مجلة العلوم الحقيقية العدد 32

Page 1

‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫‪1‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫المساهمون‬

‫عمر المريواني‬

‫مصطفى علي‬

‫حمدي عرقوب‬

‫هشام الصباحي‬

‫عبد الرحمن عبد الخالق‬

‫حسين غالب‬

‫رؤى الشيخ‬

‫‪2‬‬

‫غند ضرغام‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫المحتويات‬ ‫دراسة عن الوخز باإلبر “لعالج” الذبحة الصدرية ‪5 ..................................................................................‬‬ ‫الوعي الكمي‪ ،‬بين الحقيقة والزيف ‪9 .................................................................................................‬‬ ‫الكوانتا والوعي ‪10 ...................................................................................................................‬‬ ‫رؤى مختلفة وآراء داعمة ‪10 .........................................................................................................‬‬ ‫ديباك شوبرا (‪10 ......................................................................................... )Deebak Chopra‬‬ ‫ماريو بيوريجارد ( ‪10 ................................................................................ )Mario Beauregard‬‬ ‫روجر بنروز (‪10 ............................................................................................. )Roger Penrose‬‬ ‫ديفيد بيرس (‪11 ........................................................................................... )David Pearce‬‬ ‫الفيروسات والسرطان ‪12 ................................................................................................................‬‬ ‫اين تتركز شدة األشعة فوق البنفسجية على األرض؟ ‪15 ...........................................................................‬‬ ‫ذروة األشعة فوق البنفسجية ‪15 ..................................................................................................‬‬ ‫أرصاد األقمار الصناعية ‪16 ..........................................................................................................‬‬ ‫تاريخ ذروة األشعة فوق البنفسجية ‪18 ..........................................................................................‬‬ ‫االنتخاب الطبيعي لإلنسان اآللي ‪19 ....................................................................................................‬‬ ‫حياة وموت النيوترون ‪23................................................................................................................‬‬ ‫الوورفيانية ‪-‬فرضية سابير‪-‬وورف (‪27 ....................................................................... )Sapir-Whorf‬‬ ‫نقد الفرضية ‪28 .....................................................................................................................‬‬ ‫عملية تعديل الهستون (علم التخلق) ‪29 ...........................................................................................‬‬ ‫تفاعالت األستلة و إزالة االستيل ‪29 ..............................................................................................‬‬ ‫تفاعالت إضافة المثيل وإزالة المثيل من الهستون ‪30.........................................................................‬‬ ‫معدل األيض وطاقة الجسم ‪32.........................................................................................................‬‬ ‫معدل األيض اإلستراحي ‪32......................................................................................................‬‬ ‫التأثير الحراري لألطعمة (‪34 ..................................................... )Thermic Effect of Food -TEF‬‬ ‫النشاط البدني ‪34 ................................................................................................................‬‬ ‫كلفة الطاقة لألنشطة الحركية ‪34 ............................................................................................‬‬ ‫األنشطة غير الرياضية ‪34 ......................................................................................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫حساب استهالك الطاقة ‪35 .....................................................................................................‬‬ ‫تقدير استهالك الطاقة ‪35 .....................................................................................................‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫دراسة عن الوخز باإلبر “لعالج” الذبحة الصدرية‬ ‫دراسة أخرى حول الوخز باإلبر تزعم وجود نتائج إ يجابيّة‪ ،‬بيد أنّها ابتَلَت بعيوبٍ منهجيّةٍ ونتائجٍ مثيرةٍ للشك‬ ‫ترجمة‪ :‬هشام الصباحي‬

‫تظهر دراسةٌ جديدةٌ حول الوخز باإلبر تزعم أن الوخز‬

‫الحادّة المستقرّة‪ ،‬أي ذلك األلم الذي يحدث في القلب‬

‫باإلبر يؤدي عمله في شيء معين‪ .‬فتأتي الصحافة‬

‫م االستنتاجات‪:‬‬ ‫نتيجة قلّة التغذية الدمويّة‪ .‬وهذه أه ّ‬

‫لتتناول الموضوع بسذاجة‪ .‬فيهتف له مؤيّدو القضيّة‬

‫"وجدت التجارب السريريّة العشوائيّة‪ ،‬والتي تضمّنت‬

‫من فوق أسطح منازلهم بحفاوة‪ ،‬معلنين بأنّهم قد‬

‫‪ 404‬مريضاً يعانون من الذبحة الصدريّة الحادّة‬

‫توصّلوا الى الدليل أخيراً‪ .‬ولكن بعد ذلك يلفت‬

‫المستقرّة‪ ،‬أنَّ الوخز باإلبر في مناطق الوخز الواقعة‬

‫المشكّكون االنتباه تجاه العيوب الكامنة في الدراسة‬

‫على خطوط الطاقة[‪ )meridians( ]1‬المتأثّرة بالمرض‬

‫وأنّها في الواقع ال تثبت شيئاً‪ .‬ولسوء الحظ فقد أدّت‬

‫قد قلّل بكثير من وتيرة نوبات الذبحة الصدريّة مقارنةً‬

‫هذه الحكاية الى أن يتغلغل الوخز باإلبر نحو الطب‬

‫بكلٍّ من الحاالت التي تمّ فيها الوخز باإلبر في مناطق‬

‫ببطء‪ ،‬لكون أغلب األشخاص ال يعيرون اهتماماً كافياً‬

‫الوخز الواقعة على خطوط الطاقة غير المتأثّرة‬

‫لقراءة التداعيات الخطيرة لذلك‪.‬‬

‫بالمرض‪ ،‬وبالوخز المزيّف‪ ،‬وكذلك عند عدم الوخز‬

‫لذا دعونا نكمل الحكاية حول دراسةٍ أخرى تتعلّق‬

‫أيضاً‪".‬‬

‫بالوخز باإلبر‪ ،‬وهذه الحكاية حول الذبحة الصدريّة‬

‫ظاهريّاً يبدو األمر معقوالً‪ .‬فحجم النتائج ليس ضخماً‬ ‫ولكنّه ليس ضئيالً في الوقت ذاته‪ .‬وهنالك ضوابط‬ ‫‪5‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫رقابة مناسبة‪ ،‬وكذلك قيل بأنَّهُ قد تمَّ تعتيم [‪ ]2‬األمر‬

‫الدراسات‪ ،‬بل نوعيّتها‪ .‬فأفضل الدراسات من ناحية‬

‫عليهم‪ .‬فكانت جميع النتائج مهمّة إحصائيّاً‪:‬‬

‫النوعيّة تميل الى عدم إظهار أي اختالف‪ ،‬حيث يبدو‬

‫"إنَّ متوسّط التغيّرات في وتيرة نوبات الذبحة الصدريّة‬

‫األمر كما لو أنّك ترى اختالفاً فقط حينما يكون هنالك‬

‫متباينٌ بشكلٍ كبير بين مجاميع المرضى األربعة وعلى‬

‫عيبٌ كبيرٌ واحدٌ أو أكثر في الدراسة‪ .‬إذاً ماذا يمكن‬

‫مدى ‪ 16‬أسبوعاً‪ :‬حيث لوحظ أن أكبر نقصان في نوبات‬

‫اعتبار ذلك؟‬

‫الذبحة الصدريّة كان في مجموعة المرضى ذوي خطوط‬

‫أحد العيوب الكبرى التي ال بدّ من قراءة الدراسة بتعمّقٍ‬

‫الطاقة المتأثرة بالمرض مقارنةً بالمجموعة غير‬

‫إليجادها هو أن طرق عالج "الوخز باإلبر" تتضمّن‬

‫المتأثّرة به (الفرق ‪ %95 ،4.07‬تدخّل تاجي‪– 2.43 ،‬‬

‫تحفيزاً كهربائيا ‪ .‬حيث أن التحفيز الكهربائي بحدّ ذاته‬

‫‪ ،5.71‬النتائج الزوجيّة أقل من ‪ ،)0.001‬وعند المقارنة‬

‫يعتبر عالجاً‪ ،‬وذلك من خالل التأثيرات الفسلجيّة‬

‫مع مجموعة المرضى الذين تمَّ تعريضهم للوخز المزيّف‬

‫الخاصّة به‪" .‬العالج بالوخز الكهربائي" ببساطة عبارةٌ‬

‫كان (الفرق ‪ %95 ،5.18‬تدخّل تاجي‪،6.81 – 3.54 ،‬‬

‫عن طريقة للخلط بين نوعين مختلفين من‬

‫النتائج الزوجيّة أقل من ‪ ،)0.001‬وعند المقارنة مع‬

‫التدخّالت‪ ،‬بحيث ليس باإلمكان الفصل بينهما‪ .‬وبتلك‬

‫مجموعة المرضى الذين لم يتمَّ وخزهم (الئحة االنتظار)‬

‫أي من المكوّنين‬ ‫الطريقة لن يكون لدينا أي فكرة عن ٍّ‬

‫كان (الفرق ‪ 5.63‬نوبات‪ %95 ،‬تدخّل تاجي‪– 3.99 ،‬‬

‫هو الذي يملك ذلك التأثير‪ .‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬فإنَّ‬

‫‪ ،7.27‬النتائج الزوجيّة أقل من ‪".)0.001‬‬

‫التاريخ هنا هو الفيصل‪ ،‬حيث أنَّ العديد من الدراسات‬

‫حسناً‪ ،‬إذاً لماذا ال يقنعني هذا الكالم؟ من المؤكّد أن‬

‫التي تدّعي فعّاليّة الوخز باإلبر‪ ،‬هي في الواقع تُزيّف‬

‫دراسةً سريريّةً واحدةً لن تكون مقنعةً أبداً بحدّ ذاتها‪،‬‬

‫األمر من خالل القيام بالتحفيز الكهربائي بخفاءٍ على‬

‫ولكن يوجد وراء ذلك الكثير من األسباب للتشكيك بهذه‬

‫أنّه وخزٌ باإلبر‪.‬‬

‫الدراسة‪ .‬بدايةً‪ ،‬تزعم الدراسة ظاهريّاً أن الوخز باإلبر‬

‫زِد على ذلك أنَّ الدراسة كانت معتّمةً جزئيّاً‪ ،‬حيث أن‬

‫في خطوط الطاقة "الصحيحة" فعّالٌ أكثر من الوخز في‬

‫القائمين على الوخز باإلبر كانوا مدركين لحقيقة األمر‪.‬‬

‫خطوط الطاقة "غير الصحيحة"‪ .‬وهنا‪ ،‬أنا استخدم‬

‫فقد كانوا يعرفون فيما إذا كانوا في مجوعةٍ يتمُّ‬

‫عالمات االقتباس لغرض التهكّم‪ ،‬ألن أكثر من قرنٍ من‬

‫عالجها أم ال‪ .‬وهذا خللٌ خطير‪ ،‬حيث تُظهر دراساتٌ‬

‫الزمان على العلوم الطبيّة قادنا الى االستنتاج الراسخ‬

‫سابقة أن التفاعل مع من يقوم بالوخز باإلبر هو في‬

‫تماماً والذي يقول أن ال وجود لخطوط الطاقة‪ .‬حيث‬

‫الواقع العامل األكثر أهمّيةً في تحديد استجابة‬

‫ليس لها أي أساس في علم التشريح‪ ،‬أو الفسلجة‪ ،‬أو‬

‫الشخص‪ .‬وما يزيد الطين بلّة هو عدم وجود محاوالت‬

‫علم االحياء‪ ،‬أو في الواقع حتى‪ .‬فهي مبنيّةٌ بالكامل‬

‫لقياس نجاح التعتيم على المريض‪ .‬لذا فهنالك احتمالٌ‬

‫على مفاهيم ما قبل العلوم والمتعلّقة بطاقة الحياة‪.‬‬

‫كبيرٌ أن يكون القائم بالوخز باإلبر قد أثّر على‬

‫لذا فمن المناسب أن ننظر بعين الشكّ أليّ دراسةٍ تدّعي‬

‫األشخاص‪ ،‬وأن هذا هو ما كان مسؤوالً بالكامل عن‬

‫فجأةً حقيقة وجود تلك الخطوط‪ ،‬تماماً مثلما أشكك‬

‫التأثير الذي تمّت مالحظته‪.‬‬

‫بأيِّ دراسةٍ تدّعي أنَّ األخالط األربعة [‪Four ( ]3‬‬

‫وما يدعم هذا االستنتاج هو حقيقة وجود فرقٍ طفيفٍ‬

‫‪ )humors‬أو نظريّة الميازما [‪ maismas ]4‬حقائق‪.‬‬

‫جدّاً بين مجموعتي المرضى ذوي الوخز المزيّف والذين‬

‫لدينا أيضاً آالف الدراسات السريريّة التي تُج ِمعُ األغلبيّة‬

‫لم يتمَّ وخزهم‪ .‬وهذه وصمة عارٍ في وجه النتائج‬

‫الساحقة منها على عدم وجود أي اختالف في التأثير‬

‫المعتادة في مثل تلك التجارب‪ .‬ففي التجارب السابقة‬

‫عند القيام بالوخز باإلبر في مختلف المواضع‪ .‬أما‬

‫للوخز باإلبر والتي تبحث عن النتائج غير الموضوعيّة‪،‬‬

‫الدراسات القليلة التي تُظهر اختالفاً فهي عبارةٌ عن‬

‫كان يو جد دائماً فرقٌ في المقارنة المعتّمة بين‬

‫قيمٍ متطرّفة‪ .‬باإلضافة الى ذلك‪ ،‬فما يُهم ليس عدد‬

‫مجموعة المرضى الذين تم إعطاؤهم نوعاً من الوخز‬ ‫‪6‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫(الحقيقي‪ ،‬أو المزيّف‪ ،‬أو المحفَّز) وبين مجموعة‬

‫وحتّى ال تظنَّ بأنَّ هذه النتيجة بعمر ‪ 21‬عاماً ولذا فمن‬

‫المرضى الذين لم يتمَّ وخزهم‪ .‬وبالنسبة لي‪ ،‬فإنَّ عدم‬

‫المحتمل أال تكون صالحةً لمدّةٍ أطول‪ ،‬فقد وجدت دراسةٌ‬

‫وجود فرقٍ واضحٍ في هذه الدراسة يشير وبقوّة الى أنَّ‬

‫محدّثة في عام ‪ 2014‬مرة أخرى أنَّ‪:‬‬

‫مجموعة المرضى ذوي الوخز المزيّف لم تكُن معتّمةً‬

‫"هذه المراجعة قد وجدت ‪ 847‬تجربة سريريّةً‬

‫وذلك من خالل تفاعلهم مع القائم بالوخز باإلبر‪.‬‬

‫عشوائيّةً موثّقةً بالتقارير حول الوخز باإلبر في‬

‫وما يقبع تحت هذا االستنتاج هو حقيقة أن النتيجة‬

‫المجلّات الصينيّة‪ %99.8 .‬منها كانت نتائج إيجابيّة‪".‬‬

‫كانت بالكامل غير موضوعيّةٍ – حيث كانت عبارة عن‬

‫حتّى أن هنالك دليالً يفسّر جزئيّاً هذه النتائج المثيرة‬

‫تقاريرٍ حول الذبحة الصدريّة‪ .‬ولم تكن هنالك اجراءاتٌ‬

‫للشك‪ .‬حيث وجدت المراجعات أنَّ المعايير المنهجيّةً‬

‫فسلجيّةٌ موضوعية للرجوع إليها ببساطة لتسجيل‬

‫كانت منخفضةً في الدراسات الصينيّة حول الوخز باإلبر‪،‬‬

‫األعراض‪.‬‬

‫مقارنةً بالغرب‪:‬‬

‫إذاً مرّةً أخرى‪ ،‬لدينا نتيجة غير موضوعيّة تماماً‪ ،‬مع‬

‫"جودة المنهجيّة العلميّة كانت أقل من المعايير‬ ‫العالميّة وهنالك ورقةٌ بحثيّةٌ واحدةٌ فقط حول تجربةٍ‬ ‫عشوائيّةٍ مسيطرٍ عليها ( ‪Randomized‬‬ ‫‪ )Controlled Trial RCT‬كانت قد وصفت العمليّة‬ ‫التقنيّة للتجربة‪ .‬وهنالك تقاريرٌ أقل حول التأثير على‬ ‫جودة التجربة العشوائية المسيطر عليها (‪،)RCT‬‬ ‫مثل مؤهّالت القائم على الوخز باإلبر وخلفيّته‬ ‫الدراسيّة (‪ ،)%3.06‬ردود الفعل السلبيّة (‪،)%4.23‬‬ ‫طريقة التعتيم (‪ )%5.98‬وإجراءات ما بعد التجربة‬ ‫(‪".)%14.43‬‬

