ُ اج ِ ِصةالم ِْع َر ِِ ق َّ
ِ ِ المسماةِ:االبتهاجِبالكالمِعلىِاإلسراءِوالمعراج ِ تأليفِ : شيخِاإلسالمِنجمِالدينِالغيطيِ(تِ389:هـ) ويليه ِ
َّاجِفِيِ ْ اجِ ِالوه ِِ ج َ س َرا ُ ال ِّ اجِالم ِْع َر ِ ازد َِو ِ تأليف ابنِناصرالدينِالدمشقيِِ(تِ848ِ:هـ)
اعتنى به الشيخ الدكتور هشام الكامل حامد موسى الشافعي األزهري إمام وخطيب بجامع الظاهر بيربس ومدرس بجامع األزهر الرشيف 1
ِ ِ ِ حقوقِالطبعِمحفوظةِللمؤلف ِ ِ الطبعةِالثالثة ِ 4444هـِِ 8282ِ/ الطبعةِالثانية ِ ِ4442هـِ8243/م ِ الطبعةِاألولى ِ ِ4498هـِ8248/م ِ ِ ِ
رقمِاإليداع ِ ِ 8248/6767 ِ
2
بسم اهلل الرمحن الرحيم احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم عىل املبعوث رمحة للعاملني مما بعد: فإنه من دواعي الرسور من نقدم إىل املكتبة اإلسالمية كتاب ﴿االبتهاج بالكالم عىل اإلرساء واملعراج﴾ تأليف موالنا نجم الدين الغيطي( :ت 383 :هـ) وكتاب ﴿الرساج الوهاج يف ازدواج املعراج﴾ تأليف موالنا ابن نارص الدين الدمشقي (ت 842هـ) بمناسبة فرحة األمة اإلسالمية بأسعد ليلة عند رسول اهلل حيث ارتقى فيها إىل ما فوق السموات السبع وذلك تصديقا لقول القائل " :األمة اإلسالمية حتيا بمواسمها" قال الشيخ حممد الغزايل " :من حافظ عىل قراءة ما خيص األيام والشهور من املناسبات الدينية لصارت عنده الكفاية من علوم الدين خالل عام" هلذا كله كان اعتنائي هبذين الكتابني واهلل مرجو النفع والقبول واإلخالص يف العمل ومن يكون سببا يف نجايت ومهيل وطاليب ومشاخيي من النار غرة رجب الفرد 1441هـ كتبه: الدكتور هشام الكامل حامد موسى الشافعي األزهري إمام وخطيب بجامع الظاهر بيربس ومدرس بجامع األزهر الرشيف
3
بني يدي اإلرساء واملعراج املعجزة :هي ممر خارق للعادة يظهر عىل يد نبي مو رسول ،تصديقا ملا جاء به واملعجزة دليل عىل صدق دعوة الرسل واألنبياء ،وهي فضل من اهلل تعاىل ومنة، وال جيب عىل اهلل يشء وتأيت املعجزة حسب كل نبي ،وختتلف باختالف القوم فموسى معجزته العصا التي حتولت إىل حية حقيقية روح ودم وحلم ،لذلك مسلم السحرة وعيسى معجزته فاقت الطب ،فالطب ال يقدر عىل إحياء املوتى ،فأحيا عيسى بإذن ربه مربعة مشخاص،لكن مهل مكة خاصة والعرب عامة مل يشتهر عندهم السحر كام يف قوم موسى ،وال الطب كام يف قوم عيسى ،بل اشتهر عندهم الشعر واللغة ،فجاءهتم املعجزة اخلالدة "القرآن الكريم" ،ومن معجزاته الباهرة ومن دالئل نبوته من تطوى له األرض طيا ،ومن يذهب إىل مماكن مل يصل إليها ملك مقرب وال جان وال إنس ،فكانت معجزته اإلرساء واملعراج آيتني عظيمتني من دالئل نبوته
اإلسراء :هو السري ليال ،مكانه :من مكة إىل القدس يقظة ال مناما فقد مرسي بهمن املسجد احلرام وقيل كان من بني املقام وزمزم ،وقيل كان يف بيت مم هانئ، وقيل كان يف شعب ميب طالب ،وكلها بجوار الكعبة إىل املسجد األق ى بالقدس يف فلسطني وسمي باملسجد األق ى لبعده عن املسجد احلرام
4
شق صدره :جاء جربيل وشق صدر الرسول من مسفل الرقبة إىل مسفل البطن وكان معه ميكائيل وطست من ماء زمزم فغسل قلبه الرشيف ثالث مرات وكان الشق من غري آلة مو ممل وهذا هو الشق الرابع قال العالمة األجهوري -رمحه اهلل :- وشق صدر املصطفى وهو يف
دار بني سعد بغري مرية
كشقــه وهــو ابن عشــر يف
ليلة املعراج وعند البعثة
الوسيلة (البراق) :وهي دابة ال يركبها إال األنبياء قيل يف وصفها مهنا دون احلصان وفوق احلامر ،وسمي براقا ألنه مأخوذ من الربيق مي اللمعان وهي شدة اللمعان ،وصاحبه يف الرحلة جربيل وميكائيل ومعنى المعراج :الصعود إىل األعىل بدايته من قبة الصخرة بالقدس الرشيف وهنايته إىل ما فوق الساموات السبع ،وهناية الرحلة العودة إىل الكعبة املرشفة تاريخ اإلسراء والمعراج :ليلة اإلثنني السابع والعرشون من شهر رجب يف العام احلادى عرش من البعثة عىل مرجح األقوال
حكم إنكار اإلسراء والمعراج :اإلرساء من املسجد احلرام إىل املسجد األق ى ثبت بالكتاب فدليله دليل قطعي فمنكره كافر
ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ
ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ
ﱕ ﱖ ﱗ ﱠ اإلرساء،١ :أما منكر المعراج :فإنه مل يرصح به كام رصح باإلرساء فمن منكره فهو مبتدع فاسق وليس بكافر 5
اإلسراء والمعراج وقعا بالروح والجسد :لو كان اإلرساء واملعراج باجلسد فقط ال فائدة منه ،ولو كان بالروح فقط ما اعرتضت العرب عىل ذلك ،لكن اعرتاضهم عليه منه مرسي به بالروح واجلسد ،فلام اعرتضوا جاءهم باألدلة والعالمات التي يعرفوهنا وهذا مذكور يف آخر كتاب قصة املعراج ملوالنا الغيطي الذي نقدم له صالة الرسول باألنبياء :انتهى اإلرساء بوصول الرسول إىل بيت املقدس ،فوجد األنبياء مجيعا فصىل هبم ركعتني ،وفيه إشارة ودليل عىل منه مفضل الرسل واألنبياء ،فقد اصطفوا صفوفا ،فجاء جربيل
وقدم
الرسول وصىل هبم إماما الكؤوس التي وضعها
جبريل
لرسول هللا : جاء جربيل بأكواب
ثالثة األول فيه ماء والثاين فيه مخر والثالث فيه لبن ،فاختار اللبن ،فاملاء يروي فقط واخلمر ال يروي وال يشبع واللبن يروي ويشبع ،فقال له جربيل :لقد اخرتت الفطرة رؤية جبريل:لقد رمى الرسولجربيل عىل حقيقته التي خلقه اهلل عليها مرتني ،وال يرى امللك عىل حقيقته التي خلقه اهلل عليها إال رسول مو نبي تشريف النبي وتفضيله :فقد حبا اهلل رسولهترشيفا وتعظيام بأن فتح له بابا يف السامء األوىل ،وقال له امللك إن هذا الباب مل يفتح ألحد من قبل ،ومنت مول من يدخل منه ،وهذا إن دل فإنام يدل عىل علو شأنهومنزلته عند ربه 6
مقابلة األنبياء:رمى يف السامء األوىل آدم مبا البرش فسلم عليه ورد عليه السالم ودعا له بخري وسلم عىل ممته ،ثم عرج به إىل السامء الثانية فرمى حييى وعيسى عليهام السالم ،ثم عرج به إىل السامء الثالثة فرمى يوسف ،ثم عرج به إىل السامء الرابعة فرمى إدريس ،ثم عرج به إىل السامء اخلامسة فرمى هارون ،ثم عرج به إىل السامء السادسة فرمى كليم اهلل موسى ،ثم عرج به إىل السامء السابعة ودخل البيت املعمور وهو فوق الكعبة مبارشة ،فوجد إبراهيم ثم ذهب إىل مكان مل يصل إليه إنس وال جان وال ملك مقرب، فقال له جربيل :تقدم يا حممد فإن تقدمت اخرتقت ،وإن تقدمت احرتقت، فتقدم إىل احلرضة العلية واملقام الرشيف ،ففرض عليه ربنا تبارك وتعاىل مخسني صالة ،ثم خففت فكانت مخسة يف العمل ومخسني يف الثواب واألجر فهذه هدية اهلل لرسوله ولعباده املؤمنني الصالة جوهرة ،العبادات ومول ما حياسب عليه العبد يوم القيامة رؤية الرسول ربه :اختلف العلامء يف ذلك هل رمى الرسولربه بعني اليقظة من غري كيف مو انحصار؟ فأثبتها ابن عباس ،ومنكرهتا عائشة
ضي اهلل عنها
وقيل رآه بقلبه ،وقيل التوقف ،فهذه مقوال مربعة ،الراجح منها منه رآه بعني اليقظة عن ابن عباس قال :قال رسول اهلل :رميت ريب تبارك وتعاىل وقال مبو احلسني عيل بن إسامعيل األشعري ومجاعة من مصحابه إنه رمى اهلل تعاىل ببرصه وعيني رمسه وقال :كل آية موتيها نبي من األنبياء فقد مويت نبينا حممدمثلها 7
وخص بينهم بتفضيل الرؤية ويف تفسري عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وذكر إنكار عائشةرضي هللا عنها منه رآه فقال الزهري :ليست بأعلم عندنا من ابن عباس وقال مبو هريرة يف هذه املسألة كقول ابن عباس منه رآه والقاعدة تقول :إذا اختلفت الصحابة يقدم املثبت عىل النايف ،والسيدة عائشة مل تقل "قال رسول اهلل" بل قالت ما فهمته من اآلية تسرية وابتهاج الرسول :لقد وقع اإلرساء واملعراج بعد عام احلزن ،حيث توفيت زوجته السيدة خدجية رضي اهلل عنها خري النساء ،وكذلك عمه مبو طالب وتعرضه للشدائد عندما ذهب رسول اهلل يدعو إىل الطائف ،فكل هذه ممور جعلته حيتاج إىل منحة ربانية ،فكانت اإلرساء واملعراج الذي ظهرت فيها قوة رسول اهلل وشجاعته عندما قص عىل الناس ما حدث يف الرحلة ،ومل يبال بمن ينكر مو يكذب ،ومول من صدق هبا مبو بكر فسمي صديقا وإىل هنا نرتككم تستمتعون برحلة اإلرساء واملعراج مع شيخ العالمة نجم الدين الغيطي والشيخ ابن نارص الدين الدمشقي ر يض اهلل تعاىل عنهام قدمه: الدكتور هشام الكامل حامد موسى الشافعي األزهري إمام بجامع الظاهر بيربس واملدرس بجامع األزهر الرشيف
8
اج ِ صة ال ِم ْع َر قِ َّ ِ المسماةِ:االبتهاجِبالكالمِعلىِاإلسراءِوالمعراج ِ تأليفِ:شيخِاإلسالمِنجمِالدينِالغيطيِ(تِ389:هـ) ِ
ترجمة مختصرة عن المؤلف اسمه :حممد بن ممحد بن عيل بن ميب بكر اإلسكندري املرصي الشافعي ،وقد نسب إىل حمل سكنه حيث سكن بغيطة العدة بمرص مولده :ولد يف موائل القرن العارش نشأته :نشأ نشأة علمية مباركة فقد قرم البخاري كامال عىل شيخ اإلسالم زكريا األنصاري :وكذلك باقي املرويات عىل علامء عرصه وقرم رشح املنهاج للمحيل، ومذن له باإلفتاء والتدريس وكان ريض اهلل عنه حمدث مرص وعاملها الشهري من مشايخه: 1القايض زكريا األنصاري من طالبه: 1عبد الوهاب بن حممد الزقاق
2الرشف عبد احلق بن حممد السنباطي 2حممد بن عبد الرمحن بن جالل التلمساين
من مصنفاته: 1هبجة السامعني والناظرين بمولد سيد األولني واآلخرين 2االبتهاج بالكالم عن اإلرساء واملعراج وفاته :تويف ريض اهلل عنه سنة 383هـ 3
بِ ْس ِم اهللِ الر ْمح ِن الر ِح ْي ِم احلج ِر(ِ )2عنْد البي ِ ِ ت م ْضط ِجعا ب ْني رجل ْني متاه ِج ْ ِرب ْيل و ِم ْيك ِائ ْيل ْ ب ْينام( )1النبِ ُّي ِ يف ْ ومعهام ملك( )3آخر فاحتملوه حتى جاءوا بِ ِ است ْلق ْوه عىل ظ ْه ِر ِه فتواله ِمنْه ْم ف م ز م ز ه ْ ْ ْ ْ ْ ِج ْ ِرب ْيل ، و ِيف ِرواي ٍة ف ِرج( )4س ْقف ب ْيتِي فنزل ِج ْ ِرب ْيل فشق ِم ْن ث ْغر ِة ت(ِ )6من م ِ نح ِره()5إِىل مسف ِل ب ْطنِ ِه ثم قال ِج ِربيل ملِيك ِائيل :ائْتِنِي بِطس ٍ اء ز ْمزم ك ْيام ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ مطهر ق ْلبه وم ْرشح ص ْدره ،فاست ْخرج ق ْلبه فغسله ثالث مر ٍ ات ونزع ما كان بِ ِه ِم ْن ِّ ْ ِ اء زمزم ثم متى بِطس ٍ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ مذى( )7و ْ ت ِم ْن ْ اختلف إِل ْيه م ْيكائ ْيل بِثالث طسات م ْن م ْ ذه ٍ ب ُمْتلِ ٍئ ِحكْمة وإِ ْيامنا فأ ْفرغه ِ ْيف ص ْد ِر ِه ومَله ِح ْلام و ِع ْلام وي ِق ْينا وإِ ْسالما ثم
