Page
1
استخالص المعاني من كتاب ...
الطب الروحاني للعالمة الحافظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمان بن الجوزي
استخالص المعاني و تلخيص و تنسيق أختكم :سلوى نصيف 2 Page
مفتاح : " اقتباسات من الكتاب " ~{ وحي }~ [ إضافة مني ]
3 Page
Page
4
l
فضل العقل : يعرف فضل الشيء بثمراته و ثمرات العقل -الذي فُضل به البشر على سائر المخلوقات -ال تحصى ، ذكر منها الكاتب :معرفة اهلل ،اإليمان بما وجب اإليمان به ،تحقيق الخالفة في األرض ،االبداع ، االبتكار ،االدراك ،العلم و العمل ......
ذم الهوى : " الهوى ميل الطبع إلى ما يالئمه " ،و المذموم منه "هوى ما ال يحل" و "اإلفراط في هوى المباحات" ،و هو تغييب للعقل ُيحَوّل متبعه من البشرية إلى البهيمية ... و بكثرة اتباعه يتحول إلى مجرد إدمان و عادة ال لذة فيها ...لذلك " ينبغي للعاقل أن يعلم أن مقاساة الشدة في خالف الهوى أسهل مما يلقى في موافقته"... و مما يهون الهوى الصبر و اإلقتناع بأن اإلنسان ما خُلق التباع كل هوى ...
الفرق بين ما يرى العقل و ما يرى الهوى : "الهوى يدعو إلى اللذة من غير تفكير في عاقبته" ...رغم علمه بما قد تجلبه من ألم وذل ....و خسران في المستقبل ... لذا كان األفضل تحكيم العقل ،و االعتبار بما طال متبعي الهوى من عار و خزي ،....و االقتداء بالفضالء الذين خالفوا الهوى فكان جزاء ذلك نيل إعجاب الناس و احترامهم ... " كم لذة مستفزة فرحا ~ قد انجلت من غموم آفات كم شهوات سلبن صاحبها ~ ثوب الديانات و المروءات "
5 Page
دفع العشق عن النفس : من األدوية التي نصح بها الكاتب لشفاء مرض "العشق" ...غض البصر و كف النظر ، ...قطع السبب .. و الصبر ،خشية اهلل ،زجر النفس ،تذكر عيوب المحبوب ...كما قال ابن مسعود " :إذا أعجبت أحدكم امرأة فليتذكر مثالبها " ،أي فليتذكر عيوبها ...و تذكر هادم اللذات – الموت ... -و األصلح نكاح المعشوق إن أمكن ذلك ...
دفع الشره : قال طبيب العرب في عصره الحارث بن كلدة " :الذي قتل البرية و أهلك السباع في البرية إدخال الطعام على الطعام " ...و ذلك لما في اإلسراف في الطعام من ضرر قد يصل لحد الموت ... و " العاقل يجب أن يأكل ليبقى ،و الجاهل يؤثر أن يبقى ليأكل " ... ، الشره مذموم أيضا في الجماع ...و جمع المال ...و ملذات الدنيا ....فال ينبغي اتخاذها أهدافا و غايات إنما وسائل جاز استغاللها في حدود المباح دون تفريط و ال إفراط ....
رفض رياسة الدنيا :
6 Page
" النفس تحب الرفعة و العلو فتؤثر الوالية و اإلمارة ...لمكانة االمر و النهي ..و إن كان هذا األمر مطلوبا إال أن فيها مخاطرات أقلها العزل بعد الوالية ،و اعظمها الجور في الحكومة ،و أوسطها تضييع الزمان إذا لم تصح للوالي نية " ...،و هي أوزار في حالة الجور ...و مخاطرة بالنفس و الدين ... كما أشار لذلك قوله صلى اهلل عليه و سلم {~:ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إال أتى اهلل عز و جل يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه ،فكه بره أو أوبقه إثمه ~}.....الطبراني/أحمد/ابن عساكر.... ، و االحاديث كثيرة في ذلك مفادها أن [ رياسة الدنيا تكليف ال تشريف ] ..
