Saraha 13

Page 1

‫مجلة شهرية مستقلة ناقدة اجتماعية منوعة‬

‫اشتقتلك يا مدرستي – تالميذ من الغدفة – عدسة صراحة‬

‫تصدر في الغدفة‬ ‫المقاالت المنشورة تعبر عن رأي كاتبها‬


‫مستمرون ‪..‬‬ ‫انطالقا من الشعور باملسؤولية ‪ ,‬وإن لم تحترق أنت ولم أحترق أنا فمن أين يأتي النور‬ ‫‪ ,‬وبعد مض ي ثالث سنوات في عمر الثورة ‪ ,‬وكثرة األقاويل في الشارع عن الثورة والثوار‬ ‫واملعارضين واملعارضة والنظام ‪ ,‬ارتأينا أن نساهم ولو بفكرة بسيطة بتقويم وتقديم‬ ‫وقاية من أمراض الشارع والجدل الذي ل يثمر بأية فكرة ونتيجة يمكن استخدامها في‬ ‫مجال ما ‪.‬‬ ‫ومن منطلق أن لكل انسان طاقته ومجاله ‪ ,‬فكانت طاقتنا ومجالنا في مجال الفكر‬ ‫والكلمة والنقد البناء ‪ ,‬فقررنا إصدار مجلة " صراحة " التي من أهم أهدافها ‪:‬‬ ‫رصد العيوب ‪ ،‬والثورة على األخطاء بكل أنواعها والسعي إلى إصالحها ومعالجتها ‪ ..‬ل‬ ‫للتشهير وللكالم من خلف الجدران ‪ ..‬نعم للعمل والشفافية والرتقاء نحو األفضل ‪..‬‬ ‫لتحقيق أهداف الثورة في الحرية والديمقراطية والتعدد والختالف البناء ‪.‬‬ ‫السعي إلى نشر ورفع مستوى الوعي الفكري والجتماعي والثقافي و ‪ ..‬في املجتمع ‪.‬‬ ‫أحبتنا الكرام ‪ :‬الكتابة ليست شهوة ‪ ،‬وليست من عدم ‪ ،‬وليست من فراغ ‪ ،‬بعد أن‬ ‫أصدرنا أكثر من عشرة أعداد من مجلة " صراحة " التجربة املتواضعة ‪ ،‬فلقد وصل‬ ‫الينا وتلقينا خاللها الكثير من النتقادات والقتراحات واآلراء ‪ ،‬فكان ل بد من جلسة‬ ‫ملناقشتها ‪ ،‬كانت جلسة تقويم بامتياز ملا تم انتاجه حتى اآلن ‪ ،‬والسؤال األبرز ماذا‬ ‫نريد أن نقدم ؟ وماذا يتوقع القارئ أن نقدم له ؟‬ ‫أول ‪ :‬القارئ واملتابع عموما يقرأ شيئا يحبه أو شيئا يحتاجه ‪ ،‬أي أن املادة التي‬ ‫تستهويه هي التي يجد فيها معلومة جديدة مشوقة ‪ ،‬وموادا أخرى تستهويه هي التي‬ ‫تعالج همومه وقضاياه امللحة ‪ ،‬فآنذاك يقرؤها منفعة ومتعة ‪.‬‬ ‫واملعادلة الصعبة التي دأبنا وندأب دائما للوصول لها ‪ :‬كيف يمكن لنا في " صراحة "‬ ‫أن نقدم للقارئ مادة يحتاجها ‪ ،‬وفي نفس الوقت يحبها ؟ واألهم من ذلك أن نقدم‬ ‫األفضل لقادم األيام ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬األقالم الواعدة ‪ :‬ما من شك أن هناك الكثير من الجيل الجديد لديهم رغبة في‬ ‫املساهمة بالكتابة والنشر ‪ ،‬ولـ " صراحة " معاييرها في ذلك ‪ ،‬وعندما استعرضنا‬ ‫أعدادنا السابقة وجدنا أننا قدمنا أقالما جديدة واعدة ‪ ،‬وكان ذلك على حساب‬ ‫التضحية باملستوى العالي الذي تتوخاه املجلة ‪ ،‬وذلك ألننا ما زلنا في طور النمو األول‬ ‫بل في املهد ‪.‬‬ ‫ولكن الهدف ما زال أمامنا ‪ ،‬سنقوم بنشر كل ما يصلنا من نتاج الجيل الجديد ‪،‬‬ ‫شرط أن يكون ذو مستوى مقبول ‪ ،‬الذي نحرص على تقديمه للقراء األعزاء ‪ ،‬وهذه‬ ‫أيضا قضية ليست هينة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الصعوبات واملعوقات كثيرة حيث تعتمد أسرة املجلة على إمكانات أفرادها‬ ‫املتواضعة في ( التصوير والتحقيق والتصميم و اإلخراج الفني ‪ ,‬وتكاليف النشر " ورقي ‪.‬‬ ‫الكتروني " ) ‪.‬‬ ‫قلة وضعف املوارد واإلمكانات املادية ‪ ,‬لتغطية نفقات املجلة من طباعة ونشر وتوزيع ‪,‬‬ ‫ومصاريف أخرى ‪..‬‬ ‫ونبذل في " صراحة " جهدا مضاعفا نحو تقديم األفضل دائما من خالل التجديد‬ ‫والتنوع في الجوهر واملضمون والشكل أيضا ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كما نحاول دائما استقطاب الكتاب واألقالم من أبناء املنطقة وغيرهم من أبناء الوطن‬ ‫‪ ،‬كما يسرنا في الدرجة األولى استقبال التحقيقات والتقارير الصحفية التي تصب في‬ ‫صالح املواطن والوطن ‪.‬‬ ‫وهكذا أحبتنا ‪ ..‬إن عملية إصدار أو إنتاج مجلة ل يمكن أن يكون عملية تلقائية سهلة‬ ‫‪ ،‬فاملجالت كالبشر وكأي ش يء حي آخر ‪ ،‬إن لم نعتن بها ونتابع عملها عن كثب ‪،‬‬ ‫فسيفوتها الكثير مما نحب أن نقدمه لكم ‪..‬‬ ‫ونحن دائما نرحب وبانتظار اقتراحاتكم وآرائكم ‪ ،‬ونتمنى لكم الفائدة واملتعة ‪.‬‬ ‫براء الجمعة ‪ -‬مدير المجلة‬

‫‪2‬‬

‫حمتويات العدد ‪:‬‬ ‫‪ ‬مستمرون‬ ‫‪ ‬املثل العليا ونسبية‬ ‫اخلطأ و الصواب‬ ‫‪ ‬عندما تذهب السكرة‬ ‫‪ ‬املعارضة ولغة اخلرسان‬ ‫‪ ‬على سبيل املثال‬ ‫‪ ‬قدود و موشحات‬ ‫‪ ‬موعود بعيونك أمل‬ ‫‪ ‬نعمة دائمة‬ ‫‪ ‬اخلطاب الذكوري املستبد‬ ‫‪ ‬املنشورات توزع الليلة‬ ‫‪ ‬االضطرابات اهلضمية‬

‫عند األطفال‬ ‫‪ ‬إعادة تأهيل‬ ‫‪ ‬الفسيفساء يا أغبياء‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫عين العقل‬

‫المُثُل العليا ونسبية الخطأ والصواب‬ ‫عادل األحمد‬ ‫" كلما تعالت ا ُملثُل صَعُب حتقيقها "‬ ‫فكل منوذج راقٍ منوذج فاشل للمثل األعلى ‪،‬‬ ‫إذا ال عجب أنّ من يقدمها فاشل أو نصف‬ ‫فاشل ‪ ،‬ألنّ نصفه منحطمٌ بفكرته‬ ‫ومعطوبٌ بها ‪ ،‬فهذا النصف املقدس ال ميكن‬ ‫ألحد أن يتجرأ أو حياول أن ميسه أو يناقش‬ ‫هذه الفكرة السليمة املثلى بنظره ‪،‬‬ ‫والنصف اآلخر فاشل مبجاهدته للوصول اىل‬ ‫النصف امليت املقدس ‪،‬‬ ‫حيث يقول نيتشيه ‪ " :‬ال يكفي لطالب‬ ‫احلقيقة أن يكون خملصاً يف قصده ‪ ،‬بل عليه‬ ‫أن يرتصد إخالصه ‪ ،‬ويقف موقف الشك‬ ‫فيه ‪ ،‬ألنّ عاشق احلقيقة ‪ ،‬إمنا حيبها ال لنفسه‬ ‫جماراةً ألهوائه ‪ ،‬بل يهيم بها لذاتها‪ ،‬ولو كان‬ ‫ذلك خمالفاً لعقيدته ‪ ،‬فإذا هو اعرتضته‬ ‫فكرة ناقضت مبدأه ‪ ،‬وجب عليه أن يقف‬ ‫عندها ‪ ،‬فال يرتدد أن يأخذ بها " ‪.‬‬ ‫وعلى من يطلب املعرفة عليه أن ال يتورط‬ ‫فيما يريده عقله من املعميّات والعموميات ‪،‬‬ ‫إذا االنسان العاقل الذي يُصلي نفسه حرباً‬ ‫بني منظوره وما يعرتض منظوره ‪ ،‬فإذا‬ ‫وجد عقله ما يشوب عقيدته وقف عنده ‪،‬‬ ‫فإنّ ذلك من شأن احلقيقة ال من شأن‬ ‫عقيدته ‪ ،‬فليس كل ما تعتقده وما يناسب‬ ‫ذوقك الشخصي وهواك عني احلقيقة ‪ ،‬إمنا‬ ‫احلقيقية أو الصواب هو ما جيليه فكرك‬ ‫مبعتقد غريك ليثبت الصواب النسيب ‪ ،‬الذي‬ ‫رمبا سيصري خطأ يوماً ما إذا وُجد ما هو‬ ‫أنسب منه ‪ ،‬وهذا ليس عيباً ‪ ،‬إذ أنّ االسالم‬ ‫حرّم الكثري ومن ثم حلله بعد النسخ‬ ‫والعكس أيضاً ‪.‬‬ ‫وهذه احلقيقة أو هذا الصواب أشبه ما‬ ‫يكون باهلرم ذي األوجه الكثرية ‪ ،‬وكل عني‬ ‫ترصده من وجه ‪ ،‬وقلة قليلة من يرصد‬ ‫مجيع هذه األوجه ليقدم احلقيقة والصواب‬ ‫كاملتني ‪ ،‬وأمّا الغالبية من يرصد الوجه‬ ‫الواحد ‪ ،‬ويطرح فكرته ومشروعه قائماً‬ ‫على أساس هذا الوجه ‪ ،‬فينفي كل ما‬ ‫خيالفه ويناقضه وما ال يطابقه ‪ ،‬واخلالف‬ ‫والتناقض والالطبوق ناتج عن عدم فهم‬ ‫احلقيقة والصواب بني هذه املناظري ‪ ،‬بسبب‬ ‫اختالف الرؤى واألوجه ‪.‬‬