م ْطبقه ثم ختم ب ْني كتِف ْي ِه بِخات ِم النُّبو ِة ثم متى الرباق مرسجا م ْلجاموهو دا ُّبة م ْبي ُ ط ِويل فوق ِ احلام ِر ود ْون الب ْغ ِل يضع حافِره ِعنْد منْتهى ط ْرفِ ِه م ْضط ِرب األذن ْ ِ ني ،إِذا ْ ْ خذي ِ ان ِيف ف ِ متى عىل جب ٍل ارتفع ْت ِرجاله وإِذا هبط ارتفع ْت يداه له جناح ِ حي ِفز ِ ِِها ه ْ ْ ْ ْ ْ
ِ است ْصعب عل ْي ِه فوضع ِج ْ ِرب ْيل يده عىل م ْع ِرفتِ ِه ثم قال مال ت ْست ْح ِيي يا براق؟ ِر ْجل ْيه ف ْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ()1
بينام ظرف زمان والقائل هنا الصحايب ويف رواية بيننا فالقائل هو الرسول
( )2املكان الذي حتت ميزراب الكعبة والذي يشكله نصف دائرة مفتوحة من اجلانبني ( )3قيل :هو إرسافيل
()4
بالنباء للمفعول مي فتح والقائل هو الرسول
( )5املنخسف فوق الصدر املالصق للنحر املسامة باللبة التي هي حمل النحر مي الذكاة من اإلبل ( )6إناء كبري مستدير من نحاس مو نحوه يغسل فيه ( )7وهي العلقة السوداء الذي هو حظ الشيطان
11
ِ ِ است ْحيا حتى ْارف ُ عرقا وقر حتى ر ِكبها، فو اهللِ ما ركبك خ ْلق مكْرم عىل اهلل منْه! ف ْ وكان ِ ت األ ْنبِياء ت ْركبه ق ْبله اهيم التِي كان يركب عليها لِ ْلبي ِ ِ ِ وقال س ِع ْيد ْبن املس ِّي ِ ت ْ ْ ب وغ ْريه وهي دابة إِ ْبر ْ ْ احلرا ِم فا ْنطلق بِ ِه ِج ْ ِرب ْيل وهو ع ْن ي ِم ْين ِ ِه و ِم ْيك ِائ ْيل ع ْن يس ِ ار ِه و ِعنْد ا ْب ِن س ْع ٍد :وكان ِ اآلخذ بِ ِركابِ ِه ِج ْ ِرب ْيل وبِ ِزما ِم( )1الرب ِاق ِم ْيك ِائ ْيل فسار ْوا حتى بلغ ْوا م ْرضا ذات ن ْخ ٍل فقال له ِج ْ ِرب ْيل :ا ْن ِز ْل فص ِّل ههنا ففعل ثم ركِب فقال له ِج ْ ِرب ْيل مت ْد ِر ْي م ْين صل ْيت؟ فقال :ال ،قال :صل ْيت بِط ْيبة وإِل ْيها املهاجرة فا ْنطلق الرباق َْي ِوي( )2بِ ِه يضع حافِره ح ْيث م ْدرك ط ْرفه ،فقال له ِج ْ ِرب ْيل :اِ ْن ِز ْل فص ِّل ههنا ،ففعل ثم ركِب فقال له ِج ْ ِرب ْيل مت ْد ِر ْي م ْين صل ْيت ؟ قال :ال ،قال : صل ْيت بِم ْدين ِعنْد شجر ِة م ْوسى فا ْنطلق الرباق َْي ِو ْي بِ ِه ثم قال ِج ْ ِرب ْيل :اِ ْن ِز ْل فص ِّل ،ففعل ثم ركِب فقال له ِج ْ ِرب ْيل: مت ْد ِر ْي م ْين صل ْيت ؟ قال:ال ،قال :صل ْيت بِط ْو ِر ِس ْيناء ح ْيث كلم اهلل م ْوسى
ت له قص ْور الشا ِم فقال له ِج ْ ِرب ْيل :اِ ْن ِز ْل فص ِّل ففعل ثم ركِب ثم بلغ م ْرضا فبد ْ فا ْنطلق الرباق َي ِوي بِ ِه قال :مت ْد ِري مين صليت ؟ قال :ال ،قال :صليت بِبي ِ ت ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ حل ٍم( )3ح ْيث ولِد ِع ْيسى ابن م ْريم ( )1الركاب :ما توضع فيه الرجل الزمام :اخليط الذي يشد يف الربة مو يف اخلشاش ثم يشد إىل طرف املقود (َ )2يوي :يسري سريا حثيثا قويا كاهلوى ( )3اسم قرية تلقاء بيت املقدس 11
وب ْينام هو ي ِس ْري عىل الرب ِاق إِ ْذ رمى ِع ْف ِر ْيتا ِمن ِ اجل ِّن ي ْطلبه بِش ْعل ٍة ِم ْن ن ٍ ار كلام ا ْلتفت رآه فقال له ِج ِربيل :مال مع ِّلمك كلِام ٍ ت تق ْوهلن إِذا ق ْلتهن ط ِفئ ْت ش ْعلته وخر ل ِ ِف ْي ِه؟ ْ ْ فقال رسول اهللِ :بىل ،فقال ِج ِربيل ق ْل":معوذ بِوج ِه اهلل الك ِري ِم وبِكلِام ِ ت اهللِ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
اجر ِمن رش ما ين ِْزل ِمن السام ِء و ِ التام ِ اوزهن بر وال ف ِ ات التِ ْي ال جي ِ رش ما ي ْعرج ن م ْ ُّ ِّ ِّ ِ ِ ض و ِم ْن رش ما خيْرج ِمنْها و ِم ْن فِت ِن الل ْي ِل والنه ِ رش ما ذرم ِيف األ ْر ِ ار و ِم ْن ِّ ف ْيها وم ْن ِّ ار إِال ط ِ طو ِار ِق()4الل ْي ِل والنه ِ ارقا ي ْطرق بِخ ْ ٍري يا ر ْمحن" فا ْنكب ل ِ ِف ْي ِه()5وط ِفئ ْت ش ْعلته حيصد ْون ِيف ي ْو ٍم ،كلام حصد ْوا عاد كام فسار ْوا حتى مت ْوا عىل ق ْو ٍم ي ْزرع ْون ِ ْيف ي ْو ٍم و ْ كان فقال :يا ِج ِربيل ما هذا ؟ فقال :هؤال ِء املج ِ اهد ْون ِيف سبِ ْي ِل اهللِ تضاعف هل ْم ْ ْ ِ ِِ ِ ِ ٍ يش ٍء فهو خيْلفه ،ووجد ِر ْحيا ط ِّيبا فقال :يا احلسنة بِس ْبعامئة ض ْعف وما م ْنفق ْوا م ْن ْ اشطة بِن ِ ِج ِربيل ما ه ِذ ِه الر ِائحة ؟ قال :ه ِذ ِه ر ِائحة م ِ ْت فِ ْرع ْون وم ْو ِالدها ،ب ْينام ِهي ْ ْ
َت ِشط بِنْت فِرعون إِ ْذ سقط امل ْشط ،فقال ْت :بِس ِم اهللِ ت ِعس( )6فِرعون ،فقال ِ ت ا ْبنة ْ ْ ْ ْ ْ ْ ِ ِ ِ يب؟ قال ْت :نع ْم، ف ْرع ْون :مولك ر ٌّب غ ْري م ِيب؟ فقال ْت :نع ْم ،قال ْت :مفأ ْخ ِرب بِذلك م ِ ْ فأ ْخرب ْته فدعاها ،فقال :مول ِك ر ٌّب غ ْ ِري ْي؟ قال ْت نع ْم ر ِّيب ور ُّبك اهلل ،وكان ل ِ ْلم ْرم ِة ابن ِ ان وز ْوج فأ ْرسل إِل ْي ِه ْم فراود امل ْرمة وز ْوجها م ْن ي ْر ِجعا ع ْن ِد ْين ِ ِهام فأبيا ،فقال :إِ ِّين ْ
( )4حوادث ( )5هلك ( )6خاب وخرس 12
تو ِ َتعلنا ِيف بي ٍ اح ٍد( )7فت ْدفننا فِ ْي ِه مجِ ْيعا، قاتِلكام ،قال ْت :إِ ْحسانا ِمنْك إِ ْلينا إِ ْن قت ْلتنا م ْن ْ ْ ْ قال :ذ ِ اك ل ِك بِامل ِك عل ْينا ِمن احل ِّق ،فأمر بِبقر ٍة ِم ْن نح ٍ اس فأ ْمحِي ْت ثم ممر ِهبا احدا و ِ لِت ْلقى ِفيها ِهي وموالدها فأ ْلقوا و ِ احدا حتى بلغ ْوا م ْصغر ر ِض ْي ٍع فِ ْي ِه ْم فقال: ْ ْ ْ يا ممه ق ِعي وال تتقاع ِ س()8فإِن ِك عىل احل ِّق ،فأ ْل ِقي ْت ِهي وم ْوالدها قال :وتكلم ِ ْيف ْ ْ اهد يوس ،وص ِ امله ِد مربعة وهم ِصغار :هذا وش ِ احب جر ْي ٍج و ِع ْيسى ا ْبن م ْريم ْ ْ ْ ْ ت كام كان ْت وال ي ْفرت عنْه ْم ثم متى عىل ق ْو ٍم ت ْرضخ( )3رؤ ْوسه ْم كلام ر ِضخ ْت عاد ْ ِمن ذل ِ يشء فقال :يا ِج ْ ِرب ْيل :م ْن هؤال ِء ؟ قال :هؤ ِالء ال ِذ ْين تتثاقل رؤ ْوسه ْم ك ْ ْ ع ِن الصال ِة املكْتوب ِة ،ثم متى عىل قو ٍم عىل م ْقب ِ اهل ْم ِرقاع( )11وعىل م ْدب ِ ار ِه ْم ِرقاع ْ ْ يرسح ْون كام ت ْرسح ِ ِ الرض ْيع والز ُّق ْوم ور ْضف جهنم اإلبِل والغنم وي ْأكل ْون و ِحجارهتا فقال :من هؤال ِء يا ِج ِربيل ؟ قال :هؤ ِالء ال ِذين ال يؤدون صدق ِ ات ُّ ْ ْ ْ ْ ْ ممو ِ اهل ْم وما ظلمهم اهلل ش ْيئا ْ ثم متى عىل ق ْو ٍم ب ْني م ْي ِد َْيِ ْم حلْم ن ِض ْيج ِ ْيف قد ْو ٍر وحلم آخر نِ ْيئ خبِ ْيث فجعلوا ي ْأكل ْون ( )11
ِمن النِّي ِء اخلبِي ِ ث ويضع ْون الن ِض ْيج الط ِّيب ْ ْ
( )7مي قرب واحد ( )8تتأخري ( )3تكرس وتدق باحلجارة وغريها ( )11مجع رقعة مي بقدر سرت الدبر مو القبل )11رضيع :الشجر الشائك ال يطيق الدواب مكله خلشنه والزقوم :نبت شديد املرارة وقيل ثمر شجر ال يوجد يف الدنيا وإنام هو من شجر النار مجر جهنم املحامة 13
فقال :ما هذا يا ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال :هذا الرجل ِم ْن ممتِك تك ْون ِعنْده امل ْرمة احلالل الط ِّيبة في ْأ ِيت ا ْمرمة خبِ ْيثة فيبِ ْيت ِعنْدها حتى ي ْصبِح وامل ْرمة تق ْوم ِم ْن ِعن ِْد ز ْو ِجها حالال ط ِّيبا فت ْأ ِيت رجال خبِ ْيثا فتبِ ْيت معه حتى ت ْصبِح
ثم متى عىل خشب ٍة عىل الط ِر ْي ِ ِ يشء إِال خرق ْته فقال :ما هذا يا ال و ب و ث ا هب ر م ي ال ق ْ ُّ ْ ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال :هذا مثل م ْقوا ٍم ِم ْن ممتِك ي ْقعد ْون عىل الط ِر ْي ِق في ْقطع ْونه وتال وال تقعدو ْا بِك ِّل ِرصاط ت ِ وعدون وتص ُّدون عن سبِ ِ يل اهللِ ورمى رجال ي ْسبح ِيف هن ْ ٍر ِم ْن د ٍم ي ْلقم(ِ )12 احلجارة فقال :ما هذا يا ِ ِ ِ الربا ْل ك م ل ث م ا ذ ه : ال ق ؟ ل ي رب ج ْ ِّ ْ ثم متى عىل رج ٍل ق ْد مجع ح ْزمة حط ٍ محلها وهو ي ِز ْيد عل ْيها؟ فقال :ما ب ال ي ْستطِ ْيع ْ هذا يا ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال :هذا الرجل ِم ْن ممتِك تك ْون ِعنْده ممانات الن ِ اس ال ي ْق ِدر عىل مد ِائها وي ِر ْيد م ْن يتحمل عل ْيها
ومتى عىل ق ْو ٍم ت ْقرض م ْل ِسنته ْم و ِشفاهه ْم بِمق ِ ار ْي ُ(ِ )13م ْن ح ِد ْي ٍد كلام ق ِرض ْت ت كام كان ْت ال ي ْفرت عنْه ْم فقال :م ْن هؤ ِالء يا ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال :هؤ ِالء خطباء عاد ْ ِ الف ْتن ِة خطباء ممتك يق ْول ْون ماال ي ْفعل ْون ومر بِق ْو ٍم هل ْم م ْظفار ِم ْن نح ٍ اس خيْمش ْون(ِ )14هبا وج ْوهه ْم وصد ْوره ْم فقال :م ْن اس ويقعون ِيف م ْعر ِ هؤال ِء يا ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال هؤال ِء ال ِذ ْين ي ْأكل ْون حل ْوم الن ِ اض ِه ْم؟ ْ ( )12يرمى باحلجارة يف فيه فيلتقمها به ويبلعها ( )13املقص املعروف ( )14خيدشون وخيرجون 14
ومتى عىل حج ٍر( )15ص ِغ ْ ٍري خيْرج ِمنْه ث ْور عظِ ْيم فجعل الث ْور ي ِر ْيد م ْن ي ْر ِجع ِم ْن ح ْيث خرج فال ي ْستطِ ْيع فقال :ما هذا يا ِج ْرب ْيل ؟ قال :هذا الرجل ِم ْن ممتِك يتكلم بِالك ِلم ِة العظِ ْيم ِة ثم ينْدم عل ْيها فال ي ْستطِ ْيع م ْن يردها وب ْينام هو ي ِس ْري إِ ْذ دعاه دا ٍع ع ْن ي ِم ْين ِ ِه يا حممد ! ا ْنظ ْر ِين م ْسألك فل ْم جيِ ْبه فقال :ما هذا يا ِج ِربيل ؟ قال :هذا د ِ ت ممتك اعي اليه ْو ِد مما إِنك ل ْو مج ْبته لتهود ْ ْ ْ
فب ْينام هو ي ِس ْري إِ ْذ دعاه دا ٍع ع ْن ِشامل ِ ِه يا حممد! ا ْنظ ْر ِين م ْسألك فل ْم ِ جي ْبه فقال : ما هذا يا ِج ِربيل ؟ قال :هذا د ِ ت ممتك اعي النصارى مما إِنك ل ْو مج ْبته لتنرص ْ ْ ْ وبينام هو ي ِسري إِ ْذ هو بِامرم ٍة ح ِ ارس ٍة( )16ع ٍن ِذراع ْيها وعل ْيها ِم ْن ك ِّل ِزين ٍة خلقها ْ ْ ْ
اهللِ تعاىل فقال ْت :يا حممد ا ْنظ ْر ِين م ْسألك فل ْم ي ْلت ِف ْت إِل ْيها ،فقال م ْن ه ِذ ِه يا ِج ْ ِرب ْيل؟ الد ْنيا عىل ِ اآلخر ِة ت ممتك ُّ قال :تِ ْلك ُّ الد ْنيا مما إِنك ل ْو مج ْبتها ال ْختار ْ وب ْينام هو ي ِس ْري إِ ْذ هو بِش ْي ٍخ ي ْدع ْوه متن ِّحيا يق ْول :هلم يا حممد! فقال ِج ْ ِرب ْيل