دفع البخل : ال يقصد بالبخل حفظ المال و الحفاظ عليه ...إنما المقصود به " ...منع الحق الواجب " ،و هو أشبه بالداء لما يجلبه من مضرة و ذم لصاحبه ... و قد نهى عنه الرسول صلى اهلل عليه و سلم في قوله {~:إياكم و الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ~} .....أخرجه أحمد ...و الشح كما قال الخطابي أبلغ من البخل فاألول جنس و الثاني نوع ... لذا كان األصح الكرم مع الفقراء و المحرومين لما في ذلك من شرف و درء شر و جلب خير ...و مِن "...شُكر النعم مواساة اإلخوان " ...
النهي عن التبذير : ذّرْ تَبْذِيرآ }~ ... نهانا الخالق سبحانه و هو أدرى بمصالحنا عن التبذير بقوله {~ :وَ لَا تُبَ ِ و عالج ذلك التفكر في العواقب [ ...بلغة عصرنا التخطيط السليم ... ]..
بيان مقدار االكتساب و االنفاق : " ينبغي للعاقل أن يكتسب أكثر مما يحتاج إليه" ...و أن ينفق ماله في الضروريات و المباحات دون تقتير و ال إسراف ...مع بعد النظر في المعيشة ...
ذم الكذب : 7 Page
من الهوى ،و عاقبته الخجل و احتقار الناس و انعدام ثقة الناس ...عدا عقوبة اهلل ...
دفع الحسد : " الحسد تمني زوال نعمة المحسود الدنيوية " ...فينسى الحاسد أن هذه النعمة قدر و قسمة الخالق العادل ،فيكون بذلك مضادا إلرادة اهلل سبحانه ...أما " المحسود فلم ينقص الحاسد من رزقه و لم يأخذ شيئا من يده " ...كما أن " صاحب النعمة ينتظر زوالها ،أو زواله هو عنها " ...و يستحيل لمخلوق أن يتنعم طول الدهر .... و خير من الحسد السعي و التسبب لنيل النعم ...فقد قال أحد السلف .... " :فإن الرجل إذا حسد جاره على الغنى سافر و تاجر ليصير مثله ،أو على العلم سهر و تعلم " ...
دفع الحقد : "الحقد بقاء األثر القبيح من المحقود في النفس" ...و يستحب االجتهاد لمحوه بالصفح و العفو ...و احتساب األجر عند اهلل ...و لينظر اإلنسان لؤلثر القبيح على أنه اختبار من اهلل ... ...لتكفير خطأ أو رفع درجة ...
دفع الغضب :
8
سببه في الغالب الكبر و قلة الصبر و انعدام التحكم بالذات ... ،وعالجه تغيير الحالة لتسكن فورته ..و االبتعاد عن المغضوب منه أصلح ... ،و أيضا التفكر في فضل كظم الغيظ ... و تذكر وصية الحبيب المصطفى ~{ال تغضب}~...
Page
دفع الكبر و العجب : " الكبر تعظيم شأن النفس و تحقير الغير " ...و عالجه العلم و االستماع لحوادث الكبر و عاقبته ... و صحبة المتواضعين ...و النظر في رذائل النفس ..و التفكر في أن ما يتكبر به سيسترد منه ال محالة ...و إنما هو تكليف له ال تشريف ...كما أن العز و الكبرياء صفتان اختص بهما اهلل لنفسه ... و ال يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة كبر... أما العجب فينشأ بحب النفس إن شوهدت بعين الكمال ... ، و عالجه كذلك إحصاء عيوب النفس و نواقصها ...
دفع الرياء : تنشأ الرياء من قلة المعرفة بالخالق سبحانه و تعالى ،و تعظيم قدر الخلق في النفس و تحري مدحهم و إعجابهم ،لذلك كانت بمتابة الشرك األصغر ... ، و عالج الرياء معرفة اهلل " ،فمن عرفه أفرد القصد له " .... قال الذي ال ينطق عن الهوى {~ :إنما األعمال بالنيات و إنما لكل امرء ما نوى ...~} ........ و [ ليتذكر العبد أن الجزاء و المردود يكون على قدر و كرم من بُذل ألجله المجهود ... و دائما بدوامه ..]...
