف ‪B‬عُه ك‪BB‬ي ي‪BB‬تجنبوا مم‪BB‬ارس ‪B‬ةَ مح ‪B‬رَّم‪BB‬اتِ ت‪BB‬رم‪BB‬يزِ ال‪BB‬الش‪BB‬يء‬ ‫بش‪BB‬يء‪ .‬ك‪BB‬ما ال أظ ‪B‬نُ أن ك‪BB‬ان ل‪BB‬لفراغ‪BB‬اتِ أثــَّ ‪B‬رٌ س‪BB‬لبيٌ ع‪BB‬لى دق ‪B‬ةِ ح‪BB‬ساب‪BB‬اتِ‪BB‬هم‬ ‫ال‪B‬عمليةِ وال‪B‬نظري‪B‬ة‪ .‬إذ أن‪B‬هم ش‪B‬يَّدوا امل‪B‬عاب‪B‬دَ ال‪B‬عال‪B‬يةَ ورص‪B‬دوا احل‪B‬رك‪B‬اتِ امل‪B‬عقَّدةَ‬ ‫ل‪B‬لكواك‪B‬بِ وت‪B‬نبأوا بح‪B‬دوثِ اخل‪B‬سوف‪B‬اتِ وال‪B‬كسوف‪B‬اتِ ووض‪B‬عوا ال‪B‬تقاوميَ وط‪B‬وَّروا‬ ‫ال‪B‬تجارةَ وأس‪B‬تعملوا ال‪B‬نقودَ ووض‪B‬عوا ع‪B‬دي‪B‬داً م‪B‬ن اجل‪B‬داول ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪B‬ية وأُم‪B‬وراً‬ ‫ك‪B‬ثيرةً غ‪B‬يرَه‪B‬ا‪ .‬م‪B‬ن ال‪B‬واض‪B‬حِ أن ك‪B‬الً م‪B‬ن ه‪B‬ذه املنج‪B‬زاتِ واألنش‪B‬طةِ ي‪B‬حتاجُ ال‪B‬ى‬ ‫ح‪B‬ساب‪B‬اتٍ دق‪B‬يقة‪ .‬ف‪B‬ليس ه‪B‬نال‪B‬ك أيُّ دل‪B‬يلٍ ع‪B‬لى أن ال‪B‬فراغ‪B‬اتِ أدَّتْ ال‪B‬ى أخ‪B‬طاء‬ ‫في حساباتِهم‪.‬‬ ‫وملا الحظتْ آرلني إلتفاتةً مني الى ساعتي سارعتْ قائلةً‪:‬‬ ‫األسئلة‬

‫أمت‪OO‬نى أن ال ي‪OO‬كونَ ل‪OO‬دي ‪O‬كَ إرت‪OO‬باط‪OO‬اتٌ أُخ‪OO‬رى‪ .‬إذ ع‪OO‬ندي م‪OO‬زي ‪O‬دٌ م‪OO‬ن‬

‫ك‪BB‬ال ل‪BB‬يس ل ‪B‬دَيَّ إل‪BB‬تزام‪BB‬اتٌ‪ .‬وأمت‪BB‬نى‪ ،‬أن ت‪BB‬سأل‪BB‬ي م‪BB‬زي‪BB‬داًٍ م‪BB‬ن األس‪BB‬ئلةِ‬ ‫التي تثيرُها أجوبتي شرط أن أعرفَ اإلجابةَ عنها وأن أبوابُ املكتبةِ مفتوحةً‬ ‫ما هي أسئلتُكِ؟‪.‬‬ ‫‪14‬من اجلديرِ بالتنويهِ الى حقيقةٍ مهمةٍ في النظامِ الستيني‪ ،‬هي أن إحتماليةَ وجودِ عددٍ ذي خانةٍخاليةٍ ال تسبقُها وال تليها خانةٌ خاليةٌ‬ ‫) في مجموعةٍ عشوائيةٍ من األعداد ( هي‪ ،1/60‬وأن إحتمالية وجودِ عددٍ ذي خانتني متتاليتني هي أقلّ من ‪ 1/3600‬مما يجعلُ‬ ‫حدوثَ إلتباسَ أقلَّ بكثيرٍ مما يحدثُ في النظام العشري‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫ف‪O‬همتُ اآلن أن أج‪O‬دادَكَ ال‪O‬راف‪O‬دي‪O‬نني ك‪O‬ان‪O‬وا ي‪O‬عرف‪O‬ون ال‪O‬صفرَ ول‪O‬كنهم‬ ‫ك‪OO‬ان‪OO‬وا يس‪OO‬تحرم‪OO‬ون ت‪OO‬رم‪OO‬يزَه ب‪OO‬رم ‪O‬زٍ واض ‪O‬حٍ ص‪OO‬ري‪OO‬ح‪ .‬ل‪OO‬كني ال أزالُ أجه ‪O‬لُ‬ ‫األسبابَ التي دعتْهم الى تبني النظامَ الستيني‬ ‫ه‪B‬ذا س‪B‬ؤالٌ ص‪B‬عبٌ‪ .‬وي‪B‬ختلفُ اآلث‪B‬اري‪B‬ونَ وامل‪B‬ؤرخ‪B‬ونَ ح‪B‬ول‪B‬ه‪ .‬ه‪B‬نال‪B‬ك‬ ‫آراءٌ م‪B‬تعددةٌ ل‪B‬تعليلِ ت‪B‬بني ال‪B‬نظام الس‪B‬تيني‪ .‬إذا ك‪B‬ان ل‪B‬دي‪B‬نا م‪B‬تسعٌ م‪B‬ن ال‪B‬وق‪B‬تِ‬ ‫ل‪B‬طرح‪B‬تُ مم‪B‬ا أن‪B‬ا مُ‪B‬لُمٌ ب‪B‬ها ع‪B‬لى ب‪B‬ساطِ امل‪B‬ناق‪B‬شة‪ .‬ل‪B‬كني س‪B‬أش‪B‬رحُ ل‪B‬كِ ف‪B‬قط م‪B‬ا‬ ‫أُرجِّ‪B‬حُ‪ .‬إن‪B‬ي أع‪B‬تقدُ ب‪B‬أن ت‪B‬بني ق‪B‬ومٌ ن‪B‬ظام‪B‬اً ل‪B‬لترق‪B‬يمِ ي‪B‬عتمدُ ب‪B‬ال‪B‬درج‪B‬ة األُول‪B‬ى ع‪B‬لى‬ ‫أُس‪BB‬لوبِ إس‪BB‬تعمالِ أج‪BB‬زاءِ اجل‪BB‬سم ف‪BB‬ي ع‪BB‬مليةِ ال‪BB‬عدِّ‪.‬ل‪BB‬نطـَبِّقَ اآلن ع‪BB‬لى ال‪BB‬واق‪BB‬ع‬ ‫أُسلوباً من احملتملِ أن إستعملـَه الرافدينييون‪.‬‬ ‫إبس ‪BB‬طي ي ‪BB‬دي‪B B‬كِ اإلث ‪BB‬نتني ع ‪BB‬لى ال ‪BB‬طاول ‪BB‬ة‪ .OK .‬اآلن عِ‪B B‬دِّي ع ‪BB‬لى‬ ‫املفاصلِ الثالثةِ لألصابِعِ األربعةِ ) بإستثناءِ اإلبّهام ( في يدِكِ اليسرى‪.‬‬ ‫ما هو العدد؟‬ ‫ثالث مفاصل في كلٍ من األصابع األِربع‪ .‬أي إثنا عشر‪.‬‬ ‫‪ .OK‬اآلن‪ ،‬إطــْ ‪B‬وِيْ أح ‪B‬دَ أص‪BB‬ابِ ‪B‬عِكِ ف‪BB‬ي ي ‪B‬دِكِ ال‪BB‬يمنى‪ .‬إس‪BB‬تمرِّي‬ ‫العدَّ بتكرارِ العمليةِ نفسها الى أن تُطـْوى األصابعَ‪.‬اخلمسة في يدِكِ اليمنى‪.‬‬ ‫أرى إنطواء أصابعك اخلمسة في يدكِ اليمنى‪ .‬كم وصلتِ بالعدِّ؟‬ ‫س‪O‬تُّون‪ .‬اآلن ف‪O‬همتُ‪ .‬ه‪O‬كذا إس‪O‬تغلَّ ال‪O‬راف‪O‬دي‪O‬نييون أص‪O‬اب‪O‬عَ ال‪O‬يدي‪O‬ن‬ ‫بأسلوبٍ بديعٍ في عملية العدِّ‪ .‬سأعرِّفُ صديقاتي عليه‪.‬‬ ‫يتضح من هذا أُسلوبٌ محتملٌ لتبني النظام الستيني‪.‬‬ ‫أرج‪BB‬و ح‪BB‬ني ت‪BB‬تكلمني م‪BB‬ع ص‪BB‬دي‪BB‬قاتِ ‪B‬كِ أن ت‪BB‬ذك‪BB‬ري ل‪BB‬هن أن ل‪BB‬لنظام‬ ‫الس‪B‬تيني رغ‪B‬مَ ص‪B‬عوبِ‪B‬ته م‪B‬زاي‪B‬ا ب‪B‬فضل ت‪B‬عددِ ع‪B‬وام‪B‬له‪ ،‬إذ أن‪B‬ه ي‪B‬قبلُ ال‪B‬قسمةَ ع‪B‬لى‬ ‫‪ 30،20،15،12،10،6،5،4،3،2‬ممَّ ‪BB‬ا يُسَهِّ ‪BB‬ل ع ‪BB‬مليات ال ‪BB‬توزي ‪BB‬ع )‪.‬م ‪BB‬ثل‬ ‫توزيعًِ الطعام على اجلنود‪ ،‬أو ما شابه ذلك (‪.‬‬ ‫إن‪B‬ني واث‪B‬ق أن‪B‬كِ س‪B‬تُنعشني ذاك‪B‬رت‪B‬هن ب‪B‬احل‪B‬قائ‪B‬ق أن ه‪B‬ناك ‪ 12‬شه‪B‬راً ف‪B‬ي‬ ‫ال‪BB‬سنة و ‪ 12‬س‪BB‬اع‪BB‬ة ف‪BB‬ي ال‪BB‬نهار وفـ‪BB‬ي الـ‪BB‬ليل و‪ 60‬دقـ‪BB‬يقــة فـ‪BB‬ي الـ‪BB‬ساعـ‪BB‬ة و‪60‬‬ ‫ثـ‪BB‬ان‪BB‬يـة فـ‪BB‬ي الـ‪BB‬دق‪BB‬يقـة و ‪ 360‬درجـ‪BB‬ة ل‪BB‬قيـاسِ ال‪BB‬دائـ‪BB‬رةِ و ‪ 12‬ب‪BB‬رج ‪B‬اً ف‪BB‬ي دائ‪BB‬رةِ‬ ‫األب‪B‬راجِ ال‪B‬سماري‪B‬ة‪ ،‬وب‪B‬أن ج‪B‬ميعَها م‪B‬ن ال‪B‬تراث ال‪B‬ذي ورِثَ‪B‬ه ال‪B‬عالـَ‪B‬مُ أج‪B‬مع م‪B‬ن‬ ‫ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نيني‪ .‬ربَّ‪B‬ما‪ ) ،‬أق‪B‬ول رُبَّ‪B‬ما ( إن ك‪B‬لمةَ ” درزن ‪ “ Dozen‬ال‪B‬تي ت‪B‬دُّل‬ ‫على ‪ .12‬قطعة هي رافدينية األصل باملناسبةِ‪ ،‬تُباع البيرة بأنصاف الدرازن‪.‬‬ ‫هل نسيتَ أن البيضَ يُباعُ بالدرازن‪.‬؟ وأن القَدَمَ ‪ 12‬إنچ ؟‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫ع‪OO‬لى ك‪OO‬ل ح‪OO‬ال‪ ،‬أال ت‪OO‬تفق م‪OO‬عي‪ ،‬رغ‪OO‬م ت‪OO‬لك امل‪OO‬زاي‪OO‬ا‪ ،‬أن ال‪OO‬نظام‬ ‫العشري أسهل التعامل معه ؟‬ ‫ن‪BB‬عم أت‪BB‬فق م‪BB‬عكِ‪ .‬خ‪BB‬اص ‪B‬ةً إذا ح‪BB‬اول ‪B‬تِ ح‪BB‬فظَ ج‪BB‬دولِ ال‪BB‬ضربِ ف‪BB‬ي‬ ‫ال‪BB‬نظام الس‪BB‬تيني ذي ‪ 3600‬م‪BB‬ن امل‪BB‬داخ‪BB‬ل ال‪BB‬عددي‪BB‬ة‪ .‬ل‪BB‬كن األي‪BB‬ام خ ‪B‬بَّأتْ‬

‫تطوراً جديداً‪.‬‬

‫ف‪B‬ي س‪B‬نة ‪ 331‬ق‪B‬بل امل‪B‬يالد غ‪B‬زا إس‪B‬كندر امل‪B‬قودن‪B‬ي ب‪B‬الد ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬ن‪.‬‬ ‫وك‪B‬ان ش‪B‬دي‪B‬د اإلع‪B‬جاب ب‪B‬حضارة وادي ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬ن‪ .‬وص‪B‬ل ف‪B‬ي غ‪B‬زوت‪B‬ه ش‪B‬به‬ ‫القارة الهندية وأفغانستان‪.‬‬ ‫م‪B‬ن اجل‪B‬دي‪B‬ر ب‪B‬ال‪B‬تذك‪B‬ير ال‪B‬ى إف‪B‬تقار اإلغ‪B‬ري‪B‬ق وامل‪B‬قدون‪B‬يني آن‪B‬ذاك ال‪B‬ى‬ ‫ن‪B‬ظام ع‪B‬دٍّ م‪B‬كان‪B‬ي م‪B‬ثلما ك‪B‬ان م‪B‬تواف‪B‬راً ل‪B‬دى ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬نيني‪ .‬م‪B‬ن ال‪B‬طبيعي أن‬ ‫ت‪BB‬نقلَ ع‪BB‬ساك ‪B‬رُ اإلس‪BB‬كندر ن‪BB‬ظامَ ال‪BB‬ترق‪BB‬يمِ الس‪BB‬تيني ال‪BB‬راف‪BB‬دي‪BB‬نيِ ال‪BB‬ى ال‪BB‬هند‪.‬‬ ‫ويجب أن ال ننسى أن العسكرَ نقلةٌ جيدون لألفكارِ ) واألمراض (‪.‬‬ ‫ل‪B‬م ي‪B‬عانِ ال‪B‬هنودٌ م‪B‬ن ن‪B‬فسِ ال‪B‬عوائ‪B‬قِ ال‪B‬فكري‪B‬ةِ والنفس‪B‬يةِ ال‪B‬تي ع‪B‬ان‪B‬ى‬ ‫م‪BB‬نها ال‪BB‬راف‪BB‬دي‪BB‬نيون ) ربَّ‪BB‬ما ع‪BB‬ان‪BB‬ى ال‪BB‬هنودُ م‪BB‬ن ع‪BB‬وائ ‪B‬قَ أُخ‪BB‬رى (‪ .‬وله‪BB‬ذا‬ ‫إستطاعوا تطويرَ النظامِ الرافديني‪.‬‬ ‫ف‪B‬ي ب‪B‬عضِ م‪B‬ناط‪B‬قِ ال‪B‬هندِ ال‪B‬شاس‪B‬عةِ وض‪B‬عَ ال‪B‬هنودُ رم‪B‬زاً ص‪B‬ري‪B‬حاً ل‪B‬لصفرِ‬ ‫ع‪B‬لى ش‪B‬كلٍ يش‪B‬بهّ ”‪ “ 0‬ووض‪B‬عَ ه‪B‬نود م‪B‬ن س‪B‬كنةِ م‪B‬ناط‪B‬قَ أُخ‪B‬رى رم‪B‬زاً ل‪B‬ه‬ ‫على شكل نقطة” ‪.“ ۰‬‬ ‫ب‪BB‬عد أن صُ ‪B‬قِلَ ال‪BB‬نظامُ ال‪BB‬راف‪BB‬دي‪BB‬ني ف‪BB‬ي ال‪BB‬هند ل‪BB‬عدةِ ق‪BB‬رونٍ ظَهَ ‪B‬رَ ف‪BB‬ي‬ ‫ح‪B‬قبةِ احل‪B‬ضارةِ ال‪B‬عرب‪B‬يةِ اإلس‪B‬الم‪B‬يةِ ن‪B‬ظامُ ت‪B‬رق‪B‬يم ٍم‪B‬كان‪B‬يٍ ب‪B‬صيغةٍ ذي عش‪B‬رة‬ ‫أرقـ‪B‬ام م‪B‬دل‪B‬لة‪ ) :‬م‪B‬ن ‪ 0‬و ‪ 1‬ال‪B‬ى ‪ ،( 9‬أو ) م‪B‬ن ال‪B‬نقطة ” ‪“ ۰‬و ‪ ۱‬ال‪B‬ى‬ ‫‪ ( ۹‬ب‪B‬دالً م‪B‬ن س‪B‬تني )م‪B‬ع ال‪B‬فراغ امل‪B‬مثلِ ل‪B‬لصفرِ (‪ .‬مم‪B‬ا ج‪B‬علـَه م‪B‬توائ‪B‬ماً م‪B‬ع‬ ‫احل‪B‬اج‪B‬اتِ اإلع‪B‬تيادي‪B‬ة‪ .‬وله‪B‬ذا ٱنتش‪B‬رتْ ال‪B‬صيغةُ اجل‪B‬دي‪B‬دةُ ف‪B‬ي ك‪B‬لِّ أرج‪B‬اءِ‬ ‫العالــَمِ بعد أن القتْ قليالً من املقاومة‪.‬‬ ‫أُالح ‪O‬ظُ أن ‪O‬كَ ت‪OO‬صفُ األن‪OO‬ظمةَ اخمل‪OO‬تلفةَ أن‪OO‬ها ص‪OO‬يغٌ‪ .‬أال ت‪OO‬عتقدُ أن‪OO‬ها‬ ‫مختلفةٌ متاماً ؟‬

‫ك ‪BB‬ال‪ .‬إن ج ‪BB‬ميعَ ال ‪BB‬نظمِ امل ‪BB‬كان ‪BB‬يةِ م ‪BB‬تكاف ‪BB‬ئةٌ م ‪BB‬نطقياً‪ .‬ال ‪BB‬نظامُ‬ ‫العش‪B‬ريُ ل‪B‬يس أف‪B‬ضلَ م‪B‬ن ال‪B‬نظامِ ال‪B‬راف‪B‬دي‪B‬ني م‪B‬ن ال‪B‬ناح‪B‬يةِ امل‪B‬نطقيةِ ال‪B‬بحتةِ‪.‬‬ ‫ل‪B‬كن األولَ أف‪B‬ضلُ م‪B‬ن ال‪B‬ثان‪B‬ي م‪B‬ن ن‪B‬اح‪B‬يةِ اإلس‪B‬تعمالِ ال‪B‬يوم‪B‬يِ اإلع‪B‬تيادي‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫وه‪B‬نال‪B‬ك ج‪B‬معياتٌ ت‪B‬دع‪B‬و ال‪B‬ى ت‪B‬بني ن‪B‬ظامٍ إث‪B‬ني عش‪B‬ري ي‪B‬تمتعُ مب‪B‬زاي‪B‬ا ال‪B‬نظامِ‬ ‫الستيني التي تكلمنا عنها قبلَ قليل‪.‬‬ ‫إن أبس‪B‬طَ األن‪B‬ظمةِ ع‪B‬لى اإلط‪B‬القِ ه‪B‬و ال‪B‬نظامُ ال‪B‬ثنائ‪B‬ي ال‪B‬ذي ي‪B‬عتمدُ‬ ‫ع‪BB‬لى رم‪BB‬زي‪BB‬ن ف‪BB‬قط ه‪BB‬ما ‪ 0‬و ‪ .1‬يُس‪BB‬تعْملُ ف‪BB‬ي ت‪BB‬صميمِ ال‪BB‬لغةِ ال‪BB‬داخ‪BB‬ليةِ‬ ‫ل‪BB‬لكوم‪BB‬پيوت‪BB‬ر‪ .‬ال مي‪BB‬كن أن ي‪BB‬وج ‪B‬دَ ن‪BB‬ظامٌ أسه ‪B‬لُ م‪BB‬ن ج‪BB‬دولِ اجل‪BB‬معِ ف‪BB‬يه‬ ‫‪ 1ِ+1=10‬وج‪B‬دولِ ال‪B‬ضرب ‪ .1*1=1‬إال أن ال‪B‬نطامَ ال‪B‬ثنائ‪B‬ي ال ينسج‪B‬مُ‬ ‫م‪B‬ع ح‪B‬اج‪B‬اتِ اإلس‪B‬تعماالتِ اإلع‪B‬تيادي‪B‬ة‪ .‬أودُّ‪ ،‬ع‪B‬لى س‪B‬بيلِ ال‪B‬توض‪B‬يحِ أن‬ ‫أسألـَكِ هل يعني ‪ 11110010110‬شيئاً لكِ ؟‬ ‫كال‪ ،‬ال أعتقدُ أنه يعني شيئاً خاصاً بي‪.‬‬

‫ال ي‪BB B‬ا آرل‪BB B‬ني ي‪BB B‬نبغي أن ي‪BB B‬عنيَ ل ‪B B‬كِ ش‪BB B‬يئاً‪ .‬إذ أن‪BB B‬ه ي‪BB B‬خصُكِ‬ ‫ب‪B‬ال‪B‬صميم !!! دع‪B‬يني أُس‪B‬اع‪B‬دُكِ‪ .‬ربَّ‪B‬ما س‪B‬يتبنيُ أن‪B‬ه ي‪B‬عنيكِ إذا ح‪B‬ول‪B‬تُه م‪B‬ن‬ ‫النظامِ الثنائي الى العشري‪ .‬إنه‪.‬‬

‫‪^ +2^9+2^8+2^7+0*2^6+0*2^5+2^4+0*2^3+2^2+2^1+0*2^0‬‬

‫‪2 10‬‬

‫وهذا بدورِه مساوٍ الى‪:‬‬

‫‪ .1942 = 1024+512+256+128+16+4+2‬آرل ‪BB B‬ني إن ‪BB B‬ه‬ ‫ع ‪BB‬ام م ‪BB‬يالدِكِ إن ‪BB‬ي ق ‪BB‬ويٌّ ب ‪BB‬عمليةِ ال ‪BB‬طرح !!! ‪ 20 - 1962‬ي ‪BB‬ساوي‬ ‫‪ .1942‬إنني لم أنسَ برقيةَ والديكِ‬ ‫ال أع‪O‬رفُ ك‪O‬يف أش‪O‬كرُكَ مس‪O‬تر ش‪O‬كـُّوري‪ .‬أت‪O‬سمحُ ل‪O‬ي ب‪O‬أن أدع‪O‬وَكَ‬ ‫من اآلن وصاعداً بإسمِك األول ؟‬

‫أجبتُها مازحاً بذلك النفي الذي يعني العكس‪.‬‬ ‫ف‪OO‬تحتْ م‪OO‬حفظتَها وسجَّ‪OO‬لتْ ف‪OO‬ي دف‪OO‬ترِ م‪OO‬ذكـِّ‪OO‬راتِ‪OO‬ها ع‪OO‬امَ م‪OO‬يالدِه‪OO‬ا ب‪OO‬ال‪OO‬نظامِ ال‪OO‬ثنائ‪OO‬ي‬ ‫وإستطردتْ قائلةً‪:‬‬ ‫” س‪O‬أك‪O‬تبُ ه‪O‬ذا ال‪O‬رق‪O‬م ك‪O‬لمَّا سُ‪O‬ئلـْتُ ع‪O‬ن ع‪O‬امِ م‪O‬يالدي وس‪O‬أُح‪O‬اولُ‬ ‫توعيةَ وتثقيفَ مَنْ يسألـُني بنظمِ الترقيم‪.“ .‬‬

‫ثم نظرتْ اليَّ قائلةَ ‪:‬‬

‫أرج‪O‬وكَ‪ ،‬رمي‪O‬ون‪ ،‬أن تُ‪O‬عطيَني رق‪O‬مَ ت‪O‬لفونِ‪O‬كَ ك‪O‬ي أُسجِّ‪O‬لَه ف‪O‬ي دف‪O‬تر‬ ‫تلفوناتي ‪:‬‬

‫‪35‬‬


‫ط‪O‬بعاً ق‪O‬ال‪O‬تَها ب‪O‬ال‪O‬لغةِ اإلن‪O‬كليزي‪O‬ة‪ .Your phone number :‬أمَّ‪O‬ا أن‪O‬ا ف‪O‬إس‪O‬تغليتُ‬ ‫كلمةَ ” ‪ .“ Number‬وعلـَّقتُ ما يأتي‪:‬‬ ‫كم تدفعني كي تأوى األعدادُ في دفترِكِ ؟‬ ‫ال أفهمُ قصدَكَ‪.‬‬

‫أق‪BB‬صدُ أن إس‪BB‬تعمالَ ك‪BB‬لمةَِ ‪ Number‬امل‪BB‬لحقةَ ب‪BB‬عد ‪ Phone‬أو‬ ‫‪ Credit card‬أو ‪ ،Social security‬أو ك‪BB‬ثير غ‪BB‬يره‪BB‬ا خ‪BB‬طأُ م‪BB‬نطقي‪.‬‬ ‫إذ أن ال‪B‬رم‪B‬وز م‪B‬ن ‪ 0‬ال‪B‬ى ‪ 9‬ح‪B‬ني تُس‪B‬تعملُ ف‪B‬ي الس‪B‬ياق‪B‬اتِ امل‪B‬ذك‪B‬ورةِ مج‪B‬رَّدَ‬ ‫إم‪B‬تدادٍ للح‪B‬روفِ اإلبج‪B‬دي‪B‬ة وتُ‪B‬عتمدُ مل‪B‬ثلِ ت‪B‬لك األغ‪B‬راضَ ألن‪B‬ها سه‪B‬لةُ ال‪B‬قراءةِ‬ ‫في جميعِ اللغاتِ تقريباً‪ .‬لكنها ليست ‪.Numbers‬‬

‫األع‪B‬دادُ جتُ‪B‬معُ وتُ‪B‬ضرب م‪B‬ع ب‪B‬عضِها وتُ‪B‬ربَّ‪B‬عُ وجتُ‪B‬ذَّر وال‪B‬ى آخ‪B‬ر م‪B‬ن‬ ‫ع‪BB‬ملياتٍ‪ .‬ل‪BB‬كـن ال م‪BB‬عـنى ل‪BB‬لكـالمِ عـ‪BB‬ن ج‪BB‬مـعِ ” عـ‪BB‬ددِ “ض‪BB‬مـانِ ‪B‬كِ‬ ‫اإلجتمـاعيِ مـع ” عددِ “تلفونكِ إال لغرضِ النكتةِ واملزاح ‪15‬‬ ‫ل‪BB‬كن ال ي‪BB‬قعُ م‪BB‬تكلمو ال‪BB‬لغةِ ال‪BB‬عرب‪BB‬يةِ مب‪BB‬ثلِ ه‪BB‬ذا اخل‪BB‬طأ ال‪BB‬لغوي‬ ‫امل‪B‬نطقي‪ .‬إذ ي‪B‬قول‪B‬ون ” رق‪B‬مَ ال‪B‬تلفون “ و ” رق‪B‬مَ الس‪B‬يارةِ “ و ” رق‪B‬مَ‬ ‫بطاقةِ اإلئتمان “ والى آخره‪.‬‬ ‫إذن أن‪O‬ك ته‪O‬دفُ ال‪O‬ى ض‪O‬رورةِ ت‪O‬علـُمِ ال‪O‬لغةِ ال‪O‬عرب‪O‬يةِ ل‪O‬تجنبِ اإلن‪O‬زالقِ‬ ‫في مطباتٍ المنطقية‪.‬‬

‫آرل‪B‬ني‪ ،‬إذا ش‪B‬ئتِ ت‪B‬علـُمَ ال‪B‬عرب‪B‬يةَ ف‪B‬أن‪B‬ا ال أُع‪B‬ارض‪ .‬ل‪B‬كني أُع‪B‬ارضُ‬ ‫بشدةٍ أن تضعي كلماتٍ على لساني‪.‬‬ ‫آس‪O‬فة‪ .‬ل‪O‬قد أس‪O‬أتُ ال‪O‬تعبير‪ .‬ك‪O‬نتُ أت‪O‬كلمُ ب‪O‬صيغةٍ ت‪O‬هكميةٍ ع‪O‬ن‬ ‫تناقضاتِ اللغةِ اإلنكليزية‪.‬‬ ‫‪O.K.‬‬

‫لنعودَ الى موضوعِنا الرئيسي‪.‬‬

‫األع‪B‬دادُ ال‪B‬تي ت‪B‬كلمنا ع‪B‬نها ال‪B‬ى اآلن ه‪B‬ي األع‪O‬دادُ ال‪O‬طبيعيةُ ال‪B‬تي‬ ‫ن‪B‬عدُّ ب‪B‬واس‪B‬طتِها األش‪B‬ياءَ م‪B‬ضاف‪B‬اً ال‪B‬يها ال‪B‬صفر‪ .‬ل‪B‬كن واق‪B‬عَ احل‪B‬ياةِ وال‪B‬علوم‬ ‫وال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات وال‪B‬تكنول‪B‬وج‪B‬يا ي‪B‬تطلبُ أُم‪B‬وراً أك‪B‬ثرَ ت‪B‬عقيداً م‪B‬ن مج‪B‬رَّدِ ال‪B‬عدِّ‬ ‫‪15‬يُوصَفُ رامانوجان ) ‪ 1887‬ــ ‪ (1920‬الرياضياتي الهندي بأنه عاشقُ األعدادَ واملسلسالتِ العددية‪.‬‬ ‫قامَ الرياضياتي اإلنكليزي املعروف ‪ G.H.Hardy‬بزيارةِ رامانوجان حنيَ كان األخيرُ راقداً للعالجِ في مستشفىً في إنكلترا وأبلـَغَه أنه‬ ‫جاءَ بتاكسي ذي رقم ِ‪ 1729‬الذي اليظهرُ أنه متمتعٌ بأهميةٍ خاصة‪ .‬إنتفضَ رامانوجان في اللحظةِ قائالً‪ ” :‬كال إنه عددٌ رائعٌ‪ ،‬إذ أنه‬ ‫أصغرُ عددٍ ميكنُ كتابتَه كحاصلِ جمعِ تكعيبِ عددين بطريقتني مختلفتني‪ ،‬هما ) ‪1‬تكعيب ‪ 12 +‬تكعيب ( و ) ‪ 9‬تكعيب ‪+‬‬ ‫‪ .10‬تكعيب ( “‪.‬‬ ‫‪36‬‬