‫التقليدي‪ .‬ومن المنطقي هنا أن نأخذ قاعدة االنحياز‬

‫في تلك األثناء وجدت دراسةٌ في عام ‪ 2017‬أنَّ فقط‬

‫بنظر االعتبار عند تقييم دراسةٍ من هذا النوع‪ ،‬حيث‬

‫‪ %8.7‬من التجارب السريريّة حول الطب الصيني‬

‫من الممكن أن يكون االنحياز الثقافي والسياسي قويّاً‪.‬‬

‫التقليدي (نصف تلك النسبة كانت دراسات حول الوخز‬

‫ولكن ليس علينا التخمين بخصوص هذا الموضوع‪،‬‬

‫باإلبر)‬

‫موقع‬

‫ألنّنا نملك دليالً دامغاً‪.‬‬

‫‪ clinicaltrials.gov‬قد ذكرت نتائجها‪ .‬لذا فهنالك‬

‫ففي عام ‪ ،1998‬نشر فيكرز (‪ )Vickers‬وآخرون‬

‫دليلٌ على انحياز الناشر وضُعف المنهجيّة العلميّة‪.‬‬

‫مراجعةً لدراسات الوخز باإلبر في مختلف البلدان ووجدوا‬

‫وال دراسة الحاليّة خير مثالٍ على ما نراه عادةً – هنالك‬

‫أنَّه‪:‬‬

‫دائماً حيّز تذبذبٍ في المنهجيّة العلميّة لصالح القليل‬

‫"ليس هنالك أيُّ تجربةٍ منشورةٍ في الصين أو روسيا ‪/‬‬ ‫اإلتّحاد السوفييتي سابقاً وجدت أنَّ العالج االختباري‬ ‫غير فعّال‪".‬‬

‫من االنحياز‪ ،‬وهذا كافٍ لتفسير النتائج‪.‬‬ ‫باإلبر‪ ،‬ليس هنالك ببساطة سببٌ منطقيٌّ لهذه العيوب‬

‫هذا صحيح – فـ ‪ %100‬من دراسات الوخز باإلبر‬

‫المنهجيّة‪ ،‬والتي تمّت اإلشارة لها من قَبلُ مراراً وتكراراً‪،‬‬

‫المنشورة في الصين كانت إيجابيّة‪ .‬هذه النتيجة كلّها‬

‫ما لم تكن بالطبع مميّزاتٍ وليست عيوباً‪ .‬حيث أنَّ‬

‫غير ممكنةٍ إحصائيّاً حتى بالنسبة لعالجٍ يعمل بشكلٍ‬

‫الدراسات الدقيقة جدّاً حول الوخز باإلبر تميل إلى كونها‬

‫واضح‪ .‬وهذا دليلٌ قويٌّ على االنحياز‪ ،‬الذي من الممكن‬

‫سلبيّة‪ ،‬وتُظهر باستمرار عدم وجود أي تأثير لموضع‬

‫أن يكون مزيجاً ما بين انحياز الباحث وانحياز الناشر‪.‬‬

‫اإلبرة أو الثقب الذي تعمله‪ .‬ولذا‪ ،‬فمُجمل األدلّة‬

‫نقصٍ في التعتيم‪ ،‬وال يوجد تقييمٌ لمدى التعتيم‪،‬‬ ‫باإلضافة لنتائجٍ مشكوكٍ فيها (عدم وجود فرق في‬ ‫النتائج بين الوخز المزيّف باإلبر وعدم الوخز)‪ .‬عالوةً‬ ‫على ذلك‪ ،‬فقد تمَّ تعكير صفو النتائج من خالل‬ ‫استخدام التحفيز الكهربائي‪.‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬يوجد سببٌ منطقيٌّ للتشكيك في الدراسة‪ ،‬إن‬ ‫شئت ذلك – حيث ذكر إدزارد أرنست [‪Edzard ( ]5‬‬ ‫‪ ،)Ernst‬أن جميع المؤلّفين صينيّون منتسبون‬ ‫لمدارس الوخز باإلبر أو ما يعرف بالطب الصيني‬

‫التي‬

‫تمَّ‬

‫تسجيلها‬

‫في‬

‫وبعد عدة عقود من الزمن وآالف الدراسات حول الوخز‬

‫‪7‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫لسريريّة تؤيّد وبقوّة التفسير القائل بأنَّ الوخز باإلبر‬

‫السلوك العلمي واإلحتيال الذي من شأنه أن يقلل من‬

‫عبارةٌ عن دواءٍ وهميٍّ مصطنع ذو تأثيرٍ عالجيٍّ فعليٍّ‬

‫مقدار بلدانٍ بتلك األهمّية‪.‬‬

‫محدودٍ جداً‪.‬‬

‫إذاً في النهاية‪ ،‬لدينا دراسةٌ تمَّ الترويج لها على أنّها‬

‫إنَّ اختصار الطريق لتجاوز الدقة المنهجيّة هو إحدى‬

‫قالبةٌ للموازين بخصوص الوخز باإلبر‪ ،‬لكنّها في الواقع‬

‫الطرق المتّبعة لتصنيع أدلّةٍ إيجابيّة‪ .‬وهنالك ضغطٌ‬

‫ليست سوى واحدةٍ من نفس تلك الدراسات المألى‬

‫سياسيٌّ وثقافيٌّ شديدين للترويج للطبّ الصيني‬

‫بالعيوب وغير المقنعة تماماً‪.‬‬

‫التقليدي‪ ،‬إضافةً إلى كون الصين قد ابتَلَت بسوء‬ ‫الهامش‬ ‫[‪ ]1‬خطوط الطاقة (‪ :)meridians‬مفهومٌ شائع في‬

‫زيادتها أو نقصانها‪ .‬وهذه األخالط االربعة هي الدم‬

‫الطب الصيني التقليدي حول المسارات التي تنساب‬

‫والعصارة الصفراء والعصارة السوداء والبلغم‪.‬‬

‫خاللها طاقة الحياة في الجسد والمسمّاة (كي)‪.‬‬

‫[‪ ]4‬نظريّة الميازما (‪ :)miasmas‬نظريّة قديمة‬

‫]‪ [2‬المقصود بالتعتيم هنا هو أن األشخاص المؤدّين‬

‫تفترض أن األمراض الوبائية كالكوليرا والطاعون كانت‬

‫لعمليّة الوخز باإلبر والمرضى الذين تُجرى عليهم تلك‬

‫تحدث بسبب نوع من الهواء الفاسد المعروف بإسم‬

‫العملية من المفترض أنّهم ال يعرفون فيما إذا كان‬

‫هواء الليل والناتج عن تعفّن المواد العضويّة‪.‬‬

‫الوخز يُجرى على خطوط الطاقة المزعومة أم ال‪.‬‬

‫[‪ ]5‬إدزارد إرنست (‪ :)Edzard Ernst‬طبيب وباحث‬

‫[‪ ]3‬األخالط األربعة (‪ :)Four humors‬نظام طبّي‬

‫أكاديمي متخصص في دراسة الطب البديل والتكميلي‪.‬‬

‫قديم استخدمه اليونانيّون والرومانيّون لتوضيح طرق‬

‫كان سابقًا أستاذًا للطب التكميلي بجامعة إكستر‪ ،‬وهو‬

‫عمل الجسم البشري‪ .‬حيث افترض وجود اربعة سوائل‬

‫أول منصب أكاديمي من نوعه في العالم‪.‬‬

‫أو اخالط تؤثر على مزاج وصحّة الشخص في حالة‬ ‫المصدر‪:‬‬ ‫‪Steven Novella, "Study on Acupuncture for Angina",sciencebasedmedicine.org, July 31, 2019‬‬

‫‪8‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫الوعي الكمي‪ ،‬بين الحقيقة والزيف‬ ‫ترجمة‪ :‬حمدي عرقوب‬

‫الوعي الكمي أو ما يُسمى أحيانًا بالعقل الكمي‬

‫التقنية في فحص ال دماغ بدرجة دقيقة من الناحيتين‬

‫( ‪ )Quantum Mind‬هو فكرة أن الوعي يقوم في‬

‫المكانية والزمانية معًا‪.‬‬

‫األصل على عملياتٍ كميّة‪ ،‬على عكس وجهة نظر‬

‫وواضح جدًا من الجانب المنطقي أنه سواء كانت‬

‫البيولوجيا العصبية السائدة التي تكون فيها وظيفة‬

‫للتأثيرات الكمية فاعلية أو ال لتجعلها موضوعًا صالحًا‬

‫الدماغ كالسيكية بالكامل‪ ،‬والعمليات الكمية ال تلعب‬

‫للتحقيق العلمي‪ ،‬فإن مجرد ذكر "التأثيرات الكمية‬

‫أي دور حسابي فيها من قريبٍ أو من بعيد‪.‬‬

‫تسبب الوعي" ال يفسر شيئًا ما لم يتمكن العلماء من‬

‫في حين أن العديد من المحاوالت لنظرية الوعي الكمي‬

‫التوصل إلى اقتراح ما حول كيفية فاعلية التأثيرات‬

‫هي شبه زائفة من خالل االدعاء بسذاجة أن غرابة‬

‫الكمية تلك على الوعي‪ .‬تجري الحجة كالتالي‪:‬‬

‫ميكانيكا الكم هي موازية لغرابة الوعي‪ ،‬فإن نظريات‬

‫أنا ال أفهم الوعي‪.‬‬

‫الوعي الكمي األكثر تطورًا هي في األصل محاولة لحل‬

‫وأنا كذلك ال أفهم فيزياء الكم‪.‬‬

‫"مشكلة الترابط"(‪)Binding problem‬؛ المشكلة‬

‫لذلك‪ ،‬يجب أن يكون الوعي قائماً على فيزياء الكم!‬

‫التي تحاول تفسير كيف يمكن أن يتحد نظام‬

‫"واضح جدًا أن الحجة فارغة ضمنيًا من المنطق‪".‬‬

‫العصبونات الكالسيكية في الدماغ ليشكل هذه‬

‫هنا مالحظة مهمة‪ :‬يجب التمييز بين هذا البحث وبين‬

‫الطريقة الواعية في التعامل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يوجد في‬

‫"اإلدراك الكمي"(‪ ،)Quantum Cognition‬والذي يتم‬

‫الوقت الحالي سوى القليل من األدلة التجريبية على‬

‫فيه تطبيق النماذج الرياضية الميكانيكية والكمية‬

‫العمليات الكمية ذات الصلة بموضوع الترابط في‬

‫على السلوك البشري في المناطق التي تفشل فيها‬

‫الدماغ البشري‪ ،‬ويعزى ذلك جزئيًا إلى الصعوبة‬ ‫‪9‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫نظرية االحتماالت الكالسيكية في مطابقة السلوك‬

‫األمر كذلك‪ ،‬فهذا يعني أن العقول الواعية مصنوعة‬

‫البشري المرصود‪.‬‬

‫من بعض المواد غير المادية التي ال يتم صنعها من‬

‫فإن "اإلدراك الكمي" ال يفترض أن الوعي اإلنساني قائم‬

‫أجهزة الكشف الضوئية الالواعية‪.‬‬

‫باألساس على ميكانيكا الكم؛ إنه ببساطة قائم على أن‬

‫ازدواجية المادة تأتي هنا بمعنى أن الذات الجسدية‬

‫عدد قليل من علماء النفس الحظوا أن نفس المفاهيم‬

‫والعقل (أو النفس) يبدوان أنهما شيئان منفصالن‪.‬‬

‫والمعادالت المستخدمة في ميكانيكا الكم هي "ألسباب‬ ‫غير معروفة" جيدة ومماثلة للسلوك اإلنساني الفعلي‬

‫رؤى مختلفة وآراء داعمة‬

‫الفعلي غير عقالني‪.‬‬

‫ديباك شوبرا (‪)Deebak Chopra‬‬

‫حيث تشير نظرية االحتماالت التقليدية إلى أن السلوك‬ ‫الحظ أيضًا أنه على المستوى الذري‪ ،‬أن األحداث الكمية‬

‫في النسخة الكمية لشوبرا (احد مشاهير الكتاب في‬

‫(االنحالل اإلشعاعي للذرات واالصطدامات االحتمالية‬

‫العلوم الزائفة)‪ ،‬كل شيء يكون في حالة تراكب غامضة‬

‫للجزيئات) تحدث في المخ وتؤثر على الخاليا العصبية‬

‫على غرار قطة شرودنجر حتى يتم مالحظته‪ .‬لذلك‬

‫إلى حد ما‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تعتبر هذه األحداث فرعية وليس‬

‫يجب أن يتطلب الكون مراقب‪ .‬ولهذا‪ ،‬يوجد إله واحد أو‬

‫هناك دليل على أنها تلعب أي دور ذي صلة حسابيا‪.‬‬

‫أكثر كما يقول ‪!..‬‬ ‫وفقًا لشوبرا‪" ،‬الوعي غير محلي" والوعي هو "حقل ‪،‬‬

‫الكوانتا والوعي‬

‫تركيبات غامضة من االحتماالت‪( ".‬مثل احتمال أن‬

‫ليست كل التفسيرات الميكانيكية الكمية تفترض‬

‫تكون قطة شرودنجر على قيد الحياة واإلمكانية‬

‫حدوث االنهيار الكمي ( ‪)Quantum Collapse‬‬

‫المتزامنة بأن القطة قد ماتت) تشكل حقلًا وبواسطة‬

‫(االنهيار الكمي‪ :‬افتراض يشير إلى انتقال نظام الكم‬

‫بعض اآلليات غير المبررة ينشأ الوعي من هذا المجال‬

‫من تراكب الحاالت إلى حالة المكون‪ .‬تُعرف العملية أيضًا‬

‫من االحتماالت‪.‬‬

‫بأنها انهيار وظيفة الموجة أو انهيار الحاالت الكمية)‪،‬‬ ‫ولكن إذا حدث ذلك‪ ،‬فإن إحدى النظريات المتنافسة‬

‫ماريو بيوريجارد ( ‪)Mario Beauregard‬‬

‫حول كيفية حدوثه هي أن الوعي يسبب االنهيار‪ .‬منذ‬

‫يتم شرح نسخة ماريو بيوريجارد لنظرية الكم بتعمق‬

‫أن تم تطوير هذه النظريات المستندة إلى الوعي‪ ،‬فإن‬

‫في مجال العلوم العصبية غير المادية‪ .‬ويتمثل جوهر‬

‫األشخاص الذين يرغبون في االعتقاد بأن الوعي فريد‬

‫الجزء المتعلق بالكم في حجته في أن قنوات األيونات‬

‫وخاص بطريقة ما‪ ،‬قد انجذب إلى هذا النوع من‬

‫الموجودة في الخاليا العصبية صغيرة بما يكفي‬

‫الفيزياء الكمية‪.‬‬

‫لتخضع لتأثيرات الكم‪ .‬هذا مشابه للنسخة المادية‬

‫في المستوى الحالي من المعرفة‪ ،‬يصعب على‬

‫للوعي الكمي‪ .‬بينما يرفض علماء آخرون العديد من‬

‫األشخاص العاديين أن يروا مدى ال معقولية نظرية‬

‫افتراضات بيوريجارد‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أنه إذا لم تكن "ازدواجية‬

‫روجر بنروز (‪)Roger Penrose‬‬

‫الوعي الكمي وكيف أنها تقوم على الرغبات والتمني‪.‬‬ ‫المادة" صحيحة وهو ما يشك به معظم العلماء_ فإن‬

‫عالم الرياضيات الشهير الذي تعاون كثيرًا مع ستيفن‬

‫من المفترض أن تكون العقول الواعية قادرة على‬

‫هوكينج‪ ،‬أي أنه يختلف عن غيره من مؤيدي الوعي‬

‫تحطيم وظائف الموجة بقدر ما تستطيع أجهزة‬

‫الكمي في فهم شيء ما في الواقع حول فيزياء الكم‪.‬‬

‫الكشف الضوئية غير الواعية تحطيمها‪ .‬وإذا لم يكن‬ ‫‪10‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫تبدأ حجة بينروز بناءً على نظرية غودل غير المكتملة‪،‬‬

‫التجريبي المطلوب الختبار التخمين أو ربما لضحضه هو‬

‫(‪ )Gödel's incompletenes theorem‬موضحًا أن‬

‫لألسف أكثر تقدمًا مما هو متاح حاليًا‪.‬‬

‫وجود النظرية أثبت أن العقل لديه القدرة على التفكير‬

‫باختصار‪:‬‬

‫خارج إطار حسابي‪ ،‬أي أن الوعي غير قابل للحوسبة‪ .‬ثم‬

‫باختصار‪ ،‬يبدو أن كل هذه المناورات المختلفة فيما‬

‫تمنحه فيزياء الكم الخروج ليجادل بأن الخاليا العصبية‪،‬‬

‫يخص الوعي الكمي تثبت أن الكثيرين غير مرتاحين‬

‫وبالتالي الدماغ ككل‪ ،‬تعمل بطريقة احتمالية‪ .‬وتلك‬

‫لحقيقة أن الخاليا العصبية تعمل بمبدأ الكل أو ال‬

‫الحاالت االحتمالية الغامضة بطريقة ما تؤدي إلى‬

‫شيء‪،‬‬

‫الوعي‪.‬‬

‫أ) إما أن تكون مشغله أو معطلة‪ ،‬مما يجعلها مماثلة‬ ‫للنظام الثنائي لجهاز الكمبيوتر‪.‬‬

