ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻷﻋﺰﺑﻮﻥ ﺑﻼ ﻭﻓﺎﺓ ﺇﺫﺍ ﺟﻦ ﺍﻟﺪﺟﻰ ﻓﻲ ﺫﺍ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﺗﺮﺍﻫﻢ ﻳﺮﺗﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺧﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﻼﻃﻔﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻼ ﻧﻮﻡ ﻳﺠﻲﺀ ﻳﻔﻚ ﻛﺮﺑﺎ ﻭﻻ ﻣﻮﺕ ﻳﺨﻔﻒ ﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻭﺗﺤﺴﺒﻬﻢ ﺭﻗﻮﺩﺍ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﺗﻘﻠﺒﻬﻢ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺩﻭﻣﺎ ﻭﻻ ﻳﻐﻨﻴﻬﻤﻮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺵ ﺩﻫﺮﺍ ﺩﻭﻥ ﺯﻭﺝ، ﺗﺰﻭﺝ ﻻ ﺗﻀﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻟﻨﻜﺎﺡ ﺯﻭﺝ ﻭﻋﻴﻞ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻓﻔﻮﺽ ﻟﻺﻟﻪ ﻭﻗﻢ ﻓﻨﺎﺩ ﻭﻗﻞ ﻏﻮﺛﺎﻩ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺟﺎﻑ ﻓﺮﺍﺷﻚ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﺑﻠﻴﻞ ﻭﺻﻞ ﻭﻻ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﺍﻕ ﻛﺮﻳﻢ، ﺭﺅﻭﻑ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻼ ﻣﺮﺍﺀ ﻓﺤﺴﺒﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻟﻪ ﻭﺗﺪﻋﻮ ﻭﺟﻔﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﺎﺀ ﻭﺍﺭﺝ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻣﻦ ﺭﺏ ﻛﺮﻳﻢ ﻭﺩﻉ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﺘﺜﺎﻗﻞ ﻭﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﻓﺤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺯﺑﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺘﻬﻢ، ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳﻄﻮﻝ ﺃﻧﻴﻨﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻭﻳﺤﻠﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻮﻡ ﻟﻜﻦ ﺳﻴﻤﻨﻌﻪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺃﻣﺜﻠﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ، ﺑﺠﻮﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻟﻬﻨﺎ ﺃﻣﻨﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺃﻏﺒﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ، ﺑﻼ ﺳﻌﻲ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﺸﻘﺎﺀ ﻭﻳﻤﻀﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺷﻲﺀ، ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎء ﻓﻬﺬﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺰﺍﺏ ﻓﺎﻧﻈﺮ، ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻛﺄﻧﻬﻤﻮ ﻗﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺗﻴﻮﺱ، ﺑﺼﺤﺮﺍﺀ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، أﻟﺴﺖ ﺗﺮﺍﻫﻤﻮ ﺷﻌﺜﺎ ﻭﻏﺒﺮﺍ، ﻇﻬﻮﺭﻫﻤﻮ ﻛﻈﻬﺮ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺀ، ﺃﻟﺴﺖ