‫وال‪B‬تعداد‪ .‬م‪B‬ن ال‪B‬واض‪B‬حِ أن م‪B‬تطلباتِ ت‪B‬وزي‪B‬ع )ال‪B‬طعامِ واألراض‪B‬ي وغ‪B‬يرِه‪B‬ا (‬ ‫دف‪B‬عتْ إن‪B‬سانَ احل‪B‬ضاراتِ ال‪B‬قدمي‪B‬ةِ ال‪B‬ى ت‪B‬وس‪B‬يعِ األع‪B‬دادِ ال‪B‬طبيعية ل‪B‬تشملَ‬ ‫ال‪BB‬كسور‪ .‬ف‪BB‬حصلَ ع‪BB‬لى م‪BB‬ا ن‪BB‬سميه اآلن ” ح‪OO‬قل األع‪OO‬دادَ النس‪OO‬بية “‪.‬‬ ‫وبغيةَ اإلختصارِ يَرمزُ الرياضياتيون اليه عادةً باحلرفِ ‪.Q‬‬ ‫ك‪B‬نتُ أودُّ أن أت‪B‬ناولَ م‪B‬وض‪B‬وعَ إن‪B‬بثاقِ األع‪B‬دادِ ال‪B‬سال‪B‬بةِ وأت‪B‬كلمُ ع‪B‬ن‬ ‫امل‪BB‬قاوم ‪B‬ةِ ال‪BB‬تي واجه ‪B‬تْها ف‪BB‬ي ال‪BB‬بداي‪BB‬ة‪ .‬ل‪BB‬كن م‪BB‬ن امل‪BB‬ؤس ‪B‬فِ أن ال‪BB‬وق ‪B‬تَ ق‪BB‬د‬ ‫إن‪B‬صرمَ بس‪B‬رع‪B‬ةٍ وح‪B‬انَ م‪B‬وع‪B‬دُ إغ‪B‬القِ امل‪B‬كتبة‪ .‬ول‪B‬ذا س‪B‬أت‪B‬ناولُ ف‪B‬قط ح‪O‬قلَ‬ ‫األع‪OO‬دادِ احل‪OO‬قيقيةِ )يُ‪BB‬رم ‪B‬زُ ال‪BB‬يه ع‪BB‬ادةَ ف‪BB‬ي أدب‪BB‬ياتِ ال‪BB‬ري‪BB‬اض‪BB‬ياتِ ل‪BB‬إلخ‪BB‬تصارِ‬ ‫باحلرفِ ‪.(R‬‬ ‫أذكـُ ‪O‬رُ أن ق‪OO‬يلَ ل‪OO‬نا ف‪OO‬ي امل‪OO‬درس ‪O‬ةِ ال‪OO‬ثان‪OO‬وي ‪O‬ةِ إن األع‪OO‬دادَ احل‪OO‬قيقيةَ ه‪OO‬ي‬ ‫إحت‪O‬ادُ مج‪O‬موع‪O‬تَي األع‪O‬دادِ ال‪O‬صحيحةِ والكس‪O‬ري‪O‬ةِ امل‪O‬وج‪O‬بةِ وال‪O‬سال‪O‬بةِ م‪O‬ضاف‪O‬اً‬ ‫اليهما الصفرِ‪.‬‬

‫ه‪BB‬ذا خ‪BB‬طأٌ‪ .‬ل‪BB‬كنني‪ ،‬ح‪BB‬ائ ‪B‬رٌ ف‪BB‬ي ت‪BB‬صنيفِ اخل‪BB‬طأ أه‪BB‬و ص‪BB‬غيرٍ أم‬ ‫ك‪BB‬بير‪ .‬م‪BB‬ن امل‪BB‬ؤكـَّ‪BB‬د أن ‪B‬كِ س‪BB‬تطال‪BB‬بينني ب‪BB‬ال‪BB‬توض‪BB‬يحٍ‪ .‬ول‪BB‬ذل‪BB‬ك أع‪BB‬رضُ‬ ‫احلقائقَ التاليةَ إستباقاً ملطالبتِكِ املتوقَّعة‪:‬‬ ‫أوالً‪ .‬ي‪B‬صطلحُ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪B‬يون ت‪B‬سميةَ اإلحت‪B‬ادَ ال‪B‬ذي ت‪B‬كلمتِ ع‪B‬نه‪.‬‬ ‫بــِ ” حقلِ األعدادِ النسبية “ الذي قلنا إن رمزه‪.Q‬‬

‫ثانياً‪ Q .‬حقلٌ جزئيٌ كثيف ٌمن‬

‫‪.R‬‬

‫ث‪BB‬ال‪BB‬ثاً‪ Q .‬ح‪BB‬قلٌ ك‪BB‬ثيرُ ” ال‪BB‬ثقوب “‪ .‬أمّ‪BB‬ا ‪ R‬ف‪BB‬بال‪BB‬عكس ه‪BB‬و‬ ‫حقلٌ كاملٌ أي خالٍ من الثقوب‪.‬‬ ‫راب‪BB‬عاً‪ .‬ال مي ‪B‬كِنُ ال‪BB‬تعبيرُ ال‪BB‬دق‪BB‬يقُ ب‪BB‬شكلٍ م‪BB‬طلقٍ ع‪BB‬لى األع‪BB‬دادِ‬ ‫احل‪BB‬قيقيةِ ) أي ع‪BB‬ناص ‪B‬رُ ‪ ( R‬ب‪BB‬إس‪BB‬تثناءِ ” ق‪BB‬ليلٍ “م‪BB‬نها‪ .‬ل‪BB‬كن مي ‪B‬كِنُ‬ ‫إي‪B‬جاد ل‪B‬كلِّ ع‪B‬ددٍ ح‪B‬قيقيٍ ت‪B‬قري‪B‬باتٍ مب‪B‬تتال‪B‬ياتٍ م‪B‬ن ع‪B‬ناص‪B‬رَ ‪ Q‬م‪B‬قرب‪B‬ةً ال‪B‬ى أيِّ‬ ‫دقةٍ نشاء‪.‬‬ ‫خ‪B‬ام‪B‬ساً‪ .‬إع‪B‬تماداً ع‪B‬لى ” راب‪B‬عاً “‪ ،‬ت‪B‬تمُ ج‪B‬ميعُ ال‪B‬قياس‪B‬اتِ ف‪B‬ي‬ ‫أّم‪BB‬ورِ ال‪BB‬واق ‪B‬عِ امل‪BB‬لموسِ واحل‪BB‬ساب‪BB‬اتِ ال‪BB‬يدوي ‪B‬ةِ أو احل‪BB‬اس‪BB‬وب‪BB‬يةِ ب‪BB‬ال‪BB‬تعوي ‪B‬لِ ع‪BB‬لى‬ ‫‪ .Q‬أمّ‪B‬ا اإلس‪B‬تنتاج‪B‬ات واحلس‪B‬بان‪B‬ات ال‪B‬نظـري‪B‬ة ف‪B‬يُرت‪B‬كـزُ ب‪B‬صورةٍ رئيس‪B‬يةٍ‬ ‫على ‪.R‬‬ ‫‪37‬‬


‫ك ‪OO‬نتُ أُالح‪O O‬ظُ ط ‪OO‬والَ ف ‪OO‬ترةِ إس ‪OO‬ترس ‪OO‬ال ‪OO‬ي ف ‪OO‬ي ال ‪OO‬كالمِ م ‪OO‬حاوالتِ ‪OO‬ه آرل ‪OO‬ني امل ‪OO‬تكررةَِ‬ ‫ملقاطعتي‪ .‬واآلن أشرتُ لها بالتحدث‬ ‫فهمتُ سببَ حيرتِكَ‪.‬‬ ‫إن ‪ Q‬و ‪ R‬وج‪OO‬هانِ ل‪OO‬عملةٍ واح‪OO‬دة‪ .‬وج ‪O‬هُ ‪ R‬يُ‪OO‬زوِّدُن‪OO‬ا ب‪OO‬أع‪OO‬دادٍ‬ ‫م‪O‬ن امل‪O‬تعذَّرِ ال‪O‬وص‪O‬ولِ ال‪O‬ى م‪O‬عظمِها‪ ,‬ف‪O‬يُعَوَّلُ ن‪O‬تيجةً ل‪O‬ذل‪O‬ك‪ ،‬ألغ‪O‬راضِ ال‪O‬تعام‪O‬لِ‬ ‫بها في احلساباتِ الفعليةِ على تقريباتٍ لها من الوجهِ الثاني ‪. Q‬‬

‫ش ‪BB‬كراً ل‪B B‬كِ ع ‪BB‬لى ه ‪BB‬ذا ال ‪BB‬تلخيصِ ال ‪BB‬بليغ‪ .‬أُض ‪BB‬يفُ زي ‪BB‬ادةً ف ‪BB‬ي‬ ‫ال‪B‬توض‪B‬يحِ م‪B‬ثاالً ‪ :‬م‪B‬حيطُ ال‪B‬دائ‪B‬رةِ ي‪B‬ساوي ط‪B‬ولُ ق‪B‬طره‪B‬ا م‪B‬ضروب‪B‬اً ف‪B‬ي ع‪B‬ددٍ‬ ‫ح‪B‬قيقي ث‪B‬اب‪B‬تِ يُ‪B‬رم‪B‬زُ ال‪B‬يه ب‪B‬احل‪B‬رفِ اإلغ‪B‬ري‪B‬قي ‪ π‬ال‪B‬ذي ي‪B‬تعذرُ ال‪B‬وص‪B‬ولَ ال‪B‬يه‪.‬‬ ‫ل‪B‬كن ع‪B‬ندم‪B‬ا ن‪B‬حتاجُ ف‪B‬عالً ف‪B‬ي أع‪B‬مال‪B‬نا ال‪B‬واق‪B‬عية ن‪B‬لجأُ ال‪B‬ى ت‪B‬قري‪B‬بٍ ال‪B‬ى ‪π‬‬ ‫مثل ‪ 3 .1459‬او الى مليون مرتبة عشرية إذا شئنا‪.‬‬ ‫لكن ال زالت مسألةُ الثقوبِ غامضةً عندي‪.‬‬

‫بسيط‪.‬‬

‫ي ‪BB‬جب أن ال ت ‪BB‬كونَ غ ‪BB‬ام ‪BB‬ضةً‪ .‬وس ‪BB‬وف ل ‪BB‬ن ت ‪BB‬كونَ ب ‪BB‬عدشَ‪B B‬رّحٍ‬

‫ل‪B‬يس م‪B‬ن بُ‪B‬دٍ أن‪B‬كِ ت‪B‬علِمني أن م‪B‬رب‪B‬عَ ط‪B‬ولِ وت‪B‬رِ م‪B‬ثلثٍ ق‪B‬ائ‪B‬مٍ‪ ،‬ط‪B‬ولُ‬ ‫كلٍ من ضلعيه املتعامدين واحد يكونُ مساوٍ الى ‪ .2‬أليس كذلك ؟‬

‫ن‪OO‬عم‪ ،‬أع‪OO‬لمُ ذل‪OO‬ك ك‪OO‬ما أذكـُ ‪O‬رُ ال‪OO‬بره‪OO‬انَ ع‪OO‬لى ع‪OO‬دمِ وج‪OO‬ودِ‬ ‫ع‪OO‬ددي‪OO‬ن ص‪OO‬حيحني ‪ p‬و ‪ ) q‬ط‪OO‬بعاً ‪ q‬ل‪OO‬يس ص‪OO‬فراً ( ب‪OO‬حيث أن‬ ‫يساوي ‪2‬‬

‫مربع ) ‪( p/q‬‬ ‫بِعبارةٍ أُخرى ال ينتمي الى ‪ Q‬عنصرٌ مربعُه يساوي ‪. 2‬‬

‫هذا ممتازٌ وأكثر ممّا كنتُ أتوقع‪.‬‬ ‫ك ‪BB‬ي أُوضٍّ‪B B‬حَ م ‪BB‬فهومَ‪B B‬يْ ال ‪BB‬كمالَ وال ‪BB‬تثقب جمل ‪BB‬موع‪B B‬ةِ األع ‪BB‬داد‪،‬‬ ‫ل‪B‬نـتصوَّره‪B‬ا مـ‪B‬فـروش‪B‬ةً ع‪B‬لى خ‪B‬يطٍ ط‪B‬وي‪B‬لِ‪ ،‬وف‪B‬ي م‪B‬تناولِ ي‪B‬دي‪B‬نا م‪B‬قصٌ‪ .‬ع‪B‬ند‬ ‫وض‪B‬عِ احل‪B‬اف‪B‬تَني احل‪B‬ادت‪B‬ني ل‪B‬لمقَصِّ ع‪B‬لى أيِّ ن‪B‬قطةٍ ف‪B‬ي اخل‪B‬يط‪ ،‬ت‪B‬توزعُ األع‪B‬دادُ‬ ‫إمَّ‪B‬ا ال‪B‬ى مي‪B‬نيِ امل‪B‬قصِّ وإمّ‪B‬ا ال‪B‬ى ي‪B‬سارِه‪ .‬م‪B‬ن ال‪B‬واض‪B‬حِ أن ك‪B‬لَّ ع‪B‬ددٍ ” مي‪B‬ينيٍ “‬ ‫أك‪B‬برُ م‪B‬ن أيِّ ع‪B‬ددٍ ” ي‪B‬ساري “ ‪ .‬ه‪B‬نا ي‪B‬كمنُ م‪B‬ا ميُ‪B‬يَزُ احل‪B‬قلَ ال‪B‬كام‪B‬لَ ع‪B‬ن‬ ‫احلِقلِ غيرِ الكامل‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫إن امل‪B‬قصودَ ب‪B‬كمال ح‪B‬قلِ األع‪B‬داد احل‪B‬قيقيةِ ه‪B‬و أن م‪B‬وض‪B‬عَ امل‪B‬قصِّ‬ ‫ع‪B‬لى اخل‪B‬يط ي‪B‬قاب‪B‬لُ ع‪O‬دداً وح‪O‬يداً أص‪O‬غرَ م‪O‬ن أيِّ ع‪O‬ددٍ ع‪O‬لى ال‪O‬يمنيِ وأك‪O‬برُ‬ ‫من أيِّ عددٍ على اليسار‪.‬‬ ‫أمَّ‪B‬ا ب‪B‬النس‪B‬بةِ ال‪B‬ى احل‪B‬قل ‪ Q‬ف‪B‬ال ي‪B‬حوي ب‪B‬ال‪B‬ضرورةِ م‪B‬ثل ه‪B‬ذا ال‪B‬عدد‬ ‫ل‪BB‬كل وضْ ‪B‬عٍ ل‪BB‬لمقص‪.‬ع‪BB‬لى س‪BB‬بيلِ امل‪BB‬ثال‪ ،‬ل‪BB‬نتصورَ أن‪BB‬نا وض ‪B‬عَنا ح‪BB‬اف‪BB‬تي‬ ‫امل‪BB‬قصِّ ع‪BB‬لى م‪BB‬كانٍ ب‪BB‬حيث ت‪BB‬قعُ ال‪BB‬ى مي‪BB‬ينِه ج‪BB‬ميعُ األع‪BB‬دادِ امل‪BB‬وج‪BB‬بةِ ال‪BB‬تي‬ ‫ت‪B‬رب‪B‬يعاتُ‪B‬ها أك‪B‬برُ م‪B‬ن ‪ 2‬وال‪B‬ى ي‪B‬سارِه مج‪B‬موع‪B‬ةُ ك‪B‬لِّ األع‪B‬دادِ غ‪B‬يرِ امل‪B‬وج‪B‬بةِ م‪B‬ع‬ ‫األع‪B‬دادِ امل‪B‬وج‪B‬بةِ ال‪B‬تي ت‪B‬رب‪B‬يعاتُ‪B‬ها أص‪B‬غــرُ مـ‪B‬ن ‪ .2‬إذا ت‪B‬أم‪B‬لنا م‪B‬وق‪B‬عَ ح‪B‬اف‪B‬تي‬ ‫الـ‪BB‬مقصِّ‪ ،‬ل‪BB‬وج‪BB‬دن‪BB‬اه‪BB‬ما ت‪BB‬قعان ع‪BB‬لى ف‪BB‬راغ‪ .‬إذ لـ‪BB‬و إف‪BB‬ترض‪BB‬نا ال‪BB‬عكس أي‬ ‫وق‪BB‬وعِ‪BB‬هما ع‪BB‬لـى ع‪BB‬ددٍ ‪ x‬ف‪BB‬ي ‪ ،Q‬ل‪BB‬كان ‪ x‬أص‪BB‬غـرَ م‪BB‬ن أيٍّ م‪BB‬ن األع‪BB‬دادِ‬ ‫”ال‪B‬يمينية “ وأك‪B‬برَ م‪B‬ن األع‪B‬دادِ ”ال‪B‬يساري‪B‬ة “‪ .‬ومي‪B‬كنُ ال‪B‬بره‪B‬نةُ ع‪B‬لى أن‬ ‫م‪B‬رب‪B‬عَ ه‪B‬ذا ال‪B‬عددِ ‪ X‬ي‪B‬ساوي ‪ .2‬ممّـ‪B‬ا ي‪B‬نـاق‪B‬ضُ حـ‪B‬قيقةَ خ‪B‬لـوِ ‪ Q‬مـ‪B‬ن هـ‪B‬ذا‬ ‫الـعدد‪.‬‬ ‫ولهذا نقول إن ‪ ” Q‬مثـقَّبٌ “وبتعبيرٍمتداولٍ أنه غيرُ كامل‪.‬‬

‫ك‪OO‬نتُ أُالح ‪O‬ظُ أث‪OO‬ناءَ ش‪OO‬رح‪OO‬ي أن آرل‪OO‬ني ت‪OO‬صوِّبُ ال ‪O‬يَّ ن‪OO‬ظراتٍ غ‪OO‬ري‪OO‬بةٍ م‪OO‬ع إب‪OO‬تسام ‪O‬ةٍ‬ ‫خفيفة‪ .‬فسألتُها عندَ إنتهائي من الكالم عن نظراتِها الغامضة‪:‬‬ ‫ك‪O‬يف ال ت‪O‬كونُ ن‪O‬ظرات‪O‬ي غ‪O‬ام‪O‬ضةً وق‪O‬د ج‪O‬علتَ م‪O‬ن األع‪O‬دادِ أح‪O‬زاب‪O‬اً‬ ‫س‪O‬ياس‪O‬يةً مي‪O‬ينيةً وي‪O‬ساري‪O‬ةً‪ .‬وق‪O‬د وض‪O‬عَني أُس‪O‬لوبُ‪O‬كَ ف‪O‬ي ال‪O‬تعبيرِ وف‪O‬ي حت‪O‬ري‪O‬كِ‬ ‫ي‪OO‬دي ‪O‬كَ ف‪OO‬ي ط‪OO‬ورٍ م‪OO‬ن ت‪OO‬نوميٍ م‪OO‬غناطيس‪OO‬ي ف‪OO‬صيرتَ‪OO‬ني ق‪OO‬ادرةً ع‪OO‬لى رؤي ‪O‬ةِ اخل‪OO‬يطِ‬ ‫ال‪O‬وه‪O‬ميَِ ك‪O‬أن‪O‬ه خ‪O‬يطٌ ح‪O‬قيقيٍ ج‪O‬اث‪O‬مٍ ومُجس‪O‬دٍ أم‪O‬ام‪O‬ي وأرى ذراع‪O‬يك مم‪O‬تدت‪O‬ني‬ ‫مي‪O‬يناً وش‪O‬ماالً مم‪O‬سكتني ب‪O‬ه م‪O‬ن ط‪O‬رف‪O‬يه وأُش‪O‬اه‪O‬دُ إص‪O‬بعيك وق‪O‬د إس‪O‬تحال‪O‬تا ال‪O‬ى‬ ‫احلافتني احلادتني ملقصٍّ تعصرانِ اخليطَ املسكنيَ عصراً؟‬ ‫وم ‪OO‬ع ذل ‪OO‬ك‪ ،‬إس ‪OO‬ترع ‪OO‬ى إن ‪OO‬تباه ‪OO‬ي إس ‪OO‬تعمالـُ‪O O‬كَ ك ‪OO‬لمةَ ” ح ‪OO‬قل “‬ ‫أص‪OO‬ابَ ت‪OO‬فكيري بش‪OO‬يءٍ م‪OO‬ن اإلرب‪OO‬اك‪ .‬فه‪OO‬ل ت‪OO‬عني أن األع‪OO‬دادَ احل‪OO‬قيقيةَ‬ ‫والنس‪OO‬بيةَ م‪OO‬ن احل‪OO‬قولِ ال‪OO‬زراع‪OO‬يةِ‪ ،‬أم م‪OO‬ن احل‪OO‬قولِ الكه‪OO‬روم‪OO‬غناطيس‪OO‬يةِ‪ ،‬أم‬ ‫ماذا ؟‬

‫هههههههههه إنكِ خبيرةٌ بالنكاتِ اجلِناسي‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫آخٌ م‪BB‬نكِ ي‪BB‬ا آرل‪BB‬ني م‪BB‬ون‪BB‬هان‪ .‬آخ‪ ،‬ك‪BB‬نتُ أن‪BB‬وي ته‪BB‬ري ‪B‬بَ م‪BB‬فهومِ‬ ‫احل‪BB‬قل دون أن أُجه ‪B‬دَكِ وأُجه ‪B‬دَ نفس‪BB‬ي ب‪BB‬تعري ‪B‬فِه‪ .‬ل‪BB‬كنكِ وج‪BB‬دت‪BB‬يني‬ ‫متلبساً بتهريبِه‪ ،‬ممّا يستدعي مني تفسيراً‪.‬‬ ‫لم أكنْ أعلمُ أنكَ تعملُ بالتهريب !!!!!‬

‫أعتقدُ أن من حقي الدفاعَ عن نفسي‪!!!.‬‬ ‫إع‪BB‬تـادَ ال‪BB‬عام‪BB‬لونَ ف‪BB‬ي م‪BB‬جالِ ال‪BB‬ري‪BB‬اض‪BB‬ياتِ م‪BB‬نذُ ال‪BB‬قرنِ ال‪BB‬تاس ‪B‬عِ عش‪BB‬ر‬ ‫ع‪B‬لى إس‪B‬تـعمالِ ك‪B‬لماتٍ بـس‪B‬يطةٍ وم‪B‬تداول‪B‬ةٍ م‪B‬ثـل‪ ” ،‬زمـ‪B‬رة “ و ” ح‪B‬لـقة “‬ ‫و ” ح‪B‬قل “ و ” ك‪B‬ارث‪B‬ة “ و ” ف‪B‬وض‪B‬ى “ وغ‪B‬يره‪B‬ا‪ ،‬إس‪B‬تعماالً م‪B‬ختلفاً‬ ‫ع‪B‬ن م‪B‬عان‪B‬يها امل‪B‬عتادة ل‪B‬لدالل‪B‬ة ع‪B‬لى م‪B‬فاه‪B‬يمَ م‪B‬عقدةٍ‪ ،‬ع‪B‬لى ع‪B‬كسِ ال‪B‬علوم‬ ‫األُخ‪B‬رى ال‪B‬تي تَس‪B‬تعمِلُ م‪B‬صطلحاتٍ م‪B‬عقَّدةً مل‪B‬فاه‪B‬يمَ م‪B‬أل‪B‬وف‪B‬ةَ‪ ،‬م‪B‬ثالً‪ :‬اإلس‪B‬مُ‬ ‫العلمي للقطِ ‪ ،Felis Silvestris‬وللبرتقال ‪.Citrus Sinersis‬‬ ‫ب‪B‬عد ه‪B‬ذه امل‪B‬قدم‪B‬ةِ أب‪B‬دأُ ” بِ‪B‬دف‪B‬اع‪B‬ي “ م‪B‬وض‪B‬حاً م‪B‬حاول‪B‬تي ته‪B‬ري‪B‬ب‬ ‫مفهوم احلقل‪.‬‬ ‫ك‪BB‬لمةُ ” مج‪BB‬موع‪BB‬ة “ مب‪BB‬فردِه‪BB‬ا‪ ،‬أي م‪BB‬ن دونِ ن‪BB‬عتٍ يس‪BB‬بقُها أو‬ ‫ي‪B‬ليها‪ ،‬تـ‪B‬دلُّ ع‪B‬لـى مج‪B‬رُّدِك‪B‬وم‪B‬ةِ أش‪B‬ياءٍ ال ي‪B‬رب‪B‬طُ ع‪B‬ناص‪B‬ره‪B‬ا أيُّ ع‪B‬الق‪B‬ةٍ س‪B‬وى‬ ‫اإلنتماء‪ ،‬ال ترتيبٌ يُنظـِّمُها وال عملياتٌ جتُرى بينها‪،‬‬ ‫مـ‪B‬ن ج‪B‬هةٍ أُخـ‪B‬رى‪ ،‬ك‪B‬لماتٌ م‪B‬ن أم‪B‬ثالِ ” زمـ‪B‬رة “ أو” ح‪B‬لـقة “ أو‬ ‫” حقل “ أو” بُنية ترتيب “ هي مصطلحاتٌ حُبْلى بالبُنى واخلواص‪.‬‬ ‫إذا ت‪BB‬صوَّرن‪BB‬ا اجمل‪BB‬موع‪BB‬ة م‪BB‬ثل ك‪BB‬وم ‪B‬ةٍِ م‪BB‬ن ال‪BB‬طاب‪BB‬وق‪ ،‬ف‪BB‬يمكنُ ت‪BB‬صوّر‬ ‫ال‪B‬زم‪B‬رةَ واحل‪B‬لقةَ واحل‪B‬قلَ ك‪B‬أب‪B‬نيةٍ م‪B‬ختلفةٍ ن‪B‬وع‪B‬اً وط‪B‬رازاً وس‪B‬عةً شُ‪B‬يِّدَ ك‪B‬لٌّ م‪B‬نها‬ ‫من الطابوقِ بترتيبٍ خاص‪.‬‬ ‫س ‪B‬أُح‪BB‬اولُ ف‪BB‬يما ي‪BB‬لي أن أش‪BB‬رحَ ب‪BB‬إخ‪BB‬تصارٍ م‪BB‬وض‪BB‬حاً ال‪BB‬بناءَ امل‪BB‬قصودَ‬ ‫مبفهومِ احلقل الذي نحن بصددِه‬ ‫احل‪B‬قلُ ب‪B‬ناءٌ ف‪B‬كري ي‪B‬تضمنُ ع‪B‬مليتنيِ ثُ‪B‬نائ‪B‬يتنيِ‪ ،‬ت‪B‬رب‪B‬طُ ك‪B‬لٌّ م‪B‬نهما‬ ‫ب‪BB‬طري‪BB‬قةٍ أو ب ‪B‬أُخ‪BB‬رى ع‪BB‬نصـراً مـ‪BB‬ع كـ ‪B‬لِّ زوجٍ م‪BB‬ن ال‪BB‬عـناص‪BB‬ر ش‪BB‬رطِ أن حت‪BB‬قـقا‬ ‫ن‪B‬فسَ املُسَ‪B‬لـَماتِ اإلع‪B‬تيادي‪B‬ةِ ل‪B‬عمليتَي اجل‪B‬معِ وال‪B‬ضربِ امل‪B‬أل‪B‬وف‪B‬تني‪ .‬وله‪B‬ذا‬ ‫تُ‪BB‬سميا م‪OO‬جازاً ” ج‪BB‬مع “ و ” ض‪BB‬رب “‪ .‬وي‪BB‬جبُ ال‪BB‬تأك‪BB‬يدُ ع‪BB‬لى أن‬ ‫عناصرَ اجملموعةِ قد تكونُ أعداداً وقد ال تكون ‪.‬‬ ‫ه‪BB‬نال‪BB‬ك ح‪BB‬قولٌ ك‪BB‬ثيرةٌ‪ .‬ل‪BB‬كن احل‪BB‬قلني ‪ Q‬و ‪ R‬أه ‪B‬مُّها إذ‬ ‫تُنَمْذَجُ على صفاتِهما احلقولُ األُخرى‪.‬‬ ‫‪40‬‬


‫إن‪BB‬ني لس ‪B‬تُ غ‪BB‬يرَ واعٍ أن م‪BB‬ن ال‪BB‬صعوبِ‪BB‬ة مب‪BB‬كان إس‪BB‬تيعابَ وت‪BB‬ذوقَ‬ ‫امل‪B‬فهومِ دون أم‪B‬ثلةٍ ت‪B‬وض‪B‬يحيةً ت‪B‬ختلفُ ع‪B‬ن امل‪B‬ثال‪B‬نيِ ال‪B‬قياس‪B‬يني ‪ Q‬و ‪.R‬‬ ‫ف‪BB‬ي احل‪BB‬قيقةِ ك‪BB‬نتُ أط‪BB‬محُ ال‪BB‬ى إع‪BB‬طائ ‪B‬كِ أم‪BB‬ثلةً ع‪BB‬لى غ‪BB‬يرِه‪BB‬ما‪ ،‬ل‪BB‬كن م‪BB‬ن‬ ‫امل‪B‬ؤس‪B‬فِ أن‪B‬ه ال ي‪B‬وج‪B‬دُ م‪B‬تسعٌ ك‪B‬افٍ م‪B‬ن ال‪B‬وق‪B‬تِ ل‪B‬لتطرقِ ال‪B‬يها وامل‪B‬كتبةُ ع‪B‬لى‬ ‫وشك أن تُغلق‪.‬‬

‫ت ‪OO‬فهمتُ األس ‪OO‬بابَ ال ‪OO‬داع ‪OO‬يةَ حمل ‪OO‬اول‪O O‬تِكَ الش ‪OO‬ري ‪OO‬فةِ ” ته ‪OO‬ري‪O O‬بَ “‬ ‫م‪OO‬فهومِ احل‪OO‬قلِ‪ .‬أودُّ أن أُقِ ‪O‬رَّ ب‪OO‬عدمِ إس‪OO‬تطاع‪OO‬تي اإلدع‪OO‬اءَ إس‪OO‬تيعاب‪OO‬ي امل‪OO‬فهومَ‬ ‫ب‪OO‬صورةٍ ك‪OO‬ام‪OO‬لة‪ .‬وم‪OO‬ع ذل‪OO‬ك ف‪OO‬زوَّدَتْ‪OO‬ني ت‪OO‬وض‪OO‬يحاتُ ‪O‬كَ‪ ،‬رغ ‪O‬مَ إق‪OO‬تضابِ‪OO‬ها‪،‬‬ ‫ب‪O‬فكرةٍ ض‪O‬باب‪O‬يةٍ ع‪O‬ن امل‪O‬فهومِ‪ .‬وأمت‪O‬نى أن ت‪O‬تكرمَ ب‪O‬إت‪O‬اح‪O‬ةِ ف‪O‬رص‪O‬ةٍ ال‪O‬ى ل‪O‬قاءٍ آخ‪O‬ر‬ ‫إلسترسالٍ أوسع‪.‬‬

‫لم أُجِبْ على إقتراحِها‪.‬‬ ‫سكتتْ آرلني متأملةً بعمق‪.‬‬ ‫طالَ صمتـُها ثالثِ أو ربَّما أربعِ دقائق‪.‬ثم قطعتُ عليها سكوتَها بالسؤال ‪:‬‬ ‫ماذا عساكِ تفكـِّرينَ به‪ .‬يا آرلني ؟‬ ‫ال‪O‬الن‪O‬هاي‪O‬ة إس‪O‬تحوذتْ ع‪O‬لى أف‪O‬كاري‪ ،‬خ‪O‬اص‪O‬ةً الن‪O‬هاي‪O‬ات مج‪O‬موع‪O‬اتِ‬ ‫األع ‪OO‬دادِ ‪ :‬ال ‪OO‬طبيعيةِ والنس ‪OO‬بـيةِ واحل ‪OO‬قيقية‪ .‬واض‪O O‬حٌ أن ك‪O O‬الً م ‪OO‬نها غ ‪OO‬يرُ‬ ‫منته‪O‬ية‪ ،‬األُول‪O‬ى ج‪O‬زءٌ م‪O‬ن ال‪O‬ثان‪O‬يةِ وه‪O‬ذه بِ‪O‬دَورِه‪O‬ا جـ‪O‬زءٌ م‪O‬ن ال‪O‬ثال‪O‬ثةِ‪ .‬ل‪O‬كن‬ ‫ال‪OO‬تأم ‪O‬لَ ال‪OO‬عميق ب‪OO‬التس‪OO‬لسلِ اله‪OO‬رم‪OO‬ي‪ ،‬ي‪OO‬دف ‪O‬عُني ال‪OO‬ى أن ي‪OO‬تراءى ل‪OO‬ي وج‪OO‬ودُ‬ ‫تباينٍ في منزلةِ أو كِ​ِـبَرِ الـ ” ‪ “Infinitude‬بينها‪.‬‬