‫ديفيد بيرس (‪)David Pearce‬‬

‫ب) أنه‪ ،‬بقدر ما يمكننا أن نقول وفقًا للعلم الحديث‪،‬‬

‫نشر الفيلسوف ديفيد بيرس مقالًا بعنوان "المثالية‬

‫فإنهم يخضعون للقانون الفيزيائي والميكانيكا‬ ‫الكالسيكية‪.‬‬

‫الجبرية هل ينطوي الفكر الجبري على المثالية‬

‫ج) ما زلنا ال نملك حالً كامالً لمشكلة الترابط أو شرحاً‬

‫األحادية؟ تخمين قابل لالختبار تجريبياً حول طبيعة‬

‫شامالً لمدى عمل العقول بالطريقة التي تعمل بها‪.‬‬

‫العالم المادي"‪ .‬في ذلك ‪ ،‬يقترح ديفيد فرضية زائفة‬

‫وهذا ال يستبعد احتمال وجود تأثيرات كمية‪ ،‬ولكن لم‬

‫علميا الختبار الدور الحسابي للعمليات الكمية في‬

‫يتم اقتراح آلية متماسكة يمكن اختبارها عن طريق‬

‫الدماغ كحل لمشكلة الربط الهائل التي تنشأ من تصور‬

‫التجربة حتى اآلن‪.‬‬

‫قياسي للدماغ كنظام كالسيكي بالكامل‪ .‬الجهاز‬ ‫المصدر‪RationalWiki (Quantum consciousness) :‬‬

‫‪11‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫الفيروسات والسرطان‬ ‫ترجمة‪ :‬غند ضرغام‬ ‫أصبح لقاح جارداسيل أحد اللقاحات الروتينية ضد‬

‫المجهرية من جامعة ماساتشوستس‪ ،‬وفي نفس السنة‬

‫سرطان عنق الرحم بعد ان اقرته منظمة الغذاء والدواء‬

‫حصلت على منصب في محطة كولورادو للبحوث كأول‬

‫في سنة ‪ .2006‬فعالية هذا اللقاح هي ‪ %100‬ضد بعض‬

‫عالمة بكتيريا هناك‪ ،‬عملت هناك لثالث سنوات حتى‬

‫سالالت فيروس الورم الحليمي (بابيلومافايروس)‪.‬‬

‫قررت الحصول على شهادة الدكتوراه‪ .‬اثناء عملها على‬

‫تكمن وراء هذا اللقاح قصة طويلة من االصرار‬

‫شهادة الدكتوراه اخذت وظيفة غير مدفوعة كمساعد‬

‫والمثابرة‪ .‬حتى ستينيات القرن الماضي اعتبر العلماء‬

‫باحث مع العالمة ايدا بينتغسون‪ ،‬وهي اول امرأة‬

‫فكرة وجود ترابط بين السرطان والفيروسات فكرة‬

‫تعمل في خدمة الصحة العامة‪ ،‬كان عملهما يركز على‬

‫مضحكة ومنافية للعقل‪ .‬حتى مجيء العام ‪ 1976‬حيث‬

‫البكتريا الالهوائية (التي تستطيع العيش بدون‬

‫اكتشف العالم االلماني هارالد تسور هاوزن سالالت‬

‫اوكسجين)‪ ،‬والتي تسبب بعض انواعها الغرغرينا‬

‫فيروس الورم الحميدي التي تصيب االنسان‪ .‬هذه‬

‫الشائعة في جروح الحرب‪ ،‬استطاعت ستيوارت تطوير‬

‫الفيروسات تعتبر من اول الفيروسات المكتشفة التي‬

‫لقاح وعالج للغرغرينا تم استعماله الحقا في الحرب‬

‫تسبب السرطان‪.‬‬

‫العالمية الثانية‪ .‬حصلت ستيورات على شهادة‬

‫ظهور هذا النوع من اللقاحات يعتبر نقلة نوعية في‬

‫الدكتوراه من جامعة شيكاغو في‪ ،1939‬في مرحلة ما‬

‫كيفية رؤية الباحثين لتطور السرطان‪ .‬ففي‬

‫فقدت اهتمامها في دراسة البكتريا االهوائية وتركت‬

‫الخمسينيات كانت عالمة البكتيريولوجي سارة‬

‫عملها في مؤسسة الصحة الوطنية ( ‪ )NIH‬في ‪.1944‬‬

‫ستيوارت هي اول من اسس لفكرة امكانية وجود عالقة‬

‫(كان لدي شعور قوي بأن هناك بعض انواع السرطانات‬

‫بين بعض انواع الفيروسات والسرطان‪ .‬وكانت على‬

‫تسببها الفيروسات) كما قالت ستيورات في احدى‬

‫وشك االبعاد عن المجتمع العلمي بسبب تلك الفكرة‬

‫المقابالت‪ .‬وهذا الشعور بالذات هو الذي جعلها تتوجه‬

‫الغريبة انذاك‪ .‬وقد اثبتت عام ‪ 1957‬ان الفيروس‬

‫للبحوث السرطانية‪ ،‬لكنها قوبلت بالكثير من الرفض‬

‫التورمي (بولي اوما) يسبب اوراماً سرطانية في الفئران‪،‬‬

‫الن فكرتها كانت غريبة وغير مرحب بها في المجتمع‬

‫لقد غير هذا البحث فكرة العلماء عن السرطان الى‬

‫العلمي‪ .‬كما تم رفض طلبها من قبل مؤسسة الصحة‬

‫االبد‪.‬‬

‫الوطنية لعمل دراسة حول فكرتها‪ ،‬لكونها ال تملك‬

‫ولدت سارة ستيورات عام ‪ ،1906‬في المكسيك‪ .‬وفي‬

‫الخبرة الكافية لعمل بحوث بشرية‪ ،‬مما جعلها تقرر‬

‫بداية الثورة المكسيكية سنة ‪ ،1911‬أمرت الحكومة‬

‫دراسة الطب للحصول على الخبرة الالزمة للقيام بهكذا‬

‫المكسيكية بترحيلهم الى امريكا‪ .‬انتقلت العائلة الى‬

‫بحث‪ .‬لكن وحتى عام ‪ 1947‬لم يكن يسمح للنساء‬

‫نيو ميكسيكو عندما كانت ستيورات في المدرسة‬

‫بدراسة الطب‪ .‬وفي عام ‪1949‬في عمر الثالثة‬

‫الثانوية‪ ،‬ثم التحقت بجامعة والية نيو ميكسيكو‪،‬‬

‫واالربعين كانت ستيوارت اول امرأة تحصل على شهادة‬

‫حيث درست هناك االقتصاد المنزلي والذي يعتبر اعلى‬

‫الطب من جامعة جورجتاون‪ .‬حتى بعد ان عادت الى‬

‫قسم يمكن للنساء االلتحاق به في ذلك الوقت‪ .‬وعند‬

‫مؤسسة الصحة الوطنية بعد تخرجها‪ ،‬لم تستطع‬

‫تخرجها في‪ 1927‬كانت تملك شهادتين واحدة في‬

‫القيام بالبحث‪ ،‬حتى تم تعيينها كمديرة طبية في‬

‫االقتصاد المنزلي والثانية العلوم العامة‪ .‬ثم في عام‬

‫خدمة الصحة العامة في بالتيمور حيث كانت تملك‬

‫‪ 1930‬حصلت على شهادة الماجستير في علم االحياء‬

‫المصادر والمعرفة الكافية لبدء بحثها‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫لم يكن علماء االورام على استعداد العتبار بعض انواع‬

‫نشرت ستيوارت وايدي عام ‪ 1957‬ورقة بحثية بعنوان(‬

‫الفيروسات قد تسبب السرطان وذلك لسببين‪ :‬االول هو‬

‫اورام في فئران ملقحة بعامل سرطاني محمول في زرع‬

‫ان معظم الناس يعتقدون بان سبب السرطان بيئي او‬

‫نسيجي) واوضحت الحقا ان افضل تفسير لذلك هو ان‬

‫كيميائي والسبب االخر هو انه اذا كان السرطان ذا سبب‬

‫العامل السرطاني هو فيروس‪ ،‬وكانت هذه اول مرة‬

‫فيروسي فلماذا ال ينتقل السرطان من شخص ألخر كما‬

‫يؤكد فيها عالم ان هناك سبب فيروسي للسرطان‪ .‬هذه‬

‫تنتقل العدوى الفيروسية؟‬

‫الورقة البحثية استندت على تجربة قامت بيها‬

‫لم يكن بحث ستيورات عن اساس فيروسي للسرطان‬

‫العالمتان‪ ،‬حيث حقنت ستيورات خاليا قرد واجنة‬

‫امرغير مسبوق‪ .‬حيث انه في ‪ 1911‬اكتشف عالم‬

‫فئران بمستخلص سرطاني معزول‪ .‬وكانت السوائل‬

‫الفيروسات بايتون راوس فيروس (راوس ساركوما)‬

‫المستخلصة من اجنة الفئران تحتوي على كمية كبيرة‬

‫والذي يسبب السرطان في الدجاج‪ .‬وفي عام‪1933‬‬

‫من الفيروسات المسببة للسرطان‪.‬‬

‫اكتشف الطبيب وعالم الفيروسات ريتشارد شوب‬

‫تبين الحقا ان الفيروس الذي اكتشفتاه يسبب ‪ 20‬نوع‬

‫فيروس (شوب بابيلوما) والذي يسبب سرطان القرنية‬

‫اخر من السرطان‪ ،‬باإلضافة الى سرطان الغدة النكفية‪.‬‬

‫في االرانب‪ .‬وبعد ثالث سنوات عرض البايولوجي جون‬

‫لذلك اقترحت ايدي ان يتم تسميته( بولي اوما )‪ ،‬والتي‬

‫بتنر ان فيروسات تسبب السرطان في الفئران تنتقل‬

‫تعني حرفيا (سرطانات متعددة)‪ .‬وفي عام ‪1958‬‬

‫من االم الى صغيرها عبر الحليب‪ .‬لكن البحث الذي حقق‬

‫استطاعت العالمتان زرع الفيروس في حقل نسيجي‬

‫طفرة في الرابط بين السرطان والفيروسات هو بحث‬

‫للمرة االولى‪ .‬وتمت تسميته الحقا فيروس ( ‪SE‬‬

‫العالم لودفيغ غروس حول سرطان الدم (لوكيميا)في‬

‫‪ polyoma (Steward-Eddy‬تكريما لهما‪.‬‬

‫الفئران في الخمسينيات‪ .‬خالل عمل غروس على بحثه‬

‫نشرت ستيورات اخر ورقة بحثية لها عام ‪ 1972‬والتي‬

‫في قبو احد المستشفيات في برونكس في عام ‪،1951‬‬

‫تشير فيها الى وجود اثار لفيروسات تسبب سرطانات‬

‫اكتشف فيروس يسبب اللوكيميا للفئران (والذي تم‬

‫بشرية‪ .‬وفي اثناء عملها المستمر لفهم السرطان‪،‬‬

‫تسميته باسمه الحقا) حيث حقن فئران حديثة الوالدة‬

‫واجهت هي السرطان شخصيا والذي انهى حياتها في‬

‫بخليط من اعضاء معصورة لفئران كان مصابة‬

‫عام ‪.1976‬‬

‫بال لوكيميا وبعد فترة اصيبت الفئران حديثة الوالدة‬

‫ابحاث ستيورات وايدي في مجال السرطان قد غيره الى‬

‫باللوكيميا !‪ .‬جربت ستيورات هذه التجربة بالتعاون مع‬

‫االبد‪ ،‬حيث تم اختراع لقاح جاردسيل اعتمادا على‬

‫العالمة بيرنيس ايدي ولمفاجئتهما لم تتكرر النتائج‬

‫ابحاثهما‪ ،‬والذي يحتمل انه في المستقبل سيقلل من‬

‫بل نمت في الفئران انواع جديدة من االورام في الغدد‬

‫االصاببة بسرطان عنق الرحم بنسبة ‪ %90‬والكثير من‬

‫النكفية وليست اللوكيميا‪ ،‬ولم يتم مالحظة هذا النوع‬

‫االكتشافات التي لوال اصرار ستيورات وايدي ومثابرتهما‬

‫من االورام في الفئران سابقا‪.‬‬

‫لما تم اكتشافها‪.‬‬

‫المقال األصلي‪:‬‬ ‫‪Leila McNeill, "The Woman Who Revealed the Missing Link Between Viruses and Cancer",‬‬ ‫‪SMITHSONIAN.COM, JUNE 17, 2019‬‬

‫‪13‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫سارة ستيوارت‬ ‫‪14‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫اين تتركز شدة األشعة فوق البنفسجية على األرض؟‬ ‫إعداد‪ :‬حمدي عرقوب‬ ‫تعد شدة األشعة فوق البنفسجية في فصل الصيف‬

‫واألرجنتين‪ .‬أعلى مؤشر لألشعة فوق البنفسجية هو‬

‫في نيوزيلندا متطرفة وبعيدة عن مقياس مؤشر‬

‫‪ 25‬في الخلية الشبكية المتمركزة في كوزكو‪ ،‬في جنوب‬

‫األشعة فوق البنفسجية الدولي (‪ )UVI‬في كندا‪ ،‬ولكنها‬

‫بيرو‪ .‬تتجاوز قيم الذروة على حافة هضبة القارة‬

‫الجلد‬

‫القطبية الجنوبية أيضًا أعلى نسبة من األشعة فوق‬

‫(‪ .)Erythema‬تم استخدام تقديرات تم جمعها على‬

‫البنفسجية في نيوزيلندا‪ ،‬ويمكن مقارنتها بتلك‬

‫مدار سبع سنوات لألشعة فوق البنفسجية السطحية‪،‬‬

‫الموجودة في مستوى سطح البحر في المناطق‬

‫وذلك لمراجعة شدة الذروة العالمية‪ ،‬ولتحديد مكان‬

‫االستوائية‪ .‬يختلف وقت السنة في ذروة األشعة فوق‬

‫األشعة فوق البنفسجية األعلى على سطح األرض‪.‬‬

‫البنفسجية بدرجة بسيطة من الربيع في القطب‬

‫تتجاوز قيم األشعة فوق البنفسجية ‪ 20‬في جميع‬

‫الجنوبي‪ ،‬حتى فصل الصيف في مناطق خطوط‬

‫أنحاء منطقة ألتيبالنو في بيرو وبوليفيا وتشيلي‬

‫العرض‪ ،‬ومن مارس إلى أبريل في المناطق االستوائية‪.‬‬

‫تعكس‬

‫خطر‬

‫اإلصابة‬

‫بالتهاب‬

‫احمرار‬

‫ذروة األشعة فوق البنفسجية‬ ‫مع معدالت اإلصابة بسرطان الجلد األعلى في العالم‪،‬‬

‫‪‬‬

‫ينبغي على النيوزيلنديين أن يدركوا المخاطر الصحية‬

‫زاوية ارتفاع الشمس التي تحدد االختالفات‬ ‫اليومية والفصلية والجغرافية‪.‬‬

‫الناجمة عن التعرض المفرط لألشعة فوق‬

‫‪‬‬

‫الغيوم التي تعكس وتشتت اإلشعاع‪ .‬يمكن‬

‫البنفسجية‪ .‬وتقوم خدمة استشارية لألشعة فوق‬

‫أن تؤدي الظروف الملبدة بالغيوم الكثيفة إلى‬

‫البنفسجية منذ أمد طويل باإلبالغ بشكل منتظم عن‬

‫تقليل كثافة األشعة فوق البنفسجية بأكثر‬

‫المخاطر‪ ،‬والتي تزداد بشكل ملحوظ لدى األشخاص ذوو‬

‫من ‪ ،٪90‬في حين أن السحب القريبة من‬

‫البشرة البيضاء (الفاتحة) وفي نمط حياة الخارجي‬

‫الشمس يمكن أن تسبب زيادات في األشعة‬

‫والمناخ الذي يشجع على التعرض للشمس بصفة‬

‫فوق البنفسجية قصيرة األجل تصل إلى ‪٪20‬‬

‫مستمرة‪ .‬عادة ما يتم التعبير عن شدة األشعة فوق‬

‫تقريبًا‪ .‬ونجد أنه في المتوسط‪ ،‬تقلل السحب‬

‫البنفسجية بمؤشر األشعة فوق البنفسجية (‪،)UVI‬‬

‫من األشعة فوق البنفسجية بنسبة ‪٪30‬‬

‫وهو مقياس تم استخدامه ألول مرة في كندا ويتم‬

‫تقريبًا عن السماء الصافية‪.‬‬

‫تعريفه على المدى من ‪ 1‬إلى ‪ .10‬ولقد أظهرت دراسة‬

‫‪‬‬

‫طبقة األوزون التي تمتص األشعة فوق‬

‫حديثة أن قيم ذروة األشعة فوق البنفسجية في‬

‫البنفسجية‪.‬‬

‫نيوزيلندا تزيد بحوالي ‪ ٪40‬عن خطوط العرض‬

‫البنفسجية بنسبة ‪ ٪1‬تقريبًا عن كل زيادة‬

‫المماثلة في أمريكا الشمالية‪.‬‬

‫بنسبة ‪ ٪1‬في طبقة األوزون‪ ،‬والتي تتراوح‬

‫بالمقارنة مع المناطق االستوائية‪ ،‬األشعة فوق‬

‫بين ما ال يقل عن ‪ 100‬وحدة دوبسون (‪)DU‬‬

‫البنفسجية ليست قوية بشكل خاص في نيوزيالندا‪-‬‬

‫داخل فتحة األوزون في أنتاركتيكا إلى حد‬

‫على عكس األدلة القصصية من المسافرين‪ .‬العوامل‬

‫أقصى (موسمي) يبلغ حوالي ‪ DU 500‬في‬

‫الرئيسية التي تتحكم في األشعة فوق البنفسجية‪،‬‬

‫خطوط العرض الوسطى‪ .‬يبلغ متوسط عمود‬

‫حسب الترتيب من األكثر أهمية هي‪:‬‬

‫األوزون العالمي حوالي ‪ ،DU 300‬وبعيدًا عن‬ ‫‪15‬‬

‫تنخفض‬

‫األشعة‬

‫فوق‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫ثقب األوزون‪ ،‬تميل طبقة األوزون إلى أن‬