ب ْل ِ رس يا حممد ،فقال :م ْن هذا يا ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال :هذا عد ُّو اهللِ إِ ْبلِ ْيس مراد م ْن َت ِ ْيل ْ إِل ْي ِه وسار فإِذا هو بِعج ْو ٍز عىل جانِ ِ ب الط ِر ْي ِق فقال ْت :يا حممد! ا ْنظ ْر ِين م ْسألك ،فل ْم الد ْنيا إِال ما ب ِقي ي ْلت ِف ْت إِل ْيها فقال :م ْن ه ِذ ِه يا ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال :إِنه مل ْ ي ْبق ِم ْن ع ْم ِر ُّ ِم ْن ع ْم ِر ه ِذ ِه العج ْو ِز
( )15ويف نسخة جحر ومعناه الثقب املستدير ( )16كاشفة عن ذراعيها 15
وسار حتى متى م ِدينة بي ِ ت امل ْق ِد ِ س ودخلها ِم ْن ب ِاهبا اليام ِ ِّين ثم نزل ع ِن الرب ِاق ْ ْ وربطه بِب ِ اب امل ْس ِج ِد بِاحل ْلق ِة التِي كان ْت ت ْربطه بِ ِه األ ْنبِ ِياء عل ْي ِهم الصالة والسالم ، و ِيف ِرواي ٍة من ِج ْ ِرب ْيل متى الص ْخرة فوقع م ْصبعه فِ ْيها فخرقها وشد ِهبا الرباق
ودخل امل ْس ِجد ِم ْن ب ٍ اب َت ِ ْيل فِ ْي ِه الش ْمس إِىل القم ِر ثم صىل هو و ِج ْ ِرب ْيل ك ُّل ِ و ِ اح ٍد ركْعت ْ ِ اجتمع ناس كثِ ْري فعرف النبِ ُّي النبِ ِّي ْني ِم ْن ني فل ْم ي ْلب ْث إِال يس ْريا حتى ْ اج ٍد ثم مذن مؤ ِّذن وم ِقيم ِ ني ق ِائ ٍم وراكِ ٍع وس ِ بْ ِ ت الصالة فقام ْوا صف ْوفا ينْتظِر ْون م ْن ْ
يؤ ُّمه ْم فأخذ ِج ْ ِرب ْيل بِي ِد ِه صىل اهلل عل ْي ِه وسلم فقدمه فصىل ِهبِ ْم ركعت ْ ِ ني وع ْن ك ْع ٍ ب :فأ ّذن ِج ْ ِرب ْيل املال ِئكة فنزل ْت ِمن السام ِء ،وحرش اهلل له مجِ ْيع امل ْرس ِل ْني واأل ْنبِياء فصىل النبِ ُّي بِاملال ِئك ِة وامل ْرسلِ ْني فلام ا ْنرصف قال ِج ْ ِرب ْيل: يا حممد مت ْد ِري م ْن صىل خ ْلفك؟ قال :ال ،قال :ك ُّل نبِ ٍّي بعثه اهلل تعاىل ثم م ْثنى ك ُّل ( )17
اء عىل رب ِه بِثن ٍ نبِي ِمن األ ْنبِي ِ اء مجِ ْي ٍل :فقال النبِ ُّي : ك ُّلك ْم م ْثنى عىل ر ِّب ِه ومنا م ْث ٍن عىل ِّ ٍّ ر ِّيب ،ثم رشع يقول " :احل ْمد هللِ ال ِذي م ْرسلنِي ر ْمحة ل ِ ْلعاملِ ْني وكافة لِلن ِ اس ب ِش ْريا ون ِذيرا وم ْنزل عيل القرآن فِي ِه تِبيان ل ِ يش ٍء ،وجعل ممتِى خ ْري مم ٍة م ْخ ِرج ْت لِلن ِ ِّ اس ل ك ْ ْ ْ ْ ْ وجعل ممتِى وسطا وجعل ممتِي هم األولون و ِ اآلخر ْون ،ورشح ِيل ص ْد ِر ْي ووضع ْ
( )17مي قبل عروجه عىل املعتمد الراجح ،قال نجم الدين الغيطي :تظافرت الروايات منه صىل باألنبياء يف بيت املقدس يف البيت املقدس قبل عروجه وهو محد احتاملني للقايض عياض ،وقال احلافظ ابن حجر :إنه األظهر واالحتامل الثاين منه صىل هبم بعد من هبط من السامء فهبطوا ميضا وصححه احلافظ ابن كثري وقال بعضهم :وما املانع من منه صىل هبم مرتني فإن األحاديث ذكر الصالة هبم بعد املعراج 16
عنِّي ِو ْز ِري ورفع ِيل ِذك ِْري وجعلنِي ف ِ احتا خاَتا " فقال إِبر ِ اه ْيم عل ْي ِه الصالة ْ والسالم ِهبذا فضلك ْم حممد ٍ ومخذ النبِ ُّي ِ من العط ِ مخ ٍر ش مشد ما مخذه فجاءه ِج ْ ِرب ْيل عل ْي ِه السالم بِإِناء ِم ْن ْ وإِن ٍ اخرتت ِ ِ الف ْطرة()18ول ِو ِ اء ِم ْن لب ٍن ف ْ رش ْبت اخل ْمر اختار اللبن فقال له ج ْ ِرب ْيل ْ ْ ت ممتك ومل ْ يتبِ ْعك ِمنْه ْم إِال الق ِل ْيل و ِيف ِرواي ٍة من اآلنِية كان ْت ثالثة و الثالِث لغ و ْ فِ ْي ِه ماء ومن ِج ْ ِرب ْيل قال له :ل ْو ِ رش ْبت املاء لغ ِرق ْت ممتك ،و ِيف ِرواي ٍة من محد اآلنِي ِة الثالث ِة التِي ع ِرضت علي ِه كان فِيها عسل بدل امل ِ اء ومنه رمى ع ْن يس ِ ار الص ْخر ِة ْ ْ ْ احل ْور الع ْني فسلم عل ْي ِهن فرد ْدن عل ْي ِه السالم وسأهلن فأج ْبنه ما ت ِق ُّر بِ ِه الع ْني ثم م ِيت بِاملِ ْعر ِ اج ال ِذ ْي ت ْعرج عل ْي ِه م ْرواح بنِي آدم فل ْم تر اخلال ِئق م ْحسن ِمنْه له ِم ْرقاة ب وهو ِمن جن ِة ِ ِم ْن فِضة و ِم ْرقاة(ِ )13م ْن ذه ٍ الف ْرد ْو ِ س منضد( )21بِال ُّل ْؤل ِؤ ع ْن ي ِم ْين ِ ِه ْ مال ِئكة وع ْن يس ِ اب ِم ْن م ْب ِ ار ِه مال ِئكة فص ِعد هو و ِج ْ ِرب ْيل حتى ا ْنتهيا إِىل ب ٍ واب الد ْنيا يقال له باب احلفظ ِة وعلي ِه ملك يقال له إسام ِعيل وهو ص ِ احب السام ِء السام ِء ُّ ْ ْ ْ الد ْنيا ي ْسكن اهلواء مل ي ْصع ْد إِىل السام ِء ق ُّط ومل َْيبِ ْط إِىل األ ْر ِ ض ق ُّط إِال ي ْوم مات ُّ ْ ْ النبِ ُّي وب ْني يد ْي ِه س ْبع ْون م ْلف مل ٍك مع ك ِّل مل ٍك جنْد ِمن املال ِئك ِة س ْبع ْون م ْلف ٍ است ْفتح ِج ْ ِرب ْيل باب السام ِء ِق ْيل :م ْن هذا؟ قالِ :ج ْ ِرب ْيل ِق ْيل :وم ْن معك؟ ملك ف ْ
( )18املراد هبا اإلسالم ( )13موضع الرقى ( )21مرصع 17
قال :حممد ِ ،ق ْيل وق ْد م ْر ِسل إِل ْي ِه؟ ،و ِيف ِرواي ٍة مب ِعث إِل ْي ِه؟ قال :نع ْمِ ،ق ْيل :م ْرحبا بِ ِه وم ْهال! حياه اهلل ِم ْن مخٍ و ِم ْن خلِ ْيف ٍة! فن ِ ْعم األخِ ! ونِ ْعم اخل ِل ْيف ِة! ونِ ْعم امل ِج ْي ِء جاء! ففتح هلام فلام خلصا فإِذا فِ ْيها آدم وهو مبو الب ِ رش كه ْيئتِ ِه ي ْوم خلقه اهلل تعاىل عىل صورتِ ِه تعرض علي ِه مرواح األ ْنبِي ِ اء وذ ِّريتِ ِه امل ْؤ ِمن ِ ْني فيق ْول :ر ْوح ط ِّيبة ون ْفس ْ ْ ْ ْ طيبة اجعلوها ِيف ِ الع ِّل ِّي ْني( )21ثم ت ْعرض عل ْي ِه م ْرواح ذ ِّريتِ ِه الك ّف ِ ار فيق ْول :ر ْوح خبِ ْيثة ِّ ْ ْ اجعل ْوها ِيف ِس ِّج ْني( ،)22ورمى ع ْن ي ِم ْين ِ ِه م ْس ِودة وبابا خيْرج ِمنْه ِر ْيح ط ِّيبة ون ْفس خبِ ْيثة ْ وع ْن ِشامل ِ ِه م ْس ِودة وبابا خيْرج ِمنْه ِر ْيح خبِ ْيثة منْتِنة فإِذا نظر ِقبل ي ِم ْين ِ ِه ض ِحك است ْبرش وإذا نظر ِقبل ِشامل ِ ِه ح ِزن وبكى فسلم عل ْي ِه النبِ ُّي فرد عل ْي ِه السالم ثم و ْ قال :مرحبا بِ ِ اال ْب ِن الصال ِ ِح والنبِ ِّي الصالِ ِح ،فقال النبِ ُّي :م ْن هذا يا ِج ْ ِرب ْيل؟ قال ْ هذا مبوك آدم وه ِذ ِه األ ْس ِودة نسم بنِ ْي ِه فأ ْهل الي ِم ْ ِ ني ِمنْه ْم م ْهل اجلن ِة وم ْهل ِّ الشام ِل ِ ِ ِِ ِ ِمنْه ْم م ْهل الن ِ است ْبرش وإِذا نظر ِقبل ِشامل ِ ِه بكى ار فإِذا نظر قبل يم ْينه ضحك و ْ وح ِزن ،وهذا الباب ال ِذي ع ْن ي ِم ْين ِ ِه باب اجلن ِة إِذا نظر م ْن ي ْدخله ِم ْن ذ ِّريتِ ِه ض ِحك است ْبرش والباب ال ِذ ْي ع ْن ِشامل ِ ِه باب جهنم إِذا نظر م ْن ي ْدخله ِم ْن ذ ِّريتِ ِه بكى و ْ
وح ِزن ِ الزناة وغ ْريه ْم عىل حال ٍة شنِ ْيع ٍة الربا وم ْموال اليتامى و ُّ ثم مَض هن ْيهة فوجد آكيل ِّ بِن ْح ِو ما تقدم وم ْشنع ( )21اسم ألعىل مكان يف اجلنة ( )22السجني :اسم ألسفل جهنم 18
ِ ِ ِ است ْفتح ِج ْ ِرب ْيل ِق ْيل :م ْن هذا؟ قالِ :ج ْ ِرب ْيل ِق ْيل :وم ْن ثم صعدا إِىل السامء الثانية ف ْ معك؟ قال :حممد ِ ، ق ْيل موق ْد م ْر ِسل إِل ْي ِه ،قال :نع ْم ِ ،ق ْيل :م ْرحبا بِ ِه! وم ْهال حياه اهلل ِم ْن مخٍ و ِم ْن خ ِل ْيف ٍة ! فن ِ ْعم األخ ! ونِ ْعم اخل ِل ْيفة ! ونِ ْعم امل ِج ْيء جاء! ففتِح ِ ِ ِ حييى ْب ِن زك ِريا شبِ ْيه محدِها هلام فلام خلصا إِ ْذ هو بِا ْبني اخلالة ع ْيسى ْب ِن م ْريم و ْ بِص ِ احبِ ِه بِثِي ِاهبِام وش ْع ِر ِِها ومعهام نفر ِم ْن ق ْو ِم ِهام وإِذا ِع ْيسى ج ْعد ي ِم ْيل إِىل احل ْمر ِة والبي ِ س كأنام خرج ِم ْن ِد ْيام ٍ اض سبِط الر ْم ِ س م ْي محا ٍم شبهه بِع ْرو ِة ْب ْن م ْسع ْو ٍد الثق ِف ِّي ،فسلم عل ْي ِهام النبِ ُّي فر ُّد ْوا عل ْي ِه السالم ثم قاال :م ْرحبا بِاألخِ الصالِحِ والنبِ ِّي الصال ِ ِح ودعوا له بِخ ْ ٍري ثم صعدا إِىل السام ِء الثالِث ِ است ْفتح ِج ْ ِرب ْيل ِق ْيل :م ْن هذا ؟ قال ِ :ج ْ ِرب ْيل ِق ْيل: ف ة ْ وم ْن معك ؟ قال :حممد ِ ، ق ْيل موق ْد م ْر ِسل إِل ْي ِه ،قال :نع ْم ِ ،ق ْيل :م ْرحبا بِ ِه وم ْهال ! حياه اهلل ِم ْن مخٍ و ِم ْن خلِ ْيف ٍة ! فن ِ ْعم األخ ! ونِ ْعم اخل ِل ْيف ِة! ونِ ْعم امل ِج ْي ِء جاء! ففتِح هلام فلام خلصا إِذا هو بِي ْوسف ومعه نفر ِم ْن ق ْو ِم ِه ،فسلم عل ْي ِه فرد عل ْي ِه السالم ثم قال :م ْرحبا بِاألخِ الصال ِ ِح والنبِ ِّي الصال ِ ِح ودعا له بِخ ْ ٍري ،وإِذا هو ق ْد م ْعطِي ش ْطر احل ْس ِن ،و ِيف ِرواي ٍة م ْحسن ما خلق اهلل ق ْد فضل الناس بِاحل ْس ِن كالقم ِر ل ْيلة الب ْد ِر عىل س ِائ ِر الكواكِ ِ ب ،قال :م ْن هذا يا ِج ْ ِرب ْيل؟ قال :مخ ْوك ي ْوسف ِ ِ است ْفتح ِج ْ ِرب ْيل ِق ْيل :م ْن هذا ؟ قالِ :ج ْ ِرب ْيل ِق ْيل: ثم صعدا إِىل السامء الرابِعة ف ْ وم ْن معك ؟ قال :حممد ِ ،ق ْيل موق ْد م ْر ِسل إِل ْي ِه ،قال :نع ْمِ ،ق ْيل :م ْرحبا بِ ِه وم ْهال! حياه اهلل ِم ْن مخٍ و ِم ْن خ ِل ْيف ٍة ! فن ِ ْعم األخ ! ونِ ْعم اخللِ ْيفة! ونِ ْعم امل ِج ْي ِء جاء! ففتِح 13
هلام فلام خلصا إِ ْذ هو بِإِ ْد ِر ْيس عل ْي ِه السالم ق ْد رفعه اهلل مكانا ع ِل ًّيا فسلم عل ْي ِه فرد عل ْي ِه السالم ثم قال :م ْرحبا بِاألخِ الصالِ ِح والنبِ ِّي الصال ِ ِح ثم دعا له بِخ ْ ٍري ِ ِ ِ است ْفتح ِج ْ ِرب ْيل ِق ْيل :م ْن هذا ؟ قال ِ :ج ْ ِرب ْيل ِق ْيل: ثم صعدا إِىل السامء اخلامسة ف ْ وم ْن معك؟ قال :حممد ِ ،ق ْيل موق ْد م ْر ِسل إِل ْي ِه ،قال :نع ْمِ ،ق ْيل :م ْرحبا بِ ِه وم ْهال! حياه اهلل ِم ْن مخٍ و ِم ْن خ ِل ْيف ٍة! فن ِ ْعم األخ! ونِ ْعم اخللِ ْيفة! ونِ ْعم امل ِج ْيء جاء! ففتِح هلام فلام خلصا فإِذا هو ِهبار ْون ونِ ْصف ِحلْيتِ ِه ب ْيضاء ونِ ْصفها س ْوداء تكاد ت ْ ِ رضبه ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ص عل ْي ِه ْم فسلم عل ْي ِه فرد إِىل رسته م ْن ط ْوهلا وح ْوله ق ْوم م ْن بني إِ ْرسائ ْيل وهو يق ُّ عل ْي ِه السالم ثم قال :م ْرحبا بِاألخِ الصال ِ ِح والنبِ ِّي الصالِ ِح ثم دعا له بِخ ْ ٍري فقال: م ْن هذا يا ِج ْ ِرب ْيل؟ قال :هذا الرجل املحبب ِيف ق ْو ِم ِه هار ْون ْبن ِع ْمران ادس ِ ثم صعدا إِىل السام ِء الس ِ است ْفتح ِج ْ ِرب ْيل ِق ْيل :م ْن هذا ؟ قالِ :ج ْ ِرب ْيل ِق ْيل: ف ة ْ وم ْن معك ؟ قال :حممد ِ ،ق ْيل موق ْد م ْر ِسل إِل ْي ِه ،قال :نع ْمِ ،ق ْيل :م ْرحبا بِ ِه وم ْهال!