‫ل‪BB‬قد عه‪BB‬دتُ‪ ،‬ب‪BB‬فضلِ خ‪BB‬برت‪BB‬ي ال‪BB‬قصيرةِ م‪BB‬عكِ‪ ،‬أن أج ‪B‬دَ رؤي‪BB‬اكِ‬ ‫عميقةً فهل ميكنُكِ الكشفَ عمَّا إستجدَّ منها ؟‬ ‫ي ‪OO‬تراءى ل ‪OO‬ي أن الـ” ‪ “Infinitude‬للمج ‪OO‬موع‪O O‬ةِ ال ‪OO‬ثال ‪OO‬ثةِ أق ‪OO‬وى م ‪OO‬ن‬ ‫الثانيةِ والثانيةُ أقوى من األُولى‬

‫رغمَ مصطلحُِكِ ‪Infinitude‬غيرُ املألوف‪ ،‬فقد فهمتُ قصدَكِ‪.‬‬ ‫على كلِّ حال‪ ،‬درجتُكِ ‪!!.50/100‬‬ ‫ف‪B‬ي احل‪B‬قيقةِ‪ ،‬إن امل‪B‬واض‪B‬يعَ ال‪B‬تي ت‪B‬راءتْ ل‪B‬كِ ج‪B‬دي‪B‬رةٌ ب‪B‬اإله‪B‬تمام س‪B‬واءً‬ ‫صَـ ‪B‬دُقـ ‪B‬تْ أم لـ‪BB‬م تَ ‪B‬صْدُقْ‪ .‬ل‪BB‬كن ال‪BB‬ري‪BB‬اض‪BB‬يات‪BB‬ي األمل‪BB‬ان‪BB‬ي ج‪BB‬ورج ك‪BB‬ان‪BB‬تر‬ ‫) ‪ ( 1918-1845‬ق‪B‬د س‪B‬بقَكِ‪ ،‬م‪B‬نذ ت‪B‬سعينات ال‪B‬قرن ال‪B‬تاس‪B‬ع عش‪B‬ر‪ ،‬ف‪B‬ي‬ ‫دراس‪B‬تهـا ب‪B‬إم‪B‬عـانٍ وع‪B‬مـق فـ‪B‬بره‪B‬نَ ع‪B‬لى ت‪B‬قادرِ مج‪B‬موع‪B‬تَي األع‪B‬دادِ ال‪B‬طبيعةِ‬ ‫‪41‬‬


‫و النس‪B‬بية وع‪B‬لى أن مج‪B‬موع‪B‬ةَ األع‪B‬دادِ احل‪B‬قيقيةِ أع‪B‬لى ق‪B‬درةً م‪B‬ن مج‪B‬موع‪B‬ةِ‬ ‫األعدادِ النسبية‪.‬‬ ‫ما هو التقادرُ‪.‬؟‪ .‬أراكَ حتاولُ ” تهريبَ “مفهومٍ آخر!!!‪.‬‬

‫ال ت‪B‬تهمينني بس‪B‬رع‪B‬ةٍ‪ .‬إذ س‪B‬أُشْ‪B‬بِعُ م‪B‬فهومَ ال‪B‬تقادرِ ت‪B‬عري‪B‬فاً‪ ،‬ب‪B‬عد‬ ‫دقائقَ قليلة‪.‬‬ ‫ف‪B‬ي احل‪B‬قيقة أودُّ أوالً أن أُبْ‪B‬دي إع‪B‬جاب‪B‬ي ب‪B‬أص‪B‬ال‪B‬ةِ وأن‪B‬اق‪B‬ةِ ب‪B‬راه‪B‬ني ك‪B‬ان‪B‬تر‬ ‫ال‪B‬تي إطـَّ‪B‬لـَعتُ ع‪B‬ليها ل‪B‬لمرةِ األُول‪B‬ى ح‪B‬ني ك‪B‬نتُ ل‪B‬م أزلْ ط‪B‬ال‪B‬باً ف‪B‬ي م‪B‬رح‪B‬لةِ‬ ‫الثانويةِ من خالل قراءتي كتابَ ‪ Men of Mathematics‬تأليفِ ‪.E.T. Bell‬‬ ‫إن‪OO‬ي مش‪OO‬تاق ‪O‬ةٌ ال‪OO‬ى ال‪OO‬تعرٍّفِ ع‪OO‬لى ت‪OO‬لك ال‪OO‬براه‪OO‬ني‪ .‬ف‪OO‬أرج‪OO‬وكَ ال‪OO‬عملَ‬ ‫على تلبيةِ طلبي‪.‬‬

‫بكلِّ سرور‪.‬‬ ‫م‪B‬ن امل‪B‬علومِ أن ب‪B‬اإلم‪B‬كانُ م‪B‬قارن‪B‬ةَ مج‪B‬موع‪B‬تني ” ص‪B‬غيرت‪B‬ني “ ب‪B‬إج‪B‬راءِ‬ ‫ع‪B‬دٍّ ع‪B‬ناص‪B‬رَ ك‪B‬لٍّ م‪B‬نهما‪ ) .‬إن امل‪B‬قصودَ مب‪B‬قارن‪B‬ةِ مج‪B‬موع‪B‬تني ه‪B‬و ال‪B‬بتُّ ف‪B‬ي‬ ‫مساواةِ أو عدمِ مساواةِ أعدادِ عناصرِهما (‪.‬‬ ‫ل‪BB‬كن‪ ،‬ل‪BB‬يس م‪BB‬ن بُ ‪B‬دٍّ أن ‪B‬كِ ت‪BB‬علمني أن‪BB‬نا غ‪BB‬ال ‪B‬بِاً م‪BB‬ا جن ‪B‬دُ ف‪BB‬ي ح‪BB‬ياتِ‪BB‬نا‬ ‫اإلع‪BB‬تيادي ‪B‬ةِ مج‪BB‬موع‪BB‬اتٍ ” ك‪BB‬بيرةٍ ال‪BB‬ى ح ‪B‬دٍّ م‪BB‬ا “ ال‪BB‬تي ال ن‪BB‬حتاجُ ل‪BB‬غرضِ‬ ‫مقارنةِ زوجٍ منها الى إجراءِ عَدٍّهما عدّاً فعلياً‪.‬‬ ‫ألض‪BB‬ربَ ل ‪B‬كِ م‪BB‬ثالً ‪ :‬إذا وج‪BB‬دتِ‪ ،‬ع‪BB‬ند دخ‪BB‬ولِ ‪B‬كِ ق‪BB‬اع ‪B‬ةً للس‪BB‬ينما‬ ‫أن‪B‬ها م‪B‬آلى‪ .‬امل‪B‬شاه‪B‬دونَ يُ‪B‬شْغِلونَ ج‪B‬ميعَ امل‪B‬قاع‪B‬دِ‪ ،‬ول‪B‬يس م‪B‬ن م‪B‬شاه‪B‬دٍ‬ ‫ي‪B‬قفُ ب‪B‬اح‪B‬ثاً ع‪B‬ن م‪B‬قعد‪ .‬أس‪B‬تطيعُ أن أتَ‪B‬بَصَرَ م‪B‬ن إب‪B‬تسام‪B‬تِكِ اخل‪B‬فيفةِ أن‪B‬كِ‬ ‫ال تس‪B‬تبقنيَ ف‪B‬قط س‪B‬ؤال‪B‬ي ع‪B‬ن ت‪B‬ساوي ع‪B‬ددَيْ ع‪B‬ناص‪B‬ر ِت‪B‬ينك اجمل‪B‬موع‪B‬تني ب‪B‬ل‬ ‫أن‪B‬كِ ق‪B‬د جَهَّ‪B‬زتِ ج‪B‬وابَ‪B‬كِ مس‪B‬بقاً ب‪B‬أنَ امل‪B‬وق‪B‬فَ واض‪B‬حٌ مت‪B‬ام‪B‬اً‪ ،‬ب‪B‬تساوي ع‪B‬ددُ‬ ‫مج‪BB‬موع ‪B‬ةِ امل‪BB‬تفرج‪BB‬ني م‪BB‬ع ع‪BB‬ددِ مج‪BB‬موع ‪B‬ةِ امل‪BB‬قاع‪BB‬د‪ .‬أع‪BB‬لمُ ك ‪B‬لَّ ذل‪BB‬ك‪.‬‬ ‫ل‪B‬كنني أط‪B‬لـُبُ م‪B‬نكِ امل‪B‬زي‪B‬دَ م‪B‬ن ال‪B‬تأم‪B‬لِ ك‪B‬ي ت‪B‬ضعي أص‪B‬بعَكِ ل‪B‬يس ع‪B‬لى م‪B‬ا‬ ‫هو واضحٌ إمنا على سببِ ذلك الوضوحِ نفسِه‬ ‫لكنها أجابتْ بعد مجرَّد نصفِ دقيقةٍ تقريباً‪.‬‬ ‫ي ‪OO‬كادُ أن ي ‪OO‬كونَ الس ‪OO‬ببُ ب‪O O‬يِّناً‪ .‬إذ أن امل ‪OO‬وق‪O O‬فَ ي ‪OO‬فرضُ ع ‪OO‬لينا أن‬ ‫” ن‪OO‬رب ‪O‬طَ “ ك ‪O‬لَّ م‪OO‬شاه ‪O‬دٍ م‪OO‬ع امل‪OO‬قعدِ ال‪OO‬ذي يج‪OO‬لسُ ع‪OO‬ليه‪ ،‬وم‪OO‬ع ك ‪O‬لِّ م‪OO‬قعدٍ‬ ‫املشاهدَ الذي يقعدُ عليه‪.‬ال من سببٍ سوى هذا‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫ش‪B‬كراً ل‪B‬كِ‪ .‬ه‪B‬ذا م‪B‬ا ك‪B‬نتُ أت‪B‬وق‪B‬عُه م‪B‬نكِ‪ .‬يُ‪B‬سمى ال‪B‬رب‪B‬طُ ال‪B‬ذي‬ ‫تكلــَّمتِ عنه ” التقابلَ واحدٍ‪-‬لِواحدٍ “‪.‬‬ ‫م‪B‬ن ال‪B‬واض‪B‬حِ أن‪B‬ه ي‪O‬شكـِّلُاألداةَ ال‪B‬فكري‪B‬ةَ الـ‪B‬محوريَ‪B‬ةَ ال‪B‬تي تُ‪B‬غْنينا ع‪B‬ن‬ ‫ال‪B‬تعكـُّزِ ع‪B‬لى األع‪B‬دادِ ل‪B‬غرضِ م‪B‬قارن‪B‬ةِ اجمل‪B‬موع‪B‬اتِ املنته‪B‬يةِ ” ال‪B‬كبيرة “ م‪B‬ن‬ ‫أم‪B‬ثالِ م‪B‬جوع‪B‬تَيْ امل‪B‬شاه‪B‬دي‪B‬ن وامل‪B‬قاع‪B‬د ف‪B‬ي أيِّ ق‪B‬اع‪B‬ةٍ‪ ،‬أو مج‪B‬موع‪B‬تَي شَ‪B‬عْرِكِ‬ ‫وشَعْرِ تلك الفتاةِ الشقراءِ اجلالسةِ قُربَ الشباك‪.‬‬ ‫الفتاة الشقراء ؟ !!!! الرجالُ يفضلـِّون الشقراوات‪.‬‬

‫ل‪B‬كن ف‪B‬يلماً آخ‪B‬رَ ل‪B‬لممثلةِ م‪B‬ارل‪B‬ني م‪B‬ون‪B‬رو‪ ،‬ي‪B‬دَّع‪B‬ي‪ ،‬أن‪B‬هم ي‪B‬تزوج‪B‬ون‬ ‫السمراوات‪.!!!.‬‬ ‫آرل‪B‬ني‪ ،‬إن حش‪B‬رَكِ أُم‪B‬ورٌ ال ش‪B‬أنَ ل‪B‬نا ب‪B‬ها‪ ،‬ق‪B‬د ب‪B‬ترَ س‪B‬لسلةَ أف‪B‬كاري‪.‬‬ ‫دعـ‪B‬يني اآلن أُحـ‪B‬اولُ إس‪B‬تعـادتَ‪B‬ها‪ .‬كـ‪B‬نتُ أت‪B‬كـلمُ عـ‪B‬ن اجمل‪B‬موع‪B‬اتِ املنته‪B‬يةِ‬ ‫” ال ‪BB‬كبيرة “‪ ،‬م ‪BB‬بيناً أن م ‪BB‬ن ال ‪BB‬صعبِ ج ‪BB‬داً ل ‪BB‬كن ل ‪BB‬يس م ‪BB‬ن املس ‪BB‬تحيلِ‬ ‫إح‪B‬صاءَ ع‪B‬ددِ مج‪B‬موع‪B‬ةِ ش‪B‬عرِكِ وش‪B‬عرِ ال‪B‬فتاةِ ال‪B‬شقراء ألن‪B‬هما مج‪B‬موع‪B‬تان‪،‬‬ ‫رغم كِبَرِهما‪ ،‬منتهيتان‪.‬‬ ‫ل‪B‬كن م‪B‬ن املس‪B‬تحيلِ ع‪B‬دَّ ع‪B‬ناص‪B‬رَ مج‪B‬موع‪B‬ةٍ غ‪B‬يرِ منته‪B‬يةٍ‪ .‬إن أق‪B‬صى‬ ‫م‪BB‬ا مي‪BB‬كنُ ال‪BB‬توصُ ‪B‬لَ ال‪BB‬يه ه‪BB‬و م‪BB‬قارن‪BB‬تها م‪BB‬ع مج‪BB‬موع ‪B‬ةٍ أُخ‪BB‬رى إع‪BB‬تماداً ع‪BB‬لى‬ ‫التقابلِ واحدٍ‪-‬لِواحدٍ‪.‬‬ ‫ك‪B‬ي ي‪B‬كونَ ذه‪B‬نُكِ مس‪B‬تعداً ل‪B‬تقبلِ م‪B‬نحىً ج‪B‬دي‪B‬داً‪ ،‬ع‪B‬ليكِ حت‪B‬وي‪B‬رَ‬ ‫عبارتَكِ عن تساوي عددَيْ مجموعتَيْ املشاهدين واملقاعد‬ ‫ال أفـهـم‪ ،‬لـمـاذا أُحـَوِّرُهـا ؟‪ .‬هـل أخـطـأتُ فـي تـعـبـيـري ‪.‬؟‬

‫ك‪B‬ال‪ ،‬إطـْ‪B‬مَئني‪ .‬ل‪B‬يس ت‪B‬عبيرُكِ خ‪B‬طأً ‪ .‬ل‪B‬كن ي‪B‬نبغي أن تَ‪B‬درك‪B‬ي‬ ‫أن ال‪B‬عددَ احل‪B‬قيقي ل‪B‬كلٍّ م‪B‬ن اجمل‪B‬موع‪B‬تني ال زال خ‪B‬اف‪B‬ياً عَ‪B‬نكِ‪ .‬إذ ل‪B‬م ي‪B‬كنْ‬ ‫إج‪B‬راؤكِ ع‪B‬دَّاً ف‪B‬علياً‪ ،‬أي أن‪B‬كِ ت‪B‬عام‪B‬لتِ م‪B‬ع اجمل‪B‬موع‪B‬تني املنته‪B‬يتنيِ وك‪B‬أن‪B‬هما‬ ‫غ‪B‬يرُ منته‪B‬يتني‪ .‬ف‪B‬ال ي‪B‬كونُ ال‪B‬كالمُ ع‪B‬ن م‪B‬ساواةِ أع‪B‬دادِه‪B‬ما م‪B‬ناس‪B‬باً ع‪B‬لى‬ ‫املستوى املنطقيِ‪.‬‬ ‫أت ‪OO‬ساءلُ م ‪OO‬تعجبةً‪ ،‬م ‪OO‬اذا ي ‪OO‬نبغي ع ‪OO‬ليًّ​َّ أن أق ‪OO‬ولَ ك ‪OO‬ي أُسْ‪O O‬بِغَ ع ‪OO‬لى‬ ‫كالمي مكانةً الئقةً على املستوى املنطقي ؟ !!‪.‬‬

‫ل‪BB‬يس ه‪BB‬نال‪BB‬ك م‪BB‬ا ي‪BB‬دع‪BB‬و ال‪BB‬ى ال‪BB‬تعجب‪ .‬ت‪BB‬علمني ج‪BB‬يداً أن ‪B‬كِ ل‪BB‬م‬ ‫ت‪B‬قوم‪B‬ي ب‪B‬إج‪B‬راءِ ع‪B‬دٍّ ف‪B‬عليٍ ع‪B‬لى اجمل‪B‬موع‪B‬تني ب‪B‬ل أج‪B‬ري‪B‬تِ ع‪B‬ليهما ” ت‪B‬قاب‪B‬الً‬ ‫واحدٍ ـ لواحدٍ “ فمن املفضّلِ وصفُهُما ” متقادرتني “‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫ل‪B‬كن ع‪B‬ندم‪B‬ا ت‪B‬تعام‪B‬لني م‪B‬ع مج‪B‬موع‪B‬اتًٍ غ‪B‬يرًِ منته‪B‬بةٍ ف‪B‬عندئ‪B‬ذٍ ي‪O‬جبُ‬ ‫عَلـَيكِ إستخدامَ مصطلحِ التقادرِ وإشتقاقاتًِه اللغوية‪.‬‬ ‫يلي ‪:‬‬

‫إس‪O‬تطعتُ أخ‪O‬يراً ب‪O‬عد م‪O‬عان‪O‬اةٍ أن ألـُ‪O‬مَّ بِ‪O‬فَهْمِ ج‪O‬وان‪O‬بَ امل‪O‬وض‪O‬وعِ ك‪O‬ما‬ ‫• يُ‪OO‬قالُ ع‪OO‬ن مج‪OO‬موع‪OO‬تني إن‪OO‬هما م‪OO‬تقادرت‪OO‬ان إذا أُم‪OO‬كنَ رَب‪OO‬طـُهما‬ ‫بِتقابلٍ واحدٍ ـ لواحد‪.‬‬ ‫• إن م‪OO O‬فهومَ ال‪OO O‬تقادرِ ج‪OO O‬وه‪OO O‬ريٌ ف‪OO O‬ي ال‪OO O‬دراس‪OO O‬اتِ امل‪OO O‬تعلقة‬ ‫باجملموعاتِ غيرِ املنتهية‪.‬‬ ‫• إذا أُس‪O‬تُنتجَتْ م‪O‬ساواةُ ع‪O‬ددَيْ ع‪O‬ناص‪O‬رِ مج‪O‬موع‪O‬تني منته‪O‬يتني‬ ‫ب‪OO O‬إج‪OO O‬راءِ ” ت‪OO O‬قاب ‪O O‬لٍ واح ‪O O‬دٍ ‪ -‬ل‪OO O‬واحد “‪ ،‬ف ‪O O‬يُفضَّلُ إس‪OO O‬تخدام‬ ‫َاملسمياتِ املشتقة لغوياً من كلمة ” تقادر”‪.‬‬

‫نِعْمَ التلخيص‬ ‫أرس‪B‬ى ك‪B‬ان‪B‬تر دع‪B‬ائ‪B‬مَ ال‪B‬بحوثِ ف‪B‬ي م‪B‬يدانِ اجمل‪B‬موع‪B‬اتِ غ‪B‬يرِ املنته‪B‬ية‬ ‫وفتحَ فيه آفاقـاَ جديدةً لم يحلمْ بها إال قلةٌ من الرياضياتيني‬ ‫أودًُ اإلع‪OO‬ترافَ ب‪OO‬أن‪OO‬ي ض ‪O‬قْتُ ذرع ‪O‬اً‪۰‬بِ‪OO‬كثرةِ م‪OO‬ا س‪OO‬معتًُ م‪OO‬نكَ ع‪OO‬ن‬ ‫اجمل ‪OO‬موع ‪OO‬اتِ غ ‪OO‬يرِ املنته ‪OO‬يةِ‪ .‬إال أن‪O O‬كَ ركـَّ ‪OO‬زتَ م ‪OO‬عظمَ إه ‪OO‬تمامِ‪O O‬كَ ع ‪OO‬لى‬ ‫مج ‪OO‬موع ‪OO‬اتٍ منته ‪OO‬يةٍ ل ‪OO‬كنها ” ك ‪OO‬بيرةٍ “ م ‪OO‬ثل مح ‪OO‬موع‪O O‬ةِ ش ‪OO‬عر ال ‪OO‬فتاة‬ ‫الشقراء‪ .‬ولم تُسْعِفْ متذوقةً للرياضياتِ بتعريفٍ دقيقٍ يشفي غليلِها‬

‫أطـْمئني سيارةُ اإلسعاف في طريقِها اليكِ !!!!‬ ‫ظه ‪B‬رَ أولُ ت‪BB‬عري ‪B‬فٍ دق‪BB‬يقٍ مل‪BB‬فهومِ مج‪BB‬موع ‪B‬ةٍغ‪BB‬يرِ منته‪BB‬يةٍ ف‪BB‬ي ال‪BB‬قرنِ‬ ‫ال‪B‬ساب‪B‬عِ عش‪B‬ر ف‪B‬ي ك‪B‬تابِ غ‪B‬ال‪B‬يليو امل‪B‬عنونُ ‪” :‬عِ‪B‬لـْمانِ ج‪B‬دي‪B‬دان “‪.‬إذ ي‪B‬قولُ‬ ‫حسبَ مصطلحاتِنا احلالية ‪:‬‬ ‫تكونُ مجموعةٌ غيرُ منتهيةٍ إذا وُجِدَ جزءٌ فعليٌ منها متقادَراً معها‪.‬‬

‫يُ ‪BB‬بني ال ‪BB‬شكلُ اآلت ‪BB‬ي ت ‪BB‬قادرَ مج ‪BB‬موع‪B B‬ةِ األع ‪BB‬دادِ ال ‪BB‬طبيعية م ‪BB‬ع‬ ‫مج‪B‬موع‪B‬ةٍ ج‪B‬زئ‪B‬يةٍ م‪B‬نها‪ .‬ال‪B‬تقادرُ الـ‪B‬مشارُ ال‪B‬يه ن‪B‬اتـ‪B‬جٌ م‪B‬ن ال‪B‬تقـابـ‪B‬لِ ال‪B‬ذي‬ ‫يـربـطُ كلَّ عددٍ طبيعيٍ مع تربيعِه‪ ،‬كما مبنيٌ في الشكلِ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫إس‪B‬تثمرَ ك‪B‬ان‪B‬تر ف‪B‬كرةَ ال‪B‬تقاب‪B‬لِ ال‪B‬واح‪B‬د ـ ال‪B‬واح‪B‬د ف‪B‬ي ب‪B‬حوثِ‪B‬ه أف‪B‬ضلَ‬ ‫إس‪BB‬تثمارٍ متــَّخ‪BB‬ذاً مج‪BB‬موع ‪B‬ةَ األع‪BB‬دادِ ال‪BB‬طبيعيةِ ك‪BB‬وح‪BB‬دةِ ق‪BB‬ياسٍ تُ‪BB‬قاسُ‬ ‫ع‪B‬ليها درج‪B‬ةَُ ال‪B‬قدرةِ ال‪B‬الن‪B‬هائ‪B‬يةِ للمج‪B‬موع‪B‬ات األُخ‪B‬رى‪ ،‬م‪B‬ثلما يُتَّخ‪B‬ذُ امل‪B‬ترَ‬ ‫وحدةً لقياسِ األطوال‪.‬‬ ‫ك‪BB‬ان‪BB‬ت أف‪BB‬كارُ ك‪BB‬ان‪BB‬تر أص‪BB‬يلةً ف‪BB‬ي روع ‪B‬تِها ورائ‪BB‬عةً ف‪BB‬ي أص‪BB‬ال ‪B‬تِها‪.‬‬ ‫ومت‪B‬خضتْ م‪B‬نها م‪B‬دارسٌ ف‪B‬لسفيةٌ ف‪B‬ي ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪ .‬وت‪B‬رك‪B‬تْ م‪B‬شاك‪B‬لَ ب‪B‬قتْ‬ ‫لعقودٍ عديدةٍ صامـدةً عـاصيةً على اجلَزَّمِ في صدقِها أو بُطالنِها‪.‬‬ ‫‪N‬‬

‫ل‪B‬علَ أولَ م‪B‬ا ف‪B‬كـَّرَ ب‪B‬ه ك‪B‬ان‪B‬تر ه‪B‬و ال‪B‬بَتُّ ف‪B‬ي ال‪B‬رأيِ‪ ،‬امل‪B‬بنِّيَ ع‪B‬لى احل‪B‬سِّ‬ ‫ال‪B‬فطري‪ ،‬ب‪B‬أن مج‪B‬موع‪B‬ةَ األع‪B‬دادِ النس‪B‬بيةِ أك‪B‬ثرُ ق‪B‬درةً م‪B‬ن مج‪B‬موع‪B‬ةِ األع‪B‬دادِ‬ ‫الطبـيعيةِ ألن األخيرةَ جـزءٌ من األُولى‪.‬‬ ‫ب‪B‬إت‪B‬خاذِه اجمل‪B‬موع‪B‬ةَ ك‪B‬وح‪B‬دةِ ق‪B‬ياس‪ ،‬ص‪B‬ارتْ اجمل‪B‬موع‪B‬اتُ امل‪B‬تِقادرة‬ ‫م‪BB B‬ع تُ‪BB B‬وص ‪B B‬فُ أن‪BB B‬ها تَ ‪B B‬نْرَقِ ‪B B‬مُ أو أن‪BB B‬ها تَ ‪B B‬نْعَدُّ ‪ 16‬أي ‪ Countable‬أو‬ ‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪.Denumerable‬‬

‫ت‪B‬علـَّمتُ م‪B‬نكِ أن أض‪B‬عَ ال‪B‬براه‪B‬ني ب‪B‬صوَّرٍ م‪B‬قتبسةٍ م‪B‬ن ال‪B‬واق‪B‬ع‪ .‬أن‪B‬خيَّلَ ص‪B‬اح‪B‬بَنا ك‪B‬ان‪B‬تر‬ ‫ق‪B‬ائ‪B‬داً ع‪B‬سكري‪B‬اً و األع‪B‬دادَ النس‪B‬بيةَ امل‪B‬وج‪B‬بةَ ج‪B‬نوداً ي‪B‬أمت‪B‬رونَ ب‪B‬أوام‪B‬رِه‪ .‬وه‪B‬ويه‪B‬دفُ ال‪B‬ى أن‬ ‫يضعَ رقماً لكلٌّ منهم‪ .‬لنرى هل سينجح في مسعاه‪.‬‬ ‫مب‪B‬ا أن اجل‪B‬نودَ أع‪B‬دادٌ نس‪B‬بيةٌ ف‪B‬لكلٍّ م‪B‬نهم م‪B‬قامٌ وبس‪B‬ط‪ .‬أوع‪B‬زَ ال‪B‬قائ‪B‬د ال‪B‬ى اجل‪B‬نود م‬ ‫أن ي‪BB‬كون‪BB‬وا ب‪BB‬أبس ‪B‬طِ رم ‪B‬زٍ مم‪BB‬كنٍ‪ .‬م‪BB‬ن الـ‪BB‬معلوم أنـ‪BB‬ه يُـ‪BB‬رمـ ‪B‬زَ كـ ‪B‬لُّ عـ‪BB‬ددٍ بـ‪BB‬مـا اليـنـتـه‪BB‬ي م‪BB‬ن‬ ‫الرموز‪ .‬مثالً ‪ :‬كلٌّ مما يأتي‬ ‫‪… ،9700/13580… ,20/28 ,25/35 30/42 ،15/21 ،10/14 5/7‬‬ ‫الى آخرِه رمزٌ مختلفٌ لنفسِ العدد‪ .‬و يُريدُه القائدَُ أن يظهر بأبسطِ رمزٍ له أي ‪.5/7‬‬ ‫ب‪BB‬عد إم‪BB‬تثالِ اجل‪BB‬ميع ال‪BB‬ى اإلي‪BB‬عاز‪ ،‬أص‪BB‬درَ ال‪BB‬قائ ‪B‬دُ أم‪BB‬راً آخ‪BB‬ر ب‪BB‬إج‪BB‬الس اجل‪BB‬نود ع‪BB‬لى‬ ‫كراسٍ على النحوِ اآلتى ‪:‬‬ ‫يجلس ذوو مقام ‪ 1‬على كراسٍ في الصف األول‪،‬‬ ‫يجلس ذوو مقام ‪ 2‬على كراسٍ في الصف الثاني‪،‬‬ ‫ب ‪BB‬صورةٍ ع ‪BB‬ام‪B B‬ةٍ‪ ،‬يج ‪BB‬لس ذوو م ‪BB‬قام ‪ p‬ع ‪BB‬لى ك ‪BB‬راسٍ ف ‪BB‬ي‬ ‫الصف ‪.p‬‬

‫وملَّ ‪BB‬ا إنته ‪BB‬ى الـ ‪BB‬جنودُمـ ‪BB‬ن ت ‪BB‬نـفيذِ األوامـ ‪BB‬ر‪ ،‬جن ‪BB‬د أن ‪ 1/1‬و‬ ‫‪ 1/2‬و … ‪… 1/1962‬م ‪BB‬ن اجل ‪BB‬الس ‪BB‬ني ف ‪BB‬ي ال ‪BB‬صف األول‪،‬‬ ‫‪16‬إنني أُفضِّلُ هذه املصطلحات رغم قلة تداولها‪.‬‬ ‫من املصطلحاتِ األكثرُ تداوالً ‪ ” :‬قابلة للترقيم “ أو ” قابلةٌ للعدِّ “‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫‪22/7‬‬

