كتاب المحبة والشوق والأنس والرضا

Page 1

‫كتاب المحبة والشوق واألنس والرضا‬ ‫وهو الكتاب السادس من ربع المنجيات من كتاب إحياء علوم الدين‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل الذي نزه قلوب أوليائه عن االلتفات إلى زخرف الدنيا ونضرته‪ ،‬وصفف أرفرا م فن ة غفر حيفر ضفرته‪ ،‬ثفم‬ ‫ارتخلصها للعكوف على بساط عزته‪ ،‬ثم تجل ى لهم بأرمائه وصفاته تى أشرقت بأنوار عرفته‪ ،‬ثم كشف لهم عفن رفححات‬ ‫وجهه تى ا ترقت بنار ححته‪ ،‬ثم ا تجب عنها بكنه جةله تى تا ت ف بيداء كحريائه وعغمته‪ ،‬فكلما ا تفزت لمة غفر‬ ‫فا اححفر فف وجفه العصفر وبصفيرته‪ ،‬وكلمفا ممفت باالنصفراف يسفر نوديفت فن رفرادقات‬ ‫كنه الجةل حشيها ن الفد‬ ‫الجمال صحرا ً أيها اآليس عن نير الحق بجهله وعجلته‪ ،‬فحصيت بين الرد والصحول والصد والوصول حرقى ف بحفر عرفتفه‪،‬‬ ‫و حترقر بنار ححته‪ ،‬والصةة على حمد خاتم األنحياء بكمال نحوته‪ ،‬وعلى له وأصحابه رادة الخلفق وأئمتفه‪ ،‬وقفادة الحفق‬ ‫وأز ته ورلم كثيراً‪.‬‬ ‫الغاير الصصوى ن المصا ات والذروة العليا ن الفدرجات‪ ،‬فمفا بعفد إدرال المححفر صفاإ إال و فو‬ ‫أ ا بعد‪ :‬فإن المححر هلل‬ ‫ثمرة ن ثمار ا وتابع ن توابعها كالشوق واألنس والرضا وأخواتها‪ ،‬وال قحر المححر إال و و صد ر فن صفد اتها كالتوبفر‬ ‫والصحر والز د وحير ا‪ ،‬ورائر المص ا ات إن عز وجود ا فلم تخر الصلوب عن اإليمان بإ كانهفا‪ ،‬وأ فا ححفر هللا تعفالى فصفد‬ ‫عز اإليمان بها تى أنكر بعض العلماء إ كانها وقال‪ :‬ال عنفى لهفا إال المواةحفر علفى طاعفر هللا تعفالى وأ فا صيصفر المححفر‬ ‫فمحال إال ع الجنس والمثال‪ .‬ولما أنكفروا األنفس والشفوق ولفذة المناجف اة ورفائر لفوازإ الحفب وتوابعفه‪ ،‬وال بفد فن كشفف‬ ‫الغطاء عن ذا األ ر‪.‬‬ ‫و نحن نذكر ف ذا الكتاب‪ :‬بيان شوا د الشرع ف المححر‪ ،‬ثم بيان صيصتها وأرفحابها‪ ،‬ثفم بيفان أن ال سفتحق للمححفر إال هللا‬ ‫تعالى‪ ،‬ثم بيان أن أعغم اللذات لذة النغر إلى وجه هللا تعالى‪ ،‬ثم بيان رحب زيفادة لفذة النغفر فف اآلخفرة علفى المعرففر فف‬ ‫الدنيا‪ ،‬ثم بيان األرحاب المصوير لحب هللا تعالى‪ ،‬ثم بيان السحب ف تفاوت الناس ف الحب‪ ،‬ثم بيان السحب ف قصور األفهاإ‬ ‫عن عرفر هللا تعالى‪ ،‬ثم بيان عنى الشوق‪ ،‬ثم بيان ححر هللا تعالى للعحد‪ ،‬ثم الصول ف عة ات ححر العحد هلل تعالى‪ ،‬ثم بيان‬ ‫عنى األنس باهلل تعالى‪ ،‬ثم بيان عنى االنحساط ف األنس‪ ،‬ثم الصول ف عنى الرضا وبيان فضيلته‪ ،‬ثم بيان صيصته‪ ،‬ثم بيان‬ ‫أن الدعاء وكرا ر المعاص ال تناقضه وكذا الفرار ن المعاص ‪ ،‬ثم بيفان كايفات وكلمفات للمححفين تفرقفر‪ ،‬فهفذه جميفع‬ ‫بيانات ذا الكتاب‪.‬‬ ‫بيان شواهد الشرع في حب العبد هلل تعالى‬ ‫اعلم أن األ ر جمعر على أن الحب هلل تعالى ولرروله ﭬ فرض‪ ،‬وكيف يفرض ا ال وجود له وكيف يفسفر الحفب بالطاعفر‬ ‫والطاعر تحع الحب وثمرته؟ فة بد وأن يتصدإ الحب ثم بعد ذلك يطيع ن أ ب‪ .‬ويدل علفى إثحفات الحفب هلل تعفالى قولفه عفز‬ ‫وجر "يححهم ويححونه " وقوله تعالى " والذين نوا أشد حا ً هلل " و و دلير على إثحات الحب وإثحات التفاوت فيه‪.‬‬ ‫وقد جعر ررول هللا ﭬ الحب هلل ن شرط اإليمان ف أخحار كثيرة؛ إذ قال أبو رزين العصيل ‪ :‬يا ررول هللا ا اإليمان؟ قال‪" :‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أن يكون هللا ورروله أ ب إليك ما روا ما"‪.‬‬ ‫وف‬

‫ديث خر‪ " :‬ال يؤ ن أ دكم تى يكون هللا ورروله أ ب إليه ما روا ما"‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫وف ديث خر‪ " :‬ال يؤ ن العحد تى أكون أ ب إليه ن أ له و اله والناس أجمعين"‪ 3‬وفف روايفر " و فن نفسفه "‪ .‬كيفف‬ ‫وقد قال تعالى " قر إن كان باؤكم وأبناؤكم وإخوانكم " اآلير‪ .‬وإنما أجرى ذلك ف عرض التهديد واإلنكار‪.‬‬ ‫وقد أ ر ررول هللا ﭬ بالمححر فصال‪ " :‬أ حوا هللا لما يغذوكم به ن نعمه وأ حون لحب هللا إياي"‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ويروى أن رجةً قال‪ :‬يا ررول هللا إن أ حك‪ ،‬فصال ﭬ‪ " :‬ارتعد للفصر " فصال‪ :‬إن أ ب هللا تعالى‪ ،‬فصال‪ " :‬ارتعد للحةء"‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ 1‬ديث أبو رزين العصيل أنه قال يا ررول هللا اإليمان قال أن يكون هللا ورروله أ ب إليك ما روا ما أخرجه أ مد بزيادة ف أوله‪.‬‬ ‫‪ 2‬ديث ال يؤ ن أ دكم تى يكون هللا ورروله أ ب إليه ما روا ما تفق عليه ن ديث أنس بلفظ ال يجد أ د ةوة اإليمان تى أكون‬ ‫أ ب إليه ن أ ةه و اله وذكر بزيادة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ديث ال يؤ ن العحد تى أكون أ ب إليه ن أ له و اله ونفسه والناس أجمعين وف رواير و ن نفسه تفق عليه ن ديث أنس واللفظ لمسلم‬ ‫دون قوله و ن نفسه وقال الحخاري ن والده وولده وله ن ديث عحد هللا بن شاإ‪ :‬قال عمر يا ررول هللا ألنت أ ب إل ن كر شىء إال‬ ‫نفس فصال ال والذي نفس بيده تى أكون أ ب إليك ن نفسك فصال عمر‪ :‬فأنت اآلن وهللا أ ب إل ن نفس فصال‪ :‬اآلن يا عمر‪.‬‬ ‫‪ 4‬ديث أ حوا هللا لما حدوكم به ن نعمه الحديث أخرجه التر ذي ن ديث ابن عحاس وقال سن حريب‪.‬‬


‫وعن عمر رض هللا عنه قال‪ :‬نغر النح ﭬ إلى صفعب بفن عميفر صفحةً وعليفه إ فاب كفح قفد تنطفق بفه‪ ،‬فصفال النحف ﭬ‪" :‬‬ ‫انغروا إلى ذا الرجر الذي نور هللا قلحه لصد رأيته بين أبويه يغذوانه بأطيب الطعاإ والشراب فدعاه ب هللا ورروله إلى ا‬ ‫‪6‬‬ ‫ترون"‪.‬‬ ‫وف الخحر المشهور " إن إبرا يم عليه السةإ قال لملك الموت إذ جاءه لصحض رو ه‪ :‬ر رأيت خليةً يميت خليله؟ فأو ى‬ ‫هللا تعالى إليه‪ :‬ر رأيت ححا ً يكره لصاء حيحه؟ فصال‪ " :‬يا لك الموت اآلن فاقحض"‪ 7‬و ذا ال يجده إال عحد يحب هللا بكر قلحه‬ ‫فإذا علم أن الموت رحب اللصاء انزعج قلحه إليه ولم يكن له ححوب حيره تى يلتفت إليه‪.‬‬ ‫وقد قال نحينا ﭬ ف دعائه‪ " :‬اللهم ارزقن‬

‫حك و ب ا يصربن إلى حك واجعر حك أ ب إل‬

‫ن الماء الحارد"‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫وجاء أعراب إلى النح ﭬ فصال‪ :‬يا ررول هللا تى الساعر؟ قال‪ " :‬ا أعددت لها " فصال‪ :‬ا أعددت لهفا كثيفر صفةة وصفياإ‬ ‫إال أن أ ب هللا ورروله‪ ،‬فصال له ررول هللا ﭬ‪ " :‬المرء فع فن أ فب"‪ 9‬قفال أنفس‪ :‬فمفا رأيفت المسفلمين فر فوا بشف ء بعفد‬ ‫اإلرةإ فر هم بذلك‪.‬‬ ‫وقال أبو بكر الصديق رض هللا عنه ن ذاق ن خفال‬ ‫الحشر‪.‬‬

‫ححفر هللا تعفالى شفغله ذلفك عفن طلفب الفدنيا وأو شفه عفن جميفع‬

‫وقففال الحسفففن‪ :‬فففن عفففرف ربففه أ حفففه‪ ،‬و فففن عفففرف الفففدنيا ز ففد فيهفففا‪ ،‬والمفففؤ ن ال يلهفففو تففى يغففففر ففففإذا تفكفففر فففزن‪.‬‬ ‫وقال أبو رليمان الداران ‪ :‬إن ن خلق هللا خلصا ً ا يشغلهم الجنان و ا فيها ن النعيم عنه فكيف يشتغلون عنه بالدنيا؟‪.‬‬ ‫ويروى أن عيسى عليه السةإ ر بثةثر نفر قد نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم فصال لهفم‪ :‬فا الفذي بلفب بكفم فا أرى؟ فصفالوا‪:‬‬ ‫الخوف ن النار‪ ،‬فصال‪ :‬ق على هللا أن يؤ ن الخائف‪ .‬ثم جاوز م إلى ثةثر خرين ففإذا فم أشفد نحفوالً وتغيفروا فصفال‪ :‬فا‬ ‫الذي بلب بكم ا أرى؟ قالوا‪ :‬الشوق إلى الجنر‪ ،‬فصال‪ :‬ق على هللا أن يعطيكم ا ترجون‪ ،‬ثم جاوز م إلى ثةثر خفرين ففإذا‬ ‫م أشد نحوالً وتغيرا ً كأن وجو هم المرائ ن النور‪ ،‬فصال‪ :‬ا الذي بلب بكم ا أرى؟ قالوا‪ :‬نحب هللا عز وجر‪ ،‬فصفال‪ :‬أنفتم‬ ‫المصربففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففون أنففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففتم المصربففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففون أنففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففتم المصربففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففون‪.‬‬ ‫وقال عحد الوا د بن زيد‪ :‬ررت برجر قائم ف الثلج فصلت‪ :‬أ ا تجد الحر؟ فصال‪ :‬ن شغله ب هللا لم يجد الحرد‪.‬‬ ‫وعن رري السصط ‪ :‬تدعى األ م يوإ الصيا ر بأنحيائهم عليهم السةإ فيصال‪ :‬يا أ ر ورى ويا أ ر عيسفى ويفا أ فر حمفد حيفر‬ ‫المححففففففين هلل تعففففففالى فففففففإنهم ينففففففادون يففففففا أوليففففففاء هللا لمففففففوا إلففففففى هللا رففففففححانه‪ ،‬فتكففففففاد قلففففففوبهم تنخلففففففع فر ففففففاً‪.‬‬ ‫وقال رإ بن يان‪ :‬المؤ ن إذا عرف ربه عز وجر أ حه وإذا أ حه أقحر إليه‪ ،‬وإذا وجد ةوة اإلقحال إليه لم ينغر إلى الدنيا‬ ‫بعففففففين الشففففففهوة ولففففففم ينغففففففر إلففففففى اآلخففففففرة بعففففففين الفتففففففرة و فففففف تحسففففففره ففففففف الففففففدنيا وترو ففففففه ففففففف اآلخففففففرة‪.‬‬ ‫العصفول‬ ‫وقال يحيى بن عاذ‪ :‬عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضفوانه؟ ورضفوانه يسفتغرق اآل فال فكيفف حفه؟ و حفه يفد‬ ‫فكيف وده؟ ووده ينسى ا دونه فكيف لطفه؟‪.‬‬ ‫وف بعض الكتب‪ :‬عحدي أنا و صك لك حب فححص عليك كن ل‬ ‫وقال يحيى بن عاذ‪ :‬ثصال خردلر ن الحب أ ب إل‬

‫ححاً‪.‬‬

‫ن عحادة رحعين رنر بة ب‪.‬‬

‫وقال يحيى بن عاذ‪ :‬إله إن صيم بفنائك شفغول بثنائفك‪ ،‬صفغيرا ً أخفذتن إليفك ورفربلتن بمعرفتفك وأ كنتنف فن لطففك‬ ‫ونصلتن وقلحتن فف األعمفال رفترا ً وتوبفرً وز فدا ً وشفوقا ً ورضفا ً و حفا ً تسفصين فن ياضفك وتهملنف فف رياضفك ةز فا ً‬ ‫أل رل و شغوفا ً بصولك‪ ،‬ولما طر شارب والح طائري فكيف أنصرف اليوإ عنك كحيرا ً وقد اعتدت ذا نفك صفغيراً‪ ،‬فلف‬ ‫ا بصيت ولك دندنر وبالضر اعر إليك مهمر ألن حب وكر حب بححيحه شغوف وعن حير حيحه صروف‪.‬‬ ‫وقد ورد ف ب هللا تعالى ن األخحار واآلثار ا ال يدخر ف‬ ‫عناه فلنشتغر به‪.‬‬

‫صر اصر وذلك أ ر ةا ر‪ ،‬وإنمفا الغمفوض فف تحصيفق‬

‫‪ 5‬ديث ان رجة قال يا ررول هللا أن أ حك فصال ارتعد للفصر الحديث أخرجه التر ذي ن ديث عحد هللا بن نفر بلف فأعد للفصر تجفاف دون‬ ‫أخر الحديث وقال سن حريب‪.‬‬ ‫‪ 6‬ديث عمر قال نغر النح ﭬ إلى صعب بن عمير صحة وعليه أ اب كح قد تنطق به الحديث أخرجه أبو نعيم ف الحلير بارناد سن‪.‬‬ ‫‪ 7‬ديث ان ابرا يم قال لملك الموت اذا جاءه ليصحض رو ه ر رأبت خةال يصحض خليله الحديث لم أجد له أصة ديث اللهم ارزقن حك‬ ‫و ب ن يححك الحديث تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 8‬ديث قال أعراب يا ررول هللا تى الساعر قال ا أعددت لها الحديث تفق عليه ن ديث أنس و ن ديث أب ورى وابن سعود‬ ‫بنحوه‪.‬‬ ‫‪ 9‬ديث قال أعرابى يا ررول هللا تى الساعر قال ا أعددت لها الحديث تفق عليه ن ديث أنس و ن ديث أبى ورى وابن سعود‬ ‫بنحوه‪.‬‬


‫بيان حقيقة المحبة وأسبابها وتحقيق معنى محبة العبد هلل تعالى‬ ‫اعلم أن المطلب ن ذا الفصر ال ينكشف إال بمعرفر صيصر المححر ف نفورها‪ ،‬ثم عرفر شروطها وأرحابها‪ ،‬ثم النغر بعفد‬ ‫ذلك ف تحصيق عنا ا ف ق هللا تعالى‪ :‬فأول ا ينحغ أن يتحصق؛ أنه ال يتصور ححر إال بعفد عرففر وإدرال‪ ،‬إذ ال يحفب‬ ‫اإلنسان إال ا يعرفه‪ ،‬ولذلك لم يتصور أن ي تصف بالحب جماد بر و ن خاصير الح المدرل‪ ،‬ثم المدركات ف انصسا ها‬ ‫تنصسم إلى ا يوافق طحع المدرل ويةئمه ويلذه‪ ،‬وإلى ا ينافيه وينافره ويؤلمه‪ ،‬وإلى ا ال يؤثر فيه بإيةإ وإلذاذ‪ .‬فكر ا ف‬ ‫إدراكه لذة ورا ر فهو ححوب عند المدرل‪ ،‬و ا ف إدراكه ألم فهو حغوض عند المدرل و ا يخلو عن ارتعصاب ألم ولذة ال‬ ‫يوصف بكونه ححوبا ً وال كرو اً‪ ،‬فإذن كر لذيذ ححوب عند الملتذ به‪ ،‬و عنى كونه ححوبا ً أن ف الطحع يةً إليه‪ ،‬و عنى‬ ‫كونه حغوضا ً أن ف الطحع نفرة عنه‪ .‬فالحب عحارة عن ير الطحع إلى الش ء الملذ‪ ،‬فإن تأكد ذلك المير وقوي رم عشصاً‪،‬‬ ‫والحغض عحارة عن نفرة الطحع عن المؤلم المتعب‪ ،‬فإذا قوي رم صتا ً فهذا أصر ف صيصر عنى الحب ال بد فن عرفتفه‪.‬‬ ‫األصر الثان ‪ :‬أن الحب لما كان تابعفا ً لفردرال والمعرففر انصسفم ال حالفر بحسفب انصسفاإ المفدركات والحفواس فلكفر ارفر‬ ‫إدرال لنوع ن المدركات‪ ،‬ول كر وا د نها لذة ف بعض المدركات‪ ،‬وللطحع بسحب تلك اللذة ير إليها فكانت ححوبات عن‬ ‫الطحع السليم‪ .‬فلذة العين ف اإلبصار وإدرال المحصرات الجميلر والصور المليحر الحسنر المستلذة‪ ،‬ولذة األذن ف النغمات‬ ‫الطيحر المورونر‪ ،‬ولذة الشم ف الروائح الطيحر‪ ،‬ولذة الذوق ف الطعوإ‪ ،‬ولذة اللمس ف اللين والنعو ر‪.‬‬ ‫ولما كانت ذه المدركات بالحواس لذة كانت ححوبر‪ ،‬أي كان للطحع السليم ير إليها تى قال ررول هللا ﭬ‪ " :‬حب إل ن‬ ‫دنياكم ثةث‪ :‬الطيب والنساء وجعر قرة عين ف الصةة"‪ 10‬فسمى الطيب ححوبا ً و علوإ أنه ال ظ للعين والسمع فيه؛ بفر‬ ‫للشم فصط‪ ،‬ورمى النساء ححوبات وال ظ فيهن إال للحصفر واللمفس دون الشفم والفذوق والسفمع‪ ،‬ورفمى الصفةة قفرة عفين‬ ‫وجعلها أبلب المححوبات و علوإ أنه ليس تحغى بها الحواس الخمس‪ ،‬بر س رادس غنته الصلب ال يدركه إال فن كفان لفه‬ ‫قلب‪ .‬ولذات الحواس الخمس تشارل فيها الحهائم اإلنسان‪ ،‬فإن كان الحب صصفورا ً علفى فدركات الحفواس الخمفس ‪ -‬تفى‬ ‫يصال إن هللا تعالى ال يدرل بالحواس وال يتمثر ف الخيال فة يحب ‪ -‬فإذن قد بطلت خاصير اإلنسان و ا تميز به ن الحفس‬ ‫السادس الذي يعحر عنه إ ا بالعصر أو بالنور أو بالصلب أو بما شئت ن العحارات‪ ،‬فة شا ر فيه و يهات‪ ،‬فالحصيرة الحاطنر‬ ‫أقوى ن الحصر الغا ر‪ ،‬والصلب أشد إدراكا ً ن العين‪ ،‬وجمال المعان المدركر بالعصر أعغفم فن جمفال الصفور الغفا رة‬ ‫لألبصار‪ ،‬فتكون ال حالر لذة الصلب بما يدركفه فن األ فور الشفريفر اإللهيفر التف تجفر عفن أن تفدركها الحفواس أتفم وأبلفب‪،‬‬ ‫فيكون ير الطحع السليم والعصر الصحيح إليه أقوى‪ ،‬وال عنى للحب إال المير إلى ا ف إدراكه لذة ‪ -‬كما رفيأت تفصفيله ‪-‬‬ ‫فة ينكر إذن ب هللا تعالى إال ن قعد به الصصور ف درجر الحهائم فلم يجاوز إدرال الحواس أصةً‪.‬‬ ‫األصر الثالث‪ :‬أن اإلنسان ال يخفى أنه يحب نفسه وال يخفى أنه قد يحب حيره ألجر نفسه‪ ،‬و ر يتصور أن يحب حيره لذاته‬ ‫ال ألجر نفسه؟ ذا ما قد يشكر على الضعفاء تى يغنون أنه ال يتصور أن يحب اإلنسان حيره لذاته ا لم يرجع نه فظ‬ ‫إلى المحب روى إدرال ذاته‪ .‬والحق أن ذلك تصور و وجود‪ ،‬فلنحين أرحاب المححر وأقسفا ها‪ ،‬وبيانفه أن المححفوب األول‬ ‫عند كر ‪ :‬نفسه وذاته‪ ،‬و عنى حه لنفسه أن ف طحعه يةً إلفى دواإ وجفوده‪ ،‬ونففرة عفن عد فه و ةكفه‪ ،‬ألن المححفوب‬ ‫بالطحع و المةئم للمحب‪ ،‬وأي ش ء أتم ةء ر ن نفسه ودواإ وجفوده؟ وأي شف ء أعغفم ضفادة و نفافرة لفه فن عد فه‬ ‫و ةكه؟ فلفذلك يحفب اإلنسفان دواإ ا لوجفود ويكفره المفوت والصتفر‪ ،‬ال لمجفرد فا يخاففه بعفد المفوت وال لمجفرد الحفذر فن‬ ‫ركرات الموت‪ ،‬بر لو اختطف ن حير ألم وأ يت ن حير ثواب وال عصاب لم يرض به وكان كار ا ً لذلك‪ ،‬وال يحب الموت‬ ‫والعدإ والمحض إال لمصاراة ألم ف الحياة‪ .‬و هما كان حتلى بحةء فمححوبه زوال الحةء‪ ،‬فإن أ ب العدإ لم يححفه ألنفه عفدإ‬ ‫بر ألن فيه زوال الحةء‪ ،‬فالهةل والعدإ مصوت ودواإ الوجود ححوب‪ ،‬وكما أن دواإ الوجود ححوب فكمال الوجود أيضا ً‬ ‫فاقد للكمال‪ ،‬والنص عدإ باإلضافر إلى الصدر المفصود و و ةل بالنسحر إليه‪ .‬والهةل والعدإ مصوت ف الصفات‪ ،‬وكمال‬ ‫الوجود كما أنه مصوت ف أصر الذات ووجود صفات الكمال ححوب‪ ،‬كما أن دواإ أصر الوجود ححوب‪ ،‬و ذه حريزة ف‬ ‫الطحاع بحكم رنر هللا تعالى "ولن تجد لسنر هللا تحديةً "‪.‬‬ ‫فإذن المححوب األول لرنسان ذاته‪ ،‬ثم رة ر أعضاءه‪ ،‬ثم الفه وولفده وعشفيرته وأصفدقائه‪ ،‬فاألعضفاء ححوبفر ورفة تها‬ ‫طلوبر ألن كمال الوجود ودواإ الوجود وقوف عليها‪ ،‬والمال ححوب ألنه أيضا ً لر ف دواإ الوجفود وكمالفه وكفذا رفائر‬ ‫األرحاب‪ ،‬فاإلنسان يحب ذه األشياء ال ألعيانها بر الرتحاط غه ف دواإ الوجود وكماله بها‪ ،‬تى إنه ليحب ولده وإن كان‬ ‫ال يناله نه ظ بر يتحمر المشاق ألجله ألنه يخلفه ف الوجود بعد عد ه‪ ،‬فيكون ف بصاء نسله نوع بصاء له‪ ،‬فلفرط حه فف‬ ‫بصاء نفسه يحب بصاء ن و قائم صا ه وكأنه جزء نه لما عجز عن الطمع ف بصاء نفسفه أبفداً‪ ،‬نعفم لفو خيفر بفين قتلفه وقتفر‬ ‫ولده ‪ -‬وكان طحعه باقيا ً على اعتداله‪ -‬ثر بصفاء نفسف ه علفى بصفاء ولفده‪ ،‬ألن بصفاء ولفده يشفحه بصفاءه فن وجفه ولفيس فو بصفاءه‬ ‫المحصق‪ ،‬وكذلك حه ألقاربه وعشيرته يرجع إلى حه لكمال نفسه فإنه يرى نفسه كثيرا ً بهم قويا ً بسححهم تجمةً بكمالهم‪ ،‬فإن‬ ‫العشيرة والمال واألرحاب الخارجر كالجناح المكمر لرنسان‪ ،‬وكمال الوجود ودوا ه ححوب بالطحع ال حالر فإذن المححوب‬ ‫ذاته وكمال ذاته ودواإ ذلك كله‪ ،‬والمكروه عنده ضد ذلك فهذا و أول األرحاب‪.‬‬ ‫األول عند كر‬

‫‪10‬‬

‫ديث حب إل‬

‫ن دنياكم ثةث‪ :‬الطيب والنساء أخرجه النسائ‬

‫ن ديث أنس دون قوله ثةث وقد تصدإ‪.‬‬


‫السحب الثان ‪ :‬اإل سان‪ ،‬فإن اإلنسان عحد اإل سان‪ ،‬وقد جحلت الصلوب على ب ن أ سن إليها وبغض ن أراء إليها‪ ،‬وقال‬ ‫ررول هللا ﭬ‪ " :‬اللهم ال تجعر لفاجر عل يدا ً فيححه قلح "‪ 11‬إشارة إلى أن ب الصلفب للمحسفن اضفطرارا ً ال يسفتطاع دفعفه‪،‬‬ ‫و و جحلر وفطرة ال رحير إلى تغيير ا‪ ،‬وبهذا السحب قد يحب اإلنسان األجنح الذي ال قرابر بينه وبينه وال عةقر‪ ،‬و ذا إذا‬ ‫صق رجع السحب األول‪ ،‬فإن المحسن ن أ د بالمال والمع ونر ورائر األرفحاب الموصفلر إلفى دواإ الوجفود وكمفال الوجفود‬ ‫و صول الحغوة الت بها يتهيأ الوجود‪ ،‬إال أن الفرق أن أعضاء اإلنسان ححوبر ألن بها كمال وجوده و ف عفين الكمفال‬ ‫المطلففوب‪ ،‬فأ ففا المحسففن فلففيس ففو عففين الكمففال المطلففوب ولكففن قففد يكففون رففححا ً لففه كالطحيففب يكففون رففححا ً فف دواإ صففحر‬ ‫األعضاء‪ ،‬ففرق بين ب الصحر وبين ب الطحيب الذي و رحب الصحر‪ ،‬إذ الصحر طلوبر لفذاتها والطحيفب ححفوب ال‬ ‫لذاته بر ألنه رحب الصحر وكذلك العلم ححوب واألرتاذ ححوب‪ ،‬ولكن العلم ححوب لذاتفه واألرفتاذ ححفوب لكونفه رفحب‬ ‫العلم المححوب‪ .‬وكذلك الطعاإ والشراب ححوب والدنانير ححوبر‪ ،‬لكن الطعاإ ححوب لذاته والدنانير ححوبر ألنها ورفيلر‬ ‫إلى الطعاإ‪ .‬فإذن يرجع الفرق إلى تفاوت الرتحر‪ ،‬وإال فكفر وا فد يرجفع إلفى ححفر اإلنسفان نفسفه‪ ،‬فكفر فن أ فب المحسفن‬ ‫إل سانه فما أ ب ذاته تحصيصا ً بر أ ب إ سانه و و فعر ن أفعاله لو زال زال الحب ع بصاء ذاته تحصيصاً‪ ،‬ولفو نصف نصف‬ ‫الحب ولو زاد زاد‪ ،‬ويتطرق إليه الزيادة والنصصان بحسب زيادة اإل سان ونصصانه‪.‬‬ ‫السحب الثالث‪ :‬أن يحب الش ء لذاته ال لحظ ينال نه وراء ذاته‪ ،‬بر تكون ذاته عين غفه‪ ،‬و فذا فو الحفب الحصيصف الحفالب‬ ‫الذي يوثق بدوا ه‪ ،‬وذلك كحب الجمال والحسن ‪ ،‬فإن كر جمال ححوب عند درل الجمال وذلك لعفين الجمفال‪ ،‬ألن إدرال‬ ‫الجمال فيه عين اللذة‪ ،‬واللذة ححوبر لذاتها ال لغير ا‪ ،‬وال تغنن أن ب الصور الجميلر ال يتصور إال ألجر قضاء الشفهوة‬ ‫فإن قضاء الشهوة لذة أخرى قد تحب الصور الجميلر ألجلها‪ ،‬وإدرال نفس الجمال أيضا ً لذيذ فيجوز أن يكون ححوبا ً لذاته‪،‬‬ ‫وكيف ينكر ذلك والخضرة والماء الجاري ححوب ال ليشرب الماء وتؤكر الخضرة أو ينفال نهفا فظ رفوى نففس الرؤيفر؟‬ ‫وقففد كففان ررففول هللا ﭬ يعجحففه الخضففرة والمففاء الجففاري‪ 12‬والطحففاع السففليمر قاضففير بارففتلذاذ النغففر إلففى األنففوار واألز ففار‬ ‫واألطيار المليح ر األلوان الحسنر النص المتنارحر الشكر‪ ،‬تى إن اإلنسان لتنفرج عنه الغموإ والهموإ بالنغر إليها ال لطلب‬ ‫ظ وراء النغر‪ .‬فهذه األرحاب لذة وكر لذيذ ححوب‪ ،‬وكر سفن وجمفال ففة يخلفو إدراكفه عفن لفذة‪ ،‬وال أ فد ينكفر كفون‬ ‫الجمال ححوبا ً بالطحع‪ ،‬فإن ثحت أن هللا جمير كان ال حالر ححوبا ً عند ن انكشف له جماله وجةله كما قال ررول هللا ﭬ‪" :‬‬ ‫‪13‬‬ ‫إن هللا جمير يحب الجمال"‪.‬‬ ‫األصر الرابع‪ :‬ف بيان عنى الحسن والجمال؛ اعلم أن المححوس ف ضيق الخياالت والمحسورات ربما يغن أنه ال عنى‬ ‫للحسن والجمال إال تنارب الخلصر والشكر و سن اللون‪ ،‬وكون الحيفاض شفربا ً بفالحمرة وا تفداد الصا فر إلفى حيفر ذلفك مفا‬ ‫يوصف ن جمال شخ اإلنسان‪ ،‬فإن الحسن األحلب على الخلفق سفن اإلبصفار‪ ،‬وأكثفر التففاتهم إلفى صفور األشفخا‬ ‫فيغن أن ا ليس حصرا ً وال تخيةً وال تشكةً وال لونا ً صدر فة يتصور سنه‪ ،‬وإذا لم يتصور سنه لم يكن ف إدراكه‬ ‫لذة فلم يكن ححوباً‪ .‬و ذا خطفأ ةفا ر ففإن الحسفن لفيس صصفورا ً علفى فدركات الحصفر وال علفى تنارفب الخلصفر وا تفزاج‬ ‫الحياض بالحمرة‪ ،‬فإنا نصول ذا خط سن و ذا صوت سن و ذا فرس سن‪ ،‬بر نصول ذا ثفوب سفن و فذا إنفاء سفن‪،‬‬ ‫فأي عنى لحسن الصوت والخط ورائر األشياء إن لم يكن الحسن إال ف الصورة؟ و علوإ أن العين تستلذ بالنغر إلى الخط‬ ‫الحسن‪ ،‬واألذن تستلذ ارتماع النغمات الحسنر الطيحر و ا ن ش ء ن المدركات إال و و نصسم إلى سن وقحيح‪ ،‬فما عنى‬ ‫الحسن الذي تشترل فيه ذه األشفياء؟ ففة بفد فن الححفث عنفه‪ .‬و فذا الححفث يطفول‪ ،‬وال يليفق بعلفم المعا لفر اإلطنفاب فيفه‪،‬‬ ‫فنصرح بالحق ونصول‪ :‬كر ش ء فجماله و سنه ف أن يحضر كماله الةئق به الممكن له‪ ،‬فإذا كفان جميفع كماالتفه اضفرة‬ ‫فهو ف حاير الجمال‪ ،‬وإن كان الحاضر بعضها فله ف الحسن والجمال بصدر ا ضر‪ ،‬فالفرس الحسن و الذي جمع كر ا‬ ‫يليق بالفرس ن يئر وشكر ولون و سن عدو وتيسر كر وفر عليه‪ ،‬والخط الحسن كر ا جمع ا يليق بفالخط فن تنارفب‬ ‫الحروف وتوازيها وارتصا ر ترتيحها و سن انتغا ها‪ ،‬ولكر ش ء كمال يليق به وقد يليفق بغيفره ضفده فحسفن كفر شف ء فف‬ ‫كماله الذي يليق به‪ .‬فة يحسن اإلنسان بما يحسن به الفرس‪ ،‬وال يحسن الخط بما يحسن به الصوت‪ ،‬وال تحسن األوان بما‬ ‫تحسن به الثياب‪ ،‬وكذلك رائر األشياء‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬فهذه األشياء وإن لم تدرل جميعها بحس الحصر ثر األصوات والطعوإ فإنها ال تنفك عن إدرال الحواس لها فه‬ ‫حسورات‪ ،‬وليس ينكر الحسن والجمفال للمحسورفات‪ ،‬وال ينكفر صفول اللفذة بفإدرال سفنها‪ ،‬وإنمفا ينكفر ذلفك فف حيفر‬ ‫المدرل بالحواس؟ فاعلم أن الحسن والجمال وجود ف حير المحسورات إذ يصفال‪ :‬فذا خلفق سفن و فذا علفم سفن و فذه‬ ‫ريرة سنر و ذه أخةق جميلر‪ ،‬وإنما األخةق الجميلر يراد بها العلم والعصر والعفر والشجاعر والتصوى والكرإ ورائر خةل‬ ‫الخير‪ ،‬وش ء ن ذه الصفات ال يدرل بالحواس الخمس بر يدرل بنور الحصيرة الحاطنر‪ ،‬وكر ذه الخةل الجميلر ححوبر‬ ‫والموصوف بها ححوب بالطحع عند ن عفرف صففاته‪ ،‬و يفر ذلفك وأن األ فر كفذلك أن الطحفاع جحولفر علفى فب األنحيفاء‬ ‫صلوات هللا عليهم وعلى ب الصحابر رض هللا تعالى عنهم ع أن هم لم يشا دوا‪ ،‬بفر فب أربفاب المفذا ب ثفر الشفافع‬

‫‪11‬‬

‫ديث اللهم ال تجعر لكافر على يدا فيححه قلح رواه أبو نصور الديلم‬

‫سند الفردوس‪ :‬ن ديث عاذ بن جحر بسند ضعيف نصطع وقد‬

‫تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 12‬ديث‪ :‬كان يعجحه الخضرة والماء الجاري أخرجه أبو نعيم ف الطب النحوي ن ديث ابن عحاس ان النح ﭬ كان يحب أن ينغر إلى‬ ‫الخضرة وإلى الماء الجاري وإرناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 13‬ديث إن هللا جمير يحب الجمال رواه سلم ف أثناء ديث البن سعود‪.‬‬


‫وأب نيفر و الك وحير م‪ ،‬تى أن الرجر قد يجاوز به حه لصا ب ذ حه فد العشفق فيحملفه ذلفك علفى أن تنففق جميفع‬ ‫اله ف نصرة ذ حه والذب عنه ويخاطر برو ه ف قتال ن يطعن ف إ ا ه و تحوعه‪ .‬فكم ن دإ أريق ف نصرة أرباب‬ ‫المذا ب‪ ،‬وليت شعري ن يحب الشافع ثةً فلفم يححفه ولفم يشفا د قفط صفورته؟ ولفو شفا ده ربمفا لفم يستحسفن صفورته‪،‬‬ ‫فارتحسانه الذي مله على إفراط الحب و لصورته الحاطنر ال لصورته الغا رة‪ ،‬فإن صورته الغا رة قد انصلحت ترابا ً ع‬ ‫التراب‪ ،‬وإنما يححه لصفاته الحاطنر ن الدين وال تصوى وحزارة العلم واإل اطر بمدارل الفدين وانتهاضفه إلففادة علفم الشفرع‬ ‫ولنشره ذه الخيرات ف العالم‪ ،‬و ذه أ ور جميلر ال يدرل جمالها إال بنور الحصيرة‪ ،‬فأ ا الحفواس فصاصفرة عنهفا‪ .‬وكفذلك‬ ‫ن يحب أبا بكر الصديق رض هللا عنه ويفضله على حيره‪ ،‬أو يحب عليا ً رض هللا تعالى عنه ويفضله ويتعصب له‪ ،‬ففة‬ ‫يححهم إال الرتحسان صور م الحاطنر فن العلفم والفدين والتصفوى والشفجاعر والكفرإ وحيفره‪ .‬فمعلفوإ أن فن يحفب الصفديق‬ ‫رض هللا تعالى عنه ثةً ليس يحب عغمه ولحمه وجلده وأطرافه وشكله إذ كر ذلك زال وتحدل وانعدإ‪ ،‬ولكن بص ا كفان‬ ‫صادر السير الجميلر‪ ،‬فكان الحب باقيا ً بحصفاء تلفك الصففات فع زوال‬ ‫الصديق به صديصا ً و الصفات المحمودة الت‬ ‫جميع الصور‪ ،‬وتلك الصففات ترجفع جملتهفا إلفى العلفم والصفدرة إذا علفم صفائق األ فور وقفدر علفى مفر نفسفه عليهفا بصهفر‬ ‫شهواته‪ ،‬فجميع خةل الخير يتشعب على ذين الوصففين‪ ،‬و مفا حيفر فدركين بفالحس‪ ،‬و حلهمفا فن جملفر الحفدن جفزء ال‬ ‫يتجزأ فهو المححوب بالحصيصر‪ .‬وليس للجزء الذي ال يتجزأ صورة وشكر ولون يغهر للحصر تى يكون ححوبا ً ألجلفه ففإذن‬ ‫الجمال وجود ف السير‪ ،‬ولو صدرت السيرة الجميلر ن حير علم وبصفيرة لفم يوجفب ذلفك حفا ً ففالمححوب صفدر السفير‬ ‫الجميلر‪ ،‬و األخةق الحميدة والفضائر الشريفر‪ ،‬وترجع جملتها إلى كمال العلم والصدرة و و ححوب بالطحع وحير درل‬ ‫بالحواس‪ ،‬تى إن الصح المخلى وطحعه إذ أردنا أن نححب إليه حائحا ً أو اضرا ً يا ً أو يتا ً لم يكن لنا رحير إال باإلطنفاب‬ ‫ف وصفه بالشجاعر والكرإ والعلم ورائر الخصال الحميدة‪ ،‬فمهما اعتصد ذلك لم يتمالك ف نفسه ولم يصدر أن ال يححه‪ ،‬فهفر‬ ‫حلب الصحابر رض هللا تعالى عنهم وبغض أب جهر وبغض إبليس لعنه هللا إال باإلطنفاب فف وصفف المحارفن والمصفابح‬ ‫الت ال تدرل بالحواس؟ بر لما وصف الناس اتما ً بالسخاء ووصفوا خالدا ً بالشجاعر أ حتهم الصلوب حفا ً ضفرورياً‪ ،‬ولفيس‬ ‫ذلك عن نغر إلى صورة حسورر وال عن ظ يناله المحب نهم‪ ،‬بر إذا ك ن ريرة الملول ف بعفض أقطفار األرض‬ ‫العدل واإل سان وإفاضر الخير حلب حه على الصلوب ع اليأس ن انتشار إ سانه إلى المححين لحعد المزار ونأي الديار‪.‬‬ ‫فإذن ليس ب اإلنسان صصفورا ً علفى فن أ سفن إليفه‪ ،‬بفر المحسفن فف نفسفه ححفوب وإن كفان ال ينتهف قفط إ سفانه إلفى‬ ‫المحب‪ ،‬ألن كر جمال و سن فهو ححوب‪ ،‬والصورة ةا رة وباطنر والحسن والجمال يشملهما‪ ،‬وتفدرل الصفور الغفا رة‬ ‫بالحصر الغا ر والصور الحاطنر بالحصيرة الحاطنر؛ فمن رإ الحصيرة الحاطنفر ال يفدركها وال يلتفذ بهفا وال يححهفا وال يميفر‬ ‫إليها‪ ،‬و ن كانت الحاطنر أحلب عليه ن الحواس الغا رة كان حه للمعان الحاطنر أكثر ن حه للمعفان الغفا رة‪ ،‬فشفتان‬ ‫بين ن يحب نصشا ً صورا ً على الحائط لجمال صورته الغا رة وبين ن يحب نحيا ً ن األنحياء لجمال صورته الحاطنر‪.‬‬ ‫السحب الخا س‪ :‬المنارحر الخفير بين المحب والمححوب‪ ،‬إذ رب شخصين تأكفد المححفر بينهمفا ال بسفحب جمفال أو فظ ولكفن‬ ‫بمجفرد تنارفب األراوح كمفا قفال ﭬ‪ " :‬فمفا تعفارف نهفا ائتلفف و فا تنفاكر نهفا اختلفف"‪ . 14‬وقفد صصنفا ذلفك فف كتفاب داب‬ ‫الصححر عند ذكر الحب ف هللا فليطلب نه ألنه أيضا ً ن عجائب أرحاب الحب فإذن ترجع أقساإ الحب إلى خمسفر أرفحاب‪:‬‬ ‫و و حاإلنسان وجود نفسه وكماله وبصائه‪ .‬و حه ن أ سن إليه فيما يرجع إلى دواإ وجوده ويعين على بصائه ودفع المهلكات‬ ‫عنه‪ .‬و حه ن كان حسنا ً ف نفسه إلى الناس وإن لم يكفن حسفنا ً إليفه‪ .‬و حفه لكفر فا فو جميفر فف ذاتفه؛ رفواء كفان فن‬ ‫الصور الغا رة أو الحاطنر‪ .‬و حه لمفن بينفه وبينفه نارفحر خفيفر فف الحفاطن‪ .‬فلفو اجتمعفت فذه األرفحاب فف شفخ وا فد‬ ‫تضاعف الحب ال حالر‪ ،‬كما لو كان اإلنسان ولد جمير الصورة سن الخلق كا فر العلفم سفن التفدبير حسفن إلفى الخلفق‬ ‫و حسن إلى الوالد كان ححوبا ً ال حالر حاير الحب‪ ،‬وتكون قوة الحب بعد اجتماع ذه الخصال بحسب قوة ذه الخةل ف‬ ‫نفسها‪ ،‬ففإن كانفت فذه الصففات فف أقصفى درجفات الكمفال كفان الحفب ال حالفر فف أعلفى الفدرجات‪ .‬فلصحفين اآلن أن فذه‬ ‫األرحاب كلها ال يتصور كمالها واجتماعها إال ف ق هللا تعالى فة يستحق المححر بالحصيصر إال هللا رححانه وتعالى‪.‬‬ ‫بيان أن المستحق للمحبة هو هللا وحده‬ ‫وأن ن أ ب حير هللا ال ن يث نسحته إلى هللا فذلك لجهله وقصوره فف عرففر هللا تعفالى‪ ،‬و فب الررفول ﭬ حمفود ألنفه‬ ‫عففين ففب هللا تعففالى‪ ،‬وكففذلك ففب العلمففاء واألتصيففاء ألن ححففوب المححففوب ححففوب وررففول المححففوب ححففوب و حففب‬ ‫المححوب ححوب‪ ،‬وكر ذلك يرجع إلى ب األصر فة يتجاوزه إلى حيره‪ ،‬فة ححوب بالحصيصفر عنفد ذوي الحصفائر إال هللا‬ ‫تعالى وال ستحق للمححر رواه‪ ،‬وإيضا ه بأن نرجفع إلفى األرفحاب الخمسفر التف ذكرنا فا ونحفين أنهفا جتمعفر فف فق هللا‬ ‫تعالى بجملتها وال يوجد ف حيره إال اد ا‪ ،‬وأنها صيصر ف ق هللا تعالى‪ ،‬ووجود ا ف ق حيره و م وتخير و و جاز‬ ‫حض ال صيصر له‪ ،‬و هما ثحت ذلك انكشف لكر ذي بصفيرة ضفد فا تخيلفه ضفعفاء العصفول والصلفوب فن ارفتحالر فب هللا‬ ‫تعالى تحصيصاً‪ ،‬وبان أن التحصيق يصتض أن ال تحب أ دا ً حير هللا تعالى‪.‬‬ ‫فأ ا السحب األول‪ :‬و و ب اإلنسان نفسه وبصاءه وكماله ودواإ وجوده‪ ،‬وبغضه لهةكه وعد ه ونصصانه وقواطع كماله فهذه‬ ‫جحلر كر ‪ ،‬وال يتصور أن ينفك عنها‪ ،‬و ذا يصتض حاير المححر هلل تعالى فإن ن عرف نفسه وعرف ربفه عفرف قطعفا ً‬

‫‪14‬‬

‫ديث فما تعارف نها ائتلف أخرجه سلم ن أب‬

‫ريرة وقد تصدإ ف‬

‫داب الصححر‪.‬‬


‫أنه ال وجود له ن ذاته وإنما وجود ذاته ودواإ وجوده وكمال وجوده ن هللا وإلى هللا وباهلل‪ ،‬فهو المخترع الموجد لفه و فو‬ ‫المحص له و و المكمر لوجوده بخلق صفات الكمال وخلق األرحاب الموصلر إليه ذو خلق الهداير إلى ارتعمال األرحاب‪ ،‬وإال‬ ‫فالعحد ن يث ذاته ال وجود له ن ذاته‪ ،‬بر و حو حض وعدإ صرف لوال فضر هللا تعالى عليه باإليجفاد‪ ،‬و فو الفك‬ ‫عصيب وجوده لوال فضر هللا عليه باإلبصاء‪ ،‬و و ناق بعد الوجود لوال فضر هللا عليفه بالتكميفر لخلصتفه وبالجملفر فلفيس فف‬ ‫الوجود ش ء له بنفسه قواإ إال الصيوإ الح الذي و قائم بذاته‪ ،‬وكر ا رواه قفائم بفه ففإن أ فب العفارف ذاتفه ووجفود ذاتفه‬ ‫ستفاد ن حيره‪ ،‬فحالضرورة يحب المفيد لوجوده والمديم له إن عرفه خالصفا ً وجفدا ً و خترعفا ً حصيفا ً وقيو فا ً بنفسفه و صو فا ً‬ ‫لغيره‪ ،‬فإن كان ال يححه فهو لجهله بنفسه وبربه‪ ،‬والمححر ثمرة المعرفر فتنعفدإ بانعفدا ها وتضفعف بضفعفها وتصفوى بصوتهفا‪،‬‬ ‫ولذلك قال الحس ن الحصفري ر مفه هللا تعفالى‪ :‬فن عفرف ربفه أ حفه و فن عفرف الفدنيا ز فد فيهفا‪ .‬وكيفف يتصفور أن يحفب‬ ‫اإلنسان نفسه وال يحب ربفه الفذي بفه قفواإ نفسفه؟ و علفوإ أن المحتلفى بحفر الشفمس لمفا كفان يحفب الغفر فيحفب بالضفرورة‬ ‫األشجار الت بها قواإ الغر‪ ،‬وكر ا ف الوجفود باإلضفافر إلفى قفدرة هللا تعفالى فهفو كالغفر باإلضفافر إلفى الشفجر والنفور‬ ‫باإلضافر إلى الشمس فإن الكر ن ثار قدرته‪ ،‬ووجود الكر تابع لوجوده‪ ،‬كما أن وجفود النفور تفابع للشفمس ووجفود الغفر‬ ‫تابع للشجر‪ ،‬بر ذا المثال صحيح باإلضافر إلى أو اإ العواإ إذ تخيلوا أن النور أثر الشمس وفائض نها و وجود بها‪ ،‬و و‬ ‫خطأ حض إذا انكشف ألرباب الصلوب انكشافا ً أةهر ن شا دة األبصار أن النور اصر ن قدرة هللا تعالى اختراعا ً عند‬ ‫وقوع المصابلر بين الشمس واألجساإ الكثيفر‪ ،‬كما أن نور الشمس وعينها وشكلها وصورتها أيضا ً اصر ن قدرة هللا تعالى‪،‬‬ ‫ولكن الغرض ن األ ثلر التفهيم فة يطلب فيها الحصائق‪ .‬فإذن إن كان ب اإلنسان نفسه ضروريا ً فححه لمفن بفه قوا فه أوالً‬ ‫ودوا ه ثانيا ً ف أصله وصفاته وةا ره وباطنه وجوا ره وأعراضه أيضا ً ضروري‪ ،‬إن عفرف ذلفك كفذلك و فن خفة عفن‬ ‫الحب ذا فألنه اشتغر بنفسه وشهواته وذ ر عن ربه وخالصه فلم يعرفه ق عرفته وقصر نغره على شهواته و حسوراته‪،‬‬ ‫و و عالم الشهادة الذي يشاركه الحهائم ف التنعم به واالتساع فيه دون عالم الملكوت الذي ال يطأ أرضه إال فن يصفرب إلفى‬ ‫شحه ن المةئكر‪ ،‬فينغر فيه بصدر قربه ف الصفات ن المةئكر ويصصر عنه بصدر انحطاطه إلى ضيض عالم الحهائم‪.‬‬ ‫وأ ا السحب الثان ‪ :‬و و حه ن أ سن عليه فواراه بماله والطفه بكة ه وأ ده بمعونته وانتدب لنصرته وقمع أعدائفه وقفاإ‬ ‫بدفع شر األشرار عنه وانتهض وريلر إلى جميع غوةه وأحراضه ف نفسه وأوالده وأقاربه فإنه ححوب ال حالفر عنفده‪.‬‬ ‫و ذا بعينه يصتض أن ال يحب إال هللا تعالى فإنه لو عرف ق المعرفر لعلم أن المحسن إليه و هللا تعفالى فصفط‪ ،‬فأ فا أنفواع‬ ‫إ سانه إلى كر عحيده فلست أعد ا إذ ليس يحيط بها صر اصر كما قال تعالى‪" :‬وإن تعدوا نعمفر هللا ال تحصفو ا " وقفد‬ ‫أشرنا إلى طرف نه ف كتاب الشكر‪ .‬ولكنا نصتصر اآلن على بيان أن اإل سان ن الناس حير تصور إال بالمجفاز‪ ،‬وإنمفا‬ ‫المحسن و هللا تعالى‪ .‬ولنفرض ذلك فيمن أنعم عليك بجميع خزائنه و كنك نها لتتصرف فيها كيف تشاء فإنك تغن أن ذا‬ ‫اإل سان نه‪ ،‬و و حلط فإنه إنما تم إ سانه به وبماله وبصدرته وبداعيته الحاعثر له على صرف المال إليك‪ ،‬فمفن الفذي أنعفم‬ ‫ب خلصه وخلق اله وخلق قدرته وخلق إرادته وداعيته و ن الذي ححك إليه وصفرف وجهفه إليفك وألصفى فف نفسفه أن صفةح‬ ‫دينه أو دنياه ف اإل سان إليك؟ ولوال كر ذلك لما أعطال حر ن اله‪ ،‬و هما رفلط هللا عليفه الفدواع وقفرر فف نفسفه أن‬ ‫صةح دينه أو دنياه ف أن يسلم إليك اله كان صهورا ً ضطرا ً ف التسليم ال يستطيع خالفته‪ ،‬فالمحسن و الفذي اضفطره‬ ‫لك ورخره ورلط عليه الفدواع الحاعثفر المر صفر إلفى الفعفر‪ ،‬وأ فا يفده فوارفطر يصفر بهفا إ سفان هللا إليفك وصفا ب اليفد‬ ‫ضطر ف ذلك اضطرارا ً جرى الماء ف جريان الماء فيه‪ ،‬فإن اعتصدته حسنا ً أو شكرته ن يث و بنفسه ال ن يث‬ ‫و وارطر كنت جا ةً بحصيصر األ ر‪ ،‬فإنه ال يتصور اإل سان ن اإلنسان إال إلى نفسه‪ ،‬أ ا اإل سان إلى حيفره فمحفال فن‬ ‫المخلوقين‪ ،‬ألنه ال يحذل اله إال لغرض له الحذل إ ا جر و و الثواب وإ ا عاجر و و المنر واالرتسخار أو الثناء والصيت‬ ‫واالشتها ر بالسخاء والكرإ أو جذب قلوب الخلق إلى الطاعر والمححر‪ ،‬وكما أن اإلنسان ال يلص اله ف الححر إذ ال حرض‬ ‫له فيه فة يلصيه ف يد إنسان إال لغرض له فيه‪ ،‬وذلك الغرض و طلوبه و صصده‪ ،‬وأ ا أنت فلست صصودا ً بر يدل لر له‬ ‫ف الصفحض تفى يحصفر حرضفه فن الفذكر والثنفاء أو الشفكر أو الثفواب بسفحب قحضفك المفال‪ ،‬فصفد ارتسفخرل فف الصفحض‬ ‫للتوصر إلى حرض نفسه فهو إذن حسن إلى نفسه و عتاض عمفا بذلفه فن الفه عوضفا ً فو أرجفح عنفده فن الفه‪ ،‬ولفوال‬ ‫رجحان ذلك الحظ عنده لما نزل عن اله ألجلك أصةً الحتر‪ ،‬فإذن و حير ستحق للشكر والحب ن وجهين‪.‬‬ ‫أ د ما أنه ضطر بتسليط هللا الدواع عليه فة قدرة له على المخالفر‪ ،‬فهو جار جرى خازن األ يفر فإنفه ال يفرى حسفنا ً‬ ‫بتسليم خلعر األ ير إلى ن خلع عليه‪ ،‬ألنه ن جهر األ ير ضطر إلى الطاعر واال تثال لما يررمه وال يصدر على خالفته‪،‬‬ ‫ولو خةه األ ير ونفسه لما رلم ذلك‪ .‬فكذ لك كر حسن لو خةه هللا ونفسه لم يحذل حر ن اله تى رلط هللا الدواع عليفه‬ ‫وألصفففففففففففففففففى فففففففففففففففففف نفسفففففففففففففففففه أن غفففففففففففففففففه دينفففففففففففففففففا ً ودنيفففففففففففففففففا فففففففففففففففففف بذلفففففففففففففففففه فحذلفففففففففففففففففه لفففففففففففففففففذلك‪.‬‬ ‫والثان أنه عتاض عما بذله غا ً أوفى عنده وأ ب ما بذله‪ ،‬فكما ال يعد الحائع حسنا ً ألنه بذل بعوض و أ ب عنده ما‬ ‫بذله‪ ،‬فكذلك الوا ب اعتاض الثواب أو الحمد والثناء أو عوضا ً خفر‪ ،‬ولفيس فن شفرط العفوض أن يكفون عينفا ً تمفوالً بفر‬ ‫الحغوة كلها أعواض تسفتحصر األ فوال واألعيفان باإلضفافر إليهفا‪ ،‬فاإل سفان فف الجفود‪ ،‬والجفود فو بفذل المفال فن حيفر‬ ‫عوض و ظ يرجع إلى الحاذل‪ ،‬وذلك حال ن حير هللا رححانه فهو الذي أنعم على العالمين إ سانا ً إلفيهم وألجلهفم ال لحفظ‬ ‫وحرض يرجع إليه فإنه يتعالى عن األحراض فلفظ الجود واإل سان ف فق حيفره كفذب أو جفاز‪ ،‬و عنفاه فف فق حيفره‬ ‫حال و متنع ا تناع الجمع بين السواد والحياض‪ ،‬فهو المنفرد بالجود واإل سان والطول واال تنان‪ ،‬فإن كان ف الطحع ب‬ ‫المحسن فينحغ أن ال يحب العارف إال هللا تعالى‪ ،‬إذ اإل سان ن حيره حال فهو المستحق لهذه المححر و فده‪ ،‬وأ فا حيفره‬ ‫فيستحق المححر على اإلنسان بشرط الجهر بمعنى اإل سان و صيصته‪.‬‬ ‫وأ ا السحب الثالث‪ :‬و و حك المحسن ف نفسه وإلى لم يصر إليك إ سانه‪ ،‬و ذا أيضا ً وجفود فف الطحفاع‪ ،‬فإنفه إذا بلغفك‬ ‫خحر لك عابد عادل عالم رفيق بالناس تلطف بهم تواضع لهم و و ف قطر ن أقطار األرض بعيد عنك وبلغك خحر لك‬