حياه اهلل ِم ْن مخٍ و ِم ْن خ ِل ْيف ٍة! فن ِ ْعم األخ! ونِ ْعم اخللِ ْيفة! ونِ ْعم امل ِج ْيء جاء! ففتِح
هلام فجعل يم ُّر بِالنبِ ِّي والنبِ ِّي ْني معه ْم الر ْهط( ،)23والنبِ ِّي والنبِ ِّي ْني معه ْم الق ْوم ،والنبِ ِّي والنبِيني ليس معهم محد ثم مر بِسو ٍ اد( )24عظِ ْي ٍم سد األفق ،فقال :م ْن هذا اجل ْمع ؟ ِّ ْ ْ ْ ِقيل :موسى وقومه ولكِن ارفع ر ْمسك ،فإِذا هو بِسو ٍ اد عظِ ْي ٍم ق ْد سد األفق ِم ْن ذا ْ ْ ْ ْ ْ ْ ب و ِم ْن ذا اجلانِ ِ اجلانِ ِ ب ف ِق ْيل له :هؤ ِالء ممتك و ِسوى هؤ ِالء س ْبع ْون م ْلفا ي ْدخل ْون
( )23مصله ما دون العرشة ( )24مجاعة كثرية 21
اجلنة بِغ ْ ِري ِحس ٍ اب فلام خلصا فإِذا هو بِم ْوسى ْب ِن ِع ْمران رجل آدم طوال ال شنوءة ( )26كثِري الشع ِر لو كان علي ِه ق ِميص ِ كأنه ِم ْن ِرج ِ ان لنفذ ش ْعره د ْوهنام ،فسلم ْ ْ ْ ْ ْ ْ عل ْي ِه النبِ ُّي فرد عل ْي ِه السالم ثم قال :م ْرحبا بِاألخِ الصال ِ ِح والنبِ ِّي الصال ِ ِح ثم دعا له بِخ ْ ٍري وقال :ي ْزعم الناس م ِّين مكْرم بنِ ْي آدم عىل اهللِ ِم ْن هذا ب ْل هو مكْرم ِعىل اهللِ ِمنِّي ،فلام جاوزه النبِ ُّي بكى ف ِق ْيل له :ما ي ْبكِ ْيك؟ قال :م ْبكِ ْي ِألن غالما ب ِعث ِم ْن ب ْع ِد ْي ي ْدخل اجلنة ِم ْن ممتِ ِه مكْثر ُِم ْن ي ْدخل اجلنة ِم ْن ممتِي ي ْزعم بن ْو إِ ْرسائِ ْيل م ِّين ( )25
مكْرم بنِي آدم عىل اهللِ وهذا رجل ِم ْن بنِي آدم خلفنِي ِيف د ْنيا ومنا ِيف م ْخرى فل ْو منه ِيف ن ْف ِس ِه مل مب ِ ال ولكِ ْن معه ممته ْ ثم صعدا إِىل السام ِء السابِع ِ است ْفتح ِج ْ ِرب ْيل ِق ْيل :م ْن هذا ؟ قالِ :ج ْ ِرب ْيل ِق ْيل: ف ة ْ وم ْن معك؟ قال :حممد ِ ،ق ْيل موق ْد م ْر ِسل إِل ْي ِه ،قال :نع ْم ِ ،ق ْيل :م ْرحبا بِ ِه وم ْهال! حياه اهلل ِم ْن مخٍ و ِم ْن خ ِل ْيف ٍة ! فن ِ ْعم األخ ! ونِ ْعم اخللِ ْيفة ! ونِ ْعم امل ِج ْيء جاء! ففتِح اب اجلن ِة عىل كر ِ اهيم اخل ِلي ِل جالِس ِ هلام فلام خلصا فإِذا النبِي بِإِبر ِ ِ ِس ِم ْن ب ْد ن ع ْ ْ ْ ُّ ْ ٍّ ب مسنِد ظهره إِىل البي ِ ت امل ْعم ْو ِر معه نفر ِم ْن ق ْو ِم ِه فسلم عل ْي ِه النبِ ُّي فرد عل ْي ِه ْ ْ ذه ٍ ْ السالم وقال :مرحبا بِ ِ اال ْب ِن الصال ِ ِح والنبِ ِّي الصال ِ ِح ثم قال :م ْر ممتك ف ْلتكْثِ ْر ِم ْن ْ ِ ِغر ِ اسعة ،فقال :وما ِغراس اجلن ِة ؟ قال :ال اس( )27اجلنة فإِن ت ْربتها ط ِّيبة وم ْرضها و ْ
( )25ومعناه :مديم اللون مي بياضه يميل إىل احلمرة ،وطوال مي الطويل ( )26ومعناه :قبيلة من اليمن شأهنم الطول واألدمة ( )27ما يغرس من الشجر ونحوه 21
ِ ٍ ِ ِ ربه ْم ح ْول وال قوة إِال بِاهللِ الع ِّيل العظ ْي ِم ،و ِيف ِرواية م ْق ِر ْئ ممتك منِّي السالم وم ْخ ِ ْ الرتب ِة ع ْذبة امل ِ اء ومن ِغراسها س ْبحان اهلل واحل ْمد هللِ وال إله إِال اهلل واهلل من اجلنة ط ِّيبة ُّ ْ
س( )28وقوم ِيف م ْلو ِ مكْرب ،و ِعنْده قوم جلوس بِي ُ الوجو ِه ممثال القراطِ ِ ِ يشء م اهن ي ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ فقام هؤال ِء ال ِذين ِيف م ْلو ِ ( )23 ِ يشء فدخل ْوا هنْرا فا ْغتسل ْوا فِ ْي ِه فخرج ْوا وق ْد خلص م اهن ْ ْ ْ يشء ثم دخل ْوا هنْرا فا ْغتسل ْوا فِ ْي ِه فخرج ْوا وق ْد خلص ِم ْن م ْلو ِ ِ ِم ْن م ْلو ِ ِ يشء اهن ْم ْ اهن ْم ْ ثم دخلوا هنرا ثالِثا فا ْغتسلوا فِي ِه وق ْد خلص ْت م ْلواهنم فصارت ِم ْثل م ْلو ِ ان م ْصح ِاهبِ ْم ْ ْ ْ ْ ْ ْ فجاء ْوا فجلس ْوا إِىل م ْصح ِاهبِ ْم فقال :يا ِج ْ ِرب ْيل م ْن هؤال ِء البِ ْي ُ الوج ْوه ؟ وم ْن
هؤ ِالء ال ِذين ِيف م ْلو ِ ِ يشء ؟ وما ه ِذ ِه األ ْهنار التِي دخل ْوها فا ْغتسل ْوا فِ ْيها؟ فقال : م هن ْ ْ ْ ْ مما هؤال ِء البِ ْي ُ الوج ْوه فق ْوم مل ي ْلبِس ْوا إِ ْيامهن ْم بِظ ْل ٍم( )31ومما هؤال ِء ال ِذ ْين ِيف م ْلو ِ ِ اهن ْم ْ يشء فقوم خلطوا عمال ص ِ احلا و آخر س ِّيئا فتأبوا فتاب اهلل عل ْي ِه ْم ،ومما ه ِذ ِه ْ ْ ْ
األ ْهنار :فأوهلا ر ْمحة اهللِ ،والثا ِ ين نِ ْعمة اهللِ ،والثالِث سقاه ْم ر ُّهب ْم رشابا طه ْورا، و ِق ْيل :هذا مكانك ومكان ممتِك وإِذا هو بِأمتِ ِه ش ْطر ْي ِن( )31ش ْطر عل ْي ِه ْم ثِياب كأهنا القراطِ ْيس وش ْطر عل ْي ِه ْم ثِياب ر ْمد( )32فدخل الب ْيت امل ْعم ْور ودخل معه ال ِذ ْين علي ِهم ال ِّثياب البِي ُ وح ِجب اآلخرون ال ِ ِ ِّ الر ْمد وه ْم عىل خ ْ ٍري اب ي ث ال م ه ي ل ع ن ي ذ ْ ْ ْ ْ ُّ ْ ْ ْ
( )28مجع القرطاس واملراد به :البياض ( )23صفا ( )31بمعاص ( )31نصفني ( )32غرب فيها كدرة كلون الرماد 22
فصىل ومن معه ِمن امل ْؤ ِمنِني ِيف البي ِ ت امل ْعم ْو ِر وإِ ْذ هو ي ْدخله كل ي ْو ٍم س ْبع ْون م ْلف ْ ْ ْ مل ٍك ال يعودون إِلي ِه إِىل يو ِم ِ القيام ِة ومنه بِ ِحذ ِاء الك ْعب ِة ل ْو خر ِمنْه حجر خلر عل ْيها ْ ْ ْ ْ آخر ما عل ْي ِه ْم ،و ِيف ِرواي ٍة إِنه ع ِرض ْت عل ْي ِه اآلنِية الثالثة املتق ِّدمة فأخذ اللبن فصوب
ِج ِربيل فِعله كام تقدم وقال كام ِيف ِرواي ِة ه ِذ ِه ِ الف ْطر ِة التِي م ْنت عل ْيها وممتك ْ ْ ْ ثم رفِع إِىل ِس ْدر ِة املنْتهى وإِل ْيها ينْت ِه ْي ما ي ْعرج ِمن األ ْر ِ ض في ْقبِ ُ ِمنْها وإِل ْيها ينْت ِه ْي ما َْيبِط ِم ْن ف ْوق في ْقب ُ ِمنْها وإِذا ِهي شجرة( )33خيْرج ِم ْن م ْصلِها م ْهنار ِم ْن م ٍ اء غ ِري ِ مخ ٍر لذ ٍة لِلش ِ اربِ ْني ،وم ْهنار آس ٍن( ،)34وم ْهنار ِم ْن لب ٍن مل ْ يتغ ْري ط ْعمه وم ْهنار ِم ْن ْ ْ ِم ْن عس ٍل مصفى ي ِس ْري الراكِب ِيف ظِ ِّلها س ْب ِع ْني عاما ال ي ْقطعها ،وإِذا ن ْبقها(ِ )35م ْثل ان ِ ِقال ِل( )36هج ٍر( ،)37وإِذا ورقها كآذ ِ الف ْيل ِة( )38تكاد الورقة تغ ِّطي ه ِذ ِه األمة ،و ِيف ِرواي ٍة الورقة ِمنْها تظِ ُّل اخلال ِئق عىل ك ِّل ورق ٍة فِ ْيها ملك فغ ِشيها( )33م ْلوان ال ي ْدرى ما ِهي،
( )33هلا ساق مي هو مصلها اآليت وهلا فروع فوق السامء السابعة يف جوف السامء الثامنة وهو املسمى بالكرِس قاله القليويب ( )34غري متغري طعام مو لونا مو رحيا وإذا رشب منه مهله خرج عىل مجسادهم عرقا كاملسك مادام يف اجلنة ( )35محل السدر ( )36مجع قلة وهو اإلناء للعرب كاجلرة الكبرية ( )37قرية من قرى املدينة وهي التي تنسب إليها القالل اهلجرية وهي غري البلد الذي يف جهة البحرين ( )38وآذان الفيلة املراد منها مي يف الشكل ومما يف القدر فأشار إليه بقوله تكاد الورقة تغطي هذه األمة مي ممة الدعوة فهو بمعنى الرواية التي بعدها فاملراد باخللق :الناس ( )33مي مصاهبا 23
فلام غ ِشيها ِم ْن م ْم ِر اهللِ ما غ ِشيها تغري ْت ،و ِيف ِرواي ٍة حتول ْت ياق ْوتا وزب ْرجدا( )41فام ب وإِذا ِيف م ْصلِها م ْربعة م ْهن ٍ ي ْستطِ ْيع محد م ْن ينْعتها ِم ْن ح ْسنِها فِ ْيها فراش(ِ )41م ْن ذه ٍ ار: اهر ِ ان ،وهنر ِ ان باطِن ِ هنر ِ ان ظ ِ ان ،فقال :ما ه ِذ ِه األ ْهنار يا ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال :مما الباطِنا ِن ْ ْ اهر ِ فنهر ِ ان ِيف اجلن ِة( ،)42ومما الظ ِ ان فالنِّ ْيل والفرات ،و ِيف ِرواي ٍة منه رمى ِج ْ ِرب ْيل ِعنْد ْ اح ِمنْها ق ْد سد األفق يتناثر ِم ْن م ْجنِحتِ ِه الته ِ اح ك ُّل جن ٍ الس ْدر ِة وله ِس ُّت ِامئ ِة جن ٍ او ْي ِل ِّ الد ُّر والياق ْوت ُِما ال ي ْعلمه إِال اهلل تعاىل ثم مخذ عىل الك ْوث ِر حتى دخل اجلنة فإِذا ُّ بب ٍ ت وال مذن س ِمع ْت وال خطر عىل ق ْل ِ رش :فرمى عىل ب ِاهبا مكْت ْوبا فِ ْيها ماال ع ْني رم ْ ( )43
رش ممث ِ اهلا والق ْرض ثامنِية عرش ،فقال :يا ِج ْ ِرب ْيل ما بال الق ْرض م ْفضل الصدقة بِع ْ ِ ْ ِمن الصدق ِة؟ قال ِ :ألن الس ِائل يسأل و ِ يشء وامل ْست ْق ِرض ال ي ْست ْق ِرض إِال ِم ْن ه ْد ن ع ْ ْ مخ ٍر لذ ٍة لِلش ِ اربِ ْني وم ْهنار حاج ٍة فسار فإِذا هو م ْهنار ِم ْن لب ٍن مل ْ يتغ ْري ط ْعمه وم ْهنار ِم ْن ْ الدال ِء و ِيف ِرواي ٍة فإِذا فِ ْيها ِم ْن عس ٍل مصفى وإِذا فِ ْيها جنابِذ( )44ال ُّل ْؤل ِؤ وإِذا رماهنا ك ِّ رمان كأنه جل ْود ِ اإلبِ ِل امل ْقتبة( )45وإِذا بِط ْ ِريها كالبخ ِايت
( )46
فقال مبو بك ٍْر :يا رس ْول
( )41والزبرجد معناه :حجر كريم يشبه الزمرد وهو ذو ملوان كثرية ( )41جراد ومصل الفراش هو ما يلقى نفسه يف الرساج من الطري وهو مكرب من الذباب ( )42وِها الكوثر والسلسبيل مو الزنجبيل ( )43مي األمور املهولة العظيمة ( )44القبة ( )45مي التي عليها مقتاهبا مي الرحل الذي تكون حتت األمحال ليقي ظهورها من الدبر مي كأنه مجل بجلده وقتبه ( )46والبخايت :مجع بختى وهو البعري اخلراساين ذو السنامني 24
اهللِ إِهنا الن ِ اعمة ،قال :مك ْلتها م ْنعم ِمنْها وإِ ِّين أل ْرج ْو م ْن ت ْأكل ِمنْها ،ورمى هنْر الك ْوث ِر الدر املجو ِ ف وإِذا طِ ْينه ِم ْسك م ْذفر( ،)48ثم ع ِرض ْت عل ْي ِه النار عىل حافت ْي ِه ِقباب(ُِّّ )47 فإِذا فِيها غضب اهللِ وزجره ونِ ْقمته لو ط ِرح فِيها ِ احلجارة واحل ِد ْيد ألكل ْتها فإِذا ِفي ْها ْ ْ ْ ْ ق ْوم ي ْأكل ْون ِ اجل ْيف ،فقال :م ْن هؤال ِء يا ِج ْ ِرب ْيل؟ قال :هؤال ِء ال ِذ ْين ي ْأكل ْون حل ْوم ازن الن ِ اس ،ورمى مالِكا خ ِ الن ِ ار فإِذا هو رجل عابِس ي ْعرف الغضب ِيف و ْج ِه ِه فبدمه النبِي بِالسال ِم ثم م ْغلِق ِ ت النار د ْونه ثم رفِع إِىل ِس ْدر ِة املنْتهى فغ ِشي ْته سحابة فِ ْيها ُّ ِم ْن ك ِّل ل ْو ٍن فتأخر ِج ْ ِرب ْيل ثم ع ِرج بِ ِه ملِ ْستوى س ِمع فِ ْي ِه ِ رص ْيف األ ْقال ِم( )43ورمى
رجال م ِغ ْيبا ِيف ن ْو ِر الع ْر ِ ش ،فقال:م ْن هذا ؟ مملِك؟ ِق ْيل :ال ،قال :منبِ ٌّي ؟ ِق ْيل :ال الد ْنيا لِسانه ر ْطب بِ ِذك ِْر اهللِ تعاىل وق ْلبه معلق ،قال :م ْن هو ؟ ِق ْيل هذا رجل كان ِيف ُّ بِاملس ِ اج ِد ومل ْ ي ْست ِسب( )51لِوالِد ْي ِه ق ُّط فرمى ربه س ْبحانه وتعاىل ،فخر النبِي س ِ اجدا وكلمه ر ُّبه ِعنْد ذلِك ،فقال له: ُّ يا حممد ! قال :لبيك يا رب ! قال :س ْل ! فقال :إِنك اخت ْذت إِبر ِ اه ْيم خلِ ْيال، ْ ُّ ْ وم ْعط ْيته م ْلكا عظِ ْيام ،وكل ْمت م ْوسى تكْلِ ْيام وم ْعط ْيت داود م ْلكا عظِ ْيام ،وملنْت له اجلبال ،وم ْعط ْيت سل ْيامن م ْلكا عظِ ْيام ،وسخ ْرت له ِ احل ِد ْيد وسخ ْرت له ِ اجلن
( )47مجع قبة والدر :كبار اللؤلؤ املجوف كالوصف الكاشف وهي اجلنابذ املتقدم ذكرها ( )48ومسك مذفر :شديد الرائحة ( )43رصيف األقالم :صوت حركتها ( )51مي مل يفعل ما يقتيض سبهام 25