‫البنفسجية (‪ ،)UVI‬ولكن تكون تلك النسبة‬

‫تكون أقل (حوالي ‪ )DU 200‬في المناطق‬

‫أقل على علو مرتفع‪.‬‬

‫االستوائية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫المدار اإلهليلجي لألرض حول الشمس مهم‬

‫يمكن أن يقلل فناء اإليروسوالت من األشعة‬

‫أيضًا؛ فمع اقتراب أوائل شهر يناير‪ ،‬تزيد‬

‫فوق البنفسجية بنسبة ‪( .٪ 30-20‬وهي‬

‫كثافة األشعة فوق البنفسجية الموجودة في‬

‫الجزيئات الصلبة والدقيقة والقطرات السائلة‬

‫الجزء العلوي من الغالف الجوي بنسبة ‪٪7‬‬

‫المعلقة في الهواء‪ ،‬مثل الضباب والدخان‬

‫عن شهر يوليو‪.‬‬

‫ونفايات الغابات)‬

‫إذن‪ ،‬أين يمكن أن نتوقع أن تكون األشعة فوق‬

‫االرتفاع يقلل من عمود الهواء الذي يعمل‬

‫البنفسجية أقوى على سطح األرض؟ استنادًا للعوامل‬

‫على التشتت وامتصاص األشعة؛ حتى في‬

‫التي سبق ذكرها‪ ،‬فبالطبع يجب أن تحدث ذروة األشعة‬

‫أكثر طبقات الهواء نقاءً‪ ،‬تزداد األشعة فوق‬

‫فوق البنفسجية في المناطق االستوائية (حيث أشعة‬

‫البنفسجية بحوالي ‪ ٪5‬لكل كيلومتر‪.‬‬

‫الشمس العالية‪ ،‬واألوزون المنخفض)‪ ،‬في موقع‬

‫الثلج يعكس األشعة فوق البنفسجية‬

‫مرتفع‪ ،‬في نصف الكرة الجنوبي او بالقرب من مدار‬

‫لالرتداد مرة أخرى للهواء‪ ،‬وهذا يمكن أن‬

‫الجدي‪ ،‬حيث تحدث خالل الفترة التي تكون فيها‬

‫يضيف ‪ ٪ 40-20‬إلى مؤشر األشعة فوق‬

‫المسافة الفاصل بين األرض والشمس كحد أدنى‪.‬‬

‫أرصاد األقمار الصناعية‬ ‫لإلجابة على السؤال‪ ،‬تم استخدام علم المناخ لبيانات‬

‫يوضح الشكل ‪ 1‬أن األلوان القياسية الدولية لمؤشر‬

‫األشعة فوق البنفسجية الشبكية المقاسة بواسطة‬

‫األشعة فوق البنفسجية ليست كافية لهذا الغرض‪.‬‬

‫مطياف مراقبة األوزون الكلي (‪ )TOMS‬التابع لناسا‬

‫وليست كذلك أيضا إلظهار خطر االصابة بالتهاب احمرار‬

‫على متن قمر ( ‪ )Earth Probe‬خالل فترة ‪ 7‬سنوات‬

‫الجلد (‪ )Erythema‬وتلف الجلد المرتبط‪ ،‬تم اختيار‬

‫بين عامي ‪ 1997‬و ‪ .2003‬وقد أظهرت الدراسات السابقة‬

‫مقياس ‪ UVI‬إلظهار حدود نطاق األقمار الصناعية في‬

‫أنه على رغم من وجود مشاكل مع البيانات تحت‬

‫كندا‪ .‬جميع القيم األعلى ‪ ،‬كما اختبرها أكثر من ‪%90‬‬

‫الظروف الملوثة‪ ،‬فإن النتائج موثوقة للجو السفلي‬

‫من سكان العالم فى أيام الصيف الصافية‪ ،‬تقع فوق‬

‫النظيف المتوقع لقيم ذروة األشعة فوق البنفسجية‬

‫هذا النطاق‪.‬‬

‫(‪ )UVI‬اليومية‪.‬‬ ‫الدقة المكانية للبيانات هي ‪ 1‬خط عرض × ‪ 1.25‬خط‬ ‫طول (حوالي ‪ 100‬كم × ‪ 100‬كم) وبالتالي فإن النتائج‬ ‫تمثل متوسطًا فوق هذه المساحة‪ .‬تشمل البيانات‬ ‫تصحيحات لغطاء السحب‪ ،‬وامتصاص طبقة األوزون‪،‬‬ ‫وارتفاع التضاريس‪ ،‬وغطاء الثلج‪ ،‬واإليروسوالت الجوية‬ ‫الممتصة‪ .‬وتعطي البيانات قممًا يومية لألشعة فوق‬ ‫البنفسجية بالميلي وات في المتر المربع‪ ،‬والتي تقسم‬ ‫على ‪ 25‬إلعطاء الـ (‪.)UVI‬‬

‫‪16‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫الشكل ‪ .1‬خريطة ذروة األشعة فوق البنفسجية‪ .‬ال‬

‫وهي تُظهر التغيرات الموسمية المتوقعة‪ ،‬والتي تُعزى‬

‫يسمح رمز اللون القياسي لـ ‪ UVI‬بتحديد قيم الذروة‪.‬‬

‫إلى تغيرات ارتفاع الطاقة الشمسية واألوزون والمسافة‬

‫جميع المواقع بين حوالي ‪ 50‬درجة جنوبا و ‪ 40‬درجة‬

‫الفاصلة بين األرض والشمس‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬في‬

‫شماال تعاني من األشعة فوق البنفسجية القصوى (>‬

‫كوزكو على وجه الخصوص‪ ،‬هناك زيادة تدريجية في‬

‫‪ )10‬في مرحلة ما من السنة‪.‬‬

‫األشعة فوق البنفسجية كل عام والتي تحدث في‬ ‫الخريف وربما يتم ربطها مع الزيادات في االنعكاس‬ ‫السطحية المتوقع من الغطاء الثلجي‪.‬‬

‫يستخدم الشكل ‪ 2‬مقياسًا لونيًا معدلًا ويوضح أن أعلى‬ ‫قيم لألشعة فوق البنفسجية تحدث في جبال األنديز‬ ‫في بيرو وفي جميع أنحاء منطقة ألتيبالنو‪ .‬الحد‬ ‫األقصى لألشعة فوق البنفسجية (‪ ،)25‬يوجد في‬ ‫المساحة الجغرافية ‪ 13.5‬درجة جنوبًا‪ 172 ،‬درجة غربًا‬ ‫‪ ،‬وتتركز على كوزكو في بيرو‪ .‬تقع المدينة على ارتفاع‬ ‫‪ 3360‬مترًا‪ ،‬وتمتد التضاريس المحيطة بها إلى أكثر من‬ ‫‪ 6000‬متر‪ ،‬كعاصمة إلمبراطورية اإلنكا‪ .‬يبدو أن مدينة‬ ‫كوزكو في موقع جيد لعبادة الشمس!!‬

‫الشكل ‪ .3‬مخططات السالسل الزمنية لألشعة فوق‬ ‫البنفسجية اليومية القصوى لمنطقة ألتيبالنو في‬ ‫أمريكا الجنوبية‪ .‬النقاط الحمراء مخصصة لمساحة‬ ‫كوزكو ‪ ،‬والتي تم تحديدها هنا على أنها تحتوي على‬ ‫الحد األقصى من األشعة فوق البنفسجية‪ .‬النقاط‬ ‫الزرقاء هي للذروة الخارجية التي تمت مناقشتها في‬ ‫النص‪.‬‬ ‫الشكل ‪ .2‬خريطة لذروة األشعة فوق البنفسجية‪ ،‬وذلك‬

‫تبلغ قيم ذروة األشعة فوق البنفسجية هذه حوالي‬

‫باستخدام مقياس اللون المعدل لتسليط الضوء على‬

‫ضعفين أكبر من نظيرتها في نيوزيلندا ‪ ،‬وحوالي ‪1.5‬‬

‫القمم المطلقة‪.‬‬

‫أضعاف تلك الموجودة على ارتفاعات منخفضة في‬ ‫المناطق االستوائية‪.‬‬ ‫من المثير لالهتمام مقارنة قيم ذروة الظهيرة اليومية‬

‫كانت هناك نقطة بيانات واحدة تشير إلي ارتفاع أعلى‬

‫المتوقعة من (‪ )UVI‬مع القيم المقاسة‪ .‬في‬

‫في شدة األشعة فوق البنفسجية (‪ )29=UVI‬إلى‬

‫نيوزيلندا‪ ،‬تبلغ ذروة ‪ UVI‬حوالي ‪( 14‬وعند خطوط‬

‫الجنوب مباشرة من مدار الجدي في األرجنتين (‪23.5‬‬

‫العرض الشمالية المقابلة حوالي ‪ .)10‬يتم قياس قيم‬

‫درجة جنوبًا و ‪ 67‬درجة غربًا) ‪ ،‬لكننا نشك في أن هذه‬

‫الذروة المشابهة لتلك الموجودة في كولورادو (‪ 40‬درجة‬

‫نقطة انبثقت من مجرد بيانات خاطئة‪ .‬يتم رسم‬

‫شماال ‪،‬االرتفاع ‪ 1700‬متر)‪ ،‬وفي مرصد مونا لوا في‬

‫سالسل زمنية لمجموعات البيانات الكاملة من منطقة‬

‫هاواي (‪ 19‬درجة شماال ‪ ،‬االرتفاع ‪ 3400‬متر) ‪ ،‬تبلغ‬

‫ألتيبالنو لكوزكو وهذا الموقع الخارجي في الشكل ‪.3‬‬

‫قيمة الذروة حوالي ‪ .20‬يجب مقارنة قيم الذروة هذه‬ ‫‪17‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫بالقمم التي تحدث بالقرب من مستوى سطح البحر عند‬

‫ثقب األوزون‪ .‬ونالحظ رُغم ذلك أن جميع القيم صغيرة‬

‫خط االستواء (‪ ،)16=UVI‬والتي تشبه قيم الذروة‬

‫إذا ما تمت مقارنتها بـ(‪ )300=UVI‬الموجودة خارج‬

‫المعززة بالثلوج التي لوحظت في أنتاركتيكا خالل فترة‬

‫الغالف الجوي لألرض‪.‬‬

‫تاريخ ذروة األشعة فوق البنفسجية‬ ‫أخيرًا‪ ،‬في الشكل ‪ ،4‬نعرض يوم السنة الذي حدثت فيه‬

‫بكثير من تلك الموجودة في خطوط العرض الوسطى‬

‫قيم ذروة األشعة فوق البنفسجية‪ .‬الحظ أن ذروة‬

‫مثل نيوزيلندا‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬خالل هذه الفترة‪،‬‬

‫األشعة فوق البنفسجية في أنتاركتيكا تحدث في أوائل‬

‫هناك ‪ 24‬ساعة في وضح النهار في أنتاركتيكا‪ ،‬لذلك‬

‫ديسمبر عندما ال تزال آثار ثقب األوزون في أنتاركتيكا‬

‫يمكن زيادة الجرعة اليومية اإلجمالية مقارنة بالمواقع‬

‫موجودة‪ ،‬ومن الشكل ‪ ،2‬تكون قيمة الذروة هذه أكبر‬

‫األخرى‪.‬‬

‫الشكل ‪ .4‬خريطة ت بين يوم من السنة التي وقعت فيه ذروة األشعة فوق البنفسجية‪ .‬عادةً ما يتوافق هذا مع الفترات‬ ‫التي تكون فيها الشمس أعلى في السماء‪ .‬خارج المناطق المدارية‪ ،‬يقع هذا بالقرب من ‪ 21‬يونيو في نصف الكرة‬ ‫الشمالي‪ ،‬وبالقرب من ‪ 21‬ديسمبر في نصف الكرة الجنوبي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في القارة القطبية الجنوبية‪ ،‬تحدث ذروة األشعة‬ ‫فوق البنفسجية في وقت مبكر بسبب انخفاض قيم األوزون بكثير في فصل الربيع‪.‬‬ ‫البحث‪:‬‬ ‫‪Liley, J. Ben, and Richard L. McKenzie. "Where on Earth has the highest UV." UV Radiation‬‬ ‫‪and its Effects: an update 68 (2006): 36-37.‬‬

‫‪18‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫االنتخاب الطبيعي لإلنسان اآللي‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الرحمن عبد الخالق‬

‫‪ROBIN evolutionary robotics platforms, simulations, and experimental results‬‬

‫لطالما نظر اإلنسان للمخلوقات الطبيعية من حوله‬

‫ليستلهم من تكوينه مفاهيمًا وآلياتٍ يسخرها كيفما‬

‫محاولًا فهمها واستخالص مبادئها في عقله لينشئ‬

‫يشاء؟ لعل العقل البشري وتركيبه من العجائب التي‬

‫منها أدوات وآالت مسخرة لخدمته‪ ،‬فاستلهم الطائرات‬

‫أذهلت العلماء والفالسفة‪ ،‬فهو المسؤول عن األفكار‬

‫من الطيور والغواصات من األسماك‪ ،‬ولكن هل حان‬

‫والخيا ل وموطن الذكريات والمشاعر‪ ،‬ولكن ما نحن‬

‫الوقت لينظر اإلنسان إلى نفسه وطبيعة عقله‬

‫بصدده هذا المقال هو تمثيل العقل بهيئة حاسوب‬ ‫‪19‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫فائق‪ ،‬يتميز هذا الحاسوب ‪-‬أي العقل‪ -‬بقدرته على حل‬