دفع فضول الفكر :
9
" اعلم أن الفكر يراد الستدراك فارط ،و النظر في مصلحة مستقبلة ،فإذا كان فيما ال يثمرهما كام ضررا ،و إذا كثر أنهك البدن " ...و الفكر يجب أن يكون مقرونا بعمل ...و أن يُقصد به جلب الخير و دفع الشر ...
Page
دفع فضول الحزن : " العاقل ال يخلو من الحزن ،ألمه يتفكر في سالف ذنوبه فيحزن على تفريطه " ...لكن هذا الحزن ال نفع فيه ما دام المحزون عليه ال يمكن استدراكه ،و األنفع رجاء فضل اهلل و سعة رحمته ...
ذم فضول الهم و الغم : " الغم يكون للماضي ،و الهم للمستقبل " ،فمن اغتم على تفريطه و ذنوبه أو اهتم لعمل خير ، فذلك نفعه غطى المضرة ...أما من اغتم و اهتم في غير ذلك فال نفع إنما مضرة .. و على المرء في كلتا الحالتين أن يستحضر إيمانه بالقضاء و القدر [ ...فال الغم يعيد ماضيا ،و ال الهم يبدل آتيا ...إنما يعكران صفو اآلن و يكبالن صاحبهما ،.. ] ... و عالج الغم كعالج الحزن برجاء فضل اهلل و عفوه و كرمه و رحمته و غفرانه ...أما عالج الهم فالتفاؤل و حسن الظن باهلل ...
دفع فضول الخوف و الحذر من الموت :
10
" الخوف و الحذر إنما هما للمستقبل ،و الحازم من اعد للخوف عدته قبل وقوعه ،و نفي فضول الخوف مما البد منه ،إذ ال ينفعه خوفه منه .... " ..و الخوف الشديد كالسوط يثير القلق و يكبل المرء ...أما الحذر من الموت – حرصا على الدنيا -و تصورها كل حين فهو موت " ...فليصرف اإلنسان فكره عن تصور الموت ليكون ميتا مرة ال مرات " ،و [ ليستعد للباقية بالعمل الصالح و حسن الظن بالخالق ، ]...و "ليعلم أن اهلل تعالى قادر على تهوينه إن شاء اهلل " ...و [ األجدر تذكر الموت لتهوين مصائب الفانية ،و إعالء همة العمل للباقية ... ] ...
Page
دفع فضول الفرح : " الفرح ينبغي أن يكون بمقدار " ...ألننا [...أمة وسط في كل شيء ...و كما يقال فالشيء إن زاد هن حده انقلب لضده .. ]..
دفع الكسل : " الموجب للكسل حب الراحة ،و إيثار البطالة ،و صعوبة المشاق " ....و " رب راحة أوجبت حسرات و ندما " .....و الكسل مما استعاد قدوتنا -صلى اهلل عليه و سلم -باهلل منه ... كما أن خير المؤمنين هو القوي النافع ألمته ،المستعين باهلل ...و المتوكل عليه ... المجد المجتهد عالي الهمة ... فثِمار الكسل إذن ال تتعدى أن تكون ندما و حسرة ... ، أما االجتهاد فثماره الفالح في الدارين بتوفيق من اهلل ..
تعريف الرجل عيوب نفسه :
11
" اعلم أن النفس محبوبة و عيوب المحب قد تخفى على المحب ،و في الناس من يقوى نظره و جهاده للنفس فينزلها منزلة العدو في المخالفة فيظهر له عيوبها .قال اياس بن معاوية من لم يعرف عيوب نفسه فهو أحمق " ...و القصد من معرفة العيوب الباطنة عالجها و إصالحها ما أمكن ذلك ... و طرق معرفة هذه العيوب :سؤال صديق عاقل عن العيوب و تقبل إجابته ،معرفة آراء الناس فيه ، " أن يصور أفعاله في غيره ثم يستعمل منها ما يستحسن و يترك ما يستقبح " ،أن يتفكر في عاقبة تصرفاته فيميز الجميل من العيب ،أن يقيس أفعاله بالقدوات ...