ِ و ِ الرياح وم ْعط ْيته م ْلكا ال ينْب ِغي ِألح ٍد ِم ْن ب ْع ِد ِه اإل ْنس والشياط ْني وسخ ْرت له ِّ وعلمت ِ اإل ْن ِ ( )51 ِ ِ ْ حي ِيي امل ْوتى و ص ر ب األ و ه ْم ك األ ئ رب ي ه ت ل ع ج و ل ي ج و اة ر و الت ى س ي ع ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ان الر ِجي ِم فلم يكن لِلشيط ِ بِإِ ْذنِك ومع ْذته وممه ِمن الشيط ِ ان عل ْي ِهام سبِ ْيل ْ ْ ْ ْ ْ فقال اهلل س ْبحانه وتعاىل :ق ِد اخت ْذتك حبِ ْيبا ،قال الر ِاوي وهو مكْت ْوب ِيف الت ْور ِاة حبِ ْيب اهللِ وم ْرس ْلتك لِلن ِ اس كافة ب ِش ْريا ون ِذ ْيرا ورش ْحت لك ص ْدرك ووض ْعت عنْك ِو ْزرك ورف ْعت لك ِذكْرك ال م ْذكر إِال ذكِ ْرت م ِعي وجع ْلت ممتك خ ْري مم ٍة
م ْخ ِرج ْت لِلن ِ اس وجع ْلت ممتك ممة وسطا وجع ْلت ممتك هم األول ْون وهم ِ اآلخر ْون وجع ْلت ممتك ال َت ْوز هل ْم خ ْطبة حتى ي ْشهد ْوا منك ع ْب ِدي ورس ْو ِيل اجيلهم وجع ْلتك مول النبِيني خ ْلقا و ِ وجع ْلت ِم ْن ممتِك م ْقواما قل ْوهبم من ِ آخره ْم ب ْعثا ِّْ ْ ْ ْ وموهل ْم ي ْقَض له وم ْعط ْيتك س ْبعا ِمن املث ِاين مل ْ م ْعطِها نبِيا ق ْبلك وم ْعط ْيتك خواتِ ْيم س ْورة البقر ِة ِم ْن كن ٍْز ْحتت الع ْر ِ ش مل ْ م ْعطِها نبِ ًّيا ق ْبلك وم ْعط ْيتك الك ْوثر وم ْعط ْيتك اجلهاد والصدقة وصوم رمضان واألمر بِاملعرو ِ اإلسالم و ِ ثامنِ ِ ِ ٍ ف و ة ر ج اهل : م ه س م ة ي ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ والن ْهي ع ِن املنْك ِر وإِ ِّين ي ْوم خل ْقت السموات واأل ْرض فر ْضت عل ْيك وعىل ممتِك مخ ِس ْني صالة فق ْم ِهبا م ْنت وممتك ْ و ِيف ِرواي ٍة م ْعطى رسول اهللِ الصلو ِ ات اخل ْمس وخواتِ ْيم س ْورة البقر ِة وغفر ملِ ْن ْ
مل ي ْ ِ رش ْك بِاهللِ ِم ْن ممتِك ش ْيئا امل ْق ِحامت ْ
( )52
( )51الذي خلق معمى ،واألبرص من قام به داء الربص ( )52املقحامت :الذنوب املهلكة 26
ثم ا ْنجل ْت عنْه السحابة ومخذ بِي ِد ِه ِج ْ ِرب ْيل فا ْنرصف ِ رس ْيعا فأتى عىل اهيم فلم يق ْل شيئا ثم متى عىل موسى قال :نِعم الص ِ إِبر ِ احب كان لك ْم، ِّ ْ ْ ْ ْ ْ ْ فقال ما صن ْعت يا حممد ؟ ما فرض ر ُّبك عل ْيك وعىل ممتِك ؟ قال فرض عيل وعىل ٍ ممتِى ْ ِ ِ اسأ ْله الت ْخ ِف ْيف عنْك وع ْن مخس ْني صالة كل ي ْو ٍم ول ْيلة ،قال ْ :ارج ْع إِىل ر ِّبك ف ْ ِ ِ ِ ربت الناس ق ْبلك وبل ْوت بنِي إِ ْرس ِائ ْيل ممتك فإِن ممتك ال تط ْيق ذلك فإِ ِّين ق ْد خ ْ
وعاجلْته ْم مشد املعاجل ِة عىل م ْدنى ِم ْن هذا فضعف ْوا عنْه وترك ْوه فأمتك م ْضعف م ْجسادا وم ْبدانا وقل ْوبا وم ْبصارا وم ْسامعا ،فا ْلتفت النبِ ُّي إِىل ِج ْ ِرب ْيل ي ْست ِش ْريه فأشار إِل ْي ِه ْ ِ جرب ْيل م ْن نع ْم إِ ْن ِش ْئت ف ْار ِج ْع ،فرجع ِ رس ْيعا حتى ا ْنتهى إِىل الشجر ِة
فغ ِشي ْته السحابة وخر س ِ ف ع ْن ممتِي فإِهنا م ْضعف األم ِم، اجدا ثم قال :ر ِّب خ ِّف ْ
مخسا ثم ا ْنجل ْت السحابة ورجع إِىل م ْوسى ،فقال :وضع قال :وض ْعت عنْه ْم ْ ِ اسأ ْله الت ْخ ِف ْيف فإِن ممتك ال تطِ ْيق ذلِك ،فل ْم يز ْل عنِّي ْ مخسا ،فقالْ :ارج ْع إِىل ر ِّبك ف ْ مخسا حتى قال اهلل :يا حممد ! مخسا ْ ي ْر ِجع ب ْني م ْوسى وب ْني ر ِّب ِه حي ُّط عنْه ْ مخس صلو ٍ ات كل ي ْو ٍم ول ْيل ٍة ك ُّل صال ٍة بِع ْ ٍ رش، قال :لب ْيك وس ْعد ْيك! قال :هن ْ مخس ْون صالة ال يبدل الق ْول لدي وال ينْسخ كِت ِايب ،وم ْن هم( )53بِحسن ٍة فل ْم فتِ ْلك ْ ي ْعم ْلها كتِب ْت له حسنة ،فإِ ْن ع ِملها كتِب ْت ع ْرشا ،وم ْن هم بِس ِّيئ ٍة فل ْم ي ْعم ْلها مل تكْتب علي ِه شيئا ،فإِ ْن ع ِملها كتِب ْت سيئة و ِ احدة و ْانجل ْت ،فنزل حتى ا ْنتهى إِىل ِّ ْ ْ ْ ِ اسأ ْله الت ْخ ِف ْيف فإِن ممتك ال تطِ ْيق ذلِك، م ْوسى فأ ْخربه ،فقال ْ :ارج ْع إِىل ر ِّبك ف ْ
( )53هم :مي ترجح عنده قصد فعلها 27
ْ
فقال :ق ْد راجعت ريب حتى استحييت ِمنْه ولكِن مرَض ومس ِّلم ،فنادى من ٍ اد م ْن ق ْد ْ ْ ْ ِّ ْ ْ ْ ممضيت ف ِريضتِي وخف ْفت عن ِعب ِ اد ْي ،فقال م ْوسىْ اهبِ ْط بِ ْس ِم اهللِ ْ ْ ْ ْ َل املال ِئكة إِال قالوا عليك باِ ِحلجام ِة و ِيف ِرواي ٍة مر ممتك بِ ِ ومل يمر عىل م ٍ احلجام ِة ْ ْ ْ ْ ثم ا ْنحدر فقال ِجل ِربيل م ِايل مل ِ آت م ْهل سام ٍء إِال رحب ْوا ِيب وض ِحك ْوا ِيل غ ْري ْ ْ ْ ِ ِ ٍ يب ودعا ِيل ومل ْ ي ْضح ْك ِيل فقال :ذلِك واحد سل ْمت عل ْيه فرد عيل السالم ورحب ِ ْ ازن الن ِ مالِك خ ِ ار مل ْ ي ْضح ْك منْذ خلِق ول ْو ض ِحك ِألح ٍد لض ِحك لك فلام نزل إِىل سام ِ ان ومصو ٍ الد ْنيا نظر إِىل مسفل ِمنْه فإِذا هو بِره ٍج( )54ودخ ٍ ات، ء ُّ ْ ْ
فقال ما هذا يا ِج ْ ِرب ْيل ؟ قال :ه ِذ ِه الشياطِ ْني حي ْوم ْون عىل عي ْو ِن بنِي آدم ال يتفكر ْون ت السمو ِ ِيف ملكو ِ ات واأل ْر ِ ض ول ْوال ذلِك لرم ْوا العج ِائب ْ ش بِمك ٍ ثم ركِب من ِ ْرصفا فمر بِ ِع ْ ٍري( )55لِقر ْي ٍ ان كذا وكذا وفِ ْيها مجل عل ْي ِه
ان( )56غرارة سوداء وغرارة بيضاء ،فلام حاذا ِ غرارت ِ ت ورصع استدار ْ الع ْري نفر ْ ْ ْ تو ْ ذلِك الب ِع ْري وا ْنكرس ،ومر بِ ِع ْ ٍري ق ْد ض ُّل ْوا ب ِع ْريا( )57هل ْم ق ْد مجعه بن ْو فال ٍن فسلم عل ْي ِه ْم ِ ٍ الص ْب ِح بِمكة فقال ب ْعضه ْم هذا ص ْوت حممد ثم متى إِىل م ْصحابِه قب ْيل ُّ
( )54الدخان الكثري واألصوات املزعجة ( )55العري :قافلة لتجارة قريش ذاهبة من الشام إىل مكة ( )56تثنية غرارة وهي وعاء من اخليش وغريه يوضع فيه القمح وغريه ( )57ناقة 28
فلام م ْصبح قطع وعرف من الناس تك ِّذبه فقعد ح ِز ْينا فمر بِ ِه عد ُّو اهللِ مبو ج ْه ٍل فجاء حتى جلس إِلي ِه فقال له كاملسته ِز ِئ :ه ْل كان ِ يش ٍء ؟ قال :نع ْم ،قال :ما ن م ْ ْ ْ ْ ْ رسي ِيب الليلة ،قال إِىل مين ؟ قال إِىل بي ِ هو ،قال م ْ ِ ت امل ْق ِد ِ س ،قال :ثم م ْصب ْحت ْ ْ ْ
جيحده احل ِد ْيث إِ ْن دعا ق ْومه ب ْني ظ ْهران ْينا ؟! قال :نع ْم ،فل ْم ير منه يك ِّذبه َمافة منه ْ إِل ْي ِه ،قال :مرم ْيت إِ ْن دع ْوت ق ْومك محت ِّدثه ْم بِام حدث ْتنِي؟ قال :نع ْم ،قال يا م ْعرش بن ِ ْي ك ْع ِ ب ْب ِن لؤ ْي هل ُّم ْوا فا ْنفض ْت إِل ْي ِه املجالِس وجاء ْوا حتى جلس ْوا إِل ْي ِهام ،فقال: ث ق ْومك بِام حد ْثتنِ ْي بِ ِه ،فقال رس ْول اهللِ إِ ِّين م ْ ِ ح ِّد ْ رسي ِيب الل ْيلة ،قال ْوا إِىل م ْين؟
قال :إِىل بي ِ ت امل ْق ِد ِ س ،قال ْوا ثم مصب ْحت ب ْني ظ ْهران ْينا( )58؟ قال :نعم ف ِم ْن ب ْني ْ مص ِّف ٍق وبني و ِ اض ٍع يده عىل ر ْم ِس ِه متع ِّجبا ،وض ُّج ْوا وم ْعظم ْوا ذلِك ،فقال امل ْط ِعم ْبن ْ ع ِدي ك ُّل مم ِرك قبل اليو ِم كان مُما( )53غري قولِك اليوم ،منا م ْشهد منك ك ِ اذب ،ن ْحن ْ ْ ْ ْ ْ ٍّ ْ
اإلبِ ِل إِىل بي ِ رضب مكْباد ِ نْ ِ ت امل ْق ِد ِ س مص ِّعدا ش ْهرا ومنْح ِدرا( )61ش ْهرا ت ْزعم منك مت ْيته ْ ِيف ليل ٍة ؟ والال ِ ت والعزى ال مص ِّدقك ! فقال مبو بك ٍْر :يا م ْط ِعم بِ ْئس ما ق ْلت ِال ْب ِن ْ م ِخيك جبهته( )61وكذبته ؟ منا م ْشهد منه ص ِ ف لنا ب ْيت ادق ،فقال ْوا :يا حممد ِص ْ ْ ْ ْ امل ْق ِد ِ س ك ْيف بِناؤه وك ْيف ه ْيئته وك ْيف ق ْربه ِمن اجلب ِل و ِ ْيف الق ْو ِم م ْن سافر إِل ْي ِه؟
( )58مي بني مظهرنا واملراد بيننا ( )53مي خفيفا سهال ( )61مي ذهابا ورجوعا ( )61مي قابلته بمكروه 23
فذهب ينْعت هل ْم بِناءه كذا وه ْيئته كذا وق ْربه ِمن اجلب ِل كذا فام زال ينْعته هل ْم حتى ا ْلتبس عل ْي ِه الن ْعت فكرب ك ْربا ما كرب ِم ْثله ف ِج ْيء بِامل ْس ِج ِد وهو ينْظر إِل ْي ِه حتى و ِضع د ْون د ِار ع ِق ْي ٍل م ْو ِعق ٍ ال ،فقال ْوا :ك ْم لِ ْلم ْس ِج ْد ِم ْن ب ٍ اب ؟ -ومل ْ يك ْن عدها – فجعل ينْظر إِل ْي ِه ويع ُّدها بابا بابا ويع ِّلمه ْم ومبو بك ٍْر يق ْول :صد ْقت صد ْقت م ْشهد منك رس ْول اهللِ ،فقال الق ْوم :مما الن ْعت فو اهللِ لق ْد مصاب ،ثم قال ْوا ِأل ِيب بك ٍْر : مفتص ِّدقه منه ذهب الليلة إِىل بي ِ ت امل ْق ِد ِ س وجاء ق ْبل م ْن ي ْصبِح؟ قال :نع ْم إِ ِّين ْ ْ ألص ِّدقه فِ ْيام هو م ْبعد ِم ْن ذلِك ،مص ِّدقه بِخ ِرب السام ِء ِ ْيف غ ْدو ٍة م ْو ر ْوح ٍة ،فلِذلِك
الص ِّد ْيق س ِّمي مبو بك ٍْر ِّ
ثم قالوا يا حممد م ْخ ِربنا عن ِع ِرينا ،فقال :متيت عىل ِع ِري بنِي فال ٍن بِالروح ِ اء ق ْد ض ُّل ْوا ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ اهلم وليس ِهبا ِمنْه محد وإِذا بِقد ِح م ٍ ِ اء ناقة هل ْم فا ْنطلق ْوا ِيف طلبِها فا ْنتهت إِىل ِرح ْ ْ رشبت ِمنْه ثم ا ْنتهيت إِىل ِع ِري بنِي فال ٍن بِمك ِ ان كذا وكذا وفِ ْيها مجل م ْمحر عل ْي ِه غرارة ْ ف ِْ ْ
سوداء وغرارة بيضاء فلام حاذيت ِ ت ورصع ذلِك الب ِع ْري وا ْنكرس ثم الع ْري نفر ْ ْ ْ ْ ا ْنتهيت إِىل ِع ِري بنِي فال ٍن ِيف التن ِْعي ِم ي ْقدمها مجل مورق علي ِه ِمسح( )62مسود وغرارت ِ ان ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ سوداو ِ ان وها ِهي ِذ ِه ت ْطلع عل ْيكم ِمن الثنِي ِة( ،)63قال ْوا :فمتى ِ َت ْيء ؟ قال :ي ْوم ْ ْ األربِع ِ اء فلام كان ذلِك اليوم م ْرشف ْت قريش ينْتظِرون ِ العري وق ْد وىل النهار ومل ِ َت ْئ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ِ ِ فدعا النبِ ُّي ف ِز ْيد يف الن ِ است ْقبل ْوا ار ساعة وحبس ْت له الش ْمس حتى طلعت الع ْري ف ْ ( )62مورق :مي يف لونه بياض إىل سواد ،واملسح :جالل اجلمل ( )63التثنية :الطريق 31
اإلبِل ،فقالوا ه ْل ضل لكم ب ِعري؟ قالوا :نعم ،قال :فسألوا ِ ِ الع ْري اآلخر ،فقال ْوا: ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ه ِل ا ْنكرست لكم ناقة محراء ؟ قالوا :نعم ،قالوا :فه ْل كان ِعنْدكم قصعة ِمن م ٍ اء ؟ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ فقال رجل :منا واهللِّ وض ْعتها فام ِ رشهبا محد وال م ْه ِر ْيق ْت ِيف األ ْر ِ الس ْح ِر ض ،فرم ْوه بِ ِّ وقالوا :
ِ
صدق الول ْيد ،فأ ْنزل اهلل س ْبحانه وتعاىل ﱡﭐ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱡ
ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱠ اإلرساء٠٦ :
َتت بحمد اهلل وعونه وصىل اهلل عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه وسلم
31
ْ اج ر ع م ال اج و د از اج فِي ْ ال ِّ َ ِ ِ َ ِ ِ س َراج ال َو َّه ِ تأليفِ :ابنِناصرالدينِالدمشقيِ(تِ848ِ:هـ)