‫خر ةالم تكحر فارق تهتك شرير و و أيضا ً بعيد عنك؛ فإنك تجد ف قلحك تفرقر بينهما إذ تجد ف الصلفب فيةً إلفى األول‬ ‫و و الحب‪ ،‬ونفرة عن الثان و و الحغض‪ ،‬ع أنك يس ن خير األول و ن ن شر الثان النصطاع طمعك عن التوحر إلى‬ ‫بةد ما؛ فهذا ب المحسن ن يث إنه حسن فصط ال فن يفث إنفه حسفن إليفك‪ ،‬و فذا أيضفا ً يصتضف فب هللا تعفالى بفر‬ ‫يصتض أن ال يحب حيره أصةً إال ن يث يتعلق نه بسحب‪ ،‬فإن هللا و المحسن إلى الكافر والمتفضر على جميع أصناف‬ ‫فن ضفروراتهم‪ ،‬وثالثفاً‪ :‬بتفرفيههم وتنعفيمهم بخلفق‬ ‫الخةئق‪ ،‬أوالً‪ :‬بإيجاد م‪ ،‬وثانياً‪ :‬بتكميلهم باألعضاء واألرحاب الت‬ ‫ً‬ ‫ف غنر‬ ‫ف غان اجاتهم وإن لم تكن ف غان الضرورة‪ ،‬ورابعا‪ :‬بتجميلهم بالمزايا والزوائد الت‬ ‫األرحاب الت‬ ‫زينففففففففففففففففففففففففففففففتهم و فففففففففففففففففففففففففففففف خارجففففففففففففففففففففففففففففففر عففففففففففففففففففففففففففففففن ضففففففففففففففففففففففففففففففروراتهم و اجففففففففففففففففففففففففففففففاتهم‪.‬‬ ‫و ثال الضروري ن األعضاء‪ :‬الرأس والصلب والكحد‪ ،‬و ثال المحتاج إليه‪ :‬العين واليفد والرجفر‪ .‬و ثفال الزينفر‪ :‬ارفتصواس‬ ‫الحففففاجحين و مففففرة الشفففففتين وتلففففوين العينففففين إلففففى حيففففر ذلففففك مففففا لففففو فففففات لففففم تنخففففرإ بففففه اجففففر وال ضففففرورة‪.‬‬ ‫و ثال الضروري ن النعم الخارجر عن بدن اإلنسان‪ :‬الماء والغذاء‪ .‬و ثال الحاجر‪ :‬الدواء واللحم والفواكفه و ثفال المزايفا‬ ‫والزوائففد‪ :‬خضففرة األشففجار و سففن أشففكال األنففوار واألز ففار ولذائففذ الفواكففه واألطعمففر التف ال تنخففرإ بعففد ها اجففر وال‬ ‫ضرورة‪.‬‬ ‫و ذه األقساإ الثةثر وجودة لكر يوان بر لكر نحات بر لكر صنف ن أصناف الخلق ن ذروة العرش إلى نتهى الفرش‪.‬‬ ‫فإذن و المحسن فكيف يكفون حيفره حسفنا ً وذلفك المحسفن سفنر فن سفنات قدرتفه؟ فإنفه خفالق الحسفن وخفالق المحسفن‬ ‫وخالق اإل سان وخالق أرحاب اإل سان‪ ،‬فالحب بهذه العلر لغيره أيضا ً جهر حض و ن عرف ذلك لم يحب بهذه العلفر إال‬ ‫هللا تعالى‪.‬‬ ‫وأ ا السحب الرابع‪ :‬و و ب كفر جميفر لفذات الجمفال ال لحفظ ينفال فن وراء إدرال الجمفال‪ :‬فصفد بينفا أن ذلفك جحفول فف‬ ‫الطحاع‪ ،‬وأن الجمال ينصسم إلى جمال الصورة الغا رة المدركفر بعفين الفرأس وإلفى جمفال الصفورة الحاطنفر المدركفر بعفين‬ ‫الصل ب ونور الحصيرة‪ ،‬واألول يدركه الصحيان والحهائم‪ ،‬والثان يخت بدركه أرباب الصلوب وال يشاركهم فيه ن ال يعلم إال‬ ‫ةا را ً ن الحياة الدنيا‪ .‬وكر جمال فهو ححوب عند درل الجمال‪ ،‬فإن كان دركا ً بالصلب فهو ححوب الصلب و ثال ذا ف‬ ‫المشا دة ب األنحياء والعلماء وذوي المكارإ السنير واألخةق المرضير‪ ،‬فإن ذلك تصور ع تشوش صورة الوجه ورائر‬ ‫األعضاء و و المراد بحسن الصورة الحاطنر والحس ال يدرل‪ .‬نعم يدرل بحسن ثاره الصادرة نه الدالر عليه‪ ،‬تى إذا دل‬ ‫الصلفب عليفه فال الصلفب إليفه فأ حفه‪ ،‬فمفن يحفب ررفول هللا صفلى هللا عليفه و لفه ورفل م أو الصفديق رضف هللا تعفالى عنفه أو‬ ‫الشافع ر مر هللا عليه فة يححهم إال لحسفن فا ةهفر فنهم‪ ،‬ولفيس ذلفك لحسفن صفور م وال لحسفن أفعفالهم‪ ،‬بفر دل سفن‬ ‫أفعالهم على سن الصففات التف ف صفدر األفعفال إذ األفعفال ثفار صفادرة عنهفا ودالفر عليهفا فمفن رأى سفن تصفنيف‬ ‫المصنف و سن شعر ال شاعر بر سفن نصف الفنص وبنفاء الحنفاء انكشفف لفه فن فذه األفعفال صففاتها الحاطنفر التف يرجفع‬ ‫اصلها عند الححث إلى العلم والمصدرة‪ ،‬ثم كلما كان المعلوإ أشفرف وأتفم رجفاالً وعغمفر كفان العلفم أشفرف وأجمفر‪ ،‬وكفذا‬ ‫المصدور كلما كان أعغم رتحر وأجر نزلر كانت الصدرة عليه أجر رتحر وأشرف قفدراً‪ .‬وأجفر المعلو فات فو هللا تعفالى‪ ،‬ففة‬ ‫جرإ أ سن العلوإ وأشرفها عرفر هللا تعالى‪ ،‬وكذلك ا يصاربه ويخت به فشرفه على قدر تعلصه به‪.‬‬ ‫فإذن جمال صفات الصديصين الذين تححهم الصلوب طحعا ً ترجفع إلفى ثةثفر أ فور‪ :‬أ فد ا علمهفم بفاهلل و ةئكتفه وكتحفه وررفله‬ ‫وشرائع أنحيائه‪.‬‬ ‫والثان ‪ :‬قدرتهم على إصةح أنفسهم وإصةح عحاد هللا باإلرشاد والسيارر‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬تنز هم عن الرذائر والخحائث والشهوات الغالحر الصارفر عن رنن الخير الجاذبر إلى طريق الشر‪ ،‬وبمثر ذا يحب‬ ‫األنحياء والعلماء والخلفاء والملول الذين م أ ر العدل والكرإ فأنسب ذه الصفات إلى صفات هللا تعالى‪.‬‬ ‫أ ا العلم‪ :‬فأين علم األولين واآلخرين ن علم هللا تعفالى الفذي يحفيط بالكفر إ اطفر خارجفر عفن النهايفر تفى ال يعفزب عنفه‬ ‫ثصال ذرة ف السموات وال ف األرض؟ وقد خاطب الخلق كلهفم فصفال عفز وجفر " و فا أوتيفتم فن العلفم إال قلفيةً " بفر لفو‬ ‫اجتمع أ ر األرض والسماء على أن يحيط بعلمه و كمته ف تفصير خلق نملر أو بعوضر لم يطلعوا على عشر عشير ذلفك‬ ‫" وال يحيطون بش ء ن علمه إال بما شاء " والصدر اليسير الذي علمه الخةئق كلهم فحتعليمه علموه كما قال تعالى‪ " :‬خلفق‬ ‫اإلنسان علمه الحيان " فإن كان جمال العالم وشرفه أ را ً ححوبا ً وكان و ف نفسه زينر وكماالً الموصوف به فة ينحغ أن‬ ‫يحب بهذا السحب إال هللا تعالى‪ .‬فعلوإ العلماء جهر باإلضافر إلى علمه‪ ،‬بر ن عفرف أعلفم أ فر ز انفه وأجهفر أ فر ز انفه‬ ‫ارتحال أن يحب بسحب العلم األجهر ويترل األعلم وإن كان األجهر ال يخلو عن علم ا تتصاضاه عيشته‪ .‬والتفاوت بين علم‬ ‫هللا وبين علم الخةئق أكثر فن التففاوت بفين علفم أعلفم الخةئفق وأجهلهفم‪ ،‬ألن األعلفم ال يفضفر األجهفر إال بعلفوإ عفدودة‬ ‫تنا ير يتصور ف اإل كان أن ينالها األجهر بالكسب واالجتهاد وفضر علم هللا تعالى على علوإ الخةئفق كلهفم خفارج عفن‬ ‫النهاير إذ علو اته ال نهاير لها و علو ات الخلق تنا ير‪.‬‬ ‫وأ ا صفر الصدرة‪ :‬فه أيضا ً كمال والعجز نص ‪ ،‬فكر كمال وبهاء وعغمر و جد وارتيةء فإنه ححوب وإدراكه لذيذ‪ ،‬تى‬ ‫إن اإلنسان ليسمع ف الحكايفر شفجاعر علف وخالفد رضف هللا عنهمفا وحير مفا فن الشفجعان وقفدرتهما وارفتيةء ما علفى‬ ‫األقران فيصادف ف قلحه ا تزازا ً وفر ا ً وارتيا ا ً ضروريا ً بمجرد لذة السماع فضفةً عفن المشفا دة ويفورث ذلفك حفا ً فف‬ ‫الصلب ضروريا ً للمتصف به فإنه نوع كمال‪ ،‬فانسب اآلن قدرة الخلق إلى قدرة هللا تعفالى‪ ،‬ففأعغم األشفخا قفوة وأورفعهم‬ ‫لكا ً وأقوا م بطشا ً وأقهر م للشه وات وأقمعهم لخحائث النفس وأجمعهم للصدرة على ريارر نفسه وريارفر حيفره ‪ -‬فا نتهفى‬


‫قدرته؟ وإنما حايته على بعض صفات نفسه وعلى بعض أشخا اإلنس ف بعض األ ور و و ع ذلك ال يملك لنفسه وتا ً‬ ‫وال ياة وال نشورا ً وال ضرا ً وال نفعاً‪ ،‬بر ال يصدر على فظ عينه ن العمى ولسانه ن الخرس وأذنه ن الصمم وبدنه ن‬ ‫المرض‪ ،‬وال يحتاج إلى عد ا يعجز عنه ف نفسه وحيره ما و على الجملر تعلق قدرته‪ ،‬فضةً عما ال تتعلفق بفه قدرتفه‬ ‫ن لكوت السموات وأفةكها وكواكحها واألرض وجحالها وبحار ا وريا ها وصواعصها و عادنها ونحاتها و يواناتها وجميع‬ ‫أجزائها‪ ،‬فة قدرة له على ذرة نها‪ .‬و ا و قادر عليه ن نفسه وحيره فليست قدرته ن نفسه وبنفسه بفر هللا خالصفه وخفالق‬ ‫ن الحيوانات أل لكه‪ ،‬فليس للعحد‬ ‫قدرته وخالق أرحابه والممكن له ن ذلك‪ .‬ولو رلط بعوضا ً على أعغم لك وأقوى شخ‬ ‫قدرة إال بتمكين واله كما قال ف أع غم لول األرض ذي الصرنين إذ قال " إنا كنا لفه فف األرض " فلفم يكفن جميفع لكفه‬ ‫ورلطنته إال بتمكين هللا تعالى إياه ف جزء ن األرض‪ ،‬واألرض كلها درة باإلضفافر إلفى أجسفاإ العفالم وجميفع الواليفات‬ ‫الت يحغى بها الناس ن األرض ححرة ن تلك المدرة‪ ،‬ثم تلك الغحرة أيضا ً ن فضر هللا تعالى وتمكينه‪ ،‬فيستحير أن يحب‬ ‫عحدا ً ن عحاد هللا تعالى لصدرته وريارته وتمكينه وارتيةئه وكمال قوته وال يحب هللا تعالى لذلك‪ ،‬وال ول وال قفوة إال بفاهلل‬ ‫العل العغيم فهو الجحار الصا ر والعليم الصادر‪ ،‬السموات طويات بيمينفه واألرض و لكهفا و فا عليهفا فف قحضفته وناصفير‬ ‫ن رلطانه و لكه ذرة‪ .‬وإن خلق أ ثالهم ألف رة لم‬ ‫جميع المخلوقات ف قحضر قدرته إن أ لكهم ن عند خر م لم ينص‬ ‫يع بخلصها وال يمسه لغوب وال فتفور فف اختراعهفا‪ ،‬ففة قفدرة وال قفادر إال و فو أثفر فن ثفار قدرتفه فلفه الجمفال والحهفاء‬ ‫والعغمر والكحرياء والصهر واالرتيةء‪ ،‬فإن كان يتصور أن يحب قادر لكمفال قدرتفه ففة يسفتحق الحفب بكمفال الصفدرة رفواه‬ ‫أصففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففةً‪.‬‬ ‫وأ ا صفر التنزه عن العيوب والنصائ والتصدس عن الرذائر والخحائث فهو أ د وجحات الحب و صتضيات الحسن والجمال‬ ‫ف الصور الحاطنر‪ ،‬واألنحياء والصديصون وإن كانوا نز ين عفن ال عيفوب والخحائفث ففة يتصفور كمفال التصفدس والتنفزه إال‬ ‫للوا د الحق الملك والصدوس ذي الجةل واإلكراإ‪.‬‬ ‫وأ ا كر خلوق فة يخلو عن نص وعن نصائ بر كونه عاجزا ً خلوقا ً سخرا ً ضطرا ً و عين العيب والفنص فالكمفال‬ ‫هلل و ده وليس لغيره كمال إال بصدر ا أعطاه هللا‪ ،‬وليس ف المصدور أن ينعم بمنتهى الكمال على حيره فإن نتهى الكمال أقر‬ ‫درجاته أن ال يكون عحدا ً سفخرا ً لغيفره قائمفا ً بغيفره وذلفك حفال فف فق حيفره‪ ،‬فهفو المنففرد بالكمفال المنفزه عفن الفنص‬ ‫المصدس عن العيوب‪ ،‬وشرح وجوه التصدس والتنزه ف صه عن النصائض يطول و و ن أررار علوإ المكاشفات ففة نطفول‬ ‫بذكره‪ .‬فهذا الوصف أيضا ً إن كفان كمفاالً وجمفاالً ححوبفا ً ففة تفتم صيصتفه إال لفه‪ ،‬وكمفال حيفره وتنز فه ال يكفون طلصفا ً بفر‬ ‫باإلضافر إلى ا و أشد نه نصصاناً‪ ،‬كما أن للفرس باإلضافر إلفى الحمفار ولرنسفان كمفاالً باإلضفافر إلفى الففرس‪ ،‬وأصفر‬ ‫النص شا ر للكر وإنما يتفاوتون ف درجات النصصان‪.‬‬ ‫فإذن الجمير ححوب والجمير المطلق و الوا د الذي ال ند له‪ ،‬الفرد الذي ال ضد له‪ ،‬الصمد الذي ال نازع له‪ ،‬الغن الذي‬ ‫ال اجر له‪ ،‬الصادر الذي يفعر ا يشاء‪ ،‬ويحكم ا يريفد ال راد لحكمفه وال عصفب لصضفائه‪ ،‬العفالم الفذي ال يعفزب عفن علمفه‬ ‫ثصال ذرة ف السموات واألرض‪ ،‬الصا ر الذي ال يخرج عفن قحضفر قدرتفه أعنفاق الجحفابرة وال ينفلفت فن رفطوته وبطشفه‬ ‫رقاب الصياصرة‪ ،‬األزل الذي ال أول لوجوده‪ ،‬األبدي الذي ال خفر لحصائفه‪ ،‬الضفروري الوجفود الفذي ال يحفوإ إ كفان العفدإ‬ ‫ول ضرته‪ ،‬الصيوإ الذي يصوإ بنفسه ويصوإ كفر و جفود بفه‪ ،‬جحفار السفموات واألرض‪ ،‬خفالق الجمفاد والحيفوان والنحفات‪،‬‬ ‫المنفرد بالعزة والجحروت‪ ،‬والمتو د بالملك والملكوت‪ ،‬ذو الفضر والجةل والحهاء والجمال والصدرة والكمال‪ ،‬الذي تتحيفر‬ ‫ف عرفر جةله العصول وتخرس ف وصفه األرنر‪ ،‬الذي كمال عرفر العارفين االعتراف بالعجز عن عرفته و نتهى نحوة‬ ‫األنحياء اإلقرار بالصصور عن وصفه‪ ،‬كما قال ريد األنحياء صلوات هللا عليه وعليهم أجمعين‪ " :‬ال أ ص ثنفا ًء عليفك‪ ،‬أنفت‬ ‫‪15‬‬ ‫كما أثنيت على نفسك"‪.‬‬ ‫وقال ريد الصديصين رض هللا تعالى عنه‪ :‬العجز عن درل اإلدرال إدرال‪ .‬رححان ن لم يجعر للخلق طريصا ً إلى عرفته إال‬ ‫بالعجز عن عرفته فليت شعري ن ينكر إ كان ب هللا تعالى تحصيصا ً ويجعله جازاً؟ أينكر أن ذه األوصاف ن أوصفاف‬ ‫الجمال والمحا د ونعفوت الكمفال والمحارفن أن ينكفر كفون هللا تعفالى وصفوفا ً بهفا أو ينكفر كفون الكمفال والجمفال والحهفاء‬ ‫والعغمر ححوبا ً بالطحع عند ن أدركه؟ فسححان ن ا تجب عن بصائر العميان حيرة على جماله وجةله أن يطلع عليه إال‬ ‫ن رحصت له نه الحسنى الفذين فم عفن نفار الحجفاب حعفدون‪ ،‬وتفرل الخارفرين فف ةلمفات العمفى يتيهفون وفف سفارح‬ ‫المحسورات وشهوات الحهائم يترددون؛ يعملون ةا را ً ن الحياة الدنيا و م عن اآلخرة م حافلون‪ .‬الحمد هلل بر أكثر م ال‬ ‫يعلمففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففون‪.‬‬ ‫فالحب بهذا السحب أقوى ن الحب باإل سان ألن اإل سان يزيد وينص ‪ .‬ولذلك أو ى هللا تعالى إلفى داود عليفه السفةإ‪ :‬إن‬ ‫أود األوداء إل إ عحدن بغير نوال لكن ليعط الربوبير صها‪.‬‬ ‫وففففف الزبففففور‪ :‬ففففن أةلففففم مففففن عحففففدن لجنففففر أو نففففار لففففو لففففم أخلففففق جنففففر وال نففففارا ً ألففففم أكففففن أ ففففةً أن أطففففاع‪.‬‬ ‫و ر عيسى عليه السةإ على طائفر ن العحاد قد نحلوا فصالوا‪ :‬نخفاف النفار ونرجفو الجنفر فصفال لهفم‪ :‬خلوقفا ً خففتم و خلوقفا ً‬ ‫رجوتم‪ ،‬و ر بصوإ خرين كذلك فصالوا‪ :‬نعحده حا ً له وتعغيما ً لجةله‪ ،‬فصال‪ :‬أنتم أولياء هللا صا ً عكم أ رت أن أقيم‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫ديث ال أ صى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك تصدإ‪.‬‬


‫وقال أبو ازإ‪ :‬إن ألرتح أن أعحده للثواب والعصاب فأكون كالعحد السوء إن لم يخف لم يعمر‪ ،‬وكاألجير السوء إن لم يعط‬ ‫لم يعمر‪.‬‬ ‫وف الخحر‪ " :‬ال يكون أ دكم كاألجير السوء إن لم يعط أجرا ً لم يعمر‪ ،‬وال كالعحد السوء إن لم يخف لم يعمر"‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫وأ ا السحب ال خا س للحب فهو المنارحر والمشاكلر ألن شحه الش ء نجذب إليه والشكر إلى الشكر أ ير‪ .‬ولذلك ترى الصح‬ ‫يألف الصح والكحير يألف الكحير‪ ،‬ويألف الطير نوعه وينفر ن حير نوعه‪ ،‬وأنس العالم بالعالم أكثر نه بالمحترف‪ ،‬وأنس‬ ‫النجار بالنجار أكثر ن أنسه بالفةح‪ .‬و ذا أ ر تشهد به التجربر وتشهد له األخحار واآلثار كما ارتصصفيناه فف بفاب األخفوة‬ ‫ف هللا ن كتاب داب الصححر فليطلب نه‪ .‬وإذا كانت المنارحر رحب المححر فالمنارحر قفد تكفون فف عنفى ةفا ر كمنارفحر‬ ‫الصح للصح ف عنى الصحا‪ ،‬وقد يكون خفيا ً تى ال يطلع عليه كما ترى ن االتحاد الفذي يتففق بفين شخصفين فن حيفر‬ ‫ة غر جمال أو طمع ف ال أو حيره كما أشار إليه النح ﭬ إذ قال‪ " :‬األرواح جنود جنفدة فمفا تعفارف نهفا ائتلفف و فا‬ ‫تناكر نها اختلف " فالتعارف و التنارب‪ ،‬والتناكر و التحاين و ذا السحب أيضا ً يصتض ب هللا تعفالى لمنارفحر باطنفر ال‬ ‫ترجع إ لى المشابهر ف الصور واألشفكال بفر إلفى عفادن باطنفر‪ ،‬يجفوز أن يفذكر بعضفها فف الكتفب وبعضفها ال يجفوز أن‬ ‫يسطر بر يترل تحت حطاء الغحرة تى يعثر عليه السالكون للطريق إذا ارتكملوا شرط السلول‪.‬‬ ‫فالذي يذكر و قرب العحد ن ربه عز وجر ف الصفات الت أ ر فيها باالقتداء والتخلق بأخةق الربوبير‪ ،‬تى قير تخلصوا‬ ‫ن صفات اإللهيفر العلفم والحفر واإل سفان واللطفف وإفاضفر الخيفر‬ ‫بأخةق هللا‪ ،‬وذلك ف اكتساب حا د الصفات الت‬ ‫والر مر على الخلق والنصيحر لهم وإرشادا م إلى الحق و نعهم ن الحاطر‪ ،‬إلى حير ذلك فن كفارإ الشفريعر‪ .‬فكفر ذلفك‬ ‫يصرب إلى هللا رححانه وتعالى ال بمعنى طلب الصرب بالمكان بر بالصفات‪.‬‬ ‫وأ ا ا ال يجوز أن يسطر ف الكتب ن المنارفحر الخاصفر التف اخفت بهفا اآلد ف فهف التف يفو و إليهفا قولفه تعفالى‪" :‬‬ ‫ويسألونك عن الروح قر الروح ن أ ر رب " إذ بين أنه أ ر ربان خارج عفن فد عصفول الخلفق‪ .‬وأوضفح فن ذلفك قولفه‬ ‫تعالى‪ " :‬فإذا رويته ونفخت فيه ن رو " ولذلك أرجد له ةئكته‪ ،‬ويشير إليه قوله تعالى‪ " :‬إنا جعلنا خليففر فف األرض‬ ‫" إذ لم يستحق دإ خةفر هللا تعالى إال بتلفك المنارفحر وإليفه ير فز قولفه صفلى هللا عليفه و لفه ورفلم‪ " :‬إن هللا خلفق دإ علفى‬ ‫صورته"‪ 17‬تى ةن ا لصاصرون أن ال صورة إال الصورة الغا رة المدركر بالحواس فشحهوا وجسموا وصوروا‪ ،‬تعالى هللا‬ ‫رب العالمين عما يصول الجا لون علوا ً كحيراً‪ .‬وإليه اإلشارة بصوله تعالى لمورى عليه السةإ‪ " :‬رضت فلم تعدن ‪ ،‬فصال‪ :‬يا‬ ‫رب وكيف ذلك؟ قال‪ :‬رض عحدي فةن فلم تعده ولو عدته وجفدتن عنفده"‪ 18‬و فذه المنارفحر ال تغهفر إال بالمواةحفر علفى‬ ‫النوافر بعد إ كاإ الفرائض كما قال هللا تعالى‪ " :‬ال يزال يتصرب العحد إل بالنوافر تى أ حه ففإذا أ ححتفه كنفت رفمعه الفذي‬ ‫يسمع به وبصره الذي يحصر به ولسانه الذي ينطق به"‪ . 19‬و ذا وضع يجب قحض عنان الصلم فيه فصد تحزب الناس فيه إلى‬ ‫قاصرين الوا إلى التشحيه الغا ر وإلى حالين سرفين جاوزوا د المنارحر إلى االتحاد وقالوا بالحلول‪ ،‬تى قال بعضهم‪:‬‬ ‫أنا الحق‪ .‬وضر النصفارى فف عيسفى عليفه السفةإ فصفالوا‪ :‬فو اإللفه‪ ،‬وقفال خفرون فنهم تفذرع النارفوت بفالة وت وقفال‬ ‫خرون‪ :‬اتحد به‪ .‬وأ ا الذ ين انكشف لهم ارتحالر التشحيه والتمثير وارتحالر االتحاد والحلول واتضح لهم ع ذلك صيصر السر‬ ‫فيهم األقلون‪ .‬ولعر أبا الحسن النوري عن ذا المصاإ كان ينغر إذا حلحه الوجد ف قول الصائر‪:‬‬ ‫ال زلت أنزل ن ودادل نزالً تتحير األلحاب عند نـزولـه‬

‫فلم يزل يعدو ف وجد ه على أجمر قد قطع قصحها وبص أصوله تى تشصصت قد اه وتور تا و ات ن ذلك‪ .‬و فذا فو أعغفم‬ ‫المعلو ر ن أرحاب الحب وجملر ذلك تغا رة فف فق‬ ‫أرحاب الحب وأقوا ا و و أعز ا وأبعد ا وأقلها وجوداً‪ .‬فهذه‬ ‫هللا تعالى تحصيصا ً ال جازا ً وف أعلى الدرجات ال ف أدنا ا‪ ،‬فكان المعصول المصحول عند ذوي الحصائر ب هللا تعالى فصط كما‬ ‫أن المعصول الممكن عند العميان ب حير هللا تعالى فصط‪ ،‬ثم كر ن يحب ن الخلق بسحب ن ذه األرحاب يتصور أن يحب‬ ‫حير لمشاركته إياه ف السحب‪ ،‬والشركر نصصان ف الحب وحض ن كماله‪ .‬وال ينفرد أ د بوصف ححوب إال وقد يوجد له‬ ‫شريك فيه‪ ،‬فإن لم يوجد ففيمكن أن يوجفد‪ ،‬إال هللا تعفالى فإنفه وصفوف بهفذه الصففات التف ف نهايفر الجفةل والكمفال وال‬ ‫شريك له ف ذلك وجوداً‪ ،‬وال يتصور أن يكون ذلك إ كاناً‪ ،‬فة جرإ ال يكون ف حه شركر فة يتطفرق النصصفان إلفى حفه‬ ‫كما ال تتطرق الشركر إلى صفاته‪ ،‬فهو المستحق ‪ -‬إذا ً ألصر المححر ‪ -‬ولكمال المححر ارتحصاقا ً ال يسا م فيه أصةً‪.‬‬ ‫بيان أن أجل اللذات وأعالها معرفة هللا تعالى‬ ‫والنظر إلى وجهه الكريم وأنه ال يتصور أن ال يؤثر عليها لذة أخرى إال من حرم هذه اللذة‬

‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬

‫ديث ال يكونن أ دكم كاألجير السوء إن لم يعط أجرا لم يعمر لم أجد له أصة‪.‬‬ ‫ديث إن هللا خلق دإ على صورته تصدإ‪.‬‬ ‫ديث قوله تعالى رضت فلم تعدنى فصال وكيف ذال قال رض فةن الحديث تصدإ‪.‬‬ ‫ديث قوله تعالى ال يزال يتصرب العحد إلى بالنوافر تى أ حه الحديث أخرجه الحخاري ن ديث أب‬

‫ريرة وقد تصدإ‪.‬‬


‫اعلم أن اللذات تابعر لردراكات‪ ،‬واإلنسان جا ع لجملر ن الصوى والغرائز‪ ،‬ولكر قوة وحريزة لذة ولذتها ف نيلها المصتض‬ ‫طحعها الذي خلصت له فإن ذه الغرائز ا ركحت ف اإلنسان عحثا ً بر ركحت كر قوة وحريزة أل ر فن األ فور فو صتضفا ا‬ ‫بالطحع‪ .‬فغريزة الغضب خلصت للتشف واالنتصاإ فة جرإ لذتها ف الغلحر واالنتصاإ الذي و صتضفى طحعهفا‪ .‬وحريفزة شفهوة‬ ‫الطعاإ ثةً خلصت لتحصير الغذاء الذي به الصواإ فة جرإ لذتها فف نيفر فذا الغفذاء الفذي فو صتضفى طحعهفا‪ ،‬وكفذلك لفذة‬ ‫السمع والحصر والشم ف اإلبصار واالرتماع والشم‪ ،‬فة تخلو حريزة ن ذه الغرائز عن ألم ولذة باإلضافر إلى دركاتها‪.‬‬ ‫فكذل ك ف الصلب حريزة تسمى النور اإلله لصوله تعالى‪ " :‬أفمن شرح هللا صدره لررةإ فهفو علفى نفور ربفه " وقفد تسفمى‬ ‫العصر وقد تسمى الحصيرة الحاطنر وقد تسمى نور اإليمان واليصين‪ ،‬وال عنى لةشتغال باألرا فإن االصطة ات ختلففر‪،‬‬ ‫والضعيف يغن أن االختةف واقع ف المعان أل ن الضعيف يطلب المعان ن األلفاة و و عكس الواجب‪ ،‬فالصلب ففارق‬ ‫لسائر أجزاء الحدن بصفر بها يدرل المعان الت ليست تخيلر وال حسورر‪ ،‬كإدرال خلق العالم أو افتصاره إلى خفالق قفديم‬ ‫دبر كيم وصوف بصفات إلهير‪ ،‬ولتسم تلك الغريزة عصةً بشرط أن ال يفهم ن لففظ العصفر فا يفدرل بفه طفرق المجادلفر‬ ‫والمناةرة‪ ،‬فصد اشتهر ارم العصر بهذا ولهذا ذ ه بعض الصفوفير‪ ،‬وإال فالصففر التف ففارق اإلنسفان بهفا الحهفائم وبهفا يفدرل‬ ‫عرفر هللا تعالى أعز الصفات فة ينحغ أن تذإ‪ ،‬و ذه الغريزة خلصت ليعلم بها صائق األ ور كلها فمصتضى طحعهفا المعرففر‬ ‫والعلم و لذتها‪ ،‬كما أن صتضى رائر الغرائز و لذتها‪ .‬وليس يخفى أن ف العلم والمعرفر لذة تى إن الفذي ينسفب إلفى‬ ‫العلم والمعرفر ولو ف ش ء خسيس يفرح به‪ ،‬والذي ينسب إلى الجهر ولو فف شف ء صيفر يغفتم بفه‪ ،‬و تفى أن اإلنسفان ال‬ ‫يكاد يصحر عن التحدي بالعلم والتمدح به ف األشياء الحصيرة‪ .‬فالعالم باللعب بالشطرنج على خسته ال يطيق السكوت فيه عن‬ ‫التعليم وينطلق لسانه بذكر ا يعلمه‪ ،‬وكر ذلك لفرط لذة العلم و ا يستشعره ن كمال ذاته به‪ ،‬فإن العلفم فن أخف صففات‬ ‫نتهى الكمال‪ ،‬ولذلك يرتاح الطحع إذا أثن عليه بالذكاء وحزارة العلم ألنفه يستشفعر عنفد رفماع الثنفاء كمفال‬ ‫الربوبير و‬ ‫ذاته وكمال علمه فيعجب بنفسه ويلتذ به‪ ،‬ثم ليست لذة العلم بالحراثر والخياطر كلذة العلم بسيارر الملك وتفدبير أ فر الخلفق‪،‬‬ ‫وال لذة العلم بالنحو والشعر كلذة العلم باهلل تعالى وصفاته و ةئكته و لكوت السموات واألرض‪ ،‬بر لفذة العلفم بصفدر شفرف‬ ‫العلم وشرف العلم بصدر شرف المعلوإ‪ ،‬تى إن الذي يعلم بواطن أ وال الناس ويخحر بذلك يجفد لفه لفذة وإن جهلفه تصاضفاه‬ ‫طحعه أن يفح عنه‪ ،‬فإن علم بواطن أ وال رئيس الحلد وأررار تدبيره فف ريارفته كفان ذلفك ألفذ عنفده وأطيفب فن عملفه‬ ‫بحاطن ال الفةح أو ائك فإن اطلع على أر رار الوزير وتدبيره و ا و عازإ عليه ف أ ور الوزارة فهو أشهى عنده وألذ‬ ‫ن علمه بأررار الرئيس‪ ،‬فإن كان خحيرا ً بحاطن أ وال الملك والسلطان الذي و المستول كان ذلك أطيفب عنفده وألفذ فن‬ ‫علمه بحاطن أررار الوزير‪ ،‬وكان تمد ه بذلك و رصه عليه وعلى الححث عنه أشد و حه له أكثر ألن لذته فيه أعغم‪ .‬فحهذا‬ ‫ارتحان أن ألذ المعارف أشرفها‪ ،‬وشرفها بحسب شرف المعلوإ‪ ،‬فإن كان ف المعلو فات فا فو األجفر واألكمفر واألشفرف‬ ‫واألعغم فالعلم به ألذ العلوإ ال حالر وأشرفها وأطيحها‪ .‬وليت شفعري فر فف الوجفود شف ء أجفر وأعلفى وأشفرف وأكمفر‬ ‫وأعغم ن خالق األ شياء كلها و كملهفا و زينهفا و حفدئها و عيفد ا و فدبر ا و رتحهفا؟ و فر يتصفور أن تكفون ضفرة فف‬ ‫الملك والكمال والجمال والحهاء والجةل أعغم ن الحضرة الربانير الت ال يحيط بمحادي جةلها وعجائب أ والهفا وصفف‬ ‫الواصفين؟ فإن كنت ال تشك ف ذلك فة ينحغ أن تشك ف أن اإلطةع على أررار الربوبير والعلفم بترتفب األ فور اإللهيفر‬ ‫المحيطر بكر الموجودات و أعلى أنواع المعارف واالطةعات وألذ ا وأطيحها وأشها ا؟ وأ رى فا تستشفعر بفه النففوس‬ ‫عند االتصاف به كمالها وجمالها‪ ،‬وأجدر ا يعغم به الفرح واالرتياح واالرتحشار وبهذا تحين أن العلم لذيذ‪ ،‬وأن ألذ العلفوإ‬ ‫العلم باهلل تعالى وبصفاته وأفعاله وتدبيره ف ملكته ‪ -‬ن نتهى عرشه إلى تخوإ األرضين ‪ -‬فينحغ أن يعلم أن لذة‬ ‫المعرفر أقوى ن رائر اللذات أعن لذة الشهوات والغضب ولذة رفائر الحفواس الخمفس‪ ،‬ففإن اللفذات ختلففر بفالنوع أوالً‪،‬‬ ‫ختلفر بالضعف والصفوة‪ ،‬كمخالففر لفذة الشفحق المغفتلم فن‬ ‫كمخالفر لذة الوقاع للذة ال سماع‪ ،‬ولذة المعرفر للذة الريارر‪ ،‬و‬ ‫الجماع للذة الفاتر للشهوة‪ ،‬وكمخالفر لذة النغر إلى الوجه الجمير الفائق الجمال للذة النغر إلى فا دونفه فف الجمفال‪ .‬وإنمفا‬ ‫تعرف أقوى اللذات بأن تكون ؤثرة على حير ا‪ ،‬فإن المخير بين النغر إلى صورة جميلر والتمتع بمشا دتها وبين ارتنشاق‬ ‫روائح طيحر إذا اختار النغر إلى الصورة الجميلر علم أنها ألذ عنده ن الروائح الطيحر‪ ،‬وكذلك إذا ضر الطعاإ وقت األكر‬ ‫وارتمر الةعب بالشطرنج على اللعب وترل األكر‪ ،‬فيعلم به أن لذة الغلحر ف الشطرنج أقوى عنده ن لذة األكر فهذا عيار‬ ‫صادق ف الكشف عن ترجيح اللذات فنعود ونصول‪:‬‬ ‫اللذات تنصسم إلى ةا رة كلذة الحواس الخمس‪ ،‬وإلى باطنر كلذة الريارر والغلحر والكرا ر والعلم وحير ا‪ ،‬إذ ليست ذه اللذة‬ ‫للعين وال لألنف وال لألذن وال للمس وال للذوق‪ ،‬والمعان الحاطنر أحلب على ذوي الكمفال فن اللفذات الغفا رة‪ ،‬فلفو خيفر‬ ‫الرجر بين لذة الدجاج السمين واللوزينج وبين لذة الريارر وقهفر األعفداء ونيفر درجفر االرفتيةء‪ ،‬ففإن كفان المخيفر خسفيس‬ ‫الهمر يت الصلب شديد النهمر اختار اللحم والحفةوة‪ ،‬وإن كفان علفى الهمفر كا فر العصفر اختفار الريارفر و فان عليفه الجفوع‬ ‫والصحر عن ضرورة الصوت أيا ا ً كثيرة؛ فاختياره للريارر يدل على أنها ألذ عنده ن المطعو ات الطيحر‪ ،‬نعم الناق الذي‬ ‫لم تكمر عانيه الحاطنر بعد كالصح ‪ ،‬أو كالذي اتت قواه الحاطنر كالمعتوه ال يحعد أن يؤثر لذة المطعو ات على لذة الريارر‬ ‫وكما أن لذة الريارر وا لكرا فر أحلفب اللفذات علفى فن جفاوز نصصفان الصفحا والعتفه فلفذة عرففر هللا تعفالى و طالعفر جمفال‬ ‫أعلى اللذات الغالحر على الخلق‪ ،‬وحاير العحفارة‬ ‫ضرة الربوبير والنغر إلى أررار األ ور اإللهير ألذ ن الريارر الت‬ ‫عنه أن يصال " فة تعلم نفس ا أخف لهم ن قرة أعين " وأنه أعد لهم ا ال عين رأت وال أذن رمعت وال خطر علفى قلفب‬ ‫بشر‪ ،‬و ذا اآلن ال يعرفه إال ن ذاق اللذتين جميعاً‪ ،‬فإنه ال حالفر يفؤثر التحتفر والتففرد والفكفر والفذكر ويفنغمس فف بحفار‬ ‫المعرفر ويترل الريارر ويستحصر الخلق الذين يرأرهم لعلمه بفناء ريارته وفناء ن عليه ريارته‪ ،‬وكونه شفوبا ً بالكفدورات‬ ‫الت ال يتصور الخلو عنها‪ ،‬وكونه صطوعا ً بالموت الذي ال بد ن إتيانه هما أخذت األرض زخرفها وازينفت وةفن أ لهفا‬ ‫أنهم قادرون عليها فيستعغم باإلضافر إليها لذة عرفر هللا و طالعر صفاته وأفعاله ونغاإ ملكته ن أعلى عليين إلفى أرففر‬ ‫السافلين‪ ،‬ف إنها خالير ن المزا مات والمكدرات تسعر للمتواردين عليها ال تضيق عنهم بكحر ا‪ ،‬وإنما عرضفها فن يفث‬


‫التصدير السموات واألرض‪ ،‬وإذا خرج النغر عن المصدرات فة نهاير لعرضها‪ ،‬فة يزال العارف بمطالعتها ف جنر عرضها‬ ‫السموات واألرض يرتع ف رياضها ويصطف ن ثمار ا ويكرع ن ياضها و فو فن فن انصطاعهفا‪ ،‬إذ ثمفار فذه الجنفر‬ ‫أبدير رر دير ال يصطعها الموت‪ ،‬إذ الموت ال يهدإ حر عرفر هللا تعالى و حلهفا الفروح‬ ‫حير صطوعر وال منوعر‪ ،‬ثم‬ ‫أبدير رر دير ال يصطعها الموت‪ ،‬إذ الموت ال يهدإ حر عرفر هللا تعالى و حلها الروح‬ ‫الذي و أ ر ربان رماوي‪ ،‬ثم‬ ‫الذي و أ ر ربان رماوي‪ ،‬وإنما الموت يغير أ والها ويصطع شواحلها وعوائصها ويخليها ن حسها فأ ا أن يعفد ها ففة "‬ ‫وال تحسحن الذين قتلوا ف رحير هللا أ واتا ً بر أ ياء عند ربهم يرزقون فر ين بما تا م هللا ن فضله ويستحشرون بالذين لفم‬ ‫يلحصوا بهم ن خلفهم " اآلير‪ .‬وال تغنن أن ذا خصو بالمصتول ف المعركفر ففإن للعفارف بكفر نففس درجفر ألفف شفهيد‬ ‫وف الخحر " إن الشهيد يتمنى ف اآلخرة أن يرد إلى الدنيا فيصتر رة أخرى لعغم فا يفراه فن ثفواب الشفهادة وإن الشفهداء‬ ‫‪20‬‬ ‫يتمنون لو كانوا علماء لما يرونه ن علو درجر العلماء"‪.‬‬ ‫فإذن جميع أقطار لكوت السموات واألرض يدان العارف يتحوأ نه يث يشاء ن حير اجر إلى أن يتحرل إليها بجسمه‬ ‫وشخصه‪ ،‬فهو ن طالعر جمال الملكوت ف جنر عرضها السموات واألرض‪ ،‬وكر عارف فلفه ثلهفا فن حيفر أن يضفيق‬ ‫بعضهم على بعض أصةً‪ ،‬إال أنهم يتفاوتون ف رعر نتز اتهم بصدر تفاوتهم ف اتساع نغر م ورعر عارفهم‪ ،‬و م درجات‬ ‫عند هللا وال يدخر ف الحصر تفاوت درجاتهم‪ ،‬فصد ةهر أن لذة الريارر و باطنر أقوى ف ذوي الكمال ن لذات الحواس‬ ‫كلها‪ ،‬وأن ذه اللذة ال تكفون لحهيمفر وال لصفح وال لمعتفوه‪ ،‬وأن لفذة المحسورفات والشفهوات تكفون لفذوي الكمفال فع لفذة‬ ‫الريارر ولكن يؤثرون الريارر‪ ،‬فأ ا عنى كون عرفر هللا وصفاته وأفعالفه و لكفوت رفمواته وأرفرار لكفه أعغفم لفذة فن‬ ‫الريارر فهذا يخت بمعرفته ن نال رتحر المعرفر وذاقها‪ ،‬وال يمكن إثحفات ذلفك عنفد فن ال قلفب لفه ألن الصلفب عفدن فذه‬ ‫الصوة‪ ،‬كما أنه ال يمكن إثحات رجحان لذة الوقاع على لذة اللعب بالصولجان عند الصحيان‪ ،‬وال رجحانه على لذة شم الحنفسج‬ ‫عند العينين‪ ،‬ألنه فصد الصفر الت بهفا تفدرل فذه اللفذة‪ ،‬ولكفن فن رفلم فن ففر العنفر ورفلم ارفر شفمه أدرل التففاوت بفين‬ ‫اللذتين‪ ،‬وعند ذا ال يحصى إال أن يصال ن ذاق عرف‪ ،‬ولعمري طةب العلوإ وإن لم يشتغلوا بطلب عرفر األ ور اإللهير فصد‬ ‫ارتنشصوا رائحر ذه اللذة عند انكشاف المشكةت وانحةل الشحهات التف قفوي رصفهم علفى طلفحهم‪ ،‬فإنهفا أيضفا ً عفارف‬ ‫وعلوإ وإن كانت علو اتها حير شريفر شرف المعلو ات اإللهير‪ ،‬فأ ا ن طال فكره ف عرفر هللا رححانه وقد انكشفف لفه‬ ‫ن أررار لك هللا ولو الش ء اليسير فإنه يصادف قلحه عند صول الكشف ن الفرح ا يكاد يطير به‪ ،‬ويتعجب فن نفسفه‬ ‫ف ثحاته وا تماله لصوة فر ه ورروره‪ ،‬و ذا ما ال يدرل إال بالذوق‪ ،‬والحكاير فيه قليلر الجدوى‪ .‬فهذا الصدر ينحهك على أن‬ ‫عرفر هللا رححانه ألذ األشياء وأنه ال لذة فوقها‪.‬‬ ‫ولهذا قال أبو رليمان الداران ‪ :‬إن هلل عحادا ً ليس يشغلهم عن هللا خوف النار وال رجفاء الجنفر فكيفف تشفغلهم الفدنيا عفن هللا؟‬ ‫ولذلك قال بعض أخوان عروف الكرخ له‪ :‬أخحرن يا أبا حفوة أي ش ء اجك إلى العحادة واالنصطاع عن الخلق‪ .‬فسكت‬ ‫ف صال‪ :‬ذكر الموت‪ ،‬فصال‪ :‬وأي ش ء الموت؟ فصال‪ :‬ذكر الصحفر والحفرز ‪ ،‬فصفال‪ :‬وأي شف ء الصحفر؟ فصفال‪ :‬خفوف النفار ورجفاء‬ ‫الجنر؟ فصال‪ :‬وأي ش ء ذا؟ إن لكا ً ذا كله بيده إن أ ححته أنسال جميع ذلك وإن كان بينك وبينه عرفر كفال جميع ذا‪.‬‬ ‫وففففف أخحففففار عيسففففى عليففففه السففففةإ‪ :‬إذا رأيففففت الفتففففى شففففغوفا ً بطلففففب الففففرب تعففففالى فصففففد ألهففففاه ذلففففك عمففففا رففففواه‪.‬‬ ‫ورأى بعض الشيو بشر بن الحارث ف النوإ فصال‪ :‬ا فعر أبو نصر التمار وعحد الو اب الوراق؟ فصفال‪ :‬تركتهمفا السفاعر‬ ‫بين يدي هللا تعالى يأكةن ويشربان‪ ،‬قلت‪ :‬فأنت؟ قال‪ :‬علم هللا قلر رححت ف األكر والشرب فأعطان النغر إليه‪.‬‬ ‫وعن عل بن الموفق قال‪ :‬رأيت ف النوإ كأن أدخلفت الجنفر‪ ،‬فرأيفت رجفةً قاعفدا ً علفى ائفدة و لكفان عفن يمينفه وشفماله‬ ‫يلصمانه ن جميع الطيحات و و يأكر‪ ،‬ورأيت رجةً قائما ً على باب الجنر يتصفح وجوه الناس فيدخر بعضا ً ويرد بعضاً‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ثم جاوزتهما إلى ديصر الصدس فرأيت ف رفرادق العفرش رجفةً قفد شفخ بحصفره ينغفر إلفى هللا تعفالى ال يطفرف‪ ،‬فصلفت‬ ‫لرضوان‪ :‬ن ذا؟ قال‪ :‬عروف الكرخ عحد هللا ال خوفا ً ن ناره‪ ،‬وال شوقا ً إلفى جنتفه بفر حفا ً لفه فأبا فه النغفر إليفه يفوإ‬ ‫الصيا ر‪ .‬وذكر أن اآلخرين‪ :‬بشر بن الحارث وأ مد بن نحر‪.‬‬ ‫ولذلك قال أبو رليمان‪ :‬ن كان اليوإ شغوالً بنفسه فهو حدا ً شغول بنفسه‪ ،‬و ن كان اليوإ شغوالً بربه فهفو حفدا ً شفغول‬ ‫بربه‪.‬‬ ‫وقال الثوري لرابعر‪ :‬ا صيصر إيمانك؟ قالت‪ :‬ا عحدته خوفا ً ن ناره وال حا ً لجنته فأكون كاألجير السوء‪ ،‬بر عحدته حا ً له‬ ‫وشوقا ً إليه وقالت ف عنى المححر نغماً‪:‬‬ ‫أ حك حـين ـب الـهـوى و حـا ً ألنـك أ ـر لـذاكـا‬ ‫فأ ا الذي و ـب الـهـوى فشغل بذكرل عمن رواكـا‬ ‫فكشفك ل الحجب تى أراكا‬ ‫وأ ا الـذي أنـت أ ـر لـه‬ ‫فة الحمد ف ذا وال ذال لـ ولكن لك الحد ف ذا وذاكـا‬