‫ون‪B‬شاه‪B‬دُ ‪ 2/1‬و ‪ 2/3‬و ‪ 2/5‬و … ‪… 2/1935‬ف‪B‬ي ال‪B‬صف ال‪B‬ثان‪B‬ي و‬ ‫ف‪B‬ي ال‪B‬ثان‪B‬ي والعش‪B‬ري‪B‬ن‪ ،‬و ‪…11/1931‬ف‪B‬ي ال‪B‬صف احل‪B‬ادي عش‪B‬ر‪ ،‬وال‪B‬ى آخ‪B‬ر م‪B‬ا‬ ‫هنالك من أعدادٍ نسبية‪.‬‬ ‫اآلن نرى القائد بدأ يُرَقِّمُ جنودَه‪.‬‬ ‫ف‪B‬أع‪B‬طى ال‪B‬رق‪B‬م ‪ 1‬ل‪B‬لجال‪B‬س األول ف‪B‬ي ال‪B‬صف األول‪ ،‬وال‪B‬رق‪B‬م ‪ 2‬ل‪B‬لجال‪B‬س ال‪B‬ثان‪B‬ي ف‪B‬ي ن‪B‬فس ال‪B‬صف‪ .‬إالَّ أن‪B‬ه‬ ‫أدرَكَ إس‪B‬تحال‪B‬ةَ إمت‪B‬امِ ع‪B‬مليةِ ت‪B‬رق‪B‬يمِ ج‪B‬ميعِ ج‪B‬نودِه‪ ،‬إذا إس‪B‬تمرَّ ب‪B‬التح‪B‬ركِ ع‪B‬لى ال‪B‬صفِ األول‪ .‬وله‪B‬ذا ن‪B‬راه ق‪B‬د‬ ‫إنتقلَ الى اإلجتاهِ اآلخر‬ ‫ف‪B‬رقَّ‪B‬مَ اجل‪B‬ال‪B‬سَ األولَ ف‪B‬ي ال‪B‬صفِ ال‪B‬ثان‪B‬ي ب‪B‬ال‪B‬رق‪B‬مِ ‪ 3‬واجل‪B‬ال‪B‬سَ األولَ‬ ‫ف‪B‬ي ال‪B‬صفِ ال‪B‬ثال‪B‬ثِ بـِ ‪ .4‬ل‪B‬كنه س‪B‬رع‪B‬ان م‪B‬ا شَ‪B‬عَرَ م‪B‬رةً ث‪B‬ان‪B‬يةً إس‪B‬تحال‪B‬ةَ إك‪B‬مالِ‬ ‫ال‪B‬ترق‪B‬يم‪ .‬ف‪B‬قررَ ال‪B‬عودةَ ال‪B‬ى ال‪B‬صفِ األولِ‪ .‬وف‪B‬ي ط‪B‬ري‪B‬قِ ع‪B‬ودتِ‪B‬ه وق‪B‬فَ ع‪B‬ند‬ ‫ال‪B‬صفِ ال‪B‬ثان‪B‬ي ورس‪B‬مَ ال‪B‬رق‪B‬م ‪ 5‬ع‪B‬لى اجل‪B‬ال‪B‬س ال‪B‬ثان‪B‬ي‪ ،‬ث‪B‬م أع‪B‬طى ال‪B‬رق‪B‬م ‪6‬‬ ‫الى اجلالس الثالث في الصفاألول‬ ‫أدركَ أخ‪B‬يراً ب‪B‬عدم إم‪B‬كان‪B‬ه إج‪B‬راءَ ال‪B‬ترق‪B‬يمَ ال‪B‬شام‪B‬لَ ال‪B‬ذي ي‪B‬سعى ال‪B‬يه‬ ‫إالّ إذا ٱتَّ‪BB‬بعَ األس‪BB‬لوبَ امل‪BB‬تعرِّج َ ‪ Zigzag‬م‪BB‬ثل ذل‪BB‬ك امل‪BB‬بنيَ ب‪BB‬األس‪BB‬همِ ف‪BB‬ي‬ ‫ال‪BB‬شكلِ امل‪BB‬رف‪BB‬ق‪ .‬ف‪BB‬إس‪BB‬تطاعَ ب‪BB‬اإلس‪BB‬ترات‪BB‬يجيةِ ال‪BB‬زي‪BB‬گزاگيةِ ت‪BB‬رق‪BB‬يمَ ج‪BB‬ميع‬ ‫جنودِه‪.‬‬ ‫به‪B‬ذا األُس‪B‬لوبِ امل‪B‬تَّسِمِ ب‪B‬األص‪B‬ال‪B‬ةِ وف‪B‬ي ال‪B‬وق‪B‬تِ ن‪B‬فسِه ب‪B‬ال‪B‬بساط‪B‬ةِ ب‪B‬ره‪B‬نَ‬ ‫ك‪B‬ان‪B‬تر ع‪B‬لى بُ‪B‬طالنِ ال‪B‬رأيِ ال‪B‬فطري ب‪B‬أن مج‪B‬موع‪B‬ةَ األع‪B‬دادِ النس‪B‬بيةِ أك‪B‬ثرُ ق‪B‬درةً‬ ‫من مجموعةِ األعدادِ الطبيعة‪.‬‬ ‫ح ‪%%‬قا ً ب ‪%%‬ره ‪%%‬ا ٌن رائ‪% %‬عٌ ي ‪%%‬تميزُ ب ‪%%‬إس ‪%%‬ترات ‪%%‬يجيتَيْ ” إج ‪ِ %‬‬ ‫‪%‬الس “‬ ‫‪%‬داد ع ‪%% %‬لى ش ‪%% %‬ك ِل م ‪%% %‬صفوف ‪%ٍ % %‬ة الان ‪%% %‬هائ ‪ٍ % %‬‬ ‫األع ‪ِ % %‬‬ ‫‪%‬ية وت ‪%% %‬تبُعِ األع ‪%% %‬دا َد ”‬ ‫زگزاگيا ً “‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مجموعة ال تَن ْ َر ِقم‪.‬‬ ‫بمثال على‬ ‫آن األوان بأن أُطالبَ َك‬

‫أل‪BB‬يس م‪BB‬ن األج‪BB‬درَ ب ‪B‬كِ ال‪BB‬تساؤلُ ه ‪B‬لَ تَ ‪B‬نْرَقِ ‪B‬مُ مج‪BB‬موع ‪B‬ةُ األع‪BB‬دادِ‬ ‫احلقيقيةِ أم ال ؟‪.‬‬ ‫ل‪O‬كَ احل‪O‬ق‪ .‬أُرجِّ‪O‬حُ م‪O‬توق‪O‬عةً أن‪O‬ها ال تَ‪O‬نْرَقِ‪O‬مُ‪.‬بس‪O‬ببِ ك‪O‬ثرةِ ال‪O‬ثقوبِ ف‪O‬ي‬ ‫حقلِ األعدادِ النسبية‪.‬‬

‫صحَّ توقعُكَ‪ .‬لكن املهمَ‪ ،‬يا آرلني‪ ،‬هو البرهان‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫ل‪BB‬غرضِ ال ‪B‬بَتِّ ف‪BB‬ي امل‪BB‬وض‪BB‬وع إف‪BB‬ترضَ ك‪BB‬ان‪BB‬تر أن مج‪BB‬موع ‪B‬ةَ األع‪BB‬دادِ‬ ‫احل‪B‬قيقيةِ تَ‪B‬نْرَقٍ‪B‬مُ أي ت‪B‬وج‪B‬دُ ق‪B‬ائ‪B‬مةٌ تش‪B‬تملُ ع‪B‬لى ج‪O‬ميعِ األع‪B‬دادِ احل‪B‬قيقة‪.‬‬ ‫فنس‪B‬تطيع أن ن‪B‬قولَ إن ه‪B‬ذا أولُ ع‪B‬ددٍ وه‪B‬ذا ال‪B‬ثان‪B‬ي وه‪B‬ذا ال‪B‬ثال‪B‬ث‪….‬وال‪B‬ى‬ ‫آخ ‪B‬رِه‪ .‬له‪BB‬ذه ال‪BB‬قائ‪BB‬مةُ ك‪BB‬ما م‪BB‬بنيٌ ف‪BB‬ي ال‪BB‬شكل ب‪BB‬داي ‪B‬ةٌ دون أن ي‪BB‬كون ل‪BB‬ها‬ ‫نهاية‪) ،‬فهي ليست كالقائمة التي حتضِّرينها عادةً لغرضِ التسوق (‪.‬‬ ‫ع‪BB‬لـَّمنا ك‪BB‬ان‪BB‬تر ب‪BB‬اس‪BB‬تعمالِ أيِّ ق‪BB‬ائ‪BB‬مةٍ يُ‪BB‬فترضُ إح‪BB‬توائ‪BB‬ها‬ ‫ع ‪BB‬لى ج ‪OO‬ميعِ األع ‪BB‬دادِ احل ‪BB‬قيقية ك ‪BB‬يف أن ” ن ‪BB‬طبخَ “ع ‪BB‬دداً‬ ‫ح‪BB‬قيقياً ال م‪BB‬كان ل‪BB‬ه ف‪BB‬ي ال‪BB‬قائ‪BB‬مة‪ ،‬م‪BB‬ثل ال‪BB‬عددَ ‪ x‬امل‪BB‬عروضُ ف‪BB‬ي‬ ‫أسفلِ الشكل‪.‬‬ ‫ه‪B‬ذا ي‪B‬تناق‪B‬ضُ ت‪B‬ناق‪B‬ضاً ص‪B‬ارخ‪B‬اً م‪B‬ع اإلف‪B‬تراضِ ب‪B‬وج‪B‬ودِ م‪B‬ثلَ‬ ‫هذه القائمة‪.‬‬ ‫إذن ال تَنْرَقمُ مجموعةُ األعدادِ احلقيقية‪.‬‬ ‫ل‪B‬م ي‪B‬بقَ إلك‪B‬مال ِ ال‪B‬بره‪B‬انِ س‪B‬وى ال ” ‪ “ Recipe‬ل‪B‬طبخِ‬ ‫ما تشائني من أعدادٍ كـُثرٍ أمثال ‪.x‬‬ ‫ال بُدَّ أن‪.‬تكونَ عمليةُ الطبخِ صعبة‪.‬‬

‫ك‪B‬ال‪ ،‬ك‪B‬ال‪ ،‬ب‪B‬ل ب‪B‬ال‪B‬عكس إن‪B‬ها سه‪B‬لةٌ ب‪B‬حيث ال حت‪B‬تاجُ‬ ‫الى مهارةٍ أكثرَ مما حتتاجُه عمليةُ سلـْقِ البيض‪!!.‬‬

‫ف‪OO‬ي ه‪OO‬ذه اللح‪OO‬ظةِ‪ ،‬ع‪OO‬ند مت‪OO‬امِ ال‪OO‬ساع ‪O‬ةِ ال‪OO‬واح‪OO‬دةِ وخ‪OO‬مسٍ‬ ‫وخ‪OO‬مسني دق‪OO‬يقةٍ ص‪OO‬باح ‪O‬اً أع‪OO‬لنتْ م‪OO‬س ه‪OO‬نتون‪ ،‬امل‪OO‬سؤول ‪O‬ةُ ع‪OO‬ن ق‪OO‬اع ‪O‬ةِ‬ ‫املكتبةِ‪ ،‬أن أبوابَ املكتبةِ ستُغلقُ عندَ الساعة الثانية‪.‬‬ ‫أص‪OO‬اب‪OO‬ني اإلع‪OO‬النُ بش‪OO‬يءٍ م‪OO‬ن اإلح‪OO‬باط‪ .‬إذ ك‪OO‬نتُ أن‪OO‬وي ت‪OO‬زوي ‪O‬دَ آرل‪OO‬ني ب‪OO‬ال‪OO‬وص‪OO‬فة‪،‬‬ ‫ل‪O‬لطبخِ‪ .‬ف‪O‬إع‪O‬تذرتُ ق‪O‬ائ‪O‬الً ‪ :‬س‪O‬أُح‪O‬اولُ إع‪O‬طاءَكِ ” وص‪O‬فةَ ال‪O‬طبخِ“ ون‪O‬حن منش‪O‬ي ف‪O‬ي ط‪O‬ري‪O‬قِ‬ ‫عودتِنا‪.‬‬ ‫لم تـقُـلْ شيئاً‪ .‬لكن بدا لي أن فكرتي لم تنلْ رضاها‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫•• ‪•• 3‬‬

‫فُوحِئنا عند خروجِنا من املكتبةِ بعاصفةٍ ثلجيةٍ تضربُ املدينة‪.‬‬ ‫أح‪O‬الَ ال‪O‬ثلجُ امل‪O‬تساق‪O‬طُ ال‪O‬طري‪O‬قَ ل‪O‬زج‪O‬اً وص‪O‬ار التس‪O‬لقُ ال‪O‬ى أع‪O‬لى املنح‪O‬درِ ال‪O‬ذي ت‪O‬قعُ‬ ‫امل‪O‬كتبةُ ف‪O‬ي أس‪O‬فلِه ف‪O‬ي غ‪O‬اي‪O‬ةِ ال‪O‬صعوب‪O‬ة‪ .‬ل‪O‬كنني ل‪O‬م أَتخ‪O‬ذْ م‪O‬ا ي‪O‬جبُ إتِّ‪O‬خاذُه م‪O‬ن ح‪O‬ذرٍ ل‪O‬لصعودِ‬ ‫ال‪O‬صعب‪ ،‬ب‪O‬ل ب‪O‬ال‪O‬عكس ك‪O‬نتُ م‪O‬نهمكاً ح‪O‬ماس‪O‬ةً مب‪O‬حاول‪O‬ةِ إع‪O‬طاءِ آرل‪O‬ني ” وص‪O‬فةَ ال‪O‬طبخِ “‬ ‫ال‪O‬تي ب‪O‬دأتُ ال‪O‬تكلـُمِ ع‪O‬نها ق‪O‬بل خ‪O‬روجِ‪O‬نا م‪O‬وض‪O‬حاً ش‪O‬رح‪O‬ي بح‪O‬رك‪O‬اتِ ي‪O‬ديّ وذراع‪O‬يَّ‪ .‬ال‪O‬ى أن‬ ‫تزحلقتْ آرلني وكادتْ تسقطُ لو ال أن أسرعَتْ باإلمساكِ بذراعي‪ .‬ثمّ قالتْ مؤنِّبةً‪:‬‬ ‫ي‪O‬نبغي ع‪O‬ليكَ‪ ،‬ي‪O‬ا رمي‪O‬ون أن‪.‬ال ت‪O‬كونَ ذراع‪O‬اكَ م‪O‬نشغلتنيِ ف‪O‬ي أُم‪O‬ور‬ ‫م‪O‬بره‪O‬نةِ ك‪O‬ان‪O‬تر‪ .‬ب‪O‬ل ت‪O‬كون‪O‬ا مم‪O‬دودت‪O‬ني ك‪O‬ي تس‪O‬تندَ ال‪O‬يهما ال‪O‬فتاةُ ال‪O‬تي متش‪O‬ي‬ ‫معكَ وأن تكون َانتَ مالكـَها احلارس‪.‬‬

‫ش‪O‬عرتُ ب‪O‬اخلج‪O‬لِ م‪O‬ن ت‪O‬صرف‪O‬ي امل‪O‬تسمِ ب‪O‬ال‪O‬الم‪O‬باالةِ‪ .‬ف‪O‬لم أن‪O‬بسْ ب‪O‬أيِّ ك‪O‬لمةٍ وص‪O‬رتُ‬ ‫أُركـِّ‪O‬زُ ك‪O‬لَّ إه‪O‬تمام‪O‬ي ع‪O‬لى ال‪O‬تأن‪O‬ي احل‪O‬ذرِ م‪O‬ع ك‪O‬لِّ خ‪O‬طوةٍ نخ‪O‬طوَه‪O‬ا‪ ،‬خ‪O‬اص‪O‬ةً أن آرل‪O‬ني ك‪O‬ان‪O‬ت‬ ‫متُ‪OO‬سكُ ب‪OO‬ذراع‪OO‬ي بش‪OO‬دةِ‪ .‬وح‪OO‬ني وص‪OO‬لـْنا ق‪OO‬مةَ املنح‪OO‬درِ وإجت‪OO‬هنا ي‪OO‬ساراً ن‪OO‬حو م‪OO‬بنى ال‪OO‬داخ‪OO‬لي‬ ‫للطالبات‪ ،‬وآرلني ما إنفكـَّتْ تستندُ بذراعي بقوّةٍ‪ ،‬حينئذٍ أستطعتُ التعقيبَ قائالً‪:‬‬ ‫إن‪B‬ي آس‪B‬فٌ‪ ,‬إذ ل‪B‬م أك‪B‬نْ م‪B‬الك‪B‬اً ب‪B‬ل ش‪B‬يطان‪B‬اً‪ .‬ل‪B‬كن أخ‪B‬بري‪B‬ني ك‪B‬يف‬ ‫تستطيعني التمييزَ بني مالكٍ وشيطان ؟‪.‬‬ ‫س‪O‬واءً إس‪O‬تطعتُ أم ل‪O‬م أس‪O‬تطعْ‪ ،‬إن ال‪O‬ذي أش‪O‬عرُ ب‪O‬ه أن‪O‬كَ اآلن م‪O‬الك‪O‬ي‬ ‫احلارس‪.‬‬

‫آرل‪BB B‬ني‪ ،‬ه‪BB B‬ل ت‪BB B‬علمني أن ال‪BB B‬قدِّي ‪B B‬سَ أُوغس‪BB B‬طني ك‪BB B‬ان ك‪BB B‬اره ‪B B‬اً‬ ‫للرياضيات‪ .‬قال ‪ ” :‬قد شكـَّلَ الرياضياتيون رهبنةً مع الشيطان “ ؟‪.‬‬ ‫م‪O‬ن امل‪O‬ؤكـَّ‪O‬دِ أن‪O‬كَ ل‪O‬م ت‪O‬قرأْ م‪O‬ا وَرَدَ ف‪O‬ي ه‪O‬ام‪O‬شِ ال‪O‬كتاب‪ ،‬ح‪O‬يثُ ي‪O‬قولُ‬ ‫بإستثناء ” رميون شكـّوري “ !!!!«‪.‬‬

‫أغلقتْ موضوعَ القديسَ أوغسطني وسكتتْ دقيقةً ربَّما دقيقتنيِ‪ .‬ثم قالتْ ‪:‬‬

‫‪48‬‬


‫ب‪O‬دأتُ أش‪O‬عرُ أن‪O‬كَ س‪O‬اح‪O‬رٌ ب‪O‬اب‪O‬لي‪ .‬س‪O‬اح‪O‬رٌ إس‪O‬تطاعَ خ‪O‬اللَ مج‪O‬رَّد أق‪O‬لَّ‬ ‫م‪O‬ن عش‪O‬رِ سـ‪O‬اع‪O‬اتٍ ن‪O‬قلي م‪O‬ن طـ‪O‬ورِ كـُ‪O‬رهِ ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬ياتِ ال‪O‬ى ط‪O‬ورِ تَ‪O‬ذَوقٍ ل‪O‬ها‬ ‫كتذوقِ الناسِ للموسيقى واألدبَ والفن وتطلب مزيداً منها‬

‫املبنى‪.‬‬

‫آرل‪BB‬ني‪ ،‬أرج‪BB‬وكِ أن ت‪BB‬كـُفي ع‪BB‬ن كـَ ‪B‬يْلِ م‪BB‬بال‪BB‬غاتِ امل‪BB‬دي ‪B‬حِ واإلط‪BB‬راء‬ ‫ع‪BB‬ليَّ وع‪BB‬ن إس‪BB‬باغِ م‪BB‬ا ال أم‪BB‬لكُ م‪BB‬ن م‪BB‬ؤه‪BB‬الت‪ .‬أخش‪BB‬ى أن أُص ‪B‬دِّقَ م‪BB‬ا‬ ‫ت ‪B‬دَّع‪BB‬ني‪ .‬ال تنس‪BB‬ي أن‪BB‬ي لس ‪B‬تُ م‪BB‬الك ‪B‬اَ غ‪BB‬يرَ م‪BB‬عصومٍ ب‪BB‬ل بش‪BB‬راً ق‪BB‬د يُ ‪B‬فْقِدُهُ‬ ‫املديحُ املبالغُ تواضعَه ويأخذُ باإلستكبار‬ ‫إن‪OO‬قطعَ ال‪OO‬كالمُ ع‪OO‬ن امل‪OO‬الئ‪OO‬كةِ والش‪OO‬ياط‪OO‬ني وال‪OO‬ره‪OO‬بنةِ وال‪OO‬ري‪OO‬اض‪OO‬يات ع‪OO‬ند وص‪OO‬ولِ‪OO‬نا‬

‫ش‪O‬اه‪O‬دتُ ع‪O‬ند واجه‪O‬تِه تـَجَ‪O‬مْهُرَ عش‪O‬راتِ ال‪O‬طال‪O‬باتِ ف‪O‬ي ع‪O‬ناقٍ ح‪O‬ميمٍ م‪O‬ع أص‪O‬دق‪O‬ائ‪O‬هِّنَ‬ ‫غيرَ مكترثنيَ وال مكترثاتٍ الى الثلجِ املتساقطِ والبردِ الشديد‪.‬‬ ‫ح‪O‬ني ش‪O‬عرتْ ارل‪O‬ني بِ‪O‬نيتى م‪O‬غادرةَ امل‪O‬كانِ م‪O‬باش‪O‬رةً وجَّهَ‪O‬تْ ل‪O‬ي س‪O‬ؤاالً ك‪O‬ان ــ ك‪O‬ما ب‪O‬دا‬ ‫لي أنه في ذهنِها منذ خروجِنا من املكتبةِ‪:‬‬ ‫رميون‪ ،‬أال نُرتِّبُ لقاءً آخر؟‬

‫ع‪B‬زي‪B‬زت‪B‬ي آرل‪B‬ني‪ ،‬ل‪B‬يس ف‪B‬ي ال‪B‬قري‪B‬بِ ال‪B‬عاج‪B‬ل‪ .‬أُف‪B‬ضِّلُ أن ت‪B‬ضعي‬ ‫ال‪B‬نُتفَ ال‪B‬قليلةَ م‪B‬ن ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ ال‪B‬تي ت‪B‬عرَّضْ‪B‬تِ ال‪B‬يها خ‪B‬اللَ ه‪B‬ذي‪B‬ن ال‪B‬يوم‪B‬ني‬ ‫ع‪B‬لى ن‪B‬ارٍ ه‪B‬ادئ‪B‬ةٍ وت‪B‬فكـِّري ب‪B‬ها م‪B‬ليِّاً‪.‬وت‪B‬عرف‪B‬ي م‪B‬دى أَث‪B‬رِه‪B‬ا ع‪B‬ليكِ‪ .‬ع‪B‬ندئ‪B‬ذٍ‬ ‫سيسعدُني جداً تلبيةَ طلبَكِ‪.‬‬

‫قبل أن أُغادرَ املكانَ طبعتُ قبلةً على جبينِها وهمستُ في أُذنِها‪:‬‬ ‫ع‪B‬زي‪B‬زت‪B‬ي آرل‪B‬ني‪ ،‬ي‪B‬جبُ أن ت‪B‬علمي أن م‪B‬الكـَ‪B‬كِ احل‪B‬ارس يُ‪B‬نبِئُوكِ أن‪B‬كِ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪
 A Diamond in the Rough‬‬

‫‪17‬املعنى احلرفيُ للعبارةِ هو ” ماسةُ مستخرجةٌ من منجمٍ ِولم تُصقلْ بعدُ “‪.‬العبارةُ مثلٌ إنكليزي معرزفٌ يقالُ عن شخصٍ له قابلياتٌ‬ ‫فذةٌ لكنها حتتاجُ الى قليلٍ من الصقل‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫••‪•• 4‬‬

‫ل‪OO‬م أُخ ‪O‬طِطْ أن ي‪OO‬كونَ ذاك آخ ‪O‬رَ لِ‪OO‬قائ‪OO‬ي م‪OO‬ع آرل‪OO‬ني‪ .‬ل‪OO‬كنه ك‪OO‬ان‪ .‬ال أع‪OO‬رفُ س‪OO‬بباً‬ ‫لِإلنقطاع‪ .‬رمبّا كان إنشغالي بِكتابةِ وطـَبْعِ أُطروحتي والتحضير لِلدفاعِ عنها‪.‬‬ ‫وب‪O‬عد تخ‪O‬رج‪O‬ي رج‪O‬عتُ م‪O‬باش‪O‬رةً ال‪O‬ى ال‪O‬وط‪O‬نِ خلِ‪O‬دم‪O‬تِه‪ .‬نـس‪O‬يتُ م‪O‬وض‪O‬وعَ‪O‬هـا نس‪O‬يـاً‬ ‫تـامـاً‪ ،‬ولـم تـخـطـرْ على بالي مطلقاً طوالَ اإلثني واخلمسني عاماً‪.‬‬ ‫ف‪OO‬ي اخل‪OO‬ام ‪O‬سِ عش‪OO‬ر م‪OO‬ن أوك‪OO‬توب‪OO‬ر س‪OO‬نة ‪ 2013‬إس‪OO‬تلمتُ ال‪OO‬عددَ األول َال‪OO‬صادرَ مـ‪OO‬ن‬ ‫مجلةٍ جديدةٍ إسمُها‪.‬‬ ‫‪The Social Impact of the New Sciences‬‬

‫ال‪O‬تي تُ‪O‬عنى ــ ك‪O‬ما يظه‪O‬رُ واض‪O‬حا م‪O‬ن ع‪O‬نوانِ‪O‬ها ــ بِ‪O‬وَقْ‪O‬عِ ال‪O‬علومِ احل‪O‬دي‪O‬ثةِ ع‪O‬لى ح‪O‬ياتِ‪O‬نا‬ ‫اإلجـتمـاعية‪ .‬ألـقيتُ نظـرةً خـاطفةً وعاجلةً عـلى صفحةِ احملتويات‪.‬‬ ‫ف‪O‬ي اللح‪O‬ظةِ ال‪O‬تي ك‪O‬نتُ أُق‪O‬لـَّبُ ال‪O‬صفحةَ ش‪O‬عرتُ ك‪O‬أن إس‪O‬مَ أح‪O‬دِ م‪O‬ؤل‪O‬فـي م‪O‬قـاالتِ‬ ‫الـمج‪O‬لـة ” ي‪O‬صرخُ “ ي‪O‬دع‪O‬ون‪O‬ي ال‪O‬ى إع‪O‬ادةِ ال‪O‬نظرِ ع‪O‬لى ال‪O‬صفحة‪ .‬ف‪O‬إم‪O‬تثلتُ ال‪O‬ى ”ص‪O‬راخِ‪O‬ه “‬ ‫فوجدتُ أن اإلسمَ ” ‪ “ Arlene Monahan‬كاتبةَ مقالٍ في اجمللةِ عنوانُه‪:‬‬ ‫‪.Stability Problems in Biological Dynamical Systems.‬‬

‫ف‪O‬ي ت‪O‬لك اللح‪O‬ظةِ مل‪O‬عتْ بِ‪O‬ذه‪O‬ني آرل‪O‬ني ال‪O‬طال‪O‬بةَ ف‪O‬ي ج‪O‬ام‪O‬عةِ آي‪O‬وا‪ .‬ف‪O‬تـوال‪O‬تْ ذك‪O‬ري‪O‬ات‪O‬ي‬ ‫ب‪O‬ال‪O‬تفصيل ع‪O‬ن حِ‪O‬وارَيْ‪O‬نا ال‪O‬لذي‪O‬ن أج‪O‬ري‪O‬ان‪O‬هما ف‪O‬ي مح‪O‬لِ ال‪O‬پيتزا وف‪O‬ي امل‪O‬كتبةِ امل‪O‬رك‪O‬زي‪O‬ةِ س‪O‬نة‬ ‫‪.1962‬‬ ‫أس‪OO‬رع ‪O‬تُ ح ‪O‬تَّى ق‪OO‬بل ق‪OO‬راءت‪OO‬ي امل‪OO‬قالَ ال‪OO‬ى ك‪OO‬تاب ‪O‬ةِ رس‪OO‬ال ‪O‬ةٍ ب‪OO‬عثـتُها ال‪OO‬ى امل‪OO‬ؤل‪OO‬فةِ ع‪OO‬لى‬ ‫العنوانِ اإللكتروني الـذي يُذَيِّـلُ مقالـَها‪ .‬وفيما يأتي نصُّ ترجمتِها‪:‬‬

‫‪50‬‬


‫األُستاذةُ الدكتورة آرلني مونهان‬ ‫أرج‪BB‬و امل‪BB‬عذرةَ إذا ك‪BB‬نتُ مقتح‪BB‬ماً خ‪BB‬صوص‪BB‬يتَك‪ .‬ي‪BB‬جبُ أوالً أن‬ ‫أُع‪B‬رِّفَ نفس‪B‬ي‪ .‬أن‪B‬ا د‪ .‬رمي‪B‬ون ش‪B‬كـّوري أس‪B‬تاذُ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ ف‪B‬ي ج‪B‬ام‪B‬عةِ‬ ‫ب‪B‬غداد‪ .‬ح‪B‬صلتُ ع‪B‬لى ال‪B‬دك‪B‬توراه م‪B‬ن ج‪B‬ام‪B‬عةِ آي‪B‬وا ف‪B‬ي ش‪B‬باط ‪ .1963‬وأن‪B‬ا‬ ‫اآلن متقاعدٌ أسكنُ في ناشفيلد في واليةِ تنسي األمريكية‪.‬‬ ‫علمتُ بِإسمِكِ من مقالِكِ املوسوم‪:‬‬ ‫‪Stability Problems in Biological Dynamical Systems.‬‬ ‫ت‪BB‬عرّف ‪B‬تُ لِ‪BB‬فترةٍ ق‪BB‬صيرةٍ ج‪BB‬داً ق‪BB‬بل ح‪BB‬وال‪BB‬ي س‪BB‬نةٍ م‪BB‬ن تخ‪BB‬رج‪BB‬ي ع‪BB‬لى‬ ‫ط‪B‬ال‪B‬بةٍ ج‪B‬ام‪B‬عيةِ حت‪B‬ملُ ن‪B‬فسَ إس‪B‬مِكِ األولَ وال‪B‬عائ‪B‬لي‪ .‬وك‪B‬ان‪B‬ت ت‪B‬دْرِسُ ال‪B‬علومَ‬ ‫ال‪B‬بيول‪B‬وج‪B‬يةِ‪ .‬أت‪B‬ساءلُ م‪B‬تعجباً وأت‪B‬عجبُ م‪B‬تسائ‪B‬الً ه‪B‬ل أن‪B‬كِ ت‪B‬لك ال‪B‬طال‪B‬بةُ‬ ‫أم أن امل‪BB‬وض‪BB‬وعَ بِ‪BB‬أج‪BB‬معِه م‪BB‬صادف ‪B‬ةٌ م‪BB‬ن امل‪BB‬صادف‪BB‬اتِ ال‪BB‬شاردة ؟‪ .‬أرج‪BB‬و‬ ‫اإلج‪B‬اب‪B‬ةَ ع‪B‬ن ت‪B‬ساؤل‪B‬ي ف‪B‬ي احل‪B‬ال‪B‬تني ب‪B‬أق‪B‬رب وق‪B‬تِ ي‪B‬ناس‪B‬بُكِ‪ .‬ول‪B‬كِ ت‪B‬قدي‪B‬رى‬ ‫وشكـْري‬ ‫ريـــمـــون‬

‫ل‪OO‬م أت‪OO‬وق ‪O‬عْ إس‪OO‬تالمَ ج‪OO‬وابٍ م‪OO‬نها إالّ ب‪OO‬عد ي‪OO‬وم ‪O‬نيِ أو ث‪OO‬الث‪OO‬ة‪ ،‬ف‪OO‬بدأتُ أق‪OO‬رأُ م‪OO‬قالـَ‪OO‬ها‬ ‫بِإمعانٍ‪ .‬وجدتُه ممتعاً ومفيداً جداً ويتقاطعُ جزئياً مع إهتماماتي الراهنة‪.‬‬ ‫ب‪O‬عد دق‪O‬ائ‪O‬قَ م‪O‬ن إن‪O‬تهائ‪O‬ي ق‪O‬راءِة م‪O‬قالِ‪O‬ها إس‪O‬تلمتُ رس‪O‬ال‪O‬ةً ج‪O‬واب‪O‬يةً م‪O‬ن ال‪O‬كات‪O‬بةِ ه‪O‬ذه‬ ‫ترجمتُمها‪:‬‬ ‫األُستاذ الدكتور رميون شكـّوري‬ ‫سُعِدْتُ جداً بِاستالمي رسالتَكَ‬ ‫ال أن ‪OO‬ا لس‪O O‬تُ ه ‪OO‬ي‪ .‬ه ‪OO‬ي آرل ‪OO‬ني‪ ،۱‬وأن ‪OO‬ا آرل ‪OO‬ني‪ ،۲‬آرلـ ‪OO‬ني‪ ۱‬ت ‪OO‬كـرهُ‬ ‫الـ‪OO‬ريـ‪OO‬اضـ‪OO‬يـات‪ ،‬أمّـ‪OO‬ا آرلـ‪OO‬ني‪ ۲‬ف‪OO‬تحـبُ الـ‪OO‬ريـ‪OO‬اضـ‪OO‬يـات‪ ،‬آرلـ‪OO‬ني‪ ۱‬تـجـهـ ‪O‬لُ‬ ‫م ‪OO‬فـهـومَ الـتج ‪OO‬ري ‪OO‬د‪ ،‬أمّـ ‪OO‬ا آرلـ ‪OO‬ني‪ ۲‬ف ‪OO‬تفهمُه ج ‪OO‬يداً‪ ،‬آرلـ‪O O‬نيَ‪ ۱‬جته‪O O‬لُ مَ‪O O‬نْ‬ ‫إكـّ‪O‬تشفَ ح‪O‬سابَ ال‪O‬تفاض‪O‬لِ وال‪O‬تكام‪O‬ل‪ ،‬أمّــ‪O‬ا آرلـ‪O‬ني‪ ۲‬ف‪O‬تعلمُ مَ‪O‬نْ إك‪O‬تشفَه‪،‬‬ ‫آرلـ‪O‬ني‪ ۱‬تخش‪O‬ى إش‪O‬ارةَ ال‪O‬تكام‪O‬لِ‪ ،‬أمّــ‪O‬ا آرلـ‪O‬ني‪ ۲‬ف‪O‬تُحبُها وت‪O‬عتمدُ ع‪O‬ليها ف‪O‬ي‬ ‫بحوثِها كيف ميكنُ أن أكونَ أنا هي أو أن تكونَ هي أنا‪!!!!!.‬‬ ‫الشيءُ الوحيدُ الذي أعرفُ أنه يجمعُنا اآلن هو أن‪:‬‬ ‫‪51‬‬