‫فمثالً من يطرح مشروع الدولة اإلسالمية‬ ‫واخلالفة يرى هذا املشروع من وجهة نظر‬ ‫واحدة ‪ ،‬وهذا املثل األعلى ولكن دولة‬ ‫اخلالفة كيف جاءت ؟ ومن أين اخلالفة‬ ‫والدولة اإلسالمية اليت يسعى لتطبيقها‬ ‫كدولة حممد ص ؟ وهل نزهلا حممد ص كما‬ ‫هي من السماء مفصلة على قياس األرض‬ ‫؟ أم انها تعاقبت احلكم تلو اآلخر ‪ ،‬والقانون‬ ‫بعد اآلخر مبا يناسب تطور اجملتمع االسالمي‬ ‫آنذاك ‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثرية ‪ ،‬كحكم‬ ‫حتريم اخلمر ‪ ،‬وآيات ما قبل اهلجرة ( املكية )‬ ‫اليت تتحدث عن الكونيات والقصص والعرب‬ ‫‪ ،‬ومن ثم جاءت بعدها ( املدنية ) ما بعد‬ ‫اهلجرة ‪ ،‬اليت سنّت القوانني وأقامت الشرائع‬ ‫‪.‬‬ ‫وبعد أن أُقيمتْ الدولة الفاضلة يف عهد حممد‬ ‫ص والراشدين ‪ ،‬هل تستطيع أن حتمل هذه‬ ‫الدولة ورفعها وإنزاهلا علينا بالرافعة ‪ ،‬أم‬ ‫هناك املعوقات واملقومات لكي تقوم هذه‬ ‫الدولة ‪ ،‬فالدولة يبنيها األفراد اجملتمعني‬ ‫املتوافقني على أسس ومعايري معينة ‪،‬‬ ‫وليست خيمة نبنيها لألفراح واألتراح ثم‬ ‫ندّك بها ما نشاء من مجاهري وأفراد ‪.‬‬ ‫يصعب املثل العليا حتقيقها ألنها جمموعة مثل‬ ‫وليست مثالً مثالً متوالياً ‪ ،‬وأريد أن اسأل‬ ‫املؤمنني أصحاب هذه الدولة هل كان اهلل‬ ‫عاجزاً برأيكم أن يقيم دولة اإلسالم يف عهد‬ ‫حممد بكلميت كن فكانت ‪ ،‬فكيف أن أُقيمها‬ ‫اليوم بكلميت كن فأُقيم احلد ‪ ،‬وهذا ملن يرى‬ ‫وجهاً من وجوه احلقيقة وحيمله ‪ ،‬فكيف ملن‬ ‫يرى باطالً ‪ ،‬ويرى وجهاً من وجوهه ‪ ،‬إذ‬ ‫حيمّل هذا الباطل هلؤالء الذين يرون وجهاً‬ ‫من وجوه احلقيقة إلدراك باطالً مُبَطناّ‬ ‫بوجه احلق ‪ ،‬إنّ فضيلة احلق واحلقيقة‬ ‫كاملة بعينها ‪ ،‬ولكنها ناقصة يف عيوننا ‪،‬‬ ‫والسبب الرئيس هلذا النقص ‪ ،‬أننا نفصل‬ ‫رؤيتنا هلذه الفضيلة حسب ما يدركه عقلنا ‪،‬‬ ‫وبدوره العقل يوجه السلوك حنو الباطل ‪،‬‬ ‫لبلوغ منفعة شخصية لنا او ملن نعمل‬ ‫لصاحله دون أدنى شك أنّ ما نفعله فضيلة‬ ‫وليست رذيلة ‪ ،‬وهذا املنظور النسيب‬ ‫للصواب ‪ ،‬فسلوك اجملرم القاتل صواب‬

‫بنظره ألنه قتلَ بعد أن سرق لكي ال ميوت‬ ‫جوعاً وأطفاله ‪ ،‬فالنظرة األوىل نظرة‬ ‫فضيلة وهي إطعام األوالد ولكن هل‬ ‫فضيلته تربر سلوكه إن بررها عقله حسب‬ ‫إدراكه هلذه الفضيلة أو الرذيلة ‪.‬‬ ‫لقد وجب على االنسان العاقل أو الساعي حنو‬ ‫االنسان املتفوق أن يكون عقله معرتضاً‬ ‫دائما لطريق هدفه ‪ ،‬وكل انسان يعي‬ ‫ويعرف أنّ الطريق االقصر لقطع جبلني‬ ‫أمامه هو خط النظر بني ذروتي هاتني‬ ‫اجلبلني ‪ ،‬ولكن أي مارد سيصل هذين‬ ‫اجلبلني حببل ‪ ،‬ومتشي أنت لتقطع هذه‬ ‫املسافة ‪ ،‬وكل انسان يتمنى ذلك ‪ ،‬وهذا مثَلٌ‬ ‫أعلى يصعب حتقيقه ‪ ،‬واملبدع املتفوق من‬ ‫يتنازل على أقل ما ميكن وجيد طريق حقيقية‬ ‫قد تطول قليالً عن خط النظر ويبقى‬ ‫الذين يرون وجهاً واحداً هلرم احلقيقة ‪ ،‬إذ‬ ‫من املستحيل إيصال ذروتي هذين اجلبلني ‪،‬‬ ‫فينتظرون على الضفة األخرى فال ميكن‬ ‫ألمة التقدم والتطور إال بإنزال ا ُملثُل العليا‬ ‫أو فضيلتـي اخلري والشر من على عاتقها ‪،‬‬ ‫ألن هاتني الفضيلتني وما يقابلهما اخلطأ‬ ‫والصواب ‪ ،‬هما نسبيتان متغريتان ‪ ،‬فما‬ ‫تراه هذه اجلماعة خطأ او شر ‪ ،‬هو احلقيقة‬ ‫بعينها ‪ ،‬واخلري بتمامه يف منظور مجاعة‬ ‫أخرى ‪.‬‬ ‫إن إدراك الفضائل ليس كإدارك األشياء‬ ‫وفهمها نسيب متغري ‪ ،‬هذا بالنسبة جلماعة‬ ‫ككل ‪ ،‬فكيف جلماعة حتوي عدة أفراد وكل‬ ‫فرد يُفصِّل الفضيلة والرذيلة على قياسه ‪،‬‬ ‫فاألحرى واحلري أن تُسَن قوانني منحدرة‬ ‫من شريعة متفق عليها هلذه اجلماعة أو‬ ‫اجملتمع ‪ ،‬لتحديد هاتني الفضيلتني كأشياء‬ ‫ومعايري ‪ ،‬وتُوضع خطوط كل فضيلة ‪ ،‬وال‬ ‫أعتقد أنّ خالفاً ينشأ بني شريعتني أو أكثر‬ ‫من أصل واحد ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫عين العقل‬

‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫عندما تذهب السكرة‬ ‫علي األمين السويد‬ ‫ثالثون شهراً من تدمري مقومات‬ ‫الدولة السورية املقصود لذاته متكن‬ ‫النظام خالهلا من الدفع بربع سكان‬ ‫سوريا خارجها ومثل ذلك الرقم اىل‬ ‫داخلها‪ ،‬و دمّر ثلث منازهلا‪ ،‬و سحق‬ ‫كامل بنيتها الـتحتية‪ .‬و صار الشعب‬ ‫السوري مشرداً يف بلده‪ ،‬جائعاً بني‬ ‫جدرانه احملطمة‪ ،‬عاطالً عن العمل يف‬ ‫شـــوارعه‪ ،‬و اطفاله بال مدارس‪ ،‬و‬ ‫نساءه قلقة ال تأمن الذئاب البشرية‪ .‬و‬ ‫اراضيه الزراعية مهجورة‪ ،‬ومعامله‬ ‫اليت جنت من السرقة وقعت فريسة‬ ‫الصدأ‪ ،‬و بنوكه خاوية على قلة‬ ‫فروعها‪ ،‬و وسائل نقله صارت حكراً‬ ‫على من أنعمت الثورة عليهم من‬ ‫املغضوب عليهم والضالني‪.‬‬ ‫و يف ظالل هذه اجملزرة الوطنية‪،‬‬ ‫وعلى تالل خراب سوريا‪ ،‬و فوق أشالء‬ ‫أحيائها و برك دماء شهدائها‪ ،‬و عوز‬ ‫عوائلها يتقدم ملثمون مدججون‬ ‫باملال والسالح بسبب ما أنعم عليهم‬ ‫كبريهم ليتحدثوا عن مزيد من‬ ‫القتال و التضحيات و "اجلهاد" لقتل‬ ‫املرتدين و شاربي التنباك و االرغيلة و‬ ‫حالقي الذقون اخلطريين‪ ،‬و ينعقون‬ ‫كالغربان بأنهم سيقطعون كافة‬ ‫الصالت مع العامل الكافر‪ ،‬و الغرب‬ ‫احلاقد‪ ،‬و الشرق امللحد‪ ،‬وانهاء العالقة‬ ‫مع صندوق النقد الدولي‪ ،‬و العودة‬ ‫اىل استخراج الذهب و الفضة من‬ ‫باطن االرض الذي ينتظرهم‬ ‫وحدهم‪ ،‬وصك عمالت اسالمية‪ ،‬و‬ ‫انشاء مصانع حربية فضائية و‬ ‫جهادية لتدمري قوى االستكبار العاملي‬ ‫و الشيطان األكرب كما يبشر حزب‬ ‫التحرير الذي يعيش معظم قادته يف‬ ‫بالد الكفر العاهرة حيث ينعمون‬