‫و جهازك الحركي لم ينشأ أيٌ منهم في غرفة مظلمة‬

‫مشكالت بالغة التعقيد لم تطرأ عليه قبلًا‪ ،‬فإن كنت‬

‫وحده دون اآلخرين‪ ،‬ذلك جذب أنظار علماء الحاسوب‬

‫على الطريق وحدث ثقب في إطار سيارتك فلن تبذل‬

‫والمصممين إلى كيفية نشوء هذا المخ‪ ،‬ذكرنا سابقًا‬

‫الكثير من التفكير لتوقف سيارتك على جانب الطريق‬

‫امكانية اعتبار المخ حاسوبًا فائقًا‪ ،‬وذكرنا أن سر‬

‫وتبدأ في تغيير إطارك‪ ،‬لعلك تطلب مساعدة من أحد‬

‫تفوقه هو قدرته على التأقلم في المواقف الجديدة‬

‫المارة‪ ،‬إن لم تكن تملك الوقت الكافي لهذا يمكنك أخذ‬

‫التي يقابلها‪ ،‬فإن نشأ هذا العقل بهيئته تلك عبر‬

‫سيارة أجرة لوجهتك‪ ،‬فرغم مقابلتك للعديد من‬

‫م اليين السنين من التطور‪ ،‬حيث أن البشر األقدر على‬

‫المشكالت التي ربما لم تكن معتادًا على مقابلتها‪ ،‬فقد‬

‫التأقلم وإصدار السلوك المناسب في الموقف المناسب (‬

‫استطعت التصرف بشكل يناسب أهدافك ويوصلك‬

‫كالهرب عند مواجهة كائن مفترس) استطاعوا النجاة‬

‫لوجهتك‪ ،‬وهذه القدرة الفائقة على التأقلم في العديد‬

‫ناقلين لنا قدرتهم الذهنية تلك‪ ،‬فهل يمكننا استغالل‬

‫من المواقف ألهمت الباحثين في علم الروبوتكس‬

‫مفاهيمنا عن نظرية التطور وتطبيقها على اإلنسان‬

‫(‪ )robotics‬لألخذ مما تطرحه علوم األعصاب‪.‬‬

‫اآللي؟‬

‫هناك العديد من األوجه الواجب اعتبارها عند تصميم‬

‫من هذا المنطلق نشأ علم الروبوتات التطوري‬

‫إنسان آلي قادر على القيام بوظيفة محددة‪ ،‬فبداية‬

‫(‪ )evolutionary robotics‬على يد ثالثة باحثين‬

‫يجب أن يصمم جسد هذا اإلنسان اآللي بشكل يتناسب‬

‫من جامعة ساسكس (‪ )Sussex‬عام ‪ 1993‬مؤسسين‬

‫مع وظيفته‪ ،‬فإن كان مطلوب منه أن يمسك كوبًا من‬

‫بحثهم على العديد من األبحاث و النماذج في مجال‬

‫الماء فيجب أن يمتلك يدًا ليمسك بها‪ ،‬وثانيًا يجب أن‬

‫البرمجة والتي نهلت من المفاهيم التطورية القادرة‬

‫يتملك مستقبالت حسية – عينين في هذه الحالة‪-‬‬

‫على إنتاج أنظمة حية كالعقل البشري قادرة على حل‬

‫ليدرك أين كوب الماء من حوله‪ ،‬ثالثًا عليه أن يحمل‬

‫المشكالت التي تقابلها‪ ،‬فيتم تصميم عدد من النماذج‬

‫نظام تحكم يخبر الروبوت ليمد يده أينما وجد كوب‬

‫المبدأية مختلفة التركيب للروبوت ويتم إطالقها في‬

‫ُلقحُ تصميمه على‬ ‫الماء‪ ،‬وكل عنصر من هؤالء يُصمَّم وي َّ‬

‫بيئة ما ليتحركوا فيها كيفما يستطيعون محاولين‬

‫حدة‪ ،‬ومن ثمَّ تُدمَج معًا هذه العناصر إلنتاج روبوت‬

‫إمساك كوب الماء‪ ،‬ومن ثَمَّ يتم تقييم سلوك كل روبوت‬

‫يمسك كوب الماء حين يراه‪ ،‬ولكن تواجه هذه الطريقة‬

‫أثناء فترة حركته حسب كفاءته (كم مرة نجح الروبوت‬

‫‪ -‬أي تصميم كل جزء على حدة‪ -‬معضلة حين يزداد‬

‫في إمساك كوب الماء حين رآه وكم مرة استطاع تحديد‬

‫السلوك المراد تعقيدًا وصعوبة في تنفيذه‪ ،‬فلربما‬

‫الطريق الخالي من العوائق إلى هذا الكوب؟)‪ ،‬وبعد‬

‫يختلف شكل الكوب من مكان إلى مكان‪ ، ،‬لربما وُجِدت‬

‫تحديد الروبوتات األكثر كفاءة في هذا الجيل يمكننا‬

‫عوائق بين اإلنسان اآللي وبين الكوب المراد إمساكه‬

‫جعلها تتناسخ وتتكاثر إلى جيل جديد والقيام ببعض‬

‫بتغير البيئة المحيطة‪ ،‬في الحقيقة أن هناك العديد‬

‫التعديالت عليها بشكل يقارب انتقال الجينات من‬

‫من االحتماالت التي يجب دراستها و فحصها أثناء عملية‬

‫جيل إلى جيل عبر التكاثر الجنسي والالجنسي فيما‬

‫التصميم‪ ،‬مما يضع عبءً أكبر على المصمم وفرصة‬

‫يعرف بالخوارزمية الجينية‪ ،‬ومن ثم تركها في نفس‬

‫نجاحٍ أقل لهذا الروبوت‪.‬‬

‫البيئة لتقوم بنفس السلوك‪ ،‬ومن ثم نختار األصلح من‬

‫ال داعي للمقارنة بينك أيها القارئ وبين هذا الروبوت‬

‫هذه الروبوتات أيضًا و نعيد تكاثرها وإضفاء تعديالت‬

‫السالف ذكره‪ ،‬انظر حولك فإن رأيت كوب ماء أو قلمًا أو‬

‫بسيطة عليها‪ ،‬وفي النهاية ‪-‬بعد اختيار األصلح ثم‬

‫أي شيء آخر يمكنك إمساكه فأمسكه‪ ،‬لن تجد صعوبة‬

‫األصلح من كل جيل‪ -‬ينتج لنا روبوت منتقى عبر أجيال‬

‫في ذلك ولتجد األمر تم بانسيابية تامة‪ ،‬ورغم ذلك لم‬

‫عديدة قادر على القيام بالوظيفة المطلوبة منه‬

‫ينشأ كل جزء منك بمعزل عن اآلخر‪ ،‬فحواسُّك وعقلك‬

‫بعناية (مالحظة‪ :‬ذكرنا الخوارزميات الجينية كإحدى‬ ‫‪20‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫وسائل التعلم اآللي لتعزيز فهم التقارب بين المسار‬

‫على خوارزميات وطرق أخرى أبرزها الشبكات العصبية‬

‫البيولوجي ومسار تطوير برمجيات االنسان االلي‪ ،‬غير أن‬

‫االصطناعية والتي تعد هي االخرى أحد أركان هذا‬

‫التعلم اآللي ال يقتصر على هذه الخوارزمية بل يشتمل‬

‫التقارب)‪.‬‬

‫رغم كل ذلك‪ ،‬ففي كل خطوة في خطوات صناعتنا‬

‫دور الفريسة وواحًدا ممثلًا الصياد‪-‬‬

‫لروبوت متطور يسير حوار بين إمكانياتنا الهندسية‬

‫بالمقارنة بنوع واحد يريد تحقيق نفس المهمة‪.‬‬

‫وفهمنا لنظرية التطور نفسها التي أخذنا منها تطبيقنا‬

‫ومن أهم األسئلة التي يطرحها علم الروبوتات هو‬

‫هذا‪ ،‬فبداية حين صممنا نماذجنا االبتدائية من هذه‬

‫كيفية ضمان قدرة اإلنسان اآللي على التطور؟ كيف ال‬

‫الروبوتات‪ ،‬من يخبرنا أنها لن تفشل جميعها في‬

‫يحدث تغيرٌ بين جيل لجيل يؤدي لعرقلة الوظيفة‬

‫إمساك الكوب؟ كيف لنا أن نختار األصلح حينها وقد‬

‫المراد تأديتها أو منعها تمامًا في هذا الجيل؟ وتأتي‬

‫فشلت جميعها في تنفيذ الوظيفة المطلوبة؟ تعرف‬

‫اإلجابة مرة أخرى من طريقة تركيب الكائنات الحية‪،‬‬

‫هذه المعضلة باسم (‪ ،)bootstrap problem‬وفي‬

‫يحمل أي كائن الحي مادة وراثية تسمى الجينات‬

‫الحقيقة أن لديها عددًا من الحلول‪ ،‬فمثلًا يمكن أن‬

‫(‪ ،)genes‬تحمل هذه الجينات المعلومات عن تركيب‬

‫يتدخل الم صمم في عملية التطور تلك‪ ،‬محاولًا توجيه‬

‫كل الكائن الحي‪ ،‬فيحمل كل جين صفة أو أكثر من‬

‫روبوتاته نحو الهدف المطلوب شيءً فشيءً عبر‬

‫صفات هذا الكائن‪ ،‬فإن حدث تغير في إحدى الجينات‬

‫تقسيمه ألهداف أبسط يمكن للروبوت تحقيقها‪ ،‬ولكن‬

‫فلن يؤثر ذلك إال على الصفة المسؤولة عنها‪ ،‬فمثلًا إذا‬

‫يوجد حل آخر يمكُّننا من فك هذه المعضلة دون أي‬

‫حدثت طفرة في الجين المسؤول عن لون الشعر أو‬

‫تدخل بشري‪ ،‬الحل المقصود هنا يسمى بالتطور‬

‫حجم الفك‪ ،‬لن يتغير شيء في الجسد غير لون الشعر‬

‫المشترك (‪ ،)Co-evolution‬تحديدًا ما يحدث بين‬

‫وحجم الفك‪ ،‬غير مؤثرة على باقي أجزاء الجسد‬

‫الكائن الصياد والفريسة‪ ،‬فأي تغير عند الصياد يشكل‬

‫ووظائفه الحيوية‪ ،‬هذا النموذج يسمى بال‬

‫تهديدًا للفريسة فتتطور لتواجه هذا التهديد‪ ،‬وأي‬

‫(‪ ،)genotype-phenotype mapping‬أي أن كل‬

‫تغير في الفريسة ‪-‬بالمثل‪ -‬يشكل تحديًا للصياد عليه‬

‫صفة في هذا الكائن تعود إلى جين محدد‪ ،‬وما يطرحه‬

‫أن يواكبه‪ ،‬وفي الحقيقة أنه في بعض المواقف يحقق‬

‫ذلك هو قدر من االستقرار أثناء تطور الكائنات الحية‪،‬‬

‫التطور المشترك لنوعين من الروبوتات ‪-‬واحدًا ممثلًا‬

‫فليس كل تغير يطرأ عليها يؤدي إلى تغيرها جذريًا‬

‫نجاحًا أكبر‬

‫مما قد يؤدي إلى تعريضها للخطر من الطبيعة حولها‪،‬‬ ‫‪21‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫ويمكننا أخذ هذه الفكرة و تطبيقها على إنساننا اآللي‬

‫إلنجاب أكبر عدد من األفراد) واالنتخاب الطبيعي (قدرة‬

‫بحيث ال تطرأ تغيرات جذرية تؤدي إلى توقفه عن‬

‫الكائن على التغلب على األخطار الطبيعية التي‬

‫العمل وبالتالي منعه من التكاثر (أو تحديداً التطور في‬

‫تقابله)‪ ،‬وليس هذا البحث الوحيد من نوعه‪ ،‬حيث‬

‫النموذج)‪.‬‬

‫استخدمت نفس التقنية في دراسة سلوك التعاون بين‬

‫يزيل لنا هذا النموذج وهذه األفكار المطروحة الكثير من‬

‫الكائنات الحية وغيرها من السلوكيات التي لم يسهل لنا‬

‫العوائق التي واجهناها في بداية المقال‪ ،‬فاآلن ليس‬

‫دراستها نظرًا لندرة آثارها في السجل األحفوري‪.‬‬

‫المصمم مطالبًا بتوقع كل مشكلة قد تقابل إنسانه‬

‫في هذا المقال ملنا كثيرًا نحو علم األحياء التطورية وما‬

‫اآللي أثناء عمله وليس مطالبًا بتصميم كل جزء من‬

‫يحمله علم الروبوتات له‪ ،‬ورغم النافذة المميزة التي‬

‫اإلنسان اآللي على حدة حيث أن عملية التطور تلك‬

‫ينظر منها هذا العلم بأدواته إلى علوم التطور‬

‫تعمل على جميع أجزاءه في آن واحد‪ ،‬ولكنها أيضًا تبين‬

‫والسلوك‪ ،‬فإن ذلك ال ينفي قط التطبيقات الواعدة‬

‫لنا آفاقًا أخرى في مجال الهندسة بل مجال األحياء التي‬

‫لعلم الروبوتات التطوري في مجال الهندسة والتصميم‪،‬‬

‫استمدت منه فكرتها من األساس‪.‬‬

‫فهو بطبيعته يسعى إليجاد التصميم األفضل الذي‬

‫تتطور الكائنات الحية على آالف وماليين والسنين‪ ،‬مما‬

‫يقوم بالوظيفة المطلوبة‪ ،‬حاملًا عبء إيجاده عن‬

‫يجعل مراقبة تطورها ودراسته دراسة مباشرة أمرًا‬

‫المصمم‪ ،‬على سبيل المثال نجح علماء من جامعة‬

‫صعبًا‪ ،‬فيلجأ العلماء للسجل األحفوري و المعلومات‬

‫كوينزالند (‪ )Queensland‬األسترالية العام الماضي‬

‫الجينية للكائنات الحية لدراستها والمقارنة بينها‪ ،‬ولكن‬

‫بتحديد أفضل نموذج لقدم روبوت عند السير على‬

‫وجود نماذج مثل هذه الروبوتات القادرة على التطور‬

‫أسطح مختلف التركيب سواء ماء او تربة أو غيرها‪.‬‬

‫يمنحنا فرصة لمحاكاة األنظمة الحيوية بدقة أعلى‬

‫علم الروبوتات التطوري رغم حداثة تكوينه إال أنه‬

‫وإمدادنا بفرص تجريبية لدراسة فرضياتنا حول‬

‫يقتبس العديد من األفكار واالقتراحات من علوم‬

‫التطور‪ ،‬فقام – على سبيل المثال‪ -‬باحثون من جامعة‬

‫التطور و البرمجيات على سواء محاولًا اإلضافة عليها و‬

‫لوزان ( ‪ )Lausanne‬بخلق ‪ 100‬مجموعة كل منها‬

‫استغاللها لمسعاه واعدًا بتطبيقاته نافذة جديدة‬

‫مكونة من ‪ 20‬روبوت لدراسة تأثير التطور على قدرة‬

‫لعلوم األحياء والسلوك والتصميم‪ ،‬رغم ذلك فال زال‬

‫الكائنات الحية على التواصل فيما بينها ومراقبة‬

‫قيد نمو‪ ،‬ولم يملك أحدٌ أن يتنبأ بمستقبله و‬

‫اختالف انظمة التواصل تلك بين األجيال المختلفة‬

‫تطبيقاته‪ ،‬فلربما يكون هو مستقبل دراسات السلوك‬

‫وعال قتها بالتغيرات الجينية التي سبقتها وعالقة‬

‫البشري إن طورناه بما يكفي‪.‬‬

‫ذلك باالنتخاب الجنسي (قدرة الكائن على التزاوج‬ ‫المصادر‪:‬‬ ‫‪D. Floreano , S. Nolfi; “Evolutionary Robotics: The biology, Intelligence, and Technology of‬‬ ‫‪Self-Organizing Machines”; MIT perss; https://mitpress.mit.edu/books/evolutionary-robotics‬‬ ‫‪S. Donciex, N. Bredeche, J. Mouret & A.E. Eiben; “Evolutionary Robotics: What, why, and‬‬ ‫;‪where to”; Frontiers in Robotics and AI Journal; 03 March 2015‬‬ ‫‪https://doi.org/10.3389/frobt.2015.00004‬‬ ‫‪Cliff D., Harvey I. and Husbands P. (1993). Explorations in evolutionary robotics. Adaptive‬‬ ‫‪Behavior, 2:73-110; https://doi.org/10.1177/105971239300200104‬‬ ‫‪Floreano, D., Mitri, S., Magnenat, S., and Keller, L. (2007). Evolutionary conditions for the‬‬ ‫‪emergence‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪communication‬‬ ‫‪in‬‬ ‫‪robots.‬‬ ‫‪Curr.‬‬ ‫‪Biol.‬‬ ‫‪17,‬‬ ‫‪514–519.‬‬ ‫‪doi:10.1016/j.cub.2007.01.058‬‬ ‫‪J. Collins, W. Geles, D. Howard & F. Maire; “Towards the Targeted Environment-specific‬‬ ‫‪Evolution of Robot Components”; https://arxiv.org/abs/1810.04735‬‬

‫‪22‬‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫حياة وموت النيوترون‬

‫ترجمة‪ :‬حمدي عرقوب‬ ‫تكشف التجارب التي تقيس عمر النيوترونات عن‬

‫الطاقة األمريكية (‪ )Berkeley Lab‬باستخدام‬

‫تناقض محير وغير محلول‪ ،‬ففي حين قيست هذه‬

‫حواسيب فائقة القدرة‪ ،‬نجحوا في حساب كمية‬

‫الفترة العمرية بدقة بلغت فقط ‪ %1‬باستخدام‬

‫معروفة باسم (اقتران محور النواة) أو (شحنة النواة‬

‫تقنيات مختلفة‪ ،‬فإن هذا التضارب الظاهري في‬

‫المحورية) (‪- )gA‬وهو أمر أساسي لفهمنا لحياة‬

‫القياسات يوفر إمكانية مميزة للتعلم عن الفيزياء غير‬

‫البروتون‪-‬بدقة لم يسبق لها مثيل وتتيح طريقتهم‬

‫المكتشفة بعد‪.‬‬

‫مسارًا واضحًا لمزيد من التحسينات التي قد تساعد‬

‫في مايو ‪ ،2018‬نجح فريق يقوده علماء من قسم‬

‫بدورها في حل التناقض التجريبي‪.‬‬

‫العلوم النووية في مختبر لورانس ببيركلي التابع لوزارة‬ ‫‪23‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫ولتحقيق نتائجهم صنع الباحثون شريحة تجريبية من‬ ‫كون محاكي لتزويدنا بنافذة على العالم دون الذري‬ ‫ونشرت الدراسة على االنترنت في الثالثين من مايو‬ ‫‪ 2018‬في مجلة نيتشر (‪.)Nature‬‬ ‫نظرًا الختالف كتلتهما الذرية نجد أنه يمكن للنيوترون‬ ‫أن يتحول الى بروتون* منتجًا جسيم بيتا السالب‬ ‫(إلكترون ذا طاقة عالية) ومعه جسيم النيوترينو‬ ‫المضاد‪ ،‬وهذه العملية ال تعتمد فقط على اختالف‬ ‫الكتل لكن أيضا على اقتران محور الذرة والذي يمثل‬ ‫االقتران بين البروتون والنيوترون‪ ،‬فكما أن البروتونات‬ ‫والنيوترونات لديهما شحنة كهربية تتأثر بدورها‬

‫‪Credit: Evan Berkowitz/J ülich Research Center,‬‬ ‫‪Lawrence Livermore National Laboratory‬‬