‫ولعلها أرادت بحب الهوى‪ :‬ب هللا إل سانه إليهفا وإنعا فه عليهفا بحغفوة العاجلفر‪ ،‬وبححفه لمفا فو أ فر لفه‪ :‬الحفب لجمالفه‬ ‫الت عحر عنها ررول هللا ﭬ يث قال‬ ‫وجةله الذي انكشف لها؛ و و أعلى الجحين وأقوا ما‪ ،‬ولذة طالعر جمال الربوبير‬ ‫‪ 20‬ديث ان الشهيد يتمنى أن يرد ف اآلخرة إلى الدنيا ليصتر رة أخرى الحديث تفق عليه ن ديث أنس وقد تصدإ وليس فيه وان الشهداء‬ ‫يتمنون أن يكونوا علماء الحديث‪.‬‬


‫اكيا ً عن ربه تعالى‪ " :‬أعددت لعحادي الصالحين ا ال عين رأت وال أذن رمعت وال خطر علفى قلفب بشفر"‪ 21‬وقفد تعجفر‬ ‫بعض ذه اللذات ف الدنيا لمن انتهى صفاء قلحه إلى الغاير‪ ،‬ولذلك قال بعضهم‪ :‬إن أقول يا رب يا هللا فأجد ذلك على قلح‬ ‫أثصر ن الجحال ألن النداء يكون ن وراء جاب؛ و ر رأيت جليسا ً ينادي جليسه؟ وقال‪ :‬إذا بلب الرجر ف ذا العلم الغاير‬ ‫ر اه الخلق بالحجارة؛ أي يخرج كة ه عن د عصولهم فيرون ا يصوله جنونا ً أو كفراً‪ ،‬فمصصد العارفين كلهم وصله ولصاؤه‬ ‫فصط‪ ،‬فه قرة العين الت ال تعلم نفس ا أخفى لهم نها‪ ،‬وإذا صلت انمحصت الهموإ والشهوات كلها وصار الصلب ستغرق ا ً‬ ‫بنعيمها‪ ،‬فلو ألص ف النا ر لم يحس بها الرتغراقه ولو عرض عليه نعيم الجنر لم يلتفت إليه لكمال نعيمه وبلوحه الغاير الت‬ ‫ليس فوقها حاير‪ ،‬وليت شعر ن لم يفهم إال ب المحسورات كيف يؤ ن بلذة النغر إلفى وجفه هللا تعفالى و الفه صفورة وال‬ ‫شكر؟ وأي عنى لوعد هللا تعالى به عحاده وذكفره أنفه أعغفم الفن عم؟ بفر فن عفرف هللا عفرف أن اللفذات المفرقفر بالشفهوات‬ ‫المختلفر كلها تنطوي تحت ذه اللذة كما قال بعضهم‪:‬‬ ‫كانـت لـصـلـحـ أ ـواء ـفـرقر‬ ‫فصار يحسدن‬

‫فارتجمعت ذ رأتك الـعـين أ ـوائ‬

‫ـن كـنـت أ ـسـده وصرت ولى الورى ذ صرت والئ‬

‫تركت لـلـنـاس دنـيا ـم ودينـهـم‬

‫شغـةً بـذكـرل يا دينـ ودنــيائ‬

‫ولذلك قال بعضهم‪:‬‬ ‫و جره أعغم ن ناره ووصله أطيب ن جنته‬

‫و ا أرادوا بهذا إال إيثار الصلب ف‬ ‫الصلب فلذته لصاء هللا فصط‪.‬‬

‫عرفر هللا تعالى على لذة األكر والشرب والنكاح‪ ،‬فإن الجنفر عفدن تمتفع الحفواس‪ ،‬فأ فا‬

‫و ثال أطوار ال خلق ف لذتهم ا نذكره‪ :‬و و أن الصح ف أول ركته وتمييزه يغهر فيه حريزة بها يستلذ اللعفب واللهفو‪،‬‬ ‫تى يكون ذلك عنده ألذ ن رائر األشياء‪ ،‬ثم يغهر بعده لذة الزينر ولحس الثياب وركوب الدواب فيستحصر عها لذة اللعب‪،‬‬ ‫ثم يغهر بعده لذة الوقاع وشهوة النساء فيترل بها ج ميع ا قحلها ف الوصول إليها‪ ،‬ثم تغهر لفذة الريارفر والعلفو والتكفاثر‪،‬‬ ‫خر لذات الدنيا وأعة ا وأقوا ا كما قال تعالى‪ " :‬اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهفو وزينفر وتففاخر بيفنكم وتكفاثر "‬ ‫و‬ ‫اآلير‪ .‬ثم بعد ذا تغهر حريزة أخرى يدرل بها لذة عرفر هللا تعالى و عرفر أفعاله فيستحصر عها جميع ا قحلها‪ ،‬فكر تأخر‬ ‫فهو أقوى‪ ،‬و ذا و األخير‪ ،‬إذ يغهر ب اللعب ف رن التمييز‪ ،‬و ب النساء والزينر ف رن الحلوغ‪ ،‬و فب الريارفر بعفد‬ ‫العشرين‪ ،‬و ب العلوإ بصرب األربعين‪ ،‬و الغاير العليا وكما أن الصح يضحك على ن يتفرل اللعفب ويشفتغر بمةعحفر‬ ‫ا لنساء وطلب الريارر؛ فكذلك الرؤراء يضحكون على ن يترل الريارر ويشتغر بمعرفر هللا تعفالى‪ .‬والعفارفون يصولفون‪" :‬‬ ‫إن تسخروا نا فإنا نسخر نكم كما تسخرون فسوف تعلمون "‪.‬‬ ‫بيان السبب في زيادة النظر في لذة اآلخرة على المعرفة في الدنيا‬ ‫اعلم أن المدركات تنصسم إلى ا يد خر فف الخيفال‪ ،‬كالصفور المتخيلفر واألجسفاإ المتلونفر والمتشفكلر فن أشفخا الحيفوان‬ ‫والنحات‪ ،‬وإلى ا ال يدخر ف الخيال‪ ،‬كذات هللا تعالى وكر ا ليس بجسم كالعلم والصدرة واإلرادة وحير ا‪ .‬و ن رأى إنسانا ً‬ ‫ثم حض بصره وجد صورته اضرة ف خياله كأنه ينغر إليها‪ ،‬ولكن إذا فتح العين وأبصر أدرل تفرقر بينهما‪ ،‬وال ترجفع‬ ‫التفرقر إلى اختةف بين الصورتين ألن الصورة المرئير تكون وافصر للمتخيلر وإنما االفتراق بمزيد الوضوح والكشف‪ ،‬فإن‬ ‫صورة المرئ صارت بالرؤير أتم انكشافا ً ووضو اً‪ ،‬و و كشخ يرى ف وقت اإلرفار قحر انتشار ضوء النهار ثم عنفد‬ ‫تماإ الضوء‪ ،‬فإنه ال تفارق إ دى الحالتين األخرى إال ف زيد االنكشاف‪ .‬فإذن الخيال أول اإلدرال والرؤير و االرتكمال‬ ‫إلدرال الخيال و و حاير الكشف‪ ،‬ورم ذلك رؤير ألنه حاير الكشف ال ألنه ف العين‪ ،‬بر لو خلق هللا ذا اإلدرال الكا فر‬ ‫المكشوف ف الجحهر أو الصدر ثةً ارتحق أن يسمى رؤير‪.‬‬ ‫وإذا فهمت ذا ف المتخيةت فاعلم أن المعلو ات الت ال تتشكر أيضا ً ف الخيال لمعرفتها وإدراكها درجتان أ د ما أولى‪،‬‬ ‫والثانير ارتكمال لها‪ .‬وبين األولى والثانير ن التفاوت ف زيد الكشف واإليضاح ا بين المتخير والمرئ ‪ ،‬فيسفمى الثفان‬ ‫أيضا ً باإلضافر إلى األول شا دة ولصاء ورؤير‪ .‬و ذه التسمير تى ألن الرؤيفر رفميت رؤيفر ألنهفا حايفر الكشفف‪ ،‬وكمفا أن‬ ‫رنر هللا تعالى جارير بأن تطحيق األجفان يمنع ن تماإ الكشف بالرؤير ويكون جابا ً بين الحصر والمرئ ‪ ،‬وال بد ن ارتفاع‬ ‫الحجب لحصول الرؤير‪ .‬و ا لم ترتفع كان اإلدرال الحاصر جرد التخير فكذلك صتضى رنر هللا تعالى أن النفس ا دا ت‬ ‫حجوبر بعوارض الحدن و صتضى الشهوات و ا حلب عليها ن الصفات الحشرير‪ ،‬فإنها ال تنته إلى المشفا دة واللصفاء فف‬ ‫المعلو ات الخارجر عن الخيال‪ ،‬بر ذه الحياة جاب عنهفا بالضفرورة كحجفاب األجففان عفن رؤيفر األبصفار‪ .‬والصفول فف‬

‫‪21‬‬

‫ديث قال ﭬ اكيا عن ربه تعالى أعددت لعحادى الصالحين ا ال عين رأت الحديث أخرجه الحخاري ن ديث أب‬

‫ريرة‪.‬‬


‫رحب كونها جابا ً يطول وال يليق بهذا العلم‪ .‬ولذلك قال تعالى لمورى عليه السةإ‪ " :‬لفن ترانف " وقفال تعفالى " ال تدركفه‬ ‫األبصار " أي ف الدنيا والصحيح أن ررول هللا ﭬ ا رأى هللا تعالى ليلر المعراج‪ . 22‬فإذا ارتفع الحجاب بالموت بصيت النفس‬ ‫ل وثر بكدورات الدنيا‪ ،‬حير نفكر عنها بالكلير وإن كانت تفاوتر‪ ،‬فمنها ا تراكم عليه الخحث والصدأ فصفار كفالمر ة التف‬ ‫فسد بطول تراكم الخحث جو ر ا فة تصحر اإلصةح والتصصير‪ ،‬و ؤالء م المحجوبون عن ربهم أبد اآلباد ‪ -‬نعوذ باهلل فن‬ ‫ذلك ‪ -‬و نا ا لم ينته إلى د الرين والطحع ولم يخرج عن قحفول التزكيفر والتصفصير فيعفرض علفى النفار عرضفا ً يصمفع نفه‬ ‫الخحث الذي و تدنس به‪ ،‬ويكون العرض على النار بصدر الحاجر إلى التزكير‪ ،‬وأقلها لحغر خفيفر وأقصا ا ق المؤ نين‬ ‫ كما وردت به األخحار‪ -‬رحعر الف‪ 23‬رنر ولن ترتحر نفس عن ذا العالم إال ويصححها ححرة وكدورة ا‪ ،‬وإن قلت‪ :‬ولذلك‬‫قال هللا تعالى‪ " :‬وإن نكم إال وارد ا كان على ربك تما ً صتضيا ً ثم ننج الذين اتصوا ونذر الغالمين فيها جثيا ً " فكر نففس‬ ‫ستيصنر للورود على النار وحير ستيصنر للصدور عنها‪ ،‬فإذا أكمر هللا تطهير ا وتزكيتها وبلب الكتاب أجله ووقع الفراغ عن‬ ‫جملر ا وعد به الشرع ن الحساب والعرض وحيره‪ ،‬ووافى ارتحصاق الجنر ‪ -‬وذلك وقت حهم لم يطلع هللا عليفه أ فدا ً فن‬ ‫خلصه فإنه واقع بعد الصيا ر؛ ووقت الصيا ر جهول ‪ -‬فعنفد ذلفك يشفتغر بصففائه ونصائفه عفن الكفدورات يفث ال ير فق وجهفه‬ ‫ححرة وال قترة ألن فيه يتجلى الحق رححانه وتعالى‪ ،‬فيتجلى له تجليا ً يكون انكشاف تجليه باإلضفافر إلفى فا علمفه كانكشفاف‬ ‫الت تسمى رؤير‪ ،‬فإذن الرؤير ق‪ ،‬بشرط أن ال يفهم فن‬ ‫تجل المر ة باإلضافر إلى ا تخيله‪ .‬و ذه المشا دة والتجل‬ ‫الرؤير ارتكمال الخيال ف تخير تصور خصو بجهر و كان؛ فإن ذلك ما يتعالى عنه رب األرباب علوا ً كحيفراً‪ ،‬بفر‬ ‫كما عرفته ف الدنيا عرفر صيصير تا ر ن حير تخيفر وتصفور وتصفدير شفكر وصفورة‪ ،‬فتفراه فف اآلخفرة كفذلك‪ .‬بفر أقفول‪:‬‬ ‫الت تستكمر فتحلب كمال الكشف والوضوح وتنصلب شا دة‪ ،‬وال يكفون بفين المشفا دة‬ ‫المعرفر الحاصلر ف الدنيا بعينها‬ ‫ف اآلخرة‪ ،‬والمعلوإ ف الدنيا اختةف إال ن يث زيادة الكشف والوضوح كمفا ضفربناه فن المثفال فف ارفتكمال الخيفال‬ ‫بالرؤير‪ .‬فإذا لم يكن ف عرفر هللا تعالى إثحات صورة وجهه فة يكون ف ارتكمال تلك المعرفر بعينها وترقيها ف الوضوح‬ ‫إلى حاير الكشف أيضا ً جهر وصورة ألنهفا ف بعينهفا ال تفتفرق نهفا إال فف زيفادة الكشفف‪ ،‬كمفا أن الصفورة المرئيفر ف‬ ‫المتخيلر بعينها إال ف زيادة الكشف‪ ،‬وإليه اإلشارة بصوله تعالى‪ " :‬يسعى نور م بين أيفديهم وبأيمفانهم يصولفون ربنفا أتمفم لنفا‬ ‫نورنفا " إذ تمفاإ النفور ال يفؤثر إال فف زيفادة التكشفف‪ ،‬ولهففذا ال يففوز بدرجفر النغفر والرؤيفر إال العفارفون فف الففدنيا‪ ،‬ألن‬ ‫الحذر الذي ينصلب ف اآلخرة شا دة كما تنصلب النواة شجرة والحب زرعاً‪ ،‬و ن ال نواة ف أرضه كيف يحصر‬ ‫المعرفر‬ ‫له نخر؟ و ن لم يزرع الحب فكيف يحصد الزرع؟ فكذلك ن لم يعفرف هللا تعفالى فف الفدنيا فكيفف يفراه فف اآلخفرة؟ ولمفا‬ ‫كانفت المعرفففر علففى درجففات تفاوتففر كفان التجلف أيضفا ً علففى درجففات تفاوتفر‪ ،‬فففاختةف التجلف باإلضففافر إلففى اخففتةف‬ ‫المعارف كاختةف النحات باإلضافر إلى اختةف الحذر‪ ،‬إذ تختلف ال حالر‬ ‫بكثرتها وقلتها و سنها وقوتها وضعفها‪ ،‬ولذلك قفال النحف عليفه الصفةة والسفةإ‪ " :‬إن هللا يتجلفى للنفاس عا فر وألبف بكفر‬ ‫خاصر"‪ 24‬فة ينحغ أن يغن أن حير أب بكر من و دونه يجد ن لذة النغر والمشا دة ا يجفده أبفو بكفر‪ ،‬بفر ال يجفد إال‬ ‫عشر عشيره إن كانت عرفته ف الدنيا عشر عشيره‪ ،‬ولما فضر ن الناس بسر وقر ف صدره فضر ال حالر بتجر انففرد‬ ‫به‪ ،‬وكما أنك ترى ف الدنيا ن يؤثر لذة الريارر على المطعوإ والمنكفوح‪ ،‬وتفرى فن يفؤثر لفذة العلفم وانكشفاف شفكةت‬ ‫لكوت السموات واألرض ورائر األ ور اإللهير على الريارر وعلى المنكوح والمطعوإ والمشفروب جميعفاً؛ فكفذلك يكفون‬ ‫ف اآلخرة قوإ يؤثرون لذة النغر إلى وجه هللا تعالى علفى نعفيم الجنفر‪ ،‬إذ يرجفع نعيمهفا إلفى المطعفوإ والمنكفوح‪ ،‬و فؤالء‬ ‫بعينهم م الذين الهم ف الدنيا ا وصفنا ن إيثار لذة العلم والمعرففر واإلطفةع علفى أرفرار الربوبيفر علفى لفذة المنكفوح‬ ‫والمطعوإ والمشروب؛ ورائر الخلق شغولون به‪ .‬ولذلك لما قير لرابعر‪ :‬ا تصولين ف الجنر؟ فص الت‪ :‬الجار ثم الدار‪ .‬فحينت‬ ‫أنه ليس ف قلحها التفات إلى الجنر بر إلى رب الجنر‪ .‬وكر ن يعرف هللا ف الدنيا فة يراه ف اآلخرة‪ ،‬وكر ن لم يجد لفذة‬ ‫المعرفر ف الدنيا فة يجد لذة النغر ف اآلخرة‪ ،‬إذ ليس يستأنف أل د ف اآلخرة ا لم يصححه ف الدنيا‪ ،‬وال يحصفد إال فا‬ ‫زرع‪ ،‬وال يحشر المرء إال على ا ات عليه‪ ،‬وال يموت إال على ا عاش عليه‪ ،‬فما صححه ن المعرفر و الذي يتفنعم بفه‬ ‫بعينه فصط‪ ،‬إال أنه ينصلب شا دة بكشفف الغطفاء فتتضفاعف اللفذة بفه؛ كمفا تتضفاعف لفذة العاشفق إذا ارفتحدل بخيفال صفورة‬ ‫المعشوق رؤير صورته فإن ذلك نتهى لذته‪ ،‬و إنما طيحر الجنر لكر أ د فيها ا يشته ‪ ،‬فمن ال يشته إال لصاء هللا تعالى فة‬ ‫لذة له ف حيره‪ ،‬بر ربما يتأذى به‪ ،‬فإذن نعيم الجنر بصدر ب هللا تعالى و ب هللا تعالى بصدر ححتفه‪ ،‬فأصفر السفعادات ف‬ ‫المعرفر الت عحر الشرع عنها باإليمان‪.‬‬

‫‪ 22‬ديث أنه ﭬ ا رأى هللا تعالى ليلر المعراج ف الصحيح ذا الذى صححه المصنف و قول عائشر فف الصحيحين أنها قالت ن دثك أن‬ ‫حمدا رأى ربه فصد كذب ولمسلم ن ديث أبى ذر رألت ررول هللا ﭬ ر رأيت ربك قال نورانى أراه وذ ب ابن عحاس وأكثر العلماء إلى‬ ‫إثحات رؤيته له وعائشر لم ترو ذلك عن النح ﭬ و ديث أبى ذر قال فيه أ مد ازلت له نكرا وقال ابن خزيمر ف الصلب ن صحر إرناده شىء‬ ‫ع أن ف رواير أل مد ف ديث أبى ذر رأيته نورا انى أراه ورجال إرناد ا رجال الصحيح‪.‬‬ ‫‪ 23‬ديث ان أقصى المكث ف النار ف ق المؤ نين رحعر الف رنر أخرجه التر ذى الحكيم ف نوادر األصول ن ديث أبى ريرة إنما‬ ‫الشفاعر يوإ الصيا ر لمن عمر الكحائر ن أ تى الحديث وفيه وأطولهم كثا فيها ثر الدنيا ن يوإ خلصت إلى يوإ الصيا ر وذلك رحعر الف رنر‬ ‫وإرناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 24‬ديث أن هللا يتجلى للناس عا ر وألبى بكر خاصر أخرجه ابن عدى ن ديث جابر وقال باطر بهذا اإلرناد وف الميزان للذ حىأن‬ ‫الدارقطنى رواه عن المحا لى عن على بن عحدة وقال الدارقطنى ان على بن عحدة كان يضع الحديث ورواه ابن عساكر ف تاريخ د شق وابن‬ ‫الجوزى ف الموضوعات ن ديث جابر وأبى بردة وعائشر‪.‬‬


‫فإن قلت‪ :‬فلذة الرؤير إن كان ل ها نسفحر إلفى لفذة المعرففر فهف قليلفر وإن كفان أضفعافها‪ ،‬ألن لفذة المعرففر فف الفدنيا ضفعيفر‬ ‫فتضاعفها إلى د قريب ال ينته ف الصوة إلفى أن يسفتحصر رفائر لفذات الجنفر فيهفا؟ ففاعلم أن فذا االرفتحصار للفذة المعرففر‬ ‫صدر ن الخلو عن المعرففر‪ ،‬فمفن خفة عفن المعرففر كيفف يفدرل لفذتها؟ وإن انطفوى علفى عرففر ضفعيفر وقلحفه شفحون‬ ‫بعةئق الدنيا فكيف يدرل لذتها؟ فللعارفين ف عرفتهم وفكرتهم و ناجاتهم هلل تعالى لذات لو عرضت عليهم الجنر ف الدنيا‬ ‫بدالً عنها لم يستحدلوا بها لذة الجنر‪ ،‬ثم ذه اللذة ع كمالها ال نسحر لها أصةً إلى لذة اللصاء والمشا دة‪ ،‬كما ال نسحر للذة خيال‬ ‫المعشوق إلى رؤيته‪ ،‬وال لذة ارتنشاق روائح األطعمر الشهير إلى ذوقها‪ ،‬وال للذة اللمس باليد إلى لذة الوقاع‪.‬‬ ‫وإةهار عغم التفاوت بينهما ال يمكن إال بضرب ثال فنصول‪ :‬لذة النغر إلى وجه المعشوق ف الدنيا تتفاوت بأرحاب‪ :‬أ د ا‬ ‫كمفففففففففال جمفففففففففال المعشفففففففففوق ونصصفففففففففانه‪ ،‬ففففففففففإن اللفففففففففذة فففففففففف النغفففففففففر إلفففففففففى األجمفففففففففر أكمفففففففففر ال حالفففففففففر‪.‬‬ ‫والثفففان كمفففال قفففوة الحفففب والشفففهوة والعشفففق‪ ،‬فلفففيس التفففذاذ فففن اشفففتد عشفففصه كالتفففذاذ فففن ضفففعفت شفففهوته و حفففه‪.‬‬ ‫والثالث كمال اإلدرال‪ ،‬فليس التذاذ برؤير المعشوق ف ةلمر أو ن وراء رتر رقيق أو ن بعده كالتذاذ بإدراكه على قرب‬ ‫ن حير رتر وعند كمال الضوء‪ ،‬وال إدرال لذة المضاجعر ع ثوب ائر كإدراكها ع التجرد‪.‬‬ ‫والرابع اندفاع العوائق المشوشر واآلالإ الشاحلر للصلب‪ ،‬فليس التذاذ الصحيح الفارغ المتجفرد للنغفر إلفى المعشفوق كالتفذاذ‬ ‫الخائف المذعور أو المريض المتألم أو المشغول قلحه بمهم ن المهمات‪.‬‬ ‫فصدر عاشصا ً ضعيف العشق ينغر إلى وجه عشوقه ن وراء رتر رقيق على بعد بحيث يمنع انكشاف كنه صورته ف الفر‬ ‫اجتمع عليه عصارب وزنابير تؤذيه وتلدحه وتشغر قلحه‪ ،‬فهو ف فذه الحالفر ال يخلفو عفن لفذة فا فن شفا دة عشفوقه‪ ،‬فلفو‬ ‫طرأت على الفجأة الر انتهك بها الستر وأشرق بها الضوء واندفع عنه المؤذيات وبص رليما ً فارحا ً و جمت عليفه الشفهوة‬ ‫الصوير والعشق المفرط تى بلب أقصى الغايات‪ ،‬فانغر كيف تتضاعف اللذة تى ال يحصى لألولى إليها نسحر يعتد بها‪ ،‬فكذلك‬ ‫فافهم نسحر لذة النغر إلى لذة المعرفر فالستر الرقيق ثال الحدن واالشتغال به‪ ،‬والعصارب والزنابير ثال الشهوات المتسلطر‬ ‫على اإلنسان ن الجوع والعط والغضب والغم والحزن‪ ،‬وضعف الشهوة والحب ثال لصصور النفس ف الدنيا ونصصانها‬ ‫عن الشوق إلى المأل األعلى والتفاتها إلى أرفر السافلين و فو ثفر قصفور الصفح عفن ة غفر لفذة الريارفر والتفاتفه إلفى‬ ‫اللعب بالعصفور‪ ،‬والعارف وإن قويت ف الدنيا عرفته فة يخلو عن ذه المشوشات وال يتصور أن يخلو عنها الحتفر‪ ،‬نعفم‬ ‫قد تضعف ذه العوائق ف بعض األ وال وال تدوإ‪ ،‬فة جرإ يلوح ن جمال المعرفر ا يحهت العصر وتعغم لذته بحيث يكاد‬ ‫الصلب يتفطر لعغمته‪ ،‬ولكن يكون ذلك كالح رق ف الخاطف وقلمفا يفدوإ؛ بفر يعفرض فن الشفواحر واألفكفار والخفواطر فا‬ ‫يشوشه وينغصه‪ ،‬و ذه ضرورة دائمر ف ذه الحياة الفانير فة تزال ذه اللذة نغصر إلى الموت‪ ،‬وإنما الحياة الطيحفر بعفد‬ ‫الموت وإنما العي عي اآلخرة " وإن الدار اآلخرة له الحيوان لو كانوا يعلمون " وكر فن انتهفى إلفى فذه الرتحفر فإنفه‬ ‫يحب لصاء هللا تعفالى فيحفب المفوت‪ ،‬وال يكفره إال فن يفث ينتغفر زيفادة ارفتكمال فف المعرففر ففإن المعرففر كالحفذر وبحفر‬ ‫المعرفر ال را ر له‪ ،‬فاإل اطر بكنه جةل هللا حال‪ ،‬فكلما كثرت المعرفر باهلل وبصففاته وأفعالفه وبأرفرار ملكتفه وقويفت‪،‬‬ ‫كثر النعيم ف اآلخرة وعغم‪ ،‬كما أنه كلما كثر الحذر و سن‪ ،‬كثر الزرع و سن‪ ،‬وال يمكن تحصير ذا الحذر إال ف الدنيا‪،‬‬ ‫وال يزرع إال ف صعيد الصلب‪ ،‬وال صاد إال ف اآلخرة‪ ،‬ولهذا قال ررول هللا ﭬ‪ " :‬أفضر السعادات طول العمر ف طاعر‬ ‫هللا"‪ 25‬ألن المعرفر إنما تكمر وتكثر وتت سع ف العمر الطوير بمداو ر الفكر والمواةحر على المجا دة واالنصطاع عن عةئق‬ ‫الدنيا والتجرد للطلب‪ ،‬ويستدع ذلك ز انا ً ال حالر‪ ،‬فمن أ فب المفوت أ حفه ألنفه رأى نفسفه واقففا ً فف المعرففر بالغفا ً إلفى‬ ‫نتهى ا يسر له‪ ،‬و ن كره الموت كر فه ألنفه كفان يؤ فر زيفد عرففر تحصفر لفه بطفول العمفر ورأى نفسفه صصفرا ً عمفا‬ ‫تحتمله قوته لو عمر‪ ،‬فهذا رحب كرا ر الموت و حه عند أ ر المعرفر‪.‬‬ ‫وأ ا رائر الخلق فنغر م صصور على شهوات الدنيا إن اتسعت أ حوا الحصاء وإن ضاقت تمنفوا المفوت‪ ،‬وكفر ذلفك ر فان‬ ‫وخسران صدره الجهر والغفلر‪ ،‬فالجهر والغفلر غرس كر شصاوة ‪ ،‬والعلم والمعرفر أراس كر رعادة فصد عرفت بما ذكرناه‬ ‫عنى المححر‪ ،‬و عنى العشق فإنه المححر المفرطر الصوير‪ ،‬و عنى لذة المعرفر‪ ،‬و عنفى الرؤيفر‪ ،‬و عنفى لفذة الرؤيفر‪ ،‬و عنفى‬ ‫كونهففا ألففذ ففن رففائر اللففذات عنففد ذوي العصففول والكمففال وإن لففم تكففن كففذلك عنففد ذوي النصصففان‪ ،‬كمففا لففم تكففن الريارففر ألففذ‬ ‫المطعو ات عند الصحيان‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬فهذه الرؤيا حلها الصلب أو العين ف اآلخرة؟ فاعلم أن الناس قد اختلفوا ف ذلك وأرباب الحصائر ال يلتفتفون إلفى‬ ‫ذا الخةف وال ينغرون فيه‪ ،‬بر العاقر يأكر الحصر وال يسأل عن المحصلر‪ ،‬و ن يشفته رؤيفر عشفوقه يشفغله عشفصه عفن أن‬ ‫يلتفت إلى أن رؤيته تخلق ف عينه أو جحهته‪ ،‬بفر يصصفد الرؤيفا ولفذتها رفواء كفان ذلفك بفالعين أو حير فا‪ ،‬ففإن العفين حفر‬ ‫وةرف ال نغر إليه وال كم له‪ ،‬والحق فيه أن الصدرة األزلير وارعر فة يجوز أن نحكم عليها بالصصور عفن أ فد األ فرين‪،‬‬

‫‪ 25‬ديث أفضر السعادات طول العمر ف طاعر هللا أخرجه إبرا يم الحرب ف كتاب ذكر الموت ن رواير ابن لهيعر عن ابن الهاد عن‬ ‫المطلب عن أبيه عن النحى ﭬ قال السعادة كر السعادة طول العمر ف طاعر هللا ووالد المطلب عحد هللا بن وطب ختلف ف صححته وأل مد ن‬ ‫ديث جابر ان ن رعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه هللا اإلنابر والتر ذى ن ديث أبى بكرة أن رجة قال يا ررول هللا أى الناس خير قال‬ ‫ن طال عمره و سن عمله قال ذا ديث سن صحيح وقد تصدإ‪.‬‬


‫ذا ف كم الجواز‪ ،‬فأ ا الواقع ف اآلخرة ن الجائزين فة يدرل إال بالسمع والحق‪ 26‬ا ةهر أل ر السفنر والجماعفر فن‬ ‫شوا د الشرع أن ذلك يخلق ف العين ليكون لفظ الرؤير والنغر‪ ،‬ورائر األلفاة الواردة ف الشرع جري على ةفا ره‪ ،‬إذ‬ ‫ال يجوز إزالر الغوا ر إال لضرورة وهللا تعالى أعلم‪.‬‬ ‫بيان األسباب المقوية لحب هللا تعالى‬ ‫اعلم أن أرعد الخلق االً ف اآلخرة أقوا م حا ً هلل تعالى‪ ،‬فإن اآلخرة عنا ا الصدوإ على هللا تعالى ودرل رعادة لصائه‪ ،‬و ا‬ ‫أعغم نعيم المحب إذا قدإ على ححوبه بعد طول شوقه! وتمكن ن دواإ شا دته أبد اآلبفاد فن حيفر فنغ و كفدر و فن‬ ‫حير رقيب و زا م و ن حير خوف انصطاع! إال أن ذا النعيم على قدر قوة الحب فكلما ازدادت المححر ازدادت اللذة‪ ،‬وإنما‬ ‫يكتسب العحد ب هللا تعالى ف الفدنيا وأصفر الحفب ال ينففك عنفه فؤ ن ألنفه ال ينففك عفن أصفر المعرففر‪ ،‬وأ فا قفوة الحفب‬ ‫وارتيةؤه تى ينته إلى االرتهتار الذي يسمى عشصا ً فذلك ينفك عنه األكثرون‪ ،‬وإنما يحصر ذلك بسححين‪:‬‬ ‫أ د ما قطع عةئق الدنيا وإخراج ب حير هللا ن الصلب‪ ،‬فإن الصلب ثر اإلناء ال يتسع للخر ثةً ا لم يخرج نه الماء "‬ ‫ا جعر هللا لرجر ن قلحين ف جوفه " وكمال الحب ف أن يحب هللا عز وجر بكر قلحه‪ .‬و ا داإ يلتفت إلى حيره فزاوير ن‬ ‫فن الخففر‬ ‫نففه فب هللا‪ ،‬وبصفدر ففا يحصفى ففن المفاء فف اإلنفاء يففنص‬ ‫قلحفه شفغولر بغيففره‪ .‬فحصفدر ففا يشفغر بغيففر هللا يفنص‬ ‫المصحوب فيه‪ .‬وإلى ذا التفريد والتجريد اإلشارة بصوله تعالى‪ " :‬قر هللا ثم ذر م ف خوضهم"‪ ،‬وبصولفه تعفالى‪ " :‬إن الفذين‬ ‫قالوا ربنا هللا ثم ارتصا وا " بر و عنى قولك " ال إله إال هللا " أي عحود وال ححوب رواه‪ ،‬فكر ححوب فإنه عحفود‪ ،‬ففإن‬ ‫العحد و المصيد والمعحود و المصيد به‪ ،‬وكر حب صيد بما يححه‪ .‬ولذلك قال هللا تعالى‪ " :‬أرأيت ن اتخذ إلهه واه " وقال ﭬ‪:‬‬ ‫" أبغفض إلففه عحففد فف األرض الهفوى " ولففذلك قففال عليففه السفةإ‪ " :‬ففن قففال ال إلففه إال هللا خلصفا ً دخففر الجنففر"‪ 27‬و عنففى‬ ‫اإلخة أن يخل قلحه هلل فة يحصى فيه شرل لغير هللا‪ ،‬فيكون هللا ححوب قلحه و عحود قلحه و صصود قلحفه فصفط‪ ،‬و فن فذا‬ ‫ن السجن وقدوإ على المححوب‪ ،‬فما ال ن لفيس لفه إال‬ ‫اله فالدنيا رجنه ألنها انعر ن شا دة ححوبه و وته خة‬ ‫ححوب وا د وقد طال إليه شوقه وتمادى عنه حسه فخلى ن السجن و كفن فن المححفوب وروح بفاأل ن أبفد اآلبفاد‪ ،‬فأ فد‬ ‫أرحاب ضعف ب هللا ف الصلفوب قفوة فب الفدنيا و نفه فب األ فر والمفال والولفد واألقفارب والعصفار والفدواب والحسفاتين‬ ‫والمنتز ات تى إن المن فرح بطيب أصوات الطيور وروح نسم األرحار لتفت إلى نعيم الدنيا و تعرض لنصصان فب هللا‬ ‫تعالى بسححه‪ ،‬فحصدر ا أنس بالدنيا فينص أنسه باهلل‪ ،‬وال يؤتى أ د ن الدنيا شيئا ً بصدره فن اآلخفرة بالضفرورة‪ ،‬كمفا أنفه ال‬ ‫يصرب اإلنسان ن المشرق إال ويحعد بالضفرورة فن المغفرب بصفد ره‪ ،‬وال يطيفب قلفب ا رأتفه إال ويضفيق بفه قلحفه ضفرتها‪،‬‬ ‫فالدنيا واآلخرة ضرتان و مفا كالمشفرق والمغفرب‪ ،‬وقفد انكشفف ذلفك لفذوي الصلفوب انكشفافا ً أوضفح فن اإلبصفار بفالعين‪،‬‬ ‫ورحير قلع ب الدنيا ن الصلب رلول طريق الز د و ةز ر الصحر واالنصياد إليهما بز اإ الخوف والرجاء‪ .‬فما ذكرنا ا ن‬ ‫صد ات ليكتسب بها أ د ركن المححر و و تخلير الصلفب عفن حيفر‬ ‫المصا ات كالتوبر والصحر والز د والخوف والرجاء‬ ‫هللا‪ ،‬وأوله اإليمان باهلل واليوإ اآلخر والجنر والنار‪ ،‬ثم يتشعب نه الخوف والرجاء‪ ،‬ويتشعب نهما التوبر والصحر عليهما‪.‬‬ ‫ثم ينجر ذلك إلى الز د ف الدنيا وف المال والجاه وكر غوة الدنيا تفى يحصفر فن جميعفه طهفارة الصلفب عفن حيفر هللا‬ ‫فصط‪ ،‬تى يتسع بعده لنزول عرفر هللا و حه فكر ذلك صد ات تطهيفر الصلفب و فو أ فد ركنف المححفر‪ .‬وإليفه اإلشفارة بصولفه‬ ‫عليه السةإ‪ " :‬الطهور شطر اإليمان"‪ 28‬كما ذكرناه ف أول كتاب الطهارة‪.‬‬ ‫السحب الثان ‪ :‬لصوة المححر‪ ،‬قوة عرفر هللا تعالى واتساعها وارتيةؤ ا على الصلب‪ ،‬وذلك بعد تطهير الصلب ن جميع شواحر‬ ‫الدنيا وعةئصها يجري جرى وضع الحذر ف األرض بعد تنصيتها ن الحشي و و الشفطر الثفان ‪ .‬ثفم يتولفد فن فذا الحفذر‬ ‫شجرة المححر والمعرفر و الكلمر الطيحر الت ضرب هللا بها ثةً يث قال‪ " :‬ضفرب هللا فثةً كلمفر طيحفر كشفجرة طيحفر‬ ‫أصلها ثابت وفرعها ف السماء " وإليها اإلشارة بصوله تعالى " إليفه يصفعد الكلفم الطيفب "‪ ،‬أي المعرففر " والعمفر الصفالح‬ ‫يرفعه " فالعمر الصالح كالجمال لهذه المعرفر وكالخادإ وإنما العمر الصالح كله ف تطهيفر الصلفب أوالً فن الفدنيا ثفم إدا فر‬ ‫طهارته‪ ،‬فة يراد العمر إال لهذه المعرفر‪ ،‬وأ ا العلم بكيفير العمر فيراد للعمر‪ ،‬فالعلم و األول و و اآلخر‪ ،‬وإنما األول علم‬ ‫المعا لر وحرضه العمر‪ ،‬وحرض المعا لر صفاء الصلب وطهارته ليتضفح فيفه جليفر الحفق ويتفزين بعلفم المعرففر و فو علفم‬ ‫المكاشفر و هما صلت ذه المعرفر تحعتها المححر بالضرورة‪ ،‬كمفا أن فن كفان عتفدل المفزاج إذا أبصفر الجميفر وأدركفه‬ ‫بالعين الغا رة أ حه و ال إليه‪ ،‬و هما أ حه صلت اللذة‪ ،‬فاللذة تحع المححر بالضرورة‪ ،‬والمححر تحفع المعرففر بالضفرورة‪،‬‬ ‫وال يوصر إلى ذه المعر فر بعد انصطاع شواحر الدنيا ن الصلب إال بفالفكر الصفاف والفذكر الفدائم والجفد الحفالب فف الطلفب‬ ‫والنغر المستمر ف هللا تعالى وف صفاته وف لكوت رمواته ورائر خلوقاته‪.‬‬ ‫والواصلون إلى ذه الرتحر ينصسمون إلفى األقويفاء ويكفون أول عفرفتهم بفاهلل تعفالى‪ ،‬ثفم بفه يعرففون حيفره‪ .‬وإلفى الضفعفاء‬ ‫ويكون أول عرفتهم باألفعال ثم يترقون نها إلى الفاعر‪ .‬وإلى األول اإلشارة بصوله تعالى‪ " :‬أو لم يكف بربك أنه على كفر‬ ‫ش ء شهيد " وبصوله تعالى‪ " :‬شهد هللا أنه ال إله إال و " و نه نغر بعضهم يث قير له‪ :‬بم عرفت ربك؟ قال‪ :‬عرفت رب‬ ‫‪ 26‬ديث رؤير هللا ف اآلخرة صيصر تفق عليه ن ديث أبى ريرة أن الناس قالوا يا ررول هللا ر نرى ربنا يوإ الصيا ر قال ر تضارون‬ ‫ف رؤير الصمر ليلر الحدر الحديث‪.‬‬ ‫‪ 27‬ديث ن قال ال إله إال هللا خلصا دخر الجنر تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 28‬ديث الطهور شطر اإليمان أخرجه سلم ديث أبى الك ن األشعرى وقد تصدإ‪.‬‬


‫ولوال رب لما عرف ت رب ‪ ،‬وإلى الثان بصوله تعالى‪ " :‬رنريهم ياتنا ف اآلفاق وف أنفسهم تى يتحين لهم أنه الحق " اآلير‪.‬‬ ‫وبصوله عز وجر‪ " :‬أو لم ينغروا ف لكوت السموات واألرض " وبصوله تعالى‪ " :‬قر انغروا اذا ف السموات واألرض "‬ ‫وبصوله تعالى‪ " :‬الذي خلق رحع رموات طحاقا ً ا ترى ف خلق الر من فن تففاوت ففارجع الحصفر فر تفرى فن فطفور ثفم‬ ‫ارجع الحصر كرتين ينصلب إليك الحصر خارئا ً و فو سفير " و فذا الطريفق فو األرفهر علفى األكثفرين و فو األورفع علفى‬ ‫السالكين‪ ،‬وإليه أكثر دعوة الصر ن عند األ ر بالتدبر والتفكر واالعتحار والنغر ف يات خارجر عن الحصر‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬كة الطريصين شكر فأوضح لنفا نهمفا فا يسفتعان بفه علفى تحصفير المعرففر والتوصفر بفه إلفى المححفر ففاعلم أن‬ ‫الطريق األعلى و االرتشهاد بالحق رححانه على رائر الخلق فهو حا ض‪ ،‬والكةإ فيه خارج عن د فهم أكثر الخلفق ففة‬ ‫فائدة ف إيراده فف الكتفب‪ ،‬وأ فا الطريفق األرفهر األدنفى ففأكثره حيفر خفارج عفن فد األفهفاإ؛ وإنمفا قصفرت األفهفاإ عنفه‬ ‫إلعراضها عفن التفدبر واشفتغالها بشفهوات الفدنيا و غفوة الفنفس‪ ،‬والمفانع فن ذكفر فذا اتسفاعه وكثرتفه وانشفعاب أبوابفه‬ ‫الخارجر عن الحصر والنهاير‪ ،‬إذ ا ن ذرة ن أعلى السموات إلى تخوإ األرضين إال وفيها عجائب يات تدل على كمال‬ ‫قدرة هللا تعالى وكمال كمته و نتهى جةله وعغمته‪ ،‬وذلك ما ال يتنا ى " قر لو كان الححر دادا ً لكلمات رب لنفد الححر‬ ‫قحر أن تنفد كلمات رب " فالخوض فيه انغماس ف بحار علوإ المكاشفر وال يمكن أن يتطفر به على علوإ المعا لفر‪ ،‬ولكفن‬ ‫يمكن الر ز إلى ثال وا د على اإليجاز ليصع التنحيه لجنسه‪ ،‬فنصول‪:‬‬ ‫أرهر الطريصين النغر إلى األفعال فلنتكلم فيها ولنترل األعلى‪ ،‬ثفم األفعفال اإللهيفر كثيفرة فنطلفب أقلهفا وأ صر فا وأصفغر ا‬ ‫ولننغر ف عجائحها‪ ،‬فأقر المخلوقات و األرض و ا عليها ‪ -‬أعنف باإلضفافر إلفى المةئكفر و لكفوت السفموات ‪ -‬فإنفك إن‬ ‫ثر األرض ائر ونيفا ً ورتين‬ ‫نغرت فيها ن يث الجسم والعغم ف الشخ فالشمس على ا ترى ن صغر جمها‬ ‫ركوزة فيه‪ ،‬فإنه ال‬ ‫رة‪ ،‬فانغر إلى صغر األرض باإلضافر إليها‪ ،‬ثم انغر إلى صغر الشمس باإلضافر إلى فلكها الذي‬ ‫نسحر لها إليه و ف السماء الرا بعر‪ ،‬و صغيرة باإلضافر إلى ا فوقها ن السموات السفحع‪ ،‬ثفم السفموات فف الكررف‬ ‫فن يفث المصفادير‪ ،‬و فا أ صفر األرض كلهفا‬ ‫كخلصر ف فةة‪ ،‬والكرر ف العرش كذلك‪ ،‬فهذا نغفر إلفى ةفا ر األشفخا‬ ‫باإلضففافر إليهففا! بففر ففا أصففغر األرض باإلضففافر إلففى الححففار! فصففد قففال ررففول هللا ﭬ‪" :‬األرض ف ف الححففر كاالصففطحر ف ف‬ ‫األرض"‪ 29‬و صداق ذا عرف بالمشا دة والتجحرة‪ ،‬وعلم أن المكشوف ن األرض عن الماء كجزيفرة صفغيرة باإلضفافر‬ ‫إلى كر األرض‪ ،‬ثم انغر إلى اآلد المخلوق ن التراب ‪ -‬الذي و جزء ن األرض ‪ -‬وإلى رائر الحيوانات وإلى صغره‬ ‫باإلضافر إلى األرض‪ ،‬ودع عنك جميع ذلك‪ ،‬فأصغر ا نعرفه ن الحيوانات الحعوض والنحفر و فا يجفري جفراه‪ ،‬ففانغر‬ ‫ف الحعوض على قدر صغره وتأ له بعصر اضر وفكر صاف‪ ،‬فانغر كيف خلصه هللا تعالى على شكر الفير الذي و أعغفم‬ ‫الحيوانات! إذ خلق له خرطو ا ً ثر خرطو فه‪ ،‬وخلفق لفه شفكله الصفغير رفائر األعضفاء كمفا خلصفه للفيفر بزيفادة جنفا ين‪،‬‬ ‫وانغر كيف قسم أعضاءه الغا رة فأنحت جنا ه‪ ،‬وأخرج يده ورجلفه‪ ،‬وشفق رفمعه وبصفره؟ ودبفر فف باطنفه فن أعضفاء‬ ‫الغذاء و الته ا دبره ف رائر الحيوانات‪ ،‬وركب فيها ن الصوى الغاذير والجاذبر والدافعر والماركر والهاضمر ا ركب ف‬ ‫رائر الحيوانات‪ ،‬ذ ا ف شكله وصفاته‪ ،‬ثم انغر إلى دايته كيف داه هللا تعالى إلى حذائه وعرفه أن حذاءه دإ اإلنسان ثفم‬ ‫انغر كيف أنحت له لر الطيران إلى اإلنسان! وكيف خلق له الخرطفوإ الطويفر و فو حفدد الفرأس! وكيفف فداه إلفى سفاإ‬ ‫بشرة اإلنسان تى يضع خرطو ه ف وا د نها! ثفم كيفف قفواه تف ى يغفرز فيفه الخرطفوإ! وكيفف علمفه المف والتجفرع‬ ‫للدإ! وكيف خلق الخرطوإ ع دقته جوفا ً تى يجري فيه الدإ الرقيق وينته إلى باطنه وينتشر ف رفائر أجزائفه ويغذيفه!‬ ‫ثم كيف عرفه أن اإلنسان يصصده بيده فعلمه يلر الهرب وارتعداد لته! وخلفق لفه السفمع الفذي يسفمع بفه خفيفف ركفر اليفد‬ ‫و بعد بعيدة نه فيترل الم ويهرب! ثم إذا ركنت اليد يعود! ثم انغر كيف خلق له دقتين تى يحصر وضفع حذائفه‬ ‫فيصصده ع صغر جم وجهه‪ .‬وانغر إلى أن دقر كر يوان صغير لما لم تحمفر دقتفه األجففان لصفغره وكانفت األجففان‬ ‫صصلر لمر ة الحدقر عن الصذى والغحار ‪ -‬خلق لل حعوض والذباب فتنغر إلى الذباب فتراه على الدواإ يمسح دقتيه بيديه‪.‬‬ ‫وأ ا اإلنسان والحيوان الكحير فخلق لحدقتيه األجفان تى ينطحق أ د ما على اآلخر‪ ،‬وأطرافهمفا فادة فيجمفع الغحفار الفذي‬ ‫يلحق الحدقر وير يه إلى أطراف األ داب‪ ،‬وخلق األ داب السود لتجمع ضوء العين وتعين علفى اإلبصفار وتحسفن صفورة‬ ‫العين وتشحكها عند يجان الغحار فينغر فن وراء شفحال األ فداب‪ ،‬واشفتحاكها يمنفع دخفول الغحفار وال يمنفع اإلبصفار‪ .‬وأ فا‬ ‫الحعوض فخلق لها دقتين صصلتين ن حير أجفان وعلمها كيفير التصصير باليدين‪ ،‬وألجر ضفعف أبصفار ا ترا فا تتهاففت‬ ‫على السراج ألن بصره ضعيف فه تطلب ضوء النهار‪ ،‬فإذا رأى المسكين ضوء السراج باللير ةن أنه ف بيت غلم وأن‬ ‫السراج كوة ن الحيت المغلم إلى الموضع المض ء‪ ،‬فة يزال يطلب الضوء وير بنفسفه إليفه ففإذا جفاوزه ورأى الغفةإ‬ ‫ةن أنه لم يصب الكوة ولم يصصد ا على السداد فيعود إليه رة أخرى إلى أن يحترق ولعلك تغن أن ذا لنصصانها وجهلها‪،‬‬ ‫فاعلم أن جهر اإلنسان أعغم ن جهلها‪ ،‬بر صورة اآلد ف اإلكحاب على الشهوات الدنيا صورة الفراش ف التهافت على‬ ‫النار‪ ،‬إذ تلوح لآلد أنوار الشهوات ن يث ةا ر صورتها وال يدري أن تحتها السم الناقع الصاتر‪ ،‬فة يزال ير نفسه‬ ‫عليها إلى أن ينغمس فيها ويتصيد بها ويهلك ةكا ً ؤبداً‪ ،‬فليفت كفان جهفر اآلد ف كجهفر الففراش! فإنهفا باحترار فا بغفا ر‬ ‫الضوء إن ا ترقت تخلصت ف الحال واآلد يحصى ف النار أبد اآلباد أو دة ديدة‪ ،‬ولذلك كان ينادي ررول هللا ﭬ ويصول‪:‬‬ ‫" إن مسك بحجزكم عن الن ار وأنتم تتهافتون فيهفا تهاففت الففراش"‪ 30‬فهفذه لمعفر عجيحفر فن عجائفب صفنع هللا تعفالى فف‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬

‫ديث األرض ف الححر كاالصطحر ف األرض لم أجد له أصة‪.‬‬ ‫ديث إنى مسك بحجزكم عن النار وأنتم تهافتون فيها تهافت الفراش تفق عليه ن ديث أبى ريرة ثلى و ثر أ تى كمثر رجر ارتوقد‬