‫‪4‬‬

‫حبرية الكالم يف ظل الدميقراطية‬ ‫الكافرة و احلاقدة‪.‬‬ ‫وقد استمرت "اهلوبرة " مستعرة‬ ‫حتى بات املشهد السوري مسكوباً يف‬ ‫كفتني اثنتني‪ .‬ففي الكفة األوىل لدينا‬ ‫شعب يتضور تشريداً و خوفاً و جوعاً‬ ‫و نقصاً من املال و األنفس‪ .‬أما يف‬ ‫الكفة الثانية فلدينا ثلةٌ تتبخرت بني‬ ‫آفراد األوىل مزهوة مبا ملكت أميانها من‬ ‫بنادق و دوالرات تشرتي بها مالذ‬ ‫وطاب من حلوم ضأن و فراريج‬ ‫مشوية و نساء‪ .‬و تقول الراويات أن‬ ‫كل ما تقدمه الفئة الثانية ليس يف‬ ‫خدمتها هي ما عاذ اهلل‪ ،‬بل هو يف‬ ‫خدمة اصحاب الكفة األوىل املرتدين‬ ‫كما يذيع امللثمون‪ .‬فما جاء هؤالء‬ ‫الفارون من نعيم الدنيا إال الخراج‬ ‫السوريني من الظلمات اىل النور ‪ .‬و‬ ‫حتت غبار األمال العراض بالغد‬ ‫سحُبِ االعتقاد حبتمية‬ ‫اجلميل‪ ،‬و ُ‬ ‫حتسن االوضاع بعد سقوط االرهابي‬ ‫االسد‪ .‬تقفز أسئلة ٌ كالشياطني‬ ‫تستفسر " هل ستحل مشاكل األُسر‬ ‫السورية بعد سقوط النظام؟‬ ‫تعالوا نستكشف سوية ماذا سيحدث‬ ‫إن سقط النظام بقيادة داعش و‬ ‫أخواتها و إن طبقت مشروعها‬ ‫واستلمت مقاليد االمور حبد السيف‬ ‫بعد اقصاء اجليش احلر حسب رغبة و‬ ‫آمال طويلي اللحى اجلدد و هواة‬ ‫أزياء البنغال‪.‬‬ ‫ففي اللحظة اليت يسقط فيها النظام‬ ‫سيجد ارباب البيوت أنفسهم أمام‬ ‫طوفان من االستحقاقات املؤجلة اليت‬ ‫كانوا ينجحون يف التملص منها بعد‬ ‫اقناع زوجاتهم و أبنائهم و اطفاهلم و‬ ‫بناتهم بأن كل ما يريدونه قابل‬

‫للنقاش و قابل لإلجابة ‪ ...‬ولكن ‪....‬‬ ‫بعد سقوط النظام ‪ ،‬و هكذا حتى‬ ‫صارت الئحة الطلبات احلياتية تنوء‬ ‫حبملها اجلبال وليس فقط أكتاف أقوى‬ ‫الرجال‪.‬‬ ‫و ما إن يسكن أزيز الرصاص و تضع‬ ‫احلرب أوزارها حتى يرتفع أزيز‬ ‫احلاجة لتلبية الطلبات املؤجلة و اليت‬ ‫ابسطها ترميم املنازل‪ ،‬و ملئ‬ ‫الرباميل مبازوت التدفئة‪ ،‬و ملئ جرار‬ ‫واصالح اجهزة املطابخ‬ ‫الغاز‪،‬‬ ‫املتهالكة من قلة االستعمال‪ ،‬و ملئ‬ ‫الثالجات بالطعام‪ ،‬و شراء مالبس‬ ‫للسرتة و ليس للعيد طبعا إن كان مثة‬ ‫بيت يؤويه‪ .‬أما إن كان من بني‬ ‫اخلمسة ماليني مفجوع ببيته فحدث‬ ‫وال حرج عن مقدار االالم واملعاناة اليت‬ ‫سيتعرضون هلا و سيسوقونها للمأل‬ ‫حمقني‪.‬‬ ‫فمن كان يرجو العودة لعمله سيجد‬ ‫ان العمل ذاته ال يرجو لقائه‪ ،‬فجيوب‬ ‫خزائن مال الوطن صارت مثل‬ ‫ضمائر االمم قاطبة ـ فارغة إال من‬ ‫املزيف ـ واليت لن تشم رائحة املال‬ ‫مرة ثانية اال بقدرة قادر‪.‬‬ ‫و يف ظل هذه الظروف الفوق‬ ‫مأساوية هناك من يفكر بإعالن‬ ‫اخلالفة االسالمية‪ ،‬و يفكر مببايعة أبو‬ ‫جحفل الفشالن خليفة على الشعب‬ ‫السوري و حبد السيف ما شاء اهلل‪ .‬فدار‬ ‫اخلالفة تعتقد بأن الشعب تعوّد‬ ‫السوق اىل تنفيذ رغبات الطغاة‬ ‫كالقطيع دون اعرتاضات تستحق‬ ‫الذكر‪ ،‬فما باله اليوم ينكر اخلالفة‬ ‫على أبي جحفل الفشالن حفظه اهلل؟‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫وبعيدا عن السخرية و التقريع ‪،‬‬ ‫نستطيع القول بأننا أمام طريقني ال‬ ‫ثالث هلما‪:‬‬ ‫الطريق األوىل‬ ‫مبا أن داعش أو أخواتها من تنظيمات‬ ‫القاعدة ستقوم على أعباء ادارة‬ ‫شؤون اخلالفة اليت تهدف النشاء‬ ‫صناعات حربية سابقة لعصرها و‬ ‫تفوق تقنيات طائرة الشبح‬ ‫األمريكية‪ ،‬فسيتم حماربة هذه الدولة‬ ‫املسلمة اجملاهدة الفتية من قبل باقي‬ ‫دول العامل الكافرة بقطع خطوط‬ ‫االتصال كافة مع العامل اخلارجي‪ ،‬فال‬ ‫انرتنت و ال هاتف و ال طريان وال جتارة‬ ‫بينية و ال امسنت وال حديد و ال كابالت‬ ‫و ال هم حيزنون‪.‬‬ ‫وألن احلاجة أم االخرتاع فسيصمد‬ ‫الشعب السوري و سينحت بيوتا و‬ ‫قصوراً من الصخر وسيتفنون يف‬ ‫تصميم اوراق توت شرعية و‬ ‫ستقتصر املدارس على الذكور الذين‬ ‫يتعلمون حفظ القرآن املكتوب على‬ ‫الواح من طني ورماية الرماح‪ ،‬و‬ ‫ركوب اخليل ‪ .‬بينما تَـقَرُّ النساء يف‬ ‫بيوتهن‪.‬‬ ‫الطريق الثانية‬ ‫سيقوم املتضررون و الذين ستبلغ‬ ‫نسبتهم مع سقوط ابن انيسة ‪% 100‬‬ ‫من الشعب السوري باالنتفاضة على‬ ‫هذه االوضاع و حيشرون السواح‬ ‫امللتحني يف زاوية إما لتلبية املطالب‬ ‫املؤجلة حاالً باالً أو فالرحيل عنه‬ ‫ليتنفسوا احلياة ‪ ...‬احلياة يا عامل‬ ‫وليس االبادة‪.‬‬ ‫فسرت عورة الزوجة أهم من طول‬

‫حلية اخلليفة‪ ،‬واطعام االطفال من‬ ‫جوع و تدفئتهم من برد أهم من‬ ‫وجود جحفل و امه مدام جحفولة‬ ‫على سطح األرض كلها‪.‬‬ ‫إن كان الشعب‪ ،‬بعد جزِّ رقبة ابن‬ ‫انيسة‪ ،‬قادر على ايقاف احلروب و‬ ‫القتال‪ ،‬والتصاحل مع أهل االرض‪،‬‬ ‫واعادة اعمار بلده مبساعدة اخلريين‬ ‫من هذا العامل‪ ،‬و عدم التفريط يف‬ ‫دينه فماذا ينتظر؟ أال ميكن يومئذ أن‬ ‫يذهب السوريون للصالة يف املساجد‬ ‫عند كل أذان؟ علما أني أجزم أن‬ ‫نسبة رواد املساجد لن تزيد عما كانت‬ ‫عليه قبل الثورة‪ .‬أال ميكن للسوريون‬ ‫أن يدفعوا الزكاة؟ بالرغم من أن‬ ‫الكثري من املؤمنني يبحث عن‬ ‫الفتاوى اليت تُحلهم من دفعها قبل‬ ‫الثورة‪ .‬أال ميكن غضُّ البصر و كفُّ‬ ‫اليد‪ ،‬و اللسان‪ ،‬و الزواج مثنى وثالث‬

‫عين العقل‬

‫ورباع‪ ،‬و ما ملكت األميان واالخرية هي‬ ‫األهم؟‬ ‫إن إقامة الدولة املسلمة ال يستقيم‬ ‫مامل تستقم أسس االميان بشكل ذاتي‬ ‫يف نفس كل مسلم أوالً و آخراً حبيث ال‬ ‫يكون رقيباً عليها إال اهلل عزَّ و جلَّ‬ ‫دون رقابة من داعش أو ماعش‪.‬‬ ‫و أخرياً أدعوا اخوتي السوريني اىل‬ ‫ترتيب أولوياتهم والعمل من أجل‬ ‫تنفيذها بشكل مجاعي و جبد حقيقي‬ ‫وعدم اإلندفاع خلف االحالم و‬ ‫االماني و الشعارات اجلوفاء اليت ال تبين‬ ‫داراً و ال ترمم منزالً و ال تكسي ضلعاً‬ ‫قاصراً و ال بالغاً‪ ،‬وال تسرت عورة وال‬ ‫تروي من عطش وال تغين من جوع‬ ‫وال ميكن ركوبها للسفر إىل أقرب‬ ‫طبيب للعالج‪ ،‬وال مبادلتها على حبة‬ ‫بنادول مغشوشة حتى‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫برقيات‬

‫المعارضة و لغة الخرسان‬ ‫ميخائيل سعد‬ ‫على غير العادة‪ ،‬اليوم اصطحبت زوجتي‬

‫بخلي‪ ،‬وأعدل عن هذا الترف‪ .‬جلست على‬

‫قدرت أنهم يتكلمون عن سوريا‪ ،‬وعن‬

‫للعمل الساعة السادسة والنصف صباحا‬

‫طاولة بانتظار وجبتي الفاخرة‪ ،‬وكان‬

‫مجازر بشار السد وعصابته‪ ،‬وهدمهم‬

‫وقررت عدم العودة للبيت بل الذهاب‬

‫بجانبي‪ ،‬على الطاولة املحاذية‪ ،‬ثالثة‬

‫للمدن والحياء فوق رؤوس ساكنيها‪ ،‬فقد‬

‫مباشرة الى املحل‪ ،‬لن كمبيوتري في املحل‬

‫أشخاص تجاوزوا السبعين‪ ،‬سيداتان‬

‫كانوا ينظرون نحوي بشفقة من وقت‬

‫اكبر وشاشته ‪ ٦٠‬سم‪ ،‬استطيع متابعة‬

‫ورجل يتناولون وجبتهم الصباحية‪ .‬كانوا‬

‫ألخر‪ ،‬و يكاد الدمع ينهمر من عيونهم وهم‬

‫ثورة سوريا براحة‪ ،‬كما ان املطر الصباحي‬

‫ثالتهم خرسان يتكلمون لغة الشارة‪،‬‬

‫يشيرون الى علم الثورة الذي أضعه‬

‫الشديد منعني من تنفيذ رياضتي‬

‫مستخدمين الصابع وعضالت الوجه‬

‫كاسوارة في يدي‪ ،‬والى بناية مهدمة بالقرب‬

‫الصباحبة‪ .‬وصلت الى أمام املحل الساعة‬

‫والنظرات‪ .‬ل اعرف اذا كان بينهم من‬

‫من املطعم‪ ،‬كانت في وقت مض ى معمال‪،‬‬

‫السابعة‪ ،‬اذا امامي ثالث ساعات قبل فتح‬

‫يتكلم‪ ،‬ولكنني استغرقت في النظر اليهم‬

‫لم يعد مفيدا فقررت البلدية ازالته لبناء‬

‫املحل بشكل رسمي‪ ،‬وبما أنني فجعان‬

‫حتى أنني نسيت وجبتي‪ ،‬الى أن نادت علي‬

‫مساكن شعبية للفقراء في مونتريال‪ .‬فهمت‬

‫دائما‪ ،‬وهذا عائد الى طفولتي الفقيرة على‬

‫السيدة التي تقوم بالخدمة‪ ،‬عدت سريعا‬

‫انهم يربطون بين الحالتين‪ :‬الثورة والهدم‪.‬‬

‫ما اعتقد‪ ،‬قلت لنفس ي‪ :‬ملن تكنز هذه‬

‫الى مراقبة الخرسان‪ ،‬ولعنت الزمن الذي‬

‫فال يمكن ان تحدث ثورة دون ان يحدث‬

‫الموال‪ ،‬اذهب يا رجل ومتع نفسك بوجبة‬

‫لم يتح لي فيه تعلم هذه اللغة الجميلة‪،‬‬

‫هدم‪ .‬تمنيت وأنا اغادر املقهى‪ ،‬لو أنني‬

‫صباحية‪ ،‬فالثورة لن تهرب منك‪،‬‬

‫فهي على القل ل تثقب أذنيك بثرثرات‬

‫اتقن لغة الخرسان‪ ،‬فربما كنت سأعلمها‬

‫وتصريحات املعارضين كثيرة وهم مقيمون‬

‫املعارضين‪ ،‬ول يلتهب زلعومك من الكالم‬

‫ملعارضتنا‪ ،‬لعل أصواتهم تختفي وينتقلون‬

‫في التلفزيونات وعلى النت وفي كل مكان‪،‬‬

‫بصوت عال‪ ،‬والنفعال فيها غير مفيد‪،‬‬

‫الى العمل بدل الصراخ‪.‬‬

‫فال خوف ان تفقد أية معلومة‪ ،‬خاصة‬

‫فأنت ل تستطيع الصراخ باألصابع‪ ،‬مما‬

‫وان املعلومات تنتقل في فم الى آخر ومن‬

‫يعطي متكلم لغة الخرسان الفرصة‬

‫قلم الى آخر‪ ،‬والحقيقة ان ل أحد يعرف‬

‫لستخدام العقل والتحكم بالنفعالت‬

‫مصدرها‪ .‬انسجاما مع كرمي على نفس ي‪،‬‬

‫أفضل من اخوتهم بالبشرية‪ ،‬الناطقين‬

‫ذهبت الى مقهى تيمهورتن القريب‪ ،‬وطلبت‬

‫بكل اللهجات واللغات‪ ،‬والتي السن‬

‫سندويشة بيض وقهوة (تيماتان) ودفعت‬

‫بعضهم يصل طولها الى األرض واألحذية‪.‬‬

‫الثمن فورا قبل أن أغير رأيي‪ ،‬وأعود الى‬

‫ومع انني لم أفهم هذه اللغة‪ ،‬ال أنني‬

‫‪6‬‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫ضوضاء‬

‫ضوضاء المحابر ‪ ..‬خاص‬

‫يكتبها ‪ :‬صافي الحلبي‬

‫على سبيل المثال ‪!! ..‬‬ ‫كل ش يء َوطني على سبيل املثال ‪..‬‬ ‫فاملثال عابر سبيل يحتاج إلى تصريح أمني ليغرب عن وجه‬ ‫الوطن‬ ‫و ل يحتاج سوى حرف تاء ليصبح " تمثال" رافعا يده كي َي َمن‬ ‫علينا بنعمة عبادته ‪...‬‬ ‫َ​َ‬ ‫وعلى سبيل املثل " السجن للرجال "‬ ‫و هل ُ‬ ‫الحرية حصرا على النساء و املخنثين فقط ‪..‬؟!‬ ‫ُ‬ ‫هل الرجولة إذا بالقضبان ‪...‬؟!‬ ‫ُ‬ ‫ربما لدى زعماء العرب نعم ‪ ,‬حيث تظهر مراجل أمراء الخليج‬ ‫في فنادق ملكات الجمال من النساء ‪ ,‬بينما ُينفق الباقون من‬ ‫الزعماء رجولتهم الحديدية في بناء سياج عازل حول غابة من‬ ‫البشر ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُهنا تكمن الفحولة السرية لدبهم ‪ ,‬بالغموض في وجه الغزاة‬

‫و الطامعين بكلمة صدق‪..‬‬ ‫ففي أول احتفال من نوعه لتدشين كلمة "صراحة " راحَ‬ ‫ضحيتها أكثر من مئة ألف "صريح " طبعا حتى اللحظة ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نقطة واحدة فوق السطر تغير صريح إلى ضريح ‪!..‬‬ ‫َ‬ ‫"بضراحة " أنا لم أفهم تعلق الحكومات العربية بأبجدية‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫النفاق إل حين ُعدت إلى الجملة السحرية لترويض األغبياء "‬ ‫َ‬ ‫إذا صدقت الكذبة فهي لم تعد كذبة ‪"..‬‬ ‫َ‬ ‫فكيف تدعون أنهم ل يطبقون علينا القانون ؟‬ ‫هم يطبقون أحدث قانون للبرت انشتاين " النسبية "‬ ‫فالجالد بالنسبة لقناص هو فقط عبارة عن حالق ُيزيين‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وجهك بالتصفيق الذي اعتدت عليه منذ نعومة مخالبهم ‪...‬‬ ‫و على سبيل النسبية " سجن باليد أفضل من قبر على الشجرة‬ ‫" ‪!...‬‬

‫قدود و موشحات‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫قد َك املَي ُ‬ ‫اس يا َوطني‬ ‫ُ َ‬ ‫يا غصين البال في َبطني ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قدودنا العربية بالقامات و الخناجر‬ ‫لم ت ُعد‬ ‫بل باألنوف و َ‬ ‫الحناجر ‪...‬‬ ‫فكلما طالت أغصان البال الوطنية و القومية ُأصبنا ُ‬ ‫بعسر‬ ‫هضم و فهم و أصيبت القمم السياصحية باإلسهال ‪...‬‬ ‫" البال و األذنان في خندق واحد "‬ ‫خندق الدفاع املشترك عن هيبة الحمار البديل ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫لهذا يحمل ُزعماء العرب في جيوبهم َبكرات ضخمة‬ ‫َ‬ ‫يلفون عليها بال ُهم الطويل و صبرهم الجميل‬ ‫ُ‬ ‫و باهلل املستعان ُيهدونها مع شريط أبيض لعزيزتنا اسرائيل ‪! ..‬‬

‫يا مال الشام ياهلل يا مالي‬ ‫طار اللي طار ‪ ..‬آه يا نيالي ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ترى في أي البنوك األجنبية يغني مال الشام هذه األيام ‪..‬؟‬ ‫بج َيب أي مدفع ثرثار َي َ‬ ‫َ‬ ‫صدح ‪..‬؟‬ ‫َ‬ ‫على جميع الحالت فقد شبعنا من طرب األموال الدامي‬ ‫َ َ‬ ‫تشققت أيدينا من التصفيق لجنائز أحالمنا‬ ‫و أقدامنا من الرقص على قبورنا القادمة ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫فيا سادة اليقاع خذوا ما شئتم من أموال و مواويل و ارحلوا‬ ‫و لنقف دقيقة صمت و قرن سكوت آخر َ‬ ‫بعد أن ارتفعت‬ ‫ساللم موسيقاكم التحريرية‬ ‫َ‬ ‫إلى َمنصب مشنقة شعب سوري أصيل ‪!...‬‬

‫‪7‬‬


‫بين األزقة‬

‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫موعود بعيونك أمل ‪!!! ..‬‬ ‫قرر المجلس المحلي أن يوم األحد عطلة اسبوعية للفرن ‪ ،‬وقرر الفرن أن‬ ‫يوم السبت هو يوم الدوام الوحيد في األسبوع ‪ ( ،‬نيال يلي عندو واسطة‬ ‫عند األثر ) * ‪.‬‬ ‫* جمعية أهل االثر الخيرية‬ ‫عالوعد يا كمون ‪ :‬كل الشباب قررت أن تتزوج ع عيد الفطر ‪ ،‬بعد الوعود‬ ‫التي سمعناها من لجنة الخدمات أن الكهرباء ستصل قبل رمضان ألن تسخين‬ ‫الماء على الغاز مكلف جدا ‪ ،‬ولم نراها ‪ ،‬فقرر البعض تأجيل الزواج الى عيد‬ ‫األضحى ‪ ،‬ولم نراها ‪ ،‬فقرر البعض على عيد الشعنونة ‪ ،‬وسوف لن نراها ‪،‬‬ ‫وعالوعد يا كهربا ‪..........‬‬

‫قررت لجنة الخدمات شراء صهريج مازوت ( عسلي مكرر ) سعة (‬ ‫‪ 15‬ألف برميل ) ولما سأل الشارع ‪ :‬ليش هلقد كتير ؟ ردت اللجنة ‪:‬‬ ‫مشان مولدة الـ ( ‪ 400‬ك ف ا ) التي اشتريناها لضخ المياه ‪.‬‬

‫إذا زُلزلت األرض زلزالها "‬ ‫ارتفعت أسعار الحديد الخام الى ( ‪ ) $ 500‬للكيلو غرام الواحد ‪ ،‬وأفاد‬ ‫مصدر مسؤول في وزارة الحدادين وبناء الشوادر ‪ ،‬أن السبب الرئيسي لهذا‬ ‫االرتفاع ‪ ،‬حدوث زلزال بالقرب من معرة النعمان ‪ ،‬مما أدى الى إقبال كثيف‬ ‫لشراء الخيم الحديدية ‪ ،‬وهذا الزلزال سببه نقص في ( وادي الجيب ) وزيادة‬ ‫في ( وادي الضيف ) ومصروف الثورة كبير ‪....‬‬ ‫إعالن هام ‪:‬‬ ‫على جميع المواطنين في المناطق المحررة حمل بطاقات تثبت أنهم ثوار‬ ‫مسلحين ضد بيت األسد ألن كل مشفى ميداني بداخله جناح خاص ‪،‬‬ ‫والمجاني للثوار فقط إلصابات الحرب ‪ ،‬والمواطنين المدنيين ( كالوك )‬ ‫للشحادة ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫المدرسة ‪ :‬اعدادي ‪ ،‬الصف ‪ :‬التاسع ‪ ،‬عدد الطالب ‪ ، 55 :‬ال مانع لدى مديرية‬‫التربية بإنشاء شعبة جديدة ‪ ،‬شرط اعداد جدول بأسماء الطالب ‪ ،‬المسؤول‬ ‫عن الجدولة ( قال بدو شهرين زمن لينهي عمل الجدولة – هاي اذا انتهت‬ ‫)‪ ،‬فقررت اإلدارة – على ضوء نتائج مؤتمر جنيف ‪ 3‬وقراراته – إنشاء شعبة‬ ‫أو ال‪.‬‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫ذاكرة‬

‫نعمة دائمة‬ ‫فوزات رزق‬

‫أعرفه منذ سنني ‪ ،‬يقف من صباح اهلل الباكر‬ ‫يف ساحة "‪ "...‬ساحة السري سابقاً‪ ،‬مستنداً‬

‫ـ أحد املرابعني أخذ ربعاً مع زوجته يف دار‬

‫إىل حائط املستديرة وسط الساحة‪ ،‬ينتظر أن‬

‫الشيخ‪ ،‬كان الرجل خيرج للحراثة والعمل منذ‬

‫يرزقه اهلل عمالً كي يعود آخر النهار بطعام‬

‫الصباح‪ ،‬وال يعود إىل بيته إالّ مساء‪ ،‬فيما‬

‫ألسرته‪.‬‬

‫كانت الزوجة تقوم بأعمال دار الشيخ كاملة؛‬

‫جاءني اليوم يستلفين مئة لرية ‪ .‬أقسم لي إنه‬

‫تنظف البايكة ‪ ،‬تكنس أرض الدار‪ .‬تنقل املاء‬

‫مل جيد يف جيبه مثن ربطة خبز‪ ،‬وأضاف‪:‬‬

‫من الربكة فتمأل األوعية‪ .‬وأخرياً تدخل إىل‬

‫ـ تسكّرت بوجهنا يا أستاذ‪ .‬قلت له‪:‬‬

‫التبان لتكربل للبقر العمّال‪.‬‬

‫ـ فرجها قريب إن شاء اهلل‪.‬قال‪:‬‬

‫أرادت معلمتها الشيخة أن متازحها مرة‪ ،‬فدخلت‬

‫ـ وين قريب يا أستاذ ؟! اليوم الدنيا قامية‬

‫عليها وهي تكربل‪ ،‬فال تكاد ترى من الغبار‬

‫قاعدة‪ .‬يا خويف إنو يسقط هالنظام‪ .‬إن سقط‬

‫الذي التف حوهلا وفوق رأسها‪ .‬قالت الشيخة‪:‬‬

‫هالنظام راح نتبهدل‪.‬‬

‫ـ يا مسكينة أنت قاعدي تكربللي هون وجوزك‬

‫أنا انسطلت‪ .‬أيريد أكثر من هذه البهدلة‪ .‬؟‪.‬‬

‫على حل شعره مع فالنة‪.‬‬

‫وفق جلسة صفاء أخربت صديقي أبا شريف مبا‬

‫فما كان منها إالّ أن رمت الكربال‪ .‬وأطبقت‬

‫حدث ‪ ،‬وأنا أعلم أنه سيتحفين حبكاية من‬

‫براحتيها على رأسها وقالت‪:‬‬

‫حكاياته " حفر وتنزيل"‬

‫ـ يا لطيف تلطف ‪ .‬أني كان قليب يقللي‬

‫قال لي أبو شريف ‪:‬‬

‫هالنعمة ما راح تدملك يا شكرية ‪.‬‬

‫ـ ذكرتين حكاية الرجل‬ ‫حبكاية زوجة ذاك املرابع ‪.‬‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫ـ هاتها من األول ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫فقال‪:‬‬


‫صوت‬ ‫المرأة‬

‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫الخطاب الذكوري المستبدْ‬ ‫ميس إدلبي *‬ ‫ليس الستبداد رهن األنظمة والجماعات واألديان ‪ ،‬بل أن أصعب‬ ‫الستبداد ما يكون على نطاق العائلة ‪ ،‬استبداد الزوج لزوجته‬ ‫فالزوجة هي التي تعنى بتربية وتنشئة األولد وسنناقش ما ينتج عن‬ ‫هذا الستبداد على نطاق الطفولة ‪:‬‬ ‫من أشكال الستبداد الذكوري ‪:‬‬ ‫أول ‪ :‬ينطلق الزوج من ثقافته الدينية ‪ ،‬ويقول أن الرسول ص‬ ‫والقرآن الكريم أوص ى الزوجة بزوجها خيرا كل الخير وخصوصا في‬ ‫مخدع الزوجية ‪ ،‬فال يحق لها مثال أن تنام وتدبر أي تدير ظهرها‬ ‫له ‪ ،‬ول يتذكر املخاطب الرجل أن ذلك يأتي بعد تأدية الحقوق‬ ‫الكاملة للزوجة ‪ ،‬فللزوجة الحق في البيت املستقل والكسوة‬ ‫التامة واملهر الكامل ‪ ،‬وليس املصاغ الذي باعه الرجل ليفي بعض‬ ‫الديون التي ترتبت عليه بعد الزواج أو ليفتح مصلحة يتعيش منها‬ ‫فاعلم أيها الزوج العزيز أن حقوقك تبنى على قاعدة تلبية‬ ‫الواجبات املترتبة عليك ‪،‬‬ ‫فالرسول والقرآن قبل أن تصبح املرأة زوجتك أوصاك أنت بمهرها‬ ‫الكامل وبيتها وحفظها والرعاية الحسنة للزوجة ‪ ،‬وهذه قواعد ل‬ ‫تبنى عليها واجبات املرأة بعد الزواج فإن أسست لهذه القواعد‬ ‫األساس الحسن فاطلب منها واجباتها ليكتمل البناء الجميل ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬اختيار النسب ‪:‬‬ ‫بعد أن يدخل األولد املدرسة وقد يكون أحدهم فاشل دراسيا‬ ‫يبدأ استبداد جديد لدى الرجل ‪ ،‬و يعير الولد بأخواله ول ينظر إلى‬ ‫نفسه ويقول ‪ ( :‬يا أخي الرسول قال "تخيروا ألولدكم فإن العرق‬ ‫دساس" هذا الكالم صحيح كل الصحة ول يختلف عليه عاقالن ‪،‬‬ ‫ولكن هذا النقاش يدور ويدخل قبل اختيار الزوجة وليس بعد‬ ‫الزواج بسبع أو عشر سنين ‪ ،‬فإن دار هذا النقاش فإنه من باب‬ ‫اإلهانة للزوجة والتجريح ‪ ،‬وما يخالف وصايا الرسول الكريم في‬ ‫الزوجة واملرأة وهو خطاب مستبد أيضا‬ ‫ثالثا ‪ :‬فاهجروهن في املضاجع ‪ /‬واضربوهن ‪ :‬يحتكم كل أزواج‬ ‫مجتمعنا لآلية الكريمة ‪ ،‬هللا سبحانه وتعالى أمر بالهجر وإذا لم‬ ‫يأت الهجر بنتيجة ‪ ،‬عود زيتون بيمش ي الحال بضربهن‪.‬‬ ‫طبعا ذلك يأتي أغلبه إذا امتنعت الزوجة عن املعاشرة والخضوع‬ ‫القسري ‪ ،‬ناسين كل الظروف الفيزيلوجية للمرأة وطبيعتها الهشة‬ ‫فقد تكون مريضة أو في حالة حيض أو نفاث ‪ ،‬أما الرجل عندما‬ ‫يحيض وينفث ويتجاوز الخمسين من عمره والستين ‪ ،‬ويلجأ إلى‬ ‫حبوب املقويات فذلك ليس عيبا ‪ ،‬والعيب أن تمرض املرأة لحالة‬ ‫طبيعية أو طارئة ‪ ،‬ويزعم الرجل أن هذه الحبوب إلرضاء الزوجة‬

‫‪10‬‬

‫ليس إل ‪ ،‬وهذا استبداد ذكوري و قسري أيضا ‪.‬‬ ‫رابعا ‪" :‬مثنى وثالث ورباع "‬ ‫أما العدل فهو متاع وما متاع الحياة الدنيا إل الغرور ‪ ،‬طبعا‬ ‫الزواج الثاني والثالث والرابع من الحالل وسنة من السنن ‪ ،‬ولكن‬ ‫بعد تحقيق شرط العدل وشرط العدل يبدأ من الزوجة األولى‬ ‫قبل أن تأتي بالثانية ‪ ،‬فهل حقق الزوج الشروط املذكورة آنفا في‬ ‫( فقرة أول ) ليكون عادل بينه وبين زوجته ‪ ،‬ليستطيع أن يعدل‬ ‫بينه وبين الزوجة األولى والثانية ‪ ،‬وهذا من وجوه الستبداد أيضا ‪.‬‬ ‫من أهم نتائج الستبداد ‪:‬‬ ‫إن الطفل الناتج من مزاوجة استبدادية بين أي زوجين فهو ل بد‬ ‫أن يحمل إحدى الصفات الجينية ألحد األبوين أو كالهما ‪.‬‬ ‫فإن حمل مورثات األب ‪ :‬فالولد سر أبيه ‪ ،‬وسيكون مستبد مثله‬ ‫ويفوقه استبدادا ‪ ،‬إذ سيصبح مستبدا على نطاق املجتمع ل‬ ‫السرة فقط ‪ ،‬فقد يصبح لصا أو قاطع طريق أو ابن شوارع بين‬ ‫قوسين ‪.‬‬ ‫وإن حمل جينات األم املورثة فسيكون ولدا خاضعا بامتياز ‪،‬‬ ‫يحمل صفة العبودية والذل مذ نعومة أظافره ‪ ،‬فهو عبد حقير‬ ‫متفوق ومتميز في عبوديته ألي طاغية يصادفه في العائلة أو‬ ‫املجتمع ‪.‬‬ ‫وإن حمل الصفات لألبوين معا ‪ ،‬فسيكون منفصم الشخصية‬ ‫أشبه بالهر املستكين في حضنك ساكن شبه نائم يتحين فرصة‬ ‫ليعضك أو يجرحك في مخلبه ‪ ،‬فالطفل صامت أغلب األحيان‬ ‫خجول من نفسه ‪ ،‬ملتزم بعاهته التي ستنمو معه ليصبح شاذ‬ ‫متفوق يحمل الحقد والكراهية لألسرة واملجتمع ‪.‬‬ ‫الخطاب الذكوري املستبد خطاب تحمله العقول املتحجرة ‪ ،‬الغير‬ ‫قابلة لاللتفات أو محاولة النهوض والرتقاء نحو انسانية أفضل ‪،‬‬ ‫ُم َحملين دائما السالم ضعف ذواتهم وقلة فهمهم ‪.‬‬ ‫* باحثة اجتماعية ناشطة في مجال حقوق المرأة‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫حبق الحياة‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫الفتاة ‪..‬‬ ‫والدببة الثالثة‬ ‫ُ‬ ‫عندما ضلت طريقها الفتاة الريفية الشقراء ‪ ،‬وهي تبحث عن‬ ‫زهرة البنفسج التي رأت صورتها في كتاب العلوم ‪ ،‬كانت الشمس‬ ‫تميل لإلختباء وراء الجيل البعيد املزين بأشجار الصنوبر الجميلة‬ ‫‪ ،‬وتطوف حول قمته طيور رائعة ‪ ،‬تابعت بحثها الشقراء دون أن‬ ‫ُ‬ ‫تدري ‪ ،‬قطعت مسافة طويلة داخلة في خاصرة الغابة ‪ ،‬تبحث‬ ‫عن الزهرة مرة ‪ ،‬ومرة أخرى عن طريق العودة ‪ ،‬وفجأة ظهر لها‬ ‫بيت طيني له نافذة مغطاة بأوراق الجوز وباب مصنوع بمهارة من‬ ‫خشب الصنوبر ‪ ،‬فتحت الباب بعد أن طرقته طويال ‪ ،‬دون أن‬ ‫يجيبها أحد ‪ ،‬وإذا طاولة عليها أطباق حساء ثالثة ‪ ،‬ذاقت األول ‪،‬‬ ‫كان باردا وفيه قطعا من الجوز البلدي الحلو اللذيذ ‪ ،‬أكلته كله ‪،‬‬ ‫وذهبت إلى الثاني ‪ ،‬الذي كان مطعما بجوز الهند ‪ ،‬واتجهت نحو‬ ‫الثالث ‪ ،‬الذي كان حليبا ُم َحلى ُ‬ ‫بالسكر ‪ ،‬وعندما بدأت بأكله ‪،‬‬ ‫دخل الباب دون استئذان ‪ُ :‬د َبان كبيران ُ‬ ‫َ‬ ‫ودب صغير ‪،‬‬