‫بالمجال الكهرومغناطيسي فإن األنوية لديها حساسية‬ ‫لما يعرف بالقوة النووية الضعيفة والتي تسبب‬ ‫انبعاث جسيم بيتا محولًا النيوترون إلى بروتون‪.‬‬

‫باإلضافة إلى عمر النيوترونات‪ ،‬تستخدم القياسات‬

‫في هذا الرسم التوضيحي‪ ،‬تمثل الشبكة الموجودة في‬

‫الدقيقة أيضًا لعملية قياس اضمحالل النيوترون‬

‫الخلفية الشبكة الحسابية التي استخدمها علماء‬

‫الستكشاف فيزياء جديدة تتجاوز النموذج القياسي‬

‫الفيزياء النظرية لحساب اقتران المحور النواة‪ .‬تحدد‬

‫(‪ ،)The Standard Model‬ويسعى علماء الفيزياء إلى‬

‫هذه الخاصية كيفية تفاعل دبليو بوزون (‪)W Boson‬‬

‫حل التناقض في فترة عمر النيوترون بالنتائج‬

‫(خط متموج أبيض) مع أحد الكواركات في نيوترون‬

‫التجريبية التي تعين قيمة اقتران محور النواة (‪)gA‬‬

‫(كرة شفافة كبيرة في المقدمة)‪ ،‬ينبعث منها إلكترون‬

‫بطرق أكثر دقة‪.‬‬

‫(سهم كبير) ومضاد النيوترينو (سهم منقط) في عملية‬ ‫تسمى تحلل بيتا‪ .‬تحول هذه العملية النيوترون إلى‬ ‫بروتون (كرة شفافة بعيدة)‪.‬‬ ‫لجأ الباحثون إلى كروموديناميكا الكم (‪)QCD‬‬

‫باسم الشبكة الكمية الكروموديناميكية لتمثيل هذه‬

‫(الكروموديناميكا هي نظرية حول التفاعل القوي بين‬

‫الكمية الكروموديناميكية (‪ )QCD‬على هيئة شبكة‬

‫الكواركات والغلوونات)‪ ،‬وتعتبر حجر الزاوية للنموذج‬

‫محددة‪.‬‬

‫القياسي الذي يصف كيفية تفاعل الكوارك والغلوون‬

‫ونتيجة أن الطبيعة ال تحترم دائمًا مبدأ التشابه‬

‫(‪ )Gluon‬مع بعضهم البعض‪ ،‬حيث أن الكواركات‬

‫(‪( )Symmetry‬بمعني أنه ال يمكن التنبؤ بتلك‬

‫والغلوونات هي اللبنات األساسية للجسيمات األكبر‬

‫التفاعالت على الورق كما في التفاعالت الكيميائية‬

‫حجمًا مثل البروتونات والنيوترونات‪ ،‬كما تساعد‬

‫على سبيل المثال‪ ،‬بل يوجد كم من االحتماالت القابلة‬

‫ديناميكيات هذه التفاعالت في تحديد كتلة البروتونات‬

‫للحدوث وال يمكن تحديد أي تفاعل هو الحادث إال‬

‫والنيترونات باإلضافة إلى شحنة محور النواة (‪.)gA‬‬

‫بالتجربة والقياس‪ ).‬في التفاعالت ما دون الذرية فإن‬

‫لكن العمل بواسطة كروموديناميكا الكم (‪)QCD‬‬

‫شحنة محور النواة ال يمكن تحديدها إال من خالل‬

‫يالزمه تعقيد حيث أن إنتاج هذه الكميات يستلزم‬

‫التجارب المعملية أو التنبؤات النظرية باستخدام‬

‫وجود حواسيب فائقة القدرة‪ ،‬ففي آخر دراسة اجريت‬

‫الشبكة الكمومية الكروموديناميكية (‪.)QCD‬‬

‫حول الموضوع استخدم العلماء محاكاة رقمية تعرف‬ ‫‪24‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫تنبؤات الفريق النظرية الحالية لشحنة محور النواة‬

‫وأضاف والكر الود "لقد وجدنا طريقة لحساب شحنة‬

‫الكمومية تعتمد على محاكاة قطعة صغيرة من الكون‬

‫محور النواة مبكرًا وقبل أن “تنفجر” هذه الضوضاء‬

‫(حجم به عدد صغير من النيوترونات في كل جانب)‪.‬‬

‫بوجهنا!"‬

‫ت تم المحاكاة أثناء تحول النيوترون إلى بروتون بداخل‬

‫قال تشانغ "لدينا اآلن تنبؤات نظرية محضة عن عمر‬

‫هذه القطعة الصغيرة من الكون للتنبؤ بما يحدث في‬

‫النيوترون وهي المرة األولى التي يمكننا فيها التنبؤ بأن‬

‫الطبيعة‪.‬‬

‫عمر النيوترونات يتوافق مع التجارب وكان هذا نتاج‬

‫ويحتوي هذا النموذج الكوني على نيوترون واحد وسط‬

‫عمل مكثف ومتواصل لمدة عامين لمجموعة من‬

‫بحر من أزواج الكواركات والتي تعج بالحركة في هذا‬

‫العلماء العظماء الذين دربوا على هذا العمل"‬

‫الفضاء الحر الذي يبدو فارغًا ظاهريًا‪.‬‬

‫تفرض الحسابات األخيرة قيودًا على فرع من فروع‬

‫يقول والكر الود‪" :‬كان من المفترض أن يكون حساب‬

‫الفيزياء النظرية التي تتجاوز النموذج القياسي ( ‪The‬‬

‫شحنة محور النواة (‪ )gA‬أحد الحسابات القياسية‬

‫‪ )Standard Model‬وهي قيود تتجاوز هذه القيود‬

‫البسيطة التي يمكن استخدامها إلثبات أنه يمكن‬

‫التي تضعها تجارب اصطدام الجسيمات القوية في‬

‫استخدام الشبكة الكمية الكورموديناميكية (‪)QCD‬‬

‫مسارع الهادرونات الكبير في سيرن (‪ ،)CERN‬ولكن‬

‫في أبحاث الفيزياء النووية‪ ،‬وإلجراء اختبارات دقيقة‬

‫هذه الحسابات ليست دقيقة كفاية لتحديد ما إذا كانت‬

‫تبحث عن فيزياء جديدة في محاور الفيزياء النووية"‪،‬‬

‫هذه الفيزياء الجديدة تختبئ وراء حسابات شحنة النواة‬

‫وهو أحد العاملين في قسم العلوم النووية في مختبر‬

‫المحورية (‪ )gA‬وحساب فترة العمر للنيوترونات‪.‬‬

‫بيركلي‪ ،‬الذي قاد الدراسة الجديدة‪ .‬بعنوان "إنها كمية‬

‫كما لوحظ أن العامل األساسي في هذه الحسابات هو‬

‫صعبة التحديد للغاية"‪.‬‬

‫توفير المزيد من الطاقة الحاسوبية فليس علينا‬

‫يرجع ذلك إلى أن حسابات هذه الشبكة تتعقد بفعل‬

‫تغيير الطريقة المتبعة في الحسابات كما قال والكر‬

‫نتائج إحصائية مضطربة إلى حد غير عادي والتي‬

‫الود وتشانغ‪.‬‬

‫نجحت في إحباط نتائج حسابات الشحنة المحورية‬

‫كما بنى العمل األخير على عقود من البحث والموارد‬

‫للنواة حيث أكد بعض الباحثين سابقًا بأن هذا يستلزم‬

‫الحاسوبية لمجتمع الشبكة الكروموديناميكية المعتمد‬

‫جيل جديد من أقوى وأدق الحواسيب الفائقة للوصول‬

‫على قاعده بيانات (‪ )MILC‬وهي مصدر مفتوح‬

‫لدقة تبلغ ‪ 2‬في المئة بحلول عام ‪.2020‬‬

‫لمكتبة برمجيات خاص بالشبكة الكروموديناميكية‬

‫وقد استحدث الفريق المشارك في آخر دراسة طريقة‬

‫األمريكية‪.‬‬

‫لتحسين حساباته الخاصة بشحنة النواة المحورية‬

‫اعتمد الفريق بشدة على قوة تيتان (‪ )Titan‬وهو‬

‫(‪ )gA‬باستخدام نهج غير تقليدي وحواسيب فائقة‬

‫حاسوب فائق في مختبر أوك ريدج (‪)Oak Ridge Lab‬‬

‫في مختبر أوك ريدج الوطني (‪)Oak Ridge Lab‬‬

‫المعد بوحدة تجهيز الرسومات أو (‪ )GPUs‬التي تطورت‬

‫ومختبر لورانس ليفرمور الوطني (‪،)Livermore Lab‬‬

‫منذ استخدامها المبكر في تسريع ألعاب الفيديو إلى‬

‫وشملت الدراسة علماء من أكثر من اثنى عشر مؤسسة‪،‬‬

‫تطبيقات حالية في المصفوفات الكبيرة لمعالجة‬

‫بما في ذلك علماء من جامعة بيركلي وعدة مختبرات‬

‫الخوارزميات المعقدة ذات الصلة بالعديد من مجاالت‬

‫وطنية أخرى تابعة لوزارة الطاقة‪.‬‬

‫العلوم‪.‬‬

‫كما قال الباحث الرئيسي وباحث ما بعد الدكتوراه في‬

‫حسابات اقتران محور النواة تتطلب حوالي ‪ 184‬مليون‬

‫مختبر بيركلي للعلوم النووية شيا تشنغ "الحسابات‬

‫ساعة معالجة في حاسوب تيتان (‪ )Titan‬وهو ما‬

‫الماضية تم تجميعها في وسط الظروف األكثر ضوضاء‬

‫يعادل ستمائة ألف عام بالحاسوب العادي‪.‬‬

‫وتشويشًا قد أعمتنا عن النتائج التي كنا نسعى إليها‪".‬‬ ‫‪25‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫وبينما كان يعمل الباحثون من خالل تحليلهم لهذه‬

‫لألبحاث في ألمانيا‪ ،‬وجامعة ليفربول في المملكة‬

‫المجموعة الهائلة من البيانات الرقمية أدركوا أن األمر‬

‫المتحدة وكلية وليام وماري وجامعة روتجرز وجامعة‬

‫يحتاج إلى مزيد من التحسينات للحد من عدم اليقين‬

‫واشنطن وجامعة غالسكو في المملكة المتحدة وأخيرًا‬

‫في حساباتهم‪.‬‬

‫منشأة مسارع توماس جيفرسون الوطني في الواليات‬

‫وتلقى الفريق مساعدة من موظفي مرفق أوك ريدج‬

‫المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫للحوسبة لالستفادة من تخصيص ‪ 64‬مليون ساعة‬

‫أحد المشاركين في الدراسة هو عالم في المركز الوطني‬

‫تيتان بكفاءة وتحولوا أيضًا إلى برنامج الحوسبة‬

‫ألبحاث علوم الطاقة (‪ .)NERSC‬يعد جهاز الكمبيوتر‬

‫متعددة البرامج والمؤسسات في مختبر ليفرمور‬

‫الفائق ‪ Titan‬جزءًا من مرفق أوك ريدج للحوسبة‬

‫(‪ ،)Livermore Lap‬مما أتاح لهم مزيدًا من وقت‬

‫(‪ .)OLCF‬حيث (‪ )NERSC‬و (‪ )OLCF‬هما‬

‫الحوسبة لحل حساباتهم وتقليل هامش عدم اليقين‬

‫منشأتين تابعتين لوزارة العلوم‪.‬‬

‫إلى أقل من ‪ 1‬في المئة‪.‬‬

‫تم دعم هذا العمل من خالل برامج البحث والتطوير‬

‫مع مزيد من اإلحصاءات باستخدام الحواسيب فائقة‬

‫الموجهة للمختبرات في مختبر بيركلي‪ ،‬ومكتب العلوم‬

‫القدرة‪ ،‬يأمل فريق البحث في خفض هامش عدم‬

‫التابع لوزارة الطاقة في الواليات المتحدة‪ ،‬وبرنامج منح‬

‫اليقين إلى حوالي ‪ 0.3‬في المائة‪ .‬وقال تشانغ "هذه هي‬

‫جائزة وزارة الطاقة للوظيفة المبكرة‪ ،‬وشركة‬

‫النقطة التي يمكننا فيها البدء بالتمييز بين النتائج‬

‫(‪ )NVIDIA‬والبحوث الصينية األلمانية المشتركة‪.‬‬

‫من طريقتين تجريبيتين مختلفتين لقياس عمر‬

‫ومشاريع مؤسسة األبحاث األلمانية والمؤسسة‬

‫النيوترون‪ .‬وهذا دائمًا هو الجزء األكثر إثارة‪ :‬عندما‬

‫الوطنية للعلوم الطبيعية في الصين‪ ،‬و(‪ )RIKEN‬في‬

‫يكون للنظرية ما تقوله حول التجربة والنتائج‪".‬‬

‫اليابان‪ ،‬ومؤسسة ليفرهولم ترست‪ ،‬ومعهد كافلي‬

‫وأضاف‪" :‬مع مزيد من التحسينات‪ ،‬نأمل أن نتمكن‬

‫للفيزياء النظرية التابع لمؤسسة العلوم الوطنية‪،‬‬

‫من حساب األشياء التي يصعب أو حتى من المستحيل‬

‫وبرنامج األثر التجريبي والحديث للوزارة على النظرية‬

‫قياسها في التجارب المعملية‪".‬‬

‫والتجربة (‪ )INCITE‬برنامج لورنس ليفرمور الوطني‬ ‫للحسابات متعددة البرامج والمعامل في المختبر من‬

‫بالفعل‪ ،‬تقدم الفريق بطلب للحصول على حاسوب‬ ‫فائق من الجيل التالي في مختبر أوك ريدج ( ‪Oak‬‬

‫خالل جائزة المستوى األول للتحدي الكبير‪.‬‬

‫‪ )Ridge‬يسمى (‪ ،)Summit‬والذي من شأنه تسريع‬

‫*أن النيوترون يحاول الوصول إلى الحالة أكثر استقرارًا‬

‫العمليات الحسابية بشكل كبير‪.‬‬

‫مما هو عليه ويصل إلى هذه الحالة بفقد جزء من‬

‫باإلضافة إلى الباحثين في مختبر بيركلي وجامعة‬

‫كتلته ليتحول إلى بروتون (األقل في الكتلة) ولحفظ‬

‫كاليفورنيا في بيركلي‪ ،‬ضم الفريق العلمي أيضًا‬

‫الشحنة الكهربية‪ ،‬بما أن النيوترون جسيم متعادل‬

‫باحثين من جامعة نورث كارولينا‪ ،‬ومركز أبحاث‬

‫فعندما يتحول إلى بروتون (الموجب الشحنة) ينشأ عن‬

‫(‪ )RIKEN BNL‬في مختبر بروكهافن الوطني‪،‬‬

‫ذلك انبعاث إلكترون سالب بطاقة كبيرة (بيتا) ويأتي‬

‫ومختبر لورنس ليفرمور الوطني‪ ،‬ومركز جوليش‬

‫ذلك متبوعًا بجسيم نيوترينوا المضاد‪.‬‬

‫المصدر‪:‬‬ ‫‪PhysLink.com: Physics and Astronomy Online “Life and Death of a Neutron” (Jun 15, 2018).‬‬

‫‪26‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫الوورفيانية ‪-‬فرضية سابير‪-‬وورف (‪)Sapir-Whorf‬‬ ‫ترجمة‪ :‬رؤى الشيخ‬

‫فرضية سابير‪-‬وورف هي فرضية تقول بأن أفكار‬

‫ما أن يتكيف مع واقعه بشكل أساسي دون استخدام‬

‫وأفعال الفرد تقررها اللغة أو اللغات التي يتحدث بها‪،‬‬

‫اللغة‪ ،‬وتلك اللغة هي وسيلة عرضية وطارئة لحل‬

‫النسخة المتشددة من هذه الفرضية تنص بأن كل أفكار‬

‫المشاكل الخاصة بالتواصل والتفكير‪ .‬حقيقة المسألة‬

‫اإلنسان وأفعاله مكبلة بقيود اللغة لكن هذه النسخة‬

‫تكمن في أن العالم الحقيقي مبني إلى حد كبير وال‬

‫عموما أقل قبوال من النسخة األضعف التي تقول بأن‬

‫شعوري على األعراف اللغوية للمجموعة‪ ،‬ال يمكن‬

‫اللغة تقوم بقولبة تفكيرنا وسلوكنا إلى حدٍ ما‪.‬‬

‫للغتين متشابهتين بما فيه الكفاية أن تمثالن أو‬

‫واالقتباسين التاليين لعالمي اللغويات ادوارد سابير‬

‫تعكسان الواقع االجتماعي نفسه‪ .‬العوالم التي تعيش‬

‫وبنيامين وورف‪ ،‬وهما أول من صاغ هذه الفرضية‬

‫فيها المجتمعات على اختالفها هي عوالم متباينة أي‬

‫والتي سميت باسمهما‪:‬‬

‫ليست عوالم متشابهة لها تسميات مختلفة‪ .‬نحن نرى‬

‫" الكائنات البشرية ال تعيش في عالم متجرد لوحده‪ ،‬وال‬

‫ونسمع وبطريقة أخرى نعيش تجاربنا على نطاق‬

‫تعيش في عالم الفعالية االجتماعية لوحده أيضاً كما‬

‫واسع بالطريقة التي نقوم بها‪ ،‬فقط بسبب األعراف‬

‫هو متعارف عليه في العادة‪ ،‬بل تعيش تحت رحمة‬

‫اللغوية لمجتمعنا التي تجعله عرضة لخيارات محددة‬

‫لغة معينة‪ ،‬وتلك اللغة تصبح وسيلة للتعبير في‬

‫للتفسير والتأويل"‬

‫مجتمعاتها‪ .‬من الوهم تماماً أن نتخيل بأنه يمكن ألحد‬

‫سابير ‪1969‬‬ ‫‪27‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫" نحن نشرح ونحلل الطبيعة في سطور نخطها بلغتنا‬