‫رقمَ الضمانِ اإلجتماعيِ آلرلني‪ = ۱‬رقمَ الضمانِ اإلجتماعي آلرلني‪۲‬‬

‫وبِ‪O‬دوري أس‪O‬ألُ ه‪O‬ل أُت‪O‬يحتْ ل‪O‬كَ ف‪O‬رص‪O‬ةٌ لِ‪O‬زي‪O‬ارةِ مله‪O‬ى الس‪O‬ترپ‪O‬تيز ف‪O‬ي‬ ‫ل‪O‬نـدن أو ف‪O‬ي مـ‪O‬ديـ‪O‬نةٍ أُخـ‪O‬رى ؟‪ .‬ل‪O‬م تُ‪O‬ضحكـْني ح‪O‬كاي‪O‬ةٌ ط‪O‬والَ ح‪O‬يات‪O‬ي م‪O‬ثلما‬ ‫أضحكتـَني لتلك احلكايةِ في آيوا‪.‬‬ ‫تـــحـــيـــاتـــي‬ ‫آرلـــيـــن مــــونـــهـــان‬

‫الدكتورة آرلني‬ ‫ملقالكِ‪.‬‬

‫غمرتْني السعادةُ بِالتعرفِ على آرلني‪.۲‬‬ ‫أُق ‪B‬رُّ أن‪BB‬ه م‪BB‬ا ٱن‪BB‬فكـّتْ ص‪BB‬ورةُ آرل‪BB‬ني‪ ۱‬م‪BB‬ن م‪BB‬خيلتي‪.‬ب‪BB‬عد ق‪BB‬راءت‪BB‬ي‬

‫ع‪B‬زي‪B‬زت‪B‬ايَ آرل‪B‬ني‪،۱‬وآرل‪B‬ني ِ‪ ۲‬أرج‪B‬و أن ت‪B‬فهما أن‪B‬ي لس‪B‬تُ م‪B‬ن روّاد‬ ‫امل‪B‬اله‪B‬ي س‪B‬واءَ ك‪B‬ان للس‪B‬ترپ‪B‬تيز أم ل‪B‬غيرِه‪B‬ا‪ .‬إن جت‪B‬رب‪B‬تي ال‪B‬تي ح‪B‬دث‪B‬تُكِ ع‪B‬نها‬ ‫كانت جتربتي الوحيدة وستبقى وحيدة‪.‬‬ ‫إن‪B‬ي م‪B‬تلهفٌ ش‪B‬وق‪B‬اً ال‪B‬ى م‪B‬عرف‪B‬ةِ ك‪B‬يف ت‪B‬طوّرتْ آرل‪B‬ني‪ ۱‬ال‪B‬ى آرل‪B‬ني‪۲‬؟‬ ‫وهـل تعتبرينَ تغيرَها إرتقاءً أم إرتداداً ؟‪.‬‬ ‫تــحـــيـــاتـــي‬ ‫ريـــمـــون‬

‫بعد حوالي ساعةٍ وصلـَني ردُّها املُطـَمْئن‪.‬‬ ‫الدكتور رميون‬ ‫إس‪OO‬تعجلـْتُ بِ‪OO‬ال‪OO‬ردِّ خش‪OO‬يةَ أن اإلن‪OO‬تظارَ ق‪OO‬د يس‪OO‬ببُ ل ‪O‬كَ ن‪OO‬وب ‪O‬ةً ق‪OO‬لبيةِ‬ ‫أودُّ ط‪OO‬مأن ‪O‬تَكَ أن‪OO‬ي أع‪OO‬تبرُ ت‪OO‬طور آرل‪OO‬ني إي‪OO‬جاب‪OO‬ياً إرت‪OO‬قائ‪OO‬ياً‪ ،‬ي‪OO‬عودُ ال‪OO‬فضلُ ف‪OO‬ي‬ ‫ت ‪OO‬فعيلِ ال ‪OO‬تطورِ ال ‪OO‬ى ش ‪OO‬خصٍ دع ‪OO‬ان ‪OO‬ي ال ‪OO‬ى مح‪O O‬لٍ لِ ‪OO‬لپيتزا وح ‪OO‬ني إك ‪OO‬تشفَ‬ ‫إم‪O‬تالك‪O‬ي ح‪O‬سَّـاً ري‪O‬اض‪O‬يات‪O‬ياً‪ ،‬ل‪O‬م أكـ‪O‬نْ واع‪O‬يةً ب‪O‬تواف‪O‬رِه ف‪O‬يَّ‪ ،‬ك‪O‬ادَ م‪O‬ن شـ‪O‬دةِ‬ ‫إن‪OO‬فعـالِ‪OO‬ه أن ي‪OO‬رت‪OO‬كـبَ حـ‪OO‬ماقـ ‪O‬ةً ق‪OO‬د ت‪OO‬ؤدي بِ‪OO‬ه ال‪OO‬ى اإلع‪OO‬دام‪ .‬إس‪OO‬تطاعَ ع‪OO‬ند‬ ‫ل‪O‬قائ‪O‬ي ال‪O‬ثان‪O‬ي واألخ‪O‬ير م‪O‬عه ف‪O‬ي امل‪O‬كتبةِ امل‪O‬رك‪O‬زي‪O‬ة ِغس‪O‬لَ دم‪O‬اغ‪O‬ي م‪O‬ن شـ‪O‬وائ‪O‬بَ‬ ‫كانت جتعـلُ الرياضياتِ عبأً ثقيالً‪.‬‬ ‫‪52‬‬


‫وأن‪O‬ا م‪O‬لتزم‪O‬ةٌ مب‪O‬ا وع‪O‬دتُ‪O‬ه‪ ،‬ك‪O‬لما أُس‪O‬ألُ ع‪O‬ن س‪O‬نةِ م‪O‬يالدي‪،‬ب‪O‬أن أك‪O‬تبَ‬ ‫” ‪ “ 11110010110‬وثم أُوَعِّـي سائلي مبحاضرةٍ عن نُظـُمِ الترقيم‬ ‫ل‪O‬م أن‪O‬سَ وس‪O‬وف ل‪O‬ن أنس‪O‬ى ال‪O‬عبارةَ ال‪O‬تودي‪O‬عيةَ ال‪O‬رائ‪O‬عةَ ال‪O‬تي ه‪O‬مسَ‬ ‫بها في أُذُني‪،‬وكان لها أثرٌ بالغٌ في حياتي‪.‬‬ ‫ب‪O‬عد أس‪O‬اب‪O‬يعَ ق‪O‬ليلةٍ م‪O‬ن ل‪O‬قائ‪O‬ي بِ‪O‬ه لِ‪O‬لمرةِ ال‪O‬ثان‪O‬يةِ واألخ‪O‬يرةِ ف‪O‬ي امل‪O‬كتبةِ‬ ‫امل‪O‬رك‪O‬زي‪O‬ةِ غ‪O‬ادرتُ م‪O‬دي‪O‬نة آي‪O‬وا وع‪O‬دتُ ال‪O‬ى م‪O‬دي‪O‬نتي أوس‪O‬نت ف‪O‬ي ت‪O‬كساس بس‪O‬ببٍ‬ ‫م‪O‬رضِ وال‪O‬دي‪ .‬م‪O‬ضى إث‪O‬نا وخ‪O‬مسون ع‪O‬ام‪O‬اً ول‪O‬م ت‪O‬نفكْ م‪O‬خيلتي خ‪O‬اللـَ‪O‬ها م‪O‬ن‬ ‫ت‪OO‬صوّرِه أم‪OO‬ام‪OO‬ي وه‪OO‬و ك‪OO‬ما ك‪OO‬ان ي‪OO‬فعلُ بِ ‪O‬عَقْدِ ذراع‪OO‬يه وي‪OO‬دي‪OO‬ه بِ‪OO‬شكـلٍّ م‪OO‬ا ك‪OO‬ي‬ ‫ي‪OO‬وضِّ ‪O‬حِ ال‪OO‬فضاءاتِ امل‪OO‬عقـّ​ّدةِ وي‪OO‬قصّ مس‪OO‬تقيمَ األع‪OO‬داد بِ‪OO‬أص ‪O‬بِعيه ك‪OO‬أن‪OO‬هما‬ ‫مقصٍ‪.‬‬ ‫ال أُخ ‪OO‬في ع ‪OO‬ليكَ أن ‪OO‬ي ك ‪OO‬نتُ أش ‪OO‬عرُ بِ ‪OO‬ال ‪OO‬غيرةِ ح‪O O‬تّى م ‪OO‬ن امل ‪OO‬فاه ‪OO‬يمِ‬ ‫ال ‪OO‬ري ‪OO‬اض ‪OO‬يات ‪OO‬ية اجمل‪O O‬رّدةِ ال ‪OO‬تي ك ‪OO‬ان يش ‪OO‬رحُ ‪OO‬ها وك ‪OO‬أن ‪OO‬ها حبـيـبتُه ي ‪OO‬حتضنُها‬ ‫ويقبّلـُها‪.‬‬ ‫ش‪O‬كـّلَ ل‪O‬قائ‪O‬يّ به‪O‬ذا ال‪O‬شخصِ حل‪O‬ظةَ ٱن‪O‬عطافٍ ف‪O‬ي ح‪O‬يات‪O‬ي‪ .‬ك‪O‬نتُ‬ ‫ق‪O‬بلـَها أك‪O‬رهُ ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬ياتِ وغ‪O‬دوتُ ب‪O‬عده‪O‬ا أس‪O‬تذوقـُ‪O‬ها وأطـ‪O‬لـبُ امل‪O‬زي‪O‬دَ م‪O‬نها‬ ‫بِ‪OO‬حيث ع‪OO‬ند ٱن‪OO‬تقال‪OO‬ي ال‪OO‬ى ج‪OO‬ام‪OO‬عةِ أوس‪OO‬نت أخ‪OO‬ذتُ خ‪OO‬اللَ ث‪OO‬الثِ س‪OO‬نواتٍ‬ ‫دراس‪OO‬تي األول‪OO‬يةِ ـــ بِ‪OO‬اإلض‪OO‬اف ‪O‬ةِ ال‪OO‬ى ك‪OO‬ورس‪OO‬اتٍ ف‪OO‬ي ال‪OO‬باي‪OO‬ول‪OO‬وج‪OO‬يا ـــ عش‪OO‬رةَ‬ ‫ك‪O‬ورس‪O‬اتٍ ف‪O‬ي ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬ياتِ م‪O‬ن التح‪O‬ليلِ احل‪O‬قيقيِ ال‪O‬ى ال‪O‬توپ‪O‬ول‪O‬وج‪O‬يا ال‪O‬عام‪O‬ةِ‬ ‫وم‪O‬ن ال‪O‬زم‪O‬رِ ال‪O‬تي ح‪O‬دثـَ‪O‬ني ع‪O‬نها ف‪O‬ي م‪O‬طعمِ ال‪O‬پيتزا ال‪O‬ى احل‪O‬لقات وٱج‪O‬تُزتُ‬ ‫اإلم ‪OO‬تحان ‪OO‬ات بِ ‪OO‬إم ‪OO‬تياز‪ .‬وف ‪OO‬ي ال ‪OO‬دراس ‪OO‬اتِ ال ‪OO‬عليا أض ‪OO‬فتُ م ‪OO‬وض ‪OO‬وعَ‪O O‬يْ‬ ‫ال‪O‬توپ‪O‬ول‪O‬وج‪O‬يا اجل‪O‬بري‪O‬ةِ وال‪O‬عُقـَد وه‪O‬و أولُ مَ‪O‬نْ ع‪O‬رّف‪O‬ني ع‪O‬لى وج‪O‬ودِ ه‪O‬ذا ال‪O‬فرعِ‬ ‫في الرياضيات وعلي بعض تطبيقاته في علوم احلياة‪.‬‬ ‫وج‪O‬دتُ ل‪O‬نظري‪O‬ةِ ال‪O‬عُقـَدِ ت‪O‬طبيقاتٍ ف‪O‬كان‪O‬ت أُط‪O‬روح‪O‬تي ل‪O‬لدك‪O‬توراه‬ ‫بعنوان‪:‬‬ ‫‪Knot-Theoretic Structures and Their Differences in DNA‬‬

‫التالية‪:‬‬

‫وثــّ‪O‬قْـتُ ف‪O‬يها ال‪O‬شكرَ واإلم‪O‬تنانَ ال‪O‬ى مَ‪O‬نْ أن‪O‬ا مُ‪O‬دي‪O‬نةٌ ل‪O‬ه ب‪O‬ال‪O‬عباراتِ‬ ‫‪I would like to express my gratitude and appreciation for Dr.‬‬

‫‪Raymond Shekoury who kindled in me. in a mere couple of hours‬‬ ‫‪through his Babylonian Magic, the love of the Magnificent World of‬‬ ‫‪Mathematics‬‬

‫أشعرُ أني أطلـْتُ عليكَ فَينبغي عليّ التوقف‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫تـــحـــيــــاتـــي‬ ‫آرلـــيـــن ‪۲‬‬

‫الدكتورة موناهان‬ ‫إن ‪B‬كِ ت‪BB‬بال‪BB‬غني بِ‪BB‬دوري ف‪BB‬ي جن‪BB‬اح‪BB‬اتِ ‪B‬كِ ال‪BB‬علميةِ‪ .‬ع‪BB‬لى ك ‪B‬لِّ ح‪BB‬الٍ‪،‬‬ ‫جن‪B‬اح‪B‬اتُ‪B‬كِ تُ‪B‬ذكـِّ‪B‬رُن‪B‬ي مب‪B‬قول‪B‬ةٍ رائ‪B‬عةٍ ل‪B‬يسوعَ ال‪B‬ناص‪B‬ري ع‪B‬ن الـ‪B‬مُزارع ال‪B‬ذي ن‪B‬ثرَ‬ ‫ب‪B‬ذوراً ف‪B‬ي م‪B‬ختلف األم‪B‬كنةِ وق‪B‬عَ ب‪B‬عضٌ م‪B‬نها ع‪B‬لى األش‪B‬واك‪ِ .‬ولـ‪B‬مّا ظـَهَ‪B‬رَ‬ ‫ال‪B‬نباتُ خ‪B‬نقَه ال‪B‬شوكُ احمل‪B‬يطُ ب‪B‬ه‪ .‬ووقَ‪B‬عَ ب‪B‬عضُها ع‪B‬لى ت‪B‬رب‪B‬ةٍ ص‪B‬احل‪B‬ةٍ لِ‪B‬لزراع‪B‬ة‬ ‫ف ‪BB‬أث ‪BB‬مرتْ ث ‪BB‬مراً ج ‪BB‬يداً وك ‪BB‬ثيراً‪.‬أراكِ أن‪B B‬تِ أي ‪BB‬ضاً ب ‪BB‬ذرةً ن ‪BB‬ادرةً رم‪B B‬تْها ب ‪BB‬ني‬ ‫األش‪B‬واكِ ت‪B‬لك األس‪B‬تاذةُ ال‪B‬تي ق‪B‬يّمتْكِ بِ‪B‬درج‪B‬ةِ ‪ D‬ف‪B‬ي ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات وكـ‪B‬ادتْ‬ ‫ت‪B‬خنق ق‪B‬اب‪B‬لياتِ‪B‬كِ فَ‪B‬حَقَ ل‪B‬ي ال‪B‬دع‪B‬وةَ ال‪B‬ى خ‪B‬نقِها!!!!‪ .‬إال أن اإلق‪B‬دارَ ش‪B‬اءتْ‬ ‫فبعثتْ ريحاً نقلـَتْ البذرةَ الى تربةٍ صاحلةٍ فأثمرتْ بِثمارٍ جيدةٍ ووفيرة‪.‬‬ ‫تـــحـــيـــاتـــي‬ ‫ريــــمــــون
‬

‫‪54‬‬


‫•• ‪••5‬‬

‫ب‪O‬دأن‪O‬ا ــ ب‪O‬عدَ ” ل‪O‬قائِ‪O‬نا “اجل‪O‬دي‪O‬د ــ بِ‪O‬ال‪O‬تواص‪O‬لِ ع‪O‬برَ اإلن‪O‬ترن‪O‬ت ب‪O‬شكلٍ ي‪O‬وم‪O‬يٍ ت‪O‬قري‪O‬باً‪،‬‬ ‫ت ‪OO‬ناول ‪OO‬نا ف ‪OO‬ي م ‪OO‬راس ‪OO‬التِ ‪OO‬نا ش‪O O‬تَّى األُم ‪OO‬ورِ ال ‪OO‬تي ح ‪OO‬دث‪O O‬تْ خ ‪OO‬اللَ اإلث ‪OO‬ننيِ واخل ‪OO‬مسنيَ ع ‪OO‬ام‪O O‬اً‬ ‫املنصرمة‪:.‬منها حريقُ مبنى األولد كاپيتول هِيل ‪ Old Capitol Hill‬ذل‪OO‬ك امل‪OO‬بنى ال‪OO‬عزي‪OO‬ز‬ ‫ع‪O‬ليَّ ح‪O‬يث ج‪O‬رى ف‪O‬يه دف‪O‬اع‪O‬ي ع‪O‬ن أُط‪O‬روح‪O‬تي ل‪O‬لدك‪O‬توراه‪ ،‬وم‪O‬نها أي‪O‬ضاً إغ‪O‬تيال ال‪O‬رئ‪O‬يس ج‪O‬ون‬ ‫كندي في واليةِ تكساس‪.‬‬ ‫وك‪O‬ان‪O‬ت آرل‪O‬ني ت‪O‬ؤكـِّ‪O‬دُ دائ‪O‬ماً ع‪O‬لى م‪O‬شارك‪O‬اتِ‪O‬ها ال‪O‬عدي‪O‬دةِ ف‪O‬ي امل‪O‬ظاه‪O‬راتِ امل‪O‬ناه‪O‬ضةِ‬ ‫لإلحتاللِ األمريكي للعراقِ وأفغانسان‪.‬‬ ‫أودُّ‪ ،‬ب‪O‬طبيعةِ احل‪O‬الِ أن أُش‪O‬اركَ ال‪O‬قراءَ مب‪O‬كات‪O‬باتِ‪O‬نا ح‪O‬ولَ ن‪O‬شاط‪O‬اتِ‪O‬نا امل‪O‬تعلقة مب‪O‬واض‪O‬يع‬ ‫إهتماماتنا وحول مشاركاتِنا في املؤمتراتِ الـثقافيةِ والـعلمية‪.‬‬ ‫تـ‪O‬وخ‪O‬ياً ل‪O‬إلخ‪O‬تـصارِ وجت‪O‬نباً ل‪O‬لتكرارِ امل‪O‬مل‪ ،‬سـ‪O‬وف لـ‪O‬ن أعـ‪O‬رضَ ل‪O‬لقراء م‪O‬كات‪O‬باتِ‪O‬نا‬ ‫ب‪OO‬األُس‪OO‬لوبِ ” ال‪OO‬رس‪OO‬ائ‪OO‬لي الـ ‪O‬مُتَّبعِ إع‪OO‬تيادي ‪O‬اً ال‪OO‬ذي يُس‪OO‬تهلُّ ب‪OO‬اخمل‪OO‬اط‪OO‬بةِ ال‪OO‬شخصيةِ امل‪OO‬شفوع ‪O‬ةِ‬ ‫ب‪O‬األل‪O‬قابِ ال‪O‬علميةِ ويُ‪O‬ذيَّ‪O‬لُ بِ‪O‬ال‪O‬تحياتِ “‪ .‬إمن‪O‬ا س‪O‬أع‪O‬رضُ‪O‬ه بِ‪O‬أُس‪O‬لوبِ ك‪O‬المٍ إع‪O‬تياديٍ ب‪O‬يننا وك‪O‬أن‪O‬ه‬ ‫وجهاً لوجه‪.‬‬ ‫أع‪OO‬رضُ ف‪OO‬ي ال‪OO‬فقراتِ اآلت‪OO‬يةِ أه ‪O‬مَّ ل‪OO‬قاءاتِ‪OO‬نا ال‪OO‬رس‪OO‬ائ‪OO‬ليةِ امل‪OO‬تعلقةِ مب‪OO‬وض‪OO‬وعِ ال‪OO‬هندس ‪O‬ةِ‬ ‫الكـُسيرية‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫••‪••6‬‬ ‫س‪O‬معتُ م‪O‬ؤخ‪O‬راً ع‪O‬ن م‪O‬وض‪O‬وع ٍج‪O‬دي‪O‬دٍ ظه‪O‬رَ ف‪O‬ي ال‪O‬رب‪O‬عِ األخ‪O‬يرِ م‪O‬ن‬ ‫القرنِ املاضي يُسمى ‪ .Fractal Geometry‬هل لديكَ معرفةً به؟‬

‫ك‪B‬يف ت‪B‬سأل‪B‬نيَ ه‪B‬ذا ال‪B‬سؤالَ‪ ،‬ي‪B‬ا آرل‪B‬ني ؟‪ .‬أال ت‪B‬علمنيَ أن رمي‪B‬ون‬ ‫ي‪B‬قفزُ ال‪B‬ى ك‪B‬لِّ م‪B‬وض‪B‬وعٍ ج‪B‬دي‪B‬د ؟‪ .‬ف‪B‬ي الـ‪B‬واق‪B‬ع درّس‪B‬تُ ه‪B‬ذا امل‪B‬وض‪B‬وعَ ل‪B‬طلبةِ‬ ‫ال‪B‬دراس‪B‬اتِ ال‪B‬عليا ف‪B‬ي ق‪B‬سمِ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ ف‪B‬ي ج‪B‬ام‪B‬عةِ ب‪B‬غداد‪ .‬وق‪B‬د أش‪B‬رف‪B‬تُ‬ ‫ع‪B‬لى رس‪B‬ائ‪B‬لَ امل‪B‬اجس‪B‬تير وال‪B‬دك‪B‬توراه ل‪B‬عددٍ م‪B‬نهم‪.‬ف‪B‬يه‪ .‬وال أُخ‪B‬في ع‪B‬ليكِ‬ ‫أن‪B‬ني ف‪B‬خورٌ ب‪B‬إش‪B‬راف‪B‬ي ع‪B‬لى رس‪B‬ال‪B‬ةِ ال‪B‬دك‪B‬توراه ل‪B‬طال‪B‬بةٍ‪ ،‬م‪B‬وض‪B‬وعُ‪B‬ها ف‪B‬رعٌ م‪B‬ن‬ ‫ت‪B‬فرع‪B‬ات ال‪B‬هندس‪B‬ةِ الكـُس‪B‬يري‪B‬ة‪ .‬ع‪B‬ملتْ‪ ،‬ب‪B‬عد ح‪B‬صولِ‪B‬ها ع‪B‬لى ال‪B‬دك‪B‬توراه‬ ‫ف‪B‬ي م‪B‬ؤس‪B‬سةِ ‪ JPL‬امل‪B‬رت‪B‬بطةِ م‪B‬ع ‪ NASA‬ح‪B‬يث ط‪B‬بَّقتْ إخ‪B‬تصاصَ‪B‬ها ف‪B‬ي ب‪B‬حوثٍ‬ ‫تهمُ املؤسسةَ عن القمرِ تيتان التابعِ الى كوكبِ املشتري‬ ‫أرج‪O‬و‪ ،‬أن تُ‪O‬خبرَن‪O‬ي ع‪O‬ن ال‪O‬فروق‪O‬اتِ ب‪O‬ني ال‪O‬هندس‪O‬ةِ اجل‪O‬دي‪O‬دةِ وال‪O‬هندس‪O‬ةِ‬ ‫املستويةِ واجملسَّمة؟‬

‫ليس‪B‬ت ك‪B‬لمةُ » ‪ « Fractal‬ق‪B‬ام‪B‬وس‪B‬يةً ب‪B‬ل م‪B‬نحوت‪B‬ةً م‪B‬ن وض‪B‬عِ رائ‪B‬دِ ه‪B‬ذه‬ ‫ال‪B‬هندس‪B‬ةَ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪B‬ي ال‪B‬پول‪B‬نديُ األص‪B‬لِ ب‪B‬وت‪B‬وا م‪B‬ان‪B‬دل‪B‬برو )‪ 1924‬ــ ‪( 2010‬‬ ‫لِ‪B‬لدالل‪B‬ةِ ع‪B‬لى األش‪B‬كالِ ال‪B‬تي ت‪B‬تناولـُ‪B‬ها‪ .‬و ف‪B‬ي ال‪B‬لغةِ ال‪B‬عرب‪B‬يةِ نُ‪B‬حِتَتْ ك‪B‬لمةُ‬ ‫»كـَُسَ ‪OO‬ير«ك ‪BB‬مصطلحٍ يُ ‪BB‬قاب‪B B‬لُ امل ‪BB‬صطلحَ اإلن ‪BB‬كليزي‪.‬وع ‪BB‬ليه تُ ‪BB‬سمى الـ‬ ‫‪ Fractal Geometry‬بالعربية ” الهندسة الكـُسيرية “‪.‬‬ ‫ه ‪OO‬ل ل ‪OO‬ك م ‪OO‬تسعٌ م ‪OO‬ن ال ‪OO‬وق‪O O‬تِ إلع ‪OO‬طائ ‪OO‬ي ن ‪OO‬بذةً ع ‪OO‬ن ال ‪OO‬هندس ‪OO‬ة‬ ‫الكـُسيرية؟‬

‫بكلِّ سرور‪.‬‬ ‫ليس ‪BB‬ت ال ‪BB‬هندس‪B B‬ةُ الكس ‪BB‬يري‪B B‬ةُ م ‪BB‬ن صُ‪B B‬نْعِ البش‪B B‬رِ م ‪BB‬ثل ال ‪BB‬هندس‪B B‬ةَ‬ ‫املس‪BB‬توي‪BB‬ة واجملّ‪BB‬سمة ال‪BB‬تي ن‪BB‬عرفُ‪BB‬هام‪BB‬ن خ‪BB‬اللِ دراس‪BB‬اتِ‪BB‬نا األول‪BB‬يةِ ال‪BB‬تي ت‪BB‬تناولُ‬ ‫م‪BB‬فاه‪BB‬يمَ ال‪BB‬نقطِ واملس‪BB‬تقيماتِ واملس‪BB‬توي‪BB‬اتِ وال‪BB‬زواي‪BB‬ا وال‪BB‬دوائ ‪B‬رِ وال‪BB‬كــراتِ‬ ‫واخملروطاتِ واإلسطواناتِ واألهرامِ وحسابِ املساحاتِ واحلجوم‪.‬‬ ‫أُس‪B‬تُثْمرتْ ال‪B‬هندس‪B‬ةُ املس‪B‬توي‪B‬ةُ واجمل‪B‬سّمةُ والزال‪B‬تْ تُس‪B‬تثمرُ ف‪B‬ي ب‪B‬ناءِ‬ ‫املساكنِ والعماراتِ واجلسورِ وإنشاءِ الطرقِ والسدودِ وغيرها‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫أمَّ‪BB‬ا إذا ذه‪BB‬بتِ ال‪BB‬ى غ‪BB‬اب ‪B‬ةٍ ك‪BB‬ي تس‪BB‬تنشقي ه‪BB‬واءً‬ ‫خ‪B‬ال‪B‬ياً م‪B‬ن ال‪B‬تلـَوثِ ف‪B‬لن جت‪B‬دي شج‪B‬رةً أُس‪B‬طوان‪B‬يةً وال نه‪B‬راً‬ ‫مس ‪BB‬تقيماً وال صخ ‪BB‬رةً مخ ‪BB‬روط ‪BB‬يةً‪ .‬وح‪B B‬نيَ ت ‪BB‬وجِّه ‪BB‬ني‬ ‫ن‪B‬ظرَكِ ال‪B‬ى األع‪B‬لى ل‪B‬ن تُ‪B‬شاه‪B‬دي س‪B‬حاب‪B‬ةً ك‪B‬روي‪B‬ةً وال ب‪B‬رق‪B‬اً‬ ‫مستقيماً‪،‬إمنا تُشاهدين البرقَ مثل الشكلِ املرفق‪.‬‬ ‫وإذا ذه‪B‬بتِ ال‪B‬ى س‪B‬اح‪B‬لِ البح‪B‬رِ ل‪B‬لتمتعِ مب‪B‬نظرِه‪،‬‬ ‫ف ‪BB‬لن جت ‪BB‬دي س ‪BB‬اح‪B B‬الً ع ‪BB‬لى ش ‪BB‬كلِ مس ‪BB‬تقيمٍ أو ق ‪BB‬وسٍ‬ ‫دائري‪.‬‬ ‫لكني رأيتٌُ بحيرةً مستديرة‪.‬‬

‫ن‪B‬عم‪ ،‬إمّ‪B‬ا ف‪B‬ي أح‪B‬المِ‪B‬كِ ال‪B‬ليليةِ وإمّ‪B‬ا أن‪B‬ها ب‪B‬حيرةٌ‬ ‫من صنعِ البشر‪.‬‬

‫هل صادفَ وشاهدتَ في اليقظةِ دجاجةً تضعُ بيضةً مكـّعبةً؟‬

‫ن‪B‬عم ‪،‬ب‪B‬ال‪B‬تأك‪B‬يد ش‪B‬اه‪B‬دتُ دج‪B‬اج‪B‬ةً ت‪B‬ضعُ ب‪B‬يضاً م‪B‬كعباً‪ .‬وك‪B‬ان‪B‬ت‬ ‫تس‪BB‬تغيثُ مُ ‪B‬قَوق‪BB‬ئةً‪ » :‬آخٍ ‪ ،‬آخ ‪،‬آخ «‪ .‬وك‪BB‬ان دي‪BB‬كـُها يــ‪BB‬ديـ ‪B‬رُ ب‪BB‬عصبيةٍ‬ ‫الرقم ‪ 911‬علـى التلفون طالباً النجدةَ والطوارئ!!!‬ ‫لنعودَ اآلن الى موضوعنا الرئيسي‪.‬‬ ‫ال‪B‬هندس‪B‬ةُ الكـُس‪B‬يري‪B‬ةُ م‪B‬ن صُ‪B‬نعِ ال‪B‬طبيعةِ​ِ‪ .‬فه‪B‬ي ت‪B‬تناولُ م‪B‬ن ب‪B‬نيِ م‪B‬ا‬ ‫ت‪BB‬تناول ‪ :‬خ‪BB‬طوطَ م‪BB‬ساراتِ ص‪BB‬واع ‪B‬قِ ال‪BB‬برقِ و ت‪BB‬عرج‪BB‬اتِ س‪BB‬واح ‪B‬لِ البح‪BB‬ر‬ ‫وأش‪B‬كالَ ال‪B‬غيومِ واجل‪B‬بالَ واألش‪B‬جارَ وال‪B‬نبات‪B‬اتِ وب‪B‬لوراتِ ال‪B‬ثلجِ‪ ،‬وع‪B‬لى م‪B‬ا‬ ‫ف‪B‬ي داخ‪B‬لِنا م‪B‬ن أجه‪B‬زةِ ال‪B‬تنفسِ وال‪B‬هضمِ وش‪B‬بكةِ ال‪B‬دورةِ ال‪B‬دم‪B‬وي‪B‬ةِ وش‪B‬بكة‬ ‫اإلعصاب‪ .‬إضافةً الى أشكالٍ مبرمجةٍ حاسوبياً‪.‬‬ ‫إس‪O‬محْ ل‪O‬ي ب‪O‬سؤالٍ‪ :.‬مل‪O‬اذا ل‪O‬م ي‪O‬كـْتشفْ امل‪O‬يسوپ‪O‬وت‪O‬ام‪O‬يون ال‪O‬هندس‪O‬ةَ‬ ‫الكـُس ‪OO‬يري‪O O‬ةَ وه ‪OO‬م ال ‪OO‬روّادُ األوائ‪O O‬لُ لِ ‪OO‬لري ‪OO‬اض ‪OO‬ياتِ وك ‪OO‬ان ‪OO‬وا أك ‪OO‬ثرَ مت ‪OO‬اس‪O O‬اً‬ ‫بالطبيعة ؟‪.‬‬