‫النملة‬ ‫و الصرصور‬ ‫من جد وجد‪ ،‬ومن سار على الدرب وصل ‪،‬‬

‫فاطمة األحمد‬ ‫الصف الرابع – الغدفة‬ ‫عرفت الفتاة أنهم أصحاب املنزل ‪ ،‬خافت منهم وبكت‬ ‫مغطية وجهها بيديها ‪ ،‬إلى أن اقترب منها ُ‬ ‫الد ُب الصغير ‪ ،‬وقال لها ‪:‬‬ ‫ما اسمك يا صديقتي ؟ وهل اعجبك طبخ أمي ‪ ،‬تعالي نشرب‬ ‫الحليب سوية ‪ ،‬اطمأنت الفتاة له وشاركته الحليب ‪ ،‬وعندما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫انتهت قالت لهم ‪ :‬أنا كنت أبحث عن زهرة البنفسج ‪ ،‬وعندما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أحسست بالعطش والتعب ‪ ،‬صادفت بيتكم فدخلته ‪ ،‬فهل‬ ‫تسمحوا لي بالسكن معكم ‪ ،‬فلقد أعجبتني الغابة والجبل ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اجابها ُ‬ ‫الدب الكبير بلطف ‪ :‬تعالي يا صغيرتي أقطف لك زهرة‬ ‫البنفسج ‪ ،‬وأعيدك الى بيتك ‪ ،‬إذ يجب أن تخبري أهلك عندما‬ ‫تريدين الخروج من املنزل ‪ ،‬وهذا الطريق صرت تعرفينه كلما‬ ‫اشتقت لنا ‪ ،‬تعالي لزيارتنا ‪ ،‬وأخبري أهلك بذلك ‪ ،‬فرحت الطفلة‬ ‫وعادت الى بيتها برفقة أصدقائها الجدد مسرورة ‪ ،‬ونصحت رفاقها‬ ‫األطفال ‪ ،‬أن ل يغادروا املنزل حتى يخبروا والديهم ‪.‬‬

‫مرح الجرك‬ ‫الصف الرابع – الغدفة‬ ‫تغني له‪ ،‬كما كان يغني بالصيف قائلة ‪:‬‬

‫ُيحكى عن نملة نشيطة تسكن جانب صرصور ‪ ،‬كانت النملة‬

‫هالصرصور هالصرصور ‪ ..‬راح للنملة شو مقهور‬

‫صيفا تقوم منذ الصباح الباكر تجلب الحب والطعام من الصباح‬

‫قلها دخلك يا جاره ‪ ..‬يا سلطانة هالحاره‬

‫حتى املساء ‪ ،‬وتجمعه في بيتها الى فصل الشتاء دون كلل أو ملل ‪،‬‬

‫عيريني أربع حبات ‪ ..‬بشكر فضلك للممات‬

‫وكانت تسمع الصرصور يغني ويتناغم بالصوت من الصباح حتى‬ ‫آخر الليل ‪ ،‬كانت النملة تقول لجارها الكسول ‪ :‬اعمل ‪ ،‬لكنه ل‬

‫يسمع الكالم ‪ ،‬وبقي على هذه الحال حتى فصل الشتاء ‪ ،‬جاء‬ ‫الشتاء ومعه البرد القارس ‪ ،‬عندها جاع الصرصور ‪ ،‬ذهب ذليال‬ ‫يطلب من النملة بعضا من حبات الطعام ‪ ، ،‬فبدأت النملة‬

‫هزت راسها هالنملة ‪ ..‬وحرقت قلبها هالكلمة‬ ‫وقالتله روح يا كسالن ‪ ..‬فصل الصيف شو سويت‬ ‫وين الحب إللي مليت ‪ ..‬وين الحب إللي مليت‬ ‫عندها ندم الصرصور كثيرا ‪،‬‬ ‫وقال معك حق يا جارة ‪ ،‬سوف ألم الحب للشتاء‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫إبــداع‬

‫‪12‬‬

‫الثاني ‪2013‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫تشرينتموز‬ ‫‪- 15 -| )13‬‬ ‫العدد(‪8‬‬ ‫صراحة‪- /‬العدد‬ ‫صراحة‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫االضطرابات الهضمية عند األطفال‬ ‫الممرض ‪ :‬محمد العبد الرحمن‬ ‫ثالثة أعراض رئيسية ألي مرض هضمي‬ ‫حاد ‪:‬‬ ‫‪-1‬اإلقياء ‪ -2‬اإلسهال ‪ -3‬األمل البطنـي‬ ‫أما يف املرض اهلضمي املزمن فهناك عرضان‬ ‫رئيسيان وهما ‪:‬‬ ‫‪-1‬عدم النمو ‪ -2‬اإلسهال‬ ‫من املشاهد املألوفة عند الرُضَع خروج كمية‬ ‫قليلة من الغذاء عندما يتجشؤون اهلواء بعد‬ ‫الرضعة ‪ ،‬هذا اإلقياء البسيط ال يعترب إقياءً‬ ‫باملعنى الصحيح ‪ ،‬إمنا هو ظاهرة طبيعية ال‬ ‫ترتافق مع أعراض أخرى ‪ ،‬يكون الرضيع‬ ‫سعيداً وحيقق زيادة جيدة يف وزنه ‪ ،‬بينما‬ ‫ترتافق اإلقياءات ذات األهمية السريرية‬ ‫بنقص الوزن ‪ ،‬أو على األقل بعدم زيادة‬ ‫الوزن بشكل كافٍ عند الرضيع ‪.‬‬ ‫من أسباب اإلقياء ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أخطاء يف اإلطعام‬ ‫‪ -2‬إعطاء الرضيع وجبة أكرب من الالزم ‪ ،‬او‬ ‫وجبة صغرية غري كافية ‪ ،‬أو طعاماً مغلوطاً ‪،‬‬ ‫وأيضاً تقديم الوجبة بأسلوب مغلوط ‪.‬‬ ‫‪ -3‬عند األطفال األكرب سناً احلمية اإللزامية ‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلنتانات ‪:‬‬ ‫ التهاب املعدة واألمعاء أو التهاب املعدة‬‫ انتان خارج األنبوب اهلضمي مثل اللوزات ‪،‬‬‫التهاب السحايا ‪ ،‬التهاب الزائدة الدودية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬أسباب آلية ‪ :‬مثل ارتفاع التوتر داخل‬ ‫اجلمجمة ‪ ،‬أو التهاب السحايا والتهاب الدماغ‬ ‫‪ ،‬وهناك األورام واخلراجات ‪ ،‬والورم الدموي ‪،‬‬ ‫انسداد األمعاء الوالدي املكتسب ‪ ،‬الفتق‬ ‫احلجابي ‪.‬‬ ‫‪ -6‬االضطرابات االستقالبية‬ ‫‪ -7‬الدوار السفري ‪ ،‬الشقيقة ‪ ،‬التسمم ‪.‬‬ ‫إن قوام الرباز وعدد مرات التربز ختتلف كثرياً‬ ‫عند األطفال وخاصة الرُضَّع ‪ ،‬وكذلك تتأثر‬ ‫بنوع احلمية ‪.‬‬ ‫فالرُضع الذين يتناولون حليب األم يتربزون‬ ‫عدة مرات يف اليوم برازاً ليناً أصفراً عديم‬

‫الرائحة ‪ ،‬وغالباً بعد كل ارضاع ويف بعض‬ ‫األحيان يتغوط الرضيع مرة واحدة يف‬ ‫األسبوع ‪.‬‬ ‫فيما يتربز الرضيع الذي يتناول احلليب‬ ‫االصطناعي برازاً لونه شاحب وقوامه قاسي‬ ‫تفاعله حامض ورائحته كريهة ‪ ،‬وقد يكون‬ ‫قوامه صلباً حبيث يدعو الرضيع للقيام جبهد‬ ‫ملحوظ أثناء التربز ‪ ،‬فإذا مل يكن هذا اجلهد‬ ‫مؤملاً أو سبباً لنزوف شرجية ‪ ،‬أو الرضيع‬ ‫يتربز أقل من مرة يف اليوم ‪ ،‬فال ندعو ذلك‬ ‫إمساكاً ‪.‬‬

‫األسباب الرئيسية لإلسهال ‪:‬‬ ‫يعترب اإلسهال من أهم أمراض الطفولة ‪،‬‬ ‫وأسبابه كثرية أهمها ‪:‬‬ ‫ اآلفات اإلنتانية ‪ ( :‬التهاب األمعاء الفريوسي‬‫‪ ،‬التهاب األمعاء اجلرثومي ‪ ،‬التهاب األمعاء‬ ‫الطفيلي ‪ ،‬انتان خارج معوي " أذن وسطى ‪,‬‬ ‫انتان دم ‪ ,‬التهاب بولي " ‪ ،‬الداء االلتهابي‬ ‫املعدي " التهاب الكولون القرحي " ) ‪.‬‬ ‫من املهم أن ندرك التجفاف والنحول خاصة‬