ترجمة مختصرة عن المؤلف اسمه :هو حممد بن عبد اهلل (ميب بكر) بن حممد بن ممحد بن جماهد القيس الدمشقي الشافعي ،شمس الدين ،الشهري بابن نارص الدين ولد بدمشق ،وويل مشيخة دار احلديث األرشفية (سنة 837هـ) طلب احلديث ،وجود اخلط عىل طريقة الذهبي بحيث صار حياكي خطه ،وصنف عدة تصانيف فسمع وقرأ على جماعة منهم: 1إبراهيم بن حممد بن ميب بكر بن عمر بن مسلم 2وممحد بن مقربص بن بلغاق الكنجكي وتخرج به :نجم الدين عمر بن فهد املكي وصار حمدث البالد الدمشقية قال المقريزي :طلب احلديث ،فصار حافظ بالد الشام من غري منازع ،وصنف عدة مصنفات ،ومل خيلف يف الشام بعده مثله من مصنفاته: 1جامع األثار يف مولد املختار 2الرساج الوهاج يف ازدواج املعراج وفاته :تويف يف إحدى قرى دمشق سنة 842هـ 32
بِ ْس ِم اهللِ الر ْمح ِن الر ِح ْي ِم ا ْحل ْمد هللِ ال ِذي قرب إِىل جنابِ ِه م ْن محب و ْ اختار ،وصريه ِم ْن م ْحبابِ ِه الساد ِة احلكْم هللِ ا ْلو ِ ْاأل ْبر ِار ،وطرد ع ْن م ْبوابِ ِه كل ش ِق ٍّي وجب ٍ ار ،وحرمه ج ِز ْيل ثوابِ ِه ،ف ْ اح ِد ا ْلقه ِ حيكم ما ي ِر ْيد بِع ْدل ِ ِه ،ال مع ِّقب ِحلك ِْم ِه ،وال راد لِف ْضلِ ِه ،غمر ار ،ي ْفعل ما يشاء و ْ رب ِه وط ْول ِ ِه ،بِي ِد ِه ْاأل ْمر يق ِّلب الل ْيل والنهار ،م ْبدع ْ اخلال ِئق بِق ْدرتِ ِه ،وقدر ب ِريته بِ ِ ِّ م ْرزاقه ْم وآجاهل ْم بِ ِحكْمتِ ِه ،وعدل ب ْينه ْم ِيف ِق ْسمتِ ِه ،وفضل ب ْعضه ْم عىل ب ْع ٍ ُ ِيف
ِ ِ ِ ِ ِ الرسل ْاأل ْرزاق و ْاأل ْعام ِر و ْاأل ْقد ِار ،ا ْختار منْهم ْاأل ْولياء ْاأل ْعالم ،ثم ا ْنتخب منْهم ُّ ِ ار إِىل ِخي ٍ اصطفى ِمنْه ْم نبِينا حممدا س ِّيد ْاألنا ِم ،فهو ِخيار ِم ْن ِخي ٍ ار، ا ْلكرام ،ثم ْ وربك خيْلق ما يشاء وخيْتار ،م ْنعم علي ِه وم ْفضل ،وم ْعطاه ما مل يع ِ ط محدا وم ْجزل، ْ ْ ْ ُّ اختاره ِم ْن ب ْ ِ ني م ْن بعثه وم ْرسل ،وجعله ِ رش ْيف النس ِ و ْ ب ،عظِ ْيم ا ْملِ ْقد ِار ،رشفه بِ ْ ِ الدن ِّو وا ْلق ْر ِ ب عل ْي ِه ،ومناله ف ِض ْيلة النظ ِر إِل ْي ِه، اإل ْرس ِاء ،لِكرامتِ ِه لد ْي ِه ،وخلع ِخ ْلعة ُّ اجلب ِ فتمتع بِر ْؤي ِة ا ْلع ِز ْي ِز ْ محدا يضاعف عل ْينا ار ن ْحمده عىل نِع ِم ِه ون ْشكر ا ْمتِنانهْ ، ف ْضله وإِ ْحسانه ،فام بِنا ِمن النِّع ِم ف ِمنْه س ْبحانه ،عم ف ْضله ا ْملت ِق ْني وا ْلفج ِ ار
ون ْشهد م ْن ال إِله إِال اهلل و ْحده ال ِ رش ْيك له ،ا ْلع ِ ُّيل ا ْلكبِ ْري ْ احل ُّي ا ْلق ُّي ْوم ا ْلعلِ ْيم ا ْلق ِد ْير ،ل ْيس ك ِم ْثلِ ِه يشء وهو الس ِم ْيع ا ْلب ِص ْري ،تقدس وتعاىل عام يق ْول ا ْلكف ِ ار ْ ون ْشهد من حممدا عبده الس ِيد ا ْلف ِائق ،ورسوله ْاأل ِمني الص ِ ادق ،وخ ِل ْيله ْ احلبِ ْيب ْ ْ ْ
ار ،صىل اهلل علي ِه م ْفضل الصلو ِ املْوافق ،املْن ِْقذ بِشفاعتِ ِه ممته ِمن الن ِ ات وم ْزكى ،وساق ْ 33
إِلي ِه م ْطيب الت ِحي ِ ات وم ْنمى ،وجزاه عنا م ْفضل ْ اجلز ِاء وم ْرَض ،وآتاه ا ْلو ِس ْيلة ِيف د ِار ْ اء ،ومصحابِ ِه ا ْلقاد ِة ا ْلكرم ِ ا ْلقر ِار ،ور ِيض اهلل عن آل ِ ِه الساد ِة النُّجب ِ اء ،وتابِ ِع ْي ِه ِم ْ ْ وس ِائ ِر ا ْلعلام ِء ،ما ا ْنفجر ص ْبح ونار ،ويمم ط ْيبة الزوار ِ ِ لديار ب ِّل ْ ِ ِ ِ ــار ـــي وق ْيـــــت ا ْلعـِث ْ ـــغ حتيــــات ْ إِ ْن ج ْزت يا حاد ْي بِت ْلك ا ِّ ْ احلــ ْز ِن و ِ وق ْـل ِأل ْه ِ احل ِّي ع ْبــد لـك ْم َمــلــف بِ ْ ـل ْ ــــــار اال ْفــتِـــك ْ َمـلــف عنْـك ْم بِـذ ْن ٍ ــار ـب مـَض وغـيـْره ق ْ ـد نـــال و ْصــــال وســـ ْ وع ْبــدكـم ِمـ ْن ف ْض ِلكم ر ِ ـــوبــا ِغـــــــز ْار ـو ذن ْ اجيا شـفـاعــة َتْـح ْ ْ ْ ِ ــوا يــا ســ ِّيد ْ ـــــار اخلــــ ْل ِق وذا ْا ِال ْفتــِخ ـسألـ ْ ْ ــم مهـل أل ْن ت ْ فـأنــْت ْ اس الزكِـــني ْ ِ ــاد ِ اجلــم لِـقـص ِ يــا مـعـطِ ِ ْ ـار ـــ ـ ي اخل ـ ّــ ن ال م ـر ـ كـ م و ه ي ْ ْ ْ ِّ ِ ِ ِ ِ ياص ِ احب ا ْلربه ِ ــار ـان يا مـ ْن متى بِـــاملْ ْعجـزات ا ْلبــيــِّنــــات ا ْلكب ْ ْ ــآن مـِن كـ ِّف ِ يـا مر ِوي الظـم ِ ـه إِل ْيك حـن ْ ــار ْ اجل ْزع ش ْوقـــــا وخـــــ ْ ْ ْ مرسى بِـك الر ْمحــن ِمن مـكـة ليال إِلـى ْاأل ْقـصـى الرفِ ْ ِ ـار ـ ــــ ن مل ا ع ــ ـ ي ْ ْ ْ ْ ْ ــــزت بِالر ْؤيـــــ ِة و ِ اال ْن ِ ـــجبــــ ْار عر ْجـت ِمنْــه لِ ْلعــــىل ر ِاقيــا وف ْ ُّ يـا ع ْظــم ما ق ْد نِ ْلت يــا جمْتبى يــــا ص ْفوة الر ْمحــــ ِن يـــا خ ْري جــ ْار
ت م ْخبارك ْ احل ْسنـى وضــــاء النهـــــــ ْار عل ْيــك صـىل اهلل مـــا ك ِّرر ْ ب لـــكم خ ِري ا ْلقرو ِن الطيبِـــــــني ْ ِ كذا عـــىل ِ آل وص ْح ٍ اخليــــــــ ْار ِّ ْ ْ ْ ْ ِ ِ
ِ
قال اهلل تعاىل ِيف كتابِه ا ْملبِ ْ ِ ني ا ْملن ْ ِ ري:ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱠ اإلرساء١ :
34
م ْخرب اهلل بِام مكْرم بِ ِه نبِينا حممدا – عل ْي ِه م ْفضل الصال ِة والسال ِمِ -من ْ ِ اإل ْرس ِاء بِ ِه ل ْيال احلرا ِم إِىل املْ ْس ِج ِد ْاأل ْق ى املْقد ِ ِمن املْ ْس ِج ِد ْ س املْبار ِك ْاأل ْسنى ،ثم ع ِرج بِ ِه إِىل ِِ ِ ِ ات لِ ِ ِ السمو ِ رييه من ْاآليات ،وق ْد رصح اهلل بِذلك وم ْثنى بِق ْوله :ﭐﱡﭐ ﱁﱂ ﱃ ﱄ ﱅ
ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ ا إِىل ق ْول ِ ِه:
ﭐﱡﭐ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ انلجم.9- ٨ :
فكان املْرسى بِرسو ِل اهللِ ﷺ ِمن ِحج ِر مكة املْرش ِ ف املْعظ ِم ،ل ْيال ِيف ا ْلي ْقظ ِة ال ْ ْ ْ ْ الرشي ِ ف عىل الص ِح ْي ِح ب ْني ْاأل ْعال ِم ،وع ْمره إِ ْذ ذاك إِ ْحدى ِيف ا ْملنا ِم ،بِجس ِد ِه ِْ مخسون سنة وثامنِية م ْشه ٍر وثالثة عرش يوما حسنة ،قبل ْ ِ اهل ْجر ِة بِسن ٍة ،ل ْيلة س ْبع ْ ْ و ْ ْ ع ْرشة ِم ْن ربِ ْي ِع ْاألو ِل ،و ِق ْيل ل ْيلة س ْب ٍع و ِع ْ ِ رش ْين ِم ْن رج ٍ ب ،وعىل ْاألو ِل املْعو ِل وق ْد روى ه ِذ ِه القصة ط ِائفة كثِ ْرية ِمن الصحاب ِة ْاألكْر ِم ْنيِ ،م ْن ِرواي ِة مجاع ٍة كثِ ْري ٍة ِمن التابِ ِع ْني ِم ْن طر ٍق ج ِّيد ٍة وحسن ٍة وغ ْ ِري ذلِك ،ووج ْو ٍه يش ُّق ح ْرصها عىل السالِ ِك ،مجعت غالِبها وس ْقته ِيف هذا ْا ِ لكت ِ ابِ ،ألن فِ ْي ِه ِم ْن م ْم ِر اهللِ ِوق ْدرتِ ِه وس ْلطانِ ِه ْ ويل ْاأل ْلب ِ وعج ِائ ِ ب َمْل ْوقاتِ ِه ِع ْربة ِأل ِ اب اخل ِرب منه بينام هو ن ِائم ِيف ِْ فكان فِ ْيام بلغنِي ع ْن م ْرسى رس ْو ِل اهللِ ﷺ ِمن ْ احل ْج ِر ،جاءه ْ ِ ِ ِ ِ ِ احتمل ْوه ،و ِعنْد بِ ْئ ِر ثالثة نف ٍر من ا ْملالئكة ا ْلكرا ِم ف ْي ِه ْم ِج ْ ِرب ْيل فل ْم يك ِّلم ْوه حتى ْ اجللِيل ،وغسله ِمن م ِ ِ اء ز ْمزم حتى ْ ز ْمزم وضع ْوه ،فتواله منْه ْم ِج ْ ِرب ْيل فشق ج ْوفه ْ ْ م ْنقاه ،ومتى بِت ْو ٍر ِم ْن ذه ٍ ب حمْش ًّوا إِ ْيامنا و ِحكْمة ،فطيب ص ْدره وحشاه ،ورشح ص ْدره ه ِذ ِه ا ْملر ِة ل ِ ِّلق ِ إلزال ِة ح ِّظ الشيط ِ اء الر ْمح ِن ،وتِ ْلك التِي ِعنْد ظِ ْئ ِر ِه حلِ ْيمة ِ ِ ان ْ
35
ثم قدم ِج ْ ِرب ْيل ا ْلرباق م ْرسجا م ْلجام ب ْني يد ْي ِه ،وهو دابة م ْبي ُ ب ْني الب ْغ ِل احلام ِرِ ،يف ف ِ و ِْ خذي ِه جناح ِ حي ِفز(ِ )64هبِام ِر ْجل ْي ِه ،يضع حافِره ِعنْد م ْق ى ط ْرفِ ِه ، ان ْ ْ ِ ِ است ْصعب عل ْي ِه ومنْتهاه ،وهو م ْركب ْاأل ْنبِياء ق ْبل نبِ ِّينا وم ْرساه ،فذهب ل ْريكبه ف ْ وتشدد ،فأ ْمسك ِج ْ ِرب ْيل بِأذنِ ِه وقال :مال ت ْست ْح ِي يا براق ُِما ت ْصنع بِمحم ٍد؟ واهللِ ما ر ِكبك محد فِ ْيام تقدم مكْرم عىل اهللِ ِم ْن حمم ٍد صىل اهلل عل ْي ِه وسلم ،ف ْارف ُ ا ْلرباق احلي ِ عرقا ِمن ْ اء ،ثم قر له حتى صار راكِبه ،فسار ومعه ِج ْ ِرب ْيل ال يف ْوت محدِها
احبه حتى بلغا مرضا ذات ن ِ ص ِ خ ْي ٍل فقال :اِ ْن ِز ْل فص ِّل م َُّيا ْ اخللِ ْيل ،ففعل ما ممره ْ ِج ْ ِرب ْيل فقال له :ه ِذ ِه ط ْيبة التِي وق ْفت عل ْيها ،وتك ْون ِه ْجرتك إِل ْيها ،ثم سارا ق ِل ْيال ان ،فقال له ِج ِربيل :اِ ْن ِز ْل فص ِّل ِهبذا املْك ِ مع ْاألم ِ ان ،ففعل ما ممره ِم ْن ذلِك ،فقال ْ ْ له :صل ْيت بِط ْو ِر س ْيناء ح ْيث كلم اهلل م ْوسى هنالِك ،ثم سارا ي ْعل ْوِها ن ْور ،حتى بلغا م ْرضا ذات قص ْو ٍر ،فقال له ِج ْ ِرب ْيل :اِ ْن ِز ْل فص ِّل ِهب ِذ ِه ا ْلب ْقع ِة ِ الرش ْيف ِة ،ففعل فأ ْخربه مهنا ب ْيت حلْ ٍم ح ْيث ولِد ِع ْيسى ا ْبن م ْريم ا ْلع ِف ْيف ِة ثم سارا إِىل م ْن دخال ب ْيت املْ ْق ِد ِ س ِم ْن بابِ ِه ا ْليام ِين ،وحصل بِذلِك ا ْل ِعز والرشف
والته ِاين ،ونزل ع ِن ا ْلرب ِاق س ِّيد ْاألنا ِم ،وربطه بِحلق ِة ب ِ اب املْ ْس ِج ِد التِي ي ْربِط ِهبا ْاأل ْنبِياء عل ْي ِهم السالم
ثم دخال املْ ْس ِجد ِم ْن ب ٍ اب فِ ْي ِه ي ِم ْيل ن ْور ا ْلقمر ْي ِن ،فصىل نبِ ُّينا ﷺ ح ْيث شاء ني ،ثم دخل وجد إِبر ِ اهلل ِمن املْ ْس ِج ِد ركْعت ْ ِ اه ْيم وم ْوسى و ِع ْيسى وداود وسل ْيامن ِيف ْ
( )64يدفع 36
نف ٍر ِمن ْاأل ْنبِي ِ اء ق ْد مجعوا له ِيف ذلِك املْك ِ ان ،فصىل بِ ِه إِماما لد َْيِ ْم ،لِيكْمل له الرشف ْ اجل ِلي ِل بِام حرضه ِمن الثن ِ ِ ِ اء ْ اجل ِم ْي ِل ،فلام س ِمع عل ْي ِه ْم ،ثم إِن ك ًّال منْه ْم م ْثنى عىل ر ِّبه ْ ْ نبِينا ما م ْثنى ك ٌّل ِمن صحبِ ِه ،م ْثنى بِثن ٍ اء عظِ ْي ٍم عىل ر ِّب ِه ،فقالْ « : احل ْمد هللِ ال ِذي ْ ْ ُّ م ْرسلنِي ر ْمحة لِ ْلعاملِ ْني ،وكافة لِلن ِ اس م ْمج ِع ْني ،ب ِش ْريا ون ِذ ْيرا ،وم ْنزل عيل ا ْلف ْرقان فِ ْي ِه ِ يش ٍء ،وجعل ممتِي ممة وسطا ،وهم ْاألول ْون و ْاآل ِخر ْون ،ورشح ِيل ت ْبيان ك ِّل ْ اَتا» ،فلام فرغ ِمن الثن ِ احتا خ ِ ص ْد ِري ،ووضع عنِّي ِو ْز ِري ،وجعلنِي ف ِ اء املْ ْحم ْو ِد قال اهيم ل ِ َْل ْنبِي ِ ِ اءِ « :هبذا فضلك ْم حممد » إِ ْبر ْ ٍ مخ ٍر ع ِج ْيب ٍة ،وق ْد ثبت ِم ْن طر ٍق واتصل، ثم م ِيت بِثالث ِة آنِي ٍة ق ِر ْيب ٍة ،لب ٍن وماء و ْ منه ع ِرض عل ْي ِه م ْيضا إِناء ِم ْن عس ٍل ،فأخذ اللبن ف ِ رشبه وترك املْاء وا ْملدام ،فقال ِج ْ ِرب ْيل :مص ْبت ا ْل ِف ْطرة م ْنت وممتك ا ْل ِكرام س ويمامها ،فصعدا الص ْخرة ِمن ِجه ِ ت املْ ْق ِ ثم توجها نحو بي ِ ِ الرش ِق ة د ْ ْ ْ ْ اضطرب ْت ْحتت قد ِم نبِ ِّينا والن ْت ،فأ ْمسك ْتها ا ْملال ِئكة ملا حترك ْت ومال ْت م ْعالها ،ف ْ ثم م ِيت بِاملِْ ْعر ِ اج ا ْلف ِائ ِق ،فن ِصب ب ْني يد ْي ِه ،مل ْ ير ِم ْثله ح ْسنا ومجاال ،مل ْ ينْظ ْر الناظِرون إِىل يش ٍء ق ُّط محسن ِمنْه ،و ِمنْه تعرج املْال ِئكة ،مصله ِمن ص ْخر ِة بي ِ ت ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