‫أصغر الحيوانات‪ ،‬وفيها ن العجائب ا لو اجتمع األولون واآلخرون على اإل اطر بكنهه عجزوا عفن صيصتفه ولفم يطلعفوا‬ ‫علففففففى أ ففففففور جليففففففر ففففففن ةفففففففا ر صففففففورته‪ ،‬فأ ففففففا خفايففففففا عففففففان ذلفففففففك فففففففة يطلففففففع عليهففففففا إال هللا تعفففففففالى‪.‬‬ ‫ثم ف كر يوان ونحات أعجوبر وأعاجيب تخصه ال يشاركه فيها حيره‪ ،‬فانغر إلى النحر وعجائحها وكيف أو ى هللا تعفالى‬ ‫إليها تى اتخذت ن الجحال بيوتا ً و ن الشجر و مفا يعرشفون‪ ،‬وكيفف ارفتخرج فن لعابهفا الشفمع والعسفر وجعفر أ فد ما‬ ‫ضيا ًء وجعر اآلخر شفا ًء‪ ،‬ثم لو تأ لت عجائفب أ ر فا فف تناولهفا األز فار واألنفوار وا تراز فا عفن النجا فات واألقفذار‪،‬‬ ‫وطاعتها لوا د ن جملتها و أكحر ا شخصا ً و و أ ير ا‪ ،‬ثم ا رخر هللا تعفالى لفه أ ير فا فن العفدل واإلنصفاف بينهفا ‪-‬‬ ‫تى إنه ليصتر على باب المنفذ كر ا وقع نهفا علفى نجارفر ‪ -‬لصضفيت نهفا عجحفا ً خفر العجفب إن كنفت بصفيرا ً فف نفسفك‬ ‫وفارحا ً ن م بطنك وفرجك وشهوات نفسك ف عاداة أقرانك و واالة إخوانك‪ ،‬ثم دع عنك جميع ذلفك وانغفر إلفى بنائهفا‬ ‫بيوتها ن الشمع‪ ،‬واختيار ا ن جملر األشكال الشكر المسدس‪ ،‬ففة تحنف بيتفا ً سفتديرا ً وال ربعفا ً وال خمسفا ً بفر سدرفاً‪،‬‬ ‫لخ اصير ف الشكر المسدس يصصر فهم المهندرين عن دركها‪ ،‬و و أن أورع األشكال وأ وا ا‪ :‬المستديرة و ا يصرب نهفا‪،‬‬ ‫فإن المربع يخرج نه زوايا ضائعر وشكر النحر ستدير ستطير فترل المربع تى ال تضيع الزوايا فتحصفى فارحفر‪ ،‬ثفم لفو‬ ‫بنا ا ستديرة لحصيت خارج الحيوت فرج ضائعر فإ ن األشكال المستديرة إذا جمعت لم تجتمع تراصر‪ ،‬وال شكر ف األشكال‬ ‫ذات الزوايا يصرب ف اال تواء ن المستدير ثم تترا الجملر نه بحيث ال يحصى بعفد اجتماعهفا فرجفر إال المسفدس‪ ،‬و فذه‬ ‫خاصير ذه الشكر‪ ،‬فانغر كيف ألهم هللا تعالى النحر على صغر جر ه ولطافر قده لطفا ً به وعناير بوجوده و فا فو حتفاج‬ ‫إليه ليتهنأ بعيشه‪ ،‬فسححانه ا أعغم شأنه وأورع لطفه وا تنانه!‪.‬‬ ‫فاعتحر بهذه اللمعر اليسيرة ن حصرات الحيوانات ودع عنك عجائب لكوت األرض والسموات‪ ،‬فإن الصدر الذي بلغه فهمنا‬ ‫الصاصر نه تنصض األعمار دون إيضا ه‪ ،‬وال نسحر لما أ اط به علمنا إلى ا أ اط به العلماء واألنحياء‪ ،‬وال نسحر لما أ اط‬ ‫به علم الخةئق كلهم إلى ا ارتأثر هللا تعالى بعلمه‪ ،‬بر كر ا عرفه الخلق ال يستحق أن يسمى علما ً ف جنب علم هللا تعالى‪،‬‬ ‫فحالنغر ف ذا وأ ثاله تزداد المعرفر الحاصلر بأرهر الطريصين‪ ،‬وبزيادة المعرفر تزداد المححر‪ ،‬فإن كنت طالحا ً رعادة لصاء‬ ‫هللا تعالى فانحذ الدنيا وراء ةهرل‪ ،‬وارتغرق العمر ف الذكر الدائم والفكر الةزإ فعسال تحغى نها بصدر يسير‪ ،‬ولكن تنال‬ ‫بذلك اليسير لكا ً عغيما ً ال خر له‪.‬‬ ‫بيان السبب في تفاوت الناس في الحب‬ ‫اعلم أن المؤ نين شتركون ف أصر ا لحب الشتراكهم ف أصر المححر‪ ،‬ولكنهم تفاوتون لتففاوتهم فف المعرففر وفف فب‬ ‫الدنيا‪ ،‬إذ األشياء إنما تتفاوت بتفاوت أرحابه‪ ،‬وأكثر الناس ليس لهم ن هللا تعالى إال الصفات واألرماء الت قرعت رفمعهم‬ ‫فتلصنو ا و فغو ا‪ ،‬وربما تخيلوا لها عان يتعالى عنها رب األرباب‪ ،‬ورب ما لم يطلعوا على صيصتها وال تخيلفوا لهفا عنفى‬ ‫فاردا ً بر نوا بها إيمان تسليم وتصديق واشتغلوا بالعمفر وتركفوا الححفث‪ ،‬و فؤالء فم أ فر السفة ر فن أصفحاب اليمفين‪،‬‬ ‫والمتخيلون م الضالون‪ ،‬والعارفون بالحصائق م المصربون‪ .‬وقد ذكر هللا ال األصناف الثةثفر فف قولفه تعفالى‪ " :‬فأ فا إن‬ ‫كان ن المصربين فروح وريحان وجنر نعيم"اآلير‪ .‬فإن كنت ال تفهم األ ور إال باأل ثلر فلنضرب لتفاوت الحب ثاالً فنصفول‪:‬‬ ‫أصحاب الشافع ثةً يشتركون ف ب الشافع ‪ -‬ر مفه هللا ‪ -‬الفصهفاء فنهم والعفواإ‪ ،‬ألنهفم شفتركون فف عرففر فضفله‬ ‫ودينه و سن ريرته و حا د خصاله‪ ،‬ولكن العا يعرف علمه جمةً والفصيه يعرففه فصفةً‪ ،‬فتكفون عرففر الفصيفه بفه أتفم‬ ‫وإعجابه به و حه له أشد‪ ،‬فإن ن رأى تصنيف صنف فارتحسنه وعرف به فضله أ حه ال حالر و ال إليه قلحه‪ ،‬فإن رأى‬ ‫تصنيفا ً خرا ً أ سن نه وأعجب تضاعف ال حالر حه ألنه تضاعفت عرفته ب علمه‪ ،‬وكفذلك يعتصفد الرجفر فف الشفاعر أنفه‬ ‫سن الشعر فيححه‪ ،‬فإذا رفمع فن حرائفب شفعره فا عغفم فيفه ذقفه وصفنعته ازداد بفه عرففر وازداد لفه حفاً‪ .‬وكفذا رفائر‬ ‫الصناعات والفضائر‪ .‬والعا قد يسمع أن فةنا ً صنف وأنه سفن التصفنيف ولكفن ال يفدرى فا فف التصفنيف فيكفون لفه‬ ‫عرفر جملر ويكون له بحسحه ير جمر‪ ،‬والحصير إذا ففت عفن التصفانيف علفى فا فيهفا فن العجائفب تضفاعف حفه ال‬ ‫حالر‪ ،‬ألن عجائب الصنعر والشعر والتصنيف تدل على كمفال صففات الفاعفر والمصفنف والعفالم بجملتفه صفنع هللا تعفالى‬ ‫وتصنيفه‪ ،‬والعا يعلم ذلك ويعتصده‪ :‬وأ ا الحصير فإنه يطالع تفصير صنع هللا تعالى فيه‪ ،‬تى يرى فف الحعفوض ‪ -‬فثةً ‪-‬‬ ‫ن عجائب صنعه ا ينحهر به عصله ويتحير فيه لحه ويزداد بسححه ال حالر عغمر هللا وجةله وكمال صفاته ف قلحه فيزداد له‬ ‫حاً‪ ،‬وكلما ازداد على أعاجيب صنع هللا إطةعا ً ارتدل على عغمر هللا الصانع وجةله‪ ،‬وازداد بفه عرففر ولفه حفاً‪ .‬وبحفر‬ ‫ذه المعرفر ‪ -‬أعن عرفر العجائب صنع هللا تعالى ‪ -‬بحر ال را ر له‪ ،‬فة جرإ تففاوت أ فر المعرففر فف الحفب ال صفر‬ ‫له‪ ،‬و ما يتفاوت بسححه الحب اختةف األرحاب الخمسر الت ذكرنا ا للحب‪ ،‬فإنه ن يحب هللا ثةً لكونه حسنا ً إليفه نعمفا ً‬ ‫عليه ولم يححه لذاته ضعفت ححته‪ ،‬إذ تتغير بتغير اإل سان فة يكون حه ف الر الحةء كححفه فف الفر الرضفا والنعمفاء‪.‬‬ ‫وأ ا ن يححه لذاته وألنه ستحق للحب بسحب كماله وجماله و جده وعغمته فإنه ال يتفاوت حه بتفاوت اإل سان إليه‪ .‬فهذا‬ ‫وأ ثاله و و رحب تفاوت الناس ف المححر‪ .‬والتفا وت ف المححر و السحب للتفاوت ف رعادة اآلخرة‪ .‬ولفذلك قفال تعفالى "‬ ‫ولآلخرة أكحر درجات وأكحر تفضيةً "‪.‬‬

‫نارا فجعلت الدواب والفراش يصعن فأنا خذ بحجزكم وأنتم تصتحمون فيه لفظ سلم واقتصر الحخارى على أوله ولمسلم ن ديث جابر وأنا خذ‬ ‫بحجزكم وأنتم تفلتون ن يدى‪.‬‬


‫بيان السبب في قصور أفهام الخلق عن معرفة هللا سبحانه‬ ‫اعلم أن أةهر الموجودات وأجة ا و هللا تعالى‪ ،‬وكان فذا يصتضف أن تكفون عرفتفه أول المعفارف وأرفحصها إلفى األفهفاإ‬ ‫وأرهلها على العصول‪ ،‬وترى األ ر بالضد ن ذلك‪ ،‬فة بد ن بيفان السفحب فيفه‪ .‬وإنمفا قلنفا إنفه أةهفر الموجفودات وأجة فا‬ ‫لمعنى ال تفهمه إال بمثال‪ :‬و و أنا إذا رأينا إنسانا ً يكتب أو يخيط ثةً كان كونفه يفا ً عنفدنا فن أةهفر الموجفودات‪ ،‬فحياتفه‬ ‫وعلمه وقدرته وإرادته للخ ياطر أجلى عندنا ن رائر صفاته الغا رة والحاطنر‪ ،‬إذ صفاته الحاطنفر كشفهوته وحضفحه وخلصفه‬ ‫وصحته و رضه وكر ذلك ال نعرفه‪ ،‬وصفاته الغا رة ال نعفرف بعضفها وبعضفها نشفك فيفه كمصفدار طولفه واخفتةف لفون‬ ‫بشرته وحير ذلك ن صفاته‪ .‬أ ا ياته وقدرته وإرادته وعلمه وكونه يوانا ً فإنه جل عندنا ن حير أن يتعلق س الحصر‬ ‫بحياته وقدرته وإرادته‪ ،‬فإن ذه الصفات ال نحس بش ء ن الحواس الخمس‪ ،‬ثم ال يمكن أن نعرف ياته وقدرتفه وإرادتفه‬ ‫إال بخياطته و ركته‪ ،‬فلو نغرنا إلى كر ا ف العالم رواه لم نعرف به صفته‪ ،‬فما عليه إال دليفر وا فد و فو فع ذلفك جلف‬ ‫واضف ح‪ ،‬ووجفود هللا تعفالى وقدرتففه وعلمفه ورفائر صففاته يشففهد لفه بالضفرورة كفر ففا نشفا ده وندركفه بفالحواس الغففا رة‬ ‫والحاطنر ن جر و در ونحات وشجر و يوان ورماء وأرض وكوكب وبحر ونار و واء وجو ر وعرض‪ ،‬بر أول شا د‬ ‫عليه أنفسنا وأجسا نا وأوصافنا وتصلب أ والنا وتغير قلوبنا وجميع أطوارنا ف ركاتنا وركناتنا‪ ،‬وأةهر األشياء ف علمنا‬ ‫أنفسنا ثم حسوراتنا بالحواس الخمس ثم دركاتنا بالعصر والحصيرة ‪ -‬وكر وا د ن ذه المدركات له درل وا فد وشفا د‬ ‫وا د ودلير وا د‪ ،‬وجميع ا ف العالم شوا د ناطصر وأدلر شا دة بوجود خالصها و دبر ا و صرفها و حركها‪ ،‬ودالر علمه‬ ‫وقدرته ولطفه و كمته‪ ،‬والموجودات المدركر ال صر لها‪ ،‬فإن كانت ياة الكاتب ةا رة عندنا وليس لها يشفهد إال شفا د‬ ‫وا د و و ا أ سسنا به ن ركر يده؛ فكيف ال يغهر ا ال يتصور ف الوجود شف ء داخفر نفورفنا وخارجهفا و فو شفا د‬ ‫عليه وعلى عغمته وجةله؟ إذ كر ذ رة فإنها تنادي بلسان الها أنه ليس وجود ا بنفسها وال ركتها بذاتها وأنها تحتاج إلى‬ ‫وجد و حرل لها‪ ،‬يشهد بذلك أوالً تركيب أعضائنا وائتةف عغا نا ولحو نا وأعصابنا و نابفت شفعورنا وتشفكر أطرافنفا‬ ‫ورائر أجزائنا الغا رة والحاطنر‪ ،‬فإنه نعلم أنها لم تأتلف بأنفسها كما نعلم أن يد الكاتب لم تتحرل بنفسها‪ ،‬ولكن لمفا لفم يحفق‬ ‫ف الوجود ش ء درل و حسوس و عصول و اضر وحائب إال و و شا د و عرف عغم ةهوره فانحهرت العصول ود شت‬ ‫عفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففن إدراكفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬ ‫فإن ا تصصر عن فهمه عصولنا فله رححان‪ :‬أ د ما خفاؤه نفسه وحموضه وذلك ال يخفى ثاله‪ ،‬واآلخر ا يتنفا ى وضفو ه‪،‬‬ ‫و ذا كما أن الخفاش يحصر باللير وال يحصر بالنهار‪ ،‬ال لخفاء النهار وارتتاره ولكن لشدة ةهوره فإن بصر الخفاش ضعيف‬ ‫يحهره نور الشمس إذا أشرقت‪ ،‬فتكون قوة ةهوره ع ضعف بصره رححا ً ال تناع إبصاره فة نرى شيئا ً إال إذا ا تزج الضوء‬ ‫بالغةإ وضعف ةهوره‪.‬‬ ‫فكذلك ع صولنا ضعيفر وجمال الحضرة اإللهير ف نهاير اإلشراق واالرتنارة وفف حايفر االرفتغراق والشفمول‪ ،‬تفى لفم يشفذ‬ ‫عن ةهوره ذرة ن لكوت السموات واألرض فصار ةهوره رحب خفائه‪ ،‬فسححان ن ا تجب بإشراق نوره واختففى عفن‬ ‫الحصائر بغهوره‪ ،‬وال يتعجب ن اختفاء ذلك بسحب الغهور‪ ،‬فإن األشياء تستحان بأضداد ا و ا عم وجوده تى أنه ال ضد‬ ‫له عسر إدراكه‪ ،‬فلو اختلفت األشياء فدل بعضها دون بعض أدركت التفرقر على قرب‪ ،‬ولما اشتركت ف الداللر على نسق‬ ‫وا د أشكر األ ر‪ ،‬و ثاله‪ :‬نور الشمس المشرق على األرض‪ ،‬فإنا نعلم أنه عرض ن األعراض يحدث ف األرض ويزول‬ ‫عند حيحر الشمس‪ ،‬فلو كانت الشمس دائمر اإلشراق ال حروب لها لكنا نغن أنه ال يئر ف األجساإ إال ألوانها و ف السفواد‬ ‫والحياض وحير ما‪ ،‬فإنا ال نشا د ف األرود إال السواد وف األبيض إال الحياض‪ ،‬فأ ا الضوء فة ندركفه و فده‪ ،‬ولكفن لمفا‬ ‫حابت الشمس وأةلمت المواضع أدركنا تفرقر بين الحالين‪ ،‬فعلمنا أن األجساإ كانت قد ارتضفاءت بضفوء واتصففت بصففر‬ ‫فارقتها عند الغروب‪ ،‬فعرفنا وجود النور بعد ه‪ ،‬و ا كنا نطلع عليه لفوال عد فه إال بعسفر شفديد‪ ،‬وذلفك لمشفا دتنا األجسفاإ‬ ‫تشابهر حير ختلفر ف الغةإ والنور‪ ،‬ذا ع أن النور أةهر المحسورات إذ به تدرل رائر المحسورات‪ ،‬فما و ةفا ر‬ ‫ف نفسه و و غهر لغيره‪ ،‬انغر كيف تصور ارتحهاإ أ ره بسحب ةهوره لوال طريان ضده؟ فاهلل تعالى فو أةهفر األ فور‬ ‫وبه ةهرت األشياء كلها‪ ،‬ولو كان له عدإ أو حيحفر أو تغيفر النهفدت السفموات واألرض وبطفر الملفك والملكفوت‪ ،‬وألدرل‬ ‫بذلك التفرقر بين الحالين‪ ،‬ولو كان بعض األشياء وجودا ً به وبعضها وجودا ً بغيره ألدركت التفرقفر بفين الشفيئين الداللفر‪،‬‬ ‫ولكن داللته عا ر ف األشياء على نسق وا د‪ ،‬ووجفوده دائفم فف األ فوال يسفتحير خةففه‪ ،‬ففة جفرإ أورثفت شفدة الغهفور‬ ‫خفاء‪ ،‬فهذا و السحب ف قصور األفهاإ‪.‬‬ ‫وأ ا ن قويت بص يرته ولم تضعف نته فإنه ف ال اعتدال أ ره ال يرى إال هللا تعالى وال يعرف حيره‪ ،‬يعلم أنه ليس فف‬ ‫الوجود إال هللا‪ .‬وأفعاله أثر ن اآلثار قدرته فه تابعر له فة وجود لها بالحصيصر ودونه‪ ،‬وإنما الوجود للوا د الذي به وجود‬ ‫األفعال كلها‪ .‬و ن ذه اله فة ينغفر فف شف ء فن األفعفال إال ويفرى فيفه الفاعفر ويفذ ر عفن الفعفر فن يفث إنفه رفماء‬ ‫وأرض و يوان وشجر‪ ،‬بر ينغر فيه ن يث أنه صنع الوا د الحق فة يكون نغره جاوزا ً له إلى حيفره‪ ،‬كمفن نغفر فف‬ ‫شعر إنسان أو خطه أو تصنيفه ورأى فيها الشاعر والمصنف ورأى ثاره ن يث أثره ال ن يث إنه حر وعف وزاج‬ ‫رقوإ على بياض‪ ،‬فة يكون قد نغر إلى حير المصنف‪ ،‬وكر العالم تصنيف هللا تعالى‪ ،‬فمن نغر إليه ن يث إنه فعر هللا‬ ‫وعرفه ن يث إنه فعر هللا وأ حه ن يث إنه فعر هللا لم يكن ناةرا ً إال ف هللا وال عارفا ً إال بفاهلل وال ححفا ً إال لفه‪ ،‬وكفان‬ ‫و المو د الحق الذي ال يرى إال هللا‪ ،‬بر ال ينغر إلى نفسه ن يث نفسه بر ن يث إنه عحد هللا‪ ،‬فهذا الذي يصال فيفه إنفه‬ ‫فن ف التو يد وإنه فن عن نفسه‪ .‬وإليه اإلشارة بصول ن قال‪ :‬كنا بنا ففنينفا عنفا فحصينفا بفة نحفن‪ .‬فهفذه أ فور علو فر عنفد‬ ‫ذوي الحصائر‪ ،‬أشكلت لضعف األفهاإ ع ن دركهفا وقصفور قفدرة العلمفاء بهفا عفن إيضفا ها وبيانهفا بعحفارة فهمفر وصفلر‬ ‫للغرض إلى األفهاإ‪ ،‬أو باشتغالهم بأنفسهم واعتصاد م أن بيان ذلك لغير م ما ال يعنيهم‪ ،‬فهذا و السحب ف قصور األفهفاإ‬


‫شا دة على هللا إنما يدركها اإلنسان ف الصحا عند فصد العصر‪،‬‬ ‫عن عرفر هللا تعالى‪ ،‬وانضم إليه أن المدركات كلها الت‬ ‫ثم تحدو فيه حريزة العصر قليةً قليةً و و ستغرق الهم بشهواته وقد أنس بمدركاته و حسوراته وألفها فسصط وقعها عن قلحفه‬ ‫بطول األنس‪ ،‬ولذلك إذا رأى على رحير الفجأة يوانا ً حريحا ً أو نحاتا ً حريحا ً أو فعةً ن أفعال هللا تعالى خارقفا ً للعفادة عجيحفا ً‬ ‫انطلق لسانه بالمعرفر طحعا ً فصال‪" :‬رححان هللا " و و يفرى طفول النهفار نفسفه وأعضفاؤه ورفائر الحيوانفات المألوففر وكلهفا‬ ‫شوا د قاطعر ال يحس بشهادتها لطول األنس بها‪ ،‬ولو فرض أكمه بلب عاقةً ثم انصشعت حشاوة عينه فا تد بصره إلى السماء‬ ‫واألرض وا ألشجار والنحات والحيوان دفعفر وا فدة علفى رفحير الفجفأة لخيفف علفى عصلفه أن ينحهفر لعغفم تعجحفه فن شفهادة‬ ‫العجائب لخالصها‪.‬‬ ‫فهذا وأ ثاله ن األرحاب ع االنهمال ف الشهوات و الذي رد على الخلق رحير االرتضاءة بأنوار المعرفر والسفحا ر فف‬ ‫بحار ا الوارعر‪ ،‬فالناس ف طلحهم عرفر هللا كالمد وش الذي يضرب به المثر إذا كان راكحا ً لحمفاره و فو يطلفب مفاره‪،‬‬ ‫والجليات إذا صارت طلوبر صارت عتاصر‪ .‬فهذا رر ذا األ ر فليحصق‪ .‬ولذلك قير‪:‬‬ ‫فصد ةهرت فما تخفى علـى أ ـد إال على أكمه ال يعرف الصـمـرا‬ ‫لكن بطنت بما أةهرت حتجـحـا ً فكيف يعرف ن بالعرف قد رترا‬

‫بيان معنى الشوق إلى هللا تعالى‬ ‫اعلم أن ن أنكر صيصر المححر هلل تعالى فة بد وأن ينكفر صيصفر الشفوق‪ ،‬إذ ال يتصفور الشفوق إال إلفى ححفوب ونحفن نثحفت‬ ‫وجود الشوق إلى هللا تعالى‪ ،‬وكون العارف ضطرا ً إليه بطريق االعتحار والنغر بأنوار الحصائر وبطريق األخحار واآلثفار‬ ‫أ ا االعتحار فيكف ف إثحاته ا رحق ف إثحات الحب‪ ،‬فكر ححوب يشتاق إليه ف حيحته ال حالر‪ ،‬فأ ا الحاصفر ففة يشفتاق‬ ‫إليه‪ ،‬فإن الشوق طلب وتشوف إلى أ ر والموجود ال يطلب‪ .‬ولكن بيانه أن الشوق ال يتصور إال إلفى شف ء أدرل فن وجفه‬ ‫ولم يدرل ن وجه‪ ،‬فأ ا ا ال يدرل أصةً فة يشتاق إليه‪ ،‬فإن ن لم يفر شخصفا ً ولفم يسفمع وصففه وال يتصفور أن يشفتاق‬ ‫إليه‪ ،‬و ا أدرل بكماله ال يشتاق إليه‪ ،‬وكمال اإلدرال بالرؤير فمن كان ف شا دة ححوبه داو ا ً للنغر إليه ال يتصفور أن‬ ‫يكون له شوق‪ ،‬ولكن الشوق إنما يتعلق بما أدرل ن وجه ولم يدرل فن وجفه‪ ،‬و فو فن وجهفين ال ينكشفف إال بمثفال فن‬ ‫المشا دات‪.‬‬ ‫فنصول ثةً‪ :‬ن حاب عنه عشوقه وبص ف قلحه خياله فيشتاق إلى ارتكمال خياله بالرؤير‪ ،‬فلو انمحى عن قلحه ذكره وخياله‬ ‫و عرفته تى نسيه لم يتصور أن يشتاق إليه‪ ،‬ولو ر ه لم يتصور أن يشتاق ف وقت الرؤير‪ ،‬فمعنى شوقه تشفوق نفسفه إلفى‬ ‫ارتكمال خياله‪ ،‬فكذلك قد يراه ف ةلمر بحيث ال ينكشف له صيصر صورته فيشتاق إلى ارتكمال رؤيته‪ ،‬وتماإ االنكشاف ف‬ ‫صورته بإشراق الضوء عليه‪.‬‬ ‫والثان أن يرى وجه ححوبه وال يرى شعره ثةً وال رائر حارنه فيشفتاق لرؤيتفه‪ ،‬وإن لفم ير فا قفط ولفم يثحفت فف نفسفه‬ ‫خيال صادر عن الرؤير ولكنه يعلم أن له عضوا ً وأعضاء جميلر ولم يدرل تفصير جمالها بالرؤير فيشتاق إلى أن ينكشف له‬ ‫ا لم يره قط‪.‬‬ ‫والوجهان جميعا ً تصوران ف ق هللا تعالى‪ ،‬بر ما الز ان بالضرورة لكر العارفين‪ ،‬فإن ا اتضح للعارفين ن األ ور‬ ‫اإللهير ‪ -‬وإن كان ف حاير الوضوح ‪ -‬فكأنه ن وراء رتر رقيق فة يكون تضحا ً حاير االتضاح‪ ،‬بر يكون شوبا ً بشوائب‬ ‫كدرات للمعارف و نغصات‪،‬‬ ‫التخيةت‪ ،‬فإن الخياالت ال تفتر ف ذا العالم عن التمثير والمحاكاة لجميع المعلو ات‪ ،‬و‬ ‫وكذلك ينضاف إليها شواحر الدنيا‪ ،‬فإنما كمال الوضوح بالمشا دة وتماإ إشراق التجل وال يكون ذلك إال ف اآلخرة‪ ،‬وذلك‬ ‫بالضرورة يوجب الشوق فإنه نتهى ححوب العارفين‪ .‬فهذا أ د نوع الشوق و و ارتكمال الوضوح فيما اتضفح اتضفا ا ً‬ ‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففا‪.‬‬ ‫الثان أن األ ور اإللهير ال نهاير لها وإنما ينكشف لكر عحد ن العحاد بعضها وتحصى أ فور ال نهايفر لهفا حا ضفر؟ والعفارف‬ ‫يعلم وجود ا وكونها علو ر هلل تعالى‪ .‬ويعلم أن ا حاب عن علمه ن المعلو ات أكثر ما ضر‪ ،‬فة يزال تشوقا ً إلى أن‬ ‫يحصفر لفه أصففر المعرففر فيمفا لففم يحصفر مففا بصف فن المعلو ففات التف لففم يعرفهفا أصفةً‪ ،‬ال عرفففر واضفحر وال عرفففر‬ ‫حا ضر‪.‬‬ ‫والشوق األول ينته ف الدار اآلخرة بالمعنى الذي يسمى رؤير ولصاء و شا دة‪ ،‬وال يتصور أن يسكن ف الفدنيا‪ .‬وقفد كفان‬ ‫إبرا يم بن أد م ن المشتاقين فصال‪ :‬قلت ذات يفوإ؛ يفا رب إن أعطيفت أ فدا ً فن المححفين لفك فا يسفكن بفه قلحفه قحفر لصائفك‬ ‫فأعطن ذلك فصد أضر ب الصلق‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت ف النوإ أ نه أوقفن بين يديه وقال‪ :‬يا إبرا يم أ ا ارتحييت ن أن تسألن أن‬ ‫أعطيك ا يسكن به قلحك قحر لصائ و ر يسكن المشتاق قحر لصاء حيحه‪ ،‬فصلت‪ :‬يا رب تهت ف حك فلم أدر فا أقفول ففاحفر‬ ‫ل وعلمن ا أقول‪ ،‬فصال‪ :‬قر اللهم رضن بصضائك وصحرن على بةئك وأوزعن شكر نعمائك‪ .‬فإن ذا الشوق يسكن ف‬ ‫اآلخرة‪.‬‬ ‫وأ ا الشوق الثان فيشحه‪ :‬أن ال يكون له نهاير ال ف الدنيا وال ف اآلخرة‪ ،‬إذ نهايته أن ينكشف للعحد ف اآلخرة ن جةل هللا‬ ‫تعفففففففالى وصففففففففاته و كمتفففففففه وأفعالفففففففه فففففففا فففففففو علفففففففوإ هلل تعفففففففالى و فففففففو حفففففففال ألن ذلفففففففك ال نهايفففففففر لفففففففه‪.‬‬


‫وال يزال العحد عالما ً ب أنه بص ن الجمال والجةل ا لم يتضح له فة يسكن قط شوقه‪ ،‬ال ريما ن يرى فوق درجته درجات‬ ‫كثيرة‪ ،‬إال أنه تشوق إلى ارتكمال الوصال ع صول أصر الوصال‪ ،‬فهو يجد لذلك شوقا ً لذيذا ً ال يغهر فيه ألم وال يحعد أن‬ ‫تكون ألطاف الكشف والنغر توالير إلى حير نهاير‪ ،‬فة يزال النعيم واللذة تزايدا ً أبد اآلباد‪ ،‬وتكون لذة ا يتجدد ن لطائف‬ ‫النعيم شاحلر عن اإل ساس بالشوق إلى ا لم يحصر‪ ،‬و ذا بشرط أن يمكن صول الكشف فيمفا لفم يحصفر فيفه كشفف فف‬ ‫الدنيا أصةً‪ ،‬فإن كان ذلك حير حذول فيكفون النعفيم واقففا ً علفى فد ال يتضفاعف ولكفن يكفون سفتمرا ً علفى الفدواإ‪ ،‬وقولفه‬ ‫رححانه وتعالى‪" :‬نور م يسعى بين أيديهم وبإيمانهم يصولون ربنا أتمم لنفا نورنفا " حتمفر لهفذا المعنفى‪ ،‬و فو أن يفنعم عليفه‬ ‫بإتماإ النور هما تزود ن الدنيا أصر النور‪ ،‬ويحتمر أن يكون المراد به إتماإ النور ف حير فا ارفتنار فف الفدنيا ارفتنارة‬ ‫حتاجر إل ى زيد االرتكمال واإلشراق‪ ،‬فيكون و المراد بتما ه‪ .‬وقوله تعالى‪ " :‬انغرونا نصتحس ن نوركم ‪ -‬قيفر ارجعفوا‬ ‫وراءكم فالتمسوا نوراً" يدل على أن األنوار ال بد وأن يتزود أصلها ف الدنيا ثم يزداد ف اآلخرة إشراقاً‪ .‬فأ ا أن يتجدد نور‬ ‫فة‪ ،‬والحكم ف ذا برجم الغنون خطر‪ ،‬ولم ينكشف لنا فيه بعد ا يوثق به‪ ،‬فنسأل هللا تعالى أن يزيدنا علما ً ورشدا ً ويرينا‬ ‫الحق صاً‪ .‬فهذا الصدر ن أنوار الحصائر كاشف لحصائق الشوق و عانيه‪.‬‬ ‫وأ ا شوا د األخحار واآلثار ففأكثر فن أن تحصفى‪ ،‬فممفا اشفتهر فن دعفاء ررفول هللا ﭬ أنفه كفان يصفول‪ " :‬اللهفم إنف أرفألك‬ ‫‪31‬‬ ‫الرضفففففا بعفففففد الصضفففففاء وبفففففرد العفففففي بعفففففد المفففففوت ولفففففذة النغفففففر إلفففففى وجهفففففك الكفففففريم والشفففففوق إلفففففى لصائفففففك"‪.‬‬ ‫ير ‪ -‬يعن ف التفوراة ‪ -‬فصفال‪ :‬يصفول هللا تعفالى‪ :‬طفال شفوق األبفرار إلفى لصفائ‬ ‫وقال أبو الدرداء لكعب‪ :‬أخحرن عن أخ‬ ‫وإن إلى لصائهم ألشد شوقاً‪ .‬قال‪ :‬و كتوب إلى جانحها‪ :‬ن طلحن وجفدن و فن طلفب حيفري لفم يجفدن ‪ .‬فصفال أبفو الفدرداء‪:‬‬ ‫أشهد إن لسمعت ررول هللا ﭬ يصول ذا‪.‬‬ ‫وف أخحار داود عليه السةإ‪ :‬إن هللا تعالى قال‪ :‬يا داود أبلب أ ر أرض أن حيب لمن أ حن وجليس لمن جالسن و ؤنس‬ ‫لمن أنس بذكري وصا ب لمن صا حن و ختار لمن اختارن و طيع لمن أطاعن ‪ ،‬ا أ حن عحد أعلم ذلك يصينفا ً فن قلحفه‬ ‫إال قحلته لنفس وأ ححته حا ً ال يتصد ه أ د ن خلص ‪ ،‬ن طلحن بالحق وجدن و ن طلب حيري لم يجدن ؛ فارفضوا يا أ ر‬ ‫األرض ا أنتم عليه ن حرور فا و صفا حت و جالسفت ‪ ،‬وائنسفوا بف أؤانسفكم وأرفارع إلفى ححفتكم‪ ،‬ففإن خلصفت طينفر‬ ‫أ حائ ن طينر إبرا يم خليل و ورى نجي و حمد صفي ‪ ،‬وخلصت قلوب المشتاقين ن نوري ونعمتها بجةل ‪.‬‬ ‫وروي عن بعض السلف‪ :‬أن هللا تعالى أو ى إلى بعض الصديصين‪ :‬إن ل عحادا ً ن عحادي يححون وأ فحهم ويشفتاقون إلف‬ ‫وأشتاق إليهم ويذكرون وأذكر م وينغرون إل وأنغر إليه م‪ ،‬فإن ذوت طريصهم أ ححتك وإن عدلت عفنهم صتفك‪ ،‬قفال‪ :‬يفا‬ ‫رب و ا عة تهم؟ قال‪ :‬يراعون الغةل بالنهار كما يراع الراع الشفيق حنمفه‪ ،‬ويحنفون إلفى حفروب الشفمس كمفا يحفن‬ ‫الطائر إلى وكره عند الغروب‪ ،‬فإذا جفنهم الليفر واخفتلط الغفةإ وفرشفت الففرش ونصفحت األرفرة وخفة كفر حيفب بححيحفه‬ ‫نصحوا إلى أقدا هم وافترشوا إلى وجو هم وناجون بكة وتملصوا إل بإنعا فحين صار وبال وبين تأوه وشال وبين‬ ‫قائم وقاعد وبين راكع وراجد‪ ،‬بعين ا يتحملون ن أجل ‪ ،‬وبسمع ا يشتكون ن ح ‪ ،‬أول ا أعطيهم ثةث‪ :‬أقذف ن‬ ‫نوري ف قلوبهم فيخحرون عن كما أخحر عنهم‪ .‬والثانير‪ :‬لو كانت السموات واألرض و ا فيها ف وازينهم الرتصللتها لهم‪.‬‬ ‫والثالثر‪ :‬أقحر بوجه عليهم؛ فترى ن أقحلت عليه يعلم أ د ا أريد أن أعطيه؟‪.‬‬ ‫وف أخحار داود عليه السةإ‪ :‬إن هللا تعالى أو ى إليه‪ :‬يا داود إلى كم تذكر الجنر وال تسألن الشفوق إلف ‪ ،‬قفال‪ :‬يفا رب فن‬ ‫المشتاقون إليك؟ قال‪ :‬إن المشتاقين إلى الذين صفيتهم ن كر كدر ونحهتهم بالحذر وخرقفت فن قلفوبهم إلف خرقفا ً ينغفرون‬ ‫إل ‪ ،‬وإن أل مر قلوبهم فأضفعها علفى رفمائ ‪ ،‬ثفم أدعفو نجحفاء ةئكتف ففإذا اجتمعفوا رفجدوا لف ‪ ،‬ففأقول‪ :‬إنف لفم أدعكفم‬ ‫لتسجدوا ل ولكن دعوتكم ألعرض ع ليكم قلوب المشتاقين إل وأبا بكم أ ر الشوق إل فإن قلوبهم لتض ء ف رفمائ‬ ‫لمةئكت كما تض ء الشمس أل ر األرض‪ ،‬يا داود إن خلصت قلوب المشتاقين ن رضوان ونعمتها بنور وجه فاتخذتهم‬ ‫لنفس حدث ‪ ،‬وجعلت أبدانهم وضع نغري إلى األرض وقطعت ن قلوبهم طريصا ً ينغرون به إل يزدادون فف كفر يفوإ‬ ‫شوقاً‪ ،‬قال داود‪ :‬يا رب أرن أ ر ححتك‪ ،‬فصال‪ :‬يا داود ائت جحر لحنان فإن فيه أربعفر عشفر نفسفا ً ففيهم شفحان وففيهم شفيو‬ ‫وفيهم كهول‪ ،‬فإذا أتيتهم فأقرئهم ن السةإ وقر لهفم‪ :‬إن ربكفم يصفرئكم السفةإ ويصفول لكفم أال تسفألون اجفر ففإنكم أ حفائ‬ ‫وأصفي ائ وأوليائ أفرح لفر كم وأرارع إلى ححتكم‪ .‬فأتا م داود عليه السةإ فوجد م عن عين ن العيفون يتفكفرون فف‬ ‫عغمر هللا عز وجر‪ ،‬فلما نغروا إلى داود عليه السةإ نهضوا ليتفرقوا عنه‪ ،‬فصال داود‪ :‬إن ررول هللا إلفيكم جئفتكم ألبلغكفم‬ ‫ررالر ربكم‪ ،‬فأقحلوا نحوه وألصوا أرماعه م نحو قوله وألصوا أبصار م إلى األرض‪ ،‬فصفال داود‪ :‬إنف ررفول هللا إلفيكم يصفرئكم‬ ‫السةإ ويصول لكم أال تسألون اجر؟ أال تنفادون أرفمع صفوتكم وكة كفم ففإنكم أ حفائ وأصففيائ وأوليفائ أففرح لففر كم‬ ‫وأرارع إلى ححتكم وأنغر إليكم ف كر راعر نغر الوالدة الشفيصر الرفيصر؟ قال‪ :‬فجرت الد وع على خدود م‪ ،‬فصال شيخهم‪:‬‬ ‫رححانك رححانك نحن عحيدل وبنو عحيدل فاحفر لنا ا قطع قلوبنا عن ذكرل فيما ضى ن أعمارنا‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬رفححانك‬ ‫رححانك نحن عحيدل وبنو عحيدل فا نن علينا بحسن النغر فيما بيننا وبينك‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬رححانك رححانك نحن عحيدل وبنفو‬ ‫ع حيدل أفنجترئ على الدعاء وقد علمت أنه ال اجر لنا ف ش ء ن أ ورنا فأدإ لنفا لفزوإ الطريفق إليفك وأتمفم بفذلك المنفر‬ ‫علينا‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬نحن صصرون ف طلب رضال فأعنا علينا بجودل‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬ن نطفر خلصتنا و ننفت علينفا بفالتفكر‬ ‫ف عغمتك أفيجترئ على الكةإ ن و شفغر بعغمتفك تفكفر فف جةلفك؟ وطلحتنفا الفدنو فن نفورل‪ .‬وقفال اآلخفر‪ :‬كلفت‬

‫‪31‬‬

‫ديث أنه كان يصول ف دعائه اللهم إنى أرألك الرضا بعد الصضاء وبرد العي‬

‫بعد الموت الحديث أخرجه أ مد والحاكم وتصدإ ف الدعوات‪.‬‬


‫ألسنتنا عن دعائك؛ لعغم شأنك‪ ،‬وقربك ن أوليائك‪ ،‬وكثرة نتك على أ ر ححتك‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬أنت ديت قلوبنفا لفذكرل؛‬ ‫وفرحتنا لةشتغال بك‪ ،‬فاحفر لنا تصصفيرنا فف شفكرل‪ .‬وقفال اآلخفر‪ :‬قفد عرففت اجتنفا إنمفا ف النغفر إلفى وجهفك‪ .‬وقفال‬ ‫اآلخر‪ :‬كيف يجترئ العحد على ريده؟ إذ أ رتنا بالدعاء بجودل ‪ -‬فهب لنا نورا ً نهتدي به ف الغلمات ن أطحاق السموات؟‬ ‫وقال خر‪ :‬ندعول أن تصحر علينا وتديمه عنفدنا‪ .‬وقفال اآلخفر‪ :‬نسفألك تمفاإ نعمتفك فيمفا و حفت لنفا وتفضفلت بفه علينفا‪ .‬وقفال‬ ‫اآلخر‪ :‬ال اجر لنا ف ش ء ن خلصك فا نن علينا بالنغر إلى جمال وجهك‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬أرفألك فن بيفنهم أن تعمف عينف‬ ‫عن النغر إلى الدنيا وأ لها وقلح عن االشتغال باآلخرة‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬قد عرفت تحاركت وتعاليت أنك تحب أولياءل ففا نن‬ ‫علينا باشتغال الصلب بك عن كر ش ء دونك‪ .‬فأو ى هللا تعالى إلى داود عليه السةإ‪ :‬قر لهم قد رمعت كة كم وأجحتكم إلفى‬ ‫ا أ ححتم فليفارق كر وا د نكم صا حه وليتخذ لنفسه رربا ً فإن كاشف الحجاب فيما بين وبينكم تى تنغفروا إلفى نفوري‬ ‫وجةل ‪ .‬فصال داود‪ :‬يا رب بم نالوا ذا نك؟ قال‪ :‬بحسن الغن والكف عن الدنيا وأ لها والخلوات ب و ناجاتهم ل وإن ذا‬ ‫نزل ال يناله إال ن رفض الدنيا وأ لها ولم يشتغر بش ء ن ذكر ا وفرغ قلحه ل واختارن على جميع خلص ‪ ،‬فعنفد ذلفك‬ ‫أعطف عليه وأفرغ نفسه وأكشف الحجاب فيما بين وبينه تى ينغر إل نغر الناةر بعينه إلى الشف ء وأريفه كرا تف فف‬ ‫كر راعر وأقربه ن نور وجه ‪ ،‬إن رض رضفته كمفا تمفرض الوالفدة الشففيصر ولفد ا‪ ،‬وإن عطف أرويتفه وأذيصفه طعفم‬ ‫ذكري‪ ،‬فإذا فعلت ذلك به يا داود عميت نفسه عن الدنيا وأ لها ولم أ ححها إليه ال يفتر عن االشفتغال بف ‪ ،‬يسفتعجلن الصفدوإ‬ ‫وأنا أكره أن أ يته ألنه وضع نغري ن بين خلص ال يرى حيري و ال أرى حيره فلو رأيته يفا داود وقفد ذابفت نفسفه ونحفر‬ ‫جسمه وتهشمت‬ ‫أعضاؤه وانخلع قلحه إذا رمع بذكرى أبا به ةئكت وأ ر رموات يزداد خوفا ً وعحادة‪ ،‬وعزت وجةل يا داود ألقعدنه‬ ‫ف الفردوس وألشفين صدر من النغر إل تى يرضى وفوق الرضا‪.‬‬ ‫وف أخحار داود أيضاً‪ :‬قر لع حادي المتوجهين إلى ححت ا ضركم إذا ا تجحت عن خلص ورفعت الحجاب فيما بين وبينكم‬ ‫تى تنغروا إل بعيون قلوبكم‪ ،‬و ا ضركم ا زويت عنكم ن الدنيا إذا بسطت دين لكم‪ ،‬و فا ضفركم سفخطر الخلفق إذا‬ ‫التمستم رضائ ‪.‬‬ ‫وف أخحار داود أيضاً‪ :‬إن هللا تعالى أو ى إليه‪ :‬تزعم أن ك تححن ‪ ،‬ففإن كنفت تححنف ففأخرج فب الفدنيا فن قلحفك ففإن حف‬ ‫حيح خالصر وخالط أ ر الدنيا خالطر ودينك فصلدنيه وال تصلد دينك الرجفال‪،‬‬ ‫و حها ال يجتمعان ف قلب‪ ،‬يا داود خال‬ ‫أ ا ا ارتحان لك ما وافق ححت فتمسك به‪ ،‬وأ ا ا أشكر عليك فصلدنيه صا ً على أن أرارع إلى ريارتك وتصويمفك وأكفن‬ ‫قائدل ودليلك‪ ،‬أعطيك ن حير أن تسألن وأعينك على الشدائد وإن قد لفت على نفس أن ال أثيب إال عحدا ً قد عرفت ن‬ ‫طلحته وإرادته إلفاء كنفه بين يدي وأنه ال حنى به عن ‪ .‬فإذا كنت كذلك نزعت الذلر والو شر عنك وأركن الغنى قلحك ففإن‬ ‫قد لفت على نفس أنه ال يطمئن عحد ل إلفى نفسفه ينغفر إلفى فعالهفا إال وكلتفه إليهفا‪ ،‬أضفف األشفياء إلف ال تضفاد عملفك‬ ‫فتكون تعنيا ً وال ينتفع بك ن يصححك وال تجفد لمعرفتف فدا ً فلفيس لهفا حايفر‪ ،‬و تفى طلحفت نف الزيفادة أعطفك وال تجفد‬ ‫للزيادة ن داً‪ ،‬ثم اعلم بين إررائير أنه ليس بين وبين أ د ن خلص نسب‪ ،‬فلتعغم رححتهم وإرادتهم عندي أبح لهم ا ال‬ ‫عين رأت وال أذن رمعت وال خطر على قلب بشر‪ ،‬ضعن بفين عينيفك وانغفر إلف بحصفر قلحفك وال تنغفر بعينفك التف فف‬ ‫رأرك إلى الذين جحت عصولهم فأ رجو ا ورخت بانصطاع ثواب عنها فإن لفت بعزت وجةل ال أفتح ثواب لعحد دخفر‬ ‫ف طاعت للتجربر والتسويف‪ ،‬تواضع لمن تعلمه وال تطاول على المريدين‪ ،‬فلفو علفم أ فر ححتف نزلفر المريفدين عنفدي‬ ‫لكانوا لهم أرضا ً يمشون عليها‪ .‬يا داود ألن تخرج ريدا ً ن ركرة و فيها تستنصذه فأكتحك عندي جهيدا ً‪ ،‬و فن كتحتفه عنفدي‬ ‫جهيدا ً ال تكون عليه و شر و ال فاقر إلى المخلوقين‪ ،‬يا داود تمسك بكة وخذ ن نفسك لنفسك ال تؤتين نها فأ جب عنك‬ ‫حنت ال تؤيس عحادي ن ر مت ‪ ،‬اقطع شهوتك ل فإنما أبحت الشهوات لضعفر خلص ا بال األقوياء أن ينالوا الشهوات‬ ‫ةوة ناجات ‪ ،‬وإنما عصوبر األقوياء عندي ف وضع التناول أدنى ا يصر إليهم أن أ جب عصولهم عن فإن‬ ‫فإنها تنص‬ ‫لم أرض الدنيا لححيح ونز ته عنها‪ .‬يا داود ال تجعر بين وبينك عالما ً يحجحك بسكره عن ححت ‪ ،‬أولئك قطاع الطريق على‬ ‫عحادي المريدين‪ ،‬ارتعن على ترل الشهوات بإد ان الصوإ‪ ،‬وإيال والتجربر ف اإلفطار فإن ححت للصوإ إد انه‪ .‬يا داود‬ ‫تححب إل بمعاداة نفسك ا نعها الشهوات أنغر إليك وترى الحجب بين وبينك رفوعر إنما أداريك داراة لتصوى على ثواب‬ ‫إذا ننت عليك به وإن أ حسه عنك وأنت تمسك بطاعت ‪.‬‬ ‫أو ى هللا تعالى إلى داود‪ :‬يا داود لو يعلم المدبرون عن كيف انتغاري لهم ورفص بهم وشوق إلى تفرل عاصفيهم لمفاتوا‬ ‫شوقا ً إل وتصطعت أوصالهم ن ححت ‪ .‬يا داود ذه إرادت ف المدبرين فكيف إرادت ف المصحلين عل ‪ ،‬يا داود أ وج فا‬ ‫يكون العحد إل إذا ارتغنى عن ‪ ،‬وأر م ا أكون بعحدي إذا أدبر عن ‪ ،‬وأجر فا يكفون عنفدي إذا رجفع إلف ‪ ،‬فهفذه األخحفار‬ ‫ونغائر ا ما ال يحصى تدل على إثحات المححر والشوق واألنس‪ ،‬وإنما تحصيق عنا ا ينكشف بما رحق‪.‬‬


‫بيان محبة هللا للعبد ومعناها‬ ‫اعلم أن شوا د الصر ن تغا رة على أن هللا تعالى يحب عحده فة بد ن عرفر عنى ذلك‪ .‬ولنصدإ الشفوا د علفى ححتفه فصفد‬ ‫قال هللا تعالى‪ " :‬يححهم ويححونه " وقال تعالى‪ " :‬إن هللا يحفب الفذين يصفاتلون فف رفحيله صففا ً " وقفال تعفالى‪ " :‬إن هللا يحفب‬ ‫التوابين ويحب المتطهرين " ولذلك رد رححانه على ن ادعى أنه حيب هللا فصال‪ " :‬قر فلم يعذبكم بذنوبكم "‪.‬‬ ‫وقد روى أنس عن النح ﭬ أنه قال‪ " :‬إذا أ ب هللا تعالى عحدا ً لم يضره ذنب و التائب ن الذنب كمن ال ذنب له‪ .‬ثم تفة " إن‬ ‫هللا يحب التوابين"‪ . 32‬و عناه أنه إذا أ حه تاب عليه قحر الموت فلم تضره الذنوب الماضير وإن كثفرت‪ ،‬كمفا ال يضفر الكففر‬ ‫الماض بعد اإلرةإ‪ ،‬وقد اشترط هللا تعالى للمححر حفران الذنب فصال‪ " :‬قر إن كنتم تححفون هللا ففاتحعون يححفحكم هللا ويغففر‬ ‫لكم ذنوبكم "‪.‬‬ ‫وقال ررول هللا ﭬ‪ " :‬إن هللا تعالى يعط الدنيا ن يحب و ن ال يحب وال يعط اإليمان إال ن يحب"‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬

‫وقفففففال ررففففففول هللا ﭬ‪ " :‬فففففن تواضففففففع هلل رفعفففففه هللا و ففففففن تكحفففففر وضففففففعه هللا و فففففن أكثففففففر ذكفففففر هللا أ حففففففه هللا"‪.‬‬ ‫وقال عليه السةإ‪ " :‬قال هللا تعالى ال ي زال العحد يتصرب إل بالنوافر تى أ حه فإذا أ ححته كنت رمعه الذي يسمع به وبصره‬ ‫الذي يحصر به"‪ 35‬الحديث‪.‬‬ ‫وقال زيد بن أرلم‪ :‬إن هللا ليحب العحد تى يحلب ن حه له أن يصول‪ :‬اعمر ا شئت فصد حفرت لك‪ .‬و ا ورد ن ألفاة المححر‬ ‫خارج عن الحصر‪.‬‬ ‫وقد ذكرنا أن ححر العحفد هلل تعفالى صيصفر وليسفت بمجفاز‪ ،‬إذ المححفر فف وضفع اللسفان عحفارة عفن يفر الفنفس إلفى الشف ء‬ ‫الموافق‪ ،‬والعشق عحارة عن المير الغالب المفرط‪ .‬وقد بينا أن اإل سان وافق للنفس‪ ،‬والجمفال واففق أيضفاً‪ ،‬وأن الجمفال‬ ‫واإل سان تارة يدرل بالحصر وتارة يدرل بالحصيرة‪ ،‬والحب يتحع كر وا د نهما فة يخت بالحصر‪.‬‬ ‫فأ ا ب هللا للعحد فة يمكن أن يكون بهذا المعنى أصةً‪ ،‬بر األرا كلها إذا أطلصت على هللا تعالى وعلى حير هللا لم تنطلق‬ ‫عليهما بمعنى وا د أصةً‪ ،‬تى إن ارم " الوجود " الذي و أعم األرماء اشتراكا ً ال يشمر الخالق والخلق على وجه وا د‪،‬‬ ‫بر كفر فا رفوى هللا تعفالى فوجفوده سفتفاد فن وجفود هللا تعفالى‪ ،‬ففالوجود التفابع ال يكفون سفاويا ً للوجفود المتحفوع‪ .‬وإنمفا‬ ‫االرتواء ف إطةق االرم نغيره اشترال الفرس والشجر ف ارم الجسم‪ ،‬إذ عنى الجسمير و صيصتها تشابهر فيهما ن حير‬ ‫ارتحصاق أ د ما‪ ،‬ألن يكون فيه أصةً‪ ،‬فليست الجسمير أل د ما ستفادة ن اآلخر وليس كذلك ارم الوجفود هلل وال لخلصفه‪،‬‬ ‫و ذا التحاعد ف رائر األرا أةهر كالعلم واإلرادة والصدرة وحير ا فكر ذلك ال يشحه فيه الخالق الخلق‪ ،‬وواضع اللغر إنما‬ ‫وضع ذه األرا أو ال للخلق فإن الخلق أرحق إلى العصول واألفهاإ ن الخفالق‪ ،‬فكفان ارفتعمالها فف فق الخفالق بطريفق‬ ‫االرتعارة والتجوز والنصر‪ .‬والمححر ف وضع اللسان عحارة عن ير النفس إلى واففق ةئفم‪ ،‬و فذا إنمفا يتصفور فف نففس‬ ‫ناقصر فإنها ا يوافصها فتستفيد بنيله كماالً فتلتذ بنيله‪ ،‬و ذا حال على هللا تعالى‪ ،‬فإن كر كمال وجمال وبهاء وجةل مكفن‬ ‫ف ق اإللهير فهو اضر و اصر وواجب الحصول أبدا ً وأزالً‪ ،‬وال يتصور تجدده وال زواله‪ ،‬فة يكون له إلى حيره نغر‬ ‫ن يث إنه حيره بر نغره إلى ذاته وأفعاله فصط‪ ،‬وليس ف الوجود إال ذاته وأفعالفه‪ ،‬ولفذلك قفال الشفيخ أبفو رفعيد الميهنف‬ ‫ر مه هللا تعالى لما قرئ عليه قوله تعالى‪ " :‬يححهم ويححونه " فصال‪ :‬بحق يحفحهم فإنفه لفيس يحفب إال نفسفه‪ ،‬علفى عنفى أنفه‬ ‫الكر وأن ليس ف الوجود حيره‪ ،‬فمن ال يحب إال نفسه وأفعال نفسه وتصانيف نفسفه ففة يجفاوز حفه ذاتفه وتوابفع ذاتفه فن‬ ‫تعلصر بذاته‪ ،‬فهو إذن ال يحب إال نفسه‪ ،‬و ا ورد ن األلفاة ف حه لعحاده فهفو فؤول ويرجفع عنفاه إلفى كشفف‬ ‫يث‬ ‫الحجاب عن قلحه تى يراه بصلحه وإلى تمكينه إياه ن الصرب نه وإلى إرادته ذلك به ف األزل‪ ،‬فححه لمن أ حفه أزلف همفا‬ ‫أضيف إلى اإلرادة األزلير الت اقتضت تمكين ذا العحد ن رلول طفرق فذا الصفرب‪ ،‬وإذا أضفيف إلفى فعلفه الفذي يكشفف‬ ‫الحجاب عن قلب عحده فهو ادث يحدث بحدوث السحب المصتض له كما قال تعالى‪ " :‬ال يفزال عحفدي يتصفرب إلف بالنواففر‬ ‫تى أ حه " فيكون تصربه بالنوافر رححا ً لصفاء باطنه وارتفاع الحجاب عن قلحه و صوله ف درجر الصرب ن ربه‪ ،‬فكر ذلك‬ ‫فعر هللا تعالى ولطفه به فهو عنى حه‪.‬‬ ‫وال يفهم ذا إال بمثال و و أن الملك قد يصرب عحده ن نفسه ويأذن له ف كر وقت ف ضور بساطه لمير الملك إليه‪ ،‬إ فا‬ ‫لينصره بصوته أو ليستريح بمشا دته أو ليستشيره ف رأيه أو ليهيو أرحاب طعا فه وشفرابه‪ ،‬فيصفال‪ :‬إن الملفك يححفه‪ ،‬ويكفون‬ ‫عناه يله إليه لما فيه ن المعنى الموافق المةئم له‪ ،‬وقد يصرب عحدا ً وال يمنعه ن الدخول عليه ال لةنتفاع به وال لةرتنجاد‬ ‫به ولكن لكون العحد ف نفسه وصوفا ً ن األخةق المرضير والخصال الحميدة بما يليق به أن يكون قريحا ً ن ضرة الملك‬

‫سنده وروى‬

‫‪ 32‬ديث أنس إذا أ ب هللا عحدا لم يضره ذنب والتائب ن الذنب كمن ال ذنب له ذكره صا ب الفردوس ولم يخرجه ولده ف‬ ‫ابن اجه الشطر الثانى ن ديث ابن سعود وتصدإ ف التوبر‪.‬‬ ‫‪ 33‬ديث ان هللا يعطى الدنيا ن يحب و ن ال يحب الحديث أخرجه الحاكم وصحح إرناده والحيهصى ف الشعب ن ديث ابن سعود‪.‬‬ ‫‪ 34‬ديث ن تواضع هلل رفعه هللا و ن تكحر وضعه هللا و ن أكثر ن ذكر هللا أ حه هللا أخرجه ابن اجه ن ديث أب رعيد بإرناد سن دون‬ ‫قوله و ن أكثر إلى خره ورواه أبو يعلى وأ مد بهذه الزيادة وفيه ابن لهيعر‪.‬‬ ‫‪ 35‬ديث قال هللا تعالى ال يزال العحد يتصرب إلى بالنوافر تى أ حه الحديث أخرجه الحخارى ن ديث أبى ريرة وقد تصدإ‪.‬‬


‫وافر الحظ ن قربه‪ ،‬ع أن الملك ال حرض له فيه أصةً‪ ،‬فإذا رفع الملك الحجاب بينه وبينه يصال‪ :‬قد أ حه‪ ،‬وإذا اكتسب ن‬ ‫الخصال الحميدة ا اقتضى رفع الحجاب يصال‪ :‬قد توصر و حب نفسه إلى الملك‪ .‬فحب هللا للعحد إنما يكون بالمعنى الثان ال‬ ‫بالمعنى األول‪ .‬وإنما يصح تمثيلفه بفالمعنى الثفان بشفرط أن ال يسفحق إلفى فهمفك دخفول تغيفر عليفه عنفد تجفدد الصفرب‪ ،‬ففإن‬ ‫الححيب و الصريب ن هللا تعالى‪ ،‬والصرب ن هللا ف الحعد ن صفات الحهائم والسحاع والشياطين‪ ،‬والتخلق بمكارإ األخةق‬ ‫األخةق اإللهير‪ ،‬فهو قرب بالصفر ال بالمكان‪ ،‬و ن لم يكن قريحا ً فصار قريحا ً فصد تغير‪ ،‬فربما يغن بهذا أن الصرب‬ ‫الت‬ ‫لما تجدد فصد تغير وصف العحد والرب جميعا ً إذ صار قريحا ً بعفد أن لفم يكفن و فو حفال فف فق هللا تعفالى‪ ،‬إذ التغيفر عليفه‬ ‫حال‪ ،‬بر ال يزال ف نعوت الكمال والجةل على ا كان عليه ف أزل اآلزال‪.‬‬ ‫وال ينكشف ذا إال بمثال ف الصرب بين األشخا ‪ ،‬فإن الشخصين قد يتصاربفان بتحركهمفا جميعفاً‪ ،‬وقفد يكفون أ فد ما ثابتفا ً‬ ‫فيتحرل اآلخر فيحصر الصرب بتغير ف أ د ما ن حير تغير ف اآلخر‪ ،‬بر الصفرب فف الصففات أيضفا ً كفذلك‪ ،‬ففإن التلميفذ‬ ‫يطلب الصرب ن درجر أرتاذه ف كمال العلم وجماله واألرتاذ واقف ف كمال علمه حير تحرل بالنزول إلى درجر تلميذه‪،‬‬ ‫والتلميذ تحرل ترق ن ضيض الجهر إلى ارتفاع العلم‪ ،‬فة يزال دائحا ً فف التغيفر والترقف إلفى أن يصفرب فن أرفتاذه‪،‬‬ ‫واألرتاذ ثابت حير تغير‪ ،‬فكذلك ينحغ أن يفهم ترق العحد ف درجات الصرب‪ ،‬فكلما صار أكمر صفر وأتفم علمفا ً وإ اطفر‬ ‫بحصائق األ ور وأثحفت قفوة فف قهفر الشفيطان وقمفع الشفهوات وأةهفر نزا فر عفن الرذائفر صفار أقفرب فن درجفر الكمفال‪،‬‬ ‫و نتهى الكمال هلل وقرب كر وا د ن هللا تعالى بصدر كمالفه‪ .‬نعفم قفد يصفدر التلميفذ علفى الصفرب فن األرفتاذ وعلفى سفاواته‬ ‫وعلى جاوزته وذلك ف ق هللا حال‪ ،‬فإنه ال نهاير لكماله‪ ،‬ورلول العحد ف درجات الكمال تنفاه وال ينتهف إال إلفى فد‬ ‫حدود فة طمع له ف المساواة‪ ،‬ثم درجات الصرب تتفاوت تفاوتا ً ال نهاير له أيضا ً ألجر انتفاء النهاير عن ذلك الكمال‪.‬‬ ‫فإذن ححر هللا للعحد تصريحه ن نفسه بدفع الشواحر والمعاص عنه وتطهير باطنه عن كدورات الدنيا ورفع الحجاب عن قلحه‬ ‫تى يشا ده كأنه يراه بصلحه‪.‬‬ ‫وأ ا ححر العحد هلل فهو يله إلى درل ذا الكمال الذي و فلس عنه فاقد له‪ ،‬فة جرإ يشتاق إلفى فا فاتفه‪ ،‬وإذا أدرل نفه‬ ‫شيئا ً يلتذ به‪ ،‬والشوق والمححر بهذا المعنى حال على هللا تعالى‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬ححر هللا للعحد أ ر لتحس فحم يعرف العحد أنه حيب هللا؟ فأقول‪ :‬يستدل عليفه بعة اتفه‪ .‬وقفد قفال ﭬ‪ " :‬إذا أ فب هللا‬ ‫عحدا ً ابتةه فإذا أ حه الحب الحفالب اقتنفاه" قيفر‪ :‬و فا اقتنفاه؟ قفال‪ " :‬لفم يتفرل لفه أ فةً وال فاال"‪ 36‬فعة فر ححفر هللا للعحفد أن‬ ‫يو شه ن حيره ويحول بينه وبين حيره‪.‬‬ ‫قير لعيسى عليه السةإ‪ :‬لم ال تشتري مارا ً فتركحه؟ فصال‪ :‬أنا أعز على هللا تعالى ن أن يشغلن عن نفسه بحمار‪.‬‬ ‫وف الخحر‪ " :‬إذا أ ب هللا تعالى عحدا ً ابتةه فإن صحر اجتحاه فإن رض اصطفاه"‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫وقال بعض العلماء‪ :‬إذا رأيتك تححه ورأيته يحتليك فاعلم أنه يريد أن يصافيك‪.‬‬ ‫وقال بعض المريدين ألرتاذه‪ :‬قد طولعت بش ء ن المححر‪ ،‬فصال‪ :‬يا بن‬ ‫ال‪ ،‬قال‪ :‬فة تطمع ف المححر فإنه ال يعطيها عحدا ً تى يحلوه‪.‬‬

‫ر ابتةل بمححوب رواء ففثثرت عليفه إيفاه؟ قفال‪:‬‬

‫وقد قال ررول هللا ﭬ‪ " :‬إذ أ ب هللا تعالى عحدا ً جعر له واعغا ً ن نفسه وزاجرا ً فن قلحفه يفأ ره وينهفاه"‪ 38،‬وقفد قفال‪ " :‬إذا‬ ‫أراد هللا تعالى بعحد خيرا ً بصره بعيوب نفسه"‪ . 39‬فأخ عة اته حه هلل تعالى فإن ذلك يدل على ب هللا تعالى له‪.‬‬ ‫وأ ا الفعر الدال على كونه ححوبا ً فهو أن يتولى هللا تعالى أ ره ةا ره وباطنه رره وجهره فيكون و المشير عليه والمدبر‬ ‫أل ره والمزين ألخةقه والمستعمر لجوار ه والمسدد لغا ره وباطنه والجاعر مو ه ما ً وا دا ً والمحغض للدنيا فف قلحفه‬ ‫له ن حيره والمؤنس له بلذة المناجاة ف خلواته والكاشف لفه عفن الحجفب بينفه وبفين عرفتفه‪ .‬فهفذا وأ ثالفه فو‬ ‫والمو‬ ‫عة ر ب هللا للعحد‪ .‬فلنذكر اآلن عة ر ححر العحد هلل تعالى فإنها أيضا ً ن عة ات ب هللا تعالى للعحد‪.‬‬ ‫القول في عالمات محبة العبد هلل تعالى‬ ‫اعلم أن المححر يدعيها كر أ د و ا أرهر الدعوى و ا أعز المعنى‪ ،‬فة ينحغ أن يغتر اإلنسان بتلحيس الشيطان وخدع النفس‬ ‫هما ادعيت ححر هللا تعفالى فا لفم يمتحنهفا بالعة فات ولفم يطالحهفا بفالحرا ين واألدلفر‪ .‬والمححفر شفجرة طيحفر أصفلها ثابفت‬

‫‪ 36‬ديث إذا أ ب هللا عحدا ابتةه الحديث أخرجه الطحرانى ن ديث أبى عتحر الخوالنى وقد تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 37‬ديث إذا أ ب هللا عحدا ابتةه فإن صحر اجتحاه الحديث ذكره صا ب الفردوس ن ديث على ن أبى طالب ولم يخرجه ولده ف سنده‪.‬‬ ‫‪ 38‬ديث اذا أ ب هللا عحدا جعر له واعغا ن نفسه الحديث أخرجه أبو نصور الديلمى ف سند الفردوس ن ديث أإ رلمر بإرناد سن‬ ‫بلفظ اذا أراد هللا تعالى بعحد خيرا‪.‬‬ ‫‪ 39‬ديث إذا أراد هللا بعحد خيرا بصره بعيوب نفسه أخرجه أبو نصور الديلم ف سند الفر دوس ن ديث أنس بزيادة فيه بإرناد ضعيف‪.‬‬


‫وفرعها ف السماء وثمار ا تغهر ف الصلب واللسان والجوارح‪ .‬وتدل تلك اآلثار الفائضر نها على الصلب والجفوارح علفى‬ ‫المححر داللر الدخان على النار وداللر الثمار على األشجار‪ .‬و كثيرة فمنها ب لصاء الححيفب بطريفق الكشفف والمشفا دة‬ ‫ف دار السةإ‪ ،‬فة يتصور أن يحب الصلب ححوبا ً إال ويحب شا دته ولصاءه‪ ،‬وإذا علم أنه ال وصول إال باالرتحال ن الدنيا‬ ‫و فارقتها بالموت فينحغ أن يكون ححا ً للموت حير فار نه‪ ،‬فإن المحب ال يثصر عليه السفر عن وطنه إلى سفتصر ححوبفه‬ ‫ليتنعم بمشا دته والموت فتاح اللصاء وباب الدخول إلى المشا دة‪.‬‬ ‫قال ﭬ‪ " :‬ن أ ب لصاء هللا أ ب هللا لصاءه"‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫وقال ذيفر عند الموت‪ :‬حيب جاء على فاقر ال أفلح ن ندإ‪.‬‬ ‫وقال بعض السلف‪ :‬ا ن خصلر أ ب إلى هللا أن تكون ف العحد بعد ب لصاء هللا ن كثرة السجود فصدإ ب لصاء هللا علفى‬ ‫السجود‪ .‬وقد شرط هللا رححانه لحصيصته الصدق ف الحب الصتر ف رحير هللا‪ ،‬يث قالوا إنا نحب هللا فجعر الصتر ف رحير هللا‬ ‫وطلب الشهادة عة ته فصال تعالى‪ " :‬إن هللا يحب الذين يصاتلون فف رفحيله صففا ً " وقفال عفز وجفر‪ " :‬يصفاتلون فف رفحير هللا‬ ‫فيصتلون ويصتلون "‪.‬‬ ‫وف وصير أب بكر لعمر رض هللا تعالى عنهما‪ :‬الحق ثصير و و ع ثصله رئ والحاطفر خفيفف و فو فع خفتفه وبفو‪ ،‬ففإن‬ ‫فغت وصيت لم يكن حائب أ ب إليك ن الموت و و دركك‪ ،‬وإن ضيعت وصيت لم يكن حائب أبغض إليك ن الموت‬ ‫ولن تعجزه‪.‬‬ ‫ويروى عن إرحاق بن رعد بن أب وقا قال‪ :‬دثن أب أن عحد هللا بن جح قال له يفوإ أ فد‪ :‬أال نفدعو هللا؟ فخلفوا فف‬ ‫نا ير فدعا عحد هللا بن جح فصال‪ :‬يا رب إن أقسمت عليك إذا لصيت العدو حدا ً فلصن رجةً شديدا ً بأره شفديدا ً فرده أقاتلفه‬ ‫فيك ويصاتلن ‪ ،‬ثم يأخذن فيجدع أنف وأذن ويحصر بطن ‪ ،‬فإذا لصيتك حدا ً قلت‪ :‬يا عحد هللا ن جدع أنفك وأذنك‪ ،‬فأقول‪ :‬فيك يا‬ ‫رب وف ررفول ك‪ ،‬فتصفول‪ :‬صفدقت‪ .‬قفال رفعد‪ :‬فلصفد رأيتفه خفر النهفار وإن أنففه وأذنفه لمعلصتفان فف خفيط‪ ،41‬قفال رفعيد بفن‬ ‫المسيب‪ :‬أرجو أن يحر هللا خر قسمه كما أبر أوله‪.‬‬ ‫وقد كان الثوري وبشر الحاف يصوالن‪ :‬ال يكره الموت إال ريب‪ ،‬ألن الححيب على كر ال ال يكره لصاء حيحه‪.‬‬ ‫وقال الحويط لحعض الز اد‪ :‬أتحب الموت؟ فكأنه توقف‪ ،‬فصال‪ :‬لو كنت صادقا ً أل ححته‪ .‬وتة قوله تعالى‪ " :‬فتمنوا الموت إن‬ ‫كنتم صادقين " فصال الرجر‪ :‬فصد قال النح ﭬ‪ " :‬ال يتمنين أ دكم الموت"‪ 42‬فصال‪ :‬إنما قاله لضفر نفزل بفه ألن الرضفا بصضفاء‬ ‫هللا تعالى أفضر ن طلب الفرار نه‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬ن ال يحب الموت فهر يتصور أن يكون ححا ً هلل؟ فأقول‪ :‬كرا ر الموت قد تكون لحب الدنيا والتأرف علفى ففرق‬ ‫األ ر والمال والولد‪ ،‬و ذا يناف كمال ب هللا تعالى ألن الحب الكا ر و الذي يستغرق كر الصلب‪ ،‬ولكن ال يحعد أن يكون‬ ‫له ع ب األ ر والولد شائحر ن ب هللا تعالى ضعيفر‪ ،‬فإن الناس تفاوتون ف الحب‪ .‬ويدل على التفاوت ا روي أن أبا‬ ‫ذيفر بن عتحر بن ربيعر بن عحد شمس لما زوج أخته فاطمر ن رالم واله عاتحته قري ف ذلك وقالوا‪ :‬أنكحت عصيلر فن‬ ‫عصائر قري لمولى؟ فصال‪ :‬وهللا لصد أنكحته إيا ا وإن ألعلم أنه خير نها‪ ،‬فكان قوله ذلك أشد عليهم ن فعله‪ ،‬فصالوا‪ :‬وكيف‬ ‫و أختك و فو فوالل؟ فصفال‪ :‬رفمعت ررفول هللا ﭬ يصفول‪ " :‬فن أراد أن ينغفر إلفى رجفر يحفب هللا بكفر قلحفه فلينغفر إلفى‬ ‫رالم"‪ .43‬فهذا يدل على أن ن الناس ن ال يحب هللا بكر قلحه فيححه ويحب أيضا ً حيره فة جفرإ يكفون نعيمفه بلصفاء هللا عنفد‬ ‫ال صدوإ عليه على قدر حه‪ ،‬وعذابه بفراق الدنيا عند الموت على قدر حه لها‪.‬‬ ‫وأ ا السحب الثان للكرا ر‪ :‬فهو أن يكون العحد ف ابتداء صاإ المححر وليس يكفره المفوت وإنمفا يكفره عجلتفه قحفر أن يسفتعد‬ ‫للصاء هللا‪ ،‬فذلك ال يدل على ضعف الحب و و كالمحب الذي وصله الخحر بصدوإ حيحفه عليفه فأ فب أن يتفأخر قدو فه رفاعر‬ ‫ليهيو له داره ويعد له أرحابه فيلصاه كما يهواه فارغ الصلب عن الشواحر خفيف الغهر عن العوائق‪ ،‬فالكرا فر بهفذا السفحب ال‬ ‫تناف كمال الحب أصةً‪ ،‬وعة ته الدؤوب ف العمر وارتغراق الهم ف االرتعداد‪.‬‬ ‫و نها أن يكون ؤثرا ً ا أ حه هللا تعالى على ا يححه ف ةا ره وباطنه فيلزإ شاق العمر ويجتنب إتحفاع الهفوى ويعفرض‬ ‫عنه دعر الكسر‪ ،‬وال يزال واةحا ً على طاعر هللا و تصربا ً إليه بالنوافر وطالحا ً عنده زايا الدرجات كما يطلب المحب زيد‬

‫‪ 40‬ديث ن أ ب لصاء هللا أ ب هللا لصاءه تفق عليه ن ديث أبى ريرة وعائشر‪.‬‬ ‫‪ 41‬ديث ارحق بن رعد ابن أبى وقا قال دثنى أبى أن عحد هللا بن جح قال له يوإ أ د أال ندعو هللا فخلوا ف نا ير فدعا عحد هللا بن‬ ‫جح فصال يارب انى أقسم عليك اذا لصيت العدو حدا فلصنى رجة شديدا بأره شديدا رده أقاتله فيك ويصاتلنى ويجدع أنفى وأذنى الحديث أخرجه‬ ‫الطحرانى و ن طريصه أبو نعيم ف الحلير وارناده جيد‪.‬‬ ‫‪ 42‬ديث ال يتمنين أ دكم الموت لضر نزل به الحديث تفق عليه ن ديث أنس وقد تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 43‬ديث أبى ذيفر بن عتحر أنه لما زوج أخته فاطمر ن رالم واله عاتحته قري ف ذلك وفيه فصال رمعت ررول هللا ﭬ يصول ن أراد أن‬ ‫ينغر إلى رجر يحب هللا بكر قلحه فلينغر إلى رالم لم أره ن ديث ذيفر وروى أبو نعيم ف الحلير المرفوع نه ن ديث عمر أن رالما‬ ‫يحب هللا صا ن قلحه وف رواير له أن رالما شديد الحب هلل عز وجر لو لم يخف هللا عز وجر ا عصاه وفيه عحد هللا بن لهيعر‪.‬‬


‫الصرب ف قلب ححوبه‪ ،‬وقد وصف هللا تعالى المححفين باإليثفار فصفال‪ " :‬يححفون فن فاجر إلفيهم وال يجفدون فف صفدور م‬ ‫اجر ما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصر " و ن بص ستصرا ً على تابعر الهوى فمححوبه ا يهفواه‪ ،‬بفر‬ ‫يترل المحب وى نفسه كما قير‪:‬‬ ‫أريد وصاله ويريد جري فأترل ا أريد لمـا يريد‬

‫بر الحب إذا حلب قمع الهوى فلم يحق له تنعم بغير المححوب‪ ،‬كما روي أن زليخا لما نت وتزوج بها يورفف عليفه السفةإ‬ ‫انفردت عنه وتخلت للعحادة وانصطعت إلى هللا تعالى‪ ،‬فكان يدعو ا إلى فراشه نهارا ً فتدفعه إلى اللير‪ ،‬فإذا دعا ا ليةً روفت‬ ‫به إلى النهار وقالت‪ :‬يا يورف إنما كنت أ حك قحر أن أعرفه فأ ا إذ عرفته فما أبصت ححته ححر لسواه و ا أريفد بفه بفديةً‪،‬‬ ‫تى قال لها‪ :‬إن هللا جر ذكره أ رن بذلك وأخحرن أنه خرج نك ولدين وجاعلهمفا نحيفين‪ ،‬فصالفت‪ :‬أ فا إذا كفان هللا تعفالى‬ ‫أ رل بذلك وجعلن طريصا ً إليه فطاعر أل ر هللا تعفالى‪ ،‬فعنفد ا رفكنت إليفه‪ .‬ففإذن فن أ فب هللا ال يعصفيه‪ ،‬ولفذلك قفال ابفن‬ ‫المحارل فيه‪:‬‬ ‫تعص اإلله وأنت تغهر حه ذا لعمري ف الفعال بديع‬ ‫لو كان حك صادقا ً ألطعتـه إن المحب لمن يحب طيع‬

‫وف‬

‫ذا المعنى‪:‬‬ ‫وأترل ا أ وى لـمـا قـد ـويتـه فأرضى بما ترضى وإن رخطت نفس‬

‫وقال رهر ر مه هللا تعالى‪ :‬عة ر الحب إيثفاره علفى نفسفك ولفيس كفر فن عمفر بطاعفر هللا عفز وجفر صفار حيحفا ً‪ ،‬وإنمفا‬ ‫الححيب ن اجتنب المنا ‪ ،‬و و كما قال‪ ،‬ألن ححته هلل تعالى رحب ححر هللا لفه كمفا قفال تعفالى‪ " :‬يحفحهم ويححونفه " وإذا‬ ‫أ حه هللا تواله ونصره على أعدائه‪ ،‬وإنما عدوه نفسه وشهواته فة يخذله هللا وال يكله إلى واه وشهواته‪.‬‬ ‫ولذلك قال تعالى‪ " :‬وهللا أعلم بأعدائكم وكفى باهلل وليا ً وكفى باهلل نصيرا ً "‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬فالعصيان ر يضاد أصر المححر؟ ففأقول‪ :‬إنفه يضفاد كمالهفا وال يضفاد أصفلها‪ ،‬فكفم فن إنسفان يحفب نفسفه و فو‬ ‫ريض ويحب الصحر ويأكر ا يضره ع العلم بأنه يضره؟ وذلك ال يدل على عدإ حه لنفسفه‪ .‬ولكفن المعرففر قفد تضفعف‬ ‫والشهوة وقد تغلب فيعجز عن الصياإ بحق المححر‪ .‬ويدل عليه ا روي أن نعيمان كان يؤتى به ررول هللا ﭬ ف كر قلير فيحده‬ ‫ف عصير يرتكحها إلى أن أت به يو ا ً فحده‪ ،‬فلعنه رجر وقال‪ :‬ا أكثر ا يؤتى بفه ررفول هللا صفلى هللا عليفه و لفه ورفلم؟‬ ‫فصال ﭬ‪ " :‬ال تلعنه فإنه يحب هللا ورروله"‪ 44‬فلم يخرجه بالمعصير عن المححر نعم تخرجه المعصير عن كمال الحب وقد قال‬ ‫بعض العارفين‪ :‬إذا كان اإليمان ف ةا ر الصلب أ ب هللا تعالى حفا ً تورفطاً‪ ،‬ففإذا دخفر رفويداء الصلفب أ حفه الحفب الحفالب‬ ‫وترل المعا ص ‪ .‬وبالجملر ف دعوى المححر خطر‪ ،‬ولذلك قال الفضير‪ :‬إذا قير لك أتحب هللا تعالى؟ فاركت‪ ،‬فإنك إن قلت‪:‬‬ ‫ال‪ ،‬كفرت وإن قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فليس وصفك وصف المححين فا ذر المصت‪ .‬ولصد قال بعض العلماء‪ :‬ليس ف الجنر نعيم أعلى ن‬ ‫نعيم أ ر المعرفر والمححر وال ف جهنم عذاب أشد ن عذ اب ن ادعى المعرفر والمححر ولم يتحصق بش ء ن ذلك‪.‬‬ ‫و نها أن يكون ستهترا ً بذكر هللا تعالى ال يفتر عنه لسانه وال يخلو عنه قلحه‪ ،‬فمن أ ب شيئا ً أكثر بالضفرورة فن ذكفره فا‬ ‫يتعلق به‪ ،‬فعة ر ب هللا ب ذكره و ب الصر ن الذي و كة ه و ب ررول هللا ﭬ و ب كر ن ينسب إليه‪ ،‬فإن ن يحب‬ ‫إنسانا ً يحب كلب حلته‪ .‬فالمححر إذا قويت تعدت ن المححوب إلى كر ا يكتف بالمححوب ويحيط به ويتعلق بأرحابه‪ ،‬وذلفك‬ ‫ليس شركر ف الحب فإن ن أ ب ررول المححوب ألنه رروله‪ ،‬وكة ه ألنه كة ه‪ ،‬فلم يجاوز حه إلى حيره بر و دليفر‬ ‫على كمال حه‪ ،‬و ن حلب ب هللا على قلحه أ ب جميفع خلفق هللا ألنهفم خلصفه‪ ،‬فكيفف ال يحفب الصفر ن والررفول وعحفاد هللا‬ ‫الصالحين‪ ،‬وقد ذكرنا تحصيق ذا ف كتاب األخوة والصححر ولذلك قال تعالى‪ " :‬قر إن كنتم تححون هللا فاتحعون يححفحكم هللا‬ ‫"‪.‬‬ ‫‪45‬‬ ‫وقال ررول هللا ﭬ‪ " :‬أ حوا هللا لما يغذوكم به ن نعمه وأ حون هلل تعالى"‪.‬‬ ‫وقفففال رفففففيان‪ :‬ففففن أ ففففب ففففن يحفففب هللا تعففففالى فإنمففففا أ ففففب هللا‪ ،‬و ففففن أكفففرإ ففففن يكففففرإ هللا تعففففالى فإنمففففا يكففففرإ هللا‪.‬‬ ‫و ك عن بعض المريدين قال‪ :‬كنت قد وجدت ةوة المناجاة ف رن اإلرادة فأد نت قراءة الصر ن ليةً ونهارا ً ثفم لحصتنف‬ ‫فترة فانصطعت عن التةوة قال‪ :‬رمعت قائةً يصول ف المناإ‪ :‬إن كنت تزعم أنك تححن فلم جفوت كتاب أ ا تدبرت ا فيه ن‬ ‫لطيف عتاب ‪ ،‬قال‪ :‬فانتحهت وقد أشرب ف قلح ححر الصر ن فعاودت إلى ال ‪.‬‬ ‫وقال ابن سعود‪ :‬ال ينحغ أن يسأل أ دكم عن نفسه إال الصر ن‪ ،‬فإن كان يحب الصر ن فهفو يحفب هللا عفز وجفر وإن لفم يكفن‬ ‫يحب الصر ن فليس يحب هللا‪.‬‬

‫‪ 44‬ديث أتى بنعيمان يو ا فحده فلعنه رجر وقال‪ :‬ا أكثر ا يؤت به ررول هللا صلى هللا عليه و له ورلم فصال ﭬ ال تلعنه فإنه يحب هللا‬ ‫ورروله الحخارى وقد تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 45‬ديث أ حوا هللا لما يغذوكم به ن نعمه الحديث تصدإ‪.‬‬


‫وقال رهر ر مر هللا تعالى عليه‪ :‬عة ر ب هللا ب الصر ن‪ ،‬وعة ر ب هللا و ب الصر ن ب النح ﭬ‪ ،‬وعة ر ب النح‬ ‫ﭬ ب السنر‪ ،‬وعة ر ب السنر ب اآلخرة‪ ،‬وعة ر ب اآلخرة بغض الفدنيا‪ ،‬وعة فر بغفض الفدنيا أن ال يأخفذ نهفا إال‬ ‫زادا ً وبلغر إلى اآلخرة‪.‬‬ ‫و نها أن يكون أنسه بالخلوة و ناجاته هلل تعالى وتةوة كتابه‪ ،‬فيواةب على التهجد ويغتنم دء اللير وصفاء الوقت بانصطاع‬ ‫العوائق‪ ،‬وأقر درجات الحب التلذذ بالخلوة بالححيب والتنعم بمناجاته‪ ،‬فمن كان النوإ واالشتغال بالحفديث ألفذ عنفده وأطيفب‬ ‫ن ناجاة هللا كيف تصح ححته؟ قير إلبرا يم بن أد م وقد نزل ن الجحر‪ :‬ن أين أقحلت؟ فصال‪ :‬ن األنس باهلل‪.‬‬ ‫وف أخحار داود عليه السةإ‪ :‬ال تستأنس إلى أ د ن خلص ‪ ،‬فإن إنما أقطع عن رجلين رجر ارتحطأ ثواب فانصطع ورجفةً‬ ‫نسين فرض بحاله‪ ،‬وعة ر ذلك أن أكله إلى نفسه وأن أدعه ف الدنيا يران‪ ،‬و هما أنس بغير هللا كفان بصفدر أنسفه بغيفر‬ ‫هللا ستو شا ً ن هللا تعالى راقطا ً عن درجر ححته‪.‬‬ ‫وف قصر بر ‪ -‬و و العحد األرود الذي ارتسصى به ورى عليه السةإ ‪ -‬أن هللا تعالى قفال لمورفى عليفه السفةإ‪ :‬إن برخفا ً‬ ‫نعم العحد و ل إال أن فيه عيحاً‪ ،‬قال‪ :‬يا رب و ا عيحفه؟ قفال‪ :‬يعجحفه نسفيم األرفحار فيسفكن إليفه و فن أ حنف لفم يسفكن إلفى‬ ‫ش ء‪.‬‬ ‫وروي أن عابدا ً عحد هللا تعالى ف حيضر د را ً طويةً فنغر إلى طائر وقد عش ف شجرة يأوي إليها ويصفر عند ا‪ ،‬فصال‪:‬‬ ‫لو ولت سجدي إلى تلك الشجرة فكنت نس بصوت ذا الطائر قال‪ :‬فف عفر‪ ،‬ففأو ى هللا تعفالى إلفى نحف ذلفك الز فان‪ :‬قفر‬ ‫لفةن العابد ارتأنست بمخلوق أل طنك درجر ال تنالها بش ء ن عملك أبداً‪.‬‬ ‫فإذن عة ر المححر كمال األنس بمناجاة المححوب وكمال التنعم بالخلوة به وكمال االرتيحاش ن كر ا ينغ عليه الخلوة‬ ‫ويعوق عن لذة المناجاة‪ .‬وعة ر األنس صير العصر والفهم كله ستغرقا ً بلذة المناجاة‪ ،‬كالذي يخاطب عشوقه ويناجيه‪ ،‬وقد‬ ‫انتهت ذه اللذة بحعضهم تى كان ف صةته ووقع الحريق ف داره فلم يشعر به‪ ،‬وقطعت رجر بعضهم بسحب علر أصابته‬ ‫و و ف الصةة فلم يشعر به و هما حلفب الحفب واألنفس صفارت الخلفوة والمناجفا ة قفرة عينفه يفدفع بهفا جميفع الهمفوإ‪ ،‬بفر‬ ‫يستغرق األنس والحب قلحه تى ال يفهم أ ور الدنيا ا لم تكفرر علفى رفمعه فراراً‪ .‬ثفر العاشفق الولهفان فإنفه يكلفم النفاس‬ ‫بلسانه وأنسه ف الحاطن بذكر حيحه‪ .‬فالمحب ن ال يطمئن إال بمححوبه‪.‬‬ ‫وقال قتادة ف قوله تعالى‪ " :‬الذين نوا وت طمئن قلوبهم بذكر هللا أال بذكر هللا تطمئن الصلوب" قال‪ :‬شت إليه وارتأنست به‪.‬‬ ‫وقال الصديق رض هللا تعالى عنه‪ :‬ن ذاق ن خال‬

‫ححر هللا شغله ذلك عن طلب الدنيا وأو شه عن جميع الحشر‪.‬‬

‫وقال طرف بن أب بكر‪ :‬المحب ال يسأإ ن ديث حيحه‪.‬‬ ‫وأو ى هللا تعالى إلى داود عليه السةإ‪ :‬قد كذب ن ادعى ححت إذا جنه اللير ناإ عن أليس كر حب يحب لصاء حيحه فها‬ ‫أنا ذا وجود لمن طلحن ‪.‬‬ ‫وقال ورى عليه السةإ‪ :‬يا رب أين أنت فأقصدل؟ فصال‪ :‬إذا قصدت فصد وصلت‪.‬‬ ‫وقال يحيى بن عاذ‪ :‬ن أ ب هللا أبغض نفسه‪ .‬وقال أيضاً‪ :‬ن لم تكن فيه ثةث خص ال فليس بمحب؛ يؤثر كفةإ هللا تعفالى‬ ‫علفففففففففى كفففففففففةإ الخلفففففففففق‪ ،‬ولصفففففففففاء هللا تعفففففففففالى علففففففففففى لصفففففففففاء الخلفففففففففق والعحفففففففففادة علفففففففففى خد فففففففففر الخلففففففففففق‪.‬‬ ‫و نها أن ال يتأرفف علفى فا يفوتفه مفا رفوى هللا عفز وجفر ويعغفم تأرففه علفى ففوت كفر رفاعر خلفت عفن ذكفر هللا تعفالى‬ ‫وطاعته‪ ،‬فيكثر رجوعه عند الغفةت باالرتعطاف واالرتعتاب والتوبر‪.‬‬ ‫قال بعض العارفين‪ :‬إن هلل عحادا ً أ حوه واطمأنوا إليه فذ ب عنهم التأرف فلم يتشاحلوا بحظ أنفسهم إذ كان لك ليكهم تا اً‪،‬‬ ‫و ا شاء كان‪ ،‬فما كان لهم واصر إليهم و ا فاتهم فححسن تدبيره لهم‪ .‬و ق المحفب إذا رجفع فن حفلتفه فف لحغتفه أن يصحفر‬ ‫على ححوبه ويش تغر بالعتاب‪ ،‬ويسفأله ويصفول‪ :‬رب بفأي ذنفب قطعفت بفرل عنف وأبعفدتن عفن ضفرتك وشفغلتن بنفسف‬ ‫وبمتاعحر الشيطان؟ فيستخرج ذلك نه صفاء ذكر ورقر قلب يكفر عنه ا رحق ن الغفلر‪ ،‬وتكفون فوتفه رفححا ً لتجفدد ذكفره‬ ‫وصفاء قلحه‪ .‬و هما لم ير المحفب إال المححفوب ولفم يفر شفيئا ً إال نفه لفم يتأرفف ولفم يشفك وارفتصحر الكفر بالرضفا وعلفم أن‬ ‫المححوب لم يصدر له إال ا فيه خيرته‪ ،‬ويذكر قوله‪ " :‬وعسى أن تكر وا شيئا ً و و خير لكم "‪.‬‬ ‫و نها أن يتنعم بالطاعر وال يستثصلها ويسصط عنه تعحها كما قال بعضهم‪ :‬كابدت اللير عشرين رنر‪ .‬ثم تنعمت به عشرين رنر‪.‬‬ ‫وقال الجنيد‪ :‬عة ر المحب دواإ النشاط والدؤوب بشهوة تفتر بدنه وال تفتر قلحه‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬العمر على المححر ال يدخله الفتور‪.‬‬ ‫وقال بعض العلماء‪ :‬وهللا ا اشتفى حب هلل ن طاعته ولو ر بعغيم الورائر‪.‬‬


‫فكر ذا وأ ثاله وجود ف المشا دات‪ ،‬فإن العاشق ال يستثصر السع ف وى عشوقه ويستلذ خد تفه بصلحفه وإن كفان شفاقا ً‬ ‫على بدنه‪ .‬و هما عجز بدنه كان أ ب األشياء إليه أن تعاوده الصدرة وأن يفارقه العجز تى يشغر به‪ ،‬فهكفذا يكفون فب هللا‬ ‫تعالى‪ ،‬فإن كر ب صار حالحا ً قهر ال حالر ا و دونه‪ .‬فمن كان ححوبه أ ب إليه ن الكسر ترل الكسر ف خد ته‪ ،‬وإن‬ ‫كفففففففففففففففففففففان أ فففففففففففففففففففففب إليفففففففففففففففففففففه فففففففففففففففففففففن المفففففففففففففففففففففال تفففففففففففففففففففففرل المفففففففففففففففففففففال فففففففففففففففففففففف حفففففففففففففففففففففه‪.‬‬ ‫وقير لحعض المححين ‪ -‬وقد كان بذل نفسه و اله تى لم يحق له ش ء ‪ -‬ا كفان رفحب الفك فذه فف المححفر؟ فصفال‪ :‬رفمعت‬ ‫يو ا ً ححا ً وقد خة بمححوبه و و يصول‪ :‬أنا وهللا أ حك بصلح كله وأنت عرض عن بوجهك كله! فصال له المححوب‪ :‬إن كنت‬ ‫تى تهلك فصلت‪ :‬ذا خلق لخلق وعحد لعحد فكيف‬ ‫تححن فأي تنفق عل ؟ قال‪ :‬يا ريدي أ لكك ا أ لك ثم أنفق عليك رو‬ ‫بعحيد لمعحود؟ فكر ذا بسححه‪.‬‬ ‫و نها أن يكون شفصا ً على جميع عحاد هللا ر يما ً بهم شديدا ً على جميع أعداء هللا وعلى كر ن يصارف شيئا ً ما يكر فه كمفا‬ ‫ق ال هللا تعالى‪ " :‬أشداء على الكفار ر ماء بينهم " وال تأخذه لو ر الئم وال يصرفه عن الغضب هلل صارف‪ ،‬وبه وصف هللا‬ ‫أولياؤه إذ قال الذين يكلفون بحح كما يكلفف الصفح بالشف ء ويفأوون إلفى ذكفري كمفا يفأوي النسفر إلفى وكفره‪ ،‬ويغضفحون‬ ‫لمحار ه كما يغضب النمر إذا رد فإنه ال يحا ل قر الناس أو كثروا‪ ،‬فانغر إلى ذا المثال فإن الصح إذا كلف بالش ء لفم‬ ‫يفارقه أصةً‪ ،‬وإن أخذ نه لم يكن له شغر إال الحكاء والصياح تى يرد إليفه‪ ،‬ففإن نفاإ أخفذه عفه فف ثيابفه‪ ،‬ففإذا انتحفه عفاد‬ ‫وتمسك به و هما فارقه بكى و هما وجده ضحك‪ ،‬و ن نازعه فيه أبغضه و ن أعطاه أ حفه‪ .‬وأ فا النمفر فإنفه ال يملفك نفسفه‬ ‫عند الغضب تى يحلب ن شدة حضحه أنه يهلك نفسه‪ .‬فهذه عة ات المححر‪ ،‬فمفن تمفت فيفه فذه العة فات فصفد تمفت ححتفه‬ ‫حه فصفا ف اآلخرة شرابه وعذب شربه‪ ،‬و ن ا تزج بححفه فب حيفر هللا تفنعم فف اآلخفرة بصفدر حفه‪ ،‬إذ يمفزج‬ ‫وخل‬ ‫شرابه بصدر ن شراب المصربين كما قال تعالى فف األبفرار‪ " :‬إن األبفرار لفف نعفيم " ثفم قفال‪ " :‬يسفصون فن ر يفق ختفوإ‬ ‫سك وف ذلك فليتنافس المتنافسون و زاجه ن تسنيم عينا ً يشرب بها المصربون " فإذا طاب شراب األبرار لشوب الشراب‬ ‫الصرف الذي و للمصربين‪ .‬والشراب عحارة عن جملر نعيم ال جنان‪ ،‬كما أن الكتاب عحر بفه عفن جميفع األعمفال فصفال‪ " :‬إن‬ ‫كتاب األبرار لف عليين " ثم قال‪" :‬يشهده المصربون " فكان أ ارة علر كتابهم أنه ارتفع إلى يث يشهده المصربون‪ ،‬وكما أن‬ ‫األبرار يجدون المزيد ف الهم و عرفتهم بصربهم ن المصربين و شا دتهم لهم‪ ،‬فكذلك يكون الهم ف اآلخفرة " فا خلصكفم‬ ‫وال بعثكم إال كنفس وا دة كما بدأنا أول خلق نعيفده "‪ ،‬وكمفا قفال تعفالى‪ " :‬جفزاء وفاقفا ً " أي واففق الجفزاء أعمفالهم فصوبفر‬ ‫الخال بالصرف ن الشراب وقوبر المشوب بالمشوب‪ ،‬وشوب كر شراب على قدر ا رحق ن الشوب ف حه وأعماله‬ ‫" فمن يعمر ثصال ذرة خيرا ً يره و ن يعمر ثصال ذرة شرا ً يره ‪ -‬وإن هللا ال يغير ا بصوإ تى يغيروا ا بأنفسهم ‪ -‬إن هللا ال‬ ‫يغلم ثصال ذرة وإن تك سنر يضاعفها ‪ -‬وإن كان ثصال حر ن خردل أتينا بها وكفى بنا ارحين " فمن كان حه ف الدنيا‬ ‫رجاءه لنعيم الجنر والحور العين والصصور كن ن الجنر ليتحوأ نها يث يشاء فيلعب ع الولدان ويتمتع بالنسوان؛ فهنال‬ ‫تنته لذته ف اآلخرة ألنه إنما يعطى كر إنسان ف المححر ا تشتهيه نفسه وتلذ عينفه‪ .‬و فن كفان صصفده رب الفدار و الفك‬ ‫الملك ولم يغلب عليه إال حه باإلخة والصدق‪ ،‬أنزل " ف صعد صدق عند ليك صتدر " فاألبرار يرتعون ف الحساتين‬ ‫ويتنعمون ف الجنفان فع الحفور العفين والولفدان‪ ،‬والمصربفون ةز فون للحضفرة عفاكفون بطفرفهم عليهفا يسفتحصرون نعفيم‬ ‫الجنان باإلضافر إلى ذرة نها فصوإ بصضاء شهوة الحطن والفرج شغولون‪ ،‬وللمجالسر أقواإ خرون‪ ،‬ولذلك قفال ررفول هللا‬ ‫ﭬ‪ " :‬أكثر أ ر الجنر الحله وعليفون لفذوي األلحفاب"‪ 46‬ولمفا قصفرت األفهفاإ عفن درل عنفى عليفين عغفم أ فره فصفال‪ " :‬و فا‬ ‫أدرال فففففففففا عليفففففففففون " كمفففففففففا قفففففففففال تعفففففففففالى‪ " :‬الصارعفففففففففر فففففففففا الصارعفففففففففر و فففففففففا أدرال فففففففففا الصارعفففففففففر "‪.‬‬ ‫و نها أن يكون ف حه خائفا ً تضائةً تحفت الهيحفر والتعغفيم‪ ،‬وقفد يغفن أن الخفوف يضفاد الحفب ولفيس كفذلك‪ ،‬بفر إدرال‬ ‫العغمر يوجب الهيحر كما أن إدرال الجمال الحب ولخصفو المححفين خفاوف فف صفاإ المححفر ليسفت لغيفر م‪ ،،‬وبعفض‬ ‫خاوفهم أشد ن بعض‪ ،‬فأولها خوف اإلعراض‪ ،‬وأشد نه خوف الحجاب‪ ،‬وأشد نه خوف اإلبعاد‪ ،‬و ذا المعنى ف رورة‬ ‫ود و الذي شيب ريد المححين‪ 47‬إذ رمع قوله تعالى‪ " :‬أال بعدا ً لثمود ‪ -‬أال بعدا ً لمدين كما بعدت ثمود" وإنمفا تعغفم يحفر‬ ‫الحعد وخوفه ف قلب ن ألف الصرب وذاقه وتنعم به‪ ،‬فحديث الحعد ف ق المحعدين يشيب رفماعه أ فر الصفرب فف الصفرب‪،‬‬ ‫وال يحن إلى الصرب ن ألف الحعد‪ ،‬وال يحك لخوف الحعد ن لم يمكن ن بس اط الصرب‪ ،‬ثم خوف الوقوف ورلب المزيد‪ ،‬فإنا‬ ‫قد نا أن درجات الصرب ال نهاير لها و ق العحد أن يجتهد ف كر نفس تى يزداد فيفه قربفاً‪ .‬ولفذلك قفال ررفول هللا ﭬ‪ " :‬فن‬ ‫‪48‬‬ ‫ارتوى يو اه فهو غحون و ن كان يو ه شرا ً ن أ سه فهو لعون"‪.‬‬ ‫وكذلك قال عليه السةإ‪ " :‬إنه ليغان على قلح ف اليوإ والليلر تى أرتغفر هللا رحعين رة"‪ 49‬وإنما كان ارتغفاره ن الصدإ‬ ‫األول فإنه كان بعدا ً باإلضافر إلى الصدإ الثان ‪ ،‬ويكون ذلك عصوبر لهم على الفتور ف الطريق وااللتفات إلى حير المححوب‪،‬‬ ‫كما روي أن هللا تعالى يصول‪ :‬إن أدنى ا أصنع بالعفالم إذا ثفر شفهوا ت الفدنيا علفى طفاعت أن أرفلحه لذيفذ ناجفات ‪ .‬فسفلب‬ ‫المزيد بسحب الشهوات عصوبر للعموإ‪ ،‬فأ ا الخصو فيحجحهم عن المزيد جرد الدعوى والعجب والركفون إلفى فا ةهفر‬

‫‪ 46‬ديث أكثر أ ر الجنر الحلر وعليون لذوى األلحاب أخرجه الحزار ن ديث أنس بسند ضعيف صتصرا على الشطر األول وقد تصدإ والشطر‬ ‫الثانى ن كةإ أ مد بن ابى الحوارى ولعله أدرج فيه‪.‬‬ ‫‪ 47‬ديث شيحتنى ود أخرجه التر ذى وقد تصدإ حير رة‪.‬‬ ‫‪ 48‬ديث ن ارتوى يو اه فهو غحون و ن كان يو ه شرا ن أ سه فهو لعون ال أعلم ذا إال ف ناإ لعحد العزيز بن أبى رواد قال رأيت‬ ‫النح ﭬ ف النوإ فصلت يا ررول هللا أوصنى فصال ذلك بزيادة ف خره رواه الحيهصى ف الز د‪.‬‬ ‫‪ 49‬ديث إنه ليغان على قلحى تفق عليه ن ديث األحر وقد تصدإ‪.‬‬


‫ن حادئ اللطف‪ ،‬وذلك و المكر الخف الذي ال يصدر على اال تراز نفه إال ذوو األقفداإ الرارفخر‪ ،‬ثفم خفوف ففوت فا ال‬ ‫يدرل بعد فوته رمع إبرا يم بن أد م قائةً يصول و و ف ريا ر وكان على الجحر‪:‬‬ ‫كر ش ء نك غفـو ر روى اإلعراض عنا‬ ‫قد و حنا لـك ـا فـا ت فهب لنا ا فات نا‬