Page
في تنبيه الهمة الدنية : عالجها مقاطعة أهل الدناءة و مصاحبة الصالحين من أصحاب الهمم العالية و منافستهم ،و التفكر في عواقب الهمة الدنية و الهمة العالية ليختار المرء لنفسه ما يشاء ... و يجب للمرء أن يضع نصب عينيه ....أن " التعب ينقضي و تبقى الراحة ،و الراحة تذهب و تبقى الحسرة " ...و أن [ الدنيا دار زراعة لآلخرة ال دار راحة ... ]...
رياضة النفس : على المرء أن يكون فارس نفسه و مروضها ...ال العكس .. و أال يطيع هواه كل حين ...فـ " من سيب هواه في مرعاه ،و جعل حبله على غاربه ،فقد خرج من مركزه فصار أخس من البهائم " ... و رياضة النفس بالتلطف و التدرج ،و ليست بالعنف ... و " يعين على هذه الرياضة صحبة األخيار ،و البعد عن األشرار ،و دراسة القرآن و األخبار ،و إجالة الفكر في الجنة و النار ،و مطالعة سير الحكماء و الزهاد " ... و ينبغي لذلك أيضا الجد و االجتهاد ،و المحاسبة ..... ،و [ االصطبار .]..
رياضة األوالد :
12
" أقوى التقويم ما كان في الصغر " ...و على الوالد صون األمانة ،فيجنب أوالده قرناء السوء ... و كل خبيث ضار و عليه أيضا إكرامهم و تهذيب نفوسهم و تعويدهم على النافع المفيد و تعريفهم الخير و الشر...كل ذلك بالتلطف و إن اقتضى األمر ضربا فليكن غير مبرح ...مع مراعاة سنهم و قدراتهم ...
Page
رياضة الزوجة و مداراتها : قال الحكماء " البكر لك و الثيب عليك " ...لذا كان األصلح أن يتزوج الرجل بكرا ...و األصلح أيضا أن تقاربه في السن ...و إن حصل و تزوج الشيخ شابة فليداري شيبه بحسن خلقه و صبره ...و كثرة اإلنفاق عليها و إكرامها ..... ذكِر في هذا الباب ،و ربما هذا من قلة علمي و عجزي عن [ أكتفي بهذا القدر لمخالفتي للكثير مما ُ فهم مقصود الكاتب لكني أظنه خيرا ...و أقول أن صفاء األرواح بين الزوجين يكمن في المودة و الرحمة و المعاملة الطيبة و أداء الحقوق ....و بذل الجهود لتأسيس أسرة إسالمية سليمة متماسكة وفق ما جاء في القرآن و السنة ...و األهم إصالح النية من الزواج و ابتغاء مرضاة اهلل منه ... ] ...
رياضة األهل و المماليك و مداراتهم : وجب بر األهل و إكرامهم و التلطف بهم و حسن رعايتهم و تحمل مسؤوليتهم ....مع الصبرعلى آذاهم و اججتناب ما يوجب ذلك ...و تجنيبهم ما يجلب السوء ...
معاشرة الناس و مداراتهم : مداراة الناس صعبة الختالف طبائعهم ...لذا كان األصلح االستغناء عنهم و العزلة عنهم ما أمكن ذلك " ...فإذا اضطر لمخالطتهم خالطهم بالتلطف " ....و عاملهم بالحسنى و بما يرضي اهلل ..مع الحذر و اجتناب السفهاء و الجهال ..
13 Page
ذكر السيرة الكاملة : " عالمة الكامل تربية القدرة له من الطفولة ،و إعطاؤه الرأي التام ،و العقل الوافر من الصغر " ... ....فتجده من خيرة أقرانه ،مزدانا باألخالق السامية ،طائعا لربه ،مقتديا بنبيه ثم بالصحابة و الصالحين ،صائنا لؤلمانة المتمثلة في ذاته و في رعيته ،فيجنبهم كل ضار ،و يجلب لهم كل نافع ... ليحيى حياة طيبة كريمة ،و ليجوز الصراط – بإذن اهلل و رحمته -إلى الجنة ..
تم بعون اهلل و توفيقه 14 Page
Page
15