‫تتبين أنها صحيحة إلى حد ما‪ ،‬بالمقابل توجد انتقادات‬

‫األم‪ ،‬وتلك التصنيفات واألنماط التي نعزلها عن عالم‬

‫للنسخة األقوى لفرضية (سابير‪-‬وورف) والمعروفة‬

‫الظواهر ال نجدها فيه بسبب وضوحه وتجليه لكل من‬

‫باسم الحتمية اللغوية‪ ،‬ومن هذه االنتقادات التي تخص‬

‫يراقبه‪ ،‬لكن وعلى العكس تماماً فإن التصنيفات‬

‫تلك النسخة األقوى لهذه الفرضية نستعرض ما يلي‪:‬‬

‫واالنماط التي نطلقها تكون موجودة في العالم الذي‬

‫●‬

‫كانت أحد حجج ورف الرئيسية في بحثه فيما‬

‫تقدمه انطباعاتنا المتلونة واالشكالية التي تنظمها‬

‫يخص فكرة الحتمية اللغوية‪ ،‬مصطلح يخص‬

‫عقولنا أو باألحرى األنظمة اللغوية في عقولنا‪ .‬إننا‬

‫الوقت في لغة قبيلة الهوبي (‪ )Hopi‬في‬

‫بذلك نحط من قدر الطبيعة‪ ،‬ننظمها ونضعها في‬

‫امريكا الشمالية‪ ،‬الذي أعطى فهماً فريداً عن‬

‫قوالب وننسب لها الدالالت والرموز على هذا النحو‬

‫كيفية عمل الوقت عندهم ويرى أنه يختلف‬

‫بسبب أننا ملزمون بما يسمى بالمطابقة‪ ،‬وذلك من‬

‫عن المفهوم الغربي التقليدي للوقت‪ .‬يقول‬

‫أجل تنظيمها كما هي عليها اآلن‪ ،‬وهذه المطابقة‬

‫ستيفن بينكر (‪ :)1994( )Pinker‬بأن وورف‬

‫تحتضن مجتمعنا اللغوي و موجودة ضمن نماذج‬

‫لم يسبق له فعليا أن التقى مع أي أحد من‬

‫وتصنيفات‪ ،‬المطابقة هي بالطبع مفهوم ضمني وغير‬

‫قبيلة الهوبي‪ ،‬األمر الذي اكتشفه فيما بعد‬

‫معلن‪ ،‬لكن أحكامه إلزامية بالمطلق‪ .‬ال نستطيع أن‬

‫أحد علماء األنثروبولوجيا‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬هذا‬

‫نتحدث إطالقاً دون اللجوء إلى تلك التصنيفات‬

‫المفهوم لم يكن مختلفاً كثيراً عن الفهم‬

‫والتنظيمات للمعطيات التي تلزمنا بها هذه المطابقة"‬

‫الغربي التقليدي له‪.‬‬ ‫● مشكلة القدرة على الترجمة‪ :‬إذا لكل لغة‬

‫وورف (‪)14-1940.213( )Whorf‬‬

‫واقع بارز ومختلف بالكامل ومرمز ضمنها‪،‬‬

‫نقد الفرضية‬

‫فكيف يمكن لعمل ما أن يترجم من لغة إلى‬ ‫أخرى‪ ،‬باإلضافة أنه كيف لألعمال األدبية‪،‬‬

‫بينما يوافق اللغويون بشكل عام على فرضية‬

‫دالئل االستخدام‪ .‬وما شابه ذلك أن تترجم‬

‫(سابير‪-‬وورف) بإصدارها المخفف أو الضعيف‬

‫بانتظام‪ ،‬والتواصل في هذا الصدد ليس فقط‬

‫والمعروفة أيضاً باسم النسبية اللغوية‪ ،‬والتي يمكن أن‬

‫ممكناً‪ ،‬بل ويحدث كل يوم‪.‬‬

‫المصدر‪:‬‬ ‫‪"Sapir-Whorf Hypothesis'", "https://linguistlist.org/ask-ling/sapir.cfm"cfm",‬‬

‫‪28‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫عملية تعديل الهستون (علم التخلق)‬ ‫ترجمة‪ :‬حسين غالب‬

‫رسم توضيحي يظهر ترتيب المواد الجنينة‪ .‬تظهر النيوكليوسومات التي تشكل الحمض النووي بلون ( رمادي) وملتفة‬ ‫حول ثمانية بروتينات من الهستون وهي ‪ ( 4H2A, H2B, H3, H‬الدوائر الملونة)‪ .‬ويظهر الطرف الحاوي على النتروجين‬ ‫من الهستون بلون ازرق وممتد بين بروتيني الهستون ‪ 3H‬و ‪H4‬‬ ‫تعمل بشكل خاص على اإلنزيمات المساعدة في عملية‬ ‫تعديل الهستون‪.‬‬

‫في هذا المقال نشرح عمليات تعديل الهستون‪ ،‬ولكن‬ ‫قبل البدء بشرح هذه العمليات ‪ ،‬يجب أن نعطي‬

‫تفاعالت األستلة و إزالة االستيل‬

‫تعريف عام للهستون‪.‬‬ ‫الهستون هو أحد البروتينات الموجودة في النواة والتي‬

‫يتم تفاعل األستلة على بروتينات الهستون بمساعدة‬

‫تساعد في تركيب ال ‪ ،DNA‬يتكون من ثالث احماض‬

‫االنزيمات‪ ،‬وذلك بأضافة جزي االستيل (‪)3COCH‬‬

‫امينية هي الهستين‪ ،‬الاليسين واالرجنين‪.‬‬

‫القادم من مركب ‪.Acetyl Co-enzyme A‬‬

‫عملية تعديل الهستون‪ ،‬هي سلسلة من العمليات‬

‫تلعب عملية إضافة االستيل إلى الهستون دوراً مهماً‬

‫األنزيمية التي تلي تخليق البروتين‪ ،‬وتتضمن عمليات‬

‫في تنظيم العديد من الوظائف داخل الخلية‪ ،‬بما في‬

‫المثيلة (إضافة مركب المثيل)‪ ،‬االستلة (إضافة مركب‬

‫ذلك عمليات نسخ الحمض النووي‪ ،‬تمايز الخاليا‪ ،‬الموت‬

‫االستيل) والفسفرة (إضافة الفسفور)‪ .‬تؤثر عملية‬

‫المبرمج للخاليا الكبيرة في العمر‪ ،‬إصالح الحمض‬

‫تعديل الهستون بشكل مباشر على تركيب الكروماتين‬

‫النووي وغيرها من العمليات المهمة‪ .‬تحدث عملية‬

‫وبالتالي على التعبير الجيني‪ .‬تقوم بروتينات الهستون‬

‫االستلة كما ذكرنا بمساعدة انزيمية من اإلنزيم‬

‫بحفظ تسلسالت الحمض النووي (‪ ،)DNA‬وذلك من‬

‫المسمى‬

‫خالل الحفاظ على نسق االرتباط بينهما‪ ،‬والمتضمن‬

‫(اإلنزيم‬

‫الناقل‬

‫لالستيل‪-‬‬

‫‪ )acetyltransferases‬والذي يختصر ب ‪ ،HATs‬والذي‬

‫التفاف سالسل الحمض النووي حول بروتينات الهستون‬

‫يلعب دوراً مهماً في أستلة انزيمي الهستون ‪ 3H‬و‪4H‬‬

‫الثمانية (كما موضح في الشكل السابق)‪ .‬كما تؤدي‬

‫بشكل خاص‪ .‬وقد تم التعرف على أكثر من عشرين‬

‫عمليات تعديل الهستون دوراً مهماً في العديد من‬

‫نوع من أنزيم ‪ .HATs‬كما وجد ان الخلل في عملية‬

‫الفعاليات الحيوية داخل الجسم‪ ،‬والتي تشمل تنشيط‬

‫أستلة الهستون يرتبط بتكون جينات سرطانية‬

‫أو تثبيط عملية نسخ الحمض النووي‪ ،‬عمليات تدمير‬

‫وتطوير عدة أنواع من السرطان‪.‬‬

‫أو إصالح الحمض النووي وكذلك عملية حفظ‬

‫أما اإلنزيم اآلخر فهو اإلنزيم المزيل لالستيل‬

‫الكروموسومات‪ .‬توفر دراسة ورصد عمليات تعديل‬

‫(‪ )HDACs‬والذي يزيل مجموعة االستيل من الحامض‬

‫الهستون المعلومات الضرورية لفهم التنظيم الجيني‬

‫األميني (الاليسين) والذي يدخل في تركيب الهستون‪.‬‬

‫للعمليات الخلوية‪ ،‬وكذلك في صناعة األدوية التي‬

‫وقد تم اكتشاف أربع أنواع من أنزيم ‪ ،HDACs‬والذي‬ ‫‪29‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫يؤدي دوراً مهماً في تمايز الخاليا السرطانية‪ .‬وقد تم‬ ‫تطوير عدد من األدوية التي تعمل على تثبيط هذا‬ ‫اإلنزيم لمحاربة عدة أنواع من السرطان‪.‬‬

‫رسم توضيحي لنوعين من بروتينات الهستون هما ‪ H3‬و ‪.H4‬‬ ‫الرمز ‪ N‬يشير إلى الجزء الحاوي على النيتروجين في تركيب البروتين‪.‬‬ ‫‪ M‬يشير إلى الجزء الحاوي على المثيل‪.‬‬ ‫‪ P‬يشير إلى الجزء الحاوي على الفسفور‪.‬‬ ‫‪ A‬الجزء الحاوي على االستيل‪.‬‬ ‫‪ 27H3-K‬تلعب دور في بعض الحاالت المرضية مثل‬

‫تفاعالت إضافة المثيل وإزالة المثيل من‬

‫تطور السرطان‪.‬‬

‫الهستون‬

‫وكذلك فإن مثيلة االرجنين في بروتيني الهستون ‪3H‬‬ ‫و ‪ 4H‬تتم بواسطة مجموعة أنزيمات تسمى (‪PRMTs‬‬

‫يعرف تفاعل ميثلة الهستون على أنه انتقال واحد أو‬

‫)‪ .‬وقد تم التعرف على تسعة أنواع من هذا اإلنزيمات‬

‫اثنين أو ثالث مجموعات من المثيل من مركب (‪S-‬‬

‫في جسم اإلنسان ولكن فقط سبعة منها لها القدرة‬

‫‪ )adenosyl-L-methionine‬إلى الحامض األميني‬

‫على مثيلة الهستون‪ .‬ووجد أن هناك زيادة في التعبير‬

‫الاليسين أو االرجنين الداخلين في تركيب الهستون‬ ‫بمساعدة‬

‫اإلنزيم‬

‫الناقل‬

‫(‪.)methyltransferases-HMTs‬‬

‫الجيني لالنزيم ‪ 7PRMTs‬لدى المرضى المصابين‬

‫للمثيل‬ ‫يقوم‬

‫بسرطان الثدي‪.‬‬

‫أنزيم‬

‫‪ HATs‬بتنظيم عملية مثيلة الحمض النووي‪ ،‬فبعدما‬

‫أما عملية إزالة المثيل فتعرف بأنها حذف جزيء مثيل‬

‫تتم عملية إضافة المثيل إلى الهستون‪ ،‬يتم تثبيط أو‬

‫من تركيب الهستون بواسطة اإلنزيم المزيل للمثيل‪.‬‬

‫تنشيط جين مخصص في الحمض النووي‪ .‬هناك عدة‬

‫يرتبط اإلنزيم المزيل للمثيل بتطور عدة حاالت مرضية‬

‫أنواع من أنزيم ‪ ،HMTs‬على سبيل المثال فإن‬

‫بما فيها األمراض السرطانية‪.‬‬

‫االنزيمات ( ‪SET1, SET7/9, Ash1, ALL-1,‬‬

‫يثبت اكتشاف عملية إزالة المثيل أن مثيلة الهستون‬

‫‪ ) MLL, ALR, Trx‬تساعد في ميثلة الهستون ‪3H‬‬

‫ليست العملية المسيطرة دائما بل هي عملية تبادلية‪.‬‬

‫في الموقع ‪ .) )4H3-K‬كذلك تقوم أنزيمات ‪ESET,‬‬ ‫‪G9a, SUV39-h1, SUV39-h2, SETDB1,‬‬ ‫‪ 5-Dim‬بمثيلة ‪ .9H3-K‬وكذلك بالنسبة للموقع‬

‫كما تم التعرف على نوعين رئيسيّن من هذا اإلنزيم‬ ‫هما (‪ )1LSD‬و (‪) jmic domein‬‬ ‫تثبيط عملية ازالة المثيل قد يؤدي إلى إعادة مثيلة‬

‫‪ 27K‬في الهستون ‪ 3H‬والذي يتم مثيلته بواسطة‬

‫الهستون في بقايا محددة مهمة لتنظيم الكروماتين‬

‫انزيمات ‪ G9a‬و ‪2EZH‬‬

‫والتعبير الجيني‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬فإن اكتشاف نشاط‬

‫يقوم كل من ‪ 9H3-K‬و ‪ 27H3-K‬بدور مهم في‬

‫وتثبيط هذه اإلنزيمات سيكون مهمًا في توضيح آليات‬

‫تشكيل الهيبوكروماتين ويشاركان أيضًا في التعبير‬

‫التنظيم الجيني لتنشيط الجينات وقد يفيد تشخيص‬

‫الجيني للجينات الصامتة‪ .‬وقد وجد أن زيادة ميثلة‬

‫وعالج السرطان‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫مخطط يوضح االنزيمات المساعدة في عمليتي المثيلة وازلة المثيل للهستون ‪H3‬‬ ‫المصدر‪- :‬‬ ‫‪Histone Modifications, What is Epigenetics, viewed at: 19 July 2019‬‬

‫‪31‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫معدل األيض وطاقة الجسم‬ ‫ترجمة‪ :‬مصطفى علي‬

‫بشكل عام فإن ما نحتاجه من السعرات الحرارية‬

‫أو حتى النقر باألنامل على المنضدة‪ ،‬فهي الجزء الوحيد‬

‫يحتسب بواسطة معادالت عديدة ترتكز معظمها على‬

‫المسيطر عليه من األجزاء الثالثة من معدل األيض‪ ،‬وإن‬

‫الوزن (الكتلة بالكيلوغرام او الرطل) وعلى النشاط‬

‫أكبر مستهلك للطاقة من بين جميع ما نقوم به من‬

‫الرياضي الذي نتبعه‪ .‬وينص المبدأ التقليدي على أن‬

‫انشطة غالباً ما يتمثل بمعدل األيض اإلستراحي‬

‫تناول كمية أقل من حاجتنا للسعرات الحرارية سيؤدي‬

‫(‪ ،)RMR‬فهو مسؤول عمّا نسبته (‪ %)75-60‬من‬

‫لنقصان الوزن‪ ،‬أما تناول عدد من السعرات يفوق ما‬

‫مجمل االستهالك اليومي للسعرات الحرارية‪ ،‬أما الهضم‬

‫نحتاجه سيؤدي إلى زيادة الوزن‪ .‬وينطبق هذا المبدأ‬

‫واالمتصاص والتخزين فتدعى بالثابت الحراري‪ ،‬وهو‬

‫على غالبية األشخاص‪ ،‬غير أنه قد يتقاطع مع عوامل‬

‫أقل األجزاء استهالكا‪ .‬وسيتم تناول هذه األجزاء بشيء‬

‫أخرى تزيد أو تخفض من حدة زيادة او نقص الوزن‬

‫من التفصيل‪.‬‬

‫باالعتماد على نشاط الهورمونات أو على وجود حاالت‬

‫معدل األيض اإلستراحي‬

‫مرضية معينة‪.‬‬ ‫وإن لمعدل األيض األساسي ثالث أجزاء‪ :‬الفعاليات‬

‫إن الجسد يحرق السعرات الحرارية ليالً ونهاراً‪ ،‬حتى مع‬

‫الجسدية‪ ،‬معدل األيض اإلستراحي ( ‪Resting‬‬

‫عدم فعل أي نشاط سوى النوم أو مشاهدة التلفاز‪ .‬وإن‬

‫‪ )Metabolic Rate‬والثابت الحراري للطعام‪.‬‬

‫أغلب استهالك السعرات الحرارية اليومي يتوزع على‬

‫إن الفعاليات الجسدية؛ سواء أكانت تمريناً مجهداً‬

‫التنفس‪ ،‬تدوير الدم‪ ،‬المحافظة على حرارة الجسد‪،‬‬

‫كالهرولة‪ ،‬أو النشاطات اليومية كالكتابة أو طي المالبس‬

‫ونقل المركبات داخل وخارج الخاليا إضافة إلى بقية‬ ‫‪32‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫الفعاليات الجسدية العديدة‪ .‬وتسمى بمجملها‬