‫فاضطرب وحش عليه فلم يفق يو ا ً وليلر طرأت عليه أ وال ثم قال‪ :‬رمعت النداء فن الجحفر‪ :‬يفا إبفرا يم كفن عحفدا ً فكنفت‬ ‫عحدا ً وارتر ت‪.‬‬ ‫ثم خوف السلو عنه فإن المحب يةز ه الشوق والطلب الحثيث فة يفتر عن طلفب المزيفد وال يتسفلى إال بلطفف جديفد‪ ،‬ففإن‬ ‫تسلى عن ذلك كان ذلك رحب وقوفه أو رحب رجعته‪ ،‬والسلو يدخر عليفه فن يفث ال يشفعر كمفا قفد يفدخر عليفه الحفب فن‬ ‫يففث ال يشففعر‪ ،‬فففإن ففذه ا لتصلحففات لهففا أرففحاب خفيففر رففماوير لففيس ف ف قففوة الحشففر اإلطففةع عليهففا‪ ،‬فففإذا أراد هللا المكففر بففه‬ ‫وارتدراجه أخفى عنه ا ورد عليه ن السلو فيصف ع الرجاء ويغتر بحسن النغر أو بغلحر الغفلر أو الهوى أو النسيان‪ ،‬فكر‬ ‫ذلك ن جنود الشيطان الت تغلب جنود المةئكر ن العلم والع صر والذكر والحيان‪ ،‬وكما أن ن أوصاف هللا تعالى ا يغهفر‬ ‫فيصتضى يجان الحب و أوصاف اللطفف والر مفر والحكمفر‪ ،‬فمفن أوصفافه فا يلفوح فيفورث السفلو كأوصفاف الجحريفر‬ ‫والعزة واالرتغناء‪ ،‬وذلك ن صد ات المكر والشصاء والحر ان‪ .‬ثم خوف االرتحدال به بانتصال الصلب ن حه إلى ب حيره‪،‬‬ ‫وذلك و المصت والسلو عنه صد ر ذا المصاإ واإلعراض والحجاب صد ر السلو وضيق الصفدر بفالحر وانصحاضفه عفن دواإ‬ ‫الذكر و ةله لوةائف األوراد أرحاب ذه المعان و صد اتها‪ .‬وةهور ذه األرحاب دلير على النصر عن صلم الحب إلى صاإ‬ ‫المصت‪ ،‬نعوذ باهلل نه‪ ،‬و ةز ر الخوف لهذه األ ور وشدة الحذر نها بصفاء المراقحر دلير صدق الحب‪ .‬فإن ن أ ب شيئا ً‬ ‫خاف ال حالر فصده فة يخلو المحب عن خوف إذا كفان المححفوب مفا يمكفن فواتفه‪ ،‬وقفد قفال بعفض العفارفين‪ :‬فن عحفد هللا‬ ‫تعففالى بمححففر ففن حيففر خففوف لففك بالحسففط واإلدالل‪ ،‬و ففن عحففده ففن طريففق الخففوف ففن حيففر ححففر انصطففع عنففه بالحعففد‬ ‫واالرفتيحاش‪ ،‬و ففن عحففده ففن طريففق المححفر والخففوف أ حففه هللا تعففالى فصربففه و كنفه وعلمففه‪ ،‬فالمحففب ال يخلففو عففن خففوف‬ ‫والخائف ال يخلو عن ححر‪ ،‬ولكن الذي حلحت عليه المححر تى اتسع فيها ولم يكن له ن الخوف إال يسير يصال و ف صاإ‬ ‫المححر ويعد ن المححين‪ ،‬وكان شوب الخوف يسكن قليةً ن ركر الحب‪ ،‬فلو حلب الحب وارتولت المعرفر لفم تثحفت لفذلك‬ ‫طاقر الحشر‪ ،‬فإنما الخوف يعدله ويخفف وقعفه علفى الصلفب‪ .‬فصفد روي فف بعفض األخحفار‪ :‬أن بعفض الصفديصين رفأله بعفض‬ ‫األبدال أن يسأل هللا تعالى أن يرزقه ذرة ن عرفته‪ ،‬ففعر ذلك‪ ،‬فهاإ ف الجحال و ار عصله ووله قلحه وبص شاخصفا ً رفحعر‬ ‫أياإ ال ينتفع بش ء وال ينتفع به ش ء‪ ،‬فسأل له الصديق ربه تعالى فصال‪ :‬يا رب أنصصه ن الذرة بعضها‪ ،‬ففأو ى هللا تعفالى‬ ‫إليه إنما أعطيناه جزءا ً ن ائر ألف جزء ن المعرفر‪ .‬وذلك أن ائفر ألفف عحفد رفألون شفيئا ً فن المححفر فف الوقفت الفذي‬ ‫رألن ذا‪ ،‬فأخرت إجابتهم إلى أن شفعت أنت لهذا‪ ،‬فلما أجحتك فيما رألت أعطيتهم كما أعطيته‪ ،‬فصسفمت ذرة فن المعرففر‬ ‫بين ائر ألف عحد‪ ،‬فهذا ا أصفابه فن ذلفك‪ ،‬فصفال‪ :‬رفححانك يفا أ كفم الحفاكمين أنصصفه مفا أعطيتفه! فأذ فب هللا عنفه جملفر‬ ‫الجزء‪ ،‬وبص عه عشر عشاره و و جزء ن عشرة الف جزء ن ائر ألف جزء ن ذرة‪ ،‬فاعتدل خوففه و حفه ورجفاؤه‬ ‫وركن وصار كسائر العارفين‪ ،‬وقد قير ف وصف ال العارف‪:‬‬ ‫عن األ رار نهم والعـحـيد‬ ‫قريب الوجد ذو ر ى بعـيد‬ ‫حريب الوصف ذو علم حريب كان فـؤاده زبـر الـحـديد‬ ‫عن األبصار إال للـشـهـيد‬ ‫لصد عزت عانـيه وجـلـت‬ ‫يرى األعياد ف األوقات تجري له ف كـر يوإ ألـف عـيد‬ ‫وال يجد السرور لـه بـعـيد‬ ‫ولأل ـحـاب أفـراح بـعـيد‬

‫وقد كان الجنيد ر مه هللا ينشد أبياتا ً يشير بها إلى أررار أ وال العارفين وإن كان ذلك ال يجوز إةهاره‪ ،‬و‬ ‫ررت بأناس ف الغيوب قلوبـهـم‬ ‫عراصا ً بصرب هللا ف ةر قدرـه‬ ‫وارد م فيها على العز والنهـ‬ ‫تروح بعز فرد ن صـفـاتـه‬ ‫و ن بعد ذا ا تدق صـفـاتـه‬ ‫رأكتم ن علم به ا يصـونـه‬ ‫وأعط عحاد هللا نه صـوقـهـم‬ ‫على أن للر من رـراً يصـونـه‬

‫ذه األبيات‪:‬‬

‫فخلوا بصرب الماجد المتفـضـر‬ ‫تجول بها أروا هـم وتـنـصـر‬ ‫و صدر م عنها لما و أكـمـر‬ ‫وف لر التو يد تمش وترفـر‬ ‫و ا كتمه أولـى لـديه وأعـدل‬ ‫وأبذل نه ا أرى الحـق يحـذل‬ ‫وأ نع نه ا أرى المنع يفضـر‬ ‫إلى أ له ف السر والصون أجمر‬

‫وأ ثال ذه المعارف الت إليها اإلشارة ال يجوز أن يشترل الناس فيها‪ ،‬وال يجوز أن يغهر ا ن انكشف له ش ء ن ذلفك‬ ‫لمن لم ينكشف له‪ ،‬بر لو اشترل الناس فيها لخربت الدنيا‪ ،‬فالحكمر تصتض شمول الغفلر لعمارة الدنيا‪ ،‬بر لو أكر الناس كلهم‬ ‫الحةل أربعين يو ا ً لخربت الدنيا لز د م فيها‪ ،‬وبطلت األرواق والمعفاي ‪ ،‬بفر لفو أكفر العلمفاء الحفةل الشفتغلوا بأنفسفهم‬ ‫ولوقفت األلسنر واألقةإ عن كثير ما انتشر ن العلوإ‪ ،‬ولكن هللا تعالى فيما و شر ف الغا ر أررار و كم‪ ،‬كما أن له ف‬ ‫الخير أررارا ً و كماً‪ ،‬وال نتهى لحكمته كما ال حاير لصدرته‪.‬‬ ‫و نها كتمان الحب واجتناب الدعوى والتصوى ن إةهار الوجد والمححر تعغيما ً للمححوب وإجةالً له و يحر نه وحيرة على‬ ‫رره‪ ،‬فإن الحب رر ن أررار الححيب وألنه قد يدخر ف الدعوى ا يتجاوز د المعنى ويزيد عليه فيكون ذلك ن االفتراء‬ ‫فيففه‬ ‫وتعغففم العصوبففر عليففه فف العصحففى وتتعجففر عليففه الحلففوى فف الففدنيا‪ ،‬نعففم قففد يكففون للمحففب رففكرة فف حففه تففى يففد‬


‫وتضطرب أ واله فيغهر عليه حه‪ ،‬فإن وقع ذلك عن حير تمحفر أو اكتسفاب فهفو عفذور ألنفه صهفور‪ ،‬وربمفا تشفتعر فن‬ ‫الحب نيرانه فة يطاق رلطانه وقد يفيض الصلب به فة يندفع فيضانه‪ .‬فالصادر على الكتمان يصول‪:‬‬ ‫وقالوا‪ :‬قريب‪ ،‬قلت‪ :‬ـا أنـا صـانـع بصرب شعاع الشمس لو كان ف جري؟‬ ‫فمال ـنـه حـير ذكـر بـخـاطـر يهيج نار الحب والشوق فـ صـدري!‬

‫والعاجز عنه يصول‪:‬‬ ‫يخفى فيحدي الد ع أرراره ويغهر الوجد عليه النفس‬

‫ويصول أيضاً‪:‬‬ ‫و ن قلحه ع حيره كيف الـه و ن رره ف جفنه كيف يكتم؟‬

‫وقد قال بعض العارفين‪ :‬أكثر الناس ن هللا بعدا ً أكثر م إشارة به‪ .‬كأنه أراد‪ :‬ن يكثر التعفريض بفه فف كفر شف ء ويغهفر‬ ‫التصفففففففففنع بفففففففففذكره عنفففففففففد كفففففففففر أ فففففففففد فهفففففففففو مصفففففففففوت عنفففففففففد المححفففففففففين والعلمفففففففففاء بفففففففففاهلل عفففففففففز وجفففففففففر‪.‬‬ ‫ودخر ذو النون‪ :‬المصري على بعض إخوانه ‪ -‬من كان يذكر المححر ‪ -‬فر ه حتلى بحةء فصال‪ :‬ال يححه ن وجد ألم ضفره!‬ ‫فصال الرجر‪ :‬لكن أقول ال يححه ن لم يتنعم بضره‪ ،‬فصال ذو النون‪ :‬ولكن أقول‪ :‬ال يححه ن شهر نفسفه بححفه‪ ،‬فصفال الرجفر‪:‬‬ ‫أرتغفر هللا وأتوب إليه‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬المححر نتهى المصا ات وإةهار ا إةهار للخير فلماذا يستنكر؟ فاعلم أن المححر حمودة وةهور فا حمفود أيضفا ً‬ ‫وإنما ا لمذ وإ التغا ر بها لما يدخر فيها ن الدعوى واالرتكحار‪ ،‬و ق المحب أن ينم على حه الخف أفعاله وأ واله دون‬ ‫أقواله وأفعاله‪ .‬وينحغ أن يغهر حه ن حير قصد نه إلى إةهار الحب وال إلى إةهار الفعر الدال على الحب‪ ،‬بفر ينحغف‬ ‫أن يكون قصد المحب إطةع الححيب فصط‪ .‬فأ ا إرادته إطةع حيره فشرل ف الحب وقفادح فيفه‪ ،‬كمفا ورد فف اإلنجيفر‪ :‬إذا‬ ‫تصدقت فتصدق بحيث ال تعلم شمالك يمينك‪ .‬فالذي يرى الخفيات يجزيك عةنير وإذا صمت فاحسفر وجهفك واد فن رأرفك‬ ‫لئة يعلم بذلك حير ربك‪ .‬فإةهار الصول والفعر كله ذ وإ إال إذا حلب ركر الحب فانطلق اللسان واضطربت األعضاء فة‬ ‫يةإ فيه صا حه‪.‬‬ ‫ك أن رجةً رأى ن بعض المجانين ا ارتجهله فيفه ففأخحر بفذلك عروففا ً الكرخف ر مفه هللا فتحسفم ثفم قفال‪ :‬يفا أخف لفه‬ ‫ححون صغار وكحار وعصةء و جانين! فهذا الذي رأيته ن جانينهم‪.‬‬ ‫و ما يكره‪ :‬التغا ر بالحب‪ ،‬بسحب أن المحب إن كان عارفا ً ‪ -‬وعرف أ وال المةئكر ف حهم الدائم وشوقهم الةزإ الفذي‬ ‫به يسححون اللير والنهار ال يفترون وال يعصون هللا ا أ ر م ويفعلون ا يؤ رون ‪ -‬الرفتنكف فن نفسفه و فن إةهفار حفه‬ ‫فففففففن فففففففب كفففففففر حفففففففب هلل‪.‬‬ ‫وعلفففففففم قطعفففففففا ً أنفففففففه فففففففن أخفففففففس المححفففففففين فففففففف ملكتفففففففه وأن حفففففففه أنصففففففف‬ ‫قال بعض المكاشفين ن المححين‪ :‬عحدت هللا تعالى ثةثين رنر بأعمال الصلوب والجوارح على بذل المجهود وارتفراغ الطاقر‬ ‫تى ةننت أن ل عند هللا شيئاً‪ ،‬فذكر أشياء ن كاشفات يات السموات ف قصر طويلر قفال فف خر فا‪ :‬فحلغفت صففا ً فن‬ ‫المةئكر بعدد جميع ا خلق هللا ن ش ء‪ ،‬فصلت‪ :‬ن أنتم؟ فصالوا‪ :‬نحن المححون هلل عز وجر نعحده هنا نذ ثةثمائر ألف رنر‬ ‫ا خطر على قلوبنا قط رواء وال ذكرنا حيره‪ ،‬قال‪ :‬فارتحييت فن أعمفال فو حتهفا لمفن فق عليفه الوعيفد تخفيففا ً عنفه فف‬ ‫جهنم‪.‬‬ ‫فإذن ن عرف نفسه عرف ربه وارتحيا نه ق الحياء خرس لسانه عن التغفا ر بالفدعوى‪ .‬نعفم يشفهد علفى حفه ركاتفه‬ ‫وركناته وإقدا ه وإ جا ه وتردداته؛ كما ك عن الجنيد أنه قال‪ :‬رض أرتاذنا السري ر مه هللا فلم نعرف لعلته دواء وال‬ ‫عرفنا لها رححاً‪ .‬فوصف لنا طحيب اذق‪ ،‬فأخذ قارورة ائه فنغر إليها الطحيب وجعر ينغر إليفه ليفا ً ثفم قفال لف ‪ :‬أراه بفول‬ ‫عاشق! قال الجنيد‪ :‬فصعصت وحش عل ووقعت الصارورة ن يدي‪ ،‬ثم رجعت إلى السري فأخحرته‪ ،‬فتحسم قال‪ :‬قاتله هللا فا‬ ‫أبصره! قلت‪ :‬يا أرتاذ وتحين المححر ف الحول! قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫وقد قال السري رة‪ :‬لو شئت أقول‪ :‬ا أيحس جلدي على عغم وال رر جسم إال حه! ثم حش عليه‪ .‬وتفدل الغشفير علفى‬ ‫أنفففففففففه أفصفففففففففح فففففففففف حلحفففففففففر الوجفففففففففد و صفففففففففد ات الغشفففففففففير‪ .‬فهفففففففففذه جفففففففففا ع عة فففففففففات الحفففففففففب وثمراتفففففففففه‪.‬‬ ‫و نها األنس والرضا كما ريأت ‪.‬‬ ‫وبالجملر جميع حارن الدين و كارإ األخةق ثمرة الحب‪ ،‬و ا ال يثمره الحب فهو إتحاع الهوى و فو فن رذائفر األخفةق‪.‬‬ ‫نعم قد يحب هللا إل سانه إليه وقد يححه لجةله وجماله وإن لم يحسن إليه‪ .‬والمححون ال يخرجون عن ذين الصسفمين‪ ،‬ولفذلك‬ ‫قال الجنيد‪ :‬الناس ف ححر هللا تعالى عاإ وخا ‪ ،‬فالعواإ نالوا ذلك بمعرفتهم ف دواإ إ سانه وكثرة نعمه فلم يتمفالكوا أن‬ ‫أرضوه إال أنهم تصر ححتهم وتكثر على قدر النعم واإل سان؛ فأ ا الخاصر فنالوا المححر بعغم الصدر والصدرة والعم والحكمر‬ ‫والتفرد بالملك‪ .‬ولما عرفوا صفاته الكا لر وأرماءه الحسنى لم يمتنعوا أن أ حوه إذ ارتحق عند م المححر بذلك ألنه أ ر لها‬ ‫ولو أزال عنهم جميع النعم‪ ،‬نعم ن الناس ن يحب واه‪ .‬وعدو هللا إبليس ‪ -‬و و فع ذلفك يلفحس علفى نفسفه بحكفم الغفرور‬ ‫والجهر ‪ -‬فيغن أنه حب هلل عز وجر و و الذي فصدت فيه ذه العة ات‪ ،‬أو يلحس بها نفاقا ً وريا ًء ورمعرً وحرضفه عاجفر‬ ‫ظ الدنيا و و يغهر ن نفسه خةف ذلك‪ ،‬كعلماء السوء وقراء السوء أولئك بغضاء هللا ف أرضه‪ .‬وكان رهر إذا تكلم ع‬ ‫إنسان قال‪ :‬يا دورت ‪ -‬أي يا حيب ‪ -‬فصير له‪ :‬قد ال يكون حيحا ً فكيف تصول فذا؟ فصفال فف أذن الصائفر رفراً‪ :‬ال يخلفو إ فا أن‬ ‫يكون ؤ نا ً أو نافصاً‪ :‬فإن كان ؤ نا ً فهو حيب هللا عز وجر‪ ،‬وإن كان نافصا ً فهو حيب إبليس‪ ،‬وقد قال أبو تراب التخشح‬ ‫ ف عة ات المححر ‪ -‬أبياتاً‪:‬‬‫ال تخدعن فللـحـحـيب دالئر‬ ‫نها تنعـمـه بـمـر بـةئه‬ ‫فالمنع نه عطير ـصـحـولر‬

‫ولديه ن تحف الححيب ورائر‬ ‫ورروره ف كر ا و فاعر‬ ‫والفصر إكراإ وبـر عـاجـر‬


‫و‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و‬

‫ن الدالئر أي ترى‬ ‫ن الدالئر أن يرى‬ ‫ن الدالئر أن يرى‬ ‫ن الدالئر أن يرى‬

‫ن عز ه طوع الححيب وإن ألح العـاذل‬ ‫تحسـمـا ً والصلب فيه ن الححيب بةبـر‬ ‫تفهـمـا ً لكةإ ن يحغى لديه السـائر‬ ‫تصشـفـا ً‬ ‫تحفغا ً ن كر ا و قـائر‬

‫وقال يحيى بن عاذ‪:‬‬ ‫و ن الدالئر أن تراه ـشـمـرا ً ف خرقتين على شطوط السا ر‬ ‫و ن الدالئر زنـه ونـحـيحـه جوف الغةإ فما له ن عـاذل‬

‫و ن الدالئر أن تراه سافـراً‬

‫نحو الجهاد وكر فعر فاضـر‬

‫و ن الدالئر ز ده فيمـا يرى‬

‫ن دار ذل والنعـيم الـزائر‬

‫و ن الدالئر أن تـراه بـاكـيا ً‬

‫أن قد ر ه على قحيح فعـائر‬

‫و ن الدالئر أن تراه سلـمـا ً‬

‫كر األ ور إلى المليك العادل‬

‫و ن الدالئر أن تراه راضـيا ً‬

‫بمليكه ف كر كـم نـازل‬

‫و ن الدالئر ضحكه بين الورى والصلب حزون كصلب الثاكر‬

‫بيان معنى األنس باهلل‬ ‫قد ذكرنا أن األنس والخوف والشوق ن ثار المححر‪ ،‬إال أن ذه ثار ختلفر على المحب بحسب نغره و ا يغلب عليفه فف‬ ‫وقته‪ ،‬فإذا حلب عليه التطلع ن وراء جب الغيفب إلفى نت هفى الجمفال وارتشفعر قصفوره عفن اإلطفةع علفى كنفه الجفةل‬ ‫انحعث الصلب إلى الطلب وانزعج له و اج إليه‪ ،‬وتسمى ذه الحالر ف االنزعاج شوقا ً و و باإلضفافر إلفى أ فر حائفب‪ ،‬وإذا‬ ‫حلب عليه الفرح بالصرب و شا دة الحضور بما و اصر ن الكشف وكان نغره صصورا ً على طالعر الجمال الحاضفر‬ ‫المكشوف حير لتفت إلى ا لم يدركه بعد؛ ارتحشر الصلب بما ية غه فيسفمى ارتحشفاره أنسفاً‪ ،‬وإن كفان نغفره إلفى صففات‬ ‫العز واالرتغناء وعدإ المحاالة وخطر إ كان الزول والحعد تألم الصلب بهذا االرتشعار فيسمى تألمه خوفاً‪ .‬و ذه األ وال تابعر‬ ‫لهفذه المة غففات‪ ،‬والمة غفات تابعففر ألرفحاب تصتضففيها ال يمكففن صفر ا‪ ،‬فففاألنس عنفاه ارتحشففار الصلفب فر ففه بمطالعففر‬ ‫الجمال‪ ،‬تى إنه إذا حلب وتجرد عن ة غر ا حاب عنه و ا يتطرق إليه ن خطر الزوال عغم نعيمه ولذتفه‪ ،‬و فن نفا‬ ‫نغر بعضهم يث قير له‪ :‬أنت شتاق؟ فصال‪ :‬ال إنما الشفوق إلفى حائفب‪ ،‬ففإذا كفان الغائفب اضفرا ً ففإلى فن يشفتاق؟ و فذا‬ ‫الكةإ ستغرق بالفرح بما ناله حير لتفت إلى ا بص ف اإل كان ن زايا األلطاف‪.‬‬ ‫و ن حلب عليه ال األنس لم تكن شهوته إال ف االنفراد والخلوة‪ ،‬كما ك أن إبرا يم بن أد م نزل ن الجحر فصير له‪ :‬ن‬ ‫ن حير هللا‪ ،‬بر كر ا يعوق عن الخلوة فيكون فن‬ ‫أين أقحلت؟ فصال‪ :‬ن األنس باهلل ‪ ،‬وذلك ألن األنس باهلل يةز ه التو‬ ‫أثصر األشياء على الصلب‪ ،‬كما روي أن ورى عليه السةإ لما كلمه ربه كث د فرا ً ال يسفمع كفةإ أ فد فن النفاس إال أخفذه‬ ‫الغثيان‪ ،‬ألن الحب يوجب عذوبر كةإ المححوب وعذوبر ذكره فيخرج ن الصلب عذوبر ا رواه‪ ،‬ولذلك قال بعض الحكماء‬ ‫ف دعائه‪ :‬يا ن نسن بذكره وأو شن ن خلصه‪ ،‬وقال هللا عز وجر لداود عليه السفةإ‪ :‬كفن لف شفتاقا ً وبف تأنسفا ً و فن‬ ‫رواي ستو شاً‪.‬‬ ‫وقير لرابعر‪ :‬بم نلت ذه المنزلر؟ قالت‪ :‬بترك‬

‫ا ال يعنين وأنس بمن لم يزل‪.‬‬

‫وقال عحد ال وا فد بفن زيفد‪ :‬فررت برا فب فصلفت لفه‪ :‬يفا را فب لصفد أعجحتفك الو فدة؟ فصفال‪ :‬يفا فذا لفو ذقفت فةوة الو فدة‬ ‫الرتو شت إليها ن نفسك‪ ،‬الو دة رأس العحادة‪ ،‬فصلت‪ :‬يا را ب ا أقر ا تجده ف الو دة؟ قال‪ :‬الرا ر ن داراة الناس‬ ‫والسة ر ن شر م‪ ،‬قلت يا را ب‪ :‬تى يذوق العحد ةوة األنس باهلل تعالى؟ قال‪ :‬إذا صفا الود وخلصفت المعا لفر‪ ،‬قلفت‪:‬‬ ‫و تى يصفو الود؟ قال‪ :‬إذا اجتمع الهم فصار ما ً وا دا ً ف الطاعر‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء‪ :‬عجحا ً للخةئق كيف أرادوا بك بدالً؟ عجحا ً للصلوب كيف ارتأنست بسوال عنك؟‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬فما عة ر األنس؟ فاعلم أن عة ته الخاصر ضيق الصدر ن عاشرة الخلق والتحرإ بهم وارتهتاره بعذوبر الذكر‪،‬‬ ‫فإن خالط فهو كمنفرد ف جماعر و جتمع ف خلفوة‪ ،‬وحريفب فف ضفر و اضفر فف رففر‪ ،‬وشفا د فف حيحفر وحائفب فف‬ ‫ضور‪ ،‬خالط بالحدن نفرد بالصلب‪ ،‬ستغرق بعذوبر الذكر‪ ،‬كما قال عل كفرإ هللا وجهفه فف وصففهم‪ :‬فم قفوإ جفم بهفم‬ ‫نفه الجفا لون‪ ،‬صفححوا‬ ‫العلم على صيصر األ ر فحاشروا روح اليصين وارتةنوا ا ارتوعر المترففون وأنسفوا بمفا ارفتو‬


‫الدنيا بأبدان أروا ها علصر بالمحر األعلى‪ ،‬أولئك خلفاء هللا ف أرضه والدعاة إلى دينه‪ ،‬فهذا عنى األنس باهلل و ذه عة ته‬ ‫و ذه شوا ده‪.‬‬ ‫وق د ذ ب بعض المتكلمين إلى إنكار األنس والشوق والحب لغنه أن ذلفك يفدل علفى التشفحيه‪ ،‬وجهلفه بفأن جمفال المفدركات‬ ‫بالحصائر أكمر ن جمال المحصرات‪ ،‬ولذة عرفتها أحلب على ذوي الصلفوب و فنهم أ مفد بفن حالفب‪ ،‬يعفرف بغفةإ الخليفر‬ ‫أنكر على الجنيد وعلى أب الحسن النوري والجماعر ديث الحب والشوق والعشق تى أنكر بعضهم صاإ الرضفا‪ ،‬وقفال‪:‬‬ ‫ليس إال الصحر فأ ا الرضا فغير تصور‪ .‬و ذا كةإ ناق قاصر لم يطلع ن صا ات الفدين إال علفى الصشفور فغفن أنفه ال‬ ‫وجود إال للصشر‪ ،‬فإن المحسورات وكر ا يدخر ف الخيال ن طريفق الفدين قشفر جفرد ووراءه اللفب المطلفوب‪ ،‬فمفن لفم‬ ‫يصر ن الجوز إال إلى قشره يغن أن الجوز خشب كله‪ ،‬ويستحير عنده خروج الد ن نه ال حالر و و عذور ولكن عذره‬ ‫حير صحول وقد قير‪:‬‬ ‫األنس باهلل ال يحويه بطـال وليس يدركه بالحول حتال‬ ‫واآلنسون رجال كلهم نجب وكلهم صفوة هلل عـمـال‬

‫بيان معنى االنبساط واإلدالل الذي تثمره غلبة األنس‬ ‫اعلم أن األنفس إذا داإ وحلفب وارفتحكم ولفم يشوشفه قلفق الشفوق ولفم ينغصفه خفوف التغيفر والحجفاب فإنفه يثمفر نوعفا ً فن‬ ‫االنحساط ف األقوال واألفعال والمناجاة ع هللا تعالى‪ ،‬وقد يكون نكر الصورة لما فيه ن الجراءة وقلر الهيحر ولكنه حتمر‬ ‫من أقيم ف صاإ األنس‪ ،‬و ن لم يصم ف ذلك المصاإ ويتشحه بهم ف الفعر والكةإ لك به وأشرف على الكفر‪.‬‬ ‫و ثاله‪ :‬ناجاة بر األرود الذي أ ر هللا تعالى كليمه ورى عليه السةإ أن يسفأله ليستسفص لحنف إرفرائير؛ بعفد أن قحطفوا‬ ‫رحع رنين وخرج ورى عليه السةإ ليستسص لهم ف رحعين ألفاً‪ ،‬فأو ى هللا عز وجر إليه‪ :‬كيف أرتجيب لهم وقفد أةلمفت‬ ‫عليهم ذنوبهم‪ ،‬ررائر م خحيثر يدعونن على حير يصين ويفأ نون كفري‪ ،‬ارجفع إلفى عحفد فن عحفادي يصفال لفه بفر فصفر لفه‬ ‫يخرج تى أرتجيب له‪ ،‬فسأل عنه ورى عليه السةإ فلم يعرف‪ ،‬فحينما ورى ذات يوإ يمش ف طريق إذا بعحد أرود قفد‬ ‫ارتصحله بين عينيه تراب ن أثر السجود‪ ،‬ف شملر قد عصد ا على عنصه‪ ،‬فمعرفر ورى عليه السةإ بنور هللا عز وجر فسفلم‬ ‫عليه وقال له‪ :‬ا ارمك؟ فصال‪ :‬ارم بر ‪ ،‬قال‪ :‬فأنت طلحتنا نذ ين أخرج فارتسق لنا‪ .‬فخرج فصال ف كة ه‪ :‬ا فذا فن‬ ‫فعالك وال ذا ن لمك؟ و ا الذي بدا لك! أنصصت عليفك عيونفك أإ عانفدت الريفاح عفن طاعتفك أإ نففد فا عنفدل أإ اشفتد‬ ‫حضحك على المذنحين؟ ألست كنت حفارا ً قحر خلق الخطائين؟ خلصت الر مر وأ رت بالعطف‪ ،‬أإ ترينا أنك متنع أإ تخشفى‬ ‫الفوت فتعجر بالعصوبر‪ ،‬قال فما برح تى اخضلت بنو إرفرائير بفالصطر وأنحفت هللا تعفالى العشفب فف نصفف يفوإ تفى بلفب‬ ‫الركب‪ ،‬قال‪ :‬فرجع بر فارتصحله ورى عليه السةإ فصال‪ :‬كيف رأيت ين خاصمت كيف أنصفن ؟ فهم ورى عليه السةإ‬ ‫به‪ ،‬فأو ى هللا تعالى إليه‪ :‬إن برخا ً يضحكن كر يوإ ثةث رات‪.‬‬ ‫وعن الحسن قال‪ :‬ا ترقت أخصا بالحصرة فحص ف ورطها خ لم يحتفرق‪ ،‬وأبفو ورفى يو ئفذ أ يفر الحصفرة‪ ،‬ففأخحر‬ ‫بذلك فحعث إلى صا ب الخ ‪ ،‬قال‪ :‬فأت بشيخ فصال‪ :‬يا شيخ ا بفال خصفك لفم يحتفرق؟ قفال‪ :‬إنف أقسفمت علفى ربف عفز‬ ‫وجر أن ال يحرقه‪ ،‬فصال أبو ورى رضف هللا عنفه‪ :‬إنف رفمعت ررفول هللا ﭬ يصفول‪ " :‬يكفون فف أ تف قو شفعثر رؤورفهم‪،‬‬ ‫دنسر ثيابهم لو أقسموا على هللا ألبر م"‪.50‬‬ ‫قال‪ :‬ووقع ريق بالحصرة فجاء أبو عحيدة الخوا فجعر يتخطى النار‪ ،‬فصال له أ ير الحصرة‪ :‬انغر ال تحترق بالنار‪ ،‬فصال‪:‬‬ ‫إن أقسمت على رب عز وجر أن ال يحرقن بالنار‪ ،‬قال‪ :‬فاعزإ على النار أن تطفأ‪ ،‬قال‪ :‬فعزإ عليها فطفئت‪.‬‬ ‫وكان أبو ف يمش ذات يوإ فارتصحله ررتاق فد وش فصفال لفه أبفو فف ‪ :‬فا أصفابك؟ فصفال‪ :‬ضفر مفاري وال أ لفك‬ ‫حيره‪ ،‬قال‪ :‬فوقف أبو ف وقال‪ :‬وعزتك ال أخطو خطوة ا لم ترد عليه ماره‪ ،‬قال‪ :‬فغهر مفاره فف الوقفت و فر أبفو‬ ‫ف ر مه هللا‪.‬‬ ‫فهذا وأ ثاله يجري لذوي األنس وليس لغير م أن يتشحه بهم‪.‬‬ ‫كفر عند العا ر‪ ،‬وقال رة‪ :‬لو رمعها‬ ‫قال الجنيد ر مه هللا‪ :‬أ ر األنس يصولون ف كة هم و ناجاتهم ف خلواتهم أشياء‬ ‫العموإ لكفرو م و م يجدون المزيد ف أ والهم بذلك‪ .‬وذلك يحتمر نهم ويليق بهم وإليه أشار الصائر‪:‬‬

‫‪ 50‬ديث الحسن عن أبى ورى يكون ف أ تى قوإ شعثر رءورهم دنسر ثيابهم لو أقسموا على هللا ألبر م أخرجه ابن أبى الدنيا ف كتاب‬ ‫األولياء وفيه انصطاع وجهالر‪.‬‬


‫قوإ تخالجهم ز و بـسـيد ـم والعحد يز و على صدار واله‬

‫تا وا برؤيته عمـا رـواه لـه يا سن رؤيتهم ف عز ا تا وا‬

‫وال تستحعدون رضاه عن العحد بما يغضب به على حيره هما اختلفف صا همفا‪ ،‬ففف الصفر ن تنحيهفات علفى فذه المعفان لفو‬ ‫فطنت وفهمت‪ ،‬فجميع قص الصر ن تنحيهات ألول الحصائر واألبصار تى ينغفروا إليهفا بعفين االعتحفار‪ ،‬فإنمفا ف عنفد‬ ‫ذوي االعتحار ن األرماء‪.‬‬ ‫فأول الصص ‪ :‬قصر دإ عليه السةإ وإبليس أ فا ترا مفا كيفف اشفتركا فف ارفم المعصفير والمخالففر ثفم تحاينفا فف االجتحفاء‬ ‫والعصمر‪ .‬أ ا إبليس فأبلس عن ر مته‪ ،‬وقير إنه ن المحعدين‪ .‬وأ ا دإ عليه السةإ فصير فيه " وعصفى دإ ربفه فغفوى ثفم‬ ‫اجتحاه ربه فتاب عليه و دى "‪.‬‬ ‫وقد عاتب هللا نحيه ﭬ ف اإلعراض عن عحد واإلقحال على عحد‪ ،‬و ما ف العحودير رفيان ولكفن فف الحفال ختلففان‪ ،‬فصفال‪" :‬‬ ‫وأ ا ن جاءل يسعى و و يخشى فأنت عنده تلهى "‪ ،‬وقال ف اآلخر‪ " :‬أ فا فن ارفتغنى فأنفت لفه تصفدى " وةكفذلك أ فره‬ ‫بالصعود ع طائفر‪ ،‬فصال عز وجر‪ " :‬وإذا جاءل الذين يؤ نون بثياتنا فصر رةإ عليكم " وأ ره باإلعراض عن حير م‪ ،‬فصال‪:‬‬ ‫" وإذا رأيت الذين يخوضون ف ياتنا فأعرض عنهم " تى قال‪ " :‬فة تصعد بعد الذكرى ع الصوإ الغالمين " وقال تعفالى‪:‬‬ ‫" واصحر نفسك ع الذين يدعون ربهم بالغداة والعش "‪.‬‬ ‫إال فتنتك‬ ‫فكذلك االنحساط واإلدالل يحتمر ن بعض العحاد دون بعض‪ .‬فمن انحساط األنس قول ورى عليه السةإ‪ " :‬إن‬ ‫تضر بها ن تشاء وتهدي ن تشاء " وقوله ف التعلير واالعتذار لما قيفر لفه‪ " :‬اذ فب إلفى فرعفون "‪ ،‬فصفال‪ " :‬ولهفم علفى‬ ‫ذنب " وقوله‪ " :‬إ ن أخاف أن يكذبون ويضيق صدري وال ينطلق لسان "‪ ،‬وقوله‪ " :‬إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى‬ ‫" و ذا ن حير ورى عليه السةإ ن روء األدب ألن الفذي أقفيم صفاإ األنفس يةطفف ويحتمفر‪ ،‬ولفم يحتمفر ليفونس عليفه‬ ‫السةإ ا دون ذا لما أقيم صاإ الصحض والهيحر‪ ،‬فعوقب بالسجن ف بطن الحوت ‪ -‬ف ةلمات ثةث ‪ -‬ونودي عليه إلى يوإ‬ ‫الصيا ر " لوال أن تداركه نعمر ن ربه لنحذ بالعراء و و ذ وإ "‪ .‬قال الحسن‪ :‬العراء و الصيا ر‪ .‬ونهى نحينا ﭬ أن يصتفدى بفه‬ ‫وقير له‪ " :‬فاصحر لحكم ربك وال تكن كصا ب الحوت إذ نادى و و كغوإ "‪.‬‬ ‫و ذه االختةفات بعضها الختةف األ وال والمصا ات وبعضها لما رحق ف األزل فن التفاضفر والتففاوت فف الصسفمر بفين‬ ‫العحاد‪ ،‬وقد قال تعالى‪ " :‬ولصد فضلنا بعض النحيين على بعض "‪ ،‬وقد قال‪ " :‬نهم ن كلم هللا ورفع بعضهم درجات " فكان‬ ‫عيسى عليه السةإ ن المفضلين وإلدالله رلم على نفسه‪ ،‬فصال‪ " :‬والسةإ علف يفوإ ولفدت ويفوإ أ فوت ويفوإ أبعفث يفاً"‬ ‫و ذا انحساط نه لما شا د ن اللطف ف صاإ األنس‪.‬‬ ‫وأ ا يحيى بن زكريا عليه السةإ فإنه أقيم صاإ الهيحر والحياء فلم ينطق تى أثنى عليه خالصه‪ ،‬فصال‪ " :‬ورةإ عليه "‪.‬‬ ‫وانغر كيف ا تمر ألخوة يورف ا فعلوه بيورف وقد ق ال بعض العلماء‪ :‬قد عددت ن أول قوله تعالى‪ " :‬إذ قالوا ليورفف‬ ‫وأخوه أ ب إلى أبينا نا " إلى رأس العشرين ن إخحاره تعالى عن ز د م فيه نيفا ً وأربعين خطيئر بعضها أكحر ن بعض‪،‬‬ ‫وقد يجتمع ف الكلمر الوا دة الثةث واألربع ‪ -‬فغفر لهم وعفا عنهم ولم يحتمر العزيز ف سألر وا دة رأل عنها ف الصدر‪،‬‬ ‫تى قير ُ حِ َ ن ديوان النحوة! وكذلك كان بلعاإ بن باعوراء ن أكابر العلماء فأكر الدنيا بالدين فلم يحتمر له ذلك‪.‬‬ ‫وكان صف ن المسرفين وكانت عصيته ف الجوارح فعفا عنه‪ .‬فصد روي أن هللا تعالى أ وى إلى رليمان عليه السةإ‪ :‬يا‬ ‫رأس ا لعابدين ويا ابن حجر الزا دين إلى كم يعصين ابن خالتك صف وأنا أ لم عليه رة بعد رة فو عزت وجةل لئن‬ ‫أخذته عصفر ن عصفات عليه ألتركنه ثلر لمن عه ونكاالً لمن بعده‪ ،‬فلما دخر صف على رليمان عليه السةإ أخحره بما‬ ‫أو ى هللا تعالى إليه فخرج تى عة كثيحا ً ن ر ر‪ ،‬ثم رفع رأره ويديه نحو السماء وقال‪ :‬إله ورفيدي أنفت أنفت وأنفا أنفا‬ ‫فكيف أتوب إن لم تتب عل وكيف أرتعصم؟ إن لم تعصمن ألعودن‪ ،‬فأو ى هللا تعالى إليه‪ :‬صدقت يا صف أنت أنت وأنا‬ ‫أنا أرتصحر التوبر وقد تحت عليك وأنا التواب الر يم‪ ،‬و ذا كةإ دل به عليه و ارب نه إليه وناةر به إليه‪.‬‬ ‫وف الخحر‪ :‬إن هللا تعالى أو ى إلى عحد تداركه أن كان أشفى على الهلكر كم ن ذنب واجهتن به حفرته لك وقد أ لكت ف‬ ‫دونه أ ر ن األ م‪ ،‬فهذه رنر هللا تعالى ف عحاده بالتفضير والتصديم والتأخير على ا رحصت به المشيئر األزلير‪.‬‬ ‫و ذه الصص ورد ت ف الصر ن لتعرف بها رنر هللا ف عحاده الذي خلوا ن قحر‪ ،‬فما ف الصر ن ش ء إال و و دى ونفور‬ ‫وتعرف ن هللا تعالى إلى خلصه‪ ،‬فتارة يتعرف إليهم بالتصديس فيصول‪ " :‬قر و هللا أ د هللا الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لفه‬ ‫كفوا ً أ د " وتارة يتعرف إليهم بصفات جةله في صول‪ " :‬الملك الصدوس السةإ المؤ ن المهيمن العزيز الجحار المتكحر " وتارة‬ ‫يتعرف إليهم ف أفعاله المخوفر والمرجوة فيتلو عليهم رنته ف أعدائه وف أنحيائه فيصول‪ " :‬ألم تر كيف فعر ربفك بعفاد إرإ‬ ‫ذات العماد ‪ -‬ألم تر كيف فعر ربك بأصحاب الفير "‪.‬‬ ‫وال يعدو الصر ن ذه ا ألقساإ الثةثر و ‪ :‬اإلرشاد إلى عرفر ذات هللا وتصديسه‪ ،‬أو عرفر صفاته وأرمائه‪ ،‬أو عرفر أفعاله‬ ‫ورنته ع عحاده‪ ،‬ولما اشتملت رورة اإلخة على أ د ذه األقساإ الثةثر و و التصديس وازنها ررول هللا ﭬ بثلث الصفر ن‬


‫فصال‪ " :‬ن قرأ رورة اإلخة فصد قرأ ثلث الصر ن"‪ 51‬ألن نتهى التصديس أن يكون وا دا ً ف ثةثر أ ور‪ ،‬ال يكون اصةً‬ ‫نه ن و نغيره وشحهه‪ ،‬ودل عليه قوله " لم يلد " وال يكون اصةً من و نغيره وشحهه‪ ،‬ودل عليه قوله " ولم يولد "‬ ‫وال يكون ف درجته وإن لم يكن أصةً له وال فرعا ً ن و ثله‪ ،‬ودل عليه قوله‪ " :‬ولم يكن له كفوا ً أ د " ويجمع جميع ذلك‬ ‫قوله تعالى‪ " :‬قر و هللا أ د " وجملته تفصير قول " ال إله إال هللا " فهذه أررار الصر ن وال تتنا ى أ ثال ذه األرفرار فف‬ ‫الصر ن " وال رطب وال يابس إال ف كتاب حين " ولذلك قال ابن سفعود رضف هللا عنفه‪ :‬نفوروا الصفر ن والتمسفوا حرائفب‬ ‫اد كلماته فكره وصفا له فهمه تى تشهد له كر كلمر‬ ‫ففيه علم األولين واآلخرين‪ ،‬و و كما قال‪ ،‬وال يعرفه إال ن طال ف‬ ‫نه بأنه كةإ جحار قفا ر ليفك قفادر وأنفه خفارج عفن فد ارفتطاعر الحشفر‪ .‬وأكثفر أرفرار الصفر ن عحفأة فف طف الصصف‬ ‫واألخحار‪ ،‬فكن ريصا ً على ارتنحاطها ليك شف لك فيه ن العجائب ا تستحصر عه العلوإ المزخرفر الخارجر عنه‪ .‬فهذا فا‬ ‫أردنا ذكره ن عنى األنس واالنحساط الذي و ثمرته وبيان تفاوت عحاد هللا فيه وهللا رححانه وتعالى أعلم‪.‬‬ ‫القول في معنى الرضا بقضاء هللا تعالى وحقيقته وما ورد في فضيلته‬ ‫اعلم أن الرضا ثمرة ن ثمار المححر و و ن أعلى صا ات المصربين و صيصته حا ضر على األكثرين‪ ،‬و ا يفدخر عليفه فن‬ ‫التشابه واإلبهاإ حير نكشف إال لمن علمه هللا تعالى التأوير وفهمه وفصهه ف الدين‪ ،‬فصفد أنكفر نكفرون تصفور الرضفا بمفا‬ ‫يخالف الهوى ثم قالوا‪ :‬إن أ كن الرضا بكر ش ء ألنه فعر هللا فينحغ أن يرضى بالكفر والمعاص وانخدع بذلك قوإ فرأوا‬ ‫الرضا بالفجور والفسوق وتفرل االعتفراض واإلنكفار فن بفاب التسفليم لصضفاء هللا تعفالى‪ .‬ولفو انكشففت فذه األرفرار لمفن‬ ‫اقتصر على رماع ةوا ر الشرع لما دعا ررول هللا ﭬ البن عحاس يث قال‪ " :‬اللهم فصهه ف الدين وعلمه التأوير"‪ 52‬فلنحدأ‬ ‫بحيان فضيلر الرضا‪ ،‬ثم بحكايات أ وال الراضين‪ ،‬ثم تذكر صيصر الرضا وكيفيفر تصفوره فيمفا يخفالف الهفوى‪ ،‬ثفم نفذكر فا‬ ‫يغن أنه ن تماإ الرضا وليس نه كترل الدعاء والسكوت على المعاص ‪.‬‬ ‫بيان فضيلة الرضا‬ ‫أ ا ن اآليات فصوله تعالى‪ " :‬رض هللا عنهم ورضوا عنه " ‪ ،‬وقد قال تعالى‪ " :‬ر جزاء اإل سان إال اإل سفان " و نتهفى‬ ‫اإل سففففففففففففففان رضففففففففففففففا هللا عففففففففففففففن عحففففففففففففففده و ففففففففففففففو ثففففففففففففففواب رضففففففففففففففا العحففففففففففففففد عففففففففففففففن هللا تعففففففففففففففالى‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪ " :‬و ساكن طيحر ف جنات عدن ورضوان ن هللا أكحر " فصد رفع هللا الرضا ففوق جنفات عفدن كمفا رففع ذكفره‬ ‫الصةة يث قال‪ " :‬إن الصةة تنه عن الفحشاء والمنكر ولذكر هللا أكحر " فكما أن شا دة المذكور ف الصةة أكحفر فن‬ ‫الصةة فرضوان رب الجنر أعلى ن الجنر بر و حاير طلب ركان الجنان‪.‬‬ ‫وف الحديث‪ " :‬إن هللا تعالى يتجلى للمؤ نين فيصول رلون فيصولون رضال"‪ 53‬فسؤالهم الرضفا بعفد النغفر نهايفر التفضفير‪.‬‬ ‫وأ ا ر ضا العحد فسنذكر صيصته‪ ،‬وأ ا رضوان هللا تعالى عن العحد فهو بمعنى خر يصرب ما ذكرناه ف فب هللا للعحفد‪ ،‬وال‬ ‫يجوز أن يكشف إذ تصصر أفهاإ الخلق عن دركه و ن يصفوى عليفه فيسفتصر بإدراكفه فن نفسفه‪ .‬وعلفى الجملفر ففة رتحفر ففوق‬ ‫النغر إليه فإنما رألوه الرضا ألنه رحب دواإ ال نغر‪ ،‬فكأنهم رأوه حاير الغايات وأقصى األ ان لما ةفروا بنعيم النغر‪ ،‬فلما‬ ‫أ روا بالسؤال لم يسألوا إال دوا ه وعلموا أن الرضا و رحب دواإ رفع الحجاب‪.‬‬ ‫وقال هللا تعالى‪ " :‬ولدينا زيد "‪ .‬قال بعض المفسرين‪ :‬يأت أ ر الجنر ف وقت المزيد ثةث تحفف فن عنفد رب العفالمين؛‬ ‫أ دا ا‪ :‬دير ن عند هللا تعالى ليس عند م ف الجنان ثلها فذلك قوله تعالى‪ " :‬فة تعلم نفس ا أخف لهم ن قفرة أعفين "‬ ‫والثانير‪ :‬السةإ عليهم ن ربهم‪ ،‬فيزيد ذلك على الهدير فضةً و و قوله تعالى‪ " :‬رةإ قوالً ن رب ر يم " والثالثر‪ :‬يصفول‬ ‫هللا تعالى‪ :‬إن عنكم راض فيكون ذلك أفضر ن الهدير والتسليم فذلك قوله تعالى‪ " :‬ورضوان ن هللا أكحر " أي ن النعيم‬ ‫الذي م فيه فهذا فضر رضا هللا تعالى و و ثمرة رضا العحد‪.‬‬ ‫وأ ا ن األخحار‪ :‬فصد روي أن النح ﭬ رأل طائففر فن أصفحابه‪ " :‬فا أنفتم " فصفالوا‪ :‬ؤ نفون‪ ،‬فصفال‪ " :‬فا عة فر إيمفانكم "‬ ‫فصالوا‪ :‬نصحر على الحةء ونشكر عند الرخاء ونرضى بمواقع الصضاء‪ ،‬فصال‪ " :‬ؤ نون ورب الكعحر"‪.54‬‬ ‫وف خحر خر أنه قال‪ " :‬كماء علماء كادوا ن فصههم أن يكونوا أنحياء"‪.55‬‬ ‫وف الخحر " طوبى لمن دي لررةإ وكان رزقه كفافا ً ورض به"‪.56‬‬

‫‪ 51‬ديث ن قرأ رورة اإلخة فصد قرأ ثلث الصر ن أخرجه أ مد ن ديث أبى بن كعب بإرناد صحيح ورواه الحخارى ن ديث أبى رعيد‬ ‫و سلم ن ديث أبى الدرداء نحوه‪.‬‬ ‫‪ 52‬ديث دعائه البن عحاس اللهم فصهه ف الدين وعلمه التأوير تفق عليه دون قوله وعلمه التأوير ورواه أ مد بهذه الزيادة وتصدإ ف العلم‪.‬‬ ‫‪ 53‬ديث إن هللا يتجلى للمؤ نين فيص ول رلونى فيصولون رضال أخرجه الحزار والطحرانى ف األورط ن ديث أنس ف ديث طوير بسند فيه‬ ‫لين وفيه فيتجلى لهم يصول أنا الذى صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتى و ذا حر إكرا ى فسلونى فيسألونه الرضا الحديث ورواه أبو يعلى‬ ‫بلفظ ثم يصول اذا تريدون فيصولون رضال الحديث ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬ ‫‪ 54‬ديث رأل طائفر ن أصحابه ا أنتم فصالوا ؤ نون فصال ا عة ر إيمانكم الحديث تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 55‬ديث أنه قال ف ديث خر كماء علماء كادوا ن فصههم أن يكونو أنحياء تصدإ أيضا‪.‬‬


‫وقال ﭬ‪ " :‬ن رض ن هللا تعالى بالصلير ن الرزق رض هللا تعالى نه بالصلير ن العمر"‪ .57‬وقال أيضفاً‪ " :‬إذا أ فب هللا‬ ‫تعالى عحدا ً ابتةه فإن صحر اجتحاه فإن رض اصطفاه " وقال أيضاً‪ " :‬إذا كان يوإ الصيا ر أنحت هللا تعفالى لطائففر فن أ تف‬ ‫أجنحر فيطيرون ن قحور م إلى الجنان يسر ون فيها ويتنعمون فيها كيف شاؤوا‪ ،‬فتصول لهم المةئكر‪ :‬ر رأيفتم الحسفاب؟‬ ‫فيصولون‪ :‬ا رأينا ساباً‪ ،‬فتصول لهم‪ :‬ر جزتم الصراط؟ فيصولون‪ :‬ا رأينا صراطاً‪ ،‬فتصول لهم‪ :‬فر رأيفتم جهفنم؟ فيصولفون‪:‬‬ ‫ا رأينا شيئاً‪ ،‬فتصول المةئكر‪ :‬ن أ ر ن أنتم؟ فيصولون‪ :‬ن أ ر حمد ﭬ‪ ،‬فتصول‪ :‬ناشدناكم هللا دثونا ا كانفت أعمفالكم فف‬ ‫الدنيا‪ ،‬فيصولون‪ :‬خصلتان كانتا فينا فحلغنا ذه المنزلر بفضر ر مر هللا‪ ،‬فيصولون‪ :‬و ا ما؟ فيصولون‪ :‬كنا إذا خلونا نستح أن‬ ‫نعصيه ونرضى باليسير ما قسم لنا‪ ،‬فتصول المةئكر‪ :‬يحق لكم ذا"‪.58‬‬ ‫وقال ﭬ‪ " :‬يا عشر الفصراء أعطوا هللا الرضا ن قلوبكم تغفروا بثواب فصركم وإال فة"‪.59‬‬ ‫وف أخحار ورى عليه السةإ؛ إن بن إررائير قالوا له‪ :‬رر لنا ربك أ را ً إذا نحن فعلناه يرضى به عنا‪ ،‬فصال ورى عليفه‬ ‫السةإ‪ :‬إله قد رمعت ا قالوا‪ .‬فصال‪ :‬يا ورى قر لهم يرضون عنهم‪ .‬ويشهد لهذا ا روي عن نحينا ﭬ أنه قال‪ " :‬فن أ فب‬ ‫أن يعلم ا له عند هللا عز وجر فلينغر ا هلل عز وجر عنفده‪ ،‬ففإن هللا تحفارل وتعفالى ينفزل العحفد نفه يفث أنزلفه العحفد فن‬ ‫نفسه"‪.60‬‬ ‫وف أخحار داود عليه السةإ‪ :‬ا ألوليائ والهم بالدنيا‪ ،‬إن الهم يفذ ب فةوة ناجفات‬ ‫أوليائ أن يكونوا رو انيين ال يغتمون‪.‬‬