‫س‪BB‬ؤالٌ ج‪BB‬يد‪ .‬ل‪BB‬م أُف‪BB‬كـِّرْ ب‪BB‬ه س‪BB‬اب‪BB‬قاً‪ .‬ل‪BB‬علَ الس‪BB‬ببَ ه‪BB‬و أول‪BB‬ياتِ‬ ‫إه ‪BB‬تمام ‪BB‬اتِ ‪BB‬هم ال ‪BB‬ى م ‪BB‬ا ك ‪BB‬ان ‪BB‬وا ي ‪BB‬حتاج ‪BB‬ون ‪ :‬م ‪BB‬ثلَ ب ‪BB‬ناءِ م ‪BB‬ساك‪B B‬نِهم ودورِ‬ ‫ع‪BB‬باداتِ‪BB‬هم‪ .‬وي‪BB‬جب ع‪BB‬لينا أن ال ي‪BB‬غيبَ ع‪BB‬ن ب‪BB‬الِ‪BB‬نا أن‪BB‬هم ك‪BB‬ان‪BB‬وا ف‪BB‬ي أش ‪B‬دِّ‬ ‫احل‪B‬اج‪B‬ةِ ف‪B‬ي تش‪B‬ييد م‪B‬نشآتِ‪B‬هم ال‪B‬ى ” اإلس‪B‬تقام‪B‬ةِ “‪ .‬ي‪B‬حبٍُ أن ال ننس‪B‬ى أن‬ ‫” اإلس‪B‬تقام‪B‬ةَ “ ن‪B‬فسها ليس‪B‬ت غ‪B‬ري‪B‬بةً ع‪B‬ن ال‪B‬طبيعةِ ب‪B‬ل ب‪B‬ال‪B‬عكس مـ‪B‬تأت‪B‬يةً م‪B‬نها‬ ‫أي‪B‬ضاً‪ .‬أي م‪B‬ن م‪B‬سار ِال‪B‬ضوءِ ف‪B‬ي ال‪B‬فراغِ وف‪B‬ي وس‪B‬طٍِ هـ‪B‬وائ‪B‬ي‪ .‬أل‪B‬م يس‪B‬ترعِ‬ ‫‪57‬‬


‫الـ‪B‬نجَّارُ إنـ‪B‬تـباهَ‪B‬كِ ح‪B‬ني يـ‪B‬ضـعُ لـ‪B‬وحـ‪B‬ةً خش‪B‬بـيةً أمـ‪B‬امَ ع‪B‬ينيـه كـ‪B‬ي ي‪B‬تأكـَّ‪B‬دَ م‪B‬ن‬ ‫” عدالتِها “ ؟‪.‬‬ ‫ب‪OO‬عبارةٍ أُخ‪OO‬رى‪ :‬إن مِ ‪O‬حَكّ اإلس‪OO‬تقام ‪O‬ةِ ف‪OO‬ي وس ‪O‬طٍ م‪OO‬عنيٍ ه‪OO‬و م‪OO‬سار‬ ‫الـ‪O‬ضوء ف‪O‬يه‪ .‬أال جت‪O‬علُ ه‪O‬ذه احل‪O‬قيقةُ ال‪O‬هندس‪O‬ةَ اإلع‪O‬تيادي‪O‬ةَ م‪O‬ن صُ‪O‬نْعِ ال‪O‬طبيعةِ‬ ‫أيضاً ؟‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬نحن جزءٌ من الطبيعةِ‪ .‬ال مفرُّ منها‪.‬‬

‫أُقّ ‪B‬تُصُرَتْ ب‪BB‬حوثُ ال‪BB‬علميني ح ‪B‬تَّى م‪BB‬نتصفِ ال‪BB‬قرن العش‪BB‬ري‪BB‬ن ع‪BB‬لى‬ ‫ال‪BB‬ظواه ‪B‬رِ امل‪BB‬نتظمةِ ف‪BB‬ي ال‪BB‬طبيعةِ واجمل‪BB‬تمعِ وأُه‪BB‬ملِتْ ظ‪BB‬واه ‪B‬رٌ أُخ‪BB‬رى ذات‬ ‫اجل ‪BB‬وان‪B B‬بِ ال ‪BB‬شاذةِ ال ‪BB‬شاردة ــــ أم ‪BB‬ثالُ‪ :‬ت ‪BB‬دف‪B B‬قُِ األن ‪BB‬هارِ وح ‪BB‬رك ‪BB‬اتُِ ال ‪BB‬غيومِ‬ ‫وت‪B‬ذب‪B‬ذبُ اإلق‪B‬تصادِ وال‪B‬عواص‪B‬فُ وح‪B‬رك‪B‬ةُِ ال‪B‬تجارة ف‪B‬ي ال‪B‬سوقِ وٱض‪B‬طرابُ‬ ‫ال‪B‬بحارِ وأجه‪B‬زتِ‪B‬نا احل‪B‬يوي‪B‬ةِ وغ‪B‬يرُه‪B‬ا وغ‪B‬يرُه‪B‬ا بِ‪B‬اع‪B‬تبارِه‪B‬ا ظ‪B‬واه‪B‬رٌ لِ‪B‬قضاي‪B‬ا ج‪B‬ان‪B‬بيةٍ‬ ‫ه‪BB‬امش‪BB‬يةٍ غ‪BB‬يرِ ق‪BB‬اب‪BB‬لةٍ لِ‪BB‬لتنبؤ‪ ،‬وغ‪BB‬يرُ ذات أه‪BB‬ميةٌ‪ .‬فه‪BB‬ي إذن ال تس‪BB‬تحقُ‬ ‫التفكيرَ أو التأملَ وال البحثَ فيها‪.‬‬ ‫أعتقدُ أنك نسيتَ ظاهرةً مهمةً ذات وقعٌ علينا‪.‬نحن اإلثنني‬

‫ل‪B‬م تَ‪B‬كـُنْ األم‪B‬ثلةُ امل‪B‬طروح‪B‬ةُ س‪B‬وى ع‪B‬ددٍ ق‪B‬ليلٍ م‪B‬نها‪ .‬م‪B‬ن ال‪B‬واض‪B‬حِ‬ ‫ع‪B‬دم إم‪B‬كان‪B‬ي أ ن أُغ‪B‬طيها ج‪B‬ميعاً‪ .‬ل‪B‬كنكِ ت‪B‬دَّع‪B‬ني ب‪B‬وج‪B‬ودِ م‪B‬ثالٍ لـ‪B‬ظـاهـ‪B‬رةٍ‬ ‫مـ‪B‬همةٍ ذات وقـ‪B‬ع ٌع‪B‬لينا ب‪B‬حيث ي‪B‬توج‪B‬بُ ع‪B‬ليَّ أن أذكـُ‪B‬رَه‪B‬ا وي‪B‬نبغي أن ال‬ ‫ن‪B‬نها‪.‬أج‪B‬دُ ص‪B‬عوب‪B‬ةً ف‪B‬ي ت‪B‬رك‪B‬يزِ ذه‪B‬ني ع‪B‬ند ه‪B‬ذه ال‪B‬ساع‪B‬ةِ امل‪B‬تأخ‪B‬رةِ م‪B‬ن ال‪B‬ليلِ‪.‬‬ ‫أرج‪B‬و أن ت‪B‬سمحي لـ‪B‬ي ب‪B‬ال‪B‬تفـكيرِ ف‪B‬ي امل‪B‬وض‪B‬وعِ غ‪B‬داً ص‪B‬باح‪B‬اً وس‪B‬وف أُج‪B‬يبُكِ‬ ‫برسالةٍ قادمة‪.‬‬ ‫ق‪OO‬ضيتُِ ع‪OO‬دةَ س‪OO‬اع‪OO‬اتٍ ف‪OO‬ي ال‪OO‬ليلِ وف‪OO‬ي ص‪OO‬باحِ ال‪OO‬يومِ ال‪OO‬تال‪OO‬ي أُف‪OO‬كـِّرُ م‪OO‬اذا عس‪OO‬ى أن‬ ‫يكون ذلك املثال الذي يتوجبُ عليّ أن ال أنساه‪ .‬فأرسلتُ لها رسالةً تتضمنُ ما يأتي‪:‬‬ ‫ح‪B‬اول‪B‬تُ ج‪B‬اه‪B‬داً تَ‪B‬ذَكـُّ‪B‬رَ م‪B‬ثالٍ ي‪B‬في مب‪B‬واص‪B‬فاتِ‪B‬كِ‪ .‬ل‪B‬كني أُقِ‪B‬رُّ م‪B‬عترف‪B‬اً‬ ‫مع أسفي الشديد أني لم أتوصلْ الى املثالِ الذي تبتغينه‪.‬‬

‫ع‪OO‬ند ق‪OO‬راءت‪OO‬ي األم‪OO‬ثلةَ ال‪OO‬تي ط‪OO‬رح ‪O‬تَها ف‪OO‬ي رس‪OO‬ال ‪O‬تِكَ ع‪OO‬ن ظ‪OO‬واه ‪O‬رَ‬ ‫وح‪OO‬رك‪OO‬اتٍ ش‪OO‬اذةٍ وغ‪OO‬يرَ ق‪OO‬اب‪OO‬لةٍ ل‪OO‬لتنبوء‪ ،‬مل‪OO‬عتْ ف‪OO‬ي ذه‪OO‬ني ص‪OO‬ورةُ ال‪OO‬دخ‪OO‬انِ‬ ‫ال‪OO‬كثيفِ امل‪OO‬تلوي ك‪OO‬احل‪OO‬يةِ ال‪OO‬ذي ك‪OO‬ان ي‪OO‬نـفِـثُـه ذل‪OO‬ك ال‪OO‬رج ‪O‬لُ م‪OO‬ن س‪OO‬يگارِه‬ ‫ال‪OO‬كوب‪OO‬ي ف‪OO‬ي م‪OO‬طعمِ ال‪OO‬پتزا ف‪OO‬ي م‪OO‬دينةِ آي‪OO‬وا‪ .‬ك‪OO‬نتُ أت‪OO‬وق ‪O‬عُ أن ي‪OO‬كونَ أح ‪O‬دَُ‬ ‫أمثلتِكَ‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫ص‪BB‬دق ‪B‬تِ …… آس ‪B‬فٌ ألن‪BB‬ي خَـ ‪B‬يّـبْتُ ظ ‪B‬نَّكِ‪ .‬إن احل‪BB‬رك ‪B‬ةُ امل‪BB‬لتوي ‪B‬ةُ‬ ‫ل‪B‬لدخ‪B‬انِ م‪B‬ثالٌ من‪B‬وذج‪B‬يٌ ل‪B‬لنقلةِ ال‪B‬تي ح‪B‬دث‪B‬تْ ف‪B‬ي س‪B‬تينياتِ ال‪B‬قرنِ امل‪B‬اض‪B‬ي ف‪B‬ي‬ ‫ق‪B‬وال‪B‬بِ أُط‪B‬رِ امل‪B‬عرف‪B‬ةِ ال‪B‬علميةِ ف‪B‬حوّلـَ‪B‬تْ وج‪B‬هاتِ ن‪B‬ظرِ ال‪B‬وس‪B‬طِ ال‪B‬علمي ع‪B‬مّا ه‪B‬و‬ ‫م‪B‬همُ يس‪B‬تحقُ ال‪B‬بحثَ وع‪B‬مّا ه‪B‬و ه‪B‬امش‪B‬ي‪ .‬فَ‪B‬أخ‪B‬دتْ ال‪B‬ظواه‪B‬رُ ال‪B‬تيِ ب‪B‬دتْ‬ ‫عـ‪BB‬شوائ‪BB‬يةً وغ‪BB‬يرَ م‪BB‬نتظمةٍ نَ ‪B‬يَلَ اإله‪BB‬تمامِ وال‪BB‬عناي‪BB‬ةث م‪BB‬ن األوس‪BB‬اطِ ال‪BB‬علميةِ‬ ‫وصارت تُدْرسُ وتُخْضَعُ الى إختباراتٍ وقياساتٍ وتبويبٍ وتصنيف‪.‬‬ ‫ت‪BB B‬ضاف‪BB B‬رتْ‪ ،‬خ‪BB B‬اللَ ال‪BB B‬عقودِ اخل‪BB B‬مسةِ األخ‪BB B‬يرة‪ ،‬ج‪BB B‬هودُ ذوي‬ ‫إخ‪B‬تصاص‪B‬اتٍ م‪B‬تنوع‪B‬ةٍ م‪B‬تمحورةً ح‪B‬ول ت‪B‬لك ال‪B‬ظواه‪B‬رِ ف‪B‬أث‪B‬مرتْ م‪B‬ا ل‪B‬م ي‪B‬كنْ‬ ‫ف‪B‬ي احلس‪B‬بانِ ال‪B‬ى ٱك‪B‬تشافِ تَـ‪B‬مَتُـعِها ـــ رغ‪B‬مَ ت‪B‬عقيداتِ‪B‬ها ــــ بِ‪B‬بساط‪B‬ةٍ وت‪B‬نظيمٍ‬ ‫وبِ‪BB‬نوعٍ م‪BB‬ن أن‪BB‬واعِ احل‪BB‬تميةِ‪ ،‬ك‪BB‬ما ظه ‪B‬رَ ع‪BB‬لى ال‪BB‬عكسِ م‪BB‬ن ه‪BB‬ذا أن ال‪BB‬ظواه ‪B‬رَ‬ ‫البس‪B‬يطةَ وامل‪B‬تسمةَ بِ‪B‬احل‪B‬تميةِ ــــ ال‪B‬تي ك‪B‬ان‪B‬ت م‪B‬ن صُ‪B‬لـْبِ إه‪B‬تمامَ‪B‬اتِ ال‪B‬باح‪B‬ثني‬ ‫ــــ مي‪B‬كنُ ف‪B‬ي ب‪B‬عضِ احل‪B‬االتِ أن تُظـْهِ‪B‬رَ س‪B‬لوك‪B‬اً م‪B‬ده‪B‬شاً ف‪B‬ي ال‪B‬تعقيدِ وع‪B‬دمِ‬ ‫ال‪B‬قاب‪B‬ليةِ لِ‪B‬لتنبؤ ب‪B‬ها‪ .‬م‪B‬ن أه‪B‬مَّ ال‪B‬عوام‪B‬لِ امل‪B‬ؤدي‪B‬ةِ ال‪B‬ى ه‪B‬ذا اإلن‪B‬قالبِ ظ‪B‬هورُ‬ ‫احلواسيبِ الشخصيةِ وٱننتشارُ ٱستعمالِ​ِها على نطاقٍ واسعٍ‪.‬‬ ‫ل‪B‬قد ح‪B‬دثَ ف‪B‬ي ت‪B‬اري‪B‬خِ ال‪B‬علومِ ك‪B‬ثيرٌ م‪B‬ن أم‪B‬ثالِ ه‪B‬ذه ال‪B‬نقالتِ ف‪B‬ي‬ ‫ق ‪BB‬والـّ‪B B‬بَ أُط‪B B‬رِ امل ‪BB‬عرف‪B B‬ةِ ال ‪BB‬علميةِ ‪ ،‬ويَ ‪BB‬طلِقُ ع ‪BB‬ليها ت ‪BB‬وم ‪BB‬اس كـُ‪B B‬وْن م ‪BB‬ؤرخُ‬ ‫وفيلسوفُ العلومِ مصطلحَ » ‪.« Paradigm Shift‬‬ ‫ب ‪OO‬ال ‪OO‬ضبط‪…….‬تـُ ‪OO‬ماث‪O O‬لُ ت ‪OO‬لك ال ‪OO‬نقالتُ ال ‪OO‬ى ح‪O O‬دٍ م ‪OO‬ا ال ‪OO‬ثوراتِ‬ ‫الس‪O‬ياس‪O‬يةَ ال‪O‬تي ت‪O‬زي‪O‬حُ ط‪O‬بقةً إج‪O‬تماع‪O‬يةً وت‪O‬أت‪O‬ي ب‪O‬أُخ‪O‬رى‪.‬ل‪O‬كن ال بُ‪O‬دّ م‪O‬ن وج‪O‬ودِ‬ ‫ص‪O‬فةٍ مش‪O‬ترك‪O‬ةٍ ب‪O‬ني األم‪O‬ثلةِ ال‪O‬تي أت‪O‬يتَ ب‪O‬ها‪ .‬م‪O‬ن امل‪O‬ؤكـَّ‪O‬د أن‪O‬ها ليس‪O‬ت أح‪O‬د‬ ‫أنواعِ التناظرات‪.‬التي حدَّثـتـَني عنها في آيوا‪.‬‬

‫ص‪B‬حيح‪ ،‬ه‪B‬نال‪B‬ك ص‪B‬فةٌ مش‪B‬ترك‪B‬ةٌ ت‪B‬تسمُ بِ‪B‬ها ج‪B‬ميعُ الكـُس‪B‬يراتِ‬ ‫ه‪B‬ي الـ‪B‬تشابـ‪B‬هُ ال‪B‬ذات‪B‬ي ‪ .Self Similarity‬ي‪B‬كونُ ال‪B‬شكلُ كـُس‪B‬يراً إذا إح‪B‬توى‬ ‫أيُّ ج‪B‬زءٍ م‪B‬نه ــــ م‪B‬هما ب‪B‬لغَ م‪B‬ن ال‪B‬صِغرِ ــــ ع‪B‬لى ش‪B‬كلٍ يش‪B‬بهُ األص‪B‬لَ إمّ‪B‬ا مت‪B‬ام‪B‬اً‬ ‫وإمّ‪B‬ا ال‪B‬ى ح‪B‬دٍ ك‪B‬بير‪.‬ك‪B‬لُّ ج‪B‬زءٍ م‪B‬ن اجل‪B‬بلِ يش‪B‬بهُ اجل‪B‬بلَ بِ‪B‬كام‪B‬لِه‪ ،‬وك‪B‬لُّ ف‪B‬رعٍ م‪B‬ن‬ ‫الشجرةِ يشبهُ الشجرة‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫ول‪BB‬علَ ن‪BB‬باتُ ال‪BB‬بروك‪BB‬لي ال‪BB‬ذي ك‪BB‬ل ج‪BB‬زء ص‪BB‬غيرٍ م‪BB‬نه يش‪BB‬بهُ ال‪BB‬نباتَ‬ ‫الكامل أفضلَ مثالٍ توضيحيٍ ملفهومِ التشابهِ الذاتيِ‪.‬‬

‫وك‪B‬ذل‪B‬ك أيُّ ج‪B‬زءِ م‪B‬ن ال‪B‬شكلِ امل‪B‬رف‪B‬قِ امل‪B‬برم‪B‬جِ ح‪B‬اس‪B‬وب‪B‬ياً وامل‪B‬سمى‬ ‫مثلثُ سيـپـرنسكي يشابهُ الشكلَ الكامل‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫وك‪BB‬ذل‪BB‬ك ال‪BB‬شكلُِ امل‪BB‬رف ‪B‬قُ امل‪BB‬برم ‪B‬جُ ح‪BB‬اس‪BB‬وب‪BB‬ياً وامل‪BB‬سمى م‪OO‬نحني‬ ‫هلبرت يشابه الشكلَ الكامل‪.‬‬

‫ب‪B‬دأ ال‪B‬علميون ـــ ب‪B‬عد إدراكِ‪B‬هم ث‪B‬مارَ م‪B‬ناح‪B‬ي ال‪B‬هندس‪B‬ة ِالكـُس‪B‬يري‪B‬ةِ‬ ‫ي‪B‬تلمسون دروبَ‪B‬هم ف‪B‬ي م‪B‬جاالتِ امل‪B‬عرف‪B‬ةِ ف‪B‬يعثرون ع‪B‬لى بُ‪B‬نى كـُس‪B‬يري‪B‬ةٍِ ف‪B‬ي‬ ‫كثيرٍ من األمناطِ املعقدّةِ ويتناولـونها دراسةً وبحثـاً ومتحيصاً‪.‬‬ ‫أال ت‪O‬تفق م‪O‬عي أن م‪O‬ن غ‪O‬رائ‪O‬بِ األم‪O‬ورِ أن ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬يات‪O‬يني ل‪O‬م ي‪O‬كتشفوا‬ ‫الكـُسيرياتِ قبل أواسط القرن املاضي‪.‬‬

‫م‪BB‬الح‪BB‬ظتُكِ ج‪BB‬دي‪BB‬رةٌ ب‪BB‬اإله‪BB‬تمام‪ .‬ف‪BB‬ي احل‪BB‬قيقةِ ‪ .‬ال‪BB‬ري‪BB‬اض‪BB‬يات‪BB‬يون‬ ‫م‪B‬ثلـُهم م‪B‬ثلَ ك‪B‬ريس‪B‬توف‪B‬رِ ك‪B‬ول‪B‬وم‪B‬بس ال‪B‬ذي ل‪B‬م ي‪B‬درِ أن‪B‬ه إك‪B‬تشفَ ق‪B‬ارةً ج‪B‬دي‪B‬دةً‬ ‫ب‪B‬ل إع‪B‬تقدَ أن‪B‬ه وص‪B‬لَ ال‪B‬هند ال‪B‬غرب‪B‬يةِ‪ .‬ك‪B‬ذل‪B‬ك ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪B‬يون ف‪B‬قد أوج‪B‬دِوا‬ ‫ع‪BB‬دداً م‪BB‬ن الكـُس‪BB‬يري‪BB‬اتِ م‪BB‬نذ ‪ 1872‬ل‪BB‬كنها م ‪B‬رّتْ م‪BB‬ن ب‪BB‬ني أص‪BB‬اب ‪B‬عِهم دون‬ ‫إدراكِ‪B‬هم ألِه‪B‬ميتِها ف‪B‬ي ال‪B‬طبيعة‪ .‬إذ أوج‪B‬دوه‪B‬ا ك‪B‬أم‪B‬ثلةٍ ع‪B‬لى م‪B‬واق‪B‬فَ ف‪B‬ي‬ ‫ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتِ ال‪B‬تي ت‪B‬صدمُ ال‪B‬بداه‪B‬ةَ واحل‪B‬دسَ ال‪B‬فِطريَ ف‪B‬أط‪B‬لقوا ع‪B‬ليها ن‪B‬عوت‪B‬اً‬ ‫إن‪BB‬تقاص‪BB‬يةً بِ‪BB‬أن‪BB‬ها أم‪OO‬ثلةٌ پ‪OO‬اث‪OO‬ول‪OO‬وج‪OO‬يةٌِ‪ .‬م‪BB‬نها ع‪BB‬لى س‪BB‬بيل امل‪BB‬ثال‪ ،‬م‪BB‬ثلتُ‬ ‫سيـپرنسكي ومنحني هلبرت اللذان ذكرتُهما سابقاً‪.‬‬ ‫ل‪B‬كن ظه‪B‬رَ ب‪B‬عدئ‪B‬ذٍ أن األم‪B‬ثلةَ ال‪B‬پاث‪B‬ول‪B‬وج‪B‬ية ليس‪B‬تْ س‪B‬وى كــُس‪B‬يراتٍ‬ ‫متمتعاتٍ بِكاملِ الصحة‪!!!!.‬‬ ‫ك‪B‬ي ت‪B‬شعري مب‪B‬دى ال‪B‬صدم‪B‬ةِ الـمُحْبِىطةِ ال‪B‬تي أص‪B‬اب‪B‬تْ ري‪B‬اض‪B‬يات‪B‬يّ م‪B‬ا‬ ‫ق‪BB‬بل الس‪BB‬تينياتِ ــ أُق ‪B‬دِّمُ ف‪BB‬يما ي‪BB‬لي م‪BB‬ثال ‪B‬نيِ ف‪BB‬قط م‪BB‬ن ب‪BB‬ني عش‪BB‬راتِ األم‪BB‬ثلةِ‬ ‫املمكنة‪:‬‬ ‫ه‪B‬ل ك‪B‬نتِ ت‪B‬تمكننيَ ــ ل‪B‬و ل‪B‬م ت‪B‬درس‪B‬ي ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات ــ تَ‪B‬صَوُرَ مُ‪B‬نْحَنِ‬ ‫مس‪B‬تمرٍ ذي م‪B‬حيطٍ الم‪B‬نتهٍ ط‪B‬والً ل‪B‬كنه م‪B‬حتوىً بِ‪B‬كام‪B‬لِه داخـ‪B‬ل مـ‪B‬رب‪B‬عٍ ول‪B‬يس‬ ‫له مماسٌ عند أيِّ نقطةٍ من نقاطِـه؟ «‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫ج‪O‬داً ص‪O‬عب‪ .‬ل‪O‬كني اآلن ب‪O‬ناءً ع‪O‬لى دراس‪O‬تي ال‪O‬عال‪O‬ية ل‪O‬لري‪O‬اض‪O‬يات‬ ‫أع ‪OO‬رفُ أن ال ‪OO‬ري ‪OO‬اض ‪OO‬يات ‪OO‬ي ال ‪OO‬سوي ‪OO‬دي ڤ ‪OO‬ان كـَ ‪OO‬وخ أن ‪OO‬شأ م ‪OO‬ثاالً ع ‪OO‬لى ذل ‪OO‬ك‬ ‫سنة‪.1904‬‬

‫بالضبط‪.‬‬

‫يوضِّحُ الشكلُ اآلتي املراحلَ األوليةِ إلنشائه‪.‬‬ ‫وأنــ‪B‬شـأ الـ‪B‬ريـ‪B‬اض‪B‬ياتـ‪B‬ي جـ‪B‬ورج كـ‪B‬انـ‪B‬تــر س‪B‬نــةَ ‪ 1883‬ش‪B‬كــالً سُ‪B‬مِّي‬ ‫ب‪B‬عدئ‪B‬ذٍ ”غ‪O‬بارُ ك‪O‬ان‪O‬تر “ وه‪B‬و ف‪B‬عالًِ ش‪B‬بيهٌ بِ‪B‬ال‪B‬غبار‪ .‬مي‪B‬كنُ إن‪B‬شاؤه بِح‪B‬ذفِ‬ ‫اجل‪B‬زءِ ال‪B‬وس‪B‬طي م‪B‬ن ق‪B‬طعةِ مس‪B‬تقيمٍ ث‪B‬م ح‪B‬ذفِ ال‪B‬ثلثِ ال‪B‬وس‪B‬طي م‪B‬ن ك‪B‬لٍ م‪B‬ن‬ ‫اجل‪B‬زئ‪B‬ني امل‪B‬تبقيني ث‪B‬م ح‪B‬ذفِ ال‪B‬ثلثِ ال‪B‬وس‪B‬طيِ م‪B‬ن ك‪B‬لٍّ م‪B‬ن األج‪B‬زاءِ األرب‪B‬عة‬ ‫وهكذا نستمرُ الى ما ال نهاية‪ .‬كما مبنيٌ في الشكلِ املرفق‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫ل‪B‬عـلَ أشـ‪B‬دَّ مـ‪B‬ا ي‪B‬صعــقُ احلـ‪B‬دسَ ال‪B‬فطـريَ‪ .‬أن ع‪B‬لى ال‪B‬رغ‪B‬م م‪B‬ن أن‪B‬ه‬ ‫” غ‪BB‬بارٌ “ ل‪BB‬كنه م‪BB‬تقادرٌ م‪BB‬ع مج‪BB‬موع ‪B‬ةِ ن‪BB‬قاطِ ن‪BB‬فسِ ق‪BB‬طعةِ املس‪BB‬تقيمِ ال‪BB‬تي‬ ‫أُنشئ منها بحذفِ ماالنهايةٍمن أجزائها‪!!.‬‬ ‫ب‪BB‬امل‪BB‬ناس‪BB‬بةِ ه‪BB‬ل ت‪BB‬تذك‪BB‬ري ‪B‬نَ آخ ‪B‬رَ م‪BB‬بره‪BB‬نةٍ ن‪BB‬اق‪BB‬شناه‪BB‬ا ) ج‪BB‬زئ‪BB‬ياً ( ف‪BB‬ي‬ ‫املكتبةِ ؟‪.‬‬

‫ن‪OO‬عم ك‪OO‬يف ال أت‪OO‬ذك ‪O‬رُ م‪OO‬بره‪OO‬نةَ ك‪OO‬ان‪OO‬تر ال‪OO‬تي ب ‪O‬يَّن ف‪OO‬يها أن مج‪OO‬موع ‪O‬ةَ‬ ‫األع‪O‬دادِ الـنس‪O‬بـية‪ ،‬رغ‪O‬م أن‪O‬ها الن‪O‬هائ‪O‬يةِ ل‪O‬كنها ليس‪O‬ت س‪O‬وى ق‪O‬طـرة م‪O‬اءٍ ف‪O‬ي‬ ‫” بَحْ‪O‬رِ “ األع‪O‬دادِ احل‪O‬قيقية‪.‬؟‪ .‬و إس‪O‬تحوذ َب‪O‬ره‪O‬انُ‪O‬ها األن‪O‬يقُ َع‪O‬ليكَ وأن‪O‬ساكَ‬ ‫ال‪OO‬ثلجَ امل‪OO‬تساق ‪O‬طَ وج‪OO‬علـَك َتُ‪OO‬هملُ ال‪OO‬فتاةَ ال‪OO‬تي ك‪OO‬ان‪OO‬ت ت‪OO‬راف ‪O‬قُكَ ف‪OO‬تزح‪OO‬لقتْ‬ ‫وكادتْ تسقطُ على الثلج‪ .‬كيف ال أتذكرُ كانتر ومبرهنته؟‬