‫األيض اإلستراحي يزيد جزئياً مع زيادة استهالك‬

‫إستهالك الطاقة اإلستراحي ( ‪resting energy‬‬

‫السعرات‪ ،‬والذي يحدث غالباً مع زيادة التمارين‪.‬‬

‫‪ ،)expenditure - REE‬وهو مقياس طبي لمعدل‬

‫وبشكل عام‪ ،‬فإن التمارين الرياضية تساهم في زيادة‬

‫األيض اإلستراحي‪ ،‬ويعتمد على عدة أمور‪-:‬‬

‫النشاط األيضي واستهالك السعرات‪ ،‬كما أن التمارين‬

‫● التركيب الجسدي‪ :‬إن لكتلة الجسد الصافية‬

‫الهوائية تكون أكثر استهالكا للسعرات من تمارين‬

‫(بال دهون) (‪ )Lean body mass‬التأثير‬

‫المقاومة‪ ،‬ومن العوامل المؤثرة أيضاً على استهالك‬

‫األكبر على استهالك الطاقة اإلستراحي‬

‫السعرات الحرارية‪- :‬‬

‫(‪ .)REE‬وتشمل الماء‪ ،‬العظام‪ ،‬العضالت‬

‫حجم الجسد‪ :‬بشكل عام؛ كل ما زادت المساحة‬

‫الهيكلية واألعضاء األخرى كالكبد والدماغ‬

‫السطحية للجسد‪ ،‬كلما زاد معدل أيضه‪.‬‬

‫والقلب‪ .‬تمثل هذه األعضاء معظم استهالك‬

‫● العمر‪ :‬إن معدل إستهالك الطاقة اإلستراحي‬

‫االستراحي‪.‬‬

‫هو األعظم في مراحل النمو كبدايات الطفولة‬

‫فالكبد على سبيل المثال؛ مسؤول عما يقارب‬

‫والمراهقة‪ .‬ويهبط معدل الطاقة بما نسبته‬

‫(‪ )%29‬من إستهالك الطاقة اإلستراحي‪ ،‬أما‬

‫(‪ )%3 - %2‬لكل ‪ 10‬سنوات من بدايات سن‬

‫العضالت الهيكلية فتكون في حالة الراحة‬

‫البلوغ‪ .‬إن الخسارة في كتلة الجسد الصافية‬

‫مسؤولة عن نسبة قليلة من اإلستهالك‬

‫(‪ )LBM‬المرافقة لزيادة السن غير مؤثرة‬

‫تقارب (‪ .)%18‬إن التمارين العضلية تؤدي‬

‫عن الهبوط التام في إستهالك الطاقة‪.‬‬

‫لزيادة معدل األيض‪ ،‬لكن ليس بالقدر الذي‬

‫● الجنس‪ :‬إن للذكور معدل إستهالك طاقة‬

‫يظنه الناس عنها‪ .‬فلخلق زيادة كبيرة في‬

‫استراحي (‪ )REE‬أكبر مما لدى اإلناث لنفس‬

‫إستهالك الطاقة اإلستراحي‪ ،‬يلزم الفرد زيادة‬

‫السن والوزن‪ ،‬بسبب االختالف في التركيب‬

‫كبيرة في نسبة العضالت الهيكلية (زيادة في‬

‫الجسدي‪ ،‬فالكتلة العضلية أكبر لدى الذكور‬

‫كتلة الجسد الصافية)‪ .‬وإن بناء العضالت‬

‫مما عند اإلناث‪.‬‬

‫الطاقة‬

‫● عوامل أخرى‪ :‬إن الدورة الشهرية عند المرأة‬

‫وإدامتها سيزيد من استهالك السعرات‬

‫تساهم في زيادة استهالك الطاقة عن النساء‪،‬‬

‫الحرارية أثناء االستراحة من قبل العضالت‪.‬‬ ‫وبينما تظهر بعض الدراسات زيادة في معدل األيض‬

‫(مفسرة بشكل جزئي زيادة الوزن المفاجئة‬

‫اإلستراحي (‪( )RMR‬أو مجمل إستهالك الطاقة اليومي)‬

‫المرافقة لسن اليأس)‪ .‬كذلك فإن اإلصابة‬

‫لبرامج التدريب الهوائية (‪ )aerobic‬أو تمارين‬

‫بالحمى أو اإلرتفاع الشديد لحرارة الجسد يزيد‬

‫المقاومة فالعديد من الدراسات األخرى أظهرت عدم‬

‫من إستهالك الطاقة‪.‬‬

‫وجود فارق‪ ،‬أو أنها وجدت تأثيراً محدوداً على الذكور‬

‫إن معدل األيض األساسي ( ‪The basal metabolic‬‬

‫فقط‪.‬‬

‫‪ )rate - BMR‬هو مقدار الطاقة المطلوبة للمحافظة‬

‫باإلضافة إلى تَبَيُّن عدم وجود فوارق ملحوظة على‬

‫على النشاطات األيضية حينما يكون الفرد ساكناً‬

‫معدل األيض اإلستراحي بين األشخاص الذين يقومون‬

‫مسترخياً في بيئة محددة الحرارة ال يرتجف فيها وال‬

‫بمستويات وأنواع مختلفة من التمارين الهوائية[‪.]1‬‬

‫يتعرّق‪ ،‬ودون أن يتناول طعاماً لمدة ‪ 12‬ساعة على‬

‫وأن الدراسات التي إقترحت زيادة في معدل األيض‬

‫األقل‪ ،‬وبما أن هذه الظروف صعبة التحقق‪ ،‬يرى‬

‫اإلستراحي كانت تجرى غالباً على األفراد الكبار في السن‪،‬‬

‫العلماء حساب معدل الطاقة اإلستراحي (‪ )RMR‬بدالً‬

‫حيث أن تمارين المقاومة تخفف تأثير العمر في‬

‫عنه‪ ،‬والذي يقاس غالباً بعد ثالث أو أربع ساعات من‬

‫تناقص الكتلة العضلية‪ .‬باإلضافة لذلك‪ ،‬فإن معدل‬

‫تناول الطعام أو النشاط الرياضي وبمعايير أخرى أقل‬ ‫‪33‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫صرامة‪ ،‬لذا فإن معدل األيض االستراحي أعلى من معدل‬

‫أحدهما وزنه ‪ 50‬كيلوغرام واآلخر وزنه ‪ 100‬كيلوغرام‬

‫األيض األساسي‪.‬‬

‫بالمشي نفس المسافة وبنفس السرعة فإن الشخص‬ ‫األعلى وزناً سيستهلك ضعف عدد السعرات الحرارية‬

‫التأثير الحراري لألطعمة ( ‪Thermic Effect‬‬

‫من رفيقه األقل وزناً‪ .‬كما أن أخصائيي الرياضات‬

‫‪)of Food -TEF‬‬

‫والباحثين يقدّرون إستهالك السعرات في التمارين‬ ‫الرياضية‬

‫ويعرّف بأنه الزيادة الحاصلة في معدل األيض األساسي‬

‫بالمكافئ‬

‫األيضي‬

‫( ‪metabolic‬‬

‫‪ .)equivalents -MET‬إن المكافئ األيضي للجلوس‬

‫( ‪ )BMR‬نتيجة لمعالجة الطعام لغرض االستهالك‬

‫باسترخاء هو ‪ MET 1.0‬أو تقريبا سعرة واحدة لكل‬

‫والخزن‪ .‬وهو أحد عناصر األيض بجانب معدل األيض‬

‫كيلوغرام من الجسد لكل ساعة (‪ .)kcal/kg/hr1‬أخذاً‬

‫اإلستراحي (‪ )RMR‬واألنشطة الحركية‪.‬‬

‫بهذه القيمة تقاس بقية األنشطة الرياضية وتتراوح‬

‫إن استهالك الطعام يتطلب استهالكاً للطاقة‪ ،‬فالهضم‬

‫حسب شدتها‪ ،‬فالمشي ‪-‬على سبيل المثال‪-‬بمستوى‬

‫واالمتصاص واأليض وخزن الطاقة والعناصر الغذائية‬

‫األرض وبسرعة ‪ 3‬ميل\ساعة (سرعة المشي الطبيعية)‬

‫تستهلك ما تقارب نسبته (‪ )%10‬من مجمل استهالك‬

‫له ما قيمته ‪ ،MET 3.3‬ومعنى ذلك ان المشي‬

‫الطاقة‪ .‬وإن تركيب الوجبة يحدد تأثيرها الحراري‪،‬‬

‫يستهلك ‪ 3.3‬أضعاف الطاقة المستهلكة حين‬

‫فالوجبات الكبيرة لها تأثير حراري أكبر من الوجبات‬

‫الجلوس‪.‬‬

‫الصغيرة‪ ،‬وللبروتينات تأثير حراري أكبر من‬ ‫الكربوهيدرات‪ ،‬ولألخيرة تأثير حراري أكبر من الدهون‪.‬‬

‫كلفة الطاقة لألنشطة الحركية‬

‫بصيغة أخرى؛ فإن استهالك البروتين يستهلك سعرات‬

‫كما ذكر سابقاً؛ فإن األنشطة المختلفة لها كلف مختلفة‬

‫حرارية أكثر من تناول الكربوهيدرات أو الدهون‪.‬‬

‫من االستهالك للطاقة‪ ،‬فعلى سبيل المثال؛ إن لفتاة‬

‫لذا فإن زيادة محتوى البروتين في وجبة ما يستهلك‬

‫تزن ‪ 63.6‬كيلوغرام استهالكا يقدر بـ(‪ )63.6‬حين‬

‫بضع سعرات إضافية دون تقليل عدد السعرات‬

‫جلوسها باسترخاء لمدة ساعة واحدة‪ ،‬أما حينما تقوم‬

‫اإلجمالي في الوجبة‪ ،‬وبهذه الطريقة فإن من يستهلك‬

‫بالسير بسرعة ‪ 3‬أميال بالساعة لنفس المدة (والذي له‬

‫‪ 2000‬سعرة يومياً سيتمكن من حرق ‪ 23‬سعرة‬

‫مكافئ أيضي يساوي ‪ ،)3.3‬فإنها تستهلك عدد سعرات‬

‫إضافية‪.‬‬

‫ما يقارب ‪ 210‬سعرة (‪.)3.3 x 63.6‬‬ ‫األنشطة والمكافِئات األيضية (‪)METs‬‬

‫النشاط البدني‬

‫الجلوس‪1.0 :‬‬

‫يعتبر النشاط البدني أكثر عنصر متفاوت من عناصر‬

‫تنظيف المنزل‪3.0 :‬‬

‫استهالك الطاقة اليوميّ‪ ،‬فهو عند معظم األشخاص‬

‫المشي‪3.3 :‬‬

‫مسؤول عمّا تقارب نسبته الربع من مجمل الطاقة‬

‫الرياضات المائية‪4.0 :‬‬

‫المستهلكة‪ ،‬وقد يقل لما دون (‪ )%10‬لمن هو طريح‬

‫الهرولة (بسرعة ‪ 5‬ميل\الساعة)‪8.0 :‬‬

‫الفراش وقد يزيد حتى يبلغ (‪ )%50‬للرياضيين أو‬ ‫أصحاب األعمال المجهدة‪.‬‬

‫األنشطة غير الرياضية‬

‫وبعكس المعدل الطاقة اإلستراحي (‪ )RMR‬الذي‬

‫رغم أن التمارين الرياضية كالجري وكرة القدم ورفع‬

‫يتناسب مع الكتلة الصافية للجسد (‪ ،)LBM‬فإن‬

‫األثقال تحرق قدراً كبيراً من السعرات الحرارية‪ ،‬إال أن‬

‫استهالك السعرات الحرارية في التمارين الرياضية‬

‫ذلك ال يعني االستهانة باستهالك السعرات في بقية‬

‫يعتمد على وزن الجسد الكلي‪ ،‬فمثالً؛ إن قام شخصان‬ ‫‪34‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬ ‫األنشطة اليومية االعتيادية كتعديل وضعية‬

‫لكن هنالك طرق غير مباشرة في حساب القدر‬

‫الجلوس‪ ،‬تنظيف األسنان أو حتى النقر باألنامل‪ .‬ففي‬

‫المستهلك من السعرات الحرارية من خالل قياس كمية‬

‫دراسة صغيرة‪ ،‬توصل باحثون إلى أن األشخاص‬

‫األوكسجين المستهلكة ونسبة غاز ثاني أوكسيد‬

‫النحيفين قليلي النشاط يكونون أكثر نشاطاً لمدة ‪152‬‬

‫الكاربون المنتجة في عملية التنفس‪.‬‬

‫دقيقة يومياً مقارنة بأقرانهم البدينين قليلي النشاط‬

‫تقدير استهالك الطاقة‬

‫أيضاً‪.‬‬ ‫فاألنشطة غير الرياضية كهذه مسؤولة عن حرق ما‬

‫الطريقة األبسط واألقل كلفة لتقدير السعرات‬

‫يقارب ‪ 350‬سعرة يومياً‪ ،‬وهي الكمية الموجودة في ‪ 3‬أو‬

‫المستهلكة من قبل الفرد تتم من خالل معادالت‬

‫‪ 4‬قطع حلوى كاملة‪ ،‬أما خالصة حديث فهي‪ :‬قاطع‬

‫مشتقة عملياً‪ ،‬كل معادلة مبنية عن طريق حساب‬

‫الجلوس‪.‬‬

‫االستهالك لمجموعة من األفراد‪ .‬وبحسب األدلة‬ ‫التحليلية من مكتبة أكاديمية التغذية والحميات‬

‫حساب استهالك الطاقة‬

‫(‪ )Academy of Nutrition and Dietetics‬فإن‬

‫إن الحساب المباشر والمختبري لكمية السعرات الحرارية‬

‫معادلة (‪ )Mifflin-St. Jeor‬لها الدقة األعلى في‬

‫يتم بقياس كمية الحرارة المنبعثة من األشخاص في‬

‫حساب معدل األيض اإلستراحي (‪ ،)RMR‬وتعتمد على‬

‫غرفة صغيرة وشديدة التعقيد‪ .‬وهو دقيق بما يكفي‬

‫الوزن والطول والعمر‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫لحساب الطاقة المستهلكة داخل الغرفة فقط‪ ،‬لكنه‬

‫للرجال‪ × 99.9 :‬الوزن ‪ × 6.25 +‬االرتفاع – ‪× 4.92‬‬

‫ليس مقياساً لكمية السعرات المستهلكة في الحياة‬

‫العمر ‪5 +‬‬

‫الطبيعية‪ ،‬باإلضافة لكونها طريقة مكلفة جداً‪.‬‬

‫للنساء‪ × 99.9 :‬الوزن ‪ × 6.25 +‬االرتفاع – ‪× 4.92‬‬

‫كما يمكن حساب السعرات الحرارية عن طريق (المياه‬

‫العمر – ‪161‬‬

‫مضاعفة الوسم)؛ وهي المياه التي يتم فيها استبدال‬

‫ولتقدير االستهالك اليومي الكلي للطاقة‪ ،‬يتم ضرب‬

‫كل من الهيدروجين واألوكسجين بشكل جزئي أو كليّ‬

‫الناتج في معامل حسب معدل النشاط اليومي وهو ما‬

‫ألغراض التتبع (أي أنها تم وسمها) من خالل نظير غير‬

‫بين ‪ 1.3‬لقليلي النشاط جداً‪ ،‬إلى ‪ 1.9‬لشديدي النشاط‪.‬‬

‫معتاد لهذه العناصر‪ .‬يمكن حساب األيض من الداخل‬

‫كما توفر بعض المواقع حساباً مباشراً لكمية هذه‪،‬‬

‫من األكسجين والخارج من ثنائي أوكسيد الكاربون‪ ،‬من‬

‫كموقع (‪ ،)calculator.net‬الذي يوفر أيضاً مقترحات‬

‫خالل حساب نسبة االنخفاض في تركيز المياه مضاعفة‬

‫بخصوص النظام الغذائي الذي يغطي هذه الحاجة‪.‬‬

‫الوسم‪ ،‬المستهلكة نتيجة التنفس‪ ،‬وهذه الطريقة‬ ‫مكلفة أيضاً‪.‬‬ ‫المصدر‪:‬‬ ‫‪Jason R. Karp and Wayne L. Westcott "The Resting Metabolic Rate .Debate", published at:‬‬ ‫‪December 2006‬‬

‫‪35‬‬


‫مجلة علمية عربية صادرة من موقع العلوم الحقيقية‬

‫يوليو ‪/‬أغسطس ‪ ،2019‬جميع الحقوق محفوظة‬

‫‪2‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.