س ،ور ْمسه م ْلت ِصق بِالسام ِء ،إِ ْحدى ع ِ املْ ْق ِد ِ محراء و ْاأل ْخرى ز ْبرجدة ارض ْي ِه ياق ْوتة ْ خ ْرضاء ،درجة ِم ْن فِض ٍة ودرجة ِم ْن ذه ٍ الد ِّر ب ودرجة ِم ْن ز ْمر ٍد ،مكلل بِ ُّ وا ْلياقو ِ ت ،وهو ال ِذي يم ُّد املْ ْحترض إِل ْي ِه ع ْين ْي ِه ْ
37
الد ْنيا ،فرضب ِج ْ ِرب ْيل بابا ِم ْن م ْبو ِاهبا فأ ْصعده ِج ْ ِرب ْيل وعرجا فِ ْي ِه إِىل السام ِء ُّ ا ْلع ْليا عىل املْال ِئك ِ حيفظ ْونه بِأ ْم ِر ْ ِّ اجل ِل ْي ِل ،فقال له ا ْملوكل ْون :م ْن ذا؟ فقال: ني ف ا ص ة ْ ْ ِج ْ ِرب ْيل فقال ْوا :وم ْن معك ِمن ْاألنا ِم؟ قال :حممد عل ْي ِه الصالة والسالم قال ْوا :وق ْد
ِ ِ ِ ِ است ْبرش م ْهل السام ِء بعث إِل ْيه ا ْلع ُّيل ْاأل ْعىل؟ قال :نع ْم ،قال ْوا :فم ْرحبا بِه وم ْهال ،ف ْ بِقدو ِم ِه املْبار ِك ا ْمليمو ِن ،وتلق ْته ا ْملال ِئكة ِحني دخل ض ِ اح ِك ْني م ْست ْب ِ ِ رش ْين ،يق ْول ْون ْ ْ ْ ْ خ ْريا وي ْدع ْون اح ِج ِربيل مبواب السام ِء و ِ احلكْمة ِيف استِ و ِْ االستِ ْئذ ِ ْ ِ ان – ومل ْ يك ْن ق ْبل ت ف ْ ْ ْ ْ ْ ذلِك ي ْست ْفتِح وال ي ْست ْأ ِذن – وذلِك إِ ْظهارا لِف ْض ِل حمم ٍد ﷺ ،وإِ ْعالما ِمنْه تبارك ات السب ِع ق ِ وتعاىل إِياه من اسمه ِيف السمو ِ است ْشهر ،ون ْعته و ِصفته و ِذكْره فِ ْي ِهن د ْ ْ ْ ِ ِ ِ استِ ْشه ِ ض ،فلِذلِك كان ِج ْ ِرب ْيل ي ْو ِقفه عىل ك ِّل ب ِ ار ِه ِيف ْاأل ْر ِ اب سام ٍء، مكْثر م ْن ذك ِْره و ْ حتى من النبِي ﷺ يسمع ِمن خز ِاهنا وسك ِ اهنا ِذكْر ن ْف ِس ِه ،وي ْعلم ْاشتِهار م ْم ِر ِه ،وعظم ْ ْ ِمننه لد ْي ِه ِيف ك ِّل م ْحوال ِ ِه وم ْوقاتِ ِه ول ِقيه ملك عابِس ،فقال خ ْريا ودعا ،فقال ِج ْ ِرب ْيل :يا حممد ،هذا مالِك خ ِ ازن ار ،متى إِليك وسعى ،ومل ير ض ِ احكا ِم ْن ِح ْ ِ الن ِ ني خلقه ْ اجلبار ،فقال :م ْره ف ْل ِريينِي ْ ْ ت م ْن ت ْأخذ ت وكاد ْ النار ،فقال :يا مالِك ،م ِرها ا ْمل ْختار ،فكشف عنْها ِغطاءها ،ففار ْ
ت ِح ْني ْارتفع ْت ،فأمره بِر ِّدها ،فقال هلا مالِك :اِ ْخب ِئ ْي( )65فرجع ْت ما رم ْ
( )65سكن هليبها 38
ثم رمى رجال جالِسا ينْظر إِىل م ْس ِود ٍة( )66ع ْن ي ِم ْين ِ ِه وي ْضحك وي ْست ْب ِرش ،ثم ي ْلت ِفت إِىل م ْس ِود ٍة ع ْن ِشامل ِ ِه في ْبكِي وي ْست ْع ِرب ،فقال ِج ْ ِرب ْيل :هذا مب ْوك آدم فس ِّل ْم عل ْي ِه ،ففعل اب ا ْلوال ِ ِد النا ِص ِح :مرحبا ومهال بِ ِ فا ْلتفت آدم إِلي ِه ،وخاطبه بِ ِ خط ِ اال ْب ِن الصالِحِ ْ ْ ْ
والنبِ ِّي الصال ِ ِح" ،فسأل ِج ْ ِرب ْيل ع ِن ْاأل ْس ِود ِة التِي رآها ا ْمل ْختار ،فقالِ :هي نسم ار ،فأ ْهل ا ْلي ِم ْ ِ الشام ِل م ْهل الن ِ بنِ ْي ِه املْ ْؤ ِمنِ ْني وا ْلكف ِ ني م ْهل ْ اجلن ِة دار ا ْلقر ِار ،وم ْهل ِّ ار ثم رمى ِرجاال هل ْم مشافِر( )68عظِ ْيم ٍةِ ،يف م ْي ِد َْيِ ْم ِقطع ِمن الن ِ ار ج ِس ْيمة، ي ْق ِذفوهنا ِيف م ْفو ِ اه ِه ْم فت ْخرج ِم ْن م ْدب ِ ار ِه ْم ،فسأل ِج ْ ِرب ْيل عنْه ْم لِي ْزداد ِع ْلام ،فقال: ْ هؤالء مكل ِة ممو ِ ال ا ْليت ِامى ظ ْلام ْ ثم م ْبرص ناسا ي ْعرض ْون عىل الن ِ ار هل ْم بطون كبِ ْريةَ ،ت ُّر عل ْي ِه ْم ك ْ ِ اإلبِ ِل ( )67
كثِ ْرية ،يطؤ ْوهن ْم كلام م ُّر ْوا هنالِك ،ال يتحول ْون ِم ْن مك ِ ِ اهن ْم ذلِك ،فقال ِج ْ ِرب ْيل: ِ الربا ْاهلوال ِ ِك هؤالء مكلة ِّ ثم نظر إِىل ِرج ٍ ال ب ْني م ْي ِد َْيِ ْم حلم ط ِّيب س ِم ْني ،إِىل جانِبِ ِه حلْم غ ٌّث منْتِن م ِه ْني، ِمن املْنْتِ ِن آكِل ْون ،ولِلس ِم ْ ِ ارك ْون ،فقال ِج ْ ِرب ْيل :هؤال ِء ت ِ بت ِ ني الط ِّي ِ ارك ْوا ما محل اهلل ِ هلم ِمن النِّس ِ اخلبِيث ِ ِ اء الطيب ِ ات ،وم ْرت ِكبوا ْ ات احلرام من النِّساء ْ ْ ِّ ْ
( )66مسودة مجع قلة لسواد ،وهو الشخص ( )67يعني مرواحهم ( )68املراد منه :شفته ( )63شدة العطاش 33
ات بِث ِدَيِن ،فسأل ِج ِربيل عن محو ِ ثم رمى نِساء معلق ٍ اهلن ،فقال :هن الالئِي ْ ْ ْ ْ ِّ ال بِا ْل ِعن ِ م ْدخ ْلن عىل الرج ِ اد م ْن ل ْيس ْوا هل ْم بِأ ْوال ٍد ِّ ثم مَض ِج ْ ِرب ْيل بِنبِ ِّينا حممد ،فرمى هنْرا عل ْي ِه ق ْرص ِم ْن ل ْؤل ٍؤ وز ْبرجد ،فرضب بِي ِد ِه إِىل ترابِ ِه فإِذا هو ِم ْسك م ْذفر( ،)71فقال ِج ْ ِرب ْيل :هذا ما خبأه لك ر ُّبك ،هذا ا ْلك ْوثر ثم صعد بِ ِه السامء الثانِية ،ومل ْ يز ْل ي ْعرج بِ ِه ِم ْن سام ٍء إِىل سام ٍء س ِامي ٍة ،حتى ات ا ْلع ِجيب ِة ،واملْكْنون ِ ب الر ِائع ِة ،واملْ ْخلوق ِ ا ْنتهى إِىل السام ِء السابِع ِة ،ذ ِ ات ا ْلعج ِائ ِ ات ْ ْ ْ از ِهلم الرفِيع ِ ا ْلغ ِريب ِة ،يرى ْاأل ْنبِياء ِيف السمو ِ ِ ات ،فآدم ِيف ْاأل ْوىل كام تقدم، ن م ىل ع ات ْ ْ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ الص ِد ْيق ،و ِيف حييى وع ْيسى صىل اهلل عل ْي ِهام وسلم ،و ِيف الثالثة :يوسف ِّ و ِيف الثانيةْ : اخل ِامس ِة :هارون ا ْلك ِريم ،و ِيف الس ِ الرابِع ِة :إِ ْد ْر ْيس الرفِ ْيق ،و ِيف ْ ادس ِة :م ْوسى ْ ْ ِ ِ ِ ا ْلكلِيم ،ورمى ِيف السابِع ِةِ ِ ِ ْ : ِ ِس إِىل ْ اخلل ْيل إ ْبراه ْيم ذا الش ْيبة والنُّ ْور ،جالسا عىل ك ْر ِّ اب ا ْلبي ِ ت املْعمو ِر ،فرحب بِ ِه واستبرش بِقدو ِم ِه ا ْلعظِي ِم ،وسلم علينا عىل لِس ِ ان نبِ ِّينا ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ب ِ ْ
ا ْلك ِر ْي ِم ،فعل ْي ِهام م ْنمى الصال ِة وم ْزكى الت ْسلِ ْي ِم ثم دخل بِ ِه ِج ْ ِرب ْيل جنة ا ْمل ْأوى وس ْقفها ع ْرش الر ْمح ِن ،فرمى فِ ْيها قباب ال ُّل ْؤل ِؤ وا ْلياقو ِ ت وا ْملرج ِ الد ُّر و ْ اجل ْوهر ،ثم عرج بِ ِه ان ،وإِذا تراهبا ا ْملِ ْسك ْاأل ْذفر ،ونثارها ُّ ْ ْ ِج ْ ِرب ْيل ِم ْن ذلِك املْقا ِم إِىل م ْستوى س ِمع فِ ْي ِه ِ رص ْيف(ْ )71األ ْقال ِم
( )71طيب الريح ( )71يعني صوت جرياهنا 41
احل ِ ثم متى بِ ِه ِس ْدرة املْنْتهى ِيف ْ ال ،وإِذا ورقها كآذا ِن ا ْلفي ْو ِل ون ْبقها كا ْل ِقال ِل، ان ،فقال ِج ِربيل :مما ا ْلباطِن ِ اهر ِ ان وآخر ِ ان باطِن ِ ِيف مصلِها هنر ِ ان ظ ِ ان ف ِفي ْ اجلن ِة د ِار ْ ْ ْ ْ ان فالنِّيل وا ْلفر ِ ا ْملرس ِ اهر ِ ات ،ومما الظ ِ ات ْ ثم غ ِشيها ِم ْن م ْم ِر اهللِ ِما غ ِِش فتغري ْت ،فام محد ِمن ْ اخل ْل ِق ي ْستطِ ْيع م ْن ينْعتها ِم ْن
اخللِ ْيل ،فناداه الر ُّب ْ احلبِ ْيب ْ ح ْس ِن ما تزين ْت فتأخر عنْه ِج ْ ِرب ْيل ،وتقدم ْ اجل ِل ْيل، فقال :لب ْيك وس ْعد ْيك و ْ اخل ْري ِيف يد ْيك ،فأمره اهلل بِسؤالِ ِه لِي ِف ْي ُ عل ْي ِه ِم ْن عظِ ْي ِم ات ،وترك املْنْكر ِ اخلري ِ نوال ِ ِ ِ ِ ْ ْ ات، ب ح ك ل أ س م ين إ : ل ق ف ت ي ل ص ا ذ إ ، د م حم ا ي : ال ق ، ه ِّ ْ ْ ْ ْ ني ،وإِذا مردت بِ ِعب ِ وا ِّتباع الطيب ِ ات ،وحب املْساكِ ْ ِ ادك فِ ْتنة فا ْقبِ ْضنا إِل ْيك غ ْري ْ ِّ
م ْفت ْونِ ْني ،قال رس ْول اهللِ :فام س ِم ْعت ش ْيئا ق ُّط ملذ ِم ْن كال ِم ر ِّيب جل وعال، فناد ْيت :م ْنت السالم يا س ِّي ِدي ،فقال ِيل الر ُّب – جل وعال :-منا السالم يا حبِ ْيبِ ْي يا حممد ،فق ْلت :الت ِحيات هللِ والصلوات والط ِّيبات والزاكِيات هللِِ ،قال اهلل تعاىل: السالم عل ْيك م َُّيا النبِ ُّي ور ْمحة اهللِ وبركاته ،قال رس ْول اهللِ : فأ ْهلمنِي ر ِّيب س ْبحانه اد اهللِ الص ِ وتعاىل من السالم علينا وعىل ِعب ِ احل ْني ،فقال ْت محلة ا ْلع ْر ِ ش :ن ْشهد م ْن ال ْ إِله إِال اهلل ،ون ْشهد من حممدا ع ْبده ورس ْوله ،ثم قال اهلل ﭐﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ
ﲍ ﲎﲏﭐﱠ إِىل ﱡﭐﲕﱠ فأ ْهلمنِي اهلل م ْن مق ْول ﭐﱡﭐ ﲞﭐﱠﭐ إِىل
ﱡﲤ ﲥ ﱠ ،
فقال اهلل :يا حممد ﭐﱡﭐ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﭐﱠ إِىل ﱡ ﲱ ﲲﲳﱠ يا حممد، ا ْحلسنة ا ْلو ِ احدة بِع ْرش ٍة ،وا ْلع ْرشة بِ ِمئ ٍة ،والس ِّيئة بِ ِم ْثلِها وم ْغ ِفرها وال مب ِايل ،قال 41
رس ْول اهللِ :ﱡﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﭐﱠ فقال اهلل تعاىل :ق ْد فع ْلت ذلِك يا حممد ،فق ْلت ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ إِىل ِ آخ ِرها ،قال اهلل تعاىل :ق ْد فع ْلت لك ذلِك الد ْنيا تر ِاين ،ومنا يا حممد ،لق ْد عظم ش ْأ ِين ،وعز س ْلط ِاين ،و ْارتفع مك ِاين ،وال ع ْني ِيف ُّ ا ْمللِك ا ْلو ِ اجلبابِر ِة ،وق ِ احد ْاألحد ال ِذي ل ْيس ِيل ث ِ اين ،منا اهلل ال إِله إِال منا جبار ْ اصم ٌّ الد ْنيا و ِ اهر املْلو ِك و ْاألك ِ ارين ،وق ِامع املْتمر ِدين ،وق ِ ْ اآلخر ِة، ارس ِة ،منا اهلل مالِك ُّ ْ ِّ ْ اجلب ِ ْ ثم قال اهلل تبارك وتعاىل :يا حممد ،ا ْنظر إِىل مي مو ِض ٍع مصع ْدتك ،و ِيف مي مك ٍ ان ِّ ْ ِّ ْ ْ كل ْمتك ،ثم قال ِيل :يا حممد ،س ْلنِي ِيف ه ِذ ِه الل ْيل ِة ما ِش ْئت بِال خ ْشي ٍة ،فإِنه ل ْيس ب ْينِي وب ْينك ِيف ه ِذ ِه الل ْيل ِة ِحجاب وال رس ْول وال بواب ،ومنا املْلِك ا ْلعظِ ْيم ا ْلوهاب،
قال :فرفعت ر ْم ِِس وإِذا بِسي ِ ف ا ْل ِف ْتن ِة معلق ممام ا ْلع ْر ِ ش وهو ي ْقطر دما ،فق ْلت :إِ ِهلي ْ ْ وسي ِدي وموالي اِرف ِع السيف عن ممتِي ،فقال اهلل تعاىل :يا حممد ،بع ْثتك بِالسي ِ ف ْ ْ ْ ْ ِّ ْ وال م ْفنِي ممتك إِال بِالسي ِ ف ،فق ْلت :إِ ِهلي وال م ْسألك ش ْيئا ،فقال اهلل تبارك وتعاىل: ْ اِسأ ْل يا حبِيبِي يا حممد ،فإِ ِّين آليت عىل ن ْف ِس ِمن قبل م ْن م ْخلق مباك آدم بِأ ْل ِ ف عا ٍم ْ ْ ْ ْ ْ ِ الرضا ،فق ْلت :إِ ِهلي وس ِّي ِدي خل ْقت آدم بِي ِدك ،ونف ْخت الرضا وف ْوق ِّ م ْن م ْعطيك ِّ
فِي ِه ِمن رو ِحك ،ومسج ْدت له مال ِئكتك ،وجع ْلته ب ِديع فِ ْطرتِك ،واخت ْذت إِبر ِ اه ْيم ْ ْ ْ ْ ْ ْ احل ِد ْيد ،وسخ ْرت له ِْ خ ِل ْيال ،وم ْوسى كلِ ْيام ،وملنْت لِداود ْ اجلبال ،وم ْعط ْيته م ْلكا ِ ِ ِ ٍ ِ ِ الرياح عظ ْيام ،وم ْعط ْيت سل ْيامن م ْلكا ال ينْبغي ألحد من ا ْلعامل ْني ،وسخ ْرت له ِّ اإل ْنس و ِْ اجلن والشياطِ ْني ،وعل ْمت ِع ْيسى الت ْوراة و ْ ِ و ِْ اإل ْن ِج ْيل ،وجع ْلته ي ْ ِربئ ْاألكْمه و ْاألبرص والس ِقيم ،ومع ْذته وممه ِمن الشيط ِ ان الر ِج ْي ِم ،فخاطبه ْ اجلبار ْ ْ ْ 42
طم ْأنِ ْينة لِق ْلبِ ِه وت ْط ِي ْيبا :يا حممد ،ق ِد اخت ْذتك حبِ ْيبا ،وم ْرس ْلتك كافة لِلن ِ اس م ْمج ْع ْني، وجع ْلت ممتك ْاآل ِخ ِر ْين السابِ ِق ْني ،وال َت ْوز هل ْم خ ْطبة ِيف مقا ٍم حتى ي ْشهدوا منك آخرهم بعثا ،ه ِ ويل إِىل ْاألنا ِم ،وجع ْلتك مول النبِيني خ ْلقا ،و ِ ع ْب ِدي ورس ِ اديا م ْه ِديا، ْ ْ ِّ ْ وآت ْيتك س ْبعا ِمن املْث ِاين مل ْ م ْعطِها ق ْبلك نبِ ًّيا ،وم ْعط ْيتك خواتِ ْيم س ْورة ا ْلبقر ِة ْ اجل ِل ْيل ِة املْ ْفت ِ خر ِة ِم ْن كن ٍْز ْحتت ع ْر ِيش عطاء د ِائام ،وشق ْقت لك م ْسامء ِم ْن م ْسام ِئي ،فأنا احل ِامد ْون ،يا حممد ،إِ ِّين ال م ْذكر ِيف سام ٍء وال ِيف ْاأل ْر ِ ا ْمل ْحم ْود وم ْنت حممد وممتك ْ ض