‫كلُّ ذلك بسببِ جورج كـانـتر‪ .‬تُبّاًَ له!!!!!‬ ‫ذك‪B‬رتُ ف‪B‬ي رس‪B‬ال‪B‬ةٍ س‪B‬اب‪B‬قةٍ أن ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬ياتيىن ف‪B‬ي الس‪B‬تينياتِ أع‪B‬ادوا‬ ‫اإلع‪BB‬تبارَ ألم‪BB‬ثلتِهم ال‪BB‬پاث‪BB‬ول‪BB‬وج‪BB‬ية فَ‪BB‬وج‪BB‬دوا أن ال‪BB‬طبيعةَِ م‪BB‬آلى مبِ‪BB‬ا ميُ‪BB‬اث‪BB‬لـُها‬ ‫باألشكالِ واجلمال والتعقيد‪.‬‬ ‫أي‪B‬نما وجّ‪B‬هنا إن‪B‬ظارَن‪B‬ا ت‪B‬نكشفُ ظ‪B‬واه‪B‬رَُ ال‪B‬كونِ امل‪B‬عـقـّدةُ واجل‪B‬ميلةُ‬ ‫م ‪BB‬ثل أش ‪BB‬كال اجمل‪B B‬رّات وأش ‪BB‬كال ال ‪BB‬غيومِ وت ‪BB‬عرّج ‪BB‬اتِ ال ‪BB‬سواح‪B B‬لِ البح ‪BB‬ري‪B B‬ةِ‬ ‫وال‪B‬تَفَرّعِ‪B‬اتِ امل‪B‬تتال‪B‬يةِ لِ‪B‬ألش‪B‬جارِ وش‪B‬بكاتِ اإلن‪B‬هار‪ ،‬وم‪B‬ن أه‪B‬مِّها ج‪B‬ميعاً م‪B‬ا‬ ‫ف‪B‬ي داخ‪B‬لِ​ِنا م‪B‬ن أجه‪B‬زةٍ ح‪B‬يوي‪B‬ةٍ وف‪B‬ي ال‪B‬ضرب‪B‬اتِ ال‪B‬الدوري‪B‬ة لِ‪B‬قلوبِ‪B‬نا وف‪B‬ي ب‪B‬ناءِ‬ ‫نظامِ الدورةِ الدموية وتشعباتِ رئاتِنا وتالفيفِ أدمغتِنا‪ ،‬والى آخرِه‪.‬‬ ‫وجن‪B‬دُ الـ‪B‬هندس‪B‬ةَ الـكـُسـ‪B‬يري‪B‬ةَ تَ‪B‬صِفُ ك‪B‬الً م‪B‬نهاِ ـــ رُغ‪B‬مَ ت‪B‬نوع‪B‬اتِ‪B‬ها‬ ‫وتعقيداتِها ـــ بِقواعد تدعو الى اإلستغرابِ من بساطتِها‪.‬‬ ‫ل‪B‬يس م‪B‬ن ال‪B‬صعبِ ال‪B‬توص‪B‬لَ ال‪B‬ى أن ك‪B‬الً م‪B‬ن األم‪B‬ثلةِ امل‪B‬ذك‪B‬ورةِ ي‪B‬تمتعُ‬ ‫بِ‪BB‬ال‪BB‬تشاب‪BB‬ه ال‪BB‬ذات‪BB‬ي‪ .‬ت‪BB‬نعكسُ ص‪BB‬فةُ ال‪BB‬تشاب ‪B‬هِ ال‪BB‬ذات ‪B‬يِ ب‪BB‬ال‪BB‬تفرع ِال‪BB‬ى ف‪BB‬روعٍ‬ ‫م‪BB‬شاب‪BB‬هةٍ األص ‪B‬لَ وال‪BB‬فروعُ بِ‪BB‬دورِه‪BB‬ا ت‪BB‬تفرعُ ال‪BB‬ى ف‪BB‬روعٍ أص‪BB‬غرَ وه‪BB‬ذه ت‪BB‬تفرعُ‬ ‫وهكذا دواليك‪ .‬أي أن جميعَها كـُسيرات‬ ‫ي‪O‬بدو أن ال‪O‬طبيعةَ ” حت‪O‬بُ “ ال‪O‬تفرعَ‪ .‬ل‪O‬كن ال بُ‪O‬دَّ م‪O‬ن ط‪O‬رحِ س‪O‬ؤال‪O‬ني‪:‬‬ ‫لـــمـــاذا ؟ وكـــيـــف ؟‪.‬‬

‫دع‪B‬يني ك‪B‬ي أُج‪B‬يبَ ع‪B‬نهما ال‪B‬بدءَ أوالً ب‪B‬تدارسِ أم‪B‬ثلةٍ م‪B‬ن ك‪B‬يان‪B‬اتٍ‬ ‫جندُها في خارجِ أجسامِنا وثم ننظرُ بعذئذٍ الى ما في داخلِنا‪.‬‬ ‫‪63‬‬


‫لِــنــتــنــاولَ اآلن الــنــهــر‪.‬‬ ‫ي‪B‬تصوّرُ م‪B‬عظمُ ال‪B‬ناسِ أن األن‪B‬هارَ ك‪B‬يان‪B‬اتٌ م‪B‬ائ‪B‬يةٌ جت‪B‬ري م‪B‬ن م‪B‬كانٍ ال‪B‬ى‬ ‫آخر‪ ،‬من منبعٍ الى مَصَبٍ‪ .‬وتسبحُ فيها األسماك‪.‬‬ ‫ته‪B‬تمُ أدب‪B‬ياتُ اجل‪B‬غراف‪B‬ية بِ‪B‬امل‪B‬قارن‪B‬ة ب‪B‬ني أط‪B‬والِ‪B‬ها وت‪B‬قولُ م‪B‬ثالً إن ال‪B‬نيلَ‬ ‫أط‪BB‬ولُ نه ‪B‬رٍ ف‪BB‬ي ال‪BB‬عالـَ ‪B‬مِ وي‪BB‬ليه نه ‪B‬رُ األم‪BB‬زون‪ .‬ل‪BB‬كن ف‪BB‬ي ال‪BB‬واق‪BB‬ع ِال ي‪BB‬نطوي‬ ‫ال‪B‬كالمُ ع‪B‬ن ط‪B‬ولِ النه‪B‬رِ ـــ أيّ نه‪B‬رٍ م‪B‬همـا كـ‪B‬ان ــــ ع‪B‬لى م‪B‬عـنى عـ‪B‬ميق‪ ،‬وال‬ ‫ي‪B‬بدو أن اجل‪B‬غراف‪B‬ينيَ مه‪B‬تمون ك‪B‬ثيراً بِ‪B‬شكلِ ج‪B‬ري‪B‬انِ‪B‬ه‪ .‬ه‪B‬ل ه‪B‬و أق‪B‬ربُ ال‪B‬ى‬ ‫اإلستقامةٍ أم أنه متعرِّجٌ وملتوٍ؟‬ ‫كـ‪B‬لّ نهـ‪B‬رٍِ يح‪B‬مـلُ إس‪B‬مــاً ذائ‪B‬عَ ال‪B‬صيتِ ـــ م‪B‬ثلَ دج‪B‬لةَ أو ال‪B‬فراتَ أو‬ ‫ال‪BB‬نيلِ أو املس‪BB‬يسپي أو األم‪BB‬زون ــــ ال ب ‪B‬دّ م‪BB‬ن وج‪BB‬ودِ أن‪BB‬هارٍ أُخ‪BB‬رى ت‪BB‬رف ‪B‬دُه‬ ‫وت‪B‬ؤثــّ‪B‬رُ ع‪B‬لى م‪B‬سارِه وي‪B‬ؤثــّ‪B‬رُ ع‪B‬ليها‪ .‬رمبّ‪B‬ا ي‪B‬تصوّرُ اجل‪B‬غراف‪B‬يونَ أن ال‪B‬رواف‪B‬دَ‬ ‫منفصلةٌ أو مستقلةٌ عنه لكنها في احلقيقةِ ليست كذلك‪.‬‬ ‫ال أق‪B‬صدُ بِ‪B‬كلمةِ ” نه‪B‬ر “ ف‪B‬ي م‪B‬راس‪B‬الت‪B‬نا ذل‪B‬ك ال‪B‬شكلَ ال‪B‬ذى جن‪B‬دُ‬ ‫مُخ‪B‬ططاً ل‪B‬ه ع‪B‬لى اخل‪B‬رائ‪B‬ط‪ .‬إمن‪B‬ا أق‪B‬صدُ أن‪B‬ه ال‪B‬كيانُ اجل‪B‬يول‪B‬وج‪B‬يُ ال‪B‬كام‪B‬لُ ال‪B‬ذي‬ ‫يـ‪B‬ؤدي ” وظ‪B‬يفـةَ “تـ‪B‬فريـ‪B‬غِ م‪B‬ياهٍ م‪B‬ن ج‪B‬زءٍ م‪B‬ن س‪B‬طحِ ال‪B‬كرةِ األرض‪B‬ية يُ‪B‬سّمى‬ ‫” حوضُ النهر “‪.‬‬ ‫ك‪B‬ي ي‪B‬قومَ ه‪B‬ذا ال‪B‬كيان الـ‪B‬مائ‪B‬ي بِ‪B‬وظ‪B‬يفـتِ​ِه عـ‪B‬ليه إم‪B‬تـالكَُ ” أص‪B‬اب‪B‬عَ “‬ ‫تخترقُ أطرافُها احلوضَ‪ .‬ولِكلٍ أصبعٍ حوضٌ جزئيٌ من احلوضِ األكبر‪.‬‬ ‫أمّ‪BB‬ا ال‪BB‬كيانُ ال‪BB‬ذي يُ‪BB‬طلقُ ع‪BB‬ليه أس ‪B‬مٌ م‪BB‬ا وجن ‪B‬دُ مخ‪BB‬ططاً ل ‪B‬هٍ ع‪BB‬لى‬ ‫اخلرائطِ كخـطٍ مـتعرّجٍ فَـأصِفُه في مراسالتنا أنه ” الوريدُ الرئيسي “‪.‬‬ ‫إذن ي‪B‬تكـَوّنُ النه‪B‬رُ م‪B‬ن أوردةٍِ دق‪B‬يقةٍ وك‪B‬ثيرةٍ‪ ،‬ه‪B‬ي ف‪B‬ي ال‪B‬بداي‪B‬ةِ م‪B‬ن‬ ‫ال‪B‬صِغَرِ ب‪B‬حيث ال تُ‪B‬سمَّى وم‪B‬ن ال‪B‬كثرةِ ال تُ‪B‬عَدَّ وال حتُ‪B‬صى‪ .‬ت‪B‬لتقي األوردةُ‬ ‫ب‪BB‬عضُها بِ‪BB‬بعضِ م‪BB‬كـَوّن ‪B‬ةً أوردةً أك‪BB‬برَ‪ ،‬وه‪BB‬ذه بِ‪BB‬دورِه‪BB‬ا ت‪BB‬لتقي م‪BB‬ع غ‪BB‬يرِه‪BB‬ا‬ ‫م‪BB‬كـَوِّن ‪B‬ةً أوردةً أك‪BB‬ثرَ كِـ‪BB‬بـراً وه‪BB‬كذا دوال‪BB‬يك ال‪BB‬ى أن ي‪BB‬صلَ ال‪BB‬ى ال‪BB‬وري ‪B‬دِ‬ ‫الرئيسي الذي يصبُّ في البحر‬ ‫هكذا يُشَكـِّلُ النهرُ شكالً كـُسيرياً‪.‬‬

‫ب‪B‬ال‪B‬ضبط ك‪B‬ما ت‪B‬قول‪B‬ني‪ .‬إن إس‪B‬تعمال‪B‬ي ملِ‪B‬صطلحاتٍ ك‪B‬اردي‪B‬ول‪B‬وج‪B‬ية‬ ‫لِ‪BB‬وص ‪B‬فِ ال ‪B‬سِمةِ الكـُس‪BB‬يري ‪B‬ةِ لِلنه ‪B‬رِ يُ‪BB‬غنيني تـ‪BB‬قـري‪BB‬باً ع‪BB‬ن وص ‪B‬فِ ال ‪B‬سِمةِ‬ ‫الكـُسيريةِ لِلدورةِ الـدمويةِ الـكـُـبرى في اجلسم‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫إذن النه‪B‬رُ وال‪B‬دورةُ ال‪B‬دم‪B‬وي‪B‬ةُ ال‪B‬كـُبرى كـُس‪B‬يران م‪B‬تشاب‪B‬هان ال‪B‬ى ح‪B‬دٍّ‬ ‫م‪B‬ا وم‪B‬ختلفان أي‪B‬ضاً‪ .‬لِ‪B‬كلٍّ م‪B‬نهما وظ‪B‬يفةٌ خ‪B‬اص‪B‬ةًِ ب‪B‬ه ي‪B‬نبغي ع‪B‬ليه ت‪B‬أدي‪B‬تَها‪.‬‬ ‫لكنهما يؤديانها بِطريقتني متعاكستني‪.‬‬ ‫على األولِ تفريغُ املياهِ من احلوضِ الى البحر بِفعلِ اجلاذبية‪.‬‬ ‫وع‪BB‬لى ال‪BB‬ثان‪BB‬ي ض ‪B‬خّ ال‪BB‬دمِ بِ‪BB‬فعلِ م‪BB‬ضخّةِ ال‪BB‬عضلةِ ال‪BB‬قلبية ح‪BB‬ام ‪B‬الً‬ ‫األوك‪BB‬سجنيَ وال‪BB‬غذاءَ ال‪BB‬ى ك ‪B‬لِّ خ‪BB‬ليةٍ ف‪BB‬ي اجل‪BB‬سم‪ .‬ت‪BB‬لتقي أوردةُ النه‪BB‬ر‬ ‫م‪B‬كـَوّن‪B‬ةً أوردةً ت‪B‬تزاي‪B‬دُ كِ‪B‬براً‪ .‬أمّ‪B‬ا ش‪B‬راي‪B‬نيُ ال‪B‬دورةِ ال‪B‬دم‪B‬وي‪B‬ةِ ف‪B‬تتفرعُ ال‪B‬ى أدقّ‬ ‫وأدق‪.‬‬ ‫إس‪O‬محْ ل‪O‬ي أن أٍع‪O‬بِّرَ ع‪O‬ن أن ص‪O‬بري ق‪O‬د أخ‪O‬ذَ ي‪O‬نفذ‪ .‬ألن‪O‬ي ـــ ك‪O‬ما‬ ‫ت‪O‬علمُ ـــ م‪O‬ختصةٌ ف‪O‬ي ال‪O‬باي‪O‬ول‪O‬وج‪O‬يا ال‪O‬ري‪O‬اض‪O‬يات‪O‬ية‪ ،‬ف‪O‬أن‪O‬ا مش‪O‬تاق‪O‬ةٌ أن ت‪O‬تطرقَ‬ ‫الى ما في داخلِنا من أجهزةٍ حيوية‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬أتفق معكِ بأنه قد آنَ األوانُ للنظرِ الى ما في داخلِنا‪.‬‬ ‫م‪B‬ن امل‪B‬مكنِ أن ت‪B‬كونَ فس‪B‬لجةُ أج‪B‬سامِ‪B‬نا م‪B‬ن أه‪B‬مَّ احل‪B‬قولِ لِ‪B‬دراس‪B‬ةِ‬ ‫ال‪B‬هندس‪B‬ةَ الكـُس‪B‬يري‪B‬ة‪ .‬ي‪B‬قول گ‪B‬ول‪B‬دب‪B‬رگ‪B‬ر ” ال مي‪B‬كنُ أن يج‪B‬دَ امل‪B‬رءُ ف‪B‬ي س‪B‬نة‬ ‫‪ 1986‬ك‪B‬تاب‪B‬اً ع‪B‬ن الفس‪B‬لجةِ ي‪B‬حوي ك‪B‬لمةَ كـُس‪B‬ير‪ ،‬أمّ‪B‬ا ف‪B‬ي س‪B‬نة ‪ 1996‬ف‪B‬ال‬ ‫ميكنُه أن يجد كتاباً عن الفسجلةِ خالِ منها “‪.‬‬ ‫ن‪B‬حن ن‪B‬تكـَوّنُ م‪B‬ن ج‪B‬ملةِ كـُس‪B‬يراتٍ م‪B‬تعاون‪B‬ةٍ ف‪B‬يما ب‪B‬ينها‪ :‬رئ‪B‬اتُ‪B‬نا‬ ‫وأجه‪BB‬زتُ‪BB‬نـا ال‪BB‬عصبـية وأدم‪BB‬غتُـنا وفـ‪BB‬ي جـ‪BB‬درانِ األم‪BB‬عـاءِ ت‪BB‬كـرارٌِ مـ‪BB‬ن ط‪BB‬يـاتٍِ‬ ‫فـ ‪BB‬ي داخ‪B B‬لِ ط ‪BB‬ياتٍ ف ‪BB‬ي داخ‪B B‬لِ ط ‪BB‬يات‪ .‬ي ‪BB‬جبُ ع ‪BB‬لى ك‪B B‬لِّ م ‪BB‬ن ال ‪BB‬نظـُمِ‬ ‫الكـُس‪B‬يري‪B‬ةِ ال‪B‬قيامَ بِ‪B‬وظ‪B‬يفةٍ م‪B‬عينة‪ .‬ف‪B‬تحتاجُ ال‪B‬ى ت‪B‬كبيرِ امل‪B‬ساح‪B‬ةِ الس‪B‬طحيةِ‬ ‫ف‪BB‬ي داخ ‪B‬لِ ح ‪B‬يِّزٍ مح‪BB‬دودِ احلج‪BB‬م‪ ،‬ممِّ‪BB‬ا ي‪BB‬ضطرُّه‪BB‬ا ال‪BB‬ى اإلس‪BB‬تعان ‪B‬ةِ ” بسح‪BB‬ر‬ ‫“تكبير بُعدِها الكـُسيري الذي سأشرحُ مفهومَه بعد قليل‪.‬‬

‫ت‪B‬علمنيَ أك‪B‬ثرَ ممّ‪B‬ا أع‪B‬لمُ أن‪B‬ا‪ ،‬أن ال‪B‬دمَ س‪B‬ائ‪B‬لٌ ” ن‪B‬فيسٌ “ بِ‪B‬كلِّ م‪B‬ا‬ ‫لِ‪BB‬لكلمةِ م‪BB‬ن م‪BB‬عان‪BB‬ي‪ ،‬ن‪BB‬فيسٌ ف‪BB‬ي حج ‪B‬مِه‪ ،‬إذ ال يُ‪BB‬كـَوّنُ س‪BB‬وى ث‪BB‬الث‪BB‬ة ِأو‬ ‫أرب‪B‬عةِ بِ‪B‬امل‪B‬ئةِ م‪B‬ن احلج‪B‬م ال‪B‬كلي لِ‪B‬لجسمِ‪ .‬ون‪B‬فيسٌ بِح‪B‬ملِه إكس‪B‬يرَ احل‪B‬ياةِ ال‪B‬ى‬ ‫ك ‪B‬لٍّ م‪BB‬ن الس‪BB‬بعِ وث‪BB‬الث ‪B‬نيَ ت‪BB‬رل‪BB‬يون خ‪BB‬ليةٍ ف‪BB‬ي اجل‪BB‬سمِ‪ .‬ف‪BB‬ينبغي ن‪BB‬قلـُه ال‪BB‬يها‬ ‫دون ت‪BB‬فري ‪B‬طٍ بِ‪BB‬ه‪ .‬م‪BB‬ن ال‪BB‬واض ‪B‬حِ ع‪BB‬دمُ إم‪BB‬كان‪BB‬يةِ ذل‪BB‬ك إالّ بِـ‪BB‬تشعُبِ األوع‪BB‬يةِ‬ ‫ال‪B‬ناق‪B‬لةَِ ال‪B‬دم ال‪B‬ى أوع‪B‬يةٍ ف‪B‬رعِ‪B‬يةٍ ت‪B‬تشعبُ وت‪B‬تشعبُ ت‪B‬كراري‪B‬اً ال‪B‬ى أن ت‪B‬غدو‬ ‫أوع‪B‬ةً ش‪B‬عيري‪B‬ةٍ‪ .‬ه‪B‬كذا ت‪B‬نشأُ الش‪B‬بكةُ الكـُس‪B‬يري‪B‬ةُ جلِ‪B‬هازِ ال‪B‬دورةِ ال‪B‬دم‪B‬وي‪B‬ةِ‬ ‫الكبرى املوضحةُ جزئياً في الشكلِ املرفق‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫ت‪B‬قولُ امل‪B‬صادرُ الفس‪B‬يول‪B‬وج‪B‬يةُ إن مج‪B‬موعَ أط‪B‬والِ األوع‪B‬يةِ ال‪B‬دم‪B‬وي‪B‬ةِ‬ ‫ف‪B‬ي ج‪B‬سمِ اإلن‪B‬سانِ ي‪B‬بلغُ م‪B‬ئةَ أل‪B‬فِ ك‪B‬يلوم‪B‬تر أي مي‪B‬كنُ أن ت‪B‬دورَ ح‪B‬ولَ ال‪B‬كرةِ‬ ‫األرضيةِ مرتني ونصف‪.‬‬ ‫دع‪B‬يني أع‪B‬ودُ م‪B‬ؤق‪B‬تاً ال‪B‬ى م‪B‬وض‪B‬وعِ النه‪B‬ر ك‪B‬ي أش‪B‬رحَ م‪B‬فهومَ ” ال‪O‬بُعدَ‬ ‫الكـُسيري “ الذي نوّهتُ عنه في رسالتي السابقة‪.‬‬

‫م‪B‬ن امل‪B‬رجّ‪B‬حِ أن ك‪B‬ثيراً م‪B‬ن اجل‪B‬غراف‪B‬ينيَ ل‪B‬م يس‪B‬توع‪B‬بوا مت‪B‬امَ اإلس‪B‬تيعابِ‬ ‫ال‪B‬وق‪B‬عَ الكـُس‪B‬يري ملِ‪B‬فهومِ النه‪B‬ر‪ .‬ف‪B‬ما ٱن‪B‬فكـُّوا ي‪B‬تكلـَّمونَ ع‪B‬ن ط‪B‬ولِ النه‪B‬رِ‬ ‫وك‪B‬أن النه‪B‬رَ ك‪B‬يانٌ أُح‪B‬ادي ال‪B‬بُعدِ‪ ،‬م‪B‬تجاه‪B‬لنيَ وظ‪B‬يفتَه ال‪B‬تفري‪B‬غية‪ .‬ل‪B‬يس‬ ‫ص‪BB‬حيحاً أن تُس ‪B‬لَخَ أوردةُ النه ‪B‬رِ ب‪BB‬عضُها ع‪BB‬ن ب‪BB‬عضٍ وأن يُ‪BB‬قاسُ ط‪BB‬ولُ ك ‪B‬لٌ‬ ‫منها على حدة‪.‬‬ ‫الـنهـ‪B‬رُ لـ‪B‬يـس كـ‪B‬يـانـ‪B‬اً أُحـ‪B‬اديَ الـ‪B‬بُعـدِ وال ه‪B‬و ث‪B‬نائ‪B‬يَ ال‪B‬بُعد‪ .‬إمن‪B‬ا ه‪B‬و‬ ‫” مـا بني ـــ وبني “‪.‬‬ ‫إذن إذا ك‪B‬ان لِ‪B‬لكالمِ ع‪B‬ن بُ‪B‬عدٍ للنه‪B‬رِ م‪B‬عنىً ف‪B‬يكونُ بُ‪B‬عدُه أع‪B‬لى م‪B‬ن‬ ‫الواحدِ وأوطأ من أثنني‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫ه‪OO‬ذا ي‪OO‬عني أن بُ ‪O‬عْدَ النه ‪O‬رِ ي‪OO‬نبغيَ أن ال ي‪OO‬كونَ ع‪OO‬دداً ص‪OO‬حيحاً ب‪OO‬ل‬ ‫كس‪O‬راً‪ .‬إن‪O‬ي أع‪O‬تبرُ ال‪O‬كالمَ ع‪O‬ن بُ‪O‬عْدِ ش‪O‬يءٍ م‪O‬ا ع‪O‬دداً غ‪O‬يرَِ ص‪O‬حيح‪ ،‬مج‪O‬رَّدَ‬ ‫هذيان‪.‬‬ ‫‪ Et tu Brute‬دك‪BB‬تورة آرل‪BB‬ني م‪BB‬ون‪BB‬هان !!!ح ‪B‬تّى أن ‪B‬تِ ت‪BB‬قول‪BB‬ني ه‪BB‬ذا‬ ‫الكالم!!‪ .‬يبدو أنكِ لم تأخدي كورس في نظرية األبعاد في جامعة أوسنت‪.‬‬

‫ال أذكرُ أن عُرضَ مثلُ هذا املتطلبُ الدراسي في اجلامعة‪.‬‬

‫إن مج ‪B‬رّد ل‪BB‬فظَ بُ‪BB‬عدٍ بِ‪BB‬أع‪BB‬دادٍ غ‪BB‬يرِ ص‪BB‬حيحةٍ ي‪BB‬عتبرُه م‪BB‬عظمُ ال ‪B‬نَّاسِ‬ ‫تـــ‪B‬ابــُـ‪B‬و مح‪B‬رَّم‪ .‬ف‪B‬قد تَ‪B‬ثبتتْ األُط‪B‬رُ ال‪B‬فكري‪B‬ةُ ع‪B‬لى أن ت‪B‬كونَ األب‪B‬عـادُ أع‪B‬داداً‬ ‫ص‪BB‬حيحةً‪ ،‬م‪BB‬ن ال‪BB‬صفرِ ال‪BB‬ى ال‪BB‬ثالث ‪B‬ةِ ف‪BB‬قط ورمبّ‪BB‬ا تُ‪BB‬قبلُ األرب‪BB‬عة ف‪BB‬ي ب‪BB‬عض‬ ‫األح‪B‬يان‪ .‬ل‪B‬كن اإلدع‪B‬اءَ أن ي‪B‬كون ال‪B‬بُعدُ كس‪B‬راً ‪ ،‬ف‪B‬هو ح‪B‬رامٌ ي‪B‬تجاوزُ ك‪B‬لّ‬ ‫احل‪BB‬دود‪ .‬ل‪BB‬كن ال‪BB‬ري‪BB‬اض‪BB‬يات‪BB‬يني ) بِ‪BB‬ناءً ع‪BB‬لى ح‪BB‬لفِ​ِهم م‪BB‬ع الش‪BB‬يطان‪ ،‬ك‪BB‬ما‬ ‫إدّع‪B‬ى ال‪B‬قدي‪B‬س أوغس‪B‬طني !!!( أف‪B‬توا بِ‪B‬رف‪B‬عِ التح‪B‬رمي م‪B‬نذ ب‪B‬داي‪B‬ة ال‪B‬قرن امل‪B‬اض‪B‬ي‬ ‫ب‪B‬عد دراس‪B‬تِهم لِ‪B‬لكائ‪B‬ناتِ ال‪B‬ري‪B‬اض‪B‬يات‪B‬ية ال‪B‬تي ن‪B‬عتوه‪B‬ا س‪B‬اب‪B‬قاً أن‪B‬ها پ‪B‬اث‪B‬ول‪B‬وج‪B‬ية‪.‬‬ ‫ف‪BB‬تمكنوا مب ‪B‬طٍّ ت‪BB‬عري ‪B‬فِ م‪BB‬فهومِ ال ‪B‬بُعد اإلع‪BB‬تياديِ احل‪BB‬دس ‪B‬يِ م‪BB‬طــاً بس‪BB‬يطاً‬ ‫لِيغدوَ حاوياً حتت مظلتِه مفهومَ األبعادِ غيرِ األعدادِ الصحيحة‪.‬‬ ‫ال أرغ ‪B‬بُ ف‪BB‬ي زجِّ ت‪BB‬عري ‪B‬فِ م‪BB‬فهوم ال ‪B‬بُِعد ف‪BB‬ي صُ‪BB‬لـّب ِرس‪BB‬ال‪BB‬تي ب‪BB‬ل‬ ‫أك‪B‬تفي بِ‪B‬نفيه ال‪B‬ى امل‪B‬لحقِ ع‪B‬ند ال‪B‬نهاي‪B‬ة‪ ،‬ل‪B‬يس بِس‪B‬ببِ ص‪B‬عوب‪B‬تِه إمن‪B‬ا ِلِ‪B‬عدمِ‬ ‫رغ‪BB‬بتي ف‪BB‬ي إث‪BB‬قالِ ‪B‬كِ وأن ‪B‬تِ لس ‪B‬تِ م‪BB‬لمَّةً بِ‪BB‬ال‪BB‬تعري ‪B‬فِ ال‪BB‬دق‪BB‬يق احل‪BB‬دس ‪B‬يِ‬ ‫ال‪BB‬كالس‪BB‬يكي ب‪BB‬ثقلِ ت‪BB‬عري ‪B‬فٍ م‪BB‬حوّرٍ م‪BB‬نه‪ .‬إن امل‪BB‬همَ أن ت‪BB‬علمَي احل‪BB‬قائ ‪B‬قَ‬ ‫اآلتيةَ عنه‪:‬‬ ‫أوالً‪:‬‬

‫ت‪B‬تساوي ن‪B‬تائ‪B‬جُ ال‪B‬تعري‪B‬فِ اجل‪B‬دي‪B‬دِ م‪B‬ع ن‪B‬تائ‪B‬جِ ال‪B‬تعري‪B‬فِ‬

‫احل‪B‬دس‪B‬يِ ع‪B‬لى األش‪B‬كالِ امل‪B‬أل‪B‬وف‪B‬ةِ ك‪B‬ال‪B‬نقطِ وامل‪B‬نحنياتِ والس‪B‬طوحِ‬ ‫واألجسام‪.‬‬ ‫ث ‪BB‬ان ‪BB‬ياً‪:‬‬

‫مي ‪BB‬كنُ ح ‪BB‬سابُ ال‪B B‬بُعدِ الكـُس ‪BB‬يري بِ ‪BB‬ال ‪BB‬ضبط ع ‪BB‬لى‬

‫الكـُس ‪BB‬يراتِ امل ‪BB‬ولـّ ‪BB‬دةِ ح ‪BB‬اس ‪BB‬وب ‪BB‬ياً إع ‪BB‬تماداً ع ‪BB‬لى اخل ‪BB‬وارزم ‪BB‬يات‬ ‫املبرمِجة‪.‬‬ ‫ث‪B‬ال‪B‬ثاً‪:‬‬

‫ي‪B‬تطلبُ ح‪B‬سابُ ال‪B‬بُعدِ الكـُس‪B‬يريِ لِ‪B‬كيان‪B‬اتٍ كـُس‪B‬يري‪B‬ةٍ‬

‫م‪BB‬ن ال‪BB‬طببيعةِ ك‪BB‬اجل‪BB‬بالِ وال‪BB‬سواح ‪B‬لِ ال‪BB‬ى إجـ‪BB‬راءِ ق‪BB‬ياس‪BB‬اتٍ ع‪BB‬مليةٍ‬ ‫ك‪B‬مسحٍ ه‪B‬ندس‪B‬يٍ ج‪B‬غراف‪B‬ي‪ ،‬وي‪B‬نطلبُ ل‪B‬ألجه‪B‬زةِ احل‪B‬يوي‪B‬ةِ إج‪B‬راء‬ ‫قياساتٍ مختبريةٍ‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫س‪B‬أُح‪B‬اولُ اآلن اإلج‪B‬اب‪B‬ةَ ع‪B‬ن ال‪B‬سؤالِ ال‪B‬ثان‪B‬ي امل‪B‬طروح‪ ” :‬م‪B‬اذا ي‪B‬عكس‬ ‫ال ‪B‬بُعدُ الكس‪BB‬يرىُِ ؟ “‪.‬أع‪BB‬تقدُ أن إع‪BB‬طاءَ أم‪BB‬ثلةٍ ت‪BB‬وض‪BB‬يحيةٍ أف‪BB‬ضلُ الس‪BB‬بلِ‬ ‫لإلجابة‬ ‫ي‪BB B‬كوِّنُ م‪BB B‬نحنٍ ذو بُ‪BB B‬عدٍ كـُس‪BB B‬يري ‪ 1.1‬ش‪BB B‬كالً ق‪BB B‬ليلَ ال‪BB B‬تعـرُّجِ‬ ‫وي ‪BB‬تصرفُ ك ‪BB‬أن ‪BB‬ه مس ‪BB‬تقيمٌ أُح ‪BB‬اديُ ال‪B B‬بُعد‪ ،‬ل ‪BB‬كـن مـ ‪BB‬نـحـنٍ ذي بُـ ‪BB‬عـدٍ‬ ‫كـُسيـريٍ ‪ 1.9‬يكوِّنُ شكالً كثيرَ التعرُّجِ واإللتواءِ‪.‬‬ ‫م‪BB‬ثالٌ ث‪BB‬انٍ يس‪BB‬لكُ س‪BB‬طحٌ ذو بُ‪BB‬عدٍ كـُس‪BB‬يريٍ ‪ 2.1‬كس‪BB‬طحٍ إع‪BB‬تياديٍ‬ ‫ي‪BB‬عيش ف‪BB‬ي ال‪BB‬فضاء ال‪BB‬ثالث‪BB‬ي األب‪BB‬عادِ ل‪BB‬كنه ق‪BB‬ري ‪B‬بُ ال‪BB‬شكلِ م‪BB‬ن املس‪BB‬توي‪.‬‬ ‫ب‪B‬ينمـا يـ‪B‬دّلُ ش‪B‬كـلٌ ذو بُ‪B‬عدٍ كـُس‪B‬يريُ ‪ 2.9‬ع‪B‬لى أن‪B‬ه س‪B‬طحٌ م‪B‬نطوٍ وم‪B‬تجعدٌ‬ ‫ويجري كأنه جسمٌ في الفضاءِ الثالثيِ األبعاد‪.‬‬ ‫م‪B‬ثالٌ ع‪B‬مليٌ بس‪B‬يط‪ :‬إم‪B‬سكْي ورق‪B‬ةً إع‪B‬تيادي‪B‬ةً‪ .‬م‪B‬ن امل‪B‬عروفِ أن‬ ‫بُ‪B‬عدَه‪B‬ا ي‪B‬ساوي ‪ .2‬ث‪B‬م جَ‪B‬عِّدْي‪B‬ها ق‪B‬ليالً ف‪B‬يصبحُ ب‪B‬عدُه‪B‬اٍ الكـُس‪B‬يريُ ‪. 2.05‬‬ ‫وك‪B‬لما زدت‪B‬يها جت‪B‬عيداً ي‪B‬كبر بُ‪B‬عدُه‪B‬ا الكـُس‪B‬يريُ وع‪B‬ندم‪B‬ا ت‪B‬صبحُ ش‪B‬بهَ ك‪B‬رةٍ‬ ‫تكون ذات بُعدٍ كـُسيريٍ ‪ .2.8..‬يوضِّحُ الفكرةَ الشكالن املرفقان‪.‬‬