‫عند الرُضع ‪ ،‬وحيدث التجفاف إما بسبب‬ ‫نقص الوارد وهذا نادراً ‪ ،‬أو بسبب الضياع‬ ‫الزائد سواء باإلقياء أو اإلسهال ‪.‬‬ ‫إن مشاركة االسهال باالقياء الذي يدعو‬ ‫بالضرورة اىل نقص الوارد أيضاً يؤدي اىل‬ ‫فقدان السوائل والشوارد معاً ‪ ،‬وأكثر ما‬ ‫يشاهد هذا عند الرُضع املصابني بالتهاب‬ ‫املعدة أو األمعاء احلاد ‪ ،‬وخاصة يف فصل‬ ‫الصيف احلار واجلاف ‪ ،‬تكون العينان غائرتان‬ ‫ويبدو اجللد جافاً وفاقداً ملرونته ‪ ،‬ونظرات‬ ‫الرضيع قلقة وهو يبكي بكاءً مستمراً وحبالة‬ ‫هياج ‪ ،‬ولكن عندما تتقدم احلالة يغدو هادئا‬ ‫بال حراك مع اخنماص يف البطن وتربز عالمات‬ ‫الرهط الدوراني احمليطي ‪ .‬عند الطفل األكرب‬ ‫سناً تُصاب الشفتان واللسان باجلفاف ‪ ،‬وتغور‬ ‫العينان قليالً ‪ ،‬إن التجفاف لدى أي سن من‬ ‫العمر الذي ينجم عن االقياء واالسهال او‬ ‫كالهما يؤديان اىل نقصان يف كمية البول‬ ‫املطروح ‪.‬‬ ‫إن التهاب املعدة واالمعاء شائع جداً عند‬ ‫االرُضَع واألطفال ‪ ،‬يظهر باقياء واسهال قد‬ ‫ترافقهما آالم بطنية أو ارتفاع حرارة ‪ ،‬فإن‬ ‫سوء التدبري يؤدي اىل تفاقم املرض أو‬ ‫استمراره ‪ ،‬ومن أهم االختالطات هو‬ ‫التجفاف ‪.‬‬ ‫ختتلف صفات الرباز يف التهاب املعدة واألمعاء‬ ‫حبسب متوضع األصابة يف األمعاء الدقيقة أو‬ ‫الكولون ‪ ،‬يكون االسهال يف األمعاء الدقيقة‬ ‫مائيا ‪ ،‬وكبري الكمية ‪ ،‬عديد املرات ‪ ،‬حامضي‬ ‫‪ ،‬تكون فيه أجسام مرجعة ‪.‬‬ ‫أما الرباز يف حالة اصابة الكولون ‪ ،‬يكون‬ ‫خماطياً أو حاوياً على الدم ‪ ،‬ويكون بكميات‬ ‫صغرية ‪ ،‬متعدد املرات ‪ ،‬غري حامضي ‪ ،‬وال‬ ‫حيوي أجسام مرجعة ‪.‬‬ ‫ميكن هلذه األمور التالية أن توجه حنو العامل‬ ‫املسبب ‪ ،‬يقوم الطبيب بالعالج أوالً وطمأنة‬ ‫األهل بأن املرض غري خطري ‪ ،‬وميكن تغيري‬ ‫منط ونوع الطعام قد يفيد يف ختفيف االسهال ‪،‬‬ ‫وتهدف املعاجلة اىل ايقاف االسهال والتأكد‬ ‫حبصول منو جيد عند الطفل ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫غدفيـات‬

‫أقالم من الغدفة – مقتطفات من مواد أرسلوها للمجلة‬ ‫الفقير حقير‬

‫طفولة‬

‫ثروت اجلمعة‬

‫من املعلوم لدى الجميع أن الكهرباء في بلدتنا الغدفة مقطوعة منذ‬ ‫أشهر عديدة ‪ ،‬وسنحتفل عما قريب بالذكرى السنوية األولى‬ ‫النقطاعها ‪ ،‬وليس من اسباب انقطاعها النظام فقط ‪ ،‬بل هناك‬ ‫أسباب سببها املباشر ( نحن من ايدينا ) ‪ ،‬وذلك ألننا نتمتع بحس‬ ‫عال من املسؤولية ووعي نادر وفريد في حسن استهالك الكهرباء‬ ‫بشكل عادل ‪ ،‬و الذي يتجسد بشكل جلي بحب األنا ‪ ..‬في كل ش يء ‪،‬‬ ‫وفي تغليب املصلحة الشخصية على املصلحة العامة ‪ ( ،‬والزنكيل‬ ‫اشترى مولدة ينعم بلكهربا ليل نهار ‪ ،‬والفقير حقير لجهنم الحمرا !!! )‬ ‫‪ ،‬نامت الكهرباء ونام معها الضمير امليت باألصل – كما نام عنها‬ ‫املسؤولون الكرام ( نومات أهل الكهف ) !!!!‪.‬‬

‫دمشق‬

‫ل يسكن املوت إل في مواضيها‬ ‫كأنما املوت عزرائيله فيها‬ ‫تبقى الدماء على جدرانها أبدا‬ ‫فمن دماء أعاديها نحنيها‬ ‫الخوف من جندها والرعب خادمها‬ ‫أصل البطولت واألبطال ماضيها‬ ‫نبع الرجال فما في األرض من بطل‬ ‫إل تعلم منها أو نما فيها‬ ‫هذي دمشق وهذي الشام سيدتي‬ ‫إن الشجاعة اسم من اساميها‬ ‫يامن يحاول أن يمحوا حضارتها‬ ‫دمشق شمس الدنا ل ش يء يمحوها‬

‫علماء أم ‪..‬‬

‫ال خوف على الطفولة مما يجري ‪ ،‬وال صدع في شخصيتهم ينتج ‪ ،‬وال‬ ‫بلورا يتشظى في أعماقهم ‪ ،‬بل الخوف والوجل على أولئك الذين يبغون‬ ‫تمرير مشاريع مصالحهم على حساب مصلحة الوطن ‪ ،‬من خالل عملية‬ ‫غسيل أدمغة األطفال النقية بأفكار ومناهج متطرفة غير مرنة ‪ ،‬لتحقيق‬ ‫مآربهم وتنفيذ أجنداتهم ‪ ،‬وإننا نراهن على أصالة املواطن السوري وعلى‬ ‫التربية األسرية ‪ ،‬التي تزيد من إيمان أطفالنا بحب وطنهم واالنتماء اليه‬ ‫والعمل على بنائه ‪ ،‬من خالل انتاج أجيال واعية متعلمة حكيمة رشيدة‬ ‫عملية نشيطة فعالة متسامحة ‪ ،‬ال تسمح ألي أحد أن يمرر هكذا‬ ‫مشاريع على حساب الوطن ‪ ،‬فاألطفال جزء من معركة البناء لغد جميل‬ ‫‪ ،‬عليهم يقع املستقبل وأمانته ‪ ،‬فلنحترق ألجلهم ‪.‬‬

‫الوضع مو متل قبل‬

‫يوسف احلمود‬

‫ملاذا غاب المن واألمان عن املناطق املحررة التي يديرها‬ ‫الثوار وغيرهم من القوى الثورية املختلفة ؟!‬ ‫( ل تتأخر دير بالك ‪ ,‬انتبه ‪ ,‬الوضع مو متل قبل ‪ ) -‬أصبحت‬ ‫هذه العبارة تتكرر وبشكل فطري يومي اعتيادي على لسان‬ ‫أغلبية الناس ‪ ,‬وخاصة األمهات ‪ ،‬حاملا يفكر أولدهم مجرد‬ ‫تفكير بالخروج من املنزل من حارة الى حارة ‪ ,‬فكيف بالخروج‬ ‫الى ميادين القتال‬ ‫ففي كل يوم نسمع ولربما – في كل لحظة ‪ -‬بحوادث جديدة‬ ‫وحكايا متنوعة عن عمليات خطف ونهب وسلب وتخريب‬ ‫وغيرها ‪ ، ..‬يعود سببها كلها إلى النفالت المني ( سوء إدارة‬ ‫هذه املناطق ) فالطرق غدت ملعبا تتنافس فيه الفرق ضمن‬ ‫مسابقة اوتسترادك دهب كما ارتفعت معدلت الختطاف‬ ‫وغيرها من الحوادث ‪.‬‬ ‫نعلم اننا في مرحلة ل بد لالخطاء ان تتغلغل فيها بكثرة ‪,‬‬ ‫القضية ليست صعبة و معقدة ‪ ،‬فمن املفترض أن تكون من‬

‫مصطفى اإلبراهيم‬

‫لو أن رجال الدين وجهوا شطرا من عنايتهم إلى النظر في أمراض األمة‬ ‫وساروا في العمل على مداواتها بحكمة ‪ ،‬لكانت األمة اليوم أمة صحيحة‬ ‫سليمة قوية متينة في أقوالها وأعمالها وأخالقها ‪ ،‬فأين هم من العلم النافع‬ ‫املقترن باإلخالص ‪ ،‬وهل في األصل لديهم علم حتى يكون لديهم إخالص ؟؟‬ ‫من اهم اسباب جهل وفشل هذا املجتمع عدم وجود علماء يفهمون الدين‬ ‫السمح الجميل كما يجب ‪ ،‬لذا يقع عليهم اللوم األكبر في تثقيف العوام‬ ‫وتوعيتهم ونشلهم من بؤرة الغباء الى عالم النقاء ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫حممد عبد العزيز اإلبراهيم‬

‫حميي الدين اجلمعة‬

‫أولويات املقاتلين واملسؤولين في هذه املناطق ‪ ،‬السعي جاهدا‬ ‫للمحافظة قدر اإلمكان على استتباب األمن ‪ُ ،‬‬ ‫وحسن إدارة‬ ‫هذه املناطق إدارة قائمة على العدالة والقوانين ‪ -‬ولسيما ان‬ ‫املقومات موجودة فعدد الثوار حملة السالح كثير وأعمالهم‬ ‫وأفعالهم باتت قليلة في اآلونة األخيرة ‪ -‬فما الذي يجعلهم‬ ‫يتوانون عن القيام بهذه املهمة الهامة ؟‬ ‫وما الذي يمنعهم بالقيام بإجراءات جيدة تساهم في توفير‬ ‫المن وحفظ السالم ‪ ,‬كنصب الحواجز عند مداخل القرى‬ ‫والبلدات وتسيير دوريات مستمرة وخاصة في الليل ‪ ،‬قيامكم‬ ‫بهذه اإلجراءات كفيل بتوفير األمن وكسب ثقة الشارع الذي ل‬ ‫يرحم ‪ ,‬والذي راح يطلق التهامات والصفات السلبية على‬ ‫الكثير ممن ركبوا جناح الثورة من الثوار األشاوس ول عمل‬ ‫لهم إل ( الشطربة والعرض والستعراض ) على مدار الوقت ‪,‬‬ ‫وكفيل باسكات األصوات النشاز من البعثيين السابقين‬ ‫وغيرهم من املتفزليكن ( جماعة الستقرار وكنا عايشين ويا‬ ‫محال ايام بشار و ‪) ..‬‬