‫فن قلفوبهم‪ ،‬يفا داود إن ححتف‬

‫فن‬

‫وروي أن ورى عليه السةإ قال‪ :‬يا رب دلن علفى أ فر فيفه رضفال تفى أعملفه‪ ،‬ففأو ى هللا تعفالى إليفه‪ :‬إن رضفاي فف‬ ‫كر ك وأنت ال تصحر على ا تكره‪ ،‬قال‪ :‬يا رب دلن عليه‪ ،‬قال‪ :‬فإن رضاي ف رضال بصضائ ‪.‬‬ ‫وف ناجاة ورى عليه السةإ‪ :‬أي رب أي خلصك أ ب إ ليك؟ قال‪ :‬ن إذا أخذت نه المححوب رالمن ‪ ،‬قال‪ :‬فأي خلصك أنت‬ ‫عليففففففففففه رففففففففففاخط؟ قففففففففففال‪ :‬ففففففففففن يسففففففففففتخيرن ففففففففففف األ ففففففففففر فففففففففففإذا قضففففففففففيت لففففففففففه رففففففففففخط قضفففففففففففائ ‪.‬‬ ‫وقد روي ا و أشد ن ذلك و و أن هللا تعالى قال‪ " :‬أنا هللا ال إله إال أنا ن لم يصحر علفى بةئف ولفم يشفكر نعمفائ ولفم‬ ‫يرض بصضائ فليتخذ ربا ً رفواي"‪ 61‬و ثلفه فف الشفدة قولفه تعفالى فيمفا أخحفر عنفه نحينفا ﭬ أنفه قفال‪ " :‬قفال هللا تعفالى‪ :‬قفدرت‬ ‫المصففادير ودبففرت التففدبير وأ كمففت الصففنع‪ ،‬فمففن رضف فلففه الرضففا نف تففى يلصففان و ففن رففخط فلففه السففخط نف تففى‬ ‫يلصان "‪.62‬‬ ‫وف الخحر المشهور " يصول هللا تعالى‪ :‬خلصت الخير والشر فطوبى لمن خلصته للخير وأجريفت الخيفر علفى يديفه‪ ،‬وويفر لمفن‬ ‫خلصته للشر وأجريت الشر على يديه‪ ،‬ووير ثم وير لمن قال لم وكيف"‪.63‬‬ ‫وف األخحار السالفر أن نحيا ً ن األنحياء شكا إلى هللا عز وجر الجوع والفصر والصمر عشر رفنين فمفا أجيفب إلفى فا أراد‪ ،‬ثفم‬ ‫أو ى هللا تعالى إليه كم تشكو‪ ،‬كذا كان بدؤل عندي ف أإ الكتاب قحر أن أخلفق السفموات واألرض و كفذا رفحق لفك نف‬ ‫و كذا قضيت عليك قحر أن أخلق الدنيا‪ ،‬أفتريد أن أعيد خلق الدنيا ن أجلك أإ تريد أن أبدل ا قدرته عليك فيكون ا تحب‬ ‫فوق ا أ ب ويكون ا تريد فوق ا أريد‪ ،‬وعزت وجةل لئن تلجلفج فذا فف صفدرل فرة أخفرى أل حونفك فن الفديوان‬ ‫النحوة‪.‬‬ ‫وروي أن دإ عليه السةإ كان بعض أوالده الصغار يصعدون على بدنه وينزلون ‪ -‬يجعر أ د م رجله على أضةعه كهيئر‬ ‫الدرج فيصعد إلى رأره‪ ،‬ثم ينزل على أضةعه كذلك و و طرق إلفى األرض ال ينطفق وال يرففع رأرفه ‪ -‬فصفال لفه بعفض‬ ‫ولده‪ :‬ي ا أبت! أ ا ترى ا يصنع ذا بك لو نهيته عن ذا! فصال‪ :‬يا بن إن رأيفت فا لفم تفروا‪ ،‬وعلمفت فا لفم تعلمفوا‪ ،‬إنف‬

‫‪ 56‬ديث طوبى لمن دى لررةإ وكان رزقه كفافا ورضى به أخرجه التر ذى ن ديث فضالهحن عحيد بلفظ وقنع وقال صحيح وقد تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 57‬ديث ن رضى ن هللا بالصلير ن الرزق رضى نه بالصلير ن العمر رويناه ف أ الى المحا لى بإرناد ضعيف ن ديث على بن أبى‬ ‫طالب و ن طريق المحا لى رواه أبو نصور الديلمى ف سند الفردوس‪.‬‬ ‫‪ 58‬ديث إذا كان يوإ الصيا ر أنحت هللا لطائفر ن أ تى أجنحر فيطيرون ن قحور م إلى الجنان يسر ون فيها رواه ابن حان ف الضعفاء وأبو‬ ‫عحد الر من السلمى ن ديث أنس ع اختةف وفيه ميد بن على الصيسى راقطها لك والحديث نكر خالف للصر ن ولأل اديث الصحيحر ف‬ ‫الورود وحيره‪.‬‬ ‫‪ 59‬ديث أعطوا هللا الرضا ن قلوبكم تغفروا بثواب فصركم وإال فة تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 60‬ديث ن أ ب أن يعلم اله عند هللا فلينغر ا هلل عنده الحديث أخرجه الحاكم ن ديث جابر وصححه بلفظ نزلته و نزلر هللا‪.‬‬ ‫‪ 61‬ديث قال هللا أنا هللا ال إله إال أنا ن لم يصحر على بةئ الحديث أخرجه الطحرانى ف الكحير وابن حان ف الضعفاء ن ديث أبى ند‬ ‫الدارى صتصرا على قوله ن لم يرض بصضائى ويصحر على بةئى فليلتمس ربا رواى وإرناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 62‬ديث قال هللا تعالى قدرت المصادير ودبرت التدبير وأ كمت الصنع فمن رضى فله الرضا الحديث لم أجده بهذا اللفظ وللطحرانى ف‬ ‫األورط ن ديث أبى أ ا ر خلق هللا الخلق وقضى الصضير وأخذ يثاق النحيين الحديث وإرناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 63‬ديث يصول هللا خلصت الخير والشر فطوبى لمن خلصته للخير وأجريت الخير على يديه الحديث أخرجه ابن شا ين ف شرح السنر عن أبى‬ ‫أ ا ر بإرناد ضعيف‪.‬‬


‫تحركت ركر وا دة فأ حطت ن دار الكرا ر إلى دار الهوان و ن دار النعيم إلى دار الشصاء‪ ،‬فأخاف أن أتحرل فيصيحن‬ ‫ا ال أعلم‪.‬‬ ‫وقال أنس بن الك رض هللا عنه‪ " :‬خد ت ررول هللا ﭬ عشر رنين فما قال ل لش ء فعلته لم فعلته‪ ،‬وال لش ء لم أفعله لم‬ ‫ال فعلته‪ ،‬وال قال لش ء كان ليته لم يكن‪ ،‬وال ف ش ء لم يكن ليتهم كان‪ ،‬وكان إذا خاصمن خاصم ن أ له يصول دعوه لو‬ ‫قض ش ء لكان "‪.64‬‬ ‫ويروى أن هللا تعالى أو ى إلى داود عليه السةإ‪ :‬يا داود إنك تريد وأريد وإنما يكون ا أريد‪ ،‬فإن رلمت لما أريد كفيتك ا‬ ‫تريد‪ ،‬وإن لم تسلم لما أريد أتعحتك فيما تريد ثم ال يكون إال ا أريد‪.‬‬ ‫وأ ا اآلثار‪ :‬فصد قال ابن عحاس رض هللا عنهما‪ :‬أول ن يدعى إلى الجنر يوإ الصيا ر الذي يحمدون هللا تعالى على كر ال‪.‬‬ ‫وقففف ال عمفففر بفففن عحفففد العزيفففز‪ :‬فففا بصففف لففف رفففرور إال فففف واقفففع الصفففدر‪ ،‬وقيفففر لفففه‪ :‬فففا تشفففته ؟ فصفففال‪ :‬فففا يصضففف هللا‪.‬‬ ‫وقال يمون بن هران‪ :‬ن لم يرض بالصضاء فليس لحمصه دواء‪.‬‬ ‫وقال الفضير‪ :‬إن لم تصحر على تصدير هللا لم تصحر على تصدير نفسك‪.‬‬ ‫وقال عحد العزيز بن أب رواد‪ :‬ليس الشفأن فف أكفر خحفز الشفعير والخفر وال فف لفحس الصفوف والشفعر‪ ،‬ولكفن الشفأن فف‬ ‫الرضا عن هللا عز وجر‪.‬‬ ‫وقال عحد هللا بن سعود‪ :‬ألن الحس جمرة أ رقت ا أ رقت وأبصت ا أبصت أ ب إل‬ ‫أو لش ء لم يكن ليته كان‪.‬‬

‫ن أن أقول لش ء كان ليته لم يكفن‪،‬‬

‫ونغر رجر إلى قر ر ف رجر حمد بن وارع‪ .‬ف صال‪ :‬إن ألر مك ن ذه الصر ر‪ ،‬فصال‪ :‬إن ألشفكر ا نفذ خرجفت إذ لفم‬ ‫تخرج ف عين ‪.‬‬ ‫وروي ف اإلررائيليات‪ :‬أن عابدا ً عحد هللا د را ً طويةً فأري ف المناإ‪ ،‬فةنر الراعير رفيصتك ف الجنر؛ فسأل عنها إلفى أن‬ ‫وجد ا فارتضافها ثةثا ً لينغر إلى عملها‪ ،‬فكان يحيت قائما ً وتحيت نائمر ويغر صائمر وتغر فطرة‪ .‬فصال‪ :‬أ ا لك عمر حير‬ ‫ا رأيت؟ فصالت‪ :‬ا و وهللا إال ا رأيت ال أعرف حيره‪ .‬فلم يزل يصول‪ :‬تفذكري‪ ،‬تفى قالفت‪ :‬خصفيلر وا فدة ف فف ؛ إن‬ ‫كنت ف شدة لم أتمن أن أكون ف رخاء‪ ،‬وإن كنت ف رض لم أتمن أن أكون ف صحر‪ ،‬وإن كنت ف الشمس لم أتمن أن‬ ‫أكون ف الغر‪ ،‬فوضع العابد يده على رأره وقال‪ :‬أ ذه خصيلر؟ ذه وهللا خصلر عغيمر يعجز عنها العحاد‪.‬‬ ‫وعن بعض السلف‪ :‬إن هللا تعالى إذا قضى ف السماء قضاء أ ب ن أ ر األرض أن يرضوا بصضائه‪.‬‬ ‫وقال أبو الدرداء‪ :‬ذروة اإليمان الصحر للحكم والرضا بالصدر‪.‬‬ ‫وقال عمر رض هللا عنه‪ :‬ا أبال على أي ال أصححت وأ سيت ن شدة أو رخاء‪.‬‬ ‫وقال الثوري يو ا ً عن رابعر‪ :‬اللهم ارض عن ‪ ،‬فصالت‪ :‬أ ا تستح ن هللا أن تسأله الرضا وأنت حير راض؟ فصال‪ :‬أرتغفر‬ ‫هللا‪ ،‬فصال جعفر بن رليمان الضحع ‪ :‬فمتى يكون العحد راضيا ً عن هللا تعالى؟ قالت‪ :‬إذا كفان رفروره بالمصفيحر ثفر رفروره‬ ‫بالنعمر‪.‬‬ ‫وكان الفضير يصول‪ :‬إذا ارتوى عنده المنع والعطاء فصد رض عن هللا تعالى‪.‬‬ ‫وقال أ مد بن أب الحواري‪ :‬قال أبو رليمان الداران إن هللا عز وجر ن كر ه قد رض ن عحيفده بمفا رضف العحيفد فن‬ ‫واليهم قلت‪ :‬وكيف ذال؟ قال‪ :‬أليس راد العح د ن الخلق أن يرضى عنه واله قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فإن ححر هللا ن عحيفده أن‬ ‫يرضوا عنه‪.‬‬ ‫وقال رهر‪ :‬ظ العحيد ن اليصين على قدر غهم ن الرضا و غهم ن الرضا على قدر عيشهم ع هللا عز وجر‪.‬‬ ‫وقال النح ﭬ‪ " :‬إن هللا عز وجر بحكمته وجةلفه جعفر الفروح والففرح فف الرضفا واليصفين ‪ ،‬وجعفر الغفم والحفزن فف الشفك‬ ‫والسخط"‪.65‬‬

‫‪64‬‬ ‫‪65‬‬

‫ديث أنس خد ت النحى ﭬ فما قال لى لش ء فعلته لم فعلته الحديث تفق عليه وقد تصدإ‪.‬‬ ‫ديث إن هللا بحكمته وجةله جعر الروح والفرح ف الرضا الحديث أخرجه الطحرانى ن ديث ابن سعود إال أنه قال بصسطه وقد تصدإ‪.‬‬


‫بيان حقيقة الرضا وتصوره فيما يخالف الهوى‬ ‫اعلم أن ن قال‪ :‬ليس فيما يخالف الهوى وأنواع الحةء إال الصحر فأ ا الرضا فة يتصور؟ فإنما أتى ن نا ير إنكار المححر‪.‬‬ ‫فأ ا إذا ثحت تصور الحب هلل تعالى وارتغراق الهم به فة يخففى أن الحفب يفورث الرضفا بأفعفال الححيفب‪ ،‬ويكفون ذلفك فن‬ ‫وجهين‪ :‬أ د ما أن يحطر اإل ساس بفاأللم تفى يجفري عليفه المفؤلم وال يحفس‪ ،‬وتصفيحه جرا فر وال يفدرل ألمهفا‪ ،‬و ثالفه‪:‬‬ ‫الرجر المحارب فإنه حضحه أو ف ال خوفه قد تصيحه جرا ر و و ال يحفس بفألم ذلفك لشفغر قلحفه‪ .‬بفر الفذي يحجفم رأرفه‬ ‫بحديد ة كثلر يتألم به‪ ،‬فإن كان شغول الصلب بمهم ن هماته فرغ المزين والحجاإ و و ال يشعر به‪ .‬وكر ذلك ألن الصلب إذا‬ ‫صار ستغرقا ً بأ ر ن األ ور ستوفى به لم يدرل ا عداه‪ ،‬فكذلك العاشفق المسفتغرق الهفم بمشفا دة عشفوقه أو بححفه قفد‬ ‫يصيحه ا كان يتألم به أو يغتم له لوال ع شصه‪ ،‬ثم ال يدرل حمه وألمه لفرطه ارتيةء الحب على قلحه‪ .‬ذا إذا أصابه ن حير‬ ‫حيحه! فكيف إذا أصابه ن حيحه؟ وشغر الصلب بالحب والعشق ن أعغفم الشفواحر‪ ،‬وإذا تصفور فذا فف ألفم يسفير بسفحب‬ ‫ب خفيف تصور ف األلم العغيم بالحب العغيم‪ ،‬فإن الحب أيضا ً يتصور تضاعفه ف الصفوة كمفا يتصفور تضفاعف األلفم‪،‬‬ ‫وكما يصوى ب الصور الجميلر المدركر بحارر الحصفر فكفذا يصفوى فب الصفور الجميلفر الحاطنفر المدركفر بنفور الحصفيرة‪،‬‬ ‫يغشفى عليفه‬ ‫وجمال ضرة الربوبير وجةلها ال يصاس به جمال وال جةل‪ ،‬فمن ينكشف له ش ء نه فصد يحهره بحفث يفد‬ ‫فة يحس بما يجري عليه ‪ .‬فصد روي أن ا رأة فتح الموصل عثرت فانصطع ةفر ا فضفحكت‪ ،‬فصيفر لهفا‪ :‬أ فا تجفدين الوجفع؟‬ ‫فصالت‪ :‬إن لذة ثوابه أزالت عن قلح رارة وجعه‪.‬‬ ‫وكان رهر ر مه هللا تعالى به علر يعالج حيره نهفا وال يعفالج نفسفه‪ ،‬فصيفر لفه فف ذلفك فصفال‪ :‬يفا دورفت ضفرب الححيفب ال‬ ‫يوجع!‪.‬‬ ‫وأ ا الوجه الثان ‪ :‬فهو أن يحس به ويدرل ألمه ولكن يكون راضيا ً به بر راححا ً فيه ريدا ً له ‪ -‬أعن بعصله ‪ -‬وإن كان كار ا ً‬ ‫بطحعه‪ ،‬كالذي يلتمس ن الفصاد الفصد والحجا ر فإنه يدرل ألم ذلك إال انه راض به وراحب فيه و تصلد ن الفصاد به نر‬ ‫بفعله‪ ،‬فهذا ال الراض بما يجري عليه ن األلم‪ .‬وكذلك المسافر ف طلحالربح يدرل شصر السفر ولكفن حفه لثمفرة رففره‬ ‫طيب عنده شصر السفر وجعله راضيا ً بها‪ .‬و هما أصابه بلير ن هللا تعالى وكان له يصين بأن ثوابه الذي ادخر له فوق ا فاته‬ ‫رض به ورحب فيه وأ حه وشكر هللا عليه‪ .‬ذا إن كان ية ظ الثواب واإل سان الذي يجفازى بفه عليفه‪ ،‬ويجفوز أن يغلفب‬ ‫الحب بحيث يكون ظ المحب فف فراد ححوبفه ورضفاه ال لمعنفى خفر وراءه‪ ،‬فيكفون فراد حيحفه ورضفاه ححوبفا ً عنفده‬ ‫و طلوباً‪ ،‬وكر ذلك وجود ف المشا دات ف ب الخلق وقد تواصفها المتواصفون فف نغمهفم ونثفر م‪ ،‬وال عنفى لفه إال‬ ‫ة غر جمال الص ورة الغا رة بالحصر‪ ،‬فإن نغر إلى الجمال فما و إال جلد ولحم ودإ شحون باألقذار واألخحاث بدايتفه‬ ‫ن نطفر ذرة ونهايته جيفر قذرة و و فيما بين ذلك يحمر العذرة‪ ،‬وإن نغر إلى المدرل للجمال فه العفين الخسيسفر التف‬ ‫تغلط فيما ترى كحيراً‪ ،‬فترى الصغير كحيرا ً والكحير صغيرا ً والحعيد قريحا ً والصحيح جميةً‪ ،‬فإذا تصور ارتيةء ذا الحب فمفن‬ ‫أين يستحير ذلك ف ب الجمال األزل األبدي الذي ال نتهى لكماله المدرل بعين الحصيرة الت ال يعتريها الغلط وال يدور‬ ‫بها الموت بر تحصى بعد الموت؟ ير عند هللا فر ر برزق هللا تعالى ستفيدة بالموت زيد تنحيه وارتكشاف؟ فهذا أ ر واضح‬ ‫ن يث النغر بعين االعتحار‪ ،‬ويشهد لذلك الوجود و كايات أ وال المححين وأقوالهم‪.‬‬ ‫فصد قال شصيق الحلخ ‪ :‬ن يرى ثواب الشدة ال يشته المخرج نها؟ وقال الجنيد‪ :‬رألت رريا ً السفصط فر يجفد المحفب ألفم‬ ‫الحةء؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قلت‪ :‬وإن ضرب با لسيف! قال‪ :‬نعم‪ ،‬وإن ضرب بالسيف رحعين ضربر ‪ -‬ضربر على ضربر‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬أ ححت كر ش ء يححه تى لو أ ب النار أ ححت دخول النار‪.‬‬ ‫وقال بشر بن الحارث‪ :‬ررت برجر وقد ضرب ألف روط ف شرقير بغداد ولم يتكلم ثم مر إلى الححس‪ ،‬فتحعته فصلفت لفه‪:‬‬ ‫لم ضربت؟ فصفال‪ :‬ألنف عاشفق‪ ،‬ف صلفت لفه‪ :‬ولفم رفكت؟ قفال‪ :‬ألن عشفوق كفان بحفذائ ينغفر إلف ‪ ،‬فصلفت‪ :‬فلفو نغفرت إلفى‬ ‫المعشوق األكحر! قال‪ :‬فزعق زعصر خر يتاً‪.‬‬ ‫وقال يحيى بن عاذ الرازي ر مه هللا تعالى‪ :‬إذا نغر أ ر الجنر إلى هللا تعالى ذ حت عيونهم ف قلوبهم ن لفذة النغفر إلفى‬ ‫هللا تعالى ثةثمائر رنر ال ت رجع إليهم‪ ،‬فما ةنفك بصلفوب وقعفت بفين جمالفه وجةلفه؟ إذا ال غفت جةلفه ابفت وإذا ال غفت‬ ‫جماله تا ت!‪.‬‬ ‫وقال بشر‪ :‬قصدت عحادان ف بدايت فإذا برجر أعمى جذوإ جنون قد صرع والنمر يأكر لحمه‪ ،‬فرفعفت رأرفه فوضفعته‬ ‫ف جري وأنا أردد الكةإ‪ ،‬فلما أفاق قال‪ :‬ن ذا الفضول الذي يدخر بين وبين رب لو قطعن إربا ً إربا ً فا ازددت لفه‬ ‫إال حففففففففففاً؟ قففففففففففال بشففففففففففر‪ :‬فمففففففففففا رأيففففففففففت بعففففففففففد ذلففففففففففك نصمففففففففففر بففففففففففين عحففففففففففد وبففففففففففين ربففففففففففه فأنكرتهففففففففففا‪.‬‬ ‫وقال أبو عمرو حمد بن األشعث إن أ ر صر كثوا أربعر أشهر لم يكفن لهفم حفذاء إال النغفر إلفى وجفه يورفف الصفديق‬ ‫عليه السةإ‪ ،‬كانوا إذا جاعوا نغرو ا إلى وجهه فشغلهم بجماله عن اإل ساس بألم الجوع‪ .‬بر ف الصر ن ا و أبلب ن ذلك‬ ‫و ففففففففففو قطففففففففففع النسفففففففففففوة أيففففففففففديهن الرفففففففففففتهتار ن بمة غففففففففففر جمالفففففففففففه تففففففففففى فففففففففففا أ سسففففففففففن بفففففففففففذلك‪.‬‬ ‫وقال رعيد بن يحيى‪ :‬رأيت بالحصرة ف خان عطاء بن سلم شابا ً وف يده دير و و ينادي بأعلى صوته والناس وله و و‬ ‫يصول‪:‬‬ ‫يوإ الفراق ن الصيا ر أطـول والموت ن ألم الفراق أجمر‬ ‫قالوا الر ير فصلت لست برا ر لكن هجت الت تـتـر ـر‬

‫ثم بصر بالمدير بطنه وخر يتاً‪ ،‬فسألت عنه وعن أ ره فصير ل إنه كان يهوى فتى لحعض الملول جب عنه يو ا ً وا داً‪.‬‬ ‫ويروى أن يونس عليه السةإ قال لجح رير‪ :‬دلن على أعحد أ ر األرض؟ فدله على رجر قد قطع الجذاإ يديه ورجليه وذ ب‬ ‫بحصره‪ ،‬فسمعه و و يصول‪ :‬إله تعتن بهما ا شئت أنت‪ ،‬ورلحتن ا شئت أنت‪ ،‬وأبصيت ل فيك األ ر يا بر يا وصول‪.‬‬


‫ويروى عن عحد هللا بن عمر رض هللا تعالى عنهما أنه اشتكى له ابن فاشتد وجفده ع ليفه تفى قفال بعفض الصفوإ‪ :‬لصفد خشفينا‬ ‫على ذا الشيخ إن دث بهذا الغةإ دث‪ ،‬فمات الغةإ فخرج ابن عمر ف جنازته و ا رجر أشد ررورا ً أبدا ً نه‪ .‬فصير لفه‬ ‫ف ذلك‪ ،‬فصال ابن عمر‪ :‬إنما كان زن ر مر له‪ ،‬فلما وقع أ ر هللا رضينا به‪.‬‬ ‫وقال سروق‪ :‬كان رجر بالحادير له كلب و م ار وديفك‪ ،‬فالفديك يفوقغهم للصفةة‪ ،‬والحمفار ينصلفون عليفه المفاء ويحمفر لهفم‬ ‫خحاء م‪ ،‬والكلب يحررهم‪ ،‬قال‪ :‬فجاء الثعلب فأخذ الديك‪ ،‬فحزنوا له وكان الرجر صالحا ً فصال‪ :‬عسى أن يكون خيراً‪ ،‬ثم جاء‬ ‫ذئب فخرق بطن الحمار فصتله‪ ،‬فحزنوا عليه فصال الرجر‪ :‬عسى أن يكون خيراً‪ ،‬ثفم أصفيب الكلفب بعفد ذلفك فصفال‪ :‬عسفى أن‬ ‫يكون خيراً‪ ،‬ثم أصححوا ذات يوإ فنغروا فإذا قد رح فن فولهم وبصفوا فم‪ .‬قفال‪ :‬وإنمفا أخفذوا أولئفك لمفا كفان عنفد م فن‬ ‫أصوات الكةب والحمير والديكر‪ ،‬فكانت الخيرة لهؤالء ف ةل ذه الحيوانات كما قدره هللا تعالى‪ .‬فإذن ن عفرف خفف‬ ‫لطف هللا تعالى رض بفعله على كر ال‪.‬‬ ‫صعد ضروب الجحين بفالج وقد تناثر لحمفه فن الجفذاإ و فو يصفول‪:‬‬ ‫ويروى أن عيسى عليه السةإ ر برجر أعمى أبر‬ ‫ً‬ ‫الحمد هلل الذي عافان ما ابتل به كثيرا ً ن خلصه‪ ،‬فصال له عيسى‪ :‬يا ذا أي ش ء ن الحةء أراه صروفا عنفك؟ فصفال‪ :‬يفا‬ ‫روح هللا أن ا خير من لم يجعر هللا ف قلحه ا جعر ف قلح فن عرفتفه‪ ،‬فصفال لفه‪ :‬صفدقت فات يفدل‪ ،‬فناولفه يفده ففإذا فو‬ ‫أ سن الناس وجها ً وأفضلهم يئر! وقد أذ ب هللا عنه ا كان به‪ ،‬فصحب عيسى عليه السةإ وتعحد عه‪.‬‬ ‫وقطع عروة بن الزبير رجله ‪ -‬ن ركحته ‪ -‬ن أكلر خرجت بهفا ثفم قفال‪ :‬ا لحمفد هلل الفذي أخفذ نف وا فدة وايمفك لفئن كنفت‬ ‫أخذت لصد أبصيت‪ ،‬ولئن كنت ابتليت فصد عافيت‪ ،‬ثم لم يدع ورده تلك الليلر‪.‬‬ ‫وكان ابن سعود يصول‪ :‬الفصر والغنى طيتان ا أبال أيتهما ركحت؟ إن كان الفصر ففإن فيفه الصفحر وإن كفان الغنفى ففإن فيفه‬ ‫الحذل‪.‬‬ ‫وقال أبو رليمان الداران ‪ :‬قلت قد نلت ن كر صاإ االً إال الرضا فما ل نه إال شاإ الريح‪ ،‬وعلى ذلك لو أدخر الخةئق‬ ‫كلهم الجنر وأدخلن النار كنت بذلك راضياً‪.‬‬ ‫وقير لعارف خر‪ :‬ر نلت حاير الرضا عنه؟ فصال‪ :‬أ ا الغاير فة‪ ،‬ولكن صاإ الرضا قد نلتفه‪ ،‬لفو جعلنف جسفرا ً علفى جهفنم‬ ‫يعحر الخةئق عل إلى الجنر ثم أل ب جهنم ‪ -‬تحلر لصسمه وبدالً ن خليصته ‪ -‬أل ححت ذلك ن كمه ورضيت به ن قسمه‪.‬‬ ‫و ذا كةإ ن علم أن الحب قد ارتغرق مه تى نعه اإل ساس بألم النار‪ .‬فإن بص إ ساس فيغمره ا يحصر ن لذته ف‬ ‫ارتشعاره صول رضا ححوبه بإلصائه إياه ف النار‪ .‬وارتيةء ذه الحالر حير حفال فف نفسفه وإن كفان بعيفدا ً فن أ والنفا‬ ‫الضعيفر‪ ،‬ولكن ال ينحغ أن يستنكر الضعيف المحروإ أ وال األقوياء ويغن أن ا و عاجز عنه يعجز عنه األولياء‪.‬‬ ‫وقال الروذباري‪ :‬قلت ألب عحد هللا بن الجفةء الد شفص ‪ :‬قفول ففةن؛ وددت أن جسفدي قفرض بالمصفاريض وأن فذا الخلفق‬ ‫أطاعوه؛ ا عناه؟ فصال‪ :‬يفا فذا إن كفان فذا فن طريفق التعغفيم واإلجفةل ففة أعفرف وإن كفان فذا فن طريفق اإلشففاق‬ ‫والنصح للخلق فأعرف‪ ،‬قال‪ :‬ثم حش عليه‪.‬‬ ‫وقد كان عمران بن الحصين قد ارتسصى بطنه فحص لصى على ةهره ثةثين رنر ال يصوإ وال يصعد ‪ -‬قد نصب له ف ررير فن‬ ‫جريد كان عليه وضع لصضاء اجته ‪ -‬فدخر عليه طرف وأخوه العةء فجعر يحك لما يراه ن اله‪ ،‬فصال‪ :‬لم تحك ؟ قال‪:‬‬ ‫ألن أرال على ذه الحالر العغيمر! قال‪ :‬ال تحك فإن أ حه إلى هللا تعالى أ حه إل ! ثم قال‪ :‬أ دثك شيئا ً لعر هللا أن ينفعك به‪،‬‬ ‫واكتم عل تى أ وت‪ ،‬إن المةئكر تزورن فثنس بها وتسلم عل فأرمع تسليمها فأعلم بذلك أن ذا الفحةء لفيس بعصوبفر إذ‬ ‫و رحب ذه النعمر الجسيمر! فمن يشا د ذا ف بةئه كيف ال يكون راضيا ً به؟ قال‪ :‬ودخلنا علفى رفويد بفن تعحفر نعفوده‪،‬‬ ‫فرأينا ثوبا ً لصفى فمفا ةننفا أن تحتفه شفيئا ً تفى كشفف‪ ،‬ف صالفت لفه ا رأتفه‪ :‬أ لف ففداؤل فا نطعمفك فا نسفصيك؟ فصفال‪ :‬طالفت‬ ‫الضجعر ودبرت الحراقيف وأصححت نضوا ً وال أطعم طعا ا ً وال أريب شرابا ً نذ كذا‪ ،‬فذكر أيا اً‪ ،‬و ا يسرن أنف نصصفت‬ ‫ن ذا قة ر ةفر‪.‬‬ ‫ولما قدإ رعد بن أب وقا إلى كر ‪ -‬وقد كان كف بصره ‪ -‬جاءه الناس يهرعون إليه كر وا د يسأله أن يدعو له‪ ،‬فيدعوا‬ ‫لهذا ولهذا ‪ -‬وكان جاب الدعوة ‪ -‬قاله عحد هللا بن السائب‪ :‬فأتيتفه وأن حفةإ فتعرففت عليفه فعرفنف وقفال‪ :‬أنفت قفارئ أ فر‬ ‫كر؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فذكر قصر قال ف خر ا‪ :‬فصلت له‪ :‬يا عم أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك فرد هللا عليك بصرل! فتحسفم‬ ‫وقال‪ :‬يا بن قضاء هللا رححانه عندي أ سن ن بصري! وضفاع لفحعض الصفوفير ولفد صفغير فن ثةثفر أيفاإ لفم يعفرف لفه‬ ‫خحر‪ ،‬فصير له‪ :‬لو رألت هللا تعالى أن يرده عليك‪ ،‬فصال‪ :‬اعتراض عليه فيما قض أشد عل ن ذ فاب ولفدي‪ .‬وعفن بعفض‬ ‫العحاد أنه قال‪ :‬إن أذنحت ذنحا ً عغيما ً فأنا أبك عليه نذ رتين رنر ‪ -‬وكان قد اجتهد ف العحادة ألجر التوبر ن الذنب ‪ -‬فصير‬ ‫له‪ :‬و ا و؟ قال‪ :‬قلت رة لش ء كان‪ ،‬ليته لم يكن‪.‬‬ ‫وقال بعض السلف‪ :‬لو قرض جسم بالمصاريض لكان أ ب إل ن أن أقول لش ء قضاه هللا تعالى رححانه ليته لم يصضه‪.‬‬ ‫وقير لعحد الوا د بن زيد‪ :‬هنا رج ر قد تعحد خمسين رنر‪ ،‬فصصده فصال له‪ :‬يفا حيحف أخحرنف عنفك فر قنعفت بفه؟ قفال‪ :‬ال‪،‬‬ ‫قال‪ :‬أنست به؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فهر رضيت عنه؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فإنما زيدل نفه الصفوإ والصفةة؟ قفال‪ :‬نعفم‪ .‬قفال‪ :‬لفوال أنف‬ ‫أرتحي نك ألخحرتك بأن عا لتك خمسين رنر دخولر! و عنفاه أنفك لفم يففتح لفك بفاب الصلفب فتترقفى إلفى درجفات الصفرب‬ ‫زبد أ ر العموإ‪.‬‬ ‫بأعمال الصلب‪ ،‬وإنما أنت تعد ف طحصات أصحاب اليمين‪ ،‬ألن زبدل نه ف أعمال الجوارح الت‬ ‫ودخر جماعر ن الناس على الشحل ر مه هللا تعالى ف اررتان قد حس فيه وقد جمع بين يديفه جفارة‪ ،‬فصفال‪ :‬فن أنفتم؟‬ ‫فصالو ا‪ :‬ححول‪ ،‬فأقحر عليهم ير يهم بالحجارة فتهاربوا فصال‪ :‬ا بالكم ادعيتم ححت إن صدقتم فاصحروا على بةئ !‪.‬‬ ‫وللشحل ر مه هللا تعالى‪:‬‬ ‫إن المححر للر من أركـرنـ‬

‫و ر رأيت ححا ً حير ركران؟‬


‫وقال بعض عحاد أ ر الشاإ‪ :‬كلكم يلصى هللا عز وجر صدقا ً ولعله قد كذبه‪ ،‬وذل ك أن أ دكم لو كان له إصحع ن ذ فب ةفر‬ ‫يشير بها‪ ،‬ولو كان بها شلر ةر يواريهفا؛ يعنف بفذلك أن الفذ ب فذ وإ عنفد هللا والنفاس يتففاخرون بفه‪ ،‬والفحةء زينفر أ فر‬ ‫اآلخرة و م يستنكفون نه‪.‬‬ ‫وقير إنه وقع الحريق ف السوق فصير للسري‪ :‬ا ترق السوق و ا ا ترق دكانك! فصال‪ :‬الحمد هلل ‪ ،‬ثم قال‪ :‬كيفف قلفت الحمفد‬ ‫هلل على رة ت دون المسلمين! فتاب ن التجارة وترل الحانوت بصير عمره توبر وارتغفارا ً ن قوله الحمد هلل‪.‬‬ ‫فإذا تأ لت ذه الحكايات عرفت قطعا ً أن الرضا بما يخالف الهوى ليس ستحيةً بر و صاإ عغيم ن صا ات أ ر الفدين‪.‬‬ ‫و هما كان ذلك مكنا ً ف ب الخلق و غفوةهم كفان مكنفا ً فف فق فب هللا تعفالى و غفوة اآلخفرة قطعفاً‪ .‬وإ كانفه فن‬ ‫وجهين‪ :‬أ د ما الرضا باأللم لما يتوقع ن الثواب الموجود كالرضا بالفصد والحجا ر وشرب الدواء انتغارا ً للشفاء‪.‬‬ ‫والثان الرضا به ال لحظ وراءه بر لكونه راد المححوب ورضفا لفه‪ ،‬فصفد يغلفب الحفب بحيفث ينغمفر فراد الحفب فف‬ ‫المححوب‪ ،‬فيكون ألذ األشياء عنده ررور قلب ححوبه ورضاه ونفوذ إرادته ولو ف ةل رو ه‪ .‬كما قير‪:‬‬

‫فراد‬

‫فما الجرح إذا أرضاكم ألم‬

‫عن إدرال األلم‪ ،‬فالصيفاس والتجربفر والمشفا دة دالفر علفى‬ ‫و ذا مكن ع اإل ساس باأللم‪ ،‬وقد يستول الحب بحيث يد‬ ‫وجوده‪ ،‬فة ينحغ أن ينكره ن فصده ن نفسه! ألنه إنما فصده لفصد رححه و و فرط حفه‪ ،‬و فن لفم يفذق طعفم الحفب لفم يعفرف‬ ‫عجائحه فللمححين عجائب أعغم ما وصفناه‪.‬‬ ‫وقد روي عن عمر بن الحارث الرافع قال‪ :‬كنت ف‬ ‫وكانت عنا ف المجلس فضربت بالصضيب وحنت‪:‬‬

‫جلس بالرقر عند صديق ل ‪ ،‬وكان عنا فتفى يتعشفق جاريفر غنيفر‪،‬‬

‫عة ر ذل الهـوى على العاشصين الحكا‬ ‫وال ريما عـاشـق إذا لم يجد شتكى‬

‫فصال لها الفتى‪ :‬أ سنت وهللا يا ريدت أفتأذنين ل أن أ وت! فصالت‪ :‬ت راشداً! قال‪ :‬فوضع رأره على الورادة وأطحق فمه‬ ‫وحمض عينيه‪ ،‬فحركناه فإذا و يت‪.‬‬ ‫وقال الجنيد‪ :‬رأيت رجةً تعلصا ً بكم صح و و يتضرع إليه ويغهفر لفه المححفر‪ ،‬فالتففت إليفه الصفح وقفال لفه‪ :‬إلفى تفى ذا‬ ‫النفاق الذي تغهر ل ؟ فصال‪ :‬قد علم هللا أن صادق فيما أورده‪ ،‬تى لو قلت ل ت لمت‪ ،‬فصال‪ :‬إن كنت صادقا ً فمت‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فتنحى الرجر وحمض عينيه فوجد يتاً‪.‬‬ ‫وقال رمنون المحب‪ :‬كان ف جيراننا رجر وله جارير يححها حاير الحب‪ ،‬فاعتلت الجارير فجلس الرجر ليصفلح لهفا يسفاً‪،‬‬ ‫الرجر ورصطت الملعصر ن يده وجعر يحرل ا فف الصفدر بيفده تفى‬ ‫فحينما و يحرل الصدر إذ قالت الجارير ه! قال‪ :‬فد‬ ‫رففففففففففففففصطت أصففففففففففففففابعه! فصالففففففففففففففت الجاريففففففففففففففر‪ :‬ففففففففففففففا ففففففففففففففذا؟ قففففففففففففففال‪ :‬ففففففففففففففذا كففففففففففففففان قولففففففففففففففك ه‪.‬‬ ‫و ك عن حمد بن عحد هللا الحغدادي قال‪ :‬رأيت بالحصرة شابا ً على رطح رتفع وقد أشرف على الناس و و يصول‪:‬‬ ‫ن ات عشصا ً فليمت كذا ال خير ف عشق بة وت !‬

‫ثم ر ى بنفسه األرض‪ ،‬فحملوه يتاً‪ .‬فهذا وأ ثاله قد يصدق به ف ب المخلوق والتصديق به فف فب الخفالق أولفى‪ ،‬ألن‬ ‫الحصيرة الحاطنر أصدق ن الحصر الغا ر‪ ،‬وجمال الحضرة الربانير أوفى ن كر جمال‪ ،‬بر كر جمال ف العالم فهو سنر‬ ‫ن سنات ذلك الجمال‪ .‬نعم الذي فصد الحصر ينكر جمال الصور‪ ،‬والذي فصد السمع ينكر لذة األلحفان والنغمفات الموزونفر‪،‬‬ ‫فالذي فصد الصلب ال بد وأن ينكر أيضا ً ذه اللذات الت ال غنر لها روى الصلب‪.‬‬ ‫بيان أن الدعاء غير مناقض للرضا‬ ‫وال يخففرج صففا حه عففن صففاإ الرضففا‪ ،‬وكففذلك كرا ففر المعاص ف و صففت أ لهففا و صففت أرففحابها والسففع ف ف إزالتهففا بففاأل ر‬ ‫بالمعروف والنه عن المنكر ال يناقضه أيضاً‪ .‬وقد حلط فف ذ لفك بعفض الحطفالين المغتفرين وزعفم أن المعاصف والفجفور‬ ‫والكفر ن قضاء هللا وقدره عز وجر فيجب الرضا به‪ ،‬و ذا جهر بالتأوير وحفلر عن أررار الشرع‪.‬‬ ‫فأ ا الدعاء فصد تعحدنا به‪ ،‬وكثرت دعوات ررول هللا ﭬ ورائر األنحياء عليهم السةإ ‪ -‬على ا نصلناه ف كتاب الدعوات ‪ -‬تدل‬ ‫عليه‪ .‬ولصد كان ررول هللا ﭬ ف أعلى المصا ات ن الرضا‪ .‬وقد أثنى هللا تعالى على بعض عحاده بصوله "ويدعوننا رححا ً ر حا ً‬ ‫" وأ ا إنكار المعاص وكرا تها وعدإ الرضا بها فصد تعحد هللا به عحاده وذ هم على الرضا به فصال‪ " :‬ورضوا بالحياة الدنيا‬ ‫واطمأنوا بها "‪ ،‬وقال تعالى‪ " :‬رضوا بأن يكونوا ع الخوالف وطحع على قلوبهم "‪.‬‬ ‫وف الخحر المشهور " ن شهد نكرا ً فرض به فكأنه قد فعله "‪.‬‬


‫وف الحديث " الدال على الشر كفاعله"‪.66‬‬ ‫وعن ابن سعود‪ :‬إن العحد ليغيب عن المنكر ويكون عليه ثر وزر صا حه وقير‪ :‬وكيف ذلك؟ قال‪ :‬يحلغه فيرضى به‪.‬‬ ‫وف الخحر " لو أن عحدا ً قتر بالمشرق ورض بصتله خر بالمغرب كان شريكا ً ف قتله"‪.67‬‬ ‫وقففد أ ففر هللا تعففالى بالحسففد والمنافسففر ففف الخيففرات وتففوق الشففرور فصففال تعففالى‪ " :‬وففف ذلففك فليتنففافس المتنافسففون"‪.‬‬ ‫وقال النح ﭬ‪ " :‬ال سد إال ف اثنتين رجر تاه هللا كمر فهو يحثها ف الناس ويعلمها ورجر تاه هللا االً فسلطه على لكتفه‬ ‫ف الحق"‪ . 68‬وف لفظ خر " ورجر تاه هللا الصر ن فهو يصوإ به ناء اللير والنهار فيصول الرجر لو تان هللا ثر ذا لفعلت‬ ‫ثر ا يفعر"‪.‬‬ ‫وأ ا بغض الكفار واإلنكار عليهم و صفتهم فمفا ورد فيفه فن شفوا د الصفر ن واألخحفار ال يحصفى ثفر قولفه تعفالى " ال يتخفذ‬ ‫المؤ نون الكافرين أولياء ن دون المؤ نين "‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪ " :‬يا أيها الذي نوا ال تتخذوا اليهود والنصارى أولياء "‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪ " :‬وكذلك نول بعض الغالمين بعضا ً "‪.‬‬ ‫وف الخحر‪ " :‬إن هللا تعالى أخذ الميثاق على كر ؤ ن أن يحغض كر نافق وعلى كر نافق أن يحغض كر ؤ ن"‪.69‬‬ ‫وقفففال عليفففه السفففةإ‪ " :‬المفففرء فففع ففففن أ فففب"‪ 70‬وقفففال‪ " :‬فففن أ فففب قو ففففا ً وواال فففم شفففر عهفففم يفففوإ الصيا ففففر"‪.71‬‬ ‫وقال عليه السةإ‪ " :‬أوثق عرى اإليمان الحب ف هللا والحغض ف هللا"‪ . 72‬وشوا د ذا قد ذكرنا ا ف بيان الحب والحغض‬ ‫ف هللا تعالى ن كتاب د اب الصححر‪ ،‬وف كتاب األ ر بالمعروف والنه عن المنكر؛ فة نعيده‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬فصد وردت اآليات واألخحار بالرضا بصضاء هللا تعالى‪ 73‬فإن كانت المعاص بغير قضاء هللا تعالى فهو حال و فو‬ ‫قادح ف التو يد‪ ،‬وإن كانت بصضفاء هللا تعفالى فكرا تهفا و صتهفا كرا فر لصضفاء هللا تعفالى‪ ،‬وكيفف السفحير إلفى الجمفع و فو‬ ‫تناقض على ذا الوجه وكيف يمكن الجمع بين الرضا والكرا ر ف ش ء وا د؟ ففاعلم أن فذا مفا يلتفحس علفى الضفعفاء‬ ‫الصاصرين عن الوقوف على أررار العلوإ‪ ،‬وقد التحس على قوإ تفى رأوا السفكوت عفن المنكفر صا فا ً فن صا فات الرضفا‬ ‫ورموه سن الخلق و و ج هر حض‪ ،‬بر نصول الرضا والكرا ر يتضادان إذا تواردا على ش ء وا د ن جهر وا دة علفى‬ ‫وجه وا د‪ ،‬فليس ن التضاد ف ش ء وا د أن يكر ه ن وجه ويرضى به ن وجه؛ إذ قفد يمفوت عفدول الفذي فو أيضفا ً‬ ‫عدو بعض أعدائك وراع ف إ ةكه‪ ،‬فتكره وته ن يث إنه ات عدو عدول وترضاه ن يث إنه ات عدول‪ .‬وكذلك‬ ‫المعصير لها وجهان وجه إلى هللا تعالى ن يث إنه فعله واختياره وإرادته‪ ،‬فيرضى به ن ذا الوجفه تسفليما ً لفذلك للملفك‬ ‫إلى الك الملك ورضا بما يفعله فيه‪ ،‬ووجه إلى العحد ن يث إنه كسحه ووصفه وعة ر كونه مصوتا ً عند هللا وبغيضا ً عنده‬ ‫يث رل ط عليه أرحاب الحعد والمصت‪ ،‬فهو ن ذا الوجه نكر و ذ وإ‪ .‬وال ينكشف ذا لك إال بمثال‪:‬‬ ‫فلنفرض ححوبا ً ن الخلق قال بين يدي ححيه‪ :‬إن أريد أن أ يفز بفين فن يححنف ويحغضفن ‪ ،‬وأنصفب فيفه عيفارا ً صفاجصا ً‬ ‫و يزنا ً ناطصا ً و و أن أقصد إلى فةن فأؤذيه وأضربه ضربا ً يضطره ذ لك إلى الشتم ل ‪ .‬تى إذا شتمن أبغضفته واتخذتفه‬ ‫عدوا ً ل ‪ ،‬فكر ن أ حه أعلم أيضا ً أنه عدوي‪ ،‬وكر ن أبغضه أعلم أنه صفديص و ححف ‪ .‬ثفم فعفر ذلفك و صفر فراده فن‬ ‫الشتم الذي و رحب الحغض و صر الحغض الذي و رحب العداوة‪ .‬فحق على كر ن و صادق ف ححته وعالم بشفروط‬ ‫المححر أ ن يصول‪ :‬أ ا تدبيرل ف إيذاء ذا الشخ وضربه وإبعاده وتعريضك إياه للحغض والعداوة ‪ -‬فأنا حب لفه وراض‬ ‫به فإنه رأيك وتدبيرل وفعلك وإرادتك! وأ ا شتمه إيال فإنه عدوان ن جهتفه إذ كفان صفه أن يصفحر وال يشفتم‪ ،‬ولكنفه كفان‬ ‫رادل نه؛ فإنك قصدت بضربه ارتنطاقه بالشتم الموج ب للمصت‪ ،‬فهو ن يث إنه صر على وفق رادل وتدبيرل الذي‬ ‫‪ 66‬ديث الدال على الشر كفاعله أخرجه أبو نصور الديلمى ف سند الفردوس ن ديث أنس بإرناد ضعيف جدا‪.‬‬ ‫‪ 67‬ديث لو أن رجة قتر بالمشرق ورضى بصتله خر ف المغرب كان شريكا ف قتله لم أجد له أصة بهذا اللفظ والبن عدى ن ديث أبى‬ ‫ريرة ن ضر عصير فكر ها فكأنما حاب عنها و ن حاب عنها فأ حها فكأنما ضر ا وتصدإ ف كتاب األ ر بالمعروف‪.‬‬ ‫‪ 68‬ديث ال سد إال ف اثنتين الحديث أخرجه الحخارى ن ديث أبى ريرة و سلم ن ديث ابن سعود وقد تصدإ ف العلم‪.‬‬ ‫‪ 69‬ديث إن هللا أخذ الميثاق على كر ؤ ن أن يحغض كر نافق الحديث لم أجد له أصة‪.‬‬ ‫‪ 70‬ديث المرء ع ن أ ب تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 71‬ديث ن أ ب قو ا وواال م شر عهم أخرجه الطحرانى ن ديث أبى قرصافر وابن عدى ن ديث جابر ن أ ب قو ا على أعمالهم‬ ‫شر ف ز رتهم زاد ابن عدى يوإ الصيا ر وف طريصه إرماعير بن حيى التيمى ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 72‬ديث أوثق عرى اإليمان الحب ف هللا والحغض ف هللا رواه أ مد وتصدإ ف داب الصححر‪.‬‬ ‫ن رعادة ابن دإ وضاه بما قسم هللا عز وجر الحديث‬ ‫‪ 73‬األخحا ر الواردة ف الرضا بصضاء هللا روا ا التر ذى ن ديث رعد بن أبى وقا‬ ‫وقال حريب وتصدإ ديث ارض بما قسم هللا لك تكن أحنى الناس و ديث إن هللا بصسطه جعر الروح والفرح ف الرضا وتصدإ ف ديث‬ ‫االرتخارة واقدر لى الخي ر يث كان ثم رضنى به و ديث ن رضى ن هللا بالصلير ن الرزق رضى نه بالصلير ن العمر و ديث أرألك‬ ‫الرضا بالصضاء الحديث وحير ذلك‪.‬‬