‫ح‪B‬صلـْتُ م‪B‬ن م‪B‬صادر ف‪B‬ي اإلن‪B‬ترن‪B‬يت ع‪B‬لى' أن ال‪B‬بُعدَ الكـُس‪B‬يري لِنه‪B‬رِ‬ ‫املس‪B‬يسپي ب‪B‬ساوي ‪ .1.25‬م‪B‬ن امل‪B‬ؤس‪B‬ف أن ال ت‪B‬تواف‪B‬رَ ل‪B‬ديّ م‪B‬علوم‪B‬اتٌ ع‪B‬ن‬ ‫األبعادِ الكـُسيريةِ لِألنهارِ الكـُبرى األُخرى'‪.‬‬ ‫بِ‪O‬صورةٍ ع‪O‬ام‪O‬ةٍ ك‪O‬لـّما وُجِ‪O‬دتْ ح‪O‬اج‪O‬ةٌ ال‪O‬ى ت‪O‬كبيرِ س‪O‬طحٍ ال‪O‬ى أق‪O‬صى‬ ‫م‪OO‬ا مي‪OO‬كنُ م‪OO‬ع ِوج‪OO‬ودِ ق‪OO‬يودٍ ع‪OO‬ليا ع‪OO‬لى احلج‪OO‬م أو ع‪OO‬لى ال‪OO‬وزنِ م‪OO‬ن احمل‪OO‬الِ‬ ‫جت‪OO‬اوزه‪OO‬ا ف‪OO‬إن س‪OO‬يرورةَ ال‪OO‬تطور تـ‪OO‬ختارُ أن ي‪OO‬كونَ اجل‪OO‬سم كس‪OO‬يراً ذا بُ‪OO‬عدِ‬ ‫كـُسيريٍ عالٍ كأفضلَ حلٍ‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫لعل اإلسفنجيات خيرُ مثالٍ ِتوضيحِيٍ‪.‬‬ ‫اإلس‪B‬فنجيات ك‪B‬ائ‪B‬ناتٌ بح‪B‬ري‪B‬ةٌ ت‪B‬تغذى بِ‪B‬ال‪B‬ترش‪B‬يحِ‪ .‬أذ مت‪B‬تصُ امل‪B‬اءَ‬ ‫ال‪B‬ى ج‪B‬وفِ‪B‬ها وتس‪B‬تخلصُ م‪B‬نه دق‪B‬ائ‪B‬قَ ط‪B‬عامِ‪B‬ها‪ ،‬وي‪B‬لزمُ‪B‬ها إم‪B‬تصاصُ ط‪B‬نٍ م‪B‬ن‬ ‫امل‪B‬اءِ لِ‪B‬لحصولِ ع‪B‬لى مج‪B‬رّدِ م‪B‬ليغرام واح‪B‬دٍ م‪B‬ن ال‪B‬عُضيات ل‪B‬تلتهمَها ط‪B‬عام‪B‬اً ‪.‬‬ ‫ف‪B‬عليها ت‪B‬كبيرُ م‪B‬ساح‪B‬ةَ س‪B‬طحِها امل‪B‬عرّضِ لِ‪B‬لماءِ بِ‪B‬ال‪B‬فراغ‪B‬اتِ وال‪B‬فجواتِ ف‪B‬ي‬ ‫داخلِها لِيكونَ بُعدُها الكـُسيري ‪2.72‬‬ ‫ل‪B‬ننظرَ اآلن ال‪B‬ى ال‪B‬عضوِ ال‪B‬رئيس‪B‬يِ ف‪B‬ي ج‪B‬هازِ ال‪B‬تنفسِ ك‪B‬ما م‪B‬بنيٌ ف‪B‬ي‬ ‫الشكلِ املرفق‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫ن‪BB‬علمُ أن وظ‪BB‬يفةَ ال‪BB‬رئ ‪B‬ةِ س‪BB‬حبُ األوك‪BB‬سجني ال‪BB‬ضروريَ ل‪BB‬لجسم‪.‬‬ ‫وأن ال‪BB‬قاب‪BB‬ليةَ ع‪BB‬لى ِإم‪BB‬تصاصِ األوك‪BB‬سجني ت‪BB‬تناس ‪B‬بُ ت‪BB‬قري‪BB‬باً م‪BB‬ع امل‪BB‬ساح ‪B‬ةِ‬ ‫الس‪B‬طحيةِ جلِ‪B‬هازِ ال‪B‬تنفسِ‪ .‬ف‪B‬يجبُ ع‪B‬لى ال‪B‬رئ‪B‬ةِ‪ ،‬ك‪B‬ي ت‪B‬قومَ بِ‪B‬وظ‪B‬يفتِها وه‪B‬ي‬ ‫ف‪BB‬ي ح‪BB‬يزٍ مح‪BB‬دودِ احلج ‪B‬مِ ف‪BB‬ي داخ ‪B‬لِ ال‪BB‬قفصِ ال‪BB‬صدري ال‪BB‬ذي ال مي‪BB‬كنُها‬ ‫جتاوزَه‪ ،‬إمتالكُ أكبرَ مساحةٍ ممكنة‬ ‫إس‪BB‬تطاعَ ‪B‬تّ س‪BB‬يرورةُ ال‪BB‬تطورِ الفس‪BB‬يول‪BB‬وج‪BB‬ي ال‪BB‬عملَ ع‪BB‬لى ت‪BB‬وس‪BB‬يعِ‬ ‫امل‪B‬ساح‪B‬ةِ الس‪B‬طحيةِ ل‪B‬رئ‪B‬اتِ‪B‬نا ال‪B‬ى أق‪B‬صى ح‪B‬دٍّ مم‪B‬كنٍ‪ .‬فحش‪B‬رتْ ف‪B‬ي ال‪B‬قفصِ‬ ‫ال‪BB‬صدريِ‪ ،‬ال‪BB‬ذي ال يـ‪BB‬تسعُ سـ‪BB‬وى ب‪BB‬ضع كـُ‪BB‬راتِ تَ ‪B‬نِـسْ‪ ،‬س‪BB‬طحاً ي‪BB‬غطـِّي‬ ‫مـ‪B‬نطقةً أك‪B‬برَ م‪B‬ن س‪B‬اح‪B‬ةِ م‪B‬لعبِ ل‪B‬لتنس‪ ،‬وذل‪B‬ك بِ‪B‬تشعبِ ال‪B‬قصبةِ ال‪B‬هوائ‪B‬يةِ‬ ‫واألك‪BB‬ياسِ ال‪BB‬هوائ‪BB‬يةِ امل‪BB‬سماةِ ح‪BB‬وي‪BB‬صالت ال‪BB‬ى ح‪BB‬وي‪BB‬صالتٍ أص‪BB‬غرَ ث‪BB‬م ال‪BB‬ى‬ ‫أصغرَ وأصغرَ وهكذا تستمر صِغراً وتعدُداً‪ .‬كما مبني بِالشكلِ‬ ‫اآلن ت‪BB‬صوّرْي‪ ،‬ل‪BB‬و ل‪BB‬م ت‪BB‬كنْ ال‪BB‬رئ ‪B‬ةُ كـُس‪BB‬يراً حلَ ‪B‬مَلَ ك ‪B‬لٌ م‪BB‬نا ص‪BB‬دراً‬ ‫أكبرَ من ساحةِ تنس!!!!‬ ‫بِـ‪B‬عبارةٍ أُخ‪B‬رى ‪ :‬تس‪B‬تطيعُ ال‪B‬رئ‪B‬ةُ ت‪B‬أدي‪B‬ةَ واج‪B‬بِها ألن‪B‬ها كـُس‪B‬يراً بُ‪B‬عدُه‬ ‫يُ‪BB‬قارب ال‪BB‬ثالث‪BB‬ة‪ ) .‬إن ال ‪B‬بُعدَ الكـُس‪BB‬يريَ لِ‪BB‬لرئ ‪B‬ةِ ه‪BB‬و ‪ 2.97‬إع‪BB‬تماداً ع‪BB‬لى‬ ‫املعلوماتِ املُزَوّدةِ في موسوعةِ الويكيپديا (‪.‬‬ ‫ب‪O‬إخ‪O‬تصار‪ :‬حتَُ‪O‬تِّم وظ‪O‬ائ‪O‬فُ األجه‪O‬زةِ ال‪O‬بيول‪O‬وج‪O‬يةِ ع‪O‬لى أن ت‪O‬كونَ‬ ‫األجهزةُ كـُسيراتٍ عاليةَ األبعاد‪
.‬‬

‫‪70‬‬


‫••‪•• 7‬‬ ‫ي ‪OO‬بدو أن س ‪OO‬باح‪O O‬تَكَ ف ‪OO‬ي م ‪OO‬حيطاتٍ ع ‪OO‬ال ‪OO‬يةِ األب ‪OO‬عادِ الكـُس ‪OO‬يري‪O O‬ةِ‬ ‫خفـّضتْ من روحِ الدعابة التي عَهِدتْها بكَ آرلني‪.۱‬‬ ‫ل‪O‬كن آرل‪O‬ني‪ ۲‬ظ‪O‬مآن‪O‬ةٌ ال‪O‬ى س‪O‬ماعِ دع‪O‬اب‪O‬ةٍ ته‪O‬زُّه‪O‬ا م‪O‬ن األع‪O‬ماقِ ض‪O‬حكاً‪.‬‬ ‫فهل سيستجيبُ رميون شكـّوري الى آرلني‪ ۲‬؟‪.‬‬

‫سأُحاولُ بكل سرورٍ إرواءَ ضمأ آرلني‪.۲‬‬ ‫أح‪B‬كي ل‪B‬كِ ع‪B‬ن ح‪B‬ادث‪B‬ةٍ ال ت‪B‬زل‪B‬زلـُ‪B‬كِ م‪B‬ن األع‪B‬ماق ض‪B‬حكاً‪ ،‬فحس‪B‬ب‬ ‫ب‪B‬ل ته‪B‬زَّ امل‪B‬روح‪B‬ةَ ال‪B‬سقفيةِ ف‪B‬ي ال‪B‬غرف‪B‬ةِ ال‪B‬تي أن‪B‬تِ ف‪B‬يها م‪B‬ثلما إه‪B‬تزتْ امل‪B‬روح‪B‬ةُ‬ ‫السقفيةُ في محلِ الپيتزا‪.‬‬ ‫ف ‪BB‬ي س ‪BB‬نةِ ‪ 1999‬دع‪B B‬تْني إح ‪BB‬دى ج ‪BB‬ام ‪BB‬عاتِ والي‪B B‬ةِ ميس ‪BB‬يسپي‬ ‫) أف‪B‬ضِّلُ ع‪B‬دمَ ال‪B‬بوحَ بِ‪B‬إس‪B‬مِها ح‪B‬فاظ‪B‬اً ع‪B‬لى س‪B‬معتِها( لِ‪B‬لمشارك‪B‬ةِ ف‪B‬ي ح‪B‬لقةٍ‬ ‫دراسيةٍ عُقدتْ فيهاحولَ وقْعِ الكـُسيراتِ على العلومِ الطبيعية‪.‬‬ ‫إس‪BB‬تضاف ‪B‬تْني اجل‪BB‬ام‪BB‬عةُ ف‪BB‬ي ف‪BB‬ندقٍ ذي خ‪BB‬مسِ جن‪BB‬ومٍ ) ل‪BB‬كنها م‪BB‬ع‬ ‫األسفِ كانت جنوماً سوداء !!(‪.‬‬ ‫وج‪BB‬دتُ ب‪BB‬عد اإلس‪BB‬تحمامِ ــ ك‪BB‬ي أج‪BB‬ففَ ج‪BB‬سمي ـــ أن امل‪BB‬نشفةَ‪،‬‬ ‫الـ‪B B‬مُعَدّةَ ف ‪BB‬ي غ ‪BB‬رف‪B B‬ةُ ال ‪BB‬فندقِ‪ ،‬ال ت ‪BB‬رق ‪BB‬ى أن ت ‪BB‬كونَ ممِ ‪BB‬سحةً لِ ‪BB‬بالطِ ‪BB‬ها‪.‬‬ ‫فخ‪B‬رج‪B‬تُ م‪B‬ن احل‪B‬مّامِ وق‪B‬طراتُ امل‪B‬اءِ ت‪B‬تساق‪B‬طُ م‪B‬ني‪ .‬إض‪B‬طررتُ أن أُج‪B‬ففَ‬ ‫جـ‪BB‬سمي بِـش‪BB‬رش ‪B‬فِ ال‪BB‬فراش‪ .‬ل‪BB‬م ي‪BB‬كـْفِ الش‪BB‬رش ‪B‬فُ ف‪BB‬أخ‪BB‬ذتُ اآلخ ‪B‬رَ م‪BB‬ن‬ ‫الفراشِ الثاني ولم يكـْفِ هذا أيضاً ثم إستعنتُ بِأغطيةِ اخملاديدِ األربع‪.‬‬ ‫أال يه ‪B‬زُكِ م‪BB‬نظري وأن‪BB‬ا م‪BB‬لفوفٌٍ ب‪BB‬الش‪BB‬راش ‪B‬فِ وب‪BB‬أغ‪BB‬طيةِ اخمل‪BB‬ادي‪BB‬د‬ ‫وقطراتُ املاءِ تتساقطُ مني‪ ،‬هزَّاً من الضحك‪.‬‬ ‫ن‪O‬عم‪ ،‬وص‪O‬فُكَ مل‪O‬نظرِكَ م‪O‬ضحكٌ ج‪O‬داً وق‪O‬د ه‪O‬زّن‪O‬ي وأض‪O‬حكني وأن‪O‬ا‬ ‫على بُعْدِ آالفِ الكيلومترات‪.‬‬ ‫كم كنتُ أمتنى أن أكونَ هناك ألنفجرَ كـَبركانٍ من الضحك‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫أال يروي هذا ظمأكِ؟‬ ‫أثارتْ جتربتي املضحكةُ فضوالً فكرياً‪.‬‬ ‫أن‪B B‬كِ ت ‪BB‬علمنيَ أن م ‪BB‬ثلَ ه ‪BB‬ذه امل ‪BB‬واق‪B B‬فِ ت ‪BB‬دف‪B B‬عُ امل ‪BB‬رءَ ال ‪BB‬ى ال ‪BB‬تفكيرِ‬ ‫والتأملِ‪.‬‬ ‫ش‪B‬رع‪B‬تُ‪ ،‬وأن‪B‬ا ال أزالُ ق‪B‬اب‪B‬عاً ف‪B‬ي غ‪B‬رف‪B‬تي‪ ،‬بِ‪B‬دراس‪B‬ةِ ت‪B‬لك ال‪B‬ظاه‪B‬رةِ ال‪B‬تي‬ ‫جت‪B‬علُ امل‪B‬نشفةَ اجل‪B‬يدةَ ت‪B‬عادلُ جت‪B‬فيفياً ث‪B‬الث‪B‬ةَ أض‪B‬عافِ م‪B‬ساح‪B‬تِها م‪B‬ن ق‪B‬ماشٍ‬ ‫الشراشفِ األملس‪.‬‬ ‫ذك‪B‬رتُ ف‪B‬ي رس‪B‬ال‪B‬ةٍ س‪B‬اب‪B‬قةٍ أن وظ‪B‬ائ‪B‬فَ األجه‪B‬زةِ ال‪B‬بيول‪B‬وج‪B‬ية تـُ‪B‬حَتِّمُ‬ ‫عليها أن تكونَ كـُسيراتٍ عاليةِ األبعادِ الكسيرية‪.‬‬ ‫م‪B‬ثلما لِ‪B‬ألجه‪B‬زةِ ال‪B‬باي‪B‬ول‪B‬وج‪B‬ية وظ‪B‬ائ‪B‬فٌ‪ ،‬ك‪B‬ذل‪B‬ك لِ‪B‬لمنشفةِ وظ‪B‬يفةٌ‬ ‫ه‪B‬ي جت‪O‬فــيفٌ س‪O‬ري‪O‬عٌ لِس‪O‬طحِ اجل‪O‬سمِ امل‪O‬بلل‪ .‬وك‪B‬ي ت‪B‬ؤديَ وظ‪B‬يفتَها ع‪B‬لى‬ ‫أح‪B‬سنَ وج‪B‬هٍ ي‪B‬جبُ أن ت‪B‬كونَ م‪B‬ساح‪B‬ةُ س‪B‬طحِ​ِها امل‪B‬الم‪B‬سِ لِ‪B‬لجسم أوس‪B‬عَ م‪B‬ا‬ ‫ميكن‪.‬‬ ‫ال يُ‪BB B‬خفى عىليكِ أن ال‪BB B‬طري‪BB B‬قةَ ال‪BB B‬وح‪BB B‬يدةَ لِ‪BB B‬ذل‪BB B‬ك أن تـُ ‪O O‬جْعَلَ‬ ‫امل‪OO‬نششفةُ ” تَ ‪O‬قْتَدِيَ “ ب‪OO‬ال‪OO‬رئ‪OO‬ة‪ .‬أي أن ي‪BB‬تواف ‪B‬رَ ع‪BB‬لى وجهَ ‪B‬يْ ق‪BB‬ماش ‪B‬ةِ‬ ‫امل‪B‬نشفةِ ِعُ‪B‬قدٌ ون‪B‬توءاتٌ ح‪B‬اوي‪B‬ةً عُ‪B‬قداً ون‪B‬تؤاتٍ أص‪B‬غرَ وأص‪B‬غرَ ب‪B‬ال‪B‬تكـَرار ال‪B‬ذي‬ ‫ت‪BB‬سمحُ ب‪BB‬ه ت‪BB‬كنول‪BB‬وج‪BB‬يا احل‪BB‬ياك‪BB‬ة‪ ،‬ب‪BB‬حيث ل‪BB‬و وُضِ‪BB‬عتّ ج‪BB‬نباً ال ‪B‬ى' جـ‪BB‬نبٍ‬ ‫لـَغـطــّتْ ثالثةَ شراشف‪.‬‬ ‫بِ‪BB‬عبارةٍ أُخ‪BB‬رى‪ ،‬ك‪BB‬ي ت‪BB‬ؤديَ امل‪BB‬نشفةُ وظ‪BB‬يفتَها‪ ،‬ي‪BB‬نبغي أن ت‪BB‬كونَ‬ ‫كـُس‪B‬يراً بُ‪B‬عدُه الكـُس‪B‬يري ي‪B‬جبُ أن ي‪B‬تراوحَ ـــ حس‪B‬بَ تخ‪B‬ميني ال‪B‬شخصي‬ ‫ـــ م‪BB‬ا ب‪BB‬ني ‪ 2.2‬و ‪ 2.5‬وك‪BB‬لمّا إرت‪BB‬فعَ ال ‪B‬بُعدُ الكـُس‪BB‬يريُ لِ‪BB‬لمنشفةِ إرت‪BB‬فعتْ‬ ‫كفاءتُها التجفيفية‪ ) .‬ضمنَ احلدودِ التكنولوجيةِ املتوافرةِ حلِياكتِها (‪.‬‬ ‫سؤالٌ يـُثـارُ‪:‬‬

‫” ه‪OO‬ل ف‪OO‬كـَّرَ ص‪OO‬ان‪OO‬عو امل‪OO‬ناش ‪O‬فِ أن‪OO‬هم ي‪OO‬قتدون ب‪OO‬ال‪OO‬رئ ‪O‬ةِ ح‪OO‬ني‬ ‫صمموا املناشفَ ؟ “‪.‬‬

‫ال أظ‪O‬نُ‪ ،‬أن ص‪O‬ان‪O‬عي امل‪O‬ناش‪O‬فِ ق‪O‬د من‪O‬ذج‪O‬وا ت‪O‬صام‪O‬يمَهم ع‪O‬لى ال‪O‬رئ‪O‬ة‪.‬‬ ‫ل‪OO‬كني أُرجِّ ‪O‬حُ أن كـُس‪OO‬يري‪OO‬اتِ ت‪OO‬الف‪OO‬يفِ أدم ‪O‬غَتِهم ه‪OO‬ي ال‪OO‬تي أمْ‪OO‬لــَتْ ع‪OO‬ليهم‬ ‫ال‪O‬تصميم‪ .‬س‪O‬أع‪O‬ملُ ع‪O‬لى ال‪O‬تلميحِ ال‪O‬ى ال‪O‬نتيجةِ ” ال‪O‬عميقة “ ف‪O‬ي دراس‪O‬تِكَ‬ ‫الرياضياتيةِ الكـُسيريةِ لِلظاهرةِ ” املنشفية “ في مجلةِ‪:‬‬ ‫‪The Social Impact of the New Science‬‬

‫‪72‬‬


‫أُكررُ ما كتبتُه في رسالتي السابقة‪.‬‬ ‫ن‪O‬عم‪ ،‬وص‪O‬فُكَ مل‪O‬نظرِكَ م‪O‬ضحكٌ ج‪O‬داً وق‪O‬د زل‪O‬زل‪O‬ني ض‪O‬حكاً وأن‪O‬ا ع‪O‬لى‬ ‫بُعُد آالفِ الكيلومترات‪.‬‬ ‫ل ‪OO‬كن ملِ ‪OO‬اذا ل ‪OO‬م تُ ‪OO‬فكـِّرْ بِ ‪OO‬أن تُ ‪OO‬ؤخ‪O O‬ذَ ص ‪OO‬ورةٌ ل‪O O‬كَ م ‪OO‬دل‪O O‬الً وم ‪OO‬لفوف‪O O‬اً‬ ‫بالشراشفِ وأغطيةِ اخملاديد؟‪.‬‬ ‫وك‪O‬ان م‪O‬ن امل‪O‬مكنِ أن ي‪O‬كونَ م‪O‬وق‪O‬فُِكَ أك‪O‬ثرَ إض‪O‬حاك‪O‬اً وٱس‪O‬تضحاك‪O‬اً‬ ‫ل‪OO‬و إق‪OO‬تدي ‪O‬تَ مبِ‪OO‬ثلِكَ األع‪OO‬لى أرخ‪OO‬ميدس‪ ،‬وخ‪OO‬رج ‪O‬تَ م‪OO‬ثلـَه ع‪OO‬اري ‪O‬اً وم‪OO‬بلالً‬ ‫تصرخُ صرخته املشهورة‪:‬‬ ‫” يوريكا‪ ،‬يوريكا‪ ،‬يوريكا وجدتُها‪ ،‬وجدتُها “‪.‬‬ ‫” عاشتْ الكـُسيرياتُ‪ ،‬عاشتْ الرياضيات “‪!!!.‬‬ ‫آرلـــيـــن مـــونـــهـــان‬

‫‪73‬‬


‫•• ‪•• 8‬‬ ‫الــــمــــلــــحــــق‬

‫ل‪O‬دي‪O‬نا ش‪O‬كلٌ م‪O‬تشاب‪O‬هٌ ذات‪O‬ياً‪ .‬يـ‪O‬رتـ‪O‬بـطُ الـ‪O‬شكلُ ـــ بِ‪O‬فضلِ‬ ‫ت‪O‬شاب‪O‬هِه ال‪O‬ذات‪O‬ي ـــ م‪O‬ع ك‪O‬لِّ ع‪O‬ددٍ ص‪O‬حيحٍ س ع‪O‬ددٌ ص‪O‬حيحٌ ص‬ ‫بِ‪O‬حيث إذا قـُ‪O‬لـِّصَ ال‪O‬شكلُ بِنس‪O‬بةِ )‪\۱‬س( فَ‪O‬نحتاجُ ال‪O‬ى ص م‪O‬ن‬ ‫األشكالِ املُقَلـّصةِ لِتغطيةِ الشكل‬

‫نعرِّف‪:‬البُعد الكـُسيريُ لِلشكل = لو )ص( ‪ /‬لو ) س (‬

‫بالنسبة الى املستقيم‪) :‬عدد األشكال املُقَلـّصة بِنسبة‪\۱)۰‬صً( لِتغطيةِ ملستقيم(‬ ‫بالنسبة الى الـمـربّـع‪:‬‬

‫س‪۱‬‬

‫)عدد األشكال املُقَلـّصة بِنسبة ) ‪ \ ۱‬س ( لِلتغطيةِ الـمـربّـع( =‬

‫بالنسبة الى املكـّعب‪) :‬عدد األشكال املُقَلـّصة بِنسبة ) ‪ \ ۱‬س ( لتِغطيةِ املكـّعب‬ ‫إذن البُعد الكـُسيري لِلمستقيم = البُعد الكالسيكي لِلمستقيم = ‪1‬‬ ‫إذن البُعد الكـُسيري لِلمربّع‬

‫= البُعد الكالسيكي لِلمربّع‬

‫= ‪2‬‬

‫أذن البُعد الكـُسيري لِلمكـّعب‬

‫= البُعد الكالسيكي لِلمكعّبِ = ‪3‬‬

‫البُعد الكـُسيري لِغبارِ كانتور‬

‫= ‪log(2)/ log(3 ) = 0.6309‬‬

‫البُعد الكـُسيري ملِثلثِ سيپرنسكي = ‪log(3)/ log(2 ) = 1.5849‬‬ ‫البُعدُ الكـُسيري ملُِنْحَني ڤان كــَوخ = ‪(log (4) /log(3 = 1.2619‬‬ ‫البُعدُ الكـُسيري ملُِنْحَني هلبرت‬

‫=‪2‬‬

‫وفيما يأتي بعضُ األبعادِ الكسيريةإعتعاداً على'‪:‬‬ ‫‪Wikipedia, the free encyclopedia‬‬ ‫البُعد الكــُسيري لِنباتِ البروكلي‬

‫= ‪) 2.66‬بِالقياسِ اخملتبري(‬

‫البُعد الكـُسيري لِإلسفنجياتِ‬

‫= ‪) 2.72‬بِالقياسِ اخملتبري(‬

‫البُعد الكـُسيري لِلدماغِ البشري‬ ‫البُعد الكـُـسيري لِلرئةِ البشرية‬

‫= ‪2.79‬‬

‫)بِالقياسِ اخملتبري(‬

‫= ‪) 2.97‬بالقياسِ اخملتبري(‬

‫البُعد الكـُسيري لِلساحلِ البريطاني = ‪1.25‬‬

‫)بِالقياسِ واملسحِ الهندسي(‬

‫البُعد الكـُسيري لِلساحلِ األيرلندي = ‪) 1.22‬بِالقياسِ واملسحِ الهندسي(‬

‫‪74‬‬

‫س‪۲‬‬


‫•• ‪•• 9‬‬ ‫شــُـكـْــرٌ و تـَــقـْــدِيـــرٌ‬ ‫أش‪O‬كرُ م‪O‬ن أع‪O‬ماقِ ق‪O‬لبي أُس‪O‬تاذيَ ال‪O‬كبيرَ ال‪O‬دك‪O‬تور مح‪O‬مد واص‪O‬ل ال‪O‬ظاه‪O‬ر ع‪O‬لى‬ ‫ع‪OO‬طائ‪OO‬ه ال‪OO‬علميِ املس‪OO‬تدميِ‪ ،‬وع‪OO‬لى دَفْ ‪O‬عِي ب‪OO‬زخ ‪O‬مٍ ت‪OO‬شجيعيِ ك‪OO‬ي أُجنِْ ‪O‬زَ م‪OO‬قال‪OO‬ي ال‪OO‬قصصي‪،‬‬ ‫وعلى توعيتي الى ” شطحاتٍ “ لغويةٍ فيه‪.‬‬ ‫ي‪OO‬سعـدُن‪OO‬ي أن أُق ‪O‬دِّمَ ش‪OO‬كريَ اجل‪OO‬زي ‪O‬لَ ل‪OO‬لدكـ‪OO‬تور ثـ‪OO‬ائ‪OO‬ر ال‪OO‬بـيات‪OO‬ي إلث‪OO‬رائ‪OO‬ه م‪OO‬قال‪OO‬ي‬ ‫ال‪O‬قصصي ب‪O‬عدي‪O‬دٍ م‪O‬ن آرائ‪O‬ه الس‪O‬دي‪O‬دةِ ال‪O‬تي ح‪O‬سَّنَتْ األُس‪O‬لوبَ ل‪O‬غةً وب‪O‬الغ‪O‬ةً وأزال‪O‬تْ ال‪O‬غموضَ‬ ‫واإللتباس‪.‬‬ ‫يـ‪OO‬تـوجـ ‪O‬بُ ع‪OO‬ليَّ ت‪OO‬سجيلَ ش‪OO‬كري وٱم‪OO‬تنان‪OO‬ي ال‪OO‬ى ش‪OO‬ري‪OO‬كةِ ح‪OO‬يات‪OO‬ي ن‪OO‬وري‪OO‬ة أواك‪OO‬يم‬ ‫ألّمـ‪OO‬ورٍ ال تُ ‪O‬عَدُّ وال حتُ‪OO‬صى‪ .،‬م‪OO‬نها ق‪OO‬راءتُ‪OO‬ها م‪OO‬قال‪OO‬ي ال‪OO‬قصصي ف‪OO‬عززتْ‪OO‬ه مب‪OO‬الح‪OO‬ظاتِ‪OO‬ها ال‪OO‬قيِّمة‬ ‫وأص‪O‬لحتْ أخ‪O‬طاءَه امل‪O‬طبعيةَ واإلم‪O‬الئ‪O‬يةَ وال‪O‬نحوي‪O‬ة ‪ .‬وي‪O‬نبغي أن يُ‪O‬عزى م‪O‬ا ت‪O‬بقَّى م‪O‬ن أخ‪O‬طاءٍ‬ ‫فيه الى عنادي في اإلبقاءِ عليها‪.‬‬

‫‪75‬‬


76


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.