‫المعرة‬

‫حممد أمحد اإلبراهيم‬

‫فاندفعوا غير مبالين بما حل بمبانيها من دمار وبأهلها من نزوح وتشرد‬ ‫لبد أننا أحببنا التخلص من رجس األسد وأتباعه ولكن هل الخالص من وادي‬ ‫الضيف وملحقاته يساوي تدمير املعرة وريفها الجميل ؟؟؟؟!!!!!‬ ‫وأقول للجميع ‪:‬‬ ‫تمهل‪ !..‬توقف واحن الهام حبا ل كرها‬ ‫فهي ترد الصاع صاعين‪ ،‬فليكن صاعك حبا‬ ‫إنها مدينة املعرة‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫شبابيك‬

‫تعددية ‪:‬‬ ‫مذهب ليبرالي يرى أن املجتمع يتكون من روابط سياسية‬ ‫وغير سياسية متعددة‪ ،‬لها مصالح مشروعة متفرقة‪ ،‬وأن‬ ‫هذا التعدد يمنع تمركز الحكم ‪ ،‬ويساعد على تحقيق‬ ‫املشاركة وتوزيع املنافع‪.‬‬ ‫دكتاتورية ‪:‬‬ ‫كلمة ذات أصل يوناني رافقت املجتمعات البشرية منذ‬ ‫تأسيسها ‪ ،‬تدل في معناها السياس ي حاليا على سياسة‬ ‫تصبح فيها جميع السلطات بيد شخص واحد يمارسها‬ ‫حسب إرادته‪ ،‬دون اشتراط موافقة الشعب على‬ ‫القرارات التي يتخذها‪.‬‬

‫‪---------------------------------------------‬‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫أيديولوجية‪:‬‬ ‫هي ناتج عملية تكوين نسق فكري عام يفسر الطبيعة‬ ‫واملجتمع والفرد‪ ،‬ويحدد موقف فكري معين يربط األفكار‬ ‫في مختلف امليادين الفكرية والسياسية واألخالقية‬ ‫والفلسفية‪.‬‬

‫فدرالية ‪:‬‬ ‫نظام سياس ي يقوم على بناء عالقات تعاون محل عالقات‬ ‫تبعية بين عدة دول يربطها اتحاد مركزي ؛ على أن يكون‬ ‫هذا التحاد مبنيا على أساس العتراف بوجود حكومة‬ ‫مركزية لكل الدولة التحادية‪ ،‬وحكومات ذاتية للوليات أو‬ ‫املقاطعات التي تنقسم إليها الدولة‪ ،‬ويكون توزيع‬ ‫السلطات مقسما بين الحكومات اإلقليمية والحكومة‬ ‫املركزية‪.‬‬

‫من منشورات المفكر العربي د‪ .‬عزمي بشارة – فيس بوك‬ ‫إعادة تأهيل؟‬ ‫كتبنا سابقا أن ما يهم الوليات املتحدة وإسرائيل في سورية أمران‪ :‬السالح الكيميائي‪ ،‬والفوض ى التي تحمل معها‬ ‫"اإلرهاب اإلسالمي"‪ .‬أما معاناة الشعب السوري‪ ،‬بما في ذلك من استخدام السالح الكيماوي فال تعنيهم فعال‪.‬‬ ‫لقد سلم النظام السوري السالح الكيميائي بنجاعة وحماس لدرجة استحق معها إشادة أميركية‪ .‬أما اإلرهاب‬ ‫اإلسالمي فالنظام يقدم نفسه في الغرب منذ ما قبل الثورة على أنه أفضل حليف في الصراع ضده‪ ،‬وأنه حاربه قبل‬ ‫أن يفطن إليه الغرب‪ .‬هذا كان خطابه في الغرب خالفا لطريقة تقديم نفسه على الساحة العربية قبل الثورة‪ .‬وحينما‬ ‫كان النظام يدعم الجهاديين في العراق إنما كان يفعل ذلك ليفهم الغرب أنهم خطر‪ ،‬وأنه القادر على محاربة هذا‬ ‫الخطر‪.‬‬ ‫فال يستغربن أحد إذا جرت علمية إعادة تأهيل لألسد بعد أن سلم السالح الكيماوي بصفته قادرا على الوقوف في‬ ‫وجه "اإلرهاب اإلسالمي"‪.‬‬ ‫ول يمكن إفشال ما يجري والتخلص من الستبداد إذا لم تدرك قوى الثورة السورية ما يلي‪ .1 :‬أنه ل بد من تغيير‬ ‫موازين القوى على األرض بتنظيم نفسها فعليا خلف استراتيجية قتالية موحدة‪ ،‬فالنظام ضعيف ولكنه قوته تنبع‬ ‫أساسا من الفوض ى التي تشوب العمل املسلح‪ ،‬ومما ترتكبه تلك القوى "الجهادية" غير املنضوية تحت أهداف‬ ‫الثورة‪ ،‬التي تزوده بحجة وجوده‪ .2 ،‬أن عليها ان تطرح بديال ديمقراطيا سياسيا قويا للنظام‪ .3 .‬أن عليها أن تخاطب‬ ‫الرأي العام العربي والغربي كثورة ضد الستبداد‪ ،‬وليس كأي ش يء آخر‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫صراحة ‪ -‬العدد ‪ | 13‬تشرين الثاني ‪2013‬‬

‫بال قافية‬

‫الفسيفساء يا أغبياء ‪!! ..‬‬ ‫األستاذ‪ :‬ما هي أعظم منجزات الحضارة الغربية في‬ ‫السياسة يا أبنائي؟‬ ‫التلميذ‪ :‬سيقان كوندي ليزا رايس‪ ..‬وزيرة الخارجية‬ ‫األمريكية‬ ‫التلميذه‪ :‬بل وسامة بل كلينتون‪ ..‬الرئيس األمريكي‬ ‫السابق‬ ‫صوت الضمير العربي‪ :‬بل الجبهة الوطنية التقدمية‬ ‫على الصعيد القطري‬ ‫‪ .......‬و جامعة الدول العربية على الصعيد القومي ‪.‬‬ ‫األستاذ‪ :‬بل الديمقراطية يا أغبياء‬ ‫**‬ ‫األستاذ‪ :‬ما هي أعظم منجزات الحضارة الغربية في‬ ‫القتصاد يا أبنائي؟‬ ‫التلميذ‪ :‬امليني ماركت‬ ‫التلميذه‪ :‬بل السوبر ماركت‬ ‫صوت الضمير العربي‪ :‬بل سوق الجمعة‪ ...‬و تحديدا‬ ‫سوق املواش ي‬ ‫األستاذ‪ :‬بل البورصة يا أغبياء‬

‫د ‪ .‬محزة رستناوي‬

‫ألستاذ‪ :‬ما هي أعظم منجزات الحضارة الغربية في التلميذة ‪ :‬بل رحلة الفضاء السورية السوفيتية‬ ‫املشتركة‬ ‫الطب؟‬ ‫صوت الضمير العربي‪ :‬بل عباس بن فرناس‬ ‫التلميذ‪ :‬زمور سيارة اإلسعاف‬ ‫األستاذ‪ :‬بل هبوط اإلنسان على سطح القمر‬ ‫التلميذة‪ :‬بل حبوب منع الحمل‬ ‫**‬ ‫صوت الضمير العربي‪ :‬بل الحجامة‬ ‫األستاذ‪ :‬ما هي أعظم منجزات الحضارة الغربية في‬ ‫األستاذ‪ :‬بل اكتشاف البنسلين يا أغبياء‬ ‫املجال العسكري؟‬ ‫**‬ ‫ن‬ ‫األستاذ‪ :‬ما هي أعظم منجزات الحضارة الغربية في التلميذ‪ :‬الطائرة من دو طيار يا أستاذ‬ ‫التلميذة ‪ :‬بل الطائرة الشبح التي ل يكتشفها الرادار‬ ‫مجال التصالت و املعلوماتية؟‬ ‫صوت الضمير العربي‪ :‬بل املدفع العمالق‪ .....‬الذي‬ ‫التلميذ‪ :‬التليفون يا أستاذ‬ ‫صنعه العراق‬ ‫التلميذه‪ :‬بل املوبايل الدبدوب‬ ‫األستاذ‪ :‬بل القنبلة النووية يا أغبياء‬ ‫صوت الضمير العربي‪ :‬بل الحمام الزاجل‬ ‫**‬ ‫األستاذ‪ :‬بل النترنت يا أغبياء‬ ‫األستاذ ‪ :‬ما هي أعظم منجزات الحضارة الغربية في‬ ‫**‬ ‫األستاذ‪ :‬ما هي أعظم منجزات الحضارة الغربية في املجال الفني؟‬ ‫التلميذ‪ :‬الفيديو كليب‬ ‫مجال الفضاء؟‬ ‫التلميذة ‪ :‬بل عارضات األزياء‬ ‫التلميذ‪ :‬الصحون الطائرة‬ ‫صوت الضمير العربي‪ :‬الفسيفساء ‪ ...‬يا أغبياء‪.‬‬

‫مسابقة يف مهارات التعبري الكتابي‬ ‫تعلن مجلة ( صراحة ) بالتعاون مع المجلس المحلي في الغدفة ‪،‬‬ ‫عن إجراء مسابقة في ( مهارات التعبير الكتابي )‬ ‫لجميع طالب الصف ( السابع ) تشمل كل مدارس الغدفة‬ ‫‪-‬‬

‫موعد املسابقة ‪ :‬يوم السبت ‪ 9‬تشرين الثاني ‪ ، 2013‬الساعة ‪ :‬العاشرة صباحاً ‪،‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫املكان ‪ :‬مدرسة الشهيد أمحد قبالن‬

‫اجلوائز ‪ :‬متنح جوائز مالية للفائزين الثالثة األوائل ‪ +‬شهادات تقدير‬ ‫كما متنح جوائز تشجيعية للفائزين من املرتبة الرابعة اىل التاسعة‬ ‫تُنشر املواضيع الثالث األوىل يف اجمللة‬

‫‪ -‬تعلن النتائج وتوزع اجلوائز ضمن حفل تكريم يف األسبوع الثالث من الشهر نفسه ‪.‬‬

‫ساهم يف نشر الثقافة‬ ‫مرّر اجمللة ملن حولك‬

‫للمشاركة والمالحظات‬ ‫‪info.saraha.2013@gmail.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.