‫دبرته فأنا راض به‪ ،‬ولو لم يحصر لكان ذلك نصصانا ً ف تدبيرل وتعويصا ً ف رادل‪ ،‬وأنفا كفاره لففوات فرادل‪ ،‬ولكنفه فن‬ ‫يث إنه وصف لهذا الشخ وكسب له وعدوان وتهجم نه عليك على خةف ا يصتضفيه جمالفك إذ كفان ذلفك يصتضف أن‬ ‫يحتمر نك الضرب وال يصابر بالشتم‪ ،‬فأنا كاره له ن يث نسحته إليفه و فن يفث فو وصفف لفه ال فن يفث فو فرادل‬ ‫و صتضى تدبيرل وأ ا بغضك له بسحب شتمك فأنا راض به و حب له ألنه رادل وأنا على وافصتك أيضا ً فحغض لفه‪ ،‬ألن‬ ‫شرط المحب أن يكون لححيب المححوب حيحا ً ولعدوه عدواً‪ .‬وأ ا بغضه لك فإن أرضاه ن يث إنك أردت أن يحغضفك إذ‬ ‫أبعدته عن نفسك ورلطت عليه دواع الحغض‪ ،‬ولكن أبغضه ن يث إنه وصف ذلك المحغض وكسحه وفعله وأ صته لذلك‪،‬‬ ‫فهو مصوت عندي لمصته إيال‪ ،‬وبغضه و صته لك أيضا ً عندي كروه ن يث أنه وصفه وكر ذلك ن يث إنه رادل فهو‬ ‫رض ‪ .‬وإنما التناقض أن يصول‪ :‬و ن يث إنه رادل رض و ن يث إنه فرادل كفروه‪ ،‬وأ فا إذا كفان كرو فا ً ال‬ ‫ن يث إنه فعله و راده بفر فن يفث إنفه وصفف حيفره وكسفحه فهفذا ال تنفاقض فيفه‪ ،‬ويشفهد لفذلك كفر فا يكفره فن وجفه‬ ‫ويرضففففففففففففففففففففففففففى بففففففففففففففففففففففففففه ففففففففففففففففففففففففففن وجففففففففففففففففففففففففففه‪ ،‬ونغففففففففففففففففففففففففففائر ذلففففففففففففففففففففففففففك ال تحصففففففففففففففففففففففففففى‪.‬‬ ‫فإذن تسليط هللا دواع الشهوة والمعصير عليه تى يجره ذلك إلى ب المعصير ويجره الحب إلى فعفر المعصفير يضفا‬ ‫ضرب المححوب للشخ الذي ضربناه ثةً‪ ،‬ليجره الضرب إلى الغضب والغضب إلى الشتم‪ .‬و صت هللا تعالى لمن عصاه‬ ‫وإن كانت عصيته بتدبيره‪ ،‬يشحه بغض المشتوإ لمن شتمه وإن كان شتمه إنمفا يحصفر بتفدبيره واختيفاره ألرفحابه وفعفر هللا‬ ‫تعالى ذلك بكر عحد ن عحيده ‪ -‬أعن تسليط دواع المعصير عليه ‪ -‬يدل على أنه رحصت شيئته بإبعاده و صته‪ .‬فواجب على‬ ‫كر عحد حب هلل أن يحغض فن أبغضفه هللا ويمصفت فن صتفه هللا ويعفادي فن أبعفده هللا عفن ضفرته ‪ -‬وإن اضفطره بصهفره‬ ‫وقدرتففه إلففى عاداتففه و خالفتففه ‪ -‬فإنففه بعيففد طففرود لعففون عففن الحضففرة‪ ،‬وإن كففان بعيففدا ً بإبعففاده قهففرا ً و طففرودا ً بطففرده‬ ‫واضطراره‪ .‬والمحعد عن درجات الصرب ينحغ أن يكون صيتا ً بغيضا ً إلى جميع المححين ‪ -‬وافصر للمححوب بإةهار الغضب‬ ‫على ن أةهر المححوب الغضب عليه بإبعاده‪.‬‬ ‫بهذا يتصرر جميع ا وردت به األخحار ن الحغض ف هللا والحب ف هللا والتشديد على الكفار والتغليظ علفيهم والمحالغفر فف‬ ‫صتهم ع الرضا بصضاء هللا تعالى ن يث إنه قضاء هللا عز وجر‪ .‬و فذا كلفه يسفتمد فن رفر الصفدر ‪ -‬الفذي ال رخصفر فف‬ ‫إفشاءه ‪ -‬و و أن الشر والخ ير كة ما داخةن ف المشيئر واإلرادة‪ ،‬ولكن الشر راد كروه والخير راد رض بفه‪ .‬فمفن‬ ‫قال‪ :‬ليس الشر ن هللا‪ ،‬فهو جا ر وكذا ن قال‪ :‬إنهما جميعا ً نه ‪ -‬ن حير افتراق ف الرضا والكرا ر ‪ -‬فهو أيضا ً صصر‪.‬‬ ‫وكشف الغطاء عنه حير أذون فيه؛ فاألولى السكوت والتأدب بأدب الشرع فصد قال ﭬ‪ " :‬الصدر رفر هللا ففة تفشفوه"‪ 74‬وذلفك‬ ‫يتعلق بعلم المكاشفر‪ .‬وحرضنا اآلن بيان اإل كان فيما تعحد به الخلق ن الجمع بين الرضا بصضاء هللا تعالى و صت المعاص‬ ‫ع أنها ن قضاء هللا تعالى‪ ،‬وقد ةهر الغرض ن حير اجر إلى كشف السر فيه‪.‬‬ ‫وبهذا يعرف أيضا ً أن الدعاء بفالمغفرة والعصفمر فن المعاصف ورفائر األرفحاب المعينفر علفى الفدين حيفر نفاقض للرضفا‬ ‫بصضاء هللا تعالى‪ ،‬فإن هللا تعحد العحاد بالدعاء ليستخرج الدعاء نهم صفاء الذكر وخشوع الصلب ورقر التضرع‪ ،‬ويكون ذلك‬ ‫جةء للصلب و فتا ا ً للكشف ورححا ً لتواتر زايا اللطف‪ .‬كما أن مفر الكفوز وشفرب المفاء لفيس ناقضفا ً للرضفا بصضفاء هللا‬ ‫تعالى ف العط ‪ ،‬وشرب الماء طلحا ً إلزالر العط حاشرة رحب رتحه سحب األرحاب فكذلك الدعاء رفحب رتحفه هللا تعفالى‬ ‫وأ ر به‪ .‬وقد ذكرنا أن التمسك باألرحاب جريا ً على رنر هللا تعالى ال يناقض التوكر ‪ -‬وارتصصيناه فف كتفاب التوكفر ‪ -‬فهفو‬ ‫أيضا ً ال يناقض الرضا ألن الرضا ةصق للتوكر ويتصر به نعم إةهار الحةء ف عرض الشكوى‪ ،‬وإنكاره بالصلفب علفى‬ ‫هللا تعالى ناقض للرضا‪ ،‬وإةهار الحةء على رحير الشكر والكشف عن قدرة هللا تعالى ال يناقض‪ .‬وقفد قفال بعفض السفلف‪:‬‬ ‫ن سن الرضا بصضاء هللا تعا لى أن ال يصول ذا يفوإ فار‪ ،‬أي فف عفرض الشفكاير‪ ،‬وذلفك فف الصفيف فأ فا الشفتاء فهفو‬ ‫شكر‪ ،‬والشكوى تناقض الرضا بكفر فال وذإ األطعمفر وعيحهفا ينفاقض الرضفا بصضفاء هللا تعفالى ألن ذ فر الصفنعر ذ فر‬ ‫للصانع‪ ،‬والكر ن صنع هللا تعالى‪ .‬وقول الصائر‪ :‬الفصر بةء و حنر والعيال م وتعب واال تراف كد و شصر‪ ،‬كر ذلك قفادح‬ ‫ف الرضا‪ ،‬بر ينحغ أن يسلم التدبير لمدبره والمملكر لمالكها ويصول ا قاله عمر رض هللا عنه‪ :‬ال أبال أصححت حنيفا ً أو‬ ‫فصيرا ً فإن ال أدري أيهما خير ل ‪.‬‬ ‫بيان أن الفرار من البالد التي هي مظان المعاصي‬ ‫ومذمتها ال يقدح في الرضا‬ ‫اعلم أن الضعيف قد يغن أن نه ررول هللا ﭬ عن الخروج ن بلد ةهر به الطاعون يدل على النه عن الخروج ن بلد‬ ‫ةهرت فيه المعاص ‪ ،‬ألن كر وا د نهما فرار ن قضاء هللا تعالى وذلك حال؛ بر العلر ف النهف عفن فارقفر الحلفد بعفد‬ ‫ةهور الطاعون أنه لو فتح ذا الحاب الرتحر عنه األصحاء وبص فيه المرضى هملين ال تعهد لهم فيهلكون زاالً وضراً‪،‬‬ ‫ولذلك شحهه ررول هللا ﭬ ف بعض األخحار بالفرار ن الز ف‪ 76‬ولو كان ذلك للفرار ن الصضاء لما أذن لمن قفارب الحلفدة‬ ‫ف االنصراف ‪ -‬وقد ذكرنفا كفم ذلفك فف كتفاب التوكفر ‪ -‬وإذا عفرف المعنفى ةهفر أن الففرار فن الفحةد التف ف غفان‬ ‫‪75‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪76‬‬

‫ديث الصدر رر هللا فة تفشوه أخرجه أبو نعيم ف الحلير ن ديث ابن عمر وابن عدى ف الكا ر ن ديث عائشر وكة ما ضعيف‪.‬‬ ‫ديث النهى عن الخروج ن بلد الطاعون تصدإ ف داب السفر‪.‬‬ ‫ديث إنه شحه الخروج ن بلد الطاعون بالفرار ن الز ف تصدإ فيه‪.‬‬


‫المعاص ليس فرارا ً ن الصضاء بر ن الصضاء الفرار ما ال بفد فن الففرار نفه‪ .‬وكفذلك ذ فر المواضفع التف تفدعو إلفى‬ ‫المعاص واألرحاب الت تدعو إليها ‪ -‬ألجر التنفير عن المعصير ‪ -‬ليسفت ذ و فر‪ .‬فمفا زال السفلف الصفالح يعتفادون ذلفك‬ ‫تى اتفق جماعر على ذ إ بغداد وإةهار م ذلك وطلب الفرار نها‪ ،‬فصال ابن المحارل‪ :‬قد طفت الشفرق والغفرب فمفا رأيفت‬ ‫بلدا ً شرا ً ن بغداد! قير‪ :‬وكيف؟ قال‪ :‬و بلد تزدري فيه نعمر هللا وتستصغر فيه عصير هللا‪ .‬ولما قدإ خراران قير له‪ :‬كيف‬ ‫رأيت بغداد؟ قال‪ :‬ا رأيت بها إال شرطيا ً حضحان أو تاجرا ً لهفان أو قارئا ً يران! وال ينحغف أن تغفن أن ذلفك فن الغيحفر؛‬ ‫ألنه لم يتعرض لشخ بعينه تى يستضر ذلك الشخ به وإنما قصد بذلك تحذير الناس وكان يخرج إلى كر ‪-‬وقفد كفان‬ ‫صا ه بحغداد ‪ -‬يرقب ارتعدادا ً الصافلر رتر عشر يو اً‪ ،‬فكان يتصدق بسفتر عشفر دينفار لكفر يفوإ دينفار كففارة صا فه‪ .‬وقفد ذإ‬ ‫العراق جماعر‪ :‬كعمر بن عحد العزيز وكعب األ حار‪.‬‬ ‫وقال ابن عمر رض هللا عنهما لمولى له‪ :‬أين تسكن؟ فصال‪ :‬العراق‪ ،‬قال‪ :‬فما تصنع به؟ بلغن أن ا ن أ د يسكن العفراق‬ ‫إال قيض هللا قرينا ً ن الحةء‪.‬‬ ‫وذكر كعب األ حار يو ا ً العراق فصال‪ :‬فيه تسعر أعشار الشر وفيه الداء العضال‪.‬‬ ‫وقد قير‪ :‬قسم الخير عشرة أجزاء؛ فتسعر أعشاره بالشاإ وعشره بالعراق‪ .‬وقسم الشر عشر أقساإ؛ على العكس ن ذلك‪.‬‬ ‫وقال بعض أصحاب الحديث‪ :‬كنا يو ا ً عند الفضير بن عياض فجاءه صوف تدرع بعحاءة‪ ،‬فأجلسه إلى جانحه وأقحر عليه ثم‬ ‫قال‪ :‬أين تسكن؟ ف صال‪ :‬بغداد‪ ،‬فأعرض عنه وقال‪ :‬يأتينا أ د م ف زي الر حان فإذا رألناه أين تسكن قال ف ع الغلمر؟‪.‬‬ ‫وكان بشر بن الحارث يصول‪ :‬ثال المتعحد بحغداد ثال المتعحد ف الح ‪ .‬وكان يصول‪ :‬ال تصتدوا ب ف المصاإ بها! ن أراد أن‬ ‫يخرج فليخرج‪.‬‬ ‫وكان أ مد بن نحر يصول‪ :‬لوال تع لق ؤالء الصحيان بنا كان الخروج ن ذا الحلد ثر ف نفس ! قير‪ :‬وأين تختار السكنى؟‬ ‫قال‪ :‬بالثغور‪.‬‬ ‫وقال بعضهم وقد رئر عن أ ر بغداد‪ :‬زا د م زا د وشرير م شرير‪.‬‬ ‫فهذا يدل على أن ن بل بحلدة تكثر فيها المعاص ويصر فيها الخير فة عذر له ف المصاإ بهفا‪ ،‬بفر ينحغف أن يهفاجر قفال هللا‬ ‫تعالى " ألم تكفن أرض هللا وارفعر فتهفاجروا فيهفا " ففإن نعفه عفن ذلفك عيفال أو عةقفر ففة ينحغف أن يكفون راضفيا ً بحالفه‬ ‫طمئن النفس إليه‪ ،‬بر ينحغ أن يكون نزعج الصلب نها قائةً علفى الفدواإ " ربنفا أخرجنفا فن فذه الصريفر الغفالم أ لهفا "‬ ‫وذلك ألن الغلم إذا ع م نزل الحةء ود ر الجميع وشمر المطيعين‪ ،‬قال هللا تعالى‪ " :‬واتصوا فتنر ال تصيحن الذين ةلموا فنكم‬ ‫ف‬ ‫خاصر " فإذن ليس ف ش ء ن أرحاب نص الدين الحتر رضا ً طلق إال ن يث إضافتها إلى فعر هللا تعالى‪ ،‬فأ ا‬ ‫نفسففففففففففففففففففففففففففففففففففففها فففففففففففففففففففففففففففففففففففففة وجففففففففففففففففففففففففففففففففففففه للرضففففففففففففففففففففففففففففففففففففا بهففففففففففففففففففففففففففففففففففففا بحففففففففففففففففففففففففففففففففففففال‪.‬‬ ‫وقد اختلف العلماء ف األفضر ن أ ر المصا ات الثةث‪ :‬رجر يحب الموت شفوقا ً إلفى لصفاء هللا تعفالى‪ ،‬ورجفر يحفب الحصفاء‬ ‫لخد ر المولى‪ ،‬ورجر قال ال أختار شيئا ً بر أرضى بما اختاره هللا تعفالى؛ ورفعفت فذه المسفألر إلفى بعفض العفارفين فصفال‪:‬‬ ‫صا ب الرضا أفضلهم ألنه أقلهم فضوالً‪.‬‬ ‫واجتمع ذات يوإ و يب بن الورد ورفيان الثوري ويورف بن أرحاط‪ ،‬فصال الثوري‪ :‬كنت أكره وت الفجأة قحر اليوإ‪ ،‬واليوإ‬ ‫وددت أن ت‪ ،‬فصال له يورف‪ :‬لم؟ قال‪ :‬لما أتخوف ن الفتنر‪ ،‬فصال يورف‪ :‬لكن ال أكره طول الحصاء‪ ،‬فصال رفيان‪ :‬لم؟ قال‪:‬‬ ‫لعل أصادف يو ا ً أتوب فيه وأعمر صالحاً‪ ،‬فصير لو يب‪ :‬إي تصول أنت؟ فصال‪ :‬أنا ال أختار شيئاً‪ ،‬أ ب ذلك إل أ حه إلفى‬ ‫هللا رححانه تعالى‪ ،‬فصحله الثوري بين عينيه وقال‪ :‬رو انير ورب الكعحر‪.‬‬ ‫بيان جملة من حكايات المحبين وأقوالهم ومكاشفاتهم‬ ‫ً‬ ‫قير لحعض العارفين إنك حب فصال‪ :‬لست ححا ً إنما أنا ححوب والمحب تعوب‪ .‬وقير له أيضا‪ :‬الناس يصولون إنك وا د ن‬ ‫السحعر؟ فصال‪ :‬أنا كر السحعر‪ .‬وكان يصول‪ :‬إذا رأيتمون فصد رأيتم أربعين بدالً‪ ،‬قير‪ :‬وكيفف وأنفت شفخ وا فد؟ قفال‪ :‬ألنف‬ ‫رأيت أربعين بدالً وأخذت ن كر بدل خلصا ً ن أخةقه‪ .‬وقيفر لفه‪ :‬بلغنفا أنفك تفرى الخضفر عليفه السفةإ؟ فتحسفم وقفال‪ :‬لفيس‬ ‫العجب من يرى الخضر ولكن العجب من يريد الخضر أن يراه فيحتجب عنه! و ك عن الخضر عليه السةإ أنه قال‪ :‬ا‬ ‫دثت نفس يو ا ً قط أنه لم يحق ول هلل تعالى إال عرفته إال ورأيت ف ذلك اليوإ وليا ً لم أعرفه‪.‬‬ ‫رة‪ :‬دثنا عن شا دتك ن هللا تعالى‪ ،‬فصا ح ثم قال‪ :‬ويلكم ال يصلح لكم أن تعلموا ذلفك! قيفر‪:‬‬ ‫وقير ألب يزيد الحسطا‬ ‫فحدثنا بأشد جا دتك لنفسك ف هللا تعالى‪ ،‬فصال‪ :‬و ذا أيضا ً ال يجوز أن أطلعكم عليه‪ ،‬قيفر‪ :‬فحفدثنا عفن رياضفر نفسفك فف‬ ‫بدايتك‪ ،‬فصال‪ :‬نعم‪ ،‬دعوت نفس إلى هللا فجمحت عل فعز ت عليها أن ال أشرب الماء رنر وال أذوق النفوإ رفنر فوففت لف‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫ويحكى عن يحيى بن عاذ أنه رأى أبا يزيد ‪ -‬ف بعض شا داته ن بعد صةة العشاء إلفى طلفوع الفجفر ‪ -‬سفتوفزا ً علفى‬ ‫صدور قد يه رافعا ً أخمصيه ع عصحيه عن األرض ضاربا ً بذقنه على صدره شاخصا ً بعينيه ال يطفرف‪ ،‬قفال‪ :‬ثفم رفجد عنفد‬ ‫السحر فأطاله ثم قعد فصال‪ :‬اللهم إن قو ا ً طلحول فأعطيتهم المش على الماء والمش ف الهواء فرضوا بفذلك‪ ،‬وإنف أعفوذ‬


‫بك ن ذلك‪ ،‬وإن قو ا ً طلحول فأعطيتهم ط األرض فرضوا بذلك وإنف أعفوذ بفك فن ذلفك‪ ،‬وإن قو فا ً طلحفول ففأعطيتهم‬ ‫كنوز األرض فرضوا بذلك وإن أعوذ بك ن ذلك‪ ،‬تى عد نيفا ً وعشرين صا ا ً ن كرا ات األولياء‪ ،‬ثم التفت فر ن فصال‪:‬‬ ‫يحيى! قلت‪ :‬نعم يا ريدي‪ ،‬فصال‪ :‬ذ تى أنت هنا؟ قلت‪ :‬نذ ين‪ ،‬فسكت‪ ،‬فصلت‪ :‬يا ريدي فدثن بشف ء فصفال‪ :‬أ فدثك بمفا‬ ‫يصلح لك‪ ،‬أدخلن ف الفلك األرفر فدورن ف الملكوت السفلى وأران األرضفين و فا تحتهفا إلفى الثفرى‪ ،‬ثفم أدخلنف فف‬ ‫الف لك العلوي ب ف السموات وأران ا فيها ن الجنان إلى العرش‪ ،‬أوقفن بين يديه فصال‪ :‬رلن أي ش ء رأيت تى أ حه‬ ‫لك؟ فصلت‪ :‬يا ريدي ا رأيت شيئا ً ارتحسنته فأرألك إياه! فصال‪ :‬أنت عحدي صا ً تعحدن ألجل صدقا ً ألفعلن بك وألفعلن فذكر‬ ‫أشياء‪ .‬قال يحيى‪ :‬فهالن ذلك وا ت ألت به وعجحت نه فصلت‪ :‬يا ريدي لفم ال رفألته المعرففر بفه؟ وقفد قفال لفك لفك الملفول‪:‬‬ ‫رلن ا شئت‪ ،‬قال‪ :‬فصاح ب صيحر وقال‪ :‬اركت ويلك! حرت عليه ن تى ال أ ب أن يعرفه رواه‪.‬‬ ‫و ك أن أبا تراب التخشح كان عجحا ً بحعض المريدين فكان يدنيه ويصوإ بمصالحه والمريد شغول بعحادته و واجدته فصال‬ ‫له أبو تراب يو اً‪ :‬لو رأيت أبا يزيد؟ فصال‪ :‬إن عنه شغول‪ ،‬فلما أكثر عليه أبو تراب ن قوله‪ :‬لو رأيت أبا يزيد‪ ،‬اج وجد‬ ‫المريد فصال‪ :‬ويحك ا أصنع بأب يزيد قد رأيت هللا تعفالى فأحنفان عفن أبف يزيفد؟ قفال أبفو تفراب‪ :‬فهفاج طحعف ولفم أ لفك‬ ‫نفس ‪ ،‬فصلت ‪ :‬ويلك تغتر باهلل عز وجر لو رأيت أبا يزيد رة وا دة كان أنففع لفك فن أن تفرى هللا رفحعين فرة! قفال‪ :‬فحهفت‬ ‫الفتى ن قوله وأنكره فصال‪ :‬وكيف ذلك؟ قال له‪ :‬ويلك أ ا ترى هللا تعالى عندل فيغهر لك على صدارل وترى أبا يزيد عنفد‬ ‫هللا قد ةهر له على صداره؟ فعرف ا قلت‪ ،‬فصال‪ :‬ا ملن إليه‪ ،‬فذكر قصر قفال فف خر فا‪ :‬فوقفنفا علفى تفر ننتغفره ليخفرج‬ ‫إلينا ن الغيضر ‪ -‬وكان يأوي إلى حيضر فيها رحاع ‪ -‬قال‪ :‬فمر بنا وقد قلب فروة على ةهره فصلت للفتى‪ :‬ذا أبو يزيد فانغر‬ ‫إليه! فنغر إليه الفتى فصعق‪ ،‬فحركناه فإذا و يت‪ ،‬فتعاونا على دفنه فصلت ألب يزيد‪ :‬يفا رفيدي نغفره إليفك قتلفه‪ ،‬قفال‪ :‬ال‬ ‫ولكن كان صا حكم صادقا ً وارتكن ف قلحه رر لم ينكشف له بوصفه‪ ،‬فلما ر نا انكشف له رر قلحفه فضفاق عفن ملفه‪ ،‬ألنفه‬ ‫فففففففففففففففففففففففففففففففففف صفففففففففففففففففففففففففففففففففاإ الضففففففففففففففففففففففففففففففففففعفاء المريفففففففففففففففففففففففففففففففففدين‪ ،‬فصتلفففففففففففففففففففففففففففففففففه ذلففففففففففففففففففففففففففففففففففك‪.‬‬ ‫ولما دخر الزنج الحصرة فصتلوا األنفس ونهحوا األ وال اجتمع إلى رهر إخوانه فصال وا‪ :‬لو رألت هللا تعفالى دفعهفم؟ فسفكت ثفم‬ ‫قال‪ :‬إن هلل عحادا ً ف ذه الحلدة لو دعوا على الغالمين لم يصحح على وجه األرض ةفالم إال فات فف ليلفر وا فدة؛ ولكفن ال‬ ‫يفعلون‪ ،‬قير‪ :‬لم؟ قال‪ :‬ألنهم ال يححون ا ال يحب‪ ،‬ثم ذكر ن إجابر هللا تعالى أشياء ال يستطاع ذكر ا‪ ،‬تى قال‪ :‬ولو رألوه‬ ‫أن ال يصيم الساعر لم يصمها‪ .‬و ذه أ ور مكنر ف أنفسها فمن لم يحظ بش ء نها‪ ،‬فة ينحغ أن يخلو عن التصديق واإليمان‬ ‫بإ كانها‪ ،‬فإن الصدرة وارعر والفضر عميم وعجائب الملك والملكوت كثيرة‪ ،‬و صدورات هللا تعالى ال نهاير لها وفضفله علفى‬ ‫عحاده الذين اصطفى ال حاير له‪ .‬ولذلك كان أبو يزيد يصول‪ :‬إن أعطال ناجاة ورى ورو انير عيسى وخلر إبرا يم فاطلب‬ ‫ا وراء ذلك‪ ،‬فإن عنده فوق ذلك أضعافا ً ضاعفر‪ ،‬فإن ركت إلى ذلك جحك به‪ ،‬و ذا بةء ثلهم و ن و ف ثر فالهم‬ ‫ألنهم األ ثر فاأل ثر‪.‬‬ ‫وقفد قففال بعفض العففارفين‪ :‬كوشففت بففأربعين فو راء رأيففتهن يتسفاعين فف الهفواء‪ ،‬علففيهن ثيفاب ففن ذ فب وفضففر وجففو ر‬ ‫يتخشخ ويتثنى عهن فنغرت إليهن نغرة فعوقحت أربعين يو اً‪ ،‬ثفم كوشففت بعفد ذلفك بثمفانين فوراء ففوقهن فف الحسفن‬ ‫والجمال‪ ،‬وقير ل ‪ :‬انغر إليهن‪ ،‬قال‪ :‬فسجدت وحمضت عين ف رجودي لئة أنغر إليهن وقلت‪ :‬أعوذ بك مفا رفوال! ال‬ ‫اجر ل بهذا‪ ،‬فلم أزل أتضرع تى صرفهن هللا عن ‪.‬‬ ‫فأ ثال ذه المكاشفات ال ينحغ أن ينكر ا المؤ ن إلفةره عن ثلها‪ ،‬فلو لم يؤ ن كر وا د إال بما يشا ده ن نفسه المغلمر‬ ‫وقلحه الصار لضاق جال اإليمان عليه‪ ،‬بر ذه أ وال تغهر بعفد جفاوزة عصحفات ونيفر و صا ف ات كثيفرة أدنا فا اإلخفة‬ ‫وإخراج غوة النفس و ة غر الخلق عن جميع األعمال ةا را ً وباطناً‪ ،‬ثم كاتمر ذلك عن الخلق بستر الحال تى يحصى‬ ‫تحصنا ً بحصن الخمول‪ :‬فهذه أوائر رلوكهم وأقر صا اتهم و أعز وجود ف األتصياء ن الناس‪ .‬وبعد تصفير الصلب عن‬ ‫كدورة االلتفات إ لى الخلق يفيض عليه نور اليصين وينكشف له حادي الحق‪ ،‬وإنكار ذلك دون التجربر ورلول الطريق يجري‬ ‫جرى إنكار ن أنكر إ كان انكشاف الصورة ف الحديدة إذا شكلت ونصيت وصصلت وصورت بصورة المرأة‪ ،‬فنغر المنكر‬ ‫إلى ا ف يده ن زبرة ديد غلم قد ارتولى عليه الصدأ والخحث و و ال يحك صورة ن الصور ففأنكر إ كفان انكشفاف‬ ‫المرئ فيها عند ةهور جو رة‪ ،‬وإنكار ذلك حاير الجهر والضةل‪.‬‬ ‫فهذا كم كر ن أنكر كرا ات األولياء إذ ال ستند له إال قصوره عن ذلك وقصور ن ر ه‪ ،‬وبئس المسفتند ذلفك فف إنكفار‬ ‫قدرة هللا تعالى‪ ،‬بر إنما روائح المكاشفر ن رلك شيئا ً ولو ن حادي الطريق‪ ،‬كما قير لحشر‪ :‬بأي ش ء بلغت ذه المنزلفر؟‬ ‫قال‪ :‬كنت أكاتم هللا تعالى ال ‪ .‬عناه‪ :‬أرأله أن يكتم على ويخف أ ري‪ .‬وروي أنه رأى الخضر عليه السةإ فصال لفه‪ :‬ادع‬ ‫هللا تعالى ل ‪ ،‬فصال‪ :‬يسر هللا عليك طاعته‪ ،‬قلت‪ :‬زدن ‪ ،‬قفال‪ :‬ورفتر ا عليفك‪ .‬فصيفر‪ :‬عنفاه رفتر ا عفن الخلفق‪ ،‬وقيفر‪ :‬عنفاه‬ ‫رتر ا عنك تى ال تلتفت أنت إليها‪ ،‬وعن بعضهم أنه قال‪ :‬أقلصن الشوق إلى الخضر عليه السةإ فسألت هللا تعالى رة أن‬ ‫يرين إياه ليعلمن شيئا ً كان أ م األشياء عل ‪ ،‬قال‪ :‬فرأيته فما حلب عل م وال مت إال أن قلت له‪ :‬يا أبا العحاس علمن‬ ‫شيئا ً إذا قلته جحت عن قلوب الخليصر فلم يكن ل فيها قدر وال يعرفنف أ فد بصفةح وال ديانفر‪ ،‬فصفال‪ :‬قفر اللهفم أرفحر علف‬ ‫كثيف رترل و ط عل ررادقات جحك واجعلن ف كنون حيحك وا جحن عفن قلفوب خلصفك‪ ،‬قفال‪ :‬ثفم حفاب فلفم أره ولفم‬ ‫أشتق إليه بعد ذلك‪ ،‬فما زلت أقول ذه الكلمات ف كر يوإ‪ ،‬فحك أنه صار بحيث كان يستذل ويمتهن ‪ -‬تى كان أ ر الذ ر‬ ‫يسخرون به ويستسخرونه ف الطرق يحمر األشياء لهم لسصوطه عند م وكان الصحيان يلعحون به ‪ -‬فكانت را ته ركود قلحه‪،‬‬ ‫وارتصا ر اله ف ذله وخموله‪ ،‬فهكذا ال أولياء هللا تعالى‪ ،‬فف أ ثال ؤال ء ينحغ أن يطلحوا‪ ،‬والمغرورين إنما يطلحفونهم‬ ‫تحت المرقعات والطيالسفر وفف المشفهورين بفين الخلفق بفالعلم والفورع والريارفر‪ .‬وحيفرة هللا تعفالى علفى أوليائفه تفأبى إال‬ ‫إخفاء م كما قال تعالى‪ :‬أوليائ تحت قحاب ال يعرفهم حيري‪.‬‬


‫وقال ﭬ‪ " :‬رب أشعث أححر ذي طمرين ال يؤبه له لو أقسم على هللا ألبره"‪.77‬‬ ‫وبالجملر فأبعد الصلوب عن شاإ ذه المعان الصلوب المتكحرة المعجحفر بأنفسفها المستحشفرة بعملهفا وعلمهفا‪ .‬وأقفرب الصلفوب‬ ‫إليها الصلوب المنكسرة المستشعرة ذل أنفسها ارتشعارا ً إذا ذل وا تضم لم يحس بالذل‪ ،‬كما ال يحس العحفد بالفذل همفا ترففع‬ ‫عليه واله‪ ،‬فإذا لم يحس بالذل ولم يشعر أيضا ً بعدإ التفاته إلى الذل‪ ،‬بر كان عند نفسه أخس نزلر ن أن يرى جميع أنواع‬ ‫الذل ذالً ف صه بر يرى نفسه دون ذلك‪ ،‬تى صار التواضع بالطحع صفر ذاته‪ .‬فمثر ذا الصلب يرجى له أن يستنشق حادئ‬ ‫ذه الروائح‪ ،‬فإن فصدنا ثر ذا الصلب و ر نا ثر ذا الروح فة ينحغ أن يطرح اإليمان بإ كان ذلك أل له‪ ،‬فمفن ال يصفدر‬ ‫أن يكون ن أولياء هللا فليكن ححا ً ألولياء هللا ؤ نا ً بهم فعسى أن يحشر ع ن أ ب‪ ،‬ويشهد لهذا ا روي أن عيسى عليفه‬ ‫السةإ قال لحن إررائير‪ :‬أين ينحت الزرع؟ قالوا‪ :‬ف التراب‪ ،‬فصال‪ :‬بحق أقول لكم ال تنحت الحكمر إال ف قلب ثر التراب‪.‬‬ ‫ولصفد انتهفى المريفدون لواليفر هللا تعفالى فف طلفب شفروطها بفإذالل الفنفس إلفى نتهفى الضفعر والخسفر‪ ،‬تفى روي أن ابفن‬ ‫الكريح و و أرتاذ الجنيد دعاه رجر إلى طعاإ ثةث رات‪ ،‬ثم كان يرده ثم يستدعيه فيرجع إليه بعفد ذلفك تفى أدخلفه فف‬ ‫المرة الرابعر‪ ،‬فسأله عن ذلك‪ ،‬فصال‪ :‬قد رضيت نفس على الذل عشرين رنر تى صارت بمنزلفر الكلفب يطفرد فينطفرد ثفم‬ ‫يدعى فير ى له عغم فيعود‪ ،‬ولو رددتن خمسين رة ثم دعوتن بعد ذلك ألجحت‪ .‬وعنه أنفه قفال‪ :‬نزلفت فف حلفر فعرففت‬ ‫فيها بالصةح‪ ،‬فتشتت عل قلح ‪ ،‬فدخلت الحما إ وعدلت إلى ثياب فاخرة فسرقتها ولحستها ثم لحست رقعت فوقها وخرجت‪،‬‬ ‫وجعلت أ ش قليةً قليةً‪ ،‬فلحصون فنزعوا رقعت وأخذوا الثياب وصفعون وأوجعون ضرباً‪ ،‬فصفرت بعفد ذلفك أعفرف‬ ‫بل الحماإ فسكنت نفس ‪.‬‬ ‫فهكذا كانوا يروضون أنفسهم تى يخلصهم هللا ن النغر إلى الخلق ث م ن النغر إلى النفس‪ ،‬فإن الملتفت إلى نفسه حجوب‬ ‫عن هللا تعالى وشغله بنفسه جاب له‪ ،‬فليس بين الصلب وبين هللا جاب بعد وتخلر ائر‪ ،‬وإنما بعد الصلفوب شفغلها بغيفره أو‬ ‫بنفسها وأعغم الحجب شغر النفس‪ .‬ولذلك ك أن شا دا ً عغيم الصدر ن أعيان أ ر بسطاإ كان ال يفارق جلس أب يزيد‪،‬‬ ‫فصال له يو اً‪ :‬أنا نذ ثةثين رنر أصوإ الد ر ال أفطر وأقوإ اللير ال أناإ وال أجد ف قلح ن ذا العلم الذي تذكر شيئا ً وأنا‬ ‫أصدق به وأ حه‪ ،‬فصال أبو يزيد‪ :‬ولو صمت ثلثمائر رنر وقمت ليلها ا وجدت ن ذا ذرة! قال‪ :‬ولفم؟ قفال‪ :‬ألنفك حجفوب‬ ‫بنفسك‪ ،‬قال‪ :‬فلهذا دواء؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قر ل تى أعمله‪ ،‬قال‪ :‬ال تصحله‪ ،‬قال‪ :‬فاذكره ل تفى أعمفر‪ ،‬قفال‪ :‬اذ فب السفاعر‬ ‫إلى المزين فا لق رأرك ولحيتك وانزع ذا اللحاس واتزر بعحاءة وعلق فف عنصفك خفةة ملفوءة جفوزاً‪ ،‬واجمفع الصفحيان‬ ‫ولك وقر‪ :‬كر ن صفعن صفعر أعطيته جوزة‪ ،‬وادخر الس وق وطف األرواق كلها عند الشهود وعنفد فن يعرففك وأنفت‬ ‫على ذلك‪ ،‬فصال الرجر‪ :‬رححان هللا! تصول ل ثر ذا! فصال أبو زيفد‪ :‬قولفك " رفححان هللا " شفرل‪ ،‬قفال‪ :‬وكيفف؟ قفال‪ :‬ألنفك‬ ‫عغمتك نفسك فسححتها و ا رححت ربك! فصال‪ :‬ذا ال أفعله ولكن دلن على حيره! فصال‪ :‬ابتدئ بهذا قحر كر ش ء‪ .‬فصفال‪ :‬ال‬ ‫أطيصه‪ ،‬قال‪ :‬قد قلت لك إنك ال تصحر؟‪ .‬فهذا الذي ذكره أبو يزيد و دواء ن اعتر بنغره إلى نفسه و رض بنغر الناس إليه‪،‬‬ ‫وال ينج ن ذا المرض دواء روى ذا وأ ثاله‪ ،‬فمن ال يطيق الدواء فة ينحغ أن ينكر إ كان الشفاء فف فق فن داوى‬ ‫نفسه بعد المرض أو لم يمرض بمثر ذا المرض أصةً‪ ،‬فأقر درجات الصحر اإليمان بإ كانها‪ ،‬فوير لمفن فرإ فذا الصفدر‬ ‫الصلير أيضاً‪.‬‬ ‫ع ذلك ستحعدة عند ن يعد نفسه ن علماء الشرع فصد قال صلى هللا عليفه و لفه‬ ‫و ذه أ ور جلير ف الشرع واضحر و‬ ‫ورففلم‪ " :‬ال يسففتكمر العحففد اإليمففان تففى تكففون قلففر الش ف ء أ ففب إليففه ففن كثرتففه و تففى يكففون أن ال يعففرف أ ففب ففن أن‬ ‫يعرف"‪.78‬‬ ‫وقد قال عليه السةإ‪ " :‬ثةث ن كن فيه ارتكمر إيمانه‪ :‬ال يخاف ف هللا لو ر الئم وال يرائ بش ء فن عملفه وإذا عفرض‬ ‫عليفففففففففففه أ فففففففففففران أ فففففففففففد ما للفففففففففففدنيا واآلخفففففففففففر لآلخفففففففففففرة ثفففففففففففر أ فففففففففففر اآلخفففففففففففرة علفففففففففففى الفففففففففففدنيا"‪.79‬‬ ‫وقال عليه السةإ‪ " :‬ال يكمر إيمان عحد تى يكون فيه ثةث خصال‪ :‬إذا حضب لم يخرجه حضحه عن الحق‪ ،‬وإذا رض لم‬ ‫يدخله رضاه ف باطر‪ ،‬وإذا قدر لم يتناول ا ليس له"‪.80‬‬ ‫وف ديث خر " ثةث ن أوتيهن فصد أوت ثر ا أوت ل داود‪ :‬العدل ف الرضا والغضب‪ ،‬والصصد ف الغنفى والفصفر‪،‬‬ ‫وخشير هللا ف السر والعةنير"‪ 81‬فهذه شفروط ذكر فا ررفول هللا صفلى هللا تعفالى عليفه ورفلم ألولفى اإليمفان فالعجفب مفن‬ ‫يدع علم الدين وال يصادف ف نفسه ذرة ن ذه الشروط ثم يكون نصيحه ن علمفه وعصلفه أن يجحفد فا ال يكفون إال بعفد‬

‫‪ 77‬ديث رب أشعث أححر ذى طمرين <أخرجه سلم ن ديث أبى ريرة وقد تصدإ‪.‬‬ ‫‪ 78‬ديث ال يستكمر عحد اإليمان تى يكون قلر الشىء أ ب إليه ن كثرته و تى يكون أن ال يعرف أ ب إليه ن أن يعرف ذكره صا ب‬ ‫الفردوس ن ديث على بن أبى طلحر وعلى ذا فهو عضر فعلى بن أبى طلحر إنما رمع ن التابعين ولم أجد له أصة‪.‬‬ ‫‪ 79‬ديث ثةث ن كن فيه ارتكمر إيمانه ال يخاف ف هللا لو ر الئم الحديث أخرجه أبو نصور الديلمى ف سند الفردوس ن ديث أبى‬ ‫ريرة وفيه رالم المرادى ضعفه ابن عين والنسائى ووثصه ابن حان وارم أبيه عحد الوا د‪.‬‬ ‫‪ 80‬ديث ال يكمر إيمان العحد تى يكون فيه ثةث خصال إذا حضب لم يخرجه حضحه عن الحق الحديث أخرجه الطحرانى ف الصغير بلفظ‬ ‫ثةث ن أخةق اإليمان وإرناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 81‬ديث ثةث ن أوتيهن فصد أوت ا أوت ل داود العدل ف الرضا والغضب حريب بهذا اللفظ والمعروف ثةث نجيات فذكر ن بنحوه‬ ‫وقد تصدإ‪.‬‬


‫جاوزة صا ات عغيمر علير وراء اإليمان؛ وف األخحار أن هللا تعالى أو ى إلى بعض أنحيائه‪ :‬إنما اتخذ لخلت ن ال يفتفر‬ ‫عن ذكفري وال يكفون لفه فم حيفري وال يفؤثر علف شفيئا ً فن خلصف وإن فرق بالنفار لفم يجفد لحفرق النفار وجعفا ً وإن قطفع‬ ‫بالمناشير لم يجد لمس الحديد ألماً‪ .‬فمن لم يحلب إلى أن يغلحه الحب إلى ذا الحد فمن أين يعرف ا وراء الحب ن الكرا ات‬ ‫والمكاشفات؟ وكر ذلك وراء الحب والحب وراء كمال اإليمان‪ ،‬و صا ات اإليمان وتفاوته ف الزيادة والنصصان ال صر له‪.‬‬ ‫ولذلك قال عليفه السفةإ للصفديق رضف هللا تعفالى عنفه‪ " :‬إن هللا تعفالى قفد أعطفال ثفر إيمفان كفر فن فن بف فن أ تف‬ ‫وأعطان ثر إيمان كر ن ن به ن ولد دإ"‪.82‬‬ ‫وف ديث خر‪ " :‬إن هلل تعالى ثلثمائر خلق ن لصيه بخلق نها ع التو يد دخر الجنر "‪ ،‬فصال أبو بكر‪ :‬يا ررول هللا ر ف ّ‬ ‫نها خلق‪ ،‬فصال‪ " :‬كلها فيك يا أبا بكر و حها إلى هللا تعالى السخاء"‪.83‬‬ ‫وقال عليه السةإ‪ " :‬رأيت يزانا ً دل ن السم اء فوضعت ف كفر ووضعت أ ت ف كفر فرجحت بهم‪ ،‬ووضع أبو بكر ف‬ ‫كفر وج ء بأ ت فوضعت ف كفر فرجحت بهم"‪ . 84‬و ع ذا كله فصد كان ارتغراق ررول هللا ﭬ بفاهلل تعفالى بحيفث لفم يتسفع‬ ‫قلحه للخلر ع حيره فصال‪ " :‬لو كنت تخذا ً ن الناس خليةً التخذت أبا بكر خلفيةً ولكفن صفا حكم خليفر هللا تعفالى"‪ 85‬يعنف‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫خاتمة الكتاب بكلمات متفرقة تتعلق بالمحبة ينتفع بها‬ ‫قال رفيان‪ :‬المححر إتحاع ررول هللا ﭬ‪.‬‬ ‫وقال حيره‪ :‬دواإ الذكر‪ ،‬وقال حيره‪ :‬إيثار المححوب‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬كرا يفر الحصفاء فف الفدنيا‪ .‬و فذا كلفه إشفارة إلفى ثمفرات‬ ‫المححر فأ ا نفس المححر فلم يتعرضوا لها‪.‬‬ ‫وقفففففال بعضفففففهم‪ :‬المححفففففر عنفففففى فففففن المححفففففوب قفففففا ر للصلفففففوب عفففففن إدراكفففففه وتمتنفففففع األلسفففففن عفففففن عحارتفففففه‪.‬‬ ‫وقال الجنيد‪ :‬رإ هللا تعالى المححر على صا ب العةقر‪ .‬وقال‪ :‬كر ححر تكون بعوض فإذا زال العوض زالت المححر‪.‬‬ ‫وقال ذو النون‪ :‬قر لمن أةهر ب هللا ا ذر أن تذل لغير هللا‪.‬‬ ‫وقيففففر للشففففحل ر مففففه هللا‪ :‬صففففف لنففففا العففففارف والمحففففب؟ فصففففال‪ :‬العففففارف إن تكلففففم لففففك‪ ،‬والمحففففب إن رففففكت لففففك‪.‬‬ ‫وقال الشحل ر مه هللا‪:‬‬ ‫يا أيها السـيد الـكـريم‬ ‫يا رافع النوإ عن جفون‬

‫حك بين الحشا ـصـيم‬ ‫أنت بما ر ب علـيم‬

‫ولغيره‪:‬‬ ‫عجحت يصول ذكـرت إلـفـ‬ ‫أ وت إذا ذكـرت ثـم أ ـيا‬

‫و ر أنسى فأذكر ا نسـيت‬ ‫ولوال سن ةن‬

‫ـا ـييت‬

‫فأ يا بالمنى وأ ـوت شـوقـا ً فكم أ يا عليك وكـم أ ـوت‬ ‫شربت الحب كأرا ً بعد كـأس فما نفد الشرب و ـا رويت؟‬

‫سند الفردوس ن‬

‫‪ 82‬ديث إنه قال للصديق إن هللا قد أعطال ثر إيمان كر ن ن بى ن أ تى الحديث أخرجه أبو نصور الديلمى ف‬ ‫رواير الحارث األعور عن على ع تصديم وتأخير والحارث ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 83‬ديث إن هلل تعالى ثلثمائر خلق ن لصيه خلق نها ع التو يد دخر الجنر الحديث أخرجه الطحرانى ف األورط ن ديث أنس رفوعا عن‬ ‫هللا خلصت بضعر عشر وثلثمائر خلق ن جاء بخلق نها ع شهادة أن ال إله إال هللا دخر الجنر و ن ديث ابن عحاس اإلرةإ ثلثمائر شريعر‬ ‫وثةثر عشر شريعر وفيه وف الكحير ن رواير المغيرة بن عحد الر من بن عحيد عن أبيه عن جده نحوه بلفظ اإليمان وللحزار ن ديث عثمان‬ ‫بن عفان إن هللا تعالى ائر ورحعر عشر شريعر الحديث وليس فيها كلها تعرض لسؤال أبى بكر وجوابه وكلها ضعيفر‪.‬‬ ‫‪ 84‬ديث رأيت يزانا دلى ن السماء فوضعت ف كفر ووضعت أ تى ف كفر فرجحت بهم الحديث أخرجه أ مد ن ديث أبى أ ا ر بسند‬ ‫ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 85‬ديث لو كنت تخذا ن الناس خلية التخذت أبا بكر خلية الحديث تفق عليه وقد تصدإ‪.‬‬


‫فليت خياله نصب لـعـينـ ! فإن قصرت ف نغري عميت‬

‫وقالفففت رابعففففر العدويفففر يو ففففاً‪ :‬ففففن يفففدلنا ع لففففى حيحنففففا‪ ،‬فصفففال خاد ففففر لهففففا‪ :‬حيحنفففا عنففففا ولكففففن الفففدنيا قطعتنففففا عنففففه‪.‬‬ ‫وقال ابن الجةء ر مه هللا تعالى‪ :‬أو ى هللا إلى عيسى عليه السةإ‪ :‬إن إذا اطلعت علفى رفر عحفد فلفم أجفد فيفه فب الفدنيا‬ ‫واآلخرة ألته ن ح وتوليته بحفغ ‪.‬‬ ‫وقير‪ :‬تكلم رمنون يو ا ً ف المححر فإذا بطائر نزل بين يديه فلم يزل ينصر بمنصاره األرض تى رال الدإ نه فمات‪.‬‬ ‫وقال إبرا يم بن أد م‪ :‬إله إنك تلعم أن الجنر ال تزن عندي جناح بعوضر ف جنب ا أكر تن‬ ‫وفرحتن للتفكر ف عغمتك‪.‬‬

‫ن ححتك و نستن بذكرل‬

‫وقال السري ر مه هللا‪ :‬ن أ ب هللا عاش‪ ،‬و ن ال إلى الدنيا طاش‪ ،‬واأل مق يغدو ويروح ف الش‪ ،‬والعاقر عن عيوبه‬ ‫فتاش‪.‬‬ ‫وقير لرابعر‪ :‬كيف حك للررول ﭬ؟ فصالت‪ :‬وهللا إن أل حه حا ً شديدا ً ولكن ب الخالق شغلن عن ب المخلوقين‪.‬‬ ‫ورئر عليه السةإ عن أفضر األعمال فصال‪ " :‬الرضا عن هللا تعالى والحب له "‪.‬‬ ‫وقال أبو يزيد‪ :‬المحب ال يحب الدنيا وال اآلخرة‪ ،‬إنما يحب ن واله واله‪.‬‬ ‫وقال الشحل ‪ :‬الحب د‬

‫ف لذة و يرة ف تعغيم‪.‬‬

‫وقير‪ :‬المححر أن تمحو أثرل عنك تى ال يحصى فيك ش ء راجع نك إليك‪.‬‬ ‫وقير‪ :‬المححر قرب الصلب ن المححوب باالرتحشار والفرح‪.‬‬ ‫وقال الخوا‬

‫‪ :‬المححر حو اإلرادات وا تراق الصفات والحاجات‪.‬‬

‫ورئر رهر عن المححر فصال‪ :‬عطف هللا بصلب عحده لمشا دته بعد الفهم للمراد نه‪.‬‬ ‫وقيففر‪ :‬عا لففر المحففب علففى أربففع نففازل؛ علففى المححففر والهيحففر والحيففاء والتعغففيم‪ ،‬وأفضففلها التعغففيم والمححففر ألن ففاتين‬ ‫المنزلتين يحصيان ع أ ر الجنر ف الجنر ويرفع عنهم حير ما‪.‬‬ ‫وقال رإ بن يان‪ :‬المؤ ن إذا عرف ربه عز وجر أ حه‪ ،‬وإذا أ حه أقحر عليه‪ ،‬وإذا وجد ةوة اإلقحال عليه لم ينغفر إلفى‬ ‫الففففدنيا بعففففين الشففففهوة ولففففم ينغففففر إلففففى اآلخففففرة بعففففين الفتففففرة‪ ،‬و فففف تحسففففره ففففف الففففدنيا وترو ففففه ففففف اآلخففففرة‪.‬‬ ‫وقال عحد هللا بن حمد رمعت ا رأة ن المتعحدات تصفول ‪ -‬و ف باكيفر والفد وع علفى خفد ا جاريفر ‪ :-‬وهللا لصفد رفئمت فن‬ ‫الحياة تى لو وجدت الموت يحاع الشتريته شوقا ً إلى هللا تعالى و حا ً للصائه‪ ،‬قال‪ :‬فصلت لها‪ :‬فعلى ثصر أنت ن عملك؟ قالفت‪:‬‬ ‫ال ولكن لحح إياه و سن ةن به أفتراه يعذبن وأنا أ حه؟ وأو ى هللا تعالى إلى داود عليه السةإ‪ :‬لو يعلم المفدبرون عنف‬ ‫كيف انتغاري لهم ورفص بهم وشفوق إلفى تفرل عاصفيهم لمفاتوا شفوقا ً إلف وتصطعفت أوصفالهم فن ححتف ‪ ،‬يفا داود فذه‬ ‫إرادت ف المدبرين عل فكيف إرادت ف المصحلين عل ‪ ،‬يا داود أ وج ا يكون العحد إل إذا ارتغنى عن وأر م ا أكون‬ ‫بعحدي إذا أدبر عن و أجر ا يكون عحدي إذا رجع إل ‪.‬‬ ‫وقال أبو خالد الصفار‪ :‬لص نح ن األنحياء عابدا ً فصال له‪ :‬إنكم عاشفر العحفاد تعملفون علفى أ فر لسفنا عشفر األنحيفاء نعمفر‬ ‫عليفففففففففففه‪ ،‬أنفففففففففففتم تعملفففففففففففون علفففففففففففى الخفففففففففففوف والرجفففففففففففاء ونحفففففففففففن نعمفففففففففففر علفففففففففففى المححفففففففففففر والشفففففففففففوق‪.‬‬ ‫وقففال الشففحل ر مففه هللا‪ :‬أو ففى هللا تعففالى إلففى داو د عليففه السففةإ‪ :‬يففا داود ذكففري للففذاكرين‪ ،‬وجنت ف للمطيع فين‪ ،‬وزيففارت‬ ‫للمشتاقين‪ ،‬وأنا خاصر للمححين‪.‬‬ ‫وأو ى هللا تعالى إلى دإ عليه السةإ‪ :‬يا دإ ن أ ب حيحا ً صدق قوله‪ ،‬ن أنس بححيحه رض فعله و ن اشتاق إليه جد ف‬ ‫سيره‪.‬‬ ‫وكان الخوا‬

‫ر مه هللا يضرب على صدره ويصول‪ :‬وا شوقاه لمن يران وال أراه‪.‬‬

‫وقال الجنيد ر مه هللا‪ :‬بكى يونس عليه السةإ تى عم ‪ ،‬وقاإ تى انحنى‪ ،‬وصلى تى أقعد‪ ،‬وقال‪ :‬وعزتفك وجةلفك لفو‬ ‫كان بين وبينك بحر ن نار لخضته إليك شوقا ً ن إليك‪.‬‬


‫وعن عل بن أب طالب كرإ هللا وجهه قال‪ :‬رألت ررفول هللا ﭬ عفن رفنته فصفال‪ " :‬المعرففر رأس فال والعصفر أصفر دينف‬ ‫والحب أرار والشوق ركح وذكر هللا أنيس والثصر كنزي والحزن رفيص والعلم رة والصحر ردائ والرضا حنيمت‬ ‫والعجز فخري والز د رفت واليصين قوت والصدق شفيع والطاعر ح والجهاد خلص وقرة عين ف الصةة"‪.86‬‬ ‫وقال ذو النون‪ :‬رححان ن جعر األرواح جنود جندة فأرواح العارفين جةلير قدرير فلذلك اشتاقوا إلى هللا تعفالى‪ ،‬وأرواح‬ ‫المفففففففؤ نين رو انيفففففففر فلفففففففذلك نفففففففوا إلفففففففى الجنفففففففر‪ ،‬وأرواح الغفففففففافلين وائيفففففففر فلفففففففذلك فففففففالوا إلفففففففى الفففففففدنيا‪.‬‬ ‫وقال بعض المشايخ‪ :‬رأيت ف جحر اللكاإ رجةً أرمر اللون ضعيف الحدن و و يصفز ن جر إلى جر ويصول‪:‬‬ ‫الشوق والـهـوى صيران كما ترى‬

‫ويصال الشوق نار هللا أشعلها ف قلوب أوليائه تى يحرق بها ا ف قلوبهم ن الخواطر واإلرادات والعوارض والحاجات‪،‬‬ ‫فهفففففذا الصفففففدر كفففففاف فففففف شفففففرح المححفففففر واألنفففففس والشفففففوق والرضفففففا‪ ،‬فلنصتصفففففر عليفففففه وهللا الموففففففق للصفففففواب‪.‬‬ ‫تم كتاب المححر والشوق واألنس‪ ،‬يتلوه كتاب النير واإلخة والصدق‪.‬‬

‫‪ 86‬ديث على رألت ررول هللا ﭬ عن رنته فصال المعرفر رأس الى والعصر أصر دينى الحديث ذكره الصاضى عياض ن ديث على بن أبى‬ ‫طالب ولم أجد له إرنادا‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.