إِال فت ْذكر م ِعي ،وال يؤ ِّذن ِيل مؤ ِّذن وال يص ِّىل مص ٍّل حتى ي ْشهد م ْن ال إِله إِال اهلل احتا خ ِ احد ا ْلقهار ،ومنك حممد رسو ِيل ،وجع ْلتك ف ِ ا ْلو ِ اَتا ،ومباحه ْ اجلبار النظر ْ إِل ْي ِه ،ومتم نِعمه وف ْضله لد ْي ِه مخ ِس ْني صالة عل ْي ِه ،فرجع وعل ْي ِه خ ْلع ا ْلق ْر ِ ب وفرض ِيف ك ِّل ي ْو ٍم ول ْيل ٍة ْ
والر ْضو ِ ان ،م ْغمورا بِمو ِ اه ِ ب الر ْمح ِن ،إِىل م ْن هبط بِ ِه ِج ْ ِرب ْيل ا ْلك ِر ْيم حتى بلغ م ْوسى ْ ِّ ا ْلكلِيم ،فقال له موسى :يا حممد ،ماذا فرض ربك عىل ممتِك ِمن ا ْل ِعباد ِ ات؟ فقال: ُّ ْ ْ ِ ِيف ك ِّل يو ٍم وليل ٍة ْ ِ ِ ربت الناس ق ْبلك، ْ ْ مخس ْني من الصلوات ،فقال :يا حممد ،إِ ِّين خ ِ ْ وجر ْبت وعاجلْت بنِي إِ ْرس ِائ ْيل مشد املْعاجل ِة وكاب ْدت ،وإِن ممتك ال ت ْستطِ ْيع هذا ف عنْك اللطِ ْيف ْ اخلبِ ْري ،فا ْلتفت إِىل ِج ْ ِرب ْيل ا ْلعمل ا ْلكثِ ْري ،ف ْار ِج ْع إِىل ر ِّبك ف ْليخ ِّف ْ اجلب ِ كأنه ي ْست ِش ْريه هنالِك ،فقال له :نع ْم ،إِ ْن ِش ْئت ذلِك ،فعال بِ ِه إِىل ْ ار ودنا، ف عنا ُِما ممرتنا ،فوضع عنْه ع ْرش صلو ٍ ات ِمن ْ اخل ْم ِس ْني ،فرجع بِ ِه فقال :يا ر ِّب خ ِّف ْ ْ ِج ْ ِرب ْيل ْاأل ِم ْني حتى بلغ م ْوسى ،فسأله :بِام ممره؟ فقال :بِأ ْرب ِع ْني ،فرده م ْوسى إِىل 43
ر ِّب ِه ،ي ْسأله الت ْخ ِف ْيف ِهل ِذ ِه ْاألم ِة ،شفقة ِمنْه عل ْينا ور ْمحة ،وتل ُّذذا بِكال ِم م ْن س ِمع ان ،ومل يز ْل يردده حتى صار ِ ِخطاب الر ْمح ِن ،وفاز بِالر ْؤي ِة ا ْلعظِيم ِة الش ِ ت الصلوات ِّ ْ ُّ ْ مخسا ،فرجع إِىل م ْوسى وق ْد وجد بِ ِه م ْنسا ،فأ ْخربه بِام فرض اهلل عل ْي ِه ،وم ْوحى ِيف ْ
ِ اجلت بنِي إِ ْرس ِائ ْيل وراو ْدهت ْم عىل م ْدنى هذا املْ ْرسى إِل ْيه ،فقال :يا حممد ،ق ْد واهللِ ع ْ ِم ْن هذا ا ْلعم ِل ا ْلقلِ ْي ِل فل ْم ي ْقبل ْوه ،وضعف ْوا عنْه فرتك ْوه ،وممتك م ْضعف م ْجسادا وم ْسامعا وم ْبصارا ،ومق ُّل ْاألم ِم م ْعامرا ،ف ْار ِج ْع إِىل ر ِّبك ْ اجل ِل ْي ِل ،لِي ْأمرك بِعم ٍل ق ِل ْي ٍل، ك ُّل ذلِك ي ْلت ِفت إِىل ِج ْ ِرب ْيل لِ ْلمش ْور ِة ،وال يكْره ذلِك ِج ْ ِرب ْيل لِيت ِّمم رس ْوره ،فرفعه ف عن ممتِي فإِهنم ضعفاء ْاألبد ِ اجلب ِ ِعنْد ذلِك إِىل ْ ان ِقصار ْ ار ،فقال :يا ر ِّب خ ِّف ْ ْ ْ ْاأل ْعام ِر ،فقال :يا حممد ،قال :ق ْلت :لبيك وسعديك تل ُّذذا بِ ْ ِ اخلط ِ اب ،قال :إِنه ال ْ ْ ْ رش ممث ِ يبدل ا ْلق ْول لدي كام فر ْضته عل ْيك ِيف م ِّم ا ْل ِكت ِ اب ،ف ْ اهلا مضاعفة احلسنة بِع ْ ِ ْ
مخس ْون ِيف م ِّم ا ْل ِكت ِ مخس عل ْيك م ْسط ْورة ،وم ْن هم بِحسن ٍة فل ْم اب و ْ م ْأث ْورة ،ف ِهي ْ ي ْم ِ ُ هلا م ْمرا كتِب ْت حسنة ،فإِ ْن ع ِملها كتِب ْت ع ْرشا ،وم ْن هم بِس ِّيئ ٍة فل ْم ي ْعم ْلها مل
تو ِ احدة لد ْي ِه ،فرجع حتى متى م ْوسى ،فأ ْخربه ب عل ْي ِه ،فإِ ْن ع ِملها صار ْ تكْت ْ بِام ممره املْ ِلك ا ْلعالم ،فقال م ْوسى :ق ْد واهللِ راو ْدت ق ْو ِمي عىل م ْدنى ِم ْن ذلِك فل ْم ِ اسأ ْله الت ْخ ِف ْيف لِ َْلم ِة و ِزيادة ي ْقبل ْوه ،وضعفوا عنْه وترك ْوه ،ف ْارج ْع إِىل ر ِّبك و ْ ِ ِ ِ است ْحي ْيت ُِما ْ اختل ْفت إِىل اهللِ للنِّ ْعمة ،فقال :يا م ْوسى ،قد ْ قال فاهبِ ْط بِس ِم اهللِ ،فهبط بِ ِه ِج ِربيل ،فإِذا بِا ْلرب ِاق و ِاقفة عىل ح ِ اهلا ْ ْ ْ ْ فركب ْتها ،ورجع ْت إِىل مكة والل ْيل مل ْ يتغ ْري ،فودعنِي ِج ْ ِرب ْيل وقال :يا حممد ،ح ِّد ْ ث 44
ْ
قريشا بِكرامتِك عىل اهللِ ِيف ه ِذ ِه الليل ِة ،فق ْلت :يا م ِخي ،ال يص ِّدقو ِين ،قال :ص ِ احبك ْ ْ ْ مبو بك ٍْر يص ِّدقك ،فإِن اهلل س ْبحانه وتعاىل ق ْد ر ِيض بِشهادتِ ِه وت ْص ِدي ْق ِه فال تب ِايل بِتك ِْذ ْي ِ ب غ ْ ِري ِه احلرا ِم فلام صىل ا ْلفجر قال ِألم هانِ ٍئ بِن ِ ْت م ِيب طالِ ٍ فأ ْصبح وهو ِيف املْ ْس ِج ِد ْ ب :لق ْد ْ ِّ
س ،فصليت ِيف ب ْقعتِ ِه ا ْلف ِ صل ْيت معك ْم ا ْل ِعشاء ْاآل ِخرة ،ثم ِج ْئت ب ْيت املْ ْق ِد ِ اخر ِة ،ثم ْ الص ْبح معكم ا ْلي ْوم ،وألح ِّدثن بِ ِه ا ْلق ْوم ،فقال ْت :يا نبِي اهللِ ،ال حت ِّدثه ْم صل ْيت ُّ بِذلِك فيك ِّذب ْوك ،وال ت ْذك ْره هل ْم في ْؤذ ْوك ،فذكره لِقر ْي ٍ ش فأ ْنكر ْته ،وكذب ْت بِ ِه ت ط ِائفة ُِمن مسلم ،وا ْفتتن ناس ِمن ْ ِ اال ْلتِب ِ اس ،فأ ْنزل اهلل فِ ْي ِه ْم: وجحد ْته و ْارتد ْ ْ ْ ﭐﱡﭐﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ
ﱪ ﱫ ﱬﱭﱮﱯﱰ ﱱﱲﱳﱴ ﱠ اإلرساء ،٠٦ :وذهب الناس إِىل م ِيب بك ٍْر فأ ْخرب ْوه ْ اخلرب ،فقال :إِ ْن كان قاله فق ْد صدق فِ ْيام ذكر ،وما يع ِّجبك ْم ُِما اخلرب ي ْأتِ ْي ِه ِمن السام ِء إِىل ْاأل ْر ِ س ِم ْعت ْم ِم ْن صالتِ ِه هنالِك ،فواهللِ إِنه لي ْخ ِرب ِين من ْ ض
ِيف ساع ٍة فأص ِّدقه بِذلِك ،ثم متى إِىل رس ْو ِ است ْخربه عام نوه بِ ِه وتكلم، و ﷺ ِ هلل ا ل ْ س فأنا متيته وزرته ورميته ،فكشف اهلل له عن بي ِ ت املْ ْق ِد ِ ف ِيل ب ْيت املْ ْق ِد ِ س وقال ِص ْ ْ ْ ْ ْ ْ وجاله لد ْي ِه ،فط ِفق خي ِْربه ْم ع ْن آياتِ ِه وهو ينْظر إِل ْي ِه ،كلام وصف ش ْيئا ُِما رآه يق ْول له مبو بك ٍْر :صد ْقت ،م ْشهد منك رسول اهللِ ،فلام ا ْنتهى ِمن ا ْلوص ِ ف عىل الت ْح ِق ْي ِق، ْ ْ ْ الص ِّد ْيق ،فأ ْنزل اهلل تعاىلﭐﱡﭐ ﱓ قال له مب ْو بك ٍْر :صد ْقت ،فقال :وم ْنت يا مبا بك ٍْر ِّ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱠ الزمر.٣٣ :
45
ثم م ْخرب قريشا بِأمار ٍ حت ِق ْي ِق ه ِذ ِه ا ْلق ِضي ِة ،منه مر بِ ِع ْ ِري ق ْو ٍم ات جلِية ،تد ُّهل ْم عىل ْ ْ اخل ِرب ،بِو ٍ سامه ْم ِيف ْ اد وصفه هل ْم فِ ْيام ذكِر ،فأ ْنفره ْم ح ُّس الداب ِة فند هل ْم ب ِع ْري لد ْي ِه، فطلبوه فدهلم علي ِه ،وهو ذ ِ اهب إِىل الشا ِم ،فلام رجع عل ْي ِه الصالة والسالم ،مر بِ ِع ْ ِري ْ ْ ْ بنِي فال ٍن وهو سائِر بِضجنان ،فوجد ا ْلقوم نِياما بِذلِك ا ْملك ِ ان ،وهل ْم إِناء فِ ْي ِه ماء، ْ ْ الدالال ِ ف ِ ت والت ْف ِه ْي ِم ،من تِ ْلك ا ْل ِع ْري تص ِّوب رشبه ثم غطاه كام كان ،وزاد قر ْيشا ِمن ِّ علي ِهم ِمن ا ْلبيض ِ اء ثنِية التن ِْع ْي ِم ،ي ْقدمها مجل م ْورق عل ْي ِه ِم ْسح م ْسود كأنه ِرداء ،ف ْوقه ْ ْ ْ
ان سوداء وبرقاء فلام س ِمع ا ْلقوم كالم سي ِد ْاألص ِفي ِ غرارت ِ اء ،سأل ْوه ع ِن ا ْلب ِع ْ ِري متى ْ ِّ ْ ْ ْ َتيء؟ قال :يوم ْاألربِع ِ ِ اء ،فلام كان ذلِك ا ْلي ْوم ،م ْرشف ْت قر ْيش ينْظر ْون ا ْلب ِع ْري ه ْل ْ ْ ْ َتيء كام قال ا ْلب ِشري الن ِذ ْير؟ فلم ِ ِ َتى ْء حتى كاد ا ْلي ْوم ي ْدخل ِيف خ ِرب م ْم ِ س ،فدعا ْ ْ ْ نبِ ُّينا ف ِز ْيد له ِيف النه ِ ار ساعة ،وحبِس ْت عل ْي ِه الش ْمس
فأ ْقبل ِ ت ا ْل ِع ْري ِمن الثنِي ِة ي ْقدمها ذلِك ْ اجلمل املْع ِّلم ،كام وصف رس ْول اهللِ ، اإلن ِ وسأل ْوه ْم ع ِن ْ ِ اء فأ ْخرب ْوه ْم مهن ْم مَل ْوه ماء ومخر ْوه ،ومل ْ جيِد ْوا فِ ْي ِه ماء ِح ْني كشف ْوه ،وسألوا ْاآلخ ِر ْين ع ْن خ ِرب ا ْلب ِع ْ ِري ال ِذي ند هل ْم ووجد ْوه ،فقال ْوا :صدق واهللِ اخل ِرب ،لق ْد م ْنفرنا ِيف ا ْلو ِ ِيف ْ ادي ال ِذي ذكِر ،فند لنا ب ِع ْري وطل ْبناه ،فس ِم ْعنا ص ْوت رج ٍل اإليام ِن ،واهللِ إِنه الص ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ادق ي ْدع ْونا إِل ْيه حتى مخ ْذناه فصدق ِهبذه ا ْلقصة م ْهل الطاعة و ْ ِ ْ ا ْمل ْصد ْوق ،لِق ْول ِ ِه تعاىل:ﭐﱡﭐﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ انلجم ،٣ :وجحد ِهبا م ْهل النِّف ِ اق وال ُّ ِ ط ْغيانﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ
انلمل،١١ :بعد ما قام ِ الدالالت ا ْلقاطِعة لِ ْل ِجد ِ ال ،ولع ْم ِري لق ْد م ْحسن م ْن قال: ت ِّ ْ 46
احتاج النهار إِىل دلِ ْي ِل إِذا ْ
وليس ي ِصح ِيف ْاأل ْذه ِ يشء ان ُّ ْ ْ
اهر ،و ِدالالهتا بينة ظ ِ وكيف تنْكر ه ِذ ِه ا ْل ِقصة ا ْلب ِ اهرة ،وق ْد ذكرها الر ْمحن ِّ ْ ادي ِ ِ جمْملة ِيف ا ْلقر ِ ث النب ِوي ِة املْ ْأث ْور ِة ،و ِهي آن ،وورد ْ ت مفصلة م ْشه ْورة ِيف ْاألح ْ ْ اتِ ،ألن فِيها م ِري نبِينا ملكوت السمو ِ ات وخطِري املْع ِجز ِ عظِيم ْاآلي ِ ات و ْاأل ْر ِ ض، ْ ُّ ْ ْ ْ ْ ض ،وشاهد ما شاهد ِمن ا ْلعج ِائ ِ ووجب عل ْي ِه ما وجب ِمن ا ْلف ْر ِ ب وا ْلق ْدر ِة ان ،ورمى ما رمى ِمن ْاآلي ِ ات ا ْلعظِيم ِة الش ِ والس ْلط ِ ان ،وم ْنعم عل ْي ِه بِمناجاتِ ِه رب ْ ُّ ا ْلعاملِني ،ومباحه النظر إِلي ِه مرحم الر ِ امحِ ْني ْ ْ ْ ــل ِيف ا ْلعـاملِ س ْبحان م ْن ق ْد خص خ ْري ا ْلورى حمـمـدا بِا ْلـف ْض ِ ـني ـــ ــ ْ مسـرى بِ ِ ِ ـل ِمـ ْن مكــة عــىل بـــر ٍاق م ْرك ِ ـه ِيف الل ْي ِ ـــني ــرسـل ْ ــب املْ ْ ْ ِ ِ ِ متى ِحمل ا ْلق ْد ِ ـــني س فـي م ْس ِج ِد ا ْلـ م ْق ى ال ِذي ب ْ ـــــــو ِرك ل ْلعاكـف ْ رقــاه ِمـنــْه مـرتـقـا عـالِــيـا فوق السمو ِ ات ا ْلعـــــــىل بِا ْلي ِقـــ ْ ِ ني ْ ْ ِ إِلـى مقـا ٍم م ْشـر ِ ـــد غــدا مؤ ِّخرا عـنْــه ا ْلـق ِ ـني فق ْ ــو ِّي ْاملـــكــــ ْ
وجـازه ا ْمل ْختـار عــ ْن ممـ ٍْر مـ ْن ناجـاه فِــ ْيـــ ِه بِـا ْلكــــال ِم املْــ بــ ْ ِ ِني مبــاحـــه ملــا دنــا ر ْؤيـــــة م ْعجز عن تك ِْيــيــ ِفـها ا ْلـو ِ اص ِفــــ ْني ْ ْ ِ ِ ٍ ِ ــني فــيـا هلا مـ ْن ر ْتـبـة نـاهلـــــا نبِ ُّينا ْاهلـــادي الرســ ْول ْاألمـــــ ْ عل ْي ِه صىل اهلل مــــا شــنـف ْت م ْخباره ْاأل ْسام ِع ِيف كـــ ِّل ِحـــــــــ ْ ٍ ني كــذا عــىل ِ آل لــــه قـــاد ٍة
وص ْحبِ ِه ساداتِــنا ْاأل ْكــر ِمـــــــــ ْني 47
فهرس المقدمة
3
بين يدي اإلسراء والعراج
4
شق صدره5...................................................................... 5 الوسيلة )البراق) تاريخ اإلسراء والمعراج
5
حكم إنكار اإلسراء والمعراج
5
اإلسراء والمعراج وقعا بالروح والجسد
6
صالة الرسول باألنبياء
6
الكؤوس التي وضعها جبريل لرسول هللا ورؤية جبريل6 . ............ رؤية جبريل
6
تشريف النبي وتفضيله
6
مقابلة األنبياء
7
رؤية الرسول ربه
7
تسرية وابتهاج الرسول
8 3
ترجمة اإلمام الغيطي
31-11
قصة المعراج
32
ترجمة اإلمام ابن ناصر الدين
47-33
السراج الوهاج
48